الْكتاب: تغليق التَّعْلِيق على صَحِيح البُخَارِيّ
الْمُؤلف: أَبُو الْفَضْلِ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن حجر الْعَسْقَلَانِي (الْمُتَوفَّى: 852هـ)
الْمُحَقق: سعيد عبد الرَّحْمَن مُوسَى القزقي
الناشر: الْمكتب الإسلامي , دَار عمار - بيروت , عمان - الْأُرْدُن
الطبعة: الأولى، 1405
عدد الْأَجْزَاء: 5
[ترقيم الْكتاب مُوَافق للمطبوع](/)
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم {رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لنا من أمرنَا رشدا}
وصل وَسلم على سيدنَا مُحَمَّد وَآله وَصَحبه
الْحَمد لله الَّذِي من تعلق بِأَسْبَاب طَاعَته فقد أسْند أمره إِلَى الْعَظِيم جَلَاله وَمن انْقَطع لأبواب خدمته متمسكا بنفحات كرمه قرب اتِّصَاله وَمن انتصب لرفع يَدَيْهِ جَازِمًا بِصِحَّة رجائه مَعَ انكسار نَفسه صلح حَاله وَصلى الله على سيدنَا مُحَمَّد الْمَشْهُور جماله الْمَعْلُوم كَمَاله وعَلى آل مُحَمَّد وَصَحبه الطيبين الطاهرين فصحبه خير صحب وَآله
أما بعد فَإِن الِاشْتِغَال بِالْعلمِ خير عَاجل وثواب حَاصِل لَا سِيمَا علم الحَدِيث النَّبَوِيّ وَمَعْرِفَة صَحِيحَة من معلله وموصوله من مرسله وَلما كَانَ كتاب الْجَامِع الصَّحِيح الْمسند الْمُخْتَصر من أُمُور سيدنَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وسننه وأيامه تأليف الإِمَام الأوحد عُمْدَة الْحفاظ تَاج الْفُقَهَاء أبي عبد الله مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم البُخَارِيّ رَحمَه الله وشكر سَعْيه قد اخْتصَّ بالمرتبة الْعليا وَوصف بِأَنَّهُ لَا يُوجد كتاب بعد كتاب الله مُصَنف أصح مِنْهُ فِي الدُّنْيَا وَذَلِكَ لما اشْتَمَل عَلَيْهِ من جمع الْأَصَح وَالصَّحِيح وَمَا قرن بأبوابه من الْفِقْه النافع الشَّاهِد لمؤلفه بالترجيح إِلَى مَا تميز بِهِ مُؤَلفه عَن غَيره بإتقان معرفَة التَّعْدِيل وَالتَّجْرِيح وَكنت مِمَّن من الله عز وَجل عَلَيْهِ بالاشتغال بِهَذَا الْعلم النافع فصرفت فِيهِ مُدَّة من الْعُمر الَّذِي لولاه لَقلت البضائع وتأملت مَا يحْتَاج إِلَيْهِ طَالب الْعلم من شرح هَذَا الْجَامِع فَوَجَدته ينْحَصر فِي ثَلَاثَة أَقسَام من غير رَابِع(2/5)
الأول فِي شرح غَرِيب ألفاضه وضبطها وإعرابها
وَالثَّانِي فِي معرفَة أَحَادِيثه وتناسب أبوابه
وَالثَّالِث وصل الْأَحَادِيث المرفوعة والْآثَار الْمَوْقُوفَة الْمُعَلقَة فِيهِ وَمَا أشبه ذَلِك من قَوْله تَابعه فلَان وَرَوَاهُ فلَان وَغير ذَلِك فَبَان لي أَن الْحَاجة الْآن إِلَى وصل الْمُنْقَطع مِنْهُ ماسة أَن كَانَ نوعا لم يفرد وَلم يجمع ومنهلا لم يشرع فِيهِ وَلم يكرع وَإِن كَانَ صرف الزَّمَان إِلَى تَحْرِير الْقسمَيْنِ الْأَوَّلين أولى وَأَعْلَى والمعتني بهما هُوَ الَّذِي حَاز الْقدح الْمُعَلَّى وَلَكِن ملئت مِنْهُمَا بطُون الدفاتر فَلَا يُحْصى كم فِيهَا من حُبْلَى وَسبق إِلَى تحريرهما من قصاراي وقصارى غَيْرِي أَن ينْسَخ نَص كَلَامه فرعا وأصلا فاستخرت الله فِي جمع هَذَا الْقسم إِلَى أَن حصرته وتتبعت مَا انْقَطع مِنْهُ فَكل مَا وصلت إِلَيْهِ وصلته وسردته على تَرْتِيب الأَصْل بَابا بَابا وَذكرت من كَلَام الأَصْل مَا يحْتَاج إِلَيْهِ النَّاظر وَكَانَ ذَلِك صَوَابا وغيبته عَن عُيُون النقاد إِلَى أَن أطلعته فِي أفق الْكَمَال شهابا وسميته تغليق التَّعْلِيق لِأَن أسانيده كَانَت كالأبواب المفتحة فغلقت ومتونه رُبمَا كَانَ فِيهَا اخْتِصَار فكملت واتسقت
وَقد نقلت من كتاب ترجمان التراجم لِلْحَافِظِ أبي عبد الله بن رشيد مَا نَصه بعد أَن ذكر التَّعْلِيق وَهل هُوَ لَاحق بِحكم الصَّحِيح أم متقاصر عَنهُ قَالَ وَسَوَاء كَانَ مَنْسُوبا إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَو إِلَى غَيره وَأكْثر مَا وَقع للْبُخَارِيّ من ذَلِك فِي صُدُور الْأَبْوَاب وَهُوَ مفتقر إِلَى أَن يصنف فِيهِ كتاب يَخُصُّهُ تسند فِيهِ تِلْكَ المعلقات وَتبين درجتها من الصِّحَّة أَو الْحسن أَو غير ذَلِك من الدَّرَجَات(2/6)
وَمَا علمت أحدا تعرض لتصنيف فِي ذَلِك وَأَنه لمهم لَا سِيمَا لمن لَهُ عناية بِكِتَاب البُخَارِيّ انْتهى
وَكفى بهَا شَهَادَة من هَذَا الْمُحَقق الْحَافِظ المدقق الرّحال إِلَى الْمشرق وَالْمغْرب وَلَقَد وقفت على فَوَائِد رحلته فِي سِتّ مجلدات أَتَى فِيهَا بالعجب العجاب وَلَقي فِيهَا مُسْند دمشق الْفَخر بن البُخَارِيّ ومسند مصر الْعِزّ الْحَرَّانِي ومجتهد الْعَصْر بن دَقِيق الْعِيد وأقرانهم وَرجع إِلَى بَلَده سبته بِعلم جم رَحمَه الله تَعَالَى
فَأَما تَسْمِيَة هَذَا النَّوْع بِالتَّعْلِيقِ فَأول مَا وجد ذَلِك فِي عبارَة الْحَافِظ الأوحد أبي الْحسن عَليّ بن عمر الدَّارَقُطْنِيّ وَتَبعهُ عَلَيْهِ من بعده فَقَالَ الشَّيْخ أَبُو عَمْرو ابْن الصّلاح فِيمَا أَخْبَرَنَا أَبُو الْحسن بن أبي الْمجد عَن مُحَمَّد بن يُوسُف بن عبد الله الشَّافِعِي عَنهُ كَأَنَّهُ مَأْخُوذ من تَعْلِيق الْجِدَار وَتَعْلِيق ز 1 ب الطَّلَاق وَنَحْوه لما يشْتَرك الْجَمِيع فِيهِ من قطع الِاتِّصَال وَالله أعلم
قلت أَخذه من تَعْلِيق الْجِدَار فِيهِ بعد وَأما أَخذه من تَعْلِيق الطَّلَاق وَغَيره فَهُوَ أقرب للسببيه لِأَنَّهُمَا معنويان
وَأما التَّعْرِيف بِهِ فِي الْجَامِع فَهُوَ أَن يحذف من أول الْإِسْنَاد رجلا فَصَاعِدا(2/7)
معبرا بِصِيغَة لَا تَقْتَضِي التَّصْرِيح بِالسَّمَاعِ مثل قَالَ وروى وَزَاد وَذكر أَو يرْوى وَيذكر وَيُقَال وَمَا أشبه ذَلِك من صِيغ الْجَزْم والتمريض فَإِن جزم بِهِ فَذَلِك حكم مِنْهُ بِالصِّحَّةِ إِلَى من علقه عَنهُ وَيكون النّظر إِذْ ذَاك [فِيمَن] أبرز من رِجَاله فَإِن كَانُوا ثِقَات فالسبب فِي تَعْلِيقه أما لتكراره أَو لِأَنَّهُ أسْند مَعْنَاهُ فِي الْبَاب وَلَو من طَرِيق أُخْرَى فنبه عَلَيْهِ بِالتَّعْلِيقِ اختصارا أَو ليبين سَماع أحد رُوَاته من شَيْخه إِذا كَانَ مَوْصُوفا بالتدليس أَو كَانَ مَوْقُوفا لِأَن الْمَوْقُوف لَيْسَ من مَوْضُوع الْكتاب أَو كَانَ فِي رُوَاته من لم يبلغ دَرَجَة الضَّبْط والإتقان م 2 أوَإِن كَانَ ثِقَة فِي نَفسه فَلَا يرتقي إِلَى شَرط أبي عبد الله الْمُؤلف فِي الصَّحِيح فيعلق حَدِيثه تَنْبِيها عَلَيْهِ تَارَة أصلا وَتارَة فِي المتابعات
فَهَذِهِ عدَّة أوجه من الْأَسْبَاب الحاملة لَهُ على تَعْلِيق الْإِسْنَاد المجزوم بِهِ وَسَيَأْتِي مزِيد بَيَان لذَلِك فِي أثْنَاء هَذَا التصنيف
وَإِن أَتَى بِهِ بِصِيغَة التمريض فَهُوَ مشْعر بضعفه عِنْده إِلَى من علقه عَنهُ لَكِن رُبمَا كَانَ ذَلِك الضعْف خَفِيفا حَتَّى رُبمَا صَححهُ غَيره أما لعدم اطِّلَاعه على علته أَو لِأَن تِلْكَ الْعلَّة لَا تعد عِنْد هَذَا الْمُصَحح قادحة وَالنَّظَر فِيمَا أبرزه من رِجَاله كالنظر فِيمَا أبرزه من رجال الأول وَالسَّبَب فِي تَعْلِيقه بعض مَا تقدم
فَهَذَا حكم جَمِيع مَا ح 2 ب فِي الْكتاب من التَّعَالِيق إِلَّا إِذا مَا علق الحَدِيث عَن شُيُوخه الَّذين سمع مِنْهُم فقد ذكر الشَّيْخ أَبُو عَمْرو بن الصّلاح أَن حكم قَالَ)) حكم ((عَن)) وَأَن ذَلِك مَحْمُول على الِاتِّصَال ثمَّ اخْتلف كَلَامه فِي مَوضِع آخر فَمثل التَّعَالِيق الَّتِي فِي البُخَارِيّ بأمثلة ذكر مِنْهَا شُيُوخ البُخَارِيّ كالقعنبي وَالْمُخْتَار الَّذِي لَا محيد عَنهُ أَن حكمه مثل غَيره من التَّعَالِيق فَإِنَّهُ وَإِن قُلْنَا يُفِيد الصِّحَّة لجزمه بِهِ فقد يحْتَمل أَنه لم يسمعهُ من شَيْخه الَّذِي علق عَنهُ بِدَلِيل أَنه علق عدَّة أَحَادِيث عَن شُيُوخه الَّذين سمع مِنْهُم ثمَّ أسندها فِي مَوضِع آخر من كِتَابه بِوَاسِطَة بَينه وَبَين من علق عَنهُ كَمَا سَيَأْتِي إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي موَاضعه(2/8)
وَقد رَأَيْته علق فِي تَارِيخه عَن بعض شُيُوخه شَيْئا وَصرح ز 2 أبِأَنَّهُ لم يسمعهُ مِنْهُ فَقَالَ فِي تَرْجَمَة مُعَاوِيَة قَالَ إِبْرَاهِيم بن مُوسَى فِيمَا حَدثُونِي عَنهُ عَن هِشَام ابْن يُوسُف فَذكر خَبرا
فَإِن قلت هَذَا يَقْتَضِي أَن يكون البُخَارِيّ مدلسا وَلم يصفه أحد بذلك إِلَّا أَبُو عبد الله بن مَنْدَه وَذَلِكَ مَرْدُود عَلَيْهِ
قلت لَا يلْزم من هَذَا الْفِعْل الاصطلاحي لَهُ أَن يُوصف بالتدليس لأَنا قد قدمنَا الْأَسْبَاب الحاملة للْبُخَارِيّ على عدم التَّصْرِيح بِالتَّحْدِيثِ فِي الْأَحَادِيث الَّتِي علقها حَتَّى لَا يَسُوقهَا مساق أصل الْكتاب فَسَوَاء عِنْده علقها عَن شَيْخه أَو شيخ شَيْخه وَسَوَاء عِنْده كَانَ سَمعهَا من هَذَا الَّذِي علقه عَنهُ أَو سَمعهَا عَنهُ بِوَاسِطَة ثمَّ إنَّ ((عَن)) فِي عرف الْمُتَقَدِّمين مَحْمُولَة على السماع قبل ظُهُور المدلسين وَكَذَا لَفْظَة ((قَالَ)) لَكِنَّهَا لم تشتهر اصْطِلَاحا للمدلسين مثل لَفْظَة ((عَن)) فَحِينَئِذٍ لَا يلْزم من اسْتِعْمَال البُخَارِيّ لَهَا أَن يكون مدلسا وَقد صرح الْخَطِيب بِأَن لَفْظَة ((قَالَ)) لَا تحمل على السماع إِلَّا إِذا عرف من عَادَة الْمُحدث أَنه لَا يطلقهَا إِلَّا فِيمَا سمع
وَقد قَرَأت على أَحْمد بن عمر اللؤْلُؤِي عَن يُوسُف بن عبد الرَّحْمَن الْقُضَاعِي أَن يُوسُف بن يَعْقُوب [بن المجاور] أخبرهُ أَن أَبُو الْيمن الْكِنْدِيّ أَن أَبُو مَنْصُور الْقَزاز أَنا أَبُو بكر الْخَطِيب حَدَّثَني أَبُو النجيب الأرموي حَدَّثَني مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الْأَصْبَهَانِيّ أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بن إِدْرِيس الْوراق ثَنَا مُحَمَّد بن حم [بن ناقب البُخَارِيّ] ثَنَا مُحَمَّد بن يُوسُف الْفرْيَابِيّ ثَنَا مُحَمَّد بن أبي حَاتِم قَالَ سُئِلَ(2/9)
مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل عَن خبر حَدِيث فَقَالَ ((يَا أَبَا فلَان أَترَانِي أدلس وَأَنا تركت عشرَة آلَاف حَدِيث لرجل لي فِيهِ نظر)) ] يَعْنِي إِذا كَانَ يسمح بترك هَذَا الْقدر الْعَظِيم كَيفَ نشره لقدر يسير فحاشاه من التَّدْلِيس المذموم
وَبِه إِلَى الْخَطِيب أَخْبَرَنِي أَبُو الْوَلِيد [الدربندي] ثَنَا مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد ابْن سُلَيْمَان (ثَنَا مُحَمَّد بن سعيد) ثَنَا مُحَمَّد بن يُوسُف هُوَ الْفربرِي ثَنَا مُحَمَّد بن أبي حَاتِم قَالَ سَمِعت أَبَا عَمْرو المستنير بن عَتيق الْبكْرِيّ سَمِعت رَجَاء بن مرجى يَقُول فضل مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل على الْعلمَاء كفضل الرِّجَال على النِّسَاء
فَأَما إِذا قَالَ البُخَارِيّ قَالَ لنا أَو قَالَ لي أَو زادنا أَو زادني أَو ذكر لنا أَو ذكر لي فَهُوَ وَإِن ألحقهُ بعض من صنف فِي الْأَطْرَاف بالتعاليق فَلَيْسَ مِنْهَا بل هُوَ مُتَّصِل صَرِيح فِي الِاتِّصَال وَإِن كَانَ أَبُو جَعْفَر ابْن حمدَان قد قَالَ إِن ذَلِك عرض ومناولة وَكَذَا قَالَ ابْن مَنْدَه إِن قَالَ لنا إجَازَة
فَإِن صَحَّ مَا قَالَاه فَحكمه الِاتِّصَال أَيْضا على رَأْي الْجُمْهُور مَعَ أَن بعض الْأَئِمَّة ذكر أَن ذَلِك مِمَّا حمله عَن شَيْخه فِي المذاكرة وَالظَّاهِر أَن كل ذَلِك تحكم ز 2 ب وَإِنَّمَا للْبُخَارِيّ مقصد فِي هَذِه الصِّيغَة وَغَيرهَا فَإِنَّهُ لَا يَأْتِي بِهَذِهِ الصِّيغَة إِلَّا فِي المتابعات والشواهد أَو فِي الْأَحَادِيث الْمَوْقُوفَة فقد رَأَيْته فِي كثير من الْمَوَاضِع الَّتِي يَقُول فِيهَا فِي الصَّحِيح قَالَ لنا قد سَاقهَا فِي تصانيفه بِلَفْظ حَدَّثنا وَكَذَا بِالْعَكْسِ فَلَو كَانَ مثل ذَلِك عِنْده إجَازَة أَو مناولة أَو مُكَاتبَة لم يستجز إِطْلَاق حَدَّثنا فِيهِ من غير بَيَان(2/10)
فَإِن اعْترض على مَا قدمنَا من حكم صيغتي الْجَزْم والتمريض بِأَن البُخَارِيّ قد أورد مَا لَيْسَ لَهُ إِلَّا سَنَد وَاحِد وَفِيه من تكلم فِيهِ وَجزم بِهِ (مَعَ ذَلِك)
فَالْجَوَاب أَن البُخَارِيّ فِي الْمنزلَة الَّتِي رَفعه الله ح 3 أإِلَيْهَا فِي هَذَا الْفَنّ وَهُوَ أحد الْأَئِمَّة فِي الْجرْح وَالتَّعْدِيل بل مَعْدُود من أعدلهم قولا فِيهِ وَأَكْثَرهم تثبيتا فَإِذا اخْتَار تَوْثِيق رجل اخْتلف كَلَام غَيره فِي جرحه وتعديله لم يكن كَلَام غَيره حجَّة عَلَيْهِ لِأَنَّهُ إِمَام مُجْتَهد مَعَ أَنا لَا نلتزم فِيمَا جزم بِهِ أَن يكون على شَرطه فِي الْجَامِع الَّذِي هُوَ أعالي شُرُوط الصِّحَّة وَمن تَأمل هَذَا التَّخْرِيج أعياه أَن يجد فِيهِ حَدِيثا مُعَلّقا مَجْزُومًا بِهِ لَيْسَ لَهُ إِلَّا سَنَد وَاحِد م 2 ب ضَعِيف بل لَا يجد فِيهِ حَدِيثا من المرفوعات كَذَلِك لم يُصَحِّحهُ أحد من الْأَئِمَّة فَبَطل هَذَا الِاعْتِرَاض
فَإِن قيل فقد أورد أَشْيَاء بِصِيغَة التمريض ثمَّ أسندها فِي مَوَاضِع من صَحِيحه أَو لم يسندها وَهِي صَحِيحَة على شَرطه أَو على شَرط غَيره
فَالْجَوَاب أَنه إِذا أورد مثل ذَلِك فَأَما أَن يكون اختصر الحَدِيث الْمُعَلق أَو رَوَاهُ من حفظه بِالْمَعْنَى فَذَلِك لَا يجْزم بِهِ لمحل الْخلاف فِي جَوَاز الرِّوَايَة بكلا الْأَمريْنِ هَذَا مِمَّا خرجه فِي مَوضِع آخر فِي صَحِيحه وَأما مَا لم يُخرجهُ فَيحْتَمل أَن يكون لَهُ عِلّة خُفْيَة من انْقِطَاع أَو اضْطِرَاب أَو ضعف راو وخفي ذَلِك على من صَححهُ وَكثير من أَمْثَال هَذَا يَأْتِي مُفَسرًا فِي هَذَا الْكتاب
وَقد يُقَال إِن صِيغَة التمريض قد تسْتَعْمل فِي الصَّحِيح أَيْضا وَلَكِن الَّذِي ظهر لي أَنه لَا يعبر بِصِيغَة التمريض إِلَّا فِيمَا لَهُ عِلّة وَإِن لم تكن تِلْكَ الْعلَّة قادحة وَمن تَأمل هَذَا التَّخْرِيج عرف صِحَة مَا أَشرت إِلَيْهِ
فَإِن قيل قد قررت أَن مَا علقه بِصِيغَة الْجَزْم يُفِيد الصِّحَّة إِلَى آخِره فَمَا الْفَائِدَة وَالْحَالة هَذِه ز 3 أفِي تكلفك وَصله بأسانيده
قلت فَائِدَة ذَلِك إِقَامَة الْبُرْهَان على مَا قَرّرته وإدحاض حجَّة الْمُخَالف لهَذِهِ(2/11)
الْقَاعِدَة فَإِن الْمُخَالف لَهَا إِذا رأى حَدِيثا علقه البُخَارِيّ وَلم يُوصل إِسْنَاده حكم عَلَيْهِ بالانقطاع لَا سِيمَا إِن كَانَ علقه عَن شُيُوخ شُيُوخه أَو عَن الطَّبَقَة الَّتِي فَوق
فَإِن قَالَ لَهُ خَصمه هَذَا مُعَلّق بِصِيغَة الْجَزْم فَطلب مِنْهُ الدَّلِيل على أَنه مَوْصُول عِنْد البُخَارِيّ مَا يكون جَوَابه إِن أجَاب بِأَن الْقَاعِدَة أَنه لَا يجْزم إِلَّا بِمَا صَحَّ عِنْده قَالَ لَهُ أَنا لَا ألتزم هَذِه الْقَاعِدَة بِلَا دَلِيل لِأَنَّهَا على خلاف الأَصْل وَإِنَّمَا أحكم بِمَا ظهر لي من أَن هَذَا السِّيَاق حكمه الِانْقِطَاع وَأَن البُخَارِيّ لم يلق هَذَا الرجل الْمُعَلق عَنهُ وَأي فرق يبقي بَين هَذَا وَبَين الْمُنْقَطع وَإِن أَجَابَهُ بِأَن الإِمَام فلَانا روى هَذَا الحَدِيث فِي تصنيفه مُسْندًا مُتَّصِلا كَانَ ذَلِك أدعى لرجوعه وأذعن لخضوعه وَلم يبْق إِلَّا التَّسْلِيم وَفَوْقَ كل ذِي علم عليم
والتزمت فِي وصل هَذَا التَّعْلِيق أَن أسوق ح 3 ب أَحَادِيثه المرفوعة وآثاره الْمَوْقُوفَة بإسنادي إِلَى من علق عَنهُ المُصَنّف لَا إِلَى غَيره إِلَّا أَن يتَكَرَّر النَّقْل من كتاب كَبِير هُوَ عِنْدِي أَو أَكْثَره بِإِسْنَاد وَاحِد إِلَى مُصَنفه فَإِنِّي أُحِيل عَلَيْهِ غَالِبا وَأجْمع أسانيدي فِي الْكتب الَّتِي أُحِيل عَلَيْهَا فِي فصل أختم بِهِ هَذَا الْمَجْمُوع يَتْلُو فصلا آخر فِي سِيَاق تَرْجَمَة الْمُؤلف ومناقبه
فَإِن علق الحَدِيث فِي مَوضِع وأسنده نبهت عَلَيْهِ واكتفيت بِهِ إِلَّا أَن يخْتَلف لفظ الْمُعَلق وَلَفظ الْمَوْصُول فأنبه حِينَئِذٍ على من وَصله بذلك اللَّفْظ
وَإِذا لم يسم أحدا من الروَاة بل قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مثلا كَذَا فإنني أخرجه من أصح طرقه إِن لم يكن عِنْده فِي مَوضِع آخر كَمَا سبق
وَأما التَّبْوِيب فَإِنَّهُ يبوب كثيرا بِلَفْظ حَدِيث أَو أثر ويسوقه فِي ذَلِك الْبَاب مُسْندًا أَو يُورد مَعْنَاهُ أَو مَا يُنَاسِبه كَقَوْلِه فِي كتاب الْأَحْكَام بَاب الْأُمَرَاء من قُرَيْش وسَاق فِي الْبَاب حَدِيث مُعَاوِيَة لَا يزَال وَال من(2/12)
قُرَيْش وَاللَّفْظ الأول لم يُخرجهُ وَهُوَ لفظ حَدِيث آخر وَقَوله بَاب اثْنَان فَمَا فَوْقهمَا جمَاعَة ثمَّ سَاق فِيهِ حَدِيث أذنا وأقيما وليؤمكما أكبركما فَلم أتكلف لتخريج ذَلِك إِلَّا إِذا صرح فِيهِ بالرواية
وَإِذا أخرجت ز 3 ب الحَدِيث من مُصَنف غير متداول فَذَلِك لفائدتين
أَحدهمَا أَن يكون من مسموعي
وَالثَّانيَِة أَن يكون عَالِيا
وَمَعَ ذَلِك فأنبه على من أخرجه من أَصْحَاب الْكتب الْمَشْهُورَة وعَلى كَيْفيَّة مَا أَخْرجُوهُ فِي الْغَالِب
وَقد قَرَأت على شيخ الْإِسْلَام أبي حَفْص بن أبي الْفَتْح عَن الْحَافِظ أبي الْحجَّاج الْمزي أَن يُوسُف بن يَعْقُوب [بن المجاور] أخبرهُ أَنا أَبُو الْيمن الْكِنْدِيّ أَنا أَبُو مَنْصُور الْقَزاز أَنا الْحَافِظ أَبُو بكر الْخَطِيب أَنا البرقاني يَعْنِي أَبَا بكر أَحْمد ابْن مُحَمَّد بن غَالب الْفَقِيه الْحَافِظ فِيمَا أنْشد لنَفسِهِ من أَبْيَات ... أعلل نَفسِي بكتب الحَدِيث ... ... وأجمل فِيهِ لَهَا الْمَوْعِدَا ... ... وأشغل نَفسِي بتصنيفه ... ... وتخريجه دَائِما سرمدا ... وأقفوا البُخَارِيّ فِيمَا نحاه ... ... وصنفه جاهدا مرشدا ... ... ... وَمَالِي فِيهِ سوى أنني ... ... أرَاهُ هوى صَادف المقصدا ... ... وَأَرْجُو الثَّوَاب بكتب الصَّلَاة ... ... على السَّيِّد الْمُصْطَفى أحمدا ... ... وأسأل رَبِّي إِلَه الْعباد ... ... جَريا على مَا لنا عودا ...(2/13)
قلت وَهَذِه الأبيات أطول من هَذَا وَهِي حَسَنَة فِي مَعْنَاهَا مُنَاسِب لمغزانا مغزاها ح 4 أفأسأل الله السَّمِيع الْقَرِيب الْإِعَانَة على إكماله مخلصا لَهُ فَمَا توفيقي إِلَّا بِاللَّه عَلَيْهِ توكلت وَإِلَيْهِ أنيب م 3 أ
[1]
من كتاب بَدْء الْوَحْي
أَخْبَرَنِي أَبُو الْفَرَجِ عَبْدُ الرَّحَمْنِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْمُبَارَكِ بْنِ حَمَّادٍ الْغَزِّيُّ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ قُلْتُ لَهُ أَخْبَرَكُمْ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْمَخْزُومِيُّ أَنا عَبْدُ اللَّطِيفِ بْنُ عَبْدِ الْمُنْعِمِ بْنِ عَلِيٍّ الْحَرَّانِيُّ عَنْ مَسْعُودِ بْنِ أَبِي مَنْصُورِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجَمَّالِ أَنَّ أَبَا عَلِيٍّ الْحَسَنَ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الْمُقْرِئَ أَخْبَرَهُمْ أَنا أَبُو نُعَيْمٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ الْحَافِظُ قَالَ وَحَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ وَهُوَ ابْنُ الصَّوَّافِ ح وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْمِقْدَادِ الْقَيْسِيُّ فِي كِتَابِهِ أَنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عَنْ عَبْدِ اللَّطِيفِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ أَنَّ أَبَا الْمَعَالِي أَحْمَدَ بْنَ عَبْدِ الْغَنِيِّ أَخْبَرَهُمْ أَنا أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الْخَيَّاطُ أَنا أَبُو طَاهِرٍ عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْمُؤَدِّبُ أَنا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بن الْحسن ز 4 أالصَّوَّافُ ثَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى ثَنَا الْحُمَيْدِيُّ ثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عَيْنِيَّة ثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ أَنَّهُ سَمِعَ عَلْقَمَةَ بْنَ وَقَّاصٍ يَقُولُ سَمِعت عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ عَلَى الْمِنْبَرِ يُخْبِرُ ذَلِكَ عَنْ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ سَمِعت رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ
((إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ فَهِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا أَوِ امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ)) لفظ الْمُؤَدب
افْتتح بِهِ أَبُو عبد الله كِتَابه فَرَوَاهُ عَن الْحميدِي وَاخْتصرَ مِنْهُ مَا كتبت عَلَيْهِ من إِلَى وَلم يتَّجه لي السَّبَب الْحَامِل لَهُ على اختصاره لِأَن شَيْخه وَشَيخ(2/14)
شَيْخه قد روياه على التَّمام إِلَّا أَن يكون هَكَذَا حفظه وَالله أعلم
وَإِنَّمَا أوردت هَذَا الحَدِيث وَإِن لم يكن من شَرط هَذَا الْكتاب تيمنا بِهِ ولأستفتح الْكتاب بِحَدِيث مُسْند
قَوْله فِيهِ حَدَّثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ ثَنَا اللَّيْثُ ثَنَا عُقَيْلٌ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ عَائِشَةَ [أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ أَنَّهَا] قَالَتْ أَوَّلُ مَا بُدِئَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْوَحْيِ الرُّؤْيَا الصَّادِقَةُ الحَدِيث بِطُولِهِ وَفِيه
((فَرجع إِلَى خَدِيجَة يرجف فُؤَاده))
وَقَالَ عقبه تَابعه عبد الله بن يُوسُف وَأَبُو صَالح هُوَ عبد الله بن صَالح يَعْنِي عَن اللَّيْث عَن عقيل ثمَّ قَالَ وَتَابعه هِلَال بن رداد عَن الزُّهْرِيّ وَقَالَ يُونُس وَمعمر يَعْنِي عَن الزُّهْرِيّ ((بوادره)) انْتهى(2/15)
أما مُتَابعَة عبد الله بن يُوسُف فأسندها أَبُو عبد الله فِي أَحَادِيث الْأَنْبِيَاء بِتَمَامِهَا وَفِي التَّفْسِير عَنهُ مختصرة ح 4 ب
وَأما مُتَابعَة عبد الله بن صَالح فَقَرَأت على مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن منيع الْمُؤَدب بسفح قاسيون أخْبركُم أَبُو مُحَمَّد عبد الله بن الْحُسَيْن الْأنْصَارِيّ إجَازَة إِن لم يكن سَمَاعا عَن إِسْمَاعِيل بن أَحْمد الْعِرَاقِيّ أَنا الْحَافِظ أَبُو مُوسَى مُحَمَّد بن أبي بكر عمر الْمَدِينِيّ فِي كِتَابه أَن أَبَا عَليّ الْحسن بن أَحْمد الْحداد أخبرهُ أَنا أَحْمد بن عبد الله بن أَحْمد أَبُو نعيم ثَنَا سُلَيْمَان بن أَحْمد الطَّبَرَانِيّ ثَنَا مطلب بن شُعَيْب الْأَزْدِيّ إملاء ثَنَا عبد الله بن صَالح ثَنَا اللَّيْث فَذكره بِتَمَامِهِ(2/16)
وَرَوَاهُ يَعْقُوب بن سُفْيَان فِي تَارِيخه قَالَ ثَنَا أَبُو صَالح وَابْن بكير قَالَا ثَنَا اللَّيْث بِهِ
وَرَوَاهُ الرَّوْيَانِيّ فِي مُسْنده عَن مُحَمَّد بن إِسْحَاق الصغاني عَن عبد الله بن صَالح بِهِ فَوَقع لنا بَدَلا عَالِيا
وَأما مُتَابعَة هِلَال بن رداد فَقَالَ أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن يحيى الذهلي فِي جمعه لحَدِيث الزُّهْرِيّ أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بن مُسلم الرَّازِيّ حَدَّثَني أَبُو الْقَاسِم بن هِلَال بن رداد الطَّائِي ثَنَا أبي وَكَانَ من كتبة هِشَام قَالَ سَمِعت ابْن شهَاب قَالَ الذهلي وَكَانَ هِلَال بن رداد (الطَّائِي) أسوقهم للْحَدِيث باقتصاصه يَعْنِي لحَدِيث الزُّهْرِيّ انْتهى
أَخْبَرَنَا بذلك أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن أبي بكر [بن قدامَة] فِي كِتَابه عَن سُلَيْمَان ابْن حَمْزَة أَن الضياء مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد [الْمَقْدِسِي] أنبأهم أَنا الْقَاسِم بن عبد الله بن عمر [الصفار] أَنا وجيه بن طَاهِر أَنا أَبُو حَامِد الْأَزْهَرِي أَنا مُحَمَّد ابْن عبد الله بن حمدون أَنا أَبُو حَامِد الشَّرْقِي ثَنَا مُحَمَّد بن يحيى الذهلي بِهِ
وَأما رِوَايَة يُونُس فأسندها أَبُو عبد الله فِي التَّفْسِير عَن سعيد بن سُلَيْمَان(2/17)
عَن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن أبي رزمة عَن أبي صَالح سلمويه عَن عبد الله بن الْمُبَارك عَن يُونُس بِتَمَامِهِ
وَقد رَوَاهَا الطَّبَرَانِيّ فِي المعجم الْكَبِير عَن هَارُون بن كَامِل عَن عبد الله بن صَالح عَن اللَّيْث بن سعد عَن يُونُس
وَأما رِوَايَة معمر فأسندها أَبُو عبد الله أَيْضا فِي التَّعْبِير عَن شَيْخه عبد الله ابْن مُحَمَّد المسندي عَن عبد الرَّزَّاق عَن معمر بِهِ
قَوْله فِيهِ عقب حَدِيث (7) شُعَيْب بن أبي حَمْزَة عَن الزُّهْرِيّ عَن عبيد الله بن عبد الله عَن ابْن عَبَّاس عَن أبي سُفْيَان صَخْر بن حَرْب فِي قصَّة هِرقل الحَدِيث بِطُولِهِ
رَوَاهُ صَالح وَيُونُس وَمعمر عَن الزُّهْرِيّ انْتهى
وَقد أسْند أَحَادِيث الثَّلَاثَة فِي الْجَامِع
أما حَدِيث صَالح فَفِي الْجِهَاد بِتَمَامِهِ عَن إِبْرَاهِيم بن حَمْزَة عَن إِبْرَاهِيم بن سعد عَنهُ
وَأما حَدِيث يُونُس فَفِي الاسْتِئْذَان من طَرِيق ابْن الْمُبَارك مُخْتَصرا وَفِي(2/18)
الْجِزْيَة من طَرِيق اللَّيْث بن سعد كِلَاهُمَا عَنهُ
وَأما حَدِيث معمر فَفِي التَّفْسِير من حَدِيث هِشَام بن يُوسُف وَعبد الرَّزَّاق كِلَاهُمَا عَن معمر بِهِ م 3 ب
وَمن [2] كتاب الْإِيمَان
قَوْله فِي [1]
بَاب قَول النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
((بُنِيَ الإِسْلامُ عَلَى خَمْسٍ))
وَكتب عمر بن عبد الْعَزِيز إِلَى عدي بن عدي إِن للْإيمَان فَرَائض وَشَرَائِع وحدودا وسننا فَمن استكملها اسْتكْمل الْإِيمَان وَمن لم يستكملها لم يستكمل الْإِيمَان فَإِن أعش فسأبينها لكم حَتَّى تعملوا بهَا وَإِن أمت فَمَا أَنا على صحبتكم بحريص انْتهى
أما الحَدِيث الْمَرْفُوع فأسنده فِي الْبَاب الَّذِي بعده من حَدِيث عِكْرِمَة بن خَالِد عَن ز 5 أابْن عمر وَفِي بعض النّسخ أسْندهُ فِي الْبَاب
وَأما أثر عمر بن عبد الْعَزِيز فأَخْبَرَنِي بِهِ عبد الله بن عمر بن عَليّ فِيمَا قَرَأت عَلَيْهِ أخْبركُم يحيى بن يُوسُف الْمَقْدِسِي إجَازَة إِن لم يكن سَمَاعا عَن عبد الْوَهَّاب ابْن رواج الْأَزْدِيّ أَن عبد الْوَاحِد بن عَسْكَر المَخْزُومِي أخبرهُ أَنا أَبُو صَادِق مرشد بن يحيى بن الْقَاسِم الْمَدِينِيّ أَنا أَبُو الْقَاسِم عَليّ بن مُحَمَّد الْفَارِسِي ثَنَا الْحسن ابْن رَشِيق العسكري ثَنَا أَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بن أَحْمد الوكيعي ثَنَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة ثَنَا أَبُو أُسَامَة عَن جرير بن حَازِم حَدَّثَني عِيسَى بن عَاصِم حَدثنِي عدي(2/19)
ابْن عدي قَالَ كتب إِلَيّ عمر بن عبد الْعَزِيز (أما بعد) فَإِن للْإيمَان فَرَائض قلت فَذكره بِحُرُوفِهِ وَهُوَ إِسْنَاد صَحِيح وَرِجَاله ثِقَات
رَوَاهُ أَحْمد بن حَنْبَل فِي الْإِيمَان لَهُ عَن وَكِيع عَن جرير بن حَازِم نَحوه
قَوْله فِيهِ وَقَالَ معَاذ ((اجْلِسْ بِنَا نُؤْمِنْ سَاعَةً))
أَخْبَرَنِي بِذَلِكَ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الْمَجْدِ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ بِالْقَاهِرَةِ أَخْبَرَكُمْ أَبُو مُحَمَّدٍ الْقَاسِمُ بْنُ عَسَاكِرَ إِجَازَةً إِنْ لَمْ يَكُنْ سَمَاعًا أَنَّ أَبَا الْمُنَجَّا عبد الله ابْن عُمَرَ اللَّتِّيَّ أَخْبَرَهُمْ أَنا أَبُو الْمَعَالِي مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ اللَّحَّاسِ أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبُسْرِيُّ أَنا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ الصَّلْتِ ثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ مُوسَى الْهَاشِمِيُّ إِمْلاءً ثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلاءِ بِمَكَّةَ ثَنَا وَكِيعٌ عَنِ الأَعْمَشِ ومسعر عَن جَامع ابْن شَدَّادٍ عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ هِلالٍ الْمُحَارِبِيِّ قَالَ قَالَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ ((اجْلِسْ بِنَا نُؤْمِنْ سَاعَةً))
رَوَاهُ أَحْمد بن حَنْبَل فِي الإِيمَانِ لَهُ عَنْ وَكِيعٍ فَوَافَقْنَاهُ بِعُلُوٍّ
وَأَخْبَرَنِي بِهِ أَبُو هُرَيْرَةَ بْنُ الْحَافِظِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ابْن الذَّهَبِيِّ إِجَازَةً أَنَّ أَبَا الْفَتْحِ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحِيمِ الْمَخْزُومِيَّ أَخْبَرَهُمْ سَمَاعًا عَلَيْهِ أَنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ ظَافِرٍ أَنا الْحَافِظُ(2/20)
أَبُو طاهرالسلفي أَنا أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ السَّلامِ أَنا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ أَنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ماتي ثَنَا أَبُو اسحق إِبْرَاهِيم بن عبد الله ابْن عُمَرَ الْقَصَّارُ الْعَبْسِيُّ ثَنَا وَكِيعٌ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ جَامِعِ بْنِ شَدَّاد عَن الْأسود ابْن هِلالٍ قَالَ قَالَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ ((اجْلِسْ بِنَا نُؤْمِنْ سَاعَةً)) قَالَ وَكِيع يَعْنِي نذْكر الله
هَذَا مَوْقُوف صَحِيح رَوَاهُ أَبُو بكر بن أبي شيبَة فِي كتاب الْإِيمَان عَن وَكِيع عَن الْأَعْمَش وَحده فوافقناه بعلو دَرَجَة على طَرِيقه
وَرَوَاهُ أَيْضا عَن أبي أُسَامَة عَن الْأَعْمَش بِلَفْظ كَانَ معَاذ بن جبل يَقُول للرجل من ح 5 ب إخوانه ز 5 ب ((اجْلِسْ بِنَا فلنؤمن سَاعَة)) فيجلسان فيذكران الله ويحمدانه
وَرَوَاهُ أَحْمد بن حَنْبَل فِي الْإِيمَان لَهُ عَن يحيى بن سعيد وَعبد الرَّحْمَن بن مهْدي عَن سُفْيَان حَدَّثَني جَامع فَذكر نَحوه
قَوْله فِيهِ وَقَالَ ابْن مَسْعُود ((الْيَقِين الْإِيمَان كُله))
قَالَ ابْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ فِي تَارِيخِهِ حَدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ ثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ عَنْ عَلْقَمَةَ قَالَ عبد الله ((الصَّبْر نصف(2/21)
الإِيمَانِ وَالْيَقِينُ الإِيمَانُ كُلُّهُ))
وَأَخْبَرَنِي بِذَلِكَ أَبُو الْمَعَالِي السُّعُودِيُّ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ بِالْقَاهِرَةِ عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أَحْمَدَ الْمَقْدِسِيَّةِ عَنْ عُجَيْبَةَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ الْبَغْدَادِيَّةِ عَنْ أَبِي الْفرج مَسْعُود بن الْحسن ابْن الْقَاسِمِ بْنِ الْفَضْلِ الثَّقَفِيِّ أَنَّ الْمُطَهَّرَ بْنَ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْبُزَانِيَّ أخْبرهُم أَنا أَبُو بكر عُمَرَ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ أَنا عبد الله بن عمر بن يَزِيدَ الزُّهْرِيُّ أَنا عَمِّي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ رُسْتَةُ الْحَافِظُ فِي كِتَابِ الإِيمَانِ مِنْ تَأْلِيفِهِ ثَنَا أَبُو زُهَيْرٍ هُوَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مِغْرَاءَ أَخْبَرَنَا الأَعْمَشُ عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ ح وَبِهِ إِلَى رُسْتَهْ ثَنَا عَبْدُ الرَّحَمْنِ هُوَ ابْنُ مَهْدِيٍّ ثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ ((الصَّبْرُ نِصْفُ الإِيمَانِ وَالْيَقِينُ الإِيمَانُ كُلُّهُ))
أَبُو ظبْيَان اسْمه حُصَيْن بن جُنْدُب مُتَّفق على الِاحْتِجَاج بِهِ وَهَذَا مَوْقُوف صَحِيح
رَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك من حَدِيث الْأَعْمَش مُخْتَصرا
وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي المعجم الْكَبِير عَن مُحَمَّد بن عَليّ بن زيد الصَّائِغ عَن سعيد بن مَنْصُور عَن أبي مُعَاوِيَة عَن الْأَعْمَش بِهِ فَوَقع لنا عَالِيا
وَقد رُوِيَ مَرْفُوعا من وَجه لَا يثبت قَرَأْتُهُ عَلَى الإِمَامِ أَبِي الْحَسَنِ بن أبي بكر ابْن سُلَيْمَانَ [الْهَيْثَمِيِّ] أَخْبَرَكُمْ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ بن صَالح عَن عَليّ ابْن أَحْمَدَ السَّعْدِيِّ سَمَاعًا أَنَّ عَبْدَ الصَّمَدِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الْفَضْلِ الْقَاضِي أَخْبَرَهُمْ أَنا عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ حَمْزَةَ أَنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ الْكَتَّانِيُّ ثَنَا تَمَّامُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّازِيُّ ثَنَا خَيْثَمَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ أَبِي قُمَاشٍ بواسط ثَنَا يَعْقُوب بن(2/22)
حُمَيْدِ بْنِ كَاسِبٍ
ح وَأَخْبَرَنِي بِهِ عَالِيًا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْعَدْلُ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ ظَاهِرَ الْقَاهِرَةِ أَخْبَرَكُمْ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَلِيٍّ الْقُطْبِيُّ أَنَّ النَّجِيبَ الْحَرَّانِيَّ أَخْبَرَهُمْ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدٍ التَّيْمِيِّ أَنَّ أَبَا عَلِيٍّ الْحَدَّادَ أَخْبَرَهُمْ أَنا أَبُو نُعَيْمٍ ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْوَرَّاقُ ثَنَا عبد الله بن صَالح ثَنَا ابْنُ كَاسِبٍ ح وَقرأت عَلَى خَدِيجَةَ بِنْتِ سُلْطَانٍ أَخْبَرَكُمْ مُحَمَّدُ بْنُ أَحَمْدَ بْنِ أَبِي الْهَيْجَاءِ كِتَابَةً أَنَّ أَبَا الْبَرَكَاتِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَحْمَدَ أَخْبَرَهُمْ أَنا أَبُو سَعْدِ بْنُ أَبِي عَصْرُونٍ القَاضِي ز 16 أأَنا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ طَوْقٍ أَنا أَبُو الْحَسَنِ الرُّغَانِيُّ أَنا أَبُو الْفَتْحِ الأَزْدِيُّ ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ حَمَّادٍ ثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ كَاسِبٍ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ الضَّبِّيُّ وَقَالَ ابْنُ أَبِي قُمَاشٍ فِي رِوَايَتِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ الْمَخْزُومِيِّ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنْ زُبَيْدٍ الْيَامِيِّ عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ ((الصَّبْرُ نِصْفُ الإِيمَانِ وَالْيَقِينُ الإِيمَانُ كُلُّهُ)) قَالَ أَبُو نعيم تفرد بِهِ المَخْزُومِي عَن سُفْيَان
وَرَوَاهُ أَبُو الْحسن بن صَخْر فِي فَوَائده عَن أَحْمد بن عَليّ الْكَرَابِيسِي عَن عبد الله بن إِسْحَاق وَقَالَ غَرِيب تفرد بِهِ المَخْزُومِي عَن الثَّوْريّ فِيمَا قيل
وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي الزّهْد من رِوَايَة ح 6 أالْأَعْمَش مَوْقُوفا وَمن رِوَايَة يَعْقُوب بن حميد مَرْفُوعا وَقَالَ تفرد بِهِ يَعْقُوب بن حميد عَن مُحَمَّد بن خَالِد هَذَا ثمَّ حكى عَن الْحَافِظ أبي عَليّ النَّيْسَابُورِي أَنه قَالَ هَذَا حَدِيث مُنكر لَا أصل لَهُ من حَدِيث زبيد وَلَا من حَدِيث الثَّوْريّ انْتهى
وَيَعْقُوب بن حميد قد ضعف وَمُحَمّد بن خَالِد مَا عَرفته وَفِي طبقته مُحَمَّد بن خَالِد المَخْزُومِي ذكره ابْن حبَان فِي الثِّقَات وَقَالَ رُبمَا رفع وَأسْندَ فَهُوَ هُوَ لَكِن فِي روايتنا الْمُتَقَدّمَة من طَرِيق الْأَزْدِيّ نسبه الضَّبِّيّ وَهُوَ وهم من الْأَزْدِيّ لما(2/23)
تبين من رِوَايَة ابْن صَخْر ثمَّ رَأَيْته فِي الْعِلَل لِابْنِ الْجَوْزِيّ فَقَالَ بعد أَن أخرجه من طَرِيق ابْن كاسب تفرد بِهِ مُحَمَّد بن خَالِد وَهُوَ مَجْرُوح لَكِن لم يذكر من جرحه وَفِي الْجُمْلَة رفع الحَدِيث خطأ وَالله أعلم
قَوْله فِيهِ وَقَالَ ابْن عمر ((لَا يبلغ عبد حَقِيقَة التَّقْوَى حَتَّى يدع مَا حاك فِي الصَّدْر))
لم أَقف عَلَيْهِ وَفِي التِّرْمِذِيّ وَالْحَاكِم من حَدِيث عَطِيَّة السَّعْدِيّ معنى هَذَا مَرْفُوعا وَلَفظه ((لَا يبلغ العَبْد أَن يكون من الْمُتَّقِينَ حَتَّى يدع مَا لَا بَأْس بِهِ حذرا لما بِهِ بَأْس))
قَوْله فِيهِ وَقَالَ مُجَاهِد شَرَعَ لَكُمْ [13 الشورى] أوصيناك يَا مُحَمَّد وإياه دينا وَاحِدًا
قَالَ عبد بن حميد فِي تَفْسِيره حَدَّثنا شَبابَة هُوَ ابْن سوار عَن وَرْقَاء عَن ابْن أبي نجيح عَن مُجَاهِد شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا ووصاك بِهِ وأنبياءه دينا وَاحِدًا هَكَذَا رَوَاهُ الْفرْيَابِيّ فِي التَّفْسِير عَن وَرْقَاء وَهَذَا إِسْنَاد صَحِيح(2/24)
قَوْله فِيهِ وَقَالَ ابْن عَبَّاس {شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا} [48 الْمَائِدَة] سَبِيلا وَسنة {لَوْلَا دعاؤكم} [48 الْمَائِدَة] إيمَانكُمْ
أَخْبَرَنِي بِذَلِكَ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْقَادِرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَليّ الْفراء ز 6 ب سِبْطُ الْحَافِظِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الذَّهَبِيِّ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ بِدِمَشْقَ أَخْبَرَكُمْ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَزَرِيُّ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ الْخَطِيبَ أَخْبَرَهُمْ أَنا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ طَلْحَةَ أَنا أَبُو الْقَاسِمِ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ الْحُصَيْنِ أَنا أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ غَيْلانَ أَنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَرْبِيُّ ثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ مُوسَى بْنُ مَسْعُودٍ النَّهْدِيُّ ثَنَا سُفْيَانُ هُوَ الثَّوْرِيُّ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ التَّمِيمِيِّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ {لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا} [48 الْمَائِدَة] قَالَ سَبِيلا وَسُنَّةً هَذَا حَدِيث صَحِيح
وَرَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي تَفْسِيره عَن الثَّوْريّ فوافقناه بعلو على طَرِيقه
وَرَوَاهُ عبد بن حميد فِي تَفْسِيره من طَرِيق شُعْبَة وَإِسْرَائِيل عَن أبي إِسْحَاق والتميمي اسْمه أربدة وَقد روى عَنهُ أَبُو إِسْحَاق كثيرا وَهُوَ رَاوِي التَّفْسِير عَن ابْن عَبَّاس وروى عَنهُ أَيْضا الْمنْهَال بن عَمْرو وَوَثَّقَهُ الْعجلِيّ وَأخرج لَهُ أَبُو دَاوُد أَحَادِيث وَسكت عَلَيْهِ
وتفاسير الصَّحَابَة عِنْد جُمْهُور الْأَئِمَّة الْمُتَقَدِّمين على مَا نَقله الْحَاكِم أَبُو عبد الله مَحْمُولَة على الرّفْع وَبَعض الْمُحَقِّقين حمل ذَلِك على مَا يتَعَلَّق بِأَسْبَاب النُّزُول وَمَا أشبههَا وَهُوَ وَاضح وَالله أعلم(2/25)
وَأما قَوْله فِي تَفْسِير {لَوْلا دُعَاؤُكُمْ} [88 الْفرْقَان] قَالَ ابْنُ جَرِيرٍ حَدثنِي عَليّ هُوَ بن دَاوُدَ الْقَنْطَرِيُّ ثَنَا أَبُو صَالِحٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ حَدَّثَني مُعَاوِيَةُ هُوَ ابْنُ صَالِحٍ عَنْ عَلِيٍّ هُوَ ابْنُ أَبِي طَلْحَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَوْلَهُ {مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلا دُعَاؤُكُمْ} [88 الْفرْقَان] يَقُولُ لَوْلا إِيمَانُكُمْ أَخْبَرَ اللَّهُ الْكُفَّارَ أَنَّهُ لَا حَاجَةَ لَهُ بِهِمْ إِذْ لَمْ يَخْلُقْهُمْ مُؤْمِنِينَ وَلَوْ كَانَ لَهُ بِهِمْ حَاجَةٌ لَحَبَّبَ إِلَيْهِمُ الإِيمَانَ كَمَا حببه إِلَى الْمُؤمنِينَ ح 6 ب
قَوْله (4)
بَاب الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ
عقيب (10) حَدِيث إِسْمَاعِيل بن أبي خَالِد وَعبد الله بن أبي السّفر عَن الشّعبِيّ عَن عبد الله بن عمر [رَضِي الله عَنْهُمَا] فِي ذَلِك
وَقَالَ أَبُو مُعَاوِيَة ثَنَا دَاوُد عَن عَامر سَمِعت عبد الله عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقَالَ عبد الْأَعْلَى عَن دَاوُد عَن عَامر عَن عبد الله عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم انْتهى
أما حَدِيث أبي مُعَاوِيَة فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ مَنْدَهِ الْحَافِظُ فِي كِتَابِ الإِيمَانِ مِنْ تَأْلِيفِهِ الَّذِي قَرَأْتُ جَمِيعَهُ عَلَى فَاطِمَة بنت الْمُحْتَسب ز 7 أأبي عبد الله مُحَمَّد بن عَبْدِ الْهَادِي بِسَفْحِ قَاسِيُونَ أَخْبَرَكُمْ عِيسَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ فِي كِتَابِهِ قُرِئَ عَلَى كَرِيمَةَ بِنْتِ عَبْدِ الْوَهَّابِ أَنَّ الْفَقِيهَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الْحَسَنَ بْنَ الْعَبَّاسِ الرُّسْتُمِيَّ أَخْبَرَهُمْ فِي كِتَابِهِ أَنا أَبُو عَمْرٍو عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الامام(2/26)
ابْن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَنْدَهْ أَنا أَبِي أَنا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُضر هُوَ الْمروزِي م 4 ب ثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى أَنا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ سَمِعت عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو يَقُولُ ((وَرَبِّ هَذِهِ الْبَنِيَّةِ لَسمعت رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ ((الْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ السَّيِّئَاتِ وَالْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ النَّاسُ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ))
رَوَاهُ الإِمَام إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده عَن أبي مُعَاوِيَة فوافقناه بعلو دَرَجَة
وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه عَن أَحْمد بن يحيى بن زُهَيْر عَن أبي كريب عَن أبي مُعَاوِيَة بِهِ فَوَقع لنا عَالِيا أَيْضا بِدَرَجَة
وَأما حَدِيث عبد الْأَعْلَى
قَوْله بَاب من الْإِيمَان أَنْ يُحِبَّ لأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ
[13] حَدَّثنا مُسَدّد قَالَ حَدَّثنا يحيى بن شُعْبَة عَن قَتَادَة عَن أنس [رَضِي الله عَنهُ وَعَن حُسَيْن الْمعلم [قَالَ] حَدَّثنا قَتَادَة عَن أنس فَذكر الحَدِيث
وَقَوله ((عَن حُسَيْن)) مَعْطُوف على قَوْله ((عَن شُعْبَة)) فيحيى وَهُوَ ابْن سعيد الْقطَّان رَوَاهُ عَن شُعْبَة عَن قَتَادَة وَعَن حُسَيْن الْمعلم عَن قَتَادَة فَلهُ فِيهِ شَيْخَانِ وَإِنَّمَا لم يجمعهما لِأَن مُسَددًا حدث بِهِ هَكَذَا مفرقا وَإِنَّمَا نبهت عَلَيْهِ وَإِن كنت لَا(2/27)
أرى أَنه من الْمُعَلق لِأَن بعض الشُّرَّاح زعم فِي نَظَائِر لَهُ أَنه مُعَلّق فَأَرَدْت التَّنْبِيه عَلَيْهِ لِئَلَّا يغتر بِهِ
وَقد رَوَاهُ أَبُو نعيم فِي مستخرجه عَن أبي بكر مُحَمَّد بن جَعْفَر قَالَ ثَنَا إِبْرَاهِيم بن إِسْحَاق الْحَرْبِيّ قَالَ ثَنَا مُسَدّد قَالَ ثَنَا يحيى عَن الْحُسَيْن الْمعلم بِهِ
وَقد مشيت على هَذَا الْكتاب مرّة ثَانِيَة فألحقت فِيهِ مَا وَقع فِي أصل الصَّحِيح من نَظَائِر هَذَا منبها على كل مَوضِع بِمَا يَلِيق بِهِ
قَوْله فِي [18]
بَاب من قَالَ إِن الْإِيمَان هُوَ الْعَمَل وَقَالَ عدَّة من أهل الْعلم فِي قَوْله تَعَالَى {فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ عَمَّا كَانُوا يعْملُونَ} [92 93 الْجُحر] قَالَ عَن قَول ((لَا إِلَه إِلَّا الله))
قلت رُوِيَ ذَلِك عَن (أنس وَمُجاهد وَابْن عمر) وَغَيرهم
قَالَ البُخَارِيّ فِي خلق أَفعَال الْعباد وَيذكر عَن أنس وَغَيره فَذكره
وقرأت ز 7 ب على فَاطِمَة بنت الْعِزّ مُحَمَّد بن أَحْمد التنوخي بِدِمَشْق عَن القَاضِي أبي الْفضل سُلَيْمَان بن حَمْزَة بن أبي عمر أَن إِسْمَاعِيل بن ظفر أخْبرهُم أَنا أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن أبي زيد الكراني أَنا أَبُو مَنْصُور مَحْمُود بن إِسْمَاعِيل الصَّيْرَفِي أَنا أَبُو الْحُسَيْن أَحْمد بن مُحَمَّد بن فاذشاه أَنا أَبُو الْقَاسِم سُلَيْمَان بن أَحْمد بن أَيُّوب الطَّبَرَانِيّ فِي كتاب الدُّعَاء لَهُ ثَنَا عبد الله بن مُحَمَّد بن سعيد بن أبي مَرْيَم ثَنَا مُحَمَّد بن يُوسُف الْفرْيَابِيّ ثَنَا سُفْيَان هُوَ الثَّوْريّ عَن لَيْث عَن مُجَاهِد {فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [92 93 الْحجر] قَالَ عَن لَا إِلَه إِلَّا الله
رَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي تَفْسِيره عَن الثَّوْريّ فوافقناه بعلو دَرَجَة(2/28)
وَكَذَا رَوَاهُ الْفرْيَابِيّ فِي تَفْسِيره عَن الثَّوْريّ
وَكَذَا رَوَاهُ أَبُو جَعْفَر الطَّبَرِيّ عَن الْحسن بن يحيى عَن عبد الرَّزَّاق
وَبِه إِلَى الطَّبَرَانِيّ ثَنَا عبد الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن حَنْبَل ثَنَا عبيد الله بن عمر القواريري ثَنَا مُؤَمل بن إِسْمَاعِيل ثَنَا سُفْيَان نَحوه
وَبِه إِلَى الطَّبَرَانِيّ ثَنَا مُحَمَّد بن مُحَمَّد التمار ثَنَا أَبُو الْوَلِيد الطَّيَالِسِيّ ح وثنا الْحسن بن أَحْمد بن حبيب ثَنَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة قَالَا ثَنَا حَفْص بن غياث عَن لَيْث عَن بشر عَن أنس مثله وَلَو يرفعهُ
وَقد رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ مَرْفُوعا من حَدِيث الْمُعْتَمِر عَن لَيْث عَن بشر عَن أنس وَقَالَ هَذَا حَدِيث غَرِيب إِنَّمَا نعرفه من حَدِيث لَيْث
وَقد رَوَاهُ ابْن إِدْرِيس هَكَذَا عَن لَيْث نَحوه وَلم يرفعهُ انْتهى
وَقد رَفعه أَيْضا عَن لَيْث شريك وَإِسْمَاعِيل بن زَكَرِيَّا الخلقاني وَجَرِير بن عبد الحميد وَاخْتلفُوا فِي بشر فبعضهم قَالَ بشر وَبَعْضهمْ قَالَ بشير وَبَعْضهمْ شكّ وَبَعْضهمْ نسبه بشير بن نهيك
وَاخْتلف فِيهِ عَن شريك فَروِيَ عَنهُ هَكَذَا وَقيل عَنهُ عَن عَاصِم عَن أنس وَاخْتلف فِيهِ أَيْضا على لَيْث بن أبي سليم اخْتِلَافا ثَالِثا
قَرَأت عَلَى أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ [السُّوَيْدَاوِيِّ] أَخْبَرَكُمْ مُحَمَّدُ بْنُ غَالِي أَنَّ النَّجِيبَ الْحَرَّانِيَّ أَخْبَرَهُمْ أَنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَاضِي فِي كِتَابِهِ أَنَّ أَبَا عَلِيٍّ الْحَدَّادَ أَخْبَرَهُ أَنا أَبُو نُعَيْمٍ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ سُهَيْلٍ ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ الْمَدَائِنِي ثَنَا مُحَمَّد ابْن حَاتِمٍ الْمُؤَدِّبُ ثَنَا عَمَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ ثَنَا لَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ عَنْ دَاوُدَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم {فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [92 93 الْحجر] قَالَ عَن قَول لَا إِلَه إِلَّا الله(2/29)
دَاوُد هَذَا قيل إِنَّه ابْن أبي هِنْد فان يكن هُوَ فَمَا أَظُنهُ ز 8 أسمع من أنس وَفِيه من الِاضْطِرَاب غير ذَلِك وَالصَّوَاب فِيهِ عَن لَيْث مَا قَالَه الثَّوْريّ لِأَن ليثا وَهُوَ ابْن أبي سليم اخْتَلَط فِي آخر عمره وَنسب إِلَى الضعْف فَأَما مَا سمع مِنْهُ قبل الِاخْتِلَاط فسماعه صَحِيح
وَبِه إِلَى الطَّبَرَانِيّ حَدَّثنا الْحسن بن أَحْمد بن حبيب الْكرْمَانِي ثَنَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة ثَنَا حُسَيْن بن عَليّ الْجعْفِيّ عَن فُضَيْل بن مَرْزُوق عَن عَطِيَّة عَن أبي عمر مثله مَوْقُوفا
وَرَوَاهُ أَبُو جَعْفَر الطَّبَرِيّ فِي التَّفْسِير عَن الْمثنى عَن إِسْحَاق عَن حُسَيْن الْجعْفِيّ مثله
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ أَبِي الْمَجْدِ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ حَمْزَةَ أَنا مُحَمَّدُ بْنُ عِمَادٍ [الْحَرَّانِيُّ] فِي كِتَابِهِ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ رِفَاعَةَ أَخْبَرَهُ أَنا أَبُو الْحَسَنِ الْخِلَعِيُّ أَنا أَبُو بَكْرٍ الْعَبَّاسُ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَاجِّ أَنا أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ أَنا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَسْفَاطِيُّ ثَنَا أَحَمْدُ بْنُ يُونُسَ ثَنَا شَرِيكٌ عَنْ رَجُلٍ قَدْ سَمَّاهُ عَنْ بَشِيرِ بْنِ نَهِيكٍ عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ {فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [92 93 الْحجر] قَالَ عَن لَا إِلَه إِلَّا الله م 5 أ
أنبئت عَن إِسْحَاق بن يحيى الْآمِدِيّ أَن يُوسُف بن خَلِيل الْحَافِظ أخبرهُ أَنا أَبُو الْقَاسِم بن بوش أَنا أَبُو طَالب بن يُوسُف أَنا أَبُو مُحَمَّد الْجَوْهَرِي أَنا عمر بن مُحَمَّد الزيات ثَنَا أَحْمد بن الْحُسَيْن الصُّوفِي ثَنَا عبد الله بن خَالِد بن يزِيد اللؤْلُؤِي ثَنَا أبي ثَنَا شريك عَن عَاصِم عَن أنس رفع الحَدِيث مثله كَذَا قَالَ ح 7 ب(2/30)
قَوْله فِي (15)
بَاب تفاضل أهل الْإِيمَان فِي الْأَعْمَال
عقيب حَدِيث [22] مَالك عَن عَمْرِو بْنِ يَحْيَى الْمَازِنِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ
((يَدْخُلُ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ الْحَدِيثَ وَفِيهِ)) أَخْرِجُوا مِنَ النَّارِ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ وَفِيهِ ((فَيُلْقَوْنَ فِي نَهْرِ الْحَيَا أَوِ الْحَيَاةِ))
وَقَالَ وهيب ثَنَا عَمْرو ((الْحَيَاة)) وَقَالَ ((من خَرْدَل من خير)) انْتهى
ثمَّ أسْند حَدِيث وهيب فِي صفة الْجنَّة وَالنَّار عَن مُوسَى بن إِسْمَاعِيل عَن وهيب عَن عَمْرو بن يحيى الْمَازِني بِسَنَدِهِ بِالْحَدِيثِ بِتَمَامِهِ إِلَّا أَنه قَالَ ((من خَرْدَل من إِيمَان))
وَرَوَاهُ مُسلم فِي صَحِيحه عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ عَنْ عَفَّانَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ وُهَيْبٍ وَلَمْ يَسُقْ لَفْظَهُ بَلْ أَحَالَ بِهِ عَلَى حَدِيثِ مَالِكٍ
وَلَفْظُ أَبِي بَكْرٍ مُوَافِقٌ لِمَا عَلَّقَهُ الْبُخَارِيُّ قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شيبَة فِي مُسْنده(2/31)
ثَنَا عَفَّانُ قَالَ ثَنَا وُهَيْبٌ قَالَ ثَنَا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى الْمَازِنِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي سعيد الْخُدْرِيّ عَن ز 8 ب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ ((إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ وَأَهْلُ النَّارِ النَّارَ يَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ خَيْرٍ فَأَخْرِجُوهُ فَذكر الحَدِيث
أَخْبَرَنِاه أَبُو الْفرج بن الْغَزِّي عَن عَليّ بن إِسْمَاعِيل أَن عبد اللَّطِيف الْبَغْدَادِيّ أخبرهُ أَنا أَبُو الْحسن الْخياط كِتَابه أَنا الْحسن بن أَحْمد الْمُقْرِئ أَنا أَحْمد بن عبد الله الْحَافِظ ثَنَا أَبُو بكر الطلحي ثَنَا عبيد بن غَنَّام ثَنَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة فَذكره
قَوْله فِي (19)
بَاب إِذا لم يكن الْإِسْلَام على الْحَقِيقَة
عقيب حَدِيث [27] شُعَيْب عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ سَعْدٍ [رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ] أَنَّ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْطَى رَهْطًا وَفِيهِمْ سَعْدٌ الْحَدِيثَ
رَوَاهُ يُونُسُ وَصَالِحٌ وَمَعْمَرٌ وَابْنُ أَخِي الزُّهْرِيِّ عَنِ الزُّهْرِيِّ انْتَهَى
أَمَّا حَدِيثُ يُونُسَ فَقَالَ رُسْته فِي كتاب الْإِيمَان بِالْإِسْنَادِ الْمُتَقَدّم إِلَيْهِ آنِفا حَدَّثنا عبد الرَّحْمَن بن مهْدي ثَنَا عبد الله بن الْمُبَارك عَن يُونُس بن يزِيد الْأَيْلِي عَن الزُّهْرِيّ أَخْبَرَنِي عَامر بن سعد عَن سعد أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أعْطى رهطا وَسعد جَالس فيهم قَالَ سعد فَترك رجل مِنْهُم لم يُعْطه وَهُوَ وَهُوَ أعجبهم إِلَيّ فَقلت يَا رَسُول الله مَالك عَن فلَان وَالله إِنِّي لأراه مُؤمنا فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ((أَو مُسلما فَسكت قَلِيلا ثمَّ غلبني مَا أعلم مِنْهُ فَقلت لَهُ مثل ذَلِك فَقَالَ(2/32)
رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مثل ذَلِك ثمَّ قَالَ ((إِنِّي لأعطي الرجل وَغَيره أحب إِلَيّ مَخَافَة أَن يكب فِي النَّار على وَجهه))
وَقد رُوِيَ عَن يُونُس فِيهِ إِسْنَاد آخر
قَالَ بن أَبِي حَاتِمٍ فِي الْعِلَلِ سَأَلْتُ أَبِي عَنْ حَدِيثٍ رَوَاهُ الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ [صُبْحٍ] الدِّمَشْقِيُّ عَنْ مَرْوَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِي وَهْبٍ وَرِشْدِينَ بْنِ سَعْدٍ عَنْ يُونُسَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ ((إِنِّي لأعطي الرجل وَغَيره أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْهُ وَلَكِنْ أَكِلُهُ إِلَى إِيمَانِهِ)) قَالَ أَبِي كُنَّا نستغرب هَذَا الحَدِيث وَلم نَكُنْ عرفنَا علته [وَعلمنَا] أَنه خطأ يَعْنِي وَالصَّوَاب حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن عَامر بن سعد عَن أَبِيه كَمَا سبق
وَأما حَدِيث صَالح فأسنده أَبُو عبد الله فِي كتاب الزَّكَاة من حَدِيث يَعْقُوب ابْن إِبْرَاهِيم بن سعد عَن أَبِيه عَنهُ بِهِ
وَأما حَدِيث ز 9 أمعمر ح 98 أفَقرأت عَلَى الْعَلامَةِ أَبِي إِسْحَاقَ بْنِ الْحَرِيرِيِّ بِالْقَاهِرَةِ وَعَلَى الْمُسْنِدِ أَبِي إِسْحَاقَ بْنِ الرَّسَّامِ بِمَكَّةَ قُلْتُ لِكُلٍّ مِنْهُمَا أَخْبَرَكُمْ أَبُو الْعَبَّاسِ بْنُ أَبِي النُّعْمِ فَأَقَرَّا بِهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ الْبَغْدَادِيِّ سَمَاعًا أَنا أَبُو الْوَقْتِ أَنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ [الْبُوشَنْجِيُّ] أَنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ [السَّرَخْسِيُّ] أَنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خُرَيْمٍ ثَنَا عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَنا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْطَى رِجَالا وَلَمْ يُعْطِ رَجُلا مِنْهُمْ شَيْئًا فَقُلْتُ يَا رَسُول أَعَطَيْتَ فُلانًا وَفُلانًا وَلَمْ تُعْطِ فلَانا وَهُوَ(2/33)
مُؤْمِنٌ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ((أَوْ مُسْلِمٌ)) قَالَهَا ثَلاثًا قَالَ الزُّهْرِيّ فنرى أَن الْإِسْلَام الْكَلِمَة وَالْإِيمَان الْعَمَل
وَقد رَوَاهُ الْمُعْتَمِر بن سُلَيْمَان مَعَ تقدمه عَن عبد الرَّزَّاق عَن معمر
رَوَاهُ الإِمَام أَحْمد بن حَنْبَل والْحميدِي فِي مسنديهما عَن عبد الرَّزَّاق فوافقناهما بعلو دَرَجَة
وَرَوَاهُ مُسلم فِي صَحِيحه عَنْ عبد بن حميد فوافقناه بعلو دَرَجَتَيْنِ
وَرَوَاهُ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ كَمَا أَخْبرنِي الْحَافِظ أَبُو الْفضل ابْن الْحُسَيْنِ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ قَالَ أَخْبَرَنِي عبد الله بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيمَ الْمَقْدِسِيُّ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ أَخْبَرَكُمْ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ عَنِ الْمُؤَيَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيمِ [بْنِ الإِخْوَةِ الْبَغْدَادِيِّ] وَغَيْرِهِ أَنَّ سَعِيدَ بْنَ أَبِي الرَّجَاءِ أَخْبَرَهُمْ أَنا أَبُو الْعَبَّاسُ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ النُّعْمَانِ أَنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَاصِمٍ أَنا إِسْحَاقُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ نَافِعٍ الْخُزَاعِيُّ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ الْحَافِظُ فِي مُسْنَدِهِ ثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عَامر بن سعد عَن أَبِيه قَالَ قَسَمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قِسْمًا فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَعْطِ فُلانًا فَإِنَّهُ مُؤْمِنٌ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ((أَوْ مُسْلِمٌ)) أَقُولُهَا ثَلاثًا وَيُرَدِّدُهَا عَلَيَّ ثَلاثًا ((أَوْ مُسْلِمٌ)) ثُمَّ قَالَ إِنِّي لأعطي الرجل وَغَيره أحب إِلَيّ من مِنْهُ مَخَافَةَ أَنْ يَكُبَّهُ اللَّهُ فِي النَّارِ)) وَقَالَ أَبُو نعيم فِي الْمُسْتَخْرج على مُسلم بِالْإِسْنَادِ الْمُتَقَدّم إِلَيْهِ ثَنَا أَبُو مُحَمَّد بن(2/34)
حَيَّان ثَنَا ابْن مُصعب ثَنَا ابْن أبي عمر مثله سَوَاء م 5 ب
قَالَ أَبُو نعيم وحَدَّثنا أَبُو عَليّ هُوَ ابْن الصَّواف ثَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى ثَنَا الْحُمَيْدِيُّ ثَنَا سُفْيَان عَن معمر مثله
رَوَاهُ مُسلم عَن مُحَمَّد بن يحيى بن أبي عَامر فوافقناه بعلو دَرَجَة لكنه أسقط مِنْهُ معمرا بَين سُفْيَان وَالزهْرِيّ هَكَذَا فِي النّسخ الصَّحِيحَة مِنْهُ وَتعقبه أَبُو مَسْعُود فِي الْأَطْرَاف بقوله كَذَا رَوَاهُ ز 9 ب ابْن أبي عمر عَن ابْن عُيَيْنَة عَن الزُّهْرِيّ
وَرَوَاهُ الْحميدِي وَمُحَمّد بن الصَّباح الجرجرائي وَسَعِيد بن عبد الرَّحْمَن [المَخْزُومِي] عَن ابْن عُيَيْنَة عَن معمر عَن الزُّهْرِيّ زادوا فِيهِ معمرا انْتهى وَأقرهُ الْمزي ونسبته ابْن أبي عمر إِلَى إِسْقَاط معمر غير جيد لما قدمنَا من أَنه رَوَاهُ فِي مُسْنده بإثباته وَمَا أَظن الْوَهم فِيهِ إِلَّا من مُسلم
وَقد رَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي السّنَن عَن إِبْرَاهِيم بن بشار عَن سُفْيَان عَن معمر كَرِوَايَة الْجَمَاعَة وَهُوَ الصَّوَاب وَالله أعلم
وَأما رِوَايَة ابْن ح 8 ب أخي الزُّهْرِيّ فقرئ على أم يُوسُف بنت أبي(2/35)
عبد الله بن قدامَة بسفح قاسيون وَأَنا شَاهد عَن مُحَمَّد (بْنُ أَحَمْدَ) بْنِ أَبِي الْهَيْجَاءِ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ الْخَطِيبَ أخبرهُ قَالَ قرئَ على فَاطِمَة بنت سعد الْخَيْر وَأَنا أسمع أخْبركُم زَاهِر بن طَاهِر أَنا أَبُو سعد مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الكنجروذي أَنا أَبُو عمر مُحَمَّد بن أَحْمد بن حمدَان أَنا أَبُو يعلى أَحْمد بن عَليّ بن الْمثنى ثَنَا أَبُو خَيْثَمَة ثَنَا يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم [الزُّهْرِيّ] ثَنَا ابْن أخي ابْن شهَاب عَن عَمه قَالَ أَخْبَرَنِي عَامر بن سعد عَن أَبِيه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم أعْطى رهطا وَسعد جَالس فيهم الحَدِيث
رَوَاهُ مُسلم فِي صَحِيحه عَن ابْن خَيْثَمَة فوافقناه فِيهِ بعلو وَرَوَاهُ الْإِسْمَاعِيلِيّ فِي مستخرجه عَن أبي يعلى فوافقناه فِيهِ أَيْضا
قَوْله فِي (20)
بَاب إفشاء السَّلَام من الْإِسْلَام
وَقَالَ عَمَّارٌ ثَلاثٌ مَنْ جَمَعَهُنَّ فَقَدْ جَمَعَ الإِيمَانَ الإِنْصَافُ مِنْ نَفْسِكَ وَبَذْلُ السَّلامِ لِلْعَالَمِ وَالإِنْفَاقُ مِنَ الإِقْتَارِ
أَخْبَرَنَا بِذَلِكَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ [الْحَلاوِيُّ] قِرَاءَةً عَلَيْهِ أخْبركُم يحيى بن يُوسُف [الْمَقْدِسِي] إجَازَة إِن لم يكن سَمَاعا عَن عبد الْوَهَّاب بن رواج [الإسْكَنْدراني] أَن عبد الْوَاحِد بن عَسْكَر أَخْبَرَهُمْ أَنا مُرْشِدُ بْنُ يَحْيَى [الْمَدِينِيُّ] أَنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ [الْفَارِسِي] ثَنَا الْحسن بن رَشِيق [الْعَسْكَرِيُّ] ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْعَلاءِ ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُثْمَانَ الْعَبْسِيُّ ثَنَا وَكِيعٌ ثَنَا سُفْيَانُ هُوَ الثَّوْرِيُّ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ صِلَةَ بْنِ زُفَرَ عَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ قَالَ ثَلاثٌ فَذَكَرَهُ سَوَاءً
رَوَاهُ أَحْمَدُ فِي الْإِيمَان (لَهُ) عَن يحيى الْقَطَّانِ وَابْنِ مَهْدِيٍّ كِلاهُمَا عَنْ(2/36)
سُفْيَانَ بِهِ
وَكَذَا رَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي كِتَابِ رَوْضَةِ الْعُقَلاءِ عَنْ أَبِي خَلِيفَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَثِيرٍ عَنْ سُفْيَانَ وَتَابَعَهُمْ يُوسُفُ بْنُ أَسْبَاطٍ عَنْ سُفْيَانَ
وَرُوِّينَاهُ أَيْضًا مِنْ طَرِيقِ يُوسُفَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ بِلا وَاسِطَةٍ وَفِيهِ زِيَادَةٌ
أُنْبِئْتُ عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ الْبِرْزَالِيِّ أَنا ابْنُ الدَّرَجِيِّ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الصَّيْدَلانِيِّ أَنا الْحَدَّادُ أَنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زمرده أَنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الْحُسَيْنِ الْكِلابِيُّ أَنا ابْنُ جَوْصَا ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حُبَيْقٍ ثَنَا يُوسُفُ بْنُ أَسْبَاطٍ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ بِهِ وَزَادَ ((وَمَنْ ضَيَّعَهُنَّ فَقَدْ ضَيَّعَ الإِيمَانَ))
وَرَوَاهُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ أَيْضًا شُعْبَةُ وَزُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَأَخُوهُ حديج وَمعمر ابْن رَاشِدٍ وَهَارُونُ بْنُ سَعْدٍ وَفِطْرُ بن خَليفَة ز 10 أوَغَيْرُهُمْ
وَقَدْ وَقَعَ لَنَا بِعُلُوٍّ مِنْ حَدِيثِ شُعْبَةَ قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْعَدْلِ بِالصَّالِحِيَّةِ قُلْتُ لَهُ قُرِئَ عَلَى زَيْنَبَ بِنْتِ الْكَمَالِ وَأَنْتَ تَسْمَعُ عَنْ يَحْيَى ابْن أَبِي السُّعُودِ قَالَ قُرِئَ عَلَى شُهْدَةَ بِنْتِ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ وَأَنَا أَسْمَعُ أَنَّ الْحُسَيْنَ بْنَ أَحْمَد بْنِ طَلْحَةَ أَخْبَرَهُمْ أَنا أَبُو عُمَرَ بْنُ مَهْدِيٍّ أَنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ ابْن شَيْبَةَ أَنا جَدِّي ثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ ثَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ صِلَةَ بْنِ زُفَرَ عَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ أَنَّهُ قَالَ ((ثَلاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ فَقَدِ اسْتَكْمَلَ الإِيمَانَ فَذَكَرَهُ
وَبِهِ إِلَى يَعْقُوبَ بْنِ شَيْبَةَ ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى ثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ عَن أبي إِسْحَاق بِمَعْنَاهُ
وقرأن على أَحْمد بن الْحسن بن مُحَمَّد [السويداوي] بِالْقَاهِرَةِ أخْبركُم يحيى بن(2/37)
يُوسُف [الْمَقْدِسِي] إجَازَة إِن لم يكن سَمَاعا عَن أبي الْحسن عَليّ بن هبة الله الْفَقِيه قَالَ قُرِئَ عَلَى شُهْدَةَ بِنْتِ أَحْمد بن عمر الإبري ح 9 أوَأَنَا أَسْمَعُ أَنَّ الْحُسَيْنَ بْنَ أَحْمد [النعالي] أخْبرهُم أَنا أَبُو الْحُسَيْن بن بَشرَان أَنا إِسْمَاعِيل ابْن مُحَمَّد الصفار ثَنَا أَحْمد بن مَنْصُور [الرَّمَادِي] ثَنَا عبد الرَّزَّاق أَنا معمر عَن أبي إِسْحَاق نَحوه وَهَذَا مَوْقُوف صَحِيح
وَقد رُوِيَ مَرْفُوعا أَخْبَرَنَا بِهِ أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُقَيْلٍ أَنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ [الْمَقْدِسِيُّ] أَنا أَبُو الْعَبَّاسِ بن نعْمَة أَنا يحيى ابْن مَحْمُودٍ أَنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ التَّيْمِيُّ أَنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمُقْرِئُ ح وَأَخْبَرَنَاهُ عَالِيًا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي عُمَرَ أَنَّ أَحْمَدَ بْنَ أَبِي طَالِبٍ أَخْبَرَهُ عَنْ أَبِي الْفَضْلِ بْنِ السَّبَّاكِ أَنَّ أَبَا الْفَتْحِ بْنَ الْبَطِّيِّ أَخْبَرَهُ أَنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَلِيٍّ الْمُقْرِئُ أَنا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ الطَّبَرِيُّ ثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ [الرَّازِيُّ] أَنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْوَاسِطِيُّ إِمَامُ مَسْجِدِ الْعَوَامِّ أَنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ثَنَا مَعْمَرٌ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ صِلَةَ بْنِ زُفَرَ عَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ((ثَلاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلاوَةَ الإِيمَانِ الإِنْفَاقُ مِنَ الإِقْتَارِ وَالإِنْصَافُ مِنْ نَفْسِكَ وَبَذْلُ السَّلامِ لِلْعَالَمِ))
وأنبئت عَن الْحَافِظ أبي الْحجَّاج الْمزي أَن أَحْمد بن شَيبَان أخبرهُ أَنا عمر ابْن مُحَمَّد [بن طبرزد] أَنا هبة الله بن عبد الله أَنا أَبُو الْغَنَائِم بن الْمَأْمُون أَنا عَليّ(2/38)
ابْن عمر الْحَرْبِيّ أَنا أَحْمد بن كَعْب ثَنَا الْحسن بن عبد الله الْكُوفِي ثَنَا عبد الرَّزَّاق بِهِ
وأنبئت عَمَّن سمع الْمُسلم بن أَحْمد [النصيبي] أَن عَليّ بن الْحسن الْفَقِيه أخبرهُ أَنا أَبُو الْقَاسِم النسيب أَنا مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن [الكنجروذي] أَنا يُوسُف بن الْقَاسِم [الميحانجي] أَنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ فَذكر الحَدِيث بِهَذَا الْإِسْنَاد وَقَالَ هَذَا حَدِيث خطأ إِنَّمَا هُوَ مَوْقُوف عَن عمار رَوَاهُ جمَاعَة الثَّوْريّ وَشعْبَة وَزُهَيْر فَمن دونهم كلهم مَوْقُوف قَول عمار وَلَيْسَ لرفعه معنى
وَكَذَا م 6 أرَوَاهُ أَبُو بكر الْبَزَّار فِي مُسْنده عَن الْحسن بن عبد الله الْكُوفِي عَن عبد الرَّزَّاق فوافقناه فِيهِ بعلو وَقَالَ رَوَاهُ غير وَاحِد عَن أبي إِسْحَاق عَن صلَة عَن عمارز 1 ب مَوْقُوفا وأسنده هَذَا الشَّيْخ عَن عبد الرَّزَّاق انْتهى
وَقَالَ ابْن أَبِي حَاتِمٍ فِي الْعِلَلِ سَأَلْتُ أبي وَأَبا زرْعَة عَن هَذَا الحَدِيث فَقَالَا هَذَا خطأ وَقَالَ أَبُو زرْعَة لَا أعرف هَذَا الحَدِيث من حَدِيث معمر ثمَّ قَالَ من يَقُول هَذَا قلت حَدَّثنا شيخ بواسط يُقَال لَهُ ابْن الْكُوفِي عَن عبد الرَّزَّاق
قلت لم يتفرد بِهِ الْحسن بن الْكُوفِي كَمَا يشْعر بِهِ كَلَامهم بل تَابعه على رَفعه مُحَمَّد بن الصَّباح الصغاني رَوَاهُ ابْن الْأَعرَابِي فِي مُعْجَمه عَنهُ فَالظَّاهِر أَن الْوَهم فِيهِ من عبد الرَّزَّاق لِأَن هذَيْن مِمَّن سمع مِنْهُ بِأخرَة(2/39)
رَوَاهُ ابْن شاهين فِي خِصَال الْإِيمَان من طَرِيق مُصعب بن سَلام عَن حَمْزَة الزيات عَن أبي إِسْحَاق عَن الْبَراء عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأَخْطَأَ فِيهِ من وَجْهَيْن وَالله الْمُوفق)
قلت وَقد رُوِيَ مَرْفُوعا من وَجه آخر من حَدِيث عمار أَخْبَرَنَا أَحْمد بن الْحسن [السويداوي] أَن أَحْمد بن كشتغدي أخْبرهُم ح 9 أأَن أَنا أَبُو الْفرج ابْن الصيقل أَنا أَحْمد بن مُحَمَّد التَّيْمِيّ فِي كِتَابه أَن الْحسن بن أَحْمد [الْحداد] أَنا أَبُو نعيم ثَنَا سُلَيْمَان بن أَحْمد ثَنَا الْعَبَّاس بن حمدَان ثَنَا مُحَمَّد بن سعيد ابْن سُوَيْد الْكُوفِي حَدَّثَني أبي عَن عبد الرَّحْمَن بن إِسْحَاق عَن الْقَاسِم عَن أبي أُمَامَة عَن عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ قَالَ ثَلاثٌ خلال من جمعهن فقد جمع الْإِيمَان فَقَالَ لَهُ بعض أَصْحَابه يَا أَبَا الْيَقظَان مَا هَذِه الْخلال الَّتِي زعمت أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ من جمعهن فقد جمع الْإِيمَان فَقَالَ عمار عِنْد ذَلِك سمعته يَقُول فَذكر الحَدِيث وَهَذَا الْإِسْنَاد ضَعِيف أَيْضا وَالله أعلم
وَرَوَاهُ الخرائطي فِي مَكَارِم الْأَخْلَاق من طَرِيق سكين أبي سراج قَالَ سَمِعت الْحسن يحدث عَن عمار بن يَاسر أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لَا يستكمل (العَبْد) الْإِيمَان حَتَّى يكون فِيهِ ثَلَاث خِصَال فَذكرهَا وَفِي إِسْنَاده انْقِطَاع ومقال
قَوْله فِيهِ عَقِبَ حَدِيثِ [34] الثَّوْرِيِّ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ [عَبْدِ اللَّهِ] بن مرّة عَن مسوق عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو ((أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ منافقا(2/40)
خَالِصا)) الحَدِيث تَابعه شُعْبَة عَن الْأَعْمَش انْتهى
أسْندهُ الْمُؤلف فِي الْمَظَالِم من حَدِيث غنْدر عَن شُعْبَة
قَوْله [29]
بَاب الدَّين يسر وَقَول النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أحب الدَّين إِلَى الله الحنيفية السمحة
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ [الْحَلاوِيُّ] أَنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ [حَفَنْجَلَةُ] أَنا عَبْدُ اللَّطِيفِ الْحَرَّانِيُّ أَنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ صَاعِدٍ أَنا أَبُو الْقَاسِمِ الْكَاتِبُ أَنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْمُذْهِبُ أَنا أَبُو بَكْرِ بْنُ مَالِكٍ ثَنَا عبد الله بن أَحْمد بن مُحَمَّدٍ حَدَّثَني أَبِي ثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ أَنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّ الأَدْيَانِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَنِيفِيَّةُ السَّمْحَةُ
رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي كِتَابه الْأَدَب الْمُفْرد عَن صَدَقَة بن الْفضل عَن يزِيد بن هَارُون ز 11 أ
وَهَكَذَا رَوَاهُ عبد الْأَعْلَى وَعبد الرَّحْمَن بن مغراء وَعلي بن مُجَاهِد وَغَيرهم عَن مُحَمَّد بن إِسْحَاق وَلم أره من حَدِيثه إِلَّا مُعَنْعنًا وَله شَاهد من مُرْسل صَحِيح(2/41)
الْإِسْنَاد قَالَ ابْن سعد فِي الطَّبَقَات أَنا عَارِم بن الْفضل ثَنَا حَمَّاد بن زيد ثَنَا مُعَاوِيَة بن عَيَّاش الْجرْمِي عَن أبي قلَابَة فَذكره فِي قصَّة
وَله شَاهد آخر صَحِيح مُرْسل أَيْضا وَرَوَاهُ أَبُو الْيَمَانِ فِي نُسْخَتِهِ عَنْ شُعَيْبٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ أَبِيهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ الدِّينِ أَيُّهُ أَفْضَلُ فَقَالَ ((الْحَنِيفِيَّةُ السَّمْحَةُ))
أنبئته عَن غير وَاحِد مِنْهُم أَبُو الرّبيع بن قدامَة عَن إِبْرَاهِيم بن مَحْمُود [الْأَزجيّ] أَنا عبد الْحق بن عبد الْخَالِق [اليوسفي] أَنا هبة الله بن أَحْمد أَنا أَبُو الْقَاسِم بن بَشرَان أَنا أَبُو سهل بن زِيَاد [الْقطَّان] ثَنَا عبد الْكَرِيم بن الْهَيْثَم ثَنَا أَبُو الْيَمَان بِهِ
(رَوَاهُ أَحْمد فِي الزّهْد من طَرِيق معمر عَن الزُّهْرِيّ)
وَرَوَاهُ عبد الله بن أَحْمد فِي زيادات الزّهْد عَن مُحَمَّد بن عَوْف عَن أبي الْيَمَان)
وَرَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده ح 10 أمن حَدِيث عمر بن عبد الْعَزِيز عَن أَبِيه عَن جده وَفِي إِسْنَاده عبد الْعَزِيز بن أبان وَهُوَ مَتْرُوك وَلم يخرج الحَدِيث عَن كَونه مُرْسلا لِأَن مَرْوَان جد عمر بن عبد الْعَزِيز لَا يَصح لَهُ صُحْبَة وَلَا سَماع
وَله شَاهد آخر مُرْسل قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ فِي مُصَنَّفِهِ أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي رَوَّادٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ عَنِ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم(2/42)
وَقَالَ الإِمَامُ أَحْمَدُ حَدَّثنا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ وَضَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَقَنِي عَلَى مَنْكِبَيْهِ لأَنْظُرَ إِلَى رَمْيِ الْحَبَشَةِ حَتَّى كُنْتُ الَّتِي مَلِلْتُ فَانْصَرَفْتُ عَنْهُمْ
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ لِي عُرْوَةُ إِنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْمَئِذٍ ((لِتَعْلَمَ يَهُودُ أَنَّ فِي دِينِنَا فُسْحَةً إِنِّي أُرْسِلْتُ بِحَنِيفِيَّةٍ سَمْحَةٍ)) هَذَا الْإِسْنَاد حسن
وَفِي الْبَاب عَن أبي بن كَعْب وَجَابِر وَابْن عمر وَأبي أُمَامَة وَأبي هُرَيْرَة وأسعد بن عبد الله الْخُزَاعِيّ وَغَيرهم
قَوْله [21] بَاب كفران العشير وَكفر دون كفر فِيهِ عَن أبي سعيد عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم انْتهى
كَأَنَّهُ يُشِير إِلَى حَدِيث أبي سعيد الْخُدْرِيّ فِي خطْبَة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الْعِيد وَقَوله للنِّسَاء ((تصدقن)) وَفِيه ((تكثرن اللَّعْن وتكفرن العشير)) وَقد أسْندهُ الْمُؤلف فِي الْحيض (بِتَمَامِهِ) من طَرِيق عِيَاض عَنهُ وَأما قَوْله ((كفر دون كفر)) فَوَجَدته م 6 ب من قَول عَطاء
قَالَ إِسْمَاعِيل القَاضِي فِي أَحْكَام الْقُرْآن لَهُ حَدَّثنا نصر بن عَليّ ثَنَا أَبُو أَحْمد عَن سُفْيَان عَن ابْن جريح عَن عَطاء فِي قَوْله {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أنزل الله}(2/43)
[44 الْمَائِدَة] ز 11 ب قَالَ كفر دون كفر وظلم دون ظلم وَفسق دون فسق
رَوَاهُ أَحْمد فِي كتاب الْإِيمَان لَهُ عَن وَكِيع عَن سُفْيَان وَرُوِيَ فِيهِ عَن وَكِيع عَن سُفْيَان عَن معمر عَن ابْن طَاوس عَن أَبِيه عَن ابْن عَبَّاس مَعْنَاهُ
قَوْله [31]
بَاب حسن إِسْلَام الْمَرْء
[41] قَالَ مَالِكٌ أَخْبَرَنِي زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ أَنَّ عَطَاءَ بْنَ يَسَارٍ أَخْبَرَهُ أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ ((إِذَا أَسْلَمَ الْعَبْدُ فَحَسُنَ إِسْلامُهُ يُكَفِّرُ اللَّهُ عَنْهُ كُلَّ سَيِّئَةٍ كَانَ زَلَفَهَا وَكَانَ بَعْدَ ذَلِكَ الْقِصَاصُ الْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالهَا إِلَى سَبْعمِائة ضِعْفٍ وَالسَّيِّئَةُ بِمِثْلِهَا إِلا أَنْ يَتَجَاوَزَ اللَّهُ عَنْهَا)) هَكَذَا علقه وَاخْتصرَ مِنْهُ ألفاظا
وَقد وَصله الْحَافِظ أَبُو ذَر الْهَرَوِيّ فِي رِوَايَته للصحيح فَقَالَ عقب هَذَا الحَدِيث الْمُعَلق أَخْبَرَنَا النضروي يَعْنِي الْعَبَّاس بن الْفضل ثَنَا الْحُسَيْن بن إِدْرِيس ثَنَا هِشَام بن خَالِد ثَنَا الْوَلِيد بن مُسلم عَن مَالك بِهَذَا الحَدِيث كَذَا قَالَ وَلم يسق لَفظه
فَأَخْبَرَنَا بِهِ تَأما أَبُو بَكْرِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَقْدِسِيُّ عَنْ أَبِي نَصْرِ بن الْعِمَاد أَن عَليّ ابْن عَبْدِ الرَّحْمَنِ [الْجَوْزِيَّ] كَتَبَ إِلَيْهِمْ أَنا يَحْيَى بْنُ ثَابِتِ بْنِ بُنْدَارٍ أَنا أَبِي أَنا أَبُو بَكْرِ بْنُ غَالِبٍ أَنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْفَقِيهُ الْإِسْمَاعِيلِيّ أَخْبرنِي(2/44)
عبد الله بن مُحَمَّد بن مُسْلِمٍ ح وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمَقْدِسِيُّ فِي كِتَابِهِ عَن إِسْحَاق بن يحيى الْآمِدِيّ أَنَّ يُوسُفَ بْنَ خَلِيلٍ [الآدَمِيَّ] أَخْبَرَهُ أَنا يَحْيَى بْنُ أَسْعَدَ [بن بوش] أَنا أَبُو طَالب بن يُوسُف أَنا أَبُو مُحَمَّد الْجَوْهَرِيُّ أَنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ابْن إِسْمَاعِيلَ أَنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ شُعَيْبٍ الْمَدَائِنِيُّ قَالا أَنا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى حَدَّثَني يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ وَاللَّفْظُ لَهُ ح وَقَرَأْتُهُ عَالِيًا عَلَى فَاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدِ ابْن عَبْدِ الْهَادِي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الْفَضْلِ الشِّيرَازِيِّ أَنَّ مَحْمُودَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ [بْنِ مَنْدَهْ] كَتَبَ إِلَيْهِمْ أَنا الْحَسَنُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْفَقِيهُ أَنا أَبُو عَمْرِو بْنُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَنْدَهْ أَنا أَبِي أَنا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ ثَنَا رَوْحُ بْنُ الْفَرَجِ ثَنَا زَيْدُ بْنُ بِشْرٍ قَالا ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ ح وَأَخْبَرَنَاهُ عَالِيًا جِدًّا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْعِزِّ بْنِ قُدَامَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْفَارِسِيِّ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْمَدِينِيَّ كَتَبَ إِلَيْهِمْ أَنا أَبُو الْخَيْرِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْبَاغْبَانُ أَنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الطَّيَّانُ أَنا إِبْرَاهِيم بن عبد الله ابْن خُرْشِيدَ قَوْلَهُ الأَصْبَهَانِيُّ ثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ وَهْبٍ حَدَّثَني عَمِّي أَنا مَالِكٌ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يسارح 10 ب عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ((إِذَا أَسْلَمَ الْعَبْدُ فَحَسُنَ إِسْلامُهُ كَفَّرَ اللَّهُ عَنْهُ كُلَّ سَيِّئَةٍ كَانَ زَلَفَهَا وَكَتَبَ لَهُ كُلَّ حَسَنَةٍ كَانَ زَلَفَهَا ثُمَّ كَانَ الْقِصَاصُ الْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالهَا إِلَى سَبْعمِائة ضِعْفٍ وَالسَّيِّئَةُ بِمِثْلِهَا إِلا أَنْ يتَجَاوَز الله)) ز 12 أ
وَبِه إِلَى ابْن خرشيد قَوْله ثَنَا أَبُو بكر النَّيْسَابُورِي ثَنَا يُونُس بن عبد الْأَعْلَى نَحوه رَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ فِي غرائب مَالك عَن أبي بكر النَّيْسَابُورِي عَن يُونُس فوافقناه بعلو وأَخْبَرَنَا أَبُو بكر بن إِبْرَاهِيم الْمَقْدِسِي بِسَنَدِهِ الْمُتَقَدّم آنِفا إِلَى الْإِسْمَاعِيلِيّ ثَنَا مُوسَى بن الْعَبَّاس [الْجُوَيْنِيّ] ثَنَا إِبْرَاهِيم بن سُلَيْمَان البرسلي وَمُحَمّد ابْن إِسْمَاعِيل التِّرْمِذِيّ قَالَا ثَنَا إِسْحَاق بن مُحَمَّد الْفَروِي عَن مَالك نَحوه(2/45)
وَرَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده عَن عبد الله بن شبيب عَن إِسْحَاق الْفَروِي (بِهِ) وَرَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ فِي غرائب مَالك عَن أبي بكر الشَّافِعِي عَن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل التِّرْمِذِيّ بِهِ
وَقَالَ الْبَزَّار لَا نعلم رَوَاهُ عَن زيد بن أسلم عَن عَطاء عَن أبي سعيد إِلَّا مَالك
وقرأت على فَاطِمَة بنت الْعِزّ بِدِمَشْق عَن سُلَيْمَان بن حَمْزَة أَن الضياء أخْبرهُم أَنا أَبُو جَعْفَر الصيدلاني أَنا أَبُو عَليّ الْحداد أَنا أَبُو نعيم أَنا عبد الله بن جَعْفَر ثَنَا إِسْمَاعِيل بن عبد الله ثَنَا أَحْمد بن عبد الله ثَنَا أَحْمد بن صَالح قَالَ قَرَأت على عبد الله بن نَافِع أَن مَالِكًا حَدثهُ عَن زيد بن أسلم نَحوه وَزَاد فِي آخِره ((إِلَّا أَن يغْفر الله وَهُوَ الغفور)) رَوَاهُ الْحسن بن سُفْيَان فِي مُسْنده عَن حميد بن قُتَيْبَة عَن عبد الله بن نَافِع بِهِ وَرَوَاهُ الْإِسْمَاعِيلِيّ فِي مستخرجه عَن الْحسن
وَرَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ فِي غراائب مَالك عَن الْحسن بن رَشِيق عَن الْعَبَّاس بن مُحَمَّد [الدوري] عَن أَحْمد بن صَالح بِهِ
وَقرأت عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بن مُحَمَّد بن منيع بصالحية دمشق أَخْبَرتكُم زَيْنَب بنت أَحْمد [المقدسية] إجَازَة إِن لم يكن سَمَاعا عَن يُوسُف بن خَلِيل الْحَافِظ أَن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل [الْأَصْبَهَانِيّ] عَن أبي عَليّ الْمُقْرِئ أَنا أَحْمد بن عبد الله [أَبُو نعيم] ثَنَا أَبُو الْقَاسِم الطَّبَرَانِيّ ثَنَا عمر بن أبي الطَّاهِر ثَنَا عبد الْعَزِيز بن يحيى(2/46)
ثَنَا مَالك نَحوه وَلم يقل فِيهِ ((فَحسن إِسْلَامه)) وَزَاد فِيهِ ((وَقيل لَهُ اسْتَأْنف الْعَمَل))
رَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ فِي غرائب مَالك عَن الطَّبَرَانِيّ إجَازَة فوافقناه بعلو وَأَخْبَرَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ بْنُ الْحَافِظِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الذَّهَبِيُّ إِجَازَةً غَيْرَ مَرَّةٍ أَنَّ أَبَاهُ أَخْبَرَهُ أَنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنا أَبُو الْمَحَاسِنِ بْنُ السَّيِّدِ أَنا الْخَضِرُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدَانَ أَنا الْقَاسِمُ بْنُ أَبِي الْعَلاءِ أَنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ السَّلامِ أَنا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ أَنا عَليّ بن الْحُسَيْن الْجُهَنِيّ ح 11 أثَنَا هِشَام بن خَالِد ثَنَا الْوَلِيد بن مُسلم عَن مَالك عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ((مَنْ أَسْلَمَ وَحَسُنَ إِسْلامُهُ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ كُلَّ مَا ازْدَلَفَ مِنَ الْحَسَنَاتِ وَمَحَا عَنْهُ مَا ازْدَلَفَ مِنَ السَّيِّئَاتِ وَمَا عَمِلَ مِنْ حَسَنَةٍ كَانَ لَهُ بِهَا عشر حَسَنَات إِلَى سَبْعمِائة وَمَا عَمِلَ مِنْ سَيِّئَةٍ كَتَبَ عَلَيْهِ سَيِّئَةً إِلا أَنْ يَعْفُوَ الله عَنهُ)) م 7 أ
تَابعه الْحُسَيْن بن إِدْرِيس عَن هِشَام بن خَالِد ز 12 ب كَمَا تقدم وَرَوَاهُ النَّسَائِيّ عَن أَحْمد بن الْمُعَلَّى عَن صَفْوَان بن صَالح عَن الْوَلِيد
وَرَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ فِي غرائب مَالك من حَدِيث هِشَام بن خَالِد وَصَفوَان بن صَالح
وأسنده الدَّارَقُطْنِيّ من حَدِيث طَلْحَة بن يحيى بن النُّعْمَان بن أبي عَيَّاش الزرقي وَإِبْرَاهِيم بن الْمُخْتَار وزين بن شُعَيْب كلهم عَن مَالك
وَقَالَ الْخَطِيب فِي الروَاة عَن مَالك فِي تَرْجَمَة طَلْحَة بعد أَن أورد هَذَا الحَدِيث من طَرِيقه هَذَا الحَدِيث ثَابت من حَدِيث مَالك
وَأُنْبِئْتُ عَمَّنْ سَمِعَ عَلِيَّ بْنَ أَحْمَد السَّعْدِيَّ عَنْ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ [الشَّعَرِيِّ] أَنَّ زَاهِرَ بْنَ طَاهِرٍ أَخْبَرَهُ أَنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْحَافِظُ الْبَيْهَقِيُّ فِي ((كِتَابِ شُعَبِ الإِيمَانِ لَهُ)) أَنا أَبُو جَعْفَرِ بْنُ كَامِلٍ الْمُسْتَمْلِي وَأَبُو نصر عمر(2/47)
ابْن عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ قَتَادَةَ قَالا أَنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاق الضبعِي ثَنَا الْحسن ابْن عَلِيٍّ السَّرِيُّ ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ حَدَّثَني مَالِكٌ بِهِ لَمْ يُخَرِّجِ الدَّارَقُطْنِيُّ طَرِيقَ إِسْمَاعِيلَ وَمِمَّنْ رَوَاهُ عَنْ مَالِكٍ أَيْضًا سَعِيدُ بْنُ دَاوُدَ لَكِنَّهُ لَمْ يَحْفَظْ مَتْنَهُ
فَأُنْبِئُتْ عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ النَّجَّارِ أَنا الْمُبَارَكُ بْنُ الْحَسَنِ [الشَّهْرُزُورِيُّ] فِي كِتَابِهِ عَنْ أَبِي الْحُسَيْن بن الْمُهْتَدي بِاللَّه وَغَيره أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيُّ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْمَطِيرِيُّ ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ ثَنَا سَعِيدُ بْنُ دَاوُدَ الزَّنْبَرِيُّ ثَنَا مَالِكٌ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ((إِذَا أَسْلَمَ الْعَبْدُ خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ))
فاتفق هَؤُلَاءِ وهم عشرَة على هَذَا الْإِسْنَاد وَخَالفهُم معن بن عِيسَى عَن مَالك فَجعله عَن أبي هُرَيْرَة لَكِن الرَّاوِي لَهُ عَن معن بن عِيسَى ضَعِيف وَخَالف مَالِكًا سُفْيَان بن عُيَيْنَة فَأرْسلهُ لم يذكر فِيهِ أَبَا سعيد وَلَا أَبَا هُرَيْرَة
وَقَدْ وَقَعَ لَنَا بِعُلُوٍّ مِنْ حَدِيثِ سُفْيَانَ أَخْبَرَنَاهُ أَحْمَدُ بْنُ خَلِيلٍ فِي كِتَابِهِ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي التَّائِبِ أَخْبَرَهُ أَنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ [الرَّشِيدُ الْعِرَاقِيُّ] عَنِ الْحَافِظِ أَبِي طَاهِرٍ السِّلَفِيِّ أَنا أَبُو الْخَطَّابِ بْنُ الْبَطِرِ أَنا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْعُكْبَرِيُّ أَنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بن عمر بن عَليّ ح 11 ب أَنا جَدُّ أَبِي عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ الطَّائِيُّ ح وَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو هُرَيْرَةَ بْنُ الْحَافِظِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الذَّهَبِيُّ إِجَازَةً غَيْرَ مَرَّةٍ أَنَّ يَحْيَى بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ أَخْبَرَهُ أَنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ فِي كِتَابِهِ أَنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رِفَاعَةَ [الْكَرْخِيُّ] أَنا أَبُو الْحَسَنِ الْخِلَعِيُّ أَنا عبد(2/48)
الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ [الْبَزَّارُ] أَنا أَبُو سَعِيدِ بْنُ الأَعْرَابِيِّ ثَنَا سَعْدَانُ بْنُ نَضْرٍ قَالا ثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ يُخْبِرُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ((إِذَا أَسْلَمَ الْعَبْدُ فَأَحْسَنَ إِسْلامَهُ يَقْبَلُ اللَّهُ كُلَّ حَسَنَةٍ زَلَفَهَا وَكَفَّرَ عَنْهُ كُلَّ سَيِّئَةٍ زَلَفَهَا وَكَانَ فِي الإِسْلامِ مَا كَانَ الْحَسَنَةُ بِعشر أَمْثَالهَا إِلَى سَبْعمِائة ضِعْفٍ وَالسَّيِّئَةُ بِمِثْلِهَا أَوْ يَغْفِرُهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ))
وَهَكَذَا رَوَاهُ الشَّافِعِي وَغَيره عَن ابْن عُيَيْنَة
وَهَذَا الْإِرْسَال لَيْسَ بعلة ز 13 أقادحة لِأَن مَالِكًا أحفظ لحَدِيث أهل الْمَدِينَة من غَيره فَقَوله أولى وَالله أعلم
قَوْله فِي (33)
بَاب زِيَادَة الْإِيمَان ونقصانه
إِثْرِ حَدِيثِ [44] هِشَامٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ((يَخْرُجُ مِنَ النَّارِ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَفِي قَلْبِهِ وَزْنُ [شَعِيرَةٍ] مِنْ خَيْرٍ
قَالَ أَبَانٌ ثَنَا قَتَادَةُ ثَنَا أَنَسٌ عَنِ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ((مِنْ إِيمَانٍ)) مَكَانَ ((خَيْرٍ))
أَخْبَرَنِي أَبُو الْفَرَجِ بْنُ حَمَّادٍ فِيمَا قَرَأت عَلَيْهِ أَخْبَرَكُمْ يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ [بْنِ الْمُقَيَّرِ] أَنْبَأَهُ شِفَاهًا عَنْ أَبِي الْفَضْلِ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الْمِيهَنِيِّ أَنَّ أَحْمَدَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ خَلَفٍ أَخْبَرَهُ أَنا الْحَافِظُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَاكِمُ أَنا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذٍ الْعَدْلُ ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سَهْلٍ ثَنَا أَبُو سَلَمَةَ مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ ثَنَا أَبَانُ بْنُ يَزِيدَ ثَنَا قَتَادَةُ ثَنَا أَنَسٌ قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ((يخرج من النَّار(2/49)
مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَفِي قَلْبِهِ مِنَ الإِيمَانِ مَا يَزِنُ بُرَّةً))
رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي كتاب الِاعْتِقَاد عَن الْحَاكِم فوافقناه بعلو قَوْله فِيهِ عقب حَدِيث (47) روح عَنْ عَوْفٍ عَنِ الْحَسَنِ [وَمُحَمَّدٍ] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ((مَنِ اتَّبَعَ جِنَازَةَ مُسْلِمٍ إِيمَان وَاحْتِسَابًا الحَدِيث)) تَابع عُثْمَان الْمُؤَذّن عَن عَوْف عَن مُحَمَّد عَن أبي هُرَيْرَة نَحوه
قَالَ أَبُو نعيم فِي الْمُسْتَخْرج على البُخَارِيّ حَدَّثنا أَبُو أَحْمد مُحَمَّد بن أَحْمد حَدَّثَني أَبُو طَالب بن أبي عوَانَة ثَنَا سُلَيْمَان بن سيف ثَنَا عُثْمَان بن الْهَيْثَم ثَنَا عَوْف عَن مُحَمَّد عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ((من اتبع جَنَازَة مُسلم فليلزمها حَتَّى يُصَلِّي عَلَيْهَا وتدفن فَإِنَّهُ يرجع حِين ح 12 أيرجع بقيراطين من الْأجر كل قِيرَاط مثل أحد الحَدِيث وَبَاقِي الحَدِيث مثله
قَوْله (41)
بَاب مَا جَاءَ إِن الْأَعْمَال بِالنِّيَّةِ وَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ((وَلَكِن جِهَاد وَنِيَّة))(2/50)
هَذَا طَرَفٌ مِنْ حَدِيثٍ أَسْنَدَهُ الْمُؤَلِّفُ فِي الْجِهَادِ مِنْ طَرِيقِ مَنْصُورٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ((لَا هِجْرَةَ بَعْدَ الْفَتْحِ وَلَكِنْ جِهَادٌ وَنِيَّةٌ))
قَوْله (36)
بَاب خوف الْمُؤمن أَن يحبط عمله وَهُوَ لَا يشْعر
وَقَالَ إِبْرَاهِيم التَّيْمِيّ مَا عرضت قولي على عَمَلي إِلَّا خشيت أَن أكون مُكَذبا وَقَالَ ابْن أبي ملكية أدْركْت ثَلَاثِينَ من أَصْحَاب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كلهم يخَاف النِّفَاق على نَفسه مَا مِنْهُم أحد يَقُول إِنَّه على إِيمَان جِبْرِيل وَمِيكَائِيل
أما أثر التَّيْمِيّ فَقَرَأت ز 13 ب عَلَى أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ [السُّوَيْدَاوِيِّ] أخْبركُم إِبْرَاهِيم بن عَليّ [الزرزاري] أَن النجيب الْحَرَّانِي أخبرهُ أَنا أَبُو المكارم التَّيْمِيّ فِي كِتَابه أَن الْحسن بن أَحْمد [الْحداد] أخبرهُ أَنا أَبُو نعيم م 7 ب أَنا أَحْمد بن جَعْفَر [الْقطيعِي] ثَنَا عبد الله بن أَحْمد حَدَّثَني أبي ثَنَا ابْن مهْدي ثَنَا سُفْيَان عَن أبي حَيَّان يَعْنِي التَّيْمِيّ قَالَ قَالَ إِبْرَاهِيم التَّيْمِيّ فَذكره بِلَفْظِهِ
وقرأته عَالِيا على فَاطِمَة بنت الْعِزّ بِدِمَشْق عَن سُلَيْمَان بن حَمْزَة عَن عمر بن كرم [الدينَوَرِي] أَن عمر بن أَحْمد الصفار أخبرهُ فِي كِتَابِهِ أَنا أَحْمَدُ بْنُ عَليّ ابْن خلف أَنا حَمْزَة بن عبد الْعَزِيز [المهلبي] أَنا مُحَمَّد بن أَحْمد بن دلوية ثَنَا مُحَمَّد ابْن إِسْمَاعِيل البُخَارِيّ ثَنَا أَبُو نعيم ثَنَا سُفْيَان بِهَذَا
وَهَكَذَا رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي تَارِيخه أَيْضا عَن أبي نعيم بِهِ(2/51)
وَرَوَاهُ بن أبي شيبَة فِي مُصَنفه عَن أبي أَحْمد الزبيرِي عَن سُفْيَان (بِهِ)
وَأما أثر ابْن أبي مليكَة فأَخْبَرَنَا أَبُو بكر بن إِبْرَاهِيم الْمَقْدِسِي أَن أَحْمَدَ بْنَ أَبِي طَالِبٍ أَخْبَرَهُ أَنا أَبُو الْفضل بن السباك فِي كِتَابه أَن أَبَا الْفَتْح بن البطي أخبرهُ أَنا أَحْمد بن عَليّ أَنا هبة الله بن الْحسن الْحَافِظ أَنا مُحَمَّد بن أَحْمد ثَنَا عُثْمَان بن أَحْمد ثَنَا حَنْبَل ثَنَا الْحسن بن بشر ثَنَا الْمعَافى بن عمرَان عَن الصَّلْت ابْن دِينَار عَن ابْن أبي مليكَة قَالَ لقد أَتَى عَليّ بُرْهَة من الدَّهْر وَمَا أرى قوما يَقُول أحدهم إِنِّي مُؤمن مُسْتَكْمل الْإِيمَان ثمَّ مَاتَ حَتَّى قَالَ إيماني على إِيمَان جِبْرِيل وَمِيكَائِيل ثمَّ مَا زَالَ بهم الشَّيْطَان حَتَّى قَالَ أحدهم إِنَّه مُؤمن وَإِن نكح أمه وَأُخْته وَابْنَته وَلَقَد أدْركْت كَذَا وَكَذَا من أَصْحَاب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَا مَاتَ رَحل مِنْهُم إِلَّا ويخشى النِّفَاق على نَفسه
رَوَاهُ ابْن أبي خَيْثَمَة فِي تَارِيخه عَن عبيد الله بن عمر القواريري عَن جَعْفَر ابْن سُلَيْمَان عَن الصَّلْت
وَرَوَاهُ مُحَمَّد بن نصر الْمروزِي عَن أَحْمد بن عُثْمَان عَن بهز بن أَسد عَن الصَّلْت بن دِينَار بِطُولِهِ
وقرأت على سارة بنت شيخ الْإِسْلَام أبي الْحسن السُّبْكِيّ أخْبركُم أَحْمد بن عَليّ العابد أَن أَحْمد بن عبد الدَّائِم أخبرهُ أَنا بَرَكَات بن إِبْرَاهِيم [الْأنمَاطِي] أَنا هبة الله بن أَحْمد [الْأَكْفَانِيِّ] أَنا عبد الْعَزِيز بن أَحْمد [الكتاني] أَنا عبد الرَّحْمَن بن عُثْمَان [التَّمِيمِي] أَنا عبد الرَّحْمَن بن رَاشد أَنا عبد الرَّحْمَن بن عَمْرو أَبُو زرْعَة الدِّمَشْقِي ثَنَا مُحَمَّد بن سعيد الْأَصْبَهَانِيّ ثَنَا يحيى بن يمَان عَن سُفْيَان عَن ابْن(2/52)
جريج عَن ابْن أبي مليكَة قَالَ ح 12 ب أدْركْت ثَلَاثِينَ من أَصْحَاب مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي التَّارِيخ الْكَبِير عَن ابْن الْأَصْبَهَانِيّ هَذَا
قَوْله فِيهِ وَيذكر عَن الْحسن ((مَا خافه إِلَّا مُؤمن وَلَا أَمنه إِلَّا مُنَافِق)) انْتهى
الضَّمِير فِيهِ يعود على النِّفَاق بِدَلِيل مَا أَخْبَرَنَا الإِمَام أَبُو الْحسن بن أبي بكر أَنا إِبْرَاهِيم بن مَحْمُود [بن فَهد الْحلَبِي] أَنا أَحْمد بن إِسْحَاق أَنا الْفَتْح بن عَبْدِ السَّلامِ أَنا مُحَمَّدُ بْنُ عمر القَاضِي أَنا مُحَمَّد بن حمد بن الْمسلمَة أَنا عبيد الله بن عبد الرَّحْمَن الزُّهْرِيّ ثَنَا جَعْفَر بن مُحَمَّد الْفرْيَابِيّ ثَنَا قُتَيْبَة ثَنَا جَعْفَر هُوَ ابْن سُلَيْمَان عَن المعلي بن زِيَاد [القردوسي] سَمِعت الْحسن يحلف فِي هَذَا الْمَسْجِد بِاللَّه الَّذِي لَا إِلَه إِلَّا هُوَ مَا مضى مُؤمن قطّ وَلَا بَقِي إِلَّا وَهُوَ من النِّفَاق مُشفق وَلَا مضى مُنَافِق قطّ وَلَا بَقِي إِلَّا وَهُوَ من النِّفَاق آمن وَكَانَ يَقُول ((من لم يخف النِّفَاق على نَفسه فَهُوَ مُنَافِق))
قلت وَرِجَال هَذَا الْإِسْنَاد ثِقَات وَأَظنهُ لم يجْزم بِهِ لحَال جَعْفَر بن سُلَيْمَان لكنه لم يتفرد بِهِ(2/53)
وَبِه إِلَى جَعْفَر قَالَ ثَنَا أَبُو قدامَة ثَنَا مُؤَمل عَن حَمَّاد عَن أَيُّوب عَن الْحسن قَالَ لَا وَالله مَا أصبح وَلَا أَمْسَى مُؤمن إِلَّا وَهُوَ يخَاف النِّفَاق على نَفسه
ورويناه فِي الْإِيمَان لِأَحْمَد قَالَ ثَنَا روح بن عبَادَة ثَنَا هِشَام سَمِعت الْحسن يَقُول وَالله مَا مضى مُؤمن وَلَا بَقِي إِلَّا يخَاف النِّفَاق وَمَا أَمنه إِلَّا مُنَافِق
قَوْله (37)
بَاب سُؤال جِبْرِيل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن الْإِيمَان وَالْإِسْلَام وَمَا بَين النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لوفد عبد
الْقَيْس من الْإِيمَان
أما قصَّة جِبْرِيل فأسندها الْمُؤلف فِي الْبَاب
وَأما قصَّة وَفد عبد الْقَيْس فأسندها بعد قَلِيل
قَوْله (42)
بَاب قَول النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ((الدَّين النَّصِيحَة لله وَلِرَسُولِهِ ولأئمة الْمُسلمين وعامتهم)) انْتهى
هَذَا الْمَتْن لم يُخرجهُ البُخَارِيّ مَوْصُولا فِي صَحِيحه وَإِنَّمَا أخرجه فِي تَارِيخه(2/54)
وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ وَهُوَ مَشْهُورٌ عَنْ سُهَيْلٍ
أَخْبَرَنَا بِهِ أَبُو إِسْحَاقَ بْنُ كَامِلٍ قَالَ قُرِئَ عَلَى عَائِشَةَ بِنْتِ سَلامَةَ الْحَرَّانِيَّةِ وَأَنَا أَسْمَعُ أَنَّ عَبْدَ الْحَمِيدِ بْنَ عَبْدِ الْهَادِي [الْجَمَّاعِيلِيَّ] أَخْبَرَهُمْ أَنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَبْزَوِيُّ أَنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ الْحَاسِبُ أَنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُمَرَ الْفَقِيهُ أَنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَيُّوبَ [الْبَزَّازُ] أَنا أَبُو بَرْزَةَ الْفَضْلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَاسِبُ ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ [الضَّبِّيُّ] ثَنَا زُهَيْرٌ هُوَ ابْنُ مُعَاوِيَةَ [أَبُو خَيْثَمَةَ] ثَنَا سَهْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ((إِنَّ الدِّينَ النَّصِيحَةُ إِنَّ الدِّينَ النَّصِيحَةُ إِنَّ الدِّينَ النَّصِيحَةُ قَالُوا لِمَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَكِتَابِهِ وَرُسُلِهِ وَأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ))
رَوَاهُ أَبُو دَاوُد عَن أَحْمد بن يُونُس فوافقناه فِيهِ بعلو وَكَانَ فِي أصل سَمَاعنَا سُهَيْل عَن أَبِيه (عَن عَطاء) وَقَوله عَن أَبِيه زِيَادَة لَا حَاجَة إِلَيْهَا كَمَا رَوَاهُ أَبُو دَاوُد بِدُونِهَا ز 14 ب
وَيدل عَلَيْهِ مَا أَخْبَرَنِي أَبُو الْمَعَالِي الْأَزْهَرِي أَنا أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر الْحلَبِي(2/55)
أَنا أَبُو الْفرج بن أبي مُحَمَّد أَنا أَبُو مُحَمَّد بن صَاعِدٍ أَنا أَبُو الْقَاسِمِ الْكَاتِبُ أَنا أَبُو عَليّ الْوَاعِظ أَنا أَبُو بكر بن مَالك أَنا عبد الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد الشَّيْبَانِيّ ثَنَا مُحَمَّد ابْن عباد ثَنَا سُفْيَان ح وقرأته عَالِيًا عَلَى فَاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدِ بن عبد الْهَادِي عَن أبي نصر بن الشِّيرَازِيّ أَنا أَبُو الْوَفَاء مَحْمُود بن إِبْرَاهِيم الْعَبْدي فِي كِتَابه أَنا الْحسن ابْن الْعَبَّاس م 8 أالْفَقِيهُ أَنا أَبُو عَمْرِو بْنُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَنْدَهْ أَنا أَبِي أَنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّد بن زِيَاد ثَنَا مُحَمَّد بن سعيد بن غَالب ثَنَا سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن سُهَيْل بْنِ أَبِي صَالِحٍ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ يبلغ بِهِ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ ((الدَّين النَّصِيحَة ثَلَاث مَرَّات الحَدِيث لفظ مُحَمَّد بن سعيد بن غَالب
وَفِي حَدِيث مُحَمَّد بن عباد عَن سُفْيَان قَالَ قلت لسهيل بن أبي صَالح أَن عمرا يَعْنِي ابْن دِينَار حَدَّثَني عَن الْقَعْقَاع يَعْنِي ابْن يزِيد عَن أَبِيك ورجوت أَن تسْقط عني رجلا فَقَالَ سمعته من الَّذِي سَمعه مِنْهُ أبي ثمَّ ثَنَا سُفْيَان عَن سُهَيْل عَن عَطاء بن يزِيد عَن تَمِيم الدَّارِيّ بِهِ
وَهَكَذَا رَوَاهُ مُسلم عَن مُحَمَّد بن عباد وَفِيه الْقِصَّة على الْمُوَافقَة
وَرَوَاهُ ابْن خُزَيْمَة فِي صَحِيحه وَالنَّسَائِيّ من حَدِيث سُفْيَان وَفِيه الْقِصَّة
وَرَوَاهَا مُسلم بِدُونِهَا من حَدِيث سُفْيَان الثَّوْريّ وروح بن الْقَاسِم
وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه من طَرِيق اللَّيْث (بن سعد) عَن يحيى بن سعيد الْأنْصَارِيّ(2/56)
وَرَوَاهُ ابْنُ مَنْدَهْ مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الْمُخْتَارِ كُلُّهُمْ عَنْ سُهَيْلٍ قَالَ سَمِعت عَطَاءً فَذَكَرَهُ
وَقَدْ وَقَعَ لَنَا مِنْ وَجْهٍ آخَرَ أَنا أَبُو هُرَيْرَةَ بْنُ الذَّهَبِيِّ إِجَازَةً أَنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُشْرِقٍ أَنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَافِظِ عَبْدُ الْغَنِيِّ أَنا زَاهِرُ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ أَنا زَاهِرُ بْنُ طَاهِرٍ أَنا أَبُو سَعِيدٍ الْكَنْجَرُوذِيُّ أَنا أَبُو عَمْرِو بْنُ حَمْدَانَ ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ ثَنَا سَعِيدُ بْنُ يَزِيدَ الْفَرَّاءُ ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ عَنْ سُهَيْل عَن عَطاء بن يزِيد فَذكره
وَرَوَاهُ مُحَمَّد ين عَجْلانَ عَنْ سُهَيْلٍ فَأَخْطَأَ فِيهِ
قَالَ الإِمَامُ أَحْمَدُ فِي مُسْنَدِهِ حَدَّثنا صَفْوَانُ بْنُ عِيسَى ثَنَا ابْنُ عَجْلانَ عَنِ الْقَعْقَاعِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
وَرَوَاهُ مُحَمَّد بن نصر الْمروزِي عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ رَاهَوَيْهِ عَنْ صَفْوَانَ مِثْلَهُ وَقَالَ هُوَ غَلَطٌ وَإِنَّمَا حَدَّثَ أَبُو صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ بِحَدِيثٍ ((إِنَّ اللَّهَ يَرْضَى لَكُمْ ثَلاثًا الحَدِيث وَكَانَ عَطاء بن يزِيد حَاضرا فَحَدثهُمْ عَن تَمِيم الدَّارِيّ بِحَدِيث ((إِن الدَّين النَّصِيحَة)) فَسَمعَهَا سُهَيْل مِنْهُمَا
قلت قد كشف مُحَمَّد بن نصر عَن علته وَأَن ابْن عجلَان دخل عَلَيْهِ إِسْنَاد فِي إِسْنَاد
وَقد أَخطَأ فِيهِ ابْن عجلَان خطأ آخر رَوَاهُ اللَّيْث بن سعد عَنهُ عَن زيد بن أسلم وَعَن الْقَعْقَاع عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة أخرجه النَّسَائِيّ من طَرِيقه
وَزيد بن أسلم إِنَّمَا رَوَاهُ عَن ابْن عمر كَمَا سَيَأْتِي والقعقاع إِنَّمَا رَوَاهُ عَن أبي صَالح عَن عَطاء بن يزِيد عَن تَمِيم كَمَا مضى
وَقد أَخطَأ فِيهِ غير وَاحِد على سُهَيْل عَن ابْن عجلَان وَيجوز أَن يكون الْخَطَأ(2/57)
من سُهَيْل لِأَنَّهُ تغير حفظه ز 15 أفِي الآخر
أَخْبَرَنِي عَليّ بن أَحْمد المرداوي بقرءاتي عَلَيْهِ بالصالحية قَالَ قرئَ على زَيْنَب بنت الْكَمَال وَأَنا أسمع عَن إِبْرَاهِيم بن مَحْمُود [الْأَزجيّ] أَنا أَبُو الْحسن بن يُوسُف أَنا أَبُو غَالب الباقلاني أَنا أَبُو عَليّ بن شَاذان ثَنَا أَبُو عبد الله بن عمرويه ثَنَا أَبُو بكر ح ق أالإضافية بن أبي خَيْثَمَة ثَنَا عَبَّاس بن الْوَلِيد النَّرْسِي ثَنَا بشر بن مَنْصُور [السليمي] عَن سُفْيَان الثَّوْريّ عَن سُهَيْل بن أبي صَالح عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ((إِنَّمَا الدَّين النَّصِيحَة فَذكره))
وَالْمَحْفُوظ عَن سُفْيَان الثَّوْريّ عَن سُهَيْل عَن عَطاء عَن تَمِيم (كَمَا قدمنَا)
وَرُوِيَ عَن مَالك خَارج الْمُوَطَّأ عَن سُهَيْل عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة
أخرجه الدَّارَقُطْنِيّ فِي غرائب مَالك وَذَلِكَ فِيمَا أَخْبَرَنَا عبد الله بن مُحَمَّد النَّيْسَابُورِي إِذْنا مشافهة غير مرّة عَن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الطَّبَرِيّ أَنا عَليّ بن الْحُسَيْن الْآجُرِيّ فِي كِتَابه عَن أبي الْكَرم الشهرزوري أَنا أَبُو الْحُسَيْن بن الْمُهْتَدي بِاللَّه إجَازَة عَنهُ أَنا أَبُو بكر بن زِيَاد النَّيْسَابُورِي ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ وهب ثَنَا عمي ثَنَا مَالك ح وَبِه إِلَى الدَّارَقُطْنِيّ قَالَ وثنا مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَبدك ثَنَا عَليّ بِنَا الْحُسَيْن الْجُنَيْد ثَنَا أَحْمد بن صَالح فَقَالَ قَرَأت على عبد الله بن نَافِع كِلَاهُمَا عَن مَالك عَن سُهَيْل عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة فَذكره
وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث مُحَمَّد بن خَالِد بن عتمة ومعن بن عِيسَى وَزِيَاد بن يُونُس كلهم عَن مَالك
قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ وَكَذَا رَوَاهُ عبد الله بن جَعْفَر الْمَدِينِيّ عَن سُهَيْل قَالَ وَأَصْحَاب سُهَيْل إِنَّمَا يَرْوُونَهُ عَنهُ عَن عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيّ
وَهَكَذَا حدث بِهِ البُخَارِيّ يَعْنِي خَارج الصَّحِيح عَن عَليّ بن الْمَدِينِيّ عَن(2/58)
بشر بن عمر عَن مَالك عَن سُهَيْل انْتهى
وَقد ذكر ابْن عدي أَن النَّسَائِيّ أنكر على أَحْمد بن صَالح رِوَايَته عَن ابْن وهب عَن مَالك هَذَا الحَدِيث وَقد ظهر أَنه لم ينْفَرد بِهِ
وَذكر ابْن الْجَارُود أَن قَول من قَالَ عَن سُهَيْل عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة خطأ
قلت وَيظْهر لي أَن الْوَهم فِيهِ من سُهَيْل كَمَا قَدمته
وَلِحَدِيث عَطاء بن يزِيد عَن تَمِيم شَاهد من حَدِيث هِشَام عَن الْحسن عَن تَمِيم روينَاهُ فِي الْجُزْء السَّابِع من أمالي الْمحَامِلِي وَهُوَ مُنْقَطع
وَقَدْ رُوِّينَاهُ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ مَوْصُولا قَرَأْتُهُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَلِيلٍ الْحَرَسْتَانِيِّ بِالْجَامِعِ الْمُظَفَّرِيِّ خَارِجَ دِمَشْقَ أَنَّ أَحْمَدَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ مَعَالِي الزَّبَدَانِيَّ أَخْبَرَهُمْ أَنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْخَطِيبُ عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ سَعْدِ الْخَيْرِ سَمَاعًا أَنا زَاهِرُ بْنُ طَاهِرٍ أَنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَدِيبُ أَنا أَبُو عَمْرِو بْنُ حَمْدَانَ أَنا أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُسلم ز 15 ب عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ((الدِّينَ النَّصِيحَةُ)) قَالُوا لِمَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ لِكِتَابِ اللَّهِ وَلِنَبِيِّهِ وَلأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ إِسْنَاده حسن لكنه مَعْلُول بِرِوَايَة (سُفْيَان) بن عُيَيْنَة عَن عَمْرو(2/59)
عَن الْقَعْقَاع كَمَا مضى فَرجع الحَدِيث أَيْضا إِلَى تَمِيم
وَرُوِّينَاهُ من حَدِيث ابْن عمر م 8 ب قَرَأت عَلَى فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنَجَّا بِدِمَشْق عَن سُلَيْمَان بن حَمْزَة أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْحَافِظَ أَخْبَرَهُمْ أَنا أَبُو رَوْحٍ الْهَرَوِيُّ أَنَّ زَاهِرَ بْنَ طَاهِرٍ أَخْبَرَهُمْ أَنا إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الصَّابُونِيُّ أَنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُقَيْلٍ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ أَنا أَبُو الأَزْهَرِ أَحْمَدُ بْنُ الأَزْهَرِ ثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْفِ بْنِ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ((إِنَّمَا الدِّينَ النَّصِيحَةُ)) قَالُوا لِمَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ ((لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ وَلأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ))
وأَخْبَرَنَا بِهِ عَالِيا إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الْمُؤَذّن بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام أَنا أَحْمد بن أبي طَالب أَنا أَبُو المنجا بن عمر أَنا أَبُو الْوَقْت أَنا أَبُو الْحسن الدَّاودِيّ أَنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ [السَّرَخْسِيُّ] أَنا عِيسَى بن عمر [السَّمرقَنْدِي] أَنا الدَّارمِيّ أَنا جَعْفَر بن عون عَن هِشَام بن سعد عَن زيد بن أسلم وَنَافِع عَن ابْن عمر فَذكره
وَرَوَاهُ أَبُو بكر بن أبي شيبَة فِي مُسْنده عَن جَعْفَر بن عون مثل رِوَايَة الدَّارمِيّ لَكِن قَرَأت بِخَط ابْن فطيس الْحَافِظ فِي مُسْند أبي بكر عَن زيد بن أسلم عَن نَافِع عَن ابْن عمر وأظن أَنه تَصْحِيف فقد رَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده عَن أَحْمد ابْن عُثْمَان بن حَكِيم عَن جَعْفَر بن عون عَن هِشَام عَن زيد بن أسلم وَنَافِع عَن ابْن عمر
وَرَوَاهُ أَبُو همام الدَّلال عَن هِشَام بن سعد عَن نَافِع وَحده
قَرَأت على أم عِيسَى الأَسدِية عَن عَليّ بن عمر الخلاطي سَمَاعا عَن عبد الْوَهَّاب بن ظافر [بن رواج] أَنا السلَفِي أَنا الْفضل بن عَليّ الْحَنَفِيّ أَنا أَبُو سعيد مُحَمَّد بن عَليّ بن عَمْرو الْحَافِظ ثَنَا أَبُو الْقَاسِم الطَّبَرَانِيّ ثَنَا عَليّ بن عبد(2/60)
الْعَزِيز [الْبَغَوِيّ] ثَنَا أَبُو همام بِهَذَا
قَالَ الْبَزَّار بعد تَخْرِيجه لَا نعلم أحدا جمع بَين زيد وَنَافِع إِلَّا جَعْفَر بن عون عَن هِشَام
وَقد اخْتلف فِيهِ على زيد بن أسلم اخْتِلَافا آخر ح ق ب الإضافية
أنبئت عَن غير وَاحِد عَن إِبْرَاهِيم بن عُثْمَان [الكاشغري] أَن مُحَمَّد بن عبد الْبَاقِي أخْبرهُم أَنا مَالك بن أَحْمد [البانياسي] أَنا أَبُو الْفَتْح بن أبي الفوارس ثَنَا أَبُو بكر بن خَلاد ثَنَا أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن ملْحَان ثَنَا يحيى بن بكير ثَنَا اللَّيْث عَن خَالِد عَن سعيد بن أبي هِلَال عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ رجل أخبرهُ عَن أبي هُرَيْرَة بِهِ
وَيجوز أَن يكون الْمُبْهم فِي هَذِه الرِّوَايَة هُوَ أَبُو صَالح فتوافق رِوَايَة ابْن عجلَان الْمَاضِيَة وَالله أعلم
وَفِي الْبَاب ز 16 أعَن ثَوْبَان وَأبي أُمَامَة وَحُذَيْفَة بن الْيَمَان وأسانيدهم ضَعِيفَة وَأَصَح طرقه حَدِيث تَمِيم بل قَالَ البُخَارِيّ فِي التَّارِيخ الْأَوْسَط لَا يَصح إِلَّا عَن تَمِيم (وَالله أعلم)
(3)
من كتاب الْعلم
قَوْله وَقَالَ الْحميدِي كَانَ عِنْده ابْن عُيَيْنَة (حَدَّثنا وأَخْبَرَنَا وأنبأنا وَسمعت وَاحِدًا)
هَكَذَا فِي رِوَايَة أبي ذَر عَن مشايخه وَفِي رِوَايَة غَيره قَالَ لنا الْحميدِي فَهُوَ(2/61)
على هَذَا مُتَّصِل وَكَذَا حكى أَبُو نعيم فِي مستخرجه أَن البُخَارِيّ قَالَ قَالَ لنا الْحميدِي
قَوْله فِيهِ وَقَالَ ابْن مَسْعُود حَدَّثنا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ الصَّادِق المصدوق انْتهى
هَذَا أول الحَدِيث الْمَشْهُور الْمُتَّفق على صِحَّته من حَدِيث ابْن مَسْعُود فِي خلق الْوَلَد وَجمع خلقه وَهُوَ السَّيْف المسلول على منكري الْقدر
وَقد أسْندهُ المُصَنّف فِي مَوَاضِع من صَحِيحه مِنْهَا فِي الْقدر وَفِي التَّوْحِيد وَفِي بَدْء الْخلق من طَرِيق الْأَعْمَش عَن زيد بن وهب عَنهُ بِتَمَامِهِ
قَوْله بعده وَقَالَ شَقِيق عَن عبد الله سَمِعت من النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كلمة وَقَالَ حُذَيْفَة حَدَّثنا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حديثين وَقَالَ أَبُو الْعَالِيَة عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِيمَا يرويهِ عَن ربه وَقَالَ أنس عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِيمَا يرويهِ عَن ربه وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يرويهِ عَن ربكُم
وَقَالَ أَبُو ذَر عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن الرب عز وَجل
أما حَدِيث عبد الله فَهُوَ طرف من حَدِيث أَوله (سَمِعت من النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم(2/62)
كلمة وَقلت أَنا أُخْرَى ((من مَاتَ يَجْعَل لله ندا دخل النَّار الحَدِيث))
وَقد أسْندهُ الْمُؤلف فِي الْجَنَائِز وَفِي التَّفْسِير وَفِي التَّوْحِيد من طَرِيق الْأَعْمَش عَن أبي وَائِل وَهُوَ شَقِيق بن سَلمَة بِهِ
وَأما حَدِيث حُذَيْفَة فَهُوَ قَوْله حَدَّثنا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حديثين وَقد رَأَيْت أَحدهمَا وَأَنا أنْتَظر الآخر حَدَّثنا أَن الْأَمَانَة نزلت فِي جزر قُلُوب الرِّجَال الحَدِيث ح 13 أبطوله
وَقد أسْندهُ الْمُؤلف فِي الرقَاق وَفِي الْفِتَن وَفِي الِاعْتِصَام وَفِي التَّوْحِيد من طَرِيق الْأَعْمَش عَن زيد بن وهب عَنهُ
وَأما حَدِيث بن عَبَّاس فَهُوَ طرف من حَدِيث أَسْنَدَهُ (الْمُؤَلِّفُ) فِي التَّوْحِيدِ مِنْ طَرِيقِ أَبِي الْعَالِيَةِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم فِيمَا يرويهِ عَن رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ لَا يَنْبَغِي لِعَبْدٍ أَنْ يَقُولَ أَنَا خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى الحَدِيث
وَأما حَدِيث أنس فَهُوَ طرف من حَدِيث أَوله إِذَا تقرب العَبْد مني شبْرًا(2/63)
تقربت مِنْهُ ز 16 ب ذِرَاعًا
وَقد أسْندهُ الْمُؤلف فِي كتاب التَّوْحِيد من طَرِيق شُعْبَة عَن قَتَادَة عَنهُ
وَرَوَى مُسْلِمٌ مِنْ طَرِيقِ هَمَّامٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم يرويهِ عَن رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ ((إِنَّ اللَّهَ (عَزَّ وَجَلَّ) لَا يَظْلِمُ الْمُؤْمِنَ حَسَنَةً الحَدِيث
وَأما حَدِيث أبي هُرَيْرَة فَهُوَ طرف من حَدِيث أَوله لِكُلِّ عَمَلٍ كَفَّارَةٌ وَالصَّوْمُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ الحَدِيث
وَقد أسْندهُ الْمُؤلف فِي التَّوْحِيد أَيْضا من م 9 أطَرِيقِ شُعْبَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (يَرْوِيهِ عَنْ رَبِّكُمْ عَزَّ وَجَلَّ (لِكُلِّ عَمَلٍ كَفَّارَةٌ فَالصَّوْمُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ الحَدِيث)
وَأما حَدِيث أبي ذَر فَإِن صَحَّ انه ذكره فَهُوَ إِشَارَة إِلَى حَدِيثه الطَّوِيل وأوله ((يَا عِبَادِي إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا فَلا تَظَالَمُوا)) الحَدِيث بِطُولِهِ
أخرجه مُسلم فِي صَحِيحه مُنْفَردا بِهِ عَن طَرِيق سعيد بن عبد الْعَزِيز عَن ربيعَة بن يزِيد عَن أبي إِدْرِيس الْخَولَانِيّ عَنهُ
وَقد وَقع لنا بعلو فِي نُسْخَة أبي مسْهر وَفِي مشيخة أبي عبد الله الرَّازِيّ وَإِنَّمَا لم أسق طرقه على الْعَادة لِأَنِّي لم أتحقق أَن البُخَارِيّ ذكره وَإِنَّمَا رَأَيْته فِي نُسْخَة غير مُعْتَمدَة وَكَذَا رَأَيْته فِي الْمُسْتَخْرج لأبي نعيم(2/64)
قَوْله فِي بَاب مَا جَاءَ فِي الْعلم وَرَأى الْحسن وَالثَّوْري وَمَالك الْقِرَاءَة جَائِزَة انْتهى
وَالرِّوَايَة عَن الثَّلَاث بذلك مُسندَة (فِي الْبَاب الْمَذْكُور)
قَوْله فِيهِ وَاحْتج مَالك بالصك يقْرَأ على الْقَوْم فَيَقُولُونَ أشهدنا فلَان وَيقْرَأ ذَلِك قِرَاءَة عَلَيْهِم وَيقْرَأ على الْمُقْرِئ فَيَقُول الْقَارئ أَقْرَأَنِي فلَان أما احتجاج مَالك بالصك
وَأما احتجاجه بِالْقِرَاءَةِ على الْمُقْرِئ فأنبئت عَن مُحَمَّد بن عبد الحميد [الهمذاني] أَن عبد الله بن عبد الْوَاحِد [الْمَقْدِسِي] أخبرهُ عَن فَاطِمَة بنت سعد الْخَيْر أَن زَاهِر بن طَاهِر أخْبرهُم أَنا أَبُو حَامِد الْأَزْهَرِي أَنا أَبُو مُحَمَّد المخلدي أَنا أَبُو بكر عبد اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ الإِسْفِرَايِينِيّ ثَنَا يُونُس بن عبد الْأَعْلَى ثَنَا ابْن وهب قَالَ قلت لمَالِك إِذا قَرَأت عَلَيْك مَا نقُول قَالَ قل(2/65)
حَدَّثنا مَالك بن أنس أَلَيْسَ الرجل يقْرَأ الْقُرْآن فَيَقُول أَقْرَأَنِي فلَان
وأنبأني غير وَاحِد عَن عَليّ بن الْعِزّ عمر الْمَقْدِسِي أَن شيخ الْإِسْلَام عبد الرَّحْمَن بن أبي عمر أخْبرهُم عَن سِتّ الكتبة بنت الطراح سَمَاعا أَن جدها أخْبرهُم عَن الْحَافِظ أبي بكر أَحْمد بن عَليّ بن ثَابت الْخَطِيب فِي كتاب الْكِفَايَة لَهُ قَالَ أَنا ابْن رزق وَهُوَ أَبُو الْحسن مُحَمَّد بن أَحْمد بن رزقويه قَالَ ثَنَا أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله ح وَقَالَ الْخَطِيب وَأَنا مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن الْفضل أَنا أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله ثَنَا ز 17 أأَحْمد بن عَليّ الْأَبَّار ثَنَا أَبُو طَاهِر عَن ابْن وهب سَمِعت مَالِكًا وَسُئِلَ عَن الْكتب الَّتِي تعرض عَلَيْهِ يَقُول الرجل حَدَّثَني قَالَ نعم كَذَلِك الْقُرْآن أَلَيْسَ الرجل يقْرَأ على الرجل الْقُرْآن فَيَقُول أَقْرَأَنِي فلَان))
وقرأت على عبد الله بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبيد الله بسفح قاسيون قلت لَهُ أنبأكم أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي الهيجاء أَن الْحَافِظ أَبَا عَليّ الْبكْرِيّ أخْبرهُم أَنا الْقَاسِم بن عبد الله بن عمر [الصفار] أَنا وجيه بن طَاهِر أَنا عبد الحميد بن عبد الرَّحْمَن الْبُحَيْرِي أَنا الْحَاكِم أَبُو عبد الله الْحَافِظ فِي كتاب عُلُوم الحَدِيث لَهُ أَنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّد الْبَغْدَادِيّ [قَالَ] ثَنَا عَليّ بن عبد الْعَزِيز [قَالَ] حَدَّثَني الزبير بن بكار [قَالَ] حَدَّثَني مطرف بن عبد الله قَالَ صَحِبت مَالِكًا سبع عشرَة سنة فَمَا رَأَيْته قَرَأَ الْمُوَطَّأ على أحد وسمعته يَأْبَى أَشد الإباء على من يَقُول لَا يجْزِيه إِلَّا السماع وَيَقُول كَيفَ لَا يجْزِيك هَذَا فِي(2/66)
الحَدِيث ويجزيك فِي الْقُرْآن وَالْقُرْآن أعظم رَوَاهُ ابْن سعد عَن مطرف نَحوه
قَوْله وَاحْتج بَعضهم فِي الْقِرَاءَة على الْعَالم بِحَدِيث ضمام بن ثَعْلَبَة قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم آللَّهُ أَمرك أَن تصلي الصَّلَوَات قَالَ ((نعم)) قَالَ فَهَذِهِ قِرَاءَة على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أخبر ضمام قومه بذلك فأجازوه انْتهى
وَقد بسط الْمُؤلف القَوْل فِي هَذَا فِي مَوضِع آخر
فَقَالَ التِّرْمِذِيّ فِي الْجَامِع عقب حَدِيث أنس فِي قصَّة ضمام بن ثَعْلَبَة سَمِعت مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل يَقُول قَالَ بعض أهل الْعلم فقه هَذَا الحَدِيث أَن الْقِرَاءَة على الْعَالم وَالْعرض عَلَيْهِ جَائِز مثل السماع وأحتج بِأَن الْأَعرَابِي عرض على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأقر بِهِ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
وَقَالَ الْخَطِيب فِي الْكِفَايَة بِالْإِسْنَادِ الْمُتَقَدّم آنِفا إِلَيْهِ أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ بْنِ دَاوُدَ الرَّزَّازُ سَمِعت الْقَاضِي أَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عُمَرَ الْجِعَابِيَّ يَقُولُ سَمِعت أَحْمَدَ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ عُبَيْدَةَ النَّيْسَابُورِيَّ يَقُولُ سَمِعت مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيَّ يَقُولُ لَيْسَ يُرْوَى عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْقِرَاءَة على الْعَالم(2/67)
أَوْ قَالَ الْمُحَدِّثِ [حَدِيثٌ] أَصَحُّ مِنْ حَدِيثِ ضِمَامِ (بْنِ ثَعْلَبَةَ) انْتَهَى
وَقَدْ أَسْنَدَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (الْمُؤَلِّفُ حَدِيثَ ضِمَامٍ) مِنْ طَرِيقِ شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ عَنْ أَنَسٍ بِطُولِهِ وَفِي آخِرِهِ فَقَالَ الرَّجُلُ آمَنْتُ بِمَا جِئْتَ بِهِ وَأَنَا رَسُولُ مَنْ وَرَائِي مِنْ قَوْمِي وَأَنَا ضِمَامُ بْنُ ثَعْلَبَةَ أَخُو بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ ثُمَّ قَالَ رَوَاهُ مُوسَى وَعَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ عَنْ سُلَيْمَانَ يَعْنِي ابْنَ الْمُغِيرَةِ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [بِهَذَا] انْتَهَى
فَأَما رِوَايَة مُوسَى وَهُوَ ابْن إِسْمَاعِيل ز 17 ب أَبُو سَلمَة التَّبُوذَكِي فَقَالَ أَبُو عوَانَة فِي مُسْنده حَدَّثنا مُحَمَّد بن حيويه ثَنَا أَبُو سَلمَة بِهِ فَذكره بِتَمَامِهِ نَحْو حَدِيث عَليّ بن عبد الحميد الْآتِي
أَخْبَرَنَا بذلك أَحْمد بن أبي بكر [الْمَقْدِسِي] كِتَابَة عَن مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي(2/68)
الهيجاء أَن الْحَافِظ أَبَا عَليّ الْبكْرِيّ أخْبرهُم أَنا الْقَاسِم بن عبد الله بن عمر الصفار أَنا أَبُو الأسعد الْقشيرِي أَنا عبد الحميد الْبُحَيْرِي أَنا أَبُو نعيم الإِسْفِرَايِينِيّ أَنا خَالِي أَبُو عوَانَة ح وقرأته عَالِيا على ح 14 أفَاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْهَادِي عَن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْفَارِسِي أَن مَحْمُود بْنَ إِبْرَاهِيمَ [بْنِ مَنْدَهْ] كَتَبَ إِلَيْهِمْ أَنا الْحَسَنُ بْنُ الْعَبَّاسِ أَنا عبد الْوَهَّاب بن مُحَمَّد بن إِسْحَاق أَنا أبي أَنا مُحَمَّد بن يُونُس الْمُقْرِئ ثَنَا السّري بن خُزَيْمَة ثَنَا أَبُو سَلمَة مُوسَى بن إِسْمَاعِيل فَذكره
وَأما حَدِيث عَليّ بن عبد الحميد فَأَخْبَرَنَا بِهِ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ يَحْيَى بْنِ تَمِيمٍ بِدِمَشْقَ أَنَّ أَحْمَدَ بْنَ أَبِي طَالِبٍ أَخْبَرَهُمْ أَنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ [بْنِ اللَّتِّيِّ] أَنا أَبُو الْوَقْتِ أَنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ [الدَّاوُدِيُّ] أَنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ [السَّرخسِيّ] أَنا عِيسَى بن عمر [السَّمَرْقَنْدِيُّ] أَنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحَافِظُ أَنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ لَمَّا نُهِينَا أَنْ نَبْتَدِئَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُعْجِبُنَا أَنْ يَقْدَمَ الْبَدَوِيُّ الأَعْرَابِيُّ الْعَاقِلُ فَيَسْأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ عِنْدَهُ فَبَيْنَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ جَاءَ أَعْرَابِيٌّ فَجَثَا بَيْنَ يَدَيِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ إِنَّ رَسُولَكَ أَتَانَا فَزَعَمَ لَنَا أَنَّكَ تَزْعُمُ أَنَّ اللَّهَ أَرْسَلَكَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ((صَدَقَ)) قَالَ فَبِالَّذِي رَفَعَ السَّمَاءَ وَبَسَطَ الأَرْضَ وَنَصَبَ الْجِبَالَ اللَّهَ أَرْسَلَكَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ((نَعَمْ)) قَالَ فَإِن(2/69)
رَسُولَكَ زَعَمَ لَنَا أَنَّكَ تَزْعُمُ أَنَّ عَلَيْنَا خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ((نَعَمْ)) قَالَ فَبِالَّذِي أَرْسَلَكَ آللَّهُ أَمَرَكَ بِهَذَا فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ((نَعَمْ)) قَالَ فَإِنَّ رَسُولَكَ زَعَمَ لَنَا أَنَّكَ تَزْعُمُ أَنَّ عَلَيْنَا صَوْمَ شَهْرٍ فِي السَّنَةِ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ((صَدَقَ)) قَالَ فَبِالَّذِي أَرْسَلَكَ آللَّهُ أَمَرَكَ بِهَذَا فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ((نَعَمْ)) قَالَ فَإِنَّ رَسُولَكَ زَعَمَ لَنَا أَنَّكَ تَزْعُمُ أَنَّ عَلَيْنَا فِي أَمْوَالِنَا الزَّكَاةَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ((صَدَقَ)) قَالَ فَبِالَّذِي أَرْسَلَكَ آللَّهُ أَمَرَكَ بِهَذَا فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ((نَعَمْ)) قَالَ فَإِنَّ رَسُولَكَ زَعَمَ لَنَا (أَنَّكَ تَزْعُمُ) أَنَّ عَلَيْنَا الْحَجَّ إِلَى الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلا فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ((صَدَقَ)) قَالَ فَبِالَّذِي أَرْسَلَكَ آللَّهُ أَمَرَكَ بِهَذَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَعَمْ قَالَ فَوَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَا أَدَعُ مِنْهُنَّ شَيْئًا وَلا أُجَاوِزُهُنَّ قَالَ ثُمَّ وَثَبَ الأَعْرَابِيُّ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنْ صَدَقَ الأَعْرَابِيُّ دَخَلَ الْجَنَّةَ
رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ عَن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل البُخَارِيّ وَرَوَاهُ أَبُو عوَانَة عَن جَعْفَر الصَّائِغ كِلَاهُمَا ز 18 أعَن عَليّ بن عبد الحميد فَوَقع لنا بَدَلا لَهما عَالِيا
وَقد روى هَذَا الحَدِيث ابْن عَبَّاس بِمَعْنَاهُ وَهُوَ عِنْد أَحْمد وَأبي دَاوُد وَالْحَاكِم من طَرِيق مُحَمَّد بن إِسْحَاق
قَالَ أَحْمد ثَنَا يَعْقُوب يَعْنِي ابْن إِبْرَاهِيم بن سعد حَدَّثنا أبي عَن مُحَمَّد بن إِسْحَاق قَالَ حَدَّثَني مُحَمَّد بن الْوَلِيد بن نويفع عَن كريب مولى ابْن عَبَّاس عَن ابْن عَبَّاس قَالَ بعث بَنو سعد بن بكر ضمام بن ثَعْلَبَة فَذكر الحَدِيث بِطُولِهِ(2/70)
وَفِي آخِره أَن ضمامًا قَالَ لِقَوْمِهِ عِنْدَمَا رَجَعَ إِلَيْهِم إِن الله قد بعث رَسُولا وَأنزل عَلَيْهِ كتابا استنقذكم بِهِ مِمَّا كُنْتُم فِيهِ وَإِنِّي أشهد أَن لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شريك لَهُ وَأَن مُحَمَّدًا عَبده وَرَسُوله وَقد جِئتُكُمْ من عِنْده بِمَا أَمركُم بِهِ ونهاكم عَنهُ قَالَ فوَاللَّه مَا أَمْسَى من ذَلِك الْيَوْم وَفِي حاضره رجل وَلَا امْرَأَة إِلَّا مُسلما وَهُوَ إِسْنَاد جيد لتصريح ابْن إِسْحَاق بِسَمَاعِهِ لَهُ وَالزِّيَادَة الَّتِي فِي آخِره هِيَ مُرَاد المُصَنّف بقوله أخبر ضمام قومه بذلك فأجازوه
وَله طَرِيق أُخْرَى من رِوَايَة عَطاء بن السَّائِب عَن سَالم بن أبي الْجَعْد عَن ابْن عَبَّاس رَوَاهُ الدَّارمِيّ وَغَيره وَقد صَححهُ غير وَاحِد وَالله أعلم
قَوْله [7]
بَاب مَا يذكر فِي المناولة
وَقَالَ أَنَسٌ نَسَخَ عُثْمَانُ الْمَصَاحِفَ فَبَعَثَ بِهَا إِلَى الآفَاقِ وَرَأَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ وَمَالِكٌ ذَلِكَ جَائِزًا انْتَهَى
أما حَدِيث أنس فأسنده الْمُؤلف فِي فَضَائِل الْقُرْآن وَفِي مَنَاقِب قُرَيْش من طَرِيق إِبْرَاهِيم بن سعد عَن الزُّهْرِيّ عَن أنس بالقصة كلهَا
وَأما رَأْي عبد الله بن عمر فِي ذَلِك فَهَكَذَا وَقع فِي الرِّوَايَات الَّتِي اتَّصَلت لنا من هَذَا الْكتاب وأظن الْوَاو سَقَطت من عَمْرو فإنني لم أجد ذَلِك عِنْد عبد الله بن عمر بن الْخطاب وَإِنَّمَا وجدت ذَلِك عَن عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ من رِوَايَة البُخَارِيّ نَفسه(2/71)
أَخْبَرَنِي بِذَلِكَ أَبُو عَلِيٍّ الْمَهْدَوِيُّ بِسَنَدِهِ الآتِي قَرِيبًا إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْعَبْدِيِّ أَنا أَبِي أَنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي خُرَاسَانَ ثَنَا أَبُو النَّضر مُحَمَّد بن أَحْمد ابْن النَّضْرِ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ ثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ حَدَّثَني ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُنَادَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبَلِيِّ أَنَّهُ أَتَى عَبْدَ اللَّهِ يَعْنِي ابْنَ عَمْرٍو بِكِتَابٍ فِيهِ أَحَادِيثُ فَقَالَ أَصْلَحَكَ اللَّهُ انْظُرْ فِي هَذَا الْكِتَابِ فَمَا عَرَفْتَ مِنْهُ تَرَكْتَهُ وَمَا لَمْ تَعْرِفْهُ مَحَوْتَهُ فَنَظَرَ فِيهِ قَالَ فَعَرَضْتُ عَلَيْهِ حَتَّى فَرَغْتُ مِنْهُ ثُمَّ دَعَا بِغَدَائِهِ فَتَغَدَّى وَهَذَا إِسْنَاد صَحِيح
وَقد روى الحبلى عَن عبد الله بن عمر بن الْخطاب أَيْضا فَيحْتَمل أَن يكون هُوَ المُرَاد هُنَا فَلَا يكون ثمَّ تَصْحِيف
وَإِن كَانَ ز 18 ب المُرَاد بقوله عبد الله بن عمر غير الصَّحَابِيّ فقد رُوِيَ ذَلِك عَن عبد الله بن عمر بن حَفْص بن عَاصِم بن عمر بن الْخطاب الْعمريّ وَعَن أَخِيه عبيد الله بن عمر معنى ذَلِك وَقد وَقعت لنا الرِّوَايَة عَنْهُمَا بذلك(2/72)
أَخْبَرَنَا أَبُو عَليّ مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن عبد الْعَزِيز الْمَهْدَوِيّ إِذْنا عَن يُونُس ابْن أبي إِسْحَاق عَن عَليّ بن الْحُسَيْن [بن المقير] أَن مُحَمَّد بن نَاصِر الْحَافِظ [السلَامِي] كتب إِلَيْهِم عَن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْعَبْدِيِّ أَنا عبد الْوَاحِد بن مُحَمَّد بن عبد الله الْفَارِسِي سَمِعت عبد الله بن إِسْحَاق الْمُقْرِئ سَمِعت يحيى بن عُثْمَان بن صَالح سَمِعت أَبَا صَالح يَقُول سَمِعت اللَّيْث يَقُول أَتَانِي أَبُو عُثْمَان عبد الحكم بن أعين بِهَذَا الْكتاب عَن عبد الله بن عمر الْعمريّ مَخْتُومًا بِخَاتمِهِ قَالَ أَبُو صَالح وَلم يسمع اللَّيْث من الْعمريّ شَيْئا وَإِنَّمَا رِوَايَته عَنهُ كِتَابَة
وَبِه إِلَى الْعَبْدي أَنا عمر بن أَحْمد بن حسنويه أَنا أَبُو أَحْمد الْعَسَّال ثَنَا الْقَاسِم بن فورك ثَنَا مُحَمَّد بن مقَاتل [الْمروزِي] ثَنَا أنس بن عِيَاض عَن عبيد الله بن عمر قَالَ أتيت بن شهَاب بِكِتَاب فَقيل لَهُ هَذَا حَدِيثك تحدث بِهِ عَنْك قَالَ نعم
رَوَاهُ أَبُو زرْعَة الدِّمَشْقِي فِي تَارِيخه عَن مُحَمَّد بن أبي دَاوُد عَن أبي ضَمرَة أنس ابْن عِيَاض نَحوه
وروى ابْن أبي عَاصِم فِي كتاب الْعلم لَهُ عَن شيخ لَهُ عَن عبد الرَّزَّاق عَن عبد الله بن عمر قَالَ مَا أَخذنَا نَحن وَمَالك عَن الزُّهْرِيّ إِلَّا إعراضة
وَأما رَأْي يحيى بن سعيد (الْأنْصَارِيّ) فِي ذَلِك فَقَالَ الْحَاكِم أَبُو عبد الله الْحَافِظ فِي كتاب عُلُوم الحَدِيث لَهُ بالسند ح 14 ب الْمُتَقَدّم آنِفا حَدَّثنا إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن الْفضل ثَنَا جدي سَمِعت إِسْمَاعِيل بن أبي أويس سَمِعت خَالِي مَالك بن أنس يَقُول قَالَ لي يحيى بن سعيد الْأنْصَارِيّ لما أَرَادَ الْخُرُوج إِلَى الْعرَاق الْتقط لي مائَة حَدِيث من حَدِيث ابْن شهَاب حَتَّى أرويها عَنْك عَنهُ قَالَ مَالك فكتبتها ثمَّ (بعثتها) إِلَيْهِ فَقيل لمَالِك أسمعها مِنْك قَالَ هُوَ أفقه من ذَلِك(2/73)
وَرَوَاهُ الرامَهُرْمُزِي فِي الْمُحدث الْفَاصِل عَن عبد الله بن صَالح البُخَارِيّ عَن أبي بكر السالمي عَن إِسْمَاعِيل بن أبي أويس نَحوه
وَأما رَأْي مَالك فِي ذَلِك فقد جَاءَ عَنهُ من طرق كَثِيرَة مِنْهَا
مَا أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن عبد الْوَاحِد البعلي عَن أبي الْفَتْح مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحِيمِ الْمَخْزُومِيَّ أَن عبد الْوَهَّاب بن رواج أخبرهُ أَنا الْحَافِظ أَبُو طَاهِر السلَفِي أَنا الْمُبَارك بن عبد الْجَبَّار الصَّيْرَفِي أَنا أَبُو الْحسن عَليّ بن أَحْمد السقالي أَنا أَبُو عبد الله أَحْمد بن إِسْحَاق النهاوندي أَنا القَاضِي أَبُو مُحَمَّد الْحسن بن عبد الرَّحْمَن بن خَلاد الرامَهُرْمُزِي ثَنَا أَبُو جَعْفَر بن إِسْحَاق بن بهْلُول ثَنَا أَبُو ز 19 أإِسْحَاق إِسْمَاعِيل بن إِسْحَاق سَمِعت إِسْمَاعِيل بن أبي أويس سَأَلت مَالِكًا عَن أصح السماع فَقَالَ قراءتك على الْعَالم أَو قَالَ الْمُحدث ثمَّ قِرَاءَة الْمُحدث عَلَيْك ثمَّ أَن يدْفع إِلَيْك كِتَابَة فَيَقُول ارو هَذَا عني
وقرأت على أَحْمد بن عَليّ بن يحيى بن تَمِيم بِدِمَشْق أخْبركُم أَحْمد بن أبي طَالب أَن عبد الله بن عمر [بن اللتي] أخبرهُ أَنا أَبُو الْوَقْت أَنا أَبُو الْحسن بن المظفر أَنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ [السَّرخسِيّ] أَنا عِيسَى بن عمر [السَّمَرْقَنْدِيُّ] أَنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عبد الرَّحْمَن الْحَافِظ أَنا إِبْرَاهِيم هُوَ ابْن الْمُنْذر ثَنَا مطرف عَن مَالك بن أنس أَنه كَانَ يرى الْعرض والْحَدِيث سَوَاء
قَوْله فِيهِ وَاحْتج بعض أهل الْحجاز فِي المناولة بِحَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم(2/74)
حَيْثُ كتب لأمير السّريَّة كتابا وَقَالَ ((لَا تَقْرَأهُ حَتَّى تبلغ مَكَان كَذَا وَكَذَا)) فَلَمَّا بلغ الْمَكَان قَرَأَهُ على النَّاس وَأخْبرهمْ بِأَمْر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
هَذَا الحَدِيث الَّذِي أَشَارَ إِلَيْهِ روينَاهُ فِي مغازي مُحَمَّد بن إِسْحَاق فِيمَا أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ أَبِي الْمَجْدِ قِرَاءَةً عَلَيْهِ أَنا الْقَاسِمُ بْنُ مُظَفَّرِ بْنِ عَسَاكِرَ سَمَاعًا عَنْ أَبِي الْقَاسِمِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ رَوَاحَةَ أَنا أَبُو طَاهِرٍ السلَفِي أَنا سعيد بن أَبُو إِبْرَاهِيمَ الصَّفَّارُ أَنا عَلِيُّ بْنُ الْقَاسِمِ الْمُقْرِئُ ثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ فَارِسٍ ثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَهْرَوَيْهِ ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ ثَنَا إِبْرَاهِيم ابْن سَعْدٍ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ
ح وَأُنْبِئْتُ عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ عَن عَليّ بن الْحُسَيْن [بن الْمُقَيَّرِ] أَنا الْفَضْلُ بْنُ سَهْلٍ [الإِسْفَرَايِينِيُّ] فِي كِتَابِهِ عَنِ الْخَطِيبِ أَبِي بَكْرِ بْنِ ثَابِتٍ أَنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ الْحِيرِيُّ ثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْعُطَارِدِيُّ ثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ حَدَّثَني يَزِيدُ بْنُ رُومَانَ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَحْشٍ إِلَى نَخْلَةٍ فَقَالَ لَهُ ((كُنْ بِهَا حَتَّى تَأْتِيَنَا بِخَبَرٍ مِنْ أَخْبَارِ قُرَيْشٍ)) وَلَمْ يَأْمُرْهُ بِقِتَالٍ وَذَلِكَ فِي الشَّهْرِ الْحَرَامِ وَكَتَبَ لَهُ كِتَابًا قَبْلَ أَنْ يُعْلِمَهُ أَيْنَ يَسِيرُ فَقَالَ اخْرُجْ أَنْتَ وَأَصْحَابُكَ حَتَّى إِذَا سِرْتَ يَوْمَيْنِ(2/75)
فَافْتَحْ كِتَابَكَ وَانْظُرْ فِيهِ فَمَا أَمَرْتُكَ بِهِ فَامْضِ لَهُ وَلا تَسْتَكْرِهَنَّ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِكَ عَلَى الذَّهَابِ مَعَكَ فَلَمَّا سَارَ يَوْمَيْنِ فَتَحَ الْكِتَابَ فَإِذَا فِيهِ أَنِ امْضِ حَتَّى تَنْزِلَ نَخْلَةً فَتَأْتِيَنَا مِنْ أَخْبَارِ قُرَيْشٍ فَذكر الحَدِيث بِطُولِهِ والسياق للعطاردي
وَرَوَاهُ عبد الْملك بن هِشَام فِي تَهْذِيب السِّيرَة عَن زِيَاد بن عبد الله عَن ابْن إِسْحَاق نَحوه وَهُوَ مُرْسل جيد قوي الْإِسْنَاد وَقد صرح فِيهِ ابْن إِسْحَاق بِالسَّمَاعِ
وَرَوَاهُ الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة أَيْضا فِي نُسْخَة ز 19 ب أبي الْيَمَان عَن شُعَيْب عَن الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة
وَله شَاهد جيد مُتَّصِل من حَدِيث أبي السوار الْعَدوي عَن جُنْدُب بن عبد الله البَجلِيّ قرأته على فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنَجَّا بِدِمَشْقَ عَنْ سُلَيْمَان بن حَمْزَة أَن الضياء أخْبرهُم فِي المختارة قَالَ أَنا أسعد بن سعيد بن روح بأصبهان
وقرأت على فَاطِمَة بنت مُحَمَّد بن عبد الْهَادِي بالسفح عَن مُحَمَّد بن عبد الحميد [الهمذاني] أَن إِسْمَاعِيل بن عبد الْقوي [الْأنْصَارِيّ] أخْبرهُم عَن فَاطِمَة بنت سعد الْخَيْر سَمَاعا كِلَاهُمَا عَن فَاطِمَة بنت عبد الله [الجوزدانية] سَمَاعا أَن مُحَمَّد بن عبد الله بن ريذة أخْبرهُم قَالَ أَنا سُلَيْمَان بن أَحْمد قَالَ ثَنَا إِبْرَاهِيم بن نائلة ثَنَا مُحَمَّد بن أبي بكر الْمقدمِي ثَنَا مُعْتَمر بن سُلَيْمَان عَن أَبِيه ثَنَا الْحَضْرَمِيّ عَن أبي سوار عَن جُنْدُب بن عبد الله عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه بعث رهطا وَبعث عَلَيْهِم أَبَا عُبَيْدَة بن الْجراح فَلَمَّا ذهب لينطلق بَكَى صبَابَة إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَجَلَسَ فَبعث عَلَيْهِم عبد الله بن جحش مَكَانَهُ وَكتب لَهُ كتابا وَأمره أَن لَا يقْرَأ الْكتاب(2/76)
حَتَّى يبلغ مَكَان كَذَا وَكَذَا وَقَالَ ((لَا تكرهن أحدا من أَصْحَابك على الْمسير مَعَك فَلَمَّا قَرَأَ الْكتاب اسْترْجع ثمَّ قَالَ سمعا وَطَاعَة لله وَرَسُوله فَخَبرهُمْ الْخَبَر وَقَرَأَ عَلَيْهِم الْكتاب فَرجع رجلَانِ وَمضى بَقِيَّتهمْ ولقوا ابْن الْحَضْرَمِيّ فَقَتَلُوهُ وَلم يدروا أَن ذَلِك الْيَوْم من رَجَب أَو من جُمَادَى الْآخِرَة فَقَالَ الْمُشْركُونَ للْمُسلمين ((قتلتم فِي الشَّهْر الْحَرَام فَأنْزل الله عز وَجل [217 الْبَقَرَة] {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ} الْآيَة فَقَالَ بَعضهم إِن لم يَكُونُوا أَصَابُوا وزرا فَلَيْسَ لَهُم أجر فَأنْزل الله عز وَجل {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَة الله} الْآيَة
وَله شَاهد آخر من حَدِيث عبد الله بن عَبَّاس رَوَاهُ الطَّبَرِيّ وَغَيره فِي التَّفْسِير من طرق
قَوْله [9] بَاب قَول النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ((رب مبلغ أوعى من سامع)) أسْندهُ فِي الْبَاب الْمَذْكُور من حَدِيث أبي بكرَة بِمَعْنَاهُ
وَأما هَذَا اللَّفْظ فَهُوَ عِنْده فِي حَدِيث أبي بكرَة الْمَذْكُور من وَجه آخر أوردهُ فِي بَاب الْخطْبَة أَيَّام منى من طَرِيق قُرَّة بن خَالِد عَن مُحَمَّد بن سِيرِين عَنهُ بِالْحَدِيثِ بِطُولِهِ وَفِيه هَذَا اللَّفْظ(2/77)
قَوْله [10]
بَاب الْعلم قبل الْعَمَل
وَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ((من يرد الله ز 20 أبِهِ خيرا يفقهه فِي الدَّين)) وَقَالَ إِنَّمَا الْعلم بالتعلم انْتهى
قَالَ ابْنَ أَبِي عَاصِمٍ فِي كِتَابِ الْعِلْمِ فِيمَا أَنْبَأَنَا غَيْرُ وَاحِدٍ عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْحَلِيمِ الْحَرَّانِيِّ أَنَّ إِبْرَاهِيمَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ [الدَّرَجِيَّ] أَخْبَرَهُمْ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الصَّيْدَلانِيِّ أَنا أَبُو عَليّ الْحداد أَنا أَبُو نعيم ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ بُنْدَارٍ الشَّعَّارُ ثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحَمْدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَاصِمٍ ثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ ثَنَا صَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ ثَنَا عُتْبَةُ بْنُ أَبِي حَكِيمٍ عَمَّنْ حَدَّثَهُ عَنْ مُعَاوِيَةَ قَالَ سَمِعت النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول يَا أَيهَا النَّاسُ تَعَلَّمُوا إِنَّمَا الْعِلْمُ بِالتَّعَلُّمِ ح 15 ب وَالْفِقْهُ بِالتَّفَقُّهِ وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خيرا يفقه فِي الدِّينِ هَكَذَا أوردهُ ابْن أبي عَاصِم
وَكَذَا رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ عَن أَحْمد بن الْمُعَلَّى عَن هِشَام بن عمار بِهِ
وَالْجُمْلَة الْأَخِيرَة مِنْهُ حَدِيث صَحِيح مَشْهُور من حَدِيث مُعَاوِيَة أوردهُ الْمُؤلف فِي كِتَابه فِي وَجه آخر
وَأما حَدِيث ((إِنَّمَا الْعلم بالتعلم)) فقد روينَاهُ أَيْضا من حَدِيث أبي الدَّرْدَاء وَمن حَدِيث ابْن مَسْعُود
وَالظَّاهِر أَن مُرَاد الْمُؤلف هُوَ مَا أوردناه أَولا من طَرِيق ابْن أبي عَاصِم وَالله أعلم (وَإِنَّمَا جزم بِهِ مَعَ أَن فِيهِ رَاوِيا مُبْهما لمجيئه من طَرِيق أُخْرَى)
وَوَقع فِي رِوَايَة الْمُسْتَمْلِي بِلَفْظ ((من يرد الله بِهِ خيرا يفهمهُ))(2/78)
وَقَدْ وَجَدْتُ هَذَا اللَّفْظَ أَيْضًا فِي ((الْعِلْمِ)) لابْنِ أَبِي عَاصِمٍ قَالَ حَدَّثنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ ثَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ عَنْ عَبَّادٍ عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ((من يرد الله بِهِ خَيْرًا يُفَهِّمْهُ))
قَوْله وَقَالَ أَبُو ذَر لَو وضعتم الصمصامة على هَذِه وَأَشَارَ إِلَى قَفاهُ ثمَّ ظَنَنْت أَنِّي أنفذ كلمة سَمعتهَا من النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قبل أَن تجيزوا عَليّ لأنفذتها انْتهى
أَخْبَرَنِي بِذَلِكَ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ يَحْيَى بْنِ تَمِيمٍ قِرَاءَةً عَلَيْهِ بِدِمَشْقَ أخْبركُم أَحْمد ابْن أبي طَالب أَن عبد الله بْنَ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ أَخْبَرَهُمْ أَنا أَبُو الْوَقْتِ أَنا عَبْدُ الرَّحْمَن بن مُحَمَّد [لداودي] أَنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ [السَّرخسِيّ] أَنا عِيسَى بن عمر [السَّمَرْقَنْدِيُّ] أَنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ سَعِيدٍ ثَنَا شُعَيْبٌ هُوَ ابْنُ إِسْحَاقَ ثَنَا الأَوْزَاعِيُّ حَدَّثَني أَبُو كَثِيرٍ حَدَّثَني أَبِي قَالَ أَتَيْتُ أَبَا ذَرٍّ وَهُوَ جَالِسٌ عِنْدَ الْجَمْرَةِ الْوُسْطَى وَقَدِ اجْتَمَعَ النَّاسُ عَلَيْهِ يَسْتَفْتُونَهُ فَأَتَاهُ رَجُلٌ فَوَقَفَ عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ أَلَمْ تُنْهَ عَنِ الْفُتْيَا فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَيْهِ فَقَالَ أَرَقِيبٌ أَنْتَ عَلَيَّ وَلَو وضعتم الصمصامة على هَذِه وَأَشَارَ إِلَى قَفاهُ ثمَّ ظَنَنْت ز 20 ب أَنِّي أنفذ كلمة سَمعتهَا من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قبل أَن تجيزوا عَليّ لأَنْفَذْتُهَا
وأَخْبَرَنِاه عَالِيا بأتم مِنْهُ أَحْمد بن الْحسن الْمَقْدِسِي أَنا مُحَمَّد بن غالي أَنا أَبُو الْفرج الشَّيْبَانِيّ أَنا أَحْمد بن مُحَمَّد التَّيْمِيّ فِي كِتَابه أَن الْحسن بن أَحْمد [الْحداد] أخْبرهُم أَنا أَحْمد بن عبد الله الْحَافِظ ثَنَا مُحَمَّد بنى معمر ثَنَا أَبُو(2/79)
شُعَيْب الْحَرَّانِي ثَنَا يحيى بن عبد الله ثَنَا الْأَوْزَاعِيّ حَدَّثَني مُرْتَد أَبُو كثير عَن أَبِيه عَن أبي ذَر أَن رجلا أَتَاهُ فَقَالَ إِن مصدقي عُثْمَان ازدادوا علينا أنغيب عَنْهُم بِقدر مَا ازدادوا علينا فَقَالَ لَا قف مَالك وَقل مَا كَانَ لكم من حق فَخُذُوهُ وَمَا كَانَ بَاطِلا فذروه فَمَا تعدوا عَلَيْك جعل فِي ميزانك يَوْم الْقِيَامَة وعَلى رَأسه فَتى من قُرَيْش فَقَالَ أما نهاك أَمِير الْمُؤمنِينَ عَن الْفتيا فَذكر بَاقِي الحَدِيث نَحوه
رَوَاهُ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده عَن عمر بن عبد الْوَاحِد عَن الْأَوْزَاعِيّ مثل حَدِيث شُعَيْب بن إِسْحَاق
وَهَكَذَا رَوَاهُ الْوَلِيد بن مُسلم وَبشر بن بكير عَن الْأَوْزَاعِيّ
وَرَوَاهُ أَبُو بكر مُحَمَّد بن هَارُون السروياتي فِي مُسْنده عَن مُحَمَّد بن إِسْحَاق الصغاني عَن الحكم بن مُوسَى ح 16 أعَن هِقْل (بن زِيَاد) عَن الْأَوْزَاعِيّ بِهِ فِي حَدِيث طَوِيل
قَوْله فِيهِ وَقَالَ بن عَبَّاس {كُونُوا رَبَّانِيِّينَ} [79 آل عمرَان] حكماء فُقَهَاء
أَخْبَرَنَا بِذَلِكَ أَبُو الْفَرَجِ بْنُ الْغَزِّيِّ فِي كِتَابِهِ عَن يُونُس بن أبي إِسْحَاق أَنا عَليّ ابْن الْحُسَيْنِ [بْنِ الْمُقَيَّرِ] مُشَافَهَةً عَنِ الْفَضْلِ بْنِ سَهْلٍ [الإِسْفَرَايِينِيِّ] عَنِ الْخَطِيبِ أَبِي بَكْرِ بْنِ ثَابِتٍ الْحَافِظِ أَنا أَبُو بَكْرٍ الْحِيرِيُّ ثَنَا حَاجِب بن أَحْمد(2/80)
ثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ حَبِيبٍ ثَنَا الْفُضَيْلُ هُوَ ابْنُ عِيَاضٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ بِهِ وَهَكَذَا رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي شُعَبِ الإِيمَانِ عَنْ أَبِي الطَّاهِرِ الْفَقِيهِ عَنْ حَاجِبٍ وَرَوَاهُ ابْنُ أَبِي عَاصِمٍ فِي ((الْعِلْمِ)) عَنِ الْمُقَدَّمِيِّ ثَنَا أَبُو دَاوُدَ ثَنَا سُلَيْمَانُ بن م 11 أمُعَاذٍ عَنْ سِمَاكٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ بِهِ
وَرَوَاهُ ابْنُ جَرِيرٍ فِي تَفْسِيرِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ الْقَزَّازِ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْحَسَنِ الأَشْقَرِ عَنْ أَبِي كُدَيْنَةَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ بِهِ
وَقَدْ رَوَيْنَا مِثْلَهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ فِي غَرِيبِ الْحَدِيثِ لَهُ حَدَّثنا عُبَيْدُ اللَّهِ (هُوَ ابْنُ سَعِيدٍ السَّرَخْسِيُّ) ثَنَا غُنْدَرٌ ثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ زِرٍّ (هُوَ ابْنُ حُبَيْشٍ) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ {كُونُوا رَبَّانِيِّينَ} [79 آل عمرَان] قَالَ عُلَمَاءَ حُكَمَاءَ
قَوْله (15)
بَاب الِاغْتِبَاط فِي الْعلم وَالْحكمَة قَالَ عمر ((تفقهوا قبل أَن تسودوا أَخْبَرَنَا بِذَلِكَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَاكِمُ أَنَّ عُمَرَ
بن حُسَيْن [الشطنوفي] ز 12 أأَخْبَرَهُ أَنا عَبْدُ اللَّطِيفِ بْنُ عَبْدِ الْمُنْعِمِ أَنا الْمُبَارَكُ بْنُ الْمُبَارَكِ بْنِ الْمَعْطُوشِ أَنا الْحَافِظُ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الْمُبَارَكِ [الأَنْمَاطِيُّ] أَنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَطِيبُ أَنا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمُقْرِئُ ثَنَا أَبُو الْقَاسِم الْبَغَوِيّ(2/81)
ثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ ثَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ ثَنَا ابْنُ عَوْنٍ عَنْ مُحَمَّدٍ عَنِ الأَحْنَفِ قَالَ قَالَ عُمَرُ ((تَفَقَّهُوا قَبْلَ أَنْ تُسَوَّدُوا))
وقرأته عَالِيا على خَدِيجَة بنت الشَّيْخ أبي إِسْحَاق بن سُلْطَان البعلبكية أخْبركُم الْقَاسِم بن مظفر بن عَسَاكِرَ إِجَازَةً إِنْ لَمْ يَكُنْ سَمَاعا عَن عَليّ بن الْحُسَيْن بن مَنْصُور عَن سعيد بن أَحْمد بن الْبناء أَنا عَاصِم بن الْحسن [العاصمي] أخْبرهُم أَنا أَبُو الْحُسَيْن بن بَشرَان أَنا إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد الصفار ثَنَا سَعْدَان بن نصر ثَنَا وَكِيع عَن ابْن عون مثله
رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي الْمدْخل وَفِي شعب الْإِيمَان من حَدِيث الصفار فَوَقع لنا بَدَلا عَالِيا
وأَخْبَرَنِاه مُتَّصِلا بِالسَّمَاعِ بِمثل هَذَا الْعُلُوّ أَحْمد بن عَليّ الْوَكِيل أَن أَحْمد بن [بلبان] أخْبرهُم أَنا أَبُو المنجا بن اللتي أَنا عبد الأول بن عِيسَى أَنا أَبُو الْحسن بن المظفر أَنا أَبُو مُحَمَّد بن أعين أَنا عِيسَى بن عمر بن الْعَبَّاس [السَّمرقَنْدِي] أَنا أَبُو مُحَمَّد الدَّارمِيّ أَنا وهب بن جرير وَعُثْمَان بن عمر(2/82)
قَالَا ثَنَا ابْن عون بِهِ
وَقد وَقع لنا من حَدِيث الْفربرِي رَاوِي الصَّحِيح أَخْبَرَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ بْنُ الذَّهَبِيِّ إِجَازَةً أَنا يحيى بن مكي بن عبد الرَّزَّاق أَنا أبي أَنا عبد الرَّزَّاق بن نصر إجَازَة أَنا أَبُو طَاهِر الحنائي أَنا عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن سختام أَنا مُحَمَّد بن أَحْمد بن مت ثَنَا مُحَمَّد بن يُوسُف الْفربرِي ثَنَا عَليّ بن خشرم أَنا إِسْمَاعِيل يَعْنِي ابْن علية بِهِ
قَوْله فِيهِ ((وَقد تعلم أَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي كبر سنهم هَذَا مَشْهُور فِي كثير من الْأَحَادِيث
مِنْهَا حَدِيث ابْن عَبَّاس ((كنت أَقْْرِئ عبد الرَّحْمَن بن عَوْف)) وَهُوَ من حَدِيث طَوِيل أخرجه الْمُؤلف فِي الْمَغَازِي والاعتصام وَغير ذَلِك
قَوْله (19)
بَاب الْخُرُوج فِي طلب الْعلم
ورحل جَابر بن عبد الله مسيرَة شهر إِلَى عبد الله بن أنيس فِي حَدِيث وَاحِد انْتهى سَيَأْتِي الْكَلَام عَلَيْهِ فِي التَّوْحِيد إِن شَاءَ الله
قَوْله فِي (20)
بَاب فضل من علم وَعلم
[79] حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاءِ ثَنَا حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ عَنْ بُرَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِي مُوسَى عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ((مَثَلُ مَا بَعَثَنِي اللَّهُ بِهِ مِنَ الْهُدَى ح 16 ب وَالْعِلْمِ كَمَثَلِ الْغَيْثِ الْكَثِيرِ أَصَابَ أَرْضًا فَكَانَ مِنْهَا نَقِيَّةٌ قَبِلَتِ المَاء الحَدِيث))(2/83)
وَقَالَ إِسْحَاق وَكَانَ مِنْهَا طَائِفَة قيلت المَاء
هَكَذَا وَقع فِي روايتنا ز 21 ب من طَرِيق أبي ذَر ((وَقَالَ إِسْحَاق)) وَوَقع فِي كثير من النّسخ ((قَالَ ابْن إِسْحَاق)) وَالصَّوَاب الأول وَإِسْحَاق هُوَ ابْن رَاهَوَيْه وَالظَّاهِر أَنه رَوَاهُ عَن أبي أُسَامَة حَمَّاد بن أُسَامَة فيراجع مُسْنده
وَقد وَقع لي هَذَا الحَدِيث من رِوَايَة أبي إِسْحَاق عَن أبي أُسَامَة بِهَذَا اللَّفْظ قَرَأت على ثِقَة عَمَّنْ سَمِعَ جَعْفَرَ بْنَ عَلِيٍّ الْهَمَذَانِيَّ أَنا أَبُو مُحَمَّدٍ الْعُثْمَانِيُّ أَنا عَليّ ابْن مُشْرِقٍ أَنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ يَحْيَى الدَّقَّاقُ أَنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الْبَغْدَادِيُّ حَدَّثَني أَبُو مُحَمَّد الْحسن بن عبد الرَّحْمَن بن خَلاد الزامهرمزي ثَنَا عبد الله بن أَحْمد بْنِ مَعْدَانَ ثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الْجَوْهَرِيُّ هُوَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ ثَنَا أَبُو أُسَامَةَ حَدَّثَني يَزِيدُ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِي مُوسَى عَنِ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ ((مَثَلُ مَا بَعَثَنِي اللَّهُ بِهِ مِنَ الْهُدَى كَمَثَلِ غَيْثٍ أَصَابَ الأَرْضَ فَكَانَ مِنْهَا طَائِفَةٌ قَبِلَتِ الْمَاءَ فَأَنْبَتَتِ الْكَلأَ وَالْعُشْبَ الْكَثِيرَ وَكَانَ مِنْهَا أَجَادِبُ أَمْسَكَتِ الْمَاءَ فَنَفَعَ اللَّهُ بِهَا فَذَكَرَ الْحَدِيثَ
قَوْله فِي (21)
بَاب رفع الْعلم وَظُهُور الْجَهْل(2/84)
وَقَالَ ربيعَة ((لَا يَنْبَغِي لأحد عِنْده شَيْء من الْعلم أَن يضيع نَفسه))
قَالَ البُخَارِيّ فِي التَّارِيخ قَالَ عبد الْعَزِيز بن عبد الله ثَنَا مَالك قَالَ كَانَ ربيعَة يَقُول فَذكر قصَّة هَذَا فِيهَا
وَرَوَاهُ الْخَطِيب فِي الْجَامِع من طَرِيق عبد الْعَزِيز أَنبأَنَا بِهِ أَبُو الْيُسْر أَحْمد (بن عبد الله الصَّائِغ) مشافهة بِدِمَشْق أَنا مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل الْأنْصَارِيّ أخبرهُ أَنا إِسْمَاعِيل بن أبي الْيُسْر أَنا أَبُو طَاهِر الخشوعي أَنا أَبُو مُحَمَّد الْأَكْفَانِيِّ أَنا الْخَطِيب أَبُو بكر الْحَافِظ أَنا عبد الله بن يحيى السكرِي ثَنَا مُحَمَّد بن عبد الله بن إِبْرَاهِيم الْبَزَّار ثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيل التِّرْمِذِيّ ثَنَا عبد الْعَزِيز (بن عبد الله) الأويسي ثَنَا مَالك عَن ربيعَة بن أبي عبد الرَّحْمَن أَنه كَانَ يَقُول ((وَلَا يَنْبَغِي لأحد يعلم أَن عِنْده شَيْئا من الْعلم يضيع نَفسه))
وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي الْمدْخل أَنا أَبُو الْحُسَيْن بن الْفضل ثَنَا أَبُو عَليّ بن الصَّواف ثَنَا مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل السّلمِيّ هُوَ أَبُو إِسْمَاعِيل التِّرْمِذِيّ بِهِ
قَوْله فِي (25)
بَاب تحريض النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَفد عبد الْقَيْس
وَقَالَ مَالك بن الْحُوَيْرِث قَالَ لنا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ((ارْجعُوا إِلَى أهاليكم فعلموهم))
أسْند الْمُؤلف حَدِيث مَالك بن الْحُوَيْرِث فِي ((بَاب خبر الْوَاحِد)) بِتَمَامِهِ وَفِيه هَذَا اللَّفْظ وَأخرجه فِي غير مَوضِع من كِتَابه مُخْتَصرا وَمُطَولًا م 11 ب(2/85)
قَوْله (27)
بَاب التناوب فِي الْعلم
[89] حَدَّثنا أَبُو الْيَمَانِ أَنا شُعَيْبٌ عَن الزُّهْرِيّ ح وَقَالَ ز 22 أابْنُ وَهْبٍ أَنا يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي ثَوْرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ عَنْ عُمَرَ قَالَ كُنْتُ أَنَا وَجَارٌ لِي مِنَ الأَنْصَارِ فِي بَنِي أُمَيَّةَ بْنِ زَيْدٍ وَهِيَ مِنْ عَوَالِي الْمَدِينَةِ الحَدِيث
أوردهُ المُصَنّف هُنَا مُخْتَصرا وَأوردهُ فِي كتاب النِّكَاح عَن أبي الْيَمَان مطولا وَأما طَرِيق بن وهب الْمُعَلقَة هُنَا فَقَالَ ابْن حبَان فِي صَحِيحه ثَنَا مُحَمَّد بن الْحسن ابْن قُتَيْبَة ح وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ فِي مستخرجه على صَحِيح البُخَارِيّ حَدَّثنا مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم ثَنَا مُحَمَّد بن الْحسن هُوَ ابْن قُتَيْبَة ثَنَا حَرْمَلَة بن يحيى ثَنَا بن وهب أَخْبَرَنِي يُونُس فَذكره مطولا لَكِن لَيْسَ فِي طَرِيقه أول الحَدِيث بل أَوله قَالَ ابْن عَبَّاس لم أزل حَرِيصًا على أَن عَن أسَال عمر عَن الْمَرْأَتَيْنِ الحَدِيث
وَهَذِه الزِّيَادَة الَّتِي فِي أَوله ((كنت وجار لي إِلَخ لم يروها عَن الزُّهْرِيّ إِلَّا شُعَيْب (وَالله أعلم)(2/86)
قَوْله فِي (30)
بَاب من أعَاد الحَدِيث ثَلَاثًا ليفهم عَنهُ
وَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ((أَلا وَقَوْلُ الزُّورِ)) فَمَا زَالَ يكررها وَقَالَ ابْن عمر قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ((هَلْ بَلَغْتَ)) ثَلاثًا انْتَهَى
أما الحَدِيث الأول فَهُوَ طرف من حَدِيث لأبي بكرَة وَقد أسْندهُ الْمُؤلف فِي الشَّهَادَات ح 17 أوأوله ((أَلا أنبئكم بالكبائر ثَلَاثًا قُلْنَا بلَى الحَدِيث وأسنده فِي الدِّيات أَيْضا بِلَفْظِهِ الْمُعَلق
وَأما حَدِيث ابْن عمر فَفِي الْحُدُود من طَرِيق عَاصِم بن مُحَمَّد بن زيد عَن أَخِيه وَاقد عَن أَبِيه عَن عبد الله وَهُوَ ابْن عمر بِهِ فِي حَدِيث وَفِيه اللَّفْظ الْمُعَلق
قَوْله فِي [32]
بَاب عظة [الإِمَام] النِّسَاء وتعليمهن
عَقَبُ حَدِيثِ [98] شُعْبَةَ عَنْ أَيُّوبَ سَمِعْتُ عَطَاءً سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ قَالَ أَشْهَدُ عَلَى رَسُولِ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَوْ قَالَ عَطَاءٌ اشْهَدْ عَلَى ابْن عَبَّاس الحَدِيث [و] قَالَ إِسْمَاعِيلُ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ عَطَاءٍ [وَقَالَ] عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَشْهَدُ على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انْتَهَى
وَحَدِيثُ إِسْمَاعِيلَ وَهُوَ ابْنُ عُلَيَّةَ أَسْنَدَهُ الْمُؤَلِّفُ فِي الزَّكَاة(2/87)
قَوْله
34 بَاب كَيفَ يقبض الْعلم وَكتب عمر بن عبد الْعَزِيز إِلَى أبي بكر ابْن حزم انْظُر مَا كَانَ من حَدِيث رَسُول
الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فاكتبه فَإِنِّي خفت دورس الْعلم وَذَهَاب الْعلمَاء وَلَا تقبل إِلَّا حَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ولتفشوا الْعلم ولتجلسوا حَتَّى يعلم [من لَا يعلم] فَإِن الْعلم لَا يهْلك حَتَّى يكون سرا انْتهى
وَقع فِي روايتنا من طَرِيق أبي ذَر وَفِي الأَصْل المسموع على أبي الْوَقْت عقب هَذَا الْكَلَام (وَقَالَ البُخَارِيّ) حَدثنَا الْعَلَاء ز 22 ب بن عبد الْجَبَّار ثَنَا عبد الْعَزِيز بن مُسلم عَن عبد الله بن دِينَار بذلك إِلَى قَوْله ((ذهَاب الْعلمَاء)) وَهَذَا مشْعر بِأَن بَاقِي الْكَلَام مدرج من كَلَام البُخَارِيّ على كَلَام عمر بن عبد الْعَزِيز وَهَذَا يَقع لَهُ فِي الصَّحِيح كثيرا
وَقد أخرج أَبُو نعيم فِي مستخرجه بِأَن كَلَام عمر بن عبد الْعَزِيز انْتهى عِنْد قَوْله ((ذهَاب الْعلمَاء)) وَأَن الْبَاقِي من كَلَام البُخَارِيّ
وَقد روينَاهُ فِي كتاب أدب الْمُحدث لِلْحَافِظِ عبد الْغَنِيّ بن سعيد الْأَزْدِيّ من(2/88)
طَرِيق عبد الْعَزِيز بن مُسلم بِهِ
وَقد وَقع لنا عَالِيا فِيمَا قَرَأت على أَحْمد بن عَليّ بن تَمِيم أَنا أَحْمد بن أبي طَالب أَنا عبد الله بن عمر [بن اللتي] أَنا أَبُو الْوَقْتِ أَنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ [الدَّاوُدِيُّ] أَنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ [السَّرَخْسِيُّ] أَنا عِيسَى بن عمر [السَّمرقَنْدِي] أَنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَن الدَّارمِيّ أَنا يحيى بن حسان ثَنَا عبد الْعَزِيز بن مُسلم بِهِ
ورويناه فِي تَارِيخ أَصْبَهَان لأبي نعيم من طَرِيق دِرْهَم بن مظَاهر عَن عبد الْعَزِيز بن مُسلم بِهِ وَلَفظه ((كتب عمر بن عبد الْعَزِيز إِلَى الْآفَاق انْظُرُوا حَدِيث رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فاجمعوه واحفظوه فَإِنِّي خفت دروس الْعلم وَذَهَاب الْعلمَاء))
أَخْبَرَنِيه عَليّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الْمَجْدِ الصايغ عَن أبي بكر الدشتي أَن يُوسُف بن خَلِيل الْحَافِظ أخْبرهُم أَنا مَسْعُود الْجمال أَنا أَبُو عَليّ الْحداد أَنا أَبُو نعيم فِي تَارِيخه ثَنَا الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن عَليّ بن الْجَارُود ثَنَا إِسْمَاعِيل بن عبد الله ثَنَا دِرْهَم ابْن مظَاهر بِهَذَا
وأَخْبَرَنِاه عمر بن عَليّ الْأنْصَارِيّ إِذْنا مشافهة عَن عبد الْكَرِيم [بن عبد النُّور] ابْن مُنِير أَن عبد الْعَزِيز بن عبد الْمُنعم [الْحَرَّانِي] أخبرهُ أَنا أَبُو عَليّ بن الخريف أَنا (القَاضِي) أَبُو بكر الْأنْصَارِيّ أَنا أَبُو مُحَمَّد الْجَوْهَرِي أَنا أَبُو الْحسن بن المظفر [الدَّاودِيّ] ثَنَا أَبُو بكر الباغندي ثَنَا شَيبَان (بن فروخ) ثَنَا عبد الْعَزِيز نَحوه ح 17 ب
وَقد وَقع لي من وَجه آخر وَفِيه زِيَادَة
أَخْبَرَنِي أَحْمد بْنُ عَلِيِّ بْنِ يَحْيَى بْنِ تَمِيم بالسند الْمُتَقَدّم إِلَى الدَّارمِيّ أَنا(2/89)
إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم أَبُو معمر عَن أبي ضَمرَة عَن يحيى بن سعيد عَن عبد الله بن دِينَار قَالَ كتب عمر بن عبد الْعَزِيز إِلَى أبي بكر بن مُحَمَّد بن عَمْرو بن حزم أَن أكتب إِلَيّ بِمَا ثَبت عنْدك من الحَدِيث عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم وَبِحَدِيث عمْرَة بنت عبد الرَّحْمَن فَإِنِّي (قد) خفت دروس الْعلم وَذَهَاب أَهله
وَرَوَاهُ مُحَمَّد بن سعد فِي الطَّبَقَات وَالْحسن بن عَليّ الْحلْوانِي فِي سنَنه عَن يزِيد ابْن هَارُون عَن يحيى بن سعيد
وَمن طَرِيق يزِيد بن هَارُون أَيْضا رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي الْمدْخل
وَإِنَّمَا خص عمْرَة دون غَيرهَا بِالذكر لِأَنَّهَا خَالَة أبي بكر بن حزم وَكَانَ أَبُو بكر عَاملا بِالْمَدِينَةِ لعمر بن عبد الْعَزِيز ز 23 أفَلهَذَا كتب إِلَيْهِ وَالله أعلم
قَوْله (36)
بَاب هَل يَجْعَل للنِّسَاء يَوْمًا
[102] حَدَّثنا مُحَمَّدُ (بْنُ بَشَّارٍ) ثَنَا غُنْدَرٌ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الأَصْبَهَانِيِّ عَنْ ذَكْوَانَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْحَدِيثَ ((مَا مِنْكُنَّ امْرَأَةٌ تُقَدِّمُ ثَلاثَةً مِنْ وَلَدِهَا الْحَدِيثَ))
وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الأَصْبَهَانِيِّ سَمِعت أَبَا حَازِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَقَالَ ((ثَلاثَةٌ لَمْ يَبْلُغُوا الْحِنْثَ))
وَهَذَا مَعْطُوف على الْإِسْنَاد الأول وَلَيْسَ تَعْلِيقا
وَقد رَوَاهُ مُسلم وَالنَّسَائِيّ عَن مُحَمَّد بن بشار بالإسنادين كَمَا سَاقه(2/90)
البُخَارِيّ وَكَذَا أخرجه أَبُو نعيم من طَرِيق الْحسن بن سُفْيَان عَنهُ
قَوْله (37)
بَاب ليبلغ الْعلم الشَّاهِد الْغَائِب قَالَه ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم
قلت حَدِيث ابْن عَبَّاس أسْندهُ الْمُؤلف فِي الْحَج لَكِن لَفظه ليبلغ الشَّاهِد الْغَائِب)) وَفِي الْبَاب عَن جمَاعَة من الصَّحَابَة بِهَذَا اللَّفْظ وَالظَّاهِر أَن قَوْله ((قَالَه ابْن عَبَّاس أَرَادَ بِالْمَعْنَى لَا بِاللَّفْظِ
قَوْله فِي (39)
بَاب كِتَابَة الْعلم
عُقَيْبَ حَدِيثِ [113] وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ عَنْ أَخِيهِ هَمَّامٍ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ مَا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَدٌ أَكْثَرَ حَدِيثًا [عَنْهُ] مِنِّي إِلا مَا كَانَ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو فَإِنَّهُ كَانَ يَكْتُبُ وَلا أَكْتُبُ
تَابَعَهُ مَعْمَرٌ عَنْ همام عَن أبي هُرَيْرَة(2/91)
قَرَأت عَلَى فَاطِمَةَ بِنْتِ الْعِزِّ مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بِدِمَشْق عَن سُلَيْمَان بن حَمْزَة أَنَّ جَعْفَرَ بْنَ عَلِيٍّ الْمُقْرِئَ أَخْبَرَهُمْ أَنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْعُثْمَانِيُّ أَنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ [بْنِ] الْحَطَّابِ الرَّازِيُّ أَنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَارِسِيُّ أَنا أَبُو أَحْمد ابْن النَّاصِحِ الْمُفَسِّرُ ثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ سَعِيدٍ الْقَاضِي ثَنَا حَجَّاجٌ (هُوَ) ابْنُ يُوسُفَ الشَّاعِرُ أَنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَنا مَعْمَرٌ عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ لَمْ يَكُنْ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم [أَحَدٌ] أَكْثَرَ حَدِيثًا مِنِّي إِلا عبد الله بن عَمْرو فقد كتب وَلَو لم أَكْتُبْ)) هَذَا إِسْنَاد صَحِيح على شَرط مُسلم ح 18 أ
وَقد تَابع حجاجا عَلَيْهِ أَحْمد بن مَنْصُور الرَّمَادِي رَوَاهُ الْبَغَوِيّ فِي شرح السّنة من طَرِيقه
رَوَاهُ بن مَنْدَه فِي الْوَصِيَّة من طَرِيق مُجَاهِد عَن أبي هُرَيْرَة نَحوه
قَوْله (50)
بَاب الْحيَاء فِي الْعلم(2/92)
وَقَالَ مُجَاهِد لَا يتَعَلَّم الْعلم مستحي وَلَا مستكبر وَقَالَت عَائِشَة نعم النِّسَاء نسَاء الْأَنْصَار لم يمنعهن الْحيَاء أَن يتفقهن فِي الدَّين ز 23 ب انْتهى
أما أثر مُجَاهِد فَقَرَأته على مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي الْفرج التكريتي أخْبركُم إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن القطبي حضورا وإجازة أَنا أَبُو الْفرج بن الصيقل أَنا أَبُو المكارم أَحْمد بن مُحَمَّد التَّيْمِيّ أَنا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحسن [الْحداد] أَنا أَبُو نعيم فِي الْحِلْية ثَنَا مُحَمَّد بن عَليّ بن حُبَيْش ثَنَا عبد الله بن صَالح البُخَارِيّ ثَنَا الْحسن هُوَ ابْن الصَّباح ثَنَا عَليّ بن عبد الله هُوَ ابْن الْمَدِينِيّ وَاللَّفْظ لَهُ عَن سُفْيَان عَن مَنْصُور ح وَبِه إِلَى أبي نعيم ثَنَا أَبُو أَحْمد مُحَمَّد بن أَحْمد ثَنَا أَحْمد ابْن مُوسَى الْعَدوي ثَنَا إِسْمَاعِيل بن سعيد الْكسَائي ثَنَا سُفْيَان عَن ابْن أبي نجيح
وأَخْبَرَنِيه عَالِيا أَحْمد بن عبد الله الصَّائِغ أَن أَحْمد بن عَليّ الْجَزرِي أخْبرهُم أَنا الْمُبَارك بن مُحَمَّد الْخَواص إجَازَة أَنا عبيد الله بن عبد الله بن نجا أخْبرهُم أَنا الْحُسَيْن بن عَليّ البسري أَنا عبد الله بن يحيى السكرِي أَنا إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد الصفار ثَنَا عَبَّاس بن مُحَمَّد الترقفي ثَنَا مُسلم الْخَواص ثَنَا ابْن عُيَيْنَة عَن مَنْصُور قَالَ قَالَ مُجَاهِد وَفِي رِوَايَة ابْن أبي نجيح عَن مُجَاهِد قَالَ ((إِن هَذَا الْعلم لَا يتعلمه مستحي وَلَا مستكبر))
رَوَاهُ عبد الْغَنِيّ بن سعيد فِي أدب الْمُحدث وَالْبَيْهَقِيّ فِي الْمدْخل من حَدِيث عبد الله بن وهب عَن ابْن عُيَيْنَة عَن مَنْصُور عَن مُجَاهِد مثله
وأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ يَحْيَى بن تَمِيم بالسند الْمُتَقَدّم إِلَى الدَّارمِيّ قَالَ أَنا إِبْرَاهِيم بن إِسْحَاق أَنا جرير عَن رجل عَن مُجَاهِد قَالَ ((لَا يتَعَلَّم الْعلم من اسْتَحى وَلَا من استكبر))(2/93)
وَأما قَول عَائِشَة فَهُوَ فِي الحَدِيث الَّذِي أَخْبَرَنِي بِهِ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الْعِزِّ [الْفَرَائِضِيُّ] عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزَّرَّادِ أَنَّ الْحَسَنَ بْنَ مُحَمَّدٍ الْبَكْرِيَّ أَخْبَرَهُمْ أَنا عَبْدُ الْمُعِزِّ بْنُ مُحَمَّدٍ [الْهَرَوِيُّ] أَنا زَاهِرُ بْنُ طَاهِرٍ أَنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ [الْكَنْجَرُوذِيُّ] أَنا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ ثَنَا جَدِّي ثَنَا بُنْدَارٌ ثَنَا مُحَمَّدٌ يَعْنِي ابْنَ جَعْفَرٍ ثَنَا شُعْبَةُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمُهَاجِرِ سَمِعت صَفِيَّةَ تُحَدِّثُ عَنْ عَائِشَةَ ((أَنَّ أَسْمَاءَ سَأَلَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ غُسْلِ الْمَحِيضِ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ قَالَ وَسَأَلَتْهُ عَنِ الْغُسْلِ مِنَ الْجَنَابَةِ قَالَ ((تَأْخُذُ إِحْدَاكُنَّ مَاءَهَا فَتَطْهُرُ فَتُحْسِنُ الطُّهُورَ ثُمَّ تَصُبُّ الْمَاءَ عَلَى رَأْسِهَا فَتُدَلِّكُهُ حَتَّى تعم شؤون [رَأْسِهَا] ثُمَّ تُفِيضُ الْمَاءَ عَلَى رَأْسِهَا فَقَالَتْ عَائِشَةُ ((نِعْمَ النِّسَاءُ نسَاء الْأَنْصَار لم يمنعهن الْحيَاء أَنْ يَتَفَقَّهْنَ فِي الدِّينِ))
رَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده عَن مُحَمَّد بن جَعْفَر غنْدر
وَرَوَاهُ مُسلم وَابْن مَاجَه عَن بنْدَار ز 24 أفوافقناهم بعلو
وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد من وَجه آخر عَن شُعْبَة
وَرَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه عَن سُفْيَان الثَّوْريّ وَغَيره
وَرَوَاهُ مُسَدّد فِي مُسْنده عَن أبي عوَانَة كلهم عَن إِبْرَاهِيم بن المُهَاجر
وَرَوَاهُ مُسلم أَيْضا عَن عبيد الله بن معَاذ عَن أَبِيه عَن شُعْبَة نَحوه(2/94)
وَرَوَاهُ يحيى بن سعيد الْقطَّان أَيْضا عَن شُعْبَة أَخْبَرَنِي بِهِ أَبُو الْفَرح بن حَمَّاد أَنا عَليّ بن إِسْمَاعِيل [المَخْزُومِي] أَنا عَبْدُ اللَّطِيفِ بْنُ عَبْدِ الْمُنْعِمِ عَن مَسْعُود الْجمال أَنا الْحسن بن أَحْمد الْحداد أَنا أَبُو نعيم أَنا حبيب هُوَ ابْن الْحسن الْقَزاز ثَنَا يُوسُف هُوَ ابْن يَعْقُوب القَاضِي ثَنَا ابْن أبي بكر هُوَ مُحَمَّد الْمقدمِي ثَنَا يحيى بن سعيد الْقطَّان ثَنَا شُعْبَة فَذكره
وَإِبْرَاهِيم بن المُهَاجر فِيهِ مقَال لكنه لم يتفرد بِالْحَدِيثِ فقد رَوَاهُ مَنْصُور بن صَفِيَّة عَن أمه
أخرجه مُسلم أَيْضا دون قَوْله عَائِشَة
وَأَسْمَاء الْمَذْكُورَة فِي أَكثر الطّرق إِنَّهَا بنت يزِيد بن السكن الأشهلية الْأَنْصَارِيَّة
وَوَقع فِي بعض طرق مُسلم دخلت أَسمَاء بنت شكل الْأَنْصَارِيَّة فَقيل هُوَ تَصْحِيف وَقيل هِيَ غيرهام 12 ب وَالله أعلم
وَمن كتاب الطَّهَارَة
قَوْله ((وَبَين النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن فرض الْوضُوء مرّة مرّة وَتَوَضَّأ أَيْضا مرَّتَيْنِ(2/95)
مرَّتَيْنِ وَثَلَاثًا وَثَلَاثًا وَلم يزدْ على ثَلَاث قَالَ وَكره أهل الْعلم الْإِسْرَاف فِيهِ وَأَن يجاوزوا فعل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
وَقَالَ بعد بَابَيْنِ قَالَ ابْن عمر إسباغ الْوضُوء الإنقاء
أما حَدِيث الْوضُوء مرّة مرّة فأسنده الْمُؤلف من حَدِيث ابْن عَبَّاس
وَأما حَدِيث الْوضُوء مرَّتَيْنِ مرَّتَيْنِ فأسنده من حَدِيث عبد الله بن زيد
وَأما حَدِيث الْوضُوء ثَلَاثًا ثَلَاثًا فأسنده من حَدِيث عُثْمَان بن عَفَّان
وَبَوَّبَ على الْأَفْعَال الثَّلَاثَة
وَقَوله ((وَلم يزدْ على ثَلَاث)) أَرَادَ أَنه لم يرد شَيْء يدل على الزِّيَادَة على الثَّلَاث وَيُؤَيّد ذَلِك مَا قَرَأت عَلَى عُثْمَانَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ الْكَرَكِيِّ بِدِمَشْقَ عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْعِزِّ [الْمَقْدِسِيَّةِ] سَمَاعًا أَنَّ أَحْمَدَ بْنَ عَبْدِ الدَّائِم أخْبرهُم أَنا يحيى ابْن مَحْمُودٍ [الثَّقَفِيُّ] أَنا أَبُو عَلِيٍّ الْحَدَّادُ أَنا أَبُو نُعَيْمٍ ثَنَا عبد الله بن جَعْفَر ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِصَامٍ ثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ ثَنَا سُفْيَانُ هُوَ الثَّوْرِيُّ عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم ح 19 أفَسَأَلَ عَنِ الطُّهُورِ فَدَعَا رَسُولُ الله ز 24 ب صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَاءٍ فَغَسَلَ يَدَيْهِ ثَلاثًا وَوَجْهَهُ ثَلاثًا وَذِرَاعَيْهِ ثَلاثًا وَمَسَحَ بِرَأْسِهِ وَغَسَلَ رِجْلَيْهِ ثَلاثًا فَقَالَ ((هَذَا الطُّهُورُ مَنْ زَادَ فَقَدْ أَسَاءَ وَظَلَمَ أَوْ تَعَدَّى وَظَلَمَ))
رَوَاهُ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده عَن يعلى بن عبيد عَن الثَّوْريّ(2/96)
وَرَوَاهُ النَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه من حَدِيث يعلى
وَرَوَاهُ ابْن خُزَيْمَة فِي صَحِيحه من حَدِيث الْأَشْجَعِيّ عَن سُفْيَان وَقَالَ لم يسند هَذَا الْخَبَر عَن سُفْيَان غير الْأَشْجَعِيّ ويعلى
قلت وروايتنا من طَرِيق أبي بكر الْحَنَفِيّ ترد عَلَيْهِ
وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد من حَدِيث أبي عوَانَة عَن مُوسَى بن أبي عَائِشَة بِهِ وَلَفظه (( (فَمن زَاد على هَذَا أَو نقص فقد أَسَاءَ وظلم))
وَهُوَ مِمَّا ذكر مُسلم أَنه أنكر على عَمْرو بن شُعَيْب لِأَن النَّقْص من الثَّلَاث لَا يُوجب ظلما وَلَا إساءة وَيُمكن الْجَواب عَن ذَلِك بِأَنَّهُ أَمر سيء
وَقد وجدت لهَذَا الحَدِيث شَاهدا مطابقا للتَّرْجَمَة قَوِيا (مُسْتَقِيم السِّيَاق) وَإِن كَانَ مُرْسلا
أَخْبَرَنِي بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ الْجَزَرِيُّ شِفَاهًا بِالثَّغْرِ أَنَّ أَحْمَدَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ الْفَقِيهَ أَخْبَرَهُمْ أَنا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ يُوسُفَ [الْمَوْصِلِيُّ] أَنا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ [بْنِ طَبَرْزَدَ] أَنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ أَنا الْجَوْهَرِيُّ أَنا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ لُولُو ثَنَا حَمْزَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكَاتِبُ ثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ هُوَ الدَّرَاوَرْدِيُّ عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو مَوْلَى الْمُطَّلِبِ عَنِ الْمُطَّلِبِ بن حنْطَب(2/97)
قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ((الْوُضُوءُ مَرَّةٌ وَمَرَّتَانِ وَثَلاثٌ فَإِنْ نَقَصَ مِنْ وَاحِدَةٍ أَوْ زَادَ عَلَى ثَلاثٍ فَقَدْ أَخْطَأَ))
وَأما قَول أهل الْعلم فقد عقد لَهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه بَابا وَأورد فِيهِ ذَلِك عَن جمَاعَة من الصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ رَضِي الله عَنْهُم فَمِنْهَا
قَالَ حَدَّثنا ابْن فُضَيْل عَن خصين عَن هِلَال بن يسَاف قَالَ كَانَ يُقَال ((فِي الْوضُوء إِسْرَاف وَلَو كنت على شاطئ نهر))
قلت وَهَذَا روى أَحْمد وَابْن مَاجَه مَعْنَاهُ من حَدِيث عبد الله بن عَمْرو ابْن الْعَاصِ مَرْفُوعا وَإِسْنَاده لين
وَمِنْهَا قَالَ ثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ قَالَ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ ((الْمَاءُ عَلَى أَثَرِ الْمَاءِ يُجْزِئُ وَلَيْسَ بَعْدَ الثَّلاثِ شَيْءٌ))
ثَنَا وَكِيعٌ [حَدَّثنا] الأَعْمَشُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ إِنِّي لأَتَوَضَّأُ بِكُوزِ الْحَبِّ مَرَّتَيْنِ (كَثْرَةُ الْوُضُوءِ مِنَ الشَّيْطَانِ)
وَبِهَذَا الإِسْنَادِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ كَانُوا يَقُولُونَ ((كَثْرَةُ الْوُضُوءِ مِنَ الشَّيْطَانِ))
ثَنَا يزِيد بن هَارُون عَن الْعَوام عَن إِبْرَاهِيم التَّيْمِيّ قَالَ أول مَا [يبْدَأ](2/98)
الوسواس من الْوضُوء
وَأما قَول ابْن عمر فَقَالَ عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه عَن ابْن جريج أَخْبَرَنِي نَافِع مولى ابْن عمر وَكَانَ يرى الْوضُوء السابغ ز 25 أالإنقاء قَوْله (9)
بَاب مَا يَقُول عِنْد الْخَلَاء
[142] حَدَّثنا آدَمُ ثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ سَمِعت أَنَسًا يَقُولُ كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذَا دَخَلَ الْخَلاءُ قَالَ ((اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْخُبْثِ ووَالْخَبَائِثِ))
تَابعه ابْن عرْعرة عَن شُعْبَة
وَقَالَ غنْدر عَن شُعْبَة إِذا أَتَى الْخَلَاء
وَقَالَ مُوسَى عَن حَمَّاد ((إِذا دخل))
وَقَالَ سعيد بن زيد ثَنَا عبد الْعَزِيز ((إِذا أَرَادَ أَن يدْخل))
أما حَدِيث ابْن عرْعرة فأسنده الْمُؤلف فِي الدَّعْوَات عَنهُ
وَأما حَدِيث غنْدر فَلم أظفر بِهِ من حَدِيث شُعْبَة عَن عبد الْعَزِيز بِهَذَا اللَّفْظ فقد رَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده عَن مُحَمَّد بن جَعْفَر وَهُوَ غنْدر بِلَفْظ ((إِذا دخل)) وَإِنَّمَا وَقع بِهَذَا اللَّفْظ من حَدِيث غنْدر عَن شُعْبَة عَن قَتَادَة عَن النَّضر بن أنس عَن زيد بن أَرقم هَكَذَا رَوَاهُ الإِمَام أَحْمد فِي مُسْنده عَن غنْدر وَالنَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه من حَدِيث غنْدر أَيْضا(2/99)
ثمَّ وجدته فِي مُسْند الْبَزَّار (قَالَ) ثَنَا مُحَمَّد بن بشار ثَنَا مُحَمَّد بن جَعْفَر وَهُوَ غنْدر ثَنَا شُعْبَة فَذكره عَن عبد الْعَزِيز بِلَفْظ ((إِذا أَتَى الْخَلَاء قَالَ أعوذ بِاللَّه من الْخبث والخبائث))
وَأما حَدِيث مُوسَى وَهُوَ ابْن إِسْمَاعِيل التَّبُوذَكِي أَبُو سَلمَة فَقَالَ الْبَيْهَقِيّ فِي السّنَن الْكَبِير أَنا أَبُو عبد الله الْحَافِظ أَنا أَبُو بكر أَحْمد بن إِسْحَاق أَنا مُحَمَّد بن أَيُّوب ثَنَا مُوسَى ثَنَا حَمَّاد هُوَ ابْن سَلمَة عَن عبد الْعَزِيز عَن أنس ((كَانَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دخل الْخَلَاء قَالَ فَذكره))
وَأما حَدِيث سعيد عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَهُوَ أَخُو حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ فَقَالَ الْبُخَارِيُّ فِي كِتَابِ الأَدَبِ الْمُفْرَدِ حَدَّثنا أَبُو النُّعْمَانِ هُوَ عَارِمٌ ثَنَا سَعِيدُ بْنُ يَزِيدَ ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ صُهَيْبٍ حَدَّثَني أَنَسٌ قَالَ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَدْخُلَ الْخَلاءَ قَالَ ((اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْخبث والخبائث)) ح 19 ب
وَقد تعقب ابْن الْقطَّان على عبد الْحق تَصْحِيحه بِأَنَّهُ مُنْقَطع وَهُوَ تعقب مَرْدُود لما بَيناهُ وَقد رَوَاهُ بِنَحْوِ من هَذَا اللَّفْظ أَيْضا مُسَددًا عَن عبد الْوَارِث بن سعيد عَن عبد الْعَزِيز وَلَفظه (وَكَانَ إِذا أَرَادَ الْخَلَاء)
وَأخرجه الْبَيْهَقِيّ من طَرِيقه وَقد رَوَاهُ أَبُو دَاوُد عَن مُسَدّد لكنه لم يسق(2/100)
لَفظه م 13 أ
قَوْله (16)
بَاب من حمل مَعَه المَاء لطهوره
وَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ أَلَيْسَ فِيكُمْ صَاحِبُ النَّعْلَيْنِ وَالطَّهُورِ وَالْوِسَادِ
هَذَا طرف من حَدِيث إِبْرَاهِيم عَن مَسْرُوق قَالَ قدمت الشَّام فَذكر الحَدِيث وَفِيه فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاء أَلَيْسَ فِيكُم فَذكر الحَدِيث بِتَمَامِهِ ز 25 ب
وَقد أسْندهُ الْمُؤلف فِي المناقب والاستئذان وبدء الْخلق من طرق إِلَى إِبْرَاهِيم
قَوْله فِي (17)
بَاب من حمل العنزة مَعَ المَاء فِي الِاسْتِنْجَاء
عَقِبَ حَدِيثِ [152] مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ ثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَطاء ابْن أَبِي مَيْمُونَةَ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ ((كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْخُلُ الْخَلاءَ فَأَحْمِلُ أَنَا وَغُلامٌ إِدَاوَةً مِنْ مَاءٍ وَعَنْزَةٍ فَيَسْتَنْجِي بِالْمَاءِ)) تَابَعَهُ النَّضْرُ وَشَاذَانُ عَنْ شُعْبَةَ(2/101)
أما حَدِيث النَّضر وَهُوَ ابْن شُمَيْل فَأَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ أَنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ إِذْنًا إِنْ لم يكن سَمَاعا عَن عبد اللَّطِيفِ بْنِ مُحَمَّدٍ [الْحَرَّانِيِّ] أَنَّ طَاهِرَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ طَاهِرٍ أَخْبَرَهُ أَنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَمْدٍ الدُّونِيُّ أَنا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ [الدِّينَوَرِيُّ] أَنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ [الدِّينَوَرِيُّ] ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ أَنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَنا النَّضْرُ أَنا شُعْبَةُ عَنْ عَطَاءِ بْنُ أَبِي مَيْمُونَةَ سَمِعت أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ الْخَلاءَ أَحْمِلُ (أَنَا وَغُلامٌ) [مَعِي] نَحْوِي إِدَاوَةٍ مِنْ مَاءٍ فَيَسْتَنْجِي بِهَا))
وَأَمَّا حَدِيثُ شَاذَانَ وَهُوَ أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ فَأَسْنَدَهُ الْمُؤَلِّفُ فِي الصَّلاةِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَاتِمِ بْنِ بَزِيعٍ عَنْهُ بِهِ
قَوْله فِي (20)
بَاب الِاسْتِنْجَاء بِالْحِجَارَةِ
عَقِبَ حَدِيثِ [156] زُهَيْرٍ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ لَيْسَ أَبُو عُبَيْدَةَ ذَكَرَهُ وَلَكِنْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الأَسْوَدِ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ يَقُولُ أَتَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْغَائِطَ فَأَمَرَنِي أَنْ آتِيهِ بِثَلاثَةِ أَحْجَارٍ الحَدِيث
قَالَ وَقَالَ إِبْرَاهِيم بن يُوسُف عَن أَبِيه عَن أبي إِسْحَاق حَدَّثَني عبد الرَّحْمَن ابْن الْأسود(2/102)
قَوْله (24)
بَاب الْوضُوء ثَلَاثًا ثَلَاثًا
[159] حَدَّثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأُوَيْسِيُّ حَدَّثَني إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّ عَطَاءَ بْنَ يَزِيدَ أَخْبَرَهُ أَنَّ حُمْرَانَ مَوْلَى عُثْمَانَ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ رَأَى عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ دَعَا بِإِنَاءٍ فَأَفْرَغَ عَلَى كَفَّيْهِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ الْحَدِيثَ
[160] وَعَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ قَالَ صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ قَالَ ابْنُ شِهَابٍ وَلَكِنْ عُرْوَةُ يُحَدِّثُ عَنْ حُمْرَانَ فَلَمَّا تَوَضَّأَ عُثْمَانُ قَالَ لأُحَدَّثَنكُمْ حَدِيثًا لَوْلا آيَةٌ مَا حَدَّثْتُكُمُوهُ الْحَدِيثَ
قلت زعم الشَّيْخ عَلَاء الدَّين مغلطاي أَن حَدِيث إِبْرَاهِيم عَن صَالح مُعَلّق وَلَيْسَ كَذَلِك بل هُوَ مخطوف على الْإِسْنَاد الأول ثمَّ وجدت أَبَا نعيم فِي الْمُسْتَخْرج قد أخرج من طَرِيق أَحْمد بن يُونُس وَسليمَان بن دَاوُد الْهَاشِمِي جَمِيعًا عَن إِبْرَاهِيم بن سعد عَن ابْن شهَاب فَذكر الحَدِيث الأول ثمَّ أخرج عَن مُحَمَّد بن أَحْمد عَن أَحْمد بن مُوسَى بن إِسْحَاق عَن عَبَّاس (بن) مُحَمَّد هُوَ الدوري عَن يَعْقُوب (بن إِبْرَاهِيم) ابْن سعد ثَنَا أبي قَالَ قَالَ صَالح بن كيسَان فَذكره وَقَالَ بعده رَوَاهُ البُخَارِيّ ز 26 أعَن الأويسي عَن إِبْرَاهِيم ابْن سعد عَن ابْن شهَاب ثمَّ قَالَ فِيهِ [و] عَن إِبْرَاهِيم قَالَ قَالَ صَالح قَالَ(2/103)
أَبُو نعيم فَلَا أَدْرِي هُوَ معقب بِحَدِيث إِبْرَاهِيم بن سعد عَن الزُّهْرِيّ أَو ذكره عَن إِبْرَاهِيم بِلَا سَماع انْتهى
فَكَأَن هَذَا سلف الشَّيْخ عَلَاء الدَّين فِي دَعْوَاهُ أَنه مُعَلّق لَكِن الْحَافِظ جمال الدَّين فِي الْأَطْرَاف قد جزم بِكَوْن البُخَارِيّ روى عَن الأويسي عَن إِبْرَاهِيم بن سعد عَن صَالح
ويتأيد ذَلِك بِأَن مُسلما رَوَاهُ عَن أبي خَيْثَمَة زُهَيْر بن حَرْب عَن يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم بن سعد عَن أَبِيه بالإسنادين مَعًا وَإِذا كَانَا عِنْد يَعْقُوب عَن أَبِيه بالإسنادين فَلَا مَانع أَن يكون عِنْد الأويسي كَذَلِك
(ثمَّ وجدته عِنْد الأويسي فِي صَحِيح أبي عوَانَة قَالَ حَدَّثنا مُحَمَّد بن النُّعْمَان بن بشير ثَنَا عبد الْعَزِيز الأويسي ثَنَا إِبْرَاهِيم بن سعد عَن صَالح بن كيسَان بِهِ وَالله أعلم)
قَوْله [25]
بَاب الاستنثار فِي الْوضُوء
ذكره عُثْمَان وَعبد الله بن زيد وَابْن عَبَّاس [رَضِي الله عَنْهُم] عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
وَقَالَ بعده ببابين [28]
بَاب الْمَضْمَضَة فِي الْوضُوء
قَالَه ابْن عَبَّاس وَعبد الله بن زيد [رَضِي الله عَنْهُم] عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
وَقد أسْند الْمُؤلف فِي أَحَادِيث الثَّلَاثَة فِي مَوَاضِع من الطَّهَارَة مطولا ومختصرا(2/104)
ح 20 أ (لَكِن حَدِيث ابْن عَبَّاس لَيْسَ فِيهِ الاستنثار وَكَأَنَّهُ يُشِير إِلَى مَا رَوَاهُ أَحْمد وَأَبُو دَاوُد وَالْحَاكِم من حَدِيثه قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ((استنثروا مرَّتَيْنِ بالغتين أَو ثَلَاثًا)) لفظ أبي دَاوُد)
وَقَدْ قَرَأت عَلَى فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنَجَّا بِدِمَشْق عَن سُلَيْمَان بن حَمْزَة أَن الضياء أخْبرهُم أَنا أَبُو جَعْفَرٍ الصَّيْدَلانِيُّ أَنَّ أَبَا عَلِيٍّ الْحَدَّادَ أَخْبَرَهُمْ أَنا أَبُو نُعَيْمٍ أَنا عبد الله بن جَعْفَر ثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ ثَنَا أَبُو دَاوُدَ ثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ عَنْ قَارِظٍ هُوَ ابْنُ شَيْبَةَ عَنْ أَبِي غَطَفَانَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ((إِذَا مَضْمَضَ أَحَدُكُمْ وَاسْتَنْثَرَ فَلْيَفْعَلْ ذَلِكَ مَرَّتَيْنِ بَالِغَتَيْنِ أَوْ ثَلاثًا))
قَوْله (29)
بَاب غسل الأعقاب
وَكَانَ ابْن سِيرِين يغسل مَوضِع الْخَاتم إِذا تَوَضَّأ(2/105)
قَالَ البُخَارِيّ فِي التَّارِيخ حَدَّثنا مُوسَى بن إِسْمَاعِيل ثَنَا مهْدي بن مَيْمُون عَن ابْن سِيرِين ((أَنه كَانَ يغسل مَوضِع الْخَاتم))
وَقَالَ أَبُو بكر بن أبي شيبَة فِي المُصَنّف عَن هشيم عَن خَالِد الْحذاء عَن ابْن سِيرِين أَنه كَانَ إِذا تَوَضَّأ حرك خَاتمه))
قلت الإسنادان إِلَيْهِ صَحِيحَانِ فَيحمل على أَنه كَانَ فِي رِوَايَة التحريك وَاسِعًا بِحَيْثُ ز 26 ب وصل إِلَيْهِ المَاء وصُولا مستمكنا
وَرُوِيَ عَن أبي رَافع عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه كَانَ إِذا تَوَضَّأ حرك خَاتمه رَوَاهُ ابْن مَاجَه بِسَنَد ضَعِيف
قَوْله (32)
بَاب التمَاس الْوضُوء إِذا حانت الصَّلَاة
وَقَالَتْ عَائِشَةُ حَضَرْتُ الصُّبْحَ فَالْتُمِسَ الْمَاءُ فَلَمْ يُوجَدْ فَنَزَلَ التَّيَمُّمُ
هَذَا طرف من حَدِيث عبد الرَّحْمَن بن الْقَاسِم عَن أَبِيه عَن عَائِشَة الطَّوِيل فِي ضيَاع عقدهَا ونزول آيَة التَّيَمُّم
وَقد أسْندهُ الْمُؤلف بعد قَلِيل من حَدِيث مَالك عَن عبد الرَّحْمَن بِالْمَعْنَى وأسنده فِي التَّفْسِير (من حَدِيث عَمْرو بن الْحَارِث عَن عبد الرَّحْمَن بِلَفْظِهِ)
(وَالنِّكَاح والمناقب وَغَيرهَا)(2/106)
قَوْله (33)
بَاب المَاء الَّذِي يغسل بِهِ شعر الْإِنْسَان
وَكَانَ عَطاء لَا يرى بَأْسا أَن يتَّخذ مِنْهَا الخيوط والحبال يَعْنِي الشُّعُور
قَالَ مُحَمَّد بن إِسْحَاق الفاكهي فِي أَخْبَار مَكَّة ثَنَا حُسَيْن بن حسن ثَنَا هشيم (بن بشير) عَن عبد الْملك بن أبي سُلَيْمَان عَن عَطاء أَنه كَانَ لَا يرى بَأْسا بِالِانْتِفَاعِ بشعور النَّاس الَّتِي تحلق بمنى
وَذكر ابْن حزم من طَرِيق يحيى بن سعيد عَن عبد الْملك بِلَفْظ ((لَا بَأْس بِأَن يسْتَمْتع بشعور النِّسَاء وَكَانَ النَّاس يَفْعَلُونَهُ))
قَوْله فِيهِ وَقَالَ الزُّهْرِيّ إِذا ولغَ فِي إِنَاء لَيْسَ لَهُ وضوء غَيره يتَوَضَّأ بِهِ)) وَقَالَ سُفْيَان هَذَا الْفِقْه بِعَيْنِه يَقُول الله فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً [43 النِّسَاء] وَهَذَا مَاء وَفِي النَّفس مِنْهُ شَيْء يتَوَضَّأ بِهِ وَيتَيَمَّم انْتهى(2/107)
قَالَ ابْن عبد الْبر فِي التَّمْهِيد حَدَّثنا (عبد الْوَارِث) بن سُفْيَان ثَنَا قَاسم بن أصبغ (ثَنَا مُحَمَّد بن وضاح) ثَنَا عبد الرَّحْمَن بن إِبْرَاهِيم هُوَ دُحَيْم ثَنَا الْوَلِيد بن مُسلم عَن الْأَوْزَاعِيّ وَعبد الرَّحْمَن بن نمر أَنَّهُمَا سمعا الزُّهْرِيّ يَقُول فِي إِنَاء ولغَ فِيهِ كلب فَلم يَجدوا مَاء غَيره قَالَ يتَوَضَّأ بِهِ قَالَ الْوَلِيد فَذَكرته لِسُفْيَان الثَّوْريّ فَقَالَ هَذَا وَالله الْفِقْه (بِعَيْنِه) يَقُول الله عز وَجل {فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا} [43 النِّسَاء] وَهَذَا مَاء وَفِي النَّفس مِنْهُ شَيْء فَأرى أَن يتَوَضَّأ بِهِ وَيتَيَمَّم
قَوْله فِيهِ وَرَوَى وُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ ثَنَا ابْنُ عَوْنٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا حَلَقَ رَأْسَهُ قَامَ أَبُو طَلْحَةَ فَأَخَذَ مِنْ شَعْرِهِ فَقَامَ النَّاسُ فَأَخَذُوا قَالَ أَبُو بَكْرٍ فَقُلْتُ لابْنِ عَوْنٍ ((عَمَّنْ ذَكَرَهُ قَالَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ ابْنُ عَوْنٍ نُبِّئْتُ أَنَّهُمْ جَعَلُوا شَعْرَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الشَّكِّ فَهُوَ عِنْدَ آلِ أَنَسٍ وَآلِ ز 27 أسِيرِينَ انْتَهَى
هَكَذَا ذكر الْإِسْمَاعِيلِيّ فِي صَحِيحه أَن البُخَارِيّ علقه بِهَذَا السِّيَاق وَلم أره فِي الصَّحِيح هَكَذَا فِي جَمِيع الرِّوَايَات الَّتِي وَقعت لنا وَإِنَّمَا هُوَ عِنْده من رِوَايَة عباد بن عباد عَن ابْن عون بِمَعْنَاهُ
وَأما من رِوَايَة وهيب بن خَالِد فَلم أره وَقد وَصله الْإِسْمَاعِيلِيّ من رِوَايَة وهيب فَقَالَ أَخْبَرَنِاه ابْن ياسين ثَنَا عبد الله بن مُحَمَّد سِنَان ثَنَا عمار بن معمر(2/108)
ابْن عَم وهيب يَعْنِي عَن وهيب (بِهِ)
قَوْله فِيهِ [174] وَقَالَ أَحَمْدُ بْنُ شَبِيبٍ حَدَّثنا أَبِي عَنْ يُونُسَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ حَدَّثَني حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ ((كَانَتِ الْكِلابُ تُقْبِلُ وَتُدْبِرُ فِي الْمَسْجِدِ فِي زَمَانِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ يَكُونُوا يَرُشُّونَ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ
قَالَ أَبُو نعيم فِي الْمُسْتَخْرج على الْبُخَارِيِّ أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ هُوَ ابْنُ حَمْزَةَ ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدٍ ثَنَا (مِثْلَهُ) مُوسَى بْنُ سَعِيدٍ الدَّنْدَانِيُّ ثَنَا أَحَمْدُ بْنُ شَبِيبٍ بِسَنَدِهِ وَلَفْظِهِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ كُنْتُ أَبِيتُ فِي الْمَسْجِدِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتًى شَابًّا وَكَانَتِ الْكِلابُ تَبُولُ وَتُقْبِلُ وَتُدْبِرُ وَالْبَاقِي مِثْلُهُ
وَقَالَ الْبَيْهَقِيُّ فِي السُّنَنِ الْكَبِيرِ أَخْبَرَنَا أَبُو عبد الله الْحَافِظ أَنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ أَنا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلُ الأَسْفَاطِيُّ ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ شَبِيبٍ بِهِ
وَهَذِهِ اللَّفْظَةُ الزَّائِدَةُ لَيْسَتْ فِي شَيْءٍ مِنْ نُسَخِ الصَّحِيحِ لَكِنْ ذَكَرَ الأصيليُّ أَنَّ فِي رِوَايَةِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَعْقِلٍ النَّسَفِيِّ ((تَبُولُ وَتُقْبِلُ وتدبر))(2/109)
قَوْله فِي (34) بَاب من لم ير الْوضُوء إِلَّا من المخرجين
وَقَالَ عَطاء فِيمَن يخرج من دبره الدُّود أَو من ذكره نَحْو القملة يُعِيد الْوضُوء قَالَ أَبُو بكر بن أبي شيبَة فِي المُصَنّف ثَنَا حَفْص بن غياث عَن جريج عَن عَطاء قَالَ يتَوَضَّأ إِذا خرجت من دبره يَعْنِي الدُّود
وَقَالَ سعيد بن مَنْصُور ثَنَا مُعَاوِيَة ثَنَا رجل عَن عبد الْملك عَن عَطاء فِي رجل يخرج من دبره الدُّود يُعِيد الْوضُوء فَقَالَ يُعِيد الْوضُوء
قَوْله فِيهِ وَقَالَ جَابر بن عبد الله إِذا ضحك فِي الصَّلَاة أعَاد الصَّلَاة وَلم يعد الْوضُوء
قَرَأت عَلَى فَاطِمَة بنت الْعِزّ بِدِمَشْق عَن سُلَيْمَانَ بْنِ حَمْزَةَ أَنَّ جَعْفَرَ بْنَ عَلِيٍّ الْهَمَذَانِيَّ أَخْبَرَهُ أَنا أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ أَنا الْقَاضِي أَبُو الْفَتْحِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْمَاكِيُّ أَنا أَبُو يَعْلَى الْخَلِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْخَلِيلِيُّ الْحَافِظُ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدٍ ثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الأَعْمَشِ ح قَالَ أَبُو يعلى ز 27 ب وَحَدَّثنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ صَالِحٍ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَسْعُودٍ ثَنَا سَهْلُ بْنُ زَنْجَلَةَ ثَنَا وَكِيعٌ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ جَابِرٍ فِي الرَّجُلِ يَضْحَكُ فِي الصَّلاةِ قَالَ يُعِيدُ الصَّلاةَ وَلا يُعِيدُ الْوُضُوءَ
وَرَوَاهُ سعيد بن مَنْصُور فِي سنَنه عَن أبي مُعَاوِيَة فوافقناه فِيهِ بعلو وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ فِي السّنَن حَدَّثنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ثَنَا أَبُو هِشَام الرِّفَاعِي ثَنَا وَكِيع(2/110)
عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ جَابِرٍ أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ الرَّجُلِ يَضْحَكُ فِي الصَّلاةِ فَقَالَ ((يُعِيدُ الصَّلاةَ وَلا يُعِيدُ الْوُضُوءَ))
وَقَالَ تَابعه سُفْيَان وَجَرِير وزائدة وَأَبُو مُعَاوِيَة وَعمر بن عَليّ وَغَيرهم
قَوْله فِيهِ وَقَالَ الْحسن هُوَ الْبَصْرِيّ ((إِن أَخذ من شعره وأظافره أَو خلع خفيه فَلَا وضوء عَلَيْهِ))
قَالَ ابْن أبي شيبَة فِي المُصَنّف ثَنَا هشيم أَنا يُونُس (بن عبيد) (وَمَنْصُور) عَن الْحسن ((أَنه كَانَ يَقُول إِذا مسح على خفيه بعد الْحَدث ثمَّ خلعهما إِنَّه على طَهَارَة فَليصل))
وَقَالَ سعيد (بن مَنْصُور) فِي السّنَن حَدَّثنا هشيم بِسَنَدِهِ ((فِي رجل يَأْخُذ بشاربه وأظافره بَعْدَمَا يتَوَضَّأ قَالَ ((لَا شَيْء))
قَوْله فِيهِ ((وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَة لَا وضوء إِلَّا من حدث))
هَذَا مُخْتَصر من حَدِيث لأبي هُرَيْرَة أَخْبَرَنِي بِهِ أَحْمد بن عَليّ بن عبد الْحَقِّ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ بِدِمَشْقَ أَخْبَرَكُمْ أَبُو الْحَجَّاجِ الْحَافِظُ أَنا عَبْدُ الْعَزِيز بن عبد الْمُنعم [الْحَرَّانِي] أَنا أَبُو عَلِيِّ بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ أَنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ أَنا الْحَسَنُ بْنُ عَليّ(2/111)
[الشِّيرَازِيُّ] أَنا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ [الْعَسْكَرِيُّ] ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ سُلَيْمَانَ [الْمَرْوَزِيُّ] ثَنَا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ [التَّيْمِيُّ] عَنْ شُعْبَةَ عَن سُهَيْل بن أبي صَالح عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ((لَا وُضُوءَ إِلَّا من حدث م 14 أ
رَوَاهُ الإِمَام أَحْمد فِي مُسْنده قَالَ حَدَّثنا مُحَمَّد بن جَعْفَر ثَنَا شُعْبَة سَمِعت سُهَيْل بن أبي صَالح يحدث عَن أَبِيه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ ((لَا وضوء إِلَّا من حدث أَو ريح))
وَقَالَ أَيْضا حَدَّثنا يحيى عَن شُعْبَة عَن سُهَيْل مثله
وَقَالَ أَيْضا حَدَّثنا وَكِيع ثَنَا شُعْبَة مثله
وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه من حَدِيث وَكِيع وَمُحَمّد بن جَعْفَر وَعبد الرَّحْمَن بن مهْدي كلهم عَن شُعْبَة بِهِ فَوَقع لنا عَالِيا ح 21 أفِي الرِّوَايَة الأولى بدرجتين وَرَوَاهُ عَليّ بن الْجَعْد عَن شُعْبَة بِلَفْظ ((لَا وضوء إِلَّا من صَوت أَو ريح)) قرأته على فَاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْهَادِي أخْبركُم أَبُو عبد الله بن الزراد سَمَاعا عَلَيْهِ أَنا عبد الرَّحْمَن بن أبي الْفَهم [اليلداني] أَن أَبَا الْقَاسِم بن بوش أخبرهُ أَنا أَبُو طَالب بن يُوسُف أَنا الْحسن بن عَليّ [الشِّيرَازِيّ] أَنا [أَبُو الْحسن] ز 28 أابْن المظفر [البوشنجي] ثَنَا ابْن منيع ثَنَا عَليّ بن الْجَعْد بِهِ
وأصل الحَدِيث عِنْد مُسلم من حَدِيث جرير عَن سهل(2/112)
وَاتفقَ الشَّيْخَانِ على مَعْنَاهُ من حَدِيث همام عَن أبي هُرَيْرَة (وَالله أعلم) وَقد روينَاهُ مَوْقُوفا كَمَا علقه الْمُؤلف قَالَ إِسْمَاعِيل القَاضِي فِي كتاب أَحْكَام الْقُرْآن لَهُ أَنا سُلَيْمَان بن حَرْب ثَنَا أَبُو عوَانَة عَن عمرَان بن مُسلم الْقصير عَن مُجَاهِد عَن أبي هُرَيْرَة فَذكره
قَوْله فِيهِ ((وَيذكر عَن جَابر أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ فِي غَزْوَة ذَات الرّقاع فَرمى بِرَجُل بِسَهْم فنزفه الدَّم فَرَكَعَ وَسجد وَمضى فِي صلَاته))
هَذَا مُخْتَصر من حَدِيث فِيهِ قصَّة مُطَوَّلَة فِي غَزْوَة ذَات الرّقاع
أَخْبَرَنِي بِهِ الْعِمَادُ أَبُو بَكْرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْعِزِّ الْمَقْدِسِيُّ بِسَفْحِ قَاسِيُونَ عَنْ أَبِي بكر ابْن مُحَمَّدِ بْنِ الرَّضِيِّ وَأَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ الْهَكَّارِيِّ سَمَاعًا عَلَيْهِمَا قَالا أَنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْخَطِيبُ قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَالأَوَّلُ فِي الثَّالِثَةِ وَالثَّانِي فِي الْخَامِسَةِ عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ سَعْدِ الْخَيْرِ الأَنْصَارِيَّةِ سَمَاعًا أَنَّ أَبَا الْقَاسِمِ زَاهِرَ بْنَ طَاهِرٍ أَخْبَرَهُمْ أَنا أَبُو سعد مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الكنجروذي أَنا (أَبُو عمر) بْنُ حَمْدَانَ ح وَقرأت عَلَى فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنَجَّا بِدِمَشْقَ عَنْ سُلَيْمَان بن حَمْزَة أَن الضياء مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْحَافِظَ أَخْبَرَهُمْ فِي كِتَابِ الْمُخْتَارَةِ عَنْ زَاهِرِ بْنِ أَحْمَدَ الثَّقَفِيِّ سَمَاعًا أَنا الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ أَنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَنْصُورٍ أَنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بن(2/113)
الْمُقْرِئِ قَالا أَنا أَبُو يَعْلَى أَحْمد بن عَليّ بن الْمثنى ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَهْمٍ الأَنْطَاكِيُّ أَنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ صَدَقَة بن يسارح وَقرأت عَلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْمَقْدِسِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزَّرَّادِ (أَنَّ أَبَا عَلِيٍّ الْبَكْرِيَّ أَخْبَرَهُ) أَنا أَبُو رَوْحٍ أَنا زَاهِرُ بْنُ طَاهِرٍ أَنا أَبُو سَعْدٍ الْكَنْجَرُوذِيُّ أَنا أَبُو طَاهِرِ بْنُ خُزَيْمَةَ أَنا جَدِّي ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاءِ بْنِ كُرَيْبٍ ثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ حَدَّثَني صَدَقَةُ بْنُ يَسَارٍ (عَنِ ابْنِ جَابِرٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ)
ح وَحَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى ثَنَا سَلَمَةُ بْنُ الْفَضْلِ هُوَ الأَبْرَشُ عَنْ مُحَمَّدٍ حَدَّثَني صَدَقَةُ بْنُ يَسَارٍ عَنِ عُقَيْلِ بْنِ جَابِرٍ عَنْ جَابِرٍ قَالَ خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزْوَةِ ذَاتِ الرِّقَاعِ فَأَصَابَ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ امْرَأَةَ رَجُلٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَكَانَ زَوْجُهَا غَائِبًا فَلَمَّا قَدِمَ حَلَفَ أَنْ يَنْتَهِيَ حَتَّى يُهْرِيقَ دَمًا فِي أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَخَرَجَ يَقْتَصُّ أَثَرَ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَزَلَ رَسُولَ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ز 28 ب منزلا فَقَالَ [من يكلؤنا] ح 21 ب لَيْلَتَنَا هَذِهِ فَانْتُدِبَ رَجُلانِ رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَرَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ فَقَالا نَحْنُ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ كُونَا بِفَمِ الشِّعْبِ وَكَانُوا نزلُوا إِلَى الشّعب فَلَمَّا كَانَ اللَّيْلُ قَالَ الأَنْصَارِيُّ لِلْمُهَاجِرِيِّ أَيُّ اللَّيْلِ أَحَبُّ إِلَيْكَ أَنْ أَكْفِيَكَهُ أَوَّلَهُ أَوْ آخِرَهُ قَالَ فَقَالَ الْمُهَاجِرِيُّ اكْفِنِي أَوَّلَهُ فَاضْطَجَعَ الْمُهَاجِرِيُّ وَقَامَ الأَنْصَارِيُّ يُصَلِّي وَجَاءَ الْمُشْرِكُ فَلَمَّا رَأَى شَخْصَهُ عَرَفَ أَنَّهُ رَبِيئَةُ الْقَوْمِ فَرَمَاهُ بِسَهْم فَوَضعه فِيهِ فانتزعه(2/114)
فَوَضَعَهُ وَثَبَتَ قَائِمًا ثُمَّ دَعَا لَهُ بِسَهْمٍ آخَرَ فَوَضَعَهُ فِيهِ فَانْتَزَعَهُ فَوَضَعَهُ ثُمَّ دَعَا لَهُ بِثَالِثٍ فَوَضَعَهُ فِيهِ فَانْتَزَعَهُ فَوَضَعَهُ ثُمَّ رَكَعَ وَسَجَدَ ثُمَّ أَهَبَّ صَاحِبَهُ فَقَالَ قُمْ فَقَدْ أُثِبْتُ أَرَاهُ فَلَمَّا رَأَى أَنَّهُمَا قَدْ نَذَرَا بِهِ هَرَبَ قَالَ فَلَمَّا رَأَى الْمُهَاجِرِيُّ مَا بِالأَنْصَارِيِّ مِنَ الدِّمَاءِ قَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ هَلا أَنْبَهْتَنِي فِي أَوَّلِ مَا رَمَى قَالَ كنت فِي سُورَة اقرأها فَلَمْ أُحِبَّ أَنْ أَقْطَعَهَا حَتَّى أُنْفِذَهَا فَلَمَّا تَتَابَعَ عَلَيَّ الرَّمْيُ رَكَعْتُ وَسَجَدْتُ ثُمَّ أَذِنْتُكَ وَايْمُ اللَّهِ لَوْلا أَنِّي خَشِيتُ أَنْ أُضَيِّعَ ثَغْرًا أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحِفْظِهِ لَقَطَعَ نَفَسِي قَبْلَ أَنْ أَقْطَعَهَا أَوْ أُنْفِذَهَا)) لفظ ابْن الْمُقْرِئ
رَوَاهُ الإِمَام أَحْمد فِي مُسْنده عَن يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم بن سعد عَن أَبِيه عَن أبي إِسْحَاق
وَرَوَاهُ ابْن خُزَيْمَة فِي صَحِيحه من حَدِيث يُونُس بن بكير وَسَلَمَة بن الْفضل كَمَا ذَكرْنَاهُ
وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه عَن الْحسن بن سُفْيَان عَن حبَان بن مُوسَى عَن ابْن الْمُبَارك (بِهِ)
وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي سنَنه مُنْفَردا بِهِ عَن أبي ثوبة الرّبيع بن نَافِع عَن ابْن الْمُبَارك فَوَقع لنا بَدَلا عَالِيا
وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه عَن أبي الْعَبَّاس الْأَصَم عَن أَحْمد بن عبد الْجَبَّار(2/115)
عَن يُونُس بن بكير بِهِ
و (هُوَ) من طَرِيق إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه عَن وهب بن جرير عَن أَبِيه عَن ابْن إِسْحَاق وَرَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ فِي سنَنه من حَدِيث يُونُس بن بكير
وَفِي طَرِيق أبي دَاوُد وَغَيره عَن مُحَمَّد بْنُ إِسْحَاقَ حَدَّثَني صَدَقَةُ بْنُ يسَار بتصريح ابْن إِسْحَاق بِالسَّمَاعِ لَهُ من صَدَقَة وَلِهَذَا صَححهُ ابْن خُزَيْمَة وَمن تَابعه
وَصدقَة بن يسَار جزري وثقة ابْن معِين م 13 ب وَأحمد وَأَبُو دَاوُد وَابْن سعد وَغَيرهم وروى لَهُ مُسلم فِي صَحِيحه وَمَا علمت فِيهِ جرحا وَقَالَ ابْن سعد توفّي فِي أول خلَافَة بني الْعَبَّاس قلت وَكَانَ أول خلافتهم فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَمِائَة فَهُوَ من متأخري شُيُوخ مُحَمَّد بن إِسْحَاق ح 22 أ
وَعقيل بن جَابر لم يرو عَنهُ سوى صَدَقَة وَذكره ابْن حبَان فِي الثِّقَات على عَادَته فِيمَن لم يجرح وروى عَنهُ ز 29 أثِقَة
وَتَعْلِيق أبي عبد الله لَهُ بِصِيغَة التمريض أما لكَونه اخْتَصَرَهُ وَأما للِاخْتِلَاف فِي ابْن إِسْحَاق وَمَا انضاف إِلَيْهِ من عدم الْعلم بعدالة عقيل وَالله أعلم
وَالرجلَانِ الْمَذْكُورَان سميا فِي رِوَايَة الْبَيْهَقِيّ لهَذَا الحَدِيث فِي كتاب دَلَائِل النُّبُوَّة فالمهاجري عمار بن يَاسر والأنصاري عباد بن بشر وسمى السُّورَة الَّتِي كَانَ يقْرَأ بهَا وَهِي الْكَهْف(2/116)
قَوْله فِيهِ ((وَقَالَ الْحسن مَا زَالَ الْمُسلمُونَ يصلونَ فِي جراحاتهم)) وَذكر ابْن أبي شيبَة عَن هشيم عَن يُونُس عَن الْحسن ((أَنه قَالَ مَا فِي نضحات من دم مَا يفسدن على رجل صلَاته))
وَبِه عَنهُ أَنه كَانَ لَا يرى الْوضُوء من الدَّم إِلَّا مَا كَانَ سَائِلًا
قَوْله فِيهِ وَقَالَ طَاوس وَمُحَمّد بن عَليّ وَعَطَاء وَأهل الْحجاز ((لَيْسَ فِي الدَّم وضوء))
أما قَول طَاوس فَقَالَ ابْن شيبَة فِي المُصَنّف حَدَّثنا عبيد الله بن مُوسَى عَن حَنْظَلَة عَن طَاوس أَنه كَانَ لَا يرى فِي الدَّم [السَّائِل] وضُوءًا يغسل عَنهُ الدَّم ثمَّ حَسبه))
وَقَالَ العيشي بالسند الْآتِي إِلَيْهِ قَرِيبا أَنا حَمَّاد وَهُوَ ابْن سَلمَة عَن اياس ابْن مُعَاوِيَة ((أَن طاوسا كَانَ لَا يري فِي الرعاف وضُوءًا))
وَأما قَول مُحَمَّد بن عَليّ وَهُوَ أَبُو جَعْفَر الملقب بالباقر فَقَالَ سمويه فِي فَوَائده ثَنَا أَبُو جَعْفَر النُّفَيْلِي ثَنَا خطاب بن الْقَاسِم عَن الْأَعْمَش قَالَ سَأَلت أَبَا جَعْفَر عَن الرعاف فَقَالَ لَو سَالَ نهر من دم مَا أعدت مِنْهُ الْوضُوء))(2/117)
وَأما قَول عَطاء فَأَخْبَرَنَا بِهِ الْحَافِظُ أَبُو الْفَضْلِ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَحْمَدَ السَّعْدِيَّ أَخْبَرَهُ عَنْ عمر بن مُحَمَّد [بن طبرزد] سَمَاعًا أَنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ [الْقَزَّازُ] أَنا أَحْمد ابْن مُحَمَّدٍ الْبَزَّازُ أَنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ أَنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ [الْبَغَوِيُّ] ثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَفْصٍ الْعَيْشِيُّ إِمْلاءً مِنْ كِتَابِهِ سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ أَنا حَمَّادٌ عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ ((أَنَّ عَطَاءً كَانَ لَا يري فِي الرعاف وضُوءًا))
وَبِه إِلَى حَمَّاد عَن حبيب الْمعلم عَن عَطاء مثل ذَلِك
وَأما قَول أهل الْحجاز فَقَالَ الْبَيْهَقِيّ فِي السّنَن الْكَبِير أَنا عَليّ بن مُحَمَّد الرفاء أَنا [أَبُو عَمْرو] بن مُحَمَّد بن بشر ثَنَا إِسْمَاعِيل بن إِسْحَاق ثَنَا إِسْمَاعِيل ابْن أبي ز 29 ب أويس ثَنَا عبد الرَّحْمَن بن أبي الزِّنَاد عَن أَبِيه قَالَ ((كل من أدْركْت من فقهائنا الَّذين ينتهى إِلَى قَوْلهم مِنْهُم سعيد بن الْمسيب وَعُرْوَة بن الزبير وَالقَاسِم بن مُحَمَّد وَأَبُو بكر بن عبد الرَّحْمَن وخارجة بن زيد وَعبيد الله ابْن عبد الله وَسليمَان بن يسَار فِي مشيخة جلة سواهُم يَقُولُونَ فِيمَن رعف غسل عَنهُ الدَّم وَلَو يتَوَضَّأ
قلت هَؤُلَاءِ الْفُقَهَاء هم السَّبْعَة الَّذين دارت عَلَيْهِم الْفَتْوَى بِالْمَدِينَةِ وَقد جمعهم بعض الْفُضَلَاء فِي بَيْتَيْنِ أنشدهما أَبُو الْفرج الْأَصْبَهَانِيّ فِي كِتَابه وهما(2/118)
.. أَلا كل من لَا يَقْتَدِي بأئمة ... ... فقسمته ضيزى عَن الْحق خَارجه ... ... ... فخذهم عبيد الله عُرْوَة قَاسم ... ... سعيد أَبُو بكر سُلَيْمَان خَارجه ...
ح 22 ب
وَقَالَ عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه حَدَّثنا معمر عَن حميد الطَّوِيل سَأَلت سعيد بن جُبَير عَن بثرة كَانَت (فِي وَجْهي) فعصرتها فَخرج مِنْهَا دم ففتته بأصبعي قَالَ لَيْسَ فِيهَا وضوء
وَعَن ابْن جريج قلت لعطاء أَدخل أُصْبُعِي فِي أنفي فَتخرج مخضبة بِالدَّمِ قَالَ فَلَا تتوضأ [وَلَكِن] اغسل عَنْك الدَّم
وَعَن معمر عَن جَعْفَر بن برْقَان أَخْبَرَنِي مَيْمُون بن مهْرَان قَالَ ((رَأَيْت أَبَا هُرَيْرَة أَدخل أُصْبُعه فِي أَنفه [فَخرجت مخضبة دَمًا فَفتهُ] ثمَّ صلى وَلم يتَوَضَّأ
(وَقَالَ ابْن أبي شيبَة حَدَّثنا هشيم عَن يحيى بن سعيد عَن سعيد بن الْمسيب أَنه أَدخل أَصَابِعه فِي أَنفه فَخرج دم [فمسحه فصلى وَلم يتَوَضَّأ]
حَدَّثنا وَكِيعٌ عَنْ حُسَيْنِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ سَلِيطِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ يَسَارٍ رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ رَأَى فِي [جِرْمَانِهِ] دَمًا فَبَزَقَ فِيهِ ثمَّ دلكه(2/119)
قَوْله فِيهِ وعصر ابْن عمر بثرة فَخرج مِنْهَا الدَّم وَلم يتَوَضَّأ
قَالَ الْبَيْهَقِيّ فِي السّنَن الْكَبِيرِ أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ ثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الْفَقِيهُ ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ ثَنَا أَبُو بَكْرٍ هُوَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ ثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ عَنِ التَّيْمِيِّ عَنْ بَكْرٍ يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ اللَّهِ [الْمُزَنِيَّ] قَالَ ((رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ عَصَرَ بَثْرَةً فِي وَجْهِهِ فَخَرَجَ شَيْءٌ مِنْ دَمٍ فَحَكَّهُ بَيْنَ أُصْبُعَيْهِ ثُمَّ صَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ
هَكَذَا رَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه وَهُوَ إِسْنَاد صَحِيح
وَرَوَاهُ أَبُو بكر الْأَثْرَم عَن مُوسَى بن إِسْمَاعِيل ثَنَا حَمَّاد هُوَ ابْن سَلمَة عَن حميد عَن بكر بِهِ
قَوْله فِيهِ وبزق ابْن أبي أوفى دَمًا فَمضى فِي صلَاته
قَالَ ابْن أبي شيبَة فِي المُصَنّف حَدَّثنا عبد الْوَهَّاب عَن عَطاء بن السَّائِب قَالَ رَأَيْت ابْن أبي أوفى بزق (دَمًا) وَهُوَ يُصَلِّي ثمَّ مضى فِي صلَاته
رَوَاهُ عبد الرَّزَّاق عَن الثَّوْريّ وَابْن عُيَيْنَة عَن عَطاء بن السَّائِب مثله(2/120)
وَرَوَاهُ أَبُو بكر الْأَثْرَم عَن مُعَاوِيَة بن عَمْرو عَن سُفْيَان بِهِ ز 30 أ
قَوْله فِي وَقَالَ ابْن عمر وَالْحسن فِيمَن يحتجم لَيْسَ عَلَيْهِ إِلَّا غسل محاجمه
أما قَول ابْن عمر فَقَالَ الْبَيْهَقِيّ فِي السّنَن الْكَبِير أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ بِشْرَانَ أَنا إِسْمَاعِيلُ الصَّفَّارُ أَنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ كَانَ إِذَا احْتَجَمَ غَسَلَ مَحَاجِمَهُ
رَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي المُصَنّف عَنِ ابْنِ نُمَيْرٍ فَوَافَقْنَاهُ فِيهِ بِعُلُوٍّ
وَقَالَ الشَّافِعِيُّ فِي الْمُسْنَدِ أَنا بَعْضُ أَصْحَابِنَا عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بِهِ
وَأما قَوْلُ الْحَسَنِ فَقَالَ ابْنُ أَبِي شيبَة فِي المُصَنّف حَدَّثنا عبد الأَعْلَى عَنْ يُونُسَ عَنِ الْحَسَنِ ((أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ الرَّجُلِ يَحْتَجِمُ مَاذَا عَلَيْهِ قَالَ يَغْسِلُ أَثَرَ مَحَاجِمِهِ))
قَوْله فِيهِ (178) حَدَّثنا قُتَيْبَةُ ثَنَا جَرِيرٌ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ مُنْذِرٍ الثَّوْرِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ قَالَ قَالَ عَلِيٌّ كُنْتُ رَجُلا مَذَّاءً الْحَدِيثَ رَوَاهُ شُعْبَة عَن الْأَعْمَش
أَخْبَرَنِي بِحَدِيث شُعْبَة أَبُو الْحسن بن أبي الْمجد عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أبي الْقَاسِم أَن يُوسُف بن خَلِيل الْحَافِظ أخبرهُ أَنا أَبُو المكارم أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد التَّيْمِيّ أَنا أَبُو عَليّ الْحداد أَنا أَبُو نعيم أَنا عبد الله بن جَعْفَر [بن أَحْمد بن فَارس] ح(2/121)
23 - أثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ ثَنَا أَبُو دَاوُد هُوَ الطَّيَالِسِيّ ثَنَا شُعْبَة عَن الْأَعْمَش [قَالَ] سَمِعت منذرا الثَّوْريّ يحدث عَن مُحَمَّد بن الْحَنَفِيَّة عَن عَليّ قَالَ استحييت أَن أسأَل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن الْمَذْي من أجل فَاطِمَة فَأمرت رجلا فَسَأَلَهُ فَقَالَ ((فِيهِ وضوء))
رَوَاهُ مُسلم عَن يحيى بن حبيب وَالنَّسَائِيّ عَن مُحَمَّد بن عبد الْأَعْلَى كِلَاهُمَا عَن خَالِد بن الْحَارِث عَن شُعْبَة فَوَقع لنا عَالِيا بدرجتين
قَوْله فِي آخر الْبَاب (180) حَدَّثنا إِسْحَاقُ أَنا النَّضْرُ أَنا شُعْبَةُ عَنِ الْحَكَمِ عَنْ ذَكْوَانَ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَرْسَلَ إِلَى رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ فَجَاءَ وَرَأْسُهُ يَقْطُرُ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ((لَعَلَّنَا أَعْجَلْنَاكَ)) فَقَالَ نَعَمْ فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ((إِذَا أُعْجِلْتَ أَوْ أُقْحِطْتَ فَعَلَيْكَ الْوضُوء))
تَابعه وهب عَن شُعْبَة وَلم يقل غنْدر وَيحيى عَن شُعْبَة ((الْوضُوء)) انْتهى
أما حَدِيث وهب وَهُوَ ابْن جرير بن حَازِم فَأَخْبَرَنِي بِهِ الْمُسْنِدُ الْعَدْلُ مُحَمَّدُ ابْن عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ الْفُرَاتِ عَنِ الْحَافِظِ أَبِي الْحَجَّاجِ يُوسُفَ بْنِ الزَّكِيِّ الْمِزِّيِّ أَنَّ أَبَا الْفَضْلِ أَحْمَدَ بْنَ هِبَةِ اللَّهِ بْنِ عَسَاكِرَ أَخْبَرَهُمْ أَنا عَبْدُ الْمُعِزِّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَرَوِيُّ فِي كِتَابِهِ أَنَّ زَاهِرَ بْنَ طَاهِرٍ أَخْبَرَهُمْ أَنا الأُسْتَاذُ أَبُو الْقَاسِمِ الْقُشَيْرِيُّ
ح وَقرأت عَالِيًا عَلَى فَاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْهَادِي بِسَفْحِ قَاسِيُونَ أَنْبَأَكُمْ أَبُو نَصْرِ بْنُ الشِّيرَازِيِّ عَنْ مَحْمُودِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَنْدَهْ أَنَّ مَسْعُودَ بْنَ الْحَسَنِ الثَّقَفِيَّ أَخْبَرَهُ أَنا أَبُو عَمْرٍو عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الْحَافِظِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مندة قَالَا أَنا أَبُو(2/122)
الْحُسَيْن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عُمَرَ الْخَفَّافُ قَالَ الْقُشَيْرِيُّ سَمَاعًا وَأَبُو عَمْرٍو كِتَابَةً ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ السَّرَّاجُ ثَنَا زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ ثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ ثَنَا شُعْبَةُ عَنِ الْحَكِيمِ عَنْ ذَكْوَانَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ فَدَعَاهُ فَخَرَجَ إِلَيْهِ وَرَأْسُهُ يَقْطُرُ فَقَالَ ((لَعَلَّنَا أَعْجَلْنَاكَ)) فَقَالَ نَعَمْ قَالَ ((إِذَا أُعْجِلْتَ أَوْ أُقْحِطْتَ فَعَلَيْكَ الْوُضُوءُ))
وَأما حَدِيث غنْدر فَقَالَ الإِمَام أَحْمد حَدَّثنا مُحَمَّد بن جَعْفَر هُوَ غنْدر فَذكره
أَخْبَرَنِي بِهِ أَبُو الْمَعَالِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ [الْحَلاوِيُّ] أَنا مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي طَالِبٍ [الْقَلانِسِيُّ] أَنا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ يُوسُفَ [الْمَوْصِلِيُّ] أَنا حَنْبَلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ [الرَّصَافِيُّ] أَنا أَبُو الْقَاسِمِ الْكَاتِبُ أَنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ [الْمُذْهِبُ] أَنا أَحْمَدُ بن جَعْفَر [الْقطيعِي] ثَنَا عبد اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ ثَنَا أَبِي ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ثَنَا شُعْبَةُ عَنِ الْحَكَمِ عَنْ ذَكْوَانَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَرَّ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ فَخَرَجَ وَرَأْسُهُ يَقْطُرُ فَقَالَ لَهُ ((لَعَلَّنَا أَعْجَلْنَاكَ)) فَقَالَ نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ ((إِذا عجلت أَوْ أُقْحِطْتَ فَلا غُسْلَ عَلَيْكَ عَلَيْكَ الْوُضُوءُ))
وقرأته عَالِيا على شَيخنَا أبي الْمَعَالِي الْمَذْكُور عَن زَيْنَب بنت الْكَمَال [المقدسية] عَن عَجِيبَة البغدادية أَن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر كتب إِلَيْهِم أَنا أَبُو إِسْحَاق الطيان بن خرشيذ قَوْله أَنا الْحُسَيْن بن إِسْمَاعِيل القَاضِي ثَنَا مُحَمَّد ابْن الْوَلِيد البسري ثَنَا مُحَمَّد هُوَ غنْدر بِهِ مثله
رَوَاهُ مُسلم فِي صَحِيحه عَنْ أَبِي بَكْرِ بن أبي شيبَة وَابْن الْمثنى وَبُنْدَار ثَلَاثَتهمْ عَن غنْدر بِهِ فَوَقع لنا بَدَلا عَالِيا(2/123)
وَهَكَذَا رَوَاهُ الْإِسْمَاعِيلِيّ فِي مستخرجه من حَدِيث الثَّلَاثَة وَمن حَدِيث مُحَمَّد بن الْوَلِيد البسري عَن غنْدر أَيْضا كَذَلِك وَكلهمْ ذكر فِيهِ الْوضُوء
وَأما حَدِيث يحيى وَهُوَ ابْن سعيد الْقطَّان فَقَالَ الإِمَام أَحْمد فِي مُسْنده بِالسَّنَدِ الْمَذْكُورِ إِلَيْهِ آنِفًا حَدَّثنا يَحْيَى عَن شُعْبَة ح 23 ب عَنِ الْحَكَمِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ ذَكْوَانَ [السَّمَّانِ] عَنْ أَبِي سَعِيدٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَى مَنْزِلَ رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ فَخَرَجَ وَرَأْسُهُ يَقْطُرُ قَالَ ((لَعَلَّنَا أَعْجَلْنَاكَ)) قَالَ ((إِذَا أُعْجِلْتَ أَوْ أُقْحِطْتَ فَلَيْسَ عَلَيْكَ غُسْلٌ))
فقد ثَبت الْوضُوء فِي حَدِيث غنْدر وَلم يثبت فِي حَدِيث يحيى فَيحْتَمل وَالله أعلم أَن الرِّوَايَة الَّتِي وَقعت لأبي عبد الله عَن يحيى وغندر مَجْمُوعَة عَنْهُمَا فَحمل الرَّاوِي لَهما حَدِيث ((يحيى)) على ((حَدِيث غنْدر)) وَسَاقه بِلَفْظ ((يحيى)) من غير بَيَان وَمثل ذَلِك يَقع كثيرا وَيجوز أَن يكون الْوَهم من بعض الروَاة من بعد أبي ز 31 ب عبد الله فَإِنَّهُ فِي بعض الرِّوَايَات دون بعض وَالله أعلم
قَوْله (36)
(بَاب) قِرَاءَة الْقُرْآن بعد الْحَدث وَغَيره
وَقَالَ مَنْصُور عَن إِبْرَاهِيم لَا بَأْس بِالْقِرَاءَةِ فِي الْحمام وَيكْتب الرسَالَة على غير(2/124)
وضوء وَقَالَ حَمَّاد عَن إِبْرَاهِيم إِن كَانَ عَلَيْهِم إِزَار فَسلم وَإِلَّا فَلَا تسلم
أما رِوَايَة مَنْصُور فَقَالَ عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه أَنا الثَّوْريّ عَن مَنْصُور قَالَ ((سَأَلت إِبْرَاهِيم أكتب الرسَالَة على غير وضوء قَالَ نعم))
وَقَالَ سعيد بن مَنْصُور فِي السّنَن أَخْبَرَنَا أَبُو عوَانَة عَن مَنْصُور عَن إِبْرَاهِيم قَالَ لَا بَأْس بِالْقِرَاءَةِ فِي الْحمام))
وَقد روى جرير عَن مُغيرَة عَن إِبْرَاهِيم ((أَنه كره الْقِرَاءَة فِي الْحمام))
قَالَ سعيد بن مَنْصُور حَدثنَا جرير بذلك
وَخَالف جرير خَالِد بن عبد الله قَالَ عَن مُغيرَة عَن شباك عَن إِبْرَاهِيم ((أَنه سُئِلَ عَن الْقِرَاءَة فِي الْحمام قَالَ لَيْسَ [بَيت] قِرَاءَة))
قَالَ سعيد حَدَّثنا خَالِد بذلك
وروى مُحَمَّد بن أبان عَن حَمَّاد قَالَ سَأَلت إِبْرَاهِيم عَن الْقِرَاءَة فِي الْحمام فَقَالَ يكره ذَلِك وَلَا بَأْس بِالْآيَةِ وَنَحْوهَا قَالَ سعيد حَدَّثنا مُحَمَّد بن أبان بِهِ
وروى عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه عَن الثَّوْريّ عَن حَمَّاد قَالَ سَأَلت إِبْرَاهِيم عَن الْقِرَاءَة فِي الْحمام فَقَالَ لم يبن للْقِرَاءَة
وَأما رِوَايَة حَمَّاد عَن إِبْرَاهِيم فَقَالَ الثَّوْريّ فِي جَامعه عَن حَمَّاد وَهُوَ ابْن أبي(2/125)
سُلَيْمَان بِهِ
قَوْله فِي [38]
بَاب مسح الرَّأْس كُله
وَقَالَ ابْن الْمسيب الْمَرْأَة بِمَنْزِلَة الرجل تمسح على رَأسهَا
وَسُئِلَ مَالك أيجزئ أَن يمسح بعض الرَّأْس فاحتج بِحَدِيث عبد الله بن زيد
أما قَول بن الْمسيب فَقَالَ ابْن أبي شيبَة فِي المُصَنّف حَدَّثنا وَكِيعٌ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ ((الْمَرْأَةُ وَالرَّجُلُ فِي الْمَسْحِ سَوَاءٌ))
وَأما حَدِيث عبد الله بن زيد فأسنده أَبُو عبد الله فِي الْبَاب الْمَذْكُور من طَرِيق مَالك ح 24 أ
وَأما فَتْوَى مَالك فَقَرَأت على أبي بكر بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الْمَقْدِسِي بالصالحية أخْبرك مُحَمَّد بْنُ أَحَمْدَ بْنِ أَبِي الْهَيْجَاءِ إِذْنا مشافهة أَن الْحَافِظ أَبَا عَلِيٍّ الْبَكْرِيَّ أَخْبَرَهُ أَنا أَبُو روح الْهَرَوِيّ أَنا أَبُو الْقَاسِم زَاهِر بن طَاهِر أَنا أَبُو سعد أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد الْمُؤَذّن الْمُقْرِئ وَأَبُو عبد الله مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يحيى قَالَا أَنا أَبُو طَاهِر مُحَمَّد بن الْفضل بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَة أَنا جدي إِمَام الْأَئِمَّة أَبُو بكر بن خُزَيْمَة ثَنَا مُحَمَّد بن رَافع ثَنَا إِسْحَاق بن عِيسَى [قَالَ] سَأَلت مَالِكًا عَن الرجل (مسح) مقدم رَأسه فِي الْوضُوء أيجزيه ذَلِك فَقَالَ(2/126)
حَدَّثَني عَمْرو بن يحيى بن عمَارَة عَن أَبِيه عَن عبد الله بن زيد الْمَازِني قَالَ مسح رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي وضوئِهِ من ناصيته إِلَى قَفاهُ ثمَّ رد يَدَيْهِ إِلَى ناصيته ز 31 ب وَمسح رَأسه كُله))
قَوْله 40
بَاب اسْتِعْمَال فضل وضوء النَّاس
وَأمر جرير بن عبد الله أَهله أَن يتوضؤوا بِفضل سواكه
قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ فِي السّنَن حَدَّثنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ [مَحْشَرٍ] ثَنَا هُشَيْمٌ ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ عَنْ قَيْسٍ عَنْ جَرِيرٍ ((أَنَّهُ كَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ أَنْ يتوضؤوا بِفَضْلِ السِّوَاكِ))
حَدَّثنا الْحُسَيْنُ ثَنَا حَفْصُ بْنُ عَمْرٍو ثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ثَنَا إِسْمَاعِيلُ نَحْوَهُ
وَقَرَأْتُهُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ [الْحَلاوِيِّ] عَنْ أَحْمَدَ بْنِ رِضْوَانَ [بْنِ أَبِي الزُّهْرِ] أَنَّ أَحْمَدَ بْنَ عَبْدِ الدَّائِمِ أَخْبَرَهُمْ أَنا أَبُو الْفَرَجِ بْنُ كُلَيْبٍ أَنا أَبُو عَليّ ابْن نَبْهَانَ أَنا بُشْرَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْفَاتِنِيُّ أَنا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّد بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْفَاتِنِيُّ أَنا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مَخْلَدٍ حَدَّثَني أَبِي ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شَاكِرٍ ثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ قَيْسٍ قَالَ كَانَ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ يَسْتَاكُ وَيَغْمِسُ رَأْسَ سِوَاكِهِ فِي الْمَاءِ ثُمَّ يَقُول لأَهله ((توضؤوا بِفَضْلِهِ لَا يَرَى بِهِ بَأْسًا))
رَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي المُصَنّف عَن وَكِيع عَن إِسْمَاعِيل(2/127)
وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ من طَرِيق سُفْيَان (الثَّوْريّ) عَن إِسْمَاعِيل
وَقَدْ وَقَعَ لَنَا عَالِيًا مِنْ حَدِيثِ سُفْيَانَ قَرَأت عَلَى إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَحْمَدَ [التَّنُوخِيِّ] عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَحْمَدَ [الْمَغَارِيِّ] أَنَّ سَالِمَ بْنَ الْحسن [التغلبي] أَنا أَبُو السَّعَادَاتِ الْقَزَّازُ أَنا أَبُو عَلِيِّ بْنُ نَبْهَانَ أَنا أَبُو عَلِيِّ بْنُ شَاذَانَ أَنا أَبُو عُمَرَ بْنُ السَّمَّاكِ ثَنَا حَنْبَلٌ ثَنَا قَبِيصَةُ ثَنَا سُفْيَانُ عَنْ إِسْمَاعِيلَ عَنْ قَيْسِ عَنْ جَرِيرٍ ((أَنَّهُ كَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ يتوضؤون بِفَضْلِ سِوَاكِهِ)) وَهُوَ سَنَد صَحِيح
قَوْله فِيهِ (188) وَقَالَ أَبُو مُوسَى دَعَا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بقدح فِيهِ مَاء فَغسل يَدَيْهِ وَوَجهه فِيهِ وَمَج فِيهِ ثمَّ قَالَ لَهما اشربا مِنْهُ وأفرغا على وجوهكما ونحوركما))
هَذَا مُخْتَصر من حَدِيث أبي مُوسَى أسْندهُ أَبُو عبد الله ح 24 ب بِتَمَامِهِ مِنْ كِتَابِ الْمَغَازِي مِنْ طَرِيقِ بُرَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِي مُوسَى [رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ] قَالَ ((كُنْتُ عِنْدَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ [نَازِلٌ] بِالْجِعْرَانَةَ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ وَمَعَهُ بِلالٌ فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ أَلا تُنْجِزُ لِي مَا وَعَدْتَنِي فَقَالَ لَهُ أَبْشِرْ)) فَقَالَ قَدْ أَكْثَرْتَ عَلَيَّ مِنْ أَبْشِرْ فَأَقْبَلَ عَلَى أَبِي مُوسَى وَبِلالٍ كَهَيْئَةِ الْغَضْبَانِ فَقَالَ ((رَدَّ الْبُشْرَى فَاقْبَلا أَنْتُمَا)) قَالا قَبِلْنَا ثُمَّ دَعَا بِقَدَحٍ فِيهِ مَاءٌ فَذكره
قَوْله فِيهِ وَقَالَ عُرْوَة عَن الْمسور وَغَيره يصدق كل وَاحِد مِنْهُمَا صَاحبه ((وَإِذا تَوَضَّأ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَادُوا يقتتلون على وضوئِهِ)) ز 32 أ(2/128)
وَهَذَا مُخْتَصر من حَدِيث عُرْوَة بن الزبير عَن الْمسور بن مخرمَة ومروان بن الحكم هُوَ الَّذِي كنى بِهِ أَبُو عبد الله بقوله ((وَغَيره فِي قصَّة الْحُدَيْبِيَة))
وَقد وَصله الْمُؤلف فِي الشُّرُوط وَغَيرهَا وَفِيه هَذَا الْمُعَلق وقصة أبي سُفْيَان بن حَرْب وَهَذَا الْكَلَام لعروة بن مَسْعُود خَاطب بِهِ قُريْشًا
قَوْله (43)
بَاب وضوء الرجل مَعَ امْرَأَته
وَتَوَضَّأ عمر بالحميم وَمن بَيت نَصْرَانِيَّة
أما وضوء عمر بالحميم وَهُوَ المَاء الْحَار فَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ فِي السّنَن فِيمَا أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ قَوَّامٍ [الْبَالِسِيُّ] عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْمَغَارِيِّ سَمَاعًا أَنَّ أَبَا الْحسن ابْن الْبُخَارِيِّ أَخْبَرَهُ أَنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الصَّفَّارُ فِي كِتَابِهِ أَنا الْفَضْلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَبِيوَرْدِيُّ أَنا أَبُو مَنْصُورٍ النَّوْقَانِيُّ عَنْهُ قَالَ ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ثَنَا إِدْرِيسُ بْنُ الْحَكَمِ ثَنَا عَلِيُّ بْنُ غُرَابٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ أَسْلَمَ مَوْلَى عُمَرَ ((أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ كَانَ يُسَخِّنُ [مَاءً فِي قُمْقُمِهِ] وَيَغْتَسِلُ بِهِ قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ هَذَا إِسْنَاد صَحِيح انْتهى(2/129)
رَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه عَن وَكِيع عَن هِشَام بِهِ
وَعَن عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد عَن زيد بن أسلم مثله
وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ عَن أبي بكر بن الْحَارِث عَن الدَّارَقُطْنِيّ فَوَقع لنا بَدَلا عَالِيا
وَقرأت على أَحْمد بن عَليّ بن عَبْدِ الْحَقِّ بِدِمَشْقَ أَخْبَرَكُمُ الْحَافِظَانِ أَبُو الْحَجَّاجِ الْمِزِّيُّ وَأَبُو مُحَمَّدٍ الْبِرْزَالِيُّ قَالا أَنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الْمُنْعِمِ [الْحَرَّانِيُّ] أَنا ضِيَاء ابْن أَبِي الْقَاسِمِ بْنِ الْخَرِيفِ أَنا أَبُو بَكْرٍ الْمُهَنْدِسُ أَنا أَبُو مُحَمَّد الْجَوْهَرِي أَنا الْحُسَيْن ابْن مُحَمَّدٍ الدَّقَّاقُ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْمَرْوَزِيُّ ثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ الْقَاسِمُ بْنُ سَلامٍ ثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ وَنُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مُحَمَّدٍ [الدَّرَاوَرْدِيِّ] ثَنَا زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ ((أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ كَانَ يَغْتَسِلُ وَيَتَوَضَّأُ بِالْحَمِيمِ))
رَوَاهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ فِي مُصَنَّفِهِ عَنْ مَعْمَرٍ عَن زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ بِهِ
وَعَنْ مَعْمَرٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ نَافِعٍ ((أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يَتَوَضَّأُ بالْمَاءِ الْحَمِيمِ
وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ حَدَّثنا ح 25 أعبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد عَن زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ ((أَنَّ عُمَرَ كَانَ يَتَوَضَّأُ بِالْحَمِيمِ ويغتسل مِنْهُ))(2/130)
وَأما وضوءه من بَيت نَصْرَانِيَّة فَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ أَيْضا حَدَّثنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ثَنَا خَلادُ بْنُ أَسْلَمَ ثَنَا سُفْيَانُ عَنْ زَيْدِ بْنُ أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ ((أَنَّ عُمَرَ تَوَضَّأَ مِنْ بَيْتِ نَصْرَانِيَّةٍ أَتَاهَا فَقَالَ أَيَّتُهَا الْعَجُوزُ أَسْلِمِي تَسْلَمِي))
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الشَّافِعِي فِي الْأُم وَعبد الرَّزَّاق فِي المُصَنّف كِلَاهُمَا عَن سُفْيَان وَهَذَا إِسْنَاد ظَاهِرَة الصِّحَّة وَهُوَ مُنْقَطع ز 32 ب
رَوَاهُ سَعْدَان بن نصر عَن سُفْيَان بن عُيَيْنَة قَالَ حَدَّثنا عَن زيد بن أسلم وَلم أسمعهُ عَن أَبِيه قَالَ لما كُنَّا بِالشَّام أتيت عمر بِمَاء فَتَوَضَّأ مِنْهُ فَقَالَ من أَيْن جِئْت بِهَذَا فَمَا رَأَيْت مَاء عد وَلَا مَاء سَمَاء أطيب مِنْهُ قَالَ قلت من بَيت هَذِه الْعَجُوز النَّصْرَانِيَّة فَلَمَّا تَوَضَّأ أَتَاهَا فَقَالَ أَيَّتُهَا الْعَجُوزُ أَسْلِمِي تسلمي بعث الله (بِالْحَقِّ مُحَمَّدًا) قَالَ فَكشفت رَأسهَا فَإِذا مثل الثغامة قَالَت وَأَنا أَمُوت الْآن قَالَ فَقَالَ عمر اللَّهُمَّ اشْهَدْ
قَالَ الْبَيْهَقِيّ فِي السّنَن الْكَبِير أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْن بن بَشرَان أَنا إِسْمَاعِيل بن الصفار ثَنَا سَعْدَان بِهَذَا(2/131)
وَهَكَذَا رَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ أَيْضا عَن الْحُسَيْن بن إِسْمَاعِيل عَن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم البوشنجي عَن ابْن عُيَيْنَة
وَكَذَا رَوَاهُ عَليّ بن حَرْب الطَّائِي عَن ابْن عُيَيْنَة مثله
وَأخرجه الْإِسْمَاعِيلِيّ من حَدِيث ابْن عُيَيْنَة فَقَالَ عَن (ابْن) زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ عَن جده بِهِ
وَأَوْلَاد زيد بن أسلم هم عبد الله وَعبد الرَّحْمَن وَأُسَامَة وهم ضعفاء وأمثلهم عبد الله وَالله أعلم من عَنى ابْن عُيَيْنَة مِنْهُم
قَوْله فِي (48)
بَاب الْمسْح على الْخُفَّيْنِ
عَقِبَ حَدِيثِ (202) عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ حَدَّثَني أَبُو النَّضْرِ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَن عبد الله بن عمر عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ مَسَحَ عَلَى الْخُفَّيْنِ وَأَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ سَأَلَ عُمَرَ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ نَعَمْ إِذَا حَدَّثَكَ شَيْئًا سَعْدٌ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلا تَسْأَلْ عَنْهُ غَيْرَهُ
وَقَالَ مُوسَى بن عقبَة أَخْبَرَنِي أَبُو النَّضر أَن أَبَا سَلمَة أخبرهُ أَن سَعْدا فَقَالَ عمر لعبد الله نَحوه
أَخْبَرَنِي بِحَدِيث مُوسَى بن عقبَة أَبُو مُحَمَّد عبد الْقَادِر بن حمد بن عَليّ الْفراء قراءتي عَلَيْهِ بِدِمَشْق أخْبركُم أَبُو بكر بن مُحَمَّد بن عنتر سَمَاعا عَن عبد الرَّحْمَن بن مكي أَن الْحَافِظ أَبَا طَاهِر السلَفِي أخْبرهُم أَنا أَبُو عبد الله الْقَاسِم بن الْفضل(2/132)
الثَّقَفِيّ أَنا أَبُو زَكَرِيَّا يحيى بن إِبْرَاهِيم الْمُزَكي ثَنَا عبد الله بن إِسْحَاق أَبُو مُحَمَّد [القيرواني] ثَنَا حَامِد بن سهل ثَنَا مُعلى بن أَسد ثَنَا عبد الْعَزِيز بن الْمُخْتَار عَن مُوسَى بن عقبَة أَبُو النّظر عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَن [الْقرشِي] عَن سعد بن أبي وَقاص ح 25 ب حَدِيثا يرفعهُ إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الْوضُوء على الْخُفَّيْنِ وَحدث أَبُو سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن أَن عبد الله بن عمر حَدثهُ بذلك سعد بن أبي وَقاص وَأَن عمر قَالَ لعبد الله كَأَنَّهُ يلومه حَدثَك سعد حَدِيثا فَلم تَأْخُذ بِهِ (إِذا حَدثَك سعد عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم فَلَا تبتغ وَرَاء حَدِيثه شَيْئا))
رَوَاهُ النَّسَائِيّ عَن قُتَيْبَة عَن إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر عَن مُوسَى بن عقبَة مُخْتَصرا
وَرَوَاهُ الإِسْمَاعِيلِيُّ فِي مُسْتَخْرَجِهِ نَحْوَ مَا رُوِّينَاهُ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سُفْيَانَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَجَّاجِ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الْمُخْتَارِ ثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ حَدَّثَني ز 33 أأَبُو النَّضْرِ قَالَ الْحَسَنُ وَحَدَّثنا حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ ثَنَا الْفَضْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ ثَنَا مُوسَى بْنُ عقبَة أَخْبَرَنِي أَبُو النَّضر أَن أَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ (بْنِ عَوْفٍ) أَخْبَرَهُ أَنَّ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ حَدَّثَهُ ((أَنَّ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَسَحَ عَلَى الْخُفَّيْنِ)) لفظ حَدِيث حميد بن مسْعدَة
راد ابْن الْمُخْتَار فِي رِوَايَته قَالَ وَحدث أَبُو سَلمَة أَن عبد الله بن عمر حَدثهُ(2/133)
سعد (وَأَن) عمر قَالَ لعبد الله كَأَنَّهُ يلومه فَذكره فَوَقع لنا عَالِيا
وَرَوَاهُ أَيْضا من طَرِيق وهيب بن خَالِد عَن مُوسَى بن عقبَة (قَالَ حَدَّثَني أَبُو النَّضر) بِمَعْنَاهُ
وَمن طَرِيق وهيب رَوَاهُ أَبُو نعيم فِي مستخرجه أَيْضا
قَوْله فِيهِ (204) حَدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ ثَنَا شَيْبَانُ عَنْ يَحْيَى عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيِّ أَنَّ أَبَاهُ أَخْبَرَهُ ((أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم يمسح على الْخُفَّيْنِ)) [و] تَابعه حَرْب بن شَدَّاد وَأَبَان عَن يحيى
أما مُتَابعَة حَرْب فَقَالَ النَّسَائِيّ فِي الْمُجْتَبى أَخْبَرَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْعَظِيمِ ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ ثَنَا حَرْبُ بْنُ شَدَّادٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ جَعْفَر ابْن عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ (الضَّمْرِيِّ) عَنْ أَبِيهِ ((أَنَّهُ رَأَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَوَضَّأَ وَمَسَحَ عَلَى الْخُفَّيْنِ))
أَخْبَرَنِي بذلك إِبْرَاهِيم بن أَحْمد [التنوخي] أَنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ إِذْنًا عَنْ عَبْدِ اللَّطِيفِ بْنِ مُحَمَّدِ [القبيطي] أَنا أَبُو زرْعَة أَنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَمْدٍ [الدُّونِيُّ](2/134)
أَنا أَبُو نصر الكسار أَنا أَبُو بكر بن السّني عَنهُ
وَأما مُتَابعَة أبان فَقَالَ الإِمَام أَحْمد ابْن مُسْند الشاميين حَدَّثنا يُونُس هُوَ ابْن مُحَمَّد ثَنَا أبان عَن يحيى بن أبي كثير [قَالَ] حَدَّثَني أَبُو سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن عَن جَعْفَر بن عمْرَة بن أُميَّة أَن أَبَاهُ حَدثهُ ((أَنه أبْصر [رَسُول الله] صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [يَمْسَحُ] عَلَى الْخُفَّيْنِ
أَخْبَرَنَا بِهِ عَالِيا أَحْمد بْنُ أَبِي بَكْرٍ [الْمَقْدِسِيُّ] فِي كِتَابه عَن مُحَمَّد بن عَليّ بن ساعد أَن يُوسُف بن خَلِيل الْحَافِظ أخبرهُ أَنا مُحَمَّد بن أبي زيد [الحسني] أَنا مَحْمُود بن إِسْمَاعِيل [الصَّيْرَفِي] أَنا أَحْمد بن مُحَمَّد [بن فاذشاه] ثَنَا سُلَيْمَان بن أَحْمد [الطَّبَرَانِيّ] ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ الْمُنْذر ثَنَا مُوسَى بن إِسْمَاعِيل ثَنَا أبان
قَوْله فِيهِ عَقِبَ حَدِيثِ [205] الأَوْزَاعِيِّ عَنْ يَحْيَى عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْسَحُ عَلَى عِمَامَتِهِ وَخُفَّيْهِ
[وَتَابعه] معمر عَن يَحْيَى عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ عَمْرو قَالَ ((رَأَيْت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم انْتهى))(2/135)
قَالَ أَحْمَدُ حَدَّثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ثَنَا مَعْمَرٌ
ح وَقَالَ الْبَيْهَقِيُّ فِي الْكَبِيرِ أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْفَقِيهُ أَنا أَبُو بَكْرٍ الْقَطَّانُ ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ السُّلَمِيُّ ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَنا مَعْمَرٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَن أبي سَلمَة عَن عَمْرو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيِّ قَالَ ((رَأَيْتُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَمْسَحُ عَلَى خُفَّيْهِ))
وَأَخْبَرَنِي بِهِ عَالِيا عبد الْقَادِر ز 33 ب بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ قُلْتُ لَهُ أَخْبَرَكُمْ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَزَرِيُّ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الزِّعْبِيِّ أَنَّ عُبَيْدَ اللَّهِ بن عبد الله بن نجا أَخْبَرَهُ أَنا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بن البسري أَنا ح 26 أعبد الله بن يحيى السكرِي أَنا إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد الصفار ثَنَا أَحْمد بن مَنْصُور الرَّمَادِي ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ بِهِ
قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ هَكَذَا قَالَ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ وَلَمْ يَقُلْ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ انْتَهَى
(وَأخرجه أَبُو عبد الله بن مَنْدَه فِي ((كتاب الطَّهَارَة)) من طَرِيق معمر بِذكر الْعِمَامَة أَيْضا
وَوَقع فِي روايتنا من طَرِيق أبي ذَر الْهَرَوِيّ فِي الصَّحِيح فِي مُتَابعَة معمر ذكر الْعِمَامَة وَجزم ابْن حزم بِأَن أَبَا سَلمَة سمع هَذَا الحَدِيث من جَعْفَر بن عَمْرو عَن(2/136)
أَبِيه وَمن أَبِيه أَيْضا واستند فِي ذَلِك إِلَى مَا أخرجه من طَرِيق مُبشر بن إِسْمَاعِيل عَن الْأَوْزَاعِيّ عَن يحيى بن أبي سَلمَة حَدَّثَني عَمْرو وَالله أعلم
قَوْله (50)
بَاب من لم يتَوَضَّأ من لحم الشَّاة والسويق
وَأكل أَبُو بكر وَعمر وَعُثْمَان [رَضِي الله عَنْهُم] لَحْمًا فَلم يتوضؤوا
قَالَ أَبُو مُصْعَبٍ وَيَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ فِي الْمُوَطَّأِ عَنْ مَالِكٍ عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ هُوَ وَهْبُ ابْن كَيْسَانَ ((أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ رَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَكَلَ لَحْمًا ثُمَّ صَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ))
وَقَالَ الْبَيْهَقِيُّ فِي السُّنَنِ الْكَبِيرِ أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ ثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ هُوَ الأَصَمُّ ثَنَا مُحَمَّدٌ هُو ابْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الصَّغَانِيُّ ثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ يَعْنِي الْعَيْشِيَّ ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَمْرٍو وَأَبِي الزُّبَيْرِ جَمِيعًا عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ((أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ وَعُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ أَكَلا خُبْزًا وَلَحْمًا [فَصَلَّيَا] وَلَمْ يَتَوَضَّيَا))
وَقَالَ أَبُو مُصعب وَيحيى بن بُكَيْرٍ فِي الْمُوَطَّأِ عَنْ مَالِكٍ عَنْ ضَمْرَةَ بْنِ سَعِيدٍ الْمَازِنِيِّ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ ((أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ أَكَلَ خُبْزًا وَلَحْمًا ثمَّ مضمض(2/137)
وَغَسَلَ يَدَيْهِ وَمَسَحَ بِهِمَا وَجْهَهُ ثمَّ صلى وَلم يتَوَضَّأ))
وَقَالَ الطَّبَرَانِيّ فِي مُسْند الشاميين لَهُ حَدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عرق ثَنَا عَمْرو ابْن عُثْمَانَ ثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ ثَابِتِ بْنِ عَجْلانَ عَنْ سُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ قَالَ ((رَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ أَكَلُوا مِمَّا مَسَّتِ النَّارُ وَلَمْ يتوضؤوا))
وَقَدْ رُوِيَ عَنْ جَابِرٍ قَالَ ((أَكَلْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ خُبْزًا وَلَحْمًا فَصَلُّوا وَلم يتوضؤوا))
رَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي المُصَنّف عَن هشيم عَن عَليّ بن زيد عَن مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر عَن جَابر بِهِ
وَمن هَذَا الْوَجْه رَوَاهُ أَبُو يعلى فِي مُسْنده وَعلي بن زيد سيء الْحِفْظ وَالله أعلم وأصل الحَدِيث الْمَرْفُوع عِنْد أبي دَاوُد من حَدِيث شُعَيْب بن أبي حَمْزَة عَن مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر عَن جَابر بِهِ
وَقَالَ ابْن حبَان فِي صَحِيحه أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ ثَنَا حِبَّانُ بْنُ مُوسَى أَنا عَبْدُ اللَّهِ هُوَ ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ مَعْمَرٍ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ أَكَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم ز 34 أمِنْ لَحْمٍ وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ [رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ] ثُمَّ قَامُوا إِلَى الصَّلَاة وَلم يتوضؤوا وَهَذَا إِسْنَاد صَحِيح(2/138)
وَله شَاهد فِي السّنَن من حَدِيث عبد الله بن مُحَمَّد بن عقيل عَن جَابر وَفِيه قصَّة طَوِيلَة
رَوَاهُ أَحْمد بن حَنْبَل فِي مُسْنده
قَوْله فِي (52)
بَاب هَل يمضمض من اللَّبن
عُقَيْبَ حَدِيثِ (211) عُقَيْلٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَرِبَ لَبَنًا فَمَضْمَضَ وَقَالَ ((إِنَّ لَهُ دسما))
تَابعه يُونُس وَصَالح بن كيسَان عَن الزُّهْرِيّ
أما مُتَابعَة يُونُس فَقَالَ مُسلم حَدَّثَني حَرْمَلَة بن يحيى أَنا ابْن وهب أَخْبَرَنِي يُونُس عَن ابْن شهَاب بِإِسْنَاد ح 26 ب عقيل مثله
وَقد وَقعت لنا من رِوَايَة سُلَيْمَان بن بِلَال عَن يُونُس أَيْضا
قَرَأْتُهُ عَلَى فَاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدٍ الْمَقْدِسِيَّةِ أَنْبَأَكَ أَبُو نَصْرٍ الْفَارِسِيُّ عَنْ مَحْمُودِ بن(2/139)
إِبْرَاهِيمَ الْعَبْدِيِّ أَنَّ مَسْعُودَ بْنَ الْحَسَنِ [الثَّقَفِيَّ] أَخْبَرَهُ أَنا أَبُو عَمْرِو بْنُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِي الْحُسَيْنِ الْخَفَّافِ أَنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ السَّرَّاجُ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى ثَنَا إِسْمَاعِيلُ ابْن أَبِي أُوَيْسٍ ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ عَنْ يُونُسَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عبد الله عُتْبَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَرِبَ لَبَنًا فَتَمَضْمَضَ ثُمَّ قَالَ إِنَّ لَهُ دَسَمًا))
وَأما مُتَابعَة صَالح فَقَالَ السراج فِي مُسْنده بِالْإِسْنَادِ الْمُتَقَدّم إِلَيْهِ حَدَّثنا مُحَمَّد ابْن يحيى ثَنَا يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم هُوَ ابْن سعد حَدَّثَني أبي عَن صَالح هُوَ ابْن كيسَان عَن الزُّهْرِيّ مثله
قَوْله (56)
بَاب مَا جَاءَ فِي غسل الْبَوْل
وَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لصَاحب الْقَبْر ((كَانَ لَا يسْتَتر من بَوْله انْتهى وَقد أسْندهُ بِلَفْظِهِ فِي الْبَاب الَّذِي قبله وأسنده فِي هَذَا الْبَاب بِلَفْظ ((وَكَانَ لَا يسْتَتر من الْبَوْل)) قَوْله [66]
بَاب أَبْوَال الْإِبِل وَالدَّوَاب وَالْغنم ومرابضها
وَصلى أَبُو مُوسَى فِي دَار الْبَرِيد والسرقين والبرية إِلَى جنبه فَقَالَ ((هَاهُنَا(2/140)
وَثمّ سَوَاء
قَالَ أَبُو نعيم الْفضل بن دُكَيْن (بِالْإِسْنَادِ الْآتِي إِلَيْهِ) فِي كتاب الصَّلَاة حَدَّثنا الأَعْمَشُ عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ صَلَّى بِنَا أَبُو مُوسَى فِي دَار الْبَرِيد وَثَمَّ سِرْقِينُ الدَّوَابِ وَالْبَرِيَّةُ عَلَى الْبَابِ فَقَالُوا لَوْ صَلَّيْتُ عَلَى الْبَابِ فَقَالَ ((هَاهُنَا وَثَمَّ سَوَاءٌ))
ذكره البُخَارِيّ فِي تَارِيخه عَن أبي نعيم
وَرَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي المُصَنّف عَن وَكِيع عَن الْأَعْمَش نَحوه
وَقَالَ أَيْضًا حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ عَنِ الأَعْمَشُ عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ كُنَّا مَعَ أَبِي مُوسَى بِعَيْنِ التَّمْرِ فِي دَار الْبَرِيد ز 34 ب فَأَذِنَ وَأَقَامَ فَقُلْنَا لَهُ لَوْ خَرَجْتَ إِلَى الْبَرِيَّةِ فَقَالَ ذَاكَ وَذَا سَوَاءٌ))
وَمَالك بن الْحَارِث هُوَ السّلمِيّ روى لَهُ مُسلم من حَدِيث الْأَعْمَش عَنهُ وَوَثَّقَهُ يحيى بن معِين وَأَبوهُ ذكره ابْن حبَان فِي الثِّقَات
قَوْله (67)
بَاب مَا يَقع من النَّجَاسَات فِي السّمن وَالْمَاء
وَقَالَ الزُّهْرِيّ ((لَا بَأْس بِالْمَاءِ مَا لم يُغير طعم أَو ريح أَو لون))
قَالَ ابْن وهب فِي موطأته أَخْبَرَنَا يُونُس بن يزِيد عَن الزُّهْرِيّ قَالَ كل مَا فِيهِ فضل عَمَّا يُصِيبهُ من الْأَذَى حَتَّى لَا يُغير ذَلِك طعمه وَلَا لَونه وَلَا رِيحه فَهُوَ(2/141)
طَاهِر يتَوَضَّأ بِهِ
وَقَالَ الْبَيْهَقِيّ أَنا أَبُو بكر بن الْحَارِث (الْفَقِيه) أَنا (أَبُو مُحَمَّد) بن حَيَّان ثَنَا إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن الْحسن ثَنَا أَبُو عَامر ثَنَا الْوَلِيد بن مُسلم ثَنَا أَبُو عَمْرو (وَهُوَ الْأَوْزَاعِيّ) ثَنَا الزُّهْرِيّ فِي الغدير تقع فِيهِ الدَّابَّة فتموت قَالَ المَاء طهُور مَا لم يقل فتنجسه الْميتَة رِيحه أَو طعمه
قَوْله فِيهِ وَقَالَ حَمَّاد ((لَا بَأْس بريش الْميتَة))
قَالَ عبد الرَّزَّاق فِي المُصَنّف عَن معمر عَن حَمَّاد هُوَ ابْن أبي سُلَيْمَان قَالَ ((لَا بَأْس بصوف الْميتَة وَلكنه يغسل وَلَا بَأْس بريش الْميتَة))
قَوْله فِيهِ وَقَالَ الزُّهْرِيّ فِي عِظَام الْمَوْتَى نَحْو الْفِيل وَغَيره ((أدْركْت نَاسا من سلف الْعلمَاء يمتشطون بهَا ويدهنون فِيهَا وَلَا يرَوْنَ [بِهِ] بَأْسا ح 27 أ
قَوْله فِيهِ وَقَالَ ابْن سِيرِين وَإِبْرَاهِيم [و] لَا بَأْس بِتِجَارَة العاج أما قَول ابْن سِيرِين فَقَالَ عبد الرَّزَّاق فِي المُصَنّف عَن الثَّوْريّ عَن هِشَام عَن ابْن سِيرِين ((أَنه كَانَ لَا يرى بِالتِّجَارَة بالعاج بَأْسا))(2/142)
وَأما قَول إِبْرَاهِيم
قَوْله (69)
بَاب إِذا ألقِي على ظهر الْمُصَلِّي قذر أَو جيفة لم تفْسد عَلَيْهِ صلَاته وَكَانَ ابْن عمر إِذا رأى فِي ثَوْبه
دَمًا وَهُوَ يُصَلِّي وَضعه وَمضى فِي صلَاته
قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَنا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَالِمٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ إِذَا رَأَى الإِنْسَانُ فِي ثَوْبِهِ دَمًا وَهُوَ فِي الصَّلاةِ فَانْصَرَفَ يَغْسِلُهُ ثُمَّ صَلَّى مَا بَقِيَ عَلَى مَا مَضَى لَا يَتَكَلَّمْ
وَقَالَ ابْن الْمُنْذر فِي الِاخْتِلَاف حَدَّثنا سُلَيْمَانُ بْنُ شُعَيْبٍ الْكِسَائِيُّ ثَنَا بِشْرُ بْنُ بُكَيْرٍ ثَنَا الأَوْزَاعِيُّ أَخْبَرَنِي ابْنُ شِهَابٍ أَخْبَرَنِي سَالِمٌ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ إِذَا رأى فِي ثَوْبه دَمًا وَهُوَ فِي الصَّلاةِ انْصَرَفَ لَهُ حَتَّى يَغْسِلَهُ ثُمَّ يُصَلِّي مَا بَقِيَ مِنْ صَلاتِهِ
وَقَالَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ ثَنَا حَاتِمُ بْنُ وَرْدَانَ عَن برد عَن نَافِع ز 35 أعَنِ ابْنِ عُمَرَ ((أَنَّهُ كَانَ إِذَا كَانَ فِي الصَّلاةِ فَرَأَى فِي ثَوْبِهِ دَمًا فَاسْتَطَاعَ أَنْ يَضَعَهُ وَضَعَهُ وَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يَضَعَهُ خَرَجَ فَغَسَلَهُ ثُمَّ جَاءَ فَبَنَى عَلَى مَا كَانَ صَلَّى))
وَقَالَ الْبَغَوِيّ فِي الجعديات ثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ ثَنَا شَرِيكٌ عَنْ حَصِيفٍ حَدَّثَني مَنْ رَأَى ابْنَ عُمَرَ يُصَلِّي فَرَأَى فِي ثَوْبِهِ دَمًا فَأَلْقَاهُ فَأُتِيَ بِثَوْبٍ آخَرَ فَلَبِسَهُ وَاعْتَدَّ بِمَا صَلَّى))
قَوْله فِيهِ وَقَالَ ابْن الْمسيب وَالشعْبِيّ ((إِذا صلى وَفِي ثَوْبه دم أَو جَنَابَة أَو(2/143)
لغير الْقبْلَة أَو تيَمّم فصلى ثمَّ أدْرك المَاء فِي وقته لَا يُعِيد))
قَالَ عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنَّفِهِ عَنْ مَعْمَرٍ عَن قَتَادَة عَن ابْن الْمسيب قَالَ ((إِذا رأى فِي ثَوْبه دَمًا بعد انْصِرَافه من الصَّلَاة لم يعد))
وَبِه عَن ابْن الْمسيب قَالَ من صلى مخطئا للْقبْلَة فَلَا إِعَادَة عَلَيْهِ وَقَالَ ابْن أبي شيبَة حَدَّثنا وَكِيع عَن ابْن أبي عرُوبَة عَن قَتَادَة عَن سعيد بن الْمسيب أَنه قَالَ ((من صلى وَفِي ثَوْبه جَنَابَة فَلَا إِعَادَة عَلَيْهِ))
(وَقَالَ أَيْضا حَدَّثنا عَبدة عَن سعيد عَن قَتَادَة عَن سعيد بن الْمسيب وَالشعْبِيّ قَالَا ((إِذا صلى لغير الْقبْلَة أَو تيَمّم أَو صلى وَفِي ثَوْبه دم أَو جَنَابَة ثمَّ أصَاب المَاء فِي وَقت أَو غير وَقت فَلَيْسَ عَلَيْهِ إِعَادَة))
وَقَالَ سعيد بن الْمَنْصُور فِي السّنَن ثَنَا إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم عَن سعيد بن أبي عرُوبَة عَن قَتَادَة عَن سعيد بن الْمسيب فِيمَن تيَمّم ثمَّ وجد المَاء فِي الْوَقْت قَالَ ((لَا يُعِيد))
(قَالُوا و) حَدثنَا هشيم وَأَبُو عوَانَة فرقهما عَن سيار عَن الشّعبِيّ مثله حَدَّثنا خَالِد بن عبد الله عَن حُصَيْن عَن الشّعبِيّ قَالَ ((إِذا كَانَ يَوْم غيم فصلى الرجل لغير الْقبْلَة وَهُوَ لَا يعلم أَجْزَأته صلَاته))
حَدَّثنا هشيم عَن إِسْمَاعِيل بن أبي خَالِد قَالَ ((سَأَلت الشّعبِيّ عَن الرجل يُصَلِّي(2/144)
فِي يَوْم غيم لغير الْقبْلَة فَلَمَّا علم صلى قَالَ مَضَت صلَاته))
وَقَالَ عبد الرَّزَّاق عَن إِسْرَائِيل عَن عِيسَى بن أبي عزة سَأَلت الشّعبِيّ قلت أصَاب ثوبي دم فَعلمت بِهِ بعد مَا سلمت قَالَ ((لَا تعده وان كنت قد علمت))
قَوْله (70)
بَاب البزاق والمخاط وَنَحْوه فِي الثَّوْب
قَالَ عُرْوَة عَن الْمسور ومروان خرج [النَّبِي] صلى الله عَلَيْهِ وَسلم زمن الْحُدَيْبِيَة فَذكر الحَدِيث ((وَمَا تنخم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نخامة إِلَّا وَقعت فِي كف رجل مِنْهُم فدلك بهَا وَجهه وَجلده انْتهى
قد تقدم الْكَلَام على هَذَا الحَدِيث قَرِيبا
قَوْله فِيهِ عَقِبَ حَدِيثِ [241] سُفْيَانَ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ بَزَقَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم ز 35 ب فِي ثَوْبِهِ)) طوله ابْن أبي مَرْيَم قَالَ أَنا يحيى بن أَيُّوب حَدَّثَني حميد سَمِعت أنسا عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
وَذكر الدَّارَقُطْنِيّ عَن يحيى بن سعيد الْقطَّان قَالَ كَانَ حَمَّاد بن سَلمَة يَقُول حَدِيث حميد فِي البصاق إِنَّمَا رَوَاهُ عَن ثَابت عَن أبي نَضرة قَالَ يحيى وَلم يقل شَيْئا لِأَن قَتَادَة قد رَوَاهُ عَن أنس أَيْضا
قلت كَأَن البُخَارِيّ أَرَادَ دفع هَذِه الْعلَّة بتصريح يحيى بن أَيُّوب (عَن(2/145)
حميد) بِسَمَاعِهِ لَهُ من أنس
قَوْله (71)
بَاب لَا يجوز الْوضُوء بالنبيذ (وَاللَّبن) ولَا السكر وَكَرِهَهُ الْحسن وَأَبُو الْعَالِيَة
وَقَالَ عَطاء التَّيَمُّم أحب إِلَيّ من الْوضُوء بالنبيذ وَاللَّبن انْتهى
أما قَول الْحسن فَقَالَ عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه عَن الثَّوْريّ عَن إِسْمَاعِيل بن مُسلم عَن الْحسن قَالَ ((لَا تَوَضَّأ بِلَبن وَلَا نَبِيذ))
وَقَالَ ابْن أبي شيبَة فِي المُصَنّف حَدَّثنا وَكِيعٌ عَنْ سُفْيَان عَمَّن سمع الْحسن يَقُول ((لَا يتَوَضَّأ بنبيذ وَلَا لبن))
وَأما قَول أبي الْعَالِيَة فأَخْبَرَنِي بِهِ عَالِيا أَحْمد بن عَليّ بْنِ عَبْدِ الْحَقِّ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ بِدِمَشْقَ أَخْبَرَكُمُ الْحَافِظَانِ أَبُو الْحَجَّاجِ الْمِزِّيُّ وَأَبُو مُحَمَّدٍ الْبِرْزَالِيُّ قَالا أَخْبَرَنَا شيخ الْإِسْلَام أَبُو الْفرج بن أبي عمر أَنا عمر بن مُحَمَّد الْمُؤَدب أَنا مُحَمَّد بن عبد الْبَاقِي أَنا الْحسن بْنُ عَلِيٍّ الشِّيرَازِيُّ أَنا الْحُسَيْنُ بن مُحَمَّد بن عبيد ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ سُلَيْمَانَ الْمروزِي ثَنَا أَبُو عبيد ثَنَا مَرْوَان بن مُعَاوِيَة عَن أبي خلدَة قَالَ قلت لأبي الْعَالِيَة رجل أجنب وَلَيْسَ عِنْده مَاء أيغتسل بالنبيذ فكرهه(2/146)
وَرَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ فِي السّنَن حَدَّثنا أَبُو بكر الشَّافِعِي ثَنَا أَبُو بكر بن شَاذان ثَنَا مُعلى بن مَنْصُور ثَنَا مَرْوَان بن مُعَاوِيَة ثَنَا أَبُو خلدَة قَالَ قلت لأبي الْعَالِيَة رجل لَيْسَ عِنْده مَاء وَعِنْده نَبِيذ أيغتسل بِهِ (من جَنَابَة) قَالَ لَا
وَرَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي المُصَنّف عَن مَرْوَان بن مُعَاوِيَة عَن أبي خلدَة عَن أبي الْعَالِيَة ((أَنه كره أَن يغْتَسل بالنبيذ)) فوافقناه بعلو
وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي السّنَن عَن مُحَمَّد بن بشار عَن عبد الرَّحْمَن (هُوَ) ابْن مهْدي عَن أبي خلدَة قَالَ ((سَأَلت أَبَا الْعَالِيَة عَن [الرجل] أَصَابَته جَنَابَة وَلَيْسَ عِنْده مَاء وَعِنْده نَبِيذ أيغتسل بِهِ قَالَ لَا
وَأما قَول عَطاء فَقَالَ أَبُو دَاوُد فِي كتاب الطَّهَارَة فِي الْجُزْء الأول من السّنَن حَدَّثنا مُحَمَّد بن بشار ثَنَا عبد الرَّحْمَن يَعْنِي ابْن الْمهْدي ثَنَا بشر بن مَنْصُور عَن ابْن جريج ز 36 أعَن عَطاء ((أَنه كره الْوضُوء (بِاللَّبنِ) والنبيذ وَقَالَ ابْن التَّيَمُّم أعجب إِلَيّ مِنْهُ
قَوْله (72)
بَاب غسل الْمَرْأَة أَبَاهَا الدَّم عَن وَجهه
وَقَالَ أَبُو الْعَالِيَة ((امسحوا على رجْلي فَإِنَّهَا مَرِيضَة))
أنبئت عَمَّن سمع عبد الرَّحْمَن بن عمر الْعقيلِيّ أَنا الْحسن بن عَليّ بن الْحسن الْأَسدي أَنا جدي الْحُسَيْن بن الْحسن أَنا أَبُو الْقَاسِم المصِّيصِي أَنا عبد الرَّحْمَن بن(2/147)
مُحَمَّد [الجوبري] أَنا أَبُو الْقَاسِم بن أبي الْعقب ثَنَا الْقَاسِم بن مُوسَى قَالَ وجدت فِي كتاب جدي بِخَطِّهِ حَدَّثنا شُعْبَة عَن قَتَادَة عَن عَاصِم الْأَحول قَالَ شُعْبَة فَأتيت عَاصِمًا فَسَأَلته فَقَالَ كُنَّا عِنْد رفيع بن أبي الْعَالِيَة وَكَانَت تَشْتَكِي رجله قَالَ (قلت) كَيفَ كَانَ قَالَ كَانَت قدمه حَمْرَاء وَكَانَ عَلَيْهِ شَيْء فَتَوَضَّأ وَقَالَ ((امسحوا رجْلي فَإِنَّهَا مَرِيضَة)) قَالَ قلت كَيفَ صلى قَالَ خفض قَالَ شُعْبَة وَلم أسمع قَتَادَة يحدث عَن عَاصِم إِلَّا بِهَذَا
رَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي المُصَنّف ح 28 أ (عَن أبي مُعَاوِيَة) عَن عَاصِم هُوَ الْأَحول وَدَاوُد هُوَ ابْن أبي هِنْد عَن أبي الْعَالِيَة ((أَنه اشْتَكَى رجله فعصبها وَتَوَضَّأ وَمسح عَلَيْهَا وَقَالَ إِنَّهَا مَرِيضَة))
وَقَالَ عبد الرَّزَّاق فِي المُصَنّف عَن معمر [قَالَ] أَخْبَرَنِي عَاصِم [بن] سُلَيْمَان قَالَ دَخَلنَا على أبي الْعَالِيَة الريَاحي وَهُوَ وجع فوضؤوه فَلَمَّا بقيت إِحْدَى رجلَيْهِ [قَالَ] امسحوا على هَذِه فَإِنَّهَا مَرِيضَة وَكَانَ بهَا حمرَة
قَوْله (73)
بَاب السِّوَاك
وَقَالَ ابْن عَبَّاس بت عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم فاستن
هَذَا طرف من حَدِيث ابْن عَبَّاس رَوَاهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مِنْ طُرُقٍ مِنْهَا
فِي التَّفْسِيرِ مِنْ طَرِيقِ شَرِيكِ بن أبي النمر عَنْ كُرَيْبٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ(2/148)
بِتُّ فِي بَيْتِ مَيْمُونَةَ فَتَحَدَّثَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَعَ أَهْلِهِ سَاعَةً ثُمَّ رَقَدَ فَذكر الحَدِيث وَفِيه ثمَّ تَوَضَّأ وَاسْتَنَّ
قَوْله (74)
بَاب دفع السِّوَاك إِلَى الْأَكْبَر
[246 و] قَالَ عَفَّانُ ثَنَا صَخْرُ بْنُ جُوَيْرِيَةَ عَن نَافِع عَن ابْن عمر أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ ((ألاني أَتَسَوَّكُ بِسِوَاكٍ فَجَاءَنِي رَجُلانِ أَحَدُهُمَا أكبر من الآخر فتناولت السِّوَاكَ الأَصْغَرَ مِنْهُمَا فَقِيلَ لِي كَبِّرْ فَدَفَعْتُهُ إِلَى الأَكْبَرِ مِنْهُمَا))
اختصر نعيم عَن ابْن الْمُبَارك عَن أُسَامَة عَن نَافِع عَن ابْن عمر
أما حَدِيث عَفَّان فَقَالَ الْبَيْهَقِيّ فِي السّنَن أَخْبَرَنَا أَبُو عبد الله الْحَافِظ أَنا أَبُو بكر الشَّافِعِي بِبَغْدَاد ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَرْبِيُّ ثَنَا عَفَّان مثله وَلَيْسَ فِيهِ ((مِنْهُمَا)) فِي الْمَوْضِعَيْنِ
وأَخْبَرَنَا بِهِ مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ [الْمَهْدَوِيّ] إِذْنا مشافهة عَن عبد الله بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ أَنا عَليّ بن أَحْمد بن عَليّ عَن عبد الْوَاحِد بن الْقَاسِم [الصيدلاني] وَآخَرين أَن الْحسن بن أَحْمد [الْحداد] أجَاز لَهُم أَنا أَبُو نعيم ثَنَا أَبُو أَحْمد ثَنَا مُوسَى بن الْعَبَّاس ثَنَا مُحَمَّد بن يحيى ثَنَا عَفَّان ز 136 ب بِهِ
وَرَوَاهُ أَبُو عوَانَة فِي صَحِيحه عَن عُثْمَان بن جرزاد والصغاني عَن عَفَّان بِتَمَامِهِ(2/149)
وَأما حَدِيث نعيم بن حَمَّاد فَقَرَأْتُهُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ [الْحَلاوِيِّ] عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ الْكَمَالِ أَنَّ يُوسُفَ بْنَ خَلِيلٍ الْحَافِظَ أَخْبَرَهُمْ فِي كِتَابِهِ أَنا خَلِيلُ بْنُ بَدْرٍ [الرَّارَانِيُّ] أَنا الْحسن بن أَحْمد [الْحداد] أَنا أَبُو نعيم ثَنَا سُلَيْمَان بن أَحْمَدَ ثَنَا بَكْرُ بْنُ سَهْلٍ ثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ ثَنَا عبد الله بن الْمُبَارك عَن أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنْ رَسُولِ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ ((أَمَرَنِي جِبْرِيلُ أَنْ أُكَبِّرَ أَوْ قَالَ ((أَنْ قَدِّمُوا الْكَبِيرَ))
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ سمويه الْحَافِظ عَن نعيم بن حَمَّاد مثله
قَالَ سُلَيْمَان لم يروه عَن نَافِع إِلَّا أُسَامَة تفرد بِهِ ابْن الْمُبَارك
قلت وَمَا صنع شَيْئا فِي جعله أُسَامَة مُنْفَردا بِهَذَا عَن نَافِع وَقد تقدم من رِوَايَة صَخْر ابْن جوَيْرِية تَمام وَالله أعلم
أَخْبَرَنِي بِهِ مُتَّصِلا بِالسَّمَاعِ عبد الله بْنُ عُمَرَ [الْحَلاوِيُّ] أَنا أَحْمَدُ بن كشتغدي أَنا أَبُو الْفرج (بن) الصيقل أَنا أَبُو أَحْمد بن سكينَة أَنا أَبُو الْقَاسِم ابْن الْحصين أَنا أَبُو طَالب بن غيلَان ثَنَا أَبُو بكر الشَّافِعِي ثَنَا عمر بن مُوسَى ثَنَا نعيم بن حَمَّاد فَذكره بِلَفْظ ((أَمرنِي جِبْرِيل أَن أقدم الأكابر))
وَقَدْ رَوَاهُ عَبْدَانُ عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ بِتَمَامِهِ
قَالَ الْبَيْهَقِيُّ فِي الْكَبِيرِ أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ أَنا أَبُو الْعَبَّاسِ السَّيَّارِيُّ أَنا أَبُو الْمُوَجَّهِ أَنا عَبْدَانُ أَنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ أَنا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ أَخْبَرَنِي نَافِعٌ أَنَّ عُمَرَ قَالَ رَأَيْتُ ح 28 ب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَسْتَنُّ فَأَعْطَاهُ أَكْبَرَ الْقَوْمِ ثُمَّ قَالَ ((إِنَّ جِبْرِيلَ أَمرنِي أَن أكبر))(2/150)
وَهَكَذَا رَوَاهُ يعمر بن بشر وحبان بن مُوسَى وَالْحسن بن عِيسَى وَمُحَمّد بن حميد الرَّازِيّ وَغير وَاحِد
أما حَدِيث يعمر فَقَالَ الإِمَام أَحْمد فِي مُسْنده ثَنَا يعمر بِهِ
وَأما حَدِيث حبَان فَقَالَ الْإِسْمَاعِيلِيّ فِي الْمُسْتَخْرج أَخْبَرَنِي الْحسن بن سُفْيَان ثَنَا حبَان بِهِ
وَأما حَدِيث مُحَمَّد بن حميد وَالْحسن بن عِيسَى فَرَوَاهُ المعمري عَنْهُمَا فِي عمل الْيَوْم وَاللَّيْلَة
وَمن (5)
كتاب الْغسْل
قَوْله (3)
بَاب الْغسْل بالصاع وَنَحْوه
(251) حَدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَني عَبْدُ الصَّمَدِ حَدَّثَني شُعْبَةُ حَدَّثَني أَبُو بَكْرِ بْنُ حَفْصٍ سَمِعت أَبَا سَلَمَةَ يَقُولُ دَخَلْتُ أَنَا وَأَخُو عَائِشَةَ عَلَى عَائِشَةَ فَسَأَلَهَا أَخُوهَا عَنْ غُسْلِ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَدَعَتْ بِإِنَاءٍ نَحْوًا مِنْ صَاعٍ فَاغْتَسَلَتْ الْحَدِيثَ
قَالَ يزِيد بن هَارُون وبهز والجدي عَن شُعْبَة ((قدر صَاع)) انْتهى(2/151)
أما حَدِيث يزِيد بن هَارُون فَقَالَ أَبُو عوَانَة فِي صَحِيحه حَدَّثنا مُحَمَّد بن عِيسَى الْعَطَّار ثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ أَنا شُعْبَة عَن أبي بكر بن حَفْص عَن أبي سَلمَة عَن عَائِشَة سَأَلَهَا أَخُوهَا من الرضَاعَة ز 37 أعَنْ غُسْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم من الْجَنَابَة فدعَتْ بِإِنَاء قدر الصَّاع فاغتسلت وصبت على رَأسهَا ثَلَاثًا
وقرأته عَالِيا على عبد الله بن مُحَمَّد بن أَحْمد الْمَقْدِسِي أنبأكم عبد الله بن الْحُسَيْن عَن إِسْمَاعِيل بن أَحْمد أَنا الْحَافِظ أَبُو مُوسَى الْمَدِينِيّ فِي كِتَابه أَن الْحسن بن أَحْمد ابْن الْحسن [الْحداد] ح وَقرأت عَلَى عَبْدِ اللَّهِ أَيْضا عَن زَيْنَب بنت أَحْمد بن عبد الرَّحِيم عَن الْحَافِظ أبي الْحجَّاج بن خَلِيل [الأدمِيّ] أَن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل الطرسوسي أخبرهُ عَن الْحسن بن أَحْمد [الْحداد] أَنا أَبُو نعيم الْحَافِظ أَنا أَبُو بكر بن خَلاد ثَنَا الْحَارِث بن مُحَمَّد ثَنَا يزِيد بن هَارُون مثله سَوَاء
وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ عَن الْحَاكِم عَن بكر الصَّيْرَفِي عَن الْحَارِث فَوَقع لنا عَالِيا على طَرِيقه ح 29 أبِدَرَجَة
وَأما طَرِيق بهز بن أَسد فَقَالَ الْإِسْمَاعِيلِيّ فِي مستخرجه أَخْبَرَنَا المنيعي ثَنَا يَعْقُوب وَأحمد أَنبأَنَا إِبْرَاهِيم قَالَا حَدَّثنا بهز بن أَسد بِهِ
وَأما حَدِيث الجدي واسْمه عبد الْملك
قَوْله فِيهِ (253) حَدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ ثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ عَمْرٍو عَنْ جَابر بن(2/152)
زَيْدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ((أَنَّ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَمَيْمُونَةَ كَانَا يَغْتَسِلانِ مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ))
قَالَ أَبُو عبد الله كَانَ ابْن عُيَيْنَة يَقُول أخيرا ((عَن ابْن عَبَّاس عَن مَيْمُونَة)) وَالصَّحِيح مَا روى أَبُو نعيم انْتهى
وَحَدِيث ابْن عُيَيْنَة بِزِيَادَة مَيْمُونَة فِيهِ رَوَاهُ عَنْهُ الشَّافِعِيُّ وَالْحُمَيْدِيُّ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ وَغَيْرُهُمْ
وَأَخْبَرَنَا بِهِ أَبُو الْفَرَجِ بْنُ حَمَّادٍ أَنا أَبُو الْحَسَنِ الْمَخْزُومِيُّ أَنا أَبُو الْفرج بن الصيقل عَنْ مَسْعُودٍ الْجَمَّالِ أَنا أَبُو عَليّ الْحداد أَنا أَبُو نعيم أَنا أَبُو بَكْرٍ الطَّلْحِيُّ ثَنَا عبيد بن غَنَّام ثَنَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة ثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ أَبِي الشَّعْثَاءِ هُوَ جَابِرُ بْنِ زَيْدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ مَيْمُونَةَ قَالَتْ كُنْتُ أَغْتَسِلُ أَنَا وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم من إِنَاء وَاحِد(2/153)
رَوَاهُ مُسلم وَابْن مَاجَه جَمِيعًا عَن أبي بكر على الْمُوَافقَة
قَوْله (9)
بَاب هَل يدْخل الْجنب يَده فِي الْإِنَاء قبل أَن يغسلهَا إِذا لم يكن على يَده قذر غير الْجَنَابَة
وَأدْخل ابْن عمر والبراء بن عَازِب يَده فِي الطّهُور وَلم يغسلهَا ثمَّ تَوَضَّأ
أما أثر ابْن عمر فَقَالَ سعيد بن مَنْصُور حَدَّثنا سُفْيَانُ ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَيْسَرَةَ سَمِعَ طَاوُسًا يَقُولُ رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ وَابْنَ عَبَّاسٍ إِذَا خَرَجَا مِنَ الْغَائِطِ يَلْتَقِيَانِ بِتَوْرٍ فِيهِ مَاءٌ فَيَغْسِلانِ وُجُوهَهُمَا وَأَيْدِيَهُمَا
وَقَالَ عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه عَن ابْن جريج أَخْبَرَنِي نَافِع عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ كَانَ يَغْسِلُ يَدَهُ قَبْلَ أَنْ يُدْخِلَهَا فِي الْوُضُوءِ
وَهَذَا ظَاهِرَة التَّعَارُض ز 37 ب وَيجمع باخْتلَاف الْحَالين
وَأما الْبَراء فَقَالَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثنا ابْنُ نُمَيْرٍ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ إِسْمَاعِيل ابْن رَجَاءٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْبَرَاءِ ((أَنَّهُ أَدْخَلَ يَدَهُ فِي الْمِطْهَرَةِ قَبْلَ أَنْ يَغْسِلَهَا)) قَالَ الْأَعْمَش هَذَا حرف استحسنه
قَوْله فِيهِ وَلم ير ابْن عمر وَابْن عَبَّاس بَأْسا بِمَا ينتضح من غسل الْجَنَابَة(2/154)
قَالَ عبد الرَّزَّاق فِي المُصَنّف عَنِ الثَّوْرِيِّ عَنِ الْعَلاءِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ رَجُلٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ رَجُلٍ يَغْتَسِلُ أَوْ يَتَوَضَّأُ مِنَ الْمَاءِ وَيَنْتَضِحُ فِيهِ قَالَ فَلَمْ يَرَ فِيهِ بَأْسًا))
وَعَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ قُلْتُ لِنَافِعٍ أَيْنَ كَانَ ابْنُ عُمَرَ يَجْعَلُ إِنَاءَهُ الَّذِي يَتَوَضَّأُ فِيهِ قَالَ إِلَى جَنْبِهِ
وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ نَافِعٍ قَالَ ((مَا رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ غَسَلَ أَثَرَ الْبَوْلِ قَطُّ حَتَّى يَتَوَضَّأَ وَلَكِنَّهُ كَانَ يَنْتَضِحُ))
وَعَن الثَّوْريّ عَن إِسْمَاعِيل بن أُميَّة عَن نَافِع مثله
وَقَالَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ ثَنَا حَفْصُ هُوَ ابْنُ غِيَاثٍ عَنِ الْعَلاءِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ((فِي الرَّجُلِ يَغْتَسِلُ مِنَ الْجَنَابَةِ [فَيَنْضَحُ] فِي إِنَائِهِ فِي غُسْلِهِ فَقَالَ لَا بَأْسَ بِهِ))
قَوْله فِيهِ (263) حَدَّثنا ابْنُ الْوَلِيدِ ثَنَا شُعْبَة عَن أبي بكر بن حَفْصٍ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ كُنْتُ أَغْتَسِلُ أَنَا وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ إِنَاءٍ وَاحِدٍ مِنْ [جَنَابَةٍ]
وَعَن عبد الرَّحْمَن بن الْقَاسِم عَن أَبِيه عَن عَائِشَة مثله
قلت حَدِيث عبد الرَّحْمَن توهم بعض النَّاس أَنه مُعَلّق وَلَيْسَ كَذَلِك بل هُوَ مَعْطُوف على أبي بكر بن حَفْص وَشعْبَة رَوَاهُ عَن أبي بكر بِسَنَدِهِ وَعَن عبد(2/155)
الرَّحْمَن بِسَنَدِهِ وَقد رَوَاهُ أَبُو نعيم فِي الْمُسْتَخْرج عَن ابْن أَحْمد وَغَيره عَن أبي خَليفَة عَن أبي الْوَلِيد ثَنَا شُعْبَة عَن عبد الرَّحْمَن بِتَمَامِهِ
قَوْله فِيهِ (264) حَدَّثنا أَبُو الْوَلِيدِ ثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَبْرٍ قَالَ سَمِعت أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ (( (كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْمَرْأَةُ مِنْ نِسَائِهِ يَغْتَسِلانِ مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ))
زَاد مُسلم ووهب عَن شُعْبَة من الْجَنَابَة
أما حَدِيث مُسلم وَهُوَ ابْن إِبْرَاهِيم
وَأما حَدِيث وهب بن جرير فَقَالَ الْإِسْمَاعِيلِيّ فِي مستخرجه أَخْبَرَنِي ابْن نَاجِية ثَنَا زيد بن أحزم ثَنَا وهب بن جرير ثَنَا شُعْبَة بِهِ وَلم أر فِيهِ هَذِه الزِّيَادَة
قَوْله (10)
بَاب تَفْرِيق [الْغسْل] الْوضُوء(2/156)
وَيذكر عَن ابْن عمر أَنه غسل قَدَمَيْهِ بَعْدَمَا جف وضوؤه
قَالَ البيهفي فِي السُّنَنِ الْكَبِيرِ أَخْبَرَنَا أَبُو الْحسن المهرجاني ز 38 أالْفَقِيهُ أَنا بِشْرُ بْنُ أَحْمَدَ [بْنِ بِشْرٍ] ثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْحُسَيْنِ [الْبَيْهَقِيُّ] ثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سعيد ثَنَا مَالك بن أنسن عَنْ نَافِعٍ ((أَنَّ ابْنَ عُمَرَ تَوَضَّأ فِي السُّوق ح 29 ب فَغَسَلَ يَدَيْهِ وَوَجْهَهُ وَذِرَاعَيْهِ ثَلاثًا ثَلاثًا ثُمَّ دَخَلَ الْمَسْجِدَ فَمَسَحَ على خفيه بَعْدَمَا جف وضوؤه وَصَلَّى))
تفرد بِهِ قُتَيْبَة عَن مَالك فِيمَا يُقَال وَقد تَابعه الشَّافِعِي (رَضِي الله عَنهُ) أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الْمعرفَة
وأَخْبَرَنَا بِهِ عَالِيا أَحْمد بن الْحسن [السويداوي] أَنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ خَالِد [الفارقي] أخْبرهُم فِي كِتَابه أَنا أَبُو الْقَاسِم الْمُسْتَمْلِي أَنا أَبُو سعد الكنجروذي أَنا الْحَاكِم أَبُو أَحْمد مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن إِسْحَاق [النَّيْسَابُورِي] أَنا أَبُو الْعَبَّاس مُحَمَّد بن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم الثَّقَفِيّ ثَنَا قُتَيْبَة بن سعيد بِهِ
وَهَذَا إِسْنَاد صَحِيح مَا أَدْرِي لم لم يجْزم بِهِ البُخَارِيّ ثمَّ تبين لي أَن ذَلِك لذكره لَهُ بِالْمَعْنَى وَالله أعلم
قَوْله فِي (12)
بَاب إِذا جَامع ثمَّ عَاد ...(2/157)
عقب حَدِيث (268) هِشَام عَن قَتَادَة عَن أنس كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم [يَدُور] على نِسَائِهِ فِي السَّاعَة الْوَاحِدَة من اللَّيْل أَو النَّهَار وَهن إِحْدَى عشرَة الحَدِيث
وَقَالَ سعيد عَن قَتَادَة أَن أَنا حَدثهمْ ((تسع نسْوَة))
ثمَّ أسْند حَدِيث سعيد فِي ((بَاب الْجنب يخرج وَيَمْشي فِي السُّوق)) عَن عبد الْأَعْلَى ابْن حَمَّاد بن يزِيد بن زُرَيْع عَنهُ
قلت وَحكى الْأصيلِيّ أَن فِي نسخته ((شُعْبَة)) بدل ((سعيد)) وَأَن الَّذِي فِي عرضه بِمَكَّة على ابي زيد الْمروزِي غن الْفربرِي ((سعيد)) وَهُوَ الصَّوَاب انْتهى
وَقد رَوَاهُ أَحْمد بن حَنْبَل فِي مُسْنده عَن عبد الْعَزِيز الْعمي عَن شُعْبَة عَن قَتَادَة وَالله أعلم
قَوْله فِي (17)
بَاب إِذا ذكر فِي الْمَسْجِد أَنه جنب [خرج] كَمَا هُوَ وَلَا يتَيَمَّم
عقب حَدِيثِ (275) يُونُسَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ أُقِيمَتِ الصَّلاةُ وَعُدِّلَتِ الصُّفُوفُ قِيَاما فَخَرَجَ إِلَيْنَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا قَامَ فِي مُصَلاهُ ذَكَرَ أَنَّهُ جُنُبٌ فَقَالَ لَنَا ((مَكَانكُمْ الحَدِيث
تَابعه عبد الْأَعْلَى عَن معمر عَن الزُّهْرِيّ وَرَوَاهُ الْأَوْزَاعِيّ عَن الزُّهْرِيّ(2/158)
أما حَدِيث عبد الْأَعْلَى فَقَالَ الإِمَامُ أَحْمَدُ فِي مُسْنَدِهِ حَدَّثنا عبد الْأَعْلَى عَن معمر عَن الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ ((أُقِيمَتِ الصَّلاةُ فجَاء رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَامَ فِي مُصَلَّاهُ فَذكر أَن لم يغْتَسل فَانْصَرف ثمَّ قَالَ ((كَمَا أَنْتُم فصففا فجَاء وَإِن رَأسه لينظف فصلى بِنَا
وَأما حَدِيث الْأَوْزَاعِيّ فأسنده أَبُو عبد الله فِي الصَّلَاة من رِوَايَة الْفرْيَابِيّ عَنهُ بِهِ
قَوْله (20)
بَاب من اغْتسل عُريَانا وَحده فِي الْخلْوَة وَمن تستر [فالتستر] أفضل ز 38 ب
وَقَالَ بَهْزُ بْنُ حَكِيمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ((آللَّهُ أَحَقُّ أَنْ يُسْتَحَى مِنْهُ مِنَ النَّاسِ))
قَالَ الإِمَام أَحْمد بن حَنْبَل فِي مُسْنده حَدَّثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ هُوَ ابْنُ عُلَيَّةَ وَقرأت عَلَى أَحْمَدَ بْنِ بلغاق أَخْبَرَكُمْ إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى بْنِ إِسْحَاقَ أَنَّ يُوسُفَ بْنَ خَلِيلٍ الْحَافِظ ح 30 أأَخْبَرَهُمْ ثَنَا قَاسِمُ بْنُ زَكَرِيَّا الْمُطَرز ثَنَا مُحَمَّد ابْن عَبْدِ الأَعْلَى ثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ ح قَالَ الْقَاسِمُ وَثنا الْحَسَنُ بْنُ قَزَعَةَ ثَنَا سُفْيَانُ ابْن حَبِيبٍ ح قَالَ وَثنا بُنْدَارٌ ثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ قَالَ ثَنَا يَعْقُوب وَإِسْمَاعِيل بن عُلَيَّةَ قَالَ وَثنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ هُوَ ابْنُ الصَّبَّاحِ الزَّعْفَرَانِيُّ ثَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ وَإِسْمَاعِيلُ بن عُلَيَّةَ كُلُّهُمْ عَنْ بَهْزِ بْنِ حَكِيمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ وَقَالَ يَحْيَى حَدَّثَني بَهْزٌ حَدَّثَني أَبِي عَنْ جَدِّي قَالَ قُلْتُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ عَوْرَاتُنَا مَا نأتي مِنْهَا(2/159)
وَمَا نَذَرُ قَالَ ((احْفَظْ عَوْرَتَكَ إِلا مِنْ زَوْجَتِكَ أَوْ مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ)) قُلْتُ يَا نَبِيَّ الله أَرَأَيْت إِذا كَانَ قوم بَعْضُهُمْ فِي بَعْضٍ قَالَ ((إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ لَا يَرَيَنَّهَا أَحَدٌ فَلا يَرَيَنَّهَا)) قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ إِذَا كَانَ أَحَدُنَا خَالِيًا قَالَ ((فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ يستحى مِنْهُ)) لَفظه يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ وَقَالَ بَعْضُهُمْ فِي رِوَايَتِهِ ((فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ يُسْتَحَى مِنْهُ مِنَ النَّاسِ))
رَوَاهُ أَبُو دَاوُد عَن القعني عَن أَبِيه وَعَن مُحَمَّد بن بشار عَن يحيى بن سعيد الْقطَّان
وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيّ عَن مُحَمَّد بن بشار بِهِ وَقَالَ حسن
وَعَن أَحْمد بن منيع عَن معَاذ بن معَاذ وَيزِيد بن هَارُون
وَالنَّسَائِيّ عَن عَمْرو بن عَليّ عَن يحيى بن سعيد
وَابْن مَاجَه عَن أبي بكر عَن يزِيد وَأبي أُسَامَة كلهم عَن بهز (بِهِ)
وَهُوَ إِسْنَاد صَحِيح إِلَى بهز وَأما بهز فَاخْتلف فِيهِ فوثقه عَليّ بن الْمَدِينِيّ وَالنَّسَائِيّ وَيحيى بن معِين فِي رِوَايَة وَقَالَ مرّة إِسْنَاد صَحِيح إِذا كَانَ من دون(2/160)
بهز ثِقَة وَقَالَ أَبُو زرْعَة صَالح لَيْسَ بالمشهور وَقَالَ أَبُو حَاتِم يكْتب حَدِيثه وَلَا يحْتَج بِهِ وَقَالَ صَالح بن مُحَمَّد إِسْنَاد أَعْرَابِي وَقَالَ الحكم كَانَ من الثِّقَات مِمَّن يجمع حَدِيثه وَإِنَّمَا أسقط من الصَّحِيح رِوَايَته عَن أَبِيه عَن جده لِأَنَّهَا شَاذَّة لَا متابع لَهُ عَلَيْهَا وَقَالَ ابْن عدي أَرْجُو أَنه لَا بَأْس بِهِ وَلم أر لَهُ حَدِيثا مُنْكرا
وَأما أَبوهُ حَكِيم بن مُعَاوِيَة بن حيدة الْقشيرِي فوثقه الْعجلِيّ وَابْن حبَان وَقَالَ النَّسَائِيّ لَيْسَ بِهِ بَأْس
وَقد وَقع لنا حَدِيث بهز أَعلَى من هَذِه الطَّرِيق قرأته على فَاطِمَة بنت مُحَمَّد المنجا بِدِمَشْق عَن إِسْمَاعِيل بن يُوسُف بن مَكْتُوم أَن عبد الله بن عمر [بن اللتي] أخبرهُ أَنا أَبُو الْمَعَالِي اللحاس عَن أبي قَاسم البسري أَنا أَبُو طَاهِر المخلص ثَنَا أَبُو الْقَاسِم ابْن بنت ز 39 أمنيع ثَنَا سُوَيْد بن سعيد ثَنَا مَرْوَان عَن بهز بن حَكِيم بن مُعَاوِيَة بن حيدة عَن أَبِيه عَن جده فَذكره فِي حَدِيث
وَوَقع لنا من (طَرِيق) حَمَّاد بن زيد عَن بهز عَالِيا جدا
أَنبأَنَا عبد الله بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْمَكِّيّ شفاها أَن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد الإِمَام أخْبرهُم أَنا عَليّ بن هبة الله الْفَقِيه أَنا أَبُو طَاهِر السلَفِي أَنا الْقَاسِم بن الْفضل [الثَّقَفِيّ] ثَنَا أَبُو طَاهِر الزيَادي أَنا عبد الله بن يَعْقُوب الْكرْمَانِي ثَنَا يحيى بن يحيى ثَنَا حَمَّاد بن زيد عَن بهز بن حَكِيم فَذكر مثل حَدِيث يحيى بن سعيد الَّذِي سقناه وَزَاد فِي آخِره وَوضع يَده على عَوْرَته
وَقَالَ الْبَيْهَقِيّ أَخْبَرَنَا أَبُو عبد الله الْحَافِظ أَنا أَحْمد بن سلمَان ثَنَا أَحْمد بن مُحَمَّد ابْن عِيسَى القَاضِي ثَنَا أَبُو معمر ثَنَا عبد الْوَارِث ثَنَا بهز بن حَكِيم حَدَّثَني أبي عَن جدي فَذكر مثله إِلَى قَوْله ((فَقلت يَا رَسُول الله إِذا كَانَ أَحَدنَا خَالِيا(2/161)
قَالَ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ يُسْتَحَى مِنْهُ من النَّاس))
قَوْله فِيهِ عقب حَدِيث (278) همام بن مُنَبّه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ كَانَت بَنو إِسْرَائِيل (يغتسلون عُرَاة الحَدِيث بِطُولِهِ (279) وَعَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ ((بَينا أَيُّوب يغْتَسل عُريَانا الحَدِيث(2/162)
رَوَاهُ إِبْرَاهِيمُ عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ عَنْ صَفْوَانَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
أما قِصَّةُ أَيُّوبَ فَهِيَ مَعْطُوفَةٌ عَلَى قِصَّةِ مُوسَى وَلا الْتِفَاتَ إِلَى مَنْ شَكَّ فِي ذَلِكَ فَإِنَّ الْحَدِيثَيْنِ فِي نُسْخَةِ هَمَّامٍ
وَأما رِوَايَةُ إِبْرَاهِيمَ فَقَالَ الإِسْمَاعِيلِيُّ فِي مُسْتَخْرَجِهِ حَدَّثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عُبَيْدَةَ الشَّعْرَانِيُّ وَأَبُو عَمْرِو ح 30 ب بْنُ مُحَمَّدٍ الْحِيرِيُّ قَالا ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَفْصٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ طَهْمَانَ
وَقَالَ النَّسَائِيُّ فِي السُّنَنِ فِيمَا قَرَأْتُهُ عَلَى إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَحْمَدَ [التَّنُوخِيِّ] أَخْبَرَكُمْ أَيُّوبُ بْنُ نِعْمَةَ النَّابُلُسِيُّ أَنَّ إِسْمَاعِيلَ بْنَ أَحْمَدَ [الرَّشِيدَ الْعِرَاقِيّ] أخبرهُ عَن مُحَمَّد ابْن عَبْدِ الْخَالِقِ أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ حَمْدٍ [الدُّونِيَّ] أَخْبَرَهُمْ أَنا أَبُو نصر الكسار أَنا أَبُو بَكْرِ بْنُ السُّنِّيِّ عَنْهُ أَنا أَحْمَدُ بْنُ حَفْصِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ (حَدَّثَني أَبِي) حَدَّثَني إِبْرَاهِيمُ هُوَ ابْنُ طَهْمَانَ عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سليم عَن عَطاء ابْن يَسَارٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ((بَيْنَمَا أَيُّوبُ [عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ] يَغْتَسِلُ عُرْيَانًا خَرَّ عَلَيْهِ جَرَادٌ مِنْ ذَهَبٍ فَجَعَلَ يَحْثِي فِي ثَوْبِهِ قَالَ فَنَادَاهُ رَبُّهُ عَزَّ وَجَلَّ ((يَا أَيُّوبُ أَلَمْ أَكُنْ أَغْنَيْتُكَ قَالَ بَلَى يَا رَبِّ وَلَكِنْ لَا غِنَى بِي عَن [بركاتك] م 19 ب(2/163)
قَوْله فِي (21)
بَاب التستر فِي الْغسْل عِنْد النَّاس
عَقِبَ حَدِيثِ (281) سُفْيَانَ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ عَنْ كُرَيْبٍ عَن ابْن عَبَّاس عَن مَيْمُونَة قَالَت سترت ز 39 ب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ يَغْتَسِلُ مِنَ الْجَنَابَةِ الْحَدِيثَ
تَابعه أَبُو عوَانَة وَابْن فُضَيْل فِي (السّتْر)
أما حَدِيث أبي عوَانَة فأسنده فِي الْغسْل فِي ((
بَاب من يفرغ بِيَمِينِهِ على شِمَاله)) عَن مُوسَى بن إِسْمَاعِيل عَنهُ
وَأما حَدِيث ابْن فُضَيْل فَقَالَ أَبُو عوَانَة فِي صَحِيحه حَدَّثنا أَحْمد بن عبد الْجَبَّار ثَنَا مُحَمَّد بن فُضَيْل عَن الأَعْمَشِ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ عَنْ كُرَيْبٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاس عَن مَيْمُونَة قَالَت قربت لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم غسلا من الْجَنَابَة وسترته بِالثَّوْبِ إِلَخ
قَوْله (24)
بَاب الْجنب يخرج وَيَمْشي فِي السُّوق وَغَيره
وَقَالَ عَطاء يحتجم الْجنب ويقلم أظافره ويحلق رَأسه وَإِن لم يتَوَضَّأ
قَالَ عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه عَن ابْن جريج قَالَ قلت لعطاء أيحتجم(2/164)
الْجنب ويطلي بالمنورة ويقلم أظافره ويحلق رَأسه وَإِن لم يتَوَضَّأ قَالَ نعم
قَوْله فِي (28)
بَاب إِذا التقى الختانان
عقب حَدِيث (291) هِشَام عَن قَتَادَة عَنِ الْحَسَنِ عَنْ أَبِي رَافِعٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ((إِذَا جَلَسَ بَيْنَ شُعَبِهَا الأَرْبَعِ ثُمَّ جَهَدَهَا فَقَدْ وَجَبَ الْغُسْلَ))
تَابعه عَمْرو بن مَرْزُوق عَن (شُعْبَة) مثله
وَقَالَ مُوسَى ثَنَا أبان ثَنَا قَتَادَة أَنا الْحسن مثله
أما حَدِيث عَمْرو فَقَرَأته على فَاطِمَة وَعَائِشَة ابْنَتي مُحَمَّد بن عبد الْهَادِي بصالحية دمشق أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْحُسَيْنِ بن أبي التائب أخْبرهُم أَنا عُثْمَان بن عَليّ ابْن عبد الْوَاحِد عَن الْحَافِظ أبي طَاهِر السلَفِي أَنا أَبُو الْقَاسِم عَليّ بن الْحُسَيْن الربعِي الشَّافِعِي أَنا أَبُو الْحسن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مخلد [الْبَزَّاز] ثَنَا أَبُو عَمْرو ابْن مَرْزُوق ثَنَا شُعْبَة عَن قَتَادَة عَنِ الْحَسَنِ عَنْ أَبِي رَافِعٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ((إِذَا جَلَسَ بَيْنَ شُعَبِهَا الأَرْبَعِ وأجهدها فقد وَجب الْغسْل)) ح 31 أ
وَأما حَدِيث مُوسَى
وَلَقَد قَرَأت بِخَط الشَّيْخ عَلَاء الدَّين مغلطاي أَن مُسلما روى حَدِيث عَمْرو بن مَرْزُوق عَن مُحَمَّد بن عَمْرو بن جبلة عَن أبي عدي ووهب بن جرير كِلَاهُمَا(2/165)
عَن عمر بن مَرْزُوق عَن شُعْبَة وَأَن الْبَيْهَقِيّ روى حَدِيث مُوسَى من طَرِيق عَفَّان وَهَمَّام بن يحيى [كِلَاهُمَا] عَن مُوسَى ثَنَا أبان وَيَكْفِي من فَسَاد الْقَوْلَيْنِ حكايتهما وَلَوْلَا أَن يغتر طَالب يقف على كَلَامه ز 40 أفيعتقد صِحَة مَا نَقله مَا تعرضت لكَلَامه فَإِنَّهُ لَا وجود لما نَقله فِي شَيْء من نسخ صَحِيح مُسلم وَلَا من مصنفات الْبَيْهَقِيّ نعم رِوَايَة مُسلم فِي كتاب الطَّهَارَة عَن مُحَمَّد بن عَمْرو ابْن جبلة عَن ابْن أبي عدي وَعَن ابْن مثنى عَن وهب بن جرير كِلَاهُمَا عَن شُعْبَة لم يذكر عَمْرو بن مَرْزُوق أصلا بل وَلَا أخرج لَهُ فِي كِتَابه (شَيْئا) وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ من طَرِيق عَفَّان عَن أبان لم يذكر مُوسَى بَينهَا وَكَذَا أخرجه الطَّحَاوِيّ وَالله الْمُوفق
وَمن كتاب الْحيض قَوْله
بَاب كَيفَ كَانَ (بَدْء) الْحيض وَقَول النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ((هَذَا شَيْء كتبه الله على بَنَات آدم))(2/166)
وَقَالَ بَعضهم كَانَ أول مَا أرسل الْحيض على بَنَات إِسْرَائِيل وَحَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَكثر
ثمَّ أسْند الْمَرْفُوع فِي الْبَاب الْمَذْكُور وَلَفظه هَذَا أَمر كتبه الله على بَنَات آدم وَأما اللَّفْظ الْمَذْكُور فأسنده بعد (قَلِيل) فِي ((بَاب تقضي الْحَائِض الْمَنَاسِك كلهَا إِلَّا الطّواف بِالْبَيْتِ))
وَقَوله ((وَقَالَ بَعضهم)) هَذَا رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي المعجم الْكَبِير بِإِسْنَادِهِ عَن أبي مَسْعُود وَفِيه قصَّة بَيَان سَبَب ذَلِك
أَخْبَرَنَا بذلك عَمْرو بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْهَادِي مُشَافَهَةً عَنِ الْحَافِظِ أَبِي الْحَجَّاجِ الْمِزِّيِّ أَنَّ إِبْرَاهِيمَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ أَخْبَرَهُ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الصَّيْدَلانِيِّ عَنْ فَاطِمَةَ الْجُوزَدَانِيَّةِ سَمَاعًا أَنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَنا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنِ الثَّوْرِيِّ عَنِ الأَعْمَشِ (عَنْ إِبْرَاهِيمَ) عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ ((كَانَ الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ يُصَلُّونَ جَمِيعًا فَكَانَتِ الْمَرْأَةُ إِذَا كَانَ لَهَا الْخَلِيلُ تَلْبَسُ الْقَالِبَيْنِ (تَطُولُ) بهما لخليلهما فَأَلْقَى اللَّهُ عَلَيْهِنَّ الْحَيْضَ يَعْنِي فَأُخْرِجْنَ مِنَ الْمَسْجِدِ فَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ يَقُولُ (أَخْرِجُوهُنَّ حَيْثُ أَخَّرَهُنَّ اللَّهُ)
قَالَ إِسْحَاق قُلْنَا لأبي بكر يَعْنِي عبد الرَّزَّاق مَا القالبان قَالَ رقيصان من خشب رِجَاله ثِقَات لَكِن رَوَاهُ زَائِدَةُ عَنِ الأَعْمَشِ فَلَمْ يَذْكُرْ أَبَا مَعْمَرٍ
وَبِهِ إِلَى الطَّبَرَانِيِّ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ ثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو ثَنَا زَائِدَةُ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ ((كَانَتِ الْمَرْأَةُ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ تَلْبَسُ(2/167)
الْقَالِبَيْنِ فَتَقُومُ عَلَيْهِمَا فَتُوَاعِدُ خَلِيلَهَا فَأُلْقِيَ عَلَيْهِنَّ الْحَيْضُ فَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ يَقُولُ ((أَخِّرُوهُنَّ حَيْثُ أَخَّرَهُنَّ الله))
ح رَوَاهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ فِي مُصَنَّفِهِ أَيْضا عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَ كُنَّ نِسَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ يَتَّخِذْنَ رِجْلا مِنْ خَشَبٍ يتشرفن ز 40 ب لِلرِّجَالِ فِي الْمَسَاجِدِ فَحَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِنَّ الْمَسَاجِدَ وَسَلَّطَ عَلَيْهِنَّ الْحَيْضَةُ م 20 أ
قَوْله (3)
بَاب قِرَاءَة الرجل فِي حجر امْرَأَته وَهِي حَائِض
وَكَانَ أَبُو وَائِل يُرْسل خادمه وَهِي حَائِض إِلَى أبي رزين (فَتَأْتِيه) بالمصحف فتمسكه بعلاقته
قَالَ ابْن أبي ح 31 ب شيبَة فِي المُصَنّف ثَنَا جرير عَن مُغيرَة كَانَ أَبُو وَائِل فَذكره
قَوْله فِي (5)
بَاب مُبَاشرَة الْحيض
عَقِبَ حَدِيثِ (302) عَلِيِّ بْنِ مُسْهِرٍ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيِّ عَنْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الأَسْوَدِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ [قَالَتْ] كَانَتْ إِحْدَانَا إِذَا كَانَتْ حَائِضًا فَأَرَادَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُبَاشِرَهَا الْحَدِيثَ
تَابعه خَالِد وَجَرِير عَن الشَّيْبَانِيّ(2/168)
أما مُتَابعَة خَالِد فأنبئت عَن غير وَاحِد عَن أبي الْحسن بن المقير أَن الْحسن ابْن عَليّ السروي أخبرهُ أَنا أَبُو الْغَنَائِم مُحَمَّد بن علق الْحَافِظ أَنا أَبُو الْقَاسِم التنوخي أَنا إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن جَعْفَر ثَنَا جَعْفَر بن مُحَمَّد ثَنَا وهب بن بَقِيَّة ثَنَا خَالِد عَن الشَّيْبَانِيّ عَن عبد الرَّحْمَن بن الْأسود أرَاهُ عَن أَبِيه عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ ((كَانَتْ إِحْدَانَا إِذا حَاضَت فأرادا النَّبِي صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُبَاشِرَهَا أمرهَا فاتزرت فِي كورة حَيْضهَا ثمَّ قَالَت أَيّكُم يملك إربه الحَدِيث
وَأما مُتَابعَة جرير فَقرأت عَلَى عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَالِسِيِّ بِدِمَشْق أخْبركُم أَبُو بكر (بن) مُحَمَّدِ بْنِ الرَّضِيِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَن بن مكي أَن الْحَافِظ أَبَا طَاهِرٍ السِّلَفِيَّ أَخْبَرَهُ أَنا أَبُو الْفَضْلِ سَعْدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورٍ الصَّيْرَفِيُّ وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّد بن الْفضل ابْن مُحَمَّدٍ السُّلَمِيُّ الْغَازِي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِمَا بِأَصْبَهَانَ فِي شَهْرِ رَجَبٍ سَنَةَ ثَلَاث وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة قَالا أَنا أَبُو عُثْمَانَ سَعِيدُ بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن نُعَيْمٍ أَنا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ الْعَدْلُ أَنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَمُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ قَالا أَنا جَرِيرٌ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيِّ عَنْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الأَسْوَدِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ ((كَانَ الرَّسُولَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُنَا فِي فَوْرِ حَيْضَتِنَا أَنْ نَتَّزِرَ ثُمَّ يُبَاشِرَنَا وَأَيُّكُمْ يَمْلِكُ إِرْبَهُ مَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْلِكُهُ))
وَقَالَ أَبُو يعلى حَدَّثنا أَبُو خَيْثَمَة ثَنَا جرير بِهِ(2/169)
(وَرَوَاهُ) أَبُو دَاوُدَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ عَنْ جَرِيرٍ فَوَقع لنا بَدَلا عَالِيا
وَرَوَاهُ الإِسْمَاعِيلِيُّ عَنْ أَبِي يَعْلَى فَوَافَقْنَاهُ
ثُمَّ سَاقَ الْمُؤَلِّفُ الْحَدِيثَ الْمَذْكُورَ مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ عَنْ مَيْمُونَةَ وَقَالَ بَعْدَهُ وَرَوَاهُ سُفْيَانُ يَعْنِي الثَّوْرِيَّ عَنِ الشَّيْبَانِيِّ انْتَهَى
قَالَ الإِمَامُ أَحْمَدُ فِي مُسْنَدِهِ حَدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مهْدي ز 41 أعَنْ سُفْيَانَ عَنِ الشَّيْبَانِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ عَنْ مَيْمُونَة ((أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يُبَاشِرُهَا وَهِيَ حَائِضٌ فَوْقَ الإِزَارِ))
قلت وَرَوَاهُ خَالِد أَيْضا وَجَرِير عَن الشَّيْبَانِيّ ح 32 أعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ فَالْحَدِيث صَحِيح من الطَّرِيقَيْنِ جَمِيعًا ومحفوظ لأبي إِسْحَاق الشَّيْبَانِيّ عَن عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الأَسْوَدِ عَنْ أَبِيه عَن عَائِشَة وَعَن عبد اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ عَنْ مَيْمُونَةَ كَمَا ذكرنَا وَالله أعلم(2/170)
قَوْله (7)
بَاب تقضي الْحَائِض الْمَنَاسِك كلهَا إِلَّا الطّواف بِالْبَيْتِ وَقَالَ إِبْرَاهِيم لَا بَأْس أَن تقْرَأ الْآيَة وَلم ير ابْن عَبَّاس بِالْقِرَاءَةِ
للْجنب بَأْسا وَكَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يذكر الله على كل أحيانه)
أما قَول إِبْرَاهِيم فَأَخْبَرَنِي بِهِ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ تَمِيمٍ بِدِمَشْقَ قِيلَ لَهُ أَخْبَرَكُمْ أَحْمَدُ بْنُ أبي طَالب أَن عبد الله بْنَ عُمَرَ أَخْبَرَهُ أَنا أَبُو الْوَقْت أَنا الْحسن بن المظفر أَنا عبد اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ [السَّرَخْسِيُّ] أَنا عِيسَى بن عمر [السَّمرقَنْدِي] أَنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحَافِظُ أَنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ عَنْ هِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيِّ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ أَرْبَعَةٌ لَا يقرؤون الْقُرْآنَ عِنْدَ الْخَلاءِ وَفِي الْحَمَّامِ وَالْجُنُبُ وَالْحَائِضُ إِلا الآيَةَ وَنَحْوَهَا لِلْجُنُبِ وَالْحَائِضِ
(وَقَالَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ عَنْ وَكِيعٍ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ مُغِيرَةَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ تَقْرَأُ مَا دُونَ الآيَةِ وَلا تَقْرَأْ آيَةً تَامَّةً)
وَأما قَول ابْن عَبَّاس فَقَالَ ابْن أبي شيبَة فِي المُصَنّف حَدَّثنا الثَّقَفِيّ عَن خَالِد عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس ((أَنه كَانَ لَا يرى بَأْسا أَن يقْرَأ الْجنب الْآيَة والآيتين))
قَرَأت عَلَى فَاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدٍ الْهَادِي أَخْبَرَكُمْ أَبُو نَصْرِ بْنُ الشِّيرَازِيِّ فِي كِتَابِهِ عَنْ شَيْخِ الإِسْلامِ أَبِي حَفْصٍ السُّهْرَوَرْدِيِّ أَنا أَبُو زُرْعَةَ الْمَقْدِسِيُّ أَنا عَبْدُوسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَنا أَبُو بَكْرٍ الطُّوسِيُّ ثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ ثَنَا أَبُو عُتْبَةَ ثَنَا بَقِيَّةُ ثَنَا شُعَيْبٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُكْمِلٍ ((أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ لَا بَأْسَ أَنْ يَقْرَأَ الْجُنُبُ الْآيَة وَنَحْوهَا))(2/171)
(وَقَالَ ابْنُ الْمُنْذِرِ حَدَّثُونَا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ آدَمَ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ مُوسَى عَنِ الْحُسَيْنِ يَعْنِي ابْنَ وَاقِدٍ عَنْ يَزِيدَ النَّحْوِيِّ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ((أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ وِرْدَهُ وَهُوَ جُنُبٌ)) وَإِسْنَاده صَحِيح
وَأما حَدِيث ((كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم يذكر الله على كل أحيانه)) فَأَخْبَرَنِي بِهِ أَبُو حَفْصِ بْنُ أَبِي الْفَتْحِ شَيْخُ الإِسْلامِ عَن الْحَافِظ أبي الْحجَّاج الْمزي أَنَّ أَحْمَدَ بْنَ هِبَةِ اللَّهِ أَخْبَرَهُ عَنْ عَبْدِ الْمُعِزِّ بْنِ مُحَمَّدٍ أَنَّ أَبَا الْقَاسِمِ الشَّحَّامِيَّ أَخْبَرَهُمَا أَنا عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ هوَازن ح ز 41 ب وَأَخْبَرَتْنِي عَالِيًا فَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ الْمَقْدِسِيَّةُ عَنْ أَبِي نَصْرٍ الشِّيرَازِيِّ عَنْ مَحْمُودِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْعَبْدِيِّ أَنَّ مَسْعُودَ بْنَ الْحَسَنِ الثَّقَفِيَّ أَخْبَرَهُمْ سَمَاعًا عَلَيْهِ أَنا أَبُو عَمْرِو بْنُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى قَالا أَنا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمد (بن) مُحَمَّد بن عمر قَالَ ابْنُ هَوَازِنَ سَمَاعًا وَأَبُو عَمْرٍو كِتَابَةً أَنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ السَّرَّاجُ ثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ ثَنَا ابْنُ زَائِدَةَ هُوَ يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ خَالِدِ بْنِ سَلَمَةَ هُوَ الْمَخْزُومِيُّ (عَنِ) الْبَهِيِّ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَة ح 32 ب قَالَتْ ((كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم يذكر الله كُلِّ أَحْيَانِهِ))
رَوَاهُ أَحْمد عَن الْوَلِيد بن الْقَاسِم عَن زَكَرِيَّا فَوَقع لنا بَدَلا لَهُ عَالِيا فِي الرِّوَايَة الثَّانِيَة
وَرَوَاهُ أَبُو يعلى فِي مُسْنده عَن هَارُون بن مَعْرُوف عَن إِسْحَاق الْأَزْرَق عَن(2/172)
زَكَرِيَّا وَرَوَاهُ مُسلم عَن أبي كريب وَكَذَا أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ فوافقناهم بعلو ح 20 ب
وَرَوَاهُ أَبُو عرُوبَة عَن أبي كريب بِلَفْظ ((كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يذكر الله (تَعَالَى) على كل أَحْوَاله)) أخرجه ابْن عدي عَنهُ
وَقَالَ التِّرْمِذِيّ حسن غَرِيب لَا نعرفه إِلَى من حَدِيث يحيى انْتهى ثمَّ قَالَ وَرَوَاهُ الْوَلِيد بن الْقَاسِم وَإِسْحَاق الْأَزْرَق عَن زَكَرِيَّا انْتهى
وَقد رَوَاهُ ابْن أبي دَاوُد فِي الشَّرِيعَة لَهُ عَن مَحْمُود بْنِ آدَمَ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ مُوسَى عَن زَكَرِيَّا بِهِ
أَخْبَرَنِي أَبُو الْفرج بن الْغَزِّي عَن عَليّ بن إِسْمَاعِيل [المَخْزُومِي] سَمَاعا أَنا النجيب عَن مَسْعُود بن أبي مَنْصُور أَنا الْحداد أَنا أَبُو نعيم ثَنَا جَعْفَر بن مُحَمَّد ابْن عَمْرو ثَنَا أَبُو حُصَيْن ثَنَا يحيى بن عبد الحميد [الْحمانِي] ثَنَا أبي وَيحيى ابْن زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ عَنْ زَكَرِيَّا نَحوه
فَهَؤُلَاءِ الْأَرْبَعَة رَوَوْهُ عَن زَكَرِيَّا فَالظَّاهِر أَن الْمُنْفَرد بِهِ زَكَرِيَّا لَا ابْنه يحيى وَالله أعلم(2/173)
قَوْله فِيهِ وَقَالَت أم عَطِيَّة كُنَّا نؤمر أَن يخرج الْحيض فيكبرن بتكبيرهم وَيدعونَ
وَقَالَ ابْن عَبَّاس أَخْبَرَنِي أَبُو سُفْيَان أَن هِرقل دَعَا بِكِتَاب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فقرأه فَإِذا فِيهِ {بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم} {قل يَا أهل الْكتاب تَعَالَوْا إِلَى كلمة} الْآيَة [64 آل عمرَان]
وَقَالَ عَطَاءٌ عَنْ جَابِرٍ حَاضَتْ عَائِشَةُ فَنَسَكَتِ الْمَنَاسِكَ غَيْرَ الطَّوَافِ بِالْبَيْتِ وَلا تُصَلِّي
وَقَالَ الْحَكَمُ إِنِّي لأَذْبَحُ وَأَنَا جُنُبٌ
أما حَدِيث (أم عَطِيَّة فأسنده فِي الْعِيدَيْنِ فِي ((
بَاب التَّكْبِير أَيَّام منى) من طَرِيق حَفْصَة بنت سِيرِين عَنْهَا فِي حَدِيث فِيهِ هَذِه الْأَلْفَاظ
وَأما حَدِيث ابْن عَبَّاس عَن أبي سُفْيَان فَهُوَ طرف من حَدِيث طَوِيل فِي قصَّة كتاب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى هِرقل
وَقد أسْندهُ أَبُو عبد الله من كِتَابه مطولا ومختصرا مِنْهَا فِي الْجِهَاد وَالتَّفْسِير وبدء الْوَحْي من حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن عبيد الله بن عبد الله عَنهُ بِهِ(2/174)
وَأما حَدِيث عَطاء عَن جَابر فأسنده أَيْضا فِي الْحَج من طَرِيق ابْن جريج عَنهُ من طرق وَسَيَأْتِي الْكَلَام عَلَيْهِ إِن شَاءَ الله ز 42 أ
وَقَوله بعد حَدِيث جَابر هَذَا ((وَلَا تصلي (قَالَه من عِنْد نَفسه تفقها وَهُوَ ثَابت من حَدِيث ابْن الزبير عَن جَابر كَمَا) (سَيَأْتِي أَنه أخرج ذَلِك فِي الْأَحْكَام)
وَأما قَول الحكم فَقَالَ الْبَغَوِيّ فِي الجعديات ثَنَا عَليّ بن الْجَعْد ثَنَا شُعْبَة عَن(2/175)
الحكم بِهَذَا
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحسن بْنُ أَبِي الْمَجْدِ قِرَاءَةً عَلَيْهِ أَنا الْقَاسِم بن مظفر سَمَاعا أَنا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ [بْنِ المقير] مشافهة عَن الْمُبَارك بن الْحسن [الشهرزوري] عَن عبد الله بن مُحَمَّد الْخَطِيب [الصريفيني] أَنا أَبُو الْقَاسِم بن حبابة ثَنَا أَبُو الْقَاسِم الْبَغَوِيّ بِهِ ح 33 أ
قَوْله فِي (12)
بَاب الطّيب للْمَرْأَة عِنْد غسلهَا من الْمَحِيض
عَقِبَ حَدِيثِ (313) حَمَّادٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ قَالَتْ كُنَّا نُنْهَى أَنْ نُحِدَّ عَلَى مَيِّتٍ فَوْقَ ثَلاثٍ الْحَدِيثَ
رَوَاهُ هِشَام بن حسان عَن حَفْصَة عَن أم عَطِيَّة وَوَقع فِي رِوَايَة الْمُسْتَمْلِي حَمَّاد عَن أَيُّوب عَن حَفْصَة عَن أم عَطِيَّة أَو هِشَام بن حسان عَن حَفْصَة عَن أم عَطِيَّة على الشَّك هَل هُوَ عِنْد حَمَّاد عَن أَيُّوب أَو عَن هِشَام
وَقد أسْند الْمُؤلف حَدِيث هِشَام فِي الطَّلَاق وَسَيَأْتِي الْكَلَام ثمَّ
قَوْله (19)
بَاب إقبال الْحيض وإدباره
وَكن النِّسَاء يبْعَثْنَ إِلَى عَائِشَة بالدرجة فِيهَا الكرسف فِيهِ الصُّفْرَة فَتَقول لَا تعجلن حَتَّى تَرين الْقِصَّة الْبَيْضَاء تُرِيدُ بذلك الطُّهْر من الْحَيْضَة(2/176)
قَالَ أَبُو مُصْعَبٍ وَيَحْيَى بْنُ بكير فِي الْمُوَطَّأ ثَنَا مَالك عَن عَلْقَمَة عَن أبي عَلْقَمَة عَن أمه عَن مولاة عَائِشَة أَنَّهَا قَالَت (( [كَانَ] النِّسَاء يبْعَثْنَ إِلَى عَائِشَة [أم الْمُؤمنِينَ] بالدرجة فِيهَا الكرسف [فِيهِ] الصُّفْرَة زَاد ابْن بكير من دم الْحَيْضَة ثمَّ اتفقَا فَتَقول [لَهُنَّ] لَا تعجلن حَتَّى تَرين الْقِصَّة الْبَيْضَاء تُرِيدُ بذلك الطُّهْر من الْحَيْضَة وَاسم أم عَلْقَمَة مرْجَانَة
قَوْله بعده وَبلغ ابْنة زيد بن ثَابت أَن النِّسَاء يدعونَ بالمصابيح فِي جَوف اللَّيْل ينظرن إِلَى الطُّهْر فَقَالَت مَا كَانَ النِّسَاء يصنعن هَذَا وعابت عَلَيْهِنَّ
قَالَ أَبُو مُصْعَبٍ وَيَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ فِي الْمُوَطَّأ ثَنَا مَالك عَن عبد الله بن أبي بكر عَن عمته عَن ابْنة زيد بن ثَابت أَنه بلغَهَا أَن نساءكن يدعونَ بالمصابيح فِي جَوف اللَّيْل [ينظرن] إِلَى الطُّهْر فَكَانَت تعيب ذَلِك عَلَيْهِنَّ وَتقول مَا كَانَ النِّسَاء يصنعن هَذَا
قَوْله (20)
بَاب لَا تقضي الْحَائِض الصَّلَاة وَقَالَ جَابر وَأَبُو سعيد عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ((تدع الصَّلَاة))
هَذَا التَّعْلِيق عَن هذَيْن الصحابيين ذكره الْمُؤلف هُنَا بِالْمَعْنَى عَنْهُمَا وَلم أَجِدهُ عَن وَاحِد مِنْهُمَا بِهَذَا اللَّفْظ
أما حَدِيث أبي سعيد فَرَوَاهُ البُخَارِيّ مُسْندًا فِي خطْبَة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم النِّسَاء وَفِيه قَوْله لَهُنَّ أَلَيْسَ إِذا حَاضَت لم تصل الحَدِيث(2/177)
وَهُوَ عِنْده من حَدِيث زيد بن أسلم عَن (عِيَاض بن عبد الله) عَنهُ فِي ((
بَاب ترك ز 42 ب الصَّوْم)) بِتَمَامِهِ وَفِي مَوَاضِع من كِتَابه مقطعا وَرَوَاهُ مُسلم أَيْضا
وَأما حَدِيث جَابر فَلم أَجِدهُ كَحَدِيث أبي سعيد إِلَّا فِي قِطْعَة من أَوله أخرجهَا مُسلم من طَرِيق عبد الْملك بن أبي سُلَيْمَان عَن عَطاء عَن جَابر وَلَيْسَ فِيهِ مَقْصُود التَّرْجَمَة
وَقَالَ أَحْمد فِي مُسْنده حَدَّثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرًا يَقُولُ دَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى عَائِشَةَ وَهِيَ تَبْكِي فَذَكَرَ الْحَدِيثَ فِي الْحَجِّ وَفِيهِ ((أَنَّهَا حَاضَتْ فَقَالَ لَهَا ((وَأَهِلِّي)) بِالْحَجِّ ثُمَّ حجي واصنعي مَا صنع الْحجَّاج غَيْرَ أَنْ لَا تَطُوفِي بِالْبَيْتِ وَلا تُصَلِّي
وَحَدِيث ابْن جريج أخرجه مُسلم وَلكنه لم يسق لَفظه وَقد وَقع لنا بعلو من حَدِيث عبد بن حميد أحد شُيُوخ مُسلم فِيهِ وَفِيه هَذَا اللَّفْظ وَكَذَا رَوَاهُ دَاوُد عَن أَحْمد بن حَنْبَل بِهِ وَفِيه معنى التَّرْجَمَة وَالله أعلم ثمَّ وجدته عِنْد المُصَنّف من طَرِيق حبيب عَن عَطاء عَن جَابر فِي كتاب الْأَحْكَام وَفِيه ((غير(2/178)
أَنَّهَا لَا تَطوف وَلَا تصلي)) م 21 أ
قَوْله فِي [24]
بَاب إِذا حَاضَت فِي شهر ثَلَاث حيض وَيذكر عَن عَليّ وَشُرَيْح أَن امْرَأَة جَاءَت بِبَيِّنَة من بطانة أَهلهَا مِمَّن يرضى
دينه أَنَّهَا حَاضَت فِي شهر ثَلَاثًا صدقت وَقَالَ عَطاء أقراؤها مَا كَانَت وَبِه قَالَ إِبْرَاهِيم
أما قصَّة عَليّ وَشُرَيْح فَأَخْبَرَنِي بِهِ أَحْمَدُ بْنُ عَليّ بن يحيى ح 33 ب بن تَمِيم بِدِمَشْق أخْبركُم أَحْمد بْنُ أَبِي النُّعْمِ أَنا أَبُو المنجا بن اللتي أَنا عبد الأَوَّلِ بْنُ عِيسَى أَنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ [الْبُوشَنْجِيُّ] أَنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ [السَّرَخْسِيُّ] أَنا عِيسَى بن عمر [السَّمرقَنْدِي] أَنا أَبُو مُحَمَّد الدَّارمِيّ أَنا يَعْلَى ثَنَا إِسْمَاعِيلُ هُوَ ابْنُ أَبِي خَالِدٍ عَنْ عَامِرٍ هُوَ الشَّعْبِيُّ قَالَ جَاءَتِ امْرَأَةٌ إِلَى عَلِيٍّ تُخَاصِمُ زَوْجَهَا طَلَّقَهَا فَقَالَتْ حِضْتُ فِي شَهْرٍ ثَلاثَ حِيَضٍ فَقَالَ عَلِيٌّ لِشُرَيْحٍ اقْضِ بَيْنَهُمَا (قَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْتَ هَا هُنَا قَالَ اقْضِ بَيْنَهُمَا قَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ وَأَنت هَا هُنَا قَالَ اقْضِ بَيْنَهُمَا قَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ وَأَنت هَا هُنَا قَالَ اقْضِ بَيْنَهُمَا [فَقَالَ] إِنْ جَاءَتْ مِنْ بِطَانَةِ أَهْلِهَا [مَنْ] يُرْضَى دِينُهُ وَأَمَانَتُهُ يَزْعُمُ أَنَّهَا حَاضَتْ ثَلاثَ حِيَضٍ تَطْهُرُ عِنْدَ كُلِّ قَرْءٍ وَتُصَلِّي جَازَ لَهَا وَإِلا فَلا قَالَ عَلِيٌّ قَالُونٍ قُلْتُ قَالُونٌ بِلِسَانِ الرُّومِ أَحْسَنْتَ
و [قد] رَوَاهُ الزبير بن بكار عَن رجل عَن سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن إِسْمَاعِيل بن أبي خَالِد بِهِ نَحوه(2/179)
وَأما قَول عَطاء فَقَالَ عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه عَن ابْن جريج قلت لعطاء [يطلقهَا] حَائِضًا قَالَ لَا تَعْتَد بهَا لتستوف ثَلَاث حيض
وَعَن عَطاء (قَالَ) وَإِن طَلقهَا نفسَاء حِين ولدت اعْتدت سوى نفَاسهَا أقراءها مَا كَانَت
قَالَ عبد الرَّزَّاق وَعَن عُثْمَان بن مطر عَن سعيد بن أبي عرُوبَة حَدَّثَني قَتَادَة عَن ابْن الْمسيب وَأَبُو معشر عَن إِبْرَاهِيم قَالَا تَعْتَد من أقرائها
وَأما قَوْله وَبِه قَالَ إِبْرَاهِيم فَتقدم وَيحْتَمل أَن يكون الضَّمِير يعود على الْقِصَّة الأولى بِدَلِيل مَا ز 43 أأَخْبَرَنَا أَحْمد بن عَليّ بن يحيى بن تَمِيم بالسند الْمُتَقَدّم آنِفا إِلَى الدَّارمِيّ أَخْبَرَنَا الْمُعَلَّى بن أَسد ثَنَا أَبُو عوَانَة عَن الْمُغيرَة عَن إِبْرَاهِيم قَالَ إِذا حَاضَت الْمَرْأَة فِي شهر أَو فِي أَرْبَعِينَ لَيْلَة ثَلَاث حيض (فَإِذا) شهد لَهَا الشُّهُود الْعُدُول من النِّسَاء أَنَّهَا رَأَتْ مَا تحرم عَلَيْهَا الصَّلَاة من طموث النِّسَاء الَّذِي هُوَ الطمث الْمَعْرُوف فقد خلا أجلهَا وَهَذَا إِسْنَاد صَحِيح
قَوْله فِيهِ وَقَالَ عَطاء الْحيض يَوْم إِلَى خمس عشرَة(2/180)
أَخْبَرَنَا بذلك أَحْمد بن عَليّ بن يحيى بن تَمِيم بالسند الْمُتَقَدّم إِلَى الدَّارمِيّ أَنا الحكم بن الْمُبَارك أَنا مخلد بن يزِيد عَن معقل بن عبيد الله عَن عَطاء قَالَ ((أدنى الْحيض يَوْم))
وَبِه إِلَى الدَّارمِيّ أَنا الحكم بن الْمُبَارك أَنا عبد الله بن إِدْرِيس عَن مفضل ابْن مهلل عَن سُفْيَان عَن ابْن جريج عَن عَطاء قَالَ أقْصَى الْحيض خمس عشرَة))
رَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ عَن الْحُسَيْن بن إِسْمَاعِيل عَن أبي إِبْرَاهِيم الزُّهْرِيّ قَالَ ثَنَا النُّفَيْلِي قَالَ قَرَأت على معقل بن عبيد الله عَن عَطاء بن أبي رَبَاح قَالَ أدنى وَقت الْحيض يَوْم))
قَالَ وحَدَّثنا الْحُسَيْن ثَنَا أَحْمد بن سعد الزُّهْرِيّ ثَنَا أَحْمد بن حَنْبَل ثَنَا يحيى ابْن آدم عَن مفضل هُوَ ابْن مهلهل وَابْن الْمُبَارك عَن سُفْيَان عَن ابْن ح 34 أجريج عَن عَطاء قَالَ ((أَكثر الْحيض خمس عشرَة))
قَوْله فِيهِ وَقَالَ مُعْتَمر عَن أَبِيه سَأَلت ابْن سِيرِين عَن الْمَرْأَة ترى الدَّم بعد قرئها بِخَمْسَة أَيَّام قَالَ ((النِّسَاء أعلم بذلك))
أَخْبَرَنَا بِذَلِكَ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ يحيى بن تَمِيم سَمَاعا بِدِمَشْق بِسَنَدِهِ الْمُتَقَدّم آنِفا إِلَى الدَّارمِيّ أَنا مُحَمَّد يَعْنِي عِيسَى بن الطباع ثَنَا مُعْتَمر عَن أَبِيه قَالَ قلت لِقَتَادَة امْرَأَة كَانَ حَيْضهَا مَعْلُوما فزادت عَلَيْهِ خَمْسَة أَيَّام أَو أَرْبَعَة أَيَّام أَو ثَلَاثَة أَيَّام قَالَ تصلي قلت يَوْمَيْنِ قَالَ [ذَلِك] من حَيْضهَا قَالَ وَسَأَلت(2/181)
ابْن سِيرِين (رَحمَه الله) فَقَالَ النِّسَاء أعلم بذلك أهـ
قَوْله [28] بَاب إِذا رَأَتْ الْمُسْتَحَاضَة الطُّهْر
قَالَ ابْن عَبَّاس تَغْتَسِل وَتصلي وَلَو سَاعَة ويأتيها زَوجهَا إِذا صلت الصَّلَاة أعظم
قَالَ ابْن أبي شيبَة (فِي المُصَنّف) ثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ عَنْ خَالِدٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ (عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ) قَالَ اسْتُحِيضَتِ امْرَأَةٌ مِنْ آلِ أَنَسٍ فَأَمَرُونِي فَسَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ فَقَالَ أما مَا رَأَتِ الدَّمَ الْبَحْرَانِيَّ فَلا تُصَلِّ وَإِذَا رَأَتِ الطُّهْرَ وَلَوْ سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ فَلْتَغْتَسِلْ وَتُصَلِّي
(وَقَالَ الدَّارِمِيُّ بِالإِسْنَادِ الْمُتَقَدِّمِ إِلَيْهِ أَنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى ثَنَا عَتَّابٌ وَهُوَ ابْن بشير الْجَزرِي ز 43 ب عَنْ خُصَيْفٍ وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ عَنِ الأَجْلَحِ كِلاهُمَا عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي الْمُسْتَحَاضَةِ لَا بَأْسَ أَنْ يُجَامِعَهَا زَوْجُهَا وَفِي رِوَايَةِ خُصَيْفٍ لَمْ يَرَ بَأْسًا أَنْ يَأْتِيَهَا زَوْجُهَا))
وَرَوَى عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنِ الثَّوْرِيِّ عَنْ سَالِمٍ الأَفْطَسِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ أَنَّهُ سَأَلَهُ عَنِ الْمُسْتَحَاضَةِ أَتُجَامَعُ فَقَالَ ((الصَّلَاة أعظم من الْجِمَاع))(2/182)
(وَبِه إِلَى الدَّارمِيّ أَنا مُحَمَّد بن يُوسُف ثَنَا سُفْيَان مثله)
[7]
وَمن كتاب التَّيَمُّم
قَوْله [3]
بَاب التَّيَمُّم فِي الْحَضَر إِذا لم يجد المَاء وَخَافَ فَوت الصَّلَاة وَبِه قَالَ عَطاء وَقَالَ الْحسن فِي الْمَرِيض عِنْده المَاء
وَلَا يجد من يناوله يتَيَمَّم م 21 ب
أما قَول عَطاء فَقَالَ ابْن أبي شيبَة فِي المُصَنّف حَدَّثنا عمر ثَنَا ابْن جريج عَن عَطاء قَالَ إِذا كنت فِي الْحَضَر وَحَضَرت الصَّلَاة وَلَيْسَ عنْدك مَاء فانتظر المَاء فَإِن خشيت فَوت الصَّلَاة فَتَيَمم وصل))
وَقَالَ عبد الرَّزَّاق عَن ابْن جريج عَن عَطاء قَالَ إِذا أَصَابَت الرجل الْجَنَابَة فلينتظر المَاء فَإِن خشِي فَوَات الصَّلَاة وَلم يَأْتِ مَاء فليتمسح بِالتُّرَابِ وَليصل
وَأما قَول الْحُسَيْن فَقَالَ إِسْمَاعِيل بن إِسْحَاق القَاضِي فِي كتاب أَحْكَام الْقُرْآن لَهُ حَدَّثنا عَليّ بن عبد الله ثَنَا معَاذ ثَنَا أَشْعَث عَن الْحسن فِي الْمَرِيض تحضره الصَّلَاة وَلَيْسَ عِنْده مَاء وَلَا يقدر على الْقيام إِلَى المَاء وَلَيْسَ عِنْده من يناوله يتَيَمَّم
وروى ابْن أبي شيبَة عَن مُحَمَّد بن أبي عدي عَن أَشْعَث عَن الْحسن بن سِيرِين أَنَّهُمَا قَالَا لَا يتَيَمَّم مَا رجا أَن يقدر على المَاء فِي الْوَقْت وَهَذَا يُعْطي التَّرْجَمَة بطرِيق الْمَفْهُوم وَالله أعلم(2/183)
قَوْله فِيهِ وَأَقْبل ابْن عمر من أرضه بالجرف فَحَضَرت الْعَصْر بمربد النعم فصلى ثمَّ دخل الْمَدِينَة وَالشَّمْس مُرْتَفعَة فَلم يعد
قَالَ الْبَيْهَقِيّ فِي السّنَن الْكَبِير لَهُ أَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ الْمُزَكِّي ثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ أَنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ أَنا الشَّافِعِيُّ أَنا ابْنُ عُيَيْنَةَ عَنِ ابْنِ عَجْلانَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ أَقْبَلَ مِنَ الْجُرْفِ حَتَّى إِذَا كَانَ بِالْمِرْبَدِ تَيَمَّمَ فَمَسَحَ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ وَصَلَّى الْعَصْرَ ثُمَّ دَخَلَ الْمَدِينَة وَالشَّمْس مُرْتَفعَة فَلم يعد الصَّلاةَ
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ وَأَبُو مُصعب ح 34 ب ثَنَا مَالِكٌ فِي الْمُوَطَّأِ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ إِنَّمَا أَقْبَلَ مِنَ الْجُرْفِ حَتَّى إِذَا كَانَ بِالْمِرْبَدِ نَزَلَ ابْنُ عُمَرَ فَتَيَمَّمَ صَعِيدًا طَيِّبًا فَمَسَحَ بِوَجْهِهِ وَيَدَيْهِ إِلَى الْمِرْفَقَيْنِ ثُمَّ صَلَّى هَكَذَا رَوَاهُ مُخْتَصرا
وَرَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ من رِوَايَة يزِيد بن أبي حَكِيم ز 44 أعَن سُفْيَان الثَّوْريّ عَن يحيى بن سعيد الْأنْصَارِيّ عَن نَافِع عَن ابْن عمر بِتَمَامِهِ نَحوه
وَرَوَاهُ مَوْقُوفا أَيْضا أَيُّوب السّخْتِيَانِيّ وَمُحَمّد بن إِسْحَاق بن يسَار عَن نَافِع عَن ابْن عمر
وَقد رُوِيَ مَرْفُوعا أَخْبَرَنِيهِ أَبُو الْمَعَالِي بْنُ عُمَرَ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ أَنا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِي وَأَحْمَدُ بْنُ كُشْتُغْدِيِّ قَالا أَنا النَّجِيبُ أَنا أَبُو أَحْمد بن سكينَة وَغَيْرُهُ أَنا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ الْحصين أَنا أَبُو طَالب بن غَيْلانَ أَنا أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ ثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي رَزِينٍ ثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانٍ عَن عبيد الله بن(2/184)
عُمَرَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِرْبَدِ النَّعَمِ وَهُوَ يَرَى بُيُوتَ الْمَدِينَةِ
وَرَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ وَالْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك من رِوَايَة مُحَمَّد بن سِنَان الْقَزاز عَن عَمْرو فَوَقع لنا عَالِيا وَمُحَمّد بن يُونُس الْمَذْكُور فِي روايتنا هُوَ الْكُدَيْمِي وَقد ضعف
وَمُحَمّد بن سِنَان تكلم فِيهِ أَبُو دَاوُد وَغَيره لَكِن قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ لَا بَأْس بِهِ وَعَمْرو بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي رَزِينٍ ذكره ابْن حَيَّان فِي الثِّقَات وَقَالَ رُبمَا أَخطَأ
قلت وَرَفعه لهَذَا الحَدِيث من جملَة مَا أَخطَأ فِيهِ وَالله أعلم
قَوْله 5
بَاب التَّيَمُّم للْوَجْه وَالْكَفَّيْنِ
[339] [حَدَّثنا] حَجَّاجٌ [أَخْبَرَنَا] شُعْبَةُ أَخْبَرَنِي الْحَكَمُ عَنْ ذَرٍّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ عَمَّارٌ بِهَذَا وَضَرَبَ شُعْبَةُ بِيَدَيْهِ الأَرْضَ ثُمَّ أَدْنَاهُمَا مِنْ فِيهِ ثُمَّ مَسَحَ وَجْهَهُ وَكَفَّيْهِ
وَقَالَ النَّضْرُ أَنا شُعْبَةُ عَنِ الْحَكَمِ سَمِعت ذَرًّا عَنِ ابْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى [قَالَ الْحَكَمُ] وَقَدْ سَمِعت ابْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ عَمَّارٌ(2/185)
قَالَ السَّرَّاجُ فِي الْمُسْنَدِ فِيمَا قَرَأت عَلَى فَاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدٍ المقدسية أنبأكم أَبُو نصر ابْن الشِّيرَازِيِّ عَنْ مَحْمُودِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ [بْنِ مَنْدَهْ] أَنَّ مَسْعُودَ بْنَ الْحَسَنِ [الثَّقَفِيَّ] أَخْبَرَهُمْ أَنا أَبُو عَمْرِو بْنُ مَنْدَهْ عَنْ أَبِي الْحُسَيْنِ الْخَفَّافِ عَنْهُ ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ [بْنِ رَاهَوَيْهِ] أَنا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ وَوَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ قَالا ثَنَا شُعْبَةُ عَنِ الْحَكَمِ عَنْ ذَرٍّ عَنِ ابْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَجُلا سَأَلَ عُمَرَ عَنِ الْجُنُبِ لَا يَجِدُ الْمَاءَ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ قَالَ فَضَرَبَ بِيَدَيْهِ الأَرْضَ ثُمَّ نَفَخَ فِيهِمَا فَمَسَحَ وَجْهَهُ وَكَفَّيْهِ
وَهَكَذَا رَوَاهُ أَبُو نعيم فِي الْمُسْتَخْرج من حَدِيث إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم
وَرَوَاهُ مُسلم بن الْحجَّاج عَن إِسْحَاق بن مَنْصُور عَن النَّضر فَوَقع لنا بَدَلا عَالِيا وسَاق مُسلم الْإِسْنَاد كَمَا علقه البُخَارِيّ
قَوْله [6]
بَاب الصَّعِيد الطّيب وضوء الْمُسلم يَكْفِيهِ من المَاء وَقَالَ الْحسن يُجزئهُ التَّيَمُّم مَا لم يحدث
قَالَ عبد الرَّزَّاق فِي المُصَنّف عَن الثَّوْريّ عَن عَمْرو [بن عبيد] عَن الْحسن ز 24 ب قَالَ يُجزئ تيَمّم وَاحِد مَا لم يحدث))(2/186)
(وَقَالَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ ثَنَا هشيم عَن يُونُس عَن الْحسن قَالَ لَا ينْقض التَّيَمُّم إِلَّا الْحَدث)
قَوْله فِيهِ وَأم ابْن عَبَّاس وَهُوَ متيمم
قَالَ الْبَيْهَقِيُّ أَنا أَبُو عبد الله الْحَافِظ أَنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ [الْفَقِيهُ] أَنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ قُتَيْبَةَ ثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى أَنا جَرِيرٌ عَنْ أَشْعَثَ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ سَعِيدٍ هُوَ ابْنُ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ أَصَابَ [من] جَارِيَته وَأَنه تَمِيم فَصَلَّى بِهِمْ وَهُوَ مُتَيَمِّمٌ
وَبِهِ عَنْ سَعِيدٍ قَالَ كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ فِي سَفَرٍ [وَمَعَهُ] أُنَاسٌ من أَصْحَاب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهِمْ (عَمَّارٌ) فَصَلَّى بِهِمْ وَهُوَ مُتَيَمِّمٌ
قَوْله فِيهِ وَقَالَ يحيى بن سعيد لَا بَأْس بِالصَّلَاةِ على السبخة وَالتَّيَمُّم بهَا(2/187)
قَوْله فِيهِ وَقَالَ أَبُو الْعَالِيَة الصابئين [وَفِي نُسْخَة الصابئون] فرقة من أهل الْكتاب يقرءُون الزبُور
هَذَا التَّعْلِيق أسْندهُ ابْن أبي حَاتِم (قَالَ) ثَنَا عِصَام بن رداد ثَنَا آدم هُوَ ابْن أبي إِيَاس ثَنَا أَبُو جَعْفَر هُوَ الرَّازِيّ عَن الرّبيع عَن أبي الْعَالِيَة قَالَ الصابئين فرقة من أهل الْكتاب يقرءُون الزبُور م 22 أ
قَوْله [7]
بَاب إِذا خَافَ الْجنب على نَفسه الْمَرَض أَو الْمَوْت أَو خَافَ الْعَطش تيَمّم وَيذكر أَن عَمْرو بن الْعَاصِ أجنب فِي
لَيْلَة بَارِدَة فَتَيَمم وتلا [29 النِّسَاء] {وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بكم رحِيما} فَذكر ذَلِك للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَلم يعنف
أَخْبَرَنِي بِهَذَا الْحَدِيثِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بْنِ قَوَّامٍ قِرَاءَةً عَلَيْهِ أَنا أَبُو بَكْرِ بْنُ [أَحْمَدَ] الْمغَازِي أَنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ [السَّعْدِيُّ] عَن عبد الله بن عمر النَّيْسَابُورِيِّ أَنَّ الْفَضْلَ مُحَمَّدَ الأَبِيوَرْدِيَّ أَخْبَرَهُ أَنا أَبُو مَنْصُورٍ النَّوْقَانِيُّ ثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ الدَّارَقُطْنِيُّ ثَنَا أَبُو بَكْرٍ النَّيْسَابُورِيُّ ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عبد الرَّحْمَن بن وهب ثَنَا عَمِّي أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي أَنَسٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ أَبِي قَيْسٍ مَوْلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَنَّ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ كَانَ عَلَى سَرِيَّةٍ وَأَنَّهُمْ أَصَابُوا بَرْدٌ شَدِيدٌ لَمْ يَرَوْا مِثْلَهُ فَخَرَجَ لِصَلاةِ الصُّبْحِ فَقَالَ وَاللَّهِ لَقَدِ احْتَلَمْتُ الْبَارِحَةَ وَلَكِنْ وَاللَّهِ مَا(2/188)
رَأَيْتُ بَرْدًا مِثْلَ هَذَا مَرَّ عَلَى وُجُوهِكُمْ مِثْلَهُ فَغَسَلَ مَغَابِنَهُ وَتَوَضَّأَ وُضُوءَهُ لِلصَّلاةِ ثُمَّ صَلَّى بِهِمْ فَلَمَّا قَدِمَ عَلَى رَسُولِ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سَأَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَصْحَابَهُ كَيْفَ وَجَدْتُمْ عَمْرًا وَصَحَابَتِهِ لَكُمْ فَأَثْنَوْا عَلَيْهِ خَيْرًا وَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ صلى بِنَا وَهُوَ جنب ز 45 أفَأَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى عَمْرٍو [فَأَخْبَرَهُ] بِذَلِكَ وَبِالَّذِي لَقِيَ مِنَ الْبَرْدِ وَقَالَ ح 35 ب يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَقُول [29 النِّسَاء] {وَلَا تقتلُوا أَنفسكُم} وَلَوِ اغْتَسَلْتُ مُتُّ فَضَحِكَ رَسُولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى عَمْرٍو
وَبِهِ إِلَى الدَّارَقُطْنِيِّ ثَنَا أَبُو بكر بن أبي دَاوُدَ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ ثَنَا وهب ابْن جَرِيرٍ ثَنَا أَبِي سَمِعت يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ يُحَدِّثُ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي أَنَسٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ احْتَلَمْتُ فِي لَيْلَةٍ بَارِدَةٍ وَأَنَا فِي غَزْوَةِ [ذَاتِ] السَّلاسِلِ فَأَشْفَقْتُ إِنِ اغْتَسَلْتُ أَنْ أَهْلَكَ فَتَيَمَّمْتُ ثُمَّ صَلَّيْتُ بِأَصْحَابِي الصُّبْحَ فَذُكِرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا عَمْرُو صَلَّيْتَ بِأَصْحَابِكَ وَأَنْتَ جُنُبٌ فَأَخْبَرْتُهُ بِالَّذِي مَنَعَنِي مِنَ الاغْتِسَالِ فَقُلْتُ إِنِّي سَمِعت اللَّهَ [عَزَّ وَجَلَّ] يَقُولُ وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا [29 النِّسَاء] فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ يَقُلْ لِي شَيْئًا
رَوَاهُ أَبُو دَاوُد عَن مُحَمَّد بن سَلمَة عَن ابْن وهب عَن ابْن لَهِيعَة وَعَمْرو بن الْحَارِث كِلَاهُمَا عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ بِهِ
وَقد اخْتلف فِيهِ على ابْن لَهِيعَة أَيْضا فَرَوَاهُ ابْن وهب هَكَذَا وَرَوَاهُ زيد بن الْحباب عَن أبي لَهِيعَة كَذَلِك لَكِن قَالَ عَن أبي فراس يزِيد بن رَبَاح مولى عَمْرو ابْن الْعَاصِ عَن عَمْرو وَرَوَاهُ حسن بن مُوسَى وَعبد الله بن عبد الحكم وَغَيرهمَا(2/189)
عَن ابْن لَهِيعَة عَن يزِيد لَيْسَ فِيهِ أَبُو قيس كراوية يحيى بن أَيُّوب وَرَوَاهُ الْوَلِيد ابْن مُسلم عَن ابْن لَهِيعَة عَن يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ أبي قيس لِأَن عمرا بِهِ وَلم يذكر عمرا بِهِ وَصورته مُرْسل وَلِهَذَا الِاخْتِلَاف فِيمَا أَظن علقه أَبُو عبد الله بِصِيغَة التمريض لِأَن بَعضهم ذكر أَنه تيَمّم وَبَعْضهمْ ذكر أَنه تَوَضَّأ حسب وَبَعْضهمْ لم يذكر وضُوءًا وَلَا تيمما (كَمَا سَيَأْتِي)
وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه عَن عبد الله بن مُسلم عَن حَرْمَلَة عَن ابْن وهب عَن عَمْرو وَحده
وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه عَن أبي الْعَبَّاس الْأَصَم عَن مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الحكم عَن ابْن وهب كَذَلِك وَالِاخْتِلَاف فِيهِ على ابْن لَهِيعَة أَظُنهُ مِنْهُ لسوء حفظه ثمَّ قَالَ الْحَاكِم لم يخرجَاهُ يَعْنِي الشَّيْخَيْنِ وَالَّذِي عِنْدِي أَنَّهُمَا عَلَّلَاهُ بِحَدِيث جرير بن حَازِم عَن يحيى بن أَيُّوب فَذكره ثمَّ قَالَ أهل مصر أعرف بِحَدِيثِهِمْ من أهل الْبَصْرَة
قلت يُرِيد تَرْجِيح رِوَايَة عَمْرو بن الْحَارِث الَّتِي زَاد فِيهَا أَبَا قيس وَلَا ريب فِي رُجْحَانهَا فَإِنَّهَا زِيَادَة من ثِقَة وَله شَاهد من حَدِيث عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ أَن عَمْرو بن الْعَاصِ أَصَابَته جَنَابَة وَهُوَ أَمِير الْجَيْش فَترك الْغسْل من أجل أَنه قَالَ إِن اغْتَسَلت مت من الْبرد فصلى بِمن مَعَه ز 45 ب جنبا فَلَمَّا قدم على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عرف بِمَا فعل فَأَنْبَأَهُ بِعُذْرِهِ فَأقر وَسكت(2/190)
قَالَ الطَّبَرَانِيّ فِي المعجم الْكَبِير حَدَّثنا إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم أَنا عبد الرَّزَّاق أَنا ابْن جريج أَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيم بن أبي بكر بن عبد الرَّحْمَن الْأنْصَارِيّ عَن أبي أُمَامَة ابْن سهل بن حنيف عَن عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ بذلك وَهَذَا إِسْنَاد جيد لكني لَا أعرف حَال إِبْرَاهِيم هَذَا وَالله الْمُوفق
واللائق بتبويب البُخَارِيّ رِوَايَة يحيى (بن أَيُّوب) الَّتِي ذكر فِيهَا التَّيَمُّم وَالله أعلم
قَوْله فِي [8] التَّيَمُّم [ضَرْبَة]
347 - حَدَّثنا مُحَمَّدٌ [أَخْبَرَنَا] أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ شَقِيقٍ قَالَ كُنْتُ جَالِسًا مَعَ عَبْدِ اللَّهِ وَأَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ الْحَدِيثَ فِي قِصَّةِ عَمَّارٍ فِي التَّيَمُّمِ وَزَادَ يَعْلَى عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ شَقِيقٍ كُنْتُ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ (وَأَبِي مُوسَى) ح 36 أفَقَالَ أَبُو مُوسَى أَلَمْ تَسْمَعْ قَول عمار لعمر لحَدِيث
قَالَ الإِمَامُ أَحْمَدُ فِي مُسْنَدِهِ ثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ ثَنَا الأَعْمَشِ عَنْ شَقِيقٍ قَالَ كُنْتُ جَالِسًا مَعَ عَبْدِ اللَّهِ وَأَبِي مُوسَى فَقَالَ أَبُو مُوسَى يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ (الرَّجُلُ) يُجْنِبُ وَلا يَجِدُ الْمَاءَ [أَيُصَلِّي] قَالَ لَا قَالَ أَلَمْ تَسْمَعْ قَوْلَ عَمَّارٍ لِعُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [بَعَثنا] أَنَا وَأَنْتَ فَأَجْنَبْتُ فَتَمَعَّكْتُ [بِالصَّعِيدِ] فَأَتَيْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم الحَدِيث م 22 ب(2/191)
الله تبَارك وَتَعَالَى رَضِي الله عَنْهُن الرب عز وَجل
وَقَرَأْتُهُ عَالِيًا عَلَى فَاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّد بن عبد الْهَادِي أخْبركُم أَبُو نصر مُحَمَّد بن مُحَمَّد ابْن مُحَمَّد الْفَارِسِي فِي كِتَابه عَن مَحْمُود بن مَنْدَه أَن مَسْعُود بن الْحسن أخبرهُ أَنا أَبُو عَمْرِو بْنُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظ أَنا أَبُو الْحُسَيْن أَحْمد بن الْخفاف فِي كِتَابه ثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ السراج ثَنَا يُوسُف بن مُوسَى ثَنَا يعلى بن عبيد وَأَبُو مُعَاوِيَة ح (قَالَ السراج) وثنا إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم أَنا أَبُو مُعَاوِيَة قَالَا (ثَنَا) الْأَعْمَش عَن شَقِيقٍ قَالَ كُنْتُ جَالِسًا مَعَ عَبْدِ اللَّهِ وَأَبِي مُوسَى فَقَالَ أَبُو مُوسَى يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَن الرجل يجنب فَلَا يجد المَاء أيصلي فَقَالَ لَا فَقَالَ أما تذكر قَول عمار لعمر بعثنَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنا وَأَنت فأجنبت فتمعكت فِي التُّرَاب فَأتيت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَذكرت لَهُ فَقَالَ (كَانَ) يَكْفِيك هَكَذَا وَضرب بيدَيْهِ الأَرْض فَمسح وَجهه وكفيه فَقَالَ لم أر عمر قنع بذلك قَالَ فَمَا تصنع بِهَذِهِ الْآيَة {فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدا طيبا} [6 آل عمرَان 43 النِّسَاء] فَقَالَ أما أَنا لَو رخصنا لَهُم فِي هَذَا لَكَانَ أحدهم إِذا وحد برد المَاء تيَمّم بالصعيد زَاد يعلى قَالَ الْأَعْمَش فَقلت لشقيق فَلم يكن هَذَا إِلَّا لهَذَا
رَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه عَن أبي الْعَبَّاس السراج عَن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم فوافقناه بعلو دَرَجَتَيْنِ
وَرَوَاهُ الْإِسْمَاعِيلِيّ فِي مستخرجه عَن ابْن زَيْدَانَ عَن أَحْمد بن حَازِم عَن يعلى نَحوه فَوَقع عَالِيا على طَرِيقه بدرجه
آخر الْجُزْء الأول(2/192)
تغليق التَّعْلِيق على صَحِيح البُخَارِيّ الْجُزْء الثَّانِي(2/195)
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
من [8] كتاب الصَّلَاة
قَوْله فِيهِ وَقَالَ ابْن عَبَّاس حَدَّثَني أَبُو سُفْيَان فِي حَدِيث هِرقل فَقَالَ يَأْمُرنَا يَعْنِي النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِالصَّلَاةِ والصدق والعفاف انْتهى
هَذَا مُخْتَصر من حَدِيث أبي سُفْيَان الطَّوِيل وَقد سبق الْكَلَام عَلَيْهِ فِي بَدْء الْوَحْي ح 36 ب
قَوْله فِي [2]
بَاب وجوب الصَّلَاة فِي الثِّيَاب وَيذكر عَن سَلمَة بن الْأَكْوَع أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ يزره وَلَو بشوكة
وَفِي إِسْنَاده نظر انْتهى
قَرَأت عَلَى الْحَافِظَيْنِ أَبِي الْفُضَيْلِ بْنِ الْحُسَيْنِ الإِمَامِ وَأَبِي الْحَسَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ أَنَّ عبد الله بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيمَ بْنِ فَهْدٍ أَخْبَرَهُمْ أَنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْمَقْدِسِيُّ عَنِ الْمُؤَيَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيمِ أَنَّ سَعِيدَ بْنَ أَبِي الرَّجَاءِ أَخْبَرَهُ أَنا أَبُو الْعَبَّاسُ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ النُّعْمَانِ أَنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَاصِم ثَنَا(2/197)
إِسْحَاقُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ نَافِعٍ الْخُزَاعِيُّ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ الْعَدَنِيُّ ثَنَا الدَّرَاوَرْدِيُّ أَخْبَرَنِي مُوسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي رَجُلٌ أَتَصَيَّدُ أَفَأُصَلِّي فِي الْقَمِيصِ الْوَاحِدِ قَالَ ((نَعَمْ زُرَّهُ وَلَوْ بِشَوْكَةٍ)) وَقرأت عَلَى فَاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدِ بْنِ (أَحْمَدَ بْنِ) الْمُنَجَّا عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ حَمْزَةَ أَن الضياء مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِدِ الْمَقْدِسِيَّ أَخْبَرَهُمْ (فِي الْمُخْتَارَةِ) أَنا أَبُو الْمَجْدِ زَاهِرُ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ الثَّقَفِيُّ أَنَّ الْحُسَيْنَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ (الْخَلالَ) أَخْبَرَهُمْ أَنا أَبُو الْقَاسِمِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَنْصُورٍ أَنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بن عَليّ ابْن الْمُقْرِئِ أَنا أَبُو يَعْلَى أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى (الْمَوْصِلِيُّ) ثَنَا أَبُو بكر بن أبي شَيْبَةَ ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ هُوَ الدَّرَاوَرْدِيُّ عَنْ مُوسَى بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ فَذَكَرَ مِثْلَهُ
وَبِهِ إِلَى أَبِي يَعْلَى ثَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّاقِدُ ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بن مُحَمَّد أَخْبرنِي مُوسَى ابْن إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ سَلَمَةَ قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ الله إِ ني رَجُلٌ أَصِيدُ فَتَحْضُرُ الصَّلاةَ وَعَلَيَّ الْقَمِيصُ الْوَاحِدِ قَالَ ((زُرَّهُ وَلَوْ بِشَوْكَةٍ))
رَوَاهُ أَبُو دَاوُد عَن القعْنبِي وَرَوَاهُ ابْن خُزَيْمَة فِي صَحِيحه عَن نصر بن عَليّ كِلَاهُمَا عَن الدَّرَاورْدِي بِهِ وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه عَن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم عَن ابْن أبي عمر كَمَا سقناه فَوَقع لنا بَدَلا عَالِيا
ومُوسَى بن إِبْرَاهِيم هَذَا ذكره البُخَارِيّ فِي تَارِيخه فَقَالَ سمع سَلمَة بن(2/198)
الْأَكْوَع روى عَنهُ عطاف بن خَالِد
وَقَالَ فِي مَوضِع آخر مُوسَى بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم التَّيْمِيّ فِي أَحَادِيثه مَنَاكِير انْتهى وَقَالَ أَبُو دَاوُد بَلغنِي عَن أَحْمد أَنه كره الرِّوَايَة عَن مُوسَى بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم وَقَالَ أَبُو دَاوُد ز 47 أهُوَ ضَعِيف وَكَذَا فرق أَبُو حَاتِم بَين مُوسَى بن إِبْرَاهِيم ومُوسَى بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم وَقَالَ فِي مُوسَى بن مُحَمَّد إِنَّه ضَعِيف وَإِنَّمَا حصل الِاشْتِبَاه لمن جَعلهمَا وَاحِدًا لِأَن مُسَددًا روى هَذَا الحَدِيث عَن عطاف بن خَالِد وَقَالَ عَن مُوسَى بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم هَكَذَا قَالَ وَخَالفهُ قُتَيْبَة وَخلف بن هِشَام وَأَبُو النَّضر وَغير وَاحِد فَقَالُوا عَن عطاف عَن مُوسَى بن إِبْرَاهِيم (أَنه) سمع سَلمَة وَهَكَذَا قَالَ الدَّرَاورْدِي وَعبد الرَّحْمَن بن أبي الموال وَغير وَاحِد كلهم عَن مُوسَى بن إِبْرَاهِيم لم يذكرُوا بَين مُوسَى وَإِبْرَاهِيم مُحَمَّدًا وَهُوَ الصَّوَاب
وَقد وَقع لنا حَدِيث عطاف ح 37 أبن خَالِد عَن مُوسَى عَالِيا جدا أَخْبَرَنِي بِهِ أَبُو الْفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَحْمَدَ الْبَزَّازُ أَنا يُونُسُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْعَسْقَلانِيُّ قِيلَ لَهُ أَخْبَرَكُمْ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ مُشَافَهَةً عَنْ مُحَمَّد بن عبيد الله ابْن الزَّاغُونِيِّ أَنَّ أَبَا الْقَاسِمِ بْنَ الْبُسْرِيِّ أَخْبَرَهُمْ أَنا أَبُو طَاهِرٍ المخلص ثَنَا عبد(2/199)
اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ ثَنَا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ الْبَزَّارُ سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ ثَنَا الْعَطَّافُ بْنُ خَالِدٍ الْمَخْزُومِيُّ عَنْ مُوسَى بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ سَمِعت سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أَكُونُ فِي الصَّيْدِ فَأُصَلِّي وَلَيْسَ عَلَيَّ إِلا قَمِيصٌ وَاحِدٌ قَالَ زُرَّهُ وَلَوْ لَمْ تَجِدْ إِلا شَوْكَةً
وقرأت على إِبْرَاهِيم بن أَحْمد البعلي غ 31 ب أخْبركُم مُحَمَّد بن أبي بكر الصفار فِي كِتَابه عَن صَفِيَّة بنت عبد الْوَهَّاب سَمَاعا أَن مَحْمُود بن عبد الْكَرِيم بن عَليّ بن فورجة أنبأهم فِي آخَرين قَالُوا أَنا أَبُو بكر مُحَمَّد بن أَحْمد بن مَاجَه الْأَبْهَرِيّ أَنا أَبُو حَفْص أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْمَرْزُبَان الْأَبْهَرِيّ أَنا أَبُو جَعْفَر مُحَمَّد ابْن إِبْرَاهِيم بن يحيى أَنا أَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن حبيب المصِّيصِي ثَنَا عطاف ابْن خَالِد بِهِ
رَوَاهُ الإِمَام الشَّافِعِي عَن عطاف بن خَالِد والدراوردي جَمِيعًا عَن مُوسَى بن إِبْرَاهِيم بْنُ (عَبْدِ الرَّحْمَنِ) بْنِ عَبْدِ الله بن أبي ربيعَة عَن سَلمَة بِهِ فوافقناه بعلو
وَهَكَذَا رَوَاهُ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده عَن أبي عَامر الْعَقدي عَن عطاف بن خَالِد بِهِ وَنسب مُوسَى كَذَلِك
وَكَذَا رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي التَّارِيخ عَن مَالك بن إِسْمَاعِيل عَن عطاف قَالَ ثَنَا مُوسَى بن إِبْرَاهِيم المَخْزُومِي ثَنَا سَلمَة ثمَّ قَالَ لَا يَصح يَعْنِي التَّصْرِيح بِسَمَاع(2/200)
مُوسَى من سَلمَة
وَرَوَاهُ الإِمَام أَحْمد عَن أبي النَّضر وَيُونُس بن مُحَمَّد وَحَمَّاد بن خَالِد وَإِسْحَاق بن عِيسَى كلهم عَن عطاف بن خَالِد بِهِ فَوَقع لنا عَالِيا على طَرِيق الْمسند بدرجتين
وَرَوَاهُ النَّسَائِيّ عَن قُتَيْبَة فَوَقع لنا بَدَلا لَهُ عَالِيا أَيْضا وَصرح كل هَؤُلَاءِ عَن عطاف بِسَمَاع مُوسَى من سَلمَة
وَرَوَاهُ أَبُو أويس عَن مُوسَى بن إِبْرَاهِيم فَقَالَ عَن أَبِيه عَن سَلمَة بن الْأَكْوَع ومُوسَى شيخ أبي أويس فِيهِ لَيْسَ هُوَ مُوسَى بن إِبْرَاهِيم بن أبي ربيعَة شيخ الدَّرَاورْدِي وعطاف كَمَا تقدم بل هُوَ مُوسَى بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم التَّيْمِيّ
وَكَأن أَبَا أويس ز 47 أنسبه على جده لَكِن ذكره البُخَارِيّ فِي تَارِيخه عَن إِسْمَاعِيل بن أبي أويس عَن أَبِيه عَن مُوسَى بن إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن المَخْزُومِي عَن أَبِيه فَالظَّاهِر أَن الْوَهم فِيهِ من أبي أويس م 23 ب
وَرَوَاهُ يحيى بن أبي قَبيلَة عَن الدَّرَاورْدِي فَقَالَ عَن مُوسَى بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم عَن أَبِيه عَن سَلمَة أخرجه الطَّحَاوِيّ عَن أبي دَاوُد عَنهُ فَإِذا كَانَ حفظه فللدراوردي فِيهِ شَيْخَانِ أَحدهمَا مُوسَى بن إِبْرَاهِيم بن أبي ربيعَة وَقد سَمعه من سَلمَة بِلَا وَاسِطَة كَمَا صرح بِهِ العطاف عَنهُ وَإِن كَانَ البُخَارِيّ لم يُصَحِّحهُ وَثَانِيهمَا مُوسَى بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم التَّيْمِيّ وَلم يسمعهُ من سَلمَة إِنَّمَا سَمعه من أَبِيه(2/201)
عَنهُ (وَالله أعلم) وَلِهَذَا الِاخْتِلَاف قَالَ أَبُو عبد الله فِي إِسْنَاده نظر لِأَن الدَّرَاورْدِي لم يُصَرح بِسَمَاع مُوسَى مَعَ الِاخْتِلَاف عَلَيْهِ فِيهِ وعطاف مَنْسُوب إِلَى الضعْف فَلذَلِك علقه بِصِيغَة التمريض وَقَالَ فِي إِسْنَاده نظر
وَأما حجَّة من أخرجه فِي الصَّحِيح فكأنهم اعتمدوا إِسْنَاد الدَّرَاورْدِي لاتفاقهم على ثقته وَكَأن حَدِيث عطاف عِنْدهم كالشاهد لحديثه وَالله أعلم
قَوْله فِيهِ وَأمر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن لَا يطوف بِالْبَيْتِ عُرْيَان
هَذَا مُخْتَصر من حَدِيث أبي هُرَيْرَة عَن أبي بكر فِي قصَّة حجَّته وَفِيه ثمَّ أرْدف رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عليا فَأمره أَن يُؤذن بِبَرَاءَة فَأذن مَعنا عَليّ فِي أهل منى يَوْم النَّحْر أَن لَا يحجّ بعد الْعَام مُشْرك ح 37 ب وَلَا يطوف بِالْبَيْتِ عُرْيَان
وَقد أسْندهُ أَبُو عبد الله من طرق فِي مَوَاضِع من أقربها بعد هَذَا الْبَاب بسبعة أَبْوَاب(2/202)
قَوْله فِيهِ [351] حدثناموسى بْنُ إِسْمَاعِيلَ [قَالَ] حَدَّثنا يَزِيدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ قَالَتْ أُمِرْنَا أَنْ نُخْرِجَ الْحُيَّضَ يَوْمَ الْعِيدَيْنِ وَذَوَاتِ الْخُدُورِ الْحَدِيثَ
وَقَالَ عبد الله بن رَجَاء ثَنَا عمرَان حَدَّثنا مُحَمَّد بن سِيرِين حَدَّثتنَا أم عَطِيَّة سَمِعت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِهَذَا
أَخْبَرَنِي بذلك أَحْمَدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمَقْدِسِيُّ فِي كِتَابه عَن مُحَمَّد بن عَليّ بن ساعد الْحلَبِي أَن يُوسُف بن خَلِيل الْحَافِظ أخْبرهُم أَنا مُحَمَّد بن أبي زيد أَنا مَحْمُود بن إِسْمَاعِيل [الصَّيْرَفِي] أَنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ [بْنِ فاذشاه] أَنا سُلَيْمَان بن أَحْمد ثَنَا عَليّ بن عبد الْعَزِيز [الْبَغَوِيّ] ثَنَا عبد الله بن رَجَاء [الغداني] أَنا عمرَان الْقطَّان عَن مُحَمَّد بن سِيرِين حَدَّثتنَا أم عَطِيَّة الْأَنْصَارِيَّة قَالَت وَقد غزوت مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم غزوات كُنَّا نقوم على الكلمى ونداوي الْجَرْحى فَقلت يَا رَسُول الله إحدانا تخرج مَعَ النَّاس يَوْم الْفطر وَيَوْم النَّحْر قَالَت فَسمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ يخْرجن الْعَوَاتِق وَذَوَات الْخُدُور وَالْحيض فيشهدن الْخَيْر ودعوة الْمُسلمين قلت يَا رَسُول الله إحدانا لَا يكون لَهَا ثوب قَالَ تلبسها أُخْتهَا ز 48 أ
قَوْله [3]
بَاب عقد الْإِزَار على الْقَفَا فِي الصَّلَاة
وَقَالَ أَبُو حَازِمٍ عَنْ سَهْلٍ صَلُّوا مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عاقدي أزرهم على عواتقهم(2/203)
ثمَّ أسْندهُ فِي الصَّلَاة بعد هَذَا بِقَلِيل من طَرِيق يحيى بن سعيد عَن سُفْيَان الثَّوْريّ عَن أبي حَازِم
قَوْله [4]
بَاب الصَّلَاة فِي الثَّوْب الْوَاحِد ملتحفا بِهِ
قَالَ الزُّهْرِيّ فِي حَدِيثه الملتحف المتوشح وَهُوَ الْمُخَالف بَين طَرفَيْهِ على عَاتِقيهِ وَهُوَ الاشتمال على مَنْكِبَيْه وَقَالَت أم هَانِيء ((التحف النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِثَوْب وَخَالف بَين طَرفَيْهِ على عَاتِقيهِ))
أما قَول الزُّهْرِيّ فَقَالَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ ثَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ ثَنَا جَعْفَرُ بن برْقَان عَن الزُّهْرِيّ عَم سَالِمٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ نَهَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن لبستين الصما وَهُوَ أَنْ يَلْتَحِفَ فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ بِرَفْعِ جَانِبِهِ عَلَى مَنْكِبَيْهِ لَيْسَ عَلَيْهِ ثَوْبٌ غَيْرَهُ
وَأما حَدِيث أم هَانِيء فأسنده أَبُو عبد الله فِي الْبَابِ مِنْ طَرِيقِ مَالِكٍ عَنْ أَبِي النَّضْرِ عَنْ أَبِي مُرَّةَ مَوْلَى عُقَيْلٍ عَنْهَا فِي قِصَّةِ الْفَتْحِ وَفِيهِ ((أَنَّهُ الْتَحَفَ بِثَوْبٍ)) وَلَيْسَ ((فِيهِ خَالف بَين طرفيهعلى عَاتِقَيْهِ))
وَأما هَذَا اللَّفْظُ فَهُوَ مِنْ حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بن الْحُسَيْن وَغَيره ح 38 أعَنْ أَبِي مُرَّةَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ وَانْفَرَدَ مُسلم من حَدِيث مُحَمَّد بن عَليّ كَمَا قَرَأت عَلَى فَاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الْهَادِي بسفح قاسيون عَن الْحسن بن عمر الْكرْدِي أَن عبد الله بن عمر [بن اللتي] أخْبرهُم أَنا الشريف أَبُو عَليّ الْحسن بن جَعْفَر بن عبد الصَّمد بن المتَوَكل أَنا أَبُو غَالب الباقلاني أَنا أَبُو عَليّ أَحْمد بن الْفضل بن خُزَيْمَة ثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيل التِّرْمِذِيّ ثَنَا مُعلى بن أَسد أَخُو بهز ثَنَا وهيب بن خَالِد عَن جَعْفَر بن مُحَمَّد عَن أَبِيه عَن أبي مرّة مولى عقيل عَن أم(2/204)
هَانِئ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صلى فِي بَيتهَا عَام الْفَتْح ثَمَانِي رَكْعَات فِي ثوب وَاحِد قد خَالف بَين طَرفَيْهِ
رَوَاهُ مُسلم عَن حجاج بن الشَّاعِر عَن مُعلى بن أَسد بِهِ فَوَقع لنا بَدَلا عَالِيا بدرجتين وَلم يروه عَن جَعْفَر إِلَّا وهيب بن خَالِد
وَقَدْ رَوَاهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حُنَيْنٍ عَنْ أَبِي مُرَّةَ قَالَ السَّرَّاجُ فِي مُسْنَدِهِ حَدَّثنا إِسْحَاقُ ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ الْمَخْزُومِيُّ ثَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حُنَيْنٍ عَنْ أَبِي مُرَّةَ عَنْ أُمِّ هَانِئٍ بِنْتِ أَبِي طَالِبٍ قَالَتْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ مُخَالِفًا بَيْنَ طَرَفَيْهِ ثَمَانِي رَكَعَاتٍ بِمَكَّةَ يَوْمَ الْفَتْحِ
ولوهيب بن خَالِد فِيهِ شيخ آخر أَخْبَرَنَا أَحْمد بن أبي بكر فِي كِتَابه عَن مُحَمَّد بن ابْن عَليّ بن ساعد أَن يُوسُف بن خَلِيل الْحَافِظ أخْبرهُم أَنا مُحَمَّد بن ز 48 ب أبي زيد أَنا مَحْمُود بن إِسْمَاعِيل [الصَّيْرَفِي] أَنا أَحْمد بن مُحَمَّد [بن فاذشاه] أَنا سُلَيْمَان بن أَحْمد ثَنَا عَليّ بن عبد الْعَزِيز [الْبَغَوِيّ] ثَنَا مُعلى بن أَسد الْعمي ثَنَا وهيب بن خَالِد عَن مُحَمَّد بن عجلَان عَن سعيد المَقْبُري عَن أبي مرّة مولى عقيل نَحْو حَدِيث مُحَمَّد م 24 أ
وَقَالَ السراج أَيْضا ثَنَا جَعْفَر بن مُحَمَّد الصَّائِغ ثَنَا شُرَيْح بن النُّعْمَان ثَنَا فليح ابْن سُلَيْمَان عَن سعيد نَحوه
وَقَالَ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه وَأحمد فِي مُسْنده حَدَّثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حُنَيْنٍ عَنْ أَبِي مرّة مولى عقيل بن(2/205)
أَبِي طَالِبٍ عَنْ أُمِّ هَانِئِ ابْنَةِ أَبِي طَالِبٍ قَالَتْ أَتَيْتُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَوُضِعَ لَهُ مَاءٌ فَاغْتَسَلَ ثُمَّ الْتَحَفَ وَخَالَفَ بَيْنَ طَرَفَيْهِ عَلَى عَاتِقِهِ ثُمَّ صَلَّى الضُّحَى ثَمَانِي رَكَعَاتٍ وَهَذَا أليق بِمُرَاد البُخَارِيّ
قَوْله [7]
بَاب الصَّلَاة فِي الْجُبَّة الشامية وَقَالَ الْحسن فِي الثِّيَاب ينسجها الْمَجُوسِيّ لم ير بهَا بَأْسا وَقَالَ معمر رَأَيْت الزُّهْرِيّ يلبس
من ثِيَاب الْيمن مَا صبغ بالبول وَصلى عَليّ فِي ثوب غير مَقْصُور
أما قَول الْحسن فَأَنْبَأَنِي بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ [الْجَزَرِيُّ] أَنَّ أَحْمَدَ بْنِ قَيْسٍ الْفَقِيهَ أَخْبَرَهُمْ أَنا عبد الرَّحِيم بن يُوسُف [ابْن خَطِيبِ الْمِزَّةِ] أَنا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ [بْنِ طَبَرْزَدَ] أَنا مُحَمَّدُ بن عبد الْبَاقِي أَنا الْحسن بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ أَنا أَبُو الْحسن ابْن لُولُو ثَنَا حَمْزَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكَاتِبُ ثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ ثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ (عَنِ الْحَسَنِ) قَالَ ((لابأس بِالصَّلاةِ فِي الثَّوْبِ الَّذِي يَنْسِجُهُ المحوسي قَبْلَ أَنْ يُغْسَلَ))
وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ فِي كِتَابِ الصَّلاةِ لَهُ حَدَّثنا رَبِيعٌ عَنِ الْحَسَنِ قَالَ ((لَا بَأْسَ بِالصَّلاةِ فِي رِدَاءِ الْيَهُودِيِّ وَالنَّصْرَانِيِّ))
وَقَالَ ابْن أبي شيبَة حَدَّثنا أَبُو دَاوُدَ عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عَطِيَّةَ سَمِعت الْحَسَنَ وَسُئِلَ عَنِ الثَّوْبِ يَخْرُجُ مِنَ النَّسَّاجِ يُصَلَّى فِيهِ قَالَ نَعَمْ قَالَ وَسمعت ابْنَ سِيرِينَ يَكْرَهُهُ
وَأما أَثَرَ الزُّهْرِيِّ فَهَكَذَا أَخْرَجَهُ مَعْمَرٌ فِي جَامِعِهِ وَرَوَاهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ فِي(2/206)
المُصَنّف عَن المعمر قَالَ رَأَيْتُ الزُّهْرِيَّ يَلْبَسُ مَا صُبِغَ بِالْبَوْلِ
وَأما فِعْلُ عَلِيٍّ فَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ فِي الطَّبَقَاتِ أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى أَنا عَلِيُّ بْنُ صَالِحٍ عَنْ عَطَاءٍ أَبِي مُحَمَّدٍ قَالَ رَأَيْتُ عَلِيًّا خَرَجَ مِنَ الْبَابِ الصَّغِيرِ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ حِينَ ارْتَفَعَتِ الشَّمْسُ وَعَلَيْهِ قَمِيصٌ كَرَابِيسُ كسكرى فَوْقَ الْكَعْبَيْنِ وَكُمُّهُ إِلَى الأَصَابِعِ أَوْ أصل الْأَصَابِع غير مغسول ح 38 ب
(وَقَالَ الإِمَام أَحْمد فِي الزّهْد لَهُ ثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ ثَنَا الْحَسَنُ يَعْنِي ابْنَ صَالِحٍ عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ عَطَاءٍ قَالَ رَأَيْتُ عَلَى عَلِيٍّ قَمِيصَ كَرَابِيسَ غَيْرَ مَقْصُورٍ أَوْ غَيْرَ مَغْسُولٍ)
قَوْله [12]
بَاب مَا يذكر فِي الْفَخْذ ويروى عَن ابْن عَبَّاس وجرهد وَمُحَمّد بن جحش عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ((
الْفَخْذ عَورَة)) وَقَالَ أنس حسر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن فَخذه وَحَدِيث أنس أسْند وَحَدِيث جرهد أحوط
أما حَدِيث ابْن عَبَّاس فَأَخْبَرَنِي بِهِ أَبُو إِسْحَاقَ بْنُ أَحْمَدَ الْحَرِيرِيُّ أَنَّ أَحْمَدَ بْنَ أَبِي طَالِبٍ أَخْبَرَهُمْ فِيمَا قُرِئَ عَلَيْهِ وَهُوَ يَسْمَعُ ح وَقرأت عَلَى إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الدِّمَشْقِيِّ بِالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَخْبَرَكُمْ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي النُّعْمِ سَمَاعًا عَن عبد الله بن عمر بْنِ عَلِيٍّ أَنا أَبُو الْوَقْتِ أَخْبَرَهُ أَنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ [الْبُوشَنْجِيُّ] أَنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ [السَّرَخْسِيُّ] أَنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خُرَيْمٍ أَنا عَبْدُ بْنُ حميد ز 149 أَنا عبيد الله ابْن مُوسَى أَنا إِسْرَائِيلُ عَنْ أَبِي يَحْيَى الْقَتَّاتِ سَمِعت مُجَاهِدًا يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ مَرَّ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى رَجُلٍ فَرَأَى فَخِذَهُ خَارِجَهُ فَقَالَ ((غَطِّ فَخِذَكَ فَإِنَّ فَخذ الرجل من عَوْرَته))(2/207)
رَوَاهُ الإِمَام أَحْمد فِي مُسْنده عَن مُحَمَّد بن سَابق عَن إِسْرَائِيل فَوَقع لنا بَدَلا عَالِيا
وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي جَامعه عَن وَاصل بن عبد الْأَعْلَى عَن يحيى بن آدم عَن إِسْرَائِيل بِهِ مُخْتَصرا
وَأَبُو يحيى القَتَّات روى عَنهُ جمَاعَة وَاخْتلف قَول ابْن معِين فِيهِ فَقَالَ مرّة فِي حَدِيثه ضعف وَقَالَ مرّة ثِقَة وَقَالَ أَحْمد روى عَنهُ إِسْرَائِيل أَحَادِيث كَثِيرَة مَنَاكِير جدا وَقَالَ النَّسَائِيّ لَيْسَ بِالْقَوِيّ
وَرَوَاهُ أَبُو جَعْفَر بن جرير الطَّبَرِيّ عَن أبي زرْعَة الرَّازِيّ عَن ثَابت بن مُحَمَّد عَن إِسْرَائِيل بِهِ فِي عقبه عَن أبي زرْعَة عَن ثَابت عَن سُفْيَان عَن حبيب ابْن أبي ثَابت عَن طَاوس بن مُحَمَّد عَن ابْن عَبَّاس بِهِ
قَالَ أَبُو عبد الله بن بكير كَانَ هَذَا الحَدِيث فِي كتاب أبي زرْعَة عَن ثَابت عَن إِسْرَائِيل وَإِلَى جنبه عَن ثَابت عَن سُفْيَان عَن حبيب عَن طَاوس عَن ابْن عَبَّاس فِي كسوف الشَّمْس فَيُشبه أَن يكون أَبُو زرْعَة حدث بِهِ من حفظه فَوَهم فِيهِ إِن لم يكن الطَّبَرِيّ أَخطَأ عَلَيْهِ حَكَاهُ الْخَطِيب فِي تَرْجَمَة ابْن جرير(2/208)
قلت وَقد رَوَاهُ ابْن تومرد عَن أبي زرْعَة على الصَّوَاب وَهَذَا مِمَّا أَخطَأ فِيهِ الثِّقَة على الثِّقَة وَلَو سلم لَكَانَ على شَرط الصَّحِيح وَالله أعلم
وَأما حَدِيث جرهد فَإِنَّهُ حَدِيث مُضْطَرب جدا فَمن أمثل طرقه مَا أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْمُبَارَكِ الْغَزِّيُّ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ إِسْمَاعِيلَ الْمَخْزُومِيَّ أَخْبَرَهُمْ أَنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْقَوِيِّ عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ سَعْدِ الْخَيْرِ سَمَاعًا (عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ عَبْدِ اللَّهِ سَمَاعًا) أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عبد الله بن ريذة أخْبرهُم أَنا أَبُو الْقَاسِمِ الطَّبَرَانِيُّ ثَنَا عَليّ ابْن عَبْدِ الْعَزِيزِ [الْبَغَوِيُّ] ثَنَا الْقَعْنَبِيُّ عَنْ مَالِكٍ عَنْ أَبِي النَّضْرِ عَنْ زُرْعَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جَرْهُدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ كَانَ جَرْهَدٌ مِنْ أَصْحَابِ الصُّفَّةِ قَالَ جَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفَخِذِي مَكْشُوفَةٌ فَقَالَ ((أما عَلِمْتَ أَنَّ الْفَخِذَ عَوْرَةٌ))
رَوَاهُ أَبُو دَاوُد عَن القعْنبِي فوافقناه بعلو
وتابع القعْنبِي على وَصله عَن مَالك عبد الرَّحْمَن بن مهْدي وَعبد الله بن نَافِع م 24 ب وَخَالفهُم معن بن عِيسَى وَإِسْحَاق بن غ 33 أالطباع وَعبد الله بن وهب وَإِسْمَاعِيل بن أبي أويس وَغَيرهم فَقَالُوا عَن مَالك (عَن) أبي النَّضر عَن زرْعَة عَن أَبِيه وَلم يذكرُوا جده
وَهَكَذَا رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي التَّارِيخ عَن يحيى بن بكير عَن مَالك
وَرَوَاهُ مطرف عَن مَالك عَن الزُّهْرِيّ عَن عبد الرَّحْمَن بن جرهد عَن أَبِيه وَهُوَ غَرِيب جدا لَكِن الرَّاوِي لَهُ عَن مطرف ضَعِيف
وَقَالَ البُخَارِيّ فِي التَّارِيخ قَالَ لِي إِسْمَاعِيلُ حَدَّثَني ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ زُرْعَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جَرْهَدٍ الأَسْلَمِيِّ عَنْ جَدِّهِ جَرْهَدٍ أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم(2/209)
قَالَ ((الْفَخْذ عَورَة)) ز 49 ب
وَقَالَ أَبُو الزِّنَاد وحَدَّثَني نفر سوى زرْعَة مثله
وَقَالَ أَيْضا قَالَ لي عبد الرَّحْمَن بن يُونُس عَن ابْن أبي الفديك عَن الضَّحَّاك ابْن عُثْمَان عَن أبي النَّضر عَن زُرْعَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جرهد عَن جده جرهد عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
وَرَوَاهُ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ
وَوَقَعَ لَنَا حَدِيثُهُ عَالِيًا جِدًّا أَخْبَرَنِيهِ أَحْمَدُ بْنُ خَلِيلٍ فِي كِتَابِهِ أَنَّ أَبَا بكر ابْن مُحَمَّدِ بْنِ عَنْتَرٍ أَخْبَرَهُ عَنْ عبد الرَّحْمَن ح 39 أبْنِ مَكِّيِّ الطَّرَابُلُسِيِّ أَنا أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيِّ أَنا أَبُو الْخَطَّابِ بْنُ الْبَطِرِ أَنا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْبَزَّازُ أَنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حَرْبٍ ثَنَا جَدُّ أَبِي ثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ حَدَّثَهُ ابْنُ جَرْهَدٍ عَنْ جَرْهَدٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبْصَرَهُ فِي الْمَسْجِدِ وَعَلَيْهِ بُرْدَةٌ وَقَدِ انْكَشَفَ فَخِذُهُ فَقَالَ ((إِنَّ الْفَخِذَ مِنَ الْعَوْرَةِ))
رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ عَن ابْن أبي عمر عَن سُفْيَان فَوَقع لنا بَدَلا عَالِيا بدرجتين لكنه قَالَ عَن أبي الزِّنَاد عَن زرْعَة بن مُسلم بن جرهد عَن جده
وَرَوَاهُ البُخَارِيّ فِي تَارِيخه عَن صَدَقَة بن الْفضل عَن ابْن عُيَيْنَة عَن أبي الزِّنَاد عَن آل جرهد (عَن جرهد)
وَعَن أبي النَّضر عَن زرْعَة بن مُسلم بن جرهد قَالَ البُخَارِيّ وَلَا يَصح هَذَا
وَرَوَاهُ معمر عَن أبي الزِّنَاد كَرِوَايَة عَليّ بن حَرْب عَن سُفْيَان أَخْبَرَنَا بِهِ عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن الْغَزِّي بالسند الْمُتَقَدّم إِلَى الطَّبَرَانِيّ ثَنَا إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم(2/210)
الدبرِي عَن عبد الرَّزَّاق عَن معمر عَن أبي الزِّنَاد عَن ابْن جرهد عَن أَبِيه نَحوه
رَوَاهُ الإِمَام أَحْمد عَن عبد الرَّزَّاق فوافقتاه بعلو
وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيّ عَن الْحسن بن عَليّ عَن عبد الرَّزَّاق فَوَقع لنا بَدَلا عَالِيا بدرجتين وَهَكَذَا رَوَاهُ روح بن الْقَاسِم وورقاء عَن أبي الزِّنَاد
وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه من طَرِيق أبي عَاصِم عَن سُفْيَان هُوَ الثَّوْريّ عَن أبي الزِّنَاد عَن زرْعَة بن عبد الرَّحْمَن عَن جده جرهد بِهِ وَلم يصنع ابْن حبَان فِي تَصْحِيح هَذِه الطَّرِيق شَيْئا فقد صرح التِّرْمِذِيّ بانقطاعها هَذَا مَعَ الِاخْتِلَاف فِيهِ على أبي الزِّنَاد قيل عَنهُ هَكَذَا وَقيل عَنهُ عَن زرْعَة بن عبد الرَّحْمَن قَالَ كَانَ جرهد وَنَفر من أسلم وَقيل عَنهُ غير ذَلِك
وَله طَرِيق أُخْرَى من غير رِوَايَة أبي الزِّنَاد وَأبي النَّضر
أَخْبَرَنِي عبد الله بن عمر [الْأَزْهَرِي] أَنا أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر [حفنجلة] أَنا عَبْدُ اللَّطِيفِ بْنُ عَبْدِ الْمُنْعِمِ أَنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ صَاعِدٍ أَنا أَبُو الْقَاسِم بن الْحصين أَنا أَبُو عَليّ بن الْمَذْهَب أَنا أَبُو بَكْرِ بْنُ مَالِكٍ حَدَّثَني عبد الله بن أَحْمد بن حَنْبَل حَدَّثَني أبي ثَنَا أَبُو عَامر ثَنَا زُهَيْر يَعْنِي ابْن مُحَمَّد عَن عبد الله بن مُحَمَّد يَعْنِي ابْن عقيل عَن عبد الله ابْن جرهد الْأَسْلَمِيّ أَنه سمع أَبَاهُ (بِهِ)
رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ عَن وَاصل بن عبد الْأَعْلَى عَن يحيى بن آدم عَن الْحسن بن صَالح بن عبد الله وَقَالَ حسن غَرِيب من هَذَا الْوَجْه(2/211)
وَعبد الله بن جرهد ذكره ابْن حبَان فِي الثِّقَات وَقَالَ يروي عَنهُ عبد الله بن مُحَمَّد بن عقيل إِن كَانَ ز 50 أحفظه
وَقَالَ البُخَارِيّ رَوَاهُ غَيره عَن ابْن عقيل عَن عبد الله بن مُسلم بن جرهد عَن أَبِيه وَهُوَ أصح فدخله أَيْضا الِاضْطِرَاب والإرسال وَلَو ذهبت أحكي مَا عِنْدِي من طرق هَذَا الحَدِيث لاحتمل أوراقا وَلَكِن الِاخْتِصَار أولى وَالله الْمُوفق ح 39 ب
وَأما حَدِيث مُحَمَّد بن جحش وَهُوَ مُحَمَّد بن عبد الله بن جحش نسب إِلَى جده وَقَالَ التِّرْمِذِيّ لَهُ ولأبيه صُحْبَة وَقَالَ البُخَارِيّ فِي التَّارِيخ قتل أَبوهُ يَوْم أحد فَأَخْبَرَنِي بِحَدِيثِهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْبُزَاعِيُّ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ بِسَفْحِ قَاسِيُونَ عَمَّرَهُ اللَّهُ تَعَالَى عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ سَمَاعًا أَنَّ أَحْمَدَ بْنَ عَبْدِ الدَّايِمِ أَخْبَرَهُمْ أَنا يَحْيَى بْنُ مَحْمُودٍ [الثَّقَفِيُّ] أَنا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْهَيْثَمِيِّ أَنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنَ الْمُعْتَزِّ بْنِ مَنْصُورٍ أَنا أَبُو طَاهِر مُحَمَّد بن الْفضل بن خُزَيْمَة أَنا جدي إِمَّا الأَئِمَّةِ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ثَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ ثَنَا الْعَلاءُ عَنْ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَحْشٍ أَنَّهُ قَالَ مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا مَعَهُ عَلَى مَعْمَرٍ وَفَخِذَاهُ مَكْشُوفَتَانِ فَقَالَ ((يَا مَعْمَرُ غَطِّ عَلَيْكَ فَخِذَيْكَ فَإِنَّ الفخذين عَورَة))(2/212)
رَوَاهُ الإِمَام أَحْمد فِي مُسْنده عَن سُلَيْمَان بن دَاوُد وهوالهاشمي عَن إِسْمَاعِيل ابْن جَعْفَر عَن الْعَلَاء بن عبد الرَّحْمَن بِهِ فَوَقع لنا بَدَلا عَالِيا بِدَرَجَة
وَرَوَاهُ البُخَارِيّ فِي التارخ عَن إِبْرَاهِيم بن مُوسَى عَن إِسْمَاعِيل بِهِ وَهَكَذَا رَوَاهُ حَفْص بن ميسرَة وَابْن أبي حَازِم وَعبد الْعَزِيز الدَّرَاورْدِي وَسليمَان بن بِلَال وَمُحَمّد بن جَعْفَر بن أبي كَبِير عَن الْعَلَاء بن عبد الرَّحْمَن
وَأَبُو كَبِير هُوَ مولى مُحَمَّد بن عبد الله بن جحش روى عَنهُ أَيْضا صَفْوَان بن سليم وَمُحَمّد بن سِيرِين وَمُحَمّد بن عَمْرو بن عَلْقَمَة وَمُحَمّد بن أبي يحيى الْأَسْلَمِيّ وعدة بَعضهم فِي الصَّحَابَة وَلَا يَصح وَيُقَال هُوَ مولى الليثين
وَأما حَدِيث أنس بن مَالك فَهُوَ فِي الْبَاب الْمَذْكُور قد أسْندهُ من طَرِيق عبد الْعَزِيز بن صُهَيْب عَنهُ
وَقَوله وَحَدِيث أنس أسْندهُ أَي أصح إِسْنَادًا ز 25 أ
قَوْله فِيهِ وَقَالَ أَبُو مُوسَى غطى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رُكْبَتَيْهِ حِين دخل عُثْمَان وَقَالَ زيد بن ثَابت أنزل الله على رَسُوله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَفَخذه على فَخذي فَثقلَتْ عَليّ(2/213)
حَتَّى خفت أَن ترض خفذي
أما حَدِيث أبي مُوسَى فَهُوَ طرف من حَدِيث القف
وَقد أخرجه أَبُو عبد الله فِي مَوَاضِع من كِتَابه من مُسْند أبي مُوسَى وَانْفَرَدَ عَاصِم الْأَحول عَن أبي عُثْمَان عَن أبي مُوسَى بِهَذِهِ الزِّيَادَة فِيهِ وأخرجها من طَرِيقه فِي مَنَاقِب عُثْمَان
وَأما حَدِيث زيد بن ثَابت فأسنده فِي الْجِهَاد وَالتَّفْسِير مِنْ رِوَايَةِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ الصَّحَابِيِّ عَنْ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمْلَى عَلَيْهِ ز 50 ب {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} [95 النِّسَاء] ح 40 أفَجَاءَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ الْحَدِيثَ وَفِيهِ هَذَا الْقَدْرُ الْمُعَلَّقُ
قَوْله فِي [23]
بَاب [فِي] كم تصلي الْمَرْأَة فِي الثِّيَاب
وَقَالَ عِكْرِمَة لَو وارت جَسدهَا فِي ثوب جَازَ
قَالَ سعيد بن مَنْصُور حَدَّثنا حَمَّاد بن زيد عَن الزبير بن الحريث عَن عِكْرِمَة(2/214)
قَالَ تصلي الْمَرْأَة فِي درع وَمِلْحَفَة وَلَكِن لتقنع فِي الملحفة
وَقَالَ عبد الرَّزَّاق عَن معمر عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَن عِكْرِمَة (قَالَ) لَو أخذت الْمَرْأَة ثوبا فَتَقَنَّعت بِهِ حَتَّى لَا يرى من شعرهَا شَيْء أَجْزَأَ عَنْهَا [مَكَان الْخمار]
وَبِه عَن يحيى سُئِلَ عِكْرِمَة أَتُصَلِّي الْمَرْأَة فِي درع وخمار قَالَ نعم إِذا لم يكن شفافا
قَوْله [18]
بَاب الصَّلَاة فِي السطوح والمنبر والخشب
قَالَ أَبُو عبد الله وَلم ير الْحسن بَأْسا أَن يُصَلِّي على الجمد والقناطر وَإِن جري تحتهَا بَوْل أَو فَوْقهَا أَو أمامها إِذا كَانَ بَينهمَا ستْرَة وَصلى أَبُو هُرَيْرَة على سقف الْمَسْجِد بِصَلَاة الإِمَام وَصلى ابْن عمر على الثَّلج
أما رَأْي الْحسن
وَأما [فعل] أبي هُرَيْرَة فَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ثَنَا وَكِيعٌ عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ عَنْ صَالِحٍ مَوْلَى التَّوْأَمَةِ قَالَ صَلَّيْتُ مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ فَوْقَ الْمَسْجِدِ بِصَلاةِ الإِمَامِ [هُوَ أَسْفَلُ]
سَماع ابْن أبي الذِّئْب من صَالح قديم وَله طَرِيق أُخْرَى إِن أبي هُرَيْرَة قَالَ سعيد ابْن مَنْصُورٍ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمَّارٍ الْمُؤَذِّنُ ثَنَا جَدِّي أَبُو أُمِّي قَالَ رَأَيْت أَبَا هُرَيْرَة(2/215)
وَسَعْدَ بْنَ عَابِدٍ الْمُؤَذِّنَ يُصَلِّيَانِ عَلَى ظَهْرِ الْمَسْجِدِ بِصَلاةِ الإِمَامِ
وَأما فعل ابْن عمر
قَوْله فِي [14]
بَاب إِذا صلى فِي ثوب لَهُ أَعْلَام
عَقِبَ حَدِيثِ [373] الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى فِي خَمِيصَةٍ لَهَا أَعْلامٌ الْحَدِيثَ
وَقَالَ هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ [قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] كُنْتُ أَنْظُرُ إِلَى عَلَمِهَا وَأَنَا فِي الصَّلاةِ فَأَخَافُ أَنْ تفتتنني))
قَالَ الإِمَام أَحْمد بن حَنْبَل فِي مُسْنده حَدَّثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ ووكيع عَن هِشَام ح وَأخبرنا أَبُو الْفَرَجِ بْنُ الْغَزِّيُّ أَنا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ قُرَيْشٍ أَنا أَبُو الْفَرَجِ الشَّيْبَانِيُّ عَنْ مَسْعُودِ بْنِ أَبِي مَنْصُورِ أَنَّ الْحَسَنَ بْنَ أَحْمَدَ الأَصْبَهَانِيَّ أخبرهُ أَنا أَحْمد بن عبد اللَّهِ الْحَافِظُ ثَنَا عُبَيْدُ بْنُ غَنَّام ثَنَا أَبُو بكر بن أَبِي شَيْبَةَ ثَنَا وَكِيعٌ عَنِ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَتْ لَهُ خَمِيصَةٌ لَهَا عَلَمٌ فَكَانَ يَتَشَاغَلُ بِهَا فِي الصَّلاةِ فَأَعْطَاهَا أَبَا جَهْمٍ وَأَخَذَ كِسَاءً لَهُ أَنْبِجَانِيَّةٌ
رَوَاهُ مُسلم عَن أبي بكر فوافقناه بعلو(2/216)
وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد من حَدِيث ابْن أبي الزِّنَاد عَن هِشَام وَلم يسق لَفظه وَيحْتَمل أَنه عِنْده بِاللَّفْظِ الَّذِي ز 51 أعلقه (بِهِ) البُخَارِيّ نعم روى مَالك فِي الْمُوَطَّأ عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ أَبِي عَلْقَمَةَ عَنْ أُمِّهِ عَنْ عَائِشَةَ وَفِي لَفْظِهِ فَائِدَةٌ أَحْبَبْتُ التَّنْبِيهَ عَلَيْهَا قَالَتْ أَهْدَى أَبُو جَهْمِ بْنُ حُذَيْفَةَ إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَمِيصَةً [شَامِيَّةً] لَهَا عَلَمٌ فَشَهِدَ فِيهَا الصَّلاةَ فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ (لِي) رُدِّي هَذِهِ الْخَمِيصَةَ إِلَى أبي حهم فَإِنِّي نَظَرْتُ إِلَى عَلَمِهَا فِي الصَّلَاة فكاد يفتتينني))
فَفِي هَذِه السِّيَاقَة وَجه تَخْصِيص أبي جهم بِإِعْطَاء الخميصة وَهِي فَائِدَة جليلة
قَوْله [20]
بَاب الصَّلَاة على الْحَصِير
وَصلى جَابر وَأَبُو سعيد فِي السَّفِينَة قَائِما وَقَالَ الْحسن تصلي قَائِما مَا لم تشق على أَصْحَابك تَدور مَعهَا وَإِلَّا فقاعدا
أما فعل جَابر وَأبي سعيد فَقَالَ أَبُو بكر بن أبي شيبَة فِي المُصَنّف حَدَّثنا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ عَنْ حُمَيْدٍ قَالَ سُئِلَ أَنَسٌ عَنِ الصَّلاةِ فِي السَّفِينَةِ فَقَالَ عَبْدُ الله ابْن أبي عتبَة مولى أنس وهومعنا جَالِسٌ سَافَرْتُ مَعَ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ وَأَبِي الدَّرْدَاءِ وَجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ حُمَيْدٌ وَأُنَاسٍ قَدْ سَمَّاهُمْ فَكَانَ إِمَامُنَا يُصَلِّي بِنَا فِي السَّفِينَةِ قَائِمًا وَنُصَلِّي خَلْفَهُ قِيَاما وَلَوْ شِئْنَا لأَرْفَأْنَا أَيْ أَرْسَيْنَا وَخَرَجْنَا
وَأما قَول حسن فأَخْبَرَنَا بِهِ عبد الرَّحِيم بن عبد الْوَهَّاب العامري مشافهة عَن يُونُس بن أبي إِسْحَاق أَن عَليّ بن مَحْمُود الصَّابُونِي كتب إِلَيْهِم أَنا الْحَافِظ أَبُو طَاهِر السلَفِي أَنا أَبُو صَادِق الْمَدِينِيّ ح 40 ب أَنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَارِسِيُّ أَنا مُحَمَّد(2/217)
ابْن عبد الله بن زَكَرِيَّا أَنا أَبُو عبد الرَّحْمَن النَّسَائِيّ ثَنَا قُتَيْبَة أَبُو عوَانَة عَن عَاصِم الْأَحول قَالَ سَأَلت الْحسن وَابْن سِيرِين وعامرا عَن الصَّلَاة فِي السَّفِينَة فكلهم يَقُول ((إِن قدر على الْخُرُوج فَليخْرجْ غير الْحسن فَإِنَّهُ قَالَ إِن لم يؤذ أَصْحَابه))
وَقَالَ البُخَارِيّ فِي تَارِيخه قَالَ لنا مُوسَى هُوَ ابْن إِسْمَاعِيل ثَنَا عبد الله بن مَرْوَان شريك هِشَام الدستوَائي سَمِعت الْحسن يَقُول ((در فِي السَّفِينَة كَمَا تَدور إِذا صليت))
وَقَالَ أَبُو بكر فِي المُصَنّف حَدَّثنا حَفْص عَن عَاصِم عَن الشّعبِيّ وَالْحسن وَابْن سِيرِين (أَنهم) قَالُوا صل فِي السَّفِينَة قَائِما وَقَالَ الْحسن لَا تشق على أَصْحَابك م 25 ب
قَوْله [22]
بَاب الصَّلَاة على الْفراش وَصلى أنس على فرَاشه وَقَالَ أنس كُنَّا نصلي مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَيسْجد أَحَدنَا
على ثَوْبه
أما فعل أنس فَأَخْبَرَنَا بِهِ الْحَافِظُ أَبُو الْحَسَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ أَخْبَرَهُمْ أَنا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ الْبُخَارِيِّ عَنْ عبد الله بن عمر الصفار أَنَّ أَبَا الْقَاسِمِ الْمُسْتَمْلِي أَخْبَرَهُ أَنا الْحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ الْبَيْهَقِيُّ أَنا أَبُو الْحُسَيْن بن بَشرَان أَنا أَبُو عَمْرِو بْنُ السَّمَّاكِ ثَنَا حَنْبَلُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ حَنْبَلٍ حَدَّثَني أَبُو عَبْدِ اللَّهِ يَعْنِي أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ ثَنَا عمر بن عَليّ ز 51 ب الْمُقَدَّمِيُّ سَمِعت حُمَيْدًا الطَّوِيلَ يَقُولُ رَأَيْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يُصَلِّي مُتَرَبِّعًا عَلَى فِرَاشِهِ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ لَا أَعْلَمُ أَنِّي(2/218)
سَمِعْتُهُ إِلا مِنْهُ قَالَ وَكَانَ عَبَّادٌ يَرْوِيهِ لَا يَقُولُ فِيهِ مُتَرَبِّعًا انْتَهَى
رَوَاهُ ابْن أبي شَيْبَةَ فِي الْمُصَنَّفِ عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ عَنْ حُمَيْدٍ قَالَ كَانَ أنس ابْن مَالِكٍ يُصَلِّي عَلَى فِرَاشِهِ
وَكَذَا رَوَاهُ سعيد بن مَنْصُور فِي السّنَن عَن ابْن الْمُبَارك عَن حميد
وَأما حَدِيث أنس فأسنده أَبُو عبد الله فِي الصَّلَاة من طرق مِنْهَا فِي الْبَاب الَّذِي يَلِيهِ من حَدِيث بكر بن عبد الله الْمُزنِيّ عَن أنس (بِمَعْنَاهُ)
وَأخرجه مُسلم وَفِيه اللَّفْظ الْمَذْكُور هُنَا لَكِن سِيَاقه أتم
قَوْله [23]
بَاب السُّجُود على الثَّوْب فِي شدَّة الْحر
وَقَالَ الْحسن كَانَ الْقَوْم يَسْجُدُونَ على الْعِمَامَة والقلنسوة ويداه فِي كمه
قَالَ ابْن أبي شيبَة فِي المُصَنّف حَدَّثنا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ هِشَامٍ عَنِ الْحَسَنِ أَنَّ أَصْحَابَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانُوا يَسْجُدُونَ وَأَيْدِيهِمْ فِي ثِيَابِهِمْ وَيَسْجُدُ الرَّجُلُ مِنْهُمْ عَلَى قَلَنْسُوَتِهِ وَعِمَامَتِهِ
وَهَكَذَا رَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي جَامعه عَن هِشَام وَهُوَ ابْن حسان(2/219)
قَوْله [27]
بَاب يُبْدِي ضبعيه ويجافي فِي السُّجُود
[390] (حَدَّثنا) يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ ثَنَا بَكْرُ بْنُ مُضَرَ عَنْ جَعْفَرٍ عَنِ ابْنِ هُرْمُزَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَالِكِ بْنِ بُحَيْنَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا صَلَّى فَرَّجَ بَيْنَ يَدَيْهِ حَتَّى يَبْدُوَ بَيَاضُ إِبْطَيْهِ
وَقَالَ اللَّيْث حَدَّثَني جَعْفَر بن ربيعَة نَحوه
قَالَ مُسلم بن الْحجَّاج فِي الصَّحِيح حَدَّثنا عَمْرو بن سَواد أَنا عبد الله بن وهب أَنا عَمْرو بن الْحَارِث وَاللَّيْث بن سعد كِلَاهُمَا عَن جَعْفَر بن ربيعَة بِهِ
قَرَأْتُهُ عَالِيًا عَلَى فَاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الْهَادِي أخْبركُم أَبُو نصر بْنُ الشِّيرَازِيِّ إِجَازَةً عَنْ عَبْدِ الحميد ح 41 أبْنِ عَبْدِ الرَّشِيدِ أَنَّ أَبَا الْعَلاءِ الْحَافِظَ أَخْبَرَهُ أَنا أَبُو عَليّ الْحداد أَنا أَبُو نعيم ثَنَا سُلَيْمَان بن أَحْمد ثَنَا مُطَّلِبُ بْنُ شُعَيْبٍ ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ حَدَّثَني اللَّيْثُ حَدَّثَني جَعْفَرُ بْنُ رَبِيعَةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هُرْمُزَ الأَعْرَجِ عَنِ ابْنِ بُحَيْنَةَ أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ إِذَا سَجَدَ فَرَّجَ يَدَيْهِ عَنْ إِبْطَيْهِ حَتَّى إِنِّي لأَرَى بَيَاضَ إِبْطَيْهِ
قَالَ سُلَيْمَان لَا يرْوى هَذَا الحَدِيث عَن ابْن بُحَيْنَة إِلَّا من حَدِيث جَعْفَر بن ربيعَة وَلَا رَوَاهُ عَن جَعْفَر إِلَّا اللَّيْث وَبكر بن مُضر كَذَا قَالَ وَرِوَايَة مُسلم ترد عَلَيْهِ
قَوْله [28]
بَاب فضل اسْتِقْبَال الْقبْلَة يسْتَقْبل بأطراف رجلَيْهِ قَالَ أَبُو حميد عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم(2/220)
أسْند حَدِيث أَبُو حميد
بِطُولِهِ وَسَيَأْتِي الْكَلَام عَلَيْهِ إِن شَاءَ الله (تَعَالَى)
قَوْله فِيهِ [392] حَدَّثنا نُعَيْمٌ ثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالك ز 52 أقَالَ قَالَ رَسُول الله صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ الْحَدِيثَ
[393] وَقَالَ ابْن أبي مَرْيَم أَنا يحيى ثَنَا حميد ثَنَا أنس عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقَالَ عَليّ بن عبد الله حَدَّثنا خَالِد بن الْحَارِث ثَنَا حميد قَالَ سَأَلَ مَيْمُون بن سياه أنس بن مَالك قَالَ يَا أَبَا حَمْزَة مَا يحرم دم العَبْد وَمَاله الحَدِيث
هَكَذَا وَقع فِي روايتنا وَفِي طَرِيق أبي ذَر أَيْضا حَدَّثنا نعيم وَوَقع فِي أَكثر الرِّوَايَات وَقَالَ ابْن الْمُبَارك لَيْسَ فِيهِ نعيم وَكَذَا قَالَ أَبُو نعيم فِي الْمُسْتَخْرج لم يذكر البُخَارِيّ من دون ابْن الْمُبَارك وَأرَاهُ نعيم بن حَمَّاد وَوَقع فِي رِوَايَة حَمَّاد ابْن شَاكر قَالَ نعيم قَالَ ابْن الْمُبَارك
قلت وَقد وَقع لنا حَدِيث نعيم بن حَمَّاد الْخُزَاعِيّ هَذَا
أَخْبَرَنَا بِهِ أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن قوام فِي جمَاعَة قَالُوا أَنا أَبُو بكر أَحْمد بن أبي مُحَمَّد المغاري أَنا عَلِيَّ بْنَ أَحْمَد [السَّعْدِيَّ] عَنْ مُحَمَّد بن معمر بن الفاخر أَنا إِسْمَاعِيل بن الْفضل بن الإخشيد أَنا أَبُو طَاهِر بن عبد الرَّحِيم أَنا الإِمَام أَبُو الْحسن عَليّ بن عمر الدَّارَقُطْنِيّ ثَنَا أَبُو بكر النَّيْسَابُورِي ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ السُّلَمِيُّ ثَنَا نعيم بن حَمَّاد ثَنَا ابْن الْمُبَارك عَن حميد عَن أنس بِهِ نَحْو حَدِيث يحيى بن أَيُّوب وَتَابعه حبَان بن مُوسَى وَسَعِيد بن يَعْقُوب الطَّالقَانِي عَن ابْن(2/221)
الْمُبَارك وَأخرجه أَبُو نعيم من رِوَايَة أَحْمد بن الْحجَّاج وَأحمد بن الحنبل كِلَاهُمَا عَن ابْن الْمُبَارك
وَأما حَدِيث ابْن أبي مَرْيَم فأَخْبَرَنِي بِهِ الإِمَام أَبُو الْحسن بن أبي بكر بالسند الْمُتَقَدّم قَرِيبا إِلَى الْبَيْهَقِيّ أَنا عَليّ بن مُحَمَّد بن بَشرَان الْعدْل بِبَغْدَاد أَن أَبُو الْحسن عَليّ بن مُحَمَّد الْمصْرِيّ ح
وَقَرَأْتُهُ عَالِيًا عَلَى فَاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْهَادِي عَنْ أَبِي نَصْرِ بْنِ الْعِمَادِ أَنَّ مَحْمُود بن إِبْرَاهِيم [الْعَبْدي] أخْبرهُم مُكَاتبَة أَنا الْحسن بن الْعَبَّاس الْفَقِيه الرستمي قِرَاءَة عَلَيْهِ أَنا أَبُو عَمْرِو بْنُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَنْدَهْ أَنا أَبِي أَنا عَمْرو بن الرّبيع بن سُلَيْمَان قَالَا ثَنَا م 26 أيحيى بن أَيُّوب ثَنَا سعيد بن أبي مَرْيَم ثَنَا يحيى بن أَيُّوب حَدَّثَني حميد أَنه سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم قَالَ أمرت أَن أقَاتل الْمُشْركين حَتَّى يشْهدُوا أَن لَا إِلَه إِلَّا الله ح 41 ب وَأَن مُحَمَّدًا رَسُول الله فَإِذا شهدُوا أَن لَا لَهُ إِلَّا الله وَأَن مُحَمَّدًا رَسُول الله وصلوا صَلَاتنَا واستقبلوا قبلتنا وأكلوا ذبيحتنا حرمت علينا أَمْوَالهم ودماؤهم إِلَّا بِحَقِّهَا لَهُ مَا للْمُسلمِ وَعَلِيهِ مَا على الْمُسلم
وَهَكَذَا رَوَاهُ أَبُو عرُوبَة الْحَرَّانِي عَن عمر بن الْخطاب الْبَصْرِيّ عَن سعيد بن أبي مَرْيَم أخرجه أَبُو نعيم عَن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم عَنهُ وَرَوَاهُ مُحَمَّد بن نصر(2/222)
الْمروزِي فِي كتاب تَعْظِيم قدر الصَّلَاة عَن مُحَمَّد بن يحيى عَن ابْن أبي مَرْيَم بِهِ قوقع لنا بَدَلا عَالِيا
وَأما حَدِيث عَليّ بن عبد الله وَهُوَ ابْن الْمَدِينِيّ ز 52 ب
قَوْله فِي [29]
بَاب قبْلَة أهل الْمَدِينَة [394] حَدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ثَنَا سُفْيَانُ ثَنَا الزُّهْرِيُّ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ أَبِي
أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ((إِذَا أَتَيْتُمُ الْغَائِطَ فَلا تَسْتَقْبِلُوا الْقِبْلَةَ الْحَدِيثَ
وَعَن الزُّهْرِيّ عَن عَطاء سَمِعت أَبَا أَيُّوب مثله
قلت تقدم لهَذَا نَظَائِر وَهُوَ مَعْطُوف على الَّذِي قبله وَكَأن عليا حدث بِهِ على وَجْهَيْن وَقد وَصله إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده عَن سُفْيَان عَن الزُّهْرِيّ عَن عَطاء أَنه سمع أَبَا أَيُّوب بِهِ
قَوْله [31]
بَاب التَّوَجُّه نَحْو الْقبْلَة حَيْثُ كَانَ وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ((اسْتَقْبِلِ الْقِبْلَةَ وَكَبِّرْهُ))
هَذَا طرف من حَدِيث أبي هُرَيْرَة فِي قصَّة الْمُسِيء صلَاته وَقد أسْندهُ أَبُو عبد الله فِي الاسْتِئْذَان من طَرِيق عبد الله بن نمير عَن عبيد الله بن عمر عَن(2/223)
سعيد بن أبي سعيد المَقْبُري عَنهُ بِهِ وَفِيه هَذَا اللَّفْظ
وأسنده أَيْضا فِي الْأَيْمَان وَالنُّذُور من طَرِيق أبي أُسَامَة عَن عبيد الله وَلَيْسَ فِيهِ هَذَا اللَّفْظ
وَهَكَذَا رَوَاهُ أنس بن عِيَاض وَغَيره عَن عبيد الله (بن عمر)
وأسنده البُخَارِيّ فِي الصَّلَاة من حَدِيث يحيى بن سيعد الْقطَّان عَن عبيد الله ابْن عمر عَن سعيد عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة زَاد فِيهِ عَن أَبِيه وَرجح التِّرْمِذِيّ هَذِه زِيَادَة وَالله أعلم
قَوْله [32]
بَاب مَا جَاءَ فِي الْقبْلَة وَمن لَا يرى الْإِعَادَة على من سَهَا فصلى إِلَى غير الْقبْلَة وَقد سلم النَّبِي صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رَكْعَتي الظّهْر وَأَقْبل على النَّاس بِوَجْهِهِ ثمَّ أتم مَا بقى
هَذَا طرف من حَدِيث أبي هُرَيْرَة فِي قصَّة ذِي الْيَدَيْنِ وَقد أسْندهُ أَبُو عبد الله فِي الصَّلَاة من طَرِيق مُحَمَّد بن سِيرِين عَن أبي هُرَيْرَة فِي مَوَاضِع مطولا ومختصرا
وَقَوله فِيهِ وَأَقْبل على النَّاس بِوَجْهِهِ لم أره عِنْد البُخَارِيّ بِهَذَا اللَّفْظ(2/224)
وَرَوَيْنَاهُ فِي الْمُوَطَّأِ مِنْ طَرِيقِ أَبِي مُصْعَبٍ وَغَيْرِهِ عَنْ مَالِكٍ عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ مَوْلَى ابْنِ أَبِي أَحْمَدَ قَالَ سَمِعت أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ صَلَّى (لَنَا) رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلاةَ الْعَصْرِ فَسَلَّمَ فِي رَكْعَتَيْنِ فَقَامَ ذُو الْيَدَيْنِ فَقَالَ أَقْصُرْتِ الصَّلاةَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَمْ نَسِيتَ فَقَالَ رَسُول الله [صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] كُلُّ ذَلِكَ لَمْ يَكُنْ فَقَالَ قَدْ كَانَ بَعْضُ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَأَقْبَلَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى النَّاسِ فَقَالَ أَصَدَقَ ذُو الْيَدَيْنِ قَالُوا نَعَمْ الْحَدِيثَ
وَرَوَاهُ مُسلم وَالنَّسَائِيّ عَن قُتَيْبَة عَن مَالك
قَوْله فِيهِ عَقِبَ حَدِيثِ [402] هُشَيْمٍ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ عُمَرُ وَافَقْتُ رَبِّي فِي ثَلاثٍ الْحَدِيثَ
وَقَالَ ابْن أبي مَرْيَم أَنا يحيى بن أَيُّوب حَدَّثَني حميد سَمِعت أَنَسًا بِهَذَا
سَيَأْتِي الْكَلامُ عَلَيْهِ فِي التَّفْسِيرِ وَوَقَعَ فِي رِوَايَتِنَا حَدَّثنا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ
قَوْله [34]
بَاب حك المخاط بالحصى من الْمَسْجِد
وَقَالَ ابْن عَبَّاس إِنْ وَطِئْتَ عَلَى قَذَرٍ رَطْبٍ فَاغْسِلْهُ وَإِنْ كَانَ يَابِسًا فَلا
قَالَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثنا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ يحيى(2/225)
ز 53 أابْن وَثَّابٍ (قَالَ) وَسُئِلَ ابْنُ عَبَّاسٍ عَنْ رَجُلٍ خَرَجَ (إِلَى) الصَّلاةِ فَوَطِئَ عَلَى عَذِرَةٍ قَالَ إِنْ كَانَتْ رَطْبَةً غَسَلَ مَا أَصَابَهُ وَإِنْ كَانَتْ يَابِسَةً لَمْ تَضُرَّهُ
قَوْله فِي [35]
بَاب يبصق عَن يسَاره
414 - حَدَّثنا عَلِيٌّ ثَنَا سُفْيَانُ ثَنَا الزُّهْرِيُّ عَنْ حُمَيْدِ (بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ) عَنْ أَبِي سَعِيدٍ أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبْصَرَ نُخَامَةً فِي قِبْلَةِ الْمَسْجِدِ فَحَكَّهَا بِحَصَاةٍ الْحَدِيثَ وَعَن الزُّهْرِيّ سمع حميدا عَن أبي سعيد نَحوه
وَالْقَوْل فِي هَذَا كالقول فِي حَدِيث أبي أَيُّوب الَّذِي تقدم وَقد صرح الْحميدِي فِي رِوَايَته عَن سُفْيَان بِسَمَاع الزُّهْرِيّ لَهُ من حميد بن عبد الرَّحْمَن وَالله أعلم
قَوْله [42]
بَاب الْقِسْمَة وَتَعْلِيق القنو فِي الْمَسْجِد
وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ يَعْنِي ابْنَ طَهْمَانَ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَالٍ مِنَ الْبَحْرَيْنِ فَقَالَ انْثُرُوهُ فِي الْمَسْجِدِ وَكَانَ أَكْثَرَ مَالٍ أُتِيَ بِهِ رَسُولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [إِلَى الصَّلاةِ] وَلَمْ يَلْتَفِتْ إِلَيْهِ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ
قَرَأت عَلَى فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنَجَّا بِدِمَشْقَ غ 36 أأخْبركُم القَاضِي تَقِيّ الدَّين(2/226)
سُلَيْمَان بن حَمْزَة فِي كِتَابه أَن الضياء مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد الْحَافِظ أخْبرهُم أَنا مُحَمَّد ابْن سعيد [الدبيثي] أَنا مَسْعُود بن الْحسن [الثَّقَفِيّ] ح قَالَ سُلَيْمَان وأَخْبَرَنَا عَالِيا عبد الله بن عمر [بن اللتي] مشافهة عَن مَسْعُود [الثَّقَفِيّ] أَنا أَبُو عَمْرو بن مَنْدَه أَنا أبي أَبُو عبد الله بن مُحَمَّد بن إِسْحَاق الْحَافِظ ثَنَا مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن الْمُبَارك ثَنَا مُحَمَّد بن عِصَام ثَنَا حَفْص بن عبد الله ح 42 أح
وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بن عَليّ [الْمَهْدَوِيّ] إِذْنا مشافهة عَن عبد الله بن عَليّ بن عمر [الصنهاجي] قَالَ قرئَ على عَليّ بن حمد بن عَليّ [الْقَيْسِي] وَأَنا أسمع عَن عبد الله بن عمر الصفار أَن الْحسن بن أَحْمد [الْحداد] أجَاز لَهُم أَنا أَحْمد بن عبد الله أَنا مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ م 26 ب قرأته عَلَيْهِ من أَصله فَأقر بِهِ ثَنَا أَحْمد بن مُحَمَّد (بن يزِيد) الصَّائِغ النَّيْسَابُورِي بالرملة ثَنَا أَحْمد بن حَفْص بن عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَني أَبِي حَدَّثَني إِبْرَاهِيم بن طهْمَان عَن عبد الْعَزِيز يَعْنِي ابْن صُهَيْب عَن أنس بن مَالك قَالَ أُتِي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَالٍ مِنَ الْبَحْرَيْنِ فَقَالَ انثروه فِي الْمَسْجِد قَالَ وَكَانَ أَكثر مَال أُتِي بِهِ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم إِلَى الصَّلَاة فَلم يلْتَفت إِلَيْهِ فَلَمَّا قضى الصَّلَاة جَاءَ فَجَلَسَ إِلَيْهِ فَمَا كَانَ يرى أحدا إِلَّا أعطَاهُ إِذْ جَاءَ الْعَبَّاس فَقَالَ يَا رَسُول الله أَعْطِنِي فَإِنِّي فاديت نَفسِي وعقيلا فَقَالَ لَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خُذ قَالَ فَحَثَا فِي ثَوْبه ثمَّ ذهب يقلهُ فَلم يسْتَطع قَالَ فَقَالَ يَا رَسُول الله مر بَعضهم يرفعهُ عَليّ قَالَ لَا قَالَ ارفعه أَنْت عَليّ قَالَ ((لَا)) قَالَ فنثر مِنْهُ ثمَّ احتمله فَأَلْقَاهُ على كَاهِله وَانْطَلق فَمَا زَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يتبعهُ بَصَره حَتَّى خَفِي عَلَيْهِ عجبا من حرصه عَلَيْهِ قَالَ فَمَا قَامَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَثمّ مِنْهَا دِرْهَم ز 53 ب(2/227)
رَوَاهُ البجيري فِي صَحِيحه من طَرِيق حَفْص فَوَقع لنا بَدَلا عَالِيا
وَرَوَاهُ الْحَاكِم عَن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن الْمُبَارك على الْمُوَافقَة
قَوْله فِي [46]
بَاب الْمَسَاجِد فِي الْبيُوت وَصلى الْبَراء بن عَازِب فِي مَسْجده فِي دَاره جمَاعَة
قَوْله [47]
بَاب التَّيَمُّن فِي دُخُول الْمَسْجِد وَغَيره وَكَانَ ابْن عمر يبْدَأ [بِرجلِهِ] الْيُمْنَى فَإِذا خرج خرج [يبْدَأ] باليسرى
قَوْله [48] هَل تنبش قُبُور مُشْركي الْجَاهِلِيَّة ويتخذ مَكَانهَا مَسَاجِد
لقَوْل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ((لعن الله الْيَهُود اتَّخذُوا قُبُور أَنْبِيَائهمْ مَسَاجِد)) وَرَأى عمر أنس بن مَالك يُصَلِّي عِنْد قبر فَقَالَ الْقَبْر الْقَبْر وَلم يَأْمُرهُ بِالْإِعَادَةِ
أما الحَدِيث الْمَرْفُوع فأسنده (فِي الْجَنَائِز من حَدِيث عبيد الله بن عبد الله بن(2/228)
عتبَة عَن عَائِشَة) (وَفِي ((
بَاب مرض النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ووفاته)) فِي آخر الْمَغَازِي من طَرِيق هِلَال عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة وَفِيه ذكر
الْيَهُود خَاصَّة) (وَكَذَا ذكره بعد أَبْوَاب من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَلَكِن بِلَفْظ ((قَاتل الله)) ) وَأخرجه فِي مَوَاضِع أُخْرَى وفيهَا ذكر الْيَهُود وَالنَّصَارَى
وَأما الْمَوْقُوف فَقَرَأْتُهُ عَلَى أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ [السُّوَيْدَاوِيِّ] أَخْبَرَكُمْ مُحَمَّد بن غالي ح 42 ب أَنَّ أَبَا الْفَرَجِ بْنَ الصَّيْقَلِ أَخْبَرَهُمْ أَنا الْحَافِظُ أَبُو الْفَرَجِ بْنُ الْجَوْزِيِّ أَنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الدِّينَوَرِيُّ أَنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْقَزْوِينِيُّ أَنا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّيَّاتُ ثَنَا مُوسَى بْنُ سُهَيْلِ [بْنِ كَثِيرٍ الْوَشَّاءُ] ثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ غِيَاثٍ ثَنَا حَمَّاد بن زيد ثَنَا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ عَنْ أَنَسٍ قَالَ كُنْتُ أُصَلِّي قَرِيبًا مِنْ قَبْرٍ فَرَآنِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَقَالَ الْقَبْرَ الْقَبْرَ فَرَفَعْتُ بَصَرِي إِلَى السَّمَاءِ وَأَنَا أَحْسِبُهُ يَقُولُ الْقَمَرَ
وَرَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ وَزَادَ فِيهِ فَجَعَلْتُ أَرْفَعُ رَأْسِي إِلَى السَّمَاءِ فَأَنْظُرُهُ قَالَ فَقَالَ إِنَّمَا أَقُولُ الْقَبْرَ لَا تصل(2/229)
إِلَيْهِ قَالَ ثَابِتٌ فَكَانَ أَنَسٌ يَأْخُذُ بِيَدِي إِذَا أَرَادَ أَنْ يُصَلِّيَ فَيَتَنَحَّى عَنِ الْقُبُورِ
وَقد وَقع لي من حَدِيث حميد عَن أنس أَعلَى بِدَرَجَة قَرَأت على أبي إِسْحَاق ابْن الْبَعْلِيِّ الْقَارِئِ عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدِ بْنِ جَمِيلٍ سَمَاعًا أَنَّ عبد الرَّحْمَن بن مكي [الاسكندراني] كَتَبَ إِلَيْهِمْ أَنا جَدِّي الْحَافِظُ أَبُو طَاهِرٍ [السِّلَفِيُّ] أَنا مَكِّيُّ بْنُ مَنْصُورٍ [السَّلارُ] أَنا أَبُو سَعِيدٍ الصَّيْرَفِيُّ ثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هِشَامِ ابْن مَلاسٍ ثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيُّ ثَنَا حُمَيْدٌ عَنْ أَنَسٍ قَالَ كنت ز 54 أيَوْمًا أُصَلِّي وَبَيْنَ يَدِي قَبْرٌ لَمْ أَشْعُرْ بِهِ فَنَادَانِي عُمَرُ الْقَبْرَ الْقَبْرَ فَظَنَنْتُ أَنَّهُ يَعْنِي الْقَمَرَ فَقَالَ لِي بَعْضُ مَنْ يَلِينِي إِنَّما يَعْنِي الْقَبْرَ فَتَنَحَّيْتُ عَنهُ
قَوْله فِي [51]
بَاب من صلى وقدامه تنور
قَالَ الزُّهْرِيُّ أَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ((عُرِضَتْ عَلَيَّ النَّارُ وَأَنَا أُصَلِّي))
أسْندهُ من طَرِيق شُعَيْب عَن الزُّهْرِيّ فِي الصَّلَاة فِي ((بَاب وَقت الظّهْر)) فِي حَدِيث
قَوْله [53]
بَاب الصَّلَاة فِي مَوضِع الْخَسْف وَالْعَذَاب
وَيذكر أَن عليا [رَضِي الله عَنهُ] كره الصَّلَاة بخسف بابل(2/230)
قَالَ البُخَارِيّ فِي تَارِيخه الْكَبِير قَالَ لَنَا أَبُو نُعَيْمٍ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَرِيكٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مَحَلٍ قَالَ مَرَّ عَلِيٌّ بِحَدِّ خَسْفِ بَابِلَ فَكَرِهَ أَنْ يُصَلِّيَ بِهِ
قَالَ عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه عَن الثَّوْريّ وَقَالَ أَبُو بكر بن أبي شيبَة ثَنَا وَكِيعٌ ثَنَا سُفْيَانُ هُوَ الثَّوْريّ عَن عبد الله بن شَرِيكٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أبي الْمحل العامري قَالَ كُنَّا مَعَ عَليّ فمررنا على الْخَسْف الَّذِي بِبَابِل فَلم يصل حَتَّى أجَازه
وَعَن حجر بن العنبسي الْحَضْرَمِيّ عَن عَليّ قَالَ مَا كنت لأصلي فِي أَرض خسف الله تَعَالَى بهَا ثَلَاث مَرَّات وَهَذَا إِسْنَاد حسن
وَقد رُوِيَ بِمَعْنَاهُ مَرْفُوعا عَن عَليّ رَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي السّنَن بِإِسْنَاد مصري قَالَ حَدَّثنا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ أَنا ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَني ابْنُ لَهِيعَةَ وَيَحْيَى بْنُ أَزْهَرَ عَنْ عَمَّارِ بْنِ سَعْدٍ الْمُرَادِيِّ عَنْ أَبِي صَالِحٍ الْغِفَارِيِّ أَنَّ عَلِيًّا مَرَّ بِبَابِلَ وَهُوَ يَسِيرُ فَجَاءَهُ الْمُؤَذِّنُ يُؤَذِنُهُ بِصَلاةِ الْعَصْرِ فَلَمَّا بَرَزَ مِنْهَا أَمَرَ الْمُؤَذِّنَ فَأَقَامَ الصَّلاةَ فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ ((إِنَّ حِبِّي عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ نَهَانِي أَنْ أُصَلِّيَ فِي الْمَقْبُرَةِ وَنَهَانِي أَنْ أُصَلِّيَ فِي أَرْضِ بابل فَإِنَّهَا ملعونة))
حَدثنَا م 27 أأَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ ثَنَا ابْنُ وهب نَحوه لَكِن قَالَ عَن حجاج(2/231)
ابْن شَدَّاد مَكَان عمار بن سعد وَأَبُو صَالح اسْمه سعيد بن عبد الرَّحْمَن ذكره ابْن يُونُس وَقَالَ مَا أَظُنهُ سمع من عَليّ
قَوْله [54]
بَاب الصَّلَاة فِي الْبيعَة
وَقَالَ عمر رَضِي الله عَنهُ أَنا لَا ندخل كنائسكم من أجل التماثيل الَّتِي فِيهَا الصُّور وَكَانَ ابْن عَبَّاس يُصَلِّي فِي الْبيعَة إِلَّا بيعَة فِيهَا تماثيل
أما أثر عمر فَقَالَ عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنَّفِهِ عَنْ مَعْمَرٍ عَن أَيُّوبَ عَنْ نَافِعٍ عَنْ أَسْلَمَ أَنَّ عُمَرَ حِينَ قَدِمَ الشَّامَ صَنَعَ لَهُ رَجُلٌ مِنَ النَّصَارَى طَعَاما وَقَالَ إِنِّي أُحِبُّ أَنْ تَجِيئَنِي وَتُكْرِمَنِي أَنْتَ وَأَصْحَابُكَ وَهُوَ رَجُلٌ مِنْ عُظَمَاءِ النَّصَارَى فَقَالَ لَهُ عُمَرُ أَنا لَا ندخل كنائسكم من أَجْلِ الصُّوَرِ الَّتِي فِيهَا يَعْنِي التماثيل
أبنأنا بذلك عبد الله بن مُحَمَّد الْمَكِّيّ شفاها أَن إِبْرَاهِيم بن (مُحَمَّد) الإِمَام [الطَّبَرِيّ] أخبرهُ إجَازَة إِن لم يكن سَمَاعا أَنا أَبُو الْحسن بن سَلامَة عَن شهدة بنت الإبري سَمَاعا أَن الْحُسَيْنَ بْنَ أَحْمَد بْنِ طَلْحَةَ أخْبرهُم أَنا أَبُو الْحُسَيْن بن بَشرَان أَنا إِسْمَاعِيل بن الصفار ز 54 ب ثَنَا أَحْمد بن مَنْصُور ثَنَا عبد الرَّزَّاق بِهَذَا وَرَوَاهُ ابْن أبي شيبَة عَن ابْن عُيَيْنَة عَن أَيُّوب مثله
وَقَالَ البُخَارِيّ فِي الْأَدَب الْمُفْرد حَدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ نَافِعٍ عَنْ أَسْلَمَ مَوْلَى عُمَرَ قَالَ لَمَّا قَدِمْنَا مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ الشَّامَ أَتَاهُ الدِّهْقَانُ فَقَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنِّي قَدْ صَنَعْتُ لَكُمْ طَعَاما وَأحب إِلَيّ أَن تَأتِينِي(2/232)
بِأَشْرَافِ مَنْ مَعَكَ فَإِنَّهُ أَقْوَى لِي فِي عَمَلِي وَأَشْرَفُ لِي قَالَ إِنَّا لَا نَسْتَطِيعُ أَنْ نَدْخُلَ كَنَائِسَكُمْ هَذِهِ مَعَ الصُّوَرِ الَّتِي فِيهَا
وَأما أثر ابْن عَبَّاس فَقَالَ أَبُو الْقَاسِمِ الْبَغَوِيُّ فِي جَمْعِهِ لِحَدِيثِ عُبَيْدِ اللَّهِ الْعَيْشِيِّ ثَنَا الْعَيْشِيُّ ثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ ثَنَا خُصَيْفٌ عَنْ مِقْسَمٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ إِذَا دَخَلَ الْكَنَائِسَ الَّتِي فِيهَا الصُّوَرُ وَالتَّمَاثِيلُ لَمْ يُصَلِّ فِيهَا وَخَرَجَ
أخبرنَا بذلم الْحَافِظُ أَبُو الْفَضْلِ بْنُ الْحُسَيْنِ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُحَمَّدِ [بْنِ فَهْدٍ الدِّمَشْقِيَّ] أَخْبَرَهُ أَنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ [السَّعْدِيُّ] أَنا عمر بن مُحَمَّد [بن طبرزد] أَنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ أَنا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ النَّقُّورِ أَنا أَبُو الْقَاسِم بن حبابة أَنا أَبُو الْقَاسِمِ الْبَغَوِيُّ فَذَكَرَهُ
وَرَوَى الْبَغَوِيُّ فِي الْجَعْدِيَّاتِ قَالَ ثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ ثَنَا شَرِيكٌ عَنْ خُصَيْفٍ عَنْ مِقْسَمٍ عَن ابْن عَبَّاس أَنه كَانَ يُصَلِّي فِي الْبَيْعِ مَا لَمْ يَكُنْ فِيهَا تَمَاثِيلُ فَإِنْ كَانَ فِيهَا تَمَاثِيلُ خَرَجَ فَصَلَّى فِي الْمَطَرِ
وَرَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه عَن الثَّوْريّ عَن خصيف نَحوه
قَوْله [58]
بَاب نوم الرِّجَال فِي الْمَسْجِد
وَقَالَ أَبُو قِلابَةَ عَنْ أَنَسٍ قَدِمَ رَهْطٌ مِنْ عُكْلٍ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَانُوا فِي الصُّفَّةِ وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ كَانَ أَصْحَابُ الصُّفَّةِ فُقَرَاءَ
أما حَدِيث أنس فأسنده أَبُو عبد الله فِي مَوَاضِع من كِتَابه مطولا ومختصرا(2/233)
فِي قصَّة الْعرنِين
وَقَوله فَكَانُوا فِي الصّفة أسْندهُ فِي كتاب الْمُحَاربين من طَرِيق وهيب عَن أَيُّوب عَن أبي قلَابَة
وَأما حَدِيث عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر الصّديق فَهُوَ طرف من حَدِيثه فِي قصَّة أضياف أبي بكر وَقد أسْندهُ أَبُو عبد الله فِي ((
بَاب السمر مَعَ الضَّيْف وَغَيره بعد أَبْوَاب))(2/234)
قَوْله [59]
بَاب الصَّلَاة إِذا قدم من سفر
وَقَالَ كَعْب بن مَالك كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا قدم من سفر بَدَأَ بِالْمَسْجِدِ فصلى فِيهِ
هَذَا طرف من حَدِيث كَعْب بن مَالك الطَّوِيل فِي قصَّة تَوْبَته وَقد أسْندهُ أَبُو عبد الله فِي الْمَغَازِي مطولا وَفِي الْجِهَاد مُخْتَصرا بِنَحْوِ مَا هُنَا ز 55 أ
قَوْله [62]
بَاب بُنيان الْمَسْجِد
وَقَالَ أَبُو سعيد الْخُدْرِيّ كَانَ سقف الْمَسْجِد من جريد النّخل وَأمر عمر بِبِنَاء الْمَسْجِد وَقَالَ أكن النَّاس من الْمَطَر وَإِيَّاك أَن تحمر أَو تصفر فتفتن النَّاس وَقَالَ أنس يتباهون بهَا ثمَّ لَا يعمرونها إِلَّا قَلِيلا وَقَالَ ابْن عَبَّاس لتزخرفنها كَمَا زخرفت الْيَهُود وَالنَّصَارَى
أما حَدِيث أبي سعيد فَهُوَ طرف من حَدِيثه فِي قصَّة لَيْلَة الْقدر وَقد أسْندهُ أَبُو عبد الله فِي الِاعْتِكَاف وَفِي الصَّلَاة وَفِي الصَّوْم مطولا ومختصرا من طرق إِلَى أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنهُ(2/235)
وَأما أثر عمر
وَأما حَدِيث أنس بن مَالك فَقَرَأْتُهُ عَلَى الْعِمَادِ أَبِي بَكْرٍ الْعِزِّ إِبْرَاهِيمَ الْمَقْدِسِيِّ أَخْبَرَكُمْ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ [الْجَزَرِيُّ] أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ أَخْبَرَهُ عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ سَعْدِ الْخَيْرِ سَمَاعًا أَنَّ زَاهِرَ بْنَ طَاهِرٍ أَخْبَرَهُمْ أَنا الشَّيْخ ابو سعد مُحَمَّد ابْن عبد الرَّحْمَن الكنجروذي أَنا أَبُو عَمْرٍو مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَمْدَانَ أَنا أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ثَنَا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ ثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ ثَنَا صَالِحُ بْنُ رُسْتُمَ عَنْ أَبِي قِلابَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ خرجنَا ح 45 أمَعَهُ إِلَى الزَّاوِيَةِ فَحَضَرَتِ الصَّلاةُ فَقَالَ أَلا تَنْزِلُوا فَنُصَلِّي فَقُلْتُ لَوْ تَقَدَّمْتَ إِلَى هَذَا الْمَسْجِدِ فَقَالَ أَيُّ مَسْجِدٍ قِيلَ مَسْجِدُ بَنِي فُلانٍ فَفَرِحَ وَقَالَ سَمِعْتُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ ((يَأْتِي عَلَى أُمَّتِي زَمَانٌ يَتَبَاهَوْنَ بِالْمَسَاجِدِ ثُمَّ لَا يُعَمِّرُونَهَا إِلا قَلِيلا))
وَهَكَذَا رَوَاهُ ابْن خُزَيْمَة فِي صَحِيحه من طَرِيق أبي عَامر صَالح بن رستم الخزار عَن أبي قلَابَة
وَقد وَقع لنا من وَجه آخر أَعلَى من طَرِيقه
أَخْبَرَنِي بِهِ الْعِمَاد أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي عُمَرَ الْمَقْدِسِي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ بصالحية دمشق أخْبركُم أَبُو بكر بن مُحَمَّد الرضي أَن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل [الْمَقْدِسِي] أخْبرهُم أَنا يحيى بن مَحْمُودٍ [الثَّقَفِيُّ] أَنا أَبُو عَلِيٍّ الْحداد أَنا أَبُو نعيم أَنا عبد الله بن جَعْفَر ثَنَا أَحْمد بن عِصَام ثَنَا سعيد بن عَامر ثَنَا صَالح بن رستم قَالَ قَالَ أَبُو قلَابَة نَحوه(2/236)
وَرَوَاهُ ابْن خُزَيْمَة عَن مُحَمَّد بن عَمْرو بن الْعَبَّاس عَن سعيد بن عَامر فَوَقع لنا بَدَلا لَهُ عَالِيا م 79 ب
رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه من طَرِيق حَمَّاد بن سَلمَة عَن أَيُّوب عَن أبي قلَابَة عَن أنس بِلَفْظ ((لَا تقوم السَّاعَة حَتَّى يتباهى النَّاس فِي الْمَسَاجِد)) وَمن هَذَا الْوَجْه أخرجه ابْن حبَان فِي صَحِيحه
وَقد وَقع لنا عَالِيا قَرَأت عَلَى فَاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بن المنجا عَن سُلَيْمَان ابْن حَمْزَة أَن الْحَافِظَ ضِيَاءَ الدِّينِ الْمَقْدِسِيَّ أَخْبَرَهُمْ فِي الْمُخْتَارَةِ أَنا أَسْعَدُ الْعِجْلِيُّ عَن فَاطِمَة بنت عبد الله [الْجُوزَدَانِيَّةِ] سَمَاعًا ح وَأَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَحْمُودٍ [الْمَرْدَاوِيُّ] أَنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحُسَيْنِ الْأنْصَارِيّ إجَازَة إِن لم يكن سَمَاعًا أَنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَلِيلٍ [الآدَمِيُّ] أَنا يَحْيَى بْنُ مَحْمُودٍ [الثَّقَفِيُّ] أَنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدْنَانَ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ [بْنِ رِيذَةَ] أَخْبَرَهُمَا أَنا أَبُو الْقَاسِمِ الطَّبَرَانِيُّ ثَنَا مُعَاذُ بْنِ الْمُثَنَّى ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْخُزَاعِيُّ ثَنَا حَمَّادٌ ح وَبِه إِلَى الضياء أَنا زَاهِرُ بْنُ أَحْمَدَ أَنَّ الْحُسَيْنَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ الْخَلالَ أَخْبَرَهُمْ أَنا إِبْرَاهِيم ز 55 ب بن منصورأنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْمُقْرِئِ أَنا أَبُو يَعْلَى أَنا أَبُو خَيْثَمَةَ ح وَأخْبرنَا عَالِيا أَحْمد ابْن عَليّ بن تَمِيم أَنا أَحْمد بن أبي طَالب أَنا عبد اللَّهِ بْنُ عُمَرَ أَنا أَبُو الْوَقْت أَنا أَبُو الْحسن بن المظفر أَنا عبد الله بن أَحْمَدَ أَنا عِيسَى بْنُ عُمَرَ [السَّمَرْقَنْدِيُّ] أَنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عبد الرَّحْمَن قَالَا ثنان عَفَّانُ ثَنَا حَمَّادٌ ثَنَا أَيُّوبُ ح
وَأَخْبَرَنِي الْعِمَادُ أَبُو بَكْرٍ الْمَقْدِسِي بِسَنَدِهِ الْمُتَقَدّم آنِفا إِلَى أَبِي يَعْلَى ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن(2/237)
مُعَاوِيَةَ الْجُمَحِيُّ ثَنَا حَمَّادٌ ثَنَا أَيُّوب عَن أبي قلَابَة عَن أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ ((لَا تقوم السَّاعَة حَتَّى يتباهى النَّاس فِي الْمَسَاجِدِ))
رَوَاهُ أَبُو دَاوُد عَن مُحَمَّد بن عبد الله الْخُزَاعِيّ وَابْن مَاجَه عَن عبد الله بن مُعَاوِيَة الجُمَحِي فوافقناهما بعلو
وَرَوَاهُ ابْن خُزَيْمَة فِي صَحِيحه عَن مُحَمَّد بن يحيى هوالذهلي عَن الْخُزَاعِيّ فَوَقع لنا بَدَلا لَهُ عَالِيا
وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه عَن أبي يعلى فواقناه بعلو
وَأما حَدِيث ابْن عَبَّاس فَقرأت عَلَى فَاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّد بن أَحْمد [التنوخية] بِدِمَشْق عَنِ التَّقِيِّ سُلَيْمَانَ بْنِ حَمْزَةَ أَنَّ الْحَافِظَ ضِيَاءَ الدِّينِ الْمَقْدِسِيَّ أَخْبَرَهُمْ فِي الْمُخْتَارَةِ أَنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ نَصْرٍ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتِ عَبْدِ اللَّهِ [الْجُوزَدَانِيَّةَ] أَخْبَرَتْهُمْ أَنا مُحَمَّدُ بن عبد الله [بن ريذة] ثَنَا أَبُو الْقَاسِم الطَّبَرَانِيّ ثَنَا مُحَمَّد بن عَبدُوس ح 45 ب ابْن كَامِلٍ ثَنَا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأُمَوِيُّ ثَنَا أَبِي ثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنْ أَبِي فَزَارَةَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ الأَصَمِّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا أُمِرْتُ بِتَشْيِيدِ الْمَسَاجِدِ قَالَ وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ لَتُزَخْرِفُنَّهَا كَمَا زَخْرَفَتْهَا الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى))
وقرأت على الحافظين أبي الْفضل بن الْعِرَاقِيّ وَأبي الْحسن بن أبي بكر أخْبركُم يحيى بن عبد الله بن مَرْوَان أَن عَليّ بن أَحْمد [السَّعْدِيّ] أخْبرهُم أَنا أَبُو الْيمن الْكِنْدِيّ أَنا الْحُسَيْن بن عَليّ [سبط الْخياط] أَنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَطِيبُ عَن أمه السَّلَام بنت أَحْمد بن كَامِل سَمَاعا أَن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن عَليّ بن النُّعْمَان حَدثهمْ ثَنَا أَحْمد بن عبد الله بن عَليّ بن سُوَيْد بن منجوف ثَنَا عبد الرَّحْمَن وَهُوَ ابْن(2/238)
مهْدي ثَنَا سُفْيَان (فَذكره) تَابعه أَبُو حَمْزَة السكرِي عَن أبي فرازة لكنه لم يذكر الْمَوْقُوف
وَرَوَاهُ أَبُو بكر بن أبي شيبَة فِي المُصَنّف وَأحمد بن حَنْبَل فِي الْوَرع عَن وَكِيع عَن سُفْيَان الْمَوْقُوف فَقَط
وَرَوَاهُ أَحْمد (بن حَنْبَل) فِي كتاب الْوَرع أَيْضا عَن ابْن مهْدي بِسَنَدِهِ فَأرْسل الْجُمْلَة الأولى عَن يزِيد بن الْأَصَم ووقف الثَّانِيَة عَن ابْن عَبَّاس
وَهَكَذَا رَوَاهُ عَليّ بن قادم عَن سُفْيَان روينَاهُ فِي الثَّانِي من أمالي الْجِرْجَانِيّ وَرَوَاهُ حسن بن صَالح عَن أبي فَزَارَة وَرَوَاهُ سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن سُفْيَان الثَّوْريّ
وَوَقع لنا عَالِيا أَخْبَرَنَا بِهِ أَحْمد بن بلغاق أَنا إِسْحَاق بن يحيى [الْآمِدِيّ] أَنا يُوسُف ز 56 أبن خَلِيل الْحَافِظ أَنا خَلِيل بن بدر أَنا جَعْفَر بن عبد الْوَاحِد [الثَّقَفِيّ] أَنا أَبُو طَاهِر بن عبد الرَّحِيم ثَنَا عبد الله بن مُحَمَّد بن حَيَّان ثَنَا عبد الله ابْن قَحْطَبَةَ ثَنَا مُحَمَّد بن الصَّباح ثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنْ أَبِي فَزَارَةَ بِهِ
رَوَاهُ أَبُو دَاوُد مُنْفَردا بِهِ عَن مُحَمَّد بن الصَّباح فوافقناه بعلو
وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه عَن عبد الله بن قَحْطَبَةَ فوافقناه أَيْضا بعلو(2/239)
وَأَبُو فَزَارَة وَثَّقَهُ ابْن معِين وَالدَّارَقُطْنِيّ وَقَالَ أَبُو حَاتِم صَالح وروى لَهُ مُسلم من رِوَايَته عَن يزِيد بن الْأَصَم فَالْحَدِيث على شَرطه لكنه مَعْلُول
قَوْله فِي [69]
بَاب أَصْحَاب الحراب فِي الْمَسْجِد
عَقِبَ حَدِيثِ [454] صَالِحٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ لَقَدْ رَأَيْتُ الرَّسُولَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا عَلَى بَابِ حُجْرَتِي وَالْحَبَشَةُ يَلْعَبُونَ فِي الْمَسْجِدِ الْحَدِيثَ
[455] وَزَادَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ حَدَّثَني ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي يُونُس عَن ابْن شهَاب عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْحَبَشَةُ يَلْعَبُونَ بِحِرَابِهِمْ))
قَوْله [70]
بَاب ذكر البيع وَالشِّرَاء على الْمِنْبَر فِي الْمَسْجِد
[456] حَدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ثَنَا سُفْيَانُ عَن يحي عَنْ عَمْرَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ ((أَتَتْهَا بَرِيرَةُ الْحَدِيثَ))
قَالَ عَليّ قَالَ يحيى وَعبد الْوَهَّاب عَن يحيى عَن عمْرَة وَقَالَ ح 46 أجَعْفَر بن عون عَن يحيى سَمِعت عمْرَة سَمِعت عَائِشَة وَرَوَاهُ مَالك عَن يحيى عَن عمْرَة أَن بربرة انْتهى(2/240)
أما حَدِيث يحيى وَعبد الْوَهَّاب وجعفر فَهِيَ مُسندَة بِرِوَايَة عَليّ وَهُوَ ابْن الْمَدِينِيّ عَنْهُم الرَّاوِي لأصل الحَدِيث عَن سُفْيَان
وَوَقع فِي رِوَايَة الْمُسْتَمْلِي قَالَ أَبُو عبد الله قَالَ يحيى وَعبد الْوَهَّاب إِلَى آخِره
فعلى هَذَا يكون مُعَلّقا وَقد أسْندهُ م 28 أالْإِسْمَاعِيلِيّ فِي صَحِيحه قَالَ أَخْبَرَنِي الْقَاسِم هُوَ ابْن زَكَرِيَّا بن دِينَار ثَنَا بنْدَار ثَنَا عبد الْوَهَّاب وَيحيى بِهِ وَتقدم إسنادنا إِلَيْهِ
وَأما حَدِيث جَعْفَر بن عون فأَخْبَرَنَا بِهِ عبد الله بْنُ عُمَرَ [الْحَلاوِيُّ] أَنا أَحْمَدُ ابْن مُحَمَّد [حفنجلة] أَنا أَبُو الْفرج بن الصيقل أَنا أَبُو مُحَمَّد بن صاعد أَنا أبوالقاسم بن الْحصين أَنا أَبُو عَليّ بن الْمَذْهَب أَنا أَبُو بكر بْنُ مَالِكٍ ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن أَحْمد حَدَّثَني أبي ثَنَا جَعْفَر بن عون
ح وأَخْبَرَنِاه عَالِيا أَبُو إحاق التنوخي أَنا أَحْمد بن أبي طَالب أَنا عبد الله بن عمر [بن اللتي] أَنا مَسْعُود بن مُحَمَّد [الطريثيثي] أَنا الْحُسَيْن بن مُحَمَّد أَنا الْحسن بن أَحْمد أناعلي بن مُحَمَّد بن الزبير ز 56 ثَنَا الْحسن بن عَليّ بن عَفَّان ثَنَا جَعْفَر بن عون أَنا يحيى بن سعيد عَن عمْرَة عَن عَائِشَة قَالَت أَتَتْنِي بَرِيرَة تستعينني فِي مكاتبتها فَقلت لَهَا إِن شَاءَ مواليك أَن أصب لَهُم ثمنك صبة(2/241)
وَاحِدَة وأعتقك قَالَ فَذكرت ذَلِك بَرِيرَة لمواليها قَالُوا لَا إِلَّا أَن تجعلي لنا الْوَلَاء قَالَت فَذكرت ذَلِك لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ اشتريها فَإِن الْوَلَاء لمن أعتق
وَرَوَاهُ النَّسَائِيّ عَن ثَلَاثَة من شُيُوخه عَن جَعْفَر فَوَقع لنا بَدَلا لَهُ عَالِيا لاتصال السماع
وَأما حَدِيث مَالك فأسنده أَبُو عبد الله فِي بَاب الْمكَاتب عَن عبد الله بن يُوسُف (عَنهُ) بِهِ
قَوْله [74]
بَاب الخدم لِلْمَسْجِدِ
وَقَالَ ابْن عَبَّاس ((نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا)) [25 آل عمرَان] فِي الْمَسْجِد تخدمه
وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ حَدَّثنا الْحُسَيْنُ بْنُ السُّكَيْنِ الْبَصْرِيُّ ثَنَا أَبُو زَيْدٍ النَّحْوِيُّ ثَنَا قَيْسٌ عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى عَنِ الْمِنْهَالِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِ اللَّهِ {إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا} [25 آل عمرَان] قَالَ كَانَتْ نَذَرَتْ أَنْ تَجْعَلَهُ فِي الْكَنِيسَةِ يَتَعَبَّدُ فِيهَا
وَكَذَا رَوَاهُ الضَّحَّاك فِي تَفْسِيره عَن ابْن عَبَّاس
قَوْله [76]
بَاب الِاغْتِسَال إِذا أسلم وربط الْأَسير فِي الْمَسْجِد وَكَانَ شُرَيْح يَأْمر الْغَرِيم أَن يحبس إِلَى سَارِيَة الْمَسْجِد(2/242)
قَالَ ابْن سعد فِي الطَّبَقَات أَنا عَارِم ثَنَا حَمَّاد بن زيد عَن أَيُّوب عَن سعيد ابْن جُبَير أَن رجلااستعدى على رجل بَينه وَبَين شُرَيْح نسب فَأمر بِهِ شُرَيْح فحبس إِلَى سَارِيَة الْمَسْجِد
قَوْله [78]
بَاب إِدْخَال الْبَعِير فِي الْمَسْجِد لِلْعِلَّةِ
وَقَالَ ابْن عَبَّاس ((طَاف النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عل بعير)) هَذَا طرف من حَدِيث أسْندهُ فِي بَاب من أَشَارَ إِلَى الرُّكْن من كتاب الْحَج
قَوْله فِي [84]
بَاب الْحلق وَالْجُلُوس فِي الْمَسْجِد
عقيب حَدِيث [473] نَافِع عَن ابْن عمر أَن رجلا جَاءَ إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ يخْطب فَقَالَ كَيفَ صَلَاة اللَّيْل الحَدِيث
قَالَ الْوَلِيد بن كثير حَدَّثَني عبيد الله بن عبد الله أَن ابْن عمر حَدثهمْ أَن رجلا نَادَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ فِي الْمَسْجِد
قَالَ مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ فِي صَحِيحِهِ ثَنَا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَأَبُو كُرَيْبٍ قَالا ثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ كَثِيرٍ بِهِ
أَخْبَرَنَا بِهِ عَالِيًا فَوَافَقَهُ أَبُو الْفَرَجِ بْنُ حَمَّادٍ أَنا أَبُو الْحَسَنِ الْمَخْزُومِيُّ أَنا أَبُو الْفَرَجِ بْنُ عَبْدِ الْمُنْعِمِ أَنا أَبُو الْحَسَنِ الأَصْبَهَانِيُّ مُكَاتَبَةً أَنا أَبُو عَلِيٍّ الْمُقْرِئُ أَنا أَبُو نعيم ثَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَحْمَدَ ثَنَا هَارُونُ بْنُ عبد الله ح 46 ب ثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنِ الْوَلِيدِ بن كثير حَدَّثَني عبيد الله بن عبد الله بن عمر حَدَّثَهُمْ أَنَّ رَجُلا نَادَى رَسُولَ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ يَا رَسُول الله(2/243)
كَيْفَ أُوتِرُ فِي صَلاةِ اللَّيْلِ فَقَالَ رَسُولُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ((مَنْ صَلَّى فَلْيُصَلِّ مَثْنَى مَثْنَى فَإِذَا خَشِيَ أَنْ يُصْبِحَ سَجَدَ سَجْدَةً فَأُوتِرْتُ لَهُ مَا صَلَّى))
قَوْله [85]
بَاب الاستلقاء فِي الْمَسْجِد [475] حَدَّثنا عبد الله بن مسلمة عَن مَالك عَن ابْن شهَاب عَن عباد بن تَمِيم عَن
عَمه فَذكر الحَدِيث
وَعَن ابْن شهَاب عَن سعيد بن الْمسيب كَانَ عمر وَعُثْمَان يفْعَلَانِ ذَلِك
قَوْله وَعَن ابْن شهَاب مَعْطُوف على حَدِيث مَالك كَمَا سبق فِي نَظَائِره
وَهَذَا أحد الْمَوَاضِع الَّتِي يسْتَدلّ بهَا على ذَلِك فَإِن مَالِكًا رَوَاهُ فِي الْمُوَطَّأ هَكَذَا وَهُوَ فِي الْمُوَطَّأ للقعنبي وَغَيره
قَوْله [86]
بَاب الْمَسْجِد يكون فِي الطَّرِيق من غير ضَرَر بِالنَّاسِ وَبِه قَالَ الْحسن وَأَيوب وَمَالك
أما قَول الْحسن
قَوْله [87]
بَاب الصَّلَاة فِي مَسْجِد السُّوق
وَصلى لبن عون فِي مَسْجِد فِي دَار يغلق عَلَيْهِم الْبَاب(2/244)
قَوْله فِي [88]
بَاب تشبيك الْأَصَابِع
[480] وَقَالَ عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ حَدَّثنا عَاصِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ سَمِعت هَذَا الْحَدِيثَ مِنْ أَبِي فَلَمْ أَحْفَظْهُ فَقَوَّمَهُ لِي وَاقِدٌ عَنْ أَبِيهِ قَالَ سَمِعت أَبِي وَهُوَ يَقُولُ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ قَالَ رَسُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ((يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو كَيْفَ بِكَ إِذَا بَقِيتَ فِي حُثَالَةٍ مِنَ النَّاسِ الْحَدِيثَ
لَيْسَ هَذَا التَّعْلِيق فِي روايتنا من طَرِيق أبي ذَر وَإِنَّمَا ثَبت فِي بعض الرِّوَايَات وَقد رَوَاهُ إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيُّ فِي غَرِيبِ الْحَدِيثِ لَهُ قَالَ حَدَّثنا عَاصِم بن عَليّ ثَنَا عَاصِم ابْن مُحَمَّد عَن وَاقد سَمِعت أبي يَقُولُ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَيفَ بك يَا عبد الله بن عَمْرو إِذا بقيت فِي حثالة من النَّاس قد مرجت عهودهم وأماناتهم
(وأنبأنا أَبُو الْحسن بن أبي الْمجد عَن عِيسَى بن عبد الرَّحْمَن وَغَيره عَن جَعْفَر ابْن عَليّ ز 57 ب أَن السلَفِي أخْبرهُم أَنا مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي الْعَلَاء السّلمِيّ بِدِمَشْق أَنا م 28 ب الْخَطِيب أَنا أَبُو الْحُسَيْن بن رزق أَنا أَبُو عَمْرو ابْن الساك أَنا حَنْبَل بن إِسْحَاق ثَنَا عَاصِم بن عَليّ فَذكره مثل مَا سَاقه البُخَارِيّ وَقَالَ بعد قَوْله فِي حثالة من النَّاس قد مرجت عهودهم وأماناتهم وَاخْتلفُوا فصاروا هَكَذَا وَشَبك بَين أَصَابِعه قَالَ كَيفَ تَأْمُرنِي يَا رَسُول الله قَالَ تَأْخُذ بِمَا تعرف وَتَدَع مَا تنكر وَتقبل على (خاصتك) وتدعهم وغوغاءهم)(2/245)
قَوْله [59]
بَاب الصَّلَاة إِلَى الأسطوانة
وَقَالَ عمر المصلون أَحَق بِالسَّوَارِي من المتحدثين إِلَيْهَا وَرَأى عمر رجلا يُصَلِّي بَين أسطوانتين فأدناه إِلَى سَارِيَة فَقَالَ صل هُنَا
أما أثر عمر الأول فَقَالَ أَبُو بكر فِي المُصَنّف حَدَّثنا وَكِيعٌ عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ عُثْمَانَ التَّيْمِيِّ ثَنَا إِدْرِيسُ الصَّنْعَانِيُّ عَنْ رَجُلٍ يُقَالُ لَهُ هَمْدَانَ وَكَانَ بَرِيدُ أَهْلِ الْيَمَنِ إِلَى عُمَرَ قَالَ قَالَ عُمَرُ الْمُصَلُّونَ أَحَقُّ بِالسَّوَارِي مِنَ الْمُتَحَدِّثِينَ إِلَيْهَا
وَهَكَذَا رَوَاهُ الْحميدِي فِي كتاب النَّوَادِر عَن وَكِيع
(وَذكره البُخَارِيّ فِي تَارِيخه عَن الْحميدِي بِهِ)
وَأما الْأَثر الثَّانِي فَقَالَ أَبُو بكر فِي المُصَنّف حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ أَبِي الْعَلاءِ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ رَآنِي عُمَرُ وَأَنَا أُصَلِّي بَيْنَ أُسْطُوَانَتَيْنِ فَأَخَذَ بِقَفَا فَأَدْنَانِي إِلَى سُتْرَةٍ فَقَالَ صَلِّ إِلَيْهَا
قَوْله فِيهِ عَقِبَ حَدِيثِ [503] سُفْيَانَ عَنْ عَمْرِو بْنِ عَامِرٍ عَنْ أَنَسٍ ((لَقَدْ رَأَيْتُ كِبَارَ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَبْتَدِرُونَ السَّوَارِي عِنْدَ الْمَغْرِبِ وَزَاد شُعْبَة عَن عَمْرو عَن أنس حَتَّى يخرج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
ثمَّ أسْندهُ فِي ((
بَاب كم بَين الْأَذَان وَالْإِقَامَة)) وَسَيَأْتِي
(قَوْله عقب حَدِيث [505] عبد الله بن يُوسُف عَن مَالك عَن نَافِع(2/246)
عَن ابْن عمر فِي دُخُول الْكَعْبَة وَفِي آخِره جعل عمودا عَن يسَاره وعمودا عَن يَمِينه وَقَالَ إِسْمَاعِيل عَن مَالك عمودين عَن يَمِينه
هَكَذَا وَقع فِي رِوَايَة الْأصيلِيّ (وَأبي ذَر وَوَقع فِي الأَصْل) المقروء على أبي الْوَقْت وَفِي رِوَايَة كَرِيمَة أَيْضا قَالَ لنا إِسْمَاعِيل فَهُوَ على هَذَا مُتَّصِل وَلم يذكر الدَّارَقُطْنِيّ فِي الموطآت طَرِيق إِسْمَاعِيل هَذِه وَالله الْمُوفق)
قَوْله [100]
بَاب يرد الْمُصَلِّي من بَين يَدَيْهِ
ورد ابْن عمر فِي التَّشَهُّد وَفِي الْكَعْبَة وَقَالَ إِن أبي إِلَّا أَن تُقَاتِلهُ فقاتله
قَالَ أَبُو نعيم فِي كتاب الصَّلَاة ز 58 أفِيمَا أَخْبَرَنَا غَيْرُ وَاحِدٍ مُشَافَهَةٍ ج 43 أعَن الْحَافِظ أبي الْحجَّاج الْمزي أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَحْمَدَ [السَّعْدِيَّ] أَخْبَرَهُمْ أَنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ نَصْرٍ فِي كِتَابِهِ أَنَّ مَحْمُودَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ الصَّيْرَفِيَّ أَخْبَرَهُ أَنا مُحَمَّد بن عبد الله بْنِ شَاذَانَ أَنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَتَّابِ أَنا عبد الله بن مُحَمَّد بن النُّعْمَانِ بْنِ عَبْدِ السَّلامِ ثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ ثَنَا فِطْرُ بْنُ خَلِيفَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ مَرَرْت بِابْن عمر بَعْدَمَا جَلَسَ فِي آخِرِ صَلاتِهِ حَتَّى أَنْظُرَ مَا يَصْنَعُ فَارْتَفَعَ عَنْ مَكَانِهِ فَدَفَعَ فِي صَدْرِي وَبِهِ إِلَى أَبِي نُعَيْمٍ قَالَ ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ الْمَاجِشُونُ عَنْ صَالِحِ ابْن كَيْسَانَ قَالَ رَأَيْتُ ابْنُ عُمَرَ يُصَلِّي فِي الْكَعْبَةِ فَلا يَدَعُ أَحَدًا يَمُرُّ بَيْنَ يَدَيْهِ يُبَادِرُهُ قَالَ يَرُدُّهُ
وَقرأت عَلَى سَارَةَ بنت شيخ الْإِسْلَام أبي الْحسن السُّبْكِيِّ أَخْبَرَكَ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَزَرِيُّ أَنَّ أَحْمَدَ بْنَ عَبْدِ الدَّائِمِ أَخْبَرَهُ حُضُورًا أَنا أَبُو طَاهِر الخشوعي أَنا أَبُو(2/247)
مُحَمَّدٍ الأَكْفَانِيُّ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ الكتاني أَنا عبد الرَّحْمَن بن عُثْمَانَ أَنا أَبُو الْمَيْمُونِ بْنُ رَاشِدٍ حَدَّثنا أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ ثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ ثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ أَرَدْتُ أَنْ أَمُرَّ بَيْنَ يَدَيِ ابْنِ عُمَرَ وَأَنَا علام فَانْتَهَرَنِي بِتَسْبِيحَةٍ
وَرَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ ذَهَبْتُ أَمُرُّ بَيْنَ يَدَيِ ابْنِ عُمَرَ وَهُوَ جَالِسٌ يُصَلِّي [قَالَ] فَانْتَهَرَنِي قَالَ وَكَانَ شَدِيدًا عَلَى مَنْ يَمُرُّ بَيْنَ يَدَيْهِ
وَأما قَوْلُهُ فَإِنْ أَبَى إِلا أَنْ تُقَاتِلَهُ فَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ (عَن عبيد الله) بن عمر عَن نَافِع عَن ابْن عمر قَالَ كَانَ ابْنُ عُمَرَ لَا يَدَعُ أَحَدًا يَمُرُّ بَيْنَ يَدَيْهِ فَإِنْ أَبَى إِلا أَنْ تُقَاتِلَهُ فَقَاتِلْهُ)
قَوْله [102] بَاب اسْتِقْبَال الرجل صَاحبه أَو غَيره فِي صلَاته وَهُوَ يُصَلِّي وَكره عُثْمَان أَن يسْتَقْبل الرجل وَهُوَ يُصَلِّي وَهَذَا إِذا اشْتغل بِهِ فَأَما إِذا لم يشْتَغل فقد قَالَ زيد بن ثَابت مَا باليت إِن الرجل لَا يقطع صَلَاة الرجل أما أثر عُثْمَان
وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنِ الثَّوْرِيِّ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ شِمْرِ بْنِ عَطِيَّةَ عَنْ(2/248)
هِلالِ بْنِ يَسَافٍ قَالَ رَأَى عُمَرُ رَجُلا يُصَلِّي [وَرَجُلٌ] مُسْتَقْبِلُهُ فَأَقْبَلَ عَلَى هَذَا بِالدُّرَّةِ وَقَالَ تُصَلِّي وَهَذَا مُسْتَقْبِلُكَ وَأَقْبَلَ عَلَى هَذَا (فَقَالَ تَسْتَقْبِلُهُ) وَهُوَ يُصَلِّي
وَقَالَ مُسَدَّدٌ فِي مُسْنَدِهِ حَدَّثنا يَحْيَى عَنْ شُعْبَةَ عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ كُنْتُ أُصَلِّي فَمَرَّ بَيْنَ يَدَيَّ رَجُلٌ فَمَنَعْتُهُ فَسَأَلْتُ عُثْمَانَ فَقَالَ يَا ابْن أخي لَا يَضرك ز 58 ب
فَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ التَّعْلِيقَ إِنَّمَا هُوَ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ كَمَا ذكرنَا من عِنْد عبد الرَّزَّاق
فَائِدَة الرجل الَّذِي مر بَين يَدَيْهِ هُوَ أَبُو سروعة الْحَارِث بَينه الذهلي فِي الزهريات من طَرِيق عبد الرَّحْمَن بن نمر الزُّهْرِيّ عَن إِبْرَاهِيم
وَأما أثر زيد بن ثَابت م 29 أ
قَوْله فِيهِ [107]
بَاب إِذا صلى إِلَى فرَاش فِيهِ حَائِض
عَقِبَ حَدِيثِ [518] عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ زِيَادٍ عَنِ الشَّيْبَانِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ سَمِعت مَيْمُونَةَ تَقُولُ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي وَأَنَا إِلَى جَنْبِهِ نَائِمَةٌ فَإِذَا سَجَدَ أَصَابَنِي ثَوْبُهُ
وَزَاد مُسَدّد عَن خَالِد قَالَ سُلَيْمَان الشَّيْبَانِيّ بَلغنِي عَن ابْن شَدَّاد عَن مَيْمُونَة وَأَنا حَائِض(2/249)
هَذِه الزِّيَادَة لَيست فِي شَيْء من رِوَايَاتنَا الثَّلَاثَة وَإِنَّمَا هِيَ فِي بعض النّسخ وَقد أسْندهُ مَعَ ذَلِك أَبُو عبد الله فِي ((بَاب إِذا أصَاب ثوب الْمُصَلِّي امْرَأَته إِذا سجد)) عَن مُسَدّد بِهِ
[9
من كتاب مَوَاقِيت الصَّلَاة]
قَوْله فِي (7) بَاب تَضْييع الصَّلَاة عَن وَقتهَا
عَقِبَ حَدِيثِ [530] أَبِي عُبَيْدَةَ الْحَدَّادِ عَنْ عُثْمَان بن أبي روادح 43 ب سَمِعت الزُّهْرِيَّ يَقُولُ دَخَلْتُ عَلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ بِدِمَشْقَ وَهُوَ يَبْكِي الْحَدِيثَ وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَفٍ حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ الْبُرْسَانِيُّ ثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ نَحْوَهُ
أَخْبَرَنِي بِذَلِكَ أَبُو بَكْرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ قُدَامَةَ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ بِسَفْحِ قَاسِيُونَ أَخْبَرَكُمْ أَبُو نَصْرِ بن الشيراوي فِي كِتَابِهِ عَنْ أَبِي الْقَاسِمِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي الْحَافِظِ أَبِي الْفَرَجِ بْنِ الْجَوْزِيِّ أَنَّ يَحْيَى بْنَ ثَابِتِ بْنِ بُنْدَارٍ أَخْبَرَهُ أَنا أَبِي أَنا الْحَافِظُ أَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ الْبُرْسَانِيُّ ثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي الرَّوَّادِ سَمِعت الزُّهْرِيَّ قَالَ دَخَلْنَا عَلَى أَنَسٍ بِدِمَشْقَ وَحْدَهُ وَهُوَ يَبْكِي فَقُلْتُ مَا يُبْكِيكَ فَقَالَ لَا أَعْرِفُ (مِمَّا) كُنَّا عَلَيْهِ فِي عَهْدِ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلا الصَّلاةَ وَهَذِهِ الصَّلاةُ قَدْ ضُيِّعَتْ
رَوَاهُ ابْن أبي خَيْثَمَة فِي تَارِيخه وَأحمد بن عَليّ الْأَبَّار فِي جمعه لحَدِيث(2/250)
الزُّهْرِيّ عَن بكر بن خلف وَمن طَرِيقه رَوَاهُ أَبُو نعيم فِي الْمُسْتَخْرج وَلَيْسَ لبكر بن خلف وَلَا عُثْمَان فِي صَحِيح البُخَارِيّ سوى هَذَا الحَدِيث الْوَاحِد
قَوْله فِي [8]
بَاب الْمُصَلِّي يُنَاجِي ربه
عَقِبَ حَدِيثِ [531] هِشَامٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ رَفَعَهُ ((إِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا صَلَّى يُنَاجِي رَبَّهُ)) الْحَدِيثَ
وَقَالَ سَعِيدٌ عَن قَتَادَة لَا يتفل ز 59 أقدامه أوبين يَدَيْهِ وَلَكِنْ عَنْ يَسَارِهِ أَوْ تَحْتَ قَدَمَيْهِ
وَقَالَ شُعْبَةُ لَا يَبْزُقُ بَيْنَ يَدَيْهِ وَلا عَنْ يَمِينِهِ وَلَكِنْ عَنْ يَسَارِهِ أَوْ تَحْتَ قَدَمَيْهِ
وَقَالَ حُمَيْدٌ عَنْ أَنَسٍ (عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) ((لَا يَبْزُقُ فِي الْقِبْلَةِ وَلا عَنْ يَمِينِهِ وَلَكِنْ عَنْ يَسَارِهِ أَوْ تَحْتَ قَدَمَيْهِ))
أما حَدِيثُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ فَأَخْبَرَنَا بِهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ [الْحَلاوِيُّ] أَنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ طَيٍّ أَنا أَبُو الْفَرَجِ بْنُ عَبْدِ الْمُنْعِمِ الْحَرَّانِيُّ أَنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ صَاعِدٍ أَنا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ الْحُسَيْنِ أَنا أَبُو عَلِيِّ بن الْمَذْهَب أَنا أَبُو بكر بْنُ مَالِكٍ ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن أَحْمد حَدَّثَني أبي ثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ عَنْ سَعِيدٍ ح وَبِهِ قَالَ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ عَنْ سَعِيدٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ ثَنَا سَعِيدٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ نَبِيَّ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ ((إِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ فِي الصَّلَاة فَإِنَّهُ يُنَاجِي ربه(2/251)
فَلا يَتْفِلْنَ أَحَدٌ مِنْكُمْ عَنْ يَمِينِهِ)) وَفِي رِوَايَةِ ابْنِ جَعْفَرٍ ((أَمَامَهُ وَلا عَنْ يَمِينِهِ وَلَكِنْ عَنْ يَسَارِهِ أَوْ تَحْتَ قَدَمَيْهِ)) وَلَفْظُ عَبْدِ الْوَهَّابِ مِثْلُهُ
وَكَذَا رَوَاهُ أَحْمَدُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بَكْرٍ عَنْ سَعِيدٍ مِثْلَهُ
وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه من طَرِيقِ يَزِيدَ بْنِ زُرَيْعٍ ثَنَا سَعِيدٌ بِنَحْوِهِ وَقَالَ وَلا بَيْنَ يَدَيْهِ
وَأما حَدِيثُ شُعْبَةَ فَأَسْنَدَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ قَبْلَ هَذَا فِي الصَّلاةِ أَيْضًا عَنْ آدَمَ عَنْهُ بِهِ
وَأما حَدِيثُ حُمَيْدٍ فَرَوَاهُ أَيْضًا مِنْ طَرِيقِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَعْفَرٍ وَغَيْرِهِ عَنْ حُمَيْدٍ بِهِ (وَلَكِنْ لَمْ أَرَ فِيهِ ذِكْرَ قَوْلِهِ ((وَلا عَنْ يَمِينِهِ))(2/252)
قَوْله فِي [9]
بَاب الْإِبْرَاد بِالظّهْرِ فِي شدَّة الْحر
عقب حَدِيث [538] حَفْص بن عياث عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَفَعَهُ ((أَبْرِدُوا بِالظُّهْرِ الْحَدِيثَ))
تَابَعَهُ سُفْيَانُ وَيَحْيَى وَأَبُو عَوَانَةَ عَنِ الأَعْمَشِ
أما حَدِيثُ سُفْيَانَ وَهُوَ الثَّوْرِيُّ فأسنده أَبُو عبد الله فِي صِفَةِ النَّارِ عَنِ الْفِرْيَابِيِّ عَنْهُ بِهِ
وَأما حَدِيثُ يَحْيَى وَهُوَ ابْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ فَأَخْبَرَنِيهِ أَحْمَدُ بن الْحسن [السويداوي] أَنا مُحَمَّد بن غالي أَنا أَبُو الْفرج الْحَرَّانِيُّ أَنا الْحَافِظُ أَبُو الْفَرَجِ بْنُ الْجَوْزِيِّ أَنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ [الدِّينَوَرِيُّ] أَنا عَلِيُّ بن عمر ح 44 أالْقَزْوِينِيُّ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ هُوَ ابْنُ سُوَيْدٍ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ هُوَ ابْنُ سَعِيدٍ ثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ ثَنَا يحيى سَعِيدٍ الْقَطَّانُ ثَنَا الأَعْمَشُ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبْرِدُوا بِالصَّلاةِ فَإِنَّ شِدَّةَ الْحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ
وبنحوه رَوَاهُ الإِمَام أَحْمد فِي مُسْنده عَن يحيى بن سعيد
وَأما حَدِيث أبي عوَانَة ز 59 ب
وَرَوَاهُ ابْن ماجة عَن أبي مُعَاوِيَة نَحوه
وَقَالَ مُحَمَّد بن يحيى الذهلي حَدِيث الْأَعْمَش من طَرِيق أبي سعيد مَشْهُور وَمن(2/253)
طَرِيق أبي هُرَيْرَة عِنْدِي مَحْفُوظ أَيْضا فقد رَوَاهُ زَائِدَة عَن الْأَعْمَش فَقَالَ عَن أبي هُرَيْرَة وَقَالَ الْبَاقُونَ عَن أبي سعيد وزائدة ثِقَة حَافظ وَرَوَاهُ الثَّوْريّ فَجمع بَينهمَا فَقَالَ عَن أبي هُرَيْرَة وَأبي سعيد جَمِيعًا
قَوْله [10]
بَاب الْإِبْرَاد بِالظّهْرِ فِي السّفر
وَقَالَ ابْن عَبَّاس يتفيأ يتميل
قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ حَدَّثنا أَبِي ثَنَا أَبُو صَالِحٍ حَدَّثَني مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ يتفيؤ ظلاله [48 النَّحْل] يَقُول يتميل م 29 ب
قَوْله [11]
بَاب وَقت الظّهْر عِنْد الزَّوَال وَقَالَ جَابر كَانَ انبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي الظّهْر بالهاجرة
هَذَا طرف من حَدِيث لَهُ أسْندهُ أَبُو عبد الله بعد هَذَا بِقَلِيل فِي ((
بَاب وَقت الْمغرب)) من طَرِيق مُحَمَّد بن عَمْرو بن حسن بن عَليّ بن أبي طَالب عَنهُ
قَوْله فِيهِ [541] حَدَّثنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ ثَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي الْمِنْهَالِ عَنْ أَبِي بَرْزَةَ قَالَ ((كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي الصُّبْحَ وَأَحَدُنَا يَعْرِفُ جَلِيسَهُ الْحَدِيثَ وَفِيهِ لَا يُبَالِي بِتَأْخِيرِ الْعِشَاءِ إِلَى ثُلُثِ اللَّيْلِ ثُمَّ قَالَ ((إِلَى شَطْرِ اللَّيْل)) ح 47 أ
وَقَالَ مُعَاذٌ قَالَ شُعْبَةُ ثُمَّ لَقِيتُهُ مَرَّةً فَقَالَ ((أَوْ ثُلُثَ اللَّيْل)) قَالَ مُسلم فِي(2/254)
الصَّحِيحِ حَدَّثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ ثَنَا أَبِي ثَنَا شُعْبَةُ عَنْ سَيَّارِ بْنِ سَلامَةَ قَالَ سَمِعت أَبَا بَرْزَةَ يَقُولُ كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يُبَالِي بَعْضَ تَأْخِيرِ [صَلاةِ] الْعِشَاءِ إِلَى نِصْفِ اللَّيْلِ وَكَانَ لَا يُحِبُّ النَّوْمَ قَبْلَهَا وَلا الْحَدِيثَ بَعْدَهَا قَالَ شُعْبَةُ ثُمَّ لَقِيتُهُ مَرَّةً أُخْرَى فَقَالَ أَوْ ثُلُثَ اللَّيْلِ))
قَوْله فِي [13]
بَاب وَقت الْعَصْر
عَقِبَ حَدِيثِ [544] أَنَسِ بْنِ عِيَاضٍ عَنْ هِشَامٍ عَنْ عُرْوَةَ أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ ((كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي الْعَصْرَ وَالشَّمْسُ لَمْ تَخْرُجْ مِنْ حُجْرَتِهَا))
وَقَالَ أَبُو أُسَامَة عَن هِشَام من قَعْر حُجْرَتهَا
هَذَا التَّعْلِيق لَيْسَ فِي روايتنا (من طَرِيق أبي يالوقت) وهوعند الْأصيلِيّ وَأبي ذَر وَغَيرهمَا
وَقَدْ أَسْنَدَهُ الإِسْمَاعِيلِيُّ قَالَ أَخْبَرَنَا ابْنُ نَاجِيَةَ ثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ (هُوَ مُحَمَّد ابْن عَبْدِ اللَّهِ) بْنِ نُمَيْرٍ قَالَ وَثنا الْقَاسِمُ ثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ قَالَ وَأَخْبرنِي ز 60 أالمنيعي ثَنَا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالُوا أَنا أَبُو أُسَامَةَ (عَنْ هِشَامٍ) عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي الْعَصْرَ وَالشَّمْسُ فِي قَعْرِ حُجْرَتِي لفظ ابْن نَاجِية(2/255)
وَفِي رِوَايَة أبي كريب فِي حُجْرَتي لم تخرج وَفِي رِوَايَة هَارُون ((لفي حُجْرَتي))
قَوْله فِيهِ عَقِبَ حَدِيثِ [546] ابْنِ عُيَيْنَةَ عَنِ االزهري عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ [قَالَتْ كَانَ النَّبِيُّ] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [يُصَلِّي] صَلاةَ الْعَصْرِ وَالشَّمْسُ طَالِعَةٌ فِي حُجْرَتِي لَمْ يَظْهَرِ الْفَيْءُ بَعْدُ
وَقَالَ مَالك وَيحيى بن سعيد وَشُعَيْب وَابْن أبي حَفْصَة ((وَالشَّمْس قبل أَن تظهر))
أما حَدِيث مَالك فأسنده أَبُو عبد الله بعد هَذَا عَن القعْنبِي عَن مَالك بِهِ
وَأما حَدِيث يحيى بن سعيد وَهُوَ الْأنْصَارِيّ فَقَالَ الذَّهَبِيّ فِي الزهريات حَدَّثنا أَيُّوب بن سُلَيْمَان بن بِلَال ثَنَا أَبُو بكر بن أبي أويس حَدَّثنا سُلَيْمَان بن بِلَال عَن يحيى بن سعيد بِهِ
وَأما حَدِيث شُعَيْب وَهُوَ ابْن أبي حَمْزَة فَقَالَ الطَّبَرَانِيّ فِي مُسْند الشاميين حَدَّثنا أَبُو زُرْعَةَ قَالَ وَحَدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ وَأَبُو الْيَمَانِ قَالا أَنا شُعَيْبٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ قَالَ حَدَّثَتْنِي عَائِشَةُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم كَانَ(2/256)
يُصَلِّي صَلاةَ الْعَصْرِ وَالشَّمْسُ فِي حُجْرَتِهَا قَبْلَ أَنْ تَظْهَرَ
أَخْبَرَنِي بذلك غير وَاحِد مشافهة عَن أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَزَرِيُّ أَنَّ مُحَمَّد بن عبد الْهَادِي أنبأه عَن كتاب مُحَمَّد بن عبد الْخَالِق الْجَوْهَرِي أَن أَبَا بكر بن مرْدَوَيْه أخبرهُ عَن أبي الْفرج الْقرشِي سَمَاعا أَنا الطَّبَرَانِيّ بِهِ
وَأما حَدِيث مُحَمَّد بن (أبي) حَفْصَة (فأنبأنا بِهِ مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ الْبَزَّاز شفاها عَن يُونُس بن أبي إِسْحَاقَ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ [بن المقير] أنبأه عَن أبي الْكَرم الشهرزوري أَنا إِسْمَاعِيل بن مسْعدَة أَنا حَمْزَة بن يُوسُف السَّهْمِي أَنا أَبُو أَحْمد الْحَافِظ أَنا طَاهِر بن عَليّ النَّيْسَابُورِي ثَنَا أَحْمد بن حَفْص بن عبد الله ثَنَا أبي ثَنَا إِبْرَاهِيم بن طهْمَان عَن مُحَمَّد بن أبي حَفْصَة عَن الزُّهْرِيّ بِهِ)
قَوْله [18]
بَاب وَقت الْمغرب وَقَالَ عَطاء يجمع الْمَرِيض بَين الْمغرب وَالْعشَاء قَالَ عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه عَن ابْن جريج عَن عَطاء
بِهِ
(وَقَالَ ابْن أبي شيبَة عَن ابْن الْمُبَارك عَن يَعْقُوب عَن عَطاء فِي الْمَرِيض يُصَلِّي قَالَ يجمع بَين الصَّلَاتَيْنِ إِن شَاءَ)
قَوْله [20]
بَاب ذكر الْعشَاء وَالْعَتَمَة وَمن رَآهُ وَاسِعًا(2/257)
قَالَ أَبُو هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ((أثقل الصَّلَاة على الْمُنَافِقين الْعشَاء وَالْفَجْر وَقَالَ ز 60 ب ((لَو يعلمُونَ مَا فِي الْعَتَمَة وَالْفَجْر)) هَذَا طرف من حَدِيث أبي هُرَيْرَة فِي شُهُود الْجَمَاعَة
وَقد أسْند اللَّفْظ الأول فِي ((
بَاب فضل الْعشَاء جمَاعَة)) وَاللَّفْظ الثَّانِي فِي بَاب (الاستهام فِي) الْأَذَان
قَوْله فِيهِ وَيذكر عَن أبي مُوسَى ((كُنَّا نتناوب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عِنْد صَلَاة الْعشَاء فأعتم بهَا)) وَقَالَ ابْن عَبَّاس وَعَائِشَة أعتم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بالعشاء وَقَالَ بَعضهم عَن عَائِشَة ح 47 ب أعتم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْعَتَمَةِ)) وَقَالَ جَابِرٌ ((كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُصَلِّي الْعِشَاءَ وَقَالَ أَبُو بَزْرَةَ ((كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُؤَخِّرُ الْعِشَاءَ)) وَقَالَ أَنَسٌ ((أَخَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعِشَاءَ الآخِرَةَ)) وَقَالَ ابْنُ عُمَرَ وَأَبُو أَيُّوبَ وَابْنُ عَبَّاسٍ [رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ] صَلَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ))
هَذِه التَّعَالِيق كلهَا مُسندَة عِنْده فِي الْجَامِع وَإِنَّمَا حذف أسانيدها طلبا للتَّخْفِيف(2/258)
فَأَما حَدِيث أبي مُوسَى فقد أسْندهُ بعد هَذَا بِبَاب وَاحِد م 30 أوَلَفظه فِيهِ ((فَكَانَ يتناوب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عِنْد صَلَاة الْعشَاء كل لَيْلَة نفر مِنْهُم)) وَإِنَّمَا علقه بِصِيغَة التمريض لإيراده بِالْمَعْنَى
وَأما حَدِيث ابْن عَبَّاس فأسنده فِي ((
بَاب النّوم قبل الْعشَاء))
وَأما حَدِيث عَائِشَة فأسنده بِاللَّفْظِ الأول فِي ((
بَاب فضل الْعشَاء)) من طَرِيق عقيل عَن الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة عَنْهَا وَأما اللَّفْظ الثَّانِي (وَهُوَ بالعتمة فأسنده الْمُؤلف فِي ((
بَاب خُرُوج النِّسَاء إِلَى الْمَسْجِد بِاللَّيْلِ)) من طَرِيق شُعَيْب عَن الزُّهْرِيّ بِهِ)
وَأما حَدِيث جَابر فأسنده فِي
(بَاب وَقت الْعشَاء)
وَأما حَدِيث أبي بَرزَة فَتقدم الْكَلَام عَلَيْهِ قبل هَذَا قربيا
وَأما حَدِيث أنس فأسنده فِي ((بَاب وَقت الْعشَاء إِلَى نصف اللَّيْل))(2/259)
وَأما حَدِيث ابْن عمر فأسنده فِي الْحَج بِلَفْظ ((أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صلى الْمغرب وَالْعشَاء بِالْمُزْدَلِفَةِ جَمِيعًا)
وَأما حَدِيث أبي أَيُّوب فأسنده فِي الْحَج وَفِي الْمَغَازِي بِلَفْظ ((جمع النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي حجَّة الْوَدَاع بَين الْمغرب وَالْعشَاء))
وَأما حَدِيث ابْن عَبَّاس فأسنده فِي تَقْصِير الصَّلَاة وَسَيَأْتِي الْكَلَام عَلَيْهِ
قَوْله [25] بَاب وَقت الْعشَاء إِلَى نصف اللَّيْل [و] قَالَ أَبُو بَرزَة كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ز 61 أيسْتَحبّ تَأْخِيرهَا
تقدم الْكَلَام على حَدِيث أبي بَرزَة قَرِيبا
وَقَوله فِي [572] عبد االرحيم الْمُحَارِبِيُّ ثَنَا زَائِدَةُ عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ عَنْ أَنَسٍ قَالَ ((أَخَّرَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صَلاةِ الْعِشَاءِ إِلَى نِصْفِ اللَّيْلِ ثُمَّ صَلَّى الْحَدِيثَ
وَزَادَ ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ أَنا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ حَدَّثَني حُمَيْدٌ سَمِعَ أَنَسًا قَالَ كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى وَبِيصِ خَاتمه ليلتئذ))(2/260)
أما حَدِيث الْمحَاربي فَهَكَذَا هُوَ فِي روايتنا لَيْسَ قبله حَدَّثنا وَلَا أَخْبَرَنَا وَوَقع فِي روايتنا من طَرِيق أبي ذَر الْهَرَوِيّ حَدَّثنا عبد الرَّحِيم فَذكره
وَأما حَدِيث ابْن أبي مَرْيَم فَقَرَأته على أبي الْفرج بن الْغَزِّي أخْبركُم أَبُو عَليّ الْعَسْقَلَانِي قيل لَهُ أخْبركُم أَبُو الْحسن بن أبي عبد الله إجَازَة مشافهة عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الزَّاغُونِيّ أَن أَبَا نصر الزيني أَخْبَرَهُمْ أَنا أَبُو طَاهِرٍ الْمُخَلِّصُ ثَنَا عبد الله بن مُحَمَّد الْبَغَوِيّ ثَنَا أَحْمد بن مَنْصُور ثَنَا ابْن أبي مَرْيَم ثَنَا يحيى بن أَيُّوب حَدَّثَني حميد ح 48 أأَنه سمع أنس بن مَالك سُئِلَ هَل اتخذ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خَاتمًا قَالَ نعم أخر الْعشَاء لَيْلَة إِلَى شطر اللَّيْل ثمَّ أقبل علينا بِوَجْهِهِ حِين صلى فَقَالَ إِن النَّاس قد نَامُوا وَإِنَّكُمْ لن تزالوا فِي صَلَاة مَا انتظرتموها وَكَأَنِّي أنظر إِلَى وبيص خَاتمه ليلتئذ
قَوْله فِي [26]
بَاب فضل صَلَاة الْفجْر [574] حَدَّثنا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ ثَنَا هَمَّامٌ حَدَّثَني أَبُو جَمْرَةَ عَنْ أَبِي بَكْرٍ عَنْ أَبِيهِ
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ ((من صَلَّى الْبَرْدَيْنِ دَخَلَ الْجَنَّةَ))
وَقَالَ ابْنُ رَجَاءٍ ثَنَا هَمَّامٌ عَنْ أَبِي جَمْرَةَ أَنَّ أَبَا بَكْرِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ أَخْبَرَهُ بِهَذَا
قَرَأت عَلَى أَبِي بَكْرِ بْنُ الْعِزِّ بْنِ قُدَامَةَ بِصَالِحِيَّةِ دِمَشْقَ أَخْبَرَكُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحُسَيْنِ الأَنْصَارِيُّ أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ خَطِيبِ الْقُرَافَةَ أَخْبَرَهُمْ عَنِ الْحَافِظِ أَبِي طَاهِرٍ السِّلَفِيِّ ح(2/261)
وقرأت على فَاطِمَة بنت مُحَمَّد بْنِ عَبْدِ الْهَادِي عَنْ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ عَبْدِ الْمُحَسِّنِ وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْجِبَابِ أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَكِّيٍّ أَخْبَرَهُمْ أَنا جَدِّي الْحَافِظُ أَبُو طَاهِرٍ [السِّلَفِيُّ] أَنا مَكِّيُّ بْنُ مَنْصُورٍ أَنا أَبُو بَكْرٍ الْحِيرِيُّ أَنا أَبُو عَلِيٍّ الْمَعْقِلِيُّ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ ثَنَا عَبْدُ الله بن رَجَاء الغداني أَنا هَمَّامٌ عَنْ أَبِي جَمْرَةَ أَنَّ أَبَا بَكْرِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ حَدَّثَهُ عَنْ أَبِيهِ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ((مَنْ صَلَّى الْبَرْدَيْنِ دخل الْجنَّة)) ز 61 ب))
عَقِبَ حَدِيثِ [582] يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ هِشَامٍ يَعْنِي ابْنَ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَفَعَهُ ((لَا تَحَرَّوْا بِصَلاتِكُمْ طُلُوعَ الشَّمْس وَلَا غُرُوبهَا)) الحَدِيث 583 تَابعه عَبدة
ثمَّ أسْندهُ فِي صفة إِبْلِيس عَن مُحَمَّد عَن عَبدة بِهِ
قَوْله [32]
بَاب من لم يكره الصَّلَاة إِلَّا بعد الْعَصْر وَالْفَجْر
رَوَاهُ عمر وَابْن عمر وَأَبُو سعيد وَأَبُو هُرَيْرَة
أما حَدِيث عمر فأسنده فِي مَوَاضِع فِي الصَّلَاة من حَدِيث ابْن عَبَّاس عَنهُ(2/262)
وَأما حَدِيث ابْن عمر فأسنده فِي الْبَاب
وَأما حَدِيث أبي سعيد فأسنده فِي الصَّلَاة أَيْضا من طَرِيق قزعة بن يحيى عَنهُ
وَأما حَدِيث أبي هُرَيْرَة فأسنده فِي الْبَاب الَّذِي قبله سَوَاء
قَوْله [33]
بَاب مَا يصلى بعد الْعَصْر من الْفَوَائِت وَنَحْوهَا
وَقَالَ كريب عَن أم سَلمَة صَلَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم بعد الْعَصْر رَكْعَتَيْنِ الحَدِيث
وَقد أسْندهُ فِي
بَاب السَّهْو وَسَيَأْتِي الْكَلَام عَلَيْهِ (فِي
بَاب وَفد عبد الْقَيْس من كتاب الْمَغَازِي)
قَوْله فِي [37]
بَاب من نسي الصَّلَاة(2/263)
وَقَالَ إِبْرَاهِيم من ترك صَلَاة وَاحِدَة عشْرين سنة لم يعد إِلَّا تِلْكَ الصَّلَاة الْوَاحِدَة
قَالَ سُفْيَان الثَّوْريّ فِي جَامعه عَن مَنْصُور وَغَيره عَن إِبْرَاهِيم بِهِ ح 48 أم 30 ب
قَوْله فِيهِ [597] حَدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالا ثَنَا هَمَّامٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ نَسِيَ صَلاةً فَليصل إِذا ذكرهَا
وَقَالَ حبَان حَدَّثنا همام (ثَنَا قَتَادَةُ) ثَنَا أَنَسٌ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نَحوه
أَخْبَرَنِي بِذَلِكَ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بن مُحَمَّد الخصيب مشافهة عَن مُحَمَّدُ بْنُ أَحَمْدَ بْنِ أَبِي الهيجاء أَنا الْحَافِظ أَبَا عَليّ الْبكْرِيّ أخبرهُ أَنا الْقَاسِم بن عبد الله بن عمر الصفار أَنا أَبُو الأسعد الْقشيرِي أَنا عبد الحميد بن عبد الرَّحْمَن أَنا أَبُو نعيم عبد الْملك بن الْحسن أَنا خَالِي أَبُو عوَانَة يَعْقُوب بن إِسْحَاق الْحَافِظ ثَنَا مُحَمَّد بن عَوْف ثَنَا طلق بن غَنَّام ح قَالَ وثنا الصغاني ثَنَا أَبُو نعيم وَأَبُو الْوَلِيد مُسلم قَالُوا ثَنَا همام بن يحيى ثَنَا قَتَادَة ثَنَا أنس بن مَالك (رَضِي الله عَنهُ) أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ من نسي صَلَاة فليصلها إِذا ذكرهَا لَا كَفَّارَة لَهَا إِلَّا ذَلِك {وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي} [14 طه] حَدَّثنا عمار بن رَجَاء ثَنَا حبَان ثَنَا همام بِمثلِهِ قَالَ يَقُول قَتَادَة بعد ((وَأَقِمِ الصَّلاةَ لذكري)) ز 62 أ(2/264)
[10]
من كتاب الْأَذَان
قَوْله [5]
بَاب رفع الصَّوْت بالنداء
وَقَالَ عمر بن عبد الْعَزِيز أذن أذانا سَمحا وَإِلَّا فاعتزلنا
قَالَ أَبُو بكر بن أبي شيبَة فِي المُصَنّف ثَنَا وَكِيع عَن سُفْيَان عَن عمر بن سعيد بن أبي حُسَيْن أَن مُؤذنًا أذن فطرب فِي أَذَانه فَقَالَ لَهُ عمر بن عبد الْعَزِيز أذن أذانا سَمحا وَإِلَّا فاعتزلنا
وَقد روينَاهُ مَرْفُوعا فِي السّنَن لأبي الْحسن الدَّارَقُطْنِيّ بِإِسْنَاد ضَعِيف
قَوْله [9]
بَاب الاستهام فِي الْأَذَان
وَيذكر أَن أَقْوَامًا اخْتلفُوا فِي الْأَذَان فأقرع بَينهم سعد
أَخْبَرَنَا بِذَلِكَ الإِمَامُ أَبُو الْحسن بن أبي بكر أَنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ [بْنِ الْحَمَوِيِّ] أَنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ [السَّعْدِيُّ] عَنْ مَنْصُورِ بْنِ عَبْدِ الْمُنْعِمِ [بْنِ أَبِي الْبَرَكَاتِ] أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ [الْفَارِسِيَّ] أَخْبَرَهُ أَنا الْحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ الْبَيْهَقِيُّ أَنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ أَنا أَبُو الْحَسَنِ الْكَارِزِيُّ ثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ ثَنَا هُشَيْمٌ ثَنَا ابْنُ شُبْرُمَةَ قَالَ تَشَاجَّ النَّاسُ فِي الْأَذَان بالقادسية فاختصموا إِلَى(2/265)
سَعْدٍ فَأَقْرَعَ بَيْنَهُمْ
وَهَذَا مُنْقَطع وَلذَلِك مَرضه وَهَكَذَا رَوَاهُ سعيد بن مَنْصُور فِي سنَنه (عَن هشيم)
قَوْله [10]
بَاب الْكَلَام فِي الْأَذَان
وَتكلم سُلَيْمَان بن صرد فِي أَذَانه وَقَالَ الْحسن لَا بَأْس أَن يضْحك وَهُوَ يُؤذن أَو يُقيم
أما أثر سُلَيْمَان بن صرد فَقَالَ أَبُو عبد الله البُخَارِيّ فِي التَّارِيخ الْكَبِير قَالَ لَنَا أَبُو نُعَيْمٍ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ هُوَ ابْنُ مُصَرِّفٍ عَنْ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ عَنْ مُوسَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ الأَنْصَارِيِّ أَنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ صُرَدَ كَانَ يُؤَذِّنُ فِي الْعَسْكَر فيأمر غُلَامه بِالْحَاجةِ ح 49 أ
وأَخْبَرَنِي بِهِ أَعلَى من طَرِيق التَّارِيخ غير وَاحِد مشافهة عَن أبي الْحجَّاج الْمزي الْحَافِظ أَن عَلِيَّ بْنَ أَحْمَدَ [السَّعْدِيَّ] أَخْبَرَهُ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الصَّيْدَلانِيِّ أَنا مَحْمُود ابْن إِسْمَاعِيل الصَّيْرَفِي أَنا مُحَمَّد بن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَاذَانَ أَنا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّد القباب أَنا أَبُو بكر بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ عَبْدِ السَّلامِ أَنا أَبُو نعيم الْفضل بن دُكَيْنٍ فِي كِتَابِ الصَّلاةِ لَهُ ثَنَا مُحَمَّد بن طَلْحَة (بن مُصَرِّفٍ) عَنْ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ أبي صَخْرَة عَن مُوسَى بن عبد الله بن يزِيد مثله سَوَاء
وَرَوَاهُ ابْن أبي شيبَة عَن وَكِيع عَن مُحَمَّد بن طَلْحَة بِهِ(2/266)
وَأما قَول الْحسن فَقَالَ أَبُو بكر فِي المُصَنّف حَدَّثنا ابْن علية قَالَ سَأَلت يُونُس عَن الْكَلَام فِي الْأَذَان وَالْإِقَامَة فَقَالَ حَدَّثَني عبيد الله بن غلاب عَن الْحسن أَنه لم يكن يرى بذلك بَأْسا
أَخْبَرَنَا عَبدة عَن سعيد عَن قَتَادَة عَن الْحسن قَالَ لَا بَأْس بِأَن يتَكَلَّم الرجل فِي إِقَامَته
قَوْله [14]
بَاب كم بَين الْأَذَان وَالْإِقَامَة
عقب حَدِيث حَدِيث [625] غنْدر عَن شُعْبَة ز 62 ب سَمِعت عَمْرَو بْنَ عَامِرٍ الأَنْصَارِيَّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ كَانَ الْمُؤَذِّنُ إِذَا أَذَّنَ قَامَ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَبْتَدِرُونَ السَّوَارِي حَتَّى يخرج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُمْ كَذَلِكَ يُصَلُّونَ الرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْمَغْرِبِ وَلَمْ يَكُنْ بَيْنَ الأَذَانِ وَالإِقَامَةِ شَيْءٌ ((قَالَ عُثْمَانُ بْنُ جَبَلَةَ وَأَبُو دَاوُدَ عَنْ شُعْبَةَ ((لَمْ يَكُنْ بَيْنَهُمَا إِلا قَلِيلٌ))
قَرَأت بِخَط الإِمَام عَلَاء الدَّين مغلطاي أَن الْإِسْمَاعِيلِيّ وصل حَدِيث عُثْمَان بن جبلة
قلت وَقد وهم فِي ذَلِك فَإِن الْإِسْمَاعِيلِيّ لم يسند الحَدِيث إِلَّا من طَرِيق عُثْمَان ابْن عمر لَا من طَرِيق عُثْمَان بن جبلة
فَأَما حَدِيث عُثْمَان بن جبلة وهوابن أبي رواد الْعَتكِي وَالِد عَبْدَانِ فأَخْبَرَنَا بِهِ
وَأما حَدِيث أبي دَاوُد وَهُوَ الطَّيَالِسِيّ وقرأت بِخَط مغلطاي أَن الْحَفرِي واسْمه(2/267)
عمر بن سعد فأَخْبَرَنَا بِهِ م 31 أ
قَوْله [19]
بَاب هَل يتتبع الْمُؤَذّن فَاه هَا هُنَا وَهَا هُنَا فِي الْأَذَان
وَيذكر عَن بِلَال أَنه جعل أصبعيه فِي أُذُنَيْهِ وَكَانَ ابْن عمر لَا يَجْعَل إصبعيه فِي أُذُنَيْهِ وَقَالَ إِبْرَاهِيم لَا بَأْس أَن يُؤذن على غير وضوء
وَقَالَ عَطاء الْوضُوء حق وَسنة وَقَالَت عَائِشَة كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يذكر الله على كل أحيانه
أما حَدِيث بِلَال فَقَالَ سعيد بن مَنْصُور فِي السّنَن حَدَّثنا إِسْمَاعِيل ح 49 ب ابْن عَيَّاشٍ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ حَمْزَةَ بْنِ صُهَيْبٍ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ عَنْ بِلالٍ مُؤَذِّنِ رَسُولِ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنَّهُ كَانَ لَا يُؤَذِّنُ بِصَلاةِ الْفَجْرِ حَتَّى يَرَى الْفَجْرَ وَأَنَّهُ كَانَ يُدْخِلُ إِصْبَعَيْهِ فِي أُذُنَيْهِ
وَبِه عَن عبد الْعَزِيز عَن مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر عَن أبي سَلمَة عَن بِلَال مثل ذَلِك
وَهَذَا الحَدِيث الْمَوْقُوف ضَعِيف من وَجْهَيْن الأول الِانْقِطَاع فَإِن أَبَا بكر وَأَبا سَلمَة لم يلقيا بِلَالًا وَالثَّانِي كَونه من رِوَايَة إِسْمَاعِيل بن عَيَّاش عَن الْحِجَازِيِّينَ وَهِي ضَعِيفَة ومعنعنة أَيْضا
وَقَالَ ابْن مَاجَه حَدثنَا ز 63 أهِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَن بن سعد ابْن عَمَّارِ بْنِ سَعْدٍ الْمُؤَذِّنُ حَدَّثَني أَبِي عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقَرَّ بِلالا أَنْ يَجْعَل إصبعيه فِي أُذُنَيْهِ وَقَالَ ((إِنَّه أرفع لصوتك))(2/268)
رَوَاهُ ابْن عدي فِي تَرْجَمَة عبد الرَّحْمَن وَضَعفه
وَأخرجه الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك وَصَححهُ وَهُوَ مَا يُؤْخَذ عَلَيْهِ
وَقد رُوِيَ أَن بِلَالًا جعل إصبعيه فِي أُذُنَيْهِ من حَدِيث أبي جُحَيْفَة بِإِسْنَاد لَا يأس بِهِ فَقرأت عَلَى أَبِي بَكْرِ بْنُ الْعِزِّ بْنِ قُدَامَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزَّرَّادِ أَن الْحَافِظ أَبَا عَليّ الْبكْرِيّ أَخْبَرَهُ أَنا جَدِّي إِمَامُ الأَئِمَّةِ أَبُو بكر بن خُزَيْمَة ثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ثَنَا هُشَيْمٌ عَنْ حَجَّاجٍ عَنْ عَوْنٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ ((رَأَيْتُ بِلالا يُؤَذِّنُ وَقَدْ جَعَلَ إِصْبَعَيْهِ فِي أُذُنَيْهِ))
قَالَ ابْن خُزَيْمَة هَذِه اللَّفْظَة لست أحفظها إِلَّا عَن حجاج بن أرطاه وَلست أفهم أسمع هَذَا الْخَبَر من عون [بن أبي جُحَيْفَة] أم لَا فَأَنا أَشك فِي صِحَّته انْتهى
رَوَاهُ ابْن أبي شيبَة عَن عباد عَن حجاج بِهِ
وَرَوَاهُ سعيد بن مَنْصُور عَن أبي مُعَاوِيَة عَن حجاج بِهِ
وَرَوَاهُ ابْن مَاجَه من حَدِيث عبد الْوَاحِد بن زِيَاد عَن حجاج وَأخرجه أَبُو عَليّ الطوسي فِي مستخرجه على التِّرْمِذِيّ الَّذِي سَمَّاهُ ((الْأَحْكَام)) عَن يَعْقُوب بن(2/269)
إِبْرَاهِيم فوافقناه بعلو وَقَالَ يُقَال حسن صَحِيح
قلت وَهُوَ من زياداته على التِّرْمِذِيّ وَهَذِه اللَّفْظَة الَّتِي ذكر الإِمَام أَبُو بكر بن خُزَيْمَة أَن حجاج بن أَرْطَاة تفرد بهَا وَقد رَوَاهَا أَيْضا سُفْيَان بن سعيد الثَّوْريّ عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ
أَخْبَرَنَا بذلك أَحْمد بن أبي بكر فِي كِتَابه عَن مُحَمَّد بن عَليّ بن ساعد أَن يُوسُف بن خَلِيل الْحَافِظ أخبرهُ أَنا مُحَمَّد بن أبي زيد أَنا مَحْمُود بن إِسْمَاعِيل [الصَّيْرَفِي] أَنا أَبُو الْحُسَيْن بن فاذا شاه أَنا أَبُو الْقَاسِمِ الطَّبَرَانِيُّ ثَنَا إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم الدبرِي عَن عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنِ الثَّوْرِيِّ عَنِ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ رَأَيْتُ بِلالا يُؤَذِّنُ وَيَدُورُ فَأَتَتَبَّعُ فَاهُ هَاهُنَا وَهَاهُنَا وَإِصْبَعَاهُ فِي أُذُنَيْهِ قَالَ وَرَسُولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي قُبَّةٍ لَهُ حَمْرَاءَ الْحَدِيثَ
وَهَكَذَا رَوَاهُ ح 50 أعبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه
وَرَوَاهُ الإِمَام أَحْمد بن فِي مُسْنده عَن عبد الرَّزَّاق فوافقناه بعلو
وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيّ عَن مَحْمُود بن غيلَان عَن عبد الرَّزَّاق فَوَقع لنا بَدَلا عَالِيا
وَهَكَذَا رَوَاهُ عبد الرَّحْمَن بن مهْدي الإِمَام عَن سُفْيَان أخرجه أَبُو نعيم فِي الْمُسْتَخْرج عَن (أبي) أَحْمد عَن الْمُطَرز عَن بنْدَار عَنهُ ز 63 ب مُخْتَصرا كَمَا هَا هُنَا
وَرَوَاهُ جمَاعَة عَن سُفْيَان لم يذكرُوا هَذِه الزِّيَادَة (فِي الاستدارة وَجعل الإصبعين فِي الْأُذُنَيْنِ) لَكِن رَوَاهُ بعض أَصْحَاب سُفْيَان عَن سُفْيَان ففصل هَذِه اللَّفْظَة(2/270)
فِي جعل إصبعيه فِي أُذُنَيْهِ فرواها عَنهُ عَن حجاج عَن عون بن أبي جُحَيْفَة
وَرَوَاهَا الْفرْيَابِيّ عَن سُفْيَان قَالَ حدثت عَن عون بذلك (ذكره البُخَارِيّ فِي تَارِيخه عَنِ الْفِرْيَابِيِّ)
وَرَوَاهُ قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ عَنْ عَوْنٍ وَفِيهِ الزِّيَادَةُ
وَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ عبيد الله الْعَرْزَمِي وهوضعيف عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ رَأَيْتُ بِلالا يُؤَذِّنُ وَاضِعًا إِصْبَعَيْهِ فِي أُذُنَيْهِ وَهُوَ يَسْتَدِيرُ فِي أَذَانِهِ كَذَا رَوَاهُ مُخْتَصرا
وَهَكَذَا رَوَاهُ إِدْرِيس الأودي عَن عون أخرجه الطَّبَرَانِيّ من حَدِيثه وهوضعيف أَيْضا
وَأما شكّ الإِمَام أبي بكر بن أبي خُزَيْمَة فِي صِحَّته من أجل عنعنة حجاج بن أَرْطَأَة لَهُ فقد قَالَ سعيد بن مَنْصُور فِي السّنَن لَهُ حَدَّثنا هُشَيْمٌ عَنْ حَجَّاجٍ قَالَ أَنا عَوْنُ بْنُ أَبِي جُحَيْفَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ كَانَ بِلالا إِذَا أَذَّنَ وَضَعَ إِصْبَعَيْهِ فِي أُذُنَيْهِ وَاسْتَدَارَ فِي أَذَانِهِ م 31 ب فَقَدْ صَرَّحَ حَجَّاجٌ بِالسَّمَاعِ كَمَا تَرَى
وَرَوَى أَنَّ بِلالا جَعَلَ إِصْبَعَيْهِ فِي أُذُنَيْهِ عِنْدَ التَّأْذِينِ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ قَالَ الطَّبَرَانِيّ فِي مُسْند الشاميين فِي المعجم الْكَبِير حَدَّثنا أَحْمد بن الْخَلِيل ثَنَا أَبُو تَوْبَة ثَنَا مُعَاوِيَة بن سَلام حَدَّثَني زيد بن سَلام أَنه سمع أَبَا سَلام يَقُول حَدثنِي عبد الله(2/271)
الْهَوْزَنِي قَالَ لقِيت بِلَالًا مُؤذن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقلت يَا بِلَال أَلا تحَدَّثَني كَيفَ كَانَت نَفَقَة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَذكر الحَدِيث بِطُولِهِ وَفِيه خرجت إِلَى البقيع فَجعلت إصبعي فِي أُذُنِي فَأَذنت
رَوَاهُ أَبُو دَاوُد عَن أبي تَوْبَة بِطُولِهِ وَصَححهُ ابْن حبَان
وَأما حَدِيث ابْن عمر فَقَالَ أَبُو بكر فِي المُصَنّف حَدَّثنا وَكِيع ثَنَا سُفْيَان ثَنَا نسير قَالَ رَأَيْت ابْن عمر يُؤذن على بعير قَالَ سُفْيَان فَقلت لَهُ رَأَيْته يَجْعَل [إصبعيه] فِي أُذُنه قَالَ لَا
وَرَوَاهُ عبد الرَّزَّاق (عَن الثَّوْريّ) عَن نسير بن ذعلوق بِهِ ونسير بِضَم النُّون وَفتح السِّين الْمُهْملَة تَصْغِير نسر
وَأما أثر إِبْرَاهِيم فَقَالَ سعيد بن مَنْصُور فِي السّنَن حَدَّثنا جرير عَن مَنْصُور عَن إِبْرَاهِيم فَقَالَ لَا بَأْس أَن يُؤذن الْمُؤَذّن على غير وضوء ثمَّ يخرج فيتوضأ ثمَّ يرجع فيقيم
وَهَكَذَا رَوَاهُ أَبُو بكر عَن جرير بِهِ(2/272)
وَعَن وَكِيع عَن الثَّوْريّ عَن مَنْصُور نَحوه ز 64 أ
وَقد وَقع لنا من غير وَجه عَالِيا فأَخْبَرَنَا بِهِ (من جُزْء العبشي) الْحَافِظ أَبُو الْفضل بن الْحُسَيْن إِذْنا إِن لم أكن قرأته عَلَيْهِ أَن عبد اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ [الْمروزِي] أخبرهُ أَنا عَليّ بن أَحْمد بن عبد الْوَاحِد [السَّعْدِيّ] أَنا زيد بن الْحسن [الْكِنْدِيّ] أَنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَيْضَاوِيّ أَنا أَحْمد بن مُحَمَّد [الْبَزَّاز] أَنا عبيد الله بن مُحَمَّد [الكعبري] ثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بن عبد الْعَزِيز [الْبَغَوِيّ] ثَنَا عبيد الله بن مُحَمَّد العبشي ثَنَا أَبُو عوَانَة عَن مَنْصُور عَن إِبْرَاهِيم أَنه كَانَ رُبمَا أذن وَهُوَ غير طَاهِر ثمَّ ينزل وَيتَوَضَّأ
وَرَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه عَن الثَّوْريّ عَن مَنْصُور عَن إِبْرَاهِيم نَحوه
وَأما قَول عَطاء فَقَالَ عبد الرَّزَّاق عَن ابْن جريج قَالَ لي عَطاء حق وَسنة مسنونة أَن لَا يُؤذن إِلَّا متوضئا قَالَ هُوَ من الصَّلَاة وَهُوَ فَاتِحَة الصَّلَاة [فَلَا يُؤذن إِلَّا متوضئا]
وَقَالَ سعيد حَدَّثنا ابْن الْمُبَارك عَن ابْن جريج عَن عَطاء قَالَ حق وَسنة أَن لَا يُؤذن مُؤذن إِلَّا متوضئا
وَأما حَدِيث عَائِشَة فَسبق الْكَلَام عَلَيْهِ فِي الْحيض ح 50 ب(2/273)
قَوْله [20]
بَاب قَول الرجل فاتتنا الصَّلَاة
وَكره ابْن سِيرِين أَن يَقُول فاتتنا [الصَّلَاة] وَلَكِن ليقل لم ندرك
قَالَ أَبُو بكر فِي المُصَنّف حَدَّثنا أَزْهَر عَن ابْن عون قَالَ كَانَ مُحَمَّد يكره أَن يَقُول فاتتنا الصَّلَاة وَيَقُول لم أدْرك [مَعَ] بني فلَان [الصَّلَاة]
قَوْله [- 21] بَاب لَا يسْعَى إِلَى الصَّلَاة وليأت بِالسَّكِينَةِ وَالْوَقار
وَقَالَ مَا أَدْرَكْتُمْ فَصَلُّوا وَمَا فَاتَكُمْ فَأَتِمُّوا قَالَ أَبُو قَتَادَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
ثمَّ أسْندهُ فِي الْبَاب عَن أبي نعيم عَن شَيبَان عَن يحيى عَن عبد الله بن أبي قَتَادَة عَن أَبِيه وَقَالَ تَابعه عَليّ بن الْمُبَارك
ثمَّ أسْند حَدِيث عَليّ بن الْمُبَارك فِي بَاب الْمَشْي إِلَى الْجُمُعَة عَن عَمْرو بن عَليّ(2/274)
عَن أبي قُتَيْبَة عَن عَليّ بن الْمُبَارك عَن يحيى بِهِ
قَوْله [29] بَاب وجوب صَلَاة الْجَمَاعَة
وَقَالَ الْحسن إِن منعته أمه عَن الْعشَاء فِي الْجَمَاعَة شَفَقَة عَلَيْهِ لم يطعها
قَالَ الْحُسَيْن بن الْحسن الْمروزِي فِي كتاب الصّيام ثَنَا الْمُعْتَمِر عَن هِشَام عَن الْحسن فِي الرجل يَصُوم فتأمره أمه أَن يفْطر قَالَ فليفطر وَلَا قَضَاء عَلَيْهِ وَله أجر الصَّوْم وَأجر الْبر قيل فَإِنَّهَا تنهاه أَن يُصَلِّي الْعشَاء فِي جمَاعَة قَالَ لَيْسَ ذَلِك لَهَا هَذِه فَرِيضَة
أَخْبَرَنَا بذلك عبد الرَّحِيم بن عبد الْوَهَّاب مشافهة عَن يُونُس بن أبي إِسْحَاق عَن عَليّ بن الْحُسَيْن بن الْمُبَارك [السهروردي] أَن أَبَا الْغَنَائِم بن الْمَأْمُون أخبرهُ فِي كِتَابه أَنا أَبُو الْقَاسِم ز 64 ب بن حبابة ثَنَا يحيى بن مُحَمَّد بن صاعد ثَنَا الْحُسَيْن بِهَذَا
قَوْله [30]
بَاب فضل صَلَاة الْجَمَاعَة
وَكَانَ الْأسود إِذا فَاتَتْهُ (الصَّلَاة فِي] الْجَمَاعَة ذهب إِلَى مَسْجِد آخر
وَجَاء أنس إِلَى مَسْجِد قد صلي فِيهِ فَأذن وَأقَام وَصلى جمَاعَة
أما خبر الْأسود وهوابن يزِيد النَّخعِيّ فَقَالَ عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه عَن الثَّوْريّ عَن الرّبيع بن أبي رَاشد قَالَ رَأَيْت سعيد بن جُبَير جَاءَنَا وَقد صلينَا(2/275)
فَسمع مُؤذنًا فَخرج إِلَيْهِ
وَعَن الثَّوْريّ عَن الْحسن بن عبيد االله عَن إِبْرَاهِيم قَالَ فعله الْأسود يَقُول [مرّة] اتبع الْمَسَاجِد
وَرَوَاهُ أَبُو بكر عَن أبي شيبَة عَن مُحَمَّد بن فُضَيْل عَن الْحسن بن عبيد الله عَن إِبْرَاهِيم عَن الْأسود أَنه كَانَ إِذا فَاتَتْهُ الصَّلَاة فِي مَسْجِد قومه ذهب إِلَى مَسْجِد آخر
وَرَوَاهُ أَبُو الشَّيْخ فِي كتاب التَّرْهِيب ثَنَا مُحَمَّد بن نمير ثَنَا إِسْمَاعِيل بن عَمْرو ثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ عَنِ الأَعْمَشِ عَن إِبْرَاهِيم قَالَ كَانَ الْأسود بن يزِيد إِذا فَاتَتْهُ الْجَمَاعَة فِي مَسْجِد قومه علق النَّعْلَيْنِ بيدَيْهِ وتتبع الْمَسَاجِد حَتَّى يُصِيب جمَاعَة
وَأما حَدِيث أنس (بن مَالك) فَقَرَأْتُهُ عَلَى فَاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّد بنت عبد الحميد م 32 أبِالصَّالِحِيَّةِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزَّرَّادِ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ [خَطِيبَ مردا] أَخْبَرَهُ عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ سَعْدِ الْخَيْرِ سَمَاعًا أَنَّ زَاهِرَ بْنَ طَاهِرٍ أَخْبَرَهُمْ أَنا أَبُو سَعْدٍ الأَدِيبُ أَنا أَبُو عَمْرِو بْنُ حَمْدَانَ ثَنَا أَبُو يَعْلَى ثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ ثَنَا حَمَّادٌ هُوَ ابْنُ زَيْدٍ عَنِ الْجَعْدِ أَبِي عُثْمَانَ قَالَ مَرَّ بِنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ فِي مَسْجِدِ بَنِي ثَعْلَبَةَ فَقَالَ أَصَلَّيْتُمْ قَالَ قُلْنَا نَعَمْ وَذَاكَ ح 51 أصَلَاة الصُّبْح فَأمر(2/276)
رَجُلا فَأَذَّنَ وَأَقَامَ ثُمَّ صَلَّى بِأَصْحَابِهِ هَذَا إِسْنَاد صَحِيح مَوْقُوف رَوَاهُ سعيد ابْن مَنْصُور عَن حَمَّاد بن زيد فوافقناه بعلو وَرَوَاهُ ابْن أبي شيبَة عَن ابْن علية وَعبد الرَّزَّاق عَن جَعْفَر بن سُلَيْمَان كِلَاهُمَا عَن الْجَعْد نَحوه وَرَوَاهُ أَيْضا عَن الْجَعْد يُونُس بن عبيد وَحَمَّاد بن سَلمَة وَأَبُو عبد الصَّمد الْعمي وَغَيرهم
قَوْله [33]
بَاب فِي احتساب الْآثَار
عَقِبَ حَدِيثِ [655] عَبْدِ الْوَهَّابِ ثَنَا حُمَيْدٌ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ((يَا بَنِي سَلَمَةَ أَلا تَحْتَسِبُونَ آثَارَكُمْ))
[656] وَقَالَ ابْن أبي مَرْيَم أَنا يحيى بن أَيُّوب حَدَّثَني حميد حَدَّثَني أَنَسٌ ((أَنَّ بَنِي سَلَمَةَ أَرَادُوا أَنْ يَتَحَوَّلُوا عَنْ مَنَازِلِهِمْ فَيَنْزِلُوا قَرِيبًا مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَرِهَ رَسُولُ الله ز 65 أصَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ يعروا الْمَدِينَة فَقَالَ ((أَلا تحسبون آثَارَكُمْ)) قَالَ مُجَاهِد فِي قَوْله {ونكتب مَا قدمُوا وآثارهم} [12 يسن] قَالَ خطاهم
هَكَذَا وَقع لنا فِي روايتنا وَوَقع فِي روايتنا من طَرِيق أبي ذَر حَدَّثنا ابْن أبي(2/277)
مَرْيَم وَفِيه عَن أنس
وَقد وَقَعَ لَنَا مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَالِيا جدا
قَرَأت على عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد الْبَزَّاز أخْبركُم يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ أَنَّ عَليّ ابْن الْحُسَيْن أنبأه عَن نصر الكعبري أَنا عَليّ بن أَحْمد البندار أَنا مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الذَّهَبِيّ أَنا عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز ثَنَا أَحْمد بن مَنْصُور ثَنَا ابْن أبي مَرْيَم ثَنَا يحيى بن أَيُّوب حَدَّثَني حميد سَمِعت أنس بن مَالك يَقُول مثله وَزَاد فِي آخِره فأقاموا
وَأما خبر مُجَاهِد فَقَالَ عبد بن حميد فِي التَّفْسِير ثَنَا روح عَن شبْل عَن ابْن أبي نجيح عَن مُجَاهِد فِي قَوْله {ونكتب مَا قدمُوا} [12 يسن] قَالَ أَعْمَالهم {وآثارهم} [12 يسن] قَالَ خطاهم
قَوْله فِي [38]
بَاب إِذا أُقِيمَت الصَّلَاة فَلَا صَلَاة إِلَّا مَكْتُوبَة
عقب حَدِيثِ [663] بَهْزِ بْنِ أَسَدٍ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ سَمِعت حَفْصَ بْنَ عَاصِمٍ سَمِعت رَجُلا مِنَ الأَزْدِ يُقَالُ لَهُ مَالِكُ بْنُ بُحَيْنَةَ ((أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى رَجُلا وَقَدْ أُقِيمَتِ الصَّلاةُ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ الحَدِيث))(2/278)
تَابعه غنْدر ومعاذ عَن شُعْبَة فِي مَالك وَقَالَ ابْن إِسْحَاق عَن سعد عَن حَفْص عَن عبد الله بن بُحَيْنَة وَقَالَ حَمَّاد أَنا سعد عَن حَفْص عَن مَالك أما حَدِيث غنْدر فَسَيَأْتِي مَقْرُونا بِحَدِيث معَاذ
أما حَدِيث معَاذ فَقَرَأته ح 51 ب عَلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ الْعِزِّ بن قدامَة أخْبركُم أَبُو نصر بْنُ الشِّيرَازِيِّ فِي كِتَابِهِ عَنْ أبي الْقَاسِم بن الْحَافِظ أبي الْفَرَجِ بْنِ الْجَوْزِيِّ أَنَّ يَحْيَى بن ثَابت بن بنْدَار أخْبرهُم أَنا أَبِي أَنا الْحَافِظُ أَبُو بكر البرقاني أَنا الْحَافِظ أَبُو بكر الْإِسْمَاعِيلِيّ أَخْبَرَنِي يحيى بن مُحَمَّد الحنائي ثَنَا عبيد الله بْنُ مُعَاذٍ ثَنَا أَبِي ثَنَا شُعْبَة ح قَالَ وأَخْبَرَنَا الْفرْيَابِيّ يَعْنِي جعفرا قَالَ ثَنَا مُحَمَّد بن الْمثنى
ح قَالَ وحَدَّثنا ابْن عبد الْكَرِيم ثَنَا مُحَمَّد بن بشار والبسري قَالُوا ثَنَا مُحَمَّد بن جَعْفَر هُوَ غنْدر ثَنَا شُعْبَة عَن سعد بن إِبْرَاهِيمَ سَمِعت حَفْصَ بْنَ عَاصِمٍ يحدث عَن مَالك بن بُحَيْنَة قَالَ أُقِيمَت الصَّلَاة وَرجل يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ فصلى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَلَمَّا صلى لاث ز 65 ب برَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَتُصَلِّي الصُّبْح أَرْبعا (رَوَاهُ أَحْمد عَن غنْدر فوافقناه)
وَكَذَا رَوَاهُ إِبْرَاهِيم بن سعد عَن أَبِيه سعد بن إِبْرَاهِيم أخرجه أَحْمد فِي(2/279)
مُسْنده عَن يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم بن سعد عَن أَبِيه بِهِ
وَأما حَدِيث إِسْحَاق
وَأما حَدِيث حَمَّاد بن سَلمَة فَقَرَأت على خَدِيجَة بنت الشَّيْخ أبي إِسْحَاق بن سُلْطَان بِدِمَشْق أخْبركُم الْقَاسِم بن مظفر بن عَسَاكِر إجَازَة إِن لم يكن سَمَاعا وَأَبُو نَصْرِ بْنُ الشِّيرَازِيِّ فِي كِتَابِهِ كِلَاهُمَا عَنْ مَحْمُودِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ [الْعَبْدِيِّ] أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ أَخْبَرَهُمْ أَنا عَبْدُ الْوَهَّاب بن مُحَمَّد بن إِسْحَاق أَنا أبي أَنا مُحَمَّد ابْن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمْزَةَ ثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شَاكِرٍ ثَنَا عَفَّانُ ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ثَنَا سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ عَنْ مَالك بن بُحَيْنَة قَالَ أُقِيمَت صَلاةُ الْفَجْرِ فَقَامَ رَجُلٌ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ فَأَتَى عَلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلاثَ بِهِ النَّاس فَقَالَ أتصليها أَرْبعا(2/280)
رَوَاهُ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده عَن النَّضر بن شُمَيْل عَن حَمَّاد بِهِ
قَوْله فِي [39]
بَاب حد الْمَرِيض أَن يشْهد الْجَمَاعَة
عقب حَدِيث [664] حَفْص عَن الْأَعْمَش عَن إِبْرَاهِيم عَن الْأسود عَن عَائِشَة [رَضِي الله عَنْهَا] فِي قصَّة مرض النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَصَلَاة أبي بكر بِالنَّاسِ الحَدِيث
رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ عَنْ شُعْبَةَ عَنِ الأَعْمَشِ بَعْضَهُ وَزَادَ أَبُو مُعَاوِيَةَ جَلَسَ عَنْ يَسَارِ أَبِي بَكْرٍ فَكَانَ أَبُو بَكْرٍ يُصَلِّي قَائِمًا
أما حَدِيث م 32 ب أبي دَاوُد فَقَرَأْتُهُ عَلَى أَبِي الْحَسَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الإِمَامِ أَخْبَرَكُمْ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ [الْعَبَّادِيُّ] أَنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ [السَّعْدِيُّ] عَنْ مَنْصُورِ بْنِ عَبْدِ الْمُنْعِمِ [الْفُرَاوِيِّ] أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ الْفَارِسِيَّ أَخْبَرَهُ أَنا الْحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ الْبَيْهَقِيُّ أَنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَاكِمُ أَنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ أَنا عبد الله ابْن مُحَمَّدٍ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ ثَنَا أَبُو دَاوُدَ ثَنَا شُعْبَةُ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ الْأسود عَن عَائِشَة ح 52 أقَالَتْ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ كَانَ أَبُو بَكْرٍ [رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ] الْمُقَدَّمُ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الصَّفِّ وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُقَدَّمُ
وَرَوَاهُ ابْن خُزَيْمَة فِي صَحِيحه عَن بنْدَار وَهُوَ مُحَمَّد بن بشار بِهَذَا الْإِسْنَاد وَاللَّفْظ(2/281)
وَقد وَقع لنا من حَدِيث أبي دَاوُد بِلَفْظ آخر
وَأَخْبَرَنَا بِهِ عَالِيًا أَبُو الْفَضْلِ بْنُ الْحُسَيْنِ الْحَافِظُ عَنْ سِتِّ الْعَرَبِ بِنْتِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ قِرَاءَةً أَنَّ جَدَّهَا أَخْبَرَهُمْ حُضُورًا وَإِجَازَةً أَنا عمر ابْن مُحَمَّدِ [بْنِ طَبَرْزَدَ] أَنا أَبُو غَالِبٍ الْبَنَّاءُ أَنا أَبُو مُحَمَّدٍ ز 66 أالْجَوْهَرِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ ثَنَا (أَبُو الْحَسَنِ) (بْنُ) الْمُظَفَّرِ الْحَافِظُ ثَنَا (أَبُو الْحَسَنِ) عَلِيُّ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ حَمَّادٍ ثَنَا أَبُو مُوسَى مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى ثَنَا أَبُو دَاوُدَ ثَنَا شُعْبَةُ عَنِ الأَعْمَشِ عَن إِبْرَاهِيم عَن الْأسود عَن عَائِشَةَ قَالَتْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُقَدَّمُ بَين يَدي أَبُو بَكْرٍ (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ)
رَوَاهُ الْبَزَّار عَن أبي مُوسَى فوافقناه بعلو
وَأما حَدِيث أبي مُعَاوِيَة فأسنده أَبُو عبد الله فِي ((
بَاب الرجل يأتم بِالْإِمَامِ عَن قُتَيْبَة عَنهُ بِهِ
قَوْله [42]
بَاب إِذا حضر الطَّعَام وأقيمت الصَّلَاة وَكَانَ ابْن عمر يبْدَأ بالعشاء وَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاء من فقه الْمَرْء إقباله على حَاجته
حَتَّى يقبل على صلَاته وَقَلبه فارغ
أما خبر ابْن عمر فأسند نَحوه فِي الْبَاب الْمَذْكُور إِثْر حَدِيثه عَن النَّبِي(2/282)
صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَلَفظه ((كَانَ يوضع لَهُ الطَّعَام وتقام الصَّلَاة فَلَا يَأْتِيهَا حَتَّى يفرغ الحَدِيث
وَقَالَ ابْنُ مَاجَهْ حَدَّثنا أَزْهَرُ بْنُ مَرْوَانَ ثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ (ثَنَا) أَيُّوبُ عَنْ نَافِعٍ قَالَ تَعَشَّى ابْنُ عُمَرَ لَيْلَةً وَهُوَ يَسْمَعُ الإِقَامَةَ
وَقرأت عَلَى أَحْمد بن الْحسن [السويداوي] أَن يَحْيَى بْنَ فَضْلِ اللَّهِ [الْعَدَوِيَّ] أَخْبَرَهُمْ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْمُفَرِّجِ فِيمَا كَتَبَ إِلَيْهِمْ أَنا يَحْيَى بْنُ ثَابِتِ بْنِ بُنْدَارٍ إِجَازَةً أَنا أَبِي أَنا الْحَافِظُ أَبُو بكر البرقاني أَنا الْحَافِظ أَبُو بَكْرٍ الإِسْمَاعِيلِيُّ الإِمَامُ حَدَّثنا الْمَنِيعِيُّ ثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْلِمٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْحَسَّانِيُّ قَالا ثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ ثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ عَن نَافِع عَن ابْن عمر قَالَ ((كَانَ ابْنُ عُمَرَ يُوضَعُ عَشَاؤُهُ فَتُقَامُ الصَّلاةُ فَيَسْمَعُ قِرَاءَةَ الإِمَامِ وَلا يَقُومُ حَتَّى يَفْرُغَ مِنْ عَشَائِهِ))
وَأما خبر أبي الدَّرْدَاء فَقَالَ عبد الله بن الْمُبَارك فِي كتاب الزّهْد لَهُ أَنا صَفْوَان بن عَمْرو عَن حَمْزَة بن حبيب عَن أبي الدَّرْدَاء قَالَ إِن من فقه الْمَرْء فَذكره
أَخْبَرَنَا بِهِ عبد الله بن عمر [الحلاوي] فِيمَا قَرَأنَا عَلَيْهِ عَن أَحْمد بن مَنْصُور الْجَوْهَرِي أَن أَحْمد بن شَيبَان أخبرهُ أَنا أَبُو حَفْص بْنِ طَبَرْزَدَ أَنا أَبُو غَالِبٍ بن(2/283)
الْبَنَّاءُ أَنا أَبُو مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيُّ أَنا مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل الْوراق ثَنَا يحيى بن صاعد ثَنَا الْحُسَيْن بن الْحسن الْمروزِي ثَنَا عبد الله بن الْمُبَارك بِهِ
وَرَوَاهُ مُحَمَّد بن نصر الْمروزِي فِي كتاب تَعْظِيم قدر الصَّلَاة لَهُ عَن الْحسن بن عِيسَى عَن ابْن الْمُبَارك بِهِ
قَوْله فِيهِ إِثْر حَدِيث [673] عبيد الله بْنِ عُمَرَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ (قَالَ) قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ز 66 ب ((إِذا وضع عشَاء أحدكُم وأقيمت الصَّلَاة فابدأوا بالعشاء الحَدِيث
674 - وَقَالَ زُهَيْرٌ وَوَهْبُ بْنُ عُثْمَانَ عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ((إِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ عَلَى الطَّعَامِ فَلا يَعْجَلْ حَتَّى يَقْضِيَ حَاجَتَهُ من وَإِنْ أُقِيمَتِ الصَّلاةُ
رَوَاهُ إِبْرَاهِيم بن الْمُنْذر عَن وهب عَن عُثْمَان ووهب مديني أما حَدِيث زُهَيْر وَهُوَ ابْن مُعَاوِيَة الْجعْفِيّ ح 52 ب فَقَالَ أَبُو عوَانَة فِي صَحِيحه حَدَّثنا حَمْدُونُ بْنُ عَبَّادٍ الْبَغْدَادِيُّ ثَنَا أَبُو بَدْرٍ شُجَاعُ بْنُ الْوَلِيدِ ثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ عَن نَافِع عَن ابْن عمر عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ((إِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ عِنْدَ الطَّعَامِ فَلا يَعْجَلَنَّ عَنْهُ حَتَّى يَقْضِيَ حَاجَتَهُ وَإِنْ أُقِيمَتِ الصَّلاةُ))
حَدَّثنا الأحمسي ثَنَا إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن جحادة ثَنَا زُهَيْر عَن مُوسَى بن عقبَة بِمثلِهِ وَقَالَ ((حَاجته مِنْهُ))
وَأما حَدِيث إِبْرَاهِيم بن الْمُنْذر هن وهب بن عُثْمَان (فأَخْبَرَنَا بِهِ)(2/284)
قَوْله فِي [46]
بَاب أهل الْعلم وَالْفضل أَحَق بِالْإِمَامَةِ
عَقِبَ حَدِيثِ [682] يُونُسَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ حَمْزَةَ بن عبد الله بن عمر أَنَّهُ أَخْبَرَهُ عَنْ أَبِيهِ قَالَ ((لَمَّا اشْتَدَّ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَعُهُ قِيلَ لَهُ فِي الصَّلاةِ فَقَالَ ((مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ الْحَدِيثَ
تَابعه الزبيدِيّ وَابْن أخي الزُّهْرِيّ وَإِسْحَاق بن يحيى الْكَلْبِيّ عَن الزُّهْرِيّ وَقَالَ عقيل وَمعمر عَن الزُّهْرِيّ عَن حَمْزَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَعْنِي مُرْسلا
أما حَدِيث الزبيدِيّ فَقَرَأت على أبي إِسْحَاق البعلي عَن عِيسَى بن عبد الرَّحْمَن الْمطعم أَنَّ جَعْفَرَ بْنَ عَلِيٍّ الْهَمَذَانِيَّ أَخْبَرَهُ أَنا أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ أَنا أَبُو طَالب الْبَصْرِيّ أَنا أَبُو الْقَاسِم بن بَشرَان أَنا أَبُو سهل أَحْمد بن مُحَمَّد بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ ثَنَا مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل التِّرْمِذِيّ ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْعَلَاء الزبيدِيّ حَدَّثَني عَمْرو بن الْحَارِث (ح) وَقَالَ الطَّبَرَانِيّ حَدَّثنا عَمْرو بن إِسْحَاق هُوَ ابْن الْعَلَاء ابْن زبريق ثَنَا أبي ثَنَا عَمْرو بن الْحَارِث ثَنَا عبد الله بن سَالم (حَدَّثَني) الزبيدِيّ أَخْبَرَنِي الزُّهْرِيّ مُحَمَّد بن مُسلم أَن حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عمر أخبرهُ أَن عبد لله بن عمر أخبرهُ قَالَ لما اشْتَدَّ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم وَجَعه الَّذِي توفّي فِيهِ قَالَ ((ليصل للنَّاس أَبُو بكر)) فَقَالَت عَائِشَة ز 67 أإِن أَبَا بكر رجل رَقِيق لَا يملك دمعه حِين يقْرَأ الْقُرْآن فَمر عمر أَن يُصَلِّي للنَّاس فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ((ليصل للنَّاس أَبُو بكر)) فَقَالَت عَائِشَة ز 67 أإِن أَبَا بكر رجل رَقِيق لَا يملك دمعه حِين يقْرَأ الْقُرْآن فَمر عمر أَن يُصَلِّي للنَّاس فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ((ليصل للنَّاس أَبُو بكر)) فراجعته عَائِشَة بِمثل مقالتيها فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ((ليصل للنَّاس أَبُو بكر إنكن صَوَاحِب يُوسُف ح 53 أ(2/285)
وَأما حَدِيث ابْن أخي الزُّهْرِيّ (فأَخْبَرَنَا بِهِ أَحْمد بن أبي بَكْرٍ الْمَقْدِسِيُّ فِي كِتَابِهِ عَنْ سُلَيْمَان بن حَمْزَة عَن عَليّ بن الْحُسَيْن عَن أبي الْكَرم الشهرزوري أَنا إِسْمَاعِيل بن مسْعدَة أَنا حَمْزَة بن يُوسُف أَنا عبد الله بن عدي الْقطَّان أَنا بهْلُول الْأَنْبَارِي ثَنَا إِبْرَاهِيم بن حَمْزَة ثَنَا عبد الْعَزِيز بْنُ مُحَمَّدٍ هُوَ الدَّرَاوَرْدِيُّ عَنْ مُحَمَّد يَعْنِي ابْن أخي الزُّهْرِيّ عَن عَمه بِهِ)
وروى عَن ابْن أخي الزُّهْرِيّ فِيهِ إِسْنَاد آخر رَوَاهُ ابْن سعد فِي الطَّبَقَات عَن مُحَمَّد بن عمر الْأَسْلَمِيّ وهوالواقدي عَنهُ عَن الزُّهْرِيّ عَن عبيد اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عتبَة عَن عَائِشَة والواقدي مَتْرُوك
وَأما حَدِيث إِسْحَاق بن يحيى الْكَلْبِيّ فأنبأنا بِهِ مُحَمَّد بن عَليّ الْمَهْدَوِيّ شفاها عَن عبد الله عَليّ الصنهاجي أَن أَبَا الْفرج بن الصيقل أخبرهُ أَنا أَبُو عَليّ بن الخريف أَنا أَبُو الْقَاسِم الحريري أَنا أَبُو الْحسن بن زوج الْحرَّة أَنا أَبُو بكر بن شَاذان قَالَ قَرَأت على أبي الْقَاسِم ح 53 أعبد القدوس بن مُوسَى الأردني بحمص حَدثكُمْ أَبُو أَيُّوب سُلَيْمَان بن عبد الحميد البهراني ثَنَا يحيى بن صَالح الوحاظي ثَنَا إِسْحَاق بن يحيى الْكَلْبِيّ ثَنَا مُحَمَّد بن مُسلم الزُّهْرِيّ حَدَّثَني حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عمر عَن أَبِيه قَالَ ((لما مرض رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم شكواه الَّذِي توفّي فِيهِ قَالَ ((ليصل للنَّاس أَبُو بكر)) فَقَالَت عَائِشَة يَا رَسُول اللَّهِ إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَجُلٌ رَقِيق وَإنَّهُ لَا يملك دمعه حِين يقْرَأ الْقُرْآن فَمر عمر فَذكر الحَدِيث(2/286)
وَأما حَدِيث عقيل الْمُرْسل فَقَالَ الذهلي فِي (حَدِيث الزُّهْرِيّ) حَدَّثنا أَبُو صَالح ثَنَا اللَّيْث عَن عقيل بِهِ
وَأما حَدِيث معمر الْمُرْسل فَقَالَ ابْن سعد فِي الطَّبَقَات وَفِي المجلد الْخَامِس) أَخْبَرَنَا (أَحْمد بن الْحجَّاج أَنا عبد الله) أَنا معمر وَيُونُس عَن الزُّهْرِيّ أَخْبَرَنِي حَمْزَة بن عبد الله بن عمر قَالَ لما اشْتَدَّ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم وَجَعه قَالَ ليصل للنَّاس أَبُو بكر الحَدِيث
وَأَخْبَرَنَا بِهِ عَالِيًا غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ شُيُوخِنَا إِذْنًا عَنْ أَبِي نَصْرٍ مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بْنِ هِبَةِ اللَّهِ عَنْ جَدِّهِ أَنا الْحَافِظُ أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ أَنا أُمُّ الْمُجْتَبَى العلوية قَالَت قرئَ على ز 67 ب إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَنْصُورٍ الْكَرَّانِيِّ أَنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْمُقْرِئِ أَنا أَبُو يَعْلَى ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَمِيلٍ الْمَرْوَزِيُّ أَنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ أَنا مَعْمَرٌ وَيُونُسُ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ حَمْزَةُ بْنُ عبد الله بن عمر قَالَ لَمَّا اشْتَدَّ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم وَجَعه قَالَ ((لِيُصَلِّ بِالنَّاسِ أَبُو بَكْرٍ)) قَالَتْ عَائِشَةُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَجُلٌ رَقِيقٌ كَثِيرُ الْبُكَاءِ حِينَ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ فَمُرْ عُمَرَ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ فَقَالَ ((لِيُصَلِّ بِالنَّاسِ أَبُو بَكْرٍ)) فَرَاجَعَتْهُ عَائِشَةُ بِمِثْلِ مَقَالَتَيْهَا فَقَالَ ((لِيُصَلِّ أَبُو بكر فَإِنَّكُنَّ صَوَاحِب يُوسُف))(2/287)
وَقَدْ رُوِيَ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ بْنِ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ حَمْزَةَ عَنْ عَائِشَةَ أُنْبِئْتُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْمُرْسِيَّ أَخْبَرَهُ أَنا مَنْصُورُ بْنُ عَبْدِ الْمُنْعِمِ أَنا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ مُحَمَّدٍ [الْحَوَارِيُّ] أَنا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْحَافِظُ أَنا أَبُو طَاهِرِ بْنُ مَحْمِشٍ أَنَّ أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحُسَيْنِ ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَنا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ ((لَمَّا دَخَلَ رَسُولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بَيْتِي قَالَ ((مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ)) قَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَجُلٌ رَقِيقٌ إِذَا قَرَأَ الْقُرْآنَ لَا يَمْلِكُ دَمْعَهُ فَلَوْ أَمَرْتَ غَيْرَ أَبِي بَكْرٍ قَالَتْ وَاللَّهِ مَا بِي إِلَّا كرهية أَنْ يَتَشَاءَمَ النَّاسُ بِأَوَّلِ مَنْ يَقُومُ فِي مَقَامِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (قَالَتْ) فراجعته مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاثَة فَقَالَ ((لِيُصَلِّ لِلنَّاسِ أَبُو بَكْرٍ فَإِنَّكُنَّ صَوَاحِبُ يُوسُفَ
وَرَوَاهُ مُسلم عَن مُحَمَّد بن رَافع عَن عبد االرزاق
قَوْله [48]
بَاب من دخل ليؤم النَّاس فجَاء الإِمَام الأول فَتَأَخر [الأول] أم لم يتَأَخَّر جَازَت صلَاته فِيهِ عَن عَائِشَة عَن
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
يُشِير إِلَى حَدِيثهَا االصوبي فِي مرض النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَصَلَاة أبي بكر بهم وَقد تقدم لَهُ طَرِيق وأسنده مطولا فِي ((بَاب إِنَّمَا الإِمَام ليؤتم بِهِ)) من طَرِيق عبيد الله بن عبد الله بن عتبَة عَنْهَا(2/288)
قَوْله فِيهِ
وَقَالَ ابْن مَسْعُود إِذا رفع قبل الإِمَام يعود فيمكث بِقدر مَا رفع ح 53 ب ثمَّ يتبع الإِمَام وَقَالَ الْحسن فِيمَن يرْكَع مَعَ الإِمَام رَكْعَتَيْنِ وَلَا يقدر على السُّجُود يسْجد للركعة الْآخِرَة سَجْدَتَيْنِ ثمَّ يقْضِي الرَّكْعَة الأولى بسجودها وفيمن نسي سَجْدَة حَتَّى قَامَ يسْجد
أما خبر ابْن مَسْعُود فَقَالَ ابْن أبي شيبَة فِي المُصَنّف حَدَّثنا هُشَيْمٌ أَنا حُصَيْنٌ عَنْ هِلالِ بن س يَسَافٍ عَنْ أَبِي حَيَّانَ الأَشْجَعِيِّ وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ ((لَا تُبَادِرُوا أَئِمَّتَكُمْ بِالرُّكُوعِ وَلا بِالسُّجُودِ وَإِذَا رَفَعَ أَحَدُكُمْ رَأْسَهُ وَالإِمَامُ ساجد فليسجد ثمَّ ليمكث ز 68 أقَدْرَ مَا سَبَقَهُ بِهِ الإِمَامُ))
وَعَن ابْن إِدْرِيس عَن حُصَيْن عَن هِلَال نَحوه
وَرَوَاهُ عبد الرَّزَّاق عَن ابْن عُيَيْنَة عَن حُصَيْن عَن هِلَال وَعَن سحيم بن نَوْفَل عَن ابْن مَسْعُود نَحوه)
وَأما قَول الْحسن (فَقَالَ سعيد بن مَنْصُور ثَنَا هشيم أَنا يُونُس عَن الْحسن فِي الرجل يرْكَع يَوْم الْجُمُعَة فيزحمه النَّاس فَلَا يقدر على السُّجُود وَقَالَ إِذا فرغوا من صلَاتهم سجد سَجْدَتَيْنِ لركعته الأولى ثمَّ يقوم فَيصَلي رَكْعَة وسجدتين)(2/289)
وَقَالَ ابْن أبي شيبَة حَدَّثنا عَبْدُ الأَعْلَى عَنْ يُونُسَ عَنِ الْحسن فِي رجل نسي سَجْدَة من (أول) صلَاته فَلم يذكرهَا حَتَّى كَانَ رَكْعَة آخر من صلَاته قَالَ يسْجد ثَلَاث سَجدَات فَإِن لم يذكرهَا حَتَّى [قضى] صلَاته غير أَنه لم يسلم بعد قَالَ يسْجد سَجْدَة وَاحِدَة مَا لم يتَكَلَّم فَإِذا تكلم اسْتَأْنف الصَّلَاة
قَوْله [52]
بَاب مَتى يسْجد [من خلف الإِمَام وَقَالَ أنس إِذا سجد فاسجدوا
هَذَا طرف من حَدِيثه فِي سُقُوط النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن فرسه وَصلَاته بهم جَالِسا الحَدِيث
وَقد أسْندهُ من طَرِيق الزُّهْرِيّ عَنهُ بِهِ فِي ((بَاب قبل بَاب فضل السُّجُود))
قَوْله [54] بَاب إِمَامَة العَبْد وَالْمولى وَكَانَت عَائِشَة يؤمها عَبدهَا ذكْوَان من الْمُصحف وَولد الْبَغي والأعرابي والغلام لقَوْل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يؤم الْقَوْم أقرؤهم لكتاب الله))
أما خبر عَائِشَة فَقرأت عَلَى إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَحْمَدَ أَخْبَرَكُمُ الْحَافِظُ أَبُو الْحَجَّاجِ الْمِزِّيُّ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَحْمَدَ السَّعْدِيَّ أَخْبَرَهُ أَنا عمر بن مُحَمَّد [ابْن طَبَرْزَدَ] أَنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي [الأَنْصَارِيُّ] أَنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ [الشِّيرَازِيُّ] أَنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمد ابْن جَعْفَر ثَنَا جَعْفَر بن مُحَمَّدٍ الْفِرْيَابِيُّ ثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ ذَكْوَانَ أَبَا عَمْرٍو كَانَ عبدا لعَائِشَة زوج(2/290)
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأَعْتَقَهُ عَنْ دُبُرٍ مِنْهَا فَكَانَ يَقُومُ لَهَا فَيَقْرَأُ لَهَا فِي رَمَضَانَ
وَقرأت عَلَى الْحَافِظِ أَبِي الْفَضْلِ الْحُسَيْنِ أَخْبَرَكُمْ عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ عَلِيٍّ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَحْمَدَ [السَّعْدِيَّ] أَخْبَرَهُ أَنا زَيْدُ بْنُ الْحَسَنِ [الْكِنْدِيُّ] أَنا أَبُو الْفَضْلِ الأُرْمَوِيُّ أَنا أَبُو جَعْفَرِ بْنُ الْمُسْلِمَةِ أَنا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَدَمِيُّ أَنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ أَنا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ بِشْرٍ ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ عَنْ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَؤُمُّهَا غُلامُهَا ذَكْوَانُ فِي الْمُصْحَفِ
وَبِهِ ثَنَا (عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الْخَصِيبِ ثَنَا وَكِيعٌ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا أَعْتَقَتْ غُلاما لَهَا مِنْ دُبُرٍ فَكَانَ يَؤُمُّهَا فِي شَهْرِ رَمَضَانَ فِي الْمُصْحَفِ
وَبِهِ حَدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ ز 68 ب ثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ عَنْ أَيُّوبَ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ كَانَ يؤم عَائِشَة ح 54 أعَبْدٌ يَقْرَأُ فِي الْمُصْحَفِ
رَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه عَن وَكِيع بِهِ فوافقناه بعلو
وَرَوَاهُ ابْن أبي دَاوُد (أَيْضا) من طَرِيق شُعْبَة عَن عبد الرَّحْمَن بن الْقَاسِم عَن أَبِيه وَهُوَ أثر صَحِيح
وَأما الحَدِيث الْمَرْفُوع فَهُوَ طرف من حَدِيث أبي مَسْعُود البدري الْأنْصَارِيّ الَّذِي أَخْبَرَنَا بِهِ أَبُو الْحَسَنِ بْنُ أَبِي الْمَجْدِ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الدَّشْتِيِّ أَنَّ الْحَافِظَ أَبَا الْحَجَّاجِ بْنَ خَلِيلٍ أَخْبَرَهُمْ أَنا خَلِيلُ بن بدر واالقاضي أَبُو المكارم اللبان قَالَا(2/291)
أَنا أَبُو عَليّ الْحداد أَنا أَبُو نعيم أَنا عبد الله بْنُ جَعْفَرٍ ثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ ثَنَا أَبُو دَاوُدَ ثَنَا شُعْبَةُ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَجَاءٍ الزُّبَيْدِيِّ قَالَ سَمِعت أَوْسَ بْنَ ضَمْعَجٍ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْبَدْرِيُّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يؤم الْقَوْمَ أَقْرَؤُهُمْ لِكِتَابِ اللَّهِ الْحَدِيثَ
رَوَاهُ مُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ من حَدِيث شُعْبَة فَوَقع لنا عَالِيا بدرجتين
وَرَوَاهُ المذكورون وَالتِّرْمِذِيّ من حَدِيث الْأَعْمَش عَن إِسْمَاعِيل بن رَجَاء بِهِ
قَوْله [56]
بَاب إِمَامَة الْمفْتُون والمبتدع قَالَ الْحسن صل وَعَلِيهِ بدعته
أَخْبَرَنَا بذلك مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ الْجَزَرِيُّ إِذْنا مشافهة أَن الْعَلامَة أَبَا الْعَبَّاسُ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ قيس أخْبرهُم أَنا عبد الرَّحِيم بن يُوسُف [ابْن خطيب المزة](2/292)
أَنا عمر بن مُحَمَّد [بن طَبَرْزَدَ] أَنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي [الأَنْصَارِيُّ] أَنا الْحَسَنُ بْنُ عَليّ [الشِّيرَازِيّ] أَنا عَليّ بن مُحَمَّد بن لولو ثَنَا حَمْزَة بْنُ مُحَمَّدٍ الْكَاتِبُ ثَنَا نُعَيْمُ ابْن حَمَّاد ثَنَا ابْن الْمُبَارك عَن هِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ عَنِ الْحَسَنِ أَنه سُئِلَ عَن الصَّلَاة خلف صَاحب بِدعَة قَالَ صل وَعَلِيهِ بدعته صاغرا
وَرَوَاهُ سعيد بن مَنْصُور عَن ابْن الْمُبَارك
قَوْله فِيهِ وَقَالَ الزبيدِيّ قَالَ الزُّهْرِيّ ((لَا نرى أَن يُصَلِّي خلف المخنث إِلَّا من ضَرُورَة لَا بُد مِنْهَا))
وروى عبد الرَّزَّاق عَن معمر قَالَ سَأَلت الزُّهْرِيّ هَل يؤم ولد الزِّنَا قَالَ نعم وَمَا شَأْنه قلت والمخنث قَالَ لَا وَلَا كَرَامَة وَلَا تأتم بِهِ
قَوْله [63]
بَاب من شكا إِمَامه إِذا طول وَقَالَ أَبُو أسيد طولت بِنَا يَا بني
قَالَ ابْن أبي شيبَة فِي الصِّنْف ثَنَا وَكِيعٌ ثَنَا عَبْدُ الرَّحَمْنِ بْنُ الْغَسِيلِ حَدَّثَني الْمُنْذِرُ بْنُ أَبِي أُسَيْدٍ الأَنْصَارِيُّ قَالَ كَانَ أَبِي يُصَلِّي خَلْفِي فَرُبَّمَا قَالَ لِي يَا بُنَيَّ طَوَّلْتَ بِنَا الْيَوْم ز 69 أ
قَوْله فِيهِ عَقِبَ حَدِيثِ [705] شُعْبَةَ عَنْ مُحَارِبٍ عَنْ جَابِرٍ قَالَ أقبل(2/293)
رَجُلٌ بِنَاضِحَيْنِ وَقَدْ جَنَحَ اللَّيْلُ فَوَافَقَ مُعَاذًا يُصَلِّي الْحَدِيثَ
تَابَعَهُ سَعِيدُ بْنُ مَسْرُوقٍ وَمِسْعَرٌ وَالشَّيْبَانِيُّ
وَقَالَ عَمْرٌو وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مِقْسَمٍ وَأَبُو الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ ((قَرَأَ مُعَاذٌ [فِي الْعِشَاءِ] بِالْبَقَرَةِ وَتَابَعَهُ الأَعْمَشُ عَنْ مُحَارِبٍ
أما حَدِيث سعيد ين مَسْرُوق فأَخْبَرَنَا بِهِ أَحْمد بن أَبِي بَكْرٍ [الْمَقْدِسِيُّ] فِي كِتَابِهِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أبي الهيجاء ح 54 ب أَن الْحَافِظ أَبَا عَليّ [الْبكْرِيّ] أخْبرهُم أَنا الْقَاسِم بن عبد الله [بن الصفار] أَنا أَبُو الأسعد الْقشيرِي أَنا عبد الحميد الْبُحَيْرِي أَنا أَبُو نعيم الإِسْفِرَايِينِيّ ثَنَا أَبُو عوَانَة ثَنَا الصغاني وَعلي بن عبد الْعَزِيز قَالَا ثَنَا دَاوُد بن عمر وحَدَّثنا م 34 أفضلك هُوَ الْفضل بن الْعَبَّاس الرَّازِيّ ثَنَا سهل بن عُثْمَان ح وحَدَّثنا ابْن ملاعب ثَنَا ابْن الْأَصْبَهَانِيّ قَالُوا ثَنَا أَبُو الْأَحْوَص عَن سعيد بن مَسْرُوق عَن محَارب بن دثار عَن جَابر أَن معَاذًا أم قومه فِي صَلَاة الْمغرب الحَدِيث
وَأما حَدِيث مسعر بن كدام (فَقُرِئَ عَلَى الشَّيْخِ الإِمَامِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الْحَمَوِيِّ وَأَنَا شَاهِدٌ أَخْبَرَكُمْ أَبُو الْحَرَمِ مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بْنِ أَبِي الْحَرَمِ فِيمَا قُرِئَ عَلَى سَيِّدَةَ بِنْتِ مُوسَى وَهُوَ يَسْمَعُ) عَنْ عَبْدِ الْمُعِزِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْهَرَوِيِّ أَنَّ زَاهِرَ بْنَ طَاهِرٍ أَخْبَرَهُمْ أَنا الإِمَامُ أَبُو الْقَاسِمِ الْقُشَيْرِيُّ ثَنَا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ الْخَفَّافِ ثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ االسراج ثَنَا زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ ثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ ثَنَا مِسْعَرٌ عَنْ(2/294)
مُحَارِبٍ عَنْ جَابِرٍ قَالَ صَلَّى مُعَاذٌ الْمَغْرِبَ فَقَرَأَ الْبَقَرَةَ وَالنِّسَاءَ الْحَدِيثَ
وَبِه قَالَ حَدَّثنا أَبُو كريب ثَنَا يحيى بن أبي زَائِدَة عَن مسعر بِبَعْضِه
وَرَوَاهُ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده عَن مُحَمَّد بن بشر وَأبي نعيم كِلَاهُمَا عَن مسعر بِهِ
وَرَوَاهُ النَّسَائِيّ فِي السّنَن الْكُبْرَى عَن عَمْرو بن مَنْصُور عَن أبي نعيم فَوَقع لنا بَدَلا عَالِيا
وَأما حَدِيث الشَّيْبَانِيّ فَقَالَ أَبُو بكر الْبَزَّار فِي مُسْنده ثَنَا إِسْحَاق بن شاهين ثَنَا خَالِد بن عبد الله عَن الشَّيْبَانِيّ عَن محَارب بن دثار عَن جَابر نَحْو حَدِيث سعيد بن مَسْرُوق
وَأما حَدِيث عَمْرو بن دِينَار عَن جَابر فأسنده البُخَارِيّ من طَرِيق شُعْبَة وَأَيوب السّخْتِيَانِيّ عَنهُ
وَأما حَدِيث عبيد الله بن مقسم فَوَقع لي من طرق وَلَكِن لَيْسَ فِيهَا تعْيين الْبَقَرَة
قَالَ ابْن خُزَيْمَة فِي صَحِيحه حَدَّثنا يَحْيَى بْنُ حَبِيبٍ ثَنَا خَالِدٌ يَعْنِي ابْنَ الْحَارِثِ عَن مُحَمَّد بن عجلَان عَن عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مِقْسَمٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ كَانَ مُعَاذٌ يُصَلِّي مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعِشَاءَ ثمَّ يرجع فَيصَلي بِأَصْحَابِهِ ز 69 ب فَرَجَعَ ذَاتَ يَوْمٍ فَصَلَّى بِهِمْ وَصَلَّى خَلْفَهُ فَتًى مِنْ قَوْمِهِ فَلَمَّا طَال على(2/295)
الْفَتَى صَلَّى وَخَرَجَ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ
وَرَوَاهُ أَحْمد وَابْن خُزَيْمَة أَيْضا وَابْن حبَان من حَدِيث يحيى الْقطَّان عَن ابْن عجلَان مُخْتَصرا
وَأما حَدِيث أبي الزبير فَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس السراج بِالْإِسْنَادِ الْمُتَقَدّم إِلَيْهِ آنِفا حَدَّثنا مُحَمَّد بن يحيى ثَنَا مُحَمَّد بن بكر البرْسَانِي عَن ابْن جريج أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ بَينا فَتى من الْأَنْصَار قد قرب علف نَاضِحَهُ أَقَامَ معَاذ بن جبل صَلَاة الْعشَاء الْآخِرَة فَترك الْفَتى علفه فَقَامَ فَتَوَضَّأ وَحضر الصَّلَاة فَافْتتحَ معَاذ سُورَة الْبَقَرَة واقتص الحَدِيث بِتَمَامِهِ ح 55 أ
وَأما حَدِيث الْأَعْمَش فَقَالَ النَّسَائِيّ فِي الْكُبْرَى أَنا وَاصل بن عبد الْأَعْلَى ثَنَا ابْن فُضَيْل عَن الْأَعْمَش عَن محَارب بن دثار وَأبي صَالح عَن جَابر قَالَ جَاءَ رجل إِلَى هُنَا من الْأَنْصَار وَقد أُقِيمَت الصَّلَاة فَدخل الْمَسْجِد فصلى خلف معَاذ فطول بهم واقتص الحَدِيث بِتَمَامِهِ
(وَأخرجه أَيْضا عَن مُحَمَّد بن قدامَة عَن جرير)(2/296)
وَرَوَاهُ إِسْحَاق فِي مُسْنده عَن جرير عَن الْأَعْمَش بِتَمَامِهِ أَيْضا
قَوْله فِي [65] فِي
بَاب من أخف الصَّلَاة عِنْد بكاء الصَّبِي
عقب حَدِيثِ [707] الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنِ الأَوْزَاعِيِّ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ عَبْدِ الله بن أبي قَتَادَة عَن أَبِي قَتَادَةَ رَفَعَهُ ((إِنِّي لأَقُومُ فِي الصَّلاةِ أُرِيدُ أَنْ أَطُولَ فِيهَا الْحَدِيثَ
تَابعه بشر بن بكر وَابْن الْمُبَارك وَبَقِيَّة عَن الْأَوْزَاعِيّ
أما حَدِيث بشر (بن بكر) فأسنده أَبُو عبد الله فِي مَوضِع آخر من الصَّلَاة عَن مُحَمَّد بن مِسْكين عَنهُ بِهِ (وَهُوَ قبيل كتاب الْجُمُعَة)
وَأما حَدِيث ابْن الْمُبَارك فَقَرَأته عَلَى إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَحْمَدَ أَخْبَرَكُمُ أَيُّوبُ بْنُ نِعْمَةَ النَّابُلُسِيُّ أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ خَطِيبِ الْقُرَافَةَ أَخْبَرَهُمْ عَن أبي طَاهِر الْحَافِظ أَن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد أخبرهُ أَنا أَبُو نصر أَحْمد بن الْحُسَيْن الكسار أَنا أَبُو بكر الدينَوَرِي أَنا أَبُو عبد الرَّحْمَن الْحَافِظ أَنا سُوَيْد بن نصر أَنا عبد الله عَن الْأَوْزَاعِيّ حَدَّثَني يحيى بن أبي كثير عَن عبد الله بن أبي قَتَادَة عَن أَبِيه عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ((إِنِّي لأَقوم فِي الصَّلَاة فَأَسْمع بكاء الصَّبِي فأوجز فِي صَلَاتي كَرَاهِيَة أَن أشق على أمه))
رَوَاهُ الإِمَام أَحْمد فِي مُسْنده وَابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه عَن أَحْمد بن(2/297)
الْحجَّاج عَن ابْن الْمُبَارك فَوَقع لنا بَدَلا عَالِيا
وَأما حَدِيث بَقِيَّة
قَوْله فِيهِ عقب حَدِيث [710] سعيد بن أبي عرُوبَة عَن قَتَادَة عَن أنس رَفعه ز 70 أ ((إِنِّي لأدخل فِي الصَّلَاة فَأُرِيد إطالتها الحَدِيث)) قَالَ مُوسَى ثَنَا أَبَانٌ ثَنَا قَتَادَةُ (ثَنَا) أَنَسٌ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ
أَخْبَرَنِي بِهِ أَبُو عبد الله بن أبي بكر الأُصُولِيُّ بِالسَّنَدِ الْمُتَقَدِّمِ آنِفًا إِلَى أَبِي الْعَبَّاسِ السَّرَّاجِ ثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ جَرِيرِ بْنِ جَبَلَةَ ثَنَا مُوسَى بن إِسْمَاعِيل ثَنَا أَبَانُ بْنُ يَزِيدَ ثَنَا قَتَادَةُ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ ((إِنِّي أَقُومُ فِي الصَّلاةِ وَأَنَا أُرِيدُ إِطَالَتَهَا فَأَسْمَعُ بُكَاءَ الصَّبِيِّ فأتجوز فِي صَلَاتي ح 55 ب مِمَّا أَعْلَمُ مِنْ شِدَّةِ وَجْدِ أُمِّهِ بِبُكَائِهِ))
رَوَاهُ ابْن الْمُنْذر فِي كتاب الِاخْتِلَاف عَن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل عَن أبي سَلمَة مُوسَى بن إِسْمَاعِيل (بِهِ) فَوَقع لنا بَدَلا (لَهُ) م 34 ب
قَوْله فِي [67]
بَاب من أسمع النَّاس تَكْبِير الإِمَام
عَقِبَ حَدِيثِ [712] عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دَاوُدَ عَنِ الْأَعْمَش عَن إِبْرَاهِيم عَن الْأسود عَنْ عَائِشَةَ فِي مَرَضِ النَّبِيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَصَلَاة أبي بكر بِالنَّاسِ الحَدِيث(2/298)
تَابعه محَاضِر
قَوْله [68]
بَاب الرجل يأتم بِالْإِمَامِ ويأتم النَّاس بالمأموم
وَيذكر عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ((ائتموا بِي وليأتم بكم من بعدكم))
أَخْبَرَنِي بِهِ أَبُو إِسْحَاقَ بْنُ الْقَاضِي أَبِي الْعَبَّاسِ الْحَرِيرِيُّ أَنَّ أَحْمَدَ بْنَ أَبِي طَالِبٍ أَخْبَرَهُ سَمَاعًا ح وَقرأت عَلَيْهِ أَيْضًا عَنْ عِيسَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ [الْمُطْعِمِ] وَإِسْمَاعِيلَ ابْن يُوسُفَ [بْنِ مَكْتُومٍ] كُلُّهُمْ عَنْ عبد الله بن عمر [بن اللَّتِّيِّ] سَمَاعًا أَنا أَبُو الْوَقْتِ أَنا أَبُو الْحسن بن المظفر أَنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ [ابْن حمويه] أَنا إِبْرَاهِيم ابْن خُرَيْمٍ أَنا عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ ثَنَا أَبُو الأَشْهَبِ عَنْ أَبِي نَضْرَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ رَأَى رَسُولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي أَصْحَابِهِ تَأَخُّرًا فَقَالَ ((تَقَدَّمُوا وَائْتَمُّوا بِي وَلْيَأْتَمَّ بِكُمْ مَنْ بَعْدَكُمْ وَلا يَزَالُ أَقْوَامٌ يَتَأَخَّرُونَ حَتَّى يؤخؤهم اللَّهُ))
هَذَا حَدِيث صَحِيح رَوَاهُ مُسلم فِي صَحِيحه عَن شَيبَان بن فروخ عَن أبي الْأَشْهب واسْمه جَعْفَر بن حَيَّان بِهِ فَوَقع لنا بَدَلا عَالِيا بدرحة
وَمن هَذَا الْوَجْه رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه
وَأخرجه مُسلم وَالنَّسَائِيّ أَيْضا من حَدِيث سعيد بن إِيَاس الْجريرِي عَن(2/299)
أبي نَضرة بِهِ
وَإِنَّمَا علقه أَبُو عبد الله بِصِيغَة التمريض لِأَنَّهُ لم يحْتَج بِأبي نَضرة وَيحْتَمل أَن يكون ذَلِك لِأَنَّهُ اخْتَصَرَهُ لخلاف فِي جَوَاز ذَلِك
قَوْله [70]
بَاب إِذا بَكَى الإِمَام فِي الصَّلَاة
وَقَالَ عبد الله بن شَدَّاد سَمِعت نشيج ز 70 ب عمر وَأَنا فِي آخر الصُّفُوف يقْرَأ {إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ} [86 يُوسُف] انْتهى
قَالَ سعيد بن مَنْصُور فِي السّنَن ثَنَا سُفْيَانُ هُوَ ابْنُ عُيَيْنَةَ ح وَقَالَ الْبَيْهَقِيُّ فِي شُعَبِ الإِيمَانِ أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ ثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ ثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ ثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ ح قَالَ وَأَنا أَبُو نصر ابْن قَتَادَةَ ثَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الدُّورِيُّ ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ نَجْدَةَ [الْهَرَوِيُّ] ثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ ثَنَا سُفْيَانُ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ شَدَّادٍ يَقُولُ سَمِعت نَشِيجَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فِي صَلاةِ الصُّبْحِ وَهُوَ يَقْرَأُ مِنْ سُورَةِ يُوسُف ح 56 أوَأَنا فِي آخر الصُّفُوف يقْرَأ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ [86 يُوسُف] لفظ سعيد هَذَا إِسْنَاد صَحِيح(2/300)
وَرَوَاهُ أَبُو بكر فِي المُصَنّف عَن إِسْمَاعِيل بن علية عَن إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد سعد مثله
وَصَحَّ من حَدِيث عَلْقَمَة بن وَقاص عَن عمر مثله
قَوْله فِي [75]
بَاب إِثْم من لم يتم الصُّفُوف
عقب حَدِيثِ [724] سَعِيدِ بْنِ عُبَيْدٍ الطَّائِيِّ عَنْ بَشِيرِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ((أَنَّهُ قَدِمَ إِلَى الْمَدِينَةِ فَقِيلَ لَهُ مَا أَنْكَرْتَ مِنَّا الْحَدِيثَ))
وَقَالَ عُقْبَةُ بْنُ عُبَيْدٍ عَنْ بَشِيرِ بْنِ يَسَارٍ قَدِمَ عَلَيْنَا أَنَسٌ الْمَدِينَةَ بِهَذَا قَرَأْتُهُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ [الْحَلاوِيِّ] أَخْبَرَكُمْ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي بكر ابْن طَيٍّ أَنَّ أَبَا الْفَرَجِ بْنَ الصَّيْقَلِ أَخْبَرَهُمْ أَنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ صَاعِدٍ أَنا أَبُو الْقَاسِمِ بن الْحصين أَنا أَبُو عَليّ التَّمِيمِيُّ أَنا أَحْمَدُ بْنُ مَالِكٍ [الْقطيعِي] ثَنَا عبد الله بن أَحْمَدَ حَدَّثَني أَبِي ثَنَا يَحْيَى عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عُبَيْدٍ الطَّائِيِّ حَدَّثَني بَشِيرُ بْنُ يَسَارٍ قَالَ جَاءَ أَنَسٌ إِلَى الْمَدِينَةِ فَقُلْنَا مَا أَنْكَرْتَ مِنَّا مِنَ عَهْدِ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ ((مَا أَنْكَرْتُ مِنْكُمْ شَيْئًا غَيْرَ أَنَّكُمْ لَا تُقِيمُونَ الصُّفُوفَ))
وَبِه إِلَى أَحْمد ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَة ثَنَا عقبَة بن عبيد نَحوه
رَوَاهُ أَبُو نعيم فِي مستخرجه عَن أَحْمد بن ماللك بِهِ(2/301)
قَوْله [76]
بَاب إلزاق الْمنْكب بالمنكب والقدم بالقدم فِي الصَّفّ
وَقَالَ النُّعْمَان بن بشير رَأَيْت الرجل منا يلزق كَعبه بكعب صَاحبه
هَذَا طرف من حَدِيث أَخْبَرَنَا بِهِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ قَوَّامٍ أَنا أَبُو بَكْرِ بْنُ [أَحْمد ابْن أبي مُحَمَّد المغاري] أَنا عَليّ بْنَ أَحْمَد [السَّعْدِيَّ] عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الصَّفَّارِ أَن الْفَصْل بْنَ مُحَمَّدٍ [الأَبِيوَرْدِيَّ] أَخْبَرَهُ أَنا أَبُو مَنْصُورٍ النَّوْقَانِيُّ ثَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الدَّارَقُطْنِيُّ ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ثَنَا سَعِيدُ بْنُ يحيى الْأمَوِي ز 71 أثَنَا أَبِي ثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي زَائِدَةَ حَدَّثَني أَبُو الْقَاسِمِ الجدلي وهوحسين ابْن الْحَارِثِ عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ يَقُول إِن رَسُول الله صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقْبَلَ بِوَجْهِهِ عَلَى النَّاسِ (ثُمَّ) قَالَ أَقِيمُوا صُفُوفَكُمْ فَوَاللَّهِ لَتُقِيمُنَّ صُفُوفَكُمْ أَوْ لَتَخْتَلِفَنَّ قُلُوبُكُمْ قَالَ (فَلَقَدْ) رَأَيْتُ الرَّجُلَ مِنَّا يَلْزَقُ مَنْكِبَهُ بِمَنْكِبِ صَاحِبِهِ وَكَعْبَهُ بِكَعْبِهِ
رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَابْن خريمة من حَدِيث وَكِيع عَن زَكَرِيَّا بِهِ وَإِسْنَاده(2/302)
حسن وَاصل الحَدِيث دون الزِّيَادَة فِي آخِره من حَدِيث النُّعْمَان فِي صَحِيح مُسلم وَغَيره من غير هَذَا الْوَجْه وَالله أعلم
قَوْله [80]
بَاب إِذا كَانَ بَين الإِمَام وَبَين الْقَوْم حَائِط أَو ستْرَة
وَقَالَ الْحسن لَا بَأْس أَن تصلي وَبَيْنك وَبَينه نهر
وَقَالَ أَبُو مجلز يأتم الإِمَام [وَإِن] كَانَ بَينهمَا طَرِيق أَو جِدَار إِذا سمع تَكْبِير الإِمَام م 35 أ
أما قَول الْحسن فَقَالَ سعيد بن مَنْصُور حَدَّثنا هشيم عَن يُونُس عَن الْحسن فِي الرجل يُصَلِّي خلف الإِمَام أَو عَن يَمِينه أَو عَن يسَاره أَو فَوق سطح يأتم بِالْإِمَامِ قَالَ فَرخص فِي ذَلِك
وَأما قَول ابْن مجلز فَرَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي المُصَنّف قَالَ ثَنَا مُعْتَمر ثَنَا لَيْث عَن أبي مجلز فِي الْمَرْأَة وَبَينهَا وَبَين الإِمَام حَائِط قَالَ إِذا كَانَت تسمع تَكْبِيرَة الإِمَام أجزأها ذَلِك(2/303)
(وَرَوَاهُ عبد الرَّزَّاق عَن ابْن التَّيْمِيّ فَقَالَ عَن أَبِيه عَنهُ)
قَوْله فِي [81]
بَاب صَلَاة اللَّيْل]
831 - حَدَّثنا عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ حَدَّثنا وُهَيْبٌ ثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ عَنْ سَالِمٍ أَبِي النَّضْرِ عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اتَّخَذَ حُجْرَةً قَالَ حَسِبْتُ أَنَّهُ قَالَ مِنْ حَصِيرٍ فِي رَمَضَانَ فَصَلَّى فِيهَا الحَدِيث
وَقَالَ عقبَة قَالَ عَفَّان ثَنَا وهيب ثَنَا مُوسَى سَمِعت أَبَا النَّضر عَن بسر عَن زيد عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
ثمَّ أسْندهُ فِي كتاب الِاعْتِصَام عَن إِسْحَاق عَن عَفَّان بِهِ وَهُوَ أحد الْمَوَاضِع الَّتِي يسْتَدلّ بهَا على أَنه يعلق عَن شُيُوخه مَا لم يسمع مِنْهُم
قَوْله [85]
بَاب إِلَى أَيْن يرفع يَدَيْهِ
قَالَ أَبُو حميد فِي أَصْحَابه ((رفع النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَذْو مَنْكِبَيْه)) وهومختصر من حَدِيث أبي حميد فِي صفة الصَّلَاة وَقد أسْندهُ بِتَمَامِهِ وعلق ز 72 ب مَوَاضِع مِنْهُ فِي أَبْوَابهَا وَسَيَأْتِي تَاما بعد قَلِيل(2/304)
قَوْله فِي [86]
بَاب رفع الْيَدَيْنِ إِذا قَامَ من الرَّكْعَتَيْنِ
عقب حَدِيث [739] عبيد الله بن عمر عَنْ نَافِعٍ ((أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ إِذَا دَخَلَ فِي الصَّلاةِ كَبَّرَ وَرَفَعَ يَدَيْهِ الْحَدِيثَ وَفِيه الرّفْع عِنْد الْقيام من الرَّكْعَتَيْنِ رَوَاهُ حَمَّاد بن سَلمَة عَن أَيُّوب عَن نَافِع عَن ابْن عمر عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَرَوَاهُ ابْن طهْمَان عَن أَيُّوب ومُوسَى بن عقبَة مُخْتَصرا
أما حَدِيث حَمَّاد بن سَلمَة فأَخْبَرَنَا بِهِ الإِمَام أَبُو الْحسن بن أبي بكر أَنا أَبُو الْفضل بن الْحَمَوِيّ أَنا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ الْبُخَارِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ النَّيْسَابُورِيِّ أَنَّ زَاهِرَ بْنَ طَاهِرٍ أَخْبَرَهُمْ أَنا الْحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ الْبَيْهَقِيُّ أَنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَاكِمُ ثَنَا أَبُو الْعَبَّاس مُحَمَّد بن يَعْقُوب ثَنَا مُحَمَّد بن إِسْحَاق الصغاني ثَنَا عَفَّان ثَنَا حَمَّاد ابْن سَلمَة بِهِ
وقرأته أَعلَى من هَذَا السِّيَاق بِدَرَجَة على فَاطِمَة بنت مُحَمَّد بن قدامَة بسفح قَاسِيُونَ أَخْبَرَكُمْ أَبُو نَصْرِ بْنُ الشِّيرَازِيّ فِي كِتَابه عَن مَحْمُود بْنِ إِبْرَاهِيمَ [الْعَبْدِيِّ] أَنَّ مَسْعُودَ بْنَ الْحَسَنِ [الثَّقَفِيَّ] أَخْبَرَهُمْ أَنا أَبُو عَمْرو بن مَنْدَه أَنا أَبُو الْحُسَيْن الْخفاف فِي كِتَابه أَنا أَبُو الْعَبَّاس السراج ثَنَا الْحسن بن مُحَمَّد الزَّعْفَرَانِي ثَنَا عَفَّان ح قَالَ السراج وحَدَّثنا يُوسُف بن مُوسَى ثَنَا حجاج بن (الْمنْهَال) جَمِيعًا عَن حَمَّاد بن سَلمَة عَن أَيُّوب عَن نَافِع عَن ابْن عمر ((كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذَا دَخَلَ فِي الصَّلاةِ كَبَّرَ وَرفع يَدَيْهِ حَذْو مَنْكِبَيْه وَإِذا ركع وَإِذا رفع رَأسه من الرُّكُوع))
رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي كتاب رفع الْيَدَيْنِ فِي الصَّلَاة خَارج الْجَامِع عَن مُوسَى بن(2/305)
إِسْمَاعِيل عَن حَمَّاد بن سَلمَة فَوَقع لنا بَدَلا عَالِيا وَلَيْسَ فِي طَرِيق أحد مِنْهُم ذكر رفع الْيَدَيْنِ عِنْد الْقيام من الرَّكْعَتَيْنِ فَالظَّاهِر أَن قَوْله ((مُخْتَصرا)) يعود على حَدِيثي حَمَّاد وَإِبْرَاهِيم جَمِيعًا
وَأما حَدِيث ح 57 أإِبْرَاهِيم بن طهْمَان فَأَخْبَرَنَا بِهِ الإِمَام أَبُو الْحسن بن أبي بَكْرٍ بِالسَّنَدِ الْمُتَقَدِّمِ إِلَى الْبَيْهَقِيِّ أَنا أَبُو الْحسن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن الْعلوِي أَنا أَحْمد ابْن مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْحَافِظُ ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ السُّلَمِيُّ ثَنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَزِينٍ السُّلَمِيُّ ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ عَنْ أَيُّوبَ بْنِ أَبِي تميمية وَمُوسَى بْنِ عُقْبَةَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ كَانَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ حِينَ يَفْتَتِحُ الصَّلاةَ وَإِذَا رَكَعَ وَإِذَا اسْتَوَى قَائِمًا مِنْ رُكُوعِهِ حَذْوَ مَنْكِبَيْهِ وَيَقُولُ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم يَفْعَلُ ذَلِكَ
قَوْله [87]
بَاب وضع الْيُمْنَى على الْيُسْرَى
[740] حَدَّثنا عَبْدُ الله بن مسلمة عَن مَالك ز 72 أعَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ ((كَانَ النَّاسُ يُؤْمَرُونَ أَنْ يَضَعَ الرَّجُلُ الْيَدَ الْيُمْنَى عَلَى [ذِرَاعِهِ] الْيُسْرَى فِي الصَّلاةِ قَالَ أَبُو حَازِم ((لَا أعلمهُ إِلَّا ينمي ذَلِك إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقَالَ إِسْمَاعِيل ((ينمى ذَلِك)) وَلم يقل ((ينمي))
إِسْمَاعِيل هَذَا هُوَ إِسْمَاعِيل بن أبي أويس الْمدنِي ابْن أُخْت مَالك وَأحد المكثرين(2/306)
عَنهُ وقرأت بِخَط الشَّيْخ مغلطاي يشبه أَن يكون إِسْمَاعِيل هَذَا هُوَ إِسْمَاعِيل بن إِسْحَاق الرَّاوِي عَن القعْنبِي وَكَأن الَّذِي أوقعه فِي ذَلِك مَا رَوَاهُ الجوزقي فِي الْمُتَّفق أَنا أَبُو الْقَاسِم بن بَالَوَيْهِ ثَنَا إِسْمَاعِيل بن إِسْحَاق القَاضِي ثَنَا عبد الله بن مسلمة فَذكر مثل مَا روى البُخَارِيّ عَن عبد الله بن مسلمة القعْنبِي سَوَاء وَزَاد فِي آخِره قَالَ القعْنبِي يرفعهُ
وَهَذَا دَلِيل على أَن إسما عيل عِنْد البُخَارِيّ لَيْسَ هُوَ القَاضِي لِأَنَّهُ لم يُخَالف البُخَارِيّ فِي سِيَاقه
وَقد راجعت كتاب الموطآت (وَاخْتِلَاف ألفاظها) للدارقطني فَلم أجد طَرِيق إِسْمَاعِيل بن أبي أويس فِيهِ فَينْظر
وَرَوَاهُ معن عَن مَالك مثل رِوَايَة القعْنبِي (سَوَاء)
وَرَوَاهُ روح بن عبَادَة عَن مَالِكٍ عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ سهل بن سعد عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رَوَاهُمَا الدَّارَقُطْنِيّ فِي غرائب مَالك وَإِسْنَاده صَحِيح وَهُوَ الْمُوَطَّأ مَوْقُوف صُورَة وَلَكِن حِكْمَة حكم الْمَرْفُوع ح 57 ب
قَوْله [91]
بَاب رفع الْبَصَر إِلَى الإِمَام فِي الصَّلَاة
وَقَالَتْ عَائِشَةُ قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي صَلاةِ الْكُسُوفِ ((فَرَأَيْتُ جَهَنَّمَ يُحَطِّمُ بَعْضُهَا بَعْضًا حِينَ رَأَيْتُمُونِي تَأَخَّرْتُ))
أسْندهُ بِتَمَامِهِ فِي ((
بَاب إِذا انفلتت الدَّابَّة فِي الصَّلَاة)) من طَرِيق يُونُس عَن(2/307)
الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ)
قَوْله [94] هَل يليتفت لأمر ينزل بِهِ أَو يرى شَيْئا أَو بصاقا فِي الْقبْلَة
وَقَالَ سهل الْتفت أَبُو بكر فَرَأى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
هَذَا طرف من حَدِيث لَهُ فِي قصَّة صَلَاة أبي بكر بِالنَّاسِ لما توجه النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم للإصلاح بَين بني عَمْرو بن عَوْف وَقد أسْندهُ أَبُو عبد الله بِتَمَامِهِ فِي ((
بَاب الْإِشَارَة إِلَى الصَّلَاة)) وَفِي غَيره ح 57 ب
قَوْله فِيهِ عَقِبَ حَدِيثِ [753] اللَّيْثِ عَن نَافِع عَن ابْن عمر أَنه قَالَ رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم نُخَامَةً فِي قِبْلَةِ الْمَسْجِدِ الْحَدِيثَ))
رَوَاهُ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وَابْنُ أبي دواد ز 72 ب
أما حَدِيثُ مُوسَى فَأَخْبَرَنَا بِهِ أَبُو الْفَرَجِ بْنُ الْغَزِّيِّ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ قُلْتُ لَهُ أَخْبَرَكَ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْمَخْزُومِيُّ أَنَّ عَبْدَ اللَّطِيفِ بْنَ عَبْدِ الْمُنْعِمِ أَخْبَرَهُمْ عَنْ مَسْعُودِ بْنِ أَبِي مَنْصُورٍ الْجَمَّالِ أَنَّ أَبَا عَلِيٍّ الْحَدَّادَ أَخْبَرَهُ أَنا أَبُو نُعَيْمٍ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَلِيٍّ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَرَكَةَ الْحَلَبِيُّ ثَنَا أَبُو حُمَيْدٍ هُوَ(2/308)
عبد الله بن مُحَمَّد بن تَمِيمٍ الْمِصِّيصِيُّ قَالَ سَمِعت حَجَّاجًا يَقُولُ ثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ عَنْ مُوسَى ابْن عُقْبَةَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عمر عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ رَأَى نُخَامَةً فِي الْقِبْلَةِ الْحَدِيثَ
رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ عَنْ هَارُونَ عَنْ حَجَّاجٍ فَوَقَعَ لَنَا بَدَلا عَالِيًا
وَأما حَدِيثُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أبي الرواد فأَخْبَرَنَا بِهِ عبد الله بن عُمَرَ [الْحَلاوِيِّ] أَخْبَرَكُمْ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ [الْحَلَبِيُّ] أَنَّ أَبَا الْفرج بن عبد لمنعم أَخْبَرَهُمْ أَنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ أَنا أَبُو الْقَاسِمِ الشَّيْبَانِيُّ أَنا أَبُو عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ أَنا أَحْمد بن جَعْفَر [الْقطيعِي] ثَنَا عبد الله بن أَحْمد حَدَّثَني أَبِي حَدَّثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَنا ابْنُ أَبِي رَوَّادٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ صَلَّى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَسْجِدِ فَرَأَى فِي الْقِبْلَةِ نُخَامَةً فَلَمَّا قَضَى صَلاتَهُ قَالَ ((إِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا صَلَّى فِي الْمَسْجِدِ فَإِنَّهُ يُنَاجِي رَبَّهُ وَإِنَّ اللَّهَ [تَبَارَكَ وَتَعَالَى] يَسْتَقْبِلُهُ بِوَجْهِهِ فَلا يَتَنَخَّمَنَّ أَحَدُكُمْ فِي الْقِبْلَةِ وَلا عَنْ يَمِينِهِ ثُمَّ دَعَا بِعُودٍ فَحَكَّهُ ثُمَّ دَعَا بِخَلُوقٍ فَخَضَّبَهُ))
وَبِه قَالَ ثَنَا يحيى عَن ابْن رواد فَذكره مُخْتَصرا
قَوْله [104]
بَاب الْقِرَاءَة فِي الْفجْر
وَقَالَت أم سَلمَة قَرَأَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِالطورِ
وَقَالَ عقبَة فِي [105]
بَاب الْجَهْر بِقِرَاءَة صَلَاة الْفجْر وَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ طُفْتُ وَرَاءَ النَّاسِ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي وَيَقْرَأُ بِالطُّورِ
ثمَّ أسْند حَدِيثهَا فِي الْحَج عَن طَرِيق مَالك عَن أبي الْأسود مُحَمَّد بن عبد(2/309)
الرَّحْمَن عَن عُرْوَة عَن زَيْنَب بنت أم سَلمَة عَن أمهَا أم سَلمَة وَلَيْسَ فِيهِ التَّنْصِيص على أَن الصَّلَاة كَانَت صَلَاة الْفجْر
وَمن رِوَايَة يحيى بن أبي زَكَرِيَّا الغساني عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه وَفِيه فَقَالَ لَهَا إِذا أُقِيمَت الصُّبْح فَذَكَرَ الْحَدِيثَ
قَوْله فِي [106]
بَاب الْجمع بَين السورتين فِي الرَّكْعَة
وَيذكر عَن عبد الله بن السَّائِب ((قَرَأَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْمُؤمنِينَ فِي الصُّبْح حَتَّى إِذا جَاءَ ذكر مُوسَى وَهَارُون أَو ذكر عِيسَى أَخَذته سعلة فَرَكَعَ))
أَخْبرنِي ز 73 أأَبُو الْفَرَجِ بْنُ أَحْمَدَ الْبَزَّازُ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ أَخْبَرَكُمُ الإِمَامُ أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن أَحْمد بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ حَيْدَرَةَ أَنَّ عَبْدُ اللَّطِيفِ بْنُ عَبْدِ الْمُنْعِمِ أَخْبَرَهُمْ عَنْ مَسْعُودِ بْنِ أَبِي مَنْصُور ح وَقرأت عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ [الْحَلاوِيِّ] أَخْبَرَكُمْ أَحْمَدُ بن أبي أَحْمد أَنا أَبَا الْفَرَجِ بْنَ الصَّيْقَلِ أَخْبَرَهُمْ عَنْ خَلِيلِ بْنِ بَدْرٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ نَصْرٍ الأَصْبَهَانِيِّ] ح وَقُرِئَ عَلَى الْحَافِظِ الإِمَامِ أَبِي الْفَضْلِ بْنِ الْحُسَيْنِ وَأَنَا شَاهِدٌ أَخْبَرَكُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم [الْمروزِي] ح 58 أأَنَّ أَبَا الْحَسَنِ بْنَ الْبُخَارِيِّ أَخْبَرَهُمْ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ نَصْرٍ [الأَصْبَهَانِيِّ] قَالَ الثَّلاثَةُ أَنا أَبُو عَليّ الْحداد أَنا أَبُو نُعَيْمٍ أَنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ بُنْدَارٍ الْمَدِينِيُّ ثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الصَّائِغُ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ سَنَةَ إِحْدَى وَسَبْعِينَ وَمِائَتَيْنِ ثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ أَخْبَرَنَا قَالَ سَمِعت مُحَمَّد بن عباد ابْن جَعْفَرٍ يَقُولُ أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ سُفْيَانَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرو وَعبد الله بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السَّائِبِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى الصُّبْحَ بِمَكَّةَ فَاسْتَفْتَحَ سُورَةَ الْمُؤْمِنِينَ حَتَّى إِذا جَاءَ ذكر مُوسَى وَهَارُون أَوْ ذَكَرَ عِيسَى شَكَّ ابْنُ عَبَّادٍ وَاخْتَلَفُوا عَلَيْهِ أَخَذَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُعْلَةٌ فَحَذَفَ فَرَكَعَ قَالَ وَعَبْدُ اللَّهِ ابْن السَّائِب حَاضر لذَلِك(2/310)
وَبِه إِلَى مَسْعُود عَن أبي عَليّ الْحداد سَمَاعا أَنا أَبُو نعيم ثَنَا سُلَيْمَان بن أَحْمد [الطَّبَرَانِيّ] ثَنَا إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم بن عباد أَنا عبد الرَّزَّاق أَنا ابْن جريج سَمِعت مُحَمَّد بْنَ عَبَّادِ بْنِ جَعْفَرٍ يَقُولُ أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ سُفْيَانَ وَعبد الله بن عَمْرو الْقَارئ وَعبد الله بن الْمسيب العابدي عَن عبد الله بن السَّائِب مثله سَوَاء
وَبِه إِلَى مَسْعُود أَنا أَبُو عَليّ [الْحداد] أَنا أَبُو نعيم قَالَ وثنا أَبُو بكر بن خَلاد ثَنَا الْحَارِث بن مُحَمَّد ثَنَا روح بن عبَادَة وهوذة بن خَليفَة وَعُثْمَان بن عمر بن فَارس قَالُوا ثَنَا ابْن جريج بِهِ إِلَّا أَن روحا قَالَ عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ وَهُوَ وهم وَلم يذكر عُثْمَان (ابْن عمر عبد الله) بن عَمْرو وَلَا عبد الله بن الْمسيب وَالْبَاقِي نَحوه
وَهَكَذَا رَوَاهُ البُخَارِيّ خَارج الصَّحِيح عَن أبي عَاصِم عَن ابْن جريج
وَقد وَقع لنا حَدِيث هَوْذَة بن خَليفَة مُتَّصِلا بِالسَّمَاعِ م 36 أَخْبَرَنَا بِهِ أَبُو عبد الله بن قوام أَنا مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن غَنَائِم أَنا أَحْمد بن شَيبَان [الشَّيْبَانِيّ] أَنا عمر [بْنِ طَبَرْزَدَ] أَنا أَبُو غَالِبٍ بن الْبناء أَنا أَبُو مُحَمَّد الْجَوْهَرِي أَنا أَبُو بكر بن مَالك ثَنَا بشر بن مُوسَى ثَنَا هَوْذَة بِهِ(2/311)
رَوَاهُ مُسلم فِي صَحِيحه عَن هَارُون بن عبد الله عَن حجاج بن مُحَمَّد فَوَقع لنا بَدَلا عَالِيا بدرجتين وَقَالَ فِي رِوَايَته ((ابْن الْعَاصِ)) كَمَا قَالَ روح وَهُوَ وهم
وَعَن مُحَمَّد بن رَافع عَن عبد الرَّزَّاق
وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد عَن الْحسن بن عَليّ ز 73 ب عَن عبد الرَّزَّاق وَأبي عَاصِم كِلَاهُمَا عَن ابْن جريج فَوَقع لنا بَدَلا لَهما عَالِيا بدرجتين أَيْضا
وَرَوَاهُ النَّسَائِيّ من حَدِيث خَالِد بن الْحَارِث عَن ابْن جريج نَحْو حَدِيث عُثْمَان ابْن عمر
وَقَالَ البُخَارِيّ فِي التَّارِيخ حَدَّثنا أَبُو عَاصِم فَذكره
وَرَوَاهُ ابْن عُيَيْنَة عَن ابْن جريج عَن ابْن أبي مليكَة عَن عبد الله بن السَّائِب وَقيل عَن ابْن عُيَيْنَة عَن ابْن جريج عَن ابْن أبي مليكَة عَن مُحَمَّد بن عباد بن جَعْفَر عَن عبد الله بن السَّائِب
وَرُوِيَ عَن أبي عَاصِم عَن ابْن جريج سَمِعت مُحَمَّد بْنَ عَبَّادِ بْنِ جَعْفَرٍ يَقُولُ أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ سُفْيَانَ أَو أَبُو سُفْيَان(2/312)
وَفِيه من الِاخْتِلَاف غير مَا ذكرنَا وَلِهَذَا وَالله أعلم علقه البُخَارِيّ بِصِيغَة التمريض ح 58 ب
قَوْله فِيهِ وَقَرَأَ عمر فِي الرَّكْعَة الأولى بِمِائَة وَعشْرين آيَة من الْبَقَرَة وَفِي الثَّانِيَة بِسُورَة من المثاني وَقَرَأَ الْأَحْنَف بالكهف فِي الأولى وَفِي الثَّانِيَة بِيُوسُف أَو يُونُس وَذكر أَنه صلى مَعَ عمر [رَضِي الله عَنهُ] الصُّبْح بهما وَقَرَأَ ابْن مَسْعُود بِأَرْبَعِينَ آيَة من الْأَنْفَال وَفِي الثَّانِيَة بِسُورَة من الْمفصل وَقَالَ قَتَادَة فِيمَن يقْرَأ بِسُورَة وَاحِدَة فِي رَكْعَتَيْنِ أَو يردد سُورَة وَاحِدَة [فِي رَكْعَتَيْنِ] كل كتاب الله
أما أثر عمر فَقَالَ أَبُو بكر فِي المُصَنّف حَدَّثنا عَبْدُ الأَعْلَى عَنِ الْجُرَيْرِيِّ عَنْ أَبِي الْعَلاءِ عَنْ أَبِي رَافِعٍ قَالَ ((كَانَ عُمَرُ يَقْرَأُ فِي [صَلاةِ] الصُّبْحِ بِمِائَةٍ مِنَ الْبَقَرَةِ وَيَتْبَعُهَا بِسُورَةٍ مِنَ الْمَثَانِي))
وَأما رِوَايَة الْأَحْنَف فَقرأت عَلَى عَبْدِ الله بن مُحَمَّد بن أَحْمد بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أَحْمَدَ [الْمَقْدِسِيَّةِ] أَنَّ يُوسُفَ بْنَ خَلِيلٍ الْحَافِظَ كَتَبَ إِلَيْهِمْ ح وَأَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ [التَّنُوخِيُّ] شِفَاهًا عَنْ نَخْوَةِ النَّصِيبِيَّةِ أَنَّ يُوسُفَ بْنَ خَلِيلٍ أَخْبَرَهُمْ سَمَاعًا عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الطَّرَسُوسِيِّ فِيمَا قَرَأَ عَلَيْهِ عَن أبي عَليّ الْحداد سَمَاعا أَنا أَبَا نُعَيْمٍ أَخْبَرَهُ ثَنَا مَخْلَدُ بْنُ جَعْفَرٍ ثَنَا جَعْفَرٌ الْفِرْيَابِيُّ ثَنَا قُتَيْبَةُ ثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ بُدَيْلٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ قَالَ صَلَّى بِنَا(2/313)
الأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ الْغَدَاةَ فَقَرَأَ فِي الرَّكْعَةِ الأُولَى بِالْكَهْفِ وَفِي الثَّانِيَةِ بِيُونُسَ وَزَعَمَ أَنَّهُ صَلَّى خَلْفَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَقَرَأَ فِي الأُولَى بِالْكَهْفِ وَفِي الثَّانِيَةِ بِيُونُس
وَأما أثر ابْن مَسْعُود فَقَالَ سعيد بن مَنْصُور فِي السّنَن ثَنَا أَبُو الأحرص عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ أَمَّنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ فِي صَلاةِ الْعِشَاءِ الآخِرَةِ فَافْتَتَحَ الأَنْفَالَ فَقَرَأَ حَتَّى بَلَغَ {نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ} [40 الْأَنْفَال] رَكَعَ ثُمَّ قَامَ فَقَرَأَ فِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ بِسُورَةٍ
وَأما أثر قَتَادَة فَقَالَ عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه عَن معمر عَن قَتَادَة بِهِ ز 74 أ
قَوْله فِيهِ [774 م] وَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ [رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ] ((كَانَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ يَؤُمُّهُمْ فِي مَسْجِدِ قُبَاءَ وَكَانَ كُلَّمَا افْتَتَحَ سُورَةً يَقْرَأُ بِهَا لَهُمْ فِي الصَّلاةِ مِمَّا يقْرَأ بِهِ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} حَتَّى يفرغ ثُمَّ يَقْرَأُ سُورَةً أُخْرَى مَعَهَا الْحَدِيثَ بِتَمَامِهِ
أَخْبَرَنَا بِهِ إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن كَامِل (قَالَ) أَنا أَبُو الْفرج عبد الرَّحْمَن بن عبد الْحَلِيم بن تَيْمِية أَنا يحبى بن أبي مَنْصُور (الصَّيْرَفِي) أَنا الْحَافِظ أَبُو مُحَمَّد عبد الْقَادِر بن عبد الرهاوي أَنا أَبُو الْفَتْح نصر بن سيار بن صاعد أَنا أَبُو عَامر مَحْمُود بن الْقَاسِم الْأَزْدِيّ أَنا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ مُحَمَّدٍ الجراحي أَنا أَبُو الْعَبَّاس مُحَمَّد بن أَحْمد بن مَحْبُوب ثَنَا مُحَمَّد بن عِيسَى الْحَافِظ ثَنَا مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل هُوَ البُخَارِيّ(2/314)
ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ حَدثنِي ح 59 أعبد العزبز بن مُحَمَّد عَن عبيد الله بن عمر عَن ثَابت الْبنانِيّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ ((كَانَ رجل من الْأَنْصَار يؤهم فِي مَسْجِد قبَاء فَكَانَ كلما افْتتح سُورَة (يقْرَأ لَهُم بهَا فِي الصَّلَاة فِيمَا يقْرَأ بِهِ افْتتح بقل هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ حَتَّى يفرغ مِنْهَا ثُمَّ يَقْرَأُ سُورَةً) أُخْرَى مَعهَا وَكَانَ يصنع ذَلِك فِي كل رَكْعَة فَكَلمهُ أَصْحَابه فَقَالُوا إِنَّك تقْرَأ بِهَذِهِ السُّورَة ثمَّ لَا ترى أَنَّهَا تجزيك حَتَّى تقْرَأ [بِسُورَة] أُخْرَى فإمَّا أَن تقْرَأ بهَا وَإِمَّا أَن تدعها وتقرأ بِسُورَة أُخْرَى قَالَ مَا أَنا بتاركها إِن أَحْبَبْتُم أَن أؤمكم بهَا فعلت وَإِن كرهتم تركتكم وَكَانُوا يورنه أفضلهم وكرهوا أَن يؤمهم غَيره فَلَمَّا أَتَاهُم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَخْبرُوهُ الْخَبَر فَقَالَ ((يَا فلَان مَا يمنعك مِمَّا يمنعك بِهِ أَصْحَابك وَمَا يحملك أَن تقْرَأ هَذِه السُّورَة فِي كل رَكْعَة فَقَالَ يَا رَسُول الله إِنِّي أحبها فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِن حبها أدْخلك الْجنَّة
هَكَذَا رَوَاهُ أَبُو عِيسَى التِّرْمِذِيّ فِي جَامعه عَن البُخَارِيّ وَقَالَ عقبه هَذَا حَدِيث حسن صَحِيح وغريب من حَدِيث م 36 ب عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ ثَابت
وَرَوَى مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَجُلا قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أُحِبُّ هَذِهِ السُّورَةَ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} فَقَالَ إِنَّ حُبَّكَ إِيَّاهَا يُدْخِلُكَ الْجَنَّةَ
حَدَّثنا بذلك أَبُو دَاوُد سُلَيْمَان بن لاشعث ثَنَا أَبُو الْوَلِيد ثَنَا مبارك بن فضَالة بِهَذَا انْتهى
قلت وَحَدِيث مبارك بن فضَالة هَذَا لم يذكرهُ الْمزي فِي الْأَطْرَاف تبعا لِابْنِ عَسَاكِر وَهُوَ ثَابت فِي الأَصْل وَلَا رقم الْمزي فِي التَّهْذِيب رقم التِّرْمِذِيّ على مبارك(2/315)
ابْن فضَالة فِي شُيُوخ هِشَام بن عبد الْملك أبي الْوَلِيد الطَّيَالِسِيّ (عَلامَة التِّرْمِذِيّ) وَلَا على أبي دَاوُد فِي الروَاة عَن هِشَام وَلَا على أبي الْوَلِيد فِي الروَاة عَن مبارك وَلَا على ثَابت الْبنانِيّ فِي شُيُوخ مبارك وَلَا على أَبُو الْوَلِيد فِي شُيُوخ أبي دَاوُد وكل ذَلِك لَازم لَهُ من أجل هَذَا الحَدِيث وَقد خرجنَا ز 74 ب عَن الْمَقْصُود وَإِنَّمَا نبهنا على ذَلِك للفائدة وَالَّذِي اتّفق فِي حَدِيث عبيد الله بن عمر من تخريجنا لَهُ من طَرِيق البُخَارِيّ الْمُعَلق لَهُ حسن جدا
وَقد رَوَاهُ الْبَزَّار أَيْضا فِي مُسْنده عَن البُخَارِيّ على الْمُوَافقَة
وَوَقع لنا الحَدِيث أَعلَى من هَذِه الطَّرِيق بِثَلَاث دَرَجَات قَرَأْتُهُ على أبي إِسْحَاق البعلي عَن عِيسَى بن عبد الرَّحْمَن [الْمطعم] أَن عبد الله بن عمر [ابْن اللتي] أخبرهُ أَنا أَبُو الْوَقْت قَالَ قُرِئَ عَلَى بِيبِي بِنْتِ عَبْدِ الصَّمَدِ وَأَنَا أَسْمَعُ إِنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَحْمَدَ الأَنْصَارِيَّ أَخْبَرَهُمْ أَنا أَبُو الْقَاسِمِ الْبَغَوِيُّ ثَنَا مُصْعَبٌ يَعْنِي الزُّبَيْرِيَّ ثَنَا عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيِّ عَن عبيد الله بن عمر عَن ثَابت الْبنانِيّ عَن أنس بن مَالك ح 59 ب أَنَّ رَجُلا كَانَ يَلْزَمُ قِرَاءَةَ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} فِي الصَّلاةِ مَعَ كُلِّ سُورَةٍ وَيَأْمُرُ أَصْحَابَهُ بِذَلِكَ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَا يُلْزِمُكَ هَذِهِ السُّورَةَ قَالَ إِنِّي أُحِبُّهَا قَالَ ((حُبُّهَا أَدْخَلَكَ الْجَنَّةَ))
وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه عَن أبي يعلى عَن مُصعب فَوَقع لنا بَدَلا عَالِيا بدرجتين
وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط عَن أَحْمد بن يحيى عَن مُصعب فَوَقع لنا بَدَلا عَالِيا وَقَالَ تفرد بِهِ الدَّرَاورْدِي عَن عبيد الله(2/316)
وَرَوَاهُ أَبُو نعيم فِي مستخرجه عَن أبي دلف عَن الْبَغَوِيّ فَوَقع لنا بَدَلا لَهُ عَالِيا بِدَرَجَة
وَرَوَاهُ الجوزقي فِي مستخرجه عَن أبي الْعَبَّاس الدغولي عَن أَحْمد بن سيار عَن إِبْرَاهِيم بن حَمْزَة عَن الدَّرَاورْدِي نَحْو رِوَايَة مُصعب
وَرَوَاهُ ابْن خُزَيْمَة فِي صَحِيحه فَقَالَ حَدَّثنا مُحَمَّد بن يحيى بِخَبَر غَرِيب أَنا إِبْرَاهِيم بن حَمْزَة ثَنَا عبد الْعَزِيز يَعْنِي ابْن مُحَمَّد بِسَنَدِهِ نحولفظ إِسْمَاعِيل بن أبي أويس
وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك من طَرِيق إِبْرَاهِيم بن حَمْزَة أَيْضا
وَرَوَاهُ أَبُو نعيم أَيْضا من طَرِيق إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الشَّافِعِي عَن الدَّرَاورْدِي نَحْو حَدِيث مُصعب
وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ من طَرِيق مُحرز بن سَلمَة عَن الدَّرَاورْدِي نَحْو حَدِيث إِسْمَاعِيل
وَرُوِيَ عَن سُلَيْمَان بن بِلَال عَن عبيد الله بن عمر مُخْتَصرا أَيْضا فَإِن كَانَ مَحْفُوظًا فَهُوَ يرد على الطَّبَرَانِيّ فِي دَعْوَاهُ تفرد الدَّرَاورْدِي بِهِ وَكلهَا عِنْدِي تركت تخريجها تَخْفِيفًا
قَوْله [111]
بَاب جهر الإِمَام بالتأمين
وَقَالَ عَطاء آمين دُعَاء أَمن ابْن الزبير وَمن وَرَاءه حَتَّى إِن لِلْمَسْجِدِ للجة وَكَانَ أَبُو هُرَيْرَة يُنَادي الإِمَام لَا تفتني بآمين
وَقَالَ نَافِع كَانَ ابْن عمر لَا يَدعه ويحضهم وَسمعت مِنْهُ فِي ذَلِك خَبرا(2/317)
أما قَول عَطاء فَقَالَ عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه عَن ابْن جريج قَالَ قلت لعطاء كَانَ ابْن الزبير يَقُول آمين وَمن خَلفه حَتَّى إِن لِلْمَسْجِدِ للجة قَالَ نعم
وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْمِصْرِيُّ عَنْ ز 75 أوَزِيرَةَ بِنْتِ الْمُنَجَّا إِجَازَةً إِنْ لَمْ يَكُنْ سَمَاعًا أَنَّ الْحُسَيْنَ بْنَ أَبِي بَكْرٍ أَخْبَرَهُمْ أَنا أَبُو زُرْعَةَ (بْنُ) أَبِي الْفَضْلِ الْمَقْدِسِيُّ أَنا مَكِّيُّ بْنُ مَنْصُورٍ [الْكَرْخِيُّ] أَنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ الْحِيرِيُّ ثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ أَنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ ثَنَا الشَّافِعِيُّ ثَنَا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ عَن ابْن جريج عَن عَطاء قَالَ كُنْتُ أَسْمَعُ الأَئِمَّةَ وَذَكَرَ ابْنُ الزُّبَيْرِ وَمَنْ بَعْدَهُ يَقُولُونَ آمِينَ وَيَقُولُ مَنْ خَلْفَهُ آمِينَ حَتَّى إِنَّ لِلْمَسْجِدِ لَلَجَّةٌ
رَوَاهُ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بَكْرٍ عَنْ ابْن جريج نَحوه
(وَأما أثر أبي هُرَيْرَة فَرَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه مُتَّصِلا بأثر عَطاء قَالَ وَكَانَ أَبُو هُرَيْرَة يدْخل الْمَسْجِد وَقد قَامَ الإِمَام قبله فَيَقُول لَا تسبقني بآمين)
وَقَالَ سعيد بن مَنْصُور فِي السّنَن حَدَّثنا عَبَّادٌ ثَنَا هِشَامٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَة كَانَ مُؤذنًا ح 60 أبِالْبَحْرَيْنِ وَأَنَّهُ اشْتَرَطَ عَلَى الإِمَامِ أَنْ لَا يَسْبِقَهُ بِآمِينَ
وَقَالَ أَبُو بكر فِي المُصَنّف ثَنَا وَكِيعٌ ثَنَا كَثِيرُ بْنُ زَيْدٍ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ رَبَاحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ كَانَ يُؤَذِّنُ بِالْبَحْرَيْنِ فَقَالَ لِلإِمَامِ لَا تَسْبِقْنِي بآمين(2/318)
وَرَوَى ابْنُ سَعْدٍ فِي الطَّبَقَاتِ بِسَنَدٍ فِيهِ الْوَاقِدِيُّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ الْعَلاءَ بْنَ الْحَضْرَمِيِّ قَالَ لَهُ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْصَانِي بِكَ خَيْرًا فَمَا تُحِبُّ قُلْتُ تَجْعَلُنِي أُؤَذِّنُ لَكَ وَلا تَسْبِقْنِي بِآمِينَ قَالَ فَأَعْطَاهُ ذَلِكَ
وَقَدْ رَوَى أَبُو دَاوُدَ مِنْ طَرِيقِ عَاصِم الْأَحول عَن أبي عُثْمَان النَّهْدِيِّ عَنْ بِلالٍ أَنَّهُ قَالَ يارسول اللَّهِ لَا تَسْبِقْنِي وَهُوَ إِسْنَاد مُتَّصِل رِجَاله ثِقَات لَكِن اخْتلف فِيهِ على عَاصِم فَرَوَاهُ عبد الْوَاحِد بن زِيَاد عَنهُ عَن أبي عُثْمَان قَالَ قَالَ بِلَال للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَذكره مُرْسلا وَهَكَذَا رَوَاهُ ابْن أبي عمر عَن ابْن عُيَيْنَة عَن سُلَيْمَان التَّيْمِيّ عَن أبي عُثْمَان م 37 أ
وَأما أثر ابْن عمر فَأخبرنا بِهِ إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن عبد الْهَادِي فِي كِتَابِهِ أَنَّ أَبَا بَكْرِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ الرَّضِيِّ أَخْبَرَهُ عَنْ سِبْطِ السِّلَفِيِّ أَنا أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ أَنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الرَّازِيُّ أَنا أَبُو الْقَاسِمِ الْفَارِسِيُّ أَنا أَبُو أَحْمَدَ النَّاصِحُ أَنا أَبُو بَكْرٍ الْمَرْوَزِيُّ ثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ ثَنَا الْحَجَّاجُ عَن ابْن جريج أَخْبَرَنِي نَافِع أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ إِذَا خَتَمَ الْقُرْآنَ لَا يَدَعُ آمِينَ يُؤَمِّنُ إِذَا خَتَمَهَا وَيَحُضُّهُمْ عَلَى قَوْلِهَا وَسمعت مِنْهُ فِي ذَلِك خَبرا
قَوْله فِي [113]
بَاب جهر الْمَأْمُوم بالتأمين
عَقِبَ حَدِيثِ [782] سُمَيٍّ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَفَعَهُ ((إِذَا قَالَ الإِمَامُ {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ} فَقُولُوا آمِينَ الْحَدِيثَ تَابعه مُحَمَّد بن عَمْرو عَن أبي سَلمَة عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ونعيم المجمر عَن أبي هُرَيْرَة [رَضِي الله عَنهُ](2/319)
أما حَدِيث مُحَمَّد بن عَمْرو فَأَخْبَرَنَا بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ ز 75 ب الْبُزَاعِيُّ عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ إِسْمَاعِيلَ سَمَاعًا أَنَّ أَحْمَدَ بْنَ عَبْدِ الدَّائِمِ أَخْبَرَهُمْ أَنا يَحْيَى بْنُ مَحْمُودٍ [الثَّقَفِيُّ] أَنا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدٍ [الشِّيرَازِيُّ] أَنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُعْتَزِّ أَنا أَبُو طَاهِر مُحَمَّد بن الْفضل بن مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ أَنا جَدِّي إِمَامُ الأَئِمَّةِ ثَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرو عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ((إِذَا قَالَ الْقَارِئُ {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِم وَلَا الضَّالّين} ) فَقَالَ مَنْ خَلْفَهُ آمِينَ فَوَافَقَ ذَلِكَ قَوْلَ أَهْلِ السَّمَاءِ آمِينَ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ رَوَاهُ ابْن خُزَيْمَة فِي صَحِيحه هَكَذَا
وقرأته عَالِيا على فَاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْهَادِي بسفح قاسيون أخْبركُم أَبُو نصر مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الشِّيرَازِيّ إجَازَة عَن أبي الْوَفَاء مَحْمُود بن إِبْرَاهِيم ابْن مَنْدَهْ أَنَّ مَسْعُودَ بْنَ الْحَسَنِ بن الْقَاسِم الْأَصْبَهَانِيّ أخْبرهُم أَنا أَبُو عَمْرو بن الْحَافِظ أبي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَنْدَهْ أَنا أَبُو الْحُسَيْن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر الْخفاف فِي كِتَابه أَنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاق السراج ثَنَا أَبُو همام الْوَلِيد بن شُجَاع بن الْوَلِيد ثَنَا إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر عَن مُحَمَّد بن عَمْرو نَحوه
وَرَوَاهُ النَّضر بن شُمَيْل وَيزِيد بن هَارُونَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو كَذَلِك
وَأما حَدِيث نعيم المجمرفأخبرنا بِهِ أَبُو بَكْرِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَقْدِسِيُّ قُلْتُ لَهُ أَنْبَأَكُمْ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ أَبِي الْهَيْجَاءِ شِفَاهًا أَنَّ الْحَافِظَ أَبَا عَليّ الْبكْرِيّ أخبرهُ(2/320)
أَنا أَبُو رَوْحٍ بِهَرَاةَ أَنا زَاهِر بن طَاهِر ح 60 ب أَنا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْوَرَّاقُ أَنا أَبُو طَاهِرِ بن خُزَيْمَة أَنا جدي إِمَام الأَئِمَّةِ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ فِي صَحِيحِهِ ثَنَا مُحَمَّدُ بن عبد الله بن عبد الْحَكَمِ أَخْبَرَنِي أَبِي وَشُعَيْبٌ يَعْنِي ابْنَ اللَّيْثِ قَالا أَنا اللَّيْثُ ثَنَا خَالِد بن يزِيد
ح وَبِهِ إِلَى ابْنِ خُزَيْمَةَ قَالَ وَثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى ثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ أَنا اللَّيْثُ حَدَّثَني خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ عَنِ ابْنِ أَبِي هِلالٍ عَنْ نُعَيْمٍ الْمُجَمِّرِ قَالَ صَلَّيْتُ وَرَاءَ أَبِي هُرَيْرَةَ فَقَرَأَ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم} ثُمَّ قَرَأَ بِأُمِّ الْقُرْآنِ حَتَّى بلغ وَلَا الضَّالّين فَقَالَ آمِينَ وَقَالَ النَّاسُ آمِينَ وَيَقُولُ كُلَّمَا سَجَدَ اللَّهُ أَكْبَرُ وَإِذَا قَامَ مِنَ الْجُلُوسِ اللَّهُ أَكْبَرُ وَيَقُولُ إِذَا سَلَّمَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنِّي لأَشْبَهُكُمْ صَلاةً برَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (لفظ وَاحِد) غير أَن مُحَمَّد بن عبد الله قَالَ وَإِذا قَامَ من الْجُلُوس فِي الِاثْنَيْنِ قَالَ الله أكبر
هَذَا حَدِيث صَحِيح رَوَاهُ النَّسَائِيّ والطبري وَابْن عبد الحكم فوافقناهما فِي شيوخهما بعلو وَبَوَّبَ عَلَيْهِ النَّسَائِيّ بَاب الْجَهْر بِبسْم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم))
وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه عَن أبي بكر بن خُزَيْمَة فوافقناه بعلو أَيْضا
وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك على الصَّحِيحَيْنِ عَن أبي الْعَبَّاس الْأَصَم عَن مُحَمَّد ابْن عبد الله بن عبد الحكم ز 76 أفَوَقع لنا بَدَلا لَهُ وَقَالَ (صَحِيح على شَرط الشَّيْخَيْنِ وَلم يخرجَاهُ)(2/321)
وَمن طَرِيقه رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي السّنَن
وَرَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ فِي السّنَن عَن أبي بكر النَّيْسَابُورِي عَن ابْن عبد الحكم وَعَن أبي بكر عَن الصغاني عَن ابْن أبي مَرْيَم بِهِ وقالك هَذَا حَدِيث صَحِيح وَرُوَاته كلهم من الثِّقَات
وَرَوَاهُ عَن اللَّيْث أَيْضا يحيى بن بكير أَخْبَرَنَا بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ [بْنِ الْفُرَاتِ] عَنِ الْحَافِظِ أَبِي الْحجَّاج الْمزي وَغَيره أَن أَبَا الْفضل بن تَاج الْأُمَنَاء أخْبرهُم أَنا الْقَاسِم بن عبد الله بْنُ عُمَرَ الصَّفَّارُ فِي كِتَابِهِ أَن أَبَا بكر بن طَاهِر الْمُسْتَمْلِي أخْبرهُم أَنا الْأُسْتَاذ أَبُو الْقَاسِم الْقشيرِي أَنا أَبُو الْحُسَيْن الْخفاف
ح وَقَرَأْتُهُ عَالِيًا عَلَى فَاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْهَادِي عَن أبي نصر بن الشبرازي أَن مَحْمُود بن إِبْرَاهِيم الْعَبْدي أخْبرهُم فِي كِتَابه أَن مَسْعُود بْنَ الْحَسَنِ الثَّقَفِيَّ أَخْبَرَهُمْ سَمَاعًا أَن عبد الْوَهَّاب بن مُحَمَّد بن إِسْحَاق أخْبرهُم عَن أبي الْحُسَيْن الْخفاف ثَنَا أَبُو الْعَبَّاس السراج ثَنَا أَبُو الْأَحْوَص مُحَمَّد بن الْهَيْثَم ثَنَا يحيى ابْن بكير حَدَّثَني اللَّيْث بِهِ
وَرَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ من طَرِيق عبد الله بن صَالح وَيحيى بن بكير جَمِيعًا عَن اللَّيْث بِهِ(2/322)
وَرَوَاهُ حَيْوَة بن شُرَيْح عَن خَالِد بن يزِيد كراوية اللَّيْث
أَخْبَرَنِي بذلك أَبُو إِسْحَاق بن القَاضِي أبي الْعَبَّاس بن كَامِل عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزراد أَن الْحسن بن أبي عَمْرو [الْبكْرِيّ] أخْبرهُم أَنا عبد الْمُعِزِّ بْنُ مُحَمَّدٍ [الْهَرَوِيُّ] أَنا تَمِيم بن أبي سعيد [الْجِرْجَانِيّ] أَنا عَليّ بن مُحَمَّد أَنا أَبُو الْحسن مُحَمَّد ابْن أَحْمد بن هَارُون ثَنَا أَبُو حَاتِم مُحَمَّد بن حبَان فِي صَحِيحه أَنا مُحَمَّد بن الْحسن ابْن قُتَيْبَة ثَنَا حَرْمَلَة بن يحيى ثَنَا ابْن وهب أَخْبَرَنِي حَيْوَة أَخْبَرَنِي خَالِد بن يزِيد ح 61 أعَن سعيد بن أبي هِلَال عَنْ نُعَيْمٍ الْمُجَمِّرِ قَالَ صَلَّيْتُ وَرَاء أبي هُرَيْرَة فَذكر نَحوه
وأَخْبَرَنِي بِهِ عَالِيا أَبُو بكر بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن الْعِزّ الْمَقْدِسِي بِالْإِسْنَادِ الْمُتَقَدّم آنِفا إِلَى أبي بكر بن خُزَيْمَة ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ وَهْبٍ ثَنَا عَمِّي أَخْبَرَنِي حَيْوَة بِهِ م 37 ب
وَرَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ من طَرِيق أَحْمد بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ وَهْبٍ عَن عَمه كَذَلِك وَمن وَجه آخر عَن حَيْوَة
قلت وَهُوَ من أصح مَا ورد فِي إِثْبَات بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم فِي أول الْفَاتِحَة(2/323)
(فِي الصَّلَاة) فَإِن تبويب البُخَارِيّ عَلَيْهِ فِيمَا يتَعَلَّق بالتأمين وَذكره لَهُ بعد حَدِيث أبي سَلمَة وَأبي صَالح مِمَّا يُوضح أَن حكمه عِنْده الرّفْع وَلَيْسَ الِاقْتِصَار على التَّأْمِين أولى من الِاقْتِصَار على الْبَسْمَلَة فَحكم الْكل وَاحِد وَهُوَ الرّفْع وَالله أعلم
قَوْله [115]
بَاب إتْمَام التَّكْبِير فِي الرُّكُوع
قَالَه ابْن عَبَّاس عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ز 76 ب فِيهِ مَالك بن الْحُوَيْرِث
أما حَدِيث ابْن عَبَّاس فَسَيَأْتِي بعد هَذَا
وَأما حَدِيث مَالك بن الْحُوَيْرِث فأسنده من طرق عَن أبي قلَابَة عَن مَالك (فِي مَوَاضِع) مِنْهَا فِي ((
بَاب كَيفَ يعْتَمد على الأَرْض)) وَقَالَ فِيهِ ((فَإِذا ركع كبر))(2/324)
قَوْله [117] بَاب التَّكْبِير إِذا قَامَ من السُّجُود
788 - حَدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ ثَنَا هَمَّامٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ ((صَلَّيْتُ خَلْفَ شَيْخٍ بِمَكَّةَ فَكَبَّرَ ثِنْتَيْنِ وَعِشْرِينَ تَكْبِيرَةً فَقُلْتُ لابْنِ عَبَّاسٍ إِنَّهُ أَحْمَقُ فَقَالَ ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ تِلْكَ سُنَّةُ أَبِي الْقَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَالَ وَقَالَ مُوسَى ثَنَا أبان حَدَّثنا قَتَادَة ثَنَا عِكْرِمَة
قلت وَحَدِيث مُوسَى عَن أبان مَعْطُوف على حَدِيثه عَن همام وَإِنَّمَا اعْتمد البُخَارِيّ حَدِيث همام وَاسْتشْهدَ لَهُ بِحَدِيث أبان لبَيَان سَماع قَتَادَة من عِكْرِمَة وَلأَجل ذَلِك لم يجمعهما عَن مُوسَى وَهَذَا لَيْسَ من شرطنا وَإِنَّمَا ذكرته للتّنْبِيه عَلَيْهِ وَلِأَن الْجَمَاعَة حملُوا حَدِيث مُوسَى عَن أبان على ظَاهره فَأوردهُ فِي التَّعَالِيق
قَوْله فِيهِ [789] حَدَّثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ حَدَّثنا اللَّيْثُ عَنْ عُقَيْلٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا قَامَ إِلَى الصَّلاةِ يُكَبِّرُ حِينَ يَقُومُ ثُمَّ يُكَبِّرُ حِينَ يَرْكَعُ ثُمَّ يَقُولُ سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ حِينَ يَرْفَعُ صُلْبَهُ مِنَ الرُّكُوعِ ثُمَّ يَقُولُ وَهُوَ قَائِمٌ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ (قَالَ عبد الله بن صَالح عَن اللَّيْث وَلَك الْحَمد) ثمَّ يكبر الحَدِيث
أَخْبَرَنَا بِحَدِيث عبد الله بن صَالح أَبُو الْحسن بن أبي الْمجد إجَازَة عَن سُلَيْمَان ابْن حَمْزَة عَن الْحَافِظ ضِيَاء الدَّين الْمَقْدِسِي إجَازَة إِن لم يكن سَمَاعا بالسند الْمُتَقَدّم فِي أول الْكتاب إِلَى مُحَمَّد بن يحيى بن الذهلي حَدَّثنا أَبُو صَالح عبد الله بن صَالح ثَنَا اللَّيْث بِهِ(2/325)
قَوْله [118]
بَاب وضع الأكف على الركب فِي الرُّكُوع
وَقَالَ أَبُو حميد فِي أَصْحَابه أمكن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَدَيْهِ من رُكْبَتَيْهِ (بعد الْجُلُوس)
ثمَّ قَالَ [120]
بَاب اسْتِوَاء الظّهْر فِي الرُّكُوع
وَقَالَ أَبُو حميد فِي أَصْحَابه [ركع] النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثمَّ هصر ظَهره
ثمَّ قَالَ [127]
بَاب الاطمأنينة حِين يرفع رَأسه من الرُّكُوع
وَقَالَ أَبُو حميد رفع النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم واستوى جَالِسا حَتَّى يعود كل فقار مَكَانَهُ
هَذِه الْمَوَاضِع الثَّلَاثَة أَطْرَاف من حَدِيث أبي حميد السَّاعِدِيّ فِي أَصْحَابه فِي صفة صَلَاة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقد تقدم التَّنْبِيه عَلَيْهِ وَسَيَأْتِي قَرِيبا ز 77 أ
قَوْله [128]
بَاب يهوي بِالتَّكْبِيرِ حِين يسْجد
وَقَالَ نَافِع كَانَ ابْن عمر يضع يَدَيْهِ قبل رُكْبَتَيْهِ
أَخْبَرَنَا بِذَلِكَ أَبُو الْحَسَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الإِمَامُ أَنا أَبُو الْفضل بن الْحَمَوِيّ أَنا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ الْبُخَارِيِّ عَنْ أَبِي الْمَعَالِي الْفُرَاوِيِّ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيل [الْفَارِسِي](2/326)
أَخْبَرَهُ أَنا أَبُو بَكْرٍ الْبَيْهَقِيُّ أَنا أَبُو الْحسن عَليّ بن أَحْمَدَ الْمُقْرِئُ ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ثَنَا يُوسُفُ الْقَاضِي ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ ثَنَا حَمَّاد بن زيد عَن أَيُّوب عَن نَافِع عَن ابْن عُمَرَ قَالَ ((إِذَا سَجَدَ أَحَدُكُمْ فَلْيَضَعْ يَدَيْهِ فَإِذَا رَفَعَ فَلْيَرْفَعْهُمَا فَإِنَّ الْيَدَيْنِ تَسْجُدَانِ كَمَا يَسْجُدُ الْوَجْهُ))
وَقد رُوِيَ مَرْفُوعا وَبِهَذَا الْإِسْنَاد إِلَى الْبَيْهَقِيّ أَنا أَبُو عبد الله الْحَافِظ ثَنَا أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن أَحْمد بْنِ بَطَّةَ الأَصْبَهَانِيُّ ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَكَرِيَّا ثَنَا مُحْرِزُ بْنُ سَلَمَةَ الْعَدَنِيُّ ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ [الدَّرَاوَرْدِيُّ] عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ ((أَنَّهُ كَانَ يَضَعُ يَدَيْهِ قَبْلَ رُكْبَتَيْهِ وَيَقُولُ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَفْعَلُ ذَلِكَ))
قَالَ الْبَيْهَقِيّ وَكَذَلِكَ رَوَاهُ عبد الله بن وهب وَأصبغ بن الْفرج عَن عبد الْعَزِيز وَلَا أره إِلَّا وهما وَالْمَشْهُور فِي ذَلِك فَذكر الْمَوْقُوف الَّذِي قدمْنَاهُ
وَأما حَدِيث ابْن وهب الَّذِي ذكره الْبَيْهَقِيّ فقد رَوَاهُ أَبُو الشَّيْخ فِي
كتاب النَّاسِخ والمنسوخ لَهُ فَقَالَ حَدَّثنا عَبْدَانِ أَنا أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن وهب حَدَّثَني عمي ثَنَا عبد الْعَزِيز بِهِ
وَأما حَدِيث أصبغ بن الْفرج فأَخْبَرَنَا بِهِ أَبُو بكر بن الْعِزّ عَن أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزَّرَّادِ أَن الْحَافِظ أَبَا عَليّ الْبكْرِيّ أَخْبَرَهُ أَنا أَبُو رَوْحٍ أَنا أَبُو الْقَاسِم الْمُسْتَمْلِي أَنا أَبُو سعد أَحْمد بن إِبْرَاهِيم الْمُقْرِئ أَنا مُحَمَّد بن طَاهِر أَنا جدي إِمَام الْأَئِمَّة أَبُو بكر مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ فِي صَحِيحه ثَنَا مُحَمَّد بن عَمْرو بن تَمام [الْمصْرِيّ] ثَنَا أصبغ بن الْفرج ثَنَا عبد الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ [الدَّرَاوَرْدِيُّ] عَنْ(2/327)
عبيد الله بن عمر فَذكر مثله
قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ فِي الْأَفْرَاد تفرد بِهِ (أصبغ) عَن عبد الْعَزِيز
قلت وَلم يتفرد بِهِ أصبغ كَمَا ترى
وَقَالَ الْحَازِمِي يعد فِي أَفْرَاد عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد عَن عبيد الله قلت فَهَذَا أشبه بِالصَّوَابِ م 38 أ
قَوْله فِي [130]
بَاب يُبْدِي ضبعيه ويجافي فِي السُّجُود
أعَاد فِيهِ حَدِيث [807] ابْن بُحَيْنَة من طَرِيق اللَّيْث
وَقد تقدم الْكَلَام عَلَيْهِ فِي أَوَائِل الصَّلَاة
قَوْله [131]
بَاب يسْتَقْبل الْقبْلَة بأطراف رجلَيْهِ قَالَه أَبُو حميد
قلت قد تقدم (هَذَا) وَسَيَأْتِي قَرِيبا مُبين السِّيَاق إِن شَاءَ الله تَعَالَى
قَوْله [141]
بَاب لَا يفترش ذِرَاعَيْهِ فِي السُّجُود
وَقَالَ أَبُو حميد سجد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ز 77 ب وَوضع يَدَيْهِ غير مفترش وَلَا قابضهما
سَيَأْتِي الْكَلَام على حَدِيث أبي حميد بعد وَقد تقدّمت مِنْهُ مَوَاضِع معلقَة تظهر هُنَا إِن شَاءَ الله(2/328)
قَوْله [144]
بَاب يكبر وَهُوَ ينْهض من السَّجْدَتَيْنِ
وَكَانَ ابْن الزبير يكبر فِي نهضتيه
قَالَ أَبُو بكر ح 62 أفِي المُصَنّف حَدَّثنا عبد الْوَهَّاب الثَّقَفِيُّ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ أَنَّ ابْنَ الزُّبَيْرِ كَانَ يُكَبِّرُ لِنَهْضَتِهِ
(وَقَالَ عبد الرَّزَّاق عَن ابْن جريج أَخْبرنِي عَمْرو ابْن دِينَارٍ عَنِ ابْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ مَا كَانَ يُكَبِّرُ إِلا وَهُوَ يَهْوِي (وَبِنَهْضَتِهِ) لِلْقِيَامِ
قَوْله [145]
بَاب سنة الْجُلُوس فِي التَّشَهُّد
وَكَانَت أم الدَّرْدَاء تجْلِس فِي صلَاتهَا جلْسَة الرجل وَكَانَت فقيهة
قَالَ البُخَارِيّ فِي التَّارِيخ الصَّغِير ثَنَا أَبُو نعيم ثَنَا سُفْيَان عَن ثَوْر هُوَ ابْن يزِيد عَن مَكْحُول قَالَ كَانَت أم الدَّرْدَاء تجْلِس فَذكر مثله سَوَاء
وَقَالَ أَيْضا حَدَّثنا أَحْمد بن عبد الله أَبُو الْوَلِيد الْهَرَوِيّ ثَنَا يحيى بن سعيد عَن ثَوْر بِهِ
وقرأته على مُحَمَّد بن أبي بكر بن السراج بِدِمَشْق أخْبركُم عبد الرَّحِيم بن إِبْرَاهِيم بن أبي الْيُسْر أَنا جدي أَنا أَبُو طَاهِر الخشوعي أَنا أَبُو الْحسن السّلمِيّ أَنا أَبُو الْحسن أَحْمد بن عبد الْوَاحِد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عُثْمَان بن أبي الْحَدِيد أَنا جدي أَنا أَبُو الدحداح أَنا مَحْمُود بن خَالِد ثَنَا مُحَمَّد بن يُوسُف الْفرْيَابِيّ عَن سُفْيَان بِهِ نَحوه(2/329)
قَوْله فِيهِ [878] حَدَّثنا يَحْيَى بْنُ بكير ثَنَا اللَّيْث عَن خَالِد عَنْ سَعِيدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَلْحَلَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ (وَحَدَّثَني اللَّيْثُ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ وَيَزِيدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَلْحَلَةَ عَن مُحَمَّد بن عَمْرو بن عَطَاءٍ) ((أَنَّهُ كَانَ جَالِسًا مَعَ نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرْنَا صَلاةَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ أَبُو حُمَيْدٍ السَّاعِدِيُّ أَنَا كُنْتُ أَحْفَظَكُمْ لِصَلاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَيْتُهُ إِذَا كَبَّرَ جَعَلَ يَدَيْهِ حِذَاءَ مَنْكِبَيْهِ وَإِذَا رَكَعَ أَمْكَنَ يَدَيْهِ مِنْ رُكْبَتَيْهِ ثُمَّ هَصَرَ ظَهْرَهُ فَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ اسْتَوَى حَتَّى يَعُودَ كُلُّ فَقَارٍ فِي مَكَانِهِ فَإِذَا سَجَدَ وَضَعَ يَدَيْهِ غَيْرَ مُفْتَرِشٍ وَلا قَابِضَهُمَا وَاسْتَقْبَلَ بِأَطْرَافِ أَصَابِعِ رِجْلَيْهِ الْقِبْلَةَ وَإِذَا جَلَسَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ جَلَسَ عَلَى رِجْلِهِ الْيُسْرَى وَنَصَبَ الْيُمْنَى وَإِذَا جَلَسَ فِي الرَّكْعَةِ الآخِرَةِ قَدَّمَ رِجْلَهُ الْيُسْرَى وَنَصَبَ الأُخْرَى وَقَعَدَ عَلَى مَقْعَدَتِهِ
وَسمع اللَّيْث يزِيد بن أبي حبيب وَيزِيد من ابْن أبي حلحلة وَابْن حلحلة من ابْن عَطاء ز 78 أوَقَالَ أَبُو صَالح عَن اللَّيْث ((كل فقار)) وَقَالَ ابْن الْمُبَارك عَن يحيى بن أَيُّوب حَدَّثَني يزِيد بن أبي حبيب أَن مُحَمَّد بن عَمْرو حَدثهُ ((كل فقارة))
قلت هَكَذَا وَقع فِي جَمِيع الرِّوَايَات الَّتِي اتَّصَلت لنا وَذكر الْمزي فِي الْأَطْرَاف أَن رِوَايَة اللَّيْث عَن خَالِد قَالَ فِيهَا البُخَارِيّ فِي بعض النّسخ قَالَ اللَّيْث عَن خَالِد هَكَذَا قَالَ(2/330)
فَأَما حَدِيث أبي صَالح فأَخْبَرَنَا بِهِ غير وَاحِد مشافهة عَن الْحَافِظ أبي الْحجَّاج الْمزي أَن إِبْرَاهِيم بن إِسْمَاعِيل [الدرجي] أخبرهُ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمد بن نصر [الْأَصْبَهَانِيّ] فِي آخَرين عَن فَاطِمَة بنت عبد الله [الجوزدانية] سَمَاعا أَن مُحَمَّد بن عبد الله التَّاجِر أخْبرهُم أَنا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ ثَنَا مطلب بن شُعَيْب الْأَزْدِيّ ح وَقَالَ ابْن عبد الْبر فِي التَّمْهِيد ثَنَا عبد الْوَارِث بن سُفْيَان ثَنَا قَاسم بن أصيغ ثَنَا مطلب ثَنَا عبد الله بن صَالح ح 62 ب حَدَّثَني اللَّيْث عَن يزِيد بن أَبِي حَبِيبٍ وَيَزِيدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقرشِي عَن مُحَمَّد بن عَمْرو بْنِ حَلْحَلَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ أَنَّهُ كَانَ جَالِسا فَذكر الحَدِيث وَفِيه فَإِذا رفع اسْتَوَى حَتَّى يعود كل فقار مَكَانَهُ
وَأما حَدِيث ابْن الْمُبَارك فَأَخْبَرَنَا بِهِ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ شُيُوخِنَا إِجَازَةً عَنِ الْحَافِظِ أَبِي الْحَجَّاجِ الْمِزِّيِّ وَنَقَلْتُ مِنْ خَطِّهِ قَالَ قَرَأْتُهُ عَلَى عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ الْمُنْعِمِ [بْنِ الصَّيْقَلِ] عَنْ أَبِي حَامِدِ بْنِ النَّحَّاسِ سَمَاعًا أَنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي الأَنْصَارِيُّ أَنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ أَنا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّيَّاتُ ثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفِرْيَابِيُّ ثَنَا مُزَاحِمُ بْنُ سَعِيدٍ ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ يَعْنِي ابْنَ الْمُبَارَكِ أَنا يَحْيَى هُوَ ابْنُ أَيُّوبَ ثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو حَدَّثَهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ قَالَ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا رَكَعَ أَمْكَنَ يَدَيْهِ مِنْ رُكْبَتَيْهِ ثُمَّ هَصَرَ ظَهْرَهُ فَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ اسْتَوَى حَتَّى يَعُودَ كُلُّ فَقَارٍ مِنْهُ مَكَانَهُ فَإِذَا سَجَدَ وَضَعَ يَدَيْهِ غَيْرَ مُفْتَرِشٍ وَلا قَابِضَهُمَا وَاسْتَقْبَلَ بِأَصَابِعِ رِجْلَيْهِ الْقِبْلَةَ
وَرَوَاهُ إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ عَن مُحَمَّد بن مقَاتل عَن ابْن الْمُبَارك(2/331)
قَوْله [26]
بَاب من لم ير التَّشَهُّد الأول وَاجِبا لِأَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَامَ من الرَّكْعَتَيْنِ وَلم يرجع
ثمَّ أسْند الحَدِيث من طَرِيق ابْن بُحَيْنَة فِي الْبَاب الْمَذْكُور
قَوْله [فِي 149
بَاب الدُّعَاء قبل السَّلَام]
عَقِبَ حَدِيثِ [832] شُعَيْب عَن الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ ((وَكَانَ رَسُولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَدْعُو فِي الصَّلاةِ اللَّهُمَّ [إِنِّي] أعوذ بك الحَدِيث م 38 ب
833 - وَعَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَة [رَضِي االله عَنْهُمَا] قَالَتْ [كَانَ] رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَعِيذُ ز 78 ب فِي صَلاتِهِ مِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ
ظَاهر هَذَا أَنه مَعْطُوف على الْإِسْنَاد الَّذِي عَن شُعَيْب وَتَكون الْفَائِدَة مِنْهُ أَن شعيبا حدث عَن الزُّهْرِيّ (مرّة) مطولا وَمرَّة مُخْتَصرا وَلَكِن لم أره فِي شَيْء من الطّرق عَن شُعَيْب بِاللَّفْظِ الثَّانِي بل أخرجه المُصَنّف فِي الدَّعْوَات من طَرِيق صَالح بن كيسَان عَن الزُّهْرِيّ بِهَذَا اللَّفْظ وَكَذَلِكَ أخرجه مُسلم من طَرِيق صَالح بِهَذَا اللَّفْظ وَمن طَرِيق شُعَيْب بِاللَّفْظِ الأول(2/332)
قَوْله [153]
بَاب يسلم حِين يسلم الإِمَام
وَكَانَ ابْن عمر [رَضِي الله عَنْهُمَا] يسْتَحبّ إِذا سلم الإِمَام أَن يسلم من خَلفه
وَقَالَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ عَنْ هُشَيْمٍ عَنْ مَنْصُورٍ وَخَالِدٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ كَانَ إِذَا سَلَّمَ الإِمَامُ قَامَ
قَوْله [155]
بَاب الذّكر بعد الصَّلَاة
[842] حَدَّثنا عَلِيٌّ ثَنَا سُفْيَانُ ثَنَا عَمْرٌو أَخْبَرَنِي أَبُو مَعْبَدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ [رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا] قَالَ كُنْتُ أَعْرِفُ انْقِضَاءَ صَلاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالتَّكْبِيرِ
قَالَ عَلِيٌّ قَالَ سُفْيَانُ عَنْ عَمْرٍو كَانَ أَبُو مَعْبَدٍ أَصْدَقَ مَوَالِي ابْنِ عَبَّاسٍ وَاسْمُهُ نَافِذٌ
قلت هُوَ مَعْطُوف على الْمُتَّصِل وَإِن كَانَ ظارهة التَّعْلِيق
قَوْله فِيهِ عَقِبَ حَدِيثِ [844] سُفْيَانَ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ وَرَّادٍ كَاتِبِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ قَالَ ((أَمْلَى عَلَيَّ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ فِي كِتَابٍ إِلَى مُعَاوِيَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلاةٍ مَكْتُوبَةٍ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ الْحَدِيثَ
وَقَالَ شُعْبَة عَن عبد الْملك بِهَذَا وَعَن الحكم عَن الْقَاسِم بن مخيمرة عَن وراد بِهَذَا(2/333)
أَخْبَرَنِي بِحَدِيث شُعْبَة عَن عبد الْملك الحافظان أَبُو الْفضل بن الْحُسَيْن وَأَبُو الْحسن بن أبي بكر بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِمَا أخْبركُم عبد اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْمَقْدِسِي أَن عَليّ بن أَحْمد [السَّعْدِيّ] أخبرهُ أَنا مُحَمَّد بن أبي زيد فِي كِتَابه أَن مَحْمُودَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ [الصَّيْرَفِيَّ] أَخْبَرَهُ أَنا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ فَاذْشَاهْ أَنا أَبُو الْقَاسِم الطَّبَرَانِيّ فِي كتاب الدُّعَاء لَهُ ثَنَا أَبُو مُسلم الْكَجِّي وَأحمد بن عمر القطراني قَالَا ثَنَا عَمْرو بن مَرْزُوق أَنا شُعْبَة عَن عبد الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ وَرَّادٍ
وَقَالَ السراج فِي مُسْنده حَدَّثنا أَبُو الْمثنى معَاذ بن الْمثنى حَدَّثَني أبي (ثَنَا أبي) عَن شُعْبَة عَن عبد الْملك بن عُمَيْر سَمِعت ورادا كَاتب الْمُغيرَة بن شُعْبَة أَن الْمُغيرَة بن شُعْبَة كتب إِلَى مُعَاوِيَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ز 79 أكَانَ إِذا قضى صلَاته فَسلم قَالَ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحده لَا شريك لَهُ لَهُ الْملك وَله الْحَمد وَهُوَ على كل شَيْء قدير الحَدِيث
وأَخْبَرَنِي بحَديثه عَن الحكم الحافظان الْمَذْكُورَان بسندهما إِلَى الطَّبَرَانِيّ قَالَ ثَنَا معَاذ بن الْمثنى ثَنَا أبي يَعْنِي الْمثنى بن معَاذ بن معَاذ ثَنَا شُعْبَةُ عَنِ الْحَكَمِ عَنْ الْقَاسِم بن مخيمرة عَن وراد بِهِ
وقرأته على أبي بكر بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ الْمَقْدِسِي أخْبركُم أَحْمد بن عبد الله ابْن جبارَة أَنا عَليّ بن أَحْمد [السَّعْدِيّ] عَن عبيد الله بن أبي نصر [اللفتواني](2/334)
وَغَيره أَنا زَاهِر بن طَاهِر أخْبرهُم أَنا أَبُو سعد الكنجروذي أَنا أَبُو عَمْرِو بْنُ حَمْدَانَ أَنا الْحسن بن سُفْيَان ثَنَا عبيد الله بن معَاذ بن معَاذ ثَنَا أبي بِهِ
(وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه عَن الْحسن بن سُفْيَان على الْمُوَافقَة)
وَرَوَاهُ السراج فِي مُسْنده عَن معَاذ بن الْمثنى فوافقناه بعلو ح 63 أ
وَرَوَاهُ البرقاني فِي المصافحة من طَرِيق عَمْرو بن مَرْزُوق)
قَوْله فِيهِ الْجد غنى
قَالَ عبد بن حميد فِي تَفْسِيره حَدَّثنا أَبُو نعيم وَقبيصَة عَن سُفْيَان عَن سُلَيْمَان التَّيْمِيّ عَن الْحسن {تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا} [3 الْجِنّ] قَالَ غنى رَبنَا
قَوْله [157]
بَاب مكث الإِمَام فِي مُصَلَّاهُ بعد السَّلَام
848 - وَقَالَ لَنَا آدَمُ حَدَّثنا شُعْبَةُ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ نَافِعٍ قَالَ ((كَانَ ابْنُ عُمَرَ يُصَلِّي فِي مَكَانَهُ الَّذِي صلى فِي الْفَرِيضَةَ وَفَعَلَهُ الْقَاسِمُ وَيَذْكُرُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَفْعَهُ لَا يَتَطَوَّعُ [الإِمَامُ] فِي مَكَانِهِ وَلَمْ يَصِحَّ
أما حَدِيث آدم فَإِنَّهُ مَوْصُول كَمَا قَررنَا وَإِنَّمَا لم يُصَرح فِيهِ بِالتَّحْدِيثِ لِأَنَّهُ(2/335)
مَوْقُوف وَأما فعل الْقَاسِم فَقَالَ أَبُو بكر فِي المُصَنّف حَدَّثنا مُعْتَمر عَن عبيد الله بن عمر قَالَ رَأَيْت الْقَاسِم وسالما يصليان الْفَرِيضَة ثمَّ يتطوعان فِي مكانهما
وَأما حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَكَونه علقه بِصِيغَة التمريض فقد صرح هُوَ بِعَدَمِ صِحَّته فقد وَقع لنا الحَدِيث عَالِيا فَقَرَأت عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بن عَليّ بِالْقَاهِرَةِ عَن زَيْنَب بنت الْكَمَال عَن عَجِيبَة بنت أبي بكر [البغدادية] أَن مَسْعُود بن الْحسن [الثَّقَفِيّ] كتب إِلَيْهِم أَن مُحَمَّد بن عَليّ السمسار أخبرهُ أَنا إِبْرَاهِيم ابْن عبد الله بن مُحَمَّد بن خرشيد قَوْله ثَنَا الْحُسَيْن بن إِسْمَاعِيل الْمحَامِلِي ثَنَا أَخُو كرخويه هومحمد بن يزِيد أَنا ابْن علية عَن لَيْث بن أبي سليم عَن الْحجَّاج بن أبي عبيد عَن إِبْرَاهِيم بن إِسْمَاعِيل عَن أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ ((أَيعْجزُ أحدكُم إِذا صلى أَن يتَقَدَّم أَو يتَأَخَّر أَو عَن يَمِينه أَو عَن شِمَاله
رَوَاهُ ابْن مَاجَه عَن أبي بكر عَن ابْن علية فَوَقع لنا بَدَلا عَالِيا
وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد عَن مُسَدّد عَن حَمَّاد وَعبد الْوَارِث كِلَاهُمَا عَن لَيْث ز 79 ب نَحوه
وَقَالَ أَبُو حَاتِم إِبْرَاهِيم مَجْهُول(2/336)
قلت وَلَيْث بن أبي سليم ضَعِيف الْحِفْظ وَقد اخْتلف عَلَيْهِ فِي هَذَا الحَدِيث اخْتِلَافا كثيرا وَذكر البُخَارِيّ بعض الِاخْتِلَاف فِيهِ وعقبه بِأَن قَالَ لم يثبت هَذَا الحَدِيث وَالله أعلم وَقَالَ فِي مَوضِع آخر إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم أصح وَلَيْث يضطرب فِيهِ م 39 أ
قَوْله فِيهِ [849] حَدَّثنا أَبُو الْوَلِيدِ ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ ثَنَا الزُّهْرِيُّ عَنْ هِنْدٍ بِنْتِ الْحَارِثِ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ ((أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا سَلَّمَ يَمْكُثُ فِي مَكَانِهِ يَسِيرًا)) قَالَ ابْن شهَاب فنرى وَالله أعلم لكَي ينفذ من ينْصَرف من النِّسَاء))
850 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ أَنا نَافِعُ بْنُ يَزِيدَ أَخْبَرَنِي جَعْفَرُ بْنُ رَبِيعَةَ أَنَّ ابْنَ شِهَابٍ كَتَبَ إِلَيْهِ قَالَ حَدَّثَتْنِي هِنْدٌ بِنْتُ الْحَارِثِ الْفِرَاسِيَّةُ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ وَكَانَتْ من صواحبتها قَالَتْ ((كَانَ يُسَلِّمُ فَيَنْصَرِفُ النِّسَاءُ فَيَدْخُلْنَ بُيُوتَهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَنْصَرِفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ))
وَقَالَ ابْن وهب عَنْ يُونُسَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَخْبَرتنِي هِنْد الفراسية وَقَالَ عُثْمَان ابْن عمر أَخْبَرَنَا يُونُس عَن الزُّهْرِيّ ح 63 ب حَدَّثتنِي هِنْد القرشية وَقَالَ الزبيدِيّ أَنا الزُّهْرِيّ أَن هِنْد بنت الْحَارِث القرشية أخْبرته وَكَانَت تَحت معبد بن الْمِقْدَاد وهوحليف بني زهرَة وَكَانَت تدخل على أَزوَاج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقَالَ شُعَيْب عَن الزُّهْرِيّ حَدَّثتنِي هِنْد القرشية وَقَالَ ابْن أبي عَتيق عَن الزُّهْرِيّ عَن هِنْد الفراسية وَقَالَ اللَّيْث حَدَّثَني يحيى بن سعيد حَدثهُ ابْن شهَاب عَن امْرَأَة من قُرَيْش حدثته عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم(2/337)
هَذِه التَّعَالِيق جَمِيعهَا قصد بهَا بَيَان الِاخْتِلَاف فِي هِنْد ونسبتها وَلها عَن أم سَلمَة حديثان فيهمَا هَذَا الِاخْتِلَاف كَمَا بَينته
أما حَدِيث ابْن أبي مَرْيَم فَقَالَ الذهلي فِي جمع حَدِيث الزُّهْرِيّ حَدثنَا سعيد ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ أَنا نَافِعُ بن يزِيد حَدَّثَني جَعْفَر بن ربيعَة عَن ابْن شهَاب كتب إِلَيْهِ قَالَ حَدَّثَتْنِي هِنْدٌ بِنْتُ الْحَارِثِ الْفِرَاسِيَّةُ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم وَكَانَت من صواحباتها قَالَت كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم فَذكر مثله سَوَاء
قرأته على فَاطِمَة بنت المنجا عَن القَاضِي أبي الرّبيع سُلَيْمَان بْنِ حَمْزَةَ أَنَّ الْحَافِظَ ضِيَاءَ الدَّين الْمَقْدِسِي أخبرهُ أَنا الْقَاسِم بن عبد الله بن عمر الصفار أَنا وجيه بن طَاهِر أَنا أَبُو حَامِد أَحْمد بن الْحسن الْأَزْهَرِي أَنا مُحَمَّد بن عبد الله بن حمدون أَنا أَبُو حَامِد بن الشَّرْقِي ثَنَا مُحَمَّد بن يحيى الذهلي بِهَذَا
وَأما حَدِيث ابْن وهب فَقَرَأْتُهُ عَلَى إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَحْمَدَ الْقَارِئِ أخْبركُم أَيُّوب ز 80 أبْنُ نِعْمَةَ أَنَّ إِسْمَاعِيلَ بْنَ أَحْمَدَ الْعِرَاقِيَّ أَخْبَرَهُ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْقُومَسَانِيِّ وَغَيْرِهِ أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ حَمْدٍ [الدوني] أخْبرهُم أَنا أَحْمد(2/338)
ابْن الْحُسَيْنِ [الْكَسَّارُ] أَنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْحَافِظُ [السُّنِّيُّ] أَنا أَحْمد ابْن شُعَيْبٍ الْحَافِظُ أَنا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ أَنا ابْنُ وَهْبٍ عَنْ يُونُس عَن ابْن شهَاب أَخْبَرتنِي هِنْدٌ بِنْتُ الْحَارِثِ الْفِرَاسِيَّةُ أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ أَخْبَرَتْهَا ((أَنَّ النِّسَاءَ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُنَّ إِذَا سَلَّمْنَ قُمْنَ وَثَبَتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَنْ صَلَّى مِنَ الرِّجَالِ مَا شَاءَ اللَّهُ فَإِذَا قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَامَ الرِّجَالُ
وَأما حَدِيث عُثْمَان بن عمر فأسنده أَبُو عبد الله فِي مَوضِع آخر من الصَّلَاة عَن عبد الله بن مُحَمَّد عَنهُ بِهِ فِي ((
بَاب انْتِظَار النَّاس قيام الإِمَام)) (وَغَيره)
وَأما حَدِيث الزبيدِيّ فَقَالَ الطَّبَرَانِيّ فِي مُسْند الشاميين فِيمَا أَنْبَأَنَا غَيْرُ وَاحِدٍ شِفَاهًا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الْجَزَرِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْهَادِي الْجَمَّاعِيلِيِّ أَنَّ أَبَا الْمَحَاسِنِ الْجَوْهَرِيَّ كَتَبَ إِلَيْهِمْ أَنا أَبُو بَكْرِ بْنُ مَرْدَوَيْهِ أَنا أَبُو الْفَرَجِ بْنُ عَبْدِ السَّلامِ عَنْهُ قَالَ حَدَّثنا عَمْرُو بْنُ إِسْحَاقَ ثَنَا أَبِي ثَنَا عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَالِمٍ عَنِ الزُّبَيْدِيِّ أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بن مُسلم أَن هِنْد ح 64 أبنت الْحَارِث القرشية أخْبرته وَكَانَت تَحْتَ مَعْبَدِ بْنِ الْمِقْدَادِ الْكِنْدِيِّ وَكَانَت تدخل على أَزوَاج النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَزَعَمَتْ أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ أَخْبَرَتْهَا أَنَّ النِّسَاءَ كُنَّ يَشْهَدْنَ الصَّلاةَ مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِذَا سَلَّمَ قَامَ النِّسَاءُ فانصرفن إِلَى بيتوهن قبل أَن يقوم الرِّجَال(2/339)
وَأما حَدِيث شُعَيْب فَقَالَ الذهلي فِي الزهريات حَدَّثنا أَبُو الْيَمَان (ثَنَا) شُعَيْب بِهِ
وَأما حَدِيث ابْن أبي عَتيق فَقَالَ الذهلي فِي الزهريات حَدَّثنا إِسْمَاعِيل بن أبي أويس حَدَّثَني أخي ثَنَا سُلَيْمَان بن بِلَال عَن ابْن أبي عَتيق بِهِ
وَأما حَدِيث اللَّيْث فَقَالَ الذهلي فِي الزهريات حَدَّثنا عبد الله بن صَالح أَبُو صَالح ثَنَا اللَّيْث بِهِ
قَوْله [159]
بَاب الانفتال والانصراف عَن الْيَمين وَالشمَال
وَكَانَ أنس يَنْفَتِل عَن يَمِينه وَعَن يسَاره ويعيب على من يتوخى أَو من يعمد الانفتال عَن يَمِينه
قَالَ مُسَدّد (فِي مُسْنده الْكَبِير) حَدَّثنا يَزِيدَ بْنِ زُرَيْعٍ ثَنَا سَعِيدٌ بن أبي عرُوبَة عَن قَتَادَة قَالَ كَانَ أَنَسٌ يَنْفَتِلُ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ وَيَعِيبُ عَلَى مَنْ يَتَوَخَّى ذَاكَ (أَنْ لَا يَنْفَتِلَ إِلا) عَنْ يَمِينِهِ وَيَقُولُ يدورون كَمَا يَدُور الْحمار(2/340)
وَقَدْ رَوَى مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ مِنْ حَدِيثِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّدِّيِّ قَالَ سَأَلْتُ أَنَسًا كَيْفَ أَنْصَرِفُ إِذَا صَلَّيْتُ عَنْ يَمِينِي أَوْ عَنْ يَسَارِي فَقَالَ أما أَنَا فَأَكْثَرُ مَا رَأَيْتُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْصَرِفُ عَنْ يَمِينِهِ وَالْجمع ز 80 ب بَين هذَيْن الأثرين أَن أنسا كَانَ يُنكر على من يرى الِانْصِرَاف عَن الْيَمين حتما وَاجِبا أما كَونه يفعل على سَبِيل الِاسْتِحْبَاب فَلَعَلَّهُ كَانَ لَا يُنكره إِن شَاءَ الله جمعا بَين رِوَايَته ورأيه وَالله أعلم
قَوْله فِي [160]
بَاب مَا جَاءَ فِي الثوم النيء والبصل والكراث
وَقَول النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ((من أكل الثوم أَو البصل من الْجُوع أَو غَيره فَلَا يقربن مَسْجِدنَا))
عَقِبَ حَدِيثِ [854] أَبِي عَاصِمٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ سَمِعت جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ((مَنْ أَكَلَ مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ يُرِيدُ الثُّومَ فَلا يَغْشَانَا فِي مَسَاجِدِنَا قُلْتُ مَا يَعْنِي بِهِ قَالَ مَا أَرَاهُ يَعْنِي إِلا نِيئَهُ وَقَالَ مَخْلَدُ بْنُ يَزِيدَ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ إِلا نَتنه م 39 ب
قَالَ أَبُو الْعَبَّاس السراج فِي مُسْنده حَدَّثنا أَبُو كُرَيْبٍ ثَنَا مَخْلَدُ بْنُ يَزِيدَ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ سَمِعَ جَابِرًا يَقُولُ نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن أَكْلِ الْكُرَّاثِ فَلَمْ يَنْتَهُوا وَلَمْ يَجِدُوا مِنْ ذَلِكَ بُدًّا فَوَجَدَ رِيحَهَا فَقَالَ ((أَلَمْ أَنْهَكُمْ عَنْ هَذِهِ الْبَقْلَةِ الْخَبِيثَةِ أَوِ الْمُنْتِنَةِ مِنْ أَكْلِهَا فَلا يَغْشَنَا فِي مَسْجِدنَا فَإِن الْمَلَائِكَة(2/341)
تَتَأَذَّى مِمَّا يَتَأَذَّى مِنْهُ الإِنَسان))
وَقَول البُخَارِيّ فِي التَّرْجَمَة ((من الْجُوع أَو غَيره)) من تفقه أَخذه من عُمُوم النَّهْي وَلَيْسَ فِي لفظ الحَدِيث وَهَذَا نَظِير مَا سبق لَهُ فِي مَوَاضِع مِنْهَا فِي الْعلم قَوْله ((ليبلغ الْعلم الشَّاهِد الْغَائِب))
وَقَالَ مُسلم فِي صَحِيحه حَدَّثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ثَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ عَنْ هِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيِّ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ أَكْلِ الْبَصَلِ وَالْكُرَّاثِ فَغَلَبَتْنَا الْحَاجَةُ فَأَكَلْنَا مِنْهَا فَقَالَ ((مَنْ أَكَلَ مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ الْمُنْتِنَةِ فَلا يَقْرَبَنَّ مَسْجِدَنَا فَإِنَّ الْمَلائِكَةَ تَأَذَّى مِمَّا يتَأَذَّى مِنْهُ الْإِنْس))
فهذ فِيهِ الزّجر عَنهُ مَعَ وجود الْحَاجة وَهِي الْجُوع فَمَعَ عدم الْحَاجة أولى وَالله أعلم
قَوْله فِيهِ [855] حَدَّثنا سعيد بن عفير ثَنَا ابْن وهب عَن يُونُس عَن ابْن شهَاب قَالَ زعم عَطاء أَن جَابر بن عبد الله زعم أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (قَالَ ((من أكل ثوما أَو بصلا فليعتزلنا أَو قَالَ فليعتزل مَسْجِدنَا وليقعد فِي بَيته وَأَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أُتِي بِقدر فِيهِ خضرات من بقول الحَدِيث
وَقَالَ أَحْمد بن صَالح عَن ابْن وهب ((أُتِي ببدر)) قَالَ ابْن وهب يَعْنِي طبقًا فِيهِ خضرات وَلم يذكر اللَّيْث وَأَبُو صَفْوَان عَن يُونُس قصَّة الْقدر فَلَا أَدْرِي هُوَ من قَول الزُّهْرِيّ أَو فِي الحَدِيث(2/342)
أما حَدِيث أَحْمد بن صَالح عَن ابْن وهب فأسنده فِي الإعتصام وَسَيَأْتِي
وَأما حَدِيث ز 81 أاللَّيْث بن سعد عَن يُونُس فَقَالَ الذهلي فِي الزهريات حَدَّثنا أَبُو صَالِحٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالح كَاتب اللَّيْث ثَنَا اللَّيْث بن سعد بِهِ ح 64 ب
وَأما حَدِيث أبي صَفْوَان واسْمه عبد الله بن [سعيد] الْأمَوِي عَن يُونُس فأسنده فِي الْأَطْعِمَة عَن عَليّ بن الْمَدِينِيّ عَنهُ بِهِ وَوهم الْمزي فَقَالَ هُوَ فِي الِاعْتِصَام
قَوْله فِي [161]
بَاب وضوء الصّبيان وَمَتى يجب عَلَيْهِم الْغسْل [وَالطهُور]
[862] حَدَّثنا أَبُو الْيَمَانِ أَنا شُعَيْبٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ ((أَعْتَمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)) وَقَالَ عَيَّاشٌ ثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى ثَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ [رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا] قَالَتْ أَعْتَمَ [رَسُول الله] صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْعِشَاءِ حَتَّى نَادَاهُ عُمَرُ قَدْ نَامَ النِّسَاءُ وَالصِّبْيَانُ الحَدِيث))(2/343)
وَوَقع فِي بعض الرِّوَايَات ((وَقَالَ لي عَيَّاش)) وَبِهَذَا جزم أَبُو نعيم فِي الْمُسْتَخْرج
وَقد رَوَاهُ الذهلي فِي الزهريات قَالَ ثَنَا عَيَّاش بن الْوَلِيد هُوَ الرقام بِهِ
وَرَوَاهُ ابْن خُزَيْمَة فِي صَحِيحه وَالنَّسَائِيّ جَمِيعًا عَن نصر بن عَليّ عَن عبد الْأَعْلَى بِهِ
قَوْله فِي [162]
بَاب خُرُوج النِّسَاء إِلَى الْمَسَاجِد بِاللَّيْلِ والغلس
عقب حَدِيث [865] سلم عَن ابْن عمر عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ((إِذَا اسْتَأْذَنَكُمْ نِسَاؤُكُمْ بِاللَّيْلِ إِلَى الْمَسَاجِد فأذنوا لَهُنَّ))
تَابعه شُعْبَة عَن الْأَعْمَش عَن مُجَاهِد عَن ابْن عمر عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
قَرَأت على أَحْمد بن بلغاق بسفح قاسيون (قلت لَهُ) أخْبركُم إِسْحَاق بن يحيى الْآمِدِيّ إجَازَة إِنْ لَمْ يَكُنْ سَمَاعًا أَنَّ يُوسُف بن خَلِيل أخبرهُ أَنا مُحَمَّد بن أبي زيد أَنا مَحْمُود بن إِسْمَاعِيل [الصَّيْرَفِي] أَنا أَحْمد بن مُحَمَّد [بن فاذ شاه] أَنا أَبُو الْقَاسِمِ الطَّبَرَانِيُّ ثَنَا أَبُو مُسلم الْكَجِّي ثَنَا عَمْرو بن مَرْزُوق أَنا شُعْبَة عَن الْأَعْمَش عَن مُجَاهِد عَن ابْن عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ((لَا تمنعوا النِّسَاء الْمَسَاجِد بِاللَّيْلِ)) فَقَالَ ابْنه وَالله لنمنعهن فَلَطَمَهُ وَقَالَ أحَدثك عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَتقول مَا تَقول
رَوَاهُ الإِمَام أَحْمد فِي مُسْنده عَن غنْدر عَن شُعْبَة فَوَقع لنا بَدَلا لَهُ عَالِيا على طَرِيق الْمسند بِدَرَجَة(2/344)
آخر الْجُزْء الثَّانِي من كتاب تغليق التَّعْلِيق(2/345)
تغليق التَّعْلِيق على صَحِيح البُخَارِيّ الْجُزْء الثَّالِث(2/347)
{بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم}
رَبَّنَا آتنا من لَدُنْك رَحْمَة وصل على سيدنَا مُحَمَّد وعَلى آله وَصَحبه وَسلم
[11]
من كتاب الْجُمُعَة
قَوْله فِي [- 3] بَاب الطّيب للْجُمُعَة
عَقِبَ حَدِيثِ [880] شُعْبَةَ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ [الأَنْصَارِيِّ] قَالَ أَشْهَدُ عَلَى أَبِي سَعِيدٍ قَالَ ((أَشْهَدُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الْغُسْلُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ وَأَنْ يَسْتَنَّ الحَدِيث(2/349)
قَالَ أَبُو عبد الله هُوَ أَخُو مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر وَلم يسم أَبُو بكر هَذَا ح 65 أرَوَاهُ عَنهُ بكير بن الْأَشَج وَسَعِيد بن أبي هِلَال وعدة
كَذَا فِي روايتنا من طَرِيق أبي الْوَقْت وَغَيره وَفِي روايتنا من طَرِيق أبي ذَر روى عَنهُ بكير بن الْأَشَج إِلَى آخِره لم يقل رَوَاهُ فعلى ذَلِك فَلَيْسَ فِيهِ تَعْلِيق
وَقد أَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيم بن دَاوُد [الْآمِدِيّ] بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ أخْبركُم إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم الإِمَام [والتفليسي] أَن إِسْمَاعِيل بن عبد الْقوي [بن عزون] أَنا أَبُو الْقَاسِم البوصيري أَنا مُرْشِدُ بْنُ يَحْيَى [الْمَدِينِيُّ] أَنا مُحَمَّد بن الْحُسَيْن [بن الطفال] أَنا مُحَمَّد بن عبد الله بن زَكَرِيَّا [بن حيويه] ثَنَا أَبُو عبد الرَّحْمَن أَحْمد بن شُعَيْب لفظا قِرَاءَة علينا من كِتَابه أَنا مُحَمَّد بن سَلمَة أَنا ابْن وهب عَن عَمْرو بن الْحَارِث أَن سعيد بن أبي هِلَال وَبُكَيْر بن الْأَشَج حَدَّثَاهُ عَن أبي بكر بن الْمُنْكَدِرِ عَنْ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ عَن عبد الرَّحْمَن بن أبي سعيد عَن أَبِيه أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ ((الْغسْل يَوْم الْجُمُعَة على كل محتلم والسواك ويمس من الطّيب مَا قدر عَلَيْهِ إِلَّا أَن بكيرا لم يذكر عبد الرَّحْمَن وَقَالَ فِي الطّيب وَلَو من طيب الْمَرْأَة
رَوَاهُ سعيد بن مَنْصُور فِي السّنَن عَن ابْن وهب بِهِ
وَرَوَاهُ مُسلم فِي صَحِيحه عَن عَمْرو بن سَواد(2/350)
وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي سنَنه عَن مُحَمَّد بن سَلمَة كِلَاهُمَا عَن ابْن وهب فَوَقع لنا موفقة عالية لأبي دَاوُد
قلت وَزِيَادَة عبد الرَّحْمَن فِي الْإِسْنَاد أما من الْمَزِيد فِي مُتَّصِل الْأَسَانِيد وَأما أَن يكون عَمْرو بن سليم سَمعه من عبد الرَّحْمَن ثمَّ سَمعه من أَبِيه وَقد صرح شُعْبَة وَبُكَيْر بن الْأَشَج وَغَيرهمَا بِسَمَاع عَمْرو من أبي سعيد
وَهَكَذَا رَوَاهُ سعيد بن سَلمَة بن أبي الحسام عَن مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر عَن أَخِيه أبي بكر عَن عَمْرو بن سليم عَن أبي سعيد
وَتفرد سعيد بن أبي هِلَال بِزِيَادَة عبد الرَّحْمَن هَكَذَا رَوَاهُ عَنهُ عَمْرو بن الْحَارِث كَمَا أوردناه وَتَابعه اللَّيْث بن سعد عَن خَالِد بن يزِيد عَن ابْن أبي هِلَال
أَخْبَرَنَا بِهِ إِبْرَاهِيم بن دَاوُد بالسند الْمُتَقَدّم إِلَى أبي عبد الرَّحْمَن [النَّسَائِيّ] ثَنَا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ثَنَا الْحسن بن سوار ثَنَا اللَّيْث ز 82 أبِهِ
وقرأت بِخَط الْحَافِظ أبي الْحجَّاج الْمزي فِي الْأَطْرَاف أَن البُخَارِيّ علق حَدِيث االليث أَيْضا وَأما أَنا فَمَا رَأَيْته فِي الْجَامِع(2/351)
قَوْله [8]
بَاب السِّوَاك للْجُمُعَة
وَقَالَ أَبُو سعيد عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يستن
تقدم فِي الَّذِي قبله
قَوْله فِي [11]
بَاب الْجُمُعَة فِي الْقرى والمدن [893] حَدَّثنا بِشْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَنا عَبْدُ اللَّهِ أَنا يُونُسُ عَنِ الزُّهْرِيِّ أَخْبَرَنِي
سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ((كُلُّكُمْ رَاعٍ)) وَزَادَ اللَّيْث قَالَ يُونُس وَكتب وزريق بْنُ حَكِيمٍ إِلَى ابْنِ شِهَابٍ وَأَنَا مَعَهُ يَوْمَئِذٍ بِوَادِي الْقُرَى هَلْ تَرَى أَنْ أَجْمَعَ وَرُزَيْقٌ عَامِلٌ عَلَى أَرْضٍ يَعْمَلُهَا وَفِيهَا جَمَاعَةٌ مِنَ السُّودَانِ وَغَيْرِهِمْ وَزُرَيْقٌ يَوْمَئِذٍ عَلَى أَيْلَةَ فَكَتَبَ ابْنُ شِهَابٍ وَأَنَا أَسْمَعُ يَأْمُرُهُ أَنْ يَجْمَعَ يُخْبِرُهُ أَنَّ سَالِمًا حَدَّثَهُ أَن عبد الله بن عمر قَالَ سَمِعت رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ ((كُلُّكُمْ رَاع وكلكم مسؤول عَن رَعيته الحَدِيث ح 65 ب
أَخْبَرَنِي بِحَدِيث اللَّيْث وَالزِّيَادَة الَّتِي فِيهِ أَبُو الْحسن بن مُحَمَّد بن أبي الْمجد إجَازَة عَن سُلَيْمَان بن حَمْزَة أَنا الْحَافِظ الضياء أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد إجَازَة إِن لم يكن سَمَاعا أَنا الْقَاسِم بن عبد الله بن عمر [الصفار] أَنا وجيه بن طَاهِر أَنا أَبُو حَامِد أَحْمد بن الْحسن الْأَزْهَرِي أَنا مُحَمَّد بن عبد الله بن حمدون أَنا أَبُو حَامِد بن الشَّرْقِي ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ ثَنَا عبد الله بن صَالح أَبُو صَالح الْمصْرِيّ ثَنَا(2/352)
اللَّيْث بن سعد بِهِ
قَوْله [12]
بَاب هَل على من يشْهد الْجُمُعَة غسل من النِّسَاء وَالصبيان وَغَيرهم
وَقَالَ ابْن عمر إِنَّمَا الْغسْل على من تجب عَلَيْهِ الْجُمُعَة
قَالَ الْبَيْهَقِيُّ أَنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ حَدَّثَني أَحْمَدُ بْنُ [الْحَسَنِ] الشَّافِعِيُّ ثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْحَافِظُ ثَنَا إِسْحَاقُ (بْنُ) إِبْرَاهِيمَ مِنْ كِتَابِهِ آخِرَ مَجْلِسٍ جَلَسَهُ ثُمَّ مَاتَ أَنا ابْنُ مَهْدِيٍّ عَنْ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ إِنَّمَا الْغسْل على من تجب عَلَيْهِ الْجُمُعَةُ وَالْجُمُعَةُ عَلَى مَنْ يَأْتِي عَلَى أَهْلِهِ
خَالِد قَالَ أَبُو حَاتِم صَدُوق لَا بَأْس بِهِ
قلت ويكفيه رِوَايَة ابْن مهْدي عَنهُ وَقد أخرج لَهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه فالإسناد صَحِيح
قَوْله فِيهِ عَقِبَ حَدِيثِ [896] ابْنِ طَاوُسٍ عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة رَفَعَهُ ((نَحْنُ الآخِرُونَ وَالسَّابِقُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْحَدِيثَ)) وَفِيهِ [897] ((حَقٌّ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ أَنْ يَغْتَسِلَ فِي كُلِّ سَبْعَةِ أَيَّامٍ يَوْمًا يَغْسِلُ فِيهِ رَأْسَهُ وَجَسَدَهُ))
898 - رَوَاهُ أبان بن صَالح ز 82 ب عَن مُجَاهِد عَن طَاوس عَن أبي(2/353)
هُرَيْرَة قَالَ قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ((إِن لله تَعَالَى على كل مُسلم حَقًا أَنْ يَغْتَسِلَ فِي كُلِّ سَبْعَةِ أَيَّام يَوْمًا))
قَالَ الْبَيْهَقِيُّ أَخْبَرَنَا أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن عَبْدِ اللَّهِ [الضَّبِّيُّ] أَنا أَبُو أَحْمَدَ [بْنُ بَكْرِ] بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْدَانَ بِمَرْوَ ثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ مُحَمَّدُ بْنُ الْهَيْثَمِ الْقَاضِي ثَنَا يحيى بن بكير ثَنَا اللَّيْثُ عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ عَن سعيد بن أبي هِلَال عَنْ أَبَانِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ أَبِي الْحَجَّاجِ عَنْ طَاوُسٍ عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ((عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ أَنْ يَغْتَسِلَ كُلَّ سَبْعَةِ أَيَّامٍ يَوْمًا)) م 40 ب
قَوْله [15]
بَاب من أَيْن تُؤْتى الْجُمُعَة وعَلى من تجب
وَقَالَ عَطاء إِذا كنت فِي قَرْيَة جَامِعَة فَنُوديَ بِالصَّلَاةِ من يَوْم الْجُمُعَة فَحق عَلَيْك أَن تشهدها سَمِعت النداء أَو لم تسمعه وَكَانَ أنس [رَضِي الله عَنهُ] فِي قصره أَحْيَانًا يجمع وَأَحْيَانا لَا يجمع وَهُوَ بالزاوية على فرسخين
قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قُلْتُ لِعَطَاءٍ مَا الْقَرْيَةُ الْجَامِعَةُ قَالَ ذَاتُ الْجَمَاعَةِ وَالأَمِيرِ وَالْقِصَاصِ وَالدُّورِ الْمُجْتَمِعَةِ غَيْرَ الْمُتَفَرِّقَةِ الآخِذُ بَعْضُهَا بِبَعْضٍ كَهَيْئَةِ جُدَّةَ قَالَ فَجُدَّةُ جَامِعَةٌ وَالطَّائِفُ قَالَ وَإِذَا كُنْتَ فِي قَرْيَةٍ جَامِعَةٍ فَنُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَة فَحق عَلَيْك أَن تشهدها إِنْ سَمِعت الأَذَانَ أَوْ لَمْ تَسْمَعْهُ
أَخْبَرَنَا أَحْمد بن أبي بكر [الْمَقْدِسِي] فِي كِتَابه أَن يحيى بن سعد [الْمَقْدِسِي](2/354)
أخبرهُ عَن زهرَة بنت حَاضر أَنَّ يَحْيَى بْنَ ثَابِتِ بْنِ بنْدَار أخْبرهُم أَنا أبي أَنا أَبُو مَنْصُور السواق أَنا أَبُو بكر بن مَالك أَنا أَبُو مُسلم الْكَجِّي ثَنَا أَبُو عَاصِم عَن ابْن جريج عَن عَطاء قَالَ ((إِذا كنت فِي قَرْيَة جَامِعَة فَنُوديَ بِالصَّلَاةِ فَذكر بعضه))
وَأما حَدِيث أنس فَقَالَ مُسَدّد فِي مُسْنده الْكَبِير ثَنَا أَبُو عوَانَة عَن حميد الطَّوِيل قَالَ كَانَ أنس يكون فِي قصره فأحيانا يجمع وَأَحْيَانا لَا يجمع
(وَقَالَ ابْن أبي شيبَة حَدَّثنا وَكِيع عَن أبي [البخْترِي] قَالَ رَأَيْت أنسا يشْهد الْجُمُعَة من الزاوية وَهِي على فرسخين من الْبَصْرَة
وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ ثَابِتٍ كَانَ أَنَسٌ يَكُونُ فِي أَرْضِهِ وَبَيْنَهُ وَبَيْنَ الْبَصْرَةِ ثَلاثَةُ أَمْيَالٍ فَيَشْهَدُ الْجُمُعَةَ بِالْبَصْرَةِ)
قَوْله [16]
بَاب وَقت الْجُمُعَة إِذا زَالَت الشَّمْس
وَكَذَلِكَ يُرْوَى عَنْ عُمَرَ وَعَلِيٍّ وَالنُّعْمَانِ بْنِ بشير وَعَمْرو ح 66 أبْنِ حُرَيْثٍ [رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ]
أما حَدِيثُ عُمَرَ فَقَالَ مَالِكٌ فِي الْمُوَطَّأِ عَنْ عَمِّهِ أَبِي سُهَيْلِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ أَبِيهِ [أَنَّهُ] قَالَ كُنْتُ أَرَى طِنْفِسَةٍ لِعَقِيلِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ تُطْرَحُ يَوْم الْجُمُعَة(2/355)
إِلَى جِدَارِ الْمَسْجِدِ الْغَرْبِيِّ فَإِذَا غَشِيَ الطُّنْفُسَةَ كُلَّهَا ظِلُّ الْجِدَارِ ز 83 أخَرَجَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ [وَصَلَّى الْجُمُعَةَ] قَالَ [مَالِكٌ وَالِدُ أَبِي سُهَيْلٍ] ثُمَّ نَرْجِعُ بَعْدَ صَلاةِ الْجُمُعَة فنقيل قائلة وَالضُّحَى))
وَقَالَ أَبُو نعيم فِي كتاب الصَّلَاة بالسند الْمُتَقَدّم إِلَيْهِ حَدَّثنا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ عَنْ ثَابِتِ بن االحجاج الْكِلابِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِيدَانَ قَالَ ((شَهِدْتُ الْجُمُعَةَ مَعَ أَبِي بَكْرٍ فَكَانَتْ صَلاتُهُ وَخُطْبَتُهُ قَبْلَ نِصْفِ النَّهَارِ ثُمَّ صَلَّيْتُهَا مَعَ عُثْمَانَ فَكَانَتْ صَلاتُهُ وَخُطْبَتُهُ إِلَى أَنْ أَقُولَ قَدِ انْتَصَفَ النَّهَارُ فَمَا رَأَيْتُ أَحَدًا عَابَ ذَلِكَ وَلا أَنْكَرَهُ رُوَاته ثِقَات وَعبد الله بن سيدان أدْرك النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَلم يره وَذكره البُخَارِيّ فَقَالَ لَا يُتَابع على حَدِيثه
وَقَالَ أَبُو بكر فِي مُصَنفه حَدَّثنا كثير بن هِشَام عَن جَعْفَر بن برْقَان حَدَّثَني مَيْمُون بن مهْرَان أَن سُوَيْد بن غَفلَة كَانَ يُصَلِّي الظّهْر حِين تَزُول الشَّمْس فَأرْسل إِلَيْهِ الْحجَّاج لَا تسبقنا بصلاتنا فَقَالَ لَهُ سُوَيْد قد صليتها مَعَ أبي بكر وَعمر هَكَذَا وَالْمَوْت أقرب إِلَيّ من أَن أدعها
وَقَالَ أَحْمد بن منيع فِي الْمسند وَسَعِيد بن مَنْصُور فِي السّنَن ثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُبَيْدِ الله بن عبد الله عَن ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ لَمَّا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ وَزَالَتِ الشَّمْسُ خَرَجَ عَلَيْنَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَجَلَسَ عَلَى الْمِنْبَرِ وَأَخَذَ الْمُؤَذِّنُ فِي أَذَانه فَلَمَّا سكت قَامَ(2/356)
وهوطرف من حَدِيث السَّقِيفَة وَقد أخرجه المُصَنّف فِي الِاعْتِصَام وَغَيره وَأما حَدِيث عَليّ فَأَخْبَرَنَا بِهِ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ [السُّوَيْدَاوِيُّ] أَنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَلِيٍّ أَنا عَبْدُ اللَّطِيفِ بْنُ الصَّيْقَلِ أَنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّد التَّيْمِيّ فِي كِتَابه أَن الْحَسَنَ بْنَ أَحْمَدَ الْمُقْرِئَ أَخْبَرَهُ أَنا أَبُو نُعَيْمٍ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ الْعِجْلِيُّ ثَنَا جُبَارَةُ هُوَ ابْنُ الْمُغَلِّسِ ثَنَا أَبُو بَكْرٍ النَّهْشَلِيُّ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ رَأَيْتُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ وَكَانَ يُصَلِّي الْجُمُعَةَ إِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ
وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ ثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ بِمَعْنَاهُ
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ ثَنَا زُهَيْرٌ ثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ أَنَّهُ صَلَّى خَلْفَ عَلِيٍّ الْجُمَعَةَ قَالَ فَصَلَّى بِالْهَاجِرَةِ بَعْدَ مَا زَالَتِ الشَّمْسُ
وَقَالَ ابْن أبي شيبَة فِي المُصَنّف ثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ سُمَيْعٍ عَنْ أَبِي رَزِينٍ قَالَ كُنَّا نُصَلِّي مَعَ عَلِيٍّ الْجُمُعَةَ فَأَحْيَانًا نَجِدُ فَيْئًا وَأَحْيَانًا لَا نَجِدُ
حَدَّثنا وَكِيعٌ عَنْ أَبِي الْعَنْبَسِ عَمْرِو بْنِ مَرْوَانَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ ((كُنَّا نَجْمَعُ مَعَ عَلِيٍّ إِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ(2/357)
وَقَالَ سعيد بن مَنْصُور ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَة ثَنَا إِسْمَاعِيل بن سميع مثله
وَأما حَدِيث النُّعْمَان بن بشير فَقَالَ ابْن أبي شيبَة أَيْضا حَدَّثنا عُبَيْدُ اللَّهِ ز 83 ب بْنُ مُوسَى ثَنَا حَسَنُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ سِمَاكٍ قَالَ كَانَ النُّعْمَانُ يُصَلِّي بِنَا الْجُمُعَةَ بَعْدَ مَا تَزُولُ الشَّمْسُ
وَأما عَمْرُو بْنُ حُرَيْثٍ فَقَالَ فِي الْمُصَنَّفِ حَدَّثنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ الْعَبْدِيُّ ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْوَلِيدِ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ الْعَيْزَارِ قَالَ ((مَا رَأَيْتُ إِمَامًا كَانَ أَحْسَنَ صَلَاة للْجُمُعَة من عَمْرو حُرَيْثٍ كَانَ يُصَلِّيهَا إِذَا زَالَتِ الشَّمْس ح 66 ب قَوْله 17
بَاب إِذا اشْتَدَّ الْحر يَوْم الْجُمُعَة [906] حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ ثَنَا حَرَمِيُّ بْنُ عُمَارَةَ ثَنَا
أَبُو خَلْدَةَ هُوَ خَالِدُ بْنُ دِينَارٍ قَالَ سَمِعت أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ ((كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا اشْتَدَّ الْبَرْدُ بَكَّرَ بِالصَّلاةِ وَإِذَا اشْتَدَّ الْحَرُّ أَبْرَدَ بِالصَّلاةِ)) يَعْنِي الْجُمُعَةَ
قَالَ يُونُس بن بكير أَنا أَبُو خلدَة فَقَالَ ((بِالصَّلَاةِ)) وَلم يذكر الْجُمُعَة
وَقَالَ بشر بن ثَابت ثَنَا أَبُو خلدَة قَالَ ((صلى بِنَا أَمِير الْجُمُعَة ثمَّ قَالَ لأنس رَضِي الله عَنهُ كَيفَ كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُصَلِّي الظّهْر))
أما حَدِيث يُونُس بن بكير فَقَرَأته على أبي بكر بن أبي عمر الْحَمَوِيّ أَن جده مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الْحَاكِم أخبرهُ قيل لَهُ أخْبركُم إِسْمَاعِيل بن أَحْمد الْعِرَاقِيّ ومكي بن االمسلم الْقَيْسِي مُكَاتبَة عَن الْحَافِظ أبي طَاهِر السلَفِي أَن أَبَا غَالب مُحَمَّد بن الْحسن الْكَرْخِي أخْبرهُم أَنا القَاضِي أَبُو الْعَلَاء مُحَمَّد بن عَليّ أَنا أَبُو نصر أَحْمد بن مُحَمَّد ابْن الْحسن النيازكي ثَنَا أَبُو الْخَيْر أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْجَلِيل بِالْجِيم العبسقي(2/358)
ثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بن إِسْمَاعِيل البُخَارِيّ فِي كتاب الْأَدَب الْمُفْرد ثَنَا عبيد ثَنَا يُونُس بن بكير ثَنَا خَالِد بن دِينَار أَبُو خلدَة سَمِعت أنس بن مَالك وَهُوَ مَعَ الحكم أَمِير الْبَصْرَة على السرير يَقُولُ ((كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم إِذا كَانَ الْحر أبرد بِالصَّلَاةِ وَإِذا كَانَ الْبرد بكر بِالصَّلَاةِ))
وَقَالَ الْبَيْهَقِيّ أَخْبَرَنَا أَبُو سهل مُحَمَّد بن نصرويه ثَنَا أَبُو بكر مُحَمَّد بن أَحْمد بن خنب ثَنَا إِسْمَاعِيل بن إِسْحَاق القَاضِي ثَنَا عبيد الله [ابْن يعِيش] عَن يُونُس بِهِ
وأَخْبَرَنَا بِهِ عَالِيا الْعِمَاد أَبُو بكر بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم أخْبركُم أَبُو نَصْرِ بْنُ الشِّيرَازِيِّ فِي كِتَابه عَن أبي الْقَاسِم بن الْحَافِظ أبي الْفرج الْجَوْزِيّ أَن يَحْيَى بْنُ ثَابِتِ بْنِ بُنْدَارٍ أَخْبَرَهُ أَنا أَبِي أَنا الْحَافِظُ أَبُو بكر البرقاني أَنا الْحَافِظ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْجِرْجَانِيّ أَنا أَبُو الْحسن الصُّوفِي ثَنَا أَبُو هِشَام الرِّفَاعِي عَن يُونُس بن بكير نَحوه
وَأما حَدِيث بشر بن ثَابت فَقَالَ الْبَيْهَقِيُّ أَخْبَرَنَاهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ أَخْبَرَنِي أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَافِظُ ثَنَا إِبْرَاهِيمُ [بْنُ مُحَمَّدٍ] الْفَرَائِضِيُّ ثَنَا أَحْمَدُ بن عبد الرَّحْمَن ز 84 أالْكُذْبَرَانِيُّ ثَنَا بِشْرُ بْنُ ثَابِتٍ الْبَزَّارُ ثَنَا أَبُو خَلْدَةَ خَالِدُ بْنُ دِينَارٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا كَانَ فِي الشِّتَاءِ بَكَّرَ بِالظُّهْرِ وَإِذَا كَانَ الصَّيْفُ أَخَّرَهَا وَكَانَ يُصَلِّي الْعَصْرَ وَالشَّمْسُ بَيْضَاءُ نَقِيَّةٌ(2/359)
وأَخْبَرَنَا بِهِ عَالِيا الْعِمَاد أَبُو بكر بِسَنَدِهِ الْمُتَقَدّم إِلَى أبي بكر الْجِرْجَانِيّ قَالَ أَخْبَرَنِي عَليّ بن حَاتِم ثَنَا إِبْرَاهِيم بن مَرْزُوق ثَنَا بشر بن ثَابت قلت فَذكر مثله إِلَّا أَنه قَالَ وَإِذا كَانَ الصَّيف أبرد بهَا
قَوْله فِي [18]
بَاب الْمَشْي إِلَى الْجُمُعَة
وَقَالَ ابْن عَبَّاس [رَضِي الله عَنْهُمَا] يحرم البيع حِينَئِذٍ
وَقَالَ عَطاء تحرم الصناعات كلهَا
وَقَالَ إِبْرَاهِيم بن سعد عَن الزُّهْرِيّ إِذا أذن الْمُؤَذّن يَوْم الْجُمُعَة وَهُوَ مُسَافر فَعَلَيهِ أَن يشْهد
أما حَدِيث ابْن عَبَّاس [فَقَالَ ابْنُ حَزْمٍ رَوَيْنَا مِنْ طَرِيقِ] عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ ((لَا يَصْلُحُ الْبَيْعُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ حِينَ يُنَادَى لِلصَّلاةِ فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَاشْتَرِ وَبِعْ
وَقد رُوِيَ مَرْفُوعا رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي التفسيرحدثنا عبد الْبَاقِي بن قَانِع ثَنَا مُحَمَّد بن نوح بن حَرْب العسكري ثَنَا مدرار بن آدم ثَنَا مُحَمَّد بن زِيَاد عَن مَيْمُون بن مهْرَان عَن ابْن عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ((حرمت التِّجَارَة مَا بَين الْأَذَان الأول إِلَى الْإِقَامَة إِلَى انصراف الإِمَام لِأَن الله يَقُول {يَا أَيهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ} [10 الْجُمُعَة] وَفِي الْإِسْنَاد من لَا يعرف(2/360)
وَأما قَول عَطاء فَقَالَ عبد بن حميد بن نصر فِي تَفْسِيره حَدَّثنا روح عَن ابْن جريج قَالَ قلت لعطاء هَل من شَيْء يحرم إِذا نُودي بِالْأولَى سوى البيع فَقَالَ عَطاء إِذا نُودي بِالْأولَى حرم اللَّهْو وَالْبيع والصناعات كلهَا هِيَ بِمَنْزِلَة البيع والرقاد وَأَن يَأْتِي الرجل أَهله وَأَن يكْتب كتابا
وَقَالَ عبد الرَّزَّاق عَن ابْن جريج قلت لعطاء هَل تعلم من شَيْء يحرم إِذا أذن بِالْأولَى سوى البيع قَالَ نعم والصناعات قلت لَهُ فكتاب أَرَادَ إِنْسَان أَن يَكْتُبهُ حِينَئِذٍ قَالَ لَا
أما قَول الزُّهْرِيّ [بَيَاض فِي الأَصْل]
قَوْله [26]
بَاب الْخطْبَة على الْمِنْبَر
وَقَالَ أنس [رَضِي الله عَنهُ] خطب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على الْمِنْبَر
هَذَا طرف من حَدِيث طَوِيل وَقد أسْندهُ فِي الاسْتِسْقَاء من طَرِيق ثَابت(2/361)
وَغَيره عَن أنس رَضِي الله عَنهُ بِلَفْظ ((بَينا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يخْطب على الْمِنْبَر وَأخرج فِي ز 84 ب الِاعْتِصَام من طَرِيق أُخْرَى عَن أَنَسٍ ((أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم قَامَ على الْمِنْبَر فَذكر السَّاعَة فَذكر حَدِيثا طَويلا))
قَوْله فِيهِ عَقِبَ حَدِيثِ [918] مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَن يحيى ابْن سَعِيدٍ قَالَ أَخْبَرَنِي ابْنُ أَنَسٍ أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ ((كَانَ جِذْعٌ يَقُومُ إِلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ))
وَقَالَ سُلَيْمَان عَن يحيى أَخْبَرَنِي حَفْص بن عبيد الله بن أنس أَنه سمع جَابِرا قلت ذكر أَبُو مَسْعُود أَن البُخَارِيّ إِنَّمَا قَالَ فِي حَدِيث ابْن أبي كثير عَن يحيى عَن ابْن أنس لِأَن مُحَمَّد بن جَعْفَر يَقُول فِيهِ عَن عبيد الله بن حَفْص فَقَالَ البُخَارِيّ عَن ابْن أنس ليَكُون أقرب إِلَى الصَّوَاب
أَخْبَرَنَا بِصِحَّة ذَلِك أَبُو هُرَيْرَة بن الْحَافِظ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الذَّهَبِيُّ إِجَازَةً غير مرّة عَن نخوة بنت النصيبي سَمَاعا أَنا يُوسُف بن خَلِيل الْحَافِظ أَنا أَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل الطرسوسي أَنا أَبُو عَليّ الْحداد أَنا أَبُو نُعَيْمٍ ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ بُنْدَارٍ وَعبد الله ابْن مُحَمَّد قَالَا ثَنَا أَبُو بكر بن أبي عَاصِم ثَنَا مُحَمَّد بن مِسْكين ثَنَا ابْن أبي مَرْيَم ثَنَا مُحَمَّد بن جَعْفَر بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ يَحْيَى بن سعيد حَدَّثَني عبيد الله بن حَفْص بن أنس أَنه سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بِهِ(2/362)
وَذكر هُوَ وَخلف أَن سُلَيْمَان هَذَا هُوَ ابْن بِلَال وَكَأن الْحَامِل ح 67 ب لَهما على ذَلِك أَن البُخَارِيّ رَوَاهُ فِي عَلَامَات النُّبُوَّة مُسْندًا فَقَالَ حَدَّثنا إِسْمَاعِيل حَدَّثَني أخي عَن سُلَيْمَان بن بِلَال عَن يحيى بن سعيد أَخْبَرَنِي حَفْص بن عبيد الله ابْن أنس بن مَالك أَنه سمع جَابر بن عبد الله فَذكر الحَدِيث
قلت وَهَذَا الَّذِي لَا يتَّجه غَيره م 41 ب
وَأما قَول بَعضهم إِنَّه سُلَيْمَان بن كثير فَلَا معنى لَهُ وَإِن كَانَ ابْن كثير أَيْضا رَوَاهُ عَن يحيى لَكِن لِسُلَيْمَان فِي إسنادان فَإِنَّهُ رَوَاهُ أَيْضا عَن الزُّهْرِيّ عَن سعيد بن الْمسيب عَن جَابر وَالله أعلم
قَوْله [27]
بَاب الْخطْبَة قَائِما
وَقَالَ أنس بَينا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يخْطب قَائِما
هَذَا طرف من حَدِيث الاسْتِسْقَاء وَسَيَأْتِي الْكَلَام عَلَيْهِ فِيهِ من وَجه آخر
قَوْله فِي [28]
بَاب يسْتَقْبل الإِمَام الْقَوْم
واستقبل ابْن عمر وَأنس [رَضِي الله عَنْهُم] الإِمَام
وَأما فعل ابْن عمر فَقَالَ الْبَيْهَقِيُّ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْفَقِيه أَنا(2/363)
أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ الأَصْبَهَانِيُّ ثَنَا إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْنِ ثَنَا أَبُو عَامِرٍ ثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ أَنا إِسْمَاعِيلُ وَغَيره عَن يحيى سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ قَالَ ((السُّنَّةُ إِذَا قَعَدَ الإِمَامُ عَلَى الْمِنْبَرِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ يُقْبِلُ عَلَيْهِ الْقَوْمُ بِوُجُوهِهِمْ جَمِيعًا)) [وَبِإِسْنَادِهِ ثَنَا] الْوَلِيدُ [قَالَ] فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ فَأَخْبرنِي ز 85 أعَنِ ابْنِ عَجْلانَ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ عَنْ نَافِعٍ ((أَنَّ ابْنَ عُمَرَ قَالَ يَفْرُغُ مِنْ سُبْحَتِهِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ قَبْلَ خُرُوجِ الإِمَامِ فَإِذَا خَرَجَ لَمْ يَقْعُدِ الإِمَامُ حَتَّى يَسْتَقْبِلَهُ))
وَأما فعل أنس فَأَخْبَرَنِي بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ الْجَزرِي شفاها بالإسكندرية وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَاكِمُ مُشَافَهَةً بِالْقَاهِرَةِ أَنَّ الْعَلامَةَ شِهَابَ الدِّينِ أَحْمد بن مُحَمَّد ابْن قيس أخْبرهُم أَنا عبد الرَّحِيم بْنُ يُوسُفَ بْنِ يَحْيَى أَنا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَعْمَرِ [بْنِ طَبَرْزَدَ] أَنا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الْبَاقِي أَنا الْحسن بن عَلِيٍّ [الْجَوْهَرِيُّ] أَنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ لُولُو أَنا حَمْزَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكَاتِبُ ثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ (قَالَ أَبُو الْجُوَيْرِيَةِ) رَأَيْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ خَادِمَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ أَخَذَ الإِمَامُ فِي الْخُطْبَةِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ يَسْتَقْبِلُهُ بِوَجْهِهِ حَتَّى يَفْرُغَ الإِمَامُ مِنَ الْخُطْبَةِ
قَوْله [29]
بَاب من قَالَ فِي الْخطْبَة بعد الثَّنَاء أما بعد
رَوَاهُ عِكْرِمَةُ عَنِ ابْنِ عَبَّاس عَن الني صلى الله عَلَيْهِ وَسلم [922] وَقَالَ مَحْمُودٌ حَدَّثنا أَبُو أُسَامَةَ ثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ أَخْبَرَتْنِي فَاطِمَةُ بِنْتُ الْمُنْذِرِ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ قَالَتْ ((دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا وَالنَّاسُ يصلونَ قلت مَا شَأْن(2/364)
النَّاسِ فَأَشَارَتْ بِرَأْسِهَا إِلَى السَّمَاءِ فَقُلْتُ آيَةٌ فَأَشَارَتْ بِرَأْسِهَا إِلَى السَّمَاءِ أَيْ نَعَمْ الحَدِيث بِطُولِهِ
أما حَدِيث ابْن عَبَّاس فأسنده فِي آخر الْبَاب من طَرِيق عبد الرَّحْمَن بن سُلَيْمَان بن الغسيل عَن عِكْرِمَة ح 68 أ
وَأما حَدِيث مَحْمُود وَهُوَ ابْن غيلَان فَسَيَأْتِي الْكَلَام عَلَيْهِ فِي كتاب الْجِهَاد إِن شَاءَ الله
قَوْله فِيهِ عقب حَدِيث [923] جرير بن حَازِم عَن الْحُسَيْن عَن عَمْرو بن تغلب ((أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أُتِي بِمَال أَو سبي فَقَسمهُ الحَدِيث تَابعه يُونُس هُوَ ابْن عبيد
هَذِه الْمُتَابَعَة لَيست فِي شَيْء من الرِّوَايَات الَّتِي وَقعت لنا لَا من طَرِيق أبي ذَر وَلَا الْأصيلِيّ وَلَا أبي الْوَقْت وَإِنَّمَا رَأَيْتهَا فِي بعض النّسخ وَلم يذكرهَا أَبُو مَسْعُود فِي أَطْرَافه وَلَا خلف وَلَا الْمزي
وَقَدْ أَخْبَرَنِي بِحَدِيثِ يُونُسَ الْمَذْكُورِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَكِّيُّ مُشَافَهَةً عَنْ أَبِي الرَّبِيعِ بْنِ قُدَامَةَ أَنَّ أَبَا مُوسَى بْنَ الْحَافِظِ عَبْدَ الْغَنِيِّ أَنْبَأَهُمْ أَنا خَلِيل بن بدر أَنا الْحسن بن أَحْمد [الْحداد] أَنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ثَنَا إِسْمَاعِيل بن علية عَن يُونُس ابْن عُبَيْدٍ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ عَمْرِو بْنِ تَغْلِبَ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله ز 85 ب صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ((طَرَقَنَا فِي هَذِه اللَّيْلَةَ طَعَامٌ فَآثَرْنَا بِهِ قَوْمًا (خَشْيَةَ هَلَعِهِمْ وَجَزَعِهِمْ) وَتَرَكْنَا أَقْوَامًا لِمَا جَعَلَ اللَّهُ فِي قُلُوبِهِمْ مِنَ الإِيمَانِ مِنْهُمْ عَمْرو بن(2/365)
تَغْلِبَ وَأَنَا حِيَالُهُ فَمَا يَسُرُّنِي بِهَا حُمْرُ النَّعَمِ
قَوْله بعده عَقِبَ حَدِيثِ [924] عُقَيْلٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ ((أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ ذَاتَ لَيْلَةٍ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ فَصَلَّى فِي الْمَسْجِدِ فَصَلَّى رِجَالٌ [بِصَلاتِهِ] )) الْحَدِيثَ تَابَعَهُ يُونُسُ هُوَ ابْنُ يَزِيدَ
أَخْبَرَنِي بِحَدِيثِ يُونُسَ عَنِ الزُّهْرِيِّ أَبُو الْفَرَجِ بْنُ حَمَّادٍ أَخْبَرَكُمْ عَلِيُّ بْنُ إِسْمَاعِيلَ أَنا أَبُو الْفَرَجِ بْنُ الصَّيْقَلِ عَنْ مَسْعُودٍ بْنِ أَبِي مَنْصُورٍ أَنَّ الْحَسَنَ بن أَحْمد [الْحداد] أخبرهُ أَنا أَبُو نُعَيْمٍ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيم ثَنَا مُحَمَّد بن الْحسن ثَنَا حَرْمَلَةُ ثَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي يُونُس عَن ابْن شهَاب أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرَتْهُ أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خَرَجَ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ فَصَلَّى فِي الْمَسْجِدِ فَصَلَّى رِجَالٌ بِصَلاتِهِ فَأَصْبَحَ النَّاسُ يَتَحَدَّثُونَ بِذَلِكَ فَاجْتَمَعَ أَكْثَرُ مِنْهُمْ الْحَدِيثَ
رَوَاهُ مُسلم عَن حَرْمَلَة بِهِ فَوَقع لنا مُوَافقَة عالية
قَوْله فِيهِ عَقِبَ حَدِيث [925] شُعَيْب عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَامَ عَشِيَّةً بَعْدَ الصَّلاةِ فَتَشَهَّدَ وَأَثْنَى عَلَى اللَّهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ ثُمَّ قَالَ أما بَعْدُ
تَابَعَهُ أَبُو مُعَاوِيَةَ وَأَبُو أُسَامَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ ((أما بعد))(2/366)
الله تبَارك وَتَعَالَى رَضِي الله عَنْهُن الرب عز وَجل
وَتَابعه السعداني عَن سُفْيَان فِي ((أما بعد))
أما مُتَابعَة أبي مُعَاوِيَة وَأبي أُسَامَة فرواها مُسلم فِي صَحِيحه ح 68 ب عَن أبي كريب عَنْهُمَا
وَوَقع لنا عَالِيا على طَرِيق مُسلم بدرجتين قرأته على فَاطِمَة وَعَائِشَة بِنْتي الْمُحْتَسب مُحَمَّد بن عبد الْهَادِي أخْبركُم أَحْمد بن أبي طَالب عَن عبد الله بن عمر الْبكْرِيّ أَن أَبَا الْفتُوح مُحَمَّد بن مُحَمَّد الطَّائِي أخْبرهُم أَنا شرف الْأَئِمَّة أَبُو حَفْص عمر بن مُحَمَّد السَّرخسِيّ أَنا الإِمَام أَبُو عَليّ الوخشي ثَنَا أَبُو عمر بن مهْدي ح وقرأته م 42 أعَالِيا على مَرْيَم بنت أَحْمد أَنْبَأَك يُونُس بن أبي إِسْحَاق عَن عَليّ بن الْحُسَيْن بن مَنْصُور أَن أَحْمد بن قفرجل أخبرهُ فِي كِتَابه ز 86 أأَنا عَاصِم بن الْحسن [الْكَرْخِي] أَنا أَبُو عُمَرَ بْنُ مَهْدِيٍّ ثَنَا الْحُسَيْن بن إِسْمَاعِيل [الْمحَامِلِي] إملاء ثَنَا يُوسُف بن مُوسَى [بن رَاشد الْقطَّان] ثَنَا جرير وَأَبُو مُعَاوِيَة ووكيع وَأَبُو أُسَامَة كلهم عَن هِشَام بن عُرْوَة عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نَحْو حَدِيث قبله فَذكره وَفِيه قصَّة ابْن اللتبية
وَرَوَاهُ البُخَارِيّ فِي الزَّكَاة مُخْتَصرا عَن يُوسُف بن مُوسَى عَن أبي أُسَامَة وَحده فوافقناه بعلو دَرَجَة على (طَرِيق) الصَّحِيح
وَأما مُتَابعَة الْعَدنِي (وَهُوَ مُحَمَّد بن يحيى بن أبي عمر الْعَدنِي) فَقَالَ مُسلم فِي(2/367)
صَحِيحه (حَدَّثنا أَبُو كُرَيْبٍ ثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ثَنَا هِشَامٌ) عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ قَالَ اسْتعْمل النَّبِي الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رَجُلا مِنَ الأَسَدِ عَلَى صَدَقَاتِ بَنِي سُلَيْمٍ فَذكر الحَدِيث
قَالَ وحَدَّثَناه ابْن أبي عمر (وَهُوَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عمر الْعَدنِي) ثَنَا سُفْيَان عَن هِشَام بِهِ وَزَاد قَالَ أَبْصرت عَيْنَايَ وَسمعت أذناي واسألوا زيد بن ثَابت فَإِنَّهُ كَانَ حَاضرا معي
(وَيحْتَمل أَن يكون الْعَدنِي هُوَ عبد الله بن الْوَلِيد وسُفْيَان هُوَ الثَّوْريّ قَالَ الْإِسْمَاعِيلِيّ أَخْبَرَنِي مُوسَى بن الْعَبَّاس ثَنَا عَليّ بن الْحسن ثَنَا عبد الله بن الْوَلِيد وَالْحُسَيْن بن حَفْص قَالَا ثَنَا سُفْيَان عَن هِشَام فَذكره)
قَوْله ((عَقِبَ حَدِيثِ [926] شُعَيْبٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ قَالَ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَمِعْتُهُ حِينَ تَشَهَّدَ يَقُولُ ((أما بَعْدُ))
تَابعه الزبيدِيّ عَن الزُّهْرِيّ
هَذَا طرف من حَدِيث الْمسور بن مخرمَة الْمَشْهُور فِي خطْبَة عَليّ رَضِي الله عَنهُ بنت أبي جهل
قَالَ الطَّبَرَانِيّ فِي مُسْند الشاميين حَدَّثنا عَمْرو بن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم بن الْعَلَاء الْحِمصِي ثَنَا أبي ثَنَا عَمْرو بن الْحَارِثِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَالِمٍ عَنِ الزُّبَيْدِيِّ أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بن مُسلم هُوَ الزُّهْرِيّ أَن عَليّ بن الْحُسَيْن أخبرهُ أَنهم لما رجعُوا من(2/368)
الطف وَكَانَ أُتِي بِهِ يزِيد بن مُعَاوِيَة أَسِيرًا فِي رَهْط هُوَ رابعهم فَذكر الحَدِيث وَفِيه فَقَامَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بعد الصَّلَاة فَأثْنى عَلَى اللَّهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ ثمَّ قَالَ ((أما بعد)) فَإِنِّي أنكحت أَبَا الْعَاصِ بن الرّبيع فحَدَّثَني فصدقني ثمَّ إِن فَاطِمَة بنت مُحَمَّد مني وَأَنا أكره أَن يفتنوها وَإنَّهُ وَالله لَا تَجْتَمِع بنت رَسُول الله وَبنت عَدو الله عِنْد رجل وَاحِد أبدا))
قَوْله فِي [36]
بَاب الْإِنْصَات يَوْم الْجُمُعَة
وَقَالَ سُلَيْمَان عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ز 86 ب ينصت إِذا تكلم الإِمَام أسْندهُ بِتَمَامِهِ فِي أَوَائِل كتاب الْجُمُعَة فِي
بَاب ((الدّهن للْجُمُعَة))(2/369)
من [12 كتاب] صَلَاة الْخَوْف
قَوْله فِيهِ
[943] حَدَّثنا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقُرَشِيُّ حَدَّثَني أَبِي ثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ عَن نَافِع عَن ابْن عمر نَحْوًا مِنْ قَوْلِ مُجَاهِدٍ إِذَا اخْتَلَطُوا قِيَاما وَزَادَ ابْنُ عُمَرَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ((وَإِنْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ فَلْيُصَلُّوا قِيَاما وَرُكْبَانًا))
قلت لم يسق البُخَارِيّ لفظ حَدِيث ابْن عمر بل وَلَا ذكر لفظ مُجَاهِد الَّذِي أحَال عَلَيْهِ وَقد ظن بعض النَّاس أَنه علق أثر مُجَاهِد وَلَيْسَ كَذَلِك بل هُوَ عِنْده فِي هَذَا الْإِسْنَاد عَن ابْن جريج لَكِن يحيى بن سعيد اختصر سِيَاقه وَاخْتصرَ البُخَارِيّ مِنْهُ أَيْضا
وَقد أوردهُ الإسماعيل فبينه بَيَانا شافيا قَالَ الْإِسْمَاعِيلِيّ أَخْبَرَنِي الْهَيْثَم بن خلف الدوري حَدَّثنا سعيد بن يحيى الْأمَوِي فَذكر مثله سَوَاء لَكِن زَاد بعد قَوْله ((قِيَاما فَإِنَّمَا هُوَ الذّكر وَإِشَارَة الرَّأْس)) وَهَكَذَا أوردهُ أَبُو نعيم فِي مستخرجه عَن أبي أَحْمد عَن الْهَيْثَم))
وَرَوَاهُ ابْن جرير فِي تَفْسِيره عَن سعيد بن يحيى فَذكر بِهَذَا الْإِسْنَاد إِلَى ابْن عمر قَالَ إِذا اخْتلفُوا يَعْنِي فِي الْقِتَال فَإِنَّمَا هُوَ الذّكر وَإِشَارَة الرَّأْس
قَالَ ابْن عمر قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ((وَإِنْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْ ذَلِك فيصلون قِيَاما وركبانا وَلم يذكر مُجَاهدًا
ثمَّ قَالَ الْإِسْمَاعِيلِيّ حَدَّثنا يحيى بن مُحَمَّد بن صاعد ثَنَا يُوسُف بن سعيد ثَنَا(2/370)
حجاج بن مُحَمَّد عَن ابْن جريج عَن ابْن كثير عَن مُجَاهِد قَالَ ((إِذا اختلطوا فَإِنَّمَا هُوَ الْإِشَارَة بِالرَّأْسِ)) قَالَ ابْن جريج حَدَّثَني مُوسَى بن عقبَة عَن نَافِع عَن ابْن عمر بِمثل قَول مُجَاهِد ((إِذا اختلطوا فَإِنَّهُ التَّكْبِير وَإِشَارَة الرَّأْس)) وَزَاد عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ((فَإِن كَثُرُوا فليصلوا ركبانا أَو قِيَاما على أَقْدَامهم)) يَعْنِي فِي صَلَاة الْخَوْف فَبَان بِهَذَا الْوَاسِطَة بَين ابْن جريج وَمُجاهد وَهُوَ عبد الله بن كثير (وَظهر مِنْهُ أَن لَا تَعْلِيق فِي هَذَا وأنما أورد مثل هَذَا لتَمام الْفَائِدَة)
قَوْله [4]
بَاب الصَّلَاة عِنْدَمَا مناهضة الْحُصُون ولقاء الْعَدو
وَقَالَ الْأَوْزَاعِيّ إِن كَانَ تهَيَّأ الْفَتْح وَلم يقدروا على الصَّلَاة صلوا إِيمَاء كل امْرِئ لنَفسِهِ فَإِن لم يقدروا على الْإِيمَاء أخروا الصَّلَاة حَتَّى ينْكَشف الْقِتَال أَو يأمنوا فيصلوا رَكْعَتَيْنِ فَإِن لم يقدروا صلوا رَكْعَة وسجدتين ح 69 ألَا يجزيهم التَّكْبِير ز 87 أويؤخروها حَتَّى يأمنوا وَبِه قَالَ مَكْحُول قَالَ أنس حضرت عِنْد مناهضة حصن تستر عِنْد إضاءة الْفجْر وَاشْتَدَّ اشتعال الْقِتَال فَلم يقدروا على الصَّلَاة فَلم نصل إِلَّا بعد ارْتِفَاع النَّهَار فصليناها وَنحن مَعَ أبي مُوسَى فَفتح لنا قَالَ أنس وَمَا يسرني بِتِلْكَ الصَّلَاة الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا
أما قَول الْأَوْزَاعِيّ
[بَيَاض فِي الأَصْل]
وَأما قَول محكول فَقَالَ عبد بن حميد فِي تَفْسِيره أَنا عمر بن سعيد(2/371)
الدِّمَشْقِيُّ ثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ مَكْحُولٍ فِي صَلاةِ الْخَوْفِ قَالَ إِذَا لَمْ يَقْدِرِ الْقَوْمُ عَلَى أَنْ يُصَلُّوا عَلَى الأَرْضِ صَلُّوا عَلَى ظَهْرِ الدَّوَابِ رَكْعَتَيْنِ فَإِنْ لَمْ يَقْدِرُوا فَرَكْعَةً وَسَجْدَتَيْنِ فَإِنْ لَمْ يَقْدِرُوا أَخَّرُوا الصَّلاةَ حَتَّى يَأْمَنُوا وَيُصَلُّوا بِالأَرْضِ م 42 ب
وَأما قِصَّةُ أَنَسٍ فَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَابْنُ سَعْدٍ فِي الطَّبَقَاتِ حَدَّثنا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ ثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ شَهِدْتُ فَتْحَ تُسْتَرَ مَعَ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيُّ فَلَمْ يُصَلِّ صَلاةَ الصُّبْحِ حَتَّى انْتَصَفَ النَّهَارُ قَالَ أَنَسٌ وَمَا يسرني بِتِلْكَ الصَّلَاة الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا
وَرَوَاهُ خَليفَة فِي تَارِيخه عَن يزِيد بن زُرَيْع عَن سعيد عَن قَتَادَة نَحوه
قَوْله [5]
بَاب فِي صَلَاة الطَّالِب وَالْمَطْلُوب
وَقَالَ الْوَلِيد ذكرت للأوزاعي صَلَاة شُرَحْبِيل بن السمط وَأَصْحَابه على ظهر(2/372)
الدَّابَّة فَقَالَ كَذَلِك الْأَمر عندنَا إِذا تخوف الْفَوْت وَاحْتج الْوَلِيد بقول االنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ((لَا يصلين أحد الْعَصْر إِلَّا فِي بني قريضة انْتهى))
قَالَ ابْن بطال لم أَقف على هَذِه الْقِصَّة قلت قد ذكرهَا ابْن عبد الْبر فِي التَّمْهِيد وَلَكِن من وَجه آخر عَن االأوزاعي فَقَالَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْفَضْلِ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ الْبَرْقِيُّ ثَنَا عَمْرُو بْنُ أَبِي سَلَمَةَ ثَنَا الأَوْزَاعِيُّ قَالَ قَالَ شُرَحْبِيلُ بْنُ السِّمْطِ لأَصْحَابِهِ ((لَا تُصَلُّوا صَلاةَ الصُّبْحِ إِلا عَلَى ظَهْرٍ فَنَزَلَ الأَشْتَرُ فَصَلَّى عَلَى الأَرْضِ قَالَ فَمَرَّ بِهِ شُرَحْبِيلُ فَقَالَ مُخَالِفٌ خَالَفَ اللَّهُ بِهِ)) قَالَ فَكَانَ الْأَوْزَاعِيّ يَأْخُذ بِهَذَا الحَدِيث فِي طلب الْعَدو
وَأما سِيَاقه من رِوَايَة الْوَلِيد
[بَيَاض فِي الأَصْل]
وَقد أسْند البُخَارِيّ الحَدِيث الْمَرْفُوع من طَرِيق جوَيْرِية عَن نَافِع عَن ابْن عمر فِي الْبَاب الَّذِي بعد هَذَا(2/373)
من [13 كتاب] الْعِيدَيْنِ
قَوْله فِي [4]
بَاب الْأكل يَوْم الْفطر قبل الْخُرُوج
عقب حَدِيثِ [953] هُشَيْمٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ عَنْ أَنَسٍ ((كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم لَا يَغْدُو يَوْمَ الْفِطْرِ حَتَّى يَأْكُلُ تَمَرَاتٍ))
وَقَالَ مُرْجِيُّ بْنُ رَجَاءٍ حَدَّثَني عُبَيْدُ اللَّهِ حَدَّثَني أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ((وَيَأْكُلُهُنَّ وِتْرًا)) انْتهى
قَالَ البُخَارِيّ فِي تَارِيخه الْكَبِير حَدَّثنا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ ثَنَا حَرَمِيُّ بْنُ عُمَارَةَ ح وَقرأت عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ [الْحَلاوِيِّ] عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ طَيٍّ سَمَاعًا أَنَّ عَبْدَ اللَّطِيفِ الْحَرَّانِيَّ أَخْبَرَهُمْ أَنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ صَاعِدٍ أَنا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ [بْنِ الْحُصَيْنِ] أَنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ [الْمُذْهِبُ الْوَاعِظُ] أَنا أَبُو بَكْرِ بْنُ مَالِكٍ ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن أَحْمد بن حَنْبَل حَدَّثَني أَبِي ثَنَا حَرَمِيُّ بْنُ عُمَارَةَ حَدَّثَني مُرْجِيُّ بْنُ رَجَاءٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ ح وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ فِي مُسْتَخْرَجِهِ فِيمَا أَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ مُشَافَهَةً عَنْ نَخْوَةَ بِنْتِ مُحَمَّدٍ النَّصِيبِيَّةِ أَن يُوسُف ابْن خَلِيل الْحَافِظ أخْبرهُم أَنا مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل (الطرسوسي) عَن ح 69 ب الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ الْحَدَّادِ سَمَاعًا أَنَّ أَبَا نُعَيْمٍ أَخْبَرَهُمْ أَنا أَبُو أَحْمَدَ ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ ثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ ثَنَا مُرْجِيُّ بْنُ رَجَاءٍ ثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ سَمِعت أَنَسًا يَقُولُ ((كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَخْرُجُ حَتَّى يَأْكُلَ تَمَرَاتٍ فِي يَوْمِ الْفِطْرِ وَيَأْكُلُهُنَّ وِتْرًا لَفْظُ هَاشِمٍ
وَقَالَ حَرَمِيٌّ فِي رِوَايَتِهِ عَنْ أَنَسٍ ((كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا كَانَ يَوْمُ الْفِطْرِ لَمْ يَخْرُجْ حَتَّى يَأْكُلَ تَمَرَاتٍ يَأْكُلُهُنَّ أَفْرَادًا(2/374)
وَرَوَاهُ ابْن خُزَيْمَة فِي صَحِيحه من حَدِيث أبي النَّضر هَاشم بن الْقَاسِم مثله
وَرَوَاهُ الْإِسْمَاعِيلِيّ فِي مستخرجه عَن الْحسن بن سُفْيَان أَيْضا
قَوْله [9]
بَاب مَا يكره من حمل السِّلَاح فِي [الْعِيد و] الْحرم قَالَ الْحسن نهوا أَن يحملوا السِّلَاح يَوْم عيد إِلَّا
أَن يخَافُوا عدوا رَوَاهُ عبد الرَّزَّاق مَرْفُوعا بِسَنَد ضَعِيف
قَوْله (10)
بَاب التَّكْبِير إِلَى الْعِيد
وَقَالَ عبد الله بن بسر إِن كُنَّا فَرغْنَا فِي هَذِه السَّاعَة وَذَلِكَ حِين التَّسْبِيح انْتهى
أَنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ [الْحَلاوِيُّ] أَنا أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر [حفنجلة] أَنا عبد اللَّطِيف [بن عَبْدِ الْمُنْعِمِ] الْحَرَّانِيُّ أَنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ [الْحَرْبِيُّ] أَنا أَبُو الْقَاسِم ابْن الْحصين أَنا أَبُو عَليّ بن الْمُذْهِبُ أَنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقطيعِي ثَنَا عبد الله بن أَحْمد بن حَنْبَل حَدَّثَني أبي ثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ ثَنَا صَفْوَانُ بن عمر ثَنَا يزِيد ين خُمَيْرٍ قَالَ خَرَجَ عَبْدُ اللَّهِ ز 88 أبْنُ بُسْرٍ صَاحِبُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ النَّاسِ(2/375)
يَوْمَ عِيدِ الْفِطْرِ أَوْ أَضْحَى فَأَنْكَرَ إِبْطَاءَ الإِمَامِ وَقَالَ إِنَّ كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ فَرَغْنَا سَاعَتَنَا هَذِهِ وَذَلِكَ حِينَ التَّسْبِيحِ
رَوَاهُ أَبُو دَاوُد عَن أَحْمد بن حَنْبَل وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك عَن الْقطيعِي
وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ عَن الْحَاكِم فَوَقع لنا مُوَافقَة عالية لأبي دَاوُد وللحاكم وبدلا على طَرِيق الْبَيْهَقِيّ عَالِيا
وَقد وَقع لنا من وَجه آخر أَعلَى مِمَّا سقناه بِدَرَجَة أُخْرَى فَقرأت عَلَى فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنَجَّا بِدِمَشْقَ عَنِ الْقَاضِي تَقِيِّ الدِّينِ سُلَيْمَانَ بْنِ حَمْزَةَ أَنا الْحَافِظُ ضِيَاءُ الدِّينِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْمَقْدِسِيُّ أَخْبَرَهُمْ فِي كِتَابِ الْمُخْتَارَةِ لَهُمْ قَالَ قَرَأت عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ نَصْرٍ الصَّيْدَلانِيِّ عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ عبد الله [الجوزدانية] سَمَاعا أَن مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ أَخْبَرَهُمْ قَالَ حَدَّثنا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ أَبُو الْقَاسِمِ الطَّبَرَانِيُّ ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ نَجْدَةَ ثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ ح وَحَدَّثنا أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ ثَنَا أَبُو الْيَمَانِ قَالا ثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو ثَنَا يَزِيدُ بْنُ خُمَيْرٍ قَالَ خَرَجَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُسْرٍ صَاحِبُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ النَّاسِ فِي يَوْمِ عِيدِ الْفِطْرِ أَوْ أَضْحَى فَأَنْكَرَ إِبْطَاءَ الإِمَامِ وَقَالَ إِنْ كُنَّا قَدْ فَرَغْنَا سَاعَتَنَا هَذِهِ وَذَلِكَ حِينَ تَسْبِيحِ الضُّحَى وَقَالَ الْحَاكِم هَذَا حَدِيث صَحِيح على شَرط البُخَارِيّ وَلم يخرجَاهُ
قلت أما الحَدِيث فَصَحِيح الْإِسْنَاد لَا أعلم لَهُ عِلّة وَأما كَونه على شَرط البُخَارِيّ فَلَا فَإِنَّهُ لم يخرج ليزِيد بن خمير فِي صَحِيحه شَيْئا وَالله أعلم
قَوْله [11]
بَاب فضل الْعَمَل فِي أَيَّام التَّشْرِيق(2/376)
وَقَالَ ابْن عَبَّاس {وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ} [28 الْحَج] ح 70 أأَيَّام الْعشْر وَالْأَيَّام المعدودات أَيَّام التَّشْرِيق
وَكَانَ ابْن عمر وَأَبُو هُرَيْرَة يخرجَانِ إِلَى السوف فِي أَيَّام الْعشْر يكبران وَيكبر النَّاس بتكبيرهما وَكبر مُحَمَّد بن عَليّ خلف النَّافِلَة م 43 أ
أما تَفْسِير ابْن عَبَّاس فَقَالَ عبد بن حميد فِي تَفْسِيره حَدَّثنا قَبِيصَةُ عَنْ سُفْيَانَ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ سَمِعت ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ ((اذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ اللَّهُ أَكْبَرُ)) ((اذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ)) اللَّهُ أَكْبَرُ قَالَ الْأَيَّام المعدودات أَيَّام التَّشْرِيق وَالْأَيَّام المعلومات أَيَّام الْعشْر
وَقرأت عَلَى فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنَجَّا بِدِمَشْقَ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ حَمْزَةَ أَنَّ الْحَافِظَ ضِيَاءَ الدِّينِ الْمَقْدِسِيَّ أَخْبَرَهُمْ فِي المختارة ز 88 ب أَنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الْقَاسِمِ الْمُؤَدِّبُ أَنا أَبُو الْخَيْرِ مُحَمَّدُ بْنُ رَجَاءٍ أَنا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الذَّكْوَانِيُّ أَنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُوسَى الْحَافِظُ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بن الْحسن ثَنَا عبد الله بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ثَنَا أَبِي ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ثَنَا شُعْبَةُ عَنْ هُشَيْمٍ عَنْ أَبِي بِشْرٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ يُقَالُ الأَيَّامُ الْمَعْلُومَاتُ الَّتِي قَبْلَ التَّرْوِيَةِ وَيَوْمِ عَرَفَةَ وَالْمَعْدُودَاتُ أَيَّامُ التَّشْرِيقِ
وَأما أثر ابْن عمر فَقَالَ أَبُو بكر فِي المُصَنّف حَدَّثنا عبد الله بن إِدْرِيس عَن مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلانَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ كَانَ يَغْدُو يَوْم الْعِيد(2/377)
وَيُكَبِّرُ وَيَرْفَعُ صَوْتَهُ حَتَّى يَبْلُغَ الإِمَامَ
وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثنا يَحْيَى عَنِ ابْنِ عَجْلانَ حَدَّثَني نَافِعٌ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يَغْدُو إِلَى الْعِيدِ مِنَ الْمَسْجِدِ وَكَانَ يَرْفَعُ صَوْتَهُ بِالتَّكْبِيرِ (حَتَّى يَأْتِيَ الْمُصَلَّى فَيُكَبِّرُ) حَتَّى يَأْتِيَ الإِمَامُ
وَأما أثر أبي هُرَيْرَة
وَأما أثر مُحَمَّد بن عَليّ فَهُوَ أَبُو جَعْفَر الباقر فأنبأنا أَحْمد بن أبي بكر فِي كِتَابه (عَن سُلَيْمَان بن حَمْزَة) عَن مُحَمَّد بن عماد الْحَرَّانِي أَنا يَحْيَى بْنُ ثَابِتِ بْنِ بُنْدَارٍ أَنا أبي أَنا عبيد الله بن أَحْمد الصَّيْرَفِي أَنا أَبُو الْحسن الدَّارَقُطْنِيّ ثَنَا مُحَمَّد ابْن مخلد ثَنَا عَبَّاس هُوَ الدوري ثَنَا يحيى هُوَ ابْن معِين ثَنَا معن هُوَ الْقَزاز حَدثا أَبُو وهنة قَالَ رَأَيْت أَبَا جَعْفَر مُحَمَّد بن عَليّ يكبر بمنى فِي أَيَّام التَّشْرِيق خلف النَّوَافِل أَبُو وهنة بالنُّون ورزيق بِتَقْدِيم الرَّاء على الزَّاي
قَوْله [12]
بَاب التَّكْبِير أَيَّام منى وَإِذا غَدا إِلَى عَرَفَة
وَكَانَ عمر رَضِي الله عَنهُ يكبر فِي قُبَّته بمنى فيسمعه أهل الْمَسْجِد فيكبرون وَيكبر أهل الْأَسْوَاق حَتَّى ترتج منى تَكْبِيرا وَكَانَ ابْن عمر يكبر بمنى تِلْكَ الْأَيَّام وَخلف الصَّلَوَات وعَلى فرَاشه وَفِي فسطاطه ومجلسه وممشاه تِلْكَ الْأَيَّام جَمِيعًا وَكَانَت مَيْمُونَة تكبر يَوْم النَّحْر وَكن النِّسَاء يكبرن خلف أبان بن عُثْمَان وَعمر بن عبد الْعَزِيز ليَالِي التَّشْرِيق مَعَ الرِّجَال فِي الْمَسْجِد(2/378)
أما أثر عمر فَقَالَ الْبَيْهَقِيّ أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ ثَنَا أَبُو بكر بن إِسْحَاق ثَنَا عَليّ بن عبد الْعَزِيز قَالَ قَالَ أَبُو عبيد فحَدَّثَني يحيى بن سعيد عَن ابْن جريج عَن عَطاء عَن عبيد بن عُمَيْر ((كَانَ يكبر فِي قُبَّته بمنى)) فيسمعه أهل الْمَسْجِد فيكبرون فيسمعه أهل السُّوق فيكبرون حَتَّى ترتج ح 70 ب منى تَكْبِيرا
رَوَاهُ سعيد بن مَنْصُور فِي السّنَن عَن سُفْيَان عَن عَمْرو عَن عبيد بن عُمَيْر بِهِ وَأما أثر ابْن عمر ز 89 أفَقَالَ أَبُو بكر بن الْمُنْذر فِي كتاب الِاخْتِلَاف ثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ ثَنَا أَبِي ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بُكَيْرٍ ح (وَقَالَ الْفَاكِهِيُّ فِي أَخْبَارِ مَكَّةَ أَنا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنا عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ جَمِيعًا) عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ أَخْبَرَنِي نَافِعٍ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يُكَبِّرُ بِمِنًى الأَيَّامَ خَلْفَ الصَّلَوَاتِ وعَلى فرَاشه و [فِي] فُسْطَاطِهِ وَفِي مَمْشَاهُ الأَيَّامَ جَمِيعًا
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْخَضِرِ ثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ [الْبَصْرِيُّ] ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ قَرَأت عَلَى ابْنِ نَافِعٍ حَدَّثَني عُبَيْدُ اللَّهِ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ ((التَّكْبِيرُ أَيَّامَ التَّشْرِيقِ بَعْدَ الظُّهْرِ مِنْ يَوْمِ النَّحْرِ وَآخِرُهَا فِي الصُّبْحِ مِنْ آخِرِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ
وَقرأت عَلَى مَرْيَمَ بِنْتِ أَحْمَدَ أَخْبَرَكُمْ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ [السَّوَانِيُّ] أَن عبد الرَّحْمَن ابْن مَكِّيٍّ أَخْبَرَهُ أَنا أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ أَنا أَبُو الْقَاسِمِ الرَّبَعِيُّ أَنا أَبُو الْحسن بن(2/379)
مَخْلَدٍ أَنا إِسْمَاعِيلُ الصَّفَّارُ ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ الْحِمْصِيُّ عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَن نَافِع عَن ابْن عمر أَنَّهُ كَانَ فِي أَيَّامِ التَّشْرِيقِ إِذَا لَمْ يُصَلِّ فِي الْجَمَاعَةِ لَمْ يُكَبِّرْ أَيَّامَ التَّشْرِيقِ رِوَايَة ابْن عَيَّاش عَن الْحِجَازِيِّينَ ضَعِيفَة وَهَذَا مِنْهَا وَقد أنكرهُ ابْن الْمُبَارك على إِسْمَاعِيل وَقَالَ قد دفع إِلَيّ آل مُوسَى بن عقبَة كِتَابه وَلَيْسَ هَذَا فِيهِ انْتهى
وَقد رُوِيَ من طَرِيق أُخْرَى عَن نَافِع من رِوَايَة مُحَمَّد بن سَلمَة الْحَرَّانِي عَن أبي عبد الرَّحِيم عَن زيد بن أبي أنيسَة عَن عمر بن نَافِع عَن أَبِيه وَالطَّرِيق الأولى من رِوَايَة ابْن جريج أثبت
(وَأما أثر مَيْمُونَة)
وَأما أثر عمر بن عبد الْعَزِيز وَأَبَان بن عُثْمَان فَقَالَ ابْن أبي الدُّنْيَا فِي كتاب الْعِيدَيْنِ لَهُ ثَنَا مُحَمَّد بن يزِيد الأدمِيّ ثَنَا معن بن عِيسَى عَن بِلَال بن أبي مُسلم أَن عمر بن عبد الْعَزِيز وَأَبَان بن عُثْمَان وَأَبا بكر بن مُحَمَّد كَانُوا غدوا يَوْم الْعِيد يجهرون بِالتَّكْبِيرِ
وَكتب إِلَيْنَا إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن عبد الْهَادِي أَن أَبَا بكر بن مُحَمَّد بن الرضى أخْبرهُم عَن عبد الرَّحْمَن بن مكي أَنا السلَفِي أَنا الرَّازِيّ أَنا أَبُو الْقَاسِمِ الْفَارِسِيُّ أَنا أَبُو أَحْمَدَ الْمُفَسّر ثَنَا أَحْمد بن عَليّ الْمَرْوَزِيُّ ثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ ثَنَا سهل بن يُوسُف ثَنَا حميد أَن عمر بن عبد الْعَزِيز كبر أَيَّام التَّشْرِيق من يَوْم النَّحْر صَلَاة الظّهْر إِلَى آخر أَيَّام التَّشْرِيق صَلَاة الْغَدَاة م 43 ب
قَوْله [17]
بَاب اسْتِقْبَال الإِمَام النَّاس فِي خطْبَة الْعِيد
قَالَ أَبُو سعيد قَامَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مُقَابل النَّاس
هُوَ مُخْتَصر من حَدِيث أبي سعيد فِي خطْبَة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الْعِيد وعظة النِّسَاء(2/380)
وَغير ذَلِك وَقد تقدّمت ز 89 ب الْإِشَارَة إِلَيْهِ أَنه أسْندهُ فِي الْعِيدَيْنِ أَيْضا
قَوْله (فِي) [18]
بَاب الْعلم الَّذِي بالمصلى
977 - حَدَّثنا مُسَدَّدٌ حَدَّثنا يَحْيَى عَنْ سُفْيَانَ حَدَّثَني عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَابِسٍ سَمِعت ابْنَ عَبَّاسٍ قِيلَ لَهُ أَشَهِدْتَ الْعِيدَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ نَعَمْ وَلَوْلا مَكَانِي مِنَ الصِّغَرِ مَا شَهِدْتُهُ ((حَتَّى أَتَى الْعَلَمَ الَّذِي عِنْدَ دَارِ كَثِيرِ بْنِ الصَّلْتِ الْحَدِيثَ))
قَالَ وَقَالَ ابْن كثير يَعْنِي عَن سُفْيَان الْعلم
قلت هَكَذَا وَقع فِي رِوَايَة أبي عَليّ الكشاني عَن الْفربرِي وَالَّذِي وَقع فِي الرِّوَايَات الَّتِي اتَّصَلت لنا من طَرِيق أبي ذَر عَن شُيُوخه وَمن طَرِيق غَيره بِالْإِسْنَادِ الْمَذْكُور ((حَتَّى أَتَى الْعلم وَلم يذكرُوا التَّعْلِيق الَّذِي عَن مُحَمَّد بن كثير وَحَدِيث ابْن كثير الْمَذْكُور قد أسْندهُ المُصَنّف فِي كتاب الِاعْتِصَام قَالَ حَدَّثنا مُحَمَّد بن كثير ثَنَا سُفْيَان فَذكره وَكَذَا أخرجه أَبُو دَاوُد عَن مُحَمَّد بن كثير
قَوْله فِي [24]
بَاب من خَالف الطَّرِيق إِذا رَجَعَ يَوْم الْعِيد
عقب حَدِيثِ [986] أَبِي تُمَيْلَةَ [يَحْيَى بْنِ وَاضِحٍ] عَنْ فليح عَن سعيد(2/381)
ابْن الْحَارِثِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ ((كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذَا كَانَ يَوْمُ عِيدٍ خَالَفَ الطَّرِيق))
تَابعه يُونُس بن مُحَمَّد عَن فليح (وَقَالَ مُحَمَّد بن الصَّلْت عَن فليح عَن سعيد عَن أبي هُرَيْرَة) وَحَدِيث جَابر أصح انْتهى
وَفِي كثير من الرِّوَايَات الَّتِي وَقعت لنا اضْطِرَاب فِي هَذَا الْموضع وَالَّذِي كتبناه الصَّوَاب
أما حَدِيث يُونُس بن مُحَمَّد فَقَرَأته على أبي بكر بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم أخْبركُم أَبُو نَصْرِ بْنُ الشِّيرَازِيِّ فِي كِتَابِهِ عَن أبي الْقَاسِم بن الْحَافِظ أَبِي الْفَرَجِ بْنِ الْجَوْزِيِّ أَنَّ يَحْيَى بْنُ ثَابِتِ بْنِ بُنْدَارٍ أَخْبَرَهُ أَنا أَبِي أَنا الْحَافِظُ أَبُو بكر البرقاني أَنا الْحَافِظ أَبُو بَكْرٍ الإِسْمَاعِيلِيُّ فِي الْمُسْتَخْرَجِ أَخْبَرَنِي الْحسن بن سُفْيَان ثَنَا ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ ثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ ثَنَا فُلَيْحٌ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ ((كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا خَرَجَ إِلَى الْعِيدِ رَجَعَ مِنْ غَيْرِ الطَّرِيق الَّذِي ذهب فِيهِ))(2/382)
وَقَالَ أَبُو نعيم فِي الْمُسْتَخْرج على صَحِيح البُخَارِيّ ثَنَا أَبُو بكر الطلحي ثَنَا عبيد بن غَنَّام ثَنَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة مثله
أَخْبَرَنِاه أَحْمد بن أبي بكر فِي كِتَابه عَنْ نَخْوَةَ بِنْتِ مُحَمَّدٍ النَّصِيبِيَّةِ أَن يُوسُف ابْن خَلِيل الْحَافِظ أخْبرهُم أَنا مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل (الطرسوسي) أَنا أَبُو عَليّ الْحداد أَنا أَبُو نعيم بِهِ
قلت و (قد) اخْتلف فِيهِ على يُونُس بن مُحَمَّد فَرَوَاهُ عَنهُ أَبُو بكر هَكَذَا وخالفخ ز 90 أعَليّ بن معبد مُحَمَّد بن عبيد الله بن الْمُنَادِي وَأحمد بن الْأَزْهَر فرروه عَنهُ عَن فليح عَن سعيد عَن أبي هُرَيْرَة
وَأما قَول أبي سعيد فِي الْأَطْرَاف أَن يُونُس بن مُحَمَّد إِنَّمَا رَوَاهُ عَن فليح عَن سعيد عَن أبي هُرَيْرَة فَإِنَّهُ حصر مَرْدُود بِرِوَايَة أبي بكر بن أبي شيبَة وَكَذَا قَوْله إِن مُحَمَّد بن حميد رَوَاهُ عَن أبي تُمَيْلة عَن فليح عَن سعيد عَن أبي هُرَيْرَة فَلَا حجَّة لَهُ فِيهِ فِي رد رِوَايَة البُخَارِيّ الأولى فَإِنَّهُ حِينَئِذٍ يحْتَمل أَن يكون فليح سَمعه من سعيد عَن جَابر وَأبي هُرَيْرَة فَكَانَ تَارَة يحدث بِهِ عَن هَذَا وَتارَة عَن هَذَا بِدَلِيل رِوَايَة يُونُس وَأبي تُمَيْلة لَهُ عَنهُ على الْوَجْهَيْنِ وَكلهمْ ثِقَات
وَمِمَّنْ أثبت أَن الحَدِيث عِنْد أبي تُمَيْلة وَيُونُس عَن فليح عَن سعيد عَن جَابر كَمَا ذكره البُخَارِيّ تِلْمِيذه كَمَا سأورده (إِن شَاءَ الله)
وَأما حَدِيث مُحَمَّد بن الصَّلْت الَّذِي علقه البُخَارِيّ فَأَخْبَرَنَا بِهِ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ يَحْيَى الْهَاشِمِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ بِدِمَشْقَ عَمَّرَهَا اللَّهُ تَعَالَى أَخْبَرَكُمْ أَحْمَدُ بن أبي طَالب أَن عبد الله بن عمر [بن اللتي] أخبرهُ أَنا أَبُو الْوَقْت أَنا أَبُو الْحسن بن المظفر أَنا عبد الله بن أَحْمد [بن أعين] أَنا عيسسى بْنُ عُمَرَ [السَّمَرْقَنْدِيُّ] أَنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّلْتِ ثَنَا فُلَيْحٌ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ((أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا خَرَجَ إِلَى الْعِيدِ رَجَعَ مِنْ طَرِيق آخر(2/383)
أخرجه النرمذي عَن عبد الْأَعْلَى بن وَاصل وَأبي زرْعَة الرَّازِيّ جَمِيعًا عَن مُحَمَّد بن الصَّلْت بِهِ
وَكَذَا رَوَاهُ سمويه فِي فَوَائده عَن مُحَمَّد بن الصَّلْت فَوَقع لنا بَدَلا عَالِيا على طَرِيق الْجَامِع بدرجتين
وَقَالَ التِّرْمِذِيّ حسن غَرِيب
قَالَ وروى أَبُو تُمَيْلة وَيُونُس بن مُحَمَّد هَذَا الحَدِيث عَن فليح عَن سعيد عَن جَابر انْتهى
قَوْله [25]
بَاب إِذا فَاتَهُ الْعِيد يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ لقَوْل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم هَذَا عيدنا أهل الْإِسْلَام))
هَذَا طرف من حَدِيث عُرْوَة عَن عَائِشَة قَالَ دخل عَليّ أَبُو بكر وَعِنْدِي جاريتان من جواري الْأَنْصَار تُغنيَانِ الحَدِيث وَفِيه فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا أَبَا بكر إِن لكل قوم عيدا وَهَذَا عيدنا أهل الْإِسْلَام
وَقد أسْندهُ الْمُؤلف فِي
[بَاب] سنة الْعِيدَيْنِ وَلَيْسَ فِي آخِره ((أهل الْإِسْلَام) وَقد وَقعت هَذِه اللَّفْظَة فِي حَدِيث عقبَة بن عَامر الَّذِي
أَخْبَرَنَا بِهِ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْهَاشِمِيُّ بِالسَّنَدِ الْمُتَقَدِّمِ آنِفًا إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنا وَهْبُ بْنُ جرير(2/384)
ابْن حَازِمٍ ح
وَقرأت عَلَى مُحَمَّدِ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مَنِيعٍ بِدِمَشْقَ عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ الْكَمَالِ سَمَاعًا أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الْكَرِيمِ [السَّيِّدِيَّ] أَخْبَرَهُمْ فِي كِتَابِهِ أَنا وَفَا بْنُ الأَسْعَدِ التُّرْكِيُّ أَنا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ بَيَانٍ أَنا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ بَشرَان ثَنَا ابومحمد عبد الله بن مُحَمَّد بن إِسْحَاقَ الْفَاكِهِيُّ أَنا أَبُو يَحْيَى عبد الله بن أَحْمد بن أَبِي مَيْسَرَةَ ثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحَمْنِ الْمُقْرِئُ وَعُثْمَانُ بْنُ الْيَمَانِ قَالُوا ثَنَا مُوسَى بْنُ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمُ عَرَفَةَ وَأَيَّامُ التَّشْرِيقِ عِيدُنَا أَهْلَ الإِسْلامِ وَهِيَ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ لفظ وهب م 44 أهَذَا ز 90 ب حَدِيث صَحِيح
رَوَاهُ أَبُو دَاوُد عَن الْحسن بن عَليّ عَن وهب بن جرير بِهِ فَوَقع لنا بَدَلا عَالِيا على طَرِيقه بدرجتين
وَرَوَاهُ ابْن خُزَيْمَة فِي صَحِيحه وَالتِّرْمِذِيّ وَصَححهُ وَالنَّسَائِيّ من طرق إِلَى مُوسَى مِنْهَا للنسائي عَن عبيد الله بن فضَالة عَن الْمُقْرِئ فَوَقع لنا بَدَلا عَالِيا
وَرَوَاهُ الْحَاكِم عَن الفاكهي فوافقناه بعلو
قَوْله فِيهِ وَأمر أنس بن مَالك مَوْلَاهُم ابْن أبي عتبَة بالزاوية فَجمع أَهله(2/385)
وبنيه وَصلى كَصَلَاة أهل الْمصر وتكبيرهم
وَقَالَ عِكْرِمَة أهل السوَاد يَجْتَمعُونَ فِي الْعِيد يصلونَ رَكْعَتَيْنِ كَمَا يصنع الإِمَام
وَقَالَ عَطاء (إِذا فَاتَهُ) الْعِيد صلى رَكْعَتَيْنِ
أما فعل أنس فَأَخْبَرَنِي بِمَعْنَاهُ ح 71 ب مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ الْجَزَرِيُّ إِذْنًا مُشَافَهَةً أَنَّ الْعَلامَةَ شِهَابَ الدَّين أَحْمد بن محمدبن قيس أخبرهمم أَنا عبد الرَّحِيم ابْن يُوسُفَ [بْنِ خَطِيبِ الْمِزَّةِ] أَنا عمر بن مُحَمَّد [بن طبرزد] أَنا مُحَمَّد بن عبد الْبَاقِي أَنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ [الْجَوْهَرِيُّ] أَنا عَليّ بن مُحَمَّد بن لُولُو ثَنَا حَمْزَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكَاتِبُ ثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ ثَنَا هُشَيْمٌ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَنَسِ بْنَ مَالِكٍ خَادِمَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ((كَانَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ إِذَا فَاتَتْهُ صَلاةُ الْعِيدِ مَعَ الإِمَامِ جَمَعَ أَهْلَهُ فَصَلَّى بِهِمْ مِثْلَ صَلاةِ الإِمَامِ فِي الْعِيدِ))
رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ من حَدِيث حَمْزَة فَوَقع لنا عَالِيا على طَرِيقه
وَقَالَ ابْن أبي شيبَة فِي المُصَنّف حَدَّثنا ابْنُ عُلَيَّةَ عَنْ يُونُسَ قَالَ حَدثنِي بعض آل أنسا أَنَّ أَنَسًا كَانَ رُبَّمَا جَمَعَ أَهْلَهُ وَحَشَمَهُ يَوْمَ الْعِيدِ فَصَلَّى بِهِمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي عُتْبَةَ رَكْعَتَيْنِ
وَقرأت عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَحْمَدَ بن السراج بِدِمَشْق أخْبركُم عبد الرَّحِيم ابْن إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي الْيُسْرِ قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنْتَ فِي الرَّابِعَةِ وَأَجَازَ فَأَقَرَّ بِهِ أَنَّ جَدَّهُ إِسْمَاعِيلَ بن إِبْرَاهِيم [بن أبي الْيُسْر] أخبرهُ أنَا أَبُو طَاهِرٍ الْخُشُوعِيُّ أَنا جَمَالُ الإِسْلامِ أَبُو الْحَسَنِ السُّلَمِيُّ أَنا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ عبد الْوَاحِد بن مُحَمَّد بن أَحْمد ابْن عُثْمَان بن أبي الْحَدِيد أَنا جَدِّي أَنا أَبُو الدَّحْدَاحِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ أَنا مَحْمُودُ بْنُ خَالِدٍ السُّلَمِيُّ ثَنَا مُحَمَّد بن يُوسُف الْفرْيَابِيّ عَن سُفْيَانَ عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَنَسٍ قَالَ كَانَ مَوْلَى لأَنَسٍ عَلَى رستاق من رساتيق(2/386)
الْبَصْرَةِ فَأَمَرَهُ أَنَسٌ أَنْ يَجْمَعَ بِهِمْ فِي الأَضْحَى وَالْفِطْرِ))
وَأما قَوْلُ عِكْرِمَةَ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ فِي الْمُصَنَّفِ حَدَّثنا غُنْدَرٌ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ عِكْرِمَةَ أَنَّهُ قَالَ فِي الْقَوْمِ يَكُونُونَ فِي السَّوَادِ فِي السَّفَرِ فِي يَوْمِ عِيدِ فِطْرٍ أَوْ أَضْحَى قَالَ يَجْتَمِعُونَ فَيُصَلُّونَ وَيَؤُمُّهُمْ أَحَدُهُمْ
وَأما قَول عَطاء فَقَالَ فِي المُصَنّف فِي الرجل تفوته مَعَ الإِمَام عَلَيْهِ تَكْبِير
حَدَّثنا يحيى بن سعيد ز 91 أعَن ابْن جريج عَن عَطاء قَالَ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ وَيكبر
وقرأت على أبي عبد الله بن السراج بالسند الْمُتَقَدّم آنِفا إِلَى الْفرْيَابِيّ عَن سُفْيَان عَن ابْن جريج عَن عَطاء قَالَ ((من فَاتَهُ الْعِيد فَليصل رَكْعَتَيْنِ))
قَوْله فِيهِ [988] وَقَالَتْ عَائِشَةُ ((رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتُرُنِي وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَى الْحَبَشَةِ وَهُمْ يَلْعَبُونَ فِي الْمَسْجِدِ فَزَجَرَهُمْ عُمَرُ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعْهُمْ أَمْنًا بَنِي أَرْفَدَةَ)) يَعْنِي من الْأَمْن
هَذَا مُسْند عِنْد الْمُؤلف من طَرِيق عقيل عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَة عقب حَدِيث آخر وَقد أعَاد هَذَا الحَدِيث بِعَيْنِه فِي مَنَاقِب قُرَيْش من حَدِيث عقيل عَن الزُّهْرِيّ (وَلَيْسَ بمعلق) وَبِهَذَا جزم الْحميدِي والمزي وَالله أعلم(2/387)
من [14] كتاب الْوتر
قَوْله [12]
بَاب سَاعَات الْوتر
قَالَ أَبُو هُرَيْرَة أَوْصَانِي النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بالوتر قبل النّوم ح 72 أ
هَذَا طرف من حَدِيث أبي هُرَيْرَة قَالَ أَوْصَانِي خليلي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِثَلَاث لَا أدعهن أبدا الحَدِيث
وَقد أسْندهُ الْمُؤلف من طَرِيق أبي عُثْمَان النَّهْدِيّ عَنهُ فِي الصَّلَاة وَالصَّوْم بِلَفْظ ((وَأَن أوتر قبل أَن أَنَام))
وَرَوَاهُ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده أَخْبَرَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ ثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَبَّاسٍ الْجُرَيْرِيِّ عَن أبي عُثْمَان عَن أبي هُرَيْرَةَ قَالَ أَوْصَانِي خَلِيلِي أَبُو الْقَاسِمِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) بِثَلاثٍ الْوِتْرِ قَبْلَ النَّوْمِ وَصَلاةِ الضُّحَى رَكْعَتَيْنِ وَصِيَامِ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ
وَرَوَاهُ مُحَمَّد بن نصر الْمروزِي فِي كتاب أَحْكَام الْوتر عَن إِسْحَاق بِهِ
وَقَالَ أَحْمد فِي مُسْنده ثَنَا يُونُس ثَنَا عبد الْعَزِيز بن الْمُخْتَار عَن عبد الله بن الداناج عَن أبي رَافع عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ ثَلَاث حفظتهن عَن خليلي أبي(2/388)
الْقَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْوتر قبل النّوم الحَدِيث
من [15] كتاب الاسْتِسْقَاء
قَوْله فِي [12]
بَاب دُعَاء النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ((اجْعَلْهَا عَلَيْهِم سِنِين كَسِنِي يُوسُف))
عَقِبَ حَدِيثِ [1006] مُغِيرَةَ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنِ الأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ((أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرَّكْعَةِ الآخِرَةِ يَقُولُ اللَّهُمَّ انْجُ عَيَّاشَ بْنَ أَبِي رَبِيعَةَ)) الحَدِيث
قَالَ ابْن أبي الزِّنَاد عَن أَبِيه هَذَا كُله فِي الصُّبْح ز 91 ب
قَوْله فِي [13]
بَاب سُؤال النَّاس الإِمَام الاسْتِسْقَاء [إِذا قحطوا]
[1009] وَقَالَ عمر بن حَمْزَة ثَنَا سلم عَنْ أَبِيهِ ((رُبَّمَا ذَكَرْتُ قَوْلَ الشَّاعِرِ وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَى وَجْهِ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَسْتَسْقِي فَمَا يَنْزِلُ حَتَّى تَجِيشُ كُلُّ مِيزَابٍ ... وَأَبْيَضُ يُسْتَسْقَى الْغَمَامُ بِوَجْهِهِ ... ... ثِمَالُ الْيَتَامَى عِصْمَةٌ لِلأَرَامِلِ ...
وَهُوَ قَول أبي طَالب)) م 44 ب
أَخْبَرَنَا بِذَلِكَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ [الْحَلاوِيُّ] أَنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّد بن عمر [حفنجلة] أَنا النجيب الْحَرَّانِي أَنا أَبُو مُحَمَّد بْنُ صَاعِدٍ أَنا هِبَةُ اللَّهِ بن مُحَمَّد [بن االحصين] أَنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ [الْمُذْهِبُ] أَنا أَحْمَدُ بْنُ مَالِكٍ [الْقَطِيعِيُّ] ثَنَا عبد الله بن أَحْمد حَدَّثَني أبي ثَنَا أَبُو النَّضر ثَنَا أَبُو عقيل وَهُوَ عبد الله بن عقيل ثَنَا عَمْرو بن حَمْزَة بن عبد الله بن عمر ثَنَا سَالم عَن أَبِيه فَذكره بِحُرُوفِهِ
رَوَاهُ ابْن مَاجَه عَن أَحْمد بن الْأَزْهَر عَن أبي النَّضر فَوَقع لنا بَدَلا عَالِيا(2/389)
لاتصال السماع
قَوْله فِي [13] بَاب إِذا استشفع الْمُشْركُونَ بِالْمُسْلِمين عِنْد الْقَحْط
عَقِبَ حَدِيثِ [1020] سُفْيَانَ عَنْ مَنْصُورٍ وَالأَعْمَشِ عَنْ أَبِي الضُّحَى عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ أَتَيْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ فَقَالَ ((إِنَّ قُرَيْشًا أَبْطَئُوا عَنِ الإِسْلامِ فَدَعَا عَلَيْهِمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخَذَتْهُمْ سَنَةٌ حَتَّى هَلَكُوا فِيهَا الْحَدِيثَ
وَزَادَ أَسْبَاطٌ عَنْ مَنْصُورٍ فَدَعَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسُقُوا الْغَيْثَ فَأَطْبَقَتْ عَلَيْهِمْ سَبْعًا وَشَكَا النَّاسُ كَثْرَةَ الْمَطَرِ فَقَالَ اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلا عَلَيْنَا فَانْحَدَرَتِ السَّحَابَةُ عَنْ رَأْسِهِ فَسُقُوا النَّاس حَولهمْ))
قَالَ اليهقي فِي السّنَن وَفِي كتاب الدَّلَائِل أَيْضا أخبرنَا ح 72 ب أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ ثَنَا الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ثَنَا مُحَمَّد بن عبيد بن عقبَة ثَنَا عَليّ ابْن ثَابت ثَنَا أَسْبَاط بن نصر عَن مَنْصُور عَنْ أَبِي الضُّحَى عَنْ مَسْرُوقٍ عَن ابْن مَسْعُود قَالَ لما رأى الرَّسُولَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من النَّاس إدبارا قَالَ اللَّهُمَّ سبع كسبع يُوسُف فَذكر الحَدِيث وَقَالَ فِيهِ ((فَدَعَا رَسُول الله فسقوا الْغَيْث فأطبقت عَلَيْهِم وَسَاقه بِحُرُوفِهِ
قَوْله [19]
بَاب الاسْتِسْقَاء فِي الْمصلى(2/390)
1027 - حَدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ ثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ سَمِعَ عَبَّادَ بْنَ تَمِيمٍ عَنْ عَمِّهِ قَالَ ((خرج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمُصَلَّى يَسْتَسْقِي وَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ وَقَلَبَ رِدَاءَهُ قَالَ سُفْيَانُ فَأَخْبَرَنِي الْمَسْعُودِيُّ عَنْ أَبِي بَكْرٍ قَالَ جَعَلَ الْيَمِينَ عَلَى الشِّمَالِ انْتَهَى
ادّعى بَعضهم أَن زِيَادَة المَسْعُودِيّ معلقَة وَلَيْسَ كَذَلِك بل هِيَ معطوفة على حَدِيث عبد الله بن أبي بكر فقد رَوَاهُ الْحميدِي ز 92 أفِي مُسْنده عَن سُفْيَان بن عُيَيْنَةَ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأنْصَارِيّ والمسعودي عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ ابْن عَمْرو بن حزم عَن عباد بن تَمِيم عَن عَمه بِهِ قَالَ المَسْعُودِيّ فَقلت لأبي بكر أجعَل الْيَمين على الشمَال أَو الشمَال على الْيَمين
وَقَدْ بَيَّنَهُ عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلاءِ عَنْ سُفْيَانَ قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ فِي مُسْتَخْرَجِهِ ثَنَا أَبُو حَامِدٍ الْجُلُودِيُّ ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ خُزَيْمَةَ ثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلاءِ ثَنَا سُفْيَانُ ثَنَا الْمَسْعُودِيُّ وَيَحْيَى عَنْ أَبِي بَكْرٍ يَعْنِي ابْنَ مَحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ قَالَ سُفْيَانُ فَقُلْتُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ حَدِيثٌ حَدَّثَناهُ يَحْيَى وَالْمَسْعُودِيُّ عَنْ أَبِيكَ قَالَ سَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ إِلَى الْمُصَلَّى فَاسْتَسْقَى فَقَلَبَ رِدَاءَهُ وَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ قَالَ الْمَسْعُودِيُّ جَعَلَ الْيَمِينَ عَلَى الشِّمَالِ وَالشِّمَالَ عَلَى الْيَمِينِ
ثُمَّ رَأَيْتُهُ فِي صَحِيحِ ابْنِ خُزَيْمَةَ بِهَذَا الإِسْنَادِ وَالسِّيَاقِ فَقَالَ بَعْدَ قَوْلِهِ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ ((قَالَ الْمَسْعُودِيُّ عَنْ أَبِي بَكْرٍ عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ فَقُلْتُ لَهُ أَخْبَرَنَا جَعَلَ أَعْلاهُ أَسْفَلَهُ أَوْ أَسْفَلَهُ أَعْلاهُ أَمْ كَيْفَ جَعَلَهُ قَالَ لَا بَلْ جَعَلَ الْيَمِينَ على(2/391)
الشِّمَالِ وَالشِّمَالَ عَلَى الْيَمِينِ
قَوْله [21]
بَاب رفع النَّاس أَيْديهم مَعَ الإِمَام فِي الاسْتِسْقَاء
1029 - قَالَ أَيُّوبُ بْنُ سُلَيْمَانَ حَدَّثَني أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلالٍ قَالَ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ سَمِعت أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ ((أَتَى رَجُلٌ أَعْرَابِيٌّ مِنْ أَهْلِ الْبَدْوِ إِلَى رَسُولِ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلَكَتِ الْمَاشِيَةُ هَلَكَ الْعِيَالُ هَلَكَ النَّاسُ فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَدَيْهِ يَدْعُو وَرَفَعَ النَّاسُ أَيْدِيَهُمْ مَعَهُ يَدْعُونَ قَالَ فَمَا خَرَجْنَا مِنَ الْمَسْجِدِ حَتَّى مُطِرْنَا فَمَا زِلْنَا نمطر حَتَّى كَانَت الْجُمُعَة الأخرة فَأَتَى الرَّجُلُ إِلَى نَبِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُول الله بَشِقَّ الْمُسَافِرُ وَمُنِعَ الطَّرِيقُ انْتهى
أَخْبَرَنِي بذلك الإِمَام أَبُو الْحسن بن أبي بكر قلت لَهُ أخْبركُم مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل [الْحَمَوِيّ] أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَحْمَدَ [السَّعْدِيَّ] أخبرهُ عَن مَنْصُور بن عبد الْمُنْعِمِ [الْفُرَاوِيِّ] أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ الْفَارِسِيَّ أَخْبَرَهُ أَنا الْحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ الْبَيْهَقِيُّ أَنا أَبُو الْقَاسِم عبد الْخَالِق الْمُؤَذّن أَنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بن خنب ببخارى أَنا أَبُو إِسْمَاعِيل التِّرْمِذِيّ ح وقرأته أعلا من هَذِه الطَّرِيق بِدَرَجَة على أم عِيسَى(2/392)
بنت أَحْمد أَنْبَأَك يُونُس بن أبي إِسْحَاق شفاها أَن عَليّ بن الْحُسَيْن ز 92 ب [بن المقير] أنبأهم عَن أَحْمد بن قفرجل أَنا عَاصِم بن الْحسن [الْكَرْخِي] أَنا أَبُو عمر بن مهْدي ثَنَا الْحُسَيْن بن إِسْمَاعِيل ثَنَا مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل التِّرْمِذِيّ ثَنَا أَيُّوب بن سُلَيْمَان بن بِلَال حَدَّثَني أَبُو بكر عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلالٍ قَالَ قَالَ يحيى بن سعيد سَمِعت أنس بن مَالك يَقُول فَذكر الحَدِيث بِحُرُوفِهِ إِلَّا أَنه قَالَ لثق الْمُسَافِر
رَوَاهُ أَبُو عوَانَة صَحِيحه عَن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل التِّرْمِذِيّ وعباس بن مُحَمَّد الدوري كِلَاهُمَا عَن أَيُّوب فَوَقع لنا مُوَافقَة لَهُ عالية من الطَّرِيق الثَّانِيَة
وَرَوَاهُ الْإِسْمَاعِيلِيّ عَن مُوسَى بن الْعَبَّاس عَن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل فَوَقع لنا لدلا بَدَلا لَهُ عَالِيا مِنْهَا أَيْضا
وَرَوَاهُ أَبُو نعيم عَن أبي أَحْمد عَن مُوسَى
قَوْله فِيهِ [1030] وَقَالَ الأُوَيْسِيُّ حَدَّثَني مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ وَشَرِيكٍ سَمِعَا أَنَسًا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [أَنَّهُ] رَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى رَأَيْتُ بَيَاضَ إبطَيْهِ))(2/393)
قلت سقط هَذَا التَّعْلِيق من أَكثر الرِّوَايَات وهوثابت فِي رِوَايَة أبي ذَر وَقد كَرَّرَه الْمُؤلف فِي مَوضِع آخر فِي الدَّعْوَات وَسَيَأْتِي الْكَلَام عَلَيْهِ إِن شَاءَ الله هُنَاكَ ح 73 أم 45 أ
قَوْله [23]
بَاب مَا يُقَال إِذا أمْطرت
وَقَالَ ابْن عَبَّاس (كصيب) الْمَطَر
قَالَ أَبُو جَعْفَر بن جرير الطَّبَرِيّ فِي التَّفْسِير حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى ثَنَا أَبُو صَالِحٍ ثَنَا مُعَاوِيَةُ وَهُوَ ابْنُ صَالِحٍ عَنْ عَلِيٍّ وَهُوَ ابْنُ أَبِي طَلْحَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ (الصَّيِّبُ) الْمَطَرُ
وَقَالَ إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ فِي غَرِيب الحَدِيث حَدَّثنا عُبَيْدُ اللَّهِ الْقَوَارِيرِيُّ ثَنَا يَحْيَى هُوَ الْقَطَّانُ ثَنَا سُفْيَانُ هُوَ االثوري عَنْ هَارُونَ بْنِ عَنْتَرَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ (أَوْ كَصَيِّبٍ) قَالَ الْمَطَرُ
قَوْله فِيهِ عَقِبَ حَدِيثِ [1032] ابْنِ الْمُبَارَكِ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ هُوَ ابْنُ عُمَرَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ الْقَاسِمِ عَنْ عَائِشَةُ ((أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا رَأَى الْمَطَرَ قَالَ صَيِّبًا نَافِعًا)) تَابعه الْقَاسِم بن يحيى عَن عبيد الله وَرَوَاهُ الْأَوْزَاعِيّ وَعقيل عَن نَافِع(2/394)
أما حَدِيث الْقَاسِم
[بَيَاض فِي الأَصْل قدر سطرين]
وَأما رِوَايَة الْأَوْزَاعِيّ فَقَالَ أَحْمد بن حَنْبَل فِي مُسْنده حَدَّثنا يَزِيدُ بْنُ عبد ربه ثَنَا الْوَلِيد بن مُسلم عَن الْأَوْزَاعِيّ عَن نَافِع عَن الْقَاسِم [بن مُحَمَّد] عَن عَائِشَة بِهِ
وَهَكَذَا رَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ من طَرِيق الْوَلِيد بن مُسلم
وَرَوَاهُ ابْن مَاجَه عَن هِشَام بن عمار عَن عبد الحميد بن حبيب بن أبي الْعشْرين عَن الْأَوْزَاعِيّ كَذَلِك
وَخَالَفَهُمَا عمر بن عبد الْوَاحِد والوليد بن مزِيد وَإِسْمَاعِيل بن عبد الله وَغَيرهم رَوَوْهُ عَن الْأَوْزَاعِيّ عَن رجل لم يسم عَن نَافِع وَقَالَ الْبَابلُتِّي عَن الْأَوْزَاعِيّ عَن الزبيدِيّ عَن نَافِع وَقَالَ عقبَة بن عَلْقَمَة عَن الْأَوْزَاعِيّ عَن الزُّهْرِيّ عَن نَافِع وَقَالَ عِيسَى بن يُونُس وَعباد بن جويريه عَن الْأَوْزَاعِيّ عَن الزُّهْرِيّ عَن الْقَاسِم
وَقد رَوَاهُ الْحَافِظ الْكَبِير عبد الرَّحْمَن بن إِبْرَاهِيم دُحَيْم عَن الْوَلِيد بن مُسلم فَصرحَ بِسَمَاع الْوَلِيد من الْأَوْزَاعِيّ وبسماع الْأَوْزَاعِيّ من نَافِع قَالَ الْبَيْهَقِيّ فِي السّنَن(2/395)
الْكَبِير أَخْبَرَنَا أَبُو الْحسن الْعلوِي أَنا أَبُو الْفضل عَبدُوس بن الْحُسَيْن بن السمسار ثَنَا أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ حَدَّثنا دُحَيْم ثَنَا الْوَلِيد بن مُسلم ثَنَا الْأَوْزَاعِيّ حَدَّثَني نَافِع عَن الْقَاسِم عَن عَائِشَة
وَقَرَأْتُهُ عَالِيًا عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ [الْحَلاوِيِّ] عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي أَحْمَدَ سَمَاعًا أَنَّ عَبْدَ اللَّطِيفِ الْحَرَّانِيَّ أَخْبَرَهُمْ أَنا أَبُو أَحْمد بن سكينَة أَنا أَبُو الْقَاسِم بن الْحصين أَنا أَبُو طَالب بن غيلَان أَنا أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الأَنْمَاطِيُّ ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ دُحَيْمٍ ثَنَا الْوَلِيدُ وَشُعَيْبٌ قَالا ثَنَا الأَوْزَاعِيُّ ثَنَا نَافِع ح وَبِهِ إِلَى الأَنْمَاطِيِّ ثَنَا هِشَامٌ يَعْنِي ابْنَ عَمَّارٍ ثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ يَعْنِي ابْنَ أَبِي الْعِشْرِينَ ثَنَا الأَوْزَاعِيُّ حَدَّثَني نَافِع زَادَ الْوَلِيدُ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ حَدَّثَني الْقَاسِمُ عَنْ عَائِشَةُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا رَأَى الْمَطَرَ قَالَ اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ صَيِّبًا
وَبِه إِلَى الشَّافِعِي حَدَّثنا مُوسَى بن هَارُون ثَنَا إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه ثَنَا عِيسَى بن يُونُس عَن الْأَوْزَاعِيّ عَن الزُّهْرِيّ عَن الْقَاسِم عَن عَائِشَة بِهِ
قَالَ مُوسَى إِن كَانَ عِيسَى حفظه فَهُوَ غَرِيب وَالْمَعْرُوف عَن الْأَوْزَاعِيّ عَن نَافِع
وَبِه إِلَى الشَّافِعِي حَدَّثَني ابْنُ يَاسِينَ ثَنَا عَلِيُّ بْنُ دَاوُدَ ثَنَا الْحَارِثُ بْنُ سُلَيْمَانَ ثَنَا عُقْبَةُ بْنُ عَلْقَمَةَ حَدَّثَني الأَوْزَاعِيُّ عَنِ الزُّهْرِيِّ أَخْبَرَنِي نَافِعٌ أَنَّ الْقَاسِمَ أَخْبَرَهُ ((عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا رَأَى الْمَطَرَ قَالَ اللَّهُمَّ صَيِّبًا هَنِيئًا رَوَاهُ النَّسَائِيّ عَن إِبْرَاهِيم بن يَعْقُوب عَن الْبَابلُتِّي فَوَقع لنا بَدَلا عَالِيا وَأَصَح طرقه كلهَا رِوَايَة الْوَلِيد وَمن تَابعه وَالله أعلم(2/396)
وَأما حَدِيث عقيل عَن نَافِع (فَذكره الدَّارَقُطْنِيّ فِي الْعِلَل)
قَوْله [28]
بَاب قَول الله تَعَالَى [الْوَاقِعَة] {وتجعلون رزقكم أَنكُمْ تكذبون} قَالَ ابْن عَبَّاس شكركم
أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ [الْحَلاوِيُّ] عَن زَيْنَب بنت الْكَمَال عَن عَجِيبَة بنت أبي بكر ز 93 ب أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ أَحْمَدَ الْمُوَقِّتَ كَتَبَ إِلَيْهِمْ أَنا أَبُو الْحُسَيْنِ الذَّكْوَانِيُّ أَنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُوسَى الْحَافِظُ ثَنَا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَليّ بن زيد ح 73 ب ثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ ثَنَا هُشَيْمٍ عَنْ أَبِي بِشْرٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهِ كَانَ يَقْرَأُ / وَتَجْعَلُونِي شُكْرَكُمْ / قَالَ يَعْنِي الأَنْوَاءَ وَمَا مُطِرَ قَوْمٌ إِلا أَصْبَحَ بَعْضُهُمْ كَافِرًا وَكَانُوا يَقُولُونَ مُطِرْنَا بِنَوْءِ كَذَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ {وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ} [82 الْوَاقِعَة]
وَبِهِ إِلَى دَعْلَجٍ ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ الأَزْدِيُّ ثَنَا النَّضْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ ثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ ثَنَا أَبُو زُمَيْلٍ حَدَّثَني ابْنُ عَبَّاسٍ قَالَ مُطِرَ النَّاسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ النَّبِي صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَصْبَحَ مِنَ النَّاسِ شَاكِرٌ وَمِنْهُمْ كَافِرٌ قَالُوا هَذِهِ رَحْمَةٌ وَضَعَهَا اللَّهُ وَقَالَ بَعْضُهُمْ لَقَدْ صَدَقَ نَوْءُ كَذَا قَالَ فَأُنْزِلَتْ هَذِهِ الآيَةُ {فَلا أقسم بمواقع النُّجُوم} حَتَّى بَلَغَ {وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ} [75 82 الْوَاقِعَة]
وأَخْبَرَنِي بِهِ عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد [الْغَزِّي] أَن عَليّ بن إِسْمَاعِيل [المَخْزُومِي] أخبرهُ أَنا أَبُو الْفرج بن الصيقل عَنْ مَسْعُودِ بْنِ أَبِي مَنْصُورِ أَن أَبَا عَليّ الْحداد(2/397)
أَخْبَرَهُ أَنا أَبُو نُعَيْمٍ ثَنَا سُلَيْمَان بن أَحْمد [الطَّبَرَانِيّ] ثَنَا مُحَمَّد بن مُحَمَّد الجذوعي ثَنَا الْعَبَّاس بن عبد الْعَظِيم الْعَنْبَري ثَنَا النَّضر بن مُحَمَّد بِهِ
رَوَاهُ مُسلم فِي صَحِيحه عَن الْعَبَّاس بن عبد الْعَظِيم بِهِ فوافقناه بعلو فِي هَذِه الرِّوَايَة وَوَقع لنا بَدَلا عَالِيا على طَرِيقه بِدَرَجَة فِي الرِّوَايَة الأولى وَللَّه الْحَمد
قَوْله [29]
بَاب لَا يدْرِي مَتى يجِئ الْمَطَر إِلَّا الله
قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ((خَمْسٌ لَا يَعْلَمُهُنَّ إِلا اللَّهُ)) هَذَا طَرَفٌ مِنْ حَدِيثٍ أَسْنَدَهُ أَبُو عبد الله فِي كتاب الْإِيمَان من طَرِيق أبي حَيَّان عَن أبي زرْعَة عَن أبي هُرَيْرَة فِي سُؤال جِبْرِيل عَن الْإِيمَان وَالْإِسْلَام
وَمن [16 كتاب] الْكُسُوف
قَوْله [4] خطْبَة الإِمَام فِي الْكُسُوف
وَقَالَت عَائِشَة وَأَسْمَاء خطب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
قلت قد أسْند حَدِيث عَائِشَة فِي أَبْوَاب الْكُسُوف من طرق(2/398)
وَأما حَدِيث أَسمَاء فأسنده فِيهِ وَفِي الطَّهَارَة وَغَيرهَا وَقد تقدم وَسَيَأْتِي ح
قَوْله فِيهِ بعد أَن سَاق حَدِيث [1046] عَائِشَة من طَرِيق أَحْمد بن صَالح عَن عَنْبَسَة عَن يُونُس عَن ابْن شهَاب عَن عُرْوَة عَنْهَا وَكَانَ يحدث كثير بن عَبَّاس أَن عبد الله بن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا كَانَ يحدث يَوْم خسفت الشَّمْس بِمثل حَدِيث عُرْوَة عَن عَائِشَة فَقلت لعروة إِن أَخَاك يَوْم خسفت بِالْمَدِينَةِ لم يزدْ على رَكْعَتَيْنِ مثل الصُّبْح قَالَ أجل لِأَنَّهُ ز 94 أأَخطَأ السّنة
قلت وَالْقَائِل وَكَانَ يحدث كثير بن الْعَبَّاس هُوَ ابْن شهَاب رَاوِيه عَن عُرْوَة وَهُوَ الْقَائِل لعروة إِن أَخَاك إِلَى آخِره وَهَذَا كُله عطف على حَدِيثه الأول فقد رَوَاهُ ح 74 أمُصَرحًا بِأَنَّهُ من قَول الزُّهْرِيّ الْإِسْمَاعِيلِيّ وَالْبَيْهَقِيّ وَأَبُو(2/399)
نعيم وَالدَّارَقُطْنِيّ من طَرِيق أَحْمد بن صَالح شيخ البُخَارِيّ بِسَنَدِهِ وَإِنَّمَا نبهت عَلَيْهِ هُنَا مَعَ أَنه لَا تَعْلِيق فِيهِ خشيَة أَن يظنّ من يرَاهُ أَنه تَعْلِيق وأنني أغفلته كَمَا تقدم فِي نَظَائِر لَهُ وَالله الْمُوفق
قَوْله [6]
بَاب قَول النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ((يخوف الله بهما عباده)) ) قَالَه أَبُو مُوسَى عَن النَّبِي صلى الله
عَلَيْهِ وَسلم
قلت وَقد أسْند حَدِيث أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ بعد ثَمَانِيَة أَبْوَاب
قَوْله فِيهِ عَقِبَ حَدِيثِ [1048] حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ عَنْ يُونُسَ عَنْ أَبِي بَكْرَةَ رَفَعَهُ إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَا يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَكِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُخَوِّفُ بِهِمَا عِبَادَهُ)) لم يذكر عبد الْوَارِث وَشعْبَة وخَالِد بن عبد الله وَحَمَّاد ابْن سَلمَة عَن يُونُس ((يخوف بهما عباده)) وَتَابعه أَشْعَث عَن الْحسن وَتَابعه مُوسَى عَن مبارك عَن الْحسن أَخْبَرَنِي أَبُو بكرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ((إِن الله تَعَالَى يخوف بهما عباده))
ومتابعة أَشْعَث عَن الْحسن مُتَأَخِّرَة فِي بعض النّسخ وَالصَّوَاب مَا وَقع فِي الْأُصُول
أما حَدِيث عبد الْوَارِث فأسنده أَبُو عبد الله فِي بَاب الصَّلَاة فِي كسوف الْقَمَر عَن أبي معمر عَن عبد الْوَارِث بِهِ وَلَكِن رَوَاهُ النَّسَائِيّ عَن عمرَان بن مُوسَى عَن عبد الْوَارِث وَذكر فِيهِ هَذِه اللَّفْظَة(2/400)
وَأما حَدِيث شُعْبَة فأسنده فِيهِ عَن مَحْمُود بن غيلَان عَن سعيد بن عَامر عَنهُ بِهِ
وَأما حَدِيث خَالِد فأسنده فِيهِ عَن عَمْرو بن عون عَنهُ بِهِ
وَأما حَدِيث حَمَّاد بن سَلمَة فَأَخْبَرَنَا بِهِ أَحْمَدُ بْنُ أبي بكر فِي كِتَابه عَن مُحَمَّد ابْن عَلِيِّ بِنْ سَاعِدٍ أَنَّ الْحَافِظَ أَبَا الْحَجَّاجِ يُوسُفَ بْنَ خَلِيلٍ أخبرهُ أَنا مُحَمَّد بن أبي زيد أَنا مَحْمُود بن إِسْمَاعِيل [الصَّيْرَفِي] أَنا أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن [بن فاذ شاه] أَنا أَبُو الْقَاسِمِ الطَّبَرَانِيُّ ثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ يُونُسَ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ أَبِي بَكْرَةَ قَالَ انْكَسَفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَصَلَّى بِأَصْحَابِهِ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ قَالَ ((إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَإِنَّهُمَا لَا يَنْكَسِفَانِ لمَوْت أحد ز 94 ب وَلا لِحَيَاتِهِ فَإِذَا كَسَفَ وَاحِدٌ مِنْهُمَا فَصَلُّوا وَادْعُوا))
وَأما حَدِيث أَشْعَث فَأَخْبَرَنَا بِهِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ [التَّنُوخِيُّ] أَنا أَيُّوبُ بْنُ نِعْمَةَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَحْمَدَ [الْحَنْبَلِيِّ] عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ وَغَيْرِهِ أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ حَمْدٍ [الدُّونِيَّ] أَخْبَرَهُمْ أَنا أَبُو نصر الكسار أَنا أَبُو بَكْرِ بْنُ السُّنِّيِّ أَنا أَبُو عبد الرَّحْمَن أَحْمد بن شُعَيْب الْحَافِظُ أَنا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى قَالا ثَنَا خَالِدٌ ثَنَا أَشْعَثُ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ أَبِي بَكْرَةَ قَالَ كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَسَفَتِ الشَّمْسُ فَوَثَبَ يَجُرُّ ثَوْبَهُ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ حَتَّى انجلت ح 74 ب(2/401)
وَبِه قَالَ أَنا إِسْمَاعِيل بن مَسْعُود ثَنَا خَالِد بِمَعْنَاهُ
وَأما حَدِيث مُوسَى وَهُوَ ابْن إِسْمَاعِيل التَّبُوذَكِي
وَأما قَول الدمياطي أَنه مُوسَى بن دَاوُد الضَّبِّيّ فَمَا أَدْرِي من أَيْن أُتِي بِهِ فَإِن الضَّبِّيّ لم يذكرهُ أحد فِي رجال البُخَارِيّ لَا أصلا وَلَا تَعْلِيقا
و ((قد) أخرجه الطَّبَرَانِيّ عَن الْعَبَّاس الْأَسْفَاطِي عَن أبي الْوَلِيد عَن مبارك لكنه عنعنه وَكَذَلِكَ أخرجه ابْن حبَان من طَرِيق هدبة عَن مبارك
قَوْله [8]
بَاب طول السُّجُود فِي الْكُسُوف
عقب حَدِيث [1051] يحيى عَن أبي سَلمَة عَن عبد الله بن عَمْرو قَالَ ((لما كسفت الشَّمْس على عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نُودي إِن الصَّلَاة جَامِعَة فَذكر الحَدِيث
قَالَ وَقَالَت عَائِشَة [رَضِي الله عَنْهَا] مَا سجدت سجودا قطّ كَانَ أطول مِنْهَا انْتهى
وَقَول عَائِشَة مَعْطُوف على حَدِيث عبد الله بن عَمْرو وَهُوَ من وَرَايَة أبي سَلمَة عَنْهَا وَكَذَا أخرجه مُسلم من طَرِيق أبي سَلمَة عَن عبد الله بن عَمْرو وَفِي آخِره هَذِه الزِّيَادَة عَن عَائِشَة وَإِنَّمَا نبهت عَلَيْهِ لِئَلَّا يظنّ أَنه مُعَلّق وأنني أهملته م 46 أ(2/402)
قَوْله [9]
بَاب صَلَاة الْكُسُوف فِي جمَاعَة
وَصلى ابْن عَبَّاس لَهُم فِي صفة زَمْزَم وَجمع عَليّ بن عبد الله بن عَبَّاس وَصلى ابْن عمر يَعْنِي فِي جمَاعَة
أما أثر ابْن عَبَّاس فَأَخْبَرَنَا بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الشَّاهِدُ عَنْ وَزِيرَةَ بِنْتِ عُمَرَ التَّنُوخِيَّةِ أَنَّ الْحُسَيْنَ بْنَ أَبِي بَكْرٍ [الزُّبَيْدِيَّ] أَخْبَرَهُمْ أَنا أَبُو زُرْعَةَ الْمَقْدِسِيُّ أَنا مَكِّيٌّ السَّلارُ أَنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ الْحِيرِيُّ ثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ أَنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ أَنا الشَّافِعِيُّ أَنا سُفْيَانُ عَنْ سُلَيْمَانَ الأَحْوَلِ سَمِعت طَاوُسًا يَقُولُ ((كَسَفَتِ الشَّمْسُ فَصَلَّى بِنَا ابْنُ عَبَّاسٍ فِي صِفَةِ زَمْزَمَ سِتَّ رَكَعَاتٍ فِي أَرْبَعِ سَجَدَاتٍ
رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ عَن الْحَاكِم ز 95 أعَن الْأَصَم فَوَقع لنا بَدَلا عَالِيا بِدَرَجَة
وَرَوَاهُ سعيد بن مَنْصُور فِي السّنَن عَن سُفْيَان بِهِ
وَأما أثر عَليّ بن عبد الله بن عَبَّاس
[بَيَاض فِي الأَصْل قدر سطرين]
وَأما أثر ابْن عمر فَقَالَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ فِي المُصَنّف حَدَّثنا وَكِيع ثَنَا سُفْيَان عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ يُهَرْوِلُ إِلَى الْمَسْجِدِ فِي كُسُوفِ الشَّمْسِ وَمَعَهُ نَعْلاهُ يَعْنِي لأَجْلِ الْجَمَاعَةِ(2/403)
(وَقَالَ الْفَاكِهِيُّ فِي أَخْبَارِ مَكَّةَ حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الرُّمَّانِيُّ ثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ انْكَسَفَ الْقَمَرُ وَابْنُ عُمَرَ بِالْحَصْبَةِ فَدَخَلَ حِينَ انْكَسَفَ فَصَلَّى عِنْدَ الْكَعْبَةِ حَتَّى تَجَلَّى)
قَوْله [13]
بَاب لَا تنكسف الشَّمْس لمَوْت أحد وَلَا لِحَيَاتِهِ
رَوَاهُ أَبُو بكرَة والمغيرة وَأَبُو مُوسَى وَابْن عَبَّاس وَابْن عمر [رَضِي الله عَنْهُم] انْتهى
وَقد أسْند أَحَادِيث الْخَمْسَة فِي أَبْوَاب الْكُسُوف
قَوْله [14]
بَاب الذّكر فِي الْكُسُوف رَوَاهُ ابْن عَبَّاس [رَضِي الله عَنْهُمَا]
وَقَوله [15]
بَاب الدُّعَاء فِي الخسوف قَالَه أَبُو مُوسَى وَعَائِشَة [رَضِي الله عَنْهُمَا عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] انْتهى
وَقد تقدم التَّنْبِيه على أَحَادِيث هَؤُلَاءِ وَهِي مُسندَة كَمَا ذكرنَا عِنْده(2/404)
قَوْله [16]
بَاب قَول الإِمَام فِي خطْبَة الْكُسُوف أما بعد
1061 - وَقَالَ أَبُو أُسَامَةَ حَدَّثنا هِشَامٌ أَخْبَرَتْنِي فَاطِمَةُ بِنْتُ الْمُنْذِرِ عَنْ أَسْمَاءَ قَالَتْ ((فَانْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ تَجَلَّتِ الشَّمْسُ فَخَطَبَ فَحَمِدَ اللَّهَ بِمَا هُوَ أَهله قُم قَالَ أما بَعْدُ))
قلت قد علقه فِيمَا تقدم قَالَ مَحْمُود ثَنَا أَبُو أُسَامَة فَذكره أتم من هَذَا وَتقدم التَّنْبِيه عَلَيْهِ
وَقد وَقع لي من غير طَرِيق مَحْمُود بن غيلَان عَالِيا جدا قَرَأت عَلَى فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنَجَّا بِدِمَشْقَ أَخْبَرَكُمْ سُلَيْمَانُ بْنُ حَمْزَةَ فِي كِتَابِهِ عَنْ عُمَرَ بْنِ كَرَمٍ [الدِّينَوَرِيِّ] أَنَّ نَصْرَ بن نصر العكبري أخبرهُ ح 75 أأَنا رِزْقُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ التَّمِيمِيُّ أَنا أَبُو عُمَرَ بْنُ مَهْدِيٍّ أَنا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ ابْن كَرَامَةَ ثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ هِشَامٍ قَالَ حَدَّثَتْنِي فَاطِمَةُ بِنْتُ الْمُنْذِرِ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ قَالَتْ دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ وَالنَّاسُ يُصَلُّونَ فَقُلْتُ لَهَا مَا شَأْن النَّاس يصلونَ فققلت آيَةٌ فَأَشَارَتْ بِرَأْسِهَا أَيْ نَعَمْ فَأَطَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جِدًّا حَتَّى تَجَلانِي الْغَشْيُ وَإِلَى جَنْبِي قِرْبَةٌ فِيهَا مَاءٌ فَفَتَحْتُهَا فَجَعَلْتُ أَصُبُّ مِنْهَا على ز 95 ب رَأْسِي فَانْصَرف رَسُول االله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقد تجلت الشَّمْس فَخَطب النَّاس فحد اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ ثُمَّ قَالَ أما بَعْدُ
قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ فِي مُسْتَخْرَجِهِ لَفْظَة ((أما بعد)) فِي هَذَا الحَدِيث عزيزة قلت وَقد وَقعت لنا هَذِه الزِّيَادَة أَيْضا من حَدِيث حَمَّاد بن سَلمَة عَن هِشَام ورويناها فِي الْجُزْء الثَّالِث عشر من حَدِيث الخرساني
قَوْله [19]
بَاب الْجَهْر بِالْقِرَاءَةِ فِي الْكُسُوف(2/405)
1065 - حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ مِهْرَانَ ثَنَا الْوَلِيدُ أَخْبَرَنَا ابْنُ نَمِرٍ سَمِعَ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ جَهَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي صَلاةِ الْخُسُوفِ بِقِرَاءَتِهِ واقتص الحَدِيث إِلَى أَن قَالَ [1066] وَقَالَ الأَوْزَاعِيُّ وَغَيْرُهُ سَمِعت الزُّهْرِيَّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ [رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا] ((إِنَّ الشَّمْسَ خَسَفَتْ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبَعَثَ مُنَادِيًا بِالصَّلاةِ جَامِعَةً فَتَقَدَّمَ فَصَلَّى أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ فِي رَكْعَتَيْنِ وَأَرْبَعِ سَجَدَاتٍ)) وأَخْبَرَنِي عبد الرَّحْمَن بن نمر سمع ابْن شهَاب مثله قَالَ الزُّهْرِيّ فَقلت مَا صنع أَخُوك ذَلِك عبد الله بن الزبير مَا صلى إِلَّا ركعيتين (مثل الصُّبْح) إِذا صلى بِالْمَدِينَةِ قَالَ أجل إِنَّه أَخطَأ السّنة
تَابعه سُفْيَان بن حُسَيْن وَسليمَان بن كثير عَن الزُّهْرِيّ فِي الْجَهْر قلت أما حَدِيث الْأَوْزَاعِيّ فَظَاهر هَذَا السِّيَاق أَنه مُعَلّق كَمَا فهمه الْحَافِظ أَبُو الْحجَّاج الْمزي فِي الْأَطْرَاف وَلَيْسَ كَذَلِك بل هُوَ مَوْصُول وَالْقَائِل قَالَ الْأَوْزَاعِيّ هُوَ الْوَلِيد ابْن مُسلم قَالَه عطفا على حَدِيثه عَن ابْن عمر يدل لذَلِك قَول مُسلم فِي صَحِيحه حَدَّثنا مُحَمَّد بن مهْرَان الرَّازِيّ ثَنَا الْوَلِيد بن مُسلم قَالَ قَالَ الْأَوْزَاعِيّ وَغَيره سَمِعت ابْن شهَاب الزُّهْرِيّ يخبر عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة فَذكر الحَدِيث وَقَالَ بعده حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ مِهْرَانَ ثَنَا الْوَلِيد بن مُسلم أَنا عبد الرَّحْمَن بن نمر أَنه سمع ابْن شهَاب بِهِ
فَهَذَا كَمَا ترَاهُ أخرجه عَن شيخ البُخَارِيّ وَبَين أَن الحَدِيث عِنْده عَن الْوَلِيد بن مُسلم بِالْوَجْهَيْنِ وَالله أعلم
وَأما حَدِيث سُفْيَان بن حُسَيْن فَقَالَ التِّرْمِذِيّ فِي الْجَامِع حَدثنَا أَبُو بكر مُحَمَّد(2/406)
بْنُ أَبَانٍ ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ صَدَقَةَ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ حُسَيْنٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى صَلاةَ الْكُسُوفِ وَجَهَرَ بِالْقِرَاءَةِ فِيهَا فَقَالَ هَذَا حَدِيث حسن صَحِيح
وَرَوَاهُ أَبُو إِسْحَاق الْفَزارِيّ عَن سُفْيَان بن حُسَيْن نَحوه أهـ ح 75 ب
وَحَدِيث أبي إِسْحَاق الْفَزارِيّ أسْندهُ الْبَيْهَقِيّ من طَرِيقه
وَأما حَدِيث سُلَيْمَان بن كثير فَقَالَ الإِمَام أَحْمد فِي مُسْنده أَخْبَرَنَا عَبْدُ الصَّمد ابْن عَبْدِ الْوَارِثِ ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ كثير ثَنَا الزُّهْرِيّ ز 96 أعَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ ((خَسَفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُصَلَّى فَكَبَّرَ وَكَبَّرَ النَّاسُ ثُمَّ قَرَأَ فَجَهَرَ بِالْقِرَاءَةِ الحَدِيث
وَقد وَقع لنا من حَدِيث أبي دَاوُد عَالِيا لكنه مُخْتَصر
أَخْبَرَنَا بِهِ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الْمَجْدِ عَنْ أَبِي بَكْرٍ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّد بن أبي الْقَاسِم أَن الْحَافِظَ أَبَا الْحَجَّاجِ يُوسُفَ بْنَ خَلِيلٍ أَخْبَرَهُمْ أَنا خَلِيلُ بْنُ بَدْرٍ أَنا أَبُو عَلِيٍّ الْحَدَّادُ أَنا أَبُو نعيم أَنا عبد اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ ثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ ثَنَا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ كَثِيرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ ((أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَهَرَ بِالْقِرَاءَةِ فِي صَلاةِ الْكُسُوفِ
رَوَاهُ النَّسَائِيّ عَن مُحَمَّد بن يحيى عَن أبي دَاوُد فَوَقع لنا بَدَلا عَالِيا(2/407)
من [17]
أَبْوَاب سُجُود الْقُرْآن
قَوْله [4]
بَاب سَجْدَة النَّجْم
قَالَه ابْن عَبَّاس [رَضِي الله عَنْهُمَا] عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثمَّ قَالَ بعد بِبَاب [5]
بَاب سُجُود الْمُسلمين مَعَ الْمُشْركين
وَكَانَ ابْن عمر [رَضِي الله عَنْهُمَا] يسْجد على غير وضوء
1071 - حَدَّثنا مُسَدَّدٌ ثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ ثَنَا أَيُّوبُ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ [رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا] ((أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَجَدَ بِالنَّجْمِ الْحَدِيثَ
رَوَاهُ إِبْرَاهِيم بن طهْمَان عَن أَيُّوب انْتهى أما أثر ابْن عمر فَقَالَ ابْن أبي شيبَة فِي المُصَنّف حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ ثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي زَائِدَةَ ثَنَا أَبُو الْحَسَنِ يَعْنِي عُبَيْدَ بْنَ الْحَسَنِ (عَنْ رَجُلٍ زَعَمَ أَنَّهُ كَنَفْسِهِ) عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ كَانَ ابْنُ عُمَرَ يَنْزِلُ عَنْ رَاحِلَتِهِ فَيُهَرِيقُ الْمَاءَ ثُمَّ يَرْكَبُ فَيَقْرَأُ السَّجْدَةَ فَيَسْجُدُ وَمَا يَتَوَضَّأُ
قلت وَأما مَا رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فَقَالَ حَدَّثنا الْمِهْرَجَانِيُّ ثَنَا بِشْرُ بْنُ أَحْمَدَ ثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْحُسَيْنِ ثَنَا قُتَيْبَةُ ثَنَا اللَّيْثُ عَن نَافِع عَن ابْن عمر أَنَّهُ قَالَ ((لَا يَسْجُدُ الرَّجُلُ إِلا وَهُوَ طَاهِرٌ)) فَيحْتَمل أَن يحمل على الطَّهَارَة الْكُبْرَى أَو على(2/408)
الِاسْتِحْبَاب وَأما رِوَايَة ابْن طهْمَان
[بَيَاض فِي الأَصْل قدر سطر]
قَوْله [8]
بَاب من سجد لسجود الْقَارئ
وَقَالَ ابْن مَسْعُود لتميم بن حذلم وهوغلام فَقَرَأَ عَلَيْهِ سَجْدَة فَقَالَ اسجد فَأَنت إمامنا فِيهَا
قَرَأت عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَحْمُودٍ أَخْبَرَكُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحُسَيْنِ الأَنْصَارِيُّ أَنَّ إِسْمَاعِيلَ بْنَ أَحْمَدَ الْعِرَاقِيَّ أَخْبَرَهُ عَنْ شُهْدَةَ بِنْتِ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الإِبَرِيِّ أَنَّ الْحُسَيْنَ بْنَ أَحْمَد بْنِ طَلْحَةَ أَخْبَرَهُمْ (قَالَ) أَنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّد بن عبد الله ز 96 ب بْنِ بِشْرَانَ أَنا أَبُو جَعْفَرٍ الرزاز أَنا مُحَمَّد ح 76 أبْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ ثَنَا إِسْحَاقُ الأَزْرَقُ أَنا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ سُلَيْمِ بْنِ حَنْظَلَةَ قَالَ قَرَأت السَّجْدَةَ عِنْدَ ابْنِ مَسْعُودٍ فَنَظَرَ إِلَيَّ فَقَالَ ((أَنْتَ إِمَامُنَا فَاسْجُدْ نَسْجُدْ مَعَكَ))
وَهَكَذَا رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي السّنَن الْكَبِير عَن أبي الْحُسَيْن بن بَشرَان فوافقناه فِيهِ بعلو
وَهَكَذَا رَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي جَامعه عَن الثَّوْريّ(2/409)
وَقَالَ البُخَارِيّ فِي التَّارِيخ الْكَبِير قَالَ لنا مُسَدّد عَن أبي الْأَحْوَص عَن مُغيرَة عَن إِبْرَاهِيم قَالَ قَالَ تَمِيم بن حذلم قَرَأت عِنْد عبد الله وَقَالَ لنا أَحْمد ابْن يُونُس ثَنَا مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز عَن الْمُغيرَة عَن إِبْرَاهِيم قَالَ وَقَرَأَ تَمِيم بن حذلم على عبد الله فَقَرَأَ السَّجْدَة انْتهى
وَقَالَ أَيْضا فِي التَّارِيخ قَالَ أَبُو نعيم عَن إِسْرَائِيل عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ سُلَيْمِ بن حَنْظَلَة قَرَأت على عبد الله سَجْدَة فَقَالَ أَنْت إمامنا وَقَالَ عبد الله بن عُثْمَان عَن أبي حَمْزَة عَن الْأَعْمَش عَن عمَارَة بن عُمَيْر عَن سُلَيْمِ بْنِ حَنْظَلَةَ قَالَ قَرَأت على عبد الله انْتهى
وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ ثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ وَجَرِيرٌ عَنْ مُغِيرَةَ عَنْ إِبْرَاهِيم قَالَ قَالَ تَمِيم بن حَذْلَمٍ قَرَأت الْقُرْآنَ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ وَأَنَا غُلامٌ فَمَرَرْتُ بِسَجْدَةٍ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ أَنْتَ إِمَامُنَا فِيهَا
وَهَكَذَا رَوَاهُ ابْن أبي شيبَة عَن مُحَمَّد بن فُضَيْل عَن الْأَعْمَش فَيحْتَمل أَن تكون الْقِصَّة وَقعت لاثْنَيْنِ وترجح عِنْد البُخَارِيّ الأول لذكره لَهُ فِي الْجَامِع وَأما فِي التَّارِيخ فَلم يرجح شَيْئا
وَقد رُوِيَ هَذَا مَرْفُوعا قَالَ ان أَبِي شَيْبَةَ ثَنَا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ بْنُ عَجْلانَ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ((أَنَّ غُلامًا قَرَأَ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ السَّجْدَةَ فَانْتَظَرَ الْغُلامُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ يَسْجُدَ فَلَمَّا لَمْ يَسْجُدْ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَيْسَ فِي هَذِه(2/410)
السَّجْدَةِ سُجُودٌ قَالَ بَلَى وَلَكِنَّكَ كُنْتَ إِمَامَنَا فِيهَا وَلَوْ سَجَدْتَ لَسَجَدْنَا
رَوَاهُ هِشَام بن سعد عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ عَطاء بن يسَار قَالَ بَلغنِي فَذكره نَحوه
قَوْله [10]
بَاب من رأى أَن الله عز وَجل لم يُوجب السُّجُود وَقيل لعمران بن حُصَيْن الرجل يسمع السَّجْدَة وَلم يجلس لَهَا
قَالَ أَرَأَيْت لَو قعد لَهَا كَأَنَّهُ لَا يُوجِبهُ عَلَيْهِ
وَقَالَ سلمَان مَا لهَذَا غدونا
وَقَالَ عُثْمَان [رَضِي الله عَنهُ] إِنَّمَا السَّجْدَة على من استمعها
وَقَالَ الزُّهْرِيّ لَا تسْجد إِلَّا أَن تكون طَاهِرا فَإِذا سجدت وَأَنت فِي حضر فَاسْتقْبل الْقبْلَة فَإِن كنت رَاكِبًا فَلَا عَلَيْك حَيْثُ كَانَ وَجهك وَكَانَ السَّائِب بن يزِيد ز 97 ألَا يسْجد لسجود الْقَاص
أما أثر عمرَان بن حُصَيْن م 47 أفَقَالَ عبد الرَّزَّاق فِي جَامعه أَنا مَعْمَرٌ أَوْ غَيْرُهُ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ مَرَّ بِقَاصٍّ فَقَرَأَ الْقَاصُّ السَّجْدَةَ فَمَضَى عِمْرَانُ وَلَمْ يَسْجُدْ مَعَهُ وَقَالَ إِنَّمَا السَّجْدَةُ عَلَى مَنْ جَلَسَ لَهَا
وَقَالَ ابْنُ أَبِي شيبَة حَدَّثنا عبد الْأَعْلَى عَن الْجُرَيْرِيِّ عَنْ أَبِي الْعَلاءِ عَنْ مُطَرِّفٍ قَالَ سَأَلْتُهُ عَنِ الرَّجُلِ يَتَمَارَى فِي السَّجْدَةِ أَسَمِعَهَا أَوْ لم يسْمعهَا قَالَ(2/411)
وَسَمِعَهَا فَمَاذَا قَالَ مُطَرِّفٌ وَسَأَلْتُ عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ عَنِ الرَّجُلِ لَا يَدْرِي أَسَمِعَ السَّجْدَةَ أَمْ لَا قَالَ وَسَمِعَهَا فَمَاذَا
وَأما أثر سُلَيْمَان فَقَالَ الْبَيْهَقِيُّ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَافِظُ أَنا أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ ثَنَا سُفْيَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيُّ ثَنَا عَليّ بن الْحسن ثَنَا عبد الله ابْن الْوَلِيدِ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ مَرَّ سَلْمَانُ بِقَوْمٍ يقرأون السَّجْدَةَ قَالُوا اسْجُدْ قَالَ لَيْسَ لَهَا غدونا ح 76 ب
وَهَكَذَا رَوَاهُ عبد الرَّزَّاق عَن الثَّوْريّ وهوإسناد صَحِيح لِأَن الثَّوْريّ سمع من عَطاء قبل الِاخْتِلَاط
وَأما أثر عُثْمَان فَقَالَ صَاحب المُصَنّف حَدَّثنا وَكِيع عَن ابْن أبي عرُوبَة عَن قَتَادَة عَن ابْن الْمسيب عَنْ عُثْمَانَ قَالَ إِنَّمَا السَّجْدَةُ عَلَى مَنْ جَلَسَ لَهَا
وَقَالَ عبد الرَّزَّاق فِي جَامعه عَن مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ أَنَّ عُثْمَانَ مَرَّ بِقَاصٍّ فَقَرَأَ سَجْدَةٌ لِيَسْجُدَ مَعَهُ عُثْمَانُ فَقَالَ عُثْمَانُ إِنَّمَا السُّجُودُ عَلَى مَنِ اسْتَمَعَ ثُمَّ مَضَى وَلَمْ يَسْجُدْ
وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ ثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَن سعييد بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ قَالَ عُثْمَانُ إِنَّمَا السَّجْدَةُ عَلَى مَنْ جَلَسَ لَهَا وَاسْتَمَعَ
وَأما قَول الزُّهْرِيّ فَرَوَاهُ ابْن وهب فِي موطأته عَن يُونُس بن يزِيد عَن(2/412)
الزُّهْرِيّ بِهِ وَأما أثر السَّائِب بن يزِيد
[بَيَاض فِي الأَصْل]
قَوْله فِيهِ عَقِبَ حَدِيثِ [1077] ابْنِ جريج عَن ابْن أبي مليكَة عَن عُثْمَان ابْن عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ الْهُدَيْرِ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ [رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ] فِي سُجُودِهِ فِي سُورَةِ النَّحْلِ
وَزَادَ نَافِعٌ عَنِ ابْنِ عُمَرَ [رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا] ((إِن الله لم يُفَوض السُّجُودَ إِلا أَنْ نَشَاءَ))
قلت وَهَذَا أَيْضا ظَاهره التَّعْلِيق وَذكره الْمزي فِي الْأَطْرَاف تبعا للحميدي من جملَة المعلقات وَلَيْسَ كَذَلِك بل هُوَ مَوْصُول وَالْقَائِل زَاد نَافِع هُوَ ابْن جريج بِدَلِيل أَن الْإِسْمَاعِيلِيّ وَأَبا نعيم وَالْبَيْهَقِيّ أَخْرجُوهُ من طَرِيق حجاج بن مُحَمَّد عَن ابْن جريج عَن ابْن أبي مليكَة وَعَن نَافِع عَن ابْن عمر بعقبه كَمَا أخبرنَا ز 97 ب أَحْمد بن بكر فِي كِتَابه عَنْ نَخْوَةَ بِنْتِ النَّصِيبِيِّ أَنَّ يُوسُف بن خَلِيل الْحَافِظ أخْبرهُم أَنا أَبُو جَعْفَرٍ الطَّرَسُوسِيُّ أَنا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ [الْحَدَّادُ] ثَنَا أَحْمد بن عبد الله [أَبُو نعيم] ثَنَا أَبُو أَحْمد ثَنَا أَبُو نُعَيْمِ بْنُ عَدِيٍّ ثَنَا يُوسُفُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ ثَنَا حَجَّاجٌ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مُلْيَكَةَ أَنَّ عَبْدَ الرَّحَمْنِ بْنَ عُثْمَانَ التَّيْمِيَّ أَخْبَرَهُ كَذَا قَالَ وَإِنَّمَا هُوَ عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْهُدَيْرِ وَكَانَ رَبِيعَةُ مِنْ خِيَارِ النَّاسِ أَنَّهُ حَضَرَ(2/413)
عُمَرُ وَقَرَأَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ عَلَى الْمِنْبَرِ سُورَةَ النَّحْلِ حَتَّى إِذَا جَاءَ السَّجْدَةَ نَزَلَ فَسَجَدَ وَسَجَدَ النَّاسُ حَتَّى إِذَا كَانَتِ الْجُمُعَةُ الْقَابِلَة قَرَأَ بهَا ح 77 أحَتَّى إِذَا جَاءَ السَّجْدَةُ قَالَ أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا لَمْ نُؤْمَرْ بِالسُّجُودِ فَمَنْ سَجَدَ فَقَدْ أَصَابَ وَمَنْ لَا فَلا إِثْمَ وَلَمْ يَسْجُدْ عُمَرُ
قَالَ يُوسُفُ قَالَ حَجَّاجٌ قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ وَزَادَ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَفْرِضِ السُّجُودَ عَلَيْنَا إِلا أَنْ نَشَاءَ
وَرَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه عَن ابْن جريج مثله وَقَالَ فِي آخِره قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ وَأَخْبَرَنِي نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ قَالَ لَمْ يُفْرَضْ عَلَيْنَا السُّجُودُ إِلا أَنْ نَشَاءَ
من [18]
أَبْوَاب تَقْصِير الصَّلَاة
قَوْله فِي [3]
بَاب كم أَقَامَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي حجَّته
عقب حَدِيث [1085] أبي الْعَالِيَة الْبَراء عَن ابْنِ عَبَّاسٍ [رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا] قَالَ ((قدم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَصْحَابه لصبح رَابِعَة يلبون بِالْحَجِّ الحَدِيث تَابعه عَطاء عَن جَابر انْتهى
وَقَدْ أَسْنَدَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ حَدِيث عَطاء فِي الْحَج وَسَيَأْتِي التَّنْبِيه عَلَيْهِ فِيهِ
قَوْله [4]
بَاب فِي كم يقصر الصَّلَاة وسمى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْمًا وَلَيْلَة سفرا(2/414)
وَكَانَ ابْن عمر وَابْن عَبَّاس [رَضِي الله عَنْهُم] يقصران ويفطران فِي أَرْبَعَة برد (وَهِي سِتَّة عشر فرسخا)
أما الْمَرْفُوع فأسنده فِي الْبَاب من حَدِيث أبي هُرَيْرَة
وَأما الْمَوْقُوف فَقَالَ الْبَيْهَقِيّ فِي السُّنَنِ الْكَبِيرِ أَخْبَرَنَا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ الرَّازِيُّ [الْحَافِظُ] أَنا زَاهِرُ بْنُ أَحْمَدَ أَنا أَبُو بَكْرٍ النَّيْسَابُورِيُّ ثَنَا يُوسُفُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ ثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ ثَنَا لَيْثٌ هُوَ ابْنُ سعد حَدثنِي يزِيد ابْن أَبِي حَبِيبٍ عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ كَانَ يُصَلِّيَانِ رَكْعَتَيْنِ وَيُفْطِرَانِ فِي أَرْبَعَةِ بُرُدٍ فَمَا فَوْقَ ذَلِكَ
قَرَأْتُهُ عَالِيًا عَلَى فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنَجَّا بِدِمَشْقَ عَنْ سُلَيَمْانَ بْنِ حَمْزَةَ أَنَّ الْحَافِظَ الضِّيَاءَ الْمَقْدِسِيَّ أَخْبَرَهُمْ أَنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي نَصْرٍ عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ أَبِي سَعْدٍ الْبَغْدَادِيِّ سَمَاعًا عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْعَيَّارِ أَنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ (بْنِ) الرُّومِيِّ ثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ السراج ز 98 أثَنَا قُتَيْبَةُ ثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ وَابْنَ عَبَّاسٍ كَانَا يَقْصُرَانِ الصَّلاةَ وَيُفْطِرَانِ فِي أَرْبَعَةِ بُرُدٍ
وَقَالَ الشَّافِعِيُّ أَنا مَالِكٌ عَنْ نَافِعٍ عَنْ سَالِمٍ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رَكِبَ إِلَى ذَاتِ النُّصْبِ فَقَصَرَ الصَّلاةَ [فِي مَسِيرَةِ ذَلِكَ] فَقَالَ مَالِكٌ وَبَيْنَ ذَاتِ النُّصْبِ وَالْمَدِينَةِ أَرْبَعَةُ برد(2/415)
قلت وَرُوِيَ حَدِيث ابْن عَبَّاس مَرْفُوعا أخرجه الدَّارَقُطْنِيّ من طَرِيق مُجَاهِد وَعَطَاء عَنهُ بِلَفْظ ((يَا أهل مَكَّة لَا تقصرُوا الصَّلَاة فِي أدنى من أَرْبَعَة برد من مَكَّة إِلَى عسفان)) وَإِسْنَاده ضَعِيف م 47 ب
قَوْله فِيهِ عَقِبَ حَدِيثِ [1087] يَحْيَى عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ [رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا] عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ((لَا تُسَافِرِ الْمَرَأَةُ ثَلاثًا إِلا مَعَ ذِي مَحْرَمٍ))
تَابعه أَحْمد عَن ابْن الْمُبَارك عَن عبيد الله عَن نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنْ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
أَحْمد هَذَا لَيْسَ هُوَ ابْن حَنْبَل لِأَنَّهُ لم يسمع من ابْن الْمُبَارك وَالظَّاهِر أَنه أَحْمد بن مُحَمَّد الْمروزِي
[بَيَاض فِي الأَصْل قدر سطر]
قَوْله فِيهِ عَقِبَ حَدِيثِ [1088] ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ عَنِ الْمَقْبُرِيِّ (عَنْ أَبِيهِ) عَنْ أبي هُرَيْرَة [رَضِي الله عَنهُ] رَفَعَهُ ((لَا يَحِلُّ لامْرَأَةٍ تُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أَنْ تُسَافِرَ مَسِيرَةَ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ وَلَيْسَ مَعَهَا حُرْمَة))(2/416)
تَابعه يحيى بن أبي كثير وَسُهيْل وَمَالك عَن المَقْبُري عَن أبي هُرَيْرَة [رَضِي الله عَنهُ] انْتهى
قلت هَذَا الحَدِيث مِمَّا تبعه الدَّارَقُطْنِيّ على الشَّيْخَيْنِ وَأنكر إخراجهما لرِوَايَة ابْن أبي ذِئْب وَذكر أَن الصَّوَاب رِوَايَة مَالك وَمن تَابعه وَالله أعلم
وَقد اخْتلف فِيهِ على مَالك وعَلى سُهَيْل كَمَا نبينه
فَأَما حَدِيث يحيى فَقَالَ أَحْمد فِي مُسْنده ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى ثَنَا شَيْبَانُ ثَنَا (يَحْيَى) عَنْ سَعِيدٍ عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ((لَا يَحِلُّ لامْرَأَة تؤمن باالله وَالْيَوْمِ الآخِرِ أَنْ تُسَافِرَ يَوْمًا إِلا مَعَ ذِي مَحْرَمٍ))
وَأما حَدِيث سُهَيْل فَأَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ [التَّنُوخِيُّ] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمد ابْن أَبِي الْهَيْجَاءِ أَنا أَبُو عَلِيٍّ الْبَكْرِيُّ أَنا أَبُو رَوْحٍ أَنا تَمِيمُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ أَنا أَبُو الْحَسَنِ الْبَحَّاثِيُّ ثَنَا أَبُو الْحَسَنِ الزَّوْزَنِيُّ ثَنَا أَبُو حَاتِمِ بْنُ حِبَّانَ أَنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ الشَّامِيُّ ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ((لَا تُسَافِرِ الْمَرْأَةُ بَرِيدًا إِلا مَعَ ذِي محرم))(2/417)
وَكَذَا رَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي السّنَن عَن يُوسُف بن مُوسَى عَن جرير عَن سُهَيْل وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك من طَرِيق جرير
وَكَذَا رَوَاهُ ز 98 ب ابْن خُزَيْمَة فِي صَحِيحه من حَدِيث خَالِد الوَاسِطِيّ عَن سُهَيْل
وَخَالفهُم بشر بن الْمفضل فَقَالَ عَن سُهَيْل عَن ح 77 ب أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة لم يذكر المَقْبُري
وَبِهَذَا الإِسْنَادِ إِلَى ابْنِ حِبَّانَ قَالَ أَنا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى ثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ ثَنَا سُهَيْلٌ عَنْ أَبِيهِ عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَحِلُّ لامْرَأَةٍ تُسَافِرُ ثَلاثًا إِلا وَمَعَهَا ذُو مَحْرَمٍ مِنْهَا
(كَمَا رَوَاهُ مُسلم من هَذَا الْوَجْه
قَالَ ابْن عبد الْبر رِوَايَة سُهَيْل اضْطَرَبَتْ إِسْنَادًا ومتنا)
وَأما حَدِيث مَالك فَأَخْبَرَنَا بِهِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ قَوَّامٍ بِسَفْحِ قَاسِيُونَ أَنَّ عَلِيَّ ابْن مُحَمَّدِ بْنِ هِلالٍ أَخْبَرَهُمْ أَنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُضَرَ أَنا الْمُؤَيَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَنا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ سَهْلٍ أَنا أَبُو عُثْمَانَ [النَّجِيرَمِيُّ] أَنا (زَاهِرُ) بن أَحْمد أَنا(2/418)
إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ ثَنَا أَبُو مُصْعَبٍ ح وَقرأت عَلَى أبي الْفرج بن الْغَزِّي أخْبركُم عَلِيُّ بْنُ إِسْمَاعِيلَ أَنَّ أَبَا االفرج بْنَ الصَّيْقَلِ أَخْبَرَهُ عَنْ مَسْعُودِ بن أبي مَنْصُور أَن أَبَا عَلِيٍّ الْحَدَّادَ أَخْبَرَهُ أَنا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلالٍ غَيْرَ مَرَّةٍ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ ثَنَا الْقَعْنَبِيُّ ح قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ وَحَدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ ثَنَا الْفَضْلُ يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ كُلُّهُمْ عَنْ مَالِكٍ عَن سعيد بن أبي سعيد الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ((لَا يَحِلُّ لامْرَأَةٍ تُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ تُسَافِرُ مَسِيرَةَ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ إِلا مَعَ ذِي حُرْمَةٍ مِنْهَا))
رَوَاهُ مُسلم عَن يحيى بن يحيى
وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد عَن القعْنبِي فوافقناه بعلو
وَهَكَذَا رَوَاهُ الشَّافِعِي وَابْن وهب وَعُثْمَان بن عمر والنفيلي ومُوسَى بن أعين وَغَيرهم عَن مَالك وَهَذَا هُوَ الْمَشْهُور عَن مَالك
وَرَوَاهُ بشر بن عمر الزهْرَانِي وَإِسْحَاق بن مُحَمَّد الفراوي عَن مَالك عَن سعيد عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة كَمَا قَالَ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ
أُنْبِئْتُ عَن مُحَمَّد بن أَحْمد بن أَبِي الْهَيْجَاءِ وَغَيْرِهِ أَنَّ الْحَسَنَ بْنَ مُحَمَّدٍ [الْبَكْرِيَّ] أَخْبَرَهُمْ أَنا الْقَاسِم بن عبد الله بن عُمَرَ أَنا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ أَنا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنا أَبُو نعيم الإِسْفِرَايِينِيّ ثَنَا أَبُو عوَانَة ثَنَا أَبُو(2/419)
قِلابَةَ وَيَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ قَالا ثَنَا بِشْرُ بْنُ عُمَرَ ثَنَا مَالك عَن سعيد عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَحِلُّ لامْرَأَةٍ تُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أَنْ تُسَافِرَ يَوْمًا وَلَيْلَةً إِلا مَعَ ذِي مَحْرَمٍ
رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ عَن الْحسن بن عَليّ الْحلْوانِي
وَرَوَاهُ ابْن خُزَيْمَة فِي صَحِيحه عَن عَليّ بن مُسلم وَيحيى بن حَكِيم كلهم عَن بشر بن عمر قَالَ ابْن خُزَيْمَة لم يقل أحد من أَصْحَاب مَالك عَن سعيد عَن أَبِيه إِلَّا بشر بن عمر
قلت بل قَالَه أَيْضا إِسْحَاق بن مُحَمَّد الفراوي عَن مَالك أخرجه ز 99 أالدَّارَقُطْنِيّ فِي غرائب مَالك من طَرِيقه وَكَذَا رَوَاهُ مُسلم عَن يحيى بن يحيى عَن مَالك وَالله أعلم
قَوْله [5]
بَاب يقصر إِذا خرج من مَوْضِعه
وَخرج عَليّ [رَضِي الله عَنهُ] فقصر وَهُوَ يرى الْبيُوت فَلَمَّا رَجَعَ قيل لَهُ هَذِه الْكُوفَة قَالَ لَا حَتَّى ندْخلهَا
قَالَ الْبَيْهَقِيُّ فِي السُّنَنِ الْكَبِيرِ أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَاضِي قَالَ ثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ثَنَا يَزِيدُ هُوَ ابْن هارو ثَنَا وِقَاءُ بْنُ إِيَاسٍ أَبُو يَزِيدَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ قَالَ خَرَجْنَا مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ [رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ] متوجهين هَا هُنَا وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى الشَّامِ فَصَلَّى(2/420)
رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ حَتَّى إِذَا رَجَعْنَا وَنَظَرْنَا إِلَى الْكُوفَةِ حَضَرَتِ الصَّلاةُ فَقَالُوا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ هَذِهِ الْكُوفَةُ نُتِمُّ الصَّلاةَ قَالَ لَا حَتَّى نَدْخُلَهَا
وَرَوَاهُ أَيْضا من رِوَايَة الثَّوْريّ عَن وقاء
وَهَكَذَا أخبرجه عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه عَن الثَّوْريّ بِهِ وَإِسْنَاده صَحِيح أخرجه الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه م ح 48 أ
قَوْله [6]
بَاب يُصَلِّي الْمغرب ثَلَاثًا فِي السّفر
[1091] حَدَّثنا أَبُو الْيَمَانِ أَنا شُعَيْبٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ أَخْبَرَنِي سَالم عَن عبد الله ابْنِ عُمَرَ قَالَ رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَعْجَلَهُ السَّيْرُ فِي السَّفَرِ يُؤَخِّرُ الْمَغْرِبَ حَتَّى يَجْمَعَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ الْعِشَاءِ
قَالَ سَالِمٌ وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ يَفْعَلُهُ إِذَا أَعْجَلَهُ السَّيْرُ
1092 - وَزَادَ اللَّيْثُ قَالَ حَدَّثَني يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ سَالِمٌ ((كَانَ ابْنُ عُمَرَ [رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا] يَجْمَعُ بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ بِالْمُزْدَلِفَةِ)) قَالَ سَالِمٌ ((وَأَخَّرَ ابْنُ عُمَرَ الْمَغْرِبَ وَكَانَ اسْتُصْرِخَ عَلَى امْرَأَتِهِ صَفِيَّةَ بِنْتِ أَبِي عُبَيْدٍ فَقُلْتُ لَهُ الصَّلاةَ فَقَالَ سِرْ الْحَدِيثَ انْتهى
(قَالَ مُحَمَّد بن يحيى الذهلي فِي الزهريات ثَنَا عبد الله بن صَالح ثَنَا اللَّيْث عَن(2/421)
يُونُس بِتَمَامِهِ)
(قَالَ الْإِسْمَاعِيلِيّ حَدَّثنا الْقَاسِم ثَنَا ابْن زَنْجوَيْه ح وحَدَّثنا إِبْرَاهِيم بن هَانِئ ثَنَا الرَّمَادِي قَالَا ثَنَا أَبُو صَالح ثَنَا اللَّيْث عَن يُونُس بِتَمَامِهِ)
قَوْله [9]
بَاب ينزل للمكتوبة
[1097] حَدَّثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ ثَنَا اللَّيْثُ عَنْ عُقَيْلٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ أَنَّ عَامِرَ بْنَ رَبِيعَةَ أَخْبَرَهُ قَالَ ((رَأَيْتُ رَسُولَ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ح 78 أوَهُوَ على الرَّاحِلَة يسبح يوميء بِرَأْسِهِ قِبَلَ أَيِّ وَجْهٍ تَوَجَّهَ وَلَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصْنَعُ ذَلِكَ فِي الصَّلاةِ الْمَكْتُوبَةِ))
1098 - وَقَالَ اللَّيْثُ حَدَّثَني يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ قَالَ سَالِمٌ ((كَانَ عَبْدُ اللَّهِ يُصَلِّي عَلَى دَابَّتِهِ مِنَ اللَّيْل وهومسافر وَمَا يُبَالِي حَيْثُ (مَا) كَانَ وَجْهُهُ قَالَ ابْنُ عُمَرَ وَكَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُسَبِّحُ عَلَى الرَّاحِلَةِ قِبَلَ أَيِّ وَجْهٍ تَوَجَّهَ وَيُوتِرُ عَلَيْهَا غَيْرَ أَنَّهُ لَا يُصَلِّي عَلَيْهَا الْمَكْتُوبَةَ))
قَالَ الْإِسْمَاعِيلِيّ فِي الْمُسْتَخْرج أَخْبرنِي ز 99 ب عَنِ ابْنِ زَنْجُوَيْهِ ح وَحَدَّثَني إِبْرَاهِيمُ بْنُ هَانِئٍ عَنِ الرَّمَادِيِّ يَعْنِي كِلاهُمَا عَنْ أَبِي صَالِحٍ ثَنَا اللَّيْثُ حَدَّثَني يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ قَالَ سَالِمٌ عَنِ ابْنِ عُمَرَ وَكَانَ رَسُولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُسَبِّحُ عَلَى الرَّاحِلَةِ قِبَلَ أَيِّ وَجْهٍ تَوَجَّهَ وَيُوتِرُ عَلَيْهَا غَيْرَ أَنَّهُ لَا يُصَلِّي عَلَيْهَا الْمَكْتُوبَةَ(2/422)
قَوْله فِي [10]
بَاب صَلَاة التَّطَوُّع على الْحمار
عقب حَدِيث [1100] همام عَن أنس بن سِيرِين فِي ذَلِك رَوَاهُ إِبْرَاهِيم بن طهْمَان عَن حجاج عَن أنس بن سِيرِين عَن أنس بن مَالك [رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ] عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
[بَيَاض فِي الأَصْل قدر سطر]
قَوْله 12
بَاب من تطوع فِي السّفر
وَركع النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رَكْعَتي الْفجْر فِي السّفر
هَذَا طرف من حَدِيث أبي قَتَادَة فِي قصَّة نومهم عَن صَلَاة الصُّبْح وَقد أخرجه مُسلم من طَرِيق سُلَيْمَان بن الْمُغيرَة (عَن ثَابت) عَن عبد الله بن رَبَاح عَنهُ
أَخْبَرَنَا بِطُولِهِ أَبُو الْفَرَجِ بْنُ حَمَّادٍ أَنا عَليّ بن إِسْمَاعِيل [المَخْزُومِي] أَنا النَّجِيبُ عَنْ مَسْعُودٍ الْجَمَّالِ أَنا أَبُو عَليّ الْحداد أَنا أَبُو نُعَيْمٍ ثَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْمَرْوَزِيُّ وَعَبْدَانُ قَالَ ابْنُ يَحْيَى ثَنَا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ وَاللَّفْظُ لَهُ وَقَالَ عَبْدَانُ ثَنَا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ قَالا ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَبَاحٍ عَنْ أَبِي قَتَادَةَ قَالَ خَطَبَنَا رَسُولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَشِيَّةً فَقَالَ ((إِنَّكُمْ تَسِيرُونَ عُشَيْشَتَكُمْ هَذِه اللَّيْلَة وَلَيْلَتَكُمْ هَذِهِ وَتَأْتُونَ الْمَاءَ غَدًا إِنْ شَاءَ اللَّهُ)) فَانْطَلَقَ النَّاسُ لَا يلوى بَعضهم عل بَعْضٍ قَالَ فَإِنِّي لأَسِيرُ جَنْبِ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم(2/423)
حِينَ ابْهَارَّ اللَّيْلُ إِذْ نَعَسَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَمَالَ عَنْ رَاحِلَتِهِ فَدَعَمْتُهُ يَعْنِي أَسْنَدْتُهُ بِيَدِي مِنْ غَيْرِ أَنْ أُوقِظَهُ فَاعْتَدَلَ عَلَى رَاحِلَتِهِ ثُمَّ سَارَ حَتَّى تَهَوَّرَ اللَّيْلُ فَنَعَسَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَمَالَ عَلَى رَاحِلَتِهِ فَدَعَمْتُهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ أُوقِظَهُ فَاعْتَدَلَ عَلَى رَاحِلَتِهِ ثُمَّ سِرْنَا حَتَّى إِذَا كُنَّا مِنْ آخِرِ السَّحَرِ مَالَ مَيْلَةً هِيَ أَشَدُّ مِنَ الْمَيْلَتَيْنِ الأَوَّلَتَيْنِ حَتَّى كَادَ أَنْ يَنْجَفِلَ فَدَعَمْتُهُ فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ ((مَنْ هَذَا قُلْتُ أَبُو قَتَادَةَ قَالَ ((حفظك االله بِمَا حَفِظْتَ بِهِ نَبِيَّهُ)) فَقَالَ ((أَتَرَانَا نَخْفَى عَلَى النَّاسِ هَلْ تَرَى مِنْ أَحَدٍ قُلْتُ ((هَذَا ز 100 أرَاكِبٌ ثُمَّ قُلْتُ هَذَا رَاكِبٌ فَاجْتَمَعْنَا سَبْعَةَ رَكْبٍ قَالَ فَمَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَنِ الطَّرِيقِ فَوَضَعَ رَأْسَهُ ثُمَّ قَالَ ((احْفَظُوا عَلَيْنَا صَلاتَنَا)) فَكَانَ أَوَّلَ مَنِ اسْتَيْقَظَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالشَّمْسِ فِي ظَهْرِهِ قَالَ فَقُمْنَا فَزِعِينَ فَقَالَ ((ارْكَبُوا فَرَكِبْنَا)) فَسِرْنَا حَتَّى إِذَا ارْتَفَعَتِ الشَّمْسُ نَزَلَ فَدَعَا بِمِيضَأَةٍ فِيهَا مَاءٌ فَتَوَضَّأَ وُضُوءًا دُونَ وُضُوئِهِ فَبَقِيَ مِنْهَا شَيْءٌ مِنْ مَاءٍ فَقَالَ ((يَا أَبَا قَتَادَةَ احْفَظْ عَلَيْنَا مِيضَأَتَكَ هَذِهِ فَسَيَكُونُ لَهَا نَبَأٌ)) ثُمَّ نُودِيَ بِالصَّلاةِ فصلى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسَّلَم رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْفَجْرِ ثُمَّ صَلَّى الْفَجْرَ كَمَا كَانَ يُصَلِّي (كل يَوْم) فَذكر تما الْحَدِيثِ بِطُولِهِ
رَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ شَيْبَانَ فَوَافَقْنَاهُ بِعُلُوٍّ
وَرَوَى مُسْلِمٌ أَيْضًا مِنْ حَدِيثِ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ هَذِهِ الْقِصَّةَ مُخْتَصَرَةً وَفِيهَا ((ثُمَّ دَعَا بِالْمَاءِ فَتَوَضَّأَ ثُمَّ صَلَّى سَجْدَتَيْنِ ثُمَّ أُقِيمَت الصَّلَاة فصلى(2/424)
الْغَدَاةَ)) وللمقصود من هَذَا الْموضع شَاهد حسن الْإِسْنَاد رَوَاهُ ابْن خُزَيْمَة فِي صَحِيحه ثَنَا أَبُو يَحْيَى مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ الْبَزَّارُ ثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ النُّعْمَانِ الْبَزَّازُ أَخْبَرَنِي أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَن سعيد بن الْمسيب عَن بِلالٍ قَالَ كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ فَنَامَ حَتَّى طَلَعَتِ الشَّمْسُ فَأَمَرَ بِلالا فَأَذَّنَ ثُمَّ تَوَضَّأَ فَصَلُّوا رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ صَلُّوا الْغَدَاةَ
رَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ عَن الْحُسَيْن بن إِسْمَاعِيل الْمحَامِلِي عَن أبي يحيى مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم لَهُ
وروى الدَّارَقُطْنِيّ أَيْضا هَذَا الْمَعْنى من رِوَايَة عمرَان بن حُصَيْن من طَرِيق الْحسن عَنهُ وَالله الْمُوفق م 48 ب
قَوْله فِيهِ [1104] وَقَالَ اللَّيْثُ حَدَّثَني يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ حَدَّثَني عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ أَنَّ أَبَاهُ أَخْبَرَهُ رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى السُّبْحَةَ فِي السَّفَرِ عَلَى ظَهْرِ رَاحِلَتِهِ حَيْثُ تَوَجَّهَتْ بِهِ
قد تقدم أَنه أسْندهُ أَيْضا من طَرِيق اللَّيْث عَن عقيل
فَأَما حَدِيثه عَن يُونُس فَقَالَ مُحَمَّد بن يحيى الذهلي فِي الزهريات حَدَّثنا عبد الله بن صَالح ثَنَا اللَّيْث عَن يُونُس بِهِ
قَوْله فِي [13]
بَاب الْجمع فِي السّفر بَين الْمغرب وَالْعشَاء(2/425)
[1107] وَقَالَ اإبراهيم بْنُ طَهْمَانَ عَنِ الْحُسَيْنِ الْمُعَلِّمِ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ [رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا] قَالَ ((كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَجْمَعُ بَيْنَ صَلاةِ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ إِذَا كَانَ عَلَى ظَهْرِ سَيْرٍ وَيَجْمَعُ بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ))
1108 - وَعَنْ حُسَيْنٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ حَفْصِ بْنِ عبيد الله ز 100 ب ابْن أَنَسٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَجْمَعُ بَيْنَ صَلاةِ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ فِي السَّفَرِ
وَتَابعه عَليّ بن الْمُبَارك ح 78 ب وَحرب عَن يحيى عَن حَفْص عَن أنس ((جمع النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم))
أما حَدِيث ابْن عَبَّاس فَقَالَ الْبَيْهَقِيُّ أَخْبَرَنَا أَبُو عبد الله الْحَافِظ أَنا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ حَدَّثَني مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدُوسٍ النَّيْسَابُورِي ثَنَا أَحْمد بن حَفْص حَدَّثَني أَبِي حَدَّثَني إِبْرَاهِيمُ هُوَ ابْنُ طَهْمَانَ عَنِ الْحُسَيْنِ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ((أَنَّ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَمَعَ بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ فِي السَّفَرِ إِذَا كَانَ عَلَى ظَهْرِ سَيْرٍ وَجَمَعَ بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ))
وَأما حَدِيث أنس
[بَيَاض فِي الأَصْل قدر سطر]
وَأما مُتَابعَة عَليّ بن الْمُبَارك فَقَالَ أَبُو نعيم فِي الْمُسْتَخْرج على البُخَارِيّ حَدَّثنا أَبُو أَحْمد هُوَ الغطريفي ثَنَا الْحسن بن سُفْيَان ثَنَا مُحَمَّد بن الْمثنى ثَنَا عُثْمَان بن(2/426)
عمر ثَنَا عَليّ بن الْمُبَارك عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَن حَفْص بِهِ مثل حَدِيث حَرْب بن شَدَّاد
وَأما حَدِيث حَرْب فأسنده أَبُو عبد الله فِي الْبَاب الَّذِي بعده
قَوْله [15]
بَاب يُؤَخر الظّهْر إِلَى الْعَصْر إِذا ارتحل قبل أَن تزِيغ الشَّمْس
فِيهِ ابْن عَبَّاس عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
تقدم الْكَلَام على حَدِيث ابْن عَبَّاس قبل كَمَا ترَاهُ لكنه ذكر الْجمع غير مُقَيّد بالارتحال وَإِنَّمَا يُوجد ذَلِك من قَوْله ((إِذَا كَانَ عَلَى ظَهْرِ سَيْرٍ)) وَالله أعلم
قَوْله [19]
بَاب إِذا لم يطق [قَاعِدا] صلى على جنب
وَقَالَ عَطاء إِن لم يقدر أَن يتَحَوَّل إِلَى الْقبْلَة صلى حَيْثُ كَانَ وَجهه
قَالَ عبد الرَّزَّاق عَن ابْن جريج قلت لعطاء الْمَرِيض يكون مُسْتَلْقِيا لَا يَسْتَطِيع أَن يجلس قَالَ فَليصل منحرفا فَإِن لن يسْتَطع فَليصل مُسْتَلْقِيا يُومِئ بِرَأْسِهِ
قَوْله [20]
بَاب إِذا صلى قَاعِدا ثمَّ صَحَّ أَو وجد خفَّة تمم مَا بَقِي
وَقَالَ الْحسن إِن شَاءَ الْمَرِيض صلى رَكْعَتَيْنِ قَاعِدا وَرَكْعَتَيْنِ قَائِما(2/427)
من [19]
أَبْوَاب التَّهَجُّد والتعبد
قَوْله [1120] حَدَّثنا عَليّ بن عبد الله ثَنَا سُفْيَانُ ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي مُسْلِمٍ عَنْ طَاوُسٍ (أَنَّهُ) سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ [رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا] قَالَ ((كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ يَتَهَجَّدُ قَالَ اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ الْحَدِيثَ
وَقَالَ فِي آخِرِهِ قَالَ سُفْيَانُ وَزَادَ عَبْدُ الْكَرِيمِ أَبُو أُمَيَّةَ ((وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ)) وَقَالَ سُفْيَان قَالَ سُلَيْمَان بن أبي مُسلم سَمعه من طَاوس عَن ابْنِ عَبَّاسٍ [رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا] عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ز 101 أانْتهى
هَكَذَا وَقع فِي روايتنا من طَرِيق أبي الْوَقْت وَغَيره وَوَقع فِي رِوَايَة أبي ذَر وَحده فِي هَذَا الْكَلَام الْأَخير قَالَ عَليّ بن خشرم قَالَ سُفْيَان قَالَ سُلَيْمَان فَذكره
قلت وَالَّذِي أَظُنهُ أَن هَذِه الزِّيَادَة من قَول الْفربرِي الرَّاوِي عَن البُخَارِيّ فَإِنَّهُ روى عَن عَليّ بن خشرم كثيرا وَعلا فِي الْجَامِع الصَّحِيح حَدِيثا عَنهُ عَن سُفْيَان ابْن عُيَيْنَة عَن عَمْرو بن دِينَار عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس عَن أبي فِي قصَّة مُوسَى وَالْخضر وَأَيْضًا فَلم يذكر أحد عَليّ بن خشرم ح 79 أفِي رجال البُخَارِيّ فَالله أعلم
قَوْله [5]
بَاب تحريض النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على صَلَاة اللَّيْل والنوافل من غير(2/428)
إِيجَاب
وطرق النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَاطِمَة وعليا [عَلَيْهِمَا السَّلَام] لَيْلَة للصَّلَاة
ثمَّ أسْندهُ فِي الْبَاب بِتَمَامِهِ من طَرِيق الزُّهْرِيّ عَن عَليّ بن حُسَيْن عَن أَبِيه عَن جده بِهِ
قَوْله [6]
بَاب قيام النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (حَتَّى ترم قدماه)
وَقَالَت عَائِشَة [رَضِي الله عَنْهَا] حَتَّى تفطر قدماه
أسْند حَدِيثهَا بِتَمَامِهِ فِي تَفْسِير سُورَة الْفَتْح من كتاب التَّفْسِير وَلَفظ الْبَاب أسْندهُ فِيهِ من حَدِيث الْمُغيرَة بن شُعْبَة
قَوْله فِي [11]
بَاب قيام النَّبِي [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] بِاللَّيْلِ
قَالَ ابْن عَبَّاس [رَضِي الله عَنْهُمَا] نَشأ قَامَ بِالْحَبَشَةِ وطاء قَالَ مواطأة الْقُرْآن أَشد مُوَافقَة لسمعه وبصره وَقَلبه ليواطئوا ليوافقوا
قَالَ الْبَيْهَقِيّ فِي السُّنَنِ الْكَبِيرِ أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ هُوَ الْحَاكِمُ أَنا عبد(2/429)
الرَّحْمَنِ ثَنَا إِبْرَاهِيمُ هُوَ ابْنُ دِيزِيلَ ثَنَا آدَمُ ثَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ قَالَ يَعْنِي قِيَامَ اللَّيْلِ وَالنَّاشِئَةُ بِالْحَبَشِيَّةِ إِذَا قَامَ الرَّجُلُ قَالُوا نَشَأَ
رَوَاهُ ابْن جرير فِي مُقَدّمَة تَفْسِيره من حَدِيث عَنْبَسَة عَن أبي إِسْحَاق نَحوه
رَوَاهُ مُحَمَّد بن نصر فِي قيام اللَّيْل من طرق عَن أبي إِسْحَاق عَن ابْن عَبَّاس
وَقَالَ ابْنُ جَرِيرٍ أَيْضًا حَدَّثنا الْمُثَنَّى ثَنَا عبد الله بن صَالح حَدَّثَني مُعَاوِيَةُ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ {لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ} [37 التَّوْبَة] قَالَ لِيُشَبِّهُوا
قَرَأت على أَحْمد بن بلغاق أَخْبَرَكُمْ إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى بْنِ إِسْحَاقَ الآمِدِيُّ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ بَرَكَاتٍ أَخْبَرَهُ أَنا يَحْيَى بْنُ مَحْمُودٍ [الثَّقَفِيُّ] أَنا أَبُو عَلِيٍّ الْحَدَّادُ ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مُصْعَبٍ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الْكِسَائِيُّ ثَنَا إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن الْحسن ثَنَا أَبُو عَامر ثَنَا الْوَلِيد بْنُ مُسْلِمٍ ثَنَا شَيْبَانُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ الْعَبَّاسِ {إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ} [6 المزمل] قَالَ النَّاشِئَةُ حِينَ يَقُومُ الرَّجُلُ ز 101 ب
قَوْله فِيهِ [1141] حَدَّثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَني مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ حُمَيْدٍ أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ ((كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُفْطِرُ مِنَ الشَّهْرِ حَتَّى نَظُنَّ أَنْ لَا يَصُومَ مِنْهُ وَيَصُومُ حَتَّى نَظُنَّ أَنْ لَا يُفْطِرَ مِنْهُ شَيْئًا الحَدِيث م 49 أ
وَقَالَ بعده تَابعه سُلَيْمَان وَأَبُو خَالِد الْأَحْمَر عَن حميد انْتهى(2/430)
وَالَّذِي يتَبَادَر إِلَى ذهني أَن الْوَاو فِي قَوْله ((وَأَبُو خَالِد)) زَائِدَة فإنني لم أجد الحَدِيث من طَرِيق سُلَيْمَان بن بِلَال وَلَا غَيره إِلَّا من طَرِيق أبي خَالِد الْأَحْمَر واسْمه أَيْضا سُلَيْمَان بن حَيَّان فقد أسْندهُ البُخَارِيّ فِي
بَاب ((مَا يذكر من صَوْم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وإفطاره من
كتاب الصَّوْم عَن مُحَمَّد بن سَلام عَنهُ ح 79 ب (وَيحْتَمل أَن تكون الْوَاو زَائِدَة)
قَوْله [15]
بَاب من نَام أول اللَّيْل وأحي آخِره
وَقَالَ سُلَيْمَان لأبي الدَّرْدَاء رَضِي الله عَنْهُمَا نم فَلَمَّا كَانَ من آخر اللَّيْل قَالَ قُم قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ((صَدَقَ سلمَان))
قلت هَذَا طرف من حَدِيث أسْندهُ البُخَارِيّ بِتَمَامِهِ فِي الْأَدَب من حَدِيث أبي جُحَيْفَة
قَوْله فِي [18]
بَاب مَا يكره من التشدد فِي الْعِبَادَة [1151] وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ هُوَ الْقَعْنَبِيُّ عَنْ مَالك عَنْ هِشَامِ بْنِ
عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ [رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا] قَالَتْ ((كَانَتْ عِنْدِي امْرَأَةٌ مِنْ بَنِي أَسَدٍ فَدَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ مَنْ هَذِهِ قُلْتُ فُلانَةٌ لَا تَنَامُ بِاللَّيْلِ تَذْكُرُ مِنْ صَلاتِهَا فَقَالَ مَهْ عَلَيْكُمْ مَا تُطِيقُونَ مِنَ الأَعْمَالِ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا))
(هَكَذَا وَقع عندنَا فِي الرِّوَايَات وَفِي بعض رِوَايَات أبي ذَر حَدَّثنا عبد الله بن مسلمة بِهِ)(2/431)
وَقد أَخْبَرَنِاه مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن منيع عَن عبد الله بن الْحُسَيْن أَن إِسْمَاعِيل بن أَحْمد أخْبرهُم مشافهة أَنا الْحَافِظ أَبُو مُوسَى الْمَدِينِيّ فِي كِتَابه أَنا أَبُو عَليّ الْحَدَّادُ أَنا أَبُو نُعَيْمٍ ثَنَا أَبُو بكر بن خَلاد ثَنَا مُحَمَّد بن غَالب ثَنَا عبد الله ابْن مسلمة عَن مَالك مثله سَوَاء
قَوْله فِي [19]
بَاب مَا يكره من ترك قيام اللَّيْل لمن كَانَ يقومه
عقب حَدِيثِ [1152] مُبَشِّرٍ وَعَبْدِ اللَّهِ هُوَ ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ الأَوْزَاعِيِّ قَالَ حَدَّثَني يَحْيَى بْنُ أبي كثير قَالَ حَدَّثَني أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ حَدَّثَني عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بن العَاصِي [رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا] قَالَ قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ((يَا عَبْدَ اللَّهِ لَا تَكُنْ مِثْلَ فُلانٍ كَانَ يَقُومُ اللَّيْلَ فَتَرَكَ قِيَامَ اللَّيْلِ))
وَقَالَ هِشَام حَدَّثنا ابْن أبي الْعشْرين ثَنَا الْأَوْزَاعِيّ (قَالَ) حَدَّثَني يحيى عَن عمر بن الحكم بن ثَوْبَان قَالَ حَدَّثَني أَبُو سَلمَة مثله
قَالَ وَتَابعه عَمْرو بن أبي سَلمَة عَن الْأَوْزَاعِيّ
قلت وَزِيَادَة عمر بن الحكم فِي هَذَا الْإِسْنَاد من الْمَزِيد فِي مُتَّصِل الْأَسَانِيد بِلَا ريب فَإِن ابْن الْمُبَارك ومبشر بن إِسْمَاعِيل لم يوصفا بالتدليس وَقد صرحا ز 102 أفِي روايتهما بِسَمَاع الْأَوْزَاعِيّ لَهُ من يحيى وبسماع يحيى من أبي سَلمَة
وَقد وَقع لي حَدِيث هِشَام بن عمار وَحَدِيث عمر بن أبي سَلمَة جَمِيعًا فَقرأت عَلَى أَبِي الْفَرَجِ بْنِ الْغَزِّيِّ أَخْبَرَكُمْ عَلِيُّ بْنُ إِسْمَاعِيلَ أَنَّ عَبْدَ اللَّطِيفِ بْنَ عَبْدِ الْمُنْعِمِ أَخْبَرَهُ أَنا مَسْعُودُ بْنُ أَبِي مَنْصُورٍ فِي كِتَابِهِ أَنَّ الْحسن بن أَحْمد(2/432)
[الْحَدَّادَ] أَخْبَرَهُ أَنا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ ثَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ حَمْدَانَ ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ ثَنَا الأَعْيَنُ هُوَ أَبُو بَكْرٍ ثَنَا عُمَرُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ أَبُو حَفْصٍ التِّنِّيسِيُّ عَنِ الأَوْزَاعِيِّ
وَبِهِ إِلَى أَبِي نُعَيْمٍ قَالَ وَثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خُرَيْمٍ الدِّمَشْقِيُّ ثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ ثَنَا عَبْدُ الحميد بن حبيب بن أبي الْعِشْرِينَ ثَنَا الأَوْزَاعِيُّ حَدَّثَني يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَكَمِ بْنِ ثَوْبَانَ حَدَّثَني أَبُو سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن حَدَّثَني عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو ح 80 أقَالَ قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ((لَا تَكُنْ مِثْلَ فُلانٍ كَانَ يَقُومُ اللَّيْلَ فَتَرَكَ قِيَامَ اللَّيْلِ))
رَوَاهُ الْإِسْمَاعِيلِيّ فِي مستخرجه عَن ابْن أبي حسان وَمُحَمّد بن مُحَمَّد هُوَ الباغندي كِلَاهُمَا عَن هِشَام بن عمار بِهِ
وَرَوَاهُ مُسلم فِي صَحِيحه عَن أَحْمد بن يُوسُف الْأَزْدِيّ عَن عَمْرو بن أبي سَلمَة فَوَقع لنا بَدَلا عَالِيا بِدَرَجَة على طَرِيقه
وَهَكَذَا رَوَاهُ عبد الله بن مُحَمَّد بن أبي مَرْيَم وَأحمد بن عِيسَى التنيسِي وَأحمد بن يزِيد عَلَيْك الْمصْرِيّ كلهم عَن عَمْرو بن أبي سَلمَة
وَرَوَاهُ ابْن خُزَيْمَة فِي صَحِيحه من هَذَا الْوَجْه
قَوْله فِي [21]
بَاب فضل من تعار من اللَّيْل
عقب حَدِيثِ [1155] يُونُسَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنِ الْهَيْثَمِ بْنِ أَبِي سِنَانٍ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَة وهويقول فِي قَصَصِهِ إِذْ هُوَ يَذْكُرُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ أَخًا لَكُمْ لَا يَقُولُ الرَّفَثَ يَعْنِي بِذَلِكَ عَبْدَ الله بن رَوَاحَة الحَدِيث(2/433)
تَابعه عقيل وَقَالَ الزبيدِيّ أَخْبَرَنِي الزُّهْرِيّ عَن سعيد والأعرج عَن أبي هُرَيْرَة [رَضِي الله عَنهُ] انْتهى
أما مُتَابعَة عقيل فأَخْبَرَنِي بهَا غير وَاحِد مشافهة عَن الْحَافِظِ أَبِي الْحَجَّاجِ [يُوسُفَ بْنِ االزكي] الْمِزِّيِّ أَنَّ إِبْرَاهِيمَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ الدرجي أخبرهُ عَن أبي جَعْفَر مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ نَصْرٍ فِي آخَرين قَالُوا قرئَ على فَاطِمَة بنت عبد الله وَنحن نسْمع أخْبركُم مُحَمَّد بن عبد الله [بن ريذه] أَنا أَبُو الْقَاسِم الطَّبَرَانِيّ أَنا عَمْرو بن أبي الطَّاهِر بن السَّرْح الْمصْرِيّ ثَنَا مُحَمَّد بن عَزِيز الْأَيْلِي ثَنَا سَلامَة بن روح عَن عقيل عَن ابْن شهَاب حَدَّثَني الْهَيْثَمِ بْنِ أَبِي سِنَانٍ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ وَهُوَ يَقُولُ فِي قصصه فَذكر مثله وَلم يذكر الْبَيْت الثَّالِث
وَأما مُتَابعَة الزبيدِيّ فَبِهَذَا الْإِسْنَاد إِلَى الطَّبَرَانِيّ قَالَ ثَنَا عَمْرو بن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم بن الْعَلَاء بن زبريق ثَنَا أبي ح وحَدَّثنا عمَارَة بن وثيمة الْمصْرِيّ ثَنَا إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم بن زبريق الْحِمصِي ثَنَا عَمْرو بن الْحَارِث الْحِمصِي ز 102 ب عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَالِمٍ عَن الزبيدِيّ قَالَ أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بن مُسلم الزُّهْرِيّ عَن سعيد بن الْمسيب وَعبد الرَّحْمَن الْأَعْرَج ((أَن أَبَا هُرَيْرَة كَانَ يَقُول فِي قصصه إِن أَخا لكم كَانَ يَقُول شعرًا أَو قولا لَيْسَ من الرَّفَث وَهُوَ عبد الله بن رَوَاحَة قلت فَذكر الأبيات الثَّلَاثَة(2/434)
رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي التَّارِيخ الصَّغِير وَغَيره عَن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم الْحِمصِي فوافقناه بعلو
قَوْله [25]
بَاب مَا جَاءَ فِي التَّطَوُّع مثنى مثنى
وَيذكر ذَلِك عَن عمار وَأبي ذَر وَأنس وَجَابِر بن يزِيد وَعِكْرِمَة وَالزهْرِيّ [رَضِي الله عَنْهُم]
وَقَالَ يحيى بن سعيد الْأنْصَارِيّ مَا أدْركْت فُقَهَاء أَرْضنَا إِلَّا يسلمُونَ فِي كل اثْنَتَيْنِ من النَّهَار
أما أثر عمار بن يَاسر فَأَخْبَرَنِي بِهِ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَرْدَاوِيُّ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ ح 80 ب بِسَفْحِ قَاسِيُونَ عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ الْكَمَالِ سَمَاعًا أَنَّ يَحْيَى بْنَ أَبِي السُّعُودِ كَتَبَ إِلَيْهِمْ عَنْ شُهْدَةَ بِنْتِ أَحْمَدَ سَمَاعًا أَنَّ الْحُسَيْنَ بْنَ أَحْمَد بْنِ طَلْحَةَ أَخْبَرَهُمْ أَنا أَبُو عُمَرَ بْنُ مَهْدِيٍّ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ بْنِ شَيْبَةَ ثَنَا جَدِّي ثَنَا مُسَدَّدٌ ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُخْتَارِ ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ الدَّانَاجُ حَدَّثَني خَلاسُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ شَهِدْتُ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ وَسَأَلَهُ رَجُلٌ عَنِ الْوِتْرِ فَقَالَ تَرْضَى بِمَا أَصْنَعُ قَالَ إِنَّ مِنْكَ لَمُقْنِعًا قَالَ أما أَنَا فَأُوتِرُ مِنْ أَوَّلِ اللَّيْلِ فَإِنْ رُزِقْتُ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ شَيْئًا صَلَّيْتُ شَفْعًا حَتَّى الصُّبْحِ
رَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه من حَدِيث قَتَادَة عَن خلاس نَحوه
وَقَالَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ أَيْضًا حَدَّثنا أَبُو أُسَامَةَ عَن عبيد الله بن عمر عَنِ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَمَّارِ بن(2/435)
يَاسِرٍ ((أَنَّهُ دَخَلَ الْمَسْجِدَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ))
وَأما أثر أبي ذَر فَقَالَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ عَنْ مُحَمَّد بن عَمْرو عَن أبي عَمْرِو بْنِ حِمَاسٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَوْسِ بْنِ الْحَدَثَانِ الأَنْصَارِيِّ عَنْ أَبِي ذَرٍّ ((أَنَّهُ دَخَلَ الْمَسْجِدَ فَأَتَى سَارِيَةً فَصَلَّى عِنْدَهَا رَكْعَتَيْنِ (حماس بِكَسْر الْمُهْملَة وَتَخْفِيف الْمِيم وَآخره مُهْملَة والإسناد حسن)
وَأما أنس (فَلَعَلَّهُ أَشَارَ بِهِ إِلَى حَدِيثه الْمَرْفُوع فِي صَلَاة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بهم رَكْعَتَيْنِ فِي بَيته وَقد أخرجه المُصَنّف فِي الصُّفُوف وَفِي غَيرهَا ولأنس حَدِيث آخر أخرجه ابْن خُزَيْمَة بِلَفْظ كَانَ لَا ينزل منزلا إِلَّا ودعه بِرَكْعَتَيْنِ)
وَأما أثر جَابر بن يزِيد
[بَيَاض فِي الأَصْل]
وَأما أثر عِكْرِمَة فَقَالَ ابْن أبي شيبَة حَدَّثنا حرمي بن عمَارَة عَن أبي خلدَة ز 103 أقَالَ رَأَيْت عِكْرِمَة دخل الْمَسْجِد فصلى مِنْهُ رَكْعَتَيْنِ وَقَالَ هَذَا حق الْمَسْجِد
وَأما أثر الزُّهْرِيّ
وَأما أثر يحيى بن سعيد (الْأنْصَارِيّ)(2/436)
قَوْله فِي آخر الْبَاب قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ((أَوْصَانِي النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِرَكْعَتَيِ الضُّحَى)) وَقَالَ عِتْبَانَ ((غَدَا عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ [رَضِي الله عَنهُ] بَعْدَمَا امْتَدَّ النَّهَارُ وَصَفَفْنَاهُ وَرَاءَهُ فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ))
أما حَدِيث أبي هُرَيْرَة فأسنده فِي كِتَابه من طرق عَن أبي عُثْمَان النَّهْدِيّ عَنهُ وَهَذَا طرف مِنْهُ وَقد تقدّمت الْإِشَارَة إِلَيْهِ فِي الْوتر
وَأما حَدِيث عتْبَان فأسنده بِتَمَامِهِ بعد هَذَا الْبَاب بِقَلِيل من طَرِيق ابْن شهَاب عَن مَحْمُود بن الرّبيع عَنهُ بِطُولِهِ
قَوْله فِي [29]
بَاب التَّطَوُّع بعد الْمَكْتُوبَة
عَقِبَ حَدِيث [1172] عبيد االله عَن نَافِع عَن ابْن عمر قَالَ صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَجْدَتَيْنِ قَبْلَ الظُّهْرِ وَسَجْدَتَيْنِ بَعْدَ الظُّهْرِ الحَدِيث تَابعه كثير بن فرقد وَأَيوب عَن نَافِع
وَقَالَ ابْن أبي الزِّنَاد عَن مُوسَى بن عقبَة عَن نَافِع ((بعد الْعشَاء فِي أَهله))
أما مُتَابعَة كثير بن فرقد
وَأما مُتَابعَة أَيُّوب فأسندها البُخَارِيّ بعد أَرْبَعَة أَبْوَاب عَن سُلَيْمَان بن حَرْب عَن حَمَّاد بن زيد عَنهُ بِهِ(2/437)
وَأما رِوَايَة ابْن أبي الزِّنَاد ح 81 أ
قَوْله [33]
بَاب صَلَاة الضُّحَى فِي الْحَضَر قَالَ عتْبَان بن مَالك عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم هُوَ طرف من حَدِيثه الَّذِي
تقدم التَّنْبِيه عَلَيْهِ آنِفا وَلَكِن لَيْسَ فِي شَيْء من طرقه عِنْد المُصَنّف التَّصْرِيح بِكَوْنِهَا ((صَلَاة الضُّحَى)) نعم قَالَ أَحْمد فِي مُسْنده حَدَّثنا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ ثَنَا يُونُسُ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ مَحْمُودِ بْنِ الرَّبِيعِ عَنْ عِتْبَانَ عَنْ مَالك ((أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صَلَّى فِي بَيْتِهِ سُبْحَةَ الضُّحَى فَقَامُوا وَرَاءَهُ فَصَلُّوا بِصَلاتِهِ
وَكَذَا رَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ بِهَذَا اللَّفْظ عَن الْمحَامِلِي عَن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن كَرَامَة عَن عُثْمَان بن عمر
(وأَخْبَرَنِي عَالِيا أَبُو بكر بن إِبْرَاهِيم بن الْعِزّ أَنا عبد الله بن الْحُسَيْن الْأنْصَارِيّ أَنا عُثْمَان بن عَليّ أَنا الْحَافِظ أَبُو طَاهِر السلَفِي إجَازَة أَنا مَكِّيُّ بْنُ مَنْصُورٍ أَنا القَاضِي أَبُو بكر الْحِيرِي أَنا مُحَمَّد بن أَحْمد الميداني ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ ثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ ثَنَا يُونُسُ فَذكر مثله سَوَاء)
قَوْله فِي [34]
بَاب الرَّكْعَتَيْنِ قبل الظّهْر(2/438)
1182 - حَدَّثنا مُسَدَّدٌ ثَنَا يَحْيَى عَنْ شُعْبَةَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْتَشِرِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ((إِنَّ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ز 103 ب كَانَ لَا يَدَعُ أَرْبَعًا قَبْلَ الظُّهْرِ وَرَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْغَدَاةِ))
تَابعه ابْن أبي عدي وَعَمْرو عَن شُعْبَة
أما مُتَابعَة ابْن أبي عدي م 50 أ
وَأما مُتَابعَة عَمْرو وَهُوَ ابْن مَرْزُوق فَأَخْبَرَنَا بِهَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الْمَجْدِ فِي آخَرِينَ إِذْنًا مُشَافَهَةً وَمُكَاتَبَةً عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الدَّائِمِ أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ نَجْمٍ الْحَنْبَلِيَّ أَخْبَرَهُمْ عَنْ شُهْدَةَ بِنْتِ أَحْمَدَ [الْكَاتِبَةِ] سَمَاعًا أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ السَّلامِ [الشَّرِيفَ] أَخْبَرَهُمْ أَنا الْحَافِظ أَبُو بكر أَحْمد بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ الْبَرْقَانِيُّ فِي كِتَابِ الْمُصَافَحَةِ لَهُ قَالَ قَرَأت عَلَى أَبِي مُحَمَّدِ بْنِ مَاسِيٍّ أَخْبَرَكُمْ يُوسُفُ الْقَاضِي ثَنَا عَمْرو بن مَرْزُوق أَنا شُعْبَة عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْتَشِرِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ لَا يَدَعُ أَرْبَعًا قَبْلَ الظُّهْرِ وَرَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الصُّبْحِ))
قَوْله [36]
بَاب صَلَاة النَّوَافِل جمَاعَة
ذكره أنس وَعَائِشَة [رَضِي الله عَنْهُمَا] عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
أما حَدِيث أنس فعنى بِهِ حَدِيثه الْمَشْهُور فِي صَلَاة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عِنْدهم وَفِيه ((فصففت أَنا واليتيم وَرَاءه والعجوز من وَرَائِنَا)) وَقد أسْندهُ البُخَارِيّ فِي مَوَاضِع(2/439)
من الصَّلَاة وَأما حَدِيث عَائِشَة فعنى بِهِ الحَدِيث فِي صَلَاة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَهُم فِي قيام اللَّيْل وَأَنَّهُمْ كَثُرُوا فِي اللَّيْلَة الَّتِي بعْدهَا فَلم يخرج إِلَيْهِم وَقد أسْندهُ أَيْضا فِي الصَّلَاة وَفِي الصَّوْم
قَوْله [37]
بَاب التَّطَوُّع فِي الْبَيْت
1187 - حَدَّثنا عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ ثَنَا وُهَيْبٌ عَنْ أَيُّوبَ وَعُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَفَعَهُ ((اجْعَلُوا فِي بُيُوتِكُمْ مِنْ صَلاتِكُمْ وَلا تَتَّخِذُوهَا قُبُورًا))
تَابعه عبد الْوَهَّاب عَن أَيُّوب
قَالَ مُسلم فِي صَحِيحه حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى ثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ نَافِع عَن ابْن عمر عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ((صَلُّوا فِي بُيُوتِكُمْ وَلا تَتَّخِذُوهَا قُبُورًا))
[20
كتاب فضل الصَّلَاة فِي مَسْجِد مَكَّة وَالْمَدينَة]
قَوْله [4]
بَاب إتْيَان مَسْجِد قبَاء رَاكِبًا وماشيا
1194 - حَدَّثنا مُسَدَّدٌ ثَنَا يَحْيَى عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ حَدَّثَني نَافِع عَنْ عُمَرَ [رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا] قَالَ ((كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْتِي قُبَاءَ رَاكِبًا وَمَاشِيًا)) زَاد ابْن(2/440)
نُمَيْرٍ ((ثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ عَنْ ناقع فَيصَلي فِيهِ رَكْعَتَيْنِ))
قَالَ مُسلم فِي الْحَج من صَحِيحه حَدَّثنا مُحَمَّد بن عبد الله بن نمير وَأَبُو بكر ابْن أَبِي شَيْبَةَ قَالا ثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ بِهِ
وَأَخْبَرَنَا بِهِ عَالِيًا مُوَافَقَةً أَبُو الْفَرَجِ بْنُ الْغَزِّيِّ أَنا عَليّ بن إِسْمَاعِيل [المَخْزُومِي] أَنا أَبُو الْفَرَجِ بْنُ عَبْدِ الْمُنعم ح 81 ب عَنْ مَسْعُودٍ الْجَمَّالِ أَنَّ أَبَا عَلِيٍّ الْحَدَّادَ أَخْبَرَهُ أَنا أَبُو نُعَيْمٍ أَنا أَبُو بَكْرٍ الطَّلْحِيُّ ثَنَا عبيد بن غَنَّام ثَنَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة ثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ وَأَبُو أُسَامَةَ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ز 104 أيَأْتِي مَسْجِدَ قُبَاءَ رَاكِبًا وَمَاشِيًا فَيُصَلِّي فِيهِ رَكْعَتَيْنِ
وَبِه إِلَى أبي نعيم ثَنَا عبد الله بن مُحَمَّد وَمُحَمّد بن إِبْرَاهِيم قَالَا ثَنَا أَحْمد ابْن عَليّ ثَنَا مُحَمَّد بن عبد الله بن نمير ثَنَا أبي نَحوه
من [21]
أَبْوَاب الْعَمَل فِي الصَّلَاة
قَوْله [1]
بَاب استعانة الْيَد فِي الصَّلَاة إِذا كَانَ من أَمر الصَّلَاة
وَقَالَ ابْن عَبَّاس [رَضِي الله عَنْهُمَا] يَسْتَعِين الرجل فِي صلَاته من جسده بِمَا يَشَاء وَوضع أَبُو إِسْحَاق قلنسوته فِي الصَّلَاة ورفعها وَوضع عَليّ رَضِي الله عَنهُ(2/441)
كَفه الْيُمْنَى على رصغه الْأَيْسَر إِلَّا أَن بحك جلدا أَو يصلح ثوبا
أما أثر ابْن عَبَّاس
وَأما أثر أبي إِسْحَاق السبيعِي
وَأما أثر عَليّ بن أبي طَالب فَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمَقْدِسِيُّ فِي كِتَابِهِ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ يَعْقُوبَ بْنِ بَدْرَانَ أَخْبَرَهُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَكِّيٍّ سَمَاعًا أَنَّ جَدَّهُ أَبَا طَاهِرٍ الْحَافِظَ السِّلَفِيَّ أَخْبَرَهُ أَنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الثَّقَفِيُّ أَنا أَبُو الْحُسَيْن بن بَشرَان ثَنَا جَعْفَرٌ الْخُلْدِيُّ إِمْلاءً ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ثَنَا مُسْلِمٌ هُوَ ابْنُ إِبْرَاهِيمَ ثَنَا عَبْدُ السَّلامِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ ثَنَا غَزْوَانُ بْنُ جَرِيرٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ كَانَ شَدِيدَ اللُّزُومِ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ ((كَانَ عَلِيٌّ إِذَا قَامَ إِلَى الصَّلاةِ فَكَبَّرَ ضَرَبَ بِيَدِهِ الْيُمْنَى عَلَى رُصْغِهِ الأَيْسَرِ فَلا يَزَالُ كَذَلِكَ حَتَّى يَرْكَعَ إِلا أَنْ يَحُكَّ جِلْدًا أَوْ يُصْلِحَ ثَوْبًا فَإِذَا سَلَّمَ سَلَّمَ عَنْ يَمِينِهِ ((سَلامٌ عَلَيْكُمْ)) ثُمَّ يَلْتَفِتُ عَنْ شِمَالِهِ فَيُحَرِّكُ شَفَتَيْهِ وَلا نَدْرِي مَا يَقُولُ ثُمَّ يَقُولُ لَا إِلَه إِلَّا الله وَحده لَا شَرِيكَ لَهُ لَا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ لَا نَعْبُدُ إِلا إِيَّاهُ ثُمَّ يُقْبِلُ عَلَى الْقَوْم يوجهه فَلا يُبَالِي عَنْ يَمِينِهِ يَنْصَرِفُ أَوْ عَنْ شِمَالِهِ))
روى البُخَارِيّ بعضه فِي التَّارِيخ عَن أبي نعيم عَن عبد السَّلَام
وروى أَبُو دَاوُد لَهُ فِي بعض الرِّوَايَات عَن مُحَمَّد بن قدامَة بن أعين عَن أبي بدر عَن عبد السَّلَام فَوَقع لنا عَالِيا(2/442)
وَرَوَاهُ أَبُو بكر بن أبي شيبَة فِي مُصَنفه عَن وَكِيع عَن عبد السَّلَام بِتَمَامِهِ نَحوه إِلَى قَوْله ((إِلَّا أَن يصلح ثَوْبه أَو يحك جسده)) وَهُوَ إِسْنَاد حسن
غَزوَان هُوَ وَالِد فُضَيْل بن غَزوَان روى عَنهُ أَيْضا الْأَخْضَر بن عجلَان ح 82 أوَذكره ابْن حبَان فِي ثقاته وَأَبُو جرير مَا علمت لَهُ رَاوِيا غير ابْنه وَقد ذكره ابْن حبَان أَيْضا فِي ثِقَات التَّابِعين ز 104 ب
قَوْله [6]
بَاب من رَجَعَ الْقَهْقَرَى فِي صلَاته أَو تقدم بِأَمْر ينزل بِهِ رَوَاهُ سهل بن سَعْدٌ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسلم
قلت وَقد أسْندهُ فِي مَوَاضِع بِتَمَامِهِ فِي خطْبَة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على الْمِنْبَر وَصلَاته فَوْقه وَسُجُوده فِي أَصله ورجوعه الْقَهْقَرَى من طَرِيق أبي حَازِم عَن سهل بن سعد
قَوْله [7]
بَاب إِذا دعت الْأُم وَلَدهَا فِي االصلاة
1206 - وَقَالَ اللَّيْثُ حَدَّثَني جَعْفَرٌ هُوَ ابْنُ رَبِيعَةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هُرْمُزَ قَالَ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ [رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ] قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ((نادت امْرَأَة ابْنهَا م 50 ب وَهُوَ فِي صَوْمَعَتِهِ قَالَتْ يَا جُرَيْجُ قَالَ اللَّهُمَّ أُمِّي وَصَلاتِي(2/443)
قَالَتْ يَا جُرَيْجُ قَالَ اللَّهُمَّ أُمِّي وَصَلاتِي قَالَتْ يَا جُرَيْجُ قَالَ اللَّهُمَّ أُمِّي وَصَلاتِي قَالَتْ اللَّهُمَّ لَا يَمُوتُ جُرَيْجٌ حَتَّى يَنْظُرَ إِلَى وَجْهِ الْمَيَامِيسِ وَكَانَتْ تَأْوِي إِلَى صَوْمَعَتِهِ رَاعِيَةً تَرْعَى الْغَنَمَ فَوَلَدَتْ فَقِيلَ لَهَا مِمَّنْ هَذَا الْوَلَدُ قَالَتْ مِنْ جُرَيْجٍ نَزَلَ مِنْ صَوْمَعَتِهِ قَالَ جُرَيْجٌ أَيْنَ هَذِهِ الَّتِي تَزْعُمُ أَنَّ وَلَدَهَا لِي قَالَ يَا بَابُوسُ مَنْ أَبُوكَ قَالَ ((رَاعِي الْغَنَمِ)) انْتَهَى
هَكَذَا علقه مُخْتَصرا وَوَصله هَكَذَا أَبُو نعيم فِي الْمُسْتَخْرج على صَحِيح البُخَارِيّ قَالَ ثَنَا أَبُو بكر بن خَلاد ثَنَا أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن ملْحَان ثَنَا يحيى بن بكير ثَنَا اللَّيْث بن سعد عَن جَعْفَر بن ربيعَة عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة يأثر عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قلت فَذكر مثله سَوَاء
وَقد وَقَعَ لَنَا مِنْ وَجْهٍ آخَرَ أَخْبَرَنَا بِهِ الْعِمَاد أَبُو بكر بن الْعِزّ بن قدامَة أخْبركُم أَبُو نَصْرِ بْنُ الشِّيرَازِيِّ فِي كِتَابه عَن أبي الْقَاسِم بن الْجَوْزِيِّ أَنَّ يَحْيَى بْنَ ثَابِتِ بْنِ بُنْدَارٍ أَخْبَرَهُ أَنا أَبِي أَنا أَبُو بكر البرقاني أَنا أَبُو بكر الْإِسْمَاعِيلِيّ أَخْبَرَنِي أَبُو بكر الْمروزِي ثَنَا عَاصِم بن عَليّ ثَنَا اللَّيْث وسَاق الحَدِيث بِطُولِهِ أتم مِمَّا هُنَا
قَوْله عَقِبَ حَدِيثِ [1210] شَبَابَةَ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ أبي(2/444)
هُرَيْرَةَ [رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ] عَنِ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ((أَنَّهُ صَلَّى صَلاةً فَقَالَ إِنَّ الشَّيْطَانَ عَرَضَ لِي فَشَدَّ عَلَيَّ لِيَقْطَعَ الصَّلاةَ عَلَيَّ فَأَمْكَنَنِي مِنْهُ فَذَعَتُّهُ الْحَدِيثَ
قَالَ النَّضر بن شُمَيْل فذعته بِالذَّالِ أَي خنقته وفدعته من قَول الله {يَوْمَ يُدَعُّونَ} أَي يدْفَعُونَ
قلت لَيْسَ هَذَا التَّعْلِيق فِي شَيْء من رِوَايَاتنَا من طَرِيق أبي الْوَقْت وَقد رَوَاهُ مُسلم عَن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم وَإِسْحَاق بن مَنْصُور عَن النَّضر بن شُمَيْل عَن شُعْبَة بِهِ وَلَفظه ((فذعته بِالذَّالِ المععجمة))
وَالتَّفْسِير (فِي كَلَام) أَخْبَرَنَا بِهِ مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز إجَازَة عَن يُونُس بن أبي إِسْحَاق عَن عَليّ بن الْحُسَيْن [بن المقير] عَن مُحَمَّد بن نَاصِر [السلَامِي] عَن عبد الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بن مَنْدَه ز 105 أأَنا أَبُو بكر المعداني ثَنَا عَليّ بن مَحْمُود ثَنَا مُحَمَّد بن أَحْمد بن رَاشد ثَنَا مُحَمَّد بن عبد الله بن مخلد ثَنَا أَبُو دَاوُد المصاحفي ثَنَا النَّضر بن شُمَيْل فَذكره فِي كتاب غَرِيب الحَدِيث لَهُ ح 82 ب
قَوْله [11]
بَاب إِذا انفلتت الدَّابَّة فِي الصَّلَاة
وَقَالَ قَتَادَة إِن أَخذ ثَوْبه يتبع السَّارِق ويدع الصَّلَاة
قَالَ عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه أَنا معمر عَن قَتَادَة قَالَ سَأَلته قلت الرجل يُصَلِّي فَيرى صَبيا على بِئْر فيتخوف أَن يسْقط فِيهَا أينصرف قَالَ نعم قلت(2/445)
فَيرى سَارِقا يُرِيد أَن يَأْخُذ بغلته قَالَ ينْصَرف
قَوْله [12]
بَاب مَا يجوز من البصاق والنفخ فِي الصَّلَاة
وَيذكر عَن عبد الله بن عَمْرو نفخ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سُجُوده فِي كسوف
قَالَ الإِمَام أَحْمد فِي مُسْنده ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ ثَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ ((كَسَفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَامَ وَقُمْنَا مَعَهُ فَأَطَالَ الْقِيَامَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ لَيْسَ بِرَاكِعٍ ثُمَّ رَكَعَ فَلَمْ يَكَدْ يَرْفَعُ رَأْسَهُ ثُمَّ رَفَعَ فَلَمْ يَكَدْ يَسْجُدُ ثُمَّ سَجَدَ فَلَمْ يَكَدْ يَرْفَعُ رَأْسَهُ ثُمَّ جَلَسَ فَلَمْ يَكَدْ يَسْجُدُ ثُمَّ سَجَدَ فَلَمْ يَكَدْ يَرْفَعُ رَأْسَهُ ثُمَّ فَعَلَ فِي الرَّكْعَة الثَّانِيَة كمنا فَعَلَ فِي الأُولَى وَجَعَلَ يَنْفُخُ فِي الأَرْضِ وَيَبْكِي وَهُوَ سَاجِدٌ فِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ وَجَعَلَ يَقُولُ رَبِّ لِمَ تُعَذِّبُهُمْ وَأَنَا فِيهِمْ رب لم تعدبنا وَنَحْنُ نَسْتَغْفِرُكَ فَرَفَعَ رَأْسَهُ وَقَدْ تَجَلَّتِ الشَّمْسُ وَقَضَى صَلاتَهُ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ ((أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ [عَزَّ وَجَلَّ] فَإِذَا كَسَفَ أَحَدُهُمَا فَافْزَعُوا إِلَى الْمَسَاجِدِ فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ عُرِضَتْ عَلَيَّ الْجَنَّةُ حَتَّى لَوْ أَشَاءُ لَتَعَاطَيْتُ بَعْضَ أَغْصَانِهَا وَعُرِضَتْ عَلَيَّ النَّارُ حَتَّى إِنِّي لأُطْفِئُهَا خَشْيَةَ أَنْ تَغْشَاكُمْ وَرَأَيْتُ فِيهَا امْرَأَةً مِنْ حِمْيَرَ سَوْدَاءَ طُوَالَةً تُعَذَّبُ فِي هِرَّةٍ لَهَا ربطتها فَلم تطعمها وَلم تسقيها وَلَمْ تَدَعْهَا تَأْكُلُ مِنْ خَشَاشِ الأَرْضِ كُلَّمَا أَقْبَلَتْ نَهَشَتْهَا وَكُلَّمَا أَدْبَرَتْ نَهَشَتْهَا وَرَأَيْتُ فِيهَا أَخَا بني دفدع وَرَأَيْتُ فِيهَا صَاحِبَ الْمِحْجَنِ مُتَّكِئًا [فِي النَّارِ] عَلَى مِحْجَنِهِ كَانَ يَسْرِقُ الْحَاجَّ بِمِحْجَنِهِ فَإِذَا عَلِمُوا بِهِ قَالَ لَسْتُ أَنَا أَسْرِقُكُمْ إِنَّمَا تعلق بمحجني))(2/446)
رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي الشَّمَائِل عَن قُتَيْبَة عَن جرير فَوَقع لنا بَدَلا لَهُ عَالِيا
وَهَكَذَا رَوَاهُ شُعْبَة وَحَمَّاد بن سَلمَة وسُفْيَان الثَّوْريّ وزائدة وَغَيرهم عَن عَطاء وَعَطَاء بن السَّائِب ثِقَة ضعف من قبل اخْتِلَاطه فَمِمَّنْ سمع مِنْهُ من قبل الِاخْتِلَاط شُعْبَة قيل وَحَمَّاد بن سَلمَة فَالْحَدِيث ز 105 ب على هَذَا قوي وَقد وثق السَّائِب الْعجلِيّ وَابْن حبَان
وَأخرج هَذَا الحَدِيث ابْن خُزَيْمَة فِي صَحِيحه من طرق مِنْهَا عَن يُوسُف بن مُوسَى عَن جرير مطولا وَمن طَرِيق الثَّوْريّ عَن عَطاء مُخْتَصرا وَصَححهُ مُحَمَّد بن جرير الطَّبَرِيّ أَيْضا
وَأخرجه ابْن حبَان فِي صَحِيحه عَن أبي يعلى وَعَن أبي خَيْثَمَة عَن ح 83 أجرير بِهِ
وَمن طَرِيق زيد بن أبي أنيسَة عَن عَطاء قَالَ سَمِعت أبي يَقُول سَمِعت عبد الله بن عَمْرو فَذكره بِطُولِهِ
وَعِنْدِي أَن البُخَارِيّ إِنَّمَا علقه بِغَيْر صِيغَة الْجَزْم للِاخْتِلَاف فِي عَطاء وَالله أعلم(2/447)
قَوْله [13]
بَاب من صفق جَاهِلا من الرِّجَال فِي صلَاته لم تفْسد صلَاته فِيهِ سهل بن سعد [رَضِي الله عَنهُ] عَن النَّبِي
صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تقدّمت الْإِشَارَة إِلَيْهِ وَأَنه وَصله وَقد أسْندهُ بعد هَذَا الْبَاب ببابين م 51 أ
قَوْله [18]
بَاب يفكر الرجل فِي الشَّيْء فِي الصَّلَاة
قَالَ عمر [رَضِي الله عَنهُ] إِنِّي لأجهز جيشي وَأَنا فِي الصَّلَاة
قَالَ ابْن أبي شيبَة فِي المُصَنّف حَدَّثنا حَفْصٌ ثَنَا عَاصِمٌ الأَحْوَلُ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ عَنْ عُمَرَ قَالَ إِنِّي لأُجَهِّزُ جُيُوشِي وَأَنَا فِي الصَّلاةِ
وَرَوَاهُ صَالح بن أَحْمد بن حَنْبَل فِي الْمسَائِل حَدَّثَني أَبِي ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ هَمَّامٍ ((أَنَّ عُمَرَ صَلَّى الْمَغْرِبَ فَلَمْ يَقْرَأْ فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالُوا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّكَ لَمْ تَقْرَأْ قَالَ إِنِّي حَدَّثْتُ نَفْسِي وَأَنَا فِي الصَّلاةِ بِعِيرٍ جَهَّزْتُهَا مِنَ الْمَدِينَةِ حَتَّى دَخَلَتِ الشَّامَ ثُمَّ أَعَادَ وَأَعَادَ الْقِرَاءَةَ
قَوْله فِيهِ قَالَ أَبُو سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن إِذا فعل أحدكُم ذَلِك فليسجد سَجْدَتَيْنِ وَهُوَ قَاعد وسَمعه أَبُو سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة [رَضِي الله عَنهُ](2/448)
قلت هَذَا طرف من حَدِيث أَوله ((إِذا أذن الْمُؤَذّن أدبر الشَّيْطَان لَهُ ضراط الحَدِيث وَقد أسْندهُ فِي سُجُود االسهو من طَرِيق الزُّهْرِيّ وَيحيى ابْن أبي كثير فرقها عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة نَحوه وَهُوَ مُعَنْعَن وَقد صرح مُسلم فِي رِوَايَته من طَرِيق هِشَام عَنْ يَحْيَى عَنْ أَبِي سَلَمَةَ أَن أَبَا هُرَيْرَة حَدثهُ
وَقَالَ أَبُو عوَانَة فِي صَحِيحه حَدَّثنا أَبُو دَاوُد الْحَرَّانِي وَالْعَبَّاس بن مُحَمَّد قَالَا ثَنَا يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم بن سعد ثَنَا أبي عَن صَالح عَن ابْن شهَاب أَن أَبَا سَلمَة أخبرهُ أَن أَبَا هُرَيْرَة أخبرهُ فَذكره بِتَمَامِهِ
قَوْله فِي [17]
بَاب الخصر فِي الصَّلَاة
عَقِبَ حَدِيثِ [1219] أَيُّوبَ عَنْ مُحَمَّد عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ ((نَهَى عَنِ الْخَصْرِ فِي الصَّلاةِ))
وَقَالَ هِشَام وَأَبُو هِلَال عَن ابْن سِيرِين عَن أبي هُرَيْرَة [رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ] عَنِ النَّبِيِّ ز 106 أصلى الله عَلَيْهِ وَسلم
هَذَا التَّعْلِيق فِي بعض الرِّوَايَات دون بعض(2/449)
فَأَما حَدِيث هِشَام فأسنده البُخَارِيّ فِي الْبَاب الْمَذْكُور بِلَفْظ ((نهى أَن يُصَلِّي الرجل مُخْتَصرا))
وَرَوَاهُ الإِمَام أَحْمد من طرق عَن هِشَام بِلَفْظ ((نهى عَن الِاخْتِصَار فِي الصَّلَاة)) وَرَوَاهُ مُسلم من طَرِيق أبي أُسَامَة وَغَيره عَن هِشَام بِلَفْظ ((نهى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن يُصَلِّي الرجل مُخْتَصرا))
وَأما حَدِيث أبي هِلَال فَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ فِي الْأَفْرَاد حَدَّثنا ثَنَا عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ ثَنَا أَبُو هِلالٍ عَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ نَهَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الاخْتِصَارِ فِي الصَّلاةِ وَقَالَ تفرد بِهِ عَمْرو عَن أبي هِلَال(2/450)
[22
كتاب السَّهْو]
قَوْله [4]
بَاب من لم يتَشَهَّد فِي سَجْدَتي السَّهْو
وَسلم أنس وَالْحسن وَلم يتشهدا وَقَالَ قَتَادَة يتَشَهَّد
قَالَ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه حَدَّثنا ابْنُ مَهْدِيٍّ ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنِ الْحَسَنِ وَأَنَسٍ أَنَّهُمَا (سَجَدَا سَجْدَتَيِ السَّهْوِ بَعْدَ السَّلامِ) ثُمَّ قَاما وَلَمْ يُسَلِّمَا
وَأما قَول قَتَادَة فَقَالَ عبد الرَّزَّاق عَن معمر عَن قَتَادَة قَالَ يتَشَهَّد فِي سَجْدَتي السَّهْو وَيسلم ح 83 ب
قَوْله فِي [5]
بَاب يكبر فِي سَجْدَتي السَّهْو
1230 - حَدثنَا قَتَادَة ثَنَا لَيْثٌ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنِ الأَعْرَجِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُحَيْنَةَ الأَسَدِيِّ حَلِيفِ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ((أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَامَ فِي صَلاةِ الظُّهْرِ وَعَلَيْهِ جُلُوسٌ فَلَمَّا أَتَمَّ صَلاتَهُ سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ فَكَبَّرَ فِي كُلِّ سَجْدَةٍ وَهُوَ جَالِسٌ قَبْلَ أَنْ يُسَلِّمَ وَسَجَدَهُمَا النَّاس مَعَه مَكَان مانسي مِنَ الْجُلُوسِ))
تَابعه ابْن جريج عَن ابْن شهَاب فِي التَّكْبِير
قَامَ الإِمَامُ أَحْمَدُ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ وَابْنُ بَكْرٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ أَخْبَرَنِي ابْنُ شِهَابٍ أَنَّ عَبْدَ الرحمدن بْنَ هُرْمُزَ الأَعْرَجَ أَخْبَرَهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُحَيْنَةَ وَكَانَ من أَصْحَاب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى لَهُمْ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ(2/451)
قَامَ وَلَمْ يَقْعُدْ فِيهِمَا فَقَامَ النَّاسُ مَعَهُ فَلَمَّا صَلَّى الرَّكْعَتَيْنِ الأَخِيرَتَيْنِ انْتَظَرَ النَّاسُ تَسْلِيمَهُ فَكَبَّرَ فَسَجَدَ ثُمَّ كَبَّرَ فَسَجَدَ ثُمَّ سَلَّمَ
وَقد وَقع إِلَيْنَا أَعلَى من طَرِيق الإِمَام أَحْمد بِدَرَجَة أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَطِيبُ فِي آخَرِينَ إِجَازَةً عَنِ الْقَاضِي تَقِيّ الدَّين سُلَيْمَان بن حَمْزَة أَنَّ الْحَافِظَ ضِيَاءَ الدِّينِ الْمَقْدِسِيَّ أَخْبَرَهُ أَنا أَبُو جَعْفَرٍ الصَّيْدَلانِيُّ أَنا أَبُو عَليّ الْحداد أَنا أَبُو نعبم أَنا الطَّبَرَانِيُّ ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيم ز 106 ب عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ أَخْبَرَنِي ابْنُ شِهَابٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَعْرَجِ عَنِ ابْنِ بُحَيْنَةَ الأَسَدِيِّ حَلِيفِ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَامَ فِي الظُّهْرِ وَعَلَيْهِ جُلُوسٌ فَلَمَّا أَتَمَّ صَلاتَهُ سجد سَجْدَتَيْنِ وهوجالس قَبْلَ أَنْ يُسَلِّمَ يُكَبِّرُ فِي كُلِّ سَجْدَةٍ وَسَجَدَهُمَا النَّاسُ مَعَهُ مَكَانَ مَا نَسِيَ مِنَ الْجُلُوسِ
رَوَاهُ أَبُو الْعَبَّاس السراج فِي مُسْنده عَن مُحَمَّد بن رَافع عَن عبد الرَّزَّاق فَوَقع إِلَيْنَا بَدَلا لَهُ عَالِيا
قَوْله [7]
بَاب السَّهْو فِي الْفَرْض والتطوع
وَسجد ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا سَجْدَتَيْنِ بعد وتره
قَالَ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه ثَنَا وَكِيع عَن ابْن أبي الْعرُوبَة عَن أبي الْعَالِيَة الْبَراء عَن ابْن عَبَّاس قَالَ رَأَيْته يسْجد بعد وتره سَجْدَتَيْنِ
حَدَّثنا وَكِيعٌ عَنْ شُعْبَةَ ح وَقَالَ مُسَدَّدٌ فِي مُسْنَدِهِ الْكَبِيرِ ثَنَا يَحْيَى عَن(2/452)
شُعْبَةَ ثَنَا أَبُو جَمْرَةَ قَالَ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ ((إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ لَا تُصَلِّيَ صَلاةً إِلا سَجَدْتَ بَعْدَهَا سَجْدَتَيْنِ فَافْعَلْ))
قَوْله [9]
بَاب الْإِشَارَة فِي الصَّلَاة
قَالَ كريب عَن أم سَلمَة [رَضِي الله عَنْهَا] عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قلت هُوَ فِي الْبَاب الَّذِي قبله
من [23] كتاب الْجَنَائِز
قَوْله [1]
بَاب فِي الْجَنَائِز وَمن كَانَ آخر كَلَامه لَا إِلَه إِلَّا الله
وَقيل لوهب بن مُنَبّه أَلَيْسَ لَا إِلَه إِلَّا الله مِفْتَاح الْجنَّة قَالَ بلَى وَلَكِن لَيْسَ مِفْتَاح إِلَّا لَهُ أَسْنَان فَإِن جِئْت بمفتاح لَهُ أَسْنَان فتح لَك وَإِلَّا لم يفتح لَك
قَرَأت على شيخ الْإِسْلَام أبي حَفْص بن أبي الْفَتْح قلت لَهُ أخْبركُم إِبْرَاهِيم بن عَليّ أَنَّ أَبَا الْفَرَجِ بْنَ عَبْدِ الْمُنعم أخْبرهُم ح وقرأت على عمر بن مُحَمَّد الصَّالِحِي بِدِمَشْق (قلت لَهُ) أخْبركُم عَليّ بن أبي بكر الْحَرَّانِي أَن عَليّ بن أَحْمد [السَّعْدِيّ] أخْبرهُم كِلَاهُمَا عَن أبي المكارم اللبان أَن الْحسن بن أَحْمد [الْحداد] أخبرهُ أَنا أَحْمد بن عبد الله [أَبُو نُعَيْمٍ] الْحَافِظُ ثَنَا أَبُو أَحْمد مُحَمَّد بن أَحْمد زَاد فِي رِوَايَة عمر الغطريفي ثَنَا عبد الله بن مُحَمَّد بن شيرويه ثَنَا إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه ثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ الذمارِي أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بن سعيد بن رمانة أَخْبرنِي ح 84 أأبي قَالَ قيل لوهب بن مُنَبّه فَذكر مثله إِلَّا أَنه قَالَ من أَتَى الْبَاب بِأَسْنَانِهِ فتح لَهُ وَمن لم يَأْتِ الْبَاب بِأَسْنَانِهِ لم يفتح لَهُ انْتهى(2/453)
وَقَدْ وَقَعَ لَنَا مِنْ وَجْهٍ آخر قَرَأت على عبد الله بن عمر [الحلاوي] أخْبركُم يحيى بن يُوسُف [الْمَقْدِسِي] إجَازَة إِن لم يكن سَمَاعا عَن عبد الْوَهَّاب بن رواج أَن الْحَافِظ أَبَا طَاهِرٍ السِّلَفِيَّ أَخْبَرَهُ أَنا أَبُو طَاهِر مُحَمَّد بن عبد الله بن الْحُسَيْن الشِّيرَازِيّ ز 107 أثَنَا أَبُو بكر مُحَمَّد بن أبي عَليّ الْحسن بن أَحْمد الصفار قَالَ وَفِيمَا كتب إِلَيْنَا أَبُو عبد الله الْحُسَيْن بن أَحْمد الشماخي أَنا يَعْقُوب بن إِسْحَاق ثَنَا يحيى بن عبد الله ماهان عَن مُحَمَّد بن أبان ثَنَا عبد الْملك بن عبد الرَّحْمَن الصَّنْعَانِيّ عَن مُحَمَّد بن سعيد عَن أَبِيه قَالَ قَالَ رجل لوهب يَعْنِي ابْن مُنَبّه أَلَيْسَ لَا إِلَه إِلَّا الله مِفْتَاح الْجنَّة قَالَ بلَى يَا ابْن أخي وَلَكِن لَيْسَ مِفْتَاح إِلَّا وَله أَسْنَان فَمن جَاءَ بِأَسْنَانِهِ فتح وَمن لَا لم يفتح
وَقَالَ البُخَارِيّ فِي التَّارِيخ مُحَمَّد بن سعيد بن رمانة عداده فِي أهل الْيمن قَالَ لي إِسْحَاق أَخْبَرَنِي عبد الْملك بن مُحَمَّد الذمارِي فَذكر نَحوه
وَقد رُوِيَ هَذَا بِسَنَد ضَعِيف رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب من حَدِيث معَاذ بن جبل وَذكر ابْن إِسْحَاق فِي السِّيرَة أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ للعلاء بن الْحَضْرَمِيّ إِذا سُئِلت عَن مِفْتَاح الْجنَّة فَقل مفتاحها لَا إِلَه إِلَّا الله
قَوْله فِي [2]
بَاب الْأَمر بِاتِّبَاع الْجَنَائِز
عَقِبَ حَدِيثِ [1240] الأَوْزَاعِيِّ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَعِيدٍ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ ((حَقُّ (الْمُسْلِمِ) عَلَى الْمُسْلِمِ خَمْسٌ رَدُّ السَّلامِ الْحَدِيثَ
تَابَعَهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَنا مَعْمَرٌ وَرَوَاهُ سَلامَةُ عَنْ عُقَيْلٍ
وَأما حَدِيثُ مَعْمَرٍ فَأَخْبَرَنَا بِهِ عَبْدُ الرَّحَمْنِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْمُبَارَكِ أَن عَليّ بن(2/454)
إِسْمَاعِيلَ (بْنِ إِبْرَاهِيمَ) [بْنِ قُرَيْشٍ] أَخْبَرَهُ أَنا عَبْدُ اللَّطِيفِ بْنُ عَبْدِ الْمُنْعِمِ أَنا أَبُو الْحَسَنِ الْخَيَّاطُ فِي كِتَابِهِ أَنا أَبُو عَليّ الْحداد أَنا أَبُو نعيم ثَنَا أَبُو مُحَمَّد بن حَيَّان ثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ح وَقَالَ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ ثَنَا عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ أَنا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ((خَمْسٌ تَجِبُ لِلْمُسْلِمِ عَلَى أَخِيهِ رَدُّ السَّلامِ وَتَشْمِيتُ الْعَاطِسِ وَإِجَابَةُ الدَّعْوَى وَعِيَادَةُ الْمَرِيضِ وَاتِّبَاعُ الْجَنَائِزِ)) قَالَ عبد الرَّزَّاق وَكَانَ معمر يُرْسل هَذَا الحَدِيث عَن الزُّهْرِيّ وأسنده مرّة عَن ابْن الْمسيب عَن أبي هُرَيْرَة السِّيَاق لمُسلم
ة كَذَلِك رَوَاهُ أَبُو دَاوُد عَن مُحَمَّد بن دَاوُد وخشيش بن أَصْرَم عَن عبد الرَّزَّاق فَوَقع لنا بَدَلا عَالِيا
وَقد وَقع لنا من وَجه آخر عَالِيا جدا قَرَأت عَلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ إِبْرَاهِيم بن الْعِزّ مُحَمَّد الْمَقْدِسِي أَنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحُسَيْنِ [بن أبي التائب] أَنا عُثْمَان بن عَليّ بن عبد الْوَاحِد السِّلَفِيُّ أَنا مَكِّيُّ بْنُ مَنْصُورٍ أَنا أَحْمد بن الْحُسَيْن الْحِيرِي أَنا أَبُو عَليّ الميداني ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَنا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيّ فَذكر مثله سَوَاء دون كَلَام عبد الرَّزَّاق
وَأما حَدِيث سَلامَة عَن عقيل ز 107 أ
قَوْله فِي [3]
بَاب الدُّخُول على الْمَيِّت بعد الْمَوْت
عَقِبَ حَدِيثِ [1243] اللَّيْثُ عَنْ عُقَيْلٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدِ(2/455)
ابْن ثَابِتٍ عَنْ أُمِّ الْعَلاءِ الأَنْصَارِيَّةِ فِي قِصَّةِ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ وَفِيهِ قَوْلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ((وَاللَّهِ مَا أَدْرِي وَأَنَا رَسُولُ اللَّهِ مَا يُفْعَلُ بِي))
وَقَالَ نَافِع بن يزِيد عَن عقيل ((مَا يفعل بِهِ))
وَتَابعه شُعَيْب وَعَمْرو بن دِينَار وَمعمر
أما حَدِيث نَافِع بن يزِيد فَرَوَاهُ الْإِسْمَاعِيلِيّ فِي الْمُسْتَخْرج قَالَ حَدثنَا الْقَاسِم ابْن زَكَرِيَّا ثَنَا الْحسن بن عبد الْعَزِيز الجروي ح 84 أثَنَا عبد الله بن يحيى الْمعَافِرِي ثَنَا نَافِع بن يزِيد عَنْ عُقَيْلٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ بِهِ
وَأما حَدِيث شُعَيْب بن أبي حَمْزَة فأسنده أَبُو عبد الله فِي الشَّهَادَات عَن أبي الْيَمَان عَنهُ عَن الزُّهْرِيّ بِهِ وَفِيه ((وَالله مَا أَدْرِي وَأَنا رَسُول الله مَا يفعل الله بِهِ
وَأما حَدِيث عَمْرو بن دِينَار فَقَرَأته على الْحَافِظ أبي الْفضل بن الْحُسَيْن قلت لَهُ أَخْبَرَكُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بن الْقيم أَن عَليّ بن أَحْمد السَّعْدِيّ أخْبرهُم عَن الْمُؤَيد ابْن عَبْدِ الرَّحِيمِ أَنَّ سَعِيدَ بْنَ أبي الرَّجَاء أخْبرهُم أَنَام 52 أأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ النُّعْمَانِ أَنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْمُقْرِئِ أَنا إِسْحَاق بن أَحْمد ثَنَا مُحَمَّد بن يحيى ثَنَا سُفْيَان بن عَمْرو عَن الزُّهْرِيّ عَن خَارِجَة بن زيد ثَابت قَالَ لما قدم الْمُهَاجِرُونَ الْمَدِينَة استهموا الْمنَازل فَكَانَ سهم عُثْمَان بن مَظْعُون على امْرَأَة يُقَال لَهَا أم الْعَلَاء قَالَت فحضره الْمَوْت فَقَالَت شهادتي عَلَيْك أَبَا السَّائِب أَن الله عز وَجل قد أكرمك فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سُبْحَانَ الله الَّذِي أَنا عَبده وسوله وَلَا أدرري مَا يفعل الله بِي وَلَكِن قد أَتَاهُ الْيَقِين وَنحن نرجو لَهُ الحَدِيث(2/456)
وَأما حَدِيث معمر فأسنده أَبُو عبد الله فِي التَّعْبِير عَن عَبْدَانِ عَن عبد الله بن الْمُبَارك عَنهُ عَن الزُّهْرِيّ بِهِ وَلَفظه ((وَالله مَا أَدْرِي وَأَنا رَسُولُ اللَّهِ مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بكم
وَقد رَوَاهُ عبد الرزااق عَن معمر بِلَفْظ ((مَا أَدْرِي وَأَنَا رَسُولُ اللَّهِ مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بكم
أَخْبَرَنِيه إِبْرَاهِيم بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ عَن عِيسَى بن معالي أَن عبد الله بن عمر [بن اللتي] أخْبرهُم أَبُو الْوَقْت أَنا أَبُو الْحسن الدَّاودِيّ أَنا عبد الله بن أَحْمد [بن حمويه] أَنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خُرَيْمٍ أَنا عبد بن حميد أَنا عبد الرَّزَّاق أَنا معمر بِهِ
قَوْله فِيهِ عَقِبَ حَدِيثِ [1244] شُعْبَةَ عَنْ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ لَمَّا قُتِلَ أَبِي جَعَلْتُ أَكْشِفُ الثَّوْبَ عَنْ وَجْهِهِ وَأَبْكِي الْحَدِيثَ
تَابعه ابْن جريج أَخْبَرَنِي ابْن الْمُنْكَدر ز 108 أأَنه سمع جَابر [رَضِي الله عَنهُ] انْتهى
قَرَأت على أبي الْفَرَجِ (بْنِ) الْغَزِّيِّ أَخْبَرَكُمْ عَلِيُّ بْنُ إِسْمَاعِيلَ [الْمَخْزُومِيُّ] أَنا أَبُو الْفَرَجِ بْنُ الصَّيْقَلِ عَنْ مَسْعُودٍ الْجَمَّالِ أَنَّ أَبَا عَلِيٍّ الْحَدَّادَ أخبرهُ أَنا أَبُو نعيم أَنا مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم أَنا مُحَمَّد بن بركَة الْحلَبِي ثَنَا يُوسُف بْنُ سَعِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ ثَنَا حَجَّاجٌ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر ((أَنه سمع جابراا يَقُول جَاءَ قَوْمِي بِأَبِي قَتِيلا يَوْم أحد)) الحَدِيث(2/457)
رَوَاهُ مُسلم فِي صَحِيحه عَن عبد بن حميد عَن روح بن عبَادَة عَن ابْن جريج
قَوْله فِي [5]
بَاب الْإِذْن بالجنازة
وَقَالَ أَبُو رَافِعٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ [رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ] قَالَ قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ((أَلا [كُنْتُمْ] آذَنْتُمُونِي))
وَقد أسْندهُ بِتَمَامِهِ فِي بَاب كنس الْمَسْجِد وَفِي مَوضِع آخر من طَرِيق حَمَّاد بن زيد عَن ثَابت عَن أبي رَافع (عَن أبي هُرَيْرَة) بِهِ
قَوْله فِي [6]
بَاب فضل من مَاتَ لَهُ ولد فاحتسب
عَقِبَ حَدِيثِ [1249] شُعْبَةَ عَنِ ابْنِ الأَصْبَهَانِيِّ عَنْ ذَكْوَانَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ [رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ] ((أَنَّ النِّسَاءَ قُلْنَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اجْعَلْ لَنَا يَوْمًا فَوَعَظَهُنَّ وَقَالَ أَيُّمَا امْرَأَةٍ مَاتَ لَهَا ثَلاثَةٌ مِنَ الْوَلَدِ كَانُوا لَهَا حِجَابًا مِنَ النَّارِ الْحَدِيثَ
1250 - وَقَالَ شَرِيكٌ عَنِ ابْنِ الأَصْبَهَانِيِّ حَدَّثَني أَبُو صَالِحٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ وَأَبِي هُرَيْرَةَ [رَضِي الله عَنْهُمَا] عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ ((لَمْ يَبْلُغُوا الْحِنْثَ))
أَخْبَرَنِي بِذَلِكَ الْحَافِظُ أَبُو الْفَضْلِ بْنُ الْحُسَيْنِ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ (قُلْتُ لَهُ)(2/458)
أَخْبَرَكُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ الْعَطَّارُ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَحْمَدَ السَّعْدِيَّ أَخْبَرَهُ قَالَ أَنا الْخَضِرُ ابْن كَامِلٍ أَنا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَيَّاطُ أَنا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَزَّازُ قَالَ أَنا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُسَيْنِ الدَّقَّاقُ أَنا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّد ابْن عَبْدِ الْعَزِيزِ [اللُّغَوِيُّ] قَالَ حَدَّثنا أَبُو بكر بن أبي شيبَة (إِمْلاءً مِنْ حِفْظِهِ) ثَنَا شَرِيكٌ عَنِ ابْنِ الأَصْبَهَانِيِّ قَالَ أَتَانيِ أَبُو صَالِحٍ يُعَزِّينِي عَلَى ابْنٍ لِي فَحَدَّثَني عَنْ أَبِي سَعِيدٍ وَأَبِي هُرَيْرَةَ ((أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ النِّسَاءُ يَا رَسُولَ اللَّهِ اجْعَلْ لَنَا يَوْمًا كَمَا جَعَلْتَ لِلرِّجَالِ فَأَتَاهُنَّ (النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) فَوَعَظَهُنَّ وَذَكَّرَهُنَّ وَقَالَ ((مَا مِنَ امْرَأَةٍ تَدْفِنُ ثَلاثَةً إِلا كَانُوا لَهَا حِجَابًا مِنَ النَّارِ)) فَقَالَتِ امْرَأَةٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ دَفَنْتُ اثْنَيْنِ فَقَالَ ((وَاثْنَيْنِ)) وَلم تَسْأَلْهُ عَنِ الْوَاحِدِ قَالَ وَقَالَ فِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ ((وَمَنْ لَمْ يَبْلُغِ الْحِنْثَ))
قلت رَوَاهُ ابْن أبي شيبَة (وَبِهَذَا الْإِسْنَاد) فِي مُصَنفه وَفِي مُسْنده فَوَقع لنا عَالِيا على طريقهما
قَوْله [8]
بَاب غسل الْمَيِّت ووضوئه بِالْمَاءِ والسدر
وحنط ابْن عمر ز 108 ب [رَضِي الله عَنْهُمَا] ابْنا لسَعِيد بن زيد وَحمله وَصلى وَلم يتَوَضَّأ
وَقَالَ ابْن عَبَّاس [رَضِي الله عَنْهُمَا] الْمُسلم لَا ينجس حَيا أَو مَيتا
وَقَالَ سعد لَو كَانَ نجسا مَا مَسسْته
وَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ((الْمُؤمن لَا ينجس)) انْتهى(2/459)
أما أثر ابْن عمر فَقَالَ مَالِكٌ فِي الْمُوَطَّأِ عَنْ نَافِعٍ أَن عبد الله بن عمر حَنَّطَ ابْنًا لِسَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ وَحَمَلَهُ ثُمَّ دَخَلَ الْمَسْجِدَ فَصَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ
قلت اسْم ابْن سعيد الْمَذْكُور عبد الرَّحْمَن وَقد وَقع لنا مُسَمّى فِيمَا قَرَأت عَالِيا على إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن عبد الْوَاحِد أَن أَحْمد بن أبي طَالب أخبرهُ أَنا أَبُو المنجا ابْن اللَّتِّيِّ أَنا أَبُو الْوَقْتِ أَنا مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز [الْهَرَوِيّ] أَنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي شُرَيْح أَنا الْبَغَوِيّ ثَنَا الْعَلَاء بن مُوسَى ثَنَا اللَّيْث عَن ناقع أَنه رأى عبد الله بن عمر حنط عبد الرَّحْمَن بن سعيد بن زيد فَذكره وَوَقع لنا بعلو من حَدِيث اللَّيْث
وَأما ابْن عَبَّاس فَقَالَ سعيد بن مَنْصُور فِي السّنَن (وَأَن أبي شيبَة فِي المُصَنّف) حَدَّثنا سُفْيَانُ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ [رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا] قَالَ لَا تُنَجِّسُوا مَوْتَاكُمْ فَإِنَّ الْمُؤْمِنَ لَيْسَ بِنَجِسٍ حَيًّا وَلا مَيِّتًا وهذ إِسْنَاد صَحِيح وهوموقوف
وَقد رُوِيَ من هَذَا الْوَجْه مَرْفُوعا أَخْبَرَنَا عمر بن مُحَمَّد البالسي بِدِمَشْق أَن أَبَا بكر بن أَحْمد [الدقاق المغاري] أخبرهُ أَنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ [السَّعْدِيُّ] عَن عبد الله بن عمر [بن اللتي] أَن الْفضل بن مُحَمَّد الأبيوردي أخبرهُ أَنا مُحَمَّد بن أَحْمد النوقاني أَنا عَليّ بن عمر [الدَّارَقُطْنِيّ] الْحَافِظ م 52 ب أَنا أَبُو سهل(2/460)
ابْن زِيَاد ثَنَا عبيد الْعجل ثَنَا يحيى بن مُعلى بن مَنْصُور ثَنَا عبد الرَّحْمَن بن يحيى بن إِسْمَاعِيل بن عبيد الله المَخْزُومِي ثَنَا ابْن عُيَيْنَة عَن عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مثله
رَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك من طَرِيق أبي بكر وَعُثْمَان ابْن أبي شيبَة عَن ابْن عُيَيْنَة بِهِ مَرْفُوعا
وَقَالَ الضياء فِي الْأَحْكَام إِسْنَاده عِنْدِي على شَرط صَحِيح
قلت وَأخرجه فِي المختارة من طَرِيق الدَّارَقُطْنِيّ كَمَا أوردناه وَالَّذِي يتَبَادَر إِلَى ذهني أَن الْمَوْقُوف أصح فقد رَوَاهُ كَذَلِك ح 85 ب عَمْرو بن أبي عَمْرو عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس مَوْقُوفا
أخرجه الْبَيْهَقِيّ بِإِسْنَاد صَحِيح
وَهَكَذَا رَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي المُصَنّف من طَرِيق عبد الْملك بن أبي سُلَيْمَان عَن عَطاء عَن ابْن عَبَّاس
وَأما قَول سعد وَهُوَ ابْن أبي وَقاص فَقرأت عَلَى الْحَافِظِ أَبِي الْفَضْلِ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ سِتِّ الْعَرَبِ بِنْتِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ قِرَاءَةً عَنْ جَدِّهَا حُضُورًا أَنَّ عُمَرَ بْنَ مُحَمَّدِ [بْنِ طَبَرْزَدَ] أَخْبَرَهُ أَنا الْحَافِظُ أَبُو الْبَرَكَاتِ الأَنْمَاطِيُّ وَغَيْرُهُ قَالا أَنا أَبُو الْحُسَيْنِ بن عَاصِم ز 109 أثَنَا أَبُو عمر بن مهْدي أَنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ ثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ حَدَّثَني الْجُعَيْدُ عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ سعد بن أبي(2/461)
وَقَّاصٍ أَنَّ أَبَاهَا أُوذِنَ بِسَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ هَلَكَ بِالْعَقِيقِ فَخَرَجَ إِلَيْهِ سَعْدٌ فَغَسَّلَهُ وَكَفَّنَهُ ثُمَّ أَقْبَلَ حَتَّى حَاذَى بِدَارِهِ فَأَمَرَ بِغُسْلٍ فَسَكَبَ لَهُ فَاغْتَسَلَ ثُمَّ خَرَجَ فَقَالَ أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي وَاللَّهِ مَا اغْتَسَلْتُ مِنْ غُسْلٍ وَلَوْ كَانَ نَجِسًا مَا مَسَسْتُهُ وَلَكِنْ آذَانِي الْحَرُّ فَاغْتَسَلْتُ (رَوَاهُ ابْن أبي شيبَة عَن يحيى الْقطَّان عَن الجعيد بِهِ)
وَقد وَقع لنا من قَول سعيد بن الْمسيب أَيْضا قَالَ سمويه فِي فَوَائده حَدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ ثَنَا وُهَيْبٌ ثَنَا أَبُو وَاقِدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ وَإِسْحَاقَ مَوْلَى زَائِدَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مِنْ غُسْلِهِ الْغُسْلُ وَمِنْ حَمْلِهِ الْوُضُوءُ قَالَ (يَعْنِي أَبَا وَاقِدٍ) فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ فَقَالَ لَوْ عَلِمْتُ أَنَّ ذَلِكَ نَجِسٌ لَمْ أَمَسَّهُ
وَأما الحَدِيث الْمَرْفُوع فَهُوَ طرف من حَدِيث أبي هُرَيْرَة الْمُتَّفق على صِحَّته فِي لقِيه النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ جنب وَقد أسْندهُ فِي الطَّهَارَة من طَرِيق أَبِي رَافِعٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ بِهِ فِي بَاب الْجنب يمشي فِي السُّوق
قَوْله [14]
بَاب نقض شعر الْمَرْأَة
قَالَ ابْن سِيرِين لابأس أَن ينْقض شعر الْمَيِّت
قَالَ سعيد بن مَنْصُور حَدَّثنا إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم ثَنَا ابْن عون عَن مُحَمَّد بن سِيرِين بِهِ(2/462)
(وَلابْن أبي شيبَة عَن حَفْص عَن أَشْعَث عَن مُحَمَّد بن سِيرِين ((أَنه كَانَ يَقُول إِذا غسلت الْمَرْأَة ذوب شعرهَا ثَلَاث ذوائب [ثمَّ] جعل خلفهَا)
قَوْله [15]
بَاب [كَيفَ] الْإِشْعَار للْمَيت
وَقَالَ الْحسن الْخِرْقَة الْخَامِسَة (يشد بهَا الفخذان والوركان) تَحت الدرْع
قَالَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ ثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى عَن هِشَام عَن الْحسن قَالَ تكفن الْمَرْأَة فِي خَمْسَة أَثوَاب
قَوْله [16] بَاب هَل يَجْعَل شعر الْمَرْأَة ثَلَاثَة قُرُون
1262 - حَدَّثنا قَبِيصَةُ حَدَّثنا سُفْيَانُ عَنْ هِشَامٍ عَنْ أُمِّ الْهُذَيْلِ عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ [رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا] قَالَتْ ضَفَّرْنَا شَعْرَ بِنْتِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْنِي ثَلاثَةَ قُرُونٍ قَالَ وَكِيعٌ قَالَ سُفْيَانُ ((نَاصِيَتَهَا وَقَرْنَيْهَا))
قَالَ الْإِسْمَاعِيلِيّ فِي الْمُسْتَخْرج حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلُّوَيْهِ ثَنَا عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ثَنَا وَكِيع عَن سُفْيَان عَن هِشَامٍ عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ قَالَتْ لَمَّا غَسَّلْنَا ابْنَةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم ز 109 ب ضَفَّرْنَا شَعْرَهَا ثَلاثَةَ قُرُونٍ نَاصِيَتَهَا وَقَرْنَيْهَا ثُمَّ أَلْقَيْنَهَا خَلْفَهَا حَفْص هِيَ أم الْهُذيْل
قَوْله [25] بَاب الْكَفَن من جَمِيع المَال
وَبِه قَالَ عَطاء وَالزهْرِيّ وَعَمْرو بن دِينَار وَقَتَادَة ح 86 أوَقَالَ عَمْرو بن(2/463)
دِينَار الحنوط من جَمِيع المَال
وَقَالَ إِبْرَاهِيم يبْدَأ بالكفن ثمَّ بِالدّينِ ثمَّ بِالْوَصِيَّةِ
وَقَالَ سُفْيَان أجر الْقَبْر وَالْغسْل هُوَ من الْكَفَن
أما قَول عَطاء فَقَالَ الدَّارمِيّ فِي مُسْنده ثَنَا سعيد بن الْمُغيرَة عَن ابْن الْمُبَارك عَن ابْن جريج عَن عَطاء قَالَ ((الحنوط والكفن من رَأس المَال وَسَيَأْتِي لَهُ طَرِيق أُخْرَى
وَأما قَول الزُّهْرِيّ وَقَتَادَة فَقَالَ عبد الرَّزَّاق فِي جَامعه أَنا معمر عَن الزُّهْرِيّ وَقَتَادَة قَالَا الْكَفَن من جَمِيع المَال
وَأما قَول عَمْرو بن دِينَار فَقَالَ عبد الرَّزَّاق فِي جَامعه أَخْبَرَنَا ابْن جريج قَالَ قَالَ عَطاء الْكَفَن والحنوط دين قَالَ وَقَالَهُ عَمْرو بن دِينَار
وَأما قَول قَتَادَة فَتقدم كَمَا ترى مَعَ (الزُّهْرِيّ)
وَقد روينَا هَذِه الْجُمْلَة حَدِيثا مَرْفُوعا من طَرِيق أبي الزبير عَن جَابر واستنكره أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ
وَأما قَول عَمْرو بن دِينَار فِي الحنوط فَتقدم كَمَا ترَاهُ قبل
وَأما قَول إِبْرَاهِيم فأَخْبَرَنَا بِهِ أَحْمد بن عَليّ بن يحيى الْهَاشِمِي أَنا أَحْمد بن أبي طَالب أَنا عبد الله بن عمر [بن اللَّتِّيِّ] أَنا أَبُو الْوَقْتِ أَنا أَبُو الْحسن بن المظفر أَنا عبد الله بن أَحْمد [بن حمويه] أَنا عِيسَى بن عمر [السَّمرقَنْدِي] أَنا عبد الله ابْن عبد الرَّحْمَن الدَّارمِيّ ثَنَا عبد الله بن مُحَمَّد بن أبي شيبَة ثَنَا حَفْص عَن(2/464)
إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ عَنْ الحكم عَن إِبْرَاهِيم قَالَ الْكَفَن من جَمِيع المَال
حَدَّثنا قبيصَة أَنا سُفْيَان عَمَّن سمع إِبْرَاهِيم قَالَ يبْدَأ بالكفن ثمَّ الدَّين ثمَّ الْوَصِيَّة
وَأما قَول سُفْيَان فَقَالَ عبد الرَّزَّاق أَخْبَرَنَا الثَّوْريّ عَن عُبَيْدَة عَن إِبْرَاهِيم قَالَ يبْدَأ بالكفن ثمَّ بِالدّينِ ثمَّ الْوَصِيَّة (قَالَ فَقلت) لَهُ يَعْنِي لِسُفْيَان فأجر الْقَبْر وَالْغسْل قَالَ هُوَ من الْكَفَن م 53 أ
قَوْله [32] بَاب قَول النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ((يعذب الْمَيِّت بِبَعْض بكاء أَهله عَلَيْهِ))
هَذَا طرف من حَدِيث ابْن أبي مليكَة قَالَ توفيت ابْنة لعُثْمَان بِمَكَّة الحَدِيث وَفِيه هَذَا اللَّفْظ عَن ابْن عَبَّاس عَن عمر وَقد أسْندهُ فِي الْبَاب الْمَذْكُور
قَوْله فِي التَّرْجَمَة وَقَالَ ((النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ((كُلُّكُمْ رَاع ومسؤول عَنْ رَعِيَّتِهِ))
هَذَا طرف من حَدِيث نَافِع عَن ابْن عمر وَهُوَ مُسْند عِنْد أبي عبد الله من طرق عَنهُ ز 110 أوَقد تقدم لَهُ [طَرِيق] فِي الْجُمُعَة(2/465)
قَوْله فِيهَا وَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ((لَا تقتل نفس ظلما إِلَّا كَانَ على ابْن آدم كفل من دَمهَا)) وَذَلِكَ لِأَنَّهُ أول من سنّ الْقَتْل
هَذَا التَّعْلِيق أسْندهُ البُخَارِيّ فِي الدِّيات من حَدِيث مَسْرُوق عَن ابْن مَسْعُود مُخْتَصرا وَفِي كتاب بَدْء الْخلق من هَذَا الْوَجْه بِتَمَامِهِ
قَوْله [33]
بَاب مَا يكره من النِّيَاحَة على الْمَيِّت
وَقَالَ عمر [رَضِي الله عَنهُ] دَعْهُنَّ يبْكين على أبي سُلَيْمَان مَا لم يكن نقع أَو لقلقَة وَالنَّقْع التُّرَاب على الرَّأْس وَاللَّقْلَقَة الصَّوْت
قلت التَّفْسِير من كَلَام المُصَنّف وَقد وَافقه عَلَيْهِ غَيره
قَالَ الْبَيْهَقِيّ فِي السّنَن الْكَبِير أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الأَصْبَهَانِيُّ أَنا أَبُو سَعِيدِ بْنُ الأَعْرَابِيِّ ثَنَا سَعْدَانُ بْنُ نَصْرٍ ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ شَقِيقٍ قَالَ لَمَّا مَاتَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ اجْتمع نسْوَة ح 86 ب بَنِي الْمُغِيرَةِ يَبْكِينَ عَلَيْهِ فَقِيلَ لِعُمَرَ أَرْسِلْ إِلَيْهِنَّ فَإِنَّهُنَّ لَا يَبْلُغُكَ عَنْهُنَّ شَيْءٌ تَكْرَهُ فَقَالَ عُمَرُ مَا عَلَيْهِنَّ أَنْ يُهْرِقْنَ دُمُوعَهُنَّ عَلَى أَبِي سُلَيْمَانَ مَا لم يكن نقع أَو لقلقَة
وَهَكَذَا رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي التَّارِيخ الْأَوْسَط وَفِي الصَّغِير عَن عمر بْنُ حَفْصٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ الْأَعْمَش(2/466)
وَرَوَاهُ سعيد بن مَنْصُور عَن هشيم عَن مُغيرَة عَن إِبْرَاهِيم مُنْقَطِعًا بِنَحْوِهِ قَالَ فَقلت لإِبْرَاهِيم مَا النَّقْع وَاللَّقْلَقَة قَالَ النَّقْع الشق وَاللَّقْلَقَة الرنة
وَقَالَ أَبُو عبيد فِي غَرِيب الحَدِيث حَدَّثنا جرير عَن مَنْصُور عَن أبي وَائِل نَحوه وَقَالَ قَالَ الْكسَائي النَّقْع صنعه الطَّعَام للمأتم وَأنكر ذَلِك أَبُو عبيد وَقَالَ الَّذِي رَأَيْت عَلَيْهِ أَكثر أهل الْعلم أَنه رفع الصَّوْت قَالَ وَقَالَ بَعضهم هُوَ وضع التُّرَاب على الرَّأْس قَالَ وَقيل هُوَ شقّ الْجُيُوب قَالَ وَأما اللَّقْلَقَة فشدة الصَّوْت لم أسمع فِيهِ اخْتِلَافا
وقاال أبن سعد أَنا وَكِيع بن الْجراح وَأَبُو مُعَاوِيَة الضَّرِير وَعبد الله بن نمير قَالُوا ثَنَا الْأَعْمَش نَحوه
قَالَ وَقَالَ وَكِيع االنقع الشق وَاللَّقْلَقَة الصَّوْت
وَعَن هِشَام الطَّيَالِسِيّ عَن شريك عَن عَاصِم عَن أبي وَائِل قَالَ لما مَاتَ خَالِد ابْن الْوَلِيد قَالَ عمر بن الْخطاب مَا على نسَاء بني الْمُغيرَة أَن يسفحن من دُمُوعهنَّ على أبي سُلَيْمَان مَا لم يكن نقعا أَو لقلقَة وَالنَّقْع الشق وَاللَّقْلَقَة الصَّوْت
قَوْله فِيهِ [1292] حَدَّثنا عَبْدَانُ أَخْبَرَنِي أَبِي ثَنَا شُعْبَةُ عَن قَتَادَة عَن سعيد بن الْمسيب عَن ابْن ز 110 ب عُمَرَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الْمَيِّتُ يُعَذَّبُ فِي قَبْرِهِ بِمَا ينح عيه)) تَابَعَهُ عَبْدُ الأَعْلَى ثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ ثَنَا سَعِيدٌ ثَنَا قَتَادَةُ وَقَالَ آدَمُ عَنْ شُعْبَةَ ((الْمَيِّتُ يُعَذَّبُ بِبُكَاءِ الْحَيِّ [عَلَيْهِ] ))(2/467)
أما حَدِيث عبد الْأَعْلَى فَقُرِئَ عَلَى فَاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْهَادِي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمد بن أبي الهيجاء أَن مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ الْخَطِيبَ أَخْبَرَهُمْ عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ سَعْدِ الْخَيْرِ أَنَّ زَاهِرَ بْنَ طَاهِرٍ أَخْبَرَهُمْ أَنا أَبُو سَعْدٍ الْكَنْجَرُوذِيُّ أَنا أَبُو عَمْرِو بْنُ حَمْدَانَ أَنا أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى ثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ ثَنَا سَعِيدٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ حَدَّثَ أَنَّ نَبِيَّ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ ((إِنَّ الْمَيِّتَ يُعَذَّبُ فِي قَبره بِمَا ينح عَلَيْهِ))
وَأما حَدِيث آدم
قَوْله [37]
بَاب مَا ينْهَى عَن الْحلق عِنْد الْمُصِيبَة
1296 - وَقَالَ الحكم بن مُوسَى ثَنَا يحيى بن حَمْزَة عَن عبد الحمن بن جَابر أَن الْقَاسِم بن مخيمرة حَدثهُ حَدَّثَني أَبُو بردة بن أبي مُوسَى [رَضِي الله عَنهُ] قَالَ وجع أَبُو مُوسَى وجعا فَغشيَ عَلَيْهِ وَرَأسه فِي حجر امْرَأَة من أَهله فصاحت فَلم يَسْتَطِيع أَن يرد عَلَيْهَا الحَدِيث
وَقع فِي بعض الرِّوَايَات من الصَّحِيح حَدَّثنا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى وَهُوَ وَهِمٌ وَقَدْ أَخْبَرَنِي بِالْحَدِيثِ أَبُو الْفَرَجِ بْنُ الْغَزِّيِّ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ أَخْبَرَكُمْ عَلِيُّ بْنُ إِسْمَاعِيلَ [الْمَخْزُومِيُّ] أَنَّ أَبَا الْفَرَجِ بْنَ عَبْدِ الْمُنْعِمِ أَخْبَرَهُمْ عَنْ مَسْعُودِ بْنِ أَبِي مَنْصُورٍ أَنَّ(2/468)
الْحسن بن أَحْمد [الْحداد] أخْبرهُم أَنا أَبُو نعيم ثَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ حَمْدَانَ ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ ح وَحَدَّثنا أَبُو مُحَمَّد بن حَيَّان ح 87 أثَنَا الْحسن بن أَحْمد االصوفي ح وَحَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ثَنَا أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ قَالُوا ثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى ثَنَا يحيى بن حَمْزَة عَن عبد الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ أَن الْقَاسِم بن مخيمرة حَدثهُ حَدَّثَني أَبُو بردة بن أبي مُوسَى قَالَ وَجِعَ أَبُو مُوسَى وجعا فَغشيَ عَلَيْهِ وَرَأسه فِي حجر امْرَأَة من أَهله فصاحت بِهِ امْرَأَةٌ مِنْ أَهْلِهِ فَلَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يَرُدَّ عَلَيْهَا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّنْ بَرِئَ مِنْهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِنَّ رَسُولَ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بَرِئَ مِنَ السَّالِقَةِ وَالْحَالِقَةِ وَالشَّاقَّةِ م 53 أ
وَرَوَاهُ مُسلم فِي صَحِيحه عَنْ الحكم بن مُوسَى فوافقناه بعلو دَرَجَة
وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه عَن أبي يعلى فوافقناه بعلو أَيْضا
قَوْله [41]
بَاب من لم يظْهر حزنه عِنْد الْمُصِيبَة
وَقَالَ مُحَمَّد بن كَعْب القرطي الْجزع القَوْل السيء ز 111 أوَالظَّن السيء(2/469)
قَوْله [42]
بَاب الصَّبْر عِنْد الصدمة الأولى
وَقَالَ عمر [رَضِي الله عَنهُ] نعم العدلان وَنعم العلاوة {الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} [156 الْبَقَرَة] قَالَ الْبَيْهَقِيّ فِي السّنَن الْكَبِيرِ أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ حَدَّثَني عَلِيُّ بْنُ عِيسَى الْحِيرِي ثَنَا مُسَدّد ابْن قَطَنٍ ثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ثَنَا جَرِيرٌ عَنْ مَنْصُورٍ عَن مُجَاهِد عَن سعيد ابْن الْمُسَيِّبِ عَنْ عُمَرَ [رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ] قَالَ نِعْمَ الْعِدْلانِ وَنِعْمَ العلاوة {الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبهم وَرَحْمَة} نِعْمَ الْعِدْلانِ {وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} نِعْمَ الْعِلاوَةُ هَذَا إِسْنَاد صَحِيح رَوَاهُ عبد بن حميد فِي تَفْسِيره عَن عبيد الله بن مُوسَى عَن إِسْرَائِيل عَن مَنْصُور
وَرَوَاهُ أَيْضا من رِوَايَة نعيم بن أبي هِنْد عَن عمر وَهُوَ مُنْقَطع
وَأخرجه الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك هَكَذَا بِنَاء على مذْهبه أَن تفاسير الصَّحَابَة مَرْفُوعَة وَقد صَحَّ سَماع ابْن الْمسيب عَن عمر أوضحت ذَلِك فِي مُخْتَصر التَّهْذِيب فِي تَرْجَمته
وَوَقع لي حَدِيث نعيم عَن عمر من وَجه آخر قَالَ إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ فِي غَرِيب الحَدِيث حَدَّثنا عُبَيْدُ اللَّهِ ثَنَا حَمَّادٌ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ نُعَيْمِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ قَالَ قَالَ عُمَرُ فِي هَذِهِ الآيَةِ {أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبهم وَرَحْمَة} الْآيَة قَالَ نِعْمَ الْعِدْلانِ وَنِعْمَتِ الْعِلاوَةُ(2/470)
قَوْله [43]
بَاب قَول النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ((أَنا بك لَمَحْزُونُونَ))
قَالَ ابْن عمر [رَضِي الله عَنْهُمَا] عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ((تَدْمَع الْعين ويحزن الْقلب))
1303 - حَدَّثنا الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ثَنَا يَحْيَى بْنُ حَسَّانٍ ثَنَا قُرَيْشٌ هُوَ ابْنُ حَيَّانَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسِ بن مَالك رَضِي الله عَنهُ قَالَ ((دَخَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَبِي سَيْفٍ الْقَيْنِ وَكَانَ ظِئْرًا لإِبْرَاهِيمَ [عَلَيْهِ السَّلامُ] فَأَخَذَ رَسُولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِبْرَاهِيمَ فَقَبَّلَهُ وَشَمَّهُ ثُمَّ دَخَلْنَا عَلَيْهِ بَعْدَ ذَلِكَ وَإِبْرَاهِيمُ يَجُودُ بِنَفْسِهِ فَجَعَلَتْ عَيْنَا رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تذفان الحَدِيث
رَوَاهُ مُسلم عَن سُلَيْمَان بن الْمُغيرَة عَن ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ [رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ] عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم
أما حَدِيث ابْن عمر فأسنده فِي الْبَاب الَّذِي بعده (بِغَيْر هَذَا اللَّفْظ) وَهُوَ أَيْضا فِي قصَّة إِبْرَاهِيم ابْن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ح 87 ب من حَدِيث غير أنس(2/471)
وَأما حَدِيث مُوسَى فَقَرَأته على شيخ الْإِسْلَام أبي حَفْص بن أبي الْفَتْح الشَّافِعِي عَن الْحَافِظ أَبِي الْحَجَّاجِ يُوسُفَ بْنِ الزَّكِيِّ الْمزي أَنا الرشيد مُحَمَّد بن أبي بكر العامري أَن القَاضِي أَبَا الْقَاسِم عبد الصَّمد ز 111 ب بن مُحَمَّد الحرستاني أخْبرهُم عَن أبي عبد الله مُحَمَّد بن الْفضل الْفَقِيه أَن الْحَافِظ أَبَا بكر أَحْمد بن الْحُسَيْن أخْبرهُم أَنا عَليّ بن أَحْمد بن عَبْدَانِ ثَنَا أَحْمد بن عبيد الصفار ثَنَا تمْتَام ثَنَا مُوسَى بن إِسْمَاعِيل ثَنَا سُلَيْمَان بن الْمُغيرَة عَن ثَابت بْنِ أَنَسٍ [رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ] قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ولد لي اللَّيْلَة غُلَام فسميته بِأبي إِبْرَاهِيم ثمَّ دَفعه إِلَى أم سيف يَعْنِي امْرَأَة قين كَانَ يكون بِالْمَدِينَةِ يُقَال لَهُ أَبُو سيف فَانْطَلق رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَأْتِيهِ وَانْطَلَقت مَعَه فَدخل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَدَعَا بِالصَّبِيِّ فضمه إِلَيْهِ فَقَالَ مَا شَاءَ الله أَن يَقُول قَالَ أنس فَلَقَد رَأَيْت إِبْرَاهِيم بَين يَدي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ يكبد بِنَفسِهِ فَدَمَعَتْ عينا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ((تَدْمَع الْعين ويحزن الْقلب إِلَّا مَا يرضى الرب وَالله يَا إِبْرَاهِيم أَنا بك لَمَحْزُونُونَ))
قَوْله [44]
بَاب الْبكاء عِنْد الْمَرِيض
وَكَانَ عمر [رَضِي الله عَنهُ] يضْرب فِيهِ بالعصى وَيَرْمِي بِالْحِجَارَةِ ويحثي بِالتُّرَابِ
(كَذَا فِي بعض الرِّوَايَات وَفِي رِوَايَة الْأَكْثَر ثَبت ذَلِك عقب حَدِيث ابْن عمر [1304] فِي قصَّة سعد بن عبَادَة وَهُوَ حَدِيث هَذَا الْبَاب فَفِي آخِره عِنْد قَوْله ((وَلَكِن يعذب بِهَذَا وَأَشَارَ إِلَى لِسَانه أَو يرحم وَإِن الْمَيِّت يعذب ببكاء أهليه عَلَيْهِ)) وَكَانَ عمر [رَضِي الله عَنهُ] يضْرب إِلَى آخِره(2/472)
فَهُوَ مُتَّصِل بِالْإِسْنَادِ الْمَذْكُور وَقد أخرجه مُسلم من الْوَجْه الَّذِي أخرجه مِنْهُ البُخَارِيّ لَكِن إِلَى قَوْله ((أَو يرحم))
وأخرجه أَبُو عوَانَة فِي مستخرجه عَن شيخ مُسلم بِإِسْنَادِهِ وَزَاد فِي آخِره ((وَإِن الْمَيِّت يعذب ببكاء أَهله عَلَيْهِ)) فَدلَّ على أَن ذَلِك من جملَة الحَدِيث وَكَذَا عطف عَلَيْهِ وَالله أعلم)
قَوْله [46]
بَاب الْقيام للجنازة
1307 - حَدَّثنا عَليّ بن عبد الله ثَنَا سُفْيَانُ ثَنَا الزُّهْرِيُّ عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ((إِذَا رَأَيْتُمُ الْجِنَازَةَ فَقُومُوا حَتَّى تُخَلِّفَكُمْ)) زَادَ الْحُمَيْدِيُّ حَتَّى تُخَلِّفَكُمْ أَوْ تُوضَعَ))
قَرَأت حَدِيثَ الْحُمَيْدِيِّ عَلَى أَبِي الْفَرَجِ بْنِ الْغَزِّيِّ بِالسَّنَدِ الْمُتَقَدِّمِ قَرِيبًا إِلَى أَبِي نُعَيْمٍ قَالَ ثَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ ثَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى ثَنَا الْحُمَيْدِيُّ ح قَالَ وَثنا الطلحي ثَنَا عبيد بن غَنَّام ثَنَا أَبُو بكر بن أبي شَيْبَةَ قَالا ثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ أَخْبَرَنِي سَالِمٌ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَامِرِ بْنِ ريبعة قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ((إِذَا رَأَيْتُمُ الْجِنَازَةَ فَقُومُوا لَهَا حَتَّى تُخَلِّفَكُمْ أَو تُوضَع))(2/473)
وَرَوَاهُ مُسلم ز 112 أعَن أبي بكر فوافقناه فِيهِ بعلو دَرَجَة على طَرِيق الصَّحِيح
وَرَوَاهُ سعيد بن مَنْصُور فِي السّنَن عَن سُفْيَان بِالزِّيَادَةِ م 53 ب
قَوْله فِي [49]
بَاب من قَامَ لجنازة يَهُودِيّ
عَقِبَ حَدِيثِ [1312] شُعْبَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ كَانَ سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ وَقَيْسُ بْنُ سَعْدٍ قَاعِدَيْنِ بِالْقَادِسِيَّةِ فَمَرُّوا عَلَيْهِمَا بِجِنَازَةٍ فَقَاما الْحَدِيثَ
1313 - وَقَالَ أَبُو حَمْزَةَ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ عَمْرٍو عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى ((كُنْتُ مَعَ قَيْسٍ وَسَهْلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فَقَالَا كُنَّا مَعَ ح 88 أالنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم))
وَقَالَ زَكَرِيَّا عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى ((كَانَ أَبُو مَسْعُودٍ وَقَيْسٌ يَقُومَانِ لِلْجِنَازَةِ))
أما حَدِيث أبي حَمْزَة فَقَالَ أَبُو نعيم فِي الْمُسْتَخْرج على صَحِيح البُخَارِيّ ثَنَا الْمُطَرز حَدَّثَني قَاسم بن مُحَمَّد الْمروزِي وَابْن سُفْيَان النَّسَائِيّ قَالَا ثَنَا عَبْدَانِ عَن أبي حَمْزَة هُوَ السكرِي عَن الْأَعْمَش عَن عَمْرو بن مرّة عَن عبد الرَّحْمَن بن أبي ليلى قَالَ كنت مَعَ قيس بن سعد وَسَهل بن حنيف فَمر علينا بِجنَازَة قفاما فَقُلْنَا إِنَّهَا جَنَازَة يَهُودِيّ فَقَالَا كُنَّا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فمرت علينا جَنَازَة فَوقف فَقُلْنَا إِنَّهَا جَنَازَة يَهُودِيّ فَقَالَ أليست نفسا))(2/474)
وَأما حَدِيث زَكَرِيَّا فَقَالَ سعيد بن مَنْصُور فِي السّنَن ثَنَا سُفْيَان عَن زَكَرِيَّا عَنِ الشَّعْبِيِّ (يَعْنِي عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى) أَنَّ أَبَا مَسْعُودٍ وَقَيْسِ بْنِ سَعْدٍ كَانَا يَقُومَانِ لِلْجِنَازَةِ
قَوْله [51]
بَاب السرعة بالجنازة
وَقَالَ أنس [رَضِي الله عَنهُ] أَنْتُم مشيعون وامش بَين يَديهَا وَخَلفهَا وَعَن يَمِينهَا وَعَن شمالها وَقَالَ غَيره قَرِيبا مِنْهَا
قَالَ أَبُو بكر فِي المُصَنّف ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ مِثْلَهُ
وَقَالَ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ الْخَفَّافُ فِي ((كِتَابِ الْجَنَائِزِ لَهُ)) وَسَيَأْتِي إِسْنَادَهُ حَدَّثنا حُمَيْدٌ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ سُئِلَ عَنِ الْمَشْيِ فِي الْجِنَازَةِ فَقَالَ أَمَامَهَا وَخَلْفَهَا وَعَنْ يَمِينِهَا وَعَنْ شِمَالِهَا إِنَّمَا أَنْتُمْ مُشَيِّعُونَ
وَأَخْبَرَنِي بِذَلِكَ عَالِيًا إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن عبد الْوَاحِدِ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الدَّائِمِ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ الإِرْبِلِيَّ أَخْبَرَهُ أَنا يَحْيَى بْنُ ثَابِتٍ أَنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْخِلُّ أَنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُسَيْن بن إِسْمَاعِيل ثَنَا مُحَمَّد بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَمَّادٍ السَّكَنُ ثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ثَنَا حميد الطَّوِيل عَن أنس ابْن مَالِكٍ ((أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ اتِّبَاعِ الْجَنَائِزِ فَقَالَ أَنْتُمْ مُشَيِّعُونَ كُونُوا مِنْ بَيْنِ يَدَيْهَا وَمِنْ خَلْفِهَا وَعَن يَمِينهَا وَعَن شمالها(2/475)
وَأما قَول الْغَيْر الْمُبْهم فَرَوَاهُ ز 112 ب سعيد بن مَنْصُور من طَرِيق عبد الرَّحْمَن بن قرط نَحوه وَهُوَ صَحَابِيّ نزل حمص
قَوْله فِي [54]
بَاب الصُّفُوف على الْجِنَازَة
عقب حَدِيث [1320] عَطاء عَن جَابر قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ((قَدْ توفّي [الْيَوْم] رجل صَالح من [الْحَبَش] فَهَلُمَّ فصلوا عَلَيْهِ قَالَ فصففنا فصلى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
قَالَ أَبُو الزبير عَن جَابر ((كنت فِي الصَّفّ الثَّانِي))
قَالَ النَّسَائِيُّ ثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ ثَنَا أَبُو دَاوُدَ هُوَ الطَّيَالِسِيّ ثَنَا شُعْبَة عَن أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ كُنْتُ فِي الصَّفِّ الثَّانِي يَوْمَ صَلَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى النَّجَاشِيِّ
وَقرأت عَلَى أُمِّ الْحَسَنِ بِنْتِ الْمُنَجَّا بِدِمَشْقَ عَن عِيسَى بن عبد الرَّحْمَن (قَالَ) قُرِئَ عَلَى كَرِيمَةَ الْقُرَشِيَّةِ وَنَحْنُ نَسْمَعُ عَنْ أَبِي الْخَيْرِ الْبَاغْبَانِ أَنَّ أَبَا عَمْرِو بْنَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى أَخْبَرَهُ أَنا أَبِي (قَالَ) أَخْبَرَنِي أَبِي (قَالَ) حَدَّثَني أَبِي ثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ بِهِ
وَقرأت عَلَى إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ عَنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيمِ [الْقُرَشِيِّ] أَنَّ عَبْدَ الْوَهَّابِ بْنَ ظَافِرٍ أخبرهُ أَنا الْحَافِظ أَبُو طَاهِر السلَفِي أَنا أَبُو(2/476)
الْحَسَنِ الْعَلافُ أَنا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ بِشْرَانَ أَنا أَبُو بَكْرٍ الآجُرِّيُّ ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَبَّاسِ الطَّيَالِسِيُّ ثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ الْفَلاسُ مِثْلَهُ سَوَاءً وَزَادَ ((فَكَبَّرَ عَلَيْهِ أَرْبَعًا))
وَأَخْبَرَنَاهُ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي أَحْمَدَ الْكَنْجِيُّ أَنَّ إِسْحَاقَ بْنَ يَحْيَى الآمَدِيَّ أَخْبَرَهُمْ أَنا يُوسُف بن خَلِيل الْحَافِظ أَنا أَبُو الْقَاسِم بن بوش أَنا أَبُو طَالب بن يُوسُف أَنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ [بْنِ الْمُذْهِبِ] أَنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنِ جَعْفَرٍ [الْحَنْبَلِيُّ] ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَرْعَرَةَ ثَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ ((أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صلى عَلَى النَّجَاشِيِّ قَالَ جَابِرٌ فَكُنْتُ فِي الصَّفّ الثَّانِي ح 88 ب
(وَرَوَاهُ ابْن حبَان من رِوَايَة عبيد الله بن معَاذ عَن أَبِيه مثله)
وَرَوَاهُ مُسلم بِمَعْنَاهُ من حَدِيث أَيُّوب عَن أبي الزبير
قَوْله [56]
بَاب سنة الصَّلَاة على الْجَنَائِز
وَقَالَ النَّبِي صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ((مَنْ صَلَّى على الْجِنَازَة))
وَقَالَ ((صلوا على صَاحبكُم)) وَقَالَ ((صلوا على النَّجَاشِيّ))
هَذِه أَطْرَاف لأحاديث ثَلَاثَة أسندها وَإِنَّمَا ذكرهَا هُنَا لينبه على جَوَاز تَسْمِيَتهَا صَلَاة
فَأَما الحَدِيث الأول فأسنده من طَرِيق المَقْبُري والأعرج وَغَيرهمَا عَن أبي هُرَيْرَة(2/477)
وَأما الثَّانِي فأسنده من حَدِيث سَلمَة بن الْأَكْوَع وَفِيه قصَّة المتوفي عَلَيْهِ دين
وَأما الثَّالِث فأسنده من حَدِيث جَابر وَغَيره وَقد تقدّمت الْإِشَارَة إِلَيْهِ قَرِيبا م 54 أ
قَوْله فِيهِ وَكَانَ ابْن عمر لايصلي إِلَّا طَاهِرا وَلَا يُصَلِّي عِنْد طُلُوع الشَّمْس وَلَا ز 113 أعِنْد غُرُوبهَا وَيرْفَع يَدَيْهِ
وَقَالَ الْحسن أدْركْت النَّاس وأحقهم على جنائزهم من رضوهم لفرائضهم وَإِذا أحدث يَوْم الْعِيد أَو عِنْد الْجِنَازَة يطْلب المَاء وَلَا يتَيَمَّم وَإِذا انْتهى إِلَى الْجِنَازَة وهم يصلونَ يدْخل مَعَهم بتكبيرة
أما أثر ابْن عمر فِي الصَّلَاة طَاهِرا فَقَالَ مَالِكٌ فِي الْمُوَطَّأِ عَنْ نَافِعٍ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ كَانَ يَقُولُ لَا يُصَلِّي الرَّجُلُ عَلَى الْجِنَازَةِ إِلا وَهُوَ طَاهِرٌ
وَأما أَثَره فِي ترك الصَّلَاة عِنْد طُلُوع الشَّمْس وَعند غُرُوبهَا فَقَالَ سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَنا أَيُّوبَ عَنْ نَافِع قَالَ كَانَ ابْنُ عُمَرَ إِذَا سُئِلَ عَنِ الْجِنَازَةِ بَعْدَ صَلاةِ الصُّبْحِ وَبَعْدَ صَلاةِ الْعَصْرِ يَقُولُ مَا صَلَّيْنَا لِوَقْتِهَا
وَقَالَ مَالِكٌ فِي الْمُوَطَّأِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حَرْمَلَةَ مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ حُوَيْطِبٍ أَنَّ زَيْنَبَ ابْنَةَ أَبِي سَلَمَةَ تُوُفِّيَتْ وَطَارِقٌ أَمِيرُ الْمَدِينَةِ فَأُتِيَ بِجِنَازَتِهَا بَعْدَ صَلاةِ الصُّبْحِ فَوُضِعَتْ بِالْبَقِيعِ قَالَ وَكَانَ طَارِقٌ يُغَلِّسُ بِالصُّبْحِ(2/478)
قَالَ ابْنُ أَبِي حَرْمَلَةَ فَسمعت عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ يَقُولُ لأَهْلِهَا إِمَّا أَنْ تُصَلُّوا عَلَى جِنَازَتِكُمُ الآنَ وَإِمَّا أَنْ تَتْرُكُوهَا حَتَّى تَرْتَفِعَ الشَّمْسُ
وَقَالَ مُسَدّد فِي مُسْنده ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ هُوَ ابْنُ الْمُبَارَكِ ثَنَا فُضَيْلُ بْنُ غَزْوَانَ عَنْ نَافِع عَنِ ابْنِ عُمَرَ ((أَنَّهُ أُتِيَ بِجِنَازَةٍ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْهَا حَتَّى ارْتَفَعَ النَّهَارُ
وَقَالَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثنا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ عَنْ أُنَيْسِ بْنِ أَبِي يَحْيَى عَنْ أَبِيهِ ((أَنَّ جِنَازَةٌ وُضِعَتْ فَقَامَ ابْنُ عُمَرَ قَائِمًا فَقَالَ أَيْنَ وَلِيُّ هَذِهِ الْجِنَازَةِ لِيُصَلِّ عَلَيْهَا قَبْلَ أَنْ يَطْلُعَ قَرْنُ الشَّمْسِ
حَدَّثنا أَبُو الأَحْوَصِ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَفْصٍ قَالَ كَانَ [عَبْدُ اللَّهِ] ابْن عُمَرَ إِذَا كَانَتِ الْجِنَازَةُ [صَلَّى] الْعَصْرَ [ثُمَّ] قَالَ عَجِّلُوا بِهَا قَبْلَ أَنْ تَطْفُلَ الشَّمْسُ
وَأما أَثَره فِي رفع الْيَدَيْنِ فَقرأت على الْحَافِظ أبي الْفضل بن الْحُسَيْنِ عَنْ أُمِّ مُحَمَّدٍ بِنْتِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ السَّعْدِيَّةِ سَمَاعًا عَلَيْهَا أَنَّ جَدَّهَا عَلِيَّ بْنَ أَحْمَدَ [السَّعْدِيَّ] أَخْبَرَهُمْ قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَهِيَ حَاضِرَةٌ أَنا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ [بْنِ طَبَرْزَدَ] أَنا أَبُو غَالب بن الْبناء أَنا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَسْنُونٍ أَنا أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى الْملاحِمِيُّ ح وَقرأت عَالِيًا عَلَى مَرْيَمَ بِنْتِ مُحَمَّدٍ الأَسَدِيَّةِ عَنْ يُونُسَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ [بْنِ عَبْدِ الْقَوِيِّ] عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ [النَّجَّارِ] أَنَّ الْحَافِظَ أَبَا الْفَضْلِ بْنَ نَاصِرٍ أَخْبَرَهُمْ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ فِي ((كِتَابِ الْوَصِيَّةِ)) لَهُ قَالَ أَنا بِكِتَابِ رَفْعِ الْيَدَيْنِ لِلْبُخَارِيِّ أَبُو نَصْرٍ الْملاحِمِيُّ أَنا مَحْمُودُ بْنُ إِسْحَاقَ الْخُزَاعِيُّ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ ثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن(2/479)
إِدْرِيسَ سَمِعت عُبَيْدَ اللَّهِ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ ((أَنَّهُ كَانَ يرفع يَدَيْهِ ح 89 أفِي كل ز 113 ب تَكْبِيرَةٍ عَلَى الْجِنَازَةِ السِّيَاقُ لِلرِّوَايَةِ الأُولَى
وَأما أَثَرُ الْحَسَنِ فَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ عَنِ الْحَسَنِ قَالَ أَوْلَى النَّاسِ بِالصَّلاةِ عَلَى الْمَرْأَةِ الأَبُ ثُمَّ الزَّوْجُ ثُمَّ الابْنُ ثُمَّ الأَخُ
وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ حَدَّثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَنا يُونُسُ عَنِ الْحَسَنِ قَالَ يَكْفِيكَ مَا أَدْرَكْتَ مِنَ التَّكْبِيرِ
وَقَالَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ ثَنَا مُعَاذٌ عَنْ أَشْعَثَ عَنِ الْحَسَنِ فِي الرَّجُلِ يَنْتَهِي إِلَى الْجِنَازَةِ وَهُمْ يُصَلُّونَ عَلَيْهَا قَالَ يَدْخُلُ مَعَهُمْ بِتَكْبِيرَةٍ
وَقَالَ أَيْضًا حَدَّثنا حَفْصٌ عَنْ أَشْعَثَ عَنِ الْحَسَنِ قَالَ لَا يَتَيَمَّمُ وَلا يُصَلِّي إِلا عَلَى طُهْرٍ
وَقَدْ رُوِيَ عَنِ الْحَسَنِ خِلافَ ذَلِكَ قَالَ سَعِيدُ بن مَنْصُور حَدَّثنا حَمَّاد بن زَيْدٍ عَنْ كَثِيرِ بْنِ شِنْظِيرٍ أَنَّ الْحَسَنَ سُئِلَ عَنِ الرَّجُلِ يَكُونُ فِي الْجِنَازَةِ عَلَى غَيْرِ وُضُوءٍ فَإِنْ ذَهَبَ يَتَوَضَّأُ تَفُوتُهُ الْجِنَازَةَ قَالَ يَتَيَمَّمُ وَيُصَلِّي
حَدَّثنا هُشَيْمٌ عَنْ يُونُسَ عَنِ الْحُسَيْنِ قَالَ يَتَيَمَّمُ وَيُصَلِّي وَيَجُوزُ أَنْ يَحْمِلَ ذَلِكَ عَلَى حَالَتَيْنِ وَاللَّهُ أعلم
قَوْله فِيهِ وَقَالَ ابْن الْمسيب ((يكبر بِاللَّيْلِ وَالنَّهَار وَالسّفر والحضر أَرْبعا
وَقَالَ أنس [رَضِي الله عَنهُ] التَّكْبِيرَة الْوَاحِدَة استفتاح الصَّلَاة(2/480)
أما قَول سعيد
وَأما قَول أنس فَقَالَ سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَنا يَحْيَى بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ قَالَ زُرَيْقُ بْنُ كَرِيمٍ لأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَجُلٌ صَلَّى فَكَبَّرَ ثَلاثًا قَالَ أَنَسٌ أَوَ لَيْسَ التَّكْبِيرُ ثَلاثًا قَالَ زُرَيْقٌ أَوْ غَيْرُهُ يَا أَبَا حَمْزَةَ التَّكْبِيرُ أَرْبَعٌ قَالَ أَجَلْ غَيْرَ أَنَّ وَاحِدَةً هِيَ افْتِتَاحُ الصَّلاةِ
قَوْله [57]
بَاب فضل اتِّبَاع الْجَنَائِز
وَقَالَ زيد بن ثَابت [رَضِي الله عَنهُ] إِذا صليت فقد قضيت الَّذِي عَلَيْك
وَقَالَ حميد بن هِلَال مَا علمنَا على الْجِنَازَة إِذْنا وَلَكِن من صلى ثمَّ رَجَعَ فَلهُ قِيرَاط
أما قَول زيد فَقَالَ أَبُو بكر فِي المُصَنّف ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ وَوَكِيعٌ عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ إِذَا صَلَّيْتُمْ عَلَى الْجِنَازَةِ قَضَيْتُمْ مَا عَلَيْكُمْ فَخَلُّوا بَيْنَهَا وَبَيْنَ أَهْلِهَا
وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ حَدَّثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ أَنا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ إِذَا صَلَّيْتَ عَلَى جِنَازَةٍ فَقَدْ قَضَيْتَ مَا عَلَيْك
وأما قَول حميد م 54 ب
قَوْله [61]
بَاب مَا يكره من اتِّخَاذ الْمَسَاجِد على الْقُبُور(2/481)
وَلما مَاتَ الْحسن بن الْحسن بن عَليّ ز 114 أضربت امْرَأَته الْقبَّة على قَبره سنة ثمَّ رفعت فَسَمِعُوا صائحا يَقُول أَلا هَل وجدوا مَا فقدوا فَأَجَابَهُ الآخر بل يئسوا فانقلبوا
أَخْبَرَنَا غير وَاحِد من مَشَايِخنَا إِذْنا عَن مُحَمَّد بن أبي بكر بن مشرف عَن أبي المنجا ابْن اللتي وَغَيره أَن مَسْعُود بن الْحُسَيْن بن الْقَاسِم بن الْفضل الثَّقَفِيّ كتب إِلَيْهِم أَنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَليّ السمسار أَنا إِبْرَاهِيم بن عبد الله الْأَصْبَهَانِيّ ثَنَا الْحُسَيْن بن إِسْمَاعِيل الْمحَامِلِي إملاء ثَنَا مُحَمَّد بن خلف ثَنَا مُحَمَّد ابْنُ حُمَيْدٍ ثَنَا جَرِيرٌ عَنْ مُغيرَة قَالَ لما مَاتَ الْحسن بن الْحسن ضربت امْرَأَته على قَبره فسطاطا فأقامت عَلَيْهِ سنة ثمَّ انصرفت بعد فَسَمِعُوا قَائِلا يَقُول هَل وجدوا مَا طلبُوا فَأَجَابَهُ آخر بل يئسوا فانقلبوا ح 89 ب
قَوْله [64]
بَاب التَّكْبِير على الْجِنَازَة أَرْبعا
وَقَالَ حميد صلى بِنَا أنس رَضِي الله عَنهُ فَكبر ثَلَاثًا ثمَّ سلم فَقيل لَهُ فَاسْتقْبل الْقبْلَة ثمَّ كبر الرَّابِعَة ثمَّ سلم
[بَيَاض فِي الأَصْل]
وَرَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه عَن معمر عَن قَتَادَة عَن أنس نَحوه(2/482)
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ عبد الْوَهَّاب بن عَطاء فِي ((الْجَنَائِز)) لَهُ عَن سعيد عَن قَتَادَة
قَوْله فِيهِ [1334] حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ ثَنَا سُلَيْمُ بْنُ حَيَّانَ ثَنَا سَعِيدُ بْنُ مِينَاءَ عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ الله عَنهُ ((أَن النَّبِي صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى عَلَى أَصْحَمَةِ النَّجَاشِيِّ فَكَبَّرَ أَرْبَعًا))
وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ عَنْ سُلَيْمٍ ((أَصْحَمَةِ)) وَتَابعه عبد الصَّمد
أما حَدِيث يزِيد بن هَارُون فأسنده أَبُو عبد الله فِي ((
بَاب هِجْرَة الْحَبَشَة)) عَن أبي بكر عَنهُ
وَأما حَدِيث عبد الصَّمد فَقَالَ الْإِسْمَاعِيلِيّ فِي الْمُسْتَخْرج أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ ثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ ثَنَا سُلَيْمُ بْنُ حَيَّانَ حَدَّثَني سَعِيدُ بْنُ مِينَاءَ سَمِعت جَابِرًا ((أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صلى عَلَى أَصْحَمَةِ النَّجَاشِيِّ فَكَبَّرَ عَلَيْهِ أَرْبَعًا
قَوْله [65]
بَاب قِرَاءَة فَاتِحَة الْكتاب على الْجِنَازَة
وَكَانَ الْحسن يقْرَأ على الطِّفْل بِفَاتِحَة الْكتاب وَيَقُول اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ فرطا وسلفا وَأَجرا(2/483)
أَخْبَرَنَا بذلك أَحْمد بن أبي بكر بن قدامَة فِي ((كِتَابه)) عَن سُلَيْمَان بن حَمْزَة عَن عَليّ بن الْحُسَيْن [بن النجار [وَغَيره أَن سعيد بن أَحْمد أخْبرهُم إِذْنا أَنا أَبُو الْغَنَائِم بن أبي عُثْمَان أَنا أَبُو الْحسن بن رزق أَنا مكرم بن أَحْمد بن مكرم أَنا يحيى ابْن جَعْفَر بن الزبْرِقَان أَنا عبد الْوَهَّاب بن عَطاء قَالَ سعيد ز 114 أعَن الصَّلَاة على الصَّبِي والسقط فأَخْبَرَنَا عَن قَتَادَة عَن الْحسن ((أَنه كَانَ يكبر ثمَّ يقْرَأ بِفَاتِحَة الْكتاب ثمَّ يَقُول ((اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ لنا سلفا وفرطا وَأَجرا ثمَّ يكبر وَيفْعل ذَلِك فَإِذا كبر الرَّابِعَة سلم تَسْلِيمَة وَاحِدَة يسمع من يَلِيهِ))
قَوْله [69]
بَاب الدّفن بِاللَّيْلِ وَدفن أَبُو بكر [رَضِي الله عَنهُ] لَيْلًا أسْندهُ فِي بَاب موت يَوْم الِاثْنَيْنِ مِنْ طَرِيقِ وُهَيْبٍ عَنْ
هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ فِي حَدِيثِ مَوْتِ أَبِي بَكْرٍ وَفِيهِ ((وَدُفِنَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ))
قَوْله [71]
بَاب من يدْخل قبر الْمَرْأَة
1342 - حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ ثَنَا فُلَيْحُ بْنُ سُلْيَمَانَ ثَنَا هِلالُ بْنُ عَلِيٍّ عَنْ أَنَسٍ [رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ] قَالَ شَهِدْنَا [بِنْتَ] رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم جَالِسٌ عَلَى الْقَبْرِ فَرَأَيْتُ عَيْنَيْهِ تَدْمَعَانِ فَقَالَ هَلْ فِيكُمْ مِنْ أَحَدٍ لَمْ يُقَارِفِ اللَّيْلَةَ الحَدِيث ح 90 أ
قَالَ ابْن الْمُبَارك قَالَ فليح أرَاهُ يَعْنِي الذَّنب
قَالَ الْإِسْمَاعِيلِيّ فِي الْمُسْتَخْرج أَخْبَرَنِي الْحسن هُوَ ابْن سُفْيَان ثَنَا حبَان بن مُوسَى(2/484)
أَنا عبد الله يَعْنِي ابْن الْمُبَارك عَن فليح بن سُلَيْمَان عَن هِلَال بن عَليّ عَن أنس ابْن مَالك قَالَ شَهِدنَا بِنْتا لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الحَدِيث وَفِي آخِره قَالَ فليح ظَنَنْت أَنه يَعْنِي الذَّنب
تَنْبِيه وَقع فِي رِوَايَة أبي الْحسن الْقَابِسِيّ عَن أبي مُحَمَّد الاصيلي عَن أبي مُحَمَّد الْأَصْلِيّ ((قَالَ أَبُو الْمُبَارك قَالَ فليح وَأفَاد الْقَابِسِيّ بِأَن أَبَا الْمُبَارك هَذَا هُوَ مُحَمَّد بن سِنَان الْمَذْكُور وَتعقبه أَبُو عَليّ الغساني بِأَن مُحَمَّد بن سِنَان لاخلاف عَلَيْهِ أَن كنتيه أَبُو بكر وَهُوَ كَمَا قَالَ أَبُو عَليّ وَهَذَا من التصاحيف وَالْخَطَأ الْمَبْنِيّ على الْخَطَأ
قَوْله فِي [75]
بَاب من يقدم فِي اللَّحْد
عَقِبَ حَدِيثِ [1347 1348] اللَّيْثِ وَالأَوْزَاعِيِّ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ جَابِرٍ ((أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَجْمَعُ بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ مِنْ قَتْلَى أُحُدٍ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ الْحَدِيثَ
وَقَالَ سُلَيْمَان بن كثير حَدَّثَني الزُّهْرِيّ حَدَّثَني من سمع جَابِرا [رَضِي الله عَنهُ] قَالَ الذهلي فِي الزهريات ثَنَا مُحَمَّد بن كثير ثَنَا سُلَيْمَان بن كثير بِهِ
قَوْله فِي [76]
بَاب الْإِذْخر والحشيش فِي الْقَبْر
عَقِبَ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ [رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا] رَفَعَهُ ((حَرَّمَ اللَّهُ مَكَّةَ فَلَمْ تَحِلَّ لأَحَدٍ قَبْلِي الْحَدِيثَ وَفِيهِ فَقَالَ الْعَبَّاسُ [رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ] إِلا الإِذْخِرَ لِصَاغَتِنَا وَقُبُورِنَا فَقَالَ إِلَّا الْإِذْخر))(2/485)
وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ [رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ] عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم ((لِقُبُورِنَا ز 115 أوَبُيُوتِنَا
وَقَالَ أَبَانُ بْنُ صَالِحٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ ((سَمِعت النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)) مِثْلَهُ
وَقَالَ مُجَاهِدٌ عَنْ طَاوُسٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ [رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا] ((لِقَيْنِهِم وَبُيُوتهمْ)) م 55 أ
أما حَدِيث أبي هُرَيْرَة فَهُوَ طرف من حَدِيث يحيى عَن أبي سَلمَة عَنهُ فِي قصَّة أبي شَاة وَقد أسْندهُ فِي اللّقطَة وَغَيرهَا من حَدِيثه
وَأما حَدِيث أبان فَقَالَ البُخَارِيّ فِي تَارِيخه ثَنَا عبيد بن يعِيش وَقَالَ أَبُو عبد الله بن مَاجَه فِي السّنَن حَدَّثنا مُحَمَّد بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ قَالَا ثَنَا يُونُس بن بكير ثَنَا مُحَمَّد بن إِسْحَاق ثَنَا أَبَانُ بْنُ صَالِحٍ عَنِ الْحَسَنِ بن مُسلم بن يناق عَن صَفِيَّة بنت شيبَة قَالَت سَمِعت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يخْطب عَام الْفَتْح فَقَالَ ((يَا أَيهَا النَّاس إِن الله تَعَالَى حرم مَكَّة يَوْم خلق السَّمَوَات وَالْأَرْض فَهِيَ حرَام إِلَى يَوْم الْقِيَامَة لَا يعضد شَجَرهَا وَلَا ينفر صيدها وَلَا يَأْخُذ لقطتهَا منشد))
فَقَالَ الْعَبَّاس إِلَّا الْإِذْخر فَإِنَّهُ للبيوت والقبور فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَّا الْإِذْخر))(2/486)
وَأما حَدِيث مُجَاهِد عَن طَاوس فأسنده الْمُؤلف فِي الْحَج وَفِي الْجِهَاد وَمُطَولًا
قَوْله فِي [77]
بَاب هَل يخرج الْمَيِّت من الْقَبْر
عَقِبَ حَدِيثِ [1350] سُفْيَانَ عَنْ عَمْرِو سَمِعت جَابِرًا فِي قِصَّةِ مَوْتِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ وَقَالَ سُفْيَانُ وَقَالَ أَبُو هَارُونَ ((وَكَانَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَمِيصَانِ الْحَدِيثَ
كَذَا فِي رِوَايَة أبي ذَر وَلغيره قَالَ سُفْيَان وَقَالَ أَبُو هَارُون
وَوَقع فِي بعض الرِّوَايَات أَبُو هُرَيْرَة بدل أبي هَارُون وَكَذَا هُوَ فِي مستخرج أبي نعيم وَهُوَ تَصْحِيف
وَأَبُو هَارُون الْمَذْكُور هُوَ الغنوي بِالْمُعْجَمَةِ وَالنُّون المفتوحتين واسْمه إِبْرَاهِيم بن الْعَلَاء لَيْسَ لَهُ فِي البُخَارِيّ سوى هَذَا الْموضع الْوَاحِد
وَهَذَا مُتَّصِل بِالْإِسْنَادِ الأول وَإِنَّمَا أوردته لأبين ذَلِك كَيْلا يظنّ أنني أهملته كَمَا بيّنت ذَلِك فِي نَظَائِر لَهُ كَثِيرَة
قَوْله [79]
بَاب إِذا أسلم الصَّبِي فَمَاتَ هَل يصلى عَلَيْهِ
وَقَالَ الْحسن وَشُرَيْح وَإِبْرَاهِيم وَقَتَادَة إِذا أسلم أَحدهمَا فَالْوَلَد مَعَ الْمُسلم وَكَانَ(2/487)
ابْنِ عَبَّاسٍ [رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا] مَعَ أمه من الْمُسْتَضْعَفِينَ وَلم يكن مَعَ أَبِيه على دين قومه وَقَالَ الْإِسْلَام يَعْلُو وَلَا يعلى
أما قَول الْحُسَيْن فَقَالَ الْبَيْهَقِيّ أَخْبَرَنَا أَبُو عبد اللَّهِ الْحَافِظُ ثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ هُوَ حسان بن مُحَمَّد ثَنَا عبد الله بن مُحَمَّد قَالَ قَالَ أَبُو عبد الله يَعْنِي مُحَمَّد بن نصر ح 90 ب ثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى أَنا يزِيد بن زُرَيْع عَن يُونُس عَن الْحسن فِي ز 115 ب الصَّغِير قَالَ مَعَ الْمُسلم من وَالِديهِ
وَأما قَول شُرَيْح فَقَالَ الْبَيْهَقِيّ بِسَنَدِهِ إِلَى مُحَمَّد بن نصر ثَنَا يحيى بن يحيى عَن هشيم عَن أَشْعَث عَن الشّعبِيّ عَن شُرَيْح ((أَنه اخْتصم إِلَيْهِ فِي صبي أحد أَبَوَيْهِ نَصْرَانِيّ قَالَ الْوَالِد الْمُسلم أَحَق بِالْوَلَدِ))
وَأما قَول إِبْرَاهِيم فَقَالَ عبد الرَّزَّاق عَن معمر عَن عَمْرو عَن الْحُسَيْن ومغيرة عَن إِبْرَاهِيم قَالَا فِي نَصْرَانِيين بَينهمَا ولد صَغِير فَأسلم أَحدهمَا قَالَ أولاهما بِهِ الْمُسلم يرثانه ويرثهما
وَأما قَول قَتَادَة فَقَالَ عبد الرَّزَّاق عَن معمر عَن قَتَادَة نَحْو الأول
وَأما قصَّة ابْن عَبَّاس فأسندها البُخَارِيّ فِي الْبَاب الْمَذْكُور
وَقَوله وَلم يكن مَعَ أَبِيه على دين قومه قَالَه تفقها وَهُوَ مَبْنِيّ على قَول من(2/488)
قَالَ إِن الْعَبَّاس إِنَّمَا أسلم مُتَأَخِّرًا وَأما على قَول من قَالَ إِن إِسْلَامه كَانَ قبل الْهِجْرَة فَلَا وَالصَّحِيح الأول
وَأما حَدِيث ((الْإِسْلَام يَعْلُو وَلَا يعلى)) فَهُوَ هَكَذَا فِي جَمِيع النّسخ من الصَّحِيح لم يعين قَائِله وَكنت أَظن أَنه عطفه على ابْن عَبَّاس فَيكون من قَوْله ثمَّ وجدت هَذَا اللَّفْظ فِي حَدِيث مَرْفُوع مِنْ طَرِيقِ حَشْرَجِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَشْرَجِ بن عَائِذ ابْن عَمْرٍو الْمُزَنِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ عَائِذِ بْنِ عَمْرٍو ((أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الإِسْلامُ يَعْلُو وَلا يُعْلَى
قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ فِي السّنَن حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بن إِبْرَاهِيم هُوَ الشَّافِعِي ثَنَا أَحْمد بن الْحُسَيْن الْحداد ثَنَا شباب بن خياط ثَنَا حشرج فَذكره
وقرأته على فَاطِمَة بن مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْمُنَجَّا عَن سُلَيْمَان بن حَمْزَة أَن الضياء مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد أخْبرهُم أَنا أَبُو زرْعَة عبيد الله اللفتواني أَن الْحُسَيْن بن عبد الْملك أخْبرهُم أَنا عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن الْحُسَيْن الرَّازِيّ أَنا جَعْفَر بن عبد الله ابْن فناكي ثَنَا مُحَمَّد بن هَارُون الرَّوْيَانِيّ ثَنَا مُحَمَّد بن إِسْحَاق ثَنَا شباب الْعُصْفُرِي هُوَ خَليفَة بن خياط ثَنَا حشرج بن عبد الله بن حشرج حَدَّثَني أبي عَن جدي عَن عَائِذ بن عَمْرو مثله
وَرَوَاهُ الخليلي فِي فَوَائده عَن يحيى بن مُحَمَّد الْحَرْبِيّ بخربته بنيسابور عَن مُحَمَّد ابْن إِسْحَاق السراج ثَنَا شباب بن خياط فَذكره وَلَفظه عَن عَائِذ بن عَمْرو(2/489)
((أَنه جَاءَ يَوْم الْفَتْح مَعَ أبي سُفْيَان بن حَرْب وَرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حوله أَصْحَابه فَقَالُوا ((هَذَا أَبُو سُفْيَان وعائذ بن عَمْرو فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم هَذَا عَائِذ بن عَمْرو وَأَبُو سُفْيَان ((الْإِسْلَام أعز من ذَلِك الْإِسْلَام يَعْلُو وَلَا يعلى))
قَالَ الخليلي عَائِذ مِمَّن بَايع تَحت الشَّجَرَة وَلم يروه ز 116 أعَنهُ إِلَّا حشرج (ولعائذ) أَحَادِيث غزيرة
أَنبأَنَا بذلك غير وَاحِد سَمِعُوهُ من يحيى بن يُوسُف [الْمَقْدِسِي] عَن عبد الْوَهَّاب بن ظافر أَن السلَفِي أخْبرهُم أَنا إِسْمَاعِيل بن عبد الْجَبَّار أَنا أَبُو يَعْلَى الْخَلِيلُ بْنُ عَبْدِ الله الخليلي بِهَذَا م 55 ب
(ثمَّ وجدته من قَول ابْن عَبَّاس كَمَا كنت أَظن أَولا فَقَرَأت فِي الْمحلى لِابْنِ حزم قَالَ وَمِنْ طَرِيقِ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ إِذَا أَسْلَمَتِ الْيَهُودِيَّةُ (أَوِ) النَّصْرَانِيَّةُ تَحْتَ الْيَهُودِيِّ أَوِ النَّصْرَانِيِّ يُفَرَّقُ بَيْنَهُمَا الإِسْلامُ يَعْلُو وَلا يُعْلَى)
وَهَذَا إِسْنَاد صَحِيح لَكِن لم أعرف إِلَى الْآن من أخرجه
قَوْله فِيهِ عَقِبَ حَدِيثِ [1354] يُونُسَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِيهِ فِي قِصَّةِ ابْنِ صَيَّادٍ
وَقَالَ شُعَيْبٌ فِي حَدِيثِهِ فَرَفَصَهُ يَعْنِي بِالصَّادِ وَقَالَ عُقَيْلٌ وَإِسْحَاقُ الْكَلْبِيُّ رمرمة وَقَالَ معمر رمزة(2/490)
أما حَدِيث شُعَيْب فأسنده المُصَنّف فِي ((الْأَدَب)) ) وَغَيره عَن أبي الْيَمَان عَن شُعَيْب عَن الزُّهْرِيّ بِتَمَامِهِ
وَأما حَدِيث عقيل فَسَيَأْتِي الْكَلَام عَلَيْهِ فِي الْجِهَاد
وَأما حَدِيث إِسْحَاق الْكَلْبِيّ فَلَيْسَ فِي روايتنا من طَرِيق أبي الْوَقْت بل هُوَ ثَابت فِي رِوَايَة أبي ذَر الْهَرَوِيّ فَقَط وَقد أسْندهُ الذهلي فِي الزهريات عَن يحيى ابْن صَالح الوحاظي ثَنَا إِسْحَاق الْكَلْبِيّ بِهِ
وَأما حَدِيث معمر فأسنده المُصَنّف فِي الْجِهَاد من طَرِيق هِشَام بن يُوسُف عَنهُ
قَوْله [81]
بَاب الجريد على الْقَبْر
وَأوصى بُرَيْدَة الْأَسْلَمِيّ أَن يَجْعَل فِي قَبره جريدتان
وَرَأى ابْن عمر [رَضِي الله عَنْهُمَا] فسطاطا على قبر عبد الرَّحْمَن فَقَالَ انزعه يَا غُلَام فَإِنَّمَا يظلله عمله
وَقَالَ خَارِجَة بن زيد بن ثَابت ح 91 أرَأَيْتنِي وَنحن شُبَّان فِي زمن عُثْمَان [رَضِي الله عَنهُ] وَإِن أشدنا وثبة الَّذِي يثب قبر عُثْمَان بن مَظْعُون حَتَّى (يُجَاوز قَبره) وَقَالَ عُثْمَان بن حَكِيم أَخذ بيَدي خَارِجَة بن زيد فأجلسني على قبر وأَخْبَرَنِي عَن عَمه يزِيد بن ثَابت قَالَ إِنَّمَا كره ذَلِك لمن أحدث عَلَيْهِ وَقَالَ نَافِع كَانَ ابْن عمر [رَضِي الله عَنْهُمَا] يجلس على الْقُبُور(2/491)
أما أثر بُرَيْدَة فَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَفْصٍ ثَنَا حَمَّادُ ابْن سَلَمَةَ عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ عَنْ مُوَرِّقٍ الْعِجْلِيِّ قَالَ ((أَوْصَى بُرَيْدَةُ أَنْ يُوضَعَ عَلَى قَبْرِهِ جَرِيدَتَانِ وَمَاتَ بِأَدْنَى خُرَاسَانَ))
وَقد وَقع لي من طَرِيق أُخْرَى لأبي بَرزَة الْأَسْلَمِيّ أَيْضا وفيهَا حَدِيث مَرْفُوع من حَدِيثه قَرَأت عَلَى أَحْمد بن عمر اللؤْلُؤِي عَن الْحَافِظ ز 116 ب أبي الْحجَّاج الْمزي أَن يُوسُف بن يَعْقُوب [بن المجاور] أخبرهُ أَنا أَبُو الْيمن الْكِنْدِيّ أَنا أَبُو مَنْصُور الْقَزاز أَنا أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَخْلَدٍ ثَنَا أَبُو سَعِيدٍ النَّسَوِيُّ سَمِعت أَحْمَدَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ بِسْطَامٍ يَقُولُ سَمِعت أَحْمد ابْن سَيَّارٍ يَقُولُ ثَنَا الشَّاهُ بْنُ عَمَّارٍ حَدَّثَني أَبُو صَالِحٍ سُلَيْمَانُ بْنُ صَالِحٍ [اللَّيْثِيُّ] ثَنَا النَّضْرُ بْنُ الْمُنْذِرِ بْنِ ثَعْلَبَة [الْعَبْدِيُّ] عَن حَمَّاد بن سَلمَة عَن قَتَادَةَ أَنَّ أَبَا بَرْزَةَ الأَسْلَمِيَّ كَانَ يُحَدِّثُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ عَلَى قَبْرٍ وَصَاحِبُهُ يُعَذَّبُ فَأَخَذَ جَرِيدَةً فَغَرَسَهَا فِي الْقَبْرِ وَقَالَ عَسَى أَنْ يُرَفِّهَ عَنْهُ مَا دَامَتْ رَطْبَةً))
وَكَانَ أَبُو بَرزَة يُوصي إِذا مت فضعوا فِي (قَبْرِي) معي جريدتين قَالَ فَمَاتَ فِي مفازة بَين كرمان وقومس فَقَالُوا كَانَ يوصينا أَن نضع فِي قَبره جريدتين وَهَذَا مَوضِع لَا نصيب فِيهِ فَبَيْنَمَا هم كَذَلِك إِذْ طلع عَلَيْهِم ركب من قبل سجستان فَأَصَابُوا مَعَهم سَعَفًا فَأخذُوا مِنْهُم جريدتين فوضعوهما مَعَه فِي قَبره
وَأما خبر ابْن عمر فَالْمُرَاد بِهِ عَبْدُ الرَّحْمَن بن أبي بكر الصّديق وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ فِي الطَّبَقَاتِ أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ثَنَا خَالِدُ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ الْقُرَشِيُّ حَدَّثَني أَيُّوبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَشَّارٍ قَالَ مَرَّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ عَلَى قَبْرِ عبد الرَّحْمَن بن أبي(2/492)
بَكْرٍ أَخِي عَائِشَةَ وَعَلَيْهِ فُسْطَاطٌ مَضْرُوبٌ فَقَالَ لِلْغُلامِ انْزِعْهُ فَإِنَّمَا يُظِلُّهُ عَمَلُهُ قَالَ الْغُلامُ يَضْرِبُنِي مَوْلايَ قَالَ كَلا فَنَزَعَهُ
أَخْبَرَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ ثَنَا ابْنُ عَوْنٍ حَدَّثَني رَجُلٌ قَالَ قَدِمَتْ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ ذَا طُوًى حِينَ رَفَعُوا أَيْدِيَهُمْ عَنْ قَبْرِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ فَفَعَلَتْ قَالَ فَفَعَلَتْ يَوْمَئِذٍ وَتَرَكَتْ فَقَالَتْ لَهَا امْرَأَةٌ وَإِنَّكَ لَتَفْعَلِينَ مِثْلَ هَذَا يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ قَالَتْ وَمَا رَأَيْتِنِي فَعَلْتُ إِنَّهُ لَيْسَ لَنَا أَكْبَادٌ كَأَكْبَادِ الإِبِلِ قَالَ ثُمَّ أَمَرَّتْ بِفُسْطَاطٍ فَضُرِبَ عَلَى الْقَبْرِ وَوَكَلُوا بِهِ إِنْسَانًا وَارْتَحَلَتْ فَقدم ابْن عمر فَرَأى الفساط مَضْرُوبًا فَسَأَلَ عَنْهُ فَحَدَّثُوهُ فَقَالَ لِلرَّجُلِ انْزِعْهُ قَالَ إِنَّهُمْ وَكَلُونِي قَالَ انزعه وَأخْبرهمْ إِنَّمَا يظلله عَمَلُهُ
وَأما قَول خَارِجَة بن زيد فَقَالَ البُخَارِيّ فِي التَّارِيخ الصَّغِير حَدثنِي عَمْرو ابْن مُحَمَّد هُوَ النَّاقِد ثَنَا يَعْقُوب هُوَ ابْن إِبْرَاهِيم بن سعد ثَنَا أبي عَن ابْن إِسْحَاق حَدَّثَني يَحْيَى [بْنُ عَبْدِ اللَّهِ] بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عمْرَة الْأنْصَارِيّ سَمِعت خَارِجَة بن زيد بن ثَابت قَالَ رَأَيْتنِي وَنحن [غلْمَان] شُبَّان زمن عُثْمَان فَذكره
وَأما حَدِيث عُثْمَان بن حَكِيم فَقَالَ مُسَدّد فِي مُسْنده الْكَبِير حَدَّثنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ ثَنَا عُثْمَانُ بْنُ حَكِيمٍ ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَرْجِسَ وَأَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّهُمَا سَمِعَا أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ لأَنْ أَجْلِسَ عَلَى جَمْرَةٍ فَتُحْرِقُ مَا دُونَ لَحْمِي حَتَّى تُفْضِيَ إِلَيَّ أَحَبُّ مِنْ أَنْ أَجْلِسَ عَلَى قَبْرٍ قَالَ عُثْمَانُ رَأَيْتُ خَارِجَةَ بْنَ زَيْدٍ فِي الْمَقَابِرِ فَذَكَرْتُ لَهُ ذَلِك ز 117 أفَأَخَذَ بِيَدِي فَأَجْلَسَنِي عَلَى قَبْرٍ وَقَالَ إِنَّمَا ذَلِكَ لِمَنْ أَحْدَثَ عَلَيْهِ م 56 أ(2/493)
وَأما أثر نَافِع عَن ابْن عمر فَقَالَ الطَّحَاوِيّ فِي شرح مَعَاني الْآثَار حَدَّثنا عَلِيٌّ هُوَ ابْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ حَدَّثَني بَكْرٌ هُوَ ابْنُ مُضَرَ [عَنْ عَمْرٍو] عَنْ بُكَيْرٍ هُوَ ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَشَجُّ أَنَّ نَافِعًا حَدَّثَهُ أَن عبد الله بن عمر كَانَ يَجْلِسُ عَلَى الْقُبُورِ
قَوْله فِي [86]
بَاب موعظة الْمُحدث عِنْد الْقَبْر
وَقَرَأَ الْأَعْمَش (إِلَى نصب) يَعْنِي بِفَتْح النُّون
أَخْبَرَنَا بذلك أَبُو عَليّ بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز مشافهة عَن يُونُس بن أبي إِسْحَاق عَن عَليّ بن الْحُسَيْن [النجار] عَن الْحَافِظ أبي الْفضل بن نَاصِر أَنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاق الْعَبْدي أَنا أَبُو الْحسن بن الصَّلْت ثَنَا الْحُسَيْن ابْن إِسْمَاعِيل الْمحَامِلِي ثَنَا يُوسُف بن مُوسَى عَن جرير عَن الْأَعْمَش بِجَمِيعِ قراءاته
قَوْله فِي [83]
بَاب مَا جَاءَ فِي قَاتل النَّفس
1364 - وَقَالَ حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ ثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ عَنِ الْحَسَنِ ثَنَا جُنْدَبٌ [رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ] فِي هَذَا الْمَسْجِدِ فَمَا نَسِينَا وَمَا نَخَافُ أَنْ يَكْذِبَ جُنْدَبٌ على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ((كَانَ بِرَجُلٍ جِرَاحٌ فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَقَالَ اللَّهُ بَدَرَنِي عَبْدِي بِنَفْسِهِ حُرِّمَتْ عَلَيْهِ الْجَنَّةُ))
ثمَّ أسْندهُ الْمُؤلف ح 91 ب فِي ذِكْرِ بَنِي إِسْرَائِيلَ قَالَ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَجَّاجٍ بِهِ وَأَتَمَّ مِنْهُ وَلَفْظُهُ ((كَانَ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ رَجُلٌ بِهِ جُرْحٌ فجزع فَأخذ(2/494)
سكينا فَخر بِهَا يَدَهُ فَمَا رَقَأَ الدَّمُ حَتَّى مَاتَ وَالْبَاقِي مِثْلُهُ
وَبِهَذَا اللَّفْظ رَوَاهُ الْإِسْمَاعِيلِيّ فِي مستخرجه عَن رِوَايَة عبد الله بن أَحْمد الدروقي وَأبي قلَابَة الرقاشِي جَمِيعًا عَن حجاج
وَرَوَاهُ أَبُو عوَانَة فِي صَحِيحه عَن أبي قلَابَة مثله
وَرَوَاهُ الْحسن بن سُفْيَان فِي مُسْنده عَن عبد الله بن أَحْمد الدَّوْرَقِي مثله
وَهَكَذَا رَوَاهُ عَليّ بن عبد الْعَزِيز الْبَغَوِيّ عَن حجاج بن منهال مثله
قَالَ الطَّبَرَانِيّ فِي الْكَبِير حَدَّثنا عَليّ بِهَذَا
وَالظَّاهِر أَن البُخَارِيّ علقه بِالْمَعْنَى مُخْتَصرا وَلما أَن وَصله ذكره بِتَمَامِهِ وَهَذَا من الْمَوَاضِع الَّتِي يسْتَدلّ بهَا على أَنه قد يعلق عَن بعض شُيُوخه مَا لم يسمعهُ مِنْهُم
قَوْله [84]
بَاب مَا يكره من الصَّلَاة على الْمُنَافِقين
رَوَاهُ ابْنُ عُمَرَ [رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا] عَنِ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
كَأَنَّهُ يُشِير إِلَى قصَّة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيِّ بن سَلُولَ الْمُنَافِقِ وَفِيهِ أَنْزَلَ اللَّهُ {وَلا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا} [84 التَّوْبَة] وَقد أسْند الْقِصَّة بِتَمَامِهَا فِي مَوَاضِع مِنْهَا فِي الْجَنَائِز أَيْضا من طَرِيق عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ نَافِع عَن ابْن عمر ز 117 ب
قَوْله فِي [85]
بَاب ثَنَاء النَّاس على الْمَيِّت(2/495)
1368 - حَدَّثنا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ ثَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي الْفُرَاتِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ قَالَ ((قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ [وَقَدْ] وَقَعَ بِهَا مَرَضٌ فَجَلَسْتُ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَمَرَّتْ بِهِمْ جِنَازَةٌ فَأُثْنِيَ عَلَى صَاحِبِهَا خَيْرًا فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَجَبَتِ الْحَدِيثَ
هَكَذَا وَقع فِي روايتنا من طَرِيق أبي الْوَقْت وَأبي ذَر وَوَقع فِي بعض الرِّوَايَات ((وَقَالَ عَفَّان)) وَهَكَذَا اعْتَمدهُ صَاحب الْأَطْرَاف فَعلم عَلَيْهِ عَلامَة التَّعْلِيق
وَقد أسْندهُ الْبَيْهَقِيّ فِي السّنَن الْكَبِير قَالَ أَنا الْحَاكِم وَغَيره أَنا أَبُو الْعَبَّاس مُحَمَّد بن يَعْقُوب ثَنَا مُحَمَّد بن إِسْحَاق الصغاني ثَنَا عَفَّان فَذكره وَقَالَ بعده أخرجه البُخَارِيّ فَقَالَ وَقَالَ عَفَّان بِهِ (وَالله أعلم)
وَرَوَاهُ أَبُو بكر بن أبي شيبَة فِي مُسْنده قَالَ ثَنَا عَفَّان بِهِ أخرجه أَبُو نعيم من طَرِيقه وَقَالَ رَوَاهُ البُخَارِيّ عَن عَفَّان
قَوْله فِي [86]
بَاب مَا جَاءَ فِي عَذَاب الْقَبْر
1372 - حَدَّثنا عَبْدَانُ أَخْبَرَنِي أَبِي عَنْ شُعْبَةَ سَمِعت الأَشْعَثَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ يَهُودِيَّةً دَخَلَتْ عَلَيْهَا فَذَكَرَتْ عَذَابَ الْقَبْرِ فَقَالَتْ لَهَا أَعَاذَكِ اللَّهُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ فَسَأَلَتْ عَائِشَةُ رَسُولَ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم [عَنْ عَذَابِ الْقَبْرِ] فَقَالَ نَعَمْ عَذَابُ الْقَبْرِ
زَادَ غُنْدَرٌ ((عَذَابُ الْقَبْر حق))(2/496)
هَذَا التَّعْلِيق فِي رِوَايَة أبي ذَر وَحده وَقد أسْندهُ النَّسَائِيّ فِي السّنَن قَالَ ثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ ثَنَا غُنْدَرٌ ثَنَا شُعْبَةُ بِسَنَدِهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ سَأَلَتِ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَنْ عَذَابِ الْقَبْرِ فَقَالَ نَعَمْ عَذَابُ الْقَبْرِ حَقٌّ الْحَدِيثَ
قَوْله فِي [87]
بَاب التَّعَوُّذ من عَذَاب الْقَبْر
عَقِبَ حَدِيثِ [1375] يَحْيَى عَنْ شُعْبَةَ عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَة ح 92 أعَنْ أَبِيهِ عَنِ الْبَرَاءِ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ [رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ] قَالَ ((خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ وَجَبَتِ الشَّمْسُ فَسَمِعَ صَوْتًا فَقَالَ يَهُودُ يُعَذَّبُ فِي قُبُورِهَا)) وَقَالَ النَّضر أَنا شُعْبَة ثَنَا عون (هُوَ ابْن أبي جُحَيْفَة) سَمِعت أبي سَمِعت الْبَرَاءِ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ [رَضِيَ الله عَنْهُمَا] عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
فِي هَذَا الْإِسْنَاد ثَلَاثَة من الصَّحَابَة يروي بَعضهم عَن بعض
وَقَدْ أَخْبَرَنِي بِحَدِيثِ النَّضْرِ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ شُيُوخِنَا مُشَافَهَةً عَنِ الْحَافِظِ أَبِي مُحَمَّدٍ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبِرْزَالِيِّ أَنَّ الْمُسْلِمَ بْنَ عَلانَ أَخْبَرَهُمْ عَنْ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الشَّعَرِيِّ أَنَّ أَبَا الْقَاسِمِ الْمُسْتَمْلِي أَخْبَرَهُمْ أَنا الْحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ أَنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ أَنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَحْبُوبٍ بِمَرْوَ ثَنَا سعيد ز 118 أبْنُ مَسْعُودٍ ثَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ ثَنَا شُعْبَةُ ثَنَا عَوْنُ بْنُ أَبِي جُحَيْفَةَ سَمِعت أَبِي سَمِعت الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ يَوْمًا حِينَ وَجَبَتِ الشَّمْسُ فَسَمِعَ صَوْتًا فَقَالَ هَذِهِ يَهُودُ تُعَذَّبُ فِي قبورها(2/497)
رَوَاهُ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده عَن النَّضر بن شُمَيْل فوافقناه فِيهِ
وَرَوَاهُ الْإِسْمَاعِيلِيّ فِي مستخرجه عَن مكي عَن أَحْمد بن مَنْصُور زاج عَن النَّضر وَلم يسق لَفظه م 56 ب
قَوْله [91]
بَاب مَا قيل فِي أَوْلَاد الْمُسلمين
قَالَ أَبُو هُرَيْرَة [رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ] عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ((مِنَ مَاتَ لَهُ ثَلَاثَة من الْوَلَد لم يبلغُوا الْحِنْث كَانُوا لَهُ حِجَابا من النَّار أَو دخل الْجنَّة))
وَقد تقدم حَدِيث أبي هُرَيْرَة بِالْمَعْنَى مَقْرُونا بِحَدِيث أبي سعيد فِي أَوَائِل الْجَنَائِز بِغَيْر هَذَا اللَّفْظ من طَرِيق أبي بكر بن أبي شيبَة
وَقد وَقع لي بِهَذَا اللَّفْظ من حَدِيث أنس قَرَأت عَلَى أَبِي طَاهِر الربعِي عَن عَليّ ابْن عَبْدِ الْعَزِيزِ الْحَارِثِيِّ أَنَّ عُمَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ الْكِرْمَانِيَّ أَخْبَرَهُمْ أَنا الْقَاسِم بن عبد الله ابْن عمر الصفار أَنا أَبُو الأسعد الْقشيرِي أَنا عبد الحميد بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْبُحَيْرِيُّ أَنا أَبُو نُعَيْمٍ الإِسْفَرَايِينِيُّ أَنا أَبُو عَوَانَةَ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَوْفٍ الْحِمْصِيُّ ثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ جَمِيلٍ ثَنَا سَلامُ بْنُ سُلَيْمٍ عَنْ عَاصِمِ بْنِ سُلَيْمَانَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ مَاتَ ابْنٌ لِلزُّبَيْرِ فَجَزِعَ عَلَيْهِ فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رسَوُلَ اللَّهِ نَشُحُّ بِأَنْفُسِنَا عَنْ أَوْلادِنَا فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم ((من مَاتَ لَهُ ثَلَاثَة من الْوَلَد لم يبلغُوا الْحِنْث كَانُوا لَهُ حِجَابا من النَّارِ))
كَذَا رَوَاهُ أَبُو عوَانَة فِي صَحِيحه وَهُوَ من زياداته على مُسلم(2/498)
وَقد أوردهُ البُخَارِيّ وَمُسلم بِالْمَعْنَى من حَدِيث عبد الْعَزِيز بن صُهَيْب عَن أنس
(وَقد وَقع لي من وَجه آخر قَالَ أَحْمد فِي مُسْنده ثَنَا إِسْحَاقُ أَنا عَوْفٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ((مَا مِنْ مُسْلِمَيْنِ يَمُوت لَهما ثَلَاثَة من الولا لَمْ يَبْلُغُوا الْحِنْثَ إِلا أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ)
قَوْله فِي [92] بَاب مَا قيل فِي أَوْلَاد الْمُشْركين
[93 بَاب 1386] حَدثنَا مُوسَى ين إِسْمَاعِيلَ ثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ ثَنَا أَبُو رَجَاءٍ عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ قَالَ ((كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا صَلَّى صَلاةً أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ فَقَالَ مَنْ رَأَى مِنْكُمُ [اللَّيْلَةَ] رُؤْيَا الْحَدِيثَ وَفِيهِ ((فَإِذَا رَجُلٌ جَالِسٌ وَرَجُلٌ قَائِمٌ بِيَدِهِ)) قَالَ بَعْضُ أَصْحَابِنَا عَنْ مُوسَى ((كَلُّوبٌ مِنْ حَدِيدٍ)) وَفِيهِ ((فَانْطَلَقْنَا حَتَّى أَتَيْنَا عَلَى نَهْرٍ مِنْ دَمٍ فِيهِ رَجُلٌ قَائِمٌ عَلَى وَسَطِ النَّهْرِ وَرَجُلٌ بَيْنَ يَدَيْهِ حِجَارَةٌ قَالَ ز 118 ب وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَوَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ وَعَلَى شَطِّ النَّهْرِ رَجُلٌ انْتَهَى
وَهَذَا التَّعْلِيق عَن هذَيْن فِي رِوَايَة أبي ذَر الْهَرَوِيّ وَحده(2/499)
فَأَما حَدِيث يزِيد بن هَارُون فَقَالَ الإِمَام أَحْمد فِي مُسْنده ثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ثَنَا جرير بِطُولِهِ وَفِيه ((فَإِذا نهر من دم فِيهِ رجل وعَلى شط النَّهر رجل بَين يَدَيْهِ حِجَارَة الحَدِيث
وَأما حَدِيث وهب بن جرير فَرَوَاهُ مُسلم وَالتِّرْمِذِيّ عَن بنْدَار عَنهُ مُخْتَصرا
وأَخْبَرَنَا بِهِ بِتَمَامِهِ أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن أبي بكر بن قدامَة فِي كِتَابه عَن مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي الهيجاء أَن الْحسن بن مُحَمَّد الْبكْرِيّ أخبرهُ أَنا الْقَاسِم بن عبد الله بن عمر أَنا أَبُو الأسعد هبة الرَّحْمَن بن عبد الْوَاحِد الْقشيرِي أَنا عبد الحميد بن عبد الرَّحْمَن أَنا أَبُو نعيم عبد الْملك بن الْحسن الإِسْفِرَايِينِيّ ثَنَا أَبُو عَوَانَةَ ثَنَا أَبُو الْأَزْهَر وَيزِيد بن سِنَان قَالَا ثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ ثَنَا أبي عَن أبي رَجَاء العطاردي عَن سَمُرَة بنت جُنْدَبٍ قَالَ ((كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا صَلَّى الصُّبْح فَسلم أقبل عَلَيْهِم بِوَجْهِهِ فَقَالَ هَل رأى أحد مِنْكُم رُؤْيا اللَّيْلَة فَذكر الحَدِيث بِطُولِهِ وَفِيه ((فَانْطَلَقْنَا حَتَّى يَنْتَهِي إِلَى نَهْرٍ مِنْ دَمٍ فِيهِ رَجُلٌ قَائِم فِي وَسطه وَرجل على شاطئ النَّهر وَبَين يَدَيْهِ حِجَارَة الحَدِيث
وَأما حَدِيث من رَوَاهُ مُوسَى بن إِسْمَاعِيل بِذكر ((كَلوب الْحَدِيد)) فَقَالَ الطَّبَرَانِيّ فِي الْكَبِير حَدَّثنا الْعَبَّاس بن الْفضل الْأَسْفَاطِي ثَنَا مُوسَى بن إِسْمَاعِيل مثل حَدِيث قبله وَلَفظه ((كلاب من حَدِيد))
قَوْله [97] بَاب مَا يَنْتَهِي من سبّ الْأَمْوَات(2/500)
1393 - حَدَّثنا آدَمُ حَدَّثنا شُعْبَةُ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ((لَا تَسُبُّوا الأَمْوَاتَ فَإِنَّهُمْ قَدْ أفضوا إِلَى مَا قدمُوا)) ح 92 ب
وَرَوَاهُ عبد الله بن عبد القدوس عَن الْأَعْمَش وَمُحَمّد بن أنس عَن الْأَعْمَش
وَتَابعه عَليّ بن الْجَعْد وَابْن عرْعرة وَابْن أبي عدي عَن شُعْبَة
أما حَدِيث عَليّ بن الْجَعْد فأسنده البُخَارِيّ فِي الرقَاق عَنهُ
وَأما حَدِيث مُحَمَّد بن عرْعرة عَن شُعْبَة
وَأما حَدِيث ابْن أبي عدي عَن شُعْبَة
[بَيَاض فِي الأَصْل]
وَأما حَدِيث عبد الله بن عبد القدوس عَن الْأَعْمَش
وَأما حَدِيث مُحَمَّد بن أنس عَن الْأَعْمَش
آخر الْجُزْء الثَّالِث من تغليق التَّعْلِيق ز 119 أ(2/501)
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
رَبَّنَا آتنا من لَدُنْك رَحْمَة وهيء لنا من أمرنَا رشدا وصل الله على مُحَمَّد وَآله وَصَحبه وَسلم
من كتاب الزَّكَاة
قَوْله 1
بَاب وجوب الزَّكَاة
وَقَالَ ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا حَدَّثَنِي أَبُو سُفْيَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَذَكَرَ حَدِيثَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَأْمُرُنَا بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ وَالصِّلَةِ وَالْعَفَافِ
قلت أسْندهُ فِي مَوَاضِع مطولا وَتقدم التَّنْبِيه عَلَيْهِ فِي بَدْء الْوَحْي وَهَذَا اللَّفْظ الْمُعَلق لفظ معمر وَهُوَ مَوْصُول بالتفسير
قَوْله فِيهِ
1396 - حَدَّثنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ ثَنَا شُعْبَةُ عَنِ ابْنِ عُثْمَانَ بن(3/3)
مَوْهَبٍ عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَجُلا قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبرنِي بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ الْحَدِيثَ
وَقَالَ بَهْزٌ حَدثنَا شُعْبَةُ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ وَأَبُوهُ عُثْمَانُ أَنَّهُمَا سَمِعَا مُوسَى بْنَ طَلْحَةَ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ بِهَذَا انْتَهَى
ثمَّ أسْند حَدِيث بهز فِي كتاب الْأَدَب من الصَّحِيح عَن عبد الرَّحْمَن بن بشر عَنهُ بِهِ
قَوْله فِيهِ
1398 - حَدثنَا حَجَّاجٌ ثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ثَنَا أَبُو حمرَة سَمِعت ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَقُولُ قَدِمَ وَفْدُ عَبْدِ الْقَيْسِ الْحَدِيثَ وَفِيهِ الإِيمَانُ بِاللَّهِ وَشَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَقَالَ بَعْدَهُ قَالَ سُلَيْمَانُ وَأَبُو النُّعْمَانِ عَنْ حَمَّادٍ الإِيمَانُ بِاللَّهِ شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ انْتَهَى
أسْند الْمُؤلف حَدِيث سُلَيْمَان وَهُوَ ابْن حَرْب الْمَغَازِي وَأسْندَ حَدِيث أبي النُّعْمَان وَهُوَ عَارِم فِي الْخمس
قَوْله فِي 4
بَاب مَا أُدي زَكَاته فَلَيْسَ بكنز
لقَوْل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْسَ فِيمَا دُونَ خَمْسَةِ أَوَاقٍ صَدَقَةٌ
1404 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ شَبِيبٍ ثَنَا أَبِي عَنْ يُونُسَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ خَالِدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ خَرَجْنَا مَعَ عبد الله بن عمر رَضِي اللَّهُ عَنْهُمَا فَأَتَاهُ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ أَخْبرنِي عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيل الله}(3/4)
34 - التَّوْبَة قَالَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا مَنْ كَنَزَهَا فَلَمْ يُؤَدِّ زَكَاتَهَا الْحَدِيثَ
هَكَذَا وَقَعَ فِي أَكْثَرِ الرِّوَايَاتِ وَوَقَعَ فِي روايتنا من طَرِيق أبي ذَر حَدثنَا أَحْمَدُ بْنُ شَبِيبٍ فَذَكَرَهُ
فَأَمَّا حَدِيثُ التَّرْجَمَةِ فَأَسْنَدَهُ فِي الْبَابِ الْمَذْكُورِ مِنْ طَرِيقِ يَحْيَى بْنِ عُمَارَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ وَهُوَ حَدِيثٌ مَشْهُورٌ
وَأَمَّا حَدِيثُ أَحْمَدَ بْنِ شَبِيبٍ فَقَدْ وَقَعَ لَنَا عَالِيًا بِأَتَمَّ مِمَّا هُنَا فَقَرَأْتُهُ عَلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي عُمَرَ بِسَفْحِ قَاسِيُونَ أَخْبَرَكُمْ عَبْدُ اللَّهِ ابْن الْحُسَيْنِ الأَنْصَارِيُّ أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَلِيٍّ الْخَطِيبَ أَخْبَرَهُمْ عَنِ الْحَافِظِ أَبِي طَاهِرٍ السِّلَفِيِّ أَنا مُحَمَّدُ مكي بن مَنْصُور أَنا أَحْمد بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي ثَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَعْقِلٍ الْمَيْدَانِيُّ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ شَبِيبِ بْنِ سَعِيدٍ الْحَبَطِيُّ ثَنَا أَبِي عَنْ يُونُسَ قَالَ قَالَ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ خَالِدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ خَرَجْنَا مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ نَمْشِي فَلَحِقَنَا أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ أَنْتَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ قَالَ نَعَمْ قَالَ سَأَلْتُ عَنْكَ فَدُلِلْتُ عَلَيْكَ فَأخبرني أَتَرِثُ الْعَمَّةُ قَالَ ابْنُ عُمَرَ لَا أَدْرِي قَالَ أَنْتَ ابْنُ عُمَرَ وَلا تَدْرِي قَالَ نَعَمْ اذْهَبْ إِلَى الْعُلَمَاءِ بِالْمَدِينَةِ فَسَلْهُمْ فَلَمَّا أَدْبَرَ قَبَّلَ ابْنُ عُمَرَ يَدَيْهِ ثُمَّ قَالَ نِعْمَ مَا قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ سُئِلَ عَمَّا لَا يَدْرِي فَقَالَ لَا أَدْرِي فَقَالَ الأَعْرَابِيُّ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ} 34 التَّوْبَة قَالَ ابْنُ عُمَرَ من كنزها فَلم يؤد(3/5)
زَكَاتَهَا فَوَيْلٌ لَهُ إِنَّمَا كَانَ هَذَا هَكَذَا قَبْلَ أَنْ تُنَزَّلَ الزَّكَاةَ فَلَمَّا نَزَلَتْ جَعَلَهَا اللَّهُ طُهْرَةً لِلأَمْوَالِ ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيَّ فَقَالَ مَا أُبَالِي لَوْ كَانَ لِي مِثْلُ أُحُدٍ ذَهَبًا أَعْلَمُ عَدَدَهُ أُزَكِّيهِ وَأَعْمَلُ فِيهِ بِطَاعَةِ اللَّهِ
رَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي كتاب النَّاسِخ والمنسوخ عَن مُحَمَّد بن يحيى فوافقناه فِيهِ بعلو
وقرأت على أَحْمد بن عَليّ بْنِ يَحْيَى بْنِ تَمِيمٍ بِدِمَشْقَ أخْبركُم أَحْمد بن أبي طَالب عَن عبد الله بن المظفر بن عَليّ بن طراد الزَّيْنَبِي أَن مُحَمَّد بن عبد الْبَاقِي أخْبرهُم أَنا مُحَمَّد بن عبد السَّلَام الْأنْصَارِيّ أَنا أَحْمد بن عبد الله بن الْحُسَيْن الْمحَامِلِي أَنا دعْلج بن أَحْمد بن دعْلج ثَنَا أَبُو عبد الله مُحَمَّد ابْن عَليّ بن زيد الصَّائِغ ثَنَا أَحْمد بن شبيب بِهِ
رَوَاهُ أَبُو بكر بن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره عَن دعْلج بن أَحْمد فوافقناه فِيهِ بعلو
وَرَوَاهُ أَبُو نعيم فِي الْمُسْتَخْرج عَن أبي إِسْحَاق بن حَمْزَة عَن إِسْحَاق بن أَحْمد عَن مُوسَى بن سعيد الدنداني عَن أَحْمد بن شبيب فَوَقع لنا عَالِيا على طَرِيقه بدرجتين
قَوْله فِي
6 - بَاب الرِّيَاء فِي الصَّدَقَة
قَالَ ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهَا صَلدًا لَيْسَ عَلَيْهِ شَيْء
وَقَالَ عِكْرِمَة وابل مطر شَدِيد والطل الندى انْتهى
أما تَفْسِير ابْن عَبَّاس فَقَالَ ابْن جرير حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى ثَنَا أَبُو صَالح حَدثنِي(3/6)
مُعَاوِيَةُ عَنْ عَلِيٍّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ {فَتَرَكَهُ صَلْدًا} 264 الْبَقَرَة يَعْنِي الْحَجَرَ لَيْسَ عَلَيْهِ شَيْءٌ
وَأما تَفْسِير عِكْرِمَة فَقَالَ عبد بن حميد فِي تَفْسِيره حَدَّثنا روح عَن عُثْمَان ابْن غياث سَمِعت عِكْرِمَة يَقُول {أَصَابَهَا وَابِلٌ} 265 الْبَقَرَة مطر شَدِيد
وَبِه قَالَ سَمِعت عِكْرِمَة {فَإِنْ لَمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ} 265 الْبَقَرَة قَالَ الطل الندى
قَوْله فِي
7 بَاب لَا يقبل الله صَدَقَة من غلُول
عقب حَدِيثُ 1410 عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ تَصَدَّقَ بِعَدْلِ تَمْرَةٍ مِنْ كَسْبٍ طَيِّبٍ الْحَدِيثَ
تَابَعَهُ سُلَيْمَانُ عَنِ ابْنِ دِينَارٍ وَقَالَ وَرْقَاءُ عَنِ ابْنِ دِينَارٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
وَرَوَاهُ مُسْلِمُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ وَزَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ وَسُهَيْلٌ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ انْتَهَى
أما حَدِيث سُلَيْمَان وورقاء فَسَيَأْتِي الْكَلَام عَلَيْهِمَا فِي كتاب التَّوْحِيد
وَأما حَدِيث مُسلم بن أبي مَرْيَم فَقَرَأته على الْحَافِظ أبي الْفضل بن الْحُسَيْن أَخْبَرَكُمْ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَمَوِيُّ عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ مَكِّيٍّ إِجَازَةً وَحُضُورًا أَنَّ عمر بن مُحَمَّد بن طبرزد أخْبرهُم أَنا مُحَمَّد بن عبد الْبَاقِي الْقَاضِي أَنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ أَنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ كَيْسَانَ ثَنَا يُوسُفُ بن يَعْقُوب القَاضِي ثَنَا(3/7)
مُحَمَّد بن أبي بكر الْمقدمِي ثَنَا سَعِيدُ بْنُ سَلَمَةَ هُوَ ابْنُ أَبِي الْحُسَامِ ثَنَا مُسْلِمُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَصَدَّقُ بِالتَّمْرَةِ مِنْ كَسْبٍ طَيِّبٍ فَيَجْعَلُهَا فِي حَقٍّ فَيَقْبِضُهَا اللَّهُ تَعَالَى بِيَمِينِهِ فَيُرَبِّيهَا أَحْسَنَ مَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ فَلُوَّهُ حَتَّى تَكُونَ مِثْلَ الْجَبَلِ أَوْ أَعْظَمَ مِنَ الْجَبَلِ
وَأما حَدِيث زيد بن أسلم وَسُهيْل بن أبي صَالح فقرأتهما على أبي الْفرج ابْن الْغَزِّيِّ أَخْبَرَكُمْ عَلِيُّ بْنُ إِسْمَاعِيلَ المَخْزُومِي أَن أَبَا الْفرج الْحَرَّانِي أخبرهُ عَن مَسْعُود الْجمال أَن الْحسن بن أَحْمد الْحداد أخبرهُ أَنا أَبُو نعيم ثَنَا أَبُو عَمْرو ابْن حَمْدَانَ ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ ثَنَا أَحْمد بن عِيسَى ثَنَا ابْن وهب ثَنَا هِشَام بن سعد حَدثنِي زيد بن أسلم عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَة نَحوه
رَوَاهُ مُسلم عَن أبي الطَّاهِر عَن ابْن وهب بِهِ
وَبِه إِلَى الْحسن بن سُفْيَان ثَنَا قُتَيْبَة ثَنَا يَعْقُوب بن عبد الرَّحْمَن عَن سُهَيْل عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة بِهِ
وَأخبرنا بِهِ مُتَّصِلا بِالسَّمَاعِ الْحَافِظُ أَبُو الْفَضْلِ بْنُ الْحُسَيْنِ أَنا عبد الله ابْن مُحَمَّدٍ الْمَرْوَزِيُّ أَنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ السَّعْدِيُّ أَنا زَيْدُ بْنُ الْحَسَنِ الْكِنْدِيُّ أَنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ أَنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَزَّازُ أَنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الدَّقَّاقُ ثَنَا ابْنُ صَاعِدٍ ثَنَا إِسْحَاق بن شاهين ثَنَا خَالِد بن عبد الله عَن سُهَيْل عَن أَبِيه عَن أبي(3/8)
هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَصَدَّقُ بِالتَّمْرَةِ مِنَ الْكَسْبِ الطَّيِّبِ فَيَضَعُهَا فِي حَقِّهَا فَيَقْبَلُهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْهُ فَمَا يَزَالُ يُرَبِّيهَا كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ فَلُوَّهُ حَتَّى تَكُونَ أَعْظَمَ مِنْ جَبَلٍ
رَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ قُتَيْبَةَ فَوَافَقْنَاهُ بِعُلُوٍّ
وَرَوَاهُ أَيْضًا عَنْ أُمَيَّةَ بْنِ بِسْطَامٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ زُرَيْعٍ عَنْ رَوْحِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ سُهَيْلٍ فَوَقَعَ لَنَا عَالِيًا بِدَرَجَتَيْنِ
قَوْله 13
بَاب صَدَقَة السِّرّ
وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَة رَضِي اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم وَرجل تصدق بِصَدقَة فأخفاها الحَدِيث انْتهى
وَقد أسْندهُ المُصَنّف بعد بَابَيْنِ
قَوْله 17
بَاب من أَمر خادمه بِالصَّدَقَةِ وَلم يناول بِنَفسِهِ
وَقَالَ أَبُو مُوسَى عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم هُوَ أحد المتصدقين انْتهى
ثمَّ أسْندهُ بعد أَبْوَاب من طَرِيق بريد عَن أبي بردة عَن أبي مُوسَى
قَوْله فِي 18
بَاب لَا صَدَقَةَ إِلا عَنْ ظَهْرِ غِنًى
وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ أَخَذَ أَمْوَالَ النَّاسِ يُرِيدُ إِتْلافَهَا أَتْلَفَهُ اللَّهُ وَفِيه(3/9)
كَفِعْلِ أَبِي بَكْرٍ حِينَ تَصَدَّقَ بِمَالِهِ وَكَذَلِكَ آثَرَ الأَنْصَارَ وَالْمُهَاجِرِينَ وَنَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ إِضَاعَةِ الْمَالِ وَفِيهِ قَالَ كَعْبٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ مِنْ تَوْبَتِي أَنْ أَنْخَلِعَ مِنْ مَالِي صَدَقَةً إِلَى اللَّهِ وَإِلَى رَسُوله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْحَدِيثَ انْتَهَى
وَالأَحَادِيثُ الثَّلاثَةُ مُسْنَدَةٌ عِنْدَهُ
أما الحَدِيث الأول فَمن حَدِيث أبي هُرَيْرَة فِي بَاب الاستقراض
وَأما الثَّانِي فَمن حَدِيث الْمُغيرَة بن شُعْبَة وَهُوَ فِي مَوَاضِع مِنْهَا فِي الصَّلَاة وَغَيرهَا بِتَمَامِهِ
وَأما حَدِيث كَعْب فمختصر من خَبره فِي غَزْوَة تَبُوك وقصة تخلفه وَالتَّوْبَة عَلَيْهِ وَهُوَ فِي أَوَائِل الْمَغَازِي بِتَمَامِهِ وَفِي غَيرهَا
وَأما تصدق أبي بكر بِمَالِه كُله فَأخبرنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُؤَذِّنُ أَنَّ أَحْمَدَ بْنَ أَبِي طَالِبٍ أَخْبَرَهُمْ أَنا عَبْدُ الله بن عمر بن اللتي أَنا أَبُو الْوَقْت أَنا أَبُو الْحَسَنِ الْفَقِيهُ أَنا عَبْدُ اللَّهِ بن أَحْمد بن حمويه أَنا إِبْرَاهِيم ابْن خُزَيْمٍ أَنا عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ ح وَقرأت على أَحْمد بن عَليّ ابْن يَحْيَى بِدِمَشْقَ أَنَّ أَحْمَدَ بْنَ نِعْمَةَ أَخْبَرَهُمْ أَنا أَبُو الْمُنَجَّا بن اللتي أَنا عبد الأول بْنُ عِيسَى أَنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن(3/10)
مُحَمَّدٍ الدَّاوُدِيُّ أَنا أَبُو مُحَمَّدِ بن حمويه أَنا عِيسَى بن عُمَرَ السَّمَرْقَنْدِيُّ أَنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحَافِظُ أَنا أَبُو نُعَيْمٍ ثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ سَمِعت عُمَرَ يَقُولُ أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نَتَصَدَّقَ وَوَافَقَ ذَلِكَ مَالا عِنْدِي فَقُلْتُ الْيَوْمُ أَسْبِقُ أَبَا بَكْرٍ إِنْ سَبَقْتُهُ يَوْمًا فَجِئْتُ بِنِصْفِ مَالِي فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا أَبْقَيْتَ لأَهْلِكَ قُلْتُ مِثْلَهُ وَأَتَى أَبُو بَكْرٍ بِكُلِّ مَا عِنْدَهُ فَقَالَ لَهُ يَا أَبَا بَكْرٍ مَا أَبْقَيْتَ لأَهْلِكَ قَالَ أَبْقَيْتُ لَهُمُ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقُلْتُ وَاللَّهِ لَا أُسَابِقُكَ إِلَى شَيْءٍ أَبَدًا
رَوَاهُ أَبُو دَاوُد عَن أَحْمد بن صَالح وَعُثْمَان بن أبي شيبَة كليهمَا وَالتِّرْمِذِيّ عَن هَارُون بن عبد الله والهيثم بن كُلَيْب عَن مُحَمَّد بن معَاذ وَالْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك عَن أبي عبد الله بن دِينَار عَن أَحْمد بن مُحَمَّد بن نصر كلهم عَن أبي نعيم
وَرَوَاهُ الْبَزَّار من هَذَا الْوَجْه وَقَالَ تفرد بِهِ أَبُو نعيم عَن هِشَام وَهِشَام لم أر أحدا يتَوَقَّف عَن حَدِيثه لعِلَّة توجب التَّوَقُّف وَصَححهُ التِّرْمِذِيّ وَالْحَاكِم وَأما ابْن حزم فضعفه بِهِشَام
وَأما إِيثَار الْأَنْصَار للمهاجرين فَكَأَنَّهُ يُشِير بذلك إِلَى حَدِيث أنس لما قدم الْمُهَاجِرُونَ من مَكَّة إِلَى الْمَدِينَة قدمُوا وَلَيْسَ بِأَيْدِيهِم شَيْء وَكَانَ الْأَنْصَار أهل(3/11)
الأَرْض وَالْعَقار فقاسموهم الحَدِيث وَسَيَأْتِي الْكَلَام عَلَيْهِ فِي الْهِبَة
قَوْله فِي 28
بَاب مثل الْمُتَصَدّق والبخيل
عقب حَدِيث 1443 عَبْدُ اللَّهِ بْنُ طَاوُسٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَرْفَعُهُ مَثَلُ الْبَخِيلِ وَالْمُتَصَدِّقِ كَمَثَلِ رَجُلَيْنِ عَلَيْهِمَا جُبَّتَانِ
تَابَعَهُ الْحَسَنُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ طَاوُسٍ فِي الْجُبَّتَيْنِ
1444 - وَقَالَ حَنْظَلَةُ عَنْ طَاوُسٍ جُنَّتَانِ
وَقَالَ اللَّيْثُ حَدَّثَنِي جَعْفَرٌ عَنِ ابْنِ هُرْمُزَ سَمِعت أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جُنَّتَانِ
أَمَّا حَدِيثُ الْحَسَنِ بْنِ مُسْلِمٍ فَأَسْنَدَهُ الْمُصَنِّفُ فِي اللِّبَاسِ مِنْ طَرِيقِ أَبِي عَامِرٍ الْعَقَدِيِّ عَنْهُ
وَأَمَّا حَدِيثُ حَنْظَلَةَ فَسَيَأْتِي فِي اللِّبَاسِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ
وَأَمَّا حَدِيثُ اللَّيْثِ
قَوْله 33
بَاب الْعرض فِي الزَّكَاة
وَقَالَ طَاوس قَالَ معَاذ رَضِي الله عَنهُ لأهل الْيمن ائْتُونِي بِعرْض ثِيَاب خميص أَو لبيس فِي الصَّدَقَة مَكَان الشّعير والذرة أَهْون عَلَيْكُم وَخير لأَصْحَاب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِالْمَدِينَةِ(3/12)
وَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأما خَالِد فقد احْتبسَ أدراعه وأعتده فِي سَبِيل الله عز وَجل وَقَول النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تصدقن من حليكن انْتهى
وَأما أثر معَاذ فقرئ على خَدِيجَة بنت الشَّيْخ أبي إِسْحَاق بن سُلْطَان وَأَنا أسمع بِدِمَشْق أَخْبَرَكُمْ أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بْنُ الشِّيرَازِيِّ فِي كِتَابِهِ عَنْ غِيَاثِ بْنِ أَفْضَلَ وَأَبِي مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الْقَاسِمِ بْنِ الأَشْرَفِ الْهَاشِمِيَّيْنِ أَنَّ يَحْيَى بْنَ يُوسُفَ أخْبرهُم أَنا الْحُسَيْن بن عَليّ الْبُسْرِيُّ أَنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الله ابْن يَحْيَى السُّكَّرِيُّ أَنا أَبُو عَلِيٍّ الصَّفَّارُ ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ ثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ بْنِ سُلَيْمَانَ الْكُوفِيُّ فِي كِتَابِ الْخَرَاجِ لَهُ ثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ عَنْ طَاوُسٍ قَالَ قَالَ مُعَاذٌ بِالْيَمَنِ ائْتُونِي بِخَمِيسٍ أَوْ لَبِيسٍ آخُذُهُ مِنْكُمْ مَكَانَ الصَّدَقَةِ فَإِنَّهُ أَهْوَنُ عَلَيْكُمْ وَخَيْرٌ لِلْمُهَاجِرِينَ بِالْمَدِينَةِ
وَبِهِ إِلَى يَحْيَى بْنِ آدَمَ قَالَ ثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَة عَن عَمْرو بن دِينَار عَنْ طَاوُسٍ قَالَ قَالَ مُعَاذٌ بِالْيَمَنِ ائْتُونِي بِعَرْضٍ ثِيَابٍ آخُذُهُ مِنْكُمْ مَكَانَ الذُّرَةِ وَالشَّعِيرِ فَإِنَّهُ أَهْوَنُ عَلَيْكُمْ وَخَيْرٌ لِلْمُهَاجِرِينَ بِالْمَدِينَةِ
قلت وَهُوَ إِلَى طَاوس إِسْنَاد صَحِيح لكنه لم يسمع من معَاذ فَهُوَ مُنْقَطع
وَأما الحديثان الْآخرَانِ فأسندهما المُصَنّف بعد هَذَا بِقَلِيل قصَّة خَالِد من حَدِيث(3/13)
أبي هُرَيْرَة وَالْآخر من حَدِيث أبي سعيد بِتَمَامِهِ وَتقدم من حَدِيث ابْن عَبَّاس بِمَعْنَاهُ وَهُوَ عِنْد مُسلم أَيْضا بِلَفْظ تلقي خرصها وتلقي سخابها وَأخرجه مُسلم من حَدِيث جَابر بِمَعْنَاهُ أَيْضا
قَوْله 34
بَاب لَا يجمع بَين متفرق وَلَا يفرق بَين مُجْتَمع
وَيذكر عَن سَالم عَن ابْن عمر عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مثله أخبرنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحُسَيْنِ الْعُثْمَانِيُّ أَنا عبد الْقَادِر ابْن أَيُّوبَ أَنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ أَنا يَحْيَى بْنُ مَحْمُودٍ أَنا الْحُسَيْن بن أَحْمد ابْن الْحَسَنِ أَنا أَبُو نُعَيْمٍ ثَنَا أَبُو بَكْرٍ الآجُرِّيُّ ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ ثَنَا زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ ثَنَا عَبَّادٌ هُوَ ابْنُ الْعَوَّامِ ح وَقُرِئَ عَلَى فَاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْهَادِي وَأنا أَسْمَعُ بِسَفْحِ قَاسِيُونَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحَمْدَ بْنِ أَبِي الهيجاء أَن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل الْخَطِيبَ أَخْبَرَهُمْ عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ سَعْدٍ الْخَيْرِ الأَنْصَارِيِّ سَمَاعًا أَنَّ زَاهِرَ بْنَ طَاهِرٍ أَخْبَرَهُمْ أَنا أَبُو سعد مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَنِ الْكَنْجَرُوذِيُّ أَنا أَبُو عَمْرٍو مُحَمَّد بن أَحْمد بن حمدَان أَنا أَبُو يعلى أَحْمد بن عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى ثَنَا مُجَاهِدُ بْنُ مُوسَى الْخُتُّلِيُّ ثَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ حُسَيْنٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَالِمٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كتب كتاب(3/14)
الصَّدَقَةِ فَقَرَنَهُ بِسَيْفِهِ فَلَمْ يُخْرِجْهُ إِلَى عُمَّالِهِ حَتَّى قُبِضَ فَعَمِلَ بِهِ أَبِو بَكْرٍ حَتَّى قُبِضَ ثُمَّ عَمِلَ بِهِ عُمَرُ فَكَانَ فِيهِ فِي خَمْسٍ مِنَ الإِبِلِ شَاةٌ وَفِي عَشْرٍ شَاتَانِ وَفِي خَمْسَ عَشْرَةَ ثَلاثُ شِيَاهٍ وَفِي عِشْرِينَ أَرْبَعُ شِيَاهٍ وَفِي خَمْسٍ وَعِشْرِينَ ابْنَةُ مَخَاضٍ إِلَى خَمْسٍ وَثَلاثِينَ فَإِنْ زَادَتْ فَفِيهَا ابْنَةُ لَبُونٍ إِلَى خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ فَإِنْ زَادَتْ فَفِيهَا حِقَّةٌ إِلَى سِتِّينَ فَإِنْ زَادَتْ فَفِيهَا جَذَعَةٌ إِلَى خَمْسٍ وَسَبْعِينَ فَإِنْ زَادَتْ فَفِيهَا ابْنَتَا لَبُونٍ إِلَى تِسْعِينَ فَإِنْ زَادَتْ فَحِقَّتَانِ إِلَى عِشْرِينَ وَمِائَةٍ فَإِنْ زَادَتْ عَلَى عِشْرِينَ وَمِائَةٍ فَفِي كُلِّ خَمْسِينَ حِقَّةٌ وَفِي كُلِّ أَرْبَعِينَ بِنْتُ لَبُونٍ
وَفِي صَدَقَةِ الْغَنَمِ فِي كُلِّ أَرْبَعِينَ شَاةٍ شَاةٌ إِلَى عِشْرِينَ وَمِائَةٍ فَإِنْ زَادَتْ فَشَاتَانِ إِلَى مِائَتَيْنِ فَإِنْ زَادَتْ فَثَلاثُ شِيَاهٍ إِلَى ثَلَاثمِائَة فَإِنْ زَادَتْ فَفِي كُلِّ مِائَةِ شَاةٍ شَاةٌ وَلَيْسَ فِيهَا شَيْءٌ حَتَّى تَبْلُغَ مِائَةً وَلا يُفَرَّقُ بَيْنَ مُجْتَمَعٍ وَلا يُجْمَعُ بَيْنَ مُتَفَرِّقٍ مَخَافَةَ الصَّدَقَةِ وَمَا كَانَ مِنْ خَلِيطَيْنِ فَإِنَّهُمَا يَتَرَاجَعَانِ بِالسَّوِيَّةِ وَلا يُؤْخَذُ فِي الصَّدَقَةِ هَرِمَةٌ وَلا ذَاتُ عَوَارٍ
قَالَ سُفْيَان وَلم يذكر الزُّهْرِيّ الْبَقر قَالَ الزُّهْرِيّ إِذا جَاءَ الْمُصدق قسم المَال أَثلَاثًا ثلثا خيارا وَثلثا شرارا وَثلثا أوساطا تَأْخُذ من الْوسط
وَبِه إِلَى أبي يعلى قَالَ حَدثنَا أَبُو خَيْثَمَة ثَنَا عباد بن الْعَوام بِإِسْنَادِهِ نَحوه
وَأخْبرنَا بِهِ أَحْمد بن عَليّ بن يحيى الْهَاشِمِي أَن أَحْمد بن أبي طَالب أخْبرهُم عَن عبد الله بن عمر بن اللَّتِّيِّ سَمَاعًا أَنا أَبُو الْوَقْتِ أَنا أَبُو الْحسن بن المظفر أَنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بن حمويه أَنا عِيسَى بن عُمَرَ السَّمَرْقَنْدِيُّ أَنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحَافِظُ أَنا الحكم بن الْمُبَارك ثَنَا عباد بن عوام وَإِبْرَاهِيم بن(3/15)
صَدَقَةَ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ حُسَيْنٍ
قلت فَذكر الحَدِيث مُنْقَطِعًا وَلم يذكر مَقْصُود التَّرْجَمَة
وَبِه إِلَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ ثَنَا مُحَمَّد بن عُيَيْنَة عَن أبي إِسْحَاق الْفَزارِيّ عَن سُفْيَان بن حُسَيْن بِنَحْوِهِ
رَوَاهُ الإِمَام أَحْمد فِي مُسْنده عَن مُحَمَّد بن يزِيد الوَاسِطِيّ عَن سُفْيَان بن حُسَيْن بِهِ
وَرَوَاهُ الشَّافِعِي عَن الثِّقَة عِنْده عَن سُفْيَان بن حُسَيْن
وَرَوَاهُ ابْن خُزَيْمَة فِي صَحِيحه مُخْتَصرا جدا عَن الْفضل بن يَعْقُوب عَن إِبْرَاهِيم بن صَدَقَة بِهِ وَقَالَ فَذكر الحَدِيث بِطُولِهِ
وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد عَن أبي جَعْفَر النُّفَيْلِي
وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيّ عَن زِيَاد بن أَيُّوب وَآخَرين مَعَه كلهم عَن عباد بن الْعَوام
وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد أَيْضا عَن عُثْمَان بن أبي شيبَة عَن مُحَمَّد بن يزِيد بِهِ وَقَالَ التِّرْمِذِيّ حسن وَقد روى يُونُس بن يزِيد وَغير وَاحِد عَن الزُّهْرِيّ عَن سَالم هَذَا الحَدِيث وَلم يرفعوه وَإِنَّمَا رَفعه سُفْيَان بن حُسَيْن انْتهى
قلت وَقَول التِّرْمِذِيّ لم يرفعوه إِنَّمَا مُرَاده لم يرفعوا إِسْنَاده إِلَى منتهاه وَكَانَ يَنْبَغِي أَن يعبر باصطلاح الْقَوْم بِأَن يَقُول فَأَرْسلُوهُ أَو لم يُسْنِدُوهُ
وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك من طَرِيق النُّفَيْلِي بِتَمَامِهِ وَقَالَ هَذَا حَدِيث كَبِير فِي(3/16)
هَذَا الْبَاب يشْهد بِكَثْرَة الْأَحْكَام الَّتِي فِي حَدِيث ثُمَامَة عَن أنس إِلَّا أَن الشَّيْخَيْنِ لم يخرجَا لِسُفْيَان بن حُسَيْن الوَاسِطِيّ فِي الْكِتَابَيْنِ وسُفْيَان بن حُسَيْن أحد أَئِمَّة الحَدِيث وَثَّقَهُ يحيى بن معِين انْتهى
قلت وسُفْيَان بن حُسَيْن وَإِن وَثَّقَهُ يحيى بن معِين فِي هَذِه الرِّوَايَة فقد قَالَ فِي رِوَايَة عَبَّاس الدوري وَابْن أبي خَيْثَمَة إِن حَدِيثه عَن الزُّهْرِيّ ضَعِيف وَكَذَلِكَ قَالَ النَّسَائِيّ لَا بَأْس بِهِ إِلَّا فِي رِوَايَة الزُّهْرِيّ وَكَذَا قَالَ أَحْمد لَيْسَ بِذَاكَ فِي حَدِيثه عَن الزُّهْرِيّ وَقَالَ مُحَمَّد بن سعد ثِقَة يُخطئ كثيرا وَقَالَ يَعْقُوب ابْن شيبَة صَدُوق وَفِي حَدِيثه ضعف
قلت وَمن يكون بِهَذِهِ المثابة لَا يصحح لَهُ إِذا تفرد بوصل حَدِيث لَا سِيمَا وَقد خَالفه يُونُس بن يزِيد وَهُوَ من حفاظ أَصْحَاب الزُّهْرِيّ وَوَافَقَ يُونُس سُلَيْمَان ابْن كثير وَغير وَاحِد
ثمَّ قَالَ الْحَاكِم ويصححه حَدِيث عبد الله بن الْمُبَارك عَن يُونُس بن يزِيد عَن الزُّهْرِيّ وَإِن كَانَ فِيهِ أدنى إرْسَال فَإِنَّهُ شَاهد صَحِيح لحَدِيث سُفْيَان بن حُسَيْن
قلت بل هُوَ علته والْحَدِيث فقد أخبرنَا بِهِ مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم الْجَزرِي مشافهة بالثغر أَن الْعَلامَة أَبَا الْعَبَّاس أَحْمد بن مُحَمَّد بن قيس الشَّافِعِي أخبرهُ أَنا عبد الرَّحِيم بن يُوسُفَ الْمَوْصِلِيُّ أَنا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ طَبَرْزَدَ أَنا مُحَمَّدُ بن عبد الْبَاقِي أَنا الْحسن بن عَليّ أَنا عَليّ بن مُحَمَّد أَنا حَمْزَة ابْن مُحَمَّد ثَنَا نعيم بن حَمَّاد ثَنَا ابْن الْمُبَارك عَن يُونُس بن يزِيد عَن الزُّهْرِيّ عَن سَالم بن عبد الله بن عمر قَالَ عِنْد آل عمر كتاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الصَّدَقَة فَذكره(3/17)
أخرجه أَبُو دَاوُد مُعَللا بِهِ حَدِيث سُفْيَان بن حُسَيْن فَإِنَّهُ رَوَاهُ بعقبة عَن أبي كريب عَن ابْن الْمُبَارك عَن يُونُس عَن ابْن شهَاب قَالَ أَقْرَأَنيهَا سَالم ابْن عبد الله بن عمر فوعيتها على وَجههَا فساق الحَدِيث
وَكَذَا أعله بِهِ التِّرْمِذِيّ
وَهَكَذَا رَوَاهُ اللَّيْث بن سعد عَن يُونُس بن يزِيد أخرجه أَبُو عبيد فِي كتاب الْأَمْوَال عَن أبي صَالح عَنهُ
وَأما حَدِيث سُلَيْمَان بن كثير بموافقة يُونُس على انْقِطَاعه فَرَوَاهُ يُوسُف القَاضِي فِي كتاب الزَّكَاة تأليفه وَلَيْسَ فِي الْقطعَة الَّتِي سمعناها مِنْهُ قَالَ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بكر هُوَ الْمقدمِي ثَنَا عبد الرَّحْمَن بن مهْدي عَن سُلَيْمَان ابْن كثير بِهِ
وَهَكَذَا رَوَاهُ أَبُو عبيد فِي كتاب الْأَمْوَال عَن عبد الرَّحْمَن بن مهْدي بِهِ وَرَوَاهُ ابْن عدي عَن ابْن صاعد عَن يَعْقُوب الدَّوْرَقِي عَن ابْن مهْدي وَرَوَاهُ ابْن مَاجَه عَن أبي بشر بكر بن خلف عَن ابْن مهْدي مُنْقَطِعًا
وَرَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه عَن معمر عَن عبد الله بن أبي بكر بن عَمْرو ابْن حزم أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كتب لَهُم كتابا فَذكره بِطُولِهِ وَفِيه وَلَا يفرق بَيْنَ مُجْتَمَعٍ وَلا يُجْمَعُ بَيْنَ متفرق
وَقد سبق كَلَام الْحَاكِم أَن هَذَا الحَدِيث عِنْده كالشاهد لحَدِيث ثُمَامَة عَن أنس يَعْنِي عَن أبي بكر وَحَدِيث ثُمَامَة أخرجه البُخَارِيّ فِي الْبَاب وَفِيه(3/18)
مَقْصُود التَّرْجَمَة أَيْضا وَالله الْمُوفق
قَوْله فِي 35
بَاب مَا كَانَ من خليطين
وَقَالَ طَاوس وَعَطَاء إِذا علم الخليطان أموالهما فَلَا يجمع مَالهمَا
وَقَالَ سُفْيَان لَا تجب حَتَّى يكون لهَذَا أَرْبَعُونَ شَاة وَلِهَذَا أَرْبَعُونَ شَاة انْتهى
أما قَول طَاوس وَعَطَاء فَقَالَ أَبُو عبيد فِي كتاب الْأَمْوَال حَدثنَا حجاج عَن ابْن جريج قَالَ أَخْبرنِي عَمْرو بن دِينَار عَن طَاوس قَالَ إِذا كَانَ الخليطان يعلمَانِ أموالهما لم يجمع مَالهمَا فِي الصَّدَقَة قَالَ فَذَكرته لعطاء فَقَالَ مَا أرَاهُ إِلَّا حَقًا
وَقَالَ أَبُو بكر بن أبي شيبَة فِي المُصَنّف حَدَّثنا مُحَمَّد بن بكر عَن ابْن جُرَيْجٍ أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ عَن طَاوس قَالَ إِذا كَانَ الخليطان يعلمَانِ أموالهما فَلَا تجمع أموالهما فِي الصَّدَقَة
قَالَ وَحدثنَا مُحَمَّد بن بكر عَن ابْن جريج قَالَ أخْبرت عَطاء بقول طَاوس فَقَالَ مَا أرَاهُ إِلَّا حَقًا
وَهَكَذَا رَوَاهُ عبد الرَّزَّاق عَن ابْن جريج
وَأما قَول سُفْيَان وَهُوَ الثَّوْريّ فَقَالَ عبد الرَّزَّاق عَن الثَّوْريّ قَوْلنَا لَا يجب على الخليطين شَيْء إِلَّا أَن يتم لهَذَا أَرْبَعِينَ وَلِهَذَا أَرْبَعِينَ(3/19)
قَوْله 36
بَاب زَكَاة الْإِبِل
ذكره أَبُو بكر وَأَبُو ذَر وَأَبُو هُرَيْرَة رَضِي الله عَنْهُم انْتهى
وَقد أسْندهُ حَدِيث أبي بكر وَأبي هُرَيْرَة فِي الزَّكَاة
وَأما حَدِيث أبي ذَر فأسنده فِي الزَّكَاة أَيْضا وَفِي النذور من طَرِيق المعزوز ابْن سُوَيْد عَنهُ
قَوْله فِي 40
بَاب أَخذ العناق فِي الصَّدَقَة
فِي أثْنَاء حَدِيث 1456 شُعَيْب عَنِ الزُّهْرِيِّ عَن عبيد الله بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَاللَّهِ لَوْ مَنَعُونِي عَنَاقًا الْحَدِيثَ وَقَالَ اللَّيْثُ حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خَالِدٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ بِهِ
قَالَ الذُّهْلِيُّ فِي الزهريات حَدَّثنا عبد الله بن صَالح ثَنَا اللَّيْث بِهِ
قَوْله 43
بَاب زَكَاة الْبَقر
وَقَالَ أَبُو حميد قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لأعرفن مَا أَتَى الله رجل ببقرة لَهَا خوار الحَدِيث
هَذَا طرف من حَدِيثه فِي قصَّة ابْن اللتبية وَقد أسْندهُ المُصَنّف فِي مَوَاضِع مِنْهَا فِي الْهِبَة وَالْأَحْكَام من طَرِيق عُرْوَة عَن أبي حميد ح 96(3/20)
أ / وَهَذَا اللَّفْظ أوردهُ فِي أثْنَاء حَدِيثه الْمَذْكُور فِي كتاب ترك الْحِيَل
قَوْله فِيهِ
عقب حَدِيث 1460 أبي ذَر مَا من رجل تكون لَهُ إبل أَو بقر أَو غنم لَا يُؤَدِّي حَقّهَا الحَدِيث
رَوَاهُ بكير عَن أبي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم انْتهى
قَالَ مُسلم فِي صَحِيحه حَدثنَا هَارُون بن سعيد ثَنَا ابْن وهب عَن عَمْرو ابْن الْحَارِث عَن بكير بِهِ
أخبرنَا بِهِ عَالِيًا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَمَّادٍ أَنا عَلِيُّ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ أَنا عَبْدُ اللَّطِيفِ بْنُ عَبْدِ الْمُنْعِمِ عَنْ مَسْعُودِ بْنِ أَبِي مَنْصُورِ أَنا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ أَنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ أَنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ ثَنَا حَرْمَلَة بن يحيى ثَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ أَنَّ بُكَيْرًا حَدَّثَهُ عَنْ أَبِي صَالِحٍ ذَكْوَانَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِذَا لَمْ يُؤَدِّ الْمَرْءُ حَقَّ اللَّهِ أَوِ الصَّدَقَةَ فِي إِبِلِهِ بُطِحَ لَهَا بِصَعِيدٍ قَرْقَرٍ فَوَطِئَتْهُ بِأَخْفَافِهَا وَعَضَّتْهُ بِأَفْوَاهِهَا إِذَا مَرَّ آخِرُهَا كَرَّ عَلَيْهِ أَوَّلُهَا حَتَّى يَرَى مَصْدَرَهُ إِمَّا مِنَ الْجَنَّةِ وَإِمَّا مِنَ النَّار والبقرإذا لَمْ يُؤَدَّ حَقُّ اللَّهِ فِيهَا بُطِحَ لَهَا بِصَعِيدٍ قَرْقَرٍ فَوَطِئَتْهُ بِأَظْلافِهَا وَنَطَحَتْهُ بِقُرُونِهَا إِذَا مَرَّ عَلَيْهِ آخِرُهَا كَرَّ عَلَيْهِ أَوَّلُهَا حَتَّى يَرَى مَصْدَرَهُ إِمَّا مِنَ الْجَنَّةِ وَإِمَّا مِنَ النَّارِ وَالْغَنَمُ كَذَلِكَ تَنْطَحُهُ بِقُرُونِهَا وَتَطَؤُهُ بِأَظْلافِهَا لَيْسَ فِيهَا عَقْصَاءُ وَلا جَمَّاءُ حَتَّى يرى(3/21)
مَصْدَرَهُ إِمَّا مِنَ الْجَنَّةِ وَإِمَّا مِنَ النَّارِ وَالْخَيْلُ لِثَلاثَةٍ أَجْرٌ وَوِزْرٌ وَسِتْرٌ فَمَنِ اقْتَنَاهَا تَعَفُّفًا وَتَغَنِّيًا كَانَتْ لَهُ سِتْرًا وَمَنِ اقْتَنَاهَا عُدَّةً لِلْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَانَتْ لَهُ أَجْرًا فَإِنْ طَوَّلَ لَهَا شَرَفًا أَوْ شَرَفَيْنِ كَانَ لَهُ فِي ذَلِكَ أَجْرٌ وَمَنِ اقْتَنَاهَا فَخْرًا وَرِيَاءً وَنِوَاءً عَلَى الْمُسْلِمِينَ كَانَتْ لَهُ وِزْرًا قَالَ قَائِلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَرَأَيْتَ الْحُمُرَ قَالَ لَمْ يَأْتِنِي فِي الْحُمُرِ شَيْءٌ إِلا هَذِهِ الآيَةُ الْجَامِعَةُ الْفَاذَّةُ {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ}
قَوْله 44
بَاب الزَّكَاة على الْأَقَارِب
قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَهُ أَجْرَانِ أجر الْقَرَابَة وَالصَّدَََقَة
هَذَا طرف من حَدِيث زَيْنَب امْرَأَة ابْن مَسْعُود وقصتها فِي سؤالها النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن الصَّدَقَة على زَوجهَا وأيتام فِي حجرها الحَدِيث وَقد أسْندهُ المُصَنّف بعد هَذَا بِثَلَاثَة أَبْوَاب من طَرِيق أبي وَائِل عَن عَمْرو بن الْحَارِث عَنْهَا
قَوْله فِيهِ 1461
حَدثنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ ثَنَا مَالك عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ كَانَ أَبُو طَلْحَةَ أَكْثَرَ أَنْصَارِيٍّ بِالْمَدِينَةِ مَالا الْحَدِيثَ وَفِيهِ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاكَ مَالٌ رابح يَعْنِي بِالْبَاء الْمُوَحدَة تَابَعَهُ رَوْحٌ وَقَالَ يَحْيَى بْنُ يَحْيَى وَإِسْمَاعِيلُ عَنْ مَالك رَايِح يَعْنِي بِالْيَاءِ الْمُثَنَّاة من تَحت انْتَهَى
أما حَدِيث روح فَسَيَأْتِي فِي الْبيُوع
وَأما حَدِيث يحيى بن يحيى فأسنده المُصَنّف فِي الْوكَالَة عَنهُ بِهِ(3/22)
وَأما حَدِيث إِسْمَاعِيل فأسنده المُصَنّف فِي التَّفْسِير عَنهُ بِهِ
وَوَقع فِي بعض الرِّوَايَات هُنَا وَقَالَ إِسْمَاعِيل أَخْبرنِي عبد الْعَزِيز بن عبد الله ابْن أبي سَلمَة عَن إِسْحَاق بن عبد الله نَحوه وَسَيَأْتِي الْكَلَام عَلَيْهِ فِي الْوَصَايَا وَالْوَقْف إِن شَاءَ الله تَعَالَى
قَوْله 48
بَاب الزَّكَاة على الزَّوْج والأيتام فِي الْحجر
قَالَه أَبُو سعيد عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
قلت أسْندهُ فِي الْبَاب الَّذِي قبله
قَوْله 49
بَاب قَول الله تَعَالَى التَّوْبَة 60 {وَفِي الرّقاب والغارمين وَفِي سَبِيل الله}
وَيذكر عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا يعْتق من زَكَاة مَاله وَيُعْطِي فِي الْحَج
وَقَالَ الْحسن إِن اشْترى أَبَاهُ من الزَّكَاة جَازَ وَيُعْطِي فِي الْمُجَاهدين وَالَّذِي لم يحجّ ثمَّ تَلا التَّوْبَة 60 {إِنَّمَا الصَّدقَات للْفُقَرَاء} الْآيَة فِي أَيهَا أَعْطَيْت أَجْزَأت
وَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِن خَالِدا احْتبسَ أدراعه فِي سَبِيل الله
وَيذكر عَن أبي لاس حملنَا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على إبل الصَّدَقَة لِلْحَجِّ
أما قَول ابْن عَبَّاس فَقَالَ أَبُو عبيد فِي كتاب الْأَمْوَال حَدثنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ(3/23)
عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ حَسَّانِ بْنِ أَبِي الأَشْرَسِ عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّهُ كَانَ لَا يرى بَأْسا أَن يُعْطِيَ الرَّجُلُ مِنْ زَكَاةِ مَالِهِ فِي الْحَجِّ وَأَنْ يُعْتِقَ مِنْهُ الرَّقَبَةَ
وَقَالَ أَبُو عبيد أَيْضا حَدثنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ عَنِ الأَعْمَشِ عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ أَعْتِقْ مِنْ زَكَاةِ مَالِكٍ هَكَذَا رَوَاهُ أَبُو بَكْرٍ مُخْتَصَرًا
وَأخبرنا بِهِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْهَادِي إِذْنًا أَنا أَبُو بَكْرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الرَّضِيِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَكِّيٍّ أَنَّ السِّلَفِيَّ أَخْبَرَهُ أَنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ الْخَطَّابِ أَنا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ أَنا أَبُو أَحْمَدَ النَّاصِحُ ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ ثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ بِهِ
وَبِهِ إِلَى ابْنِ مَعِينٍ ثَنَا عَبْدَةُ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي الأَشْرَسِ عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ كَانَ يُخْرِجُ زَكَاتَهُ ثُمَّ يَقُولُ جَهِّزُونَا مِنْهَا إِلَى الْحَجِّ
الإِسْنَادُ الأَوَّلُ صَحِيحٌ وَفِي الثَّانِي أَبُو الأَشْرَسِ وَهُوَ ضَعِيفٌ
وَأما قَول الْحسن فَقَالَ أَبُو بكر فِي المُصَنّف حَدَّثنا حَفْص عَن أَشْعَث بن سوار قَالَ سُئِلَ الْحسن عَن رجل اشْترى أَبَاهُ من الزَّكَاة فَأعْتقهُ قَالَ اشْترى خير الرّقاب
وَقَالَ أَبُو عبيد فِي كتاب الْأَمْوَال حَدثنَا عبد الرَّحْمَن هُوَ ابْن مهْدي عَن(3/24)
حَمَّاد بن سَلمَة عَن حميد عَن الْحسن قَالَ إِنَّمَا الزَّكَاة علم حَيْثُ وضعت أَجْزَأت وَحَدِيث خَالِد تقدم التَّنْبِيه عَلَيْهِ وَسَيَأْتِي أَيْضا
وَأما حَدِيث أبي لاس واسْمه فِيمَا قَالَ ابْن عبد الْبر زِيَاد وَيُقَال عبد الله وَقيل غير ذَلِك فَقَالَ الإِمَام أَحْمد حَدثنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْحَارِثِ عَنْ عمر بن الحكم بن ثَوْبَان عَنْ أَبِي لاسٍ قَالَ حَمَلْنَا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَلَى إِبِلٍ مِنْ إِبِلِ الصَّدَقَةِ ضِعَافٍ لِلْحَجِّ فَقُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا نَرَى أَنْ تَحْمِلَ هَذِهِ فَقَالَ مَا مِنْ بَعِيرٍ إِلا وَفِي ذُرْوَتِهِ شَيْطَانٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِذَا رَكِبْتُمُوهَا كَمَا أَمَرَكُمْ ثُمَّ امْتَهِنُوهَا لأَنْفُسِكُمْ فَإِنَّمَا يَحْمِلُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ
وَهَكَذَا رَوَاهُ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه عَن مُحَمَّد بن عبيد فِي الْمسند
وقرأته عَالِيا على خَدِيجَة بنت الشَّيْخ أبي إِسْحَاق بن سُلْطَان أخْبركُم الْقَاسِم ابْن مظفر إجَازَة إِن لم يكن سَمَاعا عَن مَحْمُود بن إِبْرَاهِيم أَن أَبَا الْخَيْر الباغبان أخْبرهُم أَنا أَبُو عَمْرو بن الْحَافِظ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَنْدَهْ أَنا أبي أَنا عبد الرَّحْمَن بن يحيى ثَنَا أَبُو مَسْعُود ثَنَا مُحَمَّد بن عبيد نَحوه
رَوَاهُ ابْن خُزَيْمَة فِي صَحِيحه عَن الزَّعْفَرَانِي عَن مُحَمَّد بن عبيد فَوَقع لنا بَدَلا عَالِيا وَإِنَّمَا لم يجْزم بِهِ لعنعنة ابْن إِسْحَاق وَالله أعلم(3/25)
وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك من حَدِيث مُحَمَّد بن عبيد أَيْضا
قَوْله فِيهِ
عقب حَدِيث 1468 شُعَيْب عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنِ الأَعْرَجِ عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنْهُ قَالَ أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالصَّدَقَةِ فَقِيلَ مَنَعَ ابْنُ جَمِيلٍ الْحَدِيثَ وَفِيهِ وَأَمَّا الْعَبَّاسُ فَعَمُّ رَسُولِ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَهِيَ عَلَيْهِ صَدَقَةٌ وَمِثْلُهَا مَعَهَا
تَابعه ابْن أبي الزِّنَاد عَن أَبِيه وَقَالَ ابْن إِسْحَاق عَن أبي الزِّنَاد هِيَ عَلَيْهِ وَمثلهَا مَعهَا
وَقَالَ ابْن جريج حدثت عَن الْأَعْرَج بِمثلِهِ
أما حَدِيث ابْن أبي الزِّنَاد فَقَالَ الإِمَام أَحْمد حَدثنَا دَاوُد بن عَمْرو ثَنَا ابْن أبي الزِّنَاد بِهِ قَالَ عبد الله بن أَحْمد وسمعته من دَاوُد بن عَمْرو بِهِ
وَقَالَ أَبُو عبيد فِي كتاب الْأَمْوَال حَدثنَا أَبُو أَيُّوبَ عَن عبد الرَّحْمَن بن أبي الزِّنَادِ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ أَمَرَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالصَّدَقَةِ فَقَالَ بَعْضُ مَنْ يَلْمِزُ مَنَعَ ابْنُ جَمِيلٍ وَخَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ وَالْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَنْ يَتَصَدَّقُوا قَالَ فَخَطَبَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَبَّ عَنِ اثْنَيْنِ الْعَبَّاسُ وَخَالِدٌ وَصَدَّقَ عَلَى ابْنِ جَمِيلٍ ثُمَّ قَالَ مَا نَقَمَ ابْنُ جَمِيلٍ إِلا أَنَّهُ كَانَ فَقِيرًا فَأَغْنَاهُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولِهِ وَأَمَّا خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ فَإِنَّهُمْ يَظْلِمُونَ خَالِدًا إِنَّ خَالِدًا قَدِ احْتبسَ أدراعه وأعتده فِي سَبِيل اللَّهِ وَقَالَ غَيْرُهُ وَعَتَادُهُ وَأَمَّا الْعَبَّاسُ عَمُّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَهِيَ عَلَيْهِ وَمثلهَا مَعهَا(3/26)
وَأَمَّا حَدِيثُ أَبِي إِسْحَاقَ فَقَالَ الدرقطني فِي السُّنَنِ لَهُ حَدثنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ الْقَطَّانُ ثَنَا عبد الْكَرِيم بن الْهَيْثَم ثَنَا عُبَيْدُ بْنُ يَعِيشَ ثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ ثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنِ الأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالصَّدَقَةِ فَقِيلَ لَهُ مَنَعَ ابْنُ جَمِيلٍ وَخَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ وَالْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا نَقَمَ ابْنُ جَمِيلٍ إِلا أَنْ كَانَ فَقِيرًا فَأَغْنَاهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَأَمَّا خَالِدٌ فَإِنَّكُمْ تَظْلِمُونَ خَالِدًا وَقَدِ احْتَبَسَ أدراعه وأعتده فِي سَبِيل الله وَأَمَّا الْعَبَّاسُ فَعَمُّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَهِيَ عَلَيْهِ وَمِثْلُهَا مَعَهَا
وَأما رِوَايَة ابْن جريج فَقَالَ عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه أَنا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ حُدِّثْتُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هُرْمُزَ الأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَدَبَ النَّاسَ إِلَى الصَّدَقَةِ فَأُتِيَ فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا أَبُو جَهْمِ بْنُ حُذَيْفَةَ وَخَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ وَعَبَّاسٌ عَمُّ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ مَنَعُوا الصَّدَقَةَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا يَنْقِمُ أَبُو جَهْمٍ إِلا أَنَّهُ كَانَ فَقِيرًا فَأَغْنَاهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَأَمَّا خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ فَحَبَسَ أَدْرَاعَهُ وَأَعْتُدَهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأَمَّا عَبَّاسٌ عَمُّ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَهِيَ عَلَيْهِ وَمِثْلُهَا مَعَهَا كَذَا قَالَ فِيهِ أَبُو جَهْمِ بْنُ حُذَيْفَةَ بَدَلَ ابْنِ جَمِيلٍ / م 06 أ /(3/27)
قَوْله فِي 52
بَاب من سَأَلَ النَّاس تكثرا
1474 - حَدثنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ ثَنَا اللَّيْثُ عَن عبيد الله بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ سَمِعت حَمْزَةَ سَمِعت ابْن عمر رَفعه مايزال الرَّجُلُ يَسْأَلُ النَّاسَ حَتَّى يَأْتِيَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَيْسَ فِي وَجْهِهِ مُزْعَةُ لَحْمٍ
1475 - وَقَالَ إِنَّ الشَّمْسَ تَدْنُو يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يَبْلُغَ الْعَرَقُ نِصْفَ الأُذُنِ فَبَيْنَا هُمْ كَذَلِكَ اسْتَغَاثُوا بِآدَمَ ثُمَّ بِمُوسَى ثُمَّ بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَزَادَ عَبْدُ اللَّهِ حَدَّثَنِي اللَّيْثُ حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي جَعْفَرٍ فَيَشْفَعُ لِيُقْضَى بَيْنَ الْخَلْقِ فَيَمْشِي حَتَّى يَأْخُذَ بِحَلَقَةِ الْبَابِ فَيَوْمَئِذٍ يَبْعَثُهُ اللَّهُ مَقَامًا مَحْمُودًا يَحْمَدُهُ أَهْلُ الْجَمْعِ كُلُّهُمْ
وَقَالَ مُعَلَّى ثَنَا وُهَيْبٌ عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ رَاشِدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمٍ أَخِي الزُّهْرِيِّ عَنْ حَمْزَةَ سَمِعَ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَسْأَلَةِ
أما حَدِيث عبد الله وَهُوَ ابْن صَالح كَاتب اللَّيْث فَقَرَأت على فَاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْهَادِي أخْبركُم أَبُو نصر مُحَمَّد بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْفَارِسِيِّ فِي كِتَابِهِ عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّشِيدِ أَنَّ جَدَّهُ لأُمِّهِ الْحَافِظَ أَبَا الْعَلاءِ الْعَطَّارَ أَخْبَرَهُمْ أَنا أَبُو عَلِيٍّ الْحَدَّادُ أَنا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ ثَنَا سُلَيْمَان ابْن أَحْمَدَ ثَنَا مُطَّلِبُ بْنُ شُعَيْبٍ ثَنَا عبد الله بن صَالح ح وَقرأت عَلَى فَاطِمَةَ أَيْضًا أَخْبَرَكُمْ أَبُو نَصْرٍ فِي كِتَابِهِ عَن مَحْمُود بن إِبْرَاهِيم أَن الْحَسَنَ بْنَ الْعَبَّاسِ الْفَقِيهَ أَخْبَرَهُمْ أَنا أَبُو عَمْرو بن الْحَافِظ أبي(3/28)
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَنْدَهْ أَنا أَبِي أَنا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عُتْبَةَ ثَنَا يَحْيَى بْنُ عُثْمَانَ بْنِ صَالِحٍ ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ حَدَّثَني اللَّيْثُ حَدثنِي عبيد الله ابْن أَبِي جَعْفَرٍ سَمِعت حَمْزَةَ بْنَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ يَقُولُ سَمِعت عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ يَقُول إِن رَسُول الله صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَسْأَلُ النَّاسَ حَتَّى يَأْتِيَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَيْسَ فِي وَجْهِهِ مُزْعَةُ لَحْمٍ
وَقَالَ إِنَّ الشَّمْسَ تَدْنُو يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يَبْلُغَ الْعَرَقُ نِصْفَ الأُذُنِ فَبَيْنَا هُمْ كَذَلِكَ اسْتَغَاثُوا بِآدَمَ فَيَقُولُ لَسْتُ بِصَاحِبِ ذَلِكَ ثُمَّ بِمُوسَى فَيَقُولُ كَذَلِكَ ثُمَّ بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَشْفَعُ بَيْنَ الْخَلْقِ فَيَمْشِي حَتَّى يَأْخُذَ بِحَلَقَةِ الْجَنَّةِ فَيَوْمَئِذٍ يَبْعَثُهُ اللَّهُ مَقَامًا مَحْمُودًا يَحْمَدُهُ أَهْلُ الْجَمْعِ كُلُّهُمْ لَفْظُ مُطَّلِبٍ
رَوَاهُ أَبُو بَكْرٍ الْبَزَّارُ فِي مُسْنَدِهِ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَالِحٍ فَوَقَعَ لَنَا بَدَلا عَالِيًا بِثَلاثِ دَرَجَاتٍ
وَهَكَذَا رَوَاهُ بِتَمَامِهِ شُعَيْبُ بْنُ اللَّيْثِ وَعبد الله بن عبد الحكم وَيَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ فِي رِوَايَةِ أَبِي زُرْعَةَ وَغَيْرُهُ عَنْهُ وَآخَرُونَ
وَأما حَدِيث مُعلى بن أَسد فَقَرَأْتُهُ عَلَى عَبْدِ الْقَادِرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْفَرَّاءِ عَنْ عبد الله بن الْحُسَيْن الْأنْصَارِيّ حُضُورًا أَنَّ إِسْمَاعِيلَ بْنَ أَحْمَدَ الْعِرَاقِيَّ أَخْبَرَهُ عَنْ شُهْدَةَ بِنْتِ أَحْمَدَ أَنَّ أَبَا الْقَاسِمِ الرِّيفِيَّ أخْبرهُم أَنا أَبُو الْحسن ابْن مخلد أَنا أَبُو جَعْفَر(3/29)
ابْن الْبَخْتَرِيِّ ثَنَا حَامِدُ بْنُ سَهْلٍ الثَّغْرِيُّ ثَنَا مُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ ثَنَا وُهَيْبٌ عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ رَاشِدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمٍ أَخِي الزُّهْرِيِّ عَنْ حَمْزَةَ بن عبد الله ابْن عُمَرَ قَالَ خَرَجْنَا إِلَى الشَّامِ نَسْأَلُ فَلَمَّا قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ قَالَ لَنَا ابْنُ عُمَرَ أَتَيْتُمُ الشَّامَ تَسْأَلُونَ أَمَّا إِنِّي سَمِعت رَسُولَ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُولُ مَا تَزَالُ الْمَسْأَلَةُ بِالْعَبْدِ حَتَّى يَلْقَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَمَا فِي وَجْهِهِ مُزْعَةُ لَحْمٍ
رَوَاهُ ابْن الْأَعرَابِي فِي مُعْجَمه عَن حمدَان بن عَليّ الْوراق عَن مُعلى بن أَسد
وَرَوَاهُ يَعْقُوب بن سُفْيَان فِي كِتَابه عَن مُعلى
قَوْله فِي 54
بَاب خرص التَّمْر
عقب حَدِيث 1481 وهيب عَن عَمْرو بن يحيى عَن عَبَّاس السَّاعِدِيّ عَن أبي حميد فَذكر الحَدِيث وَفِيه فَلَمَّا رأى أحدا قَالَ هَذَا جبل يحبنا ونحبه وَفِيه أَلا أخْبركُم بِخَير دور الْأَنْصَار قَالُوا بلَى قَالَ دور بني النجار ثمَّ دور بني عبد الْأَشْهَل ثمَّ دور بني سَاعِدَة ثمَّ دور بني الْحَارِث بن الْخَزْرَج وَفِي كل دور الْأَنْصَار يَعْنِي خيرا
1482 - وَقَالَ سُلَيْمَان حَدثنِي عَمْرو ثمَّ دَار بني الْحَارِث ثمَّ دَار بني سَاعِدَة وَقَالَ سُلَيْمَانُ عَنْ سَعْدِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ عَنْ عَبَّاسٍ عَنْ أَبِيهِ عَن(3/30)
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ أُحُدٌ جَبَلٌ يُحِبُّنَا وَنُحِبُّهُ
أما حَدِيث سُلَيْمَان بن بِلَال عَن عَمْرو بن يحيى بمتابعة وهيب فأسنده المُصَنّف فِي الْحَج وَفِي الْمَغَازِي عَن خَالِد بن مخلد عَنهُ بِهِ
وَأَمَّا حَدِيثُ سُلَيْمَانَ عَنْ سَعْدِ بْنِ سَعِيدٍ فَقَرَأْتُهُ عَلَى فَاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنَجَّا بِدِمَشْقَ عَنْ سُلَيْمَانَ بن حَمْزَة أَن الضياء مُحَمَّد بْنَ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْحَافِظَ أَخْبَرَهُمْ فِي الْمُخْتَارَةِ أَنا أَسْعَدُ بْنُ يلدرك فِي كِتَابِهِ أَنَّ أَبَا الْخطاب عَليّ ابْن عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَخْبَرَهُمْ أَنا أَبُو الْقَاسِم بن بَشرَان أَنا أَبُو عَليّ أَحْمد ابْن الْفَضْلِ بْنِ خُزَيْمَةَ أَنا أَبُو إِسْمَاعِيل التِّرْمِذِيّ ثَنَا أَيُّوب بن سُلَيْمَانَ حَدَّثَني أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلالٍ عَنْ سَعْدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ قَيْسٍ هُوَ الأَنْصَارِيُّ عَنِ ابْنِ غَزِيَّةَ يَعْنِي عُمَارَةَ عَنْ عَبَّاسِ بْنِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ أَقْبَلْنَا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى إِذَا دَنَا مِنَ الْمَدِينَةِ أَخَذَ طَرِيقَ غُرَابٍ لأَنَّهَا أَقْرَبُ إِلَى الْمَدِينَةِ وَتَرَكَ الأُخْرَى وَهِيَ أَسْفَلُ قَالَ فَلَمَّا أَشْرَفَ عَلَى الْمَدِينَةِ بَدَا لَهُ أُحُدٌ فَقَالَ اللَّهُ أَكْبَرُ هَذَا جَبَلٌ يُحِبُّنَا وَنُحِبُّهُ أَلا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ دُورِ الأَنْصَارِ دَارُ بَنِي النَّجَّارِ ثُمَّ دَارُ بَنِي عَبْدِ الأَشْهَلِ ثُمَّ دَارُ بَلْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ ثمَّ دَار بني سَاعِدَة(3/31)
قَوْله فِيهِ
قَالَ أَبُو عبيد كل بُسْتَان عَلَيْهِ حَائِط فَهُوَ حديقة وَمَا لم يكن عَلَيْهِ حَائِط لم يقل حديقة
قلت هَذَا كَلَام أبي عبيد الْقَاسِم بن سَلام فِي كتاب غَرِيب الحَدِيث لَهُ وَسَيَأْتِي إسنادنا إِلَيْهِ فِي أخر هَذَا الْكتاب
قَوْله فِي 55
بَاب الْعشْر فِيمَا يسقى من مَاء السَّمَاء وبالماء الْجَارِي
وَلم ير عمر بن عبد الْعَزِيز فِي الْعَسَل شَيْئا
أخبرنَا بذلك الشَّيْخ الصَّالح أَبُو عبد الله بن قوام البالسي أَنا عَليّ ابْن مُحَمَّد بن هِلَال أَنا إِبْرَاهِيم بْنُ عُمَرَ بْنِ مُضَرَ أَنا الْمُؤَيد بن مُحَمَّد الطوسي أَنا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ سَهْلٍ أَنا سعيد بن مُحَمَّد بن أَحْمد أَنا زَاهِر ابْن أَحْمَدَ السَّرَخْسِيُّ أَنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ ثَنَا أَبُو مُصْعَبٍ أَنا مَالك عَن عبد الله بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن عَمْرو بن حزم أَنه قَالَ جَاءَ كتاب من عمر بن عبد الْعَزِيز إِلَى أبي وَهُوَ بمنى أَن لَا يَأْخُذ من الْخَيل وَلَا من الْعَسَل صَدَقَة
وَقَالَ ابْن عبد الْبر قَرَأت على عبد الْوَارِث بن سُفْيَان أَنا قَاسم بن أصبغ حَدثهمْ ثَنَا ابْن وضاح ثَنَا مُحَمَّد بن عَمْرو الْغَزِّي ثَنَا مُصعب بن ماهان ثَنَا سُفْيَان الثَّوْريّ عَن عبيد الله بْنِ عُمَرَ عَنْ نَافِعٍ قَالَ بَعَثَنِي عمر بن عبد الْعَزِيز إِلَى الْيمن فَأَرَدْت أَن آخذ من الْعَسَل الصَّدَقَة فَقَالَ الْمُغيرَة بن حَكِيم الصَّنْعَانِيّ لَيْسَ فِيهِ شَيْء فَكتب إِلَى عمر بن عبد الْعَزِيز فَقَالَ الْمُغيرَة عدل رَضِي لَا نَأْخُذ من الْعَسَل شَيْئا(3/32)
قَوْله فِيهِ
كَمَا روى الْفضل بن عَبَّاس أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لم يصل فِي الْكَعْبَة وَقَالَ بِلَال قد صلى
أما حَدِيث الْفضل فَقَالَ الإِمَام أَحْمد حَدثنَا يَعْقُوبُ هُوَ ابْن إِبْرَاهِيم ابْنُ سَعْدٍ ثَنَا أَبِي عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ عَنْ عَطَاءٍ أَوْ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ حَدَّثَنِي أَخِي الْفَضْلُ وَكَانَ مَعَهُ حِينَ دَخلهَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم لم يصل فِي الْكَعْبَةِ وَلَكِنَّهُ لَمَّا دَخَلَهَا وَقَعَ سَاجِدًا بَيْنَ الْعَمُودَيْنِ ثُمَّ جَلَسَ يَدْعُو
وَرَوَاهُ أَحْمَدُ أَيْضًا مِنْ حَدِيثِ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ وَابْنِ جريج كليهمَا عَن عَمْرو ابْن دِينَارٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ نَحْوَهُ
قَرَأْتُهُ عَالِيًا عَلَى أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الزَّيْنَبِيِّ عَنْ زَيْنَبَ الْمَقْدِسِيَّةِ أَن إِبْرَاهِيم ابْن مَحْمُودٍ كَتَبَ إِلَيْهِمْ عَنْ خَدِيجَةَ بِنْتِ النَّهْرَوَانِيِّ أَنَّ الْحُسَيْنَ بْنَ أَحْمَد بْنِ طَلْحَةَ أَخْبَرَهُمْ أَنا أَبُو الْحُسَيْن بن بَشرَان أَنا إِسْمَاعِيل الصفار ثَنَا أَحْمد ابْن مَنْصُور الرَّمَادِي ثَنَا عبد الرَّزَّاق أَنا ابْنُ جُرَيْجٍ أَخْبرنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ كَانَ يُخْبِرُ أَنَّ الْفَضْلَ بْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ دَخَلَ مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْبَيْت وَأَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَمْ يُصَلِّ فِيهِ حِينَ دَخَلَهُ فَلَمَّا خَرَجَ نَزَلَ فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ عِنْدَ بَابِ الْبَيْتِ
إِسْنَاده صَحِيح وسلك فِيهِ ابْن حبَان مَسْلَك الْجمع فَقَالَ هَذَا لَا يُخَالف حَدِيث بِلَال لاحْتِمَال أَن يكون دُخُوله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْبَيْت مرَارًا فَمرَّة حَضَره بِلَال حِين صلى فِيهِ وَمرَّة حَضَره الْفضل حَيْثُ لم يصل وَهُوَ جمع حسن(3/33)
وَأَمَّا حَدِيثُ بِلالٍ فَأَسْنَدَهُ الْمُصَنِّفُ فِي الْحَجِّ وَغَيْرِهِ مِنْ حَدِيثِ عبد الله بن عمر بن الْخَطَّابِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ الْكَعْبَةَ وَفِيهِ أَنَّهُ سَأَلْتُ بِلالا أَيْنَ صَلَّى
قَوْله 59
بَاب هَل يَشْتَرِي صَدَقَة غَيره
لِأَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِنَّمَا نهى الْمُتَصَدّق خَاصَّة عَن الشِّرَاء وَلم ينْه غَيره
وَقد أسْند حَدِيث نهي الْمَرْء عَن شرى صدقته فِي الْبَاب الْمَذْكُور من حَدِيث ابْن عمر وَعمر
قَوْله فِي 62
بَاب إِذا تحولت الصَّدَقَة
عقب حَدِيث 1495 وَكِيع عَنْ شُعْبَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَن أنس رَضِي الله عَنهُ أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُتِيَ بِلَحْمٍ تُصُدِّقَ بِهِ عَلَى بَرِيرَةَ الْحَدِيثَ
وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ أَنبأَنَا شُعْبَةُ عَنْ قَتَادَةَ سَمِعَ أَنَسًا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
أخبرنَا بِذَلِكَ أَبُو الْفرج بن الْغَزِّي عَن أَحْمد بن مَنْصُور الْجَوْهَرِي أَن عَليّ ابْن أَحْمَدَ الْمَقْدِسِيَّ أَخْبَرَهُمْ أَنا أَبُو الْمَكَارِمِ اللَّبَّانُ فِي كِتَابِهِ عَنْ أبي عَليّ الْحداد سَمَاعا أَنا أَبُو نعيم أَنا عبد الله بْنُ جَعْفَرٍ ثَنَا يُونُسُ بْنُ حبيب ثَنَا أَبُو دَاوُد(3/34)
أَنا شُعْبَةُ أَنبأَنَا قَتَادَةُ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُتِيَ بِلَحْمٍ فَقَالَ مَا هَذَا قَالَ هَذَا شَيْءٌ تُصُدِّقَ بِهِ عَلَى بَرِيرَةَ قَالَ هُوَ لَنَا هَدِيَّةٌ وَعَلَيْهَا صَدَقَةٌ كَذَا وجدته بالعنعنة
وَقد رَوَاهُ الْإِسْمَاعِيلِيّ من طَرِيق معَاذ عَن شُعْبَةُ عَنْ قَتَادَةَ سَمِعَ أَنَسًا بِهِ
قَوْله 65
بَاب مَا يسْتَخْرج من الْبَحْر
وَقَالَ ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا لَيْسَ العنبر بركاز هُوَ شَيْء دسره الْبَحْر وَقَالَ الْحسن فِي العنبر واللؤلؤ الْخمس وَإِنَّمَا جعل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الرِّكَاز الْخمس لَيْسَ فِي الَّذِي يصاب فِي المَاء
أما قَول ابْن عَبَّاس فَأخبرنا بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْجِيزِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَنَحْنُ نَسْمَعُ عَنْ سِتِّ الْوُزَرَاءِ بِنْتِ أَسْعَدَ إِجَازَةً مُشَافَهَةً إِنْ لَمْ يَكُنْ سَمَاعًا أَنَّ الْحُسَيْنَ بْنَ الْمُبَارَكِ أَخْبَرَهُمْ أَنا أَبُو زُرْعَةَ ظَاهِرُ بن مُحَمَّد الْمَقْدِسِي أَن مَكِّيُّ بْنُ مَنْصُورٍ أَنا أَبُو بَكْرٍ الْحِيرِيُّ قَالَ ثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ أَنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ أَنا الشَّافِعِيُّ أَنا سُفْيَانُ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنِ أُذَيْنَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ لَيْسَ فِي العنير زَكَاةٌ إِنَّمَا هُوَ شَيْءٌ دَسَرَهُ الْبَحْرُ
رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ عَن بعض شُيُوخه عَن الْأَصَم فَوَقع لنا بدلاعاليا على طَرِيقه بِدَرَجَة
وَأخْبرنَا بِهِ عَالِيا بِدَرَجَة أُخْرَى أَبُو هُرَيْرَة بْنُ الْحَافِظِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الذَّهَبِيّ إجَازَة تلفظ بهَا أَن الْقَاسِم بن المظفر أخْبرهُم أَنا مَحْمُود بن إِبْرَاهِيم فِي كِتَابه عَن أبي(3/35)
الْخَيْر مُحَمَّد بن أَحْمد الْمُؤَقت سَمَاعا أَنا أَبُو عَمْرو بن الْحَافِظ أبي عبد الله ابْن مَنْدَه أَنا أبي أَنا عُثْمَان يَعْنِي ابْن أَحْمد السَّمرقَنْدِي ثَنَا أَحْمد وَهُوَ ابْن شَيبَان الرَّمْلِيّ ثَنَا سُفْيَان عَن عَمْرو عَن أذينة سمع ابْن عَبَّاس يَقُول مثله
رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ عَن الْحَاكِم عَن الْأَصَم عَن أَحْمد بن شَيبَان فَوَقع لنا عَالِيا بِدَرَجَة
وَقَالَ الْبَيْهَقِيُّ أَنا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ أَنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ ثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ ثَنَا الْحُمَيْدِيُّ وَابْنُ قَعْنَبٍ وَسَعِيدٌ قَالُوا ثَنَا سُفْيَانُ فَذَكَرَهُ بِسَنَدِهِ بِلَفْظِ سَمِعت ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ لَيْسَ الْعَنْبَرُ بِرِكَازٍ إِنَّمَا هُوَ شَيْءٌ دَسَرَهُ الْبَحْرُ
وَأما قَول الْحسن فَقَالَ أَبُو عبيد القاسم بن سَلام فِي كتاب الْأَمْوَال وَأَبُو بكر فِي مُصَنفه حَدثنَا معَاذ بن معَاذ عَن أَشْعَث عَن الْحسن قَالَ فِي العنبر الْخمس وَكَذَلِكَ اللُّؤْلُؤ
وَأما الحَدِيث الْمَرْفُوع فَهُوَ طرف من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَأبي سعيد وَهُوَ(3/36)
مُسْند عِنْد المُصَنّف من طرق وَسَيَأْتِي التَّنْبِيه عَلَيْهِ قَرِيبا
قَوْله فِي 1498 وَقَالَ اللَّيْث حَدَّثَني جَعْفَر بن ربيعَة عَن عبد الرَّحْمَن ابْن هُرْمُزَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ
رَجُلا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ سَأَلَ بَعْضَ بَنِي إِسْرَائِيلَ بِأَنْ يُسْلِفَهُ أَلْفَ دِينَارٍ ... . الْحَدِيثَ
سَيَأْتِي الْكَلامُ عَلَيْهِ فِي الْبُيُوعِ قَوْله 66
بَاب فِي الرِّكَاز الْخمس
وَقَالَ مَالك وَابْن إِدْرِيس الرِّكَاز دفن الْجَاهِلِيَّة فِي قَلِيله وَكَثِيره الْخمس
أما قَول مَالك فَقَالَ أَبُو عبيد فِي كتاب الْأَمْوَال حَدثنِي يحيى بن عبد الله ابْن بكير عَن مَالك قَالَ الْمَعْدن بِمَنْزِلَة الزَّرْع تُؤْخَذ مِنْهُ الزَّكَاة كَمَا تُؤْخَذ من الزَّرْع حِين يحصد قَالَ وَهَذَا لَيْسَ بركاز إِنَّمَا الرِّكَاز دفن الْجَاهِلِيَّة الَّذِي يُوجد من غير أَن يطْلب بِمَال وَلَا يتَكَلَّف لَهُ كثير عمل انْتهى
وَهَكَذَا هُوَ فِي سَمَاعنَا فِي الْمُوَطَّأ من رِوَايَة يحيى بن بكير وَغَيره لَكِن فِيهِ عَن مَالك عَن بعض أهل الْعلم(3/37)
وَأما قَول ابْن إِدْرِيس هُوَ الإِمَام أَبُو عبد الله الشَّافِعِي صَاحب الْمَذْهَب رَضِي الله عَنهُ فَقَالَ الْبَيْهَقِيّ فِي كتاب الْمعرفَة لَهُ أخبرنَا أَبُو سعيد ثَنَا أَبُو الْعَبَّاس هُوَ الْأَصَم أَنا الرّبيع قَالَ قَالَ الشَّافِعِي الرِّكَاز الَّذِي فِيهِ الْخمس دفن الْجَاهِلِيَّة مَا وجد من غير ملك لأحد فِي الأَرْض الَّتِي من أَحْيَاهَا كَانَت لَهُ فَمن وجد دفنا من دفن الْجَاهِلِيَّة فِي موَات فَأَرْبَعَة أخماسها لَهُ وَالْخمس لأهل سَهْمَان الصَّدَقَة
قَوْله فِيهِ وَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الْمَعْدن جَبَّار وَفِي الرِّكَاز الْخمس وَأخذ عمر بن عبد الْعَزِيز من
الْمَعَادِن من كل مِائَتَيْنِ خَمْسَة وَقَالَ الْحسن ماكان من ركاز فِي أَرض الْحَرْب فَفِيهِ الْخمس وَمَا كَانَ من أَرض السّلم فَفِيهِ الزَّكَاة وَإِن وجدت اللّقطَة فِي أَرض الْعَدو فعرفها وَإِن كَانَت من الْعَدو فَفِيهَا الْخمس
وَأما الحَدِيث الْمَرْفُوع فأسنده فِي الْبَاب من حَدِيث أبي هُرَيْرَة
وَأما أثر عمر بن عبد الْعَزِيز فَقَالَ أَبُو عبيد فِي كتاب الْأَمْوَال حَدَّثنا قَبِيصَةُ عَنْ سُفْيَانَ عَنِ عبد الله بن أبي بكر أَن عمر بن عبد الْعَزِيز أَخذ من الْمَعَادِن الزَّكَاة
وَقَالَ عبد الله بن أبي بكر أَن عمر بن عبد الْعَزِيز أَخذ من الْمَعَادِن من كل مِائَتي دِرْهَم خَمْسَة دَرَاهِم
وَأما قَوْلُ الْحَسَنِ فَقَالَ ابْنُ أَبِي شيبَة ثَنَا عباد بن الْعَوام عَن هِشَام عَن(3/38)
الْحسن قَالَ الرِّكَاز الْكَنْز العادي وَفِيه الْخمس
حَدثنَا أَبُو مُعَاوِيَة عَن عَاصِم عَن الْحسن قَالَ إِذا وجد الْكَنْز فِي أَرض الْعَدو فَفِيهِ الْخمس وَإِذا وجد فِي أَرض الْعَرَب فَفِيهِ الزَّكَاة
قَوْله عقب حَدِيث 1501
قَتَادَة عَن أنس أَن نَاسا من عرينة الحَدِيث تَابعه أَبُو قلَابَة وَحميد وثابت عَن أنس
أما مُتَابعَة أبي قلَابَة فأسندها فِي الْمُحَاربين وَفِي عدَّة مَوَاضِع فِي الطَّهَارَة وَفِي الْمَغَازِي وَفِي الْجِهَاد مطولا ومختصرا
وَأَمَّا مُتَابَعَةُ حُمَيْدٍ فَقرأت عَلَى مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْبَزَاعِيِّ بِصَالِحِيَّةِ دِمَشْقَ عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ إِسْمَاعِيلَ سَمَاعًا أَنَّ أَحْمَدَ بْنَ عَبْدِ الدَّائِمِ أَخْبَرَهُمْ أَنا يَحْيَى بْنُ مَحْمُودٍ الثَّقَفِيُّ أَنا عبد الْوَاحِد بن مُحَمَّد بن الْهَيْثَم أَنا عبيد الله ابْن الْمُعْتَزِّ بْنِ مَنْصُورٍ أَنا أَبُو طَاهِرِ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ مُحَمَّدٍ أَنا جدي إِمَام الْأَئِمَّة أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ ثَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ ثَنَا حُمَيْدُ بْنُ أَنَسٍ أَنَّهُ قَدِمَ عَلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نَاسٌ مِنْ عُرَيْنَةَ فَقَالَ لَهُمْ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَوْ خَرَجْتُمْ إِلَى ذَوْدِنَا فَكُنْتُمْ فِيهَا فَشَرِبْتُمْ مِنْ أَلْبَانِهَا وَأَبْوَالِهَا فَفَعَلُوا فَلَمَّا صَحُّوا قَامُوا إِلَى رَاعِي رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَتَلُوهُ وَرَجَعَوُا كُفَّارًا وَاسْتَاقُوا ذَوْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَرْسَلَ فِي طَلَبِهِمْ فَأُتِيَ بِهِمْ فَقَطَعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلِهِمْ وَسَمَلَ أَعْيُنَهُمْ قَالَ عَليّ بن(3/39)
حجر عرينه حَيّ من أَحيَاء الْيمن وعرنة مَوضِع بِمَكَّة
رَوَاهُ النَّسَائِيّ عَن عَليّ بن حجر فوافقناه بعلو دَرَجَة
وَرَوَاهُ مُسلم وَالنَّسَائِيّ من طَرِيق هشيم عَن حميد وَعبد الْعَزِيز جَمِيعًا عَن أنس
وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ من حَدِيث حَمَّاد بن سَلمَة عَن ثَابت وَحميد وَقَتَادَة جَمِيعًا عَن أنس
وَرَوَاهُ النَّسَائِيّ أَيْضا من حَدِيث خَالِد بن الْحَارِث وَابْن أبي عدي وَابْن ماجة من طَرِيق عبد الْوَهَّاب الثَّقَفِيّ ثَلَاثَتهمْ عَن حميد عَن أنس
وَقد وَقع لنا حَدِيث حميد أَعلَى من الطَّرِيق الَّتِي أوردناه مِنْهَا بِدَرَجَة أَيْضا لكنه مُخْتَصر وَبَين فِيهِ حميد أَنه لم يسمع لَفْظَة وَأَبْوَالهَا إِلَّا من قَتَادَة عَن أنس(3/40)
أخبرنَا بِذَلِكَ أَبُو بَكْرِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْعِزِّ الْمَقْدِسِيُّ قُلْتُ لَهُ أَخْبَرَكُمُ الزَّاهِدُ أَبُو عَبْدِ الله مُحَمَّد بن أَحْمد بن تَمَّامٍ أَنَّ أَبَا طَالِبِ بْنَ السُّرُورِيِّ أَخْبَرَهُ أَنا أَبُو الْفَرَجِ الثَّقَفِيُّ أَنا أَبُو عَلِيٍّ الْحَدَّادُ أَنا أَبُو نعيم أناعبد الله ابْن جَعْفَرٍ أَنا أَبُو مَسْعُودٍ الْحَافِظُ أَنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ حَيًّا مِنَ الْعَرَبِ اجْتَوَوُا الْمَدِينَةَ فَقَالَ لَهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَوْ خَرَجْتُمْ إِلَى إِبِلِنَا فَأَصَبْتُمْ مِنْ أَلْبَانِهَا قَالَ حُمَيْدٌ قَالَ قَتَادَةُ قَالَ أَنَسٌ وَأَبْوَالِهَا
رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ فِي مُسْنَدِهِ عَنْ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ فَوَافَقْنَاهُ بِعُلُوٍّ
وَأَمَّا حَدِيثُ ثَابِتٍ فَأَسْنَدَهُ الْمُصَنِّفُ فِي الطِّبِّ
قَوْله 70
بَاب فرض صَدَقَة الْفطر
وَرَأى أَبُو الْعَالِيَة وَعَطَاء وَابْن سِيرِين صَدَقَة الْفطر فَرِيضَة
وَأما قَول أبي الْعَالِيَة وَابْن سِيرِين فَقَالَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ فِي مُصَنفه ثَنَا حَفْص هُوَ ابْن غياث عَن عَاصِم يَعْنِي الْأَحول عَن الشّعبِيّ وَأبي الْعَالِيَة وَابْن سِيرِين قَالُوا صَدَقَة الْفطر عَن الصَّغِير وَالْكَبِير وَالْحر وَالْعَبْد وَالشَّاهِد وَالْغَائِب وَالذكر وَالْأُنْثَى والغني وَالْفَقِير
حَدَّثنا وَكِيعٌ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ عَاصِم عَن أبي الْعَالِيَة وَابْن سِيرِين قَالَا صَدَقَة الْفطر فَرِيضَة(3/41)
وَأما قَول عَطاء فَقَالَ عبد الرَّزَّاق أَنا ابْن جريج قَالَ قلت لعطاء أَرَأَيْت فَقِيرا لَا يجدهَا يَعْنِي زَكَاة الْفطر فَإِذا أيسر يُؤَدِّيهَا قَالَ لَا لَيست إِلَّا على من وجد
قَوْله 77
بَاب صَدَقَة الْفطر على الْحر والمملوك
وَقَالَ الزُّهْرِيّ فِي المملوكين للتِّجَارَة يُزكي فِي التِّجَارَة ويزكي فِي الْفطر قَالَ أَبُو عبيد فِي كتاب الْأَمْوَال لَهُ حَدثنَا عبد الله بن صَالح عَن اللَّيْث عَن يُونُس عَن ابْن شهَاب قَالَ لَيْسَ على الْمُلُوك زَكَاة وَلَا يزكّى عَنهُ سَيّده إِلَّا زَكَاة الْفطر
من 25 كتاب الْحَج
قَوْله فِي 2
بَاب قَول الله تَعَالَى 27 الْحَج {يأتوك رجَالًا}
عقب حَدِيث 1515 جَابر أَن إهلال رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من ذِي الحليفة حِين اسْتَوَت بِهِ رَاحِلَته وَرَاه أنس وَابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُم
أما حَدِيث أنس فأسنده فِي بَاب من بَات بِذِي الحليفة حَتَّى أصبح
وَأما حَدِيث ابْن عَبَّاس فأسنده فِي بَاب مَا يلبس الْمحرم من الثِّيَاب
قَوْله 3
بَاب الْحَج على الرجل
1516 - وَقَالَ أَبَانٌ حَدثنَا مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَن عَائِشَة(3/42)
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ مَعَهَا أَخَاهَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ فَأَعْمَرَهَا مِنَ التَّنْعِيمِ وَحَمَلَهَا عَلَى قُتْبٍ
وَقَالَ عمر رَضِي الله عَنهُ فَإِنَّهُ أَحَدُ الْجِهَادَيْنِ
1517 - وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ ثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ ثَنَا عَزْرَةُ بْنُ ثَابت عَن ثُمَامَة ابْن عبد الله بْنِ أَنَسٍ قَالَ حَجَّ أَنَسٌ عَلَى رَحْلٍ رَثٍّ وَكَانَتْ زَامِلَتَهُ الْحَدِيثَ
أما حَدِيث أبان فَقَرَأته على عبد الرَّحْمَن بن الْفَخر البعلي بِدِمَشْق قلت أَخْبَرَكُمْ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَزَرِيُّ عَنِ الْمُبَارَكِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْخَوَّاصِ أَنَّ أَبَا الْفَتْح ابْن شَاتِيلَ أَخْبَرَهُمْ أَنا أَحْمَدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ أَنا أَبُو عَلِيِّ بْنُ شَاذَانَ أَنا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ نَجِيحٍ ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ كَثِيرٍ ح وقرأت على عَليّ ابْن مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ أَخْبَرَكُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحُسَيْنِ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي بَكْرٍ أَخْبَرَهُ عَنِ السَّلَفِيِّ أَخْبَرَتْنَا لامِعَةُ بِنْتُ الْحُسَيْنِ أَنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَسْنَوَيْهِ أَنا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يُوسُفَ ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ فَهد قَالَا ثَنَا حرمي ابْن حَفْصٍ الْعَتَكِيُّ ثَنَا أَبَانُ بْنُ يَزِيدَ الْعَطَّارُ عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ عَنِ الْقَاسِمِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيَرْجِعُ النَّاسَ بِحَجٍّ وَعُمْرَةٍ وَأَرْجِعُ بِحَجٍّ فَأَمَرَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي بَكْرٍ فَذَهَبَ بِهَا إِلَى التَّنْعِيمِ فَأَحْرَمَتْ بِعُمْرَةٍ ثُمَّ رَجَعَتْ فحملها على قتب(3/43)
رَوَاهُ أَبُو نعيم فِي الْمُسْتَخْرج عَنْ أَبِي مُحَمَّدِ بْنِ السَّقَّا عَنِ ابْنِ صَاعِدٍ وَغَيْرِهِ عَنْ عَبْدَةَ الصَّفَّارِ عَنْ حَرَمِيٍّ بِهِ فَوَقع لنا عَالِيا على طَرِيقه بِدَرَجَةٍ
وَأما قَول عمر فَقَالَ سعيد بن مَنْصُور فِي السّنَن حَدثنَا صَالِحُ بْنُ مُوسَى الطَّلْحِيُّ أَنا مَنْصُورٌ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَابِسِ بْنِ رَبِيعَةَ عَنْ عُمَرَ سَمِعَهُ ذَاتَ يَوْمٍ يَخْطُبُ وَهُوَ يَقُولُ إِذَا وَضَعْتُمُ السُّرُوجَ فَشُدُّوا الرِّحَالَ بِحَجٍّ أَوْ عُمْرَةٍ فَإِنَّهَا أَحَدُ الْجِهَادَيْنِ
وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ فِي مُصَنفه أَنا الثَّوْريّ عَن الأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بِهِ وَلَفْظُهُ إِلَى الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ
وَأما حَدِيث مُحَمَّد بن أبي بكر الْمقدمِي فَوَقع فِي رِوَايَة أبي ذَر حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ
وَقَدْ وَقَعَ لَنَا مِنْ طَرِيقٍ أُخْرَى فَقَرَأْتُهُ عَلَى فَاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بْنِ عُثْمَانَ بِدِمَشْقَ أَخْبَرَكُمْ سُلَيْمَانُ بْنُ حَمْزَةَ الْحَاكِمُ فِي كِتَابِهِ أَنَّ الْحَافِظَ ضِيَاءَ الدِّينِ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْمَقْدِسِيَّ أَخْبَرَهُمْ فِي الْمُخْتَارَةِ أَنا أَبُو جَعْفَرٍ الصَّيْدَلانِيُّ بِأَصْبَهَانَ أَنَّ الْحَسَنَ بْنَ أَحْمَدَ الْحَدَّادَ أَخْبَرَهُمْ وَهُوَ حَاضِرٌ أَنا أَحْمد بن عبد الله ثَنَا سُلَيْمَان بن أَحْمد ثَنَا عبد الله ابْن أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ثَنَا مُحَمَّدُ بن أبي بكر الْمقدمِي ثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ ثَنَا عَزْرَةُ بْنُ ثَابِتٍ عَنْ ثُمَامَةَ بْنِ عبد الله عَن(3/44)
أَنَسٍ أَنَّهُ حَجَّ عَلَى رَحْلٍ وَلَمْ يَكُنْ شَحِيحًا وَحَدَّثَ أَنَّ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حج على رَحل وَكنت زَامِلَتَهُ
وَبِه إِلَى الْحَافِظ الضياء أَنا أَبُو الْمَجْدِ زَاهِرُ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ الثَّقَفِيُّ أَنَّ الْحُسَيْنَ بن عبد الْملك الْخلال أخبرهُ أَنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَنْصُورٍ أَنا مُحَمَّد ابْن إِبْرَاهِيم بن عَليّ أَنا أَبُو يعلى ثَنَا مُحَمَّد بن أبي بكر بِسَنَدِهِ عَن ثُمَامَة ابْن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَنَسٍ قَالَ حج أنس على رَحل فَذكر مثله سَوَاء
رَوَاهُ الْإِسْمَاعِيلِيّ فِي الْمُسْتَخْرج عَن أبي يعلى فوافقناه فِيهِ
وَرَوَاهُ أَبُو نعيم فِي الْمُسْتَخْرج عَن عَليّ بن هَارُون وَغَيره عَن يُوسُف القَاضِي عَن الْمقدمِي بِهِ
قَوْله فِي 6
بَاب قَول الله تَعَالَى 197 الْبَقَرَة {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى}
عقب حَدِيث 1523 وَرْقَاء عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ كَانَ أَهْلُ الْيَمَنِ يَحُجُّونَ وَلا يَتَزَوَّدُونَ الْحَدِيثَ
رَوَاهُ ابْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ عَمْرٍو عَنْ عِكْرِمَةَ مُرْسَلا
أَخْبرنِي بِذَلِكَ أَبُو بَكْرِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْمَقْدِسِيُّ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ أَخْبَرَكُمْ أَبُو نَصْرِ بْنُ الشِّيرَازِيِّ فِي كِتَابِهِ عَنْ أَبِي الْقَاسِمِ بْنِ الْجَوْزِيِّ أَنَّ يَحْيَى بْنَ ثَابت بن(3/45)
بُنْدَارٍ أَخْبَرَهُ أَنا أَبِي أَنا الْحَافِظ أَبُو بكر البرقاني أَنا الْحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ الإِسْمَاعِيلِيُّ ثَنَا يَحْيَى بْنُ صَاعِدٍ ثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنِ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فَذَكَرَهُ قَالَ ابْنُ صَاعِدٍ هَكَذَا حَدثنَا بِهِ فِي الْمَنَاسِكِ
وَحدثنَا بِهِ فِي حَدِيث عَمْرو فَلم يُجَاوز بِهِ عِكْرِمَة مُرْسلا
رَوَاهُ النَّسَائِيّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُسْندًا
وَرَوَاهُ ابْن جرير عَن الفلاس عَن ابْن عُيَيْنَة مُرْسلا
وَقَالَ سعيد بن مَنْصُور فِي السّنَن ثَنَا سُفْيَان عَن عَمْرو عَن عِكْرِمَة بِهِ مُرْسلا
وَقَالَ ابْن أبي حَاتِم فِي التَّفْسِير لَهُ حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد الله بن يزِيد المقريء ثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَار عَن عِكْرِمَة فَذكره مُرْسلا أَيْضا وَقَالَ بعده رَوَاهُ وَرْقَاء عَن عَمْرو عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس وَرِوَايَة ابْن عُيَيْنَة أصح
قَوْله 16
بَاب قَول النَّبِي صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعَقِيقُ وَادٍ مُبَارَكٌ
أَوْرَدَ فِي الْبَابِ حَدِيثَ 1534 ابْنِ عُمَرَ سَمِعت النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِوَادِي الْعَقِيقِ يَقُولُ أَتَانِي اللَّيْلَةَ آتٍ مِنْ رَبِّي فَقَالَ صَلِّ فِي هَذَا الْوَادي الْمُبَارك الحَدِيث(3/46)
وَسَيَأْتِي فِي الِاعْتِصَام بِلَفْظ أَتَانِي آتٍ من رَبِّي وَأَنا بالعقيق وَقَالَ صل فِي هَذَا الْوَادي الْمُبَارك هُوَ أنسب للتَّرْجَمَة من حَدِيث الْبَاب
قَوْله 17
بَاب غسل الخلوق ثَلَاث مَرَّات من الثِّيَاب
1536 - قَالَ أَبُو عَاصِمٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ أَخْبرنِي عَطَاءٌ أَنَّ صَفْوَانَ بْنَ يَعْلَى أَخْبَرَهُ أَنَّ يَعْلَى قَالَ لِعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَرِنِي النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ يُوحَى إِلَيْهِ قَالَ فَبَيْنَمَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْجُعْرَانَةِ وَمَعَهُ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِهِ جَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ تَرَى فِي رَجُلٍ أَحْرَمَ بِعُمْرَةٍ وَهُوَ مُتَضَمِّخٌ بِطِيبٍ فَسَكَتَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَاعَةً فَجَاءَهُ الْوَحْيُ فَأَشَارَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى يَعْلَى فَجَاءَ يَعْلَى وَعَلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَوْبٌ قَدْ أُظِلَّ بِهِ فَأَدْخَلَ رَأْسَهُ فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُحْمَرُّ الْوَجْهِ وَهُوَ يَغِطُّ ثُمَّ سُرِّيَ عَنْهُ فَقَالَ أَيْنَ الَّذِي سَأَلَ عَنِ الْعُمْرَةِ فَأُتِيَ بِرَجُلٍ فَقَالَ اغْسِلِ الطِّيبَ الَّذِي بِكَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ وَانْزِعْ عَنْكَ الْجُبَّةَ وَاصْنَعْ فِي عُمْرَتِكَ كَمَا تَصْنَعُ فِي حَجَّتِكَ فَقُلْتُ لِعَطَاءٍ أَرَادَ الإِنْقَاءَ حِينَ أَمَرَهُ أَنْ يَغْسِلَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ فَقَالَ نَعَمْ
قَوْله 18
بَاب فِي الطّيب عِنْد الْإِحْرَام
وَقَالَ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يشم الْمحرم الريحان وَينظر فِي الْمرْآة ويتداوى بِمَا يَأْكُل الزَّيْت وَالسمن
وَقَالَ عَطاء يتختم ويلبس الْهِمْيَان وَطَاف ابْن عمر وَهُوَ محرم وَقد حزم(3/47)
على بَطْنه بِثَوْب وَلم تَرَ عَائِشَة بالتبان بَأْسا للَّذين يرحلون هودجها
أما قَول ابْن عَبَّاس فَقَالَ الْبَيْهَقِيّ أخبرنَا أَبُو طَاهِرٍ الْفَقِيهُ أَنا أَبُو عُثْمَانَ الْبَصْرِيُّ وَالْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ قُوهِيَارَ قَالا ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ أَنا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ ثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس أَنه لَا يَرَى بَأْسًا لِلْمُحْرِمِ يَشُمُّ الرَّيْحَانَ
رَوَاهُ سعيد بن مَنْصُور عَن سُفْيَان بن عُيَيْنَة وَحَمَّاد بن زيد عَن أَيُّوب مثله
وقرأته عَالِيا على مَرْيَم بنت الْأَذْرَعِيّ عَن يُونُس بن أبي إِسْحَاق عَن عَليّ ابْن الْحُسَيْن عَن الشريف أبي جَعْفَر العباسي أَن الْحسن بن عبد الرَّحْمَن الْمَكِّيّ أخْبرهُم أَنا أَبُو الْحسن بن فراس أَنا عبد الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّد ابْن عبد الله بن يزِيد الْمُقْرِئ أَنا جدي ثَنَا سُفْيَان عَن أَيُّوب بِهِ
وَقَالَ الْبَيْهَقِيّ أَيْضا أَنا أَبُو بَكْرٍ الأَصْبَهَانِيُّ أَنا أَبُو نَصْرٍ الْعِرَاقِيُّ ثَنَا سُفْيَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ ثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحسن ثَنَا عبد الله بن الْوَلِيدِ ثَنَا سُفْيَانُ عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ لَا بَأْسَ أَنْ يَنْظُرَ فِي الْمِرْآةِ وَهُوَ مُحْرِمٌ
رَوَاهُ أَبُو بكر عَن ابْن إِدْرِيس عَن هِشَام بِهِ
وَرَوَاهُ سعيد بن مَنْصُور عَن حَمَّاد بن زيد عَن الزبير بن الحريث عَن عِكْرِمَة بِمَعْنَاهُ
وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ حَدثنَا هُشَيْمٌ ثَنَا أَشْعَثُ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ يَتَدَاوَى الْمُحْرِمُ بِمَا يَأْكُل(3/48)
وَقَالَ أَبُو بكر بن أبي شَيْبَةَ ثَنَا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ وَعَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ عَنْ أَشْعَثَ بِهِ
وَقَالَ وَحدثنا أَبُو الأَحْوَصِ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ الضَّحَّاكِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ إِذَا تَشَقَّقَتْ يَدُ الْمُحْرِمِ أَوْ رِجْلاهُ فَلْيَدَّهِنْهُمَا بِالزَّيْتِ أَوْ بِالسَّمْنِ
وَأما قَول عَطاء فَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ فِي السّنَن أخبرنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّد ابْن عَبْدِ الْعَزِيزِ ثَنَا مُحْرِزُ بْنُ عَوْنٍ ثَنَا شَرِيكٌ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ عَنْ عَطَاءٍ وَرُبَّمَا ذَكَرَهُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ لَا بَأْسَ بِالْهِمْيَانِ وَالْخَاتَمِ لِلْمُحْرِمِ
وَبِه قَالَ ثَنَا ابْن مخلد ثَنَا الرَّمَادِي ثَنَا يزِيد الْعَدنِي ثَنَا سُفْيَانُ هُوَ الثَّوْرِيُّ عَنْ أَبِي إِسْحَاق عَن عَطاء مثله وَلم يذكر ابْن عَبَّاس
وَقد رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي الْكَبِير وَابْن عدي فِي الْكَامِل وَالْحَاكِم فِي التَّارِيخ من حَدِيث ابْن عَبَّاس مَرْفُوعا وَإِسْنَاده ضَعِيف
وَأما أثر ابْن عمر فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو الْحَسَنِ بْنُ أَبِي الْمَجْدِ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ حَمْزَةَ وَسِتِّ الْوُزَرَاءِ بِنْتِ التَّنُوخِيِّ أَنَّ الْحُسَيْنَ بْنَ الْمُبَارَكِ أَخْبَرَهُمْ وَالأَوَّلُ مُحْضَرٌ أَنا أَبُو زُرْعَةَ الْمَقْدِسِيُّ أَنا مَكِّيُّ بْنُ مَنْصُورٍ أَنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ الْحِيرِيُّ ثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ أَنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ أَنا الشَّافِعِيُّ أَنا سَعِيدٌ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ حُجَيْرٍ عَنْ طَاوُسٍ قَالَ رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ يَسْعَى وَقَدْ حَزَمَ عَلَى بَطْنِهِ بِثَوْب(3/49)
وَأما رَأْي عَائِشَة فَقَالَ سعيد بن مَنْصُور فِي السّنَن ثَنَا هشيم ثَنَا يحيى ابْن سَعِيدٍ ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِم عَن أَبِيه عَن عَائِشَة أَنَّهَا حَجَّتْ وَمَعَهَا غِلْمَانٌ لَهَا وَكَانُوا إِذَا شَدُّوا رَحْلَهَا يَبْدُو مِنْهُمُ الشَّيْءُ فَأَمَرَتْهُمْ أَنْ يَتَّخِذُوا التُّبَّابِينَ فَيَلْبَسُونَهَا وَهُمْ مُحْرِمُونَ
وَقَالَ أَيْضا حَدثنَا سُفْيَانُ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ قَالَ سُفْيَانُ أَرَاهُ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ عَائِشَةَ أَمَرَتِ الَّذِينَ يَشُدُّونَ هَوْدَجَهَا بِلُبْسِ التَّبَابِينَ وَهُمْ مُحْرِمُونَ
قَوْله 23
بَاب مَا يلبس الْمحرم من الثِّيَاب والأردية
ولبست عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا الثِّيَاب المعصفرة وَهِي مُحرمَة وَقَالَت لَا تلثم وَلَا تتبرقع وَلَا تلبس ثوبا بورس وَلَا زعفران وَقَالَ جَابر لَا أرى المعصفر طيبا وَلم تَرَ عَائِشَة بَأْسا بالحلي وَالثَّوْب الْأسود والمورد والخف للْمَرْأَة
وَقَالَ إِبْرَاهِيم لَا بَأْس أَن يُبدل ثِيَابه
أما قَول عَائِشَة فَقرأت عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَحْمُودٍ أَخْبَرَكُمْ عَبْدُ الله ابْن الْحُسَيْن أَن إِسْمَاعِيل بن أَحْمد الْعِرَاقِيَّ أَخْبَرَهُمْ عَنْ شُهْدَةَ أَنَّ الْحُسَيْن ابْن أَحْمَدَ أَخْبَرَهُمْ قَالَ أَنا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ أَنا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّزَّازُ ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُكْرَمٍ ثَنَا أَبُو عُبَيْدِ بْنُ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ ثَنَا أَبُو عَامِرٍ الْخَزَّازُ عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ أَنَّ عَائِشَةَ كَانَتْ تَلْبَسُ الثِّيَابَ الْمُوَرَّدَةَ بِالْعُصْفُرِ الْخَفِيفِ وَهِيَ مُحرمَة(3/50)
رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي السّنَن الْكَبِير عَن أبي الْحُسَيْن بن بَشرَان فَوَافَقْنَاهُ بِعُلُوٍّ وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ حَدثنَا أَبُو الأَحْوَصِ وَقَالَ ابْن سعد ثَنَا أنس ابْن عِيَاضٍ قَالا عَنْ يَحْيَى بْنِ سعيد عَن عبد الحمن بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ كَانَتْ عَائِشَةُ تَلْبَسُ الْمُعَصْفَرَ وَهِيَ مُحْرِمَةٌ
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ أَنا عَارِمٌ ثَنَا حَمَّادٌ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ أَنَّ الْقَاسِمَ قَالَ كَانَتْ عَائِشَةُ تُحْرِمُ فِي الدِّرْعِ الْمُعَصْفَرِ
وَقَالَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدثنَا ابْنُ فُضَيْلٍ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ تَلْبَسُ الْمُحْرِمَةُ مَا شَاءَتْ مِنَ الثِّيَابِ إِلا الْبُرْقُعَ وَلا تَنْتَقِبُ
وَأما قَول جَابر فَقرأت عَلَى ابْنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي الْمَجْدِ بِالْقَاهِرَةِ أَخْبَرَكُمْ سُلَيْمَانُ بْنُ حَمْزَةَ فِي كِتَابِهِ وَسِتُّ الْوُزَرَاءِ بِنْتُ التَّنُوخِيِّ إِجَازَةً إِنْ لَمْ يَكُنْ سَمَاعًا أَنَّ الْحُسَيْنَ بْنَ أَبِي بَكْرٍ أَخْبَرَهُمْ وَالأَوَّلُ مُحْضَرٌ أَنا أَبُو زُرْعَةَ الْمَقْدِسِيُّ أَنا مكي ابْن مَنْصُورٍ أَنا أَبُو بَكْرٍ الْحِيرِيُّ ثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ أَنا الرَّبِيعُ أَنا الشَّافِعِيُّ أَنا سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ لَا تَلْبَسُ الْمَرْأَةُ ثِيَابَ الطِّيبِ الْمُعَصْفَرَةِ لَا أَرَى الْمُعَصَّفَر طِيبًا
رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ عَنِ الْحِيرِيِّ فَوَافَقْنَاهُ بِعُلُوٍّ
وَرَوَاهُ مُسَدَّدٌ فِي مُسْنَدِهِ الْكَبِيرِ عَنْ يَحْيَى الْقَطَّانِ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ(3/51)
وَأما قَول عَائِشَة الثَّانِي فَقَالَ الْبَيْهَقِيّ أَخْبَرَنَا أَبُو عبد الله الْحَافِظُ ثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُكْرَمٍ ثَنَا أَبُو النَّضْرِ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ عَنْ عَبْدَةَ بْنِ أَبِي لُبَابَةَ عَنِ ابْنِ بَابَاه الْمَكِّيِّ أَنَّ امْرَأَةً سَأَلَتْ عَائِشَةَ مَا تَلْبَسُ الْمَرْأَةُ فِي إحرامها قَالَ فَقَالَت عَائِشَة تلبسن مِنْ خَزِّهَا وَبَزِّهَا وَأَصْبَاغِهَا وَحُلِيِّهَا
وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ حَدَّثنا سُفْيَان عَن مُحَمَّد بن عجلَان عَنْ عَبْدَةَ بْنِ أَبِي لُبَابَةَ نَحوه وَلم يذكر ابْن باباه
حَدثنَا هشيم ثَنَا الْحجَّاج عَن عَطاء قَالَ رَأَيْت على أم الْمُؤمنِينَ عَائِشَة درعا موردا وَهِي مُحرمَة
وَقَالَ ابْن سعد أخبرنَا حجاج بن نصير ثَنَا أَبُو عَامر الخزاز عَن عبد الله ابْن أبي مليكَة قَالَ رَأَيْت على عَائِشَة ثوبا مضرجا فَقلت وَمَا المضرج قَالَ هَذَا الَّذِي يسمونه المورد
وَأخبرنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّائِغُ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ حَمْزَةَ أَنَّ الْحُسَيْنَ بْنَ أَبِي بَكْرٍ أَخْبَرَهُمْ قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَهُوَ حَاضِرٌ أَنا أَبُو زُرْعَةَ الْمَقْدِسِيُّ أَنا مَكِّيُّ بْنُ مَنْصُورٍ أَنا أَبُو بَكْرٍ الْحَرَشِيُّ ثَنَا الأَصَمُّ أَنا الرَّبِيعُ أَنا الشَّافِعِيُّ أَنا سَعِيدُ عَن ابْن جريج قَالَ أَخْبرنِي الْحَسَنِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ أَنَّهَا قَالَتْ كُنْتُ عِنْدَ عَائِشَةَ إِذْ جَاءَتْهَا امْرَأَةٌ مِنْ نِسَاءِ بَنِي عَبْدِ الدَّارِ يُقَالُ لَهَا تَمْلُكُ فَقَالَتْ لَهَا يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ ابْنَتِي فُلانَةَ حَلَفَتْ أَنْ لَا تَلْبَسَ حُلِيَّهَا فِي الْمَوْسِمِ فَقَالَتْ لَهَا عَائِشَةُ قُولِي لَهَا إِنَّ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ تُقْسِمُ عَلَيْكِ إِلا لَبِسْتِ حُلِيَّكِ كُلَّهُ
وَأما المورد فوصله المُصَنّف فِي آخر حَدِيث لعطاء عَن عَائِشَة فِي بَاب طواف النِّسَاء(3/52)
وَأما الْخُف
وَأما قَول إِبْرَاهِيم فَقَالَ سعيد بن مَنْصُور حَدَّثنا هشيم عَن مُغيرَة عَن إِبْرَاهِيم ح وَعبد الْملك وحجاج عَن عَطاء ح وَيُونُس عَن الْحسن أَنهم قَالُوا يُغير الْمحرم ثِيَابه مَا شَاءَ
حَدثنَا جرير عَن مُغيرَة عَن إِبْرَاهِيم قَالَ كَانَ أَصْحَابنَا إِذا أَتَوا بِئْر مَيْمُون اغتسلوا ولبسوا أحسن ثِيَابهمْ فَدَخَلُوا فِيهَا مَكَّة
قَوْله 24
بَاب من بَات بِذِي الحليفة حَتَّى أصبح
قَالَه ابْن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
أسْندهُ قبل هَذَا بِأَبْوَاب من حَدِيث مَالك عَن نَافِع عَن ابْن عمر
قَوْله 26 فِي بَاب التَّلْبِيَة
عقب حَدِيث 1550 الثَّوْريّ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ عُمَارَةَ عَنْ أَبِي عَطِيَّةَ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ إِنِّي لأَعْلَمُ كَيْفَ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُلَبِّي لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ الحَدِيث(3/53)
تَابعه أَبُو مُعَاوِيَة عَن الْأَعْمَش
وَقَالَ شُعْبَة أخبرنَا سُلَيْمَان سَمِعت خَيْثَمَة عَن أبي عَطِيَّة سَمِعت عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا انْتهى
أما مُتَابعَة أبي مُعَاوِيَة فَقَالَ الجوزقي فِي الْمُتَّفق أَنا أَبُو حَاتِم مكي ابْن عَبْدَانَ ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ هَاشِمٍ ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الْأَعْمَش عَن عمَارَة ابْن عُمَيْرٍ عَنْ أَبِي عَطِيَّةَ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُلَبِّي يَقُولُ لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ
وَرَوَاهُ مُسَدَّدٌ فِي مُسْنَدِهِ قَالَ ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ فَذَكَرَهُ
وَأما حَدِيث شُعْبَة فَقُرِئَ عَلَى عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّائِغِ وَأَنا أسمع عَن أَحْمد ابْن مُحَمَّدٍ الدَّشْتِيِّ أَنَّ يُوسُفَ بْنَ خَلِيلٍ الْحَافِظَ أَخْبَرَهُ أَنا خَلِيلُ بْنُ بَدْرٍ أَنا أَبُو عَلِيٍّ الْحداد أَنا أَبُو نعيم أَنا عبد الله بن جَعْفَر ثَنَا يُوسُفُ بْنُ حَبِيبٍ ثَنَا أَبُو دَاوُدَ ثَنَا شُعْبَةُ عَنِ الأَعْمَشِ سَمِعت خَيْثَمَةَ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي عَطِيَّةَ الْوَادِعِيِّ سَمِعت عَائِشَةَ تَقُولُ وَاللَّهِ إِنِّي لأَعْلَمُ كَيْفَ كَانَتْ تَلْبِيَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ سَمِعْتُهَا تُلَبِّي لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ
رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ عَنْ غُنْدَرٍ عَنْ شُعْبَةَ
وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ عَن ابْن فورك عَن عبد الله بن جَعْفَر فَوَقع لنا بَدَلا لَهما عَالِيا بِدَرَجَة(3/54)
قَوْله 27
بَاب التَّحْمِيد وَالتَّسْبِيح وَالتَّكْبِير قبل الإهلال عِنْد الرّكُوب على الدَّابَّة
1551 - حَدثنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ ثَنَا وُهَيْبٌ حَدَّثَنِي أَيُّوبُ عَنْ أَبِي قِلابَةَ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ صَلَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ مَعَهُ بِالْمَدِينَةِ الظُّهْرَ أَرْبَعًا وَالْعَصْرَ بِذِي الْحُلَيْفَةِ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ بَاتَ بِهَا حَتَّى أَصْبَحَ ثُمَّ رَكِبَ حَتَّى اسْتَوَتْ بِهِ علَى الْبَيْدَاءِ حمدالله وَسَبَّحَ وَكَبَّرَ ثُمَّ أَهَلَّ بِحَجٍّ وَعُمْرَةٍ وَأَهَلَّ النَّاسُ بِهِمَا قَالَ فَلَمَّا قَدِمْنَا أَمَرَ النَّاسَ فَحَلُّوا حَتَّى كَانَ يَوْمُ التَّرْوِيَةِ أَهَلُّوا بِالْحَجِّ قَالَ وَنَحَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَدَنَاتٍ بِيَدِهِ قيَاما وَذبح رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بَالْمَدِينَةِ كَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ
قَالَ وَقَالَ بَعضهم هَذَا عَن أَيُّوب عَن رجل عَن أنس
قلت هَذَا التَّعْلِيق فِي رِوَايَة الْكشميهني وَحده
وَحَدِيث أَيُّوب هَذَا قد رَوَاهُ وهيب عَنهُ بِتَمَامِهِ هَكَذَا وَخَالفهُ فِيهِ عبد الْوَهَّاب الثَّقَفِيّ وَمعمر بن رَاشد وَغَيرهمَا فَلم يذكرُوا من الحَدِيث سوى إِلَى قَوْله رَكْعَتَيْنِ حسب
وَرَوَاهُ إِسْمَاعِيل بن علية عَن أَيُّوب كَمَا رَوَاهُ معمر وَقَالَ بعد قَوْله رَكْعَتَيْنِ وَعَن أَيُّوب عَن رجل لم يسمه عَن أنس قَالَ ثمَّ بَات بهَا حَتَّى أصبح إِلَى قَوْله ثمَّ أهل بِحَجّ وَعمرَة وَلم يذكر مَا بعده هَكَذَا رَوَاهُ الْمُؤلف فِي بَاب نحر الْبدن قَائِمَة عَن مُسَدّد عَن ابْن علية إِلَى قَوْله أهل بِعُمْرَة(3/55)
وَحج وَالْبَاقِي فِي رِوَايَة وهيب وَحده وَلم يروه عَن أَيُّوب عَن أبي قلَابَة غَيره إِلَّا أَن حَدِيث الْأُضْحِية بكبشين تَابعه عَلَيْهِ الثَّقَفِيّ وَغَيره وَالله أعلم
قَوْله 29
بَاب الإهلال مُسْتَقْبل الْقبْلَة
1553 - قَالَ أَبُو مَعْمَرٍ حَدثنَا عَبْدُ الْوَارِثِ حَدثنَا أَيُّوبُ عَنْ نَافِعٍ قَالَ كَانَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا إِذَا صَلَّى بِالْغَدَاةِ بِذِي الْحُلَيْفَةِ أَمَرَ بِرَاحِلَتِهِ فَرَحَلَتْ ثُمَّ رَكِبَ فَإِذَا اسْتَوَتْ بِهِ اسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ قَائِمًا ثُمَّ يُلَبِّي حَتَّى يَبْلُغَ الْمَحْرَمَ ثُمَّ يُمْسِكُ حَتَّى إِذا جاءذا طُوًى بَاتَ بِهِ حَتَّى يُصْبِحَ فَإِذَا صَلَّى الْغَدَاةَ اغْتَسَلَ وَزَعَمَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم فعل ذالك
تَابعه إِسْمَاعِيل عَن أَيُّوب فِي الْغسْل
قَالَ أَبُو نعيم فِي الْمُسْتَخْرج على الصَّحِيح حَدثنَا أَبُو إِسْحَاق بن حَمْزَة حَدثنِي أَبُو الْقَاسِم بن عبد الْكَرِيم ثَنَا عَبَّاس بن مُحَمَّد الدوري ثَنَا أَبُو معمر فَذكر مثله سَوَاء إِلَّا أَنه قَالَ حَتَّى إِذا أَتَى ذَا طوى
وَأما حَدِيث إِسْمَاعِيل وَهُوَ ابْن علية فأسنده المُصَنّف بعد قَلِيل عَن يَعْقُوب الدَّوْرَقِي عَنهُ بِهِ
قَوْله 32
بَاب من أهل فِي زمن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كإهلال النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
قَالَ ابْن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم(3/56)
ثمَّ أسْندهُ فِي الْمَغَازِي فِي آخر بَاب بعث عَليّ إِلَى الْيمن من طَرِيق بكر ابْن عبد الله الْمُزنِيّ عَنهُ
قَوْله فِيهِ
1557 - حَدثنَا الْمَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ قَالَ عَطَاءٌ قَالَ جَابِرٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنْ يُقِيمَ عَلَى إِحْرَامِهِ وَذَكَرَ قَوْلَ سُرَاقَةَ
وَقَالَ بَعْدَهُ بِقَلِيلٍ وَزَادَ مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ لَهُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِمَا أَهْلَلْتَ يَا عَلِيُّ قَالَ بِمَا أَهَلَّ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فَاهْدِ وَامْكُثْ حَرَامًا كَمَا أَنْتَ انْتَهَى
سَيَأْتِي الْكَلامُ عَلَيْهِ فِي بَابِ بَعْثِ عَلِيٍّ إِلَى الْيَمَنِ
قَوْله 39
بَاب دُخُول مَكَّة نَهَارا أَو لَيْلًا
بَات النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِذِي طوى حَتَّى أصبح ثمَّ دخل مَكَّة وَكَانَ ابْن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا يَفْعَله
ثمَّ أسْندهُ بِلَفْظِهِ فِي الْبَاب الْمَذْكُور
قَوْله فِي 33
بَاب قَول الله تَعَالَى 197 الْبَقَرَة {الْحَج أشهر مَعْلُومَات}
وَقَالَ ابْن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا أشهر الْحَج شَوَّال وَذُو الْقعدَة وَعشر من ذِي الْحجَّة(3/57)
وَقَالَ ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا من السّنة أَن لايحرم بِالْحَجِّ إِلَّا فِي أشهر الْحَج
وَكره عُثْمَان رَضِي الله عَنهُ أَن يحرم من خُرَاسَان أَو كرمان انْتهى
أما قَول ابْن عمر فَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ فِي السّنَن حَدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ ثَنَا عُثْمَانُ هُوَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ ثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا عَنْ وَرْقَاءَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ابْن دِينَارٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ قَالَ شَوَّالٌ وَذُو الْقِعْدَةِ وَعَشْرٌ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ
رَوَاهُ الطَّبَرِيُّ عَنِ ابْنِ أَبِي غَرَزَةَ عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ عَنْ وَرْقَاءَ مِثْلَهُ
وَقَالَ مَالِكٌ فِي الْمُوَطَّأِ عَنْ عبد الله بن دِينَار قَالَ سَمِعت عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ يَقُولُ مَنِ اعْتَمَرَ فِي أَشْهُرِ الْحَجِّ فِي شَوَّالٍ أَوْ ذِي الْقِعْدَةِ أَوْ ذِي الْحِجَّةِ قَبْلَ الْحَجِّ فَقَدِ اسْتَمْتَعَ وَوَجَبَ عَلَيْهِ الْهَدْيُ أَوِ الصِّيَامُ إِنْ لَمْ يَجِدْ هَدْيًا
وَقَالَ الْبَيْهَقِيّ أخبرنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ ثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ثَنَا الْحسن بن عَليّ بن عَفَّانَ ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نمير عَن عبيد الله ابْنُ عُمَرَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ قَالَ شَوَّالٌ وَذُو الْقِعْدَةِ وَعَشْرٌ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ
وَأخبرنا بِهِ عَالِيًا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ قِيلَ لَهُ أخْبركُم إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم التفليسي أَن أَبَا الْفرج بن الصيقل أخبرهُ أَنا عبد الله بن مُسلم أَنا أَحْمد بن(3/58)
مُحَمَّد أَنا أَحْمد بن مُحَمَّد أَنا أَحْمد بن مُحَمَّد أَنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ ثَنَا عَبَّاس بن الْوَلِيد ثَنَا حَمَّاد عَن عبيد الله بْنِ عُمَرَ عَنْ نَافِعٍ أَنَّ ابْن عمر قَالَ مثله
وَأما قَول ابْن عَبَّاس فَقرأت عَلَى فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنَجَّا عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ يُوسُفَ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ أَخْبَرَهُ أَنا أَبُو الْمَعَالِي بْنِ اللَّحَّاسِ عَن عَليّ ابْن أَحْمَدَ بْنِ الْبُسْرِيِّ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُخَلِّصَ أَخْبَرَهُ أَنا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ بِنْتِ مَنِيعٍ ثَنَا سُوَيْدٌ ثَنَا عَلِيٌّ هُوَ ابْنُ مُسْهِرٍ عَنِ الْحَجَّاجِ عَنِ الْحَكَمِ عَنْ مِقْسَمٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ إِنَّ مِنَ السّنة أَن لَا يحرم بِالْحَجِّ إِلا فِي أَشْهُرِ الْحَجِّ
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ فِي السّنَن حَدثنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ ثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ عَنِ الْحَجَّاجِ عَنِ الْحَكَمِ عَنْ أَبِي الْقَاسِمِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ إِنَّ مِنْ سُنَّةِ الْحَجِّ أَنْ لَا يحرم بِالْحَجِّ إِلَّا فِي أشهر الْحَج تَابَعَهُ شُعْبَةُ وَحَمْزَةُ الزَّيَّاتُ
أما حَدِيث حَمْزَة فَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ حَدثنَا عَبْدُ الْبَاقِي بْنُ قَانِعٍ وَآخَرُونَ قَالُوا ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سَهْلٍ ثَنَا مُصعب بن سَلام عَن حَمْزَة الزَّيَّاتِ عَنِ الْحَكَمِ عَنْ مِقْسَمٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي الرَّجُلِ يُحْرِمُ بِالْحَجِّ فِي غَيْرِ أَشْهُرِ الْحَجِّ فَقَالَ لَيْسَ ذَلِكَ مِنَ السّنة(3/59)
وَقَالَ الْبَيْهَقِيُّ أخبرنَا أَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ أَنا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ السِّجْزِيُّ بِبَغْدَادَ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ مِثْلَهُ
وَأما حَدِيث شُعْبَة فَرَوَاهُ ابْن خُزَيْمَة فِي صَحِيحه قَالَ حَدثنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاءِ ابْن كُرَيْبٍ ثَنَا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ بْنُ شُعْبَةَ بْنِ الْحَجَّاجِ عَنِ الْحَكَمِ عَنْ مِقْسَمٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ لَا يُحْرَمُ بِالْحَجِّ إِلا فِي أَشْهُرِ الْحَجِّ فَإِنَّ مِنْ سُنَّةِ الْحَجِّ أَنْ يُحْرَمَ بِالْحَجِّ فِي أَشْهُرِ الْحَجِّ
وَرَوَاهُ الْحَاكِمُ فِي الْمُسْتَدْرَكِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَمْشَاذٍ وَغَيْرِهِ عَنِ ابْنِ خُزَيْمَةَ بِهِ وَقَالَ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِهِمَا وَلَمْ يُخْرِجَاهُ
وَنقل عَن العاقط أبي مُحَمَّد السبيعِي أَنه أنكرهُ
وَقَالَ إِنَّمَا رَوَاهُ النَّاس عَن أبي خَالِد عَن الْحجَّاج بن أَرْطَاة عَن الحكم
وَقَالَ الْبَيْهَقِيّ فِي السّنَن الْكَبِير أَنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ ثَنَا عَليّ بن حمشاذ الْعدْل وَأَبُو الْحُسَيْن أَحْمد بن مُحَمَّد بن جَعْفَر الْبُحَيْرِي إملاء قَالَا ثَنَا مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ ثَنَا أَبُو كريب فَذكره سَوَاء
قلت وَله طَرِيق أُخْرَى فَقَالَ ابْن جرير حَدثنَا الْمُثَنَّى ثَنَا أَبُو صَالِحٍ حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ لَا يَصْلُحُ أَنْ يُحْرِمَ أَحَدٌ بِالْحَجِّ إِلا فِي أَشْهُرِ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةُ يُحْرِمُ بهَا فِي كل شهر(3/60)
وَأما رَأْي عُثْمَان فَقَالَ الْبَيْهَقِيّ فِي السّنَن الْكَبِير أَنا أَبُو عبد الله الْحَافِظ أَخْبرنِي أَحْمد بن الْحُسَيْن القَاضِي ببخارى أَنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ ابْن بسطَام الْمروزِي ثَنَا أَحْمد بن سياد الْفَقِيه قَالَ قرئَ على الْحسن بن إِسْحَاق عَن سُلَيْمَان بن صَالح قَالَ ذكر مُسلم بن محَارب عَن دَاوُد بن أبي هِنْد أَن عبد الله بن عَامر بن كريز حِين فتح خُرَاسَان قَالَ لأجعلن شكري لله أَن اخْرُج من موضعي محرما فَأحْرم من نيسابور فَلَمَّا قدم على عُثْمَان لامه على مَا صنع وَقَالَ ليتك تضبط من الْوَقْت الَّذِي يحرم مِنْهُ النَّاس
قَالَ الْبَيْهَقِيّ هُوَ عَن عُثْمَان مَشْهُور وَإِن كَانَ الْإِسْنَاد مُنْقَطِعًا
قلت وانقطاعه لِأَن دَاوُد بن أبي هِنْد لم يدْرك الْقِصَّة وَلم يسندها وَلَكِن قد اعتضد بمجيئه من وَجه آخر
قَالَ الْبَيْهَقِيّ أَنا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ أَنا عَبْدُ اللَّهِ بن جَعْفَر ثَنَا يَعْقُوب ابْن سُفْيَانَ الْفَسَوِيُّ حَدَّثَنِي عَمَّارُ بْنُ الْحَسَنِ ثَنَا سَلَمَةُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ ثُمَّ خَرَجَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ مِنْ نَيْسَابُورَ مُعْتَمِرًا قَدْ أَحْرَمَ مِنْهَا وَخَلَفَ عَلَى خُرَاسَانَ الأَحْنَفَ بْنَ قَيْسٍ فَلَمَّا قَضَى عُمْرَتَهُ أَتَى عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ وَذَلِكَ فِي السَّنَةِ الَّتِي قُتِلَ فِيهَا عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ لَهُ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لَقَدْ غَرَّرْتَ بِعُمْرَتِكَ حِينَ أَحْرَمْتَ مِنْ نَيْسَابُورَ
قلت وَله طَرِيق أقرب اتِّصَالًا من هذَيْن الطَّرِيقَيْنِ
قَالَ سعيد بن مَنْصُور فِي سنَنه ثَنَا هُشَيْمٌ ثَنَا يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ فِي الْمُصَنَّفِ ثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى عَنْ يُونُسَ أَنا الْحَسَنُ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَامِرٍ أَحْرَمَ مِنْ خُرَاسَانَ فَلَمَّا قَدِمَ عَلَى عُثْمَانَ لامَهُ فِيمَا صَنَعَ وَكَرِهَهُ انْتَهَى(3/61)
وَهَذَا إِسْنَاد قوي فقد ثَبت أَن الْحسن شهد الدَّار وَهُوَ غُلَام وَسبق فِي خبر ابْن إِسْحَاق أَن قصَّة ابْن عَامر كَانَت فِي سنة قتل عُثْمَان فَلَا يبعد أَن يكون الْحسن حفظ الْقِصَّة وَالله أعلم
وَقَالَ عبد الرَّزَّاق فِي جَامعه أَنا مَعْمَرٌ عَنْ أَيُّوبَ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ أَحْرَمَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ مِنْ خُرَاسَانَ فَقَدِمَ عَلَى عُثْمَانَ فَلامَهُ وَقَالَ غَرَّرْتَ وَهَانَ عَلَيْكَ نُسُكُكَ
قَوْله 37
بَاب قَول الله تَعَالَى 196 الْبَقَرَة {ذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حاضري الْمَسْجِد الْحَرَام}
1572 - وَقَالَ أَبُو كَامِلٍ فُضَيْلُ بْنُ حُسَيْنٍ ثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ ثَنَا عُثْمَانُ بْنُ غِيَاثٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ مُتْعَةِ الْحَجِّ فَقَالَ أَهَّلَ الْمُهَاجِرُونَ وَالأَنْصَارُ وَأَزْوَاجُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ وَأَهْلَلْنَا فَلَمَّا قَدِمْنَا مَكَّةَ قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم اجْعَلُوا إِهْلالَكُمْ بِالْحَجِّ عُمْرَةً إِلا مَنْ قَلَّدَ الْهَدْيَ الحَدِيث بِطُولِهِ
أَخْبَرَنِي بِهِ أَبُو بَكْرِ بْنُ إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الْمَقْدِسِي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ بالسفح قلت لَهُ أخْبركُم أَبُو نصر مُحَمَّد بن مُحَمَّد بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ هِبَةِ اللَّهِ الْمَذْهَب فِي كِتَابه عَن أبي الْقَاسِم عَليّ بن الْحَافِظ أبي الْفَرَجِ بْنِ الْجَوْزِيِّ أَنَّ يَحْيَى ابْن ثَابت بن بنْدَار أخبرهُ أَنا أَبِي أَنا الْحَافِظُ أَبُو بكر البرقاني أَنا الْحَافِظ أَبُو بكر الْإِسْمَاعِيلِيّ أَنا الْقَاسِم(3/62)
الْمُطَرز ثَنَا أَحْمد بن سِنَان ثَنَا أَبُو كَامِل ثَنَا أَبُو معشر الْبَراء ثَنَا عُثْمَان بن سعد عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس بِالْحَدِيثِ بِطُولِهِ وَقَالَ هَكَذَا قَالَ الْقَاسِم عُثْمَان بن سعد
قلت وَهَكَذَا رَوَاهُ أَبُو نعيم فِي مستخرجه على الْجَامِع الصَّحِيح فِيمَا أَخْبَرَنَا عبد الله بن مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أَحْمَدَ عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ سَمَاعًا عَلَيْهِ قَالَ ثَنَا أَبُو أَحْمَدَ ثَنَا الْقَاسِمُ الْمُطَرِّزُ ثَنَا أَحْمد بن سِنَان ثَنَا أَبُو كَامِل ثَنَا أَبُو معشر الْبَراء ثَنَا عُثْمَان بن سعد عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس أَنه سُئِلَ عَنْ مُتْعَةِ الْحَجِّ فَقَالَ أَهَّلَ الْمُهَاجِرُونَ وَالأَنْصَارُ وَأَزْوَاجُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ وَأَهْلَلْنَا فَلَمَّا قَدِمْنَا مَكَّةَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اجْعَلُوا إِهْلالَكُمْ بِالْحَجِّ عُمْرَةً إِلا مَنْ قَلَّدَ الْهَدْيَ قَالَ فَطُفْنَا بِالْبَيْتِ وَبِالصَّفَا وَالْمَرْوَةِ وَأَتَيْنَا النِّسَاءَ وَلَبِسْنَا الثِّيَابَ وَقَالَ مَنْ قَلَّدَ الْهَدْيَ فَإِنَّهُ لَا يَحِلُّ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ ثُمَّ أَمَرَنَا عَشِيَّةَ التَّرْوِيَةِ أَنْ نُهِلَّ بِالْحَجِّ فَلَمَّا فَرَغْنَا مِنَ الْمَنَاسِكِ جِئْنَا فَطُفْنَا بِالْبَيْتِ وَبَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ وَقَدْ تَمَّ حَجُّنَا وَعَلَيْنَا الْهَدْيُ كَمَا قَالَ الله 196 الْبَقَرَة {فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ} إِلَى أَمْصَارِكُمُ الشَّاةُ تُجْزِي فَجَمَعُوا نُسُكَيْنِ فِي عَامٍ بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ وَإِنَّ اللَّهَ أَنْزَلَهُ فِي كِتَابِهِ وَسُنَّةِ نَبِيِّهِ وَأَبَاحَهُ لِلنَّاسِ غَيْرَ أَهْلِ مَكَّةَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى {ذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} 196 الْبَقَرَة وَأَشْهُرُ الْحَجِّ الَّتِي ذَكَرَ اللَّهُ شَوَّال وَذُو الْقعدَة وذوالحجة فَمَنْ تَمَتَّعَ فِي هَذِهِ الأَشْهُرِ فَعَلَيْهِ دَمٌ أَوْ صَوْمٌ وَالرَّفَثُ الْجِمَاعُ وَالْفُسُوقُ الْمَعَاصِي وَالْجِدَالُ الْمِرَاءُ
قَالَ أَبُو نعيم كَذَا قَالَ الْمُطَرز عُثْمَان بن سعد(3/63)
قلت وَقد وهم الْقَاسِم بن زَكَرِيَّا الْمُطَرز فِي تَسْمِيَة وَالِد عُثْمَان بن غياث سَعْدا فقد ذكر البُخَارِيّ فِي التَّارِيخ الْكَبِير عُثْمَان بن غياث فَقَالَ سمع عِكْرِمَة سمع مِنْهُ يحيى الْقطَّان
قلت وروى عَنهُ أَيْضا شُعْبَة وَابْن الْمُبَارك وَجَمَاعَة وثقة أَحْمد وَيحيى بن معِين وَالنَّسَائِيّ وَغَيرهم
وَأما عُثْمَان بن سعد وَإِن كَانَ روى أَيْضا عَن عِكْرِمَة فقد تكلم فِيهِ وَلَا نعلم لأبي معشر يُوسُف بن يزِيد الْبَراء عَنهُ رِوَايَة وَيجوز أَن يكون لعُثْمَان ابْن غياث جد يُقَال لَهُ سعد نسب إِلَيْهِ وَالله أعلم
قَوْله فِي 42
بَاب فضل مَكَّة وبنيانها
عقب حَدِيث 1585 أبي أُسَامَة عَن هِشَام عَن أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا لَوْلَا حداثه قَوْمك بالْكفْر لنقضت الْبَيْت ثمَّ لبنيته على أساس إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام فَإِن قُريْشًا استقصرت بناءه وَجعلت لَهُ خلفا قَالَ أَبُو مُعَاوِيَة حَدثنَا هِشَام خلفا يَعْنِي بَابا
قَالَ مُسلم فِي صَحِيحه ثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ح وَقَرَأْتُهُ عَالِيًا عَلَى أَبِي الْفرج بن الْغَزِّي أخْبركُم أَبُو الْحَسَنِ بْنُ قُرَيْشٍ أَنَّ أَبَا الْفرج ابْن أَبِي مُحَمَّدٍ الْعَامِرِيَّ أَخْبَرَهُمْ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الْجَمَّالِ أَنا أَبُو عَلِيٍّ الْحَدَّادُ أَنا أَحْمَدُ بْنُ عبد الله(3/64)
ثَنَا عبد الله بن مُحَمَّد ثَنَا أَبُو يَحْيَى الرَّازِيُّ ثَنَا سَهْلُ بْنُ عُثْمَانَ ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنْ هِشَامٍ ح وَبِهِ إِلَى أَحْمَدَ قَالَ ثَنَا أَبُو بكر الطلحي ثَنَا عبيد بن غَنَّام ثَنَا أَبُو بكر بن أَبِي شَيْبَةَ ثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ عَنْ هِشَامٍ ح وَقرأت عَلَى عبد الله بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبيد الله عَن مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي الهيجاء أَن الْحسن بن مُحَمَّدٍ الْحَافِظَ أَخْبَرَهُمْ أَنا أَبُو رَوْحٍ الْهَرَوِيُّ أَنا زَاهِرُ بْنُ طَاهِرٍ أَنا إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنا أَبُو مُعَاذٍ الشَّاهُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ثَنَا هِشَام ابْنَ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ عَائِشَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَوْلا حَدَاثَةُ قَوْمِكَ بِالْكُفْرِ لَنَقَضْتُ الْكَعْبَةَ ثُمَّ جَعَلْتُهَا عَلَى أُسِّ إِبْرَاهِيمَ فَإِنَّ قُرَيْشًا يَوْمَ بَنَتْهَا اسْتَقْصَرَتْ وَجَعَلَتْ لَهَا خَلْفًا السِّيَاقُ لأَبِي بَكْرٍ
وَقرأت عَلَى إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَحْمَدَ أخْبركُم أَبُو مُحَمَّد بن نعْمَة أَن عُثْمَان بن عَليّ الْقرشِي أخبرهُ عَن الْحَافِظ أبي طَاهِر السلَفِي أَنا عبد الرَّحْمَن ابْن حَمْدٍ الدُّونِيُّ أَنا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْكَسَّارُ أَنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّد بن أسْحَاق بن السّني ثَنَا أَنا أَحْمد بن شُعَيْب أَنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَنا عَبدة وَأَبُو مُعَاوِيَة قَالَا ثَنَا هِشَام بن عُرْوَة بِهِ نَحوه
قَوْله فِي 45
بَاب نزُول النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَكَّة
عقب حَدِيث 1590 الْوَلِيد عَن الْأَوْزَاعِيّ عَن الزُّهْرِيّ عَن أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْغَدِ مِنْ يَوْمِ النَّحْرِ وَهُوَ بِمِنًى نَحْنُ نَازِلُونَ غَدًا بِخَيْفِ بَنِي كِنَانَةَ حَيْثُ تَقَاسَمُوا عَلَى الْكُفْرِ يَعْنِي بِذَلِكَ الْمُحَصَّبَ وَذَلِكَ أَنَّ قُرَيْشًا وَكِنَانَةَ تَحَالَفَتْ عَلَى بَنِي هَاشِمٍ وَبَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَو بني الْمطلب ... . . الحَدِيث(3/65)
وَقَالَ سَلامَةُ عَنْ عُقَيْلٍ وَيَحْيَى بْنِ الضَّحَّاكِ عَنِ الأَوْزَاعِيِّ أَخْبرنِي ابْنُ شِهَابٍ وَقَالا بَنِي هَاشِمٍ وَبَنِي الْمُطَّلِبِ انْتَهَى
أما حَدِيث سَلامَة فَقَالَ ابْن خُزَيْمَة فِي صَحِيحه حَدثنَا مُحَمَّد بن عَزِيز أَن سَلامَة ابْن روح حَدثهمْ ثَنَا عقيل عَن شهَاب فَذكره وَلَيْسَ هَذَا الحَدِيث فِي سَمَاعنَا من الْقطعَة الَّتِي وَقعت لنا من صَحِيح ابْن خُزَيْمَة فأنبأنا بِهِ غير وَاحِد عَن الْقَاسِم بن مظفر عَن أَحْمد بن المفرح عَن عَليّ بن الْحسن عَن زَاهِر ابْن طَاهِر عَن أبي عُثْمَان بن الصَّابُونِي عَن مُحَمَّد بن الْفضل بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَة عَن جده بِهِ
وَأما حَدِيث يحيى بن الضَّحَّاك وهوالبابلتي فَأَخْبَرَنَا بِهِ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ شُيُوخنَا إجَازَة مِنْهُم أَحْمد بن أبي بكر الْمَقْدِسِي عَن أبي عبد الله بن الزراد أَنا الْحَافِظ أَبُو عَليّ الْبكْرِيّ قَالَ أَنا الْقَاسِم بن عبد الله بن عمر الصفار ثَنَا أَبُو الأسعد بن أبي الْقَاسِم الْقشيرِي أَنا عبد الحميد بن عبد الرَّحْمَن أَنا عبد الْملك بن الْحسن الإِسْفِرَايِينِيّ أَنا خَالِي الْحَافِظ أَبُو عوَانَة يَعْقُوب ابْن إِسْحَاق ثَنَا أَبُو أُميَّة ثَنَا مُحَمَّد بن مُصعب وَيحيى بن الضَّحَّاك هُوَ الْبَابلُتِّي قَالَا ثَنَا الْأَوْزَاعِيّ حَدثنِي الزُّهْرِيّ بِهِ
وَأخرجه الْخَطِيب فِي المدرج عَن أبي نعيم عَن الطَّبَرَانِيّ عَن حَفْص بن عمر الرقي عَن يحيى بن عبد الله الْحَرَّانِي وَهُوَ الْبَابلُتِّي الْمَذْكُور وَلَيْسَ لَهُ فِي صَحِيح البُخَارِيّ غير هَذَا الْمَكَان الْوَاحِد وَهُوَ يحيى بن عبد الله بن الضَّحَّاك نسب إِلَى جده(3/66)
قَوْله فِي 47
بَاب قَول الله تَعَالَى 97 الْمَائِدَة {جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قيَاما للنَّاس}
عقب حَدِيث 1593 حجاج بن حجاج عَنْ قَتَادَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي عُتْبَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ لَيُحَجَّنَّ الْبَيْتُ وَلَيُعْتَمَرَنَّ بَعْدَ خُرُوجِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ
تَابَعَهُ أَبَانٌ وَعِمْرَانُ الْقَطَّانُ عَنْ قَتَادَةَ وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ عَنْ شُعْبَةَ يَعْنِي عَنْ قَتَادَةَ لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى لَا يُحُجَّ الْبَيْتُ وَالأَوَّلُ أَكْثَرُ سَمِعَ قَتَادَةُ عَبْدَ اللَّهِ وَعبد الله أَبَا سعيد انْتهى
أما مُتَابعَة أبان فَقَالَ الإِمَام أَحْمد فِي مُسْنده ثَنَا عَفَّان ثَنَا أبان ثَنَا قَتَادَة عَن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي عُتْبَةَ مثله
وَرَوَاهُ أَيْضا عَن سُوَيْد بن عَمْرو الْكَلْبِيّ وَعبد الصَّمد بن عبد الْوَارِث كِلَاهُمَا عَن أبان بِهِ
وَأما حَدِيث عمرَان الْقطَّان فَقَالَ الإِمَام أَحْمد أَيْضا حَدثنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ هُوَ الطَّيَالِسِيُّ أَنا عِمْرَانُ عَنْ قَتَادَةَ عَن عبد الله بن أبي عُتْبَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَيُحَجَّنَّ هَذَا الْبَيْتُ وَلَيُعْتَمَرَنَّ بَعْدَ خُرُوجِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ
وَرَوَاهُ ابْن خُزَيْمَة فِي صَحِيحه عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ بِسْطَامٍ
وَرَوَاهُ أَبُو يعلى فِي مُسْنده عَن أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيِّ كِلاهُمَا عَن أبي دَاوُد(3/67)
الطَّيَالِسِيِّ بِهِ
وَأما حَدِيث عبد الرَّحْمَن بن مهْدي عَن شُعْبَة عَن قَتَادَة فَقَالَ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك أَخْبرنِي أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقطيعِي ثَنَا عبد الله بن أَحْمَدَ حَدَّثَني أَبِي حَدَّثنا عَبْدُ الرَّحَمْنِ هُوَ ابْنُ مَهْدِيٍّ ثَنَا شُعْبَةُ عَنْ قَتَادَةَ سَمِعت عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي عُتْبَةَ يُحَدِّثُ عَن أبي سعيد عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى لَا يُحُجَّ الْبَيْتُ قَالَ الْحَاكِمُ وَقَفَهُ أَبُو دَاوُدَ عَنْ شُعْبَةَ
قُلْتُ وَقَدْ رَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ عَنْ قَتَادَةَ فَوَافَقَ الْجَمَاعَةَ وَوَقَعَ لِي حَدِيثُهُ عَالِيًا جِدًّا فَقرأت عَلَى إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَحْمَدَ الْقَارِئِ بِالْقَاهِرَةِ عَنْ عِيسَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُطْعِمِ وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ يُوسُفَ بْنِ مَكْتُومٍ وَزَيْنَبَ بِنْتِ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ بْنِ شُكْرٍ إِجَازَةً ح وَقَالَ شَيْخُنَا وَسَمِعْتُهُ عَلَى أَبِي الْعَبَّاسِ بْنِ الشِّحْنَةِ أَن عبد الله بن عمر أَخْبَرَهُمْ جَمِيعًا قَالَ أَنا أَبُو الْوَقْتِ أَنا أَبُو الْحَسَنِ الْمُظَفَّرُ أَنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ السَّرَخْسِيُّ ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خُرَيْمٍ ثَنَا عبد ابْن حُمَيْدٍ ثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ ثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ عَن قَتَادَة يَعْنِي عَن عبد الله بن أبي عُتْبَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ النَّاسَ لَيَحُجُّونَ وَيَعْتَمِرُونَ وَيَغْرِسُونَ النَّخْلَ بَعْدَ خُرُوجِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ
وَمِنَ الْجَائِزِ أَنْ يَكُونَ الْحَدِيثَانِ جَمِيعًا صَحِيحَيْنِ لِقُوَّةِ إِسْنَادِهِمَا وَأَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ بِقَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى لَا يُحَجَّ الْبَيْتُ وَقْتًا قَبْلَ قِيَامِهَا وَبَعْدَ خُرُوجِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ جَمْعًا بَين الْحَدِيثين وَالله أعلم(3/68)
قَوْله 49
بَاب هدم الْكَعْبَة
قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَغْزُو جَيْشُ الْكَعْبَةِ فَيُخْسَفُ بِهِمْ
سَيَأْتِي الْكَلَام عَلَيْهِ فِي أَوَائِل كتاب الصَّوْم
قَوْله 53
بَاب من لم يدْخل الْكَعْبَة
وَكَانَ ابْن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا يحجّ كثيرا وَلَا يدْخل
قَالَ سُفْيَان الثَّوْريّ فِي جَامعه رِوَايَةُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْوَلِيدِ الْعَدَنِيِّ عَنْهُ عَنْ حَنْظَلَةَ عَنْ طَاوُسٍ قَالَ كَانَ ابْنُ عُمَرَ يَحُجُّ كَثِيرًا وَلا يَدْخُلُ الْبَيْتَ
وَأَخْرَجَهُ الْفَاكِهِيُّ فِي كِتَابِ مَكَّةَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْوَلِيدِ بِهِ
قَوْله فِي 57
بَاب الرمل فِي الْحَج وَالْعمْرَة
عقب حَدِيث 1604 فليح عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا سَعَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلاثَةَ أَشْوَاطٍ وَمَشَى أَرْبَعَةً فِي الْحَج وَالْعمْرَة
تَابعه اللَّيْث عَن كثير بن فرقد عَن نَافِع عَن ابْن عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنِ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم انْتهى(3/69)
قَرَأت عَلَى إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَحْمَدَ الْبَعْلِيِّ أَخْبَرَكُمْ أَيُّوبُ بْنُ نِعْمَةَ أَن عُثْمَان ابْن عَلِيٍّ الْخَطِيبَ أَخْبَرَهُمْ عَنِ الْحَافِظِ أَبِي طَاهِرٍ السِّلَفِيِّ أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مُحَمَّدٍ الدُّونِيَّ أَخْبَرَهُ أَنا أَبُو نصر الكسار أَنا الْحَافِظُ أَبُو بَكْرِ بْنُ السُّنِّيِّ أَنا أَبُو عبد الرَّحْمَن الْحَافِظ أَخْبرنِي مُحَمَّدٌ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ ابْنَا عبد الله ابْن عَبْدِ الْحَكَمِ قَالا ثَنَا شُعَيْبُ بْنُ اللَّيْثِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ كثير بن فرقد عَن نَافِع أَن عبد الله بن عمر كَانَ يَخُبُّ فِي طَوَافِهِ حِينَ يَقْدَمُ فِي حَجٍّ أَوْ عُمْرَةٍ ثَلاثًا وَيَمْشِي أَرْبَعًا قَالَ وَكَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَفْعَلُ ذَلِكَ
وَقَالَ الْبَيْهَقِيُّ فِي السّنَن الْكَبِير أَنا عَليّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ أَنا أَحْمد ابْن عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ ثَنَا عُبَيْدُ بْنُ شَرِيكٍ ثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ ثَنَا اللَّيْثُ حَدَّثَنِي كَثِيرُ بْنُ فرقد مثله
قَوْله فِي 58
بَاب استلام الرُّكْن بالمحجن
عقب حَدِيث 1607 يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عبيد الله بن عبد الله عَن ابْن عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ طَاف النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ عَلَى بَعِيرٍ يَسْتَلِمُ الرُّكْنَ بِمِحْجَنٍ
تَابَعَهُ الدَّرَاوَرْدِيُّ عَنِ ابْنِ أَخِي الزُّهْرِيِّ عَنْ عَمِّهِ انْتَهَى
قَالَ الإِسْمَاعِيلِيُّ أَخْبَرَنِي الْحسن هُوَ ابْن سُفْيَان ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ الْمَكِّيُّ ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ بالدراوردي عَنِ ابْنِ أَخِي ابْنِ شِهَابٍ عَن عَمه عبيد الله ابْن عبد الله عَن ابْن عَبَّاس أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَافَ بِالْبَيْتِ يَسْتَلِمُ الرُّكْن بمحجن مَعَه(3/70)
قَوْله 59
بَاب من لم يسْتَلم إِلَّا الرُّكْنَيْنِ اليمانيين
1608 - وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ أَنا ابْنُ جُرَيْجٍ أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ عَنِ أَبِي الشَّعْثَاءِ أَنَّهُ قَالَ وَمَنْ يَتَّقِي شَيْئًا مِنَ الْبَيْتِ وَكَانَ مُعَاوِيَةُ يَسْتَلِمُ الأَرْكَانَ فَقَالَ لَهُ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا إِنَّهُ لَا يُسْتَلَمُ هَذَانِ الرُّكْنَانِ فَقَالَ لَيْسَ شيئ مِنَ الْبَيْتِ مَهْجُورًا وَكَانَ ابْنُ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَسْتَلِمُهُنَّ كُلَّهُنَّ انْتَهَى
أما حَدِيث أبي الشعْثَاء فَرَوَاهُ
وَرَوَاهُ الجوزقي من حَدِيث عُثْمَان بن الْهَيْثَم عَن ابْن جريج بِهِ
وَأما قصَّة ابْن عَبَّاس مَعَ مُعَاوِيَة فَقرأت عَلَى عَبْدِ الْقَادِرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ سِبْطِ الْحَافِظِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الذَّهَبِيِّ بِدِمَشْقَ أَخْبَرَكُمْ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَزَرِيُّ أَنَّ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْهَادِي الْجَمَّاعِيلِيِّ أَخْبَرَهُمْ أَنا مُحَمَّدُ بْنُ حَمْزَةَ بْنِ أَبِي الصَّقْرِ أَنا عَلِيُّ بْنُ الْمُسْلِمِ أَنا أَحْمَدُ بْنُ عبد الْوَاحِد بن مُحَمَّد بن أَحْمد ابْن عُثْمَانَ أَنا جَدِّي أَنا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الإِمَامُ ثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدُوسٍ ثَنَا مُحَمَّد بن يُوسُف الْفرْيَابِيّ ثَنَا سُفْيَان هُوَ الثَّوْريّ عَن عبد الله ابْن عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ ح وَأخبرنا بِهِ عَالِيًا غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ شُيُوخِنَا مُشَافَهَةً عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَيُّوبَ أَنَّ عَبْدَ الْعَزِيز بن عبد الْمُنعم الْحَرَّانِي أَخْبَرَهُمْ عَنْ عَفِيفَةَ بِنْتِ أَحْمَدَ الْفَارْقَانِيِّ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ عَبْدِ اللَّهِ أَخْبَرَتْهُمْ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عبد الله بن ريذة أخْبرهُم أَنا أَبُو الْقَاسِمِ الطَّبَرَانِيُّ ثَنَا إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم أَنا عبد الرَّزَّاقِ أَنا مَعْمَرٌ وَالثَّوْرِيُّ عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ ح وَقَالَ الإِمَامُ أَحْمد بن حَنْبَل فِي مُسْنده ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ثَنَا مَعْمَرٌ وَالثَّوْرِيُّ عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ قَالَ كُنْتُ مَعَ ابْن عَبَّاس(3/71)
وَمُعَاوِيَةَ فَكَانَ مُعَاوِيَةُ لَا يَمُرُّ بِرُكْنٍ إِلا اسْتَلَمَهُ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَكُنْ لِيَسْتَلِمَ إِلا الْحَجَرَ وَالْيَمَانِيَّ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ لَيْسَ شَيْءٌ مِنَ الْبَيْتِ مَهْجُورًا لَفْظُ أَحْمَدَ
رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ عَن مَحْمُود بن غيلَان عَن عَبْدِ الرَّزَّاقِ وَقَالَ حَسَنٌ صَحِيحٌ
وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك من طَرِيقِ زُهَيْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ
وَرَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ أَيْضًا مِنْ رِوَايَةِ سَعِيدِ بْنِ أبي عرُوبَة عَن قَتَادَة عَن أَبِي الطُّفَيْلِ نَحْوَهُ
وَحَدِيث قَتَادَة عِنْد مُسلم بِاخْتِصَار
وَأما أثر ابْن الزبير فَإِن كَانَ هُوَ عُرْوَة فقد قَالَ مَالك فِي الْمُوَطَّأ عَن هِشَام بن عُرْوَة أَن أَبَاهُ كَانَ إِذا طَاف بِالْبَيْتِ يسْتَلم الْأَركان كلهَا قَالَ وَكَانَ لَا يدع الرُّكْن الْيَمَانِيّ إِلَّا أَن يغلب عَلَيْهِ
وَقَالَ سعيد بن مَنْصُور فِي السّنَن حَدَّثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ أَخْبرنِي هِشَام ابْن عُرْوَة عَن أَبِيه أَنه كَانَ إِذا بَدَأَ اسْتَلم الْأَركان كلهَا وَإِذا ختم
وَإِن كَانَ عبد الله فَقَالَ ابْن أبي شيبَة حَدثنَا عَبْدُ الأَعْلَى ثَنَا ابْنُ إِسْحَاقَ عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبَّادٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ رَأَى ابْنَ الزُّبَيْرِ اسْتَلَمَ الأَرْكَانَ كُلَّهَا وَقَالَ إِنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ مِنْهُ مَهْجُورًا(3/72)
قَوْله 62
بَاب التَّكْبِير عِنْد الرُّكْن
1613 - حَدثنَا مُسَدَّدٌ ثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ثَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ طَافَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِالْبَيْتِ على بعير الحَدِيث
تَابعه إِبْرَاهِيم بن طهْمَان عَن خَالِد الْحذاء انْتهى
وَقد أسْند الْمُؤلف حَدِيث إِبْرَاهِيم بن طهْمَان فِي كتاب الطَّلَاق
قَوْله 64
بَاب طواف النِّسَاء مَعَ الرِّجَال
1618 - قَالَ عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ ثَنَا أَبُو عَاصِمٍ قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ أَخْبرنِي عَطَاءٌ إِذْ مَنَعَ ابْنُ هِشَامٍ النِّسَاءَ الطَّوَافَ مَعَ الرِّجَالِ قَالَ كَيْفَ يَمْنَعُهُنَّ وَقَدْ طَافَ نِسَاءُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَعَ الرِّجَالِ قُلْتُ أَبَعْدَ الْحِجَابِ أَوْ قَبْلَ قَالَ إِي لَعَمْرِي أَدْرَكْتُهُ بَعْدَ الْحِجَابِ قُلْتُ كَيْفَ يُخَالِطْنَ الرِّجَالَ قَالَ لَمْ يَكُنْ يُخَالِطْنَ كَانَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا تَطُوفُ حَجْرَةً مِنَ الرِّجَالِ لَا تُخَالِطُهُمْ الحَدِيث
وَهَكَذَا وَقع فِي روايتنا من طَرِيق أبي الْوَقْت وَغَيره قَالَ عَمْرو بن عَليّ وَوَقع فِي أَكثر الرِّوَايَات من طَرِيق أبي ذَر وَغَيره قَالَ لي عَمْرو بن عَليّ وَهَكَذَا رَوَاهُ حَمَّاد بن شَاكر أحد رُوَاة الصَّحِيح عَن البُخَارِيّ فِيمَا أخبرنَا عَليّ بن أبي بكر عَن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل سَمَاعا أَن عَليّ بن أَحْمد السَّعْدِيّ أخبرهُ عَن مَنْصُور بن عبد الْمُنعم أَنا مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل الْفَارِسِي أَنا أَحْمد ابْن الْحُسَيْن أَنا أَبُو عبد الله(3/73)
الْحَافِظ أَخْبرنِي أَحْمد بن مُحَمَّد النسوي ثَنَا حَمَّاد بن شَاكر ثَنَا مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل قَالَ قَالَ لي عَمْرو بن عَليّ حَدثنِي أَبُو عَاصِم قَالَ قَالَ ابْن جريج أَخْبرنِي عَطاء فَذكره بِطُولِهِ
وَهَكَذَا رَوَاهُ أَبُو نعيم فِي مستخرجه من حَدِيث البُخَارِيّ قَالَ قَالَ لي عَمْرو ابْن عَليّ وَقَالَ بعده هَذَا حَدِيث عَزِيز ضيق
قَوْله 68
بَاب إِذا وقف فِي الطّواف
وقَالَ عَطاء فِيمَن يطوف فتقام الصَّلَاة أَو يدْفع عَن مَكَانَهُ إِذا سلم يرجع إِلَى حَيْثُ قطع عَلَيْهِ
وَيذكر نَحوه عَن ابْن عمر وَعبد الرَّحْمَن بن أبي بكر رَضِي الله عَنْهُم
أما قَول عَطاء فَقَالَ سعيد بن مَنْصُور فِي السّنَن ثَنَا هُشَيْمٌ أَنا مُغيرَة عَن إِبْرَاهِيم ح وحجاج عَن عَطاء أَنَّهُمَا قَالَا فِيمَن طَاف بعض طَوَافه ثمَّ أُقِيمَت الصَّلَاة قَالَا يُصَلِّي الْمَكْتُوبَة ثمَّ يقْضِي مَا بَقِي عَلَيْهِ من طَوَافه ثمَّ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ
حَدثنَا هشيم ثَنَا عبد الْملك عَن عَطاء أَنه كَانَ يَقُول فِي الرجل يطوف بعض طَوَافه ثمَّ تحضر الْجِنَازَة قَالَ يخرج فَيصَلي عَلَيْهَا ثمَّ يرجع فَيَقْضِي مَا بَقِي عَلَيْهِ من طَوَافه
وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنِ ابْنِ جريج قلت لعطاء الطّواف الَّذِي تقطعه بِي(3/74)
الصَّلَاة وَأَنا فِيهِ قَالَ أحب إِلَيّ أَن لَا يعْتد بِهِ قلت فعددته أيجزئ قَالَ نعم
وَبِه قَالَ قلت فَأَرَدْت أَن أركع قبل أَن أتم سبعي قَالَ لَا أوف سبعك إِلَّا أَن تمنع الطّواف
وَأما قَول ابْن عمر فَقَالَ سعيد أَيْضا حَدثنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا عَنْ جميل ابْن زَيْدٍ قَالَ رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ طَافَ بِالْبَيْتِ فَأُقِيمَتِ الصَّلاةُ فَصَلَّى مَعَ الْقَوْمِ ثُمَّ قَامَ فَبَنَى عَلَى مَا مَضَى مِنْ طَوَافِهِ
وَقَالَ الْمَرُّوذِيُّ قَرَأَ عَلَيْنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ أَنا مَعْمَرٌ حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ السَّلُولِيُّ قَالَ رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ يَطُوفُ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ فَأَعْجَلَهُ الْبَوْلُ فَتَنَحَّى فَبَالَ ثُمَّ دَعَا بِمَاءٍ فَتَوَضَّأَ وَلَمْ يَغْسِلْ أَثَرَ الْبَوْلِ فَاجْتَمَعَ عَلَيْهِ النَّاسُ فَقَالَ سَالِمٌ إِنَّ النَّاسَ يَرَوْنَ أَنَّ هَذِهِ سُنَّةٌ فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ كَلا إِنَّمَا أَعْجَلَنِي الْبَوْلُ ثُمَّ قَامَ فَأَتَمَّ عَلَى مَا مَضَى فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ يَعْنِي أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ مَا أَحْسَنَهُ وَأَتَمَّهُ
وَأما أثر عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر فَقَالَ عبد الرَّزَّاق عَن ابْنِ جُرَيْجٍ أَخْبرنِي عَطَاءٌ أَنَّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ طَاف فِي إِمَارَة عَمْرو بن سعيد على مَكَّة فَخرج عَمْرو إِلَى الصَّلَاة فَقَالَ لَهُ عبد الرَّحْمَن أَنْظرنِي حَتَّى أنصرف على وتر فَانْصَرف على ثَلَاثَة أطواف(3/75)
قَوْله 69
بَاب صَلَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم لسبوعه رَكْعَتَيْنِ
وَقَالَ نَافِع كَانَ ابْن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا يُصَلِّي لكل سبوع رَكْعَتَيْنِ
وَقَالَ إِسْمَاعِيل بن أُميَّة قلت لِلزهْرِيِّ إِن عَطاء يَقُول تجزئة الْمَكْتُوبَة من رَكْعَتي الطّواف فَقَالَ السّنة أفضل لم يطف النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سبوعا قطّ إِلَّا صلى رَكْعَتَيْنِ انْتهى
أما قَول ابْن عمر فَقَالَ عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه أَنا معمر عَنْ أَيُّوبَ عَنْ نَافِعٍ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يَكْرَهُ قَرْنَ الطَّوَافِ وَيَقُولُ عَلَى كُلِّ سَبْعٍ رَكْعَتَانِ وَكَانَ لَا يَقْرُنُ بَيْنَ سَبْعِينَ
وَعَنِ الثَّوْرِيِّ عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ كَانَ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ سَبْعًا ثُمَّ يَدْخُلُ الْبَيْتَ فَيُصَلِّي فِيهِ رَكْعَتَيِ الطَّوَافِ
وَخَبَرُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ رَوَى عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ مِثْلَهُ
وَأخرجه ابْن أبي شيبَة مُخْتَصرا قَالَ حَدثنَا يحيى بن سليم عَن إِسْمَاعِيل ابْن أُميَّة عَن الزُّهْرِيّ قَالَ مَضَت السّنة أَن مَعَ كل أُسْبُوع رَكْعَتَيْنِ(3/76)
قَوْله 71
بَاب من صلى رَكْعَتَيْنِ الطّواف خَارِجا من الْمَسْجِد
وَصلى عمر رَضِي الله عَنهُ خَارِجا من الْحرم
وَقَالَ بعد بَاب كَانَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يُصَلِّي رَكْعَتي الطّواف مَا لم تطلع الشَّمْسُ
وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ فِي السّنَن حَدثنَا دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَطَّارُ عَنْ عَمْرِو ابْن دِينَارٍ قَالَ رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ طَافَ سَبْعًا بَعْدَ الْفَجْرِ وَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ وَرَاءَ الْمَقَامِ حَدثنَا يَعْقُوبُ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ أَنَّهُمْ صَلُّوا الصُّبْحَ يَوْمًا فَغَسَلُوا فَطَافَ ابْنُ عُمَرَ بَعْدَ الصُّبْحِ سَبْعًا ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى أُفُقِ السَّمَاءِ فَرَأَى أَنَّ عَلَيْهِ غَلَسًا لَوْ صَلَّى الصُّبْحَ لَمْ يُبَالِ قَالَ عَطَاءٌ فَاتَّبَعْتُهُ وَقُلْتُ حَتَّى أَنْظُرَ أَيُّ شَيْءٍ يَصْنَعُ هَذَا الشَّيْخُ فَصَلَّى سَجْدَتَيْنِ
وَقَالَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثنا أَبُو الأَحْوَصِ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عَطَاءٍ قَالَ رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ طَافَ بِالْبَيْتِ بَعْدَ الْفَجْرِ وَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ
وَقَدْ رُوِيَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ كَانَ لَا يَطُوفُ بَعْدَ الصُّبْحِ وَلَا بعد الْعَصْر(3/77)
وَقَالَ سعيد بن أبي عرُوبَة فِي الْمَنَاسِك عَنْ أَيُّوبَ عَنْ نَافِعٍ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ لَا يَطُوفُ بَعْدَ صَلاةِ الْعَصْرِ وَلا بَعْدَ الصُّبْحِ
وَرُوِيَ عَنهُ التَّفْصِيل قَالَ الطَّحَاوِيّ حَدثنَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ ثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ ثَنَا ابْنُ أَبِي عُتْبَةَ عَنْ عُمَرَ بْنِ ذَرٍّ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ كَانَ ابْنُ عُمَرَ يَطُوفُ بَعْدَ الْعَصْرِ وَيُصَلِّي مَا كَانَتِ الشَّمْسُ بَيْضَاءَ حَيَّةً فَإِذَا اصْفَرَّتْ وَتَغَيَّرَتْ طَافَ طَوَافًا وَاحِدًا حَتَّى يُصَلِّيَ الْمَغْرِبَ ثُمَّ يُصَلِّي وَيَطُوفُ بَعْدَ الصُّبْحِ وَيُصَلِّي مَا كَانَ فِي غَلَسٍ فَإِذَا أَسْفَرَ طَافَ طَوَافًا وَاحِدًا حَتَّى تَرْتَفِعَ الشَّمْسُ ثُمَّ يُصَلِّي
وَأما فعل عمر فَأخبرنا بِهِ أَبُو هُرَيْرَةَ بْنُ الْحَافِظِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الذَّهَبِيِّ إِجَازَةً أَنَّ الْقَاسِمَ بْنَ مُظَفَّرٍ أَخْبَرَهُ عَنْ مَحْمُودِ بْنِ إِبْرَاهِيم أَن أَبَا الْخَيْر الباغبان أَخْبَرَهُمْ أَنا أَبُو عَمْرِو بْنُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَنْدَهْ أَنا أَبِي أَنا أَحْمَدُ هُوَ ابْنُ الأَعْرَابِيِّ ثَنَا الْحَسَنُ يَعْنِي الزَّعْفَرَانِيَّ ح وَقرأت عَلَى فَاطِمَةَ بِنْتُ مُحَمَّدٍ الْمَقْدِسِيَّةُ عَنْ أَبِي نَصْرِ بْنِ الشِّيرَازِيِّ أَنَّ مَحْمُودَ بْنِ مَنْدَهْ كَتَبَ إِلَيْهِمْ أَنا الْحَسَنُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْفَقِيهُ أَنا أَبُو الْخَيْرِ بْنُ رَرَا أَنا عُثْمَان ابْن أَحْمَدَ الْبُرْجِيُّ أَنا مُحَمَّدُ بْنُ عمر ثَنَا إِسْحَاق ابْن الْفَيْضِ قَالا ثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنِ ابْنِ عَبْدِ الْقَارِئِ أَنَّ عُمَرَ طَافَ بَعْدَ الصُّبْحِ سَبْعًا ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلَمَّا كَانَ بِذِي طُوًى وَطَلَعَتِ الشَّمْسُ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ(3/78)
رَوَاهُ مَالك فِي الْمُوَطَّأ عَن الزُّهْرِيّ عَن حميد عَن ابْن عبد واسْمه عبد الرَّحْمَن وَهُوَ صَحَابِيّ وَرجح أَحْمد بن حَنْبَل رِوَايَة مَالك هَذِه على رِوَايَة سُفْيَان وَقَالَ الصَّوَاب أَنه عَن الزُّهْرِيُّ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَن
وَرَوَاهُ سعيد بن أبي عرُوبَة فِي الْمَنَاسِك عَن قَتَادَة عَن عَطاء عَن عمر مُرْسلا
قَوْله 76
بَاب مَا جَاءَ فِي زَمْزَم
1636 - وَقَالَ عَبْدَانُ أَنا عَبْدُ اللَّهِ أَنا يُونُسُ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ قَالَ أَنَسٌ كَانَ أَبُو ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يُحَدِّثُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فُرِجَ سَقْفِي وَأنا بِمَكَّةَ فَنَزَلَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ فَفَرَجَ صَدْرِي ثُمَّ غَسَلَهُ بِمَاءِ زَمْزَمَ وَاقْتَصَّ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ
هَكَذَا وَقع فِي رِوَايَة أبي الْوَقْت ورويناه من طَرِيق أبي ذَر بِسَنَدِهِ إِلَى البُخَارِيّ فِي أَحَادِيث الْأَنْبِيَاء قَالَ قَالَ لي عَبْدَانِ فَذكره
وَقَالَ أَبُو بكر الجوزقي فِي مستخرجه ثَنَا أَبُو الْعَبَّاس الدغولي ثَنَا مُحَمَّد ابْن اللَّيْث الْمروزِي ثَنَا عَبْدَانِ بِهِ
قَوْله 80
بَاب مَا جَاءَ فِي السَّعْي بَين الصَّفَا والمروة(3/79)
وَقَالَ ابْن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا السَّعْيُ مِنْ دَارِ بَنِي عَبَّادٍ إِلَى زُقَاقِ بَنِي أَبِي حُسَيْنٍ انْتَهَى
قَالَ الْبَيْهَقِيّ فِي السّنَن الْكَبِير أخبرناه أَبُو طَاهِر الْفَقِيه ثَنَا الْعَبَّاس ابْن مُحَمَّد بن قوهيار النَّيْسَابُورِي ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ أَنا يعلى بن عبيد أَنا سُفْيَان عَن عبيد الله عَن نَافِع عَن ابْن عمر فَذكره سَوَاء
وروى الفاكهي فِي أَخْبَار مَكَّة عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَبْدِ الْمَجِيدِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ أَخْبرنِي نَافِعٌ قَالَ نَزَلَ ابْنُ عُمَرَ مِنَ الصَّفَا حَتَّى إِذَا حَاذَى بَابَ بَنِي عَبَّادٍ سَعَى حَتَّى يَنْتَهِيَ إِلَى الزُّقَاقِ الَّذِي يُسْلَكُ بَيْنَ دَارِ ابْنِ أَبِي حُسَيْنٍ وَدَارِ بِنْتِ قُرَظَةَ
قَوْله فِي 81
بَاب تقضي الْحَائِض الْمَنَاسِك
1649 - حَدثنَا عَلِيٌّ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ عَمْرٍو عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ إِنَّمَا سَعَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْبَيْتِ وَبَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ لِيُرِيَ الْمُشْرِكِينَ قُوَّتَهُ(3/80)
زَاد الْحميدِي حَدثنَا سُفْيَان ثَنَا عَمْرو سَمِعت عَطاء مثله انْتهى
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَحْمَدَ الْقَيْسِي فِي كِتَابه أَن أَحْمد بْنَ أَبِي طَالِبٍ أَخْبَرَهُمْ أَنا عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد القبيطي فِي كِتَابه أَن أَحْمد بن عبد الْغَنِيّ الباجسرائي أخبرهُ أَنا أَبُو مَنْصُور الْخياط أَنا عبد الْغفار بن مُحَمَّد الْمُؤَدب أَنا أَبُو عَليّ الصَّواف ثَنَا بشر بْنُ مُوسَى ثَنَا الْحُمَيْدِيُّ ثَنَا سُفْيَان ثَنَا عَمْرو بن دِينَار قَالَ سَمِعت عَطاء يحدث عَن ابْن عَبَّاس فَذكر مثله سَوَاء
قَوْله 82
بَاب الإهلال من الْبَطْحَاء وَغَيرهَا للمكي والحاج إِذا خرج إِلَى منى وَسُئِلَ عَطاء عَن المجاور يُلَبِّي بِالْحَجِّ قَالَ كَانَ ابْن
عمر رَضِي الله عَنْهُمَا يُلَبِّي يَوْم التَّرويَة إِذا صلى الظّهْر واستوى على رَاحِلَته
قَالَ سعيد بن مَنْصُور فِي السّنَن حَدثنَا هُشَيْمٌ أَنا ابْنُ أَبِي ليلى عَن عَطاء ابْن أَبِي رَبَاحٍ قَالَ رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ فَقِيلَ لَهُ قَدْ رُؤِيَ الْهِلالُ فَذَكَرَ قِصَّةً فِيهَا فَأَمْسَكَ حَتَّى كَانَ يَوْمُ التَّرْوِيَةِ فَأَتَى الْبَطْحَاءَ فَلَمَّا اسْتَوَتْ بِهِ رَاحِلَتُهُ أَحْرَمَ
قَوْله فِيهِ
وَقَالَ أَبُو الزبير عَن جَابر أَهْلَلْنَا من الْبَطْحَاء وَقَالَ عبيد بن جريج لِابْنِ عمر رَضِي الله عَنْهُمَا رَأَيْتُك إِذا كنت بِمَكَّة أهل النَّاس إِذا رَأَوْا الْهلَال وَلم تهل أَنْت حَتَّى يَوْم التَّرويَة ... الحَدِيث(3/81)
وَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَدِمْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَحْلَلْنَا حَتَّى كَانَ يَوْمُ التَّرْوِيَةِ وَجَعَلْنَا مَكَّةَ بِظَهْرٍ لَبَّيْنَا بِالْحَجِّ
أما حَدِيث أبي الزبير فَقَالَ الإِمَام أَحْمد فِي مُسْنده حَدَّثنا يَحْيَى بْنُ سعيد عَن ابْن جريج عَن أَبِي الزُّبَيْرِ ح وَقَرَأْتُهُ عَالِيًا على أبي الْفرج بن الْغَزِّي بِالإِسْنَادِ الآتِي إِلَى أَبِي نُعَيْمٍ قَالَ ثَنَا فَارُوقٌ الْخَطَّابِيُّ ثَنَا أَبُو مُسْلِمٍ ثَنَا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ ثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ أَخْبرنِي أَبُو الزُّبَيْرِ أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرًا يُخْبِرُ عَنْ حَجَّةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فَأَمَرَنَا بَعْدَ مَا طُفْنَا أَنْ نَحِلَّ قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِذَا أَرَدْتُمْ أَنْ تَنْطَلِقُوا إِلَى مِنًى فَأَهِلُّوا قَالَ فَأَهْلَلْنَا مِنَ الْبَطْحَاءِ
رَوَاهُ مُسلم فِي صَحِيحه عَن مُحَمَّد بن حَاتِم عَن يحيى بن سعيد نَحوه
وَأما حَدِيث عبيد بن جريج فأسنده المُصَنّف فِي اللبَاس فِي حَدِيث طَوِيل
وَأما حَدِيث عبد الْملك عَن عَطاء فَإِن كَانَ ابْن جريج فقد أسْندهُ المُصَنّف فِي(3/82)
الْحَج وَغَيره بِمَعْنَاهُ من طَرِيق حَمَّاد بن زيد عَنهُ فِي حَدِيث طَوِيل وَإِن كَانَ عبد الْملك بن أبي سُلَيْمَان كَمَا جزم بِهِ الْمزي فِي الْأَطْرَاف وَهُوَ الْأَصَح فَأخْبرنَا بِهِ أَبُو الْفَرَجِ بْنُ الْغَزِّيُّ أَنا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ قُرَيْشٍ أَنا أَبُو الْفَرَجِ بْنُ الصَّيْقَلِ عَنْ مَسْعُودٍ الْجَمَّالِ أَنَّ أَبَا عَلِيٍّ الْحَدَّادَ أَخْبَرَهُ أَنا أَبُو نُعَيْمٍ ثَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ حَمْدَانَ ثَنَا الْحسن بن سُفْيَان ثَنَا مُحَمَّد بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ ثَنَا أبي ثَنَا عبد الْملك بن أبي سُلَيْمَان عَن عَطاء عَن جَابر
وَبِه إِلَى أبي نعيم قَالَ وثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَسَنِ ثَنَا هَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ ثَنَا يَعْلَى عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ جَابِرٍ قَالَ قدمنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم مُحْرِمِينَ لأَرْبَعِ لَيَالٍ مَضَيْنَ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ بِالْحَجِّ فَأَمَرَنَا رَسُولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنْ نَحِلَّ وَنَجْعَلَهَا عُمْرَةً فَكَبُرَ ذَلِكَ عَلَيْنَا وَضَاقَتْ بِهِ صُدُورُنَا فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ أَيُّهَا النَّاسُ أَحِلُّوا فَإِنَّهُ لَوْلا الْهَدْيُ مَعِي فَعَلْتُ مِثْلَ مَا تَفْعَلُونَ قَالَ فَأَحْلَلْنَا وَوَطِئْنَا النِّسَاءَ وَفَعَلْنَا مَا يَفْعَلُ الْحَلالُ حَتَّى كَانَ يَوْمُ التَّرْوِيَةِ وَجَعَلْنَا مَكَّةَ بِظَهْرٍ لَبَّيْنَا بِالْحَجِّ
وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ عَن مُحَمَّد بن عبد الله بْنِ نُمَيْرٍ فَوَافَقْنَاهُ بِعُلُوٍّ
قَوْله فِي 89
بَاب الْجمع بَين الصَّلَاتَيْنِ
كَانَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا إِذَا فَاتَتْهُ الصَّلاةُ مَعَ الإِمَامِ جَمَعَ بَيْنَهُمَا
1662 - وَقَالَ اللَّيْثُ حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ أَخْبرنِي سَالِمٌ أَنَّ الْحَجَّاجَ بْنَ يُوسُفَ عَامَ نَزَلَ بِابْنِ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا سَأَلَ عَبْدَ اللَّهِ رَضِي(3/83)
اللَّهُ عَنْهُ كَيْفَ تَصْنَعُ فِي الْمَوْقِفِ يَوْمَ عَرَفَةَ فَقَالَ سَالِمٌ إِنْ كُنْتَ تُرِيدُ السُّنَّةَ فَهَجِّرْ بِالصَّلاةِ يَوْمَ عَرَفَةَ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ صَدَقَ إِنَّهُمْ كَانُوا يَجْمَعُونَ بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ فِي السُّنَّةِ يَوْمَ عَرَفَةَ فَقُلْتُ لِسَالِمٍ أَفَعَلَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ سَالِمٌ وَهَلْ يَتَّبِعُونَ بِذَلِكَ إِلا سُنَّتَهُ انْتَهَى
أما أثر ابْن عمر فَأُنْبِئْتُ عَنِ الْحَافِظِ أَبِي مُحَمَّدٍ الْبِرْزَالِيِّ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَحْمَدَ السَّعْدِيَّ أَخْبَرَهُ أَنا أَبُو الْيَمَنِ الْكِنْدِيُّ أَنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ الْمُقْرِئُ أَنا أَبُو الْحُسَيْنِ النَّقُّورُ عَنْ أَمَةِ السَّلامِ بِنْتِ الْقَاضِي أَبِي بَكْرِ بْنِ شَجَرَةَ سَمَاعًا أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ الْبُنْدَارَ أَخْبَرَهُمْ أَنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْقَطِيعِيُّ ثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ لاحِقِ بْنِ حُمَيْدٍ أَنَّهُ شَهِدَ ابْنَ عُمَرَ جَمَعَ بَيْنَهُمَا بِجَمْعٍ جَمِيعًا بِإِقَامَةٍ
وَقرأت عَلَى فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنَجَّا بِدِمَشْقَ عَنْ سُلَيَمْانَ بْنِ حَمْزَةَ أَنَّ الْحَافِظَ ضِيَاءَ الدِّينِ مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد أخْبرهُم أَنا زَاهِرُ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ أَنا غَانِمُ بْنُ خَالِدٍ أَنا عبد الرَّزَّاق عَن عُمَرَ أَنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْمُقْرِئِ أَنا أَبُو الْقَاسِمِ الْبَغَوِيُّ ثَنَا كَامِلُ بْنُ طَلْحَةَ ثَنَا اللَّيْثُ ثَنَا نَافِعٌ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يُصَلِّي بِمِنًى مَعَ الإِمَامِ فَإِذَا فَاتَتْهُ الصَّلاةُ مَعَهُ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ وَرَكْعَتَيْنِ
وَقرأت عَلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قُدَامَةَ عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ الْكَمَالِ سَمَاعًا أَنَّ أَبَا جَعْفَرِ بْنَ عَبْدِ الْكَرِيمِ السَّيِّدِيَّ كَتَبَ إِلَيْهِمْ أَنا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ يُوسُفَ وَأَبُو السَّعَادَاتِ الْقَزَّازُ قَالا أَنا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ الطُّيُورِيُّ أَنا أَبُو عَلِيِّ بْنُ شَاذَانَ أَنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الرَّازِيُّ ثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ فِي كِتَابِ الْمَنَاسِكِ لَهُ قَالَ فَإِنْ لَمْ تُدْرِكِ الصَّلاةَ مَعَ الإِمَامِ يَوْمَ عَرَفَةَ فَإِنَّ الْحَوْضِيَّ حَدثنَا عَنْ هَمَّامٍ قَالَ ثَنَا نَافِعٌ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ إِذَا لَمْ يدْرك الإِمَام يَوْم عَرَفَة(3/84)
جَمَعَ بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ فِي مَنْزِلِهِ
وَأما حَدِيث اللَّيْث بن عقيل فَقَرَأت على أبي بكر بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الْمَقْدِسِي أخْبرهُم أَبُو نصر بن الشِّيرَازِيّ فِي كِتَابه أَن أَبَا الْقَاسِم بن الْحَافِظ أبي الْفرج بن الْجَوْزِيّ أخْبرهُم أَنا يحيى بن ثَابت بن بنْدَار أخبرنَا أبي أَنا الْحَافِظ أَبُو بكر البرقاني أَنا الْحَافِظ أَبُو بكر الْجِرْجَانِيّ حَدثنِي أَبُو عمرَان إِبْرَاهِيم بن هاني ثَنَا الرَّمَادِي ثَنَا ابْن بكير وَأَبُو صَالح أَن اللَّيْث حَدثهمَا بِنَحْوِهِ
قَوْله فِي 102
بَاب التَّمَتُّع بِالْحَجِّ إِلَى الْعمرَة
عقب حَدِيث 1688 النَّضر عَنْ شُعْبَةَ عَنْ أَبِي جَمْرَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فِي الْمُتْعَةِ وَفِيهِ فَنِمْتُ فَرَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ كَأَنَّ إِنْسَانا يُنَادِي حَجٌّ مَبْرُورٌ وَمُتْعَةٌ مُتَقَبَّلَةٌ
وَقَالَ آدَمُ وَوَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ وَغُنْدَرٌ عَنْ 4 شُعْبَةَ عُمْرَةٌ مُتَقَبَّلَةٌ وَحَجٌّ مَبْرُورٌ انْتَهَى أما حَدِيث آدم فأسنده المُصَنّف عَنهُ فِي الْحَج أَيْضا فِي بَاب التَّمَتُّع وَالْقرَان والإفراد
وَأما حَدِيث وهب بن جرير فَقَالَ الْبَيْهَقِيّ أَخْبَرَنَا أَبُو عبد الله الْحَافِظ وَأَبُو(3/85)
سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو قَالا ثَنَا أَبُو الْعَبَّاس مُحَمَّد بن يَعْقُوب ثَنَا إِبْرَاهِيم ابْن مَرْزُوقٍ ثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ ثَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي جَمْرَةَ قَالَ تَمَتَّعْتُ فَنَهَانِي نَاسٌ عَنْهَا فَسَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ فَأَمَرَنِي بِهَا فَرَجَعْتُ إِلَى بَيْتِي فَنِمْتُ فَأَتَانِي آتٍ فِي الْمَنَامِ فَقَالَ عُمْرَةٌ مُتَقَبَّلَةٌ وَحَجٌّ مَبْرُورٌ الْحَدِيثَ
وَأما حَدِيث غنْدر فَقَالَ الإِمَام أَحْمد حَدثنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ وَهُوَ غُنْدَرٌ ثَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي جَمْرَةَ قَالَ تَمَتَّعْتُ فَنَهَانِي نَاسٌ عَنْ ذَلِكَ فَأَتَيْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ فَسَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ فَأَمَرَنِي بِهَا قَالَ ثُمَّ انْطَلَقْتُ إِلَى الْبَيْتِ فَنِمْتُ فَأَتَانِي آتٍ فِي مَنَامِي فَقَالَ عُمْرَةٌ مُتَقَبَّلَةٌ وَحَجٌّ مَبْرُورٌ قَالَ فَأَتَيْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ فَأَخْبَرْتُه بِالَّذِي رَأَيْتُ فَقَالَ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ سُنَّةُ أَبِي الْقَاسِمِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
وَرَوَاهُ مُسلم عَن أبي مُوسَى وَبُنْدَار كِلَاهُمَا عَن غنْدر بِهِ
وَقَالَ أَبُو نعيم فِي الْمُسْتَخْرج قَالَ أَصْحَاب شُعْبَة كلهم عمْرَة متقبلة إِلَّا النَّضر فَإِنَّهُ قَالَ مُتْعَة متقبلة
قَوْله فِي 103
بَاب ركُوب الْبدن
وَقَالَ مُجَاهِد سميت الْبدن لبدنها القانع السَّائِل المعتر الَّذِي يعتر بِالْبدنِ من غَنِي أَو فَقير {شَعَائِر الله} 32 الْحَج استعظام الْبدن واستحسانها و {الْعَتِيق} 29 الْحَج عتقه من الْجَبَابِرَة
قَالَ عبد بن حميد فِي تَفْسِيره ثَنَا أَبُو نعيم ثَنَا سُفْيَان عَن ابْن أبي نجيح عَن مُجَاهِد قَالَ إِنَّمَا سميت الْبدن من قبل السمانة(3/86)
وَقَالَ سعيد بن مَنْصُور فِي السّنَن ثَنَا سُفْيَان عَن ابْن أبي نجيح عَن مُجَاهِد قَالَ القانع السَّائِل
وَقَالَ عبد أَيْضا أَنا عبيد الله هُوَ ابْن مُوسَى عَن عُثْمَان بن الْأسود قَالَ قلت لمجاهد مَا القانع قَالَ جَارك الَّذِي ينْتَظر مَا دخل بَيْتك والمعتر الَّذِي يعتر ببابك ويريك نَفسه وَلَا يَسْأَلك شَيْئا
أَخْبرنِي شَبابَة عَن وَرْقَاء عَن ابْن أبي نجيح عَن مُجَاهِد فِي قَوْله {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ} 32 الْحَج قَالَ استعظام الْبدن استسمانها واستحسانها
حَدثنَا عبيد الله هُوَ ابْن مُوسَى عَن سُفْيَان عَن ابْن أبي نجيح عَن مُجَاهِد قَالَ إِنَّمَا سمي الْعَتِيق لِأَنَّهُ أعتق من الْجَبَابِرَة
قَوْله
بَاب من أهْدى وسَاق الْهَدْي من النَّاس
1692 - وَعَن عُرْوَة عَن عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا أخْبرته عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي تمتعه بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَج بِمثل حَدِيث سَالم عَن ابْن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا(3/87)
قلت وَقع هَذَا فِي بعض الرِّوَايَات وَأما معظمها فَسقط لفظ بَاب وَهُوَ الصَّوَاب فَإِن قَوْله من أهْدى خبر قَوْله فِي آخر الَّذِي قبله وَفعل مثل مَا فعل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فصورة الْكَلَام وَفعل مثل مَا فعل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من أهْدى إِلَى أَخّرهُ وَالْقَائِل عَن عُرْوَة هُوَ ابْن شهَاب وَهُوَ مَوْصُول بِالطَّرِيقِ السَّابِق عَن اللَّيْث عَن عقيل بِهِ
وَقد أخرجه مُسلم مُبينًا لأسناده عَن عبد الْملك بن شُعَيْب عَن أَبِيه عَن اللَّيْث فساق حَدِيث ابْن عمر ثمَّ أعَاد الْإِسْنَاد بِعَيْنِه إِلَى ابْن شهَاب عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة بذلك
وَكَذَلِكَ صنع أَبُو نعيم فِي الْمُسْتَخْرج أخرجه عَن أبي بكر بن خَلاد عَن أَحْمد ابْن إِبْرَاهِيم بن ملْحَان عَن يحيى بن بكير عَن اللَّيْث
قَوْله 106
بَاب من أشعر وقلد بِذِي الحليفة ثمَّ أحرم
قَالَ نَافِع كَانَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا إِذا أهْدى من الْمَدِينَة قَلّدهُ وَأَشْعرهُ بِذِي الحليفة يطعن فِي شقّ سنامه الْأَيْمن بالشفرة ووجهها قبل الْقبْلَة باركة
قَالَ أَبُو مُصْعَبٍ أخبرنَا مَالِكٌ فِي الْمُوَطَّأِ عَنْ نَافِعٍ عَنْ عَبْدِ الله بن عمر أَنه(3/88)
كَانَ إِذَا أَهْدَى هَدْيًا مِنَ الْمَدِينَة قَلّدهُ وَأَشْعرهُ بِذِي الحليفة
وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ فِي كِتَابِهِ عَنْ يَحْيَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ سَمَاعًا عَنْ زُهْرَةَ بِنْتِ مُحَمَّدِ بْنِ حَاضِرٍ أَنَّ يَحْيَى بْنَ ثَابِتِ بْنِ بنْدَار أخْبرهُم أَنا أبي أَنا أَبُو مَنْصُورٍ السَّوَّاقُ أَنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ أَنا أَبُو مُسْلِمٍ ثَنَا أَبُو عَاصِمٍ عَن مَالك عَن نَافِع عَن ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ كَانَ يُشْعِرُ فِي السَّنَامِ وَيَسْتَقْبِلُ بِهِ الْقِبْلَةَ وَيَقُولُ بِسْمِ اللَّهِ وَاللَّهُ أَكْبَرُ
وَقَالَ الْبَيْهَقِيّ أَنا أَبُو بكر بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي ثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الله بن عبد الحكم أَنا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبرنِي مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ عَنْ نَافِعٍ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ كَانَ يُشْعِرُ بُدْنَهُ مِنَ الشِّقِّ الأَيْسَرِ إِلا أَنْ تَكُونَ صِعَابًا مُقْرَنَةً فَإِذَا لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يَدْخُلَ بَيْنَهُمَا أَشْعَرَ مِنَ الشِّقِّ الأَيْمَنِ وَإِذَا أَرَادَ أَنْ يُشْعِرَهَا وَجَّهَهَا إِلَى الْقِبْلَةِ
قَوْله 108
بَاب إِشْعَار الْبدن
وَقَالَ عُرْوَةُ عَنِ الْمِسْوَرِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَلَّدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْهَدْيَ وَأَشْعَرَهُ وَأَحْرَمَ بِالْعُمْرَةِ
هَذَا مُخْتَصر من حَدِيث الْمسور فِي قصَّة الْحُدَيْبِيَة وَقد أسْندهُ المُصَنّف بِطُولِهِ فِي الشُّرُوط(3/89)
قَوْله فِي 12
بَاب تَقْلِيد النَّعْل
عقب حَدِيث 1706 معمر عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ نَبِيَّ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رَأَى رَجُلا يَسُوقُ بَدَنَةً قَالَ اركبها الحَدِيث
تَابَعَهُ مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ
حَدثنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ أَنا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ يَحْيَى عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وَرَوَاهُ الإِسْمَاعِيلِيِّ مِنْ طَرِيقِ وَكِيعٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْمُبَارَكِ وَقَالَ رَوَاهُ حُسَيْنٌ الْمُعَلِّمِ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ أَيْضًا
قَوْله 113
بَاب الْجلَال للبدن
وَكَانَ ابْن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا لَا يشق من الْجلَال إِلَّا مَوضِع السنام
وَإِذا نحرها نزع جلالها مَخَافَة أَن يُفْسِدهَا الدَّم ثمَّ يتَصَدَّق بهَا
قَالَ يحيى فِي الْمُوَطَّأ عَنْ مَالِكٍ عَنْ نَافِعٍ أَنَّ عَبْدَ الله بن عمر كَانَ لايشق جِلالَ بُدْنِهِ وَكَانَ لَا يُجَلِّلُهَا حَتَّى يَغْدُوَ بِهَا مِنْ مِنًى إِلَى عَرَفَةَ
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ ثَنَا مَالك أَنَّهُ سَأَلَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ دِينَارٍ مَا كَانَ يَصْنَعُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بِجِلالِ بُدْنِهِ حِينَ كُسِيَتِ الْكَعْبَةُ هَذِهِ الْكِسْوَةَ فَقَالَ كَانَ عبد الله يتَصَدَّق بهَا(3/90)
قَوْله 118
بَاب نحر الْإِبِل مُقَيّدَة
عقب حَدِيث 1713 يزِيد بن زُرَيْع عَنْ يُونُسَ عَنْ زِيَادِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَتَى عَلَى رَجُلٍ قَدْ أَنَاخَ بَدَنَتَهُ يَنْحَرُهَا الْحَدِيثَ
قَالَ شُعْبَةُ عَنْ يُونُسَ أَخْبرنِي زِيَادٌ بِهِ انْتَهَى
قَالَ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده أَنا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ ثَنَا شُعْبَةُ عَنْ يُونُسَ قَالَ سَمِعت زِيَادَ بْنَ جُبَيْرِ بْنِ حَيَّةَ يَقُولُ انْتَهَيْتُ مَعَ ابْنِ عُمَرَ فَإِذَا رَجُلٌ قَدْ أَضْجَعَ بَدَنَتَهُ وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يَنْحَرَهَا فَقَالَ قِيَامًا مُقَيَّدَةً سُنَّةُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
رَوَاهُ غنْدر وروح ووهب بن جرير وَجَمَاعَة عَن شُعْبَة عَن يُونُس عَن زِيَاد لم يقل أحد مِنْهُم سَمِعت
وَقد وَقع لنا عَالِيا من حَدِيث عَمْرو بن مَرْزُوق بن عَن شُعْبَة
قَرَأت عَلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي عُمَرَ بْنِ قُدَامَةَ أَخْبَرَتْكُمْ زَيْنَبُ بِنْتُ الْكَمَالِ عَنْ أَبِي جَعْفَرِ بْنِ السَّيِّدِيِّ أَنَّ عَبْدَ الْحَقِّ بْنَ يُوسُفَ أخْبرهُم أَنا أَبُو الْحُسَيْن ابْن الطُّيُورِيُّ أَنا أَبُو عَلِيِّ بْنُ شَاذَانَ أَنا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بن إِسْمَاعِيل ابْن هَارُونَ الرَّازِيُّ أَنا أَبُو إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ ثَنَا عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ ثَنَا شُعْبَةُ عَنْ يُونُسَ عَنْ زِيَادِ بْنِ جُبَيْرٍ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ أَتَى عَلَى رَجُلٍ يَجُرُّ بَدَنَةً بِمِنًى فَقَالَ لَهُ انْحَرْهَا قَائِمَةً فَإِنَّهَا سُنَّةُ أَبِي الْقَاسِمِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم(3/91)
قَوْله 119
بَاب نحر الْبدن قَائِمَة
قَالَ ابْن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا سنة مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
وَقَالَ ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا {صواف} قيَاما انْتهى
أما حَدِيث ابْن عمر فَهُوَ فِي الْبَاب الَّذِي قبله
وَأما تَفْسِير ابْن عَبَّاس فَقَالَ عبد بن حميد فِي تَفْسِيره ثَنَا أَبُو نعيم ثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ {فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صواف} 36 الْحَج قَالَ قِيَامًا
وقرأته عَالِيا عَلَى فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنَجَّا بِدِمَشْقَ عَن سُلَيْمَان بن حَمْزَة أَن الْحَافِظَ ضِيَاءَ الدِّينِ الْمَقْدِسِيَّ أَخْبَرَهُمْ فِي المختارة أَنا زَاهِر الثَّقَفِيّ أَنا الْحُسَيْن الْخلال أَنا عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد الرَّازِيّ أَنا أَحْمد بن فراس أَنا أَبُو جَعْفَر الديبلي أَنا سعيد بن عبد الرَّحْمَن ثَنَا سُفْيَان بن عُيَيْنَة بِهَذَا
رَوَاهُ سعد بن مَنْصُور فِي سنَنه عَن سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن عبيد الله بن أبي يزِيد سَمِعت ابْن عَبَّاس بِهَذَا(3/92)
قَوْله فِي 120
بَاب لَا يعْطى الجزار من الْهَدْي شَيْئا
1716 - وَقَالَ سُفْيَان حَدثنِي عبد الْكَرِيم عَن مُجَاهِد إِلَى آخِره
هُوَ مَعْطُوف على الْإِسْنَاد الأول وَهُوَ قَوْله فِي صدر الْبَاب حَدثنَا مُحَمَّد بن كثير أَنا سُفْيَان حَدثنِي ابْن أبي نجيح عَن مُجَاهِد
وَوهم من زعم أَنه مُعَلّق وَقد وَصله النَّسَائِيّ من طَرِيق عبد الرَّحْمَن بن مهْدي عَن سُفْيَان
قَوْله 124
بَاب مَا يَأْكُل من الْبدن وَمَا يتَصَدَّق
قَالَ عبيد الله بْنِ عُمَرَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا لَا يُؤْكَلُ مِنْ جَزَاءِ الصَّيْدِ وَالنَّذْرِ وَيُؤْكَلُ مِمَّا سِوَى ذَلِكَ
وَقَالَ عَطَاءٌ يَأْكُلُ وَيُطْعِمُ مِنَ الْمُتْعَة
أما حَدِيث عبيد الله فَقَالَ ابْن جرير الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى ثَنَا يحيى بن سعيد الْقطَّان عَن عبيد الله أَخْبَرَنِي نَافِعٌ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ لَا يُؤْكَلُ مِنْ جَزَاءِ الصَّيْدِ وَالنَّذْرِ وَيُؤْكَلُ مِمَّا سِوَى ذَلِكَ
وَقَالَ أَبُو بكر بن أبي شيبَة ثَنَا ابْن نمير عَن عبيد الله عَن نَافِع عَن ابْن عمر أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ إِذَا أُعْطِبَتِ الْبَدَنَةُ أَوْ كُسِرَتْ أَكَلَ مِنْهَا صَاحِبُهَا وَلَمْ يُبْدِلْهَا إِلا أَنْ تَكُونَ نَذْرًا أَوْ جَزَاءَ صَيْدٍ
وَأما قَول عَطاء فَقَالَ عبد بن حميد فِي تَفْسِيره ثَنَا عبد الْملك بن عَمْرو عَن رَبَاح بن أبي مَعْرُوف عَن عَطاء قَالَ إِن شَاءَ أكل من الْهَدْي وَالْأُضْحِيَّة وَإِن شَاءَ(3/93)
لم يَأْكُل
حَدثنَا عَمْرو هُوَ ابْن عون عَن هشيم عَن عبد الْملك عَن عَطاء {فَكُلُوا مِنْهَا وأطعموا} 28 الْحَج قَالَ إِذا ذبحتم فابدأوا فَكُلُوا وأطعموا
وَقَالَ سعيد بن مَنْصُور ثَنَا هشيم ثَنَا عبد الْملك وحجاج عَن عَطاء قَالَ لَا يُؤْكَلُ مِنْ جَزَاءِ الصَّيْدِ وَلَا مِمَّا جعل للْمَسَاكِين من النذور وَغير ذَلِك وَلَا من الْفِدْيَة وتؤكل مِمَّا سوى ذَلِك
وَقَالَ عبد الرَّزَّاق أَنا ابْن جريج عَن عَطاء قَالَ يُؤْكَل من هدي الْمُتْعَة
قَوْله فِيهِ 125
بَاب الذّبْح قبل الْحلق
عقب حَدِيث 1721 1722 مَنْصُور وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ رُفَيْعٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ قَالَ رَجُلٌ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زُرْتُ قَبْلَ أَنْ أَرْمِيَ الْحَدِيثَ
قَالَ عبد الرَّحِيم الرَّازِيّ عَن ابْن خثيم عَن عَطاء عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقَالَ الْقَاسِم بن يحيى حَدثنِي ابْن خثيم عَن عَطاء عَن ابْن عَبَّاس عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقَالَ عَفَّان أرَاهُ عَن وهيب ثَنَا ابْن خثيم عَن سعيد بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِي الله عَنْهُمَا عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقَالَ حَمَّادٌ عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ وَعباد ابْن مَنْصُور عَن عَطاء عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم انْتهى(3/94)
أما حَدِيث عبد الرَّحِيم وَهُوَ ابْن سُلَيْمَان الرَّازِيّ فَقَالَ الْإِسْمَاعِيلِيّ فِي مستخرجه أَنا ابْنُ زَاطِيَّا ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ ثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ عبد الله ابْن عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ أَخْبرنِي عَطَاءٌ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَجُلا قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ طُفْتُ بِالْبَيْتِ قَبْلَ أَنْ أَرْمِيَ قَالَ ارْمِ وَلا حَرَجَ
وَرَوَاهُ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ عَبْدِ الرَّحِيمِ بِهِ
وَقَرَأْتُهُ عَلَى فَاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّد بن عبد الْهَادِي أخْبركُم أَبُو نصر مُحَمَّد بن مُحَمَّد بْنِ مُحَمَّدٍ الْفَارِسِيُّ كِتَابَةً عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّشِيدِ أَنَّ الْحَافِظَ أَبَا الْعَلاءِ الْعَطَّارَ أَخْبَرَهُمْ أَنا أَبُو عَلِيٍّ الْحَدَّادُ أَنا أَبُو نعيم ثَنَا سُلَيْمَان بْنُ أَحْمَدَ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرٍ التِّرْمِذِيُّ ثَنَا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو الأَشْعَثِيُّ ثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَجُلا قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي طُفْتُ بِالْبَيْتِ قَبْلَ أَنْ أَرْمِيَ قَالَ لَا حَرَجَ وَقَالَ تفرد بِهِ عبد الرَّحِيم عَن ابْن خثيم كَذَا قَالَ الطَّبَرَانِيّ وَقد عرفت أَن طَرِيق الْقَاسِم بن يحيى الَّتِي ذكرهَا البُخَارِيّ ترد عَلَيْهِ
وَأما حَدِيث الْقَاسِم بن يحيى
وَأما حَدِيث عَفَّان فَقَالَ الإِمَام أَحْمد فِي مُسْنده ثَنَا عَفَّانُ ثَنَا وُهَيْبٌ ثَنَا عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خثيم عَن سعيد بن جُبَير عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ حَلَقْتُ وَلَمْ أَنْحَرْ قَالَ لَا حَرَجَ فَاْنحَرْ وَجَاءَهُ آخَرُ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ نَحَرْتُ قَبْلَ أَنْ أَرْمِيَ قَالَ فَارْمِ وَلا حرج(3/95)
وَأما حَدِيث حَمَّاد بن سَلمَة فَقَرَأته على خَدِيجَة بنت إِبْرَاهِيم بن إِسْحَاق ابْن سُلْطَان البعلبكية بِدِمَشْق قلت لَهَا أخْبركُم الْقَاسِم بن مظفر إجَازَة إِن لم يكن سَمَاعا وَأَبُو نصر مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مَمِيلٍ فِي كِتَابِهِ كِلاهُمَا عَنْ مَحْمُودِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سُفْيَانَ أَنَّ مَسْعُودَ بْنَ الْحَسَنِ الرَّئِيسَ أَخْبَرَهُمْ أَنا الْمُطَهَّرُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ أَنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الله بن مُحَمَّد بن خرشيذ قَوْلَهُ ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى الْخَوَّاصُ ثَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ قَيْسٍ هُوَ ابْنُ سَعْدٍ وَعَبَّادِ بْنِ مَنْصُورٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ جَابِرٍ أَنَّ رَجُلا قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ذَبَحْتُ قَبْلَ أَنْ أَرْمِيَ قَالَ ارْمِ وَلا حَرَجَ وَقَالَ آخَرُ يَا رَسُولَ اللَّهِ حَلَقْتُ قَبْلَ أَنْ أَذْبَحَ قَالَ اذْبَحْ وَلا حَرَجَ قَالَ طُفْتُ قَبْلَ أَنْ أَذْبَحَ قَالَ اذْبَحْ وَلا حَرَجَ قَالَ طُفْتُ بِالْبَيْتِ قَالَ عَبَّادٌ قَبْلَ أَنْ أَرْمِيَ وَقَالَ قَيْسٌ قَبْلَ أَنْ أَذْبَحَ قَالَ اذْبَحْ وَلا حَرَجَ
رَوَاهُ الإِسْمَاعِيلِيُّ أَيْضًا فِي مستخرجه قَالَ أخبرنيه الْقَاسِم ثَنَا مُحَمَّد بن إِسْحَاق ثَنَا يحيى بن إِسْحَاق ثَنَا حَمَّاد بن سَلمَة بِهِ
وَرَوَاهُ النَّسَائِيّ عَن أَحْمد بن سُلَيْمَان عَن عَفَّان
وَرَوَاهُ الطَّحَاوِيّ عَن مُحَمَّد بن خُزَيْمَة عَن حجاج كِلَاهُمَا عَن حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ قَيْسٍ بن سعد وَحده بِهِ
وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه وَمن حَدِيث النَّضر بن شُمَيْل عَن حَمَّاد بِهِ(3/96)
قَوْله فِي 127
بَاب الْحلق وَالتَّقْصِير
عقب حَدِيثُ 1727 مَالِكٍ عَن نَافِع عَن ابْن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ اللَّهُمَّ ارْحَمِ الْمُحَلِّقِينَ الْحَدِيثَ
قَالَ اللَّيْث حَدثنِي نَافِع رحم الله المحلقين مرّة أَو مرَّتَيْنِ
وَقَالَ عبيد الله حَدثنِي نَافِع قَالَ فِي الرَّابِعَة والمقصرين
وَأما حَدِيث اللَّيْث فَقرأت عَلَى أَبِي الْفَرَجِ بْنِ حَمَّادٍ أَخْبَرَكُمْ عَلِيُّ بْنُ إِسْمَاعِيلَ أَنَّ عَبْدَ اللَّطِيفِ الْحَرَّانِيَّ أَخْبَرَهُمْ أَنا مَسْعُودٌ الْجَمَّالُ فِي كِتَابِهِ عَنْ أبي عَليّ الْحداد سَمَاعا أَنا أَبُو نُعَيْمٍ ثَنَا حَبِيبُ بْنُ الْحَسَنِ ثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ السَّدُوسِيُّ ثَنَا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ ح قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ وثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُزَكِّيُّ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ثَنَا قُتَيْبَةُ ح قَالَ وثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيم ثَنَا مُحَمَّد ابْن الْحَسَنِ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ قَالُوا ثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَن نَافِع عَن ابْن عمر قَالَ حَلَقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَحَلَقَ طَائِفَةٌ مِنْ أَصْحَابِهِ وَقَصَّرَ بَعْضُهُمْ ثُمَّ قَالَ ابْنُ عُمَرَ إِنَّ رَسُولَ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ رَحِمَ اللَّهُ الْمُحَلِّقِينَ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ قَالَ وَالْمُقَصِّرِينَ
رَوَاهُ مُسلم وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ عَن قُتَيْبَة وَمُسلم أَيْضا عَن مُحَمَّد ابْن رمح فوافقناهم بعلو
وَأما حَدِيث عبيد الله فَقَرَأته على أبي الْفرج بن حَمَّاد بِهَذَا الْإِسْنَاد إِلَى أبي نعيم قَالَ ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن مُحَمَّد وَمُحَمّد بن إِبْرَاهِيم قَالَا ثَنَا أَحْمد بن عَليّ ثَنَا(3/97)
الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ ثَنَا يَحْيَى بن سعيد ثَنَا عبيد الله أَخْبَرَنِي نَافِعٌ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَحِمَ اللَّهُ المحلقين قَالُوا يارسول اللَّهِ وَالْمُقَصِّرِينَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ فَقَالَ فِي الرَّابِعَةِ وَالْمُقَصِّرِينَ
وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ من حَدِيث الثَّقَفِيّ عَن عبيد الله بِهِ
قَوْله 129
بَاب الزِّيَارَة يَوْم النَّحْر
وَقَالَ أَبُو الزُّبَيْرِ عَنْ عَائِشَةَ وَابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَخَّرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الزِّيَارَةَ إِلَى اللَّيْلِ
وَيَذْكُرُ عَنْ أَبِي حَسَّانٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَزُورُ الْبَيْتَ أَيَّامَ مِنًى
أَمَّا حَدِيثُ أَبِي الزُّبَيْرِ فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو هُرَيْرَةَ بْنُ الْحَافِظِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الذَّهَبِيُّ إِجَازَةً أَنَّ أَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدَ بْنَ مُشْرِقٍ أَخْبَرَهُمْ أَنا الإِمَامُ تَقِيُّ الدَّين ابْن مُحَمَّدِ بْنِ الْعِزِّ بْنِ الْحَافِظِ عَنْ عَيْنِ الشَّمْسِ بِنْتِ التَّقِيِّ سَمَاعا أَن مُحَمَّد ابْن عَلِيٍّ الصَّالِحَانِيَّ أَخْبَرَهُمْ أَنا أَبُو طَاهِر بن عبد الرَّحِيم أَنا أَبُو الشَّيْخِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَيَّانَ أَنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ ثَنَا يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ الْبَصْرِيُّ ثَنَا يحيى ابْن سَعِيدٍ ثَنَا سُفْيَانُ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَارِقٍ عَنْ طَاوُسٍ ح وَأَبُو الزُّبَيْرِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَعَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخَّرَ طَوَافَ الزِّيَارَةِ إِلَى اللَّيْلِ
وَقَالَ الإِمَام أَحْمد فِي مُسْنده ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ ثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَعَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخَّرَ الطَّوَافَ يَوْم النَّحْر إِلَى اللَّيْل(3/98)
رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ عَن بنْدَار وَعَن ابْن مهْدي بِهِ
وَرَوَاهُ ابْن مَاجَه من حَدِيث يحيى الْقطَّان عَن الثَّوْريّ كَذَلِك
قَالَ البُخَارِيّ فِي مَوضِع آخر فِي سَماع أبي الزبير عَن عَائِشَة نظر
قلت وَحَدِيثه عَنْهَا فِي صَحِيح مُسلم وَالسّنَن الْأَرْبَعَة وَأما سَمَاعه من ابْن عَبَّاس فثابت وَالله أعلم نعم رُبمَا رُوِيَ عَنهُ بِوَاسِطَة كَمَا روى مُسلم حَدِيث التَّشَهُّد من طَرِيقه عَن سعيد بن جُبَير وَغَيره عَن ابْن عَبَّاس انْتهى
وَقَالَ أَبُو الْحسن الْقطَّان هَذَا الحَدِيث يَعْنِي الْمُعَلق مُخَالف لما رَوَاهُ ابْن عمر وَجَابِر وَغَيرهمَا أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم طَاف يَوْم النَّحْر نَهَارا قلت فَكَأَن البُخَارِيّ إِنَّمَا عقب هَذَا بِحَدِيث ابْن عَبَّاس الْآتِي بعد هَذَا أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَزُورُ الْبَيْتَ أَيَّام منى ليحصل الْجمع بذلك فَيحمل حَدِيث ابْن عمر وَجَابِر على الْيَوْم الأول وَيحمل حَدِيث ابْن عَبَّاس على بَاقِي الْأَيَّام وَالله أعلم
وَأما حَدِيث أبي حسان فَقَرَأت على أَحْمد بن بلغاق بصالحية دمشق أَخْبَرَكُمْ إِسْحَاقُ بن يحيى الْآمِدِيّ إجَازَة إِن لم يكن سَمَاعا أَن يُوسُف بن خَلِيل الْحَافِظ أخبرهُ أَنا مُحَمَّد بن أبي زيد الكراني أَنا مَحْمُود بن إِسْمَاعِيل الصَّيْرَفِي أَنا أَبُو الْحُسَيْن ابْن فَاذْشَاهْ أَنا أَبُو الْقَاسِمِ الطَّبَرَانِيُّ ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَعْمَرِيُّ ثَنَا إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عَرْعَرَةَ ثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَبِي حَسَّانٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَزُورُ الْبَيْتَ كُلَّ لَيْلَةٍ مِنْ لَيَالِي مِنًى
وقرأته على فَاطِمَة بِنْتِ الْمُنَجَّا بِدِمَشْقَ عَنْ سُلَيَمْانَ بن حَمْزَة أَن الْحَافِظ أَبَا عبد الله بن عبد الْوَاحِد أَخْبَرَهُمْ فِي الْمُخْتَارَةِ أَنا أَبُو جَعْفَر الصيدلاني وَفَاطِمَة(3/99)
بنت سعدالخير كِلَاهُمَا عَن فَاطِمَة بنت عبد اللَّهِ سَمَاعًا أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عبد الله التَّاجِر أخْبرهُم أَنا الطَّبَرَانِيّ مثله سَوَاء
وَقَالَ الْبَيْهَقِيّ فِي السّنَن الْكَبِير أَنا أَبُو الْحسن بن عَبْدَانِ أَنا أَحْمد ابْن عبيد الصفار ثَنَا المعمري ثَنَا ابْن عرْعرة قَالَ دفع إِلَيْنَا معَاذ ابْن هِشَام كتابا وَقَالَ سمعته من أبي وَلم يقرأه قَالَ فَكَانَ فِيهِ عَن قَتَادَة عَن أبي حَسَّانٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يَزُورُ الْبَيْتَ كُلَّ لَيْلَةٍ مَا دَامَ بمنى قَالَ مَا رَأَيْت أحدا واطأه عَلَيْهِ انْتهى
وَقَالَ الْخَطِيب فِي التَّارِيخ أَنا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْعَلافُ ثَنَا أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ ثَنَا إِسْمَاعِيلُ الْقَاضِي ثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ قَالَ رَوَى قَتَادَةُ حَدِيثًا غَرِيبًا لَا يُحْفَظُ عَنْ أَحَدٍ مِنْ أَصْحَابِ قَتَادَةَ إِلا مِنْ حَدِيثِ هِشَامٍ فَنَسَخْتُهُ مِنْ كِتَابِ ابْنِهِ مُعَاذِ بْنِ هِشَامٍ وَهُوَ حَاضِرٌ لَمْ أَسْمَعْهُ مِنْهُ عَنْ قَتَادَةَ فَقَالَ لِي مُعَاذٌ هَاتِهِ حَتَّى أَقْرَأَهُ قُلْتُ دَعْهُ الْيَوْم قَالَ ثَنَا حَسَّانٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يَزُورُ الْبَيْتَ كُلَّ لَيْلَةٍ مَا أَقَامَ بِمِنًى قَالَ وَمَا رَأَيْتُ أَحَدًا وَاطَأَهُ عَلَيْهِ
قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ هَكَذَا هُوَ فِي الْكِتَابِ
قُلْتُ وَهَذَا الْحَدِيثُ أَنْكَرَ أَحْمَدُ أَنْ يَكُونَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَرْعَرَةَ سَمِعَهُ مِنْ مُعَاذِ ابْن هِشَامٍ فَقَالَ الأَثْرَمُ قُلْتُ لأَبِي عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ تَحْفَظُهُ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَبِي حَسَّانٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يَزُورُ الْبَيْتَ كُلَّ لَيْلَةٍ فَقَالَ كَتَبُوهُ مِنْ كِتَابِ مُعَاذٍ لَمْ يَسْمَعُوهُ قُلْتُ هَاهُنَا إِنْسَان يزْعم أَنه قد سَمعه من معَاذ فَأنْكر ذَلِك قَالَ من هُوَ قلت إِبْرَاهِيم بن عرْعرة فَتغير وَجهه ونفض يَدَيْهِ وَقَالَ كذب وزور مَا سَمِعُوهُ مِنْهُ قَالَ فلَان كتبناه من كِتَابه سُبْحَانَ(3/100)
الله واستعظم ذَلِك مِنْهُ
قلت وَالظَّاهِر أَنه لم يسمعهُ من معَاذ كَمَا فِي رِوَايَة أَحْمد بن عبيد الصفار وَكَأَنَّهُ كَانَ يستجير إِطْلَاق حَدثنَا فِي المناولة من غير بَيَان وَالله أعلم وأنما مَرضه البُخَارِيّ لشدَّة غرابته
قَوْله فِيهِ
1732 - وَقَالَ لَنَا أَبُو نُعَيْمٍ ثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّهُ طَافَ طَوَافًا وَاحِدًا ثُمَّ يَقِيلُ ثُمَّ يَأْتِي مِنًى يَعْنِي يَوْمَ النَّحْرِ رَفَعَهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ ثَنَا عبيد الله انْتَهَى
قَرَأت على أبي بكر بن أبي عمر بِالْإِسْنَادِ الْمُتَقَدّم آنِفا إِلَى الْإِسْمَاعِيلِيّ قَالَ أَخْبرنِي الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَرْعَرَةَ ثَنَا عبد الرَّزَّاق ثَنَا عبيد الله بْنِ عُمَرَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ كَانَ يَرْمِي الْجَمْرَةَ يَوْمَ النَّحْرِ ثُمَّ يَذْهَبُ إِلَى الْبَيْتِ فَيَطُوفُ ثُمَّ يَرْجِعُ فَيصَلي الظّهْر بمنى وَيذكر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَعَلَهُ
وَرَوَاهُ ابْن خُزَيْمَة فِي صَحِيحه عَن مُحَمَّد بن رَافع ثَنَا عبد الرَّزَّاق بِهِ وَلَيْسَ فِيهِ سَمَاعنَا
قَوْله فِيهِ
عقب حَدِيث 1733 أبي سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن أَن عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا قَالَت حجَجنَا مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فأفضنا يَوْم النَّحْر فَحَاضَت صَفِيَّة الحَدِيث
وَيذكر عَن الْقَاسِم وَعُرْوَة وَالْأسود عَن عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا أفاضت صَفِيَّة يَوْم النَّحْر
هَذِه الْأَحَادِيث إِنَّمَا علقها بالتمريض لِأَنَّهُ ذكرهَا بِالْمَعْنَى(3/101)
أما حَدِيث الْقَاسِم فأسنده الْمُؤلف بِمَعْنَاهُ بعد أَبْوَاب وَسَيَأْتِي لَكِن لَيْسَ فِيهِ ذكر يَوْم النَّحْر وَلَفظه أَنَّهَا حَاضَت لَيْلَة النَّفر وَفِيه أَيْضا أَنَّهَا حَاضَت بَعْدَمَا أفاضت وَهُوَ بِمَعْنى مَا ذكر
وَأما حَدِيث عُرْوَة فأسنده المُصَنّف أَيْضا فِي الْمَغَازِي من حَدِيث شُعَيْب عَن الزُّهْرِيّ عَنهُ بِلَفْظ أَن صَفِيَّة حَاضَت بَعْدَمَا أفاضت
وَرَوَاهُ الطَّحَاوِيّ عقب حَدِيث الْأسود عَن عَائِشَة بِلَفْظ أَكنت أفضت يَوْم النَّحْر قَالَت نعم
حَدثنَا يُونُس ثَنَا ابْن وهب حَدثنِي يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ أبي سَلمَة ابْن عبد الرَّحْمَن وَعُرْوَة عَن عَائِشَة عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم نَحوه
وَأما حَدِيث الْأسود بن زيد فأسنده فِي بَاب الإدلاج من المحصب وَفِي غَيره وَسَيَأْتِي
قَوْله 131
بَاب الْفتيا على الدَّابَّة
عَقِبَ حَدِيثِ 1738 صَالِحٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ أَنه سمع عبد الله ابْن عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ وَقَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم(3/102)
عَلَى نَاقَتِهِ الْحَدِيثَ
تَابَعَهُ مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ
قَالَ الإِمَام أَحْمد فِي مُسْنده حَدثنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ثَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ ح وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ فِي السّنَن حَدَّثنا أَبُو بَكْرٍ النَّيْسَابُورِيُّ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى وَأَبُو الأَزْهَرِ وَأَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالُوا ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ح وَقرأت عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَن بن أَحْمد الْبَزَّاز أخْبركُم عَلِيُّ بْنُ قُرَيْشٍ أَنَّ النَّجِيبَ بْنَ عَبْدِ الْمُنْعِمِ أَخْبَرَهُمْ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجَمَّالِ أَن الْحسن بن أَحْمد الْحداد أخْبرهُم أَنا أَحْمد بن عبد اللَّهِ الْحَافِظُ أَنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَحْمَدَ الْخُزَاعِيُّ أَنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ أَنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَنا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ رَأَيْتُ رَسُولَ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِمِنًى عَلَى نَاقَتِهِ فَجَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ يَا رَسُول الله إِنِّي كُنْتُ أَظُنُّ الْحَلْقَ قَبْلَ النَّحْرِ فَحَلَقْتُ قَبْلَ أَنْ أَنْحَرَ قَالَ انْحَرْ وَلا حَرَجَ وَجَاءَهُ آخَرُ فَقَالَ يَا رَسُول الله إِنِّي كُنْتُ أَظُنُّ الْحَلْقَ قَبْلَ الرَّمْيِ فَحَلَقْتُ قَبْلَ أَنْ أَرْمِيَ قَالَ ارْمِ وَلا حَرَجَ قَالَ فَمَا سُئِلَ يَوْمَئِذٍ عَنْ شَيْءٍ قَدَّمَهُ رَجُلٌ وَلا أَخَّرَهُ إِلا قَالَ افْعَلْ وَلا حَرَجَ لَفْظُ أَبِي بَكْرٍ النَّيْسَابُورِيِّ
رَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي عُمَرَ فَوَافَقْنَاهُ بِعُلُوٍّ
قَوْله فِيهِ 132
بَاب الْخطْبَة أَيَّام منى
عقب حَدِيث 1740 شُعْبَة عَنْ عَمْرٍو عَنْ أَبِي الشَّعْثَاءِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ سَمِعت النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم يخْطب بِعَرَفَات الحَدِيث(3/103)
تَابعه ابْن عُيَيْنَة عَن عَمْرو
قَالَ الإِمَامُ أَحْمَدُ فِي مُسْنَدِهِ حَدثنَا سُفْيَانُ عَنْ عَمْرٍو ح وقرأت على عبد الرَّحْمَن ابْن أَحْمَدَ الْبَزَّازِ بِالإِسْنَادِ الْمُتَقَدِّمِ إِلَى أَحْمد بن عبد الله الْحَافِظ فَقَالَ ثَنَا مُحَمَّد ابْن أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ ثَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى ثَنَا الْحُمَيْدِيُّ ح قَالَ وَحدثنا أَبُو بَكْرٍ الطَّلْحِيُّ ثَنَا عبيد بن غَنَّام ثَنَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة قَالا ثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مَنْ لَمْ يَجِدْ إِزَارًا فَلْيَلْبَسْ سَرَاوِيلَ وَمَنْ لَمْ يَجِدْ نَعْلَيْنِ فَلْيَلْبَسْ خُفَّيْنِ
رَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أبي شيبَة فوافقناه بعلو
قَوْله فِيهِ
عقب حَدِيث 1742 مُحَمَّد بن زيد عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِمِنًى أَتَدْرُونَ أَيُّ يَوْمٍ هَذَا الْحَدِيثَ
قَالَ هِشَامُ بْنُ الْغَازِ أَنا نَافِعٌ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ وَقَفَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْمَ النَّحْرِ بَيْنَ الْجَمَرَاتِ فِي الْحَجَّةِ الَّتِي حَجَّ بِهَذَا وَقَالَ هَذَا يَوْمُ الْحَجِّ الأَكْبَرِ فَطَفِقَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُولُ اللَّهُمَّ اشْهَدْ وَوَدَّعَ النَّاسَ فَقَالُوا هَذِهِ حَجَّةُ الْوَدَاعِ
أَخْبرنِي بِذَلِكَ أَبُو الْحَسَنِ بْنُ أَبِي الْمَجْدِ فِيمَا قَرَأت عَلَيْهِ بِقَلْعَةِ الْجَبَلِ بِمِصْرَ أَخْبَرَكُمْ أَبُو الرَّبِيعِ بن قدامَة فِي كِتَابه عَن الإِمَامِ أَبِي حَفْصٍ السَّهْرَوَرْدِيِّ وَعَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ بَاقَا وَغَيْرِهِمَا أَنَّ طَاهِرَ بْنَ مُحَمَّدِ بن طَاهِر(3/104)
أَخْبَرَهُمْ أَنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ أَنا الْقَاسِمُ بْنُ أَبِي الْمُنْذِرِ أَنا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ثَنَا مُحَمَّد ابْن يَزِيدَ ثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ ثَنَا صَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ ثَنَا هِشَامُ بْنُ الْغَازِ سَمِعت نَافِعًا يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَفَ يَوْمَ النَّحْرِ بَيْنَ الْجَمَرَاتِ فِي الْحَجَّةِ الَّتِي حَجَّ فِيهَا فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّ يَوْمٍ هَذَا قَالُوا يَوْمُ النَّحْرِ قَالَ فَأَيُّ بَلَدٍ هَذَا قَالُوا هَذَا بَلَدُ اللَّهِ الْحَرَامُ قَالَ فَأَيُّ شَهْرٍ هَذَا قَالُوا شَهْرُ اللَّهِ الْحَرَامُ قَالَ هَذَا يَوْمُ الْحَجِّ الأَكْبَرِ وَدِمَاؤُكُمْ وَأَمْوَالُكُمْ وَأَعْرَاضُكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ هَذَا الْبَلَدِ فِي هَذَا الشَّهْرِ فِي هَذَا الْيَوْمِ ثُمَّ قَالَ هَلْ بَلَّغْتُ قَالُوا نَعَمْ فَطَفِقَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ اللَّهُمَّ اشْهَدْ ثُمَّ وَدَّعَ النَّاسَ فَقَالُوا هَذِهِ حَجَّةُ الْوَدَاعِ
رَوَاهُ أَبُو نعيم فِي الْمُسْتَخْرج من طَرِيق هِشَام بن عمار
وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد من رِوَايَة الْوَلِيد بن مُسلم عَن هِشَام بن الْغَاز
وَقد وَقع لنا عَالِيا من وَجه آخر قَرَأت عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بن مُحَمَّد بن منيع بسفح قَاسِيُونَ أَخْبَرَكُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحُسَيْن الْأنْصَارِيّ أَن مُحَمَّد بن أبي بكر أخبرهُ عَن الْحَافِظ أبي طَاهِر السلَفِي أَنا غَالب مُحَمَّد بن الْحسن الباقلاني فِي آخَرين قَالُوا أَنا أَبُو الْقَاسِم بن بَشرَان أَنا أَبُو مُحَمَّد الفاكهي بِمَكَّة من لَفظه ثَنَا أَبُو يحيى بن أبي ميسرَة ثَنَا أَبُو جَابر ثَنَا هِشَام بن الْغَاز فَذكره
رَوَاهُ أَبُو عوَانَة فِي صَحِيحه عَن ابْن أبي ميسرَة فوافقناه بعلو
وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ عَن عبد الله بن يُوسُف الفاكهي فَوَقع لنا بَدَلا عَالِيا أَبُو جَابر اسْمه مُحَمَّد بن عبد الْملك الْمَكِّيّ(3/105)
قَوْله 133
بَاب هَل يبيت أَصْحَاب السِّقَايَة
عقب حَدِيث 1745 ابْن نمير عَن عبيد الله عَن نَافِع عَن ابْن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ الْعَبَّاسَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ اسْتَأْذَنَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيَبِيتَ بِمَكَّةَ لَيَالِي مِنًى الْحَدِيثَ
تَابَعَهُ أَبُو أُسَامَةَ وَعُقْبَةُ بْنُ خَالِدٍ وَأَبُو ضَمْرَةَ انْتَهَى
أما حَدِيث أبي أُسَامَة فَأخْبرنَا عبد الرَّحْمَن بْنِ أَحْمَدَ الْبَزَّازِ بِالإِسْنَادِ الْمُتَقَدِّمِ آنِفا إِلَى أَحْمد بن عبد الله الْحَافِظ ثَنَا أَبُو بكر الطلحي ثَنَا عبيد بن غَنَّام ثَنَا أَبُو بكر بن أبي شَيْبَةَ ثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ وَأَبُو أُسَامَة عَن عبيد الله عَن نَافِع عَن ابْن عمر بِهِ
وَرَوَاهُ مُسلم فِي صَحِيحه عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شيبَة بِهِ فوافقناه بعلو
وَأما حَدِيث عقبَة بن خَالِد السكونِي
وَأما حَدِيث أبي ضَمرَة فأسنده المُصَنّف فِي الْحَج فِي بَاب مَا جَاءَ فِي سِقَايَة الْحَاج عَن عبد الله بن أبي الْأسود بِهِ
قَوْله فِي 134
بَاب رمي الْجمار
وَقَالَ جَابِرٌ رَمَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْمَ النَّحْرِ ضُحًى وَرَمَى بَعْدَ ذَلِك بعد(3/106)
الزَّوَالِ
قَالَ الجوزقي فِي الْمُتَّفق أَنا أَبُو حَاتِمٍ مَكِّيُّ بْنُ عَبْدَانَ ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ هَاشِمٍ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بِشْرٍ قَالا ثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَن ابْن جريج أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْمِي الْجَمْرَةَ ضُحًى يَوْمَ النَّحْرِ وَحْدَهُ وَرَمَى بَعْدَ ذَلِكَ بَعْدَ زَوَالِ الشَّمْسِ
وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ وَابْنُ خُزَيْمَةَ وَابْنُ حِبَّانَ فِي صِحَاحِهِمْ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ جُرَيْجٍ
وَقَدْ وَقَعَ لَنَا بِعُلُوٍّ مِنْ حَدِيثِهِ أخبرنَا أَبُو الْفَرَجِ بْنُ حَمَّادٍ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ إِسْمَاعِيلَ أَخْبَرَهُمْ أَنا أَبُو الْفرج بن الصيقل أَنا مَسْعُودٌ الْجَمَّالُ فِي كِتَابِهِ أَنا أَبُو عَليّ الْحداد أَنا أَبُو نعيم ثَنَا أَبُو بكر بن خَلاد ثَنَا الْحَارِث ابْن أَبِي أُسَامَةَ ثَنَا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ ثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ أَخْبرنِي أَبُو الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ بِهِ
قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ وَحدثنا النَّصِيبِيُّ يَعْنِي أَبَا بَكْرِ بْنَ خَلادٍ ثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ ثَنَا أَحْمَدُ بن حَنْبَل ثَنَا يحيى بن سَعِيدٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ بِهِ
وَبِهِ إِلَى أَبِي نُعَيْمٍ قَالَ وثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَأَبُو أَحْمَدَ قَالا ثَنَا عَبْدُ الله ابْن شيرويه ثَنَا إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيمَ أَنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ أَنا ابْنُ جُرَيْجٍ أَخْبرنِي أَبُو الزُّبَيْرِ سَمِعت جَابِرًا بِهِ
وَأخبرني بِهِ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ يَحْيَى بْنِ تَمِيمٍ أَنَّ أَحْمَدَ بْنَ أَبِي طَالِبٍ أَخْبَرَهُمْ أَنا أَبُو الْمُنَجَّا أَنا أَبُو الْوَقْتِ أَنا ابْنُ الْمُظَفَّرِ أَنا ابْنُ حمويه أَنا عِيسَى بن عمر(3/107)
السَّمرقَنْدِي أناالدارمي ثَنَا عبيد الله بْنُ مُوسَى أَنا ابْنُ جُرَيْجٍ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ رَمَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْجَمْرَةَ يَوْمَ النَّحْرِ ضُحًى وَبَعْدَ ذَلِكَ عِنْدَ زَوَالِ الشَّمْسِ
رَوَاهُ أَبُو عوَانَة فِي صَحِيحه عَن عَليّ بن حَرْب عَن عبد الله بن مُوسَى بِهِ فَوَقع لنا بَدَلا عَالِيا
قَوْله فِي 135
بَاب رمي الْجمار من بطن الْوَادي
1747 - حَدثنَا مُحَمَّد بن كثير أَنا سُفْيَانُ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَن عبد الرَّحْمَن ابْن يَزِيدَ قَالَ رَمَى عَبْدُ اللَّهِ مِنْ بَطْنِ الْوَادِي الْحَدِيثَ
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْوَلِيدِ ثَنَا سُفْيَان ثَنَا الْأَعْمَش بِهَذَا
هَكَذَا روينَاهُ فِي جَامع سُفْيَان الثَّوْريّ رِوَايَةُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْوَلِيدِ الْعَدنِي عَنهُ وَسَيَأْتِي الْإِسْنَاد إِلَيْهِ فِي الْفَصْل الثَّانِي الْمَعْقُود آخر الْكتاب
قَوْله 136
بَاب رمي الْجمار بِسبع حَصَيَات
ذكره ابْن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
وَقَالَ بعده 138
بَاب يكبر مَعَ كل حَصَاة
قَالَه ابْن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
وَقَالَ فِي
الْبَاب الَّذِي بعده 139 من رمي جَمْرَة الْعقبَة وَلم يقف(3/108)
قَالَه ابْن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
ثمَّ أسْند ذَلِك كُله فِي حَدِيث وَاحِد فِي الْبَاب الْمَذْكُور من طَرِيق ابْن شهَاب عَن سَالم عَن أَبِيه وَسَيَأْتِي فِي الْبَاب الَّذِي بعده
قَوْله 142
بَاب الدُّعَاء عِنْد الْجَمْرَتَيْن
1753 - قَالَ مُحَمَّدٌ حَدثنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ أَنا يُونُسُ عَنِ الزُّهْرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا رَمَى الْجَمْرَةَ الَّتِي تَلِي مَسْجِدَ مِنًى يَرْمِيهَا بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ الْحَدِيثَ
وَفِي آخِرِهِ قَالَ الزُّهْرِيُّ سَمِعت سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يُحَدِّثُ مِثْلَ هَذَا عَنْ أَبِيهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَفْعَلُهُ
هَكَذَا وَقع فِي كثير من الرِّوَايَات وَوَقع فِي روايتنا من طَرِيق أبي ذَر الْهَرَوِيّ فِي هَذَا الْموضع حَدثنَا مُحَمَّد فَذكره
وَقد وَقع لنا مَوْصُولا من طرق مِنْهَا قَالَ الْإِسْمَاعِيلِيّ فِي مستخرجه أَخْبرنِي ابْن نَاجِية ثَنَا مُوسَى يَعْنِي مُحَمَّد بن الْمثنى وسمى آخَرين غَيره قَالُوا أَنا عُثْمَان بن عمر بن فَارس ثَنَا يُونُس عَن الزُّهْرِيّ بِهِ
وَقَالَ الْبَيْهَقِيّ فِي السّنَن الْكَبِير أَنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَغَيْرُهُ قَالُوا ثَنَا أَبُو(3/109)
الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ثَنَا مُحَمَّد بن إِسْحَاق الصغاني ثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ أَنا يُونُسُ عَنِ الزُّهْرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا رَمَى الْجَمْرَةَ الَّتِي تَلِي الْمَسْجِدَ مَسْجِدَ مِنًى رَمَاهَا بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ يُكَبِّرُ كُلَّ مَا رَمَى بِحَصَاةٍ ثُمَّ تَقَدَّمَ أَمَامَهَا فَوَقَفَ مُسْتَقْبِلَ الْبَيْتِ رَافِعًا يَدَيْهِ يَدْعُوهُ وَكَانَ يُطِيلُ الْوُقُوفَ ثُمَّ يَأْتِي الْجَمْرَةَ الثَّانِيَةَ فَيَرْمِيهَا بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ يُكَبِّرُ كُلَّمَا رَمَى بِحَصَاةٍ وَيَنْحَدِرُ ذَاتَ الْيَسَارِ مِمَّا يَلِي الْوَادِي فيقف مُسْتَقل الْقبْلَة رَافعا يَدَيْهِ يدعوا ثُمَّ يَأْتِي الْجَمْرَةَ الَّتِي عِنْدَ الْعَقَبَةِ فَيَرْمِيهَا بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ يُكَبِّرُ كُلَّمَا رَمَى بِحَصَاةٍ ثُمَّ يَنْصَرِفُ وَلا يَقِفُ عِنْدَهَا قَالَ الزُّهْرِيّ سَمِعت سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يحدث بِمثل هَذَا الحَدِيث عَن أَبِيهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم قَالَ وَكَانَ ابْن عمر يَفْعَله
قَوْله فِي 144
بَاب طواف الْوَدَاع
عقب حَدِيث 1756 عَمْرو بن الْحَارِث عَنْ قَتَادَةَ أَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ حَدَّثَهُ عَنِ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صَلَّى الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ وَالْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ ثُمَّ رَقَدَ رَقْدَةً بِالْمُحَصَّبِ الْحَدِيثَ
تَابعه اللَّيْث حَدثنِي خَالِد عَن سعيد عَن قَتَادَة أَن أنس بن مَالك رَضِي الله عَنهُ حَدَّثَهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم
قَالَ سمويه فِي فَوَائده حَدثنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ حَدَّثَنِي اللَّيْثُ حَدَّثَنِي خَالِدٌ عَن سعيد بن أبي هِلَال عَنْ قَتَادَةَ بْنِ دِعَامَةَ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ وَالْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ وَرَقَدَ رَقْدَةً بِمِنًى ثُمَّ رَكِبَ إِلَى الْبَيْتِ فَطَافَ بِهِ كَذَا سَاقه
وَقد قَرَأت عَلَى فَاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدٍ أَخْبَرَكُمْ أَبُو نَصْرِ بْنُ الشِّيرَازِيِّ عَن عبد الحميد ابْن عَبْدِ الرَّشِيدِ أَنَّ الْحَافِظَ أَبَا الْعَلَاء الْعَطَّار أخْبرهُم أَنا الْحسن بْنُ أَحْمَدَ الْحَدَّادُ أَنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ ثَنَا مُطَّلِبُ بْنُ شُعَيْب ثَنَا(3/110)
عبد الله بن صَالح مثله لَكِن قَالَ عَن أنس بن مَالك أَنه حَدثهُ فَذكره
قَالَ سُلَيْمَان لم يروه عَن سعيد بن أبي هِلَال إِلَّا خَالِد بن يزِيد تفرد بِهِ اللَّيْث وَلَا روى سعيد عَن قَتَادَة عَن أنس حَدِيثا غير هَذَا
وَقَالَ الْبَزَّار فِي مُسْنده ثَنَا مُحَمَّد بن مِسْكين ثَنَا عبد الله بن صَالح بِهِ لَكِن قَالَ إِن أنس بن مَالك أخبرهُ ثمَّ قَالَ لَا نعلم أسْند سعيد عَن قَتَادَة عَن أنس غير هَذَا الحَدِيث
قَوْله فِي 145
بَاب إِذا حَاضَت الْمَرْأَة بَعْدَمَا أفاضت
عقب حَدِيث 1758 1759 أَيُّوب عَنْ عِكْرِمَةَ أَنَّ أَهْلَ الْمَدِينَةِ سَأَلُوا ابْنَ عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا عَن امْرَأَةٍ طَافَتْ ثُمَّ حَاضَتْ قَالَ لَهُمْ تَنْفِرُ الْحَدِيثَ
رَوَاهُ خَالِد وَقَتَادَة عَن عِكْرِمَة
أما حَدِيث خَالِد فَقَالَ الْبَيْهَقِيّ فِي السّنَن الْكَبِير أَنا أَبُو عبد الله الْحَافِظُ ثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بن يَعْقُوب ثَنَا مُحَمَّد بن إِسْحَاقَ أَنا مُعَلَّى بْنُ مَنْصُورٍ ثَنَا هُشَيْمٌ أَنا خَالِدٌ عَنْ عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس أَنه قَالَ إِذَا طَافَتْ يَوْمَ النَّحْرِ ثُمَّ حَاضَتْ فَلْتَنْفِرْ وَقَالَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ لَا تَنْفِرُ حَتَّى تَطْهُرَ وَتَطُوفَ بِالْبَيْتِ ثُمَّ أَرْسَلَ بَعْدَ ذَلِكَ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ إِنِّي وَجَدْتُ الَّذِي قُلْتَ كَمَا قُلْتَ
وَأما حَدِيث قَتَادَة فَقَالَ الْإِسْمَاعِيلِيّ فِي مستخرجه أَخْبَرَنِيهِ الْحَسَنُ بن(3/111)
سُفْيَانَ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَلادٍ الْبَاهِلِيُّ ثَنَا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ ثَنَا هِشَامٌ عَنْ قَتَادَةَ ح وَأخبرنا بِهِ عَالِيًا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ أَبِي الْمَجْدِ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبَانٍ أَنَّ يُوسُفَ بن خَلِيل الْحَافِظ أخْبرهُم أَنا خَلِيلُ بْنُ بَدْرٍ أَنا أَبُو عَليّ الْحداد أَنا أَبُو نعيم أَنا عبد الله بن جَعْفَر أَنا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ ثَنَا أَبُو دَاوُدَ ثَنَا هِشَامٌ عَنْ قَتَادَة عَن عِكْرِمَة وَقَالَ الْبَيْهَقِيُّ أَنا عَبْدُ اللَّهِ الْحَافِظُ ثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بن يَعْقُوب ثَنَا مُحَمَّد بن إِسْحَاقَ أَنا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ أَنا سيد عَنْ قَتَادَةَ عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ اخْتَلَفَ فِيهَا ابْنُ عَبَّاسٍ وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ فَقَالَ زَيْدٌ لِيَكُنْ آخِرَ عَهْدِهَا بِالْبَيْتِ يَعْنِي الطَّوَافَ بِالْبَيْتِ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ إِذَا أَفَاضَتْ يَوْمَ النَّحْرِ ثُمَّ حَاضَتْ فَلْتَنْفِرْ إِنْ شَاءَتْ فَقَالَتِ الأَنْصَارُ أَنا لَا نُتَابِعُكَ إِذَا خَالَفْتَ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ سَلُوا صَاحِبَتَكُمْ أُمَّ سُلَيْمٍ فَسَأَلُوهَا فَأَنْبَأَتْ أَنَّ صَفِيَّةَ بِنْتِ حييّ بن أَخطب حاضب بَعْدَمَا طَافَتْ بِالْبَيْتِ يَوْمَ النَّحْرِ فَقَالَتْ لَهَا عَائِشَةُ الْخَيْبَةُ لَكِ حَبَسْتِنَا فَذَكَرُوا ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَمَرَهَا أَنْ تَنْفِرَ وَأَخْبَرَتْ أُمَّ سُلَيْمٍ أَنَّهَا لَقِيَتْ ذَلِكَ وَأَمَرَهَا أَنْ تَنْفِرَ
وَهَكَذَا رَوَاهُ سعيد بن أبي عرُوبَة فِي كتاب الْمَنَاسِك لَهُ
وأنبانيه غير وَاحِد عَن الْحَافِظِ أَبِي مُحَمَّدٍ الْبِرْزَالِيِّ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَحْمَدَ السَّعْدِيَّ أَخْبَرَهُ أَنا أَبُو الْيمن الْكِنْدِيّ أَنا عبد الله بن عَليّ المقريء أَنا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ النَّقُّورِ عَن أمه السَّلَام بنت أَحْمد بن كَامِل سَمَاعا أَن مُحَمَّد بن(3/112)
إِسْمَاعِيل أخْبرهُم أَنا مُحَمَّد بن يحيى الْقطعِي ثَنَا عبد الْأَعْلَى ثَنَا سعيد عَن قَتَادَة مثله
قَوْله
وَقَالَ أَفْلَحُ عَنِ الْقَاسِمِ عَنْ عَائِشَةَ كُنَّا نَتَخَوَّفُ أَنْ تَحِيضَ صَفِيَّةُ الْحَدِيثُ
هَكَذَا ذَكَرَ الْمزي فِي الْأَطْرَاف أَن البُخَارِيّ عَلَّقَ هَذَا فِي الْحَجِّ وَلَمْ أَرَهُ فِيهِ
وَأخبرنا بِهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَحْمَدَ أَنا عَلِيُّ بْنُ إِسْمَاعِيلَ أَنا أَبُو الْفَرَجِ ابْن الصَّيْقَلِ أَنا مَنْصُورٌ الْجَمَّالُ فِي كِتَابه أَنا أَبُو عَليّ الْحداد أَنا أَبُو نُعَيْمٍ ثَنَا فَارُوقُ بْنُ عَبْدِ الْكَبِيرِ ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ثَنَا الْقَعْنَبِيُّ ثَنَا أَفْلَحُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنِ الْقَاسِمِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ كُنَّا نَتَخَوَّفُ أَنْ تَحِيضَ صَفِيَّةُ قَبْلَ أَنْ تَفِيضَ قَالَتْ فَجَاءَنَا رَسُولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ أَحَابِسَتُنَا صَفِيَّةُ قُلْنَا قَدْ أَفَاضَتْ قَالَ فَلا إِذْنَ
رَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنِ الْقَعْنَبِيِّ فَوَافَقْنَاهُ بِعُلُوٍّ
قَوْله فِيهِ
1762 - حَدثنَا أَبُو النُّعْمَانِ هُوَ عَارِمٌ ثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنِ الْأسود عَن عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا قَالَتْ خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلا نَرَى إِلا الْحَجُّ فَقَدَّمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَطَافَ بِالْبَيْتِ وَبَين الصَّفَا(3/113)
وَالْمَرْوَةِ الْحَدِيثَ وَفِيهِ مَا كُنْتِ تَطَوَّفْتِ بِالْبَيْتِ لَيَالِي قَدِمْنَا قَالَتْ لَا قَالَ فَاخْرُجِي مَعَ أَخِيكِ إِلَى التَّنْعِيمِ الْحَدِيثَ
وَفِيهِ وَقَالَ مُسَدّد قلت لَا
وَتَابعه جرير عَن مَنْصُور يَعْنِي فِي قَوْله لَا انْتهى
أما حَدِيث مُسَدّد فَقَرَأت على خَدِيجَة بنت الشَّيْخ أبي إِسْحَاق بن سُلْطَان بِدِمَشْق أخْبركُم الْقَاسِم بن مظفر بن عَسَاكِرَ إِجَازَةً إِنْ لَمْ يَكُنْ سَمَاعا عَن عبد الْعَزِيز ابْن دُلَفَ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ الْمُبَارَكِ بْنِ نَغُوبَا أَخْبَرَهُ أَنا أَبُو نُعَيْمٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْجُمَّارِيُّ أَنا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ بْنِ يَزْدَادَ أَنا الْحَافِظُ أَبُو مُحَمَّد عبد الله بن مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ ثَنَا أَبُو خَلِيفَةَ ثَنَا مُسَدَّدٌ ثَنَا أَبُو عوَانَة عَن مَنْصُور عَن إِبْرَاهِيم عَنِ الأَسْوَدِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلا نَرَى إِلا أَنَّهُ الْحَجُّ فَلَمَّا قَدِمَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَطَافَ بِالْبَيْتِ الْحَدِيثَ وَفِيهِ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَكُلُّ أَصْحَابِكَ بِحَجٍّ وَعُمْرَةٍ غَيْرِي قَالَ مَا كُنْتِ طُفْتِ لَيَالِي قَدِمْنَا قُلْتُ لَا الْحَدِيثَ
وَأما حَدِيث جرير فأسنده المُصَنّف فِي الْحَج أَيْضا فِي بَاب التَّمَتُّع وَالْقرَان والإفراد عَن عُثْمَان بن أبي شيبَة عَنهُ بِهِ
قَوْله 149
بَاب من نزل بِذِي طوى إِذا رَجَعَ من مَكَّة
1769 - قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى ثَنَا حَمَّادٌ عَنْ أَيُّوب عَن نَافِع عَن(3/114)
ابْن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا أَنَّهُ كَانَ إِذَا أَقْبَلَ بَاتَ بِذِي طُوًى حَتَّى إِذَا أَصْبَحَ دَخَلَ وَإِذَا نَفَرَ مَرَّ بِذِي طُوًى وَبَاتَ بِهَا حَتَّى يُصْبِحَ وَكَانَ يَذْكُرُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَفْعَلُ ذَلِكَ
أَنبأَنَا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ أَبِي الْمَجْدِ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ حَمْزَة أَن عبد الْعَزِيز ابْن بَاقَا كَتَبَ إِلَيْهِمْ أَنا يَحْيَى بْنُ ثَابِتٍ أَنا أَبِي أَنا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ ثَنَا أَبُو بَكْرٍ الإِسْمَاعِيلِيُّ قَالَ حَمَّادٌ هَذَا هُوَ ابْنُ سَلَمَةَ أَخْبَرَنِيهِ الْحَسَنُ ابْن سُفْيَانَ ثَنَا مُحَمَّدُ ثَنَا حَمَّادٌ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ وَأَيُّوبَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ كَانَ يُصَلِّي الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ وَالْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ ثُمَّ يَهْجَعُ هَجْعَةً فِي الْبَطْحَاءِ ثُمَّ يَدْخُلُ مَكَّةَ وَيَزْعُمُ أَنَّ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَفْعَلُ ذَلِكَ
قَوْله فِي 151
بَاب الإدرلاج من المحصب
عقب حَدِيث 1771 حَفْص بْنُ غِيَاثٍ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيم عَن الْأسود عَن عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ حَاضَتْ صَفِيَّةُ لَيْلَةَ النَّفْرِ فَقَالَتْ مَا أُرَانِي إِلا حَابِسَتَكُمْ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَقْرَى حَلْقَى أَطَافَتْ يَوْمَ النَّحْرِ قِيلَ نَعَمْ قَالَ فَانْفِرِي
1772 - زَادَ مُحَمَّدٌ حَدثنَا مُحَاضِرٌ ثَنَا الأَعْمَشُ عَنْ إِبْرَاهِيم عَن الْأسود عَن عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم(3/115)
لَا نَذْكُرُ إِلا الْحَجَّ الْحَدِيثَ
وَقع فِي بعض الرِّوَايَات الَّتِي اتَّصَلت لنا وَهِي رِوَايَة أبي ذَر الْهَرَوِيّ زادني مُحَمَّد وعَلى هَذَا فَلَيْسَ من شرطنا وَقد أسْندهُ مَعَ ذَلِك الْإِسْمَاعِيلِيّ قَالَ أَخْبَرَنِي الْحسن هُوَ ابْن سُفْيَان ثَنَا ابْن نمير هُوَ مُحَمَّد بن عبد الله ثَنَا محَاضِر بِالْحَدِيثِ بِطُولِهِ
وَرَوَاهُ أَبُو نعيم فِي مستخرجه عَن أبي عَمْرو بن حمدَان وَأبي أَحْمد كِلَاهُمَا عَن الْحسن بن سُفْيَان بِهِ
قَوْله فِي 36
أَبْوَاب الْعمرَة
1 - بَاب وجوب الْعمرَة وفضلها
وَقَالَ بن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا لَيْسَ أحد إِلَّا وَعَلِيهِ حجَّة وَعمرَة
وَقَالَ ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا إِنَّهَا لقرينتها فِي كتاب الله {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ} 196 الْبَقَرَة
أما قَول ابْن عمر فَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ فِي السّنَن ثَنَا أَبُو مُحَمَّد بن صاعد ثَنَا أَبُو عبيد الله المَخْزُومِي ثَنَا هِشَام بن سُلَيْمَان وَعبد الْمجِيد بن عبد الْعَزِيز عَن ابْن جريج
وَقَالَ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك أخبرنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاق الْفَقِيه أَنا الْحسن ابْن(3/116)
عَلِيِّ بْنِ زِيَادٍ ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى ثَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ وَغَيْرُهُ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ وَأخبرني نَافِعٌ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ كَانَ يَقُولُ لَيْسَ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ أَحَدٌ إِلا عَلَيْهِ حَجَّةٌ وَعُمْرَةٌ وَاجِبَتَانِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلا فَمَنْ زَادَ بَعْدَهَا شَيْئًا فَهُوَ خَيْرٌ وَتَطَوُّعٌ وَقَالَ إِسْنَاد صَحِيح على شَرطهمَا
وَرَوَاهُ ابْن خُزَيْمَة فِي صَحِيحه من حَدِيث ابْن جريج قلت لكنه مَوْقُوف وَكَأن الْحَاكِم يرى أَن حكمه حكم الْمَرْفُوع من أَن الصَّحَابِيّ لَا يَقُول مثل ذَلِك من قبل رَأْيه
وَقَالَ الْبَيْهَقِيّ فِي السّنَن الْكَبِير أَنا أَبُو عبد الله الْحَافِظ فَذكره
وَقَالَ عبد بن حميد فِي التَّفْسِير أَنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ نَافِعٍ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ قَالَ الْعُمْرَةُ وَاجِبَةٌ
وَرَوَاهُ سعيد بن أبي عرُوبَة فِي الْمَنَاسِك لَهُ ثَنَا أَيُّوبُ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ الْحَجُّ وَالْعُمْرَةُ فَرِيضَتَانِ
وَأما قَول ابْن عَبَّاس فَقَالَ عبد فِي التَّفْسِير أخبرنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنِ بن جُرَيْجٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَطَاءٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ الْعُمْرَةُ وَاجِبَةٌ كَوُجُوبِ الْحَجِّ
وأخبرناه عَالِيا باللفط الَّذِي عَلَّقَهُ بِهِ الْمُصَنِّفُ أَبُو هُرَيْرَةَ بْنُ الْحَافِظِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الذَّهَبِيِّ إِجَازَةً أَنَّ الْقَاسِمَ بْنَ عَسَاكِرَ أَخْبَرَهُمْ عَنْ مَحْمُودِ بْنِ مَنْدَهْ أَنَّ أَبَا الْخَيْرِ الْبَاغَبَانَ أَخْبَرَهُ أَنا أَبُو عَمْرٍو عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الْحَافِظِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَنْدَهْ أَنا أَبِي ثَنَا مُحَمَّدٌ هُوَ ابْنُ يَحْيَى بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ ابْن حَرْبٍ ثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ ثَنَا(3/117)
سُفْيَانُ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ سَمِعت طَاوُسًا يَقُولُ سَمِعت ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ وَاللَّهِ إِنَّهَا لَقَرِينَتُهَا فِي كتاب الله {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ} 196 الْبَقَرَة
وَرَوَاهُ الشَّافِعِي فِي الْأُم وَسَعِيد بن مَنْصُور فِي السّنَن عَن سُفْيَان بن عُيَيْنَة فوافقناهما بعلو
وَرَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ وَالْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك بِإِسْنَاد ضَعِيف من رِوَايَة مُحَمَّد بن كثير وَقد اخْتلف عَلَيْهِ فِيهِ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ وَهُوَ الْمَكِّيُّ ضَعِيفٌ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ بِلَفْظِ الْحَجُّ وَالْعُمْرَةُ فَرِيضَتَانِ
قَوْله فِي 2
بَاب من اعْتَمر قبل الْحَج
عقب حَدِيث 1774 ابْن جريج أَن عِكْرِمَة بن خَالِد سَأَلَ ابْن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا عَن الْعمرَة قبل الْحَج فَقَالَ لَا بَأْس الحَدِيث
وَقَالَ إِبْرَاهِيم بن سعد عَن ابْن إِسْحَاق حَدثنِي عِكْرِمَة بن خَالِد قَالَ سَأَلت ابْن عمر مثله
قَالَ الإِمَام أَحْمد فِي مُسْنده أخبرنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ هُوَ ابْنُ سَعْدٍ ثَنَا أبي عَن ابْن إِسْحَاق حَدَّثَني عِكْرِمَةُ بْنُ خَالِدِ بْنِ الْقَاضِي المَخْزُومِي قَالَ قدمت(3/118)
الْمَدِينَةَ فِي نَفَرٍ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ نُرِيدُ الْعُمْرَةَ مِنْهَا فَلَقِيتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ فَقُلْتُ أَنا قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ وَلَمْ نَحُجَّ قَطُّ أَفَنَعْتَمِرُ مِنَ الْمَدِينَةِ قَالَ نَعَمْ وَمَا يَمْنَعُكُمْ مِنْ ذَلِكَ فَقَدِ اعْتَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عُمُرَهُ كُلَّهَا قَبْلَ حجَّته فاعتمرنا
قَوْله فِي 10
بَاب يفعل فِي الْعمرَة مايفعل فِي الْحَج
عقب حَدِيث 1790 مَالك عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ قَالَ قُلْتُ لِعَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأنا يَوْمَئِذٍ حَدِيثُ السِّنِّ أَرَأَيْتَ قَوْلَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ 158 الْبَقَرَة الْحَدِيثَ
زَادَ سُفْيَانُ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ عَنْ هِشَامٍ مَا أَتَمَّ اللَّهُ حَجَّ امْرِئٍ وَلا عُمْرَتَهُ لَمْ يَطُفْ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ انْتَهَى
أما حَدِيث سُفْيَان
وَأما حَدِيث أبي مُعَاوِيَة فَقَالَ مُسلم فِي صَحِيحه حَدثنَا يحيى ابْن يَحْيَى ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ح وَقَرَأْتُهُ عَالِيًا عَلَى طَرِيقِهِ بِدَرَجَةٍ على عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد الْغَزِّيُّ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ إِسْمَاعِيلَ أَخْبَرَهُمْ عَنْ أَبِي الْفَرَجِ بْنِ الصَّيْقَلِ سَمَاعًا أَنا أَبُو الْحَسَنِ الْجَمَّالُ فِي كِتَابِهِ أَنَّ أَبَا عَليّ الْحسن بن أَحْمد الْحداد أَخْبَرَهُمْ أَنا أَبُو نُعَيْمٍ ثَنَا عبد الله بن مُحَمَّد بن جَعْفَرٍ ثَنَا حَامِدُ بْنُ شُعَيْبٍ ثَنَا شُرَيْح بن(3/119)
يُونُسَ ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قُلْتُ يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ إِنِّي لأَظُنُّ لَوْ أَنَّ رَجُلا تَرَكَ الطَّوَافَ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ مَا ضَرَّهُ قَالَتْ لِمَ قُلْتُ لأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ} الْآيَة 158 الْبَقَرَة فَقَالَتْ لَوْ كَانَ كَمَا تَقُولُ لَكَانَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ لَا يَطُوفَ بِهِمَا مَا تَمَّمَ اللَّهُ حَجَّ امْرِئٍ وَلا عُمْرَتَهُ حَتَّى يَطُوفَ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ الْحَدِيثَ
وروى وَكِيع عَن هِشَام هَذِه الزِّيَادَة الْمَوْقُوفَة فَقَط
قَالَ ابْن جرير فِي تَفْسِيره ثَنَا أَبُو كريب ثَنَا وَكِيع بِهِ
وَقد روى هَذَا عَن عَائِشَة من وَجه آخر قَالَ عبد الرَّزَّاق أَنا مَعْمَرٌ عَنْ أَيُّوبَ عَن ابْن أبي مليكَة عَن عَائِشَةَ قَالَتْ مَا تَمَّ حَجُّ امْرِئٍ وَلا عُمْرَتَهُ حَتَّى يَطُوفَ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ
قَوْله 11
بَاب مَتى يحل الْمُعْتَمِر
وَقَالَ عَطاء عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم أَصْحَابه أَن يجعلوها عمْرَة ويطوفوا ثمَّ يقصروا ويحلوا انْتهى
هَذَا طرف من حَدِيث جَابر فِي صفة حجَّة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقد أسْندهُ المُصَنّف قَرِيبا فِي بَاب عمْرَة التَّنْعِيم وَفِي بَاب تقضي الْحَائِض الْمَنَاسِك إِلَّا الطّواف بِالْبَيْتِ
قَوْله فِي 17
بَاب من أسْرع نَاقَته إِذا بلغ الْمَدِينَة(3/120)
1802 - حَدَّثنا سعيد بن أبي مَرْيَم ثَنَا مُحَمَّد بن جَعْفَر بن أَبِي كَثِيرٍ أَخْبرنِي حُمَيْدٌ أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا قدم مِنْ سَفَرٍ فَأَبْصَرَ جُدُرَاتِ الْمَدِينَةِ أَوْضَعَ نَاقَتَهُ وَإِنْ كَانَتْ دَابَّةً حَرَّكَهَا زَاد الْحَارِث بن عُمَيْر عَن حميد حركها من حبها
ثمَّ قَالَ حَدثنَا قُتَيْبَة حَدثنَا إِسْمَاعِيل عَن حميد عَن أنس قَالَ جدرات تَابِعَة الْحَارِث بن عُمَيْر انْتهى
أخبرنَا بِذَلِكَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْحَلاوِيُّ أَنا أَحْمد بن أبي بكر بن طَيٍّ أَنا عَبْدُ اللَّطِيفِ بْنُ عَبْدِ الْمُنْعِمِ أَنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ أَنا هِبَةُ اللَّهِ بن مُحَمَّد أَنا الْحسن بن عَلِيٍّ الْمُذْهِبُ أَنا أَحْمَدُ بْنُ مَالِكٍ الْقَطِيعِيُّ ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ابْن أَحْمَدَ حَدَّثَنِي أَبِي ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ ثَنَا الْحَارِثُ بْنُ عُمَيْرٍ عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ فَنَظَرَ إِلَى جُدُرَاتِ الْمَدِينَةِ أَوْضَعَ نَاقَتَهُ وَإِنْ كَانَ عَلَى دَابَّةٍ حَرَّكَهَا مِنْ حُبِّهَا
وَرَوَاهُ أَبُو بكر بن أبي شيبَة فِي مُسْنده عَن خَالِد بن مخلد عَن الْحَارِث ابْن عُمَيْر وَمُحَمّد بن جَعْفَر كِلَاهُمَا عَن حميد بِهِ
من 27 أَبْوَاب الْمحصر(3/121)
قَوْله
قَالَ عَطاء الْإِحْصَار من كل شَيْء يحْبسهُ
أخبرنَا بذلك عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد الْفراء أَنَّ أَحْمَدَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ الْحسن أخبرهُ أَن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل أخبرهُ أَنا عَليّ بن طَلْحَة أَنا أَبُو الْقَاسِم ابْن الْحصين أَنا أَبُو طَالب بن غَيْلانَ أَنا أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ ثَنَا إِسْحَاق ابْن الْحُسَيْن الْحَرْبِيّ ثَنَا أَبُو حُذَيْفَة ثَنَا سُفْيَان عَن ابْن جريج عَن عَطاء قَالَ {فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ} 196 الْبَقَرَة قَالَ الْإِحْصَار فِي كل شَيْء يحْبسهُ
رَوَاهُ عبد بن حميد فِي تَفْسِيره عَن أبي نعيم عَن سُفْيَان فَوَقع لنا بَدَلا عَالِيا
وَرَوَاهُ ابْن جرير عَن الْمثنى عَن أبي نعيم بِهِ
قَوْله 4
بَاب من قَالَ لَيْسَ على الْمحصر بدل
قَالَ رَوْحٌ عَن شبْل عَن ابْن أبي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ إِنَّمَا الْبَدَلُ عَلَى مَنْ نَقَضَ حَجَّهُ بِالتَّلَذُّذِ فَأَمَّا مَنْ حَبَسَهُ عُذْرٌ أَوْ غَيْرُ ذَلِكَ فَإِنَّهُ يَحِلُّ وَلا يَرْجِعُ وَإِنْ كَانَ مَعَهُ هَدْيٌ وَهُوَ مُحْصَرٌ نَحَرَهُ إِنْ كَانَ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَبْعَثَ بِهِ وَإِنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَبْعَثَ بِهِ لَمْ يَحِلَّ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيَ مَحِلَّهُ
قَالَ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي تَفْسِير حَدثنَا روح فَذكره
قَوْله وَقَالَ مَالك وَغَيره ينْحَر هَدْيه ويحلق فِي أَي مَوضِع كَانَ وَلَا قَضَاء عَلَيْهِ لِأَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
وَأَصْحَابه بِالْحُدَيْبِية نحرُوا وحلقوا وحلوا من كل شَيْء(3/122)
قبل الطّواف وَقبل أَن يصل الْهَدْي إِلَى الْبَيْت ثمَّ لم يَذْكُرُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم أَمرهم أَن يقضوا شَيْئا وَلَا يعودوا لَهُ وَالْحُدَيْبِيَة خَارج من الْحَرَام
أما قَول مَالك فَهَكَذَا رَوَاهُ عَنهُ أَبُو مُصعب وَيحيى بن بكير وَغَيرهمَا فِي الْمُوَطَّأ
وَأما قَول غَيره فَهُوَ قَول الشَّافِعِي وَأَصْحَابه وَأَصْحَاب مَالك وَالظَّاهِر انه عَنى بِهِ الشَّافِعِي بِدَلِيل أَن قَوْله فِي آخر الْكَلَام وَالْحُدَيْبِيَة خَارج الْحرم هُوَ كَلَام الشَّافِعِي وَسَيَأْتِي إسنادنا إِلَى الشَّافِعِي بِكِتَاب الْأُم فِي آخر هَذَا الْكتاب إِن شَاءَ الله
وَأما الحَدِيث الْمَرْفُوع فَهُوَ إِشَارَة إِلَى حَدِيث الْمسور بن مخرمَة والبراء ابْن عَازِب فِي قصَّة الْحُدَيْبِيَة وَقد ذكره فِي الْمَغَازِي بِتَمَامِهِ مُتَّصِلا
قَوْله 8
بَاب النّسك بِشَاة
1817 - حَدثنَا إِسْحَاقُ أَنا رَوْحٌ ثَنَا شِبْلٌ عَن ابْن أبي نجيح عَن مُجَاهِد حَدثنِي عبد الرَّحْمَن ابْن أَبِي لَيْلَى عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَآهُ وَأَنَّهُ يَسْقُطُ الْقَمْلُ عَلَى وَجْهِهِ فَسَاقَ الْحَدِيثَ إِلَى قَوْلِهِ أَوْ يَصُومُ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ
1818 - وَعَن مُحَمَّد بن يُوسُف ثَنَا وَرْقَاء عَن ابْن أبي نجيح عَنْ مُجَاهِدٍ حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ ابْن أَبِي لَيْلَى عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُول(3/123)
الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رَآهُ وقمله يسْقط على وَجهه مثله انْتهى
وَقَوله
وَعَن مُحَمَّد بن يُوسُف مَعْطُوف على قَوْله أَنا روح والْحَدِيث عِنْد إِسْحَاق عَن روح وَعَن مُحَمَّد بن يُوسُف بالإسنادين مَعًا وَسَيَأْتِي لذَلِك نطير فِي تَفْسِير سُورَة الْبَقَرَة
وَقد وَقع لنا حَدِيث مُحَمَّد بن يُوسُف الْفرْيَابِيّ فِي تَفْسِيره بِهَذَا الْإِسْنَاد وَذكرنَا إسنادنا إِلَيْهِ فِي مُقَدّمَة كتاب التَّفْسِير من هَذَا الْمَجْمُوع
وَوَصله الْإِسْمَاعِيلِيّ فِي مستخرجه أَنا عَليّ بن مُحَمَّد ثَنَا هَاشم بن سعيد ثَنَا مُحَمَّد بن يُوسُف الْفرْيَابِيّ ثَنَا وَرْقَاء فَذكره
28 كتاب جَزَاء الصَّيْد
قَوْله 2
بَاب إِذا صَاد الْحَلَال وَأهْدى للْمحرمِ الصَّيْد يَأْكُلهُ
وَلم ير ابْن عَبَّاس وَأنس بِالذبْحِ بَأْسا
أما قَول ابْن عَبَّاس فَقَالَ عبد الرَّزَّاق أَنا وَهْبُ بْنُ نَافِعٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ أَمَرَهُ أَنْ يَذْبَحَ جَزُورًا وَهُوَ مُحْرِمٌ
وَأما قَول أنس فَقَالَ ابْن أبي شيبَة حَدثنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ عَنِ الصَّبَّاحِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيِّ قَالَ سَأَلْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ عَنِ الْمُحْرِمِ هَلْ يَذْبَحُ قَالَ نَعَمْ
قَوْله 9
بَاب لَا ينفر صيد الْحرم
1833 - حَدثنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى ثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ ثَنَا خَالِدٌ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ(3/124)
ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ مَكَّةَ الْحَدِيثَ
وَعَن خَالِد عَن عِكْرِمَة قَالَ ينفر صيدها هُوَ أَن ينحى عَن الظل وَينزل مَكَانَهُ
هَذَا مَعْطُوف على الْإِسْنَاد الأول بِدَلِيل أَنه أسْندهُ فِي بَاب مَا قيل فِي الصواغ فِي أَثْنَاءِ حَدِيثِ خَالِدٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ مَكَّةَ فَلَمْ تَحِلَّ لأَحَدٍ كَانَ قَبْلِي الْحَدِيثَ وَفِيهِ قَالَ عِكْرِمَةُ نَرَى مَا يُنَفَّرُ صَيْدُهَا هُوَ أَنْ تُنَحِّيَهُ مِنَ الظِّلِّ وَتَنْزِلَ مَكَانَهُ
قَوْله 8
بَاب لَا يعضد شجر الْحرم
وَقَالَ ابْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم \ ز 150 ب \ لَا يعضد شوكه قلت هَذَا أسْندهُ كَمَا ترى قبل وَهُوَ بِلَفْظ وَلَا يعضد شَجَرهَا وَذكره بعد بَاب من رِوَايَة طَاوس عَن ابْن عَبَّاس بِلَفْظ لَا يعضد شوكه
قَوْله 10
بَاب لَا يحل الْقِتَال بِمَكَّة
وَقَالَ أَبُو شُرَيْح رَضِي الله عَنهُ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَا يسفك بهَا(3/125)
دَمًا
قلت أسْندهُ فِي الْبَاب الَّذِي قبله
قَوْله 11
بَاب الْحجامَة للْمحرمِ وكوى ابْن عمر ابْنه وَهُوَ محرم
قَالَ سعيد بن مَنْصُور فِي السّنَن حَدثنَا أَبُو الأَحْوَصِ ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُهَاجِرِ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ أَصَابَ وَاقِدَ بن عبد الله بن عمر بِرْسَامٌ فِي الطَّرِيقِ وَهُوَ مُتَوَجِّهٌ إِلَى مَكَّةَ فَكَوَاهُ ابْنُ عُمَرَ
قَوْله 13
بَاب مَا ينْهَى من الطّيب للْمحرمِ والمحرمة
وَقَالَت عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا لَا تلبس الْمُحرمَة ثوبا بورس وَلَا زعفران
قَالَ الْبَيْهَقِيّ فِي السّنَن الْكَبِير أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ أَنا أَبُو عمروبن مَطَرٍ ثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ ثَنَا عبيد الله بْنُ مُعَاذٍ ثَنَا أَبِي ثَنَا شُعْبَةُ عَنْ يَزِيدَ الرِّشْكِ عَنْ مُعَاذَةَ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ الْمُحْرِمَةُ تَلْبَسُ مِنَ الثِّيَابِ مَا شَاءَتْ إِلا ثَوْبًا مَسَّهُ وَرْسٌ أَوْ زَعْفَرَانٌ وَلا تَتَبَرْقَعُ وَلا تَلَثَّمُ وَتُسْدِلُ الثَّوْبَ عَلَى وَجْهِهَا إِنْ شَاءَتْ
قَوْله فِيهِ
عَقِبَ حَدِيثِ 1838 اللَّيْثِ عَنْ نَافِعٌ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ الله(3/126)
عَنْهُمَا قَالَ قَامَ رَجُلٌ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَاذَا تَأْمُرُنَا أَنْ نَلْبَسَ مِنَ الثِّيَابِ فِي الإِحْرَامِ الْحَدِيثَ وَفِيهِ وَلا تَلْبَسُوا شَيْئًا مَسَّهُ زَعْفَرَانٌ وَلا وَرْسٌ وَلا تَنْتَقِبُ الْمَرْأَةُ الْمُحْرِمَةُ وَلا تَلْبَسُ الْقُفَّازَيْنِ
تَابعه مُوسَى بن عقبَة وَإِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن عقبَة وَجُوَيْرِية وَابْن إِسْحَاق فِي النقاب والقفازين
وَقَالَ عبيد الله وَلَا ورس وَكَانَ يَقُول لَا تنتقب الْمُحرمَة وَلَا تلبس القفازين
وَقَالَ مَالك عَن نَافِع عَن ابْن عمر لَا تنتقب الْمُحرمَة وَتَابعه لَيْث بن أبي سليم
أما حَدِيث مُوسَى بن عقبَة فَقَالَ الْبَيْهَقِيّ فِي السّنَن الْكَبِير أخبرنَا أَبُو الْحسن ابْن عَبْدَانِ أَنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ ثَنَا الْحسن بن الْعَبَّاس بن مهْرَان الْحمال ثَنَا سُوَيْد بن سعيد ثَنَا حَفْص هُوَ ابْن ميسرَة عَن مُوسَى بِنَحْوِ حَدِيث اللَّيْث ح قَالَ وَأخْبرنَا عَليّ بن مُحَمَّد الْمُقْرِئ أَنا الْحسن بن مُحَمَّد ابْن إِسْحَاق ثَنَا يُوسُف بن يَعْقُوب ثَنَا مُحَمَّد بن أبي بكر ثَنَا فُضَيْل بن سُلَيْمَان عَن مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ عَنْ نَافِعٍ عَن ابْن عمر مُخْتَصرا
وَأخبرنا بِهِ عَالِيا إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بْنِ أَبِي بَكْرٍ الْمُؤَذِّنُ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ الْعِمَادِ أَخْبَرَهُمْ عَنْ عَبْدِ اللَّطِيفِ بْنِ مُحَمَّدٍ أَنَّ ظَاهِرَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ طَاهِرٍ أَخْبَرَهُمْ أَنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَمْدٍ الدُّونِيُّ أَنا أَبُو نصر الكسار أَنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ السُّنِّيِّ أَنا أَبُو عبد الرَّحْمَن الْحَافِظ أَنا سُوَيْد بن نصر أَنا عبد الله بن الْمُبَارك(3/127)
عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَجُلا قَامَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَاذَا تَأْمُرُنَا أَنْ نَلْبَسَ مِنَ الثِّيَابِ فِي الإِحْرَامِ فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا تَلْبَسُوا الْقُمُصَ وَلا السَّرَاوِيلاتِ وَلا الْخِفَافَ إِلا أَنْ يَكُونَ رَجُلٌ لَيْسَ لَهُ نَعْلانِ فَلْيَلْبَسِ الْخُفَّيْنِ أَسْفَلَ مِنَ الْكَعْبَيْنِ وَلا يَلْبَسْ شَيْئًا مِنَ الثِّيَابِ مَسَّهُ الزَّعْفَرَانُ وَلا الْوَرْسُ وَلا تَنْتَقِبُ الْمَرْأَةُ الْحَرَامُ وَلا تَلْبَسُ الْقُفَّازَيْنِ
قَالَ أَبُو دَاوُدَ وَرَوَاهُ حَاتِم بن إِسْمَاعِيل وَيحيى بن أَيُّوب عَن مُوسَى مَرْفُوعا وَرَوَاهُ مُوسَى بن طَارق يَعْنِي أَبَا قُرَّة عَن مُوسَى بن عقبَة مَوْقُوفا
وَأما حَدِيث إِسْمَاعِيل فَأَخْبَرنَاهُ أَحْمد بن أبي بكر فِي كِتَابِهِ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ يَعْقُوبَ أَخْبَرَهُ أَنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مكي أَنا الْحَافِظ أَبُو طَاهِر السِّلَفِيُّ أَنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الثَّقَفِيُّ أَنا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بَشرَان أَنا عَليّ بن مُحَمَّد الْمصْرِيّ ثَنَا يُوسُف بن يزِيد ثَنَا يَعْقُوب بن أبي عباد ثَنَا إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم ابْن عُقْبَةَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عمر بِهِ
وَأما حَدِيث جوَيْرِية فأسنده المُصَنّف فِي كتاب اللبَاس عَن مُوسَى بن إِسْمَاعِيل عَنهُ بِهِ وَلَيْسَ فِيهِ ذكر النقاب والقفازين
وَقَالَ أَبُو يعلى فِي مُسْنده رِوَايَة ابْن الْمُقْرِئ حَدثنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ ابْنُ أَسْمَاءَ ثَنَا جُوَيْرِيَةُ عَنْ نَافِعٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَامَ رَجُلٌ فَنَادَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم(3/128)
فَقَالَ مَاذَا تَأْمُرُنَا أَنْ نَلْبَسَ مِنَ الثِّيَابِ إِذَا أَحْرَمْنَا فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا تَلْبَسِ الْقَمِيصَ وَلا السَّرَاوِيلَ وَلا الْعَمَائِمَ وَلا الْبَرَانِسَ وَلا الْخِفَافَ إِلا أَنْ يَكُونَ أَحَدٌ لَيْسَتْ لَهُ نَعْلانِ فَلْيَلْبَسِ الْخُفَّيْنِ وَلْيَقْطَعْهُمَا أَسْفَلَ مِنَ الْكَعْبَيْنِ وَلا تَلْبَسُوا شَيْئًا مِنَ الثِّيَابِ مَسَّهُ الزَّعْفَرَانُ وَالْوَرْسُ وَلا تَنْتَقِبِ الْمَرْأَةُ الْمُحْرِمَةُ وَلا تَلْبَسُ الْقُفَّازَيْنِ
وَأما حَدِيث ابْن إِسْحَاق فَقَالَ الإِمَام أَحْمد فِي مُسْنده ثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ سَمِعت رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْهَى النِّسَاءَ فِي الإِحْرَامِ عَنِ الْقُفَّازِ وَالنِّقَابِ وَمَا مَسَّ الْوَرْسُ وَالزَّعْفَرَانُ مِنَ الثِّيَابِ
وَرَوَاهُ أَيْضا عَن يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ عَنْ مُحَمَّدِ بن إِسْحَاق وَهُوَ أتم مِنْهُ
وَقَالَ أَحْمَدُ أَيْضًا حَدثنَا يَعْقُوبُ هُوَ ابْن إِبْرَاهِيم بن سعد حَدَّثَنِي أَبِي عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ حَدَّثَنِي نَافِعٌ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْهَى النِّسَاءَ فِي إِحْرَامِهِنَّ عَنِ الْقُفَّازَيْنِ فَذَكَرَ بَاقِيهِ مِثْلَهُ وَزَادَ وَلْتَلْبَسْ بَعْدَ ذَلِكَ مَا أَحَبَّتْ مِنْ أَلْوَانِ الثِّيَابِ مِنْ مُعَصْفَرٍ أَوْ خَزٍّ أَوْ حُلِيٍّ أَوْ سَرَاوِيلَ أَوْ قَمِيصٍ أَوْ خُفٍّ
رَوَاهُ أَبُو دَاوُد عَن أَحْمد عَن يَعْقُوب بِهِ فوافقناه بعلو
وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك عَن الْقطيعِي عَن عبد الله عَن أَبِيه فوافقناه أَيْضا وَقَالَ صَحِيح على شَرط مُسلم وَلم يخرجَاهُ
وَأما حَدِيث عبيد الله فَأخبرنا بِهِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ بِالسَّنَدِ الْمُتَقَدِّمِ قَرِيبًا إِلَى أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ أخبرنَا عَمْرُو بْنُ عَليّ ثَنَا يحيى عَن عبيد الله حَدثنِي(3/129)
نَافِعٌ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَجُلا قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا نَلْبَسُ مِنَ الثِّيَابِ إِذَا أَحْرَمْنَا فَذَكَرَ الْحَدِيثَ وَفِيهِ وَلا ثَوْبًا مَسَّهُ زَعْفَرَانٌ وَلا وَرْسٌ
وَقَالَ ابْنُ خُزَيْمَة فِي صَحِيحه حَدثنَا مُحَمَّد بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى ثَنَا بِشْرُ يَعْنِي ابْن الْمفضل ثَنَا عبيد الله عَنْ نَافِعٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّ رَجُلا قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَاذَا نَلْبَسُ مِنَ الثِّيَابِ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ وَفِيهِ وَلا تَلْبَسُوا مِنَ الثِّيَابِ شَيْئًا مَسَّهُ وَرْسٌ وَلا زَعْفَرَانٌ قَالَ وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ يَقُولُ وَلا تنتقب الْمُحرمَة وَلَا تلبس القفازين وَقَدْ تقدم إسنادي إِلَى ابْن خُزَيْمَة فِي صَحِيحه فِيمَا لم يدْخل سَمَاعنَا فِيهِ فِي بَاب نزُول النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَكَّة
وَقَالَ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده أَخْبرنِي مُحَمَّد بن بشر وَحَمَّاد بن مسْعدَة قَالَا ثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ عَنْ نَافِعٍ أَن عبد الله أخبرهُ أَن رَجُلا قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَذكر مثل حَدِيث بشر بن الْمفضل
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ ثَنَا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ بُهْلُولٍ ثَنَا حُمَيْدُ بْنُ الرَّبِيعِ ثَنَا حَفْصُ بن غياث عَن عبيد الله بْنِ عُمَرَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ نَهَى رَسُولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن لبس القميس وَالأَقْبِيَةِ وَالسَّرَاوِيلاتِ وَالْخُفَّيْنِ إِلا أَنْ لَا نَجِدَ نَعْلَيْنِ وَلا يَلْبَسُ ثَوْبًا مَسَّهُ زَعْفَرَانٌ أَوْ وَرْسٌ يَعْنِي الْمُحْرِمَ
وَأَمَّا حَدِيثُ مَالِكٍ فَهَكَذَا هُوَ فِي الْمُوَطَّأِ رِوَايَةُ يَحْيَى بْنِ بُكَيْرٍ وَغَيْرِهِ عَنْ مَالِكٍ عَنْ نَافِعٍ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ كَانَ يَقُولُ لَا تَنْتَقِبِ الْمَرْأَةُ الْمُحْرِمَةُ وَلا تَلْبَسِ الْقُفَّازَيْنِ
وَأَمَّا حَدِيثُ لَيْثِ بن أبي سليم(3/130)
قَوْله 14
بَاب الِاغْتِسَال للْمحرمِ
وَقَالَ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يدْخل الْمحرم الْحمام وَلم ير ابْن عمر وَعَائِشَة بالحك بَأْسا
أما قَول ابْن عَبَّاس فَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ ثَنَا مُحَمَّد بن مخلد ثَنَا سَعْدَان بن نصر ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ ح وَقَالَ الْبَيْهَقِيُّ فِي السُّنَنِ الْكَبِيرِ أخبرنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ فَنْجُوَيْهِ الدِّينَوَرِيُّ بِالدَّامِغَانِ ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ ثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَاهَانَ ثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ ثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ الْمُحْرِمُ يَدْخُلُ الْحَمَّامَ وَيَنْزِعُ ضِرْسَهُ وَيَشُمُّ الرَّيْحَانَ وَإِذَا انْكَسَرَ ظُفْرُهُ طَرَحَهُ وَيَقُولُ أَمِيطُوا عَنْكُمُ الأَذَى فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَا يَصْنَعُ بِأَذَاكُمْ شَيْئًا
وَأما رَأْي ابْن عمر فَقَالَ الْبَيْهَقِيّ أَنا أَبُو الْحسن بن عَبْدَانِ أَنا أَحْمد ابْن عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ ثَنَا خَلَفٌ ثَنَا أَبُو شِهَابٍ عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ قَالَ رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ يَحُكُّ رَأْسَهُ وَهُوَ مُحْرِمٌ فَفَطِنْتُ لَهُ فَإِذَا هُوَ يَحُكُّ بِأَطْرَافِ أَنَامِلِهِ
وَأما رَأْي عَائِشَة فَقَالَ مَالك فِي الْمُوَطَّأ عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ أَبِي عَلْقَمَةَ عَنْ أُمِّهِ أَنَّهَا سَمِعت عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْأَلُ عَنِ الْمُحْرِمِ أَيَحُكُّ جسده فَقَالَت(3/131)
نَعَمْ فَلْيَحْكُكْ وَلْيَشْدُدْ وَقَالَتْ عَائِشَةُ لَوْ رُبِطَتْ يَدَايَ وَلَمْ أَجِدْ إِلا أَنْ أَحُكَّ بِرِجْلِي لَحَكَكْتُ
قَوْله 17
بَاب لبس السِّلَاح للْمحرمِ
وَقَالَ عِكْرِمَةُ إِذَا خشِي الْعَدو لبس السِّلَاح وافتدى وَلم يُتَابع عَلَيْهِ فِي الْفِدْيَة
قَوْله 18
بَاب دُخُول الْحرم وَمَكَّة بِغَيْر إِحْرَام وَدخل ابْن عمر
قَالَ مَالِكٌ فِي الْمُوَطَّأِ عَنْ نَافِعٍ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ أَقْبَلَ مِنْ مَكَّةَ حَتَّى إِذَا كَانَ بِقُدَيْدٍ جَاءَهُ خَبَرٌ مِنَ الْمَدِينَةِ عَنِ الْفِتْنَةِ فَرَجَعَ فَدَخَلَ مَكَّةَ بِغَيْرِ إِحْرَامٍ
قَوْله 19
بَاب إِذا أحرم جَاهِلا وَعَلِيهِ قَمِيص
وَقَالَ عَطاء إِذا تطيب أَو لبس جَاهِلا أَو نَاسِيا فَلَا كَفَّارَة عَلَيْهِ
قَوْله فِي 25
بَاب حج الصّبيان
عقب حَدِيث 1857 ابْن أخي ابْن شهَاب عَن عَمه أَخْبرنِي عبيد الله بن عبد الله ابْن عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ قَالَ أَقْبَلْتُ وَقد ناهزت(3/132)
الْحُلُمَ أَسِيرُ عَلَى أَتَانٍ لِي وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَائِمٌ يُصَلِّي الْحَدِيثَ
وَقَالَ يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ بِمِنًى فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ
قَالَ مُسلم فِي صَحِيحه حَدثنَا حَرْمَلَةُ ثَنَا ابْن وهب أَخْبَرَنِي يُونُس عَن ابْن شهَاب أَخْبرنِي عبيد الله بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ أَقْبَلَ يَسِيرُ عَلَى حِمَارٍ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي بِمِنًى فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ يُصَلِّي لِلنَّاسِ قَالَ فَسَارَ الْحِمَارُ بَيْنَ يَدَيْ بَعْضِ الصَّفِّ ثُمَّ نَزَلَ عَنْهُ فَصَفَّ مَعَ النَّاسِ وَأَخْبرنِي بِهِ عَالِيا أَبُو الْفرج بن حَمَّاد عَن أبي الْحسن المَخْزُومِي سَمَاعا أَن عبد اللَّطِيف الْحَرَّانِي أخبرهُ عَن مَسْعُود الْجمال أَن الْحسن بن أَحْمَدَ الْمُقْرِئَ أَخْبَرَهُ أَنا أَبُو نُعَيْمٍ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ ثَنَا حَرْمَلَة بن يحيى مثله سَوَاء
قَوْله فِي 26
بَاب حج النِّسَاء
عقب حَدِيث 1863 حبيب الْمعلم عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ لَمَّا رَجَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ حَجَّتِهِ قَالَ لأُمِّ سِنَانٍ الأَنْصَارِيَّةِ مَا مَنَعَكِ مِنَ الْحَجِّ الْحَدِيثَ وَفِيهِ عُمْرَةٌ فِي رَمَضَانَ تَعْدِلُ حَجَّةً رَوَاهُ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ سَمِعت ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقَالَ عبيد الله عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ جَابِرٍ
أما حَدِيث ابْن جريج فأسنده المُصَنّف فِي الْحَج أَيْضا فِي بَاب عمْرَة فِي رَمَضَان عَن مُسَدّد عَن يحيى عَنهُ(3/133)
وَأما حَدِيث عبيد الله بن عَمْرو الرقي فَقَالَ الإِمَام أَحْمد ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْملك ثَنَا عبيد الله بْنُ عَمْرٍو عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ جَابِرٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عُمْرَةٌ فِي رَمَضَانَ تَعْدِلُ حَجَّةً
رَوَاهُ ابْن مَاجَه عَن أبي بكر عَن أَحْمد بن عبد الْملك فَوَقع لنا بَدَلا لَهُ ولاتصال السماع عَالِيا
من 29 كتاب فَضَائِل الْمَدِينَة
قَوْله فِي 8
بَاب آطام الْمَدِينَة
عقب حَدِيث 1878 سُفْيَان عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ سَمِعت أُسَامَةَ قَالَ أَشْرَفَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أُطُمٍ مِنْ آطَامِ الْمَدِينَةِ فَقَالَ هَلْ تَرَوْنَ مَا أَرَى إِنِّي لأَرَى مَوَاقِعَ الْفِتَنِ خِلالَ بُيُوتِكُمْ كَمَوَاقِعِ الْقَطْرِ
تَابعه معمر وَسليمَان بن كثير عَن الزُّهْرِيّ انْتهى
وَأما حَدِيث سُلَيْمَان بن كثير فَقَالَ البُخَارِيّ فِي كتاب بر الْوَالِدين من تأليفه خَارج الصَّحِيح ثَنَا مُحَمَّد بن كثير ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ كَثِيرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ هَلْ تَرَوْنَ مَا أَرَى أَرَى الْفِتَنَ خِلالَ(3/134)
بُيُوتِكُمْ
قرأته على فَاطِمَة بنت مُحَمَّد بِدِمَشْق أخْبركُم سُلَيْمَان بن حَمْزَةَ فِي كِتَابِهِ عَنْ عُمَرَ ابْن كرم عَن عمر بن أَحْمد الصفار أَن أَحْمد بن عَليّ بن خلف أخْبرهُم أَنا حَمْزَة بن عبد الْعَزِيز المهلبي أَنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بن دلويه الْوراق ثَنَا مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل البُخَارِيّ بِهِ
قَوْله
بَاب
1885 - حَدثنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ ثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ ثَنَا أَبِي سَمِعت يُونُسَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ اللَّهُمَّ اجْعَلْ بِالْمَدِينَةِ ضِعْفَيْ مَا جَعَلْتَ بِمَكَّةَ مِنَ الْبَرَكَةِ
تَابَعَهُ عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ عَنْ يُونُسَ
قَوْله فِيهِ
عقب حَدِيث 1890 سعيد بن أبي هِلَال عَن زيد بن أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عُمَرَ قَالَ اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي شَهَادَةً فِي سَبِيلِكَ وَاجْعَلْ مَوْتِي فِي بَلَدِ رَسُولِكَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وَقَالَ ابْن زُرَيْع عَن روح بن الْقَاسِم عَن زيد بن أسلم عَن أمه عَن حَفْصَة بنت عمر رَضِي الله عَنْهُمَا سَمِعت عمر نَحوه
وَقَالَ هِشَام عَن زيد عَن أَبِيه عَن حَفْصَة سَمِعت عمر رَضِي الله عَنهُ(3/135)
أما حَدِيث ابْن زُرَيْع فَقَرَأْتُهُ عَلَى أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ السُّوَيْدَاوِيِّ أخْبركُم مُحَمَّد ابْن غَالِي أَنَّ أَبَا الْفَرَجِ بْنَ عَبْدِ الْمُنْعِمِ أَخْبَرَهُمْ أَنا أَبُو الْمَكَارِمِ اللَّبَّانُ فِي كِتَابِهِ أَنَّ أَبَا عَلِيٍّ الْحَدَّادَ أَخْبَرَهُ أَنا أَبُو نعيم ثَنَا سُلَيْمَان بن أَحْمَدَ ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ هَاشِمٍ ثَنَا أُمَيَّةُ بْنُ بِسْطَامٍ ثَنَا يَزِيدَ بْنِ زُرَيْعٍ عَنْ رَوْحِ ابْن الْقَاسِم عَن زيد بن أسلم عَنْ أُمِّهِ عَنْ حَفْصَةَ قَالَتْ سَمِعت عُمَرَ وَهُوَ يَقُولُ اللَّهُمَّ قَتْلا فِي سَبِيلِكَ وَوَفَاةً فِي بَلَدِ نَبِيِّكَ قُلْتُ وَأَنَّى يَكُونُ هَذَا قَالَ يَأْتِي بِهِ اللَّهُ إِذَا شَاءَ
وَرَوَاهُ الْإِسْمَاعِيلِيّ فِي مستخرجه عَن إِبْرَاهِيم بن هَاشم بِهِ
وَرَوَاهُ ابْن سعد عَن معن بن عِيسَى عَن مَالك عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ أَنَّ عمر كَانَ يَقُول فَذكره مُرْسلا
وَأما حَدِيث هِشَام وَهُوَ ابْن سعد فَقَالَ مُحَمَّد بن سعد فِي الطَّبَقَات الْكُبْرَى فِيمَا أخبرنَا غَيْرُ وَاحِدٍ إِذْنًا عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ يَحْيَى الآمِدِيِّ عَنْ يُوسُفَ بْنِ خَلِيلٍ الْحَافِظِ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ دَهْبَل بْنِ كَارِهٍ أخْبرهُم أَنا مُحَمَّد بن عبد الْبَاقِي أَنا الْحسن بن عَليّ الْجَوْهَرِيُّ أَنا أَبُو عُمَرَ بْنُ حَيَّوَيْهِ أَنا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مَعْرُوفٍ أَنا الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ فَهْمٍ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ أَنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ عَن هِشَام بن سعد عَن زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ حَفْصَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهَا سَمِعت أَبَاهَا يَقُولُ اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي قَتْلا فِي سَبِيلِكَ وَوَفَاةً فِي بَلَدِ نبيك(3/136)
قَالَتْ قُلْتُ وَأَنَّى ذَلِكَ قَالَ إِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِأَمْرِهِ إِنْ شَاءَ
وَلِهَذَا الحَدِيث طَرِيق أُخْرَى رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي تَارِيخه عَن إِبْرَاهِيم بن حَمْزَة عَن مُحَمَّد بن عبد الله عَن جده عبد الرَّحْمَن عَن أَبِيه مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد عَن أَبِيه سمع عمر يَقُول ذَلِك
من 30 كتاب الصَّوْم
قَوْله 5
بَاب هَل يُقَال رَمَضَان أَو شهر رَمَضَان وَمن رأى كُله وَاسِعًا
وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ صَامَ رَمَضَانَ وَقَالَ لَا تَقَدَّمُوا رَمَضَانَ انْتَهَى
وَالْحَدِيثَانِ عِنْده مسندان الأول فِي الْبَاب الَّذِي بعد هَذَا وَالثَّانِي فِي أثْنَاء الصّيام بِالْمَعْنَى من طَرِيق هِشَام عَن يَحْيَى عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أبي هُرَيْرَة وَلَفظه لَا يتقدمن وَرَوَاهُ بِاللَّفْظِ الْمَذْكُور هُنَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة فِي مُسْنده عَن وَكِيع عَن عَليّ بن الْمُبَارك عَن يحيى بن أبي كثير
أخبرنَا بِهِ أَبُو الْفَرَجِ بْنُ حَمَّادٍ أَنا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ قُرَيْشٍ أَنا عَبْدُ اللَّطِيف الْحَرَّانِي(3/137)
أَنا مَسْعُودٌ الْجَمَّالُ فِي كِتَابِهِ أَنا أَبُو عَليّ الْحداد أَنا أَبُو نُعَيْمٍ ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ بُنْدَارٍ ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي عَاصِمٍ ثَنَا أَبُو بَكْرٍ ثَنَا وَكِيع عَن عَليّ ابْن الْمُبَارك عَن يحيى بن أَبِي كَثِيرٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا تَقَدَّمُوا رَمَضَانَ بِيَوْمٍ وَلا بِيَوْمَيْنِ إِلا رَجُلا كَانَ يَصُومُ صَوْمًا فَلْيَصُمْهُ
رَوَاهُ مُسلم عَن أبي بكر بن أبي شيبَة فوافقناه بعلو
وَرَوَاهُ أَيْضا من أوجه أخر
قَوْله فِيهِ
1900 - حَدَّثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ ثَنَا اللَّيْثُ عَنْ عُقَيْلٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَخْبرنِي سَالم أَنَّ ابْنَ عُمَرَ قَالَ سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَصُومُوا وَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَأَفْطِرُوا فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَاقْدُرُوا لَهُ وَقَالَ غَيره عَن اللَّيْث حَدثنِي عقيل وَيُونُس عَن ابْن شهَاب لهِلَال رَمَضَان انْتهى
قَالَ الْإِسْمَاعِيلِيّ فِي الْمُسْتَخْرج أَخْبرنِي ابْنُ نَاجِيَةَ ثَنَا الْبُخَارِيُّ ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ هُوَ ابْنُ صَالح وَابْن بكير قَالَا ثَنَا اللَّيْثُ عَنْ عُقَيْلٍ ح قَالَ وَحَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ هَانِئٍ ثَنَا الرَّمَادِي ثَنَا ابْن بكير وَأَبُو صَالِحٍ أَنَّ اللَّيْثَ حَدَّثَهُمَا قَالَ حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ وَهَذَا حَدِيثُ الرَّمَادِيِّ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَخْبرنِي سَالم بن عبد الله بن عمر أَن عبد الله بن عمر قَالَ سَمِعت رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لِهِلالِ رَمَضَانَ إِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَصُومُوا الْحَدِيثَ عَلَى لَفْظِ الرَّمَادِيِّ قَالَ وَقَالَ ابْنُ نَاجِيَةَ ثُمَّ ذَكَرَ مِثْلَ حَدِيثِ يُونُسَ يَعْنِي عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ وَزَادَ فِيهِ وَكَانَ أَبُو هُرَيْرَة يَقُول(3/138)
سَمِعت النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مِثْلَهُ وَقَالَ فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَصُومُوا ثَلاثِينَ
وَقَالَ الذهلي فِي الزهريات حَدثنَا أبوصالح ثَنَا اللَّيْث عَن يُونُس عَن الزُّهْرِيّ مثل حَدِيث عقيل أَو قَرِيبا مِنْهُ
قَوْله 6
بَاب من صَامَ رَمَضَان إِيمَانًا واحتسابا
وَقَالَت عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يبعثون على نياتهم انْتهى
هَذَا طرف من حَدِيث أسْندهُ المُصَنّف فِي الْبيُوع فِي بَاب مَا ذكر فِي الْأَسْوَاق مِنْ طَرِيقِ مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ عَنْ نَافِعِ بن جُبَير عَن عَائِشَة عَن النَّبِي صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَغْزُو جَيْشٌ الْكَعْبَةَ حَتَّى إِذَا كَانُوا بِبَيْدَاءٍ مِنَ الأَرْضِ خُسِفَ بِأَوَّلِهِمْ وَآخِرِهِمْ ثُمَّ يُبْعَثُونَ عَلى نِيَّاتِهِمْ
قَوْله 11
بَاب قَول النَّبِي صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا رَأَيْتُمُ الْهلَال فصوموا وَإِذا رَأَيْتُمُوهُ فأفطروا
وَقَالَ صلَة عَن عمار من صَامَ يَوْم الشَّك فقد عصى أَبَا الْقَاسِم صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
أما حَدِيث الْبَاب فَهَذَا اللَّفْظ عِنْد مُسلم مِنْ رِوَايَةِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ(3/139)
شهَاب عَن سعيد بن الْمسيب عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا رَأَيْتُمْ الْهلَال فصوموا وَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَأَفْطِرُوا الْحَدِيثَ
قَالَ مُسلم ثَنَا يحيى بن يحيى أَنا إِبْرَاهِيم بِهِ وأصل الحَدِيث عِنْد البُخَارِيّ كَمَا سبق من حَدِيثِ اللَّيْثِ عَنْ عُقَيْلٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِيهِ بِلَفْظ إِذا رَأَيْتُمُوهُ
وَأما حَدِيث عمار فَقَرَأت على عبد الله بْنِ عُمَرَ الْحَلاوِيِّ أَخْبَرَكُمْ أَحْمَدُ بن مُحَمَّد بن عمر حفنجلة أَنا أَبُو الْفَرَجِ بْنُ عَبْدِ الْمُنعم أَنا أَبُو مُحَمَّد بن صَاعِدٍ أَنا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّيْبَانِيُّ أَنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْوَاعِظُ أَنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَر الْقطيعِي ثَنَا عبد الله بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الذُّهْلِيُّ ثَنَا أَبُو بكر بن أبي شَيْبَةَ ثَنَا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ الْمُلائِيِّ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ صِلَةَ بْنِ زُفَرَ قَالَ كُنَّا عِنْدَ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ فَأُتِيَ بِشَاةٍ مَصْلِيَّةٍ فَقَالَ كُلُوا فَتَنَحَّى بَعْضُ الْقَوْمِ فَقَالَ إِنِّي صَائِمٌ فَقَالَ عمار من صَامَ يَوْم الشَّك فقد عصى أَبَا الْقَاسِم صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وقرأت على أَبِي بَكْرِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْمَقْدِسِيِّ بسفح قاسيون أخْبركُم أَبُو عبد الله بن الزراد إجَازَة إِن لم يكن سَمَاعا أَن الْحَافِظ أَبَا عَلِيٍّ الْبَكْرِيَّ أَخْبَرَهُ أَنا أَبُو روح الْهَرَوِيّ أَنا أَبُو الْقَاسِم الْمُسْتَمْلِي أَنا أَبُو الْقَاسِم بن أبي الْفضل الْغَازِي أَنا أَبُو طَاهِر مُحَمَّد بن الْفضل بن مُحَمَّد بن إِسْحَاق أَنا جدي إِمَام الْأَئِمَّة أَبُو بكر بن خُزَيْمَة ثَنَا عبد الله بن سعيد الْأَشَج مَالا أحصي من مرّة ثَنَا أَبُو خَالِد عَن عَمْرو بن قيس مثله لَكِن قَالَ من صَامَ الْيَوْم الَّذِي يشك فِيهِ وَقَالَ هَذَا حَدِيث غَرِيب(3/140)
قلت هَذَا حَدِيث صَحِيح رَوَاهُ ابْن خُزَيْمَة فِي صَحِيحه هَكَذَا
وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ عَن أبي سعيد الْأَشَج وَأَبُو دَاوُد وَابْن ماجة وَإِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ عَن مُحَمَّد بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ كِلَاهُمَا عَن أبي خَالِد الْأَحْمَر قَالَ التِّرْمِذِيّ حسن صَحِيح
وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه من حَدِيث أبي خَالِد
وَرَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ عَن أَحْمد بن إِسْحَاق عَن الْأَشَج
وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه عَن أبي بكر بن بَالَوَيْهِ عَن عبد الله بن أَحْمد ابْن حَنْبَل فَوَقع لنا مُوَافقَة لِلتِّرْمِذِي وَالنَّسَائِيّ وبدلا لأبي دَاوُد وَابْن ماجة وَالدَّارَقُطْنِيّ وَالْحَاكِم وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ بعد تَخْرِيجه هَذَا إِسْنَاد حسن صَحِيح وَرُوَاته كلهم ثِقَات وَقَالَ الْحَاكِم بعد تَخْرِيجه هَذَا صَحِيح على شَرطهمَا وَلم يخرجَاهُ
قلت لم يخرج البُخَارِيّ لعَمْرو بن قيس فِي صَحِيحه شَيْئا وَلِلْحَدِيثِ مَعَ ذَلِك عله خُفْيَة ذكر التِّرْمِذِيّ فِي الْعِلَل أَن بعض الروَاة قَالَ فِيهِ عَن أبي إِسْحَاق قَالَ حدثت عَن صلَة فَذكره
قلت وَله متابع بِإِسْنَاد حسن
قَالَ عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه عَن الثَّوْريّ عَن مَنْصُور عَن ربعي بن حِرَاش عَن رجل عَن عمَارَة نَحوه(3/141)
وَقَالَ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ الْعَمِّيُّ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ رِبْعِيٍّ أَنَّ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ وَنَاسًا مَعَهُ أَتَوْهُمْ يَسْأَلُونَهُ فِي الْيَوْمِ الَّذِي يُشَكُّ فِيهِ أَنَّهُ مِنْ رَمَضَانَ فَاجْتَمَعُوا وَاعْتَزَلَهُمْ رَجُلٌ فَقَالَ لَهُ عَمَّارٌ تَعَالَ فَكُلْ فَقَالَ فَإِنِّي صَائِمٌ فَقَالَ لَهُ عَمَّارٌ إِنْ كُنْتَ تُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَتَعَالَ فَكُلْ هَكَذَا رَوَاهُ
وَفِي رِوَايَة الثَّوْريّ دَلِيل على أَن ربعيا لم يدْرك هَذَا الْقِصَّة وَإِن كَانَ الرجل الْمُبْهم فِي رِوَايَته هُوَ صلَة بن زفر فَهِيَ مُتَابعَة قَوِيَّة لحَدِيث أبي إِسْحَاق
قلت وَله شَاهد من رِوَايَة وَكِيع عَن الثَّوْريّ عَن سماك بن حَرْب عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس نَحْو حَدِيث عمار رَوَاهُ أَحْمد بن عمر الوكيعي وَأحمد بن عَاصِم الطَّبَرَانِيّ عَن وَكِيع مَوْصُولا وَرَوَاهُ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ رَاهَوَيْهِ عَن وَكِيع فَلم يُجَاوز بِهِ عِكْرِمَة وَهَكَذَا رَوَاهُ يحيى الْقطَّان عَن الثَّوْريّ
ورويناه فِي تَرْجَمَة مُحَمَّد بن عِيسَى من تَارِيخ الْخَطِيب
قَوْله 12
بَاب شهرا عيد لَا ينقصان
قَالَ إِسْحَاق وَإِن كَانَ نَاقِصا فَهُوَ تَمام وَقَالَ أَحْمد لَا يَجْتَمِعَانِ كِلَاهُمَا نَاقص
ذكره عقب حَدِيث 1912 أبي بكرَة شهرا عيد لَا ينقصان رَمَضَان وَذُو(3/142)
الْحجَّة وَلم يَقع هَذَا التَّعْلِيق فِي روايتنا من طَرِيق أبي ذَر عَن مشايخه وَقد نقل ذَلِك التِّرْمِذِيّ فِي جَامعه عقب حَدِيث أبي بكرَة عَن أَحْمد وَإِسْحَاق بِمَعْنَاهُ وَذكر إِسْنَاده إِلَيْهِمَا بِمَا نَقله عَنْهُمَا فِي آخر الْجَامِع
فَأَما قَول إِسْحَاق فَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي تَارِيخ نيسابور فِي تَرْجَمته أَنبأَنَا بذلك عبد الله بن مُحَمَّد الْمَكِّيّ عَن سُلَيْمَان بن حَمْزَة عَن عَليّ بن الْحُسَيْن ابْن المقير عَن أبي الْفضل الميهني عَن أبي بكر بن عَليّ بن خلف عَنهُ سَمِعت أَبَا الْفضل مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم يَقُول سَمِعت أَحْمد بن سَلمَة يَقُول سَمِعت إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم يسْأَل عَن شهرا عيد لَا ينقصان فَقَالَ إِنَّكُم ترَوْنَ الْعدَد ثَلَاثِينَ فَإِذا كَانَ تسعا وَعشْرين يرونه نُقْصَانا وَلَيْسَ ذَلِك بِنُقْصَان إِذْ جعله الله شهرا كَامِلا وَإِنَّمَا خص هذَيْن الشَّهْرَيْنِ بِالذكر من بَين الشُّهُور لِأَن النَّاس كَانُوا إِنَّمَا يتحفظون من شهور السّنة نُقْصَان الْعدَد وكماله فِي هذَيْن الشَّهْرَيْنِ فَمضى من النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم القَوْل فيهمَا لذَلِك وَيَقُول وَإِن رَأَيْتُمْ الْعدَد نُقْصَانا فَهُوَ تَامّ فَلَا تسموه نَاقِصا
قلت وَوهم الشَّيْخ عَلَاء الدَّين مغلطاي فَزعم أَن إِسْحَاق الَّذِي قَالَ ذَلِك هُوَ إِسْحَاق بن سُوَيْد رَاوِي حَدِيث أبي بكرَة وَلَا يعرف ذَلِك عَنهُ وَالله أعلم
وَأما قَول أَحْمد وَهُوَ ابْن حَنْبَل رَحمَه الله فَقَالَ أَبُو(3/143)
قَوْله 16
بَاب قَول الله تَعَالَى 187 الْبَقَرَة {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ من الْفجْر}
فِيهِ الْبَراء عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم انْتهى
وَقد أسْند حَدِيث الْبَراء فِي الْبَاب الَّذِي قبله
قَوْله 17
بَاب قَول النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَا يمنعن أحدكُم أَذَان بِلَال من سحوره
وَصله فِي الْأَذَان من حَدِيث ابْن مَسْعُود نَحوه
وَوَصله مُسلم من حَدِيث سَمُرَة بن جُنْدُب
قَوْله 21
بَاب إِذا نُودي بِالنَّهَارِ صوما
قَالَت أم الدَّرْدَاء كَانَ أَبُو الدَّرْدَاء يَقُول عنْدكُمْ طَعَام فَإِن قُلْنَا لَا قَالَ فَإِنِّي صَائِم يومي هَذَا انْتهى
قَالَ الْبَيْهَقِيّ أَنا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ أَنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ أَنا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ ثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ أَبِي قِلابَةَ قَالَ حَدَّثَتْنِي أُمُّ الدَّرْدَاءِ أَنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ كَانَ يَجِيءُ بَعْدَمَا يُصْبِحُ فَيَقُولُ أَعِنْدَكُمْ غَدَاءٌ فَإِنْ لَمْ يَجِدْ قَالَ فَأنا إِذن صَائِم(3/144)
رَوَاهُ ابْن أبي شيبَة عَن عبد الْوَهَّاب عَن أَيُّوب نَحوه
وَرَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي جَامعه عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أبي إِدْرِيس الْخَولَانِيّ وَعَن معمر عَن أَيُّوب بِهِ
وَعَن ابْن جريج عَن عَطاء عَن أم الدَّرْدَاء بِهِ
قَوْله بعده
وَفعله أَبُو طَلْحَة وَأَبُو هُرَيْرَة وَابْن عَبَّاس وَحُذَيْفَة رَضِي الله عَنْهُم
أما أثر أبي طَلْحَة فَقَالَ الْبَيْهَقِيّ أخبرنَا أَبُو طَاهِرٍ الْفَقِيهُ أَنا أَبُو بَكْرٍ الْقَطَّانُ ثَنَا سَهْلُ بْنُ عَمَّارٍ ثَنَا رَوْحٌ ثَنَا سَعِيدٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ أَبَا طَلْحَةَ كَانَ يَأْتِي أَهْلَهُ مِنَ الضُّحَى فَيَقُولُ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ غَدَاءٍ فَإِنْ قَالُوا لَا صَامَ ذَلِكَ الْيَوْمَ أَوْ قَالَ إِنِّي صَائِمٌ
قرأته عَالِيا على فَاطِمَة بنت المنجا أخْبركُم عبد الله بْنُ الْحُسَيْنِ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي بَكْرٍ أَخْبَرَهُ عَنِ السَّلَفِيِّ أَنا أَحْمد بن عَليّ من أَصله أَنا أَبُو عَليّ بن شَاذَانَ أَنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أسْحَاق الْخُرَاسَانِي أَنا عبد الله بن الْحسن ثَنَا روح بِهَذَا سَوَاء
وَقَرَأْتُهُ عَالِيًا عَلَى هَذِهِ الطَّرِيقِ أَيْضًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ عَنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الدَّائِمِ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ الإِرْبِلِيَّ أَخْبَرَهُ أَنا يَحْيَى بْنُ ثَابِتٍ أَنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْخِلِّ أَنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَحَامِلِيُّ ثَنَا مُحَمَّد بن عبد الله بن إِبْرَاهِيمَ ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُضَرَ ثَنَا الأَنْصَارِيُّ ثَنَا حُمَيْدٌ عَنْ أَنَسٍ قَالَ كَانَ أَبُو طَلْحَةَ يَدْخُلُ إِلَى أُمِّ سُلَيْمٍ فَيَقُولُ لَهَا آتِنَا بِغَدَاءٍ فَتَقُولُ مَا فِي الْبَيْتِ شَيْء فَيَقُول أَنا صَائِم(3/145)
رَوَاهُ ابْن أبي شيبَة عَن يزِيد بن هَارُون وَعبد الْوَهَّاب الثَّقَفِيّ كِلَاهُمَا عَن حمد بِهِ
رَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده بِإِسْنَاد آخر إِلَى أنس
وَرَوَاهُ عبد الرَّزَّاق عَن عُثْمَان عَن سعيد عَن قَتَادَة
وَأما أثر أبي هُرَيْرَة فَقَالَ الْبَيْهَقِيّ أَنا أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ وَأَبُو الْحَسَنِ بْنُ أَبِي الْمَعْرُوفِ الْفَقِيهُ قَالا ثَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ نُجَيْدٍ أَنا أَبُو مُسْلِمٍ أَنا أَبُو عَاصِمٍ عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ نَجِيحٍ عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ قَالَ رَأَيْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَطُوفُ بِالسُّوقِ ثُمَّ يَأْتِي أَهْلَهُ فَيَقُولُ عِنْدَكُمْ شَيْءٌ فَإِنْ قَالُوا لَا قَالَ فَأنا صَائِمٌ
وَأخْبرنَا بِهِ عَالِيا أَبُو الْفرج بن الْغَزِّي مشافهة أَن مُوسَى بْنِ عَلِيٍّ أَخْبَرَهُ أَنا أَبُو الْفرج بن الصيقل عَن أبي المكارم اللبان أَنا أَبُو عَليّ الْحَدَّادُ أَنا أَبُو نُعَيْمٍ ثَنَا حبيب بن الْحسن ثَنَا أَبُو مُسلم بِهِ مثله
وَأما أثر ابْن عَبَّاس فَقَالَ عبد الرَّزَّاق أَنا مَعْمَرٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ الصَّائِمُ بِالْخِيَارِ مالم يَحْضُرِ الْغَدَاءُ
وَقَالَ الطَّحَاوِيّ فِي شرح مَعَاني الْآثَار حَدثنَا بْنُ أبي دَاوُد هُوَ إِبْرَاهِيم ابْن سُلَيْمَانَ ثَنَا الْوُحَاظِيُّ ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ أبي عَمْرو عَن عِكْرِمَة عَن ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ كَانَ يُصْبِحُ حَتَّى يُظْهِرَ ثُمَّ يَقُولُ وَاللَّهِ لَقَدْ أَصْبَحْتُ وَمَا أُرِيدُ الصَّوْمَ وَمَا أَكَلْتُ مِنْ طَعَامٍ وَلا شَرَابٍ مُنْذُ الْيَوْمِ وَلأَصُومَنَّ يَوْمِي هَذَا
وَأما أثر حُذَيْفَة فَقُرِئَ على مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَلِيٍّ وَأنا شَاهِدٌ وَقرأت عَلَى(3/146)
أَبِي الْحَسَنِ بْنِ أَبِي الْمَجْدِ كِلاهُمَا عَنْ سِتِّ الْوُزَرَاءِ بِنْتِ عُمَرَ بْنِ أَسْعَدَ إِجَازَةً إِنْ لَمْ يَكُنْ سَمَاعًا أَنَّ الْحُسَيْنَ بْنَ الْمُبَارَكِ أَخْبَرَهُمْ أَنا أَبُو زُرْعَةَ أَنا مَكِّيٌّ أَنا أَبُو بَكْرٍ الْقَاضِي ثَنَا الأَصَمُّ أَنا الرَّبِيعُ قَالَ الشَّافِعِيُّ حِكَايَةً عَنْ بِشْرِ بْنِ السَّرِيِّ وَغَيْرِهِ عَنْ سُفْيَانَ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ أَنَّ حُذَيْفَةَ بَدَا لَهُ الصَّوْمُ بَعْدَمَا زَالَتِ الشَّمْسُ فَصَامَ
وَقَالَ الْبَيْهَقِيّ أَنا أَبُو طَاهِر الْفَقِيه أَنا أَبُو المحمد أباذي ثَنَا أَبُو قلَابَة ثَنَا روح بن عبَادَة ثَنَا سُفْيَان هُوَ الثَّوْريّ بِهِ مثله
وَهَكَذَا رَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي جَامعه عَن الثَّوْريّ
وَرَوَاهُ ابْن أبي شيبَة عَن يحيى الْقطَّان عَن سُفْيَان بِهِ
وَقد روى هَذَا من حَدِيث عَائِشَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من فعله أخرجه مُسلم
وَفِي إِسْنَاده طَلْحَة بن يحيى بن طَلْحَة وَفِيه مقَال
قَوْله فِي 22
بَاب الصَّائِم يصبح جنبا
عقب حَدِيث 1926 أبي بكر بن عبد الرَّحْمَن بن الْحَارِث بن هِشَام أَنَّ أَبَاهُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ أَخْبَرَ مَرْوَانَ أَنَّ عَائِشَةَ وَأُمَّ سَلَمَةَ أَخْبَرَتَاهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُدْرِكُهُ الْفَجْرُ وَهُوَ جُنُبٌ مِنْ أَهْلِهِ ثُمَّ يَغْتَسِلُ وَيَصُومُ وَفِيه قصَّة أبي هُرَيْرَة فِي ترك الصَّوْم وَقَوله أخبرنيه الْفضل بن عَبَّاس وَقَالَ همام وَابْن عبد الله بن عمر عَن أبي هُرَيْرَة كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَأْمُرنَا بِالْفطرِ وَالْأول أسْند(3/147)
أما حَدِيث همام فَقَالَ الإِمَام أَحْمد حَدثنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَنا معمر عَن همام ابْن مُنَبِّهٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ صَلاةِ الصُّبْحِ وَأَحَدُكُمْ جُنُبٌ فَلا يَصُمْ يَوْمَئِذٍ
وَأما حَدِيث ابْن عبد الله بن عمر فَأخبرنا بِهِ أَحْمد بن أبي بكر فِي كِتَابه عَن سُلَيْمَان بن حَمْزَةَ أَنا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ النَّجَّارُ مُشَافَهَةً أَنا الْحَافِظُ أَبُو الْعَلاءِ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الْعَطَّارُ فِي كِتَابه أَنا أَبُو عَليّ الْحَسَنَ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الْحداد أَنا أَبُو نعيم أَنا الطَّبَرَانِيُّ ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ جَابِرٍ الطَّائِيُّ ثَنَا بِشْرُ بْنُ شُعَيْب بن أبي حَمْزَة عَن أَبِيهِ عَنِ الزُّهْرِيِّ أَخْبرنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ أَنَّهُ جَامَعَ فِي رَمَضَانَ فَاسْتَيْقَظَ قَبْلَ أَنْ يَطْلُعَ الْفَجْرُ ثُمَّ نَامَ قَبْلَ أَنْ يَغْتَسِلَ حَتَّى أَصْبَحَ قَالَ فَلَقِيتُ أَبَا هُرَيْرَةَ حِينَ أَصْبَحْتُ فَاسْتَفْتَيْتُهُ فِي ذَلِكَ فَقَالَ أَفْطِرْ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ كَانَ يَأْمُرُنَا بِالْفِطْرِ إِذَا أَصْبَحَ الرَّجُلُ جُنُبًا قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ فَجِئْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ فَأَخْبَرْتُهُ بِالَّذِي أَفْتَانِي بِهِ أَبُو هُرَيْرَةَ فَقَالَ أُقْسِمُ بِاللَّهِ لَئِنْ أَفْطَرْتَ لأَوْجَعَنَّ جَنْبَكَ صُمْ فَإِنْ بَدَا لَكَ أَنْ تَصُومَ يَوْمًا آخَرَ فَافْعَلْ
رَوَاهُ النَّسَائِيّ فِي السّنَن الْكُبْرَى عَن مُحَمَّد بن عبد الْملك بن زَنْجوَيْه بشر بن شُعَيْب فَوَقع لنا بَدَلا عَالِيا
وَرَوَاهُ أَيْضا من طَرِيق عقيل عَن الزُّهْرِيّ عَن عبيد الله بن عمر وَكَأن البُخَارِيّ لم يسمه لهَذَا الِاخْتِلَاف فِي اسْمه(3/148)
قَوْله 23
بَاب الْمُبَاشرَة للصَّائِم
وَقَالَت عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا يحرم عَلَيْهِ فرجهَا
وَقَالَ الطَّحَاوِيّ حَدثنَا رَبِيعٌ الْمُؤَذِّنُ ثَنَا شُعَيْبُ بْنُ اللَّيْثِ ثَنَا اللَّيْثُ عَنْ بُكَيْرِ بْنِ الأَشَجِّ عَنْ أَبِي مُرَّةَ مَوْلَى عُقَيْلٍ عَنْ حَكِيمِ بْنِ عِقَالٍ قَالَ سَأَلْتُ عَائِشَةَ مَا يَحْرُمُ عَلَيَّ مِنَ امْرَأَتِي وَأنا صَائِمٌ قَالَتْ فَرْجُهَا
وَقَالَ عبد الرَّزَّاق فِي جَامعه عَنْ مَعْمَرٍ عَن أَيُّوب عَن أبي قلَابَة عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ سَأَلْتُ عَائِشَةَ مَا يَحِلُّ لِلرَّجُلِ مِنَ امْرَأَتِهِ صَائِمًا قَالَتْ كُلُّ شَيْءٍ إِلا الْجِمَاعَ
قَوْله فِيهِ
قَالَ ابْن عَبَّاس مآرب حَاجَة وَقَالَ طَاوس غير أولي الإربة الأحمق لَا حَاجَة لَهُ فِي النِّسَاء انْتهى
أما قَول ابْن عَبَّاس فَقَالَ ابْن أبي حَاتِم حَدثنَا أَبِي ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ ثَنَا حَفْصُ بْنُ جُمَيْعٍ ثَنَا سِمَاكٌ هُوَ ابْنُ حَرْبٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ {وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى} 18 طه قَالَ حَوَائِجُ أُخْرَى
وَرَوَاهُ ابْن جرير عَن أَحْمد بن عَبدة
وَقَالَ أَيْضا حَدَّثَنِي عَلِيٌّ يَعْنِي الْقَنْطَرِيَّ ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ عَنْ عَلِيٍّ هُوَ ابْنُ طَلْحَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى {وَلِيَ فِيهَا مآرب أُخْرَى}(3/149)
قَالَ يَقُولُ حَاجَةٌ أُخْرَى
وَأما قَول طَاوس فَقَالَ عبد الرَّزَّاق فِي التَّفْسِير أَنا معمر عَن ابْن طَاوس عَن أَبِيه فِي قَوْله {غَيْرِ أُولِي الإِرْبَةِ} 31 النُّور قَالَ هُوَ الأحمق الَّذِي لَيْسَ لَهُ فِي النِّسَاء حَاجَة
أخبرنَا بِذَلِكَ أَبُو بَكْرِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بن الْعِزّ فِيمَا قَرَأنَا عَلَيْهِ أَخْبَرَكُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحُسَيْنِ الأَنْصَارِيُّ أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَلِيٍّ أخْبرهُم عَن السلَفِي أَنا مكي بن مَنْصُور أَنا أَحْمد بن الْحسن القَاضِي أَنا أَبُو طَاهِر الْمَعْقِلِيُّ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الذهلي ثَنَا عبد الرَّزَّاق بِهَذَا
قَوْله 24
بَاب الْقبْلَة للصَّائِم
وَقَالَ جَابر بن زيد إِن نظر فأمنى يتم صَوْمه
قَالَ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه أَنا يزِيد بن هَارُون عَن حبيب عَن عَمْرو بن هرم قَالَ سُئِلَ جَابر بن زيد عَن رجل نظر إِلَى امْرَأَته فِي رَمَضَان فأمنى من شهوتها هَل يفْطر قَالَ لَا وَيتم صَوْمه
قَوْله 25
بَاب اغتسال الصَّائِم
وبل ابْن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا ثوبا فَأَلْقَاهُ عَلَيْهِ وَهُوَ صَائِم(3/150)
وَدخل الشّعبِيّ الْحمام وَهُوَ صَائِم وَقَالَ ابْن عَبَّاس لَا بَأْس أَن يتطعم الْقدر وَالشَّيْء
وَقَالَ الْحسن لَا بَأْس بالمضمضة والتبرد للصَّائِم
وَقَالَ ابْن مَسْعُود إِذا كَانَ صَوْم أحدكُم فليصبح دهينا مترجلا
وَقَالَ أنس إِن لي أبزن أتقحم فِيهِ وَأَنا صَائِم
وَيذكر عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه استاك وَهُوَ صَائِم
وَقَالَ ابْن عمر يستاك أول النَّهَار وَآخره وَلَا يبلع رِيقه
وَقَالَ عَطاء إِن ازدرد رِيقه لَا أَقُول يفْطر
وَقَالَ ابْن سِيرِين لَا بَأْس بِالسِّوَاكِ الرطب قيل لَهُ طعم قَالَ وَالْمَاء لَهُ طعم وَأَنت تمضمض بِهِ
وَلم ير أنس وَالْحسن وَإِبْرَاهِيم بالكحل للصَّائِم بَأْسا انْتهى
أما أثر ابْن عمر فَقَالَ ابْن أبي شيبَة فِي المُصَنّف ثَنَا يحيى بن سعيد عَن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي عُثْمَانَ قَالَ رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ وَهُوَ صَائِمٌ يَبُلُّ الثَّوْبَ ثُمَّ يُلْقِيهِ عَلَيْهِ
وَرَوَاهُ البُخَارِيّ فِي التَّارِيخ الْكَبِير فَقَالَ قَالَ لِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى أَنا يَحْيَى بْنُ سعيد عَن عبد الله بن أَبِي عُثْمَانَ أَنَّهُ رَأَى ابْنَ عمر يبل ثوبا فَيلقى فَيُلْقَى عَلَيْهِ وَهُوَ صَائِمٌ
وَأما الشّعبِيّ فَقَالَ ابْن أبي شيبَة ثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ عَنْ أَبِي إِسْحَاق قَالَ رَأَيْت الشّعبِيّ يدْخل الْحمام وَهُوَ صَائِم(3/151)
وَأما قَول ابْن عَبَّاس فَقَالَ الْبَغَوِيّ فِي الجعديات ثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ ثَنَا شَرِيكٌ عَنْ سُلَيْمَانَ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ لَا بَأْسَ أَنْ يَتَطَاعَمَ الصَّائِمُ بِالشَّيْءِ يَعْنِي المرقة وَنَحْوهَا
أَنبأَنَا بذلك عَليّ بن مُحَمَّد بن أبي الْمجد شفاها عَن سُلَيْمَان بن حَمْزَة عَن عَليّ بن الْحُسَيْن عَن الْمُبَارك بن الْحسن أَنا عبد الله بن مُحَمَّد الْخَطِيب فِي كِتَابه أَنا عبيد الله بن حبابة ثَنَا الْبَغَوِيّ بِهَذَا
رَوَاهُ أَبُو بكر بن أبي شيبَة فِي المُصَنّف عَن شريك بِإِسْنَادِهِ وَلَفظه أَن يتطاعم الصَّائِم من الْقدر
وَقَالَ أَيْضا حَدثنَا وَكِيعٌ أَنا إِسْرَائِيلُ عَنْ جَابِرٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ لَا بَأْسَ أَنْ يَذُوقَ الْخَلَّ وَالشَّيْءَ مَا لَمْ يَدْخُلْ حَلْقَهُ وَهُوَ صَائِمٌ جَابر هُوَ الْجعْفِيّ مَتْرُوك
وَأما قَول الْحُسَيْن فَقَالَ عبد الرَّزَّاقِ فِي مُصَنَّفِهِ عَنْ مَعْمَرٍ عَمَّنْ سَمِعَ الْحَسَنَ يَقُولُ رَأَيْتُ عُثْمَان بن أبي العَاصِي يَغْرِفُهُ وَهُوَ صَائِمٌ يَمُجُّ الْمَاءَ وَيَصُبُّ عَلَى نَفْسِهِ الْمَاءَ قَالَ وَكَانَ الْحَسَنُ يُمَضْمِضُ وَهُوَ صَائِمٌ ثُمَّ يَمُجُّهُ وَذَلِكَ فِي شِدَّةِ الْحَرِّ
وَأما التبريد
وَفِي هَذَا حَدِيث مَرْفُوع من طَرِيق أبي بكر بن عبد الرَّحْمَن عَن بعض أَصْحَاب(3/152)
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لقد رَأَيْت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بالعرج يصب على رَأسه المَاء وَهُوَ صَائِم من الْعَطش أَو من الْحر
رَوَاهُ مَالك فِي الْمُوَطَّأ وَأَبُو دَاوُد وَغَيرهمَا بِإِسْنَاد صَحِيح
وَأما قَول ابْن مَسْعُود
وَأما قَول أنس فَقَالَ قَاسم بن ثَابت فِي الدَّلَائِل لَهُ حَدثنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ هَاشِمٍ ثَنَا وَكِيعٌ عَنْ عِيسَى بْنِ طَهْمَانَ سَمِعت أنس بن مَالك يَقُول إِن لِي أَبْزَنَ إِذَا وَجَدْتُ الْحَرَّ انْقَحَمْتُ فِيهِ وَأنا صَائِمٌ قَالَ قَاسم الأبزن حجر منقور كالحوض أَرَادَ أنس أَنه مَمْلُوء مَاء وَكَانَ يدْخل فِيهِ يتبرد فِيهِ وَهُوَ صَائِم وَالنَّاس على الرُّخْصَة فِيهِ على قَول أنس وَكَانَ بَعضهم يكرههُ
وَبِه إِلَى وَكِيع عَن الْحُسَيْن بن صَالح وَابْنه عَن مُغيرَة عَن إِبْرَاهِيم أَنه كَانَ يكره للصَّائِم بل الثِّيَاب
وَأما الحَدِيث الْمَرْفُوع فَسَيَأْتِي الْكَلَام عَلَيْهِ قَرِيبا من رِوَايَة عَامر بن ربيعَة كَمَا(3/153)
علقه المُصَنّف
وَأما أثر ابْن عمر فِي السِّوَاك فَقَالَ ابْن أبي شيبَة فِي المُصَنّف ثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ عَنْ أَيُّوبَ عَنِ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ يَرَى بَأْسًا بِالسِّوَاكِ للصَّائِم
حَدثنَا حَفْص عَن عبيد الله عَن نَافِع عَن ابْن عمر أَنَّهُ كَانَ يَسْتَاكُ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَرُوحَ إِلَى الظُّهْرِ وَهُوَ صَائِمٌ
وَقَالَ الْبَيْهَقِيّ أخبرنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ بِبَغْدَادَ أَنا إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد الصفار ثَنَا سَعْدَان بن نصر ثَنَا وَكِيع عَن عبد الله بن نَافِع مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ كَانَ يَسْتَاكُ وَهُوَ صَائِمٌ
وَأَمَّا قَوْلُ عَطاء فَسَيَأْتِي بعد فصلين
وَقَالَ سعيد بن مَنْصُور فِي السّنَن حَدثنَا ابْن الْمُبَارك أَخْبرنِي ابْن جريج عَن عَطاء قَالَ لَا بَأْس أَن يزدرد الصَّائِم رِيقه
وَأما قَول ابْن سِيرِين فَقَالَ ابْن أبي شيبَة فِي المُصَنّف ثَنَا عبيد بن سهل الغداني عَن عقبَة بن أبي حَمْزَة الْمَازِني قَالَ أَتَى ابْن سِيرِين رجل فَقَالَ مَا ترى فِي السِّوَاك للصَّائِم قَالَ لَا بَأْس بِهِ قَالَ إِنَّه جَرِيدَة وَله طعم قَالَ وَالْمَاء لَهُ طعم وَأَن تمضمض بِهِ
وَأما رَأْي أنس فِي الْكحل فَقَالَ أَبُو دَاوُد فِي الْجُزْء الْخَامِس عشر من(3/154)
السّنَن حَدثنَا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنْ أَبِي معَاذ عتبَة عَن عبيد الله ابْن أَبِي بَكْرِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّهُ كَانَ يَكْتَحِلُ وَهُوَ صَائِمٌ
رَوَاهُ ابْن أبي شيبَة من هَذَا الْوَجْه
وَقد روى عَن أنس عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَرْفُوعا
قَالَ التِّرْمِذِيّ حَدثنَا عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ وَاصِلٍ ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَطِيَّةَ أَنا أَبُو عَاتِكَةَ عَنْ أَنَسٍ قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ اشْتَكَتْ عَيْنِي أَفَأَكْتَحِلُ وَأنا صَائِمٌ قَالَ نَعَمْ
قَالَ التِّرْمِذِيّ إِسْنَاده لَيْسَ بِالْقَوِيّ وَلَا يَصح عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِيهِ شَيْء
وَأما رَأْي الْحسن فَقَالَ عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه عَن الثَّوْريّ عَن يُونُس عَن الْحسن قَالَ لَا بَأْس بالكحل للصَّائِم
وَقَالَ ابْن أبي شيبَة ثَنَا عبد الْأَعْلَى عَن يُونُس عَن الْحسن قَالَ كَانَ لَا يرى بَأْسا أَن يكتحل الرجل وَهُوَ صَائِم
وَأما رَأْي إِبْرَاهِيم فَقَالَ سعيد بن مَنْصُور ثَنَا جرير عَن الْقَعْقَاع بن يزِيد قَالَ سَأَلت إِبْرَاهِيم أيستسعط الصَّائِم قَالَ لَا قلت أفيكتحل قَالَ نعم قلت أجد طعم الصَّبْر فِي حلقي قَالَ لَيْسَ بِشَيْء
وَقَالَ ابْن أبي شيبَة حَدثنَا حَفْص هُوَ ابْن غياث عَن الْأَعْمَش عَن(3/155)
إِبْرَاهِيم قَالَ لَا بَأْس بالكحل للصَّائِم مَا لم يجد طعمه
وَقَالَ أَبُو دَاوُد أَيْضا حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد الله المخرمي وَيحيى بن مُوسَى الْبَلْخِي قَالَا ثَنَا يحيى بن عِيسَى عَن الْأَعْمَش قَالَ مَا رَأَيْت أحدا من أَصْحَابنَا يكره الْكحل للصَّائِم وَكَانَ إِبْرَاهِيم يرخص أَن يكتحل الصَّائِم بِالصبرِ
قَوْله 26
بَاب الصَّائِم إِذا أكل وَشرب نَاسِيا
وَقَالَ عَطاء إِن استنثر فَدخل المَاء فِي حلقه لَا بَأْس إِن لم يملك
وَقَالَ الْحسن إِن دخل حلقه الذُّبَاب فَلَا شَيْء عَلَيْهِ
وَقَالَ الْحسن وَمُجاهد إِن جَامع نَاسِيا فَلَا شَيْء عَلَيْهِ انْتهى
أما قَول عَطاء فَسَيَأْتِي بعد فصل وَاحِد
وَقَالَ عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه عَن ابْن جريج قَالَ قلت لعطاء إِنْسَان استنثر فَدخل المَاء حلقه قَالَ لَا بَأْس بذلك وَقَالَهُ معمر عَن قَتَادَة
وَأما قَول الْحسن فِي الذُّبَاب فَقَالَ أَبُو بكر بن أبي شيبَة فِي المُصَنّف حَدثنَا وَكِيعٌ عَنْ أَبِي مَالِكٍ عَنِ ابْنِ نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي الرَّجُلِ يَدْخُلُ فِي حَلْقِهِ الذُّبَابُ وَهُوَ صَائِمٌ قَالَ لَا يُفْطِرُ
حَدثنَا وَكِيع عَن الرّبيع عَن الْحسن قَالَ: لَا يفْطر
وَأما قَول الْحسن فِي الْجِمَاع فَقَالَ عبد الرَّزَّاق عَن ابْن جريج قَالَ(3/156)
سَأَلت عَطاء عَن رجل أصَاب امْرَأَته نَاسِيا فِي رَمَضَان قَالَ لَا ينسى هَذَا كُله عَلَيْهِ الْقَضَاء لم يَجْعَل الله لَهُ عذرا
وَعَن الثَّوْريّ عَن رجل عَن الْحسن قَالَ هُوَ بِمَنْزِلَة من أكل وَشرب نَاسِيا
وَأما قَول مُجَاهِد فَقَالَ عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه أخبرنَا ابْن جريج عَن ابْن أبي نجيح عَن مُجَاهِد قَالَ لَو وطىء رجل امْرَأَته وَهُوَ صَائِم نَاسِيا فِي رَمَضَان لم يكن عَلَيْهِ فِيهِ شَيْء
قَوْله 27
بَاب السِّوَاك الرطب واليابس للصَّائِم
وَيذكر عَن عَامر بن ربيعَة قَالَ رَأَيْت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يستاك وَهُوَ صَائِم مَا لَا أحصي أَو أعد
وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم لَوْلَا أَن أشق على أمتِي لأمرتهم بِالسِّوَاكِ عِنْد كل وضوء
ويروي نَحوه عَن جَابر وَزيد بن خَالِد عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَلم يخص الصَّائِم من غَيره
وَقَالَت عَائِشَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم السِّوَاك مطهرة للفم مرضاة للرب وَقَالَ عَطاء وَقَتَادَة يبتلع رِيقه انْتهى
أما حَدِيث عَامر بن ربيعَة فَقرأت على إِبْرَاهِيم بن أَحْمد البعلي عَن إِسْمَاعِيل ابْن يُوسُفَ فِي كِتَابِهِ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ أَخْبَرَهُ أَنا أَبُو الْوَقْت أَنا أَبُو الْحسن بن المظفر أَنا عبد الله بْنُ أَحْمَدَ السَّرَخْسِيُّ أَنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خُرَيْمٍ أَنا عَبْدُ بْنُ(3/157)
حميد أَنا عبد الرَّزَّاق أَنا الثَّوْريّ عَن عَاصِم بن عبيد الله عَن عبد الله ابْن عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم يستاك وَهُوَ صَائِم مَا لَا أُحْصِيهِ
وقرأت على فَاطِمَة بنت المنجا عَن سُلَيْمَان بْنِ حَمْزَةَ أَنَّ الْحَافِظَ ضِيَاءَ مُحَمَّد ابْن عبد الْوَاحِد أخْبرهُم فِي المختارة أَنا أَبُو جَعْفَرٍ الصَّيْدَلانِيُّ أَنَّ مَحْمُود ابْن إِسْمَاعِيل الصَّيْرَفِي أخبرهُ أَنا أَبُو بكر بن شَاذان أَنا أَبُو بكر القَتَّات أَنا أَبُو بكر بْنُ أَبِي عَاصِمٍ ثَنَا أَبُو بَكْرٍ هُوَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ ثَنَا شريك عَن عَاصِم بن عبيد الله بن عمر مثله غير أَنه لم يقل مَا لَا أحصيه وَبِه إِلَى الضياء قَالَ أَنا زَاهِر بن أبي طَاهِر أَن الْحُسَيْن بن عبد الْملك أخبرهُ أَنا إِبْرَاهِيم بن مَنْصُور ثَنَا أَبُو بكر بن المقرىء ثَنَا أَبُو يعلى ثَنَا مُحَمَّد بن الصَّباح ثَنَا شريك بِإِسْنَادِهِ نَحوه
وَأخْبرنَا الْحَافِظ أَبُو الْفضل بْنُ الْحُسَيْنِ أَنا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّد بن يحيى أَنا عبد الرَّحِيم بن يُوسُف أَنا عمر بن مُحَمَّد بن طبرزد أَنا مُحَمَّد بن عبد الْبَاقِي أَنا الْحسن بن عَليّ أَنا عَليّ بن مُحَمَّد بن كيسَان أَنا يُوسُف بن يَعْقُوب ثَنَا أَبُو الرّبيع ثَنَا شريك بِهِ
وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد عَن مُحَمَّد بن الصَّباح فوافقناه بعلو
وَرَوَاهُ أَيْضا عَن مُسَدّد عَن يحيى
وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيّ عَن ابْن بشار عَن ابْن مهْدي وَقَالَ حسن(3/158)
وَرَوَاهُ الإِمَام أَحْمد فِي مُسْنده عَن وَكِيع وَعبد الرَّحْمَن وَيحيى ثَلَاثَتهمْ عَن سُفْيَان الثَّوْريّ وَلَفظ مَا لَا أحصي أَو أعد فِي رِوَايَة وَكِيع وَغَيره
وَرَوَاهُ ابْن خُزَيْمَة فِي صَحِيحه من حَدِيث ابْن عُيَيْنَة عَن عَاصِم وَمن حَدِيث الثَّوْريّ أَيْضا عَنهُ ثمَّ قَالَ وَأَنا بَرِيء من عُهْدَة عَاصِم وَذكر قَول ابْن معِين والذهلي فِيهِ ثمَّ قَالَ كنت لَا أخرج حَدِيث عَاصِم فِي هَذَا الْكتاب ثمَّ نظرت فَإِذا شُعْبَة وَالثَّوْري قد رويا عَنهُ وَيحيى وَعبد الرَّحْمَن وهما إِمَامًا زمانهما قد رويا عَن الثَّوْريّ عَنهُ وَقد روى عَنهُ مَالك خَبرا فِي غير الْمُوَطَّأ انْتهى
وَرَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ عَن أَحْمد بن إِسْحَاق بن بهْلُول عَن أَبِيه عَن عبد الرَّحْمَن ابْن مهْدي ووكيع وَأبي دَاوُد الْحَفرِي وَإِسْحَاق بن بنت دَاوُد بن أبي هِنْد وَقبيصَة وَإِسْحَاق الْأَزْرَق كلهم عَن سُفْيَان الثَّوْريّ بِهِ
وَرَوَاهُ أَيْضا عَن الْبَغَوِيّ عَن أبي بكر بن أبي شيبَة بِهِ
وَقد أبدى الإِمَام أَبُو بكر بن خُزَيْمَة عذر من صحّح هَذَا الحَدِيث
وَأما إِمَام أهل الصَّنْعَة مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل فعلق حَدِيثه بِصِيغَة التمريض للين فِيهِ(3/159)
قَالَ ابْن معِين ضَعِيف وَقَالَ البُخَارِيّ مُنكر الحَدِيث وَالله الْمُوفق
وَأما حَدِيث أبي هُرَيْرَة فَقرأت على أبي بكر بن أبي عُمَرَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ ابْن أَبِي الْهَيْجَاءِ إِجَازَةً إِنْ لَمْ يَكُنْ سَمَاعًا أَنَّ أَبَا عَلِيٍّ الْبَكْرِيَّ أَخْبَرَهُ أَنا أَبُو رَوْحٍ أَنا زَاهِرُ بْنُ طَاهِرٍ أَنا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَغَيْرُهُ قَالا أَنا أَبُو طَاهِرِ بْنُ خُزَيْمَةَ أَنا جَدِّي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ثَنَا عَلِيُّ بْنُ مَعْبَدٍ ثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ ثَنَا مَالك عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَوْلَا أَن أشق على أُمَّتِي لأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ مَعَ كُلِّ وُضُوءٍ هَكَذَا أخرجه ابْن خُزَيْمَة فِي صَحِيحه
وَرَوَاهُ النَّسَائِيّ عَن مُحَمَّد بن يحيى عَن بشر بن عمر عَن مَالك مثله لَكِن قَالَ عِنْد كل وضوء
وَقد وَقع لنا مُوَافقَة عَالِيا جدا قرأته على أبي بكر بن إِبْرَاهِيم بن الْعِزّ قلت لَهُ أخْبركُم عبد الله بن الْحُسَيْنِ أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ خَطِيبِ الْقَرَافَةِ أَخْبَرَهُ عَنِ الْحَافِظِ أَبِي طَاهِرٍ السِّلَفِيِّ أَنا مكي بن مَنْصُور أَنا أَحْمد بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَاضِي ثَنَا مُحَمَّدُ بن أَحْمد الميداني ثَنَا مُحَمَّد بْنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ ثَنَا بِشْرُ بْنُ عُمَرَ ثَنَا مَالك عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَوْلا أَنْ أشق على أمتِي لأمرتهم بِالسِّوَاكِ مَعَ كُلِّ وُضُوءٍ
والْحَدِيث فقد أخرجه مَالك فِي الْمُوَطَّأ بِهَذَا الْإِسْنَاد عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ(3/160)
لَوْلَا أَن يشق على أمته فَذكره وَلم يُصَرح بِذكر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث أبي الزِّنَاد عَنِ الأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ بِلَفْظ لَوْلَا أَن أشق على أمتِي لأمرتهم بِتَأْخِير الْعشَاء والسواك عِنْد كل صَلَاة
وَقرأت عَلَى عبد الله بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبيد الله أخْبركُم أَحْمد بن أبي طَالب إِجَازَةً عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَلِيٍّ الْهَمَذَانِيِّ أَنَّ السِّلَفِيَّ أَخْبَرَهُمْ أَنا أَبُو الْخَطَّابِ بْنُ الْبَطِرِ أَنا أَحْمَدُ بْنُ طَلْحَةَ ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورٍ ثَنَا يحيى بن سعيد الْقطَّان عَن عبيد الله بْنِ عُمَرَ أَخْبرنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَوْلَا أَن أشق على أمتِي لأمرتهم بِالسِّوَاكِ مَعَ الْوُضُوءِ الحَدِيث
رَوَاهُ النَّسَائِيّ وإبن مَاجَه من حَدِيث عبيد الله بِنَحْوِهِ فَوَقع لنا عَالِيا
وَرَوَاهُ النَّسَائِيّ أَيْضا من حَدِيث عبد الرَّحْمَن السراج عَن سعيد المَقْبُري عَن أبي هُرَيْرَة بِلَفْظ لَوْلَا أَن أشق على أمتِي لفرضت عَلَيْهِم السِّوَاك مَعَ كل وضوء
وَأما حَدِيث جَابر فَأَخْبَرَنَاهُ الشَّيْخُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ طُولُوبْغَا الدِّمَشْقِيُّ إِجَازَةً أَنَّ عَبْدَ الرَّحِيمِ بْنَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بن إِبْرَاهِيم بن أبي الْيُسْر أَخْبَرَهُمْ أَنا جَدِّي أَنا أَبُو طَاهِر الخشوعي أَنا أَبُو مُحَمَّد الأَكْفَانِيُّ أَنا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحِنَّائِيُّ أَنا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هِلالٍ أَنا يَعْقُوبُ بْنُ أَحْمَدَ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبِ بْنِ زِيَادٍ ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدٍ هُوَ الْفَرَوِيُّ ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الْمَوَالِي ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن مُحَمَّد بن عقيل عَن جَابر ابْن عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَوْلا أَن(3/161)
أشق على أمتِي لأمرتهم بِالسِّوَاكِ مَعَ كُلِّ صَلاةٍ
رَوَاهُ ابْن عدي فِي كَامِله من هَذَا الْوَجْه
وَرَوَاهُ بِلَفْظ آخر من حَدِيث جَابر من طَرِيق أبي الْأَشْهب جَعْفَر بن الْحَارِث عَن مَنْصُور عَن أبي عَتيق عَنهُ بِلَفْظ لَوْلَا أَن أشق على أمتِي لجعلت السِّوَاك عَلَيْهِم عَزِيمَة وجعفر بن الْحَارِث ضَعِيف والإسناد الأول حسن وَذكر ابْن أبي حَاتِم فِي الْعِلَل أَنه سَأَلَ أَبَاهُ عَنهُ فَقَالَ الْمَحْفُوظ مُرْسل وَالله أعلم
وَأما حَدِيث زيد بن خَالِد الْجُهَنِيّ فَقَالَ الإِمَام أَحْمد حَدثنَا عَبْدُ الصَّمَدِ ثَنَا حَرْبٌ يَعْنِي ابْنَ شَدَّادٍ عَنْ يَحْيَى ثَنَا أَبُو سَلَمَةَ عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ ح وَقرأت عَلَى فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنَجَّا بِدِمَشْق عَن سُلَيْمَان بن حَمْزَة أَن مُحَمَّد ابْن عَبْدِ الْوَاحِدِ الْحَافِظَ أَخْبَرَهُمْ فِي الْمُخْتَارَةِ أَنا أَبُو جَعْفَرٍ الصَّيْدَلانِيُّ عَن فَاطِمَة بنت عبد الله سَمَاعا أَن مُحَمَّد بن عبد اللَّهِ بْنِ رِيذَةَ أَخْبَرَهُمْ أَنا أَبُو الْقَاسِمِ الطَّبَرَانِيُّ ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ نَجْدَةَ الْحَوْطِيُّ ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ الْوَهْبِيُّ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِد عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَوْلا أَنْ أشق على أمتِي لأمرتهم بِالسِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ صَلاةٍ
وَقَالَ الإِمَام أَحْمد أَيْضا حَدثنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ عَن(3/162)
مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَوْلَا أَن أشق على أمتِي لأمرتهم بِالسِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ صَلاةٍ قَالَ فَكَانَ زيد يضع السِّوَاك مِنْهُ مَوضِع الْقَلَم من أذن الْكَاتِب كلما قَامَ إِلَى صَلَاة استاك
قرأته بعلو على أبي الْحسن بن أَبِي الْمَجْدِ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ حَمْزَة أَن عَليّ ابْن هبة الله أخبرهُ قَالَ قرئَ على شهدة بنت أَحْمد الدينَوَرِي وَأَنا أسمع أخْبركُم الْحُسَيْن بن طَلْحَة أَن أَبَا عمر بن مهْدي أخْبرهُم ثَنَا الْحُسَيْن بن إِسْمَاعِيل الْمحَامِلِي ثَنَا يُوسُف بن مُوسَى الْقطَّان ثَنَا جرير عَن مُحَمَّد بن إِسْحَاق مثله سَوَاء أَلا أَنه قَالَ فِي آخِره لَا يقوم لصَلَاة إِلَّا اسْتنَّ ثمَّ صلى
رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ من حَدِيث مُحَمَّد بن إِسْحَاق فَوَقع لنا عَالِيا وَقَالَ التِّرْمِذِيّ صَحِيح وَقَالَ فِي مَوضِع آخر كلا الْحَدِيثين عِنْدِي صَحِيح يَعْنِي حَدِيث مُحَمَّد بن عَمْرو عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَة وَحَدِيث مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ زَيْدِ بن خَالِد وَكَانَ البُخَارِيّ يَقُول حَدِيث أبي سَلمَة عَن زيد بن خَالِد أصح
قلت كَأَنَّهُ ترجح عِنْده بمتابعة يحيى بن أبي كثير وَهُوَ مُتَّجه وَمَعَ ذَلِك فعلقه بِصِيغَة التمريض للِاخْتِلَاف الْوَاقِع فِيهِ وَالله أعلم
وَأما حَدِيث عَائِشَة فَقَالَ أَحْمد بن حَنْبَل فِي مُسْنده ثَنَا إِسْمَاعِيلُ هُوَ ابْن(3/163)
عُلَيَّةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَن عبد الله بن مُحَمَّد أبي بن عَتِيقٍ سَمِعت عَائِشَةَ تَقُولُ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم السِّوَاك مطهرة للفم مرضاة لِلرَّبِّ
وَكَذَا رَوَاهُ أَبُو يعلى عَن مُحَمَّد بن الصَّباح عَن إِسْمَاعِيل
قرأته على فَاطِمَة بنت مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْهَادِي عَنْ مُحَمَّدُ بْنُ أَحَمْدَ بْنِ أَبِي الهيجاء أَن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل أخبرهُ أَنا فَاطِمَة بنت سعد الْخَيْر أَنا زَاهِر بن طَاهِر أَنا مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الأَدِيبُ أَنا أَبُو عَمْرِو بْنُ حمدَان ثَنَا أَبُو يعلى بِهَذَا
وَرَوَاهُ شُعْبَة عَن مُحَمَّد بن إِسْحَاق كَذَلِك
وَقَالَ الشَّافِعِي أخبرنَا ابْن عُيَيْنَة عَن ابْن إِسْحَاق بِهِ
وَرَوَاهُ الْحسن بن عَليّ المعمري فِي الْيَوْم وَاللَّيْلَة ثَنَا أَبُو كَامِلٍ الْجَحْدَرِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ يَعْنِي ابْنَ أَبِي الشَّوَارِبِ قَالا ثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي عَتِيقٍ حَدَّثَنِي أَبِي سَمِعت عَائِشَةَ تَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ السِّوَاك مطهرة للفم مرضاة للرب
وَقَالَ أَيْضا حَدثنَا عبد الْأَعْلَى بن حَمَّاد النَّرْسِي ثَنَا يزِيد بن زُرَيْع عَن ابْن أبي عَتيق عَن أَبِيه عَن عَائِشَة نَحوه
قَالَ المعمري ابْن أبي عَتيق هُوَ عبد الله بن مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أبي بكر وَكَانَ مُحَمَّد يكنى أَبَا عَتيق وَرِوَايَة ابْن زُرَيْع عَن عبد الرَّحْمَن ابْن عبد الله يَعْنِي وَلَده انْتهى كَلَامه
وَهَذَا الَّذِي نبه عَلَيْهِ صَحِيح لَا محيد عَنهُ
وَقد رَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه قَالَ أَنا الْحسن بن سُفْيَان أَنا روح بن عبد الْمُؤمن ثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ عَنْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي عَتِيقٍ قَالَ سَمِعت أبي سَمِعت عَائِشَة مثله(3/164)
وَرَوَاهُ النَّسَائِيّ عَن حميد بن مسْعدَة وَمُحَمّد بن عبد الْأَعْلَى كِلَاهُمَا عَن يزِيد ابْن زُرَيْع بِهِ
وَقد وَقع لنا عَالِيا من حَدِيثه قَرَأت على إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن عبد الْوَاحِد عَن أَحْمد بن أبي طَالب أَن عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد بن عَليّ كتب إِلَيْهِم أَنا أَبُو زُرْعَةَ الْمَقْدِسِيُّ أَنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَمْدٍ الدُّونِيُّ أَنا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْكَسَّارُ أَنا أَبُو بكر بن السّني أَنا عبد الرَّحْمَن النَّسَائِيّ ثَنَا حميد بن مسْعدَة ثَنَا يزِيد بن زُرَيْع بِهَذَا
رَوَاهُ سُلَيْمَان بن بِلَال عَن عبد الرَّحْمَن بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي عَتيق عَن الْقَاسِم عَن عَائِشَة فَإِن كَانَ سُلَيْمَان حفظه فَيُشبه أَن يكون عبد الرَّحْمَن سَمعه من أَبِيه وَابْن عَم أَبِيه الْقَاسِم
وَقد رَوَاهُ الدَّرَاورْدِي عَن عبد الرَّحْمَن كَرِوَايَة يزِيد بن زُرَيْع وَرَوَاهُ الدَّرَاورْدِي من وَجه آخر
ورويناه من حَدِيث الْقَاسِم بن مُحَمَّد عَن عَائِشَة من وَجه آخر أخبرناه أَحْمد ابْن عَلِيِّ بْنِ يَحْيَى الْوَكِيلُ أَنَّ أَحْمَدَ بْنَ أَبِي طَالِبٍ أَخْبَرَهُ أَنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ اللَّتِّيِّ أَنا أَبُو الْوَقْتِ أَنا أَبُو الْحسن بن المظفر أَنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ السَّرخسِيّ أَنا عِيسَى بن عمر السَّمَرْقَنْدِيُّ أَنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحَافِظُ أَنا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ أَنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ أَنا دَاوُدُ بْنُ الْحُصَيْنِ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَائِشَةَ عَنِ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ السِّوَاكُ مَطْهَرَةٌ لِلْفَمِ مَرْضَاةٌ للرب(3/165)
رَوَاهُ أَبُو يعلى فِي مُسْنده عَن مُحَمَّد بن عبد الله بن نمير عَن حميد بن عبد الرَّحْمَن عَن إِسْمَاعِيل بِهِ فَوَقع لنا عَالِيا على طَرِيقه
وشذ حَمَّاد بن سَلمَة فَرَوَاهُ عَن ابْن أبي عَتيق عَن أَبِيه عَن أبي بكر الصّديق وَهُوَ خطأ قرأته على فَاطِمَة بِنْتِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْهَادِي بالسند الْمُتَقَدّم إِلَى أبي يعلى ثَنَا عبد الْأَعْلَى بن حَمَّاد بن سَلمَة بِهِ
قَالَ عبد الْأَعْلَى هَذَا خطأ قد حدّثنَاهُ الدَّرَاورْدِي عَن ابْن أبي عَتيق عَن أَبِيه عَن عَائِشَة قلت وَقد وَقع لنا من حَدِيث حَمَّاد بن سَلمَة عَالِيا جدا
قرأته على عمر بن مُحَمَّد بن أَحْمد البالسي قلت لَهُ قُرِئَ عَلَى زَيْنَبَ بِنْتِ الْكَمَالِ وَأَنت تسمع قيل لَهَا أخْبركُم عبد الْخَالِق بن أَنْجَب فِي كِتَابه عَن وجيه بن طَاهِر أَنا أَبُو حَامِد الْأَزْهَرِي أَنا الْحسن بن أَحْمد المخلدي ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ السَّرَّاجُ ثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ ثَنَا حَمَّاد بن سَلمَة بِهِ
وَأما قَول عَطاء فَسَيَأْتِي وَتقدم
وَأما قَول قَتَادَة فَقَالَ عبد بن حميد فِي التَّفْسِير ثَنَا عبد الرَّزَّاق أَنا مَعْمَرٌ عَنْ قَتَادَةَ نَحوه
قَوْله 28
بَاب قَول النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا تَوَضَّأ فليستنشق بمنخره المَاء وَلم يُمَيّز الصَّائِم من غَيره(3/166)
وَقَالَ الْحسن لَا بَأْس بالسعوط للصَّائِم إِن لم يصل إِلَى حلقه ويكتحل
وَقَالَ عَطاء إِن تمضمض ثمَّ أفرغ مَا فِي فِيهِ من المَاء لَا يضر أَن يزدرد رِيقه وماذا بَقِي فِي فِيهِ وَلَا يمضغ العلك فَإِن ازدرد ريق العلك لَا أَقُول إِنَّه يفْطر وَلَكِن ينْهَى عَنهُ وَإِن استنثر فَدخل المَاء حلقه لَا بَأْس إِن لم يملك انْتهى
أما الْمَرْفُوع فَهُوَ طرف من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَلم يُخرجهُ المُصَنّف مُسْندًا
قَرَأْتُهُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مُحَلًّى بِصَالِحِيَةِ دِمَشْقَ أَنَّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْحَافِظ أخْبرهُم أَنا مُحَمَّد بن سَعْدٍ الْمَقْدِسِيُّ حُضُورًا وَإِجَازَةً أَنا يَحْيَى بْنُ مَحْمُودِ بْنِ سَعْدٍ الثَّقَفِيُّ الأَصْبَهَانِيُّ قَدِمَ عَلَيْنَا أَنَّ الْحَسَنَ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الْحَدَّادَ أَخْبَرَهُ بِقِرَاءَةِ أَبِيهِ عَلَيْهِ وَهُوَ حَاضِرٌ يَسْمَعُ أَنا أَبُو نعيم ثَنَا سُلَيْمَان بن أَحْمد بْنِ أَيُّوبَ اللَّخْمِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ غَيْرَ مَرَّةٍ ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبَّادٍ الصَّنْعَانِيُّ ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ ثَنَا مَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا تَوَضَّأَ أَحَدُكُمْ فَلْيَسْتَنْشِقْ بِمَنْخِرِهِ مِنَ الْمَاءِ ثُمَّ لِيَسْتَنْثِرْ
رَوَاهُ مُسلم عَن مُحَمَّد بن رَافع عَن عبد الرَّزَّاق فَوَقع لنا بَدَلا عَالِيا
وَقَوله
وَلم يُمَيّز بَين الصَّائِم من غَيره قَالَه تفقها وَهُوَ كَذَلِك فِي أصل الِاسْتِنْشَاق لَكِن ميز بَين الصَّائِم وَغَيره فِي الْمُبَالغَة فِي ذَلِك كَمَا فِي الحَدِيث الَّذِي(3/167)
رَوَاهُ الْأَرْبَعَة وَابْن خُزَيْمَة وَابْن حبَان وَغَيرهم من حَدِيث لَقِيط بن صبرَة أَن النَّبِي صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ بَالغ فِي الِاسْتِنْشَاق إِلَّا أَن تكون صَائِما
وَأما قَول الْحسن فَلم أره فِي السعوط إِنَّمَا رَأَيْته فِي الْمَضْمَضَة كَمَا تقدم
وروى عبد الرَّزَّاق عَن إِسْمَاعِيل بن عبد الله عَن يُونُس عَن الْحسن قَالَ كنت أَدخل عَلَيْهِ وَهُوَ صَائِم فِي شدَّة الْحر فيمضمض بِالْمَاءِ ثمَّ يمجه من الظّهْر إِلَى الْعَصْر وَذَلِكَ فِي رَجَب
وَجَاء عَن الْحسن مَا يدل على كراهيته وَقَالَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثنا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ هِشَامٍ عَنِ الْحَسَنِ أَنه كره للصَّائِم أَن يستسعط وأثره فِي الْكحل تقدم قَرِيبا
وَأما أَقْوَال عَطاء فقد أحلنا مَا تقدم عَلَيْهَا هُنَا
قَالَ سعيد بن مَنْصُور فِي السّنَن حَدثنَا ابْن الْمُبَارك أَخْبرنِي ابْن جريج عَن عَطاء قلت لَهُ الصَّائِم يتمضمض ثمَّ يزدرد رِيقه وَهُوَ صَائِم قَالَ لَا يضرّهُ وماذا بَقِي فِي فِيهِ(3/168)
وَكَذَا رَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي جَامعه عَن ابْن جريج
وَأما قَوْله فِي العلك
فَقَالَ عبد الرَّزَّاق فِي جَامعه أَخْبَرَنَا ابْن جريج قَالَ قلت لعطاء أيمضغ الصَّائِم العلك قَالَ لَا قلت إِنَّه ينفث ريق العلك ويزدرده وَلَا يمصه
قَالَ وَقلت لعطاء أيتسوك الصَّائِم قَالَ نعم قيل لَهُ أيزدرد رِيقه قَالَ لَا قلت فَفعل أيضره قَالَ لَا وَلَكِن ينْهَى عَن ذَلِك
قَالَ وَقلت لعطاء إِنْسَان استنثر فَدخل المَاء فِي حلقه قَالَ لَا بَأْس بذلك
وَقَالَ ابْن أبي شيبَة فِي المُصَنّف حَدثنَا مخلد عَن ابْن جريج أَن إنْسَانا قَالَ لعطاء أتمضمض فَيدْخل المَاء حلقي قَالَ لَا بَأْس لم تملك
وَقَالَ أَيْضا حَدثنَا حُسَيْن بن عَليّ عَن زَائِدَة عَن لَيْث هُوَ ابْن أبي سليم عَن عَطاء قَالَ لَا بَأْس أَن يمضغ الصَّائِم العلك وَلَا يبلع رِيقه كَذَا قَالَ وَلَيْث ضَعِيف
قَوْله 29
بَاب إِذا جَامع فِي رَمَضَان
وَيذكر عَن أبي هُرَيْرَة رَفعه من أفطر يَوْمًا من رَمَضَان من غير عذر وَلَا مرض لم يقضه صَوْم الدَّهْر وَإِن صَامَهُ وَبِه قَالَ ابْن مَسْعُود
وَقَالَ سعيد بن الْمسيب وَالشعْبِيّ وَابْن جُبَير وَإِبْرَاهِيم وَقَتَادَة وَحَمَّاد يقْضِي(3/169)
يَوْمًا مَكَانَهُ انْتهى
أما حَدِيث أبي هُرَيْرَة فَقرأت عَلَى أَبِي الْفَرَجِ بْنِ حَمَّادٍ أَخْبَرَكُمْ أَحْمَدُ بن مَنْصُور أَن عَليّ ابْن أَحْمَدَ الْمَقْدِسِيَّ أَخْبَرَهُمْ عَنْ أَبِي المكارم اللبان أَنا أَبُو عَليّ الْحداد أَنا أَبُو نعيم أَنا عبد الله بن جَعْفَر ثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ ثَنَا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ ثَنَا شُعْبَةُ عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي تَائِبٍ سَمِعت عمَارَة ابْن عُمَيْرٍ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي الْمُطَوِّسِ قَالَ حَبِيبٌ وَقَدْ رَأَيْتُ أَبَا الْمُطَوِّسِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ من أَفْطَرَ يَوْمًا مِنْ رَمَضَانَ فِي غَيْرِ رُخْصَةٍ رَخَّصَهَا اللَّهُ تَعَالَى لَهُ لَمْ يُقْضَ عَنْهُ وَإِنْ صَامَ الدَّهْرَ كُلَّهُ
وقرأت على أبي الْمَعَالِي الْأَزْهَرِي أَن عَلَيْك بن عبد الله أخْبرهُم أَنا النجيب أَنا أَبُو الْفرج القصري أَنا ابْن الْحصين أَنا الْجَوْهَرِي أَنا ابْن حمدَان ح وَقُرِئَ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ الحلاوي وَأَنا أسمع أخْبركُم مُحَمَّد بن أَحْمد ابْن خَالِد أَن أَبَا مُحَمَّد بن السكرِي أخبرهُ عَن عفيفة بنت أَحْمد أَن عبد الْوَاحِد ابْن مُحَمَّد أخْبرهُم أَنا أَبُو نعيم ثَنَا أَبُو عَليّ بن الصَّواف قَالَا ثَنَا بشر ابْن مُوسَى ثَنَا أَبُو نعيم ثَنَا سُفْيَان عَن حبيب بن أبي تائب عَن أبي المطوس عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة بِهِ نَحوه وَلم يذكر عمَارَة
رَوَاهُ ابْن خُزَيْمَة فِي صَحِيحه عَن بنْدَار عَن أبي دَاوُد فَوَقع لنا بَدَلا عَالِيا
وَرَوَاهُ النَّسَائِيّ عَن مَحْمُود عَن أبي دَاوُد بِهِ وَعَن عَمْرو بن عَليّ عَن أبي نعيم بِهِ فَوَقع لنا بَدَلا لَهُ عَالِيا فِي الرِّوَايَتَيْنِ
وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ عَن أبي بكر بن فورك عَن عبد الله بن جَعْفَر فَوَقع لنا بَدَلا(3/170)
لَهُ عَالِيا أَيْضا
وَرَوَاهُ أَصْحَاب السّنَن الْأَرْبَعَة من حَدِيث سُفْيَان الثَّوْريّ وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ من حَدِيث شُعْبَة أَيْضا وَفِيه اضْطِرَاب وَاخْتِلَاف قَالَ التِّرْمِذِيّ سَأَلت مُحَمَّدًا يَعْنِي البُخَارِيّ عَن هَذَا الحَدِيث فَقَالَ أَبُو المطوس اسْمه يزِيد بن المطوس لَا أعرف غير هَذَا الحَدِيث
وَقَالَ فِي التَّارِيخ تفرد بِهَذَا الحَدِيث وَلَا أَدْرِي سمع أَبوهُ من أبي هُرَيْرَة أم لَا انْتهى
وَمن الِاضْطِرَاب الَّذِي فِيهِ رِوَايَة زيد بن أبي أنيسَة لَهُ عَن حبيب بن أبي ثَابت عَن عَليّ بن الْحُسَيْن عَن أبي هُرَيْرَة مَوْقُوفا وَرِوَايَة كَامِل بن الْعَلَاء عَن حبيب عَن سعيد بن جُبَير عَن أبي المطوس
وَله طَرِيق أُخْرَى عَن أبي هُرَيْرَة رَوَاهَا الدَّارَقُطْنِيّ من حَدِيث عمار بن مطر عَن قيس عَن عمر بن مرّة عَن عبد الله بْنُ الْحَارِثِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مَالك عَن أبي هُرَيْرَة وَقيس هُوَ ابْن الرّبيع مُخْتَلف فِي الإحتجاج بِهِ(3/171)
وَرَوَاهُ يحيى بن سعيد عَن سُفْيَان عَن حبيب عَن عمَارَة بِمثل رِوَايَة شُعْبَة
وَرَوَاهُ عبد الرَّحْمَن بن مهْدي عَن سُفْيَان عَن حبيب قَالَ حَدثنِي أَبُو المطوس وَلم يذكر عمَارَة
أخبرنَا بِذَلِكَ الْحَافِظُ أَبُو الْفَضْلِ بْنُ الْحُسَيْن أَنا مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يحيى أَنا عبد الرَّحِيم بن يُوسُف أَنا عمر بن مُحَمَّدِ بْنِ طَبَرْزَدَ أَنا مُحَمَّدُ بن عبد الْبَاقِي أَنا الْحسن بن عَليّ أَنا عَليّ بن مُحَمَّد النَّحْوِيّ ثَنَا يُوسُف بن يَعْقُوب ثَنَا مُحَمَّد بن أبي بكر ثَنَا يحيى وَعبد الرَّحْمَن فرقهما بِهِ
وَهَكَذَا رَوَاهُ مُسَدّد عَن يحيى بن سعيد الْقطَّان عَن شُعْبَة وَالثَّوْري جَمِيعًا
وَأما قَول ابْن مَسْعُود فَأخبرنا أَحْمَدُ بن أبي بكر فِي كِتَابه أَنَّ عِيسَى بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَخْبَرَهُ أَنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الإِرْبِلِيُّ عَنْ شُهْدَةَ بِنْتِ الإبرِيِّ سَمَاعًا أَنَّ طِرَادَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الزَّيْنَبِيَّ أَخْبَرَهُمْ أَنا أَبُو الْفَتْحِ هِلالُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحَفَّارُ أَنا الْحُسَيْنُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبَّاسٍ ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَحْشَرٍ ثَنَا عُبَيْدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ وَاصِلٍ عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْيَشْكُرِيِّ قَالَ حُدِّثْتُ أَنَّ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ من أفطر يَوْمًا من رَمَضَان مِنْ غَيْرِ عِلَّةٍ لَمْ يُجْزِهِ صِيَامُ الدَّهْرِ حَتَّى يَلْقَى اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فَإِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُ وَإِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ
رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي السّنَن الْكَبِير عَن هِلَال الحفار فوافقناه فِيهِ بعلو دَرَجَة على طَرِيقه
وَهَكَذَا رَوَاهُ عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنِ الثَّوْرِيِّ عَنِ وَاصل الأحدب وَإِسْنَاده صَحِيح لَو فسر الْمُغيرَة من حَدثهُ
ثمَّ رَأَيْته فِي مُصَنف ابْن أبي شيبَة قَالَ ثَنَا وَكِيع عَن سُفْيَان عَن وَاصل(3/172)
عَن مُغيرَة عَن فلَان بن الْحَارِث عَن ابْن مَسْعُود بِهِ وَالرجل مَعَ ذَلِك مُبْهَم لَكِن يعتضد بمجيئه من وَجه آخر
قَالَ الْبَيْهَقِيُّ أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ ثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ ثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ ثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ الثَّقَفِيُّ عَنْ عَرْفَجَةَ قَالَ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ مَنْ أَفْطَرَ يَوْمًا مِنْ رَمَضَانَ مُتَعَمِّدًا مِنْ غَيْرِ عِلَّةٍ ثُمَّ قَضَى طُولَ الدَّهْرِ لَمْ يُقْبَلْ مِنْهُ
وَأخرجه الطَّبَرَانِيّ فِي الْكَبِير أَيْضا
وَأما قَول سعيد بن الْمسيب فَقَالَ عبد الرَّزَّاقِ فِي مُصَنَّفِهِ عَنْ مَعْمَرٍ عَن قَتَادَة قَالَ سَأَلت ابْن الْمسيب عَن رجل أكل فِي رَمَضَان عَامِدًا قَالَ عَلَيْهِ صِيَام شهر قَالَ قلت فيومين قَالَ صِيَام شهر قَالَ فعددت أَيَّامًا فَقَالَ صِيَام شهر هَكَذَا قَالَ
وَقد روينَاهُ من طَرِيق سعيد مَرْفُوعا مُرْسلا قَالَ مُسَدّد فِي مُسْنده ثَنَا يَحْيَى عَنِ ابْنِ عَجْلانَ أَنا الْمُطَّلِبُ هُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَنْطَبٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ أَنَّ رَجُلا أَتَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ إِنِّي أَفْطَرْتُ يَوْمًا مِنْ رَمَضَانَ قَالَ تَصَدَّقْ لِمَا صَنَعْتَ وَصُمْ يَوْمًا مَكَانَهُ وَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ عز وَجل(3/173)
وَقَالَ عبد الرَّزَّاق عَن معمر عَن أَيُّوب عَن رجل عَن ابْنِ الْمُسَيِّبِ فِي الَّذِي يَقَعُ عَلَى أَهْلِهِ فِي رَمَضَانَ قَالَ قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْتِقْ رَقَبَةً قَالَ لَا أَجِدُ قَالَ فَتَصَدَّقْ بِشَيْءٍ قَالَ لَا أَعْلَمُهُ إِلا قَالَ فَاقْضِ يَوْمًا مَكَانَهُ
وَقَالَ ابْن أبي شيبَة حَدثنَا عَبدة عَن عَاصِم قَالَ أرسل أَبُو قلَابَة إِلَى ابْن الْمسيب يسْأَله عَن رجل أَفْطَرَ يَوْمًا مِنْ رَمَضَانَ مُتَعَمِّدًا فَقَالَ سعيد يَصُوم مَكَان كل يَوْم أفطر شهرا فاختلفت الرِّوَايَة عَن ابْن الْمسيب فِي ذَلِك
وَأما قَول الشّعبِيّ فَسَيَأْتِي
وَقَالَ سعيد بن مَنْصُور فِي السّنَن حَدثنَا هشيم ثَنَا إِسْمَاعِيل بن أبي خَالِد عَن الشّعبِيّ فِي رجل أفطر فِي رَمَضَان قَالَ يَصُوم يَوْمًا مَكَانَهُ ويستغفر الله
وَرَوَاهُ ابْن أبي شيبَة عَن وَكِيع عَن إِسْمَاعِيل بِهِ
أما قَول سعيد بن جُبَير وَإِبْرَاهِيم النَّخعِيّ جَمِيعًا فَقَالَ الْبَيْهَقِيّ أخبرنَا أَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ أَنا أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن يَعْقُوب ثَنَا مُحَمَّد ابْن عبد الْوَهَّاب أَنا جَعْفَر بن عون أَنا سعيد يَعْنِي ابْن أبي عرُوبَة عَن أبي معشر عَن إِبْرَاهِيم هُوَ النَّخعِيّ ح وَعَن سعيد عَن يعلى عَن سعيد بن جُبَير فِي رجل أفطر فِي رَمَضَان يَوْمًا مُتَعَمدا قَالَا مَا نَدْرِي مَا كَفَّارَته يَصُوم يَوْمًا مَكَانَهُ وليستغفر الله
رَوَاهُ سعيد بن مَنْصُور فِي سنَنه عَن هشيم عَن مُغيرَة
وَرَوَاهُ ابْن أبي شيبَة عَن شريك عَن مُغيرَة عَن إِبْرَاهِيم بِهِ(3/174)
وَقَالَ ابْن أبي شيبَة حَدَّثنا عَبدة عَن سعيد عَن يعلى بن حَكِيم عَن سعيد ابْن جُبَير فِي رجل أفطر يَوْمًا من رَمَضَان مُتَعَمدا قَالَ ليَسْتَغْفِر الله من ذَلِك وَيَتُوب إِلَيْهِ وَيَقْضِي يَوْمًا مَكَانَهُ
وَأما قَول قَتَادَة فَقَالَ عبد الرَّزَّاق عَن معمر عَن الْحسن وَقَتَادَة بِهِ فِي حَدِيث المجامع
وَأما قَول حَمَّاد فَرَوَاهُ عبد الرَّزَّاق عَن ابْن عُيَيْنَة عَن شيخ من بجيلة قَالَ سَأَلت الشّعبِيّ عَن رجل أفطر يَوْمًا من رَمَضَان قَالَ مَا يَقُول فِيهِ المغاليق ثمَّ قَالَ الشّعبِيّ يَصُوم يَوْمًا مَكَانَهُ ويستغفر الله
قَالَ عبد الرَّزَّاق وَقَالَهُ أَبُو حنيفَة عَن حَمَّاد هُوَ ابْن أبي سُلَيْمَان
قَوْله فِي 32
بَاب الْحجامَة والقيء للصَّائِم
قَالَ لِي يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ ثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ سَلامٍ ثَنَا يَحْيَى عَنْ عمر بن الحكم ابْن ثَوْبَانَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِذَا قَاءَ فَلا يُفْطِرُ إِنَّما يُخْرِجُ وَلا يُولِجُ قَالَ وَيَذْكُرُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ يُفْطِرُ وَالأَوَّلُ أَصَحُّ
وَقَالَ ابْن عَبَّاس وَعِكْرِمَة الصَّوْم مِمَّا دخل وَلَيْسَ مِمَّا خرج
وَكَانَ ابْن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا يحتجم وَهُوَ صَائِم ثمَّ تَركه فَكَانَ يحتجم بِاللَّيْلِ وَاحْتَجَمَ أَبُو مُوسَى لَيْلًا وَيذكر عَن سعد وَزيد بن(3/175)
أَرقم وَأم سَلمَة احتجموا صياما وَقَالَ بكير عَن أم عَلْقَمَة كُنَّا نحتجم عِنْد عَائِشَة فَلَا تنْهى ويروى عَن الْحسن عَن غير وَاحِد مَرْفُوعا قَالَ أفطر الحاجم والمحجوم
قَالَ لي عَيَّاش حَدثنَا عبد الْأَعْلَى ثَنَا يُونُس عَن الْحسن مثله قيل لَهُ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ نعم ثمَّ قَالَ الله أعلم انْتهى
أما حَدِيث أبي هُرَيْرَة فَأخبرنا بِهِ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ يَحْيَى بْنِ تَمِيمٍ أَنَّ أَحْمَدَ بْنَ نِعْمَةَ أخبرهُ أَنا أَبُو المنجا بن اللَّتِّيِّ أَنا أَبُو الْوَقْتِ أَنا أَبُو الْحسن بن المظفر أَنا أَبُو مُحَمَّد بن أعين أَنا عِيسَى بْنُ عُمَرَ أَنا عَبْدُ الله بن عبد الرَّحْمَن الدَّارمِيّ أَنا يَعْنِي الْحَكَمَ بْنَ مُوسَى أَنا عِيسَى ابْن يُونُسَ ثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ عَنْ أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَنْ ذَرَعَهُ الْقَيْءُ وَهُوَ صَائِمٌ فَلَيْسَ عَلَيْهِ قَضَاءٌ وَإِنِ اسْتَقَاءَ فَلْيَقْضِ قَالَ الدَّارِمِيُّ قَالَ عِيسَى بْنُ يُونُسَ زَعَمَ أَهْلُ الْبَصْرَةِ أَنَّ هِشَامًا أَوْهَمَ فِيهِ انْتهى
قلت سقط الحكم فِي غَالب النّسخ الَّتِي وقفت عَلَيْهَا من مُسْند الدَّارمِيّ فَكتبت يَعْنِي لهَذَا فَلَا بُد مِنْهُ لِأَن موت عِيسَى بن يُونُس قبل طلب الدَّارمِيّ الحَدِيث وَيحْتَمل أَن يكون شيخ الدَّارمِيّ فِيهِ سعيد بن مَنْصُور أَو مُسَددًا لَكِن غلب على ظَنِّي أَنه الحكم لإكثار الدَّارمِيّ عَنهُ
رَوَاهُ سعيد بن مَنْصُور عَن عِيسَى بِهِ
وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد عَن مُسَدّد وَالتِّرْمِذِيّ عَن عَليّ بن حجر وَالنَّسَائِيّ(3/176)
عَن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم وَابْن مَاجَه عَن أبي زرْعَة عَن الحكم بن مُوسَى أربعتهم عَن عِيسَى بن يُونُس بِهِ فَوَقع لنا بَدَلا عَالِيا وَقَالَ التِّرْمِذِيّ حسن غَرِيب لَا نعرفه من حَدِيث هِشَام إِلَّا من حَدِيث عِيسَى وَقَالَ مُحَمَّد لَا أرَاهُ مَحْفُوظًا
قلت قد رَوَاهُ ابْن مَاجَه أَيْضا عَن أبي زرْعَة وَعَن أبي الشعْثَاء عَليّ بن الْحسن بن سلمَان عَن حَفْص بن غياث عَن هِشَام نَحوه فَكَأَن هشاما هُوَ المتفرد بِهِ كَمَا أَشَارَ إِلَيْهِ الدَّارمِيّ
وَرَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ من رِوَايَة ابْن وهب وَغَيره عَن عِيسَى بن يُونُس وَقَالَ رُوَاته كلهم ثِقَات
وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك من رِوَايَة مُسَدّد وَعلي بن حجر عَن عِيسَى بن يُونُس وَقَالَ صَحِيح على شَرطهمَا وَلم يخرجَاهُ
وَأخرجه أَيْضا عَن الْأَصَم عَن إِبْرَاهِيم بن أبي دَاوُد الْبُرُلُّسِيّ عَن يحيى بن سُلَيْمَان الْجعْفِيّ عَن حَفْص بن غياث بِهِ
قلت قَوْله على شَرطهمَا غير مُسلم فقد أعله البُخَارِيّ فِي التَّارِيخ كَمَا سَنذكرُهُ(3/177)
وَحكم فِي الْجَامِع كَمَا ذكرنَا أَن رِوَايَة عمر بن الحكم عَن أبي هُرَيْرَة أصح
وَقَالَ فِي التَّارِيخ قَالَ مُسَدّد حَدثنَا عِيسَى بن يُونُس فَذكره وَقَالَ بعده وَلم يَصح وَإِنَّمَا يرْوى هَذَا عَن عبيد الله بن سعيد يَعْنِي المَقْبُري عَن أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَفَعَهُ
قلت وَعبد الله بن سعيد المَقْبُري ضَعِيف جدا
وَقد أسْند حَدِيثه الدَّارَقُطْنِيّ من وَجْهَيْن وَقَالَ عبد الله لَيْسَ بِالْقَوِيّ
وَأما قَول ابْن عَبَّاس فَقَالَ ابْن أَبِي شَيْبَةَ عَنْ وَكِيعٍ عَنْ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي الْحِجَامَةِ لِلصَّائِمِ قَالَ الْفِطْرُ مِمَّا دَخَلَ وَلَيْسَ مِمَّا خَرَجَ
وَأما قَول عِكْرِمَة فَقَالَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثنا هشيم عَن حُصَيْن عَن عِكْرِمَة مثله
وَقد ورد مثله مَرْفُوعا أخرجه أَبُو يعلى من حَدِيث عَائِشَة وَفِي إِسْنَاده من لَا يعرف
وَأما أثر ابْن عمر فَقَالَ مَالِكٌ فِي الْمُوَطَّأِ عَنْ نَافِعٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّهُ احْتَجَمَ وَهُوَ صَائِمٌ ثُمَّ تَرَكَ ذَلِكَ بَعْدُ فَكَانَ إِذَا صَامَ لَمْ يَحْتَجِمْ حَتَّى يُفْطِرَ
وَقرأت عَلَى أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الْهَاشِمِيِّ أَخْبَرَكُمْ أَحْمَدُ بْنُ نِعْمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُظَفَّرِ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الْبَاقِي الْحَاجِبَ أَخْبَرَهُ أَنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ السَّلامِ أَنا الْحَسَنُ بن أَحْمد أَنا دعْلج أبن أَحْمَدَ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ شَبِيبٍ ثَنَا أبي عَن(3/178)
يُونُسَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ وَابْنَ عُمَرَ كَأنا يَحْتَجِمَانِ وَهُمَا صَائِمَانِ فِي رَمَضَانَ وَغَيْرِهِ ثُمَّ إِنَّ ابْنَ عُمَرَ تَرَكَ ذَلِكَ فِي آخِرِ عُمْرِهِ لِلضَّعْفِ
وَرَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي جَامعه عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَالِمٍ عَنِ أَبِيه
وَأما أثر أبي مُوسَى فَقرأت عَلَى سُلَيْمَانَ بْنِ أَحْمَدَ السَّقَّا بِطِيبَةَ أَخْبَرَكُمْ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ الْهَكَّارِيُّ بِدِمَشْقَ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ أَخْبَرَهُ أَنا أَبُو الْقَاسِم البوصيري أَنا أَبُو جَعْفَرٍ يَحْيَى بْنُ الْمُشَرَّفِ أَنا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ نَفِيسٍ الْمُقْرِئُ أَنا أَبُو طَاهِرِ بْنُ فِيلٍ ثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ ثَنَا روح ابْن عُبَادَةَ ثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ عَنْ مَطَرٍ الْوَرَّاقِ عَنْ بكر بن عبد الله الْمُزنِيّ أَنَّ أَبَا رَافِعٍ قَالَ دَخَلْتُ عَلَى أَبِي مُوسَى وَهُوَ يَحْتَجِمُ لَيْلا فَقُلْتُ أَلا كَانَ هَذَا نَهَارًا فَقَالَ أَتَأْمُرُنِي أَنْ أُرِيقَ دَمِي وَأنا صَائِمٌ وَقَدْ سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ أَفْطَرَ الْحَاجِمُ وَالْمَحْجُومُ
رَوَاهُ النَّسَائِيّ عَن الْحسن بن إِسْحَاق عَن روح فَوَقع لنا بَدَلا عَالِيا وَرَوَاهُ أَيْضا من حَدِيث قَتَادَة عَن بكر مَوْقُوفا
وَكَذَا رَوَاهُ ابْن أبي شيبَة عَن مُحَمَّد بن أبي عدي عَن حميد عَن بكر عَن أبي الْعَالِيَة قَالَ دخلت على أبي مُوسَى وَهُوَ أَمِير الْبَصْرَة ممسيا فَوَجَدته يَأْكُل تَمرا وكافحا وَقد احْتجم فَقلت لَهُ أَلا تحتجم بنهار قَالَ أتأمرني أَن أهريق دمي وَأَنا صَائِم وَلم يذكر الْمَرْفُوع مِنْهُ
وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك من طَرِيق روح بن عبَادَة وَقَالَ صَحِيح على شَرط الشَّيْخَيْنِ وَلم يخرجَاهُ(3/179)
وَقَالَ بعده سَمِعت أَبَا عَليّ الْحَافِظ يَقُول قلت لعبدان الْأَهْوَازِي يَصح أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم احْتجم وَهُوَ صَائِم فَقَالَ سَمِعت عباسا الْعَنْبَري يَقُول سَمِعت عَليّ بن الْمَدِينِيّ يَقُول قد صَحَّ حَدِيث أبي رَافع عَن أبي مُوسَى أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أفطر الحاجم والمحجوم
وَأما أثر سعد فَقَالَ مَالك فِي الْمُوَطَّأ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّ سَعْدَ بن أبي وَقاص وَعبد الله بن عمر كأنا يحتجمان وهما صائمان هَذَا مُنْقَطع وَقد تقدّمت لَهُ طَرِيق أُخْرَى قَرِيبا
وَقَالَ حَدثنَا عَفَّانُ ثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيم عَن عَامر ابْن سَعْدٍ قَالَ كَانَ أَبِي يَحْتَجِمُ وَهُوَ صَائِمٌ
وَأما أثر زيد بن أَرقم فَقَالَ عبد الرَّزَّاق فِي جَامعه عَنِ الثَّوْرِيِّ عَنْ يُونُس ابْن عَبْدِ اللَّهِ الْجَرْمِيِّ عَنْ دِينَارٍ قَالَ حَجَمْتُ زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ وَهُوَ صَائِمٌ
وَهَكَذَا رَوَاهُ ابْن أبي شيبَة عَن يعلى بن عبيد عَن يُونُس الْجرْمِي بِهِ
وَأما أثر أم سَلمَة فَقَالَ عبد الرَّزَّاق فِي جَامعه عَن الثَّوْرِيِّ عَنْ فُرَاتٍ عَنْ قَيْسٍ عَن أم سَلمَة زوج النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهَا كَانَتْ تَحْتَجِمُ وَهِيَ صَائِمَةٌ
وَرَوَاهُ ابْن أبي شيبَة عَن يزِيد بْنِ هَارُونَ أَنا سُفْيَانُ عَنْ فُرَاتٍ عَنْ مَوْلًى لأُمِّ سَلَمَةَ أَنَّهُ رَأَى أُمَّ سَلَمَةَ تَحْتَجِمُ وَهِي صَائِمَة(3/180)
وَأما أثر أم عَلْقَمَة فَقَالَ البُخَارِيّ فِي تَارِيخه حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ الْجُعْفِيُّ ثَنَا ابْنُ وَهْبٍ ثَنَا مَخْرَمَةُ وَهُوَ ابْنُ بُكَيْرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أُمِّ عَلْقَمَةَ قَالَتْ كُنَّا نَحْتَجِمُ عِنْدَ عَائِشَةَ وَنَحْنُ صِيَامٌ وَبَنُو أَخِي عَائِشَةَ فَلا تَنْهَاهُمْ
وَأما حَدِيث الْحسن عَن غير وَاحِد فَقَالَ الْبَيْهَقِيّ أخبرنَا أَبُو بَكْرٍ الْفَارِسِيُّ ثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الأَصْبَهَانِيُّ ثَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ فَارِسٍ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ يَعْنِي فِي التَّارِيخِ حَدَّثَنِي عَيَّاشٌ حَدَّثَنِي عَبْدُ الأَعْلَى عَنْ يُونُسَ عَنِ الْحَسَنِ ح وَقَالَ أَيْضًا أخبرنَا أَبُو عبد الله الْحَافِظ أَنا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الإِسْفَرَايِينِيُّ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْبَرَاءِ ثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ ثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَفْطَرَ الْحَاجِمُ وَالْمَحْجُومُ
رَوَاهُ النَّسَائِيّ عَن مُحَمَّد بن عبد الْأَعْلَى عَن مُعْتَمر بِهِ
قَالَ عَليّ بن الْمَدِينِيّ رَوَاهُ يُونُس عَن الْحسن عَن أبي هُرَيْرَة
وَرَوَاهُ قَتَادَة عَن الْحسن عَن ثَوْبَان
وَرَوَاهُ عَطاء بن السَّائِب عَن الْحسن عَن معقل بن يسَار
وَرَوَاهُ مطر عَن الْحسن عَن عَليّ
قَالَ الْبَيْهَقِيّ وَرَوَاهُ أَشْعَث عَن الْحسن عَن أُسَامَة
قلت وَرَوَاهُ قَتَادَة أَيْضا عَن الْحسن عَن عَليّ أخرجه عبد الرَّزَّاق عَن معمر عَنهُ(3/181)
وَرَوَاهُ أَبُو مرّة عَن الْحسن عَن غير وَاحِد من الصَّحَابَة أخرجه النَّسَائِيّ وَرِوَايَة البُخَارِيّ فِي التَّارِيخ لحَدِيث عبد الْأَعْلَى مِمَّا يدل على صِحَة مَا ذَهَبْنَا إِلَيْهِ أَنه إِذا قَالَ قَالَ لي فَهُوَ مَحْمُول على السماع
قَوْله فِيهِ
1940 - حَدثنَا آدَمُ ثَنَا شُعْبَةُ قَالَ سَمِعت ثَابِتًا قَالَ سُئِلَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَكُنْتُمْ تَكْرَهُونَ الْحِجَامَةَ لِلصَّائِمِ قَالَ لَا إِلا مِنْ أَجْلِ الضَّعْفِ وَزَاد شَبابَة ثَنَا شُعْبَة على عهد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم انْتهى
حَدِيث آدم عِنْد البُخَارِيّ مِمَّا وَقع فِيهِ الْخلَل مِمَّن هُوَ دونه فقد رَوَاهُ أَبُو ذَر عَن مشايخه على الصَّوَاب وَلَكِن وَقع فِي كثير من الرِّوَايَات سَمِعت ثَابتا الْبنانِيّ يسْأَل أنس بن مَالك وَهُوَ خطأ
وَقد رَوَاهُ إِبْرَاهِيم بن الْحُسَيْن بن ديزيل الْحَافِظ وجعفر بن مُحَمَّد القلانسي وَأَبُو قرصانة مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب الْعَسْقَلَانِي وَغَيرهم عَن آدم عَن شُعْبَة عَن حميد الطَّوِيل قَالَ سَمِعت ثَابتا يسْأَل أنسا وَهَذَا هُوَ الَّذِي لَا يتَّجه غَيره فَإِن شُعْبَة لم يلْحق أنسا وَلم يسمع مِنْهُ وَإِن كَانَ بَعضهم أثبت لَهُ رُؤْيَة
وَقد أصلحت فِي بعض النّسخ من الصَّحِيح سُئِلَ أنس وَهُوَ أقرب إِلَى الصَّوَاب من الأول وَهَذَا لَيْسَ من شرطنا بل نبهنا عَلَيْهِ للفائدة(3/182)
وَقد وَقع لنا حَدِيث ابْن ديزيل وَمن وَافقه بِالسَّمَاعِ قَالَ الْبَيْهَقِيّ أَخْبَرَنَا أَبُو عبد الله الْحَافِظُ أَخْبرنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحسن القَاضِي ثَنَا ابراهيم ابْن الْحُسَيْنِ ثَنَا آدَمُ ثَنَا شُعْبَةُ عَنْ حُمَيْدٍ قَالَ سَمِعت ثَابِتًا وَهُوَ يسْأَل أنس ابْن مَالِكٍ أَكُنْتُمْ تَكْرَهُونَ الْحِجَامَةَ لِلصَّائِمِ قَالَ لَا إِلا مِنْ أَجْلِ الضَّعْفِ قَالَ الْبَيْهَقِيّ رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي الصَّحِيح عَن آدم عَن شُعْبَة سَمِعت ثَابتا الْبنانِيّ يسْأَل أنس بن مَالك وَالصَّحِيح مَا روينَاهُ عَن آدم انْتهى
وَكَذَلِكَ قَالَ الْحَافِظ أَبُو الْحجَّاج الْمزي فِي الْأَطْرَاف وَقَالَ أَبُو نعيم فِي الْمُسْتَخْرج حَدثنَا سُلَيْمَان بن أَحْمد ثَنَا جَعْفَر بن مُحَمَّد القلانسي ثَنَا آدم ثَنَا شُعْبَة عَنْ حُمَيْدٍ قَالَ سَمِعت ثَابِتًا الْبنانِيّ يسْأَل أنس بن مَالك فَذكره
وَأما حَدِيث شَبابَة فَقرأت عَلَى فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنَجَّا بِدِمَشْقَ أَخْبَرَكُمْ عِيسَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ فِي كِتَابِهِ فِيمَا قُرِئَ عَلَى كَرِيمَةَ بِنْتِ عَبْدِ الْوَهَّابِ وَهُوَ يسمع عَن أبي الْخَيْر الباغيان أَنَّ أَبَا عُمَرَ بْنَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَنْدَهْ أَخْبَرَهُ أَنا أَبِي أَنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَاتِمٍ ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوْحٍ ثَنَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ ثَنَا شُعْبَةُ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ فِي الْحِجَامَةِ للصَّائِم فَقَالَ إِنَّمَا كَرِهُوا لأَنَّ مِنْهُ الضَّعْفَ قَالَ وثنا شُعْبَة عَن حميد عَن أنس نَحوه
قَوْله فِي
33 -
بَاب الصَّوْم فِي السّفر والإفطار عقب حَدِيث
1941 - ابْن عُيَيْنَة عَنِ الشَّيْبَانِيِّ عَن بْنِ أَبِي أَوْفَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ فَقَالَ لِرَجُلٍ انْزِلْ فَاجْدَحْ لِي الْحَدِيثَ
تَابعه جرير وَأَبُو بكر بن عَيَّاش عَن الشَّيْبَانِيّ عَن بن أبي أوفى انْتهى أما حَدِيث جرير فأسنده فِي الطَّلَاق عَن عَليّ عَنهُ بِهِ وَأما حَدِيث أبي بكر فأسنده بعد قَلِيل فِي الصَّوْم عَن أَحْمد بن يُونُس عَنهُ بِهِ(3/183)
قَوْله 39
بَاب
184 - الْبَقَرَة {وعَلى الَّذين يطيقُونَهُ} قَالَ ابْن عمر وَسَلَمَة بن الْأَكْوَع نسختها {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أنزل فِيهِ الْقُرْآن} الْآيَة إِلَى قَوْله {لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}
185 - الْبَقَرَة
أما حَدِيث ابْن عمر فأسنده فِي الْبَاب وَلَفظه هِيَ مَنْسُوخَة وَلم يبين النَّاسِخ
وَقَالَ ابْن جرير حَدثنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى ثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ ثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ نَسَخْتُ هَذِهِ الآيَةَ يَعْنِي {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ}
184 - الْبَقَرَة الآيَةَ الَّتِي بَعْدَهَا {فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُم الشَّهْر فليصمه} الْآيَة
185 - مِسْكينا الْبَقَرَة
وَأما حَدِيث سَلمَة فأسنده فِي تَفْسِير سُورَة الْبَقَرَة من رِوَايَة بكير بن الْأَشَج عَن يزِيد بن أبي عبيد عَنهُ
قَوْله فِيهِ وَقَالَ ابْن نمير ثَنَا الأَعْمَشُ ثَنَا عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ ثَنَا ابْنُ أَبِي لَيْلَى ثَنَا أَصْحَاب مُحَمَّد صلى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَزَلَ رَمَضَانُ فَشَقَّ عَلَيْهِمْ فَكَانَ مَنْ أَطْعَمَ كُلَّ يَوْمٍ(3/184)
مِسْكِينًا تَرَكَ الصَّوْمَ مِمَّنْ يُطِيقُهُ وَرُخِّصَ لَهُمْ فِي ذَلِكَ فَنَسَخَتْهَا {وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ}
184 - الْبَقَرَة فَأُمِرُوا بِالصَّوْمِ
قَالَ البهيقي أخبرنَا عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ أَخْبَرَنِي أَبُو أَحْمَدَ يَعْنِي الْحَاكِمَ أَنا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُفَيْرٍ ثَنَا عَلِيٌّ يَعْنِي ابْنَ الرَّبِيعِ الأَنْصَارِيَّ ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ عَنِ الأَعْمَشِ ثَنَا عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي لَيْلَى ثَنَا أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالُوا أُحِيلَ الصَّوْمُ عَلَيْهِ ثَلاثَةَ أَحْوَالٍ قَدِمَ النَّاسُ الْمَدِينَةَ وَلا عَهْدَ لَهُمْ بِالصِّيَامِ فَكَانُوا يَصُومُونَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ حَتَّى نزل {شهر رَمَضَان} فَاسْتَكْثَرُوا ذَلِكَ وَشَقَّ عَلَيْهِمْ فَكَانَ مَنْ أَطْعَمَ مِسْكِينًا كُلَّ يَوْمٍ تَرَكَ الصِّيَامَ مِمَّنْ يُطِيقُهُ رُخِّصَ لَهُمْ فِي ذَلِكَ فَنَسَخَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ 184 الْبَقَرَة قَالَ فَأُمِرُوا بِالصِّيَامِ
رَوَاهُ أَبُو دَاوُد من حَدِيث شُعْبَة والمسعودي مطولا وَقد وَقع لنا حَدِيث ابْن نمير من جه آخر أَعلَى من طَرِيق الْبَيْهَقِيّ قَرَأت على عبد الله بن مُحَمَّد بن أَحْمد الْمَقْدِسِي بسفح قَاسِيُونَ أَخْبَرَكُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحُسَيْن الْأنْصَارِيّ فِي كِتَابه عَن إِسْمَاعِيل بن أَحْمد الْعِرَاقِيّ أَن مُحَمَّد بن عبد الْخَالِق أخبرهُ فِي كِتَابه أَنا أَبُو عَليّ الْحَدَّادُ أَنا أَبُو نُعَيْمٍ ثَنَا أَبُو إِسْحَاق بن حَمْزَة ثَنَا ابْن زَيْدَانَ ثَنَا أَبُو كريب وَابْن عَفَّان قَالَا ثَنَا ابْن نمير بِهِ
قلت ابْن زَيْدَانَ اسْمه عبد الله وَابْن عَفَّان اسْمه الْحسن بن عَليّ بن عَفَّان
قَوْله 40
بَاب مَتى يقْضى قَضَاء رَمَضَان(3/185)
قَالَ ابْن عَبَّاس لَا بَأْس أَن يفرق لقَوْل الله تَعَالَى 185 الْبَقَرَة {فَعدَّة من أَيَّام أخر}
وَقَالَ سعيد بن الْمسيب فِي صَوْم الْعشْر لَا يصلح حَتَّى يبْدَأ برمضان وَقَالَ إِبْرَاهِيم إِذا فرط حَتَّى جَاءَ رَمَضَان آخر يصومهما وَلم ير عَلَيْهِ إطعاما
وَيذكر عَن أبي هُرَيْرَة مُرْسلا وَعَن ابْن عَبَّاس انه يطعم انْتهى
أما قَول ابْن عَبَّاس فَأَخْبَرَنَا بِهِ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بن يحيى بن تَمِيم سَمَاعا أَنَّ أَحْمَدَ بْنَ أَبِي طَالِبٍ أَخْبَرَهُ أَنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ المظفر بن عَليّ بن طراد فِي كِتَابه أَن أَبَا الْفَتْح بْنَ الْبَطِّيِّ أَخْبَرَهُ أَنا مُحَمَّدُ بن عبد السَّلَام أَنا أَبُو عَلِيِّ بْنُ شَاذَانَ أَنا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَليّ الصَّانِع ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ شَبِيبٍ ثَنَا أَبِي ثَنَا يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَخْبرنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ لَا يَضُرَّكَ كَيْفَ قَضَيْتَهَا إِنَّمَا هِيَ عِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ فَأَحْصِهِ تَابعه معمر عَن الزُّهْرِيّ
أَنبأَنَا بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ عبد الرَّحِيم الْجَزرِي مشافهة بالإسكندرية أَنَّ الْعَلامَةَ شِهَابَ الدِّينِ أَحْمَدَ بْنَ قَيْسٍ أَخْبَرَهُ أَنا عَبْدُ الرَّحِيم بن يُوسُف أَنا عمر بن مُحَمَّد بن طبرزد أَنا مُحَمَّد بن عبد الْبَاقِي أَنا الْحسن بن عَليّ أَنا عَليّ بن مُحَمَّد بن لولو ثَنَا حَمْزَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكَاتِبُ ثَنَا نعيم بن حَمَّاد ثَنَا ابْن مُبَارَكٍ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَن عبيد الله بن عبد اللَّهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِيمَنْ عَلَيْهِ قَضَاءٌ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ قَالَ يَقْضِيهِ مُتَفَرِّقًا فَإِنَّ اللَّهَ قَالَ {فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ}
وَقَالَ الدَّارقطني ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيز ثَنَا أَبُو بكر ابْن أبي شيبَة ثَنَا ابْن عُلَيَّةَ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَن عبيد الله بن عبد اللَّهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَضَاءِ رَمَضَانَ صُمْهُ كَيْفَ شِئْتَ(3/186)
وروى مَالك فِي الْمُوَطَّأ عَن ابْن شهَاب أَن ابْن عَبَّاس وَأَبا هُرَيْرَة اخْتلفَا فِي قَضَاء رَمَضَان فَقَالَ أَحدهمَا يفرق وَقَالَ الآخر لَا يفرق هَكَذَا أخرجه مُرْسلا
وَأما قَول سعيد بن الْمسيب فَقَالَ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه حَدثنَا عَبدة عَن قَتَادَة عَن ابْن الْمسيب أَنه كَانَ لَا يرى بَأْسا أَن يقْضى رَمَضَان فِي الْعشْر
وَأما قَول إِبْرَاهِيم فَقَالَ سعيد بن مَنْصُور ثَنَا هشيم ثَنَا يُونُس عَن الْحسن ح وَعَن مَنْصُور عَن الْحَارِث العكلي عَن إِبْرَاهِيم أَنَّهُمَا كأنا يَقُولَانِ إِذا تتَابع عَلَيْهِ رمضانان صامهما صياما قَالَ وَإِن صَحَّ بَينهمَا فَلم يقْض الأول فبئسما صنع فليستغفر الله وليصم
وَأما قَول أبي هُرَيْرَة فَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ ثَنَا حَمْدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ سَعِيدٍ ثَنَا سَهْلُ بْنُ بَكَّارٍ ح وَقَالَ الْبَيْهَقِيُّ أخبرنَا أَبُو الْحُسَيْن ابْن الْفَضْلِ الْقَطَّانُ أَنا أَبُو سَهْلِ بْنُ زِيَادٍ الْقَطَّانُ ثَنَا عَلِيُّ بن مُحَمَّد ابْن أَبِي الشَّوَارِبِ ثَنَا سَهْلُ بْنُ بَكَّارٍ ثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ رَقَبَةَ قَالَ زَعَمَ عَطَاءٌ أَنَّهُ سَمِعَ أَبُو هُرَيْرَةَ قَالَ فِي الْمَرِيضِ يَمْرَضُ فَلا يَصُومُ رَمَضَانَ ثُمَّ يَبْرَأُ فَلا يَصُومُ حَتَّى يُدْرِكَهُ رَمَضَانُ آخَرُ قَالَ يَصُومُ الَّذِي حَضَرَهُ وَيَصُومُ الآخَرُ وَيُطْعِمُ لكل لَيْلَة مِسْكينا(3/187)
وَرَوَاهُ الدَّارقطني أَيْضا من رِوَايَة ابْن جريج وَقيس بن سعد عَن عَطاء وَقَالَ إِسْنَاد صَحِيح
وَأما قَول ابْن عَبَّاس فَقَالَ الْبَيْهَقِيّ أَخْبَرَنَا أَبُو عبد اللَّهِ الْحَافِظُ ثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُكْرَمٍ ثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ثَنَا شُعْبَةُ عَنِ الْحَكَمِ عَن مَيْمُون بن مهْرَان عَن ابْنِ عَبَّاسٍ فِي رَجُلٍ أَدْرَكَهُ رَمَضَانُ وَعَلَيْهِ رَمَضَانُ آخَرُ قَالَ يَصُومُ هَذَا وَيُطْعِمُ عَنْ ذَاكَ لِكُلِّ يَوْمٍ مِسْكِينًا وَيَقْضِيهِ
وَأخبرنا بِهِ عَالِيًا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الصَّالِحِيُّ أَنَّ أَبَا بَكْرِ بْنَ مُحَمَّدٍ الدَّقَّاقَ أَخْبَرَهُ أَنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ السَّعْدِيُّ عَن عبد الله بن عمر بن اللتي أَن الْفضل بن مُحَمَّد الأبيوردي أخبرهُ أَنا مُحَمَّد بْنُ مُحَمَّدٍ أَنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَمْدَوَيْهِ الْمَرْوَزِيُّ ثَنَا مَحْمُودُ بْنُ آدَمَ ثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ ح قَرَأْتُهُ عَالِيًا بِدَرَجَةٍ أُخْرَى عَلَى مَرْيَمَ بِنْتِ أَحْمَدَ الأَسَدِيَّةِ أَخْبَرَكَ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فِي كِتَابه عَن مُحَمَّد بن أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْمُؤَرِّخُ أَنَّ أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيزِ أَخْبَرَهُمْ إِجَازَةً إِنْ لَمْ يَكُنْ سَمَاعًا أَنَّ الْحَسَنَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيم ابْن فراس أَنا عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ الْمُقْرِئ أَنا جدي ثَنَا سُفْيَان بْنُ عُيَيْنَةَ عَنِ ابْنِ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ مَنْ فَرَّطَ فِي صِيَامِ شَهْرِ رَمَضَانَ حَتَّى يُدْرِكَهُ رَمَضَانُ آخَرُ فَلْيَصُمْ هَذَا الَّذِي أَدْرَكَهُ ثُمَّ لِيَصُمْ مَا فَاتَهُ وَيُطْعِمْ مَعَ كُلِّ يَوْمٍ مِسْكِينًا
وَبِه إِلَى عَليّ بن عمر الْحَافِظ ثَنَا إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد الصقار ثَنَا الْحسن ابْن الْفضل بن السَّمْح ثَنَا عَليّ بن زيجة الرَّازِيّ ثَنَا عبد الصَّمد الْمُقْرِئ الرَّازِيّ ثَنَا عَمْرو بن أبي قيس عَن مطرف عَن أبي إِسْحَاق عَن مُجَاهِد عَن أبي هُرَيْرَة فَذكره وَقَالَ إِسْنَاد حسن مَوْقُوف(3/188)
قَوْله 41
بَاب الْحَائِض تتْرك الصَّوْم وَالصَّلَاة
قَالَ أَبُو الزِّنَاد إِن السّنَن ووجوه الْحق لتأتي كثيرا على خلاف الرَّأْي فَلَا يجد الْمُسلمُونَ بدا من اتباعها من ذَلِك أَن الْحَائِض تقضي الصّيام وَلَا تقضي الصَّلَاة
قَوْله 42
بَاب من مَاتَ وعيه صَوْم
وَقَالَ الْحسن إِن صَامَ عَنهُ ثَلَاثُونَ رجلا يَوْمًا وَاحِدًا جَازَ
أَنبأَنَا بذلك أَبُو عَليّ مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز شفاها عَن يُونُس ابْن أبي إِسْحَاق عَن عَليّ بن الْحُسَيْن بن عَليّ عَن الْمُبَارك بن الْحُسَيْن عَن أبي الْحُسَيْن بن الْمُهْتَدي بِاللَّه عَن أبي الْحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيُّ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مخلد ثَنَا مُحَمَّد بن هَارُون الفلاس أَنا سعيد بن يَعْقُوب الطَّالقَانِي أَنا عبد الله بن الْمُبَارك ثَنَا سعيد بن عَامر عَن أَشْعَث عَن الْحسن فِيمَن عَلَيْهِ صَوْم ثَلَاثِينَ يَوْمًا فَجمع لَهُ ثَلَاثِينَ رجلا فصاموا عَنهُ يَوْمًا وَاحِدًا قَالَ أَجْزَأَ عَنهُ هَكَذَا أخرجه الدَّارَقُطْنِيّ فِي كتاب المدبج
قَوْله فِيهِ عقب حَدِيث
1952 - مُوسَى بن أعين عَنْ أَبِيهِ عَن عَمْرو بن الْحَارِث عَن ابْنِ أَبِي جَعْفَرٍ عَنْ مُحَمَّدِ ابْن جَعْفَرٍ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ مَنْ مَاتَ وَعَلَيْهِ صِيَامٌ صَامَ عَنهُ وليه(3/189)
تَابعه ابْن وهب عَن عَمْرو وَرَوَاهُ يحيى بن أَيُّوب عَن ابْن أبي جَعْفَر
أما حَدِيث ابْن وهب فَقَرَأْتُهُ عَلَى أَبِي الْفرج بن حَمَّاد عَن أبي الْحَسَنِ بْنِ أَبِي الطَّاهِرِ سَمَاعًا أَنَّ أَبَا الْفَرَجِ بْنَ نَصْرٍ أَخْبَرَهُمْ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ بْنِ الْخَيَّاطِ أَنا أَبُو عَلِيٍّ الْمُقْرِئُ أَنا أَحْمد بن عبد الله ثَنَا عبد الله بن مُحَمَّد وَمُحَمّد ابْن إِبْرَاهِيم قَالَا ثَنَا أَحْمد بن عَلِيٍّ ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى ثَنَا عبد الله ابْن وهب عَن عَمْرو بن الْحَارِثِ ح وَبِهِ قَالَ مُحَمَّدُ بن إِبْرَاهِيم ثَنَا مُحَمَّد بن الْحَسَنِ ثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى ثَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي عَمْرُو بن الْحَارِث عَن عبيد الله بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ مَنْ مَاتَ وَعَلَيْهِ صِيَامٌ صَامَ عَنْهُ وَلِيُّهُ
رَوَاهُ مُسلم عَن أَحْمد بن عِيسَى فوافقناه بعلو
وَرَوَاهُ سعيد بن مَنْصُور فِي السّنَن عَن عبد الله بن وهب فوافقناه بعلو أَيْضا
وَرَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ عَن ابْن صاعد عَن أَحْمد بن مَنْصُور عَن أصبغ بن الْفرج عَن ابْن وهب فَوَقع لنا عَالِيا
وَأما حَدِيث يحيى بن أَيُّوب فَقَالَ الْبَيْهَقِيّ أَخْبَرَنَا أَبُو عبد الله الْحَافِظُ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَسَنِ القَاضِي وَأَبُو زَكَرِيَّا ابْن أَبِي إِسْحَاقَ وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ قَالُوا ثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّد بن يَعْقُوب ثَنَا مُحَمَّد بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ ثَنَا عَمْرُو بْنُ الرَّبِيعِ بْنِ طَارِقٍ أَنا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ مَاتَ وَعَلَيْهِ صِيَامٌ صَامَ عَنْهُ وَلِيُّهُ
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ قرئَ على أبي مُحَمَّد بن صاعد وَأَنا أسمع حَدثكُمْ مُحَمَّد(3/190)
ابْن عبد الْملك بن زَنْجوَيْه وَأَبُو نشيط وَمُحَمّد بن إِسْحَاق قَالُوا أَنا عَمْرو ابْن الرّبيع بن طَارق ح قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ وَحدثنَا الْحسن بن سعيد بن مُحَمَّد المروروذي ثَنَا أَبُو بكر بن زَنْجوَيْه فَذكر
رَوَاهُ أَبُو عوَانَة فِي صَحِيحه عَن الصغاني فوافقناه
وَرَوَاهُ ابْن خُزَيْمَة فِي صَحِيحه عَن زَكَرِيَّا بن يحيى عَن عَمْرو بن الرّبيع بِهِ
وَعَن الذهلي عَن سعيد بن أبي مَرْيَم عَن يحيى بن أَيُّوب بِهِ
وَرَوَاهُ الْبَزَّار من طَرِيق ابْن لَهِيعَة عَن عبيد الله بن أبي جَعْفَر فَزَاد فِي آخِره إِن شَاءَ وَهِي زِيَادَة مُنكرَة
قَوْله فِيهِ
عقب حَدِيث 1953 زَائِدَة عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أُمِّي مَاتَتْ الْحَدِيثَ
قَالَ الأَعْمَشُ فَقَالَ الْحَكَمُ وَسَلَمَةُ حِينَ حَدَّثَ مُسْلِمٌ بِهَذَا الْحَدِيثِ سَمِعْنَا مُجَاهِدًا يَذْكُرُ هَذَا عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ
وَيَذْكُرُ عَنْ أَبِي خَالِدٍ ثَنَا الأَعْمَشُ عَنِ الْحَكَمِ وَمُسْلِمٍ الْبَطِينِ وَسَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَعَطَاءٍ وَمُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَتِ امْرَأَةٌ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ أُخْتِي مَاتَتْ
وَقَالَ يَحْيَى وَأَبُو مُعَاوِيَةَ ثَنَا الأَعْمَشُ عَنْ مُسْلِمٍ عَنْ سَعِيدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَتِ امْرَأَةٌ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ أُمِّي مَاتَت
وَقَالَ عبيد الله عَن زيد بن أبي أنيسَة عَنِ الْحَكَمِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَتِ امْرَأَةٌ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ أُمِّي مَاتَتْ وَعَلَيْهَا صَوْم نذر(3/191)
وَقَالَ أَبُو حَرِيزٍ حَدثنَا عِكْرِمَةُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَتِ امْرَأَةٌ للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَاتَتْ أُمِّي وَعَلَيْهَا صَوْمُ خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْمًا انْتَهَى
أما حَدِيث أبي خَالِد فَقَرَأته على فَاطِمَة بنت المنجا أَخْبَرَكُمْ سُلَيْمَانُ بْنُ حَمْزَةَ فِي كِتَابِهِ عَنْ عُمَرَ بْنِ كَرَمٍ أَنَّ أَبَا الْوَقْتِ أخْبرهُم أَنا مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيزِ أَنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي شُرَيْحٍ أَنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ صَاعِدٍ الْحَافِظُ ثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ ثَنَا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ ثَنَا الأَعْمَشُ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ وَالْحَكَمُ وَمُسْلِمٌ الْبَطِينُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَعَطَاءٍ وَمُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ جَاءَتِ امْرَأَةٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أُخْتِي مَاتَتْ وَعَلَيْهَا صَوْمُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ فَقَالَ أَرَأَيْتِ لَوْ كَانَ عَلَى أُخْتِكِ دَيْنٌ أَكُنْتِ تَقْضِيهِ قَالَتْ نَعَمْ قَالَ فَحَقُّ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَحَقُّ
رَوَاهُ مُسلم وَابْن خُزَيْمَة فِي صَحِيحهمَا وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه فِي كتبهمْ عَن أبي سعيد الْأَشَج بِهَذَا الْإِسْنَاد فوافقناهم فِيهِ بعلو دَرَجَتَيْنِ وَقَالَ التِّرْمِذِيّ حسن
وَرَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ فِي السّنَن عَن ابْن صاعد فوافقناه فِيهِ بعلو أَيْضا
وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَغَيره عَن أبي كريب(3/192)
وَرَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ من حَدِيث أبي هِشَام الرِّفَاعِي كِلَاهُمَا عَن أبي خَالِد الْأَحْمَر مثله
وَكَذَا رَوَاهُ أَبُو الْقَاسِم الْبَغَوِيّ عَن عُثْمَان بن أبي شيبَة عَن أبي خَالِد وَلَكِن سقط الحكم فِي رِوَايَة التِّرْمِذِيّ فَقَط وَأما مُسلم فَلم يسق الْمَتْن بل أحَال بِهِ على حَدِيث زَائِدَة وَهُوَ غير جيد لما فِي متن رِوَايَة أبي خَالِد من الْمُخَالفَة ولتفرد أبي خَالِد أَيْضا بِهَذَا السِّيَاق فَقَالَ البُخَارِيّ فِيمَا حَكَاهُ التِّرْمِذِيّ روى أَبُو مُعَاوِيَة وَغير وَاحِد عَن الأَعْمَشُ عَنْ مُسْلِمٍ عَنْ سَعِيدٍ ابْنُ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَلم يذكرُوا سَلمَة بن كهيل عَن عَطاء وَلَا مُسلم البطين عَن مُجَاهِد لَكِن نقل التِّرْمِذِيّ فِي الْعِلَل عَن البُخَارِيّ أَنه سَأَلَهُ عَنهُ فَقَالَ جوده أَبُو خَالِد وَاسْتَحْسنهُ جدا
قلت وَالِاضْطِرَاب فِي إِسْنَاد هَذَا الحَدِيث وَمَتنه كَبِير جدا وَالِاضْطِرَاب مُوجب للضعف إِذا تَسَاوَت وُجُوه الِاضْطِرَاب لَكِن اعْتمد الشَّيْخَانِ رِوَايَة زَائِدَة لحفظه فرجحت على بَاقِي الرِّوَايَات هَكَذَا سَمِعت شَيخنَا الْحَافِظ أَبَا الْفضل بن الْحُسَيْن يَقُول لما سَأَلته عَنهُ
وَأما حَدِيث يحيى وَأبي مُعَاوِيَة فَقَالَ الإِمَام أَحْمد فِي مُسْنده ثَنَا يحيى بن سعيد سَمِعت الْأَعْمَش عَن مُسلم البطين عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْن عَبَّاس قَالَ أَتَت امْرَأَة للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أُمِّي مَاتَت الحَدِيث
وَقَالَ الإِمَام أَحْمد أَيْضا حَدثنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ثَنَا الأَعْمَشُ عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْن عَبَّاس قَالَ أَتَت امْرَأَة للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أُمِّي مَاتَتْ وَعَلَيْهَا صَوْمُ شَهْرٍ أَفَأَقْضِي عَنْهَا فَقَالَ أَرَأَيْتِ لَوْ كَانَ عَلَى أُمِّكِ دَيْنٌ أَمَا كُنْتِ تَقْضِيهِ قَالَتْ بَلَى قَالَ فدين الله عز(3/193)
وَجل أَحَق
وَأما حَدِيث عبيد الله بن عَمْرو فَأخْبرنَا بِهِ أَبُو الْفرج بن حَمَّاد بِإِسْنَادِهِ الْمُتَقَدّم قَرِيبا إِلَى مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم ثَنَا الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن حَمَّاد ثَنَا هِلَال وَمُحَمّد ابْن مَعْدَانَ قَالا ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عبيد الله ثَنَا عبيد الله بْنُ عَمْرٍو عَنْ زَيْدٍ عَنِ الْحَكَمِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ امْرَأَةً جَاءَتْ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ إِنَّ أُمِّي مَاتَتْ وَعَلَيْهَا صَوْمٌ مِنْ نَذْرٍ فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَكُنْتِ قَاضِيَةً عَنْ أُمِّكِ دَيْنًا لَوْ كَانَ عَلَيْهَا قَالَتْ نَعَمْ قَالَ فَصُومِي عَنْ أُمِّكِ
رَوَاهُ مُسلم من حَدِيث زَكَرِيَّا بن عدي عَن عبيد الله بن عَمْرو بِهِ وَأما حَدِيث أبي حريز فَقَالَ الْبَيْهَقِيّ أَخْبَرَنَاهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ أَخْبَرَنِي أَبُو بكر ابْن عَبْدِ اللَّهِ أَنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَان ثَنَا مُحَمَّد بن عبد الأَعْلَى أَنا الْمُعْتَمِرُ قَالَ قَرَأت عَلَى الْفُضَيْلِ بْنِ مَيْسَرَةَ عَنْ أَبِي حَرِيزٍ فِي امْرَأَةٍ مَاتَتْ وَعَلَيْهَا صَوْمٌ قَالَ حَدَّثَنِي عِكْرِمَةُ عَن ابْن عَبَّاس قَالَ أَتَت امْرَأَةٌ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أُمِّي مَاتَتْ وَعَلَيْهَا صَوْمُ خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْمًا قَالَ أَرَأَيْتِ لَوْ أَنَّ أُمَّكِ مَاتَتْ وَعَلَيْهَا دَيْنٌ أَكُنْتِ قَاضِيَتَهُ قَالَتْ نَعَمْ قَالَ اقْضِي دَيْنَ أُمِّكِ وَهِيَ امْرَأَةٌ مِنْ خَثْعَمَ
قَوْله 43
بَاب مَتى يحل فطر الصَّائِم
وَأفْطر أَبُو سعيد الْخُدْرِيّ حِين غَابَ قرص الشَّمْس(3/194)
قَالَ سعيد بن مَنْصُور فِي السّنَن حَدثنَا سُفْيَانُ عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ أَيْمَنَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ نَزَلَ عَلَى أَبِي سَعِيدٍ فَرَآهُ يُفْطِرُ قَبْلَ مَغِيبِ الْقُرْصِ
وَقَالَ ابْن أبي شيبَة فِي المُصَنّف ثَنَا وَكِيعٌ عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ أَيْمَنَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ دَخَلْتُ عَلَيْهِ فَأَفْطَرَ عَلَى عِرْقٍ وَأنا أَرَى أَنَّ الشَّمْسَ لَمْ تَغْرُبْ
قَوْله فِي 46
بَاب إِذا أفطر فِي رَمَضَان ثمَّ طلعت الشَّمْس
عقب حَدِيثُ 1959 أَبِي أُسَامَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَتْ أَفْطَرْنَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ غَيْمٍ ثُمَّ طَلَعَتِ الشَّمْسُ قيل لهشام أمروا بِالْقضَاءِ قَالَ بُد من قَضَاء
وَقَالَ معمر سَمِعت هشاما لَا أَدْرِي أقضوا أم لَا
أَخْبرنِي بِذَلِكَ الشَّيْخُ أَبُو إِسْحَاقَ التَّنُوخِيُّ عَن إِسْمَاعِيل بن يُوسُف بن مَكْتُومٍ قَالَ شَيْخُنَا وَقُرِئَ عَلَى أَحْمَدَ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَأنا أَسْمَعُ قَالا أَنا عَبْدُ اللَّهِ بن عمر بن اللتي أَنا أَبُو الْوَقْت أَنا أَبُو الْحسن بن المظفر أَنا عبد الله بْنُ أَحْمَدَ السَّرَخْسِيُّ أَنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خُرَيْمٍ أَنا عَبْدُ بْنُ حميد أَنا عبد الرَّزَّاق أَنا مَعْمَرٌ سَمِعت هِشَامَ بْنَ عُرْوَةَ عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ عَنْ أَسمَاء بنت أبي بكر(3/195)
قَالَتْ أَفْطَرْنَا فِي زَمَانِ رَسُولِ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي شَهْرِ رَمَضَانَ ثُمَّ بَانَتِ الشَّمْسُ فَقَالَ أنس لهشام قضوا أم لَا قَالَ لَا أَدْرِي
قَوْله 47
بَاب صَوْم الصّبيان
وَقَالَ عمر رَضِي الله عَنهُ لنشوان فِي رَمَضَان وَيلك وصبياننا صِيَام فَضَربهُ
قَالَ سعيد بن مَنْصُور ثَنَا هُشَيْمٌ ثَنَا أَبُو سِنَانٍ وَالأَجْلَحُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ أُتِيَ بِرَجُلٍ شَرِبَ الْخَمْرَ فِي رَمَضَانَ فَلَمَّا دَنَا مِنْهُ جَعَلَ يَقُولُ لِلْمَنْخِرَيْنِ هاوان صِبْيَانُنَا لِصِيَامٍ ثُمَّ أُمِرَ بِهِ فَضُرِبَ ثَمَانِينَ سَوْطًا ثُمَّ سَيَّرَهُ إِلَى الشَّامِ
وَقَالَ الْبَغَوِيّ فِي الجعديات حَدثنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ ثَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي سِنَانٍ سَمِعت عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ أَنَّ عُمَرَ أُتِيَ بِرَجُلٍ قَدْ أَفْطَرَ فِي رَمَضَانَ فَلَمَّا رُفِعَ إِلَيْهِ عَثَرَ فَقَالَ عَلَى وَجْهِكَ أَوْ بِوَجْهِكَ وَصِبْيَانُنَا صِيَامٌ فَضَرَبَهُ الْحَدَّ وَكَانَ إِذَا غَضِبَ عَلَى إِنْسَانٍ سَيَّرَهُ إِلَى الشَّامِ
أخبرنَا بذلك عَليّ بن مُحَمَّد الْخَطِيب أناالقاسم بن مظفر سَمَاعا أَنا أَبُو الْحسن بن المقير مشافهة عَن الْمُبَارك بن الشهرزوري عَن عبد الله بن مُحَمَّد بن هرازمرد أَنا أَبُو الْقَاسِم بن حبابة أَنا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بن مُحَمَّد الْبَغَوِيّ بِهَذَا(3/196)
وَرَوَاهُ الثَّوْريّ أَيْضا عَنْ أَبِي سِنَانٍ قَالَ ابْنُ حَزْمٍ رَوَيْنَا من طَرِيق سُفْيَان الثَّوْريّ عَن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أَنَّهُ أُتِيَ بِشَيْخٍ قَدْ شَرِبَ الْخَمْرَ فِي رَمَضَانَ فَقَالَ لِلْمَنْخِرَيْنِ وِلْدَانُنَا صِيَامٌ ثُمَّ ضَرَبَهُ ثَمَانِينَ وَسَيَّرَهُ إِلَى الشَّامِ
قَوْله 49
بَاب التنكيل لمن أَكثر الْوِصَال
رَوَاهُ أنس عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
أسْندهُ فِي بَاب التَّمَنِّي وَسَيَأْتِي الْكَلَام عَلَيْهِ هُنَاكَ وَلَفظ التنكيل إِنَّمَا هُوَ فِي حَدِيث أبي هُرَيْرَة الَّذِي سَاقه فِي هَذَا الْبَاب وَهُوَ فِي حَدِيث أنس بِالْمَعْنَى
قَوْله فِي 53
بَاب مَا يذكر من صَوْم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وإفطاره
وَقَالَ سُلَيْمَان عَن حميد أَنه سَأَلَ أنسا فِي الصَّوْم
تقدم التَّنْبِيه عَلَيْهِ فِي الصَّلَاة(3/197)
وَأسْندَ هُوَ فِي هَذَا الْبَاب الحَدِيث من حَدِيث أبي خَالِد الْأَحْمَر عَن حميد سَأَلت أنسا وَالظَّاهِر أَنه المُرَاد هُنَا فَإِنَّهُ اسْمه أَيْضا سُلَيْمَان وَالله أعلم
قَوْله فِي 57
بَاب حق الْأَهْل فِي الصَّوْم
رَوَاهُ أَبُو جُحَيْفَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
أسْندهُ قبل هَذَا بِخَمْسَة أَبْوَاب فِي خبر فِيهِ قصَّة لأبي الدَّرْدَاء وَسليمَان الْفَارِسِي
قَوْله فِيهِ
فِي حَدِيث 1977 ابْن جريج سَمِعت عَطاء عَن أبي الْعَبَّاس الشَّاعِر عَن عبد الله بن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا قَالَ بلغ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنِّي أَقُول لأصومن النَّهَار الحَدِيث
وَفِي آخِره قَالَ عَطاء لَا أَدْرِي كَيفَ ذكر صِيَام الْأَبَد قَالَ البُخَارِيّ قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَا صَامَ من صَامَ الْأَبَد انْتهى
وَحَدِيث لَا صَامَ من صَامَ الْأَبَد رَوَاهُ الْمُؤلف أَيْضا بعد بِبَاب من طَرِيق حبيب ابْن أبي ثَابت عَن أبي الْعَبَّاس الشَّاعِر بِلَفْظ لَا صَامَ من صَامَ الدَّهْر
وَأما اللَّفْظ الَّذِي علقه بِهِ البُخَارِيّ فَرَوَاهُ النَّسَائِيُّ مِنْ طَرِيقِ يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ عَنِ الأَوْزَاعِيِّ عَنْ عَطَاءٍ حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرو بن العَاصِي قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ صَامَ الأَبَدَ فَلا صَامَ وَلا أَفْطَرَ(3/198)
وَقَالَ ابْن مَاجَه حَدثنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ثَنَا وَكِيعٌ عَنْ مِسْعَرٍ وَسُفْيَانَ عَنْ حَبِيبِ بْنِ أبي ثَابت عَن أبي الْعَبَّاس عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَا صَامَ مَنْ صَامَ الأَبَدَ
وَقَالَ الإِمَام أَحْمد فِي مُسْنده حَدثنَا وَكِيع مثله سَوَاء
قَوْله 61
بَاب من زار قوما فَلم يفْطر عِنْدهم
عقب حَدِيثُ 1982 خَالِدِ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَى أُمِّ سُلَيْمٍ فَأَتَتْهُ بِتَمْرٍ وَسَمْنٍ الحَدِيث
وَقَالَ ابْن أبي مَرْيَمَ أَنا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ حَدثنِي حميد سَمِعت أنسا رَضِي اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم
هَكَذَا وَقع فِي روايتنا من طَرِيق أبي الْوَقْت عَن الدَّاودِيّ عَن الْحَمَوِيّ وَمن طَرِيق أبي ذَر الْهَرَوِيّ عَن الشُّيُوخ الثَّلَاثَة الْحَمَوِيّ والكشميهني وَالْمُسْتَمْلِي لَكِن وَقع فِي رِوَايَة كَرِيمَة المروزية عَن الْكشميهني وَفِي رِوَايَة أبي مُحَمَّد الْأصيلِيّ عَن أبي زيد الْمروزِي وَفِي رِوَايَة غير وَاحِد كلهم عَن الْفربرِي عَن البُخَارِيّ فِي هَذَا الْموضع حَدثنَا ابْن أبي مَرْيَم قَالَ أَنا يحيى بن أَيُّوب فَذكره وَسَيَأْتِي إسنادي إِلَى كَرِيمَة فِي آخر الْكتاب إِن شَاءَ الله تَعَالَى
قَوْله فِي 62
بَاب الصَّوْم آخر الشَّهْر
عقب حَدِيثُ 1983 غَيْلانَ بْنِ جَرِيرٍ عَنْ مُطَرِّفٍ عَن عمرَان بن حُصَيْن(3/199)
رَضِي الله عَنْهُمَا عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ سَأَلَهُ أَوْ سَأَلَ رَجُلا وَعِمْرَانُ يَسْمَعُ فَقَالَ يَا أَبَا فُلانٍ أَمَا صُمْتَ سَرَرَ هَذَا الشَّهْرِ قَالَ أَظُنُّهُ قَالَ يَعْنِي رَمَضَانَ قَالَ الرَّجُلُ لَا الْحَدِيثَ
وَقَالَ ثَابِتٌ عَنْ مُطَرِّفٍ عَنْ عِمْرَانَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ سَرَرِ شَعْبَانَ قَالَ الْبُخَارِيُّ شَعْبَانُ أَصَحُّ
أخبرنَا بِذَلِكَ الْحَافِظُ أَبُو الْفَضْلِ بْنُ الْحُسَيْنِ أَنا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يحيى أَنا عبد الرَّحِيم بن يَحْيَى بْنِ يُوسُفَ أَنا عُمَرُ بن مُحَمَّد بن طبرزد أَنا مُحَمَّد ابْن عبد الْبَاقِي أَنا الْحسن بن عَليّ أَنا عَليّ بن مُحَمَّد بن كيسَان أَنا يُوسُف بن يَعْقُوبَ الْقَاضِي ثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ غِيَاثٍ ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ح وَأخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْحَلاوِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ أَخْبَرَكُمْ أَحْمَدُ بْنُ كُشْتُغْدِيٍّ أَنَّ أَبَا الْفرج بن الصيقل أخبرهُ عَنْ خَلِيلِ بْنِ بَدْرٍ أَنا أَبُو عَلِيٍّ الْحَدَّادُ أَنا أَحْمَدُ ابْن عَبْدِ اللَّهِ ثَنَا أَبُو بَكْرِ بن خَلاد ثَنَا الْحَارِث بن أَبِي أُسَامَةَ ثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ ثَنَا حَمَّادٌ هُوَ ابْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ مُطَرِّفٍ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ أَنَّ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لَهُ أَوْ لِغَيْرِهِ هَلْ صُمْتَ مِنْ سَرَرِ شَعْبَانَ شَيْئًا قَالَ لَا قَالَ فَإِذَا أَفْطَرْتَ فَصُمْ يَوْمَيْنِ لَفْظُ رَوْحٍ
وقرأت على عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد الْغَزِّيِّ أَخْبَرَكُمْ عَلِيُّ بْنُ إِسْمَاعِيلَ أَن النجيب الْحَرَّانِي أخبرهُ عَن مَسْعُود الْجمال أَنا الْحسن بن أَحْمد الْحداد أَنا أَبُو نعيم ثَنَا عبد الله بن مُحَمَّد وَمُحَمّد بن إِبْرَاهِيم قَالَا أَنا أَحْمد بن عَليّ يعنيان أَبَا يعلى ثَنَا عبد الْأَعْلَى بن حَمَّاد ثَنَا حَمَّاد بن سَلمَة ثَنَا ثَابت مثله لَكِن قَالَ أَو لرجل(3/200)
وَرَوَاهُ مُسلم فِي صَحِيحه عَنْ هداب عَن خَالِد وَهُوَ هدبة
وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد عَن مُوسَى بن إِسْمَاعِيل كِلَاهُمَا عَن حَمَّاد بن سَلمَة فَوَقع لنا بَدَلا عَالِيا بِدَرَجَة على طريقيهما
وَرَوَاهُ النَّسَائِيّ عَن زَكَرِيَّا بن يحيى عَن عبد الْأَعْلَى فَوَقع لنا بَدَلا عَالِيا
وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه عَن أبي يعلى فوافقناه بعلو وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ من حَدِيث الْحسن بن سُفْيَان عَن هدبة فَوَقع لنا عَالِيا بِدَرَجَة مَعَ اتِّصَال السماع
قَوْله فِي 63
بَاب صَوْم يَوْم الْجُمُعَة
عقب حَدِيثُ 1984 أبي عَاصِم عَن ابْن جريج عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبَّادِ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ سَأَلْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَهَى النَّبِيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن صَوْمِ يَوْمِ الْجُمُعَةِ قَالَ نَعَمْ
زَاد غير أبي عَاصِم أَن ينْفَرد بصومه
قلت هَذِه الزِّيَادَة رَوَاهَا أَبُو عبد الرَّحْمَن النَّسَائِيّ قَالَ أَنا عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ ثَنَا يَحْيَى ثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ أَخْبرنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادِ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ قُلْتُ لِجَابِرٍ أَسمعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْهَى أَنْ يُفْرَدَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ بِصَوْمٍ قَالَ إِي وَرَبِّ الْكَعْبَةِ
وَقَالَ الْإِسْمَاعِيلِيّ أَخْبرنِي الْقَاسِمُ بْنُ زَكَرِيَّا ثَنَا عَمْرُو بْنُ عَليّ ثَنَا يحيى بن(3/201)
سَعِيدٍ وَأَبُو عَاصِمٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادِ بْنِ جَعْفَرٍ قُلْتُ لِجَابِرٍ أَسمعت رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى أَنْ يُفْرَدَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ بِصَوْمٍ قَالَ نَعَمْ
هَكَذَا رَوَاهُ عَن عَمْرو بن عَليّ عَن أبي عَاصِم وَكَأَنَّهُ حمل رِوَايَة أبي عَاصِم على رِوَايَة يحيى بن سعيد فَإِن سِيَاق الْمَتْن والإسناد مُخَالف لرِوَايَة أبي عَاصِم الَّتِي أخرجهَا البُخَارِيّ عَنهُ وَالله أعلم
وَقد تَابع أَبَا عَاصِم على إِدْخَال عبد الحميد بَين ابْن جريج وَمُحَمّد بن عباد حجاج بن مُحَمَّد الْأَعْوَر وَغَيره
وتابع يحيى بن سعيد على إِسْقَاطه النَّضر بن شُمَيْل وَحَفْص بن غياث وَغَيرهمَا فَالظَّاهِر أَن ابْن جريج سَمعه عَن مُحَمَّد بن عباد بِوَاسِطَة ثمَّ لقِيه فحدثه بِهِ فَكَانَ يحدث بِهِ على الْوَجْهَيْنِ بِدَلِيل تصريحه بالإخبار من مُحَمَّد بن عباد فِي رِوَايَة النَّسَائِيّ وَالله أعلم
قَوْله فِيهِ
عقب حَدِيثُ 1986 شُعْبَةُ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ عَنْ جُوَيْرِيَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَيْهَا يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَهِيَ صَائِمَةٌ فَقَالَ أَصُمْتِ أَمْسِ قَالَتْ لَا قَالَ تُرِيدِينَ أَنْ تَصُومِي غَدًا قَالَتْ لَا قَالَ فَأَفْطِرِي
وَقَالَ حَمَّاد بن الْجَعْد سمع قَتَادَة حَدثنِي أَبُو أَيُّوب أَن جوَيْرِية حدثته فَأمرهَا فأفطرت
وَأَبُو أَيُّوب اسْمه يحيى بن مَالك
أخبرنَا غير وَاحِد مشافهة عَن أبي الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَزَرِيُّ أَن الْحَافِظ أَبَا عَليّ الْبكْرِيّ أَخْبَرَهُ فِي كِتَابِهِ عَنِ الْحَافِظِ أَبِي مُحَمَّدِ بْنِ الأَخْضَرِ سَمَاعًا أَنَّ أَبَا الْحَسَنِ بْنَ عَبْدِ السَّلامِ أَخْبَرَهُ أَنا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ النَّقُّورِ أَنا عُبَيْدُ اللَّهِ بن مُحَمَّد بن(3/202)
إِسْحَاقَ أَنا أَبُو الْقَاسِمِ الْبَغَوِيُّ ثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ ثَنَا حَمَّادُ بْنُ الْجَعْدِ قَالَ سُئِلَ قَتَادَةُ وَأنا شَاهِدٌ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَقَالَ حَدَّثَنِي أَبُو أَيُّوبَ أَنَّ جُوَيْرِيَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدَّثَتْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَيْهَا وَهِيَ صَائِمَةٌ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَقَالَ هَلْ صُمْتِ أَمْسِ قَالَتْ لَا قَالَ أَفَتُرِيدِينَ أَنْ تَصُومِي غَدًا قَالَتْ مَا أُرِيدُ ذَاكَ قَالَ فَأَمَرَهَا نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَفْطَرَتْ
وقرأته أَعلَى من هَذَا السِّيَاق بِدَرَجَة على فَاطِمَة بِنْتِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْهَادِي بِسَفْحِ قَاسِيُونَ أَخْبَرَكُمْ أَبُو نَصْرِ بْنُ الشِّيرَازِيِّ فِي كِتَابِهِ عَنْ مَحْمُودَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَنْدَهْ أَن مَسْعُود بن الْحُسَيْن الْأَصْبَهَانِيّ أخبرهُ سَمَاعا عَلَيْهِ عَن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الْبَزَّاز أَن أَبَا الْقَاسِم بن حبابة أخبرهُ قَالَ أَنا الْبَغَوِيّ قِرَاءَة عَلَيْهِ وَأَنا أسمع فَذكره
قَوْله فِي 68
بَاب صِيَام أَيَّام التَّشْرِيق
عقب حَدِيثُ 1999 مَالك عَن ابْن شهَاب عَن سَالم عَن ابْن عمر رَضِي اللَّهُ عَنْهُمَا وَعَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَة الصِّيَامُ لِمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ إِلَى يَوْمِ عَرَفَةَ فَإِنْ لَمْ يَجِدْ هَدْيًا وَلَمْ يَصُمْ صَامَ أَيَّامَ مِنًى
تَابعه إِبْرَاهِيم بْنُ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ
قُرِئَ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْعَدْلِ وَأنا أَسْمَعُ بِمِصْرَ أَخْبَرَتْكُمْ وَزِيرَةُ بِنْتُ الْمُنَجَّا فِي إِجَازَتِهَا أَنَّ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْدِيِّ أَخْبَرَهُمْ قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَهِيَ تَسْمَعُ أَنا أَبُو زُرْعَةَ طَاهِرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ طَاهِرٍ أَنا مَكِّيُّ بْنُ مُحَمَّدِ ابْن مَنْصُورِ بْنِ عَلانَ أَنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ ثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ أَنا الرّبيع بن(3/203)
سُلَيْمَانَ أَنا الشَّافِعِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ الإِمَامُ أَنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ أَبِي شِهَابٍ عَنْ عُرْوَة عَن عَائِشَة فِي الْمُتَمَتِّعِ إِذَا لَمْ يَجِدْ هَدْيًا وَلَمْ يَصُمْ قَبْلَ عَرَفَةَ فَلْيَصُمْ أَيَّامَ مِنًى
وَعَن ابْن شهَاب عَن سَالم عَن أَبِيه مثل ذَلِك
رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ عَن الْحَاكِم وَآخَرين عَن الْأَصَم فَوَقع لنا بَدَلا عَالِيا أَو مُوَافقَة
من 31 كتاب صَلَاة التَّرَاوِيح
قَوْله فِي 1
بَاب فضل لَيْلَة الْقدر
قَالَ ابْن عُيَيْنَة مَا كَانَ فِي الْقُرْآن وَمَا أَدْرَاك فقد أعلمهُ وَمَا كَانَ وَمَا يدْريك فَإِنَّهُ لم يُعلمهُ
2014 - حَدَّثنا عَليّ بن عبد الله ثَنَا سُفْيَانُ قَالَ حَفِظْنَاهُ مِنَ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تقدم من ذَنبه الحَدِيث
تَابعه سُلَيْمَان بن كثير عَن الزُّهْرِيّ
أما قَول ابْن عُيَيْنَة فَأخْبرنَا بِهِ أَبُو عَليّ مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ الْمَهْدَوِيّ إِذْنا مشافهة عَن يُونُس بن أبي إِسْحَاق عَن عَليّ بن مَحْمُود عَن السلَفِي أَنا أَبُو الْعَلَاء عبد الْكَرِيم بن عَليّ بن عبد الله أَنا أَبُو طَاهِر مُحَمَّد بن أَحْمد ابْن حمدَان فِي كِتَابه أَن عَليّ بن مُحَمَّد بن عمر الْفَقِيه أخْبرهُم أَنا عبد الرَّحْمَن ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ثَنَا أَبِي ثَنَا مُحَمَّد(3/204)
ابْن أبي عمر الْعَدنِي قَالَ قَالَ سُفْيَان يَعْنِي ابْن عُيَيْنَة كل شَيْء فِي الْقُرْآن وَمَا أَدْرَاك فقد أخبرهُ بِهِ وكل شَيْء وَمَا يدْريك فَلم يُخبرهُ بِهِ
وَأما حَدِيث سُلَيْمَان بن كثير
قَوْله 3
بَاب تحري لَيْلَة الْقدر فِي الْوتر من الْعشْر الْأَوَاخِر فِيهِ عبَادَة
أسْندهُ بِمَعْنَاهُ فِي بَاب رفع لَيْلَة الْقدر
قَوْله فِيهِ
عقب حَدِيثُ 2021 وُهَيْبٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهُمَا عَن النَّبِي صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي تَاسِعَةٍ تَبْقَى الحَدِيث
وعقب حَدِيث 2022 عَاصِم عَن أبي مجلز وَعِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس نَحوه
وَقَالَ عبد الْوَهَّاب عَن أَيُّوب وَعَن خَالِد عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس التمسوها فِي أَربع وَعشْرين
أما حَدِيث عبد الْوَهَّاب وَهُوَ الثَّقَفِيّ عَن أَيُّوب بمتابعة وهيب فَأخبرنا بِهِ الْحَافِظُ أَبُو الْفَضْلِ بْنُ الْحُسَيْنِ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُحَمَّدِ الْعَطَّارَ أَخْبَرَهُمْ أَنا عَلِيُّ بْنُ(3/205)
أَحْمد السَّعْدِيّ عَن مُحَمَّد بن مَعْمَرٍ أَنَّ سَعِيدَ بْنَ أَبِي الرَّجَاء أخْبرهُم أَنا أَحْمد بن مُحَمَّدِ بْنِ النُّعْمَانِ أَنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْمُقْرِئِ ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَحْمَدَ الْخُزَاعِيُّ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ ثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ عَنْ أَيُّوبُ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ فِي تَاسِعَةٍ تَبْقَى أَوْ سَابِعَةٍ تَبْقَى أَوْ خَامِسَةٍ تَبْقَى
آخر الْجُزْء الرَّابِع من تغليق التَّعْلِيق(3/206)
تغليق التَّعْلِيق على صَحِيح البُخَارِيّ
الْجُزْء الْخَامِس(3/207)
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
صلى الله على سيدنَا مُحَمَّد وَآله وَصَحبه وَسلم
اللَّهُمَّ أعن وَيسر يَا كريم
من 34 كتاب الْبيُوع
قَوْله فِي 3
بَاب تَفْسِير المشبهات
وَقَالَ حسان بن أبي سِنَان مَا رَأَيْت شَيْئا أَهْون من الْوَرع دع مَا يريبك إِلَى مَا لَا يريبك
قَرَأت عَلَى أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الْقُدسِي أخْبركُم مُحَمَّد بن غالي أَنا النجيب عَن أبي المكارم اللبان أَنا أَبُو عَليّ الْحداد أَنا أَبُو نعيم ثَنَا ابْن جَعْفَر ثَنَا جَعْفَر بن أَحْمد بن بهمرد ثَنَا أَحْمد بن روح الْأَهْوَازِي ثَنَا عُثْمَان بن عمر قَالَ قَالَ يُونُس ابْن عبيد قَالَ حسان بن أبي سِنَان مَا شَيْء أَهْون عَليّ من الْوَرع إِذا رَابَنِي شَيْء تركته رَوَاهُ أَحْمد بن حَنْبَل فِي كتاب الزّهْد وَفِي كتاب الْوَرع عَن عبد الْوَهَّاب بن عَطاء الْخفاف عَن هِشَام بن حسان عَن حسان بِمَعْنَاهُ
وَرَوَاهُ عبد الله بن أَحْمد من زياداته على الزّهْد عَن الْحسن بن عبد الْعَزِيز الجروي قَالَ كتب إِلَيْنَا ضَمرَة عَن عبد الله بن شَوْذَب قَالَ قَالَ حسان مَا أيسر الْوَرع إِذا شَككت فِي شَيْء فَاتْرُكْهُ(3/209)
أخبرنَا بذلك أَحْمد بن الْحسن السويداوي عَن أبي عبد الله الدمياطي قِرَاءَة عَلَيْهِ أَن أَبَا الْفرج بن الصيقل أخبرهُ أَنا أَحْمد بن مُحَمَّد التَّيْمِيّ فِي كِتَابه أَن الْحسن بن أَحْمد المقرىء أخبرهُ أَنا أَبُو نعيم أَحْمد بن عبد الله الْحَافِظ ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مَالِكٍ ثَنَا عبد الله بن أَحْمد فَذكره
وَذكره البُخَارِيّ فِي تَارِيخه فَقَالَ قَالَ حَمْزَة قَالَ حسان مَا أيسر الْوَرع إِذا حاك فِي نَفسك شَيْء فَدَعْهُ
وَأما اللَّفْظ الَّذِي علقه فقد قَالَ أَبُو نعيم بِالْإِسْنَادِ الْمُتَقَدّم إِلَيْهِ آنِفا حَدَّثنا مُحَمَّد بن جَعْفَر ثَنَا مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَمْرو ثَنَا عبد الرَّحْمَن بن عمر ثَنَا زُهَيْر بن نعيم قَالَ اجْتمع يُونُس بن عبيد وَحسان بن أبي سِنَان فَقَالَ يُونُس مَا علمت شَيْئا أَشد عَليّ من الْوَرع فَقَالَ حسان لَكِن أَنا مَا عَالَجت شَيْئا أَهْون عَليّ مِنْهُ قَالَ يُونُس كَيفَ قَالَ حسان تركت مَا يريبني إِلَى مَا لَا يريبني فاسترحت
وَقد رُوِيَ مَرْفُوعا من حَدِيث الْحسن بن عَليّ بن أبي طَالب عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ دع مَا يريبك إِلَى مَا لَا يريبك
أخرجه النَّسَائِيّ وَالتِّرْمِذِيّ وَأحمد والدارمي وَابْن حبَان(3/210)
وَالْحَاكِم وَأَبُو ذَر الْهَرَوِيّ وَغَيرهم بِسَنَد صَحِيح
وَمن حَدِيث أنس بن مَالك أخرجه أَحْمد وَالْحسن بن سُفْيَان فِي مسنديهما بِسَنَد فِيهِ مَجْهُول
من حَدِيث ابْن عمر رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي الصَّغِير وَابْن الْأَعرَابِي بِإِسْنَاد لَا بَأْس بِهِ وَمن حَدِيث وائلة بن الْأَسْقَع سمعناه فِي مجْلِس السّلمِيّ
وَمن حَدِيث أبي هُرَيْرَة سمعناه فِي آخر حَدِيث أبي الْقَاسِم الْكُوفِي
وَمن قَول عمر وَابْن عمر وَأنس بن مَالك أَيْضا وَابْن مَسْعُود بأسانيد صَحِيحه تركت ذكرهَا تَخْفِيفًا
قَوْله فِي 4
بَاب مَا يكره من الشُّبُهَات
وَقَالَ هَمَّامٌ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِنِّي لأَجِدُ تَمْرَةً سَاقِطَةً عَلَى فِرَاشِي
أَسْنَدَهُ فِي اللُّقَطَةِ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ الْمُبَارَكِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ هَمَّامٍ وَهُوَ ابْنُ مُنَبِّهٍ بِهِ(3/211)
قَوْله فِي 5
بَاب من لم ير الوساوس وَنَحْوهَا من الشُّبُهَات
عَقِبَ حَدِيثِ 2056 ابْنِ عُيَيْنَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ عَنْ عَمِّهِ قَالَ شُكِيَ إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الرَّجُلُ يَجِدُ فِي الصَّلاةِ شَيْئًا أَيَقْطَعُ الصَّلاةَ قَالَ لَا حَتَّى يَسْمَعَ صَوْتًا أَوْ يَجِدَ رِيحًا
قَالَ ابْن أبي حَفْصَة عَن الزُّهْرِيّ لَا وضوء إِلَّا فِيمَا وجدت الرّيح أَو سَمِعت الصَّوْت
قَالَ أَبُو الْعَبَّاس السراج فِي مُسْنده حَدَّثنا أَبُو كُرَيْبٍ ثَنَا عبد الله بن الْمُبَارك عَن مُحَمَّد بن أبي حَفْصَة عَن الزُّهْرِيِّ عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ عَنْ عَمِّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَا وضوء إِلَّا فِيمَا وجدت الرِّيحَ أَوْ سَمِعت الصَّوْتَ
قرأته عَالِيًا عَلَى فَاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدِ بن عبد الْهَادِي أخْبركُم أَبُو نَصْرِ بْنُ الشِّيرَازِيِّ فِي كِتَابِهِ عَن مَحْمُود بن إِبْرَاهِيم أَن مَسْعُود بن الْحسن أخْبرهُم أَنا أَبُو عمر بن مَنْدَه أَنا أَبُو الْحُسَيْن الْخفاف فِي كِتَابه ثَنَا أَبُو الْعَبَّاس السراج فِي مُسْنده فَذكره
وَرَوَاهُ الإِمَام أَحْمد عَن روح بن عبَادَة عَن مُحَمَّد بن أبي حَفْصَة بِهِ فَوَقع لنا عَالِيا على طَرِيقه
قَوْله 8
بَاب التِّجَارَة فِي الْبَز وَغَيره
وَقَوله
عز وَجل 37 النُّور {رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بيع عَن ذكر الله}
وَقَالَ قَتَادَة كَانَ الْقَوْم يتبايعون ويتجرون وَلَكنهُمْ إِذا نابهم حق من حُقُوق(3/212)
الله لم تلههم تِجَارَة وَلَا بيع عَن ذكر الله حَتَّى يؤدوه إِلَى الله
ثمَّ أعَاد هَذَا الْكَلَام بعد بَابَيْنِ
قَالَ أَحْمد فِي الزّهْد حَدثنَا يحيى بن سعيد عَن عَوْف ثَنَا سعيد بن أبي الْحسن قَالَ قَالَ فلَان سَمَّاهُ وَنسبه عَوْف وَلَعَلَّه قَتَادَة وَقَالَ {لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ} 37 النُّور قَالَ هم رجال فِي سوقهم وتجارتهم لَا تُلْهِيهِمْ بيوعهم وتجاراتهم عَن ذكر الله
وَرُوِيَ عَن عمر نَحْو هَذَا قَالَ عبد الرَّزَّاق فِي تَفْسِيره أَنا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ مَوْلَى آلِ الزُّبَيْرِ عَنْ سَالم عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ كَانَ فِي السُّوقِ فَأُقِيمَتِ الصَّلاةُ فَأَغْلَقُوا حَوَانِيتَهُمْ وَدَخَلُوا الْمَسْجِدَ فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ فِيهِمْ نَزَلَتْ {رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ} 37 النُّور
قَوْله 10
بَاب التِّجَارَة فِي الْبَحْر
وَقَالَ مطر لَا بَأْس بِهِ وَمَا ذكره الله فِي الْقُرْآن إِلَّا بِحَق ثمَّ تَلا 14 النَّحْل {وَترى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ ولتبتغوا من فَضله} والفلك السفن الْوَاحِد وَالْجمع سَوَاء
وَقَالَ مُجَاهِد تمخر السفن الرّيح وَلَا تمخر الرّيح من السفن إِلَّا الْفلك(3/213)
الْعِظَام
أما قَول مطر فَهَكَذَا وَقع فِي أَكثر الْأُصُول وَوَقع فِي رِوَايَة أبي ذَر عَن الْحَمَوِيّ وَقَالَ مطرف وَهُوَ تَصْحِيف
وَقد وَصله ابْن أبي حَاتِم فِي تَفْسِير سُورَة النَّحْل من طَرِيق عبد الله بن شَوْذَب عَن مطر الْوراق أَنه كَانَ لَا يرى بركوب الْبَحْر بَأْسا وَقَالَ مَا ذكره الله فِي الْقُرْآن إِلَّا بِحَق
وَأما تَفْسِير مُجَاهِد فَقَالَ مُحَمَّد بن يُوسُف الْفرْيَابِيّ فِي تَفْسِيره حَدثنَا وَرْقَاء ثَنَا ابْن أبي نجيح عَن مُجَاهِد بِهِ
وَرَوَاهُ عبد عَن شَبابَة عَن وَرْقَاء بِهِ
قَوْله فِيهِ
2063 - وَقَالَ اللَّيْثُ حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ رَبِيعَةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هُرْمُزَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ ذَكَرَ رَجُلا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ خَرَجَ فِي الْبَحْرِ فَقَضَى حَاجَتَهُ وسَاق الحَدِيث
هَكَذَا فِي عَامَّة الْأُصُول وَوَقع فِي رِوَايَة الْمُسْتَمْلِي وَغَيره وَفِي الأَصْل المقروء على أبي الْوَقْت عقب هَذَا حَدثنِي عبد الله بن صَالح حَدثنِي اللَّيْث بِهَذَا وَوَقع فِي رِوَايَة أبي ذَر حدّثنَاهُ عَليّ بن وصيف الْقطَّان بِالْبَصْرَةِ ثَنَا مُحَمَّد ابْن غَسَّان بن جبلة الْعَتكِي ثَنَا عمر بن الْخطاب هُوَ السدُوسِي ثَنَا عبد الله ابْن صَالح عَن اللَّيْث بن سعد بِهَذَا(3/214)
وَقد رَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده عَن يُونُس بن مُحَمَّد الْمُؤَدب عَن اللَّيْث بن سعد بِطُولِهِ
وَوَقع لنا بعلو فِي مستخرج الْإِسْمَاعِيلِيّ وَغَيره من حَدِيث عَاصِم بن عَليّ عَن اللَّيْث بن سعد بِهِ
قَوْله 15
بَاب كسب الرجل وَعَمله بِيَدِهِ
عقب حَدِيثُ 2071 أَبِي الأَسْوَدِ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا كَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عُمَّالَ أَنْفُسِهِمْ فَكَانَ يَكُونُ لَهُمْ أَرْوَاحٌ فَقِيلَ لَهُمْ لَوِ اغْتَسَلْتُمْ
رَوَاهُ همام عَن هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ
قَالَ أَبُو نعيم فِي الْمُسْتَخْرج على البُخَارِيّ حَدثنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ ثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ ثَنَا أَبُو زُرْعَةَ ثَنَا هُدْبَةُ ثَنَا هَمَّامٌ عَنْ هِشَامٍ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ كَانَ الْقَوْمُ خُدَّامَ أَنْفُسِهِمْ فَكَانُوا يَرُوحُونَ إِلَى الْجُمُعَةِ فَأُمِرُوا أَنْ يَغْتَسِلُوا تَابعه قُرَيْش بن أَنَسٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ على هَذَا السِّيَاق
أخرجه أَبُو بكر الْبَزَّار فِي مُسْنده وَابْن خُزَيْمَة فِي صَحِيحه كِلَاهُمَا عَن(3/215)
مُحَمَّد بن الْوَلِيد البسري عَنهُ
قَوْله فِي 17
بَاب من أنظر مُوسِرًا
عقب حَدِيثُ 2077 زُهَيْرٍ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ رِبْعِيٍّ عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَلَقَّتِ الْمَلائِكَةُ رُوحَ رَجُلٍ مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ فَقَالُوا أَعَمِلْتَ مِنَ الْخَيْرِ شَيْئًا قَالَ كُنْتُ آمُرُ فِتْيَانِي أَنْ يُنْظِرُوا الْمُعْسِرَ وَيَتَجَاوَزُوا عَنِ الْمُوسِرِ قَالَ قَالَ فَتَجَاوَزُوا عَنْهُ
وَقَالَ أَبُو مَالك عَن ربعي وَقَالَ أَبُو عوَانَة عَن عبد الْملك عَن ربعي أنظر الْمُوسر وأتجاوز عَن الْمُعسر وَقَالَ نعيم بن أبي هِنْد عَن ربعي فَأقبل من الْمُوسر وأتجاوز عَن الْمُعسر
أما حَدِيث أبي مَالك فَأَخْبَرَنَا بِهِ الْحَافِظُ أَبُو الْفَضْلِ بْنُ الْحُسَيْنِ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ أَخْبَرَكُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَحْمَدَ السَّعْدِيَّ أَخْبَرَهُ عَن الْمُؤَيد ابْن عَبْدِ الرَّحِيمِ وَغَيْرِهِ أَنَّ سَعِيدَ بْنَ أَبِي الرَّجَاءِ أَخْبَرَهُ أَنا أَحْمد بن مُحَمَّد ابْن النُّعْمَان أَنا أَبُو بكر بن الْمُقْرِئِ ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَحْمَدَ الْخُزَاعِيُّ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ ثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ عَنْ أَبِي مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ عَنْ رِبْعِيٍّ عَنْ حُذَيْفَةَ رَفَعَهُ قَالَ يُؤْتَى اللَّهُ بِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِهِ فَيَقُولُ لَهُ مَاذَا عَمِلْتَ لِي فَيَقُولُ مَا عَمِلْتُ لَكَ شَيْئًا أَرْجُو بِهِ كَبِيرًا مِنْ صَلاةٍ وَلا صَوْمٍ إِنَّكَ كُنْتَ أَعْطَيْتَنِي فَضْلا مِنْ مَالٍ فَكُنْتُ أُخَالِطَ النَّاسَ فَأُيَسِّرُ عَلَى الْمُوسِرِ وَأُنْظِرُ الْمُعْسِرَ قَالَ فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فَنَحْنُ أَحَقُّ بِذَلِكَ مِنْكَ تَجَاوَزُوا عَنْ عَبْدِي قَالَ فَيَغْفِرُ لَهُ
قَالَ أَبُو مَسْعُود عقبَة بن عَمْرو الْأنْصَارِيّ هَكَذَا سمعناه من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تَابعه يزِيد بن هَارُون عَن أبي مَالك وَرَوَاهُ أَبُو خَالِد الْأَحْمَر عَن أبي مَالك(3/216)
فَقَالَ فِي رِوَايَته فَقَالَ عقبَة بن عَامر الْجُهَنِيّ وَأَبُو مَسْعُود الْأنْصَارِيّ هَكَذَا سمعناه من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
رَوَاهُ مُسلم فِي صَحِيحه عَن أبي سعيد الْأَشَج عَن أبي خَالِد وَزعم خلف وَتَبعهُ الْمزي أَن الْأَشَج وهم فِي قَوْله عقبه بن عَامر قَالَ خلف والْحَدِيث إِنَّمَا يحفظ من حَدِيث عقبَة بن عَمْرو أبي مَسْعُود
قلت قد تَابع الْأَشَج على هَذَا عَن أبي خَالِد الإِمَام الْكَبِير إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه كَمَا أَخْبَرَنِي أَبُو الْفرج بن الْغَزِّي عَن عَليّ بن إِ سماعيل سَمَاعا أَنا أَبُو الْفرج بن الصيقل أَنا مَسْعُود بن أبي مَنْصُورٍ فِي كِتَابِهِ أَنَّ الْحَسَنَ ابْن أَحْمد الْحداد أخبرهُ أَنا أَحْمد بن عبد الله الْحَافِظ ثَنَا أَبُو أَحْمد يَعْنِي ابْن الغطريف ثَنَا ابْن شيرويه ثَنَا إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم أَنا أَبُو خَالِد الْأَحْمَر ثَنَا سعد بن طَارق هُوَ أَبُو مَالك الْأَشْجَعِيّ بِهِ ثمَّ وجدت الدَّارَقُطْنِيّ قد صرح بِأَن الْوَهم فِيهِ من أبي خَالِد فَهُوَ أشبه وَالله أعلم
وَأما حَدِيث شُعْبَة فأسنده الْمُؤلف فِي الاستقراض عَنْ مُسْلِمِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْهُ وَلَفْظُهُ فَأَتَجَوَّزُ عَنِ الْمُوسِرِ وَأُخَفِّفُ عَنِ الْمُعْسِرِ
وَقَالَ ابْنُ مَاجَهْ حَدثنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ ثَنَا أَبُو عَامِرٍ ثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ ابْن عُمَيْرٍ سَمِعت رِبْعِيَّ بْنَ حِرَاشٍ يُحَدِّثُ عَنْ حُذَيْفَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ رَجُلا مَاتَ فَقِيلَ لَهُ مَا عَمِلْتَ فَإِمَّا ذَكَرَ أَوْ ذُكِّرَ قَالَ إِنِّي كُنْتُ أَتَجَوَّزُ فِي السِّكَّةِ وَالنَّقْدِ وَأُنْظِرُ الْمُعْسِرَ فَغَفَرَ الله لَهُ(3/217)
وَأما حَدِيث أبي عوَانَة فأسنده الْمُؤَلِّفُ فِي ذِكْرِ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَن مُوسَى بن إِسْمَاعِيل عَنهُ بِهِ
وَأما حَدِيث نعيم بن أبي هِنْد فَقَرَأته على أبي الْفرج بن الْغَزِّي بالسند الْمَذْكُور آنِفا إِلَى إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم ثَنَا جَرِيرٌ عَنْ مُغِيرَةَ عَنْ نعيم ابْن أَبِي هِنْدٍ قَالَ اجْتَمَعَ حُذَيْفَةُ وَأَبُو مَسْعُودٍ فَقَالَ حُذَيْفَةُ رَجُلٌ لَقِيَ رَبَّهُ فَقَالَ مَا عَمِلْتَهُ فَقَالَ مَا عَمِلْتُ مِنْ شَيْءٍ غَيْرَ أَنِّي كُنْتُ ذَا مَالٍ فَكُنْتُ أُطَالِبُ بِهِ النَّاسَ فَكُنْتُ أَقْبَلُ مِنَ الْمُوسِرِ وَأَتَجَاوَزُ عَنِ الْمُعْسِرِ فَقَالَ تَجَاوَزُوا عَنْ عَبْدِي فَقَالَ أَبُو مَسْعُودٍ هَكَذَا سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
رَوَاهُ مُسلم عَن إِسْحَاق عَن جرير فوافقناه بعلو
قَوْله 19
بَاب إِذا بَين البيعان وَلم يكتما وَنصحا
وَيذكر عَن العداء بن خَالِد قَالَ كتب لي النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم هَذَا مَا اشْترى مُحَمَّد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من العداء بن خَالِد بيع الْمُسلم الْمُسلم لَا دَاء وَلَا خبثة وَلَا غائلة وَقَالَ قَتَادَة الغائلة الزِّنَا وَالسَّرِقَة والإباق
وَقيل لإِبْرَاهِيم إِن بعض النخاسين يُسمى آري خُرَاسَان وسجستان فَيَقُول جَاءَ أمس من خُرَاسَان وَجَاء الْيَوْم من سجستان فكرهه كَرَاهِيَة شَدِيدَة
وَقَالَ عقبَة بن عَامر لَا يحل لامرئ يَبِيع سلْعَة يعلم أَن بهَا دَاء إِلَّا أخبرهُ بِهِ
أما حَدِيث العداء بن خَالِد فَقَرَأت على أبي إِسْحَاق البعلي بِالْقَاهِرَةِ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الدَّائِمِ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ أَخْبَرَهُ أَنا يَحْيَى بْنُ ثَابِتِ بْنِ(3/218)
بُنْدَارٍ أَنا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ الْخِلُّ أَنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَحَامِلِيُّ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الله بن إِبْرَاهِيم الْبَزَّار ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ الْحَسَنِ ثَنَا الْمنْهَال ابْن بَحْرٍ ثَنَا عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ أَبِي يَزِيدَ عَنِ الْعَدَّاءِ بْنِ خَالِدِ بْنِ هَوْذَةَ أَنَّهُ اشْتَرَى من النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غُلامًا وَكَتَبَ عَلَيْهِ الْعُهْدَةَ قَالَ الْمِنْهَالُ لَا أَحْفَظُ فِي الْعُهْدَةِ إِلا قَوْلَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْعُ الْمُسْلِمِ الْمُسْلِمَ
رَوَاهُ ابْن أبي حَاتِم عَن أَحْمد بن الْحسن بن عباد عَن الْمنْهَال بن بَحر بِهِ فَوَقع لنا بَدَلا عَالِيا
وَأخرجه التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه وَابْن الْجَارُود فِي الْمُنْتَقى كلهم من حَدِيث عباد بن لَيْث صَاحب الْكَرَابِيسِي عَن عبد الْمجِيد عَن العداء بِتَمَامِهِ وَقَالَ التِّرْمِذِيّ حسن غَرِيب لَا نعرفه إِلَّا من حَدِيث عباد
قلت وَلم ينْفَرد بِهِ عباد كَمَا ترى والمنهال بن بَحر الْمَذْكُور فِي روايتنا وثقة أَبُو حَاتِم وَابْن حبَان وَأما عباد فمختلف فِيهِ وَعبد الْمجِيد وثق والْحَدِيث حسن فِي الْجُمْلَة
وَقد وَقع لنا من رِوَايَة الْأَصْمَعِي عَن عُثْمَان الشحام عَن أبي رَجَاء العطاردي عَن العداء بن خَالِد نَحْو هَذَا أخرجه ابْن مَنْدَه فِي الْمعرفَة وَالْبَيْهَقِيّ فِي السّنَن الْكَبِير وَهِي مُتَابعَة جَيِّدَة(3/219)
وَقد وَقع لي حَدِيث عباد عَالِيا أَيْضا قرأته على خَدِيجَة بنت الشَّيْخ أبي إِسْحَاق بن سُلْطَان أَخْبَرَكُمْ أَبُو مُحَمَّدٍ الْقَاسِمُ بن مظفر إجَازَة إِن لم يكن سَمَاعا عَن مَحْمُود بن إِبْرَاهِيمَ الْعَبْدِيِّ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ أَخْبَرَهُ أَنا عبد الْوَهَّاب بن مُحَمَّد بن إِسْحَاق أَنا أبي أَنا مُحَمَّد بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ يُوسُفَ هُوَ الأَصَمُّ ثَنَا أَبُو قِلابَةَ حَدَّثَنِي عباد بن لَيْث صَاحب الْكَرَابِيسِي حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَجِيدِ قَالَ قَالَ لِي الْعَدَّاءُ بْنُ خَالِدِ بْنِ هَوْذَةَ أَلا أُقْرِئُكَ كِتَابًا فَإِذَا فِيهِ هَذَا مَا اشْتَرَى الْعَدَّاءُ بْنُ خَالِدِ بْنِ هَوْذَةَ مِنْ مُحَمَّد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَّلَمَ اشْتَرَى مِنْهُ عَبْدًا أَوْ أَمَةً عَبَّادٌ شَكَّ لَا دَاءَ وَلا غَائِلَةَ وَلا خِبْثَةَ بَيْعَ الْمُسْلِمِ الْمُسْلِمَ
وَأخْبرنَا بِهِ أَبُو هُرَيْرَة ابْن الذَّهَبِيّ إجَازَة أَنا أَبُو مُحَمَّد بن عَسَاكِر عَن أبي الْوَفَاء بن مَنْدَه أَنا أَبُو الرشيد أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد أَنا عبد الْوَهَّاب ابْن مُحَمَّد بن إِسْحَاق أَنا أبي أَنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حسنويه ثَنَا عبد الله ابْن مُحَمَّد بن عِيسَى ثَنَا عبد الْعَزِيز بن مُعَاوِيَة ثَنَا عباد بن اللَّيْث مثله
رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ عَن الْحَاكِم عَن مُحَمَّد بن يَعْقُوب وَهُوَ الْأَصَم فَوَقع لنا بَدَلا عَالِيا
وَقد تتبعت طرق هَذَا الحَدِيث من الْكتب الَّتِي عزوتها إِلَيْهَا فاتفقت كلهَا على أَن العداء هُوَ المُشْتَرِي وَأَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم هُوَ البَائِع وَهُوَ بِخِلَاف مَا علقه المُصَنّف فَلْيتَأَمَّل
وَأخبرني أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بن أَحْمد بن عبيد الله الْمَقْدِسِيُّ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ أَنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الصَّرْخَدِيُّ وَغَيْرُهُ أَنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْخَطِيبُ أَنا يحيى(3/220)
ابْن مَحْمُودٍ الثَّقَفِيُّ أَنا حَمْزَةُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْعَلَوِيُّ أَنا أَبُو طَاهِرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ أَنا أَبُو الشَّيْخِ بْنُ حَيَّانَ ثَنَا أَبُو عِيسَى ثَنَا أَبُو يَعْلَى زَكَرِيَّا بن يحيى المنقرئ ثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ قَرِيبٍ الأَصْمَعِيُّ ثَنَا عُثْمَانُ الشَّحَّامُ عَنْ أَبِي رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيِّ قَالَ لَنَا الْعَدَّاءُ بْنُ خَالِدٍ أَلا أُحَدِّثُكُمْ كِتَابًا كَتَبَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم هَذَا مَا اشْترى العداء ابْن خَالِدِ بْنِ هَوْذَةَ مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَّلَمَ اشْتَرَى مِنْهُ عَبْدًا أَوْ أَمَةً شَكَّ عُثْمَانُ بَيْعَ أَوْ بَيَاعَةَ الْمُسْلِمِ لَا دَاءَ وَلا غاثلة وَلا خِبْثَةَ بَيْعَ الْمُسْلِمِ الْمُسْلِمَ
وَقد تؤول قَالَ القَاضِي عِيَاض مَا وَقع فِي البُخَارِيّ من ذَلِك بِأَن البُخَارِيّ ذكره بِالْمَعْنَى على لُغَة من يُطلق اشْترى مَكَان بَاعَ وَبَاعَ مَكَان اشْترى وَهُوَ تَأْوِيل متكلف وَالله الْمُوفق
وَأما قَول قَتَادَة فأخبرتنا بِهِ خَدِيجَة بنت إِبْرَاهِيم بن إِسْحَاق بن سُلْطَان عَن الْقَاسِم بن مظفر وَأبي نصر بن الشِّيرَازِيّ جَمِيعًا عَن مَحْمُود بن إِبْرَاهِيم أَنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عمر أَنا عبد الْوَهَّاب بن مُحَمَّد بن إِسْحَاق أَنا أبي أَنا مُحَمَّد بن يَعْقُوب ثَنَا عبيد الله بن أَحْمد ثَنَا زَكَرِيَّا بن يحيى أَنا الْأَصْمَعِي قَالَ سَأَلت سعيد بن أبي عرُوبَة عَن الغائلة فَقَالَ الْإِبَاق وَالسَّرِقَة وَالزِّنَا قَالَ وَسَأَلت عَن الْخبث فَقَالَ بيع أهل الْعَهْد
رَوَاهُ سعيد بن أبي عرُوبَة فِيمَا أَحسب عَن قَتَادَة
وَأما قَول إِبْرَاهِيم فَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شيبَة فِي المُصَنّف ثَنَا هشيم عَنْ مُغِيرَةَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ قيل لَهُ إِن نَاسا من النخاسين وَأَصْحَاب الدَّوَابّ يُسَمِّي أحدهم إصطبل دوابه خُرَاسَان وسجستان ثمَّ يَأْتِي السُّوق فَيَقُول جَاءَت من خُرَاسَان وسجستان قَالَ فكره ذَلِك إِبْرَاهِيم(3/221)
تَنْبِيه وَقع بَين الروَاة فِي هَذِه اللَّفْظَة أَعنِي أرِي اخْتِلَاف وَالصَّوَاب مَا كتبت وَهُوَ بِفَتْح الْهمزَة وَكسر الرَّاء وَتَشْديد الْيَاء وَهُوَ مربط الدَّابَّة قَالَ القَاضِي عَيَّاش وَأَظنهُ نقص من الأَصْل بعد أرِي لَفظه دوابهم قلت وَقد بَين ذَلِك رِوَايَة ابْن أبي شيبَة الَّتِي سقناها وَالله أعلم
وَأما حَدِيث عقبَة بن عَامر فَقَرَأت على عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن عَليّ بِدِمَشْق عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ الْكَمَالِ سَمَاعًا عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْكَرِيمِ السَّيِّدِيِّ أَنَّ تَجَنِّي بِنْتَ عَبْدِ اللَّهِ الْوَهْبَانِيَّةَ أَخْبَرَتْهُمْ قَالَتْ أَنا الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ ابْن مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ أَنا أَبُو عُمَرَ بْنُ مَهْدِيٍّ ثَنَا الْقَاضِي أَبُو عبد الله الْحُسَيْن ابْن إِسْمَاعِيل الْمحَامِلِي ثَنَا أَخُو كرخويه ثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ ثَنَا أَبِي سَمِعت يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ يُحَدِّثُ عَنْ يَزِيدَ بن أبي حبيب عَن عبد الرَّحْمَنِ بْنِ شِمَاسَةَ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ سَمِعت رَسُولَ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُولُ الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ فَلا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ بَاعَ مِنْ أَخِيهِ بَيْعًا يَعْلَمُ فِيهِ عَيْبًا إِلا بَيَّنَهُ لَهُ
رَوَاهُ ابْن مَاجَه عَن بنْدَار عَن وهب بن جَرِيرٍ فَوَقَعَ لَنَا بَدَلا عَالِيًا ورويناه فِي فَوَائِد أبي الْفَتْح الْأَزْدِيّ قَالَ ثَنَا مُحَمَّد بن صَالح ذريح ثَنَا عبد الْأَعْلَى ابْن حَمَّاد النَّرْسِي ثَنَا وهب بن جرير بِهِ وَلَفظه وَلَا يحل لمُسلم أَن يَبِيع(3/222)
أَخَاهُ الْمُسلم شَيْئا يعلم أَن فِيهِ عَيْبًا إِلا بَيَّنَهُ لَهُ
رَوَاهُ الْحَاكِم فِي صَحِيحه عَن الْأَصَم عَن مُحَمَّد بن سِنَان الْقَزاز عَن وهب بن جرير بِهِ
وَأخرجه الإِمَام أَحْمد فِي مُسْنده من حَدِيث ابْن لَهِيعَة عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ
وَهُوَ على هَذَا حَدِيث حسن لمتابعة يحيى بن أَيُّوب لِابْنِ لَهِيعَة عَلَيْهِ وَبَاقِي رِجَاله ثِقَات وَهَكَذَا روينَاهُ مَوْصُولا وَكَأن الْقطعَة الَّتِي علقها البُخَارِيّ عِنْده أَنَّهَا من قَول عقبَة وَأَنَّهَا مدرجة فِي الحَدِيث لأنني وَجدتهَا فِي جَمِيع الرِّوَايَات عَنهُ هَكَذَا مَوْقُوفَة وَالله أعلم
قَوْله 25
بَاب مُوكل الرِّبَا لقَوْله تَعَالَى 278 الْبَقَرَة {يَا أَيهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِي من الرِّبَا} الْآيَة
قَالَ ابْن عَبَّاس هَذِه آخر آيَة أنزلت على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم انْتهى
أسْندهُ الْمُؤلف فِي التَّفْسِير من حَدِيثه
قَوْله 18
مَا قيل فِي الصواغ وَقَالَ طَاوس عَن ابْن عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَا يخْتَلى خَلاهَا فَقَالَ الْعَبَّاس إِلَّا الْإِذْخر فَإِنَّهُ لِقَيْنِهِم فَقَالَ إِلَّا الْإِذْخر
أسْندهُ فِي الْحَج من طَرِيق مُجَاهِد عَن طَاوس(3/223)
قَوْله فِيهِ
عقب حَدِيثُ 2090 خَالِدٍ الطَّحَّانِ عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ مَكَّةَ وَفِيهِ فَقَالَ الْعَبَّاسُ إِلا الإِذْخِرَ لِصَاغَتِنَا وَسُقُفِ بُيُوتِنَا فَقَالَ إِلا الإِذْخِرَ وَقَالَ عَبْدُ الْوَهَّابِ عَنْ خَالِدٍ لِصَاغَتِنَا وَقُبُورِنَا
أسْندهُ فِي الْحَج من حَدِيث عبد الْوَهَّاب الثَّقَفِيّ الْمَذْكُور
قَوْله 33
بَاب شِرَاء الإِمَام الْحَوَائِج بِنَفسِهِ
وَقَالَ ابْن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا اشْترى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم جملا من عمر وَاشْترى ابْن عمر بِنَفسِهِ وَقَالَ عبد الرَّحْمَن بن أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا جَاءَ مُشْرك بِغنم فَاشْترى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مِنْهُ شَاة وَاشْترى من جَابر بَعِيرًا
أما حَدِيث ابْن عمر فَسَيَأْتِي الْكَلَام عَلَيْهِ وَقد كَرَّرَه الْمُؤلف فِي بَاب شِرَاء الدَّوَابّ وَالْحمير فَقَالَ وَقَالَ ابْن عمر قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بعنيه يَعْنِي جملا صعبا
وَأما أثر ابْن عمر فَسَيَأْتِي فِي بَاب بيع العَبْد وَالْحَيَوَان بِالْحَيَوَانِ نَسِيئَة(3/224)
وَأما حَدِيث عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر فأسنده الْمُؤلف فِي الْبيُوع وَفِي الْأَطْعِمَة من حَدِيث أبي عُثْمَان النَّهْدِيّ عَنهُ
وَأما حَدِيث جَابر فقد أسْندهُ فِي عدَّة مَوَاضِع وَسَيَأْتِي الْكَلَام عَلَيْهِ أَيْضا
قَوْله 37
بَاب بيع السِّلَاح فِي الْفِتْنَة وَغَيرهَا
وَكره عمرَان بن الْحصين بَيْعه فِي الْفِتْنَة
قَالَ ابْن عدي فِي الْكَامِل حَدثنَا ابْنُ حَمَّادٍ ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ سَأَلْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُصْعَبٍ يَعْنِي الْقَرْقَسَانِيَّ فَقَالَ حَدَّثَنِي يَوْمًا عَنْ أَبِي الأَشْهَبِ عَنْ أَبِي رَجَاءٍ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ أَنَّهُ كَرِهَ بَيْعَ السِّلاحِ فِي الْفِتْنَةِ
أخبرنَا بذلك أَبُو الْحسن بن صَالح الإِمَام أَنا أَبُو الْفضل بن إِسْمَاعِيل ابْن عمر الْحَمَوِيّ أَنا عَليّ بن أَحْمَدَ السَّعْدِيُّ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ عَبْدِ الْمُنْعِمِ الْفُرَاوِيِّ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ الْفَارِسِيَّ أَخْبَرَهُ أَنا الْحَافِظ أَبُو بكر أَحْمد بن الْحُسَيْن الْبَيْهَقِيّ أَنا أَبُو سعد الْمَالِينِي ثَنَا ابْن عدي بِهَذَا
وَأخْبرنَا أَحْمد بن عمر اللؤْلُؤِي عَن يُوسُف بن عبد الرَّحْمَن الْحَافِظ أَنا يُوسُف ابْن يَعْقُوب بن المجاور أَنا أَبُو الْيمن الْكِنْدِيّ أَنا أَبُو مَنْصُور الْقَزاز أَنا الْخَطِيب أَنا مُحَمَّد بن عَليّ الْمُقْرِئ قَالَ قَرَأنَا على الْحُسَيْن بن هَارُون الضَّبِّيّ عَن(3/225)
ابْن سعيد أَخْبرنِي عبد الله بن أَحْمد بِهِ وَزَاد قَالَ ابْن معِين فَقلت لَهُ هَذَا يَرْوُونَهُ عَن أبي رَجَاء قَوْله قَالَ فَقَالَ هَكَذَا سمعته ثمَّ قَالَ يحيى لم يكن مُحَمَّد من أَصْحَاب الحَدِيث قلت وَقد رُوِيَ مَرْفُوعا رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي المعجم الْكَبِير
حَدثنَا أَبُو مُسْلِمٍ الْكَجِّيُّ ثَنَا يَاسِينُ بْنُ حَمَّادٍ ثَنَا بَحْرُ بْنُ كُنَيْزٍ السَّقَّا عَن عبيد الله بْنِ اللَّقِيطِيِّ عَنْ أَبِي رَجَاءٍ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ أَنَّ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ بَيْعِ السِّلاحِ فِي الْفِتْنَةِ
وَقَالَ ابْن عدي حَدثنَا أَحْمد بن الْحُسَيْن بن عبد الصَّمد ثَنَا عُثْمَان بن يحيى إِمَام جَامع قرقيسياء ثَنَا مُحَمَّد بن مُصعب أَنا أَبُو الْأَشْهب عَن أبي رَجَاء مثله
أخبرناه أَبُو الْحسن بن صَالح الإِمَام بِسَنَدِهِ الْمُتَقَدّم إِلَى ابْن عدي بِهَذَا
وَبِه إِلَى الْبَيْهَقِيّ قَالَ وَأخْبرنَا أبوعبد الله الْحَافِظ وَأحمد بن الْحسن قَالَا ثَنَا أَبُو الْعَبَّاس ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُكْرَمٍ ثَنَا يَزِيدُ بن هَارُون أَنا بَحر السقا فَذكره
وقرأته عَالِيا على عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد المرداوي أخْبركُم جدك الإِمَام أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن الْمُحب أَن الْحَافِظ أَبَا عَلِيٍّ الْبَكْرِيَّ أَخْبَرَهُ أَنا عبد الْمعز ابْن مُحَمَّد أَنا زَاهِر بن طَاهِر أَنا إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ بن عبد الْوَهَّاب ثَنَا مُحَمَّد بن أَيُّوب ثَنَا مُسلم بن إِبْرَاهِيم ثَنَا بَحر بن كنيز بِهَذَا
وَرَوَاهُ ابْن أبي عَاصِم فِي كتاب الْبيُوع مَرْفُوعا أَيْضا وَالصَّوَاب وَقفه وبحر(3/226)
ابْن كنيز مَتْرُوك وَعُثْمَان بن يحيى ضَعِيف
قَوْله فِي 42
بَاب كم يجوز الْخِيَار
2108 - حَدثنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ ثَنَا هَمَّامٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَبِي الْخَلِيلِ عَنْ عبد الله بن الْحَارِث عَن حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الْبَيِّعَانِ بِالْخِيَارِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا وَزَادَ أَحْمَدُ حَدثنَا بهز قَالَ قَالَ همام فَذكرت ذَلِك لأبي التياح فَقَالَ كنت مَعَ أبي الْخَلِيل لما حَدثهُ عبد الله بن الْحَارِث بِهَذَا الحَدِيث انْتهى
أَحْمد هَذَا لم يذكرهُ أَبُو عَليّ الجياني فِي التَّقْيِيد الْبَتَّةَ
وَقد قَالَ أَبُو عوَانَة النَّيْسَابُورِي فِي صَحِيحه حَدثنَا أَبُو جَعْفَر الدَّارمِيّ ثَنَا بهز بِهَذَا الحَدِيث وَاسم أبي جَعْفَر أَحْمد بن سعيد فَيظْهر لي أَنه الَّذِي عناه البُخَارِيّ هُنَا لِأَنَّهُ علق عَنهُ فِي الصَّحِيح غير هَذَا وعلق عَنهُ فِي التَّارِيخ أَحَادِيث وَلم أجد هَذَا الحَدِيث فِي مُسْند أَحْمد بن حَنْبَل عَن بهز
قَوْله 44
بَاب البيعان بِالْخِيَارِ مَا لم يَتَفَرَّقَا
وَبِه قَالَ ابْن عمر وَشُرَيْح وَالشعْبِيّ وَطَاوُس وَعَطَاء وَابْن أبي مليكَة
أما قَول ابْن عمر فَهُوَ عِنْده مُسْند قبل ببابين فِي أثْنَاء حَدِيث
وَأما قَول شُرَيْح فَأَخْبرنِي بِهِ أَبُو مُحَمَّد بن الْقَمَر الْفراء بِدِمَشْق فِيمَا قَرَأت عَلَيْهِ قلت لَهُ أخْبركُم جدك أَبُو عبد الله الْحَافِظ أَنا وهبان بن(3/227)
عَليّ الشَّيْبَانِيّ أَنا عبد الْعَزِيز بن باقا ح وأنبأنا بِهِ عَالِيا أَبُو الْحسن ابْن أبي الْمجد شفاها عَن سُلَيْمَان بن حَمْزَة عَن عبد الْعَزِيز أَنا عَليّ بن عَسَاكِر البطائحي أَنا أَبُو طَالب بن يُوسُف أَنا إِبْرَاهِيم بن عمر أَنا أَبُو بكر بن بخيت أَنا عمر بن مُحَمَّد بن عِيسَى أَنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّد بن هانىء الْأَثْرَم ثَنَا الْفضل بن دُكَيْن ثَنَا سُفْيَان عَن الشّعبِيّ عَن شُرَيْح قَالَ البيعان بِالْخِيَارِ مَا لم يَتَفَرَّقَا
رَوَاهُ أَبُو بكر بن أبي شيبَة عَن أبي نعيم الْفضل بن دُكَيْن فوافقناه بعلو وَسَيَأْتِي لَهُ طَرِيق أُخْرَى
وَأما قَول الشّعبِيّ فَقَالَ سعيد بن مَنْصُور أخبرنَا هشيم ثَنَا مُحَمَّد بن عَليّ السّلمِيّ سَمِعت أَبَا الضُّحَى يحدث أَنه شهد شريحا واختصم إِلَيْهِ رجلَانِ قد اشْترى أَحدهمَا من الآخر دَارا بأَرْبعَة آلَاف فأوجبها لَهُ ثمَّ بدا لَهُ فِي بيعهَا قبل أَن يُفَارق صَاحبه قَالَ لَا حَاجَة لي فِيهَا فَقَالَ البَائِع قد بِعْتُك وأوجبت لَك فاختصما إِلَى شُرَيْح فَقَالَ هُوَ بِالْخِيَارِ مَا لم يَتَفَرَّقَا
قَالَ وَحدثنَا هشيم ثَنَا مُحَمَّد بن عَليّ السّلمِيّ أَنه شهد الشّعبِيّ قضى بذلك
وَقَالَ أَبُو بكر بن أبي شيبَة فِي مُصَنفه حَدَّثنا جرير عَن مُغيرَة عَن الشّعبِيّ فِي رجل اشْترى من رجل برذونا فَأَرَادَ أَن يردهُ قبل أَن يَتَفَرَّقَا فَقضى الشّعبِيّ أَنه قد وَجب عَلَيْهِ البيع فَشهد عِنْده أَبُو الضُّحَى أَن شريحا أُتِي فِي مثل ذَلِك فَرده على البَائِع فَرجع الشّعبِيّ إِلَى قَول شُرَيْح
وَأما قَول طَاوس فَأَخْبَرَنَا بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بن عَليّ الْأمين قِرَاءَة(3/228)
عَلَيْهِ عَنْ سِتِّ الْوُزَرَاءِ التَّنُوخِيَّةِ أَنَّ الْحُسَيْنَ بْنَ يَحْيَى أَخْبَرَهُمْ أَنا أَبُو زُرْعَةَ أَنا السَّلامُ بْنُ عَلانَ أَنا أَبُو بَكْرٍ الْقَاضِي ثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ أَنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ أَنا الشَّافِعِيُّ أَنا ابْنُ عُيَيْنَةَ عَنِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ طَاوُسٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ خَيَّرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلا بَعْدَ الْبَيْعِ فَقَالَ الرَّجُلُ عَمَّرَكَ اللَّهُ مِمَّنْ أَنْتَ قَالَ امْرِؤٌ مِنْ قُرَيْشٍ ثُمَّ قَالَ وَكَانَ أَبِي يَحْلِفُ مَا الْخِيَارُ إِلا بَعْدَ الْبَيْعِ
وَرَوَاهُ ابْن عُيَيْنَة أَيْضا ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَن طَاوس نَحوه وَلَيْسَ فِيهِ قَول طَاوس
وَرَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ من طَرِيقه
وَكَذَا رَوَاهُ هِشَام بن يُوسُف عَن ابْن جريج
وَرَوَاهُ ابْن وهب عَن ابْن جريج عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ مُتَّصِلا
رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَقَالَ صَحِيح غَرِيب وَابْن مَاجَه وَالدَّارَقُطْنِيّ من حَدِيثه
وَتَابعه يحيى بن أَيُّوب عَن ابْن جريج قَالَ ابْن الْمَدِينِيّ وَهَذَا وهم وَالصَّوَاب رِوَايَة هِشَام بن يُوسُف
وَأما قَول عَطاء فَقَالَ ابْن أبي شيبَة حَدثنَا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ عَن عبد الْعَزِيز ابْن رُفَيْعٍ عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ وَعَطَاءٍ قَالا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْبَيِّعَانِ بِالْخِيَارِ حَتَّى يَتَفَرَّقَا عَن رضى(3/229)
وَأما قَول ابْن أبي مليكَة فَسبق كَمَا ترى مَعَ عَطاء
قَوْله 47
بَاب إِذا اشْترى شَيْئا فوهبه من سَاعَته قبل أَن يَتَفَرَّقَا فَلم يُنكر البَائِع على المُشْتَرِي أَو اشْترى عبدا فَأعْتقهُ
وَقَالَ طَاوس فِيمَن يَشْتَرِي السّلْعَة على الرِّضَا ثمَّ بَاعهَا وَجَبت لَهُ وَالرِّبْح لَهُ
2115 - وَقَالَ الْحُمَيْدِيُّ ثَنَا سُفْيَانُ ثَنَا عَمْرٌو عَنِ ابْن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا قَالَ كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ فَكُنْتُ عَلَى بَكْرٍ صَعْبٍ لِعُمَرَ فَكَانَ يَغْلِبُنِي فَيَتَقَدَّمُ أَمَامَ الْقَوْمِ فَيَزْجُرُهُ عُمَرُ وَيَرُدُّهُ ثُمَّ يَتَقَدَّمُ فَيَزْجُرُهُ عُمَرُ وَيَرُدُّهُ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعُمَرَ بِعْنِيهِ قَالَ هُوَ لَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بعنيه فَبَاعَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم هُوَ لَكَ يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ تَصْنَعُ بِهِ مَا شِئْتَ
أما قَول طَاوس فَقَالَ سعيد بن مَنْصُور فِي السّنَن حَدَّثنا ابْنِ الْمُبَارَكِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ ابْن طَاوس عَن أَبِيه فِي رجل أَخذ ثوبا بِشَرْط فَبَاعَهُ قَالَ الرِّبْح لَهُ
وَأما حَدِيث الْحميدِي فَأخْبرنَا بِهِ عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد الْقَيْسِي فِي كِتَابه أَنَّ أَحْمَدَ بْنَ أَبِي طَالِبٍ أخبرهُ عَن عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد أَن أَحْمد بن عبد الْغَنِيِّ أَخْبَرَهُمْ أَنا أَبُو مَنْصُورٍ الْخياط أَنا أَبُو طَاهِر الْمُؤَدب أَنا أَبُو عَليّ الصَّواف ثَنَا بسر بن مُوسَى ثَنَا أَبُو بكر عبد الله بن الزبير الْحميدِي بِهَذَا سَوَاء(3/230)
وَوَقع فِي روايتنا من طَرِيق ابْن عَسَاكِر بِإِسْنَادِهِ فِي هَذَا الحَدِيث إِلَى البُخَارِيّ وَقَالَ لنا الْحميدِي فَذكره
قَوْله فِي
2116 - وَقَالَ اللَّيْثُ حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خَالِدٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ عبد الله بن عمر رَضِي اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ بِعْتُ مِنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عُثْمَانَ مَالا بِالْوَادِي بِمَالٍ لَهُ بِخَيْبَرَ فَلَمَّا تَبَايَعْنَا رَجَعْتُ عَلَى عَقِبِي حَتَّى خَرَجْتُ مِنْ بَيْتِهِ خَشْيَةَ أَنْ يُرَادَّنِي الْبَيْعَ وَكَانَتِ السُّنَّةُ أَنَّ الْمُتَبَايِعَيْنِ بِالْخِيَارِ حَتَّى يَتَفَرَّقَا قَالَ عَبْدُ اللَّهِ فَلَمَّا وَجَبَ بَيْعِي وَبَيْعُهُ رَأَيْتُ أَنِّي قَدْ غَبَنْتُهُ بِأَنِّي سُقْتُهُ إِلَى أَرْضِ ثَمُودَ بِثَلاثِ لَيَالٍ وَسَاقَنِي إِلَى الْمَدِينَةِ بِثَلاثِ لَيَالٍ
قَالَ الْحَافِظ أَبُو بكر الْإِسْمَاعِيلِيّ فِي مستخرجه حَدثنَا الْقَاسِم ثَنَا ابْن زَنْجوَيْه ثَنَا أَبُو صَالح حَدثنِي اللَّيْث بِهَذَا
وَأخرجه من طَرِيق آخر عَن أبي صَالح
وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي السّنَن الْكَبِير عَن ابْن عَمْرو الأديب عَن الْإِسْمَاعِيلِيّ عَن الْقَاسِم بِهِ
وَأخْبرنَا بِهِ الْمُحب مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن منيع أَنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحُسَيْنِ بن أبي التائب مشافهة عَن إِسْمَاعِيل بن أَحْمد الْعِرَاقِيّ أَن الْحَافِظ أَبَا مُوسَى(3/231)
الْمَدِينِيّ كتب إِلَيْهِم أَنا الْحسن بن أَحْمد الْحداد أَنا أَبُو نُعَيْمٍ ثَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ حَمْدَانَ ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ ثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ ثَنَا أَبُو صَالح ثَنَا اللَّيْث حَدثنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خَالِدٍ عَنِ ابْن شهَاب عَن سَالم عَن ابْن عمر قَالَ بِعْت من أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عُثْمَانَ مَالا بِالْوَادِي بِمَالٍ لَهُ بِخَيْبَرَ فَلَمَّا تَبَايَعْنَا رجعت على عَقبي الْقَهْقَرِي فَذكر مثله سَوَاء
قَوْله 49
بَاب مَا ذكر فِي الْأَسْوَاق
وَقَالَ عبد الرَّحْمَن بن عَوْف لما قدمنَا الْمَدِينَة قلت هَل من سوق فِيهَا تِجَارَة فَقَالَ سوق قينقاع
وَقَالَ أنس قَالَ عبد الرَّحْمَن دلوني على السُّوق
وَقَالَ عمر ألهاني الصفق بالأسواق
أما حَدِيث عبد الرَّحْمَن فأسنده الْمُؤلف فِي الْبيُوع أَيْضا وَفِي فَضَائِل الْأَنْصَار
وَأما حَدِيث أنس فأسنده أَيْضا فِي الْبيُوع وَفِي النِّكَاح
وَأما قَول عمر فَهُوَ عِنْده فِي حَدِيث أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ فِي قصَّة اسْتِئْذَانه(3/232)
ثَلَاثًا على عمر ورجوعه وإنكار عمر عَلَيْهِ وَشَهَادَة أبي سعيد الْخُدْرِيّ بِتَصْدِيق أبي مُوسَى
وَقد أسْندهُ الْمُؤلف فِي الاسْتِئْذَان وَغَيره
قَوْله 50
بَاب كَرَاهِيَة الصفق بالأسواق
2125 - حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ ثَنَا فُلَيْحٌ ثَنَا هِلالٌ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ لَقِيتُ عَبْدَ الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فَقُلْتُ أَخْبرنِي عَنْ صِفَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي التَّوْرَاةِ قَالَ أَجَلْ وَاللَّهِ إِنَّهُ لَمَوْصُوفٌ فِي التَّوْرَاةِ بِبَعْضِ صِفَتِهِ فِي الْقُرْآنِ الحَدِيث
تَابعه عبد الْعَزِيز بن أبي سَلمَة عَن هِلَال قَالَ سعيد عَن هِلَال عَن عَطاء عَن ابْن سَلام أما مُتَابعَة عبد الْعَزِيز فَقَالَ الْمُؤلف فِي التَّفْسِير حَدثنَا عبد الله ثَنَا عبد الْعَزِيز بن أبي سَلمَة فَذكره
فَذكر أَبُو مَسْعُود فِي الْأَطْرَاف أَن عبد الله هَذَا هُوَ ابْن أبي رَجَاء الغداني
وَقَالَ الْمزي بل هُوَ عبد الله بن صَالح وتقوى ذَلِك أَن البُخَارِيّ رَوَاهُ فِي الْأَدَب الْمُفْرد عَن مُحَمَّد بن سِنَان بِسَنَدِهِ ثمَّ أردفه بروايته لَهُ عَن عبد الله ابْن صَالح وَنسبه بِسَنَدِهِ سَوَاء(3/233)
قلت وَحَدِيثه فِي رِوَايَة أبي ذَر الْهَرَوِيّ حَدثنَا عبد الله بن مسلمة فَهَذَا هُوَ الْمُعْتَمد وَرَوَاهُ ابْن سعد فِي الطَّبَقَات عَن يزِيد بن هَارُون وَغَيره عَن عبد الْعَزِيز بِهِ
وَأما حَدِيث سعيد بن أبي هِلَال فَأَخْبَرَنَا بِهِ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ يَحْيَى بْنِ تَمِيمٍ أَنا أَحْمَدُ بْنُ نِعْمَةَ أَنا أَبُو المنجا بن اللتي أَنا أَبُو الْوَقْت أَنا أَبُو الْحسن بن المظفر أَنا عبد الله بن أَحْمد السَّرخسِيّ أَنا عِيسَى بن عُمَرَ السَّمَرْقَنْدِيُّ أَنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ حَدَّثَني اللَّيْثُ ثَنَا خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ عَنْ سَعِيدٍ هُوَ ابْنُ أَبِي هِلالٍ عَنْ هِلالِ بْنِ أُسَامَةَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنِ ابْنِ سَلامٍ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ أَنا لَنَجِدُ صِفَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهدا وَمُبشرا وَنَذِيرا وَحِرْزًا لِلأُمِّيِّينَ الحَدِيث مثل حَدِيث عبد الله بن عمر وَقَالَ عَطاء بن يسَار وَأَخْبرنِي أَبُو وَاقد اللَّيْثِيّ أَنه سمع كَعْبًا يَقُول مثل مَا قَالَ ابْن سَلام
وَرَوَاهُ يَعْقُوب بن سُفْيَان فِي تَارِيخه عَن عبد الله بن صَالح بالإسنادين جَمِيعًا فوافقناه بعلو(3/234)
قلت وَلَا مَانع من أَن يكون عَطاء بن يسَار لَقِي عبد الله بن عَمْرو بعد ذَلِك فحدثه كَمَا حَدثهُ هَذَانِ فروى كل من الروَاة عَنهُ مَا حفظه وَلِحَدِيث ابْن سَلام شَاهد رَوَاهُ ابْن سعد فِي الطَّبَقَات من طَرِيق زيد بن أسلم قَالَ بلغنَا أَن عبد الله بن سَلام كَانَ يَقُول فَذكره
وَالظَّاهِر أَن الْوَاسِطَة بَينه وَبَينه هُوَ عَطاء بن يسَار لِأَن زيدا من المكثرين عَنهُ وَالله أعلم
قَوْله فِيهِ
بَاب الْكَيْل على البَائِع والمعطي
وَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم اكتالوا حَتَّى تستوفوا
وَيذكر عَن عُثْمَان رَضِي الله عَنهُ أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لَهُ إِذا بِعْت فَكل وَإِذا ابتعت فاكتل
وَأما قَول النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَكَأَنَّهُ يُشِير إِلَى الْقِصَّة الَّتِي فِي حَدِيث طَارق بن عبد الله الْمحَاربي فقد قَرَأت على أم الْفضل بنت الشَّيْخ أبي إِسْحَاق بن سُلْطَان بِدِمَشْق عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَسَاكِرَ وَأَبِي نَصْرِ بْنِ الشِّيرَازِيِّ كِلاهُمَا عَنْ أَبِي الْوَفَاء مَحْمُود بن إِبْرَاهِيم الْعَبْدي أَنا أَبُو الْخَيْرِ الْبَاغَبَانُ ثَنَا أَبُو عَمْرٍو عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الْحَافِظِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَنْدَهْ أَنا أَبِي أَنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ قَالا ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ ثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ زِيَادِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ عَنْ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ عَنْ طَارِقٍ قَالَ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّتَيْنِ رَأَيْتُهُ بِسُوقِ ذِي الْمَجَازِ وَأنا فِي تَبَاعَةٍ لِي فَمَرَّ وَعَلَيْهِ حُلَّةٌ حَمْرَاءُ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قُولُوا لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ تُفْلِحُوا وَرَجُلٌ يَتْبَعُهُ يَوْمَئِذٍ بِالْحِجَارَةِ قَدْ أَدْمَى كَعْبَهُ وَهُوَ(3/235)
يَقُولُ يَا أَيُّهَا النَّاسُ لَا تُطِيعُوا هَذَا فَإِنَّهُ كَذَابٌ فَقُلْتُ مَنْ هَذَا قِيلَ غُلامٌ مِنْ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَقُلْتُ مَنْ هَذَا الَّذِي يَرْمِيهِ بِالْحِجَارَةِ قِيلَ عَمُّهُ عَبْدُ الْعُزَّى أَبُو لَهَبِ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَلَمَّا أَظْهَرَ اللَّهُ الإِسْلامَ خَرَجْنَا مِنَ الرَّبَذَةِ وَمَعَنَا ظُعَيْنَةٌ لَنَا حَتَّى نَزَلْنَا قَرِيبًا مِنَ الْمَدِينَةِ فَبَيْنَا نَحْنَ قُعُودٌ إِذْ أَتَى رَجُلٌ عَلَيْهِ ثَوْبَانِ فَسَلَّمَ عَلَيْنَا فَقَالَ مِنْ أَيْنَ الْقَوْمُ فَقُلْنَا مِنَ الرَّبَذَةِ وَمَعْنَا جَمَلٌ أَحْمَرُ فَقَالَ تَبِيعُونَ الْجَمَلَ قُلْنَا نَعَمْ فَقَالَ بِكَمْ قُلْنَا بِكَذَا وَكَذَا صَاعًا مِنْ تَمْرٍ فَقَالَ قَدْ أَخَذْتُ وَما اسْتَقْصَى فَأَخَذَ بِخِطَامِ الْجَمَلِ فَذَهَبَ حَتَّى تَوَارَى بِحِيطَانِ الْمَدِينَةِ فَقَالَ بَعْضُنَا لِبَعْضٍ أَتَعْرِفُونَ الرَّجُلَ فَلَمْ يَكَدْ أَحَدٌ مِنَّا يَعْرِفُهُ فَلامَ الْقَوْمُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا وَقَالُوا تُعْطُونَ جَمَلَكُمْ مَنْ لَا تَعْرِفُونَهُ فَقَالَتِ الظُّعَيْنَةُ لَا تَتَلاوَمُوا فَلَقَدْ رَأَيْتُ وَجْهَ رَجُلٍ لَا يَغْدِرُ بِكُمْ مَا رَأَيْتُ شَيْئًا أَشْبَهَ بِالْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ مِنْ وَجْهِهِ فَلَّمَا كَانَ الْعَشِيُّ أَتَى رَجُلٌ فَقَالَ السَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ أَنْتُمُ الَّذِينَ جِئْتُمْ مِنَ الرَّبَذَةِ فَقُلْنَا نَعَمْ فَقَالَ أَنا رَسُولُ رَسُولِ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَيْكُمْ وَهُوَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ هَذَا التَّمْرِ حَتَّى تَشْبَعُوا وَتَكْتَالُوا حَتَّى تَسْتَوْفُوا فَأَكَلْنَا مِنَ التَّمْرِ حَتَّى شَبِعْنَا وَاكْتَلْنَا حَتَّى اسْتَوْفَيْنَا ثُمَّ قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ مِنَ الْغَد فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم قَائِمٌ يَخْطُبُ النَّاسَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ يَدُ الْمُعْطِي الْعُلْيَا وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ أُمَّكَ وَأَبَاكَ وَأُخْتَكَ وَأَخَاكَ وَأَدْنَاكَ وَأَدْنَاكَ وَثَمَّ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَؤُلاءِ بَنُو ثَعْلَبَةَ مِنْ يَرْبُوعٍ الَّذِينَ قَتَلُوا فُلانًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَخُذْ لَنَا بِثَأْرِنَا فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَيْهِ حَتَّى رَأَيْنَا بَيَاضَ إِبِطَيْهِ يَقُولُ لَا تَجْنِي أُمٌّ عَلَى وَلَدٍ لَا تَجْنِي أُمٌّ عَلَى وَلَدٍ
رَوَاهُ ابْنُ حبَان فِي صَحِيحه عَن عبد اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الأَزْدِيِّ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ وَهُوَ ابْنُ رَاهَوَيْهِ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ مُوسَى عَنْ يَزِيدَ بْنِ زِيَادٍ بِطُولِهِ(3/236)
وَرَوَى النَّسَائِيُّ بَعْضَهُ مُفَرَّقًا عَنْ يُوسُفَ بْنِ عِيسَى عَنِ الْفَضْلِ بْنِ مُوسَى
وَقد وَقع لنا من وَجه آخر عَن جَامع بن شَدَّاد قَرَأت على خَدِيجَة بنت إِبْرَاهِيم البعلبكية بِدِمَشْق عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُظَفَّرِ بْنِ مَحْمُودِ بْنِ تَاجِ الأُمَنَاءِ قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَهِيَ آخِرُ مَنْ حَدثنَا عَنْهُ بِالسَّمَاعِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ مَسْعُودِ بْنِ الْحَسَنِ الثَّقَفِيِّ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ الْحَسَنِ بْنِ سُلَيْمٍ حَدَّثَهُمْ ثَنَا أَبُو عَلِيِّ بْنُ شَاذَانَ أَنا عبد الله بن أسْحَاق الْخُرَاسَانِيُّ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْجَهْمِ ثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ ثَنَا أَبُو جَنَابٍ الْكَلْبِيُّ ثَنَا جَامِعُ بْنُ شَدَّادٍ الْمُحَارِبِيُّ حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ قَوْمِي فَقَالَ لَهُ طَارِقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ إِنِّي لَقَائِمٌ بِسُوقِ ذِي الْمَجَازِ إِذْ أَقْبَلَ رَجُلٌ عَلَيْهِ جُبَّةٌ لَهُ وَهُوَ يَقُولُ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قُولُوا لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ تُفْلِحُوا وَرَجُلٌ يَتْبَعُهُ يَرْمِيهِ بِالْحِجَارَةِ وَيَقُولُ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّهُ كَذَّابٌ فَلا تُصَدِّقُوهُ فَقُلْتُ مَنْ هَذَا قَالُوا غُلامٌ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ الَّذِي يَزْعُمُ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ قُلْتُ مَنْ هَذَا الَّذِي يَفْعَلُ بِهِ قَالُوا هَذَا عَمُّهُ عَبْدُ الْعُزَّى فَلَمَّا أَسْلَمَ النَّاسُ وَهَاجَرُوا خَرَجْنَا مِنَ الرَّبَذَةِ نُرِيدُ الْمَدِينَةَ نَمْتَارُ مِنْ تَمْرِهَا قَالَ فَلَمَّا دَنَوْنَا مِنْ حِيطَانِهَا وَنَخْلِهَا قُلْنَا لَوْ نَزَلْنَا فَلَبِسْنَا ثِيَابًا غَيْرَ ثِيَابِنَا هَذِهِ إِذْ أَقْبَلَ رَجُلٌ فِي طِمْرَيْنِ لَهُ فَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ مِنْ أَيْنَ أَقْبَلَ الْقَوْمُ قُلْنَا مِنَ الرَّبَذَةِ قَالَ فَأَيْنَ تُرِيدُونَ قُلْنَا نُرِيدُ هَذِهِ الْمَدِينَةَ قَالَ مَا حَاجَتُكُمْ فِيهَا قُلْنَا ثِمَارٌ مِنْ تَمْرِهَا قَالَ وَمَعَنَا ظُعَيْنَةٌ لَنَا وَمَعَنَا جَمَلٌ أَحْمَرُ مَخْطُومٌ بِحَبْلٍ قَالَ تَبِيعُونَ جَمَلَكُمْ هَذَا قُلْنَا نَعَمْ بِكَذَا وَكَذَا صَاعًا مِنْ تَمْرٍ قَالَ فَمَا اسْتَوْضَعْنَا مِمَّا قُلْنَا شَيْئًا فَأَخَذَ بِخِطَامِ الْجَمَلِ وَانْطَلَقَ فَلَمَّا تَوَارَى عَنَّا بِحِيطَانِ الْمَدِينَةِ وَنَخْلِهَا قُلْنَا مَا ضَيَّعَنَا وَاللَّهِ مَا بِعْنَا جَمَلَنَا مِمَّنْ نَعْرِفُ وَلا أَخَذْنَا لَهُ ثَمَنًا قَالَ تَقُولُ الْمَرْأَةُ الَّتِي مَعَنَا وَاللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتُ رَجُلا كَأَنَّ وَجْهَهُ شِقَّةُ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ أَنا ضَامِنَةٌ لِثَمَنِ جَمَلِكُمْ قَالَ إِذْ أَقْبَلَ رَجُلٌ فَقَالَ أَنا رَسُولُ رَسُولِ اللَّهِ إِلَيْكُمْ هَذَا تَمْرُكُمْ فَكُلُوا وَاشْبَعُوا وَاكْتَالُوا وَاسْتَوْفُوا فَأَكَلْنَا حَتَّى شَبِعْنَا وَاكْتَلْنَا فَاسْتَوْفَيْنَا ثُمَّ دَخَلْنَا الْمَدِينَة فَإِذا هُوَ قَائِم(3/237)
عَلَى الْمِنْبَرِ يَخْطُبُ النَّاسَ فَأَدْرَكْنَا مِنْ خُطْبَتِهِ وَهُوَ يَقُولُ تَصَدَّقُوا إِنَّ الصَّدَقَةَ خَيْرٌ لَكُمْ الْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى أُمَّكَ وَأَبَاكَ وَأُخْتَكَ وَأَخَاكَ ثُمَّ أَدْنَاكَ أَدْنَاكَ إِذْ أَقْبَلَ رَجُلٌ فِي نَفَرٍ مِنْ بَنِي يَرْبُوعٍ فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لَنَا فِي هَؤُلاءِ دَمًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَقَالَ إِنَّ أُمًّا لَا تَجْنِي عَلَى وَلَدٍ ثَلاث مَرَّاتٍ
رَوَاهُ أَبُو عبد الله بن مَنْدَه فِي الْمَعْرِفَةِ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْجَهْمِ وَلَمْ يَسُقْ لَفْظَهُ
وَأَبُو جَنَابٍ اسْمُهُ يَحْيَى بْنُ أَبِي حَيَّةَ كُوفِيٌّ يُكْتَبُ حَدِيثُهُ فِي الْمُتَابَعَاتِ وَكَانَ يُعَابُ عَلَيْهِ التَّدْلِيسُ وَقَدْ صَرَّحَ بِسَمَاعِهِ هُنَا
وَأما حَدِيث عُثْمَان فَقَرَأته على سُلَيْمَان بن أَحْمد السقا بِطيبَة المكرمة أَخْبَرَكُمْ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ أَنَّ عَبْدَ الْحَمِيدِ بْنَ عَبْدِ الْهَادِي أَخْبَرَهُ أَنا يُوسُفُ بْنُ مَعَالِي أَنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ قُبَيْسٍ أَنا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي الرِّضَا أَنا تَمَّامُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّازِيُّ أَنا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الرَّمَادِيُّ ح وَقرأت عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّطِيفِ أَخْبَرَكُمْ يُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ جِبْرِيلَ أَنَّ أَبَا الْفرج بن الصيقل أخبرهُ أَنا يُوسُفُ بْنُ الْمُبَارَكِ أَنا مُحَمَّد بن عبد الْبَاقِي أَنا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ أَنا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ حُبَابَةَ أَنا أَبُو الْقَاسِمِ الْبَغَوِيُّ حَدَّثَنِي ابْنُ زَنْجُوَيْهِ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ هَانِئٍ قَالا ثَنَا عبد الله بن صَالح كَاتب اللَّيْثِ ح وَأَخْبَرَنِيهِ أَعْلَى مِنْ هَذَا بِدَرَجَةٍ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمَقْدِسِيُّ فِي كِتَابه أَن سُلَيْمَان ابْن حَمْزَةَ الْمَقْدِسِيَّ أَنْبَأَهُ عَنِ الْحَافِظِ ضِيَاء الدَّين الْمَقْدِسِي إجَازَة إِن لم يكن سَمَاعا أَنا أَبُو جَعْفَرٍ الصَّيْدَلانِيُّ أَنا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمد الْحداد أَنا أَبُو نعيم أَنا عبد الله ابْن(3/238)
جَعْفَر ثَنَا إِسْمَاعِيل بن عبد اللَّهِ ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ حَدَّثَنِي أَبُو أَيُّوبَ يَعْنِي يحيى ابْن أَيُّوب عَن عبيد الله بْنِ الْمُغِيرَةِ عَنْ مُنْقِذٍ مَوْلَى ابْنِ سُرَاقَةَ عَنْ عُثْمَانَ أَنَّ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَا عُثْمَانُ إِذَا ابْتَعْتَ فَاكْتَلْ وَإِذَا بِعْتَ فَكِلْ
أخرجه الدَّارَقُطْنِيّ عَن إِبْرَاهِيم بن حَمَّاد عَن أَحْمد بن مَنْصُور وَغَيره عَن أبي صَالح بِهِ ومنقذ مَجْهُول الْحَال وَقد ذكره ابْن حبَان فِي الثِّقَات
وَقد تَابعه سعيد بن الْمسيب عَن عُثْمَان قَالَ الإِمَام أَحْمد فِي مُسْنده أَنا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى ثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ مُوسَى بْنِ وَرْدَانَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ
وَمِنْ هَذَا الْوَجْهِ أَخْرَجَهُ ابْنُ مَاجَهْ فِي سُنَنِهِ وَأَبُو بَكْرٍ الْبَزَّارُ فِي مُسْنَدِهِ وَقَالَ لَا نَعْرِفُهُ إِلا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ
قُلْتُ وَالإسْنَادُ السَّابِقُ يَرُدُّ عَلَيْهِ وَابْنُ لَهِيعَةَ ضَعِيفُ الْحَدِيثِ وَلَكِنَّهُ مِنْ قَدِيمِ حَدِيثِهِ فَذَكَرَ ابْنُ عَبْدِ الْحَكَمِ فِي فُتُوحِ مِصْرَ قَالَ وَرَوَى اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ عَنْ مُوسَى بْنِ وَرْدَانَ أَنَّ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ قَالَ لَهُ اقْرَأْ عَلَى ابْنِ حُجَيْرَةَ السَّلامَ وَأْمُرْهُ فَلْيَنْهَ أَهْلَ بَلَدِهِ عَنِ الزِّنَا فَإِنَّهُ ذُكِرَ لِي أَنَّهُ بِهَا كَثِيرٌ وَقَدْ سَمِعت عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ عَلَى الْمِنْبَرِ يَقُولُ كُنْتُ أَشْتَرِي التَّمْرَ مِنْ سُوقِ بَنِي قَيْنُقَاعَ ثُمَّ أَجْلُبُهُ إِلَى الْمَدِينَةِ ثُمَّ أُفَرِّغُهُ لَهُمْ وَأَخْبَرَهُمْ بِمَا فِيهِ مِنَ الْمِكْيَلَةِ فَيُعْطُونِي مَا رَضِيتُ بِهِ مِنَ الرِّبْحِ وَيَأْخُذُونَهُ بِخَبَرِي وَلا يَكِيلُونَهُ فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ يَا عُثْمَانُ إِذَا بِعْتَ فَكِلْ وَإِذَا ابْتَعْتَ فَاكْتَلْ
وَرَوَاهُ أَبُو بكر بن عَليّ الْمروزِي فِي مُسْنده من حَدِيث ابْن وهب عَن ابْن لَهِيعَة حَدثنِي مُوسَى بن وردان أَنه سمع سعيد بن الْمسيب يَقُول حَدثنِي عُثْمَان فَذكر(3/239)
الحَدِيث دون الْقِصَّة وَقد قَالَ أَحْمد بن حَنْبَل وَغَيره إِن حَدِيث ابْن لَهِيعَة الْقَدِيم صَحِيح وتابع مُوسَى بن وردان على رِوَايَته عَن سعيد إِسْحَاق بن أبي فَرْوَة وَهُوَ أَضْعَف من ابْن لَهِيعَة رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ من طَرِيقه
وَله شَاهد مُرْسل رَوَاهُ أَبُو بكر بن أبي شيبَة فِي مُصَنفه قَالَ حَدثنَا يَحْيَى ابْن أَبِي زَائِدَةَ وَابْنُ أَبِي غَنِيَّةَ عَن عبد الْملك بن أبي غَنِيَّةَ عَنِ الْحَكَمِ قَالَ قُدِّمَ لِعُثْمَانَ طَعَامٌ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ اذْهَبُوا بِنَا إِلَى عُثْمَانَ نُعِينُهُ عَلَى بَيْعِ طَعَامِهِ فَقَامَ إِلَى جَنْبِهِ وَعُثْمَانُ يَقُولُ فِي هَذِهِ الْعَرَارَةِ كَذَا وَكَذَا وَأَبِيعُهَا بِكَذَا وَكَذَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا سَمَّيْتَ فَكِلْ
وَقَالَ ابْن أبي حَاتِم فِي الْعِلَلِ سَأَلْتُ أَبِي عَنْ حَدِيث رَوَاهُ مُحَمَّد بن حمير قَالَ حَدثنِي الأوزعي حَدَّثَنِي ثَابِتُ بْنُ ثَوْبَانَ حَدَّثَنِي مَكْحُولٌ عَنْ أَبِي قَتَادَةَ قَالَ كَانَ عُثْمَانُ يَشْتَرِي الطَّعَامَ وَيَبِيعُهُ قَبْلَ أَنْ يَقْبِضَهُ فَقَالَ لَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا ابْتَعْتَ فَاكْتَلْ وَإِذَا بِعْتَ فَكِلْ فَقَالَ هَذَا حَدِيث مُنكر بِهَذَا الْإِسْنَاد
قلت رُوَاته ثِقَات إِلَّا أَن مَكْحُولًا لم يسمع من أبي قَتَادَة وبمجموع هَذِه الطّرق يعرف أَن للْحَدِيث أصلا وَالله أعلم
قَوْله فِيهِ عقب حَدِيث 2127 مُغيرَة عَن الشّعبِيّ عَن جَابر فِي قصَّة دين أَبِيه وَفِيه ثمَّ قَالَ كل للْقَوْم
فكلتهم حَتَّى أوفيتهم الَّذِي لَهُم ... . الحَدِيث(3/240)
وَقَالَ فراس عَن الشّعبِيّ حَدثنِي جَابر عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَمَا زَالَ يَكِيل لَهُم حَتَّى أَدَّاهُ
وَقَالَ هِشَام عَن وهب عَن جَابر قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم جذ لَهُ فأوف لَهُ
أما حَدِيث فراس فأسنده الْمُؤلف فِي الْوَصَايَا وَفِي الْمَغَازِي
وَأما حَدِيث هِشَام وَهُوَ ابْن عُرْوَة فأسنده فِي الصُّلْح وَفِي الاستقراض
قَوْله 53
بَاب بركَة صَاع النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ومده
فِيهِ عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
كَأَنَّهُ يُشِير إِلَى حَدِيثُ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ لَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ وُعِكَ أَبُو بَكْرٍ وَبِلالٌ الْحَدِيثَ وَفِيهِ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي صَاعِهَا وَمُدِّهَا
وَقد أسْندهُ الْمُؤلف فِي الْحَج وَفِي الْهِجْرَة وَفِي الطِّبّ من حَدِيث مَالك عَنهُ(3/241)
قَوْله 55
بَاب بيع الطَّعَام قبل أَن يقبض
2136 - حَدثنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ ثَنَا مَالك عَنْ نَافِعٌ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ من ابْتَاعَ طَعَامًا فَلا يَبِعْهُ حَتَّى يَسْتَوْفِيَهُ زَادَ إِسْمَاعِيلُ مَنِ ابْتَاعَ طَعَامًا فَلا يَبِعْهُ حَتَّى يَقْبِضَهُ
قَالَ الْبَيْهَقِيّ فِي السّنَن الْكَبِير أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ أَنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُد بن سُلَيْمَان ثَنَا مُحَمَّد بن أَيُّوب ثَنَا إِسْمَاعِيل بن أَبِي أُوَيْسٍ حَدَّثَني مَالِكٌ بِهِ
وَقَالَ الْإِسْمَاعِيلِيّ قد تَابع إِسْمَاعِيل على هَذَا اللَّفْظ الشَّافِعِي وَابْن مهْدي وقتيبة
قَوْله 57
بَاب إِذا اشْترى مَتَاعا أَو دَابَّة فَوَضعه عِنْد البَائِع أَو مَاتَ قبل أَن يقبض
وَقَالَ ابْن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا مَا أدْركْت الصَّفْقَة حَيا مجموعا فَهُوَ من الْمُبْتَاع
أخبرنَا بِذَلِكَ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْبَالِسِيُّ أَنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَحْمَدَ الْمَغَارِيُّ أَنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ السَّعْدِيُّ أَنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ اللَّتِّيِّ الْفَقِيهُ فِي كِتَابِهِ أَنا الْفَضْلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَبِيوَرْدِيُّ أَنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّوْقَانِيُّ أَنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ ثَنَا عبد الله بن مُحَمَّد بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ ثَنَا دَاوُدُ بن رشيد ثَنَا خَ 90787 الْوَلِيد بن مُسلم ثَنَا الْأَوْزَاعِيّ ح وَقَرَأْتُهُ عَالِيًا عَلَى فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنَجَّا عَنْ أَبِي بَكْرِ بن(3/242)
أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الدَّائِمِ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ أَخْبَرَهُ أَنا يَحْيَى بْنُ ثَابِتٍ أَنا طِرَادُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّيْنَبِيُّ أَنا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ أَنا أَبُو جَعْفَرِ بْنُ الْبَخْتَرِيِّ أَنا مُحَمَّدُ بْنُ الْهَيْثَمِ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ عَنِ الأَوْزَاعِيِّ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن عمر عَن أَبِيه قَالَ مَا أدْركْت الصَّفْقَة حَيا مجموعا فَهُوَ مِنْ مَالِ الْمُبْتَاعِ لَفْظُ الْوَلِيد تَابعه يُونُس عَن الزُّهْرِيّ أخرجه ابْن وهب فِي جَامعه عَنهُ وَهَذَا مَوْقُوف صَحِيح الْإِسْنَاد
قَوْله 59
بَاب بيع المزايدة
وَقَالَ عَطاء أدْركْت النَّاس لَا يرَوْنَ بَأْسا بِبيع الْمَغَانِم فِيمَن يزِيد
قَالَ أَبُو بكر بن أبي شيبَة فِي مُصَنفه عَن وَكِيع عَن سُفْيَان عَمَّن سمع مُجَاهدًا وَعَطَاء قَالَا لَا بَأْس بِبيع من يزِيد
وَعَن ابْن عُيَيْنَة عَن ابْن أبي نجيح عَن مُجَاهِد مثله وَزَاد كَذَلِك كَانَت تبَاع الْأَخْمَاس
قَوْله 60
بَاب النجش وَمن قَالَ لَا يجوز ذَلِك البيع(3/243)
وَقَالَ ابْن أبي أوفى الناجش آكل رَبًّا خائن وَهُوَ الخداع بَاطِل لَا يحل
قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الخديعة فِي النَّار وَمن عمل عملا لَيْسَ عَلَيْهِ أمرنَا فَهُوَ رد
أما قَول ابْن أبي أوفى فَهُوَ مُسْند عِنْد الْمُؤلف فِي بَاب قَول الله عز وَجل {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانهمْ ثمنا قَلِيلا} فِي كتاب الشَّهَادَات فِي آخر الحَدِيث
وَأما حَدِيث الخديعة فِي النَّار فَرَوَاهُ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قيس بن سعد بن عبَادَة وَأَبُو هُرَيْرَة وَابْن مَسْعُود وَأنس
أما حَدِيث قيس بن سعد فَقَالَ ابْن عدي فِي الْكَامِل أَنا أَبُو الْعَلاءِ الْكُوفِيُّ ثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ ثَنَا الْجَرَّاحُ بْنُ مَلِيحٍ الْبَهْرَانِيُّ ثَنَا أَبُو رَافِعٍ عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ لَوْلا إِنِّي سَمِعت رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ الْمَكْرُ وَالْخَدِيعَةُ فِي النَّارِ لَكُنْتُ مِنْ أَمْكَرِ النَّاسِ
وَأما حَدِيث أبي هُرَيْرَة فَرَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده وَإِسْنَاده ضَعِيف تفرد بِهِ عبيد الله بن أبي حميد عَن أبي الْمليح عَن أبي هُرَيْرَة
وَله طَرِيق أُخْرَى أخرجهَا أَبُو الشَّيْخ فِي كتاب التَّرْهِيب لَهُ وَفِي إِسْنَاده جَهَالَة
وَقَالَ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده حَدثنَا كُلْثُومُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سِدْرَةَ ثَنَا عَطَاءٌ الْخُرَاسَانِيُّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الْمَكْرُ وَالْخَدِيعَةُ فِي النَّار(3/244)
فِيهِ انْقِطَاع بَين عَطاء وَأبي هُرَيْرَة
وَأخرجه الطَّبَرَانِيّ فِي مُسْند الشاميين عَن عَبْدَانِ بن مُحَمَّد الْمروزِي عَن إِسْحَاق بِهِ
وَأورد ابْن عدي فِي تَرْجَمَة كُلْثُوم وَقَالَ إِنَّه روى أَحَادِيث لَا يُتَابع عَلَيْهَا
أخرجه عَن عَليّ بن الْحُسَيْن بن عبد الرَّحِيم عَن إِسْحَاق بِهِ
وَأما حَدِيث ابْن مَسْعُود فَوَقع لنا عَالِيا قرأته على مَرْيَم الأَسدِية عَنْ عَلِيِّ بْنِ عُمَرَ الْوَانِيِّ سَمَاعًا أَنَّ عَبْدَ الْوَهَّابِ بْنَ رَاجٍ أَخْبَرَهُمْ أَنا السَّلَفِيُّ أَنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الثَّقَفِيُّ ثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُعَدَّلُ إِمْلاءً ثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحَمْدَ بْنِ أَبِي عَنَانَ ثَنَا أَبُو خَلِيفَةَ ح وَقَرَأْتُهُ عَلَى الْحَافِظِ أَبِي الْفَضْلِ بْنِ الْحُسَيْنِ أَخْبَرَكُمْ أَبُو الْفَتْحِ الْجُبَيْلِيُّ أَنا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ يُوسُفَ بْنِ يَحْيَى أَنا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَنا أَبُو الْمَوْهَبِ ابْن مُلُوكٍ أَنا الْقَاضِي أَبُو الطَّيِّبِ الطَّبَرِيُّ أَنا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ الْغِطْرِيفِ ثَنَا أَبُو خَلِيفَةَ ح وَقَالَ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْمُعْجَمِ الصَّغِيرِ حَدثنَا أَبُو خَلِيفَةَ ثَنَا عُثْمَانُ ابْن الْهَيْثَمِ ثَنَا أَبِي ثَنَا عَاصِمُ عَنْ زِرٍّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْمَكْرُ وَالْخَدِيعَةُ فِي النَّارِ وَمَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا
رَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه عَن أبي خَليفَة فوافقناه بعلو
قَالَ الطَّبَرَانِيّ لم يروه عَن عَاصِم إِلَّا الْهَيْثَم تفرد بِهِ ابْنه عَنهُ
قلت والهيثم وَالِد عُثْمَان روى عَنهُ جمَاعَة غير ابْنه مِنْهُم أَبُو حُذَيْفَة وَقَالَ أَبُو حَاتِم لم أر فِي حَدِيثه مَكْرُوها
وَأما حَدِيث أنس فَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك من طَرِيق سيار بن سعد عَنهُ(3/245)
وَزَاد فِيهِ والخيانة وَفِي إِسْنَاده مقَال
وَقد وَقع لي من طَرِيق أُخْرَى مُرْسلا قرأته على فَاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْهَادِي عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَحْيَى الشَّاطِبِيِّ أَنَّ الرَّشِيدَ إِسْمَاعِيلَ بْنَ أَحْمَدَ الْعِرَاقِيَّ أَخْبَرَهُمْ عَنِ الْحَافِظِ أَبِي طَاهِرٍ السِّلَفِيِّ أَنَّ جَعْفَرَ بْنَ أَحْمَدَ السَّرَّاجَ أَخْبَرَهُ أَنا أَبُو مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيُّ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفٍ ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ سَيَّارٍ ثَنَا أَبُو صَالِحٍ ثَنَا اللَّيْثُ عَنْ أَبِي غَسَّانَ الْمَدَنِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ بَلَغَنِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الْمَكْرُ وَالْخَدِيعَةُ فِي النَّارِ انْتهى
فَإِن كَانَ حَدِيث أنس مَحْفُوظًا فَيحْتَمل أَن يكون مُحَمَّد بن سِيرِين سَمعه مِنْهُ وَرَوَاهُ ابْن الْمُبَارك فِي الْبر والصلة عَن عَوْف عَن الْحسن قَالَ بَلغنِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم قَالَ فَذكر مثله
وَأما حَدِيث من عمل عملا الحَدِيث فَهُوَ عِنْد الْمُؤلف من حَدِيث الْقَاسِم عَن عَائِشَة وَسَيَأْتِي الْكَلَام عَلَيْهِ فِي الصُّلْح
قَوْله 62
بَاب بيع الْمُلَامسَة
قَالَ أنس نهى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَنهُ
ثمَّ قَالَ 63
بَاب بيع الْمُنَابذَة
قَالَ أنس نهى عَنهُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم(3/246)
وهما فِي حَدِيث وَاحِد أسْندهُ بعد قَلِيل بِلَفْظ نهى عَن المحافلة والمخاضرة وَالْمُلَامَسَة والمنابذة والمزابنة
قَوْله فِي 64
بَاب النَّهْي للْبَائِع أَن لَا يحفل الْإِبِل وَالْغنم وَالْبَقر
عقب حَدِيث 2148 الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لَا تصروا الْإِبِل الحَدِيث وَفِيه وَإِن شَاءَ ردهَا وَصَاع تمر
وَيذكر عَن أبي صَالح وَمُجاهد والوليد بن رَبَاح ومُوسَى بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ صَاع تمر وَقَالَ بَعضهم عَن ابْن سِيرِين صَاعا من طَعَام وَهُوَ بِالْخِيَارِ ثَلَاثًا وَقَالَ بَعضهم عَن ابْن سِيرِين صَاعا من تمر وَلم يذكر ثَلَاثًا وَالتَّمْر أَكثر
أما حَدِيث أبي صَالح فَأَخْبَرَنَا بِهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَمَّادٍ أَنا عَلِيُّ ابْن إِسْمَاعِيلَ أَنا عَبْدُ اللَّطِيفِ بْنُ عَبْدِ الْمُنْعِمِ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الْخَيَّاطِ أَنَّ أَبَا عَلِيٍّ الْحَدَّادَ أَخْبَرَهُ أَنا أَبُو نُعَيْمٍ ثَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ حَمْدَانَ ثَنَا الْحسن ابْن سُفْيَانَ ح وثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ السَّرَّاجُ قَالا ثَنَا قُتَيْبَةُ ثَنَا يَعْقُوب بن عبد الرَّحْمَن عَن سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنِ ابْتَاعَ مُصَرَّاةً فَهُوَ فِيهَا بِالْخِيَارِ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ فَإِن شَاءَ أمْسكهَا وَإِن(3/247)