وَأَخْرَجَ الْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ عَنِ ابْنِ عَمْرٍو سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : « مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ شَرْبَةً لَمْ تُقْبَلْ تَوْبَتُهُ أَرْبَعِينَ صَبَاحَاً ، فَإِنْ تَابَ تَابَ اللهُ عَلَيْهِ ، فَإِنْ عَادَ لَمْ تُقْبَلْ تَوْبَتُهُ أَرْبَعِينَ صَبَاحَاً - فَلا أَدْرِي فِي الثَّالِثَةِ أَوْ فِي الرَّابِعَةِ قَالَ : - ، فَإِنْ عَادَ كَانَ حَقَّاً عَلَى اللهِ يَسْقِيَهُ (1) رَدْغَةَ الْخَبَالِ (2) يَوْمَ الْقِيَامَةِ » .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
__________
(1) فِى الْمَخْطُوطَةِ (ب) زِيَادَةَ : أَنْ .
(2) فِى الْمَخْطُوطَةِ (ب) زِيَادَةَ : مِنْ .(1/116)
هَذَا جُزْءٌ مِنَ حَدِيثٍ أَخْرَجَهُ الْحَاكِمُ فِي ( مُسْتَدْرَكِهِ / كِتَابُ الإِيْمَانِ ج1/ص84/83) قَالَ : حَدَّثَنَا أبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَزْيَدٍ الْبَيْرُوتِيُّ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ سَمِعْتُ الأَوْزَاعِيَّ (ح ) وَحَدَّثَنَا أبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مَخْلَدٍ الْجَوْهَرِيُّ بِبَغْدَادَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْهَيْثَمِ الْبَلَدِيُّ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيْرٍ الْمِصِّيصِيُّ ثنا الأوزاعي (ح ) وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنِ إِسْحَاقَ أَنْبَأَ بِشْرُ بْنُ مُوسَى ثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو ثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ ثَنَا الأَوْزَاعِيُّ ، وَهَذَا لَفْظُ حَدِيثِ أَبِي الْعَبَّاسِ قَالَ حَدَّثَنِي رَبِيعَةُ بْنُ يَزِيدَ وَيَحْيَى بْنُ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيُّ قَالا ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ فَيْرُوزَ الدَّيْلَمِيُّ قَالَ : دَخَلْتُ عَلَى عْبِدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ، وَهُوَ فِي حَائِطٍ لَهُ بِالطَّائِفِ يُقَالُ لَهُ الْوَهَطُ ، وَهُوَ مُحَاضِرٌ فَتَىً مِنْ قُرَيْشٍ ، وَذَلِكَ الْفَتَى يَزْنِ يَشْرَبُ الْخَمْرَ ، فَقُلْتُ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو : خِصَالٌ تَبْلُغُنِي عَنْكَ ، تُحَدِّثُ بِهَا عَنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : أَنَّهُ مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ شَرْبَةً لَمْ تُقْبَلْ تَوْبَتُهُ أَرْبَعِينَ صَبَاحَاً ، فَاخْتَلَجَ الْفَتَى يَدَهُ مِنْ يَدِ عَبْدِ اللهِ ، ثُمَّ وَلَّى ، فَإِنَّ الشَّقِيَّ مَنْ شَقِيَ فِي بَطْنِ أُمِّهِ وَأَنَّهُ مَنْ خَرْجَ مِنْ بَيْتِهِ لا يُرِيدُ إِلاَّ الصَّلاةَ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ خَرَجَ مِنْ خَطِيئَتِهِ كَيَوْمِ وَلَدْتُهُ أُمُّهُ ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو : اللَّهُمَّ إِنِّي لا أُحِلُّ لأَحَدٍ أَنْ(1/117)
يَقُولَ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ ، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : « مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ شَرْبَةً لَمْ تُقْبَلْ تَوْبَتُهُ أَرْبَعِينَ صَبَاحَاً ، فَإِنْ تَابَ تَابَ اللهُ عَلَيْهِ ، فَإِنْ عَادَ لَمْ تُقْبَلْ تَوْبَتُهُ أَرْبَعِينَ صَبَاحَاً - فَلا أَدْرِي فِي الثَّالِثَةِ أَوْ فِي الرَّابِعَةِ قَالَ : - ، فَإِنْ عَادَ كَانَ حَقَّاً عَلَى اللهِ أَنْ يَسْقِيَهُ مِنْ رَدْغَةِ الْخَبَالِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ » .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ فِي ( مُسْنَدِهِ ج2/ص176/ 6644) مِنْ طَرِيقِ إِبْرَاهُِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ أَبِي إِسْحَاقَ الْفَزَارِيِّ ، وَابْنُ مَاجَهْ فِي ( سُنَنِهِ / كِتَابُ الأَشْرِبَةِ ، بَابُ مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلاةٌ ج2/ص1120/3377) ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي ( صَحِيحِهِ/ كِتَابُ الأَشْرِبَةِ ، بَابُ ذِكْرِ نَفْي قَبُولِ صَلاةِ شَارِبِ الْخَمْرِ بَعْدَ شُرْبِهِ وَإِنْ كَانَ صَاحِيَّاً أَيَّامَاً مَعْلُومَةً قَبْلَ أَنْ يَتُوبَ ج12/ص179/5357) كِلاهُمَا مِنْ طَرِيقِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ ، وَالنَّسَائِيُّ فِي ( سُنَنِهِ الْكُبْرَى / كِنَابُ الأَشْرِبَةِ ، تَوْبَةُ شَارِبِ الْخَمْرِ ج3/ص230/5180) مِنْ طَرِيقِ بَقِيَّةَ بْنِ الْوَلِيدِ ، وَالدَّارِمِيُّ فِي ( سُنَنِهِ / كِنَابُ الأَشْرِبَةِ ، بَابٌ فِي التَّشْدِيدِ عَلَى شَارِبِ الْخَمْرِ ج2/ص152/2091) مِنْ طَرِيقِ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ ، أَرْبَعَتُهُمْ عَنِ الأَوْزَاعِيِّ بِِمِثْلِهِ ، إِلاَّ أَنَّ أَحْمَدَ سَاقَهُ كَامِلاً مِثْلَ الْحَاكِمِ .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
1- أبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 58 ] .(1/118)
2- عَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ (1) عَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَزْيَدٍ بِفَتْحِ الْمِيمِ وَسُكُونِ الزَّايِ وَفَتْحِ التَّحْتَانِيَّةِ الْعُذْرِيُّ بِضَمِّ الْمُهْمَلَةِ وَسُكُونِ الْمُعْجَمَةِ أَبُو الْفَضْلِ الْبَيْرُوتِيُّ . رَوَى عَنْ أَبِيهِ ، وَعُقْبَةَ بْنِ عَلْقَمَةَ الْبَيْرُوتِيِّ ، وَعَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ بَكَّارٍ وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْقُرْآنَ . وَعَنْهُ أَبُو دَاوُدَ ، وَالنَّسَائِيُّ ، وَأَبُو حَاتِمٍ وَابْنُهُ ، وَأَبُو زُرْعَةَ ، وَأَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ وَخَلْقٌ . قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ : سَمِعْتُ مِنْهُ وَهُوَ صَدُوقٌ ثِقَةٌ ، سُئِلَ أَبِي عَنْهُ فَقَالَ : صَدُوقٌ . قَالَ النَّسَائِيُّ : لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ . وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ عِيسَى بْنِ الطَّبَّاعِ : ذَاكَ شَيْخٌ صَدُوقٌ مُسْلِمٌ . وَقَالَ إسْحَاقُ بْنُ يَسَارٍ : مَا رَأَيْتُ أَحْسَنَ سَمْتَاً مِنْهُ . وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ ، وَقَالَ : كَانَ مِنْ خِيَارِ عِبَادِ اللهِ الْمُتْقِنِينَ فِي الرِّوَايَاتِ . وَقَالَ النَّسَائِيُّ فِي مَشْيَخَتِهِ : ثِقَةٌ .
وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : صَدُوقٌ عَابِدٌ مِنَ الْحَادِيَةَ عَشَرَةَ مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَسِتِّينَ ، وَلَهُ مِئَةُ سَنَةٍ أبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ .
مَرْتَبَتُهُ : الثَّالِثَةُ تَعْدِيْلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ عَبَّاسِ بْنِ الْوَلِيدِ : مَعْرِفَةُ الثِّقَاتِ (ج2/ص20/850) ، تَارِيْخُ مَدِينَةِ دِمَشْقَ (ج26/ص449/3128) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص536/2612) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج5/ص115/230، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص294/3192) .(1/119)
3- الْوَلِيدُ بْنُ مَزْيَدٍ (1) الْوَلِيدُ بْنُ مَزْيَدٍ بِفَتْحِ الْمِيمِ وَسُكُونِ الزَّايِ وَفَتْحِ التَّحْتَانِيَّةِ الْعُذْرِيُّ بِضَمِّ الْمُهْمَلَةِ وَسُكُونِ الْمُعْجَمَةِ أَبُو الْعَبَّاسِ الْبَيْرُوتِيُّ . رَوَى عَنْ الأَوْزَاعِيِّ ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ ، وَعُثْمَانَ بْنِ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ وَغَيْرِهِمْ . وَعَنْهُ ابْنُهُ الْعَبَّاسُ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ وَزِيْرٍ الدِّمَشْقِيُّ ، وَأَبُو مُسْهِرٍ ، وَدُحَيْمٌ .
وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ ثَبْتٌ ، قَالَ النَّسَائِيُ : كَانَ لا يُخْطِئُ وَلا يُدَلِّسُ مِنَ الثَّامِنَةِ مَاتَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَثَمَانِينَ أبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ . مَرْتَبَتُهُ : الأولَى تَعْدِيْلاً .
4- الأَوْزَاعِيُّ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 59 ] .
__________
(1) تَرْجَمَةُ الْوَلِيدِ بْنِ مَزْيَدٍ : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج9/ص18/77) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص355/6092) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج11/ص132/252) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص583/7454) .(1/120)
5- رَبِيعَةُ بْنُ يَزِيدَ الإِيَادِيُّ (1) أَبُو شُعَيْبٍ الدِّمَشْقِيُّ الْقَصِيْرُ ، فَقِيهُ أَهْلِ دِمَشْقَ مَعَ مَكْحُولٍ . رَوَى عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ، وَالنُّعْمَانِ بْنِ بَشِيْرٍ ، وَوَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ ، وَمُعَاوِيَةَ مُرْسَلاً ، وَجُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ ، وَأَبِي كَبْشَةَ السَّلُولِيِّ وَمُسْلِمِ بْنِ قَرَظَةَ وَعَطِيَّةَ بْنِ عَمْرٍو السَّعْدِيِّ وَعِدَّةٍ . وَعَنْهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ الدِّمَشْقِيُّ ، وَحَبْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ ، وَالأَوْزَاعِيُّ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ عَابِدٌ مِنَ الرَّابِعَةِ مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى أَوْ ثَلاثٍ وَعِشْرِينَ الْكُتُبُ السِّتَّةُ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيْلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ الإِيَادِيِّ : تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج9/ص148/1889) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص394/1558) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج3/ص228/499) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص208/1919) .(1/121)
6- يَحْيَى بْنُ أَبِي عَمْرٍو السَّيْبَانِيُّ (1) أَبُو زُرْعَةَ ، وَسَيْبَانُ بَطْنٌ مِنْ حِمْيَرٍ . رَوَى عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الدَّيْلَمِيِّ ، وَأَبِيهِ ، وَأَبِى سَلاَّم ٍالأَسْوَدُ ، وَعَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللهِ الْحَضْرَمِيِّ . رَوَى عَنْهُ الأَوْزَاعِيُّ ، وَابْنُ الْمُبَارَكِ ، وَعَبَّادٌ أَبُو عُتْبَةَ الْخَوَّاصُ ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ وَغَيْرُهُمْ . قَالَ أَبُو حَاتِمٍ : شَيْخٌ ثِقَةٌ . وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ ، وَقَالَ : وَكَانَ مُتَيَّقِظَاً ، مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِئَةٍ ، وَهُوَ ابْنُ خَمْسٍ وَثَمَانِينَ سَنَةً . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيْلاً .
7- عَبْدُ اللهِ بْنُ فَيْرُوزٍ الدَّيْلَمِيُّ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 65 ] . ثِقَةٌ مِنْ كِبَارِ التَّابِعِينَ ، وَمِنْهُمْ مَنْ ذَكَرَهُ فِي الصَّحَابَةِ .
8- عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 1 ] .
رَابِعَاًً : الْحَكَمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
هَذَا الْحَدِيثُ إِسْنَادُهُ حَسَنٌ لأنَّ فِيهِ الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَزْيَدٍ الْبَيْرُوتِيُّ ، وَهُوَ صَدُوقٌ .
وَقَالَ الْحَاكِمُ : هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ ، قَدْ تَدَاوَلَهُ الأَئِمَّةُ ، وَقَدْ احْتَجَّا بِجَمِيعِ رُوَاتِهِ ، ثُمَّ لَمْ يُخَرِّجَاهُ وَلا أَعْلَمُ لَهُ عِلَّةً . وَوَافَقَهُ الذَّهَبِيُّ فِي تَلْخِيصِهِ .
وَصَحَّحَهُ الأَلْبَانِيُّ فِي ( صَحِيحِ ابْنِ مَاجَهْ ج2/ص242/ح2722) .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 180 }
__________
(1) تَرْجَمَةُ يَحْيَى بْنِ أبِي عَمْرٍو السَّيْبَانِيِّ : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج9/ص177/735) ، مَشَاهِيْرُ الأَمْصَارِ (ج1/ص180/1429) ، الثِّقَاتُ (ج7/ص609/11706) .(1/122)
وَأَخْرَجَ الطَّبَرَانِيُّ عَنْ مَعْقَلِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « الْمَدِينَةُ مُهَاجِرِي ، وَمَضْجَعِي فِي الأَرْضِ ، حَقٌّ عَلَى أُمَّتِي أَنْ يُكْرِمُوا جِيرَانِي ما اجْتَنِبُوا الْكَبَائِرَ ، فَمَنْ لَمْ يَفْعَلْ ذَلِكَ مِنْهُمْ سَقَاهُ اللهُ من طِينَةِ الْخَبَالِ » ، قِيلَ : وَمَا طِينَةُ الْخَبَالِ ؟ ، قَالَ : « عُصَارَةُ أَهْلِ النَّارِ » .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي ( الْمُعْجَمِ الْكَبِيْرِ ج20/ص205/470) قَالَ : حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ السَّدُوسِيُّ ثَنَا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ ثَنَا أبو مَعْشَرٍ عَنْ عَبْدِ السَّلامِ بْنِ أَبِي الْجَنُوبِ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « الْمَدِينَةُ مُهَاجِرِي ، وَمَضْجَعِي فِي الأَرْضِ ، حَقٌّ عَلَى أُمَّتِي أَنْ يُكْرِمُوا جِيرَانِي ما اجْتَنِبُوا الْكَبَائِرَ ، فَمَنْ لم يَفْعَلْ ذَلِكَ مِنْهُمْ سَقَاهُ اللهُ من طِينَةِ الْخَبَالِ » ، قُلْنَا : يا أَبَا يَسَارٍ ، مَا طِينَةُ الْخَبَالِ ؟ ، قَالَ : « عُصَارَةُ أَهْلِ النَّارِ » .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ الرُّويَانِيُّ فِي ( مُسْنَدِهِ ج2/ص329/1301) مِنْ طَرِيقِ جَابِرِ بْنِ إِسْحَاقَ الْبَاهِلِيِّ عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ بِِمِثْلِهِ .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ(1/123)
1- عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ السَّدُوسِيُّ (1) ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ ، وَقَالَ : عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ السَّدُوسِيُّ أَبُو بَكْرٍ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ ، يَرَوَي عَنْ أَبِى الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ وَالْبَصْرِيِّينَ كَتَبَ عَنْهُ أَصْحَابُنَا . وَذَكَرَهُ أَبُو بَكْرٍ الْخَلاَّلُ مِنْ جُمْلَةِ الأَصْحَابِ وَنَقَلَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ أَشْيَاءَ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّالِثَةُ تَعْدِيْلاً .
2- عَاصِمُ بن عَلِيٍّ صَدُوقٌ رُبَّمَا وَهِمَ . سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 62 ] .
3- نَجِيْحٌ أَبُو مَعْشَرٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 83 ] . مَشْهُورٌ بِكُنْيَتِهِ ضَعِيفٌ أَسَنَّ وَاخْتَلَطَ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ عُمَرُ بن حَفْصٍ السَّدُوسِيُّ : الثِّقَاتُ (ج8/ص447/14358) ، المقصد الارشد (ج2/ص299/808) ، طبقات الحنابلة (ج1/ص219/291) .(1/124)
4- عَبْدُ السَّلامِ بْنُ أَبِي الْجَنُوبِ (1) عَبْدُ السَّلامِ بْنُ أَبِي الْجَنُوبِ بِفَتْحِ الْجِيمِ وَتَخْفِيفِ النُّونِ الْمَضْمُومَةِ وَآخِرُهُ مُوَحَّدَةٌ الْمَدَنِيُّ . رَوَى عَنْ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ ، وَالزُّهْرِيِّ ، وَعَمْرِو بْنِ عُبَيْدٍ . وَعَنْهُ ابْنُ إِسْحَاقَ ، وَنَجِيْحٌ أَبُو مَعْشَرٍ الْمَدَنِيُّ وَالدَّرَاوَرْدِيُّ . قَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ : مُنْكَرُ الْحَدِيثِ . وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ : ضَعِيفٌ . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ : شَيْخٌ مَتْرُوكٌ . وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ : لَمْ يَقْرَأْ عَلَيْنَا أَبُو زُرْعَةَ حَدِيثَهُ . وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الْبَزَّارُ : لَيِّنُ الْحَدِيثِ . وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ : يَرْوِي عَنِ الثِّقَاتِ مَا لا يُشْبِهُ حَدِيثَ الأَثْبَاتِ . ثُمَّ غَفَلَ فَذَكَرَهُ فِي الثِّقَاتِ . وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ : مُنْكَرُ الْحَدِيثِ .
وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ضَعِيفٌ لا يُغْتَرُّ بِذِكْرِ ابْنِ حِبَّانَ لَهُ فِي الثِّقَاتِ ، فَإِنَّهُ ذَكَرَهُ فِي الضُّعَفَاءِ مِنَ الثَّامِنَةِ ابْنُ مَاجَهْ .
مَرْتَبَتُهُ : الثَّالِثَةُ تَجْرِيْحَاً .
5- الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 11 ] . ثِقَةٌ فَقِيهٌ فَاضِلٌ مَشْهُورٌ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ عَبْدِ السَّلامِ بْنِ أَبِى الْجَنُوبِ : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج6/ص45/236) ، الْمَجْرُوحِينَ (ج2/ص150/763) ، الْكَامِلُ فِي الضُّعَفَاءِ (ج5/ص332/1487) ، الضُّعَفَاءُ وَالْمَتْرُوكِينَ لابْنِ الْجَوْزِيِّ (ج2/ص106/1925) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج18/ص63/3416) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص651/3363) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج6/ص281/612) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص355/4065) .(1/125)
6- مَعْقِلُ بْنُ يَسَارٍ (1) مَعْقِلُ بْنُ يَسَارِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُعَيَّرٍ بِالتَّصْغِيْرِ ، وَيُقَالُ : ابْنِ مُغِيْرَةَ الْمُزَنِيُّ . صَحَابِيٌّ مِمَّنْ بَايَعَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ ، وَكُنْيَتُهُ أَبُو عَلِيٍّ عَلَى الْمَشْهُورِ ، وَهُوَ الَّذِي يُنْسَبُ إِلَيْهِ نَهْرُ مَعْقِلٍ بِالْبَصْرَةِ ، بَقِيَ إِلَى آخِرِ دَوْلَةِ مُعَاوِيَةَ ، وَمَاتَ بَعْدَ السِّتِّينَ الْكُتُبُ السِّتَّةُ . رَوَى عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، وَكَانَ مِمَّنْ بَايَعَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ ، وَعَنِ النُّعْمَانِ بْنِ مُقَرِّنٍ الْمُزَنِيِّ . رَوَى عَنْهُ عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ ، وَمُعَاوِيَةُ بْنُ قُرَّةَ ، وَعَلْقَمَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، وَالْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ وَغَيْرُهُمْ .
رَابِعَاًً : الْحَكَمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
هَذَا الْحَدِيثُ إِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ جِدَّاً لأَنَّ فِيهِ عَبْدُ السَّلامِ بْنُ أَبِي الْجَنُوبِ ، وَهُوَ مَتْرُوكٌ ، وَفِيهِ أَبُو مَعْشَرٍ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ .
وَقَالَ الْهَيْثَمِيُّ فِي ( مَجْمَعِ الزَّوَائِدِج3/ص310) : رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيْرِ ، فِيهِ عَبْدُ السَّلامِ بْنُ أَبِي الْجَنُوبِ ، وَهُوَ مَتْرُوكٌ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 181 }
__________
(1) تَرْجَمَةُ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ : تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج28/ص279/6095) ، الاسْتِيعَابُ (ج3/ص1432/2464) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص281/5558) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج10/ص212/432) ، الإِصَابَةُ (ج6/ص184/8148) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص540/6800) .(1/126)
وَأَخْرَجَ أبُو دَاوُدَ وَالْحَاكِمُ وَالطَّبَرَانِيُّ عَنِ ابْنِ عُمَرَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : « مَنْ قَالَ فِي مُؤْمِنٍ مَا لَيْسَ فِيهِ ، أَسْكَنَهُ اللهُ رَدْغَةَ الْخَبَالِ ، حَتَّى يَخْرُجَ مِمَّا قَالَ ، وَلَيْسَ بِخَارِجٍ » .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
هَذَا جُزْءٌ مِنْ حَدِيثٍ أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ وَالْحَاكِمُ .
قَالَ أَبُو دَاوُدَ فِي ( سُنَنِهِ / كِتَابُ الأَقْضِيَةِ ، بَابُ فِيمَنْ يُعِينُ عَلَى خُصُومَةٍ من غَيْرِ أَنْ يَعْلَمَ أَمْرَهَا ج3/ص305/3597) : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ ثَنَا زُهَيْرٌ ثَنَا عُمَارَةَ بْنُ غَزِيَّةَ عَنْ يَحْيَى بْنِ رَاشِدٍ قَالَ : جَلَسْنَا لِعَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ ، فَخَرَجَ إِلَيْنَا ، فَجَلَسَ ، فَقَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : « مَنْ حَالَتْ شَفَاعَتُهُ دُونَ حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللهِ ، فَقَدْ ضَادَّ اللهَ ، وَمَنْ خَاصَمَ فِي بَاطِلٍ وَهُوَ يَعْلَمُهُ ، لَمْ يَزَلْ فِي سَخَطِ اللهِ حَتَّى يَنْزِعَ عَنْهُ ، وَمَنْ قَالَ فِي مُؤْمِنٍ مَا لَيْسَ فِيهِ ، أَسْكَنَهُ اللهُ رَدْغَةَ الْخَبَالِ ، حَتَّى يَخْرُجَ مِمَّا قَالَ » .(1/127)
وأَخْرَجَهُ الْحَاكِمُ فِي ( الْمُسْتَدْرَكِ / كِتَابُ الْبُيُوعِ ج2/ص32/2222) مِنْ طَرِيقِ أَحْمَدَ بْنِ يُونُسَ عَنْ زُهَيْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بِِمِثْلِهِ ، وَزَادَ الْحَاكِمُ قَوْلَهُ : « وَلَيْسَ بِخَارِجٍ » ، وَزَادَ : « وَمَنْ مَاتَ وَعَلَيْهُ دَيْنٌ ، فَلَيْسَ ثَمَّ دِينَارٌ وَلا دِرْهِمٌ ، وَلَكِنَّهَا الْحَسَنَاتُ وَالسَّيْئَاتُ » . وَأَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي ( الْمُعْجَمِ الأَوْسَطِ ج6/ص309/6491) ، وفِي ( الْمُعْجَمِ الْكَبِيْرِ ج12/ص388/ 13435) مِنْ طَرِيقِ حُمْرَانَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ بِنَحْوِهِ
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
وأَخْرَجَهُ أَحْمَدُ فِي ( مُسْنَدِهِ ج2/ص82/ 5544) ، وَأَبُو يَعْلَى فِي ( مُعْجَمِهِ ج1/ص91/84) مِنْ طَرِيقِ حُمْرَانَ بْنِ أَبَانَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ بِمَعْنَاهُ .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ(1/128)
1- أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ يُونُسَ (1) أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ يُونُسَ التَّمِيمِيُّ الْيَرْبُوعِيُّ الْكُوفِيُّ وَقَدْ يُنْسَبُ إِلَى جَدِّهِ . رَوَى عَنِ الثَّوْرِيِّ ، وَابْنِ عُيَيْنَةَ ، وَزُهَيْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ الْجُعْفِيِّ ، وَخَلْقٍ . رَوَى عَنْهُ الْبُخَارِيُّ ، وَمُسْلِمٌ ، وَأَبُو دَاوُدَ ، وَالْبَاقُونَ بِوَاسِطَةٍ وَخَلْقٌ . قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ لِرَجُلٍ : اخْرُجْ إِلَى أَحْمَدَ بْنِ يُونُسَ فَإِنَّهُ شَيْخُ الإِسْلامِ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ حَافِظٌ مِنْ كِبَارِ الْعَاشِرَةِ مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ سَنَةً الْكُتُبُ السِّتَّةُ . مَرْتَبَتُهُ : الأولَى تَعْدِيْلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ يُونُسَ : تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج1/ص375/64) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص198/53) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص44/87) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص81/63) .(1/129)
2- زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ (1) زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ بْنِ حُدَيْجٍ الْجُعْفِيُّ أَبُو خَيْثَمَةَ الْكُوفِيُّ . سَكَنَ الْجَزِيرَةَ . رَوَى عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ ، وَسُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ ، وَعُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ ، وَالأَعْمَشِ ، وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ . وَعَنْهُ ابْنُ مَهْدِيٍّ وَالْقَطَّانُ وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ يُونُسَ وَجَمَاعَةٌ . كَانَ أَهْلُ الْعِرَاقِ يَقُولُونَ فِي أَيَّامِ الثَّوْرِيِّ : إِذَا مَاتَ الثَّوْرِيُّ فَفِي زُهَيْرٍ خَلَفٌ ، وَكَانُوا يُقَدِّمُونَهُ فِي الإِتْقَانِ عَلَى غَيْرِهِ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ ثِبْتٌ إِلاَّ أَنَّ سَمَاعَهُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ بِأَخَرَةَ ، مِنَ السَّابِعَةِ مَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ أَوْ ثَلاثٍ أَوْ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ ، وَكَانَ مَوْلِدُهُ سَنَةَ مِئَةٍ الْكُتُبُ السِّتَّةُ . . مَرْتَبَتُهُ : الأولَى تَعْدِيْلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ زُهَيْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ : تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج9/ص420/2019) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج3/ص303/648، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص218/2051) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص408/1668) .(1/130)
3- عُمَارَةَ بن غَزِيَّةَ (1) عُمَارَةُ بْنُ غَزِيَّةَ بِفَتْحِ الْمُعْجَمَةِ وَكَسْرِ الزَّاي بَعْدَهَا تَحْتَانِيَّةٌ ثَقِيلَةٌ ابْنِ الْحَارِثِ الأَنْصَارِيُّ الْمَازِنِيُّ الْمَدَنِيُّ . رَوَى عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ ، وَيَحْيَى بْنِ عُمَارَةَ . رَوَى عَنْهُ سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ ، وَيَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ الدَّرَاوَرْدِيُّ ، وَبِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ وَعِدَّةٌ . وَثَّقَهُ أَبُو زُرْعَةَ وَأَبُو حَاتِمٍ . وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ : صَالِحُ الْحَدِيثِ لا بَأْسَ بِهِ . وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ ، وَقَالَ : مِنْ حُفَّاظِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعِينَ وَمِئَةٍ كَانَ يُخْطِئُ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : : لا بَأْسَ بِهِ وَرِوَايَتُهُ عَنْ أَنَسٍ مُرْسَلَةٌ مِنَ السَّادِسَةِ مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعِينَ الْبُخَارِيُّ تَعْلِيقَاً وَمُسْلِمٌ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّالِثَةُ تَعْدِيْلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ عُمَارَةَ بن غَزِيَّةَ : مِنْ كَلامِ أَبِي زَكَرِيَّا فِي الرِّجَالِ (ج1/ص118/388) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج6/ص368/2030) ، الثِّقَاتُ (ج7/ص260/9970) ، مَشَاهِيْرُ الأَمْصَارِ (ج1/ص135/1064) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص54/4018) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص409/4858) .(1/131)
4- يَحْيَى بْنُ رَاشِدٍ (1) يَحْيَى بْنُ رَاشِدِ بْنِ مُسْلِمٍ ، وَيُقَالُ : ابْنُ كِنَانَةَ اللَّيْثِيُّ أَبُو هَاشِمٍ الدِّمَشْقِيُّ الطَّوِيلُ . رَوَى عَنْ ابْنِ عُمَرَ ، وَابْنِ الزُّبَيْرِ ، وَمَكْحُولٍ ، وَنَافِعٍ . وَعَنْهُ عُمَارَةُ بْنُ غَزِيَّةَ ، وَجَعْفَرُ بْنُ بَرْقَانَ ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ ، وَنَاصِحٌ الشَّامِيُّ . قَالَ أبُو زُرْعَةَ : ثِقَةٌ . وذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ مِنَ الرَّابِعَةِ ، عَاشَ تِسْعِينَ سَنَةً أَبُو دَاوُدَ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيْلاً .
5- عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 62 ] .
رابعاًً : الْحَكَمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
هَذَا الْحَدِيثُ إِسْنَادُهُ صَحِيحٌ لأَنَّ رِجَالَهُ ثِقَاتٌ . وَقَالَ الْهَيْثَمِيُّ فِي ( مَجْمَعِ الزَّوَائِدِج10/ص91) : رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيْرِ وَالأَوْسَطِ وَرِجَالُهُمَا رِجَالُ الصَّحِيحِ غَيْرُ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورٍ الطُّوسِيُّ وَهُوَ ثِقَةٌ ، وَقَالَ الْحَاكِمُ فِي ( الْمُسْتَدْرَكِ ج2/ص32/2222) : هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ . وَقَالَ الذَّهَبِيُّ فِي تَلْخِيصِهِ : صَحِيحٌ .
وَقَالَ الْمُنْذِرِيُّ فِي ( التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ ج3/ص333) : رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ بِإِسْنَادٍ جَيِّدٍ ، وَالْحَاكِمُ بِنَحْوِهِ ، وَقَالَ : صَحِيحُ الإِسْنَادِ . وَقَالَ الأَلْبَانِيُّ فِي ( صَحِيحِ التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ ج2/ص270/ح2248) : صَحِيحٌ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 182 }
__________
(1) تَرْجَمَةُ يَحْيَى بْنِ رَاشِدٍ : تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج31/ص298/* 6822) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص365/6165) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج11/ص181/346) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص590/7543) .(1/132)
وَأَخْرَجَ الطَّبَرَانِيُّ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : « أَيُّمَا رَجُلٍ أَشَاعَ عَلَى رَجُلٍ مُسْلِمٍ بِكَلِمَةٍ وَهُوَ مِنْهَا بَرِئٌ ، كَانَ حَقَّاً عَلَى اللهِ أَنْ يُذِيبَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي النَّارِ ، حَتَّى يَأْتِيَ بِإِنْفَاذِ مَا قَالَ » .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
عَزَاهُ إِلَى الطَّبَرَانِيِّ وَلَمْ أَجِدْهُ فِي مَعَاجِمِهِ الثَّلاثَةِ ، وَمُسْنَدُ أَبِي الدَّرْدَاءِ سَاقِطٌ كُلُّهُ مِنَ الْكَبِيْرِ .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ ابْنُ أَبِى الدُّنْيَا مَوْقُوفَاً عَنْ أَبِى الدَّرْدَاءِ فِي ( كِتَابِ الصَّمْتِ وَآدَابِ اللِّسَانِ ، بَابُ ذَمِّ النَّمِيمَةِ ج1/ص155/259) قَالَ : أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَمِيلٍ أَنْبَأَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ وُهَيْبِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ ثَابِتٍ عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ الْحَضْرَمِيِّ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا الدَّرْدَاءِ - رضي الله عنه - يَقُولُ : « أَيُّمَا رَجُلٍ أَشَاعَ عَلَى رَجُلٍ كَلِمَةً ، وَهُوَ مِنْهَا بَرِيءٌ لِيُشِينَهُ بِهَا فِي الدُّنْيَا كَانَ حَقَّاً عَلَى اللهِ أَنْ يُذِيبَهُ بِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي النَّارِ » .
وأَخْرَجَهُ أبُو الشَّيْخِ فِي ( كِتَابِ التَّوْبِيخِ وَالتَّنْبِيهِ ، بَابُ الأَمْرَ بِإِخْفَاءِ الْفَاحِشَةِ عَلَى أَخِيهِ إِذَا بَلَغَهَ وَتَرْكِ إِشَاعَتِهِ ج1/ص66/ 132) مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُبَارَكِ عَنْ وُهَيْبِ بْنِ خَالِدٍ بِِمِثْلِهِ .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ(1/133)
1- أَحْمَدُ بْنُ جَمِيلٍ (1) الْمَرْوَزِيُّ أَبُو يُوسُفَ نَزِيلُ بَغْدَادَ . رَوَى عَنْ ابن الْمُبَارَكِ ، وَمُعْتَمِرِ بْنِ سُلَيْمَانَ ، وَأَبِي تُمَيْلَةَ . وَعَنْهُ يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ ، وَعَبَّاسٌ الدُّورِيُّ ، وَابْنُ أَبِي الدُّنْيَا ، وَأَبُو يَعْلَى ، وَغَيْرُهُمْ . قَالَ إبْرَاهِيمُ بْنُ الْجُنَيْدِ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ : سَمِعَ مِنَ ابْنِ الْمُبَارَكِ وَهُوَ غُلامٌ . وَقَالَ عَبْدُ الْخَالِقِ بْنُ مَنْصُورٍ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ : ثِقَةٌ . وَقَالَ يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ : صَدُوقٌ لَمْ يَكُنْ بِالضَّابِطِ وَثَّقَهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ . وذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ . وَقَالَ مُطَّيِّنٌ : مَاتَ سَنَةَ ثَلاثِينَ وَمِائَتَيْنِ .
مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيْلاً .
2- عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 1 ] . إِمَامٌ ثِقَةٌ ثَبْتٌ حُجَّةٌ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ أَحْمَدَ بْنِ جَمِيلٍ : الثِّقَاتُ (ج8/ص11/12047) ، تَارِيْخُ أَسْمَاءِ الثِّقَاتِ (ج1/ص42/98) ، تَارِيْخُ الإِسْلامِ (ج16/ص36) ، لِسَانُ الْمِيزَانِ (ج1/ص147/468) .(1/134)
3- وُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ (1) وُهَيْبُ بْنُ خَالِدِ بْنِ عَجْلانَ الْبَاهِلِيُّ مَوْلاهُمْ أَبُو بَكْرٍ الْبَصْرِيُّ . رَوَى عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ ، وَأَيُّوبَ ، وَخَالِدٍ الْحَذَّاءِ ، وَمُوسَى بْنِ عُقْبَةَ وَجَمَاعَةٍ . وَعَنْهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ ، وَابْنُ الْمُبَارَكِ ، وَابْنُ مَهْدِيٍّ ، وَالْقَطَّانُ وَآخَرُونَ . يُقَالُ : أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ بَعْدَ شُعْبَةَ أَعْلَمُ بِالرِّجَالِ مِنْهُ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ ثَبْتٌ لَكِنَّهُ تَغَيَّرَ قَلِيلاً بِأَخَرَةَ مِنَ السَّابِعَةِ مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّينَ ومئةٍ ، وَقِيلَ بَعْدَهَا ، عَاشَ ثَمَانِيَاً وَخَمْسِينَ سَنَةً الْكُتُبُ السِّتَّةُ . مَرْتَبَتُهُ : الأولَى تَعْدِيْلاً .
4- مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ (2) مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ بِتَحْتَانِيَّةٍ وَمُعْجَمَةٍ الأَسَدِيُّ مَوْلَى آلِ الزُّبَيْرِ . أَدْرَكَ ابْنَ عُمَرَ ، وَغَيْرَهُ . ورَوَى عَنْ أمِّ خَالِدٍ وَلَهَا صُحْبَةٌ ، وَحَمْزَةَ وَسَالِمِ ابْنِي عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ ، وَنَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ ، وَالزُّهْرِيِّ وَطَائِفَةٍ . وَعَنْهُ ابْنُ أَخِيهِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ ، وَوُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ وَآخَرُونَ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ وُهَيْبِ بْنِ خَالِدٍ : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج9/ص34/158) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج31/ص164/6769) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص358/6118) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج11/ص149/290) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص586/7487) .
(2) تَرْجَمَةُ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ : تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج29/ص115/6282) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص306/5717) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج10/ص321/638) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص552/6992) .(1/135)
وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ فَقِيهٌ إِمَامٌ فِي الْمَغَازِي مِنَ الْخَامِسَةِ لَمْ يَصِحَّ أَنَّ ابْنَ مَعِينٍ لَيَّنَهُ ، مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ ، وَقِيلَ بَعْدَ ذَلِكَ الْكُتُبُ السِّتَّةُ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيْلاً .
5- سُلَيْمَانُ بْنُ عَمْرِو بْنِ ثَابِتٍ لَمْ أَجِدْ لَهُ تَرْجَمَةً .
6- جُبَيْرُ بْنُ نُفَيْرٍ الْحَضْرَمِيُّ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 159 ] . ثِقَةٌ جَلِيلٌ مِنَ الثَّانِيَةِ مُخَضَّرَمٌ .
7- أبُو الدَّرْدَاءِ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 32 ] .
رابعاًً : الْحَكَمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
هَذَا الْحَدِيثُ إِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ لأَنَّ فِيهِ سُلَيْمَانُ بْنُ عَمْرٍو مَجْهُولٌ .
وَقَالَ الْعِرَاقِيُّ فِي ( تَخْرِيْجِ إِحْيَاءِ عُلُومِ الدِّينِ ج3/ص155) : أَخْرَجَهُ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا مَوْقُوفَاً عَلَى أَبِي الدَّرْدَاءِ ، وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ بِلَفْظٍ آخَرَ مَرْفُوعَاً مِنْ حَدِيثِهِ . وَقَالَ الْمُنْذِرِيُّ فِي ( التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ ج3/ص333/4308) : رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ وَرَوَى بَعْضَهُ بِإِسْنَادٍ جَيِّدٍ قَالَ : « مَنْ ذَكَرَ امْرَأً بِشَيْءٍ لَيْسَ فِيهِ لِيَعِيبَهُ ، حَبَسَهُ الله فِي نَارِ جَهَنَّمَ ، حَتَّى يَأْتِيَ بِنَفَاذِ مَا قَالَ فِيهِ » .(1/136)
وَقَالَ الْهَيْثَمِيُّ فِي ( مَجْمَعِ الزَّوَائِدِ ج4/ص201) : وَعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : « أَيُّمَا رَجُلٍ حَالَتْ شَفَاعَتُهُ دُونَ حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللهِ تَعَالَى لَمْ يَزَلْ فِي سَخَطِ اللهِ حَتَّى يَنْزِعَ ، وَأَيُّمَا رَجُلٍ شَدَّ غَضَبَاً عَلَى مُسْلِمٍ فِي خُصُومَةٍ لا عِلْمَ لَهُ بِهَا فَقَدْ عَانَدَ اللهَ حَقَّهُ ، وَحَرِصَ عَلَى سَخَطِهِ ، وَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ تَتَابَعُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، وَأَيُّمَا رَجُلٍ أَشَاعَ عَلَى رَجُلٍ مُسْلِمٍ بِكَلِمَةٍ وَهُوَ مِنْهَا بَرِئٌ سَبَّهُ بِهَا فِي الدُّنْيَا كَانَ حَقَّاً عَلَى اللهِ أَنْ يُذِيبَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي النَّارِ حَتَّى يَأْتِيَ بِإِنْفَاذِ مَا قَالَ » . وَفِي رِوَايَةٍ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ أَيْضَاً عَنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : « مَنْ ذَكَرَ امْرَأً بِشَيْءٍ لَيْسَ فِيهِ لِيَعِيبَهُ ، حَبَسَهُ الله فِي نَارِ جَهَنَّمَ ، حَتَّى يَأْتِيَ بِنَفَاذِ مَا قَالَ فِيهِ » . رَوَاهُ كُلَّهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيْرِ ، وَإِسْنَادُ الأَوَّلُ فِيهِ مَنْ لَمْ أَعْرِفْهُ وَرِجَالُ الثَّانِي ثِقَاتٌ .
وَضَعَّفَهُ الأَلْبَانِيُّ بِرِوَايَتَيْهِ فِي ( ضَعِيفِ التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ ج2/ص45/ح1359) ، ( ج2/ص125/ح1696) .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 183 }
وَأَخْرَجَ الطَّبَرَانِيُّ فِي الأَوْسَطِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « إنَّ هَؤُلاءِ النَّوَائِحِ يُجْعَلْنَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ صَفَّيْنِ فِي جَهَنَّمَ : صَفٌّ عَنْ يَمِينِهِمْ ، وَصَفٌّ عَنْ يَسَارِهِمْ ، فَيَنْبُحْنَ عَلَى أَهْلِ النَّارِ كَمَا يَنْبَحُ الْكِلابُ » .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ(1/137)
أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي ( الْمُعْجَمِ الأَوْسَطِ ج5/ص251/ 5229) قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ السَّقَطِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْيَمَامِيُّ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيْرٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « إنَّ هَؤُلاءِ النَّوَائِحِ يُجْعَلْنَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ صَفَّيْنِ فِي جَهَنَّمَ : صَفٌّ عَنْ يَمِينِهِمْ ، وَصَفٌّ عَنْ يَسَارِهِمْ ، فَيَنْبُحْنَ عَلَى أَهْلِ النَّارِ كَمَا يَنْبَحُ الْكِلابُ » . لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيْرٍ إِلاَّ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْيَمَامِيُّ .
ثَانِيَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
1- مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ السَّقَطِيُّ (1) مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ جَابِرِ بْنِ شَاذَانَ أَبُو جَعْفَرٍ السَّقَطِيُّ . سَمِعَ سَعِيدَ بْنَ سُلَيْمَانَ الْوَاسِطِيَّ ، وَفُضَيْلَ بْنَ عَبْدِ الْوَهَّابِ ، وَحَامِدَ بْنَ يَحْيَى الْبَلْخِيَّ . رَوَى عَنْهُ ابْنُهُ إِسْحَاقُ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ ، وَأَبُو سَهْلِ بْنُ زِيَادٍ الْقَطَّانُ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ زِيَادٍ النَّقَّاشُ . وَكَانَ ثِقَةٌ . وذَكَرَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ ، فَقَالَ : صَدُوقٌ ، مَاتَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَمَانِينَ وَمِئَتَيْنِ ، قَالَهُ الْخَطِيبُ الْبَغْدَادِيُّ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيْلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ السَّقَطِيِّ : سُؤَالاتُ الْحَاكِمِ (ج1/ص145/197) ، تَارِيْخُ بَغْدَادَ (ج3/ص153/1184) ، تَارِيْخُ الإِسْلامِ (ج21/ص285) .(1/138)
2- سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ (1) سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضَّبِّيُّ أَبُو عُثْمَانَ الْوَاسِطِيُّ الْبَزَّارُ الْمَعْرُوفُ بِسَعْدَوَيْهِ سَكَنَ بَغْدَادَ . وَرَوَى عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ كَثِيْرٍ ، وَحَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ ، وَاللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ ، وَغَيْرِهِمْ . وَعَنْهُ الْبُخَارِيُّ وَأَبُو دَاوُدَ ، وَالْبَاقُونَ بِوَاسِطَةٍ ، وَجَمَاعَةٌ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ حَافِظٌ مِنْ كِبَارِ الْعَاشِرَةِ مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ وَمِئَتَيْنِ وَلَهُ مِئَةُ سَنَةٍ الْكُتُبُ السِّتَّةُ . مَرْتَبَتُهُ : الأولَى تَعْدِيْلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ سَعِيدِ بْنِ سُلَيْمَانَ : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج4/ص26/107) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج10/ص483/2291) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص438/1902) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج4/ص38/69) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص237/2329) .(1/139)
3- سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْيَمَامِيُّ (1) يَرْوِي عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيْرٍ . رَوَى عَنْهُ سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، وَبِشْرُ بْنُ الْوَلِيدِ الْكِنْدِيُّ ، يَقْلِبُ الأَخْبَارَ وَيَنْفَرِدُ بْالْمَقْلُوبَاتِ عَنِ الثِّقَاتِ . قَالَ ابْنُ مَعِينٍ : لَيْسَ بِشَيْءٍ . وَقَالَ الْبُخَارِيُّ : مُنْكَرُ الْحَدِيثِ وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ : ضَعِيفٌ . وَقَالَ مَرَّةً : مَتْرُوكٌ . وَقَالَ ابْنُ عَدِىٍّ : عَامَّةُ مَا يَرْوِيهِ لا يُتَابِعُهُ عَلَيْهِ أَحَدٌ . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ فِي سُلَيْمَانَ : ضَعِيفُ الْحَدِيثِ مُنْكَرُ الْحَدِيثِ لا أَعْلَمُ لَهُ حَدِيثَاً صَحِيحَاً . وَأَمَّا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْخَوْلانِيُّ الَّذِي يَرْوِي عَنِ الزُّهْرِيِّ حَدِيثَ الصَّدَقَاتِ فَهُوَ دِمَشْقِيٌّ صَدُوقٌ مُسْتَقِيمُ الْحَدِيثَ ، إِنَّمَا وَقَعَ التَّشْبِيهُ فِي هَذَا لأَنَّهُمَا جَمِيعَاً رَوَيَا عَنِ الزَّهْرِيِّ ، فَمَنْ لَمْ يُمْعِنِ النَّظَرَ فِي تَخْلِيصِ أَحَدِهِمَا مِنَ الآخَرِ اشْتَبَهَ عَلَيْهِ أَمْرُهُمَا ، وَتَوَهَّمَ أَنَّهُمَا وَاحِدٌ ، قَالَهُ ابْنُ حِبَّانَ .
مَرْتَبَتُهُ : الْخَامِسَةُ تَجْرِيْحَاً .
4- يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيْرٍ الْيَمَامِيُّ أبُو نَصْرٍ ، سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 155 ] . ثِقَةٌ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ الْيَمَامِيِّ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج4/ص11/1792) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج4/ص110/487) ، الْمَجْرُوحِينَ (ج1/ص334/419) ، الضُّعَفَاءُ الْكَبِيْرُ (ج2/ص126/607) ، الْمُغْنِي فِي الضُّعَفَاءِ (ج1/ص279/2578) ، مِيزَانُ الاعْتِدَالِ فِي نَقْدِ الرِّجَالِ (ج3/ص288/3452) ، لِسَانُ الْمِيزَانِ (ج3/ص83/297) .(1/140)
5- أبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 65 ] . ثِقَةٌ مُكْثِرٌ .
6- أَبُو هُرَيْرَةَ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 19 ] .
ثَالِثَاً : الْحَكَمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
هَذَا الْحَدِيثُ إِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ جِدَّاً لأَنَّ فِيهِ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ ، وَهُوَ مَتْرُوكٌ .
وَقَالَ الْهَيْثَمِيُّ فِي ( مَجْمَعِ الزَّوَائِدِ ج3/ص14) : رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الأَوْسَطِ ، وَفِيهِ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْيَمَامِيُّ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 184 }
وَأَخْرَجَ أبُو نُعَيْمٍ عَنِ ابْنِ عَمْرٍو قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « الْجَلاوِزَةُ ، وَالشُّرَطُ ، وَأَعْوَانُ الظَّلَمَةِ كِلابُ النَّارِ » .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ أبُو نُعَيْمٍ فِي ( حِلْيَةِ الأَوْلِيَاءِ ج4/ص21) قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ بْنُ حَمْزَةَ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ علوس بْنِ الْحُسَيْنِ الْجُرْجَانِيُّ ثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ خَلِيفَةَ بْنِ يُوسُفَ الأَعْشَى حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ عَنْ طَاوسٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « الْجَلاوِزَةُ ، وَالشُّرَطُ ، وَأَعْوَانُ الظَّلَمَةِ كِلابُ النَّارِ » .
وَقَالَ : غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ طَاوسٍ ، تَفَرَّدَ بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ الطَّائِفِيُّ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْهُ .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ(1/141)
وأَخْرَجَهُ الْخَطيِبُ فِي ( تَارِيْخِ بَغْدَادَ ج10/ص297/5437) مِنْ طَرِيقِ عُمَرَ بْنِ حَكِيمٍ أخِي شَدَّادِ بْنِ حَكِيمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ بِلَفْظِ : « الشُّرَطُ كِلابُ النَّارِ » .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
1- إبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْزَةَ بْنِ عُمَارَةَ الأَصْبَهَانِيُّ (1) أَبُو إِسْحَاقَ بْنُ حَمْزَةَ الْحَافِظُ الثَّبْتُ الْكَبِيْرُ إبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْزَةَ بْنِ عُمَارَةَ الأَصْبَهَانِيُّ . أَحَدُ الأَعْلامِ . سَمِعَ أَبَا شُعَيْبٍ الْحَرَّانِيِّ ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ مُطَّيِّنَاً ، وَيُوسُفَ بْنِ يَعْقُوبَ الْقَاضِي ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ الْعَبْسِيِّ ، وَطَبَقَتِهِمْ . حَدَّثَ عَنْهُ أَبُو عَبْدِ اللهِ بْنُ مَنْدَهْ ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ مَرْدَوَيْهِ ، وَأَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ . قَالَ أبُو نُعَيْمٍ : هُوَ أَوْحَدُ زَمَانِهِ فِي الْحِفْظِ لَمْ نَرَ بَعْدَ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُظَاهِرٍ فِي الْحِفْظِ مِثْلَهُ جَمَعَ الشُّيُوخَ وَالْمُسْنَدَ . قَالَ أبُو عَبْدِ اللهِ بْنُ مَنْدَهْ : لَمْ أَرَ أَحْفَظَ مِنْ أَبِي إِسْحَاقَ بْنِ حَمْزَةَ . وَقَالَ الْحَاكِمُ : كَانَ فِي عَصْرِنَا جَمَاعَةٌ بَلَغَ الْمُسْنَدَ الْمُصَنَّفَ عَلَى التَّرَاجِمِ ، لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ أَلْفُ جُزْءٍ مِنْهُمْ إبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ . قَالَ أبُو نُعَيْمٍ : مَاتَ فِي سَابِعِ رَمَضَانَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَخَمْسِينَ وَثَلاثِمِائَةٍ ، وَعَاشَ ثَمَانِينَ سَنَةً أَوْ نَحْوَهَا .
__________
(1) تَرْجَمَةُ إبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْزَةَ بْنِ عُمَارَةَ الأَصْبَهَانِيِّ : سِيَرُ أَعْلامِ النُّبَلاءِ (ج16/ص83/68) ، تَذْكِرَةُ الْحُفَّاظِ (ج3/ص910/873) ، طَبَقَاتُ الْحُفَّاظِ (ج1/ص371/842) .(1/142)
مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيْلاً .
2- مُحَمَّدُ بْنُ علوس بْنِ الْحُسَيْنِ الْجُرْجَانِيُّ لَمْ أَجِدْ مَنْ تَرْجَمَ لَهُ . مَرْتَبَتُهُ : الرَّابِعَةُ تَجْرِيْحَاً .
3- عَلِيُّ بْنُ الْمُثَنَّى (1) عَلِىُّ بْنُ الْمُثَنَّى الطَّهَوِيُّ أَبُو الْحَسَنِ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ . رَوَي عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ مُوسَى ، وَأَبِى نُعَيْمٍ ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِى الثِّقَاتِ . مَرْتَبَتُهُ : الأولَى تَجْرِيْحَاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ عَلِىِّ بْنِ الْمُثَنَّى : الثِّقَاتُ (ج8/ص475/14508) .(1/143)
4- يَعْقُوبُ بْنُ خَلِيفَةَ بْنِ يُوسُفَ الأَعْشَى (1) أَبُو يُوسُفَ الأَعْشَى هُوَ يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خَلِيفَةَ الْكُوفِيُّ . يَرَوَي عَنْ أَبِى الأَحْوَصِ ، وَالأَعْمَشِ ، وَالْكُوفِيِّينَ . رَوَى عَنْهُ مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفٍ التَّيْمِيُّ وَأَهْلُ الْكُوفَةِ . وَهُوَ مَحْمُودٌ فِي الْقِرَاءَةِ ، قَرَأَ عَلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ ، وَكَانَ أَجَلَّ مَنْ قَرَأَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ ، تَصَدَّرَ لِلإِقْرَاءِ بِالْكُوفَةِ ، قَالَ أبُو بَكْرٍ النَّقَّاشُ : كَانَ أَبُو يُوسُفَ الأَعْشَى صَاحِبَ قُرْآنٍ وَفَرَائِضَ ، وَلَسْتُ أُقَدِّمُ عَلَيْهِ أَحَدَاً فِي الْقِرَاءةِ . وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ . قَالَ الأَزْدِيُّ : كَذَّابٌ يَضَعُ الْحَدِيثَ خَبِيثٌ رَجُلُ سُوءٍ ، مَاتَ فِي حُدُودِ الْمِائَتَيْنِ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّالِثَةُ تَعْدِيْلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ يَعْقُوبَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَلِيفَةَ الْكُوفِيِّ : الثِّقَاتُ (ج9/ص284/16460) ، مَعْرِفَةُ الْقُرَّاءِ الْكِبَارِ (ج1/ص159/66) ، الضُّعَفَاءُ وَالْمَتْرُوكِينَ لابْنِ الْجَوْزِيِّ (ج3/ص215/3815) ، المقتنى فِي سرد الكنى (ج2/ص163/6908) ، الْمُغْنِي فِي الضُّعَفَاءِ (ج2/ص759/7206) ، مِيزَانُ الاعْتِدَالِ فِي نَقْدِ الرِّجَالِ (ج7/ص283/9839) ، لِسَانُ الْمِيزَانِ (ج6/ص311/1122) .(1/144)
5- مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ سَوْسَنَ الطَّائِفِيُّ (1) رَوَى عَنْ إبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ ، وَعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ ، وَابْنِ جُرَيْجٍ ، وَأَيُّوبَ بْنِ مُوسَى وَغَيْرِهِمْ . وَعَنْهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ ، وَعَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ وَآخَرُونَ . قَالَ أحمدُ : مَا أَضْعَفَ حَدِيثَهُ وَضَعَّفَهُ جِدَّاً . وَقَالَ يَحْيَى : لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ . وَقَالَ مَرَّةً : ثِقَةٌ . وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ : يُخْطِئُ . وَقَالَ الْعِجْلِيُّ وَأَبُو دَاوُدَ : ثِقَةٌ وَقَالَ الساجيُّ : صَدُوقٌ يَهِمُ فِي الْحَدِيثِ . وَقَالَ يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ : ثِقَةٌ لا بَأْسَ بِهِ ، وإِنْ كَانَ ابْنُ عُيَيْنَةَ أَحَبَّ مِنْهُ . وَقَالَ الْبُخَارِيُّ : قَالَ ابْنُ مهديٍّ : كُتُبُهُ صِحَاحٌ . وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ : لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ . وَقَالَ ابْنُ عَدِىٍّ : صَالِحُ الْحَدِيثِ لا بَأْسَ بِهِ ، لَمْ أَرَ لَهُ حَدِيثَاً مُنْكَرَاً . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : صَدُوقٌ يُخْطِئُ مِنْ حِفْظِهِ مِنَ الثَّامِنَةِ مَاتَ 177 الْبُخَارِيُّ تَعْلِيقَاً وَمُسْلِمٌ وَالأَرْبَعَةُ . مَرْتَبَتُهُ : الرَّابِعَةُ تَعْدِيْلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ سَوْسَنَ الطَّائِفِيِّ : طَبَقَاتُ ابْنِ سَعْدٍ (ج5/ص522) ، مَعْرِفَةُ الثِّقَاتِ (ج2/ص253/1648) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج8/ص77/322) ، مشاهير الأمصار (ج1/ص149/1176) ، الثِّقَاتُ (ج7/ص399/10592) ، الْكَامِلُ فِي الضُّعَفَاءِ (ج6/ص126/1630) ، الضُّعَفَاءُ وَالْمَتْرُوكِينَ لابْنِ الْجَوْزِيِّ (ج3/ص99/3196) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج26/ص412/5604) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص217/5151) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج9/ص393/731) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص506/6293) .(1/145)
6- إبْرَاهِيمُ بْنُ مَيْسَرَةَ (1) إبْرَاهِيمُ بْنُ مَيْسَرَةَ الطَّائِفِيُّ نَزِيلُ مَكَّةَ . رَوَى عَنْ أَنَسٍ ، وَوَهْبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ قَارِبٍ وَلَهُ صُحْبَةٌ ، وَطَاوُسٍ ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ . وَعَنْهُ أَيُّوبُ ، وَالسُّفْيَانَانِ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ الطَّائِفِيُّ ، وَغَيْرُهُمْ .
وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثَبْتٌ حَافِظٌ مِنَ الْخَامِسَةِ مَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ الْكُتُبُ السِّتَّةُ . مَرْتَبَتُهُ : الأولَى تَعْدِيْلاً .
7- طَاوُوسُ بْنُ كَيْسَانَ (2) الْيَمَانِيُّ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمْيَرِيُّ الْجَنَدِيُّ ، وَقِيلَ : اسْمُهُ ذَكْوَانُ ، وَطَاوُوسٌ لَقَبٌ . رَوَى عَنْ الْعَبَادِلَةِ الأَرْبَعَةِ ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ ، وَعَائِشَةَ ، وَغَيْرِهِمْ . وَعَنْهُ ابْنُهُ عَبْدُ اللهِ ، وَوَهْبُ بْنُ مُنَبَّهٍ ، وَسُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مَيْسَرَةَ وَغَيْرُهُمْ . قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَيْسَرَةَ عَنْهُ : أَدْرَكْتُ خَمْسِينَ مِنَ الصَّحَابَةِ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ فَقِيهٌ فَاضِلٌ مِنَ الثَّالِثَةِ ، مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَمِئَةٍ ، وَقِيلَ : بَعْدَ ذَلِكَ الْكُتُبُ السِّتَّةُ . مَرْتَبَتُهُ : الأولَى تَعْدِيْلاً .
8- عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 1 ] .
__________
(1) تَرْجَمَةُ إبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ : تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج2/ص221/255) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص150/313) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص226/212) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص94/260) .
(2) تَرْجَمَةُ طَاوُسِ بْنِ كَيْسَانَ : تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج13/ص357/2958) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص512/2461) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج5/ص8/14) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص281/3009) .(1/146)
رَابِعَاًً : الْحَكَمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
هَذَا الْحَدِيثُ إِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ لأَنَّ فِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ الطَّائِفِيُّ ، وَقَدْ تَفَرَّدَ بِهِ ، وَلا يُحْتَمَلُ تَفَرُّدُهُ ، لأَنَّهُ صَدُوقٌ يُخْطِئُ وَقِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ علوس وَهُوَ مَجْهُولٌ . وَأَمَّا يَعْقُوبُ بْنُ خَلِيفَةَ بْنِ يُوسُفَ الأَعْشَى ، وَإِنْ كَانَ الأَزْدِيُّ رَمَاهُ بِالْكَذِبِ لَكِنْ تَابَعَهُ عُمَرُ بْنُ حَكِيمٍ عِنْدَ الْخَطِيبِ . وَضَعَّفَهُ ابْنُ الْجَوْزِىُّ ( الْمَوْضُوعَاتُ ج2/ص292) ، وَالسُّيُوطِيُّ ( اللآلِئُ الْمَصْنُوعَةُ ج2/ص157) ، وَابْنُ عِرَاقٍ ( تَنْزِيهُ الشَّرِيْعَةِ ج2/ص225/39) ، وَالْعَجْلُونِيُّ ( كَشْفُ الْخَفَاءِ ج1/ص166 /435) . وكلهم أعلوه بِمُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ الطَّائِفِيِّ ، قَالُوا : قَدْ ضَعَّفَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ جِدَّاً .
وَضَعَّفَهُ الأَلْبَانِيُّ ( السِّلْسِلَةُ الضَّعِيفَةُ ج7/ص472/ح3472) وَقَالَ : غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ طَاوسٍ ، تَفَرَّدَ بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ الطَّائِفِيُّ ، وَهُوَ صَدُوقٌ يُخْطِئُ ؛ كَمَا فِي التَّقْرِيبِ ، وَتَحْتَهُ جَمَاعَةٌ لَمْ أَجِدْ مَنْ تَرْجَمَهُمْ .
خَامِسَاً : مَعْنَى الْحَدِيثِ(1/147)
قال صَاحِبُ ( فَيْضِ الْقَدِيْرِ ج3/ص366) : الْجَلاوِزَةُ قَالَ فِي الْفِرْدَوْسِ : هُمْ أَصْحَابُ الشُّرَطِ وَفِي الْقَامُوسِ : الْجِلْوَازُ بِالْكَسْرِ الشُّرْطِيُّ وَالشُّرَطُ جَمْعُ شُرْطِيِّ ، وَهُوَ شُرْطِيُّ السُّلْطَانِ ، وَشُرَطُ السُّلْطانِ هُمْ نُخْبَةُ أَصْحَابِهِ الَّذِينَ يُقَدِّمُهُمْ عَلَى سَائِرِ الْجُنْدِ ، كِلابُ النَّارِ : أَيْ نَارَ جَهَنَّمَ ، يَعْنِي أَخَسَّهُمْ وَأَحْقَرَهُمْ ، كَمَا أَنَّ الْكِلابَ أَخَسُّ الْحَيَوَانَاتِ وَأَحْقَرُهَا أَوْ يَنْبَحُونَ عَلَى أَهْلِهَا لِشِدَّةِ الْعَذَابِ كَالْكِلابِ ، أَوْ يَكُونُوا فِيهَا عَلَى صُورَةِ الْكِلابِ .
بَابٌ : مَا وَرَدَ فِي أَشَدِّ النَّاسِ عَذَابَاً
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 185 }
أَخْرَجَ الشَّيْخَانِ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ سَمِعْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : « إِنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَذَابَاً عِنْدَ اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْمُصَوِّرُونَ » .
- - الله - -
تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي ( صَحِيحِهِ / كِتَابُ اللِّبَاسِ ، بَابُ عَذَابِ الْمُصَوِّرِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ج5/ص2220/5606) قَالَ : حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ عن مُسْلِمٍ قَالَ : كُنَّا مَعَ مَسْرُوقٍ فِي دَارِ يَسَارِ بْنِ نُمَيْرٍ ، فَرَأَى فِي صُفَّتِهِ تَمَاثِيلَ ، فَقَالَ : سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ قَالَ سَمِعْتُ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : « إِنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَذَابَاً عِنْدَ اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْمُصَوِّرُونَ » .(1/148)
وأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي ( صَحِيحِهِ / كِتَابُ اللِّبَاسِ ، بَاب تَحْرِيْمِ تَصْوِيرِ صُورَةِ الْحَيَوَانِ وَتَحْرِيْمِ اتِّخَاذِ مَا فِيهِ صُورَةٌ غَيْرُ مُمْتَهَنَةٍ بِالْفَرْشِ وَنَحْوِهِ وَأَنَّ الْمَلائِكَةَ عَلَيْهُمُ السَّلام لا يَدْخُلُونَ بَيْتًا فيه صُورَةٌ ولا كَلْبٌ ج3/ص1670/2109) مِنْ طَرِيقِ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ وَوَكِيعٍ عَنِ الأَعْمَشِ بِِمِثْلِهِ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 186 }
وَأَخْرَجَ أبُو نُعَيْمٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « إِنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَذَابَاً يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ شَتَمَ الأَنْبَياَء َ، ثُمَّ أَصْحَابِي ، ثُمَّ الْمُسْلِمِينَ » .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
قَالَ أبُو نُعَيْمِ فِي ( حِلْيَةِ الأَوْلِيَاءِ ج10/ص215) : حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ الْحَسَنِ ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْرُوقٍ ثَنَا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « إِنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَذَابَاً يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ شَتَمَ الأَنْبِياَءَ ، ثُمَّ أَصْحَابِي ، ثُمَّ الْمُسْلِمِينَ » .
وَأَعَادَهُ ثَانِيَةً ( حِلْيَةُ الأَوْلِيَاءِ ج4/ص96) بِنَفْسِ السَّنَدِ ، وَقَالَ : غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ مَيْمُونٍ ، تَفَرَّدَ بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ .
ثَانِيَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ(1/149)
1- حَبِيبُ بْنُ الْحَسَنِ (1) حَبِيبُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ دَاوُدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ أَبُو الْقَاسِمِ الْقَزَّازُ . سَمِعَ أَبَا مُسْلِمٍ الْكَجِّيَّ وَعُمَرَ بْنَ حَفْصٍ السَّدُوسِيَّ ، وَمُحَمَّدَ بْنَ يَحْيَى الْمَرْوَزِيَّ ، وَمُحَمَّدَ بْنَ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ . رَوَى عَنْهُ : أَبُو الْحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيُّ ، وَأَبُو حَفْصِ بْنُ شَاهِينَ ، وَأَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ . ضَعَّفَهُ الْبَرْقَانِيُّ ، وَوَثَّقَهُ ابْنُ أَبِي الْفَوَارِسِ وَالْخَطِيبُ وَأَبُو نُعَيْمِ ، وَقَالَ الذَّهَبِيُّ : مَشْهُورٌ صَدُوقٌ لَيَّنَهُ الْبَرْقَانِيُّ بِلا حُجَّةٍ ، تُوُفِّيَ يَوْمَ الأَحَدِ فِي جُمَادَى الأُولَى سَنَةَ تِسْعٍ وَخَمْسِينَ وَثَلاثِمِئَةٍ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّالِثَةُ تَعْدِيْلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ حَبِيبِ بْنِ الْحَسَنِ : تَارِيْخُ بَغْدَادَ (ج8/ص253/4355) ، الْمُغْنِي فِي الضُّعَفَاءِ (ج1/ص147/1293) ، مِيزَانُ الاعْتِدَالِ فِي نَقْدِ الرِّجَالِ (ج2/ص192/1704) ، لِسَانُ الْمِيزَانِ (ج2/ص170/757) .(1/150)
2- أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْرُوقٍ (1) أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْرُوقٍ أَبُو الْعَبَّاسِ الصُّوفِيُّ الْبَغْدَادِيُّ يُعْرَفُ بِالطُّوسِيِّ الزَّاهِدُ . مُصَنِّفُ جُزْءِ الْقَنَاعَةِ ، كَانَ مِنْ أَعْيَانِ الصُّوفِيَّةِ وَعُلَمَائِهِمْ . حَدَّثَ عَنْ خَلَفِ بْنِ هِشَامٍ الْبَزَّارِ ، وَعَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ ، وَهَنَّادِ بْنِ السَّرِيِّ ، وَمُحَمَّدِ بْنِ حُمَيْدٍ الرَّازِيِّ ، وَالْحَارِثِ الْمُحَاسِبِيِّ . رَوَى عَنْهُ مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍٍ ، وَأَبُو عَمْرِو بْنُ السَّمَّاكِ ، وَحَبِيبُ بْنُ الْحَسَنِ وَغَيْرُهُمْ . وَكَانَ مَعْرُوفَاً بِالْخَيْرِ مَذْكُورَاً بِالصَّلاحِ ، وَكَانَ كَبِيْرَ الشَّأْنِ يُعَدُّ مِنَ الأَبْدَالِ . قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ : لَيْسَ بِالْقَوِيِّ ، يَأْتِي بِالْمُعْضَلاتِ ، وَمَاتَ وَلَهُ أَرْبَعٌ وَثَمَانُونَ سَنَةً قَبْلَ الثَّلاثِمِئَةِ بِسَنَةٍ ، وَهُوَ مِنْ كِبَارِ شُيُوخِ الإِسْمَاعِيلِيِّ الَّذِينَ أَدْرَكَهُمْ . مَرْتَبَتُهُ : الأولَى تَجْرِيْحَاً .
3- شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 61 ] . صَدُوقٌ يَهِمُ وَرُمِيَ بِالْقَدَرِ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْرُوقٍ : تَارِيْخُ بَغْدَادَ (ج5/ص100/2502) ، تَارِيْخُ الإِسْلامِ (ج22/ص74) ، لِسَانُ الْمِيزَانِ (ج1/ص292/866) .(1/151)
4- مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ الْمَيْمُونِيُّ (1) مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ الْيَشْكُرِيُّ الطَّحَّانُ الْكُوفِيُّ ، وَيُقَالُ الْجَنَدِيُّ الأَعْوَرُ الْمَعْرُوفُ بِالْمَيْمُونِيِّ الرَّقِّيِّ . رَوَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلانَ ، وَمَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ ، وَعَبْدِ الْكَرِيْمِ بْنِ مَالِكٍ الْجَزَرِيِّ . رَوَى عَنْهُ عُثْمَانُ بْنُ زُفَرَ التَّيْمِيُّ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ صُبَيْحٍ ، وَشَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ وَآخَرُونَ . قَالَ ابْنُ حَجَرٍ كَذَّبُوهُ مِنَ السَّابِعَةِ التِّرْمِذِيُّ . مَرْتَبَتُهُ : السَّابِعَةُ تَجْرِيْحَاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادِ الْمَيْمُونِيِّ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج1/ص83/226) ، الضُّعَفَاءُ وَالْمَتْرُوكِينَ لابْنِ الْجَوْزِيِّ (ج3/ص60/2991) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج25/ص222/5224) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص172/4856) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج9/ص150/253) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص479/5890) .(1/152)
5- مَيْمُونُ بْنُ مِهْرَانَ (1) مَيْمُونُ بْنُ مِهْرَانَ الْجَزَرِيُّ أَبُو أَيُّوبَ الرَّقِّيُّ الْفَقِيهُ نَشَأَ بِالْكُوفَةِ ، ثُمَّ نَزَلَ الرَّقَّةَ . رَوَى عَنْ عُمَرَ وَالزُّبَيْرِ مُرْسَلاً ، وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، وَعَائِشَةَ ، وَابْنِ عَبَّاسٍ ، وَابْنِ عُمَرَ ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، وَنَافِعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ وَغَيْرِهِمْ . وَعَنْهُ ابْنُهُ عَمْرٌو وَحُمَيْدٌ الطَّوِيلُ ، وَأَيُّوبُ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ الْمَيْمُونِيُّ وَآخَرُونَ . قَالَ أَحْمَدُ : لَمْ يَسْمَعْ مِنْ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ ، إِنَّمَا يَرْوِي عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَابْنِ عُمَرَ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : نَزَلَ الرَّقَّةَ ، ثِقَةٌ فَقِيهٌ وَلِيَ الْجَزِيرَةَ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، وَكَانَ يُرْسِلُ مِنَ الرَّابِعَةِ مَاتَ سَنَةَ سَبْعَ عَشَرَةَ الْبُخَارِيُّ فِي التَّارِيْخِ وَمُسْلِمٌ وَالأَرْبَعَةُ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيلاً .
6- عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 2 ] .
ثَالِثَاً : الْحَكَمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
هَذَا الْحَدِيثُ إِسْنَادُهُ مَوْضُوعٌ لأَنَّ فِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ الْمَيْمُونِيُّ وَهُوَ كَذَّابٌ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 187 }
__________
(1) تَرْجَمَةُ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج7/ص338/1455) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج29/ص210/6338) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص312/5764 ، جامع التحصيل (ج1/ص289/818) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج10/ص349/703) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص556/7049) .(1/153)
وَأَخْرَجَ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيْرِ وَأَبُو نُعَيْمٍ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « إِنَّ أَشَدَّ أَهْلِ النَّارِ عَذَابَاً يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ قَتَلَ نَبِيَّاً ، أَوْ قَتَلَهُ نَبِيٌّ ، وَإِمَامٌ جَائِرٌ ، وَهَؤُلاءِ الْمُصَوِّرُونَ » .
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِىُّ فِي ( الْمُعْجَمِ الْكَبِيْرِ ج10/ص216/10515) قَالَ : حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْحَاقَ التُّسْتَرِيُّ ثَنَا عُمَرُ بْنُ خَالِدٍ الْمَخْزُومِيُّ ثَنَا أبُو نُبَاتَةَ يُونُسُ بْنُ يَحْيَى عَنْ عَبَّادِ بْنِ كَثِيرٍ عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ عَنْ خَيْثَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « إِنَّ أَشَدَّ أَهْلِ النَّارِ عَذَابَاً يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ قَتَلَ نَبِيَّاً ، أَوْ قَتَلَهُ نَبِيٌّ ، وَإِمَامٌ جَائِرٌ ، وَهَؤُلاءِ الْمُصَوِّرُونَ » .
وأَخْرَجَهُ أبُو نُعَيْمٍ فِي ( حِلْيَةِ الأَوْلِيَاءِ ج4/ص122) مِنْ طَرِيقِ الطَّبَرَانِيِّ بِِمِثْلِهِ .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ(1/154)
أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ فِي ( مُسْنَدِهِ ج1/ص407) وَاللَّفْظُ لَهُ ، وَالْبَزَّارُ فِي ( مُسْنَدِهِ ج5/ص138/1728) كِلاهُمَا مِنْ طَرِيقِ أَبَانَ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ مَرْفُوعَاً : « أَشَدُّ النَّاسِ عَذَابَاً يَوْمَ الْقِيَامَةِ رَجُلٌ قَتَلَ نَبِيَّاً ، أَوْ قَتَلَهُ نَبِيُّ ، أَوْ رَجُلٌ يُضِلُّ النَّاسَ بِغَيْرِ عَلِمٍ ، أَوْ مُصَوِّرٌ يُصَوِّرُ التَّمَاثِيلَ . وَلَفْظُ الْبَزَّارِ : « أَشَدُّ النَّاسِ عَذَابَاً يَوْمَ الْقِيَامَةِ رَجُلٌ قَتَلَ نَبِيَّاً ، أَوْ قَتَلَهُ نَبِيُّ ، وَإِمَامُ ضَلالَةٍ » .
وَقَالَ : وَهَذَا الْحَدِيثُ لا نَعْلَمُ أَحَدَاً أَسْنَدَهُ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ أَبِي وَائِلٍ إِلاَّ أَبَانُ .
وأَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي ( الْكَبِيْرِ مِنْ طَرِيقِ الْحَارِثِ الأَعْوَرِ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ مَرْفُوعَاً ، وَلَفْظُهُ : « أَشَدُّ النَّاسِ عَذَابَاً يَوْمَ الْقِيَامَةِ رَجُلٌ قَتَلَ نَبِيَّاً ، أَوْ قَتَلَهُ نَبِيُّ ، أَوْ رَجُلٌ يُضِلُّ النَّاسِ بِغَيْرِ عَلِمٍ ، أَوْ مُصَوِّرٌ يُصَوِّرُ التَّمَاثِيلَ » .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
1- الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْحَاقَ التُّسْتَرِيُّ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 166 ] . ثِقَةٌ .
2- عُمَرُ بْنُ خَالِدٍ الْمَخْزُومِيُّ لَمْ أَجِدْ لَهُ تَرْجَمَةً .(1/155)
3- يُونُسُ بْنُ يَحْيَى (1) يُونُسُ بْنُ يَحْيَى بْنِ نُبَاتَةَ الْقُرَشِيُّ الأُمَوِيُّ أَبُو نُبَاتَةَ الْمَدَنِيُّ النَّحْوِيُّ . رَوَى عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَافِعٍ الْمَدَنِيِّ ، وَجَرِيرِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ الرَّازِيِّ ، وَالْحَجَّاجِ بْنِ صَفْوَانَ ، وَعَبَّادِ بْنِ كَثِيْرٍ وَغَيْرِهِمْ . رَوَى عَنْهُ أَبُو إِبْرَاهِيمَ أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ مُحَمَّدٍ الزُّهْرِيُّ ، وَعَبْدُ اللهِ بْنِ الْحَكَمِ الْقَطْوَانِيُّ ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ ، وَعُمَرُ بْنُ خَالِدٍ الْمَخْزُومِيُّ وَغَيْرُهُمْ . قَالَ أبُو حَاتِمٍ : شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ صَالِحُ الْحَدِيثِ لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ . وَقَالَ أبُو زُرْعَةَ : لا بَأْسَ بِهِ وَكَانَ صَدُوقَاً ، وَكَانَ مَدَنِيَّاً مِنْ أَصْحَابِ مَالِكٍ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : صَدُوقٌ مِنَ التَّاسِعَةِ مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَمِئَتَيْنِ الْبُخَارِيُّ فِي التَّارِيْخِ وَالتِّرْمِذِيُّ وَالنَّسَائِيُّ وَابْنُ مَاحَهْ . مَرْتَبَتُهُ : التَّالِثَةُ تَعْدِيْلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ يُونُسَ بْنِ يَجْيَى : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج9/ص249/1043) ، الثِّقَاتُ (ج7/ص652/11906) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج32/ص549/7187) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص404/6479) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص614/7918) .(1/156)
4- عَبَّادُِ بْنُ كََثِيْرٍ (1) الرَّمْلِيُّ الْفِلَسْطِينِيُّ ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ : عَبَّادُ بْنُ كَثِيْرِ بْنِ قَيْسٍ التَّيْمِيُّ . رَوَى عَنْ فَسِيْلَةَ بِنْتِ وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ ، وَالأَعْمَشِ ، وَدَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ ، وَالزُّبَيْرِ بْنِ عَدِيٍّ وَغَيْرِهِمْ . وَعَنْهُ يَحْيَى بْنُ يَحْيَى النَّيْسَابُورِيُّ ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ النُّفَيْلِيُّ ، وَعُقْبَةُ بْنُ عَلْقَمَةَ الْبَيْرُوتِيُّ . قَالَ ابْنُ مَعِينٍ : ثِقَةٌ . وَقَالَ مَرَّةً : لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ . وَقَالَ الْبُخَارِيُّ : فِيهِ نَظَرٌ . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ : ظَنَنْتُ أَنَّهُ أَحْسَنَ حَالاً مِنْ عَبَّادِ بْنِ كَثِيْرٍ الْبَصْرِيِّ ، فَإِذَا هُوَ قَرِيبٌ مِنْهُ ضَعِيفُ الْحَدِيثِ . وَقَالَ أبُو زُرْعَةَ : ضَعِيفُ الْحَدِيثِ . وَقَالَ النَّسَائِيُّ : لَيْسَ بثِقَةٌ . وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ الْجُنَيْدِ : مَتْرُوكٌ . وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ : هُوَ خَيْرٌ مِنْ عَبَّادِ بْنِ كَثِيْرٍ الْبَصْرِيِّ وَلَهُ أَحَادِيثُ غَيْرُ مَحْفُوظَةٍ . وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ : كَانَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ يُوَثِّقُهُ وَهُوَ عِنْدِي لا شَيْءَ فِي الْحَدِيثِ . وَقَالَ السَّاجِيُّ : ضَعِيفٌ يُحَدذِثُ بِمَنَاكِيْرَ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ضَعِيفٌ ، قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ : هُوَ خَيْرٌ مِنْ عَبَّادٍ الثَّقَفِيِّ تَأَخَّرَ إِلَى حُدُودِ السَّبْعِينَ الْبُخَارِيُّ فِي التَّارِيْخِ وابْنُ مَاجَهْ . مَرْتَبَتُهُ : التَّالِثَةُ تَجْرِيْحَاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ عَبَّادِ بْنِ كَثِيْرٍ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج6/ص42/1641) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج14/ص150/3091) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص531/2573) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج5/ص89/170) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص290/3140) .(1/157)
تنبيه : يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ الرَّاوِي هُوَ عَبَّادُ بْنُ كَثِيْرٍ الْبَصْرِيُّ الَّذِي قَالَ عَنْهُ ابْنُ حَجَرٍ ( تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ ج1/ص290 /3139) : عَبَّادُ بْنُ كَثِيْرٍ الثَّقَفِيُّ الْبَصْرِيُّ مَتْرُوكُ ، قَالَ أَحْمَدُ : رَوَى أَحَادِيثَ كَذِبٍ مِنَ السَّابِعَةِ ، مَاتَ بَعْدَ الأَرْبَعِينَ أبُو دَاوُدَ وَابْنُ مَاجَهْ . مَرْتَبَتُهُ : الْخَامِسَةُ تَجْرِيْحَاً .
5- لَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 26 ] . صَدُوقٌ اخْتَلَطَ جِدَّاً وَلَمْ يَتَمَيَّزْ حَدِيثُهُ فَتُرِكَ .
6- طَلْحَةُ بْنُ مُصَرِّفٍ أبُو مُحَمَّدٍ الْكُوفِيُّ ، ثِقَةٌ قَارِئٌ فَاضِلٌ . سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 167 ] .
7- خَيْثَمَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 69 ] . وَهُوَ ثِقَةٌ وَكَانَ يُرْسِلُ .
8- عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 54 ] .
رَابِعَاً : الْحَكَمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
هَذَا الْحَدِيثُ إِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ لأنَّ فِيهِ لَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ ، وَهُوَ صَدُوقٌ اخْتَلَطَ وَلَمْ يَتَمَيِّزْ حَدِيثُهُ فَتُرِكَ ، وَفِيهِ عَبَّادُ بْنُ كَثِيْرٍ الرَّمْلِيُّ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ ، وَإِذَا كَانَ هُوَ الْبَصْرِيَّ فَالْحَدِيثُ ضَعِيفٌ جِدَّاً .(1/158)
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ فِي ( التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ ج3/ص117) : رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ إِلاَّ لَيْثَ بْنَ أَبِي سُلَيْمٍ ، وَفِي الصَّحِيحِ بَعْضُهُ ، وَرَوَاهُ الْبَزَّارُ بِإِسْنَادٍ جَيِّدٍ ، إلاَّ أنَّهُ قَالَ : « وَإِمَامُ ضَلالَةٍ » . وَقَالَ الْهَيْثَمِيُّ فِي ( مَجْمَعِ الزَّوَائِدِ ج5/ص236 ) : قُلْتُ : فِي الصَّحِيحِ بَعْضُهُ ، ورَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ ، وَفِيهِ لَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ وَهُوَ مُدَلِّسٌ وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ ، ورَوَاهُ الْبَزَّارُ إِلاَّ أَنَّهُ قَالَ : « وَإِمَامُ ضَلالَةٍ » ، وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ ، وَكَذَلِكَ رَوَاهُ أَحْمَدُ . قَالَ الأَلْبَانِيُّ فِي ( السِّلْسِلَةِ الضَّعِيفَةِ 3/299) : ضَعِيفٌ رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ ، وَإِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ ، وَلَهُ عِلَّتَانِ : الأُولَى : لَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ ضَعِيفٌ لاخْتِلاطِهِ . الأُخْرَى : عَبَّادُ بْنُ كَثِيْرٍ ، فَإِنْ كَانَ الثَّقَفِيَّ الْبَصْرِيَّ فَهُوَ مُتَّهَمٌ . قَالَ الْحَافِظُ فِي التَّقْرِيبِ : مَتْرُوكٌ ، قَالَ أَحْمَدُ : رَوَى أَحَادِيثَ كَذِبٍ ، وَإِنْ كَانَ الرَّمْلِيَّ الْفِلَسْطِينِيَّ ، وَهُوَ الأَرْجَحُ عِنْدِي ، أَوْ الَّذِي يَغْلِبُ عَلَى ظَنِّي ، فَهُوَ ضَعِيفٌ ؛ قَالَهُ الْحَافِظُ ، قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ : هُوَ خَيْرٌ مِنْ عَبَّادٍ الثَّقَفِيِّ . وَذَهَلَ عَنْهُ الْمُنْذِرِيُّ فَاقْتَصَرَ فِي إِعْلالِهِ عَلَى الأَوَّلِ ، فَقَالَ فِي ( التَّرْغِيبِ 3/136) : رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ إِلاَّ لَيْثَ بْنَ أَبِي سُلَيْمٍ ، وَفِي الصَّحِيحِ بَعْضُهُ ، وَرَوَاهُ الْبَزَّارُ بِإِسْنَادٍ جَيِّدٍ إلاَّ أَنَّهُ قَالَ : « وَإِمَامُ ضَلالَةٍ » .(1/159)
وَحَكَمَ عَلَيْهِ فِي ( صَحِيحِ التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ ج2/ص256/ح2185) بِأَنَّهُ حَسَنٌ . وَالظَّاهِرُ لِغَيْرِهِ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 188 }
وَأَخْرَجَ أبُو نُعَيْمٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ : قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « أَشَدُّ النَّاسِ عَذَابَاً يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِمَامٌ جَائِرٌ » .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ أبُو نُعَيْمٍ فِي ( حِلْيَةِ الأَوْلِيَاءِ ج10/ص114) قَالَ : حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدُوسِ بْنِ كَامِلٍ ثَنَا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ ثَنَا أَبُو حَفْصٍ الأَبَّارُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُحَادَةَ عَنْ عَطِيَّةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « أَشَدُّ النَّاسِ عَذَابَاً يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِمَامٌ جَائِرٌ » . لَمْ يَرْوِهِ عَنْ مُحَمَّدٍ إِلاَّ أَبُو حَفْصٍ ، وَعَنْهُ سُرَيْجٌ .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ أبُو يَعْلَى فِي ( مُسْنَدِهِ ج2/ص343/ 1088) قَالَ : حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ الأَبَّارُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُحَادَةَ عَنْ عَطِيَّةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « أَشَدُّ النَّاسِ عَذَابَاً يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِمَامٌ جَائِرٌ » .
وأَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي ( الْمُعْجَمِ الأَوْسَطِ ج2/ص166/ 1595) مِنْ طَرِيقِ سُرَيْجِ بْنِ يُونُسَ ، وَفِي ( الْمُعْجَمِ الصَّغِيْرِ كَمَا فِي الرَّوْضِ الدَّانِي ج1/ص397/ 663) مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ وَاقِدٍ أبِي شِبْلٍ الْبَغْدَادِيِّ ، كِلاهُمَا عَنْ أَبِى حَفْصٍ الأَبَّارِ بِِمِثْلِهِ .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ(1/160)
1- سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 110 ] . ثِقَةٌ عَابِدٌ .
2- عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَبُو حَفْصٍ الأَبَّارُ (1) عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ قَيْسٍ الْكُوفِيُّ أَبُو حَفْصٍ الأَبَّارُ نَزِيلُ بَغْدَادَ . رَوَى عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْكِنْدِيِّ ، وَسُلَيْمَانَ الأَعْمَشِ ، وَمُحَمَّدِ بْنِ جُحَادَةَ . رَوَى عَنْهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَهْدِيٍّ ، وَالْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ ، وَسُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ ، وَعُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ . وَقَالَ أبُو دَاوُدَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ : مَا كَانَ بِهِ بَأْسٌ . وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ وَعُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : هُوَ ثِقَةٌ . وَقَالَ عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ : قُلْتُ لِيَحْيَى : لِمَ سُمَّي الأَبَّارُ ؟ ، قَالَ : كَانَ يَعْمَلُ الإِبَرَ يَضْرِبُ بِمَطْرَقَتِهِ ، وَكَانَ كُوفِيَّاً وَعَمِيَ بَعْدُ ، وَهُوَ ثِقَةٌ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : صَدُوقٌ وَكَانَ يَحْفَظُ وَقَدْ عَمِيَ ، مِنْ صِغَارِ الثَّامِنَةِ الْبُخَارِيُّ فِي خَلْقِ أَفْعَالِ الْعِبَادِ وَأبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّالِثَةُ تَعْدِيْلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أبِي حَفْصٍ الأَبَّارِ : تَارِيْخُ بَغْدَادَ (ج11/ص191/5900) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج21/ص426/4274) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص65/4086) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص415/4937 .(1/161)
3- مُحَمَّدُ بْنُ جُحَادَةَ (1) مُحَمَّدُ بْنُ جُحَادَةَ بِضَمِّ الْجِيمِ وَتَخْفِيفِ الْمُهْمَلَةِ الأَوْدِيُّ ، وَيُقَالُ الأَيَامِيُّ الْكُوفِيُّ . رَوَى عَنْ أنَسٍ ، وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ ، وَالأَعْمَشِ ، وَعَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ ، وَعِدَّةٍ . وَعَنْهُ ابْنُهُ إسْمَاعِيلُ ، وَشُعْبَةُ ، وَالسُّفْيَانَانِ .
وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ مِنَ الْخَامِسَةِ مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاثِينَ الْكُتُبُ السِّتَّةُ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيْلاً .
4- عَطِيَّةُ بْنُ سَعْدٍ الْعَوْفِيُّ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 2 ] . صَدُوقٌ يُخْطِئُ كَثِيْرَا ً، وَكَانَ شِيعِيَّاً مُدَلِّسَاً .
5- أبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 14 ] .
رَابِعَاًً : الْحَكَمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
هَذَا الْحَدِيثُ إِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ لأَنَّ فِيهِ عَطِيَّةُ الْعَوْفِيُّ وَهُوَ وَإِنْ كَانَ صَدُوقَاً ، فَإِنَّ رِوَايَتَهُ عَنْ أَبِى سَعِيدٍ ضَعِيفَةٌ ، وَكَانَ شِيعِيَّاً مُدَلِّسَاً .
وَقَالَ الْهَيْثَمِيُّ فِي ( مَجْمَعِ الزَّوَائِدِج5/ص197) : رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ ، وَفِيهِ عَطِيَّةُ وَهُوَ ضَعِيفٌ .
وَضَعَّفَهُ الأَلْبَانِيُّ ( ضَعِيفُ التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ ج2/ص35/ح1319) ، و ( السِّلْسِلَةُ الضَّعِيفَةُ ج3/ص298/ح1157) وَقَالَ : وَعَطِيَّةُ هُوَ ابْنُ سَعْدٍ الْعَوْفِيُّ ضَعِيفٌ مُدَلِّسٌ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ مُحَمَّدِ بْنُ جُحَادَةَ : تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج24/ص575/5114) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص161/4765) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج9/ص80/120) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص471/5781) .(1/162)
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 189 }
وَأَخْرَجَ الْبُخَارِيُّ فِي التَّارِيْخِ ، وَالطَّيَالِسِيُّ عَنْ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « إِنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَذَابَاً يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَشَدُّهُمْ عَذَابَاً لِلنَّاسِ فِي الدُّنْيَا » .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي ( التَّارِيْخِ الْكَبِيْرِ ج3/ص143/485) فِي تَرْجَمَةِ خَالِدِ بْنِ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ الْقُرَشِيِّ .
قَالَ : حَدَّثَنَا عَلِيٌّ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ أَبِي نَجِيْحٍ عَنْ خَالِدِ بْنِ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ : أنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ تَنَاوَلَ رَجُلاً مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ ، فَكَلَّمَهُ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ ، فَقَالَ : أَغْضَبْتَ الأَمِيْرَ ، قَالَ : لَمْ أُرِدْ أُغْضَبَكَ ، سَمِعْتُ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : « أَشَدُّ النَّاسِ عَذَابَاً يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَشَدُّهُمْ عَذَابَاً لِلنَّاسِ فِي الدُّنْيَا » .
وأَخْرَجَهُ أبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ فِي ( مُسْنَدِهِ ج1/ص158/ 1157) مِنْ طَرِيقِ شَيْخِهِ ابْنِ عُيَيْنَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ بِمِثْلِهِ .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ(1/1)
أَخْرَجَهُ الْحُمَيْدِيُّ فِي ( مُسْنَدِهِ ج1/ص255/ 562 ) قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ ثَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ قَالَ أَخْبَرَنِي أبُو نَجِيحٍ عَنْ خَالِدِ بْنِ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ قَالَ : تَنَاوَلَ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ رَجُلاً مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ بِشَيْءٍ ، فَكَلَّمَهُ فِيهِ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ فَقِيلَ لَهُ : أَغْضَبْتَ الأَمِيْرَ ، فَقَالَ خَالِدٌ : إِنِّي لَمْ أُرِدْ أَنْ أُغْضِبَهُ ، وَلَكِنْ سَمِعْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : « أَشَدُّ النَّاسِ عَذَابَاً عِنْدَ اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَشَدُّهُمْ عَذَابَاً لِلنَّاسِ فِي الدُّنْيَا » .
وأَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي ( الْمُعْجَمِ الْكَبِيْرِ ج4/ص110/3824) مِنْ طَرِيقِ الْحُمَيْدِيِّ والْقَعْنَبِيِّ وَإِبْرَاهِيمِ بْنِ بَشَّارٍ الرَّمَادِيِّ ثَلاثَتُهُمْ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ بِمِثْلِهِ .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ(1/2)
1- عَبْدُ اللهِ بْنُ الزُّبَيْرِ بْنِ عِيسَى الأَسَدِيُّ الْحُمَيْدِيُّ (1) عَبْدُ اللهِ بْنُ الزُّبَيْرِ بْنِ عِيسَى الأَسَدِيُّ الْمَكِّيُّ ، أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ . رَوَى عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ ، وَمُحَمَّدِ بْنِ إِدْرِيسَ الشَّافِعِيِّ ، وَالْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ ، وَجَمَاعَةٍ . وَعَنْهُ : الْبُخَارِيُّ ، وَرَوَى لَهُ مُسْلِمٌ ، وأبُو دَاوُدَ ، وَالتِّرْمِذِيُّ ، وَالنَّسَائِيُّ ، وَابْنُ مَاجَهْ فِي التَّفْسِيْرِ بِوَاسِطَةِ سَلَمَةَ بْنِ شَبِيبٍ ، وَمُحَمَّدِ بْنِ يُونُسَ النَّسَائِيِّ ، وَهَارُونَ الْحَمَّالِ فِي آخَرِينَ . قَالَ أَحْمَدُ : الْحُمَيْدِيُّ عِنْدَنَا إِمَامٌ . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ : هُوَ أَثْبَتُ النَّاسِ فِي ابْنِ عُيَيْنَةَ وَهُوَ رَئِيسُ أَصْحَابَهِ ، وَهُوَ ثِقَةٌ إِمَامٌ .
وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ حَافِظٌ فَقِيهٌ أَجَلُّ أَصْحَابِ ابْنِ عُيَيْنَةَ مِنَ الْعَاشِرَةِ مَاتَ بِمَكَّةَ سَنَةَ تِسْعَ عَشَرَةَ ، وَقِيلَ بَعْدَهَا . قَالَ الْحَاكِمُ : كَانَ الْبُخَارِيُّ إِذَا وَجَدَ الْحَدِيثَ عِنْدَ الْحُمَيْدِيِّ لا يَعْدُوهُ إِلَى غَيْرِهِ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ وَأَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ والنسائيُّ وَابْنُ مَاجَهْ فِي التَّفْسِيْرِ . مَرْتَبَتُهُ : الأُولَى تَعْدِيْلاً .
2- سُفْيَانُ بن عُيَيْنَةَ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 40 ] .
3- عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 40 ] ثِقَةٌ ثَبْتٌ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ بْنِ عِيسَى الأَسَدِيِّ الْحُمَيْدِيِّ : تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج14/ص512/3270) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص552/2721) ، تَهْذِيبُ التّهْذِيبِ (ج5/ص189/373) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص303/3320) .(1/3)
4- يَسَارٌ أَبُو نَجِيحٍ (1) يَسَارٌ أَبُو نَجِيحٍ الثَّقَفِيُّ مَوْلَى الأَخْنَسِ بْنِ شَرِيقٍ الْمَكِّيُّ . رَوَى عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - مُرْسَلاً ، وَعَنْ حُوَيْطِبِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَى ، وَخَالِدِ بْنِ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ ، وَغَيْرِهِمْ . وَعَنْهُ ابْنُهُ عَبْدُ اللهِ ، وَعَمْرُو بْنُ دِينَارٍ ، وَهَارُونُ بْنُ رِئَابٍ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : مَشْهُورٌ بِكُنْيَتِهِ ، ثِقَةٌ مِنَ الثَّالِثَةِ ، وَهُوَ وَالِدُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أبِي نَجِيحٍ ، مَاتَ سَنَةَ تسع ومائة مُسْلِمٌ وَأَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ وَالنَّسَائِيُّ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيْلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ يَسَارٍ أبِي نَجِيحٍ : تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج32/ص298/7076) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص392/6379) ، تَهْذِيبُ التّهْذِيبِ (ج11/ص331/636) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص607/7805) .(1/4)
5- خَالِدُ بْنُ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ (1) خَالِدُ بْنُ حَكِيمِ بْنِ حِزَامِ بْنِ خُوَيْلِدٍ الْقُرَشِيُّ . رَوَى عَنْ أَبِى عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ ، وَخَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ . وَعَنْهُ ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ ، وَالضَّحَّاكُ . قَالَ أبُو حَاتِمٍ وَابْنُ مَعِينٍ : ثِقَةٌ ، وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ . وَقَالَ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ : لَهُ وَلإِخْوَتِهِ هِشَامٍ وَعَبْدِ اللهِ وَيَحْيِى صُحْبَةٌ ، أَسْلَمُوا عَامَ الْفَتْحِ ، وَكَانَ أَبُوهُمْ مِنْ سَادَاتِ قُرَيْشٍ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَالإِسْلامِ ، وَكَانَ يُكْنَى حَكِيمٌ أَبَا خَالِدٍ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيْلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ خَالِدِ بْنِ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج3/ص143/485) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج3/ص324/1456) ، الثِّقَات (ج4/ص197/2466) ، الإكمال لرجال أحمد (ج1/ص115/205) ، الاستيعاب ج2/ص435/619 ، الإِصَابَةُ (ج2/ص230/2157) .(1/5)
6- خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ (1) خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيْرَةِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَخْزُومٍ الْقُرَشِيُّ سَيْفُ اللهِ تَعَالَى ، وَفَارِسُ الإِسْلامِ وَلَيْثُ الْمَشَاهِدِ ، السَّيِّدُ الإِمَامَ الأَمِيْرُ الْكَبِيْرُ قَائِدُ الْمُجَاهِدِينَ ، أَبُو سُلَيْمَانَ الْقُرَشِيُّ الْمَخْزُومِيُّ الْمَكِّيُّ ، وَابْنُ أُخْتِ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ مَيْمُونَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ . أَسْلَمَ بَعْدَ الْحُدَيْبِيَّةِ ، وَهَاجَرَ مُسْلِمَاً فِي صَفَرٍ سَنَةَ ثَمَانٍ ، وَشَهِدَ مُؤْتَةَ ، وَيَوْمَئِذٍ سَمَّاهُ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - سَيْفَ اللهِ ، وَشَهِدَ الْفَتْحَ ، وَحُنَيْنَاً ، وَاخْتُلِفَ فِي شُهُودِهِ خَيْبَرَ ، وَتَأَمَّرَ فِي أَيَّامِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، وَاحْتَبَسَ أَدْرَاعَهُ وَلأَمْتَهُ فِي سَبِيلِ اللهِ ، وَحَارَبَ أَهْلِ الرِّدَةِ وَمُسَيْلَمَةَ ، وَغَزَا وَشَهِدَ حُرُوبَ الشَّامِ ، وَلَمْ يَبْقَ فِي جَسَدِهِ قِيدَ شِبْرٍ إِلاَّ وَعَلَيْهِ طَابِعُ الشُّهَدَاءِ ، وَمَنَاقِبُهُ غَزِيرَةٌ . عَاشَ سِتِّينَ سَنَةً ، وَقَتَلَ جَمَاعَةً مِنَ الأَبْطَالِ ، وَمَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ ، فَلا قَرَّتْ أَعْيُنُ الْجُبَنَاءِ ، تُوُفِّيَ بِحِمْصَ سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ . رَوَى عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - .
__________
(1) تَرْجَمَةُ خَالدِ بْنِ الْوَلِيدِ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج3/ص136/461) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج3/ص356/1607) ، مشاهير الأمصار (ج1/ص31/157) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج8/ص187/1659) ، سِيَرُ أَعْلامِ النُّبَلاءِ (ج1/ص366/78) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص369/1360) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص191/1684) ، الإِصَابَةُ (ج2/ص251/2203) ، تَهْذِيبُ التّهْذِيبِ (ج3/ص107/228) .(1/6)
وَعَنْهُ ابْنُ عَبَّاسٍ وَهُوَ ابْنُ خَالَتِهِ ، وَجَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ، وَخَالِدُ بْنُ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ ، وَالأَشْتَرُ النَّخَعِيُّ ، وَغَيْرُهُمْ .
تَنْبِيهٌ : جَاءَ فِي رِوَايَةِ عِنْدَ الطَّبَرَانِيِّ فِي ( الْمُعْجَمِ الْكَبِيْرِ ج4/ص195/4121) أَنَّ الْمُتَكَلِّمَ هُوَ خَالِدُ بْنُ حَكِيمٍ ، وَهُوَ وَهْمٌ . قَالَ ابْنُ حَجَرٍ فِي ( الإِصَابَةِ ج2/ص230) : لَكِنْ سَاقَ ابْنُ أَبِي عَاصِمٍ وَالْبَغَوِيُّ وَغَيْرُهُ حَدِيثَاً مَعْلُولاً مَدَارُهُ عَلَى ابْنِ عُيَيْنَةَ عَنْ عَمْرو بن دِينَارٍ أَخْبَرَنِي أبو نجيح عَنْ خَالِدِ بْنِ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ قَالَ : كَانَ أَبُو عُبَيْدَةَ أَمِيْرَاً بِالشَّامِ ، فَتَنَاوَلَ بَعْضَ أَهْلِ الأَرْضِ ، فَقَامَ إِلَيْهِ خَالِدٌ ، فَكَلَّمَهُ ، فَقَالُوا : أَغْضَبْتَ الأَمِيْرَ ، فَقَالَ : أَمَا إِنِّي لَمُ أُرِدْ أَنْ أُغْضَبَهُ ، وَلَكِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : « إِنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَذَابَاً يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَشَدُّهُمْ عَذَابَاً لِلنَّاسِ فِي الدُّنْيَا » لفظ البغوي .
قُلْتُ : تَوَهَّمَ مَنْ أَوْرَدَ لَهُ هَذَا الْحَدِيثَ أَنَّ الْمُرَادَ بِقَوْلِهِ : فَقَامَ إِلَيْهِ خَالِدٌ ، فَكَلَّمَهُ أَنَّهُ خَالِدُ بْنُ حَكِيمٍ صَاحِبُ التَّرْجَمَةِ وَبِذَلِكَ صَرَّحَ الطَّبَرَانِيُّ فِي رِوَايَتِهِ ، وَهُوَ وَهْمٌ ، وَإِنَّمَا هُوَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ ، وَهُوَ الَّذِي قَالَ سَمِعْتُ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ، بَيَّنَ ذَلِكَ أَحْمَدُ فِي مُسْنَدِهِ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ ، وَالْبُخَارِيُّ فِي تَارِيْخِهِ ، وَالطَّبَرَانِيُّ مِنْ طَرِيقِ أُخْرَى فِي تَرْجَمَةِ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ .
رَابِعَاًً : الْحَكَمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ(1/7)
هَذَا الْحَدِيثُ إِسْنَادُهُ صَحِيحٌ لأَنَّ رِجَالَهُ ثِقَاتٌ .
وَصَحَّحَهُ الأَلْبَانِيُّ فِي كِتَابِهِ السِّلْسِلَةِ الصَّحِيحَةِ (ج3/ص428/ح1442) .
بَابٌ :
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 190 }
أَخْرَجَ الطَّبَرَانِيُّ وَأَبُو نُعَيْمٍ عَنْ عَدِي بْنِ حَاتِمٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « يُؤْمَرُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بناسٍ إِلَى الْجَنَّةِ ، حَتَّى إِذَا دَنَوْا مِنْهَا ، ونظروا إليها ، وَاسْتَنْشَقُوا رَائِحَتَهَا ، وَنَظَرُوا إِلَى مَا أَعَدَّ اللهُ لأَهْلِهَا فِيهَا ، نُودُوا : اصْرِفُوهُمْ ، لا نَصِيبَ لَهُمْ فِيهَا ، فَيَرْجِعُونَ بِحَسْرَةٍ مَا رَجَعَ الأَوَّلُونَ بِمِثْلِهَا ، فَيَقُولُونَ : رَبَّنَا لَوْ أَدْخَلْتَنَا النَّارَ قَبْلَ أَنْ تُرِيَنَا مِنْ ثَوَابِكَ ، وَمَا أَعْدَدْتَ فِيهَا لأَوْلِيَائِكَ كَانَ أَهْوَنَ عَلَيْنَا ، قَالَ : ذَلِكَ أَرَدْتُ بِكُمْ ، كنتم إِذَا خَلَوْتُمْ بَارَزْتُمُونِي بِالْعِظَائِمِ ، وَإِذَا لَقِيتُمُ النَّاسَ لَقِيتُمُوهُمْ مُخْبِتِينَ ، تُرَاؤُونَ النَّاسَ بِخِلافِ مَا تُعْطُونِي مِنْ قُلُوبِكُمْ ، هِبْتُمُ النَّاسَ وَلَمْ تَهَابُونِي ، وَأَجْلَلْتُمُ النَّاسَ وَلَمْ تُجِلُّونِي ، وَتَرَكْتُمُ لِلنَّاسِ وَلَمْ تَتْرُكُوا لِي ، فَالْيَوْمَ أُذِيقُكُمْ أَلِيمَ الْعَذَابِ مَعَ مَا حَرَمْتُكُمْ مِنَ الثَّوَابِ » .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ(1/8)
أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي ( الْمُعْجَمِ الأَوْسَطِ ج5/ص335/5478) ، وَ ( الْمُعْجَمِ الْكَبِيْرِ ج17/ص85/199) قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ : حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ خُثَيْمٍ الْهِلالِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو جُنَادَةَ السَّلُولِيُّ حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ عَنْ خَيْثَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَدِيِّ بن حَاتِمٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - بِمِثْلِهِ تَامَّاً .
وَقَالَ فِي ( الْمُعْجَمِ الْكَبِيْرِ ج17/ص86/200) : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ التَّمَّارُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُكَّاشَةَ الْكَرْمَانِيُّ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ زُرَارَةَ حَدَّثَنَا أَبُو جُنَادَةَ عَنِ الأَعْمَشِ بِنَحْوِهِ .
وأَخْرَجَهُ أبُو نُعَيْمٍ فِي ( حِلْيَةِ الأَوْلِيَاءِ ج4/ص124) مِنْ طَرِيقِ عَمْرِو بْنِ زُرَارَةَ عَنْ أَبِى جُنَادَةَ بِمِثْلِهِ .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
وَأَخْرَجَهُ ابْنُ حِبَّان فِي ( الْمَجْرُوحِينَ ج3/ص155) فِي تَرْجَمَةِ أَبِي جُنَادَةَ السَّلُولِيِّ ، فَقَالَ : أخبْرَنَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ شَاذَلٍ الْهَاشِمِيُّ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ زُرَارَةَ حَدَّثَنَا أَبُو جُنَادَةَ عَنِ الأَعْمَشِ بِهِ .
وَأَخْرَجَهُ ابْنُ الْجَوْزِيُّ فِي ( الْمَوْضُوعَاتِ ج3/ص162) مِنْ طَرِيقِ أبِي نُعَيْمٍ بِإِسْنَادِهِ وَمَتْنِهِ سَوَاءً .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ(1/9)
1- مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ (1) مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ أبُو جَعْفَرٍ الْعَبْسِيُّ الْكُوفِيُّ الْحَافِظُ . سَمِعَ أَبَاهُ ، وَعَمَّيْهِ أبَا بَكْرٍ وَالْقَاسِمَ ، وَابْنَ الْمَدِينِيِّ ، وَيَحْيَى بْنَ مَعِينٍ ، وَخَلْقَاً . وَعَنْهُ النَّجَّادُ ، وَالشَّافِعِيُّ الْبَزَّارُ ، وَالطَّبَرَانِيُّ ، وَالإِسْمَاعِيلِيُّ ، وَكَانَ عَالِمَاً بَصِيْرَاً بِالْحَدِيثِ وَالرِّجَالِ ، لَهُ تَوَالِيفُ مُفِيدَةٌ ، وَجَمَعَ وَصَنَّفَ ، وَلَمْ يُرْزَقْ حَظَاً ، بَلْ نَالُوا مِنْهُ ، وَكَانَ مِنْ أَوْعِيَةِ الْعِلْمِ . وَثَّقَهُ صَالِحُ جَزَرَةَ . وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ : لَمْ أَرَ لَهُ حَدِيثَاً مُنْكَرَاً ، وَهُوَ عَلَى مَا وَصَفَ لِي عَبْدَانُ : لا بَأْسَ بِهِ . وَأَمَّا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ فَقَالَ : كَذَّابٌ . وَقَالَ ابْنُ خِرَاشٍ : كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ . وَقَالَ مُطَّيِّنٌ : هُوَ عَصَا مُوسَى تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ . وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ : يُقَالُ أَنَّهُ أَخَذَ كِتَابَ نُمَيْرٍ فَحَدَّثَ بِهِ . وَقَالَ الْبَرْقَانِيُّ : لَمْ أَزَلْ أَسْمَعُهُمْ يَذْكُرُونَ أَنَّهُ مَقْدُوحٌ فِيهِ . قَالَ الْخَطِيبُ : لَهُ تَارِيْخٌ كَبِيْرٌ ، وَلَهُ مَعْرِفَةٌ وَفَهْمٌ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ : الثِّقَاتُ (ج9/ص155/15743) ، الْكَامِلُ فِي الضُّعَفَاءِ (ج6/ص295/1782) ، تَارِيْخُ بَغْدَادَ (ج3/ص42/979) ، الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (ج3/ص84/3119) ، تَذْكِرَةُ الْحُفَّاظِ (ج2/ص661/681) ، الْكَشْفُ الْحَثِيثِ (ج1/ص239/701) ، سِيَرُ أَعْلامِ النُّبَلاءِ (ج14/ص21) ، الْبِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ (ج11/ص111) ، لِسَانُ الْمِيزَانِ (ج5/ص280/ 965) ، طَبَقَاتُ الْحُفَّاظِ (ج1/ص291/658) .(1/10)
وذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ . مَاتَ فِي جُمَادَى الأُولَى سَنَةَ سَبْعٍ وَتِسْعِينَ وَمِئَتَيْنِ وَقَدْ قَارَبَ التِّسْعِينَ ، قَالَهُ الذَّهَبِيُّ فِي مِيزَانِهِ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيْلاً .
2- هَاشِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ خُثَيْمٍ الْهِلالِيُّ لَمْ أَجِدْ لَهُ تَرْجَمَةً .
3- حُصَيْنُ بْنُ عُمَرَ (1) الأَحْمَسِيُّ أبُو عُمَرَ الْكُوفِيُّ . رَوَى عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ ، وَالأَعْمَشِ ، وَأَبِي الزُّبَيْرِ . وَعَنْهُ الْحَسَنُ بْنُ أَيُّوبَ الْخَثْعَمِيُّ ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الأَسْوَدِ ، وَعُثْمَانُ بْنُ زُفَرَ ، وَيَحْيَى الْحِمَّانِيُّ ، وَغَيْرُهُمْ . كَذَّبَهُ أَحْمَدُ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : مَتْرُوكٌ مِنَ الثَّامِنَةِ التِّرْمِذِيُّ . مَرْتَبَتُهُ : الْخَامِسَةُ تَجْرِيْحَاً .
4- سُلَيْمَانُ بْنُ مِهْرَانَ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 7 ] . ثِقَةٌ حَافِظٌ عَارِفٌ بِالْقِرَاءاتِ وَرِعٌ لَكِنَّهُ يُدَلِّسُ .
5- خَيْثَمَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 69 ] . ثِقَةٌ وَكَانَ يُرْسِلُ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ حُصَيْنِ بْنِ عُمَرَ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج3/ص10/38) ، التَّارِيْخُ الأَوْسَطُ (ج2/ص256/2514) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج3/ص194/842) ، الْمَجْرُوحِينَ (ج3/ص155/1274) ، الضُّعَفَاءُ وَالْمَتْرُوكِينَ لابْنِ الْجَوْزِيِّ (ج1/ص219/924) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص338/1125) ، تَهْذِيبُ التّهْذِيبِ (ج2/ص331/668) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص170/137) .(1/11)
6- عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ (1) عَدِيُّ بْنُ حَاتِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَعْدِ بْنِ الْحَشْرَجِ بِفَتْحِ الْمُهْمَلَةِ وَسُكُونِ الْمُعْجَمَةِ بْنِ طَيْءٍ الطَّائِيُّ أَبُو طَرِيفٍ ، الْجَوَادُ بْنُ الْجَوَادِ ، قَدِمَ عَلَى النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِي شَعْبَانَ سَنَةَ سَبْعٍ . رَوَى عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، وَعَنْ عُمَرَ - رضي الله عنه - . رَوَى عَنْهُ عَمْرُو بْنُ حُرَيْثٍ ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ مُعْقَلِ بْنِ مُقَرِّنٍ ، وَخَيْثَمَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَآخَرُونَ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : صَحَابِيٌّ شَهِيْرٌ وَكَانَ مِمَّنْ ثَبَتَ فِي الرِّدَةِ ، وَحَضَرَ فُتُوحَ الْعِرَاقِ ، وَحُرُوبَ عَلِيٍّ ، وَمَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّينَ ، وَهُوَ ابْنُ مِئَةٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً ، وَقِيلَ وَثَمَانِينَ الْكُتُبُ السِّتَّةُ .
رَابِعَاً : الْحَكَمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
هَذَا الْحَدِيثُ مَوْضُوعٌ وَإسْنَادُهُ وَاهٍ بِمَرَّةٍ وَالْمُتَّهَمُ بِهِ : حُصَيْنُ بْنُ عُمَرَ الأَحْمَسِيُّ أبُو جُنَادَةَ السَّلُولِيُّ ، وَهُوَ مَتْرُوكٌ .
وَقَالَ الْهَيْثَمِيُّ فِي ( مَجْمَعِ الزَّوَائِدِ ج10/ص220) : رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيْرِ وَالأَوْسَطِ ، وَفِيهِ أَبُو جُنَادَةَ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ . وضَعَّفَهُ الْمُنْذِرِيُّ فِي ( التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ ج1/ص37) حَيْثَ رَوَاهُ بِصِيغَةِ التَّمْرِيضِ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ عَدِىِّ بْنِ حَاتِمٍ : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج7/ص2/1) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج19/ص524/3884) ، الاستيعاب (ج3/ص1057/1781) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص15/3759) ، تَهْذِيبُ التّهْذِيبِ (ج7/ص150/331) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص388/4540) ، الإِصَابَةُ (ج4/ص469/5479) .(1/12)
وَقَالَ أَبُو الْفَرَجِ ابْنُ الْجَوْزِىِّ فِي ( الْمَوْضُوعَاتِ ج2/ص345) : قَالَ أبُو حَاتِمٍ ابْنُ حِبَّانَ : هَذَا حَدِيثٌ بَاطِلٌ لا أَصَلَ لَهُ مِنْ كَلامِ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ، وَأَبُو جُنَادَةَ يَرْوِي عَنِ الأَعْمَشِ مَا لَيْسَ مِنْ حَدِيثِهِ ، لا يَجُوزُ الاحْتِجَاجُ بِهِ . وقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ : أبُو جُنَادَةَ حُصَيْنُ بْنُ الْمُخَارِقِ يَضَعُ الْحَدِيثَ .
وَقَالَ الأَلْبَانِيُّ فِي ( ضَعِيفِ التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ ج1/ص7/ح23) : مَوْضُوعٌ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 191 }
أَخْرَجَ الْبَيْهَقِيُّ عَنِ الْحَسَنِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « إِنَّ الْمُسْتَهْزِئِينَ بِالنَّاسِ يُفْتَحُ لأَحَدِهِمْ فِي الآخِرَةِ بَابٌ مِنَ الْجَنَّةِ ، فَيُقَالُ لأَحَدِهِمْ : هَلُمَّ ، فَيَجِيءُ بِكَرْبِهِ وَغَمِّهِ ، فَإِذَا جَاءَهُ أُغْلِقَ دُونَهُ ، ثُمَّ يُفْتَحُ لَهُ بَابٌ آخَرُ ، فَيُقَالُ لَهُ : هَلُمَّ ، فَيَجِيءُ بِكَرْبِهِ وَغَمِّهِ ، فَإِذَا جَاءَهُ أُغْلِقَ دُونَهُ ، فَمَا يَزَالُ كَذَلِكَ حَتَّى إِنَّ أَحَدَهُمْ يُفْتَحُ لَهُ الْبَابُ مِنْ أبْوَابِ الْجَنَّةِ ، فَيُقَالُ لَهُ : هَلُمَّ ، فَمَا يَأْتِيهِ إِلاَّ يَئِسَ » .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ(1/13)
أَخْرَجَهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي ( شُعَبِ الإِيْمَانِ / مَا وَرَدَ مِنَ الأَخْبَارِ فِي التَّشْدِيدِ عَلَى مَنْ اقْتَرَضَ مِنْ عِرْضِ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ ج5/ص310 /6757) قَالَ : أَخْبَرَنَا أبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ وَمُحَمَّدُ بْنُ مَوسَى قَالا : نَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ نَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ نَا رَوْحٌ نَا الْمُبَارَكُ عَنِ الْحَسَنِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « إِنَّ الْمُسْتَهْزِئِينَ بِالنَّاسِ يُفْتَحُ لأَحَدِهِمْ بَابٌ فِي الْجَنَّةِ فَيُقَالُ لَهُ : هَلُمَّ هَلُمَّ ، فَيَجِيءُ بِكَرْبِهِ وَغَمِّهِ ، وَإِذَا جَاءَ أُغْلِقَ دُونَهُ ، فَمَا يَزَالُ كَذَلِكَ حَتَّى إِنَّ أَحَدَهُمْ يُفْتَحُ لَهُ الْبَابُ مِنْ أبْوَابِ الْجَنَّةِ ، فَيُقَالُ لَهُ : هَلُمَّ ، فَمَا يَأْتِيهِ مِنَ الإِيَاسِ » .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ ابْنُ أَبِى الدُّنْيَا فِي ( كِتَابِ الصَّمْتِ وَآدَابِ اللِّسَانِ / بَابَ مَا نُهِىَ عَنْهُ الْعِبَادُ أَنْ يَسْخَرَ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ ج1/ ص168/285) مِنْ طَرِيقِ شَيْخِهِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَدْرٍ عَنْ رَوْحٍ بِمِثْلِهِ .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
1- أبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 90 ] . مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْدَوَيْهِ .
2- مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 90 ] . الثِّقَةُ الرِّضَا الْمَشْهُورُ بِالصِّدْقِ وَالإِسْنَادِ الْعَالِي .
3- أبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ الإِمَامُ الْمُحَدِّثُ مُسْنِدُ أَصْبَهَانَ ، سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 58 ] .(1/14)
4- عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ (1) عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ الْجَزَرِيُّ الرَّقِّيُّ أبُو الْحَسَنِ الْمَيْمُونِيُّ الْحَافِظُ الْفَقِيهُ . صَحِبَ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ وَرَوَى عَنْهُ . وَعَنْ أَبِيهِ عَبْدِ الْحَمِيدِ ، وَرَوْحِ بْنِ عُبَادَةَ ، وَغَيْرِهِمْ . وَعَنْهُ النَّسَائِيُّ ، وَأَبُو حَاتِمٍ ، وَأَبُو عَوَانَةَ ، وَغَيْرُهُمْ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ فَاضِلٌ لازَمَ أَحْمَدَ أَكْثَرَ مِنْ عِشْرِينَ سَنَةً ، مِنَ الْحَادِيَةِ عَشَرَةَ مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ وَقَدْ قَارَبَ الْمِئَةَ النَّسَائيُّ . مَرْتَبَتُهُ : الأُولَى تَعْدِيْلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ : تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج18/ص334/3537) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص666/3459) ، تَهْذِيبُ التّهْذِيبِ (ج6/ص355/756) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص363/4190) .(1/15)
5- رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ (1) رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ بْنِ الْعَلاءِ بْنِ حَسَّانٍ الْقَيْسِيُّ أَبُو مُحَمَّدٍ الْبَصْرِيُّ . رَوَى عَنْ أَيْمَنِ بْنِ نَابِلٍ ، وَمَالِكٍ ، وَالأَوْزَاعِيِّ ، وَشُعْبَةَ ، وَغَيْرِهِمْ . وَعَنْهُ أَبُو خَيْثَمَةَ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَأَبُو قُدَامَةَ السَّرَخْسِيُّ ، وَهَارُونُ الْحَمَّالُ وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ فَاضِلٌ لَهُ تَصَانِيفُ مِنَ التَّاسِعَةِ ، مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ أَوْ سَبْعٍ وَمِائَتَيْنِ الْكُتُبُ السِّتَّةُ . مَرْتَبَتُهُ : الأُولَى تَعْدِيْلاً .
6- مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 11 ] . وُلِدَ فِي أَيَّامِ الصَّحَابَةِ ، وَصَحِبَ الْحَسَنَ ، وَحَدَّثَ عَنْ فَأَكْثَرَ ، صَدُوقٌ يُدَلِّسُ .
7- الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 11 ] .
رَابِعَاًً : الْحَكَمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
هَذَا الْحَدِيثُ إِسْنَادُهُ ضعيفٌ ، لأنَّهُ مُرْسَلٌ .
وَقَالَ الْمُنْذِرِيُّ فِي ( التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ ج3/ص374) : رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ مُرْسَلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ رَوْحِ بْنِ عُبَادَةَ : معرفة الثِّقَات (ج1/ص365/484) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج3/ص498/2255) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج9/ص238/1930) ، تَذْكِرَةُ الْحُفَّاظِ (ج1/ص349/337) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص398/1593) ، تَهْذِيبُ التّهْذِيبِ (ج3/ص253/549) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص211/1962) .(1/16)
وَقَالَ الْعِرَاقِيُّ فِي ( الْمُغْنِي عَنْ حَمْلِ الأَسْفَارِ ج2/ص800) : ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا فِي الصَّمْتِ مِنْ حَدِيثِ الْحَسَنِ مُرْسَلاً . وَقَدْ رَوَى أَبُو الشَّيْخِ فِي ( طَبَقَاتِ الْمُحَدِّثِينَ بِأَصْبَهَانَ ج1/ص350) مَعْنَاهُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : « إِنَّ الْمُسْتَهْزِئِينَ بِعِبَادِ اللهِ يُقَالُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ : تَعَالَوْا ادْخُلُوا الْجَنَّةَ ، فَإِذَا جَاؤُوا أُغْلِقَ مِنْ دُونِهِمُ الْبَابُ ، وَهُمْ آخَرُ النَّاسِ حِسَابَاً » .
وَقَالَ الأَلْبَانِيُّ فِي ( ضَعِيفِ التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ ج2/ص140/ح1762) : ضَعِيفٌ مُرْسَلٌ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 192 }
أَخْرَجَ الصَّابُونِيُّ فِي الْماشينَ عَنْ بِلالِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ : تُنَادِي النَّارُ (1) يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِأَرْبَعَةِ أَصْوَاتٍ : يَا نَارُ أحرقي ، يَا نَارُ أَنْضِجِي ، يَا نَار اشْتَفِي ، يَا نَارُ كُلِي ، وَلا تَقْتُلِي .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الأَثَرِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
عَزَاهُ إِلَى الصَّابُونِيِّ فِي الماشين ، وَلَمْ أَجِدْهُ .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
__________
(1) فى المخطوطات الثلاثة بالبناء للمحهول .واسم المصنف غير واضح .(1/17)
أَخْرَجَهُ ابْنُ أَبِى الدُّنْيَا فِي ( صِفَةِ النَّارِ ج1/ص126/195) قَالَ : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ قَالَ حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ عَمَّارٍ قَالَ حَدَّثَنَا الْهِقْلُ بْنُ زِيَادٍ عَنِ الأَوْزَاعِيِّ عَنْ بِلالِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ : تُنَادِى النَّارُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ : يَا نَارُ اشْتَفِي ، يَا نَارُ أَنْضِجِي ، يَا نَارُ أَحْرِقِي ، يَا نَارُ كُلِي ، وَلا تَقْتُلِي . وأَخْرَجَهُ أبُو نُعَيْمٍ فِي ( الْحِلْيَةِ ج5/ص226) مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنِ الأَوْزَاعِيِّ بِهِ .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الأَثَرِ
1- أحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ أَبُو جَعْفَرٍ الأَصَمُّ الْحَافِظُ ، ثِقَةٌ حَافِظٌ . سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 16 ] .
2- مَنْصُورُ بْنُ عَمَّارٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 93 ] . مُنْكَرُ الْحَدِيثِ .(1/18)
3- هِقْلُ بْنُ زِيَادٍ (1) الْهِقْلُ بِكَسْرِ أَوَّلِهِ وَسُكُونِ الْقَافِ ثُمَّ لامٍ ابْنُ زِيَادِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ السَّكْسَكِيُّ مَوْلاهُمْ أَبُو عَبْدِ اللهِ الدِّمَشْقِيُّ كَاتِبُ الأَوْزَاعِيِّ . سَكَنَ بَيْرُوتَ ، وَهِقْلُ لَقَبٌ ، وَاسْمُهُ مُحَمَّدٌ ، وَقِيلَ : عَبْدُ اللهِ . رَوَى عَنِ الأَوْزَاعِيِّ ، وَحَرِيزِ بْنِ عُثْمَانَ ، وَخَالِدِ بْنِ دُرَيْكٍ وَغَيْرِهِمْ . وَعَنْهُ ابْنُهُ مُحَمَّدٌ ، وَاللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ ، وَمَنْصُورُ بْنُ عَمَّارٍ ، وَآخَرُونَ . وَقَالَ ابْنُ عَمَّارٍ : الْهِقْلُ مِنْ أَثْبَتِ أَصْحَابِ الأَوْزَاعِيِّ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ مِنَ التَّاسِعَةِ مَاتَ 179 أوْ بَعْدَهَا مُسْلِمٌ وَالأَرْبَعَةُ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيْلاً .
4- عَبْدُ الرَحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو الأَوْزَاعِيُّ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 59 ] . ثِقَةٌ جَلِيلٌ إمَامٌ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ هِقْلِ بْنِ زِيَادٍ : الْكَاشِفُ (ج2/ص339/5981) ، تَهْذِيبُ التّهْذِيبِ (ج11/ص57/103) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص574/7314) ، طَبَقَاتُ الْحُفَّاظِ (ج1/ص124/252) .(1/19)
5- بِلالُ بْنُ سَعْدٍ (1) بِلالُ بْنُ سَعْدِ بْنِ تَمِيمٍ الأَشْعَرِيُّ ، وَقِيلَ الْكِنْدِيُّ أَبُو عَمْرٍو الدِّمَشْقِيُّ الْقَاصُ ، مِنْ عُبَّادِ أَهْلِ الشَّامِ وَقُرَّائِهِمْ ، وَزُهَّادِهِمْ ، وَصَالِحِيهِمْ ، مِمَّنْ أُعْطِىَ لِسَانَاً وَبَيَانَاً وَعِلْمَاً بِالْقَصَصِ . رَوَى عَنْ أَبِيهِ سَعْدِ بْنِ تَمِيمٍ وَلَهُ صُحْبَةٌ ، وَمُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ ، وَأَبِي الدُرْدَاءِ وَلَمْ يَسْمَعْ مِنْهُ ، وَأَبِي سُكَيْنَةَ . رَوَى عَنْهُ ثَابِتُ بْنُ ثَوْبَانَ ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو الأَوْزَاعِيُّ ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ تَمِيمٍ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ عَابِدٌ فَاضِلٌ مِنَ الثَّالِثَةِ مَاتَ فِي خِلافَةِ هِشَامٍ الْبُخَارِيُّ فِي التَّارِيْخِ وَأبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ . مَرْتَبَتُهُ : الأُولَى تَعْدِيْلاً .
رَابِعَاًً : الْحُكْمُ عَلَى إِسْنَادِ الأَثَرِ
هَذَا الأَثَرُ إِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ جِدَّاً لأَنَّ فِيهِ مَنْصُورُ بْنُ عَمَّارٍ ، وَهُوَ مُنْكَرُ الْحَدِيثِ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 193 }
__________
(1) تَرْجَمَةُ بِلالِ بْنِ سَعْدٍ : معرفة الثِّقَات (ج1/ص255/180) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج2/ص398/1560) ، مَشَاهِيْرُ الأمْصَارِ (ج1/ص115/880) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج4/ص291/783) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص277/658) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص129/780) .(1/20)
وَأَخْرَجَ أبُو نُعَيْمٍ وَالضِّيَاءُ عَنْ كَعْبٍ قَالَ : يَقُولُ اللهُ لِلزَّبَانِيَةِ : انْطَلِقُوا بِالْمُصِرِّينَ مِنْ أَهْلِ الْكَبَائِرِ مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ إِلَى النَّارِ ، فَتَأْخُذُ الزَّبَانِيَةُ بِلِحَى الرِّجَالِ وَذَوَائِبِ النِّسَاءِ ، فَتَنْطَلِقُ بِهِمْ إِلَى النَّارِ ، وَمَا مِنْ عَبْدٍ يُسَاقُ إِلَى النَّارِ مِنْ غَيْرِ هَذِهِ الأُمَةِ إِلاَّ مُسْوَدَّاً وَجْهُهُ ، وَقِيلَ : وضعت الأنكال فِي قدمه ، والأغلال فِي عنقه ، إِلاَّ مَنْ كَانَ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ ، فَإِنَّهُمْ يُسَاقُونَ بِأَلْوَانِهِمْ ، فَإِذَا وَرَدُوا عَلَى مَالِكٍ ، قَالَ لَهُمْ : مِنْ أَيِّ أُمَّةٍ أَنْتُمْ ، فَمَا وَرَدَ عليَّ أَحْسَنَ وُجُوهَاً مِنْكُمْ ؟ ، فَيَقُولُونَ : نَحْنُ مِنْ أُمَّةِ الْقُرْآنِ ، فَيُنَادَى : يَا مَالِكُ لا تُسَوِّدْ وُجُوهَهُمْ فَقَدْ كَانُوا يَسْجُدُونَ فِي دَارِ الدُّنْيَا ، يَا مَالِكُ لا تُغِلَّهُمْ بِالأَغْلالِ فَقَدْ كَانُوا يَغْتَسِلُونَ مِنَ الْجَنَابَةِ ، يَا مَالِكُ لا تُقَيِّدْهُمْ بِالأَنْكَالِ فَقَدْ طَافُوا حَوْلَ الْبَيْتِ الْحَرَامِ ، يَا مَالِكُ لا تُسَرْبِلُهُمْ الْقَطِرَانَ فَقَدْ خَلَعُوا ثِيَابَهُمْ لِلإِحْرَامِ ، يَا مَالِكُ قُلْ لِلنَّارِ ، فَمِنْهُمْ مَنْ تَأْخُذُهُ إِلَى كَعْبَيْهِ وَمِنْهُمْ مَنْ تَأْخُذُهُ إِلَى رُكْبَتَيْهِ ، مَنْ تَأْخُذُهُ إِلَى سُرَّتِهِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ تَأْخُذُهُ إِلَى صَدْرِهِ .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الأَثَرِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ(1/21)
أَخْرَجَهُ أبُو نُعَيْمٍ فِي ( حِلْيَةِ الأَوْلِيَاءِ ج5/ص372) قَالَ : حَدَّثَنَا أَبِي ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْبَغْدَادِيُّ ثَنَا إبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْجُنَيْدِ ثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَائِشَةَ ثَنَا سَلْمٌ الْخَوَّاصُ عَنْ فُرَاتِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ زَادَانَ قَالَ : سَمِعْتُ كَعْبَ الأَحْبَارِ يَقُولُ : فَذَكَرَ نَحْوَهُ .
ثَانِيَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الأَثَرِ
1- عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ مُوسَى بْنِ مِهْرَانَ (1) الْحَافِظُ الإِمَامُ أَبُو مُحَمَّدٍ الأصبهانِيُّ ، سِبْطُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْبَنَّا الزَّاهِدِ . رَوَى عَنْ أَبِي خَلِيفَةَ ، وَابْنِ نَاجِيَةَ ، وَعَبْدَانَ الأَهْوَازِيِّ ، وَمُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ مَنْدَهْ ، وَطَبَقَتِهِمْ . رَوَى عَنْهُ ابْنُهُ أَبُو نُعَيْمٍ ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ الذَّكْوَانِيُّ . مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّينَ وَثَلاثِمِئَةٍ وَلَهُ أَرْبَعٌ وَثَمَانُونَ سَنَةً ، وَكَانَ صَدُوقَاً عَالِمَاً ، بَكَّرَ بِوَلَدِهِ وَسَمَّعَهُ مِنَ الْكِبَارِ ، وَأَخَذَ لَهُ إِجَازَةَ الأَصَمِّ وَابْنِ دَاسَّةَ ، قَالَهُ الذَّهَبِيُّ .
مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيْلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ مُوسَى بْنِ مِهْرَانَ : سِيَرُ أَعْلامِ النُّبَلاءِ (ج16/ص281/98) .(1/22)
2- أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْبَغْدَادِيُّ (1) الإمَامُ الْعَلاَّمَةُ الثِّقَةُ حَافِظُ خُرَاسَانَ أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ النَّيْسَابُورِيُّ تِلْمِيذُ مُسْلِمٍ . ذَكَرَهُ أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَاكِمُ فَقَالَ : هُوَ وَاحِدُ عَصْرِهِ حِفْظَاً وَإِتْقَانَاً وَمَعْرِفَةً ، نَظَرَ إِلَيْهِ ابْنُ خُزَيْمَةَ يَوْمَاً ، فَقَالَ : حَيَاةُ أَبِي حَامِدٍ تَحُولُ بَيْنَ النَّاسِ وَبَيْنَ الْكَذِبِ عَلَى رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - . سَمِعَ مُحَمَّدَ بْنَ يَحْيَى الذُّهْلِيَّ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ بِشْرِ بْنِ الْحَكَمِ وَطَبَقَتِهِمْ بِبَلَدِهِ ، ثُمَّ ارْتَحَلَ ، فَأَخَذَ بِالرَّيِ عَنْ أَبِي حَاتِمٍ الرَّازِيِّ وَطَائِفَةٍ ، وَبِمَكَّةَ أبَا يَحْيَى بْنَ أَبِي مَسَرَّةَ ، وَبِبَغْدَادَ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ الصَّاغَانِيَّ ، وَعَبْدَ اللهِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ شَاكِرٍ وَطَبَقَتَهُمْ ، وَبِالْكُوفَةِ أَبَا حَازِمِ بْنَ أَبِي غَرَزَةَ الْغِفَارِيَّ . حَدَّثَ عَنْهُ الْحُفَّاظُ أَبُو الْعَبَّاسِ ابْنُ عُقْدَةَ ، وَالْقَاضِي أَبُو أَحْمَدَ الْعَسَّالُ ، وَأَبُو عَلِيٍّ النَّيْسَابُورِيُّ وَأَبُو أَحْمَدَ ابْنُ عَدِيٍّ ، وَأَبُو أَحْمَدَ الْحَاكِمُ وَخَلائِقُ . قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ : ثِقَةٌ مَأْمُونٌ إِمَامٌ . وَقَالَ الْخَطِيبُ : أَبُو حَامِدٍ ثَبْتٌ حَافِظٌ مُتْقِنٌ . وَقَالَ الْخَلِيلِيُّ : هُوَ إِمَامُ وَقْتِهِ بِلا مُدَافَعَةٍ ، قَالَهُ الذَّهَبِيُّ . مَرْتَبَتُهُ : الأولَى تَعْدِيْلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ البَغْدَادِيِّ : الْبِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ (ج11/ص188) ، سِيَرُ أَعْلامِ النُّبَلاءِ (ج15/ص37/1) .(1/23)
3- إبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْجُنَيْدِ (1) الْحَافِظُ الْعَالِمُ أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْجُنَيْدِ نَزِيلُ سَامِرَا . سَمِعَ سَعِيدَ بْنَ أَبِي مَرْيَمَ ، وَأَبَا نُعَيْمٍ ، وَأَبَا الْوَلِيدِ ، وَعَمْرَو بْنَ مَرْزُوقٍ ، وَيَحْيَى بْنَ بُكَيْرٍ ، وَمُوسَى بْنَ إِسْمَاعِيلَ الْمِنْقَرِيَّ ، وَآخَرِينَ . رَوَى عَنْهُ أبُو الْعَبَّاسِ بْنُ مَسْرُوقٍ الطُّوسِيُّ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ الْكَوْكَبِيُّ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ هَارُونَ الْعَسْكَرِيُّ ، وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الآدَمِيُّ . وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ وَالْخَطِيبُ ، وَمَاتَ فِي حُدُودِ السِّتِّينَ وَمِائَتَيْنِ .
مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيْلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ إبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْجُنَيْدٍ : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج2/ص110/325) ، تَارِيْخُ بَغْدَادَ (ج6/ص120/3150) ، تَذْكِرَةُ الْحُفَّاظِ (ج2/ص586/61) .(1/24)
4- عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَائِشَةَ (1) عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَفْصِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مُوسَى بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ مَعْمَرٍ التَّمِيمِيُّ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْبَصْرِيُّ الْمَعْرُوفُ بِالْعَيْشِيِّ ، وَالْعَائِشِيِّ ، وَبِابْنِ عَائِشَةَ ، لأَنَّهُ مِنْ وَلَدِ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ . رَوَى عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ ، وَمَهْدِيِّ بْنِ مَيْمُونٍ ، وَعَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ زِيَادٍ ، وَغَيْرِهِمْ . وَعَنْهُ أبُو بَكْرٍ الأَثْرَمُ ، وَالْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الأَنْطَاكِيُّ ، وَأَبُو حَاتِمٍ وَأَبُو زُرْعَةَ ، وَالإِمَامُ أَحْمَدُ ، وَآخَرُونَ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ جَوَادٌ رُمِيَ بِالْقَدَرِ ، وَلَمْ يَثْبُتْ ، مِنْ كِبَارِ الْعَاشِرَةِ مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ وَمِئَةٍ أبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ وَالنَّسَائِيُّ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيْلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَائِشَةَ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج5/ص400/1292) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج5/ص335/1583) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج19/ص147/3678 ،) ، تَهْذِيبُ التّهْذِيبِ (ج7/ص41/83) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص374/4334) .(1/25)
5- سَلْمٌ الْخَوَّاصُ (1) سَلْمُ بْنُ مَيْمُونٍ الْخَوَّاصُ الزَّاهِدُ الرَّازِيُّ . عَنْ مَالِكٍ ، وَابْنِ عُيَيْنَةَ ، وَعُثْمَانَ بْنِ زَائِدَةَ ، وَأَبِى خَالِدٍ الأَحْمَرَ . وَعَنْهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَوْفٍ ، وَسَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ ، وَعَمْرُو بْنُ أسْلَمَ الطَّرْسُوسِيُّ . قَالَ ابْنُ عَدِىٍّ : يَنَفَرَّدُ بِمُتُونٍ بِأَسَانِيدَ مَقْلُوبَةٍ ، وَهُوَ مِنْ كِبَارِ الصُّوفِيَّةِ . وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ : كَانَ مِنْ كِبَارِ عُبَّادِ أَهْلِ الشَّامِ ، غَلَبَ عَلَيْهِ الصَّلاحُ حَتَّى غَفَلَ عَنْ حِفْظِ الْحَدِيثِ وَإِتْقَانِهِ ، فَلا يُحْتَجُّ بِهِ . وَقَالَ الْعُقَيْلِيُّ : حَدَّثَ بِمِنَاكِيْرَ لا يُتَابَعْ عَلَيْهَا . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ : لا يُكْتَبُ حَدِيثُهُ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّالِثَةُ تَجْرِيْحَاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ سَلْمٍ الْخَوَّاصِ : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج4/ص267/1150، الْمَجْرُوحِينَ ج1/ص345/442، الضعفاء الكبير ج2/ص165/679 ، الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ج2/ص10/1476) ، مِيزَانُ الاعْتِدَالِ فِي نَقْدِ الرِّجَالِ (ج3/ص266/3384) ، الْمُغْنِي فِي الضُّعَفَاءِ (ج1/ص274/2526) ، لِسَانُ الْمِيزَانِ (ج3/ص66/243) .(1/26)
6- فُرَاتُ بْنُ السَّائِبِ (1) فُرَاتُ بْنُ السَّائِبِ أَبُو سُلَيْمَانَ ، وَقِيلَ : أَبُو الْمُعَلَّى الْجَزَرِيُّ . عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ . وَعَنْهُ حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَرْوَزِيُّ ، وَشَبَابَةُ . قَالَ الْبُخَارِيُّ : مُنْكَرُ الْحَدِيثِ تَرَكُوهُ ، وَقَالَ مَرَّةً : مَتْرُوكٌ . قَالَ أحمدُ : كَذَّابٌ أَعْوَرُ يَضَعُ الْحَديِثَ . وَقَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ : لَيْسَ بِشَيْءٍ . وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ وَغَيْرُهُ : مَتْرُوكٌ . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ : ضَعِيفُ الْحَدِيثِ مُنْكَرُ الْحَدِيثِ . وَقَالَ السَّاجِيُّ : تَرَكُوهُ . وَقَالَ النَّسَائِيُّ : مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ . وَقَالَ عَبَّاسٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ : مُنْكَرُ الْحَدِيثِ . وَقَالَ أبُو أَحْمَدَ الْحَاكِمُ : ذَاهِبُ الْحَدِيثِ . وَقَالَ ابْنُ عَدِىٍّ : لَهُ أَحَادِيثُ غَيْرُ مَحْفُوظَةٍ . وَقَالَ ابن حبان : كَانَ مِمَّنْ يَرْوِي الْمَوْضُوعَاتِ عَنِ الأَثْبَاتِ ، وَيَأْتِي بِالْمُعْضَلاتِ عَنِ الثِقَاتِ ، لا يَجُوزُ الاحْتِجَاجُ بِهِ ، وَلا الرِّوَايَةُ عَنْهُ ، وَلا كِتَابَةُ حَدِيثِهِ إِلاَّ عَلَى سَبِيلِ الاخْتِبَارِ . مَرْتَبَتُهُ : السَّابِعَةُ تَجْرِيْحَاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ فُرَاتِ بْنِ السَّائِبِ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج7/ص129/583) ، التاريخ الأوسط (ج2/ص141/2087) ، ضُعَفَاءُ الْبُخَارِيِّ (ج1/ص93/297) ، ضعفاء الأصبهاني (ج1/ص129/191) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج7/ص80/455) ، الْمَجْرُوحِينَ (ج2/ص207/866) ، الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (ج3/ص3/2695) ، الْكَشْفُ الْحَثِيثِ (ج1/ص208/587) ، الْمُغْنِي فِي الضُّعَفَاءِ (ج2/ص509/4892) ، مِيزَانُ الاعْتِدَالِ فِي نَقْدِ الرِّجَالِ (ج5/ص412/6695 ) ، لِسَانُ الْمِيزَانِ (ج4/ص430/1314) .(1/27)
7- زَاذَانُ (1) أَبُو عَبْدِ اللهِ ، وَيُقَالُ : أَبُو عُمَرَ الْكِنْدِيُّ مَوْلاهُمُ الْكُوفِيُّ الضَّرِيرُ الْبَزَّارُ . يُقَالُ : أَنَّهُ شَهِدَ خُطْبَةَ عُمَرَ بِالْجَابِيَةِ ، وَرَوَى عَنْهُ ، وَعَنْ عَلِيٍّ ، وَابْنِ مَسْعُودٍ ، وَسَلْمَانَ . وَعَنْهُ أَبُو صَالِحٍ السَّمَّانُ ، وَأَبُو الْيَقْظَانِ عُثْمَانُ بْنُ عُمَيْرٍ ، وَالْمِنْهَالُ بْنُ عَمْرٍو ، وَغَيْرُهُمْ . قَالَ ابْنُ مَعِينٍ : ثِقَةٌ لا يُسْئلُ عَنْ مِثْلِهِ . وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ : أَحَادِيثُهُ لا بَأْسَ بِهَا إِذَا رَوَى عَنْهُ ثِقَةٌ . وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ : يُخْطِئُ كَثِيْرَاً . وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ : كَانَ ثِقَةً كَثِيْرَ الْحَدِيثِ . وَقَالَ أبُو أَحْمَدَ الْحَاكِمُ : لَيْسَ بِالْمَتِينِ عِنْدَهُمْ . وَقَالَ الْخَطِيبُ : كَانَ ثِقَةً . وَقَالَ الْعِجْلِيُّ : كُوفِيٌّ تَابِعِيٌّ ثِقَةٌ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : صَدُوقٌ يُرْسِلُ ، وَفِيهِ شِيعِيَّةٌ ، مِنَ الثَّانِيَةِ مَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ الْبُخَارِيُّ فِي التاريْخِ وَمُسْلِمٌ وَالأَرْبَعَةُ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّالِثَةُ تَعْدِيْلاً .
8- كَعْبُ الأَحْبَارِ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 6 ] . ثِقَةٌ مُخَضَّرَمٌ .
ثَالِثَاً : الْحُكْمُ عَلَى إِسْنَادِ الأَثَرِ
هَذَا الأَثَرُ إِسْنَادُهُ موضوعٌ لأَنَّ فِيهِ فُرَاتُ بْنُ السَّائِبِ كَذَّبَهُ أَحْمَدُ ، وأما سَلْمٌ الْخَوَّاصُ فَهُوَ ضَعِيفٌ جِدَّاً لا يُكْتَبُ حَدِيثُهُ وَلا يُحْتَجُّ بِهِ .
بَابٌ : الأَعْمَالُ الْمُوجِبَةُ لِبِنَاءِ بَيْتٍ فِي النَّارِ
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 194 }
__________
(1) تَرْجَمَةُ زَاذَانَ : تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج9/ص263/1945) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص400/1603) ، تَهْذِيبُ التّهْذِيبِ (ج3/ص261/565) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص213/1976) .(1/28)
أَخْرَجَ الشَّيْخَانِ عَنِ عَلِيٍّ وَأَنِسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالا : قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدَاً ، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ من النَّارِ » .
- - الله - -
تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
حَدِيثُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنه - :
أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي ( صَحِيحِهِ / كِتَابُ الْعِلْمِ ، بَابُ إِثْمِ مَنْ كَذَبَ عَلَى النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ج1/ص52/106) قَالَ : حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ قَالَ : أَخْبَرَنِي مَنْصُورٌ قَالَ سَمِعْتُ رِبْعِيَّ بْنَ حِرَاشٍ يَقُولُ : سَمِعْتُ عَلِيَّاً يَقُولُ قَالَ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - : « لا تَكْذِبُوا عَلَيَّ ، فَإِنَّهُ مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ فَلْيَلِجِ النَّارَ » .
وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي ( صَحِيحِهِ / الْمُقَدِّمَةُ ج1/ص9/1) مِنْ طَرِيقِ شُعْبَةَ عَنْ مَنْصُورٍ بِمِثْلِهِ .
حَدِيثُ أَنَسٍ - رضي الله عنه - :
أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي ( صَحِيحِهِ / كِتَابُ الْعِلْمِ ، بَابُ إِثْمِ مَنْ كَذَبَ عَلَى النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ج1/ص52/108) قَالَ : حَدَّثَنَا أبو مَعْمَرٍ قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ أَنَسٌ : إنَّهُ لَيَمْنَعُنِي أَنْ أُحَدِّثَكُمْ حَدِيثَاً كَثِيْرَاً : أَنَّ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : « مَنْ تَعَمَّدَ عَلَيَّ كَذِبَاً ، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ من النَّارِ » .
وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي ( صَحِيحِهِ / الْمُقَدِّمَةُ ج1/ص10/2) مِنْ طَرِيقِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُلَيَّةَ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ بِمِثْلِهِ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 195 }(1/29)
وَأَخْرَجَ الشَّيْخَانِ (1) عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « مَنْ ادَّعَى مَا لَيْسَ لَهُ فَلَيْسَ مِنَّا ، وَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ » .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
هَذَا جُزْءٌ مِنْ حَدِيثٍ أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ .
أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي ( صَحِيحِهِ / كِتَابُ الإِيْمَانِ ج1/ص79/61) قَالَ : حَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ الْمُعَلِّمُ عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ أَنَّ أَبَا الأَسْوَدِ حَدَّثَهُ عَنْ أَبِي ذَرٍّ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يقولُ : « لَيْسَ مِنْ رَجُلٍ ادَّعَى لِغَيْرِ أَبِيهِ وَهُوَ يَعْلَمُهُ إلاَّ كَفَرَ ، وَمَنْ ادَّعَى مَا لَيْسَ لَهُ فَلَيْسَ مِنَّا ، وَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ وَمَنْ دَعَا رَجُلاً بِالْكُفْرِ ، أَوْ قَالَ : عَدُوَّ اللهِ ، وَلَيْسَ كَذَلِكَ إلاَّ حَارَ عَلَيْهِ » .
وأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي ( كِتَابِ الْمَنَاقِبِ ، بَابُ نِسْبَةِ الْيَمَنِ إِلَى إِسْمَاعِيلَ ، مِنْهُمْ أَسْلَمُ بْنُ أَفْصَى بْنِ حَارِثَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَامِرٍ مِنْ خُزَاعَةَ ج3/ص1292/3317) مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الْوَارِثِ عَنِ الْحُسَيْنِ بِهِ ، وَلَفْظُهُ : « لَيْسَ مِنْ رَجُلٍ ادَّعَى لِغَيْرِ أَبِيهِ وَهُوَ يَعْلَمُهُ إلاَّ كَفَرَ ، وَمَنْ ادَّعَى قَوْمَاً لَيْسَ لَهُ فِيهِمْ نَسَبٌ ، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ » .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 196 }
__________
(1) كَلَمَةُ الشَّيْخَيْنِ سَاقِطَةٌ مِنَ الْمَخْطُوطَةِ (أ) .(1/30)
وَأَخْرَجَ أَحْمَدُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « مَنْ شَهِدَ عَلَى مُسْلِمٍ شَهَادَةً لَيْسَ لَهَا بِأَهْلٍ ، فَلْيَتَبَوَّأ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ » .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ فِي ( مُسْنَدِهِ ج2/ص509/10625) قَالَ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ أنا جُهَيْرُ بْنُ يَزِيدَ الْعَبْدِيُّ عَنْ خِدَاشِ بْنِ عَيَّاشٍ قَالَ : كنت فِي حَلْقَةٍ بِالْكُوفَةِ ، فإذا رَجُلٌ يُحَدِّثُ قَالَ : كُنَّا جُلُوسَاً مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ ، فَقَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : « مَنْ شَهِدَ عَلَى مُسْلِمٍ شَهَادَةً لَيْسَ لَهَا بِأَهْلٍ ، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ » .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ ابْنُ أَبِى الدُّنْيَا فِي ( كِتَابِ الصَّمْتِ وَآدَابِ اللِّسَانِ / بَابُ ذَمِّ النَّمِيمَةِ ج1/ص156/258) مِنْ طَرِيقِ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ عَنْ جُهَيْرِ بْنِ يَزِيدَ بِمِثْلِهِ ، لَكِنَّهُ أَسْقَطَ الْمُبْهَمَ فِي رِوَايَةِ أَحْمَدَ .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
1- يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 92 ] . ثِقَةٌ مُتْقِنٌ عَابِدٌ .(1/31)
2- جُهَيْرُ بْنُ يَزِيدَ (1) جُهَيْرُ بْنُ يَزِيدَ الْعَبْدِيُّ ، مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ أَبُو حَفْصٍ الْبَصْرِيُّ . عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ ، وَمُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ ، وَخِدَاشِ بْنِ عَيَّاشٍ . وَعَنْهُ أَبُو أُسَامَةَ ، وَالْقَعْنَبِيُّ ، وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيَلَ ، وَالنَّضْرُ بْنُ ظَاهِرٍ الْقَيْسِيُّ . وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ ، وَابْنُ شَاهِينَ . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ وَأَبُو زُرْعَةَ وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ : لا بَأْسَ بِهِ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيْلاً .
3- خِدَاشُ بْنُ عَيَّاشٍ (2) خِدَاشُ بْنُ عَيَّاشٍ الْعَبْدِيُّ الْبَصْرِيُّ . رَوَى عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ . وَعَنْهُ سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ ثَابِتٍ الْعَبْدِيُّ ، وَجُهَيْرُ بْنُ يَزِيدَ . ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ . وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ : لا نَعْرِفُ خِدَاشَاً هَذَا مَنْ هُوَ ! ، وَقَدْ رَوَى عَنْهُ سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ غَيْرَ حَدِيثٍ . وَقَالَ الذَّهَبِيُّ : وُثِّقَ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : لَيِّنُ الْحَدِيثِ مِنَ السَّادِسَةِ التِّرْمِذِيُّ . مَرْتَبَتُهُ : الأولَى تَجْرِيْحَاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ جُهَيْرِ بْنِ يَزِيدَ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج2/ص255/2376) ، تَارِيْخُ أَسْمَاءِ الثِّقَاتِ (ج1/ص56/181) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج2/ص547/2277) ، الثِّقَاتُ (ج6/ص158/7150) ، الإكْمَالُ لِرِجَالِ أَحْمَدَ (ج1/ص72/117) .
(2) تَرْجَمَةُ خِدَاشِ بْنِ عَيَّاشٍ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج3/ص220/745) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج3/ص390/1790) ، الثِّقَات (ج6/ص276/7719) ، الْمُغْنِي فِي الضُّعَفَاءِ (ج1/ص209/1904) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص372/1380) ، تَهْذِيبُ التّهْذِيبِ (ج3/ص118/261) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص192/1705) .(1/32)
4- أبُو هُرَيْرَةَ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 19 ] .
رَابِعَاًً : الْحَكَمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
هَذَا الْحَدِيثُ إِسْنَادُهُ ضعيفٌ لأَنَّ فِيهِ رَجُلٌ مُبْهَمٌ ، وَفِيهِ خِدَاشُ بْنُ عَيَّاشٍ الْعَبْدِيُّ لَيِّنُ الْحَدِيثِ . وَقَالَ الْعِرَاقِيُّ فِي ( الْمُغْنِي عَنْ حَمْلِ الأَسْفَارِ 2/ص828/3044) : رَوَاهُ أَحْمَدُ وَابْنُ أَبِي الدُّنْيَا ، وَفِي رِوَايَةِ أَحْمَدَ رَجُلٌ لَمْ يُسَمَّ أَسْقَطَهُ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا مِنَ الإِسْنَادِ . وَقَالَ الْمُنْذِرِيُّ فِي ( التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ 3/ص156) : رَوَاهُ أحْمَدُ ، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ إِلاَّ أَنَّ رَاوِيهِ لَمْ يُسَمَّ .
وقال الأَلْبَانِيُّ فِي ضَعِيفِ التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ ( ج2/ص50/ح1383) : ضَعِيفٌ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 197 }
وَأَخْرَجَ أَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ عَنْ مُعَاوِيَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَمْثُلَ له الرِّجَالُ قِيَامَاً فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ من النَّارِ » .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ أبُو دَاوُدَ فِي ( السُّنَنِ / كِتَابُ الأَدَبِ / بَابٌ فِي قِيَامِ الرَّجُلِ لِلرَّجُلِ ج4/ص358/5229) فَالَ : حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ ثَنَا حَمَّادٌ عَنْ حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ قَالَ : خَرَجَ مُعَاوِيَةُ عَلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ وَابْنِ عَامِرٍ ، فَقَامَ ابْنُ عَامِرٍ وَجَلَسَ ابن الزُّبَيْرِ ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ لابْنِ عَامِرٍ : اجْلِسْ ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : « مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَمْثُلَ لَهُ الرِّجَالُ قِيَامَاً ، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ من النَّارِ » .(1/33)
وأَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ فِي ( السُّنَنِ / كِتَابُ الأَدَبِ/ بَابُ مَا جَاءَ فِي كَرَاهِيَةِ قِيَامِ الرَّجُلِ لِلرَّجُلِ ج5/ص90/2755) مِنْ طَرِيقِ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ عَنْ حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ بِهِ بِمَعْنَاهُ . وَفَالَ عَقِبَهُ : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ هَنَّادٌ فِي ( كِتَابِ الزُّهْدِ ج2/ص427/837) ، وَابْنُ أَبِي شَيْبَةَ فِي ( مُصَنَّفِهِ ج5/ص234/25582) كِلاهُمَا مِنْ طَرِيقِ أَبِى أُسَامَةَ عَنْ حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيد بِمِثْلِهِ .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
1- مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 155 ] . ثِقَةٌ ثَبْتٌ وَلا الْتِفَاتَ إِلَى قَوْلِ ابْنِ خِرَاشٍ : تَكَلَّمَ النَّاسُ فِيهِ .
2- حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 121 ] . ثِقَةٌ عَابِدٌ أَثْبَتُ النَّاسِ فِي ثَابِتٍ .(1/34)
3- حَبِيبُ بْنُ الشَّهِيدِ (1) حَبِيبُ بْنُ الشَّهِيدِ الأَزْدِيُّ أَبُو مُحَمَّدٍ ، وَيُقَالُ أَبُو شُهَيْدٍ الْبَصْرِيُّ تَابِعِيُّ أَدْرَكَ أَبَا الطُّفَيْلِ . وَرَوَى عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ ، وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ مُرْسَلانِ ، وَرَوَى عَنِ الْحَسَنِ بْنِ ثَابِتٍ ، وَأَبِي مِجْلَزٍ ، وَمَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ وَغَيْرِهِمْ . رَوَى عَنْهُ شُعْبَةُ ، وَالثَّوْرِيُّ ، وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، وَخَلْقٌ . وَقَالَ ابن حجر : ثِقَةٌ ثَبْتٌ مِنَ الْخَامِسَةِ مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ ، وَهُوَ ابْنُ سِتٍّ وَسِتِّينَ الْكُتُبُ السِّتَّةُ . مَرْتَبَتُهُ : الأولَى تَعْدِيْلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج2/ص320/2615) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج5/ص378) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص308/910) ، تَهْذِيبُ التّهْذِيبِ (ج2/ص162/338) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص151/1097) .(1/35)
4- لاحِقُ بْنُ حُمَيْدٍ (1) لاحِقُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ سَعِيدٍ السَّدُوسِيُّ أبُو مِجْلَزٍ الْبَصْرِيُّ بِكَسْرِ الْمِيمِ وَسُكُونِ الْجِيمِ وَفَتْحِ اللامِ بَعْدَهَا زَايٌ الأَعْوَرُ ، قَدِمَ خُرَاسَانَ . رَوَى عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ ، وَالْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ، وَمُعَاوِيَةَ ، وَغَيْرِهِمْ ، وَأَرْسَلَ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، وَحُذَيْفَةَ . وَعَنْهُ قَتَادَةُ ، وَسُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ ، وَحَبِيبُ بْنُ الشَّهِيدِ ، وَغَيْرُهُمْ . قَالَ ابْنُ حَجَرٍ : مَشْهُورٌ بِكُنْيَتِهِ ثِقَةٌ مِنْ كِبَارِ الثَّالِثَةِ مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ ، وَقِيلَ : تِسْعٍ وَمِئَةٍ ، وقِيلَ قَبْلَ ذَلِكَ الْكُتُبُ السِّتَّةُ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيْلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ لاحِقِ بْنِ حُمَيْدٍ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج8/ص258/2911) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص359/6120) ، تَهْذِيبُ التّهْذِيبِ (ج11/ص151/293) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص586/7490) .(1/36)
5- مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ (1) مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ صَخْرِ بْنِ حَرْبِ بْنِ أُمَيَّةَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأُمَوِيُّ أَمِيْرُ الْمُؤْمِنِينَ ، وُلِدَ قَبْلَ الْبَعْثَةِ بِخَمْسِ سِنِينَ ، أَسْلَمَ يَوْمَ الْفَتْحِ ، وَقِيلَ قَبْلَ ذَلِكَ . رَوَى عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، وَعَنْ أَبِي بَكْرٍ ، وَعُمَرَ ، وَأُخْتِهِ أُمِّ حَبِيبَةَ . وَعَنْهُ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْبَجَلِيُّ ، وَالسَّائِبُ بْنُ يَزِيدَ الْكِنْدِيُّ ، وَعِيسَى بْنُ طَلْحَةَ ، وَأَبُو مِجْلَزٍ . وَلاهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ الشَّامَ بَعْدَ أَخِيهِ يَزِيدَ ، فَأَقَرَّهُ عُثْمَانُ مُدَّةَ وِلايَتِهِ ، ثُمَّ وَلِي الْخِلافَةَ ، وَمَاتَ بِدِمَشْقَ يَوْمَ الْخَمِيسِ لِلنَّصْفِ مِنْ رَجَبٍ سَنَةَ سِتِّينَ وَهُوَ ابْنُ ثَمَانٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً ، وَصَلَّى عَلَيْهِ الضَّحَّاكُ بْنُ قَيْسٍ ، وَكَانَتْ وِلايَتُهُ تِسْعَ عَشَرَةَ سَنَةً وَثَلاثَةَ أَشْهُرٍ وَاثْنَتَيْنِ وَعِشْرِينَ لَيْلَةً ، الْكُتُبُ السِّتَّةُ .
رَابِعَاًً : الْحَكَمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
__________
(1) تَرْجَمَةُ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج8/ص377/1723) ، مَشَاهِيْرُ الأَمْصَارِ (ج1/ص50/326) ، الاسْتِيعَابُ (ج3/ص1416/2435) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص275/5522) ، تَهْذِيبُ التّهْذِيبِ (ج10/ص187/387) ، الإِصَابَةُ (ج6/ص151/8074) .(1/37)
هَذَا الْحَدِيثُ إِسْنَادُهُ صَحِيحٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ . وَقَالَ الْمُنْذِرِيُّ فِي ( التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ 3/ص289) : رَوَاهُ أبُو دَاوُدَ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ ، وَالتِّرْمِذِيُّ ، وَقَالَ : حَدِيثٌ حَسَنٌ . وَصَحَّحَهُ الأَلْبَانِيُّ فِي ( صحيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ ج3/ص22/ح2717) . وَانْظُرْ صَحِيحَ وَضَعِيفَ التَّرْمِذِيِّ (6/255/ح2755) ، وَصَحِيحَ وَضَعِيفَ أَبِى دَاوُدَ (11/229/ح5229) .
خَامِسَاً : مَعْنَى الْحَدِيثِ
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ (1) : دلَّ الْحَدِيثُ عَلَى مَنْعِ قِيَام الرَّجُلِ لِلرَّجُلِ تَعْظِيمَاً لَهُ .
وَفِي فَتْح الْبَارِي : قَالَ النَّوَوِيُّ فِي الْجَوَاب عَنْ هَذَا الْحَدِيث : إِنَّ الأَصَحَّ وَالأَوْلَى ؛ بَلْ الَّذِي لا حَاجَةَ إِلَى مَا سِوَاهُ : أَنَّ مَعْنَاهُ زَجْرُ الْمُكَلَّفِ أَنْ يُحِبَّ قِيَامَ النَّاسِ لَهُ ، قَالَ : وَلَيْسَ فِيهِ تَعَرُّضٌ لِلْقِيَامِ بِنَهْيٍ ، وَلا غَيْرِهِ ، وَهَذَا مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ . قَالَ : وَالْمَنْهِيُّ عَنْهُ مَحَبَّةُ الْقِيَامِ ، فَلَوْ لَمْ يَخْطِرْ بِبَالِهِ ، فَقَامُوا لَهُ ، أَوْ لَمْ يَقُومُوا فَلا لَوْمَ عَلَيْهِ ، فَإِنْ أَحَبَّ اِرْتَكَبَ التَّحْرِيْمَ ، سَوَاءٌ قَامُوا أَوْ لَمْ يَقُومُوا ، قَالَ : فَلا يَصِحُّ الاحْتِجَاجُ بِهِ لِتَرْكِ الْقِيَامِ ، فَإِنْ قِيلَ : فَالْقِيَام سَبَبٌ لِلْوُقُوعِ فِي الْمَنْهِيّ عَنْهُ ، قُلْنَا : هَذَا فَاسِد لأَنَّا قَدَّمْنَا : أَنَّ الْوُقُوعَ فِي الْمَنْهِيِّ عَنْهُ يَتَعَلَّقُ بِالْمَحَبَّةِ خَاصَّةً اِنْتَهَى مُلَخَّصَاً .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 198 }
__________
(1) عون المعبود (ج14/ص95) .(1/38)
وَأَخْرَجَ الْحَاكِمُ وَابْنُ حِبَّانَ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ الْبَرْصَاءِ اللَّيْثِيِّ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : « مَنْ اقْتَطَعَ مَالَ أَخِيهِ بِيَمِينٍ فَاجِرَةٍ ، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ من النَّارِ » . وَلَفْظُ ابْنِ حَبَّانَ « بَيْتَاً » .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي ( صَحِيحِهِ / كِتَابُ الْغَصْبِ ، ذِكْرُ إِيجَابِ دُخُولِ النَّارِ لِمَنْ ظَلَمَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ عَلَى شَيْءٍ مِنْ مَالِهِ أَرْضَاً كَانَ أَوْ غَيْرَهَا ، وَإِنْ كَانَ ذَلِكَ الشَّيْءُ يَسِيرَاً تَافِهَاً ج11/ص569/ 5165) قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُكْرَمٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ الْفَلاسُ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ الرِّيَاحِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ الْقَاسِمِ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَطَاءٍ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ جُرَيْجٍ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ الْبَرْصَاءِ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ ، وَهُوَ يَمْشِي بَيْنَ جَمْرَتَيْنِ مِنَ الْجِمَارِ وَهُوَ يَقُولُ : « مَنْ أَخَذَ شِبْرَاً مِنْ مَالِ امْرِئٍ مُسْلِمٍ بِيَمِينٍ فَاجِرَةٍ ، فَلْيَتَبَوَّأْ بَيْتَاً مِنَ النَّارِ » .
تَفَرَّدَ بِهِ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ . وَقَالَ شُعَيْبُ الأَرْنَؤُوطُ : صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ .
وأَخْرَجَهُ الْحَاكِمُ فِي ( الْمُسْتَدْرَكِ / كِتَابُ الأَيْمَانِ وَالنُّذُورِ ج4/ص328/7803) مِنْ طَرِيقِ سَعِيدِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ بِنَحْوِهِ .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ(1/39)
أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي ( الْكَبِيْرِ ج3/ص256/3330) مِنْ طَرِيقِ شَيْخِهِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ الرِّيَاحِيُّ بِمِثْلِ لَفْظِ ابْنِ حِبَّانَ .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
1- مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ (1) مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُكْرَمٍ أَبُو بَكْرٍ الْبَغْدَادِيُّ . سَمِعَ بِشْرَ بْنَ الْوَلِيدِ ، وَمُحَمَّدَ بْنَ بَكَّارِ بْنِ الرَّيَّانِ ، وَعُبَيْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيَّ ، وَمَنْصُورَ بْنَ أَبِى مُزَاحِمٍ ، وَخَلْقَاً ، وَانْتَقَلَ إِلَى الْبَصْرَةِ ، فَسَكَنَهَا حَتَّى مَاتَ بِهَا . رَوَى عَنْهُ مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ الدُّورِيُّ ، وَالْبَصْرَيُّونَ ، وَغَيْرُهُمْ مِنَ الْغُرَبَاءِ . وَثَّقَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ . وَمَاتَ بِالْبَصْرَةِ فِي ذِي الْقَعْدَةِ مِنْ سَنَةِ تِسْعٍ وَثَلاثِمِئَةٍ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيْلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ : تَارِيْخُ بَغْدَادَ (ج2/ص233/688) .(1/40)
2- عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ الْفَلاسُ (1) عَمْرُو بْنُ عَلِيِّ بْنِ بَحْرٍ الْبَاهِلِيُّ أَبُو حَفْصٍ الْبَصْرِيُّ الصَّيْرَفِيُّ الْفَلاَّسُ . رَوَى عَنْ : عَبْدِ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيِّ ، وَيَزِيدَ بْنِ زُرَيْعٍ ، وَخَالِدِ بْنِ الْحَارِثِ ، وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ . رَوَى عَنْهُ الْجَمَاعَةُ ، وَأَبُو زُرْعَةَ وَأَبُو حَاتِمٍ ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ ، وَابْنُ أَبِي الدُّنْيَا . قَالَ النَّسَائِيُّ : ثِقَةٌ صَاحِبُ حَدِيثٍ حَافِظٌ . وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ : كَانَ مِنَ الْحُفَّاظِ وَبَعْضُ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ يُفَضِّلُونَهُ عَلَى ابْنِ الْمَدِينِيِّ ، وَيَتَعَصَّبُونَ لَهُ ، وَقَدْ صَنَّفَ الْمُسْنَدَ ، وَالْعِلَلَ ، وَالتَّارِيْخَ .
وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ حَافِظٌ مِنَ الْعَاشِرَةِ مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِينَ الْكُتُبُ السِّتَّةُ . مَرْتَبَتُهُ : الأُولَى تَعْدِيْلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ عَمْرِو بْنِ عَلِىِّ بْنِ بَحْرٍ الْفَلاَّسِ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج6/ص355/2617) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج22/ص162/4416) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص84/4200) ، تَهْذِيبُ التّهْذِيبِ (ج8/ص70/120) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص424/5081) .(1/41)
3- عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ رِيَاحٍ (1) عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ رِيَاحِ بْنِ عَبِيدَةَ بِفَتْحِ أَوَّلِهِ الرِيَاحِيُّ بِكَسْرِ ثُمُّ تَحْتَانِيَّةٌ أَبُو حَفْصٍ الَْبَصْرِيُّ . رَوَى عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ ، وَمُعْتَمِرِ بْنِ سُلَيْمَانَ ، وَيَزِيدَ بْنِ زُرَيْعٍ ، وَطَائِفَةٍ . وَعَنْهُ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ خِرَاشٍ ، وَعَبَّاسُ الدُّورِيُّ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ تَمْتَامٌ ، وَغَيْرُهُمْ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ مِنَ الْعَاشِرَةِ مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ مُسْلِمٌ وَالنَّسَائيُّ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيْلاً .
4- يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 115 ] . ثِقَةٌ ثَبْتٌ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ رياح : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج6/ص176/2084) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج21/ص451/4281) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص66/4091) ، تَهْذِيبُ التّهْذِيبِ (ج7/ص422/796) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص415/4944) .(1/42)
5- رَوْحُ بْنُ الْقَاسِمِ (1) رَوْحُ بْنُ الْقَاسِمِ التَّمِيمِيُّ الْعَنْبَرِيُّ أَبُو غِيَاثٍ الْبَصْرِيُّ . رَوَى عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ وَزَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، وَقَتَادَةَ ، وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ . وَعَنْهُ سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ ، وَيَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ وَغَيْرُهُمْ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ حَافِظٌ مِنَ السَّادِسَةِ مَاتَ سَنَةَ إحدى وأربعين أَرَّخَهُ ابْنُ حِبَّانَ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ وَأَبُو دَاوُدَ النَّسَائِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ . مَرْتَبَتُهُ : الأُولَى تَعْدِيْلاً .
6- إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ (2) إِسْمَاعِيلُ بْنُ أُمَيَّةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ الأُمَوِيُّ . رَوَى عَنْ نَافِعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ ، وَعِكْرِمَةَ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ ، وَسَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ ، وَأَبِي الزُّبَيْرِ ، وَالزُّهْرِيِّ وَجَمَاعَةٍ . وَعَنْهُ ابْنُ جُرَيْجٍ ، وَالثَّوْرِيُّ ، وَرَوْحُ بْنُ الْقَاسِمِ ، وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَغَيْرُهُمْ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ ثَبْتٌ مِنَ السَّادِسَةِ مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِينَ ، وَقِيلَ قَبْلَهَا الْكُتُبُ السِّتَّةُ مَرْتَبَتُهُ : الأُولَى تَعْدِيْلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ رَوْحِ بْنِ القَاسِمِ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج3/ص309/1049) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج9/ص252/1938) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص399/1597) ، تَهْذِيبُ التّهْذِيبِ (ج3/ص257/557) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص211/1970) .
(2) تَرْجَمَةُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج1/ص345/1088) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج3/ص45/426) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص244/358) ، تَهْذِيبُ التّهْذِيبِ (ج1/ص247/524) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص106/425) .(1/43)
7- عُمَرَ بْنِ عَطَاءٍ (1) عُمَرُ بْنُ عَطَاءِ بْنِ أَبِي الْخَوَّارِ الْمَكِّيُّ مَوْلَى بَنِي عَامِرٍ . رَوَى عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، وَالسَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ وَعُبَيْدِ بْنِ جُرَيْجٍ ، وَأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ . رَوَى عَنْهُ ابْنُ جُرَيْجٍ ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أُمَيَّةَ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ مِنَ الرَّابِعَةِ مُسْلِمٌ وأبُو دَاوُدَ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيْلاً .
8- عُبَيْدِ بْنِ جُرَيْجٍ (2) عُبَيْدُ بْنُ جُرَيْجٍ التَّيْمِيُّ مَوْلاهُمُ الْمَدَنِيُّ . رَوَى عَنِ الْحَارِثِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْبَرْصَاءِ ، وَعَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ ، وَعَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ . رَوَى عَنْهُ زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى الدِّمَشْقِيُّ ، وَعُمَرُ بْنُ عَطَاءِ بْنِ أَبِي الْخَوَّارِ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ مِنَ الثَّالِثَةِ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ وَأَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ فِي الشَّمَائِلِ وَالنَّسَائِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ .
مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيْلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ عُمَرَ بْنِ عَطَاءٍ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج6/ص181/2105) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج21/ص461/4286) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص67/4094) ، تَهْذِيبُ التّهْذِيبِ (ج7/ص425/803) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص416/4948) .
(2) تَرْجَمَةُ عُبَيْدِ بْنِ جُرَيْجٍ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج5/ص444/1446) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج5/ص403/1868) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج19/ص193/3709) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص689/3611) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص376/4365) .(1/44)
9- الْحَارِثُ بْنُ مَالِكٍ (1) الْحَارِثُ بْنُ مَالِكِ بْنِ قَيْسٍ اللَّيْثِيُّ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ الْبَرْصَاءِ ، قِيلَ : هِيَ أُمُّهُ ، وَقِيلَ : أُمُّ أَبِيهِ رَوَى عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - . وَعَنْهُ الشَّعْبِيُّ ، وَعُبَيْدُ بْنُ جُرَيْجٍ ، وَمُسْلِمُ بْنُ جُنْدُبٍ الْهُذَلِيُّ . أَخْرَجَ لَهُ التِّرْمِذِيُّ حَدِيثَاً وَاحِدَاً ، قَالَ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ يَقُولُ : « لا تُغْزَى هَذِهِ بَعْدَ الْيَوْمِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ » . وَقَالَ : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ ، وَهُوَ حَدِيثُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ عَنْ الشَّعْبِيِّ ، فَلا نَعْرِفُهُ إِلاَّ مِنْ حَدِيثِهِ . تَأَخَّرَ إِلَى أَوَاخِرِ خِلافَةِ مُعَاوِيَةَ .
رَابِعَاًً : الْحَكَمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
هَذَا الْحَدِيثُ إِسْنَادُهُ صَحِيحٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ .
وَقَالَ الْحَاكِمُ : هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ بِهَذِهِ السِّيَاقَةِ ، وَوَافَقَهُ الذَّهَبِيُّ فِي تَلْخِيصِهِ .
وَقَالَ شُعَيْبُ الأَرْنَؤُوطُ فِي تَعْلِيقَهِ عَلَى ابْنِ حِبَّانَ : هَذَا عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ .
وَقَالَ الْهَيْثَمِيُّ فِي ( مَجْمَعِ الزَّوَائِدِ ج4/ص181) : رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيْرِ ، ورجاله رجال الصحيح .
__________
(1) تَرْجَمَةُ الْحَارِثِ بْنِ مَالِكٍ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج2/ص258/2386) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج3/ص88/408) ، الثِّقَات (ج3/ص73/230) ، الاسْتِيعَابُ (ج1/ص290، الكَاشِفُ (ج1/ص304/871) ، تَهْذِيبُ التّهْذِيبِ (ج2/ص135/269) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص147/1045) .(1/45)
وصححه المنذري فِي ( التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ ج2/ص388/ 2824 ) قَالَ : عَنِ الْحَارِثِ بْنِ الْبَرْصَاءِ - رضي الله عنه - قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي الْحَجِّ بَيْنَ الْجَمْرَتَيْنِ ، وَهُوَ يَقُولُ : « مَنْ اقْتَطَعَ مَالَ أَخِيهِ بِيَمِينٍ فَاجِرَةٍ ، فَلْيَتَبَوَّأْ بَيْتَاً مِنَ النَّارِ ، ليبلغ شاهدكم غائبكم » مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاثَاً . رَوَاهُ أَحْمَدُ وَالْحَاكِمُ ، وَصَحَّحَهُ وَاللَّفْظُ لَهُ ، وَهُوَ أَتَمُّ ، وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيْرِ وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ إِلاَّ أَنَّهُمَا قَالا : « فَلْيَتَبَوَّأْ بَيْتَاً فِي النَّارِ » .
وَصَحَّحَهُ الأَلْبَانِيُّ فِي ( صَحِيحِ التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ ج2/ص173/ح1834) .
بَابٌ : خُلُودِ الْكُفَّارِ فِي النَّارِ وَالْمُؤْمِنِينَ فِي الْجَنَّةِ وَذَبْحِ الْمَوْتِ
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 199 }
أَخْرَجَ الشَّيْخَانِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : « يَدْخُلُ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ ، وَأَهْلُ النَّارِ النَّارَ ، ثُمَّ يَقُومُ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ : يا أَهْلَ النَّارِ لا مَوْتَ ، وَيَا أَهْلَ الْجَنَّةِ لا مَوْتَ ، كُلٌّ عَلَى حَالِهِ فِيمَا هُوَ فِيهِ » (1) .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
__________
(1) فِى الْمَخْطُوطَةِ (ب) ،(ز) كل خالد فيما هو فيه .(1/46)
أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي ( صَحِيحِهِ / كِتَابُ الرقاق/ بَاب يَدْخُلُ الْجَنَّةَ سَبْعُونَ أَلْفًا بِغَيْرِ حِسَابٍ ج5/ص2396/ 6178) قَالَ : حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ ثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ثَنَا أَبِي عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ ثَنَا نَافِعٌ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : « يَدْخُلُ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ ، وَأَهْلُ النَّارِ النَّارَ ، ثُمَّ يَقُومُ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ : يا أَهْلَ النَّارِ لا مَوْتَ ، وَيَا أَهْلَ الْجَنَّةِ لا مَوْتَ خُلُودٌ » .
وأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي ( صَحِيحِهِ / كِتَابُ الْجَنَّةِ وَصِفَةُ نَعِيمِهَا وَأَهْلِهَا/ بَاب النَّارُ يَدْخُلُهَا الْجَبَّارُونَ وَالْجَنَّةُ يَدْخُلُهَا الضُّعَفَاءُ ج4/ص2189/ 2850) قَالَ : حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ وَالْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحُلْوَانِيُّ وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالُوا : حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ وَهُوَ ابْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ ثَنَا أَبِي عَنْ صَالِحٍ ثَنَا نَافِعٌ أَنَّ عَبْدَ اللهِ قَالَ : إِنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : « يَدْخِلُ اللهُ أَهْلَ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ ، وَيُدْخِلُ أَهْلَ النَّارِ النَّارَ ، ثُمَّ يَقُومُ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ ، فَيَقُولُ : يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ لا مَوْتَ ، وَيَا أَهْلَ النَّارِ لا مَوْتَ ، كُلٌّ خَالِدٌ فِيمَا هُوَ فِيهِ » .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 200 }
وَأَخْرَجَ الْبُخَارِيُّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « يُقَالُ لأَهْلِ الْجَنَّةِ : يا أَهْلَ الْجَنَّةِ خُلُودٌ لا مَوْتَ ، وَلأَهْلِ النَّارِ : يا أَهْلَ النَّارِ خُلُودٌ لا مَوْتَ » .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ(1/47)
أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي ( صَحِيحِهِ/ كِتَابُ الرِّقَاقِ ، بَابُ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ سَبْعُونَ أَلْفًا بِغَيْرِ حِسَابٍ ج5/ص2397/6179) قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ عَنِ الأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - : « يُقَالُ لأَهْلِ الْجَنَّةِ : يا أَهْلَ الْجَنَّةِ خُلُودٌ لا مَوْتَ ، وَلأَهْلِ النَّارِ : يا أَهْلَ النَّارِ خُلُودٌ لا مَوْتَ » .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 201 }
وَأَخْرَجَ الشَّيْخَانِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « إذَا صَارَ أَهْلُ الْجَنَّةِ إلَى الْجَنَّةِ ، وَأَهْلُ النَّارِ إِلَى النَّارِ ، جِيءَ بِالْمَوْتِ حتى يُجْعَلَ بين الْجَنَّةِ وَالنَّارِ ، ثُمَّ يُذْبَحُ ، ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ : يا أَهْلَ الْجَنَّةِ لا مَوْتَ ، وَيَا أَهْلَ النَّارِ لا مَوْتَ ، فَيَزْدَادُ أَهْلُ الْجَنَّةِ فَرَحَاً إِلَى فَرَحِهِمْ ، وَيَزْدَادُ أَهْلُ النَّارِ حُزْنَاً إِلَى حُزْنِهِمْ » .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ(1/48)
أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي ( صَحِيحِهِ / كِتَابُ الرقاق/ بَاب صِفَةِ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ ج5/ص2397/6182) قَالَ : حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ أَسَدٍ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ حَدَّثَهُ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « إذَا صَارَ أَهْلُ الْجَنَّةِ إلَى الْجَنَّةِ ، وَأَهْلُ النَّارِ إلى النَّارِ ، جِيءَ بِالْمَوْتِ حتى يُجْعَلَ بين الْجَنَّةِ وَالنَّارِ ، ثُمَّ يُذْبَحُ ، ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ : يا أَهْلَ الْجَنَّةِ لا مَوْتَ ، وَيَا أَهْلَ النَّارِ لا مَوْتَ ، فَيَزْدَادُ أَهْلُ الْجَنَّةِ فَرَحَاً إِلَى فَرَحِهِمْ ، وَيَزْدَادُ أَهْلُ النَّارِ حُزْنَاً إِلَى حُزْنِهِمْ » .
وأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي ( صَحِيحِهِ/ كِتَابُ الْجَنَّةِ وَصِفَةِ نَعِيمِهَا وَأَهْلِهَا ، بَاب النَّارُ يَدْخُلُهَا الْجَبَّارُونَ وَالْجَنَّةُ يَدْخُلُهَا الضُّعَفَاءُ ج4/ص2189/2850) مِنْ طَرِيقِ شَيْخَيْهِ هَارُونِ بْنِ سَعِيدٍ الأَيْلِيِّ وَحَرْمَلَةَ بْنِ يَحْيَى عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ وَهْبٍ يِهِ وَبِمِثْلِهِ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 202 }(1/49)
وَأَخْرَجَ الشَّيْخَانِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « يُجَاءُ بِالْمَوْتِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُ كَبْشٌ أَمْلَحُ ، فَيُوقَفُ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ ، فَيُقَالُ : يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ ؛ هَلْ تَعْرِفُونَ هَذَا ؟ ، قَالَ : فَيَشْرَئِبُّونَ وَيَنْظُرُونَ ، وَيَقُولُونَ : نَعَمْ هَذَا الْمَوْتُ ، وَيُقَالُ : يَا أَهْلَ النَّارِ ؛ هَلْ تَعْرِفُونَ هَذَا ؟ ، قَالَ : فَيَشْرَئِبُّونَ وَيَنْظُرُونَ ، وَيَقُولُونَ : نَعَمْ هَذَا الْمَوْتُ ، فَيُؤْمَرُ بِهِ ، فَيُذْبَحُ ، ثُمَّ يُقَالُ : يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ خُلُودٌ فلا مَوْتَ ، وَيَا أَهْلَ النَّارِ خُلُودٌ فلا مَوْتَ ، ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « وَأَنْذِرْهُمْ يوم الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الأَمْرُ » .
قَوْلُهُ : فَيَشْرَئِبُّونَ ( بِفَتْحِ أَوَّلِهِ وَسُكُونِ الْمُعْجَمَةِ وَفَتْحِ الرَّاءِ ، بَعْدَهَا تَحْتِيَّةٌ مَهْمُوزَةٌ ، ثُمَّ مُوَحَّدَةٌ ثَقِيلَةٌ ) : أَيْ يَمُدُّونَ أَعْنَاقَهُمْ ، وَيَرْفَعُونَ رُؤُوسَهُمْ لِلنَّظَرِ .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ(1/50)
أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي ( صَحِيحِهِ/ كِتَابُ التَّفْسِيْرِ ، بَابُ وَأَنْذِرْهُمْ يوم الْحَسْرَةِ ج4/ص1760/4453) قَالَ : حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ ثَنَا أَبِي ثَنَا الأَعْمَشُ ثَنَا أبُو صَالِحٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « يُؤْتَى بِالْمَوْتِ كَهَيْئَةِ كَبْشٍ أَمْلَحَ ، فَيُنَادِي مُنَادٍ : يا أَهْلَ الْجَنَّةِ ، فَيَشْرَئِبُّونَ وَيَنْظُرُونَ ، فَيَقُولُ : هَلْ تَعْرِفُونَ هَذَا ؟ ، فَيَقُولُونَ : نَعَمْ هَذَا الْمَوْتُ ، وَكُلُّهُمْ قد رَآهُ ثُمَّ يُنَادِي يا أَهْلَ النَّارِ فَيَشْرَئِبُّونَ وَيَنْظُرُونَ ، فَيَقُولَ : هَلْ تَعْرِفُونَ هَذَا ؟ ، فَيَقُولُونَ : نَعَمْ هَذَا الْمَوْتُ ، وَكُلُّهُمْ قَدْ رَآهُ ، فَيُذْبَحُ ، ثُمَّ يَقُولُ : يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ خُلُودٌ فَلا مَوْتَ ، وَيَا أَهْلَ النَّارِ خُلُودٌ فَلا مَوْتَ ، ثُمَّ قَرَأَ { وَأَنْذِرْهُمْ يوم الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ } .
وأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي ( صَحِيحِهِ/ كِتَابُ الْجَنَّةِ وَصِفَةِ نَعِيمِهَا وَأَهْلِهَا/ بَابُ النَّارُ يَدْخُلُهَا الْجَبَّارُونَ وَالْجَنَّةُ يَدْخُلُهَا الضُّعَفَاء ج4/ص2188/ 2849) مِنْ طَرِيقِ أَبِى مُعَاوِيَةَ مُحَمَّدِ بْنِ خَازِمٍ الضَّرِيْرِ عَنِ الأَعْمَشِ بِهِ ، وَزَادَ مُسْلِمٌ : وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى الدُّنْيَا .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 203 }(1/51)
وَأَخْرَجَ أَبُو يَعْلَى وَالْبَزَّارُ وَالطَّبَرَانِيُّ فِي الأَوْسَطِ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « يُؤْتَى بِالْمَوْتِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُ كَبْشٌ أَمْلَحُ (1) ، فَيُوقَفُ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ ، ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ : يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ ، فَيَقُولُونَ : لَبَّيْكَ رَبَّنَا ، فَيَقُولُ : هَلْ تَعْرِفُونَ هَذَا ؟ ، فَيَقُولُونَ : نَعَمْ هَذَا الْمَوْتُ ، فَيُذْبَحُ كَمَا تُذْبَحُ الشَّاةُ ، فَيَأْمَنُ هَؤُلاءِ ، وَيَنْقَطِعُ رَجَاءُ هَؤُلاءِ » .
مَا كَانَ فِيهِ بَيَاضٌ وَسَوَادٌ ، فَهُوَ أَمْلَحُ .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ أبُو يَعْلَى فِي ( مُسْنَدِهِ ج5/ص278/2898) قَالَ : حَدَّثَنَا نَافِعُ بْنُ خَالِدٍ الطَّاحِيُّ حَدَّثَنَا نُوحُ بْنُ قَيْسٍ عَنْ خَالِدِ بْنِ قَيْسٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « يُؤْتَى بِالْمَوْتِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُ كَبْشٌ أَمْلَحُ ، فَيُوقَفُ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ ، ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ : يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ ، فَيَقُولُونَ : لَبَّيْكَ رَبَّنَا ، قَالَ : فَيُقَالُ : هَلْ تَعْرِفُونَ هَذَا ؟ ، فَيَقُولُونَ : نَعَمْ رَبَّنَا ، هَذَا الْمَوْتُ ، فَيُذْبَحُ كَمَا تُذْبَحُ الشَّاةُ ، فَيَأْمَنُ هَؤُلاءِ ، وَيَنْقَطِعُ رَجَاءُ هَؤُلاءِ » .
__________
(1) الأملح : الذي بياضه أكثر من سواده وقيل هو النقي البياض(النهاية فِي غريب الأثر ج4/ص354، غريب الحديث لابن سلام ج2/ص206) .(1/52)
وأَخْرَجَهُ الْبَزَّارُ فِي ( مُسْنَدِهِ كَمَا فِي كَشْفِ الأَسْتَارِ ج4/ص213/ح3557) مِنْ طَرِيقِ شَيْخِهِ بِشْرِ بْنِ آدَمَ ، وَالطَّبَرَانِيُّ فِي ( الْمُعْجَمِ الأَوْسَطِ ج4/ص83/3672) مِنْ طَرِيقِ صَالِحِ بْنِ شُعَيْبٍ ، كِلاهُمَا عَنْ نَافِعِ بْنِ خَالِدٍ الطَّاحِيِّ بِمِثْلِهِ .
وَقَالَ الطَّبَرَانِيُّ : لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ قَتَادَةَ إِلاَّ خَالِدُ بْنُ قَيْسٍ ، وَلا عَنْ خَالِدٍ إِلاَّ نُوحُ بْنُ قَيْسٍ ، تَفَرَّدَ بِهِ نَافِعُ بْنُ خَالِدٍ الطَّاحِيُّ .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ الضِّيَاءُ الْمَقْدِسِيُّ فِي ( الأَحَادِيثِ الْمُخْتَارَةِ ج7/ص48/2446) مِنْ طَرِيقِ أَبِى يَعْلَى الْمَوْصِلِيِّ عَنْ نَافِعِ بْنِ خَالِدٍ الطَّاحِيِّ بِمِثْلِهِ .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
1- نَافِعُ بْنُ خَالِدٍ الطَّاحِيُّ (1) نَافِعُ بْنُ خَالِدٍ الطَّاحِيُّ هُوَ بَصْرِيٌّ . رَوَى عَنْ هَرَمِ بْنِ حَيَّانَ ، وَنُوحِ بْنِ قَيْسٍ ، وَعَبْدِ الأَعْلَى بْنِ عَبْدِ الأَعْلَى . رَوَى عَنْهُ ابْنُهُ مُحَمَّدُ ، وَأَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ، وَأَبُو زُرْعَةَ . ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ .
مَرْتَبَتُهُ : الثَّالِثَةُ تَعْدِيْلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ نَافِعِ بْنِ خَالِدٍ الطَّاحِيِّ : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج8/ص457/2091) ، الثِّقَات (ج9/ص210/16053) ، الأَنْسَابِ (ج4/ص26) .(1/53)
2- نُوحُ بْنُ قَيْسِ بْنِ رَبَاحٍ الأَزْدِيُّ (1) نُوحُ بْنُ قَيْسِ بْنِ رَبَاحٍ الأَزْدِيُّ الْحُدَّانِيُّ ، وَيُقَالُ : الطَّاحِيُّ أَبُو رَوْحٍ الْبَصْرِيُّ رَوَى عَنْ أَخِيهِ خَالِدِ بْنِ قَيْسٍ ، وَثُمَامَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَنَسٍ ، وَأَيُّوبَ ، وَغَيْرِهِمْ . وَعَنْهُ نَافِعُ بْنُ خَالِدٍ الطَّاحِيُّ ، وَسَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ ، وَقُتَيْبَةُ ، وَغَيْرُهُمْ . قَالَ أحْمَدُ وَابْنُ مَعِينٍ : ثِقَةٌ . وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ : ثِقَةٌ بَلَغَنِي عَنْ يَحْيَى أَنَّهُ ضَعَّفَهُ . وَقَالَ مَرَّةً يَتَشَيَّعُ . وَقَالَ النَّسَائِيُّ : لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ . وَقَالَ الْعِجْلِيُّ : بَصْرِيٌّ ثِقَةٌ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : صَدُوقٌ رُمِيَ بِالتَّشَيُّعِ مِنَ الثَّامِنَةِ مَاتَ سَنَةَ ثَلاثَةِ وَثَمَانِينَ وَمِئَةٍ مُسْلِمٌ وَالأَرْبَعَةُ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّالِثَةُ تَعْدِيْلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ نُوحِ بْنِ قَيْسِ بْنِ رَبَاحٍ الأَزْدِيِّ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج8/ص111/2385) ، معرفة الثِّقَات (ج2/ص320/1870) ، تَارِيْخُ أَسْمَاءِ الثِّقَاتِ (ج1/ص242/1486) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج8/ص483/2209) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج30/ص53/6494) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص327/5893) ، لِسَانُ الْمِيزَانِ (ج7/ص415/5070) ، تَهْذِيبُ التّهْذِيبِ (ج10/ص432/877) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص567/7209) .(1/54)
3- خَالِدُ بْنُ قَيْسِ بْنِ رَبَاح الأزدي (1) خَالِدُ بْنُ قَيْسِ بْنِ رَبَاحٍ الأَزْدِيُّ الْحُدَّانِيُّ بِضَمِّ الْمُهْمَلَةِ وَتَشْدِيدِ الْمُهْمَلَةِ وَيُقَالُ : الطَّاحِيُّ الْبَصْرِيُّ أَخُو نُوحِ بْنِ قَيْسٍ ، وَكَانَ الأَكْبَرَ . رَوَى عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ ، وَعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ ، وَقَتَادَةَ بْنِ دَعَامَةَ . رَوَى عَنْهُ عَلِيُّ بْنُ نَصْرٍ الْجَهْضَمِيُّ الْكَبِيْرُ ، وَمُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، وَأَخُوهُ نُوحُ بْنُ قَيْسٍ . وَثَّقَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ وَالْعِجْلِيُّ . وذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي كِتَابِ الثِّقَاتِ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : صَدُوقٌ يُغْرِبُ مِنَ السَّابِعَةِ مُسْلِمٌ وَأَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ فِي الشَّمَائِلِ النَّسَائِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّالِثَةُ تَعْدِيْلاً .
4- قَتَادَةُ بْنُ دَعَامَةَ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 27 ] . ثِقَةٌ ثَبْتٌ .
5- أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 51 ] .
رَابِعَاًً : الْحَكَمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
هَذَا الْحَدِيثُ إِسْنَادُهُ حَسَنٌ لأَنَّ فِيهِ خَالِدُ بْنُ قَيْسٍ ، وَنُوحُ بْنُ قَيْسٍ ، وَنَافِعُ بْنُ خَالِدٍ الطَّاحِيُّ ، وَهُمْ صَدُوقُونَ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ خَالِدِ بْنِ قَيْسِ بْنِ رَبَاحٍ الأزْدِيِّ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج3/ص167/572) ، معرفة الثِّقَات (ج1/ص331/392) ، الجرح والتعديل (ج3/ص348/1571) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج8/ص153/1645) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص368/1348) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص190/1668) .(1/55)
وَقَالَ الْهَيْثَمِيُّ فِي ( مَجْمَعِ الزَّوَائِدِ ج10/ص395) : رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى وَالطَّبَرَانِيُّ فِي الأَوْسَطِ بِنَحْوِهِ ، وَالْبَزَّارُ ، وَرِجَالُهُمْ رِجَالُ الصَّحِيحِ غَيْرُ نَافِعِ بْنِ خَالِدٍ الطَّاحِيِّ وَهُوَ ثِقَةٌ .
وَقَالَ الضِّيَاءُ الْمَقْدِسِيُّ : إِسْنَادُهُ حَسَنٌ .
وَقَالَ الْمُنْذِرِيُّ فِي ( التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ ج4/ص317/5764) : رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى وَالطَّبَرَانِيُّ وَالْبَزَّارُ ، وَأَسَانِيدُهُمْ صِحَاحٌ .
وقال الأَلْبَانِيُّ : فِي ( صحيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ ج3/ص276/ح3774) : صَحِيحٌ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 204 }
وَأَخْرَجَ الْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ ، وَابْنُ مَاجَهْ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « يُؤْتَي بِالْمَوْتِ فِي هَيْئَةِ كَبْشٍ أَمْلَحَ فَيُوقُفَ عَلَى الصِّرَاطِ ، فَيُقَالُ : يا أَهْلَ الْجَنَّةِ ، فَيَطَّلِعُونَ خَائِفِينَ وَجِلِينَ مَخَافَةَ أَنْ يَخْرُجُوا مِمَّا هُمْ فِيهِ ، فَيُقَالُ : أَتَعْرِفُونَ هَذَا ؟ ، فَيَقُولُونَ : نَعَمْ هَذَا الْمَوْتُ ، فَيُقَالُ : يا أَهْلَ النَّارِ ، فَيَطَّلِعُونَ مُسْتَبْشِرِينَ فَرِحِينَ أَنْ يُخْرَجُوا من مَكَانِهِمْ الذي هُمْ فِيهِ ، فَيُقَالُ : هل تَعْرِفُونَ هَذَا ؟ ، فَيَقُولُونَ : نَعَمْ هَذَا الْمَوْتُ ، فَيُؤْمَرُ بِهِ ، فَيُذْبَحُ على الصِّرَاطِ ، فَيُقَالُ لِلْفَرِيقَيْنِ : خُلُودٌ فِيمَا تَجِدُونَ (1) ، لا مَوْتَ فِيهَا أَبَدَاً » .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
__________
(1) فِى الْمَخْطُوطَةِ (ب) تجزون .(1/56)
أَخْرَجَهُ ابْنُ مَاجَهْ فِي ( سُنَنِهِ / كِتَابُ الزُّهْدِ ، بَابُ ذِكْرِ الشَّفَاعَةِ ج2/ص1447/4327) قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « يُؤْتَي بِالْمَوْتِ يوم الْقِيَامَةِ ، فَيُوقَفُ على الصِّرَاطِ ، فَيُقَالُ : يا أَهْلَ الْجَنَّةِ ، فَيَطَّلِعُونَ خَائِفِينَ وَجِلِينَ أَنْ يُخْرَجُوا من مَكَانِهِمْ الذي هُمْ فيهِ ، ثُمَّ يُقَالُ : يا أَهْلَ النَّارِ ، فَيَطَّلِعُونَ مُسْتَبْشِرِينَ فَرِحِينَ أَنْ يُخْرَجُوا من مَكَانِهِمْ الذي هُمْ فِيهِ ، فَيُقَالُ : هل تَعْرِفُونَ هَذَا ؟ ، قالوا : نَعَمْ هَذَا الْمَوْتُ ، قَالَ : فَيُؤْمَرُ بِهِ ، فَيُذْبَحُ على الصِّرَاطِ ، ثُمَّ يُقَالُ لِلْفَرِيقَيْنِ كِلاهُمَا : خُلُودٌ فِيمَا تَجِدُونَ ، لا مَوْتَ فِيهَا أَبَدَاً » .
وأَخْرَجَهُ الْحَاكِمُ فِي ( مستدركه / كِتَابُ الإِيْمَانِ ج1/ص156/278) مِنْ طَرِيقِ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو بِمِثْلِهِ .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ فِي ( مُسْنَدِهِ ج2/ص261/ 7537) مِنْ طَرِيقِ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ وَمُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُمَيْرٍ كِلاهُمَا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو بِمِثْلِهِ .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ(1/57)
1- عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ (1) عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُوَاسَتَي الْعَبْسِيُّ مَوْلاهُمْ ، أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ . رَوَى عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ ، وَأَبِي دَاوُدَ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ الطَّيَالِسِيِّ ، وَمُحَمَّدِ بْنِ بِشْرٍ الْعَبْدِيِّ ، وَخَلْقٍ . رَوَى عَنْهُ الْبُخَارِيُّ ، وَمُسْلِمٌ ، وَأَبُو دَاوُدَ ، وَابْنُ مَاجَهْ وَغَيْرُهُمْ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ حَافِظٌ صَاحِبُ تَصَانِيفَ مِنَ الْعَاشِرَةِ مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وثلاثين وَمِائَتَيْنِ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ وَأَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ . مَرْتَبَتُهُ : الأولَى تَعْدِيْلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ : الثِّقَات (ج8/ص358/13859) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج16/ص34/3526) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص592/2946) ، تَهْذِيبُ التّهْذِيبِ (ج12/ص30/133) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص320/3575) .(1/58)
2- مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ الْعَبْدِيُّ (1) مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرِ بْنِ الْفُرَافِصَةِ بْنِ الْمُخْتَارِ الْحَافِظُ الْعَبْدِيُّ أبُو عَبْدِ اللهِ الْكُوفِيُّ . رَوَى عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ ، وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ ، وَعِدَّةٍ . وَعَنْهُ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيُّ ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَإِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ ، وَغَيْرُهُمْ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ حَافِظٌ مِنَ التَّاسِعَةِ مَاتَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَمِائَتَيْنِ الْكُتُبُ السِّتَّةُ . مَرْتَبَتُهُ : الأُولَى تَعْدِيْلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرٍ الْعَبْدِيِّ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج1/ص45/87) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج24/ص520/5088) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص159/4742) ، تَهْذِيبُ التّهْذِيبِ (ج9/ص64/90) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص469/5756) .(1/59)
3- مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ بْنِ وَقَّاصٍ اللَّيْثِيُّ (1) أَبُو عَبْدِ اللهِ الْمَدَنِيُّ . رَوَى عَنْ أَبِيهِ ، وَأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، وَمُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيِّ ، وَغَيْرِهِمْ . رَوَى عَنْهُ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وَمَاتَ قَبْلَهُ ، وَشُعْبَةُ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ الْعَبْدِيُّ ، وَآخَرُونَ . وَقَالَ ابْنُ خَيْثَمَةَ : سُئِلَ ابْنُ مَعِينٍ عَنْهُ فَقَالَ : مَا زَالَ النَّاسُ يَنَّقُونَ حَدِيثَهُ ، قِيلَ لَهُ : وَمَا عِلَّةُ ذَلِكَ ؟ ، قَالَ : كَانَ يُحَدِّثُ مَرَّةً عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بِالشَّيْءِ مِنْ رِوَايَتِهِ ، ثُمَّ يُحَدِّثُ بِهِ مَرَّةً أُخْرَى عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ . وَقَالَ الْجَوْزَجَانِيُّ : لَيْسَ بِقَوِيِّ الْحَدِيثِ وَيُشْتَهَى حَدِيثُهُ . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ : صَالِحُ الْحَدِيثِ يُكْتَبُ حَدِيثُهُ وَهُوَ شَيْخٌ . وَقَالَ النَّسَائِيُّ : لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ ، وَقَالَ مَرَّةً : ثِقَةٌ . وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ : لَهُ حَدِيثٌ صَالِحٌ ، وَقَدْ حَدَّثَ عَنْهُ جَمَاعَةٌ مِنَ الثِّقَاتِ ، وَرَوَى عَنْهُ مَالِكٌ فِي الْمُوَطَّأِ ، وَأَرْجُو أنَّهُ لا بَأْسَ بِهِ . وذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ ، وَقَالَ : يُخْطِئُ . وَقَالَ يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ : هُوَ وَسَطٌ ، وَإِلَى الضَّعْفِ مَا هُوَ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : صَدُوقٌ لَهُ أَوْهَامٌ مِنَ السَّادِسَةِ مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ عَلَى الصَّحِيحِ الْكُتُبُ السِّتَّةُ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو بْنِ عَلْقَمَةَ بْنِ وَقَّاصٍ اللَّيْثِيِّ : تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج26/ص212/5513) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص207/5087) ، تَهْذِيبُ التّهْذِيبِ (ج9/ص333/619) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص499/6188) .(1/60)
مَرْتَبَتُهُ : الرَّابِعَةُ تَعْدِيْلاً .
4- أبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 65 ] . ثِقَةٌ مُكْثِرٌ .
5- أبُو هُرَيْرَةَ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 19 ] .
رَابِعَاًً : الْحَكَمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
هَذَا الْحَدِيثُ إِسْنَادُهُ حَسَنٌ لأَنَّ فِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو ، وَهُوَ صَدُوقٌ .
قَالَ الْحَاكِمُ : هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ ، وَوَافَقَهُ الذَّهَبِيُّ فِي تَلْخِيصِهِ .
وَقَالَ الْبُوصِيرِىُّ فِي ( مِصْبَاحِ الزُّجَاجَةِ ج4/ص264/7451) : هَذَا إسْنَادٌ صَحِيحٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ ، رَوَى الْبُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ طَرَفَاً مِنْهُ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ ، وَلَهُ شَاهِدٌ فِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ .
وَقَالَ الْمُنْذِرِيُّ فِي ( التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ ج4/ص317/ 5763) : رَوَه ُابْنُ مَاجَهْ بِإِسْنَادٍ جَيِّدٍ .
وصححه الأَلْبَانِيُّ فِي ( صَحِيحِ ابْنِ مَاجَهْ ج2/ص435/ح3418) ، و ( صَحِيحِ التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ ج3/ص275 /ح3773) . وَقَالَ شُعَيْبُ الأَرْنَؤُوطُ فِي تعليقه على المسند (ج2/ص261/ح7537) : صَحِيحٌ ، وَهَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ .
خَامِسَاً : مَعْنَى الْحَدِيثِ(1/61)
قَالَ ابْنُ حَجَرٍ فِي « فَتْحِ الْبَارِي » (1) : قَالَ الْقَاضِي أَبُو بَكْر بْنُ الْعَرَبِيِّ : اُسْتُشْكِلَ هَذَا الْحَدِيث لِكَوْنِهِ يُخَالِفُ صَرِيحَ الْعَقْلِ لأَنَّ الْمَوْت عَرَضٌ ، وَالْعَرَض لا يَنْقَلِب جِسْمَاً ، فَكَيْف يُذْبَح ؟ ، فَأَنْكَرَتْ طَائِفَة صِحَّة هَذَا الْحَدِيث وَدَفَعَتْهُ ، وَتَأَوَّلَتْهُ طَائِفَةٌ فَقَالُوا : هَذَا تَمْثِيلٌ وَلا ذَبْحَ هُنَاكَ حَقِيقَةً . وَقَالَتْ طَائِفَةٌ : بَلْ الذَّبْحُ عَلَى حَقِيقَتهِ ، وَالْمَذْبُوحُ مُتَوَلِّي الْمَوْتِ ، وَكُلّهمْ يَعْرِفهُ ، لأَنَّهُ الَّذِي تَوَلَّى قَبْضَ أَرْوَاحِهِمْ .
__________
(1) فتح الباري (ج11/ص421) .(1/62)
قُلْتُ : وَارْتَضَى هَذَا بَعْض الْمُتَأَخِّرِينَ وَحَمَلَ قَوْله « هُوَ الْمَوْت الَّذِي وُكِّلَ بِنَا » عَلَى أَنَّ الْمُرَاد بِهِ مَلَك الْمَوْت لِأَنَّهُ هُوَ الَّذِي وُكِّلَ بِهِمْ فِي الدُّنْيَا كَمَا قَالَ تَعَالَى فِي سُورَة الم السَّجْدَة ، وَاسْتَشْهَدَ لَهُ مِنْ حَيْثُ الْمَعْنَى بِأَنَّ مَلَكَ الْمَوْت لَوْ اِسْتَمَرَّ حَيًّا لَنَغَّصَ عَيْش أَهْل الْجَنَّة . وَأَيَّدَهُ بِقَوْلِهِ فِي حَدِيث الْبَاب « فَيَزْدَاد أَهْل الْجَنَّة فَرَحَاً إِلَى فَرَحهمْ ، وَيَزْدَاد أَهْل النَّار حُزْنَاً إِلَى حُزْنهمْ » ، وَتُعُقِّبَ بِأَنَّ الْجَنَّةَ لا حُزْنَ فِيهَا أَلْبَتَّةَ ، وَمَا وَقَعَ فِي رِوَايَة اِبْن حِبَّانَ « أَنَّهُمْ يَطَّلِعُونَ خَائِفِينَ » إِنَّمَا هُوَ تَوَهُّم لا يَسْتَقِرُّ ، وَلا يَلْزَم مِنْ زِيَادَة الْفَرَح ثُبُوت الْحُزْن ، بَلْ التَّعْبِير بِالزِّيَادَةِ إِشَارَة إِلَى أَنَّ الْفَرَح لَمْ يَزُلْ ، كَمَا أَنَّ أَهْل النَّار يَزْدَاد حُزْنهمْ ، وَلَمْ يَكُنْ عِنْدهمْ فَرَح إِلاَّ مُجَرَّد التَّوَهُّم الَّذِي لَمْ يَسْتَقِرّ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي " بَاب نَفْخ الصُّور " عِنْد نَقْل الْخِلَاف فِي الْمُرَاد بِالْمُسْتَثْنَى فِي قَوْله تَعَالَى « فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلاَّ مَنْ شَاءَ اللهُ » قَوْل مَنْ زَعَمَ أَنَّ مَلَكَ الْمَوْت مِنْهُمْ . وَوَقَعَ عِنْدَ عَلِيِّ بْنِ مَعْبَدٍ مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ « ثُمَّ يَأْتِي مَلَكُ الْمَوْت فَيَقُول : رَبِّ بَقِيت أَنْتَ الْحَيّ الْقَيُّوم الَّذِي لا يَمُوت وَبَقِيت أَنَا ، فَيَقُولُ : أَنْتَ خَلْق مِنْ خَلْقِي فَمُتْ ، ثُمَّ لا تَحْيَا ، فَيَمُوتُ » .(1/63)
وَأَخْرَجَ اِبْن أَبِي الدُّنْيَا مِنْ طَرِيقِ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ قَالَ : بَلَغَنِي أَنَّ آخِرَ مَنْ يَمُوتُ مِنْ الْخَلائِق مَلَكُ الْمَوْتِ ، فَيُقَال لَهُ : يَا مَلَكَ الْمَوْت مُتْ مَوْتَاً لا تَحْيَا بَعْده أَبَدَاً . فَهَذَا لَوْ كَانَ ثَابِتَاً لَكَانَ حُجَّةً فِي الرَّدِّ عَلَى مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ الَّذِي يُذْبَح لِكَوْنِهِ مَاتَ قَبْل ذَلِكَ مَوْتَاً لا حَيَاةَ بَعْدَهُ ، لَكِنَّهُ لَمْ يَثْبُتْ . وَقَالَ الْمَازِرِيُّ : الْمَوْتُ عِنْدنَا عَرَضٌ مِنْ الأَعْرَاض ، وَعِنْد الْمُعْتَزِلَة لَيْسَ بِمَعْنَىً ، وَعَلَى الْمَذْهَبَيْنِ لا يَصِحّ أَنْ يَكُون كَبْشَاً وَلا جِسْمَاً ، وَأَنَّ الْمُرَادَ بِهَذَا التَّمْثِيلُ وَالتَّشْبِيهُ . ثُمَّ قَالَ : وَقَدْ يَخْلُق اللهُ تَعَالَى هَذَا الْجِسْمَ ، ثُمَّ يُذْبَحُ ، ثُمَّ يُجْعَل مِثَالاً لأَنَّ الْمَوْتَ لا يَطْرَأ عَلَى أَهْلِ الْجَنَّةِ . وَقَالَ الْقُرْطُبِيّ فِي التَّذْكِرَةِ : الْمَوْتُ مَعْنَىً وَالْمَعَانِي لا تَنْقَلِبُ جَوْهَرَاً ، وَإِنَّمَا يَخْلُق اللهُ أَشْخَاصَاً مِنْ ثَوَاب الأَعْمَال ، وَكَذَا الْمَوْت يَخْلُق اللهُ كَبْشَاً يُسَمِّيهِ الْمَوْت وَيُلْقِي فِي قُلُوب الْفَرِيقَيْنِ أَنَّ هَذَا الْمَوْت يَكُون ذَبْحُهُ دَلِيلاً عَلَى الْخُلُودِ فِي الدَّارَيْنِ . وَقَالَ غَيْره : لا مَانِع أَنْ يُنْشِئَ اللهُ مِنْ الأَعْرَاض أَجْسَادَاً يَجْعَلهَا مَادَّة لَهَا كَمَا ثَبَتَ فِي صَحِيح مُسْلِمٍ فِي حَدِيث « إِنَّ الْبَقَرَة وَآلَ عِمْرَانَ يَجِيئَانِ كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ » وَنَحْو ذَلِكَ مِنْ الأَحَادِيث .(1/64)
قَالَ الْقُرْطُبِيُّ : وَفِي هَذِهِ الأَحَادِيث التَّصْرِيحُ بِأَنَّ خُلُود أَهْل النَّار فِيهَا لا إِلَى غَايَة أَمَد ، وَإِقَامَتهمْ فِيهَا عَلَى الدَّوَام بِلا مَوْت وَلا حَيَاة نَافِعَة وَلا رَاحَة ، كَمَا قَالَ تَعَالَى « لا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا » ، وَقَالَ تَعَالَى « كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا » قَالَ : فَمَنْ زَعَمَ أَنَّهُمْ يَخْرُجُونَ مِنْهَا وَأَنَّهَا تَبْقَى خَالِيَة أَوْ أَنَّهَا تَفْنَى وَتَزُول فَهُوَ خَارِجٌ عَنْ مُقْتَضَى مَا جَاءَ بِهِ الرَّسُولُ ، وَأَجْمَعَ عَلَيْهِ أَهْلُ السُّنَّةِ . اهـ
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 205 }
وَأَخْرَجَ هَنَّادٌ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ فِي قَوْلِهِ : { لابِثَينَ فِيهَا أَحْقَابَاً } (1) قَالَ : الْحِقْبُ ثَمَانُونَ سَنَةً ، السَّنَةُ ثَلاثُمِائَةٍ وَسِتُّونَ يَوْمَاً ، كُلُّ يَوْمٍ أَلْفُ سَنَةٍ .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الأَثَرِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ هَنَّادٌ فِي ( الزُّهْدِ / بَابُ الْخُلُودِ فِي النَّارِ ج1/ص159/219) قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : الْحِقْبُ ثَمَانُونَ سَنَةً ، السَّنَةُ ثَلاثُمِائَةٍ وَسِتُّونَ يَوْمَاً ، كُلُّ يَوْمٍ أَلْفُ سَنَةٍ .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ ابْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ فِي ( تَفْسِيْرِهِ ج30/ص11) مِنْ طَرِيقِ شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللهِ النَّخَعِيِّ ، وَالْبَزَّارُ فِي ( مُسْنَدِهِ كَمَا فِي كَشْفِ الأَسْتَارِ ج3/ص78/ح2278) مِنْ طَرِيقِ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ ، كِلاهُمَا عَنْ عَاصِمٍ بِمِثْلِهِ .
__________
(1) سُورَةُ النبأ : الآيَةُ 23.(1/65)
وأَخْرَجَهُ ابْنُ أَبِى حَاتِمٍ فِي ( تَفْسِيْرِهِ ج10/ص3394/19098) تَعْلِيقَاً عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ .
وأَخْرَجَهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ فِي ( تَفْسِيْرِهِ كَمَا فِي اللآلِيءِ الْمَصْنُوعَةِ ج2/ص387) مِنْ طَرِيقِ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ عَاصِمٍ بِهِ ، وَلَفْظُهُ قَالَ : الْحِقْبُ ثَمَانُونَ عَامَاً ، الْيَوْمُ مِنْهَا كَسُدُسِ الدُّنْيَا .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الأَثَرِ(1/66)
1- أبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ (1) أبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشِ بْنِ سَالِمٍ الأَسَدِيُّ الْكُوفِيُّ الْحَنَّاطُ ، مَشْهُورٌ بِكُنْيَتِهِ ، وَالأَصَحُّ أَنَّهَا اسْمُهُ . رَوَى عَنْ أَبِيهِ ، وَحُمَيْدٍ الطَّوِيلِ ، وَعَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ وَغَيْرِهِمْ . وَعَنْهُ الثَّوْرِيُّ ، وَابْنُ الْمُبَارَكِ ، وَأَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَهَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ ، وَآخَرُونَ . أَثْنَى عَلَيْهِ ابْنُ الْمُبَارَكِ . وَقَالَ أحمد : صَدُوقٌ صَالِحٌ صَاحِبُ قُرْآنٍ وَخَيْرٍ . وَقَالَ مَرَّةً : ثِقَةٌ وَرُبَّمَا غَلَطَ . وَوَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ ، وذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ . وَقَالَ ابن عديٍّ : أَبُو بَكْرٍ هَذَا كُوفِيٌّ مَشْهُورٌ وَهُوَ يَرْوِي عَنْ أَجِلَّةِ النَّاسِ ، هُوَ فِي كُلِّ رِوَايَاتِهِ عَنْ كُلِّ مَنْ رَوَى عَنْهُ لا بَأْسَ بِهِ ، وَذَلِكَ أَنِّي لَمْ أَجِدْ لَهُ حَدِيثَاً مُنْكَرَاً إذَا رَوَى عَنْهُ ثِقَةٌ ، إِلاَّ أَنْ يَرْوِي عَنْ ضَعِيفٍ . وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ : وَكَانَ مِنَ الْعُبَّادِ الْحُفَّاظِ الْمُتْقِنِينَ وَكَانَ يَحْيَى الْقَطَّانُ وَعَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ يُسِيئَانِ الرَّأْيَ فِيهِ ، وَذَلِكَ أَنَّهُ لَمَّا كَبِرَ سَاءَ حِفْظُهُ ، فَكَانَ يَهِمُ إِذَا رَوَى ، وَالْخَطَأُ وَالْوَهْمُ شَيْئَانِ لا يَنْفَكُ عَنْهُمَا الْبَشَرُ ، فَمَنْ كَانَ لا يَكُثُرُ ذَلِكَ مِنْهُ فَلا يَسْتَحِقُّ تَرْكَ حَدِيثِهِ بَعْدَ تَقَدُّمِ عَدَالَتُهُ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ أبِى بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ : تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج33/ص129/7252) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص412/6535) ، تَهْذِيبُ التّهْذِيبِ (ج12/ص37/151) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص624/7985) .(1/67)
وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ عَابِدٌ إِلاَّ أَنَّهُ لَمَّا كَبِرَ سَاءَ حِفْظُهُ ، وَكِتَابُهُ صَحِيحٌ ، مِنَ السَّابِعَةِ مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ ، وَقِيلَ : قَبْلَ ذَلِكَ بِسَنَةٍ أَوْ سَنَتَيْنِ ، وَقَدْ قَارَبَ الْمِئَةَ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ فِي الْمُقَدِّمَةِ وَالأَرْبَعَةُ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيْلاً .
2- عَاصِمُ بْنُ أبِى النُّجُودِ صَدُوقٌ لَهُ أوْهَامٌ حُجَّةٌ فِي الْقِرَاءةِ ، سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 15 ] .
3- أبُو صَالِحٍ السَّمَّانُ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 15 ] . ثِقَةٌ ثَبْتٌ .
4- أبُو هُرَيْرَةَ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 19 ] .
رَابِعَاًً : الْحُكْمُ عَلَى إِسْنَادِ الأَثَرِ
هَذَا الأَثَرُ إِسْنَادُهُ حَسَنٌ لأَنَّ فِيهِ عَاصِمُ بْنُ بَهْدَلَةَ ، وَهُوَ صَدُوقٌ . وَلا يُعَدُّ مِنَ الْمَرْفُوعِ حُكْمَاً لأَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ كَثِيْرَ الأَخْذِ عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ . وَقَالَ الْهَيْثَمِيُّ فِي ( مَجْمَعِ الزَّوَائِدِ ج7/ص133) : قَوْلُهُ تَعَالَى { لابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابَاً } عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ : قَوْلُهُ { لابِثَينَ فِيهَا أَحْقَابَاً } قَالَ : الْحِقْبُ ثَمَانُونَ سَنَةً . رَوَاهُ الْبَزَّارُ ، وَفِيهِ حَجَّاجُ بْنُ نُصَيْرٍ وَثَّقَهُ ابْنُ حِبَّانَ ، وَقَالَ : يُخْطِئُ وَيَهِمُ ، وَضَعَّفَهُ جَمَاعَةٌ ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ .
خَامِسَاً : تَنْبِيهَاتٌ
[1] أَخْرَجَ الْحَاكِمُ فِي ( مُسْتَدْرَكِهِ ج2/ص556/3890) قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو بَلْجٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى { لابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابَاً } قَالَ : الْحِقْبُ ثَمَانُونَ سَنَةً .(1/68)
وَقَالَ : هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ . وَوَافَقَهُ الذَّهَبِيُّ فِي تَلْخِيصِهِ .
[2] وَرَدَ هَذَا الأَثَرُ مَرْفُوعَاً عِنْدَ الْبَزَّارِ كَمَا قَالَ الْهَيْثَمِيُّ فِي ( كَشْفِ الأَسْتَارِ ج3/ص78/ح2278) .
وَقَالَ الْبَزَّارُ فِي ( مُسْنَدِهِ ) : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْقُدُّوسِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْكَبِيْرِ حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ نُصَيْرٍ حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى الْعَوَذِيُّ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَفَعَهُ { لابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابَاً } قَالَ : الْحِقْبُ ثَمَانُونَ سَنَةً .
قَالَ الْبَزَّارُ : لا نَعْلَمُ أَحَدَاً رَفَعَهُ إِلاَّ الْحَجَّاجُ ، وَغَيْرُهُ يُوقِفُهُ .
[3] وَلِلأَثَرِ شَوَاهِدُ أُخَرُ أَوْرَدَهَا الْمُصَنِّفُ فِي التَّفْسِيْرِ الْمَأْثُورِ وَاللهُ أَعْلَمُ .
وَسُئِلَ الدَّارَقُطْنِيُّ فِي ( الْعِلَلِ الْوَارِدَةِ فِي الأَحَادِيثِ النَّبَوِيَّةِ ج8/ص208/1519) : عَنْ حَدِيثِ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِي قَوْلِهِ - عز وجل - { لابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابَاً } قَالَ : الْحِقْبُ ثَمَانُونَ عَامَاً ، فَقَالَ : يَرْوِيهِ عَاصِمُ بْنُ أَبِي النُّجُودِ وَاخْتُلِفَ عَنْهُ ، فَرَوَاهُ أَبَانُ بْنُ يَزِيدَ الْعَطَّارِ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، قَالَهُ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ عَنْهُ ، وَخَالَفَهُ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَشَيْبَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ ، وَرَفْعُهُ لا يَثْبُتُ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 206 }(1/69)
وَأَخْرَجَ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيْرِ وَالأَوْسَطِ ، وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ : أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - بَعَثَهُ إِلَى الْيَمَنِ ، فَلَمَّا قَدِمَ عَلَيْهِمْ ، قَالَ : « أيُّهَا النَّاسُ ؛ إِنِّي رَسُولُ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَيْكُمْ ، يُخْبِرُكُمْ أَنَّ الْمَرَدَّ إِلَى اللهِ ، وَإِلَى (1) جَنَّةٍ أَوْ نَارٍ ، خُلُودٌ بِلا مَوْتٍ ، وَإِقَامَةٌ بِلا ظَعَنٍ (2) فِي أَجْسَادٍ لا تَمُوتُ » .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي ( الْمُعْجَمِ الْكَبِيْرِ ج20/ص175/375) قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عِرْقٍ الْحِمْصِيُّ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصَفَّى ثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ ثَنَا حَبِيبُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ : أَنّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - بَعَثَهُ إلى الْيَمَنِ ، فَلَمَّا قَدِمَ عَلَيْهِمْ قَالَ : « يَا أَيُّهَا النَّاسُ ؛ إِنِّي رَسُولُ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَيْكُمْ ، يُخْبِرُكُمْ : أَنَّ الْمَرَدَّ إِلَى اللهِ ، إلَى جُنَّةٍ أو نَارٍ ، خُلُودٌ وَلا مَوْتَ ، وَإِقَامَةٌ وَلا ظَعْنَ » .
وَتَابَعَ بَقِيَّةَ بْنَ الْوَلِيدِ عَنْ حَبِيبِ بْنِ صَالِحٍ : سَعِيدُ بْنُ بَشِيْرٍ .
__________
(1) فى المخطوطات الثلاثة بدون الواو واثبتناها لتمام المعنى .
(2) ظعن : ظعن يظعن إذا سافر وأصل الظعائن الهوادج لكون النساء فيها وقد يقال لها ظعائن وإن لم يكن فيها نساء .والظعينة المرأة المسافرة(النهاية فِي غريب الأثر ج3/ص157، تفسير غريب ما فِي الصحيحين البخاري ومسلم ج1/ص54) .(1/70)
فَقَدْ أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي ( الْمُعْجَمِ الأَوْسَطِ ج2/ص181/1651) مِنْ طَرِيقِ سَعِيدِ بْنِ بَشِيْرٍ عَنْ حَبِيبِ بْنِ صَالِحٍ بِنَحْوِهِ وَبِهَذِهِ الزِّيَادَةِ « فِي أَجْسَادٍ لا تَمُوتُ » .
وَقَالَ : لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ حَبِيبٍ إِلاَّ سَعِيدٍ .
وَتَابَعَ حَبِيبَ بْنَ صَالِحٍ عَنِ ابْنِ سَابِطٍ : عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ .
فَقَدْ أَخْرَجَهُ الْحَاكِمُ فِي ( مُسْتَدْرَكِهِ / كِتَابُ الإيْمَانِ ج1/ص157/281) مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ بِمِثْلِهِ ، لَكِنْ زَادَ وَاسِطَةً بَيْنَ ابْنِ سَابِطٍ وَمُعَاذٍ : عَمْرَو بْنَ مَيْمُونٍ الأَوْدِيَّ .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ أبُو نُعَيْمٍ فِي ( حِلْيَةِ الأَوْلِيَاءِ ج1/ص236) مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ بِمِثْلِهِ .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
1- مُحَمَّدُ بْنُ إبْرَاهِيمَ بْنِ عِرْقٍ الْحِمْصِيُّ لَمْ أَجِدْهُ .
وَالصَّوَابُ أَنَّهُ : إبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِرْقٍ الْحِمْصِيُّ ، لَكِنَّهُ انْقَلَبَ عَلَى نَاسِخِ الْمُعْجَمِ . فإِنَّهُ هُوَ الْمَعْرُوفُ فِي شُيُوخِ الطَّبَرَانِيَّ . وَيَرْوِي عَنْ : عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ الضَّحَّاكِ ، وَعَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ الدِّمَشْقِيِّ ، وَمُحَمَّدِ بْنِ الْمُصَفَّى ، وَأَهْلِ هَذِهِ الطَّبَقَةِ .(1/71)
2- مُحَمَّدُ بْنُ الْمُصَفَّى (1) مُحَمَّدُ بْنُ مُصَفَّى بْنِ بُهْلُولٍ الْقُرَشِيُّ أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحِمْصِيُّ الْحَافِظُ . رَوَى عَنْ أَبِيهِ ، وَبَقِيَّةَ بْنِ الْوَلِيدِ ، وَمُحَمَّدِ بْنِ حَرْبٍ الْخَوْلانِيِّ وَغَيْرِهِمْ . رَوَى عَنْهُ أَبُو دَاوُدَ ، وَالنَّسَائِيُّ ، وَابْنُ مَاجَهْ ، وَإبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِرْقٍ الْحِمْصِيُّ . قَالَ أبُو حَاتِمٍ : صَدُوقٌ . وَقَالَ النسائي : صَالِحٌ . وذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ ، وَقَالَ : كَانَ يخطئُ . وَقَالَ مَسْلَمَةُ بْنُ قَاسِمٍ : ثِقَةٌ مَشْهُورٌ . وَقَالَ النَّسَائِيُّ فِي أَسْمَاءِ شُيُوخِهِ : صَدُوقٌ . وَقَالَ أبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيٌّ : أَنَّ مُحَمَّدَ بْنُ مُصَفَّى كَانَ مِمَّنْ يُدَلِّسُ تَدْلِيسَ التَّسْوِيَةِ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : صَدُوقٌ لَهُ أَوْهَامٌ وَكَانَ يُدَلِّسُ مِنَ الْعَاشِرَةِ مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ أبُو دَاوُدَ النَّسَائِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ . مَرْتَبَتُهُ : الرَّابِعَةُ تَعْدِيْلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُصَفَّى : تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج26/ص465/5613) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص222/5157) ، تَهْذِيبُ التّهْذِيبِ (ج9/ص406/744) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص507/6304 .(1/72)
3- بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيد ِ (1) بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ صَائِدٍ الْكِلاعِيُّ الْحِمْيَرِيُّ أبُو يُحْمِدٍ بِضَمِّ التَّحْتَانِيَّةِ وَسُكُونِ الْمُهْمَلَةِ وَكَسْرِ الْمِيمِ الْحِمْصِيُّ . رَوَى عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ ، وَسَعِيدِ بْنِ بَشِيْرٍ ، وَشُعْبَةَ بْنِ الْحَجَّاجِ ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرٍو ، وَخَلْقٍ . رَوَى عَنْهُ إسحاق بن راهويه ، وإسماعيل بن عياش ، وحماد بن زيد ، وحماد بن سلمة ، ومحمد بن المصفى بن بهلول ، وخلق . أَحَدُ الأَئِمَّةِ الْحُفَّاظِ ، يَرْوِي عَمَّنْ دَبَّ وَدَرَجَ ، وَلَهُ غَرَائِبُ تُسْتَنْكَرُ أَيْضَاً عَنِ الثِّقَاتِ لِكَثْرَةِ حَدِيثِهِ . قَالَ ابْنُ خُزَيْمَةَ : لا احْتَجُّ بِبِقَيَّةَ . وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : لَهُ مَنَاكِيْرُ عَنِ الثِّقَاتِ . وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ : لِبَقِيَّةَ أَحَادِيثُ صَالِحَةٌ ، وَيُخَالِفُ الثِّقَاتِ . وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ وَأَبُو زُرْعَةَ وَغَيْرُهُمَا : إذَا رَوَى بَقِيَّةُ عَنْ ثِقَةٍ فَهُوَ حُجَّةٌ . وَقَالَ النَّسَائِيُّ : إذَا قَالَ ثَنَا وَأَنْبَأ فَهُوَ ثِقَةٌ ، وَإذَا قَالَ عَنْ فُلانٍ وَفُلانٍ فَلا ، قَالَ أَبُو مُسْهِرٍ : أَحَادِيثُ بَقِيَّةَ غَيْرُ نَقِيَّةٍ ، فَكُنْ مِنْهَا عَلَى تِقَيَّةٍ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ بَقِيَّةَ بْنِ الْوَلِيدِ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج2/ص150/2012) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج2/ص434/1728 ، الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ج1/ص146/546) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج4/ص192/738) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص273/619) ، مِيزَانُ الاعْتِدَالِ فِي نَقْدِ الرِّجَالِ (ج2/ص45/1252) ، الْمُغْنِي فِي الضُّعَفَاءِ (ج1/ص109/944) ، تقريب التهذيب (ج1/ص126/734 ) .(1/73)
وَقَالَ أَبُو إِسْحَاقَ الْجَوْزَجَانِيُّ : رَحِمَ اللهُ بَقِيَّةَ مَا كَانَ يُبَالِي إِذَا وَجَدَ خُرَافَةً عَمَّنْ يَأْخُذُهُ ، فَإِنْ حَدَّثَ عَنِ الثِّقَاتِ فَلا بَأْسَ بِهِ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : صَدُوقٌ كَثِيْرُ التَّدْلِيسِ عَنِ الضُّعَفَاءِ ، مِنَ الثَّامِنَةِ ، مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَتِسْعِينَ ، وَلَهُ سَبْعٌ وَثَمَانُونَ الْبُخَارِيُّ تَعْلِيقَاً وَمُسْلِمٌ وَالأَرْبَعَةُ . مَرْتَبَتُهُ : الرَّابِعَةُ تَعْدِيْلاً .
4- حَبِيبُ بْنُ صَالِحٍ الطَّائِيُّ (1) حَبِيبُ بْنُ صَالِحٍ الطَّائِيُّ أَبُو مُوسَى الْحِمْصِيُّ . رَوَى عَنْ أَبِيهِ ، وَيَزِيدَ بْنِ شُرَيْحٍ الْحَضْرَمِيِّ ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ . وَعَنْهُ ابْنُهُ عَبْدُ الْعَزِيزِ ، وَحَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ ، وَبَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ قَالَ أبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ : لا نَعْلَمُ أَحَدَاً مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ طَعَن عَلَيْهِ فِي مَعْنَىً مِنَ الْمَعَانِي ، وَهُوَ مَشْهُورٌ فِي بَلَدِهِ بِالْفَضْلِ وَالْعِلْمِ وَسِعَتِهِ ، وَفِي انْتِقَادِهِ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ مِنَ السَّابِعَةِ مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ أبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيْلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ حَبِيبِ بْنِ صَالِحٍ الطَّائِيِّ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج2/ص321/2617) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج3/ص103/481) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج5/ص381/1091) ، الكاشف (ج1/ص308/911) ، تَهْذِيبُ التّهْذِيبِ (ج2/ص163/340) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص151/1098) .(1/74)
5- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَابِطٍ (1) عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَابِطٍ ، وَيُقَالُ : عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَابِطٍ الْقُرَشِيُّ الْجُمَحِيُّ الْمَكِّيُّ . تَابِعِيٌّ أَرْسَلَ عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - . رَوَى عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، وَالْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ ، وَأَبِيهِ سَابِطٍ الْجُمَحِيِّ وَلَهُ صُحْبَةٌ ، وَعَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ الأَوْدِيِّ ، وَمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ . رَوَى عَنْهُ حَبِيبُ بْنُ صَالِحٍ الطَّائِيُ ، وَحَسَّانُ بْنُ عَطِيَّةَ ، وَلَيْثُ بْنُ سَعْدٍ وَغَيْرُهُمْ . قَالَ ابْنُ مَعِينٍ : لَمْ يَسْمَعْ مِنْ جَابِرٍ وَلا مِنْ أَبِي أُمَامَةَ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ كَثِيْرُ الإِرْسَالِ مِنَ الثَّالِثَةِ ، مَاتَ سَنَةَ ثَمَانِي عَشَرَةَ مُسْلِمٌ وَالأَرْبَعَةُ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيْلاً .
6- عَمْرُو بْنُ مَيْمُونٍ الأَوْدِيُّ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 60 ] .
7- مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 159 ] .
رَابِعَاً : الْحُكْمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
__________
(1) تَرْجَمَةُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج5/ص294/960) ، مَعْرِفَةُ الثِّقَاتِ (ج2/ص77/1041) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج5/ص240/1137) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج17/ص123/3822) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص628/3198) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص340/3867) .(1/75)
هَذَا الْحَدِيثُ إِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ وَذَلِكَ لِلانْقِطَاعِ بَيْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ وَبَيْنَ مُعَاذٍ فِي رِوَايَةِ الطَّبَرَانِيِّ ، وَلِجَهَالَةِ شَيْخِ الطَّبَرَانِيِّ ، لَكِنَ الْحَدِيثُ صَحِيحٌ ، لأَنَّ رِوَايَةَ الْحَاكِمِ بَيَّنَتِ الْوَاسِطَةَ ، وَهُوَ عَمْرُو بْنُ مَيْمُونٍ الأَوْدِيُّ .
وَلِذَا قَالَ الْحَاكِمُ : هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، رُوَاتُهُ مَكِّيُّونَ ، وَمُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ الزِّنْجِيُّ إِمَامُ أَهْلِ مَكَّةَ وَمُفْتِيهِمْ ، إِلاَّ أَنَّ الشَّيْخَيْنِ قَدْ نَسَبَاهُ إِلَى أَنَّ الْحَدِيثَ لَيْسَ مِنْ صَنْعَتِهِ وَاللهُ أَعْلَمُ , وَوَافَقَهُ الذَّهَبِيُّ فِي التَّلْخِيصِ .
وَقَالَ الْهَيْثَمِيُّ فِي ( مَجْمَعِ الزَّوَائِدِ ج10/ص396) : رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيْرِ وَالأَوْسَطِ بِنَحْوِهِ ، وزاد فِيهِ : فِي أَجْسَادٍ لا تَمُوتُ ، وَإِسْنَادُ الْكَبِيْرِ جَيِّدٌ إِلاَّ أَنَّ ابْنَ سَابِطٍ لَمْ يُدْرِكْ مُعَاذَاً .
وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ (مَجْمَعِ الزَّوَائِدِ ج10/ص227) : رَوَاهُ الْبَزَّارُ وَرِجَالُهُ وُثِّقُوا إِلاَّ أَنَّ ابْنَ سَابِطٍ لَمْ يُدْرِكْ مُعَاذَاً .
وَقَالَ الْمُنْذِرِيُّ فِي ( التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ ج4/ص316) : رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيْرِ بِإِسْنَادٍ جَيِّدٍ إِلاَّ أَنَّ فِيهِ انْقِطَاعَاً .
وَقَالَ الأَلْبَانِيُّ فِي ( صَحِيحِ التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ ج2/ص275/ح3660) : صَحِيحٌ لِغَيْرِهِ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 207 }(1/76)
وَأَخْرَجَ الطَّبَرَانِيُّ وَأَبُو نُعَيْمٍ (1) عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « لَوْ قِيلَ لأَهْلِ النَّارِ : إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ فِي النَّارِ عَدَدَ كُلِّ حَصَاةٍ فِي الدُّنْيَا ، لَفَرِحُوا بِهَا ، وَلَوْ قِيلَ لأَهْلِ الْجَنَّةِ : إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ فِي الْجَنَّةِ عَدَدَ كُلِّ حَصَاةٍ فِي الدُّنْيَا ، لَحَزِنُوا ، وَلَكِنْ جُعِلَ لَهُمُ الأَبَدُ » .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيْرِ ( الْمُعْجَمِ الْكَبِيْرِ ج10/ص179/10384) قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ خَالَوَيْهِ الْوَاسِطِيُّ ثَنَا سَهْلُ بْنُ عُثْمَانَ ثَنَا الْحَكَمُ بْنُ ظُهَيْرٍ عَنِ السُّدِّيِّ عَنْ مُرَّةَ عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « لَوْ قِيلَ لأَهْلِ النَّارِ : إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ فِي النَّارِ عَدَدَ كُلِّ حَصَاةٍ فِي الدُّنْيَا ، لَفَرِحُوا بِهَا ، وَلَوْ قِيلَ لأَهْلِ الْجَنَّةِ : إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ فِي الْجَنَّةِ عَدَدَ كُلِّ حَصَاةٍ فِي الدُّنْيَا ، لَحَزِنُوا ، وَلَكِنْ جُعِلَ لَهُمُ الأَبَدُ » .
وأَخْرَجَهُ أبُو نُعَيْمٍ فِي ( حِلْيَةِ الأَوْلِيَاءِ ج4/ص168) مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ عَنْ سَهْلِ بْنِ عُثْمَانَ بِمِثْلِهِ . وَقَالَ : هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ مُرَّةَ وَالسُّدِّيِّ ، تَفَرَّدَ بِهِ الْحَكَمُ بْنُ ظُهَيْرٍ .
ثَانِيَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
__________
(1) فِى الْمَخْطُوطَةِ (ب) زيادة ابن مردوية .(1/77)
1- إِسْحَاقُ بْنُ خَالَوَيْهِ (1) إِسْحَاقُ بْنُ خَالَوَيْهِ أَبُو يَعْقُوبَ الْيَابَسِيرِيُّ الْوَاسِطِيُّ . رَوَى عَنْ عَلِيِّ بْنِ بَحْرٍ ، وَسَهْلِ بْنِ عُثْمَانَ . وَعَنْهُ الطَّبَرَانِيُّ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَجْرِيْحَاً .
2- سَهْلُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ فَارِسٍ (2) سَهْلُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ فَارِسٍ الْكِنْدِيُّ أَبُو مَسْعُودٍ الْعَسْكَرِيُّ الْحَافِظُ ، نَزِيلُ الرَّيِ . رَوَى عَنْ يَزِيدَ بْنِ زُرَيْعٍ ، وَحَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ ، وَحَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ ، وَعِدَّةٍ . وَعَنْهُ إِسْحَاقُ بْنُ خَالَوَيْهِ أَبُو يَعْقُوبَ الْيَابَسِيرِيُّ ، وَمُسْلِمٌ ، وَأَبُو زُرْعَةَ ، وَأَبُو حَاتِمٍ ، وَجَمَاعَةٌ . قَالَ أبُو حَاتِمٍ : صَدُوقٌ . وَقَالَ أبُو الشَّيْخِ : كَانَ كَثِيْرَ الْفَوَائِدِ . وذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : أَحَدُ الْحُفَّاظِ لَهُ غَرَائِبُ مِنَ الْعَاشِرَةِ مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وثلاثين مُسْلِمٌ .
مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيْلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ إسْحَاقَ بْنِ خَالَوَيْهِ : تَارِيْخُ الإِسْلامِ (ج22/ص107) .
(2) تَرْجَمَةُ سَهْلِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ فَارِسٍ : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج4/ص203/877) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج12/ص197/2618) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص470/2174) ، تَهْذِيبُ التّهْذِيبِ (ج4/ص224/449) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص258/2664) ، طَبَقَاتُ الْحُفَّاظِ (ج1/ص200/439) .(1/78)
3- الْحَكَمُ بن ظُهَيْرٍ (1) الْحَكَمُ بْنُ ظُهَيْرٍ الْفَزَارِيُّ ، أَبُو مُحَمَّدٍ بْنُ أَبِي لَيْلَى الْكُوفِيُّ ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ : الْحَكَمُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ . رَوَى عَنِ السُّدِّيِّ ، وَأَبِي الزِّنَادِ ، وَعَاصِمِ بْنِ أَبِي النُّجُودِ . وَعَنْهُ سَهْلُ بْنُ عُثْمَانَ الْعَسْكَرِيُّ ، وَالثَّوْرِيُّ وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ ، وَابْنُهُ إبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَكَمِ ، وَجَمَاعَةٌ .
وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : مَتْرُوكٌ رُمِيَ بِالرَّفْضِ وَاتَّهَمَهُ ابْنُ مَعِينٍ مِنَ الثَّامِنَةِ ، مَاتَ قَرِيبَاً مِنْ سَنَةِ ثَمَانِينَ التِّرْمِذِيُّ .
مَرْتَبَتُهُ : الْخَامِسَةُ تَجْرِيْحَاً .
4- إسْمَاعِيلُ السُّدِّيُّ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 43 ] . صَدُوقٌ يَهِمُ ، وَرُمِيَ بِالتَّشَيُّعِ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ الْحَكَمِ بْنِ ظُهَيْرٍ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج2/ص345/2694) ، ضُعَفَاءُ الْبُخَارِيِّ (ج1/ص31/70) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج3/ص118/550) ، الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (ج1/ص226/954) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج7/ص99/1430) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص344/1177) ، الْكَشْفُ الْحَثِيثِ (ج1/ص102/252) ، تَهْذِيبُ التّهْذِيبِ (ج2/ص368/747) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص175/1445) .(1/79)
5- مُرَّةُ بْنُ شَرَاحِيلَ الطَّيِّبُ (1) مُرَّةُ بْنُ شَرَاحِيلَ الْهَمْدَانِيُّ السَّكْسَكِيُّ أَبُو إِسْمَاعِيلَ الْكُوفِيُّ الْمَعْرُوفُ بِمُرَّةَ الطَّيِّبِ ، وَمُرَّةَ الْخَيْرِ لُقِّبَ بِذَلِكَ لِعِبَادَتِهِ . رَوَى عَنْ أَبِي بَكْرٍ ، وَعُمَرَ ، وَعَلِيٍّ ، وَابْنِ مَسْعُودٍ ، وَعِدَّةٍ . وَعَنْهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ ، وَإِسْمَاعِيلُ السُّدِّيُّ ، وَحَصِيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، وَغَيْرُهُمْ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ عَابِدٌ مِنَ الثَّانِيَةِ مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَسَبْعِينَ ، وَقِيلَ بَعْدَهَا الْكُتُبُ السِّتَّةُ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيْلاً .
6- عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 54 ] .
ثَالِثَاً : الْحَكَمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
هَذَا الْحَدِيثُ إِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ جِدَّاً لأَنَّ فِيهِ الْحَكَمُ بْنُ ظُهَيْرٍ ، وَهُوَ مَتْرُوكٌ ، وَرُمِىَ بِالْوَضْعِ .
وَقَالَ الْهَيْثَمِيُّ فِي ( مَجْمَعِ الزَّوَائِدِج10/ص396) : رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ ، وَفِيهِ الْحَكَمُ بْنُ ظُهَيْرٍ وَهُوَ مُجْمَعٌ عَلَى ضَعْفِهِ . وَاسْتَغْرَبَهُ أَبُو نُعَيْمٍ كَمَا مَرَّ آنِفَاً .
وَقَالَ ابْنُ أَبِى حَاتِمٍ فِي ( عِلَلِ الْحَدِيثِ ج2/ص224/2161) : سَأَلْتُ أَبِي عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ ، فَقَالَ أَبِي : هَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ مُرَّةَ بْنِ شَرَاحِيلَ الطَّيِّبِ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج8/ص5/1934) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج27/ص379/5865) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص253/5361) ، تَهْذِيبُ التّهْذِيبِ (ج10/ص80/159) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص525/6562) ، أسْمَاءُ الْمُخَضَّرَمِينَ مِنَ الرِّجَالِ (ج1/ص1/114) .(1/80)
وَقَالَ الأَلْبَانِيُّ ( الْجَامِعِ الصَّغِيْرِ وَزِيَادَاتِهِ ج1/ص1030/ح10298) : مَوْضُوعٌ . وَانْظُرْ ضَعِيفَ الْجَامِعِ حَدِيثَ رَقْمَ 4830 .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 208 }
وَأَخْرَجَ مُسْلِمٌ عَنِ الْمُسْتَوْرِدِ بْنِ شَدَّادٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : مَا الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إلاَّ مِثْلُ مَا يَجْعَلُ أحَدُكُمْ إِصْبَعَهُ فِي الْيَمِّ ، فَلْيَنْظُرْ بِمَ يَرْجِعُ (1) .
- - الله - -
تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
__________
(1) فِى الْمَخْطُوطَةِ (ب) زيادة والله ما الدنيا .(1/81)
أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي ( صَحِيحِهِ / كِتَابُ الْجَنَّةِ وَصِفَةِ نَعِيمِهَا وَأَهْلِهَا ج4/ص2193/2858) قَالَ : حَدَّثَنَا أبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بن إِدْرِيسَ (ح ) وحَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا أَبِي وَمُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ (ح ) وحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى أخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ أَعْيَنَ (ح ) وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ حَدَّثَنَا أبُو أُسَامَةَ كُلُّهُمْ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ (ح ) وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ وَاللَّفْظُ لَهْ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا إسْمَاعِيلُ حَدَّثَنَا قَيْسٌ قَالَ سَمِعْتُ مُسْتَوْرِدَاً أَخَا بَنِي فِهْرٍ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : وَاللهِ مَا الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إلاَّ مِثْلُ مَا يَجْعَلُ أحَدُكُمْ إِصْبَعَهُ هَذِهِ ، وَأَشَارَ يَحْيَى بِالسَّبَّابَةِ ، فِي الْيَمِّ فَلْيَنْظُرْ بِمَ يَرْجِعُ . وَفِي حَدِيثِهِمْ جَمِيعَاً غَيْرِ يَحْيَى سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ ذَلِكَ ، وَفِي حَدِيثِ أَبِى أُسَامَةَ عَنِ الْمُسْتَوْرِدِ بْنِ شَدَّادٍ أَخِي بَنِي فِهْرٍ ، وَفِي حَدِيثِهِ أَيْضَاً قَالَ : وَأَشَارَ إِسْمَاعِيلُ بِالإِبْهَامِ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 209 }
وَأَخْرَجَ أَبُو نُعَيْمٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ : إِنَّمَا الدُّنْيَا جُمُعَةٌ مِنْ جُمَعِ الآخِرَةِ .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الأَثَرِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ(1/82)
أَخْرَجَهُ أَبُو نُعَيْمٍ فِي ( حِلْيَةِ الأَوْلِيَاءِ ج4/ص279) قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مَالِكٍ ثَنَا عَبْدُ اللهِ حَدَّثَنِي أَبِي ثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ ثَنَا ضَمْرَةُ عَنْ هِشَامٍ قَالَ قَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ : إِنَّمَا الدُّنْيَا جُمُعَةٌ مِنْ جُمَعِ الآخِرَةِ .
ثَانِيَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الأَثَرِ
1- أبُو بَكْرِ بْنُ مَالِكٍ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ شَبِيبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ أَبُو بَكْرٍ الْقَطِيعِيُّ . سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 22 ] . صَدُوقٌ فِي نَفْسِهِ مَقْبُولٌ تَغَيَّرَ قليلاً . قَالَ الْخَطِيبُ : لا أَعْلَمُ أَحَدَاً تَرَكَ الاحْتِجَاجَ بِهِ .
2- عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 22 ] .
3- أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 56 ] .
4- هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 160 ] . ثِقَةٌ ثَبْتٌ .(1/83)
5- ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ (1) ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ الْفِلَسْطِينِيُّ أَبُو عَبْدِ اللهِ الرَّمْلِيُّ ، وَهُوَ دِمَشْقِيُّ الأَصْلِ . رَوَى عَنْ إِبْراهِيمَ بْنِ أَبِي عَبْلَةَ الْمَقْدِسِيِّ ، وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ ، وَسُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ . رَوَى عَنْهُ إبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الطَّالْقَانِيُّ ، وَهَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ الْبَغْدَادِيُّ ، وَهِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ الدِّمَشْقِيُّ ، وَغَيْرُهُمْ . قَالَ أَحْمَدُ : رَجُل ٌصاَلِحُ الْحَدِيثِ مِنَ الثِّقَاتِ الْمَأُمُونِينَ لَمْ يَكُنْ بِالشَّامِ رَجُلٌ يُشْبِهُهُ . وَقَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ وَالنَّسَائِيُّ : ثِقَةٌ . وَقَالَ أبُو حَاتِمٍ : صَالِحٌ . وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ : كَانَ ثِقَةً مَأْمُونَاً خَيِّرَاً ، لَمْ يَكُنْ هُنَاكَ أَفْضَلُ مِنْهُ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : صَدُوقٌ يَهِمُ قَلِيلاً مِنَ التَّاسِعَةِ مَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَمِائَتَيْنِ الْبُخَارِيُّ فِي التَّارِيْخِ وَالأَرْبَعَةُ . مَرْتَبَتُهُ : الرَّابِعَةُ تَعْدِيْلاً .
6- هِشَامُ بْنُ حَسَّانٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 92 ] . ثِقَةٌ ثَبْتٌ .
7- سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 13 ] . ثِقَةٌ ثَبْتٌ .
ثَالِثَاً : الْحُكْمُ عَلَى إِسْنَادِ الأَثَرِ
هَذَا الأَثَرُ إِسْنَادُهُ حَسَنٌ لأَنَّ فِيهِ ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ ، وَالْقَطِيعِيُّ ، وَهُمَا صَدُوقَانِ .
رَابِعَاً : تَنْبِيهٌ
__________
(1) تَرْجَمَةُ ضَمْرَةَ بْنِ رَبِيعَةَ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج4/ص337/3045) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج13/ص316/2938) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص510/2443) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص280/2988 .(1/84)
أَخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ فِي ( تَارِيْخِهِ ج1/ص15) هَذَا الأَثَرَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، لَكِنْ بِزِيَادَةٍ تَتَعَلَّقُ بِعُمُرِ الدُّنْيَا فِي بَابِ الْقَوْلِ فِي كَمْ قَدْرِ جَمِيعِ الزَّمَانِ مِنْ ابْتَدَائِهِ إِلَى انْتِهَائِهِ وَأَوَّلِهِ إِلَى آخِرِهِ . فَقَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ وَاضِحٍ قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَعْقُوبَ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : الدُّنْيَا جُمُعَةٌ مِنْ جُمُعِ الآخِرَةِ ، سَبْعَةُ آلافِ سَنَةٍ ، فَقَدْ مَضَى سِتَّةُ آلافِ سَنَةُ ، وَمِائَتَا سَنَةً ، وَلَيَأْتِينَ عَلَيْهَا مِئُونَ مِنْ سِنِينَ لَيْسَ عَلَيْهَا مُوَحِّدٌ .
وَأَوْرَدَهُ أَيْضَاً فِي ( تَهْذِيبِ الآثَارِ / مُسْنَدُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ج2/ص832/1176) بِنَفْسِ الإِسْنَادِ .
قَالَ ابْنُ حَجَرٍ فِي ( فَتْحِ الْبَارِي ج11/ص350) : وَالأَثَرُ فِيهِ يَحْيَى بْنُ يَعْقُوبَ الْقَاصُ الأَنْصَارِيُّ ، قَالَ الْبُخَارِيُّ : مُنْكَرُ الْحَدِيثِ ، وَشَيْخُهُ هُوَ فَقِيهُ الْكُوفَةِ ، وَفِيهِ مَقَالٌ ، فَالصَّوَابُ الإِعْرَاضُ عَنْ ذَلِكَ .(1/85)
وَقَالَ ابْنُ الْقَيِّمِ فِي ( الْمَنَارِ الْمَنِيفِ ص80) : وَهَذَا الأَثَرُ فِيهِ مُخَالَفَةٌ لِصَرِيْحِ الْقُرْآنِ ، لأَنَّ فِيهِ تَحْدِيدُ مِقْدَارِ الُّدْنَيا ، وَأَنَّهَا سَبْعَةُ آلافٍ ، وَنَحْنُ فِي الأَلْفِ السَّابِعَةِ ، وَهَذَا مِنْ أَبْيَنِ الْكَذِبِ ، لأنَّهُ لَوْ كَانَ صَحِيحَاً لَكَانَ كُلُّ أَحَدٍ عَالِمَاً أَنَّهُ قَدْ بَقِيَ لِلْقِيَامَةِ مْنِ وَقْتِنَا هَذَا مِائَتَانِ وَأَحَدٌ وَخَمْسُونَ سَنَةً ، وَاللهُ تَعَالَى يَقُولُ { يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلاَّ هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا تَأْتِيكُمْ إِلاَّ بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللهِ } (1) .
وَقَالَ الْمَنَاوِيُّ فِي ( فَيْضِ الْقَدِيرِ ج3/ص547) : وَمَا أَوْرَدَهُ ابْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ فِي مُقَدِّمَةِ تَارِيْخِهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مِنْ قَوْلِهِ : إِنَّمَا الدُّنْيَا جُمُعَةٌ مِنْ جُمَعِ الآخِرَةِ ، كُلُّ يَوْمٍ أَلْفُ سَنَةٍ ، فَغَيْرُ ثَابِتٍ ، وَبِتَقْدِيرِ صِحَّتِهِ فَالأَخْبَارُ الثَّابِتَةُ فِي الصَّحِيحَيْنِ كَمَا قَالَ الْحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ تَقْتَضِي كَوْنَ مُدَّةِ هَذِهِ الأُمَّةِ نَحْوَ الرُّبُعِ أَوْ الْخُمُسِ مِنَ الْيَوْمِ ، لِمَا ثَبَتَ فِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ : إنِّمَا أَجَلُكُمْ فِيمَنْ مَضَى قَبْلَكُمْ كَمَا بَيْنَ صَلاةِ الْعَصْرِ وَغُرُوبِ الشَّمْسِ ، قَالَ : فَإِذَا ضُمَّ هَذَا إِلَى قَوْلِ ابْنِ عَبَّاسٍ زَادَ عَلَى الأَلْفِ زِيَادَةً كَثِيْرَةً ، وَالْحَقُّ أَنَّ ذَلِكَ لا يَعْلَمُ حَقِيقَتَهُ إِلاَّ اللهُ تَعَالَى .
__________
(1) سُورَةُ الأعراف : الآيَةُ 187 .(1/86)
وَكَذَلِكَ قَالَ الْعَجْلُونِيُّ فِي ( كَشْفِ الْخَفَاءِ ج2/ص417) ، وَالسَّخَاوِيُّ فِي ( الْمَقَاصِدِ الْحَسَنَةِ ج1/ص693) .
وَقَالَ السُّيُوطِيُّ فِي ( الدُّرِّ الْمَنْثُورِ ج6/ص62) : وَأَخْرَجَ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا فِي الأَمَلِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ : إِنَّمَا الدُّنْيَا جُمُعَةٌ مِنْ جُمُعِ الآخِرَةِ .(1/87)
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 210 }
وَأَخْرَجَ الضِّيَاءُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : { إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ } (1) قَالَ : مَطْبَقَةٌ ؛ حَائِطٌ لا بَابَ لَهُ (2) .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
عزاه المصنف إلى الضياء ، ولم أجده .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ ابْنُ مَرْدَوَيْهِ ( كَمَا فِي تَفْسِيْرِ ابْنِ كَثِيْرٍ ج4/ص549) قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ سِرَاجٍ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ خُرَّزَاذَ حَدَّثَنَا شُجَاعُ بْنُ أَشْرَسَ حَدَّثَنَا شَرِيكٌ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - { إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ } قَالَ : مُطْبَقَةٌ .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
__________
(1) سورة الهمزة : الآية 8 .
(2) هذه الزيادة موجودة فِى الْمَخْطُوطَةِ (ب) وغير موجودة فى بقية المخطوطات .(1/1)
1- عبد الله بن محمد بن جعفر (1) أَبُو الشَّيْخِ حَافِظُ أَصْبَهَانَ وَمُسْنَدُ زَمَانِهِ ، الإِمَامُ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ حَيَّانَ الأَنْصَارِيُّ صَاحِبُ الْمُصَنَّفَاتِ السَّائِرَةِ . وُلِدَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ وَمِئَتَيْنِ وَسَمِعَ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَثَمَانِينَ , وَكَتَبَ الْعَالِي وَالنَّازِلَ ، وَلَقِيَ الْكِبَارَ . سَمِعَ مِنْ جَدِّهِ لأُمِّهِ الزَّاهِدِ مَحْمُودِ بْنِ الْفَرَجِ وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدَانَ ، وَمُحَمَّدِ بْنِ أَسَدٍ الْمَدِينِيِّ ، وَأَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْخُزَاعِيِّ ، وَأَبِي يَعْلَى الْمَوْصَلِيِّ ، وَأَبِي عَرُوبَةَ الْحَرَّانِيِّ . وَكَانَ مَعَ سِعَةِ عِلْمِهِ وَغَزَارَةِ حِفْظِهِ ، صَالِحَاً خَيِّرَاً ، قَانِتَاً للهِ صَدُوقٌا . حَدَّثَ عَنْهُ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الشِّيرَازِيُّ ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ مَرْدَوَيْهِ ، وَأَبُو نُعَيْمٍ . قَالَ ابْنُ مَرْدَوَيْهِ : ثِقَةٌ مَأْمُونٌ صَنَّفَ التَّفْسِيْرَ وَالْكُتُبَ الْكَثِيْرَةَ فِي الأَحْكَامِ وَغَيْرِ ذَلِكَ . وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ : كَانَ حَافِظَاً ثَبْتَاً متقنا . تُوُفِّيَ فِي سَلْخِ الْمُحَرَّمِ سَنَةَ تِسْعٍ وَسِتِّينَ وَثَلاثِ مِائَةٍ . مَرْتَبَتُهُ : الأُولَى تَعْدِيلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله بن جعفر : تَذْكِرَةُ الْحُفَّاظِ (ج3/ص945/896) .(1/2)
2- علي بن سراج (1) عَلِيُّ بْنُ سِرَاجٍ أَبُو الْحَسَنِ بْنُ أَبِي الأَزْهَرِ الْحَرَشِيُّ الإِمَامُ ، الْحَافِظُ الْبَارِعُ ، أَبُو الْحَسَنِ بنُ أَبِي الأَزْهَر الحَرَشِيّ مَوْلاَهُمُ المِصْرِيّ ، صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ ، جَال وَكَتَبَ العَالِي وَالنَّازل .وَأَخَذَ عَنْ : أَبِي عُمَيْر عِيْسَى بن النَّحَّاسِ ، وَسَعِيْدِ بْنِ أَبِي زيدُوْنَ القَيْسَرَانِيّ ، وَيُوْسُف بن بَحْر ، وَسَعِيْد بن عَمْرٍو السَّكُوْنِيّ ، وَمُحَمَّد بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن الأَشْعَث ، وَفهد بن سُلَيْمَانَ ، وَأَبِي زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيّ ، وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ . وَنَزَلَ بَغْدَادَ ، وَجَمَعَ وَصَنَّفَ .
حَدَّثَ عَنْهُ : أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ ، وَأَبُو بَكْرٍ الإِسْمَاعِيْلِيُّ ، وَأَبُو أَحْمَدَ العَسَّال ، وَأَبُو بَكْرٍ الْجِعَابِيّ ، وَأَبُو عَمْرٍو بنُ حَمْدَانَ وَعَلِيُّ بنُ عُمَرَ السُّكَّرِيُّ ، وَآخَرُوْنَ . قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ :كَانَ يَحْفَظ الْحَدِيْثَ . وَقَالَ الْخَطِيْبُ : كَانَ عَارِفاً بِأَيَّام النَّاس وَأَحْوَالِهم حَافِظاً ، وَقِيْلَ : مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ ، قَالَهُ الذَّهَبِيُّ . مَرْتَبَتُهُ : الأُولَى تَعْدِيْلاً .
3- عُثْمَانُ بْنُ خُرَّزَاذَ عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خُرَّزَاذَ بِضَمِّ الْمُعْجَمَةِ وَتَشْدِيدِ الرَّاءِ بَعْدَهَا زَايُّ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ علي بن سراج : تَارِيْخُ بَغْدَادَ (ج11/ص431/6323) ، تاريخ مدينة دمشق (ج41/ص507/4915) ، سِيَرُ أَعْلامِ النُّبَلاءِ (ج14/ص283/77) ، المغني فِي الضعفاء ج2/ص448/4268، تَذْكِرَةُ الْحُفَّاظِ (ج2/ص756/757) ، طَبَقَاتُ الْحُفَّاظِ (ج1/ص320/728) .(1/3)
قَالَ الْحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ مِنْ صِغَارِ الْحَادِيَةَ عَشَرَةَ ، مَاتَ سَنَةَ إحْدَى وَثَمَانِينَ ، وَقِيلَ فِي أَوَّلِ الَّتِي بَعْدَهَا أَخْرَجَ لَهُ النَّسَائِيُّ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيْلاً .
4- شُجَاعُ بْنُ أَشْرَسَ (1) أبُو الْعَبَّاسِ الْبَغْدَادِيُّ . رَوَى عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الْمَاجِشُونِ ، وَقَيْسِ بْنِ الرَّبِيعِ ، وَاللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ ، وَيَزِيدَ بْنِ عَطَاءٍ ، وَغَيْرِهِمْ . وَعَنْهُ أبُو زُرْعَةَ ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا ، وَأَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَزَّازُ ، وَجَمَاعَةٌ . قَالَ ابْنُ مَعِينٍ : لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ . وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ : ثِقَةٌ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيْلاً .
5- شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللهِ النَّخَعِيُّ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 7 ] . صَدُوقٌ يُخْطِئُ كَثِيْرَاً تَغَيَّرَ حِفْظُهُ مُنْذُ وَلِيَ الْقَضَاءَ بِالْكُوفَةِ .
6- عَاصِمُ بْنُ بَهْدَلَةَ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 15 ] . صدوق له أوهام حجة فِي القراءة .
7- أَبُو صَالِحٍ ذَكْوَانُ السَّمَّانُ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 15 ] . ثِقَةٌ ثَبْتٌ .
8- أبُو هُرَيْرَةَ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 19 ] .
رَابِعَاًً : الْحَكَمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
هَذَا الْحَدِيثُ إِسْنَادُهُ ضعيفٌ شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللهِ النَّخَعِيُّ صَدُوقٌ يُخْطِئُ ، وَقَدْ خُولِفَ عَلَى رَفْعِهِ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ شجاع بن أشرس : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج4/ص379/1656) ، تَارِيْخُ بَغْدَادَ (ج9/ص250/4827 ، تاريخ الإسلام ج16/ص198 .(1/4)
قَالَ ابْنُ رَجَبٍ فِي ( التَّخْوِيفِ مِنَ النَّارِ ج1/ص60) : وَقَدْ وَرَدَ فِي ذَلِكَ حَدِيثٌ مَرْفُوعٌ خَرَّجَهُ ابْنُ مَرْدَوَيْهِ مِنْ طَرِيقِ شُجَاعِ بْنِ أَشْرَسَ حَدَّثَنَا شَرِيكٌ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - { إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ } قَالَ : مُطْبَقَةٌ ، ولكن رفعه لا يصح ، وَقَدْ خَرَّجَهُ آدم بن أبي إياس فِي تفسيره عن شريك بهذا الإسناد موقوفا على أبي هريرة ورواه إسماعيل بن أبي خالد عن أبي صالح من قوله ولم يذكر فيه أبا هريرة وكذا قَالَ عطاء الخراساني وغيره فِي المؤصدة أنها المطبقة وعن الضحاك قَالَ حائط لا باب له ومراده والله أعلم أن الأبواب أطبقت فصار الجدار كأنه لا باب له .
خامساً : تنبيه(1/5)
أَخْرَجَهُ مجاهد فِي تفسيره عن أبى هريرة موقوفا . ففِي ( تفسير مجاهد ج2/ص761) قَالَ أنبا عبد الرحمن قَالَ ثَنَا إبراهيم قَالَ ثَنَا آدم قَالَ ثَنَا شريك عن عاصم بن أبي النجود عن أبي صالح عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عليهم نار مؤصدة قَالَ يعني نارا مطبقة عليهم . وعزاه ابن أبى حاتم فِي تفسيره إلى أبى هريرة موقوفا لكن بدون إسناد ( تفسير ابن أبي حاتم ج10/ص3435/ 19334 ) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ مؤصدة مطبقة . وقال ابن كثير فِي ( تفسيره ج4/ص549) : وقد رَوَاهُ أبو بكر بن أبي شيبة عن عبد الله بن أسد عن إسماعيل بن أبي خالد عن أبي صالح قوله ولم يرفعه . . وأَخْرَجَهُ ابْنُ أَبِى الدُّنْيَا فِي صفة النار من قول أبى صالح مِنْ طَرِيقِ أبى بكر بن أبي شيبة (صفة النار ج1/ص78/ 107 ) قَالَ حَدَّثَنَا أبن أبي شيبة قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بن أسيد الأخنسي عن إسماعيل بن أبي خالد عن أبي صالح إنها عليهم مؤصدة قَالَ مطبقة ليس لها أبواب . وأَخْرَجَهُ هناد فِي الزهد مقطوعا من قول الضحاك (الزهد لابن السري ج1/ص159/218) قَالَ حَدَّثَنَا ابن نمير عن جويبر عن الضحاك إنها عليهم موصدة الهمز قَالَ حائط لا باب فيه ، وَقَالَ السيوطي فِي الدر المنثور( ج8/ص526) وَأَخْرَجَ الفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مؤصدة قَالَ مطبقة .
سادساً : دراسة الأسانيد(1/6)
تبين أن الحديث جاء مرفوعا ولا يصح رفعه ، وجاء موقوفا على أبى هريرة فِي تفسير مجاهد وهو ضعيف جدا لأَنَّ فِيهِ عبد الرحمن بن الحسن بن عبيد الأسدي ، وتكلموا فِي سماعه من إبراهيم بن ديزيل وقد سبقت تراجم هذا الإسناد فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ 40 . وجاء مقطوعا على الضحاك عند هناد وهو ضعيف حدا لأَنَّ فِيهِ جوبير الأزدي أبو القاسم البلخي نزيل الكوفة راوي التفسير ضعيف جدا ( تقريب التهذيب ج1/ص143/ 987 ) وَقَالَ الذهبي تركوه ( الكاشف ج1/ص298/ 826 ) .وجاء مقطوعا على أبى صالح عند ابن أبى الدنيا وهو ضعيف لأَنَّ فِيهِ عبد الله بن أسيد أو أسد وهو مجهول لم أجد له ترجمة .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 211 }
وَأَخْرَجَ عَنْ كَعْبٍ قَالَ : إِنَّ أَسْفَلَ دَرَكِ جَهَنَّم تَنَانِيْرَ (1) ، كَضِيقِ زُجِّ أَحَدِكُمْ يَجْعَلُهُ فِي الأَرْضِ ، تُطْبَقُ عَلَى قَوْمٍ بِأَعْمَالِهِمْ .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الأَثَر كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ أَبُو نُعَيْمٍ فِي ( حِلْيَةِ الأَوْلِيَاءِ ج5/ص371) قَالَ : حَدَّثَنَا أبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شِبْلٍ ثَنَا أبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ثَنَا وَكِيعٌ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ يُونُسَ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلاَلٍ قَالَ : حُدِّثْتُ عَنْ كَعْبٍ قَالَ : إِنَّ فِي جَهَنَّمَ تَنَانِيرَ ، ضِيقُهَا كَضِيقِ زُجِّ رُمْحِ أَحَدِكُمْ فِي الأَرْضِ ، تُطْبَقُ عَلَى قَوْمٍ بِأَعْمَالِهِمْ .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
__________
(1) التنور : الذي يخبز فيه والجمع التنانير .( مختار الصحاح ج1/ص33، معجم البلدان ج2/ص47) .(1/7)
أَخْرَجَهُ ابْنُ أَبِى شَيْبَةَ فِي ( مُصَنَّفِهِ / كِتَابُ ذِكْرِ النَّارِ ، مَا ذُكِرَ فِيمَا أُعِدَّ لأَهْلِ النَّارِ وَشَدَّتِهِ ج7/ص51/ 34139) مِنْ طَرِيقِ شَيْخِهِ وَكِيعٍ عَنْ سُفْيَانَ بِمِثْلِهِ . وأَخْرَجَهُ هَنَّادٌ فِي ( الزهد ج1/ص160/ 221) مِنْ طَرِيقِ أيُّوبَ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلالٍ بِمِثْلِهِ .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الأَثَرِ
1- وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 20 ] . ثِقَةٌ حَافِظٌ عَابِدٌ .
2- سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ الثَّوْرِيُّ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 4 ] . ثِقَةٌ حَافِظٌ فَقِيهٌ عَابِدٌ إِمَامٌ حُجَّةٌ .
3- يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 44 ] . ثِقَةٌ ثَبْتٌ فَاضِلٌ وَرِعٌ .
4- حُمَيْدُ بْنُ هِلالٍ (1) حُمَيْدُ بْنُ هِلالِ بْنِ هُبَيْرَةَ الْعَدَوِيُّ أَبُو نَصْرٍ الْبَصْرِيُّ . رَوَى عَنِ الأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ ، وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، وَذَكْوَانَ أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ ، وَعَبْدِ اللهِ بْنِ الصَّامِتِ . رَوَى عَنْهُ أيُّوبُ السَّخْتِيَانِيُّ ، وَجَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ ، وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، وَيُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ ، وَغَيْرُهُمْ . وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَأَبُو حَاتِمٍ وَالنَّسَائِيُّ . قَالَ قَتَادَةُ : مَا كَانُوا يُفَضَّلُونَ أَحَدَاً عَلَيْهِ فِي الْعِلْمِ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ عَالِمٌ تَوَقَّفَ فِيهِ ابْنُ سِيرِينَ لِدُخُولِهِ فِي عَمَلِ السُّلْطَانِ مِنَ الثَّالِثَةِ الْكُتُبُ السِّتَّةُ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ حُمَيْدِ بْنِ هِلالٍ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج2/ص346/2700) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج3/ص230/1011) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج7/ص403/1542) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص354/1261) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص182/1563) .(1/8)
مَرْتَبَتُهُ : الأولَى تَعْدِيْلاً .
5- كَعْبُ الأَحْبَارِ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 6 ] . ثِقَةٌ مُخَضَّرَمٌ .
رَابِعَاًً : الْحُكْمُ عَلَى إِسْنَادِ الأَثَرِ
هَذَا الأَثَرُ إِسْنَادُهُ ضعيفٌ للانْقِطَاعِ بَيْنَ كَعْبٍ وَحُمَيْدِ بْنِ هِلالٍ ، لأَنَّ بَيْنَهُمَا مُبْهَمَاً .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 212 }
أَخْرَجَ هناد فِي الزُّهْدِ (1) عَنِ الضَّحَّاكِ قَالَ : { إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ } (2) قَالَ : مُطْبَقَةٌ .
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الأَثَرِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ هَنَّادٌ فِي ( الزُّهْدِ ج1/ص159/ 216) قَالَ : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ أَبِي الصَّهْبَاءِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ : سَمِعْتُ الضَّحَّاكَ يَقُولُ : { إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ } قَالَ : مُطْبَقَةٌ .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ الطَّبَرِيُّ فِي ( تَفْسِيْرِهِ ج30/ص295) قَالَ : حَدَّثَنَا أبُو كُرَيْبٍ قَالَ ثَنَا وَكِيعٌ عَنْ مُضَرِّسِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ سَمِعْتُ الضَّحَّاكَ قَالَ : { إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ } قَالَ : مُطْبَقَةٌ .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الأَثَرِ
1- وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 20 ] .
__________
(1) هذا الأثر ساقط من المخطوطة (ب)،(أ) . .
(2) سورة الهمزة : الآية 8 .(1/9)
2- مُضَرِّسُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ وَهْبٍ (1) مُضَرِّسُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ وَهْبِ بْنِ أَبِى الصَّهْبَاءِ ، وَهُوَ أَبُو الصَّهْبَاءِ الْوَابِشِىُّ مِنْ أهْلِ الْكُوفَةِ . رَوَى عَنِ الشَّعْبِيِّ ، وَالضَّحَّاكِ . رَوَى عَنْهُ أبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ ، وَوَكِيعٌ . وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ . وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ : يَرْوِي الْمَقَاطِيعَ وَالْمَرَاسِيلَ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيْلاً .
3- الضَّحَّاكُ بْنُ مُزَاحِمٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 8 ] . وَهُوَ صَدُوقٌ كَثِيْرُ الإِرْسَالِ .
رَابِعَاً : الْحُكْمُ عَلَى إِسْنَادِ الأَثَرِ
هَذَا الأَثَرُ إِسْنَادُهُ حَسَنٌ لأَنَّ فِيهِ الضَّحَّاكُ ، وَهُوَ صَدُوقٌ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 213 }
وَأَخْرَجَ أيضاً عن أبي الأحوص قَالَ : قَالَ ابن مسعود : "أيَّ أهل النار أشد عذاباً؟ فَقَالَ رجل : المنافقون ، قَالَ : صدقت ، فهل تدري كيف يعذبون ؟ قَالَ : لا ، قَالَ : يجعلون فِي توابيت من حديد تطبق عليهم ثم يجعلون فِي الدرك الأسفل من النار فِي تنانير أضيق من زج يقال له جب الحزن فيطبق (2) على أقوام بأعمالهم آخر الأبد" .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الأَثَرِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
عزاه المصنف إلى الضياء ولم أجده .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
__________
(1) تَرْجَمَةُ مُضَرِّسِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ وَهْبٍ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج8/ص34/2062) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج8/ص397/1824) ، الثِّقَاتُ (ج7/ص529/11311) ، الْمُقْتَنَى فِي سَرْدِ الْكُنَى (ج1/ص322/3231) .
(2) فى المخطوطات الثلاثة بالتاء .(1/10)
أَخْرَجَهُ ابْنُ أَبِى الدُّنْيَا فِي صفة النار ( صفة النار ج1/ص75/100) قَالَ : حَدَّثَنَا بشر بن الوليد الكندي قَالَ حَدَّثَنَا سعيد بن زربي عن حميد بن هلال عن أبي الأحوص قَالَ : قَالَ ابن مسعود : " أي أهل النار أشد عذابا قَالَ رجل المنافقون ، قَالَ : صدقت فهل تدري كيف يعذبون قَالَ لا قَالَ : يجعلون فِي توابيت من حديد تصمد عليهم ثم يجعلون فِي الدرك الأسفل من النار فِي تنانير أضيق من زج (1) يقال له جب الحزن تطبق على أقوام بأعمالهم آخر الأبد "
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الأَثَرِ
1- بشر بن الوليد (2) : بشر بن الوليد الكندي الفقيه سمع عبد الرحمن بن الغسيل ومالك بن أنس وتفقه بأبي يوسف. رَوَى عَنْهُ البغوي وأبو الوليد وحامد بن شعيب ، وقد سعى به رجل إلى الدولة أنه لا يقول القرآن مخلوق فأمر به المعتصم أن يحبس فِي منزله فلما ولي المتوكل أطلقه ثم أنه شاخ واستولى عليه الهرم وَفِي آخر أمره يقال أنه وقف فِي القرآن فأمسك أصحاب الحديث عنه وتركوه لذلك قَالَ صالح بن محمد جزرة وهو صدوق لكنه لا يعقل قد كَانَ خرف وَقَالَ السليماني منكر الحديث . وَقَالَ الآجري : سألت أبا داود بشر بن الوليد ثقة قَالَ لا وَقَالَ الدارقطني : ثِقَةٌ . وذكره بن أبي حاتم فلم يذكر فيه جرحا وَقَالَ مسلمة : ثقة ، وكان ممن امتحن ، وكان أحمد يثني عليه ، مات بشر سنة ثمان وثلاثين وَمِائَتَيْنِ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيْلاً .
__________
(1) هنا سقط والظاهر (في جب) .
(2) تَرْجَمَةُ بشر بن الوليد : طبقات ابن سعد ج7/ص355، الثِّقَات (ج8/ص143/12654، مِيزَانُ الاعْتِدَالِ فِي نَقْدِ الرِّجَالِ (ج2/ص40/1231 ، المغني فِي الضعفاء ج1/ص108/929 ، الكوكب النيرات ج1/ص21/10) ، لِسَانُ الْمِيزَانِ (ج2/ص35/120 ، المختلطين ج1/ص16/7 .(1/11)
2- سعيد بن زربي (1) سعيد بن زربي بفتح الزاي وسكون الراء بعدها موحدة مكسورة الخزاعي البصري أبو معاوية ويقال أبو عبيدة وهو الصحيح روى عن حميد بن هلال و الحسن وابن سيرين وقتادة وغيرهم وعنه فليح بن سليمان ويزيد بن هارون وبشر بن الوليد الكندي وغيرهم . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : منكر الحديث من السابعة .
مَرْتَبَتُهُ : الْخَامِسَةُ تَجْرِيْحَاً .
3- حميد بن هلال سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 211 ] . ثقة عالم ، توقف فيه ابن سيرين لدخوله فِي عمل السلطان .
4- عوف بن مالك بن نضلة أبو الأحوص الجشمي سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 69 ] . ثِقَةٌ .
5- عبد الله بن مسعود سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 54 ] .
رَابِعَاًً : الْحُكْمُ عَلَى إِسْنَادِ الأَثَرِ
هَذَا الأَثَرُ إِسْنَادُهُ ضعيفٌ جداً لأَنَّ فِيهِ سعد بن زربى وهو منكر الحديث
خامساً : تنبيه
__________
(1) تَرْجَمَةُ سعيد بن زربي : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج3/ص473/1582 ، الضعفاء للنسائي ج1/ص53/278 ، الْمَجْرُوحِينَ ج1/ص318/390) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج10/ص430/2269) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص435/1883، تاريخ الإسلام ج10/ص211) ، تَهْذِيبُ التّهْذِيبِ (ج4/ص25/42) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص235/2304 .(1/12)
قيل : الموت معنى وعرض ، والأعراض لا تنقلب أجساماً فكيف يأتي فِي صورة كبش ويذبح؟ مذهب أهل السلف : ونقل الحكيم الترمذي أن مذهب أهل السلف فِي هذا الحديث الوقوف عن الخوض فِي معناه فنؤمن به ، ونكل علمه إلى الله . وذهب جماعة : إلى أن الموت جسم لا عرض وأنه مخلوق فِي صورة كبش ، والحياة فِي صورة فرس قَالَ تعالى : { الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ } (1) . وهذا هو المختار عندي فِي الجواب وقد أشرت إلى نحوه فِي أوائل الكتاب : فِي حشر الأعمال ، وَفِي حَدِيثِ الصور الطويل .عند ابن أبي ريا والسامي فِي تفسيره أن الذي يتولى ذبحه جبريل وقيل يحيى بن زكريا عليهما السلام . وَقَالَ القرطبي فِي التذكرة : ذكر صاحب كتاب العروس وهو الثعلبي أن الذي يتولى ذبحه هو جبريل عليه السلام ( ج2ص928) . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : فِي فتح الباري(ج11/ص420) : ثم يذبح لم يسم من ذبحه ونقل القرطبي عن بعض الصوفية أن الذي يذبحه يحيى بن زكريا بحضرة النبي - صلى الله عليه وسلم - إشارة إلى دوام الحياة وعن بعض التصانيف إنه جبريل قلت هو فِي تفسير إسماعيل بن أبي زياد الشامي أحد الضعفاء فِي آخر حديث الصور الطويل فَقَالَ فيه فيحيى الله تعالى ملك الموت وجبريل وميكائيل وإسرافيل ويجعل الموت فِي صورة كبش املح فيذبح جبريل الكبش وهو الموت .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 214 }
وَفِي حَدِيثِ الصُّورِ الطَّوِيلِ عِنْدَ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ الشَّامِيِّ فِي تَفْسِيْرِهِ : أَنَّ الَّذِي يَتَوَلَّى ذَبْحَهُ جِبْرِيلُ ، وَقِيلَ : يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا عَلَيْهِمَا السَّلامُ .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
عَزَاهُ الْمُصَنِّفُ إِلَى إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ الشَّامِيِّ فِي تَفْسِيْرِهِ ، وَلَمْ أَجِدْهُ .
__________
(1) سُورَةُ الملك : الآيَةُ 2 .(1/13)
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ الطَّبَرِيُّ فِي ( تَفْسِيْرِهِ ج23/ص132) قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ ثَنَا الْمُحَارِبِيُّ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَافِعٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : إِنَّ اللهَ لَمَّا فَرَغَ مِنْ خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ خَلَقَ الصُّورَ ، فَأَعْطَاهُ إِسْرَافِيلَ ، وَسَاقَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ ، وَفِيهِ فَيَقُولُ : يَارَبِّ قَدْ مَاتَ حَمَلَةُ عَرْشِكَ فَيَقُولُ اللهُ ، وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ بَقِيَ : فَمَنْ بَقِيَ ؟ ، فَيَقُولُ : يَارَبِّ بَقَيْتَ أَنْتَ الْحَيُّ الَّذِي لا تَمُوتُ ، وَبَقَيْتُ أَنَا ، فَيَقُولُ اللهُ : أَنْتَ خَلْقٌ مِنْ خَلْقِي خَلَقْتُكَ لِمَا رَأَيْتَ ، فَمُتْ ، فَيَمُوتُ .
وأَخْرَجَهُ ابْنُ أَبِى حَاتِمٍ فِي ( تَفْسِيْرِهِ ج9/ص2929/ 16627) مِنْ طَرِيقِ مُحَمَّدِ بْنِ شُعَيْبِ بْنِ شَابُورَ ، وَالثَّعْلَبِيُّ فِي ( تَفْسِيْرِهِ ج7/ص227) مِنْ طَرِيقِ أَبِى عَاصِمٍ النَّبِيْلِ ، كلاهما عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَافِعٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعَاً بِمِثْلِهِ .
وَقَالَ الثَّعْلَبِيُّ : حَدِيثٌ جَامِعٌ صَحِيحٌ .(1/14)
وأَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي كتابه المطولات نقلا عن ابن كثير (تفسير ابن كثير ج2/ص147) مِنْ طَرِيقِ مِنْ طَرِيقِ أبى عاصم الضحّاك بن مخلد عن إسماعيل بن رافع بِمِثْلِهِ .وأَخْرَجَهُ أبو الشيخ فِي كتاب العظمة (العظمة ج3/ص821/ 386) مِنْ طَرِيقِ عبدة بن سليمان الرؤاسي عن إسماعيل بن رافع بِمِثْلِهِ لكن كلاهما أسقطا الرجل المبهم بين محمد بن يزيد ومحمد بن كعب القرظي .وأَخْرَجَهُ أبو بعلي الموصلي فِي مسنده الكبير نقلا عن ابن القيم (حادي الأرواح ج1/ص87) مِنْ طَرِيقِ أبى عاصم الضحّاك بن مخلد عن إسماعيل بن رافع بِمِثْلِهِ . وأَخْرَجَهُ البيهقي فِي البعث والنشور (ج1/ص325/ح669) مِنْ طَرِيقِ الضحاك بن مخلد بِمِثْلِهِ ، لكنهما جعلا المبهم بين محمد بن كعب وأبى هريرة .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
1- أبو كريب سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 31 ] . ثِقَةٌ حَافِظٌ .(1/15)
2- عبد الرحمن بن محمد المحاربي (1) عبد الرحمن بن محمد بن زياد المحاربي أبو محمد الكوفي روى عن إسماعيل بن رافع المدني والأعمش وإسماعيل بن المكي وغيرهم وعنه أحمد بن حنبل وهناد بن السري وأبو كريب وغيرهم وَقَالَ بن معين والنسائي ثقة وَقَالَ النسائي أيضا ليس به بأس وَقَالَ أبو حاتم صدوق إذا حدث عن الثقات ويروي عن المجهولين أحاديث منكرة فيفسد حديثه وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ وَقَالَ بن سعد وَقَالَ كَانَ ثقة كثير الغلط وَقَالَ البزار والدارقطني ثقة وَقَالَ العجلي لا بَأْسَ بِهِ وَقَالَ الساجي صدوق يهم ، وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : لا بَأْسَ بِهِ وكان يدلس قاله أحمد مِنَ التَّاسِعَةِ توفي 195 الْكُتُبُ السِّتَّةُ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّالِثَةُ تَعْدِيْلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ عبد الرحمن بن محمد المحاربى : معرفة الثِّقَات (ج2/ص86/1075 ،الجرح والتعديل ج5/ص282/1342، مشاهير الأمصار ج1/ص173/1372) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج17/ص386/3949 ، لكااشف ج1/ص642/3305، الرواة الثقات المتكلم فيهم بما لا يوجب ردهم ج1/ص123/51) ، تَهْذِيبُ التّهْذِيبِ (ج6/ص238/527) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص349/3999، طبقات المدلسين ج1/ص40/80 .(1/16)
3- إسماعيل بن رافع (1) إسماعيل بن رافع بن عويمر مولاهم أبو رافع القاص المدني نزيل البصرة روى عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة وزيد بن اسلم ومحمد بن يزيد بن أبي زياد صاحب حديث الصور. رَوَى عَنْهُ إبراهيم بن عيينة وإسماعيل بن عياش وعبد الرحمن بن محمد المحاربي ، قَالَ أحمد ويحيى ضعيف الحديث وَفِي رواية عن يحيى ليس بشيء وَقَالَ عمرو بن علي الفلاس هو منكر الحديث وَقَالَ النسائي والدارقطني وعلي بن الجنيد متروك الحديث . وَقَالَ أبو حاتم : منكر الحديث ، وَقَالَ الذهبي ضعفوه جدا وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ضعيف الحفظ من السابعة مات فِي حدود الخمسين الْبُخَارِيُّ فِي التَّارِيْخِ وَالتِّرْمِذِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ . مَرْتَبَتُهُ : الْخَامِسَةُ تَجْرِيْحَاً .
4- محمد بن يزيد (2)
__________
(1) تَرْجَمَةُ إسماعيل بن رافع : الضعفاء للنسائي ج1/ص16/32) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج2/ص168/566، الْمَجْرُوحِينَ ج1/ص124/42) ، الْكَامِلُ فِي الضُّعَفَاءِ (ج1/ص280/119 ، الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ج1/ص111/370) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج3/ص85/442، المغني فِي الضعفاء ج1/ص80/651، تاريخ الإسلام ج9/ص69) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص245/372) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص107/442 .
(2) تَرْجَمَةُ مُحَمَّدِ بْنِ يزيد : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج1/ص260/829) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج8/ص126/567 ، لكاشف ج2/ص231/5221) ، تَهْذِيبُ التّهْذِيبِ (ج9/ص462/861) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص513/6398 .(1/17)
محمد بن يريد بن أبي زياد الثقفي الفلسطيني ويقال الكوفي نزيل مصر مولى المغيرة بن شعبة روى عن أبيه ومحمد بن كعب القرظي وكعب بن علقمة. رَوَى عَنْهُ يزيد بن أبي حبيب وعبد الرحمن بن رزين الغافقي وإسماعيل بن رافع المدني قَالَ أبو حاتم مجهول وَقَالَ البخاري. رَوَى عَنْهُ إسماعيل بن رافع يعني عن محمد بن يزيد عن رجل من الأنصار عن محمد بن كعب عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ حديث الصور ولم يصح وَقَالَ الخلال سئل أحمد عن حديثه فَقَالَ رجاله لا يعرفون وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ لست اعتمد على إسناد خبره وَقَالَ الأزدي ليس بالقائم فِي إسنادُه نظر وَقَالَ الدارقطني إسنادُه لا يثبت ، وَقَالَ الذهبي ليس بحجة . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : مجهول الحال من السادسة أبو داود وَالتِّرْمِذِيُّ ابْنُ مَاجَهْ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَجْرِيْحَاً .
5- محمد بن كعب القرظي سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 109 ] . ثقة عالم .
6- أبو هريرة سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 19 ] .
رابعاً : الْحَكَمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ(1/18)
هَذَا الْحَدِيثُ إِسْنَادُهُ ضعيفٌ جداً لأَنَّ فِيهِ إسماعيل بن رافع متروك ، وفيه محمد بن يزيد وهو مجهول . ولجهالة الأنصاري . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : فِي الفتح فتح الباري( ج11/ص368) : ومداره على إسماعيل بن رافع واضطرب فِي سنده مع ضعفه فرواه عن محمد بن كعب القرظي تارة بلا واسطة وتارة بواسطة رجل مبهم ومحمد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ تارة بلا واسطة وتارة بواسطة رجل من الأنصار مبهم أيضا وأَخْرَجَهُ إسماعيل بن أبي زياد الشامي أحد الضعفاء أيضا فِي تفسيره عن محمد بن عجلان عن محمد بن كعب القرظي واعترض مغلطاي على عبد الحق فِي تضعيفه الحديث بإسماعيل بن رافع وخفي عليه أن الشامي أضعف منه ولعله سرقه منه فألصقه بابن عجلان وقد قَالَ الدارقطني انه متروك يضع الحديث وَقَالَ الخليلي شيخ ضعيف شحن تفسيره بما لا يتابع عليه . وَقَالَ الحافظ عماد الدين بن كثير(ج2/ص150) : جمعه إسماعيل بن رافع من عدة آثار وأصله عنده عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ فساقه كله مساقا واحدا وقد صحح الحديث مِنْ طَرِيقِ إسماعيل بن رافع القاضي أبو بكر بن العربي فِي سراجه وتبعه القرطبي فِي التذكرة وقول عبد الحق فِي تضعيفه أولى وضعفه قبله البيهقي .وقال ابن القيم( فِي حادي الأرواح ج1/ص87) ولا يعرف إلا من حديث إسماعيل بن رافع وقد ضعفه أحمد ويحيى وجماعة وَقَالَ الدارقطني وغيره متروك الحديث وَقَالَ أبن عدي أحاديثه كلها مما فيه نظر وأما البخاري فَقَالَ فيه ما حكاه الترمذي عنه قَالَ سمعت محمدا يقول فيه هو ثقة مقارب الحديث قلت ولكن إذا روى مثل هذا ما يخالف الأحاديث الصحيحة لم يلتفت إلى روايته وأيضا فالرجل الذي. رَوَى عَنْهُ القرظي لا يدري من هو .(1/19)
تنبيه :لم يذكر فِي هذا الحديث أن جبريل يذبح الموت ولكن الذي نقل هذا هو إسماعيل بن أبي زياد الشامي أحد الضعفاء أيضا فِي تفسيره عن محمد بن عجلان عن محمد بن كعب القرظي (فتح الباري ج11/ص368) وقد قَالَ الخليلي شيخ ضعيف ليس بالمشهور قَالَ كَانَ يعلم ولد المهدي وشحن كتابه فِي التفسير بأحاديث مسندة يرويها عن شيوخه محمود بن يزيد ويونس الأيلي لا يتابع عليها . قَالَ الدارقطني هو إسماعيل بن مسلم متروك يضع الحديث(الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ج1/ص113/ 377 ، ميزان الاعتدال فِي نقد الرجال ج1/ص388/ 885 ، الكشف الحثيث ج1/ص70/ 142 ، لسان الميزان ج1/ص406/ 1274) .
بَابٌ : قوله تعالى فِي الفريقين
{ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ } (1)
اعلم أن للعلماء فِي هذا الاستثناء أقوالاً :
أشبهها بالصواب : أنه ليس باستثناء وإنما بمعنى سوى كما تقول : لي ألف درهم إلا الألفان التي لي عليك ، أي سوى الألفين .
__________
(1) سُورَةُ هود : الآيَةُ 107 .(1/20)
والمعنى : خالدين فيها قدر مدة دوام السموات والأرض فِي الدنيا سوى ما شاء ربك من الزيادة عليها مما لا منتهى له ، وذلك عبارة عن الخلود .والنكتة فِي تقديم ذكر مدة دوام السماوات والأرض التقريب إلي الأذهان بذكر المعهود أولا ثم إردافه بما لا إحاطة للذهن به والجرى على عادة العرب فى قولهم فى الإخبار عن دوام الشيء وتأبيده لا آتيك ما دامت السموات والأرض .قال النسفي فِي "بحر الكلام" : سأل قوم هل يعلم الله عدد أنفاس أهل الجنة والنار أم لا ؟ فإن قلتم : لا فقد وصفتم الله بالجهل ، وإن قلتم : نعم ، لزم أن أهل الجنة والنار يفنون ، قَالَ : والجواب أن تقول : إن الله يعلم أن أنفاس أهل الجنة والنار ليست بمعدودة ولا تنقطع ، قَالَ : فإن قيل : إذا قلتم بأنهم لا يفنون فقد سويتم بينهم وبين الله ، قلنا : لا لأن الله "أول" قديم بلا ابتداء ، وآخر بلا انتهاء ، وأهل الجنة محدثون ، وإنما يبقون ولا يفنون بإبقاء الله إياهم والله باق لا بإبقاء أحد فلا تكون تسوية بين الخالق والمخلوق (1) .
بَابٌ : لا يَخْلُدُ فِي النَّارِ مَنْ قَالَ لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 215 }
أَخْرَجَ الشَّيْخَانِ عَنْ عِتْبَانَ بْنِ مَالِكٍ الأَنْصَارِيُّ أَنَّ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : إنَّ اللهَ حَرَّمَ عَلَى النَّارِ مَنْ قَالَ لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ يَبْغِي بِذَلِكَ وَجْهَ اللهِ .
- - الله - -
تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
هَذَا جُزْءٌ مِنْ حَدِيثٍ رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ ، وَمُسْلِمٌ .
__________
(1) فِى الْمَخْطُوطَةِ (ز) زيادة والحمد لله .(1/21)
فَقَدْ أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي ( صَحِيحِهِ / كِتَابُ الصَّلاةِ ، بَابُ الْمَسَاجِدِ فِي الْبُيُوتِ ج1/ص164/415) قَالَ : حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ قَالَ حَدَّثَنِي اللَّيْثُ قَالَ حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ أَخْبَرَنِي مَحْمُودُ بْنُ الرَّبِيعِ الأَنْصَارِيُّ : أَنَّ عِتْبَانَ بْنَ مَالِكٍ وَهُوَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرَاً مِنَ الأَنْصَارِ : أَنَّهُ أَتَى رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، قَدْ أَنْكَرْتُ بَصَرِي ، وَأَنَا أُصَلِّي لِقَوْمِي ، فإذا كانت الأَمْطَارُ سَالَ الْوَادِي الذي بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ لم أَسْتَطِعْ أَنْ آتِيَ مَسْجِدَهُمْ فَأُصَلِّيَ بِهِمْ وَوَدِدْتُ يا رَسُولَ اللهِ أَنَّكَ تَأْتِينِي فَتُصَلِّيَ فِي بَيْتِي فَأَتَّخِذَهُ مُصَلًّى قَالَ فَقَالَ له رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - سَأَفْعَلُ إن شَاءَ الله قَالَ عِتْبَانُ فَغَدَا رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - وأبو بَكْرٍ حين ارْتَفَعَ النَّهَارُ فَاسْتَأْذَنَ رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فَأَذِنْتُ له فلم يَجْلِسْ حتى دخل الْبَيْتَ ثُمَّ قَالَ أَيْنَ تُحِبُّ أَنْ أُصَلِّيَ من بَيْتِكَ قَالَ : فَأَشَرْتُ لَهُ إِلَى نَاحِيَةٍ مِنَ الْبَيْتِ ، فَقَامَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ، فَكَبَّرَ ، فَقُمْنَا ، فَصَفَفْنَا ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ ، ثُمَّ سَلَّمَ قَالَ : وَحَبَسْنَاهُ على خَزِيرَةٍ صَنَعْنَاهَا لَهُ ، قَالَ : فَثَابَ فِي الْبَيْتِ رِجَالٌ من أَهْلِ الدَّارِ ذَوُو عَدَدٍ ، فَاجْتَمَعُوا ، فَقَالَ قَائِلٌ : مِنْهُمُ ايْنُ مَالِكِ بْنِ الدُّخَيْشِنِ أَوِ ابْنُ الدُّخْشُنِ ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ : ذَلِكَ مُنَافِقٌ لا يُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى(1/22)
الله عليه وسلم - : لا تَقُلْ ذَلِكَ أَلا تَرَاهُ قَدْ قَالَ لا إِلَهَ إلاَّ اللهُ يُرِيدُ بِذَلِكَ وَجْهَ اللهِ ، قَالَ الله وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ : فَإِنَّا نَرَى وَجْهَهُ وَنَصِيحَتَهُ إِلَى الْمُنَافِقِينَ قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : فَإِنَّ اللهَ قَدْ حَرَّمَ عَلَى النَّارِ مَنْ قَالَ لا إِلَهَ إلاَّ اللهُ يَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ اللهِ . قَالَ ابْنُ شِهَابٍ : ثُمَّ سَأَلْتُ الْحُصَيْنَ بْنَ مُحَمَّدٍ الأَنْصَارِيَّ ، وَهُوَ أَحَدُ بَنِي سَالِمٍ ، وَهُوَ مِنْ سَرَاتِهِمْ عَنْ حَدِيثِ مَحْمُودِ بْنِ الرَّبِيعِ ، فَصَدَّقَهُ بِذَلِكَ . وأَخْرَجَهُ أَيْضَاً فِي ( كِتَابِ الْكُسُوفِ ، أَبْوَابُ التَّطَوَّعِ ، بَاب صَلاةِ النَّوَافِلِ جَمَاعَةً ج1/ص396/1130) مِنْ طَرِيقِ إبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرّ ... حْمَنِ بْنِ عَوْفٍ الزُّهْرِيِّ ، وَفِي ( كِتَابِ الأَطْعِمَةِ ، بَابُ الْخَزِيرَةِ ج5/ ص2063/5086) مِنْ طَرِيقِ عُقَيْلِ بْنِ خَالِدٍ الأَيْلِيِّ ، وَفِي ( كِتَابِ اسْتِتَابَةِ الْمُرْتَدِينَ وَالْمُعَانِدِينَ وَقِتَالِهِمْ ، بَابُ مَا جَاءَ فِي الْمُتَأَوِّلِينَ ) مِنْ طَرِيقِ مَعْمَرِ بْنِ رَاشِدٍ ، ثَلاثَتُهُمْ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ بِنَحْوِهِ .
وأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي ( صَحِيحِهِ / كِتَابُ الْمَسَاجِدِ ج1/ص455/33) مِنْ طَرِيقِ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ الأَيْلِيِّ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ بِنَحْوِهِ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 216 }(1/23)
وَأَخْرَجَ الشَّيْخَانِ عن أبي ذر قَالَ : قَالَ النبي - صلى الله عليه وسلم - : "ما من عبد قَالَ : لا إله إلا الله ، ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة ، قلت : وإن زنى وإن سرق ؟ قَالَ : وإن زنى وإن سرق ، قلت : وإن زنى وإن سرق ؟ قَالَ : وإن زنى وإن سرق ، قلت : وإن زنى وإن سرق ؟ قَالَ : وإن زنى وإن سرق على رغم أنف أبي ذر" .
- - الله - -
تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ البخاري فِي صحيحه ، فِي كتاب اللباس ، باب الثِّيَابِ الْبِيضِ ( صحيح البخاري ج5/ص2193/ 5489) قَالَ حَدَّثَنَا أبو مَعْمَرٍ حَدَّثَنَا عبد الْوَارِثِ عن الْحُسَيْنِ عن عبد اللهِ بن بُرَيْدَةَ عن يحيى بن يَعْمَرَ حدثه أَنَّ أَبَا الْأَسْوَدِ الديلي حدثه أَنَّ أَبَا ذَرٍّ رضي الله عنه حدثه قَالَ أَتَيْتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - وَعَلَيْهِ ثَوْبٌ أَبْيَضُ وهو نَائِمٌ ثُمَّ أَتَيْتُهُ وقد اسْتَيْقَظَ فَقَالَ ما من عَبْدٍ قَالَ لَا إِلَهَ إلا الله ثُمَّ مَاتَ على ذلك إلا دخل الْجَنَّةَ قلت وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ قَالَ وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ قلت وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ قَالَ وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ قلت وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ قَالَ وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ على رَغْمِ أَنْفِ أبي ذَرٍّ وكان أبو ذَرٍّ إذا حَدَّثَ بهذا قَالَ وَإِنْ رَغِمَ أَنْفُ أبي ذَرٍّ قَالَ أبو عَبْد اللهِ هذا عِنْدَ الْمَوْتِ أو قَبْلَهُ إذا تَابَ وَنَدِمَ ، وَقَالَ : لا إِلَهَ إلا الله غُفِرَ له .
وأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي ( صَحِيحِهِ / كِتَابُ الإِيْمَانِ ج1/ص95/94) مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الْوَارِثِ عَنْ حُسَيْنٍ الْمُعَلِّمِ بِمِثْلِهِ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 217 }
وَأَخْرَجَ أحمد والبزار والطبراني مثله من حديث أبي الدرداء وآخره :"وإن رغم أنف أبي الدرداء" .
- - الله - -(1/24)
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ فِي ( مُسْنَدِهِ ج6/ص442/ 27531 ) قَالَ حَدَّثَنَا حَسَنٌ قَالَ ثَنَا بن لَهِيعَةَ عن وَاهِبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ أن أَبَا الدَّرْدَاءِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : من قَالَ لاَ إِلَهَ إلا الله وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ له دخل الْجَنَّةَ قَالَ قلت وان زَنَى وان سَرَقَ قَالَ وان زَنَى وان سَرَقَ قلت وان زَنَى وان سَرَقَ قَالَ وان زَنَى وان سَرَقَ قلت وان زَنَى وان سَرَقَ قَالَ وان زَنَى وان سَرَقَ على رَغْمِ أَنْفِ أبي الدَّرْدَاءِ قَالَ فَخَرَجْتُ لأنادي بها فِي الناس قَالَ فلقيني عُمَرُ فَقَالَ ارْجِعْ فان الناس إن عَلِمُوا بها تكلوا عليها فَرَجَعْتُ فَأَخْبَرْتُهُ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم - صَدَقَ عُمَرُ . وأَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الأوسط (المعجم الأوسط ج3/ص205/ 2932) مِنْ طَرِيقِ أم الدرداء عن أبي الدرداء بِمِثْلِهِ .وأَخْرَجَهُ البزار فِي مسنده نقلا عن كشف الأستار ( ح1/ص11/ح5) مِنْ طَرِيقِ زيد بن وهب عن أبى الدرداء بِمِثْلِهِ .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ النسائي فِي سننه الكبرى فِي كتاب عمل البوم والليلة ، باب ما يقول عند الموت( سنن النسائي الكبرى ج6/ص276/ 10964 ) مِنْ طَرِيقِ زيد بن وهب الجهني عن أبي الدرداء بِمِثْلِهِ .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
1- حسن بن موسى الأشيب أبو علي البغدادي سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 14 ] . ثِقَةٌ .
2- عبد الله بن لَهِيعَةَ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 14 ] . صَدُوقٌ اخْتَلَطَ بَعْدَ احْتِرَاقِ كُتُبِهِ ، وَرِوَايَةُ ابْنِ الْمُبَارَكِ وَابْنِ وَهْبٍ عَنْهُ أَعْدَلُ مِنْ غَيْرِهِمَا .(1/25)
3- وَاهِبُ بْنُ عَبْدِ اللهِ (1) وَاهِبُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْمَعَافِرِيُّ ثُمَّ الْكَعْبِيُّ أَبُو عَبْدِ اللهِ الْمِصْرِيُّ . تَابِعِي رَوَى عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - مُرْسَلاً ، وَحَدَّثَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، وَعُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ ، وَابْنِ عُمَرَ ، وَعَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو ، وَجَمَاعَةٍ . رَوَى عَنْهُ رَجَاءُ بْنُ أَبِي عَطَاءٍ الْمُؤَذِّنُ ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ لَهِيعَةَ ، وَاللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ . قَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ مِنَ الرَّابِعَةِ مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وثلاثين الْبُخَارِيُّ وَأَبُو دَاوُدَ فِي الْمَرَاسِيلِ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيْلاً .
4- أبو الدرداء سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 32 ]
رَابِعَاًً : الْحَكَمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
هَذَا الْحَدِيثُ إِسْنَادُهُ حَسَنٌ لأَنَّ فِيهِ عَبْدُ اللهِ بْنُ لَهِيعَةَ ، وَهُوَ صَدُوقٌ . وَقَالَ الْهَيْثَمِيُّ فِي ( مَجْمَعِ الزَّوَائِدِ ج1/ص16) : رَوَاهُ أَحْمَدُ وَالْبَزَّارُ وَالطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيْرِ وَالأَوْسَطِ ، وَإِسْنَادُ أَحْمَدَ أَصَحُّ ، وَفِيهِ ابْنُ لَهِيعَةَ ، وَقَدْ احْتجَّ بِهِ غَيْرُ وَاحِدٍ .
وَقَالَ شُعَيْبُ الأَرْنَؤُوطُ فِي تَعْلِيقِهِ عَلَى الْمُسْنَدِ (ج6/ص422/ح27531) : صَحِيحٌ لَكِنْ مِنْ حَدِيثِ أَبِي ذَرٍّ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 218 }
__________
(1) تَرْجَمَةُ وَاهِبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج8/ص190/2657) ، مَعْرِفَةُ الثِّقَات (ج2/ص338/1930) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج9/ص46/200) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج30/ص418/6673) ، سِيَرُ أَعْلامِ النُّبَلاءِ (ج6/ص147/57) ، تُحْفَةُ التَّحْصِيلِ فِي ذِكْرِ رُوَاةِ الْمَرَاسِيلِ (ج1/ص336) ، تَهْذِيبُ التّهْذِيبِ (ج11/ص96/188) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص580/7392) .(1/26)
وَأَخْرَجَ مُسْلِمٌ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ سَمِعْتُ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : « مَنْ شَهِدَ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدَاً رَسُولُ اللهِ حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ النَّارَ » .
- - الله - -
تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي ( صَحِيحِهِ / كِنَابُ الإِيْمَانِ ، بَابُ الدَّلِيلِ عَلَى أَنَّ مَنْ مَاتَ عَلَى التَّوْحِيدِ دَخَلَ الْجَنَّةَ قَطْعَاً ج1/ص57/ 29 ) قَالَ : حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بن سَعِيدٍ حَدَّثَنَا لَيْثٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ عَنِ ابْنِ مُحَيْرِيزٍ عَنِ الصُّنَابِحِيِّ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ أَنَّهُ قَالَ : دَخَلْتُ عَلَيْهِ وَهُوَ فِي الْمَوْتِ ، فَبَكَيْتُ ، فَقَالَ : مَهْلاً لِمَ تَبْكِي ، فَوَاللهِ لَئِنْ اسْتُشْهِدْتُ لأَشْهَدَنَّ لَكَ ، وَلَئِنْ شُفِّعْتُ لأَشْفَعَنَّ لَكَ ، وَلَئِنْ اسْتَطَعْتُ لأَنْفَعَنَّكَ ، ثُمَّ قَالَ : وَاللهِ مَا مِنْ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - لَكُمْ فيه خَيْرٌ إلاَّ حَدَّثْتُكُمُوهُ ، إلاَّ حَدِيثَاً وَاحِدَاً ، وَسَوْفَ أُحَدِّثُكُمُوهُ الْيَوْمَ ، وَقَدْ أُحِيطَ بِنَفْسِي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : « مَنْ شَهِدَ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدَاً رَسُولُ اللهِ حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ النَّارَ » .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 219 }(1/27)
وَأَخْرَجَ عن معاذ بن جبل أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قَالَ له : "ما من عبد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله إلا حرمه الله على النار" . قَالَ : يا رسول الله ! أفلا أخبر بها الناس (1) فيستبشروا ؟ ، قال" إذا يتكلوا" . فأخبر بها معاذ عند موته تأثماً .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ مسلم فِي صحيحه ، فِي كتاب الإيمان ، باب الدَّلِيلِ على أَنَّ من مَاتَ على التَّوْحِيدِ دخل الْجَنَّةَ قَطْعًا ( صحيح مسلم ج1/ص61/ 32 ) قَالَ حَدَّثَنَا إسحاق بن مَنْصُورٍ ا لكوسج أخبرنا مُعَاذُ بن هِشَامٍ قَالَ حدثني أبي عن قَتَادَةَ قَالَ حَدَّثَنَا أَنَسُ بن مَالِكٍ أَنَّ نَبِيَّ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - وَمُعَاذُ بن جَبَلٍ رَدِيفُهُ على الرَّحْلِ قَالَ يا مُعَاذُ قَالَ لَبَّيْكَ رَسُولَ اللهِ وَسَعْدَيْكَ قَالَ يا مُعَاذُ قَالَ لَبَّيْكَ رَسُولَ اللهِ وَسَعْدَيْكَ قَالَ : يا مُعَاذُ ، قَالَ : لَبَّيْكَ رَسُولَ اللهِ وَسَعْدَيْكَ قَالَ : ما من عَبْدٍ يَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إلا الله وَأَنَّ مُحَمَّدَاً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ إلا حَرَّمَهُ الله على النَّارِ ، قَالَ : يا رَسُولَ اللهِ ؛ أَفَلا أُخْبِرُ بها الناس فَيَسْتَبْشِرُوا ؟ ، قَالَ : إِذًا يَتَّكِلُوا فَأَخْبَرَ بها مُعَاذٌ عِنْدَ مَوْتِهِ تَأَثُّمَاً .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
__________
(1) كلمة الناس ساقطة من المحطوطات الثلاثة واثبتناها من الحديث .(1/28)
أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي ( صَحِيحِهِ / كِتَابُ الْعِلْمِ ، بَابُ مَنْ خَصَّ بِالْعِلْمِ قَوْمَاً دُونَ قَوْمٍ كَرَاهِيَةَ أَنْ لا يَفْهَمُوا ج1/ص59/ 128 ) مِنْ طَرِيقِ إِسْحَاقِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَخْلَدٍ الْحَنْظَلِيِّ ابْنِ رَاهَوَيْهِ الْمَرْوَزِيِّ عَنْ مُعَاذِ بْنِ هِشَامٍ بِمِثْلِهِ ، لَكِنْ قَالَ : مَا مِنْ أَحَدٍ يَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إلا اللهُ صِدْقَاً مِنْ قَلْبِهِ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 220 }
وَأَخْرَجَ مُسْلِمٌ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : " لا يدخل النار أحد فِي قلبه مثقال حبة خردل من إيمان ، ولا يدخل الجنة أحد فِي قلبه مثقال حبة خردل من كبر" .
- - الله - -
تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي ( صَحِيحِهِ / كِتَابُ الإِيْمَانِ ، بَابُ تَحْرِيْمِ الْكِبْرِ وَبَيَانِهِ ج1/ص93/91) قَالَ : حَدَّثَنَا مِنْجَابُ بن الْحَارِثِ التَّمِيمِيُّ وَسُوَيْدُ بن سَعِيدٍ كلاهما عن عَلِيِّ بن مُسْهِرٍ قَالَ مِنْجَابٌ أخبرنا بن مُسْهِرٍ عن الْأَعْمَشِ عن إبراهيم عن عَلْقَمَةَ عن عبد اللهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : لا يَدْخُلُ النَّارَ أَحَدٌ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ من إِيمَانٍ ، ولا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ أَحَدٌ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ من كِبْرِيَاءَ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 221 }
وَأَخْرَجَ عن ابن مسعود قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : "من مات لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ(1/29)
هذا من كلام ابن مسعود كما سيتبين من رواية الحديث . أَخْرَجَهُ مسلم فِي صحيحه ، فِي كتاب الإيمان ، باب من مَاتَ لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شيئا دخل الْجَنَّةَ وَمَنْ مَاتَ مُشْرِكًا دخل النَّارَ(صحيح مسلم ج1/ص94/ 92 ) قَالَ حَدَّثَنَا محمد بن عبد اللهِ بن نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا أبي وَوَكِيعٌ عن الْأَعْمَشِ عن شَقِيقٍ عن عبد اللهِ قَالَ قال رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - وَقَالَ بن نُمَيْرٍ سمعت رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يقول : من مَاتَ يُشْرِكُ بِاللَّهِ شيئا دَخَلَ النَّارَ ، وَقُلْتُ أنا : وَمَنْ مَاتَ لا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئَاً دَخَلَ الْجَنَّةَ .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ البخاري فِي صحيحه فِي كِتَاب الْجَنَائِزِ ، باب فِي الْجَنَائِزِ وَمَنْ كَانَ آخِرُ كَلامِهِ لا إِلَهَ إلا الله وَقِيلَ لِوَهْبِ بن مُنَبِّهٍ أَلَيْسَ لا إِلَهَ إلا الله مِفْتَاحُ الْجَنَّةِ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ ليس مِفْتَاحٌ إلا له أَسْنَانٌ فَإِنْ جِئْتَ بِمِفْتَاحٍ له أَسْنَانٌ فُتِحَ لك وإلا لم يُفْتَحْ لك ( صحيح البخاري ج1/ص417/ 1181) مِنْ طَرِيقِ حفص بن غياث النخعي عن الأعمش بِمِثْلِهِ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 222 }
عن جابر قَالَ : "أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - رجل فَقَالَ : يا رسول الله ما الموجبتان ؟ ، فَقَالَ : "من مات لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة ، ومن مات يشرك بالله شيئاً دخل النار" .
- - الله - -
تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ(1/30)
أَخْرَجَهُ مسلم فِي صحيحه فِي كتاب الإيمان ، ب بَاب من مَاتَ لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شيئا دخل الْجَنَّةَ وَمَنْ مَاتَ مُشْرِكًا دخل النَّارَ ( صحيح مسلم ج1/ص94/ 93 ) قَالَ وحَدَّثَنَا أبو بَكْرِ بن أبي شَيْبَةَ وأبو كُرَيْبٍ قالا حَدَّثَنَا أبو مُعَاوِيَةَ عن الأعْمَشِ عن أبي سُفْيَانَ طلحة بن نافع عن جَابِرٍ قَالَ أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - رَجُلٌ فَقَالَ : يا رَسُولَ اللهِ : ما الْمُوجِبَتَانِ فَقَالَ من مَاتَ لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شيئا دخل الْجَنَّةَ وَمَنْ مَاتَ يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئَاً دَخَلَ النَّارَ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 223 }
وَأَخْرَجَ الحاكم عن عمر سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : "إني لأعلم كلمة لا يقولها عبد حقاً من قلبه فيموت على ذلك إلا حرم على النار : لا إله إلا الله" .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ الحاكم فِي مستدركه ، فِي كتاب الإيمان ( المستدرك على الصحيحين ج1/ص143/ 242 ) قَالَ أخبرنا أبو الحسن بن يعقوب بن يوسف العدل ثَنَا يحيى بن أبي طالب ثَنَا عبد الوهاب بن عطاء أنبأ سعيد عن قتادة عن مسلم بن يسار عن حمران بن أبان عن عثمان بن عفان عن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما قَالَ سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول إني لأعلم كلمة لا يقولها عبد حقا من قلبه فيموت على ذلك إلا حرمه الله على النار لا إله إلا الله هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه بهذا اللفظ ولا بهذا الإسناد .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ(1/31)
أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ فِي ( مُسْنَدِهِ ج1/ص63/ 447) مِنْ طَرِيقِ شيخه عبد الْوَهَّابِ الْخَفَّافُ ، وأَخْرَجَهُ ابن حبان فِي ( صحيحه / كتاب الإيمان ، باب فرض الإيمان ، ذكر البيان بأن الجنة إنما تجب لمن شهد بما وصفنا عن يقين منه ثم مات على ذلك ج1/ص434/ 204-) مِنْ طَرِيقِ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ . وأَخْرَجَهُ أبو نعيم فِي الحلية (حلية الأولياء ج2/ص296) مِنْ طَرِيقِ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ أيضا ، كلاهما عن سعيد بن أبي عروبة بِمِثْلِهِ .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
1- الحسن بن يعقوب (1) الشيخ الصدوق النبيل أبو الفضل الحسن بن يعقوب بن يوسف البخاري ثم النيسابوري ، سمع محمد بن عبد الوهاب الفراء وأبا حاتم الرازي وإبراهيم بن عبد الله القصار ويحيى بن أبي طالب وطبقتهم ، وعنه أبو علي الحافظ وأبو إسحاق المزكي وأبو عبد الله الحاكم وابن مندة وآخرون ، توفي سنة اثنتين وأربعين وثلاث مئة رحمه الله ، قَالَهُ الذَّهَبِيُّ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّالِثَةُ تَعْدِيْلاً .
2- يحيى بن أبي طالب سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 90 ] . وثقه الدارقطني وغيره .
3- عبد الوهاب بن عطاء سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 90 ] . صدوق ربما أخطأ .
4- سعيد بن أبي عروبة سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 107 ] . ثِقَةٌ حَافِظٌ له تصانيف كثير التدليس واختلط وكان من أثبت الناس فِي قتادة .
5- قتادة بن دعامة سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 27 ] . ثقة ثبت .
__________
(1) تَرْجَمَةُ الحسن بن يعقوب : سِيَرُ أَعْلامِ النُّبَلاءِ (ج15/ص433 .(1/32)
6- مسلم بن يسار البصري (1) مسلم بن يسار البصري الأموي المكي أبو عبد الله الفقيه روى عن أبيه وابن عباس وحمران بن أبان وغيرهم. رَوَى عَنْهُ ابنه عبد الله وثابت البناني وقتادة وعدة . أدرك جماعة من الصحابة . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثقة عابد مِنَ الرَّابِعَةِ مَاتَ سَنَةَ مائة أو بعدها بقليل أَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيْلاً .
7- حمران بن أبان (2) حمران بضم أوله بن أبان مولى عثمان أدرك أبا بكر وعمرو وروى عن عثمان ومعاوية وعنه أبو وائل شقيق بن سلمة وهو من أقرانه ومسلم بن يسار وعروة بن الزبير وغيرهم . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثقة من الثانية مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وسبعين وقيل غير ذلك الْكُتُبُ السِّتَّةُ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيْلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ مسلم بن يسار البصري : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج7/ص275/1166) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج27/ص551/5949) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص261/5434) ، تَهْذِيبُ التّهْذِيبِ (ج10/ص127/262) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص531/6652 .
(2) تَرْجَمَةُ حمران بن أبان : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج3/ص80/287) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج3/ص265/1182) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج7/ص301/1496، مِيزَانُ الاعْتِدَالِ فِي نَقْدِ الرِّجَالِ (ج2/ص376/2294 ) ، تَهْذِيبُ التّهْذِيبِ (ج3/ص21/31) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص179/1513 .(1/33)
8- عثمان بن عفان (1) عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس الأموي أمير المؤمنين ذو النورين أحد السابقين الأولين والخلفاء الأربعة والعشرة المبشرة استشهد فِي ذي الحجة بعد عيد الأضحى سنة خمس وثلاثين فكانت خلافته اثنتي عشرة سنة وعمره ثمانون وقيل أكثر وقيل أقل الْكُتُبُ السِّتَّةُ ، أسلم قديما وهاجر الهجرتين وتزوج ابنتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واحدة بعد أخرى ، روى عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - وعن أبي بكر وعمر رضي الله عنهما. رَوَى عَنْهُ أولاًده أبان وعمرو ومواليه حمران وهانئ البربري وأبو صالح وابن وغيرهم .
9- عمر بن الخطاب سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 90 ] .
رَابِعَاًً : الْحَكَمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
هَذَا الْحَدِيثُ إِسْنَادُهُ حسن لأَنَّ فِيهِ عبد الوهاب بن عطاء وهو صدوق وَقَالَ الحاكم بعد روايته للحديث هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه بهذا اللفظ ولا بهذا الإسناد ووافقه الذهبي فِي التلخيص (المستدرك على الصحيحين ج1/ص143/ 242) .و قَالَ شعيب الأرنؤوط فِي تَعْلِيقَهِ عَلَى ابْنِ حِبَّانَ صحيح .وقال الأَلْبَانِيُّ : فِي صحيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ ( ج2/ص104/ح1528) صحيح .وقال شعيب الأرنؤوط فِي تعليقه على المسند (ج1/ص63/ح447) : إسنادُه قوي .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 224 }
__________
(1) تَرْجَمَةُ عثمان بن عفان : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج6/ص160/882) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج19/ص445/3847) ، تَهْذِيبُ التّهْذِيبِ (ج7/ص127/289) ، الإِصَابَةُ (ج4/ص456/5452) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص385/4503 .(1/34)
وَأَخْرَجَ الشَّيْخَانِ عن عثمان بن عفان رضي الله عنه عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : "من مات وهو يعلم أن لا إله إلا الله دخل الجنة " . والأحاديث فِي ذلك زائدة على حد "التواتر" فقد رويناه من حديث أكثر من أربعين صحابياً وسقناها فِي كتابنا" الأزهار المتناثرة فِي الأخبار المتواترة" .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ مسلم فِي صحيحه ، فِي كتاب الإيمان ، بَاب الدَّلِيلِ على أَنَّ من مَاتَ على التَّوْحِيدِ دخل الْجَنَّةَ قَطْعًا ( صحيح مسلم ج1/ص55/ 26) قَالَ حَدَّثَنَا أبو بَكْرِ بن أبي شَيْبَةَ وَزُهَيْرُ بن حَرْبٍ كلاهما عن إسماعيل بن إبراهيم قَالَ أبو بَكْرٍ حَدَّثَنَا بن عليه عن خَالِدٍ قَالَ حدثني الْوَلِيدُ بن مُسْلِمٍ عن حُمْرَانَ عن عُثْمَانَ قَالَ قال رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - من مَاتَ وهو يَعْلَمُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إلا الله دخل الْجَنَّةَ .
ثانيا : تنبيه
نسب المصنف الحديث للبخاري ولم أجده .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 225 }
وَأَخْرَجَ ابن حبان عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : "من قَالَ لا إله إلا الله نفعته يوماً من دهره ، ويصيبه قبل ذلك ما أصابه" .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ(1/35)
هذا جزء من حديث أَخْرَجَهُ ابن حبان ، أَخْرَجَهُ ابن حبان فِي صحيحه ، فِي كتاب الجنائز ، باب المريض وما يتعلق به ( صحيح ابن حبان ج7/ص272/ 3004-) قَالَ : أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الشَّرْقِيِّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْفَارِسِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا الثَّوْرِيُّ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ هِلالِ بْنِ يَسَافٍ عَنِ الأَغَرِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : لَقِّنُوا مَوْتَاكُمْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ، فَإِنَّهُ مَنْ كَانَ آخِرُ كَلِمَتِهِ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ عِنْدَ الْمَوْتِ دَخَلَ الْجَنَّةَ يَوْمَاً مِنَ الدَّهْرِ ، وَإِنْ أَصَابَهُ قَبْلَ ذَلِكَ مَا أَصَابَهُ .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ عبد الرزاق فِي مصنفه ( مصنف عبد الرزاق ج3/ص387/ 6045) مِنْ طَرِيقِ شيخه الثوري عن حصين ومنصور أو أحدهما عن هلال بن يساف به ومثل لفظ المصنف . وأَخْرَجَهُ البيهقي فِي شعب الإيمان ، باب الدعاء إلى الإسلام(شعب الإيمان ج1/ص109/ 97) مِنْ طَرِيقِ أبى عوانة الوضاح بن عبد الله اليشكري عن منصور به وبمثل لفظ المصنف ، وأَخْرَجَهُ أبو نعيم فِي الحلية (حلية الأولياء ج10/ص397) مِنْ طَرِيقِ عيسى بن يونس عن سفيان الثوري به وبمثل لفظ المصنف . وأَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الأوسط (المعجم الأوسط ج6/ص273/ 6396) مِنْ طَرِيقِ حصين عن هلال بن يساف به وبمثل لفظ المصنف ، وأَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الصغير (المعجم الصغير ( الروض الداني) ج1/ص241/ 393) مِنْ طَرِيقِ عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه مرفوعا وبمثل لفظ المصنف .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ(1/36)
1- سفيان الثوري سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 4 ] . ثِقَةٌ حَافِظٌ فقيه عابد إمام حجة
2- منصور بن المعتمر سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 18 ] . ثقة ثبت وكان لا يدلس .
3- حصين بن عبد الرحمن (1) حصين بن عبد الرحمن السلمي أبو الهذيل الكوفي بن عم منصور بن المعتمر روى عن جابر بن سمرة وهلال بن يساف وسعيد بن جبير وجماعة وعنه شعبة والثوري وزائدة وغيرهم .
وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثقة تغير حفظه فِي الآخر مِنَ الْخَامِسَةِ مَاتَ سَنَةَ ست وثلاثين وله ثلاث وتسعون الْكُتُبُ السِّتَّةُ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيْلاً .
4- هِلالِ بْنِ يَسَافٍ (2) هلال بن يساف بكسر التحتانية ثم مهملة ثم فاء ويقال بن إساف الأشجعي مولاهم الكوفي أدرك عليا وروى عن الحسن بن علي وأبي الدرداء وأبي مسعود الأنصاري وجماعة وعنه سلمة بن كهيل ومنصور بن المعتمر وحصين بن عبد الرحمن وغيرهم . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثقة مِنَ الثَّالِثَةِ الْبُخَارِيُّ تَعْلِيقَاً وَمُسْلِمٌ وَالأَرْبَعَةُ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيْلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ حصين بن عبد الرحمن : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج3/ص7/25) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج6/ص519/1358) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص338/1124) ، تَهْذِيبُ التّهْذِيبِ (ج2/ص328/659) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص170/1369 .
(2) تَرْجَمَةُ هلال بن يساف : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج9/ص72/278، مشاهير الأمصار ج1/ص109/831) ، تَهْذِيبُ التّهْذِيبِ (ج11/ص76/144) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص343/6010) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص576/7352 .(1/37)
5- الأغر أبو مسلم (1) الأغر أبو مسلم المدني نزل الكوفة وروى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وأبي سعيد وكانا اشتركا فِي عتقه وعنه علي بن الأقمر وهلال بن يساف وطلحة بن مصرف وغيرهم وزعم قوم أنه أبو عبد الله سلمان الأغر الذي يروي عنه الزهري وأهل المدينة وذلك وهم ممن قاله منهم عبد الغني بن سعيد وسبقه الطبراني ،وأما أبو مسلم هذا فالأغر اسمه لا لقبه وَقَالَ العجلي تابعي ثقة وَقَالَ البزار ثقة وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ .
وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثقة مِنَ الثَّالِثَةِ وهو غير سلمان الأغر الذي يكنى أبا عبد الله وقد قلبه الطبراني فَقَالَ اسمه مسلم ويكنى أبا عبد الله الْبُخَارِيُّ فِي التاريْخِ وَمُسْلِمٌ وَالأَرْبَعَةُ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيْلاً .
6- أبو هريرة سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 19 ] .
رَابِعَاًً : الْحَكَمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
هَذَا الْحَدِيثُ إِسْنَادُهُ صَحِيحٌ ، لأن رجاله ثقات .وقال الهيثمي فِي مجمع الزوائد (ج1/ص17) رَوَاهُ البزار والطبراني فِي الأوسط والصغير ورجاله رجال الصحيح . وَقَالَ الْمُنْذِرِيُّ فِي التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ (الترغيب والترهيب ج2/ص267) رَوَاهُ البزار والطبراني ورواته رواة الصحيح . وَقَالَ الأَلْبَانِيُّ : فِي صحيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ ( ج2/ص103/ح1525) : صحيح ، وانظر صحيح الجامع ح6434 .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 226 }
وَأَخْرَجَ الترمذي وحسنه والحاكم وصححه عن أنس عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : "يقول الله عزوجل : أخرجوا من النار من ذكرني يوماً أو خافني فِي مقام" .
- - الله - -
__________
(1) تَرْجَمَةُ الأغر أبو مسلم : تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج3/ص317/544) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص255/459 ،تَهْذِيبُ التّهْذِيبِ (ج1/ص319/665) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص114/544 .(1/38)
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ الترمذي فِي سننه ، فِي كتاب صفة جهنم ، بَاب ما جاء أَنَّ لِلنَّارِ نَفَسَيْنِ وما ذُكِرَ من يَخْرُجُ من النَّارِ من أَهْلِ التَّوْحِيدِ ( سنن الترمذي ج4/ص712/ 2594) قَالَ حَدَّثَنَا محمد بن رَافِعٍ حَدَّثَنَا أبو دَاوُدَ عن مُبَارَكِ بن فَضَالَةَ عن عُبَيْدِ اللهِ بن أبي بَكْرِ بن أَنَسٍ عن أَنَسٍ عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ يقول الله أَخْرِجُوا من النَّارِ من ذَكَرَنِي يَوْمًا أو خَافَنِي فِي مَقَامٍ قَالَ هذا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ . وأَخْرَجَهُ الحاكم فِي المستدرك ، كتاب الإيمان ( المستدرك على الصحيحين ج1/ص141/ 235) مِنْ طَرِيقِ إسحاق بن منصور عن أبى داود بِمِثْلِهِ .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ أبو عاصم فِي كتاب السنة ( السنة لابن أبي عاصم ج2/ص400/338) باب فِي ذكر من يخرج الله بتفضله من النار . وَأَخْرَجَهُ أَحْمَدُ فِي ( الزُّهْدِ ج1/ص369) كِلاهُمَا مِنْ طَرِيقِ أَبِى دَاوُدَ الطَّيَالِسِيِّ عَنِ الْمُبَارَكِ بِمِثْلِهِ .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ(1/39)
1- محمد بن رَافِعٍ (1) محمد بن رافع بن أبي زيد واسمه سابور القشيري مولاهم أبو عبد الله النيسابوري الزاهد وكان مهيبا كبير القدر روى عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ وأبي معاوية الضرير وأبي داود الطيالسي وخلق كثير. رَوَى عَنْهُ الجماعة سوى بن مَاجَهْ وأبو زرعة وأبو حاتم وغيرهم ، وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثقة عابد من الحادية عشرة مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وأربعين الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ وَأَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ وَالنَّسَائِيُّ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيْلاً .
2- سليمان بن داود الطيالسي سليمان بن داود بن الجارود أبو داود الطيالسي البصري ، ثقة حافظ غلط فِي أحاديث مِنَ التَّاسِعَةِ ، سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 21 ] .
3- مُبَارَكِ بن فَضَالَةَ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 11 ] . صدوق يدلس ويسوي .
4- عُبَيْدِ اللهِ بن أبي بَكْرِ بن أَنَسٍ (2) عبيد الله بن أبي بكر بن أنس بن مالك أبو معاذ الأنصاري روى عن جده وعنه أخوه بكر بن أبي بكر بن أنس وشعبة ومبارك بن فضالة وآخرون قَالَ أحمد وابن معين وأبو داود والنسائي ثقة وَقَالَ أبو حاتم صالح وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثقة مِنَ الرَّابِعَةِ الْكُتُبُ السِّتَّةُ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيْلاً .
5- أنس بن مالك سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 51 ] .
__________
(1) تَرْجَمَةُ مُحَمَّدِ بْنِ رافع : تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج25/ص192/5209) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص170/4843) ، تَهْذِيبُ التّهْذِيبِ (ج9/ص141/236) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص478/5876 .
(2) تَرْجَمَةُ عبيد الله بن أبى بكر : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج5/ص309/1470) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج19/ص15/3623) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص679/3535) ، تَهْذِيبُ التّهْذِيبِ (ج7/ص5/8) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص370/4279 .(1/40)
رابعا : الْحَكَمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
هَذَا الْحَدِيثُ إِسْنَادُهُ ضعيفٌ لأَنَّ فِيهِ مبارك بن فضالة وهو مدلس وقد عنعنه . وَقَالَ الترمذي هذا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ ، وَقَالَ الحاكم فِي المستدرك :( ج1/ص141) هذا حديث صحيح الإسناد ووافقه الذهبي فِي تلخيصه , و صححه المنذري فِي التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ (ج4/ص130/ 5108) حيث رَوَاهُ بصيغة الجزم وَقَالَ رَوَاهُ الترمذي والبيهقي وَقَالَ الترمذي حديث حسن غريب . وَقَالَ الأَلْبَانِيُّ : فِي ضَعِيفِ التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ ( ج2/ص188/ح1965) ضعيف .وانظر ضعيف الترمذي ( ج1/ص208/ح486) .ونقل العراقي فِي المغني عن حمل الأسفار( ج2/ص1271/ 4600) تحسين الترمذي .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 227 }
وَأَخْرَجَ هناد مِنْ طَرِيقِ جويبر عن الضحاك عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : "إن لجهنم بابين أحدهما يسمى الجوانية ، والآخر يسمى البرانية ، فأما الجُوّانية فالتي (1) لا يخرج منها أحد ، وأما البرَّانية فالتي يعذب الله فيها أهل الذنوب والموجبات من أهل الإيمان ما شاء الله أن يعذبهم ، ثم يأذن الله للملائكة والرسل والأنبياء ، ولمن شاء من عباده الصالحين ، فيشفعون فيخرجون منها وهم فحم ، فيلقون على شاطئ نهر فِي الجنة يسمى نهر الحيوان فينضح عليهم فينبتون كما تنبت الحبة فِي الحميل ، فإذا استوت أجسادهم قيل : ادخلوا النهر ، فيدخلون فيشربون منه ويغتسلون فيخرجون ويقال لهم ادخلوا الجنة" .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
__________
(1) فى المحطوطة (أ) فالذي والصواب ما اثبتناه .(1/41)
أَخْرَجَهُ هناد فِي الزهد ، باب الخروج من النار( الزهد لابن السري ج1/ص153/ 205) قَالَ حَدَّثَنَا عبدة عن جويبر عن الضحاك عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - إن فِي جهنم بابين أحدهما يسمى الجوانية والآخر يسمى البرانية فأما الجوانية فالتي لا يخرج منها أحد وأما البرانية فالتي يعذب الله تبارك وتعالى منها أهل الذنوب الموجبات من أهل الإيمان ما شاء الله أن يعذبهم ثم يأذن الله تبارك وتعالى للملائكة والرسل والأنبياء ولمن شاء من عباده الصالحين فيشفعون لهم فيخرجون منها وهم فحم فيلقون على شط النهر فِي الجنة يسمى نهر الحيوان فينضح عليهم فينبتون كما تنبت الحبة فِي الحميل فإذا استوت أجسادهم قيل ادخلوا النهر فيدخلون فيشربون منه ويغتسلون فيخرجون فيقال لهم ادخلوا الجنة
ثَانِيَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
1- عبدة بن سليمان سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 117 ] ، ثقة ثبت .
2- جويبر بن سعيد البلخي ، ضعيف جدا ، سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 8 ] .
3- الضحاك بن مزاحم سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 8 ] . صدوق كثير الإرسال .
4- سَعِيْدٍ سَعْدُ بْنُ مَالِكِ بْنِ سِنَانٍ الْخُدْرِيُّ أبو سعيد الخدري سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 14 ] .
5- أبو هريرة سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 19 ] .
ثَالِثَاً : الْحَكَمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
هَذَا الْحَدِيثُ إِسْنَادُهُ ضعيفٌ جداً لأَنَّ فِيهِ جويبر بن سعيد وهو متروك ، وروى عن الضحاك ولم يلقه .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 228 }(1/42)
وَأَخْرَجَ الطَّبَرَانِيُّ فِي "الأوسط" عن المغيرة بن شعبة قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : "يخرج قوم من النار فيسمون فِي الجنة الجهنميون فيدعون الله أن يحول عنهم ذلك الاسم فيمحوه الله عنهم إذا خرجوا منها نبتوا كما ينبت الرّيش" .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الأوسط ( المعجم الأوسط ج5/ص346/ 5507) قَالَ حَدَّثَنَا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قَالَ حَدَّثَنَا فروة بن أبي المغراء قَالَ حَدَّثَنَا القاسم بن مالك المزني عن عبد الرحمن بن إسحاق عن النعمان بن سعد عن المغيرة بن شعبة قَالَ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخرج قوم من النار فيسمون فِي الجنة الجهنميون فيدعون الله أن يحول عنهم ذلك الاسم فيمحو الله عنهم ، فإذا خرجوا من النار نبتوا كما ينبت الريش .
ثَانِيَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
1- محمد بن عثمان بن أبي شيبة سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 190 ] . كَانَ عالما بصيرا بالحديث والرجال له تواليف مفيدة وجمع وصنف ولم يرزق حظا بل نالوا منه وكان من أوعية العلم .(1/43)
2- فروة بن أبي المغراء (1) فروة بن أبي المغراء بفتح الميم والمد واسمه معدي كرب الكندي أبو القاسم الكوفي روى عن على بن مسهر وعبيدة بن حميد والقاسم بن مالك المزني وغيرهم وعنه البخاري وأبو زرعة وأبو حاتم ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة وآخرون قَالَ أبو حاتم صدوق ووثقه الدارقطني وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ ، وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : صدوق من العاشرة مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وعشرين الْبُخَارِيُّ وَالتِّرْمِذِيُّ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّالِثَةُ تَعْدِيْلاً .
3- القاسم بن مالك (2) القاسم بن مالك المزني أبو جعفر الكوفي روى عن عبد الرحمن بن إسحاق الكوفي و المختار بن فلفل وأبي مالك الأشجعي وغيرهم وعنه أحمد وأبو بكر وعثمان ابنا أبي شيبة وفروة بن أبي المغراء وآخرون ، قَالَ أحمد كَانَ صدوقا وَقَالَ ابن معين ثقة وَقَالَ مرة ما كَانَ به بأس صدوق و كذلك قَالَ أبو داود ، وَقَالَ أبو حاتم صالح وليس بالمتين وَقَالَ أبو الحسن العجلي ثقة وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ وفال الساجي ضعيف وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : صدوق فيه لين من صغار الثامنة مات بعد التسعين الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ وَالتِّرْمِذِيُّ وَالنَّسَائِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ . مَرْتَبَتُهُ : الرَّابِعَةُ تَعْدِيْلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ فروة بن أبي المغراء : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج7/ص83/473 ، الثِّقَات (ج9/ص11/14901) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص121/4453) ، تَهْذِيبُ التّهْذِيبِ (ج8/ص239/493) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص445/5390 .
(2) تَرْجَمَةُ القاسم بن مالك : تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج23/ص422/4817) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص130/4526 ، تَهْذِيبُ التّهْذِيبِ (ج8/ص298/601) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص451/5487 .(1/44)
4- عبد الرحمن بن إسحاق أبو شيبة (1) عبد الرحمن بن إسحاق بن سعد بن الحارث أبو شيبة الواسطي الأنصاري ويقال الكوفي بن أخت النعمان بن سعد روى عن أبيه وخاله والقاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود وغيرهم. رَوَى عَنْهُ القاسم بن مالك وعبد الواحد بن زياد وأبو معاوية الضرير وغيرهم ، قَالَ ابن حجر ضعيف من السابعة أَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّالِثَةُ تَجْرِيْحَاً .
5- النعمان بن سعد (2) النعمان بن سعد بن حبتة بفتح المهملة وسكون الموحدة وقيل حبتر الأنصاري الكوفي روى عن علي والأشعث بن قيس والمغيرة بن شعبة. رَوَى عَنْهُ ابن أخته أبو شيبة عبد الرحمن بن إسحاق الكوفي ولم يرو عنه غيره فيما قَالَ أبو حاتم . وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : والراوي عنه ضعيف فلا يحتج بخبره وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : مقبول مِنَ الثَّالِثَةِ التِّرْمِذِيُّ . مَرْتَبَتُهُ : الأولَى تَجْرِيْحَاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ عبد الرحمن بن إسحاق أبو شيبة : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج5/ص213/1001) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص620/3137) ، تَهْذِيبُ التّهْذِيبِ (ج6/ص124/284) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص336/3799 .
(2) تَرْجَمَةُ النعمان بن سعد : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج8/ص446/2047) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص323/5848) ، تَهْذِيبُ التّهْذِيبِ (ج10/ص404/823) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص564/7156 .(1/45)
6- المغيرة بن شعبة (1) المغيرة بن شعبة بن مسعود بن معتب الثقفي صحابي مشهور أسلم قبل الحديبية وولي إمرة البصرة ثم الكوفة مَاتَ سَنَةَ خمسين على الصحيح الْكُتُبُ السِّتَّةُ . أبو عيسى ويقال أبو محمد الثقفي شهد الحديبية وما بعدها أحصن سبعين امرأة وبرأيه ودهائه يضرب المثل ، وروى عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - وعنه أولاًده عروة وحمزة وعقار ومسروق بن الأجدع وعامر الشعبي والنعمان بن سعد الأنصاري وآخرون .
ثَالِثَاً : الْحَكَمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
هَذَا الْحَدِيثُ إِسْنَادُهُ ضعيفٌ ، لضعف عبد الرحمن بن إسحاق الكوفي ولجهالة النعمان بن سعد لم يروِ عنه إلا عبد الرحمن بن إسحاق الكوفي وَقَالَ الْهَيْثَمِيُّ فِي مجمع الزوائد (ج10/ص379) رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الأوسط وفيه عبدالرحمن بن إسحق وهو ضعيف .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 229 }
وَأَخْرَجَ فِي الصغير عن أنس قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : "يقول الله أخرجوا من النار من كَانَ فِي قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان ، ثم يقول : وعزتي لا أجعل من آمن بي ساعة من نهار كمن لم يؤمن بي .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
__________
(1) تَرْجَمَةُ المغيرة بن شعبة : تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج28/ص369/6132) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص286/5592) ، تَهْذِيبُ التّهْذِيبِ (ج10/ص234/473) ، الإِصَابَةُ (ج6/ص197/8185) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص543/6840 .(1/46)
أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي ( المعجم الصغير ( الروض الداني ) ج2/ص114/ 875 ) قَالَ :حَدَّثَنَا محمد بن عبدوس بن جرير الصوري بمدينة صور حَدَّثَنَا هشام بن عمار حَدَّثَنَا مروان بن معاوية الفزاري حَدَّثَنَا طريف أبو سفيان السعدي عن عبد الله بن الحارث عن أنس بن مالك قَالَ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول الله عز وجل : أخرجوا من النار من كَانَ فِي قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان ، ثم يقول : وعزتي وجلالي ؛ لا أجعل من آمن بي ساعة من ليل أو نهار كمن لا يؤمن بي .
قال أبو القاسم : لم يروه عن عبد الله بن الحارث بن نوفل إلا أبو سفيان ، تفرد به مروان بن معاوية .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
وأَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الأوسط (المعجم الأوسط ج4/ص201/ 3976) مِنْ طَرِيقِ عبد الله بن مروان عن أبيه بِمِثْلِهِ و أَخْرَجَهُ ابن عساكر فِي تاريخ دمشق (تاريخ مدينة دمشق ج51/ص74) مِنْ طَرِيقِ هشام بن عمار عن مروان بن معاوية الفزاري بِمِثْلِهِ .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ(1/47)
1- محمد بن عبدوس (1) محمد بن عبدوس هو الحافظ الثبت المأمون أبو احمد محمد بن عبدوس بن كامل السلمي البغدادي السراج صديق عبد الله بن احمد كَانَ اسم أبيه عبد الجبار سمع علي بن الجعد وداود بن عمرو الضبي وأبا بكر بن أبي شيبة وطبقتهم وعنه جعفر الخلدي وأبو بكر النجاد والطبراني وعدة قَالَ أبو الحسين بن المنادى كَانَ بن عبدوس من المعدودين فِي الحفظ وحسن المعرفة بالحديث أكثر الناس عنه لثقته وضبطه وكان كالأخ لعبد الله بن احمد بن حنبل مات فِي آخر رجب أو أول شعبان سنة ثلاث وتسعين وَمِائَتَيْنِ ، قَالَهُ الذَّهَبِيُّ .
مَرْتَبَتُهُ : الأولَى تَعْدِيْلاً .
2- هشام بن عمار سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 86 ] . صدوق مقرئ ، كبر فصار يتلقن فحديثه القديم أصح .
3- مروان بن معاوية بن الحارث سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فى الْحَدِيثُ رَقْمُ (101) ، ثقة حافظ وكان يدلس أسماء الشيوخ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ مُحَمَّدِ بْنِ عبدوس : فتح الباب فِي الكنى والألقاب ج1/ص59/337 ،تَارِيْخُ بَغْدَادَ (ج2/ص381/894 ، المقصد الارشد ج2/ص439/985 ، : تَذْكِرَةُ الْحُفَّاظِ (ج2/ص683/704،تاريخ الإسلام ج22/279 .(1/48)
4- طريف بن شهاب (1) طريف بن شهاب وقيل بن سعد وقيل بن سفيان أبو سفيان السعدي الأشل روى عن أبي نضرة العبدي وعبد الله بن الحارث البصري والحسن وعنه مروان بن معاوية الفزاري و الثوري وشريك وغيرهم ، وَقَالَ ابن حجر : ضعيف من السادسة التِّرْمِذِيُّ وابْنُ مَاجَهْ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّالِثَةُ تَجْرِيْحَاً .
5- عبد الله بن الحارث (2) عبد الله بن الحارث الأنصاري أبو الوليد البصري روى عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - مرسلا وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وابن عباس وأنس وخوات بن جبير وعنه طريف أبو سفيان السعدي و ابنه يوسف وعاصم الأحول وخالد الحذاء وغيرهم ، وَقَالَ ابن حجر : ثقة مِنَ الثَّالِثَةِ الْكُتُبُ السِّتَّةُ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيْلاً .
6- أنس بن مالك سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 51 ] .
رَابِعَاًً : الْحَكَمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
هَذَا الْحَدِيثُ إِسْنَادُهُ ضعيفٌ لأَنَّ فِيهِ طريف بن شهاب وهو مجمع على ضعفه . وَقَالَ الْهَيْثَمِيُّ فِي ( مَجْمَعِ الزَّوَائِدِ ج10/ص380) : رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الصغير ، وفيه طريف بن شهاب ، وهو متروك .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 230 }
__________
(1) تَرْجَمَةُ طريف بن شهاب : ضُعَفَاءُ الْبُخَارِيِّ (ج1/ص62/178، الضعفاء للنسائي ج1/ص60/318 ، الضعفاء الكبير ج2/ص229/776) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج4/ص492/2165) ، الْكَامِلُ فِي الضُّعَفَاءِ (ج4/ص116/962 ، الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ج2/ص63/1739) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج13/ص377/2961) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص513/2464) ، تَهْذِيبُ التّهْذِيبِ (ج5/ص11/19) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص282/3013 .
(2) تَرْجَمَةُ عبد الله بن الحارث : تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج14/ص400/ 3217) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص544/2676) ، تَهْذِيبُ التّهْذِيبِ (ج5/ص158/311) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص299/3266 .(1/49)
وَأَخْرَجَ أَحْمَدُ وَأَبُو يَعْلَى وَالْبَيْهَقِيُّ بِسَنَدٍ جَيِّدٍ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : « يَكُونُ قَوْمٌ فِي النَّارِ مَا شَاءَ الله أن يَكُونُوا ، ثُمَّ يَرْحَمُهُمُ اللهُ ، فَيُخْرِجُهُمْ مِنْهَا ، فَيَكُونُونَ فِي أَدْنَى الْجَنَّةِ ، فَيَغْتَسِلُونَ فِي نَهَرٍ يُقَالُ له الْحَيَوَانُ ، يُسَمِّيهِمْ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَهَنَّمِيُّونَ ، لَوْ ضَافَ أَحَدُهُمْ أَهْلَ الدُّنْيَا لَفَرَشَهُمْ ، وَأَطْعَمَهُمْ ، وَسَقَاهُمْ ، وَزَوَّجَهُمْ » (1) ، وَلا أَظُنُّهُ إِلاَّ قَالَ : « لاَ يُنْقِصُهُ ذَلِكَ شَيْئاً » .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ فِي ( مُسْنَدِهِ ج1/ص454/ 4337) قَالَ : حَدَّثَنَا عَفَّانُ وَحَسَنُ بْنُ مُوسَى قَالاَ ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ حَسَنٌ عن عَطَاءٍ ، وَقَالَ عَفَّانُ : ثَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ حَسَنٌ : إنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ حَدَّثَهُمْ أنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : « يَكُونُ قَوْمٌ فِي النَّارِ مَا شَاءَ اللهُ أن يَكُونُوا ، ثُمَّ يَرْحَمُهُمُ اللهُ ، فَيُخْرِجُهُمْ مِنْهَا ، فَيَكُونُونَ فِي أَدْنَى الْجَنَّةِ ، فَيَغْتَسِلُونَ فِي نَهَرٍ يُقَالُ له الْحَيَوَانُ ، يُسَمِّيهِمْ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَهَنَّمِيُّونَ ، لَوْ ضَافَ أَحَدُهُمْ أَهْلَ الدُّنْيَا لَفَرَشَهُمْ ، وَأَطْعَمَهُمْ ، وَسَقَاهُمْ ، وَلَحَفَهُمْ » ، وَلاَ أَظُنُّهُ إِلاَّ قَالَ : « وَلَزَوَّجَهُمْ » ، قَالَ حَسَنٌ : « لاَ يُنْقِصُهُ ذَلِكَ شَيْئاً » .
__________
(1) فِى الْمَخْطُوطَةِ (ز) لقوتهم وأطعمهم وسقاهم . .(1/50)
وأَخْرَجَهُ أبُو يَعْلَى فِي ( مُسْنَدِهِ ج8/ص393/ 4979) مِنْ طَرِيقِ أَبِى نَصْرٍ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ التَّمَّارِ .
وأَخْرَجَهُ أَيضَاً ( مُسْنَدِهِ ج9/ص230/ 5338) مِنْ طَرِيقِ الْحَسَنِ بْنِ مُوسَى ، وَالْبَيْهَقِيُّ فِي ( الْبَعْثِ وَالنُّشُورِ ج1/ص240/ح480) مِنْ طَرِيقِ عَفَّانَ بْنِ مُسْلِمٍ ، ثَلاثَتُهُمْ عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ بِمِثْلِهِ .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي ( صَحِيحِهِ ، بَابُ وَصْفِ الْجَنَّةِ وَأَهْلِهَا ، ذِكْرُ الإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ مَا يُعِدُّ اللهُ لِلرَّجُلِ الَّذِي ذَكَرْنَا نَعَتَهُ مِنَ الأَطْعِمَةِ وَالأَشْرِبَةِ فِي جَنَّتِهِ ج16/ص448/7428) مِنْ طَرِيقِ أَبِى نَصْرٍ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ التَّمَّارِ ، وَكَذَلِكَ فِي ( بَابُ وَصْفِ الْجَنَّةِ وَأَهْلِهَا ، ذِكْرُ الإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ بَعْضِ مَا يَتَفَضَّلُ اللهُ بِنَعِيمِ الْجَنَّةِ عَلَى مَنْ أَخْرَجَ مِنَ النَّارِ بَعْدَ تَعْذِيبِهِ إِيَّاهُ فِيهَا ج16/ص460/7433) مِنْ طَرِيقِ هُدْبَةَ بْنِ خَالِدٍ الْقَيْسِيِّ كِلاهُمَا عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ بِمِثْلِهِ .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
1- عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 28 ] . ثِقَةٌ ثَبْتٌ .
2- حَسَنُ بْنُ مُوسَى سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 14 ] . ثِقَةٌ .
3- حَمَّادُ بن سَلَمَةَ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 121 ] . ثِقَةٌ عَابِدٌ أَثْبَتُ النَّاسِ فِي ثَابِتٍ وَتَغَيَّرَ حِفْظُهُ بِآخَرَةٍ .(1/51)
4- عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 118 ] . قَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ : حَدِيثُهُ ضَعِيفٌ إِلاَّ مَا كَانَ مِنْ حَدِيثِ شُعْبَةَ وَالْثَوَّرِيِّ عَنْهُ . وَاسْتَثَنَى مِنْ حَدِيثِ شُعْبَةَ حَدِيثَيْنِ مِنْ رِوَايَتِهِ عَنْ زَاذَانَ ، فَإِنَّ شُعْبَةَ يَقُولُ : سَمِعْتُهُمَا مِنْهُ بَعْدَ الاخْتِلاطِ .
5- عَمْرِو بن مَيْمُونٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 60 ] . مُخَضَّرَمٌ مَشْهُورٌ ثِقَةٌ عَابِدٌ .
6- عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 54 ] .
رَابِعَاًً : الْحَكَمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
هَذَا الْحَدِيثُ إِسْنَادُهُ ضعيفٌ لأَنَّ فِيهِ عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ ثِقَةٌ مَشْهُورٌ ، وَلَكِنَّهُ اخْتَلَطَ . قَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ : حَدِيثُهُ ضَعِيفٌ إِلاَّ مَا كَانَ مِنْ حَدِيثِ شُعْبَةَ وَالْثَوَّرِيِّ عَنْهُ .
وَقَالَ الْهَيْثَمِيُّ فِي ( مَجْمَعِ الزَّوَائِدِ ج10/ص383) : رَوَاهُ أَحْمَدُ وَأَبُو يَعْلَى ، وَرِجَالُهُمَا رِجَالُ الصَّحِيحِ غَيْرُ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ ، وَهُوَ ثِقَةٌ ، وَلَكِنَّهُ اخْتَلَطَ .
وَقَالَ شُعَيْبُ الأَرْنَؤُوطُ فِي تَعْلِيقَهِ عَلَى ابْنِ حِبَّانَ فِي الْمَوْضِعَيْنِ : إِسْنَادُهُ قَوِيٌّ .
وقال الأَلْبَانِيُّ فِي ( ظِلالُ الْجَنَّةِ 2/94/ح834) : حَدِيثٌ صَحِيحٌ وَرِجَالُ إِسْنَادِهِ ثِقَاتٌ رِجَالُ الصَّحِيحِ ، لَكِنْ عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ كَانَ اخْتَلَطَ ، وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَدْ. رَوَى عَنْهُ فِي الاخْتِلاطِ أَيْضَاً ، لَكِنْ لِحَدِيثِهِ شَاهِدٌ قَوِيٌّ يَدُلُّ عَلَى صِحَّتِهِ ، وَهُوَ مَا رَوَاهُ ابْنُ خُزَيْمَةَ فِي صَحِيحِهِ عَنْ أَنَسٍ مَوْقُوفَاً ، لَكَنْ لَهُ حُكْمُ الرَّفْعِ .(1/52)
قَالَ ابْنُ خُزَيْمَةَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى الصَّنْعَانِيُّ قَالَ ثَنَا الْمُعْتَمِرُ قَالَ سَمِعْتُ حُمَيْدَاً يُحَدِّثُ عَنْ أَنَسٍ : إِنَّ آخَرَ مَنْ يَخْرُجُ مِنَ النَّارِ ، وَآخَرَ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ رَجُلٌ يَقُولُ لَهُ رَبُّهُ - عز وجل - : « يَا ابْنَ آدَمَ مَا تَسْأَلُنِي » ، فَذَكَرَ الصَّنْعَانِيُّ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ قَالَ : فَلَوْ نَزَلَ بِهِ جَمِيعُ أَهْلِ الأَرْضِ ، أَوْ قَالَ : جَمِيعُ بَنِي آدَمَ لأَوْسَعَهُمْ طِعَامَاً وَشَرَابَاً وَخَدَمَاً لا يُنْقِصُ مِمَّا عِنْدَهُ شَيْئَاً .
قُلْتُ : وَهَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ ، وَهُوَ مَوْقُوفٌ فِي حُكْمِ الْمَرْفُوعِ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 231 }
وَأَخْرَجَ أَحْمَدُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : لَيَتَمَجَّدَنَّ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى أناس لم يعملوا خيراً قط ، فَيُخْرِجُهُمْ مِنَ النَّارِ بَعْد مَا احْتَرَقُوا ، فَيُدْخِلُهُمُ (1) الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِهِ بَعْدَ شَفَاعَةِ مَنْ يَشْفَعُ » .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
__________
(1) فِى الْمَخْطُوطَةِ (أ) فيدخلهم فى رحمته بعد شفاعة من يشفع .(1/53)
أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ فِي ( مُسْنَدِهِ ج2/ص400/9190) قَالَ : حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ قَالَ أَخْبَرَنِي صَالِحُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ مَوْلَى التَّوْأَمَةِ قَالَ أَخْبَرَنِي أبُو هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : لَيَتَحَمَّدَنَّ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى أُنَاسٍ مَا عَمِلُوا مِنْ خَيْرٍ قَطُّ ، فَيُخْرِجُهُمْ مِنَ النَّارِ بَعْد مَا احْتَرَقُوا ، فَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِهِ بَعْدَ شَفَاعَةِ مَنْ يَشْفَعُ » .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي ( المعجم الأوسط ج5/ص345/5506) مِنْ طَرِيقِ إبراهيم بن إسحاق الصيني عن عبد الرحمن بن أبي الزناد به ولفظه : ليخرجن الله من النار يوم القيامة قوما ما عملوا خيرا قط ، فَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِهِ بَعْدَ شَفَاعَةِ مَنْ يَشْفَعُ » .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
1- سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ (1) سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ دَاوُدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ أَبُو أَيُّوبَ الْبَغْدَادِيُّ الْهَاشِمِيُّ الْفَقِيهُ ، رَوَى عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الزِّنَادِ ، وَعَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ عَبْدِ الْمَجِيدِ . رَوَى عَنْهُ الْبُخَارِيُّ فِي كِتَابِ أَفْعَالِ الْعِبَادِ ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ ، وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَنْبَلٍ ، وَهَارُونَ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحَمَّالُ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ سليمان بن داود : الثِّقَات (ج8/ص277/13431) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج11/ص410/2509) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص459/2084) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص251/2552 .(1/54)
وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ جَلِيلٌ قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : يَصْلُحُ لِلْخِلافَةِ ، مِنَ الْعَاشِرَةِ مَاتَ سَنَةَ تِسْعَ عَشَرَةَ ، وَقِيلَ بَعْدَهَا الْبُخَارِيُّ فِي خَلْقِ أَفْعَالِ الْعِبَادِ وَالأَرْبَعَةُ . مَرْتَبَتُهُ : الأُولَى تَعْدِيْلاً .
2- عبد الرحمن بن أبي الزِّنَادِ (1) عبد الرحمن بن أبي الزناد واسمه عبد الله بن ذكوان القرشي مولاهم أبو محمد المدني روى عن صالح مولى التوأمة وأبيه أبي الزناد عبد الله بن ذكوان وسهيل بن أبي صالح وغيرهم. رَوَى عَنْهُ إبراهيم بن إسحاق الصيني وأبو داود سليمان بن داود الطيالسي وسليمان بن داود الهاشمي وغيرهم ، قَالَ بن معين هو أثبت الناس فِي هشام بن عروة ، ووثقه العجلي وابن سعد ،كان ابن مهدي لا يحدث عنه وَقَالَ أحمد مضطرب الحديث .
وقال النسائي ضعيف وَقَالَ يحيى والرازي لا يحتج به ووثقه مالك . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : صدوق تغير حفظه لما قدم بغداد وكان فقيها من السابعة مَاتَ سَنَةَ أربع وسبعين وله أربع وسبعون سنة خت مسلم والأربعة . مَرْتَبَتُهُ : الثَّالِثَةُ تَعْدِيْلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ عبد الرحمن بن أبي الزناد ، معرفة الثِّقَات (ج2/ص76/1039 ،الضعفاء الكبير ج2/ص340/938، الْمَجْرُوحِينَ ج2/ص56/595) ، الْكَامِلُ فِي الضُّعَفَاءِ (ج4/ص274/1106 ، الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ج2/ص93/1869) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج17/ص95/3816) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص627/3193) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص340/3861 .(1/55)
3- صَالِحُ بن نبهان (1) صالح بن نبهان مولى التوأمة بفتح المثناة وسكون الواو بعدها همزة مفتوحة بنت أمية بن خلف المديني وهو صالح بن أبي صالح روى عن أبي الدرداء وعائشة وأبي هريرة وابن عباس وغيرهم وعنه موسى بن عقبة وابن أبي ذئب وابن أبي الزناد والسفيانان وغيرهم ، تابعي صدوق لكنه عمر واختلط ،كان شعبة لا يروي عنه وينهى عنه وَقَالَ يحيى ليس بالقوي فِي الْحَدِيثِ وَقَالَ مرة لم يكن ثقة وَقَالَ مرة ثقة حجة وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ والنسائي ضعيف وَقَالَ أبو حاتم والنسائي أيضا ليس بقوي لكن قَالَ بن عدي لا بَأْسَ بِهِ إذا. رَوَى عَنْهُ القدماء مثل بن أبي ذئب وابن جريج وزياد بن سعد ومن سمع منه بآخره وهو مختلط يعني فهو ضعيف إلى أن قَالَ ولا أعرف له حديثا منكرا إذا.
__________
(1) تَرْجَمَةُ صالح بن نبهان : الضعفاء الكبير ج2/ص204/734) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج4/ص416/1830) ، الْكَامِلُ فِي الضُّعَفَاءِ (ج4/ص55/910 ، الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ج2/ص51/1676) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج13/ص99/2842) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص499/2365 ، المغني فِي الضعفاء ج1/ص305/2847 ، الكوكب النيرات ج1/ص49/33 ، هذيب التهذيب ج4/ص355/701) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص274/2892 .(1/56)
رَوَى عَنْهُ ثقة وحدث عنه من سمع منه قبل الاختلاط ، قَالَ أحمد ما اعلم بأسا ممن سمع منه قديما وَقَالَ ابن حبان تغير فِي سنة خمس وعشرين ومائة وجعل يأتي الأشياء التي تشبه الموضوعات على الثقات فاختلط حديثه الأخير بحديثه القديم ولم يتميز فاستحق الترك ، وَقَالَ العجلي تابعي ثقة ، قَالَ صاحب الكواكب النيرات ممن سمع منه فبل اختلاطه محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب وابن عدي وسمع منه قديما أيضا عبد الملك بن جريج وزياد بن سعد قاله بن عدي وكذلك سمع منه قديما أسيد بن أبي أسيد وسعيد بن أبي أيوب وعبد الله بن علي الأفريقي وعمارة بن غزية وموسى بن عقبة وممن سمع منه بعد الاختلاط مالك بن أنس والسفيانان ، وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : صدوق اختلط مِنَ الرَّابِعَةِ ، وتوفي سنة خمس وعشرين ومائة . مَرْتَبَتُهُ : الثَّالِثَةُ تَعْدِيْلاً .
4- أبو هريرة سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 19 ] .
رَابِعَاًً : الْحَكَمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
هَذَا الْحَدِيثُ إِسْنَادُهُ ضعيفٌ لأَنَّ فِيهِ صالح مولى التوأمة وهو صدوق اختلط ورواية عبد الرحمن بن أبى الزناد عنه لم تتميز . وَقَالَ الهبثمي فِي (جمع الزوائد ج10/ص384) رَوَاهُ أحمد وفيه صالح مولى التوأمة وهو ضعيف . وَقَالَ شُعَيْبُ الأَرْنَؤُوطُ فِي تعليقه على المسند (ج2/ص400/ح9190) :حسن لغيره .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 232 }
وَأَخْرَجَ الختلي فِي "الديباج" عن ابن عباس قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : "إذا فرغ الله من القضاء بين خلقه أَخْرَجَ كتاباً من تحت العرش : إن رحمتي سبقت غضبي ، وأنا أرحم الراحمين ، فيخرج من النار مثل أهل الجنة ، أو قال (1) : مثلي أهل الجنة مكتوب بين أعينهم عتقاء الله .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
__________
(1) هذه الزيادة موجودة فِى الْمَخْطُوطَةِ (ز) .(1/57)
أَخْرَجَهُ أبو القاسم إسحاق بن إبراهيم بن محمد الختلي فِي الدبياج نقلا عن كتاب التذكرة (ج2/ص779) قَالَ : ثَنَا أحمد بن أبى الحارث قَالَ قال : ثَنَا عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد ، قَالَ : ثَنَا معمر بن راشد ، عن الحكم بن أبان ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم : « إذا فرغ الله عز وجل من القضاء بين خلقه ، أَخْرَجَ كتابا من تحت العرش : إن رحمتي سبقت غضبي ، وأنا أرحم الراحمين ، فيخرج من النار مثل أهل الجنة - أو - مثلي أهل الجنة » قَالَ : وأكبر ظني أنه قَالَ : « مثلي أهل الجنة بين أعينهم : عتقاء الله .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أ خرجه ابن أبى داود فِي البعث والنشور ( ج1/ص75/ح52) قَالَ حَدَّثَنَا محمد بن الحارث جار ابن أبي طالب قَالَ : ثَنَا عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد ، قَالَ : ثَنَا معمر بن راشد عن الحكم بن أبان عن عكرمة عن ابن عباس قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم : « إذا فرغ الله عز وجل من القضاء بين خلقه ، أَخْرَجَ كتابا من تحت العرش : إن رحمتي سبقت غضبي ، وأنا أرحم الراحمين ، فيخرج من النار مثل أهل الجنة - أو - مثلي أهل الجنة » قَالَ : وأكبر ظني أنه قَالَ : « مثلي أهل الجنة بين أعينهم : عتقاء الله » وأَخْرَجَهُ ابن الأعرابي فِي معجمه (معجم ابن الأعرابي - (ج 1/ ص61- 62) مِنْ طَرِيقِ شيخه محمد بن الحارث عن عبد المجيد بن عبد العزيز بِمِثْلِهِ .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
1- محمد بن الحارث : لم أجد له ترجمة .(1/58)
2- عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد (1) عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد رواد بفتح الراء وتشديد الواو الأزدي أبو عبد الحميد المكي روى عن أبيه وابن جريج ومعمر وغيرهم وعنه الشافعي وأحمد والحميدي وسريج بن يونس وغيرهم قَالَ أحمد ثقة وكان فيه غلو فِي الإرجاء قَالَ عبد الله بن أحمد بن حنبل عن بن معين ثقة ليس به بأس ، وَقَالَ البخاري كَانَ يرى الإرجاء كَانَ الحميدي يتكلم فيه وَقَالَ الآجري عن أبي داود ثقة وَقَالَ النسائي ثقة وَقَالَ فِي موضع أخر ليس به بأس وَقَالَ أبو حاتم ليس بالقوي يكتب حديثه وَقَالَ الدارقطني لا يحتج به يعتبر به وَقَالَ أبو أحمد الحاكم ليس بالمتين عندهم وَقَالَ بن سعد كَانَ كثير الحديث مرجئا ضعيف وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ كَانَ يقلب الأخبار ويروي المناكير عن المشاهير فاستحق الترك . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : صدوق يخطيء وكان مرجئا أفرط بن حبان فَقَالَ متروك مِنَ التَّاسِعَةِ مَاتَ سَنَةَ ست وَمِائَتَيْنِ مُسْلِمٌ وَالأَرْبَعَةُ . مَرْتَبَتُهُ : الرَّابِعَةُ تَعْدِيْلاً .
3- معمر بن راشد سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 27 ] . ثقة ثبت فاضل إلا أن فِي روايته عن ثابت والأعمش وهشام بن عروة شيئا وكذا فيما حدث به بالبصرة
__________
(1) تَرْجَمَةُ عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج6/ص112/1875 ،تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج18/ص271/3510) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص662/3435) ، تَهْذِيبُ التّهْذِيبِ (ج6/ص339/724) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص361/4160 .(1/59)
4- الحكم بن أبان (1) الحكم بن أبان العدني أبو عيسى ، روى عن طاوس وعكرمة. رَوَى عَنْهُ بن جريج ومعمر وابن عيينة والمعتمر وابنه إبراهيم . ثقة صاحب سنة إذا هدأت العيون وقف فِي البحر إلى ركبتيه يذكر الله وكان سيد أهل اليمن ، وثقه أحمد وابن معين والعجلي ، قَالَهُ الذَّهَبِيُّ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : صدوق عابد وله أوهام من السادسة مَاتَ سَنَةَ أربع وخمسين عاش ثمانين سنة الْبُخَارِيُّ فِي الْقِرَاءةِ وَالأَرْبَعَةُ . مَرْتَبَتُهُ : الرَّابِعَةُ تَعْدِيْلاً .
5- عكرمة سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 25 ] . ثقة ثبت عالم بالتفسير لم يثبت تكذيبه عن بن عمر ولا تثبت عنه بدعة .
6- عبد الله بن عباس سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 2 ] .
رَابِعَاًً : الْحَكَمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
هَذَا الْحَدِيثُ إِسْنَادُهُ ضعيف لأَنَّ فِيهِ محمد بن الحارث لم أجد له ترجمة .
خامساً : تنبيه
روى هذا الحديث عبد الرزاق فِي مصنفه مِنْ طَرِيقِ معمر (مصنف عبد الرزاق ج11/ص411/ 20858) ورواه ابن جرير فِي ( تَفْسِيْرِهِ ج7/ص155) مِنْ طَرِيقِ محمد بن ثور ، كلاهما عن الحكم بِمِثْلِهِ لكن مقطوعا على عكرمة .وفى آخره فَقَالَ رجل لعكرمة يا أبا عبد الله فإن الله يقول يريدون أن يخرجوا من النار وما هم بخارجين منها ولهم عذاب مقيم قَالَ ويلك أولئك أهلها الذين هم أهلها .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 233 }
__________
(1) تَرْجَمَةُ الحكم بن أبان : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج2/ص336/2662 ، معرفة الثِّقَات (ج1/ص311/333 ، تاريخ أسماء الثِّقَات (ج1/ص62/215) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج3/ص113/526، مشاهير الأمصار ج1/ص193/1561) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص343/1172) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص174/1438(1/60)
وَأَخْرَجَ البزار عن ابن عمرو قَالَ : "يأتي على النار زمان تخفق (1) الرياح أبوابها فليس فيها أحد من الموحدين" . قَالَ القرطبي : المراد بالنار الطبقة العليا التي هي للعصاة من أهل التوحيد ، وقد قيل إنه ينبت على شفيرها الجرجير .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الأَثَرِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ البزار فِي مسنده ( مسند البزار ج6/ص442/ 2478) قَالَ : أخبرنا محمد بن بشير قَالَ أخبرنا أبو داود قَالَ أخبرنا شعبة عن أبي بلج عن عمرو بن ميمون عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قَالَ : يأتي على جهنم زمان تخفق أبوابها ليس فيها أحد يعني من الموحدين .
ثَانِيَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الأَثَرِ
1- محمد بن بشير (2) محمد بن بشير بن مروان بن عطاء أبو جعفر الكندي الواعظ يعرف بالدَّعَّاءِ ، حدث عن محمد بن صبيح بن السماك وإسماعيل بن علية وعبد الله بن المبارك وسفيان بن عيينة وغيرهم. رَوَى عَنْهُ أحمد بن أبي خيثمة وأبو بكر بن أبي الدنيا ويوسف بن الحكم بن سعيد وأحمد بن زنجويه القطان وأبو يعلى الموصلي . تكلم فيه ، قَالَ يحيى : ليس بثِقَةٌ . وَقَالَ الدارقطني : ليس بالقوي فِي حديثه انتهى . وَقَالَ البغوي : كَانَ صدوقا ، وتوفي فِي جمادى الآخرة سنة ست وثلاثين وَمِائَتَيْنِ ، قَالاهُ فِي الْمِيزَانِ وَلِسَانِهِ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّالِثَةُ تَجْرِيْحَاً .
__________
(1) فى الخطوطة (أ) يخفق أبوابها بالبنا ء للمجهول .
(2) تَرْجَمَةُ مُحَمَّدِ بْنِ بشير : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج7/ص211/1172 ، الأنساب ج2/ص481) ، تَارِيْخُ بَغْدَادَ (ج2/ص98/495، الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ج3/ص44/2901،ميزان الاعتدال فِي نقد الرجال ج6/ص80/7280 ،المغني فِي الضعفاء ج2/ص559/5331) ، لِسَانُ الْمِيزَانِ (ج5/ص94/313(1/61)
2- سليمان بن داود بن الجارود سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 21 ] . ثِقَةٌ حَافِظٌ غلط فِي أحاديث .
3- شعبة بن الحجاج سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فى الحدبث رقم (21) : ثقة حافظ متقن .
4- يحيى بن سليم (1) أبو بلج الفزاري الواسطي ويقال الكوفي الكبير واسمه يحيى بن سليم بن بلج روى عن أبيه وعن الجلاس وعمرو بن ميمون الأودي ومحمد بن حاطب وعنه زهير بن معاوية وشعبة والثوري وأبو حمزة السكري وغيرهم وَقَالَ بن معين وابن سعد والنسائي والدارقطني ثقة وَقَالَ البخاري فيه نظر وَقَالَ أبو حاتم صالح الحديث لا بَأْسَ بِهِ وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ وَقَالَ الأزدي كَانَ غير ثقة وَقَالَ يعقوب بن سفيان كوفي لا بَأْسَ بِهِ ونقل بن عبد البر وابن الجوزي أن بن معين ضعفه وَقَالَ أحمد روى حديثا منكرا وَقَالَ الفسوي فِي تاريخه ثَنَا بندار عن أبي داود عن شعبة عن أبي بلج عن عمرو بن ميمون عن عبد الله بن عمر قَالَ ليأتين على جهنم زمان تخفق أبوابها ليس فيها أحد قَالَ ثابت البناني : سألت الحسن عن هذا فأنكره . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : صدوق ربما أخطأ مِنَ الْخَامِسَةِ . مَرْتَبَتُهُ : الرَّابِعَةُ تَعْدِيْلاً .
5- عمرو بن ميمون سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 60 ] . مخضرم مشهور ثقة عابد .
6- عبد الله بن عمرو سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 1 ] .
ثَالِثَاً : الْحُكْمُ عَلَى إِسْنَادِ الأَثَرِ
__________
(1) تَرْجَمَةُ يحيى بن سليم : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج9/ص153/634 ، الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ج3/ص196/3722 ،الكاشف ج2/ص414/6550) ، تَهْذِيبُ التّهْذِيبِ (ج12/ص49/184 ) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص625/8003 .(1/62)
هَذَا الأَثَرُ إِسْنَادُهُ ضعيفٌ لأَنَّ فِيهِ أبا بلج وهو ثقة فِي نفسه لكن هذا الحديث من بلاياه . وقد أنكر الأمام أحمد والحسن البصري هذا الحديث ، وقد قَالَ الأَلْبَانِيُّ فِي كشف الأستار ( ج1/ص75) ولا يصح مرفوعا ولا موقوفا ، وَقَالَ وأبو بلج وإن كَانَ ثقة ففيه ضعف ولذلك استنكر له الذهبي هذا الأثر وعده من بلاياه ، قَالَ الذهبي فِي الميزان (ميزان الاعتدال فِي نقد الرجال ج7/ص188/9547) ومن بلاياه ما رَوَاهُ الفسوي فِي تاريخه حَدَّثَنَا بندار عن أبي داود عن شعبة عن أبي بلج عن عمرو بن ميمون عن عبد الله بن عمرو أنه قَالَ ليأتين على جهنم زمان تخفق أبوابها ليس فيها أحد ، وهذا منكر قَالَ ثابت البناني سألت الحسن عن هذا فأنكره .وقال الزيلعي فِي تخريج الأحاديث والآثار (ج2/ص148/ 615) قَالَ المصنف بلغني عن بعض الضلال أنه اغتر بهذا الحديث قَالَ فاعتقد أن الكفار لا يخلدون فِي النار وهذا إن صح عن ابن العاص فمعناه أنهم يخرجون من حر النار إلى برد الزمهرير قلت انتهى وسكت عنه وقد روي هذا مرفوعا رَوَاهُ ابن عدي فِي الكامل عن العلاء بن زيد الثقفي عن أنس قَالَ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليأتين على جهنم يوم تصطفق أبوابها ما فيها من أمة محمد أحد انتهى وأعله بالعلاء بن زيد وَقَالَ إنه منكر الحديث ورواه ابن الجوزي فِي الموضوعات من حديث جعفر بن الزبير عن القاسم عن أبي أمامة قَالَ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأتي على جهنم يوم ما فيها من بني آدم أحد يخفق أبوابها يعني من الموحدين انتهى ثم قَالَ هذا حديث موضوع وجعفر بن الزبير قَالَ شعبة كَانَ يكذب وَقَالَ البخاري والنسائي والدارقطني متروك انتهى كلامه, وذهب العيني فِي عمدة القاري(ج19/ص52) وصديق حسن خان (يقظة أولي الاعتبار ج1/ص196) إلى صحة الأثر وقالا وهذا وإن كَانَ موقوفاً فإن مثله لا يقال بالرأي فهو مرفوع .(1/63)
قلت لكن عبد الله بن عمرو مشهور بالرواية عن بني إسرائيل . قَالَ القرطبي فِي التذكرة (1) : وإنما نخلى جهنم و هي الطبقة العليا التي فيها العصاة من أهل التوحيد و هي التي ينبت على شفيرها فيما يقال الجرجير . قَالَ فضل بن صالح المعاقري : كنا عند مالك بن أنس ذات يوم فَقَالَ لنا انصرفوا : فلما كَانَ العشية رجعنا إليه فَقَالَ : إنما قلت لكم انصرفوا لأنه جاءني رجل يستأذن علي زعم أنه قدم من الشام فِي مسألة فَقَالَ : يا أبا عبد الله ما تقول فِي أكل الجرجير فإنه يتحدث عنه أنه ينبت على شفير جهنم ؟ فقلت له : لا بَأْسَ بِهِ فَقَالَ : أستودعك الله و اقرأ عليك السلام ذكره الخطيب أبوبكر أحمد رحمه الله .
__________
(1) التذكرة : ا/510 .(1/64)
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 227 }
وَأَخْرَجَ هناد مِنْ طَرِيقِ جُوَيْبِرٍ عَنِ الضَّحَّاكِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ وَأَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : "إن لجهنم بابين أحدهما يسمى الجوانية ، والآخر يسمى البرانية ، فأما الجُوّانية فالتي (1) لا يخرج منها أحد ، وأما البرَّانية فالتي يعذب الله فيها أهل الذنوب والموجبات من أهل الإيمان ما شاء الله أن يعذبهم ، ثم يأذن الله للملائكة والرسل والأنبياء ، ولمن شاء من عباده الصالحين ، فيشفعون فيخرجون منها وهم فحم ، فيلقون على شاطئ نهر فِي الجنة يسمى نهر الحيوان فينضح عليهم فينبتون كما تنبت الحبة فِي الحميل ، فإذا استوت أجسادهم قيل : ادخلوا النهر ، فيدخلون فيشربون منه ويغتسلون فيخرجون ويقال لهم ادخلوا الجنة" .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ هَنَّادٌ فِي ( الزُّهْدِ ، بَابُ الْخُرُوجِ مِنَ النَّارِ ج1/ص153/ 205) قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدَةُ عَنْ جُوَيْبِرٍ عَنِ الضَّحَّاكِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ وَأَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - : إِنَّ فِي جَهَنَّمَ بَابَيْنَ ، أَحَدُهُمَا يُسَمَّى الْجُوَانِيَّةُ ، والآخر يسمى البرانية فأما الجوانية فالتي لا يخرج منها أحد وأما البرانية فالتي يعذب الله تبارك وتعالى منها أهل الذنوب الموجبات من أهل الإيمان ما شاء الله أن يعذبهم ثم يأذن الله تبارك وتعالى للملائكة والرسل والأنبياء ولمن شاء من عباده الصالحين فيشفعون لهم فيخرجون منها وهم فحم فيلقون على شط النهر فِي الجنة يسمى نهر الحيوان فينضح عليهم فينبتون كما تنبت الحبة فِي الحميل فإذا استوت أجسادهم قيل ادخلوا النهر فيدخلون فيشربون منه ويغتسلون فيخرجون فيقال لهم ادخلوا الجنة .
__________
(1) فِى الْمَحْطُوطَةِ (أ) فالذي والصواب ما اثبتناه .(1/1)
ثَانِيَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
1- عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 117 ] . ثِقَةٌ ثَبْتٌ .
2- جُوَيْبِرُ بْنُ سَعِيدٍ الْبَلْخِيُّ ضَعِيفٌ جِدَّاً . سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 8 ] .
3- الضَّحَّاكُ بْنُ مُزَاحِمٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 8 ] . صَدُوقٌ كَثِيْرُ الإِرْسَالِ .
4- سَعْدُ بْنُ مَالِكِ بْنِ سِنَانٍ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 14 ] .
5- أبُو هُرَيْرَةَ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 19 ] .
ثَالِثَاً : الْحَكَمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
هَذَا الْحَدِيثُ إِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ جِدَّاً لأَنَّ فِيهِ جُوَيْبَرُ بْنُ سَعِيدٍ وَهُوَ مَتْرُوكٌ ، وَرَوَى عَنِ الضَّحَّاكِ وَلَمْ يَلْقَهُ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 228 }
وَأَخْرَجَ الطَّبَرَانِيُّ فِي "الأوسط" عن المغيرة بن شعبة قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : "يخرج قوم من النار فيسمون فِي الجنة الجهنميون فيدعون الله أن يحول عنهم ذلك الاسم فيمحوه الله عنهم إذا خرجوا منها نبتوا كما ينبت الرّيش" .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي ( الْمُعْجَمِ الأَوْسَطِ ج5/ص346/ 5507) قَالَ : حَدَّثَنَا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قَالَ حَدَّثَنَا فروة بن أبي المغراء قَالَ حَدَّثَنَا القاسم بن مالك المزني عن عَبْد الرَّحْمَنِ بن إسحاق عن النعمان بن سعد عن المغيرة بن شعبة قَالَ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخرج قوم من النار فيسمون فِي الجنة الجهنميون فيدعون الله أن يحول عنهم ذلك الاسم فيمحو الله عنهم ، فإذا خرجوا من النار نبتوا كما ينبت الريش .
ثَانِيَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ(1/2)
1- محمد بن عثمان بن أبي شيبة سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 190 ] . كَانَ عالما بصيرا بالحديث والرجال له تواليف مفيدة وجمع وصنف ولم يرزق حظا بل نالوا منه وكان من أوعية العلم .
2- فروة بن أبي المغراء (1) فروة بن أبي المغراء بفتح الميم والمد واسمه معدي كرب الكندي أبو القاسم الكوفي . رَوَى عَنْ على بن مسهر وعبيدة بن حميد والقاسم بن مالك المزني وَغَيْرهمْ وَعَنْهُ البخاري وأبو زرعة وأبو حاتم ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة وآخرون قَالَ أبو حاتم صدوق ووثقه الدارقطني وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ ، وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : صدوق من العاشرة مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وعشرين الْبُخَارِيُّ وَالتِّرْمِذِيُّ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّالِثَةُ تَعْدِيْلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ فَرْوَةَ بْنِ أَبِي الْمَغْرَاءِ : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج7/ص83/473) ، الثِّقَات (ج9/ص11/14901) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص121/4453) ، تَهْذِيبُ التّهْذِيبِ (ج8/ص239/493) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص445/5390) .(1/3)
3- القاسم بن مالك (1) القاسم بن مالك المزني أبو جعفر الكوفي . رَوَى عَنْ عَبْد الرَّحْمَنِ بن إسحاق الكوفي ، والمختار بن فلفل ، وَأَبِي مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ وَغَيْرِهِمْ . وَعَنْهُ أَحْمَدُ ، وَأَبُو بَكْرٍ وَعُثْمَانُ ابْنَا أَبِي شَيْبَةَ ، وَفَرْوَةُ بْنُ أَبِي الْمغراء وآخرون . قَالَ أحمد : كَانَ صدوقا . وَقَالَ ابن معين ثقة . وَقَالَ مرةً : ما كَانَ به بأس صدوق ، وكذلك قَالَ أبو داود . وَقَالَ أبو حاتم : صالح وليس بالمتين . وَقَالَ أبو الحسن العجلي : ثقة . وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ . وَفَالَ السَّاجِيُّ : ضعيف . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : صدوق فيه لين من صغار الثامنة مات بعد التسعين الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ وَالتِّرْمِذِيُّ وَالنَّسَائِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ . مَرْتَبَتُهُ : الرَّابِعَةُ تَعْدِيْلاً .
4- عَبْد الرَّحْمَنِ بن إسحاق أبو شيبة (2) عَبْد الرَّحْمَنِ بن إسحاق بن سعد بن الحارث أبو شيبة الواسطي الأنصاري ويقال الكوفي بن أخت النعمان بن سعد رَوَى عَنْ أبيه وخاله والقاسم بن عَبْد الرَّحْمَنِ بن عبد الله بن مسعود وغيرهم. رَوَى عَنْهُ القاسم بن مالك وعبد الواحد بن زياد وأبو معاوية الضرير وَغَيْرهمْ ، قَالَ ابن حجر ضعيف من السابعة أَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّالِثَةُ تَجْرِيْحَاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ الْقَاسِمِ بْنِ مَالِكٍ : تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج23/ص422/4817) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص130/4526) ، تَهْذِيبُ التّهْذِيبِ (ج8/ص298/601) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص451/5487) .
(2) تَرْجَمَةُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ أبِي شَيْبَةَ : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج5/ص213/1001) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص620/3137) ، تَهْذِيبُ التّهْذِيبِ (ج6/ص124/284) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص336/3799) .(1/4)
5- النعمان بن سعد (1) النعمان بن سعد بن حبتة بفتح المهملة وسكون الموحدة وقيل حبتر الأنصاري الكوفي رَوَى عَنْ علي والأشعث بن قيس والمغيرة بن شعبة. رَوَى عَنْهُ ابن أخته أبو شيبة عَبْد الرَّحْمَنِ بن إسحاق الكوفي ولم يرو عنه غيره فيما قَالَ أبو حاتم . وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : والراوي عنه ضعيف فلا يحتج بخبره وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : مقبول مِنَ الثَّالِثَةِ التِّرْمِذِيُّ . مَرْتَبَتُهُ : الأولَى تَجْرِيْحَاً .
6- الْمُغِيْرَةُ بْنُ شُعْبَةَ (2) الِمُغِيْرَةُ بْنُ شُعْبَةَ بْنِ مَسْعُودِ بْنِ مُعَتِّبٍ أَبُو عِيسَى ، وَيُقَالُ أبُو مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيُّ . صَحَابِيٌّ مَشْهُورٌ أَسْلَمَ قَبْلَ الْحُدَيْبِيَّةَ ، وَشَهِدَهَا وَمَا بَعْدَهَا ، وَوَلِيَ إِمْرَةَ الْبَصْرَةِ ، ثُمَّ الْكُوفَةِ . أَحْصَنَ سَبْعِينَ امْرَأةً ، وَبِرَأْيِهِ وَدِهَائِهِ يُضْرَبُ الْمَثَلُ . وَرَوَى عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - . وَعَنْهُ أَوْلادُهُ عُرْوَةُ وَحَمْزَةُ وَعَقَّارُ وَمَسْرُوقُ بْنُ الأَجْدَعِ وَعَامِرٌ الشَّعْبِيُّ وَالنُّعْمَانُ بْنُ سَعْدٍ الأَنْصَارِيُّ وَآخَرُونَ . مَاتَ سَنَةَ خَمْسِينَ عَلَى الصَّحِيحِ الْكُتُبُ السِّتَّةُ .
ثَالِثَاً : الْحَكَمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
__________
(1) تَرْجَمَةُ النُّعْمَانِ بْنِ سَعْدٍ : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج8/ص446/2047) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص323/5848) ، تَهْذِيبُ التّهْذِيبِ (ج10/ص404/823) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص564/7156) .
(2) تَرْجَمَةُ المغيرة بن شعبة : تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج28/ص369/6132) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص286/5592) ، تَهْذِيبُ التّهْذِيبِ (ج10/ص234/473) ، الإِصَابَةُ (ج6/ص197/8185) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص543/6840) .(1/5)
هَذَا الْحَدِيثُ إِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ لِضَعْفِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ الْكُوفِيِّ ، وَلِجَهَالَةِ النُّعْمَانِ بْنِ سَعْدٍ ، لَمْ يَرْوِ عَنْهُ إلاَّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ الْكُوفِيُّ .
وَقَالَ الْهَيْثَمِيُّ فِي ( مَجْمَعِ الزَّوَائِدِ ج10/ص379) : رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الأَوْسَطِ ، وَفِيهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 229 }
وَأَخْرَجَ فِي الصَّغِيْرِ عَنْ أَنَسٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : يَقُولُ اللهُ : أَخْرِجُوا مِنَ النَّارِ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ إِيْمَانٍ ، ثُمَّ يَقُولُ : وَعِزَّتِي لا أَجْعَلُ مَنْ آمَنَ بِي سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ كَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِي .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي ( الْمُعْجَمِ الصَّغِيْرِ . الرَّوْضُ الدَّانِي ج2/ص114/875) قَالَ : حَدَّثَنَا محمد بن عبدوس بن جرير الصوري بمدينة صور حَدَّثَنَا هشام بن عمار حَدَّثَنَا مروان بن معاوية الفزاري حَدَّثَنَا طريف أبو سفيان السعدي عن عبد الله بن الحارث عن أنس بن مالك قَالَ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول الله عز وجل : أخرجوا من النار من كَانَ فِي قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان ، ثم يقول : وعزتي وجلالي ؛ لا أجعل من آمن بي ساعة من ليل أو نهار كمن لا يؤمن بي .
قال أبو القاسم : لم يروه عن عبد الله بن الحارث بن نوفل إلا أبو سفيان ، تفرد به مروان بن معاوية .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
وأَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي ( الْمُعْجَمِ الأَوْسَطِ ج4/ص201/ 3976) مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَرْوَانَ عَنْ أَبِيهِ بِمِثْلِهِ .(1/6)
وَأَخْرَجَهُ ابْنُ عَسَاكِرَ فِي ( تَارِيْخِ دِمَشْقَ ج51/ص74) مِنْ طَرِيقِ هِشَامِ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ مَرْوَانَ بْنِ مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيِّ بِمِثْلِهِ .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
1- محمد بن عبدوس (1) محمد بن عبدوس هو الحافظ الثبت المأمون أبو احمد محمد بن عبدوس بن كامل السلمي البغدادي السراج صديق عبد الله بن احمد كَانَ اسم أبيه عبد الجبار سمع علي بن الجعد وداود بن عمرو الضبي وأبا بكر بن أبي شيبة وطبقتهم وَعَنْهُ جعفر الخلدي وأبو بكر النجاد والطبراني وعدة قَالَ أبو الحسين بن المنادى كَانَ بن عبدوس من المعدودين فِي الحفظ وحسن المعرفة بالحديث أكثر الناس عنه لثقته وضبطه وكان كالأخ لعبد الله بن احمد بن حنبل مات فِي آخر رجب أو أول شعبان سنة ثلاث وتسعين وَمِائَتَيْنِ ، قَالَهُ الذَّهَبِيُّ .
مَرْتَبَتُهُ : الأولَى تَعْدِيْلاً .
2- هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 86 ] . صدوق مقرئ ، كبر فصار يتلقن فحديثه القديم أصح .
3- مروان بن معاوية بن الحارث سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فى الْحَدِيثُ رَقْمُ (101) ، ثقة حافظ وكان يدلس أسماء الشيوخ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدُوسٍ : فَتْحُ الْبَابِ فِي الْكُنَى وَالأَلْقَابِ (ج1/ص59/337) ، تَارِيْخُ بَغْدَادَ (ج2/ص381/894) ، الْمَقْصِدُ الأَرْشَدُ (ج2/ص439/985) ، تَذْكِرَةُ الْحُفَّاظِ (ج2/ص683/704) ، تَارِيْخُ الإِسْلامِ (ج22/279) .(1/7)
4- طريف بن شهاب (1) طريف بن شهاب وقيل بن سعد وقيل بن سفيان أبو سفيان السعدي الأشل رَوَى عَنْ أبي نضرة العبدي وعبد الله بن الحارث البصري والحسن وَعَنْهُ مروان بن معاوية الفزاري و الثوري وشريك وَغَيْرهمْ ، وَقَالَ ابن حجر : ضعيف من السادسة التِّرْمِذِيُّ وابْنُ مَاجَهْ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّالِثَةُ تَجْرِيْحَاً .
5- عبد الله بن الحارث (2) عبد الله بن الحارث الأنصاري أبو الوليد البصريُّ . رَوَى عَنْ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - مرسلا وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وابن عباس وأنس وخوات بن جبير وَعَنْهُ طريف أبو سفيان السعدي و ابنه يوسف وعاصم الأحول وخالد الحذاء وَغَيْرهمْ ، وَقَالَ ابن حجر : ثقة مِنَ الثَّالِثَةِ الْكُتُبُ السِّتَّةُ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيْلاً .
6- أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 51 ] .
رَابِعَاًً : الْحَكَمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
__________
(1) تَرْجَمَةُ طريف بن شهاب : ضُعَفَاءُ الْبُخَارِيِّ (ج1/ص62/178، الضعفاء للنسائي ج1/ص60/318 ، الضعفاء الكبير ج2/ص229/776) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج4/ص492/2165) ، الْكَامِلُ فِي الضُّعَفَاءِ (ج4/ص116/962 ، الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ج2/ص63/1739) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج13/ص377/2961) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص513/2464) ، تَهْذِيبُ التّهْذِيبِ (ج5/ص11/19) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص282/3013 .
(2) تَرْجَمَةُ عبد الله بن الحارث : تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج14/ص400/ 3217) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص544/2676) ، تَهْذِيبُ التّهْذِيبِ (ج5/ص158/311) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص299/3266 .(1/8)
هَذَا الْحَدِيثُ إِسْنَادُهُ ضعيفٌ لأَنَّ فِيهِ طريف بن شهاب وهو مجمع على ضعفه . وَقَالَ الْهَيْثَمِيُّ فِي ( مَجْمَعِ الزَّوَائِدِ ج10/ص380) : رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الصغير ، وفيه طريف بن شهاب ، وهو متروك .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 230 }
وَأَخْرَجَ أَحْمَدُ وَأَبُو يَعْلَى وَالْبَيْهَقِيُّ بِسَنَدٍ جَيِّدٍ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : « يَكُونُ قَوْمٌ فِي النَّارِ مَا شَاءَ الله أن يَكُونُوا ، ثُمَّ يَرْحَمُهُمُ اللهُ ، فَيُخْرِجُهُمْ مِنْهَا ، فَيَكُونُونَ فِي أَدْنَى الْجَنَّةِ ، فَيَغْتَسِلُونَ فِي نَهَرٍ يُقَالُ له الْحَيَوَانُ ، يُسَمِّيهِمْ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَهَنَّمِيُّونَ ، لَوْ ضَافَ أَحَدُهُمْ أَهْلَ الدُّنْيَا لَفَرَشَهُمْ ، وَأَطْعَمَهُمْ ، وَسَقَاهُمْ ، وَزَوَّجَهُمْ » (1) ، وَلا أَظُنُّهُ إِلاَّ قَالَ : « لاَ يُنْقِصُهُ ذَلِكَ شَيْئاً » .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
__________
(1) فِى الْمَخْطُوطَةِ (ز) لقوتهم وأطعمهم وسقاهم . .(1/9)
أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ فِي ( مُسْنَدِهِ ج1/ص454/ 4337) قَالَ : حَدَّثَنَا عَفَّانُ وَحَسَنُ بْنُ مُوسَى قَالاَ ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ حَسَنٌ عن عَطَاءٍ ، وَقَالَ عَفَّانُ : ثَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ حَسَنٌ : إنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ حَدَّثَهُمْ أنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : « يَكُونُ قَوْمٌ فِي النَّارِ مَا شَاءَ اللهُ أن يَكُونُوا ، ثُمَّ يَرْحَمُهُمُ اللهُ ، فَيُخْرِجُهُمْ مِنْهَا ، فَيَكُونُونَ فِي أَدْنَى الْجَنَّةِ ، فَيَغْتَسِلُونَ فِي نَهَرٍ يُقَالُ له الْحَيَوَانُ ، يُسَمِّيهِمْ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَهَنَّمِيُّونَ ، لَوْ ضَافَ أَحَدُهُمْ أَهْلَ الدُّنْيَا لَفَرَشَهُمْ ، وَأَطْعَمَهُمْ ، وَسَقَاهُمْ ، وَلَحَفَهُمْ » ، وَلاَ أَظُنُّهُ إِلاَّ قَالَ : « وَلَزَوَّجَهُمْ » ، قَالَ حَسَنٌ : « لاَ يُنْقِصُهُ ذَلِكَ شَيْئاً » .
وأَخْرَجَهُ أبُو يَعْلَى فِي ( مُسْنَدِهِ ج8/ص393/ 4979) مِنْ طَرِيقِ أَبِى نَصْرٍ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ التَّمَّارِ .
وأَخْرَجَهُ أَيضَاً ( مُسْنَدِهِ ج9/ص230/ 5338) مِنْ طَرِيقِ الْحَسَنِ بْنِ مُوسَى ، وَالْبَيْهَقِيُّ فِي ( الْبَعْثِ وَالنُّشُورِ ج1/ص240/ح480) مِنْ طَرِيقِ عَفَّانَ بْنِ مُسْلِمٍ ، ثَلاثَتُهُمْ عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ بِمِثْلِهِ .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ(1/10)
أَخْرَجَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي ( صَحِيحِهِ ، بَابُ وَصْفِ الْجَنَّةِ وَأَهْلِهَا ، ذِكْرُ الإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ مَا يُعِدُّ اللهُ لِلرَّجُلِ الَّذِي ذَكَرْنَا نَعَتَهُ مِنَ الأَطْعِمَةِ وَالأَشْرِبَةِ فِي جَنَّتِهِ ج16/ص448/7428) مِنْ طَرِيقِ أَبِى نَصْرٍ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ التَّمَّارِ ، وَكَذَلِكَ فِي ( بَابُ وَصْفِ الْجَنَّةِ وَأَهْلِهَا ، ذِكْرُ الإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ بَعْضِ مَا يَتَفَضَّلُ اللهُ بِنَعِيمِ الْجَنَّةِ عَلَى مَنْ أَخْرَجَ مِنَ النَّارِ بَعْدَ تَعْذِيبِهِ إِيَّاهُ فِيهَا ج16/ص460/7433) مِنْ طَرِيقِ هُدْبَةَ بْنِ خَالِدٍ الْقَيْسِيِّ كِلاهُمَا عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ بِمِثْلِهِ .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
1- عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 28 ] . ثِقَةٌ ثَبْتٌ .
2- حَسَنُ بْنُ مُوسَى سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 14 ] . ثِقَةٌ .
3- حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 121 ] . ثِقَةٌ عَابِدٌ أَثْبَتُ النَّاسِ فِي ثَابِتٍ وَتَغَيَّرَ حِفْظُهُ بِآخَرَةٍ .
4- عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 118 ] . قَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ : حَدِيثُهُ ضَعِيفٌ إِلاَّ مَا كَانَ مِنْ حَدِيثِ شُعْبَةَ وَالْثَوَّرِيِّ عَنْهُ . وَاسْتَثَنَى مِنْ حَدِيثِ شُعْبَةَ حَدِيثَيْنِ مِنْ رِوَايَتِهِ عَنْ زَاذَانَ ، فَإِنَّ شُعْبَةَ يَقُولُ : سَمِعْتُهُمَا مِنْهُ بَعْدَ الاخْتِلاطِ .
5- عَمْرُِو بْنُ مَيْمُونٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 60 ] . مُخَضَّرَمٌ مَشْهُورٌ ثِقَةٌ عَابِدٌ .
6- عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 54 ] .(1/11)
رَابِعَاًً : الْحَكَمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
هَذَا الْحَدِيثُ إِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ لأَنَّ فِيهِ عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ ثِقَةٌ مَشْهُورٌ ، وَلَكِنَّهُ اخْتَلَطَ . قَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ : حَدِيثُهُ ضَعِيفٌ إِلاَّ مَا كَانَ مِنْ حَدِيثِ شُعْبَةَ وَالْثَوَّرِيِّ عَنْهُ .
وَقَالَ الْهَيْثَمِيُّ فِي ( مَجْمَعِ الزَّوَائِدِ ج10/ص383) : رَوَاهُ أَحْمَدُ وَأَبُو يَعْلَى ، وَرِجَالُهُمَا رِجَالُ الصَّحِيحِ غَيْرُ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ ، وَهُوَ ثِقَةٌ ، وَلَكِنَّهُ اخْتَلَطَ .
وَقَالَ شُعَيْبُ الأَرْنَؤُوطُ فِي تَعْلِيقَهِ عَلَى ابْنِ حِبَّانَ فِي الْمَوْضِعَيْنِ : إِسْنَادُهُ قَوِيٌّ .
وقال الأَلْبَانِيُّ فِي ( ظِلالُ الْجَنَّةِ 2/94/ح834) : حَدِيثٌ صَحِيحٌ وَرِجَالُ إِسْنَادِهِ ثِقَاتٌ رِجَالُ الصَّحِيحِ ، لَكِنْ عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ كَانَ اخْتَلَطَ ، وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَدْ. رَوَى عَنْهُ فِي الاخْتِلاطِ أَيْضَاً ، لَكِنْ لِحَدِيثِهِ شَاهِدٌ قَوِيٌّ يَدُلُّ عَلَى صِحَّتِهِ ، وَهُوَ مَا رَوَاهُ ابْنُ خُزَيْمَةَ فِي صَحِيحِهِ عَنْ أَنَسٍ مَوْقُوفَاً ، لَكَنْ لَهُ حُكْمُ الرَّفْعِ .
قَالَ ابْنُ خُزَيْمَةَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى الصَّنْعَانِيُّ قَالَ ثَنَا الْمُعْتَمِرُ قَالَ سَمِعْتُ حُمَيْدَاً يُحَدِّثُ عَنْ أَنَسٍ : إِنَّ آخَرَ مَنْ يَخْرُجُ مِنَ النَّارِ ، وَآخَرَ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ رَجُلٌ يَقُولُ لَهُ رَبُّهُ - عز وجل - : « يَا ابْنَ آدَمَ مَا تَسْأَلُنِي » ، فَذَكَرَ الصَّنْعَانِيُّ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ قَالَ : فَلَوْ نَزَلَ بِهِ جَمِيعُ أَهْلِ الأَرْضِ ، أَوْ قَالَ : جَمِيعُ بَنِي آدَمَ لأَوْسَعَهُمْ طِعَامَاً وَشَرَابَاً وَخَدَمَاً لا يُنْقِصُ مِمَّا عِنْدَهُ شَيْئَاً .(1/12)
قُلْتُ : وَهَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ ، وَهُوَ مَوْقُوفٌ فِي حُكْمِ الْمَرْفُوعِ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 231 }
وَأَخْرَجَ أَحْمَدُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : لَيَتَمَجَّدَنَّ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى أناس لم يعملوا خيراً قط ، فَيُخْرِجُهُمْ مِنَ النَّارِ بَعْد مَا احْتَرَقُوا ، فَيُدْخِلُهُمُ (1) الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِهِ بَعْدَ شَفَاعَةِ مَنْ يَشْفَعُ » .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ فِي ( مُسْنَدِهِ ج2/ص400/9190) قَالَ : حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ ثَنَا عَبْد الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ قَالَ أَخْبَرَنِي صَالِحُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ مَوْلَى التَّوْأَمَةِ قَالَ أَخْبَرَنِي أبُو هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : لَيَتَحَمَّدَنَّ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى أُنَاسٍ مَا عَمِلُوا مِنْ خَيْرٍ قَطُّ ، فَيُخْرِجُهُمْ مِنَ النَّارِ بَعْد مَا احْتَرَقُوا ، فَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِهِ بَعْدَ شَفَاعَةِ مَنْ يَشْفَعُ » .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي ( الْمُعْجَمِ الأَوْسَطِ ج5/ص345/5506) مِنْ طَرِيقِ إبراهيم بن إسحاق الصيني عن عَبْد الرَّحْمَنِ بن أبي الزناد به ولفظه : ليخرجن الله من النار يوم القيامة قوما ما عملوا خيرا قط ، فَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِهِ بَعْدَ شَفَاعَةِ مَنْ يَشْفَعُ » .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
__________
(1) فِى الْمَخْطُوطَةِ (أ) فيدخلهم فى رحمته بعد شفاعة من يشفع .(1/13)
1- سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ (1) سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ دَاوُدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ أَبُو أَيُّوبَ الْبَغْدَادِيُّ الْهَاشِمِيُّ الْفَقِيهُ ، رَوَى عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ ، وَعَبْد الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الزِّنَادِ ، وَعَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ عَبْدِ الْمَجِيدِ . رَوَى عَنْهُ الْبُخَارِيُّ فِي كِتَابِ أَفْعَالِ الْعِبَادِ ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ ، وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَنْبَلٍ ، وَهَارُونَ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحَمَّالُ .
وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ جَلِيلٌ قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : يَصْلُحُ لِلْخِلافَةِ ، مِنَ الْعَاشِرَةِ مَاتَ سَنَةَ تِسْعَ عَشَرَةَ ، وَقِيلَ بَعْدَهَا الْبُخَارِيُّ فِي خَلْقِ أَفْعَالِ الْعِبَادِ وَالأَرْبَعَةُ . مَرْتَبَتُهُ : الأُولَى تَعْدِيْلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ سليمان بن داود : الثِّقَات (ج8/ص277/13431) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج11/ص410/2509) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص459/2084) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص251/2552 .(1/14)
2- عَبْد الرَّحْمَنِ بن أبي الزِّنَادِ (1) عَبْد الرَّحْمَنِ بن أبي الزناد واسمه عبد الله بن ذكوان القرشي مولاهم أبو محمد المدني رَوَى عَنْ صالح مولى التوأمة وأبيه أبي الزناد عبد الله بن ذكوان وسهيل بن أبي صالح وغيرهم. رَوَى عَنْهُ إبراهيم بن إسحاق الصيني وأبو داود سليمان بن داود الطيالسي وسليمان بن داود الهاشمي وَغَيْرهمْ ، قَالَ بن معين هو أثبت الناس فِي هشام بن عروة ، ووثقه العجلي وابن سعد ،كان ابن مهدي لا يحدث عنه وَقَالَ أحمد مضطرب الحديث .
وقال النسائي ضعيف وَقَالَ يحيى والرازي لا يحتج به ووثقه مالك . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : صدوق تغير حفظه لما قدم بغداد وكان فقيها من السابعة مَاتَ سَنَةَ أربع وسبعين وله أربع وسبعون سنة خت مسلم والأربعة . مَرْتَبَتُهُ : الثَّالِثَةُ تَعْدِيْلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ عبد الرحمن بن أبي الزناد ، معرفة الثِّقَات (ج2/ص76/1039 ،الضعفاء الكبير ج2/ص340/938، الْمَجْرُوحِينَ ج2/ص56/595) ، الْكَامِلُ فِي الضُّعَفَاءِ (ج4/ص274/1106 ، الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ج2/ص93/1869) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج17/ص95/3816) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص627/3193) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص340/3861 .(1/15)
3- صَالِحُ بن نبهان (1) صالح بن نبهان مولى التوأمة بفتح المثناة وسكون الواو بعدها همزة مفتوحة بنت أمية بن خلف المديني وهو صالح بن أبي صالح رَوَى عَنْ أبي الدرداء وعائشة وأبي هريرة وابن عباس وَغَيْرهمْ وَعَنْهُ موسى بن عقبة وابن أبي ذئب وابن أبي الزناد والسفيانان وَغَيْرهمْ ، تابعي صدوق لكنه عمر واختلط ،كان شعبة لا يروي عنه وينهى عنه وَقَالَ يحيى ليس بالقوي فِي الْحَدِيثِ وَقَالَ مرة لم يكن ثقة وَقَالَ مرة ثقة حجة وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ والنسائي ضعيف وَقَالَ أبو حاتم والنسائي أيضا ليس بقوي لكن قَالَ بن عدي لا بَأْسَ بِهِ إذا. رَوَى عَنْهُ القدماء مثل بن أبي ذئب وابن جريج وزياد بن سعد ومن سمع منه بآخره وهو مختلط يعني فهو ضعيف إلى أن قَالَ ولا أعرف له حديثا منكرا إذا.
__________
(1) تَرْجَمَةُ صالح بن نبهان : الضعفاء الكبير ج2/ص204/734) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج4/ص416/1830) ، الْكَامِلُ فِي الضُّعَفَاءِ (ج4/ص55/910 ، الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ج2/ص51/1676) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج13/ص99/2842) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص499/2365 ، المغني فِي الضعفاء ج1/ص305/2847 ، الكوكب النيرات ج1/ص49/33 ، هذيب التهذيب ج4/ص355/701) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص274/2892 .(1/16)
رَوَى عَنْهُ ثقة وحدث عنه من سمع منه قبل الاختلاط ، قَالَ أحمد ما اعلم بأسا ممن سمع منه قديما وَقَالَ ابن حبان تغير فِي سنة خمس وعشرين ومائة وجعل يأتي الأشياء التي تشبه الموضوعات على الثقات فاختلط حديثه الأخير بحديثه القديم ولم يتميز فاستحق الترك ، وَقَالَ العجلي تابعي ثقة ، قَالَ صاحب الكواكب النيرات ممن سمع منه فبل اختلاطه محمد بن عَبْد الرَّحْمَنِ بن أبي ذئب وابن عدي وسمع منه قديما أيضا عبد الملك بن جريج وزياد بن سعد قاله بن عدي وكذلك سمع منه قديما أسيد بن أبي أسيد وسعيد بن أبي أيوب وعبد الله بن علي الأفريقي وعمارة بن غزية وموسى بن عقبة وممن سمع منه بعد الاختلاط مالك بن أنس والسفيانان ، وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : صدوق اختلط مِنَ الرَّابِعَةِ ، وتوفي سنة خمس وعشرين ومائة . مَرْتَبَتُهُ : الثَّالِثَةُ تَعْدِيْلاً .
4- أبو هريرة سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 19 ] .
رَابِعَاًً : الْحَكَمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
هَذَا الْحَدِيثُ إِسْنَادُهُ ضعيفٌ لأَنَّ فِيهِ صالح مولى التوأمة وهو صدوق اختلط ورواية عَبْد الرَّحْمَنِ بن أبى الزناد عنه لم تتميز . وَقَالَ الهبثمي فِي (جمع الزوائد ج10/ص384) رَوَاهُ أحمد وفيه صالح مولى التوأمة وهو ضعيف . وَقَالَ شُعَيْبُ الأَرْنَؤُوطُ فِي تعليقه على المسند (ج2/ص400/ح9190) :حسن لغيره .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 232 }(1/17)
وَأَخْرَجَ الختلي فِي الديباج عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « إِذَا فَرَغَ الله مِنَ الْقَضَاءِ بَيْنَ خَلْقِهِ ، أَخْرَجَ كِتَابَاً مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ : إِنَّ رَحْمَتِي سَبَقَتْ غَضَبِي ، وَأَنَا أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ، فَيُخْرِجُ مِنَ النَّارِ مِثْلَ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، أَوْ قَالَ (1) : مِثْلَيْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، مَكْتُوبٌ بَيْنَ أَعْيُنِهِمْ : عُتَقَاءُ اللهِ » .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ أبو القاسم إسحاق بن إبراهيم بن محمد الختلي فِي الدبياج نقلا عن كتاب التذكرة (ج2/ص779) قَالَ : ثَنَا أحمد بن أبى الحارث قَالَ قال : ثَنَا عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد قَالَ : ثَنَا معمر بن راشد عَنِ الْحَكَمِ بْنِ أَبَانَ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « إِذَا فَرَغَ الله - عز وجل - مِنَ الْقَضَاءِ بَيْنَ خَلْقِهِ ، أَخْرَجَ كِتَابَاً مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ : إِنَّ رَحْمَتِي سَبَقَتْ غَضَبِي ، وَأَنَا أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ، فَيُخْرِجُ مِنَ النَّارِ مِثْلَ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، أَوْ مِثْلَيْ أَهْلِ الْجَنَّةِ » قَالَ : وأكبر ظني أنه قَالَ : « مِثْلَيْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، بَيْنَ أَعْيُنِهِمْ : عُتَقَاءُ اللهِ » .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
__________
(1) هذه الزيادة موجودة فِى الْمَخْطُوطَةِ (ز) .(1/18)
أ خرجه ابن أبى داود فِي البعث والنشور ( ج1/ص75/ح52) قَالَ : حَدَّثَنَا محمد بن الحارث جار ابن أبي طالب قَالَ : ثَنَا عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد قَالَ : ثَنَا معمر بن راشد عن الحكم بن أبان عن عكرمة عن ابن عباس قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « إذا فرغ الله عز وجل من القضاء بين خلقه ، أَخْرَجَ كتابا من تحت العرش : إن رحمتي سبقت غضبي ، وأنا أرحم الراحمين ، فيخرج من النار مثل أهل الجنة ، أو مثلي أهل الجنة » قَالَ : وأكبر ظني أنه قَالَ : « مثلي أهل الجنة بين أعينهم : عتقاء الله » .
وأَخْرَجَهُ ابن الأعرابي فِي ( معجمه ج1/ ص61- 62) مِنْ طَرِيقِ شيخه محمد بن الحارث عن عبد المجيد بن عبد العزيز بِمِثْلِهِ .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
1- محمد بن الحارث : لم أجد له ترجمة .(1/19)
2- عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد (1) عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد رواد بفتح الراء وتشديد الواو الأزدي أبو عبد الحميد المكي رَوَى عَنْ أبيه وابن جريج ومعمر وَغَيْرهمْ وَعَنْهُ الشافعي وأحمد والحميدي وسريج بن يونس وَغَيْرهمْ قَالَ أحمد ثقة وكان فيه غلو فِي الإرجاء قَالَ عبد الله بن أحمد بن حنبل عن بن معين ثقة ليس به بأس ، وَقَالَ البخاري كَانَ يرى الإرجاء كَانَ الحميدي يتكلم فيه وَقَالَ الآجري عن أبي داود ثقة وَقَالَ النسائي ثقة وَقَالَ فِي موضع أخر ليس به بأس وَقَالَ أبو حاتم ليس بالقوي يكتب حديثه وَقَالَ الدارقطني لا يحتج به يعتبر به وَقَالَ أبو أحمد الحاكم ليس بالمتين عندهم وَقَالَ بن سعد كَانَ كثير الحديث مرجئا ضعيف وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ كَانَ يقلب الأخبار ويروي المناكير عن المشاهير فاستحق الترك . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : صدوق يخطيء وكان مرجئا أفرط بن حبان فَقَالَ متروك مِنَ التَّاسِعَةِ مَاتَ سَنَةَ ست وَمِائَتَيْنِ مُسْلِمٌ وَالأَرْبَعَةُ . مَرْتَبَتُهُ : الرَّابِعَةُ تَعْدِيْلاً .
3- معمر بن راشد سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 27 ] . ثقة ثبت فاضل إلا أن فِي روايته عن ثابت والأعمش وهشام بن عروة شيئا وكذا فيما حدث به بالبصرة
__________
(1) تَرْجَمَةُ عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج6/ص112/1875 ،تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج18/ص271/3510) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص662/3435) ، تَهْذِيبُ التّهْذِيبِ (ج6/ص339/724) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص361/4160 .(1/20)
4- الحكم بن أبان (1) الحكم بن أبان العدني أبو عيسى ، رَوَى عَنْ طاوس وعكرمة. رَوَى عَنْهُ بن جريج ومعمر وابن عيينة والمعتمر وابنه إبراهيم . ثقة صاحب سنة إذا هدأت العيون وقف فِي البحر إلى ركبتيه يذكر الله وكان سيد أهل اليمن ، وثقه أحمد وابن معين والعجلي ، قَالَهُ الذَّهَبِيُّ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : صدوق عابد وله أوهام من السادسة مَاتَ سَنَةَ أربع وخمسين عاش ثمانين سنة الْبُخَارِيُّ فِي الْقِرَاءةِ وَالأَرْبَعَةُ . مَرْتَبَتُهُ : الرَّابِعَةُ تَعْدِيْلاً .
5- عكرمة سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 25 ] . ثقة ثبت عالم بالتفسير لم يثبت تكذيبه عن بن عمر ولا تثبت عنه بدعة .
6- عبد الله بن عباس سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 2 ] .
رَابِعَاًً : الْحَكَمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
هَذَا الْحَدِيثُ إِسْنَادُهُ ضعيف لأَنَّ فِيهِ محمد بن الحارث لم أجد له ترجمة .
خامساً : تنبيه
روى هذا الحديث عبد الرزاق فِي مصنفه مِنْ طَرِيقِ معمر (مصنف عبد الرزاق ج11/ص411/ 20858) ورواه ابن جرير فِي ( تَفْسِيْرِهِ ج7/ص155) مِنْ طَرِيقِ محمد بن ثور ، كلاهما عن الحكم بِمِثْلِهِ لكن مقطوعا على عكرمة .وفى آخره فَقَالَ رجل لعكرمة يا أبا عبد الله فإن الله يقول يريدون أن يخرجوا من النار وما هم بخارجين منها ولهم عذاب مقيم قَالَ ويلك أولئك أهلها الذين هم أهلها .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 233 }
__________
(1) تَرْجَمَةُ الحكم بن أبان : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج2/ص336/2662 ، معرفة الثِّقَات (ج1/ص311/333 ، تاريخ أسماء الثِّقَات (ج1/ص62/215) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج3/ص113/526، مشاهير الأمصار ج1/ص193/1561) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص343/1172) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص174/1438(1/21)
وَأَخْرَجَ البزار عن ابن عمرو قَالَ : "يأتي على النار زمان تخفق (1) الرياح أبوابها فليس فيها أحد من الموحدين" . قَالَ القرطبي : المراد بالنار الطبقة العليا التي هي للعصاة من أهل التوحيد ، وقد قيل إنه ينبت على شفيرها الجرجير .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الأَثَرِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ البزار فِي مسنده ( مسند البزار ج6/ص442/ 2478) قَالَ : أخبرنا محمد بن بشير قَالَ أخبرنا أبو داود قَالَ أخبرنا شعبة عن أبي بلج عن عمرو بن ميمون عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قَالَ : يأتي على جهنم زمان تخفق أبوابها ليس فيها أحد يعني من الموحدين .
ثَانِيَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الأَثَرِ
1- محمد بن بشير (2) محمد بن بشير بن مروان بن عطاء أبو جعفر الكندي الواعظ يعرف بالدَّعَّاءِ ، حدث عن محمد بن صبيح بن السماك وإسماعيل بن علية وعبد الله بن المبارك وسفيان بن عيينة وغيرهم. رَوَى عَنْهُ أحمد بن أبي خيثمة وأبو بكر بن أبي الدنيا ويوسف بن الحكم بن سعيد وأحمد بن زنجويه القطان وأبو يعلى الموصلي . تكلم فيه ، قَالَ يحيى : ليس بثِقَةٌ . وَقَالَ الدارقطني : ليس بالقوي فِي حديثه انتهى . وَقَالَ البغوي : كَانَ صدوقا ، وتوفي فِي جمادى الآخرة سنة ست وثلاثين وَمِائَتَيْنِ ، قَالاهُ فِي الْمِيزَانِ وَلِسَانِهِ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّالِثَةُ تَجْرِيْحَاً .
__________
(1) فى الخطوطة (أ) يخفق أبوابها بالبنا ء للمجهول .
(2) تَرْجَمَةُ مُحَمَّدِ بْنِ بشير : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج7/ص211/1172 ، الأنساب ج2/ص481) ، تَارِيْخُ بَغْدَادَ (ج2/ص98/495، الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ج3/ص44/2901،ميزان الاعتدال فِي نقد الرجال ج6/ص80/7280 ،المغني فِي الضعفاء ج2/ص559/5331) ، لِسَانُ الْمِيزَانِ (ج5/ص94/313(1/22)
2- سليمان بن داود بن الجارود سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 21 ] . ثِقَةٌ حَافِظٌ غلط فِي أحاديث .
3- شعبة بن الحجاج سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فى الحدبث رقم (21) : ثقة حافظ متقن .
4- يحيى بن سليم (1) أبو بلج الفزاري الواسطي ويقال الكوفي الكبير واسمه يحيى بن سليم بن بلج رَوَى عَنْ أبيه وعن الجلاس وعمرو بن ميمون الأودي ومحمد بن حاطب وَعَنْهُ زهير بن معاوية وشعبة والثوري وأبو حمزة السكري وَغَيْرهمْ وَقَالَ بن معين وابن سعد والنسائي والدارقطني ثقة وَقَالَ البخاري فيه نظر وَقَالَ أبو حاتم صالح الحديث لا بَأْسَ بِهِ وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ وَقَالَ الأزدي كَانَ غير ثقة وَقَالَ يعقوب بن سفيان كوفي لا بَأْسَ بِهِ ونقل بن عبد البر وابن الجوزي أن بن معين ضعفه وَقَالَ أحمد روى حديثا منكرا وَقَالَ الفسوي فِي تاريخه ثَنَا بندار عن أبي داود عن شعبة عن أبي بلج عن عمرو بن ميمون عن عبد الله بن عمر قَالَ ليأتين على جهنم زمان تخفق أبوابها ليس فيها أحد قَالَ ثابت البناني : سألت الحسن عن هذا فأنكره . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : صدوق ربما أخطأ مِنَ الْخَامِسَةِ . مَرْتَبَتُهُ : الرَّابِعَةُ تَعْدِيْلاً .
5- عمرو بن ميمون سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 60 ] . مخضرم مشهور ثقة عابد .
6- عبد الله بن عمرو سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 1 ] .
ثَالِثَاً : الْحُكْمُ عَلَى إِسْنَادِ الأَثَرِ
__________
(1) تَرْجَمَةُ يحيى بن سليم : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج9/ص153/634 ، الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ج3/ص196/3722 ،الكاشف ج2/ص414/6550) ، تَهْذِيبُ التّهْذِيبِ (ج12/ص49/184 ) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص625/8003 .(1/23)
هَذَا الأَثَرُ إِسْنَادُهُ ضعيفٌ لأَنَّ فِيهِ أبا بلج وهو ثقة فِي نفسه لكن هذا الحديث من بلاياه . وقد أنكر الأمام أحمد والحسن البصري هذا الحديث ، وقد قَالَ الأَلْبَانِيُّ فِي كشف الأستار ( ج1/ص75) ولا يصح مرفوعا ولا موقوفا ، وَقَالَ وأبو بلج وإن كَانَ ثقة ففيه ضعف ولذلك استنكر له الذهبي هذا الأثر وعده من بلاياه ، قَالَ الذهبي فِي الميزان (ميزان الاعتدال فِي نقد الرجال ج7/ص188/9547) ومن بلاياه ما رَوَاهُ الفسوي فِي تاريخه حَدَّثَنَا بندار عن أبي داود عن شعبة عن أبي بلج عن عمرو بن ميمون عن عبد الله بن عمرو أنه قَالَ ليأتين على جهنم زمان تخفق أبوابها ليس فيها أحد ، وهذا منكر قَالَ ثابت البناني سألت الحسن عن هذا فأنكره .(1/24)
وقال الزيلعي فِي تخريج الأحاديث والآثار (ج2/ص148/ 615) قَالَ المصنف بلغني عن بعض الضلال أنه اغتر بهذا الحديث قَالَ فاعتقد أن الكفار لا يخلدون فِي النار وهذا إن صح عن ابن العاص فمعناه أنهم يخرجون من حر النار إلى برد الزمهرير قلت انتهى وسكت عنه وقد روي هذا مرفوعا رَوَاهُ ابن عدي فِي الكامل عن العلاء بن زيد الثقفي عن أنس قَالَ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليأتين على جهنم يوم تصطفق أبوابها ما فيها من أمة محمد أحد انتهى وأعله بالعلاء بن زيد وَقَالَ إنه منكر الحديث ورواه ابن الجوزي فِي الموضوعات من حديث جعفر بن الزبير عن القاسم عن أبي أمامة قَالَ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأتي على جهنم يوم ما فيها من بني آدم أحد يخفق أبوابها يعني من الموحدين انتهى ثم قَالَ هذا حديث موضوع وجعفر بن الزبير قَالَ شعبة كَانَ يكذب وَقَالَ البخاري والنسائي والدارقطني متروك انتهى كلامه, وذهب العيني فِي عمدة القاري(ج19/ص52) وصديق حسن خان (يقظة أولي الاعتبار ج1/ص196) إلى صحة الأثر وقالا وهذا وإن كَانَ موقوفاً فإن مثله لا يقال بالرأي فهو مرفوع .قلت لكن عبد الله بن عمرو مشهور بالرواية عن بني إسرائيل . قَالَ القرطبي فِي التذكرة (1) : وإنما نخلى جهنم و هي الطبقة العليا التي فيها العصاة من أهل التوحيد و هي التي ينبت على شفيرها فيما يقال الجرجير . قَالَ فضل بن صالح المعاقري : كنا عند مالك بن أنس ذات يوم فَقَالَ لنا انصرفوا : فلما كَانَ العشية رجعنا إليه فَقَالَ : إنما قلت لكم انصرفوا لأنه جاءني رجل يستأذن علي زعم أنه قدم من الشام فِي مسألة فَقَالَ : يا أبا عبد الله ما تقول فِي أكل الجرجير فإنه يتحدث عنه أنه ينبت على شفير جهنم ؟ فقلت له : لا بَأْسَ بِهِ فَقَالَ : أستودعك الله و اقرأ عليك السلام ذكره الخطيب أبوبكر أحمد رحمه الله .
__________
(1) التذكرة : ا/510 .(1/25)
بَابٌ : قَوْلِهِ تَعَالَى
{ رُّبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ كَانُواْ مُسْلِمِينَ } (1)
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 234 }
أَخْرَجَ ابْنُ الْمُبَارَكِ وَابْنُ جَرِيرٍ وَالْبَيْهَقِيُّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَأَنَسٍ : أَنُّهُمَا تَذَاكَرَا هَذَهِ الآيَةَ { رُّبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ كَانُواْ مُسْلِمِينَ } (2) فَقَالا : هَذَا حَيْثَ يَجْمَعُ اللهُ بَيْنَ أَهْلِ الْخَطَايَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُشْرِكِينَ فِي النَّارِ ، فَيَقُولُ الْمُشْرِكُونَ : مَا أَغْنَى عَنْكُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ ؟ ! ، فَغَضِبَ اللهُ لَهُمْ ، فَيُخْرِجُهُمُ اللهُ بِفَضْلِهِ وَرَحْمَتِهِ .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الأَثَرِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ الْحُسَيْنُ الْمَرْوَزِيُّ فِي ( زَوَائِدِ الزُّهْدِ لابْنِ الْمُبَارَكِ ج1/ص558/1602) قَالَ : أَخْبَرَنَا بِشْرُ بْنُ السَّرِىِّ أَخْبَرَنَا الْقَاسِمُ بْنُ الْفَضْلِ عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي جروة الْعَبْدِيِّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَأَنَسٍ أَنُّهُمَا تَذَاكَرَا هَذَهِ الآيَةَ { رُّبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ كَانُواْ مُسْلِمِينَ } قَالا : هَذَا حَيْثَ يَجْمَعُ اللهُ بَيْنَ أَهْلِ الْخَطَايَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُشْرِكِينَ فِي النَّارِ ، فَيَقُولُ الْمُشْرِكُونَ : مَا أَغْنَى عَنْكُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ ؟ ! ، فَغَضِبَ اللهُ لَهُمْ ، فَيُخْرِجُهُمُ اللهُ بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى { رُّبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ كَانُواْ مُسْلِمِينَ } .
__________
(1) سُورَةُ الْحِجْرِ : الآيَةُ 2 .
(2) سُورَةُ الْحِجْرِ : الآيَةُ 2 .(1/1)
وأَخْرَجَهُ ابْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ فِي ( تَفْسِيْرِهِ ج14/ص3) مِنْ طَرِيقِ عَمْرِو بْنِ الْهَيْثَمِ أَبِي قَطَنٍ الْقُطَعِيِّ وَرَوْحٍ الْقَيْسِيِّ وَعَفَّانَ بْنِ مُسْلِمٍ ، وَالْبَيْهَقِيُّ فِي ( الْبَعْثِ وَالنُّشُورِ ج1/ص65/ح82) مِنْ طَرِيقِ رَوْحِ بْنِ عُبَادَةَ ، أَرْبَعَتُهُمْ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ الْفَضْلِ بِمِثْلِهِ .
ثَانِيَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الأَثَرِ
1- بِشْرُ بْنُ السَّرِىِّ (1) بِشْرُ بْنُ السَّرِىِّ الإِمَامُ الْحَافِظُ الْوَاعِظُ الْقُدْوَةُ الْبَصْرِيُّ أَبُو عَمْرٍو ، سَكَنَ مَكَّةَ . وَحَدَّثَ عَنْ مِسْعَرٍ ، وَسُفْيَانَ ، وَزَائِدَةَ ، وَحَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ ، وَعِدَّةٍ . وَعَنْهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَابْنُ الْمَدِينِيِّ ، وَأَبُو حَفْصٍ الْفَلاَّسُ وَخَلْقٌ . قَالَ أَحْمَدُ : كَانَ مُتْقِنَاً لِلْحَدِيثِ عَجَبَاً . وَقَالَ أبُو حَاتِمٍ : ثَبْتٌ صَالِحٌ . وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ : ثِقَةٌ ، رُمِيَ بِالتَّجَهُّمِ وَاعْتَذَرَ وَتَابَ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : وَكَانَ وَاعِظَاً ثِقَةً مُتْقِنَاً ، طُعِنَ فِيهِ بِرَأْيِ جَهْمٍ ، ثُمَّ اعْتَذَرَ وَتَابَ ، مِنَ التَّاسِعَةِ مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ أَوْ سِتٍّ وَتِسْعِينَ ، وَلَهُ ثَلاثٌ وَسُتُّونَ الْكُتُبُ السِّتَّةُ . مَرْتَبَتُهُ : الأُولَى تَعْدِيْلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ بِشْرِ بْنِ السَّرِىِّ : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج2/ص358/1363) ، الثِّقَات (ج8/ص139/12632) ، تَذْكِرَةُ الْحُفَّاظِ (ج1/ص355/345) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص123/687) ، خلاصة تذهيب تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج1/ص48) .(1/2)
2- الْقَاسِمُ بْنُ الْفَضْلِ (1) الْقَاسِمُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ مَعْدَانَ بْنِ قُرَيْطٍ الْحُدَّانِيُّ بِضَمِّ الْمُهْمَلَةِ وَالتَّشْدِيدِ الأَزْدِيُّ أَبُو الْمُغِيْرَةِ الْبَصْرِيُّ . كَانَ نَازِلاً فِي بَنِي حُدَّانَ . رَوَى عَنْ أَبِيهِ ، وَأَبِي نَضْرَةَ ، وَمُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ الْجُمَحِيِّ ، وَغَيْرِهِمْ . وَعَنْهُ ابْنُ مَهْدٍيٍّ ، وَوَكِيعٌ ، وَيُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، وَأَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ ، وَابْنُ الْمُبَارَكِ ، وَآخَرُونَ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ مِنَ السَّابِعَةِ رُمِيَ بِالإِرْجَاءِ ، مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّينَ الْبُخَارِيُّ فِي التَّارِيْخِ وَمُسْلِمٌ وَالأَرْبَعَةُ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيْلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ الْقَاسِمِ بْنِ الْفَضْلِ : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج7/ص116/668) ، مشاهير الأمصار (ج1/ص159/1259) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج23/ص410/4812) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص130/4523) ، تَهْذِيبُ التّهْذِيبِ (ج8/ص295/596) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص451/5482) .(1/3)
3- عُبَيْدُ اللهِ بْنُ أَبِي جَرْوَةَ الْعَبْدِيُّ (1) عُبَيْدُ اللهِ بْنُ أَبِى جَرْوَةَ الْعَبْدِيُّ ، وَهُوَ الأَحْوَلُ ، وَاسْمُ أَبِى جَرْوَةَ رُزَيْقٌ . رَوَى عَنْ عَائِشَةَ ، وَعُقْبَةَ بْنِ صُهْبَانَ ، وَعَمِّتِهِ . رَوَى عَنْهُ شُعْبَةُ ، وَهِشَامٌ الدَّسْتَوَائِيُّ ، وَجَابِرُ بْنُ صُبَيْحٍ . قَالَ ابْنُ مَعِينٍ : عُبَيْدُ اللهِ بْنُ أَبِى جَرْوَةَ الْعَبْدِيُّ الَّذِي رَوَى عَنْهُ الْقَاسِمُ بْنُ الْفَضْلِ مَشْهُورٌ . وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ . وَذَكَرَهُ الْبُخَارِيُّ فِي التَّارِيْخِ ، وَلَمْ يَذْكُرْ فِيهِ جَرْحَاً . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيْلاً .
4- عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 2 ] .
5- أَنَسْ بْنُ مَالِكٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 51 ] .
ثَالِثَاً : الْحُكْمُ عَلَى إِسْنَادِ الأَثَرِ
هَذَا الأَثَرُ إِسْنَادُهُ صَحِيحٌ لأنَّ رِجَالَهُ ثِقَاتٌ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 235 }
وَأَخْرَجَ هَنَّادٌ وَسَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ وَالْبَيْهَقِيُّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ (2) قَالَ : مَا يَزَالُ اللهُ يُشَفِّعُ ، وَيُدْخِلُ الْجَنَّةَ ، وَيُشَفِّعُ وَيَرْحَمُ ، حَتَّى يَقُولُ : مَنْ كَانَ مُسْلِمَاً فَلْيَدْخُلِ الْجَنَّةَ ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ { رُّبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ كَانُواْ مُسْلِمِينَ } (3) .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الأَثَرِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
__________
(1) تَرْجَمَةُ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِى جَرْوَةَ الْعَبْدِيِّ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج5/ص376/1198) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج5/ص314/1493)، الثِّقَاتُ (ج5/ص67/3884) .
(2) فِى الْمَخْطُوطَةِ (ز) عن ابن مسعود .
(3) سُورَةُ الْحِجْرِ : الآيَةُ 2 .(1/4)
أَخْرَجَهُ هَنَّادٌ فِي ( كِتَابِ الزُّهْدِ ، بَابُ الشفاعة ج1/ص143/190) قَالَ : حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : مَا يَزَالُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يُدْخِلُ الْجَنَّةَ وَيُشَفِّعُ ، حَتَّى يَقُولُ : وَمَنْ كَانَ مُسْلِمَاً فَلْيَدْخُلِ الْجَنَّةَ ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ { رُّبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ كَانُواْ مُسْلِمِينَ } .
وأَخْرَجَهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي ( الْبَعْثِ وَالنُّشُورِ ج 1/ص65/ح81) مِنْ طَرِيقِ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ الضَّبِّيِّ الْقَاضِيِ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ بِمِثْلِهِ .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
وأَخْرَجَهُ ابْنُ جَرِيرٍ ( تفسيرهِ ج14/ص3) مِنْ طَرِيقِ أَبِى عَوَانَةَ الْوَضَّاحِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْيَشْكُرِيِّ ، وَالْحَاكِمُ فِي ( الْمُسْتَدْرَكِ ، كِتَابُ التَّفْسِيْرِ ، بَابُ تَفْسِيْرِ سُورَةِ الْحِجْرِ ج2/ص384/ 3345) مِنْ طَرِيقِ جَرِيرٍ كِلاهُمَا عَنْ عَطَاءٍ بِمِثْلِهِ .
وَقَالَ الْحَاكِمُ : هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الأَثَرِ(1/5)
1- عَبِيْدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ (1) عَبِيدَةُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ صُهَيْبٍ التَّيْمِيُّ ، وَقِيلَ : اللَّيْثِيُّ ، وَقِيلَ : الضَّبِّيُّ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْكُوفِيُّ الْمَعْرُوفُ بِالْحَذَّاءِ . رَوَى عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ ، وَمَنْصُورٍ ، وَعَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ . وَعَنْهُ الثَّوْرِيُّ وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَهَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ . وَثَّقَةُ أَحْمَدُ وَابْنُ مَعِينٍ . قَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ : أَحَادِيثُهُ صِحَاحَ وَمَا رَوَيْتُ عَنْهُ شَيْئَاً وَضُعِّفَ . وَقَالَ مَرَّةً أُخْرَى : مَا رَأَيْتُ أَصَحَّ حَدِيثَاً مِنْهُ . وَقَالَ ابْنُ عَمَّارٍ : ثِقَةً . وَقَالَ زَكَرِيَّا السَّاجِيُّ : لَيْسَ بِالْقَوِيِّ ، وَهُوَ مِنْ أَهْلِ الصِّدْقِ . وَقَالَ النَّسَائِيُّ : لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ . وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ : كَانَ ثِقَةً صَالِحَ الْحَدِيثِ صَاحِبَ نَحْوٍ وَعَرَبِيَّةٍ وَقِرَاءةٍ لِلْقُرْآنِ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : صَدُوقٌ نَحْوِيٌّ رُبَّمَا أَخْطَأَ ، مِنَ الثَّامِنَةِ مَاتَ سَنَةَ تِسْعِينَ وَقَدْ جَاوَزَ الثَّمَانِينَ الْبُخَارِيُّ والأربعة .
مَرْتَبَتُهُ : الثَّالِثَةُ تَعْدِيْلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ عَبِيدَةَ بْنِ حُمَيْدٍ : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج6/ص92/479) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص694/3644) ، مِيزَانُ الاعْتِدَالِ فِي نَقْدِ الرِّجَالِ (ج5/ص33/5464) ، تَهْذِيبُ التّهْذِيبِ (ج7/ص75/180) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص379/4408) .(1/6)
2- عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 118 ] . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : فَيَحْصُلُ لَنَا مِنْ مَجْمُوعِ كَلامِهِمْ أنَّ سَمَاعَ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ وَشُعْبَةَ وَزُهَيْرٍ وَزَائِدَةَ وَحَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ وَأَيُّوبَ جَمِيعَاً عَنْهُ صَحِيحٌ ، وَمَنْ عَدَاهُمُ يُتَوَقَّفُ فِيهِ إِلاَّ حَمَّادَ بْنَ سَلَمَةَ ، فَالظَّاهِرُ أَنَّهُ سَمِعَ مِنْهُ مَرَّتَيْنِ : مَرَّةً مَعَ أَيُّوبَ كَمَا يُومِئُ إِلَيْهِ كَلامُ الدَّارَقُطْنِيِّ ، وَمَرَّةً بَعْدَ ذَلِكَ لَمَّا دَخَلَ إلَيْهِمْ الْبَصْرَةَ ، فَسَمِعَ مِنْهُ مَعَ جَرِيرٍ وَذَوَيْهِ ( تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ ج7/ص183/386) .
3- مُجَاهِدُ بْنُ جَبْرٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 7 ] .
4- عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 2 ] .
رَابِعَاًً : الْحُكْمُ عَلَى إِسْنَادِ الأَثَرِ
هَذَا الأَثَرُ إِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ لأَنَّ فِيهِ عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ ، وَقَدْ اخْتَلَطَ ، وَرِوَايَةُ عَبِيدَةَ بْنِ حُمَيْدٍ عَنْهُ بَعْدَ اخْتِلاطِهِ .
وَقَالَ الْحَاكِمُ فِي ( الْمُسْتَدْرَكِ ج2/ص384/ 3345 ) : هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ ، وَوَافَقَهُ الذَّهَبِيُّ فِي تَلْخِيصِهِ .
خَامِسَاً : تَنْبِيهٌ
نَسَبَهُ الْمُصَنِّفُ لِسَعِيدِ بْنِ مَنْصُورٍ ، وَلَمْ أَجِدْهُ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 236 }(1/7)
وَأَخْرَجَ الطَّبَرَانِيُّ فِي الأوسطِ وَهَنَّادٌ وَأَبُو نُعَيْمٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « إنَّ أُنَاسَاً مِنْ أَهْلِ لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ يَدْخُلُونَ النَّارَ بِذُنُوبِهِمْ فَيَقُولُ لَهُمْ أَهْلُ اللاتِ وَالْعُزَّى : مَا أَغْنَى عَنْكُمْ قَوْلُكُمْ لا إلَهَ إِلاَّ اللهُ ، وَأَنْتُمْ مَعَنَا فِي النَّارِ ! ، فَيَغْضَبُ اللهُ لَهُمْ ، فَيُخْرِجُهُمْ ، فَيُلْقِيهِمْ فِي نَهْرِ الْحَيَاةِ ، فَيَبْرَءُونَ مِنْ حَرَقِهِمْ كَمَا يَبْرَأُ الْقَمَرُ مِنْ خُسُوفِهِ ، فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ ، فَيُسَمُّونَ الْجَهَنَّمِيُّونَ » .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ(1/8)
أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي ( الْمُعْجَمِ الأَوْسَطِ ج7/ص209/7293) قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ الطُّوسِيُّ ثَنَا صَالِحُ بْنُ إِسْحَاقَ الْجِهْبَذُ دَلَّنِي عَلَيْهِ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ نَا مَعْرُوفُ بْنُ وَاصِلٍ عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ أَبِي نُبَاتَةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَغَرِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « إنَّ أُنَاسَاً مِنْ أَهْلِ لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ يَدْخُلُونَ النَّارَ بِذُنُوبِهِمْ فَيَقُولُ لَهُمْ أَهْلُ اللاتِ وَالْعُزَّى : مَا أَغْنَى عَنْكُمْ قَوْلُكُمْ لا إلَهَ إِلاَّ اللهُ ، وَأَنْتُمْ مَعَنَا فِي النَّارِ ! ، فَيَغْضَبُ اللهُ لَهُمْ ، فَيُخْرِجُهُمْ ، فَيُلْقِيهِمْ فِي نَهْرِ الْحَيَاةِ ، فَيَبْرَءُونَ مِنْ حَرَقِهِمْ كَمَا يَبْرَأُ الْقَمَرُ مِنْ كُسُوفِهِ ، فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ ، وَيُسَمُّونَ فِيهَا الْجَهَنَّمِيِّينَ » ، فَقَالَ رَجُلٌ : يَا أَنَسُ ؛ أَنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ؟ ، فَقَالَ أَنَسٌ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : « مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدَاً فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ » ، نَعَمْ أَنَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ هَذَا .
وَقَالَ أَبُو الْقَاسِمِ : لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ مَعْرُوفِ بْنِ وَاصِلٍ إِلاَّ صَالِحُ بْنُ إِسْحَاقَ الجهبذ .
وَأَخْرَجَهُ أَبُو نُعَيْمٍ فِي ( حِلْيَةِ الأَوْلِيَاءِ ج10/ص217) مِنْ طَرِيقِ شَيْخِهِ الطَّبَرَانِيِّ بِِإِسْنَادِهِ وَمَتْنِهِ سَوَاءً .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ(1/9)
أَخْرَجَهُ ابْنُ أَبِى دَاوُدَ فِي ( الْبَعْثِ وَالنُّشُورِ ج1/ص72/ح51) مِنْ طَرِيقِ شَيْخِهِ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورٍ الطُّوسِيِّ عَنْ صَالِحِ بْنِ إِسْحَاقَ الْجِهْبَذِ بِهِ .
وَأَخْرَجَهُ الْخَطِيبُ فِي ( تَارِيْخِ بَغْدَادَ ج9/ص311/ 4847) مِنْ طَرِيقِ شَيْخِهِ أبِي نُعَيْمٍ عَنِ الطَّبَرَانِيِّ بِمِثْلِهِ .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
1- مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ أَيُّوبَ أَبُو جَعْفَرٍ الأَصْبَهَانِيُّ الْحَافِظُ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ الأَخْرَمِ . سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 75 ] .
2- مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورِ بْنِ دَاوُدَ (1) الطُّوسِيُّ أَبُو جَعْفَرٍ الْعَابِدُ ، نَزِيلُ بَغْدَادَ . رَوَى عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ ، وَابْنِ عُلَيَّةَ ، وَصَالِحِ بْنِ إسْحَاقَ الْجِهْبَذِ ، وَالْحَسَنِ بْنِ مُوسَى الأَشْيَبِ ، وَعِدَّةٍ . وَعَنْهُ أبُو دَاوُدَ ، وَالنَّسَائِيُّ ، وَأَبُو حَاتِمٍ ، وَابْنُ أَبِي الدُّنْيَا ، وَأَبُو بَكْرٍ الْبَزَّارُ ، وَآخَرُونَ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ مِنْ صِغَارِ الْعَاشِرَةِ ، مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ أَوْ سِتٍّ وَخَمْسِينَ ، وَلَهُ ثَمَانٍ وَثَمَانُونَ سَنَةً أبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيْلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورِ بْنِ دَاوُدَ : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج8/ص94/407) ، الثِّقَات (ج9/ص130/15582) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج26/ص499/5631) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص224/5169) ، تَهْذِيبُ التّهْذِيبِ (ج9/ص417/768) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص508/6326) .(1/10)
3- صَالِحُ بْنُ إِسْحَاقَ الْجِهْبَذُ (1) صَالِحُ بْنُ إِسْحَاقَ الْجهبذُ . حَدَّثَ عَنْ مَعْرُوفِ بْنِ وَاصِلٍ. رَوَى عَنْهُ مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ الطُّوسِيُّ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَجْرِيْحَاً .
4- مَعْرُوفُ بْنُ وَاصِلٍ (2) مَعْرُوفُ بْنُ وَاصِلٍ السَّعْدِيُّ الْكُوفِيُّ . عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، وَمُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ . رَوَى عَنْهُ وَكِيعٌ ، وَأَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ ، وَطَائِفَةٌ . وَثَّقَهُ أَحْمَدُ وَابْنُ مَعِينٍ وَالنَّسَائِيُّ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيْلاً .
5- إسْحَاقُ بْنُ أَبِي نُبَاتَةَ (3) الظَّاهِرُ أَنَّهُ يَعْقُوبُ بْنُ أَبِي نُبَاتَةَ الَّذِي يَرْوِي الْمَقَاطِيعَ . رَوَى عَنْهُ مَعْرُوفُ بْنُ وَاصِلٍ ، قَالَهُ ابْنُ حِبَّانَ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّالِثَةُ تَعْدِيْلاً .
6- عَبْدُ الرَّحْمَنِ الأَغَرُّ لَمْ أَجِدْ لَهُ تَرْجَمَةً .
7- أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 51 ] .
رَابِعَاًً : الْحَكَمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
هَذَا الْحَدِيثُ إِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ لأَنَّ فِيهِ صَالِحُ بْنُ إِسْحَاقَ الْجِهْبَذُ مَجْهُولٌ ، وَفِيهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ الأَغَرُّ لَمْ أَجِدْ لَهُ تَرْجَمَةً .
وَقَالَ الْهَيْثَمِيُّ فِي ( مَجْمَعِ الزَّوَائِدِ ج10/ص380) : رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الأَوْسَطِ ، وَفِيهِ مَنْ لَمْ أَعْرِفْهُمْ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ صَالِحِ بْنِ إِسْحَاقَ الْجِهْبَذِ : تَارِيْخُ بَغْدَادَ (ج9/ص311/4847) .
(2) تَرْجَمَةُ مَعْرُوفُ بْنُ وَاصِلٍ : لِسَانُ الْمِيزَانِ (ج7/ص393/4887) .
(3) تَرْجَمَةُ إسْحَاقَ بْنِ أَبِى نُبَاتَةَ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج1/ص404/1292) ، الثِّقَات (ج8/ص107/12456) ، لِسَانُ الْمِيزَانِ (ج1/ص377/1174) .(1/11)
وَعَزَا الْمُصَنِّفُ الْحَدِيثَ لِهَنَّادٍ فِي الزُّهْدِ ، وَلَمْ أَجِدْهُ فِي الْمَطْبُوعِ مِنْهُ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 237 }
وَأَخْرَجَ الطَّبَرَانِيُّ فِي الأَوْسَطِ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « إنَّ نَاسَاً مِنْ أُمَّتِي يُعَذَّبُونَ بِذُنُوبِهِمْ ، فَيَكُونُونَ فِي النَّارِ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَكُونُوا ، ثُمَّ يُعَيِّرُهُمْ أَهْلُ الشِّرْكِ ، فَيَقُولُونَ : مَا نَرَى مَا أَنْتُمْ فِيهِ مِنْ تَصْدِيقِكُمْ (1) نَفَعَكُمْ ، فَلا يَبْقَى مُوَحِّدٌ إِلاَّ أَخْرَجَهُ اللهُ » ، ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : { رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ } .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
__________
(1) فِى الْمَخْطُوطَةِ (ز) ما كنتم فيه من تصديقكم ولم تذكر كلمة (إيمانكم ) فى المخطوطات الثلاثة .(1/12)
أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي ( الْمُعْجَمِ الأَوْسَطِ ج5/ص222/5146) قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ شُعَيْبٍ السِّمْسَارُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ الْمَكِّيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ حَدَّثَنَا بَسَّامٌ الصَّيْرَفِيُّ عَنْ يَزِيدَ بْنِ صُهَيْبٍ الْفَقِيْرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « إنَّ نَاسَاً مِنْ أُمَّتِي يُعَذَّبُونَ بِذُنُوبِهِمْ ، فَيَكُونُوا فِي النَّارِ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَكُونُوا ، ثُمَّ يُعَيِّرُهُمْ أَهْلُ الشِّرْكِ ، فَيَقُولُونَ : مَا نَرَى مَا كُنْتُمْ تُخَالِفُونَا فِيهِ مِنْ تَصْدِيقِكُمْ وَإِيْمَانِكُمْ نَفَعَكُمْ ، فَلا يَبْقَى مُوَحِّدٌ إِلاَّ أَخْرَجَهُ اللهُ » ، ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : { رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ } .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
وَتَابَعَ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِىٍّ السِّمْسَارَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبَّادٍ : عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللهِ .
فَقَدْ أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ فِي ( السُّنَنِ الْكُبْرَى / كِنَابُ التَّفْسِيْرِ ، بَابُ سُورَةِ الْحِجْرِ ج6/ص373/11271) مِنْ طَرِيقِ شَيْخِهِ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبَّادٍ الْمَكِّيِّ بِهِ بِنَحْوِهِ .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ(1/13)
1- مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ شُعَيْبٍ السِّمْسَارِ (1) مُحَمَّدُ بْنُ عَلِىِّ بْنِ شُعَيْبِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ هَمَّامِ أَبُو بَكْرٍ السِّمْسَارِ . سَمِعَ عَاصِمَ بْنَ عَلِىِّ ، وَعَلِىَّ بْنَ الْجَعْدِ ، وَأَبَا بَكْرِ بْنَ أَبِى الأَسْوَدِ ، وَالْحَكَمَ بْنَ مُوسَى ، وَالْحَسَنَ بْنَ بِشْرِ بْنِ سَلْمٍ ، وَأَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ . رَوَى عَنْهُ : إِسَمَاعِيلُ الْخَطْبِيُّ ، مَاتَ فِي سَنَةِ تِسْعِينَ وَمِائَتَيْنِ . مَرْتَبَتُهُ : الرَّابِعَةُ تَجْرِيْحَاً .
2- عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ خُرَّزَاذَ الْبَصْرِيُّ (2) عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خُرَّزَاذَ بِضَمِّ الْمُعْجَمَةِ وَتَشَدِيدِ الرَّاءِ بَعْدَهَا زَاي الْبَصْرِيُّ أَبُو عَمْرٍو الْحَافِظُ نَزِيلُ أَنْطَاكِيَةَ . رَوَى عَنْ عَفَّانَ ، وَسَعِيدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْوَاسِطِيِّ ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَبَّادٍ الْمَكِّيِّ وَخَلْقٍ . وَعَنْهُ النَّسَائِيُّ ، وَأَبُو حَاتِمٍ ، وَأَبُو عَوَانَةَ الإِسْفَرَائِينِيُّ ، وَخَيْثَمَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، وَأَبُو الْقَاسِمِ الطَّبَرَانِيُّ كِتَابَةً .
وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ مِنْ صِغَارِ الْحَادِيَةِ عَشَرَةَ ، مَاتَ سَنَةَ إحْدَى وَثَمَانِينَ وَقِيلَ فِي أَوَّلِ الَّتِي بَعْدَهَا النَّسَائِيُّ .
مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيْلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ شُعَيْبٍ السِّمْسَارِ : تَارِيْخُ بَغْدَادَ (ج3/ص66/1023) ، طَبَقَاتُ الْحَنَابِلَةِ (ج1/ص308/434 .
(2) تَرْجَمَةُ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ خُرَّزَاذَ الْبَصْرِيِّ : تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج19/ص417/3834) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص9/3714) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج7/ص120/275) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص385/4490) .(1/14)
3- مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ الْمَكِّيُّ (1) مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادِ بْنِ الزَّبْرَقَانِ الْمَكِّيُّ سَكَنَ بَغْدَادَ . رَوَى عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ ، وَحَاتِمِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ ، وَالدَّرَاوَرْدِيِّ ، وَغَيْرِهِمْ . رَوَى عَنْهُ الْبُخَارِيُّ ، وَمُسْلِمٌ ، وَرَوَى الْبَاقُونَ سِوَى أَبِي دَاوُدَ عَنْهُ بِوَاسِطَةِ أَحْمَدَ بْنِ سَعِيدٍ الدَّارِمِيِّ . رَوَى عَنْه أَيْضَاً مُوسَى بْنُ هَارُونَ ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ ، وَابْنُ أَبِي الدُّنْيَا وَغَيْرُهُمْ . قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ أَبِيهِ : حَدِيثُهُ حَدِيثُ أَهْلِ الصِّدْقِ وَأَرْجُو أَنَّهُ لا يَكُونُ بِهِ بَأْسٌ . وَقَالَ مَرَّةً : يَقَعُ فِي قَلْبِي أَنَّهُ صَدُوقٌ . وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ : لا بَأْسَ بِهِ . وذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ . وقال صالح جزرةُ : لا بَأْسَ بِهِ . وَقَالَ ابْنُ قَانِعٍ : كَانَ ثِقَةٌ .
وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ صَدُوقٌ يَهِمُ مِنَ الْعَاشِرَةِ مَاتَ 235 الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ وَالتِّرْمِذِيُّ وَالنَّسَائِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ .
مَرْتَبَتُهُ : الرَّابِعَةُ تَعْدِيْلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبَّادٍ الْمَكِّيِّ : طَبَقَاتُ ابْنِ سَعْدٍ (ج7/ص358) ، التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج1/ص175/530) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج8/ص14/60) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج25/ص435/5321) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج9/ص216/394) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص486/5993) .(1/15)
4- حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ (1) الْمَدَنِيُّ أَبُو إسْمَاعِيلَ الْحَارِثِيُّ مَوْلاهُمْ . رَوَى عَنْ بَسَّامٍ الصَّيْرَفِيِّ ، وَيَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، وَغَيْرِهِمْ . رَوَى عَنْه مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ الْمَكِّيُّ ، وَابْنُ مَهْدِيٍّ ، وَابْنَا أَبِي شَيْبَةَ ، وَهَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ ، وَغَيْرُهُمْ . قَالَ أَحْمَدُ : هُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الدَّرَاوَرْدِيِّ ، وَزَعَمُوا أَنَّ فِيهِ غَفْلَةٌ ، إِلاَّ أَنَّ كِتَابَهُ صَالِحٌ . وَقَالَ النَّسَائِيُّ : لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ . وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ : وَكَانَ ثِقَةً مَأْمُونَاً كَثِيْرَ الْحَدِيثِ . وَقَالَ الْعِجْلِيُّ : ثِقَةٌ ، وَكَذَا قَالَ إسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ .
وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : صَحِيحُ الْكِتَابِ صَدُوقٌ يَهِمُ مِنَ الثَّامِنَةِ مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ الْكُتُبُ السِّتَّةُ .
مَرْتَبَتُهُ : الرَّابِعَةُ تَعْدِيْلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ حَاتِمِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج3/ص258/1154) ، التعديل والتجريح ج2/ص524/284) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج5/ص187/992) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج2/ص110/209) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص144/994) .(1/16)
5- بَسَّامُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الصَّيْرَفِيُّ (1) بَسَّامُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الصَّيْرَفِيُّ أَبُو الْحَسَنِ الْكُوفِيُّ . رَوَى عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ عَامِرِ بْنِ وَاثِلَةَ اللَّيْثِيِّ ، وَزَيْدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ، وَأَخِيهِ أَبِي جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ ، وَيَزِيدَ الْفَقِيْرِ . وَعَنْهُ حَاتِمُ بْنُ إسْمَاعِيلَ ، وَابْنُ الْمُبَارَكِ ، وَوَكِيعٌ وَأَبُو نُعَيْمٍ ، وَعِدَّةٌ . قَالَ ابْنُ مَعِينٍ : ثِقَةٌ ، وَقَالَ مَرَّةً : صَالِحٌ . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ : صَالِحُ الْحَدِيثِ لا بَأْسَ بِهِ . وَقَالَ أَحْمَدَ : لا بَأْسَ بِهِ . وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثقاتِ : يُخْطِيءُ . وَقَالَ الْحَاكِمُ فِي الْمُسْتَدْرَكِ : مِنْ ثِقَاتِ الْكُوفِيِّينَ مِمَّنَ يُجْمَعُ حَدِيثُهُ ، وَحَكَى ابْنُ شَاهِينَ فِي الثِّقَاتِ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ أَنَّهُ قَالَ : لا أَدْرِي ابْنَ مَنْ هُوَ ؟! .
وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ صَدُوقٌ مِنَ الْخَامِسَةِ النَّسَائيُّ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّالِثَةُ تَعْدِيْلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ بَسَّامِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الصَّيْرَفِيِّ : تَارِيْخُ أَسْمَاءِ الثِّقَاتُ (ج1/ص49/136) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج4/ص58/664) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص265/557) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص380/800) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص121/662) .(1/17)
6- يَزِيدُ بْنُ صُهَيْبٍ الْفَقِيْرُ (1) يَزِيدُ بْنُ صُهَيْبٍ الْفَقِيْرُ بِفَتْحِ الْفَاءِ بَعْدَهَا قَافٌ ، قِيلَ لَهُ ذَلِكَ لأَنَّهُ كَانَ يَشْكُو فَقَّارَ ظَهْرَهُ ، أَبُو عُثْمَانَ الْكُوفِيُّ . رَوَى عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، وَعَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، وَأَبِي سَعِيدِ الْخُدْرِيِّ . رَوَى عَنْهُ أَشْعَثُ بْنُ سَوَّارٍ ، وَبَسَّامٌ الصَّيْرَفِيُّ ، وَمِسْعَرُ بْنُ كِدَامٍ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ مِنَ الرَّابِعَةِ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ وَأَبُو دَاوُدَ النَّسَائِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيْلاً .
7- جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 125 ] .
رَابِعَاًً : الْحَكَمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
هَذَا الْحَدِِيثُ إِسْنَادُهُ حَسَنٌ لأنَّ فِيهِ بَسَّامُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الصَّيْرَفِيُّ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ الْمَكِّيُّ ، وَحَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، وَهُمْ صَدُوقُونَ . وَأَمَّا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ شُعَيْبٍ السِّمْسَارِ ، وَإِنْ كَانَ مَجْهُولاً ، فَقَدْ تَابَعَهُ عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ، وَهُوَ ثِقَةٌ .
وَقَالَ الْهَيْثَمِيُّ فِي ( مَجْمَعِ الزَّوَائِدِ ج10/ص379) : رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الأَوْسَطِ ، وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ غَيْرُ بَسَّامٍ الصَّيْرَفِيِّ وَهُوَ ثِقَةٌ .
خَامِسَاً : تَنْبِيهٌ
__________
(1) تَرْجَمَةُ يَزِيدَ بْنِ صُهَيْبٍ الْفَقِيْرِ : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج9/ص272/1144) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج32/ص163/7007) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص384/6321) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج11/ص295/548) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص602/7733) .(1/18)
قَالَ السُّيُوطِيُّ فِي ( الدُّرِّ الْمَنْثُورِ ج5/ص62) : وأَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الأَوْسَطِ ، وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 238 }
وَأَخْرَجَ الطَّبَرَانِيُّ وَابْنُ أَبِى عَاصِمٍ وَالْبَيْهَقِيُّ عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « إِذَا اجْتَمَعَ أَهْلُ النَّارِ فِي النَّارِ ، وَمَعَهُمْ مَنْ شَاءَ اللهُ مِنْ أَهْلِ الْقِبْلَةِ ، قَالَ الْكُفَّارُ لِلْمُسْلِمِينَ : أَلَمْ تَكُونُوا مُسْلِمِينَ ؟ ، قَالُوا : بَلَى ، قَالُوا : فَمَا أَغْنَى عَنْكُمْ الإِسْلامُ ، وَقَدْ صِرْتُمْ مَعَنَا فِي النَّارِ ؟ ، قَالُوا : كَانَتْ لَنَا ذُنُوبٌ فَأُخِذْنَا بِهَا ، فَسَمِعَ اللهُ مَا قَالُوا ، فَأَمَرَ مَنْ كَانَ فِي النَّارِ مِنْ أَهْلِ الْقِبْلَةِ فَأُخْرِجُوا ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ مَنْ بَقِيَ مِنَ الْكُفَّارِ قَالُوا : يَا لَيْتَنَا كُنَّا مُسْلِمِينَ ، فَنَخْرُجُ كَمَا خَرَجُوا » . ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : { رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ } (1) .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
__________
(1) سُورَةُ الحجر : الآيَةُ 2.(1/19)
أَخْرَجَهُ ابْنُ أَبِى عَاصِمٍ الشَّيْبَانِيُّ فِي ( كِتَابِ السُّنَّةِ / بَابٌ فِي ذِكْرِ مَنْ يُخْرِجُ اللهُ بِتَفَضُّلِهِ مِنَ النَّارِ ج2/ص405/ 843) قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو الشَّعْثَاءِ عَلِيُّ بْنُ حَسَنِ بْنِ سُلَيْمَانَ ثَنَا خَالِدُ بْنُ نَافِعٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « إِذَا اجْتَمَعَ أَهْلُ النَّارِ فِي النَّارِ ، وَمَعَهُمْ مَنْ شَاءَ اللهُ مِنْ أَهْلِ الْقِبْلَةِ ، يَقُولُ الْكُفَّارُ : أَلَمْ تَكُونُوا مُسْلِمِينَ ؟ ، قَالُوا : بَلَى ، قَالُوا : فَمَا أَغْنَى عَنْكُمْ إِسْلاَمُكُمْ ، وَقَدْ صِرْتُمْ مَعَنَا فِي النَّارِ ؟ ، قَالُوا : كَانَتْ لَنَا ذُنُوبٌ فَأُخِذْنَا بِهَا ، فَيَسْمَعُ مَا قَالُوا ، فَأَمَرَ بِمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْقِبْلَةِ فَأُخْرِجُوا ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ أَهْلُ النَّارِ قَالُوا : يَا لَيْتَنَا كُنَّا مُسْلِمِينَ ، فَنَخْرُجُ كَمَا خَرَجُوا » . قَالَ : وَقَرَأَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : { الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ . رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ } .
وأَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ كَمَا فِي ( تَفْسِيرِ ابْنِ كَثِيْرٍ ج2/ص547) مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ، وَالْبَيْهَقِيُّ فِي « الْبَعْثِ وَالنُّشُورِ »( ج1/ص67/ح85) مِنْ طَرِيقِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْجُنَيْدِ كِلاهُمَا عَنْ أَبِى الشَّعْثَاءِ بِمِثْلِهِ .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ(1/20)
أَخْرَجَهُ الطَّبَرِيُّ فِي ( تَفْسِيْرِهِ ج14/ص2) مِنْ طَرِيقِ عَلِيِّ بْنِ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ الْكِنْدِيِّ عَنْ خَالِدِ بْنِ نَافِعٍ الأَشْعَرِيِّ بِمِثْلِهِ ، لَكِنْ زَادَ الاسْتِعَاذَةَ . وَأَخْرَجَهُ ابْنُ أَبِى حَاتِمٍ فِي تَفْسِيْرِه كَمَا فِي ( تَفْسِيْرِ ابْنِ كَثِيْرٍ ج2/ص547) مِنْ طَرِيقِ خَالِدِ بْنِ نَافِعٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِى بُرْدَةَ بِهِ ، وَزَادَ فِيهِ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ عِوَضَ الاسْتِعَاذَةِ .
وَأَخْرَجَهُ الْحَاكِمُ فِي ( الْمُسْتَدْرَكِ عَلَى الصَّحِيحَيْنِ / كِتَابُ التَّفْسِيْرِ ج2/ص265/ 2954) مِنْ طَرِيقِ أَبِى الشَّعْثَاءِ عَنْ خَالِدِ بْنِ نَافِعٍ الأَشْعَرِيِّ بِمِثْلِهِ .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
1- عَلِيُّ بْنُ حَسَنِ بْنِ سُلَيْمَانَ (1) عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْحَضْرَمِيُّ أَبُو الْحَسَنِ ، وَيُقَالُ : أَبُو الْحُسَيْنِ الْوَاسِطِيُّ يَعُرَفُ بِأَبِي الشَّعْثَاءِ . رَوَى عَنْ خَالِدِ بْنِ نَافِعٍ الأَشْعَرِيِّ ، وَحَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ ، وَوَكِيعٍ ، وَأَبِي مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرِ ، وَغَيْرِهِمْ . رَوَى عَنْهُ مُسْلِمٌ ، وَصَالِحُ جَزَرَةُ ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ ، وَبَقِيُّ بْنُ مَخْلَدٍ ، وَآخَرُونَ . قَالَ الآجُرِّيُّ عَنْ أَبِي دَاوُدَ : ثِقَةٌ ، وَلَمْ أَسْمَعْ مِنْهُ شَيْئَاً . وَقَالَ الْحَاكِمُ : ثِقَةٌ مأمون . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ ثِقَةٌ مِنَ الْعَاشِرَةِ مَاتَ سَنَةَ بِضْعٍ وَثَلاثِينَ مُسْلِمٌ وَابْنُ مَاجَهْ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ علي بن حسن بن سليمان : الثِّقَاتُ (ج8/ص469/14470) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج20/ص369/4041) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص37/3894) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج7/ص262/510) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص399/4705) ، لِسَانُ الْمِيزَانِ (ج7/ص311/4103) .(1/21)
مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيْلاً .
2- خَالِدُ بْنُ نَافِعٍ الأَشْعَرِيُّ (1) خَالِدُ بْنُ نَافِعٍ الأَشْعَرِيُّ كُوفِيٌّ . رَوَى عَنْ حَمَّادِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ ، وَأَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مُوسَى ، وَسَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ . رَوَى عَنْه مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ الطَّبَّاعُ ، وَمُسَدَّدٌ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، ضَعَّفَهُ أَبُو زُرْعَةَ وَالنَّسَائِيُّ . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ : لَيْسَ بِقَوِيٍّ يُكْتَبُ حَدِيثُهُ . وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ : مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ . قَالَ الذَّهَبِيُّ : وَهَذَا تَجَاوُزٌ فِي الْحَدِّ ، فَإِنُّهُ حَدَّثَ عَنْهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَمُسَدَّدٌ فَلا يَسْتَحِقُّ التَّرْكَ ، وذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّالِثَةُ تَجْرِيْحَاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ خَالِدِ بْنِ نَافِعٍ الأَشْعَرِيِّ : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج3/ص355/1604) ، الثِّقَاتُ (ج8/ص221/13105) ، الْكَامِلُ فِي الضُّعَفَاءِ (ج3/ص26/588) ، تَارِيْخُ بَغْدَادَ (ج8/ص298/4400) ، الضُّعَفَاءُ وَالْمَتْرُوكِينَ لابْنِ الْجَوْزِيِّ (ج1/ص251/1092) ، مِيزَانُ الاعْتِدَالِ فِي نَقْدِ الرِّجَالِ (ج2/ص429/2471) ، الْمُغْنِي فِي الضُّعَفَاءِ (ج1/ص207/1885) ، لِسَانُ الْمِيزَانِ (ج2/ص388/1592) .(1/22)
3- سَعْيدُ بْنُ أَبِي بَرْدَةَ (1) سَعِيدُ بْنُ أَبِي بُرْدَةَ ، وَاسْمُهُ عَامِرُ بْنُ أَبِي مُوسَى عَبْدِ اللهِ بْنِ قَيْسٍ الأَشْعَرِيُّ الْكُوفِيُّ . رَوَى عَنْ أبيه ، وأنس بن مالك ، وربعي بن حراش . وَعَنْهُ خَالِدُ بْنُ نَافِعٍ الأَشْعَرِيُّ ، وَقَتَادَةُ ، وَشُعْبَةُ ، وَأَبُو عَوَانَةَ ، وَغَيْرُهُمْ . قَالَ الْمَيْمُونِيُّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ : ثَبْتٌ فِي الْحَدِيثِ . وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ وَالْعِجْلِيُّ : ثِقَةٌ . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ : صَدُوقٌ ثِقَةٌ . وذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ ، وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ ثِقَةٌ ثَبْتٌ وَرِوَايَتُهُ عَنِ ابْنِ عُمَرَ مُرْسَلَةٌ مِنَ الْخَامِسَةِ الْكُتُبُ السِّتَّةُ .
مَرْتَبَتُهُ : الأُولَى تَعْدِيْلاً .
4- أبُو بُرْدَةَ أَبُو بُرْدَةَ بْنُ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيُّ الْفَقِيهُ اسْمُهُ الْحَارِثُ ، وَقِيلَ عَامِرٌ ، وَقِيلَ اسْمُهُ كُنْيَتُهُ ، سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 50 ] .
5- عَبْدُ اللهِ بْنُ قَيْسٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 50 ] .
رَابِعَاًً : الْحَكَمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
هَذَا الْحَدِِيثُ إِسْنَادُهُ ضعيفٌ لأَنَّ فِيهِ خَالِدُ بْنُ نَافِعٍ الأَشْعَرِيُّ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ . وَقَالَ الْحَاكِمُ ( الْمُسْتَدْرَكُ عَلَى الصَّحِيحَيْنِ ج2/ص265/ 2954) : هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ ، وَوَافَقَهُ الذَّهَبِيُّ فِي التَّلْخِيصِ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ : تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج10/ص345/2242) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص432/1857) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج4/ص8/10) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص233/2275) .(1/23)
وَقَالَ الْهَيْثَمِيُّ فِي ( مَجْمَع الزَّوَائِدِ ج7/ص45) : رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ ، وَفِيهِ خَالِدُ بْنُ نَافِعٍ الأَشْعَرِيُّ ، قَالَ أَبُو دَاوُدَ : مَتْرُوكٌ ، قَالَ الذَّهَبِيُّ : وَهَذَا تَجَاوُزٌ فِي الْحَدِّ ، فَإِنُّهُ حَدَّثَ عَنْهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَمُسَدَّدٌ فَلا يَسْتَحِقُّ التَّرْكَ ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ .
وَقَالَ الأَلْبَانِيُّ فِي ( ظِلالِ الْجَنَّةِ ج2/ص100/ح843) : حَدِيثٌ صَحِيحٌ وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ رِجَالُ مُسْلِمٍ غَيْرُ خَالِدِ بْنِ نَافِعٍ الأَشْعَرِيِّ مِنْ أَوْلاًدِ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ ، وَفِيهِ ضَعْفٌ . قَالَ أَبُو حَاتِمٍ : لَيْسَ بِالْقَوِي يُكْتَبُ حَدِيثُهُ . وذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ ، وَبَالَغَ أَبُو دَاوُدَ فَقَالَ : مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ ، فَتَعَقَّبَهُ الذَّهَبِيُّ بِقَوْلِهِ : وَهَذَا تَجَاوُزٌ فِي الْحَدِّ ، فَإِنُّهُ حَدَّثَ عَنْهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَمُسَدَّدٌ فَلا يَسْتَحِقُّ التَّرْكَ . وَالْحَدِيثُ أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ عَنِ الأَشْعَرِيِّ الْمَذْكُورِ كَمَا فِي الْمَجْمَعِ ، وَيَشْهَدُ لِلْحَدِيثِ أَحَادِيثِ أُخْرَي .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 239 }(1/24)
وَأَخْرَجَ الطَّبَرَانِيُّ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ : أَنَُّه سُئِلَ : هَلْ سَمِعْتَ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ فِي هَذِهِ الآيَةِ : { رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ } (1) ، قَالَ : نَعَمْ سَمِعْتُهُ يَقُولُ : « يُخْرِجُ اللهُ نَاسَاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ مِنَ النَّارِ ، بَعْدَ مَا يَأْخُذُ نِقْمَتَهُ مِنْهُمْ لَمَّا أَدْخَلَهُمُ اللهُ النَّارِ مَعَ الْمُشْرِكِينَ ، قَالَ لَهُمُ الْمُشْرِكُونَ : تَدَّعُونَ أَنَّكُمْ أَوْلِيَاءُ اللهِ فِي الدُّنْيَا فَمَا بَالُكُمْ مَعَنَا فِي النَّارِ ؟ ، فَإِذَا سَمِعَ اللهُ ذَلِكَ مِنْهُمْ أَذِنَ فِي الشَّفَاعَةِ لَهُمْ ، فَيْشَفَعُ الْمَلاَئِكَةُ وَالنَّبِيُّونَ وَالْمُؤْمِنُونَ ، حَتَّى يَخْرُجُوا بِإِذْنِ اللهِ ، فَإِذَا رَأَى الْمُشْرِكُونَ ذَلِكَ ، قَالُوا : يَا لَيْتَنَا كُنَّا مِثْلَهُمْ فَتُدْرِكُنَا الشَّفَاعَةُ ، فَنَخْرَجُ بِإِذْنِ اللهِ مَعَهُمْ ، فَيُسَمَّوْنَ الْجَهَنَّمِيِّينَ مِنْ أَجْلِ سَوَادٍ فِي وُجُوهِهِمْ ، فَيَقُولُونَ : يَا رَبَّنَا ، اذْهِبْ عَنَّا هَذَا الاسْمَ ، فَيَأْمُرُهُمْ فَيَغْتَسِلُونَ فِي نَهْرٍ فِي الْجَنَّةِ ، فَيَذْهَبُ ذَلِكَ الاسْمَ عَنْهُمْ » .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
__________
(1) سُورَةُ الحجر : الآيَةُ 2 .(1/25)
أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي ( الْمُعْجَمِ الأَوْسَطِ ج8/ص106/ 8110) قَالَ : حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ نَا إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ قَالَ : قُلْتُ لأَبِي أُسَامَةَ : أَحَدَّثَكُمْ أَبُو رَوْقٍ وَاسْمُهُ عَطِيَّةُ بْنُ الْحَارِثِ حَدَّثَنِي صَالِحُ بْنُ أَبِي طَرِيفٍ قَالَ : سَأَلْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ فَقُلْتُ لَهُ : هَلْ سَمِعْتَ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ فِي هَذِهِ الآيَةِ : { رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمَيْنَ } ؟ ، فَقَالَ : نَعَمْ سَمِعْتُهُ يَقُولُ : « يُخْرِجُ اللهُ نَاسَاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ مِنَ النَّارِ بَعْدَمَا يَأْخُذُ نِقْمَتَهُ مِنْهُمْ ، قَالَ : لَمَّا أَدْخَلَهُمُ اللهُ النَّارَ مَعَ الْمُشْرِكِينَ ، قَالَ الْمُشْرِكُونَ : تَزْعُمُونَ أَنَّكُمْ أَوْلِيَاءُ اللهِ فِي الدُّنْيَا فَمَا بالُكُمْ مَعَنَا فِي النَّارِ ، فَإِذَا سَمِعَ اللهُ ذَلِكَ مِنْهُمْ أَذِنَ فِي الشَّفَاعَةِ لهُمْ ، فَيْشَفَعُ الْمَلاَئِكَةُ وَالنَّبِيُّونَ ، وَيَشْفَعُ الْمُؤْمِنُونَ حَتَّى يَخْرُجُوا بِإِذْنِ اللهِ ، فَإذَا رَأَى الْمُشْرِكُونَ ذَلِكَ قَالُوا : لَيْتَنَا كُنَّا مِثلَهُمْ فَتُدْرِكُنَا الشَّفَاعَةُ ، فَنُخْرَجُ مِنَ النَّار ، قَالَ : فَذَلِكَ قَوْلُ اللهِ تعالَى { رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمَيْنَ } ، فَيُسَمَّوْنَ فِي الْجَنَّةِ الْجَهَنَّمِيِّينَ مِنْ أَجْلِ سَوَادٍ فِي وُجُوهِهِمْ ، فَيَقُولُونَ : يَا رَبِّ أَذْهِبْ عَنَّا هَذَا الاِسْمَ ، قَالَ : فَيَأْمُرُهُمْ فَيَغْتَسِلُونَ فِي نَهْرٍ فِي الْجَنَّةِ ، فَيَذْهَبُ ذَلِكَ الاسْمَ عَنْهُمْ » ، فَأَقَرَّ بِهِ أَبُو أُسَامَةَ ، وَقَالَ : نَعَمْ .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ(1/26)
أَخْرَجَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي ( صَحِيحِهِ ، بَابُ وَصْفِ الْجَنَّةِ وَأَهْلِهَا ، ذِكْرُ الإِخْبَارِ بِأَنَّ مَنْ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ بَعْدَ أَنْ عُذِّبَ فِي النَّارِ بِذُنُوبِهِ وَسُمُّوا الْجَهَنَّمِيِّينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ فَيُذْهِبُ اللهُ ذَلِكَ الاسْمَ عَنْهُمْ ج16/ص457/7432) مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ أَبَانِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ أَبِى أُسَامَةَ بِمِثْلِهِ .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
1- مُوسَى بْنُ هَارُونَ الْحَافِظُ الإِمَامُ الْحُجَّةُ ، سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 159 ] .(1/27)
2- إسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ رَاهَوَيْهِ (1) إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَخْلَدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَطَرٍ الْحَنْظَلِيُّ أَبُو يَعْقُوبَ الْمَرْوَزِيُّ ، الْمَعْرُوفُ بِابْنِ رَاهَوَيْهِ نَزِيلُ نَيْسَابُورَ أَحَدُ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعُلَمَاءِ الدِّينِ ، اجْتَمَعَ لَهُ الْحَدِيثُ وَالْفِقْهُ وَالْحِفْظُ وَالصِّدْقُ وَالْوَرَعُ وَالزُّهْدُ ، وَرَحَلَ إِلَى الْعِرَاقِ ، وَالْحِجَازِ ، وَالْيَمَنِ ، وَالشَّامِ ، وَعَادَ إِلَى خُرَاسَانَ ، فَاسْتَوْطَنَ نَيْسَابُورَ إِلَى أَنْ مَاتَ بِهَا ، وَانْتَشَرَ عِلْمُهُ عِنْدَ أَهْلِهَا . رَوَى عَنْ إسْمَاعِيلَ بْنِ عُلَيَّةَ ، وَجَرِيرِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ الرَّازِيِّ ، وَحَمَّادِ بْنِ أُسَامَةَ ، وَغَيْرِهِمْ . رَوَى عَنْه الْجَمَاعَةُ سِوَى ابْنِ مَاجَهْ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَهُوَ مِنْ أَقْرَانِهِ ، وَمُوسَى بْنُ هَارُونَ الْحَمَّالُ ، وَغَيْرُهُمْ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ ثِقَةٌ حَافِظٌ مُجْتَهِدٌ قَرِينُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ، ذَكَرَ أَبُو دَاوُدَ أَنَّهُ تَغَيَّرَ قَبْلَ مَوْتِهِ بِيَسِيْرٍ مَاتَ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ 238 ، وَلَهُ اثْنَتَانِ وَسَبْعُونَ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ وَأَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ وَالنَّسَائِيُّ . مَرْتَبَتُهُ : الأُولَى تَعْدِيْلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ إسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ رَاهَوَيْهِ : التَّعْدِيلُ وَالتَّجْرِيحُ (ج1/ص372/74) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج2/ص373/332) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص233/276) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص99/332) .(1/28)
3- حَمَّادُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ (1) أَبُو أُسَامَةَ الْكُوفِيُّ . رَوَى عَنْ عَطِيَّةَ بْنِ الْحَارِثِ الْهَمْدَانِيِّ ، وَإدْرِيسَ بْنِ يَزِيدَ الأَوْدِيِّ ، وَشُعْبَةَ بْنِ الْحَجَّاجِ ، وَغَيْرهِمْ . رَوَى عَنْه أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَنْبَلٍ ، وَإِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ ، وَإِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ الْكَوْسَجُ ، وَعِدَّةٌ . قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : ثِقَةٌ كَانَ أَعْلَمَ النَّاسِ بِأُمُورِ النَّاسِ وَأَخْبَارِ أَهْلِ الْكُوفَةِ . وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ : ثِقَةٌ ، وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ : كَانَ ثِقَةً مَأْمُونَاً كَثِيْرَ الْحَدِيثِ يُدَلِّسُ وَيُبَيِّنُ تَدْلِيسَهُ وَكَانَ صَاحِبَ سُنَّةٍ وَجَمَاعَةٍ . وَقَالَ الْعِجْلِيُّ : كَانَ ثِقَةً وَكَانَ يُعَدُّ مِنْ حُكَمَاءِ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ . وَقَالَ ابْنُ قانع : كُوفِيٌّ صَالِحُ الْحَدِيثِ . وذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ .
وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ ثِقَةٌ ثَبْتٌ رُبَّمَا دَلَّسَ وَكَانَ بِآخِرَةٍ يُحَدِّثُ مِنْ كُتُبِ غَيْرِهِ مِنْ كِبَارِ التَّاسِعَةِ مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَمِائَتَيْنَ وَهُوَ ابْنُ ثَمَانِينَ الْكُتُبُ السِّتَّةُ . مَرْتَبَتُهُ : الأُولَى تَعْدِيْلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ حَمَّادِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج7/ص217/1471) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص348/1212) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج3/ص3/1) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص177/ 1487) .(1/29)
4- عَطِيَّةُ بْنُ الْحَارِثِ (1) عَطِيَّةُ بْنُ الْحَارِثِ أَبُو رَوْقٍ بِفَتْحِ الرَّاءِ وَسُكُونِ الْوَاوِ بَعْدَهَا قَافٌ الْهَمْدَانِيُّ الْكُوفِيُّ . رَوَى عَنْ أَنَسٍ ، وَأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ ، وَصَالِحِ بْنِ أَبِي طَرِيفٍ ، وَالشَّعْبِيِّ . وَعَنْهُ ابْنَاهُ يَحْيَى وَعُمَارَةُ ، وَالثَّوْرِيُّ ، وَحَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ وَغَيْرُهُمْ . قَالَ أَحْمَدُ وَالنَّسَائِيُّ : لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ . وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ : صَالِحٌ . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ : صَدُوقٌ . وذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ . وَقَالَ يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ : لا بَأْسَ بِهِ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ صَدُوقٌ مِنَ الْخَامِسَةِ أبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ .
مَرْتَبَتُهُ : الثَّالِثَةُ تَعْدِيْلاً .
5- صَالِحُ بْنُ أَبِي طَرِيفٍ (2) صَالِحُ بْنُ أَبِى طَرِيفٍ أَبُو الصَّيْدَاءِ يَرَوِي عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ . رَوَى عَنْه أَبُو رَوْقٍ عَطِيَّةُ بْنُ الْحَارِثِ الْهَمْدَانِيُّ . ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ . مَرْتَبَتُهُ : الثالثةُ تََعْدِيلاً .
6- أبو سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 14 ] .
رَابِعَاًً : الْحَكَمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
هَذَا الْحَدِِيثُ إِسْنَادُهُ حَسَنٌ لأن صَالِحُ بْنُ أَبِي طَرِيفٍ صَدُوقٌ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ عَطِيَّةَ بْنِ الْحَارِثِ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج7/ص13/59) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج20/ص143/3955) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص26/3819) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج7/ص200/413) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص393/4615) .
(2) تَرْجَمَةُ صَالِحِ بْنِ أَبِي طَرِيفٍ : الثِّقَاتُ (ج4/ص376/3429) .(1/30)
وَقَالَ شُعَيْبُ الأَرْنَؤُوطُ فِي تَعْلِيقِهِ عَلَى ابْنِ حِبَّانَ : إِسْنَادُهُ صَحِيحٌ ( صَحِيحُ ابْنِ حِبَّانَ ج16/ص457/7432) .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 240 }
وَأَخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ فِي قَوْلِهِ : { رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمَيْنَ } (1) قَالَ : هَذَا إِذَا رَأَوْهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ النَّارِ .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الأَثَرِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ الطَّبَرِيُّ فِي ( تَفْسِيْرِ الطَّبَرِيِّ ج14/ص3) قَالَ : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ ثَنَا أَبُو أَحْمَدَ قَالَ ثَنَا سُفْيَانُ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ عَنْ أَبِي الزَّعْرَاءِ عَنْ عَبْدِ اللهِ فِي قَوْلِهِ : { رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمَيْنَ } قَالَ : هَذَا فِي الْجَهَنَّمِيِّينَ إذَا رَأَوْهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ النَّارِ .
ثَانِيَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الأَثَرِ
1- أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الأَهْوَازِيُّ (2) أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ عِيسَى الأَهْوَازِيُّ الْبَزَّارُ أَبُو إسْحَاقَ . رَوَى عَنْ حَجَّاجِ بْنِ نُصَيْرٍ ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ أَبِي أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيِّ وَالْمُقْرِئِ ، وَغَيْرِهِمْ . رَوَى عَنْه مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَي بْنِ مَنْدَهْ الأَصْبَهَانِيُّ ، وَأَبُو دَاوُدَ ، وَالْبَزَّارُ ، وَغَيْرُهُمْ . قَالَ النَّسَائِيُّ : صَالِحٌ .
__________
(1) سُورَةُ الحجر : الآيَةُ 2 .
(2) تَرْجَمَةُ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ الأَهْوَازِيِّ : تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج1/ص265/9) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص190/7) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص12/10) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص77/8) .(1/31)
وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ صَدُوقٌ مِنَ الْحَادِيَةِ عَشَرَةَ مَاتَ سَنَةَ خَمْسِينَ وَمِئَتَيْنِ أَخْرَجَ لَهُ أبُو دَاوُدَ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّالِثَةُ تَعْدِيْلاً .
2- مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ الأَسَدِيُّ الزُّبَيْرِيُّ (1) مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ بْنِ عُمَرَ بْنِ دِرْهَمٍ الأَسَدِيُّ مَوْلاهُمْ أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ الْكُوفِيُّ . رَوَى عَنْ أَيْمَنَ بْنِ نَابِلٍ ، وَسُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ ، وَمِسْعَرٍ ، وَخَلْقٍ . وَعَنْهُ ابْنُهُ طَاهِرٌ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَأَبُو خَيْثَمَةَ ، وَبُنْدَارٌ ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَآخَرُونَ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ ثِقَةٌ ثَبْتٌ إِلاَّ أَنَّهُ قَدْ يُخْطِيءُ فِي حَدِيثِ الثَّوْرِيِّ مِنَ التَّاسِعَةِ مَاتَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَمِئَتَيْنِ الْكُتُبُ السِّتَّةُ . مَرْتَبَتُهُ : الأُولَى تَعْدِيْلاً .
3- سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ الثَّوْرِيُّ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 4 ] . ثِقَةٌ حَافِظٌ فَقِيهٌ عَابِدٌ إِمَامٌ حُجَّةٌ .
4- سَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ ثِقَةٌ ، سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 69 ] .
__________
(1) تَرْجَمَةُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ الأَسَدِيِّ الزُّبَيْرِيِّ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج1/ص133/400) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج25/ص476/5343) ، تَذْكِرَةُ الْحُفَّاظِ (ج1/ص357/347) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج9/ص227/ 422) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص487/6017) .(1/32)
5- عَبْدُ اللهِ بْنُ هَانِئ (1) عَبْدُ اللهِ بْنُ هَانِئٍ الْكِنْدِيُّ الأَزْدِيُّ أَبُو الزَّعْرَاءِ الْكَبِيْرُ الْكُوفِيُّ . رَوَى عَنْ عُمَرَ ، وَابْنِ مَسْعُودٍ . وَعَنْهُ ابْنُ أُخْتِهِ سَلَمَةَ بْنُ كُهَيْلٍ . قَالَ الْبُخَارِيُّ : لا يُتَابَعُ فِي حَدِيثِهِ . وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ : عَامَّةُ رِوَايَتِهِ عَنِ ابْنِ مَسْعًودٍ ، وَلا أَعْلَمُ رَوَى عَنْهُ إِلاَّ سَلَمَةُ . وَقَالَ النَّسَائِيُّ نَحْوَ ذَلِكَ ، وذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ . وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ : كَانَ ثِقَةً وَلَهُ أَحَادِيثُ . وَقَالَ الْعِجْلِيُّ : ثِقَةٌ مِنْ كِبَارِ التَّابِعِينَ . وَخَلَطَهُ ابْنُ عَدِيٍّ بِأَبِي الزَّعْرَاءِ الأَصْغَرِ ، وَاسْمُهُ عَمْرُو بْنُ عُمَرَ ، فَوَهِمَ ! .
وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ وَثَّقَهُ الْعِجْلِيُّ مِنَ الثَّانِيَةِ وَأَخْرَجَ لَهُ التِّرْمِذِيُّ وَالنَّسَائيُّ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيْلاً .
6- عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 54 ] .
ثَالِثَاً : الْحُكْمُ عَلَى إِسْنَادِ الأَثَرِ
هَذَا الأَثَرُ إِسْنَادُهُ حَسَنٌ لأَنَّ رِجَالَهُ ثِقَاتٌ ، إلاَّ أَحْمَدَ بْنَ إِسْحَاقَ ، وَهُوَ صَدُوقٌ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 241 }
__________
(1) تَرْجَمَةُ عَبْدِ اللهِ بْنِ هَانِئ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج5/ص221/720) ، معرفة الثِّقَاتُ (ج2/ص64/987) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج5/ص195/902) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج16/ص240/3627) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج16/ص240/3627) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص604/3032) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج6/ص56/120) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص327/3677) .(1/33)
وَأَخْرَجَ هَنَّادٌ عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ : { رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمَيْنَ } (1) : إذَا خَرَجَ مِنَ النَّارِ مَنْ قَالَ : لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الأَثَرِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ هَنَّادٌ فِي ( كِتَابِ الزُّهْدِ ، بَابُ الْخُرُوجِ مِنَ النَّارِ ج1/ص155/209) قَالَ : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ خُصَيْفٍ عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ - عز وجل - { رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمَيْنَ } قَالَ : إِذَا أَخْرَجَ مِنَ النَّارِ مَنْ قَالَ لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ { رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمَيْنَ } .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
وَتَابَعَ خُصَيْفَاً فِي الرِّوَايَةِ عَنْ مُجَاهِدٍ : عَبْدُ الْكَرِيْمِ الْبَصْرِيُّ .
فَقَدْ أَخْرَجَهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي « الْبَعْثِ وَالنُّشُورِ »(ج1/ص66/ح83) قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ أَنْبَأَ أَبُو مَنْصُورٍ النَّضْرَوِيُّ ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ نَجْدَةَ ثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ ثَنَا دَاوُدُ الْعَطَّارُ قَالَ : سَمِعْتُ عَبْدَ الْكَرِيْمِ الْبَصْرِيَّ يَقُولُ : قَالَ مُجَاهِدٌ { رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمَيْنَ } قَالَ : ذَلِكَ وَهُمْ فِي النَّارِ حِينَ يَرَوْنَ أَهْلَ الإِسْلامِ يَخْرُجُونَ مِنَ النَّارِ بِإِسْلامِهِمْ .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الأَثَرِ
1- وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 20 ] . ثِقَةٌ حَافِظٌ عَابِدٌ .
__________
(1) سُورَةُ الحجر : الآيَةُ 2 .(1/34)
2- سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 4 ] . ثِقَةٌ فَقِيهٌ حَافِظٌ عَابِدٌ إِمَامٌ حُجَّةٌ .
3- خُصَيْفُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 35 ] صَدُوقٌ سَيْءُ الْحِفْظِ خَلَطَ بِآخَرَةٍ .
4- عَبْدُ الْكَرِيْمِ بْنُ أبِي الْمُخَارِقِ (1) عَبْدُ الْكَرِيْمِ بْنُ أَبِى الْمُخَارِقِ بِضَمِّ الْمِيمِ وَبِالْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ أَبُو أُمَيَّةَ الْمُعَلِّمُ . رَوَى عَنْ مُجَاهِدٍ ، وَعَطَاءٍ ، وَالْحَسَنِ ، وَإِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيٍّ . رَوَى عَنْه الثَّوْرِيُّ ، وَمَالِكٌ ، وَابْنُ أَبِى عَرُوبَةَ ، وَابْنُ عُيَيْنَةَ . قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : عَبْدُ الْكَرِيْمِ أَبُو أُمَيَّةَ الْبَصْرِيُّ وَهُوَ ابْنُ أَبِى الْمُخَارِقِ نَزَلَ مَكَّةَ كَانَ يُعَلِّمُ بِهَا لَيْسَ هُوَ بِشَيْءٍ شِبْهُ الْمَتْرُوكِ ، وَضَعَّفَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَأَبُو حَاتِمٍ . وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ : هُوَ لَيِّنٌ ، وَكَذَا ضَعَّفَهُ أَيُّوبُ السَّخْتِيَانِيُّ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ ضَعِيفٌ وَلَهُ ذِكْرٌ فِي مُقَدِّمَةِ مُسْلِمٍ ، وَمَا رَوَى لَهُ النَّسَائِيُّ إِلاَّ قَلِيلاً مِنَ السَّادِسَةِ أَيْضَاً مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِينَ . الْبُخَارِيُّ تَعْلِيقَاً وَمُسْلِمٌ تَبَعَاً وَالتِّرْمِذِيُّ والنَّسَائيُّ وَابْنُ مَاجَهْ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّالِثَةُ تَجْرِيْحَاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ عَبْدِ الْكَرِيْمِ بْنِ أَبِى الْمُخَارِقِ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج6/ص89/1797) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج6/ص59/311) ، الْمُغْنِي فِي الضُّعَفَاءِ (ج2/ص402/3784) ، تَارِيْخُ الإِسْلامِ (ج8/ص166) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص661/3432) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص361/4156) .(1/35)
5- مُجَاهِدُ بْنُ جَبْرٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ 26 . ثِقَةٌ إِمَامٌ فِي التَّفْسِيْرِ ، وَفِي الْعِلْمِ .
رَابِعَاًً : الْحُكْمُ عَلَى إِسْنَادِ الأَثَرِ
هَذَا الأَثَرُ إِسْنَادُهُ حَسَنُ لأَنَّ فِيهِ خُصَيْفُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، وَهُوَ صَدُوقٌ . وَقَدْ تَابَعَهُ عَبْدُ الْكَرِيْمِ بْنُ أَبِي الْمُخَارِقِ أَبُو أُمَيَّةَ الْبَصْرِيُّ ، وَهُوَ وَإِنْ كَانَ ضَعِيفَاً إِلاَّ أَنَّهُ يَتَقَوَّى بِهِ الأَثَرُ . قَالَ ابْنُ حَجَرٍ ( تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ ج3/ص124) : وَقَالَ ابْنُ عَدِيِّ إِذَا حدّثَ عَنْ خُصَيْفٍ ثِقَةٌ فَلا بَأْسَ بِحَدِيثِهِ . وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ : وَالإِنْصَافُ فِيهِ قَبُولُ مَا وَافَقَ الثِّقاتَ فِي الرِّوَايَاتِ وَتَرْكُ مَا لَمْ يُتَابَعْ عَلَيْهِ ، وَهُوَ مِمَّنْ اسْتَخِيرُ اللهَ تَعَالَى فِيهِ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 242 }
وَأَخْرَجَ هَنَّادٌ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فِي قَوْلِ اللهِ تَعَالَى : { وَاللهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ } (1) قَالَ : لَمَّا أَمَرَ بِإِخْرَاجِ مَنْ دَخَلَ النَّارَ مِنْ أَهْلِ التَّوْحِيدِ فَقَالَ مَنْ فِيهَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ : تَعَالَوْا ، فَلَنَقُلْ : لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ لَعَلَّنَا أَنْ نَخْرَجَ مَعَ هَؤُلاءِ ، فَقَالُوا ، فلَمْ يُصَدَّقُوا فَحَلَفُوا (2) ، وَقاَلُوا : { وَاللهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ } (3) .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الأَثَرِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
__________
(1) سُورَةُ الأنعام : الآيَةُ 23 .
(2) فِى الْمَخْطُوطَةِ (ب) وحلفوا .
(3) سُورَةُ الأنعام : الآيَةُ 23 .(1/36)
أَخْرَجَهُ هَنَّادٌ فِي ( الزُّهْدِ ، بَابُ الشَّفَاعَةِ ج1/ص144/194) قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ زِيَادٍ الْعُصْفُرِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فِي قَوْلِ اللهِ تَعَالَى { وَاللهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ } (1) قَالَ : لَمَّا أَمَرَ بِإِخْرَاجِ مَنْ دَخَلَ النَّارَ مِنْ أَهْلِ التَّوْحِيدِ فَقَالَ مَنْ فِيهَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ : تَعَالَوْا ، فَلَنَقُلْ : لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ لَعَلَّنَا أَنْ نَخْرَجَ مَعَ هَؤُلاءِ ، فَقَالُوا : فَلَمْ يُصَدَّقُوا ، قَالَ : فَحَلَفُوا { وَاللهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ } ، فَقَالَ اللهُ تَعَالَى : { انْظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُون } (2) .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ ابْنُ جَرِيرٍ فِي ( تَفْسِيْرِ الطَّبَرِيِّ ج7/ص168) مِنْ طَرِيقِ شَيْخِهِ هَنَّادٍ عَنْ أَبِى مُعَاوَيَة بِمِثْلِهِ .
وأَخْرَجَهُ الآجُرِّىُّ فِي ( الشَّرِيعَةِ ، بَابُ الإيْمَانِ بِأَنَّ قَوْمَاً يَخْرُجُونَ مِنَ النَّارِ فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِشَفَاعَةِ النَّبيِّ وَشَفَاعَةِ الْمُؤْمِنِينَ ج3/ص1238/ 808) مِنْ طَرِيقِ هَنَّادٍ عَنْ أَبِى مُعَاوِيَةَ بِمِثْلِهِ .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الأَثَرِ
1- مُحَمَّدُ بْنُ خَازِمٍ أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 52 ] . ثِقَةٌ أَحْفَظُ النَّاسِ لِحَدِيثِ الأَعْمَشِ ، وَقَدْ يَهِمُ فِي حَدِيثِ غَيْرِهِ .
__________
(1) سُورَةُ الأنعام : الآيَةُ 23 .
(2) سُورَةُ الأنعام : الآيَةُ 24 .(1/37)
2- سُفْيَانُ بْنُ زِيَادٍ الْعُصْفُرِيُّ (1) سُفْيَانُ بْنُ زِيَادٍ الْعُصْفُرِيُّ أَبُو الْوَرْقَاءِ الأَحْمَرِيُّ ، وَيُقَالُ الأَسَدِيُّ الْكُوفِيُّ . رَوَى عَنْ أَبِيهِ زِيَادِ عَلَى خِلافٍ فِيهِ ، وَعِكْرِمَةَ ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ . وَعَنْهُ الثَّوْرِيُّ ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ ، وَأَبُو أُسَامَةَ حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ . قَالَ ابْنُ مَعِينٍ وَأَبُو زُرْعَةَ وَأَبُو حَاتِمٍ : ثِقَةٌ . وَقَالَ الْبُخَارِيُّ وَغَيْرُهُ : سُفْيَانُ بْنُ دِينَارٍ ، وَيُقًالُ : ابْنُ زِيَادٍ التَّمَّارُ الْعُصْفُرِيُّ أَبُو الْوَرْقَاءِ ، وَيُقَالُ : أَبُو سَعِيدٍ الأَحْمَرِيُّ ، وَيُقَالُ : الأَسَدِيُّ الْكُوفِيُّ ، وَالصَّحِيحُ أَنَّهُمَا اثْنَانِ كَمَا قَالَ ابْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُ .
وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ ثِقَةٌ مِنَ السَّادِسَةِ الْبُخَارِيُّ وَالأَرْبَعَةُ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيْلاً .
3- سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 13 ] . ثِقَةٌ ثَبْتٌ فقيه .
رَابِعَاً : الْحُكْمُ عَلَى إِسْنَادِ الأَثَرِ
هَذَا الأَثَرُ إِسْنَادُهُ صَحِيحٌ لأَنَّ رِجَالَهُ ثِقَاتٌ .
بَابٌ : أَطْوَلُ مُدَّةٍ يَمْكُثُهَا الْمُوَحِّدُونَ
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 243 }
__________
(1) تَرْجَمَةُ سُفْيَانَ بْنِ زِيَادٍ العُصْفُرِيِّ : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج4/ص221/966) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج11/ص153/2406) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص448/1995) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج4/ص99/198) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص244/2444) .(1/38)
أَخْرَجَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ وَابْنُ شَاهِينَ فِي السُّنَّةِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : إِنَّ أَصْحَابَ الْكَبَائِرِ مِنْ مُوَحَّدِي الأُمَمِ كُلِّهَا الَّذِينَ مَاتُوا عَلَى كَبَائِرِهِمْ غَيْرُ نَادِمِينَ وَلا تَائِبِينَ ، مَنْ دَخَلَ مِنْهُمْ جَهَنَّمَ لا تَزْرَقُ أَعْيُنُهُمْ ، وَلا تَسَوَّدُ وُجُوهُهُمْ ، وَلا يُقْرَنُونَ بِالشَّيَاطِينَ وَلا يُغَلُّونَ بِالسَّلاسِلِ ، وَلا يَجْرَعُونَ (1) الْحَمِيمَ ، وَلا يَلْبَسُونَ الْقُطْرَانَ ، حَرَّمَ اللهُ أَجَسَادَهُمْ عَلَى الْخُلُودِ (2)
__________
(1) التجرع : شرب فِي عجلة وقيل هو الشرب قليلا قليلا (النهاية فِي غريب الأثر ج1/ص261 ، لسان العرب ج8/ص46) .
(2) فِى الْمَخْطُوطَةِ (ب) زيادة مع أهل النار ..(1/39)
مِنْ أَجْلِ التَّوْحِيدِ ، وَصُوَرَهُمْ عَلَى النَّارِ مِنْ أَجْلِ السُّجُودِ ، فَمِنْهُمْ مَنْ تَأْخُذُهُ النَّارُ إِلَى قَدَمَيْهِ ، ومِنْهُمْ مَنْ تَأْخُذُهُ النَّارُ إِلَى عَقِبَيْهِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ تَأْخُذُهُ النَّارُ إِلَى فَخَذَيْهِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ تَأْخُذُهُ النَّارُ إِلَى حُجْزَتِهِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ تَأْخُذُهُ النَّارُ إِلَى عُنُقِهِ ، عَلَى قَدْرِ ذُنُوبِهِمْ وَأَعْمَالِهِمْ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْكُثُ فِيهَا شَهْرَاً ، ثُمَّ يَخْرُجُ مِنْهَا ، ومِنْهُمْ مَنْ يَمْكُثُ فِيهَا سَنَةً ، ثُمَّ يَخْرُجُ مِنْهَا ، وَأَطْوَلُهُمْ فِيهَا مُكْثَاً بِقَدْرِ الدُّنْيَا مِنْذُ يَوْمِ خُلِقَتْ إِلَى أَنْ تَفْنَى ، فَإذَا أَرَادَ اللهُ أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا ، قَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى وَمَنْ فِي النَّارِ مِنْ أَهْلِ الأدْيَانِ وَالأَوْثَانِ ، لِمَنْ فِي النَّارِ مِنْ أَهْلِ التَّوْحِيدِ : آمَنْتُمْ بِاللهِ ، وَكُتُبِهِ ، وَرُسُلِهِ ، فَنَحْنُ وَأَنْتُمْ الْيَوْمَ فِي النَّارِ سَوَاءً ، فَيَغْضَبُ اللهُ لَهُمْ غَضَبَاً لَمْ يَغْضَبْهُ لِشَيْءٍ فِيمَا (1) مَضَى ، فَيُخْرِجُهُمْ إِلَى عَيْنٍ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالصِّرَاطِ ، فَيَنْبُتُونَ فِيهَا نَبَاتَ الطَّرَاثِيثِ (2)
__________
(1) فِى الْمَخْطُوطَةِ (ب) مما مضي .
(2) الطراثيث : والطرثوث بضم الثاء وهو نبت يؤكل كالقطن . واحدتها طرثوث (مشارق الأنوار ج1/ص133 ، النهاية فِي غريب الأثر ج1/ص212) ..(1/40)
فِي حَمِيلِ السَّيْلِ ، ثُمَّ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ مَكْتُوبٌ فِي جِبَاهِهِمْ : هَؤُلاءِ الْجَهَنَّمِيُّونَ عُتَقَاءُ الرَّحْمَنِ فَيَمْكُثُونَ فِي الْجَنَّةِ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَمْكُثُوا ، ثُمَّ يَسَأَلُونَ اللهَ أَنْ يَمْحُوَ ذَلِكَ الاسْمَ عَنْهُمْ ، فَيَبْعَثُ اللهُ مَلَكَاً فَيَمْحُوهُ ، ثُمَّ يَبْعَثُ اللهُ مَلائِكَةَ جَهَنَّمَ ، مَعَهُمْ مَسَامِيْرُ مِنْ نَارٍ ، فَيُطْبِقُونَهَا عَلَى مَنْ بَقِيَ فِيهَا ، فَيُسَمِّرُونَهَا بِتِلَكَ الْمَسَامِيْرِ ، فَيَنْسَاهُمُ اللهُ عَلَى عَرْشِهِ ، وَيَشْتَغِلُ عَنْهُمْ أَهْلُ الْجَنَّةِ بِنَعِيمِهِمْ وَلَذَاتِهِمْ ، وَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى { رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمَيْنَ } (1) .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
__________
(1) سُورَةُ الحجر : الآيَةُ 2 .(1/41)
أَخْرَجَهُ ابْنُ أبِي حَاتِمٍ فِي تَفْسِيْرِهِ ( كَمَا فِي تَفْسِيْرِ ابْنِ كَثِيْرٍ ج2/ص547) قال : حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ النَّرْسِىُّ ثَنَا مِسْكِينُ أَبُو فَاطِمَةَ حَدَّثَنِي الْيَمَانُ بْنُ يَزِيدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حِمْيَرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنِ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « مِنْهُمْ مَنْ تَأْخُذُهُ النَّارُ إِلَى رُكْبَتَيْهِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ تَأَخُذُهُ الَنَّارُ إِلَي حُجْزَتِهِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ تَأْخُذُهُ النَّارُ إِلَى عُنُقِهِ ، عَلَى قَدْرِ ذُنُوبِهِمْ وَأَعْمَالِهِمْ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْكُثُ فِيهَا شَهْرَاً ، ثُمَّ يَخْرُجُ مِنْهَا ، ومِنْهُمْ مَنْ يَمْكُثُ فِيهَا سَنَةً ، ثُمَّ يَخْرُجُ مِنْهَا ، وَأَطْوَلُهُمْ فِيهَا مُكْثَاً بِقَدْرِ الدُّنْيَا مِنْذُ يَوْمِ خُلِقَتْ إِلَى أَنْ تَفْنَى ، فَإذَا أَرَادَ اللهُ أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا ، قَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى وَمَنْ فِي النَّارِ مِنْ أَهْلِ الأدْيَانِ وَالأَوْثَانِ ، لِمَنْ فِي النَّارِ مِنْ أَهْلِ التَّوْحِيدِ : فَيُخْرِجُهُمْ إِلَى عَيْنٍ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالصِّرَاطِ ، وَهُوَ قَوْلُهُ { رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمَيْنَ } .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ أبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ فِي ( تَارِيْخِ بَغْدَادَ ج6/ص156/3199) فِي تَرْجَمَةِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ السَّامِرِيِّ مِنْ طَرِيقِ أبِي بَدْرٍ عَبَّادِ بْنِ الْوَلِيدِ الْغُبَرِيِّ عَنْ أَبِى فَاطِمَةَ بِهِ كَامِلاً .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ(1/42)
1- عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ إبْرَاهِيمَ بْنِ إِشْكَابٍ (1) عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنش الْحُرِّ بْنِ زَعْلانَ الْعَامِرِيُّ أَبُو الْحَسَنِ بِنُ إِشْكَابٍ ، وَهُوَ لَقَبُ أَبِيهِ . رَوَى عَنِ ابْنِ عليةَ ، وَأَبِي مُعَاوِيَةَ ، وَرَوْحِ بْنِ عُبَادَةَ ، وَعِدَّةٍ . وَعَنْهُ أَبُو دَاوُدَ ، وَابْنُ مَاجَهْ ، وأَبُو حَاتِمٍ ، وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ . قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ : كَتَبْتُ عَنْهُ مَعَ أَبِي وَهُوَ صَدُوقٌ ثِقَةٌ . سُئِلَ أَبِي عَنْهُ فَقَالَ : صَدُوقٌ . وذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ . وقال النسائيُّ : كَتَبْنَا عَنْهُ بِبَغْدَادَ وَلا بَأْسَ بِهِ . وَقَالَ مَسْلَمَةُ بْنُ قَاسِمٍ : كَانَ ثِقَةً .
وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ صَدُوقٌ مِنَ الْعَاشِرَةِ مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَسِتِّينَ أَبُو دَاوُدَ وَابْنُ مَاجَهْ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّالِثَةُ تَعْدِيْلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ إِبَرَاهيِمَ بْنِ إِشْكَابٍ : الْكَاشِفُ (ج2/ص37/3899) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج7/ص266/519) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص400/4713) .(1/43)
2- عَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ نَصْرٍ النَّرْسِيُّ (1) عَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ نَصْرٍ النَّرْسِيُّ ، أَبُو الْفَضْلِ الْبَصْرِيُّ مَوْلَى بَاهِلَةَ . رَوَى عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ زِيَادٍ ، وَيَزِيدَ بْنِ زُرَيْعٍ ، وَمُعْتَمِرِ بْنِ سُلَيْمَانَ ، وَالْحَمَّادَيْنِ ، وَعِدَّةٍ . رَوَى عَنْه الْبُخَارِيُّ ، وَمُسْلِمٌ ، وَأَبُو زُرْعَةَ وَأَبُو حَاتِمٍ ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ، وَغَيْرُهُمْ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ مِنَ الْعَاشِرَةِ مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلاثِينَ وَمِئَتَيْنِ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ وَالنَّسَائِيُّ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيْلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ عَبَّاسِ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ نَصْرٍ النَّرْسِيِّ : التعديل والتجريح (ج3/ص1010/1158) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج14/ص259/3145) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص537/2613) ، ذكر من تكلم فيه وهو موثق (ج1/ص107/177) ، الرُّوَاةُ الثِّقَاتُ الْمُتَكَلَّمُ فِيهِمْ بِمَا لا يُوجِبُ رَدَّهُمْ (ج1/ص114/46) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج5/ص116/231) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص294/3193) .(1/44)
3- مِسْكِينُ بْنُ عَبْدِ اللهِ أَبُو فَاطِمَةَ (1) مِسْكِينُ بْنُ عَبْدِ اللهِ أَبُو فَاطِمَةَ . رَوَى عَنْ مَنْصُورِ بْنِ زَاذَانَ ، وَبُرْدِ بْنِ سِنَانٍ ، وَغَالِبٍ الْقَطَّانِ . رَوَى عَنْه مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللهِ الرُّومِيُّ ، وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ صَخْرٍ ، وَالصَّلْتُ بْنُ مَسْعُودٍ الْجَحْدَرِيُّ ، وَنَصْرُ بْنُ عَلِىٍّ ، وَعَبَّاسٌ الْعَنْبَرِيُّ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِى بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ . وَهَّنَ أَبُو حَاتِمٍ أَمْرَ مِسْكِينٍ أَبِى فَاطِمَةَ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّالِثَةُ تَجْرِيْحَاً .
4- الْيَمَانُ بْنُ يَزِيدَ (2) رَمَاهُ الذَّهَبِيُّ وَابْنُ حَجَرٍ بِالْكَذِبِ ، وَقَالا : يَمَانُ بْنُ يَزِيدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حِمْيَرٍ الْحِمْصِيِّ بِخَبَرٍ طَوِيلٍ فِي عَذَابِ الْفُسَّاقِ أَظُنُّهُ مَوْضُوعَاً ، وَزَادَ ابْنُ حَجَرٍ : وَأَفَادَ شَيْخُنَا فِي الذَّيْلِ أَنَّ الدَّارَقُطْنِيَّ قَالَ فِي الْمُؤْتَلِفِ وَالْمُخْتَلِفِ : مَجْهُولٌ وَتَبِعَهُ ابْنُ مَاكُولا . مَرْتَبَتُهُ : السَّابِعَةُ تَجْرِيْحَاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ مِسْكِينِ بْنِ عَبْدِ اللهِ أبِي فَاطِمَةَ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج8/ص3/1926) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج8/ص329/1523) ، الثِّقَاتُ (ج5/ص449/5666) ، المقتنى فِي سرد الكنى (ج2/ص9/4949) .
(2) تَرْجَمَةُ الْيَمَانِ بْنِ يَزِيدَ : مِيزَانُ الاعْتِدَالِ فِي نَقْدِ الرِّجَالِ (ج7/ص291/9862) ، الْمُغْنِي فِي الضُّعَفَاءِ (ج2/ص761/7225) ، لِسَانُ الْمِيزَانِ (ج6/ص317/1139) .(1/45)
5- مُحَمَّدُ بْنُ حِمْيَرٍ (1) مُحَمَّدُ بْنُ حِمْيَرٍ جَزَرِيٌّ . يَرَوِي عَنْ بَقِيَّةَ ، وَعَنْ أَبِيهِ ، وَعَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ . رَوَى عَنْه جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ فُضَيْلٍ ، لَهُ فِي عَذَابِ أَهْلِ الْكَبَائِرِ خَبَرٌ مُنْكَرٌ ، تَفَرَّدَ عَنْهُ يَمَانُ بْنُ يَزِيدَ ، وَلَعَلَّهُ سَقَطَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أبِي جَعْفَرٍ رَجُلٌ . قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ : لا أَعْرِفُ مُحَمَّدَ بْنَ حِمْيَرٍ وَهُوَ مُنْكَرُ الْحَدِيثِ وَالرَّاوِي عَنْهُ ضَعِيفٌ . وَذَكَرَهُ فِي الْمُؤْتَلِفِ وَالْمُخْتَلِفِ ، وَذَكَرَ حَدِيثَهُ مِنْ طَرِيقِ مِسْكِينِ بْنِ فَاطِمَةَ وَهُوَ ضَعِيفٌ عَنِ الْيَمَانِ وَهُوَ مَجْهُولٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حِمْيَرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ رَفَعَهُ : « أَهْلُ الْكَبَائِرِ مِنْ مُوَحِّدِي الأُمَّمِ كُلُّهَا فِي الْبَابِ الأَوَّلِ مِنَ النَّارِ » الْحَدِيثَ .
مَرْتَبَتُهُ : الْخَامِسَةُ تَجْرِيْحَاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ مُحَمَّدِ بْنِ حِمْيَرٍ : الْمُغْنِي فِي الضُّعَفَاءِ (ج2/ص574/5455) ، مِيزَانُ الاعْتِدَالِ فِي نَقْدِ الرِّجَالِ (ج6/ص129/7466) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج9/ص118/187) ، لِسَانُ الْمِيزَانِ (ج5/ص150/510) .(1/46)
6- مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ (1) مُحَمَّدُ بْنُ عَلِىِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِىِّ بْنِ أَبِى طَالِبٍ أَبُو جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ . رَوَى عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، وَأَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ . رَوَى عَنْه : ابْنُهُ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، وَالزُّهْرِيُّ ، وَعَمْرُو بْنُ دِينَارٍ ، وَأَبُو إسْحَاقَ الْهَمْدَانِيُّ . ذَكَرَهُ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ فِي الطَّبَقَةِ الثَّالِثَةِ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ ، وَقَالَ : كَانَ ثِقَةً كَثِيْرَ الْحَدِيثِ . وَقَالَ الْعِجْلِيُّ : مَدَنِيٌّ تَابِعِيٌّ ثِقَةٌ . وَذَكَرَهُ النَّسَائِيُّ فِي فُقَهَاءِ التَّابِعِينَ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ .
قَالَ ابْنُ حَجَرٍ ثِقَةٌ فَاضِلٌ مِنَ الرَّابِعَةِ مَاتَ سَنَةَ بِضْعَ عَشَرَةَ وَمِئَةٍ الْكُتُبُ السِّتَّةُ . مَرْتَبَتُهُ : الأُولَى تَعْدِيْلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بنِ الْحُسَيْنِ : معرفة الثِّقَاتِ (ج2/ص249/1630) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج8/ص26/117) ، الثِّقَاتُ (ج5/ص348/5160) ، مشاهير الأمصار (ج1/ص62/420) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج26/ص136/5478) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص497/6151) .(1/47)
7- عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بَنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (1) عَلِىُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِىِّ بْنِ أَبِى طَالِبٍ الْهَاشِمِيُّ زَيْنُ الْعَابِدِينَ . رَوَى عَنْ أَبِيهِ ، وَعَمِّهِ الْحَسَنِ ، وَأَرْسَلَ عَنْ جَدِّهِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ . وَرَوَى عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، وَالْمَسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ وَغَيْرِهِمْ . رَوَى عَنْه أَوْلاًدُهُ مُحَمَّدُ وَزَيْدٌ وَعَبْدُ اللهِ وَعُمَرُ ، وَأَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، وَطَاوُوسُ بْنُ كَيْسَانَ ، وَغَيْرُهُمْ .
وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ ثِقَةٌ ثَبْتٌ عَابِدٌ فَقِيهٌ فَاضِلٌ مَشْهُورٌ ، قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ : مَا رَأَيْتُ قُرَشِيَّاً أَفْضَلَ مِنْهُ مِنَ الثَّالِثَةِ مَاتَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَتِسْعِينَ ، وَقِيلَ غَيْرَ ذَلِكَ الْكُتُبُ السِّتَّةُ . مَرْتَبَتُهُ : الأُولَى تَعْدِيْلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ : مَعْرِفَةُ الثِّقَاتِ (ج2/ص153/1293) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج6/ص178/977) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص37/3900) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج7/ص268/521) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص400/4715) .(1/48)
8- الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِىٍّ (1) الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ الْهَاشِمِيُّ أَبُو عَبْدِ اللهِ الْمَدَنِيُّ ، سِبْطُ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - وَرَيْحَانَتُهُ مِنَ الدُّنْيَا ، وأَحَدُ سَيْدَيْ شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ . رَوَى عَنْ جَدِّهِ ، وَأَبِيهِ ، وَأُمِّهِ ، وَخَالِهِ هِنْدَ بْنش أَبِي هَالَةَ ، وَعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ . وَعَنْهُ أَخُوهُ الْحَسَنُ ، وَبَنُوهُ عَلِيُّ وَزَيْدٌ وَسُكَيْنَةُ وَفَاطِمَةُ ، وَابْنُ ابْنِهِ أَبُو جَعْفَرٍ الْبَاقِرُ ، وَالشَّعْبِيُّ ، وَعِكْرِمَةُ ، وَجَمَاعَةٌ . اسْتُشْهِدَ يَوْمَ عَاشُورَاءِ سَنَةَ إِحْدَى وَسِتِّينَ وَلَهُ سِتٌّ وَخَمْسُونَ سَنَةً الْكُتُبُ السِّتَّةُ .
رابعاً : الْحَكَمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
هَذَا الْحَدِِيثُ إِسْنَادُهُ مَوْضُوعٌ لأَنَّ فِيهِ الْيَمَانُ بْنُ يَزِيدَ ، رَمَاهُ الذَّهَبِيُّ وَابْنُ حَجَرٍ بِالْكَذِبِ . وَفِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ حِمْيَرٍ ، وَهُوَ مُنْكَرُ الْحَدِيثِ ، وَفِيهِ أَبُو فَاطِمَةَ وَهُوَ مَجْهُولٌ . وَقَدُ حَكَمَ الذَّهَبِيُّ وَابْنُ حَجَرٍ بِأَنَّ الْخَبَرَ مَوْضُوعٌ .
وَقَالَ ابْنُ الْجَوْزِىِّ فِي ( الْعِلَلِ الْمُتَنَاهِيَةِ ج2/ص940/ح1568) : هَذَا حَدِيثٌ لا يَصَحُّ ، وَفِيهِ جَمَاعَةٌ مَجَاهِيلُ .
وَقَدْ حَكَمَ الألبانِيُّ عَلَيْهِ بِالْوَضْعِ ( السِّلْسِلَةِ الضَّعَيفَةِ وَالْمَوْضُوعَةِ ج11/ص383/ح5381) .
خَامِسَاً : تَنْبِيهٌ
نَسَبَهُ الْمُصَنِّفُ لابْنِ شَاهِينَ فِي السُّنَّةِ ، وَلَمْ أَجِدْهُ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 244 }
__________
(1) تَرْجَمَةُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِىٍّ : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج3/ص55/249) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج6/ص396/1323) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج2/ص299/614) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص167/1334) .(1/49)
وَأَخْرَجَ الْحَكِيمُ التِّرْمِذِيُّ (1) فِي « نَوَادِرِ الأُصُولِ » عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « إِنَّ الشَّفَاعَةَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لِمَنْ عَمِلَ الْكَبَائرَ مِنْ أُمَّتِي ، ثُمَّ مَاتُوا عَلَيْهَا ، فَهُمْ فِي الْبَابِ الأَوَّلِ مِنْ جَهَنَّمَ ، لا تَسْوَدُّ وُجُوهُهُمْ ، وَلا تَذْرِفُ أَعَيْنُهُمْ ، وَلا يغلون بالأغلال ، ولا يقربون مع الشياطين ، ولا يضربون بالمقامع ، ولا يطرحون فِي الأدراك ، فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْكُثُ فِيهَا سَاعَةً ثُمَّ يَخْرُجُ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْكُثُ فِيهَا يَوْمَاً ثُمَّ يَخْرُجُ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْكُثُ فِيهَا شَهْرَاً ثُمَّ يَخْرُجُ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْكُثُ فِيهَا سَنَةً ثُمَّ يَخْرُجُ ، وَأَطْوَلُهُمْ مُكْثَاً فِيهَا مِثْلُ الدُّنْيَا مُنْذُ خُلِقَتْ إِلَى يَوْمِ أُفْنِيَتْ ، وَذَلِكَ سَبْعَةُ آلافِ سَنَةً » .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
__________
(1) ساقط مِنَ الْمَخْطُوطَةِ (أ) .(1/50)
أَخْرَجَهُ الْحَكِيمُ التِّرْمِذِيُّ فِي ( نَوَادِرِ الأُصُولِ فِي أَحَادِيثِ الرَّسُولِ ج2/ص36) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « إِنَّمَا الشَّفَاعَةُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لِمَنْ عَمِلَ الْكَبَائرَ مِنْ أُمَّتِي ، ثُمَّ مَاتُوا عَلَيْهَا ، فَهُمْ فِي الْبَابِ الأَوَّلِ مِنْ جَهَنَّمَ ، لا تَسْوَدُّ وُجُوهُهُمْ وَلا تَزْرَقُ أَعْيُنُهُمْ ، وَلا يُغَلُّونَ بِالأَغْلالِ ، وَلا يُقَرَّنُونَ مَعَ الشَّيَاطِينِ ، وَلا يُضْرَبُونَ بِالْمَقَامِعِ ، وَلا يُطْرَحُونَ فِي الأَدْرَاكِ ، فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْكُثُ سَاعَةً ، ثُمَّ يَخْرُجُ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْكُثُ فيهَا يَوْمَاً ، ثُمَّ يَخْرُجُ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْكُثُ فِيهَا شَهْرَاً ثُمَّ يَخْرُجُ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْكُثُ فِيهَا سَنَةً ، ثُمَّ يَخْرُجُ ، وَأَطْوَلُهُمْ مُكْثَاً فِيهَا مِثْلُ الدُّنْيَا مُنْذُ خُلِقَتْ إِلَى يَوْمِ أُفْنِيَتْ ، وَذَلِكَ سَبْعَةُ آلافِ سَنَةً ثُمَّ إِنَّ اللهَ - عز وجل - إذَا أَرَادَ أَنْ يُخْرِجَ الْمُوَحِّدِينَ مِنْهَا قَذَفَ فِي قُلُوبِ أَهْلِ الأَدْيَانِ ، فَقَالُوا لَهُمْ : كُنَّا نَحْنُ وَأَنْتُمْ جَمِيعَاً فِي الدُّنْيَا فَآمَنْتُمْ ، وَكَذَّبْنَا ، وَأَقْرَرْتُمْ وَجَحَدْنَا ، فَمَا أَغْنَى عَنْكُمْ ، فَنَحْنُ وأَنْتُمْ الْيَوْمَ فِيهَا جَمِيعَاً سَوَاءً ، تُعَذَّبُونََ كَمَا نُعَذَّبُ ، وَتَخْلُدُونَ كَمَا نَخْلُدُ ، فَيَغَضْبُ اللهُ تَعَالَى عِنْدَ ذَلِكَ غَضَبَاً لَمْ يَغْضَبْهُ فِي شَيْءٍ فِيمَا مَضَى ، وَلا يَغْضَبُ فِي شَيْءٍ فِيمَا بَقِيَ ، فَيُخْرِجُ أَهْلَ التَّوْحِيدِ مِنْهَا إِلَى عَيْنٍ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالصِّرْاطِ ، يُقَالُ لَهَا نَهْرُ الْحَيَاةِ ، فَيَرُشُّ عَلَيْهِمْ مِنَ الْمَاءِ ، فَيَنْبُتُونَ كَمَا تَنْبُتُ(1/51)
الْحَبَّةُ فِي حَمِيلِ السَّيْلِ مَا يَلِي الظَّلَّ مِنْهَا أَخْضَرُ ، وَمَا يَلِي الشَّمْسَ مِنْهَا أَصْفَرُ ، ثُمَّ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ ، فَيُكْتَبُ فِي جِبَاهِهِمْ عُتَقَاءُ اللهِ مِنَ النَّارِ إِلاَّ رَجُلاً وَاحِدَاً ، فَإِنَّهُ يَمْكُثُ فِيهَا بَعْدَهُمْ أَلْفَ سَنَةً ، ثُمَّ يُنَادِي : يَا حَنَّانُ يَا مَنَّانُ ، فَيَبْعَثُ اللهُ إِلَيْهِ مَلَكَاً لِيُخْرِجَهُ ، فَيَخُوضُ فِي النَّارِ فِي طَلَبِهِ سَبْعِينَ عَامَاً ، لا يَقْدِرُ عَلَيْهِ ، ثُمَّ يَرْجِعُ ، فَيَقُولُ : يَا رَبِّ إِنَّكَ أَمَرْتَنِي أَنْ أُخْرِجَ عَبْدَكَ فُلانَاً مِنَ النَّارِ ، وَإِنِّي أَطْلُبُهُ فِي النَّارِ مُنْذُ سَبْعِينَ سَنَةً ، فَلَمْ أَقْدِرْ عَلَيْهِ ، فَيَقُولُ اللهُ تَعَالَى : انْطِلَقْ فَهُوَ فِي وَادِي كَذَا وَكَذَا تَحْتَ صَخْرَةٍ ، فأَخْرِجْهُ ، فَيَذَهَبُ ، فَيُخْرِجُهُ مِنْهَا ، فَيُدْخِلُهُ الْجَنَّةَ » .(1/52)
وَقَدْ ذَكَرَ الأَلْبَانِيُّ سَنَدَهُ فِي « كَشْفِ الأَسْتَارِ »(1/71/ح23) فَقَالَ : أَخْرَجَهُ الْحَكِيمُ مِنْ طَرِيقِ يَعْلَى بْنِ هِلالٍ عَنْ لَيْثٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعَاً : « إِنَّمَا الشَّفَاعَةُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لِمَنْ عَمِلَ الْكَبَائرَ مِنْ أُمَّتِي ، ثُمَّ مَاتُوا عَلَيْهَا ، فَهُمْ فِي الْبَابِ الأَوَّلِ مِنْ جَهَنَّمَ ، لا تَسْوَدُّ وُجُوهُهُمْ ، وَلا تَزْرَقُ أَعْيُنُهُمْ ، وَلا يُغَلُّونَ بِالأَغْلالِ ، وَلا يُقَرَّنُونَ مَعَ الشَّيَاطِينِ ، وَلا يُضْرَبُونَ بِالْمَقَامِعِ وَلا يُطْرَحُونَ فِي الأَدْرَاكِ ، فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْكُثُ سَاعَةً ، ثُمَّ يَخْرُجُ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْكُثُ فيهَا يَوْمَاً ، ثُمَّ يَخْرُجُ ، وَأَطْوَلُهُمْ مُكْثَاً فِيهَا مِثْلُ الدُّنْيَا مُنْذُ خُلِقَتْ إِلَى يَوْمِ أُفْنِيَتْ ، وَذَلِكَ سَبْعَةُ آلافِ سَنَةً » وَذَكَرَ الْحَدِيثَ .
وَقَالَ : نَقَلْتُهُ مِنْ رِسَالَةِ ( الْكَشْفِ ) لِلسُّيُوطِيِّ ، وَهَذَا سَنَدٌ ضَعِيفٌ ، بَلْ أَخْشَى أَنْ يَكُونَ ( يَعْلَى ) مُحَرَّفَاً عَنْ ( الْمُعَلَّى ) ، وَهَذَا كَذَّابٌ ، نَقْلاً عَنِ السِّلْسِلَةِ الضَّعِيفَةِ (ح5201) .
ثَانِيَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
1- يَعْلَى بْنُ هِلالٍ لَمْ أَجِدْ لَهُ تَرْجَمَةً ، وَإِنْ كَانَ هُوَ مُعَلَّي بْنُ هِلالٍ ، وَهُوَ الرَّاجِحُ ، لأَنَّهُ هُوَ الَّذِي يرَوَى عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِى سُلَيْمٍ فَهُوَ كَذَّابٌ . مَرْتَبَتُهُ : الرَّابِعَةُ تَجْرِيْحَاً .(1/53)
2- مُعَلَّى بْنُ هِلالٍ (1) مُعَلَّى بْنُ هِلالِ بْنِ سُوَيْدٍ أَبُو عَبْدِ اللهِ الطَّحَّانُ الْكُوفِيُّ . رَوَى عَنْ أَبَانَ بِنْ أَبِي عَيَّاشٍ ، وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ الْمَكِّيِّ ، وَلَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ ، وَغَيْرِهِمْ . رَوَى عَنْه أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ يُونُسَ ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ بِهْرَامٍ ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا وَغَيْرُهُمْ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : اتَّفَقَ النُّقَّادُ عَلَى تَكْذِيبِهِ مِنَ الثَّامِنَةِ ابْنُ مَاجَهْ . مَرْتَبَتُهُ : السَّابِعَةُ تَجْرِيْحَاً .
3- لَيْثُ بْنُ أَبِى سُلَيْمٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 26 ] . صَدُوقٌ اخْتَلَطَ جِدَّاً وَلَمْ يَتَمَيَّزْ حَدِيثُهُ فَتُرِكَ .
4- مُجَاهِدُ بْنُ جَبْرٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 7 ] . ثِقَةٌ إِمَامٌ فِي التَّفْسِيْرِ ، وَفِي الْعِلْمِ .
5- أبُو هُرَيْرَةَ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 19 ] .
ثَالِثَاً : الْحَكَمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
هَذَا الْحَدِِيثُ إِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ لأَنَّ فِيهِ لَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ ، وَفِيهِ يَعْلَي بْنُ هِلالٍ ، وَهُوَ مَجْهُولٌ . وَقَدْ يَكُونُ الإِسْنَادُ مَوْضُوعَاً ، إِنْ كَانَ الرَّاوِي عَنْ لَيْثٍ هُوَ مُعَلَّي بْنَ هِلالٍ ، لأَنََّهُ كَذَّابٌ .
بَابٌ : آخر أهل النار خروجاً منها ، وأخر أهل الجنة دخولاً الجنة
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 245 }
__________
(1) تَرْجَمَةُ مُعَلَّى بْنِ هِلالٍ : تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج28/ص297/6102) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص282/5565) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج10/ص216/ 439) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص541/6807) .(1/54)
أَخْرَجَ مُسْلِمٌ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « إِنِّي لأَعْلَمُ آخِرَ أَهْلِ النَّارِ خُرُوجَاً مِنْهَا ، وَآخِرَ أَهْلِ الْجَنَّةِ دُخُولاً الْجَنَّةَ رَجُلٌ يَخْرُجُ من النَّارِ حَبْوَاً ، فَيَقُولُ اللهُ لَهُ : اذْهَبْ فَادْخُلْ الْجَنَّةَ ، فَيَأْتِيهَا ، فَيُخَيَّلُ إليه أَنَّهَا مَلأَى ، فَيَرْجِعُ (1) فَيَقُولُ : يَا رَبِّ وَجَدْتُهَا مَلأَى ، فَيَقُولُ الله لَهُ : اذْهَبْ فَادْخُلْ الْجَنَّةَ ، فَإِنَّ لَكَ مِثْلَ الدُّنْيَا وَعَشَرَةَ أَمْثَالِهَا ، فيقول : أَتَسْخَرُ بِي وَأَنْتَ الْمَلِكُ ! » ، لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ضَحِكَ حتى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ ، فَكَانَ يُقَالُ : « ذَلِكَ أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلَةً » .
- - الله - -
تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
__________
(1) زيادة فِى الْمَخْطُوطَةِ (ب) .(1/55)
أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي ( صَحِيحِهِ / كِتَابُ الإِيْمانِ ، بَابُ آخِرِ أَهْلِ النَّارِ خُرُوجَاً ج1/ص173/186) قَالَ : حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَإِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ كِلاهُمَا عَنْ جَرِيرٍ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَبِيدَةَ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « إِنِّي لأَعْلَمُ آخِرَ أَهْلِ النَّارِ خُرُوجَاً مِنْهَا ، وَآخِرَ أَهْلِ الْجَنَّةِ دُخُولاً الْجَنَّةَ رَجُلٌ يَخْرُجُ من النَّارِ حَبْوَاً ، فَيَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَهُ : اذْهَبْ فَادْخُلْ الْجَنَّةَ ، فَيَأْتِيهَا ، فَيُخَيَّلُ إليه أَنَّهَا مَلأَى ، فَيَرْجِعُ ، فَيَقُولُ : يََا رَبِّ وَجَدْتُهَا مَلأَى فَيَقُولُ الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَهُ : اذْهَبْ فَادْخُلْ الْجَنَّةَ ، قَالَ : فَيَأْتِيهَا فَيُخَيَّلُ إليه أَنَّهَا مَلأَى ، فَيَرْجِعُ ، فَيَقُولُ : يَا رَبِّ وَجَدْتُهَا مَلأَى ، فَيَقُولُ الله لَهُ : اذْهَبْ فَادْخُلْ الْجَنَّةَ (1) ، فَإِنَّ لَكَ مِثْلَ الدُّنْيَا وَعَشَرَةَ أَمْثَالِهَا ، أو إِنَّ لك عَشَرَةَ أَمْثَالِ الدُّنْيَا ، قال : فَيَقُولُ : أَتَسْخَرُ بِي ، أو أَتَضْحَكُ بِي وَأَنْتَ الْمَلِكُ » ، قَالَ : لقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ضَحِكَ حتى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ (2)
__________
(1) فى الخطوطة (ب) يقال له ذلك ثلاث مرات .
(2) الناجذ : السن بين الناب والضرس وجمعها نواجذ وهي التي تبدو عند الضحك ومبدأ الأضراس كلها نواجذ ..ويقال للإنسان اثنتان وثلاثون سنا : أربع ثنايا ، وأربع رباعيات ، وأربعة أنياب ، وأربعة نواجذ ، وستة عشر ضرسا ، وبعضهم يقول : أربع ثنايا ، وأربع رباعيات ، وأربعة أنياب ، وأربعة نواجذ ، وأربع ضواحك ، واثنتا عشرة رحى ( تفسير غريب ما فِي الصحيحين البخاري ومسلم ج1/ص228 ، مختار الصحاح ج1/ص269 ، المصباح المنير ج1/ص291) .(1/56)
قال : « فَكَانَ يُقَالُ ذَاكَ أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلَةً » .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 246 }
وَأَخْرَجَ مُسْلِمٌ أيْضَاً عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : « آخِرُ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ رَجُلٌ ، فَهُوَ يَمْشِي مَرَّةً ، وَيَكْبُو مَرَّةً وَتَسْفَعُهُ (1)
__________
(1) سفع : السفع الأخذ بسفعة الفرس أي سواد ناصيته . ومنه سفع النار وهو سواد من لفحها وقيل علامة من النار يقال سفعت الشيء إذا أعلمته بعلامة (المفردات فِي غريب القرآن ج1/ص234 ، مشارق الأنوار ج2/ص226 ، غريب الحديث لابن الجوزي ج1/ص484) ..(1/57)
النَّارُ مَرَّةً ، فَإِذَا جَاوَزَهَا الْتَفَتَ إِلَيْهَا ، فَقَالَ : تَبَارَكَ اللهُ الَّذِي نَجَانِي مِنْكِ ، لَقَدْ أَعْطَانِي اللهُ شَيْئَاً مَا أَعْطَاهُ أَحَدَاً مِنَ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ ، فَتُرْفَعُ له شَجَرَةٌ ، فَيَقُولُ : أَيْ رَبِّ ؛ أَدْنِنِي مِنْ هَذِه ِالشَّجَرَةِ ، فَلأَسْتَظِلَّ بِظِلِّهَا ، وَأَشْرَبَ من مَائِهَا ، فَيَقُولُ اللهُ - عز وجل - : يَا ابْنَ آدَمَ ؛ لَعَلِّي إِنَّ أَعْطَيْتُكَهَا سَأَلْتَنِي غَيْرَهَا ، فَيَقُولُ : لا يَا رَبِّ ، وَيُعَاهِدُهُ أَنْ لا يَسْأَلَهُ غَيْرَهَا ، وَرَبُّهُ يَعْذِرُهُ ، لأَنَّهُ يَرَى مَا لا صَبْرَ لَهُ عَلَيْهِ ، فَيُدْنِيهِ مِنْهَا ، فَيَسْتَظِلُّ بِظِلِّهَا ، وَيَشْرَبُ مِنْ مَائِهَا ، ثُمَّ تُرْفَعُ لَهُ شَجَرَةٌ هِيَ أَحْسَنُ مِنَ الأُولَى ، فَيَقُولُ : أَيْ رَبِّ أَدْنِنِي مِنْ هَذِهِ ، لأَشْرَبَ مِنْ مَائِهَا ، وَأَسْتَظِلَّ بِظِلِّهَا ، لا أَسْأَلُكَ غَيْرَهَا ، فَيَقُولُ : يَا ابْنَ آدَمَ ؛ أَلَمْ تُعَاهِدْنِي أَنْ لا تَسْأَلَنِي غَيْرَهَا ! ، فَيُدْنِيهِ مِنْهَا ، ثُمَّ تُرْفَعُ لَهُ شَجَرَةً عِنْدَ بَابِ الْجَنَّةِ هِيَ أَحْسَنُ مِنَ الأُولَيَّيْنِ ، فَيَقُولُ : أَيْ رَبِّ أَدْنَنِي مِنْ هَذِهِ ، لا أَسْأَلُكَ غَيْرَهَا ، فَيَقُولُ : أَلَمْ تُعَاهِدْنِي أَنْ لا تَسْأَلَنِي غَيْرَهَا ! ، فَيُدْنِيهِ مِنْهَا ، فَإِذَا أَدْنَاهُ مِنْهَا ، سَمِعَ أَصْوَاتَ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، فَيَقُولُ : أَيْ رَبِّ أَدْخِلْنِيهَا ، فَيَقُولُ : أَيُرْضِيكَ أَنْ أُعْطِيَكَ الدُّنْيَا وَمِثْلَهَا مَعَهَا ، قال : يا رَبِّ أَتَسْتَهْزِئُ مِنِّي وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ ، فَيَقُولُ : إِنِّي لا أَسْتَهْزِئُ مِنْكَ ، وَلَكِنِّي على ما أَشَاءُ قَادِرٌ » (1) .
- - الله - -
__________
(1) فِى الْمَخْطُوطَةِ (أ) ،(ب) قدير .(1/58)
تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي ( صَحِيحِهِ / كِتَابُ الإيْمَانِ ، بَابُ آخِرِ أَهْلِ النَّارِ خُرُوجَاً ج1/ص174/187) قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ حَدَّثَنَا ثَابِتٌ عَنْ أَنَسٍ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ : أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : « آخِرُ من يَدْخُلُ الْجَنَّةَ رَجُلٌ فَهْوَ يَمْشِي مَرَّةً وَيَكْبُو مَرَّةً وَتَسْفَعُهُ النَّارُ مَرَّةً ، فإذا ما جَاوَزَهَا الْتَفَتَ إِلَيْهَا ، فَقَالَ : تَبَارَكَ الذي نَجَّانِي مِنْكِ لَقَدْ أَعْطَانِي اللهُ شَيْئَاً مَا أَعْطَاهُ أَحَدَاً من الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ ، فَتُرْفَعُ له شَجَرَةٌ ، فَيَقُولُ : أَيْ رَبِّ ؛ أَدْنِنِي مِنْ هَذِه ِالشَّجَرَةِ ، فَلأَسْتَظِلَّ بِظِلِّهَا ، وَأَشْرَبَ من مَائِهَا ، فَيَقُولُ اللهُ - عز وجل - : يَا ابْنَ آدَمَ ؛ لَعَلِّي إِنَّ أَعْطَيْتُكَهَا سَأَلْتَنِي غَيْرَهَا ، فَيَقُولُ : لا يَا رَبِّ ، وَيُعَاهِدُهُ أَنْ لا يَسْأَلَهُ غَيْرَهَا ، وَرَبُّهُ يَعْذِرُهُ ، لأَنَّهُ يَرَى مَا لا صَبْرَ لَهُ عَلَيْهِ ، فَيُدْنِيهِ مِنْهَا ، فَيَسْتَظِلُّ بِظِلِّهَا ، وَيَشْرَبُ مِنْ مَائِهَا ، ثُمَّ تُرْفَعُ له شَجَرَةٌ هِيَ أَحْسَنُ مِنَ الأُولَى ، فَيَقُولُ : أَيْ رَبِّ أَدْنِنِي مِنْ هَذِهِ ، لأَشْرَبَ مِنْ مَائِهَا ، وَأَسْتَظِلَّ بِظِلِّهَا ، لا أَسْأَلُكَ غَيْرَهَا ، فَيَقُولُ : يَا ابْنَ آدَمَ ؛ أَلَمْ تُعَاهِدْنِي أَنْ لا تَسْأَلَنِي غَيْرَهَا ، فيقول لَعَلِّي إن أَدْنَيْتُكَ منها تَسْأَلُنِي غَيْرَهَا ، فَيُعَاهِدُهُ أَنْ لا يَسْأَلَهُ غَيْرَهَا ، وَرَبُّهُ يَعْذِرُهُ ، لأَنَّهُ يَرَى مَا لا صَبْرَ لَهُ عَلَيْهِ ، فَيُدْنِيهِ مِنْهَا ، فَيَسْتَظِلُّ(1/59)
بِظِلِّهَا ، وَيَشْرَبُ من مَائِهَا ، ثُمَّ تُرْفَعُ له شَجَرَةٌ عِنْدَ بَابِ الْجَنَّةِ هِيَ أَحْسَنُ من الأُولَيَيْنِ ، فيقول أَيْ رَبِّ أَدْنِنِي من هذه لأَسْتَظِلَّ بِظِلِّهَا وَأَشْرَبَ من مَائِهَا ، لا أَسْأَلُكَ غَيْرَهَا ، فَيَقُولُ : يَا ابْنَ آدَمَ أَلَمْ تُعَاهِدْنِي أَنْ لا تَسْأَلَنِي غَيْرَهَا قال : بَلَى يَا رَبِّ ، هَذِهِ لا أَسْأَلُكَ غَيْرَهَا ، وَرَبُّهُ يَعْذِرُهُ ، لأَنَّهُ يَرَى مَا لا صَبْرَ لَهُ عَلَيْهَا ، فَيُدْنِيهِ مِنْهَا ، فَإِذَا أَدْنَاهُ مِنْهَا ، فَيَسْمَعُ أَصْوَاتَ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، فَيَقُولُ : أَيْ رَبِّ أَدْخِلْنِيهَا ، فَيَقُولُ : يا ابْنَ آدَمَ ما يَصْرِينِي مِنْكَ ، أَيُرْضِيكَ أَنْ أُعْطِيَكَ الدُّنْيَا وَمِثْلَهَا مَعَهَا ، قَالَ : يَا رَبِّ أَتَسْتَهْزِئُ مِنِّي وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ » ، فَضَحِكَ ابْنُ مَسْعُودٍ ، فَقَالَ : ألا تَسْأَلُونِي مِمَّ أَضْحَكُ ، فَقَالُوا : مِمَّ تَضْحَكُ ؟ ، قَالَ : هَكَذَا ضَحِكَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ، فَقَالُوا : مِمَّ تَضْحَكُ يا رَسُولَ اللهِ ؟ ، قَالَ : « مِنْ ضِحْكِ رَبِّ الْعَالَمِينَ حِينَ قَالَ : أَتَسْتَهْزِئُ مِنِّي وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ ، فَيَقُولُ : إِنِّي لا أَسْتَهْزِئُ مِنْكَ ، وَلَكِنِّي على ما أَشَاءُ قَادِرٌ » .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 247 }(1/60)
وَأَخْرَجَ عَنِ الْمُغِيْرَةِ بْنِ شُعْبَةَ رَفَعَهُ قَالَ : « سَأَلَ مُوسَى رَبَّهُ : مَا أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلَةً ، قَالَ : هُوَ رَجُلٌ يَجِيءُ بَعْدَ ما أُدْخِلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ ، فَيُقَالُ له : ادْخُلْ الْجَنَّةَ ، فَيَقُولُُ : أَيْ رَبِّ كَيْفَ ، وقد نَزَلَ النَّاسُ مَنَازِلَهُمْ ، وَأَخَذُوا أَخَذَاتِهِمْ ! ، فَيُقَالُ لَهُ : أَتَرْضَى أَنْ يَكُونَ لَكَ مِثْلُ مُلْكِ مَلِكٍ من مُلُوكِ الدُّنْيَا ؟ ، فَيَقُولُ : رَضِيتُ رَبِّ ، فيقولُ : لَكَ ذَلِكَ وَمِثْلُهُ وَمِثْلُهُ وَمِثْلُهُ وَمِثْلُهُ ، فقال فِي الْخَامِسَةِ : رَضِيتُ رَبِّ ، فَيَقُولُ : هَذَا لَكَ وَعَشَرَةُ أَمْثَالِهِ ، وَلَكَ ما اشْتَهَتْ نَفْسُكَ ، وَلَذَّتْ عَيْنُكَ ، فَيَقُولُ : رَضِيتُ رَبِّ ! ، قَالَ : رَبِّ ؛ فَأَعْلاهُمْ مَنْزِلَةً ؟ ، قال : أُولَئِكَ الَّذِينَ أَرَدْتُ غَرَسْتُ كَرَامَتَهُمْ بِيَدِي ، وَخَتَمْتُ عليها ، فَلَمْ تَرَ عَيْنٌ ، وَلَمْ تَسْمَعْ أُذُنٌ ، ولم يَخْطُرْ على قَلْبِ بَشَرٍ »
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ(1/61)
أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي ( صَحِيحِهِ / كِتَابُ الإِيْمَانِ ، بَابَ أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلَةً فِيهَا ج1/ص176/ 189) قَالَ : حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَمْرٍو الأَشْعَثِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ مُطَرِّفٍ وَابْنِ أَبْجَرَ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ : سَمِعْتُ الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ رِوَايَةً إِنْ شَاءَ اللهُ (ح ) وَحَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا مُطَرِّفُ بْنُ طَرِيفٍ وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ سَعِيدٍ سَمِعَا الشَّعْبِيَّ يُخْبِرُ عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ قَالَ : سَمِعْتُهُ عَلَى الْمِنْبَرِ يَرْفَعُهُ إِلَى رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - (ح ) قَالَ : وَحَدَّثَنِي بِشْرُ بْنُ الْحَكَمِ وَاللَّفْظُ لَهُ : حدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ حدثنا مُطَرِّفٌ وَابْنُ أَبْجَرَ سَمِعَا الشَّعْبِيَّ يقول سمعت الْمُغِيرَةَ بن شُعْبَةَ يُخْبِرُ بِهِ النَّاسَ عَلَى الْمِنْبَرِ - قال سُفْيَانُ : رَفَعَهُ أَحَدُهُمَا أُرَاهُ ابْنَ أَبْجَرَ - قَالَ : « سَأَلَ مُوسَى رَبَّهُ : مَا أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلَةً ، قَالَ : هُوَ رَجُلٌ يَجِيءُ بَعْدَ ما أُدْخِلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ ، فَيُقَالُ له : ادْخُلْ الْجَنَّةَ ، فيقولُ : أَيْ رَبِّ كَيْفَ ، وقد نَزَلَ الناس مَنَازِلَهُمْ ، وَأَخَذُوا أَخَذَاتِهِمْ ! ، فَيُقَالُ له : أَتَرْضَى أَنْ يَكُونَ لَكَ مِثْلُ مُلْكِ مَلِكٍ من مُلُوكِ الدُّنْيَا ؟ ، فيقول : رَضِيتُ رَبِّ ، فيقولُ : لَكَ ذَلِكَ وَمِثْلُهُ وَمِثْلُهُ وَمِثْلُهُ وَمِثْلُهُ ، فقال فِي الْخَامِسَةِ : رَضِيتُ رَبِّ ، فَيَقُولُ : هَذَا لَكَ وَعَشَرَةُ أَمْثَالِهِ ، وَلَكَ ما اشْتَهَتْ نَفْسُكَ ، وَلَذَّتْ عَيْنُكَ ، فَيَقُولُ : رَضِيتُ رَبِّ ، قَالَ : رَبِّ ؛ فَأَعْلاهُمْ مَنْزِلَةً ؟ ، قَالَ :(1/62)
أُولَئِكَ الَّذِينَ أَرَدْتُ غَرَسْتُ كَرَامَتَهُمْ بِيَدِي ، وَخَتَمْتُ عليها ، فَلَمْ تَرَ عَيْنٌ ، وَلَمْ تَسْمَعْ أُذُنٌ ، وَلَمْ يَخْطُرْ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ » قَالَ : وَمِصْدَاقُهُ فِي كِتَابِ اللهِ - عز وجل - { فلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لهم من قُرَّةِ أَعْيُنٍ } الآيَةَ .
ثَانِيَاً : مَعْنَى الْحَدِيثِ
قَالَ النَّوَوِيُّ فِي ( شَرْحِهِ عَلَى صَحِيحِ مُسْلِمٍ ج3/ص45) : قَوْلُهُ : سَمِعْتُ عَلَى الْمِنْبَرِ يَرْفَعُهُ إِلَى رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ، وَفِي الرِّوَايَة الأُخْرَى : ( عَنْ سُفْيَان عَنْ مُطَرِّف وَابْن أَبْجَر عَنْ الشَّعْبِيّ عَنْ الْمُغِيرَة - قَالَ سُفْيَان : رَفَعَهُ أَحَدهمَا أَرَاهُ اِبْن أَبْجَرَ - قَالَ : سَأَلَ مُوسَى - صلى الله عليه وسلم - رَبّه سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى : مَا أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلَةً ) اِعْلَمْ أَنَّهُ قَدْ تَقَدَّمَ فِي الْفُصُولِ الَّتِي فِي أَوَّل الْكِتَابِ : أَنَّ قَوْلهمْ : رِوَايَةً أَوْ يَرْفَعُهُ أَوْ يُنْمِيهِ أَوْ يَبْلُغُ بِهِ ، كُلّهَا أَلْفَاظٌ مَوْضُوعَةٌ عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْم لإِضَافَةِ الْحَدِيثِ إِلَى رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - لا خِلافَ فِي ذَلِكَ بَيْنَ أَهْل الْعِلْمِ . فَقَوْله : ( رِوَايَةً ) مَعْنَاهُ : قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ، وَقَدْ بَيَّنَهُ هُنَا فِي الرِّوَايَةِ الثَّانِيَةِ .(1/63)
وَأَمَّا قَوْلُهُ : ( رِوَايَة إِنْ شَاءَ اللهُ ) فَلا يَضُرّهُ هَذَا الشَّكُّ ، وَالاسْتِثْنَاء ، لأَنَّهُ جَزَمَ بِهِ فِي الرِّوَايَات الْبَاقِيَةِ . أَمَّا قَوْلُهُ فِي الرِّوَايَةِ الأَخِيرَةِ : ( رَفَعَهُ أَحَدُهُمَا ) فَمَعْنَاهُ : أَنَّ أَحَدهمَا رَفَعَهُ وَأَضَافَهُ إِلَى رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - وَالآخَر وَقَفَهُ عَلَى الْمُغِيرَةِ ، فَقَالَ : عَنْ الْمُغِيرَة قَالَ : سَأَلَ مُوسَى - صلى الله عليه وسلم - : وَالضَّمِير فِي ( أَحَدِهِمَا ) يَعُود عَلَى مُطَرِّفٍ وَابْنِ أَبْجَرَ شَيْخَيْ سُفْيَانَ ، فَقَالَ أَحَدهمَا : عَنْ الشَّعْبِيِّ عَنْ الْمُغِيرَةِ عَنْ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : سَأَلَ مُوسَى - صلى الله عليه وسلم - ، وَقَالَ الآخَر : عَنْ الشَّعْبِيِّ عَنْ الْمُغِيرَةِ قَالَ : سَأَلَ مُوسَى ، ثُمَّ إِنَّهُ يَحْصُلُ مِنْ هَذَا أَنَّ الْحَدِيثَ رُوِيَ مَرْفُوعَاً وَمَوْقُوفَاً ، وَقَدْ قَدَّمْنَا فِي الْفُصُول الْمُتَقَدِّمَة فِي أَوَّل الْكِتَاب أَنَّ الْمَذْهَبَ الصَّحِيحَ الْمُخْتَارَ الَّذِي عَلَيْهِ الْفُقَهَاءُ وَأَصْحَابُ الأُصُولِ وَالْمُحَقِّقُونَ مِنْ الْمُحَدِّثِينَ : أَنَّ الْحَدِيثَ إِذَا رُوِيَ مُتَّصِلاً وَرُوِيَ مُرْسَلاً ، وَرُوِيَ مَرْفُوعَاً وَرُوِيَ مَوْقُوفَاً ، فَالْحُكْم لِلْمَوْصُولِ وَالْمَرْفُوعِ ؛ لأَنَّهَا زِيَادَةُ ثِقَةٍ وَهِيَ مَقْبُولَة عِنْد الْجَمَاهِيرِ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 248 }(1/64)
وَأَخْرَجَ هَنَّادٌ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « إنَّ رِجَالاً يُدْخِلُهُمُ اللهُ النَّارَ ، فَتَحْرِقُهُمْ حَتَّى يَكُونُوا فَحْمَاً أَسْوَدَ ، وَهُمْ أَعْلَى أهْلِ النَّارِ فِيهَا ، فَيَجْأَرُونَ إِلَى اللهِ يَدْعُونَهُ ، فَيَقُولُونَ : رَبَّنَا أَخْرِجْنَا فَاجْعَلْنَا فِي أَصْلِ هَذَا الْجِدَارِ ، فَإِذَا جَعَلَهُمُ اللهُ فِي أَصْلِ الْجِدَارِ ، رَأَوْا أَنَّهُ لا يُغْنِي عَنْهُمْ شَيْئَاً ، قَالُوا : رَبَّنَا اجْعَلْنَا مِنْ وَرَاءِ السُّورِ ، وَلا نَسْأَلُكَ شَيْئَاً (1) بَعْدَهُ ، فَتُرْفَعُ لَهُمْ شَجَرَةٌ حَتَّى تُذْهِبَ عَنْهُمْ سَاخِنَةَ النَّارِ ، ثُمَّ يَقُولُ : إِنِّي عَهِدْتُ إِلَى عِبَادِي أَنْ لا أُدْخِلَ الْجَنَّةَ رَجُلاً إِلاَّ جَعَلْتُ لَهُ فِيهَا مَا اشْتَهَتْ نَفْسُهُ ، لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ وَمِثْلُهُ » .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
__________
(1) كلمو (شيئا ) ساقطة من المخطوطة (ب) .(1/65)
أَخْرَجَهُ هَنَّادٌ فِي ( الزُّهْدِ ، بَابُ الْخُرُوجِ مِنَ النَّارِ ج1/ص155/210) قالَ : حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ أَبِي هَارُونَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « إنَّ رِجَالاً يُدْخِلُهُمُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى النَّارَ ، فَتَحْرِقُهُمْ حَتَّى يَكُونُوا فَحْمَاً أَسْوَدَ ، وَهُمْ أَعْلَى أهْلِ النَّارِ فِيهَا ، فَيَجْأَرُونَ إِلَى اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَدْعُونَهُ ، فَيَقُولُونَ : رَبَّنَا أَخْرِجْنَا فَاجْعَلْنَا فِي أَصْلِ هَذَا الْجِدَارِ ، فَإِذَا جَعَلَهُمُ اللهُ فِي أَصْلِ الْجِدَارِ ، رَأَوْا أَنَّهُ لا يُغْنِي عَنْهُمْ شَيْئَاً ، قَالُوا : رَبَّنَا اجْعَلْنَا مِنْ وَرَاءِ السُّورِ ، وَلا نَسْأَلُكَ شَيْئَاً بَعْدَهُ ، فَتُرْفَعُ لَهُمْ شَجَرَةٌ حَتَّى تُذْهِبَ عَنْهُمْ سَاخِنَةَ النَّارِ ، ثُمَّ يَقُولُ : إِنِّي عَهِدْتُ إِلَى عِبَادِي أَنْ لا أُدْخِلَ الْجَنَّةَ رَجُلاً إِلاَّ جَعَلْتُ لَهُ فِيهَا مَا اشْتَهَتْ نَفْسُهُ ، لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ وَمِثْلُهُ » ، قَالَ : فَحَدَّثْتُ بِهِ الْقَوْمَ ، وَفِيهِمْ أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ، وَفِيهِمْ أَبُو هُرَيْرَةَ قَالَ : فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : يَا أَبَا سَعِيدٍ ؛ إِنَّكَ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ؟ ، قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : وَأَنَا قَدْ سَمِعْتُهُ مِنْهُ .
ثَانِيَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ(1/66)
1- قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ (1) قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سُفْيَانَ السُّوَائِيُّ أَبُو عَامِرٍ الْكُوفِيُّ . رَوَى عَنِ الثَّوْرِيِّ ، وَشُعْبَةَ ، وَيُونُسَ بْنِ أَبِي إسْحَاقَ ، وَغَيْرِهِمْ . رَوَى عَنْه الْبُخَارِيُّ ، وَرَوَى لَهُ الْبَاقُونَ بِوَاسِطَةِ ابْنِهِ عُقْبَةَ ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَهَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَآخَرُونَ . وَقَالَ ابْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ : قَبِيصَةُ ثِقَةٌ فِي كُلِّ شَيْءٍ إِلاَّ فِي حَدِيثِ سُفْيَانَ ، فَإِنَّهُ سَمِعَ مِنْهُ وَهُوَ صَغِيْرٌ . وَقَالَ ابْنُ خِرَاشٍ : صَدُوقٌ . وَقَالَ النَّسَائِيُّ : لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ . وذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ وَقَالَ ابْنُ سعد : كَانَ ثِقَةً صَدْوقَاً كَثِيْرَ الْحَدِيثِ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ صَدُوقٌ رُبَّمَا خَالِفَ مِنَ التَّاسِعَةِ مَاتَ سَنَةَ خَمْسَ عَشَرَةَ وَمِئَتَيْنِ عَلَى الصَّحِيحِ الْكُتُبُ السِّتَّةُ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّالِثَةُ تَعْدِيْلاً .
2- سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ الثَّوْرِيُّ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 4 ] . ثِقَةٌ حَافِظٌ فَقِيهٌ عَابِدٌ إِمَامٌ حُجَّةٌ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ قَبِيصَةَ بْنِ عُقْبَةَ : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج7/ص126/722) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج23/ص481/4843) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص133/4546) ، ذكر من تكلم فيه وهو موثق (ج1/ص154/283) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج8/ص312/631) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص453/5513) .(1/67)
3- عُمَارَةُ بْنُ جُوَيْنٍ (1) عُمَارَةُ بْنُ جُوَيْنٍ بِجِيمٍ مُصَغَّرٌ ، أَبُو هَارُونَ العَبْدِيُّ الْبَصْرِيُّ . رَوَى عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ ، وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ . رَوَى عَنْه جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضَّبَعِيُّ ، وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ .
قَالَ عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ عَنْ يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ : أبُو هَارُونَ الْعَبْدِيُّ لَيْسَ بِثِقَةٍ ، وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ : كَانَتْ لَهُ صَحِيفَةٌ يَقُولُ : هَذِهِ صَحِيفَةُ الْوَصِيِّ ، وَكَانَ عِنْدَهُمْ لا يَصْدُقُ فِي حَدِيثِهِ . وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَد عَنْ أَبِيهِ : أبُو هَارُونَ الْعَبْدِيُّ لَيْسَ بِشَيْءٍ .
وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ مَتْرُوكٌ ، وَمِنْهُمْ مَنْ كَذَّبَهُ شِيعِيٌّ مِنَ الرَّابِعَةِ ، مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاثِينَ الْبُخَارِيُّ فِي خَلْقِ الأَفْعَالِِ وَالتِّرْمِذِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ . مَرْتَبَتُهُ : الْخَامِسَةُ تَجْرِيْحَاً .
4- أبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 14 ] .
ثَالِثَاً : الْحَكَمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
هَذَا الْحَدِِيثُ إِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ جِدَّاً لأَنَّ فِيهِ عُمَارَةُ بْنُ جُوَيْنٍ ، وَهُوَ مَتْرُوكٌ . وَكَذَّبَهُ شُعْبَةُ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 249 }
__________
(1) تَرْجَمَةُ عُمَارَةَ بْنِ جُوَيْنٍ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج6/ص499/3107) ، ضعفاء البخاري (ج1/ص90/282) ، الضعفاء للنسائي (ج1/ص84/476) ، الضُّعَفَاءُ الْكَبِيْرُ (ج3/ص313/1327) ، المجروحين (ج2/ص177/808) ، الْكَامِلُ فِي الضُّعَفَاءِ (ج5/ص77/1256) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج21/ص232/4178) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص53/4003) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص408/4840) .(1/68)
وَأَخْرَجَ أَحْمَدُ عَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ وَعُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : « إذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ ، وَفَرَغَ الله تَعَالَى مِنْ قَضَاءِ الْخَلْقِ ، فَيَبْقَى رَجُلاَنِ ، فَيُؤْمَرُ يِهِمَا إِلَى النَّارِ ، فَيَلْتَفِتُ أَحَدُهُمَا ، فَيَقُولُ الْجَبَّارُ : رُدُّوهُ ، فَيَرُدُّونَهُ ، قَالَ لَهُ : لِمَ الْتَفَتَّ قَالَ : إِنْ كُنْتُ أَرْجُو أَنْ تُدْخِلَنِي الْجَنَّةَ ، فَيُؤْمَرُ بِهِ إِلَى الْجَنَّةِ ، فَيَقُولُ : لَقَدْ أَعْطَانِي اللهُ - عز وجل - حَتَّى لَوْ أَنَّي أَطْعَمْتُ أَهْلَ الْجَنَّةِ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مَا عِنْدِي شَيْئاً » .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ(1/69)
أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ فِي ( مُسْنَدِهِ ج5/ص329/ 22845 ) قَالَ : حَدَّثَنَا يَعْمَرُ بْنُ بِشْرٍ ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ أَنَا رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ حَدَّثَنِي أَبُو هَانِئٍ الْخَوْلانِيُّ عَنْ عَمْرِو بْنِ مَالِكٍ الْجَنْبِيِّ أَنَّ فَضَالَةَ بْنَ عُبَيْدٍ وَعُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ حَدَّثَاهُ : أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : « إذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ ، وَفَرَغَ الله تَعَالَى مِنْ قَضَاءِ الْخَلْقِ ، فَيَبْقَى رَجُلاَنِ ، فَيُؤْمَرُ يِهِمَا إِلَى النَّارِ ، فَيَلْتَفِتُ أَحَدُهُمَا ، فَيَقُولُ الْجَبَّارُ تَعَالَى : رُدُّوهُ ، فَيَرُدُّونَهُ ، قَالَ لَهُ : لِمَ الْتَفَتَّ ، قَالَ : إِنْ كُنْتُ أَرْجُو أَنْ تُدْخِلَنِي الْجَنَّةَ ، قَالَ : فَيُؤْمَرُ بِهِ إِلَى الْجَنَّةِ ، فَيَقُولُ : لَقَدْ أَعْطَانِي اللهُ - عز وجل - حَتَّى لَوْ أَنَّي أَطْعَمْتُ أَهْلَ الْجَنَّةِ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مَا عِنْدِي شَيْئاً » ، قَالَ : فَكَانَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - إذَا ذَكَرَهُ يُرَى السُّرُورُ فِي وَجْهِهِ . وأَخْرَجَهُ فِي مَوْضِعٍ آخرَ مِنْ ( مُسْنَدِهِ ج6/ص21/24010) بِمِثْلِهِ .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ فِي ( مسندِهِ ج1/ص68/ 110) مِنْ طَرِيقِ رِشْدِينَ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِى هَانِئٍ الْخَوْلانِيِّ بِمِثْلِهِ .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ(1/70)
1- يَعْمَرُ بْنُ بِشْرٍ (1) يَعْمَرُ بْنُ بِشْرٍ أَبُو عَمْرٍو الْمَرْوَزِيُّ ، مِنْ كِبَارِ أَصْحَابِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُبَارَكِ . سَمِعَ ابْنَ الْمُبَارَكِ ، وَأَبَا حَمْزَةَ السُّكَّرِيَّ ، وَالْحُسَيْنَ بْنَ وَاقِدٍ ، وَالنَّضْرَ بْنَ مُحَمَّدٍ الشَّيْبَانِيَّ . رَوَى عَنْه أَهْلُ خُرَاسَانَ ، وَقَدِمَ بَغْدَادَ ، وَحَدَّثَ بِهَا فرَوَى عَنْه مِنَ الْعِرَاقِيِّينَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَعَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ . قَالَ أَبُو الْحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيُّ : يَعْمَرُ بْنُ بِشْرٍ ثِقَةٌ ثِقَةٌ ، قَالَهُ أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ . وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ . مَرْتَبَتُهُ : الأولَى تَعْدِيْلاً .
2- عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارِكِ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 1 ] . ثِقَةٌ ثَبْتٌ فَقِيهٌ عَالِمٌ جَوَادٌ مُجَاهِدٌ جُمِعَتْ فِيهِ خِصَالُ الْخَيْرِ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ يَعْمَرَ بْنِ بِشْرٍ : طَبَقَاتُ ابْنِ سَعْدٍ ج7/ص379) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج9/ص313/1353) ، الثِّقَاتُ (ج9/ص291/16501) ، تَارِيْخُ بَغْدَادَ (ج14/ص357/7683) .(1/71)
3- رِشْدِينُ بن سَعْدٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 39 ] . ضَعِيفٌ ، قَدَّمَ أَبُو حَاتِمٍ عَلَيْهِ ابْنَ لَهِيعَةَ . 4- حُمَيْدُ بْنُ هَانِئ أبُو هَانِئٍ الْخَوْلانِيُّ (1) حُمَيْدُ بْنُ هَانِئ أَبُو هَانِئ الْخَوْلانِيُّ الْمِصْرِيُّ . رَوَى عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِىُّ ، وَعَمْرِو بْنِ مَالِكٍ الْجَنْبِيِّ ، وَشُرَحْبِيلَ بْنِ شَرِيكٍ . رَوَى عَنْه اللَّيْثُ ، وَحَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ ، وَابْنُ وَهْبٍ ، وَرِشْدِينُ . قَالَ أَبُو حَاتِمٍ : صَالِحٌ . قَالَ ابْنُ حَجَرٍ : لا بَأْسَ بِهِ مِنَ الْخَامِسَةِ وَهُوَ أَكْبَرُ شَيْخٍ لابْنِ وَهْبٍ ، مَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ الْبُخَارِيُّ فِي التَّارِيْخِ وَمُسْلِمٌ وَالأَرْبَعَةُ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّالِثَةُ تَعْدِيْلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ حُمَيْدِ بْنِ هَانِئ أبِي هَانِئ الْخَوْلانِيِّ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج2/ص353/2720) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج3/ص231/1012) ، الثِّقَاتُ (ج4/ص149/2222) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص354/1260) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص182/1562) .(1/72)
5- عَمْرُو بْنُ مَالِكٍ الْهَمْدَانِيُّ (1) عَمْرُو بْنُ مَالِكٍ الْهَمْدَانِيُّ الْمُرَادِيُّ أَبُو عَلِيٍّ الْجَنْبِيُّ الْمِصْرِيُّ . رَوَى عَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ وَأَبِي رَيْحَانَةَ عَلَى خِلافٍ ، وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ . رَوَى عَنْه أَبُو هَانِئٍ حُمَيْدُ بْنُ هَانِئٍ الْخَوْلانِيُّ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ شُمَيْرٍ الرُّعَيْنِيُّ قَالَ عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ عَنْ يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ : ثِقَةٌ . وذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي كِتَابِ الثِّقَاتِ .
وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ ثِقَةٌ مِنَ الثَّالِثَةِ مَاتَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَمِئَةٍ ، وَيُقَالُ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ الْبُخَارِيُّ فِي التَّارِيْخِ وَالأَرْبَعَةُ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيْلاً .
6- فَضَالَةُ بْنُ عُبَيْدٍ (2) فَضَالَةُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ نَافِذِ بْنِ قَيْسٍ الأَنْصَارِيُّ الأَوْسِيُّ . رَوَى عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، وَعَنْ عُمَرَ ، وَأَبِي الدَّرْدَاءِ . رَوَى عَنْه عُلِيُّ بْنُ رَبَاحٍ ، وَأَبُو عَلِيٍّ الْجَنْبِيُّ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ الْقُرَظِيُّ ، وَغَيْرُهُمْ . أَوَّلُ مَشَاهِدِهِ أُحُدٌ ، ثُمَّ نَزَلَ دِمَشْقَ وَوَلِيَ قَضَاءَهَا ، وَمَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ ، وَقِيلَ قَبْلَهَا الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ وَالأَرْبَعَةُ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ عَمْرِو بْنِ مَالِكٍ الْهَمْدَانِيِّ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج6/ص370/2670) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج6/ص259/1426) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج22/ص209/4440) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص87/4222) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص426/5105) .
(2) تَرْجَمَةُ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ : الاسْتِيعَابُ (ج3/ص1262/2080) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص121/4458) ، سِيَرُ أَعْلامِ النُّبَلاءِ (ج3/ص114) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص445/5395) ، الإصابة (ج5/ص371/6996) .(1/73)
7- َعُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ (1) عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفِ بْنِ الْخَزْرَجِ الأَنْصَارِيُّ أبُو الْوَلِيدِ الْمَدَنِيُّ ، أَحَدُ النُّقَبَاءِ لَيْلَةَ الْعَقَبَةِ . شَهِدَ بَدْرَاً فَمَا بَعْدَهَا . وَرَوَى عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - . وَعَنْهُ أَبْنَاؤُهُ الْوَلِيدُ وَدَاوُدَ وَعُبَيْدُ اللهِ ، وَحَفِيدَاهُ يَحْيَى وَعُبَادَةُ ابْنَا الْوَلِيدِ ، وَفَضَالَةُ بْنُ عُبَيْدٍ ، وَمَحْمُودُ بْنُ الرَّبِيعِ ، وَخَلْقٌ . قَالَ ابْنُ سَعْدٍ : آخَى رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَبِي مَرْثَدٍ . وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ الْقُرَظِيُّ : هُوَ أَحَدُ مَنْ جَمَعَ الْقُرْآنَ فِي زَمَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، وَأَرْسَلَهُ عُمَرُ إِلَى فِلَسْطِينَ ، لِيُعَلِّمَ أَهْلَهَا الْقُرْآنَ ، فَأَقَامَ بِهَا إِلَى أَنْ مَاتَ بِالرَّمْلَةِ سَنَةَ أَرْبَعَةٍ وَثَلاثِينَ ، وَلَهُ اثْنَانِ وَسَبْعُونَ عَامَاً الْكُتُبُ السِّتَّةُ .
رَابِعَاًً : الْحَكَمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
هَذَا الْحَدِِيثُ إِسْنَادُهُ ضعيفٌ لأَنَّ فِيهِ رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ .
وَفَالَ الْهَيْثَمِيُّ فِي (مَجْمَع الزَّوَائِدِ ج10/ص384) : رَوَاهُ أَحْمَدُ ، وَرِجَالُهُ وُثِّقُوا عَلَى ضَعْفٍ فِي بَعْضِهِمْ .
وَضَعَّفَهُ شُعَيْبٌ الأَرْنَؤُوطُ فِي تَعْلِيقِهِ عَلَى الْمُسْنَدِ (ج6/ص12/ح24010) .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 250 }
__________
(1) تَرْجَمَةُ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج6/ص92/1809) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج14/ص183/3107) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج5/ص97/189) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص292/3157) ، الإصابة (ج3/ص624/4500) .(1/74)
وَأَخْرَجَ أَحْمَدُ وَأَبُو يَعْلَى وَالْبَيْهَقِيُّ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - : « إِنَّ عَبْدَاً لَيُنَادِي فِي النَّارِ أَلْفَ سَنَةٍ : يَا حَنَّانُ يَا مَنَّانُ ، فَيَقُولُ اللهُ - عز وجل - لِجِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلام : اذْهَبْ ، فَأْتِنِي بِعَبْدِي هَذَا ، فَيَنْطَلِقُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ ، فَيَجِدُ أَهْلَ النَّارِ مُكِبِّينَ يَبْكُونَ ، فَيَرْجِعُ إِلَى رَبِّهِ ، فَيُخْبِرُهُ ، فَيَقُولُ : ائْتِنِي بِهِ ، فَإِنَّهُ فِي مَكَانِ كَذَا وَكَذَا ، فَيَجِيءُ بِهِ ، فَيُوقِفُهُ عَلَى رَبِّهِ - عز وجل - ، فَيَقُولُ لَهُ : يَا عَبْدِي كَيْفَ وَجَدْتَ مَكَانَكَ وَمَقِيلَكَ ؟ ، فَيَقُولُ : أَيْ رَبِّ شَرَّ مَكَانٍ ، وَشَرَّ مَقِيلٍ ، فَيَقُولُ : رُدُّوا عَبْدِي ، فَيَقُولُ : يَا رَبِّ ، مَا كُنْتُ أَرْجُو إِذْ أَخْرَجْتَنِي مِنْهَا أَنْ تَرُدَّنِي فِيهَا ، فَيَقُولُ : دَعُوا عَبْدِي » .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ(1/75)
أَخْرَجَهُ أحْمَدُ فِي ( مُسْنَدِهِ ج3/ص230/13435) قَالَ : حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى ثَنَا سَلاَمٌ يَعْنِي ابْنَ مِسْكِينٍ عَنْ أَبِي ظِلاَلٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : « إِنَّ عَبْدَاً لَيُنَادِي فِي النَّارِ أَلْفَ سَنَةٍ : يَا حَنَّانُ يَا مَنَّانُ ، فَيَقُولُ اللهُ - عز وجل - لِجِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلام : اذْهَبْ ، فَأْتِنِي بِعَبْدِي هَذَا ، فَيَنْطَلِقُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ ، فَيَجِدُ أَهْلَ النَّارِ مُكِبِّينَ يَبْكُونَ ، فَيَرْجِعُ إِلَى رَبِّهِ ، فَيُخْبِرُهُ ، فَيَقُولُ : ائْتِنِي بِهِ ، فَإِنَّهُ فِي مَكَانِ كَذَا وَكَذَا ، فَيَجِيءُ بِهِ ، فَيُوقِفُهُ عَلَى رَبِّهِ - عز وجل - ، فَيَقُولُ لَهُ : يَا عَبْدِي كَيْفَ وَجَدْتَ مَكَانَكَ وَمَقِيلَكَ ؟ ، فَيَقُولُ : أَيْ رَبِّ شَرَّ مَكَانٍ ، وَشَرَّ مَقِيلٍ ، فَيَقُولُ : رُدُّوا عَبْدِي ، فَيَقُولُ : يَا رَبِّ ، مَا كُنْتُ أَرْجُو إِذْ أَخْرَجْتَنِي مِنْهَا أَنْ تَرُدَّنِي فِيهَا ، فَيَقُولُ : دَعُوا عَبْدِي » .
وأَخْرَجَهُ أبُو يَعْلَى فِي ( مُسْنَدِهِ ج7/ص214/4210) ، وَمِنْ طَرِيقِهِ الْبَيْهَقِيُّ فِي ( الْبَعْثِ وَالنُّشُورِ ج1/ص55/ح57) قَالَ : حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ حَدَّثَنَا سَلامُ بْنُ مِسْكِينٍ حَدَّثَنَا أَبُو ظِلالٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ بِمِثْلِهِ .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ(1/76)
وَأَخْرَجَهُ ابْنُ أَبِى الدُّنْيَا فِي ( كِتَابِ حُسْنِ الظَّنِّ بِاللهِ ص104/110) ، وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ فِي ( تَفْسِيْرِهِ رَقْمُ 15572) ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي ( الْمَجْرُوحِينَ ج3/ص86) ثَلاثَتُهُمْ مِنْ طَرِيقِ أَبِى نَصْرٍ التَّمَّارِ ، وَالْبَغَوِيُّ فِي ( شَرْحِ السُّنَّةِ ، بَابُ آخِرِ مَنْ يَخْرُجُ مِنَ النَّارِ ج15/ص193/4361) مِنْ طَرِيقِ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ عَارِمٍ السَّدُوسِيِّ ، وَابْنُ الْجَوْزِيُّ فِي ( الْمَوْضُوعَاتِ ج3/ص267) مِنْ طَرِيقِ الْحَسَنِ بْنِ مُوسَي الأَشْيَبِ ، ثَلاثَتُهُمْ – الْحَسَنُ وَالتَّمَّارُ وَالسَّدُوسِيُّ - عَنْ سَلامِ بْنِ مِسْكِينٍ عن أَبِي ظلالٍ الْقَسْمَلِيِّ عَنْ أَنَسٍ مَرْفُوعَاً بِمِثْلِهِ .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
1- حَسَنُ بْنُ مُوسَى سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 14 ] . ثِقَةٌ .
2- سَلاَّمُ بْنُ مِسْكِينٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 103 ] . ثِقَةٌ رُمِيَ بِالْقَدَرِ .(1/77)
3- هِلالُ بْنُ أَبِي هِلالٍ (1) هِلالُ بْنُ أَبِي هِلالٍ ، وَيُقَالُ : ابْنُ أَبِي مَالِكٍ الأَزْدِيُّ أَبُو ظِلالٍ الْقَسْمَلِيُّ الْبَصْرِيُّ الأَعْمَى . رَوَى عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَجَائِبَ وَمَنَاكِيْرَ . رَوَى عَنْه جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضَّبَعِيُّ ، وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، وَسَلاَّمُ بْنُ مِسْكِينٍ وَغَيْرُهُمْ . قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ الْعُقَيْلِيُّ « الضُّعَفَاءُ »(4/345) : هِلالٌ أَبُو ظِلالٍ الْقَسْمَلِىُّ عَنْ أَنَسٍ ، عِنْدَهُ مَنَاكِيْرُ . حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ ثَنَا الْعَبَّاسُ قَالَ : سَمِعْتُ يَحْيَى قَالَ : أَبُو ظِلالٍ الْقَسْمَلِيُّ لَيْسَ بِشَيْءٍ . حَدَّثَنِي آدَمُ بْنُ مُوسَى قَالَ : سَمِعْتُ الْبُخَارِيَّ قَالَ : هِلالٌ أَبُو ظِلالٍ الْقَسْمَلِيُّ عَنْ أَنَسٍ ، عِنْدَهُ مَنَاكِيْرُ . وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ ثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ : سَمِعْتُ يَحْيَى قَالَ : أَبُو ظِلالٍ الْقَسْمَلِيُّ اسْمُهُ هِلالُ بْنُ كَثِيْرٍ لَيْسَ بِشَيْءٍ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ هِلالِ بْنِ أَبِي هِلالٍ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج8/ص205/2723) ، الضعفاء للنسائي (ج1/ص104/606) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج9/ص73/286) ، المجروحين (ج3/ص85/1148) ، الْكَامِلُ فِي الضُّعَفَاءِ (ج7/ص119/2036) ، الضُّعَفَاءُ وَالْمَتْرُوكِينَ لابْنِ الْجَوْزِيِّ (ج3/ص177/3614) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج30/ص350/6632) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص342/6008) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص576/7349) .(1/78)
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ فِي « الْمَجْرُوحِينَ »(3/85) : « أَبُو ظِلالٍ الْقَسْمَلِىُّ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ ، وَاسْمُ أَبِيهِ سُوَيْدٌ الأَزْدِيُّ الأَحْمَرِيُّ ، وَقَدْ قِيلَ : إِنَّهُ هِلالُ بْنُ أَبِى هِلالٍ . يَرَوَى عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، رَوَى عَنْهُ جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضُّبَعِىُّ ، وَمَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ . كَانَ شَيْخَاً مُغَفَّلاً ، يَرَوَى عَنْ أَنَسٍ مَا لَيْسَ مِنْ حَدِيثِهِ ، لا يَجُوزُ الاحْتِجَاجُ بِهِ بِحَالٍ » . وَذَكَرَ ابْنُ عَدِيٍّ جُمْلَةً مِنْ مَنَاكِيْرِهِ عَنْ أَنَسٍ ، ثُمَّ قَالَ : وَلأَبِي ظِلالٍ غَيْرُ مَا ذَكَرْتُ ، وَعَامَّةُ مَا يَرْوِى مِمَّا لا يُتَابِعُهُ الثِّقَاتُ عَلَيْهِ .
وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ ضَعِيفٌ مَشْهُورٌ بِكُنْيَتِهِ مِنَ الْخَامِسَةِ الْبُخَارِيُّ تَعْلِيقَاً وَأَبُو دَاوُدَ .
مَرْتَبَتُهُ : الْخَامِسَةُ تَجْرِيْحَاً خِلافَاً لابْنِ حَجَرٍ ، فَهُوَ أَوْهَنُ بِكَثِيْرِ مِمَّا نَعَتَهُ بِالضَّعْفِ .
4- أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 51 ] .
رَابِعَاًً : الْحَكَمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
هَذَا الْحَدِِيثُ إِسْنَادُهُ ضعيفٌ جِدَّاً لأنَّ فِيهِ أَبُو ظِلالٍ ، وَهُوَ مَتْرُوكٌ ، يَرَوَى عَنْ أَنَسٍ مَا لَيْسَ مِنْ حَدِيثِهِ ، وَيَتَفَرَّدُ عَنْهُ بِعَجَائِبَ ، هَذَا الْحَدِيثُ مِنْ أَعْجَبِهَا وَأَوْهَنِهَا .
وَقَالَ الْهَيْثَمِيُّ فِي (مَجْمَع الزَّوَائِدِ ج10/ص384) : رَوَاهُ أَحْمَدُ وَأَبُو يَعْلَى ، وَرِجَالُهُمَا رِجَالُ الصَّحِيحِ غَيْرُ أَبِي ظِلالٍ ، وَضَعَّفَهُ الْجَمْهُورُ ، وَوَثَّقَهُ ابْنُ حِبَّانَ .(1/79)
قُلْتُ : بَلْ قَالَ ابْنُ حِبَّانَ فِي « الْمَجْرُوحِينَ »(3/85) : كَانَ شَيْخَاً مُغَفَّلاً ، يَرَوَى عَنْ أَنَسٍ مَا لَيْسَ مِنْ حَدِيثِهِ ، لا يَجُوزُ الاحْتِجَاجُ بِهِ بِحَالٍ . وَأَقَرَّهُ الْحَافِظُ ابْنُ الْجَوْزِيِّ ، وَحَكَمَ عَلَى الْحَدِيثِ بِالْوَضْعِ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 251 }
وَأَخْرَجَ أبُو نُعَيْمٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ : إنَّ فِي النَّارِ رَجُلاً فِي شِعْبٍ (1) مِنْ شِعَابِهَا يُنَادِي مِقْدَارَ أَلْفِ عَامٍ : يَا حَنَّانُ يَا منَّانُ ! ، فَيَقُولُ اللهُ لِجِبْرِيلَ : أَخْرِجْ عَبْدِي مِنَ النَّارِ ، فَيَأْتِيهَا ، فَيَجْدُهَا مُطْبَقَةً ، فَيَرْجِعُ ، فَيَقُولُ : يَا رَبِّ إِنَّهَا عَلَيْهُمْ مُؤَصَّدَةٌ ، فَيَقُولُ : ارْجِعْ ، ففكها فيفكها (2) ، فيخرج مثل الخيال فيطرحه على ساحل الجنة حتى ينبت الله له شعراً ولحماً ودماً .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الأَثَرِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
__________
(1) الشعب : بالكسر هو ما انفرج بين الجبلين وأما شعبة بضم الشين أي فرقة وخصلة وأما الشعب بالفتح وحكى فيه الكسر فواحد الشعوب .( مشارق الأنوار ج2/ص254 ، تفسير غريب ما فِي الصحيحين البخاري ومسلم ج1/ص118) .
(2) فى الخطوطة (أ) زيادة ( فيدخلها )(1/80)
أَخْرَجَهُ أبو نعيم فِي (حلية الأولياء ج4/ص284) قال : حَدَّثَنَا أَبِي وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ قَالا : ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ ثَنَا يَعْقُوبُ الْقُمِّيُّ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ سَعِيدٍ يَعْنِي ابْنَ جُبَيْرٍ قال إن فِي النار لرجلا أظنه فِي شعب من شعبها ينادي مقدار ألف عام يا حنان يا منان فيقول رب العزة لجبريل يا جبريل اخرج عبدي من النار فيأتيها فيجدها مطبقة فيرجع فيقول يا رب إنها عليهم موصدة فيقول يا جبريل ارجع ففكها فاخرج عبدي من النار فيفكها فيخرج مثل الخيال فيطرحه على ساحل الجنة حتى ينبت الله له شعرا ولحما ودما .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ ابن جرير فِي ( تفسيره ج30/ص294) مِنْ طَرِيقِ شيخه محمد بن حميد عن يعقوب القمي بِمِثْلِهِ .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الأَثَرِ
1- محمد بن حميد سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 40 ] . حافظ ضعيف وَكَانَ ابْنُ مَعِينٍ حَسَنَ الرَّأي فيه .
2- يعقوب بن عبد الله القمي سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 13 ] . صدوق يهم .
3- جعفر بن أبي المغيرة الخزاعي القمي سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 13 ] . صدوق يهم .
4- سعيد بن جبير سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 13 ] . ثِقَةٌ ثَبْتٌ فقيه .
رَابِعَاًً : الْحُكْمُ عَلَى إِسْنَادِ الأَثَرِ
هذا الأثر إسنادُه ضعيفٌ ، لضعف محمد بن حميد الرازي .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 252 }(1/81)
وَأَخْرَجَ التِّرْمِذِيُّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قال : « إِنَّ رَجُلَيْنِ مِمَّنْ دَخَلَ النَّارَ اشْتَدَّ صِيَاحُهُمَا ، فَقَالَ الرَّبُّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : أَخْرِجُوهُمَا ، فَلَمَّا أُخْرِجَا ، قَالَ لَهُمَا : لأَيِّ شَيْءٍ اشْتَدَّ صِيَاحُكُمَا ؟ ، قَالا : فَعَلْنَا ذَلِكَ لِتَرْحَمَنَا ، قَالَ : إِنَّ رَحْمَتِي لَكُمَا أَنْ تَنْطَلِقَا ، فَتُلْقِيَا أَنْفُسَكُمَا حَيْثُ كُنْتُمَا مِنَ النَّارِ ، فَيَنْطَلِقَانِ ، فَيُلْقِى أَحَدُهُمَا نَفْسَهُ ، فَيَجْعَلُهَا عَلَيْهِ بَرْدَاً وَسَلامَاً ، وَيَقُومُ الآخَرُ ، فَلا يُلْقِي نَفْسَهُ ، فَيَقُولُ لَهُ الرَّبُّ : مَا مَنَعَكَ أَنْ تُلْقِيَ نَفْسَكَ كَمَا أَلْقَى صَاحِبُكَ ؟ ، فَيَقُولُ : يَا رَبِّ ، إِنِّي لأَرْجُو أَنْ لا تُعِيدَنِي فِيهَا بَعْدَ مَا أَخْرَجْتَنِي ، فَيَقُولُ لَهُ الرَّبُّ : لَكَ رَجَاؤُكَ ، فَيَدْخُلانِ جَمِيعَاً الْجَنَّةَ بِرَحْمَةِ اللهِ » .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ(1/82)
أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ فِي ( سُنَنِهِ / كِتَابُ صِفَةِ جَهَنَّمَ ، بَابٌ ج4/ص714/ 2599) قَالَ : حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ نَصْرٍ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ أَخْبَرَنَا رِشْدِينُ حَدَّثَنِي ابْنُ نُعْمٍ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ أَنَّهُ حَدَّثَهُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : « إِنَّ رَجُلَيْنِ مِمَّنْ دَخَلَ النَّارَ اشْتَدَّ صِيَاحُهُمَا ، فَقَالَ الرَّبُّ - عز وجل - : أَخْرِجُوهُمَا ، فَلَمَّا أُخْرِجَا ، قَالَ لَهُمَا : لأَيِّ شَيْءٍ اشْتَدَّ صِيَاحُكُمَا ؟ ، قَالا : فَعَلْنَا ذَلِكَ لِتَرْحَمَنَا ، قَالَ : إِنَّ رَحْمَتِي لَكُمَا أَنْ تَنْطَلِقَا ، فَتُلْقِيَا أَنْفُسَكُمَا حَيْثُ كُنْتُمَا مِنَ النَّارِ ، فَيَنْطَلِقَانِ ، فَيُلْقِى أَحَدُهُمَا نَفْسَهُ ، فَيَجْعَلُهَا عَلَيْهِ بَرْدَاً وَسَلامَاً ، وَيَقُومُ الآخَرُ ، فَلا يُلْقِي نَفْسَهُ ، فَيَقُولُ لَهُ الرَّبُّ - عز وجل - : مَا مَنَعَكَ أَنْ تُلْقِيَ نَفْسَكَ كَمَا أَلْقَى صَاحِبُكَ ؟ ، فَيَقُولُ : يَا رَبِّ ، إِنِّي لأَرْجُو أَنْ لا تُعِيدَنِي فِيهَا بَعْدَ مَا أَخْرَجْتَنِي ، فَيَقُولُ لَهُ الرَّبُّ : لَكَ رَجَاؤُكَ ، فَيَدْخُلانِ جَمِيعَاً الْجَنَّةَ بِرَحْمَةِ اللهِ » .
قَالَ أَبُو عِيسَى : إِسْنَادُ هَذَا الْحَدِيثِ ضَعِيفٌ لأَنَّهُ عَنْ رِشْدِينَ بْنِ سَعْدٍ ، وَرِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ هُوَ ضَعِيفٌ عِنْدَ أَهْلِ الْحَدِيثِ عَنِ ابْنِ نُعْمٍ ، وَهُوَ الإِفْرِيقِيُّ ، وَالإِفْرِيقِيُّ ضَعِيفٌ عِنْدَ أَهْلِ الْحَدِيثِ .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ(1/83)
أَخْرَجَهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ فِي ( مُسْنَدِ ابْنِ الْمُبَارَكِ ج1/ص68/ 111 ) ، وَفِى ( كِتَابِ الزُّهْدِ ج2/ص123/ 410) مِنْ طَرِيقِ شَيْخِهِ رِشْدِينَ بْنِ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ نُعْمٍ بِمِثْلِهِ .
وأَخْرَجَهُ ابْنُ أَبِى الدُّنْيَا فِي ( كِتَابِ حُسْنِ الظَّنِّ بِاللهِ ج1/ص68/ 59) مِنْ طَرِيقِ شَيْخِهِ ابْنِ الْمُبَارَكِ عَنْ رِشْدِينَ بْنِ سَعْدٍ بِمِثْلِهِ . وأَخْرَجَهُ البغوي فِي ( شَرْحِ السُّنَّةِ 15/ص195/ 4363) مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُبَارَكِ عَنْ رِشْدِينَ بِمِثْلِهِ .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
1- رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 39 ] . ضَعِيفٌ كَانَ صَالِحَاً فِي دِينِهِ ، فَأَدْرَكَتْهُ غََفْلَةُ الصَّالِحِينَ فَخَلَطَ فِي الْحَدِيثِ .
2- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادِ بْنِ أَنُعْمَ الإِفْرِيقِيُّ ضَعِيفٌ فِي حِفْظِهِ . سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 87 ] .
3- أبُو عُثْمَانَ (1) أبُو عُثْمَانَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ : أَنَّ رَجُلَيْنِ مِمَّنَ دَخَلَ النَّارَ اشْتَدَّ صِيَاحُهُماَ الْحَدِيثَ . وَعَنْهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادِ بْنِ أَنْعَمَ . قَالَ ابْنُ عَسَاكِرَ : إِنْ لَمْ يَكُنْ مُسْلِمَ بْنَ يَسَارٍ فَلا أَدْرِي مَنْ هُوَ ؟ ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ هُوَ أَبُو عُثْمَانَ الأَصْبَحِيُّ عُبَيْدُ بْنُ عُمَرَ ، وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ غَيْرَهُمَا . رَوَى لَهُ التِّرْمِذِيُّ . مَرْتَبَتُهُ : الرَّابِعَةُ تَجْرِيْحَاً .
4- أبُو هُرَيْرَةَ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 19 ] .
__________
(1) تَرْجَمَةُ أَبِي عُثْمَانَ : تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج34/ص77/7509) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص443/6738) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج12/ص183/787) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص657/8239) .(1/84)
رَابِعَاًً : الْحَكَمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
هَذَا الْحَدِِيثُ إِسْنَادُهُ ضعيفٌ ، لأنَّهُ فِيهِ أَبُو عُثْمَانَ وَهُوَ مَجْهُولٌ ، وَفِيهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادِ بْنِ أَنْعَمَ ، وَرِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ وَهُمَا ضَعِيفَانِ . وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ بَعْدَ رِوَايَتِهِ لِلْحَدِيثِ : إِسْنَادُ هَذَا الْحَدِيثِ ضَعِيفٌ ، لأَنَّهُ عَنْ رِشْدِينَ بْنِ سَعْدٍ ، وَرِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ هُوَ ضَعِيفٌ عِنْدَ أَهْلِ الْحَدِيثِ ، وَعَنِ ابْنِ أَنُعْمَ وَهُوَ الإِفْرِيقِيُّ ، وَالإِفْرِيقِيُّ ضَعِيفٌ عِنْدَ أَهْلِ الْحَدِيثِ .
وَضَعَّفَهُ الأَلْبَانِيُّ فِي ( ضَعِيفِ التِّرْمِذِيِّ ح1/ص309/ح487) . وَانْظُرْ ضَعِيفَ الْمِشْكَاةِ 5605 ، والسِّلْسِلَةَ الضَّعِيفَةَ 1977 ، وَضَعِيفَ الْجَامِعِ الصَّغِيْرِ 1859 .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 253 }(1/85)
وَأَخْرَجَ أَحْمَدُ وَالْبَزَّارُ بِسَنَدٍ لا بَأْسَ بِهِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ وَأَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : « آخِرُ رَجُلَيْنِ يَخْرُجَانِ مِنَ النَّارِ ، يَقُولُ اللهُ لأَحَدِهِمَا : يَا ابْنَ آدَمَ ؛ ما أَعْدَدْتَ لِهَذَا الْيَوْمِ ، هَلْ عَمِلْتَ خَيْراً ، أَوْ رَجَوْتَنِي ، فَيَقُولُ : لاَ يا رَبِّ ، فَيُؤْمَرُ بِهِ إِلَى النَّارِ ، وَهُوَ أَشَدُّ أَهْلِ النَّارِ حَسْرَةً ، وَيَقُولُ لِلآخَرِ : يَا ابْنَ آدَمَ ؛ ما أَعْدَدْتَ لِهَذَا الْيَوْمِ ، هَلْ عَمِلْتَ خَيْرَاً ، أَوْ رَجَوْتَنِي ، فَيَقُولُ : نَعَمْ يَا رَبِّ ، قَدْ كُنْتُ أَرْجُو إِذْ أَخْرَجْتَنِي أَنْ لاَ تُعِيدُنِي فِيهَا ، قال : فَتُرْفَعُ له شَجَرَةٌ ، فَيَقُولُ : أَيْ رَبِّ أَقِرَّنِي تَحْتَ هَذِهِ الشَّجَرَةِ ، فَاسْتَظِلَّ بِظِلِّهَا ، وَآكُلَ من ثَمَرِهَا ، وَأَشْرَبَ مِنْ مَائِهَا ، فَيَقُولُ : يَا ابْنَ آدَمَ ، فَيُعَاهِدُهُ أَنْ لاَ يَسْأَلَهُ غَيْرَهَا ، فَيُدْنِيهِ مِنْهَا ، ثُمَّ تُرْفَعُ له شَجَرَةٌ هِيَ أَحْسَنُ مِنَ الأُولَى ، وَأَغْدَقُ مَاءً ، فَيَقُولُ : أيْ رَبِّ ، هَذِهِ ، لاَ أَسْأَلُكَ غَيْرَهَا ، أَقِرَّنِي تَحْتَهَا ، فَاسْتَظَلَّ بِظِلِّهَا ، وَآكُلَ مِنْ ثَمَرِهَا ، وَأَشْرَبَ مِنْ مَائِهَا ، فَيَقُولُ : يَا ابْنَ آدَمَ ؛ أَلَمْ تُعَاهِدْنِي أَنْ لاَ تَسْأَلَنِي غَيْرَهَا ، فَيَقُولُ : أَيْ رَبِّ ؛ هَذِهِ لاَ أَسْأَلُكَ غَيْرَهَا ، فَيُقِرُّهُ تَحْتَهَا ، ثُمَّ تُرْفَعُ لَهُ شَجَرَةٌ عِنْدَ بَابِ الْجَنَّةِ هِيَ أَحْسَنُ مِنَ الأُوَلَيَيْنِ ، وَأَغْدَقُ مَاءً ، فَيَقُولُ : أيْ رَبِّ ، أَقِرَّنِي تَحْتَهَا ، فَيُدْنِيهِ مِنْهَا ، وَيُعَاهِدُهُ أَنْ لاَ يَسْأَلَهُ غَيْرَهَا ، فَيَسْمَعُ أَصْوَاتَ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَلاَ يَتَمَالَكُ ،(1/86)
فَيَقُولُ : أَيْ رَبِّ ؛ أَدْخِلْنِي الْجَنَّةَ ، فَيَقُولُ اللهُ : سَلْ وَتَمَنَّ ، وَيُلَقِّنُهُ الله ما لاَ عِلْمَ له بِهِ ، فَيَسْأَلَ وَيَتَمَنَّى مِقْدَارَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ مِنْ أَيَّامِ الدُّنْيَا ، فَإِذَا فَرَغَ قَالَ : لَكَ مَا سَأَلْتَ » . قَالَ أَبُو سَعِيدٍ : وَمِثْلَهُ . وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : وَعَشَرَةَ أَمْثَالِهِ .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ(1/87)
أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ فِي ( مُسْنَدِهِ ج3/ص70/ 11685) قَالَ : حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ وَأَبِي هُرَيْرَةَ قَالاَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « آخِرُ مَنْ يَخْرُجُ مِنَ النَّارِ رَجُلاَنِ ، يَقُولُ اللهُ لأَحَدِهِمَا : يَا ابْنَ آدَمَ ؛ ما أَعْدَدْتَ لِهَذَا الْيَوْمِ ، هَلْ عَمِلْتَ خَيْراً ، أَوْ رَجَوْتَنِي ، فَيَقُولُ : لاَ يا رَبِّ ، فَيُؤْمَرُ بِهِ إِلَى النَّارِ ، وَهُوَ أَشَدُّ أَهْلِ النَّارِ حَسْرَةً ، وَيَقُولُ لِلآخَرِ : يَا ابْنَ آدَمَ ؛ ما أَعْدَدْتَ لِهَذَا الْيَوْمِ ، هَلْ عَمِلْتَ خَيْرَاً ، أَوْ رَجَوْتَنِي ، فَيَقُولُ : نَعَمْ يَا رَبِّ ، قَدْ كُنْتُ أَرْجُو إِذْ أَخْرَجْتَنِي أَنْ لاَ تُعِيدُنِي فِيهَا أَبَداً ، فَتُرْفَعُ له شَجَرَةٌ ، فَيَقُولُ : أَيْ رَبِّ أَقِرَّنِي تَحْتَ هَذِهِ الشَّجَرَةِ ، فَاسْتَظِلَّ بِظِلِّهَا ، وَآكُلَ من ثَمَرِهَا ، وَأَشْرَبَ مِنْ مَائِهَا ، فَيَقُولُ : يَا ابْنَ آدَمَ ، فَيُعَاهِدُهُ أَنْ لاَ يَسْأَلَهُ غَيْرَهَا ، فَيُدْنِيهِ مِنْهَا ، ثُمَّ تُرْفَعُ له شَجَرَةٌ هِيَ أَحْسَنُ مِنَ الأُولَى ، وَأَغْدَقُ مَاءً ، فَيَقُولُ : أيْ رَبِّ ، هَذِهِ ، لاَ أَسْأَلُكَ غَيْرَهَا ، أَقِرَّنِي تَحْتَهَا ، فَاسْتَظَلَّ بِظِلِّهَا ، وَآكُلَ مِنْ ثَمَرِهَا ، وَأَشْرَبَ مِنْ مَائِهَا ، فَيَقُولُ : يَا ابْنَ آدَمَ ؛ أَلَمْ تُعَاهِدْنِي أَنْ لاَ تَسْأَلَنِي غَيْرَهَا ، فَيَقُولُ : أَيْ رَبِّ ؛ هَذِهِ لاَ أَسْأَلُكَ غَيْرَهَا ، فَيُقِرُّهُ تَحْتَهَا ، وَيُعَاهِدُهُ أَنْ لاَ يَسْأَلَهُ غَيْرَهَا ، ثُمَّ تُرْفَعُ لَهُ شَجَرَةٌ عِنْدَ بَابِ الْجَنَّةِ هِيَ أَحْسَنُ مِنَ الأُوَلَيَيْنِ ، وَأَغْدَقُ مَاءً ،(1/88)
فَيَقُولُ : أيْ رَبِّ ، لاَ أَسْأَلُكَ غَيْرَهَا ، فَأَقِرَّنِي تَحْتَهَا ، فَأَسْتَظِلَّ بِظِلِّهَا ، وَآكُلَ من ثَمَرِهَا ، وَأَشْرَبَ من مَائِهَا ، فَيَقُولُ : ابْنَ آدَمَ ؛ أَلَمْ تُعَاهِدْنِي أَنْ لاَ تَسْأَلَنِي غَيْرَهَا ، فَيَقُولُ : أَيْ رَبِّ ، هَذِهِ لاَ أَسْأَلُكَ غَيْرَهَا ، فَيُقِرُّهُ تَحْتَهَا ، وَيُعَاهِدُهُ أَنْ لاَ يَسْأَلَهُ غَيْرَهَا ، فَيَسْمَعُ أَصْوَاتَ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَلاَ يَتَمَالَكُ ، فَيَقُولُ : أَيْ رَبِّ ؛ أَدْخِلْنِي الْجَنَّةَ ، فَيَقُولُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : سَلْ وَتَمَنَّ ، وَيُلَقِّنُهُ الله ما لاَ عِلْمَ له بِهِ ، فَيَسْأَلَ وَيَتَمَنَّى مِقْدَارَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ مِنْ أَيَّامِ الدُّنْيَا ، فَيَقُولُ : ابْنَ آدَمَ ، لَكَ مَا سَأَلْتَ » .
قَالَ أبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ : وَمِثْلُهُ معه ، قَالَ أبو هُرَيْرَةَ : وَعَشَرَةُ أَمْثَالِهِ مَعَهُ ، ثُمَّ قَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ : حَدِّثْ بِمَا سَمِعْتَ وَأُحَدِّثُ بِمَا سَمِعْتُ .
وأَخْرَجَهُ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ ( مُسْنَدِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ج3/ص74/11726) مِنْ طَرِيقِ شَيْخِهِ عَفَّانَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ بِمِثْلِهِ . وأَخْرَجَهُ الْبَزَّارُ فِي ( مُسْنَدِهِ كَمَا فِي كشف الأستار ج4/ص212/ح3555) مِنْ طَرِيقِ الْحَجَّاجِ بْنِ مِنْهَالٍ عَنْ حَمَّادٍ بِمِثْلِهِ .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ فِي ( مُسْنَدِهِ ج1/ص305/ 991) مِنْ طَرِيقِ شَيْخِهِ الْحَسَنِ بْنِ مُوسَى عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ بِمِثْلِهِ .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
1- الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 55 ] . ثِقَةٌ .(1/89)
2- عفان بن مسلم سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 121 ] . ثِقَةٌ ثَبْتٌ .
3- حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 59 ] . ثِقَةٌ عَابِدٌ أَثْبَتُ النَّاسِ فِي ثَابِتٍ وَتَغَيَّرَ حِفْظُهُ بِآخَرِةٍ .
4- عَلِيُّ بن زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ (1) عَلِيُّ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ زُهَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ جُدْعَانَ التَّيْمِيُّ الْبَصْرِيُّ أَصْلُهُ حِجَازِيٌّ . رَوَى عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، وَأَبِى عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ ، وَأَبِى نَضْرَةَ ، وَابْنِ الْمُسَيَّبِ . رَوَى عَنْه قَتَادَةُ ، وَالسُّفْيَانَانِ ، وَالْحَمَّادَانِ ، وَخَلْقٌ . قَالَ ابْنُ حَجَرٍ ضَعِيفٌ مِنَ الرَّابِعَةِ مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاثِينَ ، وَقِيلَ قَبْلَهَا الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ وَالأَرْبَعَةُ .
مَرْتَبَتُهُ : الثَّالِثَةُ تَجْرِيْحَاً .
5- سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ أَحَدُ الْعُلَمَاءِ الأَثْبَاتِ الْفُقَهَاءِ الْكِبَارِ ، سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 84 ] .
6- أبُو هُرَيْرَةَ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 19 ] .
7- أبُو سَعِيدٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 14 ] .
رَابِعَاًً : الْحَكَمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
هَذَا الْحَدِِيثُ إِسْنَادُهُ ضعيفٌ لأَنَّ فِيهِ عَلِىُّ بْنُ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ عَلِىِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ : الضُّعَفَاءُ الْكَبِيْرُ (ج3/ص229/1231) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج6/ص/186/1021) ، الْكَامِلُ فِي الضُّعَفَاءِ (ج5/ص195/1351) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج20/ص434/4070) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص40/3916) ، طَبَقَاتُ الْحُفَّاظِ (ج1/ص65/125) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص401/4734) ، لِسَانُ الْمِيزَانِ (ج7/ص490/5728) .(1/90)
وقَالَ شُعَيْبُ الأَرْنَؤُوطُ فِي تَعْلِيقِهِ عَلَى الْمُسْنَدِ (ج3/ص70/ح11685) : إسْنَادُهُ ضَعِيفٌ لِضَعْفِ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 254 }
وَأَخْرَجَ الْبَزَّارُ وَالطَّبَرَانِيُّ عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : « لَقَدْ عَلِمْتُ آخِرَ أَهْلِ الْجَنَّةِ دُخُولاً ، رَجُلٌ كَانَ يَقُولُ : اللَّهُمَّ زَحْزِحْنِي عَنِ النَّارِ ، وَلاَ يَقُولُ : أَدْخِلْنِي الْجَنَّةَ ، فَإِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ ، وَأَهْلُ النَّارِ النَّارَ ، بَقِيَ ذَلِكَ الرَّجُلُ فَقَالَ : يَا رَبِّ ، مَالِي هَا هُنَا ؟ ، قَالَ : ذَلِكَ الَّذِي كُنْتَ تَسْأَلُنِي ، قَالَ : يَا رَبِّ أَدْنِنِي مِنَ الْجَنَّةِ ، قَالَ : يَا ابْنَ آدَمَ ، لَمْ تَكُنْ تَسْأَلُنِي ، قَالَ : فَيُنْشِئُ اللهُ لَهُ شَجَرَةً عَلَى بَابِ (1) الْجَنَّةِ ، فَيَقُولُ : يَا رَبِّ ، أَدْنِنِي إِلَى هَذِهِ الشَّجَرَةِ ، آكُلُ مِنْ ثَمَرِهَا ، وَأَسْتَظِلُّ بِظِلِّهَا ، فَيَقُولُ : يَا ابْنَ آدَمَ ، أَلَمْ تَكُنْ تَسْأَلُنِي أَنْ أُزَحْزِحَكَ عَنِ النَّارِ ؟ ، فَلا يَزَالُ يَرَى شَيْئَاً أَفْضَلَ مِنْ شَيْءٍ ، وَيَسْأَلُ حَتَّى يُقَالَ لَهُ : اذْهَبْ فَلَكَ مَا بَلَغَتْ قَدَمَاكَ ، وَرَأَتْ عَيْنَاكَ ، فَيَسْعَى حَتَّى يَكُدَّ هَكَذَا وَهَكَذَا ، فَيُقَالُ : هَذَا لَكَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ ، فَيَرْضَى حَتَّى يَرَى أنَّهُ أَعْطَاهُ شَيْئَاً مَا أَعْطَاهُ أَحَدَاً مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ » .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
__________
(1) كلمة (باب) ساقطة من المخطوطة (أ) .(1/91)
أَخْرَجَهُ الْبَزَّارُ فِي ( مُسْنَدِهِ ج7/ص191/ 2760 ) قال حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبَانَ الْقُرَشِيُّ قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ : أَنّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : « قَدْ عَلِمْتُ آخِرَ أَهْلِ الْجَنَّةِ دُخُولاً ، رَجُلٌ كَانَ يَقُولُ : اللَّهُمَّ زَحْزِحْنِي عَنِ النَّارِ ، وَلاَ يَقُولُ : أَدْخِلْنِي الْجَنَّةَ ، فَأُدْخِلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ ، وَأَهْلُ النَّارِ النَّارَ ، فَيَبْقَى ذَلِكَ الرَّجُلُ فَقَالَ : يَا رَبِّ ، مَالِي هَا هُنَا ؟ ، قَالَ : ذَلِكَ الَّذِي كُنْتَ تَسْأَلُ يَا ابْنَ آدَمَ ، قَالَ : يَا رَبِّ أَدْنِنِي مِنَ الْجَنَّةِ ، قَالَ : يَا ابْنَ آدَمَ ، لَمْ تَكُنْ سَأَلْتَنِي ، قَالَ : فَيُنْشِئُ اللهُ لَهُ شَجَرَةً عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ ، فَيَقُولُ : يَا رَبِّ ، أَدْنِنِي إِلَى هَذِهِ الشَّجَرَةِ ، آكُلُ مِنْ ثَمَرِهَا ، وَأَسْتَظِلُّ بِظِلِّهَا ، فَيَقُولُ : يَا ابْنَ آدَمَ ، أَلَمْ تَكُنْ سَأَلْتَنِي أَنْ أُزَحْزِحَكَ عَنِ النَّارِ ؟ ، فَلا يَزَالُ يَسْأَلُ ، حَتَّى يُقَالَ لَهُ : اذْهَبْ فَلَكَ مَا بَلَغَتْ قَدَمَاكَ ، وَرَأَتْ عَيْنَاكَ » .
وأَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي ( الْمُعْجَمِ الْكَبِيْرِ ج18/ص77/ 143 ) مِنْ طَرِيقِ زَيْدِ بْنِ الْحُبَابِ عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ بِمِثْلِهِ .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ ابْنُ أَبِى شَيْبَةَ فِي ( مُصَنَّفِهِ ج7/ص36/34012) مِنْ طَرِيقِ شَيْخِهِ زَيْدِ بْنِ الْحُبَابِ عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ بِمِثْلِهِ .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ(1/92)
1- زَيْدُ بن الْحُبَابِ (1) زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ بِضَمِّ الْمُهْمَلَةِ وَمُوَحَّدَتَيْنِ أبُو الْحُسَيْنِ بْنِ الرَّيَّانِ ، وَيُقَالُ : رُومَانُ التَّمِيمِيُّ الْعُكْلِيُّ بِضَمِّ الْمُهْمَلَةِ وَسُكُونِ الْكَافِ الْكُوفِيُّ . أَصْلُهُ خُرَاسَانِيٌّ ، وَرَحَلَ فِي طَلَبِ الْعِلْمِ وَسَكَنَ الْكُوفَةَ . رَوَى عَنْ أَيْمَنَ بْنِ نَابِلٍ ، وَعِكْرِمَةَ بْنِ عَمَّارٍ الْيَمَامِيِّ ، وَمَالِكِ بْنِ أَنَسٍ ، وَالثَّوْرِيِّ ، وَابْنِ أَبِي ذِئْبٍ ، وَعِدَّةٍ . وَعَنْهُ أَحْمَدُ ، وَابْنَا أبِي شَيْبَةَ ، وَأَبُو خَيْثَمَةَ وَعَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ وَغَيْرُهُمْ . قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : كَانَ صَاحِبَ حَدِيثٍ كَيِّسَاً . وَقَدْ رَحَلَ إِلَى مِصْرَ وَخُرَاسَانَ فِي الْحَدِيثِ وَثَّقَهُ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ وَالْعِجْلِيُّ . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ : صَدُوقٌ صَالِحٌ . وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ : كَانَ يَقْلِبُ حَدِيثَ الثَّوْرِيِّ وَلَمْ يَكُنْ بِهِ بَأْسٌ . وذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ ، وَقَال : يُخْطِئُ يُعْتَبَرُ حَدِيثُهُ إذَا رَوَى عَنِ الْمَشَاهِيْرِ ، وَأَمَّا رِوَايَتُهُ عَنِ الْمَجَاهِيلِ فَفِيهَا الْمَنَاكِيْرُ . وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ وَابْنُ مَاكُولا : ثِقَةٌ . وَقَالَ ابْنُ شَاهِينَ : وثقهُ عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ صَدُوقٌ يُخْطِئُ فِي حَدِيثِ الثَّوْرِيِّ مِنَ التَّاسِعَةِ مَاتَ سَنَةَ ثَلاثِينَ وَمِئَتَيْنِ الْبُخَارِيُّ فِي الْقِرَاءةِ وَمُسْلِمٌ وَالأَرْبَعَةُ . مَرْتَبَتُهُ : الرَّابِعَةُ تَعْدِيْلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ زَيْدِ بْنِ الْحُبَابِ : تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج10/ص40/2095) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص415/1729) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج3/ص347/738) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص222/2124) .(1/93)
2- مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ الرَّبَذَيُّ (1) مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ بْنِ نَشِيطٍ الرَّبَذِيُّ أَبُو عَبْدِ الْعَزِيزِ الْمَدَنِيُّ . رَوَى عَنْ أَخَوَيْهِ عَبْدِ اللهِ وَمُحَمَّدٍ ، وَعَبْدِ اللهِ بْنُ دِينَارٍ ، وَمُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ ، وَخَلْقٍ . وَعَنْهُ ابْنُ أَخِيهِ بَكَّارُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ، وَالثَّوْرِيُّ ، وَابْنُ الْمُبَارَكِ ، وَزَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ وَآخَرُونَ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ضَعِيفٌ وَلا سِيَّمَا فِي عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ ، وَكَانَ عَابِدَاً مِنْ صِغَارِ السَّادِسَةِ مَاتَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَخَمْسِينَ التِّرْمِذِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ .
مَرْتَبَتُهُ : الثَّالِثَةُ تَجْرِيْحَاً .
3- مُحَمَّدُ بنُ كَعْبٍ الْقُرَظِيُّ أَبُو حَمْزَةَ الْمَدَنِيُّ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 109 ] . ثِقَةٌ عَالِمٌ .
4- عَوْفُ بْنُ مَالِكٍ الأَشْجَعِيُّ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 154 ] .
رَابِعَاًً : الْحَكَمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
هَذَا الْحَدِِيثُ إِسْنَادُهُ ضعيفٌ لأنَّ فِيهِ مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ الرَّبَذِىُّ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ .
وَقَالَ الْهَيْثَمِيُّ فِي ( مَجْمَعِ الزَّوَائِدِ ج10/ص402) : رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ وَالْبَزَّارُ ، وَفِي إِسْنَادِهِمَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ الرَّبَذِىُّ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 255 }
__________
(1) تَرْجَمَةُ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ الرَّبَذِيِّ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج7/ص291/1242) ، الضُّعَفَاءُ وَالْمَتْرُوكِينَ لابْنِ الْجَوْزِيِّ (ج3/ص147/3461) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج29/ص104/6280) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص306/5715) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج10/ص318/636) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص552/6989) .(1/94)
وَأَخْرَجَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ فِي مُسْنَدِهِ ، وَالطَّبَرَانِيُّ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « إِنَّ آخِرَ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ رَجُلٌ يَتَقَلَّبُ على الصِّرَاطِ ظَهْرَاً لِبَطْنٍ كَالْغُلامِ يَضْرِبُهُ أَبُوهُ ، وهو يَفِرُّ مِنْهُ ، يَعْجِزُ عَنْهُ عَمَلُهُ أَنْ يَسْعَى ، فَيَقُولُ : يَا رَبِّ بَلِّغْ بِيَ الْجَنَّةَ وَنَجِّنِي مِنَ النَّارِ ، فَيُوحِي اللهُ إلَيْهِ : عَبْدِي إِنَ أَنْجَيْتُكَ (1) مِنَ النَّارِ ، وَأَدْخَلْتُكَ الْجَنَّةَ ، أَتَعْتَرِفُ لي بِذُنُوبِكَ وَخَطَايَاكَ ، فَيَقُولُ الْعَبْدُ : نَعَمْ يَا رَبِّ وَعِزَّتِكَ وَجَلالِكَ ؛ لَئِنْ نَجَّيْتَنِي مِنَ النَّارِ لأَعْتَرِفَنَّ لك بِذُنُوبِي وَخَطَايَايَ ، فَيَجُوزُ الْجِسْرَ ، وَيَقُولُ الْعَبْدُ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ نَفْسِهِ : لَئِنِ اعْتَرَفَتُ له بِذُنُوبِي وَخَطَايَايَ لَيَرُدَّنِي إلى النَّارِ ، فَيُوحِي اللهُ إلَيْهِ : عَبْدِي اعْتَرِفْ لي بِذُنُوبِكَ وَخَطَايَاكَ أَغْفِرُهَا لَكَ وَأُدْخِلُكَ الْجَنَّةَ (2) ،
__________
(1) فِى الْمَخْطُوطَةِ (ب) ،(ز) نجيتك .
(2) ما بين القوسين ساقط من المخطوطتين (أ) ، (ز) ..(1/95)
فَيَقُولُ الْعَبْدُ : وَعِزَّتِكَ ما أَذْنَبْتُ ذَنْبًا قَطُّ ، وَلا أَخْطَأْتُ خَطِيئَةً قَطُّ ، فَيُوحِي اللهُ إِلَيْهِ : عَبْدِي إِنَّ لِي عَلَيْكَ بَيِّنَةً ، فَيَلْتَفِتُ الْعَبْدُ يَمِينَاً وَشِمَالاً ، فَلا يَرَى أَحَدَاً ، فَيَقُولُ : يَا رَبِّ أَرِنِي بَيِّنَتَكَ ، فَيُنْطِقُ اللهُ جِلْدَهُ بِالْمُحَقَّرَاتِ ، فَإذَا رَأَى ذَلِكَ الْعَبْدُ ، يَقُولُ : يَا رَبِّ عِنْدِي وَعِزَّتِكَ الْمُضْمَرَاتُ ، فَيُوحِي اللهُ إِلَيْهِ : عَبْدِي أَنَا أَعْرَفُ بِهَا مِنْكَ اعترف لي بها أَغْفِرُهَا لَكَ وَأُدْخِلُكَ الْجَنَّةَ ، فَيَعْتَرِفُ الْعَبْدُ بِذُنُوبِهِ ، فَيَدْخُلُ الْجَنَّةُ » ، قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « هَذَا أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلَةً » .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ(1/96)
أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي ( الْمُعْجَمِ الْكَبِيْرِ ج8/ص158/ 7669 ) قال : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ سَعْدِ بْنِ يَحْيَى الرَّقِّيُّ ثَنَا أبو فَرْوَةَ يَزِيدُ بن مُحَمَّدِ بن يَزِيدَ بن سِنَانَ الرَّهَاوِيُّ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ أَبِيهِ حَدَّثَنِي أَبُو يَحْيَى الْكَلاعِيُّ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « إِنَّ آخِرَ رَجُلٍ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ رَجُلٌ يَتَقَلَّبُ على الصِّرَاطِ ظَهْرَاً لِبَطْنٍ كَالْغُلامِ يَضْرِبُهُ أَبُوهُ ، وهو يَفِرُّ مِنْهُ ، يَعْجِزُ عَنْهُ عَمَلُهُ أَنْ يَسْعَى ، فَيَقُولُ : يَا رَبِّ بَلِّغْ بِيَ الْجَنَّةَ وَنَجِّنِي مِنَ النَّارِ ، فَيُوحِي اللهُ تَعَالَى إلَيْهِ : عَبْدِي إنْ أَنَا نَجَّيْتُكَ مِنَ النَّارِ وَأَدْخَلْتُكَ الْجَنَّةَ ، أَتَعْتَرِفُ لي بِذُنُوبِكَ وَخَطَايَاكَ ، فَيَقُولُ الْعَبْدُ : نَعَمْ يَا رَبِّ وَعِزَّتِكَ وَجَلالِكَ ؛ لَئِنْ تُنْجِينِي مِنَ النَّارِ لأَعْتَرِفَنَّ لك بِذُنُوبِي وَخَطَايَايَ ، فَيَجُوزُ الْجِسْرَ ، وَيَقُولُ الْعَبْدُ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ نَفْسِهِ : لَئِنِ اعْتَرَفَتُ له بِذُنُوبِي وَخَطَايَايَ لَيَرُدَّنِي إلى النَّارِ ، فَيُوحِي اللهُ إلَيْهِ : عَبْدِي اعْتَرِفْ لي بِذُنُوبِكَ وَخَطَايَاكَ أَغْفِرُهَا لك وَأُدْخِلُكَ الْجَنَّةَ ، فَيَقُولُ الْعَبْدُ : لا وَعِزَّتِكَ ما أَذْنَبْتُ ذَنْبًا قَطُّ ، وَلا أَخْطَأْتُ خَطِيئَةً قَطُّ ، فَيُوحِي اللهُ إِلَيْهِ : عَبْدِي إِنَّ لِي عَلَيْكَ بَيِّنَةً ، فَيَلْتَفِتُ الْعَبْدُ يَمِينَاً وَشِمَالاً ، فَلا يَرَى أَحَدَاً ، فَيَقُولُ : يَا رَبِّ أَرِنِي بَيِّنَتَكَ ، فَيَسْتَنْطِقُ اللهُ جِلْدَهُ بِالْمُحَقَّرَاتِ ، فَإِذَا رَأَى ذَلِكَ الْعَبْدُ يَقُولُ : يا رَبِّ عِنْدِي وَعِزَّتِكَ الْعَظَائِمُ(1/97)
الْمُضْمَرَاتُ ، فَيُوحِي اللهُ - عز وجل - إلَيْهِ : عَبْدِي أَنَا أَعْرَفُ بِهَا مِنْكَ ، اعْتَرِفْ لِي بِهَا أَغْفِرُهَا لَكَ ، وَأُدْخِلُكَ الْجَنَّةَ ، فَيَعْتَرِفُ الْعَبْدُ بِذُنُوبِهِ ، فَيَدْخُلُ الْجَنَّةُ » ، ثُمَّ ضَحِكَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ ، يَقُولُ : « هَذَا أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلَةً فَكَيْفَ الَّذِي فَوْقَهُ » .
ثَانِيَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
1- عَبْدُ اللهِ بْنُ سَعْدِ بْنِ يَحْيَى الرَّقِّيُّ لَمْ أَجِدْ لَهُ تَرْجَمَةً .
2- يَزِيدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ سِنَانَ (1) الْجَزَرِيُّ مِنْ أَهْلِ الرُّهَا أَبُو فَرْوَةَ الرُّهَاوِيُّ . رَوَى عَنْ أَبِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ سِنَانَ ، وَحَسَنِ بْنِ مُوسَى الأَشْيَبِ ، وَمُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِى دَاوُدَ الْحَرَّانِيِّ ، وَالْمُغِيْرَةِ بْنِ سِقْلابٍ . مَاتَ بِالرُّهَا فِي شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ تِسْعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ . مَرْتَبَتُهُ : الرَّابِعَةُ تَجْرِيْحَاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ يَزِيدُ بن مُحَمَّدِ بن يَزِيدَ بن سِنَانَ : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج9/ص288/1230) ، الثِّقَاتُ (ج9/ص276/16416) .(1/98)
3- مُحَمَّدِ بن يَزِيدَ بن سِنَانَ الرَّهَاوِيُّ (1) التَّمِيمِيُّ الْجَزَرِيُّ أَبُو عَبْدِ اللهِ بْنُ أَبِي فَرْوَةَ الرُّهَاوِيُّ ، وَهُوَ وَالِدُ أَبِي فَرْوَةَ الأَصْغَرِ يَزِيدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الرُّهَاوِيِّ . رَوَى عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ ، وَجَدِّهِ أَبِي حَكِيمٍ سِنَانَ بْنِ يَزِيدَ التَّمِيمِيِّ ، وَعَبْدِ اللهِ بْنِ حُدَيْرٍ وَأَبِيهِ أَبِي فَرْوَةَ يَزِيدَ بْنِ سِنَانَ الرُّهَاوِيِّ . رَوَى عَنْه أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبَّادٍ الْبَزَّازُ ، وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ وَاقِدٍ الْحَرَّانِيُّ ، وَأَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ ، وَابْنُهُ أَبُو فَرْوَةَ يَزِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرُّهَاوِيُّ . قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ : سَأَلْتُ أَبِي عَنْهُ ، فَقَالَ : لَيْسَ بِالْمَتِينِ هُوَ أَشَدُّ غَفْلَةً مِنْ أَبِيهِ مَعَ أَنَّهُ كَانَ رَجُلاً صَالِحَاً ، لَمْ يَكُنْ مِنْ أَهْلِِ الْحَدِيثِ صَدُوقٌ ، وَكَانَ يَرْجِعُ إِلَى سَتْرٍ وَصَلاحٍ ، وَكَانَ النُّفَيْلِيُّ يَرْضَاهُ . وَقَالَ الْبُخَارِيُّ : أَبُو فَرْوَةَ مُقَارَبُ الْحَدِيثِ إِلاَّ أَنَّ ابْنَهُ مُحَمَّدَاً يَرْوِي عَنْهُ مَنَاكِيْرَ . وَقَالَ النَّسَائِيُّ : لَيْسَ بِالْقَوِيِّ . وذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي كِتَابِ الثِّقَاتِ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ لَيْسَ بِالْقَوِيِّ مِنَ التَّاسِعَةِ ، مَاتَ سَنَةَ عِشْرِينَ النَّسَائِيُّ فِي فَضَائِلِ عَلِيٍّ وَابْنُ مَاجَهْ فِي التَّفْسِيْرِ . مَرْتَبَتُهُ : الأولَى تَجْرِيْحَاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ سِنَانٍ الرُّهَاوِيِّ : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج8/ص127/574) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج27/ص20/5700) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص513/6399) ، لِسَانُ الْمِيزَانِ (ج7/ص379/4778) .(1/99)
4- يَزِيدُ بْنُ سِنَانَ (1) يَزِيدُ بْنِ سِنَانَ بْنِ يَزِيدَ التَّمِيمِيُّ الْجَزَرِيُّ أَبُو فَرْوَةَ الرُّهَاوِيُّ . رَوَى عَنْ الأَعْمَشِ ، وَالزُّهْرِيِّ ، وَسُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ الْخَبَائِرِيِّ . وَعَنْهُ ابْنُهُ مُحَمَّدُ ، وَشُعْبَةُ ، وَمَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ ، وَوَكِيعٌ ، وَآخَرُونَ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ ضَعِيفٌ مِنْ كِبَارِ السَّابِعَةِ مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِينَ ، وَلَهْ سِتٍّ وَسَبْعُونَ التِّرْمِذِيُّ ابْنُ مَاجَهْ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّالِثَةُ تَجْرِيْحَاً .
5- سُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ الْخَبَائِرِيُّ (2) قَالَ ابْنُ حَجَرٍ فِي التَّقْرِيبِ (1/249) : سُلَيْمُ بنُ عَامِرٍ الْكِلاعِيُّ ، وَيُقَالُ الْخَبَائِرِيُّ
أَبُو يَحْيَى الْحِمْصِيُّ ثِقَةٌ مِنَ الثَّالِثَةِ غَلَطَ مَنْ قَالَ : إِنَّه أَدْرَكَ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - مَاتَ سَنَةَ ثَلاثِينَ وَمِئَةٍ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ وَالأَرْبَعَةُ .
مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيْلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ يَزِيدَ بْنِ سِنَانٍ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج8/ص336/3228) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج9/ص266/1120 ، الضُّعَفَاءُ وَالْمَتْرُوكِينَ لابْنِ الْجَوْزِيِّ (ج3/ص209/3786) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج32/ص155/7001) ، الكاشف (ج2/ص383/6315) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج11/ص293/541) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص602/7727 .
(2) تَرْجَمَةُ سُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ الْخَبَائِرِيِّ : مشاهير الأمصار (ج1/ص116/896) .(1/100)
6- صُدِىُّ بْنُ عَجْلانَ بْنِ وَهْبٍ أَبُو أُمَامَةَ (1) أبُو أُمَامَةَ الْبَاهِلِيُّ الصَّحَابِيُّ مِنْ بَقَايَا الصَّحَابَةِ بِحِمْصَ . رَوَى عَنْ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - وَعَنْ عُمَرَ ، وَعُثْمَانَ ، وَعَلِيٍّ ، وَغَيْرِهِمْ . وَعَنْهُ سُلَيْمَانُ بْنُ حَبِيبٍ الْمُحَارِبِيُّ ، وَشَدَّادُ بْنُ عَمَّارٍ الدِّمَشْقِيُّ ، وَمَكْحُولٌ الشَّامِيُّ ، وَشَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ ، وَأَبُو طَيْبَةَ الْكِلاعِيُّ ، وَجَمَاعَةٌ . سَكَنَ الشَّامَ ، وَمَاتَ بِهَا سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِينَ الْكُتُبُ السِّتَّةُ .
ثَالِثَاً : الْحَكَمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
هَذَا الْحَدِِيثُ إِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ فِيهِ مَجَاهِيلُ ، وَهُمْ : أَبُو يَحْيَى الْكَلاعِيُّ ، وَأَبُو فَرْوَةَ يَزِيدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ بن سِنَانَ . وَفِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ وَأَبُوه ، وَهُمَا ضَعِيفَانِ ، وَفِيهِ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَعْدِ لَمْ أَجِدْ لَهُ تَرْجَمَةً .
وَقَالَ الْهَيْثَمِيُّ فِي مَجْمَع الزَّوَائِدِ (10/ص402) : رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ ، وَفِيهِ مَنْ لَمْ أَعْرِفْهُمْ ، وَضُعَفَاءُ فيِهِمْ تَوْثِيقٌ لَيِّنٌ .
تَنْبِيهٌ : نَسَبَهُ الْمُصَنِّفُ لابْنِ أَبِي شَيْبَةَ فِي مُصَنَّفِهِ ، وَلَمْ أَجِدْهُ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 256 }
__________
(1) تَرْجَمَةُ صُدِىِّ بْنِ عَجْلانَ بْنِ وَهْبٍ أبِي أُمَامَةَ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج4/ص326/3001) ، الاستيعاب (ج4/ص1602/2853) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج13/ص158/2872) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص502/2390) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج4/ص368/734) ، الإصابة (ج7/ص19/9533) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص276/2923) .(1/101)
وَأَخْرَجَ الطَّبَرَانِيُّ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ : إِنَّ آخَرَ أَهْلِ الْجَنَّةِ دُخُولاً الْجَنَّةَ رَجُلٌ ، فَقَالَ لَهُ : قُمْ ، فَادْخُلِ الْجَنَّةَ ، فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ عَابِسَاً ، قَالَ : وَهَلْ أَبْقَيْتَ لِي شَيْئَاً ؟ ، قَالَ : لَكَ مِثْلَ مَا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ ، أَوْ غَرَبَتْ (1) .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الأَثَرِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي ( الْمُعْجَمِ الْكَبِيْرِ ج9/ص242/ 9189) قَالَ : حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ثَنَا أبو نُعَيْمٍ ثنا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ حَدَّثَنِي هُبَيْرَةُ بن يَرِيمَ أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ مَسْعُودٍ يَقُولُ : إِنَّ مِنْ آخِرِ أَهْلِ الْجَنَّةِ دُخُولاً : رَجُلاً مَرَّ بِهِ عَزَّ وَجَلَّ ، فَقَالَ لَهُ : قُمْ ، فَادْخُلِ الْجَنَّةَ ، فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ عَابِسَاً ، فَقَالَ : وَهَلْ أَبْقَيْتَ لِي شَيْئَاً ؟ ، قَالَ : نَعَمْ ، لَكَ مِثْلَ مَا طَلَعَتْ عَلَيْهَا الشَّمْسُ ، أَوْ غَرَبَتْ .
ثَانِيَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الأَثَرِ
1- عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الإمَامُ أبُو الْحَسَنِ الْبَغَوِيُّ . سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 103 ] .
__________
(1) فِى الْمَخْطُوطَةِ (أ) قوله (طلعت عليه الشمس والقمر ) .(1/102)
2- الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ (1) أبو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ وَهُوَ لَقَبٌ ، وَاسْمُهُ عَمْرُو بْنُ حَمَّادِ بْنِ زُهَيْرِ بْنِ دِرْهَمٍ التَّيْمِيُّ أَبُو نُعَيْمٍ الْمُلائِيُّ بِضَمِّ الْمِيمِ الْكُوفِيُّ الأَحْوَلُ . رَوَى عَنِ الأَعْمَشِ ، وَيُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ ، والثوري ، وخلق . رَوَى عَنْه الْبُخَارِيُّ فَأَكْثَرَ ، وَرَوَى هُوَ وَالْبَاقُونَ بِوَاسِطَةِ يُوسُفَ بْنِ مُوسَى الْقَطَّانِ ، وَأَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ ، وَعَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَغَوِيُّ ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ ثِقَةٌ ثَبْتٌ مِنَ التَّاسِعَةِ مَاتَ سَنَةَ ثَمَانِي عَشَرَةَ ، وَقِيلَ تِسْعَ عَشَرَةَ وَمِئَتَيْنِ ، وَكَانَ مَوْلِدُهُ سَنَةَ ثَلاثِينَ وَهُوَ مِنْ كِبَارِ شُيُوخِ الْبُخَارِيِّ الْكُتُبُ السِّتَّةُ . مَرْتَبَتُهُ : الأُولَى تَعْدِيْلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ الْفَضْلِ بْنِ دُكَيْنٍ : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج7/ص61/353) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج23/ص197/4732) ، تَذْكِرَةُ الْحُفَّاظِ (ج1/ص372/369) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص122/4463) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج8/ص/505) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص446/5401) .(1/103)
3- يُونُسُ بْنُ أبِي إِسْحَاقَ (1) يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللهِ الْهَمَدَانِيُّ السَّبِيعِيُّ أَبُو إِسْرَائِيلَ الْكُوفِيُّ . رَوَى عَنْ أَبِيهِ ، وَأَنَسٍ ، وَأَبِي بُرْدَةَ ، وَأَبِي بَكْرٍ ابْنَيْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ ، وَعَامِرٍ الشَّعْبِيِّ . وَعَنْهُ ابْنُهُ عِيسَى ، وَالثَّوْرِيُّ ، وَابْنُ الْمُبَارَكِ وَأَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ ، وَآخَرُونَ . قَالَ عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ عَنِ ابْنِ مَهْدِيٍّ : لَمْ يَكُنْ بِهِ بَأْسٌ ، قَالَ : وحَدَّثَ عَنْهُ يَحْيَى وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ . وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ أَبِيهِ : حَدِيثُهُ مُضْطِرِبٌ . وَقَالَ عُثْمَانُ الدَّارِمِيُّ عَنْ يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ : ثِقَةٌ . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ : كَانَ صَدُوقَاً إِلاَّ أَنَّهُ لا يُحْتَجُّ بِحَدِيثِهِ . وَقَالَ النَّسَائِيُّ : لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ . وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ : لَهُ أَحَادِيثُ حِسَّانٍ ، ورَوَى عَنْه النَّاسُ ، وَحَدِيثُ أَهْلِ الْكُوفَةِ عَامَّتُهُ تَدُورُ عَلَى ذَلِكَ الْبَيْتِ . وذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ . وَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ الْحَاكِمُ : رُبَمَا وَهِمَ فِي رِوَايَتِهِ . وَقَالَ الْعِجْلِيُّ : جَائِزُ الْحَدِيثِ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ صَدُوقٌ يَهِمُ قَلِيلاً مِنَ الْخَامِسَةِ ، مَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِينَ عَلَى الصَّحيِحِ الْبُخَارِيُّ فِي الْقِرَاءةِ وَمُسْلِمٌ وَالأَرْبَعَةُ .
مَرْتَبَتُهُ : الرَّابِعَةُ تَعْدِيْلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج9/ص243/1024 ، مشاهير الأمصار ج1/ص168/1335) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص402/6463) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج11/ص381/744) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص613/7899) .(1/104)
4- عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللهِ أبُو إِسْحَاقَ عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُبَيْدٍ ، وَيُقَالُ ابْنُ أَبِي شَعِيرَةَ ، أَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ ، ثِقَةٌ مُكْثِرٌ عَابِدٌ . سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 96 ] .
5- هُبَيْرَةُ بْنُ يَرِيْمَ (1) هُبَيْرَةَ بْنُ يَرِيْمَ بِتَحْتَانِيَّةٍ بِوَزْنِ عَظِيمٍ الشَّبَامِيُّ الشَّيْبَانِيُّ ، وَيُقَالُ الْخَارِفِيُّ ، أَبُو الْحَارِثِ الْكُوفِيُّ . رَوَى عَنْ عليٍّ ، وَطَلْحَةَ ، وَابْنِ مَسْعُودٍ . وَعَنْهُ أَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ ، وَأَبُو فَاخِتَةَ . قَالَ الأَثْرَمُ عَنْ أحْمَدَ : لا بَأْسَ بِحَدِيثِهِ ، هُوَ أَحْسَنُ اسْتِقَامَةًً مِنْ غَيْرِهِ يَعْنِي الَّذِينَ تَفَرَّدَ أَبُو إِسْحَاقَ بِالرِّوَايَةِ عَنْهُمْ . وَقَالَ النَّسَائِيُّ : لَيْسَ بِالْقَوِيِّ . وَقَالَ مَرَّةً : أَرْجُو أَنْ لا يَكُونَ بِهِ بَأْسٌ . وذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ . وَذَكَرَهُ ابْنُ سَعْدٍ فِي الطَّبَقَةِ الأُولَى وَقَالَ : كَانَتْ مِنْهُ هَفْوَةٌ أَيَّامَ الْمُخْتَارِ كَانَ يَجْهَزُ عَلَى الْجَرْحَى مَعَ الْمُخْتَارِ ، وَكَانَ مَعْرُوفَاً وَلَيْسَ بِذَاكَ . وَقَالَ السَّاجِيُّ : قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ : هُوَ مَجْهُولٌ . وَقَالَ ابْنُ عَدِىٍّ : وَأَرْجُو أَنَّهُ لا بَأْسَ بِهِ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ هبيرة بن يريم : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج8/ص241/2860) ، الكنى والأسماء (ج1/ص234/779) ، فتح الباب فِي الكنى والألقاب (ج1/ص247/2105) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج9/ص109/458) ، الثِّقَاتُ (ج5/ص511/5989) ، الْكَامِلُ فِي الضُّعَفَاءِ (ج7/ص133/2049) ، الْمُغْنِي فِي الضُّعَفَاءِ (ج2/ص708/6734) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص334/5941) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج11/ص23/52) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص570/7268) .(1/105)
قَالَ ابْنُ خِرَاشٍ : ضَعِيفٌ . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ : شَبِيهٌ بِالْمَجْهُولِ .
وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : لا بَأْسَ بِهِ ، وَقَدْ عِيبَ بِالتَّشَيُّعِ مِنَ الثَّانِيَةِ الأَرْبَعَةُ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّالِثَةُ تَعْدِيْلاً .
6- عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 54 ] .
ثَالِثَاً : الْحُكْمُ عَلَى إِسْنَادِ الأَثَرِ
هَذَا الأَثَرُ إِسْنَادُهُ حَسَنٌ لأَنَّ فِيهِ يُونُسُ بْنُ إِسْحَاقَ ، وَهُوَ صَدُوقٌ ، وَفِيهِ هُبَيْرَةُ بْنُ يَرِيْمَ ، وَهُوَ لا بَأْسَ بِهِ .
وَقَالَ الْهَيْثَمِيُّ فِي ( مَجْمَعِ الزَّوَائِدِ ج10/ص402) : رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ غَيْرُ هُبَيْرَةَ بْنِ يَرِيْمَ وَهُوَ ثِقَةٌ . وَقَالَ الْمُنْذِرِيُّ فِي ( التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ 4/ص276) : رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ بِإِسْنَادٍ جَيِّدٍ ، وَلَيْسَ فِي أَصْلِي رَفْعُهُ ، وَأَرَى الْكَاتِبَ أَسْقَطَ مِنْهُ ذِكْرَ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - .
وَقَالَ الأَلْبَانِيُّ فِي ( ضَعِيفِ التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ ج2/ص242/ح2183) : ضَعِيفٌ مَوْقُوفٌ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 257 }
وَأَخْرَجَ الدَّارَقُطْنِيُّ فِي غَرَائِبِ مَالِكٍ فِي رِوَايَةٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - : « إِنَّ آخِرَ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ رَجُلٌ مِنْ جُهَيْنَةَ يُقَالُ لَهُ جُهَيْنَةُ ، فَيَقُولُ أَهْلُ الْجَنَّةِ : عِنْدَ جُهَيْنَةَ الْخَبَرُ الْيَقِينُ ، سَلُوهُ : هَلْ بَقِيَ مِنَ الْخَلائِقِ أَحَدٌ » .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ(1/106)
أَخْرَجَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ فِي ( غَرَائِبِ مَالِكٍ كَمَا فِي لِسَانِ الْمِيزَانِ ج2/ص93/ 375) قَالَ : وَرَوَى لَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ فِي غَرَائِبِ مَالِكٍ حَدِيثَاً مِنْ وَجْهَيْنِ عَنْهُ : عَنْ زُهَيْرِ بْنِ عَبَّادٍ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ اللَّهَبِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الْحَكَمِ حَدَّثَنَا مَالِكٌ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَفَعَهُ : « آخِرُ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ رَجُلٌ مِنْ جُهَيْنَةَ ، فَيَسَأَلُهُ أَهْلُ الْجَنَّةِ : هَلْ بَقِيَ أَحَدٌ يُعَذَّبُ ، فَيَقُولُ : لا ، فَيَقُولُ : عِنْدَ جُهَيْنَةَ الْخَبَرُ الْيَقِينُ » . قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ : هَذَا الْحَدِيثُ بَاطِلٌ ، وَجَامِعٌ ضَعِيفٌ ، وَكَذَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الْحَكَمِ . وَقَالَ الذَّهَبِيُّ فِي ( مِيزَانِ الاعْتِدَالِ فِي نَقْدِ الرِّجَالِ ج8/ص151/542) فِي تَرْجَمَةِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ الْحَكَمِ : لَهُ عَنْ مَالِكٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ مَرْفُوعَاً آخِرُ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ رَجُلٌ مِنْ جُهَيْنَةَ ... » الْحَدِيثَ ، رَوَاهُ جَامِعُ بْنُ سَوَادَةَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ اللَّهَبِيِّ عَنْهُ ، قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ : جَامِعٌ ضَعِيفٌ ، وَكَذَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الْحَكَمِ أَيْضَاً ، وَالْحَدِيثُ بَاطِلٌ .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ(1/107)
أَخْرَجَهُ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ فِي غَرَائِبِ مَالِكٍ كَمَا ذَكَرَهُ الأَلْبَانِيُّ فِي ( الضَّعِيفَةِ ج1/ص655/ح377) قَالَ : رواه مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ فِي غَرَائِبِ مَالِكٍ (76/2) ، وَالدَّارَقُطْنِيُّ فِي الْغَرَائِبِ مِنْ طَرِيقِ جَامِعِ بْنِ سَوَادَةَ حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ عَبَّادٍ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ اللَّهَبِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الْحَكَمِ حَدَّثَنَا مَالِكٌ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَفَعَهُ .
قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ : هَذَا الْحَدِيثُ بَاطِلٌ ، وَجَامِعٌ ضَعِيفٌ ، وَكَذَا عَبْدُ الْمَلِكِ . وأَخْرَجَهُ كَذَلِكَ الْخَطِيبُ فِي رُوَاةِ مَالِكٍ مِنْ هَذِهِ الطَّرِيقِ كَمَا فِي ( يَقَظَةِ أُولِي الاعْتِبَارِ لابْنِ رَجَبٍ ج1/ص182) .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
1- جَامِعُ بْنُ سَوَادَةَ (1) نَقَلَ الذَّهَبِيُّ وَابْنُ حَجَرٍ عَنِ الدَّارَقُطْنِيِّ ضَعْفَهُ ، وَضَعْفِ عَبْدِ الْمَلِكِ ، وَنَقَلا بُطْلانَ الْخَبَرِ . وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ مَرَّةً : أَنَّهُ مَجْهُولٌ . مَرْتَبَتُهُ : الرَّابِعَةُ تَجْرِيْحَاً .
2- زُهَيْرُ بْنُ عَبَّادٍ لَمْ أَجِدْ لَهُ تَرْجَمَةً .
3- أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ اللَّهَبِيُّ لَمْ أَجِدْ لَهُ تَرْجَمَةً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ جَامِعِ بْنِ سَوَادَةَ : الكشف الحثيث (ج1/ص83/185) ، الْمُغْنِي فِي الضُّعَفَاءِ (ج1/ص127/1086) ، مِيزَانُ الاعْتِدَالِ فِي نَقْدِ الرِّجَالِ (ج2/ص110/1434) ، لِسَانُ الْمِيزَانِ (ج2/ص93/375) .(1/108)
4- عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الْحَكَمِ (1) قَالَ الذَّهَبِيُّ وَابْنُ حَجَرٍ : عَبْدُ الْمَلِكِ بْنِ الْحَكَمِ لَهُ عَنْ مَالِكٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ مَرْفُوعَاً آخِرُ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ رَجُلٌ مِنْ جُهَيْنَةَ ، يُقَالُ لَهُ جُهَيْنَةُ ، فَيَقُولُ أَهْلُ الْجَنَّةِ عِنْدَ جُهَيْنَةَ الْخَبَرُ الْيَقِينُ الْحَدِيثَ . رَوَاهُ جَامِعُ بْنُ سَوَادَةَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ اللَّهَبِيُّ عَنْهُ ، قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ : جَامِعٌ ضَعِيفٌ ، وَكَذَلِكَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الْحَكَمِ أَيْضَاً ، قَالَ : وَالْحَدِيثُ بَاطِلٌ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّالِثَةُ تَجْرِيْحَاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ الْحَكَمِ : مِيزَانُ الاعْتِدَالِ فِي نَقْدِ الرِّجَالِ (ج8/ص151/542) ، لِسَانُ الْمِيزَانِ (ج4/ص62/180) .(1/109)
5- مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ (1) مَالِكُ بْنُ أَنَسِ بْنِ مَالِكِ بْنِ أَبِي عَامِرٍ الأَصْبَحِيُّ الْحِمْيَرِيُّ أَبُو عَبْدِ اللهِ الْمَدَنِيُّ الْفَقِيهُ أَحَدُ أعْلامِ الإِسْلامِ إِمَامُ دَارِ الْهِجْرَةِ . رَوَى عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ ، وَنُعَيْمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْمُجْمِرِ ، وَنَافِعِ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ ، وَخَلْقٍ . وَعَنْهُ الزُّهْرِيُّ ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ وَهُمَا مِنْ شُيُوخِهِ ، وَيَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْهَادِ ، وَغَيْرُهُمْ . شَيْخُ الأَئِمَّةِ وَإِمَامُ دَارِ الْهِجْرَةِ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ الفقيه إمام دار الهجرة رأس المتقنين وكبير المتثبتين حتى قال البخاري أصح الأسانيد كلها مالك عن نافع عَنِ ابْنِ عمر من السابعة مات سنة تسع وسبعين وكان مولده سنة ثلاث وتسعين وقال الواقدي بلغ تسعين سنة الْكُتُبُ السِّتَّةُ . مَرْتَبَتُهُ : الأولَى تَعْدِيْلاً .
6- نَافِعٌ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 88 ] .
7- عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 62 ] .
رابعاً : الْحَكَمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
هَذَا الْحَدِِيثُ إِسْنَادُهُ مَوْضُوعٌ آفَتُهُ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الْحَكَمِ ، وجهالة جامع بن سوادة .
__________
(1) تَرْجَمَةُ مَالِكُ بْنث أَنَسٍ : تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج27/ص91/5728) ، طَبَقَاتُ الْحُفَّاظِ (ج1/ص96/189) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص234/5240) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج10/ص5/3) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص516/6425) .(1/110)
وَقَدْ حَكَمَ بِوَضْعِهِ الشَّوْكَانِيِّ فِي ( الْفَوَائِدِ الْمَجْمُوعَةِ فِي الأَحَادِيثِ الْمَوْضُوعَةِ 1/ص511/ 128) ، وَابْنُ عِرَاقٍ فِي ( تَنْزِيهِ الشَّرِيعَةِ 2/ص391/44) ، وَالسَّخَاوِيُّ فِي ( الْمَقَاصِدِ الْحَسَنَةِ 1/ص467/ 719) ، وَالْعَجْلُونِيُّ فِي ( كَشْفِ الْخَفَاءِ 2/ص95/ 1785) ، وَالأَلْبَانِيُّ فِي ( الضَّعِيفَةِ وَالْمَوْضُوعَةِ ج1/ص 556/ح377) .
وانظر الْحَدِيثُ رَقْمُ 6 فِي ضَعِيفِ الْجَامِعِ .
بَابٌ : صفة أهل الجنة نسأل الله إياها من فضله
قال تعالى : { وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ } (1)
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 258 }
أَخْرَجَ الْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، فَقَالَ : أَرَأَيْتَ جَنَّةً عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ واَلأَرْضُ ، فَأَيْنَ النَّارُ ؟ ، فَقَالَ : « أَرَأَيْتَ اللَّيْلَ الَّذِي قَدْ أَلْبَسَ (2) كُلَّ شَيْءٍ ، فَأَيْنَ جَعَلَ النَّهَارَ ؟ » ، قَالَ : اللهُ أَعْلَمُ ، قَالَ : « كَذَلِكَ اللهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ » .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
__________
(1) سُورَةُ آل عمران : الآيَةُ 133 .
(2) فى المخطوطات الثلاثة (إلتبس) وقد صححناها من الحديث .(1/111)
أَخْرَجَهُ الْحَاكِمُ فِي ( مُسْتَدْرَكِهِ / كِتَابُ الإِيْمَانِ ج1/ص92/103) قَالَ : أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بَكْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّيْرَفِيُّ بِمَرْوٍ ثَنَا أَبُو إسْمَاعِيلَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ ثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ (ح ) وَأَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْجَوْهَرِيُّ وَاللَّفْظُ لَهُ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إسْحَاقَ أنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرِ بْنِ رِبْعِيٍّ الْقَيْسِيُّ ثَنَا أَبُو هِشَامٍ الْمُغِيْرَةُ بْنُ سَلَمَةَ الْمَخْزُومِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الأَصَمِّ ثَنَا يَزِيدُ بْنُ الأَصَمِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ ، أَرَأَيْتَ جَنَّةً عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ واَلأَرْضُ ، فَأَيْنَ النَّارُ ؟ ، فَقَالَ : « أَرَأَيْتَ اللَّيْلَ الَّذِي قَدْ أَلْبَسَ كُلَّ شَيْءٍ فَأَيْنَ جَعَلَ النَّهَارَ ؟ » ، قَالَ : اللهُ أَعْلَمُ ، قَالَ : « كَذَلِكَ اللهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ » .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ(1/112)
أَخْرَجَهُ إسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ فِي ( مُسْنَدِهِ ج1/ص399/ 437) قَالَ : أَخْبَرَنَا الْمَخْزُومِيُّ نَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ نَا عَبْدُ اللهِ بْنَ عَبْدِ اللهِ الأَصَمُّ نَا يَزِيدُ بْنُ الأَصَمِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ، فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ ، أَرَأَيْتَ جَنَّةً عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ واَلأَرْضُ ، فَأَيْنَ النَّارُ ؟ ، قَالَ : « أَرَأَيْتَ هذا اللَّيْلَ الَّذِي قَدْ أَلْبَسَ كُلَّ شَيْءٍ فَأَيْنَ جَعَلَ النَّهَارَ ؟ » ، فَقَالَ : اللهُ أَعْلَمُ ، قَالَ : « فَإِنَّ اللهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ » .
وأَخْرَجَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي ( صَحِيحِهِ / كِتَابُ الْعِلْمِ ، ذِكْرُ الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى إِبَاحَةِ إِجَابَةِ الْعَالِمِ السَّائِلَ بِالأَجْوَبَةِ عَلَى سَبِيلِ التَّشْبِيهِ وَالْمُقَايَسَةِ دُونَ الْفَصْلِ فِي الْقِصَّةِ ج1/ص306/103) مِنْ طَرِيقِ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيَمَ الْحَنْظَلِيُّ عن الْمَخْزُومِيُّ بِمِثْلِهِ .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ(1/113)
1- الْمُغِيْرَةُ بْنُ سَلَمَةَ الْقُرَشِيُّ أبُوِ هِشَامٍ الْمَخْزُومِيُّ (1) الْمُغِيْرَةُ بْنُ سَلَمَةَ الْقُرَشِيُّ أَبُو هِشَامٍ الْمَخْزُومِيُّ الْبَصْرِيُّ . رَوَى عَنْ أبان بن يزيد العطار ، والربيع بن مسلم الجمحيِّ ، وعبد الله بن المبارك ، وَعَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ زِيَادٍ . رَوَى عَنْه أَحْمَدُ بْنُ ثَابِتٍ الْجَحْدَرِيُّ ، وَإِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ ، وَإِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ الْكَوْسَجُ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ ثِقَةٌ ثَبْتٌ مِنْ صِغَارِ التَّاسِعَةِ مَاتَ سَنَةَ مِائَتَيْنِ الْبُخَارِيُّ تَعْلِيقَاً وَمُسلمٌ وأبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ . مَرْتَبَتُهُ : الأولَى تَعْدِيْلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ الْمُغِيْرَةِ بْنِ سَلَمَةَ الْقُرَشِيِّ أبِي هِشَامٍ الْمَخْزُومِيِّ : التعديل والتجريح (ج2/ص730/655) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج28/ص366/6130 ) ، تَارِيْخُ الإِسْلامِ (ج13/ص407) ، المقتنى فِي سرد الكنى (ج2/ص126/6386) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص543/6838) .(1/114)
2- عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ (1) عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ الْعَبْدِيُّ مَوْلاهُمْ أبُو بِشْرٍ الْبَصْرِيُّ أَحَدُ الأَعْلامِ . رَوَى عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيِّ ، وَعَاصِمٍ الأَحْوَلِ ، وَالأعْمَشِ ، وَعَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الأَصَمِّ ، وَجَمَاعَةٍ . وَعَنْهُ ابْنُ مَهْدِيٍّ ، وَعَفَّانُ ، وَعَارِمٌ وَإِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ وَآخَرُونَ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ فِي حَدِيثِهِ عَنِ الأَعْمَشِ وَحْدَهُ مَقَالٌ ، مِنَ الثَّامِنَةِ مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَسَبْعِينَ ، وَقِيلَ بَعْدَهَا الْكُتُبُ السِّتَّةُ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيْلاً .
3- عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الأَصَمِّ (2) عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الأَصَمِّ الْعَامِرِيُّ أَخُو عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الأَصَمِّ وَكَانَ الأَصْغَرَ . رَوَى عَنْ عَمِّهِ يَزِيدَ بْنِ الأَصَمِّ . رَوَى عَنْه سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ ، وَعَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ ، وَمَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيُّ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ زِيَادٍ : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج6/ص20/108) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج18/ص450/3585) ، تَذْكِرَةُ الْحُفَّاظِ (ج1/ص258/244) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص672/3501 ،تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج6/ص385/815) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص367/4240) .
(2) تَرْجَمَةُ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الأَصَمِّ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج5/ص387/1244) ، الجرح والتعديل (ج5/ص321/1527) ، الثِّقَاتُ (ج7/ص142/9377) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج19/ص65/3647) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص681/3557) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص372/4304) .(1/115)
ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي كِتَابِ الثِّقَاتِ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ مَقْبُولٌ مِنَ السَّادِسَةِ مُسْلِمٌ وَأَبُو دَاوُدَ النَّسَائِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ .
مَرْتَبَتُهُ : الثَّالِثَةُ تَعْدِيْلاً .
4- يَزِيدُ بْنُ الأَصَمِّ (1) يَزِيدُ بْنُ الأَصَمِّ وَاسْمُهُ عَمْرُو بْنُ عُبَيْدِ بْنِ مُعَاوِيَةَ الْبَكَّائِيُّ بِفَتْحِ الْمُوَحَّدَةِ وَالتَّشْدِيدِ أَبُو عَوْفٍ كُوفِيٌّ نَزَلَ الرَّقَّةِ ، وَهُوَ ابْنُ أُخْتِ مَيْمُونَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ ، مِنْ جِلَّةِ التَّابِعِينَ بِالرَّقَّةِ ، وَلأَبِيهِ صُحْبَةٌ . حَدَّثَ عَنْ خَالَتِهِ أُمِّ الْمَؤْمِنِينَ مَيْمُونَةَ وَابْنِ خَالِتِهِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ وَغَيْرِهِمْ ، وَلَمْ تَصَحَّ رِوَايَتُهُ عَنْ عَلِيٍّ وَقَدْ أَدْرَكَهُ ، وَكَانَ بِالْكُوفَةِ فِي خِلافَتِهِ . حَدَّثَ عَنْهُ ابْنُ أَخِيهِ عَبْدُ اللهِ بْنُ الأَصَمِّ ، وَمَيمُونُ بْنُ مِهْرَانَ ، وَابْنُ أَخِيهِ عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ وَآخَرُونَ ، وَكَانَ كَثِيْرَ الْحَدِيثِ ، قَالَهُ ابْنُ سَعْدٍ . وَثَّقَهُ الْعِجْلِيُّ وَأَبُو زُرْعَةَ وَالنَّسَائِيُّ وَغَيْرُهُمْ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ يُقَالُ لَهُ رُؤْيَةٌ وَلا يَثْبُتْ ، وَهُوَ ثِقَةٌ مِنَ الثَّالِثَةِ مَاتَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَمِئَةٍ الْبُخَارِيُّ فِي التاريْخِ وَمُسْلِمٌ وَالأَرْبَعَةُ .
5- أَبِو هُرَيرَةَ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 19 ] .
رابعاً : الْحَكَمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
__________
(1) تَرْجَمَةُ يَزِيدَ الأَصَمِّ : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج9/ص252/1055) ، مشاهير الأمصار (ج1/ص74/524) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص380/6280) ، سير أعلام النبلاء (ج4/ص517/211) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص599/7686) .(1/116)
هَذَا الْحَدِِيثُ إِسْنَادُهُ حَسَنٌ لأنَّ فِيهِ عُبَيْدُ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الأَصَمُّ صَدُوقُ احْتَجَّ بِهِ مُسْلِمٌ ، وَوَثَّقَهُ ابْنُ حِبَّانَ .
وَقَالَ الْحَاكِمُ : هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ وَلا أَعْلَمُ لَهُ عِلَّةٌ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ ، وَوَافَقَهُ الذَّهَبِيُّ .
وقَالَ شُعَيْبُ الأَرْنَؤُوطُ فِي تَعْلِيقِهِ عَلَى ابْنِ حِبَّانَ (ج1/ص306) : إسْنَادُهُ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ .
وَقَالَ الْهَيْثَمِيُّ فِي ( مَجْمَع الزَّوَائِدِ ج6/ص327) : رَوَاهُ الْبَزَّارُ وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ . قَلْتُ : لَمْ أَجِدْهُ فِي مُسْنَدِ الْبَزَّارِ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 259 }
وَأَخْرَجَ الشَّيْخَانِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « قَالَ اللهُ - عز وجل - : أَعْدَدْتُ لِعِبَادِي الصَّالِحِينَ ما لا عَيْنٌ رَأَتْ ، ولا أُذُنٌ سَمِعَتْ ، وَلا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ ، ثُمَّ قَرَأَ الآيَةَ : { فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ } (1) .
- - الله - -
تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
__________
(1) سُورَةُ السجدة : الآيَةُ 17 .(1/117)
أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي ( صَحِيحِهِ / كِتَابُ بَدْءِ الْخَلْقِ ، بَابُ مَا جَاءَ فِي صِفَةِ الْجَنَّةِ وَأَنَّهَا مَخْلُوقَةٌ ج3/ص1185/3072) قَالَ : حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا أبُو الزِّنَادِ عَنِ الأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « قَالَ اللهُ تَعَالَى : أَعْدَدْتُ لِعِبَادِي الصَّالِحِينَ ما لا عَيْنٌ رَأَتْ ، ولا أُذُنٌ سَمِعَتْ ، وَلا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ ، فَاقْرَؤُوا إِنْ شِئْتُمْ { فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ } .
وأَخْرَجَهُ فِي ( كِتَابِ التَّفْسِيْرِ ، بَابٌ قَوْلِهِ { فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ } ج4/ص1794/4501 ) مِنْ طَرِيقِ شَيْخِهِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْمَدِينِيِّ عَنْ سُفْيَانَ بِمِثْلِهِ .
وأَخْرَجَهُ فِي ( كِتَابِ التَّوْحِيدِ ، بَابُ قَوْلِ اللهِ تَعَالَى { يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلامَ اللهِ } { إنه لَقَوْلٌ فَصْلٌ } حَقٌّ { وما هو بِالْهَزْلِ } بِاللَّعِبِ ج6/ص2723/7059) مِنْ طَرِيقِ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ بِمِثْلِهِ ، وَلَكِنْ لَيْسَ فِيهِ ذِكْرُ الآيَةَ . وأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي ( صَحِيحِهِ / كِتَابُ الْجَنَّةِ وَصِفَةِ نَعِيمِهَا وَأَهْلِهَا ج4/ص2174/2824) مِنْ طَرِيقِيْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ ، وَمَالِكِ بْنِ أَنَسٍ كِلاهُمَا عَنْ أَبِى الزِّنَادِ بِمِثْلِهِ .
وأَخْرَجَهُ أَيْضَاً (ج4/ص2175/2824) مِنْ طَرِيقِ أَبِى صَالِحٍ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ بِمِثْلِهِ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 260 }(1/118)
وَأَخْرَجَ مُسْلِمٌ فِى « صَحِيحِهِ » عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ يَقُولُ : شَهِدْتُ مِنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - مَجْلِسَاً وَصَفَ فِيهِ الْجَنَّةَ ، حَتَّى انْتَهَى ثُمَّ قَالَ - صلى الله عليه وسلم - فِي آخِرِ حَدِيثِهِ : « فِيهَا مَا لا عَيْنٌ رَأَتْ ، وَلا أُذُنٌ سَمِعَتْ ، وَلا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ » ، ثُمَّ اقْتَرَأَ هَذِهِ الآيَةَ { تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عن الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفَاً وَطَمَعَاً وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ . فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } .
- - الله - -
تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي ( صَحِيحِهِ / كِتَابُ الْجَنَّةِ وَصِفَةِ نَعِيمِهَا وَأَهْلِهَا ج4/ص2175/2825) قَالَ : حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ وَهَارُونُ بْنُ سَعِيدٍ الأَيْلِيُّ قَالا : حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي أَبُو صَخْرٍ أَنَّ أَبَا حَازِمٍ حَدَّثَهُ قَالَ سَمِعْتُ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ السَّاعِدِيَّ يَقُولُ : شَهِدْتُ مِنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - مَجْلِسَاً وَصَفَ فيه الْجَنَّةَ ، حَتَّى انْتَهَى ، ثُمَّ قَالَ - صلى الله عليه وسلم - فِي آخِرِ حَدِيثِهِ : « فِيهَا مَا لا عَيْنٌ رَأَتْ ، وَلا أُذُنٌ سَمِعَتْ ، وَلا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ » ، ثُمَّ اقْتَرَأَ هَذِهِ الآيَةَ { تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عن الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفَاً وَطَمَعَاً وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ . فلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لهم من قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 261 }(1/119)
وَأَخْرَجَ أبُو دَاوُدَ ، وَالتِّرْمِذِيُّ ، وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ ، وَالنَّسَائِيُّ ، وَابْنُ حِبَّانَ ، وَالْبَيْهَقِيُّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « لَمَّا خَلَقَ الله الْجَنَّةَ قَالَ لِجِبْرِيلَ : اذْهَبْ ، فَانْظُرْ إِلَيْهَا ، فَذَهَبَ ، فَنَظَرَ إِلَيْهَا ، ثُمَّ جَاءَ فَقَالَ : أَيْ رَبِّ ، وَعِزَّتِكَ لا يَسْمَعُ بِهَا أَحَدٌ إِلاَّ دَخَلَهَا ، ثُمَّ حَفَّهَا بِالْمَكَارِهِ ، ثُمَّ قَالَ : يَا جِبْرِيلُ ؛ اذْهَبْ ، فَانْظُرْ إِلَيْهَا ، فَذَهَبَ ، فَنَظَرَ إِلَيْهَا ، ثُمَّ جَاءَ ، فَقَالَ : أَيْ رَبِّ ، وَعِزَّتِكَ لَقَدْ خَشِيتُ أَنْ لا يَدْخُلَهَا أَحَدٌ ، قَالَ : فَلَمَّا خَلَقَ اللهُ النَّارَ ، قَالَ لِجِبْرِيلَ : اذْهَبْ ، فَانْظُرْ إِلَيْهَا ، فَذَهَبَ ، فَنَظَرَ إِلَيْهَا ، ثُمَّ جَاءَ ، فَقَالَ : أَيْ رَبِّ ، وَعِزَّتِكَ لا يَسْمَعُ بِهَا أَحَدٌ فَيَدْخُلُهَا ، فَحَفَّهَا بِالشَّهَوَاتِ ، ثُمَّ قَالَ لِجِبْرِيلَ : اذْهَبْ ، فَانْظُرْ إِلَيْهَا فَذَهَبَ ، فَنَظَرَ إِلَيْهَا ، ثُمَّ جَاءَ فَقَالَ : أَيْ رَبِّ ، وَعِزَّتِكَ لَقَدْ خَشِيتُ أَنْ لا يَبْقَى أَحَدٌ إِلاَّ دَخَلَهَا » .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ(1/120)
أَخْرَجَهُ أبُو دَاوُدَ فِي ( سُنَنِهِ / كِتَابُ السُّنَّةِ ، بَاب فِي خَلْقِ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ ج4/ص236/4744) قَالَ : حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ ثَنَا حَمَّادٌ عَنْ مُحَمَّدِ بن عَمْرٍو عَنْ أبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : « لَمَّا خَلَقَ الله الْجَنَّةَ قَالَ لِجِبْرِيلَ : اذْهَبْ ، فَانْظُرْ إِلَيْهَا ، فَذَهَبَ ، فَنَظَرَ إِلَيْهَا ، ثُمَّ جَاءَ فَقَالَ : أَيْ رَبِّ ، وَعِزَّتِكَ لا يَسْمَعُ بِهَا أَحَدٌ إِلاَّ دَخَلَهَا ، ثُمَّ حَفَّهَا بِالْمَكَارِهِ ، ثُمَّ قَالَ : يَا جِبْرِيلُ ؛ اذْهَبْ ، فَانْظُرْ إِلَيْهَا ، فَذَهَبَ ، فَنَظَرَ إِلَيْهَا ، ثُمَّ جَاءَ ، فَقَالَ : أَيْ رَبِّ ، وَعِزَّتِكَ لَقَدْ خَشِيتُ أَنْ لا يَدْخُلَهَا أَحَدٌ ، قَالَ : فَلَمَّا خَلَقَ اللهُ النَّارَ ، قَالَ : يَا جِبْرِيلُ ؛ اذْهَبْ ، فَانْظُرْ إِلَيْهَا ، فَذَهَبَ ، فَنَظَرَ إِلَيْهَا ، ثُمَّ جَاءَ ، فَقَالَ : أَيْ رَبِّ ، وَعِزَّتِكَ لا يَسْمَعُ بِهَا أَحَدٌ فَيَدْخُلُهَا ، فَحَفَّهَا بِالشَّهَوَاتِ ، ثُمَّ قَالَ : يَا جِبْرِيلُ ؛ اذْهَبْ ، فَانْظُرْ إِلَيْهَا فَذَهَبَ ، فَنَظَرَ إِلَيْهَا ، ثُمَّ جَاءَ فَقَالَ : أَيْ رَبِّ ، وَعِزَّتِكَ لَقَدْ خَشِيتُ أَنْ لا يَبْقَى أَحَدٌ إِلاَّ دَخَلَهَا » .(1/121)
وأَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ فِي ( سُنَنِهِ / كِتَابُ صِفَةِ الْجَنَّةِ ، بَابُ مَا جَاءَ حُفَّتْ الْجَنَّةُ بِالْمَكَارِهِ وَحُفَّتْ النَّارُ بِالشَّهَوَاتِ ج4/ص693/2560) مِنْ طَرِيقِ عَبْدَةَ بْنِ سُلَيْمَانَ ، وَالنَّسَائِيُّ فِي ( سُنَنِهِ الْكُبْرَى / كِتَابُ الأَيْمَانِ وَالنُّذُورِ وَالْحَلَفِ بِعِزَّةِ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ، بَابُ الْحَلَفِ بِعِزَّةِ اللهِ ج3/ص121/4702) مِنْ طَرِيقِ الْفَضْلِ بْنِ مُوسَى ، وَابْنُ حَبَّانَ فِي ( صَحِيحِهِ ، بَابُ وَصْفِ الْحَنَّةِ وَأَهْلِهَا ، ذِكْرُ الإِخْبَارِ بِأَنَّ الْجَنَّةَ كَأَنَّهَا حُفَّتْ بِالْمَكَارِهِ الَّتِي إِذَا لَمْ يَصْبِرِ الْمَرْءُ عَلَيْهَا فِي الدُّنْيَا لا يَكَادُ يَتَمَكَّنُ مِنَ الْجِنَانِ فِي الْعُقْبَى ج16/ص406/7394) ، وَالْحَاكِمُ فِي ( مُسْتَدْرَكِهِ / كِتَابُ الإِيْمَانِ ج1/ص79/72) كِلاهُمَا مِنْ طَرِيقِ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ ، وَالْبَيْهَقِيُّ فِي ( شُعَبِ الإِيْمَانِ ج1/ص347/ح384) مِنْ طَرِيقِ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، أَرْبَعَتُهُمْ - حَمَّادُ وَعَبْدَةُ وَالْفَضْلُ وَخَالِدُ - عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْن عَلْقَمَةَ بِمِثْلِهِ .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
وَأَخْرَجَهُ أَحْمَدُ فِي ( مُسْنَدِهِ ج2/ص332/8376) مِنْ طَرِيقِ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرٍ ، (ج2/ص354/8633) مِنْ طَرِيقِ الْحَسَنِ بْنِ مُوسَى ، (ج2/ص373/8848) مِنْ طَرِيقِ إسْمَاعِيلَ بْنِ عُلَيَّةَ ، كُلُّهُمْ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْن عَلْقَمَةَ بِمِثْلِهِ .(1/122)
وَأَخْرَجَهُ كَذَلِكَ أَبُو يَعْلَى فِي ( مُسْنَدهِ ج10/ص345/ح9540) مِنْ طَرِيقِ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، وَابْنُ أَبِي الدُّنْيَا فِي ( صِفَةِ الْجَنَّةِ رَقْمُ 233) مِنْ طَرِيقِ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ ، وَالآجُرِّيُّ فِي ( كِتَابِ الشَّريِعَةِ رَقْمُ 903) مِنْ طَرِيقَيْ الْفَضْلِ بْنِ مُوسَى وَخَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، وَالْحَاكِمُ فِي ( مُسْتَدْرَكِهِ / كِتَابُ الإِيْمَانِ ج1/ص79/72) مِنْ طَرِيقِ إسْمَاعِيلَ بْنِ جَعْفَرٍ مُخْتَصَرَاً ، جَمِيعَاً عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو بِهِ .
وَقَالَ أبُو عَبْدِ اللهِ الْحَاكِمُ : هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ ، وَقَدْ رَوَاهُ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو بِزِيَادَةِ أَلْفَاظٍ .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
1- مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْمِنْقَرِيُّ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 155 ] . ثِقَةٌ ثَبْتٌ .
2- َحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 59 ] . ثِقَةٌ عَابِدٌ أَثْبَتُ النَّاسِ فِي ثَابِتٍ وَتَغَيَّرَ حِفْظُهُ بِآخَرِةٍ .
3- مُحَمَّدُِ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 204 ] . صَدُوقٌ لَهُ أَوْهَامٌ .
4- أبُو سَلَمَةَ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 65 ] . ثِقَةٌ مُكْثِرٌ .
5- أبُو هُرَيْرَةَ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 19 ] .
رَابِعَاً : الْحَكَمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ(1/123)
هَذَا الْحَدِِيثُ إِسْنَادُهُ حَسَنٌ وَمَدَارُهُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ ، وَهُوَ صَدُوقٌ حَسَنُ الْحَدِيثِ . وَقَدْ رَوَاهُ عَنْهُ جَمْعٌ مِنَ الأَثْبَاتِ : إسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ ، وَإسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ ، وَالْحَسَنُ بْنُ مُوسَى ، وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، وَخَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْوَاسِطِيُّ ، وَعَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، وَالْفَضْلُ بْنُ مُوسَى ، وَمُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ العبدِيُّ .
وَقَالَ الْحَاكِمُ فِي ( الْمُسْتَدْرَكِ عَلَى الصَّحِيحَيْنِ ج1/ص79) : هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ ، وَوَافَقَهُ الذَّهَبِيُّ فِي التَّلْخِيصِ .
وَقَالَ أَبُو عِيسَى التِّرْمِذِيُّ فِي ( سُنَنِهِ ج4/ص693/2560) : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ .
قَالَ شُعَيْبُ الأَرْنَؤُوطُ (ج16/ص406) : إسْنَادُهُ حَسَنٌ .
وَقَالَ الأَلْبَانِيُّ فِي ( صَحِيحِ التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ ج 3/ص246/ح3669) : حَسَنٌ . وَانْظُرْ مِشْكَاةَ الْمَصَابِيحِ (ج3/ص237/ح5969) .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 262 }
وَأَخْرَجَ أبُو الشَّيْخِ فِي الْعَظَمَةِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : « خَلَقَ اللهُ الْجَنَّةَ وَالنَّارَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ » .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ(1/124)
أَخْرَجَهَ أَبُو الشَّيْخِ فِي ( كِتَابِ الْعَظَمَةِ ج4/ص1369/8861) قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيْمِ حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ حَدَّثَنَا ابْنُ عَيَّاشٍ حَدَّثَنَا عُمَارَةُ بْنُ غَزِيَّةَ الأنْصَارِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : فِي سَبْعَةِ أَيَّامٍ يَوْمٌ اخْتَارَهُ اللهُ - عز وجل - عَلَى الأَيَّامِ كُلِّهَا يَوْمُ الْجُمُعَةِ ، فِيهَا خَلَقَ اللهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ ، وَفِيهَا قَضَى خَلْقَهُنَّ ، وَفِيهَا خَلَقَ اللهُ - عز وجل - الْجَنَّةَ وَالنَّارَ ، وَفِيهَا خَلَقَ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلامُ ، وَفِيهَا أَهْبَطَهُ مِنَ الْجَنَّةِ وَتَابَ عَلَيْهِ ، وَفِيهَا تَقُومُ السَّاعَةُ ، لَيْسَ شَيْءٌ مِمَّا خَلَقَ اللهُ - عز وجل - إِلاَّ وَهُوَ يُصِيخُ صَبِيحَةَ ذَلِكَ الْيَوْمِ شَفَقَاً مِنْ أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ إلاَّ الْجِنُّ وَالإِنْسُ .
ثَانِيَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ(1/125)
1- عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْكَرِيْمِ (1) عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْكَرِيْمِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ فَرُّوخَ بْنِ دَاوُدَ مَوْلَى عَيَّاشِ بْنِ مُطَّرِفِ بن عبد الله بْنِ عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ الْمَخْزُومِيِّ أبُو الْقَاسِمِ ابْنُ أَخِي أَبِي زُرْعَةَ . قَدِمَ أَصْبَهَانَ . تُوُفِّيَ بِهَا سَنَةَ عِشْرِينَ وَثَلاثِمِائَةٍ . كَثِيْرُ الْحَدِيثِ صَاحِبُ أُصُولٍ ثِقَةٌ . رَوَي عَنْ يُونُسَ ، وَبَحْرِ بْنِ نَصْرٍ ، وَيُوسُفَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ ، وَعَلِيِّ بْنِ سَهْلٍ ، وَالْعِرَاقِيِّينَ وَالرَّازِيِّينَ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيْلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْكَرِيْمِ : تَارِيْخُ أَصْبَهَانَ (ج2/ص37/1010) .(1/126)
2- عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيْمِ الرَّازِيُّ أبُو زُرْعَةَ (1) عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيْمِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ فَرُّوخَ الْمَخْزُومِيُّ مَوْلَى عَيَّاشِ بْنِ مُطَّرِفٍ أَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ ، أَحَدُ الأَئِمَّةِ الْمَشْهُورِينَ ، وَالأَعْلامِ الْمَذْكُورِينَ ، وَالْجَوَّالِينَ الْمُكْثِرِينَ ، وَالْحُفَّاظِ الْمُتْقِنِينَ . رَوَى عَنْ أَبِي عَاصِمٍ ، وَأَبِي نُعَيْمٍ ، وَمُسْلِمِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، وَأَبِي الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيِّ . رَوَى عَنْه مُسْلِمٌ ، وَالتِّرْمِذِيُّ ، وَالنَّسَائِيُّ ، وَابْنُ مَاجَهْ ، وَابْنُ أَخِيهِ أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْكَرِيْمِ ، وَغَيْرُهُمْ . قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ : سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ : مَا جَاوَزَ الْجِسْرَ أَفْقَهُ مِنْ إِسْحَاقَ ، وَلا أَحْفَظُ مِنْ أَبِي زُرْعَةَ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ إمام حَافِظٌ ثِقَةٌ مَشْهُورٌ مِنَ الْحَادِيَةَ عَشَرَةَ مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ ، وَلَهُ أَرْبَعٌ وَسُتُّونَ مُسْلِمٌ وَالتِّرْمِذِيُّ وَالنَّسَائِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ . مَرْتَبَتُهُ : الأولَى تَعْدِيْلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ عبيد الله بن عبد الكريم الرازي : تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج19/ص89/3660) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص683/3568) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج7/ص28/62) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص373/4316 .(1/127)
3- سُلَيمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ (1) سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عِيسَى بْنِ مَيْمُونٍ التَّمِيمِيُّ الدِّمَشْقِيُّ أَبُو أَيُّوبَ بنُ بِنْتِ شُرَحْبِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ الْخَوْلانِيُّ . رَوَى عَنْ يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ الْحَضْرَمِيِّ ، وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ ، وَالْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ ، وَغَيْرِهِمْ . وَعَنْهُ الْبُخَارِيُّ ، وَأَبُو دَاوُدَ ، وَأَبُو زُرْعَةَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو الدِّمَشْقِيُّ ، وَأَبُو زُرْعَةَ عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيْمِ الرَّازِيُّ ، وَأَبُو حَاتِمٍ ، وَخَلْقٌ . وَقَالَ ابْنُ الْجُنَيْدِ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ : لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ . قَالَ أَبُو حَاتِمٍ : سُلَيْمَانُ صَدُوقٌ مُسْتَقِيمُ الْحَدِيثِ ، وَلَكِنَّهُ أَرْوَى النَّاسِ عَنِ الضُّعَفَاءِ وَالْمَجْهُولِينَ . وَقَالَ الآجُرِّيُّ : سَأَلْتُ أَبَا دَاوُدَ عَنْهُ فَقَالَ : ثِقَةٌ يُخْطِئُ ، قُلْتُ : هُوَ حُجَّةٌ ؟ ، قَالَ : الْحُجَّةُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ . وَقَالَ النَّسَائِيُّ : صَدُوقٌ . وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ : يُعْتَبَرُ حَدِيثُهُ إذَا رَوَى عَنِ الثِّقَاتِ الْمَشَاهِيرِ ، فَأَمَّا إذَا رَوَى عَنِ الْمَجَاهِيلِ فِفِيهَا مَنَاكِيْرُ . وَقَالَ الْحَاكِمُ : قُلْتُ لِلدَّارَقُطْنِيِّ : سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، قَالَ : ثِقَةٌ ، قُلْتُ : أَلَيْسَ عِنْدَهُ مَنَاكِيْرُ ، قَالَ : حَدَّثَ بِهَا عَنْ قَوْمٍ ضُعَفَاءِ ، فَأَمَّا هُوَ فِثِقَةٌ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج4/ص24/1838) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج12/ص26/2544) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص462/2111) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج4/ص181/354) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص253/2588) .(1/128)
وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : صَدُوقٌ يُخْطِئُ مِنَ الْعَاشِرَةِ مَاتَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَثَلاثِينَ الأَرْبَعَةُ . مَرْتَبَتُهُ : الرَّابِعَةُ تَعْدِيْلاً .
4- إسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 154 ] . صَدُوقٌ فِي رِوَايَتِهِ عَنْ أَهْلِ بَلَدِهِ مُخَلِّطٌ فِي غَيْرِهِمْ .
5- عُمَارَةُ بْنُ غَزِيَّةَ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 181 ] . لا بَأْسَ بِهِ ، وَرِوَايَتُهُ عَنْ أَنَسٍ مُرْسَلَةٌ .
6- مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ (1) مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ خَالِدٍ الْقُرَشِيُّ التَّيْمِيُّ أَبُو عَبْدِ اللهِ الْمَدَنِيُّ . كَاَن جَدُّهُ الْحَارِثُ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ الأَوَّلِينَ . ورَوَى عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، وَخَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ ، وَأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ . رَوَى عَنْه ابْنُهُ مُوسَى ، وَيَحْيَى وَعَبْدُ رَبِّهِ وَسَعْدُ بَنُو سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ ، وَعُمَارَةُ بْنُ غَزِيَّةَ ، وَعِدَّةٌ .
وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ ثِقَةٌ لَهُ أَفْرَادٌ مِنَ الرَّابِعَةِ مَاتَ سَنَةَ عِشْرِينَ عَلَى الصَّحِيحِ الْكُتُبُ السِّتَّةُ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيْلاً .
7- أَبُو سَلَمَةَ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 65 ] . ثِقَةٌ مُكْثِرٌ .
8- أبُو هُرَيْرَةَ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 19 ] .
ثَالِثَاً : الْحَكَمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
__________
(1) تَرْجَمَةُ مُحَمَّدِ بْنِ إبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج7/ص184/1042) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج24/ص301/5023) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج9/ص6/8) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص465/5691) .(1/129)
هَذَا الْحَدِِيثُ إِسْنَادُهُ ضعيفٌ لأَنَّ فِيهِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ إِذَا رَوَى عَنْ غَيْرِ أَهْلِ بَلَدِهِ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 263 }
وَأَخْرَجَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : إِنَّ اللهَ خَلَقَ الْجَنَّةَ قَبْلَ النَّارِ ، وَخَلَقَ رَحْمَتُهُ قَبْلَ غَضَبِهِ .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الأَثَرِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ أَبُو الشَّيْخِ فِي ( الْعَظَمَةِ ج4/ص1372/8891) قَالَ : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ الْمَصَاحِفِيُّ حَدَّثَنَا ابْنُ الْبَرَاءِ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ بْنُ إِدْرِيسَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ : ذَكَرَ وَهْبٌ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا : إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى خَلَقَ الْجَنَّةَ قَبْلَ النَّارِ وَخَلَقَ رَحْمَتَهُ قَبْلَ غَضَبِهِ ، وَخَلَقَ السَّمَاءَ قَبْلَ الأَرْضِ ، وَخَلَقَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ قَبْلَ الْكَوَاكِبِ ، وَخَلَقَ النَّهَارَ قَبْلَ اللَّيْلِ ، وَخَلَقَ الْبَحْرَ قَبْلَ الْبَرِّ ، وَخَلَقَ الْبَرَّ وَالأَرْضَ قَبْلَ الْجِبَالِ ، وَخَلَقَ الْمَلائِكَةَ قَبْلَ الْجِنِّ ، وَخَلَقَ الْجِنَّ قَبْلَ الإِنْسِ ، وَخَلَقَ الذَّكَرَ قَبْلَ الأُنْثَى .
ثَانِيَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الأَثَرِ
1- أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَصَاحِفِيُّ (1) أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ زِيَادٍ الْمَصَاحَفِيُّ أَبُو عَلِيٍّ . ثِقَةٌ صَاحِبُ أُصُولٍ . تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاثِينَ وَثَلاثِمِئَةٍ . رَوَى عَنِ الْعِرَاقِيِّينَ وَالأَصْبَهَانِيِّينَ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيْلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَصَاحِفِيِّ : تَارِيْخُ أَصْبَهَانَ (ج1/ص176/180) .(1/130)
2- مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْبَرَاءِ (1) مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْبَرَاءِ الْعَبْدِيُّ الْقَاضِي أَبُو الْحَسَنِ الْبَغْدَادِيُّ . قَرَأَ عَلَى خَلَفٍ الْبَزَّارِ خَتَمَاتٍ وَسَمِعَ مِنْهُ ، وَمِنْ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ ، وَالْمُعَافِى بْنِ سُلَيْمَانَ وَطَائِفَةٍ . ورَوَى عَنْه ابْنُ قَانِعٍ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ أَيُّوبَ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ سَهْلٍ الأَصْبَهَانِيَّانِ ، وَأَبُو الْقَاسِمِ الطَّبَرَانِيُّ ، وَطَائِفَةٌ . وَثَّقَهُ الْخَطِيبُ وَغَيْرُهُ ، وَمَاتَ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ إِحْدَى وَتِسْعِينَ وَمِئَتَيْنِ ، قَالَهُ الذَّهَبِيُّ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيْلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْبَرَاءِ : تَارِيْخُ أَصْبَهَانَ (ج2/ص/197/1448) ، معرفة القراء الكبار (ج1/ص263/180) .(1/131)
3- عَبْدُ الْمُنْعِمِ بْنُ إِدْرِيسَ (1) عَبْدُ الْمُنْعِمِ بْنُ إِدْرِيسَ بْنِ سِنَانِ بْنِ بِنْتِ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ ، أبُو عَبْدِ اللهِ . رَوَي عَنْ أَبِيهِ ، وَعَنْ كَوْثَرِ بْنِ حَكِيمٍ ، وَزَعَمَ أَنَّهُ سَمِعَ مِنْ مَعْمَرِ بْنِ رَاشِدٍ ، وَابْنِ جُرَيْجٍ . رَوَى عَنْه مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ زِيَادٍ الْجَمَّالُ ، وَعِيسَى بْنُ إِسْحَاقَ الأَنْصَارِيُ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْبَرَاءِ ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا . قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : يَكْذِبُ عَلَى وَهْبٍ . وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ وَأَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ : لَيْسَ بِثِقَةٍ . وَقَالَ الْبُخَارِيُّ : عَبْدُ الْمُنْعِمِ ذَاهِبُ الْحَدِيثِ . وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ : لا يَحِلُّ الاحْتِجَاجُ بِهِ . وَقَالَ يَضَعُ الْحَدِيثَ عَلَى أَبِيهِ وَعَلَى غَيْرِهِ . وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ : هُوَ وَأَبُوهُ مَتْرُوكَانِ . مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ بِبَغْدَادَ . مَرْتَبَتُهُ : السَّابِعَةُ تَجْرِيْحَاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ عَبْدِ الْمُنْعِمِ بْنِ إِدْرِيسَ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج6/ص138/1951) ، الضعفاء للنسائي (ج1/ص70/387) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج6/ص67/353) ، الْمَجْرُوحِينَ (ج2/ص157/776) ، الضُّعَفَاءُ وَالْمَتْرُوكِينَ لابْنِ الْجَوْزِيِّ (ج2/ص154/2190) ، تَارِيْخُ بَغْدَادَ (ج11/ص131/5825) ، مِيزَانُ الاعْتِدَالِ فِي نَقْدِ الرِّجَالِ (ج4/ص419/5275) ، الكشف الحثيث (ج1/ص173/463) .(1/132)
4- إدْرِيسُ بْنُ سِنَانٍ (1) إِدْرِيسُ بْنُ سِنَانٍ الْيَمَانِيُّ أَبُو إِلْيَاسَ الصَّنْعَانِيُّ ابْنُ بِنْتِِ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ ، وَهُوَ وَالِدُ عَبْدِ الْمُنْعِمِ بْنِ إِدْرِيسَ . رَوَى عَنْ البختري بن هلال ، وأبيه سنان اليمانيِّ ، ومجاهد بن جبر المكيِّ ، ووهب بن منبه اليمانيِّ . رَوَى عَنْه الْحَكَمُ بْنُ أَبَانَ الْعَدَنِيُّ ، وَعَبَّادُ بْنُ كَثِيْرٍ الثَّقَفِيُّ ، وَابْنُهُ عَبْدُ الْمُنْعِمِ بْنُ إِدْرِيسَ ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُحَارِبِيُّ ، وَعِدَّةٌ . قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ : يُكْتَبُ مِنْ حَدِيثِهِ الرِّقَاقُ . وَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ ابْنُ عَدِيٍّ : لَيْسَ لَهُ كَبِيْرُ رِوَايَةً ، وَأَحَادِيثُهُ مَعْدُودَةٌ ، وَأَرْجُو أَنَّهُ مِنَ الضُّعَفَاءِ الَّذِينَ يُكْتَبُ حَدِيثُهُمْ . وَضَعَّفَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ ضَعِيفٌ مِنَ السَّابِعَةِ ابْنُ مَاجَهْ .
مَرْتَبَتُهُ : الثَّالِثَةُ تَجْرِيْحَاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ إدْرِيسَ بْنِ سِنَانٍ : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج2/ص264/952) ، الثِّقَاتُ (ج6/ص77/6802) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج2/ص298/291) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص97/294) ، لِسَانُ الْمِيزَانِ (ج7/ص173/2247) .(1/133)
5- وَهْبُ بْنُ مُنَبِّهٍ (1) وَهْبُ بْنُ مُنَبِّهِ بْنِ كَامِلٍ الْيَمَانِيُّ الصَّنْعَانِيُّ الذِّمَارِيُّ أبُو عَبْدِ اللهِ الأَبْنَاوِيُّ بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ وَسُكُونِ الْمُوَحَّدَةِ بَعْدَهَا نُونٌ . رَوَى عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، وَجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، وَعَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ ، وَعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ . رَوَى عَنْه ابْنُ ابْنَتِهِ إِدْرِيسُ بْنُ سِنَانٍ وَالِدُ عَبْدِ الْمُنْعِمِ بْنِ إِدْرِيسَ ، وَإِسْرَائِيلُ .
وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ ثِقَةٌ مِنَ الثَّالِثَةِ ، مَاتَ سَنَةَ بِضْعَ عَشَرَةَ وَمِئَةٍ ، أَخْرَجَ لَهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ وَأَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ وَالنَّسَائيُّ وَابْنُ مَاجَهْ فِي التَّفْسِيْرِ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيْلاً .
6- عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 2 ] .
ثَالِثَاً : الْحُكْمُ عَلَى إِسْنَادِ الأَثَرِ
هَذَا الأَثَرُ إِسْنَادُهُ مَوْضُوعٌ لأنَّ فِيهِ عَبْدُ الْمُنْعِمِ بْنُ إِدْرِيسَ بْنِ سِنَانٍ .
رَمَاهُ أَحْمَدُ بِالْكَذِبِ ، وَقَالَ الْبُخَارِيُّ : ذَاهِبُ الْحَدِيثِ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 264 }
وَأَخْرَجَ الشيخان عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - : « حُفَّتْ الْجَنَّةُ بِالْمَكَارِهِ ، وَحُفَّتْ النَّارُ بِالشَّهَوَاتِ » .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
__________
(1) تَرْجَمَةُ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج9/ص24/110) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج31/ص140/6767) ، تَذْكِرَةُ الْحُفَّاظِ (ج1/ص100/93) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص358/6116) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص585/7485) .(1/134)
أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي ( صَحِيحِهِ / كِتَابُ الْجَنَّةِ وَصِفَةِ نَعِيمِهَا وَأَهْلِهَا ج4/ص2174/2823) قَالَ : وَحَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا شَبَابَةُ حَدَّثَنِي وَرْقَاءُ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنِ الأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - : « حُفَّتْ الْجَنَّةُ بِالْمَكَارِهِ ، وَحُفَّتْ النَّارُ بِالشَّهَوَاتِ » .
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ فِي ( صَحِيحِهِ / كِتَابُ الرِّقَاقِ ، بَابُ حُجِبَتْ النَّارُ بِالشَّهَوَاتِ ) : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ حَدَّثَنِي مَالِكٌ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنِ الأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : « حُجِبَتِ النَّارُ بِالشَّهَوَاتِ ، وَحُجِبَتِ الْجَنَّةُ بِالْمَكَارِهِ » .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 265 }
وأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ .
- - الله - -
تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي ( صَحِيحِهِ / كِتَابُ الْجَنَّةِ وَصِفَةِ نَعِيمِهَا وَأَهْلِهَا ج4/ص2174/2822) قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ وَحُمَيْدٍ عَنْ أَنَسِ بن مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « حُفَّتْ الْجَنَّةُ بِالْمَكَارِهِ ، وَحُفَّتْ النَّارُ بِالشَّهَوَاتِ » .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 266 }(1/135)
وَأَخْرَجَ ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ زَيْدِ بْنِ شراحة قَالَ : بَلَغَنِي : أَنَّ اللهَ لَمَّا خَلَقَ الْجَنَّةَ ، وَخَلَقَ مَا فِيهَا مِنَ الْكَرَامَةِ وَالنَّعِيمِ وَالسُّرُورَ ، قَالَتْ : رَبِّ لِمَ خَلَقَتْنِي ؟ ، قَالَ : لأُسْكِنَكِ خَلْقَاً مِنْ خَلْقِي ، قَالَتْ : رَبِّ إذَاً لا يَدَعُنِي أَحَدٌ ، إذَاً يَدْخُلُنِي كُلُّ أَحَدٍ ، قَالَ : كلا سَأَجْعَلُ سَبِيلَكِ فِي الْمَكَارِهِ ، وَخَلَقَ جَهَنَّمَ وَخَلَقَ مَا فِيهَا مِنَ الْهَوَانِ وَالْعَذَابِ ، قَالَتْ : رَبِّ لِمَ خَلَقْتَنِي ؟ ، قَالَ : لأُسْكِنَكِ خَلْقَاً مِنْ خَلْقِي ، قَالَتْ : رَبِّ إذَاً لا يَقْرُبُنِي أَحَدٌ ، قَالَ : كَلا ، إِنِّي سَأَجْعَلُ سَبِيلَكِ فِي الشَّهَوَاتِ .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الأَثَرِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ(1/136)
أَخْرَجَهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ فِي ( كِتَابِ الزُّهْدِ / بَابُ ذِكْرِ رَحْمَةِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى وَحَلَّ وَعَلا ج1/ص325/926) قَالَ : أَخْبَرَنَا عَوْفٌ عَنْ زَيْدِ بْنِ شراحة قَالَ : بَلَغَنِي أَنَّ اللهَ لَمَّا خَلَقَ الْجَنَّةَ ، وَخَلَقَ مَا فِيهَا مِنَ الْكَرَامَةِ وَالنَّعِيمِ وَالسُّرُورَ ، وَخَلَقَ ثَمَارَهَا أَلْيَنَ مِنَ الزُّبْدِ ، وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ ، قَالَتْ : رَبِّ لَمَ خَلَقَتْنِي ؟ ، قَالَ : لأُسْكِنَكِ خَلْقَاً مِنْ خَلْقِي ، قَالَتْ : رَبِّ إذَاً لا يَدَعُنِي أَحَدٌ ، إذَاً يَدْخُلُنِي كُلُّ أَحَدٍ ، قَالَ : قال كَلا ، إِنِّي سَأَجْعَلُ سَبِيلَكِ فِي الْمَكَارِهِ ، قَالَ : وَخَلَقَ جَهَنَّمَ ، وَخَلَقَ مَا فِيهَا مِنَ الْهَوَانِ وَالْعَذَابِ ، وَخَلَقَهَا أَشَدَّ ظُلْمَةً مِنَ اللَّيْلِ ، وَأَنْتَنَ مِنَ الْجِيفَةِ ، قَالَتْ : رَبِّ لِمَ خَلَقْتَنِي ؟ ، قَالَ : لأُسْكِنَكِ خَلْقَاً مِنْ خَلْقِي ، قَالَتْ : رَبِّ ، إِذَاً لا يَقْرُبُنِي أَحَدٌ ، قَالَ : كَلا ، إِنِّي سَأَجْعَلُ سَبِيلَكِ فِي الشَّهَوَاتِ .
ثَانِيَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الأَثَرِ(1/137)
1- عَوْفُ الأَعْرَابِيُّ ابْنُ أَبِي جَمِيلَةَ (1) الْعَبْدِيُّ أَبُو سَهْلٍ الْبَصْرِيُّ الأَعْرَابِيُّ . قَالَ ابْنُ مَعِينٍ : مَوْلِدُهُ سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ ، وَلَمْ يَكُنْ أَعْرَابِيَّاً كَانَ فَارِسِيَّاً . رَوَى عَنْ أبِي الْعَالِيَةِ الرِّيَاحِيِّ ، وَزُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى ، وَأَبِي رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيِّ ، ومُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ وَطَائِفَةٍ سِوَاهُمْ . وَعَنْهُ شُعْبَةُ ، وَابْنُ الْمُبَارَكِ ، وَغُنْدَرٌ ، وَالنَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ . قَالَ النَّسَائيُّ : ثِقَةٌ ثَبْتٌ . وَكَانَ أَحَدَ عُلَمَاءِ الْبَصْرَةِ وَكَانَ يُقَالُ لَهُ عَوْفٌ الصَّدُوقُ ، وَثَّقَهُ غَيْرُ وَاحِدٍ ، وَاحْتَجَّ بِهِ أَصْحَابُ الصِّحَاحِ ، وَقِيلَ : كَانَ يَتَشَيَّعُ . قَالَ الذَّهَبِيُّ : وَكَانَ قَدَرِيَّاً فَرَوَى بُنْدَارُ وَغَيْرُهُ عَنْ يَحْيَى الْقَطَّانِ قَالَ : سَمِعْتُ عَوْفَاً الأَعْرَابِيُّ وَحَدَّثَ بِحَدِيثِ الصَّادِقِ الْمَصْدُوقِ ، فَقَالَ : كَذَبَ عَبْدُ اللهِ . وَقَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ : مَا رَضِيَ عَوْفٌ بِبِدْعَةٍ حَتَّى كَانَ فِيهِ بِدْعَتَانِ : قَدَرِيٌّ شِيعِيٌّ .
وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ ثِقَةٌ رُمِيَ بِالْقَدَرِ وَالتَّشَيُّعِ مِنَ السَّادِسَةِ مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ أَوْ سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَلَهُ سِتٌّ وَثَمَانُونَ الْكُتُبُ السِّتَّةُ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيْلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ عَوْفِ الأَعْرَابِيِّ ابْنِ أَبِي جَمِيلَةَ : ذِكْرُ مَنْ تُكُلِّمَ فِيهِ وَهُوَ مُوَثَّقٌ (ج1/ص149/271) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص101/4309) ، الرُّوَاةُ الثِّقَاتُ الْمُتَكَلَّمُ فِيهِمْ بِمَا لا يُوجِبُ رَدَّهُمْ (ج1/ص148/64) ، الْمُغْنِي فِي الضُّعَفَاءِ (ج2/ص495/4773) ، تَارِيْخُ الإِسْلامِ (ج9/ص246) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص433/5215) .(1/138)
2- زيد بن شراحة (1) زيد بن شراحة رَوَى عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - مَرَاسِيلَ لَيْسَتْ لَهُ صُحْبَةٌ وَهُوَ تَابِعِيٌّ بَصْرِيٌّ . رَوَى عَنْه عَاصِمٌ الأَحْوَلُ ، وَعَوْفٌ الأَعْرَابِيُّ . ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ . قَالَ الْحَافِظُ الذَّهَبِيُّ « دِيوَانُ الضُّعَفَاءِ »(ص374) : « وَأَمَّا الْمَجْهُولُونَ مِنَ الرُّواَة ِ، فَإِنْ كَانَ الرَّجُلُ مِنْ كِبَارِ التَّابِعِينَ أَوْ أَوْسَاطِهِمْ احْتُمِلَ حَدِيثُهُ ، وتلقى بِحُسْنِ الظَّنِّ ، إِذَا سَلِمَ مِنْ مُخَالَفَةِ الأُصُولِ وَرَكَاكَةِ الأَلْفَاظِ » . مَرْتَبَتُهُ : الثَّالِثَةُ تَعْدِيْلاً .
ثَالِثَاً : الْحُكْمُ عَلَى إِسْنَادِ الأَثَرِ
هَذَا الأثَرُ إسْنَادُهُ حَسَنٌ لأَنَّ رِجَالَهُ ثِقَاتٌ ، خَلا زَيْدَ بْنَ شراحة ، فَهُوَ صَدُوقٌ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 267 }
وَأَخْرَجَ ابْنُ رَاهَوَيْهِ فِي مُسْنَدِهِ ، وَالْقُضَاعِيُّ فِي مُسْنَدِ الشِّهَابِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - : « طَرِيقَ الْجَنَّةِ حَزْنٌ (2) بِرَبْوَةٍ (3) ، وَطَرِيقُ النَّارِ سَهْلٌ بِسَهْوَةٍ (4) » .
- - الله - -
__________
(1) تَرْجَمَةُ زيد بن شراحة : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج3/ص396/1323) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج3/ص564/2555) ، الثِّقَاتُ (ج4/ص248/2750) ، جَامِعُ التَّحْصِيلِ (ج1/ص179/215) .
(2) الحزن : ما غلظ من الأرض وهو خلاف السهل والجمع "حزون" مثل فلس و فلوس(غريب الحديث لابن سلام ج1/ص5، المصباح المنير ج1/ص134) .
(3) ربوة : هي الاتفاع من الأرض وهي مثلثة الراء(التبيان فِي تفسير غريب القرآن ج1/ص138،النهاية فِي غريب الأثر ج2/ص192) .
(4) السهوة : الأرض اللينة التربة ، ومنه بغلةٌ سَهْوة وهي اللّيّنة السير لا تُتْعِب راكبها فإنها تُساهِيه( غريب الحديث للخطابي ج1/ص257، تهذيب اللغة ج6/ص194) .(1/139)
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
هَذَا جُزْءٌ مِنْ حَدِيثٍ أَخْرَجَهُ الْقُضَاعِيُّ فِي ( مُسْنَدِ الشِّهَابِ / بَابُ أَلا إِنَّ عَمَلَ الْجَنَّةِ حَزْنٌ بِرَبْوَةٍ ج2/ص199/1180) قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ الصَّفَّارُ ثَنَا أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمْدِ بْنِ زِيَادٍ الأَعْرَابِيُّ ثَنَا أبُو يَحْيَى بْنُ أَبِي مَسَرَّةَ ثنا أبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ ثَنَا نُوحُ بْنُ جَعْوَنَةَ عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : دَخَلَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - الْمَسْجِدَ مُتَوَكِّئَاً عَلَيَّ ، وَهُوَ يَقُولُ « أَيُّكُمْ يَسُرُّهُ أَنْ يَقِيهِ اللهُ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ » ، ثُمَّ قَالَ : « أَلا إِنَّ عَمَلَ الْجَنَّةِ حَزْنٌ بِرَبْوَةٍ - ثَلاثَاً - ، أَلا إِنَّ عَمَلَ النَّارِ أَوْ قَالَ الدُّنْيَا سَهْلٌ بِشَهْوَةٍ – ثَلاثَاً - ، وَالسَّعِيدُ مَنْ وُقِيَ الْفِتَنَ ، وَمَنْ ابْتُلِىَ فَصَبَرَ فَيَا لَهَا ، ثُمَّ يَا لَهَا » .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ(1/140)
أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ فِي ( مُسْنَدِهِ ج1/ص327/3017) حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ يَعْنِي الْمُقْرِئَ حَدَّثَنَا نُوحُ بْنُ جَعْوَنَةَ السُّلَمِيُّ خُرَاسَانِيٌّ عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : خَرَجَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - إلَى الْمَسْجِدِ ، وَهُوَ يَقُولُ بِيَدِهِ هَكَذَا ، فَأَوْمَأَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ بِيَدِهِ إِلَى الأَرْضِ : « من أَنْظَرَ مُعْسِراً ، أَوْ وَضَعَ لَهُ وَقَاهُ اللهُ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ ، أَلاَ أن عَمَلَ الْجَنَّةِ حَزْنٌ بِرَبْوَةٍ - ثَلاَثاً - ، أَلاَ إن عَمَلَ النَّارِ سَهْلٌ بِسَهْوَةٍ ، وَالسَّعِيدُ مَنْ وُقِىَ الْفِتَنَ ، وَمَا مِنْ جَرْعَةٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ جَرْعَةِ غَيْظٍ يَكْظِمُهَا عَبْدٌ ، مَا كَظَمَهَا عَبْدٌ للهِ إلاَّ مَلأَ اللهُ جَوْفَهُ إِيْمَاناً » .
وأَخْرَجَهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي ( شٌعَبِ الإِيْمَانِ ، فَصْلٌ فِي أَيِّ النَّاِس أَشَدُّ بَلاءٍ ج7/ص147/9796) مِنْ طَرِيقِ أَبِى عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئِ عَنْ نُوحِ بْنِ جَعْوَنَةَ بِهِ ، وَلَفْظُهُ : « أَيُّكُمْ يَسُرُّهُ أَنْ يَقِيهِ اللهُ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ » ، ثُمَّ قَالَ : « أَلا إِنَّ عَمَلَ الْجَنَّةِ حَزْنٌ بِرَبْوَةٍ - ثَلاثَاً - ، أَلا إِنَّ عَمَلَ النَّارِ أَوْ قَالَ الدُّنْيَا سَهْلٌ بِشَهْوَةٍ – ثَلاثَاً - ، وَالسَّعِيدُ مَنْ وُقِيَ الْفِتَنَ ، وَمَنْ ابْتُلِىَ فَصَبَرَ فَيَا لَهَا ، ثُمَّ يَا لَهَا » .
وأَخْرَجَهُ أبُو نُعَيْمٍ فِي ( صِفَةِ الْجَنَّةِ ج1/ص72/46) مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ عَنِ ابْنِ جَعْوَنَةَ بِهِ مُقْتَصِرَاً عَلَى : « إِنَّ عَمَلَ الْجَنَّةِ حَزْنٌ بِرَبْوَةٍ - ثَلاثَاً - ، وَإِنَّ عَمَلَ النَّارِ سَهْلٌ بِشَهْوَةٍ - ثَلاثَاً » .(1/141)
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
1- عَبْدُ اللهِِ بْنُ يَزِيدَ (1) عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ الْقُرَشِيُّ الْعَدَوِيُّ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ الْقَصِيْرُ مَوْلَى آلِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ . رَوَى عَنْ جُوَيْرِيَةَ بْنِ أَسْمَاءَ الضًّبَعِيِّ ، وَحَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ ، وَحَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ ، وَأَبِي حَنِيفَةَ النُّعْمَانِ بْنِ ثَابِتٍ . رَوَى عَنْهُ الْبُخَارِيُّ وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَإِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : أَصْلُهُ مِنَ الْبَصْرَةِ أَوْ الأَهْوَازِ ثِقَةٌ فَاضِلٌ أَقْرَأَ الْقُرْآنَ نَيِّفَاً وَسَبْعِينَ سَنَةً ، مِنَ التَّاسِعَةِ ، مَاتَ ثَلاثَة َعَشَرَةَ وَمِئَتَيْنِ وَهُوَ مِنْ كِبَارِ شُيُوخِ الْبُخَارِيِّ الْكُتُبُ السِّتَّةُ .
مَرْتَبَتُهُ : الأُولَى تَعْدِيْلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج5/ص228/745) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج5/ص201/939) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج16/ص320/3666) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص609/3064) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص330/3715) .(1/142)
2- نُوحُ بن جَعْوَنَةَ (1) نُوحُ بْنُ جَعْوَنَةَ السُّلَمِيُّ حِجَازِيٌّ . رَوَي عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ . وَعَنْهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ ، وَقَالَ : وَقَدْ قِيلَ أَبُو نُوحِ بْنُ جعونة ، مَاتَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَخَمْسِينَ وَمِئَةٍ ، وَكَانَ يُخْطِئُ . قَالَ الْحُسَيْنِيُّ : جَزَمَ شَيْخُنَا الذَّهَبِيُّ أَنَّ نُوحَ بن جعونة هَذَا هُوَ ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ الْمَعْرُوفُ بِنُوحٍ الْجَامِعِ فَوَهِمَ ، وَوَافَقَهُ ابْنُ حَجَرٍ فِي هَذَا . وسبق الحسيني إلى التفريق بينهما الأزدي . قَالَ الذَّهَبِيُّ وَابْنُ حَجَرٍ : أَتَى بِخَبَرٍ مُنْكَرٍ ، فَفَي مُسْنَدِ الشَّهَابِ لِلْقُضَاعِيِّ أَنَا ابْنُ النَّحَّاسِ ثَنَا ابْنُ الأَعْرَابِيِّ ثَنَا أَبُو يَحْيَى بْنُ أَبِي مَسَرَّةَ ثَنَا الْمُقْرِئُ ثَنَا نُوحُ بْنُ جعونة عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : سَمِعْتُ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : إلا أن عمل أهل الجنة حزن بربوة وعمل أهل النار سهل بسهوة وذكر الحديث بطوله فالآفة نوح . اهـ مَرْتَبَتُهُ : الأُولَى تَجْرِيْحَاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ نوح بن جعونة : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج8/ص485/2215) ، الإِكْمَالُ لِرِجَالِ أَحْمَدَ (ج1/ص440/925) ، الضُّعَفَاءُ وَالْمَتْرُوكِينَ لابْنِ الْجَوْزِيِّ (ج3/ص168/3558) ، مِيزَانُ الاعْتِدَالِ فِي نَقْدِ الرِّجَالِ (ج7/ص51/9138، لسان الميزان ج6/ص172/609) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص567 .(1/143)
3- مُقَاتِلُ بْنُ حَيَّانَ (1) مُقَاتِلُ بْنُ حَيَّانَ النَّبَطِيُّ بِفَتْحِ النُّونِ وَالْمُوَحَّدَةِ أَبُو بِسْطَامٍ الْبَلْخِيُّ الْخَزَّازُ . رَوَى عَنْ عَمِّتِهِ عَمْرَةَ وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ ، وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ، وَجَمَاعَةٍ . وَعَنْهُ أَخُوهُ مُصْعَبُ بْنُ حَيَّانَ ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ ، وَنُوحُ بْنُ جعونة السلمي ، وَأَبُو عِصْمَةَ نُوحُ بْنُ أَبِي مَرْيْمَ وَآخَرُونَ . وَكَانَ عَابِدَاً كَبِيْرَ الْقَدْرِ صَاحِبَ سُنَّةٍ وَصِدْقٍ . قَالَ إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ : ثِقَةٌ ، وَكَذَا قَالَ أبُو دَاوُدَ . وَقَالَ النَّسَائِيُّ : لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ . وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ : صَالِحٌ . وذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ . وَقَالَ ابْنُ خُزَيْمَةَ : لا أَحْتَجُّ بِهِ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : صَدُوقٌ فَاضِلٌ مِنَ السَّادِسَةِ أخطأ الأزدي فِي زَعْمِهِ أَنَّ وَكِيعَاً كَذَّبَهُ ، وَإِنَّمَا كَذَبَ مُقَاتِلَ بْنَ سُلَيْمَانَ ، مَاتَ قُبِيْلَ الْخَمْسِينَ بِأَرْضِ الْهِنْدِ مُسْلِمٌ وَالأَرْبَعَةُ .
مَرْتَبَتُهُ : الثَّالِثَةُ تَعْدِيْلاً .
4- عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 162 ] . ثقة فقيه فاضل لكنه كثير الإرسال .
__________
(1) تَرْجَمَةُ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج8/ص13/1972 ) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج8/ص353/1629 ، مشاهير الأمصار ج1/ص195/1566) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج28/ص430/6160) ، مِيزَانُ الاعْتِدَالِ فِي نَقْدِ الرِّجَالِ (ج6/ص503/8745) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص290/5613) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج10/ص248/502) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص544/6867) ، طَبَقَاتُ الْحُفَّاظِ (ج1/ص83/161 .(1/144)
5- عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 2 ] .
رَابِعَاً : الْحَكَمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
هَذَا الْحَدِيثُ إِسْنَادُهُ ضعيفٌ لأَنَّ فِيهِ نُوحُ بْنُ جَعْوَنَةَ ، لَمْ يُوَثِّقْهُ إِلاَّ ابْنُ حِبَّانَ .
وَقَالَ ابْنُ كَثِيْرٍ فِي ( تَفْسِيْرِهِ ج1/ص407) : انْفَرَدَ بِهِ أَحْمَدُ ، وَإِسْنَادُهُ حَسَنٌ لَيْسَ فِيهِ مَجْرُوحٌ ، وَمَتْنُهُ حَسَنٌ .
وَأَما الْحَافِظَانِ الذَّهَبِيُّ وَابْنُ حَجَرٍ فَقَالا : خَبَرٌ مُنْكَرٌ ، وَآفَتُهُ نُوحُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ .
خَامِسَاً : تَنْبِيهٌ
نَسَبَهُ الْمُصَنِّفُ لإِسْحَاقَ بْنِ رَاهَوَيْهِ فِي مُسْنَدِهِ ، وَلَمْ أَجِدْهُ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 268 }
وَأَخْرَجَ الطَّبَرَانِيُّ بسند جيد عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « لَمَّا خَلَقَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى جَنَّةَ عَدْنٍ خَلَقَ فِيهَا مَا لا عَيْنٌ رَأَتْ ، وَلا أُذُنٌ سَمِعَتْ ، وَلا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ ، ثُمَّ قَالَ لَهَا : تَكَلَّمِي ، فَقَالَتْ : { قَدْ أَفَلْحَ الْمُؤْمِنُونَ } .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي ( الْمُعْجَمِ الْكَبِيْرِ ج11/ص184/11439) و( الْمُعْجَمِ الأَوْسَطِ ج1/ص224/738) قَالَ : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ ثَنَا هِشَامُ بْنُ خَالِدٍ ثَنَا بَقِيَّةُ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عن عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « لَمَّا خَلَقَ اللهُ جُنَّةَ عَدْنٍ خَلَقَ فِيهَا مَا لا عَيْنٌ رَأَتْ ، وَلا أُذُنٌ سَمِعَتْ ، وَلا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ ، ثُمَّ قَالَ لَهَا تَكَلَّمِي ، فَقَالَتْ : قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ » .(1/145)
وَقَالَ : لَمْ يَرْوِهِ عَنِ ابْنِ جريج إلاَّ بَقِيَّةُ ، تَفَرَّدَ بِهِ هِشَامُ بْنُ خَالِدٍ .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ ابْنُ أَبِى الدُّنْيَا فِي ( صِفَةِ الْجَنَّةِ ، فِي ذِكْرِ خَلْقِ الْجَنَّةِ ج1/ص41/16) مِنْ طَرِيقِ عُمَرَ بْنِ سَعْيدٍ الْمَنْبِجِيِّ ، وَتَمَّامٌ الرَّازِيُّ فِي ( الْفَوَائِدِ ج1/ص109/258) مِنْ طَرِيقِ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرٍ مَوْلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ ، كِلاهُمَا عَنْ هِشَامِ بْنِ خَالِدٍ الأَزْرَقِ بِمِثْلِهِ .
وَتَابَعَ بَقِيَّةَ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ : إِسْحَاقُ بْنُ نَجِيحٍ الْمَلْطِيُّ .
فَقَدْ أَخْرَجَهُ الثَّعْلَبِيُّ فِي ( تَفْسِيْرِهِ ج7/ص37) مِنْ طَرِيقِ إِسْحَاقَ بْنِ تَجِيحٍ الْمَلْطِيِّ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ بِمِثْلِهِ .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
1- أَحْمَدُ بن ّعلي بن سعيد (1) أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ سَعِيدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْقُرَشِيُّ الأُمَوِيُّ أَبُو بَكْرٍ الْمَرْوَزِيُّ قَاضِي دِمَشْقَ رَوَى عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ ، وَأَحْمَدَ ، وَيَحْيَى ، وَابْنَيْ أَبِي شَيْبَةَ وَخَلْقٍ . وَعَنْهُ النَّسَائِيُّ فَأَكْثَرَ ، وَأَبُو عَوَانَةَ ، وَالطَّبَرَانِيُّ وَجَمَاعَةٌ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ حَافِظٌ مِنَ الثَّانِيَةَ عَشَرَةَ ، مَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِينَ ، وَلَهُ نَحْوٌ مِنْ تِسْعِينَ سَنَةً النَّسَائِيُّ .
مَرْتَبَتُهُ : الأُولَى تَعْدِيْلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ سَعِيدٍ : تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج1/ص407/82) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص200/66) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص54/107) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص82/81) .(1/146)
2- هِشَامُ بن خَالِد بن يزيدٍ (1) هِشَامُ بْنُ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ مَرْوَانَ الأَزْرَقُ أَبُو مَرْوَانَ الدِّمَشْقِيُّ السَّلامِيُّ . رَوَى عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ ، وَبَقِيَّةَ ، وَالْحَسَنِ بْنِ يَحْيَى الْخُشَنِيِّ . رَوَى عَنْهُ أَبُو دَاوُدَ ، وَابْنُ مَاجَهْ ، وَبَقِيُّ بْنُ مَخْلَدٍ ، وَأَحْمَدُ بْنُ الْمُعَلَّى بْنِ يَزِيدَ الْقَاضِي . قَالَ أَبُو حَاتِمٍ : صَدُوقٌ . وَذَكَرَهُ أبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ فِي أَهْلِ الْفَتْوَى بِدِمَشْقَ . وذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثقات . قَالَ مَسْلِمَةُ فِي الصِّلَةِ : ثِقَةٌ . قَالَ ابْنُ حَجَرٍ صَدُوقٌ مِنَ الْعَاشِرَةِ ، مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِينَ أبُو دَاوُدَ وَابْنُ مَاجَهْ . مَرْتَبَتُهُ : الأُولَى تَعْدِيْلاً .
3- بَقِيَّةٌ بْنُ الْوَلِيدِ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 206 ] . صَدُوقٌ كَثِيْرُ التَّدْلِيسِ عَنِ الضُّعَفَاءِ .
4- عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ جُرَيْجٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 143 ] . ثِقَةٌ فَقِيهٌ فَاضِلٌ وَكَانَ يُدَلِّسُ .
5- عَطَاءُ بْنُ أَبِى رَبَاحٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 162 ] . ثِقَةٌ فَقِيهٌ فَاضِلٌ لَكِنَّهُ كَثِيْرُ الإِرْسَالِ .
6- ابْنُ عَبَّاسٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 2 ] .
__________
(1) تَرْجَمَةُ هِشَامِ بْنِ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ : تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج30/ص198/6574) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص336/5961) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج11/ص35/77) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص572/7291) .(1/147)
7- إسْحَاقُ بْنُ نَجِيحٍ الْمَلْطِيُّ (1) الأَزْدِيُّ أَبُو صَالِحٍ ، وَيُقَالُ : أَبُو يَزِيدَ سَكَنَ بْغَدَادَ . رَوَى عَنْ أَبَانَ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ ، وَالأَوْزَاعِيِّ ، وَابْنِ جُرَيْجٍ . وَعَنْهُ عَلِىُّ بْنُ حُجْرٍ ، وَسُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ الطُّوسِيُّ وَعِدَّةٌ .
وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : كَذَّبُوهُ مِنَ التَّاسِعَةِ . مَرْتَبَتُهُ : السَّابِعَةُ تَجْرِيْحَاً .
رابعاً : الْحَكَمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
هَذَا الْحَدِيثُ إِسْنَادُهُ ضعيفٌ لأنَّ فِيهِ بِقَيَّةُ وَابْنُ جُرَيْجٍ ، وَفَدْ عَنْعَنَاهُ . وَمُتَابِعُهُ إِسْحَاقُ بْنُ نَجِيحٍ الْمَلْطِيُّ كَذَّابٌ لا تَصْلُحُ مُتَابَعَتُهُ . وَقَالَ ابْنُ كَثِيْرٍ فِي ( تَفْسِيْرِهِ ج3/ص239) : بَقِيَّةُ عَنِ الْحِجَازِيِّينَ ضَعِيفٌ . وَقَالَ الأَلْبَانِيُّ فِي ( ضَعِيفِ التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ ج2/ص258/ح2247) ، و ( السِّلْسِلَةِ الضَّعِيفَةِ ج3/ص283/ح1248) : فَهَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ مِنْ أَجْلِ عَنْعَنَةِ بَقِيَّةَ ، وَقَالَ الْحَافِظُ ابْنُ كَثِيْرٍ فِي ( تَفْسِيْرِهِ ) : بَقِيَّةُ عَنِ الْحِجَازِيِّينَ ضَعِيفٌ ، كَذَا قَالَ ، وَبَقِيَّةُ صَدْوقٌ فِي نَفْسِهِ ، وَإِنَّمَا عَيْبُهُ أَنَّهُ كَانَ يُدَلِّسُ عَنِ الضُّعَفَاءِ وَالْمَتْرُوكِينَ ، فَإِذَا صَرَّحَ بِالتَّحْدِيثِ وَكَانَ مَنْ فَوْقَهُ ثِقَةٌ ، وَمَنْ دُونَهُ ثِقَةٌ فَهُوَ حُجَّةٌ ، وَإِلاَّ فَلا .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 269 }
__________
(1) تَرْجَمَةُ إسْحَاقَ بْنِ نَجِيحٍ الْمَلْطِيِّ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج1/ص404/1293) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج2/ص484/387) ، مِيزَانُ الاعْتِدَالِ فِي نَقْدِ الرِّجَالِ (ج1/ص354/796) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص221/476) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص103/388) ، لِسَانُ الْمِيزَانِ (ج7/ص175/2289) .(1/148)
وَأَخْرَجَ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مَرْفُوعَاً : « خَلَقَ اللهُ جَنَّةَ عَدْنٍ بيده ، وَدَلَّى فيها ثِمَارَهَا ، وَشَقَّ فيها أَنْهَارَهَا ، ثُمَّ نَظَرَ إِلَيْهَا ، فَقَالَ : { قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ } ، قَالَ : وَعِزَّتِي لا يُجَاوِرُنِي فِيكِ بِخَيْلٌ » .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي ( الْمُعْجَمِ الْكَبِيْرِ ج12/ص147/12723) قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ ثنا مِنْجَابُ بْنُ الْحَارِثُ ثَنَا حَمَّادُ بْنُ عِيسَى الْعَبْسِيُّ عَنْ إِسْمَاعِيلَ السُّدِّيِّ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ يَرْفَعُهُ قَالَ : « خَلَقَ اللهُ جَنَّةَ عَدْنٍ بيده ، وَدَلَّى فيها ثِمَارَهَا ، وَشَقَّ فيها أَنْهَارَهَا ، ثُمَّ نَظَرَ إِلَيْهَا ، فَقَالَ : { قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ } ، قَالَ : وَعِزَّتِي لا يُجَاوِرُنِي فِيكِ بِخَيْلٌ » .
ثَانِيَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
1- مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ الْكُوفِيُّ الْحَافِظُ . سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 190 ] .(1/149)
2- مِنْجَابُ بْنُ الْحَارِثِ (1) مِنْجَابُ بِكَسْرِ أَوَّلِهِ وَسُكُونِ ثَانِيهِ ثُمَّ جِيمٌ ثُمَّ مُوَحَّدَةٍ ابْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ التَّمِيمِيُّ أبُو مُحَمَّدٍ الْكُوفِيُّ . رَوَى عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يُوسُفَ السَّعْدِيِّ ، وَأَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ الْمَسْعُودِيِّ ، وَحَمَّادِ بْنِ عِيسَى الْعَبْسِيِّ . رَوَى عَنْهُ مُسْلِمٌ ، وَأَبُو شَيْبَةَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي بَكرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ ، وَمُحَمَّدً بْنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ . ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي كِتَابِ الثِّقَاتِ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ مِنَ الْعَاشِرَةِ ، مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاثِينَ رَوَى لَهُ مُسْلِمٌ وَابْنُ مَاجَهْ فِي التَّفْسِيْرِ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيْلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ مِنْجَابِ بْنِ الْحَارِثِ : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج8/ص443/2022) ، الثقات (ج9/ص206/16034) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج28/ص490/6175) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص294/5626) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج10/ص264/519) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص545/6882) .(1/150)
3- حَمَّادُ بْنُ عِيسَى الْعَبْسِيُّ (1) حَمَّادُ بْنُ عِيسَى الْعَبْسِيُّ . رَوَى عَنْ بِلالِ بْنِ يَحْيَى الْعَبْسِيِّ . وَعَنْهُ عَبَّادُ بْنُ يَعْقُوبَ الأَسَدِيُّ ، وَعُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ . قَالَ ابْنُ حَجَرٍ : مَسْتُورٌ مِنَ التَّاسِعَةِ أَيْضَاً ، وَقِيلَ هُوَ حَمَّادُ بْنُ عِيسَى بْنِ عُبَيْدَةَ بْنِ الطُّفَيْلِ الْجُهَنِيُّ الْوَاسِطِيُّ نَزِيلُ الْبَصْرَةِ ضَعِيفٌ مِنَ التَّاسِعَةِ ، غَرَقَ بِالْجُحْفَةَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَمِئَتَيْنِ التِّرْمِذِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ .
مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَجْرِيْحَاً إِنْ كَانَ الأَوَّلَ ، وَإِلا فَالثَّالِثَةُ تَجْرِيْحَاً .
4- إِسْمَاعِيلَ السُّدِّيِّ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 43 ] . مُقَارَبُ الْحَدِيثِ صَالِحٌ .
5- ذَكْوَانُ أَبُو صَالِحٍ السَّمَّانُ الزِّيَّاتُ الْمَدَنِيُّ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 15 ] . ثِقَةٌ ثَبْتٌ .
6- عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 22 ] .
ثَالِثَاً : الْحَكَمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
هَذَا الْحَدِيثُ إِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ لأنَّ فِيهِ حَمَّادُ بْنُ عِيسَى الْعَبْسِيُّ ، وَهُوَ مَجْهُولٌ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ حَمَّادِ بْنِ عِيسَى الْعَبْسِيِّ : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج3/ص145/638) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج7/ص283/1487) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج3/ص17/19) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص178/1504، لِسَانُ الْمِيزَانِ (ج7/ص204/2756) ، خُلاصَةُ تَذْهِيبِ تَهْذِيبِ الْكَمَالِ (ج1/ص92) .(1/151)
وَقَالَ الْهَيْثَمِيُّ فِي (مَجْمَع الزَّوَائِدِ ج10/ص397) : رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيْرِ وَالأَوْسَطِ ، وَأَحَدُ إِسْنَادَيْ الطَّبَرَانِيِّ فِي الأَوْسَطِ جَيِّدٌ . وَكَذَا قَالَ الْمُنْذِرِيُّ فِي ( التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ ج4/ص314) : رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيْرِ وَالأَوْسَطِ بِإِسْنَادَيْنِ أَحَدِهِمَا جَيِّدٍ .
قُلْتُ : إِسْنَادُ الْحَدِيثِ السَّابِقِ لَيْسَ بِجَيِّدٍ ، لأَنَّ فِيهِ بَقِيَّةُ ، وَقَدْ عَنْعَنَهُ .
وَقَدْ قَالَ الأَلْبَانِيُّ فِي ( السِّلْسِلَةِ الضَّعِيفَةِ ج3/ص283/ح1284) : فِيمَا قَالا نَظَرٌ مِنْ وَجْهَيْنِ :
[(1/152)
الأَوَّلُ ] أَنَّ الإِسْنَادَ الآخَرَ فِيهِ ضَعْفٌ أَيْضَاً ، وَقَدْ أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي « الأَوْسَطِ » و « الْكَبِيْرِ » ، وَعَنْهُ الضِّيَاءُ فِي « الْمُخْتَارَةِ »(63/13/2) ، وَتَمَّامٌ الرَّازِيُّ فِي « الْفَواَئِدِ » ، وَعَنْهُ ابْنُ عَسَاكِرَ فِي « تَارِيْخِ دِمَشْقَ »(5/340/1 و15/70/4) مِنْ طَرِيقِ هِشَامِ بْنِ خَالِدٍ ثَنَا بَقِيَّةُ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مَرْفُوعَاً بِلَفْظِ : « لَمَّا خَلَقَ اللهُ جُنَّةَ عَدْنٍ خَلَقَ فِيهَا مَا لا عَيْنٌ رَأَتْ ، وَلا أُذُنٌ سَمِعَتْ ، وَلا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ ، ثُمَّ قَالَ لَهَا تَكَلَّمِي ، فَقَالَتْ : قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ » . فَهَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ مِنْ أَجْلِ عَنْعَنَةِ بَقِيَّةَ ، وَقَالَ الْحَافِظُ ابْنُ كَثِيْرٍ فِي ( تَفْسِيْرِهِ ) : بَقِيَّةُ عَنِ الْحِجَازِيِّينَ ضَعِيفٌ ، كَذَا قَالَ ، وَبَقِيَّةُ صَدْوقٌ فِي نَفْسِهِ ، وَإِنَّمَا عَيْبُهُ أَنَّهُ كَانَ يُدَلِّسُ عَنِ الضُّعَفَاءِ وَالْمَتْرُوكِينَ ، فَإِذَا صَرَّحَ بِالتَّحْدِيثِ وَكَانَ مَنْ فَوْقَهُ ثِقَةٌ ، وَمَنْ دُونَهُ ثِقَةٌ فَهُوَ حُجَّةٌ ، وَإِلاَّ فَلا .
[ الآخَرُ ] أَنَّ مَتْنَ الإِسْنَادِ الآخَرِ يَخْتَلِفُ عَنْ مَتْنِ الأَوَّلِ ، فَإِنَّهُ :
أَوَّلاً : لَيْسَ فِيهِ « قَالَ : وَعِزَّتِي .. » .
ثَانِيَاً : أَنَّ الْقَائِلَ فِيهِ « قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ » هِيَ الْجَنَّةُ ، وَفِي الأَوَّلِ هُوَ اللهُ تَعَالَى .
فَلا يَجُوزُ الْقَوْلُ فِي الْمَتْنِ الأَوَّلِ : إِسْنَادُهُ جَيِّدٌ ! , وَالإِسْنَادُ الْجَيِّدُ - إنْ سَلِمَ بِجَوْدَتِهِ ، فَمَتْنُهُ مُخْتَلِفٌ عَنْ مَتْنِ الإِسْنَادِ الضَّعِيفِ ! ، فَتَأَمَّلْ هَذَا .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 270 }(1/153)
وَأَخْرَجَ الْبَزَّارُ وَالطَّبَرَانِيُّ وَالْبَيْهَقِيُّ عَنْ أبِي سَعِيدٍ عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : « خَلَقَ اللهُ الْجَنَّةَ لَبِنَةً مِنْ ذَهَبٍ ، وَلَبِنَةً مِنْ فِضَّةٍ وَمِلاطَهَا (1) الْمِسْكَ ، وَقَالَ لَهَا : تَكَلَّمِي ، فَقَالَتْ : قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ، فَقَالَتِ الْمَلائِكَةُ : طُوبَى لَكِ مَنْزِلَ الْمُلُوكِ » .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي ( الْمُعْجَمِ الأوْسَطِ ج4/ص99/3701) قَالَ : حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ الضَّبِّيُّ قَالَ نَا أَبُو عُمَرَ الضَّرِيرُ قَالَ نَا عَدِيُّ بْنُ الْفَضْلِ عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ عَنْ أَبِي نَضْرَةَ عَنْ أبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : « إنَّ اللهَ خَلَقَ جَنَّةَ عَدْنٍ وَبَنَاهَا بِيَدِهِ لَبِنَةً مِنْ ذَهَبٍ ، وَلَبِنَةً مِنْ فِضَّةٍ ، وَجَعَلَ مِلاطَهَا الْمِسْكَ ، وتُرَابَهَا الزَّعْفَرَانَ ، وَحَصْبَاءَهَا اللُّؤْلُؤَ ، ثُمَّ قَالَ لَهَا تَكَلَّمِي ، فَقَالَتْ : قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ، فَقَالَتِ الْمَلائِكَةُ : طُوبَى لَكِ مَنْزِلَ الْمُلُوكِ » .
قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ : لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الْجُرَيْرِيِّ إِلاَّ عَدِيُّ بْنُ الْفَضْلِ . وَأَخْرَجَهُ الْبَزَّارُ فِي ( مُسْنَدِهِ كَمَا فِي كَشْفِ الأَسْتَارِ ج4/ص189/ح3508) مِنْ طَرِيقِ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ الْعُمَرِيِّ عَنْ عَدِيِّ بْنِ الْفَضْلِ بِمِثْلِهِ .
__________
(1) الملاط : الطين يطلى به الحائط وطين يجعل بين كل لبنتين أو آجرتين أو حجرين فِي البناء والجمع مُلْطٌ (المحكم والمحيط الأعظم ج9/ص183، المعجم الوسيط ج2/ص885) .(1/154)
وَقَالَ : لا نَعْلَمُ أَحَدَاً رَفَعَهُ إِلاَّ عَدِيَّ بْنَ الْفَضْلِ ، وَلَيْسَ هُوَ بِالْحَافِظِ وَهُوَ شَيْخٌ مُتَقَدِّمُ الْمَوْتِ .
وَأَخْرَجَهُ مَوْقُوفَاً فَقَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى ثَنَا الْمُغِيْرَةُ بْنُ سَلَمَةَ ثَنَا وُهَيْبٌ عَنِ الْجُرَيْرِيِّ عَنْ أَبِي نَضْرَةَ عَنْ أبِي سَعِيدٍ وَسَاقَهُ بِلَفْظِهِ . وأَخْرَجَهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي ( الْبَعْثِ وَالنُّشُورِ ج1/ص137/ح236) مِنْ طَرِيقِ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ الْعُمَرِيِّ الْبَصْرِيِّ عَنْ عَدِيِّ بْنِ الْفَضْلِ بِمِثْلِهِ .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ أبُو نُعَيْمٍ فِي ( صِفَةِ الْجَنَّةِ ج1/ص173/140) ، وَأَيْضَاً فِي ( حِلْيَةِ الأَوْلِيَاءِ ج6/ص204) مِنْ طَرِيقِ أَبِى عُمَرَ الضَّرِيرِ وَأَبِي عُمَرَ الْحَوْضِيِّ كِلاهُمَا عَنْ عَدِيِّ بْنِ الْفَضْلِ بِمِثْلِهِ .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
1- عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ الضَّبِّيُّ (1) عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ الضَّبِّيُّ الْبَصْرِيُّ أبُو عَمْرٍو . عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَجَاءٍ الْغُدَّانِيِّ ، وَأَبِي الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيِّ وَغَيْرِهِمَا . وَعَنْهُ أحمد بن إسحاق الضبعيُّ ، وَعَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ ، وَأَبُو الْقَاسِمِ الطَّبَرَانِيُ . قَالَ الْحَاكِمُ : ثِقَةٌ مَشْهُورٌ وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ ، قَالَهُ الذَّهَبِيُّ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيْلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ عُثْمَانَ بْنِ عُمَرَ الضَّبِّيِّ : الثِّقَاتُ (ج8/ص455/ 14405) ، تَارِيْخُ الإِسْلامِ (ج21/ص،223) .(1/155)
2- حَفْصُ بْنُ عُمَرَ أَبُو عُمَرَ الضَّرِيرُ (1) حَفْصُ بْنُ عُمَرَ أَبُو عُمَرَ الضَّرِيرُ الأَكْبَرُ الْبَصْرِيُّ . رَوَى عَنِ الْحَمَّادَيْنِ ، وَعَدِيِّ بْنِ الْفَضْلِ ، وَجَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ وَجَمَاعَةٍ . وَعَنْهُ أَبُو دَاوُدَ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَعُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ الضَّبِّيُّ وَعِدَّةٌ . قَالَ ابْنُ حِبَّانَ : كَانَ مِنَ الْعُلَمَاءِ بِالْفَرَائِضِ وَالْحِسَابِ وَالشِّعْرِ وَأَيَّامِ النَّاسِ وَالْفِقَهِ ، وُلِدَ وَهُوَ أَعْمَى . وَقَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ : لا يُرْضَى . وَقَالَ السَّاجِيُّ : مِنْ أَهْلِ الصِّدْقِ . قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ : سَمِعَ مِنْهُ أَبِي ، وَقَالَ : صَدُوقٌ صَالِحُ الْحَدِيثِ ، عَامَّةُ حَدِيثِهِ مَحْفُوظٌ .
قَالَ ابْنُ حَجَرٍ : صَدُوقٌ عَالِمٌ ، قِيلَ : وُلِدَ أَعْمَى ، مِنْ كِبَارِ الْعَاشِرَةِ مَاتَ سَنَةَ عِشْرِينَ وَمِئَتَيْنِ وَقَدْ جَازَ السَّبْعِينَ أَبُو دَاوُدَ .
مَرْتَبَتُهُ : الثَّالِثَةُ تَعْدِيْلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ حَفْصِ بْنِ عُمَرَ أبِي عُمَرَ الضَّرِيرِ : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ ج3/ص183/787 3) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج7/ص45/1406) ، تَذْكِرَةُ الْحُفَّاظِ (ج1/ص406/410) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص342/1160) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج2/ص354/719) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص173/1421) .(1/156)
3- عَدِيُّ بْنُ الْفَضْلِ التَّيْمِيُّ (1) عَدِيُّ بْنُ الْفَضْلِ التَّيْمِيُّ أبُو حَاتِمٍ الْبَصْرِيُّ . رَوَى عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ ، وَأَيُّوبَ ، وَخَالِدٍ الْحَذَّاءِ . وَعَنْهُ أبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيًُّ ، وَأَبُو عُمَرَ الْحَوْضِيُّ ، وَأَبُو عُمَرَ الضَّرِيرُ ، وَآخَرُونَ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : مَتْرُوكٌ مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَسَبْعِينَ مِنَ الثَّامِنَةِ ابْنُ مَاجَهْ . مَرْتَبَتُهُ : الْخَامِسَةُ تَجْرِيْحَاً .
4- سَعِيدُ بْنُ إِيَاسٍ الْجُرَيْرِيُّ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 134 ] . ثِقَةٌ .
5- الْمُنْذِرُ بْنُ مَالِكِ بْنِ قُطَعَةَ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 134 ] . ثِقَةٌ .
6- أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 14 ] .
رَابِعَاً : الْحَكَمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
هَذَا الْحَدِيثُ إِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ جِدَّاً لأَنَّ فِيهِ الْفَضْلُ بْنُ عَدِىٍّ ، وَهُوَ مَتْرُوكٌ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ عَدِيِّ بْنِ الْفَضْلِ التَّيْمِيِّ : الضعفاء للنسائي (ج1/ص78/440) ، الْمَجْرُوحِينَ (ج2/ص187/822) ، الضُّعَفَاءُ الْكَبِيْرُ (ج3/ص370/1408) ، االْكَامِلُ فِي الضُّعَفَاءِ (ج5/ص375/1540) ، الضُّعَفَاءُ وَالْمَتْرُوكِينَ لابْنِ الْجَوْزِيِّ (ج2/ص173/2289) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج19/ص539/3889) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص16/3764) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج7/ص153/336) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص388/4545) .(1/157)
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ فِي ( التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ ج4/ص282) : رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ وَالْبَزَّارُ مَرْفُوعَاً وَمَوْقُوفَاَّ ، وَقَالَ : لا نَعْلَمُ أَحَدَاً رَفَعَهُ إِلاَّ عَدِيَّ بْنَ الْفَضْلِ يَعْنِي عَنِ الْجُرَيْرِيِّ عَنْ أَبِي نَضْرَةَ عَنِ أَبِي سَعِيدٍ ، وَعَدِيُّ بْنُ الْفَضْلِ لَيْسَ بِالْحَافِظِ ، وَهُوَ شَيْخٌ بَصْرِيٌّ .
قَالَ الْحَافِظُ : قَدْ تَابَعَ عَدِيَّ بْنَ الْفَضْلِ عَلَى رَفْعِهِ : وُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ عَنِ الْجُرَيْرِيِّ عَنْ أَبِي نَضْرَةَ عَنِ أَبِي سَعِيدٍ ، وَلَفْظُهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « إنَّ اللهَ - عز وجل - أحَاطَ حَائِطَ الْجَنَّةِ لَبِنَةً مِنْ ذَهَبٍ ، وَلَبِنَةً مِنْ فِضَّةٍ ، ثُمَّ شَقَّقَ فِيهَا الأَنْهَارَ ، وَغَرَسَ فِيهَا الأَشْجَارَ ، فَلَمَّا نَظَرَتِ الْمَلائِكَةُ إِلَى حُسْنِهَا قَالَتْ : طُوبَى لَكِ مَنَازِلَ الْمُلُوكِ » ، أَخْرَجَهُ الْبَيْهَقِيُّ وَغَيْرُهُ ، وَلَكِنْ وَقْفُهُ هُوَ ... الأَصَحُّ الْمَشْهُورُ وَاللهُ أَعْلَمُ .
قُلْتُ : رِوَايَةُ الْبَيْهَقِيِّ فِي ( الْبَعْثِ وَالنُّشُورِ ج1/ص164/ح288) الَّتِي تَابَعَ فِيهَا وُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ عَدِىَّ بْنَ الْفَضْلِ ، فِي إِسْنَادِهَا : مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ الْكُدَيْمِيُّ ، وَهُوَ مُتَّهَمٌ بِالْوَضْعِ كَمَا قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ .
قَالَ الأَلْبَانِيُّ فِي ( الضَّعِيفَةِ وَالْمَوْضُوعَةِ ج6/ص161/ح2662) : مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ هُوَ الْكُدَيْمِيُّ مُتَّهَمٌ بِوَضْعِ الْحَدِيثِ ، فَلا يُفْرَحُ بِمَا يَرْوِيهِ مِنَ الْمُتَابَعَةِ . وَصَحَّحَهُ الأَلْبَانِيُّ مَوْقُوفَاً ( صَحِيحِ التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ ج3/ص260/ح3714) .(1/158)
وَقَالَ الْهَيْثَمِيُّ فِي ( مَجْمَع الزَّوَائِدِ ج10/ص397) : رَوَاهُ الْبَزَّارُ مَرْفُوعَاً وَمَوْقُوفَاً ، وَالطَّبَرَانِيُّ فِي الأَوْسَطِ إِلاَّ أَنَّهُ قَالَ : عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : « إنَّ اللهَ خَلَقَ جَنَّةَ عَدْنٍ بِيَدِهِ لَبِنَةً مِنْ ذَهَبٍ وَلَبِنَةً مِنْ فِضَّةٍ » وَالْبَاقِي بِنَحْوِهِ ، وَرِجَالُ الْمَوْقُوفِ رِجَالُ الصَّحِيحِ ، وَأَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ لا يَقُولُ هَذَا إِلاَّ بِتَوْقِيفٍ .
وَقَالَ ابْنُ الْقَيِّمِ فِي ( حَادِي الأَرْوَاحِ ج2/ص40) بَعْدَ أَنْ أَوْرَدَ إِسْنَادَ الْبَزَّارِ الْمَوْقُوفَ كَمَا أَوْرَدَهُ ابْنُ كَثِيْرٍ ، وَعَقِبَ تَضْعِيفِهِ لِعَدِيِّ بْنِ الْفَضْلِ : وَالْحَدِيثُ صَحِيحٌ مَوْقُوفَاً .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 271 }
وَأَخْرَجَ الْبَيْهَقِيُّ عَنْ أَنَسٍ عَنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : « إنَّ اللهَ بَنَي الْفِرْدَوْسَ بِيَدِهِ ، وَحَظَرَهَا عَلَى كُلِّ مُشْرِكٍ ، وَكُلَّ مُدْمِنٍ لِلْخَمْرِ » (1) .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
__________
(1) فِى المخطوطة (ز) مدمن خمر . وكامة سكير ساقطة من الثلاثة .(1/159)
أَخْرَجَهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي ( الْبَعْثِ وَالنُّشُورِ ج1/ص136/ح233) قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ السُّوسِيُّ ثَنَا أبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْبَغْدَادِيُّ أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ جَامِعِ بْنِ رُزَيْقٍ ثَنَا أبُو الطَّاهِرِ (ح) وَأَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ أَنْبَأَ أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ ثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى ثَنَا أَبُو الطَّاهِرِ ابْنُ السَّرْحِ ثَنَا خَالِي أَبُو رَجَاءٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْمَهْرِيُّ قَالَ : حَدَّثَ يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : « إنَّ اللهَ - عز وجل - بَنَي الْفِرْدَوْسَ بِيَدِهِ ، وَحَظَرَهَا عَلَى كُلِّ مُشْرِكٍ ، وَكُلَّ مُدْمِنٍ لِلْخَمْرِ سكير » . لَفْظُ حَدِيثِ السُّوسِيِّ .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ أبُو نُعَيْمٍ فِي ( صِفَةِ الْجَنَّةِ ج1/ص89/61) مِنْ طَرِيقِ عَبْدَانَ بْنِ أَحْمَدَ وَمُحَمَّدِ بْنِ زَبَّانَ ، وفِي ( حِلْيَةِ الأَوْلِيَاءِ ج3/ص94) مِنْ طَرِيقِ عَبْدَانَ ، وَتَمَّامٌ الرَّازِيُّ فِي ( الْفَوَائِدِ ج2/ص75/1181) مِنْ طَرِيقِ أبِى سَعِيدٍ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ ، ثَلاثَتُهُمْ عَنْ أَبِى الطَّاهِرِ أَحْمَدَ بْنِ عَمْرِو بْنِ السَّرْحِ بِمِثْلِهِ .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ(1/160)
1- عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ (1) عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَرَجِ الأَهْوَازِيُّ أَبُو الْحَسَنِ الْحَافِظُ الْمُحَدِّثُ ابْنُ الْمُحَدِّثِ . سَمَّعَهُ أَبُوهُ الْكَثِيْرَ ، وَحَدَّثَ سِنِينَ فِي خُرَاسَانَ وَنَيْسَابُورَ وَسِجِسْتَانَ وَغَيْرِهَا مِنَ الْبُلْدَانِ ، وَهُوَ رَاوِيَةُ مُسْنَدِ أَحْمَدَ بْنِ عُبَيْدٍ الصَّفَّارِ الَّذِي سَمِعَتْ مِنْهُ كُلُّ الأَئِمَّةِ وَالصُّدُورُ وَالْكِبَارُ مِمَّنْ دَبَّ وَدَرَجَ . حَدَّثَ عَنْ وَالِدِهِ أَبِي بَكْرٍ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ الْحَافِظِ الشِّيرَازِيِّ ، وَأَبِي الْحَسَنَ أَحْمَدَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الصَّفَّارِ ، وَأَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مَحْمُوَيْهِ الْعَسْكَرِيِّ ، وَأَبِي الْقَاسِمِ الطَّبَرَانِيِّ وَطَبَقَتِهِمْ . وَهُوَ عَلَى الْجُمْلَةِ مِنْ كِبَارِ الْمُحَدِّثِينَ الْمُكْثِرِينَ سَمَاعَاً وَرِوَايَةً . تُوُفِّيَ بِنَيْسَابُورَ سَنَةَ خَمْسَ عَشَرَةَ وَأَرْبَعِمِئَةٍ ، قَالَهُ صَاحِبُ الْمُنْتَخَبِ مِنْ كِتَابِ السِّيَاقِ لِتَارِيْخِ نَيْسَابُورَ .
مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيْلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ : الْمُنْتَخَبُ مِنْ كِتَابِ السِّيَاقِ لِتَارِيْخِ نَيْسَابُورَ (ج1/ص410/1247) ، تَارِيْخُ جُرْجَانَ (ج1/ص548/1193) .(1/161)
2- أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ (1) أَحْمَدُ بنُ عُبَيْدِ بْنِ إِسْمَاعِيْلَ أَبُو الْحَسَنِ الصَّفَّارُ . الإِمَامُ الْحَافِظُ الْمُجَوِّدُ ، ابْن زَوْجَةَ الكُدَيْمِيُّ ، وَمُؤلِّفُ كتَابِ ( السُّنُنِ ) عَلَى الْمُسْنَد الَّذِي يُكْثِرُ أَبُو بَكْرٍ البَيْهَقِيُّ مِنْ تَخْرِيْجِهِ فِي تَوَالِيفِهِ .
سَمِعَ : مُحَمَّدَ بنَ يُوْنُسَ الكُدَيْمِيّ ، وَالْحَارِثَ بنَ أَبِي أُسَامَةَ ، وَمُحَمَّدَ بنَ غَالِب تَمْتَام ، وَأَبَا بَكْرٍ بنَ أَبِي الدُّنْيَا ، وَزَكَرِيَّا السَّاجِيَّ . حَدَّثَ عَنْهُ : الدَّارَقُطْنِيّ ، وَعَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَان وَطَائِفَة . قَالَهُ الذَّهَبِيُّ . مَرْتَبَتُهُ : الأُولَى تَعْدِيْلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ أَحْمَدَ بْنِ عُبَيْدِ أبِي بَكْرٍ الْحِمْصِيِّ الصَّفَّارِ : سِيَرُ أَعْلامِ النُّبَلاءِ (ج15/ص441/51) .(1/162)
3- زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى السَّاجِيُّ (1) زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ بَحْرِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَبُو يَحْيَى السَّاجِيُّ الْبَصْرِيُّ الْحَافِظُ أَحَدُ الأَئِمَّةِ الثِّقَاتِ . سَمِعَ مُحَمَّدَ بْنَ بَشَّارٍ ، وَمُحَمَّدَ بْنَ الْمُثَنَّى أَبَا مُوسَى ، وَمُحَمَّدَ بْنَ مُوسَى الْخَرَشِيَّ رَوَى عَنْهُ أَبُو أَحْمَدَ ابْنُ عَدِىٍّ ، وَأَبُو بَكْرٍ الإِسْمَاعِيلِيُّ ، وَأَبُو عَمْرٍو مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَمْدَانَ ، وَالْقَاضِي يُوسُفُ الْمِيَانَجِيُّ ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّقَّاءِ الْوَاسِطِيُّ وَطَائِفَةٌ سِوَاهُمْ .
وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ فَقِيهٌ مِنَ الثَّانِيَةَ عَشَرَةَ مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلاثِمِئَةٍ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيْلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ زَكَرِيَّا بْنِ يَحْيَى السَّاجِيِّ : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج3/ص601/2717) ، مشتبه أسامي المحدثين (ج1/ص127/199،200) ، البداية والنهاية (ج11/ص131) ، تذكرة الحفاظ (ج2/ص709/727) ، طبقات الشافعية (ج1/ص94/40) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص216/2029) ، خُلاصَةُ تَذْهِيبِ تَهْذِيبِ الْكَمَالِ (ج1/ص122) .(1/163)
4- أحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ السَّرْحِ (1) أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ السَّرْحِ الأُمَوِيُّ مَوْلاهُمْ أَبُو الطَّاهِرِ الْمِصْرِيُّ الإمَامُ الْحَافِظُ الْفَقِيهُ . رَوَى عَنِ ابْنِ وَهْبٍ فَأَكْثَرَ ، وَالشَّافِعِيِّ ، وَابْنِ عُيَيْنَةَ ، وَخَالِهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ رَوَى عَنْهُ مُسْلِمٌ ، وَالنَّسَائِيُّ ، وَابْنُ مَاجَهْ ، وَزَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَي السَّاجِيُّ ، وَابْنُهُ عَمْرُو بْنُ أَبِي الطَّاهِرِ وَخَلْقٌ . قَالَ ابْنُ حَجَرٍ ثِقَةٌ مِنَ الْعَاشِرَةِ مات سنة خمسين ، وَكَانَ مِنْ أَبْنَاءِ الثَّمَانِينَ مُسْلِمٌ وَأَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيْلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ أَحْمَدَ بْنِ عَمْرِو بْنِ السَّرْحِ : التعديل والتجريح (ج1/ص333/25) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج1/ص415/86) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص200/70) ، سير أعلام النبلاء (ج12/ص62/ 14) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص55/112) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص83/85) .(1/164)
5- الْمَهْرِيُّ أَبُو الرَّجَاءِ الْمِصرِيُّ (1) عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ سَالِمٍ الْمَهْرِيُّ أَبُو رَجَاءٍ الْمِصْرِيُّ الْمَكْفُوفُ . رَوَى عَنْ عُقَيْلِ بْنِ خَالِدٍ ، وَسَعِيدِ بْنِ أَبِي أَيُّوبَ ، وَيَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ الْمَقَابِرِيِّ ، وَغَيْرِهِمْ . وَعَنْهُ ابْنُ أُخْتِهِ أَبُو الطَّاهِرِ أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ السَّرْحِ سَمَاعَاً وَوُجَادَةً ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ ، وَهَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ مِنَ التَّاسِعَةِ ، مَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِينَ وَلَهُ أَرْبَعٌ وَسَبْعُونَ أبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيْلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ الْمَهْرِيِّ أبِي الرَّجَاءِ الْمِصْرِيِّ : تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج17/ص250/3884) ، الكاشف ج1/ص635/3251) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج6/ص198/444) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص345/3931) .(1/165)
6- يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ (1) الْغَافِقِيُّ أَبُو الْعَبَّاسِ الْمِصْرِيُّ . رَوَى عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ ، وَدَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ ، وَيَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ ، وَخَلْقٍ . وَعَنْهُ شَيْخُهُ ابْنُ جُرَيْجٍ ، وَاللَّيْثُ وَهُوَ مِنْ أَقْرَانِهِ ، وَجَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ وَغَيْرُهُمْ . قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ أَبِيهِ : سَيْءُ الْحِفْظِ . وَقَالَ إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ : صَالِحٌ ، وَقَالَ مَرَّةً : ثِقَةٌ . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ : مَحَلُّهُ الصِّدْقُ يُكْتَبُ حَدِيثُهُ وَلا يُحْتَجُّ بِهِ . وَقَالَ الآجُرِّيُّ : قُلْتُ لأَبِي دَاوُدَ : ابْنُ أَيُّوبَ ثِقَةٌ ؟ ، فَقَالَ : هُوَ صَالِحٌ . وَقَالَ النَّسَائِيُّ : لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ . وذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ . وَذَكَرَهُ الْعُقَيْلِيُّ فِي الضُّعَفَاءِ . وَقَالَ ابْنُ عَدِىٍّ : وَلا أَرَى فِي حَدِيثِهِ إِذَا رَوَى عَنْ ثِقَةٍ حَدِيثَاً مُنْكَرَاً ، وَهُوَ عِنْدِي صَدُوقٌ لا بَأْسَ بِهِ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : صَدُوقٌ رُبَّمَا أَخْطَأَ ، مِنَ السَّابِعَةِ ، مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّينَ الْكُتُبُ السِّتَّةُ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّالثةُ تَعْدِيْلاً .
7- دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ وَاسْمُهُ دِينَارٍ الْقُشَيْرِيُّ ، ثِقَةٌ مُتْقِنٌ . سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 82 ] .
8- أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 51 ] .
رَابِعَاً : الْحَكَمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
__________
(1) تَرْجَمَةُ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج8/ص260/2919) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج31/ص233/6792) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص362/6137) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج11/ص164/315) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص588/7511) .(1/166)
هَذَا الْحَدِيثُ إِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ لِلانْقِطَاعِ بَيْنَ دَاوُدَ بْنِ أَبِى هِنْدٍ ، وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ .
وضعفه الأَلْبَانِيُّ فِي ( الضَّعِيفَةِ وَالْمَوْضُوعَةِ ج4/ص209/ح1719) .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 272 }
وَأَخْرَجَ الْبَيْهَقِيُّ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ : إنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى غَرَسَ جَنَّاتِ عَدْنٍ بِيَدِهِ ، فَلَمَّا تَكَامَلَتْ أُغْلِقَتْ ، فَهِيَ تُفْتَحُ فِي كُلِّ سَحَرٍ ، فَيَنْظُرُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَيْهَا ، فَيَقُولُ : { قَدْ أَفْلَحَ الْمَؤْمِنُونَ } (1) .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الأَثَرِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي ( الْبَعْثِ وَالنُّشُورِ ج1/ص138/ح237) قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَسَنَ ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ ثَنَا آدَمُ ثَنَا شَيْبَانُ عَنْ جَابِرٍ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ : إنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى غَرَسَ جَنَّاتِ عَدْنٍ بِيَدِهِ ، فَلَمَّا تَكَامَلَتْ أُغْلِقَتْ ، فَهِيَ تُفْتَحُ فِي كُلِّ سَحَرٍ ، فَيَنْظُرُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَيْهَا ، فَيَقُولُ : « قَدْ أَفْلَحَ الْمَؤْمِنُونَ » .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
__________
(1) سُورَةُ المؤمنون : الآيَةُ 1 .(1/167)
أَخْرَجَهُ الطَّبَرِيُّ ( تَفْسِيْرُ الطَّبَرِيِّ ج18/ص6) قَالَ : ثَنِي حَجَّاجٌ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ : عَدْنٌ حَدِيقَةٌ فِي الْجَنَّةِ قصرها فيها عدنها خَلَقَهَا بِيَدِهِ ، تُفْتَحُ كُلَّ فَجْرٍ ، فَيَنْظُرُ فِيهَا ، ثُمَّ يَقُولُ : قَدْ أَفْلَحَ الْمَؤْمِنُونَ ، قَالَ : هِيَ الْفِرْدَوْسُ أَيْضَاً تِلَكَ الْحَدِيقَةُ . قَالَ مُجَاهِدٌ : غَرَسَهَا اللهُ بِيَدِهِ ، فَلَمَا بَلَغَتْ ، قَالَ : قَدْ أَفْلَحَ الْمَؤْمِنُونَ ، ثُمَّ أَمَرَ بِهَا تُغْلَقُ ، فَلا يَنْظُرُ فِيهَا خَلْقٌ ، وَلا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ ، ثُمَّ تُفْتَحُ كُلَّ سَحَرٍ فَيَنْظُرُ فِيهَا ، فَيَقُولُ : قَدْ أَفْلَحَ الْمَؤْمِنُونَ ، ثُمَّ تُغْلَقُ إِلَى مِثْلِهَا .
ثَالِثَاً : أ- دِرَاسَةُ الإِسْنَادِ الأَوَّلِ لِلأثَرِ
1- مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْدَوَيْهِ الْحَافِظُ أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَاكِمُ النَّيْسَابُورِيُّ ، الْمَعْرُوفُ بِابْنِ الْبَيِّعِ صَاحِبُ الْمُسْتَدْرَكِ وَغَيْرِهِ مِنَ الْكُتُبِ الْمَشْهُورَةِ . سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 90 ] .
2- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَسَنِ أَبُو الْقَاسِمِ الْهَمْذَانِيُّ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 11 ] . تَكَلَّمُوا فِي سَمَاعِهِ مِنَ ابْنِ دِيزِيلَ .
3- إبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 11 ] . ابْنُ دِيزِيلَ الْكِسَائِيُّ الْهَمْدَانِيُّ الْمَعْرُوفُ بِدَابَّةِ عَفَّانَ الْحَافِظُ الْمُلَقَّبُ سَيْفَنَةَ .(1/168)
4- آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 11 ] . الإِمَامُ الْحَافِظُ الْقُدْوَةُ شَيْخُ الشَّامِ أَبُو الْحَسَنِ الْخُرَاسَانِيُّ الْمَرُّوذِيُّ ، ثُمَّ الْبَغْدَادِيُّ ، ثُمَّ الْعَسْقَلانِيُّ مُحَدِّثُ عَسْقَلانَ .
5- شَيْبَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ التَّمِيمِيُّ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 41 ] . ثِقَةٌ صَاحِبُ كِتَابٍ .
6- جَابِرُ بْنُ يَزِيدَ الْجُعْفِيُّ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 41 ] . ضَعِيفٌ رَافِضِيٌّ .
7- مُجَاهِدُ بْنُ جَبْرٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 7 ] .
ثَالِثَاً : ب- دِرَاسَةُ الإِسْنَادِ الثَّانِي لِلأثَرِ " ابْنِ جَرِيرٍ"
1- حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمِصِّيصِيُّ (1) حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمِصِّيصِيُّ الأَعْوَرُ أَبُو مُحَمَّدٍ تِرْمِذِيُّ الأَصْلِ سَكَنَ بَغْدَادَ ، ثُمَّ تَحَوَّلَ إِلَى الْمِصِّيصَةِ . رَوَى عَنْ حَرِيزِ بْنِ عُثْمَانَ ، وَابْنِ أَبِي ذِئْبٍ ، وَابْنِ جُرَيْجٍ ، وَجَمَاعَةٍ . وَعَنْهُ أَحْمَدُ ، وَيَحْيَى بْنُ مَعِينٍ ، وَقُتَيْبَةُ ، وَصَاعِقَةُ ، وَالذُّهْلِيُّ وَخَلْقٌ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ ثَبْتٌ لَكِنَّهُ اخْتَلَطَ فِي آخِرِ عُمُرِهِ لَمَا قَدِمَ بَغْدَادَ قَبْلَ مَوْتِهِ ، مِنَ التَّاسِعَةِ مَاتَ بِبَغْدَادَ سَنَةَ سِتٍّ وَمِائَتَيْنِ الْكُتُبُ السِّتَّةُ . مَرْتَبَتُهُ : الأُولَى تَعْدِيْلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ حَجَّاجِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمِصِّيصِيِّ : تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج5/ص451/1127) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص313/942) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج2/ص180/381) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص153/1135) .(1/169)
2- عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ جُرَيْجٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 3 ] . ثِقَةٌ فَقِيهٌ فَاضِلٌ ، وَكَانَ يُدَلِّسُ وَيُرْسِلُ .
رَابِعَاً : الْحُكْمُ عَلَى إِسْنَادِ الأَثَرِ
هَذَا الأَثَرُ إِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ فِيهِ جَابِرٌ الْجُعْفِيُّ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ سَيْئُ الْمَذْهَبِ ، وَفِيهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَسَنِ لَمْ يَسْمَعْ مِنَ ابْنِ دِيزِيلَ ، بَلْ كَذَّبَهُ الْبَعْضُ . وَأَمَّا إِسْنَادُ ابْنِ جَرِيرٍ فَضَعِيفٌ أَيْضَاً ، فِيهِ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ جُرَيْجٍ الأُمَوِيُّ مَوْلاهُمُ الْمَكِّيُّ كَانَ يُدَلِّسُ وَيُرْسِلُ ، وَقَدْ عَنْعَنَهُ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 273 }
وَأَخْرَجَ الْبَيْهَقِيُّ عَنْ كَعْبٍ قَالَ : إنَّ اللهَ خَلَقَ الْجَنَّةَ بِيَدِهِ ، وَكَتَبَ التَّوْرَاةَ بِيَدِهِ ، وَخَلَقَ آدَمَ بِيَدِهِ ، ثُمَّ قَالَ لِلْجَنَّةِ : تَكَلَّمِي فَقَالَتْ : « قَدْ أَفْلَحَ الْمَؤْمِنُونَ » .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الأَثَرِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي ( الْبَعْثِ وَالنُّشُورِ ج1/ص137/ح234) قَالَ : أخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ هُوَ الأَصَمُّ ثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ أَنْبَأَ سَعِيدٌ عَنْ قَتَادَةَ قَالَ : بَلَغَنَا أَنَّ كَعْبَاً قَالَ : إِنَّ اللهَ - عز وجل - خَلَقَ الْجَنَّةَ بِيَدِهِ أَيْ بِقُدْرَتِهِ ، وَكَتَبَ التَّوْرَاةَ بِيَدِهِ ، وَخَلَقَ آدَمَ بِيَدِهِ ، ثُمَّ قَالَ لِلْجَنَّةِ : تَكَلَّمِي ، فَقَالَتْ : « قَدْ أَفْلَحَ الْمَؤْمِنُونَ » .
قَالَ قَتَادَةُ : وَحَقَّ لَهَا أَنْ تَقُولَ ذَلِكَ ، وَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَعَدَّ اللهُ لأوْلِيَائِهِ فِيهَا مِنَ الْكَرَامَةِ .(1/170)
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ فِي ( الزُّهْدِ ج1/ص512/1458) مِنْ طَرِيقِ شَيْخِهِ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْخَفَّافِ عَنْ سَعِيدٍ بِمِثْلِهِ .
وأَخْرَجَهُ ابْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ فِي ( تَفْسِيْرِهِ ج18/ص1) مِنْ طَرِيقِ مَعْمَرٍ عَنْ قَتَادَةَ بِمِثْلِهِ .
مِمَّا سَبَقَ يَتَبَيَّنُ أَنَّ مَعْمَرَاً تَابَعَ سَعِيدَ بْنَ أَبِى عَرُوبَةَ فِي رِوَايَتِهِ عَنْ قَتَادَةَ .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الأَثَرِ
1- عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 90 ] . صَدُوقٌ عُرِفَ بِصُحْبَةِ ابْنِ أَبِي عَرُوبَةَ وَرِوَايَةِ كُتْبِهِ .
2- سَعِيدُ بْنُ أَبِى عَرُوبَةَ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 107 ] . ثِقَةٌ حَافِظٌ لَهُ تَصَانِيفٌ كَثِيْرُ التَّدْلِيسِ وَاخْتَلَطَ وَكَانَ مِنْ أَثْبَتِ النَّاسِ فِي قَتَادَةَ .
3- قَتَادَةُ بْنُ دَعَامَةَ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 27 ] . ثِقَةٌ ثَبْتٌ .
4- كَعْبُ بْنُ مَاتِعٍ الْحِمْيَرِيُّ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 6 ] . ثِقَةٌ مُخَضَّرَمٌ .
رَابِعَاً : الْحُكْمُ عَلَى إِسْنَادِ الأَثَرِ
هَذَا الأَثَرُ إِسْنَادُهُ صَحِيحٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 274 }(1/171)
وَأَخْرَجَ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا فِي صِفَةِ الْجَنَّةِ عَنْ أَنَسٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « خَلَقَ اللهُ جَنَّةَ عَدْنٍ بِيَدِهِ بِنَاؤُهَا (1) : لَبِنَةٌ مِنْ دُرَّةٍ (2) بَيْضَاءَ ، وَلَبِنَةٌ مِنْ يَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ ، وَلَبِنَةٌ مِنْ زَبَرْجَدَةٍ خَضْرَاءَ ، مِلاطُهَا الْمِسْكُ ، وَحَشِيشُهَا الزَّعْفَرَانُ ، وَحَصْبَاؤُهَا اللُّؤلُؤُ ، وَتُرَابُهَا الْعَنْبَرُ ، ثُمَّ قَالَ لَهَا : انْطَقِي ، فَقَالَتْ : قَدْ أَفْلَحَ الْمَؤْمِنُونَ ، فَقَالَ : وعَزِّتِي وَجَلالِي لا يُجَاورُنِي فِيكِ بَخِيلٌ » .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
__________
(1) فى المخطوطات الثلاثة (بناها) وأصلحناها من الحديث .
(2) الدرة : اللؤلؤة والجمع در و درات و درر والكوكب الدري الثاقب المضيء نسب إلى الدر لبياضه . و الدرة بالكسر التي يضرب بها ( مختار الصحاح ج1/ص85) .(1/172)
أَخْرَجَهُ ابْنُ أَبِى الدُّنْيَا فِي ( صِفَةِ الْجَنَّةِ ج1/ص192/ح20) قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى الْبَزَّارُ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادِ الْكَلْبِيُّ ثَنَا بِشْرُ بْنُ حُسَيْنٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « خَلَقَ اللهُ - عز وجل - جَنَّةَ عَدْنٍ بِيَدِهِ لَبِنَةٌ مِنْ دُرَّةٍ بَيْضَاءَ ، وَلَبِنَةٌ مِنْ يَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ ، وَلَبِنَةٌ مِنْ زَبَرْجَدَةٍ خَضْرَاءَ ، مِلاطُهَا الْمِسْكُ ، وَحَشِيشُهَا الزَّعْفَرَانُ ، وَحَصْبَاؤُهَا اللُّؤلُؤُ ، وَتُرَابُهَا الْعَنْبَرُ ، ثُمَّ قَالَ لَهَا : انْطَقِي ، فَقَالَتْ : قَدْ أَفْلَحَ الْمَؤْمِنُونَ ، قَالَ - عز وجل - : « وَعِزَّتِي لا يُجَاورُنِي فِيكِ بَخِيلٌ » ، ثُمَّ تَلا رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : { وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } .
ثَانِيَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
1- مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى الْبَزَّارُ (1) مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى بْنِ زِيَادٍ أَبُو جَعْفَرٍ السِّمْسَارِ ، كَانَ أَحَدَ الصَّالِحِينَ ، صَحِبَ بِشْرَ بْنَ الْحَارِثِ وَحَفِظَ عَنْهُ . وَحَدَّثَ عَنْ نُوحِ بْنِ يَزِيدَ ، وَعَفَّانَ بْنِ مُسْلِمٍ ، وَغَيْرِهِمْ . رَوَى عَنْهُ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّنْدَلِيُّ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ الدُّورِيُّ . وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِى حَاتِمٍ : كَتَبْتُ عَنْهُ مَعَ أَبِى ، وَهُوَ صَدُوقٌ ، مَاتَ سَنَةَ سِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّالِثَةُ تَعْدِيْلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُثَنَّى الْبَزَّارِ : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج8/ص95/410) ، تاريخ بغداد (ج3/ص286/1372) .(1/173)
2- مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادِ بْنِ زَبَّارٍ الْكَلْبِيُّ (1) أبُو عَبْدِ اللهِ الْكَلْبِيُّ . حَدَّثَ عَنْ أَبِي مَوْدُودٍ الْمَدِينِيِّ ، وَشَرْقِيِّ بْنِ الْقَطَّامِيِّ . رَوَى عَنْهُ زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ قُمَيْرٍ ، وَأَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الرَّمَادِيُّ ، وَأَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَزَّازُ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ تَمْتَامُ ، وَأَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ نَاصِحٍ ، وَغَيْرُهُمْ . قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ : لا شَيْءَ . وَلَمْ يَحْمَدُهُ أَبُو حَاتِمٍ . وَقَالَ الذَّهَبِيُّ : كَانَ شَاعِرَاً مَشْهُورَاً قَلَّ مَا رَوَى مِنَ الْحَدِيثِ . قَالَ صالِحُ جَزَرَةَ : أَخْبَارِيٌّ لَيْسَ بِذَاكَ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّالِثَةُ تَجْرِيْحَاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادِ بْنِ زَبَّارِ الْكَلْبِيِّ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج1/ص83/225) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج7/ص258/1410) ، تاريخ بغداد (ج5/ص281/2780) ، الضُّعَفَاءُ وَالْمَتْرُوكِينَ لابْنِ الْجَوْزِيِّ (ج3/ص61/2992) ، المغني فِي الضعفاء ج2/ص851/5517) ، مِيزَانُ الاعْتِدَالِ فِي نَقْدِ الرِّجَالِ (ج6/ص153/7552) .(1/174)
3- بِشْرُ بْنُ الْحُسَيْنِ الأَصْبَهَانِيُّ الْهِلالِيُّ (1) أَبُو مُحَمَّدٍ صَاحِبُ الزُّبَيْرِ بْنِ عَدِيٍّ . حَدَّثَ عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ عَدِيٍّ ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ . قَالَ البخاريُّ : فِيهِ نَظَرٌ . وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ : مَتْرُوكٌ . وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ : يَكْذِبُ عَلَى الزَّبَيْرِ ، يَرْوِي عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ عَدِيٍّ بِنُسْخَةٍ مَوْضُوعَةٍ مَا لَكَثِيْرِ حَدِيثٍ مِنْهَا أَصْلٌ يَرْوِيهَا عَنِ الزُّبَيْرِ عَنْ أَنَسٍ شَبِيهَاً بِمِائَةٍ وَخَمْسِينَ حَدِيثَاً مَسَانِيدُ كُلُّهَا ، وَإِنَّمَا سَمِعَ الزُّبَيْرُ مِنْ أَنَسٍ حَدِيثَاً وَاحِدَاً : لا يَأْتِي عَلَيْكُمْ زَمَانٌ إِلاَّ وَالَّذِي بَعْدَهُ شَرٌّ مِنْهُ ، رَوَى عَنْهُ حَجَّاجُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ قُتَيْبَةَ تِلَكَ النُّسْخَةَ ، تُوُفِّيَ بَعْدَ الْمِائَتَيْنِ . مَرْتَبَتُهُ : الْخَامِسَةُ تَجْرِيْحَاً .
4- سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 107 ] . ثِقَةٌ حَافِظٌ لَهُ تَصَانِيفٌ كَثِيْرُ التَّدْلِيسِ ، وَاخْتَلَطَ وَكَانَ مِنْ أَثْبَتِ النَّاسِ فِي قَتَادَةَ .
5- قَتَادَةُ بْنُ دَعَامَةَ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 27 ] . ثِقَة ثَبْتٌ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ بِشْرِ بْنِ الْحُسَيْنِ الأَصْبَهَانِيِّ الِهِلالِيِّ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج2/ص71/1726) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج2/ص355/1350، الْمَجْرُوحِينَ (ج1/ص190/134) ، االْكَامِلُ فِي الضُّعَفَاءِ (ج2/ص10/248) ، طبقات أصبهان (ج1/ص384/48) ، الضُّعَفَاءُ وَالْمَتْرُوكِينَ لابْنِ الْجَوْزِيِّ (ج1/ص142/522) ، مِيزَانُ الاعْتِدَالِ فِي نَقْدِ الرِّجَالِ (ج2/ص26/1194) ، لسان الميزان (ج2/ص21/74) .(1/175)
6- أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 51 ] .
ثَالِثَاً : الْحَكَمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
هَذَا الْحَدِيثُ إِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ جِدَّاً فِيهِ بِشْرُ بْنُ الْحُسَيْنِ وَهُوَ مَتْرُوكٌ ، وَفِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ الْكَلْبِيُّ وَهُوَ ضَعِيفٌ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 275 }
وَأَخْرَجَ أيضاً عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ (1) بْنِ نَوْفَلٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « خَلَقَ اللهُ ثَلاثَةَ أَشْيَاءَ بِيَدِهِ : خَلَقَ آدَمَ بِيَدِهِ ، وَكَتَبَ التَّوْرَاةَ بِيَدِهِ ، وَغَرَسَ الْفِرْدَوْسَ بِيَدِهِ ، ثُمَّ قَالَ : وَعَزَّتِي وَجَلالِي لا يَدْخُلُهَا مِدْمِنُ خَمْرٍ ، وَلا دَيُّوثُ ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ ؛ مَا الدُّيُّوثُ ؟ ، قَالَ : « الَّذِي يُقِرُّ السُّوءَ فِي أَهْلِهِ » .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
__________
(1) فى المخطوطة (أ) الحرث والصحيح ما اثبتناه .(1/176)
أَخْرَجَهُ ابْنُ أبِى الدُّنْيَا فِي ( صِفَةِ الْجَنَّةِ ج1/ص 202/ح41) قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي مَعْشَرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عَنْ أَخِيهِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « خَلَقَ اللهُ ثَلاثَةَ أَشْيَاءَ بِيَدِهِ : خَلَقَ آدَمَ بِيَدِهِ ، وَكَتَبَ التَّوْرَاةَ بِيَدِهِ ، وَغَرَسَ الْفِرْدَوْسَ بِيَدِهِ ، ثُمَّ قَالَ : وَعَزَّتِي وَجَلالِي لا يَدْخُلُهَا مِدْمِنُ خَمْرٍ ، وَلا الدَّيُّوثُ ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ ؛ قَدْ عَرِفْنَا مُدْمِنَ الْخَمْرِ ، فَمَا الدُّيُّوثُ ؟ ، قَالَ : « الَّذِي يُقِرُّ السُّوءَ فِي أَهْلِهِ » .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ أبُو الشَّيْخِ فِي ( كِتَابِ الْعَظَمَةِ ج5/ص1555/10171) ، وَأَبُو نُعَيْمٍ فِي ( صِفَةِ الْجَنَّةِ ج1/ص48/23) كِلاهُمَا مِنْ طَرِيقِ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مَعْشَرٍ بِنَحْوِهِ ، دُونَ ذِكْرِ آخِرِ الْحَدِيثِ . وأَخْرَجَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ فِي ( كِتَابِ الصِّفَاتِ ج1/ص26/28) مِنْ طَرِيقِ أَبِى الرَّبِيعِ الزُّهْرَانِيِّ عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ بِنَحْوِهِ ، دُونَ ذِكْرِ آخِرِ الْحَدِيثِ .
وَتَابَعَهُ عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ : عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ الأَصْبَحِيُّ .
فَقَدْ أَخْرَجَهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي ( الأَسْمَاءِ وَالصِّفَاتِ ج2/ص47) مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أُوَيْسِ بْنِ مَالِكِ بْنِ أَبِي عَامِرٍ الأَصْبَحِيِّ عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بِمِثْلِهِ .(1/177)
وَقَالَ : هَذَا مُرْسَلٌ ، وَفِيهِ إِنْ ثَبَتَ دِلالَةٌ عَلَى أَنَّ الْكَتْبَ هَهُنَا بِمَعْنَى الْخَلْقِ ، وَإِنَّمَا أَرَادَ : خَلَقَ رُسُومُ التَّوْرَاةِ ، وَهِيَ حُرُوفُهَا ، وَأَمَّا الْمَكْتُوبُ فَهُوَ كَلامُ اللهِ - عز وجل - صِفَةٌ مِنْ صِفَاتِ ذَاتِهِ ، غَيْرُ بَائِنٍ مِنْهُ .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
1- مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي مَعْشَرٍ السِّنْدِيُّ (1) مُحَمَّدُ بْنُ نَجِيحِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السِّنْدِيُّ بِكَسْرِ الْمُهْمَلَةِ وَسُكُونِ النُّونِ ، أبُو عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي مَعْشَرٍ الْمَدَنِيُّ . رَوَى عَنْ أَبِيهِ أَبِي مَعْشَرٍ نَجِيحِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَدَنِيِّ ، وَالنَّضْرِ بْنِ مَنْصُورٍ الْعَنَزِيِّ ، وَأَبِي نُوحٍ الأَنْصَارِيِّ . رَوَى عَنْهُ التِّرْمِذِيُّ ، وَأَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الدُّنْيَا وَغَيْرُهُمْ . قَالَ أَبُو حَاتِمٍ : مَحَلُّهُ الصِّدْقُ . وذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ . وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : ثِقَةٌ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : صَدُوقٌ مِنَ الْعَاشِرَةِ مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ ، وَقَدْ قَارَبَ الْمِائَةَ التِّرْمِذِيُّ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّالِثَةُ تَعْدِيْلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مَعْشَرٍ السِّنْدِيِّ : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج8/ص110/487) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج26/ص549/5653) ، الكاشف (ج2/ص227/5185) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج9/ص430/796) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص510/6349) .(1/178)
2- نَجِيحُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَدَنِيُّ أبُو مَعْشَرٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 83 ] . ضَعِيفٌ أَسَنَّ وَاخْتَلَطَ . رَوَى عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ ، وَسَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ ، وَغَيْرِهِمَا .
3- عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أُوَيْسٍ (1) عَبدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أُوَيْسِ بْنِ مَالِكِ بْنِ أَبِي عَامِرٍ الأَصْبَحِيُّ أَبُو أُوَيْسٍ الْمَدَنِيُّ ابْنُ عَمِّ مَالِكٍ ، وَصِهْرُهُ عَلَى أُخْتِهِ . رَوَى عَنِ الزُّهْرِيِّ ، وَابْنِ الْمُنْكَدِرِ ، وَعَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ ، وَرَبِيعَةَ فِي آخَرِينَ . وَعَنْهُ : ابْنَاهُ أَبُو بَكْرٍ وَإِسْمَاعِيلُ ، وَيَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ ، وَمُعَلَّى بْنُ مَنْصُورٍ . قَالَ أبو داود عَنْ أَحْمَدَ : لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ ، أَوْ قَالَ : ثِقَةٌ . وَقَالَ ابْنُ أبِي خَيْثَمَةَ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ : صَالِحٌ وَلَكِنْ حَدِيثُهُ لَيْسَ بِذَاكَ الْجَائِزِ . وَقَالَ عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ : فِيهِ ضَعْفٌ ، وَهُوَ عِنْدَهُمْ مِنْ أَهْلِ الصِّدْقِ . وَقَالَ يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ : صَدُوقٌ صَالِحُ الْحَدِيثِ وَإِلَى الضَّعْفِ مَا هُوَ . وَقَالَ النَّسَائِيُّ : مَدَنِيٌّ لَيْسَ بِالْقَوِيِّ . وقال أبو داود : صَالِحُ الْحَدِيثِ . وَقَالَ أبُو زُرْعَةَ : صَالِحٌ صَدُوقٌ كَأَنَّهُ لَيِّنٌ .
وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : صَدُوقٌ يَهِمُ مِنَ السَّابِعَةِ ، مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّينَ مُسْلِمٌ وَالأَرْبَعَةُ . مَرْتَبَتُهُ : الرَّابِعَةُ تَعْدِيْلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أُوَيْسٍ : تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج15/ص166/3361) ، الكاشف (ج1/ص565/2803) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج5/ص245/477) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج5/ص245/477) ، تقريب التهذيب (ج1/ص309/3412) .(1/179)
4- عَوْنُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ (1) عَوْنُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، رَوَى عَنْ أَخِيهِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ . مَرْتَبَتُهُ : الرَّابِعَةُ تَجْرِيْحَاً .
5- عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ (2) الْهَاشِمِيُّ الْقُرَشِيُّ أَبُو يَحْيَى الْمَدَنِيُّ ، أَخُو إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ وَعَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ . رَوَى عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ ، وَعَبْدِ اللهِ بْنِ خَبَّابِ بْنِ الأَرَتِّ ، وَعَبْدِ اللهِ بْنِ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ . رَوَى عَنْهُ عَاصِمُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ وَأَخُوهُ عَوْنُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيُّ وَغَيْرُهُمْ . قَالَ النَّسَائِيُّ وَالْعِجْلِيُّ : ثِقَةٌ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ مِنَ الثَّالِثَةِ مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَتِسْعِينَ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ وَأَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائيُّ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيْلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ : التحفة اللطيفة فِي تاريخ المدينة الشريفة (ج2/ص363/3373) .
(2) تَرْجَمَةُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج5/ص126/372) ، معرفة الثقات (ج2/ص43/921 ) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج5/ص91/419) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج15/ص173/3363) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص566/2805) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص309/3414) .(1/180)
6- عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ الْحَارِث (1) عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ الْهَاشِمِيُّ أَبُو مُحَمَّدٍ الْمَدَنِيُّ ، لَقَبُهُ بَبَّهْ بِمَوَحَّدَتَيْنِ مَفْتُوحَتَيْنِ ، وَأُمَّهُ هِنْدُ بِنْتُ أَبِي سُفْيَانَ ، وُلِدَ عَلَى عَهْدِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، فَحَنَّكَهُ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - ، وَكَذَا قَالَ ابْنُ سَعْدٍ . رَوَى عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - مُرْسَلاً ، وَيُقَالُ : كَانَ لَهُ عِنْدَ وَفَاةِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - سَنَّتَانِ ، وَعَنْ عُمَرَ وَعُثْمَانَ ، وَعَلِيٍّ ، وَعَنْ أَبِيهِ ، وَجَمَاعَةٍ . وَعَنْهُ أَبْنَاؤُهُ عَبْدُ اللهِ وَإِسْحَاقُ وَعُبَيْدُ اللهِ ، وَأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ ، وَغَيْرُهُمْ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : لَهُ رُؤْيَةٌ وَلأَبِيهِ وَجَدِّهِ صُحْبَةٌ ، قَالَ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ : أَجْمَعُوا عَلَى ثِقَتِهِ ، مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَسَبْعِينَ ، وَيُقَالُ : سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِينَ الْكُتُبُ السِّتَّةُ . وَقَالَ الْعَلائِيُّ : وُلِدَ عَلَى عَهْدِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، فَأُتِيَ بِهِ ، فَحَنَّكَهُ ، وَدَعَا لَهُ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ : طَبَقَاتُ ابْنِ سَعْدٍ (ج7/ص100) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج5/ص30/136) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج14/ص396/3216،) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص544/2675، جامع التحصيل (ج1/ص208/344) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج5/ص157/310) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص299/3265) ، الإصابة (ج5/ص9/6173) .(1/181)
ذَكَرَهُ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ فِي الصَّحَابَةِ كَذَلِكَ ، وَلا صُحْبَةَ لَهُ ، بَلْ وَلا رُؤْيَةَ ، وَحَدِيثُهُ مُرْسَلٌ قَطْعَاً .
مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيْلاً .
رَابِعَاً : الْحَكَمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
هَذَا الْحَدِيثُ إِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ لِجَهَالَةِ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ . وَأَمَّا ضَعْفُ نَجِيحِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السِّنْدِيِّ ، فَقَدْ تَابَعَهَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ الأُوَيْسِيُّ ، وَهُوَ صَدُوقٌ . وَأَمَّا رِوَايَتُهُ عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَهِيَ مِنْ مَرَاسِيلِ الصَّحَابَةِ ، وَهِىَ مَقْبُولَةٌ عِنْدَ الْجَمَاهِيرِ مِنَ الْمُحَدِّثِينَ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 276 }
وَأَخْرَجَ أبُو الشَّيْخِ فِي كِتَابِ الْعَظَمَةِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ : خَلَقَ اللهُ أَرْبَعَاً بِيَدِهِ : الْعَرْشَ ، وَعَدْنَ ، وَالْقَلَمَ ، وَآدَمَ ، ثُمَّ قَالَ لِكُلِّ شَيْءٍ : كُنْ فَكَانَ .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الأَثَرِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ أبُو الشَّيْخِ فِي ( كِتَابِ الْعَظَمَةِ ج5/ص1555/10181) قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ أَيُّوبَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ أَخْبَرَنِي شُعْبَةُ أَخبَرَنِي عُبَيْدٌ المكتب قَالَ سَمِعْتُ مُجَاهِدَاً رَحِمَهُ اللهُ يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنه - قَالَ : خَلَقَ اللهُ تَعَالَى أَرْبَعَاً بِيَدِهِ : الْعَرْشَ ، وَعَدْنَ ، وَالْقَلَمَ ، وَآدَمَ ، ثُمَّ قَالَ لِكُلِّ شَيْءٍ : كُنْ فَكَانَ .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ(1/182)
أَخْرَجَهُ ابْنُ جَرِيرٍ فِي ( تَفْسِيْرِهِ ج23/ص185) مِنْ طَرِيقِ شَيْخِهِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُثَنَّى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ بِمِثْلِهِ .
وَأَخْرَجَهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي ( الأَسْمَاءِ وَالصِّفَاتِ ج2/ص236/ح677) مِنْ طَرِيقِ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنُ عُبَيْدٍ الْمُكْتِبِ بِمِثْلِهِ ، وَزَادَ : وَاحْتَجَبَ مِنَ الْخَلْقِ بِأَرْبَعَةٍ : بِنَارٍ ، وَظُلْمَةٍ ، وَنُورٍ ، وَظُلْمَةٍ .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الأثَرِ
1- مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 57 ] . بَصْرِيٌّ ثِقَةٌ ثَبْتٌ حَافِظٌ .
2- مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 57 ] . الْمَعْرُوفُ بِغُنْدَرٍ ثِقَةٌ صَحِيحُ الْكِتَابِ .
3- شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 21 ] . ثِقَةٌ حَافِظٌ مُتْقِنٌ .
4- عُبَيْدُ بْنُ مِهْرَانَ الْمُكْتِبُ (1) الْكُوفِيُّ مَوْلَىً لِبَنِي ضَبَّةَ . رَوَى عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، وَمُجَاهِدِ بْنِ جَبْرٍ الْمَكِّيِّ . رَوَى عَنْهُ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ ، وَالسُّفْيَانَانِ ، وَغَيْرُهُمْ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ مِنَ الْخَامِسَةِ مُسْلِمٌ وَالْبُخَارِيُّ فِي الأَدَبِ وَالنَّسَائِيُّ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيْلاً .
5- مُجَاهِدُ بْنُ جَبْرٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 7 ] . ثِقَةٌ إِمَامٌ فِي التَّفْسِيْرِ وَفِي الْعِلْمِ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ عُبَيْدِ بْنِ مِهْرَانَ الْمُكْتِبِ : طَبَقَاتُ ابْنِ سَعْدٍ (ج6/ص340) ، التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج6/ص4/1493) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج19/ص234/3736) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص692/3631) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص378/4392) .(1/183)
6- عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 62 ] .
رَابِعَاً : الْحُكْمُ عَلَى إِسْنَادِ الأَثَرِ
هَذَا الأَثَرُ إِسْنَادُهُ صَحِيحٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 277 }
وَأَخْرَجَ الدِّيِّنَوْرِيُّ فِي « الْمُجَالِسَةِ » سَمِعْتُ الْحَسَنَ قَالَ : لَمَّا خَلَقَ اللهُ الْجَنَّةَ ، قَالَتْ : رَبِّ لِمَ خَلَقَتْنِي ، قَالَ : لِمَنْ مَاتَ وَهُوَ يَخَافُنِي .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الأَثَرِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ الدِّيِّنَوْرِيُّ فِي « الْمُجَالِسَةِ وَجَوَاهِرِ الْعِلْمِ »(ج1/ص572/3407) قَالَ : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمُقْرِئِ نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ عَنْ أَبِي عَاصِمٍ الْحَبَطِيِّ عَنِ الْحَسَنِ قَالَ : لَمَّا خَلَقَ اللهُ الْجَنَّةَ ، قَالَتْ : رَبِّ لِمَ خَلَقَتْنِي ، قَالَ : لِمَنْ مَاتَ وَهُوَ يَخَافُنِي .
ثَانِيَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الأَثَرِ
1- أَحْمَدُ بْنُ مَرْوَانَ الدِّيِّنَوْرِيُّ صَاحِبُ الْمُجَالِسَةِ . سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 17 ] .(1/184)
2- أحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمُقْرِئُ (1) أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ سَعِيدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْقُرَشِيُّ الأُمَوِيُّ أَبُو بَكْرٍ الْمَرْوَزِيُّ قَاضِي دِمَشْقَ . رَوَى عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ ، وَأَحْمَدَ ، وَيَحْيَى ، وَابْنَيْ أَبِي شَيْبَةَ ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُبَارَكِ الْمَخْرَمِيِّ ، وَخَلْقٍ . وَعَنْهُ النَّسَائِيُّ فَأَكْثَرَ ، وَأَبُو عَوَانَةَ ، وَأَبُو الْقَاسِمِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيُّ وَجَمَاعَةٌ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ حَافِظٌ مِنَ الثَّانِيَةَ عَشَرَةَ مَاتَ سَنَةَ اثنتين وتسعين وله نحو من تسعين سنة النَّسَائِيُّ . مَرْتَبَتُهُ : الأُولَى تَعْدِيْلاً .
3- مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْمَخْرَمِيُّ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 66 ] . ثِقَةٌ حَافِظٌ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الْمُقْرِئِ : تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج1/ص407/82) ، الكاشف (ج1/ص200/66) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص54/107) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص82/81) .(1/185)
4- زَكَرِيَّا بْنُ حَكِيمٍ الْحَبَطِيُّ (1) أبُو عَاصِمٍ الْحَبَطِيُّ الْكُوفِيُّ . عَنِ الشَّعْبِيِّ ، وَأَبِي رَجَاءٍ الْعَطَارِدِيِّ ، وَالْحَسَنِ . وَعَنْهُ الْحَسَنْ بْنُ سَوَّارٍ ، وَبِشْرُ بْنُ الْوَلِيدِ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارِ بْنِ الرَّيَّانِ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ الْحَبَطِيُّ بِفَتْحِ الْمُهْمَلَةِ وَالْمُوَحَّدَةِ عَنِ الشَّعْبِيِّ وَقِيلَ زَكَرِيَّا بْنِ حَكِيمٍ ضَعِيفٌ مِنَ السَّابِعَةِ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّالِثَةُ تَجْرِيْحَاً .
5- الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ يَسَارٍ الْبَصْرِيُّ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 11 ] . ثِقَةٌ فَقِيهٌ فَاضِلٌ مَشْهُورٌ وَكَانَ يُرْسِلُ كَثِيْرَاً وَيُدَلِّسُ .
ثَالِثَاً : الْحُكْمُ عَلَى إِسْنَادِ الأَثَرِ
هَذَا الأَثَرُ إِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ فِيهِ زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ الْحَبَطِيُّ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 278 }
__________
(1) تَرْجَمَةُ زَكَرِيَّا بْنِ حَكِيمٍ الْحَبَطِيِّ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج3/ص421/1397) ، الضعفاء للنسائي (ج1/ص43/210 ) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج3/ص596/2696) ، الْمَجْرُوحِينَ (ج1/ص314/379، تاريخ بغداد (ج8/ص451/4566) ، الضُّعَفَاءُ وَالْمَتْرُوكِينَ لابْنِ الْجَوْزِيِّ (ج1/ص294/1272) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج9/ص369/1995) ، تَارِيْخُ الإِسْلامِ (ج10/ص193) ، المغني فِي الضعفاء (ج1/ص239/2190) ، الكشف الحثيث (ج1/ص119/293) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج3/ص287/619) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص216/2025) ، لِسَانُ الْمِيزَانِ (ج2/ص478/1927) .(1/186)
وَأَخْرَجَ ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ سَعْدٍ الطَّائِيِّ قَالَ : لَمَا خَلَقَ اللهُ الْجَنَّةَ قَالَ لَهَا : تَزَيَّنِي ، فَتَزَيَّنَتْ ، ثُمَّ قَالَ لَهَا : تَكَلَّمِي ، فَتَكَلَّمَتْ ، فَقَالَتْ : طُوبَى لِمَنْ رَضَيْتَ عَنْهُ .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الأَثَرِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ الْحُسَيْنُ الْمَرْوَزِيُّ ( زَوَائِدِ الزُّهْدِ لابْنِ الْمُبَارَكِ ج1/ص534/1524) : أخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ عَنْ إسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنْ سَعْدٍ قَالَ : لَمَّا خَلَقَ اللهُ الْجَنَّةَ ، قَالَ لَهَا : تَزَيَّنِي ، فَتَزَيَّنَتْ ، ثُمَّ قَالَ لَهَا : تَكَلَّمِي ، فَتَكَلَّمَتْ ، فَقَالَتْ : طُوبَى لِمَنْ رَضَيْتَ عَنْهُ .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَه ابْنُ أَبِى شَيْبَةَ فِي ( الْمُصَنَّفِ ، كِتَابِ الْجَنَّةِ ، مَا ذُكِرَ فِي الْجَنَّةِ وَمَا فِيهَا مِمَّا أُعِدَ لأَهْلِهَا ج7/ص46/34107) مِنْ طَرِيقِ شَيْخِهِ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُمَيْرٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ بِمِثْلِهِ .
وأَخْرَجَهُ أبو نُعَيْمٍ فِي ( صِفَةِ الْجَنَّةِ ج1/ص45/19) مِنْ طَرِيقِ ابْنِ نُمَيْرٍ وَأبِي أُسَامَةَ حَمَّادِ بْنِ أُسَامَةَ كِلاهُمَا عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ بِمِثْلِهِ .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إسْنَادِ الأَثَرِ(1/187)
1- مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ (1) الطَّنَافِسِيُّ أَبُو عَبْدِ اللهِ الْكُوفِيُّ الأَحْدَبُ . رَوَى عَنْ أَبَانَ بْنِ إِسْحَاقَ وَإِدْرِيسَ بْنِ يَزِيدَ الأَوْدِيِّ ، وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ . رَوَى عَنْهُ أَحْمَدُ وَإِسْحَاقُ ، ويَحْيَى بْنُ مَعِينٍ ، وَابْنَا أَبِي شَيْبَةَ ، وَغَيْرُهُمْ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ يَحْفَظُ مِنَ الْحَادِيَةَ عَشَرَةَ مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَمِئَتَيْنِ الْكُتُبُ السِّتَّةُ . مَرْتَبَتُهُ : الأُولَى تَعْدِيْلاً .
2- إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ الأَحْمَسِيُّ مَوْلاهُمْ الْبَجَلِيُّ . ثِقَةٌ ثَبْتٌ . سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 144 ] .
3- سَعْدٌ الطَّائِيُّ أَبُو مُجَاهِدٍ (2) يَرْوِي عَنْ أَبِى الْمُدَلِّةِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ . رَوَى عَنْهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِى خَالِدٍ ، وَسَعْدَانُ الْجُهَنِيُّ ، وَزُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ . عِدَادُهُ فِي الْكُوفِيِّينَ . ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّالِثَةُ تَعْدِيْلاً .
رَابِعَاً : الْحُكْمُ عَلَى إِسْنَادِ الأَثَرِ
هَذَا الأَثَرُ إِسْنَادُهُ حَسَنٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ خَلا الطَّائيَّ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 279 }
__________
(1) تَرْجَمَةُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ بنْ ِأبِي أُمَيَّةَ : تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج26/ص54/5440) ، تذكرة الحفاظ (ج1/ص333/315) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص198/5028) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج9/ص291/541) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص495/6114) .
(2) تَرْجَمَةُ سَعْدٍ الطَّائِيِّ أبِي مُجَاهِدٍ : الثقات (ج6/ص379/8190) ، الكنى والأسماء (ج2/ص809/3274) ، ذكر اسماء التابعين ومن بعدهم (ج1/ص156/394) ، المقتنى فِي سرد الكنى (ج2/ص64/5610) .(1/188)
وَأَخْرَجَ ابْنُ مَاجَهْ وَابْنُ حِبَّانَ وَالْبَيْهَقِيُّ وَابْنُ أَبِي دَاوُدَ فِي الْبَعْثِ وَالْبَزَّارُ وَابْنُ أَبِي الدُّنْيَا فِي صِفَةِ الْجَنَّةِ وَأَبُو الشَّيْخِ فِي الْعَظَمَةِ عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ قَالَ : قَالَ رسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « ألا مُشَمِّرٌ لِلْجَنَّةِ ، فَإِنَّ الْجَنَّةَ لا خَطَرَ لَهَا ، هِيَ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ نُورٌ يَتَلأْلأُ ، وَرَيْحَانَةٌ تُزْهِرُ ، وَقَصْرٌ مَشِيدٌ ، وَنَهَرٌ مُطَّرِدٌ ، وَثَمَرَةٌ نَضِيجَةٌ ، وَزَوْجَةٌ حَسْنَاءُ جَمِيلَةٌ ، وَحُلَلٌ كَثِيرَةٌ فِي مَقَامٍ أَبَدَاً فِي دَارٍ سَلِيمَةٍ ، وَفَاكِهَةٌ وَخُضْرَةٌ وَحَبْرَةٌ ، وَنَعْمَةٌ فِي مَحَلَّةٍ عَالِيَةٍ بَهِيَّةٍ » ، قَالُوا : نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ ، نَحْنُ الْمُشَمِّرُونَ لَهَا ، قَالَ : « قُولُوا : إنْ شَاءَ اللهُ » ، قَالَ الْقَوْمُ : إنْ شَاءَ اللهُ .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ(1/189)
أَخْرَجَهُ ابْنُ مَاجَهْ فِي ( سُنَنِهِ ، كِتَابُ الزُّهْدِ ، بَابُ صِفَةِ الْجَنَّةِ ج2/ص1 448/4332) قَالَ : حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ عُثْمَانَ الدِّمَشْقِيُّ ثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُهَاجِرٍ الأَنْصَارِيُّ حَدَّثَنِي الضَّحَّاكُ الْمَعَافِرِيُّ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى عَنْ كُرَيْبٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ حَدَّثَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ذَاتَ يَوْمٍ لأَصْحَابِهِ : « ألا مُشَمِّرٌ لِلْجَنَّةِ ، فَإِنَّ الْجَنَّةَ لا خَطَرَ لَهَا ، هِيَ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ نُورٌ يَتَلأْلأُ ، وَرَيْحَانَةٌ تَهْتَزُّ ، وَقَصْرٌ مَشِيدٌ ، وَنَهَرٌ مُطَّرِدٌ ، وَفَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ نَضِيجَةٌ ، وَزَوْجَةٌ حَسْنَاءُ جَمِيلَةٌ ، وَحُلَلٌ كَثِيرَةٌ ، فِي مَقَامٍ أَبَدَاً ، فِي حَبْرَةٍ وَنَضْرَةٍ ، فِي دُورٍ عَالِيَةٍ سَلِيمَةٍ بَهِيَّةٍ » ، قَالُوا : نَحْنُ الْمُشَمِّرُونَ لَهَا يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ : « قُولُوا : إنْ شَاءَ اللهُ » ، ثُمَّ ذَكَرَ الْجِهَادَ ، وَحَضَّ عَلَيْهِ .
وأَخْرَجَهُ الْبَزَّارُ فِي ( مُسْنَدِهِ ج7/ص43/2591) ، وَابْنُ أَبِي دَاوُدَ فِي ( الْبَعْثِ وَالنُّشُورِ ( ج1/ص98/ح71) كِلاهُمَا مِنْ طَرِيقِ عُثْمَانَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ كَثِيْرِ بْنِ دِينَارٍ الْحِمْصِيِّ ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي ( صَحِيحِهِ ، بَابُ وَصْفِ الْجَنَّةِ وَأَهْلِهَا ج16/ص389 /7381) ، وَالْبَيْهَقِيُّ فِي ( الْبَعْثِ وَالنُّشُورِ ج1/ص217/ح433) كِلاهُمَا مِنْ طَرِيقِ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ ، كِلاهُمَا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُهَاجِرِ بِمِثْلِهِ .(1/190)
وأَخْرَجَهُ ابْنُ أبِى الدُّنْيَا فِي ( صِفَةِ الْجَنَّةِ ج1/ص184/ح1) مِنْ طَرِيقِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُهَاجِرِ بِمِثْلِهِ ، لَكِنْ لَمْ يَذْكُرِ الضَّحَّاكَ الْمَعَافِرِيِّ بَيْنَ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُهَاجِرِ وَسُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ الضِّيَاءُ الْمَقْدِسِيُّ فِي ( الأَحَادِيثِ الْمُخْتَارَةِ ج4/ص132/1343) ، وَأَبُو نُعَيْمٍ فِي ( صِفَةِ الْجَنَّةِ ، ذِكْرُ الْمَكَارِمِ الَّتِي حَوَتْ الْجَنَّةُ وَحَثُّ النَّبيِّ عَلَى الاسْتِبَاقِ إلَيْهَا وَالتَّشْمِيْرِ وَالْمُجَاهَدَةِ فِي الظَّفَرِ بِهَا ج1/ص50/24) كلاهما مِنْ طَرِيقِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُهَاجِرِ بِمِثْلِهِ .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
1- الْعَبَّاسُ بن عُثْمَانَ الدِّمَشْقِيُّ (1) عَبَّاسُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَجَلِيُّ أَبُو الْفَضْلِ الدِّمَشْقِيُّ الرَّاهِبِيُّ الْمُعْلِّمُ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ الْعَبَّاسِ بْنِ عُثْمَانَ الدِّمَشْقِيِّ : الْكُنَى وَالأَسْمَاءُ (ج2/ص675/2732) ، تَارِيْخُ مَدِينَةِ دِمَشْقَ (ج26/ص381/3108) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج14/ص233/3132) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص536/2605) ، المقتنى فِي سرد الكنى (ج2/ص16/5037) ، تهذيب التهذيب (ج5/ص109/217) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص293/3180) .(1/191)
رَوَى عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ ، وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ ، وَعِرَاكِ بْنِ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ صُبَيْحٍ الْمُرِّيِّ . رَوَى عَنْهُ ابْنُ مَاجَهْ ، وَبَقِيُّ بْنُ مَخْلَدٍ ، وَأَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ وَغَيْرُهُمْ . قَالَ أبُو الْحَسَنِ بْنُ سُمَيْعٍ : ثِقَةٌ . وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ وَقَالَ : رُبَّمَا خَالَفَ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : صَدُوقٌ يُخْطِئُ مِنْ كِبَارِ الْحَادِيَةَ عَشَرَةَ مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاثِينَ ، وَلَهُ ثَلاثُ وَسِتُّونَ ابْنُ مَاجَهْ .
مَرْتَبَتُهُ : الرَّابِعَةُ تَعْدِيْلاً .
2- الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 86 ] . ثِقَةٌ لَكِنَّهُ كَثِيْرُ التَّدْلِيسِ وَالتَّسْوِيَةِ .
3- مُحَمَّدُ بْنُ مُهَاجِرٍ الأَنْصَارِيُّ (1) الأَشْهَلِيُّ الشَّامِيُّ . رَوَى عَنْ ثَابِتِ بْنِ عَجْلانَ ، وَرَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ ، وَسُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى وَالضَّحَّاكِ الْمَعَافِرِيِّ . رَوَى عَنْهُ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ ، وَعُثْمَانُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ كَثِيْرِ بْنِ دِينَارٍ ، وَالْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ ، وَغَيْرُهُمْ .
وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ مِنَ السَّابِعَةِ مات سنة سبعين الْبُخَارِيُّ فِي التاريْخِ وَمُسْلِمٌ وَالأَرْبَعَةُ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيْلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ مُحَمَّدِ بْنِ مُهَاجِرٍ الْأَنْصَارِيِّ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج1/ص229/721) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج8/ص91/390) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج26/ص516/5636) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص225/5172) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص509/6331) .(1/192)
4- الضَّحَّاكُ الْمَعَافِرِيُّ (1) الدِّمَشْقِيُّ الْبَزَّازُ . رَوَى عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى . وَعَنْهُ مُحَمَّدُ بْنُ مُهَاجِرٍ الأَنْصَارِيُّ . ذَكَرَهُ أبُو الْحَسَنِ بْنُ سُمَيْعٍ فِي تَابِعِي أَهْلِ الشَّامِ . وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ لَهُ عِنْدَهُ حَدِيثٌ وَاحِدٌ . وَقَالَ الذَّهَبِيُّ : لا يُعْرَفُ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : مقبول مِنَ السَّادِسَةِ ابْنُ مَاجَهْ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّالِثَةُ تَعْدِيْلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ الضَّحَّاكِ الْمَعَافِرِيِّ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج4/ص336/3036) ، الثِّقَاتُ (ج8/ص325/13688) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج13/ص301/2931) ، المغني فِي الضعفاء (ج1/ص312/2917) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص509/2439) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج4/ص399/797) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص280/2981، خلاصة تذهيب تَهْذِيبِ الْكَمَالِ (ج1/ص177) .(1/193)
5- سُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى الأَشْدَقُ (1) الأُمَوِيُّ مَوْلاهُمْ أَبُو أَيُّوبَ الدِّمَشْقِيُّ الأَشْدَقُ ، فَقِيهُ أَهْلِ الشَّامِ فِي زَمَانِهِ . رَوَى عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ ، وَطَاوُسٍ ، وَكُرَيْبٍ . وَعَنْهُ الضَّحَّاكُ الْمَعَافِرِيُّ ، وَابْنُ جُرَيْجٍ ، وَالأَوْزَاعِيُّ . قَالَ عُثْمَاُنُ الدَّارِمِيُّ عَنْ دُحَيْمٍ : ثِقَةٌ وعن بن معين ثقة فِي الزهري . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ : مَحَلُّهُ الصِّدْقُ ، وَفِي حَدِيثِهِ بَعْضُ الاضْطِرَابِ ، وَلا أَعْلَمُ أَحَدَاً مِنْ أَصْحَابِ مَكْحُولٍ أَفْقَهَ مِنْهُ ، وَلا أَثْبَتَ مِنْهُ . وَقَالَ الْبُخَارِيُّ : عِنْدَهُ مَنَاكِيْرُ . وَقَالَ النَّسَائِيُّ : أَحَدُ الْفُقَهَاءِ ، وَلَيْسَ بِالْقَوِيِّ فِي الْحَدِيثِ . وقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ : فَقِيهٌ رَاوٍ حَدَّثَ عَنْهُ الثِّقَاتُ ، وَهُوَ أَحَدُ عُلَمَاءِ أَهْلِ الشَّامِ ، وَقَدْ رَوَى أَحَادِيثَ يَتَفَرَّدُ بِهَا لا يَرْوِيهَا غَيْرُهُ ، وَهُوَ عِنْدِي ثَبْتٌ صَدْوقٌ . وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ فِي الْعِلَلِ : مِنَ الثِّقَاتِ أَثْنَى عَلَيْهِ عَطَاءٌ وَالزُّهْرِيُّ . وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ : وَكَانَ فَقِيهَاً وَرِعَاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى الأَشْدَقِ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج4/ص38/1888) ، ضعفاء البخاري (ج1/ص53/146) ، الضعفاء للنسائي (ج1/ص49/252) ، الضُّعَفَاءُ الْكَبِيْرُ (ج2/ص140/632 ) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج4/ص141/615) ، االْكَامِلُ فِي الضُّعَفَاءِ (ج3/ص263/741 ) ، الضُّعَفَاءُ وَالْمَتْرُوكِينَ لابْنِ الْجَوْزِيِّ (ج2/ص25/1549) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج12/ص92/2571) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص464/2133) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج4/ص197/387) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص255/2616) .(1/194)
وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : صَدُوقٌ فَقِيهٌ فِي حَدِيثِهِ بَعْضُ لِيِّنٍ وَخَلَّطَ قَبْلَ مَوْتِهِ بِقَلِيلٍ مِنَ الْخَامِسَةِ مُسْلِمٌ وَالأَرْبَعَةُ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّالِثَةُ تَعْدِيْلاً .
6- كُرَيْبُ بْنُ أَبِي مُسْلِمٍ (1) الْهَاشِمِيُّ مَوْلاهُمْ أَبُو رِشْدِينَ . أَدْرَكَ عُثْمَانَ ، وَرَوَى عَنْ مَوْلاهُ ابْنِ عَبَّاسٍ ، وَأُمِّهِ أُمِّ الْفَضْلِ وَأُخْتِهَا مَيْمُونَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ وَعَائِشَةَ وَأُمِّ سَلَمَةَ وَغَيْرِهِمْ . رَوَى عَنْهُ ابْنَاهُ مُحَمَّدٌ وَرِشْدِينُ ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى وَآخَرُونَ . قَالَ ابْنُ حَجَرٍ ثِقَةٌ مِنَ الثَّالِثَةِ مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِينَ الْكُتُبُ السِّتَّةُ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيْلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ كُرَيْبِ بْنِ أَبِي مُسْلِمٍ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج7/ص231/994) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج24/ص172/4970) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص147/4653) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج8/ص388/785) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص461/5638) .(1/195)
7- أُسَامَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ (1) أُسَامَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ شَرَاحِيلَ الْكَلْبِيُّ أَبُو مُحَمَّدٍ ، الْحِبُّ بْنُ الْحِبِّ مَوْلَى رَسُولِ للهِ - صلى الله عليه وسلم - وَأُمُّهُ أُمُّ أَيْمَنَ حَاضِنَةُ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - . رَوَى عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، وَعَنْ أَبِيهِ ، وَأُمِّ سَلَمَةَ . رَوَى عَنْهُ ابْنَاهُ الْحَسَنُ وَمُحَمَّدٌ ، وَابْنُ عَبَّاسٍ وَكُرَيْبٌ ، وَأَبُو عُثْمَانَ النَّهْدِيُّ ، وَجَمَاعَةٌ . اسْتَعَمَلَهُ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عَلَى جَيْشٍ فِيهِ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرَ ، فَلَمْ يَنْفُذْ حَتَّى تُوُفِّيَ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - فَبَعَثَهُ أَبُو بَكْرٍ إِلَى الشَّامَ ، سَكَنَ الْمِزِّةَ مُدَّةً ، ثُمَّ انْتَقَلَ إِلَى الْمَدِينَةِ فَمَاتَ بِهَا سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِينَ ، وَهُوَ ابْنُ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ الْكُتُبُ السِّتَّةُ .
رَابِعَاً : الْحَكَمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
هَذَا الْحَدِيثُ إِسْنَادُهُ حَسَنٌ لأَنَّ فِيهِ الضَّحَّاكُ الْمَعَافِرِيُّ ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى الأَشْدَقُ ، وَالْعَبَّاسُ الدِّمَشْقِيُّ ، وهم صَدُوقُون وَقَالَ الضِّيَاءُ الْمَقْدِسِيُّ ( الأَحَادِيثُ الْمُخْتَارَةُ ج4/ص132/1343) : إسْنَادُهُ حَسَنٌ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ أسامة بن زيد بن حارثة : الاستيعاب ج1/ص75، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج2/ص338/316، الكاشف ج1/ص232/264) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص182/391) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص98/316، الإصابة ج1/ص49/89 .(1/196)
وقال الْمُنْذِرِيُّ فِي ( التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ ج4/ص284) : رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ وَابْنُ أَبِي الدُّنْيَا وَالْبَزَّارُ وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ وَالْبَيْهَقِيُّ كُلُّهُمْ مِنْ رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ مُهَاجِرِ عَنِ الضَّحَّاكِ الْمَعَافِرِيِّ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى عَنْهُ ، وَرَوَاهُ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا أَيْضَاً مُخْتَصِرَاً قَالَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُهَاجِرٍ الأَنْصَارِيِّ حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى كَذَا فِي أُصُولٍ مُعْتَمَدَةٍ لَمْ يَذْكُرْ فِيهِ الضَّحَّاكَ ، وَقَالَ الْبَزَّارُ : لا نَعْلَمُ رَوَاهُ عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - إلا أُسَامَةُ ، وَلا نَعْلَمُ لَهُ طَرِيقَاً عَنْ أُسَامَةَ إِلاَّ هَذِهِ الطَّرِيقَ ، وَلا نَعْلَمُ رَوَاهُ عَنِ الضَّحَّاكِ إِلاَّ هَذَا الرَّجُلَ مُحَمَّدَ بْنَ مُهَاجِرٍ .
قَالَ الْحَافِظُ الْمنذرِيُّ : مُحَمَّدُ بْنُ مُهَاجِرٍ وَهُوَ الأَنْصَارِيُّ ثِقَةٌ احْتَجَّ بِهِ مُسْلِمٌ وَغَيْرُهُ ، وَالضَّحَّاكُ لَمْ يُخَرِّجْ لَهُ مِنْ أَصْحَابِ الْكُتُبِ السِّتَّةِ أَحَدٌ غَيْرَ ابْنِ مَاجَهْ ، وَلَمْ أَقَفْ فِيهِ عَلَى جْرْحٍ وَلا تَعْدِيلٍ لِغَيْرِ ابْنِ حِبَّانَ ، بَلْ هُوَ فِي عِدَادِ الْمَجْهُولِينَ ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى هُو الأَشْدَقُ يَأْتِي ذِكْرُهُ .
وَقَالَ الْبُوصِيرِيُّ فِي ( مِصْبَاحِ الزُّجَاجَةِ ج4/ص265/551) : هَذَا إِسْنَادٌ فِيهِ مَقَالٌ ، الضَّحَّاكُ الْمَعَافِرِيُّ ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ ، وَقَالَ الذَّهَبِيُّ فِي طَبَقَاتِ التَّهْذِيبِ : مَجْهُولٌ ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى الأُمَوِيُّ مُخْتَلَفٌ فِيهِ وَبَاقِي رِجَالِ الإِسْنَادِ ثِقَاتٌ . وَذَكَرَ نَحْوَاً مِنْ كَلامِ الْمُنْذِرِيِّ .(1/197)
وَقَالَ شُعَيْبُ الأَرْنَؤُوطُ فِي ( صَحِيحِ ابْنِ حِبَّانَ ج16/ص389/7381) : إِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ .
وَضَعَّفَهُ الأَلْبَانِيُّ فِي ( ضَعِيفِ ابْنِ مَاجَهْ ج1/ص354/ح946) و ( السِّلْسِلَةِ الضَّعِيفَةِ ج7/ص358/ح3358) . وَانْظُرْ أيْضَاً ( ضَعِيفَ التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ ج2/ص245/ح2195) . وَسَكَتَ عَنْهُ الْعِرَاقِيُّ فِي ( الْمُغْنِي عَنْ حَمْلِ الأَسْفَارِ ج2/ص1267/4585) .(1/198)
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 280 }
وَأَخْرَجَ الْبَزَّارُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : « إنَّ اللهَ خَلَقَ الْجَنَّةَ بَيْضَاءَ » .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ الْبَزَّارُ فِي ( مُسْنَدِهِ كمَا فِي كَشْفِ الأَسْتَارِ ج4/ص190/ح3510) قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ ثَنَا كَثِيْرُ بْنُ هِشَامٍ عَنْ هِشَامٍ أَبِى الْمِقْدَامِ عَنْ حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : « إنَّ اللهَ خَلَقَ الْجَنَّةَ بَيْضَاءَ » .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ الآجُرِّىُّ فِي ( كِتَابِ الشَّرِيعَةِ ج3/ص1357/928) مِنْ طَرِيقِ عَبَّادِ بْنِ عَبَّادٍ الْمُهَلَّبِيِّ ، وَأَبُو نُعَيْمٍ فِي ( صِفَةِ الْجَنَّةِ ج1/ص163/129) مِنْ طَرِيقِ الْحَسَنِ بْنِ عَرَفَةَ ، وَأَبُو جَعْفَرٍ البختري فِي ( أَمَالِيهِ ج1/ص140/64) مِنْ طَرِيقِ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ ، ثَلاثَتُهُمْ عَنْ هِشَامِ بْنِ زِيَادٍ بِنَحْوِهِ ، وَزَادَ الآجرى وأبو نعيمٍ : « وَإِنَّ أَحَبَّ الزِّىِّ إِلَى اللهِ الْبَيَاضُ ، فَلْيَلْبَسْهُ أَحْيَاؤُكُمْ ، وَكَفِّنُوا فِيهِ مَوْتَاكُمْ » ، وَزَادَ أبو جعفر البختري ثُمَّ جَمَعَ الرُّعَاءَ ، فَقَالَ : « مَنْ كَانَ مِنْكُمْ ذَا غَنَمْ سُودٍ فَلْيَخْلِطْهَا » . وَفِي رِوَايَةِ الثَّلاثَةِ : عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَبِيبٍ بَدَلاً مِنْ حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ(1/1)
1- مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ (1) مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ أَبِي زُهَيْرٍ الْقُرَشِيُّ الْعَدَوِيُّ أَبُو يَحْيَى الْبَزَّازُ الْبَغْدَادِيُّ الْمَعْرُوفُ بِصَاعِقَةَ ، فَارِسِيُّ الأَصْلِ سَكَنَ بَغْدَادَ ، وَكَانَ أَحَدَ الْحُفَّاظِ الْمُتْقِنِينَ . رَوَى عَنْ حَجَّاجِ بْنِ مُحَمَّدٍ الأَعْوَرِ ، وَحَجَّاجِ بْنِ مِنْهَالٍ ، وَأَبِي عُمَرَ حَفْصِ بْنِ عُمَرَ الْحَوْضِيِّ ، وَرَوْحِ بْنِ عُبَادَةَ ، وَأَبِي عَاصِمٍ الضَّحَّاكِ بْنِ مَخْلَدٍ . رَوَى عَنْهُ الْبُخَارِيُّ وَأَبُو دَاوُدَ ، وَالتِّرْمِذِيُّ ، وَالنَّسَائِيُّ ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ وَغَيْرُهُمْ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ حَافِظٌ مِنَ الْحَادِيَةَ عَشَرَةَ ، مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِينَ وَمِئَتَيْنِ ، ولَهُ سَبْعُونَ سَنَةً الْبُخَارِيُّ وأبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ . مَرْتَبَتُهُ : الأولَى تَعْدِيْلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيمِ الْعَدَوِيِّ : تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج26/ص5/5417) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج9/ص277/515) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص195/5009) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص493/6091) .(1/2)
2- كَثِيْرُ بْنُ هِشَامٍ الْكِلابِيُّ (1) كَثِيْرُ بْنُ هِشَامٍ أَبُو سَهْلٍ الْكِلابِيُّ الرَّقِّيُّ نَزِيلُ بَغْدَادَ . حَدَّثَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَرْقَانَ وَهُوَ مِنْ أَرْوَى النَّاسِ عَنْهُ ، وَحَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْمَسْعُودِيِّ ، وَشُعْبَةَ بْنِ الْحَجَّاجِ ، وَهِشَامٍ الدَّسْتَوَائِيِّ . رَوَى عَنْهُ قتيبة بن سعيد ، وإسحاق بن راهويه ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَبُو مُوسَى مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى ، وَمُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ بُنْدَارُ ، وَغَيْرُهُمْ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ مِنَ التَّاسِعَةِ مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَمِائَتَيْنِ ، وَقِيلَ ثَمَانٍ الْبُخَارِيُّ فِي التَّارِيْخِ وَمُسْلِمٌ وَالأَرْبَعَةُ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيْلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ كثير بن هشام الكلابي : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج7/ص218/949، معرفة الثقات ج2/ص225/1546) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج7/ص158/882، الثقات ج9/ص26/14991 ، تاريخ مدينة دمشق ج50/ص65/5801) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج24/ص163/4965) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص147/4650) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج2/ص162/338 ،تقريب التهذيب ج1/ص460/5633 .(1/3)
3- هِشَامُ بْنُ زِيَادٍ (1) هِشَامُ بْنُ زِيَادِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ الْقُرَشِيُّ أَبُو الْمِقْدَامِ بْنُ أَبِي هِشَامٍ الْمَدَنِيُّ مَوْلَى عُثْمَانَ . رَوَى عَنْ أَبِيهِ وَأُمِّهِ وَأَخِيهِ الْوَلِيدِ ، وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ وَغَيْرِهِمْ . وَعَنْهُ وَكِيعٌ ، وَابْنُ الْمُبَارَكِ ، وَعَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ الْمُهَلَّبِيُّ وَآخَرُونَ .
وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : مَتْرُوكٌ مِنَ السَّادِسَةِ التِّرْمِذِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ . مَرْتَبَتُهُ : الْخَامِسَةُ تَجْرِيْحَاً .
4- حبيب بن الشهيد الأزدي : ثقة ، سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 197 ] .
__________
(1) تَرْجَمَةُ هشام بن زياد : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج8/ص199/2702) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج9/ص58/238) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج30/ص200/6575) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص336/5962) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج11/ص36/78) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص572/7292 .(1/4)
5- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَبِيبِ بْنِ أَرْدَكَ (1) عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَبِيبِ بْنِ أَرْدَكَ ، وَيُقَالُ حَبِيبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَرْدَكَ الْمَدَنِيُّ مَوْلَى بَنِي مَخْزُومٍ ، يُقَالُ هُوَ أَخُو عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ لأُمَّهِ . رَوَى عَنْ عَلِيِّ بْنُ الْحُسَيْنِ ، وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ ، وَعَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ النَّصْرِيِّ . وَعَنْهُ سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيُّ ، وَأَبُو الْمِقْدَامِ هِشَامُ بْنُ زِيَادٍ ، وَغَيْرُهُمْ . قَالَ النَّسَائِيُّ : مُنْكَرُ الْحَدِيثَ . وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ . وَقَالَ الْحَاكِمُ : مِنْ ثِقَاتِ الْمَدَنِيِّينَ .
وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : لَيِّنُ الْحَدِيثِ مِنَ السَّادِسَةِ أَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّالِثَةُ تَجْرِيْحَاً .
6- عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 161 ] . ثِقَةٌ فَقِيهٌ فَاضِلٌ لَكِنَّهُ كَثِيْرُ الإِرْسَالِ .
7- عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 2 ] .
رابعاً : الْحَكَمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
__________
(1) تَرْجَمَةُ عبد الرَّحْمَنِ بن حبيب بن أردك : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج5/ص275/889) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج17/ص52/3792) ، مِيزَانُ الاعْتِدَالِ فِي نَقْدِ الرِّجَالِ (ج4/ص270/4851) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص625/3172) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج6/ص144/326) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص338/3836، خلاصة تذهيب تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج1/ص226 .(1/5)
هَذَا الْحَدِيثُ إِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ جداً فيه زياد بن هشام وهو متروك وفيه عبد الرَّحْمَنِ بن حبيب وهو لين الحديث كما فِي رواية الآجرى وأبو نعيم وأبو جعفر البختري . وَقَالَ الْهَيْثَمِيُّ فِي مَجْمَع الزَّوَائِدِ (ج10/ص397) وعن ابن عباس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ إن الله خلق الجنة بيضاء رواه البزار وفيه هشام بن زياد أبو المقدام وهو متروك . وقال الأَلْبَانِيُّ فِي الجامع الصغير وزيادته : موضوع ( ج1/ص353/ح3527) وانظر ح1604فى ضعيف الجامع ، وقال مرة فِي الضعيفة والموضوعة (ج2/ص299/ح800) و هذا إسناد ضعيف جدا . عبد الرَّحْمَنِ بن حبيب هو ابن أدرك ، قَالَ النسائي : " منكر الحديث ، و ذكره ابن حبان فِي " الثقات " . و فِي " الميزان " : " صدوق ، وله ما ينكر " . و هشام بن أبي هشام هو ابن زياد متفق على تضعيفه .
خامساً : تنبيه(1/6)
أخرج الطبراني فِي الكبير معنى هذا الحديث ( الْمُعْجَم الْكَبِيْر ج11/ص109/11201) فقال حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بن عَلِيٍّ الْمَعْمَرِيُّ ثنا سُلَيْمَانُ بن مُحَمَّدٍ الْمُبَارَكِيُّ ثنا أبو شِهَابٍ عن حَمْزَةَ النَّصِيبِيِّ عن عَمْرِو بن دِينَارٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِي اللَّهُ عنهما قَالَ قال رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - اسْتَوْصُوا بِالْمِعْزَى خَيْرًا فَإِنَّهَا مَالٌ رَقِيقٌ وهو فِي الْجَنَّةِ وَأَحَبُّ الْمَالِ إلى اللهِ الضان وَعَلَيْكُمْ بِالْبَيَاضِ فإن اللَّهَ خَلَقَ الْجَنَّةَ بَيْضَاءَ فَلْيَلْبَسْهُ أَحْيَاؤُكُمْ وَكَفِّنُوا فيه مَوْتَاكُمْ وَإِنَّ دَمَ الشَّاةِ الْبَيْضَاءِ أَعْظَمُ عِنْدَ اللهِ من دَمِ السَّوْداوَيْنِ . وأَخْرَجَهُ أبو نعيم فِي صفة الجنة (صفة الجنة ج1/ص164/130 ) مِنْ طَرِيقِ أبى شهاب عن حَمْزَةَ النَّصِيبِيِّ به ولكن بلفظ - قَالَ قال رسول الله عليكم بالبياض فإن الله تعالى خلق الجنة بيضاء فليلبسه أحياؤكم وكفنوا فيه موتاكم .وهذا الإسناد موضوع لأن فيه حَمْزَةَ النَّصِيبِيِّ وهو متروك ورمى بالكذب (الضعفاء للنسائي ج1 :ص31/139) ، وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : تقريب التهذيب (ج1 :ص179/1519) حمزة بن أبي حمزة الجعفي الجزري النصيبي واسم أبيه ميمون وقيل عمرو متروك متهم بالوضع مِنَ السَّابِعَةِ ت . . قَالَ الهيثمي فِي مَجْمَع الزَّوَائِدِ (ج4/ص66) رواه الطبراني فِي الكبير وفيه حمزة النصيبي وهو متروك .وقد حكم الأَلْبَانِيُّ بوضع هذا الحديث فِي الضعيفة والموضوعة (ج2/ص211/ح800) وانظر الضعيفة والموضوعة ( ج1/ص620/ح431) وأعله بحمزة النصيبي .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 281 }
وَأَخْرَجَ الشَّيْخَانِ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « مَوْضِعُ سَوْطٍ فِي الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا ، وَمَا فِيهَا » .(1/7)
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي ( صَحِيحِهِ ، كِتَابُ بَدْءِ الْخَلْقِ ، بَابُ مَا جَاءَ فِي صِفَةِ الْجَنَّةِ وَأَنَّهَا مَخْلُوقَةٌ ج3/ص1187/3078) قَالَ : حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ سَهْلِ بن سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « مَوْضِعُ سَوْطٍ فِي الْجَنَّةِ خَيْرٌ من الدُّنْيَا ، وَمَا فِيهَا » .
وَأَخْرَجَهُ أَيْضَاً فِي ( كِتَابِ الرِّقَاقِ ، بَاب مَثَلِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ وَقَوْلِهِ تَعَالَى { أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامَاً وَفِي الآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ } ج5/ص2358/6052) مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِيهِ بِمِثْلِهِ ، لَكَنْ زَادَ « وَلَغَدْوَةٌ فِي سَبِيلِ اللهِ أَوْ رَوْحَةٌ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا ، وَمَا فِيهَا » .
ثَانِيَاً : تَنْبِيهٌ(1/8)
نَسَبَهُ الْمُصَنِّفُ إِلَى مُسْلِمٍ ، وَلَمْ أَجِدْهُ . وَإِنَّمَا الَّذِي فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ فِي ( كِتَابِ الْجِهَادِ / بَابُ فَضْلِ الْغَدْوَةِ وَالرَّوْحَةِ فِي سَبِيلِ اللهِ ج3/ص1500/1881) قَالَ :حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ عَنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : « وَالْغَدْوَةَ يَغْدُوهَا الْعَبْدُ فِي سَبِيلِ اللهِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا ، وَمَا فِيهَا » .
وأَخْرَجَهُ أيْضَاً (ج3/ص1500/ح1882) مِنْ طَرِيقِ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنْ أَبِى حَازِمٍ بِمِثْلِهِ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 282 }
وَأَخْرَجَ الْبَزَّارُ مِثْلَهُ مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ الْبَزَّارُ فِي ( مُسْنَدِهِ كَمَا فِي كَشْفِ الأَسْتَارِ ج4/ص190/ح3511) قَالَ : حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ بَحْرٍ ثَنَا عَلِىُّ بْنُ بَحْرِ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ قَالا : ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحَارِثِ عَنْ صَالِحِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زَائِدَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « مَوْضِعُ سَوْطٍ فِي الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا » .
ثَانِيَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
1- سَهْلُ بْنُ بَحْرٍ (1) سَهْلُ بْنُ بَحْرٍ أَبُو مُحَمَّدٍ الْقَنَّادُ مِنْ أَهْلِ جُنْدَيْسَابُورِ . يَرَوَي عَنْ أَبِى الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيِّ ، وَأَهْلِ الْعِرَاقِ مِمَّنْ صَنَّفَ وَجَمَعَ . حَدَّثَ عَنْهُ الضَّحَّاكُ بْنُ هَارُونَ وَغَيْرُهُ . ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ .
مَرْتَبَتُهُ : الأولَى تَجْرِيْحَاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ سَهْلِ بْنِ بَحْرٍ : الثِّقَاتُ (ج8/ص293/13517) .(1/9)
2- عَلِىُّ بْنُ بَحْرِ بْنِ بَرِيٍّ (1) عَلِيُّ بْنُ بَحْرِ بْنِ بَرِيٍّ بِفَتحِ الْمُوَحَّدَةِ وَتَشْدِيدِ الرَّاءِ الْمَكْسُورَةِ بَعْدَهَا تَحْتَانِيَّةٌ ثَقِيلَةٌ الْبَغْدَادِيُّ فَارِسِيُّ الأَصْلِ ، الإِمَامُ الْحَافِظُ الْمُتْقِنُ أَبُو الْحَسَنِ الْفَارِسِيُّ ثُمَّ الْبَغْدَادِيُّ الْقَطَّانُ . حَدَّثَ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيِّ ، وَحَاتِمِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ ، وَمُعْتَمِرِ بْنِ سُلَيْمَانَ ، وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ مِنَ الشَّامِيِّينَ وَالْيَمَانِيِّينَ وَالْعِرَاقِيِّينَ وَالْحِجَازِيِّينَ . حَدَّثَ عَنْهُ سَهْلُ بْنُ بَحْرٍ الأَهْوَازِيُّ ، وَأَبُو دَاوُدَ ، وَبِوَاسِطَةٍ التِّرْمِذِيُّ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ ، وَأَبُو زُرْعَةَ ، وَأَبُو حَاتِمٍ ، وَخَلْقٌ .
وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ فَاضِلٌ مِنَ الْعَاشِرَةِ مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاثِينَ الْبُخَارِيُّ تَعْلِيقَاً وَأَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ .
مَرْتَبَتُهُ : الأولَى تَعْدِيْلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ عَلِيِّ بْنِ بَحْرِ بْنِ بَرِيٍّ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج6/ص263/2354 ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج20/ص325/4027) ، سير أعلام النبلاء (ج11/ص12) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص35/3882) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص398/4691) ، طَبَقَاتُ الْحُفَّاظِ (ج1/ص207/458) .(1/10)
3- مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادِ بْنِ الزَّبْرَقَانِ (1) مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادِ بْنِ الزَّبْرَقَانِ الْمَكِّيُّ نَزِيلُ بَغْدَادَ . عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ ، وَحَاتِمِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ ، وَالدَّرَاوَرْدِيِّ ، وَمَرْوَانَ بْنِ مُعَاوِيَةَ . وَعَنْهُ الشَّيْخَانِ ، وَأَبُو دَاوُدَ ، وَالتِّرْمِذِيُّ ، وَالنَّسَائِيُّ ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ، وَمُوسَى بْنُ هَارُونَ ، وَالْبَغَوِيُّ . قَالَ ابْنُ مَعِينٍ : لا بَأْسَ بِهِ . وَقَالَ أَحْمَدُ : حَدِيثُهُ حَدِيثُ أَهْلِ الصِّدْقِ ، وَقَالَ مَرَّةً : يَقَعُ فِي قَلْبِي أَنَّهُ صَدُوقٌ . وذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثقات . وَقَالَ صَالِحُ جَزَرَةَ : لا بَأْسَ بِهِ . وقَالَ ابْنُ قانع : كَانَ ثِقَةً وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : صَدُوقٌ يَهِمُ مِنَ الْعَاشِرَةِ مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاثِينَ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ وَالتِّرْمِذِيُّ وَالنَّسَائِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ . مَرْتَبَتُهُ : الرَّابِعَةُ تَعْدِيْلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبَّادِ بْنِ الزَّبْرَقَانِ : تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج25/ص435/5321) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص184/4933) ، تَارِيْخُ الإِسْلامِ (ج17/ص328) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج9/ص216/394) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص486/5993) .(1/11)
4- عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ حَاطِبٍ (1) عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَاطِبٍ الْجُمَحِيُّ الْحَاطِبِيُّ أَبُو الْحَارِثِ الْمَدَنِيُّ الْمَكْفُوفُ . رَوَى عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، وَسُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ ، وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، وَصَالِحِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زَائِدَةَ اللَّيْثِيِّ . وَعَنْهُ وَكِيعٌ ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى الرَّازِيُّ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مِهْرَانَ الْجَمَّالُ ، وَنُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ ، وَأَبُو ثَابِتٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ الْمَدَنِيُّ ، وَهِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ . قَالَ ابْنُ أبِي حَاتِمٍ : سَأَلْتُ أَبِي عَنْهُ ، فَقَالَ : مَحَلُّهُ الصَّدْقُ صَالِحُ الْحَدِيثِ إِلَيْنَا . وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ . وَقَالَ الْبُخَارِيُّ عَنْهُ مُسْتَقِيمٌ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : صَدُوقٌ مِنَ الثَّامِنَةِ .
مَرْتَبَتُهُ : الثَّالِثَةُ تَعْدِيْلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ حَاطِبٍ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج5/ص67/167) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج14/ص395/3215) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج5/ص157/309) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص299/3264) .(1/12)
5- صَالِحُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَائِدَةَ (1) صَالِحُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَائِدَةَ الْمَدَنِيُّ أَبُو وَاقِدٍ اللَّيْثِيُّ الصَّغِيْرُ . رَوَى عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَسَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ، وَخَلْقٍ . رَوَى عَنْهُ حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ الْحَارِثِ الْمَخْزُومِيُّ ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ الْحَارِثِ الْجُمَحِيُّ الْحَاطِبِيُّ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ضَعِيفٌ مِنَ الْخَامِسَةِ ، مَاتَ بَعْدَ الأَرْبَعِينَ الأَرْبَعَةُ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّالِثَةُ تَجْرِيْحَاً .
6- أنَسُ بْنُ مَالِكٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 51 ] .
ثَالِثَاً : الْحَكَمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
هَذَا الْحَدِيثُ إِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ فِيهِ صَالِحُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَائِدَةَ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ .
وَقَالَ الْهَيْثَمِيُّ فِي ( مَجْمَع الزَّوَائِدِ ج10/ص415) : عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « مَوْضِعِ سَوْطٍ فِي الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا » ، رَوَاهُ الْبَزَّارُ وَإِسْنَادُهُ حَسَنٌ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ صَالِحِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زَائِدَةِ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج4/ص291/2862) ، ضُعَفَاءُ الْبُخَارِيِّ (ج1/ص59/168) ، الضُّعَفَاءُ الْكَبِيْرُ (ج2/ص202/729) ، الْمَجْرُوحِينَ (ج1/ص367/488) ، االْكَامِلُ فِي الضُّعَفَاءِ (ج4/ص58/911) ، الضُّعَفَاءُ وَالْمَتْرُوكِينَ لابْنِ الْجَوْزِيِّ (ج2/ص50/1671) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج13/ص84/2835) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص498/2359) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص273/2885) .(1/13)
وَقَالَ الْمُنْذِرِيُّ فِي ( التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ ج4/ص315) : وَقَدْ رَوَاهُ الْبَزَّارُ مُخْتَصَرَاً بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ قَالَ : « مَوْضِعِ سَوْطٍ فِي الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا » .
وَقَدْ حَكَمَ الأَلْبَانِيُّ فِي ( ضَعِيفِ التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ ج3/ص274/ح3768) : أَنَّهُ صَحِيحٌ لِغَيْرِهِ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 283 }
وَأَخْرَجَ الشَّيْخَانِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « لَقَابُ (1) قَوْسِ أَحَدِكِمْ فِي الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ وَتَغْرُبُ » .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
هَذَا جُزْءٌ مِنْ حَدِيثٍ أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي ( صَحِيحِهِ / كِتَابُ بَدْءِ الْخَلْقِ ، بَابُ مَا جَاءَ فِي صِفَةِ الْجَنَّةِ وَأَنَّهَا مَخْلُوقَةٌ ج3/ص1187/3080) قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ حَدَّثَنَا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ حَدَّثَنَا هِلالُ بْنُ عَلِيٍّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أبِي عَمْرَةَ عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : « إِنَّ فِي الْجَنَّةِ لَشَجَرَةً يَسِيرُ الرَّاكِبُ فِي ظِلِّهَا مِائَةَ سَنَةٍ واقرؤوا إن شِئْتُمْ « وَظِلٍّ مَمْدُودٍ » ، وَلَقَابُ قَوْسِ أَحَدِكُمْ فِي الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِمَّا طَلَعَتْ عليه الشَّمْسُ أو تَغْرُبُ » .
__________
(1) قاب قوس : قدر طولها ويحتمل قدر رميتها (مشارق الأنوار ج2/ص193، غريب القرآن ج1/ص379، غريب الحديث لابن قتيبة ج1/ص433) .(1/14)
وأَخْرَجَهُ فِي ( كِتَابِ الْجِهَادِ ، بَابُ الْغَدْوَةِ وَالرَّوْحَةِ فِي سَبِيلِ اللهِ وَقَابِ قَوْسِ أَحَدِكُمْ من الْجَنَّةِج3/ص1029/2640) مِنْ طَرِيقِ مُحَمَّدِ بْنِ فُلَيْحٍ عَنْ أَبِيهِ بِهِ ، وَلَفْظُهُ : « لَقَابُ قَوْسٍ فِي الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِمَّا تَطْلُعُ عَلَيْهِ الشَّمْسُ وَتَغْرُبُ » ، وَقَالَ « لَغَدْوَةٌ أو رَوْحَةٌ فِي سَبِيلِ اللهِ خَيْرٌ مِمَّا تَطْلُعُ عليه الشَّمْسُ وَتَغْرُبُ » .
ثَانِيَاً : تَنْبِيهٌ
نَسَبَهُ الْمُصَنِّفُ إِلَى مُسْلِمٍ ، وَلَمْ أَجِدْهُ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 284 }
وَأَخْرَجَ هَنَّادٌ فِي الزُّهْدِ عَنْ أبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : « الشِّبْرُ فِي الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا ، وَمَا فِيهَا » .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ هَنَّادٌ فِي ( الزُّهْدِ ج1/ص50/5) قَالَ : حَدَّثَنَا أبُو مُعَاوِيَةَ عَنْ حَجَّاجٍ عَنْ عَطِيَّةَ عَنْ أبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « لَشِبْرٌ مِنَ الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا ، وَمَا فِيهَا » .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ ابْنُ مَاجَهْ فِي ( سُنَنِهِ ، كِتَابُ الزُّهْدِ ، بَابُ صِفَةِ الْجَنَّةِ ج2/ص1448/4329) مِنْ طَرِيقِ أَبِى بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ عَنْ أَبِى مُعَاوِيَةَ بِمِثْلِهِ .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
1- أبُو مُعَاوِيَةَ مُحَمَّدُ بْنُ خَازِمٍ التَّمِيمِيُّ السَّعْدِيُّ . سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 52 ] . ثِقَةٌ أَحْفَظُ النَّاسِ لِحَدِيثِ الأَعْمَشِ ، وَقَدْ يَهِمُ فِي حَدِيثِ غَيْرِهِ .(1/15)
2- حَجَّاجُ بْنُ أَرْطَأَةَ (1) حَجَّاجُ بْنُ أَرْطَأَةَ بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ ابْنِ ثَوْرٍ النَّخَعِيُّ ، أبُو أَرْطَأَةَ الْكُوفِيُّ الْقَاضِي . رَوَى عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ ، وَعَامِرٍ الشَّعْبِيِّ ، وَعَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ وَغَيْرِهِمْ . رَوَى عَنْهُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ ، وَشُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ مُحَمَّدُ بْنُ خَازِمٍ الضَّرِيْرُ وَغَيْرُهُمْ . وَقَالَ يَحْيَى : ضَعِيفٌ ، وَقَالَ مَرَّةً : لا يُحْتَجُّ بِحَدِيثِهِ . وَقَالَ النَّسَائِيُّ : لَيْسَ بِالْقَوِيِّ . قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ : عَابُوا عَلَيْهِ تَدْلِيسَهُ عَنِ الزُّهْرِيِّ وَغَيْرِهِ ، وَرُبَّمَا أَخْطَأَ ، فَأَمَّا أَنْ يَتَعَمَّدَ الْكَذِبَ فَلا . وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ : لا يُحْتَجُّ بِهِ . وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ : تَرَكَهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَيَحْيَى الْقَطَّانُ ، وَابْنُ مَهْدِيٍّ ، وَ ... يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ . قَالَ الْعِجْلشيذُ : كَانَ فَقِيهَاً ، وَكَانَ أَحَدَ مُفْتِي الْكُوفَةِ ، وَكَانَ فِيهِ تِيهٌ ، وَكَانَ يُدَلِّسُ . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ : صَدُوقٌ يُدَلِّسُ ، فَإِذَا قَالَ : حَدَّثَنَا فَهُوَ صَالِحٌ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : أَحَدُ الْفُقَهَاءِ صَدُوقٌ كَثِيْرُ الْخَطَأِ وَالتَّدْلِيسِ ، مِنَ السَّابِعَةِ مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِئَةٍ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ حَجَّاجِ بْنِ أَرْطَأَةَ : أَحْوَالُ الرِّجَالِ (ج1/ص78/100) ، الْمَجْرُوحِينَ (ج1/ص225/204) ، الضُّعَفَاءُ وَالْمَتْرُوكِينَ لابْنِ الْجَوْزِيِّ (ج1/ص191/765) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج5/ص420/1112) ، ذِكْرُ مَنْ تُكُلِّمَ فِيهِ وَهُوَ مُوَثَّقٌ (ج1/ص64/78) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص311/928) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص152/1119) ، طَبَقَاتُ الْحُفَّاظِ (ج1/ص87/172) .(1/16)
مَرْتَبَتُهُ : الرَّابِعَةُ تَعْدِيْلاً .
3- عَطِيَّةُ بْنُ سَعْدٍ الْعَوْفِيُّ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 2 ] . صَدُوقٌ يُخْطِئُ كَثِيْرَاً وَكَانَ شِيعِيَّاً مُدَلِّسَاً .
4- أبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 14 ] .
رَابِعَاً : الْحَكَمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
هَذَا الْحَدِيثُ إِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ فِيهِ حَجَّاجُ بْنُ أَرْطَأَةَ ، وَعَطِيَّةُ الْعَوْفِيُّ ، وَهُمَا مُدَلِّسَانِ ، وَقَدْ عَنْعَنَاهُ .
وَقَالَ الْبُوصِيرِيُّ فِي ( مِصْبَاحِ الزُّجَاجَةِ ج4/ص264/8451) : هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ .
وَقَالَ الأَلْبَانِيُّ فِي ( ضَعِيفِ ابْنِ مَاجَهْ ج1/ص226/ح615) ضَعِيفٌ جِدَّاً . وَانْظُرْ ضَعِيفَ الْجَامِعِ ح6197 .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 285 }
وَأَخْرَجَ الْبَيْهَقِيُّ عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : « لَوْ كَانَتْ قَطْرَةٌ مِنَ الْجَنَّةِ مَعَكُمْ فِي دُنْيَاكُمْ حَلَّتْهَا لَكُمْ ، وَلَوْ كَانَتْ قَطْرَةٌ مِنَ النَّارِ مَعَكُمْ فِي دُنْيَاكُمْ خَبَّثَتْهَا عَلَيْكُمْ » .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ(1/17)
أَخْرَجَهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي ( الْبَعْثِ وَالنُّشُورِ ج1/ص290/ح599) قَالَ : أَخْبَرَنَا الإِمَامُ أَبُو عُثْمَانَ أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الإِسْفَرَائِينِيُّ ثَنَا أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَمْدَوَيْهِ الْمَرْوَزِيُّ ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ حَمَّادٍ الآمُلِيُّ ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَوَّارٍ الْهِلالِيُّ حَدَّثَنِي أَبُو عِكْرِمَةَ الطَّائِيُّ قَالَ : سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ ، ارْغَبُوا فِيمَا رَغَّبَكُمُ اللهُ فِِيهِ ، وَاحْذَرُوا مِمَّا حَذَّرَكُمُ اللهُ مِنْهُ ، وَخَافُوا مِمَّا خَوَّفَكُمُ اللهُ بِهِ مِنْ عَذَابِهِ وَعِقَابِهِ ، وَمِنْ جَهَنَّمَ ، فَإِنَّهَا لَوْ كَانَتْ قَطْرَةٌ مِنَ الْجَنَّةِ مَعَكُمْ فِي دُنْيَاكُمُ الَّتِي أَنْتُمْ فِيهَا حَلَّتْهَا لَكُمْ ، وَلَوْ كَانَتْ قَطْرَةٌ مِنَ النَّارِ مَعَكُمْ فِي دُنْيَاكُمُ الَّتِي أَنْتُمْ فِيهَا خَبَّثَتْهَا عَلَيْكُمْ » .
ثَانِيَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ(1/18)
1- إسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ (1) إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَابِدِ بْنِ عَامِرٍ أَبُو عُثْمَانَ الصَّابُونِيُّ النَّيْسَابُورِيُّ الْوَاعِظُ الْمُفَسِّرُ شَيْخُ الإِسْلامِ . حَدَّثَ عَنْ زَاهِرِ بْنِ أَحْمَدَ السَّرَخْسِيِّ ، وَأَبِي سَعِيدٍ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ الرَّازِيِّ ، وَأَبِي طَاهِرٍ ابْنِ خُزَيْمَةَ ، وَأَبِي الْحُسَيْنِ الْخَفَّافِ وَطَبَقَتِهِمْ . رَوَي عَنْهُ عَبْدُ الْعَزِيزِ الْكِنَانِيُّ ، وَعَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ صَصْرَي ، وَأَبُو بَكْرٍ الْبَيْهَقِيُّ ، وَخَلْقٌ . قَالَ الْبَيْهَقِيُ أَنْبَأَنَا إِمَامُ الْمُسْلِمِينَ حَقَّاً وَشَيْخُ الإِسْلامِ صِدْقَاً أبُو عُثْمَانَ الصَّابُونِيُّ . وَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ الْمَالِكِيُّ : أَبُو عُثْمَانَ الصَّابُونِيُّ مِمَّنْ شَهِدَتْ لَهُ أَعْيَانُ الرِّجَالِ بِالْكَمَالِ فِي الْحِفْظِ وَالتَّفْسِيْرِ وَغَيْرِهِمَا ، وَكَانَ حَافِظَاً كَثِيْرَ السَّمَاعِ وَالتَّصْنِيفِ حَرِيصَاً عَلَى الْعِلْمِ ، وَرُزِقَ الْعِزَّ وَالْجَاهَ فِي الدِّينِ وَالدُّنْيَا ، وَكَانَ جَمَالاً لِلْبَلَدِ مَقْبُولاً عِنْدَ الْمُوَافِقِ وَالْمُخَالِفِ ، مُجْمَعٌ عَلَى أَنَّهُ عَدِيْمُ النَّظِيْرِ ، وَسَيْفُ السُّنَّةِ وَقَامِعُ أَهْلِ الْبِدْعَةِ ، تُوُفِّيَ فِي الْمُحَرَّمِ سَنَةَ 449 . مَرْتَبَتُهُ : الأولَى تَعْدِيْلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ إسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ : تَارِيْخُ الإِسْلامِ (ج30/ص224) .(1/19)
2- أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الإِسْفَرَائِينِيُّ (1) أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عِيسَى أبُو نُعَيْمٍ الإِسْفَرَائِينِيُّ الْبَزَّازُ . قَالَ عَبْدُ الْغَفَّارِ : ثِقَةٌ قَدِمَ نَيْسَابُورَ ، وَحَدَّثَ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الشَّرْقِيِّ ، وَأَبِي بَكْرٍ الْقَطَّانِ ، وَأَبِي نَصْرٍ ابْنِ حَمْدَوَيْهِ ، وَسُفْيَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيِّ ، وَأَمْلَي بِنَيْسَابًورَ . رَوَى عَنْهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْمُزَكِّي وَهُوَ مِنْ كِبَارِ شُيُوخِهِ .
مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيْلاً .
3- مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَمْدَوَيْهِ الْمَرْوَزِيُّ (2) أَبُو نَصْرٍ الْمَرْوَزِيُّ الْحَافِظُ الْمَعْرُوفُ بِالْفَازِيٍّ بِالْفَاءِ نَزِيلُ بَغْدَادَ . حَدَّثَ عَنْ أَبِي دَاوُدَ سُلَيْمَانَ بْنِ مَعْبَدٍ السَّنْجِيِّ ، وَمَحْمُودِ بْنِ آدَمَ ، وَأَبِي الْمُوَجَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو الْمَرْوَزِيِّينِ وَطَبَقَتِهِمْ . رَوَى عَنْهُ ابْنُ حَيًّوَيْهِ ، وَالدَّارَقُطْنِيُّ ، وَأَبُو أَحْمَدَ بْنُ جَامِعٍ الدَّهَّانُ .
وَثَّقَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ ، تُوُفِّيَ بِمَرْوٍ سَنَةَ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ وَثَلاثِمِائَةٍ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيْلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ أحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الإِسْفَرَائِينِيِّ : تَارِيْخُ الإِسْلامِ (ج28/ص219) .
(2) تَرْجَمَةُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْمَرْوَزِيِّ : تَارِيْخُ أَصْبَهَانَ (ج2/ص230/1537) ، تَارِيْخُ بَغْدَادَ (ج5/ص232/2717) ، سِيَرُ أَعْلامِ النُّبَلاءِ (ج15/ص80/47) ، تَذْكِرَةُ الْحُفَّاظِ (ج3/ص872/843) .(1/20)
4- عَبْدُ اللهِ بْنُ حَمَّادٍ الآمُلِيُّ (1) عَبْدُ اللهِ بْنُ حَمَّادِ بْنِ أَيُّوبَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الآمُلِيُّ آمُلُ جَيْحُونَ بِالْمَدِّ وَتَخْفِيفِ الْمِيمِ الْمَضْمُومَةِ ، أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحَافِظُ ، وَيُقَالُ لَهُ الآمُوِيُّ أَيْضَاً لأَنَّ بَلَدَهُ يُسَمَّى آمُو . رَوَى عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَنْصُورٍ ، وَسُلَيْمَانَ بْنِ حَرْبٍ ، وَسُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدِّمَشْقِيِّ ، وَيَحْيَى بْنِ مَعِينٍ وَجَمَاعَةٍ . رَوَى عَنْهُ أَحْمَدُ بْنُ نَصْرِ بْنِ مَنْصُورٍ الْمَرْوَزِيُّ وَعَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَارِثِ الْبُخَارِيُّ ، وَأَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ حَمْدَوَيْهِ بْنِ سَهْلِ بْنِ دَاوُدَ الْمَرْوَزِيُّ الْمُطَوَّعِيُّ ، وَعِدَّةٌ . ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ . وَصَفَهُ الذَّهَبِيُّ بِالْحِفْظِ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : رَوَى الْبُخَارِيُّ عَنْ عَبْدِ اللهِ غَيْرِ مَنْسُوبٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ ، وَعَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، فَوَقَعَ فِي رِوَايَةِ ابْنِ السَّكَنِ عَنِ الْفِرْبَرِيِّ : عَبْدِ اللهِ بْنِ حَمَّادٍ وَهُوَ تِلْمِيذُ الْبُخَارِيِّ وَوَرَّاقُهُ ، وَهُوَ مِنْ الثَّانِيَةَ عَشَرَةَ ، مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَسِتِّينَ ، وَقِيلَ بَعْدَ ذَلِكَ الْبُخَارِيُّ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيْلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَمَّادٍ الآمُلِيِّ : تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج14/ص429/3232) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص546/2691) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج5/ص167/328) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص300/3281) .(1/21)
5- سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عِيسَى بْنِ مَيْمُونٍ التَّمِيمِيُّ أَبُو أَيُّوبَ الدِّمَشْقِيُّ ، ابْنُ بِنْتِ شُرَحْبِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ الْخَوْلانِيِّ ، صَدُوقٌ يُخْطِئُ . سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 262 ] .
6- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَوَّارٍ الْهِلالِيُّ لَمْ أَجِدْ لَهُ تَرْجَمَةً .
7- أبُو عِكْرِمَةَ الطَّائِيُّ (1) قَالَ ابْنُ أَبِى حَاتِمٍ : خَالِدُ بْنُ سَلَمَةَ أَبُو عِكْرِمَةَ ، رَوَى عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، رَوَى عَنْهُ ابْنُهُ عِكْرِمَةُ سَمِعْتُ أبِي يَقُولُ ذَلِكَ . مَرْتَبَتُهُ : الرَّابِعَةُ تَجْرِيْحَاً .
8- أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 51 ] .
ثَالِثَاً : الْحَكَمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
هَذَا الْحَدِيثُ إِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ لِجَهَالَةِ أَبِي عِكْرِمَةَ الطَّائِيِّ ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَوَّارٍ الْهِلالِيُّ لَمْ أَجِدْ لَهُ تَرْجَمَةً .
وَقَالَ الْمُنْذِرِيُّ فِي ( التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ ج4/ص246/5533) : رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ ، وَلا يَحْضُرُنِي الآنَ إِسْنَادُهُ .
وَقَالَ ابْنُ رَجَبٍ فِي ( التَّخْوِيفِ مِنَ النَّارِ ج1/ص11) : وَخَرَّجَ الْبَيْهَقِيُّ بِإِسْنَادٍ فِيهِ جَهَالَةٌ عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - : « يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ ارْغَبُوا فِيمَا رَغَّبَكُمُ اللهُ فِيهِ » .
وَضَعَّفَهُ الأَلْبَانِيُّ فِي ( ضَعيِفِ التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ ج2/ص226/ح2121) .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 286 }
__________
(1) تَرْجَمَةُ أبِي عِكْرِمَةَ الطَّائِيِّ : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج3/ص334/1504) .(1/22)
وَأَخْرَجَ الطَّبَرَانِيُّ عَنْ جَابِرٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « يَقُولُ اللهُ لِلْجَنَّةِ كُلَّ يَوْمٍ : طِيبِي لأَهْلِكِ ، فَتَزْدَادُ طِيبَاً ، فَذَلِكَ الْبَرْدُ الَّذِي يَجِدُهُ النَّاسُ بِسَحَرٍ مِنْ ذَلِكَ » .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي ( الْمُعْجَمِ الصَّغِيْرِ . الرَّوْضُ الدَّانِيُّ ج1/ص63/ 75) قَالَ : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ فَاتِكٍ التُّسْتَرِيُّ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى أَبُو غَسَّانَ السُّكَّرِيُّ الرَّازِيُّ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَبْدِ الْغَفَّارِ الْفُقَيْمِيُّ حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ جَابِرٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « يَقُولُ اللهُ - عز وجل - كُلَّ يَوْمٍ لِلْجَنَّةِ : طِيبِي لأَهْلِكِ ، فَتَزْدَادُ طِيبَاً ، فَذَلِكَ الْبَرْدُ الَّذِي يَجِدُهُ النَّاسُ بِسَحَرٍ مِنْ ذَلِكَ » .
قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ : لَمْ يَرْوِهِ عَنِ الأَعْمَشِ إِلاَّ عَمْرُو بْنُ عَبْدِ الْغَفَّارِ ، تَفَرَّدَ بِهِ يُوسُفُ بْنُ مُوسَى أَبُو غَسَّانَ .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ أبُو نُعَيْمٍ فِي ( صِفَةِ الْجَنَّةِ ج1/ص46/20) قَالَ : حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ نازك التُّسْتَرِيُّ ثَنَا أبُو غَسَّانَ يُوسُفُ بْنُ مُوسَى السُّكَّرِيُّ ثَنَا عَمْرُو بْنُ عَبْدِ الْغَفَّارِ الْفُقَيْمِيُّ ثَنَا الأَعْمَشُ عَنْ أبِي سُفْيَانَ عَنْ جَابِرٍ بِهِ .(1/23)
وَقَالَ (199) : حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْفَضْلِ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ الرَّازِيُّ (ح ) وَثَنَا إسْحَاقُ بْنُ أَحْمَدَ ثَنَا إبْرَاهِيمُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ خَالِدٍ قَالا : ثَنَا أبُو غَسَّانَ يُوسُفُ بْنُ مُوسَى السُّكَّرِيُّ بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
1- أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ زُهَيْرٍ (1) أبُو جَعْفَرٍ التُّسْتَرِيُّ الْحَافِظُ الْحُجَّةُ الْعَلاَّمَةُ الزَّاهِدُ ، أَحَدُ الأَعْلامِ . سَمِعَ أَبَا كُرَيْبٍ ، وَمُحَمَّدَ بْنَ حَرْبٍ النِّشَائِيَّ ، وَمُحَمَّدَ بْنَ عَمَّارٍ الرَّازِيَّ ، وَعَمْرَو بْنَ عِيسَى الضُّبَعِيَّ . وَأَكْثَرَ وَجَوَّدَ وَصَنَّفَ وَقَوَّى وَضَعَّفَ وَبَرِعَ فِي هَذَا الشَّأْنِ . حَدَّثَ عَنْهُ أَبُو حَاتِمٍ ابْنُ حِبَّانَ ، وَأَبُو إِسْحَاقَ بْنُ حَمْزَةَ ، وَأَبُو الْقَاسِمِ الطَّبَرَانِيُّ ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ الْمُقْرِئِ وَآخَرُونَ . قَالَ الْحَافِظُ أبُو عَبْدِ اللهِ ابْنُ مَنْدَهْ : مَا رَأَيْتُ فِي الدُّنْيَا أَحْفَظَ مِنْ أَبِي جَعْفَرٍ التُّسْتَرِيُّ . وَقَالَ ابْنُ الْمُقْرِئِ : حَدَّثَنَا تَاجُ الْمُحَدِّثِينَ أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ زُهَيْرٍ . مَاتَ سَنَةَ عَشْرَةَ وَثَلاثِمِئَةٍ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ أَحْمَدَ بْنِ يَحْيَى بْنِ زُهَيْرٍ : تَذْكِرَةُ الْحُفَّاظِ (ج2/ص757/759) .(1/24)
2- يُوسُفُ بْنُ مُوسَى الرَّازِيُّ (1) التُّسْتَرِيُّ أبُو غَسَّانَ السُّكَّرِيُّ نَزِيلُ الرَّي . رَوَى عَنْ الْقَطَّانِ ، وَوَكِيعٍ ، وَعَمْرِو بْنِ عَبْدِ الْغَفَّارِ الْفُقَيْمِيِّ . وَعَنْهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ يُوسُفَ الْهَسَنْجَانِيُّ ، وَأَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ فَادَكٍ التُّسْتَرِيُّ ، وَعَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْجُنَيْدِ ، وَأَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ ، وَقَالَ : صَدُوقٌ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ صَدُوقٌ مِنْ صِغَارِ الْعَاشِرَةِ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ يُوسَفَ بْنِ مُوسَى الرَّازِيِّ : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج9/ص231/970) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج32/ص468/7160) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج11/ص374/732) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص612/7888) ، خُلاصَةُ تَذْهِيبِ تَهْذِيبِ الْكَمَالِ (ج1/ص440) .(1/25)
3- عَمْرُو بْنُ عَبْدِ الْغَفَّارِ الْفُقَيْمِيُّ (1) ابْنُ أَخِى الْحَسَنِ بْنِ عَمْرٍو الْفُقَيْمِيِّ . رَوَى عَنْ الأَعْمَشِ ، وَعَمِّهِ الْحَسَنِ بْنِ عَمْرٍو وَأَبِى حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ . رَوَى عَنْهُ قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، وَأَبُو مَسْعُودٍ أَحْمَدُ بْنُ الْفُرَاتِ ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مَالِكٍ الْبَزَّازُ ، وَالْحَسَنُ بْنُ مُكْرَمٍ ، وَجَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ ، وَغَيْرِهِمْ ، قَالَ أَبُو حَاتِمٍ : مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ . وَقَالَ ابْنُ عديٍّ : اتهم بوضع الْحَدِيثِ . وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ : تَرَكْتُهُ لأَجَلِ الرَّفْضِ . وَقَالَ الْعُقَيْلِيُّ وَغَيْرُهُ : مُنْكَرُ الْحَدِيثِ . وذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ . وَأَخْرَجَ له الْحَاكِمُ فِي الْمُسْتَدْرَكِ . وَذَكَرَهُ الْعُقَيْلِيُّ وَالسَّاجِيُّ وَالْعِجْلِيُّ فِي الضُّعَفَاءِ . وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ : هُوَ مُتَّهَمٌ إِذَا رَوَى شَيْئَاً فِي الْفَضَائِلِ ، وَكَانَ السَّلَفُ يِتَّهِمُونَهُ بِأَنَّهُ يَضَعُ فِي فَضَائِلِ أَهْلِ الْبَيْتِ ، وَفِي مَنَاقِبِ غَيْرِهِمْ .
4- الأَعْمَشُ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ [ رَقْمِ 32 ] . ثِقَةٌ حَافِظٌ عَارِفٌ بِالْقِرَاءاتِ وَرِعٌ لَكِنَّهُ يُدَلِّسُ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ الْغَفَّارِ الْفُقَيْمِيِّ : الضُّعَفَاءُ الْكَبِيْرُ (ج3/ص286/1285) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج6/ص246/1363) ، الثِّقَاتُ (ج8/ص478/14531) ، الْكَامِلُ فِي الضُّعَفَاءِ (ج5/ص146/1311) ، تَارِيْخُ بَغْدَادَ (ج12/ص201/6660) ، الضُّعَفَاءُ وَالْمَتْرُوكِينَ لابْنِ الْجَوْزِيِّ (ج2/ص228/2571 ، الْمُغْنِي فِي الضُّعَفَاءِ (ج2/ص486/4677) ، الْكِشْفُ الْحَثِيثُ (ج1/ص202/572) ، لِسَانُ الْمِيزَانِ (ج4/369/1086) .(1/26)
5- طَلْحَةُ بْنُ نَافِعٍ أَبُو سُفْيَانَ (1) طَلْحَةُ بْنُ نَافِعٍ الْقُرَشِيُّ مَوْلاهُمْ أَبُو سُفْيَانَ الْوَاسِطِيُّ ، وَيُقَالُ الْمَكِّيُّ الإِسْكَافُ .
رَوَى عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، وَأَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ ، وَابْنِ عُمَرَ ، وَغَيْرِهِمْ . وَعَنْهُ الأَعْمَشُ وَهُوَ رَاوِيَتُهُ ، وَجَعْفَر بْنُ أَبِي وَحْشِيَّةَ ، وَالْمُثَنَّى بْنُ سَعِيدٍ ، وَغَيْرُهُمْ . قَالَ أَحْمَدُ : لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ . وقَالَ أَبُو زُرْعَةَ : رَوَى عَنْهُ النَّاسُ . وقَالَ ابْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ : لا شَيْءَ . وقَالَ أَبُو خَيْثَمَةَ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ : حَدِيثُ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ جَابِرٍ إِنَّمَا هِيَ صَحِيفَةٌ . وَكَذَا قَالَ وَكِيعٌ عَنْ شُعْبَةَ . وقَالَ النَّسَائِيُّ : لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ . وقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ : لا بَأْسَ بِهِ ، رَوَى عَنْهُ الأَعْمَشُ أَحَادِيثَ مُسْتَقِيمَةً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ طَلْحَةَ بْنِ نَافِعٍ أبِي سُفْيَانَ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج4/ص346/3079) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج4/ص475/2086) ، الضُّعَفَاءُ وَالْمَتْرُوكِينَ لابْنِ الْجَوْزِيِّ (ج2/ص66/1744) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج13/ص438/2983) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص514/2481) ، جَامِعُ التَّحْصِيلِ (ج1/ص202/313) ، تحفة التحصيل فِي ذكر رواة المراسيل (ج1/ص160) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج5/ص24/44) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص283/3035) ، طَبَقَاتُ الْمُدَلِّسِينَ (ج1/ص39/75) .(1/27)
وذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثقات . وَفِي الْعِلَلِ الْكَبِيْرِ لِعَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ : أَبُو سُفْيَانَ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ جَابِرٍ إِلاَّ أَرْبَعَةَ أَحَادِيثَ ، وَلَمْ يَرْتَضِ الْبُخَارِيُّ هَذَا . وَقَالَ أبُو حَاتِمٍ عَنْ شُعْبَةَ : لَمْ يَسْمَعْ أَبُو سُفْيَانَ مِنْ جَابِرٍ إِلاَّ أَرْبَعَةَ أَحَادِيثَ ، وَوَصَفَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ بِالتَّدْلِيسِ . وقَالَ أَبُو بَكْرٍ الْبَزَّارُ : هُوَ فِي نَفْسِهِ ثِقَةٌ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ صَدُوقٌ مِنَ الرَّابِعَةِ الْكُتُبُ السِّتَّةُ .
6- جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 125 ] .
رَابِعَاً : الْحُكْمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
هَذَا الْحَدِيثُ إِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ جِدَّاً فِيهِ عَمْرُو بْنُ عَبْدِ الْغَفَّارِ الْفُقَيْمِيُّ ، وَهُوَ مَتْرُوكٌ .
قَالَ الْهَيْثَمِيُّ فِي مَجْمَعِ الزَّوَائِدِ (ج10/ص412) : رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الأَوْسَطِ ، وَفِيهِ عَمْرُو بْنُ عَبْدِ الْغَفَّارِ وَهُوَ مَتْرُوكٌ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 287 }
وَأَخْرَجَ الْبَيْهَقِيُّ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي بَشِيْرٍ (1) رَفَعَ الْحَدِيثَ قَالَ : « مَا مِنْ يَوْمٍ إِلاَّ وَالْجَنَّةُ وَالنَّارُ يَسْأَلانِ ، تَقُولُ الْجَنَّةُ : يَا رَبِّ قَدْ طَابَتْ ثَمَرَتِي ، وَاطَّرَدَتْ (2) أَنْهَارِي ، وَاشْتَقْتُ إِلَى أَوْلِيَائِي ، عَجِّلْ إِلَيَّ بِأَهْلِي ، وَتَقُولُ النَّارُ : اشتد حري ، وبَعُدَ قَعْرِي ، وَعَظُمَ جَمْرِي ، عَجِّلْ إِلَيَّ بِأَهْلِي » .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
__________
(1) فِى الْمَخْطُوطَةِ (أ) ،(ز) بشر بدلا من بشير .
(2) اطرد : أطرد الشيء اطرادا تبع بعضه بعضا وجرى والأنهار تطرد أي تجري( مُخْتَارُ الصِّحَاحِ ج1/ص163) .(1/28)
أَخْرَجَهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي ( الْبَعْثِ وَالنُّشُورِ ج1/ص118/ح192) قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ الْغَضَائِرِيُّ بِبَغْدَادَ ثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو الرَّزَّازُ ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مَيْمُونٍ الْحَرَبِيُّ ثَنَا أَبُو الْعَلاءِ الْحَسَنُ بْنُ سَوَّارٍ ثَنَا لَيْثٌ يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي بَشِيْرٍ رَفَعَ الْحَدِيثَ قَالَ : « مَا مِنْ يَوْمٍ إِلاَّ وَالْجَنَّةُ وَالنَّارُ يَسْأَلانِ ، تَقُولُ الْجَنَّةُ : يَا رَبِّ قَدْ طَابَتْ ثَمَرَتِي ، وَاطَّرَدَتْ أَنْهَارِي ، وَاشْتَقْتُ إِلَى أَوْلِيَائِي ، عَجِّلْ إِلَيَّ بِأَهْلِي ، وَتَقُولُ النَّارُ : اشْتَدَّ حَرِّي ، وَبَعُدَ قَعْرِي ، وَعَظُمَ جَمْرِي ، عَجِّلْ إِلَيَّ بِأَهْلِي » .
ثَانِيَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
1- الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ الْغَضَائِرِيُّ (1) الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَلْبَسِ بْنِ عَبْدِ اللهِ أَبُو عَبْدِ اللهِ الْمَخْزُومِيُّ الْمَعْرُوفُ بِالْغَضَائِرِيِّ . سَمِعَ مُحَمَّدَ بْنَ يَحْيَى الصُّولِيَّ ، وَإِسْمَاعِيلَ بْنَ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارَ ، وَمُحَمَّدَ بْنَ عَمْرٍو الرَّزَّازَ ، وَأَبَا عَمْرِو بْنَ السَّمَّاكِ ، وَأَحْمَدَ بْنَ سَلْمَانَ النَّجَّادَ ، وَمَنْ فِي طَبَقَتِهِمْ . قَالَ الْخَطِيبُ : كَتَبْنَا عَنْهُ وَكَانَ ثِقَةً فَاضِلاً ، وَمَاتَ فِي لَيْلَةِ الثُّلاثَاءِ النِّصْفَ مِنْ مُحَرَّمٍ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشَرَةَ وَأَرْبَعَمِئَةٍ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْحَسَنِ الْغَضَائِرِيِّ : تَارِيْخُ بَغْدَادَ (ج8/ص34/4083) .(1/29)
2- مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو الرَّزَّازُ (1) قَالَ الْخَطِيبُ : مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْبَخْتَرِيِّ بْنِ مُدْرِكِ بْنِ أَبِى سُلَيْمَانَ أَبُو جَعْفَرٍ الرَّزَّازُ . وَبَلَغَنِي أَنَّهُ وُلِدَ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَخَمْسِينَ وَمِئَتَيْنِ . سَمِعَ سَعْدَانَ بْنَ نَصْرٍ الْبَزَّازُ ، وَعَبَّاسَ بْنَ مُحَمَّدٍ الدُّورِيَّ ، وَمُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ الدَّقِيقِيَّ ، وَيَحْيَى بْنَ أَبِى طَالِبٍ ، وَمَنْ فِي طَبَقَتِهِمْ وَبَعْدَهُمْ . وَكَانَ ثِقَةً ثَبْتَاً كَتَبَ النَّاسُ عَنْهُ . رَوَى عَنْهُ أَبُو حَفْصِ بْنُ شَاهِينَ وَجَمَاعَةٌ مِنَ الْمُتَقَدِّمِينَ ، وَحَدَّثَنَا عَنْهُ أَبُو الْحَسَنِ بْنُ رِزْقَوَيْهِ ، وَأَبُو الْحُسَيْنِ ابْنُ بَشْرَانَ ، وَالْحُسَيْنُ بْنُ عُمَرَ بْنِ بَرْهَانَ الْعَزَّالُ ، وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَسْنُونَ النَّرْسِيُّ وَغَيْرُهُمْ ، مَاتَ أَبُو جَعْفَرٍ الرَّزَّازُ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَثَلاثِينَ وَثَلاثِمِئَةٍ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو الرَّزَّازِ : تَارِيْخُ بَغْدَادَ (ج3/ص132/1152) .(1/30)
3- إسْحَاقُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مَيْمُونٍ (1) إِسْحَاقُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مَيْمُونِ بْنِ سَعْدٍ أَبُو يَعْقُوبَ الْحَرْبِيُّ الثِّقَةُ الْحُجَّةُ حَدَّثَ بِالْمُوَطَّأِ عَنِ الْقَعْنَبِيِّ . ورَوَى عَنْ عَفَّانَ بْنِ مُسْلِمٍ ، وَأَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيِّ ، وَأَبِي نُعَيْمٍ الْفَضْلِ بْنِ دُكَيْنٍ رَوَى عَنْهُ يَحْيَى بْنُ صَاعِدٍ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو الرَّزَّازُ ، وَأَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مَالِكٍ الْقَطِيعِيُّ وَغَيْرُهُمْ . وَثَّقَهُ رَفِيقُهُ إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ وَالدَّارَقُطْنِيُّ . قَالَ أبُو أَيُّوبَ سُلَيْمَانُ بْنُ إِسْحَاقَ الْجَلاَّبُ : سُئِلَ إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ عَنْهُ ، فَقَالَ : لَوْ أَنَّ الْكَذِبَ حَلالٌ مَا كَذَبَ إِسْحَاقُ . وَكَانَ يَقُولُ : مَا زِلْنَا نَعْرِفُهُ بِالطَّلَبِ ، وَهُوَ يَنْبَغِي أَنْ يُسْئَلَ عَنَّا . وَأَمَّا ابْنُ الْمُنَادِى ، فَقَالَ : كَتَبَ النَّاسُ عَنْهُ ، ثُمَّ كَرِهُوهُ لإِلْحَاقَاتِ بَيْنِ السُّطُورِ فِي الْمَرَاسِيلِ ظَاهِرَةِ الصَّنْعَةِ . مَاتَ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِينَ وَمِئَتَيْنِ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ إسْحَاقَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ مَيْمُونٍ : سؤالات الحاكم (ج1/ص103/57) ، تَارِيْخُ بَغْدَادَ (ج6/ص382/3416) ، الْمَقْصِدُ الأَرْشَدُ (ج1/ص250/242) ، التقييد (ج1/ص200/231) ، مِيزَانُ الاعْتِدَالِ فِي نَقْدِ الرِّجَالِ (ج1/ص340/747 ) ، لِسَانُ الْمِيزَانِ (ج1/ص360/1105) .(1/31)
4- الْحَسَنُ بْنُ سَوَّارٍ أَبُو الْعَلاءِ (1) سَوَّارُ بِفَتْحِ الْمُهْمَلَةِ وَبِتَثْقِيلِ الْوَاوِ أَبُو الْعَلاءِ الْمَرُّوذِيُّ الْبَغَوِيُّ ، قَدِمَ بَغْدَادَ . رَوَى عَنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ ، وَعِكْرِمَةَ بْنِ عَمَّارٍ ، وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ وَعِدَّةٍ . وَعَنْهُ أحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَهَارُونُ الْحَمَّالُ وَأَبُو حَاتِمٍ ، وَإِسْحَاقُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَرْبِيُّ ، وَعِدَّةٌ . قَالَ حَنْبَلٌ عَنْ أَحْمَدَ : لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ . وَكَذَا قَالَ ابْنُ مَعِينٍ . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ : صَدُوقٌ وقَالَ صَالِحُ جَزَرَةَ : يَقُولُونَ إِنَّهُ صَدُوقٌ ، وَلا أَدْرِي كَيْفَ هُوَ ! . وَقَالَ ابْنُ سعدٍ : كَانَ ثِقَةً قَدِمَ بَغْدَادَ يُرِيدُ الْحَجَّ فَكَتَبُوا عَنْهُ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ صَدُوقٌ مِنَ التَّاسِعَةِ تُوفِّيَ 216 أَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ وَالنَّسَائِيُّ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ الْحَسَنِ بْنِ سَوَّارٍ أَبِي الْعَلاءِ : مِنْ كَلامِ أَبِي زَكَرِيَّا فِي الرِّجَالِ (ج1/ص61/140) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج3/ص17/63) ، تَارِيْخُ أَسْمَاءِ الثِّقَاتِ (ج1/ص60/201) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج6/ص168/1235) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص325/1034) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج2/ص245/511) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص161/1247) .(1/32)
5- اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ الْفَهْمِيُّ (1) أبُو الْحَارِثِ مَوْلَى فَهْمِ بْنِ قَيْسِ عَيْلانَ ، الإِمَامُ الْمِصْرِيُّ . رَوَى عَنْ نَافِعٍ ، وَالزُّهْرِيِّ ، وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، وَمُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ وَغَيْرِهِمْ . كَانَ أَحَدَ الأَئِمَّةِ فِي الدُّنْيَا فِقْهَاً وَوَرَعَاً وَفَضْلاً وَعِلْمَاً وَنَجْدَةً وَسَخَاءً ؛ قَالَهُ أَبُو حَاتِمٍ ابْنُ حِبَّانَ . رَوَى عَنْهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلانَ وَهِشَامُ بْنُ سَعْدٍ وَابْنُ الْمُبَارَكِ وَأَبُو الْعَلاءِ الْحَسَنُ بْنُ سَوَّارٍ وَآخَرُونَ .
وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ ثَبْتٌ فَقِيهٌ إِمَامٌ مَشْهُورٌ مِنَ السَّابِعَةِ مَاتَ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ وَعَاشَ إِحْدَى وَثَمَانِينَ الْكُتُبُ السِّتَّةُ .
6- مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحِ بْنِ حُدَيْرٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِى الْحَدِيثُ رَقْمُ [29] ، صَدُوقٌ لَهُ أَوْهَامٌ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ الْفَهْمِيِّ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج7/ص246/1053) ، مَشَاهِيرُ الأَمْصَارِ (ج1/ص191/1536) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج24/ص255/5016) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص151/4691) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج8/ص412/834) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص464/5684) .(1/33)
7- عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي بَشِيْرٍ (1) عَبْدُ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي بَشِيْرٍ الْبَصْرِيُّ سَكَنَ الْمَدَائِنَ . رَوَى عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُسَاوِرٍ ، وَعِكْرِمَةَ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ ، وَحَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ . رَوَى عَنْهُ زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ ، وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُحَارِبِيُّ ، وَعُمَرُ بْنُ مُجَاشِعٍ ، وَلَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ وَعِدَّةٌ .
وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ ثِقَةٌ مِنَ السَّادِسَةِ الْبُخَارِيُّ وَأَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ وَالنَّسَائِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ .
ثَالِثَاً : الْحُكْمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
هَذَا الْحَدِيثُ إِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ جِدَّاً لأنَّهُ مُنْقَطِعٌ بَيْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي بَشِيْرٍ وَبَيْنَ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، فَهُوَ تَابِعُ تَابِعِيٍّ بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - وَاسِطَتَانِ عَلَى أَدْنَى تَقْدِيرٍ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 288 }
__________
(1) تَرْجَمَةُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي بَشِيْرٍ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج5/ص408/1319) ، مَعْرِفَةُ الثِّقَاتِ (ج2/ص100/1127) ، تَارِيْخُ أَسْمَاءِ الثِّقَاتِ (ج1/ص157/894) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج18/ص287/3516) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص663/3441) ، تَارِيْخُ الإِسْلامِ (ج8/ص474) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج6/ص343/731) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص362/4166) .(1/34)
وَأَخْرَجَ التِّرْمِذِيُّ وَابْنُ أَبِي الدُّنْيَا عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : « لَوْ أَنَّ ما يُقِلُّ ظُفُرٌ مِمَّا فِي الْجَنَّةِ بَدَا ، لَتَزَخْرَفَتْ لَهُ مَا بَيْنَ خَوَافِقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ، وَلَوْ أَنَّ رَجُلاً من أَهْلِ الْجَنَّةِ اطَّلَعَ ، فَبَدَا أَسَاوِرُهُ ، لَطَمَسَ ضَوْءَ الشَّمْسِ كما تَطْمِسُ الشَّمْسُ ضَوْءَ النُّجُومِ » .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ فِي ( سُنَنِهِ / كِتَابُ الْجَنَّةِ / بَابُ مَا جَاءَ فِي صِفَةِ أَهْلِ الْجَنَّةِ ج4/ص678/ 2538) قَالَ : حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ نَصْرٍ أَخْبَرَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أبي وَقَّاصٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : « لَوْ أَنَّ ما يُقِلُّ ظُفُرٌ مِمَّا فِي الْجَنَّةِ بَدَا ، لَتَزَخْرَفَتْ لَهُ مَا بَيْنَ خَوَافِقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ، وَلَوْ أَنَّ رَجُلاً من أَهْلِ الْجَنَّةِ اطَّلَعَ ، فَبَدَا أَسَاوِرُهُ ، لَطَمَسَ ضَوْءَ الشَّمْسِ كما تَطْمِسُ الشَّمْسُ ضَوْءَ النُّجُومِ » .
قَالَ أبُو عِيسَى : هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ لا نَعْرِفُهُ بِهَذَا الإِسْنَادِ إِلاَّ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ لَهِيعَةَ ، وَقَدْ رَوَى يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ ، وَقَالَ عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - .(1/35)
وأَخْرَجَهُ ابْنُ أَبِى الدُّنْيَا فِي ( صِفَةِ الْجَنَّةِ ج1/ ص 249/ح220) قَالَ : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ثَنَا الْحَسَنِ بْنِ مُوسَى عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ بِالْفَقْرَةِ الثَّانِيَةِ مِنْهُ .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ أبُو نُعَيْمٍ فِي ( صِفَةِ الْجَنَّةِ ح211) قَالَ : حَدَّثَنَا أبُو عَلِيٍّ الصَّوَّافُ ، وَأَبُو بَكْرٍ ابْنُ مَالِكٍ قَالا : ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ حَدَّثَنِي أبِي ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى ثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ بِتَمَامِهِ .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
1- سُوَيْدُ بْنُ نَصْرٍ لَقَبُهُ الشَّاهُ رَاوِيَةُ ابْنِ الْمُبَارَكِ ثِقَةٌ ، سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 19 ] .
2- عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 1 ] . إِمَامٌ ثِقَةٌ ثَبْتٌ فَقِيهٌ عَالِمٌ جَوَادٌ مُجَاهِدٌ .
3- عَبْدُ اللهِ بْنُ لَهِيعَةَ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 14 ] . صَدُوقٌ اخْتَلَطَ بَعْدَ احْتِرَاقِ كُتُبِهِ ، وَرِوَايَةُ ابْنِ الْمُبَارَكِ وَابْنِ وَهْبٍ عَنْهُ أَعْدَلُ مِنْ غَيْرِهِمَا .
4- يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ ثِقَةٌ فَقِيهٌ وَكَانَ يُرْسِلُ ، سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 160 ] .(1/36)
5- دَاوُدَ بن عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ (1) الْقُرَشِيُّ الزُّهْرِيُّ الْمَدَنِيُّ . رَوَى عَنْ أَبِيهِ . وَعَنْهُ يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ ، وَيَزِيدُ بْنُ قُسَيْطٍ ، وَابْنُ إِسْحَاقَ ، وَعَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ . ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ . وَقَالَ الْعِجْلِيُّ : مَدَنِيٌّ ثِقَةٌ . وَقَالَ مُسْلِمٌ : ثِقَةٌ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ ثِقَةٌ مِنَ السَّادِسَةِ مُسْلِمٌ وَأَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ دَاوُدَ بْنِ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ : تَسْمِيَةُ مَنْ رَوَي عَنْهُ مِنْ أَوْلادِ الْعَشَرَةِ (ج1/ص124/105) ، التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج3/ص232/781) ، مَعْرِفَةُ الثِّقَاتِ (ج1/ص340/422) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج3/ص418/1913) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص380/1446) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج3/ص164/362) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص199/1794) .(1/37)
6- عَامِرُ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ (1) عَامِرُ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ الزُّهْرِيُّ الْمَدَنِيُّ . رَوَى عَنْ أبيه ، وَعُثْمَانَ ، وَالْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ . رَوَى عَنْهُ ابْنُهُ دَاوُدُ ، وَابْنَا إِخْوَتِهِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، وَأَشْعَثُ بْنُ إِسْحَاقَ . قَالَ ابْنُ سَعْدٍ : كَانَ ثِقَةً كَثِيْرَ الْحَدِيثِ . وَقَالَ الْعِجْلِيُّ : مَدَنِيٌّ تَابِعِيٌّ ثِقَةٌ . قَالَ ابْنُ حَجَرٍ ثِقَةٌ مِنَ الثَّالِثَةِ مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَمِئَةٍ الْكُتُبُ السِّتَّةُ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أبِي وَقَّاصٍ : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج6/ص321/1794) ، مَشَاهِيرُ الأَمْصَارِ (ج1/ص66/449) ، ذِكْرُ أَسْمَاءِ التَّابِعِينَ وَمَنْ بَعْدَهُمْ (ج1/ص266/783) ، تسمية من أخرجهم البخاري ومسلم (ج1/ص194/1257) ، التعديل والتجريح (ج3/ص991/1129) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج14/ص21/3038) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص522/2529) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج5/ص56/106) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص287/3089) .(1/38)
7- سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ (1) سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ ، وَاسْمُهُ مَالِكُ بْنُ أُهَيْبٍ ، وَيُقَالُ : وُهَيْبُ بْنُ عَبْدِ مَنَافٍ الزُّهْرِيُّّ ، أَبُو إسْحَاقَ أَسْلَمَ قَدِيْمَاً وَهَاجَرَ قَبْلَ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ رَمَى بِسَهْمٍ فِي سَبِيلِ اللهِ ، وَشَهِدَ بَدْرَاً وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا . رَوَى عَنْ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، وَعَنْ خَوْلَةَ بِنْتِ حَكِيمٍ . وَعَنْهُ أَوْلادُهُ إِبْرَاهِيمُ وَعَامِرُ وَعُمَرُ وَمُحَمَّدٌ وَمُصْعَبٌ وَعَائِشَةُ ، وَعَائِشَةُ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ ، وَابْنُ عَبَّاسٍ ، وَجَمَاعَةٌ . وَهُوَ أَحَدُ السِّتَّةِ أَهْلُ الشُّورَى ، وَكَانَ مُجَابَ الدَّعْوَةِ ، مَشْهُورَاً بِذَلِكَ ، وَكَانَ أَحَدَ الْفِرْسَانِ مِنْ قُرَيْشٍ الَّذِينَ كَانُوا يَحْرُسُونَ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي مَغَازِيهِ ، وَهُوَ الَّذِي كَوَّفَ الْكُوفَةَ ، وَتَوَلَّى قِتَالَ فَارِسٍ ، وَفَتَحَ اللهُ عَلَى يَدَيْهِ الْقَادِسِيَّةَ ، وَكَانَ أَمِيْرَاً عَلَى الْكُوفَةِ لِعُمَرَ ، ثُمَّ عَزَلَهُ ، ثُمَّ أَعَادَهُ ، ثُمَّ عَزَلَهُ ، وقَالَ فِي مَرَضِهِ : إِنَّ وَلِيَهَا سَعْدٌ فَذَاكَ ، وَإِلاَّ فَلْيَسْتَعِنْ بِهِ الْوَالِي ، فَإِنِّي لَمْ أَعْزِلْهُ عَنْ عَجْزٍ وَلا خِيَانَةٍ . مَاتَ بِالْعَقِيقِ الْمُبَارَكِ سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِينَ عَلَى الْمَشْهُورِ ، وَهُوَ آخَرُ الْعَشَرَةِ وَفَاةً الْكُتُبُ السِّتَّةُ .
رَابِعَاً : الْحُكْمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
__________
(1) تَرْجَمَةُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ : تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج10/ص309/2229) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص430/1845) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج3/ص419/901) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص232/2259) ، الإصابة ج3/ص88/3215) .(1/39)
هَذَا الْحَدِيثُ إِسْنَادُهُ حَسَنٌ لأنَّ فِيهِ عَبْدُ اللهِ بْنُ لَهِيعَةَ وَهُوَ صَدُوقٌ ، وَرِوَايَةُ ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنْهُ صَحِيحَةٌ . وَقَالَ الْمُنْذِرِيُّ فِي ( التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ ج4/ص314) : رَوَاهُ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا وَالتِّرْمِذِيُّ وَقَالَ : حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ . وَقَالَ ابْنُ الْقَيِّمِ فِي حَادِي الأَرْوَاحِ (ج1/ص192) : قَالَ التِّرْمِذِيُّ : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ لا نَعْرِفُهُ بِهَذَا الإِسْنَادِ إلاَّ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ لَهِيعَةَ .
وَالَّذِي فِي النُّسْخَةِ الْمَطْبُوعَةِ : قَالَ أبو عِيسَى : هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ لا نَعْرِفُهُ بِهَذَا الإِسْنَادِ إلاَّ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ لَهِيعَةَ .
وَصَحَّحَهُ الأَلْبَانِيُّ فِي ( صَحِيحِ التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ ج3/273/ح3765) ، وَالسِّلْسِلَةِ الصّحِيحَةِ (ج9/ص182/ح3396)
وَحَدِيثُ رَقْمُ 5215 فِي صَحِيحِ الْجَامِعِ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 289 }
وَأَخْرَجَ مُسْلِمٌ عَنْ أَنَسٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « يُؤْتَى بِأَنْعَمِ أَهْلِ الدُّنْيَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، فَيُصْبَغُ (1) فِي النَّارِ صَبْغَةً ، ثُمَّ يُقَالُ : يَا ابْنَ آدَمَ ؛ هَلْ رَأَيْتَ خَيْرَاً قَطُّ ، هَلْ مَرَّ بِكَ نَعِيمٌ قَطُّ ، فَيَقُولُ : لا وَاللهِ يَا رَبِّ ، وَيُؤْتَى بِأَشَدِّ النَّاسِ بُؤْسَاً فِي الدُّنْيَا من أَهْلِ الْجَنَّةِ ، فَيُصْبَغُ صَبْغَةً فِي الْجَنَّةِ ، فَيُقَالُ لَهُ : يَا ابْنَ آدَمَ ؛ هَلْ رَأَيْتَ بُؤْسَاً قَطُّ ، هَلْ مَرَّ بِكَ شِدَّةٌ قَطُّ ، فَيَقُولُ : لا وَاللهِ يَا رَبِّ ، مَا مَرَّ بِي بُؤْسٌ قَطُّ ، وَلا رَأَيْتُ شِدَّةً قَطُّ » .
- - الله - -
تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
__________
(1) يصبغ : أي يغمس (النهاية فِي غريب الأثر ج3/ص10) .(1/40)
أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي ( صَحِيحِهِ / كِنَابُ صِفَةِ الْمُنَافِقِينَ وَأَحْكَامِهِمْ ج4/ص2162/ 2807) قَالَ : حَدَّثَنَا عَمْرٌو النَّاقِدُ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بن هَارُونَ أخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « يُؤْتَى بِأَنْعَمِ أَهْلِ الدُّنْيَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، فَيُصْبَغُ فِي النَّارِ صَبْغَةً ، ثُمَّ يُقَالُ : يَا ابْنَ آدَمَ ، هَلْ رَأَيْتَ خَيْرَاً قَطُّ ، هَلْ مَرَّ بِكَ نَعِيمٌ قَطُّ ، فَيَقُولُ : لا وَاللهِ يَا رَبِّ ، وَيُؤْتَى بِأَشَدِّ النَّاسِ بُؤْسَاً فِي الدُّنْيَا مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، فَيُصْبَغُ صَبْغَةً فِي الْجَنَّةِ ، فَيُقَالُ لَهُ : يا ابْنَ آدَمَ ، هَلْ رَأَيْتَ بُؤْسَاً قَطُّ ، هَلْ مَرَّ بِكَ شِدَّةٌ قَطُّ ، فَيَقُولُ : لا وَاللهِ يَا رَبِّ ، مَا مَرَّ بِي بُؤْسٌ قَطُّ ، وَلا رَأَيْتُ شِدَّةً قَطُّ » .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 290 }
وَأَخْرَجَ أحْمَدُ وَالْبَزَّارُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : « فِي رَمَضَانَ يُزَيِّنُ اللهُ فِي كُلِّ يَوْمٍ جَنَّتَهُ ، ثُمَّ يَقُولُ : يوشك عبادي الصالحون أن يلقوا عنهم المؤنة (1) ويصيروا إليك » .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
__________
(1) المئونة : الثقل وفيها لغات إحداها على فعولة بفتح الفاء و بهمزة مضمومة و الجمع مئونات و اللغة الثانية مؤنة بهمزة ساكنة و الجمع مؤن مثل غرفة و غرف و الثالثة مونة بالواو و الجمع مون مثل سورة و سور ( المصباح المنير ج2/ص586) .(1/41)
هَذَا جُزْءٌ مِنْ حَدِيثٍ أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ فِي ( مُسْنَدِهِ ج2/ص292/ 7904 ) قَالَ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ أنَا هِشَامُ بْنُ أَبِي هِشَامٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الأَسْوَدِ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « أُعْطِيَتْ أمَّتِي خَمْسَ خِصَالٍ فِي رَمَضَانَ لَمْ تُعْطَاهَا أُمَّةٌ قَبْلَهُمْ : خُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطَيْبُ عِنْدَ اللهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ ، وَتَسْتَغَْفِرُ لَهُمُ الْمَلاَئِكَةُ حَتَّى يُفْطِرُوا ، وُيَزَيِّنُ اللهُ - عز وجل - كُلَّ يَوْمٍ جَنَّتَهُ ، ثُمَّ يَقُولُ : يُوشِكُ عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ أَنْ يُلْقُوا عَنْهُمُ الْمُؤْنَةَ وَالأَذَى ، وَيَصِيرُوا إِلَيْكِ ، ويُصَفَّدُ فِيهِ مَرَدَةُ الشَّيَاطِينِ ، فَلاَ يَخْلُصُوا إِلَى مَا كَانُوا يَخْلُصُونَ إلَيْهِ فِي غَيْرِهِ ، وَيُغْفَرُ لَهُمْ فِي آخِرِ لَيْلَةٍ » ، قِيلَ : يا رَسُولَ اللهِ ، أَهِيَ لَيْلَةُ الْقَدْرِ ؟ ، قَالَ : « لاَ ، وَلَكِنَّ الْعَامِلَ إنما يُوَفَّى أَجْرَهُ إذا قَضَى عَمَلَهُ » .
وأَخْرَجَهُ الْبَزَّارُ فِي مُسْنَدِهِ كمَا فِي ( كَشْفِ الأَسْتَارِ ج1/ص458/ح963) مِنْ طَرِيقِ شَيْخِهِ إِسْحَاقَ بْنِ جِبْرِيلَ الْبَغْدَادِيِّ عَنْ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ بِإِسْنَادِهِ بِمِثْلِهِ .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ فِي ( مُسْنَدِهِ ، بَابُ فِي فَضْلِ شَهْرِ رَمَضَانَ ج1/ص410/ 319 ) مِنْ طَرِيقِ شَيْخِهِ يَزِيدَ عَنْ هِشَامِ بْنِ أَبِي هِشَامٍ بِمِثْلِهِ .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
1- يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 92 ] . ثِقَةٌ مُتْقِنٌ عَابِدٌ .(1/42)
2- هِشَامُ بْنُ أَبِي هِشَامٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 280 ] . قَالَ ابْنُ حَجَرٍ : مَتْرُوكٌ .
3- مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِِ بْنِ الأَسْوَدِ (1) مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الأَسْوَدِ الْقُرَشِيُّ الزُّهْرِيُّ الْمَدَنِيِّ ، ابْنُ بِنْتِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ . رَوَى عَنْ خَالِهِ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ ، وَأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ . رَوَى عَنْهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَوْنٍ ، وَأَبُو الْمِقْدَامِ هِشَامُ بْنُ زِيَادٍ . ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ . وَقَالَ أبُو زُرْعَةَ : رِوَايَتُهُ عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِى وَقَّاصٍ مُرْسَلَةٌ .
وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ مَسْتُورٌ مِنَ السَّادِسَةِ التِّرْمِذِيُّ فِي الشَّمَائلِ .
4- أبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 65 ] . ثِقَةٌ مُكْثِرٌ .
5- أبُو هُرَيْرَةَ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 19 ] .
رَابِعَاً : الْحُكْمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
هَذَا الْحَدِيثُ إِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ جِدَّاً لأَنَّ فِيهِ هِشَامُ بْنُ زِيَادٍ ، وَهُوَ مَتْرُوكٌ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ مُحَمَّد بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الأَسْوَدِ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج1/ص226/706) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج8/ص87/368) ، الثِّقَاتُ (ج7/ص404/10617) ، مَنْ وَافَقَ اسْمُهُ اسْمَ أَبِيهِ (ج1/ص25/16) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج26/ص374/5584) ، جَامِعُ التَّحْصِيلِ (ج1/ص268/709) ، تُحْفَةُ التَّحْصِيلِ فِي ذِكْرِ رُوَاةِ الْمَرَاسِيلِ (ج1/ص287) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج9/ص382/704) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص505/6269) .(1/43)
وقَالَ الْهَيْثَمِيُّ فِي ( مَجْمَعِ الزَّوَائِدِ ج3/ص140) : رَوَاهُ أَحْمَدُ وَالْبَزَّارُ وَفِيهِ هِشَامُ بْنُ زِيَادٍ أَبُو الْمِقْدَامِ وَهُوَ ضَعِيفٌ .
وَذَكَرَهُ الْمُنْذِرِيُّ فِي ( التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ ج2/ص56) بِصِيغَةِ التَّمْرِيضِ ، وقَالَ : رَوَاهُ أَحْمَدُ وَالْبَزَّارُ وَالْبَيْهَقِيُّ ، وَرَوَاهُ أَبُو الشَّيْخِ ابْنُ حَيَّانَ فِي كِتَابِ الثَّوَابِ ، إِلاَّ أَنَّ عِنْدَهُ : وَتَسْتَغْفِرُ لَهُمُ الْمَلائِكَةُ بَدَلَ الْحِيتَانِ .
وقَالَ شُعَيْبُ الأَرْنَؤُوطُ فِي تَعْلِيقِهِ عَلَى الْمُسْنَدِ (ج2/ص292/ح7904) : إسْنَادُهُ ضَعِيفٌ جِدَّاً .
وَكَذَلِكَ قَالَ الأَلْبَانِيُّ فِي ( ضَعِيفِ التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ ج1/ص147/ح586) .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 291 }
أَخْرَجَ التِّرْمِذِيُّ وَحَسَّنَهُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « مَنْ خَافَ أَدْلَجَ (1) ، وَمَنْ أَدْلَجَ بَلَغَ الْمَنْزِلَ ، أَلا إِنَّ سِلْعَةَ اللهِ غَالِيَةٌ ، أَلا إِنَّ سِلْعَةَ اللهِ الْجَنَّةُ » .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
__________
(1) أدلج : أدلج بالتخفيف إذا سار من أول الليل وادلج - بالتشديد - إذا سار من آخره ومنهم من يجعل الإدلاج لليل كله . والدلج بفتح اللام والأدلاج بسكون الدال والدلجة بتفح الدال سير الليل كله والإدلاج بتشديد الدال والدلجة بضم الدال سير آخره وفي الهجرة فيدلج من عندهما بسحر بتشديد الدال . ( تفسير غريب ما فِي الصحيحين البخاري ومسلم ج1/ص551 ، النهاية فِي غريب الأثر ج2/ص129 ، . مشارق الأنوار ج1/ص257) .(1/44)
أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ فِي ( سُنَنِهِ / كِتَابُ صِفَةِ الْقِيَامَةِ وَالرَّقَائِقِ وَالْوَرِعِ ، بَابٌ ج4/ص633/2450) قَالَ : حَدَّثَنَا أبو بَكْرِ بْنُ أَبِي النَّضْرِ حَدَّثَنَا أبُو النَّضْرِ حَدَّثَنَا أبو عَقِيلٍ الثَّقَفِيُّ حَدَّثَنَا أبُو فَرْوَةَ يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ التَّمِيمِيُّ حَدَّثَنِي بُكَيْرُ بْنُ فَيْرُوزَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « مَنْ خَافَ أَدْلَجَ ، وَمَنْ أَدْلَجَ بَلَغَ الْمَنْزِلَ ، أَلا إِنَّ سِلْعَةَ اللهِ غَالِيَةٌ ، ألا إِنَّ سِلْعَةَ اللهِ الْجَنَّةُ » .
قَالَ أبو عِيسَى : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ ، لا نَعْرِفُهُ ألاَّ مِنْ حَدِيثِ أَبِي النَّضْرِ .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ فِي ( مُسْنَدِهِ ج1/ص425/1460) ، وَالْحَاكِمُ فِي ( مُسْتَدْرَكِهِ / كِتَابُ الرَّقَائِقِ ج4/ص343/ 7851) ، وَابْنُ أَبِي الدُّنْيَا فِي ( كِتَابِ قَصْرِ الأَمَلِ ج1/ص91/ 115) جَمِيعَاً مِنْ طَرِيقِ أَبِي النَّضْرِ هَاشِمِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ أَبِى عَقِيلٍ الثَّقَفِيِّ بِمِثْلِهِ .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
1- هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ مُسْلِمٍ اللَّيْثِيُّ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فى الْحَدِيثُ رَقْمُ (164) . ثِقَةٌ ثَبْتٌ لَقَبُهُ قَيْصَرُ .(1/45)
2- عَبْدُ اللهِ بْنُ عَقِيلٍ أبُو عَقِيلٍ الثَّقَفِيُّ (1) عَبْدُ اللهِ بْنُ عَقِيلٍ أَبُو عَقِيلٍ الثَّقَفِيُّ الْكُوفِيُّ ، نَزِيلُ بَغْدَادَ ، مَوْلَى عُثْمَانَ بْنِ الْمُغِيْرَةِ . رَوَى عَنْ مُجَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ ، وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، وَأَبِي فَرْوَةَ يَزِيدَ بْنِ سِنَانٍ الْجَزَرِيِّ ، وَجَمَاعَةٍ . وَعَنْهُ أبُو النَّضْرِ هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ ، وَعَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ ، وَعُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى ، وَغَيْرُهُمْ . قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ أَبِيهِ : ثِقَةٌ صَالِحُ الْحَدِيثِ . وَقَالَ ابْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ : ثِقَةٌ . وَكَذَا قَالَ عُثْمَانُ الدَّارِمِيُّ عَنْهُ ، وَزَادَ : لا بَأْسَ بِهِ . وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ : ثِقَةٌ . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ : شَيْخٌ . وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ : أَثَنَى عَلَيْهِ أَحْمَدُ . وذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ .
وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : صَدُوقٌ مِنَ الثَّامِنَةِ الأَرْبَعَةُ .
3- يَزِيدُ بْنُ سِنَانِ بْنِ يَزِيدَ التَّمِيمِيُّ الْجَزَرِيُّ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 255 ] .
__________
(1) تَرْجَمَةُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَقِيلٍ أبِي عَقِيلٍ الثَّقَفِيِّ : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج5/ص125/576) ، الثِّقَاتُ (ج8/ص344/13791) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج15/ص314/3431) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص575/2863) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج5/ص282/553) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص314/3481) .(1/46)
4- بُكَيْرُ بْنُ فَيْرُوزَ (1) بُكَيْرُ بْنُ فَيْرُوزَ الرُّهَاوِيُّ . رَوَى عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ ، وَابْنِ عَبَّاسٍ ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ ، وَغَيْرِهِمْ . وَعَنْهُ أَبُو فَرْوَةَ يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ الرُّهَاوِيُّ ، وزَيْدُ بْنُ أَبِي أُنَيْسَةَ ، وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ ، وَبُرْدُ بْنُ سِنَانٍ ، ونَافِعُ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ وَهُوَ مِنْ أَقْرَانِهِ ، وَغَيْرُهُمْ . رَوَى لَهُ التِّرْمِذِيُّ حَدِيثَاً وَاحِدَاً حَدِيثَ « مَنْ خَافَ أَدْلَجَ » . وذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : مَقْبُولٌ مِنَ الثَّالِثَةِ التِّرْمِذِيُّ .
5- أبُو هُرَيْرَةَ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 19 ] .
رَابِعَاً : الْحُكْمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
هَذَا الْحَدِيثُ إِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ لأَنَّ فِيهِ يَزِيدُ بْنُ سِنَانِ بْنِ يَزِيدَ التَّمِيمِيُّ الْجَزَرِيُّ أَبُو فَرْوَةَ الرُّهَاوِيُّ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ . وَفِيهِ بُكَيْرُ بْنُ فَيْرُوزَ الرُّهَاوِيُّ ، وَهُوَ مَقْبُولٌ ، وَلَمْ يُتَابَعْ .
وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ ، لا نَعْرِفُهُ إِلاَّ مِنْ حَدِيثِ أَبِي النَّضْرِ .
وَقَالَ الْحَاكِمُ : هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ . وَوَافَقَهُ الذَّهَبِيُّ فِي التَّلْخِيصِ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ بُكَيْرِ بْنِ فَيْرُوزَ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج2/ص111/1873) ، الثِّقَاتُ (ج4/ص76/1896) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج2/ص402/1580) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج4/ص250/769 ، الْكَاشِفُ (ج1/ص276/647) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص433/912) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص128/764) .(1/47)
وَصَحَّحَهُ الْمُنْذِرِيُّ فِي ( التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ ج4/ص131/5111) ، فَقَدْ رَوَاهُ بِصِيغَةِ الْجَزْمِ وَنَقَلَ تَحْسِيْنَ التِّرْمِذِيِّ . وقَالَ الأَلْبَانِيُّ فِي الصَّحِيحِةِ (ج5/ص442/ح2335) صَحِيحٌ بِشَاهِدِهِ .
وقَالَ فِي ( صَحِيحِ التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ ج3/ص173/ح3377) : صَحِيحٌ لِغَيْرِهِ ، وَشَاهِدُهُ حَدِيثُ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ عِنْدَ ... الْحَاكِمِ فِي ( مُسْتَدْرَكِهِ / بَابِ الرَّقَائِقِ ج4/ص343/ 7852) .
خَامِسَاً : مَعْنَى الْحَدِيثِ
قَالََ الْمُنْذِرِيُّ : أَدْلَجَ بِسُكُونِ الدَّالِ : إِذَا سَارَ مِنْ أَوَّلِ اللَّيْلِ ، وَمَعْنَى الْحَدِيثَ : أَنَّ مَنْ خَافَ أَلْزَمَهُ الْخَوْفُ إِلَى السُّلُوكِ إِلَى الآخِرَةِ ، وَالْمُبَادَرَةِ بِالأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ خَوْفَاً مِنَ الْقَوَاطِعِ وَالْعَوَائِقِ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 292 }
وَأَخْرَجَ الْبَيْهَقِيُّ وَابْنُ عَسَاكِرَ عَنْ كُلْثُومِ بْنِ عِيَاضٍ قَالَ : إِنَّهُ لا يَأْتِي عَلَى صَاحِبِ الْجَنَّةِ سَاعَةٌ إلاَّ وَهُوَ يَزْدَادُ صِنْفَاً مِنَ النَّعِيمِ (1) لا يَكُونُ يَعْرِفُهُ ، وَلا يَأْتِي عَلَى صَاحِبِ النَّارِ سَاعَةٌ إِلاَّ وَهُوَ مُسْتَنْكِرٌ لِشَيْءٍ مِنَ الْعَذَابِ لَمْ يَكُنْ يَعْرِفُهُ .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الأَثَرِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
__________
(1) فِى الْمَخْطُوطَةِ (ز) النعم بدلا من النعيم .(1/48)
أَخْرَجَهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي ( الزُّهْدِ الْكَبِيْرُ ج1/ص285/ 739) قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ ثَنَا أَبُو عُثْمَانَ الْحَنَّاطُ ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَبُو يَعْقُوبَ ثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ عِمْرَانَ قَالَ : سَمِعْتُ كُلْثُومَ بْنَ عِيَاضٍ الْقُشَيْرِيَّ ، وَهُوَ عَلَى مِنْبَرِ دِمَشْقَ لَيَالِي هِشَامٍ ، وَهُوَ يَقُولُ : مَنْ آثَرَ اللهَ آثَرَهُ اللهُ ، فَرَحِمَ اللهُ عَبْدَاً اسْتَعَانَ بِنِعْمَتِهِ عَلَى طَاعَتِهِ ، وَلَمْ يَسْتَعِنْ بِنِعْمَتِهِ عَلَى مَعْصِيَتِهِ ، فَإِنَّهُ لا يَأْتِي عَلَى صَاحِبِ الْحَسَنَةِ سَاعَةٌ ، إِلاَّ وَهُوَ مُزَادٌ صِنْفَاً مِنَ النَّعِيمِ لا يَكُونُ يَعْرِفْهُ ، وَلا يَأْتِي عَلَى صَاحِبِ الْعَذَابِ سَاعَةٌ ، إِلاَّ وَهُوَ مُسْتَنَكِرٌ لِشَيْءٍ مِنَ الْعَذَابِ لا يَكُونُ يَعْرِفُهُ .
وأَخْرَجَهُ ابْنُ عَسَاكِرَ فِي ( تَارِيْخِ دِمَشْقَ ج50/ص217) مِنْ طَرِيقِ الْبَيْهَقِيِّ عَنْ أبِى عَبْدِ اللهِ الْحَاكِمِ بِمِثْلِهِ .
ثَانِيَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الأَثَرِ(1/49)
1- الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الإِسْفَرَائِينِيُّ (1) الإمَامُ الْحَافِظُ الْمُجَوِّدُ أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ إبْرَاهِيمَ الأَزْهَرِيُّ الإِسْفَرَائِينِيُّ ، خَالُهُ الْحَافِظُ أَبُو عَوَانَةَ . سَمِعَ مِنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ رَجَاءٍ ، وَمُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ بْنِ الضُّرَيْسِ ، وَأَبِي مُسْلِمٍ الْكَجِّيِّ ، وَأَحْمَدَ بْنِ سَهْلٍ ، وَيُوسُفَ بْنِ يَعْقُوبَ الْقَاضِي ، وَعَبْدِ اللهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ وَأَقْرَانِهِمْ . رَوَى عَنْهُ الْحَاكِمُ وَقَالَ : كَانَ مُحَدِّثَ عَصْرِهِ وَمِنْ أَجْوَدِ النَّاسِ أُصُولاً , وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ بَالَوَيْهِ ، وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الإِسْفَرَائِينِيُّ ، وَوَلَدُهُ أبُو نُعَيْمٍ عَبْدُ الْمَلِكِ الأَزْهَرِيُّ ، وَآخَرُونَ . قَالَ الْحَاكِمُ : تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ وَثَلاثِمِئَةٍ .
مَرْتَبَتُهُ : الأُولَى تَعْدِيلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الإِسْفَرَائِينِيِّ : سِيَرُ أَعْلامِ النُّبَلاءِ (ج15/ص535/313) .(1/50)
2- سَعِيدُ بْنُ عُثْمَانَ الْخَيَّاطُ (1) سَعِيدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عَيَّاشٍ أَبُو عُثْمَانَ الْخَيَّاطُ ، وَيُعْرَفُ بِالْفُنْدُقِيِّ الدِّمَشْقِيِّ الْحَيَّاكِ الصَّوفِيِّ . حَدَّثَ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ الْمَازِنِيِّ ، وَمُحَمَّدِ بْنِ الْمُثَنَّى السِّمْسَارِ ، وَمُحَمَّدِ بْنِ رِزْقِ اللهِ الْكَلْوَذَانِيِّ ، وَسَرَىٍّ السَّقَطِيِّ ، وَذِي النُّونِ الْمِصْرِيِّ ، وَأَحْمَدَ بْنِ أَبِي الْحَوَارِيِّ ، وَغَيْرِهِمْ . رَوَى عَنْهُ الْعَبَّاسُ بْنُ يُوسُفَ الشَّكْلِيُّ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ ، وَعَبْدُ الصَّمَدِ الطُّسْتِيُّ ، وَالْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بنِ عُمَرَ الزَّاهِدُ ، وَغَيْرُهُمْ . مَاتَ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ وَمِئَتَيْنِ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَجْرِيْحَاً .
3- أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَيْمُونٍ بْنِ أبِي الْحَوَارِيِّ أَبُو الْحَسَنِ الثَّعْلَبِيُّ الدِّمَشْقِيُّ . ثِقَةٌ زَاهِدٌ مِنَ الْعَاشِرَةِ . سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 12 ] .
4- إسْحَاقُ بْنُ إبْرَاهِيمَ بْنِ مَخْلَدِ بْنِ رَاهَوَيْهِ الإِمَامُ الْمَرْوَزِيُّ أَبُو يَعْقُوبَ . سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [239] ثِقَةٌ حَافِظٌ مُجْتَهِدٌ قَرِينُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ سَعِيدِ بْنِ عُثْمَانَ الْخَيَّاطِ : تَارِيْخُ بَغْدَادَ (ج9/ص99/4689) ، تَارِيْخُ مَدِينَةِ دِمَشْقَ (ج21/ص228/2521) .(1/51)
5- الْهَيْثَمُ بْنُ عِمْرَانَ (1) الدِّمَشْقِيُّ . رَوَى عَنْ عَطِيَّةَ بْنِ قَيْسٍ ، وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ ، وَيُونُسَ بْنِ مَيْسَرَةَ ، وَالْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَنْطَبٍ الْمَخْزُومِيِّ ، وَعُمَرَ بْنِ يَزِيدَ النَّصْرِيِّ . رَوَى عَنْهُ مُحَمَّدُ بْنُ وَهْبِ بْنِ عَطِيَّةَ ، وَهِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ شُرَحْبِيلَ ، وَالْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ . ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ . مَرْتَبَتُهُ : الأُولَى تَجْرِيْحَاً .
6- كُلْثُومُ بْنُ عِيَاضٍ الْقُشَيْرِيُّ (2) كُلْثُومُ بْنُ عِيَاضِ بْنِ قُشَيْرِ بْنِ كَعْبِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ الْقُشَيْرِيُّ ، وَلِيَ دِمَشْقَ لِهِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ ، ثُمَّ وَلِيَ غَزْوَ الْمَغْرِبِ ، فَقُتِلَ هْنَاكَ . وَكَانَ مَقْتَلُهُ فِي ذِي الْحَجَّةِ سَنَةَ ثَلاثٍ وَعِشْرِينَ وَمِئَةٍ وَذَكَرَ أَبُو جَعْفَرٍ الطَّبَرِيُّ أَنَّهُ قُتِلَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِينَ وَمِئَةٍ . مَرْتَبَتُهُ :الرابعة تَجْرِيْحَاً .
ثَالِثَاً : الْحُكْمُ عَلَى إِسْنَادِ الأَثَرِ
هَذَا الأَثَرُ إِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ لأَنَّ فِيهِ سَعِيدُ بْنُ عُثْمَانَ الْخَيَّاطُ ، وَكُلْثُومُ بْنُ عِيَاضٍ وَهُمَا مَجْهُولانِ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 293 }
__________
(1) تَرْجَمَةُ الْهَيْثَمِ بْنِ عِمْرَانَ : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج9/ص82/335) ، الثقات (ج7/ص577/11553) ، فتح الباب فِي الكنى والألقاب (ج1/ص258/2206) ، الْمُقْتَنَى فِي سَرْدِ الْكُنَى (ج1/ص197/1733) .
(2) تَرْجَمَةُ كُلْثُومِ بْنِ عِيَاضٍ : تَارِيْخُ مَدِينَةِ دِمَشْقَ (ج50/ص217/5823) ، تَارِيْخُ ابْنِ خَلْدُونَ (ج4/ص242) ، فُتُوحُ مِصْرَ وَأَخْبَارُهَا (ج1/ص365) .(1/52)
وَأَخْرَجَ الأَصْبَهَانِيُّ فِي التِّرْغِيبِ عَنْ عَوْسَجَةَ قَالَ : أَوْحَى اللهُ إِلَى عِيسَى - صلى الله عليه وسلم - : يَا عِيسَى ؛ لَوْ رَأَتْ عَيْنُكَ مَا أَعْدَدْتْ لِعِبَادِيَ الصَّالِحِينَ ؛ لَذَابِ قَلْبُكَ ، وَزَهَقَتْ نَفْسُكَ اشْتِيَاقَاً إِلَيْهِ .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الأَثَرِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ أبُو الْقَاسِمِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ الْجَوْزِىُّ الأَصْبَهَانِيُّ فِي ( التَّرْغِيبِ ج1/ص419/ح986) قَالَ : أَنْبَأَ الْفَضْلُ بْنْ مُحَمَّدٍ الْمُؤَدِّبُ فِي كِتَابِهِ أَنْبَأَ جَعْفَرٌ الْفَقِيهُ أَنْبَأَ عَبْدُ الْوَهَّابِ ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ ثَنَا أَبِي ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ ثَنَا عُثْمَانُ بْنُ الْيَمَانِ الْبَصْرِيُّ ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بُدَيْلٍ الْعُقَيْلِيُّ عَنْ رَجُلٍ يُقَالُ لَهُ عَوْسَجَةُ قَالَ : أَوْحَى اللهُ إِلَى عِيسَى - صلى الله عليه وسلم - : يَا عِيسَى ؛ لَوْ رَأَتْ عَيْنُكَ مَا أَعْدَدْتْ لِعِبَادِيَ الصَّالِحِينَ ؛ لَذَابِ قَلْبُكَ ، وَزَهَقَتْ نَفْسُكَ اشْتِيَاقَاً إِلَيْهِ .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ أبُو نُعَيْمٍ فِي ( حِلْيَةِ الأَوْلِيَاءِ ج6/ص301) مِنْ طَرِيقِ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيِّ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ يَمَانٍ الْحُدَّانِيِّ بِنَحْوِهِ لَكِنْ مُطَوَّلاً .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الأَثَرِ(1/53)
1- عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ (1) عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ نَجِيحٍ السَّعْدِيُّ مَوْلاهُمْ ، أَبُو جَعْفَرٍ الْمَدِينِيُّ ، وَالِدُ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ سَكَنَ الْبَصْرَةَ . وَرَوَى عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ ، وَالْعَلاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، وَأَبِي حَازِمٍ ، وَأَبِي الزِّنَادِ وَغَيْرِهِمْ . وَعَنْهُ ابْنُهُ عَلِيٌّ ، وَإِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إسْرَائِيلَ ، وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، وَجَمَاعَةٌ . سُئِلَ عَلِيٌّ عَنْ أَبِيهِ ، فَقَالَ : سَلُوا غَيْرِي ، فَمَا عَادُوا ، فَأَطْرَقَ ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ ، فَقَالَ : هُوَ الدِّينُ أَبِي ضَعِيفٌ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : بَصْرِيٌّ أَصْلُهُ مِنَ الْمَدِينَةِ ضَعِيفٌ مِنَ الثَّامِنَةِ ، يُقَالُ : تَغَيَّرَ حِِفْظُهُ بِآخَرَةٍ ، مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسَبْعِينَ التِّرْمِذِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّالِثَةُ تَجْرِيْحَاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج5/ص62/148) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج14/ص379/3206) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص543/2668) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج5/ص152/298) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص298/3255) .(1/54)
2- جَعْفَرُ بْنُ نَجِيحٍ (1) جَعْفَرُ بْنُ نَجِيحِ بْنِ عَبْدِ السَّلامِ السَّعْدِيُّ ، جَدُّ عَلِىِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ . رَوَى عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ ، وَعَطَاءٍ ، وَبِشْرِ بْنِ عَاصِمٍ ، وَعُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَوْسٍ . رَوَى عَنْهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حُمَيْدٍ الرُّؤَاسِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنْهُ . ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ ذَكَرَهُ أَبُو جَعْفَرٍ الطُّوسِيُّ فِي رِجَالِ الشِّيعَةِ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَجْرِيْحَاً .
3- إسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ صَدُوقٌ تَكَلَّمُوا فِيهِ لِوَقْفِهِ فِي الْقُرْآنِ . سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 112 ] .
__________
(1) تَرْجَمَةُ جَعْفَرِ بْنِ نَجِيحٍ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج2/ص201/2193) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج2/ص491/2015) ، الثقات (ج6/ص140/7073) ، لِسَانُ الْمِيزَانِ (ج2/ص130/559) ، التحفة اللطيفة فِي تاريخ المدينة الشريفة (ج1/ص243/783) .(1/55)
4- عُثْمَانُ بْنُ يَمَانٍ الْحُدَّانِيُّ (1) عُثْمَانُ بْنُ يَمَانِ بْنِ هَارُونَ الْحُدَّانِيُّ بِضَمِّ الْمُهْمَلَةِ وَتَشْدِيدِ الدَّالِ أَبُو مُحَمَّدٍ اللُّؤلُؤيُّ نَزِيلُ مَكَّةَ . رَوَى عَنْ حَفْصِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْغَاضِرِيِّ الْمُقْرِئِ ، وَسُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ بُدَيْلِ بْنِ مَيْسَرَةَ . رَوَى عَنْهُ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ ، وَأَحْمَدُ بْنُ نَصْرٍ النَّيْسَابُورِيُّ الْمُقْرِئُ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ الْمَكِّيُّ . ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي كِتَابِ الثِّقَاتِ ، وَقَالَ : رُبَّمَا أَخْطَأَ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : مَقْبُولٌ مِنْ كِبَارِ الْعَاشِرَةِ النَّسَائِىُّ . مَرْتَبَتُهُ : الأُولَى تَجْرِيْحَاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ عُثْمَانَ بْنِ يَمَانٍ الْحُدَّانِيِّ : تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج19/ص510/3874) ، تَارِيْخُ الإِسْلامِ (ج15/ص293) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج7/ص145/318) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص387/4530) .(1/56)
5- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بُدَيْلٍ (1) عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بُدَيْلِ بْنِ مَيْسَرَةَ الْعُقَيْلِيُّ الْبَصْرِيُّ . رَوَى عَنْ أَبِيهِ ، وَعَوْسَجَةَ الْعُقَيْلِيِّ ، وَيَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ . وَعَنْهُ عُثْمَانُ بْنُ الْيَمَانِ الْحُدَّانِيُّ ، وَالْفَضْلُ بْنُ حَرْبٍ ، وَابْنُ مَهْدِيٍّ وَغَيْرُهُمْ . قَالَ ابْنُ مَعِينٍ وَأَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ : لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ . وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ : كَانَ ثِقَةً صَدُوقَاً . وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ ، وَقَالَ : يَرْوِي عَنِ الثِّقَاتِ مَا لا يُشْبِهُ حَدِيثَ الأَثْبَاتِ ، وَقَدْ رَوَى عَنْهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ مَعَ تَوَقِّيهِ لِلرِّجَالِ . وَقَالَ أَبُو الْفَتْحِ الأَزْدِيُّ : فِيهِ لِيِّنٌ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : لا بَأْسَ بِهِ مِنَ الثَّامِنَةِ النَّسَائِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّالِثَةُ تَعْدِيلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ بُدَيْلٍ : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج5/ص216/1021) ، الضُّعَفَاءُ وَالْمَتْرُوكِينَ لابْنِ الْجَوْزِيِّ (ج2/ص90/1853) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج16/ص543/3764) ، مِيزَانُ الاعْتِدَالِ فِي نَقْدِ الرِّجَالِ (ج4/ص261/4825) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص622/3147) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج6/ص130/295، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص337/3809 .(1/57)
6- عَوْسَجَةُ بْنُ الرَّمَّاحِ الْعُقَيْلِيُّ (1) عَوْسَجَةُ بِفَتْحِ أَوَّلِهِ وَسُكُونِ الْوَاوِ وَفَتْحِ الْمُهْمَلَةِ وَالْجِيمِ ابْنُ الرَّمَّاحِ بِتَشْدِيدِ الْمِيمِ كُوفِيٌّ . رَوَى عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ . رَوَى عَنْهُ عَاصِمُ بْنُ بَهْدَلَةَ ، وَعَاصِمُ بْنُ سُلَيْمَانَ الأَحْوَلُ وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُخْتَارِ ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ ، وَغَيْرُهُمْ . قَالَ إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ : عَوْسَجَةُ بْنُ الرَّمَّاحِ ثِقَةٌ . ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي كِتَابِ الثِّقَاتِ . وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ : مَجْهُولٌ لا يَصِحُّ حَدِيثُهُ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ كُوفِيٌّ مَقْبُولٌ مِنَ السَّادِسَةِ أَخْرَجَهُ النَّسَائِىُّ . مَرْتَبَتُهُ : الأُولَى تَجْرِيْحَاً .
رابعاً : الْحُكْمُ عَلَى إِسْنَادِ الأَثَرِ
هَذَا الأَثَرُ إِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ لأَنَّ فِيهِ عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ ، وَفِيهِ جَعْفَرُ بْنُ نَجِيحٍ ، وَهُوَ مَجْهُولٌ ، وَفِيهِ عَوْسَجَةُ الْعُقَيْلِيُّ ، وَعُثْمَانُ بْنُ يَمَانٍ الْحُدَّانِيُّ ، وَهُمَا مَقْبُولانِ ، وَلَمْ يُتَابَعَا .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 294 }
وَأَخْرَجَ عَنِ الْحَسَنِ قَالَ : مَا حُلِّيَتِ الْجَنَّةُ لأَحَدٍ مَا حُلِّيَتْ لِهَذِهِ الأُمَّةِ ، وَلا أَرَى لَهَا عَاشِقَاً .
- - الله - -
__________
(1) تَرْجَمَةُ عَوْسَجَةَ بْنِ الرَّمَّاحِ الْعُقَيْلِيِّ : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج7/ص24/131) ، الثِّقَاتُ (ج7/ص298/10157) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج22/ص431/4543) ، مِيزَانُ الاعْتِدَالِ فِي نَقْدِ الرِّجَالِ (ج5/ص367/6533) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص433/5213) ، لِسَانُ الْمِيزَانِ (ج7/ص330/4313) .(1/58)
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الأَثَرِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ الأَصْبَهَانِيُّ فِي ( التَّرْغِيبِ ج1/ص419/ح987) قَالَ : أَنْبَأَ الْفَضْلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُؤَدِّبُ فِي كِتَابِهِ أَنْبَأَ جَعْفَرُ الْفَقِيهُ أَنْبَأَ عَبْدُ الْوَهَّابِ ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ ثَنَا أبِي ثَنَا سَلَمَةُ قَالَ : سَمِعْتُ فُضَيْلَ بْنَ عِيَاضٍ عَنْ أَبِي سَهْلٍ عَنِ الْحَسَنِ قَالَ : مَا حُلِّيَتِ الْجَنَّةُ لأَحَدٍ مَا حُلِّيَتْ لِهَذِهِ الأُمَّةِ ، وَلا أَرَى لَهَا عَاشِقَاً .
وَقَدْ ذَكَرَهُ الذَّهَبِيُّ فِي السِّيَرِ فِي تَرْجَمَةِ الْحَسَنِ مُعَلَّقَاً ( سِيَرِ أَعْلامِ النُّبَلاءِ ج4/ص578) عَنْ فُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ عَنْ رَجُلٍ عَنِ الْحَسَنَ قَالَ : مَا حليت الْجَنَّةُ لأُمَّةٍ مَا حُلِّيَتْ لَهِذِه الأُمَّةِ ، ثُمَّ لا تَرَى لَهَا عَاشِقَاً .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ أبُو نُعَيْمٍ فِي ( الْحِلْيَةِ ج8/ص114) قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ دَاوُدَ ثَنَا الْفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ يَقُولُ : مَا حليت الْجَنَّةُ لأُمَّةٍ مَا حليت لَهِذِه الأُمَّةِ ، ثُمَّ لا تَرَى لَهَا عَاشِقَاً .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الأَثَرِ
1- عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ نَجِيحٍ السَّعْدِيُّ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 293 ] . وَهُوَ ضَعِيفٌ .
2- جَعْفَرُ بْنُ نَجِيحٍ السَّعْدِيُّ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 293 ] . وَهُوَ مَجْهُولٌ .
3- سَلَمَةُ لَمْ أَعْرِفْهُ .(1/59)
4- فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضِ بْنِ مَسْعُودٍ (1) الْفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضِ بْنِ مَسْعُودِ بْنِ بِشْرٍ التَّمِيمِيُّ الْيَرْبُوعِيُّ أَبُو عَلِيٍّ الزَّاهِدُ الْخُرَاسَانِيُّ . رَوَى عَنِ الأَعْمَشِ ، وَمَنْصُورٍ ، وَيَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ فِي آخَرِينَ . وَعَنْهُ الثَّوْرِيُّ وَهُوَ مِنْ شُيُوخِهِ ، وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَهُوَ مِنْ أَقْرَانِهِ ، وَابْنُ الْمُبَارَكِ وَمَاتَ قَبْلَهُ ، وَيَحْيَى الْقَطَّانُ ، وَابْنُ مَهْدِيٍّ . قَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ عَابِدٌ إِمَامٌ مِنَ الثَّامِنَةِ مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَمَانِينَ وَمِئَةٍ ، وَقِيلَ قَبْلَهَا الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ وَأَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ وَالنَّسَائِيُّ . مَرْتَبَتُهُ :الأولَى تَعْدِيلاً .
5- أبُو سَهْلٍ لَمْ أَعْرِفْهُ .
6- الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 11 ] . ثِقَةٌ فَقِيهٌ فَاضِلٌ مَشْهُورٌ وَكَانَ يُرْسِلُ كَثِيْرَاً وَيُدَلِّسُ .
رَابِعَاً : الْحُكْمُ عَلَى إِسْنَادِ الأَثَرِ
هَذَا الأَثَرُ إِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ جِدَّاً لأَنَّ فِيهِ عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ وَهُوَ ضَعِيفٌ ، وَفِيهِ جَعْفَرُ بْنُ نَجِيحٍ وَهُوَ مَجْهُولٌ ، وَفِيهِ أَبُو سَهْلٍ وَسَلَمَةُ لَمْ أَعْرِفْهُمَا .
بَابٌ : عَدَدِ الْجِنَانِ وَأَسْمَائِهَا وَدَرَجَاتِهَا
__________
(1) تَرْجَمَةُ فُضَيْلِ بْنِ عِيَاضِ بْنِ مَسْعُودٍ : تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج23/ص281/4763) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص124/4488) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج8/ص264/540) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص448/5431) .(1/60)
قَالَ تَعَالَى : { وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ } (1) ، ثُمَّ قَالَ : { وَمِن دُونِهِمَا جَنَّتَانِ } (2) . وَقَالَ تَعَالَى : { جَنَّاتِ عَدْنٍ مُّفَتَّحَةً لَّهُمُ الأبْوَابُ } (3) . وَقَالَ تَعَالَى : { كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً } (4) . وَقَالَ تَعَالَى : { فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ } (5) . وَقَالَ تَعَالَى : { عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى } (6) . وَقَالَ تَعَالَى : { لَهُمْ فِيهَا دَارُ الْخُلْدِ } (7) ، { لَهُمْ دَارُ السَّلاَمِ عِندَ رَبِّهِمْ } (8) .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 295 }
أَخْرَجَ الشَّيْخَانِ عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « جَنَّتَانِ من فِضَّةٍ آنِيَتُهُمَا وَمَا فِيهِمَا ، وَجَنَّتَانِ مِنْ ذَهَبٍ آنِيَتُهُمَا وَمَا فِيهِمَا ، وَمَا بَيْنَ الْقَوْمِ وَبَيْنَ أَنْ يَنْظُرُوا إِلَى رَبِّهِمْ ، إِلاَّ رِدَاءُ الْكِبْرِيَاءِ عَلَى وَجْهِهِ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ » .
- - الله - -
تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
__________
(1) سُورَةُ الرحمن : الآيَةُ 46 .
(2) سُورَةُ الرحمن : الآيَةُ 62 .
(3) سُورَةُ ص : الآيَةُ 50 .
(4) سُورَةُ الكهف : الآيَةُ 107 .
(5) سُورَةُ الواقعة : الآيَةُ 89 .
(6) سُورَةُ النجم : الآيَةُ 15 .
(7) سُورَةُ فصلت : الآيَةُ 28 .
(8) سُورَةُ الأنعام : الآيَةُ 127 .(1/61)
أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي ( صَحِيحِهِ / كِتَابُ التَّفْسِيْرِ ، بَاب قَوْلِهِ { وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ } ج4/ص1848/4597) قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي الأَسْوَدِ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ الْعَمِّيُّ حَدَّثَنَا أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ قَيْسٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : « جَنَّتَانِ من فِضَّةٍ آنِيَتُهُمَا وَمَا فِيهِمَا ، وَجَنَّتَانِ مِنْ ذَهَبٍ آنِيَتُهُمَا وَمَا فِيهِمَا ، وَمَا بَيْنَ الْقَوْمِ وَبَيْنَ أَنْ يَنْظُرُوا إِلَى رَبِّهِمْ ، إِلَّا رِدَاءُ الْكِبْرِ عَلَى وَجْهِهِ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ » .
وأَخْرَجَهُ فِي ( كِتَابِ التَّوْحِيدِ ، بَابُ قَوْلِ اللهِ تَعَالَى وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إلى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ج6/ص2710/7006) قَالَ :
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ عَنْ أَبِي عِمْرَانَ بِمِثْلِهِ .
وأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي ( صَحِيحِهِ / كِتَابُ الإِيْمَانِ ج1/ص163/ 180) قَالَ : حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ وَأَبُو غَسَّانَ الْمَسْمَعِيُّ وَإِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ جَمِيعَاً عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ بِمِثْلِهِ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 296 }(1/62)
وَأَخْرَجَ أَحْمَدُ وَالطَّيَالِسِيُّ والْبَيْهَقِيُّ عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « جِنَانُ الْفِرْدَوْسِ أَرْبَعٌ : جَنَّتَانِ مِنْ ذَهَبٍ حِلْيَتُهُمَا وَآنِيَتُهُمَا وما فِيهِمَا ، وَجَنَّتَانِ مِنْ فِضَّةٍ آنِيَتُهُمَا وَحِلْيَتُهُمَا وَمَا فِيهِمَا ، وَلَيْسَ بَيْنَ الْقَوْمِ وَبَيْنَ أَنْ يَنْظُرُوا إلَى رَبِّهِمْ - عز وجل - ، إلاَّ رِدَاءُ الْكِبْرِيَاءِ على وَجْهِهِ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ » (1) .
وَقَالَ الْبَيْهَقِيُّ : رِدَاءُ الْكِبْرِيَاءِ اسْتِعَارَةٌ لِصِفَةِ الْكِبْرِيَاءِ وَالْعَظَمَةِ ، لأَنَّهُ لِكِبْرِيَائِهِ لا يَرَاهُ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِهِ إِلاَّ بِإِذْنِهِ ، وَيُؤَيِّدُهُ أَنَّ الْكِبْرِيَاءَ لَيْسَ مِنْ جِنْسِ الثِّيَابِ الْمَحْسُوسَةِ .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
__________
(1) هَذَا الْحَدِيثُ مثبت فى هامش المخطوطتين (أ)،(ز) . وَفِى الْمَخْطُوطُةِ (ب) قوله : وما بينهم وبين أن يروا ربهم إلا رداء الكبرياء .(1/63)
أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ فِي ( مُسْنَدِهِ ج4/ص416/ 19746) قَالَ : ثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ قَالَ : ثَنَا أَبُو قُدَامَةَ الْحَارِثُ بْنُ عُبَيْدٍ الإِيَادِيُّ قَالَ : ثَنَا أبُو عِمْرَانَ يَعْنِى الْجَوْنِيَّ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ قَيْسٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : « جِنَانُ الْفِرْدَوْسِ أَرْبَعٌ : ثِنْتَانِ مِنْ ذَهَبٍ حِلْيَتُهُمَا وَآنِيَتُهُمَا وما فِيهِمَا ، وَثِنْتَانِ من فِضَّةٍ آنِيَتُهُمَا وَحِلْيَتُهُمَا وَمَا فِيهِمَا ، وَلَيْسَ بَيْنَ الْقَوْمِ وَبَيْنَ أَنْ يَنْظُرُوا إلَى رَبِّهِمْ - عز وجل - ، إلاَّ رِدَاءُ الْكِبْرِيَاءِ على وَجْهِهِ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ ، وَهَذِهِ الأَنْهَارُ تَشْخَبُ من جَنَّةِ عَدْنٍ ، ثُمَّ تَصْدَعُ بَعْدَ ذلك أَنْهَارَاً » .
وأَخْرَجَهُ أبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ فِي ( مُسْنَدِهِ ج1/ص72/529) ، وَمِنْ طَرِيقِهِ الْبَيْهَقِيُّ فِي ( الْبَعْثِ وَالنُّشُورِ ج1/ص139 /ح239) مِنْ طَرِيقِ شَيْخِهِ الْحَارِثِ بْنِ عُبَيْدٍ الإِيَادِيِّ عَنْ أبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ بِمِثْلِهِ .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ ابْنُ أَبِى شَيْبَةَ فِي ( مُصَنَّفِهِ ج7/ص46/ 34109) مِنْ طَرِيقِ شَيْخِهِ الْفَضْلِ بْنِ دُكَيْنٍ عَنْ أَبِي قُدَامَةَ بِمِثْلِهِ .
وَتَابَعَ أَبَا قُدَامَةَ عَنِ أَبِى عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ : عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ الْعَمِّىُّ .(1/64)
فَقَدْ أَخْرَجَهُ أَبُو نُعَيْمٍ ( حِلْيَةُ الأَوْلِيَاءِ ج2/ص316) مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ الْعَمِّىِّ عَنْ أَبِى عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ بِهِ وَلَفْظُهُ : « جَنَّتَانِ من فِضَّةٍ آنِيَتُهُمَا وَمَا فِيهِمَا ، وَجَنَّتَانِ مِنْ ذَهَبٍ آنِيَتُهُمَا وَمَا فِيهِمَا ، وَمَا بَيْنَ الْقَوْمِ وَبَيْنَ أَنْ يَنْظُرُوا إِلَى رَبِّهِمْ ، إِلاَّ رِدَاءُ الْكِبْرِيَاءِ عَلَى وَجْهِهِ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ » ، فَلَمْ يَذْكُرِ الزِّيَادَةَ فِي أَوَّلِ الْحَدِيثِ ، وَهِىَ : « جِنَانُ الْفِرْدَوْسِ أَرْبَعٌ » ، وَلَمْ يَذْكُرِ الزِّيَادَةَ فِي آخِرِهِ « وَهَذِهِ الأَنْهَارُ تَشْخَبُ من جَنَّةِ عَدْنٍ ، ثُمَّ تَصْدَعُ بَعْدَ ذَلِكَ أَنْهَاراً » .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
1- عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 139 ] . صَدُوقٌ ثَبْتٌ فِي شُعْبَةَ .(1/65)
2- الْحَارِثُ بْنُ عُبَيْدٍ الإِيَادِيُّ (1) أبُو قُدَامَةَ الإِيَادِيُّ بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ بَعْدَهَا تَحْتَانِيَّةٌ ، الْبَصْرِيُّ الْمُؤَذِّنُ . رَوَى عَنْ : أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ ، وَسَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ ، وَمَطَرٍ الْوَرَّاقِ ، وَغَيْرِهِمْ . وَعَنْهُ أبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ ، وَعَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ ، وَأَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ ، وَابْنُ مَهْدِيٍّ ، وَغَيْرُهُمْ . قَالَ أَحْمَدُ : مُضْطَرِبُ الْحَدِيثِ . وَقَالَ عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ عَنِ ابْنِ مَهْدِيٍّ : كَانَ مِنْ شُيُوخِنَا ، وَمَا رَأَيْتُ إِلاَّ خَيْرَاً . وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ : ضَعِيفٌ . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ : لَيْسَ بِالْقَوِيِّ يُكْتَبُ حَدِيثُهُ وَلا يُحْتَجُّ بِهِ . وَقَالَ النَّسَائِيُّ : لَيْسَ بِذَاكَ الْقَوِيِّ . وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ : كَانَ مِمَّنْ كَثُرَ وَهْمُهُ حَتَّى خَرَجَ عَنْ جُمْلَةِ مَنْ يُحْتَجُّ بِهِمْ إِذَا انْفَرَدُوا . قَالَ السَّاجِيُّ : صَدُوقٌ عِنْدَهُ مَنَاكِيْرُ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : صَدُوقٌ يُخْطِئُ مِنَ الثَّامِنَةِ الْبُخَارِيُّ تَعْلِيقَاً وَمُسْلِمٌ وَأَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ . مَرْتَبَتُهُ : الرَّابِعَةُ تَعْدِيلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ الْحَارِثِ بْنِ عُبَيْدٍ الإِيَادِيِّ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج2/ص275/2441) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج3/ص81/371) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج5/ص258/1029) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص303/862) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج2/ص130/254) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص147/1033) .(1/66)
3- عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ الْعَمِّيُّ (1) عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ الْعَمِّيُّ أَبُو عَبْدِ الصَّمَدِ الْبَصْرِيُّ الْحَافِظُ . رَوَى عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ ، وَدَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ ، وَمَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ . وَعَنْهُ أَحْمَدُ ، وَإِسْحَاقُ ، وَعَلِيٌّ ، وَيَحْيَى ، وَأَبُو مُوسَى وَبُنْدَارٌ ، وَغَيْرُهُمْ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ حَافِظٌ مِنْ كِبَارِ التَّاسِعَةِ مَاتَ181 الْكُتُبُ السِّتَّةُ . مَرْتَبَتُهُ : الأُولَى تَعْدِيلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ الْعَمِّيِّ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج6/ص26/1574) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج18/ص165/3459) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص656/3399) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج6/ص309/667) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص358/4108) .(1/67)
4- عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ حَبِيبٍ الأَزْدِيُّ (1) عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ حَبِيبٍ الأَزْدِيُّ ، وَيُقَالُ : الْكِنْدِيُّ أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ الْبَصْرِيُّ أَحَدُ الْعُلَمَاءِ . رَأَى عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ . رَوَى عَنْ جُنْدَبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْبَجَلِيِّ ، وَأَنَسٍ ، وَأَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ ، وَغَيْرِهِمْ . وَعَنْهُ ابْنُهُ عُبَيْدٌ ، وَسُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ ، وَشُعْبَةُ ، وَأَبُو قُدَامَةَ الْحَارِثُ بْنُ عُبَيْدٍ ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ الْعَمِّيُّ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ: مَشْهُورٌ بِكُنْيَتِهِ ثِقَةٌ مِنْ كِبَارِ الرَّابِعَةِ مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ ، وَقِيلَ بَعْدَهَا الْكُتُبُ السِّتَّةُ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ حَبِيبٍ الأَزْدِيِّ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج5/ص410/1330) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج18/ص297/3521) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص664/3446) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج6/ص346/737) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص362/4172) .(1/68)
5- أبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مُوسَى (1) أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيُّ الْكُوفِيُّ ، يُقَالُ : اسْمُهُ عَمْرٌو ، وَيُقَالُ : عَامِرُ . رَوَى عَنْ أَبِيهِ ، وَالْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ ، وَجَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ . وَعَنْهُ أَبُو جَمْرَةَ الضُّبَعِيُّ ، وَأَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ ، وَأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ وَغَيْرُهُمْ . قَالَ الآجُرِّيُّ : قُلْتُ لأَبِي دَاوُدَ : سَمِعَ أَبُو بَكْرٍ مِنْ أَبِيهِ ، قَالَ : أُرَاهُ قَدْ سَمِعَ ، وَأَبُو بَكْرٍ أَرْضَى عِنْدَهُمْ مِنْ أَبِي بُرْدَةَ , وَكَانَ يَذْهَبُ مَذْهَبَ أَهْلِ الشَّامِ . وذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثقات ، وَقَالَ : اسْمُهُ كُنْيَتُهُ ، وَمَنْ زَعَمَ أَنَّ اسْمَهُ عَامِرٌ فَقَدْ وَهِمَ عَامِرٌ اسْمُ أَبِي بُرْدَةَ . وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ فِي الْعِلَلِ : قُلْتُ لأَبِي : أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مُوسَى سَمِعَ مِنْ أَبِيهِ قَالَ : لا . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ مِنَ الثَّالِثَةِ مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَمِئَةٍ ، وَكَانَ أَسَنَّ مِنْ أَخِيهِ أَبِي بُرْدَةَ الْكُتُبُ السِّتَّةُ .
مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيلاً .
6- عَبْدُ اللهِ بْنُ قَيْسٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 50 ] .
رَابِعَاً : الْحُكْمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
__________
(1) تَرْجَمَةُ أبِى بَكْرِ بْنِ أَبِى مُوسَى : مَعْرِفَةُ الثِّقَاتِ (ج2/ص389/2100) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج9/ص340/1512) ، الثقات (ج5/ص592/6455) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج33/ص144/7256) ، ذِكْرُ مَنْ تُكُلِّمَ فِيهِ وَهُوَ مُوَثَّقٌ (ج1/ص206/393) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص413/6539) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج12/ص42/159) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص624/7990) .(1/69)
هَذَا الْحَدِيثُ ضَعِيفٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ فِيهِ الْحَارِثُ بْنُ عُبَيْدٍ ، وَهُوَ صَدُوقٌ ، لَكِنَّهُ يُخْطِئُ وَيَهِمٍ .
خَالَفَهُ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ ، وَهُوَ ثِقَةٌ حَافِظٌ ، فَلَمْ يَذْكُرِ الزِّيَادَتَيْنِ فِي أَوَّلِ الْحَدِيثِ وَآخِرِهِ .
وَقَالَ الْهَيْثَمِيُّ فِي ( مَجْمَعِ الزَّوَائِدِ ج10/ص398) : رَوَاهُ أَحْمَدُ وِرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ .
وَقَالَ الأَلْبَانِيُّ فِي الضَّعِيفَةِ وَالْمَوْضُوعَةِ (ج7/ص465/ح3465) : هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ؛ الْحَارِثُ بْنُ عُبَيْدٍ ضَعِيفٌ لِسُوءِ حِفْظِهِ ، وَقَدْ خَالَفَهُ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ فَقَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ بِهِ ، دُونَ قَوْلِهِ فِي أَوَّلِهِ : « جِنَانُ الْفِرْدَوْسِ أَرْبَعٌ » ، وَفِي آخِرِهِ : « وَهَذِهِ الأَنْهَارُ تَشْخُبُ ... » . فَالْحَدِيثُ صَحِيحٌ بِدُونِ هَاتَيْنِ الزِّيَادَتَيْنِ .
وَقَالَ شُعَيْبُ الأَرْنَؤُوطُ فِي تَعْلِيقِهِ عَلَى الْمُسْنَدِ (ج4/ص416/ح19746) : إِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ بِهَذِهِ السِّيَاقَةِ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 297 }
وَأَخْرَجَ الْحَاكِمُ والْبَيْهَقِيُّ عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ أَنَّهُ قَالَ فِي هَذِهِ الآيَةِ : { وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ } قَالَ : جَنَّتَانِ مِنْ ذَهْبٍ لِلسَّابِقِينَ ، وَجَنَّتَانِ مِنْ فِضَّةٍ لِلتَّابِعِينَ .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الأَثَرِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ(1/70)
أَخْرَجَهُ الْحَاكِمُ فِي ( مُسْتَدْرَكِهِ / كِتَابُ الإِيْمَانِ ج1/ص157/282) قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدَانُ بْنُ يَزِيدَ الدَّقَّاقُ بِهَمْدَانَ ثَنَا إبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ ثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ وَأَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ عَنْ أَبِي مُوسَى فِي قَوْلِهِ - عز وجل - { وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ } قَالَ : جَنَّتَانِ مِنْ ذَهْبٍ لِلسَّابِقِينَ ، وَجَنَّتَانِ مِنْ فِضَّةٍ لِلتَّابِعِينَ .
وَقَالَ : هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ هَكَذَا ، إِنَّمَا خَرَّجَاهُ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مُوسَى عَنْ أَبِيهِ عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - : « جَنَّتَانِ مِنْ فِضَّةٍ .. » الْحَدِيثَ , وَلَيْسَ فِيهِ ذِكْرُ السَّابِقِينَ وَالتَّابِعِينَ .
وأَخْرَجَهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي ( الْبَعْثِ وَالنُّشُورِ ج1/ص140/ح241) مِنْ طَرِيقِ الْحَاكِمِ عَنْ عَبْدَانَ بِمِثْلِهِ .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
وأَخْرَجَهُ ابْنُ أَبِى شَيْبَةِ فِي ( مُصَنَّفِهِ ج7/ص141/ 34814) مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ عَبْدِ الْوَارِثِ ، وَأبُو نُعَيْمٍ فِي ( صِفَةِ الْجَنَّةِ ج1/ص176/142) مِنْ طَرِيقِ مُعَاذِ بْنِ هِشَامٍ ، وَالدِّيِّنَوْرِيُّ فِي ( الْمُجَالَسَةِ وَجَوَاهِرِ الْعِلْمِ ج1/ص245 /1414) مِنْ طَرِيقِ سُلَيْمَانَ بْنِ حَرْبٍ ، ثَلاثَتُهُمْ - سُلَيْمَانُ وَمُعَاذُ وَعَبْدُ الصَّمَدِ - عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ بِمِثْلِهِ .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الأَثَرِ(1/71)
1- عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 139 ] . صَدُوقٌ ثَبْتٌ فِي شُعْبَةَ .
2- حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 121 ] . ثِقَةٌ عَابِدٌ أَثْبَتُ النَّاسِ فِي ثَابِتٍ ، وَتَغَّيَرَحِفْظُهُ بِآخَرَةٍ .
3- ثَابِتُ بْنُ أَسْلَمَ الْبُنَانِيُّ (1) ثَابِتُ بْنُ أَسْلَمَ الْبُنَانِيُّ بِضَمِّ الْمُوَحَّدَةِ وَنُونَيْنِ ، أَبُو مُحَمَّدٍ الْبَصْرِيُّ . روى عن أنسٍ ، وَابْنِ الزُّبَيْرِ ، وَابْنِ عُمَرَ ، وَأَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ . وَعَنْهُ حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ ، وَشُعْبَةُ ، وَالْحَمَّادَانِ وَجَمَاعَةٌ .
وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ ثِقَةٌ عَابِدٌ مِنَ الرَّابِعَةِ مَاتَ سَنَةَ بِضْعٍ وَعِشْرِينَ وَلَهُ سِتٌّ وَثَمَانُونُ الْكُتُبُ السِّتَّةُ . مَرْتَبَتُهُ الثَّانِيَةُ تَعْدِيلاً .
4- أبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 296 ] . ثِقَةٌ .
5- أبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مُوسَى سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 296 ] . ثِقَةٌ .
6- عَبْدُ اللهِ بْنُ قَيْسٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 50 ] .
رَابِعَاً : الْحُكْمُ عَلَى إِسْنَادِ الأَثَرِ
__________
(1) تَرْجَمَةُ ثَابِتِ بْنِ أَسْلَمَ الْبُنَانِيِّ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج2/ص159/2052) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج4/ص342/811) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص281/681) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج2/ص3/2) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص132/810) .(1/72)
هَذَا الأَثَرُ إِسْنَادُهُ حَسَنٌ لأَنَّ فِيهِ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ ، وَهُوَ صَدُوقٌ . وَصَحَّحَهُ الْحَاكِمُ فِي ( مُسْتَدْرَكِهِ ج1/ص157/282) قَالَ : هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ هَكَذَا . وَوَافَقَهُ الذَّهَبِيُّ فِي التَّلْخِيصِ . وَقَالَ الدِّيِّنَوْرِيُّ فِي ( الْمُجَالِسَةِ وَجَوَاهِرِ الْعِلْمِ ج1/ص245/1414) : إسْنَادُهُ قَوِىٌّ .
وَالْحَدِيثُ سَكَتَ عَلَيْهِ ابْنُ حَجَرٍ فِي ( الْفَتْحِ ج8/ص624) قال : وَقَدْ رَوَى ابْنُ مَرْدَوَيْهِ مِنْ طَرِيقِ حَمَّادٍ عَنْ أَبِي عِمْرَانَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ قَالَ : مِنْ ذَهَبٍ لِلسَّابِقِينَ وَمِنْ فِضَّةٍ لِلتَّابِعِينَ , وَفِي رِوَايَةِ ثَابِتٍ عَنْ أَبِي بَكْرٍ : مِنْ ذَهَبٍ لِلْمُقَرَّبِينَ ، وَمِنْ فِضَّةٍ لأَصْحَابِ الْيَمِينَ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 298 }
وَأَخْرَجَ الْبَيْهَقِيُّ عَنْ أَبِي مُوسَى عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : « جَنَّتَانِ مِنْ ذَهَبٍ لِلسَّابِقِينَ ، وَجَنَّتَانِ مِنْ وَرِقٍ لأَصْحَابِ الْيَمِينِ » .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي ( الْبَعْثِ وَالنُّشُورِ ج1/ص141/ح242) قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ الْمُقْرِئُ أَنْبَأَ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ثَنَا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ ثَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مُوسَى عَنْ أَبِيهِ عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : « جَنَّتَانِ مِنْ ذَهَبٍ لِلسَّابِقِينَ ، وَجَنَّتَانِ مِنْ وَرِقٍ لأَصْحَابِ الْيَمِينِ » .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ(1/73)
أَخْرَجَهُ ابْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ فِي ( تَفْسِيْرِهِ ج27/ص146) قَالَ : حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ سَهْلٍ قَالَ : ثَنَا مُؤَمَّلُ قَالَ : ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مُوسَى عَنْ أَبِيهِ - قَالَ حَمَّادُ : لا أَعْلَمْهُ إِلاَّ رَفَعَهُ - فِي قَوْلِهِ تَعَالَى { وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ } قَالَ : جَنَّتَانِ مِنْ ذَهَبٍ لِلْمُقَرَّبِينَ أَوْ قَالَ : لِلسَّابِقِينَ ، وَجَنَّتَانِ مِنْ وَرِقٍ لأَصْحَابِ الْيَمِينِ .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
1- عَلِيُّ بْنُ سَهْلٍ الرَّمْلِيُّ (1) عَلِىُّ بْنُ سَهْلٍ الرَّمْلِيُّ . رَوَى عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ ، وَضَمْرَةَ ، وَالْمُؤَمَّلِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ . كَتَبَ عَنْهُ أَبُو حَاتِمٍ ، وَقَالَ : صَدُوقٌ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّالِثَةُ تَعْدِيلاً .
2- مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 115 ] . صَدُوقٌ سَيْءُ الْحِفْظِ .
3- حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 121] . ثِقَةٌ عَابِدٌ أَثْبَتُ النَّاسِ فِي ثَابِتٍ ، وَتَغَيَّرَ حِفْظُهُ بِآخَرَةٍ .
4- ثَابِتُ بْنُ أَسْلَمَ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 297 ] . ثِقَةٌ عَابِدٌ .
5- أبُو بَكْرٍ بْنُ أَبِي مُوسَى سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 296 ] . ثِقَةٌ .
6- عَبْدُ اللهِ بْنُ قَيْسٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 73 ] .
رَابِعَاً : الْحُكْمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
هَذَا الْحَدِيثُ إِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ لأَنَّ فِيهِ مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ صَدُوقٌ سَيْءُ الْحِفْظِ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ عَلِيِّ بْنِ سَهْلٍ الرَّمْلِيِّ : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج6/ص189/1039) .(1/74)
وَقَدْ خَالَفَهُ مَنْ هُوَ أَوْثَقُ مِنْهُ ، فَرَوَاهُ مَوْقُوفَاً .
قَالَ الْبَيْهَقِيُّ فِي ( الْبَعْثِ وَالنُّشُورِ ج1/ص141/ح240،ح241) : رَوَاهُ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ ، وَآدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ مَوْقُوفَاً ، وَهُمَا ثِقَتَانِ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 299 }
وَأَخْرَجَ الْبَيْهَقِيُّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : كَانَ عَرْشُ اللهِ عَلَى الْمَاءِ ، ثُمَّ اتَّخَذَ لِنَفْسِهِ جَنَّةً ، ثُمَّ اتَّخَذَ دُونَهَا أُخْرَى ، ثُمَّ أَطْبَقَهَا بِلُؤلُؤةٍ وَاحِدَةٍ ، وَقَالَ : { وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ } قَالَ : وَهِيَ الَّتِي لا يَعْلَمُ الْخَلائِقُ مَا فِيهَا ، وَهِيَ الَّتِي (1) قَالَ اللهُ : { فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ } .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الأَثَرِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
__________
(1) قوله ( وهي التي ) ساقطة من المخطوطة (أ) .(1/75)
أَخْرَجَهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي ( الْبَعْثِ وَالنُّشُورِ ج1/ص141/ح243) قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظِ ثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ إِمْلاءً ثَنَا حَامِدُ بْنُ أَبِي حَامِدٍِ الْمُقْرِئُ ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّازِيُّ ثَنَا عَنْبَسَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، وَعَمْرُو بْنُ أَبِي قَيْسٍ عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِ اللهِ - عز وجل - : { وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ } (1) قَالَ : كَانَ عَرْشُ اللهِ عَلَى الْمَاءِ ، ثُمَّ اتَّخَذَ لِنَفْسِهِ جَنَّةً ، ثُمَّ اتَّخَذَ دُونَهَا أُخْرَى ، ثُمَّ أَطْبَقَهَا بِلُؤلُؤةٍ وَاحِدَةٍ ، وَقَالَ : { وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ } (2) ، قَالَ : وَهِيَ الَّتِي لا يَعْلَمُ الْخَلائِقُ مَا فِيهَا ، وَهِيَ الَّتِي قَالَ اللهُ تَعَالَى : { فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } (3) يَأْتِيهِمْ مِنْهَا كُلَّ يَوْمٍ تَحِيَّةٌ .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
__________
(1) سُورَةُ هود : الآيَةُ 7 .
(2) سُورَةُ الرحمن : الآيَةُ 62 .
(3) سُورَةُ السجدة : الآيَةُ 17 .(1/76)
أَخْرَجَهُ الْحَاكِمُ فِي ( مُسْتَدْرَكِهِ / كِتَابُ التَّفْسِيْرِ ج2/ص517/ 3775 ) مِنْ طَرِيقِ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبِ الْحَافِظِ عَنْ حَامِدِ بْنِ أَبِي حَامِدٍ الْمُقْرِئِ بِمِثْلِهِ . وَأَخْرَجَهُ ابْنُ جَرِيرٍ فِي تَفْسِيْرِهِ فِي مَوْضِعَيْنِ : الأَوَّلِ (ج12/ص4) ، وَالثَّانِي (ج27/ص154) مِنْ طَرِيقِ شَيْخِهِ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورٍ الطُّوسِيِّ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ سُلَيْمَانَ بِمِثْلِهِ . وأَخْرَجَهُ أبُو الشَّيْخِ فِي ( كِتَابِ الْعَظَمَةِ ج2/ص578/23) مِنْ طَرِيقِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنِ الْمِنْهَالِ بِمِثْلِهِ .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الأَثَرِ
1- مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ الأَصَمُّ وَلَدُ الْمُحَدِّثِ الْحَافِظِ أَبِي الْفَضْلِ الْوَرَّاقِ . سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 58 ] .
2- حَامِدُ بْنُ أَبِي حَامِدٍ النَّيْسَابُورِيُّ (1) حَامِدُ بْنُ أَبِي حَامِدٍ النَّيْسَابُورِيُّ أَبُو عَلِيٍّ الْمُقْرِئُ . كَانَ مُقَدَّمَ الْقُرَّاءِ بِبَلَدِهِ . حَدَّثَ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ سُلَيْمَانَ الرَّازِيِّ ، وَمَكِّيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْبَلْخِيِّ ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الدَّشْتَكِيِّ ، وَيَحْيَى بْنِ يَحْيَى وَجَمَاعَةٍ . وَعَنْهُ أبُو الْعَبَّاسِ السَّرَّاجِ ، وَابْنُ خُزَيْمَةَ ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ بْنِ الأَخْرَمِ ، وَآخِرُ مَنْ رَوَى عَنْهُ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حَسُّونَةَ أَحَدُ الضُّعَفَاءِ . وَاسْمُ أَبِيهِ مَحْمُودُ بْنُ حَرْبٍ ، مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَمِئَتَيْنِ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ حَامِدِ بْنِ أَبِي حَامِدٍ النَّيْسَابُورِيِّ : تَارِيْخُ الإِسْلامِ (ج20/ص76) .(1/77)
3- إسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ (1) الرَّازِيُّ أَبُو يَحْيَى الْعَبْدِيُّ ، كُوفِيٌّ نَزَلَ الرَّيَّ . رَوَى عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي قَيْسٍ الرَّازِيِّ ، وَعَنْبَسَةَ بْنِ سَعِيدٍ الرَّازِيِّ ، وَمَالِكٍ ، وَغَيْرِهِمْ . وَعَنْهُ قُتَيْبَةُ ، وَعَمْرٌو النَّاقِدُ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَابْنُ نُمَيْرٍ ، وَأَبُو كُرَيْبٍ ، وَغَيْرُهُمْ .
وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ فَاضِلٌ مِنَ التَّاسِعَةِ مَاتَ سَنَةَ مِئَتَيْنِ ، وَقِيلَ قَبْلَهَا الْكُتُبُ السِّتَّةُ . مَرْتَبَتُهُ : الأُولَى تَعْدِيلاً .
4- عَنْبَسَةُ بْنُ سَعِيدٍ الضَّرَيْسُ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 80 ] . ثِقَةٌ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ إسْحَاقَ بْنِ سُلَيْمَانَ : تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج2/ص429/356) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص236/298) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص205/436) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص101/357) .(1/78)
5- عَمْرُو بْنُ أَبِي قَيْسٍ الرَّازِيُّ (1) عَمْرُو بْنُ أَبِي قَيْسٍ الرَّازِيُّ الأَزْرَقُ ، كُوفِيٌّ نَزَلَ الرَّيَّ ، وَكَانَ مِنْ أَوْعِيَةِ الْحَدِيثِ . رَوَى عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ ، وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّدِّيِّ ، وَالْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو . رَوَى عَنْهُ إبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُخْتَارِ ، وَإِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، وَسَلَمَةُ بْنُ الْفَضْلِ الأَبْرَشُ ، وَغَيْرُهُمْ . وثقه الثوريُّ . وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ : فِي حَدِيثِهِ خَطَأٌ ، وَقَال فِي مَوْضِعٍ آخَرَ : لا بَأْسَ بِهِ . وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي كِتَابِ الثِّقَاتِ . وَقَالَ ابْنُ شَاهِينَ : لا بَأْسَ بِهِ كَانَ يَهِمُ فِي الْحَدِيثِ قليلاً . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : صَدُوقٌ لَهُ أَوْهَامٌ مِنَ الثَّامِنَةِ الْبُخَارِيُّ تَعْلِيقَاً وَالأَرْبَعَةُ . مَرْتَبَتُهُ : الرَّابِعَةُ تَعْدِيلاً .
6- الْمِنْهَالُ بْنُ عَمْرٍو الأَسَدِيُّ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 111 ] . صَدُوقٌ رُبَّمَا وَهِمَ .
7- سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 13 ] . ثِقَةٌ ثَبْتٌ فَقِيهٌ .
8- عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 2 ] .
رَابِعَاً : الْحُكْمُ عَلَى إِسْنَادِ الأَثَرِ
هَذَا الأَثَرُ إِسْنَادُهُ حَسَنٌ لأَنَّ فِيهِ الْمِنْهَالُ بْنُ عَمْرٍو ، وَعَمْرُو بْنُ قَيْسٍ ، وَهُمَا صَدُوقَانِ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ عَمْرِو بْنِ أَبِي قَيْسٍ الرَّازِيِّ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج6/ص364/2649) ، تاريخ أسماء الثقات (ج1/ص152/846) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج22/ص203/4437) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص86/4219) ، تَارِيْخُ الإِسْلامِ (ج10/ص377) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص426/5101) .(1/79)
وَقَالَ الْحَاكِمُ ( الْمُسْتَدْرَكُ عَلَى الصَّحِيحَيْنِ ج2/ص517/ 3775) : هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ . وَوَافَقَهُ الذَّهَبِيُّ فِي التَّلْخِيصِ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 300 }
وَأَخْرَجَ الْبُخَارِيُّ عَنْ أَنَسٍ قَالَ : أُصِيبَ حَارِثَةُ يَوْمَ بَدْرٍ ، فَجَاءَتْ أُمُّهُ ، فَقَالَتْ : يا رَسُولَ اللهِ ، قَدْ عَرَفْتَ مَنْزِلَةَ حَارِثَةَ مِنِّي ، فَإِنْ يَكُ فِي الْجَنَّةِ صَبَرْتُ ، وَإِنْ يَكُنْ غَيْرَ ذَلِكَ تَرَى مَا أَصْنَعُ ؟ ، فَقَالَ : « إِنَّهَا لَيْسَتْ بِجَنَّةٍ وَاحِدَةٍ ، إِنَّهَا جِنَانٌ كَثِيْرَةٌ ، وَإِنَّهُ فِي الْفِرْدَوْسِ الأَعْلَي » .
- - الله - -
تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي ( صَحِيحِهِ / كِتَابُ الْجِهَادِ ، بَابُ فَضْلُ مَنْ شَهِدَ بَدْرَاً ج4/ص1462/3761) قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو حَدَّثَنَا أبُو إِسْحَاقَ عَنْ حُمَيْدٍ قَالَ : سَمِعْتُ أَنَسَاً - رضي الله عنه - يَقُولُ : أُصِيبَ حَارِثَةُ يَوْمَ بَدْرٍ ، وَهُوَ غُلامٌ ، فَجَاءَتْ أُمُّهُ إِلَى النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، فَقَالَتْ : يا رَسُولَ اللهِ ، قَدْ عَرَفْتَ مَنْزِلَةَ حَارِثَةَ مِنِّي ، فَإِنْ يَكُنْ فِي الْجَنَّةِ أَصْبِرْ وَأَحْتَسِبْ ، وَإِنْ تَكُنْ الأُخْرَى تَرَى مَا أَصْنَعُ ، فَقَالَ : « وَيْحَكِ أَوَهَبِلْتِ ! ، أَوَجَنَّةٌ وَاحِدَةٌ هِيَ ، إِنَّهَا جِنَانٌ كَثِيرَةٌ ، وَإِنَّهُ فِي جَنَّةِ الْفِرْدَوْسِ » .
وأَخْرَجَهُ فِي ( صَحِيحِهِ / كِتَابُ الرِّقَاقِ ، بَابُ صِفَةِ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ ج5/ص2398/6184) بِإِسْنَادِهِ وَمَتْنِهِ سَوَاءً .(1/80)
قَالَ الْقُرْطُبِيُّ : قِيلَ : الْجَنَّاتُ سَبْعٌ : دَارُ الْجَلالِ ، وَدَارُ السَّلامِ ، وَدَارُ الْخُلْدِ ، وَجَنَّةُ عَدْنٍ ، وَجَنَّةُ الْمَأْوَى ، وَجَنَّةُ النَّعِيمِ وَجَنَّةُ الْفِرْدَوْسِ . وَقِيلَ : أَرْبَعٌ فَقَطْ – لِحَدِيثِ أَبِي مُوسَى السَّابِقِ – فَإِنَّهُ لَمْ يَذْكُرْ فِيهِ سِوَى أَرْبَعَاً ، وَكُلُّهَا تُوصَفُ بِالْمَأْوَى ، وَالْخُلْدِ ، وَالْعَدْنِ ، وَالسَّلامِ . وَهَذَا مَا اخْتَارَهُ الْحَلِيمِيُّ ، فَقَالَ : إِنَّ الْجَنَّتَيْنِ لِلْمُقَرَّبِينَ ، وَالْجَنَّتَيْنِ الأُخْرَيِّيْنِ لأَصْحَابِ الْيَمِينِ ، وَفِي كُلِّ جَنَّةٍ دَرَجَاتٌ ، وَمَنَازِلُ ، وَأَبْوَابٌ . ( التَّذْكِرَةُ ج1/ص578) .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 301 }
وَأَخْرَجَ الشَّيْخَانِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَرَسُولِهِ ، وَأَقَامَ الصَّلاةَ ، وَصَامَ رَمَضَانَ كَانَ (1) حَقَّاً عَلَى اللهِ أَنْ يُدْخَلَهُ الْجَنَّةَ ، جَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللهِ ، أَوْ جَلَسَ فِى أَرْضِهِ الَّتِي وُلِدَ فِيهَا » ، فَقَالُوا : أَفَلا نُنَبِّئُ الناس بِذَلِكَ ؟ ، قَالَ : « إِنَّ فِي الْجَنَّةِ مِائَةَ دَرَجَةٍ ، أَعَدَّهَا الله لِلْمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِهِ ، كُلُّ دَرَجَتَيْنِ ما بَيْنَهُمَا كما بين السَّمَاءِ وَالأَرْضِ ، فَإِذَا سَأَلْتُمُ اللهَ فَسَلُوهُ الْفِرْدَوْسَ ، فَإِنَّهُ أَوْسَطُ الْجَنَّةِ ، وَأَعْلَى الْجَنَّةِ ، وَفَوْقَهُ عَرْشُ الرحمن ، وَمِنْهُ تَفَجَّرُ أَنْهَارُ الْجَنَّةِ » .
الْمُرَادُ بِوَسَطِ الْجَنَّةِ : خِيَارُهَا وَأَفْضَلُهَا . وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ : وَسَطُهَا فِي الْعَرْضِ وَحَوْلَهُ الْجِنَانِ ، وَأَعْلاهَا فِي الارْتِفَاعِ .
- - الله - -
__________
(1) ساقطة من المخطوطة (أ) ، (ز) .(1/81)
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي ( صَحِيحِهِ / كِتَابُ التَّوْحِيدِ ، بَابٌ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ ج6/ص2700/6987) قَالَ : حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي حَدَّثَنِي هِلالٌ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قالَ : « من آمَنَ بِاللهِ وَرَسُولِهِ ، وَأَقَامَ الصَّلاةَ ، وَصَامَ رَمَضَانَ كان حَقَّاً عَلَى اللهِ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ , هَاجَرَ فِي سَبِيلِ اللهِ ، أَوْ جَلَسَ فِي أَرْضِهِ التي وُلِدَ فيها » ، قَالُوا : يا رَسُولَ اللهِ أَفَلا نُنَبِّئُ النَّاسَ بِذَلِكَ ؟ ، قَالَ : « إِنَّ فِي الْجَنَّةِ مِائَةَ دَرَجَةٍ ، أَعَدَّهَا الله لِلْمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِهِ ، كُلُّ دَرَجَتَيْنِ ما بَيْنَهُمَا كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ ، فَإِذَا سَأَلْتُمُ اللهَ فَسَلُوهُ الْفِرْدَوْسَ ، فَإِنَّهُ أَوْسَطُ الْجَنَّةِ ، وَأَعْلَى الْجَنَّةِ ، وَفَوْقَهُ عَرْشُ الرحمن ، وَمِنْهُ تَفَجَّرُ أَنْهَارُ الْجَنَّةِ » .
وأَخْرَجَهُ فِي ( صَحِيحِهِ / كِتَابُ الْجِهَادِ ، بَابُ دَرَجَاتِ الْمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِ اللهِ ج3/ص1028/ 2637) مِنْ طَرِيقِ شَيْخِهِ يَحْيَى بْنِ صَالِحٍ عَنْ فُلَيْحٌ بِمِثْلِهِ .
ثَانِيَاً : تَنْبِيهٌ
نَسَبَهُ الْمُصَنِّفُ لِمُسْلِمٍ ، وَلَمْ يُخَرِّجْهُ ، وَإِنَّمَا تَفَرَّدَ بِهِ الْبُخَارِيُّ ! .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 302 }(1/82)
وَأَخْرَجَ التِّرْمِذِيُّ ، وَالْحَاكِمُ ، والْبَيْهَقِيُّ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ أنَّ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال : « إِنَّ فِي الْجَنَّةِ مِائَةَ دَرَجَةٍ ، مَا بَيْنَ كُلِّ دَرَجَتَيْنِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ ، وَالْفِرْدَوْسُ أَعْلاهَا دَرَجَةً ، وَمِنْ فَوْقِهَا يَكُونُ الْعَرْشَ ، وَمِنْهَا تُفَجَّرُ أَنْهَارُ الْجَنَّةِ الأَرْبَعَةُ فَإِنْ (1) سَأَلْتُمُ اللهَ فَسَلُوهُ الْفِرْدَوْسَ » .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ فِي ( سُنِنِهِ / كِتَابُ صِفَةِ الْحَنَّةِ ، بَابُ مَا جَاءَ فِي صِفَةِ دَرَجَاتِ الْجَنَّةِ ج4/ص675/2531) قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ أَخْبَرَنَا هَمَّامٌ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : « فِي الْجَنَّةِ مِائَةَ دَرَجَةٍ ، مَا بَيْنَ كُلِّ دَرَجَتَيْنِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ ، وَالْفِرْدَوْسُ أَعْلاهَا دَرَجَةً ، وَمِنْ فَوْقِهَا يَكُونُ الْعَرْشَ ، وَمِنْهَا تُفَجَّرُ أَنْهَارُ الْجَنَّةِ الأَرْبَعَةُ ، وَمِنْ فَوْقِهَا يَكُونُ الْعَرْشُ ، فَإِذَا سَأَلْتُمُ اللهَ فَسَلُوهُ الْفِرْدَوْسَ » .
وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ حَدَّثَنَا هَمَّامٌ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ نَحْوَهُ .
__________
(1) فِى الْمَخْطُوطَةِ (ب) فإذا .(1/83)
وأَخْرَجَهُ الْحَاكِمُ فِي ( مُسْتَدْرَكِهِ / كِتَابُ الإِيْمَانِ ج1/ص153/269) مِنْ طَرِيقِ عَفَّانَ بْنِ مُسْلِمٍ وَأَبِي الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيِّ ، وَالْبَيْهَقِيُّ فِي ( الْبَعْثِ وَالنُّشُورِ ج1/ص143/ح248) مِنْ طَرِيقِ عَفَّانَ بْنِ مُسْلِمٍ ، كِلاهُمَا عَنْ هَمَّامٍ بِمِثْلِهِ .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
وَأَخْرَجَهُ أَحْمَدُ فِي ( مُسْنَدِهِ ج5/ص316/22747) ، وَالضِّيَاءُ فِي ( الأحَادِيثِ الْمُخْتَارَةِ ج8/ص327، 328/394، 396) كِلاهُمَا مِنْ طَرِيقَيْ عَفَّانَ بْنِ مُسْلِمٍ وَيَزِيدَ بْنِ هَارُونَ ، وَابْنُ أَبِى شَيْبَةَ فِي ( مُصَنَّفِهِ / كِتَابُ الْجَنَّةِ ، مَا ذُكِرَ فِي الْجَنَّةِ وَمَا فِيهَا مِمَّا أُعِدَ لأَهْلِهَا ج7/ص43/34076) ، وَابْنُ أَبِى الدُّنْيَا فِي ( صِفَةِ الْجَنَّةِ ص 19،80/16،75) كِلاهُمَا مِنْ طَرِيقِ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ ، كِلاهُمَا - يَزِيدُ وَعَفَّانُ - عَنْ هَمَّامٍ بِمِثْلِهِ .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
1- يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 92 ] . ثِقَةٌ مُتْقِنٌ عَابِدٌ .
2- هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى بْنِ دِينَارٍ الأَزْدِيُّ الْعَوَذِيُّ بِفَتْحِ الْمُهْمَلَةِ وَسُكُونِ الْوَاوِ وَكَسْرِ الْمُعْجَمَةِ . سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 122 ] . ثِقَةٌ رُبَّمَا وَهِمَ مِنَ السَّابِعَةِ .
3- زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 67 ] . ثِقَةٌ عَالِمٌ ، وَكَانَ يُرْسِلُ .
4- عَطَاءُ بْنُ يَسَارٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 67 ] . ثِقَةٌ فَاضِلٌ صَاحِبُ مَوَاعِظَ وَعِبَادَةٍ .
مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ ، وَقِيلَ بَعْدَ ذَلِكَ .(1/84)
5- عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 249 ] . مَاتَ بِالرَّمْلَةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاثِينَ ، وَلَهُ اثْنَتَانِ وَسَبْعُونَ ، وَقِيلَ : عَاشَ إِلَى خِلافَةِ مُعَاوِيَةَ .
رَابِعَاً : الْحُكْمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
هَذَا الْحَدِيثُ إِسْنَادُهُ صحيحٌ لأَنَّ رِجَالَهُ ثِقَاتٌ .
وَقال الضِّيَاءُ فِي ( الأحَادِيثِ الْمُخْتَارَةِ ج8/ص327، 328/394، 396) : إسْنَادُهُ صَحِيحٌ .
وَقَالَ الأَلْبَانِيُّ فِي ( الْجَامِعِ الصَّغِيْرِ وَزِيَادَتِهِ ج1/ص770/ح7693) : صَحِيحٌ . وانْظُرْ صَحِيحَ الْجَامِعِ رَقْمَ 4244 .
وَقَالَ شُعَيْبُ الأَرْنَؤُوطُ فِي تَعْلِيقِهِ عَلَى الْمُسْنَدِ (ج5/ص316/ح22747) : حَدِيثٌ صَحِيحٌ ، وَهَذَا إِسْنَادٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ رِجَالُ الشَّيْخَيْنِ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 303 }
وَأَخْرَجَ الْبَيْهَقِيُّ عَنْ مُعَاذٍ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : « إنَّ فِي الْجَنَّةِ مِائَةَ دَرَجَةٍ ، كُلُّ دَرَجَةٍ مِنْهَا مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ ، وَأَعْلاهَا الْفِرْدَوْسِ ، وَعَلَيْهَا يَكُونُ الْعَرْشِ ، وَهِيَ أَوْسَطُ شَيْءٍ فِي الْجَنَّةِ ، وَمِنْهَا تُفَجَّرُ أَنْهَارُ الْجَنَّةِ ، فَإِذَا سَأَلْتُمُ اللهَ فَسَلُوهُ الْفِرْدَوْسَ » .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ(1/85)
أَخْرَجَهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي ( الْبَعْثِ وَالنُّشُورِ ج1/ص144/ح249) قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ ، وَأَبُو سَعِيدٍ ابْنُ أَبِي عَمْرٍو قَالا : ثَنَا أبُو الْعَبَّاسِ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ أَنْبَأَ هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ : قَالَ مُعَاذٌ لِمَنْ حَضَرَهُ مِنْ أَهْلِهِ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : « إنَّ فِي الْجَنَّةِ مِائَةَ دَرَجَةٍ ، كُلُّ دَرَجَةٍ مِنْهَا مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ ، وَأَعْلاهَا الْفِرْدَوْسِ ، وَعَلَيْهَا يَكُونُ الْعَرْشِ ، وَهِيَ أَوْسَطُ شَيْءٍ فِي الْجَنَّةِ ، وَمِنْهَا تُفَجَّرُ أَنْهَارُ الْجَنَّةِ فَإِذَا سَأَلْتُمُ اللهَ فَسَلُوهُ الْفِرْدَوْسَ » .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ(1/86)
أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ فِي ( سُنَنِهِ / كِتَابُ وَصْفِ الْجَنَّةِ ، بَابُ مَا جَاءَ فِي صِفَةِ دَرَجَاتِ الْجَنَّةِ ج4/ص675/2530) مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، وَابْنُ مَاجَهْ فِي ( سُنَنِهِ / كِتَابُ الزُّهْدِ ، بَاب صِفَةِ الْجَنَّةِ ج2/ص1448/4331) مِنْ طَرِيقِ حَفْصِ بْنِ مَيْسَرَةَ ، كِلاهُمَا عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ بِمِثْلِهِ ، إِلاَّ أَنَّ التِّرْمِذِيُّ ذَكَرَ فِي أَوَّلِ الْحَدِيثِ زِيَادَةً ، وَهِىَ : « مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ، وَصَلَّى الصَّلَوَاتِ ، وَحَجَّ الْبَيْتَ ، لا أَدْرِي : أَذَكَرَ الزَّكَاةَ أَمْ لا ، إِلاَّ كَانَ حَقَّاً عَلَى اللهِ أَنْ يَغْفِرَ لَهُ ، إِنْ هَاجَرَ فِي سَبِيلِ اللهِ ، أَوْ مَكَثَ بِأَرْضِهِ الَّتِي وُلِدَ بِهَا , قَالَ مُعَاذٌ : أَلا أُخْبِرُ بِهَذَا النَّاسَ ؟ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « ذَرِ النَّاسَ يَعْمَلُونَ ، فَإِنَّ فِي الْجَنَّةِ مِائَةَ دَرَجَةٍ » .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ ( إسْنَادُ ابْنِ مَاجَهْ )
قَالَ ابْنُ مَاجَهْ : حدثنا سُوَيْدُ بن سَعِيدٍ ثَنَا حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : « الْجَنَّةُ مِائَةُ دَرَجَةٍ ، كُلُّ دَرَجَةٍ منها ما بين السَّمَاءِ وَالأَرْضِ ، وَإِنَّ أَعْلاهَا الْفِرْدَوْسُ ، وَإِنَّ أَوْسَطَهَا الْفِرْدَوْسُ ، وَإِنَّ الْعَرْشَ عَلَى الْفِرْدَوْسِ ، مِنْهَا تُفَجَّرُ أَنْهَارُ الْجَنَّةِ ، فَإِذَا مَا سَأَلْتُمْ اللهَ ، فَسَلُوهُ الْفِرْدَوْسَ » .(1/87)
1- سُوَيْدُ بن سَعِيدٍ صَدُوقٌ فِي نَفْسِهِ إِلاَّ أَنَّهُ عَمِيَ ، فَصَارَ يَتَلَقَّنُ مَا لَيْسَ مِنْ حَدِيثِهِ ، فَأَغْلَظَ فِيهِ ابْنُ مَعِينٍ الْقَوْلَ . مِنْ قُدَمَاءِ الْعَاشِرَةِ ، سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 101 ] .
2- حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ أبُو عُمَرَ الصَّنْعَانِيُّ (1) الْعُقَيْلِيُّ . رَوَى عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ ، وَزَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، وَسُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ ، وَخَلْقٍ . رَوَى عَنْهُ إبْرَاهِيمُ بْنُ حَرْبٍ الْعَسْقَلانِيُّ خَتْنُ آدَمَ بْنِ أَبِي إِيَاسٍ ، وَآدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، وَسُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ ، وَغَيْرُهُمْ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ رُبَّمَا وَهِمَ مِنَ الثَّامِنَةِ ، مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِينَ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ وَأَبُو دَاوُدَ فِى الْمَرَاسِيلِ وَالنَّسَائِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيلاً .
3- زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 67 ] . ثِقَةٌ عَالِمٌ ، وَكَانَ يُرْسِلُ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ حَفْصِ بْنِ عُمَرَ أبِي عُمَرَ الصَّنْعَانِيِّ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج2/ص369/2800) ، مَعْرِفَةُ الثِّقَاتِ (ج1/ص309/329) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج3/ص187/809) ، الثِّقَاتُ (ج6/ص200/7363) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج7/ص73/1417) ، الرُّوَاةُ الثِّقَاتُ الْمُتَكَلَّمُ فِيهِمْ بِمَا لا يُوجِبُ رَدَّهُمْ (ج1/ص87/30) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص343/1167) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص174/1433) .(1/88)
4- عَطَاءُ بْنُ يَسَارٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 67 ] . قَالَ أَبُو دَاوُدَ : لَمْ يُدْرِكْ أَوْسَ بْنَ الصَّامِتِ أَخَا عُبَادَةَ لأَنَّهُ بَدْرِيٌّ قَدِيْمُ الْمَوْتِ . قَالَ أَبُو عِيسَى التِّرْمِذِيُّ فِي ( سُنَنِهِ ج4/ص675/2530) : وَعَطَاءٌ لَمْ يُدْرِكْ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ ، وَمُعَاذٌ قَدِيْمُ الْمَوْتِ ، مَاتَ فِي خِلافَةِ عُمَرَ . وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الْبَزَّارُ : لا نَعْلَمُ لِعَطَاءٍ مِنْ مُعَاذٍ سَمَاعَاً .
وَمَا قَالاهُ مِنْ عَدَمِ الإِدْرَاكِ لأَنَّهُ وُلِدَ سَنَةَ تِسْعَ عَشَرَ ، وَمَاتَ مُعَاذٌ سَنَةَ ثَمَانِ عَشَرَ ( جَامِعُ التَّحْصِيلِ ج1/ص238/524 وَتُحْفَةُ التَّحْصِيلِ فِي ذِكْرِ رُوَاةِ الْمَرَاسِيلِ ج1/ص230) .
5- مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 159 ] .
رَابِعَاً : الْحُكْمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
هَذَا الْحَدِيثُ إِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ فإِنَّ عَطَاءَ بْنَ يَسَارٍ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ مُعَاذٍ - رضي الله عنه - .
قَالَ أَبُو عِيسَى التِّرْمِذِيُّ فِي ( سُنَنِهِ ج4/ص675/2530) : وَعَطَاءٌ لَمْ يُدْرِكْ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ ، وَمُعَاذٌ قَدِيْمُ الْمَوْتِ ، مَاتَ فِي خِلافَةِ عُمَرَ .
وَقَالَ الْمِزِّيُّ فِي ( تَهْذِيبِ الْكَمَالِ ج20/ص125/3946) ، وَتَبِعَهُ ابْنُ حَجَرٍ فِي ( تَهْذِيبِ التَّهْذِيبِ ج7/ص194/
400) : رُوِىَ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ ، وَفِي سَمَاعِهِ مِنْهُ نَظَرٌ .
وَقَالَ الْحَاكِمُ : صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ إِنْ صَحَّ سَمَاعُ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ ، فَإِنِّي لا أُتْقِنُهُ . قَالَ الذَّهَبِيُّ : قُلْتُ : لَمْ يَلْقَهُ .(1/89)
وَصَحَّحَهُ الأَلْبَانِيُّ فِي ( صَحِيحِ ابْنِ مَاجَهْ ج2/ص436/ح3496) ، و ( السِّلْسِلَةِ الصَّحِيحَةِ ح 922) ، و ( صَحِيحِ وَضَعِيفِ التِّرْمِذِيِّ ح2530) .
[ إيْضَاحٌ وَتَنْبِيهٌ ] وَالْغَرِيبُ أَنَّ الأَلْبَانِيَّ فِي ( الضَّعِيفَةِ ج8/ص36/ح3544) ضَعَّفَ حَدِيثَ مُعَاذٍ « خُذْ الْحَبَّ مِنَ الْحَبِّ ، وَالشَّاةَ مِنَ الْغَنَمِ ، وَالْبَعِيْرَ مِنَ الإِبِلِ ، وَالْبَقَرَةَ مِنَ الْبَقَرِ ) .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 304 }
وَأَخْرَجَ الطَّبَرَانِيُّ وَالْبَزَّارُ عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « الْفِرْدَوْسُ رَبْوَةُ الْجَنَّةِ ، وَأَعْلاهَا ، وَأَوْسَطُهَا ، وَمِنْهَا تَفَجَّرُ أَنْهَارُ الْجَنَّةِ ، فَإِذَا سَأَلْتُمُ اللهَ فَسَلُوهُ الْفِرْدَوْسَ » .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي ( االْمُعْجَمِ الْكَبِيْرِ ج7/ص213/6886) قَالَ : حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ جَرِيرٍ الصُّورِيُّ ثَنَا أبُو الْجَمَاهِرِ ثَنَا سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ سَمُرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « الْفِرْدَوْسُ رَبْوَةُ الْجَنَّةِ ، وَأَعْلاهَا ، وَأَوْسَطُهَا ، وَمِنْهَا تَفَجَّرُ أَنْهَارُ الْجَنَّةِ » . وأَخْرَجَهُ أَيْضَاً ( الْمُعْجَمِ الْكَبِيْرِ ج7/ص213/6885) مِنْ طَرِيقِ الْحَكَمِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ عَنْ قَتَادَةَ بِهِ ، وَلَفْظُهُ : « جَنَّةُ الْفِرْدَوْسِ هِيَ رَبْوَةُ الْجَنَّةِ الْعُلْيَا ، الَّتِي هِيَ أَوْسَطُهَا ، وَأَحْسَنُهَا » .(1/90)
وأَخْرَجَهُ الْبَزَّارُ فِي ( مُسْنَدِهِ كَمَا فِي كَشْفِ الأَسْتَارِ ج4/ص191/ح3013) مِنْ طَرِيقِ الْحَكَمِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ عَنْ قَتَادَةَ بِهِ ، وَلَفْظُهُ « الْفِرْدَوْسُ رَبْوَةُ الْجَنَّةِ ، وَإِذَا سَأَلْتُمُ اللهَ فَسَلُوهُ الْفِرْدَوْسَ » .
ثَانِيَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
1- الْحَسَنُ بْنُ جَرِيرٍ الصُّورِيُّ (1) الْحَسَنُ بنُ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَبُو عَلِيٍّ الصُورِيُّ الْبَزَّازُ الزَّنْبَقِيُّ . قَدِمَ دِمَشْقَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ . رَوَى عَنْ عُثْمَانَ بْنِ سَعْدٍ ، وَهِشَامِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ نُصَيْرٍ ، وَسَعِيدِ بْنِ مَنْصُورٍ ، وَغَيْرِهِمْ . رَوَى عَنْهُ خَيْثَمَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، وَمُوسَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْبَيْرُوتِيُ ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيُّ ، وَغَيْرُهُمْ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَجْرِيْحَاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ الْحَسَنِ بْنِ جَرِيرٍ الصُّورِيِّ : تَارِيْخُ مَدِينَةِ دِمَشْقَ (ج13/ص42/1312) ، الإِكْمَالُ (ج4/ص227) ، تَكْمِلَةُ الإِكْمَالِ (ج3/ص612/3801) .(1/91)
2- مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ التَّنُوخِيُّ (1) مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ التَّنُوخِيُّ أَبُو الْجَمَاهِرِ الَكَفْرَسُوسِيُّ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ . رَوَى عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلالٍ ، وَسَعِيدِ بْنِ بَشِيْرٍ ، وَسَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ التَّنُوخِيِّ . رَوَى عَنْهُ الْحَسَنُ بْنُ جَرِيرٍ الصُّورِيُّ ، وَأَبُو دَاوُدَ ، وَابْنُ مَاجَهْ ، وَآخَرُونَ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ مِنَ الْعَاشِرَةِ مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ ، وَلَهُ أَرْبَعٌ وَثَمَانُونَ أَبُو دَاوُدَ وَابْنُ مَاجَهْ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيلاً .
3- سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ (2) سَعِيدُ بْنُ بَشِيْرٍ الأَزْدِيُّ وَيُقَالُ الْبَصْرِيُّ مَوْلاهُمْ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ . رَوَى عَنْ قَتَادَةَ ، وَالزُّهْرِيِّ ، وَعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ ، وَجَمَاعَةٍ . وَعَنْهُ بَقِيَّةُ ، وَأَسَدُ بْنُ مُوسَى ، وَأَبُو الْجَمَاهِرِ مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ التَّنُوخِيُّ وَغَيْرُهُمْ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ التَّنُوخِيِّ : تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج26/ص97/5461) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص200/5045) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج9/ص302/564) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص496/6135) .
(2) تَرْجَمَةُ سَعِيدِ بْنِ بَشِيْرٍ : ضُعَفَاءُ الْبُخَاريِّ (ج1/ص49/131) ، الضُّعَفَاءُ لِلنَّسَائِيِّ (ج1/ص52/267) ، الضُّعَفَاءُ الْكَبِيْرُ (ج2/ص100/563) ، الْمَجْرُوحِينَ (ج1/ص319/392) ، الْكَامِلُ فِي الضُّعَفَاءِ (ج3/ص369/805) ، الضُّعَفَاءُ وَالْمَتْرُوكِينَ لابْنِ الْجَوْزِيِّ (ج1/ص314/1369) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج10/ص356/2244) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص432/1858) ، ذكر من تكلم فيه وَهُوَ موثق (ج1/ص84/125) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج4/ص8/11) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص234/2276) .(1/92)
قَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ضَعِيفٌ مِنَ الثَّامِنَةِ أَخْرَجَ لَهُ الأَرْبَعَةُ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّالِثَةُ تَجْرِيْحَاً .
4- قَتَادَةُ بْنُ دَعَامَةَ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رقم [ 27 ] . ثِقَةٌ ثَبْتٌ .
5- الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 158 ] . ثِقَةٌ فَقِيهٌ فَاضِلٌ مَشْهُورٌ ، وَكَانَ يُدَلِّسُ . وَأَمَّا رِوَايَتُهُ عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ فَفِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ سَمَاعُهُ مِنْهُ حَدِيثَ الْعَقِيقَةِ . وَقَدْ رَوَي عَنْهُ نُسْخَةً كَبِيْرَةً غَالِبُهَا فِي السُّنَنِ الأَرْبَعَةِ , وَعِنْدَ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ أَنَّ كُلَّهَا سَمَاعٌ , وَكَذَلِكَ حَكَى التِّرْمِذِيُّ عَنِ الْبُخَارِيِّ نَحْوَ هَذَا . وَقَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ وَجَمَاعَةٌ : هِيَ كِتَابٌ وَذَلِكَ لا يَقْتَضِي الانْقِطَاعُ . وَفِي مُسْنَدِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ : ثَنَا هُشَيْمٌ عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ فَقَالَ : إِنَّ عَبْدَاً لَهُ أَبَقَ ، وَإِنَّهُ نَذَرَ إِنْ قَدَرَ عَلَيْهِ أَنْ يَقْطَعَ يَدَهُ ، فَقَالَ الْحَسَنُ : حَدَّثَنَا سَمُرَةُ قَالَ : قَلَّمَا خَطَبَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - خُطْبَةً إِلاَّ أَمَرَ فِيهَا بِالصَّدَقَةِ وَنَهَى فِيهَا عَنْ الْمُثْلَةِ . وَهَذَا يَقْتَضِي سَمَاعَهُ مِنْ سَمُرَةَ لِغَيْرِ حَدِيثِ الْعَقِيقَةِ وَاللهُ أَعْلَمُ ( جَامِعُ التَّحْصِيلِ ج1/ص165 ، تُحْفَةُ التَّحْصِيلِ فِي ذِكْرِ رُوَاةِ الْمَرَاسِيلِ ج1/ص76) .(1/93)
6- سَمُرَةُ بْنُ جُنْدُبٍ (1) سَمُرَةُ بْنُ جُنْدُبِ بْنِ هِلالِ بْنِ جُرَيْجٍ الْفَزَارِيُّ أَبُو سَعِيدٍ . رَوَى عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعن أبي عبيدة . وَعَنْهُ ابْنَاهُ سُلَيْمَانُ وَسَعْدُ ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ بُرَ ... يْدَةَ ، وَالْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ ، وَغَيْرُهُمْ . وَلِي الْبَصْرَةَ ، وَكَانَ شَدِيدَاً عَلَى الْخَوَارِجِ ، فَكَانُوا يَطْعَنُونَ عَلَيْهِ ، وَكَانَ الْحَسَنُ وَابْنُ سِيرِينَ يُثْنِيَانَ عَلَيْهِ . لَهُ أَحَادِيثٌ الْكُتُبُ السِّتَّةُ . قَالَ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ : مَاتَ بِالْبَصْرَةِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ ، سَقَطَ فِي قِدْرٍ مَمْلُوءةٍ مَاءً حَارَاً ، فَكَانَ ذَلِكَ تَصْدِيقَاً لِقَوْلِ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - لَهُ وَلأَبِي هُرَيْرَةَ وَثَالِثٍ مَعَهُمَا يَعْنِي أَبَا مَحْذُورَةَ : آخِرُكُمْ مَوْتَاً فِي النَّارِ .
ثَالِثَاً : الْحُكْمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
هَذَا الْحَدِيثُ إِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ لأَنَّ فِيهِ سَعِيدُ بْنُ بَشِيْرٍ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ .
وَقَالَ الْهَيْثَمِيُّ فِي ( مَجْمَعِ الزَّوَائِدِج10/ص398) : رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ وَالْبَزَّارُ بِاخْتِصَارٍ ، وَزَادَ فِيهِ : فَإِذَا سَأَلْتُمُ اللهَ تَعَالَى فَسَلُوهُ الْفِرْدَوْسَ ، وَأَحَدُ أَسَانِيدِ الطَّبَرَانِيِّ رِجَالُهُ وُثِّقُوا ، وَفِي بَعْضِهِمْ ضَعْفٌ , وَلِجَهَالَةِ الْحَسَنِ بْنِ جَرِيرٍ الصُّورِىِّ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ : طَبَقَاتُ ابْنِ سَعْدٍ (ج7/ص49) ، التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج4/ص176/2400) ، الاستيعاب (ج2/ص653/1063) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج12/ص130/2585) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص466/2146) ، الإِصَابَةُ (ج3/ص178/3477) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج4/ص207/411) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص256/2630) .(1/94)
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 305 }
وَأَخْرَجَ الْبَزَّارُ عَنِ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « إِذَا سَأَلْتُمُ اللهَ فَسَلُوهُ الْفِرْدَوْسَ ، فَإِنَّهُ أَعْلَى الْجَنَّةِ » .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ الْبَزَّارُ فِي ( مُسْنَدِهِ كَمَا فِي كَشْفِ الأَسْتَارِ ج4/ص191/ح3512) قَالَ : حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحِمْصِيُّ ثَنَا عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَالِمٍ عَنِ الزُّبَيْدِيِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَوْفٍ عَنْ سُوَيْدِ بْنِ جَبَلَةَ عَنِ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : « إنْ سَأَلْتُمُ اللهَ فَسَلُوهُ الْفِرْدَوْسَ ، فَإِنَّهُ أَعْلَى الْجَنَّةِ » .
قَالَ الْبَزَّارُ : لا نَعْلَمُهُ عَنِ الْعِرْبَاضِ إِلاَّ بِهَذَا الإِسْنَادِ .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي ( الْكَبِيْرِ ج18/ص254/ 635) مِنْ طَرِيقِ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ زِبْرِيقٍ وَإِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ السَّكَنِ الأَسَدِيِّ السَّكَنِيِّ الْبُخَارِيِّ كِلاهُمَا عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ بِهِ ، وَلَفْظُهُ : « إذَا سَأَلْتُمُ اللهَ فَسَلُوهُ الْفِرْدَوْسَ ، فَإِنَّهُ سِرُّ الْجَنَّةِ ، يَقُولُ الرَّجُلُ مِنْكُمْ لِرَاعِيهِ : عَلَيْكَ بِسِرِّ الْوَادِي ، فَإِنَّهُ أَمْرَعُهُ وَأَعْشَبُهُ » .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
1- عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ السِّجِسْتَانِيُّ أَبُو حَفْصٍ . سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 131 ] . صَدُوقٌ .(1/95)
2- إسْحَاقُ بْنُ إبْرَاهِيمَ الضَّحَّاكُ (1) إسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْعَلاءِ بْنِ الضَّحَّاكِ بْنِ الْمُهَاجِرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدٍ الزُّبَيْدِيُّ أَبُو يَعْقُوبَ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ الْحِمْصِيُّ الْمَعْرُوفُ أَبُوهُ بِزِبْرِيقَ . رَوَى عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ إِسْمَاعِيلَ بْنِ يُوسُفَ بْنِ صَدَقَةَ الْحِمْصِيِّ ، وَبَقِيَّةَ بْنِ الْوَلِيدِ ، وَعَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ الْحِمْصِيِّ . رَوَى عَنْهُ الْبُخَارِيُّ فِي الأَدَبِ وَنَسَبَهُ إِلَى جَدِّهِ ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ يَعْقُوبَ الْجَوْزَجَانِيُّ ، وَعُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ ، وَعُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ السِّجِسْتَانِيُّ وَغَيْرُهُمْ . قَالَ أَبُو حَاتِمٍ : شَيْخٌ لا بَأْسَ بِهِ ، وَلَكِنَّهُمْ يَحْسِدُونَهُ ، سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ أَثْنَى عَلَيْهِ خَيْرَاً . وَقَالَ النَّسَائِيُّ : لَيْسَ بِثِقَةٍ . وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ : لَيْسَ بِشَيْءٍ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : صَدُوقٌ يَهِمُ كَثِيْرَاً ، وَأَطْلَقَ مُحَمَّدُ بْنُ عَوْفٍ أَنَّهُ يَكْذِبُ مِنَ الْعَاشِرَةِ مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلاثِينَ الْبُخَارِىُّ فِى الأَدَبِ الْمُفْرَدِ . مَرْتَبَتُهُ : الرَّابِعَةُ تَعْدِيلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ إسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الضَّحَّاكِ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج1/ص380/1213) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج2/ص209/711 ) ، الثقات (ج8/ص113/12489) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج2/ص369/330) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص99/330) ، لِسَانُ الْمِيزَانِ (ج7/ص174/2270) .(1/96)
3- عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ الزُّبَيْدِيُّ (1) عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ بْنِ الضَّحَّاكِ الزُّبَيْدِيُّ الْحِمْصِيُّ . وَعِدَادُهُ فِي الْكِلاعِيِّينَ . رَوَى عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَالِمٍ الأَشْعَرِيٍّ الْحِمْصِيِّ . رَوَى عَنْهُ إسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْعَلاءِ الزُّبَيْدِيُّ الْمَعْرُوفُ بِزِبْرِيقَ ، وَمَوْلاتُهُ عَلْوَةُ . ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي كِتَابِ الثِّقَاتِ ، وَقَالَ : رَوَى عَنْهُ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْعَلاءِ بْنِ زِبْرِيقَ ، وَأَهْلُ بَلَدِهِ ، مُسْتَقِيمُ الْحَدِيثِ . وقال الذهبي :لا تعرف عدالته. وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : مقبول من السابعة أبُو دَاوُدَ وَالْبُخَارِيُّ فِى الأَدَبِ الْمُفْرِدِ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّالِثَةُ تَعْدِيلاً خِلافَاً لابْنِ حَجَرٍ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ الزُّبَيْدِيِّ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج6/ص320/2522) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج6/ص226/1253) ، الثِّقَاتُ (ج8/ص480/14548) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج21/ص568/4339) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص73/4136) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج8/ص13/20) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص419/5001) ، لِسَانُ الْمِيزَانِ (ج7/ص324/4249) .(1/97)
4- عَبْدُ اللهِ بْنُ سَالِمٍ الْحِمْصِيُّ (1) عَبْدُ اللهِ بْنُ سَالِمٍ الأَشْعَرِيُّ الْوَحَاظِيُّ الْيَحْصَبِيُّ أَبُو يُوسُفَ الْحِمْصِيُّ . رَوَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ الأَلْهَانِيِّ ، وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي عَبْلَةَ ، وَمُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الزُّبَيْدِيِّ . وَعَنْهُ أَبُو بَقِيٍّ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحِمْصِيُّ وَيَحْيَى بْنُ حَسَّانٍ ، وَعَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ الْحِمْصِيُّ وَجَمَاعَةٌ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ رُمِيَ بِالنَّصَبِ مِنَ السَّابِعَةِ مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَسَبْعِينَ الْبُخَارِيُّ وأبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَالِمٍ الْحِمْصِيِّ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج5/ص112/337) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج14/ص549/3285) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص555/2736) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج5/ص200/392) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص304/3335) .(1/98)
5- مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ الزُّبَيْدِيُّ (1) مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ عَامِرٍ الزُّبَيْدِيُّ بِالزَّاي وَالْمُوَحَّدَةِ مُصَغَّرٌ ، أَبُو الْهُذَيْلِ الْحِمْصِيُّ الْقَاضِي . رَوَى عَنِ الزُّهْرِيِّ ، وَسَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَوْفٍ الْجُرَشِيِّ ، وَنَافِعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ ، وَعِدَّةٍ . رَوَى عَنْهُ الأَوْزَاعِيُّ ، وَأَخُوهُ أَبُو بَكْرٍ بْنُ الْوَلِيدِ ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ سَالِمٍ الأَشْعَرِيُّ ، وَآخَرُونَ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ ثَبْتٌ مِنْ كِبَارِ أَصْحَابِ الزُّهْرِيِّ مِنَ السَّابِعَةِ ، مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ أَوْ سَبْعٍ أَوْ تِسْعٍ وَأَرْبَعِينَ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ وَأَبُو دَاوُدَ النَّسَائِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ . مَرْتَبَتُهُ : الأُولَى تَعْدِيلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الزُّبَيْدِيِّ : مَعْرِفَةُ الثِّقَاتِ (ج2/ص255/1657، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج8/ص111/494) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج26/ص586/5673) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص228/5199 تَارِيْخُ الإِسْلامِ (ج9/ص285، ،تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج9/ص443/828، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص511/6372 .(1/99)
6- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي عَوْفٍ الْجُرَشِيُّ (1) عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي عَوْفٍ الْجُرَشِيُّ بِضَمِّ الْجِيمِ وَفَتْحِ الرَّاءِ بَعْدَهَا مُعْجَمَةٌ ، الْحِمْصِيُّ الْقَاضِي . رَوَى عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ، وَالْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِ يكَرِبَ ، وَعُثْمَانَ بْنِ عُثْمَانَ الثَّقَفِيِّ . وَعَنْهُ حَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ الزُّبَيْدِيُّ ، وَثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ ، وَغَيْرُهُمْ . ذَكَرَهُ ابْنُ مَنْدَهْ فِي الصَّحَابَةِ , وَتَعَقَّبَهُ أَبُو نُعَيْمٍ بِأَنَّهُ مَشْهُورٌ مِنْ تَابِعِي أَهْلِ الشَّامِ . وَذَكَرَهُ جُمْهُورُ مَنْ صَنَّفَ فِي الرِّجَالِ فِي التَّابِعِينَ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ مِنَ الثَّانِيَةِ يُقَالُ : أَدْرَكَ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - أبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَوْفٍ الْجُرَشِيِّ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج5/ص336/1071) ، الْمَعْرِفَةُ وَالتَّارِيْخُ (ج2/ص199) ، مَعْرِفَةُ الثِّقَاتِ (ج2/ص84/1066) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج17/ص329/3924) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص639/3284) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج6/ص222/494) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص348/3974) ، الإِصَابَةُ (ج5/ص106/6379) .(1/100)
7- سُوَيْدُ بْنُ جَبَلَةَ السُّلَمِيُّ (1) سُوَيْدُ بْنُ جَبَلَةَ الْفَزَارِيُّ السُّلَمِيُّ . يَرْوِى عَنِ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ ، وَعَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ . رَوَى عَنْهُ لُقْمَانُ بْنُ عَامِرٍ الْوَصَّابِيُّ ، وَأَبُو الْمُصْبِحِ الْمِقْرَئِيُّ . ذَكَرَهُ أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ فِي مُسْنَدِ الشَّامِيِّينَ ، وَهُوَ غَلَطٌ ، وَلَيْسَتْ لَهُ صُحْبَةٌ , وَحَدِيثُهُ مُرْسَلٌ ، قَالَهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ . وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ وَابْنُ مَنْدَهْ : لا يَصِحُّ لَهُ صُحْبَةُ ، وَحَدِيثُهُ مُرْسَلٌ ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّالِثَةُ تَعْدِيلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ سُوَيْدِ بْنِ جَبَلَةَ السُّلَمِيِّ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج4/ص146/2273) ، الْمَعْرِفَةُ وَالتَّارِيْخُ (ج2/ص203) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج4/ص236/1010) ، الثِّقَاتُ (ج4/ص325/3143) ، الاسِتِيعَابُ (ج2/ص676/1114) ، جَامِعُ التَّحْصِيلِ (ج1/ص192/271) ، الإِصَابَةُ (ج3/ص304/3820) .(1/101)
8- الْعِرْبَاضُ بْنُ سَارِيَةَ السُّلَمِيُّ (1) أَبُو نَجِيحٍ . كَانَ مِنْ أَهْلِ الصُّفَّةِ ، وَهُوَ أَحَدُ الْبَكَّائِينَ الَّذِينَ نَزَلَ فِيهِمْ { وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ } ، وَنَزَلَ حِمْصَ . رَوَى عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، وَعَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ . وَعَنْهُ ابْنَتُهُ أُمُّ حَبِيبَةَ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو السُّلَمِيُّ ، وَسُوَيْدُ بْنُ جَبَلَةَ السُّلَمِيُّ وَآخَرُونَ . قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَوْفٍ : كُلُّ وَاحِدٍ مِنَ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ وَعَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ يَقُولُ : أَنَا رُبُعُ الإِسْلامِ لا نَدْرِي أَيَّهُمَا أَسْلَمَ قَبْلَ صَاحِبِهِ . تُوُفِّيَ بِالشَّامِ سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ فِي أَوَّلِ خِلافَةِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ رَوَى لَهُ الأَرْبَعَةُ .
رَابِعَاً : الْحُكْمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
هَذَا الْحَدِيثُ إِسْنَادُهُ حَسَنٌ لأَنَّ فِيهِ عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ ، وَسُوَيْدُ بْنُ جَبَلَةَ ، وَهُمَا صَدُوقَانِ .
وَقَالَ الْهَيْثَمِيُّ فِي ( مَجْمَعِ الزَّوَائِدِج10/ص171) : رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ ، وَرِجَالُهُ وُثِّقُوا .
وَقَالَ الأَلْبَانِيُّ فِي ( السِّلْسِلَةِ الصَّحِيحَةِ ج5/ص187/ح2145) : صَحِيحٌ بِشَوَاهِدِهِ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ السُّلَمِيِّ : طَبَقَاتُ ابْنِ سَعْدٍ (ج7/ص412) ، مُعْجَمُ الصَّحَابَةِ (ج2/ص299/836) ، مَشَاهِيْرُ الأَمْصَارِ (ج1/ص51/331) ، الاسْتِيعَابُ (ج3/ص1238/2026) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج19/ص549/3894) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص17/3766) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج7/ص157/414) ، الإِصَابَةُ (ج7/ص412/10636) .(1/102)
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 306 }
وَأَخْرَجَ الطَّبَرَانِيُّ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : « سَلُوا اللهَ الْفِرْدَوْسَ ، فَإِنَّهَا سِرَّةُ الْجَنَّةِ ، وَإِنَّ أَهْلَ الْفِرْدَوْسِ لَيَسْمَعُونَ أَطِيطَ الْعَرْشِ » .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي ( الْكَبِيْرُ ج8/ص246/ 7966) قَالَ : حَدَّثَنَا عَلانُ ثَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ ثَنَا أَبِي ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنِ الْقَاسِمِ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : « سَلُوا اللهَ الْفِرْدَوْسَ ، فَإِنَّهَا سِرَّةُ الْجَنَّةِ ، وَإِنَّ أَهْلَ الْفِرْدَوْسِ لَيَسْمَعُونَ أَطِيطَ الْعَرْشِ » .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
وَأَخْرَجَهُ أبُو نُعَيْمٍ فِي ( صِفَةِ الْجَنَّةِ رَقْمُ 496) مِنْ طَرِيقِ الطَّبَرَانِيِّ عَنْ عَلاَّنَ بِهِ .
وَأَخْرَجَهُ أبُو نُعَيْمٍ كَذَلِكَ فِي ( صِفَةِ الْجَنَّةِ رَقْمُ 496) مِنْ طَرِيقِ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ ، وَالرُّويَانِيُّ فِي ( مُسْنَدِهِ رَقْمُ 1265) وَالْحَاكِمُ فِي ( مُسْتَدْرَكِهِ / كِتَابُ التَّفْسِيْرِ ج2/ص402/3402) كِلاهُمَا مِنْ طَرِيقِ إِسْرَائِيلَ بْنِ يُونُسَ ، وَأَبُو الْفَضْلِ الزُّهْرِيُّ فِي ( جُزْءِ حَدِيثِهِ رَقْمُ 466) مِنْ طَرِيقِ مَكِّيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، ثَلاثَتُهُمْ – إسْرَائِيلُ وَمَكِّيُّ وَيَزِيدُ - عَنْ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ بِمِثْلِهِ .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ(1/1)
1- عَلاَّنُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ (1) عَلاَّنُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ أَبُو الْحَسَنِ الطَّيَالِسِيُّ . حَدَّثَ عَنْ مَسْرُوقِ بْنِ الْمَرْزُبَانِ ، وَأَبِى مَعْمَرٍ الْهُذَلِيِّ ، وَعُبَيْدِ اللهِ الْقَوَارِيرِيِّ ، وَخَالِدِ بْنِ يُوسُفَ السَّمْتِيِّ ، وَمُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ الرُّؤَاسِيِّ . رَوَى عَنْهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ التَّارِيْخِيُّ ، وَأَحْمَدُ بْنُ كَامِلٍ ، وَعَبْدُ الْبَاقِي بْنُ قَانِعٍ الْقَاضِيَّانِ ، وَأَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ . وَكَانَ ثِقَةً مَاتَ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَثَمَانِينَ وَمِئَتَيْنِ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ عَلاَّنَ بْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ : تَارِيْخُ بَغْدَادَ (ج12/ص28/6393) .(1/2)
2- عُمَرُ بن مُحَمَّدٍ الأسدي (1) عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الزُّبَيْرِ الأَسَدِيُّ ، أَبُو حَفْصٍ الْكُوفِيُّ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ التَّلِّ . رَوَى عَنْ أَبِيهِ ، وَوَكِيعٍ ، وَيَحْيَى بْنِ يَمَانٍ . وَعَنْهُ الْبُخَارِيُّ ، وَالنَّسَائِيُّ ، وَأَبُو حَاتِمٍ ، وَابْنُ خُزَيْمَةَ ، وَآخَرُونَ . قَالَ أَبُو حَاتِمٍ : مَحْلُّهُ الصِّدْقُ . وَقَالَ النَّسَائِيُّ : صَدُوقٌ . وذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ ، وَقَالَ : يُعْتَبَرُ بِحَدِيثِهِ مَا حَدَّثَ مِنْ كِتَابِ أَبِيهِ ، فَإِنَّ فِي رِوَايَتِهِ الَّتِي كَانَ يَرْوِيهَا مِنْ حِفْظِهِ بَعْضُ الْمَنَاكِيْرِ . وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ : لا بَأْسَ بِهِ . وَقَالَ الْحَاكِمُ عَنِ الدَّارَقُطْنِيِّ : ثِقَةٌ . وَقَالَ مَسْلَمَةُ فِي الصِّلَةِ : صَدُوقٌ ثِقَةٌ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : صَدُوقٌ رُبَّمَا وَهِمَ مِنَ الْحَادِيَةِ عَشَرَةَ مَاتَ سَنَةَ خَمْسِينَ وَمِئَتَيْنِ الْبُخَارِيُّ وَالنَّسَائِيُّ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّالِثَةُ تَعْدِيلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ الأَسَدِيِّ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج6/ص192/2141) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج6/ص132/725) ، تسمية من أخرجهم البخاري ومسلم ج1/ص179/1108) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج21/ص497/4302) ، المقتنى فِي سرد الكنى (ج1/ص194/1692) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج7/ص435/822) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص417/4964) .(1/3)
3- مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الأَسَدِيُّ (1) مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الزُّبَيْرِ الأَسَدِيُّ أَبُو عَبْدِ اللهِ الْكُوفِيُّ ، وَالِدُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ التَّلِّ ، لَقَبُهُ التَّلُّ بِفَتْحِ الْمُثَنَّاةِ وَتَشْدِيدِ اللامِ . رَوَى عَنْ أَبَانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْبَجَلِيِّ ، وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ طَهْمَانَ ، وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ وَغَيْرِهِمْ . وَعَنْهُ ابْنَاهُ عُمَرُ وَجَعْفَرُ ، وَدَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو الضَّبِّيُّ وَغَيْرهُمْ . قَالَ الدُّورِيُّ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ : شَيْخٌ . وَقَالَ مَرَّةً : قَدْ أَدْرَكْتُهُ ، وَلَيْسَ بِشَيْءٍ . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ : شَيْخٌ . وَقَالَ الآجُرِّيُّ عَنْ أَبِي دَاوُدَ : صَالِحٌ يُكْتَبُ حَدِيثُهُ . وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ : لَهُ أَحَادِيثُ أَفْرَادُ ، وَحَدَّثَ عَنْهُ الثِّقَاتُ ، وَلَمْ أَرَ بِحَدِيثِهِ بَأْسٌ . وَقَالَ الْعِجْلِيُّ : كُوفِيٌّ لا بَأْسَ بِهِ . وَقَالَ السَّاجِيُّ : ضَعِيفٌ . وَقَالَ الْبَزَّارُ وَالدَّارَقُطْنِيُّ : ثِقَةٌ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : صَدُوقٌ فِيهِ لِيِّنٌ مِنَ التَّاسِعَةِ مَاتَ سَنَةَ مِائَتَيْنِ الْبُخَارِيُّ النَّسَائِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ . مَرْتَبَتُهُ : الرَّابِعَةُ تَعْدِيلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الأَسَدِيِّ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج1/ص66/152) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (25/ص67/5149) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص164/4795) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج9/ص102/161) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص474/5816) .(1/4)
4- إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ (1) إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ بْنِ شُعْبَةَ الْخُرَاسَانِيُّ أَبُو سَعِيدٍ . رَوَى عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ ، وَالأَعْمَشِ ، وَشُعْبَةَ ، وَسُفْيَانَ ، وَجَمَاعَةٍ . وَعَنْهُ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الزُّبَيْرِ الأَسَدِيُّ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ الْبَغْدَادِيُّ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ الْعَوَقِيُّ ، وَأَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ الزُّبَيْرِيُّ وَغَيْرُهُمْ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ يُغْرِبُ وَتَكَلَّمَ فِيهِ لِلإِرْجَاءِ ، وَيُقَالُ : رَجَعَ عَنْهُ ، مِنَ السَّابِعَةِ مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّينَ الْكُتُبُ السِّتَّةُ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ إبْرَاهِيمَ بْنِ طَهْمَانَ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج1/ص294/945) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج2/ص108/186) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص214/148) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص112) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص90/189) .(1/5)
5- جَعْفَرُ بْنُ الزُّبَيْرِ الدِّمَشْقِيُّ (1) الْحَنَفِيُّ ، وَقِيلَ : الْبَاهِلِيُّ الدِّمَشْقِيُّ نَزِيلُ الْبَصْرَةِ . رَوَى عَنِ الْقَاسِمِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ، وَعَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ . وَعَنْهُ مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، وَوَكِيعٌ ، وَعِدَّةُ . نَقَلَ ابْنُ الْجَوْزِيِّ الإِجْمَاعَ عَلَى أَنَّهُ مَتْرُوكٌ . كَذَّبَهُ شُعْبَةُ , قَالَ غُنْدَرٌ : رَأَيْتُ شُعْبَةَ رَاكِبَاً عَلَى حِمَارٍ فَقَالَ : أَذْهَبُ فَاسْتَعْدِي عَلَى جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ ، وَضَعَ عَلَى رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - أَرْبَعَ مِائَةِ حَدِيثٍ . وَقَالَ الْبُخَارِيُّ : مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ ، وَكَانَ صَالِحَاً فِي نَفْسِهِ ، مِنَ السَّابِعَةِ ، مَاتَ بَعْدَ الأَرْبَعِينَ ابْنُ مَاجَهْ . مَرْتَبَتُهُ : الْخَامِسَةُ تَجْرِيْحَاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ الدِّمَشْقِيِّ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج2/ص192/2160) ، ضُعَفَاءُ الْبُخَارِيِّ (ج1/ص24/46) ، الضُّعَفَاءُ لِلنَّسَائِيِّ (ج1/ص28/108) ، الْمَجْرُوحِينَ (ج1/ص212/178) ، الْكَامِلُ فِي الضُّعَفَاءِ (ج2/ص134/335) ، الضُّعَفَاءُ وَالْمَتْرُوكِينَ لابْنِ الْجَوْزِيِّ (ج1/ص171/666) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج5/ص32/940) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص294/789) ، الْكَشْفُ الْحَثِيثُ (ج1/ص85/194) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج2/ص78/140) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص140/939) .(1/6)
6- الْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ (1) الشَّامِيُّ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدِّمَشْقِيُّ مَوْلَى آلِ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ حَرْبٍ الأُمَوِيُّ . رَوَى عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ ، وَسَلْمَانَ ، وَأَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ ، وَقِيلَ : لَمْ يَسْمَعْ مِنْ أَحَدٍ مِنَ الصَّحَابَةِ سِوَى أَبِي أُمَامَةَ . رَوَى عَنْهُ ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ الْحِمْصِيُّ ، وَجَعْفَرُ بْنُ الزُّبَيْرِ ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدِّمَشْقِيُّ الْكَبِيْرُ ، وَغَيْرُهُمْ . قَالَ ابْنُ سَعْدٍ : لَهُ حَدِيثٌ كثير قَالَ بَعْضُ الشَّامِيِّينَ : إِنَّهُ أَدْرَكَ أَرْبَعِينَ بَدْرِيَّاً . وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْجُنَيْدِ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ : الْقَاسِمُ ثِقَةٌ . وَقَالَ الْعِجْلِيُّ : ثِقَةٌ يُكْتَبُ حَدِيثُهُ وَلَيْسَ بِالْقَوِيِّ . وَقَالَ يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ وَيَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ وَالتِّرْمِذِيُّ : ثِقَةٌ . وَقَالَ الْجَوْزَجَانِيُّ : كَانَ خِيَارَاً فَاضِلاً أَدْرَكَ أَرْبَعِينَ رَجْلاُ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ : حَدِيثُ الثِّقَاتِ عَنْهُ مُسْتَقِيمٌ لا بَأْسَ بِهِ ، وَإِنَّمَا يُنْكَرُ مَا رَوَاهُ عَنْهُ الضُّعَفَاءُ . وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ : قَدْ اخْتَلَفَ النَّاسُ فِيهِ . وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ : كَانَ يَرْوِي عَنِ الصَّحَابَةِ الْمُعْضَلاتِ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ القَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج7/ص113/649) ، تاريخ أسماء الثقات (ج1/ص189/1150) ، الضُّعَفَاءُ وَالْمَتْرُوكِينَ لابْنِ الْجَوْزِيِّ (ج3/ص14/2746) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج23/ص383/4800) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص129/4517) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج8/ص289/583) ، لِسَانُ الْمِيزَانِ (ج7/ص339/4419) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص450/5470) .(1/7)
وَقَالَ أبُو إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ : كَانَ مِنْ ثِقَاتِ الْمُسْلِمِينَ . وَقَالَ ابْنُ شَاهِينَ : ثِقَةٌ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : صَاحِبُ أَبِي أُمَامَةَ صَدُوقٌ يُغْرِبُ كَثِيْرَاً مِنَ الثَّالِثَةِ ، مَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشَرَةَ الْبُخَارِيُّ وَالأَرْبَعَةُ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّالِثَةُ تَعْدِيلاً .
7- أبُو أُمَامَةَ صُدِىُّ بِالتَّصْغِيْرِ بْنُ عَجْلانَ بْنِ وَهْبٍ الْبَاهِلِيُّ الصَّحَابِيُّ . سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 38 ] .
رابعاً : الْحُكْمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
هَذَا الْحَدِيثُ إِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ جِدَّاً لأَنَّ فِيهِ جَعْفَرُ بْنُ الزُّبَيْرِ ، وَهُوَ مُجْمَعٌ عَلَى تَرْكِهِ ، بَلْ كَذَّبَهُ شُعْبَةُ .
وَقَالَ الْهَيْثَمِيُّ فِي ( مَجْمَعِ الزَّوَائِدِ ج10/ص398) : رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ وَفِيهِ جَعْفَرُ بْنُ الزُّبَيْرِ ، وَهُوَ مَتْرُوكٌ .
وَقَالَ الْحَاكِمُ بَعْدَ رِوَايَتِهِ لِلْحَدِيثِ : هَذَا حَدِيثٌ لَمْ نَكْتُبْهُ إِلاَّ مِنْ هَذَا الإِسْنَادِ ، وَلَمْ نَجِدْ بُدَّاً مِنْ إِخْرَاجِهِ .
وَقَالَ الذَّهَبِيُّ فِي التَّلْخِيصِ : جَعْفَرٌ هَالِكٌ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 307 }
وَأَخْرَجَ التِّرْمِذِيُّ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : « إِنَّ فِي الْجَنَةِ مِائَةَ دَرَجَةٍ ، لَوْ أَنَّ الْعَالَمِينَ اجْتَمَعُوا فِي إِحْدَاهُنَّ لَوَسِعَتْهُمْ » .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ(1/8)
أَخْرَجَهُ الترمذي فِي ( سُنَنِهِ / كِتَابُ صِفَةِ الْجَنَّةِ ، بَابُ مَا جَاءَ فِي صِفَةِ دَرَجَاتِ الْجَنَّةِ ج4/ص676/2532) قَالَ : حَدَّثَنَا قتيبة حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ دَرَّاجٍ عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : « إِنَّ فِي الْجَنَةِ مِائَةَ دَرَجَةٍ ، لَوْ أَنَّ الْعَالَمِينَ اجْتَمَعُوا فِي إِحْدَاهُنَّ لَوَسِعَتْهُمْ » .
قَالَ أَبُو عِيسَى : هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ فِي ( مُسْنَدِهِ ج3/ص29/ 11254) ، وَأَبُو يَعْلَى فِي ( مُسْنَدِهِ ج2/ص519/1374) كِلاهُمَا مِنْ طَرِيقِ الْحَسَنِ بْنِ مُوسَى الأَشْيَبِ عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ بِمِثْلِهِ .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
1- قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ الثَّقَفِيُّ (1) قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ جَمِيلِ بْنِ طَرِيفِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الثَّقَفِيُّ مَوْلاهُمْ ، أَبُو رَجَاءٍ الْبَغْلانِيُّ . رَوَى عَنْ مَالِكٍ ، وَاللَّيْثِ ، وَابْنِ لَهِيعَةَ فِي آخَرِينَ . رَوَى عَنْهُ الْجَمَاعَةُ سِوَى ابْنِ مَاجَهْ ، وَرَوَى عَنْهُ خلائقٌ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ ثَبْتٌ مِنَ الْعَاشِرَةِ مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعِينَ عَنْ تِسْعِينَ سَنَةً الْكُتُبُ السِّتَّةُ .
2- عَبْدُ اللهِ بْنُ لَهِيعَةَ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 14 ] . صَدُوقٌ اخْتَلَطَ بَعْدَ احْتِرَاقِ كُتُبِهِ ، وَرِوَايَةُ ابْنِ الْمُبَارَكِ وَابْنِ وَهْبٍ عَنْهُ أَعْدَلُ مِنْ غَيْرِهِمَا
__________
(1) تَرْجَمَةُ قُتَيْبَةَ بْنِ سَعِيدٍ الثَّقَفِيِّ : تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج23/ص523/4852) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص134/4555) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج8/ص321/641) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص454/5522) .(1/9)
3- دَرَّاجُ بْنُ سَمْعَانَ أَبُو السَّمْحِ . سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 1 ] . صَدُوقٌ صَالِحٌ الْحَدِيثِ إِلاَّ فِي حَدِيثِهِ عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ ، فَفِيهِ ضَعْفٌ وَنَكَارَةٌ .
4- سُلَيْمَانُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَبْدٍ اللَّيْثِيُّ أبُو الْهَيْثَمِ الْعُتْوَارِيُّ الْمِصْرِيُّ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [14 ] .
5- أبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 14 ] .
رَابِعَاً : الْحَكَمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
هَذَا الْحَدِيثُ إِسْنَادُهُ ضعيفٌ لأنَّهُ مِنْ رِوَايَةِ دَرَّاجٍ عَنْ أَبِى الْهَيْثَمِ وَهِىَ رِوَايَةُ مُنْكَرَةٌ .
وقَالَ أبُو عِيسَى التِّرْمِذِيُّ مُشِيْرَاً إِلَى ضَعْفِهِ : هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ . وَضَعَّفَهُ الأَلْبَانِيُّ فِي ضَعِيفِ التِّرْمِذِيِّ (ج1/ص291/ح455) ، وَالضَّعِيفَةِ ( رَقْمُ 1866) ، وضعيف الجامع ( رَقْمُ 1901) .
وقَالَ شُعَيْبُ الأَرْنَؤُوطُ فِي تَعْلِيقِهِ عَلَى الْمُسْنَدِ (ج3/ص29/ح11254) : صَحِيحٌ لِغَيْرِهِ دُونَ قَوْلِهِ « لَوْ أَنَّ الْعَالَمِينَ اجْتَمَعُوا فِي إِحْدَاهُنَّ وَسِعَتْهُمْ » . وَهَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 308 }(1/10)
وَقَالَ ابْنُ وَهْبٍ : أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادِ بْنِ أَنْعَمَ أَنَّهُ سَمِعَ عُتْبَةَ بْنَ عُبَيْدٍ الضَّبِّيَّ يَذْكُرُ عَمَّنْ حَدَّثَهُ أَنَّ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : « فِي الْجَنَّةِ مِائَةُ دَرَجَةٍ ، بَيْنَ كُلِّ دَرَجَتَيْنِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ ، وَأَوَّلُ دَرَجَةٍ مِنْهَا دُورُهَا ، وَبُيُوتُهَا ، وَأَبْوَابُهَا ، وَسُرُرُهَا ، وَمَغَالِيقُهَا مِنْ فِضَّةٍ ، وَالدَّرَجَةُ الثَّانِيَةُ دُورُهَا ، وَبُيُوتُهَا ، وَأَبْوَابُهَا ، وَسُرُرُهَا ، وَمَغَالِيقُهَا مِنْ ذَهَبٍ ، وَالدَّرَجَةُ الثَّالِثَةُ دُورُهَا ، وَبُيُوتُهَا ، وَأَبْوَابُهَا ، وَسُرُرُهَا ، وَمَغَالِيقُهَا مِنْ يَاقًوتٍ ، وَلُؤْلُؤٍ ، وَزَبَرْجَدٍ ، وَسَبْعٌ وَتِسْعُونَ دَرَجَةٍ لا يَعْلَمُ مَا هِيَ إِلاَّ اللهُ » .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ ابْنُ وَهْبٍ فِي كُتُبِهِ , وَلَمْ أَجِدْهُ .
ثَانِيَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
1- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادِ بْنِ أَنْعَمَ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 87 ] . ضَعِيفٌ فِي حِفْظِهِ مِنَ السَّابِعَةِ .
2- عُتْبَةُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّدَفِيُّ (1) عُتْبَةُ بْنُ عُبَيْدٍ الضَّبِّيُّ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ . يَرْوِي الْمَرَاسِيلَ وَالْمَقَاطِيعَ . رَوَى عَنْهُ سَعِيدُ بْنُ أَبِى أَيُّوبَ .
ثَالِثَاً : الْحَكَمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
__________
(1) تَرْجَمَةُ عتبة بن عبيد الصدفي : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج6/ص373/2058) ، الثِّقَاتُ (ج7/ص270/10013) .(1/11)
هَذَا الْحَدِيثُ إِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ جِدَّاً لأَنَّ فِيهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادِ بْنِ أَنْعَمَ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ ، وَللانْقِطَاعِ بَيْنَ عُتْبَةَ وَبَيْنَ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 309 }
وَأَخْرَجَ الشَّيْخَانِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : « إنَّ الْعَبْدَ يَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ (1) من رِضْوَانِ اللهِ ، لا يُلْقِي لَهَا بَالاً يَرْفَعُ اللهُ بِهَا دَرَجَاتٍ ، وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللهِ ، لا يُلْقِي لَهَا بَالاً يَهْوِي بِهَا فِي جَهَنَّمَ » .
- - الله - -
تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي ( صَحِيحِهِ / كِتَابُ الرِّقَاقِ ، بَابُ حِفْظِ اللِّسَانِ وَقَوْلِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - : مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرَاً أو لِيَصْمُتْ ، وَقَوْلِهِ تَعَالَى { ما يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } ج5/ص2377/6113) قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مُنِيْرٍ سَمِعَ أَبَا النَّضْرِ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ يَعْنِي ابْنَ دِينَارٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ من رِضْوَانِ اللهِ ، لا يُلْقِي لَهَا بَالاً يَرْفَعُ اللهُ بِهَا دَرَجَاتٍ ، وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللهِ ، لا يُلْقِي لَهَا بَالاً يَهْوِي بِهَا فِي جَهَنَّمَ » .
__________
(1) فِى الْمَخْطُوطَةِ (ز) ليتكلم بالكلمة .(1/12)
وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي ( صَحِيحِهِ / كِتَابُ الزُّهْدِ وَالرَّقَائِقِ ج4/ص2290/2988) قَالَ : حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا بَكْرٌ يَعْنِي ابْنَ مُضَرَ عَنْ ابْنِ الْهَادِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : « إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ يَنْزِلُ بِهَا فِي النَّارِ أَبْعَدَ مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ » .
وَحَدَّثَنَاه مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ الْمَكِّيُّ ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ الدَّرَاوَرْدِيُّ عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْهَادِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : « إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ ، مَا يَتَبَيَّنُ مَا فِيهَا يَهْوِي بِهَا فِي النَّارِ أَبْعَدَ مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ » .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 310 }
وَأَخْرَجَ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : « أَلا أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يَمْحُو اللهُ بِهِ الْخَطَايَا ، وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ » ، قَالُوا : بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ ، قَالَ : « إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عَلَى الْمَكَارِهِ ، وَكَثْرَةُ الْخُطَا إِلَى الْمَسَاجِدِ ، وَانْتِظَارُ الصَّلاةِ بَعْدَ الصَّلاةِ ، فَذَلِكُمْ الرِّبَاطُ » .
- - الله - -
تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ(1/13)
أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي ( صَحِيحِهِ / كِتَابُ الطَّهَارَةِ ج1/ص219/251) قَالَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ وَقُتَيْبَةُ وَابْنُ حُجْرٍ جَمِيعَاً عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ أَخْبَرَنِي الْعَلاءُ يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : « أَلا أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يَمْحُو اللهُ بِهِ الْخَطَايَا ، وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ » ، قَالُوا : بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ ، قَالَ : « إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عَلَى الْمَكَارِهِ ، وَكَثْرَةُ الْخُطَا إِلَى الْمَسَاجِدِ ، وَانْتِظَارُ الصَّلاةِ بَعْدَ الصَّلاةِ ، فَذَلِكُمْ الرِّبَاطُ » .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 311 }
وَأَخْرَجَ أبُو دَاوُدَ ، وَالتِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ ، وَابْنُ مَاجَهْ ، وَابْنُ حِبَّانَ عَنِ ابْنِ عَمْرٍو (1) قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « يُقَالَ لِصَاحِبِ الْقُرْآنِ : اقْرَأْ وَارْتَقِ وَرَتِّلْ كما كُنْتَ تُرَتِّلُ فِي الدُّنْيَا ، فَإِنَّ مَنْزِلَتَكَ عِنْدَ آخِرِ آيَةٍ تَقْرَؤُهَا » .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
__________
(1) فِى الْمَخْطُوطَةِ (ز) عن ابن عمر .(1/14)
أَخْرَجَهُ أبو دَاوُدَ فِي ( سُنَنِهِ /كِتَابُ سُجُودِ الْقُرْآنِ ، بَابُ اسْتِحْبَابِ التَّرْتِيلِ فِي الْقِرَاءَةِ ج2/ص73/1464) قَالَ : حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ ثَنَا يَحْيَى عَنْ سُفْيَانَ حَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ بَهْدَلَةَ عَنْ زِرٍّ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « يُقَالَ لِصَاحِبِ الْقُرْآنِ : اقْرَأْ وَارْتَقِ وَرَتِّلْ كما كُنْتَ تُرَتِّلُ فِي الدُّنْيَا ، فإن مَنْزِلَكَ عِنْدَ آخِرِ آيَةٍ تَقْرَؤُهَا » . وأَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ فِي ( سُنَنِهِ / كِتَابُ فَضَائِلِ الْقُرْآنِ ، بَابٌ ج5/ص177/ 2914 ) مِنْ طَرِيقِ أَبِى دَاوُدَ الْحَفَرِيُّ وَأَبِي نُعَيْمٍ ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي ( صَحِيحِهِ ، ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ آخَرَ مَنْزِلَةِ الْقَارِئِ فِي الْجَنَّةِ تَكُونُ عِنْدَ آخَرِ آيَةٍ كَانَ يَقْرُؤهَا فِي الدُّنْيَا ج3/ص43/766) مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ ، ثَلاثَتُهُمْ عَنِ الثَّوْرِيِّ بِمِثْلِهِ .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ أحْمَدُ فِي ( مُسْنَدِهِ ج2/ص192/6799) ، وَالنَّسَائِيُّ فِي ( سُنَنِهِ الْكُبْرَى / كِتَابُ فَضَائِلِ الْقُرْآنِ ، التّرْتِيلُ ج5/ص22/ 8056) كِلاهُمَا مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ ، وَالْبَيْهَقِيُّ فِي ( سُنَنِهِ الْكُبْرَى ، بَابُ كَيْفَ قِرَاءةُ الْمُصَلِّى ج2/ص53/ 2253) ، وَالْحَاكِمُ فِي ( مُسْتَدْرَكِهِ / كِتَابُ فَضَائِلِ الْقُرْآنِ ج1/ص739/2030) كِلاهُمَا مِنْ طَرِيقِ وَكِيعٍ ، كِلاهُمَا يَعْنِي ابْنَ مَهْدِيٍّ وَوَكِيعَاً عَنِ الثَّوْرِيِّ بِمِثْلِهِ .
تنبيه : نَسَبَ الْمُصَنِّفُ الْحَدِيثَ لابْنِ مَاجَهْ ، وَالَّذِي فِي سُنَنِ ابْنِ مَاجَهْ هُوَ حَدِيثُ أَبِي سَعِيدٍ الآتِي ذِكْرُهُ بَعْدُ .(1/15)
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ مِنْ طَرِيقِ أبِي دَاوُدَ
1- مُسَدَّدُ بْنُ مُسَرْهَدٍ (1) مُسَدَّدُ بْنُ مُسَرْهَدِ بْنِ مُسَرْبَلٍ الْبَصْرِيُّ الأَسَدِيُّ أبُو الْحَسَنِ الْحَافِظُ . رَوَى عَنْ وَكِيعٍ ، وَالْقَطَّانِ ، وَابْنِ عُلَيَّهَ ، وَخَلْقٍ . رَوَى عَنْهُ الْبُخَارِيُّ فَأَكْثَرَ ، وَأَبُو دَاوُدَ ، وَأَبُو زُرْعَةَ وَأَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيَّانِ ، وَغَيْرُهُمْ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ أَوَّلُ مَنْ صَنَّفَ الْمُسْنَدَ بِالْبَصْرَةِ مِنَ الْعَاشِرَةِ مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ ، وَيُقَالُ اسْمُهُ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَمُسَدَّدٌ لَقَبٌ الْبُخَارِيُّ وَأَبُو دَاوُدَ والتِّرْمِذِيُّ وَالنَّسَائِيُّ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ مُسَدَّدِ بْنِ مُسَرْهَدٍ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج8/ص72/2209) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج27/ص443/5899) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص256/5388) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج10/ص98/203) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص528/6598) .(1/16)
2- يَحْيَي بْنُ سَعِيدِ بْنِ فَرُّوخَ (1) يَحْيَى بْنُ سَعِيدِ بْنِ فَرُّوخَ بِفَتْحِ الْفَاءِ وَتَشْدِيدِ الرَّاءِ الْمَضْمُومَةِ وَسُكُونِ الْوَاوِ ثُمَّ مُعْجَمَةٌ الْقَطَّانُ التَّمِيمِيُّ ، أَبُو سَعِيدٍ الْبَصْرِيُّ الأَحْوَلُ سَيِّدُ الْحُفَّاظِ . رَوَى عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ ، وَيَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ ، وَشُعْبَةَ ، وَسُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ ، وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ . وَحَدَّثَ عَنْهُ مِنْ شُيُوخِهِ شُعْبَةُ ، وَالسُّفْيَانَانِ ، وَمِنْ أَقْرَانِهِ مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ . وقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ : اخْتَلَفُوا يَوْمَاً مَعَ شُعْبَةَ ، فَقَالُوا : اجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ حَكَمَاً ، فقَالَ : قَدْ رَضِيْتُ بِالأَحْوَلِ يَعْنِي يَحْيَى الْقَطَّانَ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ ثِقَةٌ مُتْقِنٌ حَافِظٌ إِمَامٌ قُدْوَةٌ مِنْ كِبَارِ التَّاسِعَةِ مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِينَ وَلَهُ ثَمَانٌ وَسَبْعُونَ الْكُتُبُ السِّتَّةُ .
3- سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ الثَّوْرِيُّ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 4 ] . ثِقَةٌ حَافِظٌ فَقِيهٌ عَابِدٌ إِمَامٌ حُجَّةٌ .
4- عَاصِمُ بن بَهْدَلَةَ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 15 ] . صَدُوقٌ لَهُ أَوْهَامٌ حُجَّةٌ فِي الْقِرَاءةِ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدِ بْنِ فَرُّوخَ : تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج31/ص329/6834) ، تَذْكِرَةُ الْحُفَّاظِ (ج1/ص298/280) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص366/6175) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج11/ص190/359) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص591/7557) .(1/17)
5- زِرُّ بْنُ حُبَيْشٍ (1) زِرُّ بْنُ حُبَيْشٍ بِمُهْمَلَةٍ وَمُوَحَّدَةٍ وَمُعْجَمَةِ مُصَغَّرٌ بْنِ حُبَاشَةَ بِضَمِّ الْمُهْمَلَةِ بَعْدَهَا مُوَحَّدَةٍ ثُمَّ مُعْجَمَةٍ الأَسَدِيُّ الْكُوفِيُّ أَبُو مَرْيَمَ ، مُخَضَّرَمٌ أَدْرَكَ الْجَاهِلِيَّةَ . ورَوَى عَنْ عُمَرَ ، وَعُثْمَانَ ، وَعَلِيٍّ ، وَعَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ، وَغَيْرِهِمْ . وَعَنْهُ إبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ ، وَعَاصِمُ بْنُ بَهْدَلَةَ ، وَالْمِنْهَالُ بْنُ عَمْرٍو ، وَغَيْرُهُمْ . قَالَ ابْنُ مَعِينٍ : ثِقَةٌ . وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ : كَانَ ثِقَةُ كَثِيْرَ الْحَدِيثِ ، قَالَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ : يَا زِرُّ مَا تَرِيدُ أَنْ تَدَعَ آيَةً إِلاَّ سَأَلْتَنِي عَنْهَا . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ ثِقَةٌ جَلِيلٌ مُخَضَّرَمٌ ، مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى أَوْ اثْنَتَيْنِ أَوْ ثَلاثٍ وَثَمَانِينَ ، وَهُوَ ابْنُ مِئَةٍ وَسَبْعٍ وَعِشْرِينَ الْكُتُبُ السِّتَّةُ .
6- عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 1 ] .
رَابِعَاً : الْحَكَمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
هَذَا الْحَدِيثُ إِسْنَادُهُ حَسَنٌ لأَنَّ فِيهِ عَاصِمُ بْنُ بَهْدَلَةَ ، وَهُوَ صَدُوقٌ فِي الْحَدِيثِ ، حُجَّةٌ فِي الْقِرَاءةِ .
قَالَ أبُو عِيسَى التِّرْمِذِيُّ : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ .
وقَالَ الأَلْبَانِيُّ فِي ( صَحِيحِ التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ ج2/ص79/ح1426) : حَسَنٌ صَحِيحٌ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج3/ص447/1495) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج9/ص335/1976) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص402/1630) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج3/ص277/597) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص215/2008) .(1/18)
وقَالَ شُعَيْبُ الأَرْنَؤُوطُ فِي تَعْلِيقِهِ عَلَى الْمُسْنَدِ (ج2/ص192/ح6799) : صَحِيحٌ لِغَيْرِهِ ، وَهَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ . وقَالَ فِي تَعْلِيقِهِ عَلَى صَحِيحِ ابْنِ حِبَّانَ (ج3/ص43/ح766) : هَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 312 }
وَأَخْرَجَ ابْنُ مَاجَهْ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « يَقَالُ لِصَاحِبِ الْقُرْآنِ إِذَا دَخَلَ الْجَنَّةَ : اقْرَأْ ، وَاصْعَدْ ، فَيَقْرَأُ ، وَيَصْعَدُ بِكُلِّ آيَةٍ دَرَجَةً ، حَتَّى يَقْرَأَ آخِرَ شَيْءٍ مِنْهُ » (1) .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ ابْنُ مَاجَهْ فِي ( سُنَنِهِ / كِتَابُ الأَدَبِ ، بَابُ ثَوَابِ الْقُرْآنِ ج2/ص1242/3780) قَالَ : حَدَّثَنَا أبو بَكْرٍ ثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى أَنْبَأَنَا شَيْبَانُ عَنْ فِرَاسٍ عَنْ عَطِيَّةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « يُقَالَ لِصَاحِبِ الْقُرْآنِ إذَا دَخَلَ الْجَنَّةَ : اقْرَأْ ، وَاصْعَدْ ، فَيَقْرَأُ ، وَيَصْعَدُ بِكُلِّ آيَةٍ دَرَجَةً ، حَتَّى يَقْرَأَ آخِرَ شَيْءٍ » .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ فِي ( مُسْنَدِهِ ج3/ص40/ 11378) مِنْ طَرِيقِ شَيْخِهِ مُعَاوِيَةَ بْنِ هِشَامٍ ، وَأَبُو يَعْلَى فِي ( مُسْنَدِهِ ج2/ص346/1094) مِنْ طَرِيقِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ مُوسَى ، كِلاهُمَا عَنْ شَيْبَانَ بِمِثْلِهِ .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
__________
(1) فِى الْمَخْطُوطَةِ (ب) معه بدلا منه .(1/19)
1- مُعَاوِيَةُ بْنُ هِِشَامٍ (1) مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ الْقَصَّارُ الأَزْدِيُّ أَبُو الْحَسَنِ الْكُوفِيُّ مَوْلَى بَنِي أَسَدٍ . رَوَى عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ ، وَعَلِيِّ بْنِ صَالِحٍ ، وَشَيْبَانَ النَّحْوِيِّ وَغَيْرِهِمْ . وَعَنْهُ أَحْمَدُ ، وَإِسْحَاقُ ، وَابْنَا أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَبُو كُرَيْبٍ ، وَآخَرُونَ . قَالَ عُثْمَانُ الدَّارِمِيُّ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ : صَالِحٌ وَلَيْسَ بِذَاكَ . وَقَالَ أبُو حَاتِمٍ : صَدُوقٌ . وَقَالَ الآجُرِّيُّ عَنْ أَبِي دَاوُدَ : ثِقَةٌ . وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ ، وَقَالَ : رُبَّمَا أَخْطَأَ . وَقَالَ السَّاجِيُّ : صَدُوقٌ يَهِمُ . قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : هُوَ كَثِيْرُ الْخَطَأِ . وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ : كَانَ صَدُوقَاً كَثِيْرَ الْحَدِيثِ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : صَدُوقٌ لَهُ أَوْهَامٌ مِنْ صِغَارِ التَّاسِعَةِ ، مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَمِئَتَيْنِ الْبُخَارِيُّ فِي التَّارِيْخِ وَمُسْلِمٌ وَالأَرْبَعَةُ .
2- شَيْبَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 41 ] . ثِقَةٌ صَاحِبُ كِتَابٍ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ مُعَاوِيَةَ بْنِ هِشَامٍ الْقَصَّارِ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج7/ص337/1452) ، مَعْرِفَةُ الثِّقَاتِ (ج2/ص285/1750) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج8/ص385/1759) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج28/ص218/6067 ، الْكَاشِفُ (ج2/ص277/5535) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج10/ص196/403) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص538/6771) .(1/20)
3- فِرَاسُ بْنُ يَحْيَى الْهَمْدَانِيُّ (1) فِرَاسُ بِكَسْرِ أَوَّلِهِ وَبِمُهْمَلَةٍ ابْنُ يَحْيَى الْهَمْدَانِيُّ الْخَارِفِيُّ بِمُعْجَمَةٍ وَفَاءٍ ، أَبُو يَحْيَى الْكُوفِيُّ الْمُكْتِبُ . رَوَى عَنِ الشَّعْبِيِّ ، وَعَطِيَّةَ الْعُوْفِيِّ ، وَأَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ . رَوَى عَنْهُ مَنْصُورُ بْنُ الْمُعْتَمِرِ وَهُوَ مِنْ أَقْرَانِهِ ، وَشُعْبَةُ ، وَشَيْبَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، وَغَيْرُهُمْ . قَالَ أحْمَدُ وَابْنُ مَعِينٍ وَالنَّسَائِيُّ : ثِقَةٌ .
وقَالَ أبُو حَاتِمٍ : شَيْخٌ مَا بِحَدِيثِهِ بَأْسٌ . وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ . وَقَالَ الْعِجْلِيُّ : كُوفِيٌّ ثِقَةٌ مِنْ أَصْحَابِ الشَّعْبِيِّ فِي عِدَادِ الشُّيُوخِ ، لَيْسَ بِكَثِيْرِ الْحَدِيثِ . وَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : صَدُوقٌ ، قِيلَ لَهُ : ثَبْتٌ ، قَالَ : لا . وَقَالَ يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ : فِي حَدِيثِهِ لِيِّنٌ ، وَهُوَ ثِقَةٌ .
وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ صَدُوقٌ رُبَّمَا وَهِمَ مِنَ السَّادِسَةِ مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ الْكُتُبُ السِّتَّةُ .
4- عَطِيَّةُ بْنُ سَعْدٍ الْعَوْفِيُّ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 2 ] . صَدُوقٌ يُخْطِئُ كَثِيْرَاً وَكَانَ شِيعِيَّاً مُدَلِّسَاً .
5- أبُو سَعِيدٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 14 ] .
رَابِعَاً : الْحَكَمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
__________
(1) تَرْجَمَةُ فِرْاسِ بْنِ يَحْيَى الْهَمْدَانِيِّ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج7/ص139/624) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج23/ص152/4712) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص119/4444) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج8/ص233/483) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص444/5381) .(1/21)
هَذَا الْحَدِيثُ إِسْنَادُهُ ضعيفٌ لأَنَّ فِيهِ عَطِيَّةُ الْعَوْفِيُّ ، وَهُوَ صَدُوقٌ يُخْطِئُ كَثِيْرَاً ، وَكَانَ شِيعِيَّاً مُدَلِّسَاً وَقَدْ عَنْعَنَهُ . وقَالَ الْهَيْثَمِيُّ فِي ( مَجْمَعِ الزَّوَائِدِ ج7/ص162) : رَوَاهُ أَحْمَدُ وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ .
وقَالَ الْبُوصِيرِيُّ فِي ( مِصْبَاحِ الزُّجَاجَةِ ج4/ص125/ 1231 ) : هَذَا إسْنَادٌ فِيهِ عَطِيَّةُ الْعُوفِيُّ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ .
وَقَدْ صَحَّحَهُ الأَلْبَانِيُّ فِي ( صَحِيحِ ابْنِ مَاجَهْ ج2/ص314/ح3407) ، وَالصَّحِيحَةِ حَدِيثُ رَقْمُ 2240 .
وَلَعَلَّهُ صَحَّحَهُ لِشَاهِدِهِ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْروٍ السَّابِقِ .
وقَالَ شُعَيْبُ الأَرْنَؤُوطُ فِي تَعْلِيقِهِ عَلَى الْمُسْنَدِ (ج3/ص40/ح11378) : صَحِيحٌ لِغَيْرِهِ ، وَهَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ لِضَعْفِ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 313 }
وَأَخْرَجَ ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنِ ابْنِ عَمْرٍو قَالَ : كُلُّ آيَةٍ مِنَ الْقُرْآنِ دَرَجَةٌ فِي الْجَنَّةِ ، وَمِصْبَاحٌ فِي بُيُوتِكُمْ .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الأَثَرِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ فِي ( الزُّهْدِ ج1/ص273) قَالَ : أَخْبَرَنَا رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ حُيِّي بْنِ عَبْدِ اللهِ الْمُعَافِرِيِّ حَدَّثَهُ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِىِّ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ : كُلُّ آيَةٍ مِنَ الْقُرْآنِ دَرَجَةٌ فِي الْجَنَّةِ ، وَمِصْبَاحٌ فِي بُيُوتِكُمْ .
ثَانِيَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الأَثَرِ
1- رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 39 ] . ضَعِيفٌ صَالِحٌ فِي دِينِهِ ، أَدْرَكَتْهُ غَفْلَةُ الصَّالِحِينَ ، فَخَلَطَ فِي الْحَدِيثِ مِنَ السَّابِعَةِ .(1/22)
2- حُيَيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْمَعَافِرِيُّ (1) حُيَيُّ بِضَمِّ أَوَّلِهِ وَيَائَيْنِ مِنْ تَحْتٍ الأُولَى مَفْتُوحَةٌ ابْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ شُرَيْحٍ الْمُعَافِرِيُّ الْحُبُلِيُّ أَبُو عَبْدِ اللهِ الْمِصْرِيُّ . رَوَى عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ وَغَيْرِهِ . وَعَنْهُ اللَّيْثُ ، وَابْنُ لَهِيعَةَ ، وَابْنُ وَهْبٍ وَهُوَ آخِرُ مَنْ حَدَّثَ عَنْهُ . قَالَ أَحْمَدُ : أَحَادِيثُهُ مَنَاكِيْرُ . وَقَالَ الْبُخَارِيُّ : فِيهِ نَظَرٌ . وَقَالَ النَّسَائِيُّ : لَيْسَ بِالْقَوِيِّ . وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ : لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ . وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ : أَرْجُو أَنَّه لا بَأْسَ بِهِ إِذَا رَوَى عَنْهُ ثِقَةٌ . وذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثقات ، وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ صَدُوقٌ يَهِمُ مِنَ السَّادِسَةِ مَاتَ سَنَةَ ثََمَانٍ وَأَرْبَعِينَ الأَرْبَعَةُ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ حُيَيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْمَعَافِرِيِّ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج3/ص76/269) ، الضعفاء للنسائي (ج1/ص35/162) ، الضعفاء الكبير (ج1/ص319/394) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج3/ص271/1214) ، مَشَاهِيرُ الأَمْصَارِ (ج1/ص188/1501) ، الْكَامِلُ فِي الضُّعَفَاءِ (ج2/ص449/562) ، الْمُغْنِي فِي الضُّعَفَاءِ (ج1/ص199/1819) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص360/1296) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج3/ص63/140) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص185/1605) .(1/23)
3- عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ الْمَعَافِرِيُّ (1) عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ الْمَعَافِرِيُّ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيُّ بِضَمِّ الْمُهْمَلَةِ وَالْمُوَحَّدَةِ الْمِصْرِيُّ . رَوَى عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، وَعَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ، وَعُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ وَغَيِرِهِمْ . رَوَى عَنْهُ بَكْرُ بْنُ سَوَادَةَ الْجُذَامِيُّ ، وَأَبُو هَانِئ حُمَيْدُ بْنُ هَانِئٍ الْخَوْلانِيُّ ، وَحُيَيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْمَعَافِرِيُّ . قَالَ ابْنُ حَجَرٍ ثِقَةٌ مِنَ الثَّالِثَةِ مَاتَ سَنَةَ مِائَةٍ بِإِفْرِيقِيَّةَ الْبُخَارِيُّ فِي التَّارِيْخِ وَمُسْلِمٌ وَالأَرْبَعَةُ .
4- عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 1 ] .
ثَالِثَاً : الْحُكْمُ عَلَى إسْنَادِ الأَثَرِ
هَذَا الأَثَرُ إِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ لأَنَّ فِيهِ رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 314 }
__________
(1) تَرْجَمَةُ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ الْمَعَافِرِيِّ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج5/ص226/739) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج16/ص316/3663) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص609/3061) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص329/3712) .(1/24)
وَأَخْرَجَ الطَّبَرَانِيُّ عَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ وَتَمِيمٍ الدَّارِيِّ عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : « مَنْ قَرَأَ عَشْرَ آيَاتٍ فِي لَيْلَةٍ كُتِبَ له قِنْطَارٌ ، وَالْقِنْطَارُ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فيها ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ يَقُولُ رَبُّكَ - عز وجل - : اقْرَأْ وَارْقَ لِكُلِّ (1) آَيَةٍ دَرَجَةً ، حَتَّى يَنْتَهِيَ إِلَى آخِرِ آيَةٍ مَعَهُ ، يَقُولُ رَبُّكَ - عز وجل - لِلْعَبْدِ : اقْبِضْ ، فَيَقُولُ الْعَبْدُ بِيَدِهِ : يَا رَبُّ أنْتَ أَعْلَمُ ، فَيَقُولُ : بِهَذِهِ الْخُلْدَ ، وَبِهَذِهِ النَّعِيمَ » .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي ( الْمُعْجَمِ الْكَبِيْرِ ج2/ص50/ 1253) قَالَ : حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ خَازِمٍ الأَصْبَهَانِيُّ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بُكَيْرٍ الْحَضْرَمِيُّ ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ الْحَارِثِ الذِّمَارِيِّ عَنِ الْقَاسِمِ أبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ وَتَمِيمٍ الدَّارِيِّ عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : « مَنْ قَرَأَ عَشْرَ آيَاتٍ فِي لَيْلَةٍ كُتِبَ له قِنْطَارٌ ، وَالْقِنْطَارُ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فيها ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ يَقُولُ رَبُّكَ - عز وجل - : اقْرَأْ وَارْقَ لِكُلِّ آيَةٍ دَرَجَةً ، حَتَّى يَنْتَهِيَ إِلَى آخِرِ آيَةٍ مَعَهُ ، يَقُولُ رَبُّكَ - عز وجل - لِلْعَبْدِ : اقْبِضْ ، فَيَقُولُ الْعَبْدُ بِيَدِهِ : يَا رَبُّ أنْتَ أَعْلَمُ ، فَيَقُولُ : بِهَذِهِ الْخُلْدَ ، وَبِهَذِهِ النَّعِيمَ » .
وأَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي ( الْمُعْجَمِ الأَوْسَطِ ج8/ص218/8451 ) بِإِسْنَادِهِ وَمَتْنِهِ سَوَاءً .
__________
(1) فِى الْمَحْطُوطَةِ (ب) بكل آية .(1/25)
وقَالَ : لا يُرْوَ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ فَضَالَةَ وَتَمِيمٍ إِلاَّ بِهَذَا الإِسْنَادِ ، تَفَرَّدَ بِهِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ فِي ( سُنَنِهِ ج1/ص116/23) فِي فَضَائِلِ الْقُرْآنِ مِنْ طَرِيقِ شَيْخِهِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ الْحَارِثِ الذِّمَارِيِّ بِمِثْلِهِ .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
1- إسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 154 ] . صَدُوقُ فِي رِوَايَتِهِ عَنْ أَهْلِ بَلَدِهِ ، مُخَلِّطٌ فِي غَيْرِهِمْ .
2- يَحْيَى بْنُ الْحَارِثِ الذِّمَّارِيُّ (1) يَحْيَى بْنُ الْحَارِثِ الذِّمَّارِيِّ بِكِسْرِ الْمُعْجَمَةِ وَتَخْفِيفِ الْمِيمِ أَبُو عَمْرٍو الشَّامِيُّ الْمُقْرِىءُ الْغَسَّانِيُّ قَارِئُ أَهْلِ الشَّامِ ، وَكَانَ إِمَامَ جَامِعِ دِمَشْقَ . رَوَى عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ ، وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ، وَعَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرٍ الْيَحْصَبِيِّ ، وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْقُرْآنَ ، وَالْقَاسِمِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، وَغَيْرِهِمْ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ يَحْيَى بْنِ الْحَارِثِ الذِّمَّارِيِّ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج8/ص267/2953) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج9/ص135/575) ، مَشَاهِيرُ الأَمْصَارِ (ج1/ص119/921) ، تَارِيْخُ أَسْمَاءِ الثِّقَاتِ (ج1/ص259/1587) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج31/ص256/6803) ، المعين فِي طبقات المحدثين (ج1/ص57/550) ، تَارِيْخُ الإِسْلامِ (ج9/ص329) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص363/6147) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص589/7522) .(1/26)
وَرَأَى وَاثِلَةَ بْنَ الأَسْقَعِ . رَوَى عَنْهُ صَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ ، وَالْهَيْثَمُ بْنُ حُمَيْدٍ ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ ، وَخلقٌ . قَالَ ابْنُ مَعِينٍ وَأَبُو حَاتِمٍ : ثِقَةٌ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ ثِقَةٌ مِنَ الْخَامِسَةِ مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَهُوَ ابْنُ سَبْعِينَ سَنَةً الأَرْبَعَةُ .
3- الْقَاسِمُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [306] . قَالَ الْبُخَارِيُّ : الْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَهُوَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الشَّامِيُّ مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ الْقُرَشِيِّ الأُمَوِيِّ . صَدُوقٌ يُغْرِبُ كَثِيْرَاً مِنَ الثَّالِثَةِ ، قَالَهُ ابْنُ حَجَرٍ .
4- فَضَالَةُ بْنُ عُبَيْدٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 249 ] .(1/27)
5- تَمِيمُ بْنُ أَوْسٍ الدَّارِيُّ (1) تَمِيمُ بْنُ أَوْسِ بْنِ خَارِجَةَ الدَّارِيُّ أَبُو رُقَيَّةَ بِقَافٍ مُصَغَّرُ صَحَابِيٌّ مَشْهُورٌ ، سَكَنَ بَيْتَ الْمَقْدِسِ بَعْدَ قَتْلِ عُثْمَانَ ، كَانَ نَصْرَانِيَّاً ، وَقَدِمَ الْمَدِينَةَ فَأَسْلَمَ . وَرَوَى عَنْهُ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - حَدِيثَ الْجَسَّاسَةَ ، وَهُوَ مَنْقَبَةُ شَرِيفَةٌ جِدَّاً ، وَيَدْخُلُ ذَلِكَ فِي رِوَايَةِ الأَكَابِرِ عَنِ الأَصَاغِرِ . رَوَى عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - . رَوَى عَنْهُ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ وَعَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، وَزُرَارَةُ بْنُ أَوْفَى ، وَشَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ ، وَغَيْرُهُمْ . قَالَ ابْنُ السَّكَنِ : أَسْلَمَ سَنَةَ تِسْعٍ هُوَ وَأَخُوهُ نُعَيْمٌ ، وَلَهُمَا صُحْبَةٌ . وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ : قَدِمَ الْمَدِينَةَ ، وَغَزَا مَعَ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - . وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ : كَانَ رَاهِبَ أَهْلِ فِلَسْطِينَ وَعَابِدُهُمْ ، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ أَسْرَجَ السِّرَاجَ فِي الْمَسْجِدِ . وَهُوَ صَاحِبُ الْجَامِ الَّذِي نَزَلَ فِيهِ وَفِي صَاحِبِهِ { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنَكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ } (2) الآية . مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعِينَ الْبُخَارِيُّ تَعْلِيقَاً وَمُسْلِمٌ وَالأَرْبَعَةُ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ تَمِيْمِ بْنِ أَوْسٍ الدَّارِيِّ : طَبَقَاتُ ابْنِ سَعْدٍ (ج7/ص408) ، التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج2/ص150/2016) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج4/ص326/800) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص279/672) ، الإصَابَةُ (ج1/ص367/838) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص449/951) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص130/799) .
(2) سُورَةُ المائدة : الآيَةُ 106 .(1/28)
رَابِعَاً : الْحَكَمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
هَذَا الْحَدِيثُ إِسْنَادُهُ صَحِيحٌ وَإِنْ كَانَ فِيهِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ ، فَإِنَّ رِوَايَتَهُ عَنِ الشَّامِيِّينَ ، وَهُمْ أَهْلُ بَلَدِهِ صَحِيحَةٌ .
وقَالَ الْهَيْثَمِيُّ فِي ( مَجْمَعِ الزَّوَائِدِ ج2/ص267) : رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيْرِ وَالأَوْسَطِ ، وَفِيهِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ وَلَكِنَّهُ مِنْ رِوَايَتِهِ عَنِ الشَّامِيِّينَ ، وَهِيَ مَقْبُولَةٌ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 315 }
وَأَخْرَجَ الْبَيْهَقِيُّ فِي « الشُّعَبِ » عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « عَدَدُ دَرَجِ الْجَنَّةِ عَدَدُ آيِ الْقُرْآنِ ، فَمَنْ دَخَلَ الْجَنَّةَ مِنْ أَهْلِ الْقُرْآنِ فَلَيْسَ فَوْقَهُ دَرَجَةٌ » . قَالَ الْخَطَّابِيُّ : مَنْ اسْتَوْفَى جَمِيعَ الْقُرْآنِ اسْتَوْفَى أَقْصَى دَرَجَةِ الْجَنَّةِ فِي الآخِرَةِ وَمَنْ قَرَأَ جُزْءَاً مِنْهُ كَانَ رُقِيُّهُ فِي الدَّرَجِ عَلَى قَدْرِ ذَلِكَ .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي ( شُعَبِ الإِيْمَانِ ، فَصْلٌ فِي إِدْمَانِ تِلاوَةِ الْقُرْآنِ ج2/ص347/ 1998) قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ أنَا أبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْحَنَّاطُ بِبَغْدَادَ مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ ثَنَا أبُو عَبْدِ الله مُحَمَّدُ بْنُ رَوْحٍ ثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى ثَنَا شُعَيْبُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « عَدَدُ دَرَجِ الْجَنَّةِ عَدَدُ آيِ الْقُرْآنِ ، فَمَنْ دَخَلَ الْجَنَّةَ مِنْ أَهْلِ الْقُرْآنِ فَلَيْسَ فَوْقَهُ دَرَجَةٌ » .(1/29)
قَالَ الْحَاكِمُ : هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ ، وَلَمْ يُكْتَبْ هَذَا الْمَتْنُ إِلاَّ بِهَذَا الإِسْنَادِ ، وَهُوَ مِنَ الشَّوَاذِّ .
ثَانِيَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
1- مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْحَنَّاطُ (1) مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ تَمِيمٍ أَبُو الْحُسَيْنِ الْحَنَّاطُ الْبَغْدَادِيُّ الْقَنْطَرِيُّ . رَوَى عَنْ : أَحْمَدَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ النَّرْسِيِّ ، وَأَبِي إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيِّ ، وَأَبِي قِلابَةَ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مُحَمَّدٍ الرَّقَاشِيِّ وَعِدَّةٌ . رَوَى عَنْهُ : أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَاكِمُ ، وَأبُو الْحَسَنِ بْنُ رِزْقَوَيْهِ ، وَأَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْمُقْرِئُ ، وَأَبُو الْحَسَن عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ دُومَا النِّعَالِيُّ . قَالَ ابْنُ أَبِي الْفَوَارِسِ : كَانَ فِيهِ لِيِّنٌ ، تُوُفِّيَ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَثَلاثِمِئَةٍ . مَرْتَبَتُهُ : الأُولَى تَجْرِيْحَاً .
2- مُحَمَّدُ بْنُ رَوْحٍ الْبَزَّازُ (2) الْقَنْطَرِيُّ . حَدَّثَ عَنْ : أَبِي إبْرَاهِيمَ التُّرْجُمَانِيِّ ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَبَّادٍ الْمَكِّيِّ . رَوَى عَنْهُ : عَبْدُ الْبَاقِي بْنُ قَانِعٍ ، وَأَبُو الْقَاسِمِ الطَّبَرَانِيُّ . قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ : لَيْسَ بِقَوِيٍّ ، قَالَهُ الْخَطِيبُ الْبَغْدَادِيُّ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْحَنَّاطِ : مِيزَانُ الاعْتِدَالِ فِي نَقْدِ الرِّجَالِ (ج8/ص178/636) ، لِسَانُ الْمِيزَانِ (ج5/ص49/166) .
(2) تَرْجَمَةُ مُحَمَّدِ بْنِ روح البزاز : سُؤَالاتُ الْحَاكِمِ (ج1/ص141/184) ، تَارِيْخُ بَغْدَادَ (ج5/ص278/2774) ، الْمُغْنِي فِي الضُّعَفَاءِ (ج2/ص579/5500) مِيزَانُ الاعْتِدَالِ فِي نَقْدِ الرِّجَالِ (ج6/ص146/7530) ، لِسَانُ الْمِيزَانِ (ج5/ص165/560) .(1/30)
مَرْتَبَتُهُ : الثَّالِثَةُ تَجْرِيْحَاً .
3- الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى هُوَ ابْنُ أَبِي زُهَيْرٍ . صَدُوقٌ ، سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 173 ] .
4- شُعَيْبُ بْنُ إِسْحَاقَ (1) شُعَيْبُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَاشِدٍ الدِّمَشْقِيُّ الأمَوِيُّ . رَوَى عَنْ أَبِيهِ وَأَبِي حَنِيفَةَ ، وَتَمَذْهَبَ لَهُ ، وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ وَغَيْرِهِمْ . وَعَنْهُ ابْنُ ابْنِهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ شُعَيْبٍ وَدَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ ، وَالْحَكَمُ بْنُ مُوسَى ، وَغَيْرُهُمْ . وَحَدَّثَ عَنْهُ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ ، وَهُوَ فِي عِدَادِ شُيُوخِهِ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ ثِقَةٌ رُمِيَ بِالإِرْجَاءِ ، وَسَمَاعُهُ مِنَ ابْنِ أَبِي عَرُوبَةَ بِآخَرَةٍ مَاتَ سَنَةَ 189 الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ وَأَبُو دَاوُدَ النَّسَائِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ .
مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيْلاً .
5- هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 122] ، ثِقَةٌ فَقِيهٌ رُبَّمَا دَلَّسَ .
6- عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ أَبُو عَبْدِ اللهِ الْمَدَنِيُّ ، سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 122] ، ثِقَةٌ فَقِيهٌ مَشْهُورٌ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ شعيب بن إسحاق : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج4/ص223/2583) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج4/ص341/1498) ، مَشَاهِيرُ الأَمْصَارِ (ج1/ص186/1486) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج12/ص501/2742) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص486/2281) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج4/ص304/593) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص266/2793) .(1/31)
7- عَائِشَةُ بِنْتُ أَبِى بَكْرٍ الصِّدِّيقُ (1) : عَائِشَةُ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ التَّيْمِيَّةُ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ ، تُكْنَى أُمُّ عَبْدِ اللهِ الْفَقِيهَةُ ، وَأُمُّهَا أُمُّ رُومَانَ بِنْتُ عَامِرِ بْنِ عُوَيْمِرِ . أَفْقَهُ النِّسَاءِ مُطْلَقَاً ، وَأَفْضَلُ أَزْوَاجِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - إلاَّ خَدِيْجَةَ ، فَفِيهِمَا خِلافٌ شَهِيْرٌ . رَوَتْ عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - كَثِيْرَاً ، وَعَنْ أَبِيهَا عُمَرَ ، وَحَمْزَةَ بْنِ عَمْرٍو الأَسْلَمِيِّ ، وَفَاطِمَةَ الزَّهْرِاءِ . رَوَتْ عَنْهَا : أُخْتُهَا أُمُّ كُلْثُومٍ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ وَابْنَا أُخْتِهَا عَبْدُ اللهِ وَعُرْوَةُ ابْنَا الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ ، وَخَلائِقٌ . قَالَ الشَّعْبِيُّ : كَانَ مَسْرُوقٌ إِذَا حَدَّثَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَ : حَدَّثَتْنِي الصِّدِّيقَةُ بِنْتُ الصِّدِّيقِ حَبِيبَةُ حَبِيبِ اللهِ تَعَالَى الُمُبَرَّأةُ مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَمَاوَاتٍ . وَقَالَ أبُو الضُّحَى عَنْ مَسْرُوقٍ : رَأَيْتُ مَشْيَخَةَ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ الأَكَابِرَ يَسْأَلُونَهَا عَنِ الْفَرَائِضِ ، تُوُفِّيَتْ 58 ، وَدُفِنَتْ بِالْبَقِيعِ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا الْكُتُبُ السِّتَّةُ .
ثَالِثَاً : الْحَكَمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
__________
(1) تَرْجَمَةُ عَائِشَةَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ : الاستيعاب (ج4/ص1881/4029) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج35/ص227/7885 ) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص513/7038) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج12/ص461/2840) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص750/8633) ، الإصَابَةُ (ج8/ص16/11457) .(1/32)
هَذَا الْحَدِيثُ إِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ لأَنَّ فِيهِ أبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْحَنَّاطُ ، وَهُوَ لَيِّنُ الْحَدِيثِ ، وَفِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ رَوْحٍ الْبَزَّازُ الْقَنْطَرِيُّ لَيْسَ بِالْقَوِىِّ ، قَالَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ . وَذَكَرَ لَهُ الْخَطِيبُ فِي تَرْجَمَتِهِ مِنْ « تَارِيْخِ بَغْدَادَ »(5/278) حَدِيثَاً رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ عَنْهُ عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « إِنَّ اللهَ كَتَبَ الإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ .. » الْحَدِيثَ .
وَقَالَ أَبُو الْقَاسِمِ : لَمْ يَرْوِهِ عَنِ الأَعْمَشِ إِلاَّ أَبُو حَفْصٍ الأَبَّارُ ، تَفَرَّدَ بِهِ التَّرْجُمَانِيُّ .
قُلْتُ : التَّرْجُمَانِيُّ صدوق ، وَإِنَّمَا آفَةُ الْحَدِيثِ مُحَمَّدُ بْنُ رَوْحٍ الْبَزَّازُ .
وَصَحَّحَهُ الْمَنَاوِيُّ فِي شَرْحِ الْجَامِعِ الصَّغِيرِ ، وَنَقَلَ فِي ( فيض القدير ج4/ص308) كلام الْحَاكِمِ السَّابِق فِي تَصْحِيحِهِ .
وَضَعَّفَهُ الأَلْبَانِيُّ فِي الْجَامِعِ الصَّغِيْرِ وَزِيَادَاتِهِ (ج1/ص469/ح4690) . وانظر حديث رقم1880 فِى ضعيف الجامع .
وَقَالَ فِي الضعيفة ( ج8/ص360/ح3858) : مُنْكَرٌ . عِلَّتُهُ مُحَمَّدُ بْنُ رَوْحٍ ، وهو أبو عبد الله الْقَتِيْرِيُّ الْمِصْرِيُّ ، قَالَ ابْنُ يُونُسَ : مُنْكَرُ الْحَدِيثِ ، كَذَا قَالَ الذَّهَبِيُّ فِي « الضُّعَفَاءِ » . وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ : ضَعِيفٌ . اهـ
قُلْتُ : كَذَا ظَنَّهُ الألبانِيُّ ! ، وَالظَّاهِرُ أَنَّ الَّذِي فِي الْحَدِيثِ هو مُحَمَّدُ بْنُ رَوْحٍ الْبَزَّازُ الْقَنْطَرِيُّ ، وليس الْقَتِيْرِيَّ الْمِصْرِيَّ فالأول لَيْسَ بِالْقَوِىِّ ، والثانِي مُنْكَرُ الْحَدِيثِ .
رَابِعَاً : تَنْبِيهٌ(1/33)
جَاءَ هَذَا الأَثَرُ مَوْقُوفَاً عَلَى عَائِشَةَ . قَالَ ابْنُ أَبِى شَيْبَةَ ( الْمُصَنَّفُ ج6/ص120/29952) : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّدُوسِيُّ عَنْ مِعْفَسِ بْنِ عِمْرَانَ عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ قَالَتْ : دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ ، فَقُلْتُ : مَا فَضْلُ مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ عَلَى مَنْ لَمْ يَقْرَأْهُ مِمَّنْ دَخَلَ الْجَنَّةَ ؟ ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ : إنَّ عَدَدَ دَرَجِ الْجَنَّةِ عَلَى عَدَدِ آيِ الْقُرْآنِ ، فَلَيْسَ أَحَدٌ مِمَّنْ دَخَلَ الْجَنَّةَ أَفْضَلَ مِمَّنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ . وَتَابَعَ السَّدُوسِيَّ عَنْ مِعْفَسِ : عِمْرَانُ بْنُ يَحْيَى عِنْدَ أَبِي عُبَيْدٍ فِي « فَضَائِلِ الْقُرْآنِ »( رقم 48) .
قُلْتُ : وَهَذَا مَوْقُوفٌ إِسْنَادُهُ حَسَنٌ . مِعْفَسُ بْنُ عِمْرَانَ بْنِ حِطَّانَ السَّدُوسِيُّ تَابِعِيٌّ كُوفِيٌّ عَزِيزُ الْحَدِيثِ ، رَوَى عَنْهُ جَمَاعَةٌ مِنْ ثِقَاتِ الْكُوفَةِ . ذَكَرَهُ الْبُخَارِيُّ فِي « التَّارِيْخِ الْكَبِيْرِ »(8/64) ، وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ فِي « الْجَرْحِ وَالتَّعْدِيْلِ » (8/433) ، وَلَمْ يَذْكُرَا فِيهِ جَرْحَاً وَلا تَعْدِيْلاً . وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي « الثِّقَاتِ » .
وَقَالَ الأَلْبَانِيُّ فِي الصَّحِيحَةِ (ج5/ص229/ح2240) : وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّدُوسِيُّ أَوْرَدَهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ (3/2/ 324) بِرِوَايَةِ وَكِيعٍ عَنْهُ وَلَمْ يَزِدْ ، فَهُوَ مَجْهُولٌ اهـ . قُلْتُ : لَمْ يَتَفَرَّدْ ، بَلْ تَابَعَهُ عِمْرَانُ بْنُ يَحْيَى عِنْدَ أَبِي عُبَيْدٍ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 316 }(1/34)
وَأَخْرَجَ ابْنُ الْمُبَارَكِ فِي الزُّهْدِ عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ النَّاجِيِّ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « إِنَّ الدَّرَجَةَ فِي الْجَنَّةِ فَوْقَ الدَّرَجَةِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ ، وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَرْفَعُ بَصَرَهُ ، فَيَلْمَعُ لَهُ بَرْقٌ يَكَادُ يَخْطَفُ بَصَرَهُ ، فَيَفْزَعُ لِذَلِكَ ، فَيَقُولُ : مَا هَذَا ؟ فَيُقَالُ لَهُ : هَذَا نُورُ أَخِيكَ فُلانٍ ، فَيَقُولُ : أَخِي فُلانٌ كُنَّا نَعْمَلُ فِي الدُّنْيَا جَمِيعَاً ، وَقَدُ فُضِّلَ عَلَيَّ هَكَذَا ، فَيُقَالُ لَهُ : إِنَّهُ كَانَ أَفْضَلَ مِنْكَ عَمْلاً ، ثُمَّ يُجْعَلُ فِي قَلْبِهِ الرِّضَا حَتَّى يَرْضَى » .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ ( الزُّهْدِ لابْنِ الْمُبَارَكِ ج1/ص33/100) قَالَ : أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ الْعَبْدِيِّ عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ النَّاجِيِّ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « إِنَّ الدَّرَجَةَ فِي الْجَنَّةِ فَوْقَ الدَّرَجَةِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ ، وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَرْفَعُ بَصَرَهُ فَيَلْمَعُ لَهُ بَرْقٌ يَكَادُ يَخْطَفُ بَصَرَهُ ، فَيَفْزَعُ لِذَلِكَ ، فَيَقُولُ : مَا هَذَا ؟ ، فَيُقَالُ لَهُ : هَذَا نُورُ أَخِيكَ فُلانٍ ، فَيَقُولُ : أَخِي فُلانٌ كُنَّا نَعْمَلُ فِي الدُّنْيَا جَمِيعَاً ، وَقَدُ فُضِّلَ عَلَيَّ هَكَذَا ، فَيُقَالُ لَهُ : إِنَّهُ كَانَ أَفْضَلَ مِنْكَ عَمْلاً ، ثُمَّ يُجْعَلُ فِي قَلْبِهِ الرِّضَا حَتَّى يَرْضَى » .
ثَانِيَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ(1/35)
1- إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ الْعَبْدِيِّ (1) أبُو مُحَمَّدٍ الْبَصْرِيُّ الْقَاضِي . رَوَى عَنْ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ ، وَمُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ ، وَأَبِي الْمُتَوَكِّلِ . وَعَنْهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ ، وَابْنُ مَهْدِيٍّ ، وَرَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ ، وَعِدَّةٌ .
وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ ثِقَةٌ مِنَ السَّادِسَةِ . مُسْلِمٌ وَالتِّرْمِذِيُّ وَالنَّسَائِيُّ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيْلاً .
2- أَبُو الْمُتَوَكِّلِ النَّاجِيُّ (2) عَلِيُّ بْنُ دَاوُدَ أَبُو الْمُتَوَكِّلِ النَّاجِيُّ السَّاجِيُّ الْبَصْرِيُّ . رَوَى عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ ، وَابْنِ عَبَّاسٍ . وَعَنْهُ ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ ، وَقَتَادَةُ ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ الْعَبْدِيُّ . قَالَ أَبُو حَاتِمٍ : لَمْ يَسْمَعْ مِنْ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ شَيْئَاً . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ مَشْهُورٌ بِكُنْيَتِهِ ثِقَةٌ مِنَ الثَّالِثَةِ مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَمِئَةٍ ، وَقِيلَ : قَبْلَ ذَلِكَ . الْكُتُبُ السِّتَّةُ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيْلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ الْعَبْدِيِّ : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج2/ص196/667) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج3/ص196/ 482) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص250/409) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص288/597) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص110/483) .
(2) تَرْجَمَةُ عَلِيِّ بْنِ دَاوُدَ النَّاجِيِّ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج6/ص273/2384 ) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج6/ص184/1014) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج20/ص425/4066) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص39/3913)، الْمُقْتَنَى فِي سَرْدِ الْكُنَى (ج2/ص63/5594) ، جامع التحصيل (ج1/ص240/540) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج7/ص280/540) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص401/4731) .(1/36)
ثَالِثَاً : الْحَكَمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
هَذَا الْحَدِيثُ إِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ لأَنَّهُ مُنْقَطِعٌ بَيْنَ عَلِيِّ بْنِ دَاوُدَ النَّاجِيِّ وَبَيْنَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، فَهُوَ مُرْسَلٌ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 317 }
وَأَخْرَجَ ابْنُ الْمُبَارَكِ وَأَبُو نُعَيْمٍ عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ : « إنَّ اللهَ تَعَالَى لَيُدْخِلُ خَلْقَاً الْجَنَّةَ ، فَيُعْطِيهِمْ حَتَّى يتملوا ، وَفَوْقَهُمُ ناسٌ فِي الدَّرَجَاتِ الْعُلَى ، فَإِذَا نَظَرُوا إِلَيْهِمْ عَرِفُوهُمْ ، فَيَقُولُونَ : يَا رَبَّنَا إِخْوَانُنَا كُنَّا مَعَهُمْ فَبِمَ فَضَّلْتَهُمْ عَلَيْنَا ؟ ، فَيُقَالُ : هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ ، إِنَّهُمْ كَانُوا يَجُوعُونَ حِينَ تَشْبَعُونَ ، وَيَظْمَأُونَ حِينَ تَرْوُونَ ، وَيَقُومُونَ حِينَ تَنَامُونَ ، وَيَشْخَصُونَ حِينَ تُخْفِضُونَ » .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الأَثَرِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ فِي ( الزُّهْدِ ج1/ص33/99) قَالَ : أَخْبَرَنَا رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ : « إنَّ اللهَ تَعَالَى لَيُدْخِلُ خَلْقَاً الْجَنَّةَ ، فَيُعْطِيهِمْ حَتَّى يتملوا ، وَفَوْقَهُمُ النَّاسُ فِي الدَّرَجَاتِ الْعُلَى ، فَإِذَا نَظَرُوا إِلَيْهِمْ عَرِفُوهُمْ ، فَيَقُولُونَ : يَا رَبَّنَا إِخْوَانُنَا كُنَّا مَعَهُمْ فَبِمَ فَضَّلْتَهُمْ عَلَيْنَا ؟ ، فَيَقُولُ : هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ ، إِنَّهُمْ كَانُوا يَجُوعُونَ حِينَ تَشْبَعُونَ ، وَيَظْمَأُونَ حِينَ تَرْوُونَ ، وَيَقُومُونَ حِينَ تَنَامُونَ ، وَيَشْخَصُونَ حِينَ تُخْفِضُونَ » .(1/37)
وأَخْرَجَهُ أبُو نُعَيْمٍ فِي (حِلْيَةِ الأَوْلِيَاءِ ج4/ص247) مِنْ طَرِيقِ ابْنِ الْمُبَارَكِ عَنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ بِهِ وَبِمِثْلِهِ . فَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ ابْنُ الْمُبَارَكِ رَوَاهُ مَرَّةً عَنِ اللَّيْثِ ، وَمَرَّةً عَنْ رِشْدِينَ .
ثَانِيَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الأَثَرِ
1- رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ كَانَ صَالِحَاً فِي دِينِهِ ، فَأَدْرَكَتْهُ غَفْلَةُ الصَّالِحِينَ فَخَلَطَ فِي الْحَدِيثِ . سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 39 ] .
2- عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ وَكَانَ مِنْ أَهْلِ الضَّبْطِ وَالإِتْقَانِ وَالْوَرَعِ فِي السِّرِّ وَالإِعْلانِ مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِئَةٍ . سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 39 ] .
3- عَوْنُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْهُذَلِيُّ (1) عَوْنُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ الْهُذَلِيُّ أبُو عَبْدِ اللهِ الْكُوفِيُّ الزَّاهِدُ . رَوَى عَنْ أَبِيهِ وَعَمِّهِ مُرْسَلاً ، وَأَخِيهِ عَبْدِ اللهِ ، وَالشَّعْبِيِّ ، وَأَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى وَجَمَاعَةٍ ، وَيُقَالُ : رِوَايَتُهُ عَنِ الصَّحَابَةِ مُرْسَلَةٌ . وَعَنْهُ أَخُوهُ ، وَالْمَسْعُودِيُّ ، وَأَبُو الْعُمَيْسِ ، وَمِسْعَرُ بْنُ كِدَامٍ وَخَلْقٌ . وَذَكَرَ الدَّارَقُطْنِيُّ أَنَّ رِوَايَتَهُ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ مُرْسَلَةٌ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْهُذلِيِّ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج7/ص13/60) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج6/ص384/2138) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج22/ص453/4553) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص102/4317) ، جَامِعُ التَّحْصِيلِ (ج1/ص249/598) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج8/ص153/311) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص434/5223) .(1/38)
وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ ثِقَةٌ عَابِدٌ مِنَ الرَّابِعَةِ مَاتَ قَبْلَ سَنَةِ عِشْرِينَ وَمِئَةٍ مُسْلِمٌ وَالأَرْبَعَةُ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيْلاً .
ثَالِثَاً : الْحُكْمُ عَلَى إسْنَادِ الأَثَرِ
هَذَا الأَثَرُ إِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ لأَنَّ فِيهِ رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ سَيِءُ الْحِفْظِ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 318 }
وَأَخْرَجَ أبُو يَعْلَى بِسَنَدٍ جَيِّدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قال : قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « إنَّ الرَّجُلَ لِتَكُونَ لَهُ عِنْدَ اللهِ الْمَنْزِلَةُ الرَّفِيعَةُ ، فَمَا يَبْلُغُهَا بعمل بِعَمَلٍ ، فَمَا يَزَالُ اللهُ يَبْتَلِيهِ بِمَا يَكْرَهُهُ حَتَّى يَبْلُغَهَا » .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ أبُو يَعْلَى فِي ( مُسْنَدِ أَبِي يَعْلَى ج10/ص487/6100) قَالَ : حَدَّثَنَا عُقْبَةُ ثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ ثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ عَنْ أَبِي زُرْعَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ قَالَ : قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : إِنّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : « إِنَّ الْعَبْدَ لَيَكُونُ لَهُ عِنْدَ اللهِ الْمَنْزِلَةُ الرَّفِيعَةُ مَا يَنَالُهَا بِعَمَلٍ ، فَمَا يَزَالُ اللهُ يَبْتَلِيهِ بِمَا يَكْرَهُ ، حَتَّى يُبَلِّغَهُ إِيَّاهَا » .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ(1/39)
أَخْرَجَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي ( صَحِيحِهِ / كِتَابُ الْجَنَائِزِ / بَابُ مَا جَاءَ فِي الصَّبْرِ وَثَوَابِ الأَمْرَاضِ وَالأَعْرَاضِ / ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْعَبْدَ قَدْ يَكُونُ لَهُ عِنْدَ اللهِ الْمَنَازِلَ فِي الْجِنَانِ فَلا يَبْلُغُهَا إِلاَّ بِالْمِحَنِ وَالْبَلايَا فِي الدُّنْيَا ج7/ص169/ 2908) مِنْ طَرِيقِ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَلاءِ أَبِي كُرَيْبٍ ، وأَخْرَجَهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي ( شُعَبِ الإِيْمَانِ ، فِي أَيُّ النَّاسِ أَشَدُّ بَلاءً ج7/ص164/ 9855) مِنْ طَرِيقِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، كِلاهُمَا عَنْ يُونُسَ بْنِ بُكَيْرٍ بِهِ وَبِمِثْلِهِ .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
1- عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ الْهِلالِيُّ (1) عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمِ بْنِ عُقْبَةَ أَبُو مُكْرَمٍ الْهِلالِيُّ الْكُوفِيُّ . رَوَى عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ ، وَالْمُسَيَّبِ بْنِ شَرِيكٍ ، وَيُونُسَ بْنِ بُكَيْرٍ . رَوَى عَنْهُ : أبُو زُرْعَةَ ، وَأبُو حَاتِمٍ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَبُو يَعْلَى .
__________
(1) تَرْجَمَةُ عُقْبَةَ بْنِ مُكْرَمٍ الْهِلالِيِّ : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج6/ص317/1766) ، الثقات (ج8/ص500/14661) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج20/ص226/3989) ، سِيَرُ أَعْلامِ النُّبَلاءِ (ج12/ص178/61) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج7/ص223/453) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص395/4652) ، خُلاصَةُ تَذْهِيبِ تَهْذِيبِ الْكَمَالِ (ج1/ص269) .(1/40)
قَالَ أَحْمَد بْنُ عَلِيٍّ الأبَّارُ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ الْكُوفِيِّ : ثِقَةٌ . قَالَ أبُو دَاوُدَ : لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ . وَقَالَ مُطَّيَّنٌ : صَدُوقٌ لا يخضب ، وَوَثَّقَهُ الْخَزْرَجِىُّ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ صَدُوقٌ مِنَ الْعَاشِرَةِ مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاثِينَ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّالِثَةُ تَعْدِيْلاً .
2- يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ (1) أبُو بَكْرٍ الْجَمَّالُ الْكُوفِيُّ الشَّيْبَانِيُّ الْحَافِظُ . رَوَى عَنْ أَسْبَاطِ بْنِ نَصْرٍ الْهَمْدَانِيِّ ، وَسُلَيْمَانَ الأَعْمَشِ ، وَشُعْبَةَ بْنِ الْحَجَّاجِ ، وَمُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ . رَوَى عَنْهُ : أبُو خَيْثَمَةَ زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ ، وَعُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ الضَّبِّيُّ ، وَيَحْيَى بْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُمْ . قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ : كَانَ صَدُوقَاً . وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْعِجْلِيُّ : لا بَأْسَ بِهِ . وَسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْهُ فَقَالَ : أَمَّا فِي الْحَدِيثِ ، فَلا أَعْلَمُ فِيمَا يُنْكَرُ عَلَيْهِ . وَقَالَ أبُو حَاتِمٍ : مَحَلُّهُ الصِّدْقُ . وَقَالَ أبُو عُبَيْدٍ الآجُرِّيُّ عَنْ أَبِي دَاوُدَ : لَيْسَ هُوَ عِنْدِي حُجَّةً . وَقَالَ النَّسَائِيُّ : لَيْسَ بِالْقَوِيِّ . وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ : ضَعِيفٌ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج8/ص411/3523) ، الضُّعَفَاءُ الْكَبِيْرُ (ج4/ص461/2093) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج9/ص236/995) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج32/ص493/7171 ) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص402/6464) ، تَذْكِرَةُ الْحُفَّاظِ (ج1/ص326/310) ، تَارِيْخُ الإِسْلامِ (ج13/ص489) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج11/ص382/745) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص613/7900) ، طَبَقَاتُ الْحُفَّاظِ (ج1/ص142/298) .(1/41)
وذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي كِتَابِ الثِّقَاتِ . وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُمَيْرٍ : ثِقَةٌ رِضَيً . وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : مَا كَانَ أَزْهَدَ النَّاسِ فِيهِ وَأَنْفَرَهُمْ عَنْهُ وَقَدْ كَتَبْتُ عَنْهُ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ صَدُوقٌ يُخْطِئُ مِنَ التَّاسِعَةِ مَاتَ سَنَةَ 199 البُخَارِيُّ تَعْلِيقَاً وَمُسْلِمٌ وَأَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ . مَرْتَبَتُهُ : الرَّابِعَةُ تَعْدِيْلاً .
3- يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ الْبَجَلِيُّ (1) يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ بْنِ أَبِي زُرْعَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ الْبَجَلِيُّ الْكُوفِيُّ . رَوَى عَنْ جَدِّهِ وَزِيَادِ بْنِ عِلاقَةَ ، وَالشَّعْبِيِّ . وَعَنْهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ ، وَمَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ ، وَأَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْفِرْيَابِيُّ . قَالَ الدُّورِيُّ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ : لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ . وَقَالَ أبُو حَاتِمٍ : هُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَخِيهِ جَرِيرِ بْنِ أَيُّوبَ . وَقَالَ الآجريُّ : ثِقَةٌ وذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ . وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ : هُوَ ضَعِيفٌ . وَقَالَ يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ : لا بَأْسَ بِهِ . وَقَالَ الْبَزَّارُ : ثِقَةٌ .
وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ لا بَأْسَ بِهِ مِنَ السَّابِعَةِ البُخَارِيُّ تَعْلِيقَاً وَأَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّالِثَةُ تَعْدِيْلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ الْبَجَلِيِّ : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج9/ص127/541) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج31/ص231/6791 ) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص361/6136) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج11/ص163/314) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص588/7510) .(1/42)
4- أبُو زُرْعَةَ بْنُ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ (1) أبُو زُرْعَةَ بْنُ عَمْرِو بْنِ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْبَجَلِيُّ الْكُوفِيُّ ، قِيلَ اسْمُهُ هَرَمٌ ، وَقِيلَ عَبْدُ اللهِ ، وَقِيلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ ، وَقِيلَ عَمْرٌو . رَوَى عَنْ جَدِّهِ ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ ، وَمُعَاوِيَةَ ، وَعَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو . وَعَنْهُ عَمُّهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ جَرِيرٍ ، وَحَفِيدَاهُ جَرِيرُ وَيَحْيَى ابْنَا أَيُّوبَ بْنِ أَبِي زُرْعَةَ ، وَغَيْرُهُمْ . رَأَى عَلِيَّاً رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، وَكَانَ انْقِطَاعُهُ إِلَى أَبِي هُرَيْرَةَ ، وَكَانَ مِنْ عُلَمَاءِ التَّابِعِينَ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ ثِقَةٌ مِنَ الثَّالِثَةِ الْكُتُبُ السِّتَّةُ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيْلاً .
5- أبُو هُرَيْرَةَ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 19 ] .
رَابِعَاً : الْحَكَمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
هَذَا الْحَدِيثُ إِسْنَادُهُ حَسَنٌ فِيهِ يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ الْبَجَلِيُّ ، وَيُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ ، وَعُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ صَدُوقُونَ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ أبِي زُرْعَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج8/ص243/2871) ، كُنَى التَّارِيْخِ الْكَبِيْرِ (ج1/ص90/956) ، الثقات (ج5/ص513/5999) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج33/ص323/7370 ) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص427/6628) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج12/ص109/451) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص641/8103) .(1/43)
وَقَالَ شُعَيْبٌ الأَرْنَؤُوطُ : حَسَنٌ ( صَحِيحُ ابْنِ حِبَّانَ ج7/ص169/2908) . وَقَالَ الْهَيْثَمِيُّ فِي ( مَجْمَعِ الزَّوَائِدِ ج2/ص292) : رَوَاهُ أبُو يَعْلَى وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ . وَصَحَّحَهُ الْمُنْذِرِيُّ فِي ( التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ ج4/ص143) حَيْثُ رَوَاهُ بصيغة الْجَزْمِ ، وَقَالَ : رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ مِنْ طَرِيقِهِ وَغَيْرِهِمَا .
وَقَالَ الأَلْبَانِيُّ فِي ( الْجَامِعِ الصَّغِيْرِ وَزِيَادَاتِهِ ج1/ص252/ح2505) : حَسَنٌ . وَانْظُرْ حَدِيثَ رقم 1652 فِي صَحِيحِ الْجَامِعِ . وَقَالَ فِي ( صَحِيحِ التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ ج3/ص181/ ح3408) : حَسَنٌ صَحِيحٌ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 319 }
وَأَخْرَجَ الدَّيْلَمِيُّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : « إنَّ فِي الْجَنَّةِ دَرَجَةً لا يَنَالُهَا إِلاَّ أَصْحَابُ الْهُمُومِ » .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ الدَّيْلَمِيُّ فِي ( مُسْنَدِهِ الْفِرْدَوْسِ بِمَأْثُورِ الْخِطَابِ ج1/ص219/840) قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : « إنَّ فِي الْجَنَّةِ دَرَجَةً لا يَنَالُهَا إِلاَّ أَربابُ الْهُمُومِ » أي فِي طَلَبِ الْمَعِيشَةِ .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ(1/44)
أَخْرَجَهُ أبُو نُعَيْمٍ فِي ( تَارِيْخِ أَصْبَهَانَ ج2/ص262/1640) فِي تَرْجَمَةِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْدَهْ أبُو بَكْرٍ الْمَعْرُوفُ بِالْمَقْتُولِيِّ قَالَ : ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ أبُو بَكْرٍ ثَنَا حَاجِبُ بْنُ أَرْكِينَ ثَنَا سَيَّارُ بْنُ نَصْرٍ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْمَرْوَزِيُّ ثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قال قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « إنَّ فِي الْجَنَّةِ دَرَجَةً لا يَنَالُهَا إِلاَّ أَصْحَابُ الْهُمُومِ » ، قَالَ أَبُو سَلَمَةَ : فَقُلْتُ لأَبِي هُرَيْرَةَ : الْهُمُومُ فِي الْمَعِيشَةِ ؟ ، قَالَ : نَعَمْ .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
1- مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَنْدَهْ (1) أبُو بَكْرٍ الْمُقْرِئُ الْمَعْرُوفُ بِالْمَقْتُولِيِّ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْدَهْ سَكَنَ كَرَّانَ . مَرْتَبَتُهُ : الرَّابِعَةُ تَجْريْحَاً .
2- مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ أَبُو بَكْرٍ لَمْ أَجِدْ لَهُ تَرْجَمَةً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَنْدَهْ : تَارِيْخُ أَصْبَهَانَ (ج2/ص262/1640) .(1/45)
3- حَاجِبُ بْنُ أَرْكِينَ (1) أبُو الْعَبَّاسِ الْفَرْغَانِيُّ الضَّرِيرُ . قَدِمَ بَغْدَادَ ، وَحَدَّثَ بِهَا عَنْ : أَبِي عُمَرَ حَفْصِ بْنِ عُمَرَ الدُّورِيِّ ، وَأَحْمَدَ بْنِ إبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيِّ ، وَأَبِي سَعِيدٍ الأَشَجِّ ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يُونُسَ الرَّقِّيِّ . رَوَى عَنْهُ : الْقَاسِمُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ جَعْفَرٍ الدُّورِيُّ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ ، وَكَانَ ثِقَةً ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ أبُو الشَّيْخِ . وَقَالَ : وَكَانَ حَافِظَاً ذَكِيَّاً كَثِيْرَ الْفَوَائِدِ . وَتُوُفِّيَ بِدِمَشْقَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاثِمِائَةٍ ، قَالَهُ الْخَطِيبُ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيْلاً .
4- سَيَّارُ بْنُ نَصْرٍ (2) أبُو الْحَكَمِ الْبَغْدَادِيُّ . حَدَّثَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رِزْمَةَ الْمَرْوَزِيِّ ، وَمُحَمَّدِ بْنِ مُصَفَّى الْحِمْصِيِّ . رَوَى عَنْهُ : عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ السَّرَّاجُ الْحَلَبِيُّ . مَرْتَبَتُهُ : الرَّابِعَةُ تَجْريْحَاً .
5- مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْمَرْوَزِيُّ لَمْ أَجِدْ لَهُ تَرْجَمَةً .
6- الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى السِّينَانِيُّ أبُو عَبْدِ اللهِ الْمَرْوَزِيُّ ، ثِقَةٌ ثَبْتٌ ، سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 71 ] .
7- مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 204 ] . صَدُوقٌ لَهُ أَوْهَامٌ .
8- أبُو سَلَمَةَ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 65 ] . ثِقَةٌ مُكْثِرٌ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ حَاجِبِ بْنِ أَرْكِينَ : طَبَقَاتُ أَصْبَهَانَ (ج3/ص502/470) ، تَارِيْخُ بَغْدَادَ (ج8/ص271/4368) .
(2) تَرْجَمَةُ سَيَّارِ بْنِ نَصْرٍ : تَارِيْخُ بَغْدَادَ (ج9/ص237/4810) .(1/46)
9- أبُو هُرَيْرَةَ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 19 ] .
رَابِعَاً : الْحَكَمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
هَذَا الْحَدِيثُ إِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ لأَنَّ فِيهِ مَجَاهِيلٌ : مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ، وَسَيَّارُ بْنُ نَصْرٍ الْمَرْوَزِيَّانِ ! .
وضَعَّفَهُ الأَلْبَانِيُّ فِي الْجَامِعِ الصَّغِيْرِ وَزِيَادَاتِهِ (ج1/ص471/ح4705) ، وَانْظُرْ حَدِيثَ رَقْمَ 1895 فِي ضَعِيفِ الْجَامِعِ .
وَقَالَ فِي ( السِّلْسِلَةِ الضَّعِيفَةِ وَالْمَوْضُوعَةِ 7/168) : رَوَاهُ أَبُو نُعَيْمٍ فِي « أَخْبَارِ أَصْبَهَانَ »(2/291-292) ، وَمِنْ طَرِيقِهِ الدَّيْلَمِيُّ (1/2/287) قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ أَبُو بَكْرٍ ثَنَا حَاجِبُ بْنُ أَرْكِينَ ثَنَا سَيَّارُ بْنُ نَصْرٍ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْمَرْوَزِيُّ ثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعَاً .
قُلْتُ : وَهَذَا إِسْنَاد ضَعِيفٌ مُظْلِمٌ ؛ سَيَّارُ بْنُ نَصْرٍ وَشَيْخُهُ الْمَرْوَزِيُّ لَمْ أَجِدْ مَنْ تَرْجَمَهُمَا ، وَحَاجِبُ بْنُ أَرْكِينَ هُوَ الْفَرْغَانِيُّ الضَّرِيرُ الْمُحَدِّثُ ثِقَةٌ حَافِظٌ تُوفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاثِمِئَةٍ ، لَهُ تَرْجَمَةٌ فِي « تَارِيْخِ ابْنِ عَسَاكِرَ »(4/39/1-2) .
ثُمَّ رَوَاهُ أبُو نُعَيْمٍ (2/319) بِإِسْنَادٍ آَخَرَ مُظْلِمٍ عَنْ صَالِحِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْمَرْوَزِيِّ ثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى بِهِ . وَصَالِحٌ هَذَا لَعَلَّهُ مُحَرَّفٌ مِنْ ( مُحَمَّدٍ ) وَلَمْ أَعْرِفْهُ أَيْضَاً ، أَوْ الْعَكْسُ .
خَامِسَاًً : تَذْيِيلٌ وَاسْتِدْرَاكٌ(1/47)
وَأَخْرَجَ الطَّبَرَانِيُّ فِي ( مُعْجَمِهِ الْكَبِيْرِ ) و ( مُعْجَمِهِ الأَوْسَطِ ج1/ص38/102) ، وَعَنْهُ أَبُو نُعَيْمٍ ( حِلْيَةُ الأَوْلِيَاءِ 6/235) قَالَ : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ خَالِدٍ قَالَ : نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ الْمِصْرِيُّ قَالَ : نَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُكَيْرٍ قَالَ : نَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنْ مُحَمَّدِ بن عَمْرٍو عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « إِنَّ مِنَ الذُّنُوبِ ذَنُوبَاً لا تُكَفِّرُهَا الصَّلاةُ ، وَلا الصِّيَامُ ، وَلا الْحَجُّ ، وَلا الْعُمْرَةُ » ، قَالُوا : فَمَا يُكَفِّرُهَا يَا رَسُولَ اللهِ ؟ ، قَالَ : « الْهُمُومُ فِي طَلَبِ الْمَعِيشَةِ » .
وَقَالَ أَبُو الْقَاسِمِ : لَمْ يَرْوِهِ عَنْ مَالِكٍ إِلا يَحْيَى بن بُكَيْرٍ ، تَفَرَّدَ بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ .
قُلْتُ : وَهَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ شَبِيهٌ بِالْمَوْضُوعِ ، وَالْمُتَّهَمُ بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ الْمِصْرِيُّ ، وَلَعَلَّهُ سَرَقَهُ وَرَكَّبَهُ عَلَى هَذَا الإِسْنَادِ ، وَمَالِكُ بْنُ أَنَسٍ وَمَنْ فَوْقَهُ بَرِيئُونَ مِنْ هَذَا الْبُهْتَانِ ! .
قَالَ الْحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي ( مِيزَانِ الاعْتِدَالِ ج6/ص171) : مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ الْمِصْرِيُّ . حَدَّثَ عَنْ يَحْيَى بْنِ بُكَيْرٍ عَنْ مَالِكٍ بِخَبَرٍ مَوْضُوعٍ . اهـ(1/48)
وَذَكَرَهُ الْحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ فِي ( لِسَانِ الْمِيزَانِ ج5/ص183) وَسَاقَ حَدِيثَهُ مِنْ طَرِيقِ الطَّبَرَانِيِّ ، ثُمَّ قَالَ : وَأَخْرَجَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ فِي « الْغَرَائِبِ » مِنْ رِوَايَةِ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَسَنٍ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ الْبَزَّارُ الْحَمْرَاوِيُّ ثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ عَنْ مَالِكٍ ، وَمِنْ طَرِيقِ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَامِعٍ الْحُلْوَانِيِّ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ الْمَكِّيُّ بِمِصْرَ ثَنَا مَالِكُ بْنُ سَلامٍ عَنْ مَالِكٍ ، وَكَأَنَّ الْحَمْلَ فِيهِ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ سَلامٍ الْحَمْرَاوِيِّ الْبَزَّارِ . اهـ
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 320 }
وَأَخْرَجَ الأَصْبَهَانِيُّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « إنَّ فِي الْجَنَّةِ لَدَرَجَةً لا يَنَالُهَا إِلاَّ ثَلاثَةٌ : إِمَامٌ عَادِلٌ ، أَوْ (1) ذُو رَحِمٍ وَصُولٌ ، أَوْ ذُو عِيَالٍ صَبُورٌ » .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
__________
(1) فِى الْمَخْطُوطَاتِ الثلاثة بالواو ، والصحيح ما اثبتناه .(1/49)
أَخْرَجَهُ أبُو نُعَيْمٍ فِي ( كِتَابِ فَضِيلَةِ الْعَادِلِينَ ج1/ص133/25) قَالَ : ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ غَالِبٍ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقُرَشِيُّ قَالَ : ثَنَا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ ثَنَا عُمَرُ بْنُ رِاشَدٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَرْمَلَةَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « إِنَّ فِي الْجَنَّةِ دَرَجَةً لا يَبْلُغُهَا إِلا إِمَامٌ عَادِلٌ ، أَوْ ذُو رَحَمٍ وَصُولٌ ، أَوْ ذُو عِيَالٍ صَبُوٌر » فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، مَا صَبْرُ ذِي الْعِيَالِ ؟ ، قَالَ : « لا يَمُنُّ عَلَى أَهْلِهِ مَا يُنْفِقُ عَلَيْهِمْ » .
وأَخْرَجَهُ الدَّيْلَمِيُّ فِي مُسْنَدِهِ مَوْقُوفَاً ( الْفِرْدَوْس بِمَأْثُورِ الْخِطَابِ ج1/ص219/842) قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : « إِنَّ فِي الْجَنَّةِ دَرَجَةً لا يَبْلُغُهَا إِلا ثَلاثَةٌ : إِمَامٌ عَادِلٌ ، أَوْ ذُو رَحَمٍ وَصُولٌ ، أَوْ ذُو عِيَالٍ صَبُوٌر ، لا يَمُنُّ عَلَى أَهْلِهِ مَا يُنْفِقُ عَلَيْهِمْ » .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ الدَّيْلَمِيُّ فِي ( مسند الْفِرْدَوْس بِمَأْثُورِ الْخِطَابِ ج1/ص219/840) قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : « إِنَّ فِي الْجَنَّةِ دَرَجَةً لا يَبْلُغُهَا إِلا ثَلاثَةٌ : إِمَامٌ عَادِلٌ ، أَوْ ذُو رَحَمٍ وَصُولٌ ، أَوْ ذُو عِيَالٍ صَبُوٌر ، لا يَمُنُّ عَلَى أَهْلِهِ مَا يُنْفِقُ عَلَيْهِمْ » .(1/50)
تنبيه : عَزَاهُ صَاحِبُ كَنْزِ الْعُمَّالِ لِلدَّيْلَمِيِّ مَرْفُوعَاً وَمَوْقُوفَاً . فَقَالَ ( كَنْزُ الْعُمَّالِ ج16/ص98/ 44289 ) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « إِنَّ فِي الْجَنَّةِ دَرَجَةً لا يَبْلُغُهَا إِلا ثَلاثَةٌ : إِمَامٌ عَادِلٌ ، أَوْ ذُو رَحَمٍ وَصُولٌ ، أَوْ ذُو عِيَالٍ صَبُوٌر » ، فَقَالَ لَهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ : مَا صَبْرُ ذِي عِيَالٍ ؟ ، قال : « لا يَمُنُّ عَلَى أَهْلِهِ مَا يُنْفِقُ عَلَيْهِمْ » .
وَقَالَ ( كَنْزُ الْعُمَّالِ ج15/ص351/ 43314) : رَوَاهُ الدَّيْلَمِيُّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : فَذَكَرَهُ مَوْقُوفَاً .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
1- مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ الْجُعْفِيُّ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 15 ] ، قَدْ اتُّهِمَ بِالْكَذِبِ .
2- مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ (1) مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ الأَنْصَارِيُّ النَّجَّارِيُّ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَدَنِيُّ ، وَمِنْهُمْ مَنْ نَسَبَهُ إِلَى جَدِّهِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ نَسَبَ عَبْدَ اللهِ إِلَى جَدِّهِ ، وَالْجَمِيعُ وَاحِدٌ . رَوَى عَنْ أَبِيهِ ، وَيَحْيَى بْنِ عُمَارَةَ ، وَعَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ . رَوَى عَنْهُ : مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، وَمَالِكٌ ، وَالْوَلِيدُ بْنُ كَثِيْرٍ ، وَابْنُ عُيَيْنَةَ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ : تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج25/ص501/5356) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص188/4960) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج9/ص234/437) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص488/6030) .(1/51)
وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ ثِقَةٌ مِنَ السَّادِسَةِ مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاثِينَ الْبُخَارِيُّ النَّسَائِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيْلاً .
3- بَكْرُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ (1) بَكْرُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ نَجِيحٍ الْمَدَنِيُّ ابْنُ أُخْتِ الْوَاقِدِيِّ . رَوَى عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ نَافِعٍ الصَّائِغِ ، وَعُمَرَ بْنِ رَاشِدٍ الْمَدَنِيِّ ، وَالْوَاقِدِيِّ ، وَمُحَمَّدِ بْنِ فُلَيْحِ بْنِ سُلَيْمَانَ ، وَعِدَّةٌ . وَعَنْهُ ابْنُ مَاجَهْ ، وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ وَأَبُوهُ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقُرَشِيُّ . قَالَ أَبُو حَاتِمٍ : صَدُوقٌ ، سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ صَالِحٍ أَثْنَى عَلَيْهِ خَيْرَاً . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ صَدُوقٌ مِنَ الْحَادِيَةِ عَشَرَةَ مَاتَ سَنَةَ بِضْعٍ وَخَمْسِينَ ابْنُ مَاجَهْ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّالِثَةُ تَعْدِيْلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج2/ص389/1513) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج4/ص220/749) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص274/630) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص425/891) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص127/745) ، خُلاصَةُ تَذْهِيبِ تَهْذِيبِ الْكَمَالِ (ج1/ص51) .(1/52)
4- عُمَرُ بْنُ رَاشِدٍ (1) عُمَرُ بْنُ رَاشِدٍ الْجَارِي بِالْجِيمِ وَالرَّاءِ غَيْرِ مَنْقُوطَةٍ بَعْدَهَا يَاءُ النَّسَبِ نِسْبَةً إِلَى الْجَارِ سَاحِلِ الْمَدِينَةِ مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ . رَوَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلانَ ، وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَرْمَلَةَ ، وَابْنِ أَبِي ذِئْبٍ ، وَغَيْرِهِمْ . رَوَى عَنْهُ : يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ . ذَكَرَهُ الْخَطِيبُ ، وَقَالَ : كَانَ ضَعِيفَاً يَرْوِي الْمَنَاكِيْرَ عَنِ الثِّقَاتِ . قَالَ أَبُو حَاتِمٍ : وَجَدْتُ حَدِيثَهُ كَذِبَاً وَزُورَاً . وَقَالَ الْعُقَيْلِيُّ : مُنْكَرُ الْحَدِيثِ . وَتَكَلَّمَ فِيهِ ابْنُ عَدِيٍّ فَقَالَ : كُلُّ أَحَادِيثِهِ مَا لا يُتَابِعُهُ عَلَيْهَا الثِّقَاتِ . وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ : كَانَ ضَعِيفَاً لَمْ يَكُنْ مَرْضِيَّاً وَكَانَ يُتَّهَمُ بِوَضْعِ الْحَدِيثِ عَلَى الثِّقَاتِ . وَذَكَرَهُ ابْنُ الْجَوْزِيِّ فِي مَوْضُوعَاتِهِ فِي فَضْلِ الْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ . وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ : يَضَعُ الْحَدِيثَ عَلَى مَالِكٍ وَابْنِ أَبِي ذِئْبٍ ، وَغَيْرِهِمَا مِنَ الثِّقَاتِ ، لا يَحِلُّ ذِكْرُهُ فِي الْكُتُبِ إِلاَّ عَلَى سَبِيلِ الْقَدْحِ فِيهِ ، فَكَيْفَ الرِّوَايَةُ عَنْهُ ! . مَرْتَبَتُهُ : السَّادِسَةُ تَجْرِيْحَاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ عُمَرَ بْنِ رَاشِدٍ : الضُّعَفَاءُ الْكَبِيْرُ (ج3/ص158/1147) ، الْمَجْرُوحِينَ (ج2/ص93/659) ، ضُعَفَاءُ الأَصْبَهَانِيِّ (ج1/ص114/154) ، الضُّعَفَاءُ وَالْمَتْرُوكِينَ لابْن الْجَوْزِيِّ (ج2/ص209/2459) ، مِيزَانُ الاعْتِدَالِ فِي نَقْدِ الرِّجَالِ (ج5/ص235/6109) ، الْكَشْفُ الْحَثِيثُ (ج1/ص196/547) ، لِسَانُ الْمِيزَانِ (ج4/ص303/852) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج7/ص392/735) .(1/53)
5- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَرْمَلَةَ (1) عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَرْمَلَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَنَّةَ بِفَتْحِ الْمُهْمَلَةِ وَتَثْقِيلِ النُّونِ أبُو حَرْمَلَةَ الأَسْلَمِيُّ . رَوَى عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ، وَحَنْظَلَةَ بْنِ عَلِيٍّ الأَسْلَمِيِّ ، وَعُمَرَ بْنِ رَاشِدٍ الْمَدَنِيِّ ، وَغَيْرِهِمْ . وعنه الثوريُّ ، وَالأَوْزَاعِيُّ ، وَمَالِكٌ ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ ، وَجَمَاعَةٌ . وَقَالَ ابْنُ خَلاَّدٍ الْبَاهِلِيُّ : سَأَلْتُ الْقَطَّانَ عَنْهُ ، فَضَعَّفَهُ وَلَمْ يَدْفَعْهُ . وَقَالَ إسْحَاقُ عَنْ ابْنِ مَعِينٍ : صَالِحٌ . وَقَالَ أبُو حَاتِمٍ : يُكْتَبُ حَدِيثُهُ ، وَلا يُحْتَجُّ بِهِ . قَالَ النَّسَائِيُّ : لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ . وذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ ، وَقَالَ : يُخْطِيءُ ، وَقَالَ السَّاجِيُّ : صَدُوقٌ يَهِمُ فِي الْحَدِيثِ ، وَقَالَ ابْن عَدِيٍّ : لَمْ أَرَ فِي حَدِيثِهِ حَدِيثَاً مُنْكَرَاً . وَنَقَلَ ابْنُ خَلْفُونَ عَنِ ابْنِ نُمَيْرٍ أنَّهُ وَثَّقَهُ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ الْمَدَنِيُّ صَدُوقٌ رُبَّمَا أَخْطَأَ ، مِنَ السَّادِسَةِ ، مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ مُسْلِمٌ وَالأَرْبَعَةُ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّالِثَةُ تَعْدِيْلاً .
6- سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ أَحَدُ الْعُلَمَاءِ الأَثْبَاتِ الْفُقَهَاءِ ، سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 84 ] .
7- أبو هريرة سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 19 ] .
رَابِعَاً : الْحَكَمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
__________
(1) تَرْجَمَةُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَرْمَلَةَ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج5/ص270/875) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج17/ص58/3796) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص625/3175) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج6/ص146/330) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص339/3840) .(1/54)
هَذَا الْحَدِيثُ إِسْنَادُهُ مَوْضُوعٌ فِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ ، وَقَدْ رُمِىَ بِالْكَذِبِ ، وَفِيهِ عُمَرُ بْنُ رَاشِدٍ وَهُوَ مُتَّهَمٌ بِالْوَضْعِ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 321 }
وَأَخْرَجَ هَنَّادٌ عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : يَرْفَعُ اللهُ لِلْمُسْلِمِ ذُرِيَّتَهُ ، وَإِنْ كَانُوا فِي الْعَمَلِ دُونَهُ لِيُقِرَّ اللهُ عَيْنَهُ ، ثُمَّ قَرَأَ : { وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيْمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ } (1) .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الأَثَرِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ هَنَّادٌ فِي ( الزُّهْدِ لابْنِ السَّرِيِّ ، بَابُ دُخُولِ الْجَنَّةِ ج1/ص136/ 179) قَالَ : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : يَرْفَعُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لِلْمُسْلِمِ ذُرِيَّتَهُ ، وَإِنْ كَانُوا دُونَهُ فِي الْعَمَلِ لِيُقِرَّ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى بِهِمْ عَيْنَهُ ، ثُمَّ قَرَأَ { وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيْمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ } .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
__________
(1) سُورَةُ الطُّورِ : الآيَةُ 21 .(1/55)
أَخْرَجَهُ ابْنُ جَرِيرٍ فِي ( تَفْسِيْرِهِ ج27/ص24) مِنْ طَرِيقِ شُعْبَةَ ، وَسُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ ، وأَخْرَجَهُ الْحَاكِمُ فِي ( الْمُسْتَدْرَكِ عَلَى الصَّحِيحَيْنِ / كِتَابُ التَّفْسِيْرِ ج2/ص509/ 3744) ، وَعَنْهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي ( سُنَنِهِ الْكُبْرَى ، بَابُ الْوَلَدِ يُسْلِمُ بِإِسْلامِ أَحَدِ أَبَوَيْهِ قَالَ اللهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ { وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيْمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ } ج10/ص268/21080) مِنْ طَرِيقِ الثَّوْرِيِّ ، كِلاهُمَا عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ بِمِثْلِهِ .
وأَخْرَجَهُ ابْنُ أَبِى حَاتِمٍ فِي ( تَفْسِيْرِهِ ج10/ص3316/18683) تَعْلِيقَاً عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إسْنَادِ الأَثَرِ
1- وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 20 ] . ثِقَةٌ حَافِظٌ عَابِدٌ .
2- شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 21 ] . ثِقَةٌ حَافِظٌ مُتْقِنٌ .
3- عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ الْمُرَادِيُّ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 32 ] . ثِقَةٌ عَابِدٌ كَانَ لا يُدَلِّسُ وَرُمِيَ بِالإِرْجَاءِ .
4- سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 13 ] . ثِقَةٌ ثَبْتٌ فَقِيهٌ .
5- عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 2 ] .
رَابِعَاً : الْحُكْمُ عَلَى إسْنَادِ الأَثَرِ
هَذَا الأَثَرُ إِسْنَادُهُ صحيحٌ ، لأنَّ رِجَالَهُ ثِقَاتٌ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 322 }(1/56)
وَأَخْرَجَ الطَّبَرَانِيُّ وَأَبُو نُعَيْمٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مَرْفُوعَاً بِلَفْظِ : « ذُرِيَّةُ الْمُؤْمِنِ فِي دَرَجَتِهِ ، وَإِنْ كَانُوا دُونَهُ فِي الْعَمَلِ ، لِتَقَرَّ (1) بِهِمْ عَيْنُهُ ، ثُمّ قَرَأَ : { وَالَّذِينَ آمَنُوا } إِلَى قَوْلِهِ { وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ } قال (2) : مَا نَقَصْنَا الآبَاءَ بِمَا أَعْطَيْنَا الْبَنِينَ .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ أبو نعيم فِي ( حِلْيَةُ الأَوْلِيَاءِ ج4/ص302) قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ ثَنَا جُبَارَةُ بْنُ الْمُغَلِّسِ قَالَ ثَنَا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ قَالَ ثَنَا عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « ذُرِيَّةُ الْمُؤْمِنِ فِي دَرَجَتِهِ ، وَإِنْ كَانُوا دُونَهُ فِي الْعَمَلِ ، لِتَقَرَّ بِهِمْ عَيْنُهُ ، ثُمَّ قَرَأَ { وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيْمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ } قَالَ : مَا نَقَصْنَا الآبَاءَ بِمَا أَعْطَيْنَا الْبَنِينَ .
وَقَالَ : غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ عَمْرٍو وَسَعِيدٍ ، تَفَرَّدَ بِهِ عَنْهُ قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
__________
(1) فِى الْمَخْطُوطَةِ (أ) ليقر بدلا من تقر .
(2) ساقطة من المخطوطة (أ) .(1/57)
وَتَابَعَ جُبَارَةَ عَنْ قَيْسِ بْنِ الرَّبِيعِ : الْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ . فَقَدْ أَخْرَجَهُ الْبَزَّارُ فِي مُسْنَدِهِ كَمَا فِي ( كَشْفِ الأَسْتَارِ ج3/ص17/ح2260) مِنْ طَرِيقِ الْحَسَنِ بْنِ حَمَّادٍ الْوَرَّاقِ عَنْ قَيْسِ بْنِ الرَّبِيعِ بِمِثْلِهِ .
وَقَالَ : لا نَعْلَمْهُ أَسْنَدَهُ إِلاَّ الْحَسَنُ عَنْ قَيْسٍ ، وَقَدْ رَوَاهُ الثَّوْرِيُّ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ مَوْقُوفَاً .
تَنْبِيهٌ : أَخْرَجَهُ الطَّبَرِيُّ مَوْقُوفَاً فِي ( تَفْسِيْرِهِ ج27/ص24) فَقَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ قَالَ ثَنَا مُؤَمَّلُ قَالَ ثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَيَرْفَعُ ذُرِيَّةَ الْمُؤْمِنِ فِي دَرَجَتِهِ ، وَإِنْ كَانُوا دُونَهُ فِي الْعَمَلِ ، لِيُقِرَّ بِهِمْ عَيْنَهُ ، ثُمَّ قَرَأَ { وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيْمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ } . وأَخْرَجَهُ الْحَاكِمُ فِي ( الْمُسْتَدْرَكِ عَلَى الصَّحِيحَيْنِ / كِتَابُ التَّفْسِيْرِ ج2/ص509/3744) مِنْ طَرِيقِ الثَّوْرِيِّ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ بِمِثْلِهِ مَوْقُوفَاً . وَسَكَتَ عَنْهُ الذَّهَبِيُّ فِي التَّلْخِيصِ .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ(1/58)
1- مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْعَسَّالُ (1) أبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْعَسَّالُ ، مِنْ كِبَارِ النَّاسِ فِي الْعِلْمِ وَالإِتْقَانِ وَالْحِفظِ وَالْمَعْرِفَةِ ، مَقْبُولُ الْقَوْلِ ، اسْتَقْضَى ، وَحَكَمَ بَيْنَ النَّاسِ ، وَصَنَّفَ الشُّيُوخَ ، وَعَامَّةَ الْمُسْنَدِ . وَتُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَثَلاثِمِائَةٍ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ . مَرْتَبَتُهُ : الأُولَى تَعْدِيْلاً .
2- مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ الْحَافِظُ . سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 190 ] .
__________
(1) تَرْجَمَةُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْعَسَّالِ : طَبَقَاتُ الْمُحَدِّثِينَ بِأَصْبَهَانَ (ج4/ص227/629) .(1/59)
3- جُبَارَةُ بْنُ الْمُغَلِّسِ الْحِمَّانِيُّ (1) جُبَارَةُ بِالضَّمِّ ثُمَّ مُوَحَّدَةٍ بْنُ الْمُغَلِّسِ بِمُعْجَمَةٍ بَعْدَهَا لامٌ ثَقِيلَةٌ ثُمَّ مُهْمَلَةٌ الْحِمَّانِيُّ أَبُو مُحَمَّدٍ الْكُوفِيُّ . رَوَى عَنْ كَثِيْرِ بْنِ سُلَيْمٍ ، وَحَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ ، وَقَيْسِ بْنِ الرَّبِيعِ ، وَجَمَاعَةٍ . وَعَنْهُ : ابْنُ مَاجَهْ ، وَابْنُ أَخِيهِ أَحْمَدُ بْنُ الصَّلْتِ بْنِ الْمُغَلِّسِ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَبُو سَعِيدٍ الأَشَجِّ . قَالَ ابْنُ حَجَرٍ ضَعِيفٌ مِنَ الْعَاشِرَةِ مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ ابْنُ مَاجَهْ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّالِثَةُ تَجْرِيْحَاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ جُبَارَةَ بْنِ الْمُغَلِّسِ الْحِمَّانِيِّ : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج2/ص550/2284) ، الضُّعَفَاءُ وَالْمَتْرُوكِينَ لابْن الْجَوْزِيِّ (ج1/ص165/635) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج4/ص489/891) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص289/748) ، مِيزَانُ الاعْتِدَالِ فِي نَقْدِ الرِّجَالِ (ج2/ص111/1435) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج2/ص50/88) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص137/890) .(1/60)
4- الْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ الْوَرَّاقُ (1) الْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ الضَّبِّيُّ أَبُو عَلِيٍّ الْوَرَّاقُ الْكُوفِيُّ الصَّيْرَفِيُّ . رَوَى عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ وَأَبِي أُسَامَةَ ، وَأَبِي خَالِدٍ الأَحْمَرِ ، وَأَبِي مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرِ ، وَغَيْرِهِمْ . وَعَنْهُ ابْنُ أَبِي عَاصِمٍ ، وَأَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ سَعِيدٍ الْمَرْوَزِيُّ ، وَأَبُو يَعْلَى ، وَأَبُو زُرْعَةَ ، وَجَمَاعَةٌ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ ثِقَةٌ مِنَ الْعَاشِرَةِ مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلاثِينَ النَّسَائيُّ .
مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيْلاً .
5- قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 110 ] . صَدُوقٌ تَغَيَّرَ لَمَّا كَبِرَ وَأَدْخِلَ عَلَيْهِ ابْنُهُ مَا لَيْسَ مِنْ حَدِيثِهِ .
6- عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 321 ] . ثِقَةٌ عَابِدٌ كَانَ لا يُدَلِّسُ وَرُمِيَ بِالإِرْجَاءِ .
7- سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 13 ] . ثِقَةٌ ثَبْتٌ فَقِيهٌ .
8- عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 2 ] .
رَابِعَاً : الْحَكَمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
__________
(1) تَرْجَمَةُ الْحَسَنِ بْنِ حَمَّادٍ الْوَرَّاقِ : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج3/ص9/31) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج6/ص133/1220 ) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص323/1025) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج2/ص237/492) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص160/1231) .(1/61)
هَذَا الْحَدِيثُ إِسْنَادُهُ حَسَنٌ لأَنَّ فِيهِ قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ وَهُوَ صَدُوقٌ ، وَأَمَّا ضَعْفُ جُبَارَةَ بْنِ الْمُغَلِّسِ ، فَقَدْ تَابَعَهُ الْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ الْوَرَّاقُ وَهُوَ ثِقَةٌ . وَقَالَ الْهَيْثَمِيُّ فِي ( مَجْمَعِ الزَّوَائِدِ ج7/ص114) : رَوَاهُ الْبَزَّارُ ، وَفِيهِ قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ ، وَثَّقَهُ شُعْبَةُ وَالثَّوْرِيُّ ، وَفِيهِ ضَعْفٌ .
وَقَالَ الألْبَانِيُّ فِي ( السِّلْسِلَةِ الصَّحِيحَةِ ج5/ص647/ح2490) : « صَحِيحٌ . وَقَالَ الْبَزَّارُ : رَوَاهُ الثَّوْرِيُّ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ مَوْقُوفَاً . وَقَالَ الْحَافِظُ عَقِبَهُ : وَهُوَ أَحْفَظُ مِنْ قَيْسٍ وَأَوْثَقُ .
قُلْتُ : وَلا شَكَّ فِي ذَلِكَ ، وَلَكِنْ مِنَ الْمُمْكِنِ أَنْ يُقَالَ : إِنَّ الْمَوْقُوفَ فِي حُكْمِ الْمَرْفُوعِ ، لأَنَّهُ لا يُقَالُ بِمُجَرْدِ الرَّأْيِ ، بَلْ هُوَ ظَاهِرُ الآيَةِ الْمَذْكُورَةِ وَهُوَ الَّذِي رَجَّحَهُ ابْنُ جَرِيرٍ وَغَيْرُهُ فِي تَفْسِيْرِهَا .(1/62)
وَقَدْ أَخْرَجَهُ هُوَ (27/15) ، وَالْحَاكِمُ (2/468) مِنْ طُرُقٍ عَنِ الثَّوْرِيِّ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ مَوْقُوفَاً عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ ، فَهُوَ صَحِيحُ الإِسْنَادِ . وَأَمَّا الْحَدِيثُ الَّذِي أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي ( الْمُعْجَمِ الْكَبِيْرِ ) بِإِسْنَادٍ آخَرَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ مَرْفُوعَاً بِلَفْظِ : « إِذَا دَخَلَ الرَّجُلُ الْجَنَّةَ سَأَلَ عَنْ أَبَوَيْهِ وَزَوْجَتَهُ وَوَلَدَهُ ؟ ، فَيُقَالُ : إِنَّهُمْ لَمْ يَبْلُغُوا دَرَجَتَكَ ، فَيَقُولُ : يَا رَبِّ قَدْ عَمِلْتُ لِي وَلَهُمْ ، فَيُؤْمَرُ بِإِلْحَاقِهِمْ بِهِ ، وَقَرَأَ ابْنُ عَبَّاسٍ : { وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيْمَانٍ } الآية ، فَهُوَ مَوْضُوعٌ ، وَإِنْ سَكَتَ عَلَيْهِ الْحَافِظُ ابْنُ كَثِيْرٍ (8/82) ، وَكَأَنَّهُ مَقْلُوبٌ عَنْ هَذَا ، وَقَدْ خَرَّجْتُهُ وَبَيَّنْتُ عِلَّتَهُ فِي الْكِتَابِ الآخَرِ (2602) . اهـ
قُلْتُ : يَقْصُدُ الْحَدِيثَ التَّالِي .
خَامِسَاً : تَنْبِيهٌ
نَسَبَهُ إِلَى الطَّبَرَانِيِّ ، وَلَمْ أَجِدْهُ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 323 }
وأَخْرَجَ ابْنُ مَرْدَوَيْهِ وَالضِّيَاءُ مَرْفُوعَاً بِلَفْظِ : « إِذَا دَخَل ( الْمُؤْمِنُ ) (1) الْجَنَّةَ سَأَلَ عَنْ أَبَوَيْهِ ، وَزَوْجَتِهِ ، وَوَلَدِهِ ، فَيُقَالُ لَهُ : إنَّهُمْ لَمْ يَبْلُغُوا دَرَجَتَكَ وَعَمَلَكَ ، فَيَقُولُ : يَا رَبِّ ؛ قَدْ عَمِلْتُ لِي وَلَهُمْ ، فَيُؤْمَرُ بإِلْحَاقِهِمْ بِهِ » (2) .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
__________
(1) فِى الْمَخْطُوطَةِ (ب)،(ز) الرجل بدلا من المؤمن .
(2) فِى الْمَخْطُوطَاتِ الثلاثة (بالإلحاق بهم) ، والصواب ما اثبتناه .(1/63)
نَسَبَهُ الْمُصَنِّفُ لابْنِ مَرْدَوَيْهِ وَالضِّيَاءِ ، وَلَمْ أَجِدْهُ فِيهِ .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي ( الْمُعْجَمِ الْكَبِيْرِ ج11/ص440/ 12248) قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحَضْرَمِيُّ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْن ِغَزْوَانَ ثَنَا شَرِيكٌ عَنْ سَالِمٍ الأَفْطَسِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَظُنُّهُ عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : « إِذَا دَخَلَ الرَّجُلُ الْجَنَّةَ سَأَلَ عن أَبَوَيْهِ ، وَزَوْجَتِهِ ، وَوَلَدِهِ ، فَيُقَالُ : إِنَّهُمْ لم يَبْلُغُوا دَرَجَتَكَ وعَمَلَكَ ، فَيَقُولُ : يَا رَبِّ قَدْ عَمِلْتُ لِي وَلَهُمْ ، فَيُؤْمَرُ بإِلْحَاقِهِمْ بِهِ ، وَقَرَأَ ابْنُ عَبَّاسٍ { وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيْمَانٍ } إِلَى آخِرِ الآيَةِ .
وَأَخْرَجَهُ فِي ( الْمُعْجَمِ الصَّغِيْرِ ( الرَّوْضُ الدَّانِي ) ج1/ص382/640) مِنْ طَرِيقِ شَيْخِهِ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ أَبَانَ الدَّقِيقِيِّ الْبَغْدَادِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَزْوَانَ بِمِثْلِهِ . وَقَالَ بَعْدَهُ : لَمْ يَرْوِه عَنْ سَالِمٍ إِلاَّ شَرِيكٌ ، تَفَرَّدَ بِهِ ابْنُ غَزْوَانَ .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ(1/64)
1- مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحَضْرَمِيُّ (1) مُطَّيَّنٌ الْحَافِظُ الْكَبِيْرُ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْحَضْرَمِيُّ الْكُوفِيُّ رَأَى أَبَا نُعَيْمٍ ، وَسَمِعَ أَحْمَدَ بْنَ يُونُسَ ، وَيَحْيَى الْحِمَّانِيَّ ، وَيَحْيَى بْنَ بِشْرٍ الْجُرَيْرِيَّ ، وَسَعِيدَ بْنَ عَمْرٍو الأَشْعَثِيَّ ، وَكَانَ مِنْ أَوْعِيَةِ الْعِلْمِ . حَدَّثَ عَنْهُ أَبُو بَكْرٍ النَّجَّادُ ، وَأَبُو الْقَاسِمِ الطَّبَرَانِيُّ ، وَعَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْبَكَّائِيُّ ، وَعِدَّةٌ . وَصَنَّفَ الْمُسْنَدَ وَغَيْرَ ذَلِكَ ، وَلَهُ تَارِيْخٌ صَغِيْرٌ . سُئِلَ عَنْهُ الدَّارَقُطْنِيُّ فَقَالَ : ثِقَةٌ جَبَلٌ . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ : صَدُوقٌ . وُلِدَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَمِائَتَيْنِ ، وَمَاتَ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الآخَرِ سَنَةَ سَبْعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَتَيْنِ . مَرْتَبَتُهُ : الأولَى تَعْدِيْلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْحَضْرَمِيِّ : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج7/ص298/1618) ، تَذْكِرَةُ الْحُفَّاظِ (ج2/ص662/682) ، الْمُقْتَنَى فِي سَرْدِ الْكُنَى (ج1/ص149/1120) ، لِسَانُ الْمِيزَانِ (ج5/ص233/815) .(1/65)
2- مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَزْوَانَ (1) مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَزْوَانَ ، وَيُعْرَفُ أَبُوهُ بِقُرَادٍ مِنْ أَهْلِ بَغْدَادَ ، حَدَّثَ بِوَقَاحَةٍ عَنْ مَالِكٍ ، وَشَرِيْكٍ ، وَضِمَامِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بِبَلايَا . رَوَى عَنْهُ : طَائِفَةٌ آخِرُهُمْ مَوْتَاً الْمَحَامِلِيُّ . قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ : كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ . وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ : لَهُ عَنْ ثِقَاتِ النَّاسِ بَوَاطِيلُ ، رَوَى عَنْ شَرِيكٍ ، وَحَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ أَحَادِيثَ أُنْكِرَتْ عَلَيْهِ ، وَهُوَ مِمَّنْ يَضَعُ الْحَدِيثَ . وَقَالَ الْحَاكِمُ : رَوَى عَنْ مَالِكٍ ، وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ أَحَادِيثَ مَوْضُوعَةً . وَقَالَ أبو أَحْمَد الْحَاكِمُ : لَيْسَ بِالْمَتِينِ . وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ : يَرْوِي عَنْ أَبِيهِ وَغَيْرِهِ مِنَ الشُّيُوخِ الْعَجَائِبَ الَّتِي لا يَشُكُّ مَنْ هَذَا الشَّأْنَ صِنَاعَتُهُ أَنَّهَا مَعْمُولَةٌ أَوْ مَقْلُوبَةٌ . مَرْتَبَتُهُ : السَّادِسَةُ تَجْرِيْحَاً .
3- شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللهِ النَّخَعِيُّ : صَدُوقٌ يُخْطِيءُ كَثِيْرَاً ، تَغَيَّرَ حِفْظُهُ مُنْذُ وَلِيَ الْقَضَاءَ بِالْكُوفَةِ ، وَكَانَ عَادِلاً فَاضِلاً عَابِدَاً شَدِيدَاً عَلَى أَهْلِ الْبِدَعِ ، سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 7 ] .
__________
(1) تَرْجَمَةُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَزْوَانَ : الْمَجْرُوحِينَ (ج2/ص305/1012) ، الْكَامِلُ فِي الضُّعَفَاءِ (ج6/ص290/1775) ، ضُعَفَاءُ الأَصْبَهَانِيِّ (ج1/ص144/230) ، الْكَشْفُ الْحَثِيثُ (ج1/ص238/693) ، لِسَانُ الْمِيزَانِ (ج5/ص253/872) .(1/66)
4- سَالِمُ بْنُ عَجْلانَ الأُمَوِيُّ (1) سَالِمُ بْنُ عَجْلانَ الأَفْطَسُ الأُمَوِيُّ أَبُو مُحَمَّدٍ الْجَزَرِيُّ الحراني . رَوَى عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، وَالزُّهْرِيِّ ، وَنَافِعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ . وَعَنْهُ شَرِيكٌ ، وَعَمْرُو بْنُ مُرَّةَ وَهُوَ مِنْ أَقْرَانِهِ ، وَالثَّوْرِيُّ ، وَاللَّيْثُ ، وَغَيْرُهُمْ .
وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ ثِقَةٌ رُمِيَ بِالإِرْجَاءِ مِنَ السَّادِسَةِ قُتِلَ صَبْرَاً سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ الْبُخَارِيُّ وَأَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ .
مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيْلاً .
5- سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 13 ] . ثِقَةٌ ثَبْتٌ فَقِيهٌ .
6- عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 2 ] .
رَابِعَاً : الْحَكَمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
هَذَا الْحَدِيثُ إِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ جِدَّاً لأَنَّ فِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَزْوَانَ ، وَهُوَ مُتَّهَمٌ بالْوَضْعِ .
وَقَالَ الْهَيْثَمِيُّ فِي ( مَجْمَعِ الزَّوَائِدِ ج7/ص114) : رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الصَّغِيْرِ وَالْكَبِيْرِ ، وَفِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَزْوَانَ وَهُوَ ضَعِيفٌ .
وَقَالَ الأَلْبَانِيُّ فِي الْجَامِعِ الصَّغِيْرِ وَزِيَادَاتِهِ ( ج1/ص150/ح1489) : مَوْضُوعٌ .
وَانْظُرْ السِّلْسِلَةَ الضَّعِيفَةَ وَالْمَوْضُوعَةَ (ح2602) ، وَانْظُرْ حَدِيثَ رَقْمَ 485 فِي ضَعِيفِ الْجَامِعِ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 324 }
__________
(1) تَرْجَمَةُ سَالِمِ بْنِ عَجْلانَ الأُمَوِيِّ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج4/ص117/2157) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج10/ص164/2156) ، الْكَاشِفُ (ج1/ ص423/1780) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج3/ص382/814) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص227/2183) .(1/67)
وَأَخْرَجَ أبُو نُعَيْمٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ : أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ أَوْلادِ الْمُؤْمِنِينَ ؟ ، فَقَالَ : هُمْ مَعَ خَيْرِ آبَائِهِمْ ، إِنْ كَانَ الأَبُ خَيْرَاً مِنَ الأُمِّ فَهُوَ مَعَ الأَبِ ، وَإِنْ كَانَتْ الأُمُّ خَيْرَاً مِنَ الأَبِ فَهُوَ مَعَ الأُمِّ .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الأَثَرِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ أبُو نُعَيْمٍ فِي ( حِلْيَةِ الأَوْلِيَاءِ ج4/ص282) قَالَ : حَدَّثَنَا أَبِي وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ قَالا : ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ ثَنَا يَعْقُوبُ عَنْ جَعْفَرٍ قَالَ : سَأَلْنَا سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ عَنْ أَوْلادِ الْمُؤْمِنِينَ ؟ ، قَالَ : هُمْ مَعَ خَيْرِ آبَائِهِمْ ، فَإِنْ كَانَ الأَبُ خَيْرَاً مِنَ الأُمِّ فَهُوَ مَعَ الأَبِ ، وَإِنْ كَانَتْ الأُمُّ خَيْرَاً مِنَ الأَبِ فَهُوَ مَعَ الأُمِّ .
ثَانِيَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الأَثَرِ
1- عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ مُوسَى بْنِ مِهْرَانَ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 193 ] ثِقَةٌ .
2- مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْجُرْجَانِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ أَبُو أَحْمَدَ الْحَافِظُ الْجُرْجَانِيُّ . لَمْ أَجِدْ لَهُ تَرْجَمَةً .(1/68)
3- الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَبْهَرِيُّ (1) الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَسِيدٍ الأَبْهَرِيُّ أَبُو عَلِيٍّ الثَّقَفِيُّ . رَوَي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدِ بْنِ خِدَاشٍ ، وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ بِسْطَامٍ ، وَمُحَمَّدِ بْنِ مَعْمَرٍ . تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَتَيْنِ . رَوَى أَيْضَاً عَنْ أَحْمَدَ بْنِ ثَابِتٍ فَرُّوخَوَيْهِ ، وَمُحَمَّدِ بْنِ حُمَيْدٍ ، وَسَعِيدِ بْنِ عِنَبَةَ ، وَعَمْرِو بْنِ عَلِيٍّ ، وَلُوَيْنٍ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَجْرِيْحَاً .
4- مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 40 ] حَافِظٌ ضَعِيفٌ ، وَكَانَ ابْنُ مَعِينٍ حَسَنَ الرّّأْيِ فِيهِ .
5- يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْقُمِّيُّ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 13 ] . صَدُوقٌ يَهِمُ .
6- جَعْفَرُ بْنُ أَبِي الْمُغِيْرَةِ الْخُزَاعِيُّ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 13 ] . صَدُوقٌ يَهِمُ .
7- سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 13 ] . ثِقَةٌ ثَبْتٌ فَقِيهٌ .
ثَالِثَاً : الْحُكْمُ عَلَى إسْنَادِ الأَثَرِ
هَذَا الأَثَرُ إِسْنَادُهُ ضعيفٌ لأَنَّ فِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ ، وَلِجَهَالَةِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الأَبْهَرِيِّ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 325 }
وَأَخْرَجَ الْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ أَنَّ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : « احْضُرُوا الْجُمُعَةَ ، وَادْنُوا مِنَ الإِمَامِ ، فَإِنَّ الرَّجُلَ لا يَزَالُ يَتَبَاعَدُ حَتَّى يُؤَخَّرَ فِي الْجَنَّةِ ، وَإِنْ دَخَلَهَا » .
- - الله - -
__________
(1) تَرْجَمَةُ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الأَبْهَرِيِّ : تَارِيْخُ أَصْبَهَانَ (ج1/ص318/560) .(1/69)
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
هَذَا حَدِيثٌ رَوَاهُ الْحَاكِمُ بِلَفْظِ مُخْتَلِفٍ فِي ( مُسْتَدْرَكِهِ / كِتَابُ الْجُمُعَةِ ج1/ص427/ 1068) قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْدَانَ الصَّيْرَفِيُّ بِمَرْوٍ ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ ثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ حَدَّثَنِي مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ قَتَادَةَ عَنْ يَحْيَى بْنِ مَالِكٍ عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ أَنَّ نَبِيَّ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : « احْضُرُوا الذِّكْرَ ، وَادْنُوا مِنَ الإِمَامِ ، فَإِنَّ الرَّجُلَ لا يَزَالُ يَتَبَاعَدُ حَتَّى يُؤَخَّرَ فِي الْجَنَّةِ ، وَإِنْ دَخَلَهَا » . وَقَالَ : هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ فِي ( مُسْنَدِهِ ج5/ص11/20130) ، وَأَبُو دَاوُدَ فِي ( السُّنَنِ / كِتَابُ الْجُمُعَةِ ، بَابُ الدُّنُوِّ مِنَ الإِمَامِ عِنْدَ الْمَوْعِظَةِ ج1/ص289/ 1108) ، وَالْبَيْهَقِيُّ فِي ( السُّنَنِ الْكُبْرَى / كِتَابُ الْجُمُعَةِ ، بَابُ الدُّنُوِّ مِنَ الإِمَامِ عِنْدَ الْخُطْبَةِ وَالصَّلاةِ فِي الْمَقْصُورَةِ ج3/ص238/ 5722) كُلُّهُمْ مِنْ طَرِيقِ عَلِىِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ عَنْ مُعَاذِ بْنِ هِشَامٍ بِمِثْلِ لَفْظِ الْحَاكِمِ .
وَتَابَعَ هِشَامَ الدَّسْتُوَائِيَّ عَنْ قَتَادَةَ : سَعِيدُ بْنُ بَشِيْرٍ . أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي ( الْمُعْجَمِ الأَوْسَطِ ج4/ص338/4371) مِنْ طَرِيقِ سَعِيدِ بْنِ بَشِيْرٍ عَنْ قَتَادَةَ بِمِثْلِ لَفْظِ الْحَاكِمِ .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
1- عَلِىُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْمَدِينِيُّ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 50 ] .(1/70)
2- مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ (1) مُعَاذُ بْنُ هِشَامِ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، وَاسْمُهُ سَنْبَرٌ الدَّسْتُوَائِيُّ الْبَصْرِيُّ سَكَنَ الْيَمَنَ ثُمَّ الْبَصْرَةَ . رَوَى عَنْ أَبِيهِ ، وَابْنِ عَوْنٍ ، وَشُعْبَةَ . وَعَنْهُ أَحْمَدُ ، وَإِسْحَاقُ ، وَابْنُ الْمَدِينِيِّ ، وَابْنُ مَعِينٍ ، وَآخَرُونَ . قَالَ ابْنُ مَعِينٍ : صَدُوقٌ وَلَيْسَ بِحُجَّةٍ . وَقَالَ ابْن عَدِيٍّ : رُبَّمَا يَغْلَطُ فِي الشَّيْءِ ، وَأَرْجُو أَنَّهُ صَدُوقٌ . وذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ . وَقَالَ عُثْمَانُ الدَّارِمِيُّ : قُلْتُ لِيَحْيَى بْنِ مَعِينٍ : مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ أَثْبَتُ فِي شُعْبَةَ أَوْ غُنْدَرٌ ؟ ، فَقَالَ : ثِقَةٌ وَثِقَةٌ . وَقَالَ ابْنُ قَانِعٍ : ثِقَةٌ مَأْمُونٌ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ صَدُوقٌ رُبَّمَا وَهِمَ مِنَ التَّاسِعَةِ مَاتَ سَنَةَ مِائَتَيْنِ الْكُتُبُ السِّتَّةُ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّالِثَةُ تَعْدِيْلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ مُعَاذِ بْنِ هِشَامٍ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج7/ص366/1572) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج28/ص139/6038) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص274/5509) ، تَذْكِرَةُ الْحُفَّاظِ (ج1/ص325/307) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج10/ص177/370) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص536/6742) .(1/71)
3- هِشَامُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ (1) هِشَامُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ الدَّسْتَوَائِيُّ ، وَاسْمُ أَبِيهِ سَنْبَرٌ بِمُهْمَلَةٍ ثُمَّ نُونٍ ثُمَّ مُوَحَّدَةٍ بِوَزْنِ جَعْفَرٍ ، أَبُو بَكْرٍ الْبَصْرِيُّ الدَّسْتُوَائِيُّ بِفَتْحِ الدَّالِ وَسُكُونِ السِّينِ الْمُهْمَلَتَيْنِ وَفَتْحِ الْمُثَنَّاةِ ثُمَّ مَدِّ ، الرَّبَعِيُّ . رَوَى عَنْ قَتَادَةَ ، وَيُونَسَ الإِسْكَافِ ، وَشُعَيْبِ بْنِ الْحَبْحَابِ ، وَيَحْيَى بْنِ أبِي كَثِيْرٍ ، وَخَلْقٍ . وَعَنْهُ ابْنَاهُ عَبْدُ اللهِ وَمُعَاذٌ ، وَشُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ وَهُوَ مِنْ أَقْرَانِهِ ، وَابْنُ الْمُبَارَكِ ، وَعِدَّةٌ . قَالَ شُعْبَةُ : مَا مِنَ النَّاسِ أَحَدٌ أَقُولُ أَنَّهُ طَلَبَ الْحَدِيثَ يُرِيدُ بِهِ وَجْهَ اللهِ تَعَالَى إِلاَّ هِشَامٌ ، وَكَانَ يَقُولُ : لَيْتَنَا نَنْجُو مِنْهُ كَفَافَاً . وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ : هِشَامٌ أَمِيْرُ الْمُؤْمِنِينَ فِي الْحَدِيثِ .
وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ ثِقَةٌ ثَبْتٌ ، وَقَدْ رُمِيَ بِالْقَدَرِ مِنْ كِبَارِ السَّابِعَةِ مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِينَ وَلَهُ ثَمَانٍ وَسَبْعُونَ سَنَةً الْكُتُبُ السِّتَّةُ . مَرْتَبَتُهُ : الأولَى تَعْدِيْلاً .
4- قَتَادَةُ بْنُ دَعَامَةَ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 27 ] . ثِقَةٌ ثَبْتٌ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ هِشَامِ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ : طَبَقَاتُ ابْنِ سَعْدٍ (ج7/ص279) ، مَعْرِفَةُ الثِّقَاتِ (ج2/ص330/1903) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج30/ص215/6582 ) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص337/5969) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج11/ص40/85 ) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص573/7299) .(1/72)
5- يَحْيَى بْنُ مَالِكٍ (1) أبُو أَيُّوبَ الْمَرَاغِيُّ الأَزْدِيُّ الْعَتَكِيُّ الْبَصْرِيُّ اسْمُهُ يَحْيَى ، وَيُقَالُ حَبِيبُ بْنُ مَالِكٍ ، يُقَالُ : أَنَّ الْمَرَاغِيَّ قَبِيلَةٌ مِنَ الأَزْدِ ، وَيُقَالُ : مَوْضِعٌ بِنَاحِيَةِ عُمَانَ . رَوَى عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ، وَسَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ . وَعَنْهُ ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ ، وَقَتَادَةُ ، وَأَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ ثِقَةٌ مِنَ الثَّالِثَةِ مَاتَ بَعْدَ الثَّمَانِينَ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ وَأَبُو دَاوُدَ النَّسَائِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيْلاً .
6- سَمُرَةَ بن جُنْدُبٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 304 ] .
رَابِعَاً : الْحَكَمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
هَذَا الْحَدِيثُ إِسْنَادُهُ حَسَنٌ فِيهِ مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ ، وَهُوَ صَدُوقٌ .
وَقَالَ الْحَاكِمُ ( الْمُسْتَدْرَكُ عَلَى الصَّحِيحَيْنِ ج1/ص427/ 1068) : هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ . وَوَافَقَهُ الذَّهَبِيُّ فِي التَّلْخِيصِ . وَالْحَدِيثُ سَكَتَ عَنْهُ أَبُو دَاوُدَ .
وَقَالَ شُعَيْبٌ الأَرْنَؤُوط فِي تَعْلِيقِهِ عَلَى الْمُسْنَدِ (ج5/ص11/ح20130) : إِسْنَادُهُ صَحِيحٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ رِجَالُ الشَّيْخَيْنِ غَيْرُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ وَهُوَ ابْنِ الْمَدِينِيِّ ، فَمِنْ رِجَالِ الْبُخَارِيِّ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ يَحْيَى بْنِ مَالِكٍ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج8/ص303/3091 ) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج9/ص190/792) ، الثقات (ج5/ص529/6076) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج33/ص60/7217) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص407/6505) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج12/ص19/85) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص620/7949) .(1/73)
وَقَالَ الأَلْبَانِيُّ فِي صَحِيحِ أَبِى دَاوُدَ ( ج1/ص206/ح980) : حَسَنٌ .
وَأَوْرَدَهُ فِي السِّلْسِلَةِ الصَّحِيحَةِ (ج1/ص705/ح365) .
خَامِسَاً : تَنْبِيهٌ
- الله -
وَالْحَدِيثُ بِلَقْظِ الْمُصَنِّفِ ، أَخْرَجَهُ أَحْمَد فِي ( مُسْنَدِهِ ج5/ص10/ 20124) قَالَ : ثَنَا سُرَيْجُ بُْن النُّعْمَانِ ثَنَا الْحَكَمُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ عَنْ قَتَادَةَ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ سَمُرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ : « احْضُرُوا الْجُمُعَةَ ، وَادْنُوا مِنَ الإِمَامِ ، فَإِنَّ الرَّجُلَ يَتَخَلَّفُ عَنِ الْجُمُعَةِ حَتَّى إِنَّهُ لَيُخَلَّفُ عَنِ الْجَنَّةِ ، وَإِنَّهُ لَمِنْ أَهْلِهَا » .
وأَخْرَجَهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي ( السُّنَنِ الْكُبْرَى / كِتَابُ الْجُمُعَةِ ، بَابُ الدُّنُوِّ مِنَ الإِمَامِ عِنْدَ الْخُطْبَةِ وَالصَّلاةِ فِي الْمَقْصُورَةِ ج3/ص238/ 5724) مِنْ طَرِيقِ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ الْمُؤَدِّبِ ، وأَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي ( الْمُعْجَمِ الْكَبِيْرِ ج7/ص206/ 6854) و ( الْمُعْجَمِ الصَّغِيْرِ . الرَّوْضُ الدَّانِي ج1/ص216/ 346) مِنْ طَرِيقِ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ الْمُؤَدِّبِ وَالْحَسَنِ بْنِ الْمُتَوَكِّلِ ، ثَلاثَتُهُمْ عَنْ سُرَيْجِ بْنِ النُّعْمَانِ بِمِثْلِهِ .(1/74)
قُلْتُ : هَذَا الإِسْنَادُ ضَعِيفٌ ، وآفته الْحَكَمُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ ، وَهُوَ الْقُرَشِيُّ الْبَصْرِيُّ ، بَيِّنُ الأَمْرِ فِي الضُّعَفَاءِ . قَالَ عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ عَنْ يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ : ضَعِيفٌ لَيْسَ بِثِقَةٍ ، وَلَيْسَ بِشَيْءٍ . وَقَالَ أبُو حَاتِمٍ : مُضْطَرِبُ الْحَدِيثِ ، وَلَيْسَ بِقَوِيِّ فِي الْحَدِيثِ . وَقَالَ النَّسَائِيُّ : لَيْسَ بِالْقَوِيِّ . وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ : مُنْكَرُ الْحَدِيثِ . ذَكَرَهُ الْحَافِظُ الْمِزِّيُّ فِي ( تَهْذِيبِ الْكَمَالِ ج7/ص111) . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ فِي ( تَقْرِيبِ التَّهْذِيبِ ج1/ص175) : الْحَكَمُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْقُرَشِيُّ الْبَصْرِيُّ نَزَلَ الْكُوفَةَ ضَعِيفٌ مِنَ السَّابِعَةِ .
وَقَالَ الْهَيْثَمِيُّ فِي ( مَجْمَعِ الزَّوَائِدِ ج2/ص177) : رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الصَّغِيْرِ ، وَفِيهِ الْحَكَمُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ وَهُوَ ضَعِيفٌ . وَقَالَ شُعَيْبٌ الأَرْنَؤُوطُ فِي تَعْلِيقِهِ عَلَى الْمُسْنَدِ (ج5/ص10/ح20124) : إِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ ، لِضَعْفِ الْحَكَمِ بْنِ عَبدِ الْمَلِكِ .(1/75)
وَقَالَ الأَلْبَانِيُّ فِي ( السِّلْسِلَةِ الضَّعِيفَةِ وَالْمَوْضُوعَةِ 3/240) بَعْدَ أَنْ ذَكَرَهُ بِلَفْظِ الإِمَامِ أَحْمَدَ : « مُنْكَرٌ بِهَذَا اللَّفْظِ ، لِضَعْفِ الْحَكَمِ بْنِ عَبدِ الْمَلِكِ . وَفِيهِ عِلَّةٌ أُخْرَى ، وَهِيَ عَنْعَنَةُ الْحَسَنِ وَهُوَ الْبَصْرِيُّ ، فَإِنَّهُ مُدَلِّسٌ . وَفِيهِ مُخَالَفَةٌ ثَالِثَةٌ فِي السَّنَدِ وَالْمَتْنِ ، لأَنَّ لَفْظَ الْحَكَمِ : « فَإِنَّ الرجل لَيَكُونُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، فَيَتَأَخَّرُ عَنِ الْجُمُعَةِ ، فَيُؤَخَّرُ عَنِ الْجَنَّةِ ، وَإِنَّهُ لَمِنْ أَهْلِهَا » . وَهَذَا مُخَالِفٌ لِلَفْظِ هِشَامٍ كَمَا هُوَ ظَاهِرٌ ، فَهُوَ مُنْكَرٌ مِنْ أَجْلِ الْمُخَالَفَةِ » .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 326 }
وَأَخْرَجَ أَبُو نُعَيْمٍ عَنْ سَلْمَانَ عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : « مَا مِنْ عَبْدٍ يُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ فِي الدُّنْيَا بِدَرَجَةٍ فَارْتَفَعَ ، إِلاَّ وَضَعَهُ اللهُ فِي الآخِرَةِ دَرَجَةً أَكْبَرَ مِنْهَا وَأَطْوَلُ » ، ثُمَّ قَرَأَ : { وَلَلآَخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلاً } .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ(1/76)
أَخْرَجَهُ أبُو نُعَيْمٍ فِي ( حِلْيَةِ الأَوْلِيَاءِ ج4/ص203) قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْوَلِيدِ الْفَسَوِيُّ ثَنَا خَلَفُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّرَخْسِيُّ ثَنَا عَبْدُ الْغَفُورِ بْنُ سَعْدٍ الأَنْصَارِيُّ عَنْ أَبِي هَاشِمٍ الرُّمَانِيِّ عَنْ زَاذَانَ عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال : « مَا مِنْ عَبْدٍ يُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ فِي الدُّنْيَا بِدَرَجَةٍ فَارْتَفَعَ ، إِلاَّ وَضَعَهُ اللهُ فِي الآخِرَةِ دَرَجَةً أَكْبَرَ مِنْهَا وَأَطْوَلُ » ، ثُمَّ قَرَأَ : { وَلَلآَخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلاً } .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
وَأَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي ( الْمُعْجَمِ الْكَبِيْرِ ج6/ص239/6100) قَالَ : حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْفَسَوِيُّ ثَنَا خَلَفُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ السَّرَخْسِيُّ ثَنَا أَبُو الصَّبَّاحِ عَبْدُ الْغَفُورِ بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ عَنْ أَبِي هَاشِمٍ الرُّمَّانِيِّ عَنْ زَاذَانَ عَنْ سَلْمَانَ عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال : « ما من عَبْدٍ يُرِيدُ أَنْ يَرْتَفِعَ فِي الدُّنْيَا دَرَجَةً فَارْتَفَعَ ، إِلا وَضَعَهُ اللهُ - عز وجل - فِي الآخِرَةِ أَكْبَرَ مِنْهَا ، ثُمَّ قَرَأَ : { وَلَلآَخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلاً } .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ(1/77)
1- الْحَسَنُ بن عَلِيٍّ الْفَسَوِيُّ (1) الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْوَلِيدِ أَبُو جَعْفَرٍ الْفَارِسِيُّ الْفَسَوِيُّ نَزِيلُ بَغْدَادَ . سَمِعَ سَعْدَوَيْهِ وَعَلِيَّ بْنَ الْجَعْدِ ، وَفَيْضَ بْنَ وَثِيقٍ الْبَصْرِيَّ ، وَإِبْرَاهِيمَ بْنَ مَهْدِيٍّ الْمِصِّيصِيَّ ، وَجَمَاعَةً . وَعَنْهُ ابْنُ قَانِعٍ ، وَأَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ وَأَبُو عَلِيٍّ ابْنُ الصَّوَّافِ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حُبَيْشٍ ، وَالطَّبَرَانِيُّ ، وَآخَرُونَ . وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ : لا بَأْسَ بِهِ . وُلِدَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَمِائَتَيْنِ ، وَتُوفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَتِسْعِينَ ، قَالَهُ الْخَطِيبُ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيْلاً .
2- خَلَفُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ السَّرَخْسِيُّ (2) خَلَفُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الْحَسْنَاءِ السَّرَخْسِيُّ ، سَكَنَ بَغْدَادَ ، وَحَدَّثَ بِهَا عَنْ عَبْدِ الْغَفُورِ بْنِ سَعِيدٍ الْوَاسِطِيِّ . رَوَى عَنْهُ : الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْوَلِيدِ الْفَارِسِيُّ ، وَعُمَرُ بْنُ حَفْصٍ السَّدُوسِيُّ ، وَغَيْرُهُمَا . قَالَ أَحْمَدُ : لا أَعْرِفُهُ . قَالَ الذَّهَبِيُّ وَابْنُ حَجَرٍ عَنْ أَبَانِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ خَبَرُهُ بَاطِلٌ ، إِلاَّ أَنَّ أَبَانَ هَالِكٌ .
مَرْتَبَتُهُ : الثَّالِثَةُ تَجْرِيْحَاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِىٍّ الْفَسَوِيِّ : تَارِيْخُ بَغْدَادَ (ج7/ص372/3893) ، تَارِيْخُ الإِسْلامِ (ج22/ص128/4) .
(2) تَرْجَمَةُ خَلَفِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ السَّرَخْسِيِّ : تَارِيْخُ بَغْدَادَ (ج8/ص321/4416) ، الْمُغْنِي فِي الضُّعَفَاءِ (ج1/ص212/1937) ، مِيزَانُ الاعْتِدَالِ فِي نَقْدِ الرِّجَالِ (ج2/ص452/2547) ، لِسَانُ الْمِيزَانِ (ج2/ص403/1657) .(1/78)
3- عَبْدُ الْغَفُورِ بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ (1) عَبْدُ الْغَفُورِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الصَّبَّاحِ الْوَاسِطِيُّ أَبُو الصَّبَّاحِ . رَوَي عَنْ أَبِي هَاشِمٍ الرُّمَّانِيِّ ، وَكَعْبٍ . رَوَى عَنْهُ : بَقِيَّةُ ، وَخَلَفُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ السَّرَخْسِيُّ . ضَعَّفَهُ أَبُو حَاتِمٍ . قَالَ يَحْيَى : لَيْسَ حَدِيثُهُ بِشَيْءٍ . وَقَالَ الْبُخَارِيُّ : تُرِكَ حَدِيثُهُ . وَقَالَ النَّسَائِيُّ : مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ . وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ : مُنْكَرُ الْحَدِيثِ . وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ : يَضَعُ الْحَدِيثَ عَلَى الثِّقَاتِ ، لا يَحِلُّ كَتْبُ حَدِيثِهِ إِلاَّ عَلَى التَّعَجُّبِ . وَقَالَ ابْنُ عَدِىٍّ : الضَّعْفُ عَلَى حَدِيثِهِ وَرِوَايَاتِهِ بَيِّنٌ ، وَهُوَ مُنْكَرْ الْحَدِيثِ . مَرْتَبَتُهُ : الْخَامِسَةُ تَجْرِيْحَاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ عَبْدِ الْغَفُورِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْوَاسِطِيِّ : الضُّعَفَاءُ الْكَبِيْرُ (ج3/ص113/1086) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج6/ص55/293) ، الْكَامِلُ فِي الضُّعَفَاءِ (ج5/ص329/1481) ، الضُّعَفَاءُ وَالْمَتْرُوكِينَ لابْن الْجَوْزِيِّ (ج2/ص112/1968) .(1/79)
4- يَحْيَى بْنُ دِينَارٍ أَبُو هَاشِمٍ الرُّمَّانِيُّ (1) أَبُو هَاشِمٍ الرُّمَّانِيُّ بِضَمِّ الرَّاءِ وَتَشْدِيدِ الْمِيمِ الْوَاسِطِيُّ ، اسْمُهُ يَحْيَى بْنُ دِينَارٍ رَأَى أَنَسَاً . رَوَى عَنْ أَبِي وَائِلٍ ، وَأَبِي مَجْلِزٍ ، وَأَبِي الْعَالِيَةِ ، وَزَاذَانَ بْنِ أَبِي عُمَرَ الْكِنْدِيِّ . وَعَنْهُ عَبْدُ الْغَفُورِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ الْوَاسِطِيُّ ، وَمَنْصُورُ بْنُ الْمُعْتَمِرِ وَهُوَ مِنْ أَقْرَانِهِ ، وَالثَّوْرِيُّ ، وَشُعْبَةُ ، وَغَيْرُهُمْ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ ثِقَةٌ مِنَ السَّادِسَةِ مَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِينَ ، وَقِيلَ : سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ الْكُتُبُ السِّتَّةُ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيْلاً .
5- زَاذَانُ بْنُ أَبِي عُمَرَ الْكِنْدِيُّ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ 191 . صَدُوقٌ يُرْسِلُ ، وَفِيهِ شِيعِيَّةٌ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ يَحْيَى بْنِ دِينَارٍ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج8/ص271/2967) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج34/ص362/7680) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص469/6880) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج12/ص286/1208) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص680/8425) .(1/80)
6- سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ (1) سَلْمَانُ الْخَيْرِ أَبُو عَبْدِ اللهِ ابْنُ الإِسْلامِ ، أَصْلُهُ مِنْ أَصْبَهَانَ ، أَسْلَمَ عِنْدَ قُدُومِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - الْمَدِينَةَ وَأَوَّلُ مَشَاهِدِهِ الْخَنْدَقُ ، قَالَهُ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ . رَوَى عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - . وَعَنْهُ أَنَسٌ ، وَابْنُ عُجْرَةَ ، وَابْنُ عَبَّاسٍ ، وَأَبُو عُثْمَانَ النَّهْدِيُّ ، وَزَاذَانُ أَبُو عُمَرَ الْكِنْدِيُّ . وَرُوِيَتْ قِصَّةُ إِسْلامِهِ مِنْ وُجُوهٍ كَثِيْرَةٍ ، آخَى النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَبِي الدَّرْدَاءِ . قَالَ الْوَاقِدِيُّ وَغَيْرُ وَاحِدٍ : مَاتَ بِالْمَدَائِنِ فِي خِلافَةِ عُثْمَانَ . وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ : هُو سَلْمَانُ الْخَيْرِ ، وَمَنْ زَعَمَ أَنَّهُمَا اثْنَانِ فَقَدْ وَهِمَ . قَالَ ابْنُ حَجَرٍ وَقَدْ قَرَأْتُ بِخَطِّ أَبِي عَبْدِ اللهِ الذَّهَبِيِّ : رَجَعْتُ عَنِ الْقَوْلِ بِأَنَّهُ قَارَبَ الثَّلاثَمِائَةِ أَوْ زَادَ عَلَيْهَا ، وَتَبَيَّنَ لِي أَنَّهُ مَا جَاوَزَ الثَّمَانِينَ ، وَلَمْ يَذْكُرْ مُسْتَنَدَهُ فِي ذَلِكَ وَالْعِلْمُ عِنْدَ اللهِ ، مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاثِينَ ، يُقَالُ بَلَغَ ثَلاثَمَائِةِ سَنَةً الْكُتُبُ السِّتَّةُ .
رَابِعَاً : الْحُكْمُ عَلَى سَنَدِ الْحَدِيثِ
__________
(1) تَرْجَمَةُ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ : فَضَائِلُ الصَّحَابَةِ لِلنَّسَائِيِّ (ج1/ص52/173) ، تَارِيْخُ أَصْبَهَانَ (ج1/ص74/3) ، الاستيعاب (ج2/ص634/1014) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج11/ص245/2438 ) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص451/2019) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج4/ص121/233) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص246/2477) .(1/81)
هَذَا الْحَدِيثُ إِسْنَادُهُ ضعيفٌ جداً عَبْدُ الْغَفُورِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الصَّبَّاحِ الْوَاسِطِيُّ أَبُو الصَّبَّاحِ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ . قَالَ الْهَيْثَمِيُّ فِي ( مَجْمَعِ الزَّوَائِدِ ج7/ص49) : رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ ، وَفِيهِ أَبُو الصَّبَّاحِ عَبْدُ الْغَفُورِ ، وَهُوَ مَتْرُوكٌ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 327 }
وَأَخْرَجَ سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ وَابْنُ أَبِي الدُّنْيَا بِسَنَدٍ صَحِيحٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ : لا يُصِيبُ عَبْدٌ مِنَ الدُّنْيَا شَيْئَاً إِلا نَقَصَ مِنْ دَرَجَاتِهِ عِنْدَ اللهِ ، وَإِنْ كَانَ عَلَيْهِ كَرِيْمَاً .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الأَثَرِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ ابْنُ أَبِى الدُّنْيَا فِي ( كِتَابِ ذَمِّ الدُّنْيَا ج1/ص 138/311) قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْمَدَائِنِيُّ أَخْبَرَنَا أبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ : لا يُصِيبُ عَبْدٌ مِنَ الدُّنْيَا شَيْئَاً إِلا نَقَصَ مِنْ دَرَجَاتِهِ عِنْدَ اللهِ - عز وجل - ، وَإِنْ كَانَ عَلَيْهِ كَرِيْمَاً . وأَخْرَجَهُ فِي ( كِتَابِ الزُّهْدِ ج1/ص 298/297) بِنَفْسِ السَّنَدِ بِمِثْلِهِ .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ(1/82)
أَخْرَجَهُ هَنَّادٌ فِي ( الزُّهْدِ لابْنِ السَّرِيِّ ج1/ص313/ 557) ، وَابْنُ أَبِى شَيْبَةَ فِي ( مُصَنَّفِهِ ج7/ص117/ 34628) كِلاهُمَا عَنْ طَرِيقِ شَيْخَيْهِمَا أَبِى مُعَاوِيَةَ عَنِ الأَعْمَشِ بِهِ بِمِثْلِهِ . وأَخْرَجَهُ أبُو نُعَيْمٍ فِي ( حِلْيَةِ الأَوْلِيَاءِ ج1/ص306) مِنْ طَرِيقِ هَنَّادٍ عَنْ أَبِى مُعَاوِيَةَ عَنِ الأَعْمَشِ بِهِ . وأَخْرَجَهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي ( شُعَب الإِيْمَانِ ج7/ص384/ 10676) مِنْ طَرِيقِ سَعِيدِ بْنِ مَنْصُورٍ عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ بِهِ بِمِثْلِهِ .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الأَثَرِ
1- أبُو مُعَاوِيَةَ مُحَمَّدُ بْنُ خَازِمٍ ثِقَةٌ أَحْفَظُ النَّاسِ لِحَدِيثِ الأَعْمَشِ ، وَقَدْ يَهِمُ فِي حَدِيثِ غَيْرِهِ . سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 52 ] .
2- الأَعْمَشُ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 7 ] . ثِقَةٌ حَافِظٌ عَارِفٌ بِالْقِرَاءاتِ ، وَرِعٌ لَكِنَّهُ يُدَلِّسُ .
3- مُجَاهِدُ بْنُ جَبْرٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 7 ] ثِقَةٌ إِمَامٌ فِي التَّفْسِيْرِ ، وَفِي الْعِلْمِ .
4- عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 61 ] .
رَابِعَاً : الْحُكْمُ عَلَى إسْنَادِ الأَثَرِ
هَذَا الأَثَرُ إِسْنَادُهُ صحيحٌ رِجَالُهُ كُلُّهُمْ ثِقَاتٌ . وَقَالَ الْمُنْذِرِيُّ فِي ( التَّرْغِيب وَالتَّرْهِيب ج4/ص77/ 4869 ) : رَوَاهُ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا وَإِسْنَادُهُ جَيِّدٌ ، وَرُوِي عَنْ عَائِشَةَ مَرْفُوعَاً ، وَالْمَوْقُوفُ أَصَحُّ . وَقَالَ ابْنُ رَجَبٍ فِي جَامِعِ الْعُلُومِ وَالْحِكَمِ (ج1/ص293) : خَرَّجَهُ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا بِإِسْنَادٍ جَيِّدٍ ، وَرُوِي مَرْفُوعَاً مِنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ بِإِسْنَادٍ فِيهِ نَظَرٌ .(1/83)
وَقَالَ الأَلْبَانِيُّ فِي ( صَحِيحِ التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ ج3/ص139/ح3220) : هُوَ صَحِيحٌ .
خَامِسَاً : مَعْنَى الأَثَرِ
قَالَ ابْنُ رَجَبٍ فِي ( جَامِعِ الْعُلُومِ وَالْحِكَمِ ج1/ص293) فِي مَعْرِضِ الْكَلامِ عَلَى الزُّهْدِ : وَالْمُقْتَصِدُ مِنْهُمْ أَخَذَ الدُّنْيَا مِنْ وُجُوهِهَا الْمُبَاحَةِ ، وَأَدَّى وَاجِبَاتِهَا ، وَأَمْسَكَ لِنَفْسِهِ الزَّائِدَ عَلَى الْوَاجِبِ ، يَتَوَسَّعُ بِهِ فِي التَّمَتُّعِ بِشَهَوَاتِ الدُّنْيَا ، وَهَؤُلاءِ قَدْ اخْتُلِفَ فِي دُخُولِهِمْ فِي اسْمِ الزُّهَّادِ فِي الدُّنْيَا كَمَا سَبَقَ ذِكْرِهِ ، وَلا عِقَابَ عَلَيْهِمْ فِي ذَلِكَ ، إِلاَّ أَنَّهُ يَنْقُصُ مِنْ دَرَجَاتِهِمْ فِي الآخِرَةِ بِقَدْرِ تَوَسُّعِهِمْ فِي الدُّنْيَا . قَالَ ابْنُ عُمَرَ : لا يُصِيبُ عَبْدٌ مِنَ الدُّنْيَا شَيْئَاً إِلا نَقَصَ مِنْ دَرَجَاتِهِ عِنْدَ اللهِ - عز وجل - ، وَإِنْ كَانَ عَلَيْهِ كَرِيْمَاً . خَرَّجَهُ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا بِإِسْنَادٍ جَيِّدٍ ، وَرُوِي مَرْفُوعَاً مِنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ بِإِسْنَادٍ فِيهِ نَظَرٌ .(1/84)
وَرَوَى الإِمَامُ أَحْمَدُ فِي كِتَابِ الزُّهْدِ بِإِسْنَادِهِ : أَنَّ رَجُلاً دَخَلَ عَلَى مُعَاوِيَةَ ، فَكَسَاهُ ، فَخَرَجَ ، فَمَرَّ عَلَى أَبِي مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيِّ ، وَرَجَلٍ آخَرَ مِنَ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ أَجْمَعِينَ ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا : خُذْهَا مِنْ حَسَنَاتِكَ ، وَقَالَ الآخَرُ : خُذْهَا مِنْ طَيَّبَاتِكَ . وَبِإِسْنَادِهِ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - قال : لَوْلا أَنْ تَنْقُصَ مِنْ حَسَنَاتِي لَخَالَطْتُكُمْ فِي لِينِ عَيْشِكِمْ ، وَلَكِنْ سَمِعْتُ اللهُ - عز وجل - عَيَّرَ قَوْمَاً ، فَقَالَ : { أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا } [ الأَحْقَافُ : 20 ] . وَقَالَ الْفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ : إنْ شِئْتَ اسْتَقِلَّ مِنَ الدُّنْيَا ، وَإِنْ شِئْتَ اسْتَكْثِرْ مِنْهَا ، فَإِنَّمَا تَأْخُذُ مِنْ كِيسِكَ .(1/85)
وَيَشْهَدُ لِهَذَا : أَنَّ اللهَ حَرَّمَ عَلَى عِبَادِهِ أَشْيَاءَ مِنْ فُضُولِ شَهَوَاتِ الدُّنْيَا ، وَزِينَتَهَا ، وَبَهْجَتَهَا حَيْثُ لَمْ يَكُونُوا مُحْتَاجِينَ إِلَيْهَ وَادْخَرَهُ لَهُمْ عِنْدَهُ فِي الآخِرَةِ ، وَقَدْ وَقَعَتِ الإِشَارَةُ إِلَى هَذَا بِقَوْلِهِ - عز وجل - { وَلَوْلا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفَاً مِنْ فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ . وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَابَاً وَسُرُرَاً عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ . وَزُخْرُفَاً وَإِنْ كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالآَخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِين } [ الزُّخْرُفُ : 33 ] . وَصَحَّ عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ قَالَ : « مَنْ لَبِسَ الْحَرِيرَ فِي الدُّنْيَا لَمْ يَلْبَسْهُ فِي الآخِرَةِ ، وَمَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ فِي الدُّنْيَا لَمْ يَشْرَبْهَا فِي الآخِرَةِ » . وَقَالَ : « لا تَلْبَسُوا الْحَرِيرَ وَلا الدِّيبَاجَ ، وَلا تَشْرَبُوا فِي إِنَاءِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ ، وَلا تَأْكُلُوا فِي صِحَافِهِمَا ، فَإِنَّهَا لَهُمْ فِي الدُّنْيَا ، وَلَكُمْ فِي الآخِرَةِ » .
وَقَالَ وَهْبٌ : إنَّ اللهَ - عز وجل - قَالَ لِمُوسَى عَلَيْهِ السَّلامُ : إِنِّي لأَذُودُ أَوْلِيَائِي عَنْ نَعِيمِ الدُّنْيَا وَرَخَائِهَا ، كَمَا يَذُودُ الرَّاعِي الشَّفِيقُ إِبِلَهُ عَنْ مَبَارِكِ الْعُرَّةِ ، وَمَا ذَلِكَ لِهَوَانِهِمْ عَلَيَّ ، وَلَكِنْ لِيَسْتَمْسِكُوا نَصِيبَهُمْ مِنْ كَرَامَتِي سَالِمَاً مُوَفَّرَاً ، لَمْ أُعَجِّلْ لهم شَيْئَاً فِي الدُّنْيَا لَمْ تَكْمَلْهُ .(1/86)
وَيَشْهَدُ لِهَذَا مَا خَرَّجَهُ التِّرْمِذِيُّ عَنْ قَتَادَةَ بْنِ النُّعْمَانِ عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : « إِذَا أَحَبَّ اللهُ عَبْدَاً حَمَاهُ الدُّنْيَا كَمَا يَظَلُّ أَحَدُكُمْ يَحْمِي سَقِيمَهُ الْمَاءَ » . وَخَرَّجَهُ الْحَاكِمُ ، وَلَفْظُهُ : « إنَّ اللهَ لَيَحْمِي عَبْدَهُ مِنَ الدُّنْيَا وَهُوَ يُحِبُّهُ كَمَا تَحْمُونَ ... مَرِيضَكُمُ الطَّعَامَ وَالشَّرَابَ تَخَافُونَ عَلَيْهِ » .
وَفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ - رضي الله عنه - عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : « الدُّنْيَا سِجْنُ الْمُؤْمِنِ ، وَجَنَّةُ الْكَافِرِ » .
سَادِسَاً : تَنْبِيهٌ
قَالَ الْمُصَنِّفُ فِي ( الدُّرِّ الْمَنْثُورِ ج5/ص257) : وَأَخْرَجَ سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ ، وَابْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَحْمَدُ فِي الزُّهْدِ ، وَهَنَّادٌ وَابْنُ أَبِي الدُّنْيَا فِي صِفَةِ الْجَنَّةِ ، وَالْبَيْهَقِيُّ فِي شُعَبِ الإِيْمَانِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنه - قال : لا يُصِيبُ عَبْدٌ مِنِ الدُّنْيَا شَيْئَاً إِلاَّ نَقَصَ مِنْ دَرَجَاتِهِ عِنْدَ اللهِ ، وَإِنْ كَانَ عَلَى اللهِ كَرِيْمَاً . وَلَمْ أَجِدْهُ فِي سُنَنِ سَعِيدِ بْنِ مَنْصُورٍ ، وَلا كِتَابِ الزُّهْدِ لأَحْمَدَ ، وَلا فِي صِفَةِ الْجَنَّةِ لابْنِ أَبِي الدُّنْيَا .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 328 }
وَأَخْرَجَ أَحْمَدُ فِي الزُّهْدِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ : إنَّ الرَّجُلَ وَعَبْدَهُ يَدْخُلانِ الْجَنَّةَ ، فَيَكُونُ عَبْدُهُ أَرْفَعَ دَرَجَاتٍ مِنْهُ ، فَيَقُولُ : يَا رَبِّ هَذَا كَانَ عَبْدِي فِي الدُّنْيَا ، فَيَقُولُ : إِنَّهُ كَانَ أَكْثَرَ ذِكْرَاً للهِ تَعَالَى مِنْكَ .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الأَثَرِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ(1/87)
عَزَاهُ إِلَى أَحْمَدَ فِي الزُّهْدِ ، وَلَمْ أَجِدْهُ عِنْدَهُ .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
قَدْ جَاءَ مَعْنَى هَذَا الْحَدِيثِ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ مَرْفُوعَاً عِنْدَ الطَّبَرَانِيِّ فِي ( الْمُعْجَمِ الْكَبِيرِ ج12/ص176/ 12804) قَالَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدَوَيْهِ حَدَّثَنِي أَبِي ثَنَا عَبْدَ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ عَن0ْ يُونُسَ عَنِ الْحَسَنِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : « عَبْدٌ أَطَاعَ اللهَ ، وَأَطَاعَ مَوَالِيَهُ أَدْخَلَهُ اللهُ الْجَنَّةَ قَبْلَ مَوَالِيهِ بِسَبْعِينَ خَرِيفَاً ، فَيَقُولُ السَّيِّدُ : يا رَبِّ هَذَا كَانَ عَبْدِي فِي الدُّنْيَا ، قَالَ : جَازَيْتُهُ بِعَمَلِهِ ، وَجَازَيْتُكَ بِعَمَلِكَ » . وَرَوَاهُ أَيْضَاً فِي ( الْمُعْجَمِ الصَّغِيْرِ الرَّوْضُ الدَّانِي ج2/ص288/ 1179) بِإِسْنَادِهِ وَمَتْنِهِ . وَقَالَ : لَمْ يَرْوِه عَنْ يُونُسَ إِلاَّ عَبْدُ الْوَهَّابِ ، تَفَرَّدَ بِهِ يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللهِ عَنْ أَبِيهِ .
ثَالِثَاً : دراسة إسناد الأثر
1- يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ (1) يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدَوَيْهِ الصَّفَّارُ الْبَغْدَادِيُّ . حَدَّثَ عَنْ أَبِيهِ . رَوَى عَنْهُ الطَّبَرَانِيُّ مَرْتَبَتُهُ : الرَّابِعَةُ تَجْرِيْحَاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارِ : تَارِيْخُ بَغْدَادَ (ج14/ص229/7532) .(1/88)
2- عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدَوَيْهِ الصَّفَّارُ (1) عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدَوَيْهِ الصَّفَّارُ الْبَغْدَادِيُّ . حَدَّثَ عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ عَطَاءٍ . رَوَى عَنْهُ ابْنُهُ يَحْيَى . مَرْتَبَتُهُ : الرَّابِعَةُ تَجْرِيْحَاً .
3- عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ صَدُوقٌ رُبَّمَا أَخْطَأَ ، سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 90 ] .
4- يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 44 ] . ثِقَةٌ ثَبْتٌ فَاضِلٌ وَرِعٌ .
5- الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ يَسَارٍ الْبَصْرِيُّ أَبُو سَعِيدٍ ، سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 11 ] .
6- عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 2 ] .
رَابِعَاً : الْحُكْمُ عَلَى إسْنَادِ الأَثَرِ
هَذَا الأَثَرُ إِسْنَادُهُ ضعيفٌ لأَنَّ فِيهِ يَحْيَى بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدَوَيْهِ الصَّفَّارَ الْبَغْدَادِيَّ وَأَبَاهُ ، وَهُمَا مَجْهُولانِ .
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ فِي ( التَّرْغِيب وَالتَّرْهِيب ج3/ص16) : رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيْرِ وَالأَوْسَطِ ، وَقَالَ : تَفَرَّدَ بِهِ يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِِ عَبْدَوَبْهِ الصَّفَّارُ عَنْ أَبِيهِ . وَقَالَ : لا يَحْضُرُنِي فِيهِمَا جَرْحٌ وَلا عَدَالَةٌ .
قَالَ الْهَيْثَمِيُّ فِي ( مَجْمَعِ الزَّوَائِدِ ج4/ص239) : رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيْرِ وَالأَوْسَطِ ، تَفَرَّدَ بِهِ يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدَوَيْهِ الصَّفَّارُ عَنْ أَبِيهِ . قُلْتُ : وَلَمْ أَجِدْ مَنْ ذَكَرَ يَحْيَى وَأَبَاهُ ، ذَكَرَهُ الْخَطِيبُ ، وَلَمْ يَجْرَحْهُ وَلَمْ يُوَثِّقْهُ ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ حَدِيثُهُمْ حَسَنٌ . اهـ
__________
(1) تَرْجَمَةُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدَوَيْهِ الصَّفَّارِ : تَارِيْخُ بَغْدَادَ (ج10/ص38/5157) .(1/89)
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 329 }
وَأَخْرَجَ أبُو نُعَيْمٍ عَنْ إِبْراهِيمَ التَّيْمِيِّ قَالَ : مَا أَكَلَ عَبْدٌ (1) أَكْلَةً تَسُرُّهُ ، وَمَا شَرِبَ شَرْبَةً تَسُرُّهُ ، إِلاَّ نَقَصَ حَظُّهُ فِي الآخِرَةِ .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الأَثَرِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ أبُو نُعَيْمٍ فِي ( حِلْيَةِ الأَوْلِيَاءِ ج4/ص212) قَالَ : حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ الْحَسَنِ ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي عَوْفٍ ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ خِدَاشٍ عَنِ الْعَوَّامِ بْنِ حَوْشَبٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ قَالَ : مَا أَكَلَ آكِلٌ أَكْلَةً تَسُرُّهُ ، وَلا شَرِبَ شَرْبَةً تَسُرُّهُ إِلاَّ نَقَصَ حَظُّهُ فِي الآخِرَةِ .
ثَانِيَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الأَثَرِ
1- حَبِيبُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَزَّازُ حَبِيبُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ دَاوُدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ أَبُو الْقَاسِمِ الْقِزَّازُ ، سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 186 ] . صَدُوقٌ .
2- أَحْمَدُ بْنُ أَبِي عَوْفٍ (2) أَحْمَدُ بْنُ أَبِي عَوْفٍ . سَمِعَ سُوَيْدَ بْنَ سَعِيدٍ ، وَلُوَيْنَاً ، وَعُثْمَانَ بْنَ أَبِي شَيْبَةَ . حَدَّثَ عَنْهُ أَبُو عَلِيٍّ ابْنُ الصَّوَّافِ ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الزَّبِيبِيُّ ، وَجَمَاعَةٌ . وَثَّقَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ . تُوُفِّيَ قَبْلَ الثَّلاثِمِئَةٍ .
مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيْلاً .
__________
(1) ساقطة من المخطوطة (أ) .
(2) تَرْجَمَةُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَوْفٍ : سِيَرُ أَعْلامِ النُّبَلاءِ (ج12/ص531/6) .(1/90)
3- عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانَ (1) عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبَانَ بْنِ صَالِحِ بْنِ عُمَيْرٍ الأُمَوِيُّ مَوْلاهُمْ ، وَيُقَالُ لَهُ الْجُعَفِيُّ ، أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْكُوفِيُّ ، مُشْكُدَانَةَ بِضَمِّ الْمِيمِ وَالْكَافِ بَيْنَهُمَا مُعْجَمَةٌ سَاكِنَةٌ ، وَبَعْدَ الأَلَفِ نُونٌ ، وَهُوَ وِعَاءُ الْمِسْكِ بِالْفَارِسِيِّةِ ، مَوْلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ . رَوَى عَنْ : أَسْبَاطِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيِّ ، وَإِسْحَاقَ بْنِ سُلَيْمَانَ الرَّازِيِّ ، وَأَبِي الأَحْوَصِ سَلامِ بْنِ سُلَيْمٍ ، وَعَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُبَارَكِ ، وَغَيْرِهِمْ . رَوَى عَنْهُ : مُسْلِمٌ ، وَأَبُو دَاوُدَ ، وَأَحْمَدُ بْنُ بَشِيْرٍ الطَّيَالِسِيُّ ، وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ سَعِيدٍ الرَّازِيُّ ، وَغَيْرُهُمْ . قَالَ أَبُو حَاتِمٍ : صَدُوقٌ . وذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي كِتَابِ الثِّقَاتِ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ صَدُوقٌ فِيهِ تَشَيُّعٌ مِنَ الْعَاشِرَةِ مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاثِينَ مُسْلِمٌ وَأبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ .
مَرْتَبَتُهُ : الثَّالثَةُ تَعْدِيْلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ أَبَانَ : الضُّعَفَاءُ الْكَبِيْرُ (ج2/ص281/845) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج5/ص110/505) ، تسمية من أخرجهم البخاري ومسلم (ج1/ص160/918) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج15/ص345/3444) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص578/2874) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص315/3493) .(1/91)
4- عَبْدُ اللهِ بْنُ خِرَاشٍ (1) عَبْدُ اللهِ بْنُ خِرَاشِ بْنِ حُرَيْثٍ الشَّيْبَانِيُّ الْحَوْشَبِيُّ أبُو جَعْفَرٍ الْكُوفِيُّ . رَوَى عَنْ عَمِّهِ الْعَوَّامِ بْنِ حَوْشَبٍ ، وَمَرْثَدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الشَّيْبَانِيِّ ، وَمُوسَى بْنِ عُقْبَةَ . وَعَنْهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانِ الْجُعْفِيُّ ، وَبِشْرُ بْنُ الْحَكَمِ الْعَبْدِيُّ ، وَعُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ ، وَجَمَاعَةٌ .
وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ ضَعِيفٌ ، وَأَطْلَقَ عَلَيْهِ ابْنُ عَمَّارٍ الْكَذِبَ مَاتَ بَعْدَ160 ابْنُ مَاجَهْ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّالِثَةُ تَجْرِيْحَاً .
5- الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبِ بْنِ يَزِيدَ الشَّيْبَانِيُّ : سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 94 ] ، ثِقَةٌ ثَبْتٌ فَاضِلٌ .
6- إبْرَاهِيمُ بْنُ يَزِيدَ التَّيْمِيُّ : الْعَابِدُ ثِقَةٌ إِلاَّ أَنَّهُ يُرْسِلُ وَيُدَلِّسُ ، سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 94 ] .
ثَالِثَاً : الْحُكْمُ عَلَى إسْنَادِ الأَثَرِ
هَذَا الأَثَرُ إِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ لأَنَّ فِيهِ عَبْدُ اللهِ بْنُ خِرَاشٍ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 330 }
__________
(1) تَرْجَمَةُ عَبْدِ اللهِ بْنِ خِرَاشٍ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج5/ص80/219) ، الضُّعَفَاءُ لِلنَّسَائِيِّ (ج1/ص61/326) ، الضُّعَفَاءُ الْكَبِيْرُ (ج2/ص243/797) ، الْكَامِلُ فِي الضُّعَفَاءِ (ج4/ص208/1016) ، الضُّعَفَاءُ وَالْمَتْرُوكِينَ لابْن الْجَوْزِيِّ (ج2/ص120/2014) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج14/ص453/3244) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص548/2703) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج5/ص173/341 ) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص301/3293) .(1/92)
وَأَخْرَجَ الطَّبَرَانِيُّ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : « ثَلاثَةٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ لَمْ يَنَلِ الدَّرَجَاتِ الْعُلا : مَنْ تَكَهَّنَ (1) ، أو اسْتَقْسَمَ (2) ، أَوْ رَدَّهُ مِنْ سَفَرِهِ طِيَرَةُ » (3) .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
__________
(1) الكاهن : الذى يخبر بما يكون برأيه وظنه والجميع كهان والفعل تكهن(غريب الحديث للحربي (ج2/ص594) .
(2) استقسم : أي طلب القسم بالأزلام ، وهى القداح التي كانوا يضربون بها على الميسر واحدها زلم ( مختار الصحاح (ج1/ص223، لسان العرب (ج12/ص479) .
(3) الطيرة : بكسر الطاء وفتح الياء وقد تسكن هي التشاؤم بالشيء 0 وهو مصدر تطير 0 يقال تطير طيرة وتخير خيرة ولم يجيء من المصادر هكذا غيرهما وأصله فيما يقال التطير بالسوانح والبوارح من الطير والظباء وغيرهما 0 وكان ذلك يصدهم عن مقاصدهم فنفاه الشرع وابطله ونهى عنه وأخبر أنه ليس له تأثير فِي جلب نفع أو دفع ضر(النهاية فِي غريب الأثر (ج3/ص152) .(1/93)
هَذَا جُزْءٌ مِنْ حَدِيثٍ أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي ( الْمُعْجَمِ الأَوْسَطِ ج3/ص118/ 2663) قَالَ : حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْوَكِيعِيُّ قَالَ : ثَنَا إِسْحَاقُ بن عُمَرَ الْمُؤَدِّبُ قَالَ : ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ الْهَمْدَانِيُّ قَالَ : ثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ رَجَاءِ بن حَيْوَةَ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « إِنَّمَا الْعِلْمُ بِالتَّعَلُّمِ ، وَإِنَّمَا الْحِلْمُ بِالتَّحَلُّمِ ، مَنْ يَتَحَرَّى الْخَيْرَ يُعْطَهُ ، وَمَنْ يَتَّقِ الشَّرَّ يُوقَهُ ، ثَلاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ لَمْ يَسْكُنِ الدَّرَجَاتِ الْعُلا ، وَلا أَقُولُ لَكُمُ الْجَنَّةَ : مَنْ تَكَهَّنَ ، أَوِ اسْتَقْسَمَ ، أَوْ رَدَّهُ مِنْ سَفَرٍ تَطَيُّرٌ » .
وَقَالَ : لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ سُفْيَانَ إِلاَّ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ .
ورَوَاهُ أَيْضَاً فِي ( مُسْنَدِ الشَّامِيِّينَ ج3/ص209/ 2103) بِمِثْلِهِ .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ الْخَطِيبُ فِي ( تَارِيْخِ بَغْدَادَ ج5/ص201/ 2674) ، وَأَبُو نُعَيْمٍ فِي ( حِلْيَةِ الأَوْلِيَاءِ ج5/ص174) كِلاهُمَا مِنْ طَرِيقِ أَحْمَدَ بْنِ يَحْيَى الْجَلاَّبِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْهَمْدَانِيِّ بِمِثْلِهِ .
وَتَابَعَ الثَّوْرِيَّ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ : رَقَبَةُ بْنُ مَصْقَلَةَ ، وَيَحْيَى بْنُ بَعْلَي .(1/94)
فَقَدْ أَخْرَجَهُ تَمَّامٌ الرَّازِيُّ فِي فَوَائِدِهِ (2/ص168/1444) ، وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ فِي تَفْسِيْرِهِ كَمَا فِي ( تَفْسِيْرِ ابْنِ كَثِيْرٍ ج2/ص13) كِلاهُمَا مِنْ طَرِيقِ رَقَبَةَ بْنِ مَصْقَلَةَ ، وأَخْرَجَهُ ابْنُ عَسَاكِرَ فِي ( تَارِيْخِ دِمَشْقَ ج18/ص98) مِنْ طَرِيقِ أَبِى الْمُحَيَّاةِ وَهُوَ يَحْيَى بْنُ يَعْلَى ، كِلاهُمَا - رَقَبَةُ بْنُ مَصْقَلَةَ وَيَحْيَى بْنُ يَعْلَى - عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ بِهِ وَبِلَفْظِ : « لَنْ يَلِجَّ الدَّرَجَاتِ : مَنْ تَكَهَّنَ ، أَوْ اسْتَقْسَمَ ، أَوْ رَجَعَ مِنْ سَفَرٍ طَائِرَاً » . لَكِنْ زَادَ تَمَّامٌ : أُمَّ الدَّرْدَاءِ بَعْدَ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
1- إبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ (1) إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ بْنِ حَفْصِ بْنِ الْجَهْمِ بْنِ وَاقِدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، أَبُو إِسْحَاقَ الْوَكِيعِيُّ . سَمِعَ أَبَاهُ ، وَعِيسَى بْنَ إِبْرَاهِيمَ الْبَرْكِيَّ ، وَشَيْبَانَ بْنَ فَرُّوخَ . رَوَى عَنْهُ : الْقَاضِي إسْمَاعِيلُ الْمَحَامِلِيُّ وَعَبْدُ الصَّمَدِ الطُّسْتِيُّ ، وَعَبْدُ الْبَاقِي بْنُ قَانِعٍ ، وَجَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَكَمِ الْمُؤَدِّبُ ، وَكَانَ ضَرِيرَاً مِنْ أَعْلَمِ النَّاسِ بِالْفَرَائِضِ . قَالَ الْحَاكِمُ : ثِقَةٌ مَأْمُونٌ كَانَ مَكْفُوفَاً ، وَأَبُوهُ ثِقَةٌ ، وَوَثَّقَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ ، مَاتَ يَوْمَ الأَحَدِ لِثَلاثٍ خَلَوْنَ مِنْ ذِي الْحَجَّةِ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ ، قَالَهُ الْخَطِيبُ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيْلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ إبْرَاهِيمَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ : سُؤَالاتُ الْحَاكِمِ (ج1/ص101/45) ، تَارِيْخُ بَغْدَادَ (ج6/ص5/3034) .(1/95)
2- إسْحَاقُ بْنُ عُمَرَ الْقُرَشِيُّ الْمُؤَدِّبُ (1) إسْحَاقُ بْنُ عُمَرَ الْقُرَشِيُّ أَبُو يَعْقُوبَ الْمُؤَدِّبُ مَوْلَى قُرَيْشٍ . يَرَوِى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ الْهَمْدَانِيِّ ، وَوَكِيعِ بْنِ الْجَرَّاحِ . وَرَوَى عَنْهُ : إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْوَكِيعِيُّ ، وَأَبُو زُرْعَةَ عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيْمِ الرَّازِيُّ . قَالَ ابْنُ حَجَرٍ صَدُوقٌ مِنَ الْعَاشِرَةِ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّالِثَةُ تَعْدِيْلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ إسْحَاقَ بْنِ عُمَرَ الْقُرَشِيِّ الْمُؤَدِّبِ : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج2/ص230/802) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج2/ص461/372) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص214/456) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص102/373) .(1/96)
3- مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ الْهَمَدَانِيُّ (1) مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ الْهَمْدَانِيُّ بِالسُّكُونِ الْمِعْشَارِيُّ ، أبُو الْحَسَنِ الْكُوفِيُّ نَزِيلُ وَاسِطٍ . رَوَى عَنْ عَمِّتِهِ حَبِيبَةَ بِنْتِ أَبِي يَزِيدَ ، وَالأَعْمَشِ ، وَالثَّوْرِيِّ ، وَغَيْرِهِمْ . وَعَنْهُ أبُو إِبْرَاهِيمَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التَّرْجُمَانِيُّ ، وَسُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ ، وَإِسْحَاقُ بْنُ عُمَرَ الْمُؤَدِّبُ ، وَغَيْرُهُمْ . وَقَالَ الدُّورِيُّ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ : يَكْذِبُ . قَالَ الذَّهَبِيُّ : حَسَّنَ التِّرْمِذِيُّ حَدِيثَهُ ، فَلَمْ يُحْسِنْ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ ضَعِيفٌ مِنَ التَّاسِعَةِ التِّرْمِذِيُّ .
مَرْتَبَتُهُ : السابعة تجريْحَاً خِلافَاً لابْنِ حَجَرٍ .
4- سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 4 ] . ثِقَةٌ حَافِظٌ فَقِيهٌ عَابِدٌ إِمَامٌ حُجَّةٌ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ الْهَمْدَانِيِّ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج1/ص66/150 ، الضُّعَفَاءُ الْكَبِيْرُ (ج4/ص48/1600) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج7/ص225/1248) ، الْكَامِلُ فِي الضُّعَفَاءِ (ج6/ص172/1656) ، تَارِيْخُ بَغْدَادَ (ج2/ص170/592) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج25/ص76/5153) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص165/4799) ، مِيزَانُ الاعْتِدَالِ فِي نَقْدِ الرِّجَالِ (ج6/ص109/7388) ، الْكَشْفُ الْحَثِيثُ (ج1/ص225/644) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج9/ص105 /165) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص474/5820) .(1/97)
5- عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ (1) يُقَالُ لَهُ الْفَرَسِيُّ بِفَتْحِ الفَاءِ وَالرَّاءِ ثُمَّ مُهْمَلَةٍ ، نِسْبَةً إِلَى فَرَسٍ لَهُ سَابِقٌ . رَأَي عَلِيَّاً - رضي الله عنه - ، وَأَبَا مُوسَى ، ورَوَى عَنْ الأَشْعَثِ بْنِ قَيْسِ ، وَجَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ ، وَجُنْدَبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْبَجَلِيِّ ، وَغَيْرِهِمْ . وَعَنْهُ ابْنُهُ مُوسَى ، وَشَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ ، وَالثَّوْرِيُّ ، وَشُعْبَةُ ، وَغَيْرُهُمْ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ ثِقَةٌ فَصِيحٌ عَالِمٌ تَغَيَّرَ حِفْظُهُ ، وَرُبَّمَا دَلَّسَ مِنَ الرَّابِعَةِ مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاثِينَ وَلَهُ مِائَةٌ وَثَلاثُ سِنِينَ الْكُتُبُ السِّتَّةُ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيْلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ : تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج18/ص370/3546) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص667/3468) ، أسماء المدلسين (ج1/ص142/50) ، طَبَقَاتُ الْمُدَلِّسِينَ (ج1/ص41/84) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج6/ص364/765) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص364/4200) ، من رمي بالاختلاط (ج1/ص62/57) .(1/98)
6- رَجَاءُ بْنُ حَيْوَةَ الْكِنْدِيُّ (1) رَجَاءُ بْنُ حَيْوَةَ - بِفَتْحِ الْمُهْمَلَةِ وَسُكُونِ التَّحْتَانِيَّةِ وَفَتْحِ الْوَاوِ - الْكِنْدِيُّ أَبُو الْمِقْدَامِ مِنْ عُبَّادِ أَهْلِ الشَّامِ وَزُهَّادِهِمْ ، وَفُقَهَاءِ التَّابِعِينَ وَعُلَمَائِهِمْ ، أَرْسَلَ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ . رَوَى عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ، وَأَبِي الدَّرْدَاءِ ، وَأُمِّ الدَّرْدَاءِ الصُّغْرَى ، وَعُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ ، وَخَلْقٍ . وَعَنْهُ عَدِيُّ بْنُ عَدِيِّ بْنِ عَمِيْرَةَ الْكِنْدِيُّ ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ ، وَابْنُ عَجْلانَ ، وَغَيْرُهُمْ . وَقَالَ الْمِزِّيُّ وَتَبِعَهُ ابْنُ حَجَرٍ : رِوَايَتُهُ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ مُرْسَلَةٌ .
قَالَ ابْنُ حَجَرٍ ثِقَةٌ فَقِيهٌ مِنَ الثَّالِثَةِ مَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشَرَةَ الْبُخَارِيُّ تَعْلِيقَاً وَمُسْلِمٌ وَالأَرْبَعَةُ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيْلاً .
7- أبُو الدَّرْدَاءِ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 32 ] .
رَابِعَاً : الْحَكَمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
هَذَا الْحَدِيثُ إِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ جِدَّاً لأَنَّ فِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ رُمِىَ بِالْكَذِبِ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ الْكِنْدِيِّ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج3/ص312/1062) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج3/ص501/2266) ، مَشَاهِيرُ الأَمْصَارِ (ج1/ص117/901) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج9/ص151/1890 ) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص395/1559) ، جامع التحصيل (ج1/ص175/187) ، تحفة التحصيل فِي ذكر رواة المراسيل (ج1/ص105) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج3/ص229/500) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص208/1920) .(1/99)
وَقَالَ الْهَيْثَمِيُّ فِي ( مَجْمَعِ الزَّوَائِدِ ج1/ص128) : رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الأَوْسَطِ ، وَفِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ ، وَهُوَ كَذَّابٌ . وَقَالَ الْمُنْذِرِيُّ فِي ( التَّرْغِيب وَالتَّرْهِيب ج4/ص18/ 4612) : رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ بِإِسْنَادَيْنِ رُوَاةُ أَحَدِهِمَا ثِقَاتٌ . وَقَالَ الأَلْبَانِيُّ فِي صَحِيحِ التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ (ج3/ص97/ح3045) : حَسَنٌ لِغَيْرِهِ .
وَقَالَ فِي ( السِّلْسِلَةِ الصَّحِيحَةِ ج 5/ص 160/ 2161) : رَوَاهُ تَمَّامٌ فِي ( الْفَوَائِدِ 224/1/ رقم 2307 نُسْخَتِي ) عَنْ مُحَمَّدِ بْن عَبْدِ اللهِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْحَضْرَمِيِّ الْكُوفِيِّ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ دَاوُدَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَزِيدَ حَدَّثَنَا رَقَبَةُ بْنُ مَصْقَلَةَ عَنْ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ مَرْفُوعَاً .
كَتَبَ ابْنُ الْمُحِبِّ عَلَى هَامِشِ « الْفَوَائِدِ » مَا نَصُّهُ : رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْحَضْرَمِيِّ وَقَالَ : عَنْ ، وَفِيهِ : عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ . قُلْتُ : وَهَذَا إِسْنَادٌ جَيِّدٌ ، رِجَالُهُ ثِقَاتٌ رِجَالُ الشَّيْخَيْنِ غَيْرُ يَحْيَى بْنِ دَاوُدَ بْنِ مَيْمُونٍ الْوَاسِطِيُّ ، ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ ، وَقَالَ (9/266) : مُسْتَقِيمُ الْحَدِيثِ . وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ يَزِيدَ ، وَهُوَ ابْنُ مَرْدُانِبَةَ الْقُرَشِيُّ الْمَخْزُومِيُّ مَوْلَى عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ ، وَهُوَ صَدُوقٌ . وَالْحَدِيثُ قَالَ الْمُنْذِرِيُّ (4/53) ، وَتَبِعَهُ الْهَيْثَمِيُّ (5/118) : رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ بِإِسْنَادَيْنِ ، رُوَاةُ أَحَدِهِمَا ثِقَاتٌ » .(1/100)
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ فِي ( الْعِلَلِ الْوَارِدَةِ فِي الأَحَادِيثِ النَّبَوِيَّةِ ج6/ص218/1085) : وَسُئِلَ عَنْ حَدِيثِ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « لَنْ يَلِجَّ الدَّرَجَاتِ الْعُلَى مَنْ تَكَهَّنَ ، أَوِ اسْتَقْسَمَ ، أَوْ رَجع مِنْ سَفَرٍ تَطَيُّرَاً » ، فَقَالَ : يَرْوِيهِ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ ، وَاخْتُلِفَ عَنْهُ ، فرَوَاهُ رَقَبَةُ بْنُ مَصْقَلَةَ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ وَرَفَعَهُ ، قَالَهُ يَحْيَى بْنُ دَاوُدَ الْوَاسِطِيُّ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَزِيدَ عَنْ رَقَبَةَ ، وَتَابَعَهُ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْهَمْدَانِيُّ عَنِ الثَّوْرِيِّ ، وَغَيْرُهُمَا يَرْوِيهِ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ مَوْقُوفَاُ ، وَهُوَ الْمَحْفُوظُ ، وَقِيلَ : عَنْ يَحْيَى بْنِ دَاوُدَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَزِيدَ بْنِ مَرْدُانِبَةَ عَنْ رَقَبَةَ عَنْ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ ، وَزَادَ أُمَّ الدَّرْدَاءِ ، وَالْمَشْهُورُ مَا ذَكَرْنَا أَوَّلاً .
وَقَالَ الْعَجْلُونِيُّ فِي ( كَشْفِ الْخَفَاءِ ج1/ص249/ 652) : إِنَّمَا الْعِلْمُ بِالتَّعَلُّمِ ، رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيْرِ ، وَأَبُو نُعَيْمٍ ، وَابْنُ عَسَاكِرَ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَفَعَهُ ، وَفِي سَنَدِهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْهَمْذَانِيُّ كَذَّابٌ ، وَلَكِنْ رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ مَوْقُوفَاً .
خَامِسَاً : تَنْبِيهٌ(1/101)
وَرَدَ هَذَا الأَثَرُ مَوْقُوفَاً عَلَى أَبِى الدَّرْدَاءِ عِنْدَ هَنَّادٍ فِي ( الزُّهْدِ لابْنِ السَّرِيِّ ج2/ص605/1294) قَالَ : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ الْكِنْدِيِّ عَنْ أَبِى الدَّرْدَاءِ قَالَ : ثَلاثٌ مَنْ فَعَلَهُنَّ لَمْ يَسْكُنِ الدَّرَجَاتِ الْعُلا ، وَلا أَقُولُ لَكُمُ الْجَنَّةَ : مَنْ تَكَهَّنَ ، أَوِ اسْتَقْسَمَ ، أَوْ رَجعه مِنْ سَفَرٍ تَطَيُّرٌ ، إِنَّمَا الْعِلْمُ بِالتَّعَلُّمِ ، وَإِنَّمَا الْحِلْمُ بِالتَّحَلُّمِ ، مَنْ يَتَحَرَّى الْخَيْرَ يُعْطَهُ ، وَمَنْ يَتَّقِ الشَّرَّ يُوقَهُ .
وَأَخْرَجَهُ ابْنُ أَبِى شَيْبَةَ فِي ( مُصَنَّفِهِ ج5/ص311/ 26404) مِنْ طَرِيقِ شَرِيكٍ ، وَالْبَيْهَقِيُّ فِي ( شُعَبِ الإِيْمَانِ ج7/ص398/ 10739) مِنْ طَرِيقِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو ، كِلاهُمَا عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ بِهِ مَوْقُوفَاً .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 331 }
وَأَخْرَجَ الأَصْبَهَانِيُّ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ سَمِعْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : « مَنْ كَانَ وَصْلَةً لأَخِيهِ إِلَى سُلْطَانٍ فِي مَبْلَغِ بِرٍّ ، أَوْ مَدْفَعِ مَكْرُوهٍ رَفَعَهُ اللهُ فِي الدَّرَجَاتِ » .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ(1/102)
أَخْرَجَهُ الأَصْبَهَانِيُّ فِي ( التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ ج1/ص482/ح1153) قَالَ : أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ : أَخْبَرَنَا جَدِّي ثَنَا مُسْلِمُ بْنُ نَاصِحٍ ثَنَا ابْنُ أَبِي عَاصِمٍ ثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الضَّحَّاكِ ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ ضَمْضَمِ بْنِ زُرْعَةَ عَنْ شُرَيْحِ بْنِ عُبَيْدٍ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : « مَنْ كَانَ وَصْلَةً لأَخِيهِ إِلَى سُلْطَانٍ فِي مَبْلَغِ بِرٍّ ، أَوْ مَدْفَعِ مَكْرُوهٍ رَفَعَهُ اللهُ فِي الدَّرَجَاتِ » .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي ( الْمُعْجَمِ الأَوْسَطِ ج3/ص351/ 3377) قَالَ : حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّيْسَابُورِيُّ الأَعْرَجُ قَالَ نَا إِدْرِيسُ بْنُ يُونُسَ الْحَرَّانِيُّ قَالَ نَا يَحْيَى بْنُ عُمَرَ بْنِ سَاجٍ قَالَ نَا سُلَيْمَانُ بْنُ وَهْبٍ عَنْ إِبْراهِيمَ بْنِ أَبِي عَبْلَةَ عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : فَذَكَرَهُ إلاَّ أَنَّهُ قَالَ « فِي الدَّرَجَاتِ الْعُلَى مِنَ الْجَنَّةِ » .
قَالَ أبُو الْقَاسِمِ : لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ سُلَيْمَانُ ، وَلا عَنْ سُلَيْمَانَ إِلاَّ يَحْيَى ، تَفَرَّدَ بِهِ إِدْرِيسُ بْنُ يُونُسَ .
وأَخْرَجَهُ فِي ( مُسْنَدِ الشَّامِيِّينَ ج1/ص39/ 28) بِإِسْنَادِهِ وَمَتْنِهِ سَوَاءً .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ ( الطَّبَرَانِيِّ )(1/103)
1- جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّيْسَابُورِيُّ (1) جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَوَّارٍ الإِمَامُ الْحُجَّةُ أَبُو مُحَمَّدٍ النَّيْسَابُورِيُّ . ذَكَرَهُ الْحَاكِمُ فَقَالَ : مِنْ أَكَابِرِ الشُّيُوخِ وَأَكْثَرِهِمْ حَدِيثَاً وَإِتْقَانَاً . سَمِعَ قُتَيْبَةَ بْنَ سَعِيدٍ ، وَإِسْحَاقَ بْنَ رَاهَوَيْهِ ، وَإِبْرَاهِيمَ بْنَ يُوسُفَ ، وَعَلِيَّ بْنَ حُجْرٍ ، وَعُثْمَانَ بْنَ أَبِي شَيْبَةَ ، وَخَلْقَاً سِوَاهُمْ . حَدَّثَ عَنْهُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ ، وَالْمُؤَمَّلُ بْنُ الْحَسَنِ ، وَأَبُو حَامِدِ بْنُ الشَّرْقِيِّ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ نَجِيحٍ الْبَغْدَادِيُّ وَآخَرُونَ . حَدَّثَ بِنَيْسَابُورَ ، وَبَغْدَادَ ، وَكَانَ مِنْ عُلَمَاءِ هَذَا الشَّأْنِ . وَثَّقَهُ الْخَطِيبُ ، وَالذَّهَبِيُّ . وَتُوُفِّيَ يوم الثلاثاء لإِحْدَى عَشَرَةَ لَيْلَةً مَضَتْ مِنْ ذِي الْقَعْدَةَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَمَانِينَ وَمِئَتَيْنِ ، وَصَلَّى عَلَيْهِ ابْنُ خُزَيْمَةَ ، وَهُوَ مِنْ أَبْنَاءِ السَّبْعِينَ وَزِيَادَةٍ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيةُ تَعْدِيْلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ النَّيْسَابُورِيِّ : تَارِيْخُ بَغْدَادَ (ج7/ص191/3647) ، سِيَرُ أَعْلامِ النُّبَلاءِ (ج13/ص574/98) ، الْمُقْتَنَى فِي سَرْدِ الْكُنَى (ج2/ص56/5515) .(1/104)
2- إدْرِيسُ بْنُ يُونُسَ الْحَرَّانِيُّ (1) إدْرِيسُ بْنُ يُونُسَ بْنِ يَنَّاقٍ الْحَرَّانِيُّ أَبُو حَمْزَةَ الْفَرَّاءُ . رَوَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ جِدَارٍ ، وَالْمُؤَمَّلِ بْنِ الصَّيْقَلِ الْحَرَّانِيِّ ، وَغَيْرِهِمَا . رَوَى عَنْهُ : أبُو طَالِبٍ أَحْمَدُ بْنُ نَصْرٍ . قَالَ ابْنُ الْقَطَّانِ : لا تُعْرَفْ حَالُهُ ، وَحَدِيثُهُ فِي سُنَنِ الدَّارَقُطْنِيِّ ، وَفِي الْعِلَلِ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَجْرِيْحَاً .
3- يَحْيَى بْنُ عُمَرَ بْنِ سَاجٍ لَمْ أَجِدْ لَهُ تَرْجَمَةً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ إدْرِيسَ بْنِ يُونُسَ الْحَرَّانِيِّ : فتح الباب فِي الكنى والألقاب (ج1/ص263/2250) ، مِيزَانُ الاعْتِدَالِ فِي نَقْدِ الرِّجَالِ (ج8/ص46/160) ، لِسَانُ الْمِيزَانِ (ج1/ص335/1025) .(1/105)
4- سُلَيْمَانُ بْنُ عَمْرِو بْنِ وَهْبٍ (1) سُلَيْمَانُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللهِ أَبُو دَاوُدَ النَّخَعِيُّ الْكُوفِيُّ . سَكَنَ بَغْدَادَ ، وَحَدَّثَ بِهَا عَنْ أَبِي حَازِمٍ سَلَمَةَ بْنِ دِينَارٍ ، وَعَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ ، وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِى عَبْلَةَ ، وَغَيْرِهِمْ . رَوَى عَنْهُ : بِشْرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبَانَ السُّكَّرِيُّ ، وَيَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ الْعَابِدُ ، وَأَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ وَخَلْقٌ . قَالَ أَحْمَدُ : كَذَّابٌ . وَسُئِلَ مَرَّةً أُخْرَى : أَيَضَعُ أَحَدٌ الْحَدِيثَ ؟ ، فَقَالَ : نَعَمْ أَبُو دَاوُدَ النَّخَعِيُّ كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ . وَقَالَ شَرِيكٌ : ذَاكَ كَذَّابُ النَّخَعِ . وَقَالَ يَحْيَى : هُوَ مِمَّنْ يُعْرَفُ بِالْكَذِبِ ، وَوَضْعِ الْحَدِيثِ . وَقَالَ يزيد بن هارونَ : لا يَحِلُّ لأَحَدٍ أَنْ يَرْوِيَ عَنْهُ . وَقَالَ الْبُخَارِيُّ : هُوَ مَعْرُوفٌ بِالْكَذِبِ . وَقَالَ النَّسَائِيُّ وَالدَّارَقُطْنِيُّ : مَتْرُوكٌ . وَقَالَ أبُو حَاتِمٍ : كَانَ فِي النَّخَعِ شَيْخَانِ ضَعِيفَانِ يَضَعَانِ الْحَدِيثَ وَيَفْتَعَلانِ : أَحَدُهُمَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَمْرٍو النَّخَعِيُّ ، وَهُوَ ذَاهِبُ الْحَدِيثِ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ ، كَانَ كَذَّابَاً ، وَامْتَنَعَ مِنْ قِرَاءةِ حَدِيثِهِ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ سُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ وَهْبٍ : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج4/ص132/576) ، تَارِيْخُ بَغْدَادَ ج9/ص15/4613) ، الضُّعَفَاءُ وَالْمَتْرُوكِينَ لابْن الْجَوْزِيِّ (ج2/ص22/1537) ، الْمُغْنِي فِي الضُّعَفَاءِ (ج1/ص282/2610) ، الْمُقْتَنَى فِي سَرْدِ الْكُنَى (ج1/ص224/2056) ، مِيزَانُ الاعْتِدَالِ فِي نَقْدِ الرِّجَالِ (ج3/ص305/3498) ، لِسَانُ الْمِيزَانِ (ج3/ص97/33) .(1/106)
وَسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرٍو فَقَالَ : كَانَ آيَةً ، وَذَكَرَ عَنْهُ أَشْيَاءَ مُنْكَرَةً ، وَغَلَّظَ الْقَوْلَ فِيهِ جِدَّاً . مَرْتَبَتُهُ : السَّابِعَةُ تَجْرِيْحَاً .
5- إبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي عَبْلَةَ (1) إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي عَبْلَةَ بِسُكُونِ الْمُوَحَّدَةِ ، وَاسْمُهُ شَمِرٌ بِكَسْرِ الْمُعْجَمَةِ بْنِ يَقْظَانَ الشَّامِيُّ يُكْنَى أَبَا إِسْمَاعِيلَ . أَرْسَلَ عَنْ عُتْبَةَ بْنِ غَزْوَانَ ، ورَوَى عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، وَأُمِّ الدَّرْدَاءِ الصُّغْرَى ، وَخَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ . رَوَى عَنْهُ : سُلَيْمَانُ بْنُ وَهْبٍ ، وَمَالِكٌ ، وَاللَّيْثُ ، وَابْنُ الْمُبَارَكِ ، وَآخَرُونَ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ ثِقَةٌ مِنَ الْخَامِسَةِ مَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِينَ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ وَأَبُو دَاوُدَ النَّسَائِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيْلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي عَبْلَةَ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج1/ص310/986 ) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج2/ص105/297) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج2/ص140/210) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص218/172) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص124/255) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص92/213) .(1/107)
6- خَالِدُ بْنُ مَعْدَانَ الشَّامِيُّ (1) خَالِدُ بْنُ مَعْدَانَ بْنِ أَبِي كُرَيْبٍ الْكِلاعِيُّ أَبُو عَبْدِ اللهِ الشَّامِيُّ الْحِمْصِيُّ . رَوَى عَنْ ثَوْبَانَ ، وَابْنِ عَمْرٍو ، وَابْنِ عُمَرَ وَلَهُ إِدْرَاكٌ ، وَعُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ ، وَأَبِي الدَّرْدَاءِ ، وَلَمْ يَذَكُرْ سَمَاعَاً مِنْهُمَا ، وَغَيْرِهِمْ . وَعَنْهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي عَبْلَةَ ، وَبَحِيْرُ بْنُ سَعْدٍ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيُّ ، وَجَمَاعَةٌ . وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ فِي الْمَرَاسِيلِ عَنْ أَبِيهِ : لَمْ يَصِحَّ سَمَاعُهُ مِنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ ، وَحَدِيثُهُ عَنْ مُعَاذٍ مُرْسَلٌ ، رُبَّمَا كَانَ بَيْنَهُمَا اثْنَانَ ، وَأَدْرَكَ أَبَا هُرَيْرَةَ وَلَمْ يَذْكًُرْ سَمَاعَاً . وَقَالَ أَحْمَدُ : لَمْ يَسْمَعْ مِنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ . وَقَالَ أبُو زُرْعَةَ : لَمْ يَلْقَ عَائِشَةَ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ ثِقَةٌ عَابِدٌ يُرْسِلُ كَثِيْرَاً مِنَ الثَّالِثَةِ مَاتَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَمِائَةٍ ، وَقِيلَ بَعْدَ ذَلِكَ الْكُتُبُ السِّتَّةُ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيْلاً .
7- أبُو الدَّرْدَاءِ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 32 ] .
رَابِعَاً : الْحَكَمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
__________
(1) تَرْجَمَةُ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ الشَّامِيِّ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج3/ص176/601) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج8/ص167/1653) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص369/1354) ، المعين فِي طبقات المحدثين (ج1/ص37/263) ، جَامِعُ التَّحْصِيلِ (ج1/ص171/167) ، تُحْفَةُ التَّحْصِيلِ فِي ذِكْرِ رُوَاةِ الْمَرَاسِيلِ (ج1/ص93) ، طَبَقَاتُ الْمُدَلِّسِينَ (ج1/ص30/46) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج3/ص102/222) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص190/1678) .(1/108)
هَذَا الْحَدِيثُ إِسْنَادُهُ موضوعٌ ، لأَنَّ فِيهِ سُلَيْمَانُ بْنُ وَهْبٍ النَّخَعِيُّ ، وَهُوَ كَذَّابٌ .
وَقَالَ الْهَيْثَمِيُّ فِي ( مَجْمَعِ الزَّوَائِدِ 8/ص192) : وَعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « مَنْ كَانَ وَصْلَةً لأَخِيهِ إِلَى سُلْطَانٍ فِي مَبْلَغِ بِرٍّ ، أَوْ إدْخَالِ سُرُورٍ رَفَعَهُ اللهُ فِي الدَّرَجَاتِ الْعُلا فِي الْجَنَّةِ » ؛ رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُ ، وَفِيهِ مَنْ لَمْ أعْرِفْهُمْ ، وَرَوَاهُ بِإِسْنَادٍ آخَرَ ضَعِيفٌ ، وَرَوَاهُ فِي الأَوْسَطِ .
وَقَالَ الْمُنْذِرِيُّ فِي ( التَّرْغِيب وَالتَّرْهِيب 3/ص265/3979) : رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُ فِي الصَّغِيْرِ وَالأَوْسَطِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي الدَّرْدَاءِ ، وَلَفْظُهُ قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « مَنْ كَانَ وَصْلَةً لأَخِيهِ إِلَى سُلْطَانٍ فِي مَبْلَغِ بِرٍّ ، أَوْ إدْخَالِ سُرُورٍ رَفَعَهُ اللهُ فِي الدَّرَجَاتِ الْعُلا فِي الْجَنَّةِ » .(1/109)
وَقَالَ الأَلْبَانِيُّ فِي ( الضَّعِيفَةِ وَالْمَوْضُوعَةِ ج11/ص396/ح5394) : مَوْضُوعٌ . أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي ( الأَوْسَطِ رَقْمُ 3518) مِنْ طَرِيقِ إِدْرِيسَ بْنِ يُونُسَ الْحَرَّانِيِّ قَالَ : أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عُمَرَ بْنِ ساجٍ قَالَ : حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ وَهْبٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي عَبْلَةَ عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ مَرْفُوعَاً بِهِ . وَقَالَ : لَمْ يَرْوِه عَنْ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ سُلَيْمَانُ ، وَلا عَنْ سُلَيْمَانَ إِلاَّ يَحْيَى ، تَفَرَّدَ بِهِ إِدْرِيسُ بْنُ يُونُسَ . قُلْتُ : قَالَ ابْنُ الْقَطَّانِ : لا يُعْرَفْ حَالُهُ . وَيَحْيَى بْنُ عُمَرَ بْنِ صَبَّاحٍ ؛ لَعَلَّهُ الَّذِي فِي ( الْجَرْحِ وَالتَّعْدِيلِ 4/2/174) : « يَحْيَى بْنُ عُمَرَ اللَّيْثِيُّ ، رَوَى عَنْ الْعَلاءِ بْنِ عَبْدِ الْكَرِيْمِ ، وَمَسْكِينِ أَبِي فَاطِمَةَ ، و.... رَوَى عَنْهُ : عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ الدَّوْرَقِيُّ . قَالَ أَبِي : لا أَعْرِفْهُ .
قُلْتُ : وَلَعَلَّ آفَةُ الْحَدِيثِ شَيْخُهُ سُلَيْمَانُ بْنُ وَهْبٍ ؛ فَقَدْ أَخْرَجَهُ أَبُو الْفَضْلِ بْنُ طَاهِرٍ فِي "الْكَلامِ عَلَى أَحَادِيثِ الشِّهَابِ" مِنْ طَرِيقِ أُخْرَى عَنْهُ بِهِ ؛ وَقَالَ : سُلَيْمَانُ بْنُ وَهْبٍ هُوَ النَّخَعِيُّ ، وَوَهْبٌ جَدُّهُ ، وَهُوَ سُلَيْمَانُ بْنُ عَمْرٍو » .
قُلْتُ : وَهُوَ مَعْرُوفٌ بِالْكَذِبِ وَالْوَضْعِ . ثُمَّ رَأَيْتُهُ فِي ( التَّرْغِيبِ لِلأَصْبَهَانِيِّ 1/ 482-483) مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ الضَّحَّاكِ : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ شُرَيْحِ بْنِ عُبَيْدٍ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ بِهِ . وَعَبْدُ الْوَهَّابِ هَذَا مَتْرُوكٌ .(1/110)
وَقَالَ الأَلْبَانِيُّ فِي ( ضَعِيفِ التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ ج2/ص97/ح1580) : ضَعِيفٌ جِدَّاً .
تَنْبِيهٌ : عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الضَّحَّاكِ الَّذِي فِي سَنَدِ الأَصْبَهَانِيُ ، قَالَ فِيهِ ابْنُ حَجَرٍ فِي ( تَقْرِيبِ التَّهْذِيبِ ج1/ص368/ 4257 ) : عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الضَّحَّاكِ بْنِ أَبَانَ الْعُرْضِيُّ بِضَمِّ الْمُهْمَلَةِ وَسُكُونِ الرَّاءِ بَعْدَهَا مُعْجَمَةٌ أَبُو الْحَارِثِ الْحِمْصِيُّ نَزِيلُ سَلْمِيَةَ مَتْرُوكٌ كَذَّبَهُ أَبُو حَاتِمٍ مِنَ الْعَاشِرَةِ مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ ابْنُ مَاجَهْ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 332 }
وَأَخْرَجَ النَّسَائِيُّ وَابْنُ حِبَّانَ عَنْ كَعْبِ بْنِ مُرَّةَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : « مَنْ بَلَغَ الْعَدُوَّ بِسَهْمٍ رَفَعَهُ اللهُ بِهِ دَرَجَةً ، أَمَا إِنَّهَا لَيْسَتْ بِعَتَبَةِ أُمَّكِ ، وَلَكِنْ مَا بَيْنَ الدَّرَجَتَيْنِ مِائَةُ (1) عَامٍ » .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
__________
(1) فِى الْمَخْطُوطَةِ (ز) خمسمائة عام .(1/111)
هَذَا جُزْءٌ مِنْ حَدِيثٍ أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ فِي ( السُّنَنِ الْكُبْرَى / كِتَابُ الْجِهَادِ ، ثَوَابُ مَنْ رَمَي بِسَهْمٍ فِي سَبِيلِ اللهِ ج3/ ص19/4352) قَالَ : أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاءِ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ حدَّثَنَا الأَعْمَشُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ عَنْ شُرَحْبِيلِ بْنِ السِّمْطِ قَالَ قَالَ لِكَعْبِ بْنِ مُرَّةَ : يَا كَعْبُ حَدِّثَنَا عَنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ، وَاحْذَرْ ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : « مَنْ شَابَ شَيْبَةً فِي سَبِيلِ اللهِ ، كَانَتْ لَهُ نُورَاً يَوْمَ الْقِيَامَةِ » ، فَقَالَ لَهُ : حَدِّثَنَا عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، وَاحْذَرْ ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : « ارْمُوا ، مَنْ بَلَغَ الْعَدُوَّ بِسَهْمٍ رَفَعَهُ اللهُ بِهِ دَرَجَةً » ، قَالَ ابْنُ النَّحَّامِ : يَا رَسُولَ اللهِ ؛ وَمَا الدَّرَجَةُ ؟ ، قَالَ : « أَمَا إِنَّهَا لَيْسَتْ بِعَتَبَةٍ ، وَلَكِنْ مَا بَيْنَ الدَّرَجَتَيْنِ مِائَةُ عَامٍ » .
وَأَخْرَجَهُ كَذَلِكَ فِي ( السُّنَنِ الصُّغْرَى الْمُسَمَّى الْمُجْتَبَى ج6/ص27/3144) بِإِسْنَادِهِ وَمَتْنِهِ سَوَاءً .
وَأَخْرَجَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي ( صَحِيحِهِ / كِتَابُ السِّيَرِ ، بَابُ فَضْلِ الْجِهَادِ ، ذِكْرُ تَفَضُّلِ اللهِ جَلَّ وَعَلا عَلَى مَنْ رَمَى بِسَهْمٍ فِي سَبِيلِهِ بِكِتْبَةِ أَجْرِ رَقَبَةٍ لَوْ أَعْتَقَهَا لَهُ ج10/ص475/ 4614) مِنْ طَرِيقِ أَبِى بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ عَنْ أَبُى مُعَاوِيَةَ بِهِ ، وَلَفْظُهُ « مَنْ رَمَى بِسَهْمٍ فِي سَبِيلِ اللهِ كَانَ كَمَنْ أَعْتَقَ رَقَبَةً » .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ(1/112)
أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ فِي ( مُسْنَدِهِ ج4/ص235/18091) ، وَابْنُ أَبِى شَيْبَةَ فِي ( مُصَنَّفِهِ / كِتَابُ الْجِهَادِ ، مَا ذُكِرَ فِي فَضْلِ الْجِهَادِ وَالْحَثِّ عَلَيْهِ ج4/ص211/19386) ، كِلاهُمَا عَنْ أَبِى مُعَاوِيَةَ عَنِ الأَعْمَشِ بِهِ بِنَحْوِهِ .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
1- مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاءِ أَبُو كُرَيْبٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 31 ] . مَشْهُورٌ بِكُنْيَتِهِ ثِقَةٌ حَافِظٌ .
2- أَبُو مُعَاوِيَةَ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 52 ] . ثِقَةٌ أَحْفَظُ النَّاسِ لِحَدِيثِ الأَعْمَشِ .
3- الأَعْمَشُ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 7 ] . ثِقَةٌ حَافِظٌ عَارِفٌ بِالْقِرَاءاتِ وَرِعٌ لَكِنَّهُ يُدَلِّسُ .
4 عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 32 ] . ثِقَةٌ عَابِدٌ كَانَ لا يُدَلِّسُ وَرُمِيَ بِالإِرْجَاءِ .(1/113)
5- سَالِمُ بْنُ أَبِي الْجَعْدِ (1) سَالِمُ بْنُ أَبِي الْجَعْدِ رَافِعٍ الأَشْجَعِيُّ مَوْلاهُمْ الْكُوفِيُّ . رَوَى عَنْ عُمَرَ وَلَمْ يُدْرِكْهُ ، وَكَعْبِ بْنِ مُرَّةَ ، وَقِيلَ لَمْ يَسْمَعْ مِنْهُ ، وَعَائِشَةَ ، وَالصَّحِيحُ أَنَّ بَيْنَهُمَا أَبَا الْمَلِيحِ ، وَشُرَحْبِيلِ بْنِ السِّمْطِ ، وَغَيْرِهِمْ . وَعَنْهُ ابْنُهُ الْحَسَنُ ، وَالأَعْمَشُ ، وَعَمْرُو بْنُ مُرَّةَ ، وَخَلْقٌ . وَقَالَ أبُو دَاوُدَ : لَمْ يَسْمَعْ سَالِمُ بْنُ أَبِي الْجَعْدِ مِنْ شُرَحْبِيلِ بْنِ السِّمْطِ . وَخَالَفَهُ الْحَافِظَانِ الْمِزِّيُّ وَابْنُ حَجَرٍ ، فَأَثْبَتَا سَمَاعَهُ .
وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ ثِقَةٌ وَكَانَ يُرْسِلُ كَثِيْرَاً مِنَ الثَّالِثَةِ مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ أَوْ ثَمَانٍ وَتِسْعِينَ وَقِيلَ مِائَةٍ أَوْ بَعْدَ ذَلِكَ ، وَلَمْ يَثْبُتْ أَنَّهُ جَاوَزَ الْمِائَةَ الْكُتُبُ السِّتَّةُ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيْلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج4/ص107/2132) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج10/ص130/2142 ) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص422/1767) ، جَامِعُ التَّحْصِيلِ (ج1/ص179/218) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج3/ص373/799) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص226/2170) .(1/114)
6- شُرَحْبِيلُ بْنُ السِّمْطِ الْكِنْدِيُّ (1) شُرَحْبِيلُ بْنُ السِّمْطِ بِكَسْرِ الْمُهْمَلَةِ وَسُكُونِ الْمِيمِ ابْنُ الأَسْوَدِ بْنِ جَبَلَةَ الْكِنْدِيُّ أَبُو يَزِيدَ ، وَيُقَالُ أَبُو السِّمْطِ الشَّامِيُّ . مُخْتَلَفٌ فِي صُحْبَتِهِ . رَوَى عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، وَعَنْ عُمَرَ ، وَسَلْمَانَ ، وَكَعْبِ بْنِ مُرَّةَ الْبَهْزِيِّ ، وَغَيْرِهِمْ . وَعَنْهُ جُبَيْرُ بْنُ نُفَيْرٍ ، وَسَالِمُ بْنُ أَبِي الْجَعْدِ ، وَخَالِدُ بْنُ يَزِيدَ الشَّامِيُّ ، وَعِدَّةٌ . قَالَ ابْنُ سَعْدٍ : جَاهِلِيُّ إِسْلامِيٌّ وَفِدَ إِلَى النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، وَشَهِدَ الْقَادِسِيَّةِ ، وَافْتَتَحَ حِمْصَ . وَقَالَ النَّسَائِيُّ : ثِقَةٌ . وذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ فِي الصَّحَابَةِ ، ثُمَّ أَعَادَهُ فِي ثِقَاتِ التَّابِعِينَ . وَجَزَمَ الْبُخَارِيُّ فِي تَارِيْخِهِ بِأَنَّ لَهُ صُحْبَةً ، فَقَالَ : كَانَ عَامِلاً عَلَى حِمْصَ وَمَاتَ بِهَا . وَقَالَ الْحَاكِمُ أَبُو أَحْمَدَ : لَهُ صُحْبَةٌ . وَذَكَرَهُ ابْنُ السَّكَنِ وَابْنُ زَبَرٍ فِي الصَّحَابَةِ . وَذَكَرَ خَلِيفَةُ أَنَّهُ كَانَ عَامِلاً لِمُعَاوِيَةَ عَلَى حِمْصَ نَحْوَاً مِنْ عِشْرِينَ سَنَةً . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ شَهِدَ صِفِّينَ مَعَ مُعَاوِيَةَ ، وَفَتَحَ حِمْصَ وَعَمِلَ عَلَيْهَا لِمُعَاوِيَةَ وَمَاتَ سَنَةَ أَرْبَعِينَ أَوْ بَعْدَهَا مُسْلِمٌ وَالأَرْبَعَةُ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ شُرَحْبِيلِ بْنِ السِّمْطِ الْكِنْدِيِّ : طَبَقَاتُ ابْنِ سَعْدٍ (ج7/ص445) ، التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج4/ص248/2691) ، مَشَاهِيرُ الأَمْصَارِ (ج1/ص51/336) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص482/2258) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج4/ص283/564) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص265/2766) .(1/115)
مَرْتَبَتُهُ : الأُولَى تَعْدِيْلاً لَوْ كَانَ تَابِعِيَّاً ، وَإِلاَّ فَالرَّاحِجُ أَنَّهُ صَحَابِيٌّ .
7- كَعْبُ بْنُ مُرَّةَ (1) وَقِيلَ مُرَّةُ بْنُ كَعْبٍ الْبَهْزِيُّ السُّلَمِيُّ سَكَنَ الْبَصْرَةَ ، ثُمَّ الأَرْدُنَ . رَوَى عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - . وَعَنْهُ شُرَحْبِيلُ بْنُ السِّمْطِ ، وَأَبُو الأَشْعَثِ الصَّنْعَانِيُّ ، وَجُبَيْرُ بْنُ نُفَيْرٍ ، وَغَيْرُهُمْ . قَالَ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ : وَالأَكْثَرُ يَقُولُونَ كَعْبُ بْنُ مُرَّةَ لَهُ أَحَادِيثُ مَخْرَجُهَا عَنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ يَرْوُونَهَا عَنْ شُرَحْبِيلٍ عَنْهُ ، وَأَهْلُ الشَّامِ يَرْوُونَ تِلْكَ الأَحَادِيثَ بِأَعْيَانِهَا عَنْ شُرَحْبِيلٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبْسَةَ . قَالَ ابْنُ حَجَرٍ مَا نُقِلَ عَنِ ابْنِ عَبْدِ الْبَرِّ سَبَقَهَ إِلَيْهِ ابْنُ السَّكَنِ ، وَزَعَمَ بَعْضُهُمْ أَنَّهُمَا اثْنَانِ يَعْنِي الَّذِي سَكَنَ الْبَصْرَةَ ، ورَوَى عَنْهُ الْبَصْرِيُّونَ غَيْرُ الَّذِي سَكَن الشَّامَ . مَاتَ بَعْدَ الْخَمْسِينَ السُّنَنُ الأَرْبَعَةُ .
رَابِعَاً : الْحَكَمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
__________
(1) تَرْجَمَةُ كَعْبِ بْنِ مُرَّةَ : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج8/ص366/1667) ، الاستيعاب (ج3/ص1326/2206) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص148/4664) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص462/5650) ، الإصابة (ج5/ص612/7439) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج8/ص395/797) ، معجم الصحابة (ج2/ص378/925) .(1/116)
هَذَا الْحَدِيثُ إِسْنَادُهُ صحيحٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ . وَقَالَ شُعَيْبٌ الأَرْنَؤُوطُ فِي تَعْلِيقِهِ عَلَى ابْنِ حِبَّانَ : إِسْنَادُهُ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ ، ثُمَّ تَنَاقَضَ فِي تَعْلِيقِهِ عَلَى الْمُسْنَدِ (ج4/ص235/ح18019) حَيْثُ قَالَ : أَنَّهُ حَسَنٌ لِغَيْرِهِ ، وَأَعَلَّهُ بِالانْقِطَاعِ بَيْنَ سَالِمٍ وَشُرَحْبِيلٍ ، وَذَلِكَ تَقْلِيدَاً لأَبِي دَاوُدَ حَيْثُ قَالَ : لَمْ يَسْمَعْ سَالِمٌ مِنْ شُرَحْبِيلٍ .
وَقَالَ الأَلْبَانِيُّ فِي ( صَحِيحِ التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ ج2/ص47/ح1287) : صَحِيحٌ . وَصَحَّحَهُ فِي صَحِيحِ النَّسَائِيِّ (ج7/ص216/ح3144) .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 333 }
وَأَخْرَجَ الْحَاكِمُ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ - رضي الله عنه - : أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : « مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُشْرَفَ (1) لَهُ الْبُنْيَانُ ، وَتُرْفَعَ لَهُ الدَّرَجَاتُ ؛ فَلْيَعْفُ عَمَّنْ ظَلَمَهُ ، وَلْيُعْطِ مَنْ حَرَمَهُ ، وَيَصِلَ مَنْ قَطَعَهُ » .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
__________
(1) الشرف : العلو ، ومشارف الأرض أعاليها وهي التي طولت أبنيتها ( النهاية فِي غريب الأثر ج2/ص462) . وَفِى المخطوطة (ز) زيادة ( أن يشرف الله له ) .(1/117)
أَخْرَجَهُ الْحَاكِمُ فِي ( مُسْتَدْرَكِهِ / كِتَابُ التَّفْسِيْرِ ، تَفْسِيْرِ آلَ عِمْرَانَ ج2/ص323/3161) قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَالَوَيْهِ حَدَّثَنَا أَبُو مُسْلِمٍ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ نُصَيْرٍ حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ بْنُ يَعْلَى الثَّقَفِيُّ قَالَ : سَمِعْتُ مُوسَى بْنَ عُقْبَةَ وَتَلا قَوْلَ اللهِ - عز وجل - { وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ } فَقَالَ : حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ الْقُرَشِيُّ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ - رضي الله عنه - : أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : « مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُشْرَفَ لَهُ الْبُنْيَانُ ، وَتُرْفَعَ لَهُ الدَّرَجَاتُ فَلْيَعْفُ عَمَّنْ ظَلَمَهُ ، وَلْيُعْطِ مَنْ حَرَمَهُ ، وَيَصِلَ مَنْ قَطَعَهُ » . قَالَ : هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي ( الْمُعْجَمِ الأَوْسَطِ ج3/ص88/2579) ، وَفِى ( الْمُعْجَمِ الْكَبِيْرِ ج1/ص199/534) مِنْ طَرِيقِ شَيْخِهِ أَبِي مُسْلِمٍ الْكَشِّيِّ عَنْ حَجَّاجِ بْنِ نُصَيْرٍ بِمِثْلِهِ .
وَقَالَ : لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ مُوسَى إِلاَّ أُمَيَّةُ ، تَفَرَّدَ بِهِ حَجَّاجٌ ، ولا يُرْوَى عَنْ أَبَيِّ بْنِ كَعْبٍ إِلاَّ بِهَذَا الإِسْنَادِ .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
1- أبُو مُسْلِمٍ إبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْبَصْرِيُّ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 62 ] . الْكَشِّيُّ الْحَافِظُ ، الْمُسْنِدُ الْبَصْرِيُّ .(1/118)
2- حَجَّاجُ بْنُ نُصَيْرٍ (1) الْفَسَاطِيطِيُّ الْقَيْسِيُّ أَبُو مُحَمَّدٍ الْبَصْرِيُّ . رَوَى عَنْ فِطْرِ بْنِ خَلِيفَةَ ، وَالْمَسْعُودِيِّ ، وَمَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ ، وَشُعْبَةَ ، وَعِدَّةٍ . وَعَنْهُ حُمَيْدُ بْنُ زَنْجَوَيْهِ ، وَأَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ التِّرْمِذِيُّ ، وَأَبُو مُسْلِمٍ إبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْكَجِّيُّ ، وَعِدَّةٌ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ ضَعِيفٌ ، كَانَ يَقْبَلُ التَّلْقِينَ مِنَ التَّاسِعَةِ مَاتَ سَنَةَ ثَلاثٍ أَوْ أَرْبَعَةَ عَشَرَةَ وَمِئَتَيْنِ التِّرْمِذِيُّ .
مَرْتَبَتُهُ : الثَّالِثَةُ تَجْرِيْحَاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ حَجَّاجِ بْنِ نُصَيْرٍ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج2/ص380/2845) ، ضُعَفَاءُ الْبُخَارِيِّ (ج1/ص32/76) ، مَعْرِفَةُ الثِّقَاتِ (ج1/ص287/270) ، الضُّعَفَاءُ الْكَبِيْرُ (ج1/ص285/346) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج3/ص167/712) ، الْكَامِلُ فِي الضُّعَفَاءِ (ج2/ص231/409) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج5/ص461/1130) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص313/944) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج2/ص183/385) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص153/1139) .(1/119)
3- إسْمَاعِيلُ بْنُ يَعْلَى أَبُو أُمَيَّةَ الثَّقَفِيُّ (1) الْبَصْرِيُّ . رَوَى عَنْ نافعٍ ، وَأَبِى الزِّنَادِ ، وَمُوسَى بْنِ عُقْبَةَ . رَوَى عَنْهُ : نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ ، وَالْقَوَارِيرِيُّ ، وَالْمُقَدَّمِيُّ . قَالَ يَحْيَى : ضَعِيفٌ لَيْسَ حَدِيثُهُ بِشَيْءٍ . وَقَالَ مَرَّةً : مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ . وَقَالَ النَّسَائِيُّ وَالدَّارَقُطْنِيُّ : مَتْرُوكٌ ، وَقَدْ مَشَّاهُ شُعْبَةُ ، وَقَالَ : اكْتُبُوا عَنْهُ ، فَإِنَّهُ شَرِيفٌ . وَكَذَّبَ أَبُو دَاوُدَ مَنْ نَقَلَ عَنْ شُعْبَةَ هَذَا الْكَلامَ . وَقَالَ الْبُخَارِيُّ : سكتوا عنه . وَذَكَرَهُ ابْن عَدِيٍّ ، وَسَاقَ لَهُ بِضْعَةَ عَشَرَ حَدِيثَاً مَعْرُوفَةً لَكِنَّهَا مُنْكَرَةُ الإِسْنَادِ . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ : ضَعِيفُ الْحَدِيثِ أَحَادِيثُهُ مُنْكَرَةٌ لَيْسَ بِالْقَوِيِّ . وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ : وَاهٍ ضَعِيفُ الْحَدِيثِ لَيْسَ بِقَوِيٍّ . وَقَالَ أبُو أَحْمَدَ الْحَاكِمُ : لَيْسَ بِالْقَوِيِّ عِنْدَهُمْ . وَقَالَ السَّاجِيُّ : ضَعِيفٌ . مَرْتَبَتُهُ : الْخَامِسَةُ تَجْرِيْحَاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ إسْمَاعِيلَ بْنِ يَعْلَى أَبِي أُمَيَّةَ الثَّقَفِيِّ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج1/ص377/1198) ، التاريخ الأوسط (ج1/ص251/1219) ، الضعفاء للنسائي (ج1/ص17/39) ، الضُّعَفَاءُ الْكَبِيْرُ (ج1/ص95/110) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج2/ص203/686) ، الْمَجْرُوحِينَ (ج1/ص126/44) ، الْكَامِلُ فِي الضُّعَفَاءِ (ج1/ص315/141) ، الضُّعَفَاءُ وَالْمَتْرُوكِينَ لابْن الْجَوْزِيِّ (ج1/ص124) ، مِيزَانُ الاعْتِدَالِ فِي نَقْدِ الرِّجَالِ (ج1/ص417/973) ، الْمُغْنِي فِي الضُّعَفَاءِ (ج2/ص771/7311) ، لِسَانُ الْمِيزَانِ (ج1/ص445/1382) .(1/120)
4- مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 182 ] . ثِقَةٌ فَقِيهٌ إِمَامٌ فِي الْمَغَازِي لَمْ يَصِحَّ أَنَّ ابْنَ مَعِينٍ لَيَّنَهُ .
5- إسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ (1) الأَنْصَارِيُّ ، وَيُقَالُ : إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى بْنِ الْولِيدِ بْنِ أَخِي عُبَادَةَ . رَوَى عَنْ عُبَادَةَ وَلَمْ يُدْرِكْهُ . رَوَى عَنْهُ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ ، وَلَمْ يَرْوِ عَنْهُ غَيْرُهُ . قَالَ الْبُخَارِيُّ : أحاديثه معروفة إلا أن إسحاق لم يلق عبادة . وَقَالَ ابْن عَدِيٍّ : أَحَادِيثُهُ غَيْرُ مَحْفُوظَةٍ . وذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ أَرْسَلَ عَنْ عُبَادَةَ وَهُوَ مَجْهُولُ الْحَالِ قُتِلَ سَنَةَ إحْدَى وَثَلاثِينَ مِنَ الْخَامِسَةِ ابْنُ مَاجَهْ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَجْرِيْحَاً .
6- عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 249 ] .
7- أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ أُبَيُّ بْنُ كَعْبِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ الأَنْصَارِيُّ الْخَزْرَجِيُّ ، أبُو الْمُنْذِرِ سَيِّدُ الْقُرَّاءِ ، سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 154 ] .
__________
(1) تَرْجَمَةُ إسْحَاقَ بْنِ يَحْيَى بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج1/ص405/1297) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج2/ص237/836) ، الضُّعَفَاءُ وَالْمَتْرُوكِينَ لابْن الْجَوْزِيِّ (ج1/ص105/339) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج2/ص493/391) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص239/328) ، الْمُغْنِي فِي الضُّعَفَاءِ (ج1/ص75/597) ، جامع التحصيل (ج1/ص144/27) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص224/481) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص103/392) .(1/121)
رَابِعَاً : الْحَكَمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
هَذَا الْحَدِيثُ إِسْنَادُهُ ضعيفٌ جِدَّاً فِيهِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ يَعْلَى أَبُو أُمَيَّةَ الثَّقَفِيُّ الْبَصْرِيُّ وَهُوَ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ ، وفيه إسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ وَهُوَ مَجْهُولٌ لَمْ يُدْرِكْ عُبَادَةَ ، وَفِيهِ حَجَّاجُ بْنُ نُصَيْرٍ الْفَسَاطِيطِيُّ وَهُوَ ضَعِيفٌ كَانَ يقبل التلقين . وَقَالَ الْحَاكِمُ ( الْمُسْتَدْرَكُ عَلَى الصَّحِيحَيْنِ ج2/ص323/3161) : هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ . وَقَالَ الذَّهَبِيُّ قي التَّلْخِيصِ : أَبُو أُمَيَّةَ ضَعَّفَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ ، وَإِسْحَاقُ لَمْ يُدْرِكْ عُبَادَةَ .
وَقَالَ الْهَيْثَمِيُّ فِي ( مَجْمَعِ الزَّوَائِدِ ج8/ص189) : رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيْرِ وَالأَوْسَطِ ، وَفِيهِ أَبُو أُمَيَّةَ بْنُ يَعْلَى وَهُوَ ضَعِيفٌ . وَقَالَ الْمُنْذِرِيُّ فِي ( التَّرْغِيب وَالتَّرْهِيبِ ج3/ص210) : رَوَاهُ الْحَاكِمُ ، وَصَحَّحَ إِسْنَادَهُ ، وَفِيهِ انْقِطَاعٌ .
وَقَالَ الأَلْبَانِيُّ فِي ( ضَعِيفِ التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ ج2/ص70/ح1464) : ضَعِيفٌ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 334 }
وَأَخْرَجَ الْبَزَّارُ ، وَالطَّبَرَانِيُّ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « أَلا أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يَرْفَعُ اللهُ بِهِ الدَّرَجَاتِ ؟ ، قَالُوا : نَعَمْ ، قَالَ : تَحْلُمُ عَلَى مَنْ جَهِلَ عَلَيْكَ ، وَتَعْفُو عَمَّنْ ظَلَمَكَ ، وَتُعْطِي مَنْ حَرَمَكَ ، وَتَصِلُ مَنْ قَطَعَكَ » . انْتَهَى وَاللهُ أَعْلَمُ .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ(1/122)
أَخْرَجَهُ الْبَزَّارُ فِي « مُسْنَدِهِ » كَمَا فِي كَشْفِ الأَسْتَارِ (ج2/ص318/ح1497) قَالَ : حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ يُوسُفَ ثَنِى أَبِى عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ يَحْيَى عَنْ عَمِّهِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « أَلا أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يَرْفَعُ اللهُ بِهِ الدَّرَجَاتِ ؟ ، قَالُوا : نَعَمْ ، قَالَ : تَحْلُمُ عَلَى مَنْ جَهِلَ عَلَيْكَ ، وَتَعْفُو عَمَّنْ ظَلَمَكَ ، وَتُعْطِي مَنْ حَرَمَكَ ، وَتَصِلُ مَنْ قَطَعَكَ » .
ثَانِيَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
1- خَالِدُ بْنُ يُوسُفَ السَّمْتِيُّ (1) خَالِدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ خَالِدٍ السَّمْتِيُّ كُنْيَتُهُ أَبُو الرَّبِيعِ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ ، يَرَوِي عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ ، وَابْنِ عُيَيْنَةَ ، يُعْتَبَرُ حَدِيثُهُ مِنْ غَيْرِ رِوَايَتِهِ عَنْ أَبِيهِ . ضَعَّفَهُ الذَّهَبِيُّ وَابْنُ حَجَرٍ مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وأَرْبَعِينَ وَمِائَتَيْنِ .
مَرْتَبَتُهُ : الثَّالِثَةُ تَجْرِيْحَاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ خَالِدِ بْنِ يُوسُفَ السَّمْتِيِّ : الكنى والأسماء (ج1/ص319/1131) ، الثقات (ج8/ص226/13137) ، الْمَجْرُوحِينَ (ج1/ص278/293) ، الْكَامِلُ فِي الضُّعَفَاءِ (ج3/ص45/604) ، فتح الباب فِي الكنى والألقاب (ج1/ص320/2800) ، مِيزَانُ الاعْتِدَالِ فِي نَقْدِ الرِّجَالِ (ج2/ص436/2491) ، الْمُغْنِي فِي الضُّعَفَاءِ (ج1/ص207/1898) ، الْمُقْتَنَى فِي سَرْدِ الْكُنَى (ج1/ص233/2159) ، لِسَانُ الْمِيزَانِ (ج2/ص392/1608) .(1/123)
2- يُوسُفُ بْنُ خَالِدِ بْنِ عُمَيْرٍ السَّمْتِيُّ (1) أَبُو خَالِدٍ السَّمْتِيُّ - بِفَتْحِ الْمُهْمَلَةِ وَسُكُونِ الْمِيمِ بَعْدَهَا مُثَنَّاةٌ - الْبَصْرِيُّ مَوْلَى صَخْرِ بْنِ سَهْلٍ اللَّيْثِيِّ . رَوَى عَنْ أَبِيهِ ، وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ ، وَمُوسَى بْنِ عُقْبَةَ ، وَالأَعْمَشِ ، وَخَالِدٍ الْحَذَّاءِ وَغَيْرِهِمْ . وَعَنْهُ ابْنُه خَالِدُ ، وَعُبَيْدُ اللهِ الْقَوَارِيرِيُّ ، وَخَلِيفَةُ بْنُ خَيَّاطٍ ، وَغَيْرُهُمْ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ تَرَكُوهُ وَكَذَّبَهُ ابْنُ مَعِينٍ ، وَكَانَ مِنْ فُقَهَاءِ الْحَنَفِيَّةِ مِنَ الثَّامِنَةِ مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَمَانِينَ . رَوَى لَهُ ابْنُ مَاجَهْ . مَرْتَبَتُهُ : السَّابِعَةُ تَجْرِيْحَاً .
3- إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى أَرْسَلَ عَنْ عُبَادَةَ وَهُوَ مَجْهُولُ الْحَالِ ، سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 333 ] .
4- عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 249 ] .
ثَالِثَاً : الْحَكَمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
__________
(1) تَرْجَمَةُ يُوسُفَ بْنِ خَالِدِ بْنِ عُمَيْرٍ السَّمْتِيِّ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج8/ص388/3426) ، ضعفاء البخاري (ج1/ص122/410) ، الوحدان للنسائي (ج1/ص124) ، الضُّعَفَاءُ الْكَبِيْرُ (ج4/ص453/2082) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ ج9/ص221/925) ، الْمَجْرُوحِينَ (ج3/ص131/1227) ، الْكَامِلُ فِي الضُّعَفَاءِ (ج7/ص159/2067) ، ضُعَفَاءُ الأَصْبَهَانِيِّ (ج1/ص164/280) ، الضُّعَفَاءُ وَالْمَتْرُوكِينَ لابْن الْجَوْزِيِّ (ج3/ص219/3747) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج32/ص421/7134 ) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص399/6432) ، الْمُغْنِي فِي الضُّعَفَاءِ (ج2/ص762/7232) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج11/ص362/704) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص610/7862) .(1/124)
هَذَا الْحَدِيثُ إِسْنَادُهُ مَوضُوعٌ ، لأَنَّ فِيهِ يُوسُفُ بْنُ خَالِدٍ السَّمْتِيُّ ، وَهُوَ كَذَّابٌ .
وَقَالَ الْهَيْثَمِيُّ فِي ( مَجْمَعِ الزَّوَائِدِ ج8/ص189) : رَوَاهُ الْبَزَّارُ ، وَفِيهِ يُوسُفُ بْنُ خَالِدٍ السَّمْتِيُّ ، وَهُوَ كَذَّابٌ .
وَقَالَ الْمُنْذِرِيُّ فِي ( التَّرْغِيب وَالتَّرْهِيب ج3/ص232) : رَوَاهُ الْبَزَّارُ وَالطَّبَرَانِيُّ ، إِلاَّ أَنَّهُ قَالَ فِي أَوَّلِهِ : « أَلا أُنَبِّئُكُمْ بِمَا يُشْرِفُ اللهُ بِهِ الْبُنْيَانَ ، وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ » فَذَكَرَهُ .
وَقَالَ الأَلْبَانِيُّ فِي ( ضَعِيفِ التَّرْغِيب وَالتَّرْهِيب ج2/ص70/ح1456) : ضَعِيفٌ جِدَّاً .
رَابِعَاً : تَنْبِيهٌ
نَسَبَهُ الْمُصَنِّفُ لِلطَّبَرَانِيِّ ، وَلَمْ أَجِدْهُ فِي مَعَاجِمِهِ الثَّلاثَةِ .
- الله - الله - الله -(1/125)