جَامِعَةُ الأَزْهَرِ الشَّرِيفِ
كُلِيَّةُ أُصُولِ الدِّينِ
قِسْمُ الْحَدِيثِ – الدِّرَاسَاتُ الْعُلْيَا
كِتَابُ الْبُدُورِ السَّافِرَةِ فِي أُمُورِ الآخِرَةِ
مِنْ بَابِ السَّلاسِلِ وَالأَغْلالِ وَالْقُيُودِ وَالْمَقَامِعِ
إِلَي نِهَايَةِ بَابِ عَدَدِ الْجِنَانِ وَأَسْمَائِهَا وَدَرَجَاتِهَا
لِلْحَافِظِ الشَّيْخِ الإِمَامِ الْمُحَدِّثِ الْمُجْتَهِدِ
جَلالِ الدِّينِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّيُوطِيِّ
تَحْقِيقٌ وَتَخْرِيْجٌ وَدِرَاسَةٌ
مُقَدَّمَةٌ إِلَى كُلَِّيِة أُصُولِ الدِّينِ
قِسْمِ الْحَدِيثِ
لِنَيْلِ دَرَجَةِ التَّخَصُّصِ الْمَاجِسْتِيرِ
إعْدَادُ الطَّالِبِ أَحْمَدَ إِبْرَاهِيمَ أَحْمَد(1/1)
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
مُقَدِّمَةٌ
- الله -
إنَّ الْحَمْدَ للهِ نَحْمَدُهُ ، وَنَسْتَعِينُهُ ، وَنَسْتَغْفِرُهُ ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا ، وَسَيْئَاتِ أَعْمَالِنَا . إِنَّهُ مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلا هَادِي لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدَاً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ .
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ } [ آلَ عِمْرَانَ :102] { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيْرَاً وَنِسَاءً وَاتَّقُواْ اللهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً } [ النِّسَاءُ :1 ] ، { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدَاً . يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزَاً عَظِيمَاً } [ الأَحْزَابُ :71 ] .
أَمَّا بَعْدُ .. فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللهِ - عز وجل - ، وَخَيْرَ الْهَدْى هَدْىُ مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم - ، وَشَرَّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا ، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ ، وَكُلَّ ضَلالَةٍ فِي النَّارِ .
{ أَسَاتَذَتِي ، وَمَشَايِخِي الْفُضَلاءَ }(1/1)
لَمَّا رَأَيْتُ فِي نَفْسِي وَإِخْوَانِي ، وَفِي أُمَّتِي عَامَّةً حَالَةً مِنْ جُمُودِ الْعَيْنِ ، وَقَسْوَةِ الْقَلْبِ ، وَطُغْيَانَاً لِلْحَيَاةِ الْمَادِيَّةِ عَلَى كَثِيْرٍ مِنْ أَبْنَاءِ أُمَّةِ الإِسْلامِ فِي ظِلِّ الْمَشَاغِلِ الْحَيَاتِيَّةِ ، فَبَدَلاً مِنْ أَنْ يُنْتِجَ التَّطَوُرُ وَالتَّحَضُرُ آلَةً تَعْمَلُ كَالإِنْسَانِ أَنْتَجَ إِنْسَانَاً يَعْمَلُ كَالآلَةِ ، فَاشَتَغَلَ النَّاسُ بِالدُّنْيَا الَّتِي قَالَ عَنْهَا الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ - صلى الله عليه وسلم - : { أَلا إِنَّ الدُّنْيَا مَلْعُونَةٌ ، مَلْعُونٌ مَا فِيهَا إِلاَّ ذِكْرُ اللهِ ، وَمَا وَالاهُ ، وَعَالِمٌ أَوْ مُتَعَلِّمٌ } .
أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ ، وَابْنُ مَاجَهْ مِنْ حَدِيثِ أبِي هُرَيْرَةَ ، وَقَالَ أَبُو عِيسَى : حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ ، وَتَرَكُوا الآخِرَةَ ، وَنَسَوْهَا ، بَلْ تَنَاسَوْهَا ، لأَجَلِ مُوَاكَبَةِ الْحَضَارَةِ - زَعَمُوا - .
وَيَسَّرَ اللهُ لِيَ الْوُقُوفَ عَلَى مَخْطُوطٍ لِلإِمَامِ الْحَافِظِ جَلالِ الدِّينِ السُّيُوطِيِّ ، حَافِظِ عَصْرِهِ ، وَوَحِيدِ أَوَانِهِ وَمِصْرِهِ ( ت (911هـ) ، بِعُنُوانِ { الْبُدُور السَّافِرَة فِي أُمُورِ الآخِرَةِ } ، ذَكَرَ فِيهِ مَا فِي الآخِرَةِ مِنْ أُمُورٍ ، وَأَحْوَالٍ ، وَأَهْوَالٍ ، وَنَعِيْمٍ ، وَعَذَابٍ ، وَثَوَابٍ ، وَعِقَابٍ . وَهَذَا - كَمَا لا يَخْفَى عَلَى الْعُقَلاءِ – سَبِيلٌ عَظِيمٌ لِرِقَّةِ الْقَلْبِ ، وَاسْتِدْرَارِ دَمْعِ الْعِينِ .(1/2)
فَإِنَّ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ : أَوَّلُ مَا نَزَلَ مِنَ الْقُرْآنِ سُورَةٌ مِنْ الْمُفَصَّلِ ، فِيهَا ذِكْرُ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ ، حَتَّى إِذَا ثَابَ النَّاسُ إِلَى الإِسْلامِ نَزَلَ الْحَلالُ وَالْحَرَامُ ، وَلَوْ نَزَلَ أَوَّلَ شَيْءٍ : لا تَشْرَبُوا الْخَمْرَ ، لَقَالُوا : لا نَدَعُ الْخَمْرَ أَبَدَاً ، وَلَوْ نَزَلَ : لا تَزْنُوا لَقَالُوا : لا نَدَعُ الزِّنَا أَبَدَاً . أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ .
فَالأُمَّةُ الآنَ فِي أَمَسِّ الْحَاجَةِ إِلَى ذِكْرِ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ ، وَمَا وَرَدَ فِيهِمَا مِنْ أَخْبَارٍ ، حَتَّى يَثُوبُوا إِلَى الإِسْلامِ ، وَيَتَشَبَّهُوا بِالصَّحْبِ الْكِرَامِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ ، فَإِنَّ { الإِسْلامَ سَيَعُودُ غريباً كَمَا بَدَأَ } ، كَمَا أَخْبَرَ بِذَلِكَ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - . لأَجَلِ مَا ذَكَرْتُ أَتَقَدَّمُ بِهَذِهِ الْخُطَّةِ لِتَحْقِيقِهِ ، وَدِرَاسَتِهِ ، وَشَرْحِ مَا خَفِي مِنْهُ ، وَبَيَانِ عِلَلِهِ ، وَأَمَلِي فِي اللهِ - عز وجل - أَنْ يَخْرُجَ هَذَا الْكِتَابُ لِلأُمَّةِ مَطْبُوعَاً مُحَقَّقَاً مُيَسَّرَاً ، لَعَلَّ اللهَ تعالَى أَنْ يَهْدِيَ بِهِ رَجْلاً ، وَأَنْ يَجْعَلَهُ سَبَبَاً لِرُجُوعِ الأُمَّةِ إِلَى دِينِهَا ، وَيَجْعَلَهُ خَالِصَاً لِوَجْهِهِ ، وَيَتَقَبَّلَهُ مِنِّي ، وَيَدَخَّرَ لِي ثَوَابَهُ يَوْمَ أَلْقَاهُ ، إِنَّهُ وَلِيُّ ذَلِكَ ، وَالْقَادِرُ عَلَيْهِ ، وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمَاً كَثِيْرَاً . وَالْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ .
الْبَاحِثُ
- الله - الله -(1/3)
خُطَّةُ الْبَحْثِ
وَهِيَ تَتَكَوَّنُ مِنْ مُقَدِّمَةٍ ، وَتَمْهِيدٍ ، وَبَابَيْنِ ، وَخَاتِمَةٍ تَشْتَمِلُ عَلَى التَّوْصِيَاتِ وَالْمُقْتَرَحَاتِ وَالنَّتَائِجِ ، ثُمَّ الْفَهَارِسِ الْعِلْمِيَّةِ .
الْمُقَدِّمَةُ
وَهِيَ تَتَكَوَّنُ مِمَّا يَلَي :
أَوَّلاً : أَسْبَابُ اخْتِيَارِ الْمَوْضُوعِ
وَقَعَ اخْتِيَارِي عَلَى هَذَا الْمَوْضُوعِ لِلأَسْبَابِ الآتِيَةِ :
أ- الْقِيمَةُ الْعِلْمِيَّةُ الْكَبِيْرَةِ لِلْمَخْطُوطِ حَيْثُ أَنَّهُ يَشْتَمِلُ عَلَى مَجْمُوعَةٍ وَافِرَةٍ مِنَ أَحَادِيثِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - .
ب- اشْتِمَالُهُ عَلَى مُعْظَمِ الأَحَادِيثِ الَّتِي تتعلق بِالآخِرَةِ ، وَهِيَ دَارُ الْمُؤْمِنِينَ الْبَاقِيَةُ حَقَّاً ، وَقَدْ أَحْصَيْتُ أَحَادِيثَهُ ، فَبَلَغَتْ أَلْفَيْنِ وَثَلاثَمَائِةٍ وَخَمْسِينَ حَدِيثَاً .
ج- كَوْنُ هَذِهِ الأحَادِيثِ تُخَاطِبُ النُّفُوسَ الْحَيَّةَ الزَّكِيَّةَ الطَّاهِرَةَ ، وَتُرَقِّقُ الْقُلُوبَ الْقَاسِيَةَ الْجَافَّةَ ، وَالأُمَّةُ بِأَمَسِّ حَاجَّةٍ إِلَى ذَلِكَ فِي يَوْمِنَا هَذَا .
د- أَنَّ هَذَا الْكِتَابَ قَدُ سَبَقَ طَبْعُهُ مَرَّتَيْنِ ، وَكِلْتَا الطَبْعَتَيْنِ لا تَفِيَانِ بِدِرَاسَةِ أَحَادِيثِهِ مِنْ حَيْثُ الرِّوَايَةِ وَالدِّرَايَةِ ، فَإِحْدَاهُمَا ، وَهِيَ طَبْعَةُ دَارِ الْمَعْرِفَةِ بِبَيْرُوتٍ خَالِيَةٌ تَمَامَاً مِنَ الْفَوَائِدِ الْحَدِيثِيَّةِ ، وَالثَّانِيَةُ ، وَهِيَ طَبْعَةُ مكتبة القرآن بالقاهرة إِنَّمَا هِيَ تَحْقِيقٌ وَتَخْرِيْجٌ يَسِيْرٌ مِنْ غَيْرِ اسْتِيفَاءٍ لِطُرُقِ الْحَدِيثِ ، وَاسْتِقْصَاءِ الْكَلامِ عَلَى عِلَلِهِ وَرِوَايَاتِهِ وَأَلْفَاظِهِ ، وَالْحُكْمِ عَلَيْهِ .(1/1)
هـ- أَنَّ مُحَقِّقَ الْكِتَابِ قَدْ شَوَّهَ الْكِتَابَ ، فَغَيَّرَ ، وَعَدَّ ... لَ ، وَزَادَ ، وَنَقَصَ ، وَلَمْ يَتَحَقَّقْ مِمَّا فَعَلَ ، فَخَرَجَ الْكِتَابُ عَلَى خِلافِ الأُصُولِ الْمَخْطُوطَةِ فِي كَثِيْرِ مِنَ الْمَوَاضِعِ ، سَأَذْكُرُ أَمْثَلَةً لَهَا فِيمَا بَعْدُ وَاللهُ أَعْلَمُ .
ثَانِيَاً : الدِّرَاسَاتُ السَّابِقَةُ
سَبَقَتِ الإِشَارَةُ آنِفَاً إِلَى أنَّ هَذَا الْكِتَابِ لَمْ يُنْشَرْ إِلاَّ مَرَّتَيْنِ ، وَهُمَا طَبْعَتَانِ تَفْتَقِرَانِ فِي نَظَرِي كَثِيْرَاً إِلَى الدِّرَاسَةِ الْعِلْمِيَّةِ ، وَالتَّحْقِيقِ الدَّقِيقِ الْعَمِيقِ .
ثَالِثَاً : عَمَلِي فِي الْمَخْطُوطِ وَمَنْهَجِي فِي دِرَاسَتِهِ
1) وَصْفُ الْمَخْطُوطِ وَصْفَاً دَقِيقَاً مِنْ حَيْثُ الْكِتَابَةِ وَتَارِيْخِ نَسْخِهِ ، وَاسْمِ نَاسِخِهِ ، وَعَدَدِ أَوْرَاقِهِ ، وَمَا يَجْرِي مَجْرَاهَا ، وَالرَّمُوزِ الَّتِي اسْتَخْدَمَهَا أَثْنَاءَ التَّحْقِيقِ إِنْ شَاءَ اللهُ ، وَوَضْعِ صُورَةٍ لأَوَّلِهِ وَآخِرِهِ فِي الْمُقَدِّمَةِ .
2) بَيَانُ أَوْجُهِ الاخْتِلافِ بَيْنَ الْمَخْطُوطَاتِ .
3) اعْتِمَادُ أَصَحِّ وَأَقْرَبِ النُّسَخِ إِلَى زَمَنِ السُّيُوطِيّ ، لِتَكُونَ هِيَ الْمُعْتَمَدَةُ لِلتَّحْقِيقِ .
4) تَرْجَمَةُ الإِمَامِ الْحَافِظِ السُّيُوطِيّ تَرْجَمَةً مُسْتَقْصِيَةً .
5) ضَبْطُ أَلْفَاظِ النَّصِّ الْمَخْطُوطِ ، وَشَكْلِهَا بِالاسْتِعَانَةِ بِالْمَعَاجِمِ اللُّغَوِيَّةِ وَالدَّوَاوِينِ الْحَدِيثِيَّةِ الَّتِي رُوِي فِيهَا نَصُّ الْحَدِيثِ .
6) كِتَابَةُ الْمَتْنِ أَعْلَى الصَّفْحَةِ كَمَا وَرَدَ بِالنُّسْخَةِ الْمُخْتَارَةِ وِفْقَاً لِقَوَاعِدِ الإِمْلاءِ .
7) الْمُقَارَنَةُ بَيْنَ النُّسَخِ فِي الْهَامِشِ .
8) تَخْرِيْجُ الأَحَادِيثِ تَخْرِيْجَاً دَقِيقَاً مُوَسَّعَاً .(1/2)
9) إذَا كَانَ الْحَدِيثُ فِي الصَّحِيحَيْنِ أَوْ أَحَدِهِمَا اكْتَفَى بِتَخْرِيْجِهِ ، وَلا أَدْرِسُ الإِسْنَادِ ، إلاَّ مَا نَدَرَ .
10) إذَا كَانَ فِي غَيْرِ الصَّحِيحَيْنِ أَوْ أَحَدِهِمَا أَدْرِسُ إسْنَادَهُ حَسَبَ الرِّوَايَةِ الَّتِي أَوْرَدَهَا الْمُصَنِّفُ ، وَأَذْكُرُ طُرُقَهُ وَعِلَلَهُ ، إِنْ كَانَ هُنَاكَ عِلَلٌ ، وَأُبَيِّنُ صَحِيحَهَا مِنْ سَقِيمِهَا ، وَأُتَرْجِمُ لِلرُّوَاةِ الْمَذْكُورِينَ فِي الأَسَانِيدِ ، ثُمَّ أَحْكُمُ عَلَى هَذَا الإِسْنَادِ بِمَا يَلِيقُ بِحَالِهِ .
11) كَمَا أَذْكُرُ الْكِتَابَ وَالْبَابَ وَالْجُزْءَ وَالصَّفْحَةَ إِنْ كَانَ الْكِتَابُ مُرَتَّبَاً عَلَى الْكُتُبِ وَالأَبْوَابِ ، وَفِي غَيْرِ ذَلِكَ أَذْكُرُ الْجُزْءَ وَالصَّفْحَةَ فَقَطْ .(1/3)
12) كَمَا أَقُومُ بِتَرْجَمَةِ الرُّوَاةِ ، فَأَكْتُبُ لِلرَّاوِي تَرْجَمَةً أُحَاوِلُ فِيهَا أَنْ تَكُونَ وافِيَةً بِالْمَقْصُودَةِ ، فَأَذْكُرُ اسْمَهُ وَنَسَبَهُ ، وَكُنْيَتَهُ ، وَلَقَبَهُ ، وَبَعْضَ شُيُوخِهِ ، وَبَعْضَ تَلامِيذِهِ ، وَأَشْهَرَ مَا قِيلَ فِيهِ مِنْ تَعْدِيلِ وَتَجْرِيحٍ ، ثُمَّ سَنَةَ وَفَاتِهِ ، فَإِنْ كَانَ الرَّاوِي مُجْمَعَاً عَلَى تَوْثِيقِهِ أَوْ تَضْعِيفِهِ اخْتَصِرُ تَرْجَمَتَهُ جِدَّاً ، وَاخْتَمُ بِقَوْلِ الْحَافِظِ فِي التَّقْرِيبِ- إِنْ وُجِدَ- ، أَمَّا إِذَا كَانَ الرَّاوِي مُخْتَلِفَاً فِيهِ ، فَأَجِدُنِي مُضْطَرَاً إِلَى بَسْطِ الآرَاءِ فِيهِ حَتَّى يَتَضَحَ حَالُهُ وَارْتَضِى فِيهِ قَوْلاً ، وَلا أُلْزِمُ نَفْسِي بِمُتَابَعِةِ الْحَافِظِ ابْن حَجَرٍ فِي حُكْمِهِ عَلَى الرُّوَاةِ دَائِمَاً ، إِلا فِى بَعْضِ الرُّوَاةِ ، وَاذْكُرُ السَّبَبَ . قَالَ ابْنُ حَجَرٍ فِي ( مُقَدِّمَةِ التَّقْرِيبِ ج1/ص74) : وَبِاعْتِبَارِ مَا ذَكَرْتُ انْحَصَرَ لِيَ الْكَلامُ عَلَى أَحْوَالِهِمْ فِي اثْنَتَيْ عَشَرَةَ مَرْتَبَةً ، وَحَصْرِ طَبَقَاتِهِمْ فِي اثْنَتَيْ عَشَرَةَ طَبَقَةً . فَأَمَّا الْمَرَاتِبُ :
فَأَوَّلُهَا : الصَّحَابَةُ فَأَصْرَحُ بِذَلِكَ لِشَرَفِهِمْ .
الثَّانِيَةُ : مَنْ أُكِّدَ مَدْحُهُ إِمَّا بِأَفْعَلِ كَأَوْثَقِ النَّاسِ أَوْ بِتَكْرِيرِ الصِّفَةِ لَفْظَاً كَثِقَةٍ ثِقَةٍ ، أَوْ مَعْنَىً كَثِقَةٍ حَافِظٍ .
الثَّالِثَةُ : مَنْ أُفْرِدَ بِصِفَةٍ كِثِقَةٍ ، أَوْ مُتْقِنٍ ، أَوْ ثَبْتٍ ، أَوْ عَدْلٍ .
الرَّابِعَةُ : مَنْ قَصَرَ عَنْ دَرَجَةٍ الثَّالِثَةِ قَلِيلاً ، وَإِلَيْهِ الإِشَارَةُ بِصَدُوقٍ ، أَوْ لا بَأْسَ بِهِ ، أَوْ لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ .(1/4)
الْخَامِسَةُ : مَنْ قَصَرَ عَنِ الرَّابِعَةِ قَلِيلاً ، وَإِلَيْهِ الإِشَارَةُ بِصَدُوقٍ سَيْءِ الْحِفْظِ ، أَوْ صَدُوقٌ يَهِمُ ، أَوْ لَهُ أَوْهَامٌ ، أَوْ يُخْطِئُ ، أَوْ تَغَيَّرَ بِأَخِرَةَ ، وَيَلْتَحِقُ بِذَلِكَ مَنْ رُمِيَ بِنَوْعٍ مِنَ الْبِدْعَةِ كَالتَّشَيُّعِ ، وَالْقَدَرِ ، وَالنَّصَبِ ، وَالإِرْجَاءِ ، وَالتَّجَهُّمِ مَعَ بَيَانِ الدَّاعِيَةِ مِنْ غَيْرِهِ .
السَّادِسَةُ : مَنْ لَيْسَ لَهُ مِنَ الْحَدِيثِ إِلاَّ الْقَلِيلَ ، وَلَمْ يَثْبُتْ فِيهِ مَا يُتْرَكُ حَدِيثُهُ مِنْ أَجْلِهِ ، وَإِلَيْهِ الإِشَارَةُ بِلَفْظِ مَقْبُولٍ حَيْثُ يُتَابَعُ ، وَإِلاَّ فَلَيِّنُ الْحَدِيثِ .
السَّابِعَةُ : مَنْ رَوَى عَنْهُ أَكْثَرُ مِنْ وَاحِدٍ ، وَلَمْ يُوَثَّقْ ، وَإِلَيْهِ الإِشَارَةُ بِلَفْظِ مَسْتُورٍ ، أَوْ مَجْهُولِ الْحَالِ .
الثَّامِنَةُ : مَنْ لَمْ يُوجَدْ فِيهِ تَوْثِيقٌ لِمُعَتَبِرٍ ، وَوُجِدَ فِيهِ إِطْلاقُ الضَّعْفِ وَلَوْ لَمْ يُفَسَّرْ ، وَإِلَيْهِ الإِشَارَةُ بِلَفْظِ ضَعِيفٍ .
التَّاسِعَةُ : مَنْ لَمْ يَرْوِ عَنْهُ غَيْرُ وَاحِدٍ وَلَمْ يُوَثَّقْ ، وَإِلَيْهِ الإِشَارَةُ بِلَفْظِ مَجْهُولٍ .
الْعَاشِرَةُ : مَنْ لَمْ يُوَثَّقْ الْبَتَّةَ ، وَضُعِّفَ مَعَ ذَلِكَ بِقَادِحٍ ، وَإِلَيْهِ الإِشَارَةُ بِلَفْظِ مَتْرُوكٍ ، أَوْ مَتْرُوكِ الْحَدِيثِ ، أَوْ وَاهِي الْحَدِيثِ ، أَوْ سَاقِطٍ .
الْحَادِيَةُ عَشَرَةَ : مَنْ اتُّهِمَ بِالْكَذِبِ .
الثَّانِيَةُ عَشَرَةَ : مَنْ أُطْلِقَ عَلَيْهِ اسْمُ الْكَذِبِ وَالْوَضْعِ .
وَأَمَّا الطَّبَقَاتُ :
فَالأُولَى : الصَّحَابَةُ عَلَى اخْتِلافِ مَرَاتِبِهِمْ ، وَتَمْيِيزُ مَنْ لَيْسَ لَهُ مِنْهُمْ إِلاَّ مُجَرَّدَ الرُّؤْيَةِ مِنْ غَيْرِهِ .(1/5)
الثَّانِيَةُ : طَبَقَةُ كِبَارِ التَّابِعِينَ كَابْنِ الْمُسَيَّبِ ، فَإِنْ كَانَ مُخَضَّرَمَاً صَرَّحْتُ بِذَلِكَ .
الثَّالِثَةُ : الطَّبَقَةُ الْوُسْطَى مِنَ التَّابِعِينَ كَالْحَسَنِ ، وَابْنِ سِيرِينَ .
الرَّابِعَةُ : طَبَقَةٌ تَلِيهَا جُلُّ رِوَايَتِهِمْ عَنْ كِبَارِ التَّابِعِينَ كَالزُّهْرِيِّ ، وَقَتَادَةَ .
الْخَامِسَةُ : الطَّبَقَةُ الصُّغْرَى مِنْهُمْ الَّذِينَ رَأَوْا الْوَاحِدَ وَالاثْنَيْنَ ، وَلَمْ يَثْبُتْ لِبَعْضِهِمْ سَمَاعٌ مِنَ الصَّحَابَةِ كَالأَعْمَشِ .
السَّادِسَةُ : طَبَقَةٌ عَاصَرُوا الْخَامِسَةَ ، لَكِنْ لَمْ يَثْبُتْ لَهُمْ لِقَاءُ أَحَدٍ مِنَ الصَّحَابَةِ كَابْنِ جُرَيْجٍ .
السَّابِعَةُ : كِبَارُ أَتْبَاعِ التَّابِعِينَ كَمَالِكٍ ، وَالثَّوْرِيِّ .
الثَّامِنَةُ : الطَّبَقَةُ الْوُسْطَى مِنْهُمْ كَابْنِ عُيَيْنَةَ ، وَابْنِ عُلَيَّةَ .
التَّاسِعَةُ : الطَّبَقَةُ الصُّغْرَى مِنْ أَتْبَاعِ التَّابِعِينَ كَيَزِيدَ بْنِ هَارُونَ ، وَالشَّافِعِيِّ ، وَأَبِي دَاوُدَ الطَّيَالِسِيِّ ، وَعَبْدِ الرَّزَّاقِ .
الْعَاشِرَةُ : كِبَارُ الآخِذِينَ عَنْ تَبَعِ الأتْبَاعِ مِمَّنْ لَمْ يَلْقَ التَّابِعِينَ كَأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ .
الْحَادِيَةَ عَشَرَةَ : الطَّبَقَةُ الْوُسْطَى مِنْ ذَلِكَ كَالذُّهْلِيِّ ، وَالْبُخَارِيِّ .(1/6)
الثَّانِيَةَ عَشَرَةَ : صِغَارُ الآخِذِينَ عَنْ تَبَعِ الأَتْبَاعِ كَالتِّرْمِذِيِّ ، وَأَلْحَقْتُ بِهَا بَاقِي شُيُوخِ الأَئِمَّةِ السِّتَّةِ الَّذِينَ تَأَخَّرَتْ وَفَاتُهُمْ قَلِيلاً كَبْعَضِ شُيُوخِ النَّسَائِيِّ ، وَذَكَرْتُ وَفَاةَ مَنْ عَرَفْتُ سَنَةَ وَفَاتِهِ مِنْهُمْ ، فَإِنْ كَانَ مِنَ الأُولَى وَالثَّانِيَةِ فَهُمْ قَبْلَ الْمِائَةِ ، وَإِنْ كَانَ مِنَ الثَّالِثَةِ إِلَى آخِرِ الثَّامِنَةِ فَهُمْ بَعْدَ الْمِائَةِ ، وَإِنْ كَانَ مِنَ التَّاسِعَةِ إِلَى آخِرِ الطَّبَقَاتِ فَهُمْ بَعْدَ الْمِائَتَيْنِ ، وَمَنْ نَدَرَ عَنْ ذَلِكَ بَيَّنْتُهُ اهـ .
إيْجَازٌ فِى مَرَاتِبِ الْجَرْحِ وَالتَّعْدِيلِ
مِمَّا سَبَقَ مِنْ كَلامِ ابْنِ حَجَرٍ ، يُتَبَيِّنُ أَنَّ مَرَاتِبَ التَّعْدِيلِ عِنْدَهُ هِيَ أَرْبَعَةُ مَرَاتِبَ ، تَبْدَأُ بِالْمَرْتَبَةِ التَّالِيَةِ لِلصَّحَابَةِ ، فَأَوَّلُهَا هِيَ الثَّانِيَةُ عِنْدَهُ : مَنْ أُكِّدَ مَدْحُهُ إِمَّا بِأَفْعَلِ كَأَوْثَقِ النَّاسِ أَوْ بِتَكْرِيرِ الصِّفَةِ لَفْظَاً كَثِقَةٍ ثِقَةٍ ، أَوْ مَعْنَىً كَثِقَةٍ حَافِظٍ . وَرَابِعُهَا هِيَ الْخَامِسَةُ عِنْدَهُ : مَنْ قَصَرَ عَنِ الرَّابِعَةِ قَلِيلاً ، وَإِلَيْهِ الإِشَارَةُ بِصَدُوقٍ سَيْءِ الْحِفْظِ ، أَوْ صَدُوقٌ يَهِمُ ، أَوْ لَهُ أَوْهَامٌ ، أَوْ يُخْطِئُ ، أَوْ تَغَيَّرَ بِأَخِرَةَ ، وَيَلْتَحِقُ بِذَلِكَ مَنْ رُمِيَ بِنَوْعٍ مِنَ الْبِدْعَةِ كَالتَّشَيُّعِ ، وَالْقَدَرِ ، وَالنَّصَبِ ، وَالإِرْجَاءِ ، وَالتَّجَهُّمِ مَعَ بَيَانِ الدَّاعِيَةِ مِنْ غَيْرِهِ .(1/7)
وَأَنَّ مَرَاتِبَ الْجَرْحِ عِنْدَهُ هِيَ سَبْعُ مَرَاتِبَ ، تبدأ بِالْمَرْتَبَةِ السَّادِسَةِ ، وَهِيَ أَخَفُّهَا عِنْدَهُ : مَنْ لَيْسَ لَهُ مِنَ الْحَدِيثِ إِلاَّ الْقَلِيلَ ، وَلَمْ يَثْبُتْ فِيهِ مَا يُتْرَكُ حَدِيثُهُ مِنْ أَجْلِهِ ، وَإِلَيْهِ الإِشَارَةُ بِلَفْظِ مَقْبُولٍ حَيْثُ يُتَابَعُ ، وَإِلاَّ فَلَيِّنُ الْحَدِيثِ . وَأَدْنَاهَا الثَّانِيَةُ عَشَرَةَ : مَنْ أُطْلِقَ عَلَيْهِ اسْمُ الْكَذِبِ وَالْوَضْعِ .
فَمَنْ كَانَ مِنَ الرُّوَاةِ مِنَ الْمَرْتَبَةِ الأُولَى وَالثَّانِيَةِ مِنْ مَرَاتِبِ التَّعْدِيلِ ، فَحَدِيثُهُ صَحِيحٌ مُحَتَجُّ بِهِ , وَمَا كَانَ مِنَ الْمَرْتَبَةِ الثَّالِثَةِ وَالرَّابِعَةِ مِنْهَا ، فَحَدِيثُهُ حَسَنٌ لِذَاتِهِ مَا لَمْ يُتَابَعْ , فَإِنْ تُوبِعَ ارْتَقَى مِنَ الْحَسَنِ إِلَى الصَّحِيحِ لِغَيْرِهِ .
وَأَمَّا مَنْ كَانَ مِنَ الرُّوَاةِ مِنَ الْمَرْتَبَةِ الأُولَى وَالثَّانِيَةِ وَالثَّالِثَةِ مِنْ مَرَاتِبِ الْجَرْحِ ، فَحَدِيثُهُ ضَعِيفٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ مَا لَمْ يُتَابَعْ , فَإِنْ تُوبِعَ ارْتَقَى مِنَ الضَّعِيفِ إِلَى الْحَسَنِ لِغَيْرِهِ ، وَمَنْ كَانَ مِنَ الْمَرْتَبَةِ الرَّابِعَةِ إِلَى آخِرِ الْمَرْتَبَةِ السَّابِعَةِ ، فَهُوَ سَاقِطٌ لا يُكْتَبُ حَدِيثُهُ ، وَلا يُسْتَشْهَدُ بِهِ . وَعَلَى ذَلِكَ فَمَرَاتِبِ الْجَرْحِ وَالتَّعْدِيلِ إِحْدَى عَشَرَةَ مَرْتَبَةً مُرَتَّبَةً تَرْتِيبَاً تَنَازُلِيَّاً مِنَ الأَعْلَى إِلَى الأَدْنِى أَرْبَعَةً مِنْهَا لِلتَّعْدِيلِ ، وَسَبْعَةً لِلتَّجْرِيْحِ .
وَانْظُرْ كِتَابِ شَيْخِنَا الأُسْتَاذِ الدُّكْتُورِ الْخُشُوعِىِّ ( الْوَجِيزُ فِى عُلُومِ الْحَدِيثِ 262 – 265) .(1/8)
13) : تَوْضِيحُ مَعَانِي غَرِيبِ ألْفَاظِ الْحَدِيثِ بِالرُّجُوعِ إِلَى كُتُبِ اللُّغَةِ وَغَرِيبِ الْحَدِيثِ ، وَعَلَيْهِ عَمَلُ بَعْضِ الشُّرُوحِ الْمُبَسَّطَةِ لِلأَحَادِيثِ الَّتِي تَحْتَاجُ ذَلِكَ .
14) : بَيَانُ بَعْضِ الْفَوَائِدِ الْقَيِّمَةِ فِي ثَنَايَا الْكُتُبِ إِنْ وُجِدَتْ .
15) : صُنْعُ الْفَهَارِسِ الْعِلْمِيَّةِ الشَّامِلَةِ لِكَافَّةِ جَوَانِبِ التَّحْقِيقِ ، وَتَقْسِيْمِ الْكِتَابِ إِلَى صَحِيحٍ وَضَعِيفٍ .
- الله -
التَّمْهِيدُ
وَفِيهِ لَمْحَةٌ عَنْ أَهَمِيَّةِ دِرَاسَةِ السُّنَّةِ النَّبَوِيَّةِ فِي حَيَاةِ الْمُسْلِمِينَ ، وَجُهُودِ عُلْمَاءِ الْمُسْلِمِينَ فِي خِدْمَتِهَا وَنَشْرِهَا .
الْبَابُ الأَوَّلُ : قِسْمُ الدِّرَاسَةِ ، وَيَشْتَمِلُ عَلَى فَصْلَيْنِ :
الْفَصْلُ الأَوَّلُ : التَّعْرِيفُ بِمُؤَلِّفِ الْكِتَابِ الْمَخْطُوطِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ جَلالِ الدِّينِ السُّيُوطِيّ :
اسْمُهُ وَنَسَبُهُ وَكُنْيَتُهُ .
نَشْأَتُهُ وَتَحْصِيلُهُ لِلْعِلْمِ وَرَحَلاتُهُ .
شُيُوخُهُ .
تَلامِذَتُهُ .
أَخْلاقُهُ وَثَنَاءُ الْعُلَمَاءِ عَلَيْهِ .
مَكَانَتُهُ فِي الْحَدِيثِ وَجُهُودُهُ فِيهِ .
وَفَاتُهُ .
الْفَصْلُ الثَّانِي : دِرَاسَةُ الْكِتَابِ الْمَخْطُوطِ وَتَوْصِيفُهُ ، وَفِيهِ ثَلاثَةُ مَبَاحِثَ :
الْمَبْحَثُ الأَوَّلُ : اسْمُ الْمَخْطُوطِ وَتَوْثِيقُ نِسْبَتِهِ إِلَى الْمُؤَلِّفِ .
الْمَبْحَثُ الثَّانِي : وَصْفُ النُّسْخَةِ الْمُعْتَمَدَةُ فِي التَّحْقَيقِ : وَهِيَ ثَلاثُ مَخْطُوطَاتٍ :
- الْمَخْطُوطُةُ سَنَةَ 884هـ . وَقَدْ رَمَزْتُ لَهَا بِالرَّمْزِ ( أ )
- الْمَخْطُوطُةُ سَنَةَ 972هـ . وَقَدْ رَمَزْتُ لَهَا بِالرَّمْزِ ( ب )
- الْمَخْطُوطُةُ سَنَةَ 1078هـ . وَقَدْ رَمَزْتُ لَهَا بِالرَّمْزِ ( ز )(1/9)
الْمَبْحَثُ الثَّالِثُ : ثَبَتُ النُّسَخِ . وَفِيهِ أَثْبِتُ كُلَّ السَّمَاعَاتِ وَالإِجَازَاتِ الْمُثْبَتَةِ فِي الْكِتَابِ الْمَخْطُوطِ .
الْبَابُ الثَّانِي : قِسْمُ التَّحْقِيقِ وَالدِّرَاسَةِ . وَفِيهِ أَقُومُ بِدِرَاسَةِ الأَحَادِيثِ الْوَارِدَةِ فِي هَذَا الْكِتَابِ الْمَخْطُوطِ دِرَاسَةً وَافِيَةً مِنَ النَّاحِيَةِ الْحَدِيثِيَّةِ الإِسْنَادِيّةِ ، كَمَا أُتَرْجِمُ الأَعْلامَ ، وَأَسْمَاءَ الرِّجَالِ فِي أَسَانِيدِ الأَحَادِيثِ ، وَأَقُومُ بِتَفْسِيْرِ غَرِيبِ أَلْفَاظِ الْحَدِيثِ ، وَبَيَانِ مَعَانِيهَا ، وَالْفَوَائِدِ الَّتِي تَتَعَلَّقُ بِهَا .
الْخَاتِمَةُ
وتَشْتَمِلُ عَلَى الْمُقَْتَرَحَاتِ وَالتَّوْصِيَاتِ وَالنَّتَائِجِ الَّتِي تَوَصَّلْتُ إِلَيْهَا فِي دِرَاسَةِ وَتَحْقِيقِ هَذَا الْكِتَابِ الْمَخْطُوطِ :
الَفْهَارِسُ .
فِهْرِسُ الآيَاتِ .
فِهْرِسُ الأَحَادِيثِ الْمَرْفُوعَةِ .
فِهْرِسُ الآثَارِ الْمَوْقُوفَةِ .
فِهْرِسُ الأَعْلامِ .
فِهْرِسُ الأَمَاكِنَ وَالْبُلْدَانِ .
فِهْرِسُ الْكَلِمَاتِ الْغَرِيبَةِ وَمَعَانِيهَا .
فِهْرِسُ الصَّحِيحِ وَالضَّعِيفِ .
الْمَصَادِرُ وَالْمَرَاجِعِ .
نَسَأْلُ اللهَ - عز وجل - أَنْ يَكْتُبَ لَنَا التَّوْفِيقَ وَالسَّدَادَ ، إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيْرٌ ، وَبِالإِجَابَةِ جَدِيْرٌ ، وَهُوَ حَسْبُنَا وَنِعْمَ الْمَوْلَى ، وَنِعْمَ النَّصِيْرُ .
وَصَلَّى اللهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ . آمِينَ
بَيَانُ أَبْوَابِ
الْجُزْءِ الَّذِى سَنُحَقِّقُهُ مِنَ الْمَحْطُوطَةِ(1/10)
الْجُزْءُ الَّذِى سَنُحَقِّقُهُ مِنَ الْمَحْطُوطَةِ : مِنَ الْبَابِ رَقْمِ مِائَةٍ وَخَمْسَةَ عَشَرَ : بَابُ السَّلاسِلِ وَالأَغْلالِ وَالْقُيُودِ وَالْمَقَامِعِ إِلَي نِهَايَةِ الْبَابِ رَقْمِ مِائَةٍ وَسِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ : بَابُ عَدَدِ الْجِنَانِ وَأَسْمَائِهَا وَدَرَجَاتِهَا . وَهِيَ :
115- بَابُ السَّلاسِلِ وَالأَغْلالِ وَالْقُيُودِ وَالْمَقَامِعِ ... (17) حَدِيثَاً
116- بَابُ ظِلالِ جَهَنَّمَ ... (1) حَدِيثَاً
117- بَابُ قَوْلِهِ تَعَالَى { يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُؤسِهِمُ الْحَمِيمُ } ... (2) حَدِيثَانِ
118- بَابُ طَعَامِ أَهْل النَّارِ وَشَرَابِهِمْ ... (28) حَدِيثَاً
119- بَابُ جَهَنَّمَ وَعَقَارِبِهَا وَذُبَابِهَا ... (9) أحَادِيثَ
120- بَابُ مَا وَرَدَ أَنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ فِي النَّارِ ... (5) أحَادِيثَ
121- بَابُ دَرَكَاتِ جَهَنَّمَ ... (2) حَدِيثَانِ
122- بَابُ عِظَمِ الْكَافِرِ وَغِلَظِ جِلْدِهِ ... (15) حَدِيثَاً
123- بَابُ قَوْلِهِ تَعَالَى { الَّتِي تَطَّلَعُ عَلَى الأَفْئِدَةِ } ... حَدِيثٌ وَاحِدٌ فَقَطْ
124- بَابُ قَوْلِهِ تَعَالَى { كُلًُّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ . . . } ... (7) أَحَادِيثَ
125- بَابُ قَوْلِهِ تَعَالَى { تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ } ... (6) أحَادِيثَ
126- بَابُ بُكَاءِ أَهْل النَّارِ وَزَفِيْرِهِمْ وَشَهِيقِهِمْ ... (20) حَدِيثَاً
127- بَابٌ بِدُونِ تَرْجَمَةٍ وَذَكَرَ تَحْتَهُ أَحَادِيثَ ... (1) حَدِيثَاً
128- بَابٌ بِدُونِ تَرْجَمَةٍ وَذَكَرَ تَحْتَهُ أَحَادِيثَ ... (1) حَدِيثَاً
129- بَابٌ بِدُونِ تَرْجَمَةٍ وَذَكَرَ تَحْتَهُ أَحَادِيثَ ... (6) أَحَادِيثَ
130- بَابُ مَنْ دَخَل النَّارِ مِنَ الْمُوَحِّدِينَ يَمُوتُ فِيهَا ... (2) حَدِيثَانِ
131- بَابُ تَفَاوُتِ أَهْل النَّارِ فِي الْعَذَابِ ... (4) أَحَادِيثَ
132- بَابُ أَكْثَرِ أَهْل النَّارِ ... (5) أَحَادِيثَ(1/11)
133- بَابٌ جَامِعٌ مِنْ أَحْوالِ عُصَاةِ الْمُسْلِمِينَ فِي النَّارِ ... (42) حَدِيثَاً
134- بَابُ مَا وَرَدَ فِي أَشَدِّ النَّاسِ عَذَابَاً ... (4) أَحَادِيثَ
135- بَابٌ بِدُونِ تَرْجَمَةٍ ... (1) حَدِيثَاً
136- بَابٌ بِدُونِ تَرْجَمَةٍ ... (1) حَدِيثَاً
137- بَابٌ بِدُونِ تَرْجَمَةٍ ... (2) حَدِيثَانِ
138- بَابُ الأَعْمَالِ الْمُوجِبَةِ لِبِنَاءِ بَيْتٍ فِي النَّارِ ... (5) أَحَادِيثَ
139- بَابُ خُلُودِ الْكُفَّارِ فِي النَّارِ وَالْمُؤْمِنِينَ فِي الْجَنَّةِ وَذَبْحِ الْمَوْتِ ... (14) حَدِيثَاً
140- بَابُ قَوْلِهِ تَعَالَى فِي الْفَرِيقَيْنِ ... ( بِدُونِ أَحَادِيثِ )
141- بَابُ لا يَخْلُدُ فِي النَّارِ مَنْ قَالَ : لاإلَهَ إِلاَّ اللهُ ... (19) حَدِيثَاً
142- بَابُ قَوْلِهِ تَعَالَى { رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ } ... (9) أَحَادِيثَ
143- بَابُ أطْوَلِ مُدَّةٍ يَمْكُثُهَا الْمُوَحِّدُونَ ... (2) حَدِيثَانِ
144- بَابُ آخِرِ أَهْل النَّارِ خُرُوجَاً مِنْهَا ، وَآخِرِ أَهْلِ الْجَنَّةِ دُخُولاً الْجَنَّةَ ... (13) حَدِيثَاً
145- بَابُ صِفَةِ أَهْلِ الْجَنَّةِ نَسَأْلُ اللهَ إِيَّاهَا مِنْ فَضْلِهِ ... (33) حَدِيثَاً
146- بَابُ عَدَدِ الْجِنَانِ وَأَسْمَائِهَا وَدَرَجَاتِهَا ... (40) حَدِيثَاً
- الله -
التَّمْهِيدُ
السُّنَّةُ وَمَنْزِلَتُهَا وَجُهُودُ الْعُلَمَاءِ فِي الْمُحَافَظَةِ عَلَيْهَا
وَفِيهِ أَرْبَعُ مَبَاحِثَ :
الْمَبْحَثُ الأَوَّلُ : مَعْنَى السُّنَّةِ وَتَعْرِيْفُهَا (1)(1/12)
السُّنَّةُ فِي اللُّغَةِ : الطَّرِيقَةُ مَحْمُودَةً كَانَتْ أَوْ مَذْمُومَةً ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ - صلى الله عليه وسلم - : « مَنْ سَنَّ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا ، وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، وَمَنْ سَنَّ سُنَّةً سَيْئَةً فَعَلَيْهِ وِزْرُهَا ، وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ » ، قَوْلُهُ - صلى الله عليه وسلم - : « لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ كانَ قَبْلَكُمْ شِبْرَاً بِشِبْرٍ ، وَذِرَاعَاً بِذِرَاعٍ » .
وَهِيَ فِي اصْطِلاحِ الْمُحَدِّثِينَ : مَا أُثِرَ عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ قَوْلٍ ، أَوْ فِعْلٍ ، أَوْ تَقْرِيرٍ ، أَوْ صِفَةٍ خَلْقِيَّةٍ أَوْ خُلُقِيَّةٍ ، أَوْ سِيْرَةً ، سَوَاءً كَانَ قَبْلَ الْبَعْثَةِ أَوْ بَعْدَهَا ، وَهِيَ بِهَذَا تُرَادِفُ الْحَدِيثَ عِنْدَ بَعْضِهِمْ . وَفِي اصْطِلاحِ الأُصُولِيِّينَ مَا نُقِلَ عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ قَوْلٍ ، أَوْ فِعْلٍ ، أَوْ تَقْرِيرٍ . وَقَدْ تُطْلَقُ السُّنَّةُ عِنْدَهُمْ عَلَى مَا دَلَّ عَلَيْهِ دَلِيلٌ شَرْعِيٌّ ، سَوَاءً كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ الْعَزِيزِ ، أَوْ عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، أَوْ اجْتَهَدَ فِيهِ الصَّحَابَةُ ، كَجَمْعِ الْمُصْحَفِ ، وَحَمْلِ النَّاسِ عَلَى الْقِرَاءةِ بَحَرْفٍ وَاحِدٍ ، وَتَدْوِينَ الدَّوَاوِينِ .(1/13)
وَيُقَابِلُ ذَلِكَ الْبِدْعَةُ ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ - صلى الله عليه وسلم - : « عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ مِنْ بَعْدِي » . وَفِي اصْطِلاحِ الْفُقَهَاءِ مَا ثَبَتَ عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ غَيْرِ افْتِرَاضٍ وَلا وُجُوبٍ ، وَتُقَابِلُ الْوَاجِبَ وَغَيْرَهُ مِنَ الأَحْكَامِ الْخَمْسَةِ ، وَقَدْ تُطْلَقُ عِنْدَهُمْ عَلَى مَا يُقَابِلُ الْبِدْعَةَ ، وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ : طَلاقُ السُّنَّةِ كَذَا ، وَطَلاقُ الْبدْعَةِ كَذَا . وَمَرَدُ هَذَا الاخْتِلافِ فِي الاصْطِلاحِ إِلَى اخْتِلافِهِمْ فِي الأَغْرَاضِ الَّتِي تَعْتَنِي بِهَا كُلُّ فِئَةٍ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ .
الْمَبْحَثُ الثَّانِي : أَقْسَامُ السُّنَّةِ (2)
لِلسُّنَّةِ عِدَّةُ تَقْسِيمَاتٍ بِاعْتِبَارَاتٍ مُخْتَلِفَةٍ
فَبِاعْتِبَارِ ذَاتِهَا تَنْقَسِمُ السُّنَّةُ إِلَى قَوْلِبَّةٍ وَفِعْلِيَّةٍ وَتَقْرِيرِيَّةٍ (3) ، وَمَا سِوَى ذَلِكَ يُمْكِنُ إِدْرَاجُهُ تَحْتَ هَذِهِ الأَقْسَامِ .
وَبِاعْتِبَارِ عِلاقَتِهَا بِالْقُرَآنِ الْكَرِيْمِ تَنْقَسِمُ السُّنَّةُ إِلَى ثَلاثَةِ أَقْسَامٍ (4) :
الْقِسْمُ الأَوّلُ : السُّنَّةُ الْمُؤَكَّدَةُ ، وَهِيَ الْمُوَافِقَةُ لِلْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ وَجْهٍ ، وَذَلِكَ كَوُجُوبِ الصَّلاةِ ، فَإِنَّهُ ثَابِتٌ بِالْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ .
الْقِسْمُ الثَّانِي : السُّنَّةُ الْمُبَيِّنَةُ أوُ الْمُفَسِّرَةُ لِمَا أُجْمِلَ فِي الْقُرْآنِ ، وَهِيَ مَا عَبَرَ عَنْهَا الشَّافِعِيُّ - رضي الله عنه - بِقَوْلِهِ : « وَمِنْهُ ــــــــــ
(1) السُّنَّةُ وَمَنْزِلَتُهَا لِلسِّبَاعِيِّ ص47 وَمَا بَعْدَهَا .
(2) مِنْ كِتَابِ مَعَالِمِ أُصُولِ الْفِقْهِ عِنْدَ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ ص123 وما بعدها .
(2) انظر : مُخْتَصَرُ ابْنِ اللَّحَّامِ (74) .
((1/14)
4) انظر : " الرِّسَالَةُ " (21 ، 22 ، 91 ، 92) و" إِعْلامُ الْمُوَقِّعِينَ" (2/307) .
مَا أَحْكَمُ فَرْضَهُ بِكِتَابِهِ ، وَبَيَّنَ كَيْفَ هُوَ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ ، مِثْلُ عَدَدِ الصَّلاةِ ، وَالزَّكَاةِ وَوَقْتِهَا » .
الْقِسْمُ الثَّالِثُ : السُّنَّةُ الاسْتِقْلالِيَّةُ ، أَوْ الزَّائِدَةُ عَلَى مَا فِي الْقُرْآنِ ، وَهِيَ الَّتِي تَكُونُ مُوجِبَةً لِحُكْمٍ سَكَتَ الْقُرْآنُ عَنْ إِيْجَابِهِ ، أَوْ مُحَرِّمَةً لِمَا سَكَتَ عَنْ تَحْرِيْمِهِ ، كَأَحْكَامِ الشُّفْعَةِ وَمِيرَاثِ الْجَدَّةِ . وَهَذَا الْقِسْمُ عَبَرَ عَنْهُ الشَّافِعِيُّ - رضي الله عنه - بِقَوْلِهِ : « وَمِنْهُ مَا سَنَّ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - مِمَّا لَيْسَ فِيهِ نَصُّ حُكْمٍ » (1) .
وَبِاعْتِبَارِ وُصُولِهَا إِلَيْنَا وَعَدَدِ نَقَلَتِهَا وَرُوَاتِهَا تَنْقِسْمُ السُّنَّةُ إِلَى مُتَوَاتِرٍ ، وَآحَادٍ (2) .
الْمَبْحَثُ الثَّالِثُ : مَنْزِلَةُ السُّنَّةِ مِنَ الْقُرْآنِ الْكَرِيْمِ (3)
وَالْمَقْصُودُ بِهَذِهِ الْمَسْأَلَةِ الْجَوَابُ عَلَى السُّؤَالِ الآتِي : أَيُّهُمَا يُقَدَّمُ عَلَى الآخَرِ : الْكِتَابُ أَمْ السُّنَّةُ ؟ . وَيَتَضِحُ هَذَا الْجَوَابُ مِنْ خِلالِ اعْتِبَارَاتٍ أَرْبَعَةٍ :(1/15)
1- بِاعْتِبَارِ الْمَصْدَرِيَّةِ : فَلا شَكَّ أَنَّ الْقُرْآنَ الْكَرِيْمَ وَالسُّنَّةَ فِي مَنْزِلَةٍ وَاحِدَةٍ ، إِذْ الْكُلُّ وَحْيٌّ مِنَ اللهِ - عز وجل - قَالَ تَعَالَى : { وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى . إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌّ يُوحَى } (4) . وَقَدْ ذَهَبَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ (5) إِلَى أَنَّ الرَّسُولَ - صلى الله عليه وسلم - لَمْ يَسُنَّ سُنَّةً إِلاَّ بَوَحْيٍّ احْتِجَاجَاً بِهَذِهِ الآيَةِ . وَقِيلَ : بَلْ جَعَلَ اللهُ لِرَسُولِهِ - صلى الله عليه وسلم - بِمَا افْتَرَضَ مِنْ طَاعَتِهِ أَنْ يَسُنَّ فِيمَا لَيْسَ فِيهِ نَصُّ كِتَابٍ ، وَالدَّلِيلُ عَلَى ذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى : { إنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللهُ } (6) ، فَخَصَّهُ اللهُ تَعَالَى بِأَنْ يَحْكُمْ بِرَأْيِهِ ، لأَنَّهُ مَعْصُومٌ ، وَأَنَّ مَعَهُ التَّوْفِيقَ . وَقِيلَ : أُلْقِيَ فِي رُوعِهِ - صلى الله عليه وسلم - كُلَّ مَا سَنَّهُ ، لِقَوْلِهِ - صلى الله عليه وسلم - : «إِنَّ الرُّوحَ الأَمِينَ قَدْ أَلْقَي فِي رُوعِي أَنَّهُ لَنْ تَمُوتَ نَفْسٌ حَتَّى تَسْتَوْفِيَ رِزْقَهَا ، فَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ » (7) . وَقِيلَ : لَمْ يَسُنَّ - صلى الله عليه وسلم - سُنَّةً قَطُّ إِلاَّ وَلَهَا أَصْلٌ فِي الْكِتَابِ ، فَجَمِيعُ سُنَّتِهِ بَيَانٌ لِلْكِتَابِ ، فَمَا سَنَّهُ - صلى الله عليه وسلم - مِنَ الْبُيُوعِ فَهُوَ بَيَانٌ لِقَوْلِهِ تَعَالَى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ } (8) ، وَقَوْلِهِ تَعَالَى { وَأَحَلَّ اللهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا } (9) .(1/16)
قَالَ الشَّافِعِيُّ - رضي الله عنه - عَقِبَ ذِكْرِ هَذِهِ الأَقْوَالِ أَوْ بَعْضِهَا : « وَأَيُّ هَذَا كَانَ فَقَدْ بَيَّنَ اللهُ أَنَّهُ فَرَضَ فِيهِ طَاعَةَ رَسُولِهِ »(10) .
ــــــــــ
(1) المصدر السابق .
(2) انظر : الفقيه والمتفقه "(1/95) .
(3) معالم أصول الفقه عند أهل السنة والجماعة ص138 .
(4) النجم : الآية 3-4 .
(5) انظر الرسالة 92-104 ، والفقيه والمتفقه 1/90-94 .
(6) النساء : الآية 105 .
(7) اخرجه الشافعي فِي الرسالة 93 برقم 306 ، ورجح الشيخ أحمد شاكر صحة إسناده . انظر تعليقه على كتاب الرسالة 97 .
(8) النساء : الآية 29 .
(9) البقرة : الآية 275 .
(10) الرسالة 104 .
2- بِاعْتِبَارِ الْحُجَّيَّةِ وَوُجُوبِ الإِتْبَاع ، فَالْقُرْآنُ وَالسُّنَّةُ فِي ذَلِكَ سَوَاءٌ . وَقَدْ بَوََّب لِذَلِكَ الْخَطِيبُ الْبَغْدَادِيُّ فَقَالَ : بَابُ مَا جَاءَ فِي التَّسْوِيَّةِ بَيْنَ حُكْمِ كِتَابِ اللهِ تَعَالَى ، وَحُكْمِ سُنَّةِ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي وُجُوبِ الْعَمَلِ وَلُزُومِ التَّكْلِيفِ (1) . وَأَوْرَدَ فِي ذَا الْبَابِ بِأَسَانِيدَ صِحَاحٍ قَوْلَهُ - صلى الله عليه وسلم - : « إِلا إِنِّي أُوتِيْتُ الْقُرْآنَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ » (2) ، وَقَوْلَهُ - صلى الله عليه وسلم - : « وَإِنَّ مَا حَرَّمَ رَسُولُ اللهِ كَمَا حَرَّمَ اللهُ » (3) .
3- بِاعْتِبَارِ أَنَّ الْقُرْآنَ الْكَرِيْمَ دَلَّ عَلَى وُجُوبِ الْعَمَلِ بِالسُّنَّةِ ، وَأَنَّهَا إِنَّمَا ثَبَتَتْ حُجَّيَّتُهَا بِالْقُرْآنِ الْكَرِيْمِ . فَالْقُرْآنُ الْكَرِيْمُ بِهَذَا الاعْتِبَارِ أَصْلٌ لِلسُّنَّةِ ، وَالأَصْلُ مُقَدَّمٌ عَلَى الْفَرْعِ .(1/17)
4- بِاعْتِبَارِ الْبَيَانِ ، فَإِنَّ السُّنَّةَ مُبَيِّنَةٌ لِمَا أُجْمِلَ فِي الْقُرْآنِ ، وَهِيَ مُخَصِّصَةٌ لِعُمُومِهِ ، مُقَيِّدَةٌ لِمُطْلَقِهِ ، وَالْبَيَانُ وَالْخَاصُّ وَالْمُقَيِّدُ مُقَدَّمٌ عَلَى الْمُجْمَلِ وَالْعامِّ وَالْمُطْلَقِ ، إِذْ الْعَمَلُ بِهَذِهِ الثَّلاثَةِ مُتَوَقِّفٌ عَلَى ذَلِكَ . فَصَحَّ بِهَذَا النَّظَرِ تَقْدِيْمُ السُّنَّةِ عَلَى الْكِتَابِ (4) ، إِلاَّ أَنَّ الإِمَامَ أَحْمَدَ كَرِهَ أَنْ يُقَالَ : السُّنَّةُ تَقْضِي عَلَى الْكِتَابِ ، وَقَالَ : مَا أَجْسَرُ عَلَى هَذَا أَنْ أَقُولَهُ : إِنَّ السُّنَّةَ قَاضِيَةً عَلَى الْكِتَابِ ! ، إِنَّ السُّنَّةَ تُفَسِّرُ الْكِتَابَ وَتُبَيِّنَهُ (5) . وَالْمَقْصُودُ أَنَّ الْكِتَابَ وَالسُّنَّةَ مُتَلازِمَانِ لا يَفْتَرِقَانِ ، مُتَّفَقَانِ لا يَخْتَلِفَانِ ؛ كَمَا قَالَ بَعْضُ السَّلَفِ : إِنَّمَا هُوَ الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ ، وَالْكِتَابُ أَحْوَجُ إِلَى السُّنَّةِ مِنَ السُّنَّةِ إِلَى الْكِتَابِ (6) .
الْمَبْحَثُ الرَّابِعُ : جُهُودُ الْعُلَمَاءِ لِمُقَاوَمَةِ حَرَكَةِ الْوَضْعِ (7)
إِلَيْكَ بَعْضَ الْخُطْوَاتِ الَّتِي سَارُوهَا فِي سَبِيلِ النَّقْدِ حَتَّى أَنْقَذُوا السُّنَّةَ مِمَّا دُبِّرَ لَهَا مِنْ كَيْدٍ ، وَنَظَّفُوهَا مِمَّا عَلِقَ بِهَا مِنْ أَوْحَالٍ .
أَوَّلاً : إِسْنَادُ الْحَدِيثِ(1/18)
لَمْ يَكُنْ صَحَابَةُ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - بَعْدَ وَفَاتِهِ يَشُكُّ بَعْضُهُمْ فِي بَعْضٍ ، وَلَمْ يَكُنْ التَّابِعُونَ يَتَوَقَّفُونَ عَنْ قَبُولِ أَيِّ حَدِيثٍ يَرْوِيهِ صَحَابِيٌّ عَنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ، حَتَّى وَقَعَتِ الْفِتْنَةُ ، وَقَامَ الْيَهُودِيُّ الْخَبِيثُ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَبَأٍ بِدَعْوَتِهِ الآثِمَةِ الَّتِي بَنَاهَا عَلَى فِكْرَةِ التَّشَيُّعِ الْغَالِي ، الْقَائِلِ بِأٌلٌوهِيَّةِ عَلِيٍّ - رضي الله عنه - ، وَأَخَذَ الدَّسَّ عَلَى السُّنَّةِ يَرْبُو عَصْرَاً بَعْدَ عَصْرٍ ، عِنْدَئِذٍ بَدَأَ الْعُلَمَاءُ مِنَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ يُدُقِّقُونَ فِي نَقْلِ الأَحَادِيثِ ، وَلا يَقْبَلُونَ مِنْهَا إِلاَّ مَا عَرِفُوا طَرِيقَهَا وَرُوَاتَهَا ، وَاطْمَأنُوا إِلَى ثِقَتِهِمْ وَعَدَالَتِهِمْ . فَقَدْ أَسْنَدَ الإِمَامُ مُسْلِمٌ فِي مُقَدِّمَةِ صَحِيحِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ : لَمْ يَكُونُوا يَسْأَلُونَ عَنِ الإِسْنَادِ ، فَلَمَّا وَقَعَتِ الْفِتْنَةُ قَالُوا : سَمُّوا لَنَا رِجَالَكُمْ ، فَيُنْظَرُ إِلَى أَهْلِ ـــــــــ
(1) الْكِفَايَةُ فِي عِلْمِ الرِّوَايَةِ (23) .
(2) تَقَدَّمَ تَخْرِيْجُهُ .
(3) تَقَدَّمَ تَخْرِيْجُهُ .
(4) انظر سُنَنَ الدَّارِمِيِّ 1/145
(5) جَامِعُ بَيَانِ الْعِلْمِ وَفَضْلِهِ 2/191-192 ، وَالْفَقِيهُ وَالْمُتَفَقِّهُ 1/73 ، وَالْكِفَايَةُ 30 .
(6) الْكِفَايَةُ فِي عِلْمِ الرِّوَايَةِ (30) .
(7) السُّنَّةُ وَمَنْزِلَتُهَا لِلسِّبَاعِىِّ (ص90) .
السُّنَّةِ فَيُؤْخَذُ حَدِيثُهُمْ ، وَيُنْظَرُ إِلَى أَهْلِ الْبِدَعِ فَلا يُؤْخَذُ حَدِيثُهُمْ .(1/19)
وَقَدْ ابْتَدَأَ هَذَا التَّثَبَّتُ مِنْذُ عَهْدِ صِغَارِ الصَّحَابَةِ الَّذِينَ تَأَخَّرَتْ وَفَاتُهُمْ عَنْ زَمَنِ الْفِتْنَةِ ، فَقَدْ رَوَى مُسْلِمٌ فِي مُقَدِّمَةِ صَحِيحِهِ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ : جَاءَ بُشَيْرٌ الْعَدَوِيُّ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنه - ، فَجَعَلَ يُحَدِّثُ وَيَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ، فَجَعَلَ ابْنُ عَبَّاسٍ - رضي الله عنه - لا يَأْذَنُ لِحَدِيثِهِ ، وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِ ، فَقَالَ : يَا ابْنَ عَبَّاسٍ مَالِي لا أَرَاكَ تَسْمَعُ لِحَدِيثِي ، أُحَدِّثُكَ عَنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - وَلا تَسْمَعُ ؟ ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : إِنَّا كُنَّا مَرَّةً إِذَا سَمِعْنَا رَجُلاً يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ابْتَدَرَتْهُ أَبْصَارُنَا ، وَأَصْغَيْنَا إِلَيْهِ بِآذَانِنَا ، فَلَمَّا رَكِبَ النَّاسُ الصَّعْبَ وَالذَّلُولَ لَمْ نَأْخُذْ مِنْ النَّاسِ إِلاَّ مَا نَعْرِفُ . وَعَنْ هِشَامِ بْنِ حُجَيْرٍ عَنْ طَاوُسٍ قَالَ : جَاءَ هَذَا إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ يَعْنِي بُشَيْرَ بْنَ كَعْبٍ ، فَجَعَلَ يُحَدِّثُهُ ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ - رضي الله عنه - : عُدْ لِحَدِيثِ كَذَا وَكَذَا ، فَعَادَ لَهُ ، ثُمَّ حَدَّثَهُ ، فَقَالَ لَهُ : عُدْ لِحَدِيثِ كَذَا وَكَذَا ، فَعَادَ لَهُ ، فَقَالَ لَهُ : مَا أَدْرِي أَعَرَفْتَ حَدِيثِي كُلَّهُ وَأَنْكَرْتَ هَذَا ، أَمْ أَنْكَرْتَ حَدِيثِي كُلَّهُ وَعَرَفْتَ هَذَا ؟ ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ - رضي الله عنه - : إِنَّا كُنَّا نُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذْ لَمْ يَكُنْ يُكْذَبُ عَلَيْهِ ، فَلَمَّا رَكِبَ النَّاسُ الصَّعْبَ وَالذَّلُولَ تَرَكْنَا الْحَدِيثَ عَنْهُ .(1/20)
ثُمَّ أَخَذَ التَّابِعُونَ فِي الْمُطَالَبَةِ بِالإِسْنَادِ حِينَ فَشَا الْكَذِبَ . قَالَ أبُو الْعَالِيَةِ : كُنَّا نَسْمَعُ الْحَدِيثَ مِنَ الصَّحَابَةِ فَلا نَرْضَ حَتَّى نَرْكَبَ إِلَيْهِمْ فَنَسْمَعَهُ مِنْهُمْ . وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ يَقُولا الإِسْنَادُ مِنْ الدِّينِ وَلَوْلا الإِسْنَادُ لَقَالَ مَنْ شَاءَ مَا شَاءَ . وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ أَيْضَاً : بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْقَوَائِمُ ، يَعْنِي الإِسْنَادَ (1) .
ثَانِيَاً : التَّوَثُّقُ مِنَ الأحَادِيثِ
وَذَلِكَ بِالرُّجُوعِ إِلَى الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ وَأَئِمَّةِ هَذَا الْفَنِّ ، فَلَقَدْ كَانَ مِنْ عِنَايَةِ اللهِ بِسُنَّةِ نَبِيِّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّ مَدَّ فِي أَعْمَارِ عَدَدٍ مِنْ أَقْطَابِ الصَّحَابَةِ وَفُقَهَائِهِمْ لِيَكُونُوا مَرْجِعَاً يَهْتَدِي النَّاسُ يَهَدْيِهِمْ ، فَلَمَّا وَقَعَ الْكَذِبُ لَجَأَ النَّاسُ إِلَيْهِمْ يَسْأَلُونَهُمْ مَا عِنْدَهُمْ أَوَّلاً ، وَيَسْتَفْتُونَهُمْ فِيمَا يَسْمَعُونَهُ مِنْ أَحَادِيثَ وَآثَارٍ .
أَسْنَدَ الإِمَامُ مُسْلِمٌ فِي مُقَدِّمَةِ صَحِيحِهِ عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ : كَتَبْتُ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنه - أَسْأَلُهُ أَنْ يَكْتُبَ لِي كِتَابَاً وَيُخْفِي عَنِّي ، فَقَالَ : وَلَدٌ نَاصِحٌ أَنَا أَخْتَارُ لَهُ الأُمُورَ اخْتِيَارَاً وَأُخْفِي عَنْهُ ، قَالَ : فَدَعَا بِقَضَاءِ عَلِيٍّ فَجَعَلَ يَكْتُبُ مِنْهُ أَشْيَاءَ ، وَيَمُرُّ بِهِ الشَّيْءُ ، فَيَقُولُ : وَاللهِ مَا قَضَى بِهَذَا عَلِيٌّ ، إِلاَّ أَنْ يَكُونَ ضَلَّ .(1/21)
وَلِمِثْلِ هَذَا الْغَرَضِ كَثُرَتْ رَحَلاتُ التَّابِعِينَ ، بَلْ بَعْضَ الصَّحَابَةِ أَيْضَاً مِنْ مِصْرٍ إِلَى مِصْرٍ لِيَسْمَعُوا الأحَادِيثَ الثَّابِتَةَ مِنَ الرُّوَاةِ الثِّقَاتِ ، فَقَدْ أَسَنْدَ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ أنَّ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ الأنْصَارِيَّ رَحَلَ إِلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ أُنَيْسٍ فِي الشَّامِ ، لِيَسْألَهُ عَنْ حَدِيثٍ فِي الْمَظَالِمِ سَمِعْهُ مِنَ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - لَمْ يَسْمَعْهُ هُوَ مِنْهُ ، كَمَا رَحَلَ أبُو أيوب الأنْصَارِيُّ مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ بِمِصْرَ فِي حَدِيثٍ فِي سَتْرِ الْمُسْلِمِ ، وَقَالَ : لَمْ يَبْقَ أَحَدٌ سَمِعْهُ غَيْرِي وَغَيْرُكَ . وَأَسَنْدَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ قَالَ : إِنْ كُنْتُ لأَسِيْرُ اللَّيَالِي وَالأَيَّامَ فِي طَلَبِ الْحَدِيثِ الْوَاحِدِ . وَعَنِ الشَّعْبِيِّ أَنَّهُ حَدَّثَ مَرَّةً بَحَدِيثٍ عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، ثُمَّ قَالَ لِمَنْ حَدَّثَهُ بِهِ : خُذْهَا بِغَيْرِ شَيْءٍ ، قَدْ كَانَ الرَّجُلُ يَرْحَلُ فِيمَا دُونَهَا إِلَى الْمَدِينَةِ (2) . وَقَالَ بُسْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحَضْرَمِيُّ : إِنْ كُنْتُ لأَرْكَبُ إِلَى الْمِصْرِ مِنَ الأَمْصَارِ فِي طَلَبِ الْحَدِيثِ الْوَاحِدِ لأَسْمَعَهُ .
ـــــــــ ...
(1) مُقَدِّمَةُ صَحِيحِ مُسْلِمٍ 1/10 .
(2) جَامِعُ بَيَانِ الْعِلْمِ .
ثَالِثَاً : نَقْدُ الرُّوَاةِ وَبَيَانُ حَالِهِمْ مِنْ صَدْقٍ أَوْ كَذِبٍ(1/22)
وَهَذَا بَابٌ عَظِيمٌ وَصَلَ مِنْهُ الْعُلَمَاءُ إِلَى تَمْيِيزِ الصَّحِيحِ مِنَ الْمَكْذُوبِ ، وَالْقَوِيِّ مِنَ الضَّعِيفِ . وَقَدْ أَبْلَوْا فِيهِ بَلاءً حَسَنَاً . وَتَتَبَّعُوا الرُّوَاةَ ، وَدَرَسُوا حَيَاتَهُمْ ، وَتَارِيْخَهُمْ ، وَسِيَرَهُمْ ، وَمَا خَفِيَ مِنْ أَمْرِهِمْ ، رَغْبَةً فِي مَعْرِفَةِ الْعُدُولِ وَالثِّقَاتِ ، وَنَبْذِ الضُّعَفَاءِ وَالْمَتْرُوكِينَ . قِيلَ لِيَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقَطَّانِ : أَمَا تَخْشَى أَنْ يَكُونَ هَؤُلاءِ الَّذِينَ تَرَكْتَ حَدِيثَهُمْ خُصَمَاءَكَ عِنْدَ اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ؟ ، فَقَالَ : لأَنْ يَكُونَ هَؤُلاءِ خَصَمِي أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَكُونَ خَصَمِي رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ، يَقُولُ : لَمَ لَمْ تَذُبَّ الْكَذِبَ عَنْ حَدِيثِي ؟ . وَقَدْ وَضَعُوا لِذَلِكَ قَوَاعِدَ سَارُوا عَلَيْهَا فِيمَنْ يُؤْخَذُ مِنْهُ وَمَنْ لا يُؤْخَذُ ، وَمَنْ يُكْتَبُ عَنْهُ وَمَنْ لا يُكْتَبُ .
رَابِعَاً : وَضْعُ قَوَاعِدَ عَامَّةً لِتَقْسِيمِ الْحَدِيثِ وَتَمْيِيزِهِ
وَذَلِكَ أَنَّهُمْ قَسَّمُوا الْحَدِيثَ إِلَى ثَلاثَةِ أَقْسَامٍ : صَحِيحٍ ، وَحَسَنٍ ، وَضَعِيفٍ .(1/23)
أمَّا الصَّحِيحُ فَهُوَ مَا اتَّصَلَ سَنَدُهُ بِنَقْلِ الْعَدْلِ الضَّابِطِ عَنْ مِثْلِهِ حَتَّى يَنْتَهِي إِلَى رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ، أَوْ إِلَى مُنْتَهَاهُ مِنْ صَحَابِيٍّ أَوْ مَنْ دُونَهُ ، وَلا يَكُونُ شَاذَّاً وَلا مَرْدُودَاً ، وَلا مُعَلَّلاً بِعِلَّةٍ قَادِحَةٍ . وَأَمَّا الْحَسَنُ : فَقَدْ اخْتَلَفُوا فِي حَدِّهِ لأَنَّهُ كَمَا قَالَ الشَّيْخُ أَبُو عَمْرٍو ابْنُ الصَّلاحِ : لَمَّا كَانَ وَسَطَاً بَيْنَ الصَّحِيحِ وَالضَّعِيفِ فِي نَظَرِ النَّاظِرِ لا فِي نَفْسِ الأَمْرِ ، عَسُرَ التَّعْبِيرُ عَنْهُ وَضَبْطُهُ عَلَى كَثِيْرِ مِنْ أَهْلِ هَذِهِ الصِّنَاعَةِ ، وَذَلِكَ لأَنَّهُ أَمْرٌ نِسْبِيٌّ ، شَيْءٌ يَنْقَدِحُ عِنْدَ الْحَافِظِ رُبَّمَا تَقْصُرُ عِنْهُ عِبَارَتُهُ ، ثُمَّ اخْتَارَ التَّعْبِيْرَ عَنْهُ بِقَوْلِهِ : الْحَدِيثُ الْحَسَنُ قِسْمَانِ :
أَحَدُهُمَا : الْحَدِيثُ الَّذِي لا يَخْلُو رِجَالُ إِسْنَادِهِ مِنْ مَسْتُورٍ لَمْ تَتَحَقَّقْ أَهْلِيَتُهُ غَيْرَ أَنَّهُ لَيْسَ مُغَفَّلاً كَثِيْرَ الْخَطَأِ ، وَلا هُوَ مُتَّهَمٌ بِالْكَذِبِ ، وَيَكُونُ مَتْنُ الْحَدِيثِ قَدْ رُوِي مِثْلُهُ ، أَوْ نَحْوُهُ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ .
الثَّانِي : أَنْ يَكُونَ رَاوِيهِ مِنَ الْمَشْهُورِينَ بِالصِّدْقِ وَالأَمَانَةِ ، وَلَمْ يَبْلُغْ دَرَجَةَ رِجَالِ الصَّحِيحِ فِي الْحِفْظِ وَالإِتْقَانِ ، وَلا يُعَدُّ مَا يَنْفَرِدُ بِهِ مُنْكَرَاً ، وَلا يَكُونُ الْمَتْنُ شَاذَّاً ، وَلا مُعَلَّلاً .
هَذَا ، وَلَمْ يَكُنْ قُدَمَاءِ الْمُحَدِّثِينَ فِي الْقَرْنِ الأَوَّلِ وَالثَّانِي قَدْ اصْطَلَحُوا عَلَى تَسْمِيَةِ قِسْمٍ مِنَ الأَحَادِيثِ بِهَذَا الاسْمِ : الْحَسَنُ ، وَإِنَّمَا حَدَثَ بَعْدُ فِي عَصْرِ أَحْمَدَ وَالْبُخَارِيِّ ، ثُمَّ اشْتَهَرَ بَعْدَ ذَلِكَ .(1/24)
وَأَمَّا الضَّعِيفُ : فَهُوَ الْقِسْمُ الثَّالِثُ مِنْ أَنْوَاعِ الْحَدِيثِ ، وَهُوَ مَا لَمْ تَجْتَمِعْ فِيهِ صِفَاتُ الصَّحِيحِ ، وَلا صِفَاتُ الْحَسَنِ ، وَقَدْ سَمَّوْهُ بِاعْتِبَارِ مَنْشَأِ الضَّعْفِ فِيهِ ، إِمَّا فِي سَنَدِهِ ، أَوْ فِي مَتْنِهِ .
وَتَرَتَّبَ عَلَى هَذِهِ الْجُهُودِ ثِمَارٌ ، كَانَ مِنْ أَبْرَزِهَا مَا يَلِي :
أَوَّلاً : تَدْوِينُ السُّنَّةِ
قَدَّمْنَا أَنَّ السُّنَّةَ لَمُ تُدَوَّنْ فِي عَهْدِ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - ، كَمَا دُوِّنَ الْقُرْآنُ الْكَرِيْمُ ، إِنَّمَا كَانَتْ مَحْفُوظَةً فِي الصُّدُورِ نَقَلَهَا صَحَابَةُ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى التَّابِعِينَ مُشَافَهَةً وَتَلْقِينَاً ، وَإِنْ كَانَ عَصْرُ النَّبيِّ لَمْ يَخْلُ مِنْ كِتَابَةِ بَعْضِ الْحَدِيثِ . وَلَقَدْ انْقَضَى عَصْرُ الصَّحَابَةِ وَلَمْ تُدَوِّنْ فِيهِ السُّنَّةُ إِلاَّ قَلِيلاً ، إِنَّمَا كَانَتْ تَتَنَاقَلُهَا الأَلْسَنُ . نَعَمْ لَقَدْ فَكَّرَ عُمَرُ - رضي الله عنه - فِي تَدْوِينِ السُّنَّةِ ، وَلَكِنَّهُ عَدَلَ عَنْ ذَلِكَ . وَتَكَادُ تُجْمِعُ الرِّوَايَاتُ أَنَّ أَوَّلَ مَنْ فَكَّرَ بِالْجَمْعِ وَالتَّدْوِينِ مِنَ التَّابِعِينَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، إذْ أَرْسَلَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ بْنِ حَزْمٍ عَامِلِهِ وَقَاضِيهِ عَلَى الْمَدِينَةِ : انْظُرْ مَا كَانَ مِنْ حَدِيثِ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فَاكْتُبْهُ ، فَإِنِّي خِفْتُ دُرُوسَ الْعِلْمِ وَذَهَابَ الْعُلَمَاءِ .
وَطَلَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ مِنْهُ أَنْ يَكْتُبَ لَهُ مَا عِنْدَ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَنْصَارِيَّةِ (ت98هـ) ، وَالْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ (ت106هـ) .(1/25)
وَالَّذِي يَظْهَرُ أَنَّهُ لَمْ يَخُصَّ ابْنَ حَزْمٍ بِهَذَا الْعَمَلِ الْجَلِيلِ ، بَلْ أَرْسَلَ إِلَى وُلاةِ الأَمْصَارِ كُلِّهَا ، وَكِبَارِ عُلَمَائِهَا يَطْلُبُ مِنْهُمْ مِثْلَ هَذَا ، فَقَدْ أَخْرَجَ أبُو نُعَيْمٍ فِي ( تَارِيخِ أَصْبَهَانَ ) : أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ كَتَبَ إِلَى أَهْلِ الآفَاقِ : انْظُرُوا إلَى حَدِيثِ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فاجمعوهُ . وَبِذَلِكَ نَفَّذَ عُمَرُ رَغْبَةَ جَدِّهِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - الَّتِي جَاشَتْ فِي نَفْسِهِ مُدَّةً ، ثُمَّ عَدَلَ عَنْهَا ، خَوْفَاً مِنْ أَنْ تَلْتَبِسَ بِالْقُرْآنِ ، أَوْ يُصْرَفُ النَّاسُ إِلَيْهَا .(1/26)
وَالَّذِي يَظْهَرُ أَنَّ أَبَا بَكْرِ بْنَ حَزْمٍ كَتَبَ لِعُمَرَ شَيْئَاً مِنَ السُّنَّةِ ، فَقَدْ أَنْفَذَ إِلَيْهِ مَا عِنْدَ عُمَرَةَ وَالْقَاسِمِ ، وَلَكِنَّهُ لَمْ يُدَوِّنْ كُلَّ مَا فِي الْمَدِينَةِ مِنْ سُنَّةٍ وَأَثَرٍ ، وإِنَّمَا فَعَل هَذَا الإِمَامُ الْحُجَّةُ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ (ت124هـ) الَّذِي كَانَ عَلَمَاً خَفَّاقَاً مِنْ أَعْلامِ السُّنَّةِ فِي عَصْرِهِ ، وَالَّذِي كَانَ عَمْرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَأْمُرُ جُلَسَاءَهُ أَنْ يَذْهَبُوا إِلَيْهِ ، لأَنَّهُ لَمْ يَبْقَ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ أَحَدٌ أَعْلَمَ بِالسُّنَّةِ مِنْهُ .(1/27)
وَالَّذِي يَظْهَرُ أَيْضَاً أَنْ تَدْوِينَ الزُّهْرِيِّ لِلسُّنَّةِ لَمْ يَكُنْ كَالتَّدْوِينِ الَّذِي تَمَّ عَلَى يَدِ الْبُخَارِيِّ وَمُسْلِمٍ ، أَوْ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ وَغَيْرِهِ مِنْ أَصْحَابِ الْمَسَانِيدِ ، وَإِنَّمَا كَانَ عِبَارَةً عَنْ تَدْوِينِ كُلِّ مَا سَمِعَهُ مِنْ أَحَادِيثِ الصَّحَابَةِ غَيْرِ مُبَوَّبٍ عَلَى أَبْوَابِ الْعِلْمِ ، وَرُبَّمَا كَانَ مُخْتَلِطَاً بِأَقْوَالِ الصَّحَابَةِ وَفَتَاوَى التَّابِعِينَ ، وَهَذَا مَا تَقْتَضِيهِ طَبِيعَةُ الْبَدَاءةِ فِي كُلِّ أَمْرٍ جَدِيدٍ ، وَقَدْ نَسْتَأْنِسُ لِهَذَا بِمَا رُوِيَ عَنْهُ : أَنَّهُ كَانَ يُخْرِجُ لِطُلابِهِ أَجْزَاءَ مَكْتُوبَةً يَدْفَعُهَا إِلَيْهِمْ لِيَرْوُوهَا عَنْهُ ، وَبِذَلِكَ كَانَ الزُّهْرِيُّ - رضي الله عنه - أَوَّلَ مَنْ وَضَعَ حَجَرَ الأَسَاسِ فِي تَدْوِينِ السُّنَّةِ فِي كُتُبٍ خَاصَّةٍ ، بَعْدَ أَنْ كَانَ عَدَدٌ مِنْ عُلَمَاءِ التَّابِعِينَ يَكْرَهُونَ كِتَابَةَ الْعِلْمِ خَشْيَةً مِنْ ضَعْفِ الذَّاكِرَةِ ، بَلْ كَانَ الزُّهْرِيُّ نَفْسَهُ فِي بَدْءِ شُهْرَتِهِ الْعِلْمِيَّةِ يَكْرَهُ كِتَابَةَ الْعِلْمِ وَيَمْتَنِعُ عَنْهُ ، حَتَّى رَغِبَ إِلَيْهِ بِذَلِكَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ .(1/28)
ثُمَّ شَاعَ التَّدْوِينُ فِي الْجِيلِ الَّذِي يَلِي جِيلَ الزُّهْرِيِّ ، وَكَانَ أَوَّلَ مَنْ جَمَعَهَ بِمَكَّةَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ جُرَيْجٍ (ت 150هـ) ، وَابْنُ إِسْحَاقَ (ت151هـ) ، وَبِالْمَدِينَةِ سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ (ت156هـ) ، وَالرَّبِيعُ بْنُ صُبَيْحٍ (ت160هـ) ، وَالإِمَامُ مَالِكٌ (ت179هـ) ، وَبِالْبَصْرَةِ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ (ت167هـ) ، وَبِالْكُوفَةِ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ (ت161هـ) ، وَبِالشَّامِ أَبُو عَمْرٍو الأَوْزَاعِيُّ (ت157هـ) ، وَبِوَاسِطٍ هُشَيْمٌ (ت173هـ) ، وَبِخُرَاسَانَ عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ (ت181هـ) ، وَبِالْيَمَنِ مَعْمَرٌ (ت154هـ) ، وَبِالرَّيِ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ (ت188هـ) ، وَكَذَلِكَ فَعَلَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ (ت198هـ) ، وَاللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ (ت175هـ) ، وَشُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ (ت160هـ) . وَهَؤُلاءِ جَمِيعَاً كَانُوا فِي عَصْرٍ وَاحِدٍ ، وَلا يُدْرَي أَيُّهُمْ سَبَقَ إِلَى ذَلِكَ . وَكَانَ صَنِيعُهُمْ فِي التَّدْوِينِ أَنْ يَجْمَعُوا حَدِيثَ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - مُخْتَلِطَاً بِأَقْوَالِ الصَّحَابَةِ ، وَفَتَاوَى التَّابِعِينَ ، مَعَ ضَمِّ الأَبْوَابِ بَعْضِهَا إِلَى بَعْضٍ فِي كِتَابٍ وَاحِدٍ .
قَالَ الْحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ : إِنَّ مَا ذُكِرَ إِنَّمَا هُوَ بِالنِّسْبَةِ لِلْجَمْعِ فِي الأَبْوَابِ ، وَأَمَّا جَمْعُ حَدِيثٍ إِلَى مِثْلِهِ فِي بَابٍ وَاحِدٍ ، فَقَدْ سَبَقَ إِلَيْهِ الشَّعْبِيُّ ، فَإِنَّهُ رُوِيَ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ : هَذَا بَابٌ مِنَ الطَّلاقِ جَسِيْمٌ .(1/29)
ثُمَّ جَاءَ الْقَرْنُ الثَّالِثُ فَكَانَ أَزْهَى عُصُورِ السُّنَّةِ وَأَسْعَدِهَا بِأَئِمَّةِ الْحَدِيثِ وَتَآلِيفِهِمْ الْعَظِيمَةِ الْخَالِدَةِ ، فَقَدْ ابْتَدَأَ التَّأْلِيفُ فِي هَذَا الْقَرْنِ عَلَى طَرِيقَةِ الْمَسَانِيدِ ، وَهِيَ جَمْعُ مَا يُرْوَى عَنِ الصَّحَابِيِّ فِي بَابٍ وَاحِدٍ رَغْمَ تَعَدُّدِ الْمَوْضُوعِ . وَأَوَّلُ مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى الْعَبْسِيُّ الْكُوفِيُّ ، وَمُسَدَّدٌ الْبَصْرِيُّ ، وَأَسَدُ بْنُ مُوسَى ، وَنُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ الْخُزَاعِيُّ . ثُمَّ اقْتَفَى أَثَرَهُمْ الْحُفَّاظُ ، فَصَنَّفَ الإِمَامُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ مُسْنَدَهُ الْمَشْهُورَ ، وَكَذَلِكَ فَعَلَ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ ، وَعُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَغَيْرُهُمَا ، وَكَانَتْ طَرِيقَةُ هَؤُلاءِ فِي التَّأْلِيفِ أَنْ يُفْرِدُوا حَدِيثَ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - بِالتَّأْلِيفِ دُونَ أَقْوَالِ الصَّحَابَةِ ، وَفَتَاوَى التَّابِعِينَ ، وَلَكِنَّهُمْ كَانُوا يَمْزِجُونَ فِيهَا الصَّحِيحَ بِغَيْرِهِ ، وَفِي ذَلِكَ مِنَ الْعَنَاءِ مَا فِيهِ عَلَى طَالِبِ الْحَدِيثِ ، فَإِنَّهُ لا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَتَعَرَّفَ عَلَى الصَّحِيحِ مِنْهَا ، إِلاَّ أَنْ يَكُونَ مِنْ أَئِمَّةِ الشَّأْنِ ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ وُقُوفٌ عَلَى ذَلِكَ اضْطَرَ إِلَى أَنْ يَسَأَلَ أَئِمَّةَ الْحَدِيثِ ، فَإِنْ لَمْ يَتَيَسَّرْ لَهُ ، بَقِيَ الْحَدِيثُ مَجْهَولَ الْحَالِ عِنْدَهُ .(1/30)
وَهَذَا مَا حَدَا بِإِمَامِ الْمُحَدِّثِينَ وَدُرَّةُ السُّنَّةِ فِي عَصْرِه أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ (ت256هـ) أَنْ يَنْحُوَ فِي التَّأْلِيفِ مَنْحَىً جَدِيدَاً بِأَنْ يَقْتَصِرَ عَلَى الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ فَقَطْ دُونَ مَا عَدَاهُ ، فَأَلَّفَ كِتَابَهُ الْجَامِعَ الصَّحِيحَ الْمَشْهُورَ ، وَتَبِعَهُ فِي طَرِيقَتِهِ مُعَاصِرُهُ وَتِلْمِيذُهُ الإِمَامُ أَبُو الْحُسَيْنِ مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ الْقُشَيْرِيُّ (ت261هـ) ، فَأَلَّفَ صَحِيحَهُ الْمَشْهُورَ ، وَكَانَ لَهُمَا فَضْلُ تَمْهِيدِ الطَّرِيقِ أَمَامَ طَالِبِ الْحَدِيثِ لِيَصِلَ إِلَى الصَّحِيحِ مِنْ غَيْرِ بَحْثٍ وَسُؤَالٍ ، وَتَبِعَهُمَا بَعْدَ ذَلِكَ كَثِيْرُونَ ، فَصُنِّفَتْ بَعْدَهُمَا كُتُبٌ كَثِيْرَةٌ مِنْ أَهَمِّهَا : سُنَنُ أَبِي دَاوُدَ (ت275هـ) ، وَسُنَنُ النَّسَائِيِّ (ت303هـ) ، وَجَامِعُ التِّرْمِذِيِّ (ت279هـ) ، وَسُنَنُ ابْنِ مَاجَهْ (ت273هـ) . وَقَدْ جَمَعَ هَؤُلاءِ الأَئِمَّةُ فِي مُصَنَّفَاتِهِمْ كُلَّ مُصَنَّفَاتِ الأَئِمَّةِ السَّابِقِينَ ، إِذْ كَانُوا يَرْوُونَهَا عَنْهُمْ كَمَا هِيَ عَادَةُ الْمُحَدِّثِينَ ، ثُمَّ جَاءَ الْقَرْنُ الرَّابِعُ ، فَلَمْ يَزَدْ رِجَالُهُ عَلَى رِجَالِ الْقَرْنِ الثَّالِثِ شَيْئَاً جَدِيدَاً إِلاَّ قَليلاً مِمَّا اسْتَدْرَكُوهُ عَلَيْهِمْ ، وَكُلُّ صَنِيعِهِمْ جَمْعُ مَا جَمَعَهُ مَنْ سَبَقَهُمْ ، وَالاعْتِمَادُ عَلَى نَقْدِهِمْ ، وَالإِكْثَارُ مِنْ طُرُقِ الْحَدِيثِ ، وَمِنْ أَشْهَرِ الأَئِمَّةِ فِي هَذَا الْعَصْرِ الإِمَامُ الْحَافِظُ أَبُو الْقَاسِمِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيُّ (ت360هـ) .(1/31)
بِهَذَا تَمَّ تَدْوِينُ السُّنَّةِ ، وَجَمْعُهَا وَتَمْيِيزُ صَحِيحِهَا مِنْ سَقِيمِهَا ، وَلَمْ يَكُنْ لِعُلَمَاءِ الْقُرُونِ التَّالِيَةِ إِلاَّ بَعْضَ اسْتِدْرَاكَاتٍ عَلَى كُتُبِ الصِّحَاحِ ، كَمُسْتَدْرَكِ أَبِي عَبْدِ اللهِ الْحَاكِمِ النَّيْسَابُورِيِّ (ت405هـ) الَّذِي اسْتَدْرَكَ فِيهِ عَلَى الْبُخَارِيِّ وَمُسْلِمٍ أَحَادِيثَ يَرَى أَنَّهَا مِنَ الصِّحَاحِ الْمُوَافِقَةِ لِشَرْطِهِمَا ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهَا فِي صَحِيحِهِمَا . وَقَدْ سَلَّمَ لَهُ الْعُلَمَاءُ- وَمِنْ أَشْهَرِهِمْ الْحَافِظُ أَبُو عَبْدِ اللهِ الذَّهَبِيُّ- قِسْمَاً مِنْهَا وَخاَلَفُوهُ فِي قِسْمٍ آخَرَ .
ثَانِيَاً : عِلْمُ مُصْطَلَحِ الْحَدِيثِ
وَمِنْ ثِمَارِ هَذِهِ الْحَرَكَةِ الْمُبَارَكَةِ أَنْ دُوِّنَتِ الْقَوَاعِدُ الَّتِي وَضَعَهَا الْعُلَمَاءُ أَثْنَاءَ حَرَكَتِهِمْ لِمُقَاوَمَةِ الْوَضْعِ ، وَالَّتِي قَسَّمُوا فِيهَا الْحَدِيثَ إِلَى مَا ذَكَرْنَاهُ مِنْ أَقْسَامٍ ثَلاثَةٍ وَمَا يَتَعَلَّقُ بِهَا ، وَبِذَلِكَ تَأَصَّلَ لَدَيْنَا عِلْمُ مُصْطَلَحِ الْحَدِيثِ ، وَطُبِّقَتْ قَوَاعِدُهُ الْعِلْمِيَّةُ لِتَصْحِيحِ الأَخْبَارِ ، وَهِيَ أَصَحُّ مَا عُرِفَ فِي التَّارِيْخِ مِنْ قَوَاعِدَ عِلْمِيَّةٍ لِلرِّوَايَةِ وَنَقْدِ الأَخْبَارِ ، بَلْ كَانَ عُلَمَاؤُنَا رَحِمَهُمُ اللهُ هُمْ أَوَّلُ مَنْ وَضَعُوا هَذِهِ الْقَوَاعِدَ عَلَى أَسَاسٍ عِلْمِيٍّ لا مَجَالَ بَعْدَهُ لِلْحَيْطَةِ وَالتَّثَبًّتِ .(1/32)
وَعِلْمُ مُصْطَلَحِ الْحَدِيثِ يَبْحَثُ عَنْ تَقْسِيمِ الْخَبَرِ إِلَى صَحِيحٍ وَحَسَنٍ وَضَعِيفٍ ، وَتَقْسِيمِ كُلٍّ مِنْ هَذِهِ الثَّلاثَةِ إِلَى أَنْوَاعِ ، وَبَيَانِ الشُّرُوطِ الْمَطْلُوبَةِ فِي الرَّاوِي وَالْمَرْوِيِّ ، وَمَا يَدْخُلُ الأَخْبَارَ مِنْ عِلَلٍ وَاضْطَرَابِ وَشُذُوذٍ ، وَمَا تُرَدُّ بِهِ الأَخْبَارُ ، وَمَا يُتَوَقَّفُ فِيهَا إِلَى أَنْ تُعَضَّدَ بِمُقَوِّيَاتٍ أُخْرَى ، وَبَيَانِ كَيْفِيَةِ سَمَاعِ الْحَدِيثِ وَتَحَمُّلِهِ وَضَبْطِهِ ، وَآدَابِ الْمُحَدِّثِ وَطَالِبِ الْحَدِيثِ ، وَغَيْرِ ذَلِكَ مِمَّا كَانَ فِي الأَصْلِ بُحُوثَاً مُتَفَرِّقَةً ، وَقَوَاعِدَ قَائِمَةً فِي نُفُوسِ الْعُلَمَاءِ فِي الْقُرُونِ الثَّلاثَةِ الأُولَى ، إِلَى أَنْ أَفْرَدُهُ بِالتَّأْلِيفِ وَالْجَمْعِ وَالتَّرْتِيبِ .(1/33)
وَقَدْ كَانَ أَوَّلَ مَنْ أَلَّفَ فِي بَعْضِ بُحُوثِهِ الإمَامُ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ ، كَمَا تَكَلَّمَ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ وَالتِّرْمِذِيُّ فِي بَعْضِ أَبْحَاثِهِ فِي رَسَائِلَ مُجَرَّدَةٍ لَمْ يُضَمَّ بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ ، وَلَكِنْ أَوَّلُ مَنْ صَنَّفَ فِي هَذَا الْفَنِّ تَصْنِيفَاً عِلْمِيَّاً ، جَمَعَ كُلَّ أَبْوَابِهِ وَبُحُوثِهِ فِي مُصَنَّفٍ وَاحِدٍ هُوَ القَاضِي أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الرَّامَهُرَمْزِيُّ (ت360هـ) فِي كِتَابِهِ « الْمُحَدِّثُ الْفَاصِلُ بَيْنَ الرَّاوِي وَالسَّامِعِ » ، وَلَكِنَّهُ لَمْ يَسْتَوْعِبْ فِيهِ كُلَّ بُحُوثِ هَذَا الْعِلْمِ ، ثُمَّ جَاءَ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللهِ النَّيْسَابُورِيُّ (ت405هـ) ، فَأَلَّفَ فِيهِ كِتَابَهُ « مَعْرِفَةُ عُلُومِ الْحَدِيثِ » ، لَكِنَّهُ لَمْ يُهَذِبْ وَلَمْ يُرَتِبْ ، ثُمَّ تَلاهُ أَبُو نُعَيْمٍ الأَصْفَهَانِيُّ (ت430هـ) ، فَعَمِلَ عَلَى كِتَابِ الْحَاكِمٍ مُسْتَخْرَجَاً ، وَأَبْقَى أَشْيَاءَ لِمَنْ بَعْدَهُ ، ثُمَّ جَاءَ بَعْدَهُمُ الْخَطِيبُ أَبُو بَكْرٍ الْبَغْدَادِيُّ (ت463هـ) ، فَصَنَّفَ فِي قَوَانِينِ الرِّوَايَةِ كِتَابَاً سَمَّاهُ « الْكِفَايَةُ » ، وَفِي آدَابِهَا كِتَابَاً سَمَّاهُ « الْجَامِعُ لآدَابِ الشَّيْخِ وَالسَّامِعِ » وَقَدْ أَفْرَدَ لِكُلٍّ مِنْ فُنُونِ الْحَدِيثِ مُصَنَّفَاً خَاصَّاً ، ثُمَّ جَاءَ مِنْ بَعْدِهِ الْقَاضِي عِيَاضٍ (ت544هـ) ، فَأَلَّفَ كِتَابَهُ « الإِلْمَاعُ » مُسْتَمِدَاً بُحُوثَهُ مِنْ كُتُبِ الْخَطِيبِ .(1/34)
ثُمَّ جَاءَ الشَّيْخُ الْحَافِظُ تَقِيُّ الدِّينِ أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ الصَّلاحِ الشَّهْرَزُورِيُّ الدِّمَشْقِيُّ (ت643هـ) ، فَأَلَّفَ كِتَابَهُ الْمَشْهُورَ بِـ« مُقَدِّمَةِ ابْنِ الصَّلاحِ » أَمْلاهُ عَلَى تَلامِيذِهِ بِالْمَدْرَسَةِ الأَشْرَفِيَّةِ فِي دِمَشْقَ مِنْ غَيْرِ تَرْتِيبٍ مُحْكَمٍ ، إِلاَّ أَنَّهُ كِتَابٌ شَامِلٌ لِكُلِّ مَا تَفَرَّقَ فِي غَيْرِهِ مِنْ كُتُب الْمُتَقَدِّمِينَ ، وَلِهَذَا عَكَفَ النَّاسُ عَلَيْهِ ، وَأَكَبُّوا عَلَى شَرْحِهِ بَيْنَ نَاظِمٍ وَنَاثِرٍ ، كَأَلْفِيَّةِ الْعِرَاقِيِّ ، وَشَرْحِهَا لِلسَّخَاوِيِّ الْمُسَمَّى « فَتْحُ الْمُغِيثِ بِشَرْحِ أَلْفِيَّةِ الْحَدِيثِ » ، وَالتَّقْرِيبِ لِلنَّوَوِيِّ ، وَشَرْحِهِ الْمُسَمَّى « تَدْرِيبُ الرَّاوِيِّ » لِلسُّيُوطِيِّ ، وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْكُتُبِ الْمَعْرُوفَةِ ، كَمَا اخْتَصَرَهُ أَيْضَاً الْحَافِظُ ابْنُ كَثِيْرٍ الدِّمَشْقِيُّ (ت774هـ) فِي كِتَابِهِ « اخْتِصَارُ عُلُومِ الْحَدِيثِ » (1) ، ثُمَّ تَتَابَعَتِ التَّآلِيفُ فِي هَذَا الشَّأْنِ . وَمِنْ أَشْهَرِهَا أَلْفِيَةُ الْحَافِظُ الْعِرَاقِيُّ (ت806هـ) ، وَ« نُخْبَةُ الْفِكَرِ فِي مُصْطَلَحِ الأَثَرِ » لِلْحَافِظِ ابْنِ حَجَرٍ ، وَمِنْ آخِرِهَا « تَوْجِيهُ النَّظَرِ » لِلْعَلاَّمَةِ الشَّيْخِ طَاهِرٍ الْجَزَائِرِيِّ ، و« قَوَاعِدُ التَّحْدِيثِ » لِلْقَاسِمِيِّ الدِّمَشْقِيِّ .
ثَاِلثَاً : عِلْمُ الْجَرْحِ وَالتَّعْدِيلِ
__________
(1) طُبَعَ هَذَا الْكِتَابُ طَبْعَةً مُتْقَنَةً ، مع تعليق للأستاذ أحمد محمد شاكر سَمَّاهُ " الْبَاعِثَ الْحَثِيثَ " .(1/35)
وَمِنْ ثِمَارِ هَذِهِ الْحَرَكَةِ الْمُبَارَكَةِ : عِلْمُ الْجَرْحِ وَالتَّعْدِيلِ ، أَوْ عِلْمِ مِيزَانِ الرِّجَالِ ، وَهُوَ عِلْمٌ يَبْحَثُ عَنْ أَحْوَالِ الرُّوَاةِ ، وَعَدَالَتِهِمْ ، وَضَبْطِهِمْ ، أَوْ عَكْسِ ذَلِكَ مِنْ كَذِبٍ ، أَوْ غَفْلَةٍ ، أَوْ نِسْيَانٍ ، وَهُوَ عِلْمٌ جَلِيلٌ مِنْ أَجَلِّ الْعُلُومِ الَّتِي نَشَأَتْ عَنْ تِلَكَ الْحَرَكَةِ الْمُبَارَكَةِ ، لا يُعْرَفُ لَهُ مَثِيلٌ فِي تَارِيْخِ الأُمَمِ الأُخْرَى . وَقَدْ أَدَّى إِلَى نَشْأَةِ هَذَا الْعِلْمِ حَرْصُ الْعُلَمَاءِ عَلَى الْوُقُوفِ عَلَى أَحْوَالِ الرُّوَاةِ ، حَتَّى يُمَيِّزُوا بَيْنَ الصَّحِيحِ مِنْ غَيْرِهِ ، فَكَانُوا يَخْتَبِرُونَ بِأنْفُسِهِمْ مَنْ يُعَاصِرُونَهُمْ مِنَ الرُّوَاةِ ، وَيَسْأَلُونَ عَنِ السَّابِقِينَ مِمَّنْ لَمْ يُعَاصِرُونَهُمْ ، وَيُعْلِنُونَ رَأْيَهُمْ فِيهِمْ دُونَ تَحَرُّجٍ وَلا تَأَثُّمٍ ، إِذْ كَانَ ذَلِكَ ذَبَّاً عَنْ دِينِ اللهِ وَسُنَّةِ رَسُولِهِ - صلى الله عليه وسلم - ، وَقَدْ قِيلَ لِلْبُخَارِيِّ : إِنَّ بَعْضَ النَّاسِ يَنْقِمُونَ عَلَيْكَ التَّارِيْخَ يَقُولُونَ : فِيهِ اغْتِيَابُ النَّاسِ ، فَقَالَ : إِنَّمَا رَوْيَنَا ذَلِكَ رِوَايَةً ، وَلَمْ نَقُلْهُ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِنَا ، وَقَدْ قَالَ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - : « بِئْسَ أَخُو الْعَشِيْرَةِ » .(1/36)
وَقَدْ ابْتَدَأَ الْكَلامُ عَنِ الرُّوَاةِ تَوْثِيقَاً مِنْذُ عَصْرِ صِغَارِ الصَّحَابَةِ كَابْنِ عَبَّاسٍ (ت68هـ) ، وَعُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ (ت34هـ) ، وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ (ت93هـ) ، ثُمَّ مِنَ التَّابِعِينَ : سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ (ت93هـ) ، وَالشَّعْبِيُّ (ت104هـ) ، وَابْنُ سِيرِينَ (ت110هـ) ، وَالأَعْمَشُ (ت148هـ) ، ثُمَّ تَتَالَى الأَمْرُ ، فَنَظَرَ فِي الرِّجَالِ شُعْبَةُ (ت160هـ) ، وَكَانَ مُتَثَبِّتَاً لا يَرْوِي إِلاَّ عَنْ ثِقَةٍ ، وَالإِمَامُ مَالِكٌ (ت179هـ) . وَمِنْ أَشْهَرِ عُلَمَاءِ الْجَرْحِ وَالتَّعْدِيلِ فِي هَذَا الْقَرْنِ الثَّانِي مَعْمَرٌ (ت154هـ) ، وَهِشَامٌ الدَّسْتَوَائِيُّ (ت154هـ) ، وَالأَوْزَاعِيُّ (ت157هـ) ، وَالثَّوْرِيُّ (ت161هـ) ، وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ (ت167هـ) ، وَاللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ (ت175هـ) . وَنَشَأَ بَعْدَ هَؤُلاءِ طَبَقَةٌ أُخْرَى كَعَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُبَارَكِ (ت167هـ) ، وَالْفَزَارِيِّ (ت185هـ) ، وَابْنِ عُيَيْنَةَ (ت198هـ) ، وَوَكِيعِ بْنِ الْجَرَّاحِ (ت197هـ) . وَمِنْ أَشْهَرِ عُلَمَاءِ هَذِهِ الطَّبَقَةِ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ (ت198هـ) ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ (ت198هـ) ، وَكَانَا حُجَّتَيْنِ مَوْثُوقَيْنِ لَدِى الْجَمْهُورِ ، فَمَنْ وَثَّقَاهُ قُبِلَتْ رِوَايَتُهُ ، وَمَنْ جَرَّحَاهُ رُدِّتْ وَمَنْ اخْتَلَفَا فِيهِ رَجَعَ النَّاسُ إِلَى مَا تَرَجَّحَ عِنْدَهُمْ (1) . ثُمَّ تَلاهُمْ طَبَقَةٌ أُخْرَى مِنْ أَئِمَّةِ هَذَا الشَّأْنِ ، مِنْهُمْ : يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ (ت206هـ) ، وَأبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ (ت204هـ) ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ (ت211هـ) ، وَأَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ (ت212هـ) .
__________
(1) تَوْجِيهُ النَّظَرِ ( ص114) .(1/37)
ثُمَّ ابْتَدَأَ تَصْنِيفَ الْكُتُبِ فِي الْجَرْحِ وَالتَّعْدِيلِ ، وَمِنْ أَوَائِلِ الَّذِينَ أَلَّفُوا وَتَكَلَّمُوا فِي هَذِهِ الطَّبَقَةِ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ (ت233هـ) ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ (ت241هـ) ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ كَاتِبُ الْوَاقِدِيِّ وَصَاحِبُ الطَّبَقَاتِ (ت230هـ) ، وَعَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ (ت234هـ) ، ثُمَّ تَلاهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ الْبُخَارِيُّ ، وَمُسْلِمٌ ، وَأَبُو زُرْعَةَ ، وَأَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيَّانِ ، وَأَبُو دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيُّ ، وَتَتَابَعَ الْعُلَمَاءُ بَعْدَ ذَلِكَ حَتَّى أَوَاخِرِ الْقَرْنِ التَّاسِعِ الْهِجْرِيِّ ، طَبَقَةً بَعْدَ طَبَقَةٍ ، تُؤَلِّفُ وَتَبْحَثًُ فِي الرِّجَالِ ، وَتَتَحَرَّى أَمْرَ الرُّوَاةِ حَتَّى لا يَعْسُرُ عَلَيْكَ أَنْ تَجِدَ فِي مُؤَلَّفَاتِهِمْ تَارِيْخَ أَيِّ رَجُلٍ يَمُرُّ بِكَ اسْمُهُ فِي كُتُبِ الْحَدِيثِ .(1/38)
وَكُتُبُ الْجَرْحِ وَالتَّعْدِيلِ ، مِنْهَا مَا أُفْرِدَ لِذِكْرِ الثِّقَاتِ فَقَطْ ، كَكِتَابِ الثِّقَاتِ لابْنِ حِبَّانَ ، وَالثِّقَاتِ لابْنِ قَطْلُوبُغَا (ت881هـ) ، وَالثِّقَاتِ لأبِي حَفْصٍ بْنِ شَاهِينَ (ت873هـ) ، وَمِنْهَا مَا أُفْرِدَ لِلضُّعَفَاءِ ، وَمِمَّنْ صَنَّفَ فِيهِ : الْبُخَارِيُّ وَالنَّسَائِيُّ وَابْن حِبَّانَ وَالدَّارَقُطْنِيُّ وَالْعُقَيْلِيُّ وَابْنُ الْجَوْزِيِّ وَابْنُ عَدِيٍّ ، وَكِتَابُهُ الْكَامِلُ فِي الضُّعَفَاءِ أَوْفَى الْكُتُبِ فِي ذَلِكَ ، وَقَدْ ذَكَرَ فِيهِ كُلَّ مَنْ تُكُلِّمَ فِيهِ وَإِنْ كَانَ مِنْ رِجَالِ الصَّحِيحَيْنِ ، كَمَا ذَكَرَ فِيهِ بَعْضَ الأَئِمَّةِ الْمَتْبُوعِينَ ، لأَنَّ بَعْضَ خُصُومِهِم تكلموا عنهم ، وَقَدْ أَلَّفَ الذَّهَبِيُّ كِتَابَهُ مِيزَانَ الاعْتِدَالِ مِنْ كِتَابِ ابْنِ عَدِيٍّ هَذَا ، وَمِنْهَا مَا جُمِعَ فِيهَا بَيْنَ الثِّقَاتِ وَالضُّعَفَاءِ ، وَهِيَ كثيرة جِدَّاً ، مِنْ أَشْهَرِهَا تَوَارِيْخُ الْبُخَارِيِّ الثَّلاثَةِ : الْكَبِيْرُ ، وَهُوَ مُرَتَّبٌ عَلَى حُرُوفِ الْمُعْجَمِ ، وَالأَوْسَطُ ، وَالصَّغِيْرُ وَهُمَا مُرَتَّبَانِ عَلَى السِّنِينَ وَكِتَابُ الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ لابْنِ حِبَّانَ ، وَالْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ لابْنِ أَبِي حَاتِمٍ الرَّازِيِّ ، وَالطَّبَقَاتُ الْكُبْرَى لابْنِ سَعْدٍ وَمِنْ أَجْوَدِ الْكُتُبِ فِي ذَلِكَ « التَّكْمِيلُ فِي مَعْرِفَةِ الثِّقَاتِ وَالضُّعَفَاءِ وَالْمَجَاهِيلِ » لِلْحَافِظِ ابْنِ كَثِيْرٍ ، جَمَعَ فِيهِ بَيْنَ تَهْذِيبِ الْمِزِّيِّ ، وَمِيزَانِ الذَّهَبِيِّ مَعَ زِيَادَاتٍ وَتَحْرِيرٍ فِي الْعِبَارَاتِ ، وَهُوَ أنْفَعَ شَيْءٍ لِلْمُحَدِّثِ وَالْفَقِيهِ التَّالِي لأَثَرِهِ (1) .
__________
(1) تَوْجِيهُ النَّظَرِ ( ص 118) .(1/39)
وَلَمْ يَكُنْ الأَئِمَّةُ الَّذِينَ عُنُوا بِهَذَا الْفَنِّ عَلَى اسْتِوَاءٍ وَاحِدٍ فِي مَقَايِيسِ النَّقْدِ الَّذِي يُطَبِّقُونَ عَلَى الرُّوَاةِ ، بَلْ كَانَ مِنْهُمُ الْمُتَشَدِّدُ ، وَمِنْهُمُ الْمُتَسَاهِلُ ، وَمِنْهُمُ الْمُتَوَسِّطُ الْمُعْتَدِلُ ، فَمِنَ الْمَتُشَدِّدِينَ : ابْنُ مَعِينٍ ويحيى بن سعيد القطان وابن حبان وأبو حاتم الرازي ، ومن المتساهلين : الترمذي والحاكم وابن مهدي ، ومن المعتدلين : أحمد والبخاري ومسلم . وبذلك تباينت الآراء فِي بعض الرواة ، فمنهم من يوثقه ومنهم من يضعفه ، وما ذلك إلا لاختلاف الأنظار والمقاييس الَّتِي وضعها كل إمام فِي نقده ، بل قد ينقل عن العالم الواحد رأيان مختلفان فِي راو واحد ، فَقَدْ يراه اليوم ثقة ، ثُمَّ يرى منه بعد ذلك ما يضطره للعدول عن حكمه ، وقد يكون الأمر عكس ذلك . ومن أسباب الاختلاف فِي التجريح والتعديل اختلاف منازع الفقهاء فِي الاجتهاد ، فالنزاع بين أهل الحديث وأهل الرأي مشهور معروف أدى إلى أن يطعن بعض أهل الحديث فِي بعض أئمة أهل الرأي وأن يعدوهم من الضعفاء لا لشيء إلا لنزعتهم الاجتهادية الَّتِي لا تتفق مع نزعة أهل الحديث . وَحَسْبُكَ دَلِيلاً عَلَى هَذَا أَنَّ إِمَامَاً جَلِيلاً مِنْ كِبَارِ أَئِمَّةِ التَّشْرِيعِ فِي تَارِيْخِ الإِسْلامِ ، وَهُوَ أَبُو حَنِيفَةَ رَحِمَهُ اللهُ ، تَحَامَلَ عَلَيْهِ كَثِيْرٌ مِنَ الْمُحَدِّثِينَ وَجَرَحَهُ بَعْضُ عُلَمَاءِ الْجَرْحِ وَالتَّعْدِيلِ ، مَعَ زُهْدِهِ وَوَرَعِهِ وَتَقَوَاهُ وَجَلالَةِ قَدْرِهِ ، وَنَجِدُ ذَلِكَ وَاضِحَاًً مِمَّا نَقَلَهُ أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ فِي تَارِيْخِ بَغْدَادَ (13/323-423) فِي تَرْجَمَةِ أَبِي حَنِيفَةَ ، وَمَا ذَلِكَ إِلاَّ لِدِقَّةِ مَسْلَكِهِ الْفِقْهِيِّ ، الَّذِي خَفِيَ عَلَى كَثِيْرٍ مِنَ الْمُحَدِّثِينَ ، بَلْ عَلَى كَثِيْرٍ مِنْ أَئِمَّتِهِمْ .(1/40)
وَقَدْ أَدَّى تَعَصُّبُ الْعَامَّةِ مِنْ أَهْلِ الْحَدِيثِ إِلَى اتِّهَامِهِ بِمَا يَقْطَعُ التَّارِيْخُ بِكَذِبِهِ . وَلَعَلَّ هَذَا الاخْتِلافَ فِي مُيُولِ النَّاقِدِينَ وَأَنْظَارِهِمْ وَتَفَاوُتِهِمْ بَيْنَ الشِّدَّةِ وَالتَّسَاهُلِ فِي النَّقْدِ ، هُوَ الَّذِي دَعَا أَكْثَرَ الْعُلَمَاءِ أَخِيْرَاً إِلَى أَنْ لا يَقْبَلُوا جَرْحَاً إِلاَّ مُفَسَّرَاً خَشْيَةَ أَنْ يَكُونَ مَنْشَأَ الْجَرْحِ خَطَأٌ فِي تَقْدِيْرِ النَّاقِدِ أَوْ عَصَبِيَّةٌ لا حَقِيقَةً وَوَاقِعَاً . قَالَ الْحَافِظُ ابْنُ كَثِيْرٍ : وَالْجَرْحُ لا يُقْبَلُ إِلاَّ مُفَسَّرَاً ، لاخْتِلافِ النَّاسِ فِي الأَسْبَابِ الْمُفَسِّقَةِ ، فَقَدْ يَعْتَمِدُ الْجَارِحُ شَيْئَاً مُفَسِّقَاً فَيُضَعِّفُهُ ، وَلا يَكُونُ كَذَلِكَ فِي نَفْسِ الأَمْرِ أَوْ عِنْدَ غَيْرِهِ ، فَلِهَذَا اشْتُرِطَ بَيَانُ السَّبَبِ فِي الْجَرْحِ . وَمِنْ طَرِيفِ مَا يُذْكَرُ فِي هَذَا الْمَوْضُوعِ مَا نُقِلَ عَنْ بَعْضِهِمْ أَنَّهُ قِيلَ لَهُ : لِمَ تَرَكْتَ حَدِيثَ فُلانٍ ؟ ، فَقَالَ : رَأَيْتُهُ يَرْكُضُ عَلَى بِرْذَوْنٍ ، فَتَرَكْتُ حَدِيثَهُ ! . وَسُئِلَ بَعْضُهُمْ عَنْ حَدِيثٍ لِصَالِحٍ الْمُرِّيِّ ، فَقَالَ : مَا يُصْنَعُ بِصَالِحٍ ، ذَكَرُوهُ يَوْمَاً عِنْدَ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ فَامْتَخَطَ حَمَّادٌ ! . فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ بَعْضُ النَّاسِ يَجْرَحُونَ الرِّجَالَ لأَسْبَابٍ وَاهِيَةٍ لا عِلاقَةَ لَهَا بِالْعَدَالَةِ وَالثِّقَةِ وَالضَّبْطِ ، وَلَكِنْ الْحَقُّ أَنَّ هَذَا صَنِيعُ الْجَاهِلِينَ أَوْ الْمُتَطَفِّلِينَ عَلَى هَذَا الْعِلْمِ ، أَمَّا الأَئِمَّةُ الْمُنْتَصِبُونَ لِهَذَا الشَّأْنِ الْعَارِفُونَ يِدَقَائِقِهِ فَلا يَقَعُونَ فِي مِثْلِ ذَلِكَ الْحُكْمِ الْجَائِرِ ، وَالنَّقْدِ الْمُضْحِكِ .(1/41)
رَابِعَاً : عُلُومُ الْحَدِيثِ
وَثَمَّةُ عُلُومٍ أُخْرَى اسْتَلْزَمَتْهَا دِرَاسَةُ السُّنَّةِ وَرِوَايَتُهُا ، وَتَحْقِيقُ أُصُولِهَا وَمَصَادَرِهَا ، أَوْصَلَهَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَاكِمُ فِي كِتَابِهِ مَعْرِفَةِ عُلُومِ الْحَدِيثِ إِلَى اثْنَيْنِ وَخَمْسِينَ عِلْمَاً ، وَالنَّوَوِيُّ فِي التَّقْرِيبِ إِلَى خَمْسٍ وَسِتِّينَ عِلْمَاً .
خَامِسَاً : كُتُبٌ فِي الْمَوْضُوعَاتِ وَالْوَضَّاعِينَ
كَانَ مِنْ عَادَةِ السَّلَفِ حِينَ وَقَعَ الْكَذِبُ فِي الْحَدِيثِ ، وَتَتَبَّعُوا الْكَذَّابِينَ وَعَرَفُوهُمْ ، وَجَهَرُوا بِأَسْمَائِهِمْ فِي الْمَجَالِسِ ، فَيَقُولُوا : فُلانٌ كَذَّابٌ لا تَأْخُذُوا عَنْهُ ، فُلانٌ زِنْدِيقٌ ، فُلانٌ قَدَرِيٌّ . ثُمَّ تَتَبَّعَ الْعُلَمَاءُ الأَحَادِيثَ الْمَوْضُوعَةَ ، فَأَفْرَدُوهَا بِالْجَمْعِ وَالتَّأَلْيفِ تَنْبِيهَاً لِلْعَامَّة حَتَّى لا يَغْتَرُوا بِهَا .
بِهَذَا يَنْتَهِي مَا أَرَدْتُهُ مِنْ عَرْضٍ مُوجَزٍ لِلأَدْوَارِ الَّتِي مَرَّتْ بِهَا السُّنَّةُ ، وَمَا تَعَرْضَتْ لَهُ مِنْ دَسٍّ وَتَحْرِيفٍ وَمَا قَامَ بِهِ الْعُلَمَاءُ مِنْ جُهُودٍ جَبَّارَةٍ لِتَنْقِيَةِ السُّنَّةِ مِمَّا أَصَابَهَا مِنْ دَغَلٍ ، وَإِنَّهَا لِجُهُودٌ لا يَسَعُ الْمُنْصِفُ إِلاَّ أَنْ يَنْحَنِي إِجْلالاً ، وَيَعْتَرِفُ بِأَنَّهَا تَكَادُ تَكُونُ فَوْقَ مُسْتَوَى الْبَشَرِ ، فَجَزَاهُمُ اللهُ - عز وجل - خَيْرَاً .
الْبَابُ الأَوَّلُ
قِسْمُ الدِّرَاسَةِ
وَيَشْتَمِلُ عَلَى فَصْلَيْنِ :
الْفَصْلُ الأَوَّلُ
التَّعْرِيفُ بِالإِمَامِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ جَلالِ الدِّينِ السُّيُوطِيّ .
اسْمُهُ وَنَسَبُهُ وَكُنْيَتُهُ .
نَشْأَتُهُ وَتَحْصِيلُهُ لِلْعِلْمِ وَرَحَلاتُهُ .
شُيُوخُهُ وَتَلامِذَتُهُ .
رَحَلاتُهُ .
أخْلاقُهُ وَثَنَاءُ الْعُلَمَاءِ عَلَيْهِ .(1/42)
مَكَانَتُهُ فِي الْحَدِيثِ وَجُهُودُهُ فِيهِ .
وَفَاتُهُ .
الْفَصْلُ الأَوَّلُُ : التَّعْرِيفُ بِمُؤَلِّفِ كِتَابِ الْمَخْطُوطِ
أَوَّلاً : اسْمُهُ وَنَسَبُهُ
جلال الدين أبو الفضل عبد الرحمن بن كمال الدين أبي بكر بن محمد بن سابق الدين أبي بكر بن فخر الدين عثمان بن ناظر الدين محمد بن سيف الدين خضر بن نجم الدين أبي الصلاح أيوب بن ناصر الدين محمد بن الشيخ همام الدين الهمام بن الكمال بن ناصر الدين المصري الخضيري الأسيوطي (1) الطولوني الشافعي (2) ، وكان يلقب : بابن الكتب (3) أيضاً . وينتهي نسبه إلى أسرة فارسية (4) ، وكانت هذه الأسرة تعيش قبل قدومها إلى مصر فِي حي "الخضيرية" فِي الجانب الشرقي من بغداد (5) واستقر بها المقام فِي أسيوط قبل مولد السُّيُوطِيّ .
ثَانِيَاً : مَوْلِدُهُ ، وَنَشْأَتُهُ ، وَدِرَاسَتُهُ
__________
(1) حُسْنُ الْمُحَاضَرَةِ (1/235) .
(2) الْبَدْرُ الطَّالِعُ (1/328) ، وَفِهْرِسُ الْفَهَارِسِ (2/1011) .
(3) لأن أباه أمر امه- وكانت أم ولد له- أن تأتيه بكتب من بين الكتب ، فذهبت لتأتي به ففجأها المخاض وهي بين الكتب ، فوضعته بينها . انظر : حاشية الأجهوري (ص 10) .
(4) طبقات المفسرين له (ص21) ، وَحُسْنُ الْمُحَاضَرَةِ (1/336) .
(5) معجم البلدان (3/112) .(1/43)
وُلِدَ السُّيُوطِيُّ رَحِمَهُ اللهُ بَعْدَ الْمَغْرِبِ لَيْلَةَ الأَحَدِ ، مُسْتَهَلَّ رَجَبٍ سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَثَمَانِمِئَةٍ (849هـ) (1) . هَيَّأَ اللهُ لِلسُّيُوطِيِّ مِنْ أَسْبَابِ النَّجَاحِ فِي الْحَيَاةِ مَا جَعَلَهُ آيَةً فِي الْعِلْمِ ، وَنَابِغَةً مِنْ نَوَابِغِهِ ، أُغْرِمَ بِهِ مُنْذُ صِغَرِهِ ، فَقَدْ حَبَاهُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى بِمَزِيدٍ مِنَ النُّبُوغِ الْمُبَكِّرِ ، وَأَنْبَتَهُ نَبَاتَاً حَسَنَاً فِي وَسَطٍ عِلْمِيٍّ عَرِيقٍ (2) . حُمِلَ السُّيُوطِيُّ فِي حَيَاةِ أَبِيهِ إِلَى الشَّيْخِ مُحَمَّدٍ الْمَجْذُوبِ ، فَبَرَّكَ عَلَيْه (3) . وَأَحْضَرَهُ وَالِدُهُ قَبْلَ مَوْتِهِ وَهُوَ صَغِيْرٌ مَجْلِسَ الْحَافِظِ ابْنِ حَجَرٍ (4) ، فَشَمَلْتُهُ إِجَازَتُهُ (5) . ثُمَّ تُوُفِّيَ وَالِدُهُ ، وَقَدْ بَلَغَ مِنَ الْعُمُرِ خَمْسَ سَنَوَاتٍ وَسَبْعَةَ أَشْهُرٍ ، وَكَانَ قَدْ وَصَلَ إِذْ ذَاكَ فِي الْقُرْآنِ الْكَرِيْمِ إِلَى سُورَةِ التَّحْرِيْمِ (6) ،
__________
(1) حُسْنُ الْمُحَاضَرَةِ (1/336) ، والضَّوْءُ اللامِعُ (4/65) ، والْكَوَاكِبُ السَّائِرَةُ (1/226) ، وَالْبَدْرُ الطَّالِعُ (1/328) .
(2) السيوطي محدثا (ص 303) .
(3) حُسْنُ الْمُحَاضَرَةِ (1/336) .
(4) شَذَرَاتُ الذَّهَبِ (8/52) .
(5) فِهْرِسُ الْفَهَارِسِ (2/1011) .
(6) الْكَوَاكِبُ السَّائِرَةُ (1/226) ..(1/44)
فَنَشَأَ يَتِيمَاً ، وَأَسْنَدَ وَالِدُهُ وِصَايَتَهُ إِلَى نَفَرٍ مِنْ كِبَارِ عُلَمَاءِ عَصْرِهِ ، مِنْهُمُ الْعَلاَّمَةُ كَمَالُ الدِّينِ بْنُ الْهُمَامِ ، فَحَفِظَ الْقُرْآنَ وَكَانَ دُونَ الثَّامِنَةِ ، ثُمَّ حَفِظَ الْعُمْدَةَ ، وَمِنْهَاجَ الْفِقْهِ وَالأُصُولِ ، وَأَلْفِيَّةَ ابْنِ مَالِكٍ ، وَبَدَأَ الاشْتِغَالَ بِالْعِلْمِ عَلَى وَجْهٍ التَّحْدِيدِ ابْتِدَاءً مِنْ رَبِيعِ الأَوَّلِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ وَثَمَانِمِئَةٍ – أَيْ كَانَ عُمُرُهُ آنَذَاكَ خَمْسَ عَشَرَةَ سَنَةً - ، وَلازَمَ الشُّيُوخَ مِنْ مَبْدَأِ طَلَبِهِ لِلْعِلْمِ ، فَأَخَذَ الْفِقْهَ عَنْ سِرَاجِ الدِّينِ الْبُلْقِينِيِّ ، وَعَنْ وَلَدِهِ عَلَمِ الدِّينِ ، وَالْفَرَائِضَ عَنْ الشَّارِمْسَاحِيِّ (1) ، وَالتَّفْسِيْرَ عَنِ الشَّرَفِ الْمَنَاوِيِّ ، وفِي الْعَرَبِيَّة وَالْحَدِيثِ عَنْ تَقِيِّ الدِّينِ الشُّمَّنِيِّ ، وَمُحْيِي الدِّينِ الرُّومِيِّ ، وَعَنْ غَيْرِهِمْ كَثِيْرٍ .
__________
(1) شَارِمْسَاحُ : قَرْيَةٌ كَبِيْرَةٌ بِمِصْرَ مِنْ مُحَافِظَةِ الدَّقَهْلِيَّةِ ، بَيْنَهَا وَبَيْنَ دِمْيَاطٍ خَمْسَةُ فَرَاسِخَ .(1/45)
يُحَدِّثُنَا عَنْ طَرَفٍ مِنْ هَذِهِ الْبِدَايَةِ الْعِلْمِيَّةِ الْمُوَفَّقَةِ ، فَيَقُولُ : شَرَعْتُ فِي الاشْتِغَالِ بِالْعِلْمِ مِنْ مُسْتَهَلِّ سَنَةِ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ ، فَأَخَذْتُ الْفِقْهَ وَالنَّحْوَ عَنْ جَمَاعَةٍ مِنَ الشُّيُوخِ ، وَأَخَذْتُ الْفَرَائِضَ عَنِ الْعَلاَّمَةِ فَرَضِيِّ زَمَانِهِ الشَّيْخِ شِهَابِ الدِّينِ الشَّارِمْسَاحِيِّ ، قَرَأْتُ عَلَيْهِ فِي شَرْحِهِ عَلَى الْمَجْمُوعِ ، وَأُجِزْتُ بِتَدْرِيسِ الْعَرَبِيَّةِ فِي مُسْتَهَلِّ سَنَةِ سِتٍّ وَسِتِّينَ ، وَقَدْ أَلَّفْتُ فِي هَذِهِ السَّنَةِ ، فَكَانَ أَوَّلَ شَيْءٍ أَلَّفْتُهُ : شَرْحُ الاسْتِعَاذَةِ وَالْبَسْمَلَةِ (1) .... (2) .
وبالنسبة لنشأته الحديثية : نجد السُّيُوطِيّ رَحِمَهُ اللهُ تتلمذ فِي الحديث على كبار علماء عصره فِي الحديث وغيره ، قرأ عليهم أمهات كتب الحديث وكتب المصطلح من هؤلاء تقي الدين الشبلي (3) ، وتقي الدين بن فهد (4) ، وشمس الدين السيرافي قرأ عليه صحيح مسلم ، وسعد الدين المرزباني مما قرأ عليه : ألفية العراقي ، والتقي الشمني ، قرأ عليه شرحه على نخبة الفكر ، قَالَ الغزى : قرأ عليه من الحديث وعلومه كثيراً ، وقاسم بن قطلوبغا (5) ، وغيرهم . وَسَيَأْتِي مَزِيدُ تَفْصِيلٍ فِي مَبْحَثِ شُيُوخِهِ وَتَلامِيذِهِ .
ثَالِثَاً : شُيُوخُهُ وَتَلامِيذُهُ
__________
(1) سماه : رياض الطالبين فِي شرح الاستعاذة والبسملة ، وهو مخطوط ، وله نسخ . دَلِيلُ مَخْطُوطَاتِ السُّيُوطِيِّ رَقْمُ (32) .
(2) حُسْنُ الْمُحَاضَرَةِ (1/337) .
(3) حُسْنُ الْمُحَاضَرَةِ (1/327) .
(4) الضَّوْءُ اللامِعُ (4/66) .
(5) الْكَوَاكِبُ السَّائِرَةُ (1/227) .(1/46)
كَانَ مِنْ حُسْنِ حَظِّ السُّيُوطِيِّ أَنْ عَاشَ فِي عَصْرٍ كَثُرَ فِيهِ الْعُلَمَاءُ الأَعْلامِ الَّذِينَ نَبَغُوا فِي عُلُومِ الدِّينِ عَلَى تَعَدُّدِ مَيَادِينِهَا (1) ، مِمَّا كَانَ لَهُ كَبِيْرُ الأَثَرِ فِي ثَقَافَةِ السُّيُوطِيِّ ، وَسِعَةِ اطِّلاعِهِ . ذَكَرَ السُّيُوطِيُّ عَدَدَ شُيُوخِهِ فِي كِتَابِهِ حُسْنِ الْمُحَاضَرَةِ ، فَقَالَ : وَأَمَّا مَشَايِخِي فِي الرِّوَايَةِ سَمَاعَاً وَإِجَازَةً فَكَثِيْرٌ ، أَوْرَدْتُهُمْ فِي الْمُعْجَمِ الَّذِي جَمَعْتُهُمْ فِيهِ ، وَعِدَّتُهُمْ نَحْوُ مِائَةٍ وَخَمْسِينَ (2) . وَذَكَرَ تِلْمِيذُهُ الدَّاوُدِيُّ فِي تَرْجَمَتِهِ أَنَّهُمْ وَاحِدٌ وَخَمْسُونَ شَيْخَاً ، وَقَدْ رَتَّبَهُمْ عَلَى حُرُوفِ الْمُعْجَمِ . وَقَالَ ابْنُ الْعِمَادِ الْحَنْبَلِيُّ (3) : إنَّهُمْ بَلَغُوا مِائَةً وَوَاحِدَاً وَخَمْسِينَ شَيْخَاً . وَنَقَلَ عَنْهُ تِلْمِيذُهُ الشَّعْرَانِيُّ فِي ذَيْلِ طَبَقَاتِهِ الصُّغْرَى (4) أَنَّهُ قَالَ : أَخَذْتُ الْعِلْمَ عَنْ سِتِّمِئَةِ نَفْسٍ ، وَقَدْ نَظَمْتُهُمْ فِي أُرْجُوزَةٍ . وَلِلسُّيُوطِيِّ كِتَابٌ جَمَعُ فِيهِ أَسْمَاءَ شُيُوخِهِ مُرَتَّبِينَ عَلَى حُرُوفِ الْمُعْجَمِ مَعَ تَرْجَمَةٍ مُوجَزَةٍ لِكُلِّ مِنْهُمْ سَمَّاهُ : الْمُنْجَمُ فِي الْمُعْجَمِ (5) ، وَقَدْ بَلَغَ عَدَدُهُمْ ثَمَانِيَةَ وَتِسْعِينَ وَمِئَةِ شَيْخٍ (6) .
__________
(1) د مصطفى الشكعة ص 13 .
(2) حُسْنُ الْمُحَاضَرَةِ (1/339) .
(3) شَذَرَاتُ الذَّهَبِ (8/53) .
(4) ذيل الطبقات الصغرى (ق3) بواسطة كِتَابُ السُّيُوطِيِّ النَّحْوِيِّ (70) .
(5) دَلِيلُ مَخْطُوطَاتِ السُّيُوطِيِّ رَقْمُ 874 وقد طبع .
(6) بإحصاء الدكتور عدنان محمد سلمان . كِتَابُ السُّيُوطِيِّ النَّحْوِيِّ (ص 71) .(1/47)
وَذَكَرَ الْخَوْنَسَارِيُّ (1) : أَنَّ السُّيُوطِيَّ أَخَذَ عَنْ غَالِبِ عُلَمَاءِ عَصْرِهِ ، وَبَلَغَ مَجْمُوعُ شُيُوخِهِ نَحْوَ ثَلاثِمِئَةِ شَيْخٍ . وهذا اختلاف كبير ، ولعل ما ذكره الشعراني عنه من العدد هو مجموعة شيوخه رجالاً ونساء ، وما ذكره الداودي هم خاصة شيوخه ، وأما من ذكرهم السُّيُوطِيّ فِي حسن المحاضرة فهم شيوخه فِي الحديث كما صرح هو نفسه بذلك (2) . وجل شيوخه الذين ذكرهم فِي "المنجم" مصريون ، وفيهم كثير من المكيين ، والمدنيين ، والشاميين ، وشيخ حلبي واحد ، هو العلامة "محمد بن مقبل"(ت 871هـ) (3) .
وَقَدْ انْتَهَجَ السُّيُوطِيُّ مَنْهَجَاً سَدِيدَاً فِي التَّلَقِّي مِنَ الشُّيُوخِ عُمُومَاً
وَيُمْكِنُ تَقْسِيْمَ مَنْهَجِهِ إِلَى قِسْمَيْنِ :
1- أنه كان يختار شيخاً واحداً يجلس إليه ، ويلزمه فترة من الزمن ، وقد يلازمه إلى أن ينتقل الشيخ إلى رحمة ربه .
2- أنه لم يحصر نفسه فِي شيوخ معينين لا يأخذ العلم إلا عنهم على الرغم من أنه كان شافعي المذهب (4) ، فنراه يأخذ عن عز الدين الحنبلي (ت876هـ) (5) ، وأمين الدين الأقصرائي الحنفي (ت 880هـ) (6) .
ولم يكتف بعلم من العلوم ، بل ضرب فِي كل بحظ وافر قَالَ رحمه الله : رزقت التبحر فِي سبعة علوم : التفسير ، والحديث ، والفقه ، والنحو ، والمعاني ، والبيان ، والبديع" (7) .
__________
(1) رَوْضَاتُ الْجَنَّاتِ (ص415) .
(2) حُسْنُ الْمُحَاضَرَةِ (1/339) .
(3) كِتَابُ السُّيُوطِيِّ النَّحْوِيِّ (ص71 ، ص72) .
(4) الْكَوَاكِبُ السَّائِرَةُ (1/226) .
(5) حُسْنُ الْمُحَاضَرَةِ (1/338) .
(6) حُسْنُ الْمُحَاضَرَةِ (1/484) .
(7) حُسْنُ الْمُحَاضَرَةِ (1/338) .(1/48)
هذا المنهج فِي التلقي عن المشايخ منهج سليم جداً ، يدل على عدل وإنصاف ، وسعة أفق ، وبراءة من وصمة التعصب . ولم يكتف السُّيُوطِيّ رَحِمَهُ اللهُ بالرجال من الشيوخ بل تتلمذ على أيدي كبريات النساء الفقيهات المحدثات المعاصرات له مثل : أم الهنا المصرية ، وعائشة بنت عبد الهادي ، وسارة بنت السراج ابن جماعة ، وزينب بنت الحافظ العراقي ، وأم الفضل بنت محمد المقدسي ، وأم هاني بنت الهوريني ، وأم الفضل بنت محمد المصرية وغيرهن كثير (1) ممن كان لهن أبلغ الأثر فِي ثقافة السُّيُوطِيّ الحديثية . وَقَدْ حَرِصَ السُّيُوطِيُّ عَلَى أنْ يُسَجِّلَ أَسْمَاءَ مَشَايِخِهِ الَّذِينَ أَخَذَ عَنْهُمُ الْعِلْمَ ، فَصَنَّفَ فِيهِمْ خَمْسَةَ مُصَنَّفَاتٍ ، وَهِيَ :
1) حَاطِبُ لَيْلٍ وَجَارِفُ سَيْلٍ .
2) زَادُ الْمَسِيْرِ فِي الْفِهْرِسَتِ الصَّغِيْرِ .
3) أَنْشَابُ الْكُتُبِ فِي أَنْسَابِ الْكُتُبِ .
4) الْمُنْتَقَى ، وَهُوَ الْمُعْجَمُ الصَّغِيْرُ .
5) الْمنجمُ فِي الْمُعْجَمِ . (2)
وَبِالنِّسْبَةِ لِتَلامِيذِهِ ، فَقَدْ كَانَ لِتَصَدِّي السُّيُوطِيِّ رَحِمَهُ اللهُ لِلتَّدْرِيسِ فِي وَقْتٍ مُبَكِّرٍ مِنْ حَيَاتِهِ أَثَرَهُ فِي تَخْرِيْجِ تَلامِذَةٍ كُثْرٍ عَلَى نَمَطِهِ وَسَمْتِهِ ، فقد ابتدأ التدريس سَنَةَ سِتٍّ وَسَتِّينَ وَثَمَانَمِئَةٍ (3) ، وَاسْتَمَرَّ فِي التَّدْرِيسِ وَالتَّعْلِيمِ إِلَى آخِرِ عُمُرِهِ ، حَيْثَ اعْتَزَلَ الإِفْتَاءَ وَالتَّدْرِيسَ ، وَأَلَّفَ كِتَابَيْنِ فِي ذَلِكَ :
__________
(1) حُسْنُ الْمُحَاضَرَةِ (1/344) ، وكتاب السيوطي للدكتور الشكعة ص 25-40 .
(2) حُسْنُ الْمُحَاضَرَةِ (1/344) ، وكِتَابُ السُّيُوطِيِّ النَّحْوِيِّ (ص 70 ، ص 71) ، وَدَلِيلُ مَخْطُوطَاتِ السُّيُوطِيِّ الأرقام (868 ، 871 ، 886 ، 239 ، 874- على الترتيب) .
(3) حُسْنُ الْمُحَاضَرَةِ (1/337) .(1/49)
1- الْمَقَامَةُ اللُّؤلُؤيَّةُ فِي الاعْتِذَارِ عَنِ الإِفْتَاءِ وَالتَّدْرِيسِ ( مَطْبُوعٌ ) (1) .
2- التَّنْفِيسُ فِي الاعْتِذَارِ عَنْ تَرْكِ الإِفْتَاءِ وَالتَّدْرِيسِ (2) .
وَكَانَتْ كَثْرَةُ تَلامِيذِ السُّيُوطِيِّ مِنْ أَهَمِّ الْعَوَامِلِ الَّتِي سَاعَدَتْ عَلَى حِفْظِ تُرَاثِهِ وَنَقْلِهِ إِلَيْنَا (3) .
وَمِنْ أَبْرَزِ تَلامِيذِ السُّيُوطِيِّ وَأَشْهَرِهِمْ :
1- شَمْسُ الدِّينِ أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الدَّاوُدِيُّ ، كَتَبَ لِشَيْخِهِ تَرْجَمَةً حَافِلَةً فِي مُجَلَّدٍ ضَخْمٍ (مَطْبُوعٌ) (ت 945هـ) (4) .
2- شَمْسُ الدِّينِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْن طُولُونَ (ت 953هـ) (5) أَطْلَقَ عَلَيْهِ أَحْمَدُ تَيْمُورٍ : سُيُوطِيُّ الشَّامِ ، لِمُشَابَهَتِهِ شَيْخِهِ السُّيُوطِيِّ فِي كَثْرَةِ التَّصَانِيفِ (6) .
3- الْحَافِظُ شَمْسُ الدِّينِ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الشَّامِيُّ الصَّالِحِيُّ الدِّمَشْقِيُّ (ت942هـ) (7) .
4- وَمُؤَرِّخُ مِصْرَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِيَاسٍ (ت930هـ) (8) .
__________
(1) دَلِيلُ مَخْطُوطَاتِ السُّيُوطِيِّ رَقْمُ (710) .
(2) دَلِيلُ مَخْطُوطَاتِ السُّيُوطِيِّ رَقْمُ (797) .
(3) السيوطي محدثا للدكتور عتلم (ص307) .
(4) الْكَوَاكِبُ السَّائِرَةُ (2/71) .
(5) الْكَوَاكِبُ السَّائِرَةُ (2/54) .
(6) المؤرخون فِي مصر وفي القرن الخامس عشر (ص78) .
(7) شَذَرَاتُ الذَّهَبِ (8/250) ، وَفِهْرِسُ الْفَهَارِسِ (2/393) .
(8) يذكره السيوطي فِي بدائع الزهور له بلفظة (شيخنا) . بدائع الزهور (2/316 ، 391) .(1/50)
5- وَالْحَافِظُ شَمْسُ الدِّينِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَلْقَمِيُّ (ت961هـ) (1) .
6- وَعَبْدُ الْقَاهِرِ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّاذُلِيُّ الْمِصْرِيُّ الشَّافِعِيُّ (ت935هـ) (2) ، وَغَيْرُهُمْ كَثِيْرٌ .
رَابِعَاًً : رَحَلاتُهُ
الرحلة فِي طلب العلم ، وفي كتابة حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منهج التزمه المسلمون ، والتزمه المحدثون خاصة منذ عهد الرسول - صلى الله عليه وسلم - ، فقد كانوا يقطعون الفيافي والقفار ، وتمر عليهم الأيام الطويلة ، وهم يرتحلون من بلدة إلى أخرى ومن مكان إلى آخر فِي سبيل هذا العلم الشريف ، ولهدف سماع حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكتبه ، وقد سار السُّيُوطِيّ رَحِمَهُ اللهُ على هذا السنن ، فقد رحل إلى بلاد الشام ، والحجاز ، واليمن ، والهند ، والمغرب ، وجاب مدن مصر ، فنجده قد رحل إلى الفيوم ، والإسكندرية ، ودمياط ، والمحلة ، ونحوها ، وكتب عن جماعة : كالمحيوي بن السفيه والعلاء بن الجندي الحنفي ، ثم سافر إلى مكة من البحر فِي ربيع الآخر سنة (869هـ) (3) ، فحج وشرب من ماء زمزم لأمور منها : أن يصل فِي الفقه إلى مرتبة الشيخ سراج الدين البلقيني ، وفي الحديث إلى مرتبة الحافظ ابن حجر (4) ، فأخذ قليلاً عن المحيوي عبد القادر المالكي ، وجاور سنة كاملة (5) .
خَامِسَاً : دَرَجَتُهُ الْعِلْمِيَّةُ وَعَوَامِلُ نُبُوغِهِ وَثَنَاءُ الْعُلَمَاءِ عَلَيْهِ
وَنَسْتَطِيعُ أَنْ نَعْرِفَ دَرَجَتَهُ الْعِلْمِيَّةَ مِنْ خِلالِ ثَلاثَةِ أُمُورٍ :
[
__________
(1) شَذَرَاتُ الذَّهَبِ (8/77) ، وَفِهْرِسُ الْفَهَارِسِ (2/206) ، وَرَيْحَانَةُ الأَلِبَّاءِ لِلشِّهَابِ الْخَفَاجِيِّ (2/77) .
(2) معجم المؤلفين (5/298) ، وكشف الظنون (1/409) .
(3) الضَّوْءُ اللامِعُ (4/66) .
(4) حُسْنُ الْمُحَاضَرَةِ (1/338) .
(5) دليل مخطوطات السيوطي (ص16) .(1/51)
الأول ] شَهَادَتُهُ هُوَ لِنَفْسِهِ
ونقتصر على بعض أقواله ملخصة :
1) قال رحمه الله : "رزقت التبحر فِي سبعة علوم ، تبحراً لا يدرك قراره وهي : التفسير والحديث والفقه ، والنحو ، والمعاني ، والبيان ، والبديع . . . والذي اعتقده أن الذي وصلت إليه من هذه العلوم السبعة سوى الفقه والمنقول التي اطعلت عليها فيها ،لم يصل إليه ، ولا وقف عليه أحد من أشياخي ، فضلاً عمن هو دونهم (1) .
2) وقال أيضاً : وقد كملت عندي الآن آلات الاجتهاد بحمد الله تعالى ، أقول ذلك تحدثا بنعمة الله تعالى لا فخراً . ولو شئت أن أكتب فِي كل مسألة مصنفاً بأقوالها ، وأدلتها النقلية والقياسية ، ومداركها ، ونقوضها ، وأجوبتها ، والموازنة بين اختلاف المذاهب فيها لقدرت على ذلك من فضل الله .... (2) .
3) وقال أيضا " وأما الاجتهاد فقد بلغت – ولله الحمد والمنة- رتبة الاجتهاد المطلق فِي الأحكام الشرعية ، وفي الحديث النبوي ، وفي العربية ، ورتبة الاجتهاد فِي هذه الأمور الثلاثة كانت مجتمعة فِي الشيخ تقي الدين السبكي ، ولم تجتمع فِي أحد بعده (3) .
[ الثَّانِي ] شَهَادَةُ بَعْضِ تَلامِيذِهِ وَمُتَرْجِمِيهِ
1) قَالَ تِلْمِيذُهُ ابْنُ إِيَاسٍ : الْحَافِظُ الْعَلاَّمَةُ ... كَانَ عَالِمَاً فَاضِلاً بَارِعَاً فِي الْحَدِيثِ الشَّرِيفِ ، وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْعُلُومِ ، وَكَانَ كَثِيْرَ الاطِّلاعِ ، نَادِرَةً فِي عَصْرِهِ ، بَقِيَّةُ السَّلَفِ وَعُمْدَةُ الْخَلَفِ ، وَكَانَ فِي دَرَجَةِ الْمُجْتَهِدِينَ فِي الْعِلْمِ وَالْعَمَلِ (4) .
__________
(1) حُسْنُ الْمُحَاضَرَةِ (1/338) والتحدث بنعمة الله (203) .
(2) حُسْنُ الْمُحَاضَرَةِ (1/339) .
(3) التحدث بنعمة الله (205) .
(4) بَدَائِعُ الزُّهُورِ (4/83) .(1/52)
2) قَالَ تِلْمِيذُهُ الشَّمْسُ ابْنُ طُولُونَ : كَانَ بَارِعَاً فِي الْحَدِيثِ وَغَيْرِهِ مِنَ الْعُلُومِ . وَكَانَ فِي دَرَجَةِ الْمُجْتَهِدِينَ فِي الْعِلْمِ وَالْعَمَلِ (1) .
3) وَقَالَ تِلْمِيذُهُ الشَّمْسُ الدَّاوُدِيُّ : كَانَ جَبَلاً رَاسِخَاً فِي سَائِرِ الْفُنُونِ وَالْعُلُومِ ، وَمَا تَزَلْزَلَ فِي جَوَابٍ أَجَابِ بِهِ ، وَكَانَ حَافِظَاً لَحَدِيثِ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - بِجَمِيعِ أَنْوَاعِهِ وَفُنُونِهِ كُلِّهَا : فِي صَحِيحِهِ ، وَحَسَنِهِ ، وَضَعِيفِهِ ، وَمَوْضُوعِهِ وَطُرُقِهِ ، وَغَرِيبِ أَلْفَاظِهِ ، وَشَرْحِهِ ، وَإِعْرَابِهِ ، وَحَلِّ مُشْكَلِهِ ، وَاسْتِنَبَاطِ فِقْهِهِ ، وَأَحْكَامِهِ ، وَأَسْمَاءِ رِجَالِهِ ، وَضَبْطِهِمْ ، وَجَرْحِهِمْ ، وَتَعْدِيلِهِمْ ، وَمَوَالِيدِهِمْ وَوَفَيَاتِهِمْ ، لَهُ الْيَدُ الطُّولَي فِي هَذِهِ الْفُنُونِ كُلِّهَا ، وَلَهُ فِي هَذِهِ الأنْوَاعِ مُؤَلَّفَاتٌ مُتَكَفِّلَةٌ بِذَلِكَ ، لا يُحْتَاجُ مَعَهَا إِلَى غَيْرِهَا (2) .
4) وَنَقَلَ عَنْهُ تِلْمِيذُهُ الشَّعْرَانِيُّ أَنَّهُ يَحْفَظُ مِائَتَيْ أَلْفِ حَدِيثٍ ، وَلَوْ وَجَدَ أَكْثَرَ لَحَفِظَهُ (3) .
5) وَقَالَ الإِمَامُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ عَنْهُ : إِمَامٌ كَبِيْرٌ فِي الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ ، مُحِيطٌ بِعُلُومِ الاجْتِهَادِ إِحَاطَةً مُتَضَاعِفَةً ، عَالِمٌ بِعُلُومٍ خَارِجَةٍ عَنْهَا (4) .
[ الثَّالِثُ ] مُؤَلَّفَاتُهُ
__________
(1) مُفَاكَهَةُ الْخِلانِ (1/302) .
(2) تَرْجَمَةُ جَلالِ الدِّينِ السُّيُوطِيِّ (ق1/أ) نَقْلاً عَنِ : السُّيُوطِيُّ وَجُهُودُهُ فِي الدِّرَاسَاتِ اللُّغَوِيَّةِ ص 323 .
(3) انظر ص 118 فِيمَا يَأْتِي .
(4) إرْشَادُ الْفُحُولِ (254) .(1/53)
أما كثرة مؤلفاته فشيء متفق عليه ، إذ ما من فن من الفنون إلا وقد كتب فيه ، وأكثر الذين ترجموا له ذكروا أن له مؤلفات بلغت المئات ، ولكن نورد الآن أقوال بعض العلماء تشهد على قيمة هذه المؤلفات :
1- وَنَبْدَأُ بِهِ هُوَ نَفْسُهُ ، حَيْثُ قَسَّمَ مُؤَلَّفَاتِهِ إِلَى سَبْعَةِ أَقْسَامٍ ، فَقَالَ عَنِ الْقِسْمِ الأَوَّلِ مِنْهَا : مَا أَدَّعِي فِيهِ التَّفَرُّدَ ، وَمَعْنَاهُ أَنَّهُ لَمُ يُؤَلَّفَ لَهُ نَظِيْرٌ فِي الدُّنْيَا فِيمَا عَلِمْتُ . وَذَكَرَ ثَمَانِ عَشَرَةَ كِتَابَاً (1) .
2- قَالَ تِلْمِيذُهُ الشَّمْسُ الدَّاوُدِيُّ : لَهُ الْيَدُ الطُّولَي فِي هَذِهِ الْفُنُونِ كُلِّهَا ، وَلَهُ فِي هَذِهِ الأنْوَاعِ مُؤَلَّفَاتٌ مُتَكَفِّلَةٌ بِذَلِكَ ، لا يُحْتَاجُ مَعَهَا إِلَى غَيْرِهَا .
3- قَالَ ابْنُ الْعِمَادِ الْحَنْبَلِيُّ : الْمُسْنِدُ الْمُحَقِّقُ الْمُدَقِّقُ ، صَاحِبُ الْمُؤَلَّفَاتِ الْفَائِقَةِ النَّافِعَةِ . وَقَالَ أَيْضَاً عَنْ مُؤَلَّفَاتِهِ : الْحَافِلَةِ الْكَثِيْرَةِ ، الْكَامِلَةِ ، الْجَامِعَةِ ، النَّافِعَةِ ، الْمُتْقَنَةِ الْمُحَرَّرَةِ ، الْمُعْتَمَدَةِ ، الْمُعْتَبَرَةِ (2) .
4- قَالَ الْغَزِّيُّ : أَلَّفَ الْمُؤَلَّفَاتِ الْحَافِلَةِ الْكَثِيْرَةِ ، الْكَامِلَةِ ، الْجَامِعَةِ ، الْمُتْقَنَةِ الْمُحَرَّرَةِ ، الْمُعْتَمَدَةِ ، الْمُعْتَبَرَةِ (3) .
__________
(1) التَّحَدُّثُ بِنِعْمَةِ اللهِ (ص 105) .
(2) شَذَرَاتُ الذَّهَبِ (8/53) .
(3) الْكَوَاكِبُ السَّائِرَةُ 1/288 .(1/54)
5- وَقَالَ الشَّوْكَانِيُّ : بَرَزَ فِي جَمِيعِ الْفُنُونِ ، وَفَاقَ الأَقْرَانَ ، وَاشْتَهَرَ ذِكْرُهُ ، وَبَعُدَ صِيتُهُ ، وَصَنَّفَ الْكُتُبَ الْمُفِيدَةَ ، كَالْجَامِعَيْنِ فِي الْحَدِيثِ ، وَالدُّرُّ الْمَنْثُورِ فِي التَّفْسِيْرِ ، وَالإِتْقَانِ فِي عُلُومِ الْقُرْآنِ ، وَتَصَانِيفُهُ فِي كُلِّ فَنٍّ مِنَ الْفُنُونِ مَقْبُولَةٌ ، وَقَدْ سَارَتْ فِي الأَقْطَارِ ، مَسِيرَ النَّهَارِ (1) .
6- وَقَالَ الشَّيْخُ مُحَمَّدُ صِدِّيقُ حَسَنِ خَانَ : وَقَدْ عُنِيَ بِعِلْمِ اللُّغَةِ ثُلَّةٌ مِنَ السَّلَفِ الْمُبَرَّزِينَ ، وَجِلَّةٌ مِنَ الْخَلَفِ الْمُتْقِنِينَ ، وَلَمْ يُعْنَ بِأُصُولِهَا وَارْتِيَادِهَا إِلاَّ وَاحِدٌ- فِيمَا عَلِمْتُ- مِنَ الْفُحُولِ ، وَهُوَ الْجَلالُ السُّيُوطِيُّ فِي الْمُزْهِرِ ، أَجْزَلَ اللهُ لَهُ الأَجْرَ الْوَافِرَ (2) .
7- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ الأَمِينِ الشَّنْقِيطِيُّ : إِنَّ الْحَافِظَ جَلالَ الدِينِ عَبْدَ الرَّحْمَنِ السُّيُوطِيّ رَحِمَهُ اللهُ خَدَمَ لُغَةَ الْعَرَبِ خِدْمَةً قَصَرَ عَنْهَا مُعَاصِرُوهُ ، وَلَمْ يَفُتْهُ فِيهَا سَابِقُوهُ ، وَقَدْ أَلَّفَ فِيهَا كُتُبَاً كَثِيْرَةً ، مِنْهَا مَا خَصَّ بِهِ أُصُولَهَا ، وَمِنْهَا مَا خَصَّ بِهِ فُرُوعَهَا ، وَقَلَّمَا غَاصَ فِي لُجَّةٍ إِلاَّ اسْتَخَرَجَ مَا فِيهَا مِنَ الدُّرِّ ، وَإِنْ فَاتَتْهُ نُكْتَةٌ فِي كِتَابٍ ، فَمَا ذَاكَ إِلاَّ أَنَّهُ أَدْرَجَهَا فِي غَيْرِهِ مِنْ كُتُبِهِ ، وَمِنْ أَجْمَعِ مَا أَلَّفَ وَأَنْفَعِ مَا صَنَّفَ : هَمْعُ الْهَوَامِعِ عَلَى جَمْعِ الْجَوَامِعِ (3) .
__________
(1) الْبَدْرُ الطَّالِعُ (1/328) .
(2) البلغة فِي أصول اللغة (4) .
(3) الدرر اللوامع على همع الهوامع (1/2) . وانظر قول الشعراني الآتي فِي ص 147 ، هامش .(1/55)
وَخُلاصَةُ الْقَوْلِ فِي دَرَجَةِ عِلْمِ الإِمَامِ السُّيُوطِيِّ أَنَّهُ أَحَدُ أَشْهَرِ عُلَمَاءِ الْقَرْنِ التَّاسِعِ ، لَهُ إِلْمَامٌ مُتَفَاوِتٌ بِشَتَّى الْمَعَارِفِ وَالْفُنُونِ ، وَهُوَ إِمَامٌ فِي أَرْبَعَةٍ مِنْهَا هيَ :
- الْعَرَبِيَّةُ .
- وَالتَّفْسِيْرُ .
- والْفِقَهُ .
- وَالْحَدِيثُ .
هَذَا مَا نَسْتَفِيدُهُ مِنْ أَقْوَالِهِ وَمُؤَلَّفَاتِهِ ، وَأَقْوَالِ مُعَاصِرِيهِ ، وَتَلامِيذِهِ ، وَمُتَرْجِمِيهِ .
عَدَدُ مُؤَلَّفَاتِهِ
شَرَعَ السُّيُوطِيُّ فِي التَّصْنِيفِ سَنَةَ 866 هـ (1) ، وَإِذَا مَا أَرَدْنَا التَّثَبُّتَ أَكْثَرَ ، فَلْنُؤَرِّخْ بِكُتُبِهِ ، فَمِنَ الْكُتُبِ الْمُهِمَّةِ مَا أَلَّفَهُ وَعُمُرُهُ عِشْرُونَ سَنَةً ، أَوْ أَقَلَّ مِثْلُ : طَبَقَاتِ النُّحَاةِ (2) ، وَتَكْمِلَةِ تَفْسِيْرِ جَلالِ الدِّينِ الْمَحَلِّيِّ (3) ، وَيُفْهَمُ مِنْ هَذَا أَنَّهُ تَمَكَّنَ مِنَ التَّأْلِيفِ الْمُعْتَبَرِ فِي سِنٍّ مُبَكِّرَةٍ مِنْ عُمُرِهِ ، وَبَقِيَ يؤلف إلى سنة وفاته (911هـ) رحمه الله تعالى ، أي لمدة أربعين سنة ، وهذا أحد أسباب كثرة تآليفه ، وقد اتفق الدارسون على أنه أحد المكثرين فِي التصنيف ، وأن مؤلفاته قد بلغت المئات . والراجح أنها بين الخمسمائة والستمائة .
الْمَنْزِلَةُ الْعِلْمِيَّةُ لِمُؤَلَّفَاتِهِ
يرى بعض الدارسين أن مؤلفات السُّيُوطِيّ لا تتعدى الجمع أو الشرح أو الاختصار بمعنى أنه لا تجديد ولا إبداع فيها . وما أشار إليه هؤلاء موجود فِي مؤلفات السُّيُوطِيِّ ، لكن ليس بهذا الإطلاق ولا بدون فائدة ، وسأتعرض الآن إلى مؤلفاته وأبين قيمتها بعد تقسيمها إلى قسمين :
الْقِسْمُ الأَوَّلُ : مَا أَلَّفَهُ عَلَى كُتُبٍ أُخْرَى ، وَهُوَ أَنْوَاعٌ
__________
(1) حُسْنُ الْمُحَاضَرَةِ (1/338) .
(2) وقد بلغت مسودته سبع مجلدات (بغية الوعاة 5) .
(3) التحدث (155) .(1/56)
الأَوَّلُ : الْمُخْتَصَرَاتُ وَالْمَنْظُومَاتُ : وَهِيَ كُتُبٌ اخْتَصَرَهَا أَوْ لَخَّصَهَا مِثْلُ :
- اللآلِيءُ الْمَصْنُوعَةُ فِي الأَحَادِيثِ الْمَوْضُوعَةِ (1) لَخَّصَ فِيهِ مَوْضُوعَاتِ ابْنِ الْجَوْزِيِّ .
- زَهْرُ الْخَمَائِلِ عَلَى الشَّمَائِلِ (2) لَخَّصَ فِيهِ كِتَابَ الشَّمَائِلِ لأَبِي عِيسَى التِّرْمِذِيِّ .
- الْمَدْرَجُ إِلَى الْمُدْرَجِ (3) لَخَّصَ فِيهِ كِتَابَ ابْنِ حَجَرٍ : تَقْرِيبَ الْمَنْهَجِ بِتَرْتِيبِ الْمُدْرَجِ ، وَحَذَفَ مِنْهُ مُدْرَجَ السَّنَدِ ، وَزَادَ عَلَيْهِ زِيَادَاتٍ .
الثَّانِي : الشُّرُوحُ : وَمِنْ كُتُبِهِ مَا هُوَ شَرْحٌ لِكُتُبٍ أُخْرَى ، مِثْلُ :
- الدِّيبَاجُ عَلَى صَحِيحِ مُسْلِمِ بْنِ الْحَجَّاجِ (4) .
- تَدْرِيبُ الرَّاوِيِّ فِي شَرْحِ تَقْرِيبِ النَّوَاوِيِّ (5) .
- الْبَهْجَةُ الْمَرْضِيَّةُ فِي شَرْحِ الأَلْفِيَّةِ (6) أَيْ أَلْفِيَةَ النَّحْوِ لابْنِ مَالِكٍ .
__________
(1) وهو مَطْبُوعٌ : المطبعة التجارية الكبرى بالقاهرة سنة (1317هـ) ، والهند (1303هـ) .
(2) مَطْبُوعٌ : حققه مصطفى عاشور ، مكتب الساعي ، الرياض .
(3) مَطْبُوعٌ : حققه صبحي البدري ، والسامرائي ضمن " مجموعة رسائل فِي الحديث" ، الدار السلفية بالكويت . ومن هذه الكتب : جهد القريحة فِي تجريد النصيحة" والوسائل إلى معرفة الأوائل" والدر النثير فِي تلخيص نهاية ابن الأثير" و" الخلاصة فِي نظم الروضة" و" الكوكب الساطع فِي نظم جمع الجوامع" وغيرها كثير .
(4) مَطْبُوعٌ .
(5) مَطْبُوعٌ ، مشهور ، ومتداول .
(6) مَطْبُوعٌ : مطبعة المدارس بمصر سنة(1291هـ) ، والمطبعة الخيرية (1310هـ) ، والقاهرة مطبعة البابي الحلبي (1937م) .
ومن هذه الكتب : تنوير الحوالك على موطأ الإمام مالك ، وزهر الربى على المجتبى ، وشرح شواهد المغني ، وغيرها كثير .(1/57)
الثَّالِثُ : الذِّيُولُ وَالتَّتِمَّاتُ : وَمِنْ كُتُبِهِ مَا هُوَ ذَيْلٌ عَلَى كِتَابٍ آخَرَ ، أَوْ تَكْمِلَةٌ لَهُ ، مِثْلُ :
- ذَيْلُ طَبَقَاتِ الْحُفَّاظِ لِلذَّهَبِيِّ (1) .
- التَّذْيِيلُ وَالتَّذْنِيبُ عَلَى نِهَايَةِ الْغَرِيبِ (2) أَيْ غَرِيبَ الْحَدِيثِ لابْنِ الأَثِيْرِ .
- تَكْمِلَةُ تَفْسِيْرِ جَلالِ الدِّينِ الْمَحَلِّيِّ ، وَسُمِّيَ بَعْدَ ذَلِكَ بِتَفْسِيْرِ الْجَلالَيْنِ (3) .
الرَّابِعُ : التَّخْرِيْجَاتُ : وَهِيَ الْكُتُبُ الَّتِي أَلَّفَهَا فِي تَخْرِيجِ أَحَادِيثِ وَآثَارِ بَعْضِ الْكُتُبِ ، مِثْلُ :
- مَنَاهِلُ الصَّفَا فِي تَخْرِيْجِ أَحَادِيثِ الشِّفَا (4) أَيْ الشِّفَاءَ لِلقَاضِي عِيَاضٍ .
- تَخْرِيْجُ أحَادِيثِ شَرْحِ الْعَقَائِدِ النَّسَفِيَّةِ (5) .
- تَخْرِيْجُ أحَادِيثِ شَرْحِ السَّعْدِ (6) .
الْخَامِسُ : التَّعَقُّبَاتُ : وَمِنْ كُتُبِهِ مَا هُوَ تَعَقُّبَاتٌ وَاسْتَدْرَاكَاتٌ عَلَى كُتُبٍ أُخْرَى مِثْلُ :
- النُّكَتُ الْبَدِيعِيَّاتُ عَلَى الْمَوْضُوعَاتِ (7) ، ثُمَّ اخْتَصَرَهَ فِي آخَرَ سَمَّاهُ التَّعَقُّبَاتُ عَلَى الْمَوْضُوعَاتِ (8) أَيْ مَوْضُوعَاتِ ابْنِ الْجَوْزِيِّ .
__________
(1) مَطْبُوعٌ : مطبعة التوفيق بدمشق (1347هـ) .
(2) حُسْنُ الْمُحَاضَرَةِ (1/339) .
(3) حُسْنُ الْمُحَاضَرَةِ (1/339) .
(4) مَطْبُوعٌ بمصر مع الشفاء ، سنة (1276هـ) .
(5) مَطْبُوعٌ بمطبعة دار الرشد ، الرياض .
وكتاب الشرح هذا لسعد الدين التفتازاني (ت 791هـ) على متن كتاب العقائد لعمر بن محمد النسفي (ت 537هـ) .
(6) مَطْبُوعٌ .
(7) حُسْنُ الْمُحَاضَرَةِ (1/343) ، ودار الكتب المصرية (60) .
(8) مَطْبُوعٌ فِي لاهور سنة (1886م) .(1/58)
- تَوْضِيحُ الْمَدْرَكِ فِي تَصْحِيحِ الْمُسْتَدْرَكِ (1) أَيْ مُسْتَدْرَكَ الْحَاكِمِ .
السَّادِسُ : الْمُرَتَّبَاتُ : وَمِنْ كُتُبِهِ مَا هُوَ مُجَرَّدُ تَرْتِيبٍ ، مِثْلُ :
- إِسْعَافُ الطُّلاَّبِ بِتَرْتِيبِ الشِّهَابِ (2) أَيْ شِهَابَ الأَخْبَارِ لِلْقُضَاعِيِّ .
- لَمُّ الأَطْرَافِ وَضَمُّ الأَتْرَافِ ، وَهُوَ مُخْتَصَرُ أَطْرَافِ الْحَافِظِ الْمِزِّيِّ ، مُرَتَّبٌ عَلَى حُرُوفِ الْمُعْجَمِ فِي أَلْفَاظِ الْحَدِيثِ (3) .
السَّابِعُ : الْمُنْتَقَيَّاتُ : مِثْلُ :
- الْمُنْتَقَى مِنْ تَفْسِيْرِ ابْنِ أَبِي حَاتِمٍ (4) .
- الْمُنْتَقَى مِنْ سُنَنِ سَعِيدِ بْنِ مَنْصُورٍ (5) .
- الْمُنْتَقَى مِنْ سِيرَةِ ابْنِ سَيِّدِ النَّاسِ (6) .
المنزلة العلمية لهذا القسم
تأتي القيمة العلمية لهذا القسم – عدا النوع السابع- من مجموع أمرين :
__________
(1) حسن المحاضرة (1/340) ، وكشف الظنون (1672) .
(2) نسبه فِي كشف الظنون وهدية العارفين للسيوطي انظر (كشف الظنون 1068) و(هدية العارفين 1/535) ، ونسبه الكتاني فِي الرسالة المستطرفة (76) لعبدالرؤوف المناوي . وكتاب (الشهاب فِي المواعظ والآداب) كتاب لطيف جمع فيه مؤلفه شهاب الدين أبو عبدالله محمد بن سلامة بن جعفر بن علي القضاعي (ت 454هـ) أحاديث قصيرة فِي الحكم والوصايا محذوفة الأسانيد مرتبة على الكلمات من غير تقيد بحرف . انظر : الرسالة المستطرفة (76) .
(3) انظر التحدث بنعمة الله (107) وَحُسْنُ الْمُحَاضَرَةِ (1/342) وكشف الظنون (1560) وهدية العارفين (1/542) .
(4) انظر التحدث بنعمة الله (127-128-129) وهناك منتقيات أخرى كثيرة .
(5) نفس المصدر .
(6) نفس المصدر .(1/59)
الأمر الأول : قيمة الأصل المختصر أو المشروح ، فتأليف السُّيُوطِيّ على كتاب ما يكون مهماً بالقدر الذي يكون به الأصل ذا أهمية؛ وخصوصاً إذا كان هذا الأصل مفقوداً ، أو موجوداً ناقصاً .
الأمر الثاني : قيمة العمل الذي قدمه السُّيُوطِيّ فِي خدمة هذا الكتاب ، وأما النوع السابع من هذا القسم فقد أدرجه السُّيُوطِيّ ضمن القسم السادس من كتبه وقال عنها : " مؤلفات لا أعتد بها لأنها على طريق البطالين الذين ليس لهم اعتناء إلا بالرواية المحضة ، ألفتها فِي زمن السماع وطلب الإجازات . . ." . (1)
الْقِسْمُ الثَّانِي : مَا أَلَّفَهُ اسْتِقْلالاً وَهُوَ عَلَى ضَرْبَيْنِ :
الضَّرْبُ الأَوَّلُ : مَا لَيْسَ لَهُ نَظِيْرٌ :
- الدُّرُّ الْمَنْثُورُ فِي التَّفْسِيْرِ بِالْمَأْثُورِ .
- الإِكْلِيلُ فِي اسْتِنْبَاطِ التَّنْزِيلِ .
- الأَشْبَاهُ وَالنَّظَائِرُ فِي النَّحْوِ .
الضرب الثاني : ما ألف مثله أو نظيره لكن له فيه نوع زيادة من استقصاء أو ترتيب أو تحقيق ، وأكثر مؤلفاته من هذا الضرب ومن أمثلة ذلك :
- لباب النقول فِي أسباب النزول :
فكتابه هذا سبقه ما يناظره مثل كتاب "أسباب النزول" للواحدي لكن كتاب السُّيُوطِيّ يمتاز عليه بزيادات ذكرها هو فِي المقدمة .
- الإتقان فِي علوم القرآن :
هذا الكتاب له ما يناظره من مثل البرهان للزركشي إلا أنه يزيد عليه بما ذكره السُّيُوطِيّ حيث قَالَ : ورتبت أنواعه ترتيبا أنسب من ترتيب البرهان ، وأدمجت بعض الأنواع فِي بعض ، وفصلت ما حقه أن بيان ، وزدته على ما فيه من الفوائد والقواعد والشوارد ما يشنف الآذان (2) .
تدريب الراوي فِي شرح تقريب النواوي :
__________
(1) التحدث 126 .
(2) الإتقان ص 8 .(1/60)
فهذا الكتاب وإن كان قد سبق بما يشبهه فِي موضوعه مثل شروح مقدمة ابن الصلاح وغيرها إلا أن السُّيُوطِيّ تفرد بشرح هذا المتن وهو " التقريب" للنووي ، وضمنه فوائد وزوائد لا توجد مجموعة فِي غيره : فصار شرحا لهذا المتن خصوصا ثم لمختصر ابن الصلاح ولسائر كتب الفن عموماً (1) .
المنزلة العلمية لهذين الضربين :
أما الضرب الأول فقيمته فِي تفرده ، وأما الثاني ففي الزيادات من استقصاء وحسن تبويب وترتيب ، ولا يخلو كل منهما من فوائد أخرى وحتى الكتب التي يشملها الضرب الواحد ليست فِي درجة واحدة من الأهمية؛ ولذا لا يصح إطلاق حكم واحد على مؤلفاته كلها .
وبعد الكلام عن القيمة العلمية لمؤلفاته ، نذكر بعض الخصائص العامة لهذه المؤلفات .
وصف عام لمؤلفاته
تميزت مؤلفات الإمام السُّيُوطِيِّ بِمَزَايَا أَهَمُّهَا :
1- أكثر مؤلفاته اعتمد فيها على النقل والجمع ، فترى النزعة الموسوعية التي اتسم بها عصره ظاهرة جلية فيها .
2- قسم كبير من مؤلفاته هو شروح ومختصرات وتعاليق وذيول وتتمات وتعقبات .
3- أنها شملت كل الفنون أو معظمها .
__________
(1) تدريب الراوي 39-40 .(1/61)
4- أنه يقصد أحياناً ببعض كتبه استيعاب موضوعات الفن الواحد ، بحيث تصير هذه المجموعة من الكتب تمثل فناً متكاملاً يستغني بها الطالب عن الكتب الأخرى ، وأصدق مثال على ذلك علم التفسير ، فقد قَالَ فيه " وبعد فإن الله سبحانه وله الحمد قد من علي بالنظر فِي علوم القرآن وحقائقه وتتبع أسراره ووقائعه حتى صنفت فِي تعلقاته كتبا شتى منها : التفسير الملقب " ترجمان القرآن" (1) ، وهو الوارد بالإسناد المتصل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه الذين شاهدوه وتلقوا منه الوحي والتنزيل وسمعوا منه التفسير والتأويل . . ولما كان هذا التفسير المشار إليه نقلاً محضا ليس فيه إعراب ولا سر بياني ، أردفته بكتب ، من ذلك كتاب : الإتقان فِي علوم القرآن (2) ، وهو كالمقدمة لمن يريد التفسير ، وأكثر قواعده كلية ، ثم وضعت فِي الأحكام كتاب الإكليل فِي استنباط التنزيل (3) وهو مجلد لطيف يشتمل على جميع ما ذكره المصنفون فِي أحكام القرآن . . ثم أفردت كتاباً فِي أسباب النزول سميته لباب النقول (4) بالغت فِي إيجازه وتحريره بحيث فاق الكتب المؤلفة فِي نوعه ، ثم أفردت كتاباً وجيزاً فِي المبهمات (5) . . ثم أفردت كراسة فِي ما وقع فيه من الألفاظ المعربة (6) . . . ثم كراسة سميتها : معترك الأقران (7) . . .
__________
(1) طبع بمصر سنة 1314هـ انظر دليل مخطوطات السيوطي ص 32 .
(2) مشهور متداول .
(3) وهو الكتاب الذي أنا بصدد تحقيقه أسأل الله التوفيق لذلك .
(4) مشهور متداول .
(5) وهو مفحمات الأقران فِي مبهمات القرآن" وهو مَطْبُوعٌ : القاهرة بولاق سنة 1284هـ (1303هـ) بمطبعة محمد مصطفى على هامش الفتوحات الإلهية .
(6) وهو " المهذب فيما وقع فِي القرآن من المعرب" وهو مَطْبُوعٌ .
(7) وهو معترك الأقران فِي إعجاز القرآن : مَطْبُوعٌ ، دار الكتب العلمية وغيرها .(1/62)
ثم مختصر يسمى مجاز الفرسان (1) . . . ثم كتاباً يسمى خمائل الزهر فِي فضائل السور (2) . . . وهذا كتاب "يعني كتاب قطف الأزهار" شفعت به تلك ونظمته معها فِي سلك أسرار التنزيل ، أذكر فيه جميع ما وصل إلى علمي من كلام العلماء فِي النظم القرآني . . فإذا تم جميع ما وصل إلى علمي من كلام العلماء فِي النظم القرآني . . فإذا تم هذا الكتاب وانضم إلى تلك الكتب استغنى بها محصلوها عن جميع التفاسير" (3) .
5- اشتمالها على مقدمات تتضمن خطته فِي التأليف : فأكثر كتبه المهمة يستهلها بمقدمات يوضح فيها الدافع إلى تأليف الكتاب ، والكتب التي سبقته؛ والخطة التي سيتبعها؛ والمصادر التي سيعتمد عليها ، وخذ مثالاً على ذلك كتاب الإتقان وبغية الوعاة (4) ؛ والاقتراح فِي علم أصول النحو (5) ، وشرح شواهد المغني (6) .
6- عدد كبير منها لم يتم .
7- عدد كبير من كتبه هو رسائل فِي تحقيق مسائل أو واقعات الفتاوى .
8- عدد كبير منها صغير الحجم .
9- وجود عدة مؤلفات فِي موضوع واحد .
10- بعض مؤلفاته تكرار لما ألف فيه من قبل .
11- بعض مؤلفاته هي مقامات ، وبعضها تصوير لرحلات .
سَادِسَاً : الْمَنَاصِبُ الَّتِي تَوَلاهَا السُّيُوطِيُّ
السيوطي رحمه الله تبارك وتعالى فضل منصباً يكون فيه قريباً من العلم والتعليم ، فلم يجد إلا التدريس والإفتاء ، ولذلك نجده تقلب فِي مناصب عديدة أغلبها كان التدريس ، ولكن حينما بلغ الأمر إلى المنافسة وإلى الحسد وإلى القيل والقال فِي شأن هذه المناصب ، ترك السُّيُوطِيّ كل ذلك ، وانصرف للتأليف والتصنيف .
__________
(1) وهو مجاز الفرسان إلى مجاز القرآن وهو مختصر مجاز القرآن للعز بن عبدالسلام متوفي سنة 660هـ .
(2) حسن المحاضرة 1/340 ودليل مخطوطات السيوطي 35
(3) أسرار التنزيل ويسمى قطف الأزهار ، وهو مَطْبُوعٌ .
(4) مَطْبُوعٌ .
(5) مَطْبُوعٌ .
(6) مَطْبُوعٌ .(1/63)
1- تولى منصب تولاه السُّيُوطِيّ هو : أنه أجيز بتدريس العربية فِي مستهل عام (866هـ) ، والذي أجازه هو شيخه تقي الدين الشمني (1)
2- تولى وظيفة التدريس "بالجامع الشيخوني" وقد ورثها عن والده ، وقرر له ذلك الشيخ علم الدين البقليني ، وحضر تصديره الذي ألقاه عند تعيينه وجلوسه ، وذلك سنة (867هـ) (2) .
3- ورث عن والده وظيفة التدريس بالجامع الطولوني (3) ، الذي ابتدأ إملاء الحديث فيه ، وذلك سنة 867هـ (4) .
4- توليه مشيخة التصوف بتربة برقوق نائب الشام التي بباب القرافة .
5- تولى تدريس الحديث بالشيخونية (5) بعد وفاة الشيخ فخر الدين المقسمي (6) .
6- تولى مشيخة الخانقاه (7) البيبرسية (8) بعد وفاة الشيخ" جلال البكري" سنة (891هـ) ، وبقي بها إلى سنة (906هـ) ، ثم عزل منها (9) .
__________
(1) حسن المحاضرة (1/337) ، والضَّوْءُ اللامِعُ (4/66) .
(2) الجامع الطولوني : هو جامع الأميرأحمد بن طولون بناه سنة ثلاث وستين ومائتين وهو موجود بالقاهرة اليوم . انظر خطط المقريزي (2/265) .
(3) ذيل طبقات الشعراني (ق 4) ، وَحُسْنُ الْمُحَاضَرَةِ (1/338) .
(4) دليل مخطوطات السيوطي (ص 22) .
(5) الشيخونية : هي إحدى المدارس الكبيرة فِي القاهرة وقد كان تولي السيوطي لها أيام السلطان المملوكي الأشرف برسباي . السيوطي للشكعة (ص58 ،ص20)
(6) الضَّوْءُ اللامِعُ (4/67)
(7) الخانقاه أو الخانكاه : كلمة فارسية ، معناها : بيت ، وهذه الخوانق حدثت فِي الإسلام فِي حدود الأربعمائة ، وجعلت لتخلي الصوفية فيها لعبادة الله ، وتعد مثل هذه الأماكن بؤرا للتصوف والخرافة . الخطط (2/414) .
(8) الخانقاه البيبرسية : بالقاهرة ، بناها الملك المظفر ركن الدين بيبرس . الخطط (2/416) .
(9) تاريخ مصر لابن إياس (2/236) .(1/64)
7- ما تولى السلطان الغوري الحكم سأل السُّيُوطِيّ أن يكون شيخ مدرسته التي بناها فلم يقبل ، فسأله أن يرتب له مرتبا معينا فلم يقبل ،فسأله أن يعيده إلى مشيخة البيبرسية ، رفض السُّيُوطِيّ كل ذلك ، وكان إذا احتاج شيئا باع بعض كتبه واعتاش بثمنه (1) ، وبقي السُّيُوطِيُّ ملازماً بيته منعزلا الناس إلى أن مات ، وكان الأمراء والأغنياء يزورونه ، ويعرضون عليه الأموال ، فيردها عليهم ولا يقبلها منهم (2) .
سَابِعَاً : هُرُوبُهُ مِنَ الْحَيَاةِ وَوَفَاتُهُ
__________
(1) السنا الباهر (ص 89) .
(2) تاريخ مصر لابن إياس (4/5-6) ، وذيل طبقات الشعراني (ق 18 ، ق21) .(1/65)
لما بلغ السُّيُوطِيّ أربعين سنة من عمره أخذ فِي التجرد للعبادة والانقطاع إلى الله تعالى ، والاشتغال به صرفاً ، والإعراض عن الدنيا وأهلها ، كأنه لم يعرف أحداً منهم ، وشرع فِي تحرير مؤلفاته ، وترك الإفتاء والتدريس ، واعتذر عن ذلك فِي مؤلف سماه : " التنفيس" (1) . وأقام فِي روضة المقياس فلم يتحول منها إلى أن مات ، لم يفتح طاقات بيته التي على النيل (2) . وقد أصيب فِي آخر عمره بمرض شديد ، وهو ورم فِي ذراعه الأيسر (3) ، توفي على إثره ، وكانت وفاته رحمه الله فِي سحر ليلة الجمعة (4) ، تاسع عشر جمادي الأولى ، سنة إحدى عشر وتسعمائة (5) ، فِي منزله بروضة المقياس ، وقد استكمل من العمر إحدى وستين سنة ، وعشرة أشهر ، وثمانية عشر يوماً ، وحضر جنازته خلق عظيم ، ودفن فِي قبر والده (6) ، فِي حوش قوصون ، خارج باب القرافة (7) ، المعروف اليوم عند العامة ببوابة السيدة عائشة . قَالَ الشَّعْرَانِيُّ فِي ذَيْلِ الطَّبَقَاتِ : ثُمَّ سَمِعْتُ نَاعِيهِ يِنَعْى مَوْتِهِ ، فَحَضَرْتُ الصَّلاةَ عَلَيْهِ عِنْدَ الشَّيْخِ أَحْمَدَ الأَبَارِيقِيِّ بِالرَّوْضَةِ ، عَقِبَ صَلاةِ الْجُمُعَةِ ، فِي سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ ، عِنْدَ الْجَامِعِ الْجَدِيدِ ، بِمِصْرَ الْعَتِيقِ (8) . رَحِمَ اللهُ - عز وجل - السُّيُوطِيَّ ، وَغَفَرَ لَهُ .
الْفَصْلُ الثَّانِي
__________
(1) دَلِيلُ مَخْطُوطَاتِ السُّيُوطِيِّ رَقْمُ (897) .
(2) الْكَوَاكِبُ السَّائِرَةُ (1/228) ، وشَذَرَاتُ الذَّهَبِ (8/53) .
(3) يفسره لنا الطب الحديث بأنه : انسداد فِي الشريان . المؤرخون فِي مصر (ص79) .
(4) ذيل الطبقات للشعراني (ق22) ، والكواكب السارة (1/231) .
(5) تاريخ مصر لابن إياس (3/63 ، 4/79) .
(6) كِتَابُ السُّيُوطِيِّ النَّحْوِيِّ للدكتور السلمان (ص116) .
(7) شَذَرَاتُ الذَّهَبِ (8/55) .
(8) ذيل الطبقات (ق22 ، ق2) .(1/66)
دِرَاسَةُ الْكِتَابِ الْمَخْطُوط وَتَوْصِيفُهُ
وفيه ثلاثة مباحث :
الْمَبْحَثُ الأَوَّلُ : اسْمُ الْمَخْطُوطِ ، وَتَوْثِيقُ نِسْبَتِهِ إِلَى الْمُؤَلِّفِ .
الْمَبْحَثُ الثَّانِي : وَصْفُ النَّسْخَةِ الْمُعْتَمَدَةِ فِي التَّحْقِيقِ ، وَهِيَ ثَلاثُ مَخْطُوطَاتٍ :
- الْمَخْطُوطَةُ سَنَةَ 884هـ . وَقَدُ رُمِزَ لَهَا بِالرَّمْزِ (أ) .
- الْمَخْطُوطَةُ سَنَةَ 972هـ . وَقَدُ رُمِزَ لَهَا بِالرَّمْزِ (ب) .
- الْمَخْطُوطَةُ سَنَةَ 1078هـ . وَقَدُ رُمِزَ لَهَا بِالرَّمْزِ (ز) .
الْمَبْحَثُ الثَّالِثُ : ثَبَتُ النُّسَخِ .
وَفِيهِ أُثْبِتُ كُلَّ السَّمَاعَاتِ وَالإِجَازَاتِ الْمُثْبَتَةِ ، فِي الْكِتَابِ الْمَخْطُوطِ بِتَارِيْخِهَا .
الْمَبْحَثُ الأَوَّلُ : اسْمُ الْمَخْطُوطِ وَتَوْثِيقُ نِسْبَتِهِ إِلَى الْمُؤَلِّفِ
نِسْبَةُ الْكِتَابِ إِلَى الْمُؤَلِّفِ
مِمَّا لا شَكَّ فِيهِ أَنَّ « الْبُدُورَ السَّافِرَةَ فِي أُمُورِ الآخِرَةِ » لِلإِماَمِ جَلالِ الدِّينِ السُّيُوطِيِّ الْمُتَوَفَّي سَنَةَ 911 هـ. وَلَقَدْ ذَكَرَ ذَلِكَ هُوَ بِنَفْسِهِ كَمَا سَيَأْتِي . وَلَقَدْ ذَكَرَهُ عَدَدٌ مِنَ الْعُلَمَاءِ ، وَنَسَبُوُه إِلَى الْجَلالِ السُّيُوطِيِّ ، مِنْهُمْ : عَبْدُ الْجَبَّارِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، وَإِسْمَاعِيلُ بَاشَا ، وَنَاصِرُ بْنُ سُعُودِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، وَأَحْمَدُ الْخَازَنْدَارِ ، وَكَارْلُ بُرُوكِلَمَانَ ، وَبَدِيعُ السَّيِّدِ اللَّحَّامِ ، وَحَاجِي خَلِيفَةَ ، وَمُصْطَفَى بْنُ عَبْدِ اللهِ ، وَغَيْرُهُمْ .
1) ذَكَرَهُ عَبْدُ الْجَبَّارِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ فِي « ذَخَائِرِ التُّرَاثِ الْعَرَبِيِّ وَالإِسْلامِيِّ »(1/590 ) ط/ فِي الجمهورية العراقية .(1/67)
2) وَنَاصِرُ بْنُ سُعُودِ بْنِ عَبْدِ اللهِ سَلامَةَ فِي « مُعْجَمِ مُؤَلَّفَاتِ السُّيُوطِيِّ »(ص 34) ط/ مكتبة الملك فهد الوطنية .
3) وَكَارْلُ بُرُوكِلَمَانَ فِي « تَارِيْخِ الأَدَبِ الْعَرَبِيِّ »(11/617) ط/ الهيئة المصرية العامة للكتاب .
4) وَحَاجِي خَلِيفَةَ فِي « كَشْفِ الظُّنُونِ عَنْ أَسَامِي الْكُتُبِ وَالْفُنُونِ »(1/231) ط/ مكتبة المثني بيروت
5) وإسماعيل باشا البغدادي فِي « هدية العارفين »(1/536) ط/ استانبول سنة 1951م ، منشورات مكتبة المثنى . بغداد .
6) وعمر رضا كحالة فِي « مُعْجَمِ الْمُؤَلِّفِينَ »(5/128) ذكر بعض مؤلفاته المشهورة والباقي عزاه إلى المترجمين السابقين كفهرس المؤلفين بالظاهرية ، والضوء اللامع ، والبدر الطالع ولقد أكثر فِي العزو إلى كشف الظنون حتى ملأ صفحة وربعاً بالأرقام ، وهذا الكتاب منها إن شاء الله .
7) وأحمد الخازندار ، ومحمد إبراهيم الشيباني فِي « دَلِيلِ مَخْطُوطَاتِ السُّيُوطِيِّ وَأَمَاكِنِ وُجُودِهَا » (ص176) مكتبة ابن تيمية الكويت .
8) وَذَكَرَهُ بِنَفْسِهِ فِي « حُسْنِ الْمُحَاضَرَةِ فِي أَخْبَارِ مِصْرَ وَالْقَاهِرَةِ »(1/340) ط/ دار الكتب العلمية (1/291) بيروت .
9) وبديع السيد اللحام فِي « الإِمَامُ الْحَافِظُ جَلالُ الدِّينِ السُّيُوطِيُّ وَجُهُودُهُ فِي الْحَدِيثِ وَعُلُومِهِ » (ص183) .
10) والدكتورة فاطمة محجوب فِي « الموسوعة الذهبية للعلوم الإسلامية »(34/586) . وقد ذكرت الأمكنة التي يوجد فيها هذا الكتاب .(1/68)
11) وَمِمَّا يَدُلُّ أَيْضَاً عَلَى صِحَّةِ نِسْبَةِ « الْبُدُورِ السَّافِرَةِ فِي أُمُورِ الآخِرَةِ » للإمام الحافظ جلال الدين السُّيُوطِيّ رَحِمَهُ اللهُ : أَنَّ الإِمَامَ السُّيُوطِيَّ ذَكَرَ هَذَا الْكِتَابَ ضِمْنَ الْمُصَنَّفَاتِ الَّتِي صَنَّفَهَا عِنْدَمَا تَحَدَّثَ عَنْ سِيرَتِهِ الذَّاتِيَّةِ فِي كِتَابِهِ « التَّحَدُّثُ بِنَعْمَةِ اللهِ » تحقيق اليزابث ماري سارتين ، وقد صدر الكتاب ضمن سل سلة الذخائر ]106[ وهي سلسلة نصف شهرية فِي منتصف أكتوبر 2003م للهيئة العامة لقصور الثقافة . وَبَيَانُ ذَلِكَ : أَنَّ الإِمَامَ السُّيُوطِيَّ ذَكَرَ فِي الْفَصْلِ الرَّابِعَ عَشَرَ مِنْ كِتَابِهِ « التَّحَدُّثُ بِنَعْمَةِ اللهِ »(ص 105) أٍَسْمَاءَ الْمُصَنَّفَاتِ الَّتِي أَلَّفَهَا . وَقَدْ أَفَادَ « التَّحَدُّثُ بِنَعْمَةِ اللهِ » إفادة عظيمة فِي معرفة مؤلفات السُّيُوطِيّ ، إضافة إلى ترتيبها حسب أهميتها العلمية ، والجدير بالذكر أن السُّيُوطِيّ نفسه هو الذي رتبها حسب أهميتها العلمية فجعلها سبعة أقسام تحت عنوان ( ذكر أٍَسْمَاءِ الْمُصَنَّفَاتِ الَّتِي صَنَّفْتُهَا ) : وَهِيَ سَبْعَةُ أَقْسَامٍ . وَفِي الْقِسْمِ الثَّانِي مِنْهَا قَالَ رَحِمَهُ اللهُ : القسم الثاني : ما ألف ما يناظره ويمكن للعلامة أن يأتي بمثله وذلك ما ثم أو كتب منه قطعة صالحة من الكتب المعتبرة التي تبلغ مجلداً أو فوقه ودونه وذلك خمسون مصنفاً ثم أخذ فِي ذكر هذه المصنفات إلى أن ذكر فِي رقم 20 من ترتيب هذه المصنفات الخمسين كتاب « الْبُدُورِ السَّافِرَةِ فِي أُمُورِ الآخِرَةِ » ، ولم يتكلم عنه ، وإنما ذكره ضمن مصنفاته بدون تعليق ، وذلك فِي صفحة 108 .(1/69)
12) وَمِمَّا يَدُلُّ أَيْضَاً عَلَى صِحَّةِ نِسْبَةِ « الْبُدُورِ السَّافِرَةِ فِي أُمُورِ الآخِرَةِ » للإمام الحافظ جلال الدين السُّيُوطِيّ رَحِمَهُ اللهُ : مَا ذَكَرَهُ السُّيُوطِيُّ فِي الْفَصْلِ السَّادِسَ عَشَرَ فِي كِتَابِ « التَّحَدُّثُ بِنَعْمَةِ اللهِ » صفحة 158 ، وهو يتحدث عن انتشار مؤلفاته وعلمه بالمشرق والمغرب ، فقال رحمه الله : ثم فِي سنة تسع وثمانين قدم ركب التكرور وفيه السلطان والقاضي وطائفة من الطلبة فجاءوني بأسرهم وأخذوا عني العلم والحديث وقرؤوا علي طائفة من مصنفاتي وأخذوا جملة أخرى من مصنفاتي فوق العشرين كشرح البخاري ، وشرح التقريب ، والمعجزات ، وَالْبُدُورِ السَّافِرَةِ فِي أُمُورِ الآخِرَةِ .... إلى آخره .
فَمِنْ هُنَا يَتَبَيَّنُ لَنَا صِحَّةُ نِسْبَةِ كِتَابِ « الْبُدُورِ السَّافِرَةِ فِي أُمُورِ الآخِرَةِ » للإِمَامِ الْحَافِظِ جَلالِ الدِّينِ السُّيُوطِيّ رَحِمَهُ اللهُ .
إثبات أن كتاب (شرح الصدور فِي أحوال الموتى والقبور) هو كتاب البرزخ للإمام الحافظ جلال الدين السُّيُوطِيّ (رحمه الله تعالى)
أولا : عرفنا بعد الفحص الدقيق عن كتاب البرزخ بأنه اسم ثان لكتاب (شرح الصدور فِي أحوال الموتى والقبور) وذلك كما صرح السُّيُوطِيّ نفسه فِي مقدمة كتاب (بشرى الكئيب بلقاء الحبيب) بأنني لخصته من كتابي الكبير الذي ألفته فِي أحوال البرزخ إلى آخره . ولما رجعنا إلى " شرح الصدور فِي أحوال الموتى والقبور" وجدنا فِي مقدمته نفس الوعد بتأليف كتاب شاف فِي أشراط الساعة وأمور الآخرة فقال هذا ما اشتد تشوف الناس إليه من كتاب شاف فِي علم البرزخ إلى آخره . . . "
وخرج أول حديث عن مجاهد فِي تفسير قوله تعالى : وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ }المؤمنون100 : قَالَ ما بين الموت إلى البعث . عن نعيم .(1/70)
ثانيا : لقد ذكر (كارل بروكلمان) فِي كتابه "تاريخ الأدب العربي" جـ 10-11" صفحة 617 . عند ذكره لكتب السُّيُوطِيّ : فقال (كتاب شرح الصدور فِي أحوال الموتى والقبور) هو كتاب له عنوان ثان يسمى بكتاب البرزخ ، وعلمنا من هذا بأن كتاب البرزخ هو كتاب شرح الصدور فِي أحوال الموتى والقبور .
ثالثا : وجدنا فِي كتاب (التحدث بنعمة الله) فِي فهرسته كتاب البرزخ – هو شرح الصدور فِي أحوال الموتى والقبور . وهذا مما يؤكد أيضا أن كتاب شرح الصدور هو كتاب البرزخ .
رابعا : ولم يذكر حاجي خليفة كتاب البرزخ فِي كشف الظنون عندما أعد كتبه وإنما اكتفى بذكر (شرح الصدور فِي أحوال الموتى والقبور جـ 2/1042) .
وقال : مجلد أوله" الحمد لله الذي أيقظ من شاء من سنة الغفلة . . إلى آخره . ذكر فيه أمور البرزخ من حيث المرض إلى أن ينفخ فِي الصور نافلاً له من الأحاديث والآثار من كتب الحديث محرراً ما وقع من ذلك فِي تذكرة القرطبي بالتنقيح والتخريج مع زوائد جمة .
قلت : ولعل هذا الكتاب سمي بكتاب "البرزخ" أيضا لما أنه (شرح الصدور فِي أحوال الموتى والقبور) يتحدث عن هذا البرزخ كما حرره (كارل بروكلمان) فِي كتابه" تاريخ الأدب العربي" .
خامسا : ومن أبين الأدلة وأقطعها ما ورد فِي هامش المخطوط سنة 972 هـ ، بدار الكتب المصرية فِي صفحته الأولى ما نصه "كتاب البرزخ هو كتاب شرح الصدور" والله أعلم بالصواب .
إثبات أن كتاب (البدور السافرة فِي أمور الآخرة)
جاء ذكره فِي كتاب البرزخ المسمى شرح الصدور فِي أحوال الموتى والقبور .
إنه بالرجوع إلى مقدمة كتاب البرزخ قَالَ ما نصه (وأرجو إن كان فِي الأجل فسحة أن أضم إليه إن شاء الله كتابا فِي أشراط الساعة وآخر فِي أحوال البعث والقيامة وصفة الجنة والنار على وجه الاستيعاب وهو ما تحدث عنه كتاب البدور شافيا . فهذا هو كتاب البدور .(1/71)
ويؤكد ما قلنا أنه فِي مقدمة كتاب البدور قَالَ : فهذا ما تقدم به الوعد فِي خطبة كتاب البزرخ من كتاب شاف فِي علوم الآخرة . . . إلى آخره .والله أعلم .وفيما يلي تصوير لفهرس الكتاب يجسد ما ذكرناه سالفا .
تحديد موضوع الكتاب : البدور السافرة فِي أمور الآخرة
فالكتاب يتحدث عن العلوم الآخرة وأحوال النفخ والبعث وأهوال الموقف والجنة والنار متتبعاً لذلك من الآيات والأحاديث والآثار ورتب على أبواب مرسلة .
والمؤلف رحمه الله تكلم نفسه عن موضوع الكتاب فقال فِي خطبته : فهذا ما تقدم به الوعد من خطبة " كتاب البرزخ" من كتب شاف فِي علوم الآخرة ، جامع مستوعب لأحوال النفخ فِي الصور ، والبعث ، والحشر ، وأحوال الموقف ، والحوض ، والميزان ، والعرض ، والحساب ، والقصاص والصراط ، وصفة جهنم ، وصفة الجنة ، متتبعاً لذلك من الآيات والأحاديث المرفوعة والآثار الموقوفة ، ولها حكم الرفع على ما تقرر فِي علم الحديث ، معتنياً بتفسير كل آية من ذلك ، من كلام النبوة والصحابة وبإيضاح الحديث من كلام الحفاظ المحققين ومتتبع الطرق لإثبات التواتر وسميته" البدور السافرة فِي أحوال الآخرة" جعله الله خالصا لوجهه وموجباً للفوز لديه . آمين وهو حسبنا ونعم الوكيل .وقال صاحب كشف الظنون : وهو مجلد أوله الحمد لله الذي خلق السموات والأرض . . . . ا لخ ذكر فيه أنه أنجز به ما وعد فِي خطبة كتاب البرزخ من كتاب شاف فِي علوم الآخرة مستوعباً لأحوال النفخ والبعث وأهوال الموقف والجنة والنار متتبعا لذلك من الآيات والأحاديث والآثار ورتب على أبواب مرسلة وقرئ عليه فِي مجالس آخرها تاسع جمادي الأولى سنة أربع وثمانين وثمانمائة .
المقارنة بين كتاب البدور السافرة وبين كتاب التذكرة(1/72)
أما كتاب التذكرة فِي أحوال الموتى وأمور الآخرة للإمام القرطبي ، فهو أيضا يتكلم عن ذكر الموت والموتى والحشر والجنة والنار وما شابه ، فقال صاحب كشف الظنون واصفاً عنه : هذا من كتاب الأخبار والآثار وما يتعلق بذكر الموت والموتى والحشر والجنة والنار والفتن والأشراط وبوب أبواباً وجعل عقب كل باب فصلا يذكر فيه ما يحتاج إليه من بيان غريب وإيضاح مشكل وسماه التذكرة بأحوال الموتى وأمور الآخرة كشف الظنون ) 1/390) ط / دار المثنى بيروت .
1- والأمر الأٍساسي الذي يفرق بينهما هو وأن القرطبي رحمه الله أحياناً يعزو الحديث إلى مصدره وأحياناً لا يعزوه بل يذكره استشهاداً على القضايا التي تتكلم فِي أمور الآخرة . وأما السُّيُوطِيّ فإنه :
يذكر عنوان الباب ثم يورد تحته كثيراً من الأحاديث سردا لها ويعزو كل حديث إلى مصادره وكثيرا ما يعزو إلى أكثر من مصدر وكأنه رام الاستيعاب .
2- ولم يهتم السُّيُوطِيّ كثيرا بالاستنباطات الحديثية خلاف القرطبي فإنه يهتم كثيراً بالاستنباطات الحديثية .
المقارنة بين كتابي : شرح الصدور فِي أحوال الموتى والقبور
والبدور السافرة فِي أمور الآخرة
1- كتاب شرح الصدور " البرزخ" أٍسبق فِي التأليف من كتاب البدور السافرة حيث قَالَ السُّيُوطِيّ فِي مقدمة كتابه " البرزخ" وأرجو إن كان فِي الأجل فسحة أن أضم إليه كتاباً إن شاء الله تعالى فِي أشراط الساعة وآخر فِي أحوال البعث والقيامة وصفة الجنة والنار على وجه الاستيعاب أيضا .كما أن السُّيُوطِيّ أشار فِي مقدمة كتابه البدور السافرة أنه قد وعد بتأليف كتاباً فِي وصف الجنة والنار وأحوال البعث والقيامة فِي مقدمة كتابه شرح الصدور فِي أحوال الموتى والقبور .(1/73)
2- كتاب شرح الصدور "البرزخ" كتاب شاف فِي علم البرزخ يتكلم فيه السُّيُوطِيّ عن الموت وفضله وكيفيته وصفه ملك الموت وأعوانه وما يرد على الميت عند الاحتضار وحال الروح بعد مفارقة البدن وصعودها إلى الله تعالى واجتماعها بالأرواح ومقرها بعد ذلك وحال القبر وضمته وفتنته وعذابه وسعته وضيقه وما ينفع فيه مستوعباً شرح كل ذلك من حين يبدأ فِي مرض الموت إلى أن ينفخ فِي الصور ناقلا له من الأحاديث المرفوعة والآثار الموقوفة والمقطوعة متتبعاً لذلك من كتب الحديث معتمدا كلام أئمة الحديث فِي ذلك محررا ما وقع من ذلك فِي تذكرة القرطبي بالتنقيح والتخريج مع زوائد جمة لم تقع فِي كتابه .
3- كتاب البدور السافرة فِي أمور الآخرة قَالَ عنه السُّيُوطِيّ فِي مقدمته كتاب شاف فِي علوم الآخرة جامع مستوعب لأحوال النفخ ، والصور ، والبعث والحشر وأحوال الموقف والحوض والميزان والعرض والحساب والقصاص والصراط وصفة جهنم وصفة الجنة متتبعا ذل ك من الآيات الكريمة والأحاديث المرفوعة وكتاب هذا شأنه جدير بأن يرجع إليه ويعتمد عليه .
4- وبالجملة فكتاب البدور السافرة حلقة مكملة لكتاب شرح الصدور " البرزخ" حيث أن السُّيُوطِيّ بدأ كتاب البدور من حيث انتهى كتاب شرح الصدور " البرزخ" .
5- ومنهج السُّيُوطِيّ فِي الكتابين واحد حيث أنه يذكر الباب ثم يورد تحته ما ورد فيه من آية قرآنية أو أحاديث مرفوعة أو موقوفة وإن كان هناك قول لبعض الأئمة كالقرطبي مثلا يذكره كتفسير للأحاديث والآثار .
6- فِي الكتابين يخرج السُّيُوطِيّ الحديث أو الأثر تخريجا إجماليا ثم يذكره عن النبي صلى الله عليه وسلم أو الصحابي أو التابعي كأن يقول مثلا : " أخرج أحمد والحاكم عن عائشة . . . " لكنه بتخريجه لم يستوعب كل من أخرج الحديث أو الأثر .(1/74)
7- فِي كتاب البدور يهتم السُّيُوطِيّ بسرد الروايات أكثر من اهتمامه بشرحها أو معالجة القضايا التي تتناولها هذه الروايات ، أما فِي كتاب شرح الصدور "البرزخ" فهو يكثر من ذكر الروايات مع اهتمامه الواضح بشرح ومعالجة القضايا التي تناولتها هذه الروايات وعلى هذا فكتاب شرح الصدور "البرزخ" أشبه ما يكون بكتاب التذكرة للقرطبي فِي كيفية العرض بخلاف كتاب البدور السافرة فِي أمور الآخرة .
أمثلة لبعض الملاحظات على الكتاب المطبوع
لقد وجدت أثناء المقارن أخطاء كثيرة وقع فيها محقق الكتاب وخالف فيها كل المخطوطات ، فهذه بعض الطامات التي يبدو منها أن المحقق اعتمد على نسخة غير جيدة أو تصرف فيها تصرف غير سائغ .
منها على سبيل المثال :
1- قَالَ فِي ص 149 باب (41) أخرج ابن حجر ، ولما رجعت إلى المخطوطات وجدت قَالَ ابن حجر .
2- وكذلك قَالَ فِي ص 358 وأخرجه البيهقي : وبمراجعة المخطوطات وجدت : قَالَ البيهقي وإسناده غير قوي .
3- كما أنه قَالَ فِي ص 399 أخرج أبو سعيد فِي " طبقاته" وهو فِي المخطوطات أخرج ابن سعد فِي " طبقاته" .
4- ونفس الالتباس حدث أيضا فِي ص 450 باب 174 .
5- وكذلك قَالَ فِي صفحة 328 وأخرج البيهقي كأن التشبيه ، وفي المخطوطات قَالَ البيهقي : وكاف التشبيه .
6- وأحياناً يحذف لفظ الأبواب ويسرد الحديث سردا بدون فاصل بالباب وهذا يحدث كثيرا مع أنها توجد فِي المخطوطات كلها ، مثلا قَالَ : بعد الحديث الذي ذكره من طريق ابن ماجه بدون ذكر لفظ الباب . وفي المخطوطات كلها : باب أخرج ابن ماجه ، وكذلك أورد الحديث الثاني بدون فاصل بالباب ، مع أنه مفصول بالباب كما جاء فِي المخطوطات باب وأخرج الطبراني .(1/75)
7- وأحياناً يترك أبوابا كاملة مثل ما ترك باب : "وسيق الذين كفروا" وتحته ثلاثة أحاديث 153باب 42 ، قبل باب قوله تعالى ولو ترى إذ وقفوا ، وأيضا بعده ترك مباشرة " باب ولو أن للذين ظلموا ما فِي الأرض" وتحته حديث واحد ص 153 ، وبعده ترك أيضا باب أخرج ابن أبي عاصم فِي السنة وتحته حديث واحد ص 154 .
8- وربما يضع عنوانا لأبواب ما كانت توجد فِي المخطوطات بل هي أحاديث ملحقة بالباب الذي قبله فأفردها ووضع لها عنوانا مثل باب أخرج عبد الرزاق ص 179 . وفي المخطوطات كلها لا يوجد فِي هذا المكان باب مطلقاً بل هو ملحق بالباب الذي قبله وهو " باب السؤال وما يسأل عنه العبد" .
9- كما أنه يصنع بعضا من الأبواب من عنده لما لا يوجد أصلا ومثاله باب عدد الجنان ص 432 مع أنه لم يكن باباً بل الصواب أن السُّيُوطِيّ قَالَ : تقدم حديث أبي موسى فِي باب تجيله تعالى فِي الموقف وفي باب عدد الجنان ثم ذكر حديث أبي هريرة .
10- وأما حصر الأحاديث فيه فإنه لم يحصيها جيدا بحيث إنه ترك عدداً هائلاً من الأحاديث . لهذا وأمثاله عجائب كثيرة تدل على نقائص التحقيق وعيوبه دلالة واضحة وهي ما حررت قدر الطاقة عندما قمت بمقارنة المخطوطات من فضل الله وعونه .فإنه نعم المولى ونعم النصير ، ،
المبحث الثاني : وصف النسخة المعتمدة فِي التحقيق
وصف المخطوطة سنة 884 هجرية
1- هذه المخطوطة موجودة بدار الكتب المصرية تحت عنوان تصوف طلعت برقم 944 ورقم مكيروفيلم 67842.
2- اسم الكتاب على الغلاف : هذا كتاب البدور السافرة فِي أمور الآخرة .
3- اسم المؤلف : جلال الدين السُّيُوطِيّ ت (911هـ)
4- تحتوي هذه النسخة على 255 ورقة والصفحة تحتوي على 23 سطرا تقريبا وكل سطر يحتوي 10-13 كلمة تقريباً .
5- الكلمات مكتوبة بخط واضح جدا .(1/76)
6- أول صفحة فِي المخطوطة مكتوب أعلاها قبل العنوان : "ملك أحقر عبادا لله تعالى محمد بن أحمد بن خفاجي الجيزاوي غفر الله له ولوالديه ولكل المسلمين آمين .
7- في آخر كل صفحة على اليمين يكتب الكلمة التي فِي أول الصفحة اليسرى- وتعتبر هذه النسخة أصلية .
8- في بعض الصفحات يوجد بعض التعليقات بالهامش .
9- يكتب الأبواب والفوائد والكلمة (أخرج) بخط أحمر كبير ويتكلم عن السند ويحكم عليه ويعنون له فِي الهامش بكلمة (فائدة) ويحرص الناسخ على جعل بياض بالحواشي الأربع للورقة .
10- حالة النسخ : نسخت عن نسخة عليها خط المؤلف .
11- في الصفحة الثانية " مقدمة الناسخ" ، بدأ بالبسملة والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ثم قَالَ : قَالَ الشيخ العالم العلامة جلال الدين عبد الرحمن بن سيدنا الشيخ الإمام العالم العلامة كمال الدين أبي بكر السُّيُوطِيّ الشافعي نفعنا الله ببركته ورحم سلفه آمين ثم ذكر " مقدمة السيوطي" وهو بدا الكتاب بباب انقراض الدنيا والنفخ فِي الصور أخرجه ابن جرير فِي تفسيره والطبراني فِي المطولات . . .
خاتمة المخطوطة
قال وقد ذكر ناسخ هذا الكتاب أنه نقله من نسخة نسخت بخط الشيخ عبدا لقادر الشاذلي المؤذن كتبها من نسخة عليها خط مؤلفها شيخنا حافظ العصر والزمان ومجتهد الوقت والأوان جلال الدين أبي الفضل السُّيُوطِيّ الشافعي تغمده الله تعالى برحمته ورضوانه وأسكنه فسيح جناته ونفعنا بعلومه وبركاته وحشرنا فِي زمرته بالإجازة لكاتبها الشيخ الفاضل الصالح شر منت الحنفي عامله الله بلطفه لسماعه جميع هذا الكتاب على مؤلفه فِي مجالس متعددة آخرها جمادي الأول سنة أربع وثمانين وثمان مائة غفر الله لكاتبها ولقارئيها ولسامعيها وجميع المسلمين ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين عدد ذكر الذاكرين وسهو الغافلين آمين آمين أمين .
كاتب المخطوطة(1/77)
الشيخ الفاضل الصالح شرمنت الحنفي .
وفي الهامش : شرمنت كان جندياً ساكن بدرب الحجر عند قناطر السباع .
وفيما يلي صورة من واقع الأصل لأول ثلاث ورقات وآخر ثلاث ورقات تجسد
ما ذكرناه سالفاً من وصف للمخطوط .
أسباب اختيار المخطوطة
1) أنها كاملة غير ناقصة .
2) آخر ما قرئ على المؤلف هذا الكتاب هو سنة 884هـ ولم أجد غيرها من النسخ لهذا الكتاب ما قرئ على المصنف فِي هذه السنة ولعل هذه النسخة هي التي قرئت على المؤلف – كما أبان عنه حاجي خليفة فِي "كشف الظنون" قائلاً : وقرئ عليه فِي مجالس آخرها تاسع جمادي الأولى سنة أربع وثمانين وثمانمائة والله أعلم بالصواب .
3) أقرب النسخ إلى زمن المؤلف
4) مطابقة مع معظم المخطوطات الكاملة .
5) هذه النسخة منسوخة من نسخة الشيخ/ عبدا لقادر الشاذلي من نسخة عليها خط مؤلفها بالإجازة لكاتبها الشيخ/ شرمنت الحنفي .
6) منسوخة بخط جيد وواضح تماماً وبها بعض التعليقات بالهامش . والله اعلم بالصواب .
وصف المخطوطة سنة 972هجرية
1) هذه المخطوطة موجودة فِي دارا لكتب المصرية فِي قاعة المخطوطات .
2) الرقم : 23191 ب ورقم الميكروفيلم 21066
3) العنوان على الغلاف : البدور السافرة فِي أحوال الآخرة .
4) المؤلف الموثق : عبد الرحمن بن أبي بكر بن سابق الدين الجلالي السُّيُوطِيّ جلال الدين أبو الفضل الخضيري السُّيُوطِيّ .
5) تاريخ الوفاة : 911 هـ
6) مقاس الأوراق : 27 × 18 .
7) عدد الأسطر : 29
8) عدد الأوراق : 163 وَرَقَةً .
9) نوع الخط : نسخ .
10) لون المداد فِي العنوان : اسود
11) لون المداد فِي المحتوى : أسود ولكن الأبواب والفوائد والكلمة (أخرج) مكتوبة بالخط الأحمر الكبير فِي آخر كل صفحة على اليمين يكتب الكلمة التي فِي أول الصفحة اليسرى وتعتبر هذه النسخة أصلية ، ويحرص الناسخ على جعل بياض فِي الحواشي الأربع للورقة .
12) المؤلف أحياناً يتكلم عن السند ويحكم عليه .
13) في كل ورقة صفحتان .(1/78)
14) حالة الصفحة : بها آثار ترميم واكل أرضه وبقع ومفككة .
15) اسم الناسخ : غير معلوم .
16) فاتحة المخطوطة : بعد البسملة ، الحمد لله الذي خلق السموات والأرض وبعد فهذا ما تقدم الوعد به من كتاب شاف فِي علوم الآخرة : باب انقراض الدنيا والنفخ فِي الصور .
17) خاتمة المخطوطة : حديث "من أماط أذى من طريق المسلمين كتب له حسنة ومن تقبلت منه حسنة دخل الجنة" . قيل فِي آخر النسخة : وكان الفراغ من كتابته يوم الجمعة المبارك قبل صلاة الظهر ثالث شهر الله الحرام الذي هو افتتاح عام اثنين وسبعين وتسعمائة وحسبنا الله ونعم الوكيل .
18) لا يوجد ما يدل على تملكات أوسماعات أو توقيفات أو إجازات .
19) سنة النسخة : 972هـ .
أَسْبَابُ اخْتِيَارِ الْمَخْطُوطِ
- أَنَّهَا كَامِلَةٌ مُطَابِقَةٌ مَعَ مُعْظَمِ الْمَخْطُوطَاتِ الْكَامِلَةِ .
- أَقْرَبُ النُّسَخِ إِلَى زَمَنِ الْمُؤَلِّفِ بَعْدَ الأُولَى .
- مَنْسُوخَةٌ بِخَطٍّ جَيِّدٍ وَاضِحٍ تَمَامَاً .
- يَظْهَرُ عَلَيْهَا آثَارُ أَخْتَامٍ فِي أَوَّلِهَا وَآخِرِهَا .
- يُوجَدُ بِهَا بَعْضُ التَّعْلِيقَاتِ فِي الْهَامِشِ .
وَصْفُ الْمَخْطُوطَةِ سَنَةَ 1078هِجْرِيَّةِ ( السُّعُودِيَّةِ )
1- مَوْجُودَةٌ بِمُجَمَّعِ الْمَلِكِ فَهْدٍ بِالرِّيَاضِ بِرَقْمِ 1515 مَيَكْرُوفِيلَمٍ .
2- كَامِلَةٌ لَيْسَ فِيهَا نَقْصٌ ، وَمَنْسُوخَةٌ بِخَطٍّ جَيِّدٍ وَمُقَابَلَةٌ .
3- عَدَدُ الأَوْرَاقِ : 173 وَرَقَةً .
4- عَدَدُ الصَّفَحَاتِ : 346 صَفْحَةً ، فِي كُلِّ وَرَقَةٍ صَفْحَتَانِ .
5- عَدَدُ السُّطُورِ : 21 سَطْرَاً .
6- عَدَدُ الْكَلِمَاتِ مِنْ 14-15 كَلِمَةً فِي السَّطْرِ الْوَاحِدِ .
7- فِي نِهَايَةِ كُلِّ صَفْحَةٍ يُمْنَى يَحْرِصُ النَّاسِخُ عَلَى كِتَابَةِ الْكَلِمَةِ الأُولَى فِي الصَّفْحَةِ الْيُسْرَى الْمُقَابِلَةِ .
8- مَقَاسُ الْوَرَقَةِ : 19×29 .(1/79)
9- الْخَطُّ الَّذِي نُسِخَتْ بِهِ : نَسْخٌ .
10- التَّارِيْخُ الَّذِي نُسِخَتْ فِيهِ : غَيْرُ مَعْرُوفٍ .
11- النَّاسِخُ : هُوَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ الصَّوَّا .
12- التملكات : مكتوب فِي أول صفحة بجوار العنوان مما من الله على عبده الحقير عبد الملك بن علي الشامي عامله الله بلطفه بمدينة أدرنة سنة ثمان وسبعين ألف .
13- يكتب الناسخ كلمة أخرى وباب والعنوان بخط كبير .
14- العنوان كتاب البدور السافرة فِي أمور الآخرة تأليف الشيخ جلال الدين السُّيُوطِيّ .
15- فِي الصفحة الأولى بعد البسملة الحمد الله . . . . المقدمة .
16- فِي بعض الصفحات توجد تعليقات وشروح للكلمات الغامضة فِي الهامش .
17- وَصْفُ آخِرِ صَفْحَةٍ حَدِيثُ " مَنْ أَخْرَجَ مِنْ طَرِيقِ الْمُسْلِمِينَ شَيْئَاً ..." .
ملحوظة : فيما يلي صورة من واقع الأصل الأول ثلاث ورقات وآخر ثلاث ورقات تجسد ما ذكرناه سالفاً من وصف للمخطوط .
أَسْبَابُ اخْتِيَارِ الْمَخْطُوطِةِ
- أَنَّهَا كَامِلَةٌ مُطَابِقَةٌ مَعَ مُعْظَمِ الْمَخْطُوطَاتِ الْكَامِلَةِ .
- مَنْسُوخَةٌ بِخَطٍّ جَيِّدٍ وَوَاضِحٍ .
- بِهَا تَعْلِيقَاتٌ عَلَى الْهَامِشِ .
- عَلَيْهَا آثَارُ أَخْتَامٍ .
الْمَبْحَثُ الثَّالِثُ : ثَبَتُ النُّسَخِ
وَفِيهِ أُثْبِتُ كُلَّ السَّمَاعَاتِ وَالإِجَازَاتِ الْمُثَبِّتَةِ ، فِي الْكِتَابِ الْمَخْطُوطِ وَآخِرِهِ بِتَارِيْخِهَا .
وَسَوْفُ نُورِدُ لِكُلِّ مَخْطُوطَةٍ صُورَةَ الْعُنْوَانِ ، وَأَوَّلَ صَفْحَةٍ ، وَآخَرَ صَفْحَةٍ .(1/80)
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 31 }
وَأَخْرَجَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ : الضَّرِيعُ : الْحِجَارَةُ .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الأَثَرِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ ابْنُ أَبِى حَاتِمٍ فِي ( تَفْسِيْرِهِ ج10/ص3421/19262) عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَوْلُهُ { إلاَّ مِنْ ضَرِيعٍ } قال : مِنْ حِجَارَةٍ .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ ابْنُ جَرِيرٍ ( تَفْسِيْرُ الطَّبَرِيِّ ج30/ص162) قَالَ : ثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ قَالَ : ثَنَا ابْنُ يَمَانٍ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ سَعِيدِ فِي قَوْلِهِ { لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إلاَّ مِنْ ضَرِيعٍ } قال : الْحِجَارَةُ . وأَخْرَجَهُ أبُو نُعَيْمٍ فِي ( الْحِلْيَةِ ج4/ص288) قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ بْنُ قُتَيْبَةَ ثَنَا يَزِيدُ بْنُ خَالِدٍ ثَنَا يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ ثَنَا أَشْعَثُ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ سَعِيدٍ فِي قَوْله تَعَالَى { كَلا إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ } قَالَ : تَحْتَ خَدِّ إِبْلِيسَ , وَعَنْ سَعِيدٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى { إلاَّ مِنْ ضَرِيعٍ } قَالَ : مِنْ حِجَارَةٍ .
هَذَا الْحَدِيثُ مَدَارُهُ عَلَي يَحْيَى بْنِ يَمَانٍ عَنْ أَشْعَثَ ، لَكَنْ سَقَطَ ذِكْرُ أَشْعَثَ مِنْ إِسْنَادِ الطَّبَرِيِّ ، لأَنَّهُ بِالاسْتِقْرَاءِ نَجِدُ أَنَّ هَذَا الإِسْنَادَ مَحْفُوظٌ بِذِكْرِ أَشْعَثَ بَيْنَ يَحْيَي وَسَعِيدٍ .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الأَثَرِ(1/1)
1- مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاءِ أَبُو كُرَيْبٍ (1) مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاءِ بْنِ كُرَيْبٍ الْهَمْدَانِيُّ أَبُو كُرَيْبٍ الْكُوفِيُّ الْحَافِظُ , أَحَدُ الأَثْبَاتِ الْمُكْثِرِينَ . رَوَى عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ إِدْرِيسَ ، وَحَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ ، وَأَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ ، وَهُشَيْمٍ وَمُعَاوِيَةَ بْنِ هِشَامٍ ، وَخَلْقٌ . رَوَى عَنْهُ الْجَمَاعَةُ ، وَيَحْيَى بْنُ يَمَانٍ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : مَشْهُورٌ بِكُنْيَتِهِ ثِقَةٌ حَافِظٌ مِنَ الْعَاشِرَةِ مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَهُوَ ابْنُ سَبْعٍ وَثَمَانِينَ سَنَةً الْكُتُبُ السِّتَّةُ . مَرْتَبَتُهُ : الأولى تَعْدِيلاً .
2- يَحْيَى بْنُ الْيَمَانِ (2) يَحْيَى بْنُ الْيَمَانِ الْعِجْلِيُّ ، أبُو زَكَرِيَّا الْكُوفِيُّ . رَوَى عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ ، وَأَشْعَثَ الْقُمِّيِّ . رَوَى عَنْهُ قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، وَأَبُو كُرَيْبٍ . رُبَّمَا أَخْطَأَ وَكَانَ مُتَقَشِّفَاً . قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ : سَمِعْتُ عَبْدَانَ سَمِعْتُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُمَيْرٍ يَقُولُ : ابْنُ يَمَانٍ سَرِيعُ النِّسْيَانِ ، وَحَدِيثُهُ خَطَأٌ عَنِ الثَّوْرِيِّ . وَقَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ : ضَعِيفُ الْحَدِيثِ . وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ : وَكَانَ كَثِيْرَ الْحَدِيثِ كَثِيْرَ الْغَلَطِ لا يُحْتَجُّ بِهِ إِذَا خُولِفَ . وَقَالَ الذهبي فِي تَارِيْخِهِ : قَالَ أَحْمَدُ : لَيْسَ بِحُجَّةٍ . وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ : هُوَ صَدُوقٌ فَلَجَ فَتَغَيَّرَ حِفْظُهُ . وَقَالَ ــــــــــ
((1/2)
1) تَرْجَمَةُ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَلاءِ أبِي كُرَيْبٍ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج1/ص205/644) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج8/ص52/239) ، الثِّقَاتُ (ج9/ص105/15435) ، مولد العلماء ووفياتهم (ج2/ص544) ، رِجَالُ مُسْلِمٍ (ج2/ص197/1490) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج34/ص225) ، تَذْكِرَةُ الْحُفَّاظِ (ج2/ص497/512) ، الْمُقْتَنَى فِي سَرْدِ الْكُنَى (ج2/ص31/5206) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص208/5100) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج9/ص342) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص500/6204) ، خُلاصَةُ تَذْهِيبِ تَهْذِيبِ الْكَمَالِ (ج1/ص355) .
(2) تَرْجَمَةُ يَحْيَي بْنِ الْيَمَانِ : طبقات ابْنِ سَعْدٍ (ج6/ص391) ، التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج8/ص313/3142) ، الضُّعَفَاءُ لِلنَّسَائِيِّ (ج1/ص108/632) الثِّقَاتُ (ج9/ص255/16293) ، الْكَامِلُ فِي الضُّعَفَاءِ (ج7/ص235/2137) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج34/ص484) ، تَارِيْخُ الإِسْلامِ (ج12/ص461) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص598/7679) .
يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ : أَرْجُو أَنْ يَكُونَ صَدُوقَاً . وَقَالَ مرةً : لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ ، وَقَالَ مَرَّةً : ضَعِيفٌ . وَقَالَ النَّسَائِيُّ : ليس بالقوي . وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُمَيْرٍ : كَانَ سَرِيعَ الْحِفْظِ سَرِيعَ النِّسْيَانِ . وَقَالَ يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ : وَإِنَّمَا أَنْكَرُوا عَلَيْهِ كَثْرَةَ الْغَلَطِ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ الْعِجْلِيُّ الْكُوفِيُّ صَدُوقٌ عَابِدٌ يُخْطِئُ كَثِيْرَاً وَقَدْ تَغَيَّرَ مِنْ كِبَارِ التَّاسِعَةِ ، مَاتَ 189 البخارى فِى الأدب المفرد ومسلم والأربعة . مَرْتَبَتُهُ : الرَّابِعَةُ تَعْدِيلاً .(1/3)
3- أَشْعَثُ بْنُ إِسْحَاقَ (1) أَشْعَثُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ الأَشْعَرِيُّ الْقُمِّيُّ . رَوَى عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ ، وَجَعْفَرِ بْنِ الْمُغِيْرَةِ ، وَغَيْرِهِمَا . وَعَنْهُ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ سَعْدٍ الدَّشْتَكِيُّ ، وَيَحْيَى بْنُ يَمَانٍ . قَالَ أَحْمَد : صَالِحُ الْحَدِيثِ . وَقَالَ ابْنُ أَبِي خيثمة عن ابْن معين : ثِقَةٌ . وَقَالَ النَّسَائِيُّ فِي التَّمْيِيزِ : ثِقَةٌ . وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الطَّبَقَةِ الرَّابِعَةِ مِنَ الثِّقَاتِ . وَقَالَ الْبَزَّارُ : رَوَى أَحَادِيثَ لَمْ يُتَابَعْ عَلَيْهَا وَقَدْ احْتُمِلَ حَدِيثُهُ . قَالَ ابْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ : ثِقَةٌ مَشْهُورٌ . رَوَى لَهُ النَّسَائِيُّ هَذَا الْحَدِيثَ الْوَاحِدَ وَهُوَ مَنْ قَتَلَ نَفْسَاً مُعَاهَدَةً . وذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ وصحح حديثه هو والحاكم . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : صَدُوقٌ مِنَ السَّابِعَةِ تَمْيِيزٌ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّالِثَةُ تَعْدِيلاً .
4- جَعْفَرُ بْنُ الْمُغِيْرَةِ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 13 ] . صَدُوقٌ يَهِمُ .
5- سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 13 ] .
رَابِعَاً : الْحُكْمُ عَلَى إِسْنَادِ الأَثَرِ
هَذَا الأَثَرُ إِسْنَادُهُ حَسَنٌ ، لأَنَّ رُوَاتَهُ كُلُّهُمْ صَدُوقُونَ ، إِلاَّ سَعِيدُ بْنَ جَبِيْرٍ وَأَبَا كُرَيْبٍ ، فَثِقَتَانِ .
ـــــــــــــــ
((1/4)
1) تَرْجَمَةُ أَشْعَثَ بْنِ إِسْحَاقَ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج1/ص428/1377) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج2/ص269/973) ، الثِّقَاتُ (ج8/ص128/12567) ، تاريخ أسماء الثِّقَاتُ (ج1/ص55/167) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج3/ص259/521) ، تَارِيْخُ الإِسْلامِ (ج8/ص63/4) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص296/804) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص306/640) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص112/521) .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 32 }(1/5)
وَأَخْرَجَ التِّرْمِذِيُّ وَالْبَيْهَقِيُّ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « يُلْقَى على أَهْلِ النَّارِ الْجُوعُ ، فَيَعْدِلُ(1) مَا هُمْ فِيهِ مِنَ الْعِقَابِ ، فَيَسْتَغِيثُونَ بِالطَّعَامِ ، فَيُغَاثُونَ بِطَعَامٍ ذِي غُصَّةٍ ، فَيَذْكُرُونَ أَنَّهُمْ كَانُوا يُجِيزُونَ الْغَصَصَ فِي الدُّنْيَا بِالشَّرَابِ ، فَيُرْفَعُ إِلَيْهِمْ الْحَمِيمُ بِكَلالِيبِ الْحَدِيدِ ، فَإِذَا دَنَتْ مِنْ وُجُوهِهِمْ شَوِيَتْ وُجُوهَهُمْ ، فَإِذَا دَخَلَتْ بُطُونَهُمْ قَطَّعَتْ ما فِي بُطُونِهِمْ ، فَيَقُولُونَ : ادْعُوا خَزَنَةَ جَهَنَّمَ ، فَيَقُولُونَ { أَلَمْ (2) تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ } ، قَالُوا : بَلَى ، { قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إلاَّ فِي ضَلالٍ } ، قَالَ : فَيَقُولُونَ ادْعُوا مَالِكَاً ، فَيَقُولُونَ لَهُ : { يا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ } ، فَيُجِيبُهُمْ : { إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ } ، قَالَ الأَعْمَشُ : نُبِّئْتُ أَنَّ بَيْنَ دُعَائِهِمْ وَبَيْنَ إِجَابَةِ مَالِكٍ إِيَّاهُمْ أَلْفَ عَامٍ ، فَيَقُولُونَ : ادْعُوا رَبَّكُمْ ، فَلا أَحَدَ خَيْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ ، فَيَقُولُونَ { رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمَاً ضَالِّينَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ } ، فَيُجِيبُهُمْ : { اخْسَؤُوا فِيهَا ولا تُكَلِّمُونِ } ، فَعِنْدَ ذَلِكَ يَئِسُوا مِنْ كُلِّ خَيْرٍ ، وَعِنْدَ ذَلِكَ يَأْخُذُونَ فِي الزَّفِيرِ وَالْحَسْرَةِ وَالْوَيْلِ » .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ(1/6)
أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ فِي ( سُنَنِهِ /كِتَابُ صِفَةِ جَهَنَّمَ ، بَابُ مَا جَاءَ فِي صِفَةِ طِعَامِ أَهْلِ النَّارِ ج4/707/2586) قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَخْبَرَنَا عَاصِمُ بْنُ يُوسُفَ ثَنَا قُطْبَةُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ شِمْرِ بْنِ عَطِيَّةَ عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « يُلْقَى على أَهْلِ النَّارِ الْجُوعُ ، فَيَعْدِلُ ما هُمْ فيه من الْعَذَابِ ، فَيَسْتَغِيثُونَ ، فَيُغَاثُونَ بِطَعَامٍ من ضَرِيعٍ ، لا يُسْمِنُ وَلا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ فَيَسْتَغِيثُونَ بِالطَّعَامِ فَيُغَاثُونَ بِطَعَامٍ ذِي غُصَّةٍ فَيَذْكُرُونَ أَنَّهُمْ كَانُوا يُجِيزُونَ الْغَصَصَ فِي الدُّنْيَا بِالشَّرَابِ فَيَسْتَغِيثُونَ بِالشَّرَابِ ، فَيُرْفَعُ إِلَيْهِمْ الْحَمِيمُ بِكَلالِيبِ الْحَدِيدِ ، فَإِذَا دَنَتْ مِنْ وُجُوهِهِمْ شَوَتْ وُجُوهَهُمْ ، فَإِذَا دَخَلَتْ بُطُونَهُمْ قَطَّعَتْ ما فِي بُطُونِهِمْ ، فَيَقُولُونَ : ادْعُوا خَزَنَةَ جَهَنَّمَ ، فَيَقُولُونَ { أَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ } ، قَالُوا : بَلَى ، { قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إلاَّ فِي ضَلالٍ } ، قَالَ : فَيَقُولُونَ ادْعُوا مَالِكَاً ، فَيَقُولُونَ : { يا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ } ، قَالَ : فَيُجِيبُهُمْ : { إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ } ، قَالَ الأَعْمَشُ : نُبِّئْتُ أَنَّ بين دُعَائِهِمْ وَبَيْنَ إِجَابَةِ مَالِكٍ إِيَّاهُمْ أَلْفَ عَامٍ ، قَالَ : فَيَقُولُونَ : ادْعُوا رَبَّكُمْ ، فَلا أَحَدَ خَيْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ ، فَيَقُولُونَ { رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمَاً ضَالِّينَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا(1/7)
فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ } ، قَالَ : فَيُجِيبُهُمْ : { اخْسَئُوا فِيهَا ولا تُكَلِّمُونِ } ، قَالَ : فَعِنْدَ ذَلِكَ يَئِسُوا مِنْ كُلِّ خَيْرٍ ، وَعِنْدَ ذَلِكَ يَأْخُذُونَ فِي الزَّفِيرِ وَالْحَسْرَةِ وَالْوَيْلِ » . قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ : وَالنَّاسُ لا يَرْفَعُونَ هَذَا الْحَدِيثَ .
قَالَ أبُو عِيسَى : إنَّمَا نَعْرِفُ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ شِمْرِ بْنِ عَطِيَّةَ عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ عن أَبِي الدَّرْدَاءِ قَوْلَهُ ، وَلَيْسَ بِمَرْفُوعٍ ، وَقُطْبَةُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ هُوَ ثِقَةٌ عِنْدَ أَهْلِ الْحَدِيثِ .
وأَخْرَجَهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي ( الْبَعْثِ وَالنُّشُورِ ج1/ص291/ح600) مِنْ طَرِيقِ عَاصِمِ بْنِ يُوسُفَ التَّيْمِيِّ عَنْ قُطْبَةَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بِمِثْلِهِ مَرْفُوعَاً . وَرَوَاهُ الطَّبَرِيُّ فِي ( تَفْسِيْرِهِ ج18/ص59) مِنْ حَدِيثِ شَرِيكٍ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ بِهِ مَوْقُوفَاً ، وَفِيهِ : إِنَّ بَيْنَ دُعَائِهِمِ وَإِجَابَةِ مَالِكٍ إِيَّاهُمْ أَلْفَ عَامٍ مِنْ كَلامِ أَبِي الدَّرْدَاءِ .
ــــــــــ
(1) فِي الْمَخْطُوطَاتِ الثَّلاثَةِ ( حى يعدل ) .
(2) فِي الْمَخْطُوطَةِ " أ " ( ألم ) بدلاً من ( أولم ) .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ ابْنُ أَبِى شَيْبَةَ (ج7/ص49/34129) فَقَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ وَسَاقَهُ مَوْقُوفَاً .(1/8)
وأَخْرَجَهُ ابْنُ أَبِى الدُّنْيَا فِي ( صِفَةِ النَّارِ ج1/ص65/84 ) مِنْ طَرِيقِ جَرِيرٍ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ بِهِ مَوْقُوفَاً بِلَفْظِ يُرْسَلُ بَدَلاً مِنْ يُلْقَى .
هَذَا الْحَدِيثُ مَدَارُهُ عَلَى الأَعْمَشِ ، رَوَاهُ عَنْهُ مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ ، وَشَرِيكٌ ، وَجَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ ثلاثتهم موقوفاَ ، وَرَوَاهُ عَنْهُ قُطْبَةُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَرَفَعَهُ . وَفِي رِوَايَةِ الطَّبَرِيِّ وَابْنِ أَبِى شَيْبَةَ وَابْنِ أَبِى الدُّنْيَا تَابَعَ شِمْرَ بْنَ عَطِيَّةَ : عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ ، فَرَوَاهُ عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ(1/9)
1- مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ (1) مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ بْنِ جَرِيرٍ الضَّبِّيُّ مَوْلاهُمْ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْكُوفِيُّ . رَوَى عَنْ إِبْرَاهِيمَ الْهَجَرِيِّ ، وَسَالِمِ بْنِ أَبِي حَفْصَةَ ، وَالأَعْمَشِ . رَوَى عَنْهُ إبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ ، وسفيان الثوري وهو أكبر منه وأَحْمَد وابن راهويه وابنا أَبِي شيبة وخلق . قَالَ حَرْبُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ : كَانَ يَتَشَيَّعُ وَكَانَ حَسَنَ الْحَدِيثِ . وَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ عَنْ يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ : ثِقَةٌ . وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ : صَدُوقٌ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ : شَيْخُ . وَقَالَ أبُو دَاوُدَ : كَانَ شِيعِيَّاً مُحْتَرِقَاً . وَقَالَ النَّسَائِيُّ : لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ . وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي كِتَابِ الثِّقَاتِ وَقَالَ : كَانَ يَغْلُو فِي التَّشَيُّعِ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : صَدُوقٌ عَارِفٌ رُمِيَ بِالتَّشَيُّعِ مِنَ التَّاسِعَةِ مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِينَ الْكُتُبُ السِّتَّةُ . مَرْتَبَتُهُ : الرَّابِعَةُ تَعْدِيلاً .
2- سُلَيْمَانُ بْنُ مِهْرَانَ ثِقَةٌ حَافِظٌ عَارِفٌ بِالْقِرَاءاتِ لَكِنَّهُ يُدَلِّسُ . سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 7 ] .(1/10)
3- عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ (2) عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ طَارِقٍ الْجَمَلِيُّ الْمُرَادِيُّ أَبُو عَبْدِ اللهِ الْكُوفِيُّ الأَعْمَى . رَوَى عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى ، وَأَبِي وَائِلٍ ، وَمُرَّةَ الطَّيِّبِ ، وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى وَعَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ النَّجْرَانِيِّ ، وَإِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ ، وَعِدَّةٍ . رَوَى عَنْهُ ابْنُهُ عَبْدُ اللهِ ، وَأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ ، وَالأَعْمَشُ ، وَالأَوْزَاعِيُّ وَغَيْرُهُمْ . زَكَّاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ . وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ : ثِقَةٌ . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ : صَدُوقٌ ثِقَةٌ كَانَ يَرَى الإِرْجَاءَ . وَقَالَ حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ : مَا سَمِعْتُ الأَعْمَشَ يُثْنِي عَلَى أَحَدٍ إِلاَّ عَلَى عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ ، فَإِنَّهُ كَانَ يَقُولُ : كَانَ مَأْمُونَاً عَلَى مَا عِنْدَهُ . وَقَالَ مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ عَنْ شُعْبَةَ : مَا رَأَيْتُ أَحَدَاً مِنْ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ إِلاَّ يُدَلِّسُ إِلاَّ ابْنَ عَوْنٍ ، وَعَمْرَو بْنَ مُرَّةَ . قَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ عَابِدٌ كَانَ لا يُدَلِّسُ ، وَرُمِيَ بِالإِرْجَاءِ مِنَ الْخَامِسَةِ مَاتَ سَنَةَ ثَمَانِي عَشَرَةَ وَمِائَةٍ ، وَقِيلَ قَبْلَهَا الْكُتُبُ السِّتَّةُ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيلاً .
ــــــــــــــــ
((1/11)
1) تَرْجَمَةُ مُحَمَّدِ بْنِ فُضَيْلٍ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج1/ص207/652) ، مَعْرِفَةُ الثِّقَاتِ (ج2/ص250/1635)، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج8/ص57) ، رِجَالُ صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ (ج2/ص674/1089) ، التَّعْدِيلُ وَالتَّجْرِيْحُ (ج2/ص674) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج26/ص293/5548) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص211/5115) ، الْمُغْنِي فِي الضُّعَفَاءِ (ج2/ص624/5907) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج12/ص330) ، لِسَانُ الْمِيزَانِ (ج7/ص372/4712) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص502/6227) ، طبقات الحفاظ (ج1/ص136/281) .
(2) تَرْجَمَةُ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ : تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج22/ص232/4448) ، الإكمال لرجال أَحْمَد (ج1/ص600/1369) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص88/4229) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج8/ص89/ 163) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص426/ 5112) ، خُلاصَةُ تَذْهِيبِ تَهْذِيبِ الْكَمَالِ (ج1/ص293) .
4- شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ (1) شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ الأَشْعَرِيُّ أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ بْنِ السَّكَنِ . رَوَى عَنْ مَوْلاتِهِ أَسْمَاءَ ، وَأُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ ، وَعَائِشَةَ ، وَأُمِّ الدَّرْدَاءِ الصُّغْرَى ، وَجَمَاعَةٍ . وَعَنْهُ عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ بِهْرَامَ ، وَقَتَادَةُ ، وَلَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ ، وَعَاصِمُ بْنُ بَهْدَلَةَ ، وَشِمْرُ بْنُ عَطِيَّةَ ، وَجَمَاعَةٌ .(1/12)
قِيلَ لابْنِ الْمَدِينِيِّ تَرْضَى حَدِيثَ شَهْرٍ ، فَقَالَ : أَنَا أُحَدِّثُ عَنْهُ ، وَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ يُحَدِّثُ عَنْهُ ، وَأَنَا لا أَدَعُ حَدِيثَ الرَّجُلِ إِلاَّ أَنْ يَجْتَمَعَ يَحْيَى وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ عَلَى تَرْكِهِ . وَقَالَ حَنْبَلٌ عَنْ أَحْمَدَ : لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ . وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ : ثِقَةٌ . وَقَالَ الْعِجْلِيُّ : شَامِيٌّ تَابِعِيٌّ ثِقَةٌ . وَقَالَ أبُو بَكْرٍ الْبَزَّارُ : لا نَعْلَمُ أَحَدَاً تَرَكَ الرِّوَايَةَ عَنْهُ غَيْرَ شُعْبَةَ . وَقَالَ السَّاجِيُّ : فِيهِ ضَعْفٌ ، وَلَيْسَ بِالْحَافِظِ ، وَكَانَ شُعْبَةُ يَشْهَدُ عَلَيْهِ أَنَّه رَافَقَ رَجُلاً مِنَ أَهْلِ الشَّامِ فَخَانَهُ . وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ : كَانَ مِمَّنْ يَرْوِي عَنِ الثِّقَاتِ الْمُعْضَلاتِ وَعَنِ الأَثْبَاتِ الْمَقْلُوبَاتِ . وَقَالَ الْحَاكِمُ أَبُو أَحْمَدَ : لَيْسَ بِالْقَوِيِّ عِنْدَهُمْ . وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ : وَعَامَّةُ مَا يَرْوِيهِ شَهْرٌ مِنَ الْحَدِيثِ فِيهِ مِنَ الإِنْكَارِ مَا فِيهِ وَشَهْرٌ لَيْسَ بِالْقَوِيِّ فِي الْحَدِيثِ ، وَهُوَ مِمَّنْ لا يُحْتَجُّ بِحَدِيثِهِ ، وَلا يُتَدَيَّنُ بِهِ . وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ : يُخَرَّجُ حَدِيثُهُ . وَقَالَ الْبَيْهَقِيُّ : ضَعِيفٌ . وَقَالَ ابْنُ حَزْمٍ : سَاقِطٌ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : صَدُوقٌ كَثِيْرُ الإِرْسَالِ وَالأَوْهَامِ مِنَ الثَّالِثَةِ , مَاتَ سَنَةَ اثْنَتْيَ عَشَرَةَ وَمِئَةٍ الْبُخَارِىُّ فِى الأَدَبِ الْمُفْرَدِ وَمُسْلِمٌ وَالأَرْبَعَةُ . مَرْتَبَتُهُ : الرَّابِعَةُ تَعْدِيلاً .(1/13)
5- أُمُّ الدَّرْدَاءِ (2) زَوْجُ أَبِي الدَّرْدَاءِ اسْمُهَا هُجَيْمَةُ ، وَيُقَالُ جُهَيْمَةُ بِنْتُ حيي الأَوْصَابِيَّةُ الدِّمَشْقِيَّةُ . رَوَتْ عَنْ زَوْجِهَا ، وَسَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ ، وَفَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ . وَعَنْهَا جُبَيْرُ بْنُ نُفَيْرٍ وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْهَا ، وَابْنُ أَخِيهَا مَهْدِيُّ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، وَزَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ ، وَشَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ ، وَعِدَّةٌ . ذَكَرَهَا ابْنُ سُمَيْعٍ فِي الطَّبَقَةِ الثَّانِيَةِ مِنْ تَابِعِي أَهْلِ الشَّامِ ، كَانَتْ فَقِيهَةً عَالِمَةً عَابِدَةً مَلِيحَةً جَمِيلَةً وَاسِعَةَ الْعِلْمِ وَافِرَةَ الْعَقْلِ ، رَوَتْ الْكَثِيْرَ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ .
وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : زَوْجُ أَبِي الدَّرْدَاءِ اسْمُهَا هُجَيْمَةُ ، وَقِيلَ جُهَيْمَةُ الأَوْصَابِيَّةُ الدِّمَشْقِيَّةُ ، وَهِيَ الصُّغْرَى ، وَأَمَّا الْكُبْرَى فَاسْمُهَا خَيْرَةُ ، وَلا رِوَايَةَ لَهَا فِي هَذِهِ الْكُتُبِ ، وَالصُّغْرَى ثِقَةٌ فَقِيهَةٌ مِنَ الثَّالِثَةِ مَاتَتْ سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِينَ الْكُتُبُ السِّتَّةُ . مَرْتَبَتُهَا : الثَّالِثَةُ تَعْدِيلاً .(1/14)
6- أبُو الْدَرْدَاءِ (3) عُوَيْمِرُ بْنُ مَالِكِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبِ بْنِ الْخَزْرَجِ الأَنْصَارِيُّ أَبُو الدَّرْدَاءِ الْخَزْرَجِيُّ . رَوَى عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، وَعَنْ عَائِشَةَ ، وَزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ . رَوَى عَنْهُ ابْنُهُ بِلالٌ ، وَأُمُّ الدَّرْدَاءِ ، وَفَضَالَةُ بْنُ عُبَيْدٍ ، وَسَعِيدُ بْنُ الْمُسَبَّبِ ، وَخَلْقٌ . أَسْلَمَ يَوْمَ بَدْرٍ ، وَشَهِدَ أُحَدَاً ، وَأَبْلَى فِيهَا ، وَمَنَاقِبُهُ وَفَضَائِلُهُ مشهورةٌ . قَالَ أَبُو مُسْهِرٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ : مَاتَ أَبُو الدَّرْدَاءِ وَكَعْبُ الأَحْبَارِ لِسَنَتَيْنِ بَقِيَتَا مِنْ خِلافَةِ عُثْمَانَ . رَوَى لَهُ الْجَمَاعَةُ .
ــــــــــــــ
(1) تَرْجَمَةُ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ : طَبَقَاتُ ابْنِ سَعْدٍ (ج7/ص449) ، التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج4/ص258/2730) ، مَعْرِفَةُ الثِّقَاتِ (ج1/ص461/741) ، الضُّعَفَاءُ لِلنَّسَائِيِّ (ج1/ص56/294) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج4/ص382/1668) ، الْمَجْرُوحِينَ (ج1/ص361/476) ، الْكَامِلُ فِي الضُّعَفَاءِ (ج4/ص39) ، الضُّعَفَاءُ وَالْمَتْرُوكِينَ لابْنِ الْجَوْزِيِّ (ج2/ص43/1644) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص490/2314) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج4/ص324/635) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص269/2830).
(2) تَرْجَمَةُ أمِّ الدَّرْدَاءِ : الأَسَامِي وَالْكُنَى (ج1/ص36/ 53) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج9/ص463/2372) ، مَنْ يُعْرَفُ بِكُنْيَتِهِ (ج1/ص66/ 158) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج35/ص352/7974) ، تَذْكِرَةُ الْحُفَّاظِ (ج1/ص53/37) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص523/7116) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج12/ص493/2942) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص756/8728) ، خُلاصَةُ تَذْهِيبِ تَهْذِيبِ الْكَمَالِ (ج1/ص498) .
((1/15)
3) تَرْجَمَةُ أبِى الدَّرْدَاءِ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج7/ص76/348) ، الاستيعاب (ج3/ص1227/ 2006) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج22/ص470) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص103/4322) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج8/ص156/316) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص434/5228) ، الإصابة (ج4/ص747/ 6121) .
7- شِمْرُ بْنُ عَطِيَّةَ (1)شِمْرُ بْنُ عَطِيَّةَ الأَسَدِيُّ الْكَاهِلِيُّ الْكُوفِيُّ . رَوَى عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ ، وَخُرَيْمِ بْنِ فَاتِكٍ الأَسَدِيِّ وَلَمْ يُدْرِكْهُ ، وَزِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، وَأَبِي وَائِلٍ شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ . رَوَى عَنْهُ أَشْعَثُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقُمِّيُّ ، وَسليمان الأعمش . قال أبو عبيد الآجري : قُلْتُ لأَبِي دَاوُدَ : شِمْرُ بْنُ عَطِيَّةَ كَانَ عُثْمَانِيَّاً قَالَ : جِدَّاً . وَقَالَ النَّسَائِيُّ : ثِقَةٌ . وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي كِتَابِ الثِّقَاتِ . وَقَالَ الْعِجْلِيُّ : ثِقَةٌ . قَالَ أَبُو حَاتِمٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ : شِمْرُ بْنُ عَطِيَّةَ ثِقَةٌ . وَقَالَ الذَّهَبِيُّ : صَدُوقٌ ، وَلَكِنَّهُ عُثْمَانِيٌّ غَالٍ ، وَهَذَا نَادِرٌ فِي الْكُوفِيِّينَ .
قَالَ ابْنُ حَجَرٍ : صَدُوقٌ مِنَ السَّادِسَةِ التِّرْمِذِيُّ وَالنَّسَائِيُّ وَأَبُو دَاوُدَ فِى الْمَرَاسِيلِ . مَرْتَبَتُهُ : الرَّابِعَةُ تَعْدِيلاً .
رَابِعَاً : الْحُكْمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
هَذَا الْحَدِيثُ إِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ فِيهِ الأَعْمَشُ ، وَهُوَ مُدَلِّسٌ وَقَدْ عَنْعَنَهُ ، وَاخْتُلِفَ عَلَى رَفْعِهِ .(1/16)
وَقَدْ جَزَمَ التِّرْمِذِيُّ بِوَقْفِ الْحَدِيثِ ، فَقَالَ : إنَّمَا نَعْرِفُ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ شِمْرِ بْن عَطِيَّةَ عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَوْلَهُ ، وَلَيْسَ بِمَرْفُوعٍ ، وَقُطْبَةُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ هُوَ ثِقَةٌ عِنْدَ أَهْلِ الْحَدِيثِ . وَرَجَّحَ كَذَلِكَ ابْنُ رَجَبٍ فِي ( التَّخْوِيفِ مِنَ النَّارِ ج1/ص108) وَقْفَهُ .
وَالصَّحِيحُ الْوَقْفُ ، وَذَلِكَ أَنَّ رُوَاتَهُ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ مَوْقُوفَاً أَكْثَرُ أَوْثَقُ مِنْ قُطْبَةَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ .
فَقَدْ رَوَاهُ الطَّبَرِيُّ عَنْ شَرِيكٍ ، وَابْنُ أَبِى شَيْبَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ فُضَيْلٍ ، وَابْنُ أَبِى الدُّنْيَا عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ كُلُّهُمْ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ بِهَذَا الإِسْنَادِ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَوْلَهُ .(1/17)
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ فِي ( الْعِلَلِ 6/220/1086) : حَدِيثُ أُمِّ الدَّرْدَاءِ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي قَوْلِهِ تَعَالَى { غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا } : « يُلْقَى على أَهْلِ النَّارِ الْجُوعُ » الْحَدِيثُ فِي صِفَةِ أَهْلِ النَّارِ ؛ قَالَ : يَرْوِيهِ الأَعْمَشُ ، وَاخْتُلِفَ عَنْهُ ، فَرَوَاهَ قُطْبَةُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ شِمْرِ بْن عَطِيَّةَ عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - . وَخَالَفَهُ عَبْدُ السَّلامِ بْنُ حَرْبٍ ، فَرَوَاهُ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ شَهْرٍ عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ وَلَمْ يُجَاوِزْ بِهِ ، وَلَمْ يُسْنِدْهُ . وَخَالَفَهُ زَائِدَةُ ، فَرَوَاهُ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ شَهْرٍ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ مَوْقُوفَاً ، وَلَمْ يَذْكُرْ أُمَّ الدَّرْدَاءِ ، وَلَمْ يسندهُ غَيْرُ قُطْبَةَ وَهُوَ صَالِحُ الْحَدِيثِ ، فَإِنْ كَانَ حَفِظَهُ فَهُوَ أَحْسَنُهَا إِسْنَادَاً . وَضَعَّفَهُ الأَلْبَانِيُّ فِي ( الْجَامِعِ الصَّغِيْرِ وَزِيَادَتِهِ 1/1458) ، و( مِشْكَاةِ الْمَصَابِيحِ 3/235/5686) و( التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ 2/236/2160) ، و( ضَعِيفِ التِّرْمِذِيِّ1/306/482) .(1/18)
وَقَالَ الأَلْبَانِيُّ فِي ( كِتَابِ رَفْعِ الأَسْتَارِ 1/134) : وَلَعَلَّ الأَوْلَى الاسْتِدْلالُ بِمَا رَوَى الْحَاكِمُ (4/598) بِسَنَدٍ صَحِيحٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو فِي قَوْلِهِ - عز وجل - { وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ } قَالَ : يُخَلَّي عَنْهُمْ أَرْبَعِينَ عَامَاً لا يُجِيبُهُمْ ، ثُمَّ أَجَابَهُمْ { إنَّكُمْ مَاكِثُونَ } فَيَقُولُونَ : { رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ } فَيُخَّلي عَنْهُمْ مِثْلَ الدُّنْيَا ، ثُمَّ أَجَابَهُمْ { اخْسَئُوا فِيهَا وَلا تُكَلِّمُونِ } قَالَ : قَالَ : فَوَاللهِ مَا يَنْبِسُ الْقَوْمُ بَعْدَ هَذِهِ الْكَلِمَةِ إِنْ كَانَ إِلاَّ الزَّفِيْرَ وَالشَّهِيقَ . وَقَالَ الْحَاكِمُ : صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِهِمَا وَوَافَقَهُ الذَّهَبِيُّ .
وَعَزَاهُ فِي ( الْمَجْمَعِ 10/396) لِلطَّبَرَانِيِّ بِلَفْظِ : ثُمَّ يَيْأَسُ الْقَوْمُ ، فَمَا هُوَ إِلاَّ الزَّفِيْرُ وَالشَّهِيقُ ، شِبْهُ ــــــــــــــ
(1) تَرْجَمَةُ شِمْرِ بْنِ عَطِيَّةَ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج4/ص256/2722) ، مَعْرِفَةُ الثِّقَاتِ (ج1/ص461/738) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج4/ص375) ، مَشَاهِيْرُ الأَمْصَارِ (ج1/ص165/1309) ، الثِّقَاتُ (ج6/ص450/8540) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج12/ص560/2773) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص490/2308) ، الْمُغْنِي فِي الضُّعَفَاءِ (ج1/ص300) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص268/2821) .(1/19)
أَصْوَاتِهِمْ أَصْوَاتُ الْحَمِيْرِ ، أَوَّلُهَا شَهِيقٌ وَآخِرُهَا زَفِيْرٌ ، فَيَقُولُونَ : ادْعُوا رَبَّكُمْ ، فَلا أَحَدَ خَيْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ ، فَيَقُولُونَ { رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمَاً ضَالِّينَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ } [ الْمُؤْمِنُونَ :106] ، فَيُجِيبُ عَلَيْهُمُ الرَّبُّ { اخْسَئُوا فِيهَا وَلا تُكَلِّمُونَ } [ الْمُؤْمِنُونَ :108] ، فَعِنْدَ ذَلِكَ يَئِسُوا مِنْ كُلِّ خَيْرٍ ، وَعِنْدَ ذَلِكَ أَخَذُوا فِي الزَّفِيْرِ وَالشَّهِيقِ وَالْوَيْلِ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 33 }
وَأَخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ أَبِي الدُّنْيَا فِي صِفَةِ النَّارِ وَالْحَاكِمُ وَالْبَيْهَقِيُّ مِنْ طَرِيقِ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى { وَطَعَامَاً ذَا غُصَّةٍ } قَالَ (1) : شَوْكٌ يَأْخُذُ بِالْحَلْقِ ، فَلا يَدْخُلُ وَلا يَخْرُجُ .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الأَثَرِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ(1/20)
أَخْرَجَهُ ابْنُ أَبِى الدُّنْيَا فِي ( كِتَابِ صِفَةِ النَّارِ 1/64/83) : حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ عَنْ رَجُلٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ : قَوْلُهُ { وَطَعَامَاً ذَا غُصَّةٍ } قَالَ : الشَّوْكُ يَأْخُذُ بِالْحَلْقِ ، لا يَدْخُلُ وَلا يَخْرُجُ . وأَخْرَجَهُ الطَّبَرَيُّ فِي ( تَفْسِيْرِهِ ج29/ص135) قَالَ : حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ وَهْبٍ وَابْنُ سِنَانٍ الْقَزَّازُ قَالا : ثَنَا أبُو عَاصِمٍ قَالَ ثَنَا شَبِيبُ بْنُ بِشْرٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ : قَوْلُهُ { وَطَعَامَاً ذَا غُصَّةٍ } قَالَ : شَوْكٌ يَأْخُذُ بِالْحَلْقِ ، فَلا يَدْخُلُ وَلا يَخْرُجُ . وأَخْرَجَهُ الْحَاكِمُ فِي ( مُسْتَدْرَكِهِ / كِتَابِ التَّفْسِيْرِ 2/549/3867) وَمِنْ طَرِيقِهِ الْبَيْهَقِيُّ فِي ( الْبَعْثِ وَالنُّشُورِ 1/293/605) مِنْ طَرِيقِ أَبِى عَاصِمٍ عَنْ شَبِيبِ بْنِ بِشْرٍ يِمِثْلِهِ .
ثَانِيَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الأَثَرِ
1- إسْحَاقُ بْنُ وَهْبٍ الْوَاسِطِيُّ (2) إِسْحَاقُ بْنُ وَهْبِ بْنِ زِيَادٍ الْعَلاَّفُ أَبُو يَعْقُوبَ الْوَاسِطِيُّ . رَوَى عَنْ عُمَرَ بْنِ يُونُسَ الْيَمَامِيِّ ، وَيَزِيدَ بْنِ هَارُونَ ، وَأَبِي عَاصِمٍ ، وَجَمَاعَةٍ . وَعَنْهُ الْبُخَارِيُّ فِي الْبَيُوعِ , وَابْنُ مَاجَهْ ، وَأَبُو زُرْعَةَ وَأَبُو حَاتِمٍ ، وَابْنُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ . قَالَ أَبُو حَاتِمٍ : صَدُوقٌ كَانَ حَيَّاً سَنَةَ 255 . وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : صَدُوقٌ مِنَ الْحَادِيَةِ عَشَرَةَ مَاتَ سَنَةَ بِضْعٍ وَخَمْسِينَ الْبُخَارِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّالِثَةُ تَعْدِيلاً .(1/21)
2- مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ الْقَزَّازُ (3) مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانِ بْنِ يَزِيدَ الْقَزَّازُ مَوْلَى عُثْمَانَ أَبُو بَكْرٍ الْبَصْرِيُّ . رَوَى عَنْ رَوْحِ بْنِ عُبَادَةَ ، وَعُمَرَ بْنِ يُونُسَ الْيَمَامِيِّ ، وَيَحْيَى بْنِ أَبِي بُكَيْرٍ ، وَأَبِي عَاصِمٍ . وَعَنْهُ إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الطَّبَرِيُّ ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ . قَالَ الآجُرِّيُّ : سَمِعْتُ أَبَا دَاوُدَ يَتَكَلَّمُ فِي ــــــــــــ
(1) فِي الْمَخْطُوطَتَيْنِ " ب " ، " ز " زيادة ( له ) . وَهَذَا الأَثَرُ سَاقِطٌ مِنَ الْمَخْطُوطَةِ " أ " .
(2) تَرْجَمَةُ إسْحَاقَ بْنِ وَهْبٍ الْوَاسِطِيِّ : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج2/ص236/834) ، الثِّقَاتُ (ج8/ص118/12516) ، رِجَالُ صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ (ج1/ص79/82) ، التَّعْدِيلُ وَالتَّجْرِيْحُ (ج1/ص382/90) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج2/ص489) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص239/326) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص222/478) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص103/389) .
(3) تَرْجَمَةُ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ الْقَزَّازِ : الثِّقَاتُ (ج9/ص133/15600) ، سؤالات الحاكم (ج1/ص133/163) ، الضُّعَفَاءُ وَالْمَتْرُوكِينَ لابْنِ الْجَوْزِيِّ (ج3/ص70/3031) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج25/ص323) ، الْمُغْنِي فِي الضُّعَفَاءِ (ج2/ص589/5601) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج9/ص183/325) لِسَانُ الْمِيزَانِ (ج7/361) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص482/5936) ، خُلاصَةُ تَذْهِيبِ تَهْذِيبِ الْكَمَالِ (ج1/ص339) .(1/22)
مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ يُطْلِقُ فِيهِ الْكَذِبَ . وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ : كَتَبَ عَنْهُ أَبِي بِالْبَصْرَةِ ، وَكَانَ مَسْتُورَاً فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ ، فَأَتَيْتُهُ أَنَا بِبَغْدَادَ ، وَسَأَلْتُ عَنْهُ ابْنَ خِرَاشٍ ، فَقَالَ : هُوَ كَذَّابٌ , رَوَى عَنْ رَوْحِ بْنِ عُبَادَةَ حَدِيثَاً طَوِيلاً فِي الشَّفَاعَةِ فَذَهَبَ حَدِيثُهُ . وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ : لا بَأْسَ بِهِ . قَالَ ابْنُ حَجَرٍ : إِنْ كَانَ عُمْدَةُ مَنْ كَذَّبَهُ كَوْنَهُ ادَّعَى سَمَاعَ هَذَا الْحَدِيثَ مِنَ ابْنِ عُبَادَةَ فَهُوَ جَرْحٌ لَيِّنٌ لَعَلَّهُ اسْتَجَازَ رِوَايَتَهُ عَنْهُ بِالْوُجَادَةِ ، وَجَاءَ فِي سُؤَالاتِ الْحَاكِمِ : مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ أَبُو جَعْفَرٍ الْقَزَّازُ بَصْرِيٌّ سَكَنَ بَغْدَادَ لا بَأْسَ بِهِ . وَقَالَ ابْنُ الْجَوْزِىِّ : كَانَ أَبُو دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيُّ يُطْلِقُ عَلَيْهِ الْكَذِبَ , وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خِرَاشٍ : هُوَ كَذَّابٌ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ضَعِيفٌ مِنَ الْحَادِيَةِ عَشَرَةَ مَاتَ سَنَةَ 271 . مَرْتَبَتُهُ : الثَّالِثَةُ تَجْرِيْحَاً .(1/23)
3- الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ (1) بْنِ مُسْلِمِ بْنِ الضَّحَّاكِ الشَّيْبَانِيُّ أَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ الْبَصْرِيُّ الْحَافِظُ شَيْخُ الإِسْلامِ . رَوَى عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ ، وَالثَّوْرِيِّ ، وَشُعْبَةَ ، وَسَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ ، وَعِدَّةٍ . وَعَنْهُ جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ وَهُوَ مِنْ شُيُوخِهِ ، وَالأَصْمَعِيُّ وَالْخُرَيْبِيُّ وَهُمَا مِنْ أَقْرَانِهِ ، وَأَحْمَدُ وَإِسْحَاقُ ، وَعَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ حَبَّانَ بْنِ الأَزْهَرُ الْبَصْرِيُّ وَهُوَ آخِرُ مَنْ حَدَّثَ عَنْهُ ، فِي خَلْقٍ كَثِيْرٍ . قِيلَ : إِنَّهُ لُقِّبَ النَّبِيلُ لأَنَّ الْفِيلَ أُقْدِمَ الْبَصْرَةَ ، فَخَرَجَ النَّاسُ يَنْظُرُونَ إِلَيْهِ ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ جُرَيْجٍ : مَالَكَ لا تَنْظُرُ ، قَالَ : لا أَجِدُ مِنْكَ عِوَضَاً ، فَقَالَ لَهُ : أَنْتَ النَّبِيلُ ، وَقِيلَ لأَنَّهُ كَانَ يَلْبَسُ جَيِّدَ الثِّيَابِ ، وقيلَ : لأَنَّ شُعْبَةَ حَلَفَ أَنْ لا يُحَدِّثَ أَصْحَابَ الْحَدِيثَ شَهْرَاً ، فَبَلَغَ أَبَا عَاصِمٍ فَقَالَ لَهُ : حَدِّثْ وَغُلامِي حُرٌّ ، وَقِيلَ : لأَنَّهُ كَانَ كَبِيْرَ الأَنْفِ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ ثَبْتٌ مِنَ التَّاسِعَةِ مَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشَرَةَ وَمِئَتَيْنِ أَوْ بَعْدَهَا الْكُتُبُ السِّتَّةُ . مَرْتَبَتُهُ : الأولى تَعْدِيلاً .(1/24)
4- شَبِيبُ بْنُ بَشْر (2) شبَيِبُ بْنُ بِشْرٍ ، وَيُقَالُ : ابْنُ عَبْدِ اللهِ أَبُو بِشْرٍ الْحَلَبِيُّ الْكُوفِيُّ . رَوَى عَنْ أَنَسٍ ، وَعِكْرِمَةَ . وَعَنْهُ إِسْرَائِيلُ ، وَسَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ الْقَدَّاحُ ، وَأَبُو بَكْرٍ الدَّاهِرِيُّ ، وَأَبُو عَاصِمٍ . قَالَ عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ : ثِقَةٌ ، وَلَمْ يَرْوِ عَنْهُ غَيْرُ أَبِي عَاصِمٍ . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ : لَيِّنُ الْحَدِيثِ حَدِيثُهُ حَدِيثُ الشُّيُوخِ . وذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ ، وَقَالَ : يُخْطِئُ كَثِيْرَاً . وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ : كَانَ ثِقَةً فَقِيهَاً . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : صَدُوقٌ يُخْطِئُ مِنَ الْخَامِسَةِ التِّرْمِذِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ . مَرْتَبَتُهُ : الرَّابِعَةُ تَعْدِيلاً .
5- عِكْرِمَةُ ثِقَةٌ ثَبْتٌ . سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 25 ] .
6- عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 2 ] .
ثَالِثَاً : الْحُكْمُ عَلَى إِسْنَادِ الأَثَرِ
هَذَا الأَثَرُ إِسْنَادُهُ حَسَنٌ لِحَالِ شَبِيبِ بْنِ بِشْرٍ فَهُوَ صَدُوقٌ . وَقَالَ الْحَاكِمُ ( الْمُسْتَدْرَكُ 2/549/3867) : هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ . وَقَالَ الذَّهَبِيُّ فِي التَّلْخِيصِ : وَشَبِيبٌ ضَعَّفُوهُ .
ــــــــــــــ
((1/25)
1) تَرْجَمَةُ الضَّحَّاكِ بْنِ مَخْلَدٍ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج4/ص336/3038) ، مَعْرِفَةُ الثِّقَاتِ (ج1/ص472/776) ، رِجَالُ صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ (ج1/ص369/525) ، رِجَالُ مُسْلِمٍ (ج1/ص323/706) ، التَّعْدِيلُ وَالتَّجْرِيْحُ (ج2/ص795/766) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج13/ص281/2927) ، تَذْكِرَةُ الْحُفَّاظِ (ج1/ص366/360) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص509/2436) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج4/ص395/793) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص653) ، خُلاصَةُ تَذْهِيبِ تَهْذِيبِ الْكَمَالِ (ج1/ص177) .
(2) تَرْجَمَةُ شَبِيبِ بْنِ بِشْرٍ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج4/ص231/2624) ، الوحدان للنسائي (ج1/ص120) ، الثِّقَاتُ (ج4/ص359/3343) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج4/ص357/1564) ، تاريخ أسماء الثِّقَاتُ (ج1/ص112/540) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج12/ص359/2689) ، الْمُغْنِي فِي الضُّعَفَاءِ (ج1/ص295) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص478/2234) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج4/ص269/533) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص263/2738) خُلاصَةُ تَذْهِيبِ تَهْذِيبِ الْكَمَالِ (ج1/ص163) .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 34 }
وَأَخْرَجَ الْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ مِنْ طَرِيقِ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ { وَطَعَامَاً ذَا غُصَّةٍ } قَالَ : شَجَرَةُ الزَّقُّومِ .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ الْحَاكِمُ فِي ( مُسْتَدْرَكِهِ ج4/ص637/8757) : [ حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ الثَّقَفِيُّ ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْمُثَنَّى الْعَنْبَرِيُّ ثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ ] (1) ثَنَا شِبْلُ بْنُ عَبَّادٍ عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ { وَطَعَامَاً ذَا غُصَّةٍ } قَالَ : شَجَرَةُ الزَّقُّومِ . وَقَالَ : صَحِيحٌ .(1/26)
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
عَزَاهُ الْمُصَنِّفُ فِي ( الدُّرِّ الْمَنْثُورِ ج8/ص319) لِعَبْدِ بْنِ حُمَيْدٍ .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
1- شِبْلُ بْنُ عَبَّادٍ (2) الْمُكِّيُّ . عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ ، وَابْنِ أَبِي نَجِيْحٍ . وَعَنْهُ ابْنُ عُيَيْنَةَ ، وَابْنُ الْمُبَارَكِ ، وَأَبُو أُسَامَةَ ، وَرَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ . قَالَ الْبُخَارِيُّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ : لَهُ نَحْوُ عِشْرِينَ حَدِيثَاً . وَثَّقَهُ أَحْمَدُ وَابْنُ مَعِينٍ . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ : هُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ وَرْقَاءَ بْنِ عُمَرَ . وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ الآجُرِّيُّ عَنْ أَبِي دَاوُدَ : ثِقَةٌ إِلاَّ أَنَّهُ يَرَى الْقَدَرَ ، ذَكَرَ بَعْضُ الْمُتَأَخِّرِينَ أَنَّهُ مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَمَِئةٍ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ رُمِيَ بِالْقَدَرِ . رَوَى لَهُ الْبُخَارِيُّ وَأَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ وَابْنْ مَاجَهْ فِي التَّفْسِيْرِ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيلاً .
2- عَبْدُ اللهِ بْنُ أبِى نَجِيحٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 20 ] .
3- مُجَاهِدُ بْنُ جَبْرٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 7 ] .
4- عَبْدُ الله بْنُ عَبَّاسٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 2 ] .
رَابِعَاً : الْحُكْمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
هَذَا الْحَدِيثُ إِسْنَادُهُ صَحِيحٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ كُلُّهُمْ .
ــــــــــ
(1) مَا بَيْنَ الْقَوْسَيْنِ سَاقِطٌ مِنْ مَطْبُوعَةِ مُسْتَدْرَكِ الْحَاكِمِ ، وَالْمُثْبَتُ هُوَ طَرِيقِ الْحَاكِمِ إِلَى رِوَايَةِ شِبْلِ بْنِ عَبَّادِ عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ بِنُسْخَةِ التَّفْسِيْرِ .
((1/27)
2) تَرْجَمَةُ شِبْلِ بْنِ عَبَّادٍ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج4/ص257/2726) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج4/ص380) ، الثِّقَاتُ (ج8/ص312/13622) ، رِجَالُ صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ (ج1/ص355/504) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج12/ص357) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص478/2233) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص263/2737) .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 35 }
وَأَخْرَجَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ مِنْ طَرِيقِ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : مَا أَدْرِي الْغِسْلِينَ ، وَلَكِنِّي أَظُنُّهُ الزَّقُّومَ (1) .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الأَثَرِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ فِي ( تَفْسِيْرِهِ ج10/ص3372/18978) قَالَ : حَدَّثَنَا أَبِي ثَنَا مَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ ثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْمُؤَدِّبُ عَنْ خُصَيْفٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : مَا أَدْرِي مَا الْغِسْلِينَ ، وَلَكِنِّي أَظُنًُّهُ الزَّقُّومَ .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
عَزَاهُ الْمُصَنِّفُ فِي ( كِتَابِ الدُّرِّ الْمَنْثُورِ ج8/ص275) إِلَى أَبِى الْقَاسِمِ الزَّجَّاجِيِّ النَّحْوِيِّ فِي أَمَالِيهِ .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الأَثَرِ
1- أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 13] . مُحَمَّدُ بْنُ إدْرِيسَ بْنِ الْمُنْذِرِ بْنِ دَاوُدَ بْنِ مِهْرَانَ الْحَنْظَلِيُّ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ أَحَدُ أَئِمَّةِ الْحَفَّاظِ الأَثْبَاتِ الْعَارِفِينَ بِعِلَلِ الْحَدِيثِ وَالْجَرْحِ وَالتَّعْدِيلِ .(1/28)
2- مَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ(2) مَنْصُورُ بْن أَبِي مُزَاحِمٍ وَاسْمُهُ بَشِيْرُ التُّرْكِيُّ أَبُو نَصْرٍ الْبَغْدَادِيُّ الْكَاتِبُ ، مَوْلَى الأَزْدِ . رَأَى شُعْبَةَ بْنَ الْحِجَّاجِ . وَرَوَى عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ ، وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ عُلَيَّةَ ، وَعَبْدِ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ ، وَأَبِي سَعِيدٍ الْمُؤَدِّبِ . رَوَى عَنْهُ مُسْلِمٌ ، وَأَبُو دَاوُدَ ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ ، وَأَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ .
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ أَبِيهِ : صَالِحٌ رَوَى عَنْهُ شُعْبَةُ ، قُلْتُ : ثِقَةٌ ؟ ، قَالَ : حَدَّثَ عَنْهُ شُعْبَةُ وَإِسْمَاعِيلُ ، إِلاَّ أَنَّهُ يُخَالِفُ فِي أَحَادِيثَ ، وَهُوَ ثِقَةٌ لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ . وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ وَأَبُو دَاوُدَ : ثِقَةٌ . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ : لَيْسَ بِالْقَوِيِّ يُكْتَبُ حَدِيثُهُ وَلا يُحْتَجُّ بِهِ . وَقَالَ النَّسَائِيُّ : لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ . وذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ . مَاتَ سَنَةَ 235 . قَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ مُسْلِمٌ وَأَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِىُّ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيلاً .(1/29)
3- أبُو سَعِيدٍ الْمُؤَدِّبُ (3) مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ أَبِي الْوَضَّاحِ ، وَاسْمُهُ الْمُثَنَّى الْقُضَاعِيُّ أَبُو سَعِيدٍ الْمُؤَدِّبُ الْجَزَرِيُّ نَزِيلُ بَغْدَادَ . رَوَى عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي حُرَّةَ ، وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ ، وَخُصَيْفِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجَزَرِيِّ . رَوَى عَنْهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ ، وَمَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ ، وَأَبُو سَلَمَةَ مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ . وَثَّقَهُ أَحْمَدُ وَابْنُ مَعِينٍ وَأَبُو دَاوُدَ وَأبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّسَائِيُّ وَالْعِجْلِيُّ وَأَبُو حَاتِمٍ . وَقَالَ الْبُخَارِيُّ : فِيهِ نَظَرٌ . وَقَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ : صَالِحٌ لا بَأْسَ بِهِ . وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي كِتَابِ الثِّقَاتِ ، وَقَالَ : مُسْتَقِيمُ الْحَدِيثِ . وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ : بصري ثِقَة . وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ : كَانَ ثِقَةً . وَقَدْ اسْتَشْهَدَ بِهِ الْبُخَارِيُّ وَرَوَى لَهُ الْبَاقُونَ .
ـــــــــــ
(1) فِي الْمَخْطُوطَةِ " أ " نَسَبَهُ إِلَى الْحَاكِمِ . وَفِي الْمَخْطُوطَةِ " ب ، ز " نَسَبَهُ إلَى ابْنِ أَبِي حَاتِمٍ وَهُوَ الصَّحِيحُ .
(2) تَرْجَمَةُ مَنْصُورِ بْنِ أَبِى مُزَاحِمٍ : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج8/ص170/756) ، الثِّقَاتُ (ج9/ص173) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج28/ص542/6200) الْكَاشِفُ (ج2/ص297/5646) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج10/ص276/544) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص547/6907) .
((1/30)
3) تَرْجَمَةُ أَبِى سَعِبدٍ الْمُؤَدِّبِ : طَبَقَاتُ ابْنِ سَعْدٍ (ج7/ص326) ، التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج1/ص223/698) ، مَعْرِفَةُ الثِّقَاتِ (ج2/ص253/1646) الثِّقَاتُ (ج9/ص40/15074) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج26/ص452/5608) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج12/ص122/512) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص507/298) ، خُلاصَةُ تَذْهِيبِ تَهْذِيبِ الْكَمَالِ (ج1/ص467) .
وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : مَشْهُورٌ بِكُنْيَتِهِ صَدُوقٌ يَهِمُ مِنَ الثَّامِنَةِ مَاتَ بَعْدَ الثَّمَانِينَ . الْبُخَارِىُّ تَعْلِيقَاً وَمُسْلِمٌ وَالأَرْبَعَةُ . مَرْتَبَتُهُ : الرَّابِعَةُ تَعْدِيلاً .(1/31)
4- خُصَيْفُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ (1) خُصَيْفُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجَزَرِيُّ أَبُو عَوْنٍ الْحَضْرَمِيُّ الْحَرَّانِيُّ الأُمَوِيُّ مَوْلاهُمْ . رَأَى أَنَسَاً . وَرَوَى عَنْ عَطَاءٍ ، وَعِكْرِمَةَ ، وَمُجَاهِدٍ ، وَغَيْرِهِمْ . وَعَنْهُ السُّفْيَانَانِ ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ جُرَيْجٍ ، وَابْنُ أََبِي نَجِيحٍ ، وَابْنُ إِسْحَاقَ ، وَهُمَا مِنْ أَقْرَانِهِ ، وَجَمَاعَةٌ . ضَعَّفَهُ يَحْيَى الْقَطَّانُ وَقَالَ : كُنَّا نَجْتَنِبُهُ وَضَعَّفَهُ أَحْمَدُ . وَقَالَ النَّسَائِيُّ : لَيْسَ بِالْقَوِيِّ . وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ : لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ . وَقَالَ مَرَّةً : ثِقَةٌ . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ : صَالِحٌ يَخْلِطُ ، وَتَكَلَّم فِي سُوءِ حِفْظِهِ . وَقَالَ السَّاجِيُّ : صَدُوقٌ . وَقَالَ الآجُرِّيُّ عَنْ أَبِي دَاوُدَ قَالَ : قَالَ أَحْمَدُ : مُضْطَرِبُ الْحَدِيثِ . وَقَالَ جَرِيرٌ : كَانَ خُصَيْفٌ مُتَمَكِّنَاً فِي الإِرْجَاءِ ، يتكلم فيه . وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ : إِنَّا كُنَّا نَتَجَنَّبُ حَدِيثَهُ . وَقَالَ ابْنُ خُزَيْمَةَ : لا يُحْتَجُّ بَحِدِيثِهِ . وَقَالَ أبو أَحْمَد الْحَاكِمُ : لَيْسَ بِالْقَوِيِّ . وَقَالَ الأزْدِيُّ : لَيْسَ بِذَاكَ . وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ : تَرَكَهُ جَمَاعَةٌ مِنْ أَئِمَّتِنَا وَاحْتَجَّ بِهِ آخَرُونَ وَكَانَ شَيْخَاً صَالِحَاً فَقِيهَاً عَابِدَاً إلاَّ أَنَّهُ كَانَ يُخْطِئُ كَثِيْرَاً فِيمَا يَرْوِي ، وَيَتَفَرَّدُ عَنِ الْمَشَاهِيْرِ بِمَا لا يُتَابَعُ عَلَيْهِ ، وَهُوَ صَدُوقٌ فِي رِوَايَتِهِ ، إِلاَّ أَنَّ الإِنْصَافَ فِيهِ قَبُولَ مَا وَافَقَ الثِّقَاتِ فِي الرِّوَايَاتِ ، وَتَرْكَ مَا لَمْ يُتَابَعْ عَلَيْهِ ، وَهُوَ مِمَّنْ اسْتَخِيرُ اللهُ فِيهِ .(1/32)
وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : صَدُوقٌ سَيْءُ الْحِفْظِ خَلَطَ بِآخَرَةٍ وَرُمِيَ بِالإِرْجَاءِ مِنَ الْخَامِسَةِ مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وثَلاثِينَ ، وَقِيلَ غَيْرَهُ رَوَى لَهُ الأَرْبَعَةُ . إِلاَّ أَنَّنِي لَمْ أَجِدْ فِي التَّهْذِيبِ ، وَلا أَصْلِهِ لِلْمِزِّيِّ النَّصَّ عَلَى الاخْتِلاطِ ، كَمَا أَنَّ الطَّرَابُلُسِيُّ نَصَّ عَلَى أَنَّهُ لَمْ يَحْكُمْ عَلَيْهِ بِذَلِكَ إِلاَّ ابْنُ حَجَرٍ فِي التَّقْرِيبِ .
مَرْتَبَتُهُ : الرَّابِعَةُ تَعْدِيلاً .
5- مُجَاهِدُ بْنُ جَبْرٍ ثِقَةٌ ثَبْتٌ . سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِى الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 7 ]
6- عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِى الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 2 ] .
رَابِعَاً : الْحُكْمُ عَلَى إِسْنَادِ الأَثَرِ
هَذَا الأَثَرُ إِسْنَادُهُ حَسَنٌ لِحَالِ خُصَيْفٍ ، فَهُوَ وَإِنْ كَانَ سَيْئَ الْحِفْظِ ، إِلاَّ أَنَّ ذَلِكَ مِمَّا يُحَسَّنُ حَدِيثَهُ عِنْدَ الْحَافِظِ ، كَمَا يُفْهَمُ مِنْ مُقَدِّمَةِ التَّقْرِيبِ لَهُ .
ـــــــــــ
(1) تَرْجَمَةُ خُصَيْفِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج3/ص228/766) ، مَعْرِفَةُ الثِّقَاتِ (ج1/ص335/408) ، الضُّعَفَاءُ لِلنَّسَائِيِّ (ج1/ص37/177) ، الضُّعَفَاءِ الْكَبِيْرُ (ج2/ص31/453) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج3/ص403/1848) ، الْمَجْرُوحِينَ (ج1/ص287/315) ، الْكَامِلُ فِي الضُّعَفَاءِ (ج3/ص69/619) ، الضُّعَفَاءُ وَالْمَتْرُوكِينَ لابْنِ الْجَوْزِيِّ (ج1/ص254/1110) ، سير أعلام النبلاء (ج6/ص145/56) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص373/1389) ، الْمُغْنِي فِي الضُّعَفَاءِ (ج1/ص209/1912 ) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج3/ص123) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص193/1718) ، مَنْ رُمِيَ بِالاخْتِلاطِ (ج1/ص57/ 27) .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 36 }(1/33)
وَأَخْرَجَ مِنْ طَرِيقِ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : الْغِسْلِينُ : الدَّمُ وَالْمَاءُ الَّذِي يَسِيلُ مِنْ لُحُومِهِمْ .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الأَثَرِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ ابْنُ أَبِى حَاتِمٍ فِي ( تَفْسِيْرِهِ ج10/ص3372/18977) تَعْلِيقَاً عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : الْغِسْلِينُ : الدَّمُ وَالْمَاءُ الَّذِي يَسِيلُ مِنْ لُحُومِهِمْ .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ ابْنُ جَرِيرٍ فِي ( تَفْسِيْرِ الطَّبَرِيِّ ج29/ص65) قَالَ : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ ثَنِي أَبِي قَالَ ثَنِي عَمِّي قَالَ ثَنِي أَبِي عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَوْلَهُ { وَلا طَعَامٌ إِِلاَّ مِنْ غِسْلِين } قَالَ : مَا يَخْرُجُ مِنْ لُحُومِهِمْ .
وَعَزَاهُ الْمُصَنِّفُ فِي ( الدُّرِّ الْمَنْثُورِ ج8/ص275) إِلَى عَبْدِ بْنِ حُمَيْدٍ ، وَابْنِ الْمُنْذِرِ مِنْ طَرِيقِ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الأَثَرِ
إسْنَادُ الطَّبَرِيِّ سَبَقَ دِرَاسَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 2 ] ، وَهُوَ مُسَلْسَلٌ بِالضُّعَفَاءِ مِنْ آلِ بَيْتِ سَعْدِ بْنِ جُنَادَةَ الْعَوْفِيِّ .
رَابِعَاً : الْحُكْمُ عَلَى إِسْنَادِ الأَثَرِ
هَذَا الأَثَرُ إسنادُه ضَعِيفٌ لِضَعْفِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ الْعَوْفِيِّ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 37 }
أَخْرَجَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنِ ابْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : الْغِسْلِينُ صَدِيدُ أَهْلِ النَّارِ .
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الأَثَرِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
لَمْ أَجِدْهُ فِي الْقَدْرِ الْمَطْبُوعِ مِنْ تَفْسِيْرِ ابْنِ أَبِي حَاتِمٍ .(1/34)
وَعَزَاهُ الْمُصَنِّفُ فِي ( الدُّرِّ الْمَنْثُورِ ج8/ص275) إِلَى ابْنِ الْمُنْذِرِ وَابْنِ أَبِي حَاتِمٍ مِنْ طَرِيقِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : الْغِسْلِينُ صَدِيدُ أَهْلِ النَّارِ .
وَعَزَاهُ ابْنُ كَثِيْرٍ ( تَفْسِيْرِ ابْنِ كَثِيْرٍ ج4/ص417) إِلَي ابْنِ أَبِي حَاتِمٍ .
ثَانِيَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الأَثَرِ
1- عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 29 ] . رَوَى عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَلَمْ يَسْمَعْ مِنْهِ بَيْنَهُمَا مُجَاهِدٌ .
ثَالِثَاً : الْحُكْمُ عَلَى إِسْنَادِ الأَثَرِ
هَذَا الأَثَرُ إسْنَادُهُ ضَعِيفٌ لِلانْقِطَاعِ بَيْنَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ وَابْنِ عَبَّاسٍ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 38 }
وَأَخْرَجَ أَحْمَدُ ، وَالتِّرْمِذِيُّ ، وَالنَّسَائِيُّ ، وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ ، وَابْنُ جَرِيرٍ ، وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، وَابْنُ الْمُنْذِرِ ، وَابْنُ أَبِي الدُّنْيَا فِي صِفَةِ النَّارِ ، وَالْبَيْهَقِيُّ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِي قَوْله تَعَالَى { وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ . يَتَجَرَّعُهُ } (1) قَالَ : « يُقَرَّبُ إِلَيْهِ فَيَتَكَرَّهُهُ ، فَإِذَا أُدْنِيَ مِنْهُ شَوَى وَجْهَهُ ، وَوَقَعَتْ فَرْوَةُ رَأْسِهِ ، فَإِذَا شَرِبَهُ قَطَّعَ أَمْعَاءَهُ حَتَّى تَخْرُجَ مِنْ دُبُرِهِ » ، يَقُولُ اللهُ : { وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ } (2) .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ(1/35)
أَخْرَجَهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ فِي ( كِتَابِ الزُّهْدِ ج2/ص89/314) قَالَ : أَخْبَرَنَا صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ بُسْرٍ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِي قَوْلِهِ - عز وجل - { وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ يَتَجَرَّعُهُ } قَالَ : « يُقَرَّبُ إِلَيْهِ فَيَتَكَرَّهُهُ فَإِذَا أُدْنِيَ مِنْهُ شَوَى وَجْهَهُ ، وَوَقَعَتْ فَرْوَةُ رَأْسِهِ ، فَإِذَا شَرِبَهُ قَطَّعَ أَمْعَاءَهُ حَتَّى تَخْرُجَ مِنْ دُبُرِهِ » ، يَقُولُ اللهُ - عز وجل - { وَسُقُوا مَاءً حَمِيمَاً فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ } ، وَيَقُولُ - عز وجل - { وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ } .
وَأَخْرَجَهُ أَحْمَد فِي ( مُسْنَدِهِ ج5/ص265/22339) و ( الزُّهْدِ ج1/ص20) ، وَالتِّرْمِذِيُّ فِي ( سُنَنِهِ /كِتَابُ صِفَةِ جَهَنَّمَ ، بَابُ مَا جَاءَ فِي صِفَةِ شَرَابِ أَهْلِ النَّارِ ج4/ص705/2583) ، وَابْنُ أبِى الدُّنْيَا فِي ( كِتَابِ صِفَةَ النَّارِ ج1/ص59/ح73) ، وَالنَّسَائِيُّ فِي ( الْكُبْرَى فِي التَّفْسِيْرِ 6/371/11263) ، وَالْحَاكِمُ فِي ( مُسْتَدْرَكِهِ فِي التَّفْسِيْرِ ج2/ص382/3339) ، وَالْبَيْهَقِيُّ فِي ( الْبَعْثِ وَالنُّشُورِ 1/292/ح602) مِنْ طُرُقٍ عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ بِإِسْنَادِهِ نَحْوِهِ .
وَتَابَعَهُ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو : بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ .
فَقَدْ أَخْرَجَهُ ابْنُ جَرِيرٍ فِي ( تَفْسِيْرِهِ ج15/ص240) ، وَابْنُ أَبِى حَاتِمٍ فِي ( تَفْسِيْرِهِ ج10/ص3217 /18200) مِنْ طَرِيقِ بَقِيَّةَ بْنِ الْوَلِيدِ عَنْ صَفْوَانَ به .
وَقَالَ الْحَاكِمُ : هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ .(1/36)
وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ : « هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ . وَهَكَذَا قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ بُسْرٍ ، وَلا نَعْرِفُ عُبَيْدَ اللهِ بْنَ بُسْرٍ إِلاَّ فِي هَذَا الْحَدِيثِ . وَقَدْ رَوَى صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُسْرٍ صَاحِبِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - غَيْرَ هَذَا الْحَدِيثِ ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ بُسْرٍ لَهُ أَخٌ قَدْ سَمِعَ مِنْ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، وَأُخْتُهُ قَدْ سَمِعَتْ مِنْ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - .
وَعُبَيْدُ اللهِ بْنُ بُسْرٍ الَّذِي رَوَى عَنْهُ صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو هَذَا الْحَدِيثَ رَجُلٌ آخَرُ لَيْسَ بِصَحَابِيٍّ » .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي ( الْكَبِيْرِ ج8/ص90/ح7460) و ( مُسْنَدِ الشَّامِيِّينَ ج2/ص62/ح924) ، وَأبُو نُعَيْمٍ فِي ( الْحِلْيَةِ ج8/ص182) ، وَالْبَغَوِيُّ فِي ( شَرْحِ السُّنَّةِ ح 4405) مِنْ طُرُقٍ عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ بِنَحْوِهِ .
هَذَا الْحَدِيثُ مَدَارُهُ عَلَى صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو ، رَوَاهُ عَنْهُ ابْنُ الْمُبَارِكِ ، وَبَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ .
ـــــــــــ
(1) سُورَةُ إِبْرَاهِيمَ : الآيَاتُ 16-17 .
(2) سُورَةُ الْكَهْفِ : الآيَةُ 29 .
تَنْبِيهٌ : اخْتَلَفَ الرُّوَاةُ عَنِ ابْنِ الْمُبَارِكِ ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ : عَبْدَ اللهِ بْنَ بُسْرٍ ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ : عُبَيْدَ اللهِ بْنَ بُسْرٍ كَمَا فِي ( تَهْذِيبِ الْكَمَالِ91/1) ، وَانْظُرْ حِلْيَةَ الأَوْلِيَاءِ (8/182) . وَعَلَى كِلا الاحْتِمَالَيْنِ فَهُوَ لَيْسَ عَبْدَ اللهِ بْنَ بُسْرٍ الْمَازِنِيَّ الصَّحَابِيَّ .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ(1/37)
1- عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 1 ] .
2- صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو (1) صَفْوَانُ بْنُ عَمْرِو بْنِ هَرَمٍ أبُو عَمْرٍو السَّكْسَكِيُّ الْحَضْرَمِيُّ الْحِمْصِيُّ . رَوَى عَنْ : عَبْدِ اللهِ بْنِ بُسْرٍ , وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ مُرْسَلٌ ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرٍ ، وَشُرَيْحِ بْنِ عُبَيْدٍ . رَوَى عَنْهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ ، وَأَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ ، وَبَقِيَّةُ ، وَأَبُو الْيَمَانِ . وَقَالَ الذَّهَبِيُّ : مِنْ صَالِحِي أَهْلِ الشَّامِ وَخِيَارِهِمْ وَمُتْقِنِي أَتْبَاعِ التَّابِعِينَ وَأَبْرَارِهِمْ . وَوَثَّقَهُ الْعِجْلِيُّ وَابْنُ حِبَّانَ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ مِنَ الْخَامِسَةِ مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِينَ أَوْ بَعْدَهَا الْبُخَارِىُّ فِى الأَدَبِ الْمُفْرَدِ وَمُسْلِمٌ وَالأَرْبَعَةُ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيلاً .(1/38)
3- عَبْدُ اللهِ بْنُ بُسْرٍ (2) عَبْدُ اللهِ بْنُ بُسْرِ بْنِ أَبِي بُسْرٍ السُّلَمِيُّ ثُمَّ الْمَازِنِيُّ الْحِمْصِيُّ أَبُو بُسْرٍ , وَيُقَالُ : أَبُو صَفْوَانَ ، لَهُ وَلأَبِيهِ صُحْبَةٌ سَكَنَ حِمْصَ . رَوَى عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، وَعَنْ أَبِيهِ إِنْ كَانَ مَحْفُوظَاً ، وَأُخْتِهِ الصَّمَّاءِ ، وَقِيلَ : عَمِّتِهِ ، وَقِيلِ : خَالِتِهِ . رَوَى عَنْهُ خَالِدُ بْنُ مَعْدَانَ ، وَسُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ ، وَصَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو ، وَحَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ . وَذَكَرَ أَبُو نُعَيْمٍ فِي مَعْرِفَةِ الصَّحَابَةِ فِي تَرْجَمَتِهِ حَدِيثَ وَضْعِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ ، فَقَالَ : يَعِيشُ هَذَا الْغُلامُ قَرْنَاً ، فَعَاشَ مِائَةَ سَنَةً . وَهُوَ أَخُو عَطِيَّةَ بْنِ بُسْرٍ ، وَأُخْتُهُ الصَّمَّاءُ بِنْتُ بُسْرٍ ، وَأَبُوهُمَا بُسْرٌ صَحِبُوا رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - . وَفِي الصَّحَابَةِ أَيْضَاً عَبْدُ اللهِ بْنُ بُسْرٍ النَّصْرِيُّ رَوَى عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، وَعَنْهُ ابْنُهُ عَبْدُ الْوَاحِدِ .
وَفَرَّقَ بَيْنَهُمَا الْخَطِيبُ وَابْنُ عَسَاكِرَ وَابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ وَغَيْرُهُمْ . قَالَ ابْنُ سَعْدٍ وَغَيْرُهُ : مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَمَانِينَ بِالشَّامِ ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ : بِحِمْصٍ ، وَهُوَ ابْنُ 94 سَنَةً ، وَهُوَ آخِرُ مَنْ مَاتَ بِالشَّامِ مِنَ الصَّحَابَةِ الْكُتُبُ السِّتَّةُ .(1/39)
4- عَبْدُ اللهِ بْنُ بُسْرٍ السَّكْسَكِيُّ (3) عَبْدُ اللهِ بْنُ بُسْرٍ السَّكْسَكِيُّ الْحُبْرَانِيُّ بِضَمِّ الْمُهْمَلَةِ وَسُكُونِ الْمُوَحَّدَةِ أَبُو سَعِيدٍ الْحِمْصِيُّ سَكَنَ الْبَصْرَةَ . عَنْ أَبِي أُمَامَةَ ، وَعَبْدِ اللهِ بْنِ بُسْرٍ ، وَعَبَّادِ بْنِ بِشْرٍ . وَعَنْهُ صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ . ضَعَّفَهُ الْقَطَّانُ وَالنَّسَائِيُّ وَالدَّارَقُطْنِيُّ ، وَوَثَّقَهُ ابْنُ حِبَّانَ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ضَعِيفٌ مِنَ الْخَامِسَةِ . التِّرْمِذِىُّ وَابْنُ مَاجَهْ وَأَبُو دَاوُدَ فِى الْمَرَاسِيلِ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّالِثَةُ تَجْرِيْحَاً .
5- عُبَيْدُ اللهِ بْنُ بُسْرٍ (4) عُبَيْدُ اللهِ بْنُ بُسْرٍ شَامِيٌّ حِمْصِيٌّ ، وَيُقَالُ : عَبْدُ اللهِ بْنُ بُسْرٍ . رَوَى عَنْ أَبِي أُمَامَةَ عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِي قَوْلِهِ { تَعَالَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ } . وَعَنْهُ صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو . ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ .
ـــــــــــ
(1) تَرْجَمَةُ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج4/ص308/2935) ، مَعْرِفَةُ الثِّقَاتِ (ج1/ص467/764) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج4/ص422/1852) ، الثِّقَاتُ (ج6/ص469/8625 ، مَشَاهِيْرُ الأَمْصَارِ (ج1/ص178/1413) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص503/2402) ، تُحْفَةُ التَّحْصِيلِ فِي ذِكْرِ رُوَاةِ الْمَرَاسِيلِ (ج1/ص152) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص277/2938) .
(2) تَرْجَمَةُ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُسْرٍ : تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج5/ص139) ، الإصابة (ج4/ص23) ، خُلاصَةُ تَذْهِيبِ تَهْذِيبِ الْكَمَالِ (ج1/ص192) .
((1/40)
3) تَرْجَمَةُ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُسْرٍ السَّكْسَكِيِّ : الْكَاشِفُ (ج1/ص540/ 2646) ، لِسَانُ الْمِيزَانِ (ج7/ص258/3476) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص297/3230) ، خُلاصَةُ تَذْهِيبِ تَهْذِيبِ الْكَمَالِ (ج1/ص192) .
(4) تَرْجَمَةُ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ بُسْرٍ : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج5/ص308/1467) ، الثِّقَاتُ (ج5/ص66/3881) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج19/ص13/3622) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص679/3534) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج7/ص5) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص370/4278) ، لِسَانُ الْمِيزَانِ (ج7/ص295/ 3915).
قَالَ الذَّهَبِيُّ : قِيلَ هُوَ عَبْدُ اللهِ الْحُبْرَانِيُّ . وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ : عُبَيْدُ اللهِ بْنُ بُسْرٍ ، وَيُقَالُ : عَبْدُ اللهِ . رَوَى عَنْ أَبِي أُمَامَةَ . وَعَنْهُ صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو . وَقَالَ أَبُو الْقَاسِمِ الطَّبَرَانِيُّ فِي تَرْجَمَةِ أَبِي أمَامَةَ مِنَ الْمُعْجَمِ الْكَبِيْرِ : عَبْدُ اللهِ بْنُ بُسْرٍ الْيَحْصَبِيُّ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ ، ثُمَّ رَوَى لَهُ هَذَا الْحَدِيثَ مِنْ رِوَايَةِ نُعَيْمِ بْنِ حَمَّادٍ عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ ، وَحَدِيثَاً آخَرَ مِنْ رِوَايَةِ بَقِيَّةَ بْنِ الْوَلِيدِ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو « حَبِّبُوا اللهَ إِلَى عِبَادِهِ يُحِبَّكُمُ اللهُ » ، والله أعلم .(1/41)
وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : وَذَكَرَ أَبُو مُوسَى الْمَدِينِيُّ فِي ذَيْلِ الصَّحَابَةِ : عُبَيْدُ اللهِ بْنُ بُسْرٍ أَخُو عَبْدِ اللهِ بْنِ بُسْرٍ قَالَهُ السَّلْمَانِيُّ . وَقَدْ قِيلَ : إنَّهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ بُسْرٍ الْحُبْرَانِيُّ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي تَرْجَمَةِ الْحُبْرَانِيِّ أَنَّهُ يَرْوِي عَنْ أَبِي أُمَامَةَ وَيَرْوِي عَنْهُ صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو . وَقَدْ اخْتَلَفَ الرُّوَاةُ عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ فِيهِ ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ عَبْدَ اللهِ بْنَ بُسْرٍ ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ عُبَيْدُ اللهِ بْنُ بُسْرٍ ، وأما بَقِيَّةُ فَلَمْ يَخْتَلِفُوا عَلَيْهِ أَنَّهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ بُسْرٍ ، فَكَأَنَّ هَذَا الْقَوْلَ أَوْلَى بِالصَّوَابِ وَاللهُ أَعْلَمُ , وَهَذَا أَوْلَى مِمَّا ظَنَّهُ التِّرْمِذِيُّ : أَنَّهُ أخُو عَبْدِ اللهِ بْنِ بُسْرٍ الصَّحَابِيِّ ، فَإِنَّ ذَاكَ اسْمُهُ عَطِيَّةُ بْنُ بُسْرٍ ، وَأُخْتُهُ يُقَالُ لَهَا الصَّمَّاءُ . وَقَالَ الذَّهَبِيُّ : عُبَيْدُ اللهِ بْنُ بُسْرٍ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ ، وَعَنْهُ صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو ، قِيلَ : هُوَ عَبْدُ اللهِ الْحُبْرَانِيُّ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : عُبَيْدُ اللهِ بْنُ بُسْرٍ بِضَمِّ الْمُوَحَّدَةِ وَسُكُونِ الْمُهْمَلَةِ حِمْصِيٌّ مَجْهُولٌ مِنَ الرَّابِعَةِ ، وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ : لَعَلَّهُ أَخُو عَبْدِ اللهِ بْنِ بُسْرٍ الْمَازِنِيِّ الصَّحَابِيُّ تَفَرَّدَ بهِ التِّرْمِذِىُّ . مَرْتَبَتُهُ : الرَّابِعَةُ تَجْرِيْحَاً .(1/42)
6- أَبُو أُمَامَةَ صُدَىُّ بْنُ عَجْلانَ (1) صُدِيُّ بِالتَّصْغِيْرِ بْنُ عَجْلانَ أَبُو أُمَامَةَ الْبَاهِلِيُّ صَحَابِيٌّ مَشْهُورٌ سَكَنَ الشَّامَ . رَوَى عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، وَعَنْ عُمَرَ ، وَعُثْمَانَ ، وَعَلِيٍّ ، وَأَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ وَغَيْرِهِمْ . وَعَنْهُ عُبَيْدُ اللهِ بْنُ بُسْرٍ الْحِمْصِيُّ ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَبِيبٍ الْمُحَارِبِيُّ ، وَشَدَّادُ بْنُ عَمَّارٍ الدِّمَشْقِيُّ ، وَجَمَاعَةٌ . قَالَ ابْنُ سَعْدٍ : سَكَنَ الشَّامَ . وَقَالَ سُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ : قُلْتُ لَهُ : مِثْلُ مَنْ أَنْتَ يَوْمَئِذٍ يَعْنِي يَوْمَ حَجَّةِ الْوَدَاعِ ؟ ، قَالَ : أَنَا يَوْمَئِذٍ ابْنُ ثَلاثِينَ سَنَةً . قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ : هُوَ آخِرُ مَنْ مَاتَ مِنَ الصَّحَابَةِ بِالشَّامِ ، مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِينَ . الْكُتُبُ السِّتَّةُ .
رَابِعَاً : الْحُكْمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ(1/43)
هَذَا الْحَدِيثُ إِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ لِحَالِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ بُسْرٍ فَهُوَ مَجْهُولٌ كَمَا قَالَ ابْنُ حَجَرٍ ، وَإِنْ يَكُنْ عَبْدَ اللهِ بْنَ بُْسٍر السَّكْسَكِيَّ فَهُوَ ضَعِيفٌ أَيْضَاً . قَالَ التِّرْمِذِيُّ فِي ( سُنَنِهِ ج4/ص705/2583) : « هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ . وَهَكَذَا قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ بُسْرٍ ، وَلا نَعْرِفُ عُبَيْدَ اللهِ بْنَ بُسْرٍ إِلاَّ فِي هَذَا الْحَدِيثِ . وَقَدْ رَوَى صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُسْرٍ صَاحِبِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - غَيْرَ هَذَا الْحَدِيثِ ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ بُسْرٍ لَهُ أَخٌ قَدْ سَمِعَ مِنْ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، وَأُخْتُهُ قَدْ سَمِعَتْ مِنْ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - . وَعُبَيْدُ اللهِ بْنُ بُسْرٍ الَّذِي رَوَى عَنْهُ صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو هَذَا الْحَدِيثَ رَجُلٌ آخَرُ لَيْسَ بِصَحَابِيٍّ » .(1/44)
وَقَالَ الْحَاكِمُ فِي ( مُسْتَدْرَكِهِ ج2/ص382/3339) : هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ ، وَوَافَقَهُ الذَّهَبِيُّ فِي تَلْخِيصِهِ . وَقَالَ أبو نُعَيْمٍ فِي ( الْحِلْيَةِ ج8/ص182) : تَفَرَّدَ بِهِ صَفْوَانُ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُسْرٍ وَقِيلَ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُسْرٍ وَهُوَ الْيَحْصَبِيُّ الْحِمْصِيُّ يُكْنَى أَبَا سَعِيدٍ ، وَرَوَى بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ عَنْ صَفْوَانَ مِثْلَهُ ، رَوَى صَفْوَانُ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُسْرٍ الْمَازِنِيِّ وَلَهُ صُحْبَةٌ وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُسْرٍ آخرَ ، وَلِذَلِكَ اشْتَبَهَ عَلَى بَعْضِ النَّاسِ وَلَيْسَ هُوَ عَبْدَ اللهِ بْنَ بُسْرٍ . وَضَعَّفَهُ الأَلْبَانِيُّ فِي تَعْلِيقِهِ عَلَى مِشْكَاةِ الْمَصَابِيحِ (2/234/5680) ، وَضَعِيفِ التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ (2/235/2155) ، وَضَعِيفِ التِّرْمِذِيِّ (1/304/477) .
ـــــــــــ
(1) تَرْجَمَةُ أَبِى أمَامَةَ صُدَىِّ بْنِ عَجْلانَ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج4/ص326/3001) ، مَشَاهِيْرُ الأَمْصَارِ (ج1/ص50/327) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج13/ص159) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص502/2390) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج4/ص368/734) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص276/2923) ، الإصابة (ج7/ص19/9533) .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 39 }
وَأَخْرَجَ أَحْمَدُ ، وَالتِّرْمِذِيُّ ، وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، وَابْنُ حِبَّانَ ، وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ ، وَالْبَيْهَقِيُّ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي قَوْلِهِ { بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ } قَالَ : كَعَكَرِ الزَّيْتِ ، فَإِذَا قَرُبَ إِلَيْهِ سَقَطَتْ فَرْوَةُ وَجْهِهِ فِيهِ ، وَلَوْ أَنَّ دَلْوَاً مِنْ غِسْلِينَ يُهْرَاقُ فِي الدُّنْيَا لأَنْتَنَ أَهْلَ الدُّنْيَا .
- - الله - -(1/45)
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ فِي ( مُسْنَدِهِ ج3/ص70/11690) قَالَ : ثَنَا حَسَنٌ ثَنَا بْن لَهِيعَةَ ثَنَا دَرَّاجٌ عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : { كَالْمُهْلِ } قالَ : كَعَكَرِ الزَّيْتِ ، فَإِذَا قَرُبَ إِلَيْهِ سَقَطَتْ فَرْوَةُ وَجْهِهِ فِيهِ . وَتَابَعَهُ عَنْ دَرَّاجٍ : عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ .
فَقَدْ أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ فِي ( سُنَنِهِ / كِتَابُ صِفَةِ جَهَنَّمَ ، بَابُ مَا جَاءَ فِي صِفَةِ جَهَنَّمَ ج4/ص704 /2581، 2584) وَفِي ( سُنَنِهِ / كِتَابُ التَّفْسِيْرِ ، بَابٌ وَمِنْ سُورَةِ سَأَلَ سَائِلٌ ج5/ص426/3322) مِنْ طَرِيقِ رِشْدِينَ بْنِ سَعْدٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ عَنْ دَرَّاجٍ عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ عن أَبِي سَعِيدٍ عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - بمثله .
وأَخْرَجَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي ( صَحِيحِهِ ، بَابُ صِفَةِ النَّارِ وَأَهْلِهَا 16/514/7473) مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ اللهِ بْنِ وَهْبٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ بِمِثْلِهِ .
وَنَابَعَ رِشْدِينَ : عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ .
فأَخْرَجَهُ الْحَاكِمُ فِي ( مُسْتَدْرَكِهِ / كِتَابُ التَّفْسِيْرِ ج2/ص544/3850) ، وَعَنْهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي ( الْبَعْثِ وَالنُّشُورِ 1/293/ح604) مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ اللهِ بْنِ وَهْبٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ بِلَفْظِ الْمُصَنِّفِ تَامَّاً .
وَقَالَ أبُو عِيسَى التِّرْمِذِيُّ : هذا حَدِيثٌ لا نَعْرِفُهُ إلاَّ مِنْ حَدِيثِ رِشْدِينَ بْنِ سَعْدٍ ، وَرِشْدِينُ قَدْ تُكُلِّمَ فِيهِ .
وَقَالَ الْحَاكِمُ : حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ(1/46)
أَخْرَجَهُ ابْنُ أبِى الدُّنْيَا فِي ( صِفَةِ النَّارِ ج1/ص61/ح76) مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ اللهِ بْنِ وَهْبٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ بِهِ . وأَخْرَجَهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ فِي ( مُسْنَدِهِ ج1/ص78/130) ، وَفِي ( الزُّهْدِ ج2/ص90/316) ، وَالطَّبَرِيُّ فِي ( تَفْسِيْرِهِ ج 25/ص132) ، وَالطَّبَرَانِيُّ فِي ( أَوْسَطِهِ ج3/ص277/3137 ) ، وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ فِي ( مُسْنَدِهِ ج1/ص290/930) ، كُلُّهُمْ مِنْ طَرِيقِ رِشْدِينَ بْنِ سَعْدٍ بِهِ ، مُقْتَصِرِينَ عَلَى الْجُمْلَةِ الأُولَى مِنَ الْحَدِيثِ . وأَخْرَجَهُ أَبُو يَعْلَى فِي ( مُسْنَدِهِ ج2/ص520/1375) مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ اللهِ بْنِ لَهِيعَةَ عَنْ دَرَّاجٍ بِهِ مُقْتَصِرَاً عَلَى الْجُمْلَةِ الأُولَى .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
هَذَا الْحَدِيثُ مَدَارُهُ عَلَى دَرَّاجٍ ، رَوَاهُ عَنْهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ لَهِيعَةَ كَمَا فِي روايةِ أَحْمَدَ وَأَبِي يَعْلَى ، وَتَابَعَهُ عَنْهُ عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ ، وَرَوَاهُ عَنْ عَمْرٍو : رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ كَمَا فِي بَقِيَّةِ الرِّوَايَاتِ .
1- مُحَمَّدُ بْنُ الْعُلاءِ الْهَمْدَانِيُّ أبُو كُرَيْبٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 31 ] . ثِقَةٌ حَافِظٌ مَشْهُورٌ بكنيته مِنَ الْعَاشِرَةِ مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ ، وَهُوَ ابْنُ سَبْعٍ وَثَمَانِينَ الْكُتُبُ السِّتَّةُ .(1/47)
2- رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ (1) رِشْدِينُ بْنُ سَعْدِ بْنِ مُفْلِحِ بْنِ هِلالٍ الْمَهْرِيُّ أبُو الْحَجَّاجِ الْمِصْرِيُّ ، وَهُوَ رِشْدِينُ بْنُ أَبِي رِشْدِينَ . رَوَى عَنِ الأَوْزَاعِيِّ ، وَعَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ ، وَمُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ وَغَيْرِهِمْ . وَعَنْهُ بَقِيَّةُ وَهُوَ مِنْ أَقْرَانِهِ ، وَابْنُ الْمُبَارَكِ ، وَأَبُو كُرَيْبٍ وَعِدَّةٌ . قَالَ الْمَيْمُونِيُّ : سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ يَقُولُ : رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ لَيْسَ يُبَالِي عَمَّنْ رَوَى ، لَكِنَّهُ رَجُلٌ صَالِحٌ ، قَالَ : فَوَثَّقَهُ الْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ وَكَانَ فِي الْمَجْلِسِ ، فَتَبَسَّمَ أَبُو عَبْدِ اللهِ ثُمَّ قَالَ : لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ فِي أَحَادِيثِ الرِّقَاقِ . وَقَالَ ابْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ عَنْ ابْنِ مَعِينٍ : لا يُكْتَبُ حَدِيثُهُ . وَقَالَ عُثْمَانُ الدَّارِمِيُّ عَنْ ابْنِ مَعِينٍ : لَيْسَ بِشَيْءٍ . وَقَالَ عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ ، وَأَبُو زُرْعَةَ : ضَعِيفُ الْحَدِيثِ . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ : مُنْكَرُ الْحَدِيثِ وَفِيهِ غَفْلَةٌ وَيُحَدِّثُ بِالْمَنَاكِيْرِ عَنِ الثِّقَاتِ ضَعِيفُ الْحَدِيثِ . وَقَالَ الْجَوْزَقَانِيُّ : عِنْدَهُ مَعَاضِيلُ وَمَنَاكِيْرُ كَثِيْرَةٌ . وَقَالَ النَّسَائِيُّ : مَتْرُوكُ الْحَدِيثَ . وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ : ضَعِيفُ الْحَدِيثِ لا يُكْتَبُ حَدِيثُهُ . وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ : أَحَادِيثُهُ مَا أَقَلَّ مَنْ يُتَابِعُهُ عَلَيْهَا وَهُوَ مَعَ ضَعْفِهِ يُكْتَبُ حَدِيثُهُ .(1/48)
وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : رِشْدِينُ بِكَسْرِ الرَّاءِ وَسُكُونِ الْمُعْجَمَةِ بْنُ سَعْدِ بْنِ مُفْلِحٍ الْمَهْرِيُّ بِفَتْحِ الْمِيْمِ وَسُكُونِ الْهَاءِ أبُو الْحَجَّاجِ الْمِصْرِيُّ ضَعِيفٌ ، رَجَّحَ أَبُو حَاتِمٍ عَلَيْهِ ابْنَ لَهِيْعَةَ ، وَقَالَ ابْنُ يونس : كَانَ صَالِحَاً فِي دِينِهِ ، فَأَدْرَكَتْهُ غَفْلَةُ الصَّالِحِينَ ، فَخَلَطَ فِي الْحَدِيثِ مِنَ السَّابِعَةِ مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَمِئَةٍ وَثَمَانِينَ وَلَهُ ثَمَانٍ وَسَبْعُونَ سَنَةً التِّرْمِذِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّالِثَةُ تَجْرِيْحَاً .
3- عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ (2) عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ بْنِ يَعْقُوبَ بْنِ عَبْدِ اللهِ الأَنْصَارِيُّ أبُو أُمَيَّةَ الْمِصْرِيُّ الْمَدَنِيُّ . رَوَى عَنْ أَبِيهِ ، وَالزُّهْرِيِّ ، وَدَرَّاجٍ ، وَطَائِفَةٍ . وَعَنْهُ مُجَاهِدُ بْنُ جَبْرٍ ، وَرِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ وَغَيْرُهُمْ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ فَقِيهٌ حَافِظٌ مِنَ السَّابِعَةِ مَاتَ قَدِيْمَاً قَبْلَ الْخَمْسِينَ وَمِئَةٍ الْكُتُبُ السِّتَّةُ .
مَرْتَبَتُهُ : الأولى تَعْدِيلاً .
4- عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 30 ] . أَبُو مُحَمَّدٍ الْمِصْرِيُّ الْفَقِيهُ ثِقَةٌ حَافِظٌ عَابِدٌ مِنَ التَّاسِعَةِ مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَتِسْعِينَ وَلَهُ اثْنَتَانِ وَسَبْعُونَ سَنَةً الْكُتُبُ السِّتَّةُ .
ـــــــــــ
((1/49)
1) تَرْجَمَةُ رِشْدِينِ بْنِ سَعْدٍ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج3/ص337/1145) ، ضُعَفَاءُ الْبُخَارِيِّ (ج1/ص46/122) ، الضُّعَفَاءُ لِلنَّسَائِيِّ (ج1/ص41/203) ، الضُّعَفَاءِ الْكَبِيْرُ (ج2/ص66/509) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج3/ص513/2320) ، الْمَجْرُوحِينَ (ج1/ص303/354) ، الْكَامِلُ فِي الضُّعَفَاءِ (ج3/ص149) ، الضُّعَفَاءُ وَالْمَتْرُوكِينَ لابْنِ الْجَوْزِيِّ (ج1/ص284/1230) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج9/ص192) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص396/1575) ، الْمُغْنِي فِي الضُّعَفَاءِ (ج1/ص232/2123) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج3/ص240/526) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص209/1942) ، خُلاصَةُ تَذْهِيبِ تَهْذِيبِ الْكَمَالِ (ج1/ص117) .
(2) تَرْجَمَةُ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ : مَعْرِفَةُ الثِّقَاتِ (ج2/ص172/ 1371) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج6/ص225/ 1252) ، الثِّقَاتُ (ج7/ص228/ 9804) ، مَشَاهِيْرُ الأَمْصَارِ (ج1/ص187/ 1498) ، التَّعْدِيلُ وَالتَّجْرِيْحُ (ج3/ص970/ 1094) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج21/ص570/4341) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص74/ 4139) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج8/ص13/22) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص419/ 5004) .
5- دَرَّاجُ بْنُ سَمْعَانَ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 1 ] . حَدِيثُهُ مُسْتَقِيمٌ إِلاَّ مَا كَانَ عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ .
6- أبُو الْهَيْثَمِ سُلَيْمَانُ بْنُ عَمْرٍو ثِقَةٌ . سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 14 ] .
7- عَبْدُ اللهِ بْنُ لَهِيعَةَ صَدُوقُ اخْتَلَطَ بَعْدَ احْتِرَاقِ كُتْبِهِ . سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 14 ] .
8- أبُو سَعِيدٍ سَعْدُ بْنُ مَالِكٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 14 ] .
رَابِعَاً : الْحُكْمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ(1/50)
هَذَا الْحَدِيثُ إِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ لِحَالِ رِشْدِينٍ ، وَإِنْ كَانَ تَابَعَهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ ، فَرِوَايَةُ دَرَّاجٍ عَنْ أَبِى الْهَيْثَمِ ضَعِيفَةٌ . قَالَ أبُو عِيسَى (ج4/ص704/2581) : هَذَا حَدِيثٌ لا نَعْرِفْهُ إِلاَّ مِنْ حَدِيثِ رِشْدِينَ بْنِ سَعْدٍ ، وَرِشْدِينُ قَدْ تُكُلِّمَ فِيهِ .
وَتُعِقِّبَ بِأَنَّ أَحْمَدَ وَأَبَا يَعْلَى أَخْرَجَاهُ مِنْ طَرِيقِ ابْنِ لَهِيعَةِ عَنْ دَرَّاجٍ ، وَبِأَنَّ ابْنَ حَبَّانَ وَالْحَاكِمَ أَخْرَجَاهُ مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ اللهِ بْنِ وَهْبٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ ( أَضْوَاءُ الْبَيَانِ ج3/ص270) .
وَضَعَّفَهُ الأَلْبَانِيُّ فِي ( مِشْكَاةِ الْمَصَابِيحِ 3/234/5678) ، وَضَعِيفِ التِّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ (2/235/2154) وَضَعِيفِ التِّرْمِذِيِّ (1/304/478) .
وَقَالَ شُعَيْبُ الأَرْنَؤُوطُ فِي تَعْلِيقِهِ عَلَى صَحِيحِ ابْنِ حِبَّانَ (16/514/7473) : إِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ .
وَقَالَ الْحَاكِمُ فِي ( مُسْتَدْرَكِهِ ج2/ص544/3850) : هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ ، وَعَلَّقَ الذَّهَبِيُّ فِي تَلْخِيصِهِ فِي نَفْسِ الْمَوْضِعِ أَنَّهُ صَحِيحٌ . وَسَبَبُ الْخِلافِ : أَنَّ رِوَايَةَ دَرَّاجٍ عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ مِنْهُمْ مَنْ ضَعَّفَهَا مُطْلَقَاً ، وَمِنْهُمْ مَنْ صَحَّحَهَا مُطْلَقَاً ، وَمِنْهُمْ مَنْ فَصَّلَ فِي رِوَايَتِهِ ، وَهُوَ الصَّحِيحُ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 40 }
وَأَخْرَجَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ مِنْ طَرِيقِ ابْنِ أََبِي طَلْحَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى { بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ } قَالَ : أَسْوَدُ كَعَكَرِ الزَّيْتِ ، وَفِي قَوْله تَعَالَى { شُرْبَ الْهِيمِ } قَالَ : شُرْبَ الإِبِلِ الْعِطَاشِ .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الأَثَرِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ(1/51)
عَزَاهُ الْمُصَنِّفُ لابْنِ أَبِى حَاتِمٍ ، وَلَمْ أَجِدْهُ فِي الْكِتَابِ الْمَطْبُوعِ .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ الطَّبَرِيُّ فِي ( تَفْسِيْرِهِ ج27/ص195) قَالَ : حَدَّثَنِي علي قَالَ : ثَنَا أَبُو صَالِحٍ قَالَ : ثَنِي مُعَاوِيَةُ عَنْ عَلِيٍّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَوْلَهُ { شُرْبَ الْهِيمِ } يَقُولُ : شُرْبَ الإِبِلِ الْعِطَاشِ . وَذَكَرَ لَهُ إِسْنَاداَ آخَرَ فَقَالَ : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ : ثَنِي أََبِي قَالَ : ثَنِي عَمِّي قَالَ : ثَنِي أَبِي عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَوْلَهُ { فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ } قَالَ : الإبل الظماء . وَذَكَرَ فِي مَوْضِعٍ ثَانٍ (ج27/ص196) طَرِيقَاً آخَرَ فَقَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ قَالَ ثَنَا مِهْرَانُ عَنْ سُفْيَانَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : هِيَ الإِبِلُ الْعِطَاشُ . وَأَخْرَجَ الْبَيْهَقِيُّ فِي ( الْبَعْثِ وَالنُّشُورِ 1/294/ح606) مِنْ طَرِيقِ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ عَنْ عَلِىِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مِثْلَهُ .
وأَخْرَجَهُ هناد فِي الزهد (1/187/295) فقال : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَوْلَهُ { فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ } قَالَ : هَيَامُ الأَرْضِ يَعْنِي الرَّمْلَ .
ثَالِثَاً : أ- دِرَاسَةُ الإِسْنَادِ الأَوَّلِ لِلأَثَرِ
أَمَّا السَّنَدُ الأَوَّلُ فَهُوَ مُنْقَطِعٌ بَيْنَ عَلِىِّ بْنِ أَبِى طَلْحَةَ وَابْنِ عَبَّاسٍ كَمَا سَبَقَ بَيَانُهُ .
وَأَمَّا السَّنَدُ الثَّانِي فَهُوَ ضَعِيفٌ لأَنَّهُ مِنْ رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ الْعَوْفِيِّ عَنْ أَهْلِ بَيْتِهِ كَمَا سَبَقَ بَيَانُهُ .(1/52)
1- مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الرَّازِيُّ (1) مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ حَيَّانَ التَّمِيمِيُّ الْحَافِظُ أَبُو عَبْدِ اللهِ الرَّازِيُّ . رَوَى عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْقُمِّيِّ ، وَابْنِ الْمُبَارَكِ ، وَمِهْرَانَ بْنِ أَبِي عُمَرَ ، وَعِدَّةٍ . وَعَنْهُ أَبُو دَاوُدَ ، وَالتِّرْمِذِيُّ ، وَابْنُ مَاجَهْ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ ، وَآخَرُونَ . قَالَ ابْنُ حَجَرٍ : مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ حَيَّانَ الرَّازِيُّ حَافِظٌ ضَعِيفٌ وَكَانَ ابْنُ مَعِينٍ حَسَنَ الرَّأْي فِيهِ مِنَ الْعَاشِرَةِ مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ أَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ .
مَرْتَبَتُهُ : الثَّالِثَةُ تَجْرِيْحَاً .
2- مِهْرَانُ بْنُ أَبِى عُمَرَ الرَّازِيُّ (2) مِهْرَانُ بْنُ أَبِي عُمَرَ الْعِطَّارُ أَبُو عَبْدِ اللهِ الرَّازِيُّ . رَوَى عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ ، وَزَمْعَةَ بْنِ صَالِحٍ ، وَالثَّوْرِيِّ وَغَيْرِهِمْ . وَعَنْهُ مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الرَّازِيُّ ، وَإبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى الرَّازِيُّ ـــــــــــ
(1) تَرْجَمَةُ مُحَمَّدِ بْنِ حُمَيْدٍ الرَّازِيِّ : الضُّعَفَاءِ الْكَبِيْرُ (ج4/ص61/1612) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج7/ص232/1275) ، الْمَجْرُوحِينَ (ج2/ص303/1009) ، الْكَامِلُ فِي الضُّعَفَاءِ (ج6/ص274/1759) ، الضُّعَفَاءُ وَالْمَتْرُوكِينَ لابْنِ الْجَوْزِيِّ (ج3/ص54/2959) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج25/ص/5167/97) ، سير أعلام النبلاء (ج11/ص503) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص166/4810) ، ميزان الاعتدال في نقد الرجال (ج6/ص126/7459) ، لِسَانُ الْمِيزَانِ (ج7/ص492/ 5741) ، التهذيب (ج9/ص113/181) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص475/5834) .
((1/53)
2) تَرْجَمَةُ مِهْرَانَ بْنِ أبِى عُمَرَ الرَّازِيِّ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج7/ص429/1881) ، ضُعَفَاءُ الْبُخَارِيِّ (ج1/ص111/366) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج8/ص301/1391) ، الثِّقَاتُ (ج7/ص523/11282) ، الْكَامِلُ فِي الضُّعَفَاءِ (ج6/ص462/1942) ، تَارِيْخُ أَسْمَاءِ الثِّقَاتُ (ج1/ص234/1432) ، الضُّعَفَاءُ وَالْمَتْرُوكِينَ لابْنِ الْجَوْزِيِّ (ج3/ص143/3436) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج28/ص95/6225) ، الكاشف (ج2/ص300/5667) ، تَارِيْخُ الإِسْلامِ (ج12/ص416) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج10/ص291/573) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص549/6933)(1/54)
وَيَحْيَى بْنُ مَعِينٍ ، وَعِدَّةٌ . قَالَ الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ الرَّازِيُّ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ : كَانَ شَيْخَاً مُسْلِمَاً كَتَبْتُ عَنْهُ وَكَانَ عِنْدَهُ غَلَطٌ كَثِيْرٌ فِي حَدِيثِ سُفْيَانَ . وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي يَحْيَى عَنْ ابْنِ مَعِينٍ : ثِقَةٌ . وَقَالَ النَّسَائِيُّ : لَيْسَ بِالْقَوِيِّ . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ : ثِقَةٌ صَالِحُ الْحَدِيثِ . وذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ . وَقَالَ الْحَاكِمُ أَبُو أَحْمَدَ : لَيْسَ بِالْمَتِينِ عِنْدَهُمْ . وَقَالَ السَّاجِيُّ : فِي حَدِيثِهِ اضْطِرَابٌ ، وَهُوَ مِنْ أَكْثَرِ أَصْحَابِ الثَّوْرِيِّ عِنْهُ رِوَايَةً . وَقَالَ العْقَيْلِيُّ : رَوَى عَنِ الثَّوْرِيِّ أَحَادِيثَ لا يُتَابَعُ عَلَيْهَا . وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ : لا بَأْسَ بِهِ . وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ : أَسْلَمَ عَلَى يَدِ الثَّوْرِيِّ وَلَهُ صَنَّفَ الثَّوْرِيُّ الْجَامِعَ الصَّغِيْرَ . وَقَالَ الْبُخَارِيُّ : فِي حَدِيثِهِ اضْطِرَابٌ . وَقَالَ ابْنُ شَاهِينَ : صَدُوقٌ فِي أَكْثَرِ رِوَايَتِهِ عَنْ سُفْيَانَ خَطَأٌ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : مِهْرَانُ بْنُ أَبِي عُمَرَ الْعَطَّارُ أبُو عَبْدِ اللهِ الرَّازِيُّ صَدُوقٌ لَهُ أَوْهَامٌ سَيْءُ الْحِفْظِ مِنَ التَّاسِعَةِ أبُو دَاوُدَ فِى الْمَرَاسِيلِ وَابْنُ مَاجَهْ . مَرْتَبَتُهُ : الرَّابِعَةُ تَعْدِيلاً .
3- سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ ثِقَةٌ ثَبْتٌ حَافِظٌ . سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 4 ] .
ثَالِثَاً : ب- دِرَاسَةُ الإِسْنَادِ الثَّانِي لِلأَثَرِ هَنَّادِ بْنِ السَّرِيِّ
1- وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ ثِقَةٌ حَافِظٌ عَابِدٍ . سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 20 ] .(1/55)
2- سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ (1)سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ بْنِ أَبِي عِمْرَانَ مَيْمُونٍ الْهِلالِيُّ أبُو مُحَمَّدٍ الْكُوفِيُّ سَكَنَ مَكَّةَ . رَوَى عَنِ الزُّهْرِيِّ ، وَعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ ، وَأَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ ، وَخَلْقٍ . وَعَنْهُ الأَعْمَشُ ، وَابْنُ جُرَيْجٍ ، وَشُعْبَةُ وَالثَّوْرِيُّ وَهُمْ مِنْ شُيُوخِهِ , وَأَبُو مُعَاوِيَةَ ، وَوَكِيعٌ . كَانَ الْحُفَّاظِ الْمُتْقِنِينَ ، وَأَهْلِ الْوَرَعِ وَالدِّينِ ، هُوَ مُسْتَغْنٍ عَنِ التَّزْكِيَةِ لِتَثَبُّتِهِ وَإِتْقَانِهِ . قَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ حَافِظٌ فَقِيهٌ إِمَامٌ حُجَّةٌ إِلاَّ أَنَّهُ تَغَيَّرَ حِفْظُهُ بِآخِرَةَ ، وَكَانَ رُبَّمَا دَلَّسَ لَكِنْ عَنِ الثِّقَاتِ ، مَاتَ فِي رَجَبٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِينَ الْكُتُبُ السِّتَّةُ . مَرْتَبَتُهُ : الأُولَى تَعْدِيلاً .
3- عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ (2) عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ الْمَكِّيُّ أبُو مُحَمَّدٍ الأَثْرَمُ الْجُمَحِيُّ مَوْلاهُمْ أَحَدُ الأَعْلامِ . رَوَى عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، وَابْنِ الزُّبَيْرِ ، وَابْنِ عُمَرَ ، وَجَمَاعَةٍ . وَعَنْهُ قَتَادَةُ وَمَاتَ قَبْلَهُ ، وَالْحَمَّادَانِ ، وَالسُّفْيَانَانَ ، وَخَلائِقُ .
وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ الْمَكِّيُّ أبُو مُحَمَّدٍ الأَثْرَمُ الْجُمَحِيُّ مَوْلاهُمْ ثِقَةٌ ثَبْتٌ مِنَ الرَّابِعَةِ , مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ الْكُتُبُ السِّتَّةُ . مَرْتَبَتُهُ : الأولى تَعْدِيلاً .
4- عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 2 ] .
رَابِعَاً : أ- الْحُكْمُ عَلَى الإِسْنَادِ الأَوَّلِ لِلأَثَرِ
هَذَا الأَثَرُ إِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ لِلانْقِطَاعِ بَيْنَ الثَّوْرِيِّ وَابْنِ عَبَّاسٍ ، وَلِضَعْفِ مُحَمَّدِ بْنِ حُمَيْدٍ الرَّازِيِّ .(1/56)
ب- الْحُكْمُ عَلَى الإِسْنَادِ الثَّانِي لِلأَثَرِ هَنَّادِ بْنِ السَّرِيِّ
هَذَا الأَثَرُ إسْنَادُهُ صَحِيحٌ لأنَّ رِجَالَهُ ثِقَاتٌ .
ـــــــــــ
(1) تَرْجَمَةُ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج4/ص94/2082) ، مَعْرِفَةُ الثِّقَاتِ (ج1/ص417/631) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج4/ص225/973) ، الثِّقَاتُ (ج6/ص403/8300) ، مَشَاهِيْرُ الأَمْصَارِ (ج1/ص149/1181) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج11/ص177/2413) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص449/2002) ، جامع التحصيل (ج1/ص186/250) ، من رمي بالاختلاط (ج1/ص59/ 38) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج4/ص104/205) تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص245/2451) ، طَبَقَاتُ الْمُدَلِّسِينَ (ج1/ص32/52) ، خُلاصَةُ التَّذْهِيبِ (ج1/ص145) .
(2) تَرْجَمَةُ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج6/ص328/2544) ، مَعْرِفَةُ الثِّقَاتِ (ج2/ص175/1377) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج6/ص231/1280) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص75/4152) ، رِجَالُ مُسْلِمٍ (ج2/ص68/1172) ، الثِّقَاتُ (ج5/ص167/4400) ، مَشَاهِيْرُ الأَمْصَارِ (ج1/ص84/613) ، رِجَالُ صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ (ج2/ص541/848) ، 1التَّعْدِيلُ وَالتَّجْرِيْحُ (ج3/ص971/1096) ، الْمُقْتَنَى فِي سَرْدِ الْكُنَى (ج2/ص42/5315) ، تَذْكِرَةُ الْحُفَّاظِ (ج1/ص113/360) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص421/5024) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج8/ص26/45) ، خُلاصَةُ التَّذْهِيبِ (ج1/ص288) .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 41 }
وَأَخْرَجَ الْبَيْهَقِيُّ عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى { شُرْبَ الْهِيمِ } قَالَ : هُوَ دَاءٌ يَكُونُ فِي الإِبِلِ تَشْرَبُ ، وَلا تُرْوَى .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الأَثَرِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ(1/57)
أَخْرَجَهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي ( الْبَعْثِ وَالنُّشُورِ 1/294/ح610) قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَسَنِ ثَنَا إبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ ثَنَا آدَمُ ثَنَا وَرْقَاءُ عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى { شُرْبَ الْهِيمِ } بِمِثْلِهِ .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ ابْنُ دِيزِيلَ فِي ( تَفْسِيْرِهِ عَنْ مُجَاهِدٍ 2/649) قَالَ : نَا آدَمُ قَالَ : نَا شَيْبَانُ عَنْ جَابِرٍ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ : هُوَ دَاءٌ يَكُونُ فِي الإِبِلِ تَشْرَبُ ، فَلا تُرْوَى .
وأَخْرَجَهُ الطَّبَرِيُّ فِي ( تَفْسِيْرِهِ ج27/ص196) مِنْ طَرِيقِ وَرْقَاءَ عَنِ ابْنِ أَبِى نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ بِلَفْظِ : الْهِيمُ : الإِبِلُ الظِّمَاءُ .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الأَثَرِ
1- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عُبَيْدٍ الأَسَدِيُّ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 11 ] . قَالَ الذَّهَبِيُّ : تَكَلَّمُوا فِي سَمَاعِهِ مِنْ ابْنِ دِيزِيلَ . وَرَمَاهُ بِالْكَذِبِ الْقَاسِمُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ . وَقَالَ صَالِحُ بْنُ أَحْمَدَ الْهَمْدَانِيُّ : ضَعِيفٌ ، ادَّعَى الرِّوَايَةَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحُسَيْنِ فَذَهَبَ عِلْمُهُ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّالِثَةُ تَجْرِيْحَاً .
2- إبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْن مِهْرَانَ أَبُو إِسْحَاقَ الْكِسَائِيُّ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ دِيزِيلَ . سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 11 ] . قَالَ الذَّهَبِيُّ : الإمَامُ الْحَافِظُ الثِّقَةُ الْعَابِدُ ، إِلَيْهِ الْمُنْتَهَى فِي الإِتْقَانِ ، سَمِعَ بِالْحَرَمَيْنِ وَمِصْرَ وَالشَّامِ وَالْعِرَاقِ وَالْجِبَالِ ، وَجَمَعَ فَأَوْعَى .(1/58)
3- آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 11 ] . قَالَ أبُو حَاتِمٍ : ثِقَةٌ مَأْمُونٌ مُتَعَبِّدٌ مِنْ خِيَارِ عِبَادِ اللهِ تَعَالَى . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيْلاً .
4- شَيْبَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ (1) التَّمِيمِيُّ مَوْلاهُمْ النَّحْوِيُّ أَبُو مُعَاوِيَةَ البَّصْرِيُّ الْمُؤَدِّبُ ، كَانَ يُؤَدِّبُ ابْنَ دَاوُدَ الْهَاشِمِيَّ وَإِخْوَتَهُ بِبَغْدَادَ ، سَكَنَ الْكُوفَةَ ثُمَّ انْتَقَلَ إِلَى بَغْدَادَ . رَوَى عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ ، وَالأَعْمَشِ ، وَجَابِرٍ الْجُعْفِيِّ ، وَغَيْرِهِمْ . وَعَنْهُ زَائِدَةُ بْنُ قُُدَامَةَ ، وَأَبُو حَنِيفَةَ وَهُمَا مِنْ أَقْرَانِهِ, وَآدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ ، وَأَبُو نُعَيْمٍ ، ـــــــــــ
(1) تَرْجَمَةُ شَيْبَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج4/ص254/2709) ، عرفة الثِّقَاتُ (ج1/ص462/742) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج4/ص355/1561) ، الثِّقَاتُ (ج6/ص449/8530) ، مَشَاهِيْرُ الأَمْصَارِ (ج1/ص170/1350) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج12/ص592/2784) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص491/ 2316) ، الْمُغْنِي فِي الضُّعَفَاءِ (ج1/ص301) ، تَذْكِرَةُ الْحُفَّاظِ (ج1/ص218/204) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج4/ص326/638) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص269/2833) ، خُلاصَةُ تَذْهِيبِ تَهْذِيبِ الْكَمَالِ ، طَبَقَاتُ الْحُفَّاظِ (ج1/ص99/194) .(1/59)
وَعِدَّةٌ . قَالَ ابْنُ حَجَرٍ : شَيْبَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ التَّمِيمِيُّ مَوْلاهُمْ النَّحْوِيُّ أبُو مُعَاوِيَةَ البَصْرِيُّ نَزِيلُ الْكُوفَةِ ثِقَةٌ صَاحِبُ كِتَابٍ يُقَالُ إِنَّهُ مَنْسُوبٌ إِلَى نَحْوَةَ بَطْنٍ مِنَ الأَزْدِ ، لا إِلَى عِلْمِ النَّحْوِ مِنَ السَّابِعَةِ مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ وَمِئَةٍ الْكُتُبُ السِّتَّةُ . مَرْتَبَتُهُ : الثانية تَعْدِيلاً .
5- جَابِرُ بْنُ يَزِيدَ الْجُعْفِيُّ (1) جَابِرُ بْنُ يَزِيدَ أَبُو يَزِيدَ ، وَقِيلَ : أَبُو مُحَمَّدٍ ، وَقِيلَ : أَبُو عَبْدِ اللهِ الْجُعَفِيُّ الْكُوفِيُّ . رَوَي عَنِ الْقَاسِمِ ، وَمُجَاهِدٍ ، وَالشَّعْبِيِّ . رَوَى عَنْهُ الثَّوْرِيُّ ، وَشُعْبَةُ ، وَزُهَيْرٌ ، وَإِسْرَائِيلُ ، وَشَرِيكٌ . كَذَّبَهُ أَيُّوبُ السَّخْتِيَانِيُّ ، وَزَائِدَةُ . وَقَالَ أبُو حَنِيفَةَ : مَا لَقِيْتُ أَكْذَبَ مِنْهُ . وَقَالَ جَرِيرٌ : لا أَسْتَحِلُّ أَنْ أَرَوِيَ عَنْهُ . وَقَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ : لا يُكْتَبُ حَدِيثُهُ ، وَلا كَرَامَةَ ، لَيْسَ بِشَيْءٍ . وَقَدْ وَثَّقَهُ الثَّوْرِيُّ ، وَشُعْبَةُ . وَرَوَى أَبُو دَاوُدَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ قَالَ : لَمْ يُتَكَلَّمْ فِي جَابِرٍ فِي حَدِيثِهِ ، إِنَّمَا تُكُلِّمَ فِيهِ لِرَأْيِهِ . قَالَ ابْنُ حَجَرٍ : جَابِرُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ الْحَارِثِ الْجُعْفِيُّ أبُو عَبْدِ اللهِ الْكُوفِيُّ ضَعِيفٌ رَافِضِيٌّ مِنَ الْخَامِسَةِ مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِئَةٍ وَقِيلَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ أبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّالِثَةُ تَعْدِيلاً .(1/60)
6- وَرْقَاءُ بْنُ عُمَرَ(2) وَرْقَاءُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كُلَيْبٍ الْيَشْكُرِيُّ أَبُو بِشْرٍ الْكُوفِيُّ نَزِيلُ الْمَدَائِنِ . رَوَى عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ ، وَجَابِرِ بْنِ يَزِيدَ الْجُعَفِيِّ ، وَعَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي نَجِيحٍ . رَوَى عَنْهُ آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ ، وَإِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الأَزْرَقُ ، وَشُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ . قَالَ أَبُو حَاتِمٍ : كَانَ شُعْبَةُ يُثْنِي عَلَيْهِ وَكَانَ صَالِحَ الْحَدِيثِ . وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي كِتَابِ الثِّقَاتِ . وَثَّقَهُ أَحْمَدُ وَابْنُ مَعِينٍ . وَقَالَ أبُو دَاوُدَ : صَاحِبُ سُنَّةٍ إِلاَّ أَنَّ فِيهِ إِرْجَاءٌ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : صَدُوقٌ فِي حَدِيثِهِ عَنْ مَنْصُورٍ لِيِّنٌ مِنَ السَّابِعَةِ الْكُتُبُ السِّتَّةُ .
مَرْتَبَتُهُ : الثَّالِثَةُ تَعْدِيلاً .
7- عَبْدُ اللهِ بْنُ أبِى نَجِيحٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 20 ] . ثِقَةٌ رُمِيَ بِالْقَدَرِ .
8- مُجَاهِدُ بْنُ جَبْرٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 7 ] .
رَابِعَاً : الْحُكْمُ عَلَى الإِسْنَادَيْنِ لِلأَثَرِ
هَذَا الْحَدِيثُ بِطَرِيقَيْهِ ضَعِيفٌ جِدَّاً
أ- الإِسْنَادُ الأَوَّلُ عَنْ طَرِيقِ الْبَيْهَقِيِّ ضَعِيفٌ لِحَالِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عُبَيْدٍ الأَسَدِيِّ مُتَّهَمُ بِالْكَذِبِ .
ب- وَالإِسْنَادُ الثَّانِي ضَعِيفٌ أَيْضَاً ، وَذَلِكَ لأَنَّ جَابِرَاً الْجُعَفِيَّ مَتْرُوكٌ ، بَلْ كَذَّبَهُ أَيُّوبُ السَّخْتِيَانِيُّ ، وَزَائِدَةُ .
ـــــــــــ
((1/61)
1) تَرْجَمَةُ جَابِرِ بْنِ يَزِيدَ الْجُعَفِيِّ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج2/ص210/2223) ، ضُعَفَاءُ الْبُخَارِيِّ (ج1/ص25/49) ، مَعْرِفَةُ الثِّقَاتِ (ج1/ص264/206) ، الضُّعَفَاءُ لِلنَّسَائِيِّ (ج1/ص28/98) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج2/ص497/2043) ، الْمَجْرُوحِينَ (ج1/ص208/173) ، الْكَامِلُ فِي الضُّعَفَاءِ (ج2/ص113/326) ، الضُّعَفَاءُ وَالْمَتْرُوكِينَ لابْنِ الْجَوْزِيِّ (ج1/ص164/630) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص288/739) ، الْمُغْنِي فِي الضُّعَفَاءِ (ج1/ص126) ، الْمُقْتَنَى فِي سَرْدِ الْكُنَى (ج2/ص153/6756) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص137/878) ، خُلاصَةُ تَذْهِيبِ تَهْذِيبِ الْكَمَالِ (ج1/ص59) .
(2) تَرْجَمَةُ وَرْقَاءَ بْنِ عُمَرَ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج8/ص188/2648) ، تَارِيْخُ بَغْدَادَ (ج13/ص515/7336) ، التَّعْدِيلُ وَالتَّجْرِيْحُ (ج3/ص1199/1444) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج30/ص433/6684) ، الْمُقْتَنَى فِي سَرْدِ الْكُنَى (ج1/ص109/660) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص348/6046) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص580/7403) ، لِسَانُ الْمِيزَانِ (ج7/ص424/5147) .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 42 }
وَأَخْرَجَ الْبَيْهَقِيُّ عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : { مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ } قَالَ : الْقَيْحُ وَالدَّمُ .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الأَثَرِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي ( الْبَعْثِ وَالنُّشُورِ 1/294/ح607) قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَسَنِ ثَنَا إبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ ثَنَا آدَمُ ثَنَا وَرْقَاءُ عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : { وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ } ، قَالَ : يَعْنِي الْقَيْحَ وَالدَّمَ .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ(1/62)
وَتَابَعَ وَرْقَاءَ : شِبْلُ بْنُ عَبَّادٍ ، وَعِيسَى بْنُ مَيْمُونٍ الْمَكِّيُّ .
قَالَ الطَّبَرِيُّ فِي ( تَفْسِيْرِهِ ج13/ص195) : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَبَّاسِ الْبَاهِلِيُّ ثَنَا أَبُو عَاصِمٍ الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ ثَنَا عِيسَى بْنُ مَيْمُونٍ (ح ) وَحَدَّثَنِي الْحَارِثُ ثَنَا الْحَسَنُ ثَنَا وَرْقَاءُ (ح ) وَحَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ثَنَا شَبَابَةُ ثَنَا وَرْقَاءُ عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : { وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ } قَالَ : قَيْحٌ وَدَمٌ . وَقَالَ : حَدَّثَنَا الْمُثَنَّى قَالَ : ثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ قَالَ : ثَنَا شِبْلٌ عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ مِثْلَهُ .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الأَثَرِ ( الطَّبَرِيِّ )
1- الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ (1) الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ الزَّعْفَرَانِيُّ أَبُو عَلِيٍّ الْبَغْدَادِيُّ . رَوَى عَنْ إبْرَاهِيمَ بْنِ مَهْدِيٍّ الْمِصِّيصِيِّ ، وَسَعِيدِ بْنِ مَنْصُورٍ ، وَسُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ ، وَشَبَابَةَ بْنِ سَوَّارٍ وَعِدَّةٍ . رَوَى عَنْهٌ الْجَمَاعَةُ سِوَى مُسْلِمٍ ، وَزَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى السَّاجِيُّ ، وَأَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ وَعِدَّةٌ . وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ وَابْنُ أَبِى حَاتِمٍ . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ : صَدُوقٌ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : صَاحِبُ الشَّافِعِيِّ وَقَدْ شَارَكَهُ فِي الطَّبَقَةِ الثَّانِيَةِ مِنْ شُيُوخِهِ ثِقَةٌ مِنَ الْعَاشِرَةِ مَاتَ سَنَةَ سِتِّينَ أَوْ قَبْلَهَا الْبُخَارِيُّ وَالأَرْبَعَةُ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيلاً .(1/63)
2- شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ (2) الْفَزَارِيُّ مَوْلاهُمْ أَبُو عَمْرٍو الْمَدَائِنِيُّ أَصْلُهُ خُرَاسَانِيٌّ . رَوَى عَنْ إِسْرَائِيلَ بْنِ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ ، وَشُعْبَةَ بْنِ الْحَجَّاجِ ، وَوَرْقَاءَ بْنِ عُمَرَ الْيَشْكُرِيِّ وَعِدَّةٍ . رَوَى عَنْهُ إبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَالْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ الزَّعْفَرَانِيُّ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ حَافِظٌ رُمِيَ بِالإِرْجَاءِ مِنَ التَّاسِعَةِ مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ أَوْ خَمْسٍ أَوْ سِتٍّ وَمِائَتَيْنِ . الْكُتُبُ السِّتَّةُ . مَرْتَبَتُهُ : الأُولَى تَعْدِيلاً .
ـــــــــــ
(1) تَرْجَمَةُ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج3/ص36/153) ، الثِّقَاتُ (ج8/ص177/1284) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج6/ص310/1270) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص329/1062) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص163/1281) .
(2) تَرْجَمَةُ شَبَابَةَ بْنِ سَوَّارٍ : تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج12/ص343/2684) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج4/ص264/528) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص477/ 2229) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص263/ 2733) .
3- وَرْقَاءُ بْنُ عُمَرَ الْيَشْكُرِيُّ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 41 ] . صَدُوقٌ .
4- عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي نَجِيحٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 20 ] . ثِقَةٌ رُمِيَ بِالْقَدَرِ ، وَرُبَّمَا دَلَّسَ .
5- مُجَاهِدُ بْنُ جَبْرٍ ثِقَةٌ ثَبْتٌ . سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 7 ] .
6- شِبْلُ بْنُ عَبَّادٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 34 ] . ثِقَةٌ رُمِيَ بِالْقَدَرِ .
رَابِعَاً : الْحُكْمُ عَلَى إِسْنَادِ الأَثَرِ
هَذَا الأَثَرُ إسْنَادُهُ صَحِيحٌ لأَنَّ رِجَالَهُ ثِقَاتٌ .(1/64)
وَأَمَّا إِسْنَادُ الْبَيْهَقِيِّ فَهُوَ ضَعِيفٌ لأَنَّ فِيهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عُبَيْدٍ الأَسَدِيُّ ، وَهُوَ مُتَّهَمٌ بِالْكَذِبِ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 43 }
أَخْرَجَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنِ السُّدِّيِّ فِي قَوْلِهِ { مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ } قَالَ : انْتَهَى حَرُّهَا ، فَلَيْسَ فَوْقَهُ حَرٌّ .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الأَثَرِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ فِي ( تَفْسِيْرِهِ ج10/ص421/19257) تَعْلِيقَاً عَنِ السُّدِّيِّ قَوْلِهِ { مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ } قَالَ : انْتَهَى حَرُّهَا ، فَلَيْسَ فَوْقَهُ حَرٌّ .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
وَعَزَاهُ الْمُصَنِّفُ فِي ( الدُّرِّ الْمَنْثُورِ ج8/ص492) قَالَ : وَأَخْرَجَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنِ السُّدِّيِّ { مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ } قَالَ : انْتَهَى حَرُّهَا ، فَلَيْسَ فَوْقَهُ حَرٌّ .(1/65)
إسْمَاعِيلُ السُّدِّيُّ (1)إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّدِّيُّ الأَعْوَرُ بِضَمِّ الْمُهْمَلَةِ وَتَشْدِيدِ الدَّالِ أَبُو مُحَمَّدٍ الْكُوفِيُّ مَوْلَى زَيْنَبَ بِنْتِ قَيْسِ بْنِ حَنْبَلٍ ، كُوفِيٌّ ثِقَةٌ . رَوَى عَنْهُ سُفْيَانُ ، وَشُعْبَةُ ، وَزَائِدَةُ . عَالِمٌ بِتَفْسِيْرِ الْقُرْآنِ رَاوِيَةٌ لَهُ . رَوَى عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، وَقَدْ رَأَى ابْنَ عُمَرَ . ضَعَّفَهُ ابْنُ مَهْدِيٍّ وَيَحْيَى بْنُ مَعِينٍ ، وَكَذَّبَهُ الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ . وَقَالَ يَحْيَى الْقَطَّانُ : مَا رَأَيْتُ أَحَدَاً يَذْكُرُهُ إِلاَّ بَخَيْرٍ ، وَمَا تَرَكَهُ أَحَدٌ . وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : هُوَ ثِقَةٌ . وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ : هُوَ صَدُوقٌ لا بَأْسَ بِهِ . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ : يُكْتَبُ حَدِيثُهُ ، وَلا يُحْتَجُّ بِهِ . وَقَالَ أبُو زُرْعَةَ : لَيِّنٌ . وَإِنَّمَا سُمِّىَ السُّدِّيُّ لأَنَّهُ كَانَ يَجْلِسُ بِالْمَدِينَةِ فِي مَوْضِعٍ يُقَالُ لَهُ السُّدُّ يُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : صَدُوقٌ يَهِمُ وَرُمِيَ بِالتَّشَيُّعِ مِنَ الرَّابِعَةِ مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِئَةٍ مُسْلِمٌ وَالأَرْبَعَةُ . مَرْتَبَتُهُ : الرَّابِعَةُ تَعْدِيلاً .
ـــــــــــ
(1) تَرْجَمَةُ إسْمَاعِيلَ السُّدِّيِّ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج1/ص/361/1145) ، مَعْرِفَةُ الثِّقَاتِ (ج1/ص/227/98) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج2/ص184/625) ، الثِّقَاتُ (ج4/ص20/1659) ، مَشَاهِيْرُ الأَمْصَارِ (ج1/ص111/846) ، الضُّعَفَاءُ وَالْمَتْرُوكِينَ لابْنِ الْجَوْزِيِّ (ج1/ص115/390) ، تكملة الإكمال (ج3/ص319/3285) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص108/463) .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 44 }(1/66)
وَأَخْرَجَ الْبَيْهَقِيُّ عَنِ الْحَسَنِ قَالَ : كَانَتِ الْعَرَبُ تَقُولُ لِلشَّيْءِ إِذَا انْتَهَى حَرُّهُ ، لا يَكُونُ شَيْءٌ أَحَرَّ مِنْهُ : قَدَ أَنَى حَرُّهُ ، فَقَالَ اللهُ - عز وجل - { مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ } يُقَالُ : أَوْقَدَ عَلَيْهَا فِي جَهَنَّمَ مِنْذُ خُلِقَتْ ، فَأَنَي حَرُّهَا .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الأَثَرِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي ( الْبَعْثِ وَالنُّشُورِ ج1/ص294/ح610) قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَسَنِ ثَنَا إبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ ثَنَا آدَمُ ثَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ عَنِ الْحَسَنِ قَالَ : كَانَتِ الْعَرَبُ تَقُولُ لِلشَّيْءِ إِذَا انْتَهَى حَرُّهُ ، لا يَكُونُ شَيْءٌ أَحَرَّ مِنْهُ : قَدَ أَنَى حَرُّهُ ، فَقَالَ اللهُ - عز وجل - { مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ } (1) يَقُولُ : قَدْ أَوْقَدَ اللهُ عَلَى جَهَنَّمَ مُذْ خُلِقَتْ ، فَأَنَى حَرُّهَا .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
وَأَخْرَجَهُ أَسَدُ بْنُ مُوسَى فِي ( الزُّهْدِ ص32/ح34) قَالَ : نَا الْمُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ عَنِ الْحَسَنِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : { تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ } قَالَ : كَانَتِ الْعَرَبُ تَقُولُ إِذَا انْتَهَى حَرُّ الشَّيْءِ ، لا يَكُونُ شَيْءٌ أَحَرَّ مِنْهَا : قَدَ أَنَى حَرُّهَا ، فَأَنْزَلَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى { تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ } قَالَ : أُوقِدَتْ عَلَيْهَا جَهَنَّمُ مِنْذُ خُلِقَتْ ، فَأَنَى حَرُّهَا . وَتَابَعَهُ عَنِ الْحَسَنِ : يُونُسُ بْنُ عُبَيْدِ ، وَمَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ ، وَأَبُو رَجَاءٍ مُحَمَّدُ بْنُ سَيْفٍ الْحُدَّانِيُّ .(1/67)
أَخْرَجَهُ ابْنُ أبِى الدُّنْيَا ( صِفَةُ النَّارِ ج1/ص90/ح129) قَالَ : حَدَّثَنَا إسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ عَنْ يُونُسَ عَنِ الْحَسَنِ : { تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ } قَالَ : تَدْرُونَ مَا آنِيَةٍ ، قَدْ أَنَى حَرُّهَا ، قَدْ أُوقِدَتْ عَلَيْهَا جَهَنَّمُ مِنْذُ خُلِقَتْ . وَأَخْرَجَهُ الطَّبَرِيُّ فِي ( تَفْسِيْرِهِ ج30/ص161) مِنْ طَرِيقِ مَعْمَرٍ ، وَأَبِي رَجَاءٍ الْحُدَّانِيِّ كِلاهُمَا عَنِ الْحَسَنِ بِنَحْوِهِ ، وَفِي رِوَايَةِ أَبِي رَجَاءٍ : أَنَى طَبْخُهَا مِنْذُ يَوْمَ خَلَقَ اللهُ الدُّنْيَا .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الأَثَرِ
رَوَاهُ عَنِ الْحَسَنِ : الْمُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ ، وَمَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ ، وَيُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ ، وَأَبُو رَجَاءٍ مُحَمَّدُ بْنُ سَيْفٍ الْحُدَّانِيُّ الأَزْدِيُّ .
1- مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [11] . صَدُوقٌ يُدَلِّسُ وَيُسَوِّي .
2- الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ الْبَصْرِيُّ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 11 ] . ثِقَةٌ فَقِيهٌ فَاضِلٌ مَشْهُورٌ .
3- يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ (1) بْنِ دِينَارٍ الْعَبْدِيُّ مَوْلاهُمْ أَبُو عُبَيْدٍ الْبَصْرِيُّ . رَأَى أَنَسَاً . رَوَى عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ ، وثابت البناني ، وَالْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ ، وَعِدَّةٍ . وَعَنْهُ ابْنُهُ عَبْدُ اللهِ ، وَشُعْبَةُ ، وَالثَّوْرِيُّ ، وَوُهَيْبٌ ، وَيَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ . قَالَ ابْنُ حَجَرٍ ثِقَةٌ ثَبْتٌ فَاضِلٌ وَرِعٌ مِنَ الْخَامِسَةِ مَاتَ سَنَةَ 139 الْكُتُبُ السِّتَّةُ . مَرْتَبَتُهُ : الأُولَى تَعْدِيلاً .
رَابِعَاً : الْحُكْمُ عَلَى إِسْنَادِ الأَثَرِ(1/68)
هَذَا الأَثَرُ إسْنَادُهُ صَحِيحٌ وَذَلِكَ لِمُتَابَعَةِ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ مُبَارَكَ بْنَ فَضَالَةَ فِي رِوَايَتِهِ عَنِ الْحَسَنِ .
ـــــــــــ
(1) تَرْجَمَةُ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج8/ص402/3488) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج9/ص242/1020) ، الثِّقَاتُ (ج7/ص647/ 1184) ، تاريخ أسماء الثِّقَاتُ (ج1/ص263/1620) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج32/ص517/7180) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص403/6472) ، تَارِيْخُ الإِسْلامِ (ج8/ص572/4) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج11/ص389/756) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص613/7909) ، خُلاصَةُ تَذْهِيبِ تَهْذِيبِ الْكَمَالِ (ج1/ص441) .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 45 }
وَأَخْرَجَ هَنَّادٌ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ : الْغَسَّاقُ الَّذِي لا يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَذُوقُوهُ مِنْ شِدَّةِ بَرْدِهِ .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الأَثَرِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ هَنَّادٌ فِي ( الزُّهْدِ ج1/ص186/290) قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ عَنْ لَيْثٍ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ : الْغَسَّاقُ الَّذِي لا يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَذُوقُوهُ مِنْ شِدَّةِ بَرْدِهِ .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ أَسَدُ بْنُ مُوسَى فِي ( الزُّهْدِ ص31/ح31) مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ مُجَاهِدٍ عَنْ أَبِيهِ بِمِثْلِهِ .
وأَخْرَجَهُ ابْنُ جَرِيرٍ فِي ( تَفْسِيْرِهِ ج30/ص14) مِنْ طَرِيقِ لَيْثٍ عَنْ مُجَاهِدٍ بِمِثْلِهِ .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الأَثَرِ
هَذَا الأَثَرُ مَدَارُهُ عَلَى لَيْثِ بْنِ أَبِى سُلَيْمٍ عَنْ مُجَاهِدٍ . تَابَعَهُ عَبْدُ الْوَهَّابِ عَنْ أَبِيهِ ، وَهِيَ مُتَابَعَةٌ تَالِفَةٌ وَاهِيَةٌ .(1/69)
1- عَبْدُ اللهِ بْنُ إِدْرِيسَ (1) عَبْدُ اللهِ بْنُ إِدْرِيسَ بْنِ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الأَسْوَدِ الأَوْدِيُّ الزَّعَافِرِيُّ ، أَبُو مُحَمَّد الْكُوفِيُّ . رَوَى عَنْ أَبِيهِ وَعَمِّهِ دَاوُدُ بْنِ عُثْمَانَ ، وَشُعْبَةَ ، وَلَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ وَغَيْرِهِمْ . وَعَنْهُ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ وَهُوَ مِنْ شُيُوخِهِ ، وَابْنُ الْمُبَارَكِ وَمَاتَ قَبْلَهُ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَيَحْيَى بْنُ مَعِينٍ ، وَإِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ ، وَجَمَاعَةٌ . قَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ فَقِيهٌ عَابِدٌ مِنَ الثَّامِنَةِ مَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِينَ وَمِئَةٍ وَلَهُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ سَنَةً الْكُتُبُ السِّتَّةُ . مَرْتَبَتُهُ : الثانية تَعْدِيلاً .
2- لَيْثُ بْنُ أبِى سُلَيْمٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [26] . صَدُوقٌ اخْتَلَطَ جِدَّاً وَلَمْ يَتَمَيَّزْ حَدِيثُهُ .
3- عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُجَاهِدٍ (2) عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُجَاهِدِ بْنِ جَبْرٍ الْمَكِّيُّ مَوْلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ السَّائِبِ الْمَخْزُومِيِّ . رَوَى عَنْ أَبِيهِ ، وَعَطَاءٍ . وَعَنْهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ . وَقَالَ ابْنُ الْجَوْزِيِّ : أَجْمَعُوا عَلَى تَرْكِ حَدِيثِهِ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : مَتْرُوكٌ وَقَدْ كَذَّبَهُ الثَّوْرِيُّ مِنَ السَّابِعَةِ ابْنُ مَاجَهْ . مَرْتَبَتُهُ : الْخَامِسَةُ تَجْرِيْحَاً .
4- مُجَاهِدُ بْنُ جَبْرٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 7 ] .
رَابِعَاً : الْحُكْمُ عَلَى إِسْنَادِ الأَثَرِ
هَذَا الأَثَرُ إسْنَادُهُ ضَعِيفٌ جِدَّاً لأَنَّ فِيهِ لَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ ، وَفِيهِ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُجَاهِدٍ ، وَهُمَا مَتْرُوكَانِ .
ـــــــــــ
((1/70)
1) تَرْجَمَةُ عَبْدِ اللهِ بْنِ إِدْرِيسَ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج5/ص47/97) ، مَعْرِفَةُ الثِّقَاتِ (ج2/ص21/ 853) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج5/ص8/44) ، الثِّقَاتُ (ج7/ص59/9011) ، مَشَاهِيْرُ الأَمْصَارِ (ج1/ص173/1376) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج14/ص293/3159) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص538/ 2627) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج5/ص126/248) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص295/ 3207) .
(2) تَرْجَمَةُ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ مُجَاهِدٍ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج6/ص98/1825) ، ضُعَفَاءُ الْبُخَارِيِّ (ج1/ص77/234) ، الضُّعَفَاءُ لِلنَّسَائِيِّ (ج1/ص68/375) ، الضُّعَفَاءِ الْكَبِيْرُ (ج3/ص71/1037) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج6/ص69/362) ، الْمَجْرُوحِينَ ج2/ص146/754) ، الْكَامِلُ فِي الضُّعَفَاءِ (ج5/ص294/1433) ، الضُّعَفَاءُ وَالْمَتْرُوكِينَ لابْنِ الْجَوْزِيِّ (ج2/ص158/2213) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج18/ص516/3606) ، جَامِعُ التَّحْصِيلِ (ج1/ص231/478) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج6/ص400/839) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص368/4263) .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 46 }
وَأَخْرَجَ عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ فِي قَوْله تَعَالَى : { لا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدَاً وَلا شَرَابَاً . إِلاَّ حَمِيمَاً وَغَسَّاقَاً } قَالَ : اسْتَثْنَى مِنَ الشَّرَابِ الْحَمِيمَ ، وَمِنَ الْبَارِدِ الْغَسَّاقَ .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الأَثَرِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ هَنَّادٌ فِي ( الزُّهْدِ ج1/ص187/292) قَالَ : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الرَّازِيِّ عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ { لا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدَاً وَلا شَرَابَاً . إِلاَّ حَمِيمَاً وَغَسَّاقَاً } قَالَ : اسْتَثْنَى مِنَ الشَّرَابِ الْحَمِيمَ ، وَمِنَ الْبَارِدِ الزَّمْهَرِيرَ .(1/71)
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ ابْنُ جَرِيرٍ فِي ( تَفْسِيْرِهِ ج30/ص 14) قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ قَالَ ثَنَا وَكِيعٌ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَنِ الرَّبِيعِ عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ قَالَ : الْغَسَّاقُ الزَّمْهَرِيرُ .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الأَثَرِ
هَذَا الإِسْنَادُ مَدَارُهُ عَلَى أَبِى جَعْفَرٍ الرَّازِيِّ ، رَوَاهُ عَنْهُ : وَكِيعٌ ، وَأَبُو كُرَيْبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاءِ .
1- مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاءِ أَبُو كُرَيْبٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 31 ] . مَشْهُورٌ بِكُنْيَتِهِ ثِقَةٌ حَافِظٌ من العاشرة مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ ، وَهُوَ ابْنُ سَبْعٍ وَثَمَانِينَ سَنَةً .
2- وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 20 ] . ثِقَةٌ حَافِظٌ عَابِدٌ مِنْ كِبَارِ التَّاسِعَةِ مَاتَ فِي آخَرِ سَنَةَ سِتٍّ وَأَوَّلِ سَنَةِ سَبْعٍ وَتَسْعِينَ وَلَهُ سَبْعُونَ سَنَةً .(1/72)
3- أبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ (1) مَوْلَى بَنِي تَمِيمٍ ، قِيلَ : اسْمُهُ عِيسَى بْنُ أَبِي عِيسَى ، وَاسْمُ أَبِي عِيسَى مَاهَانُ . وَهُوَ مَرْوَزِيُّ الأَصْلِ سَكَنَ الرَّيَّ ، وَقِيلَ : كَانَ مَتْجَرُهُ إِلَى الرَّيِّ ، فَنُسِبَ إِلَيْهَا . رَوَى عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ ، وَحُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، وَلَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ ، وَالرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ الْخُرَاسَانِيِّ . رَوَى عَنْهُ آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ ، وَشُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ وَهُوَ مِنْ أَقْرَانِهِ ، وَوَكِيعٌ ، وَجَمَاعَةٌ . قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ : صَالِحٌ . وَعَنْهُ : يُكْتَبُ حَدِيثُهُ لَكِنَّهُ يَخْلِطُ . وَعَنْهُ الْحُكْمُ بِتَوْثِيقِهِ . وَأَطْلَقَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمَّارٍ الْمَوْصَلِيُّ الْقَوْلَ بِتَوْثِيقِهِ . وَأَطْلَقَ أَبُو حَاتِمٍ الْقَوْلَ بِتَوْثِيقِهِ وَصِدْقِهِ وَصَلاحِ حَدِيثِهِ ، وَوَثَّقَهُ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ . قَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ : ثِقَةٌ كَانَ يَخْلِطُ . وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يُوسُفَ بْنِ خِرَاشٍ : سَيْءُ الْحِفْظِ صَدُوقٌ . وَقَالَ عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ : هُوَ مِنْ أَهْلِ الصِّدْقِ وَهُوَ سَيْءُ الْحِفْظِ . وَقَالَ أبُو زُرْعَةَ : شَيْخٌ يَهِمُ كَثِيْرَاً . قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ عَنْ أَبِيهِ : لَيْسَ بِقَوِيٍّ فِي الْحَدِيثِ . وَقَالَ زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى السَّاجِيُّ : صَدُوقٌ لَيْسَ بِمُتْقِنٍ . وَقَالَ النَّسَائِيُّ : لَيْسَ بِالْقَوِيِّ وَضَعَّفَهُ الْعِجْلِيُّ . قَالَ ابْنُ حَجَرٍ : صَدُوقٌ سَيْءُ الْحِفْظِ خُصُوصَاً عَنْ مُغِيْرَةَ بْنِ مِقْسِمٍ الضَّبِّيِّ مِنْ كِبَارِ السَّابِعَةِ مَاتَ فِي حُدُودِ السِّتِّينَ الْبُخَارِيُّ فِى الأَدَبِ الْمُفْرَدِ وَالأَرْبَعَةُ .(1/73)
مَرْتَبَتُهُ : الرَّابِعَةُ تَعْدِيلاً .
ـــــــــــ
(1) تَرْجَمَةُ أبِي جَعْفَرٍ الرَّازِيِّ : مَعْرِفَةُ الثِّقَاتِ (ج2/ص391/2108) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج6/ص280) ، الْكَامِلُ فِي الضُّعَفَاءِ (ج5/ص254) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج33/ص192/7284) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص416/6563) ، الْكَوَاكِبُ النَّيِّرَاتُ (ج1/ص88/70) ، جَامِعُ التَّحْصِيلِ (ج1/ص250/609) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج8/ص204/423)، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص629/8019) ، لِسَانُ الْمِيزَانِ (ج7/457/5427) .
4- الرَّبِيعُ بْنُ أَنَسٍ(1) الْبَكْرِيُّ ، وَيُقَالُ : الْحَنَفِيُّ الْبَصْرِيُّ ، ثُمَّ الْخُرَاسَانِيُّ . رَوَى عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، وَأَبِي الْعَالِيَةِ ، وَالْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ ، وَأَرْسَلَ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ . وَعَنْهُ أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ ، وَالأَعْمَشُ ، وَسُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ . وَكَانَ رِاوَيَةُ لأَبِى الْعَالِيَةِ ، وَكُلُّ مَا فِي أَخْبَارِهِ مِنَ الْمَنَاكِيْرِ إِنَّمَا هِيَ مِنَ جِهَةِ أَبِى جَعْفَرٍ الرَّازِيِّ . قَالَ الْعِجْلِيُّ : بَصْرِيٌّ صَدُوقٌ . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ : صَدُوقٌ وَهُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ فِي أَبِي الْعَالِيَةِ مِنْ أَبِي خَلْدَةَ . وَقَالَ النَّسَائِيُّ : لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ . وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ : كَانَ يَتَشَيَّعُ فَيُفْرِطُ . وذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ ، وَقَالَ : النَّاسُ يَتَّقُونَ مِنْ حَدِيثِهِ مَا كَانَ مِنْ رِوَايَةِ أَبِي جَعْفَرٍ عَنْهُ ، لأَنَّ فِي أَحَادِيثِهِ عَنْهُ اضْطِرَابَاً كَثِيْرَاً . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : صَدُوقٌ لَهُ أوْهَامُ وَرُمِيَ بِالتَّشَيُّعِ مِنَ الْخَامِسَةِ مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعِينَ أَوْ قَبْلَهَا الأَرْبَعَةُ . مَرْتَبَتُهُ : الرَّابِعَةُ تَعْدِيلاً .(1/74)
5- أبُو الْعَالِيَةِ رُفَيْعُ بْنُ مِهْرَانَ (2) أبُو الْعَالِيَةِ الرِّيَاحِيُّ الْبَصْرِيُّ مَوْلَى امْرَأةٍ مِنْ بَنِي رِيَاحِ بْنِ يَرْبُوعٍ حَيٌّ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ أَعْتَقَتْهُ سَائِبَةً . أَدْرَكَ الْجَاهِلِيَّةَ ، وَأَسْلَمَ بَعْدَ مَوْتِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - بِسَنَتَيْنِ ، وَدَخَلَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ وَصَلَّى خَلْفَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ . وَرَوَى عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ ، وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، وَثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - . رَوَى عَنْهُ بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْمُزَنِيُّ ، وَثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ ، وَجَعْفَرُ بْنُ مَيْمُونٍ ، وَالرَّبِيعُ بْنُ أَنَسٍ الْخَرَاسَانِيُّ .
قَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ كَثِيْرُ الإِرْسَالِ مِنَ الثَّانِيَةِ . مَاتَ سَنَةَ تِسْعِينَ ، وَقِيلَ : ثَلاثَ وَتِسْعِينَ ، وَقِيلَ : بَعْدَ ذَلِكَ الْكُتُبُ السِّتَّةُ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيلاً .
رَابِعَاً : الْحُكْمُ عَلَى إِسْنَادِ الأَثَرِ
هَذَا الأَثَرُ إسْنَادُهُ ضَعِيفٌ لأنَّهُ مِنْ رِوَايَةِ أَبِى جَعْفَرٍ الرَّازِيِّ عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ ، وَهِىَ رِوَايَةٌ مُنْكَرَةٌ .
ـــــــــــ
(1) تَرْجَمَةُ الرَّبيِعِ بْنِ أَنَسٍ : مَعْرِفَةُ الثِّقَاتِ (ج1/ص350/448) ، الثِّقَاتُ (ج4/ص228/2637) ، مَشَاهِيْرُ الأَمْصَارِ (ج1/ص126/987) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص391/1524) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج3/ص207/ 1414) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص205/1882) .
((1/75)
2) تَرْجَمَةُ أبِى الْعَالِيةِ رُفَيْعِ بْنِ مِهْرَانَ : طَبَقَاتُ ابْنِ سَعْدٍ (ج7/ص112) ، التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج3/ص326/1103) ، مَعْرِفَةُ الثِّقَاتِ (ج2/ص412/2189) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج3/ص510/2312) ، رِجَالُ مُسْلِمٍ (ج2/ص395/ 2079) ، الثِّقَاتُ (ج4/ص239/2701) ، الثِّقَاتُ (ج4/ص239/2701) ، رِجَالُ صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ (ج1/ص253/240) ، الضُّعَفَاءُ وَالْمَتْرُوكِينَ لابْنِ الْجَوْزِيِّ (ج1/ص285/1236) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج9/ص214/1922) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص397/1585) ، تَذْكِرَةُ الْحُفَّاظِ (ج1/ص61/50) ، الْمُغْنِي فِي الضُّعَفَاءِ (ج2/ص793/7564) ، جَامِعُ التَّحْصِيلِ (ج1/ص175/190) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج12/ص160/683) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص210/1953) ، التَّعْدِيلُ وَالتَّجْرِيْحُ (ج2/ص578/376) ، خُلاصَةُ تَذْهِيبِ تَهْذِيبِ الْكَمَالِ (ج1/ص468) .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 47 }
وَأَخْرَجَ عَنْ عَطِيَّةَ قَالَ : الْغَسَّاقُ : الَّذِي يَسِيلُ مِنْ صَدِيدِهِمْ .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الأَثَرِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ هَنَّادٌ فِي ( الزُّهْدِ / بَابُ أَوْدِيَةِ جَهَنَّمَ وَشَرَابِهَا ج1/ص186/289) قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَطِيَّةَ فِي قَوْلِهِ { وَغَسَّاق } قَالَ : الَّذِي يَسِيلُ مِنْ جُلُودِهِمْ .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ الطَّبَرِيُّ فِي ( تَفْسِيْرِهِ ج30/ص13) قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى قَالا : ثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَطِيَّةَ بْنِ سَعْدٍ فِي قَوْلِهِ { حَمِيمَاً وَغَسَّاقَاً } قَالَ : هَُو الَّذِي يَسِيلُ مِنْ جُلُودِهِمْ .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الأَثَرِ(1/76)
1- عَبْدُ اللهِ بْنُ إدْرِيسَ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 44 ] . ثِقَةٌ فَقِيهٌ عَابِدٌ .
2- إدْرِيسُ بْنُ يَزِيدَ الأَوْدِيُّ (1) إِدْرِيسُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَوْدِيُّ الزَّعَافِرِيُّ . رَوَى عَنْ أَبِيهِ ، وَعَمْرِو بْنِ مُرَّةَ ، وَعَطِيَّةَ بْنِ سَعْدٍ الْعَوْفِيِّ ، وَعِدَّةٍ . وَعَنْهُ ابْنُهُ عَبْدُ اللهِ ، وَالثَّوْرِيُّ ، وَوَكِيعٌ ، وَأَبُو أُسَامَةَ ، وَغَيْرُهُمْ . قَالَ ابْنُ مَعِينٍ ، وَالنَّسَائِيُّ : ثِقَةٌ . وَقَالَ الآجُرِّيُّ : سَأَلْتُ أَبَا دَاوُدَ عَنْهُ ، فَقَالَ : ثِقَةٌ , سَمِعْتُ أَحْمَدَ يَقُولُ : قَالَ ابْنُ إِدْرِيسَ : قَالَ لِي شُعْبَةُ : كَانَ أَبُوكَ يُفِيدُنِي . ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ . قَالَ ابْنُ حَجَرٍ : إِدْرِيسُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَوْدِيُّ ثِقَةٌ مِنَ السَّابِعَةِ الْكُتُبُ السِّتَّةُ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيلاً .
3- عَطِيَّةُ الْعَوْفِيُّ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 2 ] . صَدُوقٌ يُخْطِئُ كَثِيْرَاً ، وَكَانَ شِيعِيَّاً مُدَلِّسَاً مِنَ الثَّالِثَةِ مَاتَ سَنَةَ إحْدَى عَشَرَةَ وَمِئَةٍ . وَقَالَ الذَّهَبِيُّ : مُجْمَعٌ عَلَى ضَعْفِهِ .
رَابِعَاً : الْحُكْمُ عَلَى إِسْنَادِ الأَثَرِ
هَذَا الأثَرُ إسْنَادُهُ ضَعِيفٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ دُونَ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيَّ ، وَعَطِيَّةُ مُتَكَلَّمٌ فِيهِ ، وَقَالَ الذَّهَبِيُّ : مُجْمَعٌ عَلَى ضَعْفِهِ .
ـــــــــــ
((1/77)
1) تَرْجَمَةُ إدْرِيسَ بْنِ يَزِيدَ الأَوْدِيِّ : طَبَقَاتُ ابْنِ سَعْدٍ (ج6/ص363) ، التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج2/ص37/1605) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج2/ص263/948) ، الثِّقَاتُ (ج6/ص78/6805) ، مَشَاهِيْرُ الأَمْصَارِ (ج1/ص168/1334) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج2/ص299/293) ، التَّعْدِيلُ وَالتَّجْرِيْحُ (ج1/ص416/138) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص230/ 243) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص171/366) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص171/366) ، خُلاصَةُ تَذْهِيبِ تَهْذِيبِ الْكَمَالِ (ج1/ص25) .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 48 }
وَأَخْرَجَ هَنَّادٌ مِثْلَهُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، وَأَبِي رَزِينٍ (1) .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الأَثَرِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ هَنَّادٌ فِي ( الزُّهْدِ ج1/ص186/291) قَالَ : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ وَأَبِي رَزِينٍ { إِلاَّ حَمِيمَاً وَغَسَّاقَاً } قَالَ : مَا يَسِيلُ مِنْ صَدِيدِهِمْ .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ ابْنُ جَرِيرٍ فِي ( تَفْسِيْرِهِ ج30/ص13) قال : حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ وَابْنُ الْمُثَنَّى قَالا : ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَالَ ثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ وَأَبِي رَزِينٍ { إِلاَّ حَمِيمَاً وَغَسَّاقَاً } قَالا : غُسَالَةُ أَهْلِ النَّارِ ، لَفْظُ ابْنِ بَشَّارٍ وَأَمَّا ابْنُ الْمُثَنَّى فَقَالَ : مَا يَسِيلُ مِنْ صَدِيدِهِمْ . وَحَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ مَرَّةً أُخْرَى عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ فَقَالَ كَمَا قَالَ ابْنُ الْمُثَنَّى .
وَأَخْرَجَهُ ابْنُ أَبِى شَيْبَةَ فِي ( مُصَنَّفِهِ ج7/ص154/34923) قَالَ : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ أَبِي رَزِينٍ قَالَ : الْغَسَّاقُ مَا يَسِيلُ مِنْ صَدِيدِهِمْ .(1/78)
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الأَثَرِ
هَذَا الإِسْنَادُ مَدَارُهُ عَلَى سُفْيَانَ ، رَوَاهُ عَنْهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ ، وَوَكِيعٌ .
1- وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 20 ] .
2- سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 4 ] . هُوَ أَثْبَتُ النَّاسِ فِي مَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ ، وَلأَنَّ وَكِيعَاً لا يُعْرَفْ لَهُ رِوَايَةٌ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ ، وَوَكِيعٌ هُوَ رَاوَيَةُ الثَّوْرِيِّ ، ثُمَّ إِنَّ وَكِيعَاً عِرَاقِيٌّ وَابْنُ عُيَيْنَةَ مَكِّيٌّ .
3- مَنْصُورُ بْنُ الْمُعْتَمِرِ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 18 ] ، ثِقَةٌ ثَبْتٌ وَكَانَ لا يُدَلِّسُ .
4- إبْرَاهِيمُ بْنُ يَزِيدَ النَّخَعِيُّ (2) إبْرَاهِيمُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ قَيْسِ بْنِ الأَسْوَدِ النَّخَعِيُّ أَبُو عِمْرَانَ الْكُوفِيُّ الْفَقِيهُ . رَوَى عَنْ خَالَيْهِ الأَسْوَدِ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ ابْنَيْ يَزِيدَ ، وَمَسْرُوقٍ ، وَعَلْقَمَةَ ، وَجَمَاعَةٍ . وَرَوَى عَنْ عَائِشَةَ ، وَلَمْ يَثْبُتْ سَمَاعُهُ مِنْهَا . رَوَى عَنْهُ الأَعَمْشُ ، وَمَنْصُورٌ ، وَابْنُ عَوْنٍ ، وَخَلْقٌ . قَالَ الْعِجْلِيُّ : لَمْ يُحَدِّثْ عَنْ أَحَدٍ مِنَ الصَّحَابَةِ ، وَقَدْ أَدْرَكَ مِنْهُمْ جَمَاعَةً ، وَرَأَى عَائِشَةَ رُؤْيَةً مِنْهُ . قَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ إِلاَّ أَنَّهُ يُرْسِلُ كَثِيْرَاً مِنَ الْخَامِسَةِ مَاتَ سَنَةَ سَتٍّ وَتِسْعِينَ وَهُوَ ابْنُ خَمْسِينَ أَوْ نَحْوَهَا الْكُتُبُ السِّتَّةُ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيلاً .
ـــــــــــ
(1) فِي الْمَخْطُوطَةِ " ب ، ز " ( ابن رزين ) .
((1/79)
2) تَرْجَمَةُ إبْرَاهِيمَ بْنِ يَزِيدَ النَّخَعِيِّ : مَعْرِفَةُ الثِّقَاتِ (ج1/ص209/45) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج2/ص144/473) ، الثِّقَاتُ (ج4/ص8/1605) ، مَشَاهِيْرُ الأَمْصَارِ (ج1/ص101/748) ، التَّعْدِيلُ وَالتَّجْرِيْحُ (ج1/ص357/57) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج2/ص233/265) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص227/221) ، أسْمَاءُ الْمُدَلِّسِينَ (ج1/ص41/2) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص155/325) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص95/270) .
5- مَسْعُودُ بْنُ مَالِكٍ أبُو رَزِينٍ الأَسَدِيُّ (1) مَسْعُودُ بْنُ مَالِكٍ أَبُو رَزِينٍ الأَسَدِيُّ مَوْلَى أَبِي وَائِلٍ الأَسَدِيُّ الْكُوفِيُّ . رَوَي عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ الأَسَدِيِّ ، وَعَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ ، وَعَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ . رَوَى عَنْهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ سُمَيْعٍ ، وَمَنْصُورُ بْنُ الْمُعْتَمِرِ . قَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ فَاضِلٌ مِنَ الثَّانِيَةِ مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَمَانِينَ ، وَهُوَ غَيْرُ أَبِي رَزِينٍ عُبَيْدٍ الَّذِي قَتَلَهُ عُبَيْدُ اللهِ بْنُ زِيَادٍ بِالْبَصْرَةِ ، وَوَهِمَ مَنْ خَلَطَهُمَا الْبُخَارِىُّ فِى الأَدَبِ الْمُفْرَدِ وَمُسْلِمٌ وَالأَرْبَعَةُ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيلاً .
رَابِعَاً : الْحُكْمُ عَلَى إِسْنَادِ الأَثَرِ
هَذَا الأَثَرُ إسْنَادُهُ صَحِيحٌ لأَنَّ رِجَالَهُ ثِقَاتٌ .
ـــــــــــ
((1/80)
1) تَرْجَمَةُ مَسْعُودِ بْنِ مَالِكٍ أبِي رَزِينٍ الأَسَدِيِّ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج7/ص423/1855) ، مَعْرِفَةُ الثِّقَاتِ (ج2/ص276/1713) ، الاسامي والكنى (ج1/ص126/392) ، الْكُنَى وَالأَسْمَاءُ (ج1/ص325/1155) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج8/ص282/1295) ، الثِّقَاتُ (ج5/ص441/5618) ، تَسْمِيَةُ مَنْ أَخْرَجَهَمُ الْبَُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ (ج1/ص244/1775) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج27/ص477/5912) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص257/5401) ، جَامِعُ التَّحْصِيلِ (ج1/ص278/757) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج10/ص106/216) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص528/6612) ، خُلاصَةُ تَذْهِيبِ تَهْذِيبِ الْكَمَالِ (ج1/ص466) .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 49 }(1/81)
وَأَخْرَجَ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا وَالضِّيَاءُ عَنْ كَعْبٍ قَالَ : غَسَّاقٌ : عَيْنٌ فِي جَهَنَّمَ يَسِيلُ إِلَيْهَا حُمَةُ (1) كُلِّ ذَاتِ حُمَةٍ (2) مِنْ حَيَّةٍ أَوْ عَقْرَبٍ أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ ، فَيُسْتَنْقَعُ (3) ، فَيُؤَتَى بِالآدَمِيِّ فَيُغْمَسُ فِيهِ غَمْسَةً وَاحِدَةً ، فَيَخْرُجُ وَقَدْ سَقَطَ جِلْدُهُ عَنِ الْعِظَامِ ، وَتَعَلَّقَ جِلْدُهُ وَلَحْمُهُ فِي عَقِبَيْهِ وَكَعْبَيْهِ ، فَيَجُرُّ لَحْمَهُ فِي كَعْبَيْهِ كَمَا يَجُرُّ الرَّجُلُ ثَوْبَهُ .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الأَثَرِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
__________
(1) حُمَةٌ : الْحُمَةُ بِالتَّخَفِيفِ السُّمُّ ، وقد يشدد وأنكره الازهري ويطلق على إبره العقرب المجاوره لأن السم منها يخرج وأصلها حمو أو حمى وزن صرد والهاء فيها عوض من الواو المحذوفه أو الياء ، ومنه حديث الدجال وتنزع حمة كل دابة أي سمها ( النِّهَايَةُ فِي غَرِيبِ الأَثَرِ ج1/ص446 ، تفسير غريب ما فِي الصحيحين البخاري ومسلم ج1/ص545 ، مُخْتَارُ الصِّحَاحِ ج1/ص66) .
(2) فِي الْمَخْطُوطَةِ " أ " كلمة ( لحم ) بدلاً من ( حمة ) .
(3) استنقع : نقع الماء فِي الغدير ، واستنقع أي ثبت واجتمع ومنه السم الناقع أي القاتل ( مُخْتَارُ الصِّحَاحِ ج1/ص282 ، الفائق ج1/ص333 ، النِّهَايَةُ فِي غَرِيبِ الأَثَرِ ج5/ص108) .(1/82)
أَخْرَجَهُ ابْنُ أبِى الدُّنْيَا فِي « صِفَةِ النَّارِ »(ج1/ص69/ح91) قَالَ : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ قَالَ : حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ إسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو عَنْ أَبِي يَحْيَى عَطِيَّةَ الْكِلاعِيِّ أَنَّ كَعْبَاً كَانَ يَقُولُ : هَلْ تَدْرُونَ مَا : وَغَسَّاق ؟ ، قَالُوا : لا ، قَالَ : عَيْنٌ فِي جَهَنَّمَ يَسِيلُ إِلَيْهَا حُمَةُ كُلِّ ذَاتِ حُمَةٍ مِنْ حَيَّةٍ أَوْ عَقْرَبٍ أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ ، فَيُسْتَنْقَعُ ، فَيُؤَتَى بِالآدَمِيِّ فَيُغْمَسُ فِيهِ غَمْسَةً وَاحِدَةً ، فَيَخْرُجُ وَقَدْ سَقَطَ جِلْدُهُ عَنِ الْعِظَامِ ، وَتَعَلَّقَ جِلْدُهُ وَلَحْمُهُ فِي كَعْبَيْهِ ، فَيَجُرُّ لَحْمَهُ كَمَا يَجُرُّ الرَّجُلُ ثَوْبَهُ .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ ابْنُ جَرِيرٍ فِي « تَفْسِيْرِهِ »(ج23/ص177) قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْفٍ قَالَ ثَنَا أَبُو الْمُغِيْرَةِ قَالَ ثَنَا صَفْوَانُ قَالَ ثَنَا أبُو يَحْيَى عَطِيَّةُ الْكِلاعِيُّ أنَّ كَعْبَاً كَانَ يَقُولُ : هَلْ تَدْرُونَ مَا غَسَّاقٌ ، وَسَاقَ الْحَدِيثَ .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الأَثَرِ
هَذَا الْحَدِيثُ مَدَارُهُ عَلَى صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو ، رَوَاهُ عَنْهُ إسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ ، وَأَبُو الْمُغِيْرَةِ .(1/83)
1- مُحَمَّدُ بْنُ عَوْفٍ الطَّائِيُّ (1) مُحَمَّدُ بْنُ عَوْفِ بْنِ سُفْيَانَ الطَّائِيُّ أَبُو جَعْفَرٍ ، وَيُقَالُ : أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحِمْصِيُّ الإمَامُ الْحَافِظُ الْمُجَوِّدُ ، مُحَدِّثُ حِمْصٍ . رَوَى عَنْ أَبِي الْيَمَانِ الْحَكَمِ بْنِ نَافِعٍ ، وَأَبِي عَاصِمٍ الضَّحَّاكِ بْنِ مَخْلَدٍ ، وَأَبِي الْمُغِيْرَةِ عَبْدِ الْقُدُّوسِ بْنِ الْحَجَّاجِ . رَوَى عَنْهُ أبُو دَاوُدَ ، وَالنَّسَائِيُّ ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، وَأَبُو زُرْعَةَ عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيْمِ الرَّازِيُّ . قَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ حَافِظٌ مِنَ الْحَادِيَةِ عَشَرَةَ مَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ أَوْ ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ . أبو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ . مَرْتَبَتُهُ : الأُولَى تَعْدِيلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ مُحَمَّدِ بْنِ عَوْفٍ الطَّائِيِّ : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج8/ص52/241) ، الثِّقَاتُ (ج9/ص143/15659) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج26/ص236/5527) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص208/5098) ، تَذْكِرَةُ الْحُفَّاظِ (ج2/ص581/606) ، سِيَرُ أَعْلامِ النُّبَلاءِ (ج12/ص613/38) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص500/6202) .(1/84)
2- عَبْدُ الْقُدُّوسِ بْنُ الْحَجَّاجِ الْحِمْصِيُّ (1) عَبْدُ الْقُدُّوسِ بْنُ الْحَجَّاجِ الْخَوْلانِيُّ أبُو الْمُغِيْرَةِ الْحِمْصِيُّ . رَوَى عَنْ حَرِيزِ بْنِ عُثْمَانَ ، وَصَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو ، وَالْمَسْعُودِيِّ ، وَغَيْرِهِمْ . وَعَنْهُ الْبُخَارِيُّ ، وَالْبَاقُونَ بِوَاسَطِةِ إِسْحَاقَ بْنِ مَنْصُورٍ . رَوَى عَنْهُ أَيْضَاً يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ ، وَعِدَّةٌ . قَالَ أَبُو حَاتِمٍ : كَانَ صَدُوقَاً . وَقَالَ الْعِجْلِيُّ وَالدَّارَقُطْنِيُّ : ثِقَةٌ . وَقَالَ النَّسَائِيُّ : لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ . وذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ . قَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ مِنَ التَّاسِعَةِ مَاتَ فِي 212 بِحِمْصٍ الْكُتُبُ السِّتَّةُ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيلاً .
3- صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 37 ] .
__________
(1) تَرْجَمَةُ عَبْدِ الْقُدُّوسِ بْنِ الْحَجَّاجِ الْحِمْصِيِّ : مَعْرِفَةُ الثِّقَاتِ (ج2/ص100/1121) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج6/ص56/299) ، التَّعْدِيلُ وَالتَّجْرِيْحُ (ج2/ص915/989) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج18/ص237/3495) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص660/3422) ، الْكَشْفُ الْحَثِيثُ (ج1/ص171/455) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج6/ص329/708) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص360/4145) ، خُلاصَةُ تَذْهِيبِ تَهْذِيبِ الْكَمَالِ (ج1/ص242) .(1/85)
4- عَطِيَّةُ بْنُ قَيْسٍ (1) عَطِيَّةُ بْنُ قَيْسٍ الْكِلابِيُّ أَبُو يَحْيَى الْحِمْصِيُّ ، وَيُقَالُ : الدِّمَشْقِيُّ . رَوَى عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ ، وَعَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، وَعَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ . رَوَى عَنْهُ الْحَسَنُ بْنُ عِمْرَانَ الْعَسْقَلانِيُّ ، وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْقُرْآنَ ، وَدَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو الأَوْدِيُّ الدِّمَشْقِيُّ ، وَابْنُهُ سَعْدُ بْنُ عَطِيَّةَ بْنِ قَيْسٍ . قَالَ أَبُو حَاتِمٍ : صَالِحُ الْحَدِيثِ ، وُلِدَ فِي زَمَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - سَنَةَ سَبْعٍ مِنَ الْهِجْرَةِ . قَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ مُقْرِئٌ مِنَ الثَّالِثَةِ ، مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ ، وَقَدْ جَازَ الْمِئَةَ الْبُخَارِيُّ تَعْلِيقَاً وَمُسْلِمٌ وَالأَرْبَعَةُ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيلاً .
5- كَعْبُ الأَحْبَارِ كَعْبُ بْنُ مَاتِعٍ الْحِمْيَرِيُّ ، سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 6 ] ، ثِقَةٌ .
رَابِعَاً : تَنْبِيهٌ
__________
(1) تَرْجَمَةُ عَطِيَّةَ بْنِ قَيْسٍ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج7/ص9/37) ، الْكُنَى وَالأَسْمَاءُ (ج2/ص900/3649) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج6/ص383/2131) ، الثِّقَاتُ (ج5/ص260/4740) ، مَشَاهِيْرُ الأَمْصَارِ (ج1/ص115/877) ، تَسْمِيَةُ مَنْ أَخْرَجَهَمُ الْبَُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ (ج1/ص202/1333) ، التَّعْدِيلُ وَالتَّجْرِيْحُ (ج3/ص1043/1216) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج20/ص153/3961) ، مِيزَانُ الاعْتِدَالِ فِي نَقْدِ الرِّجَالِ (ج8/ص158/570) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص27/3824) ، جَامِعُ التَّحْصِيلِ (ج1/ص239/527) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص393/4622) ، خُلاصَةُ تَذْهِيبِ تَهْذِيبِ الْكَمَالِ (ج1/ص268) .(1/86)
نَسَبَهُ الْمُصَنِّفُ لِلضِّيَاءِ الْمَقْدِسِيِّ فِي صِفَةِ النَّارِ ، وَلَمْ أَجِدْهُ .
خَامِسَاً : الْحُكْمُ عَلَى إِسْنَادِ الأَثَرِ
هَذَا الأَثَرُ إِسْنَادُهُ صَحِيحٌ لأَنَّ رِجَالَهُ ثِقَاتٌ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 50 }
وَأَخْرَجَ أَحْمَدُ وَابْنُ حِبَّانَ وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ عَنْ أَبِي مُوسَى أنَّ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : « مَنْ مَاتَ مُدْمِنَاً لِلْخَمْرِ سَقَاهُ اللهُ مِنْ نَهْرِ الْغُوطَةِ » ، قِيلَ : وَمَا نَهْرُ الْغُوطَةِ (1) ؟ ، قَالَ : « نَهْرٌ يَجْرِي مِنْ فُرُوجِ الْمُومِسَاتِ » .
الْمُومِسَةُ (2) بِضَمِّ الْمِيمِ الأُولَى وَكَسْرِ الثَّانِيَةِ : الزَّانِيَةُ .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
__________
(1) الْغُوطَةُ : وهو نَهْرٌ فِي نَارِ جَهَنَّمَ يَجْرِي فِيهِ الْقَيْحُ وَالصَّدِيدُ السَّائِلُ مِنْ فُرُوجِ الْمُومِسَاتِ الزَّانِيَاتِ ، يؤذي أهل النار ريح فروجهن أي ريح نتنها ( فيض القدير ج3/ص326) ، و الغوطة بالضم موضع بالشام كثير الماء والشجر وهي غوطة دمشق و الغوطة الوهدة فِي الأرض المطمئنة (مُخْتَارُ الصِّحَاحِ ج1/ص202) ، (لسان العرب ج7/ص366) ( النِّهَايَةُ فِي غَرِيبِ الأَثَرِ ج3/ص396) .
(2) الْمُومِسَةُ : الفَاجِرَةُ أَي الزّانِيَة الَّتِي تَلِينُ لِمُريدِهَا من الومس وهو الاحتكاك سُمِّيَت بها كما تُسَمّى خَرِيعاً من التَّخَرُّعِ وهُوَ اللَّينُ والضَّعْفُ وتجمع على ميامس أيضا وموامس وأصحاب الحديث يقولون مياميس ولا يصح إلا على إشباع الكسرة ليصير ياء كمطفل ومطافي . ( تَهْذِيبُ اللُّغَةِ ج13/ص83 ، تاج العروس ج17/ص20 ، المعجم الوسيط ج2/ص1058 ، غريب الحديث لابن الجوزي ج2/ص377 ، النِّهَايَةُ فِي غَرِيبِ الأَثَرِ ج3/ص373 ، المغرب فِي ترتيب المعرب ج2/ص373) .(1/87)
هَذَا جُزْءٌ مِنْ حَدِيثٍ طَوِيلٍ أَخْرَجَهُ الأَئِمَّةُ فِي كُتُبِهِمْ . فَقَدْ أَخْرَجَهُ أَحْمَد فِي ( مُسْنَدِهِ ج4/ص399/19587) قَالَ : ثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ ثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ : قَرَأْتُ عَلَى الْفُضَيْلِ بْنِ مَيْسَرَةَ عَنْ حَدِيثِ أَبِي حَرِيزٍ : أَنَّ أَبَا بُرْدَةَ حَدَّثَهُ عَنْ حَدِيثِ أَبِي مُوسَى أَنَّ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : « ثَلاَثَةٌ لاَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ : مُدْمِنُ خَمْرٍ ، وَقَاطِعُ رَحِمٍ ، وَمُصَدِّقٌ بِالسِّحْرِ ، وَمَنْ مَاتَ مُدْمِناً لِلْخَمْرِ ، سَقَاهُ اللهُ - عز وجل - مِنْ نَهْرِ الْغُوطَةِ » ، قِيلَ : وَمَا نَهَرُ الْغُوطَةِ ؟ ، قَالَ : « نَهْرٌ يَجْرِي مِنْ فُرُوجِ الْمُومِسَاتِ يُؤْذِي أَهْلَ النَّارِ رِيحُ فُرُوجِهِمْ » .
وأَخْرَجَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي ( صَحِيحِهِ / كِتَابُ الأَشْرِبَةِ ، بَابُ آدَابِ الشُّرْبِ ج12/ص165/ 5346) ، وَالْحَاكِمُ فِي ( مُسْتَدْرَكِهِ / كِتَابُ الأَشْرِبَةِ ج4/ص163/7234) كِلاهُمَا مِنْ طَرِيقِ مُعْتَمِرُ بْن سُلَيْمَانَ بِمِثْلِهِ .
وَقَالَ : هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ أبُو يَعْلَي فِي ( مُسْنَدِهِ ج13/ص223/7248) مِنْ طَرِيقِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي سَمِينَةَ الْبَصْرِيِّ عَنِ الْمُعْتَمِرِ قَالَ : قَرَأْتُ عَلَى فُضَيْلٍ عَنْ أَبِي حَرِيزٍ بِمِثْلِهِ .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ(1/88)
1- عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ (1) عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ نَجِيحٍ السَّعْدِيُّ أَبُو الْحَسَنِ ابْنُ الْمَدِينِيِّ الْبَصْرِيُّ مَوْلَى عُرْوَةَ بْنِ عَطِيَّةَ السَّعْدِيُّ الإِمَامُ الْمُبَرَّزُ فِي هَذَا الشَّأْنِ صَاحِبُ التَّصَانِيفِ الْوَاسِعَةِ وَالْمَعْرِفَةِ الْبَاهِرَةِ قَالَهُ أَبُو الْحَجَّاجِ الْمِزِّيُّ . رَوَى عَنْ أَبِيهِ ، وَحَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ ، وَمُعْتَمِرِ بْنِ سُلَيْمَانَ ، وَخَلْقٍ . وَعَنْهُ الْبُخَارِيُّ ، وَأَبُو دَاوُدَ ، وَالْبَغَوِيُّ ، وَأَبُو يَعْلَى . وَقَالَ الْبُخَارِيُّ : مَا اسْتَصْغَرْتُ نَفْسِي إِلاَّ بَيْنَ يَدَيْ عَلِيٍّ . قَالَ النَّسَائِيُّ : كَأَنَّ اللهَ خَلَقَهُ لِهَذَا الشَّأْنِ ، عَابُوا عَلَيْهِ إِجَابَتَهُ فِي الْمِحْنَةِ لَكِنَّهُ تَنَصَّلَ وَتَابَ وَاعْتَذَرَ بِأَنَّهُ كَانَ خَافَ عَلَى نَفْسِهِ قَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ ثَبْتٌ إِمَامٌ ، أَعْلَمُ أَهْلِ عَصْرِهِ بِالْحَدِيثِ وَعِلَلِهِ ، مِنَ الْعَاشِرَةِ مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاثِينَ عَلَى الصَّحِيحِ الْبُخَارِيُّ وَالتِّرْمِذِيُّ وَالنَّسَائِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ فِى التَّفْسِيْرِ . مَرْتَبَتُهُ : الأُولَى تَعْدِيلاً .
2- مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيُّ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 15 ] . ثِقَةٌ مِنْ كِبَارِ التَّاسِعَةِ وُلِدَ 106 وَمَاتَ 187، وَقَدْ جَاوَزَ الثَّمَانِينَ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ عَلِىِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج6/ص284/2414) ، التَّعْدِيلُ وَالتَّجْرِيْحُ (ج3/ص962/1077) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج21/ص5/4096) ، الْكَاشِفُ ج2/ص42/3937) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص403/4760) .(1/89)
3- فُضَيْلُ بْنُ مَيْسَرَةَ (1) فُضَيْلُ بْنُ مَيْسَرَةَ الأَزْدِيُّ الْعُقَيْلِيُّ أَبُو مُعَاذٍ الْبَصْرِيُّ . رَوَى عَنْ طَاوُسِ بْنِ كَيْسَانَ وَعَامِرٍ الشَّعْبِيِّ ، وَأَبِي حَرِيزٍ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحُسَيْنِ قَاضِي سِجَسْتَانَ . رَوَى عَنْهُ سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ ، وَشُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ ، وَمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ . قَالَ أبُو بَكْرٍ الأَثْرَمُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ : لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ . وَقَالَ إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ : ثِقَةٌ . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ : شَيْخٌ صَالِحُ الْحَدِيثِ . وَقَالَ النَّسَائِيُّ : لا بَأْسَ بِهِ . وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي كِتَابِ الثِّقَاتِ ، وَقَالَ : مُسْتَقِيمُ الْحَدِيثِ . قَالَ ابْنُ حَجَرٍ : صَدُوقٌ مِنَ السَّادِسَةِ . رَوَى لَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الأَدَبِ وَأَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّالِثَةُ تَعْدِيلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ فُضَيْلِ بْنِ مَيْسَرَةَ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج7/ص122/543) ، الْكُنَى وَالأَسْمَاءُ (ج2/ص775/3161) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج7/ص75/424) ، الثِّقَاتُ (ج9/ص9/14889) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج23/ص310/4771) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص125/4493) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص448/5439) .(1/90)
4- عَبْدُ اللهِ بْنُ حُسَيْنٍ (1) عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحُسَيْنِ الأَزْدِيُّ أَبُو حَرِيزٍ الْبَصْرِيُّ قَاضِي سِجَسْتَانَ . رَوَى عَنْ إبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ ، وَالْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ ، وَأَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ . رَوَى عَنْهُ سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ وَالْفُضَيْلُ بْنُ مَيْسَرَةَ ، وَقَتَادَةُ وَهُوَ مِنْ أَقْرَانِهِ . قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ عَنْ أَبِيهِ : مُنْكَرُ الْحَدِيثِ . وَوَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَأَبُو زُرْعَةَ وَمَرَّةً ضَعَّفَهُ ابْنُ مَعِينٍ . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ : حَسَنُ الْحَدِيثِ لَيْسَ بِمُنْكَرِ الْحَدِيثِ يُكْتَبُ حَدِيثُهُ . وَقَالَ أبُو دَاوُدَ : لَيْسَ حَدِيثُهُ بِشَيْءٍ . وَقَالَ النَّسَائِيُّ : ضَعِيفٌ . وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي كِتَابِ الثِّقَاتِ ، وَقَالَ : صَدُوقٌ . وَقَالَ أبُو أَحْمَد ابْنُ عَدِيٍّ : عَامَّةُ مَا يَرْوِيهِ لا يُتَابَعُهُ عَلَيْهِ أَحَدٌ . قَالَ ابْنُ حَجَرٍ : صَدُوقٌ يُخْطِئُ مِنَ السَّادِسَةِ . الْبُخَارِيُّ تَعْلِيقَاً وَالأَرْبَعَةُ . مَرْتَبَتُهُ : الرَّابِعَةُ تَعْدِيلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ عَبْدِ اللهِ بْنِ حُسَيْنٍ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج5/ص72/187) ، الأَسَامِي وَالْكُنَى (ج1/ص41) ، الضُّعَفَاءُ الْكَبِيْرُ (ج2/ص240/793) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج5/ص34/153) ، الثِّقَاتُ (ج7/ص24/8838) ، مَشَاهِيْرُ الأَمْصَارِ (ج1/ص198/1594) ، سُؤَالاتُ الْبَرْقَانِيِّ ( ج1/ص41/26) ، أحْوَالُ الرِّجَالِ (ج1/ص95/140) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص545/2686) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص300/3276) ، خُلاصَةُ تَذْهِيبِ تَهْذِيبِ الْكَمَالِ (ج1/ص465) .(1/91)
5- أبُو بُرْدَةَ بْنُ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيُّ (1) الْفَقِيهُ اسْمُهُ الْحَارِثُ ، وَقِيلَ : عَامِرٌ ، وَقِيلَ اسْمُهُ كُنْيَتُهُ . رَوَى عَنْ أَبِيهِ ، وَعَلِيٍّ ، وَحُذَيْفَةَ ، وَعَبْدِ اللهِ بْنِ سَلامٍ ، وَغَيْرِهِمْ . وَعَنْهٌ أَوْلادُهُ سَعِيدٌ وَبِلالٌ وَحَفِيدُهُ أَبُو بُرْدَةَ بُرَيْدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ ، وَآخَرُونَ . تَابِعِيٌّ فَقِيهٌ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ . قَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ مِنَ الثَّالِثَةِ ، مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَمِئَةٍ ، وَقِيلَ غَيْرَ ذَلِكَ جَازَ الثَّمَانِينَ الْكُتُبُ السِّتَّةُ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ أَبِى بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ : مَعْرِفَةُ الثِّقَاتِ (ج2/ص387/2089) ، الثِّقَاتُ (ج5/ص187/4492) ، مَشَاهِيْرُ الأَمْصَارِ (ج1/ص104/776) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج33/ص66/7220) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص407/6508) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج12/ص21/95) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص621/7952) .(1/92)
6- أبُو مُوسَى الأَشْعَرِيُّ (1) عَبْدُ اللهِ بْنُ قَيْسِ بْنِ سُلَيْمِ بْنِ حَضَّارٍ بِفَتْحِ الْمُهْمَلَةِ وَتَشْدِيدِ الضَّادِ الْمُعْجَمَةِ ، أَبُو مُوسَى الأَشْعَرِيُّ صَحَابِيٌّ مَشْهُورٌ , وَلِيَ زَبِيدَ وَعَدَنٍ لِلنَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - . وَأَمَّرَهُ عُمَرُ ، ثُمَّ عُثْمَانُ ، وَفَتَحَ تُسْتَرَ ، سَكَنَ الْكُوفَةَ ، وَكَانَ أَحْسَنَ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - صَوْتَاً . قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « لَقَدْ أُوتِيَ هَذَا مِزْمَارَاً مِنْ مَزَامِيْرِ آلِ دَاوُدَ » . وَهُوَ أَحَدُ الْحَكَمَيْنِ بِصِفِّينَ ، مَاتَ بِالْكُوفَةِ فِي دَارِهِ ، وَقِيلَ : إِنَّهُ مَاتَ بِمَكَّةَ سَنَةَ خَمْسِينَ ، وَقِيلَ بَعْدَهَا الْكُتُبُ السِّتَّةُ .
رَابِعَاً : الْحُكْمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
هَذَا الْحَدِيثُ إسْنَادُهُ حَسَنٌ لأَنَّ فِي إِسْنَادِهِ عَبْدُ اللهِ بْنُ حُسَيْنٍ ، وَالْفُضَيْلُ بْنُ مَيْسَرَةَ ، وَهُمَا صَدُوقَانِ . وَقَدْ صَحَّحَهُ الْحَاكِمُ فِي ( مُسْتَدْرَكِهِ ج4/ص163/7234) فَقَالَ : هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ ، وَوَافَقَهُ الذَّهَبِيُّ فِي تَلْخِيصِهِ . وَصَحَّحَهُ الْمُنْذِرِيُّ فِي ( التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ ج4/ص260/ 5586) .
__________
(1) تَرْجَمَةُ عَبْدِ اللهِ بْنِ قَيْسٍ : طَبَقَاتُ ابْنِ سَعْدٍ (ج4/ص105) ، التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج5/ص22/35) ، مَعْرِفَةُ الثِّقَاتِ (ج2/ص52) ، مَشَاهِيْرُ الأَمْصَارِ (ج1/ص37/216) ، الاستيعاب (ج3/ص979/1639) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص586/2919) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج12/ص274/1152) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص318/3542) ، الإِصَابَةُ (ج7/ص390/10584) .(1/93)
وَقَالَ الْهَيْثَمِيُّ فِي ( مَجْمَعِ الزَّوَائِدِ ج5/ص74) : رَوَاهُ أَحْمَدُ وَأَبُو يَعْلَى وَالطَّبَرَانِيُّ ، وَرِجَالُ أَحْمَدَ وَأَبِي يَعْلَى ثِقَاتٌ . وَقَالَ حُسَيْنُ سَلِيمِ أَسَدٍ فِي تَعْلِيقِهِ عَلَى مُسْنَدِ أَبِى يَعْلَي : إسْنَادُهُ حَسَنٌ . وَضَعَّفَهُ الأَلْبَانِيُّ فِي ( ضَعِيفِ التَّرْغِيبِ وَالتِّرْهِيبِ 2/57/1410) ، و ( السِّلْسِلَةِ الضَّعِيفَةِ 3/658/1463) ، و ( الْجَامِعِ الصَّغِيْرِ وَزِيَادَتِهِ 1/653/6344) . وَضَعَّفَهُ شُعَيْبُ الأَرْنَؤُوطُ فِي تَعْلِيقِهِ عَلَى ابْنِ حِبَّانَ (ج12/ص165/ 5346) .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 51 }
وَأَخْرَجَ الطَّبَرَانِيُّ فِي الأَوْسَطِ وَابْنُ أَبِي الدُّنْيَا عَنْ أَنَسٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « لَوْ أَنَّ غَرْبَاً (1) مِنْ مَاءِ جَهَنَّمَ جُعِلَ فِي وَسَطِ الأَرْضِ لآذَى نَتَنُ رِيْحِهِ وَشِدَّةُ حَرِّهِ مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ ، وَلَوْ أَنَّ شَرَرَةً مِنْ شَرَرِ جَهَنَّمَ بِالْمَشْرِقِ لَوَجَدَ حَرَّهَا مَنْ بِالْمَغْرِبِ » .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
__________
(1) الغرب : بسكون الراء الدلو العظيمة التي تتخذ من جلد ثور فإذا فتحت الراء فهو الماء السائل بين البئر والحوض (الغرب لسان العرب ج1/ص642 ، تاج العروس ج3/ص458 ، النِّهَايَةُ فِي غَرِيبِ الأَثَرِ ج3/ص349) ، فِي الْمَخْطُوطَةِ " أ " ( غرفاً ) بدلاً من ( غرباً ) .(1/94)
أَخْرَجَهُ ابْنُ أبِى الدُّنْيَا فِي « صِفَةِ النَّارِ »(ج1/ص60/ح75) قَالَ : حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى قَالَ : حَدَّثَنَا مُبَشِّرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْحَلَبِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا تَمَّامُ بْنُ نَجِيحٍ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « لَوْ أَنَّ غَرْبَاً مِنْ مَاءِ جَهَنَّمَ جُعِلَ فِي وَسَطِ الأَرْضِ لأَذَابِ نَتَنُهُ وَشِدَّةُ رِيْحِهِ مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ ، وَلَوْ أَنَّ شَرَرَةً مِنْ شَرَرِ جَهَنَّمَ بِالْمَشْرِقِ لَوَجَدَ حَرَّهَا مَنْ بِالْمَغْرِبِ » . وَأَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي ( الْمُعْجَمِ الأَوْسَطِ ج4/ص87/3681) قَالَ : حَدَّثَنَا طَالِبُ بْنُ قُرَّةَ قَالَ : ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى الطَّبَّاعُ بِمِثْلِهِ ، إلاَّ أنَّهُ قَالَ : « لآذَى نَتَنُ رِيْحِهِ وَشِدَّةُ حَرِّهِ » .
ثَانِيَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ(1/95)
1- الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ (1) الإمَامُ الْحَافِظُ الْحُجَّةُ شَيْخُ الإِسْلامِ أَبُو عَلِيٍّ الْوَاسِطِيُّ ثُمَّ الْبَغْدَادِيُّ الْبَزَّارُ ، وَيُعْرَفُ أَيْضَاً بِابْنِ الْبَزَّارِ . رَوَى عَنْ ابْنِ عَيْيَنَةَ ، وَأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ، وَمُبَشِّرِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ ، وَمَعَنِ بْنِ عِيسَى ، وَغَيْرِهِمْ . وَعَنْهُ الْبُخَارِيُّ ، وَأَبُو دَاوُدَ ، وَالتِّرْمِذِيُّ ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا ، وَأَبُو بَكْرٍ الْبَزَّارُ ، وَعِدَّةٌ . قَالَ أَحْمَدُ : اكْتُبْ عَنْهُ ثِقَةٌ صَاحِبُ سُنَّةٍ . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ : صَدُوقٌ . وَكَانَتْ لَهُ جَلالَةٌ عَجِيبَةٌ بِبَغْدَادَ ، كَانَ أَحْمَدُ يَرْفَعُ مِنْ قَدْرِهِ ، وَيُجِلُّهُ . وَقَالَ النَّسَائِيُّ : بَغْدَادِيٌّ صَالِحٌ . وَقَالَ فِي الْكُنَى : لَيْسَ بِالْقَوِيِّ . وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ . قَالَ ابْنُ حَجَرٍ : صَدُوقٌ يَهِمُ وَكَانَ عَابِدَاً فَاضِلاً مِنَ الْعَاشِرَةِ مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِينَ الْبُخَارِىُّ وَأَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِىُّ وَالنَّسَائِيُّ . مَرْتَبَتُهُ : الرَّابِعَةُ تَعْدِيلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ الْحَسَنِ بْنِ الصَّبَّاحِ : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج3/ص19/71) ، ذِكْرُ اَسْمَاءِ التَّابِعِينَ وَمَنْ بَعْدَهُمْ (ج1/ص103/199) ، تَارِيْخُ بَغْدَادَ (ج7/ص330/3845) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص326/1038) ، سِيَرُ أَعْلامِ النُّبَلاءِ (ج12/ص192/69) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج2/ص252/518) ، لِسَانُ الْمِيزَانِ (ج7/ص196/2639) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص161/1251) .(1/96)
2- مُحَمَّدُ بْن عِيسَى الطَّبَّاعُ (1) مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ الطَّبَّاعُ الْحَافِظُ الْكَبِيْرُ أَبُو جَعْفَرٍ . رَوَى عَنْ مَالِكٍ وَأَبِي غَسَّانَ بْنِ مُطَرِّفٍ . وَعَنْهُ أبُو دَاوُدَ ، وَالدَّارِمِيُّ ، وَأَحْمَدُ بْنُ خُلَيْدٍ الْحَلَبِيُّ ، وَطَالِبُ بْنُ قُرَّةَ ، وَخَلْقٌ . عَلَّقَ لَهُ الْبُخَارِيُّ . قَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ فَقِيهٌ ، كَانَ مِنْ أَعْلَمِ النَّاسِ بِحَدِيثِ هُشَيْمٍ مِنَ الْعَاشِرَةِ ، مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ الْبُخَارِيُّ تَعْلِيقَاً وَأَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ وَالتِّرْمِذِيُّ فِى الشَّمَائِلِ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى الطَّبَاعِ : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج8/ص38/175) ، الثِّقَاتُ (ج9/ص64/15208) ، تَسْمِيَةُ مَنْ أَخْرَجَهَمُ الْبَُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ (ج1/ص219/1511) ، التَّعْدِيلُ وَالتَّجْرِيْحُ (ج2/ص672/559) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج26/ص258/5534) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص209/5104) ، تَذْكِرَةُ الْحُفَّاظِ (ج1/ص411/417) ، تَارِيْخُ الإِسْلامِ (ج16/ص375/4) ، أسْمَاءُ الْمُدَلِّسِينَ (ج1/ص196/73) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص501/6210) .(1/97)
3- مُبَشِّرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْحَلَبِيُّ (1) أَبُو إِسْمَاعِيلَ الْكَلْبِيُّ مَوْلاهُمْ . رَوَى عَنْ حَرِيزِ بْنِ عُثْمَانَ ، وَحَسَّانِ بْنِ نُوحٍ ، وَتَمَّامِ بْنِ نَجِيحٍ وَغَيْرِهِمْ . وَعَنْهُ إبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى الرَّازِيُّ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مِهْرَانَ الْجَمَّالُ ، وَالْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ الْبَزَّارُ . وَثَّقَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَابْنُ مَعِينٍ . قَالَ النَّسَائِيُّ : لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ . وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ : كَانَ ثِقَةً مَأْمُونَاً . وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ . وَقَالَ ابْنُ قانع : ضَعِيفٌ . وَقَالَ الذَّهَبِيُّ : تَكَلَّمَ فِيهِ بِلا حُجَّةٍ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : صَدُوقٌ مِنَ التَّاسِعَةِ مَاتَ سَنَةَ 200 الْكُتُبُ السِّتَّةُ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّالِثَةُ تَعْدِيلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ مُبَشِّرِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ : طَبَقَاتُ ابْنِ سَعْدٍ (ج7/ص471) ، التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج8/ص11/1958) ، الثِّقَاتُ (ج9/ص193/15949) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج27/ص190/5767) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص238/5275) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج10/ص29/51) ، خُلاصَةُ تَذْهِيبِ تَهْذِيبِ الْكَمَالِ (ج1/ص368) .(1/98)
4- تَمَّامُ بْنُ نَجِيحٍ (1) الأَسَدِيُّ . رَوَى عَنْ الْحَسَنِ ، وَعَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ . رَوَى عَنْهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ وَبَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ ، وَمُبَشِّرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْحَلَبِيُّ . قَالَ أبُو زُرْعَةَ : لَيْسَ بِقَوِيٍّ ضَعِيفٌ . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ : مُنْكَرُ الْحَدِيثِ ذَاهِبُ الْحَدِيثِ . وَقَالَ أَحْمَدُ : مَا أَعْرِفُهُ ، يَعْنِى مَا أَعْرِفُ حَقِيقَةَ أَمْرِهِ ، وَوَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ . وَقَالَ ابْنُ عَدِىٍّ : غَيْرُ ثِقَةٍ ، وَعَامَّةُ مَا يَرْوِيهِ لا يُتَابَعُهُ الثِّقَاتُ عَلَيْهِ . وَقَالَ الْبُخَارِيُّ : فِيهِ نَظَرٌ . قَالَ ابْنُ حِبَّانَ : يَرْوِي أَشْيَاءَ مَوْضُوعَةً عَنِ الثِّقَاتِ كَأَنَّهُ الْمُتَعَمِّدُ لَهَا . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : تَمَّامُ بْنُ نَجِيحٍ الأَسَدِيُّ الدِّمَشْقِيُّ نَزِيلُ حَلَبٍ ضَعِيفٌ مِنَ السَّابِعَةِ . أبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ . مَرْتَبَتُهُ : الرَّابِعَةُ تَجْرِيْحَاً .
5- الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 11 ] .
__________
(1) تَرْجَمَةُ تَمَّامِ بْنِ نَجِيحٍ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج2/ص157/2046) ، الضُّعَفَاءُ لِلنَّسَائِيِّ (ج1/ص27/92) ، الضُّعَفَاءُ الْكَبِيْرُ (ج1/ص169/210) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج2/ص445/1788) ، الْمَجْرُوحِينَ (ج1/ص204/161) ، الْكَامِلُ فِي الضُّعَفَاءِ (ج2/ص83/304) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص279/671) ، الْمُغْنِي فِي الضُّعَفَاءِ (ج1/ص118/1019) ، الْكَشْفُ الْحَثِيثُ (ج1/ص80/179) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص130 /798) .(1/99)
6- أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ (1) أَنَسُ بْنُ مَالِكِ بْنِ النَّضْرِ بْنِ ضَمْضَمِ بْنِ زَيْدِ بْنِ حَرَامِ بْنِ النَّجَّارِ الأَنْصَارِيُّ أَبُو حَمْزَةَ خَادِمُ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - نَزِيلُ الْبَصْرَةِ . وَأُمَّهُ أُمُّ سُلَيْمِ بِنْتُ مِلْحَانَ بْنِ خَالِدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ حَرَامٍ أَتَتْ بِهِ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - لَمَّا قَدِمَ ، فَقَالَتْ لَهُ : هَذَا أَنَسٌ غُلامٌ يَخْدِمُكَ ، فَقَبِلَهُ ، وَكَنَّاهُ أَبَا حَمْزَةَ بِبَقْلَةٍ كَانَ يَجْتَنِبهَا , وَمَازَحَهُ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ لَهُ : يَا ذَا الأُذُنَيْنِ . خَدَمَهُ عَشَرَ سِنِينَ مُدَّةَ مُقَامِهِ ، وَانْتَقَلَ مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى الْبَصْرَةِ أَيَّامَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَسَكَنَهَا . رَوَى عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، وَهُوَ أَحَدُ الْمُكْثِرِينَ ، وَعَنْ أَبِي بَكْرٍ ، وَعُمَرَ ، وَعُثْمَانَ ، وَجَمَاعَةٍ . وَعَنْهُ الْحَسَنُ ، وَسُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ ، وَأَبُو قِلابَةَ ، وَأَبُو مِجْلَزٍ . مَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ ، وَقِيلَ ثَلاثٍ وَتِسْعِينَ ، وَقَدْ جَاوَزَ الْمِئَةَ الْكُتُبُ السِّتَّةُ .
ثَالِثَاً : الْحُكْمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
هَذَا الْحَدِيثُ إسْنَادُهُ ضَعِيفٌ لِضَعْفِ تَمَّامِ بْنِ نَجِيحٍ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ : طَبَقَاتُ ابْنِ سَعْدٍ (ج7/ص17) ، التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج2/ص27/1579) ، مَشَاهِيْرُ الأَمْصَارِ (ج1/ص37/215) ، الاستيعاب (ج1/ص109) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج3/ص353/568) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص256/477) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص329/690) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص115/565) ، الإِصَابَةُ (ج1/ص126/277) ، خُلاصَةُ تَذْهِيبِ تَهْذِيبِ الْكَمَالِ (ج1/ص40) .(1/100)
وَقَالَ الْهَيْثَمِيُّ فِي ( مَجْمَعِ الزَّوَائِدِ ج10/ص387) : رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ ، وَفِيهِ تَمَّامُ بْنُ نَجِيحٍ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ ، وَقَدْ وُثِقَ ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ أَحْسَنُ حَالاً مِنْهُ . وَقَالَ الْمُنْذِرِيُّ فِي ( التَّرْغِيبِ وَالتِّرْهِيبِ ج4/ص250) : رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ ، وَفِي إسْنَادِهِ احْتِمَالٌ لِلتَّحْسِينِ . وَقَالَ الطَّبَرَانِيُّ فِي ( الْمُعْجَمِ الأَوْسَطِ ج4/ص87/3681) : لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الْحَسَنِ إِلاَّ تَمَّامُ بْنُ نَجِيحٍ . وَقَالَ الأَلْبَانِيُّ فِي ( ضَعِيفِ التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ 2/228/2130) : ضَعِيفٌ جِدَّاً ، وَذَكَرَهُ فِي ( السِّلْسِلَةِ الضَّعِيفَةِ 11/23/5022) وَقَالَ : مُنْكَرٌ .
وَضَعَّفَهُ ابْنُ رَجَبٍ ( التَّخْوِيفُ مِنَ النَّارِ ج1/ص70) وَقَالَ : وَتَمَّامُ بْنُ نَجِيحٍ تُكُلِّمَ فِيهِ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 52 }
وَأَخْرَجَ هَنَّادٌ عَنْ مُغِيثِ بْنِ سُمِّيٍّ قَالَ : إِذَا جِيءَ بِالرَّجُلِ إِلَى النَّارِ ، قِيلَ لَهُ : انْتَظِرْ (1) حَتَّى نُتْحِفُكَ ، فَيُؤْتَى بِكَأْسٍ مِنْ سُمِّ الأَفَاعِي (2) وَالأَسَاوِدِ (3) ، إِذَا أَدْنَاهَا إِلَى فِيهِ مَيَّزَتِ اللَّحْمَ عَلَى حِدِّةٍ ، وَالْعَظَمَ عَلَى حِدَّةٍ .
- - الله - -
__________
(1) فِي الْمَخْطُوطَةِ " أ " انظر .
(2) الأفعي : حية يقال هي رقشاء دقيقة العنق عريضة الرأس لا تزال مستديرة على نفسها لا ينفع منها ترياق و لا رقية يقال هذه أفعى بالتنوين لأنه اسم و ليس بصفة و مثله فِي الإعراب أروى و أرطي و الذكر أفعوان بضم الهمزة و العين و الجمع الأفاعي ( المصباح المنير ج2/ص478) .
(3) الأساود : نوع من الحيات عظام فيها سواد وهو أخبثها وقد تعترض الرفقة وتتبع الصوت ، ومفرده أسود (مشارق الأنوار ج2/ص37 ، غريب الحديث للخطابي ج2/ص100 ، الفائق ج2/ص208) .(1/101)
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الأَثَرِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ هَنَّادٌ فِي « الزُّهْدِ »(ج1/ص178/262) قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ مُغِيثِ بْنِ سُمِّيٍّ قَالَ : إِذَا جِيءَ بِالرَّجُلِ إِلَى النَّارِ ، قِيلَ لَهُ : انْتَظِرْ حَتَّى نُتْحِفُكَ ، قَالَ : فَيُؤَتَى بِكَأْسٍ مِنْ سُمِّ الأَفَاعِي وَالأَسَاوِدِ ، فَإِذَا أَدْنَاهَا إِلَى فِيهِ مَيَّزَتِ اللَّحْمَ عَلَى حِدِّةٍ ، وَالْعَظَمَ عَلَى حِدَّةٍ .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ ابْنُ أَبِى شَيْبَةَ فِي ( مُصَنَّفِهِ ج7/ص49/ 34123) عَنْ أَبِى مُعَاوِيَةِ بِمِثْلِهِ .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الأَثَرِ(1/102)
1- مُحَمَّدُ بْنُ خَازِمٍ الضَّرِيرُ (1) التَّمِيمِيُّ السَّعْدِيُّ مَوْلاهُمْ أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ الْكُوفِيُّ , يُقَالُ عَمِّيَ وَهُوَ ابْنُ ثَمَانِ سِنِينَ أَوْ أَرْبَعٍ . رَوَى عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ ، وَأَبِي مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ ، وَالأَعْمَشِ ، وَخَلْقٍ . وَعَنْهُ إبْرَاهِيمُ ، وَابْنُ جُرَيْجٍ وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ , وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَهُوَ مِنْ أَقْرَانِهِ , وَأَبُو بَكْرٍ وَعُثْمَانُ ابْنَا أَبِي شَيْبَةَ ، وَسَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ ، وَهَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ ، وَآخَرُونَ . قَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ أَحْفَظُ النَّاسِ لِحَدِيثِ الأَعْمَشِ ، وَقَدْ يَهِمُ فِي حَدِيثِ غَيْرِهِ مِنْ كِبَارِ التَّاسِعَةِ مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِينَ ، وَلَهُ اثْنَتَانِ وَثَمَانُونَ سَنَةً ، وَرُمِيَ بِالإِرْجَاءِ الْكُتُبُ السِّتَّةُ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيلاً .
2- سُلَيْمَانُ بْنُ مِهْرَانَ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 7 ] . ثِقَةٌ حَافِظٌ وَرِعٌ لَكِنَّهُ يُدَلِّسُ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ مُحَمَّدِِ بْنِ خَازِمٍ الضَّرِيرِ : طَبَقَاتُ ابْنِ سَعْدٍ (ج6/ص392) ، الْكُنَى وَالأَسْمَاءُ (ج2/ص759/3088) ، التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج1/ص74/191) ، مَعْرِفَةُ الثِّقَاتِ (ج2/ص/36/1589) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج7/ص246) ، الثِّقَاتُ (ج7/ص441/10830) ، مَشَاهِيْرُ الأَمْصَارِ (ج1/ص172 /1368) ، التَّعْدِيلُ وَالتَّجْرِيْحُ (ج2/ص631/480) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج25/ص123/5173) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص167 /4816) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج9/ص120/192) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص475/5841) ، طبقات المدلسين (ج1/ص36/61) ، خُلاصَةُ تَذْهِيبِ تَهْذِيبِ الْكَمَالِ (ج1/ص334) .(1/103)
3- مَالِكُ بْنُ الْحَارِثِ (1) مَالِكُ بْنُ الْحَارِثِ السُّلَمِيُّ الرَّقِّيُّ ، وَيُقَالُ : الْكُوفِيُّ . رَوَى عَنْ أَبِيهِ الْحَارِثِ السُّلَمِيِّ ، وَأَبِي وَائِلٍ شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ ، وَعَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ ، وَمُغِيثِ بْنِ سُمِّيٍّ . رَوَى عَنْهُ إبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ ، وَسُلَيْمَانُ الأَعْمَشُ ، وَمَنْصُورُ بْنُ الْمُعْتَمِرِ . قَالَ إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ : ثِقَةٌ . وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي كِتَابِ الثِّقَاتِ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : الْكُوفِيُّ ثِقَةٌ مِنَ الرَّابِعَةِ مَاتَ سَنَةَ أرْبَعٍ وَتِسْعِينَ . الْبُخَارِيُّ فِى الأَدَبِ الْمُفْرَدِ وَمُسْلِمٌ وَأَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ : مَعْرِفَةُ الثِّقَاتِ (ج2/ص259/1669) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج8/ص207/909) ، رِجَالُ مُسْلِمٍ (ج2/ص220/1543) ، الثِّقَاتُ (ج5/ص384/5315) ، مَشَاهِيْرُ الأَمْصَارِ (ج1/ص105/786) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج27/ص129/5732) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص234/5244) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص516/6430) .(1/104)
4- مُغِيثُ بْنُ سُمِّىٍّ (1) مُغِيثُ بِضَمِّ أَوَّلِهِ وَكَسْرِ ثَانِيهِ وَتَحْتَانِيَّةٍ وَمُثَلَّثَةٍ ابْنُ سُمِّيٍّ بِمُهْمَلَةٍ مُصَغَّرٌ ، الأَوْزَاعِيُّ أَبُو أَيُّوبَ الشَّامِيُّ . رَوَى عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، وَأَبِي مَسْعُودٍ ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ ، وَابْنِ الزُّبَيْرِ ، وَكَعْبِ الأَحْبَارِ وَغَيْرِهِمْ . ورَوَى عَنْهُ مَالِكُ بْنُ الْحَارِثِ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الرَّحَبِيُّ الأَوْزَاعِيُّ ، وَغَيْرُهُمْ .
وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ مِنَ الثَّالِثَةِ ابْنُ مَاجَهْ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيلاً .
رَابِعَاً : الْحُكْمُ عَلَى إِسْنَادِ الأَثَرِ
هَذَا الأَثَرُ إسْنَادُهُ صَحِيحٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ ، وَلَكِنْ فِيهِ عِنْعَنَةُ الأَعْمَشِ ، وَهُوَ مُدَلِّسٌ ، فَيُخْشَى الانْقِطَاعُ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 53 }
__________
(1) تَرْجَمَةُ مُغِيثِ بْنِ سُمِّىٍّ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج8/ص24/2020) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج8/ص391/1792) ، الثِّقَاتُ (ج5/ص447/5651) ، مَشَاهِيْرُ الأَمْصَارِ (ج1/ص114/869) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج28/ص348/6121) ، تَارِيْخُ الإِسْلامِ (ج7/ص261/4) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص284/5582) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج10/ص228/460) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص542/6827) ، خُلاصَةُ تَذْهِيبِ تَهْذِيبِ الْكَمَالِ (ج1/ص384) .(1/105)
وَأَخْرَجَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ وَأَبُو نُعَيْمٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ : إِذَا جَاعَ أَهْلُ النَّارِ اسْتَغَاثُوا بِشَجَرَةِ الزَّقُّومِ ، فَأَكَلُوا مِنْهَا فَاخْتَلَسَتْ (1) وُجُوهُهُمْ وَجُلُودُهُمْ ، وَلَوْ أَنَّ مَارَّاً يَمُرُّ بِهِمْ يَعْرِفُهُمْ لَعَرَفَ جُلُودَهُمْ وَوُجُوهَهُمْ فِيهَا ، ثُمَّ يُصَبُّ عَلَيْهِمُ الْعَطَشُ ، فَيَسْتَغِيثُونَ فَيُغَاثُونَ بِمَاءٍ كَالْمُهْلٍ (2) ، وَهُوَ الَّذِي قَدِ انْتَهَى حَرُّهُ ، فَإِذَا أَدْنَوْهُ مِنْ أَفْوَاهِهِمِ اشْتَوَى مِنْ حَرِّهِ لُحُومُ وُجُوهِهِمُ الَّتِي قَدْ سَقَطَتْ عَنْهَا الْجُلُودُ ، وَيُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ ، يَمْشُونَ وَأَمْعَاؤُهُمْ تَتَسَاقَطُ وَجُلُودُهُمْ ، ثُمَّ يُضْرَبُونَ بِمَقَامِعَ مِنْ حَدِيدٍ ، فَيَسْقُطُ كُلُّ عُضْوٍ عَلَى حِيَالِهِ ، يَدْعُونَ بِالثُّبُورِ .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الأَثَرِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
__________
(1) الخلس : أخذ الشيء من ظاهر بسرعة ، والاختلاس أخذ الشيء مكابرة تقول اختلسته اختلاساواجتذابا ، واختلسه و تخلسه أي استلبه والاسم بالضم يقال الفرصة خلسة ( مُخْتَارُ الصِّحَاحِ ج1/ص77 ، النِّهَايَةُ فِي غَرِيبِ الأَثَرِ ج2/ص61 ، المغرب فِي ترتيب المعرب ج1/ص264 ) .
(2) الْمُهْلُ : دردي الزيت ويقال ما أذبت من النحاس والرصاص وأشباه ذلك ، والمهل أيضا القيح والصديد ( الفائق ج3/ص395 ، لسان العرب ج5/ص91 ، مُخْتَارُ الصِّحَاحِ ج1/ص266 ، غريب القرآن ج1/ص444) .(1/106)
أَخْرَجَهُ ابْنُ أَبِى حَاتِمٍ فِي « تَفْسِيْرِهِ »(ج10/ص3217/18202) قَالَ : حَدَّثَنَا أَبِي ثَنَا عَمْرُو بْنُ رَافِعٍ ثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ اللهِ عَنْ جَعْفَرِ وَهَارُونَ بْنِ عَنْتَرَةَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ : إِذَا جَاعَ أَهْلُ النَّارِ اسْتَغَاثُوا بِشَجَرَةِ الزَّقُّومِ ، فَأَكَلُوا مِنْهَا ، فَاخْتَلَسَتْ جُلُودُ وُجُوهِهِمْ ، فَلَوْ أَنَّ مَارَّاً يَمُرُّ بِهِمْ ، يَعْرِفُهُمْ لَعَرَفَ وُجُوهَهُمْ فِيهَا ، ثُمَّ يُصَبُّ عَلَيْهِمُ الْعَطَشُ ، فَيَسْتَغِيثُونَ بِمَاءٍ كَالْمُهْلٍ ، وَهُوَ الَّذِي قَدِ انْتَهَى حَرُّهُ ، فَإِذَا أَدْنَوْهُ مِنْ أَفْوَاهِهِمِ اشْتَوَى مِنْ حَرِّهِ لُحُومُ وُجُوهِهِمُ الَّتِي قَدْ سَقَطَتْ عَنْهَا الْجُلُودُ ، وَيُصْهَرُ مَا فِي بُطُونِهِمْ ، فَيَمْشُونَ تَسِيلُ أَمْعَاؤُهُمْ وَتَتَسَاقَطُ جُلُودُهُمْ ، ثُمَّ يُضْرَبُونَ بِمَقَامِعَ مِنْ حَدِيدٍ ، فَيَسْقُطُ كُلُّ عُضْوٍ عَلَى حِيَالِهِ ، يَدْعُونَ بِالثُّبُورِ .
وأَخْرَجَهُ أبُو نُعَيْمٍ فِي ( الْحِلْيَةِ 4/284) مِنْ طَرِيقِ يَعْقُوبَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بِمِثْلِهِ .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ ابْنُ جَرِيرٍ فِي « تَفْسِيْرِهِ »(ج17/ص135) مِنْ طَرِيقِ يَعْقُوبَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بِمِثْلِهِ .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الأَثَرِ
هَذَا الْحَدِيثُ مَدَارُهُ عَلَى يَعْقُوبَ بْنِ عَبْدِ اللهِ .
1- أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 13 ] . مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ بْنِ الْمُنْذِرِ بْنِ دَاوُدَ بْنِ مِهْرَانَ الْحَنْظَلِيُّ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ الْحَافِظُ الْكَبِيْرُ أَحَدُ الأَئِمَّةِ .(1/107)
2- عَمْرُو بْنُ رَافِعٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 13 ] . ثِقَةٌ ثَبْتٌ مِنَ الْعَاشِرَةِ .
3- يعقوب بْن عبد الله القمي : سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 13 ] . صَدُوقٌ يَهِمُ .
4- جَعْفَرُ بْنُ أَبِي الْمُغِيْرَةِ الْخُزَاعِيُّ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 13 ] . صَدُوقٌ يَهِمُ .
5- هَارُونُ بْنُ عَنْتَرَةَ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 13 ] . لا بَأْسَ بِهِ .
6- سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ ثِقَةٌ ثَبْتٌ . سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 13 ] .
رَابِعَاً : الْحُكْمُ عَلَى إِسْنَادِ الأَثَرِ
هَذَا الأَثَرُ إِسْنَادُهُ حَسَنٌ جَعْفَرُ بْنُ أَبِى الْمُغِيْرَةِ وَيَعْقُوبُ الْقُمِّيُّ صَدُوقَانِ ، وَفِيهِ هَارُونُ بْنُ عَنْتَرَةَ وَهُوَ لا بَأْسَ بِهِ .
بَابٌ : جَهَنَّمُ وَعَقَارِبُهَا
وَحَيَّاتُهَا وَذُبَابُهَا
قَالَ تَعَالَى : { زِدْنَاهُمْ عَذَاباً فَوْقَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُواْ يُفْسِدُونَ } (1)
وَقَالَ : { سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُواْ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ } (2)
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 54 }
أخْرَجَ سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ ، وَهَنَّادٌ ، وَالْفِرْيَابِيُّ ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ ، وَابْنُ جَرِيرٍ ، وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، وَالطَّبَرَانِيُّ ، وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ ، وَأَبُو يَعْلَى ، وَالْبَيْهَقِيُّ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى { زِدْنَاهُمْ عَذَابَاً فَوْقَ الْعَذَابِ } قَالَ : زِيدُوا عَقَارِبَ لَهَا أَنْيَابٌ كَالْمَنَخَالِ الطِّوَالِ .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الأَثَرِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
__________
(1) سُورَةُ النحل : الآيَةُ 88 .
(2) سُورَةُ آل عمران : الآيَةُ 180 .(1/108)
أَخْرَجَهُ أبُو يَعْلَى فِي ( مُسْنَدِهِ ج5/ص65/2659) قَالَ : حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُرَّةَ عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ فِي قَوْلِ اللهِ تَعَالَى { زِدْنَاهُمْ عَذَابَاً فَوْقَ الْعَذَابِ } قَالَ : زِيدُوا عَقَارِبَ أنْيَابُهَا كَالنَّخْلِ الطِّوَالِ . وَأَخْرَجَهُ هَنَّادٌ فِي « الزُّهْدِ »(ج1/ص178/260) مِنْ طَرِيقِ شَيْخَيْهِ أَبِى مُعَاوِيَةَ وَوَكِيعٍ عَنِ الأَعْمَشِ بِهِ ، وَلَفْظُهُ : عَقَارِبُ لَهَا أَعْنَاقٌ كَالنَّخْلِ الطِّوَالِ .
وأَخْرَجَهُ الطَّبَرِيُّ فِي « تَفْسِيْرِهِ »(ج14/ص160) مِنْ طَرِيقِ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ ، وَابْنِ عُيَيْنَةَ ، وَأَبِى مُعَاوِيَةَ .
وأَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي ( مُعْجَمِهِ الْكَبِيْرِ ج9/ص226/ 9103) مِنْ طَرِيقِ أَبِى مُعَاوِيَةَ ، وَالْحَاكِمُ فِي ( مُسْتَدْرَكِهِ فِي كِتَابُ التَّفْسِيْرِ ج2/ص387/3357) مِنْ طَرِيقِ الثَّوْرِيِّ ، وَأَيْضَاً ( فِي الأَهْوَالِ ج4/ص636/8755) مِنْ طَرِيقِ شُعْبَةَ ، وَالْبَيْهَقِيُّ فِي « الْبَعْثِ وَالنُّشُورِ »(ج1/297/ح615) مِنْ طَرِيقِ يَعْلَى بْنِ عُبَيْدٍ ، سِتِّتُهُمْ عَنِ الأَعْمَشِ بِمِثْلِ لَفْظِ أَبِي يَعْلَى .
وَقَالَ الْحَاكِمُ فِي الْمَوْضِعَيْنِ : هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ . وَوَافَقَهُ الذَّهَبِيُّ فِي تَلْخِيصِهِ فِي الْمَوْضِعَيْنِ .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ(1/109)
أَخْرَجَهُ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ فِي ( مُصَنَّفِهِ ج7/ص51/34138) مِنْ طَرِيقِ أَبِى مُعَاوِيَةَ ، وَأَسَدُ بْنُ مُوسَى فِي ( الزُّهْدِ ج1/ص30/26) مِنْ طَرِيقِ يَحْيَى بْنِ عِيسَى ، وَابْنُ أبِى الدُّنْيَا فِي « صِفَةِ النَّارِ »(1/71/ح93) مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ رَبِّهِ بْنِ نَافِعٍ الْحَنَّاطِ ، ثَلاثَتُهُمْ عَنِ الأَعْمَشِ بِمِثَلِ لَفْظِ أَبِي يَعْلَى .
[ تَنْبِيهٌ ] نَسَبَهُ الْمُصَنِّفُ لِسَعِيدِ بْنِ مَنْصُورٍ ، وَالْفِرْيَابِيِّ ، وَلَمْ أَجِدْهُ . وَأَخْرَجَهُ ابْنُ أَبِى حَاتِمٍ فِي « تَفْسِيْرِهِ » ( ج9/ص109/13486) تَعْلِيقَاً عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ بِمِثْلِهِ ، لَكَنْ مِنْ نُسْخَةِ الْمَكْتَبَةِ الشَّامِلَةِ ، وَتَرْتِيبُهَا آلِيٌّ .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الأَثَرِ
1- أبُو مُعَاوِيَةَ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 52 ] . ثِقَةٌ أَحْفَظُ النَّاسِ لِحَدِيثِ الأَعْمَشِ يَهِمُ فِي غَيْرِهِ .
2- الأَعْمَشُ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 7 ] . ثِقَةٌ حَافِظٌ عَارِفٌ بِالْقِرَاءاتِ وَرِعٌ لَكِنَّهُ يُدَلِّسُ .
3- عَبْدُ اللهِ بْنُ مُرَّةَ (1) عَبْدُ اللهِ بْنُ مُرَّةَ الْهَمْدَانِيُّ الْخَارِفِيُّ الْكُوفِيُّ . رَوَى عَنْ ابْنِ عُمَرَ ، وَالْبَرَاءِ ، وَمَسْرُوقٍ وَغَيْرِهِمْ . وَعَنْهُ الأَعْمَشُ ، وَمَنْصُورٌ . قَالَ ابْنُ حَجَرٍ ثِقَةٌ مِنَ الثَّالِثَةِ مَاتَ سَنَةَ مِئَةٍ ، وَقِيلَ قَبْلَهَا .
__________
(1) تَرْجَمَةُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُرَّةِ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج5/ص192/609) ، مَعْرِفَةُ الثِّقَاتِ (ج2/ص58/967) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج5/ص165/763) ، الثِّقَاتُ (ج5/ص42/3758) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج16/ص114/3558) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج6/ص22/36) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص596/2975) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص322/3607) .(1/110)
مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيلاً .
4- مَسْرُوقُ بْنُ الأَجْدَعِ (1) مَسْرُوقُ بْنُ الأَجْدَعِ بْنِ مَالِكِ بْنِ أُمَيَّةَ الْهَمْدَانِيُّ الْوَادِعِيُّ الْكُوفِيُّ الْعَابِدُ أَبُو عَائِشَةَ الْفَقِيهُ . رَوَى عَنْ أَبِي بَكْرٍ ، وَعُمَرَ ، وَعُثْمَانَ ، وَابْنِ مَسْعُودٍ ، وَعَائِشَةَ ، وَجَمَاعَةٍ . رَوَى عَنْهُ ابْنُ أَخِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْتَشِرِ بْنِ الأَجْدَعِ ، وَأَبُو وَائِلٍ ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ مُرَّةَ الْخَارِفِيُّ ، وامرأته قُمَيْرُ بِنْتُ عَمْرٍو ، وَغَيْرُهُمْ .
قَالَ ابْنُ حَجَرٍ : مَسْرُوقُ بْنُ الأَجْدَعِ ثِقَةٌ فَقِيهٌ عَابِدٌ مُخَضَّرَمٌ مِنَ الثَّانِيَةِ ، مَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ ، وَيُقالُ : سَنَةَ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ الْكُتُبُ السِّتَّةُ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ مَسْرُوقِ بْنِ الأَجْدَعِ : مَعْرِفَةُ الثِّقَاتِ (ج2/ص273/1709) ، التَّعْدِيلُ وَالتَّجْرِيْحُ (ج2/ص747/685) ، تَسْمِيَةُ مَنْ أَخْرَجَهَمُ الْبَُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ (ج1/ص232/1647) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج27/ص451/5902) ، تَذْكِرَةُ الْحُفَّاظِ (ج1/ص49/26) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص256/5391) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج10/ص100/206) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص528/6601) .(1/111)
5- عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ (1) عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودِ بْنِ غَافِلِ بْنِ حَبِيبٍ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْهُذَلِيُّ ، وَأُمُّهُ أُمُّ عَبْدِ بِنْتِ عَبْدِ بْنِ سَوَاءَ مِنْ هُذَيْلٍ أَيْضَاً ، وَلَهَا صُحْبَةٌ . أَسْلَمَ بِمَكَّةَ قَدِيْمَاً ، وَهَاجَرَ الْهِجْرَتَيْنِ ، وَشَهِدَ بَدْرَاً وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا وَكَانَ صَاحِبَ نَعْلِ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - . رَوَى عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، وَعَنْ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ ، وَعُمَرَ . وَعَنْهُ ابْنَاهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَأَبُو عَبِيدَةَ ، وَعَلْقَمَةُ ، وَالأَسْوَدُ بْنُ يَزِيدَ ، وَمَسْرُوقٌ ، وَخَلْقٌ . قَالَ لَهُ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - : إِنَّكَ غُلامٌ مُعَلَّمٌ ، وَذَلِكَ فِي أَوَّلِ الإِسْلامِ , وَآخَى النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بَيْنَهُ وَبَيْنَ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ . وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ : كَانَ سَادِسَ الإِسْلامِ ، وَصَحَّ أَنَّهُ قَالَ : أَخَذْتُ مِنْ فِي رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - سَبْعِينَ سُورَةً . وَأَمَرَّهُ عُمَرُ عَلَى الْكُوفَةِ ، وَمَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ أَوْ بَعْدَهَا بِالْمَدِينَةِ الْكُتُبُ السِّتَّةُ .
رَابِعَاً : الْحُكْمُ عَلَى إِسْنَادِ الأَثَرِ
__________
(1) تَرْجَمَةُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج5/ص149/686) ، الاستيعاب (ج3/ص987/1659) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج16/ص121/3564) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص597/2979) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج6/ص24/43) ، الإِصَابَةُ (ج4/ص233/4957) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص323/3613) .(1/112)
هَذَا الأَثَرُ إِسْنَادُهُ صَحِيحٌ لأَنَّ رِجَالَهُ ثِقَاتٌ . وَقَالَ الْحَاكِمُ فِي ( مُسْتَدْرَكِهِ ج2/ص387/3357) : هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ ، وَوَافَقَهُ الذَّهَبِيُّ . وَقَالَ الْهَيْثَمِيُّ فِي ( مَجْمَعِ الزَّوَائِدِ 7/48) : رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ بِأَسَانِيدَ ، وَرِجَالُ بَعْضِهَا رِجَالُ الصَّحِيحِ .
وَقَالَ الأَلْبَانِيُّ فِي ( صَحِيحِ التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ ج3/ص 249/3678) : صَحِيحٌ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 55 }
وَأَخْرَجَ هَنَّادٌ وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ فِي قَوْلِهِ : { عَذَابَاً ضِعْفَاً فِي النَّارِ } قَالَ : حَيَّاتٌ وَأَفَاعِي .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الأَثَرِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ هَنَّادٌ فِي « الزُّهْدِ »(ج1/ص178/261) قَالَ : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ رَجُلٍ عَنْ مُرَّةَ عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ : أَفَاعِي فِي النَّارِ . وَأَخْرَجَهُ ابْنُ أَبِى حَاتِمٍ فِي « تَفْسِيْرِهِ »(ج10/ص3247/18370) تَعْلِيقَاً عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ فِي قَوْلِهِ : { فَزِدْهُ عَذَابَاً ضِعْفَاً فِي النَّارِ } قَالَ : أَفَاعِي وَحَيَّاتٌ .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ(1/113)
أَخْرَجَهُ الطَّبَرِيُّ فِي « تَفْسِيْرِهِ »(ج8/ص174) قال : حَدَّثَنِي الحارث قَالَ ثَنَا عبد العزيز قَالَ ثَنَا سفيان عن السدي عَنْ مُرَّةَ عَنْ عَبْدِ اللهِ قَوْلُهُ { فآتهم عَذَابَاً ضِعْفَاً مِنَ النَّارِ } قَالَ : حَيَّاتٌ وَأَفَاعِي . وأَخْرَجَهُ ابْنُ أبِى الدُّنْيَا فِي « صِفَةِ النَّارِ »(ج1/71/ح94) مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ ، وَالطَّبَرَانِيُّ فِي ( الْمُعْجَمِ الْكَبِيْرِ ج9/ص226/9102) مِنْ طَرِيقِ أَبِى نُعَيْمٍ ، كِلاهُمَا عَنِ الثَّوْرِيِّ بِمِثْلِهِ ، لَكِنَ الْفَرْقَ بَيْنَهُمَا أَنَّ الطَّبَرَانِيَّ رَوَاهُ عَنْ سُفْيَانَ عَنِ السُّدِّيِّ مُبَاشَرَةً وَابْنُ أبِى الدُّنْيَا رَوَاهُ عَنْ سُفْيَانَ قَالَ : حَدَّثَنِي غَيْرُ وَاحِدٍ عَنِ السُّدِّيِّ .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الأَثَرِ
1- وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 20 ] . وَهُوَ إِمَامٌ ثِقَةٌ .
2- سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 4 ] . وَهُوَ إِمَامٌ ثِقَةٌ .
3- عَنْ رَجُلٍ هَذَا الْمُبْهَمُ هُنَا وردَ ذِكْرُهُ فِي سَنَدِ الطَّبَرِيِّ وَالطَّبَرَانِيِّ ، وَهُوَ السُّدِّيُّ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّدِّيُّ الأَعْوَرُ مَوْلَى زَيْنَبَ بِنْتِ قَيْسِ بْنِ حَنْبَلٍ، كُوفِيٌّ ثِقَةٌ ، سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 43 ] .(1/114)
4- مُرَّةُ بْنُ شَرَاحِيلَ (1) مُرَّةُ بْنُ شَرَاحِيلَ الْهَمْدَانِيُّ السَّكْسَكِيُّ أَبُو إِسْمَاعِيلَ الْكُوفِيُّ الْمَعْرُوفُ بِمُرَّةَ الطَّيِّبِ ، وَمُرَّةَ الْخَيْرِ لُقِّبَ بِذَلِكَ لِعِبَادَتِهِ . رَوَى عَنْ أَبِي بَكْرٍ ، وَعُمَرَ ، وَابْنِ مَسْعُودٍ ، وَأَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ . وَعَنْهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ ، وَإِسْمَاعِيلُ السُّدِّيُّ ، وَالشَّعْبِيُّ وَغَيْرُهُمْ . قَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ عَابِدٌ مِنَ الثَّانِيَةِ مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَسَبْعِينَ وَقِيلَ بَعْدَ ذَلِكَ الْكُتُبُ السِّتَّةُ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيلاً .
5- عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ .
رَابِعَاً : الْحُكْمُ عَلَى إِسْنَادِ الأَثَرِ
هَذَا الأَثَرُ إسْنَادُهُ صَحِيحٌ لأَنَّ رجَالَهُ ثِقَاتٌ .
وَقَالَ الْهَيْثَمِيُّ فِي ( مَجْمَعِ الزَّوَائِدِ ج7/ص100) : رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ ، وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 56 }
__________
(1) تَرْجَمَةُ مُرَّةَ بْنِ شَرَاحِيلَ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج8/ص5/1934) ، مَعْرِفَةُ الثِّقَاتِ (ج2/ص270/1703) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج8/ص366/1668) ، مَشَاهِيْرُ الأَمْصَارِ (ج1/ص102/754) ، الثِّقَاتُ (ج5/ص446/5646) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج27/ص379/5865) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص253/5361) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج10/ص80/159) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص525/6562) ، خُلاصَةُ تَذْهِيبِ تَهْذِيبِ الْكَمَالِ (ج1/ص372) .(1/115)
وَأَخْرَجَ أَحْمَدُ ، وَالطَّبَرَانِيُّ ، وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ ، وَالْبَيْهَقِيُّ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ جَزْءٍ الزَّبِيدِيِّ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « إنَّ فِي النَّارِ لَحَيَّاتٍ كَأَمْثَالِ أَعْنَاقِ الْبُخُتِ (1) تَلْسَعُ إِحْدَاهُنَّ اللَّسْعَةَ ، فَيَجِدُ حَمْوَتَهَا (2) أَرْبَعِينَ خَرِيفَاً ، وَإِنَّ فِي النَّارِ عَقَارِبَ كَأَمْثَالِ الْبِغَالِ الْمُوكَفَةِ (3) ، تَلْسَعُ إِحْدَاهُنَّ اللَّسْعَةَ ، فَيَجِدُ حَمْوَتَهَا أَرْبَعِينَ سَنَةً » .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
__________
(1) البخت : وهي الإبل الخراسانية تنتج من بين عربية وفالج ، غلاظ ذات سنامين ، وهي من الإبل السريعة السير الطويلة الأعناق ، وتجمع على بخت وبخاتي واللفظة معربة (المصباح المنير ج1/ص37 ، مشارق الأنوار ج1/ص79 ، غريب الحديث لابن الجوزي ج1/ص57 ، النِّهَايَةُ فِي غَرِيبِ الأَثَرِ ج1/ص101 ، لسان العرب ج2/ص9) .
(2) فِي الْمَخْطُوطَةِ " أ " حرها
(3) الإكاف : للحمار معروف وهو ما يشد به ظهر البعير والحمار والبغل والجمع أكف بضمتين مثل حمار و حمر و آكفته بالمد جعلت عليه الإكاف والوكاف على البدل لغة جارية فِي جميع تصاريف الكلمة ( مُخْتَارُ الصِّحَاحِ ج1/ص305 ، المعجم الوسيط ج2/ص1054 ، المصباح المنير ج1/ص17 ، المحكم والمحيط الأعظم ج7/ص151) فالبغال الموكفة : التى عليها السرج والبراذع .(1/116)
أَخْرَجَهُ أَحْمَد فِي ( مُسْنَدِهِ ج4/ص191/17749) قَالَ : ثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ وَحَسَنُ بْنُ مُوسَى قَالا : ثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ دَرَّاجٍ - قَالَ مُوسَى فِي حَدِيثِهِ قَالَ : سَمِعْتُ - عَبْدَ اللهِ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ جَزْءٍ الزَّبِيدِيَّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « إنَّ فِي النَّارِ لَحَيَّاتٍ كَأَمْثَالِ أَعْنَاقِ الْبُخُتِ » وَسَاقَهُ بِمِثْلِهِ .
وأَخْرَجَهُ الْحَاكِمُ فِي ( مُسْتَدْرَكِهِ / كِتَابُ التَّفْسِيْرِ 4/635/8754) عَنْ طَرِيقِ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ عَنْ دَرَّاجٍ بِهِ ، وَاقْتَصَرَ عَلَى الْجُمْلَةِ الأُولَى .
وَقَالَ : هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ ، وَقَالَ الذَّهَبِيُّ فِي تَلْخِيصِهِ : صَحِيحٌ .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ الضياء المقدسي فِي المختارة (ج9/ص211/ 199) مِنْ طَرِيقِ عمرو بْن الحارث ،وأَخْرَجَهُ ابن حبان صحيحه (ج16/ص512/7471) ، وأَخْرَجَهُ البيهقي فِي « الْبَعْثِ وَالنُّشُورِ »(1/298/ح616) كُلُّهُمْ مِنْ طَرِيقِ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ عَنْ دَرَّاجٍ بِهِ ، لَكِنَّ الْبَيْهَقِيَّ سَاقَهُ كَامِلاً ، وَأَمَّا الآخَرَانِ فَقَدْ اقْتِصَرَا عَلَى الْعِبَارَةِ الأُولَى مِنْهُ . وأَخْرَجَهُ ابْنُ أبِى الدُّنْيَا فِي « صِفَةِ النَّارِ »(1/70 /ح 92 ) مِنْ طَرِيقِ ابْنِ لَهِيعَةَ عَنْ دَرَّاجٍ بِهِ كَامِلاً .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
هَذَا الْحَدِيثُ مَدَارُهُ عَلَى دَرَّاجٍ ، رَوَاهُ عَنْهُ ابْنُ لَهِيعَةَ ، و ... عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ .(1/117)
1- أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ (1) أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَنْبَلِ بْنِ هِلالِ بْنِ أَسَدٍ الشَّيْبَانِيُّ أبُو عَبْدِ اللهِ الْمَرْوَزِيُّ ثُمَّ الْبَغْدَادِيُّ . قُرَّةُ عَيْنِ الْمُحَدِّثِينَ وَالْفُقَهَاءِ . رَوَى عَنْ بِشْرِ بْنِ الْمُفَضَّلِ ، وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ عْلَيَّةَ ، وَسُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ وَجَمَاعَةٍ كَثِيْرِينَ . رَوَى عَنْهُ الْبُخَارِيُّ ، وَمُسْلِمٌ ، وَأَبُو دَاوُدَ ، وَالْبَاقُونَ ، وَغَيْرُهُمْ . وَآخِرُ مَنْ حَدَّثَ عَنْهُ أبُو الْقَاسِمِ الْبَغَوِيُّ . كَانَ حَافِظَاً مُتْقِنَاً فَقِيهَاً مُلازِمَاً لِلْوَرَعِ الْخَفِيِّ ، مُوَاظِبَاً عَلَى الْعِبَادَةِ الدَّائِمَةِ ، أَغَاثَ اللهُ بِهِ أُمَّةَ مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم - ، وَذَلِكَ أَنَّهُ ثَبَتَ فِي الْمِحْنَةِ ، وَبَذَلَ نَفْسَهُ للهِ حَتَّى ضُرِبَ بِالسِّيَاطِ لِلْقَتْلِ . رَوَى لَهُ السِّتَّةُ . قَالَ ابْنُ حَجَرٍ : إِمَامٌ ثِقَةٌ حَافِظٌ فَقِيهٌ حُجَّةُ . مَاتَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ لِثِنْتَيْ عَشَرَةَ خَلَتْ مِنْ رَبِيعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ 241 . مَرْتَبَتُهُ : الأُولَى تَعْدِيلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ : حِلْيَةُ الأًوْلِيَاءِ (ج9/ص161/453) ، الْبِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ (ج10/ص325) ، سِيَرُ أَعْلامِ النُّبَلاءِ (ج1/ص457) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص62/126) .(1/118)
2- مُوسَى بْنُ دَاوُدَ (1) مُوسَى بْنُ دَاوُدَ الضَّبِّيُّ أَبُو عَبْدِ اللهِ الطَّرْسُوسِيُّ الْخُلْقَانِيُّ الْفَقِيهُ . كُوفِيُّ الأَصْلِ سَكَنَ بَغْدَادَ . ورَوَى عَنْ مَالِكٍ ، وَالثَّوْرِيِّ ، وَشُعْبَةَ ، وَعَبْدِ اللهِ بْنِ لَهِيعَةَ ، وَجَمَاعَةٍ . وَعَنْهُ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي خَلَفٍ ، وَعَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيُّ ، وَأَحْمَدُ بْن حَنْبَلٍ ، وَآخَرُونَ . قَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ : ثِقَةٌ . وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ : كَانَ ثِقَةً صَاحِبَ حَدِيثٍ . وَقَالَ الْعِجْلِيُّ : كُوفِيٌّ ثِقَةٌ . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ : شَيْخٌ فِي حَدِيثِهِ اضْطِرَابٌ . قَالَ الذَّهَبِيُّ : صَدُوقٌ وُثِّقَ . قَالَ ابْنُ حَجَرٍ : صَدُوقٌ فَقِيهٌ زَاهِدٌ لَهُ أَوْهَامٌ مِنْ صِغَارِ التَّاسِعَةِ مَاتَ سَنَةَ سَبْعَ عَشَرَةَ وَمِئَتَيْنِ . مُسْلِمٌ وَأَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ . مَرْتَبَتُهُ : الرَّابِعَةُ تَعْدِيلاً .
3- حَسَنُ بْنُ مُوسَى الأَشْيَبُ الْبَغْدَادِيُّ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 14 ] . ثِقَةٌ .
4- عَبْدُ اللهِ بْنُ لَهِيعَةَ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 14 ] . صَدُوقٌ خَلَطَ بَعْدَ احْتِرَاقِ كُتُبِهِ ، وَرِوَايَةُ ابْنِ الْمُبَارَكِ وَابْنِ وَهْبٍ عَنْهُ أَعْدَلُ مِنْ غَيْرِهِمَا وَأَضْبَطُ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ مُوسَى بْنِ دَاوُدَ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج7/ص283/1202) ، مَعْرِفَةُ الثِّقَاتِ (ج2/ص303/1816) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج8/ص141/636) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج29/ص57/6251) ، مِيزَانُ الاعْتِدَالِ فِي نَقْدِ الرِّجَالِ (ج6/ص540/496) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص303/5692) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج10/ص305/604) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص550/6959) .(1/119)
5- عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 39 ] .
6- دَرَّاجُ أَبُو السَّمْحِ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 1 ] . صَدُوقٌ إِلاَّ فِي رِوَايَتِهِ عَنْ أَبِى الْهَيْثَمِ .
7- عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحَارِثِ الزُّبَيْدِيُّ (1) عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ جَزْءٍ بِفَتْحِ الْجِيمِ وَسُكُونِ الزَّاي بَعْدَهَا هَمْزَةٌ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَعْدِي كَرَبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ زُبَيْدٍ الزُّبَيْدِيُّ بِضَمِّ الزَّاي ، أبُو الْحَارِثِ نَزِيلُ مِصْرَ لَهُ صُحْبَةٌ . رَوَى عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - . وَعَنْهُ عُبَيْدُ بْنُ الْمُغِيْرَةِ ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ زِيَادٍ الْحَضْرَمِيُّ ، وَغَيْرُهُمْ . قَالَ ابْنُ يُونُسَ : كَانَ قَدْ عَمِّيَ . قَالَ ابْنُ حَجَرٍ : سَكَنَ مِصْرَ ، وَهُوَ آخِرُ مَنْ مَاتَ بِهَا مِنَ الصَّحَابَةِ سَنَةَ خَمْسٍ أَوْ سِتٍّ أَوْ سَبْعٍ أَوْ ثَمَانٍ وَثَمَانِينَ أبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ .
رَابِعَاً : الْحُكْمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
__________
(1) تَرْجَمَةُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ الزَّبِيدِيِّ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج5/ص23/39) ، مَشَاهِيْرُ الأَمْصَارِ (ج1/ص57/397) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج14/ص392/3213) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج14/ص392/3213) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص544/2673) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج5/ص156/307) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص299/3262) ، الإِصَابَةُ (ج4/ص46/4601) .(1/120)
هَذَا الْحَدِيثُ إِسْنَادُهُ حَسَنٌ لأنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ لَهِيعَةَ ، وَإِنْ تَكَلَّمُوا فِي حِفْظِهِ ، فَقَدْ تَابَعَهُ عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ عَنْ دَرَّاجٍ ، وَدَرَّاجٌ صَدُوقٌ . وَقَالَ الْحَاكِمُ فِي ( مُسْتَدْرَكِهِ 4/635/8754) : هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ ، وَقَالَ الذَّهَبِيُّ فِي تَلْخِيصِهِ : صَحِيحٌ .
وَصَحَّحَهُ الْمُنْذِرِيُّ فِي ( التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ ج4/ص258/5579) . وَقَالَ الأَلْبَانِيُّ فِي ( صَحِيحِ التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ 3/249/ح3676) ، وَشُعَيْبٌ الأَرْنَؤُوطُ فِي تَعْلِيقِهِ عَلَى ابْنِ حِبَّانَ (16/512/7471) : حَسَنٌ . وَقَالَ الْهَيْثَمِيُّ فِي ( مَجْمَعِ الزَّوَائِدِ ج10/ص390) : رَوَاهُ أَحْمَدُ وَالطَّبَرَانِيُّ ، وَفِيهِ جَمَاعَةٌ قَدْ وُثِّقُوا .
خَامِسَاً : تَنْبِيهٌ
نَسَبَهُ الْمُصَنِّفُ إِلَى الطَّبَرَانِيِّ فِي الْكَبِيْرِ ، وَلَمْ أَجِدْهُ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 57 }(1/121)
وَأَخْرَجَ ابْنُ الْمُبَارَكِ ، وَابْنُ أَبِي الدُّنْيَا ، وَالْبَيْهَقِيُّ مِنْ طَرِيقِ مُجَاهِدٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ شَجَرَةَ قَالَ : إِنَّ لِجَهَنَّمَ سَاحِلاً كَسَاحِلِ الْبَحْرِ ، فِيهَا هَوَامٌ وَحَيَّاتٌ كَالْبَخَاتِي ، وَعَقَارِبُ كَالْبِغَالِ الدُّلْمِ (1) أَوْ كَالدُّلْمِ الْبِغَالِ ، فَإِذَا سَأَلَ أَهْلُ النَّارِ التَّخْفِيفَ ، قِيلَ : اخْرُجُوا إِلَى السَّاحِلِ ، فَتَأْخُذُهُمْ تِلَكَ الْهَوَامُ بِشِفَاهِهِمْ ، وَجُنُوبِهِمْ ، وَمَا شَاءَ اللهُ مِنْ ذَلِكَ ، فَتَكْشُطُهَا (2) ، فَيَرْجِعُونَ ، فَيُنَادَوْنَ إِلَى مُعْظَمِ النَّارِ ، وَيُسَلْطُ عَلَيْهِمُ الْجَرَبُ ، حَتَّى إِنَّ أَحَدَهُمْ لَيَحُكُّ جِلْدَهُ حَتَّى يَبْدُوَ الْعَظْمُ ، فَيُقَالُ : يَا فُلانُ هَلْ يُؤْذِيكَ هَذَا ؟ ، فَيَقُولُ : نَعَمْ ، فَيُقَالُ لَهُ : ذَلِكَ بِمَا كُنْتَ تُؤْذِي الْمُؤْمِنِينَ .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الأَثَرِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
__________
(1) البغال الدُّلْمُ : أي السود جمع أدلم ودليم ، و الدلمة سواد مع طول ، رجل أدلم وليل أدلم ودلم الشيء اشتد سواده (الفائق ج1/ص437 ، النِّهَايَةُ فِي غَرِيبِ الأَثَرِ ج2/ص131 ، لسان العرب ج12/ص205) وهى بضم الدال وفتح اللام : الفيل ، وبفتح الدال وفتح اللام : شديد السواد فِي ملوسة
(2) فِي الْمَخْطُوطَةِ " ب ، ز " فيكشطها .(1/122)
أَخْرَجَهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ فِي ( الزُّهْدِ ج2/95/330) قَالَ : أَخبرَنَا رَجُلٌ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ شَجَرَةَ قَالَ : وَكَانَ مُعَاوِيَةُ بَعَثَهُ عَلَى الْجُيُوشِ ، فَلَقِيَ عَدُوَّاً ، فَرَأَى فِي أَصْحَابِهِ فَشَلاً ، فَجَمَعَهُمْ ، فَحَمِدَ اللهَ ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ : أَمَّا بَعْدُ ؛ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ : إِنَّكُمْ مَكْتُوبُونَ عِنْدَ اللهِ بِأَسْمَائِكُمْ وَسِيمَاءِكُمْ ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ قيلَ : يَا فُلانُ هَا نُورُكَ ، يَا فُلانُ لا نُورَ لَكَ ، إِنَّ لِجَهَنَّمَ سَاحِلاً كَسَاحِلِ الْبَحْرِ ، فِيهَا هَوَامٌ وَحَيَّاتٌ كَالْبَخَاتِي ، وَعَقَارِبُ كَالْبِغَالِ الدُّلْمِ ، فَإِذَا اسْتَغَاثَ أَهْلُ النَّارِ ، قَالُوا : السَّاحِلَ ، فَإِذَا أُلْقُوا فِيهَا سُلِّطَتْ تَلِكَ الْهَوَامُ عَلَيْهِمْ ، فَتَأْخُذُ شِفَارَ أَعْيَنِهِمْ وَشِفَاهِهِمْ وَمَا شَاءَ اللهُ مِنْهُمْ ، تَكْشُطُهَا كَشْطَاً ، فَيَقُولُونَ : النَّارَ النَّارَ ، فَإِذَا أُلْقُوا فِيهَا سُلِّطَ عَلَيْهُمُ الْجَرَبُ ، فَيَحُكُّ أَحَدُهُمْ جِلْدَهُ حَتَّى يَبْدُوَ عَظْمُهُ ، وَإِنَّ جِلْدَ أَحَدِهِمْ لأَرْبَعُونَ ذِرَاعَاً ، يُقَالُ : يَا فُلانُ هَلْ تَجِدْ هَذَا يُؤْذِيكَ ؟ ، فَيَقُولُ : وَأَيُّ أَذَىً أَشَدُّ مِنْ هَذَا ! ، وَيُقَالُ : هَذَا مَا كُنْتَ تَؤُذِي الْمُؤْمِنِينَ .(1/123)
وَأَخْرَجَهُ الْحَاكِمُ فِي ( مُسْتَدْرَكِهِ / كِتَابُ الأَهْوَالِ ج3/ص564/6087) ، وَالْبَيْهَقِيُّ فِي « الْبَعْثِ وَالنُّشُورِ »(1/298/ح617) مِنْ طَرِيقِ شُعْبَةَ عَنْ مَنْصُورٍ بِهِ ، بِزِيَادَةِ : أَيُّهَا النَّاسُ ، اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ ، مَا أَحْسَنَ نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ ، لَوْ تَرَوْنَ مَا أَرَى مِنْ بَيْنِ أَحْمَرَ وَأَصْفَرَ ، وَمِنْ كُلِّ لَوْنٍ ، وَفِي الرِّجَالِ مَا فِيهَا ، إِنَّهُ إذَا أُقِيمَتِ الصَّلاةُ فُتِحَتْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ ، وَأَبْوَابُ الْجَنَّةِ ، وَأَبْوَابُ النَّارِ ، وَإِذَا الْتَقَى الصَّفَّانِ ، فُتِحَتْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ ، وَأَبْوَابُ الْجَنَّةِ ، وَأَبْوَابُ النَّارِ ، وَزُيِّنَ الْحُورُ الْعِينُ ، فَيَطَّلِعْنَ ، فَإِذَا أَقْبَلَ أَحَدُكُمْ بِوَجْهِهِ إِلَى الْقِتَالِ قُلْنَ : اللَّهُمَّ ثَبِّتْهُ ، اللَّهُمَّ انْصُرْهُ ، وَإِذَا أَدْبَرَ احْتَجَبْنَ عَنْهُ وَقُلْنَ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ ، وَانْتَهِكُوا وُجُوهَ الْقَوْمِ ، فِدَاكُمْ أَبِي وَأُمِّي ؛ فَإِنَّ أَوَّلَ قَطْرَةٍ تَقْطِرُ مِنْ دَمِ أَحَدِكُمْ يَحُطُّ اللهُ بِهَا عَنْهُ خَطَايَاهُ كَمَا تَحُطُّ الْغُصْنُ مِنْ وَرَقِ الشَّجَرَةِ ، وَتَبْتَدْرُهُ اثْنَتَانِ مِنْ حُورِ الْعِينِ ، وَيَمْسَحَانِ التُّرَابَ عَنْ وَجْهِهِ وَيَقُولانِ : فِدَانَا لَكَ ، وَيَقُولُ : أَنَا لَكُمَا ، فَيُكْسَى مِائَةَ حُلَّةٍ لَوْ وُضِعَتْ بَيْنَ أُصُبُعَيَّ هَاتَيْنَ لَوَسِعْتَاهُمَا ، لَيْسَتْ مِنْ نَسْجِ بَنِي آدَمَ ، وَلَكِنَّهُمَا مِنْ ثِيَابِ الْجِنَّةِ ، ثُمَّ ذَكَرَ بَقِيَّةَ الْحَدِيثِ .
وَتَابَعَ مَنْصُورَ بْنَ الْمُعْتَمِرِ عَنْ مُجَاهِدٍ : الأَعْمَشُ .(1/124)
فَقَدْ أَخْرَجَهُ ابْنُ أبِى الدُّنْيَا فِي « صِفَةِ النَّارِ »(ج1/ص75/ 99) مِنْ طَرِيقِ أَبِى مُعَاوِيَةَ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ مُجَاهِدٍ بِنَحْوِهِ ، وَلَفْظُهُ : إِنَّ لِجَهَنَّمَ جِبَابَاً فِيهَا حَيَّاتٌ ، كَأَمْثَالِ أَعْنَاقِ الْبُخُتِ ، وَعَقَارِبَ كَأَمْثَالِ الْبِغَالِ الدُّهْمِ ، فَيَهْرَبُ أَهْلُ جَهَنَّمَ مِنْ تِلَكَ الْحَيَّاتِ وَالْعَقَارِبِ ، فَتَأْخُذُ تِلَكَ الْحَيَّاتُ وَالْعَقَارِبُ بِشِفَاهِهِمْ فَتَكْشُطُ مَا بَيْنَ الشَّعَرِ إِلَى الظُّفَرِ ، فَمَا تُنْجِيهِمْ مِنْهَا إِلاَّ الْهَرَبُ فِي النَّارِ .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ هَنَّادٌ فِي « الزُّهْدِ »(ج1/178/259) ، وَابْنُ أَبِى شَيْبَةَ فِي ( مُصَنَّفِهِ ج7/ص51/ 34142) كِلاهُمَا مِنْ طَرِيقِ شَيْخِهِمَا أَبِى مُعَاوِيَةَ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ مُجَاهِدٍ بِلَفْظِ حَدِيثِ ابْنِ أبِى الدُّنْيَا .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الأَثَرِ
هَذَا الْحَدِيث مَدَارُهُ عَلَى مُجَاهِدٍ ، رَوَاهُ عَنْهُ الأَعْمَشُ ، وَمَنْصُورٌ . وَأَمْثَلُ أَسَانِيدِهِ : إِسْنَادُ الْحَاكِمِ .
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَاكِمُ : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئ ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ثَنَا شُعْبَةُ عَنْ مَنْصُورٍ سَمِعَ مُجَاهِدَاً يُحَدِّثُ عَنْ يَزِيدَ بْنِ شَجَرَةَ الرُّهَاوِيِّ .(1/125)
1- مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ (1) أبُو جَعْفَرٍ الْوَرَّاقُ النَّيْسَابُورِيُّ . سَمِعَ الْكَثِيْرَ بِنَيْسَابُورَ وَلَمْ يَسْمَعْ بِغَيْرِهَا ، وَسَمِعَ السَّرَيَّ بْنَ خُزَيْمَةَ ، وَالْحُسَيْنَ بْنَ الْفَضْلِ ، وَمُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ بْنِ الصَّبَّاحِ ، وَعِدَّةً . رَوَى عَنْهُ أبُو بَكْرٍ ابْنُ إسْحَاقَ ، وَأَبُو عَلِيٍّ الْحَافِظُ ، وَأَبُو إِسْحَاقَ الْمُزَكِّي ، وَخَلْقٌ . قَالَ ابْنُ الصَّلاحِ : ثِقَةٌ ثَبْتٌ أَحَدُ الْمُكْثِرِينَ وَكَانَ الْحَاكِمُ أبُو عَبْدِ اللهِ يَقُولُ : سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ صَالِحٍ الثِّقَةَ . وَكَانَ عَلَى عَقِيدَةِ السَّلَفِ ، فَقَدْ وَصَفَهُ ابْنُ كَثِيْرٍ بِأَنَّهُ ثِقَةٌ زَاهِدٌ . مَاتَ فِي سَلْخِ رَبِيعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ أَرْبَعِينَ وَثَلاثِمِئَةٍ . مَرْتَبَتُهُ : الأُولَى تَعْدِيلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ مُحَمَّدِ بْنِ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ : تَارِيْخُ دِمَشْقَ (ج5/ص47) ، طَبَقَاتُ الْفُقَهَاءِ الشَّافِعِيَّةِ (ج1/ص166/28) ، سِيَرُ الأَعْلامِ (ج14/ص273) ، طَبَقَاتُ الشَّافِعِيَّةِ الْكُبْرَى (ج3/ص174/141) ، البداية والنهاية (ج11/ص225) ، لِسَانُ الْمِيزَانِ (ج5/239) .(1/126)
2- إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ (1) قَالَ الذَّهَبِيُّ : إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ الإِمَامُ الْحَافِظُ الْمُجَوِّدُ الزَّاهِدُ ، شَيْخُ نَيْسَابُورَ وَإِمَامُ الْمُحَدِّثِينَ فِي زَمَانِهِ ، أَبُو إِسْحَاقَ بْنُ أَبِي طَالِبٍ مُحَمَّدِ بْنِ نُوحِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ خَالِدٍ النَّيْسَابُورِيُّ الْمُزَكِّي . قَالَ الْحَاكِمُ : إِمَامُ عَصْره بِنَيْسَابُوْرَ فِي مَعْرِفَةِ الْحَدِيْث وَالرِّجَال ، جَمَعَ الشُّيُوْخَ وَالعِلَلَ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ إبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي طَالِبٍ : سِيَرُ أَعْلامِ النُّبَلاءِ (ج13/ص547/77) ، تَذْكِرَةُ الْحُفَّاظِ (ج2/ص638/661) ، الْمُقْتَنَى فِي سَرْدِ الْكُنَى (ج1/ص71/227) ، طبقات الحفاظ (ج1/ص283) .(1/127)
سَمِعَ ِسْحَاقَ بْنَ رَاهْوَيْه ، وَأَبَا قُدَامَةَ السَّرَخْسِيَّ ، وَعَمْرَو بْنَ زُرَارَةَ ، وَالْحُسَيْنَ بْنَ الضَّحَّاكِ ، وَعَبْدَ اللهِ بْنَ الْجَرَّاحِ ، وَعَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ بْنِ الرَّمَّاحِ ، وَمُحَمَّدَ بْنَ أَبَانٍ البَلْخِيَّ ، وَأَقرَانَهُم بِنَيْسَابُوْرَ ، وَمُحَمَّدَ بْنَ مِهْرَانَ الْجَمَّالَ ، وَمُحَمَّدَ بْنَ حُمَيْدٍ ، وَمُحَمَّدَ بْنَ عَمْرٍو ، وَزُنَيْج بِالرَّيِّ ، وَأَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ - سُؤَالاَتٍ- وَدَاوُد بْنَ رُشَيْدٍ ، وَأَحْمَدَ بْنَ مَنِيْعٍ ، وَطَبَقَتهُم بِبَغْدَادَ ، وَإِسْحَاقَ بْنَ شَاهِيْنٍ ، وَبِشْرَ بْنَ آدَمَ بِوَاسِطَ ، وَعَمْرَو بْنَ عَلِيٍّ الفَلاَّسَ ، وَبُنْدَارَاً ، وَنَصْرَ بْنَ عَلِيٍّ بِالْبَصْرَةِ ، وَعُثْمَانَ بْنَ أَبِي شَيْبَةَ ، وَعَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ ، وَأَبَا كُرَيْبٍ ، بِالْكُوْفَةِ ، وَأَبَا مُصْعَبٍ الزُّهْرِيَّ ، وَيَحْيَى بْنَ سُلَيْمَانَ بْنِ نَضْلَةَ ، وَهَارُوْنَ بْنَ مُوْسَى الْفَرْوِيَّ ، وَإِسْمَاعِيْل بْنَ أَبِي خُبْزَةَ ، وَمُحَمَّدَ بْنَ عَبَّادٍ ، وَعَبْدَ اللهِ بْنَ عِمْرَانَ ، وَابْنَ أَبِي عُمَرَ الْعَدَنِيَّ بِمَكَّةَ . حَدَّثَ عَنْهُ : أَبُو يَحْيَى الخفَّاف ، وَإِمَام الأَئِمَّة ابْن خُزَيْمَةَ ، وَأَكْثَر مَشَايِخنَا . سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بنَ سَعْد يَقُوْلُ : مَا رَأَيْتُ مِثْلَ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، وَلاَ رَأَى مِثْلَ نَفْسِهِ ، اخْتَلَفْتُ إِلَيْهِ سِتَّ سِنِيْنَ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيلاً .(1/128)
3- مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى (1) مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى بْنِ عُبَيْدِ بْنِ قَيْسِ بْنِ دِينَارٍ ، أَبُو مُوسَى الْعَنَزِيُّ بِفَتْحِ النُّونِ وَالزَّاي الْبَصْرِيُّ الْحَافِظُ الْمَعْرُوفُ بِالزَّمَنِ . رَوَى عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ إِدْرِيسَ ، وَأَبِي مُعَاوِيَةَ ، وَخَالِدِ بْنِ الْحَارِثِ . رَوَى عَنْهُ الْجَمَاعَةُ ، وَالنَّسَائِيُّ أَيْضَاً عَنْ زَكَرِيَّا السِّجْزِيِّ عَنْهُ ، وَأَبُو زُرْعَةَ ، وأَبُو حَاتِمٍ ، وَالذُّهْلِيُّ ، وَابْنُ أَبِي الدُّنْيَا . كَانَ ثِقَةً ثَبْتَاً احْتَجَّ سَائِرُ الأَئِمَّةِ بِحَدِيثِهِ . قَالَ ابْنُ حَجَرٍ : مَشْهُورٌ بِكُنْيَتِهِ وَبِاسْمِهِ ثِقَةٌ ثَبْتٌ مِنَ الْعَاشِرَةِ ، وَكَانَ هُوَ وَبُنْدَارُ فَرَسَيْ رِهَانٍ ، وَمَاتَا فِي سَنَةٍ وَاحِدَةٍ 252 هـ . الْكُتُبُ السِّتَّةُ . مَرْتَبَتُهُ : الأُولَى تَعْدِيلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُثَنَّى : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج8/ص95/409) ، الثِّقَاتُ (ج9/ص111/15471) ، تَارِيْخُ أَسْمَاءِ الثِّقَاتِ (ج1/ص212/1278) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج26/ص359/5579) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص214/ 5134/505) ، تَذْكِرَةُ الْحُفَّاظِ (ج2/ص512/527) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج9/ص377/698) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص505/6264) ، خُلاصَةُ تَذْهِيبِ تَهْذِيبِ الْكَمَالِ (ج1/ص357) .(1/129)
4- مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ (1) مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْهُذَلِيُّ مَوْلاهُمْ أبُو عَبْدِ اللهِ الْبَصْرِيُّ الْمَعْرُوفُ بِغُنْدَرٍ . رَوَى عَنْ شُعْبَةَ فَأَكْثَرَ ، وَجَالَسَهُ نَحْوَاً مِنْ عِشْرِينَ سَنَةً وَكَانَ رَبِيبَهُ ، وَعَبْدِ اللهِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ ، وَعَوْفٍ الأَعْرَابِيِّ ، وَمَعْمَرِ بْنِ رَاشِدٍ . رَوَى عَنْهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَإِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ ، وَيَحْيَى بْنُ مَعِينٍ ، وَابْنُ الْمُثَنَّى ، وَخَلْقٌ . وَكَانَ مِنْ أَثْبَتِ النَّاسِ فِي حَدِيثِ شُعْبَةَ . قَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ صَحِيحُ الْكِتَابِ إِلاَّ أَنَّ فِيهِ غَفْلَةٌ ، مِنَ التَّاسِعَةِ ، مَاتَ 193 فِي ذِي الْقَعْدَةِ الْكُتُبُ السِّتَّةُ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيلاً .
5- شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 21 ] . ثِقَةٌ حَافِظٌ مُتْقِنٌ كَانَ الثَّوْرِيُّ يَقُولُ : هُوَ أَمِيْرُ الْمُؤْمِنِينَ فِي الْحَدِيثِ . وهُوَ أَوَّلُ مَنْ فَتَّشَ بِالْعِرَاقِ عَنِ الرِّجَالِ ، وَذَبَّ عَنِ السُّنَّةِ .
6- مَنْصُورُ بْنُ الْمُعْتَمِرِ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 18] . ثِقَة ثَبْتٌ ، وَكَانَ لا يُدَلِّسُ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ : مَعْرِفَةُ الثِّقَاتِ (ج2/ص234/1582) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج7/ص221/1223) ، التَّعْدِيلُ وَالتَّجْرِيْحُ ج2/ص623/464) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج25/ص5/5120) ، تَذْكِرَةُ الْحُفَّاظِ (ج1/ص300/281) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص162/4771) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج9/ص84/129) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص472/5787) ، خُلاصَةُ تَذْهِيبِ تَهْذِيبِ الْكَمَالِ (ج1/ص330) .(1/130)
7- مُجَاهِدُ بْنُ جَبْرٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 7 ] . ثِقَةٌ حُجَّةٌ ثَبْتٌ إِمَامٌ فِي التَّفْسِيْرِ وَفِي الْعِلْمِ .
8- يَزِيدُ بْنُ شَجَرَةَ الرُّهَاوِيُّ (1) يَزِيدُ بْنُ شَجَرَةَ الرُّهَاوِيُّ شَامِيٌّ مِنْ مِذْحَجٍ . رَوَى عَنْهُ مُجَاهِدُ بْنُ جَبْرٍ . ورَوَى عَنْهُ أَيْضَاً أبُو الزَّاهِرِيَّةِ ، وَأَرْسَلَ عَنْهُ الزُّهْرِيُّ . وَقَدْ رَوَى هُوَ أَيْضَاً عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ ، وَنَزَلَ الشَّامَ وَلَهُ حَدِيثٌ وَاحِدٌ فِي فَضْلِ الْجِهَادِ مُضْطِرَبُ الإِسْنَادِ . قُتِلَ فِي غَزَاةٍ غَزَاهَا سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِينَ شَهْيدَاً ، وَقِيلَ : بَلُ قُتِلَ فِي غَزَاةٍ غَزَاهَا سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ شَهِيدَاً . مُخْتَلَفٌ فِي صُحْبَتِهِ . قَالَ أَبُو حَاتِمٍ وَأَبُو زُرْعَةَ : لَيْسَتْ لَهُ صُحْبَةٌ ، وَتَوَقَّفَ ابْنُ حِبَّانَ . قَالَ عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ عَنْ ابْنِ مَعِينٍ : لَهُ صُحْبَةٌ ، وَكَذَا قَالَ الْبُخَارِيُّ . وكان متألهاً متوقيا ، وَكَانَ مُعَاوِيَةُ يَسْتَعْمِلُهُ عَلَى الْغَزْوِ ، وَسَيَّرَهُ مَرَّةً يُقِيمُ لِلنَّاسِ الْحَجَّ . قَالَ مُجَاهِدٌ : كَانَ يَزِيدُ بْنُ شَجَرَةَ مِمَّنْ يُذَكِّرُنَا ، فَيَبْكَي ، وَكَانَ يُصَدِّقُ بُكَاءهُ بِفِعْلِهِ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيلاً .
رَابِعَاً : الْحُكْمُ عَلَى إِسْنَادِ الأَثَرِ
__________
(1) تَرْجَمَةُ يَزِيدَ بْنِ شَجَرَةَ الرُّهَاوِيِّ : طَبَقَاتُ ابْنِ سَعْدٍ (ج7/ص446) ، التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج8/ص315/3151) ، طَبَقَاتُ خَلِيفَةَ (ج1/ص148) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج9/ص270/1135) ، الثِّقَاتُ (ج3/ص445/1466) ، الاسْتِيعَابُ (ج4/ص1577/2780) ، تَارِيْخُ الإِسْلامِ (ج4/ص324/4) ، جَامِعُ التَّحْصِيلِ (ج1/ص301/894) ، الإِصَابَةُ (ج6/ص662/9279) .(1/131)
هَذَا الأَثَرُ إسنادُه صَحِيحٌ لأَنَّ رِجَالَهُ ثِقَاتٌ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 58 }
وَأَخْرَجَ الْحَاكِمُ عَنِ ابْنِ عَمْرٍو مَرْفُوعَاً : « الأَرْضُ الرَّابِعَةُ فِيهَا كِبْرِيتُ جَهَنَّمَ » ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ ، أَلِلنَّارِ كِبْرِيتٌ ؟ ، قَالَ : « نَعَمْ ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، إِنَّ فِيهَا لاوْدِيَةً مِنْ كِبْرِيتٍ ، لَوْ أُرْسِلَ فِيهَا الْجِبَالُ الرَّوَاسِي لَمَاعَتْ ، وَالْخَامِسَةُ فِيهَا حَيَّاتُ جَهَنَّمَ ، إِنَّ أَفْوَاهَهَا كَالأَوْدِيَةِ ، تَلْسَعُ الْكَافِرَ اللَّسْعَةَ ، فَلا يُبْقِي مِنْهُ لَحْمٌ عَلَى وَضْمٍ (1) ، وَالسَّادِسَةُ فِيهَا عَقَارِبُ جَهَنَّمَ ، إِنَّ أَدْنَى عَقْرَبَةٍ مِنْهَا كَالْبِغَالِ الْمُوكَفَةِ ، تَضْرَبُ الْكَافِرَ ضَرْبَةً تُنْسِيهِ ضَرْبُهَا حَرَّ جَهَنَّمَ » .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
__________
(1) الوضم : كل شيء يوضع عليه اللحم من خشب أو بارية يوقى به من الأرض وَقَالَ الزمخشري : الوضم كل ما وقيت به اللحم من الأرض (مُخْتَارُ الصِّحَاحِ ج1/ص303 ، النِّهَايَةُ فِي غَرِيبِ الأَثَرِ ج5/ص198) .(1/132)
هَذَا جُزْءٌ مِنْ حَدِيثِ أَخْرَجَهُ الْحَاكِمُ فِي ( مُسْتَدْرَكِهِ / كِتَابُ الأَهْوَالِ ج4/ص636/8756) قَالَ : حَدَّثَنَا أبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ثَنَا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي عَبْد الله بْن عباس حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ دَرَّاجٍ عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ عَنْ عِيسَى بْنِ هِلالٍ الصَّدَفِيِّ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - : « إِنَّ الأَرْضِينَ بَيْنَ كُلِّ أَرْضٍ إِلَى الَّتِي تَلِيهَا مَسِيرَةُ خَمْسِمِائَةِ عَامٍ ، وَالْعُلْيَا مِنْهَا عَلَى ظَهْرِ حُوتٍ ، قَدِ الْتَقَى طَرَفَاهَ فِي السَّمَاءِ ، وَالْحُوتُ عَلَى ظَهْرِهِ صَخْرَةٌ ، وَالصَّخْرَةُ بِيَدِ مَلَكٍ ، وَالثَّانِيَةُ مَسْجَنُ الرِّيحِ ، فَلَمَّا أَرَادَ اللهُ أَنْ يَهْلِكَ عَادَاً ، أَمَرَ خَازِنَ الرِّيحِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْهِمْ رِيْحَاً تُهْلِكُ عَادَاً ، قَالَ يا رب أرسل عليهم الريح قدر منخر الثور ، فَقَالَ لَهُ الْجَبَّارُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : إِذَنْ تُكْفَأُ الأَرْضُ وَمَنْ عَلَيْهَا ، وَلَكِنْ أَرْسِلْ عَلَيْهِمْ بِقَدْرِ خَاتَمٍ ، وَهِيَ الَّتِي قَالَ اللهُ فِي كِتَابِهِ الْعَزِيزِ { مَا تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ } ، وَالثَّالِثَةُ فِيهَا حِجَارَةُ جَهَنَّمَ ، وَالرَّابِعَةُ فِيهَا كِبْرِيتُ جَهَنَّمَ » ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ ، أَلِلنَّارِ كِبْرِيتٌ ؟ ، قَالَ : « نَعَمْ ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، إِنَّ فِيهَا لاوْدِيَةً مِنْ كِبْرِيتٍ ، لَوْ أُرْسِلَ فِيهَا الْجِبَالُ الرَّوَاسِي لَمَاعَتْ ، وَالْخَامِسَةُ فِيهَا حَيَّاتُ جَهَنَّمَ ، إِنَّ أَفْوَاهَهَا كَالأَوْدِيَةِ ، تَلْسَعُ الْكَافِرَ اللَّسْعَةَ ، فَلا(1/133)
تُبْقِي مِنْهُ لَحْمَاً عَلَى عَظْمٍ ، وَالسَّادِسَةُ فِيهَا عَقَارِبُ جَهَنَّمَ ، إِنَّ أَدْنَى عَقْرَبَةٍ مِنْهَا كَالْبِغَالِ الْمُوكَفَةِ ، تَضْرَبُ الْكَافِرَ ضَرْبَةً تُنْسِيهِ ضَرْبُهَا حَرَّ جَهَنَّمَ ، وَالسَّابِعَةُ فِيهَا سَقْرُ ، وَفِيهَا إِبْلِيسُ مُصَفَّدٌ بِالْحَدِيدِ ، يَدٌ أَمَامَهُ ، وَيَدٌ خَلْفَهُ ، فَإِذَا أَرَادَ اللهُ أَنْ يُطْلِقَهُ لِمَا يَشَاءُ من عبادهِ أَطْلَقَهُ » .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ ابْنَ أَبِى حَاتِمٍ ( تَفْسِيْرُ ابْنِ أَبِي حَاتِمٍ ج10/ص3361/18919) تَعْلِيقَاً عَنِ ابْنِ عَمْرٍو بِمِثْلِهِ .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
1- مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ (1) مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ يُوسُفَ بْنِ مَعْقَلِ بْنِ سِنَانٍ الإِمَامُ الْمُحَدِّثُ ، مُسْنِدُ أَصْبَهَانَ ، أَبُو الْعَبَّاسِ الأُمَوِيُّ مَوْلاهُمْ ، النَّيْسَابُورِيُّ الأَصَمُّ ، وَلَدُ الْمُحَدِّثِ الْحَافِظِ أَبِي الْفَضْلِ الْوَرَّاقُ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ : سِيَرُ أَعْلامِ النُّبَلاءِ (ج15/ص452) ، تَذْكِرَةُ الْحُفَّاظِ (ج3/ص860/835) ، الْمُقْتَنَى فِي سَرْدِ الْكُنَى (ج1/ص/345/3517) ، البداية والنهاية (ج11/ص232) ، طَبَقَاتُ الشَّافِعِيَّةِ (ج1/ص133/89) ، التقييد (ج1/ص123) .(1/134)
رَوَى عَنْهُ : عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، وَالْحَافِظُ أَبُو عَلِيٍّ النَّيْسَابُورِيُّ ، وَالإِمَامُ أَبُو بَكْرٍ الإِسْمَاعِيلِيُّ ، وَالْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ الْحِيرِيُّ ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَاكِمُ ، وَأَمَمٌ سِوَاهُمْ . رَحَلَ بِهِ أَبُوهُ الْمُحَدِّثُ يَعْقُوبُ الْوَرَّاقُ إِلَى الآفَاقِ ، وَسَمَّعَهُ الْكُتُبَ الْكِبَارَ ، وَسَمِعَ بِكَثِيْرٍ مِنَ الْبِلادِ ، فَسَمِعَ بِمِصْرَ مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ وَالرَّبِيعِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْمُرَادِيِّ ، وَبَحْرِ بْنِ نَصْرٍ الْخَوْلانِيِّ وَأَقْرَانِهِمْ ، وَحَدَّثَ بِكِتَابِ الأُمِّ لِلشَّافِعِيِّ عَنِ الرَّبِيعِ وَطَالَ عُمُرُهُ ، وَبَعُد0َ صِيتُهُ ، وَتَزَاحَمَ عَلَيْهِ الطَّلَبَةُ . قَالَ الْحَاكِمُ : كَانَ يَكْرَهُ أَنْ يُقَالَ لَهُ الأَصَمُّ ، وَكَانَ مُحَدِّثَ عَصْرِهِ ، وَلَمْ يَخْتَلِفْ أَحَدٌ فِي صِدْقِهِ ، وَصِحَّةِ سَمَاعَاتِهِ ، وَضَبْطِ أَبِيهِ يَعْقُوبَ الْوَرَّاقِ لَهَا ، وَكَانَ يَرْجِعُ إِلَى حُسْنِ مَذْهَبٍ وَتَدَيُّنٍ ، وَأَذَّنَ سَبْعِينَ سَنَةً فِي مَسْجِدِهِ ؛ قَالَهُ الْحَافِظُ الذَّهَبِيُّ .
قَالَ ابْنُ كَثِيْرٍ : وَكَانَ ثِقَةً صَادِقَاً ضَابِطَاً لِمَا سَمِعَهُ ، كَفَّ بَصَرُهُ قَبْلَ مَوْتِهِ بِشَهْرٍ ، وَمَاتَ ، وَقَدْ بَقِيَ لَهُ سَنَةً مِنَ الْمِائَةِ . تُوُفِّيَ فِي رَبِيعٍ الآخَرِ سَنَةَ سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ وَثَلاثِمِئَةٍ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيلاً .(1/135)
2- بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ (1) بَحْرُ بْنُ نَصْرِ بْنِ سَابِقٍ الْخَوْلانِيُّ مَوْلاهُمُ الْمِصْرِيُّ . رَوَى عَنْ ابْنِ وَهْبٍ ، وَالشَّافِعِيِّ وَبِشْرِ بْنِ بَكْرٍ وَغَيْرِهِمْ . وَعَنْهُ زَكَرِيَّا السِّجْزِيُّ ، وَالطَّحَاوِيُّ ، وَأَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ ، وَخَلْقٌ . قَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ مِنَ الْحَادِيَةَ عَشَرَةَ تُوُفِّىَ بِمِصْرَ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ ، وَلَهُ سَبْعٌ وَثَمَانُونَ سَنَةً . النَّسَائِىُّ فِى مُسْنَدِ مَالِكٍ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيلاً .
3- عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 30 ] . ثِقَةٌ حَافِظٌ عَابِدٌ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ بَحْرِ بْنِ نَصْرٍ : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج2/ص419/1660) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج4/ص16/641) ، طَبَقَاتُ الشَّافِعِيَّةِ الْكُبْرَى (ج2 / ص110) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص368/775) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص120/639) .(1/136)
4- عَبْدُ اللهِ بْنُ عَيَّاشٍ (1) عَبْدُ اللهِ بْنُ عَيَّاشِ بْنِ عَبَّاسٍ الْقِتْبَانِيُّ أبُو حَفْصٍ الْمِصْرِيُّ . رَوَى عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الأَسْوَدِ الْقُرَشِيِّ ، وَعَبْدِ اللهِ بْنِ سُلَيْمَانَ الطَّوِيلِ ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هُرْمُزَ الأَعْرَج ِ. رَوَى عَنْهُ إِدْرِيسُ بْنُ يَحْيَى الْخَوْلانِيُّ ، وَزَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ . قَالَ أَبُو حَاتِمٍ : لَيْسَ بِالْمَتِينِ صَدُوقٌ يُكْتَبُ حَدِيثُهُ ، وَهُوَ قَرِيبٌ مِنَ ابْنِ لَهِيعَةَ . وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ : ضَعِيفٌ . وذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ . وَقَالَ ابْنُ يونس : مُنْكَرُ الْحَدِيثِ . قَالَ ابْنُ حَجَرٍ : صَدُوقٌ يَغْلَطُ ، أَخْرَجَ لَهُ مُسْلِمٌ فِي الشَّوَاهِدِ مِنَ السَّابِعَةِ مَاتَ سَنَةَ سَبْعِينَ . مُسْلِمٌ وَابْنُ مَاجَهْ . مَرْتَبَتُهُ : الرَّابِعَةُ تَعْدِيلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَيَّاشٍ : مَشَاهِيْرُ الأَمْصَارِ (ج1/ص189/1516) ، الثِّقَاتُ (ج7/ص51/8962) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج15/ص410/3472) ، سِيَرُ أَعْلامِ النُّبَلاءِ (ج7/ص333/118) ، الْمُغْنِي فِي الضُّعَفَاءِ (ج1/ص350/3292) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص582/2899) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج5/ص307/603) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص317/3522) .(1/137)
5- عَبْدُ اللهِ بْنُ سُلَيْمَانَ (1) بْنِ زُرْعَةَ الْحِمْيَرِيُّ أبُو حَمْزَةَ الْمِصْرِيُّ الطَّوِيلُ . رَوَى عَنْ كَعْبِ بْنِ عَلْقَمَةَ ، وَسَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلالٍ ، وَدَرَّاجِ أَبِي السَّمْحِ . وَعَنْهُ الْمُفَضَّلُ بْنُ فَضَالَةَ ، وَاللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ عَيَّاشِ بْنِ عَبَّاسٍ الْمِصْرِيُّونَ . كَانُوا يَرَوْنَ أَنَّهُ أَحَدُ الأَبْدَالِ . وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ . قَالَ الْبَزَّارُ : حَدَّثَ بِأَحَادِيثَ لَمْ يُتَابَعْ عَلَيْهَا . وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ : مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ سَكَنَ مِصْرَ مُسْتَقِيمُ الأَمْرِ فِي الْحَدِيثِ إذَا رَوَى عَنْ الْمَدَنِيِّينَ وَالْغُرَبَاءِ . وَقَالَ الذَّهَبِيُّ : صَدُوقٌ مُقِلٌّ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : صَدُوقٌ يُخْطِئُ ، مِنَ السَّادِسَةِ ، مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاثِينَ . أبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ . مَرْتَبَتُهُ : الرَّابِعَةُ تَعْدِيلاً .
6- دَرَّاجُ بْنُ سَمْعَانَ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 1 ] . صَدُوقٌ فِي حَدِيثِهِ عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ ضَعْفٌ .
7- سُلَيْمَانُ بْنُ عَمْرٍو الْعَتْوَارِيُّ الْمِصْرِيُّ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 14 ] . ثِقَةٌ .
8- عِيسَى بْنُ هِلالٍ الصَّدَفِيُّ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 1 ] . صَدُوقٌ مِنَ الرَّابِعَةِ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ عَبْدِ اللهِ بْنِ سُلَيْمَانَ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج5/ص108/320) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج5/ص75/350) ، الثِّقَاتُ (ج7/ص41/8916) ، مَشَاهِيْرُ الأَمْصَارِ (ج1/ص190/1522) ، تَارِيْخُ الإِسْلامِ (ج8/ص463) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص559/2765) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج15/ص60/3318) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج5/ص216/427) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص306/3370) .(1/138)
9- عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 1 ] .
رَابِعَاً : الْحُكْمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
هَذَا الْحَدِيثُ إسْنَادُهُ ضَعِيفٌ لِضَعْفِ دَرَّاجٍ فِي رِوَايَتِهِ عَنْ أَبِى الْهَيْثَمِ ، فَإِنَّ لَهُ عَنْهُ مَنَاكِيْرُ .
وَقَالَ الْحَاكِمُ فِي ( الْمُسْتَدْرَكِ ج4/ص636/8756) : هَذَا حَدِيثٌ تَفَرَّدَ بِهِ أَبُو السَّمْحُ عَنْ عِيسَى بْنِ هِلالٍ وَقَدْ ذَكَرْتُ فِيمَا تَقَدَّمَ عَدَالَتَهُ بِنَصِّ الإِمَامِ يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ ، وَالْحَدِيثُ صَحِيحٌ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ . وَقَالَ الذَّهَبِيُّ : بَلْ هُوَ مُنْكَرٌ . وَقَالَ ابْنُ كَثِيْرٍ ( تَفْسِيْرُهُ ج3/ص143) : وَهَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ جِدَّاً ، وَفِي رَفْعِهِ نَظَرٌ .
وَقَالَ الْمُنْذِرِيُّ فِي ( التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ ج4/ص257/5578) : وَفِي مَتْنِهِ نَكَارَةٌ .
وَقَالَ الألْبَانِيُّ فِي تَعْلِيقِهِ عَلَى ( ضَعِيفِ التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ 2/234/ح2135) : مُنْكَرٌ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 59 }
وَأَخْرَجَ أَبُو الشَّيْخِ نَحْوَهُ عَنْ حَسَّانِ بْنِ عَطِيَّةَ وَغَيْرِهِ مَوْقُوفَاً .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الأَثَرِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ(1/139)
أَخْرَجَهُ أبُو الشَّيْخِ فِي ( كِتَابِ الْعَظَمَةِ ج4/ص1378/ح8941) قَالَ : حَدَّثَنَا أبو بكر عبد الله بْن سليمان بْن الأشعث حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَايِذٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ عَنِ الأَوْزَاعِيِّ حَدَّثَنَا حَسَّانُ بْنُ عَطِيَّةَ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى قَالَ : الأَرْضُ الَّتِي تَحْتَ هَذِهِ فِيهَا حِجَارَةُ أَهْلِ النَّارِ ، وَالَّتِي تَلِيهَا الرِّيْحُ الْعَقِيمُ ، وَالَّتِي تَلِيهَا عَقَارِبُ أَهْلِ النَّارِ ، وَفِيهَا عَقَاربٌ ، قَالَ : نَعَمْ ، كَالْبِغَالِ أَذْنَابُهَا كَالرِّمَاحِ ، وَالَّتِي تَلِيهَا فِيهَا حَيَّاتُ أَهْلِ النَّارِ قِيلَ : وَفِيهَا حَيَّاتٌ ، قَالَ : نعم فَمُ إِحْدَاهُنَّ كَالشِّعْبِ الْعَظِيمِ ، وَالَّتِي تَحْتَهَا فِيهَا إِبْلِيسُ الأَبَالِسَةِ .
تَنْبِيهٌ : الْمُصَنِّفُ ذَكَرَ أَنَّ هَذَا الأَثَرَ مَوْقُوفٌ مِنْ بَابِ التَّجَوُّزِ ، لأَنَّ الْمَوْقُوفَ هُوَ قَوْلُ الصَّحَابِيِّ .
قَالَ الْحَافِظُ الْعِرَاقِيُّ فِي الأَلْفِيَّةِ :
وَسَمِّ بالْمَوْقُوْفِ مَا قَصَرْتَهُ ... بِصَاحِبٍ وَصَلْتَ أوْ قَطَعْتَهُ
وَبَعْضُ أهْلِ الْفِقْهِ سَمَّاهُ الأثَرْ ... وَإنْ تَقِفْ بِغَيْرِهِ قَيِّدْ تَبَرْ
ثَانِيَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الأَثَرِ(1/140)
1- عَبْدُ اللهِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الأَشْعَثِ (1) عَبْدُ اللهِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الأَشْعَثِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ بَشِيْرٍ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِى دَاوُدَ الأَزْدِيُّ السِّجِسْتَانِيُّ . رَحَلَ بِهِ أَبُوهُ مِنْ سِجِسْتَانَ ، يَطُوفُ بِهِ شَرْقَاً وَغَرْبَاً ، وَسَمَّعَهُ مِنْ عُلَمَاءِ ذَلِكَ الْوَقْتِ ، وَصَنَّفَ الْمُسْنَدَ ، وَالسُّنَنَ ، وَالتَّفْسِيْرَ ، وَالْقِرَاآتِ ، وَالنَّاسِخَ وَالْمَنْسَوخَ ، وَغَيْرَ ذَلِكَ . وَكَانَ فَهِمَاً عَالِمَاً حَافِظَاً . وَحَدَّثَ عَنْ عَلِىِّ بْنِ خَشْرَمٍ الْمَرْوَزِيِّ ، وَمُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الذُّهْلِيِّ ، وَأَحْمَدَ بْنِ الأَزْهَرِ النَّيْسَابُورِيِّ ، وَعَمْرِو بْنِ عَلِيٍّ ، وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ مِنْ أَمْثَالِهِمْ . رَوَى عَنْهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ مُجَاهِدٍ الْمُقْرِئُ ، وَعَبْدُ الْبَاقِي بْنُ قَانِعٍ ، وَالدَّارَقُطْنِيُّ ، وابْنُ شَاهِينٍ ، فِيمَنْ لا يُحْصَى .
__________
(1) تَرْجَمَةُ عَبْدِ اللهِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ الأَشْعَثِ : الْكَامِلُ فِي الضُّعَفَاءِ (ج4/ص265/1101) ، طَبَقَاتُ أَصْبَهَانَ (ج3/ص533/483) ، تَارِيْخُ بَغْدَادَ (ج9/ص464/5095) ، سِيَرُ أَعْلامِ النُّبَلاءِ (ج13/ص230) ، لِسَانُ الْمِيزَانِ (ج3/ص293/1238) .(1/141)
وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : الْحَافِظُ الثِقَةُ صَاحِبُ التَّصَانِيفِ ، وَثَّقَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ فَقَالَ : ثِقَةٌ ، وَأَمَّا كَلامُ أَبِيهِ فِيهِ فَمَا أَدْرِي إِيشْ تَبَيَّنَ لَهُ مِنْهُ ! . وَقَدْ كَانَ أَبُو بَكْرٍ مِنْ كِبَارِ الْحُفَّاظِ وَالأَئِمَّةِ الأَعْلامِ ، حَتَّى قَالَ الْخَطِيبُ : سَمِعْتُ الْحَافِظَ أَبَا مُحَمَّدٍ الْخَلاَّلُ يَقُولُ : كَانَ أَبُو بَكْرٍ أَحْفَظَ مِنْ أَبِيهِ أَبِي دَاوُدَ ، وُلِدَ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلاثِينَ وَمِئَتَيْنِ ، وَمَاتَ فِي آخِرِ سَنَةِ سِتِّ عَشَرَةَ وَثَلاثِمِئَةٍ . قَالَ الذَّهَبِيُّ : وَلَعَلَّ قَوْلَ أَبِيهِ فِيهِ إِنْ صَحَّ أَرَادَ الْكَذِبَ فِي لَهْجَتِهِ ، لا فِي الْحَدِيثِ ، فَإِنَّهُ حُجَّةٌ فِيمَا يَنْقُلُهُ ، أَوْ كَانَ يَكْذِبُ وَيُوَرِّي فِي كَلامِهِ ، وَمَنْ زَعَمَ أَنَّهُ لا يَكْذِبُ أَبَدَاً فَهُوَ أَرْعَنُ نَسَأْلُ اللهُ السَّلامَةَ مِنْ عَثْرَةِ الشَّبَابِ ، ثُمَّ إِنَّهُ شَاخَ وَارْعَوَى ، وَلَزِمَ الصِّدْقَ وَالتُّقَى . مَرْتَبَتُهُ : الأُولَى تَعْدِيلاً .(1/142)
2- مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ (1) مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ خِدَاشِ بْنِ عَجْلانَ الْمُهَلَّبِيُّ مَوْلاهُمْ أَبُو بَكْرٍ الضَّرِيرُ الْبَصْرِيُّ سَكَنَ بَغْدَادَ . رَوَى عَنْ أَبِيهِ ، وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ عُلَيَّةَ ، وَابْنِ مَهْدِيٍّ ، وَعِدَّةٍ . رَوَى عَنْهُ ابْنُ مَاجَهْ ، وَإِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ ، وَغَيْرُهُمْ . ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ ، وَقَالَ : رُبَّمَا أَغْرَبَ عَنْ أَبِيهِ .
قَالَ ابْنُ حَجَرٍ : صَدُوقٌ يُغْرِبُ مِنْ صِغَارِ الْعَاشِرَةِ ابْنُ مَاجَهْ . مَرْتَبَتُهُ : الرَّابِعَةُ تَعْدِيلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ : الثِّقَاتُ (ج9/ص113/15481) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج25/ص135/5175) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص167/4818) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج9/ص122/195) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص475/5843) ، خُلاصَةُ تَذْهِيبِ تَهْذِيبِ الْكَمَالِ (ج1/ص334) .(1/143)
3- مُحَمَّدُ بْنُ عَايِذٍ (1) مُحَمَّدُ بْنُ عَايِذِ بْنِ أَحْمَدَ الْقُرَشِيُّ أبُو أَحْمَدَ ، وَيُقَالُ : أَبُو عَبْدِ اللهِ الدِّمَشْقِيُّ صَاحِبُ الْمَغَازِي . رَوَى عَنْ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ ، وَيَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ الْحَضْرَمِيِّ ، وَإِسْمَاعِيلِ بْنِ عَيَّاشٍ . رَوَى عَنْهُ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ وَهُوَ مِنْ أَقْرَانِهِ ، وَأَبُو دَاوُدَ فِي غَيْرِ السُّنَنِ ، وَفِي السُّنَنِ عَنْ مَحْمُودِ بْنِ خَالِدٍ السُّلَمِيِّ عَنْهُ ، وَأَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ ، وَالدِّمَشْقِيُّ وَآخَرُونَ . قَالَ إبْرَاهِيمُ بْنُ الْجُنَيْدِ عَنْ ابْنِ مَعِينٍ : ثِقَةٌ . قَالَ أبُو زُرْعَةَ عَنْ دُحَيْمٍ قَالَ : صَدُوقٌ . وَقَالَ النَّسَائِيُّ : لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ . وذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ . قَالَ ابْنُ حَجَرٍ : صَدُوقٌ رُمِيَ بِالْقَدَرِ مِنَ الْعَاشِرَةِ مَاتَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَثَلاثِينَ ، وَلَهُ ثَلاثٌ وَثَمَانُونَ . أبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ . مَرْتَبَتُهُ : الرَّابِعَةُ تَعْدِيلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ مُحَمَّدِ بْنِ عَايِذٍ : الْكَاشِفُ (ج2/ص183/4929) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج9/ص214/390) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص486/5989) .(1/144)
4- يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ (1) يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ بْنِ وَاقِدٍ الْحَضْرَمِيُّ أبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْبَتْلَهِيُّ الدِّمَشْقِيُّ الْقَاضِي . رَوَى عَنْ الأَوْزَاعِيِّ ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ ، وَعِدَّةٍ . وَعَنْهُ ابْنُهُ مُحَمَّدٌ ، وَعَبْدُ الله بْنُ يُوسُفَ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَائِذٍ ، وَآخَرُونَ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ رُمِيَ بِالْقَدَرِ مِنَ الثَّامِنَةِ ، وَمَاتَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ عَلَى الصَّحِيحِ ، وَلَهُ ثَمَانُونَ سَنَةً الْكُتُبُ السِّتَّةُ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّالِثَةُ تَعْدِيلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ : مَعْرِفَةُ الثِّقَاتِ (ج2/ص530/1972) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج9/ص136/580) ، الثِّقَاتُ (ج7/ص614/11725) ، التَّعْدِيلُ وَالتَّجْرِيْحُ ج3/ص1205/1452) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج31/ص278/6816) ، تَذْكِرَةُ الْحُفَّاظِ (ج1/ص286/266) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص364/6159) ، ذِكْرُ مَنْ تُكُلِّمَ فِيهِ وَهُوَ مُوَثَّقٌ (ج1/ص194/369) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج11/ص176/339) ، خُلاصَةُ تَذْهِيبِ تَهْذِيبِ الْكَمَالِ (ج1/ص422) .(1/145)
5- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو الأَوْزَاعِيُّ (1) عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو وَاسْمُهُ يُحْمَدُ الشَّامِيُّ أَبُو عَمْرٍو الأَوْزَاعِيُّ الْفَقِيهُ ، نَزَلَ بَيْرُوتَ فِي آخِرِ عُمُرِهِ ، فَمَاتَ بِهَا مُرَابِطَاً . رَوَى عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ ، وَشَدَّادِ بْنِ عَمَّارٍ ، وَحَسَّانَ بْنِ عَطِيَّةَ ، وَغَيْرِهِمْ . رَوَى عَنْهُ مَالِكٌ ، وَيَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ الْحَضْرَمِيُّ ، وَجَمَاعَةٌ .
وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : الْفَقِيهُ ثِقَةٌ جَلِيلٌ مِنَ السَّابِعَةِ مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَخَمْسِينَ الْكُتُبُ السِّتَّةُ . مَرْتَبَتُهُ : الأُولَى تَعْدِيلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرٍو الأَوْزَاعِيِّ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج5/ص326/1034) ، مَعْرِفَةُ الثِّقَاتِ (ج2/ص38/1063) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج5/ص266/1257) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج17/ص307/3918) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص638/3278) ، تَذْكِرَةُ الْحُفَّاظِ (ج1/ص178/177) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج6/ص216/487) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص347/4967) ، خُلاصَةُ تَذْهِيبِ تَهْذِيبِ الْكَمَالِ (ج1/ص232) .(1/146)
6- حَسَّانُ بْنُ عَطِيَّةَ (1) الْمُحَاربِيُّ مَوْلاهُمْ أَبُو بَكْرٍ الدِّمَشْقِيُّ . رَوَى عَنْ أَبِي أُمَامَةَ ، وَعَنْبَسَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ وَخَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ ، وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ، وَغَيْرِهِمْ . وَعَنْهُ الأَوْزَاعِيُّ ، وَأَبُو غَسَّانَ الْمَدَنِيُّ ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ ثَابِتِ بْنِ ثَوْبَانَ ، وَغَيْرُهُمْ . قَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ فَقِيهٌ عَابِدٌ مِنَ الرَّابِعَةِ مَاتَ بَعْدَ الْعِشْرِينَ وَمِئَةٍ الْكُتُبُ السِّتَّةُ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيلاً .
ثَالِثَاً : الْحُكْمُ عَلَى إِسْنَادِ الأَثَرِ
هَذَا الأَثَرُ إِسْنَادُهُ حَسَنٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ إِلاَّ مُحَمَّدَ بْنَ خَالِدٍ ، وَمُحَمَّدَ بْنَ عَايِذٍ ، وَهُمَا صَدُوقَانِ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 60 }
وَأَخْرَجَ ابْنُ الْمُبَارَكِ وَالْبَيْهَقِيُّ عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ قَالَ : إِنَّهُ لَيُسْمَعْ بَيْنَ جِلْدِ الْكَافِرِ وَلَحْمِهِ جَلَبَةُ الدُّودِ كَجَلَبَةِ الْوَحْشِ .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الأَثَرِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
__________
(1) تَرْجَمَةُ حَسَّانَ بْنِ عَطِيَّةَ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج3/ص33/134) ، مَعْرِفَةُ الثِّقَاتِ (ج1/ص291/285) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج3/ص236/1044) ، مَشَاهِيْرُ الأَمْصَارِ (ج1/ص179/1423) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج6/ص34/1194) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص320/1004) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج2/ص219/460) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص158/1204) ، خُلاصَةُ تَذْهِيبِ تَهْذِيبِ الْكَمَالِ (ج1/ص76) .(1/147)
أَخْرَجَهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ فِي ( الزُّهْدِ ج2/ص88/311) قَالَ : أَنَا مِسْعَرٌ عَنْ عفاق الْمُحَارِبِيِّ عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ أَنَّهُ قَالَ : يُسْمَعُ بَيْنَ جِلْدِ الْكَافِرِ وَلَحْمِهِ وَجَسَدِهِ دَوِيُّ الدُّودِ كَدَوِيِ الْوَحْشِ .
وأَخْرَجَهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي « الْبَعْثُ وَالنُّشُورُ »(ج1/305/ح630) قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ زَيْدُ بْنُ أَبِي هَاشِمٍ الْعَلَوِيُّ بِالْكُوفَةِ أَنْبَأَ أَبُو جَعَفْرِ بْنُ دُحَيْمٍ ثَنَا إبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ أَنْبَأَ وَكِيعٌ عَنِ الأَعْمَشِ قَالَ : سَمِعْتُ شَيْخَاً يُحَدِّثُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ قَالَ : إِنَّهُ لَيُسْمَعْ بَيْنَ جِلْدِ الْكَافِرِ وَلَحْمِهِ جَلَبَةُ الدُّودِ كَجَلَبَةِ الْوَحْشِ .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ ابْنُ أبِى شَيْبَةَ فِي ( مُصَنَّفِهِ ج7/ص157/34946) قَالَ : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ مِسْعَرٍ عَنْ عَفَّاقٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ قَالَ : إِنَّهُ لَيُسْمَعْ بَيْنَ جِلْدِ الْكَافِرِ وَلَحْمِهِ جَلَبَةُ (1) الدُّودِ كَجَلَبَةِ الْوَحْشِ .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الأَثَرِ
1- وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 20 ] . وَهُوَ حَافِظٌ إمَامٌ .
__________
(1) الجلبة : اختلاط الأصوات وارتفاعها ، والجلب جمع جلبة ( مشارق الأنوار ج1/ص149 ، غريب الحديث لابن قتيبة ج2/ص157 ، غريب الحديث لابن الجوزي ج1/ص164 ، النِّهَايَةُ فِي غَرِيبِ الأَثَرِ ج1/ص281) .(1/148)
2- مِسْعَرُ بْنُ كِدَامٍ (1) مِسْعَرُ بْنُ كِدَامِ بْنِ ظَهِيْرِ بْنِ عَبِيدَةَ بْنِ الْحَارِثِ الْهِلالِيُّ الْعَامِرِيُّ الرُّؤاسِيُّ أَبُو سَلَمَةَ الْكُوفِيُّ أَحَدُ الأَعْلامِ . رَوَى عَنْ عَطَاءٍ ، وَسَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ ، وَالأَعْمَشِ ، وَمَنْصُورٍ ، وَجَمَاعَةٍ . رَوَى عَنْهُ وَكِيعٌ ، وَيَحْيَى الْقَطَّانُ ، وَأَبُو نُعَيْمٍ ، وَآخَرُونَ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ ثَبْتٌ فَاضِلٌ مِنَ السَّابِعَةِ مَاتَ سَنَةَ ثَلاثٍ أَوْ خَمْسٍ وَخَمْسِينَ الْكُتُبُ السِّتَّةُ . مَرْتَبَتُهُ : الأُولَى تَعْدِيلاً .
3- عفاق بْنُ عَبْدِ اللهِ الْمُحَارِبِيُّ (2) عفاق بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مِرْدَاسٍ الْمُحَارِبِيُّ الكوفِيُّ . رَوَى عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ . رَوَى عَنْهُ مِسْعَرُ بْنُ كِدَامٍ ، وَالْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَأَةَ . ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَجْرِيْحَاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ مِسْعَرِ بْنِ كِدَامٍ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج8/ص13/1971) ، مَعْرِفَةُ الثِّقَاتِ (ج2/ص274) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج8/ص368/1685) ، التَّعْدِيلُ وَالتَّجْرِيْحُ (ج2/ص756/698) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج27/ص461/5906) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص256/5395) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص528/6605) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج10/ص102/210) ، خُلاصَةُ تَذْهِيبِ تَهْذِيبِ الْكَمَالِ (ج1/ص374) ، طَبَقَاتُ الْحُفَّاظِ (ج1/ص88/173) .
(2) تَرْجَمَةُ عفاقِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْمُحَارِبِيِّ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج7/ص88/393) ، الأَسْمَاءُ الْمُفْرَدَةُ (ج1/ص148/335) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج7/ص42/238) ، الثِّقَاتُ (ج7/ص304/10189) .(1/149)
4- عَمْرُو بْنُ مَيْمُونٍ (1) عَمْرُو بْنُ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ الْجَزَرِيُّ أبُو عَبْدِ اللهِ ، وَقِيلَ : أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الرَّقِّيُّ أمُّهُ أُمُّ عَبْدِ اللهِ بِنْتُ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ . رَوَى عَنْ أَبِيهِ ، وَسُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ ، وَمَكْحُولٍ ، وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَغَيْرِهِمْ . وَعَنْهُ ابْنُهُ عَبْدُ اللهِ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَهُوَ مِنْ أَقْرَانِهِ ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَآخَرُونَ .
قَالَ ابْنُ حَجَرٍ : مُخَضَّرَمٌ مَشْهُورٌ ثِقَةٌ عَابِدٌ نَزَل الْكُوفَةَ مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ وَقِيلَ بَعْدَهَا الْكُتُبُ السِّتَّةُ .
مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيلاً .
رَابِعَاً : الْحُكْمُ عَلَى إِسْنَادِ الأَثَرِ
هَذَا الأَثَرُ إسْنَادُهُ ضَعِيفٌ لِجَهَالَةِ عفاق الْمُحَارِبِيِّ ، وَسَنَدُهُ قَابِلٌ لِلتَّحْسِينِ عَلَى قَاعِدَةِ الشَّيْخِ أَحْمَدَ شَاكِرٍ لأَنَّهُ يَرَى أَنَّ مَنْ ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ ، وَلَمْ يُذْكَرْ بِجَرْحَةٍ ، وَسَكَتَ عَنْهُ الْبُخَارِيُّ فِي التَّارِيْخِ فَهُوَ حَسَنُ الْحَدِيثِ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 61 }
__________
(1) تَرْجَمَةُ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج6/ص367/2659) ، مَعْرِفَةُ الثِّقَاتِ (ج2/ص186/1412) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج22/ص261/4458) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص89/4237) ، تَذْكِرَةُ الْحُفَّاظِ (ج1/ص65/55) ، الْمُقْتَنَى فِي سَرْدِ الْكُنَى (ج1/ص349/3575) ، الإِيْثَارُ بِمَعْرِفَةِ رُوَاةِ الآثَارِ (ج1/ص219/370) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص427/5122) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج8/ص95/178) ، خُلاصَةُ تَذْهِيبِ تَهْذِيبِ الْكَمَالِ (ج1/ص294) .(1/150)
وَأَخْرَجَ أَبُو يَعْلَى بِسَنَدٍ جَيِّدٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « الذُّبَابُ كُلُّهُ فِي النَّارِ إِلاَّ النَّحْلَ » .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ أبُو يَعْلَى فِي ( مُسْنَدِهِ ج7/ص230/4231) قَالَ : حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ حَدَّثَنَا سُكَيْنُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « عُمُرُ الذُّبَابِ أَرْبَعُونَ لَيْلَةً ، وَالذُّبَابُ كُلُّهُ فِي النَّارِ إِلاَّ النَّحْلَ » . وأَخْرَجَهُ مِنْ طَرِيقِ حَنْظَلَةَ السَّدُوسِيِّ عَنْ أَنَسٍ بِمِثْلِهِ ( ج7/ص271/4290) .
ثَانِيَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ(1/151)
1- شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ (1) شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ ، وَهُوَ شَيْبَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ الْحَبَطِيُّ مَوْلاهُمْ أبُو مُحَمَّد الأُبِلِّيُّ ، بِضَمِّ الْهَمْزَةِ وَالْمُوَحَّدَةِ وَتَشْدِيدِ اللامِ . رَوَى عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ ، وَحَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ ، وَسُكَيْنِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَغَيْرِهِمْ . رَوَى لَهُ أبُو يَعْلَى ، وَالْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ ، وَعُثْمَانُ الدَّارِمِيُّ ، وَغَيْرُهُمْ . الإمَامُ الثِّقَةُ مُحَدِّثُ الْبَصْرَةِ وَمُسْنِدُهَا . قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : ثِقَةٌ . وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ : صَدُوقٌ . وَقَالَ مَسْلَمَةُ : ثِقَةٌ . وَقَالَ السَّاجِيُّ : قَدَرِيٌّ إِلاَّ أَنَّهُ كَانَ صَدُوقَاً . قَالَ ابْنُ حَجَرٍ : صَدُوقٌ يَهِمُ وَرُمِيَ بِالْقَدَرِ ، قَالَ أَبُوحَاتِمٍ : اضْطَرَ النَّاسُ إِلَيْهِ أَخِيْرَاً مِنْ صِغَارِ التَّاسِعَةِ مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ أَوْ خَمْسٍ وَثَلاثِينَ وَلَهُ بِضْعٌ وَتِسْعُونَ سَنَةً مُسْلِمٌ وَأَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ . مَرْتَبَتُهُ : الرَّابِعَةُ تَعْدِيلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ شَيْبَانَ بْنِ فَرُّوحَ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج4/ص254/2711) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج4/ص357/1562) ، تَسْمِيَةُ مَنْ أَخْرَجَهَمُ الْبَُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ ج1/ص139/707) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج12/ص598/2785) ، تَذْكِرَةُ الْحُفَّاظِ (ج2/ص443/449) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص491/2317) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج4/ص328/639) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص269/2834) ، خُلاصَةُ تَذْهِيبِ تَهْذِيبِ الْكَمَالِ (ج1/ص168) .(1/152)
2 - سُكَيْنُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ (1) سُكَيْنُ بِالتَّصْغِيْرِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ قَيْسٍ الْعَبْدِيُّ الْعَطَّارُ الْبَصْرِيُّ ، وَهُوَ سُكَيْنُ بْنُ أَبِي الْفُرَاتِ . سَمِعَ أَبَاهُ ، وَسَيَّارَ بْنَ سَلامَةَ . رَوَى عَنْهُ عَارِمٌ ، وموسى . وَثَّقَهَ ابْنُ مَعِينٍ . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ : لا بَأْسَ بِهِ . وَقَالَ الْعِجْلِيُّ : بَصْرِيٌّ ثِقَةٌ . وَقَالَ النَّسَائِيُّ : لَيْسَ بِالْقَوِيِّ . وَضَعَّفَهُ أبُو دَاوُدَ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : صَدُوقٌ يَرْوِي عَنِ ضُعَفَاءٍ مِنَ السَّابِعَةِ الْبُخَارِىُّ فِى جُزْءِ الْقِرَاءةِ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّالِثَةُ تَعْدِيلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ سُكَيْنِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج4/ص199/2485) ، مَعْرِفَةُ الثِّقَاتِ (ج1/ص419/636) ، الضُّعَفَاءُ لِلنَّسَائِيِّ (ج1/ص54/287) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج4/ص207/894) ، الْكَامِلُ فِي الضُّعَفَاءِ (ج3/ص462/876) ، تَارِيْخُ الإِسْلامِ (ج11/ص135) ، لِسَانُ الْمِيزَانِ (ج7/ص234/3162) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص245/2461) .(1/153)
3- عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ قَيْسٍ (1) عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ قَيْسٍ الْعَبْدِيُّ الْبَصْرِيُّ . رَوَى عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ ، وَابْنِ عُمَرَ ، وأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ . وَعَنْهُ ابْنُه سُكَيْنٌ ، وَالْمُثَنَّى بْنُ دِينَارٍ ، وَالْحَسَنُ بْنُ خَالِدٍ . قَالَ أَبُو حَاتِمٍ : مَجْهُولٌ . وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ ، وَقَالَ الْعِجْلِيُّ : ثِقَةٌ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : مَقْبُولٌ مِنَ الرَّابِعَةِ . رَوَى لَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الْقِرَاءةِ خَلْفَ الإِمَامِ وَفِي الأَدَبِ . مَرْتَبَتُهُ : الأُولَى تَجْرِيْحَاً .
4- أنَسُ بْنُ مَالِكٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 51 ] . وَهُوَ مِنَ الْمُكْثِرِينَ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ قَيْسٍ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج6/ص10/1519) ، مَعْرِفَةُ الثِّقَاتِ (ج2/ص97/1113) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج5/ص392/1824) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج18/ص185/3468) ، مِيزَانُ الاعْتِدَالِ فِي نَقْدِ الرِّجَالِ (ج4/ص371/5129) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج6/ص314/677) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص358/4117) ، خُلاصَةُ تَذْهِيبِ تَهْذِيبِ الْكَمَالِ (ج1/ص241) .(1/154)
5- حَنْظَلَةُ السَّدُوسِيُّ (1) حَنْظَلَةُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ، وَيُقَالَ ابْنُ عُبَيْدِ اللهِ ، وَيُقَالَ ابْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، وَيُقَالُ ابْنُ أَبِي صَفِيَّةَ السَّدُوسِيُّ أبُو عَبْدِ الرَّحِيمِ الْبَصْرِيُّ إمَامُ مَسْجِدِ بَنِي سَدُوسٍ . رَوَى عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، وَشَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ . رَوَى عَنْهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ ، وَغَيْرُهُمْ . ضَعَّفَهُ أَحْمَدُ ، وَالنَّسَائِيُّ ، وَابْنُ مَعِينٍ . وَتَرَكَهُ ابْنُ الْقَطَّانَ ، لأَنَّهُ اخْتَلَطَ فِي آخِرِ عُمُرِهِ . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ : لَيْسَ بِقَوِيٍّ . وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي كِتَابِ الثِّقَاتِ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ضَعِيفٌ مِنَ السَّابِعَةِ التِّرْمِذِىُّ وَابْنُ مَاجَهْ .
مَرْتَبَتُهُ : الثَّالِثَةُ تَجْرِيْحَاً .
ثَالِثَاً : الْحُكْمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
هَذَا الْحَدِيث إِسْنَادُهُ حَسَنٌ لأَنَّ عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ قَيْسٍ وَإِنْ كَانَ مَقْبُولاً ، فَقَدْ تَابَعَهُ حَنْظَلَةُ السَّدُوسِيُّ ، وَلِلْحَدِيثِ شَوَاهِدٌ كَمَا سَيْجَئُ فِي الْحَدِيثِ التَّالِي .
وَقَالَ الْهَيْثَمِيُّ فِي ( الْمَجْمَعِ ج10/ص390) : رَوَاهُ أبُو يَعْلَى وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ ، وَقَالَ الشَّيْخُ حُسَيْنُ سَلِيمٍ فِي تَعْلِيقِهِ عَلَى ( مُسْنَدِ أَبِى يَعْلَى ج7/ص230/ 4231) : إِسْنَادُهُ حَسَنٌ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 62 }
__________
(1) تَرْجَمَةُ حَنْظَلَةَ السَّدُوسِيِّ : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج3/ص240/1069) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج7/ص447/1562) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص358/1277) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص184/1583) ، الْكَوَاكِبُ النَّيِّرَاتُ (ج1/ص27) ، خُلاصَةُ تَذْهِيبِ تَهْذِيبِ الْكَمَالِ (ج1/ص96) .(1/155)
وَأَخْرَجَ الطَّبَرَانِيُّ مِثْلَهُ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَابْنِ عُمَرَ وَابْنِ مَسْعُودٍ بِأَسَانِيدَ جِيَادٍ .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي ( مُعْجَمِهِ الْكَبِيْرِ 10/208/ح10487) قَالَ : حَدَّثَنَا إِدْرِيسُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيْمِ الْحَدَّادُ ثَنَا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ عَنِ الْمُسَيَّبِ بْنِ رَافِعٍ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « الذُّبَابُ كُلُّهُ فِي النَّارِ إِلا النَّحْلُ » .
وأَخْرَجَهُ فِي ( مُعْجَمِهِ الْكَبِيْرِ ج11/ص65/ح11058) قَالَ : حَدَّثَنَا الْحَضْرَمِيُّ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي مُعَاوِيَةَ ثَنَا أَبِي عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : « الذُّبَابُ كُلُّهُ فِي النَّارِ إِلا النَّحْلَةَ » .
وأَخْرَجَهُ فِي ( الْكَبِيْرِ ج12/ص398/13467) قَالَ : حَدَّثَنَا أبُو مُسْلِمٍ إبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْكَجِّيُّ ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ رَجَاءٍ ثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : « الذُّبَابُ فِي النَّارِ ، وَنَهَى عن قَتْلِ النَّحْلِ ، وَأَنْ يُحْرَقَ الطَّعَامُ فِي أَرْضِ الْعَدُوِّ » .
وَتَابَعَ الأَعْمَشَ : مَنْصُورُ بْنُ الْمُعْتَمِرِ فِي ( الأَوْسَطِ 4/11/3482) ، وَفِي ( الْكَبِيْرِ 12/389/1436) .(1/156)
وَتَابَعَهُ أَيْضَاً : سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ فِي ( الْكَبِيْرِ 12/419/13543) ، وَلَيْثُ بْنُ أبِى سُلَيْمٍ فِي ( الْكَبِيْرِ 12/418/ 13542) . وَانْظُرْ (12/419/13544) كُلُّهُمْ عَنْ مُجَاهِدٍ بِهِ ، وَلَفْظُهُ : كُلُّ الذُّبَابِ فِي النَّارِ إِلا النَّحْلَ .
ثَانِيَاً : أ- دِرَاسَةُ الإِسْنَادِ الأَوَّلِ لِلْحَدِيثِ طَرِيقُ ابْنِ مَسْعُودٍ
1- إِدْرِيسُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيْمِِ الْحَدَّادُ (1) الْمُقْرِئُ أبُو الْحَسَنِ الْبَغْدَادِيُّ ، قَرَأَ عَلَى خَلَفٍ الْبَزَّارِ . وَرَوَى عَنْ عَاصِمِ بْنِ عَلِيٍّ ، وَأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ، وَيَحْيَى بْنِ مَعِينٍ ، وَطَائِفَةٍ . وَأَقْرَأَ النَّاسَ ، وَرُحِلَ إِلَيْهِ مِنَ الْبَلادِ لإِتْقَانِهِ ، وعلو إسنادُه . حَدَّثَ عَنْهُ ابْنُ مُجَاهِدٍ ، وَأَبُو بَكْرٍ النَّجَّادُ ، وَأَبُو الْقَاسِمِ الطَّبَرَانِيُّ ، وَآخَرُونَ . سُئِلَ عَنْهُ الدَّارَقُطْنِيُّ فَقَالَ : ثِقَةٌ وَفَوْقَ الثِقَةِ بِدَرَجَةٍ . تُوُفِّيَ إِدْرِيسُ يَوْمَ الأَضْحَى سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِينَ وَمِئَتَيْنِ ، وَلَهُ ثَلاثٌ وَتِسْعُونَ سنة . مَرْتَبَتُهُ : الأُولَى تَعْدِيلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ إدْرِيسَ بْنِ عَبْدِ الْكَرِيْمِ الْحَدَّادِ : مَعْرِفَةُ الْقُرَّاءِ الْكِبَارِ (ج1/ص254/162) ، تَارِيْخُ بَغْدَادَ (ج7/ص14/3480) ، الْمَقْصِدُ الأَرْشَدُ (ج1/ص278/282) ، لِسَانُ الْمِيزَانِ (ج1/ص332/1012) .(1/157)
2- عَاصِمُ بْن عَلِيٍّ (1) عَاصِمُ بْنُ عَلِىِّ بْنِ عَاصِم ِبْنِ صُهَيْبٍ يُكْنَى أَبَا الْحُسَيْنِ ، وَاسِطِيٌّ نَزَلَ بَغْدَادَ زَمَانَاً طَوِيلاً ، وَحَدَّثَ بِهَا عَنْ شُعْبَةَ ، وَالْمَسْعُودِيِّ ، وَاللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ . رَوَى عَنْهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَالْبُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ ، وَإِدْرِيسُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيْمِ الْمُقْرِئُّ ، وَغَيْرُهُمْ . قَالَ أَحْمَدُ : مَا أَقَلَّ خَطَأَهُ قَدْ عَرَضَ عَلَىَّ بَعْضَ حَدِيثِهِ . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ : صَدُوقٌ . قَالَ الْعِجْلِيُّ : وَكَانَ ثِقَةً فِي الْحَدِيثِ . قَالَ يَحْيَى : لَيْسَ بِشَيْءٍ ، وَمَعْنَاهُ لَيْسَ عِنْدَهُ حَدِيثٌ كَثِيْرٌ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : صَدُوقٌ رُبَّمَا وَهِمَ . مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ وَمِئَتَيْنِ .
مَرْتَبَتُهُ : الثَّالِثَةُ تَعْدِيلاً .
3- إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ (2) إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ التَّيْمِيُّ . رَوَى عَنْ الْمُسَيَّبِ بْنِ رَافِعٍ ، وَمُجَاهِدٍ وَغَيْرِهِمْ . وَعَنْهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ ، وَعَاصِمُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَاصِمٍ ، وَوَكِيعٌ ، وَجَمَاعَةٌ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ عَاصِمِ بْنِ عَلِيٍّ الْوَاسِطيِّ : الضُّعَفَاءُ الْكَبِيْرُ (ج3/ص337/1361) ، مَعْرِفَةُ الثِّقَاتِ (ج2/ص9/813) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج6/ص348/1920) ، الثِّقَاتُ (ج8/ص506/14707) ، تَارِيْخُ بَغْدَادَ (ج12/ص247/6696) .
(2) تَرْجَمَةُ إسْحَاقَ بْنِ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج1/ص406/1299) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج2/ص489/389) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص239/327) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص222/479) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص103/390) .(1/158)
قَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ضَعِيفٌ مِنَ الْخَامِسَةِ تُوُفِّيَ 164 التِّرْمِذِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّالِثَةُ تَجْرِيْحَاً .
4- الْمُسَيَّبُ بْنُ رَافِعٍ (1) الْمُسَيَّبُ بْنُ رَافِعٍ الأَسَدِيُّ الْكَاهِلِيُّ أَبُو الْعَلاءِ الْكُوفِيُّ الأَعْمَى . رَوَى عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ ، وَحَارِثَةَ بْنِ وَهْبٍ ، وَوَرَّادٍ كَاتِبِ الْمُغِيْرَةِ . رَوَى عَنْهُ إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ ، وَالأَعْمَشُ ، وَمَنْصُورٌ ، وَغَيْرُهُمْ . قَالَ الدُّورِيُّ عَنْ ابْنِ مَعِينٍ : لَمْ يَسْمَعْ مِنْ أَحَدٍ مِنَ الصَّحَابَةِ إِلاَّ مِنَ الْبَرَاءِ ، وَأَبِي إِيَاسٍ عَامِرِ بْنِ عَبْدَةَ . وَقَالَ ابْنُ أَبِي حاتم : سمعت أَبِي يقول المسيب عَنِ ابْنِ مسعود مرسل . وَقَالَ مَرَّةً : لَمْ يَلْقَ بْنَ مَسْعُودٍ وَلَمْ يَلْقَ عَلِيَّاً ، إِنَّمَا يَرْوِي عَنْ مُجَاهِدٍ وَنَحْوِهِ . قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : لَمْ يَسْمَعْ مِنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ شَيْئَاً ، وَكَذَا قَالَ الْبَيْهَقِيُّ : حَدِيثُهُ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ مُرْسَلٌ . قَالَ ابْنُ حَجَرٍ : الأَعْمَى ثِقَةٌ مِنَ الرَّابِعَةِ مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَمِائَةٍ الْكُتُبُ السِّتَّةُ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ المسيب بْن رافع : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج8/ص293/1348 ، مَشَاهِيْرُ الأَمْصَارِ (ج1/ص108/820) ، التَّعْدِيلُ وَالتَّجْرِيْحُ ج2/ص737/669) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج27/ص586/5970) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص265/5452) ، جَامِعُ التَّحْصِيلِ (ج1/ص280/768) ، تُحْفَةُ التَّحْصِيلِ فِي ذِكْرِ رُوَاةَ الْمَرَاسِيلِ (ج1/ص304) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج10/ص139/293) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص532/6675) .(1/159)
5- عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 54 ] . وَهُوَ مِنْ فُقَهَاءِ الصَّحَابَةِ وَمُحَدِّثِيهِمْ .
ثَانِيَاً : ب- دِرَاسَةُ الإِسْنَادِ الثَّانِي لِلْحَدِيثِ طَرِيقُ ابْنِ عَبَّاسٍ
1- مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ سُلَيْمَانَ (1) الْكُوفِىُّ أَبُو جَعْفَرٍ الْحَضْرَمِيُّ ، مُطَّيِّنٌ . أَحَدُ الْحُفَّاظِ وَالأَذْكِيَاءِ الأَيْقَاظِ . صَنَّفَ الْمَسَانِيدَ ، وَلَهُ تَارِيْخٌ صَغِيْرٌ . وَكَانَ مِنْ أَوْعِيَةِ الْعِلْمِ ، مِنَ الْمُحَدِّثِينَ الثِّقَاتِ . حَدَّثَ عَنْهُ أَبُو بَكْرٍ النَّجَّادُ ، وَأبُو الْقَاسِمِ الطَّبَرَانِيُّ ، وَأَبُو بَكْرٍ الإِسْمَاعِيلِيُّ ، وَعَلِيُّ بْنُ حَسَّانٍ . رَوَى عَنْ عَلِىِّ بْنِ حَكِيمٍ الأَوْدِيِّ ، وَأَحْمَدَ بْنِ يُونُسَ ، وَالْهَيْثَمِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ الْقُرَشِيِّ . وُلِدَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَمِائَتَيْنِ وَتُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَتَيْنِ . حَدَثَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ كَلامٌ ، وَلا يُعْتَدُّ بِحَمْدِ اللهِ بِكَثِيْرٍ مِنْ كَلامِ الأَقْرَانِ بَعْضِهِمُ فِي بَعْضٍ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ سُلَيْمَانَ : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج7/ص298/1618) ، طبقات الحنابلة (ج1/ص300/418) ، تَذْكِرَةُ الْحُفَّاظِ (ج2/ص662/682) ، لِسَانُ الْمِيزَانِ (ج5/ص233/815) ، الفهرست (ج1/ص323) .(1/160)
2- إِبْرَاهِيمُ بْن أَبِي مُعَاوِيَةَ (1) إبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خَازِمٍ السَّعْدِيُّ مَوْلاهُمْ أَبُو إِسْحَاقَ بْنُ أَبِي مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرِ الْكُوفِيُّ . رَوَى عَنْ أَبِيهِ ، وَأَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ . وَعَنْهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْحَضْرَمِيُّ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ ، وَبَقِيُّ بْنُ مَخْلَدٍ ، وَخَلْقٌ . قَالَ أبُو زُرْعَةَ : لا بَأْسَ بِهِ صَدُوقٌ صَاحِبُ سُنَّةٍ . ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ . وَقَالَ ابْنُ قَانِعٍ : ضَعِيفٌ . وَوَثَّقَهُ أَبُو الطَّاهِرِ الْمَدَنِيٌّ نَزِيلُ مِصْرَ ، وَمَسْلَمَةُ بْنُ قَاسِمٍ الأَنْدَلُسِيُّ ، وَأَبُو عَلِيٍّ الْجَيَّانِيُّ ، وَأبُو الْحَسَنِ بْنُ الْقَطَّانِ ، وَغَيْرُهُمْ . وَقَالَ أَبُو الْفَتْحِ الأَزْدِيُّ : فِيهِ لِيِّنٌ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : صَدُوقٌ ضَعَّفَهُ الأَزْدِيُّ بِلا حُجَّةٍ ، مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاثِينَ مِنَ الْعَاشِرَةِ أبو دَاوُدَ .
مَرْتَبَتُهُ : الثَّالِثَةُ تَعْدِيلاً .
3- مُحَمَّدُ بْنُ خَازِمٍ الضَّرِيرُ أَبِي مُعَاوِيَةَ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 52 ] . ثِقَةٌ مِنْ أَثْبَتِ النَّاسِ فِي الأَعْمَشِ .
4- سُلَيْمَانُ بْنُ مِهْرَانَ الأَعْمَشُ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 7 ] . وَهُوَ إِمَامٌ ثَبْتٌ لَكِنَّهُ مُدَلِّسٌ .
5- مُجَاهِدُ بْنُ جَبْرٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 7 ] . وَهُوَ إِمَامٌ حُجَّةٌ ، مِنْ تَلامِيذِ ابْنِ عَبَّاسٍ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ إبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِى مُعَاوِيَةَ : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج2/ص130/408) ، الثِّقَاتُ (ج8/ص76/12316) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج2/ص171/227) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص133/273) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص93/232 .(1/161)
6- عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 2 ] . وَهُوَ الْحَبْرُ الْبَحْرُ مِنَ الْمُكْثِرِينَ .
ثَانِيَاً : ج- دِرَاسَةُ الإِسْنَادِ الثَّالِثِ لِلْحَدِيثِ طَرِيقُ ابْنِ عُمَرَ
1- إبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْكَجِّيُّ (1) أبُو مُسْلِمٍ الْكَجِّىُّ إبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْبَصْرِيُّ الْحَافِظُ ، صَاحِبُ السُّنَنِ وَمُسْنِدُ الْبَصْرَةِ فِي عَصْرِهِ . سَمِعَ أَبَا عَاصِمٍ النَّبِيلَ ، وَالأَصْمَعِىَّ ، وَمُسْلِمَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ ، وَخَلْقَاً كَثِيْرَاً . حَدَّثَ عَنْهُ أَبُو بَكْرٍ الْقَطِيعِيُّ ، وَأَبُو الْقَاسِمِ الطَّبَرَانِيُّ ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ ابْنُ مَاسِيٍّ . وَكَانَ سَرِيَّاً نَبِيلاً عَالِمَاً بِالْحَدِيثِ . وَثَّقَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ . وَكَانَ مُحَدِّثَاً حَافِظَاً مُحْتِشَمَاً كَبِيْرَ الشَّأْنِ , مَاتَ ببَِغْدَادِ فِي الْمُحَرَّمِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِينَ وَمَائَتَيْنِ ، وَحُمِلَ إِلَى الْبَصْرَةِ وَقَدْ قَارَبَ الْمِئَةِ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ إبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْكَجِّيِّ : تَذْكِرَةُ الْحُفَّاظِ (ج2/ص620/647) ، شَذَرَاتُ الذَّهَبِ (ج2/ص210) .(1/162)
2- عَبْدُ اللهِ بْنُ رَجَاءٍ (1) عَبْدُ اللهِ بْنُ رَجَاءَ بْنِ عُمَرَ ، وَيُقَالُ : ابْنِ الْمُثَنَّى الْغُدَّانِيُّ بِضَمِّ الْغَيْنِ الْمُعْجَمَةِ وَبِالتَّخَفِيفِ أَبُو عُمَرَ ، وَيُقَالُ : أَبُو عَمْرٍو الْبَصْرِيُّ . رَوَى عَنْ إِسْرَائِيلَ بْنِ يُونُسَ ، وَيَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ . رَوَى عَنْهُ الْبُخَارِيُّ ، وَإِبْراهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ ، وَأَبُو مُسْلِمٍ الْكَجِّيُّ . قَالَ عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ عَنْ يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ : كَانَ شَيْخَاً صَدُوقَاً ، لا بَأْسَ بِهِ . وَقَالَ الْفَلاَّسُ : صَدُوقٌ كَثِيْرُ الْغَلَطِ وَالتَّصْحِيفِ . وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ : سُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْهُ ، فَجَعَلَ يُثْنِي عَلَيْهِ ، وَقَالَ : حَسَنُ الْحَدِيثِ . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ : كَانَ ثِقَةً رَضِيًّ . وَقَالَ الشَّافِعِىُّ عَنْهُ : الثِّقَةُ الْمَأْمُونُ الْحَافِظُ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : صَدُوقٌ يَهِمُ قَلِيلاً مِنَ التَّاسِعَةِ مَاتَ سَنَةَ عِشْرِينَ ، وَقِيلَ قَبْلَهَا . رَوَى لَهُ أَبُو دَاوُدَ فِي النَّاسِخِ وَالْمَنْسُوخِ وَالنَّسَائِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ .
مَرْتَبَتُهُ : الرَّابِعَةُ تَعْدِيلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَجَاءَ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج5/ص91/250) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج5/ص55/255) ، تَارِيْخُ أَسْمَاءِ الثِّقَاتِ (ج1/ص129/654) ، التَّعْدِيلُ وَالتَّجْرِيْحُ (ج2/ص819/803) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج14/ص495/3262) ، تَذْكِرَةُ الْحُفَّاظِ (ج1/ص404/406) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص551) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص302/3312) .(1/163)
3- يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ (1) وَاسْمُ أَبِي زَائِدَةَ خَالِدُ بْنُ مَيْمُونِ بْنِ فَيْرُوزَ الْهَمْدَانِيُّ الْوَادِعِيُّ مَوْلاهُمْ أبُو سَعِيدٍ الْكُوفِيُّ . رَوَى عَنْ أَبِيهِ ، وَالأَعْمَشِ ، وَابْنِ عَوْنٍ ، وَمُوسَى الْجُهَنِيِّ ، وَجَمَاعَةِ .
وَعَنْهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَيَحْيَى بْنُ مَعِينٍ ، وَهَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ ، وَالْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ ، وَآخَرُونَ . قَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ مُتْقِنٌّ مِنْ كِبَارِ التَّاسِعَةِ مَاتَ سَنَةَ ثَلاثٍ أَوْ أَرْبَعٍ وَثَمَانِينَ وَمِئَةٍ ، وَلَهُ ثَلاثٌ وَسِتُّونَ سَنَةً الْكُتُبُ السِّتَّةُ . مَرْتَبَتُهُ : الأُولَى تَعْدِيلاً .
4- سُلَيْمَانُ بْنُ مِهْرَانَ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 7 ] . وَهُوَ ثِقَةٌ مَعَ تَدْلِيسِهِ .
5- مُجَاهِدُ بْنُ جَبْرٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 7 ] . وَهُوَ إِمَامٌ حُجَّةٌ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِى زَائِدَةَ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج8/ص273/2974) ، مَعْرِفَةُ الثِّقَاتِ (ج2/ص352/1975) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج31/ص305/6826) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص365/6168) ، تَذْكِرَةُ الْحُفَّاظِ (ج1/ص267/252) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج11/ص183/350) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص590/7548) ، خُلاصَةُ تَذْهِيبِ تَهْذِيبِ الْكَمَالِ (ج1/ص423) ، طَبَقَاتُ الْحُفَّاظِ (ج1/ص120/241) .(1/164)
6- عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ (1) عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ الْعَدَوِيُّ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ . وُلِدَ بَعْدَ الْمَبْعَثِ بِيَسِيْرٍ وَاسْتُصْغِرَ يَوْمَ أُحُدٍ ، وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعَ عَشَرَةَ ، وَشَهِدَ الأَحْزَابَ وَالْحُدَيْبِيَةَ ، وَهُوَ أَحَدُ الْمُكْثِرِينَ مِنَ الصَّحَابَةِ وَالْعَبَادِلَةِ ، وَكَانَ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ إِتِّبَاعَاً لِلأَثَرِ . رَوَى عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، وَعَنْ أَبِيهِ ، وَعَمِّهِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ ، وَأُخْتِهِ حَفْصَةَ ، وَأَبِي بَكْرٍ ، وَعُثْمَانَ ، وَغَيْرِهِمْ . وَرَوَى عَنْهُ بَنُوهُ ، وَنَافِعٌ مَوْلاهُ ، وَزَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ . قَالَ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - : إِنَّ عَبْدَ اللهِ رَجُلٌ صَالِحٌ . وَقَالَ جَابِرٌ : مَا مِنَّا أَحَدٌ إِلاَّ مَالَتْ بِهِ الدُّنْيَا ، وَمَالَ بِهَا إِلاَّ ابْنُ عُمَرَ . قَالَ ابْنُ الْمُسَيَّبِ : مَاتَ وَمَا أَحَدٌ أَحَبَّ إِلَي أَنْ أَلْقَى اللهَ بِمِثْلِ عَمْلِهِ مِنْهُ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ : طَبَقَاتُ خَلِيفَةَ (ج1/ص190) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج15/ص332/3441) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص577/2871) ، الْبِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ (ج9/ص4) ، الإِصَابَةُ (ج4/ص181/4837) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج5/ص287/565) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص315/3490) .(1/165)
وَذَكَرَ الزُّبَيْرُ : أَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ لَمَّا أَرْسَلَ إِلَى الْحَجَّاجِ أَنْ لا يُخَالَفَ ابْنَ عُمَرَ شَقَّ عَلَيْهِ ذَلِكَ ، فَأَمَرَ رَجُلاً مَعَهُ حَرْبَةً يُقَالُ أَنَّهَا كَانَتْ مَسْمُومَةً ، فَلَمَّا دَفَعَ النَّاسُ مِنْ عَرَفَةَ لَصِقَ ذَلِكَ الرَّجُلُ بِهِ ، فَأَمَرَّ الْحَرْبَةَ عَلَى قَدَمِهِ ، فَمَرِضَ مِنْهَا أَيَّامَاً ، ثُمَّ مَاتَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، مَاتَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ فِي آخِرِهَا ، أَوْ أَوَّلِ الَّتِي تَلِيهَا الْكُتُبُ السِّتَّةُ .
ثَالِثَاً : الْحُكْمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
هَذَا الْحَدِيثُ بِمَجْمُوعِ طُرُقِهِ صَحِيحٌ وَتَفْصِيلُ ذَلِكَ أَنَّ : طَرِيقَ ابْنِ مَسْعُودٍ ضَعِيفٌ جِدَّاً ، لأَنَّ إِسْحَاقَ بْنَ يَحْيَى مَتْرُوكٌ ، وَلِلانْقِطَاعِ بَيْنَ ابْنِ مَسْعُودٍ وَالْمُسَيَّبِ بْنِ رَافِعٍ .
وَأَمَّا طَرِيقُ ابْنِ عَبَّاسٍ وَطَرِيقِ ابْنِ عُمَرَ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَقَالَ الْهَيْثَمِيُّ فِي ( مَجْمَعِ الزَّوَائِدِ ج10/ص390) : حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيْرِ وَالأَوْسَطِ وَالْبَزَّارُ بِأَسَانِيدَ ، وَرِجَالُ بَعْضِ أَسَانِيدِهِ ثِقَاتٌ ، وَحَدِيثُ ابْنِ مَسْعُودٍ رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ ، وَفِيهِ إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ ، وَهُوَ مَتْرُوكٌ ، وَقَدْ ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الضُّعَفَاءِ وَفِي الثِّقَاتِ وَقَالَ : يُحْتَجُّ بِمَا وَافَقَ فِيهِ الثِّقَاتِ وَيُتْرَكُ مَا انْفَرَدَ بِهِ بَعْدَ أَنْ اسْتَخَرْتُ اللهُ فِيهِ ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ رِجَالُ الصَّحِيحِ ، وَقَدْ وَافَقَهُ الثِّقَاتُ فِي أَصْلِ الْحَدِيثِ ، وَصَحَّحَهُ الأَلْبَانِيُّ ( الْجَامِعُ الصَّغِيْرُ 1/576/ح5755) .
رَابِعَاً : فَوَائِدُ الْحَدِيثِ(1/166)
قَالَ الْمَنَاوِيُّ فِي فَيْضِ الْقَدِيرِ (ج3/ص569) : « الذُّبَابُ » كُلُّهُ فِي رِوَايَةٍ « كُلُّهَا » فِي النَّارِ لِيُعَذَّبَ بِهِ أَهْلُهَا لا لِيُعَذَّبِ هُوَ كَذَا أَوَّلَهُ الْخَطَّابِيُّ . « إِلاَّ النَّحْلَ » فَإِنَّ فِيهِ شِفَاءٌ فَلا يُنَاسِبُ حَالَهُمْ ، قَالَ الْهَيْثَمِيُّ : رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيْرِ وَالأَوْسَطِ بِأَسَانِيدَ ، وَبَعْضُهَا رِجَالُهُ ثِقَاتٌ كُلُّهُمْ ، وَفِي رِوَايَةِ أَبِي يَعْلَى زِيَادَةٌ ، وَلَفْظُهَا : « عُمُرُ الذُّبَابِ أَرْبَعُونَ يَوْمَاً ، وَالذُّبَابُ كُلَّهُ فِي النَّارِ » ، قَالَ الْهَيْثَمِيُّ : وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ ، وَبِهِ عُرِفَ : أَنَّ حُكْمَ ابْنِ الْجَوْزِيِّ لَهُ بِالْوَضْعِ فِي حَيْزِ الْمَنْعِ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 63 }
وَأَخْرَجَ الْخَطِيبُ وَابْنُ عَسَاكِرَ عَنِ الأَشَجِّ عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « كُلُّ مُؤْذٍ فِي النَّارِ » .
قَالَ الْقُرْطُبِيُّ : وَتَأْوِيلُهُ وَجْهَانِ :
أَحَدَهُمَا : أنَّ كُلَّ مَنْ آذَى النَّاسِ فِي الدُّنْيَا فَهُوَ مُعَذَّبٌ فِي النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ .
وَالثَّانِي : أَنَّ كُلَّ مَا يُؤْذِي مِنَ السِّبَاعِ وَالْهَوَامِ وَغَيْرِهِمَا فِي النَّارِ معد لعقوبة أهل النار .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ(1/167)
أَخْرَجَهُ الْخَطِيبُ فِي ( تَارِيْخِ بَغْدَادَ ج11/ص297/6081) فِي تَرْجَمَةِ عُثْمَانَ بْنِ الْخَطَّابِ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أبُو الْقَاسِمِ عُبَيْدُ اللهِ يُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الأَعْلَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ الرَّقِّيُّ الْفَقِيهُ حَدَّثَنَا أبُو الْقَاسِمِ يُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيُّ التَّمَّارُ عَنِ الْمُفِيدِ عَنِ الأَشَجِّ عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه - أَنَّ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : « كُلُّ مُؤْذٍ فِي النَّارِ » . وأَخْرَجَهُ ابْنُ عَسَاكِرَ فِي ( تَارِيْخِ مَدِينَةِ دِمَشْقَ ج38/ص353) قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ ابْنُ خَيْرُونَ وَأَبُو الْحَسَنِ بْنُ سَعِيدٍ قَالا : قَالَ لَنَا أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ وَسَاقَ الْحَدِيثَ مِثْلَهُ .
ثَانِيَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
1- يُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيُّ (1) قَالَ الْخَطِيبُ : يُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ أَبُو الْقَاسِمِ التَّمَّارُ الْبَغْدَادِيُّ . نَزَلَ الرَّقَّةَ ، يُعْرَفُ بِالْبَنَّاءِ ، وَوَلِيَ وَسَاطَةَ الْحُكْمِ بِالْبَلَدِ سِنِينَ ، وَكَانَ شَاهِدَاً بِالرَّقَّةِ . حَدَّثَ عَنِ الْبَغَوِيِّ ، وَابْنِ أَبِي دَاوُدَ ، وَابْنِ صَاعِدٍ ، وَعَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ الصُّوفِيِّ مَجْلِسَاً وَاحِدَاً وَعَنِ الْبَاقِينَ شَيْئَاً كَثِيْرَاً . وَكَانَتْ أُصُولُهُ جِيَادَاً وَكَانَ ثِقَةً ، وَمَاتَ قَبْلَ 390 . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ يُوسُفَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيِّ : تَارِيْخُ بَغْدَادَ (ج14/ص327/7652) .(1/168)
2- مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ أَبُو بَكْرٍ الْمُفِيدُ (1) قَالَ الْخَطِيبُ : ذَكَرَ لِي أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ بَغْدَادِيُّ الأَصْلِ سَكَنَ جرجرايا ، موصوف بالحفظ . وَقَالَ لَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ شُعَيْبٍ الرُّويَانِيُّ : لَمْ أَرَ أَحْفَظَ مِنْ أَبِي بَكْرٍ الْمُفِيدِ . وَحَدَّثَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ يَحْيَى الْحُلْوَانِيِّ ، وَمُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ سُلَيْمَانَ الْمَرْوَزِيِّ وَمُوسَى بْنِ هَارُونَ الْحَافِظِ ، وَأَبِي يَعْلَى الْمَوْصِلِيِّ ، وَعَنْ خَلْقٍ لا يُحْصَوْنَ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ وَمِصْرَ ، فَإِنَّهُ كَانَ سَافَرَ كَثِيْرَاً وَكَتَبَ عَنِ الْغُرَبَاءِ ، وَرَوَى مَنَاكِيْرَ ، وَعَنْ مَشَايِخَ مَجْهُولِينَ .
قَالَ ابْنُ حَجَرٍ : الْمُفِيدُ وَهُوَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ أَحَدُ الضُّعَفَاءِ ، مَوْلِدُهُ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِينَ وَمَاتَ قَبْلَ سَنَةِ ثَمَانِينَ وَثَلاثِمِئَةٍ ، وَقِيلَ : سَنَةَ ثَمَانٍ وَسَبْعِينَ وَثَلاثِمِئَةٍ .
مَرْتَبَتُهُ : الثَّالِثَةُ تَجْرِيْحَاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ أبِي بَكْرٍ الْمُفِيدِ : تَارِيْخُ بَغْدَادَ (ج1/ص346/268) ، لِسَانُ الْمِيزَانِ (ج7/ص128/1431) .(1/169)
3- عُثْمَانُ بْنُ الْخَطَّابِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْعَوَّامِ (1) عُثْمَانُ بْنُ الْخَطَّابِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْعَوَّامِ أبُو عَمْرٍو الْبَلَوِيُّ الأَشَجُّ الْمِغْرِبِيُّ الْمَعْرُوفُ بِأَبِي الدُّنْيَا . كَانَ يَرْوِي عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، وَعَاشَ دَهْرَاً طَوِيلاً ، وَقَدِمَ بَغْدَادَ بَعْدَ سَنَةِ ثَلاثِمِئَةٍ . رَوَى عَنْهُ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ أَخِي طَاهِرٍ الْعَلَوِيُّ ، وَأَبُو بَكْرٍ الْمُفِيدُ . وَالْعُلَمَاءُ مِنْ أَهْلِ النَّقْلِ لا يُثْبِتُونَ قَوْلَهُ ، وَلا يَحْتَجُّونَ بِحَدِيثِهِ . قَالَ الْمُفِيدُ : وَحَدَّثَ بِبَغْدَادَ خَمْسَةَ أَحَادِيثَ حَفِظْتُ مِنْهَا ثَلاثَةً ، وَمَا عَلِمْتُ أَنَّ أَحَدَاً بِبَغْدَادَ كَتَبَ عَنْهُ حَرْفَاً وَاحِدَاً ، وَلَمْ يَكُنْ عِنْدِي بِذَاكَ الثِّقَةِ .
قَالَ ابْنُ حَجَرٍ : وحَدَّثَ بِقِلَّةِ حَيَاءٍ بَعْدَ الثَّلاثِمِئَةِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنه - فَافْتَضَحَ بِذَلِكَ ، وَكَذَّبَهُ النَّقَّادُونَ رَوَى عَنْهُ الْمُفِيدُ وَغَيْرُهُ . قَالَ الْخَطِيبُ : عُلَمَاءُ النَّقْلِ لا يُثْبِتُونَ قَوْلَهُ ، وَمَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ وَثَلاثِمِئَةٍ . قَالَ الذَّهَبِيُّ : حَدَّثَ بَعْدَ الثَّلاثِمِئَةِ عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه - ، فَكَذَّبُوهُ . مَرْتَبَتُهُ : السَّابِعَةُ تَجْرِيْحَاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ عُثْمَانَ بْنِ الْخَطَّابِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْعَوَّامِ : تَارِيْخُ بَغْدَادَ (ج11/ص297/6081) ، الضُّعَفَاءُ وَالْمَتْرُوكِينَ لابْنِ الْجَوْزِيِّ (ج2/ص167/2261) ، تَارِيْخُ مَدِينَةِ دِمَشْقَ (ج38/ص348/4587) ، الْمُغْنِي فِي الضُّعَفَاءِ (ج2/ص425/4016) ، لِسَانُ الْمِيزَانِ (ج4/ص135/310) .(1/170)
4- عَلِيُّ بْنُ أَبِى طَالِبٍ (1) عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ الْهَاشِمِيُّ ابْنُ عَمِّ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - وَزَوْجُ ابْنَتِهِ ، مِنَ السَّابِقِينَ الأَوَّلِينَ . وَرَجَّحَ جَمْعٌ أَنَّهُ أَوَّلُ مَنْ أَسْلَمَ ، وَهُوَ أَحَدُ الْعَشَرَةِ ، مَاتَ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ أَرْبَعِينَ ، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ أَفْضَلُ الأَحْيَاءِ مِنْ بَنِي آدَمَ بِالأَرْضِ بِإِجْمَاعِ أَهْلِ السُّنَّةِ ، وَلَهُ ثَلاثٌ وَسِتُّونَ عَلَى الأَرْجَحِ الْكُتُبُ السِّتَّةُ . رَوَى عَنْهُ بَنُوهُ الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ وَمُحَمَّدٌ وَعَمْرُو ، وَابْنُ أَخِيهِ عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ ، وَابْنُ عَمِّهِ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ ، وَخَلْقٌ مِنَ التَّابِعِينَ .كَانَ يَقُولُ : سَلُونِي فَوَاللهِ لا تَسْأْلُونِي عَنْ شَيْءٍ يَكُونُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِلاَّ حَدَّثْتُكُمْ ، وَسَلُونِي عَنْ كِتَابِ اللهِ - عز وجل - ، فَوَاللهِ مَا مِنْ آيَةٍ إِلاَّ وَأَنَا أَعْلَمُ أَبِلَيْلٍ نَزَلَتْ أَمْ بِنَهَارٍ ، أَمْ فِي سَهْلٍ أَمْ فِي جَبَلٍ .
ثَالِثَاً : الْحُكْمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
هَذَا الْحَدِيث إِسْنَادُهُ مَوْضُوعٌ لأَنَّ فِيهِ عُثْمَانُ بْنُ الْخَطَّابِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْعَوَّامِ أَبُو عَمْرٍو الْبَلَوِيُّ الأَشَجُّ ، وَقَدْ رُمِىَ بِالْكَذِبِ .
بَابٌ : مَا وَرَدَ أَنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ فِي النَّارِ
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 64 }
__________
(1) تَرْجَمَةُ عَلِيِّ بْنِ أَبِى طَالِبٍ : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج6/ص191/1055) ، الاسْتِيعَابُ (ج3/ص1089/1855) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص41/3930) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص402/4753) .(1/171)
أَخْرَجَ الطَّيَالِسِيُّ وَأَبُو يَعْلَى وَأَبُو الشَّيْخِ فِي الْعَظَمَةِ بِسَنَدِ ضَعِيفٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ ثَوْرَانِ (1) عَقِيْرَانِ (2) فِي النَّارِ » .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ أبُو يَعْلَى فِي ( مُسْنَدِهِ ج7/ص148/4116) فَقَالَ : حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَيَّانَ حَدَّثَنَا دُرُسْتُ بْنُ زِيَادٍ ثَنَا يَزِيدٌ الرَّقَاشِيُّ ثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ ثَوْرَانِ عَقِيرَانِ فِي النَّارِ » . وأَخْرَجَهُ أبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ فِي ( مُسْنَدِهِ ج1/ص281/2103) مِنْ طَرِيقِ دُرُسْتَ بْنِ زِيَادٍ ، وأبُو الشَّيْحِ فِي ( الْعَظَمَةِ ج4/1159/ح6392) مِنْ طَرِيقِ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ ، كِلاهُمَا عَنْ يَزِيدَ بِمِثْلِهِ .
ثَانِيَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
__________
(1) في المخطوطة " ز " نوران .
(2) العقر : قيل لما وصفهما الله تعالى بالسباحة في قوله عز وجل وكل في فلك يسبحون ، ثم أخبر أنه يجعلهما في النار يعذب بهما أهلها بحيث لا يبرحانها صارا كأنهما زمنان عقيران قال ابن الأثير حكى ذلك أبو موسى يقال قد كانت لي حاجة فعقرني عنها أي حبسني عنها وعاقني (النهاية في غريب الأثر ج3/ص275 ، لسان العرب ج4/ص593) .(1/172)
1- مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَيَّانَ (1) مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَيَّانَ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ كُنْيَتُهُ أَبُو عِمْرَانَ . رَوَى عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ عَبْدِ الْوَارِثِ ، وَأَبِى قُتَيْبَةَ سَلْمِ بْنِ قُتَيْبَةَ ، وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِى الْوَزِيْرِ ، وَيَحْيَى الْقَطَّانِ ، وَالْعِرَاقِيِّينَ . رَوَى عَنْهُ أَبُو يَعْلَى . ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ ، وَقَالَ : رُبَّمَا خَالَفَ . قَالَ ابْنُ أبِى حَاتِمٍ وَالذَّهَبِيُّ : تَرَكَ أَبُو زُرْعَةَ حَدِيثَهُ . مَاتَ سَنَةَ بِضْعٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَتَيْنِ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّالِثَةُ تَجْرِيْحَاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ مُوسَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حِبَّانَ : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج8/ص161/714) ، الثِّقَاتُ (ج9/ص161/15775) ، مِيزَانُ الاعْتِدَالِ فِي نَقْدِ الرِّجَالِ (ج6/ص561/8752) ، الْمُغْنِي فِي الضُّعَفَاءِ (ج2/ص686/ 6523) .(1/173)
2- دُرُسْتُ بْنُ زِيَادٍ (1) دُرُسْتُ بِضَمِّ أَوَّلِهِ وَالرَّاءِ وَسُكُونِ الْمُهْمَلَةِ بَعْدَهَا مُثَنَّاةُ ابْنُ زِيَادٍ الْعَنْبَرِيُّ ، وَيُقَالُ القشيري أَبُو الْحَسَنِ ، وَيُقَالُ أبُو يَحْيَى الْبَصْرِيُّ الْقَزَّازُ . رَوَى عَنْ أبَانِ بْنِ طَارِقٍ ، وَيَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ ، وَحُمَيْدٍ الطَّوِيلِ . وَعَنْهُ زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ ، وَمُسَدَّدٌ ، وَأَبُو مُوسَى وَعِدَّةٌ . قَالَ ابْنُ مَعِينٍ : لا شَيْءَ . وَقَالَ الْبُخَارِيُّ : حَدِيثُهُ لَيْسَ بِالْقَائِمِ . وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ : وَاهِي الْحَدِيثِ . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ : لَيْسَ حَدِيثُهُ بِالْقَائِمِ ، عَامَّةُ حَدِيثِهِ عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ ، لَيْسَ يُمْكِنُ أَنْ يُعْتَبْرَ حَدِيثُهُ . وَقَالَ أبو دَاوُدَ : ضَعِيفٌ . وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ : أَرْجُو أَنَّهُ لا بَأْسَ بِهِ وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ : دُرُسْتُ بْنُ زِيَادٍ وَدُرُسْتُ بْنُ حَمْزَةَ ضَعِيفَانِ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ دُرُسْتَ بْنِ زِيَادٍ : التاريخ الأوسط (ج2/ص291/2649) ، ضُعَفَاءُ الْبُخَارِيِّ (ج1/ص42/111) ، التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج3/ص253/873) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج3/ص437/198) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص384/1474) ، الْمُقْتَنَى فِي سَرْدِ الْكُنَى (ج1/ص175/1428) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ ج3/ص181/398) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص201/1825) .(1/174)
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ فِي الضُّعَفَاءِ : دُرُسْتُ بْنُ زِيَادٍ الْعَنْبَرِيُّ ، وَهُوَ الَّذِي يُقَالُ لَهُ دُرُسْتُ بْنُ حَمْزَةَ الْفَزَارِيُّ ، وَكَانَ يَسْكُنُ فِي بَنِي قُشَيْرٍ مُنْكَرُ الْحَدِيثِ جِدَّاً يَرْوِي عَنْ مَطَرٍ وَغَيْرِهِ أَشْيَاءَ تَتَخَايَلُ إِلَى مَنْ يَسْمَعُهَا أَنَّهَا مَوْضُوعَةٌ لا يَحِلُّ الاحْتِجَاجُ بِخَبَرِهِ ، رَوَى عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ عَنْ أَنَسٍ حَدِيثَ « الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ ثَوْرَانِ عَقِيرَانِ فِي النَّارِ » .
قَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ضَعِيفٌ مِنَ الثَّامِنَةِ أبُو دَاوُدَ وَابْنُ مَاجَهْ . قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ : دُرُسْتُ بْنُ حَمْزَةَ الْبَصْرِيُّ وَدُرُسْتُ بْنُ زِيَادٍ الْعَنْبَرِيُّ هُمَا اثْنَانِ ضَعِيفَانِ ، قَالَ : وَلِلْبَصْرِيِّينَ شَيْخٌ ثَالِثٌ ، يُقَالُ لَهُ درست ثِقَةٌ ، يَرْوَي عَنِ الزًّهْرِيِّ ، رَوَى عَنْهُ سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّالِثَةُ تَجْرِيْحَاً .
3- يَزِيدُ بْنُ أَبَانَ الرَّقَاشِيُّ (1) أبُو عَمْرٍو الْبَصْرِيُّ الْقَاصُ مِنْ زُهَّادِ الْبَصْرَةِ . رَوَى عَنْ أَبِيهِ ، وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ . رَوَى عَنْهُ إِبْرَاهِيمُ الْعِجْلِيُّ ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ ذَكْوَانَ ، وَدُرُسْتُ بْنُ زِيَادٍ . قَالَ ابْنُ حَجَرٍ : زَاهِدٌ ضَعِيفٌ مِنَ الْخَامِسَةِ مَاتَ قَبْلَ الْعِشْرِينَ الْبُخَارِيُّ فِى الأَدَبِ الْمُفْرِدِ وَالتَّرْمِذِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّالِثَةُ تَجْرِيْحَاً .
4- أنسُ بْنُ مَالِكٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 51 ] . وَهُوَ مِنَ الْمُكْثِرِينَ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ يَزِيدَ بْنِ أَبَانَ الرَّقَاشِيِّ : تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج32/ص64/6958) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص380/6277) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص599 /7683 ) .(1/175)
ثَالِثَاً : الْحُكْمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
هَذَا الْحَدِيثُ إسْنَادُهُ ضعيفٌ لِضَعْفِ مَنْ دُونَ الصَّحَابِيِّ مِنَ الرُّوَاةِ . وَقَالَ ابْنُ كَثِيْرٍ (ج4/ص476) : هَذَا حَدِيثٌ ضَعِيفٌ لأنَّ يَزِيدَ الرَّقَاشِيَّ ضَعِيفٌ .
وَقَالَ الْهَيْثَمِيُّ فِي ( مَجْمَعِ الزَّوَائِدِج10/ص390) : رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى ، وَفِيهِ ضُعَفَاءُ قَدْ وُثِّقُوا .
وَالَّذِي رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - : الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ مُكَوَّرَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ . انْفَرَدَ بِهِ الْبُخَارِيُّ ، وَهَذَا لَفْظُهُ ، وَإِنَّما أَخْرَجَهُ فِي كِتَابِ بَدْءِ الْخَلْقِ .
وَقَالَ ابْنُ رَجَبٍ فِي ( كِتَابِهِ التَّخْوِيفِ مِنَ النَّارِ ج1/ص99) : وَهَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ جِدَّاً .
رَابِعَاً : مَعْنَى الْحَدِيثِ(1/176)
قَالَ الْمَنَاوِيُّ ( فَيْضُ الْقَدِيْرِ ج2/ص347) : إنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ثَوْرَانِ عَقِيْرَانِ : أَيْ مَعْقُورَانِ يَعْنِي يَكُونَانِ كَالزَّمَنَيْنِ فِي النَّارِ ، لأَنَّهُمَا خُلِقَا مِنْهَا ، كَمَا جَاءَ فِي خَبَرٍ آخَرَ : فَرُدَّا إِلَيْهَا ، أَوْ يُجْعَلانِ فِي النَّارِ لِيُعَذَّبَ بِهِمَا أَهْلًُهَا ، فَلا يَبْرَحَانِ كَأَنَّهُمَا زمنان عَقِيْرَان ، فَسَقَطَ قَوْلُ بَعْضِ الْمُشَكِّكِينَ عَلَى الأُصُولِ الإِسْلامِيَّةِ : مَا ذَنْبُهُمَا حَتَّى يُعَذَّبَا ؟! ، وَمَا هَذَا إِلاَّ كَرَجُلٍ قَالَ فِي قَوْلِهِ { وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وُقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ } (1) مَا ذَنْبُ الْحِجَارَةِ ؟ . وَالثَّوْرُ الذَّكَرُ مِنَ الْبَقَرِ ، وَالأَنْثَى ثَوْرَةٌ ، وَالْمَعْقُورُ الْمُثْبَتُ بِالْجِرَاحَاتِ . قَالَ الْخَطَّابِيُّ : وَلَيْسَ الْمُرَادُ بِكَوْنِهِمَا فِي النَّارِ تَعْذِيبَهُمَا بِذَلِكَ ، وَلَكَنْ تَبْكِيتٌ لِمَنْ كَانَ يَعْبُدُهُمَا فِي الدُّنْيَا لِيَعْلَمُوا أَنَّ عِبَادَتَهُمْ لَهُمَا كَانَتْ بَاطِلاً ، وَقِيلَ : إِنَّهُمَا خُلِقَا مِنَ النَّار فَأُعِيدَا (2) .
__________
(1) سورة البقرة : الآية 24 .
(2) كتاب تنزيه الشريعة ( ج1/ص190/37) .(1/177)
وَقَالَ ابْنُ رَجَبٍ فِي ( التَّخْوِيفِ مِنَ النَّارِ ج1/ص99) : وَقَدْ قِيلَ : إِنَّ الْمَعْنَى فِي ذَلِكَ أَنَّ الْكُفَّارَ لَمَّا عَبَدُوا الآلِهَةَ مِنْ دُونِ اللهِ ، وَاعْتَقَدُوا أَنَّهَا تَشْفَعُ لَهُمْ عِنْدَ اللهِ ، وَتُقَرِّبُهُمْ إِلَيْهِ عُوقِبُوا بِأَنْ جُعِلَتْ مَعَهُمْ فِي النَّارِ إِهَانَةً لَهَا وَإِذْلالاً ، وَنِكَايَةً لَهُمْ ، وَإبْلاغَاً فِي حَسْرَتِهِمْ وَنَدَامَتِهِمْ ، فَإِنَّ الإِنْسَانَ إِذَا قُرِنَ فِي الْعَذَابِ بِمَنْ كَانَ سَبَبَ عَذَابِهِ كَانَ أَشَدَّ فِي أَلَمِهِ وَحَسْرَتِهِ ، وَلِهَذَا الْمَعْنَى يُقْرَنُ الْكُفَّارُ بِشَيَاطِينِهِمْ الَّتِي أَضَلَّتْهُمْ ، قَالَ اللهُ تَعَالَى { وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهْ شَيْطَانَاً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ . حَتَّى إِذَا جَاءنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنَي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ . وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ } .(1/178)
وَقَالَ فِي ( يَقَظَةُ أُولَي الاعْتِبَارِ ج1/ص133) : قَالَ الْقُرْطُبِيُّ : كَذَا الرِّوَايَةُ ثَوْرَانِ بِالْمُثَلَّئَةِ وَإِنَّمَا يُجْمَعَانِ فِي جَهَنَّمَ ، لأَنَّهُمَا قَدْ عُبِدَا مِنْ دُونِ اللهِ ، وَلا تَكُونُ النَّارُ عَذَابَاً لَهُمَا لأَنَّهُمَا جَمَادٌ ، وَإِنَّمَا يُفْعَلُ ذَلِكَ بِهِمَا زِيَادَةً فِي تَبْكِيتِ الْكَافِرِينَ وَحَسْرَتِهِمْ ، هَكَذَا قَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ . وَقَالَ الإِسْمَاعِيلِيُّ : لا يَلْزَمُ مِنْ جَعْلِهِمَا فِي النَّارِ تَعْذِيبَهُمَا ، فَإِنَّ اللهَ جَعَلَ فِي النَّارِ مَلائِكَةً وَغَيْرَهَا ، لِتَكُونَ لأَهْلِ النَّارِ عَذَابَاً وَآلَةً مِنْ آلاتِ الْعَذَابِ (1) . وَقَالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ : وَنَحْنُ نَقُولُ : إنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَمْ يُعَذَّبَا بِالنَّارِ حِينَ أُدْخَلاهَا ، فَيُقَالُ : مَا ذَنْبُهُمَا ، وَلَكِنَّهُمَا خُلِقَا مِنْهَا ثُمَّ رُدَّا إِلَيْهَا (2) .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 65 }
وَأَخْرَجَ الْبَيْهَقِيُّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - عَنْ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : « الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ ثَوْرَانِ مُكَوَّرَانِ فِي النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ » ، فَقَالَ الْحَسَنُ : وَمَا ذَنْبُهُمَا ؟ ، فَقَالَ : أُحَدِّثُكَ عَنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ، فَسَكَتَ الْحَسَنُ .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
لَمْ أَجِدْهُ فِي مَظَانِهِ مِنْ كُتُبِ الْبَيْهَقِيِّ . وَكَذَلِكَ عَزَاهُ صَاحِبُ ( مِشْكَاةِ الْمَصَابِيحِ ج3/ص1585) إِلَى الْبَيْهَقِيِّ فِي الْبَعْثِ وَالنُّشُورِ .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
__________
(1) عمدة القاري (ج15/ص120) .
(2) تأويل مختلف الحديث ج1/ص101 .(1/179)
أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي ( صَحِيحِهِ / كِتَابُ بَدْءِ الْخَلْقِ ، بَابُ صِفَةِ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ ج3/ص1171/3028) قَالَ : حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُخْتَارِ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ الدَّانَاجُ حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : « الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ ثَوْرَانِ مُكَوَّرَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ » .
وَأَخْرَجَهُ الْبَزَّارُ فِي ( مُسْنَدِهِ كَمَا فِي تَفْسِيْرِ ابْنِ كَثِيْرٍ ج4/ص6) قَالَ : حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ زِيَادٍ الْبَغْدَادِيُّ حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُخْتَارِ بِسَنَدِهِ مِثْلَهُ .
وَأَخْرَجَهُ تَمَّامُ الرَّازِيُّ فِي ( الْفَوَائِدِ 2/204/1534) مِنْ طَرِيقِ إبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَجَّاجِ ، وَالطَّحَاوِيُّ ( مُشْكَلُ الآثَارِ ج1/ص170) عَنْ مُعَلَّي بْنِ أَسَدٍ الْعَمِّىِّ ، كِلاهُمَا عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الْمُخْتَارِ بِمِثْلِهِ .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ بِرِوَايَةِ الْبَزَّارِ(1/180)
1- إبْرَاهِيمُ بْنُ زِيَادٍ الْبَغْدَادِيُّ (1) أَبُو إِسْحَاقَ الْمَعْرُوفُ بِسَبَلانَ بِفَتْحِ الْمُهْمَلَةِ وَالْمُوَحَّدَةِ . رَوَى عَنِ الْفَرَجِ بْنِ فَضَالَةَ ، ويَحْيَى الْقَطَّانِ ، وَهُشَيْمٍ ، وَحَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ ، وَغَيْرِهِمْ . رَوَى عَنْهُ مُسْلِمٌ ، وَأَبُو دَاوُدَ ، وَأَبُو زُرْعَةَ وأَبُو حَاتِمٍ ، وَعِدَّةُ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَة مِنَ الْعَاشِرَةِ ، مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ . مُسْلِمٌ وَأَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِىُّ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيلاً .
2- يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ (2) يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ الْبَغْدَادِيُّ أبُو مُحَمَّدٍ الْحَافِظُ الْمُؤَدِّبُ . رَوَى عَنْ صَالِحٍ الْمُرِّيِّ ، وَالْحَمَّادَيْنِ ، وَحَرْبِ بْنِ مَيْمُونٍ ، وَسَلاَّمِ بْنِ أَبِي مُطِيعٍ ، وَغَيْرهمْ . وَعَنْهُ ابْنُهُ إبْرَاهِيمُ ، وَأَحْمَدُ ، وَعَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ ، وَآخَرُونَ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ ثَبْتٌ مِنْ صِغَارِ التَّاسِعَةِ مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَمِئَتَيْنِ الْكُتُبُ السِّتَّةُ . مَرْتَبَتُهُ : الأُولَى تَعْدِيلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ إبْرَاهِيمَ بْنِ زِيَادٍ الْبَغْدَادِيِّ : تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج2/ص85/172) ، تَارِيْخُ الإِسْلامِ ج16/ص62/4) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص211/136) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ ج1/ص104/214) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص89/175) .
(2) تَرْجَمَةُ يُونُسَ بْنِ مُحَمَّدٍ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج8/ص410/3517) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج32/ص540/7184) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص404/6476) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج11/ص393/764) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص614/7914) .(1/181)
3- إبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ (1) بْنُ زَيْدٍ السَّامِيُّ النَّاجِيُّ ، أَبُو إِسْحَاقَ الْبَصْرِيُّ . رَوَى عَنْ أَبَانِ بْنِ يَزِيدَ ، وَعَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الْمُخْتَارِ الدَّبَّاغِ ، وَعَبْدِ الْمُؤْمِنِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ السُّدُوسِيِّ . رَوَى عَنْهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْوَكِيعِيُّ وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ سَعِيدٍ الْمَرْوَزِيُّ الْقَاضِي ، وَأَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ يَهِمُ قَلِيلاً ، مِنَ الْعَاشِرَةِ مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاثِينَ وَمِئَتَيْنِ النَّسَائِىُّ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ إبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَجَّاجِ : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج2/ص93/248) ، الثِّقَاتُ (ج8/ص78/12323) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج2/ص69/161) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص210/127) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص98/200) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص88/162) ، خُلاصَةُ تَذْهِيبِ تَهْذِيبِ الْكَمَالِ (ج1/ص16) .(1/182)
4- عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُخْتَارِ الأَنْصَارِيُّ (1) أبُو إِسْحَاقَ مَوْلَى حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ . رَوَى عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ وَعَاصِمٍ الأَحْوَلِ ، وَعَبْدِ اللهِ بْنِ فَيْرُوزَ الدَّانَاجِ ، وَغَيْرِهِمْ . وَرَوَى عَنْهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ السَّامِيُّ ، وَأَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ ، وَآخَرُونَ . قَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ مِنَ السَّابِعَةِ الْكُتُبُ السِّتَّةُ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الْمُخْتَارِ الأَنْصَارِيِّ : مَعْرِفَةُ الثِّقَاتِ (ج2/ص98/1115) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج5/ص393/1829) ، التَّعْدِيلُ وَالتَّجْرِيْحُ (ج2/ص896/951) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج18/ص195/3471) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص658/3408) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج6/ص316 /681) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص359/4120) ، خُلاصَةُ تَذْهِيبِ تَهْذِيبِ الْكَمَالِ (ج1/ص241) .(1/183)
5- عَبْدُ اللهِ بْنُ فَيْرُوزَ الدَّانَاجُ (1) الدَّانَاجُ بِنُونٍ خَفِيفَةِ وَجِيمٍ ، الْبَصْرِيُّ ، وَهُوَ بِالْفَارِسِيَّةِ الْعَالِمُ . رَوَى عَنْ أنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، وَأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ . رَوَى عَنْهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُخْتَارِ . قَالَ أَبُو زُرْعَةَ : ثِقَةٌ . وَقَالَ النَّسَائِيُّ : لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ . وَذَكَرَهُ ابْنُ حَبَّانَ فِي كِتَابِ الثِّقَاتِ .
وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ مِنَ الْخَامِسَةِ ، رَوَى لَهُ الْجَمَاعَةُ سِوَى التِّرْمِذِيُّ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ عَبْدِ اللهِ بْنِ فَيْرُوزَ الدَّانَاجِ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج5/ص167/532) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج5/ص136/633) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج15/ص437/3485) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص585/2912) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج12/ص363/2183) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص318/3535) ، نُزْهَةُ الأَلْبَابِ فِي الأَلْقَابِ (ج1/ص256/1005) .(1/184)
6- أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ الزُّهْرِيُّ (1) الْمَدَنِيُّ . قِيلَ : اسْمُهُ عَبْدُ اللهِ ، وَقِيلَ : إِسْمَاعِيلُ وَقِيلَ : اسْمُهُ كُنْيَتُهُ . رَوَى عَنْ أبِيهِ ، وَعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ ، وَعَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ ، وَخَلْقٍ مِنَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ . وَعَنْهُ ابْنُهُ عُمَرُ ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ فَيْرُوزَ الدَّانَاجُ ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ . حَدِيثُهُ عَنْ أَبِيهِ مُرْسَلٌ . وَقَالَ ابْن عَبْدِ الْبَرِّ : لَمْ يَسْمَعْ مِنْ أَبِيهِ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ مُكْثِرٌ مِنَ الثَّالِثَةِ مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ أَوْ أَرْبَعٍ وَمِائَةٍ ، وَكَانَ مَوْلِدُهُ سَنَةَ بِضْعٍ وَعِشْرِينَ الْكُتُبُ السِّتَّةُ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيلاً .
7- أبُو هُرَيْرَةَ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 19 ] . وَهُوَ مِنَ الْمُكْثِرِينَ .
رَابِعَاً : الْحُكْمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
هَذَا الْحَدِيثُ إسْنَادُهُ صَحِيحٌ وَقَدْ أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ كَمَا أَسْلَفْنَا .
خَامِسَاً : مَعْنَى الْحَدِيثِ
__________
(1) تَرْجَمَةُ أبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ : طَبَقَاتُ ابْنِ سَعْدٍ (ج5/ص155) ، مَعْرِفَةُ الثِّقَاتِ (ج2/ص405/2163) ، مَشَاهِيْرُ الأَمْصَارِ (ج1/ص64/430) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص431/6661) ، تَذْكِرَةُ الْحُفَّاظِ (ج1/ص63/52) ، الْمُقْتَنَى فِي سَرْدِ الْكُنَى (ج1/ص282/2763) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج12/ص127/536) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص645/8142) ، الإيْثَارُ بِمَعْرِفَةِ رُوَاةِ الآثَارِ (ج1/ص205/306) .(1/185)
قَالَ الْحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ فِي ( فَتْحِ الْبَارِي ) (1) : قَالَ الْخَطَّابِيُّ : لَيْسَ الْمُرَادُ بِكَوْنِهِمَا فِي النَّارِ تَعْذِيبَهُمَا بِذَلِكَ وَلَكَنْ تَبْكِيتٌ لِمَنْ كَانَ يَعْبُدُهُمَا فِي الدُّنْيَا لِيَعْلَمُوا أَنَّ عِبَادَتَهُمْ لَهُمَا كَانَتْ بَاطِلاً ، وَقِيلَ : إِنَّهُمَا خُلِقَا مِنَ النَّار فَأُعِيدَا فِيهَا .
وَقَالَ الإِسْمَاعِيلِيُّ : لا يَلْزَمُ مِنْ جَعْلِهِمَا فِي النَّارِ تَعْذِيبَهُمَا ، فَإِنَّ اللهَ جَعَلَ فِي النَّارِ مَلائِكَةً وَغَيْرَهَا ، لِتَكُونَ لأَهْلِ النَّارِ عَذَابَاً وَآلَةً مِنْ آلاتِ الْعَذَابِ . وَقَالَ أبُو مُوسَى الْمَدِينِيُّ فِي غَرِيبِ الْحَدِيثِ : لَمَّا وُصِفَا بِأَنَّهُمَا يَسْبَحَانِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى { كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ } (2) وَأَنْ كُلَّ مَنْ عُبِدَ مِنْ دُونِ اللهِ إِلاَّ مَنْ سَبَقَتْ لَهُ الْحُسْنَى يَكُونُ فِي النَّارِ يُعَذَّبُ بِهِمَا أَهْلُهَا بِحَيْثُ لا يَبْرَحَانِ مِنْهَا ، فَصَارَا كَأَنَّهُمَا ثَوْرَانِ عَقِيْرَانِ .
وَقَالَ الْمَنَاوِيُّ (3) : قَالَ فِي النِّهَايَةِ : قَوْلُهُ ثَوْرَانِ بِمُثَلَّثَةٍ كَأَنَّهُمَا يُمْسَخَانِ ، وَرُوِيَ بِنُونٍ ، وَهُوَ تَصْحِيفٌ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 66 }
وَأَخْرَجَ أبُو الشَّيْخِ عَنِ ابْنِ عَمْرٍو قَالَ : إنَّ اللهَ خَلَقَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ، ثُمَّ أَخْبَرَ أَنَّهُمَا فِي النَّارِ ، فَلَمْ يَسْتَطِيعَا مَلْجَأً .
- - الله - -
أولاً : تَخْرِيْجُ الأَثَرِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
__________
(1) فتح الباري (ج6/ص300) .
(2) سورة الأنبياء : 33 .
(3) فيض القدير (ج4/ص177) .(1/186)
أَخْرَجَهُ أبُو الشَّيْخِ فِي ( الْعَظَمَةِ ج4/ص1162/ح6423) قَالَ : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْمُخَرَّمِيُّ حَدَّثَنَا وَرْدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ عَنْ جَابِرٍ عَنْ مُسْلِمِ بْنِ يَنَّاقٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ : إنَّ اللهَ - عز وجل - خَلَقَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ، ثُمَّ أَخْبَرَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ ، فَلَمْ يَسْتَطِيعَا مَلْجَأً .
ثَانِيَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الأَثَرِ
1- أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ (1) قَالَ أبُو الشَّيْخِ : أَحْمَد بْن الْحَسَنِِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ يُكْنَى أَبَا الْعَبِّاسِ تُوُفِّىَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاثِمِائَةٍ ، يَرْوِي عَنِ الْحَرَّانِيِّينَ وَكَانَ مَقْبُولَ الْقَوْلِ ، لَهُ صَوْلَةٌ وَصَرَامَةٌ كَثِيْرَ الْحَدِيثِ حَسَنَ الْحَدِيثِ ، يَرْوِي عَنْ عَلِيِّ بْنِ جَمْيلٍ ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَابُورَ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّالِثَةُ تَعْدِيلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ : طبقات أصبهان (ج4/ص64/548) ، تاريخ أصبهان (ج1/ص152/118) .(1/187)
2- مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْمُخَرَّمِيُّ (1) مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُبَارَكِ الْقُرَشِيُّ الْمُخَرَّمِيُّ بِمُعْجَمَةٍ وَتَثْقِيلٍ ، أَبُو جَعْفَرٍ الْبَغْدَادِيُّ الْمَدَائِنِيُّ الْحَافِظُ قَاضِي حُلْوَانَ . رَوَى عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرِ ، وَيَحْيَى الْقَطَّانِ ، وَابْنِ مَهْدِيٍّ وَغَيْرهمْ . رَوَى عَنْهُ الْبُخَارِيُّ ، وَأَبُو دَاوُدَ ، وَالنَّسَائِيُّ ، وَغَيْرهمْ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ حَافِظٌ مِنَ الْحَادِيَةَ عَشَرَةَ ، مَاتَ سَنَةَ بِضْعٍ وَخَمْسِينَ الْبُخَارىُّ وَأَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِىُّ . مَرْتَبَتُهُ : الأُولَى تَعْدِيلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ مُحَمَّد بْنِ عَبْدِ اللهِ الْمُخَرَّمِيِّ : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج7/ص305/1658 ، تاريخ بغداد ج5/ص423/2935 ، التعديل والتجريح ج2/ص654/524) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج25/ص534/5371) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص189/4972) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ ج9/ص242/454 ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ ج1/ص490/6045 ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ ج1/ص490/6045) .(1/188)
3- وَرْدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ التَّمِيمِيُّ (1) وَرْدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ التَّمِيمِيُّ أبُو مُحَمَّدٍ الطَّبَرِيُّ نَزِيلُ بَغْدَادَ . رَوَى عَنْ إسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ ، وجرِيرِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ ، وَمُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ . رَوَى عَنْهُ أبُو الْفَضْلِ أَحْمَدُ بْنُ مُلاعِبِ بْنِ حَيَّانَ الْبَغْدَادِيُّ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُبَارَكِ الْمَخْرَمِيُّ . وَثَّقَهُ أبُو الْقَاسِمِ الْجَوْزَجَانِيُّ ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ يَعْقُوبَ السَّعْدِيُّ . رَوَى النَّسَائِيُّ فِي مُسْنَدِ عَلِيٍّ حَدِيثَاً وَاحِدَاً .
وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ مِنَ الْعَاشِرَةِ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ وَرْدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ التَّمَيمِيِّ : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج9/ص51/218) ، تاريخ بغداد (ج13/ص520/7338) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج30/ص432/6683) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص580/7402) ، خُلاصَةُ تَذْهِيبِ تَهْذِيبِ الْكَمَالِ ج1/ص419) .(1/189)
4- مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ الْيَامِيُّ (1) مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ الْيَامِيُّ . رَوَى عَنْ إبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الأَعْلَى بْنِ عَامِرٍ ، وَأَبِي صَخْرَةَ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ ، وَغَيْرِهِمَا . رَوَى عَنْهُ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ يُونُسَ وَإِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ السَّلُولِيُّ . قَالَ أَبُو زُرْعَةَ : صَدُوقٌ . وَقَالَ النَّسَائِيُّ : لَيْسَ بِالْقَوِيِّ . قَالَ أَحْمَدُ : صَالِحُ الْحَدِيثِ ثِقَةٌ . وَقَالَ الْعِجْلِيُّ : كُوفِيٌّ ثِقَةٌ . وَقَالَ الذَّهَبِيُّ : أَحَدُ الْعُلَمَاءِ الثِّقَاتِ . قَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ : هُوَ صَدُوقٌ . وَقَالَ ابْنُ حَنْبَلٍ : هُوَ ثِقَةٌ . وَقَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ : لا بَأْسَ بِهِ .
وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : صَدُوقٌ لَهُ أوْهَامٌ ، وَأَنْكَرُوا سَمَاعَهُ مِنْ أَبِيهِ لِصِغَرِهِ ، مِنَ السَّابِعَةِ مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّينَ الْبُخَارِىُّ وَمُسْلِمٍ وَأَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ وَالنَّسَائِىُّ فِى مُسْنَدِ عَلِىٍّ . مَرْتَبَتُهُ : الرَّابِعَةُ تَعْدِيلاً .
5- جَابِرُ بْنُ يَزِيدَ الْجُعْفِيُّ ضَعِيفٌ رَافِضِيٌّ . سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [41] .
__________
(1) تَرْجَمَةُ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ الْيَامِيِّ : طَبَقَاتُ ابْنِ سَعْدٍ (ج6/ص376) ، الضعفاء الكبير (ج4/ص85/1641) ، التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج1/ص122/358) ، مَعْرِفَةُ الثِّقَاتِ (ج2/ص241/1610) ، الضعفاء للنسائي (ج1/ص93/541) ، الثِّقَاتُ (ج7/ص388/10546) ، الْكَامِلُ فِي الضُّعَفَاءِ (ج6/ص236/1711) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج25/ص417/5313) ، تَارِيْخُ الإِسْلامِ (ج10/ص429/4) ، التعديل والتجريح (ج2/ص635/489) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص485/5982) .(1/190)
6- مُسْلِمُ بْنُ يَنَّاقٍ الْخُزَاعِيُّ (1) مُسْلِمُ بْنُ يَنَّاقٍ بِفَتْحِ أَوَّلِهِ وَتَشْدِيدِ النُّونِ ، وَآخِرُهُ قَافٌ الْخُزَاعِيُّ ، أَبُو الْحَسَنِ الْمَكِّيُّ . رَوَى عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ ، وَعَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ . رَوَى عَنْهُ إبْرَاهِيمُ بْنُ نَافِعٍ الْمَكِّيُّ ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أُمَيَّةَ ، وَالسَّائِبُ بْنُ عَمْرٍو الْمَخْزُومِيُّ ، وَشُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ وَغَيْرُهُمْ .
وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ مِنَ الرَّابِعَةِ . مُسْلِمٌ وَالنَّسَائِىُّ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّالِثَةُ تَعْدِيلاً .
7- عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 1 ] .
ثَالِثَاً : الْحُكْمُ عَلَى إِسْنَادِ الأَثَرِ
هَذَا الأَثَرُ إسْنَادُهُ ضَعِيفٌ لِحَالِ جَابِرِ بْنِ يَزِيدَ الْجُعَفِيِّ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 67 }
وَأَخْرَجَ ابْنُ وَهْبٍ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ أَنَّهُ تَلا هَذِهِ الآيَةَ : { وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ } (2) قَالَ : يُجْمَعَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، ثُمَّ يُقْذَفَانِ فِي الْبَحْرِ ، فَيَكُونُ نَارَ اللهِ الْكُبْرَى .
- - الله - -
أوَّلاً : تَخْرِيْجُ الأَثَرَ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
__________
(1) تَرْجَمَةُ مُسْلِمِ بْنِ يَنَّاقٍ الْخُزَاعِيِّ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج7/ص277/1171) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج8/ص198/867) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج27/ص557/5952) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص262/5437) ، الْمُقْتَنَى فِي سَرْدِ الْكُنَى (ج1/ص174/1412) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج10/ص129/265) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص531/6655) .
(2) سُورَةُ القيامة : الآيَةُ 9 .(1/191)
عَزَاهُ الْمُصَنِّفُ إِلَى ابْنِ وَهْبٍ ، وَفَدْ نَسَبَهُ الْحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ ( فَتْحُ الْبَارِي ج6/ص300) إِلَى ابْنِ وَهْبٍ فِي كِتَابِ الأَهْوَالِ ، وَلَمْ أَعْثَرْ عَلَى الْكِتَابِ .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ ابْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ فِي ( تَفْسِيْرِهِ ج29/ص180) قَالَ : حَدَّثَنِي يُونُسُ قَالَ أخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ عَنْ أَبِي شَيْبَةَ الْكُوفِيِّ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ : أَنَّهُ تَلا هَذِهِ الآيَةَ يَوْمَاً { وَجُمِعَ الشَّمسُ وَالْقَمَرُ } قَالَ : يُجْمَعَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، ثُمَّ يُقْذَفَانِ فِي الْبَحْرِ فَيَكُونُ نَارَ اللهِ الْكُبْرَى , وَقَدْ عَزَاهُ الْمُصَنِّفُ فِي ( الدُّرِّ الْمَنْثُورِ ج8/ص345) إلَى ابْنِ جَرِيرٍ وَابْنِ الْمُنْذِرِ .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الأَثَرِ
1- يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى الصَّدَفِيُّ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 30 ] . وَهُوَ ثِقَةٌ .
2- عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ الْمِصْرِيُّ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 30 ] . وَهُوَ ثِقَةٌ .
3- سَعِيدُ بْنُ أَبِى أَيُّوبَ أَبُو يَحْيَى مِصْرِيٌّ ثِقَةٌ . سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 5 ] .(1/192)
4- سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ (1) سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الزُّبَيْدِيُّ بِضَمِّ الزَّاي ، أَبُو شَيْبَةَ الْكُوفِيُّ قَاضِي الرَّيَ . رَوَى عَنْ مُجَاهِدٍ ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، وَابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ ، وَإِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ . وَعَنْهُ الثَّوْرِيُّ وَحَكَّامُ بْنُ سَلْمٍ ، وَزُهَيْرٌ ، وَعَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ ، وَغَيْرهمْ . قَالَ البُخَارِيُّ : لا يُتَابَعُ فِي حَدِيثِهِ . وَقَالَ الآجُرِّيُّ عَنْ أَبِي دَاوُدَ : ثِقَةٌ . وذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ ، وَقَالَ : يَرْوِي الْمَقَاطِيعَ . رَوَى لَهُ النَّسَائِيُّ حَدِيثَاً . وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ : لَيْسَ بِذَاكَ الْمَعْرُوفِ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : مَقْبُولٌ مِنَ السَّادِسَةِ مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِينَ النَّسَائِىُّ . مَرْتَبَتُهُ : الأُولَى تَجْرِيْحَاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج3/ص492/1654) ، الثِّقَاتُ (ج6/ص365/8130) ، الضعفاء الكبير (ج2/ص110/583) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج10/ص532/2313) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص440/1920) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج4/ص50/95) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص238/2351) .(1/193)
5- زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ (1) زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ الْعَدَوِيُّ أَبُو أُسَامَةَ ، وَيُقَالُ أَبُو عَبْدِ اللهِ الْمَدَنِيُّ الْفَقِيهُ مَوْلَى عُمَرَ . رَوَى عَنْ أَبِيهِ ، وَابْنِ عُمَرَ ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ ، وَعَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ ، وَغَيْرِهِمْ . وَعَنْهُ أَوْلادُهُ الثَّلاثَةُ أُسَامَةُ ، وَعَبْدُ اللهِ ، وعبد الرحمن ، وَجَمَاعَةٌ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ عَالِمٌ وَكَانَ يُرْسِلُ ، مِنَ الثَّالِثَةِ مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاثِينَ الْكُتُبُ السِّتَّةُ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ : الْكُنَى وَالأَسْمَاءُ (ج1/ص104/241) ، رِجَالُ صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ (ج1/ص259/348) ، رِجَالُ مُسْلِمٍ (ج1/ص214/457) ، التعديل والتجريح (ج2/ص581/382) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج10/ص12/2088) ، تَذْكِرَةُ الْحُفَّاظِ (ج1/ص132/118) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص414/1722) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج3/ص341/728) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص222/2117) ، طبقات الحفاظ (ج1/ص60/116) .(1/194)
6- عَطَاءُ بْنُ يَسَارٍ (1) عَطَاءُ بْنُ يَسَارٍ الْهِلالِيُّ أبُو مُحَمَّدٍ الْمَدَنِيُّ الْقَاصُ مَوْلَى مَيْمُونَةَ زَوْجِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ أخُو سُلَيْمَانَ ، وَعَبْدِ الْمَلِكِ ، وَعَبْدِ اللهِ بْنِ يَسَارٍ ، مَدَنِيٌّ تَابِعِيٌّ ثِقَةٌ . رَوَى عَنْ أَبِي ذَرٍّ ، وَأَبِي الدَّرْدَاءِ وَعُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ ، وَجَمَاعَةٍ . رَوَى عَنْهُ أبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَهُوَ مِنْ أَقْرَانِهِ , وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَطَاءٍ ، وَزَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ وَآخَرُونَ . قَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ فَاضِلٌ صَاحِبُ مَوَاعِظَ وَعِبَادَةٍ مِنْ صِغَارِ الثَّانِيَةِ ، كَانَ مَوْلِدُهُ سَنَةَ 19 وَمَاتَ سَنَةَ 103 الْكُتُبُ السِّتَّةُ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيلاً .
رَابِعَاً : الْحُكْمُ عَلَى إِسْنَادِ الأَثَرِ
هَذَا الأثَرُ إسْنَادُهُ ضَعِيفٌ لأَنَّ فِيهِ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْكُوفِيُّ ، مَقْبُولٌ إِنْ تُوبِعَ ، وَهُنَا لَمْ يُتَابَعْ فَهُوَ لَيِّنُ الْحَدِيثِ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 68 }
__________
(1) تَرْجَمَةُ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ : مَعْرِفَةُ الثِّقَاتِ (ج2/ص137/1245) ، الْكُنَى وَالأَسْمَاءُ (ج2/ص720/2890) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج6/ص338/1867) ، مَشَاهِيْرُ الأَمْصَارِ (ج1/ص69/474) ، تسمية من أخرجهم البخاري ومسلم (ج1/ص193/1246) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج20/ص125/3946) ، تَذْكِرَةُ الْحُفَّاظِ (ج1/ص90/80) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص25/3810) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج7/ص194/400) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص392/4605) ، خُلاصَةُ تَذْهِيبِ تَهْذِيبِ الْكَمَالِ (ج1/ص267) .(1/195)
وَأَخْرَجَ عَنْ كَعْبٍ قَالَ : يُجَاءُ بِالشَّمْسِ وَالْقَمَرِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُمَا ثَوْرَانِ عَقِيْرَانِ ، فَيُقْذَفَانِ فِي النَّارِ . لأَنَّهُمَا قَدْ عُبِدَا مِنْ دُونِ اللهِ ، وَتْبِكِيتَاً لِلْكَافِرِينَ ، وَلا تَكُونُ النَّارُ عَذَابَاً لَهُمَا لأَنَّهُمَا جَمَادٌ . قَالَ الْقُرْطُبِيُّ : وَقَدْ رُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ تَكْذِيبَ كَعْبِ الأَحْبَارِ فِي قَوْلِهِ : هَذِهِ يَهُودِيَّةٌ يُرِيدُ إِدْخَالَهَا فِي الإِسْلامِ ، جَلَّ وَعَزَّ أَجَلُّ وَأَكْرَمُ أَنْ يُعَذَّبَهُمَا ، وَهُمَا دَائِبَانِ فِي طَاعَتِهِ .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الأَثَرِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
عَزَاهُ الْمُصَنِّفُ إِلَى ابْنِ وَهْبٍ ، وَلَمْ أَجِدْهُ فِي كُتُبِهِ الْمَطْبُوعَةِ ، ثُمَّ حَدَّثَ عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُمَا يَعُودَانِ إِلَى مَا خُلِقَا مِنْهُ ، وَهُوَ نُورُ الْعَرْشِ ، فَيَخْتَلِطَانِ بِهِ .
قُلْتُ : هَذَا أَخْرَجَهُ أبُو الشَّيْخِ فِي الْعَظَمَةِ مِنْ طَرِيقِ أَبِي عِصْمَةَ نُوحِ بْنِ أَبِى مَرْيَمَ عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، وَأَبُو عِصْمَةَ كَذَّابٌ وَضَّاعٌ .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ إِسْنَادِ أَبِى الشَّيْخِ(1/196)
أَخْرَجَ أبُو الشَّيْخِ فِي ( كِتَابِ الْعَظَمَةِ ج4/ص1163/6433) قَالَ : حَدَّثَنَا إبْرَاهِيم بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الرَّازِيُّ ثَنَا أبُو يَعْقُوبَ إسْحَاقُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ ثَنَا حَمَّادُ بْنُ مُحَمَّدٍ السُّلَمِيُّ أبُو الْقَاسِمِ الْمَرْوَزِيُّ ثَنَا أبُو عِصَمَةَ نُوحُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا : أَنَّهُ بَيْنَمَا هُوَ جَالِسٌ ذَاتَ يَوْمٍ إِذْ أَتَاهُ رَجُلٌ ، فَقَالَ : يَا ابْنَ عَبَّاسٍ ؛ أَسَمِعْتَ بِالْعَجَبِ مِنْ كَعْبِ الأَحْبَارِ رَحِمَهُ اللهُ ، يَذْكُرُ فِي الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ ، قَالَ : وَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا مُتَكِّئَاً فَاحْتَفَزَ ، ثُمَّ قَالَ : وَمَا ذَلِكَ ؟ ، قَالَ : زَعَمَ أَنَّهُ يُجَاءُ بِالشَّمْسِ وَالْقَمَرِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُمَا ثَوْرَانِ عَقِيْرَانِ ، فَيُقْذَفَانِ فِي النَّارِ .(1/197)
قَالَ عِكْرِمَةُ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى : فَطَارَتْ مِنَ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا شَظْيَةً ، وَوَقَعَتْ أُخْرَى غَضَبَاً ، ثُمَّ قَالَ : كَذَبَ كَعْبٌ ثَلاثَاً هَذِهِ يَهُودِيَّةٌ يُرِيدُ إِدْخَالَهَا فِي الإِسْلامِ ، جَلَّ وَعَزَّ أَجَلُّ وَأَكْرَمُ أَنْ يُعَذَّبَ عَلَى طَاعَتِهِ ، أَلَمْ تَرَ إِلَى قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَسَخَرَ لَكُمْ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ يَعْنِي دُؤُوبَهُمَا فِي طَاعَتِهِ ، فَكَيْفَ يُعَذِّبُ عَبْدَيْنِ أَثْنَى عَلَيْهِمَا : أَنَّهُمَا دَائِبَانِ فِي طَاعَتِهِ ، قَاتَلَ اللهُ هَذَا الْحَبْرَ ، وَقَبَّحَ حَبْرَيَّتَهُ ، مَا أَجْرَأَهُ عَلَى اللهِ - عز وجل - ، وَأَعْظَمَ فِرْيَتَهُ عَلَى هَذَيْنِ الْعَبْدَيْنِ الْمُطِيعَيْنِ للهِ - عز وجل - ، ثُمَّ اسْتَرَجَعَ مِرَارَاً ، ثُمَّ أَخَذَ عُوَيْدَاً ، فَجَعَلَ يَنْكُتُهُ فِي الأَرْضِ ، فَظَلَّ كَذَلِكَ مَا شَاءَ اللهُ ، ثُمَّ إِنَّهُ رَفَعَ رَأْسَهُ وَرَمَى بِالْعُودِ ، ثُمَّ قَالَ : أَلا أُحَدِّثُكُمْ مَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ فِي الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ ، وَبَدْءِ خَلْقِهِمَا ، وَمَصِيْرِ أَمْرِهِمَا ، قَالَ : قُلْنَا : نَعَمْ يَرْحَمُكَ اللهُ تَعَالَى ، فَقَالَ : إنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - سُئِلَ عَنْ ذَلِكَ ، فَقَالَ : إنَّ اللهَ - عز وجل - لَمَّا أَبْرَمَ خَلْقَهُ إِحْكَامَاً ، وَلَمْ يَبْقَ مِنْ خَلْقِهِ غَيْرُ آدَمَ ، خَلَقَ شَمْسَيْنِ مِنْ نُورِ عَرْشِهِ ، ثُمَّ ذَكَرَ حَدِيثَاً طَوِيلاً ، قَالَ فِي آخِرِهِ : أنَّ اللهَ قَالَ : صَدَقْتُمَا ، فَإِنِّي قَدْ قَضَيْتُ عَلَى نْفَسِي أَنْ أُنَزَّهَ وَأُعْبَدَ ، وَإِنِّي مُعِيدُكُمَا إِلَى مَا بَدَأْتُكُمَا مِنْهُ ، فَيَقُولانِ : رَبَّنَا مِمَ خَلَقْتَنَا ؟ ، فَيَقُولُ :(1/198)
خَلَقْتُكُمَا مِنْ نُورِ عَرْشِي ، فَارْجَعَا إِلَيْهِ ، قَالَ : فَيَلْتَمِعُ مَعَ كُلِّ وَاحِدٍ منْهُمَا بَرْقَةً تَكَادُ تَخْطَفُ الأَبْصَارَ نُورَاً ، فَتَخْتَلِطُ بِنُورِ الْعَرْشِ ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى { إِنِّهُ هُوَ يُبدِئُ وَيُعِيدُ } ، وَفِيهِ أَنَّ كَعْبَاً اعْتَذَرَ لابْنِ عَبَّاسٍ ، فَقَالَ لَهُ : بَلَغَنَا مَا كَانَ وَجَدَكَ مِنْ حَدِيثِنَا وَبِمَا حَدَّثْتُ بِهِ عَنْ كِتَابِ اللهِ - عز وجل - ، وَعَنْ رَسُولِ للهِ - صلى الله عليه وسلم - ، أَلا وَإِنِّي أَسْتَغْفِرُ اللهُ تَعَالَى مِنْ ذَلِكَ مَعَ مَا يَعْلَمُ اللهُ تَعَالَى أَنِّي لَمْ أَتَقَوَّلُهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي ، وَلَكِنْ حَدَّثْتُ عَنْ كِتَابٍ دَارِسٍ مَنْسُوخٍ ، وَلا أَدْرِي مَا كَانَ فِيهِ مِنْ تَبْدِيلِ الْكُفَّارِ وَالْيَهُودِ ، فَأُحِبُّ أَنْ تُحَدِّثَنِي مَا حَدَّثْتَ أَصْحَابَكَ عَنْ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم - ، فَأَحْفَظُ الْحَدِيثَ عَنْهُ ، فَإِذَا حَدَّثْتُ بِشَيْءٍ عَنِ الشَّمْسِ واَلْقَمَرِ فِيمَا بَعْدَ كَانَ هَذَا الْحَدِيثُ مَكَانَ الْحَدِيثِ الأَوَّلِ . قَالَ عِكْرِمَةُ رَحِمَهُ اللهُ : وَاللهِ لَقَدْ أَعَادَ علَيْنَا ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا الْحَدِيثَ ، وَإِنِّي أَسْتَقْرِيهِ فِي قَلْبِي بَابَاً بَابَاً ، فَمَا زَادَ فِيهِ شَيْئَاً وَلا نَقَصَ ، وَلا قَدَّمَ شَيْئَاً وَلا أَخَّرَ ، فَزَادَنِي ذَلِكَ فِي ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا رَغْبَةً ، وَلِلْحَدِيثِ حِفْظَاً .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الأَثَرِ(1/199)
1- نُوحُ بْنُ أَبِى مَرْيَمَ (1) أبُو عِصْمَةَ . قَالَ أَبُو حَاتِمٍ : يَرْوِي أحَادِيثَ مَنَاكِيْرَ لَمْ يَكُنْ فِي الْحَدِيثِ بِذَاكَ وَقَالَ : مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ . قَالَ ابْنُ حِبَّانَ : جَمَعَ كُلَّ شَيْءٍ ، إِلاَّ الصَّدْقَ ، وَكَانَ مُرْجِئَاً . وَذَكَرَ الْحَاكِمُ أَنَّهُ وَضَعَ حَدِيثَ فَضَائِلِ سُورِ الْقُرْآنِ ، وَكَانَ شَدِيدَاً عَلَى الْجَهْمِيَّةِ . وَقَالَ الْبُخَارِيُّ : ذَاهِبُ الْحَدِيثِ جِدَّاً . وَقَالَ الذَّهَبِيُّ : فَقِيهٌ وَاسِعٌ الْعِلْمِ تَرَكُوهُ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : نُوحُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ أَبُو عِصْمَةَ الْمَرْوَزِيُّ الْقُرَشِيُّ مَوْلاهُمْ مَشْهُورٌ بِكُنْيَتِهِ ، وَيُعْرَفُ بِالْجَامِعِ لِجَمْعِهِ الْعُلُومَ لَكِنْ كَذَّبُوهُ فِي الْحَدِيثِ . وَقَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ : كَانَ يَضَعُ مِنَ السَّابِعَةِ مَاتَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ . التِّرْمِذِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ فِى التَّفْسِيْرِ .
مَرْتَبَتُهُ : السَّابِعَةُ تَجْرِيْحَاً .
رَابِعَاً : الْحُكْمُ عَلَى إِسْنَادِ الأَثَرِ
هَذَا الأَثَرُ إسْنَادُهُ مَوْضُوعٌ لأَنَّ فِيهِ أبُو عِصْمَةَ نُوحُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ ، وَهُوَ كَذَّابٌ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ نُوحِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج8/ص111/2383) ، الضعفاء الكبير (ج4/ص304/1905) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج8/ص484/2210) ، الْكَامِلُ فِي الضُّعَفَاءِ (ج7/ص40/1975) ، ضعفاء الأصبهاني (ج1/ص151/249) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص327/5894) ، الوافي بالوفيات (ج27/ص109) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص567/7210) .(1/200)
بَابٌ : دركات (1) جهنم
وقَوْله تَعَالَى : { وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِّمَّا عَمِلُواْ } (2)
الدَّرَكَاتُ : الطَّبَقَاتُ وَالْمَنَازِلُ ، وَتَخْتَصُّ بِمَا تَسَافَلَ . وَيُقَالُ فِيمَا عَلا : دَرَجَاتٌ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 69 }
وَأَخْرَجَ ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ فِي قَوْلِهِ : { إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ } (3) قَالَ : "توابيت من حديد مقفلة عليهم فِي أسفل النار" .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الأَثَرِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ فِي ( الزُّهْدِ ج2/ص86/300) بِلَفْظِ مقارب ، فَقَالَ : أنا سفيان عن سلمة بْن كهيل عَنْ خَيْثَمَةَ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ فِي قَوْلِهِ { إنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ } قَالَ : تَوَابِيتٌ مِنْ حَدِيدٍ نُصِبَتْ عَلَيْهِمْ فِي أَسْفَلِ النَّارِ .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
__________
(1) دركات النار : منازل أهلها والنار دركات أي طبقات بعضها دون بعض ، والجنة درجات ، فالدركات ضد الدرجات .( غريب القرآن ج1/ص217 ، لسان العرب ج10/ص422 ، التبيان في تفسير غريب القرآن ج1/ص175 ، مختار الصحاح ج1/ص85 ، مقاييس اللغة ج2/ص269)
(2) سُورَةُ الأنعام : الآيَةُ 132 . وزيد في المخطوطة " أ ، ب " قوله تعالى ( إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ) .
(3) سُورَةُ النساء : الآيَةُ 145 .(1/201)
أَخْرَجَهُ هَنَّادٌ فِي ( الزُّهْدِ ج1/ص161/223) ، وَابْنُ أَبِى حَاتِمٍ فِي ( تَفْسِيْرِهِ ج4/ص1098/6153) كِلاهُمَا مِنْ طَرِيقِ الثَّوْرِيِّ ، وَابْنُ أبِى شَيْبَةَ فِي ( مُصَنَّفِهِ ج7/ص49/34125) مِنْ طَرِيقِ وَكِيعِ بِلَفْظِ : مُبْهَمَةٌ . وأَخْرَجَهُ ابْنُ جَرِيرٍ فِي ( تَفْسِيْرِهِ ج1/ص161/223) مِنْ طَرِيقِ الثَّوْرِيِّ وَشُعْبَةَ بِلَفْظِ : مُبْهَمَةٌ عَلَيْهِمْ وَمُغْلَقَةٌ . وأَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي ( الْمُعْجَمِ الْكَبِيْرِ ج9/ص208/9015) مِنْ طَرِيقِ سُفْيَانَ بِلَفْظِ : تُطْبَقُ عَلَيْهِمْ ثَلاثَتُهُمْ عَن سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ بِهِ . وَتَابَعَ أَبَا خَيْثَمَةَ : أَبُو الأَحْوَصِ .
فَقَدْ أَخْرَجَهُ ابْنُ أبِى الدُّنْيَا فِي ( صِفَةِ النَّارِ ج1/ص75/100) مِنْ طَرِيقِ أَبِي الأَحْوَصِ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ ، وَلَفْظُهُ قَالَ : يُجْعَلُونَ فِي تَوَابِيتَ مِنْ حَدِيدٍ تُصْمَدُ عَلَيْهِمْ ، ثُمَّ يُجْعَلُونَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ فِي تَنَانِيْرَ أَضْيَقَ مِنْ زُجِّ (1) يُقَالُ لَهُ جُبُّ الْحُزْنِ ، تُطْبَقُ عَلَى أَقْوَامٍ بِأَعْمَالِهِمْ آخَرَ الأَبَدِ .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الأَثَرِ
1- سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 4 ] . وَهُوَ إِمَامٌ حُجَّةٌ ثَبْتٌ جِهْبَذٌ .
__________
(1) الزج : حديدة أسفل الرمح جمعه زجاج وزججت الرجل طعنته بالزج وأزججت الرمح جعلت له زجا وأزججته نزعت زجه والزجج دقة في الحاجبين مشبه بالزج ، أصل يدل على رقة في شيء(المفردات في غريب القرآن ج1/ص211 ، مختار الصحاح ج1/ص192 ، مقاييس اللغة ج3/ص7)(1/202)
2- سَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ (1) سَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلِ بْنِ حُصَيْنٍ الْحَضْرَمِيُّ التَّنْعِيُّ ، أَبُو يَحْيَى الْكُوفِيُّ ، وَتَنَعَةُ بَطْنٌ مِنْ حَضَرَمَوْتَ . رَوَى عَنْ أَبِي جُحْيْفَةَ ، وَجُنْدُبُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ، وَأَبِيهِ كُهَيْلٍ ، وَجَمَاعَةٍ . وَعَنْهُ سَعِيدُ بْنُ مَسْرُوقٍ الثَّوْرِيُّ ، وَابْنُهُ سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ وَالأَعْمَشُ ، وشُعْبَةُ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ مِنَ الرَّابِعَةِ مَاتَ 121 الْكُتُبُ السِّتَّةُ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيلٍ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج4/ص74/1997 ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج4/ص170/742) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج11/ص313/2467 ، المعين في طبقات المحدثين ج1/ص46/386) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص454/2046) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ ج4/ص137/269 ، الإيثار بمعرفة رواة الآثار ج1/ص90/96 ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ ج1/ص248/2508 ، خُلاصَةُ تَذْهِيبِ تَهْذِيبِ الْكَمَالِ ج1/ص149 .(1/203)
3- خَيْثَمَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ (1) خَيْثَمَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ بِفَتْحِ الْمُهْمَلَةِ وَسُكُونِ الْمُوَحَّدَةِ ، وَاسْمُهُ يَزِيدُ بْنُ مَالِكٍ الْجُعْفِيُّ الْكُوفِيُّ ، لأَبِيهِ وَلِجَدِّهِ صُحْبَةٌ . وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ أَبِيهِ : لَمْ يَسْمَعْ خَيْثَمَةُ مِنْ ابْنِ مَسْعُودٍ ، وَكَذَا قَالَ أَبُو حَاتِمٍ . وَقَالَ أبٌو زُرْعَةَ : خَيْثَمَةُ عَنْ عُمَرَ مُرْسَلٌ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ وَكَانَ يُرْسِلُ مِنَ الثَّالِثَةِ مَاتَ بَعْدَ سَنَةِ ثَمَانِينَ قَبْلَ أَبِي وَائِلٍ الْكُتُبُ السِّتَّةُ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيلاً .
4- عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 54 ] .
__________
(1) تَرْجَمَةُ خَيْثَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج3/ص215/732) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج3/ص393/1808) ، مَشَاهِيْرُ الأَمْصَارِ (ج1/ص103 /768) ، ذكر اسماء التابعين ومن بعدهم (ج2/ص72/308) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج8/ص370/1747) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص377/1428) ، جامع التحصيل (ج1/ص173/176) ، تحفة التحصيل في ذكر رواة المراسيل (ج1/ص98) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج3/ص154/338) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص197/1773) .(1/204)
5- عَوْفُ بْنُ مَالِكٍ (1) عَوْفُ بْنُ مَالِكٍ أَبُو الأَحْوَصِ الْجُشَمِيُّ ابْنُ نَضْلَةَ بِفَتْحِ النُّونِ وَسُكُونِ الْمُعْجَمَةِ الْجُشَمِيُّ بِضَمِّ الْجِيمِ وَفَتْحِ الْمُعْجَمَةَ . كُوفِيٌّ تَابِعِيٌّ ثِقَةٌ مِنْ أَصْحَابِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ مُخَضَّرَمٌ . رَوَى عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ ، وَأَبِيهِ مَالِكِ بْنِ نَضْلَةَ . رَوَى عَنْهُ أبُو إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيُّ ، وَالْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ ، وَمُوَرِّقُ الْعِجْلِيُّ ، وَعَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : مَشْهُورٌ بِكُنْيَتِهِ ثِقَةٌ مِنَ الثَّالِثَةِ قُتِلَ فِي وِلايَةِ الْحَجَّاجِ عَلَى الْعِرَاقِ الْبُخَارِىُّ فِى الأَدَبِ الْمُفْرِدِ وَمُسْلِمٌ وَالأَرْبَعَةُ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيلاً .
رَابِعَاً : الْحُكْمُ عَلَى إِسْنَادِ الأَثَرِ
هَذَا الأَثَرُ إِسْنَادُهُ صَحِيحٌ وَإِنْ كَانَ هُنَاكَ انْقِطَاعُ بَيْنَ خَيْثَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَابْن مَسْعُودٍ ، فَقَدُ تَابَعَهُ أبُو الأَحْوَصِ فِي الرِّوَايَةِ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 70 }
__________
(1) تَرْجَمَةُ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ : كنى التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج1/ص83/811) ، مَعْرِفَةُ الثِّقَاتِ (ج2/ص196/1449) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج7/ص14/62) ، مَشَاهِيْرُ الأَمْصَارِ (ج1/ص105/784) ، تاريخ بغداد (ج12/ص290/6733) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص101/4312) ، الْمُقْتَنَى فِي سَرْدِ الْكُنَى (ج1/ص81/338) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص433/5218) .(1/205)
وَأَخْرَجَ ابْنُ وَهْبٍ عَنْ كَعْبِ الأَحْبَارِ قَالَ : إِنَّ فِي النَّارِ لَبِئْرَاً مَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا بَعْدُ ، مُغْلَقَةٌ ، مَا جَاءَ عَلَى جَهَنَّمَ يَوْمٌ مُنْذُ خَلَقَهَا اللهُ إلاَّ تَسْتَعِيذُ بِاللهِ مِنْ شَرِّهَا ، وَهِيَ الدَّرْكُ الأَسْفَلُ مِنَ النَّارِ .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الأَثَرِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
عَزَاهُ الْمُصَنِّفُ إِلَى ابْنِ وَهْبٍ ، وَلَمْ أَجِدْهُ ، وَلَعَلَّهُ فِي كِتَابِ الأَهْوَالِ .
وَقَالَ ابْنُ رَحَبٍ فِي ( كِتَابِهِ يَقَظَةُ أُولَي الاعْتِبَارِ ج1/ص123) : رَوَاهُ ابْنُ وَهْبٍ عَنْ طَرِيقِ ابْنِ زَيْدٍ .
ثَانِيَاً : الْحُكْمُ عَلَى إِسْنَادِ الأَثَرِ
هَذَا الأَثَرُ إِسْنَادُه ضَعِيفٌ لأنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ زَيْدٍ مُتَّفَقٌ عَلَى تَرْكِهِ ، وَقَدْ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ .
بَابٌ : عِظَمُ الْكَافِرِ وَغِلَظُ جِلْدِهِ
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 71 }
أَخْرَجَ الشَّيْخَانِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَفَعَهُ قَالَ : « مَا بَيْنَ مَنْكِبَيْ (1) الْكَافِرِ فِي النَّارِ مَسِيرَةُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ للرَّاكِبِ الْمُسْرِعِ » . وأَخْرَجَهُ الْبَيْهَقِيُّ بِلَفْظِ : « خَمْسَةَ أَيَّامٍ » .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
__________
(1) المنكب : بكسر الكاف : وهو مابين الكتف والعنق وجمعه مناكب (النهاية في غريب الأثر ج5/ص112 ، تاج العروس ج1/ص115).(1/206)
أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي ( صَحِيحِهِ / كِتَابُ الرِّقَاقِ ، بَابُ صِفَةِ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ ج5/ص2398/ح6158) قَالَ : حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْن أَسَدٍ أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى أَخْبَرَنَا الْفُضَيْلُ عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : « مَا بَيْنَ مَنْكِبَيْ الْكَافِرِ مَسِيرَةُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ للرَّاكِبِ الْمُسْرِعِ » .
وأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي ( صَحِيحِهِ / كِتَابُ الْجَنَّةِ وَصِفَةِ نَعِيمِهَا وَأَهْلِهَا ج4/ص2189/ح2852) قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ وَأَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ الْوَكِيعِيُّ قَالا : حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ يَرْفَعُهُ قَالَ : « مَا بَيْنَ مَنْكِبَيْ الْكَافِرِ فِي النَّارِ مَسِيرَةُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ لِلرَّاكِبِ الْمُسْرِعِ » ، وَلَمْ يَذْكُرِ الْوَكِيعِيُّ : « فِي النَّارِ » .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ(1/207)
أَخْرَجَهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي ( الْبَعْثِ وَالنُّشُورِ ج1/ص300/ح618) فَقَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الأَدِيبُ أَنْبَأ أَبُو بَكْرٍ الإِسْمَاعِيلِيُّ أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ ثَنَا يُوسُفُ بْنُ عِيسَى ثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى عَنْ الْفُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : « مَا بَيْنَ مَنْكِبَيْ الْكَافِرِ مَسِيْرَةَ خَمْسِمِئَةِ عَامٍ لِلْرَاكِبِ الْمُسْرِعِ » . وَأَمَّا رِوَايَةُ خَمْسَةِ أَيَّامٍ فَلَمْ أَجِدْهَا فِي كُتُبِ الْبَيْهَقِيِّ ، بَلْ رَوَى رِوَايَةً مُوَافِقَةً لِرَوَايَةِ الصَّحِيحَيْنِ فِي ( الْبَعْثِ وَالنُّشُورِ ج1/ص300/ح619) . وَالْحَدِيثُ أَخْرَجَهُ أَيْضَاً الطَّبَرَانِيُّ فِي ( الْمُعْجَمِ الأَوْسَطِ ج3/ص316/ح3268) مِنْ طَرِيقِ مُحَمَّدِ بْنِ فُضَيْلٍ بِهِ .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ " رِوَايَةُ الْبَيْهَقِيِّ "(1/208)
1- مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الأَدِيبُ (1) مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ مُوسَى الْبِسْطَامِيُّ الرَّزْجَاهِيُّ الْفَقِيهُ الشَّافِعِيُّ الأَدِيبُ الْمُحَدِّثُ . وَرَزْجَاهْ بِفَتْحِ الرَّاءِ الْمُهْمَلَةِ ، كَذَا ذَكَرَ أَبُو سَعْدٍ ابْنُ السَّمْعَانِيُّ . قَالَ الذَّهَبِيُّ : وَقِيلَ بِضَمِّهَا ثُمَّ سُكُونِ الزَّاي ثُمَّ جِيمٍ وَفِي آخِرِهَا هَاءٌ قَرْيَةٌ مِنْ قُرَى بِسْطَامٍ وَبِسْطَامٌ بَلْدَةٌ بِقَوْمَسَ ، كَانَ فَقِيهَاً أَدِيبَاً مُحَدِّثَاً ، تَفَقَّهَ عَلَى الأُسْتَاذِ أَبِي سَهْلٍ الصُّعْلُوكِيِّ . وَسَمِعَ أَبَا بَكْرٍ أَحْمَدَ بْنَ إبْرَاهِيمَ الإِسْمَاعِيلِيَّ ، وَأَبَا أَحْمَدَ ابْنَ عَدِيٍّ الْجُرْجَانِيَّيْنِ وَأَبَا أَحْمَدَ الْحَاكِمَ . رَوَى عَنْهُ أَبُو بَكْرٍ الْبَيْهَقِيُّ ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ الثَّقَفِيُّ ، وَأَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْفَقَاعِيُّ وَآخَرُونَ . مَوْلِدُهُ سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ وَثَلاثِمِئَةٍ ، كَانَ يَجْلِسُ لإِسْمَاعِ الْحَدِيثَ وَالأَدَبَ وَلَهُ حَلْقَةٌ ، وَانْتَقَلَ فِي آخِرِ عُمُرِهِ إِلَى بِسْطَامٍ ، وَمَاتَ بِهَا فِي رَبِيعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِينَ وَأَرْبَعِمِئَةٍ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الأَدِيبِ : تَارِيْخُ الإِسْلامِ (ج29/ص180) ، طَبَقَاتُ الشَّافِعِيَّةِ الْكُبْرَى (ج4/ص151/326) ، تَارِيْخُ جُرْجَانَ (ج1/ص462/917) .(1/209)
2- أَحْمَدُ بْنُ إبْرَاهِيمَ الإِسْمَاعِيلِيُّ (1) أَحْمَدُ بْنُ إبْرَاهِيمَ بْنِ إسْمَاعِيلَ بْنِ الْعَبَّاسِ أَبُو بَكْرٍ الإِسْمَاعِيلِيُّ الْجُرَجَانِيُّ الْحَافِظُ الْكَبِيْرُ الرَّحَّالُ الْجَوَّالُ . سَمِعَ الْكَثِيْرَ ، وَحَدَّثَ وَخَرَّجَ وَصَنَّفَ ، فَأَفَادَ وَأَجَادَ وَأَحْسَنَ الانْتِقَادَ . صَنَّفَ كِتَابَاً عَلَى صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ ، فِيهِ فَوَائِدُ كَثِيْرَةٌ وَعُلُومٌ غَزِيرَةٌ . قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ : كُنْتُ عَزَمْتُ غَيْرَ مَرَّةً عَلَى الرِّحْلَةِ إِلَيْهِ فَلَمْ أُرْزَقْ . قَالَ الشَّيْخُ أَبُو إِسْحَاقَ : جَمَعَ بَيْنَ الْفِقْهِ وَالْحَدِيثِ وَرِئَاسَةِ الدِّينِ وَالدُّنْيَا . قَالَ الذَّهَبِيُّ : رَأَيْتُ لَهُ مُجَلَّدَاً مِنْ مُسْنَدٍ كَبِيْرٍ إِلَى الْغَايَةِ مِنْ حِسَابِ مِئَةِ مُجَلَّدٍ أَوْ أَكْثَرَ . وَكَانَتْ وَفَاتُهُ يَوْمَ السَّبْتِ عَاشِرَ رَجَبٍ سَنَةَ إِحْدَى وَسَبْعِينَ وَثَلاثِمِئَةٍ ، ولهُ أَرْبَعٌ وَسَبْعُونَ سَنَةً . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الإِسْمَاعِيلِيِّ : البداية والنهاية (ج11/ص298) ، طَبَقَاتُ الشَّافِعِيَّةِ (ج1/ص136/93) ، تَارِيْخُ جُرْجَانَ (ج1/ص109/98) .(1/210)
3- الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ (1) الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ بْنِ عَامِرٍ الْحَافِظُ الإِمَامُ شَيْخُ خُرَاسَانَ أَبُو الْعَبَّاسِ الشَّيْبَانِيُّ النَّسَوِيُّ . الإِمَامُ الْحَافِظُ الثَّبْتُ صَاحِبُ الْمُسْنَدِ . وُلِدَ سَنَةَ بِضْعٍ وَثَمَانِيْنَ وَمائَتَيْنِ ، وَهُوَ أَسَنُّ مِنْ بَلَدِيِّهِ الإِمَامِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّسَائِيِّ ، وَمَاتَا مَعَاً فِي عَامٍ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ الْحَسَنِ بْنِ سُفْيَانَ : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج3/ص16/60) ، تَارِيْخُ مَدِينَةِ دِمَشْقَ (ج13/ص99/1339) ، تَذْكِرَةُ الْحُفَّاظِ (ج2/ص703/724) ، مِيزَانُ الاعْتِدَالِ فِي نَقْدِ الرِّجَالِ (ج2/ص240/1856/2475) ، الْمُقْتَنَى فِي سَرْدِ الْكُنَى (ج1/ص344/3508) ، طَبَقَاتُ الشَّافِعِيَّةِ الْكُبْرَى (ج3/ص263/171) ، لِسَانُ الْمِيزَانِ (ج2/ص211/934) ، طَبَقَاتُ الْحُفَّاظِ (ج1/ص308/699) .(1/211)
ارْتَحَلَ إِلَى الآفَاقِ وَرَوَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ، وَإِبْرَاهِيْمَ بْنِ يُوْسُفَ البَلْخِيِّ ، وَقُتَيْبَةَ بْنِ سَعِيْدٍ ، وَيَحْيَى بْنِ مَعِيْنٍ ، وَشَيْبَانَ بْنِ فَرُّوْخٍ ، وَهُدْبَةَ بْنِ خَالِدٍ ، وَعَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَسْمَاءَ ، وَعَبْدِ الأَعْلَى بْنِ حَمَّادٍ ، وَمُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيِّ ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَلاَّمٍ الْجُمَحِيِّ وَسَهْلِ بْنِ عُثْمَانَ ، وَإِسْحَاقَ بْنِ رَاهْوَيْه ، وَسَعْدِ بْنِ يَزِيْدَ الفَرَّاءِ ، وَحِبَّانَ بْنِ مُوْسَى ، وَهِشَامِ بْنِ عَمَّارٍ ، وَصَفْوَان بْنِ صَالِحٍ ، وَإِبْرَاهِيْمَ بْنِ هِشَامِ بْنِ يَحْيَى الغَسَّانِيِّ ، وَعِيْسَى بْنِ حَمَّادٍ ، وَمُحَمَّدِ بْنِ رُمْحٍ ، وَإِبْرَاهِيْمَ بْنِ الحَجَّاجِ السَّامِي ، وَعَبْدِ الوَاحِدِ بْنِ غِيَاثٍ ، وَأَبِي كَامِلٍ الْجَحْدَرِيِّ ، وَسُوَيْدِ بْنِ سَعِيْدٍ ، وَعُبَيْدِ اللهِ بْنِ مُعَاذٍ ، وَخَلْقٍ . وَهُوَ مِنْ أَقرَانِ أَبِي يَعْلَى ، وَلَكِنْ أَبُو يَعْلَى أَعْلَى إِسْنَاداً مِنْهُ وَأَقْدَمُ لِقَاءً ، فَإِنَّهُ سَمِعَ مِنْ عَلِيِّ بْنِ الْجَعْدِ . حَدَّثَ عَنْهُ : ابْنُ خُزَيْمَةَ ، وَيَحْيَى بْنُ مَنْصُوْرٍ الْقَاضِي ، وَمُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوْبَ بْنِ الأَخْرَمِ ، وَأَبُو عَلِيٍّ الْحَافِظُ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ النَّقَاشُ الْمُقْرِئُ ، وَأَبُو عَمْرٍو ابْنُ حَمْدَانَ ، وَأَبُو بَكْرٍ الإِسْمَاعِيْلِيُّ ، وَأَبُو حَاتِمٍ ابْنُ حِبَّانَ وَحَفِيْدُهُ إِسْحَاقُ بْنُ سَعْدٍ النَّسَوِيُّ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ الْهَاشِمِيُّ ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّسَوِيُّ ، وَخَلْقٌ رَحَلُوا إِلَيْهِ ، وَتَكَاثرُوا عَلَيْهِ .(1/212)
قَالَ الْحَاكِمُ : كَانَ الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ مُحَدِّثَ خُرَاسَانَ فِي عَصْرِهِ ، مُقَدَّماً فِي الثَّبْتِ ، وَالْكَثْرَةِ ، وَالْفَهْمِ ، وَالْفِقْهِ ، وَالأَدَبِ . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ بْنُ حِبَّانَ :كَانَ الْحَسَنُ مِمَّنْ رَحَلَ ، وَصَنَّفَ وَحَدَّثَ ، عَلَى تَيَقُّظٍ مَعَ صِحَّةِ الدِّيَانَةِ ، وَالصَّلاَبَةِ فِي السُّنَّةِ . مَرْتَبَتُهُ : الأُولَى تَعْدِيلاً .
4- يُوسُفُ بْنُ عِيسَى بْنِ دِينَارٍ (1) الزُّهْرِيُّ أَبُو يَعْقُوبَ الْمَرْوَزِيُّ . رَوَى عَنِ الْفَضْلِ بْنِ مُوسَى ، وَأَبِي مُعَاوِيَةَ ، وَوَكِيعٍ ، وَابْنِ عُيَيْنَةَ ، وَغَيْرهمْ . وَعَنهْ ُالْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ ، وَالتِّرْمِذِيُّ ، وَالنَّسَائِيُّ ، وَالْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ وَآخَرُونَ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ فَاضِلٌ مِنَ الْعَاشِرَةِ مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِئَتَيْنِ الْبُخَارِىُّ وَمُسْلِمٌ وَالتِّرْمِذِيُّ وَالنَّسَائِىُّ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ يُوسُفَ بْنِ عِيسَى بْنِ دِينَارٍ : ذكر اسماء التابعين ومن بعدهم (ج1/ص419/1286) ، تسمية من أخرجهم البخاري ومسلم (ج1/ص265/1999) ، التَّّعْدِيلُ وَالتَّجْرِيْحُ (ج3/ص1239) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج32/ص449/7148) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص400/6443) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج11/ص369/719) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص611/7876) .(1/213)
5- الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى (1) الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى السِّينَانِيُّ بِمُهْمَلَةٍ مَكْسُورَةٍ وَنُونَيْنِ أَبُو عَبْدِ اللهِ الْمَرْوَزِيُّ . رَوَى عَنِ الأَعْمَشِ ، وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، وَفُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ ، وَغَيْرهمْ . وَعَنْهُ إسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى الرَّازِيُّ ، وَيُوسُفُ بْنُ عِيسَى الْمَرْوَزِيُّ وَآخَرُونَ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ ثَبْتٌ وَرُبَّمَا أَغْرَبَ مِنْ كِبَارِ التَّاسِعَةِ مَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِينَ وَمِئَةٍ فِي رَبِيعٍ الأَوَّلِ الْكُتُبُ السِّتَّةُ . مَرْتَبَتُهُ : الأُولَى تَعْدِيلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ الْفَضْلِ بْنِ مُوسَى : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج7/ص117/523) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج7/ص68/390 ، تَارِيْخُ جُرْجَانَ ج1/ص535/1135) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج23/ص254/4750) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص123/4477) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج8/ص257/527 ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص447/5419) ، خُلاصَةُ تَذْهِيبِ تَهْذِيبِ الْكَمَالِ (ج1/ص309) .(1/214)
6- فُضَيْلُ بْنُ غَزْوَانَ (1) فُضَيْلُ بْنُ غَزْوَانَ بِفَتْحِ الْمُعْجَمَةِ وَسُكُونِ الزَّاي ابْنِ جَرِيرٍ الضَّبِّيُّ مَوْلاهُمْ ، أَبُو الْفَضْلِ الْكُوفِيُّ . رَوَى عَنْ أَبِي حَازِمٍ الأَشْجَعِيِّ ، وَسَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ ، وَنَافِعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ ، وَغَيْرِهِمْ . وَعَنْهُ ابْنُهُ مُحَمَّدٌ ، وَالثَّوْرِيُّ ، وَابْنُ الْمُبَارَكِ ، وَالْفَضْلُ بْنُ مُوسَى السِّينَانِيُّ وَعِدَّةٌ .
وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ مِنْ كِبَارِ السَّابِعَةِ مَاتَ بَعْدَ سَنَةِ أَرْبَعِينَ الْكُتُبُ السِّتَّةُ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيلاً .
7- سَلْمَانُ أَبُو حَازِمٍ الأَشْجَعِيُّ (2) الْكُوفِيُّ مَوْلَى عَزَّةَ الأَشْجَعِيَّةِ . جَالَسَ أَبَا هُرَيْرَةَ خَمْسَ سِنِينَ . رَوَى عَنْ مَوْلاتِهِ عَزَّةَ الأَشْجَعِيَّةِ ، وَابْنِ عُمَرَ ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ ، وَغَيْرهمْ . وَعَنْهُ الأَعْمَشُ ، وَمَنْصُورٌ ، وَفُضَيْلُ بْنُ غَزْوَانَ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ مِنْ الثَّالِثَةِ مَاتَ عَلَى رَأْسِ الْمِئَةِ الْكُتُبُ السِّتَّةُ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ فُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ : مَعْرِفَةُ الثِّقَاتِ (ج2/ص207/1487) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج7/ص74/419 ، التَّّعْدِيلُ وَالتَّجْرِيْحُ (ج3/ص1052/1231) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج23/ص301/4766) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص124/4489) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج8/ص267/543) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص448/5434) .
(2) تَرْجَمَةُ سَلْمَانَ الأَشْجَعِيِّ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج4/ص137/2240) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج4/ص297/1293) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج11/ص259 /2440) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص452/2021) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج4/ص123/235) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص246/2479) .(1/215)
8- أَبُو هُرَيْرَةَ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 19 ] .
رَابِعَاً : الْحُكْمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
هَذَا الْحَدِيثُ إسْنَادُهُ صَحِيحٌ لأَنَّ رِجَالَهُ ثِقَاتٌ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 72 }
وأخرج مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « ضِرْسُ الْكَافِرِ أو نَابُ الْكَافِرِ مِثْلُ أُحُدٍ ، وَغِلَظُ جِلْدِهِ مَسِيرَةُ ثَلاثٍ » .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي ( صَحِيحِهِ / كِتَابُ الْجَنَّةِ وَصِفَةِ نَعِيمِهَا وَأَهْلِهَا ج4/ص2189/ح2851) قَالَ : حَدَّثَنِي سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنِ الْحَسَنِ بْن صَالِحٍ عَنْ هَارُونَ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « ضِرْسُ الْكَافِرِ ، أو نَابُ الْكَافِرِ مِثْلُ أُحُدٍ ، وَغِلَظُ جِلْدِهِ مَسِيرَةُ ثَلاثٍ » .
ثَانِيَاً : مَعْنَى الْحَدِيثِ(1/216)
قَالَ الْحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ (1) : وَكَأَنَّ اِخْتِلافَ هَذِهِ الْمَقَادِيرِ مَحْمُولٌ عَلَى اِخْتِلافِ تَعْذِيبِ الْكُفَّار فِي النَّارِ . وَقَالَ الْقُرْطُبِيُّ فِي « الْمُفْهِمِ » : إِنَّمَا عَظُمَ خَلْقُ الْكَافِرِ فِي النَّارِ لِيَعْظُمَ عَذَابُهُ ، وَيُضَاعَفَ أَلَمُهُ ، ثُمَّ قَالَ : وَهَذَا إِنَّمَا هُوَ فِي حَقِّ الْبَعْضِ ، بِدَلِيلِ الْحَدِيثِ الآخَرِ « إِنَّ الْمُتَكَبِّرِينَ يُحْشَرُونَ يَوْم الْقِيَامَة أَمْثَال الذَّرّ فِي صُوَرِ الرِّجَالِ ، يُسَاقُونَ إِلَى سِجْنٍ فِي جَهَنَّمَ ، يُقَال لَهُ بُولَسُ » قَالَ : وَلا شَكَّ فِي أَنَّ الْكُفَّارَ مُتَفَاوِتُونَ فِي الْعَذَابِ كَمَا عُلِمَ مِنْ الْكِتَاب وَالسُّنَّة ، وَلأَنَّا نَعْلَمُ عَلَى الْقَطْع أَنَّ عَذَابَ مَنْ قَتَلَ الأَنْبِيَاءَ وَفَتَكَ فِي الْمُسْلِمِينَ وَأَفْسَدَ فِي الأَرْضِ لَيْسَ مُسَاوِيَاً لِعَذَابِ مَنْ كَفَرَ فَقَطْ ، وَأَحْسَنَ مُعَامَلَة الْمُسْلِمِينَ مَثَلاً .
قُلْتُ : أَمَّا الْحَدِيث الْمَذْكُورُ ، فَأَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ وَالنَّسَائِيُّ بِسَنَدٍ جَيِّدٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ ، وَلا حُجَّة فِيهِ لِمُدَّعَاهُ ، لأَنَّ ذَلِكَ إِنَّمَا هُوَ فِي أَوَّل الأَمْرِ عِنْدِ الْحَشْرِ ، وَأَمَّا الأَحَادِيثُ الأُخْرَى فَمَحْمُولَةٌ عَلَى مَا بَعْد الاسْتِقْرَار فِي النَّارِ ، وَأَمَّا مَا أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ مِنْ حَدِيثِ اِبْن عُمَرَ رَفَعَهُ « إِنَّ الْكَافِرَ لَيُسْحَبُ لِسَانُهُ الْفَرْسَخَ وَالْفَرْسَخَيْنِ يَتَوَطَّؤُهُ النَّاس » فَسَنَدُهُ ضَعِيفٌ ، وَأَمَّا تَفَاوُتُ الْكُفَّار فِي الْعَذَابِ فَلا شَكَّ فِيهِ ، وَيَدُلُّ عَلَيْهِ قَوْله تَعَالَى { إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنْ النَّارِ } .
__________
(1) فتح الباري (ج11/ص423) .(1/217)
وَقَالَ أبُو زَكَرِيَّا النَّوَوِيُّ (1) : مَسِيْرَةُ ثَلاثٍ هَذَا كُلُّهُ لِكَوْنِهِ أَبْلَغَ فِي إِيلامِهِ ، وَكُلُّ هَذَا مَقْدُورٌ للهِ تَعَالَى ، يَجِبُّ الإِيْمَانُ بِهِ ، لإِخْبَارِ الصَّادِقِ بِهِ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 73 }
وَأَخْرَجَ التِّرْمِذِيُّ وَالْبَيْهَقِيُّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « ضِرْسُ الْكَافِرِ مِثْلُ أُحُدٍ ، وَفَخِذُهُ مِثْلُ الْبَيْضَاءِ (2) ، وَمَقْعَدُهُ فِي جَهَنَّمَ كَمَا بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ ، وَغِلَظُ جِلْدِهِ اثْنَانِ وَأَرْبَعُونَ ذِرَاعَاً بِذِرَاعِ الْجَبَّارِ » .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ فِي ( السُّنَن / كِتَابُ صِفَةِ جَهَنَّمَ ، بَابُ مَا جَاءَ فِي عِظَمِ أَهْلِ النَّارِ ج4/ص703/ح 2577) قَالَ : حَدَّثَنَا عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْن مُوسَى أَخْبَرَنَا شَيْبَانُ عن الْأَعْمَشِ عن أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : « إِنَّ غِلَظَ جِلْدِ الْكَافِرِ اثْنَانِ وَأَرْبَعُونَ ذِرَاعَاً ، وَإِنَّ ضِرْسَهُ مِثْلُ أُحُدٍ ، وَإِنَّ مَجْلِسَهُ مِنْ جَهَنَّمَ كَمَا بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ » .
قَالَ أبُو عِيسَى : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ الأَعْمَشِ .
__________
(1) شرح النووي على صحيح مسلم (ج17/ص186) .
(2) البيضاء : قيل هو اسم جبل (النهاية في غريب الأثر ج1/ص173 ، لسان العرب ج7/ص128 ، تاج العروس ج18/ص269) .(1/218)
وأَخْرَجَهُ الْبَيْهَقِيّ فِي ( الْبَعْثِ وَالنُّشُورِ ج1/ص301/ح621) مِنْ طَرِيقِ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَلَفْظُهُ قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « ضِرْسُ الْكَافِرِ مِثْلُ أُحُدٍ ، وَفَخِذُهُ مِثْلُ الْبَيْضَاءِ ، وَمَقْعَدُهُ مِنَ النَّارِ كَمَا بَيْنَ قُدَيْدٍ وَمَكَّةَ وَكَثَافَةُ جِلْدِهِ اثْنَانِ وَأَرْبَعُونَ ذِرَاعَاً بِذِرَاعِ الْجَبَّارِ » . قَالَ أَحْمَدُ بْنُ الْخَلِيلِ ( أَحَدُ رُوَاةِ الْحَدِيثِ ) : أَرَادَ بِهِ وَاللهُ أعْلَمُ التَّعْظِيمَ وَالتَّهْوِيلَ بِإِضَافَتِهِ إِلَى الْجَبَّارِ ، أَوْ أَرَادَ جَبَّارَاً مِنَ الْجَبَابِرَةِ الْمَخْلُوقَةِ .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
وأَخْرَجَهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَد فِي ( زَوَائِدِ الزُّهْدِ ج2/ص537/10944) قَالَ : ثَنَا حَسَنٌ ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلِمَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : « ضِرْسُ الْكَافِرِ مِثْلُ أُحُدٍ ، وَفَخِذُهُ مِثْلُ الْبَيْضَاءِ ، وَمَقْعَدُهُ مِنَ النَّارِ كَمَا بَيْنَ قُدَيْدٍ إِلَى مَكَّةَ ، وَكَثَافَةُ جِلْدِهِ اثْنَانِ وَأَرْبَعُونَ ذِرَاعَاً بِذِرَاعِ الْجَبَّارِ » .
وأَخْرَجَهُ أَيْضَاً (ج2/ص/ 334/8391) مِنْ طَرِيقِ أَبِي النَّضْرِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ بِمِثْلِهِ . وأَخْرَجَهُ الْحَاكِمُ فِي ( الْمُسْتَدْرَكِ / كِتَابُ الأَهْوَالِ ج4/ص637/ح8760) مِنْ طَرِيقِ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ ، وَلَفْظُهُ ، قَالَ : « إِنَّ غِلَظَ جِلْدِ الْكَافِرِ اثْنَانِ وَأَرْبَعُونَ ذِرَاعَاً بِذِرَاعِ الْجَبَّارِ ، وَضِرْسُهُ مِثْلُ أُحُدٍ » .(1/219)
وَقَالَ الْحَاكِمُ : هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ .
مِمَّا سَبَقَ يُتَبَيَّنُ : أَنَّ زِيَادَتَيْ « وَكَثَافَةُ جِلْدِهِ اثْنَانِ وَأَرْبَعُونَ ذِرَاعاً بِذِرَاعِ الْجَبَّار ِ» ، « وَفَخِذُهُ مِثْلُ الْبَيْضَاءِ » لَمْ يُخَرِّجْهَا التِّرْمِذِيُّ ، وَلَكِنْ خَرَّجَهَا أَحْمَدُ وَالْحَاكِمُ وَالْبَيْهَقِيُّ . وَلِذَلِكَ سَنَدْرُسُ سَنَدَهَا .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ ( إِسْنَادُ التِّرْمِذِيِّ )
1- عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ (1) عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَاتِمٍ بْنِ وَاقِدٍ الدُّورِيُّ أَبُو الْفَضْلِ الْبَغْدَادِيُّ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ خَوَارِزْمِيُّ الأَصْلِ . رَوَى عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَامِرٍ الضَّبَعِيُّ ، وَعُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى ، وَيُونُسِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُؤَدِّبُ وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ . وَعَنْهُ الأَرْبَعَةُ ، وَيَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ وَهُوَ مِنْ أَقْرَانِهِ ، وَخَلْقٌ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ حَافِظٌ مِنَ الْحَادِيَةَ عَشَرَةَ مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَسَبْعِينَ وَقَدْ بَلَغَ ثَمِانَيَاً وَثَمَانِينَ سَنَةً الأَرْبَعَةُ .
مَرْتَبَتُهُ : الأُولَى تَعْدِيلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ عَبَّاسِ بْنِ مُحَمَّدٍ الدُّورِيِّ : تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج14/ص245/4314) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص536/2609) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج5/ص113/2264) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص294/3189) .(1/220)
2- عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى (1) عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى بْنِ أَبِي الْمُخْتَارِ ، وَاسْمُهُ بَاذَامُ الْعَبْسِيُّ مَوْلاهُمُ الْكُوفِيُّ أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَافِظُ . رَوَى عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ ، وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، وَشَيْبَانَ ، وَمُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ الرَّبَذِيِّ وَطَائِفَةٍ . وَعَنْهُ الْبُخَارِيُّ ، وَعَبَّاسٌ الدُّورِيُّ وَآخَرُونَ . وَقَالَ الذَّهَبِيُّ : الْحَافِظُ أَحَدُ الأَعْلامِ عَلَى تَشَيُّعِهِ وَبِدْعَتِهِ ثِقَةٌ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ ، كَانَ يَتَشَيَّعُ مِنَ التَّاسِعَةِ مَاتَ سَنَةَ ثَلاثَ عَشَرَةَ وَمِئَتَيْنِ عَلَى الصَّحِيحِ الْكُتُبُ السِّتَّةُ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيلاً .
3- شَيْبَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ التَّمِيمِيُّ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 41 ] . ثِقَةٌ صَاحِبُ كِتَابٍ .
4- الأَعْمَشُ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 7 ] . وَهُوَ إمَامٌ ثِقَةٌ لَكِنَّهُ يُدَلِّسُ .
5- ذَكْوَانُ السَّمَّانُ الزَّيَّاتُ الْمَدَنِيُّ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 15 ] . ثِقَةٌ ثَبْتٌ .
6- أَبُو هُرَيْرَةَ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 19 ] .
رَابِعَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ أَحْمَدَ
1- الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى الأَشْيَبُ أَبُو عَلِيٍّ الْبَغْدَادِيُّ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 14 ] . ثِقَةٌ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ مُوسَى : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج5/ص401/1293) ، مَعْرِفَةُ الثِّقَاتِ (ج2/ص114/1171) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج5/ص334 /1582) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص687/3593) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج7/ص46/97 ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص375/4345) .(1/221)
2- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ (1) الْقُرَشِيُّ الْعَدَوِيُّ الْمَدَنِيُّ مَوْلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ . رَوَى عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، وَأَبِي حَازِمٍ سَلَمَةَ بْنِ دِينَارٍ ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَجْلانَ ، وَعِدَّةٍ . رَوَى عَنْهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ وَعَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ ، وَأَبُو النَّضْرِ هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ . قَالَ عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ عَنْ يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ : فِي حَدِيثِهِ عِنْدِي ضَعْفٌ ، وَقَدْ حَدَّثَ عَنْهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ ، فَحَسْبُهُ أَنْ يُحَدِّثَ عَنْهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ : فِيهِ لِيِّنٌ يُكْتَبُ حَدِيثُهُ ، وَلا يُحْتَجُّ بِهِ . وَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ ابْنُ عَدِيٍّ : وَبَعْضُ مَا يَرْوِيهِ مُنْكَرٌ لا يُتَابَعُ عَلَيْهِ ، وَهُوَ فِي جُمْلَةِ مَنْ يُكْتَبُ حَدِيثُهُ مِنَ الضُّعَفَاءِ . وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ : لا يَجُوزُ الاحْتِجَاجُ بِخَبَرِهِ إِذَا انْفَرَدَ مَعَ فُحْشِ الْخَطَأِ .
وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : صَدُوقٌ يخطئُ مِنَ السَّابِعَةِ الْبُخَارِىُّ وَأَبُو دَاوُدَ والترمذى وَالنَّسَائِىُّ .
مَرْتَبَتُهُ : الرَّابِعَةُ تَعْدِيلاً .
3- زَيْدُ بْنُ أَسْلِمَ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 67 ] .
4- عَطَاءُ بْنُ يَسَارٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 67 ] .
__________
(1) تَرْجَمَةُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج5/ص316/999) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج5/ص254/1204) ، المجروحين (ج2/ص51/587) ، الضعفاء الكبير (ج2/ص339/936) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج17/ص208/3866) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص632/3234) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص344/3913) .(1/222)
5- أَبُو هُرَيْرَةَ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 19 ] .
خَامِسَاً : الْحُكْمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
هَذَا الْحَدِيثُ إسْنَادُهُ صَحِيحٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ .
وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ (ج4/ص703/ح 2577) : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ الأَعْمَشِ .
وَقَالَ الْحَاكِمُ : هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ .
وَأَمَّا رِوَايَةُ أَحْمَدَ فَإِسْنَادُهَا حَسَنٌ ، لأَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ صَدُوقٌ يَهِمُ .
وَصَحَّحَهُ الأَلْبَانِيُّ فِي ( تَعْلِيقِهِ عَلَى الْجَامِعِ الصَّغِيْرِ وَزِيَادَتِهِ1/288/ح3877) و ( تَعْلِيقِهِ عَلَى مِشْكَاةِ الْمَصَابِيحِ 2/233/ح5675) .
سَادِسَاً : مَعْنَى الْحَدِيثِ(1/223)
قَالَ الْحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ (1) : أَخْرَجَهُ الْبَيْهَقِيُّ وَقَالَ : أَرَادَ بِذَلِكَ التَّهْوِيلَ يَعْنِي بِلَفْظِ الْجَبَّارِ » ، قَالَ : وَيَحْتَمِل أَنْ يُرِيدَ جَبَّارَاً مِنْ الْجَبَابِرَة إِشَارَة إِلَى عَزْمِ الذِّرَاعِ . وَجَزَمَ اِبْنُ حِبَّانَ لِمَا أَخْرَجَهُ فِي صَحِيحِهِ بِأَنَّ الْجَبَّارَ مَلِكٌ كَانَ بِالْيَمَنِ ، وَفِي مُرْسَلِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ عِنْدَ اِبْنِ الْمُبَارَكِ فِي الزُّهْدِ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ « وَكَثَافَةُ جِلْدِهِ سَبْعُونَ ذِرَاعَاً » ، وَهَذَا يُؤَيِّدُ الاحْتِمَالَ الأَوَّلَ لأَنَّ السَّبْعِينَ تُطْلَقُ لِلْمُبَالَغَةِ . وَلِلْبَيْهَُقِيِّ مِنْ طَرِيقِ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ « وَفَخِذُهُ مِثْلُ وَرِقَانَ ، وَمَقْعَدُهُ مِثْلُ مَا بَيْنَ الْمَدِينَةِ وَالرَّبَذَةِ » ، وَأَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ وَلَفْظه « بَيْن مَكَّة وَالْمَدِينَة » ، وَوَرْقَانُ بِفَتْحِ الْوَاوِ وَسُكُونِ الرَّاءِ بَعْدَهَا قَافٌ جَبَلٌ مَعْرُوفٌ بِالْحِجَازِ .
وَقَالَ الْعِينِيُّ (2) مِثْلَ مَقَالِ ابْنِ حَجَرٍ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 74 }
وَأَخْرَجَ أَحْمَدُ وَالتِّرْمِذِيُّ وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ وَالْبَيْهَقِيُّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « ضِرْسُ الْكَافِرِ يوم الْقِيَامَةِ (3) مِثْلُ أُحُدٍ ، وَعَرْضُ جِلْدِهِ سَبْعُونَ ذِرَاعَاً ، وَفَخِذُهُ مِثْلُ وَرِقَانَ (4) ، وَمَقْعَدُهُ مِنَ النَّارِ مِثْلُ مَا بَيْنَي وَبَيْنَ الرَّبَذَةِ » .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
__________
(1) فتح الباري (ج11/ص423) .
(2) عمدة القاري (ج23/ص121) .
(3) فِى المخطوطة (ز) فى النار
(4) فى المخطوطة (أ) ، (ب) زادتا وعضده مثل البيضاء(1/224)
أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ فِي ( مُسْنَدِهِ ج2/ص328/ح8327) فَقَالَ : ثَنَا رِبْعِيُّ بْنُ إبْرَاهِيم قَالَ ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « ضِرْسُ الْكَافِرِ يوم الْقِيَامَةِ مِثْلُ أُحُدٍ ، وَعَرْضُ جِلْدِهِ سَبْعُونَ ذِرَاعَاً ، وَفَخِذُهُ مِثْلُ وَرِقَانَ ، وَمَقْعَدُهُ مِنَ النَّارِ مِثْلُ مَا بَيْنَي وَبَيْنَ الرَّبَذَةِ » .
وأَخْرَجَهُ الْحَاكِمُ فِي ( مُسْتَدْرَكِهِ / كِتَابُ الأَهْوَالِ ج4/ص637/ح8759) ، وَمِنْ طَرِيقِهِ الْبَيْهَقِيُّ ( الْبَعْثِ وَالنُّشُورِ ج1/ص302/ح624) كِلاهُمَا مِنْ طَرِيقِ بِشْرِ بْنِ الْمُفَضَّلِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ بِهِ .
وَقَالَ الْحَاكِمُ : هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ بِهَذِهِ السِّيَاقَةِ ، إِنَّمَا اتَّفَقَا عَلَى ذِكْرِ ضِرْسِ الْكَافِرِ فَقَطْ .
وأَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ فِي ( سُنَنِهِ / كِتَابُ جَهَنَّمَ ، بَابُ مَا جَاءَ فِي عِظَمِ أَهْلِ النَّار ج4/ص703/ح2578) مِنْ طَرِيقِ صَالِحٍ مَوْلَى التَّوْأَمَةِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ مَرْفُوعَاً بِلَفْظِ : « ضِرْسُ الْكَافِرِ يوم الْقِيَامَةِ مِثْلُ أُحُدٍ ، وَفَخِذُهُ مِثْلُ الْبَيْضَاءِ ، وَمَقْعَدُهُ من النَّارِ مَسِيرَةُ ثَلاثٍ مِثْلُ الرَّبَذَةِ » .
قَالَ أَبُو عِيسَى : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ ، وَمِثْلُ الرَّبَذَةِ كَمَا بَيْنَ الْمَدِينَةِ وَالرَّبَذَةِ ، وَالْبَيْضَاءُ جَبَلٌ مِثْلُ أُحُدٍ .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ(1/225)
أَخْرَجَهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ فِي ( الزُّهْدِ ج2/ص87/ح304) مِنْ طَرِيقِ سَعِيدِ بْنِ أَبِى هِلالٍ عَنِ الْمَقْبُرِيِّ بِهِ ، وَزَادَ « وَجَنْبَاهُ مِثْلُ وَرِقَانَ ، وَبَطْنُهُ مِثْلُ إِضْمٍ (1) » .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
1- ربْعِيُّ بْنُ عُلَيَّةَ بْنُ إبْرَاهِيمَ (2) رِبْعِيُّ بْنُ عُلَيَّةَ وَهُوَ ابْنُ إبْرَاهِيم ، أَخُو إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُلَيَّةَ ، وَعُلَيَّةُ أُمُّهُ . رَوَى عَنْ يُونَسَ ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ . رَوَى عَنْهُ أَبُو خَيْثَمَةَ ، وَحَمَّادُ بْنُ زَاذَانَ ، وَعُمَرُ بْنُ يَزِيدَ السَّيَّارِيُّ ، وَأَهْلُ الْبَصْرَةِ . قَالَ ابْنُ مَهْدِيٍّ : كَنَّا نَعُدُّ رِبْعِيَّ بْنَ عُلَيَّةَ أَخَا إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُلَيَّةَ مِنْ بَقَايَا شُيُوخِنَا . وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ : هُوَ ثِقَةٌ مَأْمُونٍ . وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ : مِنْ أَهْلِ الثِّقَاتِ . مَرْتَبَتُهُ : الأُولَى تَعْدِيلاً .
__________
(1) إضم : قال الجوهرى أضم بالكسر جبل إضم جبل لأشجع وجهينة وقيل موضع . ( لسان العرب ج12/ص19 ، معجم ما استعجم ج1/ص166) .
(2) تَرْجَمَةُ رِبْعِيِّ بْنِ عُلَيَّة بْنِ إِبْرَاهِيمَ : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج3/ص509/2311) ، الثِّقَاتُ (ج8/ص244/13245) .(1/226)
2- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ (1) عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ الْقُرَشِيُّ مَوْلاهُمْ ، وَيُقَالُ الثَّقَفِيُّ الْمَدَنِيُّ ، وَيُقَالُ لَهُ : عَبَّادُ بْنُ إِسْحَاقَ نَزَلَ الْبَصْرَةَ . ورَوَى عَنْ أَبِيهِ ، وَسَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ ، وَأَبِي الزِّنَادِ ، وَعَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ . وَعَنْهُ يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ ، وَبِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ ، وَإِسْمَاعِيلُ وَرِبْعِيُّ ابْنَا عُلَيَّةَ ، وَجَمَاعَةٌ . قَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ : سَأَلْتُ عَنْهُ بِالْمَدِينَةِ فَلَمْ يَحْمَدُوهُ . قَالَ ابْنُ الْجَوْزِىِّ : إِنَّمَا لَمْ يَحْمَدُوهُ فِي مَذْهَبِهِ فَإِنَّهُ كَانَ قَدَرِيَّاً فَنَفَوْهُ مِنَ الْمَدِينَةِ ، فَأَمَّا رُوايَاتُهُ فَلا بَأْسَ بِهَا . قَالَ أَحْمَدُ ويَحْيَى بْنُ مَعِينٍ : هُوَ صَالِحُ الْحَدِيثِ عَلَى أَنَّهُ قَدْ رَوَى أَحَادِيثَ مُنْكَرَةً . قَالَ الْبُخَارِيُّ : هُوَ مُقَارَبُ الْحَدِيثِ . وَقَالَ أبُو دَاوُدَ : هُوَ ثِقَةٌ وَقَالَ النَّسَائِيُّ : لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ . وَقَالَ ابْنُ خُزَيْمَةَ : لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ . قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ : فِي بَعْضِ حَدِيثِهِ مَا لا يُتَابَعُ عَلَيهِ . وذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج5/ص258/834) ، مَعْرِفَةُ الثِّقَاتِ (ج2/ص72/1017) ، الضعفاء الكبير (ج2/ص321/910) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج5/ص212/1000) ، الثِّقَاتُ (ج7/ص86/9125) ، الْكَامِلُ فِي الضُّعَفَاءِ (ج4/ص300 /1128) ، تاريخ أسماء الثِّقَاتُ (ج1/ص147/808) ، الضعفاء والمتروكين لابْنِ الَجَوْزِيِّ ، الْكَاشِفُ (ج1/ص620/3138) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج6/ص125/285) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص336/3800) .(1/227)
وَقَالَ السَّاجِيُّ : صَدُوقٌ يرمي . وَحَكَى التِّرْمِذِيُّ فِي الْعِلَلِ عَنِ الْبُخَارِيِّ أَنَّهُ وَثَّقَهُ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : صَدُوقٌ رُمِيَ بِالْقَدَرِ مِنَ السَّادِسَةِ الْبُخَارِىُّ فِى الأَدَبِ الْمُفْرَدِ وَمُسْلِمٌ وَالأَرْبَعَةُ .
مَرْتَبَتُهُ : الرابعة تَعْدِيلاً .(1/228)
3- سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيُّ (1) سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ ، وَاسْمُهُ كَيْسَانَ الْمَقْبُرِيُّ أَبُو سَعْدٍ الْمَدَنِيُّ وَكَانَ أَبُوهُ مُكَاتَبَاً لامْرَأةٍ مِنْ بَنِي لَيْثٍ ، وَالْمَقْبُرِيُّ نِسْبَةً إِلَى مَقْبُرَةٍ بِالْمَدِينَةِ كَانَ مُجَاوِرَاً لَهَا . رَوَى عَنْ سَعْدٍ ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ ، وَأَبِي سَعِيدٍٍ ، وَعَائِشَةَ ، وَأُمِّ سَلَمَةَ ، وَغَيْرهمْ . رَوَى عَنْهُ مَالِكٌ ، وَابْنُ إِسْحَاقَ ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأنْصَارِيُّ ، وَاللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ وَجَمَاعَةٌ . أَثْبَتُ النَّاسِ فِيهِ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ . وَمَا كَانَ مِنْ حَدِيثِهِ مُرْسَلاً عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، فَإِنَّهُ لا يَضُرُّ لأَنَّ أَبَاهُ الْوَاسِطَةُ . قَالَ الْحَافِظُ الذَّهَبِيُّ : مَا أَجَدُ أَنَّ أَحَدَاً أَخَذَ عَنْهُ فِي الاخْتِلاطِ . قَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ مِنَ الثَّالِثَةِ تَغَيَّرَ قَبْلَ مَوْتِهِ بِأَرْبَعِ سِنِينَ ، وَرِوَايَتُهُ عَنْ عَائِشَةَ وَأُمِّ سَلَمَةَ مُرْسَلَةٌ مَاتَ فِي حُدُودِ الْعِشْرِينَ وَمِئَةٍ ، وَقِيلَ قَبْلَهَا ، وَقِيلَ بَعْدَهَا الْكُتُبُ السِّتَّةُ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيلاً .
4- أَبُو هُرَيْرَةَ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج3/ص474/1585) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج4/ص57/251) ، الثِّقَاتُ (ج4 /ص284/2926) ، مَشَاهِيْرُ الأَمْصَارِ (ج1/ص81/587) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص437/1896) ، جَامِعُ التَّحْصِيلِ (ج1/ص184 /243) ، المختلطين (ج1/ص39/17) ، تُحْفَةُ التَّحْصِيلِ فِي ذِكْرِ رُوَاةِ الْمَرَاسِيلِ (ج1/ص127) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج4/ص34/61) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص236/2321) ، مَنْ رُمِيَ بِالاخْتِلاطِ (ج1/ص58/34) .(1/229)
رَابِعَاً : الْحُكْمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
هَذَا الْحَدِيثُ إسْنَادُهُ حَسَنٌ لأَنَّ فِيهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ ، وَهُوَ صَدُوقٌ .
وَقَالَ الْحَاكِمُ (ج4/ص637/ح8759) : هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ بِهَذِهِ السِّيَاقَةِ ، إِنَّمَا اتَّفَقَا عَلَى ذِكْرِ ضِرْسِ الْكَافِرِ فَقَطْ .
وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ (ج4/ص703/ح2578) : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ .(1/230)
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 75 }
وأَخْرَجَهُ الْحَاكِمُ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَوْقُوفَاً ، وَفِيهِ : وَبَطْنُهُ مِثْلُ إِضْمٍ .
- - الله - -
أولاً : تَخْرِيْجُ الأَثَرِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ الْحَاكِمُ فِي ( مُسْتَدْرَكِهِ / كِتَابُ الأَهْوَالِ ج4/ص638/ح8761) قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ثَنَا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي عَمْرُو بنُ الْحَارِثِ عَنْ أَبِي هِلالٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - يَقُولُ : إِنَّ ضِرْسَ الْكَافِرِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِثْلُ أُحُدٍ ، وَرَأْسَهُ مِثْلُ الْبَيْضَاءِ ، وَفَخِذُهُ مِثْلُ وَرْقَانَ ، وَغِلَظُ جِلْدِهِ سَبْعُونَ ذِرَاعَاً ، وَإِنَّ مَجْلِسَهُ فِي النَّارِ كَمَا بَيْنَ الْمَدِينَةِ وَالرَّبَذَةِ ، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : وَكَانَ يُقَالُ : بَطْنُهُ مِثْلُ بَطْنِ إِضْمٍ .
هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ لِتَوْقِيفِهِ عَلَى أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - .
ثَانِيَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الأَثَرِ
1- مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ يُوسُفَ بْنِ مَعْقَلِ بْنِ سِنَانٍ الإِمَامُ الْمُحَدِّثُ ، مُسْنِدُ أَصْبَهَانَ ، أَبُو الْعَبَّاسِ الأُمَوِيُّ مَوْلاهُمْ ، النَّيْسَابُورِيُّ الأَصَمُّ ، وَلَدُ الْمُحَدِّثِ الْحَافِظِ أَبِي الْفَضْلِ الْوَرَّاقُ . سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 58 ] .
2- بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 58 ] .
3- عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 30 ] . صَدُوقٌ ثِقَةٌ ، وَكَانَ مِنَ الْعُبَّادِ .(1/1)
4- عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 39 ] . وَكَانَ مِنْ أَهْلِ الضَّبْطِ وَالإِتْقَانِ وَالْوَرَعِ فِي السِّرِّ وَالإِعْلانِ .
5- سَعِيدُ بْنُ أَبِي هِلالٍ (1) سَعِيدُ بْنُ أَبِى هِلالٍ اللَّيْثِيُّ . رَوَى عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِى سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ ، وَزَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، وَالزُّهْرِيِّ ، وَمُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ ، وَنُعَيْمٍ الْمُجَمِّرِ ، وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ . رَوَى عَنْهُ الْمَدِنِّيونُ ، وَأَهْلِ مِصْرَ : اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ ، وَخَالِدُ بْنُ يَزِيدَ ، وَهِشَامُ بْنُ سَعْدٍ وَيَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ . قَالَ أَبُو حَاتِمٍ : لا بَأْسَ بِهِ . وذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ . مَاتَ سَنَةَ تسع وأربعين ومائة . مَرْتَبَتُهُ : الثَّالِثَةِ تَعْدِيلاً .
6- سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيُّ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 74 ] . مِنَ الثِّقَاتِ .
7- أَبُو هُرَيْرَةَ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 19 ] .
ثَالِثَاً : الْحُكْمُ عَلَى إِسْنَادِ الأَثَرِ
هَذَا الأَثَرُ إِسْنَادُهُ صَحِيحٌ لأَنَّ رِجَالَهُ ثِقَاتٌ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 76 }
وَأَخْرَج أَحْمَدُ وَالطَّبَرَانِيُّ وَالْبَيْهَقِيُّ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : « يَعْظُمُ أَهْلُ النَّارِ فِي النَّارِ حَتَّى إِنَّ بَيْنَ شَحْمَةِ أُذُنِ أَحَدِهِمْ إلَى عَاتِقِهِ مَسِيرَةَ سَبْعِمِائَةِ عَامٍ ، وَإِنَّ غِلَظَ جِلْدِهِ سَبْعُونَ ذِرَاعاً ، وَإِنَّ ضِرْسَهُ مِثْلُ أُحُدٍ » .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
__________
(1) تَرْجَمَةُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلالٍ : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج4/ص71/301) ، الثِّقَاتُ (ج6/ص374/8165) .(1/2)
أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ فِي ( مُسْنَدِهِ ج2/ص26/4800) قال : ثَنَا وَكِيعٌ حَدَّثَنِي أَبُو يَحْيَى الطَّوِيلُ عَنْ أَبِي يَحْيَى الْقَتَّاتِ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : « يَعْظُمُ أَهْلُ النَّارِ فِي النَّارِ حَتَّى إِنَّ بَيْنَ شَحْمَةِ أُذُنِ أَحَدِهِمْ إلَى عَاتِقِهِ مَسِيرَةَ سَبْعِمِائَةِ عَامٍ ، وَإِنَّ غِلَظَ جِلْدِهِ سَبْعُونَ ذِرَاعاً ، وَإِنَّ ضِرْسَهُ مِثْلُ أُحُدٍ » .
وأَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي ( مُعْجَمِهِ الْكَبِيْرِ ج12/ص402/13482) ، و ( الأوسط ج3/ص41/2410) مِنْ طَرِيقِ عِمرَانَ بْنِ زَيْدٍ عَنْ أَبِى يَحْيَى الْقَتَّاتِ بِهِ . وَقَالَ : لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ أَبِي يَحْيَى إِلاَّ عِمْرَانُ .
وأَخْرَجَهُ الْبَيْهَقِيّ فِي الْبَعْثِ وَالنُّشُورِ (ج1/ص303/ح625،626،627) مِنْ طَرِيقِ عِمْرَانَ بْنِ زَيْدٍ عَنْ أَبِى يَحْيَى الْقَتَّاتِ بِهِ .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ فِي ( مُسْنَدِهِ ج1/ص257/808) ، وَابْنُ أبِى شَيْبَةَ فِي ( مُصَنَّفِهِ ج7/ص53 /34153) كِلاهُمَا مِنْ طَرِيقِ أَبِى يَحْيَى الطَّوِيلِ عَنْ أَبِي يَحْيَى الْقَتَّاتِ بِهِ . لَكِنْ لَفْظُ ابْنِ أَبِى شَيْبَةَ هُوَ « إِنَّ أَهْلَ النَّارِ يَعْظُمُونَ فِي النَّارِ حَتَّى يَصِيْرَ أَحَدُهُمْ مَسِيْرَةَ كَذَا وَكَذَا ، وَإِنَّ ضِرْسَ أَحَدِهِمْ لَمِثْلَ أُحُدٍ » .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
1- وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 20 ] .(1/3)
2- عِمْرَانُ بْنُ زَيْدٍ أَبُو يَحْيَى (1) عِمْرَانُ بْنُ زَيْدٍ التَّغْلِبِيُّ أَبُو يَحْيَى الْبَصْرِيُّ ، وَيُقَالُ الْكُوفِيُّ الْمُلائِيُّ بِضَمِّ الْمِيمِ وَتَخْفِيفِ اللامِ الطَّوِيلُ . رَوَى عَنْ أَبِى يَحْيَى الْقَتَّاتِ ، وَزَيْدٍ الْعَمِّيِّ ، وَأَبِي حَازِمٍ الأَعْرَجِ . وَعَنْهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ ، ووكيع ، وأبو النضر ، وغيرهم . قَالَ الدُّورِيُّ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ : لَيْسَ يُحْتَجُّ بِحَدِيثِهِ . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ : يُكْتَبُ حَدِيثُهُ وَلَيْسَ بِالْقَوِيِّ . وذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ . وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ : بَصْرِيٌّ قَلِيلُ الْحَدِيثِ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : لَيِّنٌ مِنَ السَّابِعَةِ التِّرْمِذِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ . مَرْتَبَتُهُ : الأُولَى تَجْرِيْحَاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ عِمْرَانَ بْنِ زَيْدٍ أَبِي يَحْيَى : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج6/ص424/2865) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج6/ص298/1652) ، الْكَامِلُ فِي الضُّعَفَاءِ ج5/ص89/1266) ، الضُّعَفَاءُ وَالْمَتْرُوكِينَ لابْنِ الْجَوْزِيِّ (ج2/ص220/2529) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص93/4266) ، الْمُقْتَنَى فِي سَرْدِ الْكُنَى (ج2/ص146/6658) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج8/ص117/228 ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص429/5156) .(1/4)
5- أَبُو يَحْيَى الْقَتَّاتِ (1) أَبُو يَحْيَى الْقَتَّاتِ الْكُوفِيُّ بِقَافٍ وَمُثَنَّاةٍ مُثَقَّلَةٍ وَآخِرُهُ مُثَنَّاةٍ أَيْضَاً ، صَاحِبُ الْقَتِّ اسْمُهُ زَاذَانُ ، وَقِيلَ : دِينَارٌ ، وَقِيلَ : عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ دِينَارٍ ، وَقِيلَ : مُسْلِمٌ . رَوَى عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ وعطاء بْن أَبِي رباحٍ ، وَمُجَاهِدِ بْنِ جَبْرٍ الْمَكِّيِّ . رَوَى عَنْهُ إسْرَائِيلُ بْنُ يُونُسَ ، وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ ، وَسُلَيْمَانُ الأَعْمَشُ ، وَأَبُو يَحْيَى الطَّوِيلُ . قَالَ ابْنُ مَعِينٍ : فِي حَدِيثِهِ ضَعْفٌ ، هُوَ فِي الْكُوفِيِّينَ مِثْلُ ثَابِتٍ فِي الْبَصْرِيِّينَ . وَقَالَ النَّسَائِيُّ : لَيْسَ بِالْقَوِيِّ . قَالَ عَبْدُ الله بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ عَنْ أَبِيهِ : كَانَ شَرِيكٌ يُضَعِّفُ أَبَا يَحْيَى الْقَتَّاتِ . وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الأَثْرَمُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ : رَوَى عَنْهُ إسْرَائِيلُ أَحَادِيثَ كَثِيْرَةً مَنَاكِيْرَ جِدَّاً . وَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ ابْنُ عَدِيٍّ : وَفِي حَدِيثِهِ بَعْضُ مَا فِيهِ إِلاَّ أَنَّهُ يُكْتَبُ حَدِيثُهُ . وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ : وَفِيهِ ضَعْفٌ . وَقَالَ الأَزْدِيُّ : مَتْرُوكٌ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : لَيِّنُ الْحَدِيثِ مِنَ السَّادِسَةِ الْبُخَارِيُّ فِى الأَدَبِ الْمُفْرِدِ وَالتِّرْمِذِيُّ وَأَبُو دَاوُدَ وَابْنُ مَاجَهْ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ أَبِى يَحْيَى الْقَتَّاتِ : طبقات ابن سعد (ج6/ص339) ، الضعفاء للنسائي (ج1/ص116/672) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج3/ص432/1965) ، الْكَامِلُ فِي الضُّعَفَاءِ ج3/ص237/729) ، الضعفاء الكبير (ج2/ص329/925) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج34/ص401/7699 ، الْمُغْنِي فِي الضُّعَفَاءِ (ج1/ص224/2058) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص471/6895) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص684/8444) .(1/5)
مَرْتَبَتُهُ : الأُولَى تَجْرِيْحَاً . ...
6- مُجَاهِدُ بْنُ جَبْرٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 7 ] .
7- عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 62 ] .
رَابِعَاً : الْحُكْمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
هَذَا الْحَدِيثُ إسْنَادُهُ ضعيفٌ لِحَالِ أَبِى يَحْيَى الطَّوِيلِ ، وَأَبِي يَحْيَى الْقَتَّاتِ ، فَهُمَا ضَعِيفَانِ .
وَقَالَ الْهَيْثَمِيُّ فِي ( مَجْمَعِ الزَّوَائِدِ ج10/ص391) : رَوَاهُ أَحْمَدُ وَالطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيْرِ وَالأَوْسَطِ ، وَفِي أَسَانِيدِهِمْ أَبُو يَحْيَى الْقَتَّاتِ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ ، وَفِيهِ خِلافٌ ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ أَوْثَقُ مِنْهُ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 77 }
وَأَخْرَجَ التِّرْمِذِيُّ وَالْبَيْهَقِيُّ وَهَنَّادٌ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « إِنَّ الْكَافِرَ لَيُجَرُّ لِسَانُهُ فِي سِجِّينٍ (1) يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَتَوَاطَؤُهُ (2) النَّاسُ » . وَلَفْظُ التِّرْمِذِيِّ : « الْفَرْسَخُ (3) وَالْفَرْسَخَيْنِ » .
- - الله - -
__________
(1) السجين : هو فعيل من السجن الحبس ، اسم لجهنم بإزاء عليين وزيد لفظه تنبيها على زيادة معناه وقيل هو اسم للأرض السابعة ، ويقال سجين صخرة تحت الأرض السابعة(تذكرة الأريب في تفسير الغريب ج2/ص278 ، التبيان في تفسير غريب القرآن ج1/ص454 ، المفردات في غريب القرآن ج1/ص225 ، النِّهَايَةُ فِي غَريبِ الأَثَرِ ج2/ص344) .
(2) فى المحطوطة (أ) توطاؤه .
(3) الفرسخ : وهو ثلاثة أميال وأصله الشيء الدائم الكثير ، وقيل أصله السكون ، سمي بذلك لأن صاحبه إذا مشى قعد واستراح من ذلك كأنه سكن وهو واحد الفراسخ فارسي معرب(مشارق الأنوار ج2/ص153 ، العين ج4/ص332 ، القاموس المحيط ج1/ص1369 ، المصباح المنير ج2/ص468 ، لسان العرب ج3/ص44) .(1/6)
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ هَنَّادٌ فِي ( الزُّهْدِ ج1/ص189/ح301) ، وَعَنْهُ التِّرْمِذِيُّ فِي ( سُنَنِهِ / كِتَابُ صِفَةِ جَهَنَّمَ ، بَابُ مَا جَاءَ فِي عِظَمِ أَهْلِ النَّارِ ج4/ص704/ح2580) قَالَ : حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ أَبِي الْمُخَارِقِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « إِنَّ الْكَافِرَ لَيُسْحَبُ لِسَانُهُ الْفَرْسَخَ وَالْفَرْسَخَيْنِ ، يَتَوَطَّؤُهُ النَّاسُ » .
وَخَالَفَهُ مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيُّ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ يَزِيدَ ، فَقَالَ : عَنِ أبِي الْعَجْلانِ الْمُحَارِبِيِّ عَنِ ابْنِ عُمَرَ .
قَالَ الْبَيْهَقِيُّ فِي ( الْبَعْثِ وَالنُّشُورِ ج1/ص302/ح622) و ( شُعَبِ الإِيْمَانِ ج1/ص353/394) : أَخْبَرَنَا أبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ثَنَا أبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَالَوَيْهِ إِمْلاءً ثَنَا أبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ مربع بِبَغْدَادَ ثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ ثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيُّ ثَنَا الْفَضْلُ بْنُ يَزِيدَ الثَّمَالِيِّ عَنْ أبِي الْعَجْلانِ الْمُحَارِبِيِّ سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « إِنَّ الْكَافِرَ لَيُجَرُّ لِسَانُهُ فِي سِجِّينٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، يَتَوَطَّؤُهُ النَّاسُ » . قَالَ أَبُو بَكْرٍ مربع الْحَافِظُ : لَيْسَ عَنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - بِهِذَا الإِسْنَادِ إِلاَّ هَذَا الْحَدِيثَ ، وَاللهُ أَعْلَمُ .(1/7)
قَالَ أَبُو بَكْرٍ الْبَيْهَقِيُّ : وَرَوَاهُ أَبُو عِيسَى عَنْ هَنَّادٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُسْهِرٍ عَنِ الْفَضْلِ بنِ يَزِيدَ عَنْ أَبِي الْمُخَارِقِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ . ثُمَّ قَالَ أَبُو عِيسَى : أَبُو الْمُخَارِقِ لَيْسَ بِمَعْرُوفٍ .
قَالَ أَبُو بَكْرٍ : وَهَذَا غَلَطٌ ، إِنَّمَا هُو أَبُو الْعَجْلانِ الْمُحَارِبِيُّ ، وَذَكَرَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الْكُنَى .
قُلْتُ : وَتَابَعَ الْفَزَارِيَّ : أَبُو عَقِيلٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَقِيلٍ ، وَيَأْتِي حَدِيثُهُ .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ فِي ( مُسْنَدِهِ ج2/ص92/5671) ، وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ فِي ( مُسْنَدِهِ ج1/ص272/ح860) كِلاهُمَا مِنْ طَرِيقِ أَبِي النَّضْرِ هَاشِمِ بْنِ الْقَاسِمِ ثَنَا أَبُو عَقِيلٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَقِيلٍ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ يَزِيدَ الثُّمَالِيِّ حَدَّثَنِي أَبُو الْعَجْلانِ الْمُحَارِبِيُّ سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ بِمِثْلِ رِوَايَةِ الْبَيْهَقِيِّ .
وَأَخْرَجَهُ الْخَطِيبُ فِي ( تَارِيْخِ بَغْدَادَ ج12/ص363) مِنْ طَرِيقِ الْفَضْلِ بْنِ أبِي حَسَّانٍ الْبَكَّائِيِّ الْوَرَّاقِ عَنْ أَبِي النَّضْرِ بِإِسْنَادِهِ وَمَتْنِهِ سَوَاءً .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ(1/8)
1- عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ (1) الْقُرَشِيُّ أَبُو الْحَسَنِ الْكُوفِيُّ الْحَافِظُ قَاضِي الْمُوصِلِ . رَوَى عَنِ الْفَضْلِ بْنِ يَزِيدَ الثُّمَالِيِّ ، وَيَحْيَى بْنِ سْعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ ، وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، وَغَيْرِهِمْ . رَوَى عَنْهُ أَبُو بَكْرٍ وَعُثْمَانُ ابْنَا أَبِي شَيْبَةَ ، وَهَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ ، وَآخَرُونَ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ لَهُ غَرَائِبُ بَعْدَ أَنْ أَضَرَّ مِنَ الثَّامِنَةِ مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَمَانِينَ الْكُتُبُ السِّتَّةُ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ عَلِىِّ بْنِ مُسْهِرٍ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج6/ص297/2456) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج21/ص135/4137) ، تَذْكِرَةُ الْحُفَّاظِ (ج1/ص290 /270) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص47/3967) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج7/ص335/624) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص405/4800) ، خُلاصَةُ تَذْهِيبِ تَهْذِيبِ الْكَمَالِ (ج1/ص277) ، طَبَقَاتُ الْحُفَّاظِ (ج1/ص127/258) .(1/9)
2- الْفَضْلُ بْنُ يَزِيدَ (1) الثُّمَالِيُّ بِضَمِّ الْمُثَلَّثَةِ ، وَيُقَالُ الْبَجَلِيُّ الْكُوفِيُّ . رَوَى عَنْ عِكْرِمَةَ ، وَالشَّعْبِيِّ ، وَابْنِ عَجْلانَ الْمُحَارِبِيِّ ، وَأَبِي الْمُخَارِقِ إِنْ كَانَ مَحْفُوظَاً . رَوَى عَنْهُ أَبُو عَقِيلٍ الثَّقَفِيُّ ، وَعَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ وَمَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ . قَالَ أَبُو زُرْعَةَ : كُوفِيٌّ ثِقَةٌ . وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ : رَوَى عَنْهُ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ الأَئِمَّةِ . وَقَالَ الْحَاكِمُ : ثِقَةٌ يُجْمَعُ حَدِيثُهُ . وذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : صَدُوقٌ مِنَ السَّادِسَةِ التِّرْمِذِيُّ . مَرْتَبَتُهُ : الثالثة تَعْدِيلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ فَضْلِ بْنِ يَزِيدَ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج7/ص116/517) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج7/ص69/395 ، الثِّقَاتُ (ج7/ص318/10259) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج8/ص259/529 ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص447/5421) .(1/10)
3- أَبُو الْمُخَارِقِ (1) أَبُو الْمُخَارِقِ الْكُوفِيُّ عَنِ ابْنِ عُمَرَ بِحَدِيثِ « إِنَّ الْكَافِرَ لَيُجَرُّ لِسَانُهُ » ، وَعَنْهُ الْفَضْلُ بْنُ يَزِيدَ الثُّمَالِيُّ ، صَوَابُهُ أَبُو الْعَجْلانِ الْمُحَارِبِيُّ ؛ كَذَا قَالَ الْحُفَّاظُ الْبَيْهَقِيُّ ، والْمِزِّيُّ ، وَالذَّهَبِيًُّ وَابْنُ حَجَرٍ . وِقِيلَ : هُمَا مُخْتَلِفَانِ ، فَقَدْ رَوَى أَبُو الْعَجْلانِ الْمُحَارِبِيُّ عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، وَعَنْهُ حُمَيْدُ بْنُ أَبِي غَنِيَّةَ ، وَكِلاهُمَا مَجْهُولٌ . وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ : أَبُو الْمُخَارِقِ لَيْسَ بِمَعْرُوفٍ . قَالَ ابْنُ حَجَرٍ : أَبُو الْمُخَارِقِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ مَجْهُولٌ مِنَ الرَّابِعَةِ التِّرْمِذِىُّ . مَرْتَبَتُهُ : الرَّابِعَةُ تَجْرِيْحَاً .
4- عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 62 ] .
رَابِعَاً : الْحُكْمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
هَذَا الْحَدِيثُ إسْنَادُهُ ضَعِيفٌ لِجَهَالَةِ أَبِى الْمُخَارِقِ .
قَالَ التِّرْمِذِيُّ (ج4/ص704/ح2580) : هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ ، إِنَّمَا نَعْرِفُهُ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ ، وَالْفَضْلُ بْنُ يَزِيدَ هُوَ كُوفِيٌّ قَدْ رَوَى عَنْهُ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ الأَئِمَّةِ ، وَأَبُو الْمُخَارِقِ لَيْسَ بِمَعْرُوفٍ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ أَبِى الْمُخَارِقِ : كنى التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج1/ص75/711) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج8/ص429/1961) ، الثِّقَاتُ (ج5/ص464/5742) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج28/ص348/6120) ، مِيزَانُ الاعْتِدَالِ فِي نَقْدِ الرِّجَالِ ج6/ص487/4907) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص458/6818) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج12/ص246/1028) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص671/8346) ، لِسَانُ الْمِيزَانِ (ج7/ص474/5584) .(1/11)
وَقَالَ الْبَيْهَقِيِّ فِي ( الْبَعْثِ وَالنُّشُورِ ج1/ص302/ح622) تَعْلِيقَاً عَلَى كَلامِ التِّرْمِذِيِّ : وَهَذَا غَلَطٌ ، إِنَّمَا هُوَ أَبُو الْعَجْلانِ الْمُحَارِبِيُّ ، وَذَكَرَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الْكُنَى .
وَضَعَّفَهُ ابْنُ حَجَرٍ فِي ( فَتْحِ الْبَارِي ج11/ص423) ، وَتَعَقَّبَ الْبَيْهَقِيَّ بِقَوْلِهِ : الَّذِي ذَكَرَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الْكُنَى إِنَّمَا هُوَ أَبُو مُخَارِقٍ مَغْرَاءُ الْعَبْدِيُّ حَدِيثُهُ فِي الْكُوفِيِّينَ ، رَوَى عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، وَعَنْهُ أَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ وَالْحَسَنُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ النَّخَعِيُّ كَمَا نَبَّهَ عَلَيْهِ الْحَاكِمُ .
وَضَعَّفَهُ الأَلْبَانِيُّ فِي ( الْجَامِعِ الصَّغِيْرِ وَزِيَادَتِهِ 1/345/ح3422) ، و ( السِّلْسِلَةِ الضَّعِيفَةِ ج4/ص451 /ح1986) ، و ( ضَعِيفِ التِّرْمِذِيِّ 1/302/ح474 ) .
وَضَعَّفَهُ الْمَنَاوِيُّ فِي ( الْفَيْضِ ج1/ص298) . وَتَأَوَّلَ قَوْلَهُ يَتَوَاطَؤُهُ النَّاسُ : أَيْ أَهْلَ الْمَوْقَفِ ، فَيَكُونُ ذَلِكَ مِنَ الْعَذَابِ قَبْلِ دُخُولِهِ النَّارِ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 78 }
وَأَخْرَجَ الْبَزَّارُ عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « ضِرْسُ الْكَافِرِ مِثْلُ أُحُدٍ ، وَغِلَظُ جِلْدِهِ أَرْبَعُونَ ذِرَاعَاً بِذِرَاعِ الْجَبَّارِ » .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
عَزَاهُ الْمُصَنِّفُ إِلَى الْبَزَّارِ ، وَلَمْ أَجِدْهُ ، فَلَعَلَّهُ سَقَطَ .(1/12)
وَإِسْنَادُ الْبَزَّارِ ( كَمَا فِي كَشْفِ الأَسْتَارِ ج4/ص183/ح3496) : حَدَّثَنَا إبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا رَيْحَانُ عَنْ عَبَّادٍ عَنْ أيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ عَنْ أَبِى قِلابَةَ عَنْ أَبِى أَسْمَاءَ عَنْ ثَوْبَانَ عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - بِمِثْلِهِ .
ثَانِيَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
1- إبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ (1) الْجَوْهَرِيُّ أَبُو إِسْحَاقَ الطَّبَرِيُّ الأَصْلِ الْبَغْدَادِيُّ الْحَافِظُ . رَوَى عَنْ أَبِي أُسَامَةَ وَابْنِ عُيَيْنَةَ ، وَعَبْدِ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيِّ ، وَجَمَاعَةٍ . وَعَنْهُ الْجَمَاعَةُ سِوَى الْبُخَارِيِّ ، وَأَبُو حَاتِمٍ ، وَمُوسَى بْنُ هَارُونَ ، وَابْنُ صَاعِدٍ ، وَغَيْرهمْ . قَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ حَافِظٌ تُكُلِّمَ فِيهِ بِلا حُجَّةٍ مِنَ الْعَاشِرَةِ مَاتَ فِي حُدُودِ الْخَمْسِينَ مُسْلِمٌ وَالأَرْبَعَةُ . مَرْتَبَتُهُ : الأُولَى تَعْدِيلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ إبْرَاهِيمَ بْنِ سَعِيدٍ : الرواة الثِّقَاتُ المتكلم فيهم بما لا يوجب ردهم (ج1/ص43) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص212/140) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص107/218) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص89/179) ، طَبَقَاتُ الْحُفَّاظِ (ج1/ص229/510) .(1/13)
2- رَيْحَانُ (1) رَيْحَانُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْمُثَنَّى السَّامِيُّ النَّاجِيُّ أَبُو عِصْمَةَ الْبَصْرِيُّ . رَوَى عَنْ عَبَّادِ بْنِ مَنْصُورٍ وَشُعْبَةَ ، وَرَوْحِ بْنِ الْقَاسِمِ . وَعَنْهُ أَحْمَدُ ، وَإِسْحَاقُ ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ وَغَيْرهمْ . قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ : مَا أَرَى بِهِ بَأْسَاً . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ : شَيْخٌ لا بَأْسَ بِهِ يُكْتَبُ حَدِيثُهُ وَلا يُحْتَجُّ بِهِ . قَالَ الذَّهَبِيُّ : لَيْسَ بِالْمُتْقِنِ . وَقَالَ الآجُرِّيُّ : سَأَلْتُ أَبَا دَاوُدَ عَنْهُ فَكَأَنَّهُ لَمْ يَرْضَهُ . وَقَالَ النَّسَائِيُّ : لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ . وذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ وَقَالَ : يُعْتَبَرُ حَدِيثُهُ مِنْ غِيْرِ رِوَايَتِهِ عَنْ عَبَّادٍ . وَقَالَ الْعِجْلِيُّ : رَيْحَانُ الَّذِي يَرْوِي عَنْ عبَّادٍ مُنْكَرُ الْحَدِيثِ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : صَدُوقٌ رُبَّمَا أَخْطَأَ ، مِنَ التَّاسِعَةِ مَاتَ سَنَةَ ثَلاثٍ أَوْ أَرْبَعٍ وَمِئَتَيْنِ أَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِىُّ . مَرْتَبَتُهُ : الرَّابِعَةُ تَعْدِيلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ رَيْحَانِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْمُثَنَّى : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج3/ص517/2335) ، تاريخ أسماء الثِّقَاتُ (ج1/ص88/374) ، الضُّعَفَاءُ وَالْمَتْرُوكِينَ لابْنِ الْجَوْزِيِّ (ج1/ص289/1252) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج9/ص260/1943) ، الْمُغْنِي فِي الضُّعَفَاءِ (ج1/ص234/2152) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص399/1601) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج3/ص259/563) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص212/1974) ، خُلاصَةُ تَذْهِيبِ تَهْذِيبِ الْكَمَالِ (ج1/ص119) .(1/14)
3- عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ النَّاجِيُّ (1) أَبُو سَلَمَةَ الْبَصْرِيُّ . رَوَى عَنْ إبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي يَحْيَى الأَسْلَمِيِّ وَهُوَ أَكْبَرَ مِنْهُ ، وَأَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ ، وَالْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ . رَوَى عَنْهُ إسْرَائِيلُ بْنُ يُونُسَ ، وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَرَيْحَانُ بْنُ سَعِيدٍ ، وَغَيْرُهُمْ . لَمْ يَرْضَهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ . وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ : لَيْسَ بِشَيْءٍ . وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ الْجُنَيْدِ : مَتْرُوكٌ قَدَرِيُّ . وَقَالَ النَّسَائِيُّ : ضَعِيفٌ وَقَدْ كَانَ تَغَيَّرَ . ذَكَرَهُ أَحْمَدُ وَالْبُخَارِيُّ وَالنَّسَائِيُّ وَالسَّاجِيُّ وَغَيْرُهُمْ بِالتَّدْلِيسِ عَنِ الضُّعَفَاءِ . قَالَ الْبُخَارِيُّ : فِيهِ نَظَرٌ . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ : ضَعِيفُ الْحَدِيثِ يُكْتَبُ حَدِيثُهُ . وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ : لَيِّنٌ . وَوَثَّقَهُ ابْنُ الْمَدِينِيِّ وَالْعِجْلِيُّ . وَقَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ مَرَّةً : عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ ثِقَةٌ لا يَنْبَغِي أَنْ يُتْرَكَ حَدِيثُهُ لِرَأْيٍ أَخْطَأَ فِيهِ يَعْنِي الْقَدَرَ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : صَدُوقٌ رُمِيَ بِالْقَدَرِ وَكَانَ يُدَلِّسُ وَتَغَيَّرَ بِآخَرِةٍ مِنَ السَّادِسَةِ مَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِينَ الْبُخَارِيُّ تَعْلِيقَاً وَالأَرْبَعَةُ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ عَبَّادِ بْنِ مَنْصُورٍ النَّاجِيِّ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج6/ص39/1622) ، مَعْرِفَةُ الثِّقَاتِ (ج2/ص18/842) ، الضعفاء للنسائي (ج1/ص74/414) ، الْمَجْرُوحِينَ (ج2/ص165/790) ، الْكَامِلُ فِي الضُّعَفَاءِ (ج4/ص338/1167) ، الضُّعَفَاءُ وَالْمَتْرُوكِينَ لابْنِ الْجَوْزِيِّ (ج2/ص76/1786) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج14/ص156/3093) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص532/2575) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص291/3142) .(1/15)
مَرْتَبَتُهُ : الرَّابِعَةُ تَعْدِيلاً .
4- أيُّوبُ بْنُ أَبِي تَمِيمَةَ (1) كَيْسَانَ السَّخْتِيَانِيُّ أَبُو بَكْرٍ الْبَصْرِيُّ . رَأَى أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ ، ورَوَى عَنْ عَمْرِو بْنِ سَلَمَةَ الْجَرْمِيِّ ، وَحُمَيْدِ بْنِ هِلالٍ ، وَأَبِي قِلابَةَ . وَعَنْهُ الأَعْمَشُ ، وَقَتَادَةَ وَهُوَ مِنْ شُيُوخِهِ , وَشُعْبَةُ ، وَعَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ ثَبْتٌ حُجَّةٌ مِنْ كِبَارِ الْفُقَهَاءِ الْعُبَّادِ مِنَ الْخَامِسَةِ مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ ، وَلَهُ خَمْسٌ وَسِتُّونَ الْكُتُبُ السِّتَّةُ . مَرْتَبَتُهُ : الأُولَى تَعْدِيلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ أيُّوبَ بْنِ أَبِي تَمِيمَةَ : تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج3/ص457/607) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص260/511) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص348/733) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص117/605) .(1/16)
5- عَبْدُ اللهِ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَمْرٍو أَبُو قِلابَةَ (1) الْجَرْمِيُّ الْبَصْرِيُّ أَحَدُ الأَعْلامِ . رَوَى عَنْ ثَابِتِ بْنِ الضَّحَّاكِ الأَنْصَارِيِّ ، وَسَمُرَةَ بْنِ جُندُبٍ ، وَعَمْرِو بْنِ سَلَمَةَ الْجَرْمِيِّ ، وَأَبِي أَسْمَاءَ الرَّحَبِيِّ . وَعَنْهُ أَيُّوبُ ، وَخَالِدٌ الْحَذَّاءُ ، وَيَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيْرٍ وَطَائِفَةٌ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَة فَاضِلٌ كَثِيْرُ الإِرْسَالِ . قَالَ الْعِجْلِيُّ : فِيهِ نَصَبٌ يَسِيْرٌ مِنَ الثَّالِثَةِ مَاتَ بِالشَّامِ هَارِبَاً مِنَ الْقَضَاءِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَمِئَةٍ ، وَقِيلَ بَعْدَهَا الْكُتُبُ السِّتَّةُ .
مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ عبد الله بْن زيد بْن عمرو أبو قلابة : كنى التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج1/ص84/846) ، مَعْرِفَةُ الثِّقَاتِ (ج2/ص30/888) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج5/ص57/268) ، التعديل والتجريح (ج2/ص820/804) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج14/ص542/3283) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص554 /2734) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج5/ص197) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص304/3333) .(1/17)
6- عَمْرُو بْنُ مَرْثَدٍ أَبُو أَسْمَاءَ الرَّحَبِيُّ (1) الشَّامِيُّ الدِّمَشْقِيُّ . رَوَى عَنْ أَوْسِ بْنِ أَوْسٍ الثَّقَفِيِّ ، وَثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ، وَشَدَادِ بْنِ أَوْسٍ الأنْصَارِيِّ . رَوَى عَنْهُ رَاشِدُ بْنُ دَاوُدَ الصَّنْعَانِيُّ ، وَرَبِيعَةُ بْنُ يَزِيدَ الْقَصِيْرُ ، وَأَبُو قِلابَةَ الْجَرْمِيُّ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ مِنَ الثَّالِثَةِ ، مَاتَ فِي خِلافَةِ عَبْدِ الْمَلِكِ الْبُخَارِيُّ فِى الأَدَبِ الْمُفْرِدِ وَمُسْلِمٌ وَالأَرْبَعَةُ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ عَمْرِو بْنِ مَرْثَدٍ أبِي أَسْمَاءَ الرَّحَبِيِّ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج6/ص376/2687) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج6/ص259/1429) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج22/ص223/4445) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص88/4227) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص426/5109) ، خُلاصَةُ تَذْهِيبِ تَهْذِيبِ الْكَمَالِ (ج1/ص464) .(1/18)
7- ثَوْبَانُ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - (1) صَحَابِيٌّ مَشْهُورٌ ، كَانَ مَوْلَىً مِنَ السَّرَاةِ اشْتَرَاهُ ، ثُمَّ أَعْتَقَهُ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ، فَخَدَمَهَ إِلَى أَنْ مَاتَ ، ثُمَّ تَحَوَّلَ إِلَى الرَّمْلَةِ ثُمَّ حِمْصَ . رَوَى عَنِ النَّبيِّ . رَوَى عَنْهُ جُبَيْرُ بْنُ نُفَيْرٍ الْحَضْرَمِيُّ ، وَأَبُو إِدْرِيسَ الْخَوْلانِيُّ ، وَأَبُو أَسْمَاءَ الرَّحَبِيُّ ، وَمَعْدَانُ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ . قَالَ ابْنُ حَجَرٍ : وَمَاتَ بِحِمْصَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِينَ الْبُخَارِيُّ فِى الأَدَبِ الْمُفْرِدِ وَمُسْلِمٌ وَالأَرْبَعَةُ .
ثَالِثَاً : الْحُكْمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
هَذَا الْحَدِيثُ إسْنَادُهُ ضَعِيفٌ فِيهِ عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ وَهُوَ صَدُوقٌ ، لَكِنَّهُ يُدَلِّسُ عَنِ الضُّعَفَاءِ ، وَتَغَيَّرَ بِآخَرَةٍ وَلَمْ يَتَمَيَّزْ حَدِيثُهُ ، وَرِوَايَةُ رَيْحَانٍ عَنْهُ فِيهَا مَنَاكِيْرُ . وَقَالَ الْهَيْثَمِيُّ فِي ( مَجْمَعِ الزَّوَائِدِ ج10/ص392) : رَوَاهُ الْبَزَّارُ ، وَفِيهِ عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ ، وَقَدْ وُثِّقَ ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 79 }
وَأَخْرَجَ أَحْمَدُ وَأَبُو يَعْلَى وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « مَقْعَدُ الْكَافِرِ فِي النَّارِ مَسِيرَةُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ ، وَكُلُّ ضِرْسٍ مِثْلُ أُحُدٍ ، وَفَخِذُهُ مِثْلُ وَرِقَانَ ، وَجِلْدُهُ سِوَى لَحْمِهِ وَعِظَامِهِ أَرْبَعُونَ ذِرَاعَاً » .
- - الله - -
__________
(1) تَرْجَمَةُ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : الاستيعاب (ج1/ص218) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص285/721) ، البداية والنهاية (ج8/ص67) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص134/858) .(1/19)
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ أَحْمَد فِي ( مُسْنَدِهِ ج3/ص29/11250) قَالَ : ثَنَا حَسَنٌ ثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ ثَنَا دَرَّاجٌ عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : « مَقْعَدُ الْكَافِرِ فِي النَّارِ مَسِيرَةُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ ، وَكُلُّ ضِرْسٍ مِثْلُ أُحُدٍ ، وَفَخِذُهُ مِثْلُ وَرِقَانَ ، وَجِلْدُهُ سِوَى لَحْمِهِ وَعِظَامِهِ أَرْبَعُونَ ذِرَاعَاً » .
وأَخْرَجَهُ أَبُو يعلى فِي ( مُسْنَدِهِ ج2/ص525/ح1387) مِنْ طَرِيقِ ابْنِ لَهِيعَةَ ، وَالْحَاكِمُ فِي ( مُسْتَدْرَكِهِ ج4/ص640/8771) مِنْ طَرِيقِ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ كِلاهُمَا عَنْ دَرَّاجٍ بِهِ .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ ابْنُ أبِى الدُّنْيَا فِي ( صِفَةِ النَّارِ ج1/ص30/22) مِنْ طَرِيقِ ابْنِ لَهِيعَةَ عَنْ دَرَّاجٍ بِهِ .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
هَذَا الْحَدِيثُ مَدَارُهُ عَلَى دَرَّاجٍ ، رَوَاهُ عَنْهُ ابْنُ لَهِيعَةَ ، وَعَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ .
1- حَسَنُ بْنُ مُوسَى الأشْيَبُ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 14 ] . وَهُوَ ثِقَةٌ .
2- عَبْدُ اللهِ بْنُ لَهِيعَةَ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 14 ] . وَهُوَ صَدُوقٌ خَلَطَ بَعْدَ احْتِرَاقِ كُتُبِهِ وَرِوَايَةُ ابْنِ الْمُبَارَكِ وَابْنِ وَهْبٍ عَنْهُ أَقْدَمُ وَأَقْوَمُ مِنْ رِوَايَةِ الْمُتَأَخِّرِينَ عَنْهُ .
3- دَرَّاجٌ أَبُو السَّمْحِ الْمِصْرِيُّ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 1 ] . وَهُوَ صَدُوقٌ إلاَّ فِي رِوَايَتِهِ عَنْ أبِى الْهَيْثَمِ الْعَتْوَارِيُّ فِفِيهَا مَنَاكِيْرُ .(1/20)
4- سُلَيْمَانُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَبْدٍ الْعَتْوَارِيُّ أَبُو الْهَيْثَمِ ثِقَةٌ . سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 14 ] .
5- أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 14 ] .
رَابِعَاً : الْحُكْمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
هَذَا الْحَدِيثُ إسْنَادُهُ ضِعِيفٌ دَرَّاجٌ أَبُو السَّمْحِ يَرْوِي عَنْ أَبِى الْهَيْثَمِ مَنَاكِيْرَ .
وَقَالَ الْحَاكِمُ ( الْمُسْتَدْرَكِ عَلَى الصَّحِيحَيْنِ ج4/ص640) : هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ . وَوَافَقَهُ الذَّهَبِيُّ فِي تَلْخِيصِهِ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 80 }
وَأَخْرَجَ أَحْمَدُ وَالْحَاكِمُ وَالْبَيَهْقِيُّ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ : قَالَ لِيَ ابْنُ عَبَّاس : أَتَدْرِي مَا سِعَةُ جَهَنَّمَ ؟ ، قُلْتُ : لا، قَالَ : إِنَّ بَيْنَ شَحْمَةِ أُذُنِ أَحَدِهِمْ وَبَيْنَ عَاتِقِهِ مَسِيرَةَ سَبْعِينَ خَرِيفَاً ، تَجْرِي فِيهَا أَوْدِيَةُ الْقَيْحِ وَالدَّمِ ، قُلْتُ : أَنْهَارَاً ؟ ، قَالَ : لا بَلْ أَوْدِيَةً .
- - الله - -
أولاً : تَخْرِيْجُ الأَثَرِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ(1/21)
هَذَا جُزْءٌ مِنْ حَدِيثٍ أَخْرَجَهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ فِي ( كِتَابِ الزُّهْدِ ج2/ص85/298) قَالَ : أنَا عَنْبَسَةُ بْنُ سَعِيدٍ عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : أَتَدْرِي مَا سِعَةُ جَهَنَّمَ ؟ ، قُلْتُ : لا ، قَالَ : أَجَلْ ، وَاللهِ مَا تَدْرِي أَنَّ بَيْنَ شَحْمَةِ أُذُنِ أَحَدِهِمْ وَبَيْنَ عَاتِقِهِ مَسِيرَةَ سَبْعِينَ خَرِيفَاً ، تَجْرِي فِيهَا أَوْدِيَةُ الْقَيْحِ وَالدَّمِ ، قُلْتُ : أَنْهَارَاً ؟ ، قَالَ : لا بَلْ أَوْدِيَةً ، ثُمَّ قَالَ : أَتَدْرُونَ مَا سِعَةُ جَهَنَّمَ ؟ ، قُلْتُ : لا ، قَالَ : أَجَلْ ، وَاللهِ مَا تَدْرِي ، حَدَّثَتْنِي عَائِشَةُ أَنَّهَا سَأَلَتْ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى { وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ } فَأَيْنَ النَّاسُ يَوْمَئِذٍ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ ، قَالَ : هُمْ عَلَى جِسْرِ جَهَنَّمَ .
وأَخْرَجَهُ أَحْمَدُ فِي ( مُسْنَدِهِ ج6/ص116/ح24900) قَالَ : حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الطَّالْقَانِيُّ وَعَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ قالا : أخبرنا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ به .
وأَخْرَجَهُ الْحَاكِمُ فِي ( مُسْتَدْرَكِهِ / كِتَابُ التَّفْسِيْرِ ج2/ص473/3630) ، وعنه الْبَيْهَقِيُّ فِي ( الْبَعْثِ وَالنُّشُورِ ج1/304/ح629) مِنْ طَرِيقِ عَبْدَانَ الْمَرْوَزِيِّ عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ .
وَتَابَعَهُ هَارُونُ بْنُ الْمُغِيْرَةِ عن عَنْبَسَةَ بْنِ سَعِيدٍ .(1/22)
أَخْرَجَهُ الْحَاكِمُ فِي ( مُسْتَدْرَكِهِ / كِتَابُ التَّفْسِيْرِ ج2/ص277/ح2999) قَالَ : أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى الْعَدْلُ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أيُّوبَ أَنْبَأَ يَحْيَى بْنُ الْمُغِيْرَةِ السَّعْدِيُّ ثَنَا هَارُونُ بْنُ الْمُغِيْرَةِ ثَنَا عَنْبَسَةُ بِالْفَقْرَةِ الأولَى مِنْهُ .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
وَأَخْرَجَهُ ابْنُ أَبِى الدُّنْيَا فِي ( صِفَةِ النَّارِ ج1/ص26/ح18) ، وَأَبُو نُعَيْمٍ فِي ( حِلْيَةِ الأَوْلِيَاءِ ج8/ص183) وَالْبَغَوِيُّ فِي ( شَرْحِ السُّنَّةِ / بَابُ صِفَةِ النَّارِ ج15/ص250/ 4415) ثَلاثَتُهُمْ مِنْ طَرِيقِ ابْنِ الْمُبَارَكِ بِهِ . وَأَخْرَجَ التِّرْمِذِيُّ الْجُزْءَ الْمَرْفُوعَ فِي ( سُنَنِهِ / كِتَابُ التَّفْسِيْرِ ج5/ص372/ح3241) قَالَ : حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ نَصْرٍ ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ عَنْبَسَةَ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ : قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : أَتَدْرِي مَا سَعَةُ جَهَنَّمَ ؟ ، قُلْتُ : لا ، قَالَ : أَجَلْ وَاللهِ مَا تَدْرِي ، حَدَّثَتْنِي عَائِشَةُ أَنَّهَا سَأَلَتْ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ قَوْلِهِ { وَالأَرْضُ جَمِيعَاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ } قَالَتْ : قُلْتُ : فَأَيْنَ النَّاسُ يَوْمَئِذٍ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ ، قَالَ : عَلَى جِسْرِ جَهَنَّمَ .
وَقَالَ : هذا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الأَثَرِ
1- عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 1 ] . ثِقَةٌ ثَبْتٌ فَقِيهٌ عَالِمٌ جَوَادٌ مُجَاهِدٌ .(1/23)
2- عَنْبَسَةُ بْنُ سَعِيدٍ (1) عَنْبَسَةُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الضُّرَيْسِ بِضَادٍ مُعْجَمَةٍ مُصَغَّرٌ الأَسَدِيُّ أَبُو بَكْرٍ الْكُوفِيُّ قَاضِي الرَّيَ سَكَنَ الرَّيَ ، وَتَوَلَّى قَضَاءَهَا ، فَقِيلَ لَهُ : الرَّازِيُّ . رَوَى عَنْ إبْرَاهِيمَ بْنِ عْبَدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ ، وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ ، وَحَبِيبِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ ، وَغَيْرِهِمْ . قَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ مِنْ الثَّامِنَةِ الْبُخَارِىُّ تَعْلِيقَاً وَالتِّرْمِذِىُّ وَالنَّسَائِىُّ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ عَنْبَسَةَ بْنِ سَعِيدٍ : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج6/ص399/2230) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج22/ص406/4530) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص99/4297) ، الْمُقْتَنَى فِي سَرْدِ الْكُنَى (ج1/ص116/752 ، تَارِيْخُ الإِسْلامِ (ج10/ص378) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص432/5200) .(1/24)
3- حَبِيبُ بْنُ أَبِي عَمْرَةَ الْقَصَّابُ (1) أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحِمَّانِيُّ بِكَسْرِ الْمُهْمَلَةِ مَوْلاهُمُ الْكُوفِيُّ بَيَّاعُ الْقَصَبِ ويقال اللحام . رَوَى عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، وَمُجَاهِدِ بْنِ جَبْرٍ ، وَعَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ . رَوَى عَنْهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا ، وَجَابِرُ بْنُ نُوحٍ ، وَعَنْبَسَةُ بْنُ سَعِيدٍ الرَّازِيُّ ، وَغَيْرُهُمْ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ مِنَ السَّادِسَةِ مَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ الْبُخَارِىُّ وَمُسْلِمٌ وَالتِّرْمِذِىُّ وَالنَّسَائِىُّ وَابْنُ مَاجَهْ وَأَبُو دَاوُدَ فِى النَّاسِخِ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيلاً .
4- مُجَاهِدُ بْنُ جَبْرٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 7 ] . وَهُوَ ثِقَةٌ إِمَامٌ فِي التَّفْسِيْرِ وَفِي الْعِلْمِ .
5- عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسِ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 2 ] . كَانَ يُسَمَّى الْبَحْرُ وَالْحَبْرُ لِسِعَةِ عِلْمِهِ .
رَابِعَاً : الْحُكْمُ عَلَى إِسْنَادِ الأَثَرِ
هَذَا الأَثَرُ إسْنَادُهُ صَحِيحٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ ، عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ فَمَنْ فَوْقِهِ .
قَالَ الْحَاكِمُ (ج2/ص277/ح2999) : هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ .
وَقَالَ الذَّهَبِيُّ فِي تَلْخِيصِهِ : صَحِيحٌ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ حَبِيبِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ الْقَصَّابِ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج2/ص322/2620) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج3/ص106/491) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج3/ص106/491) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج5/ص386/1095) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص309/914) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص151/1102)(1/25)
وَقَالَ الْمُنْذِرِيُّ فِي ( التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ ج4/ص265) : رَوَاهُ أَحْمَدُ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ ، وَالْحَاكِمُ وَقَالَ : صَحِيحُ الإِسْنَادِ .
قَالَ فِي ( مَجْمَعِ الزَّوَائِدِ ) : رَوَاهُ أَحْمَدُ ، وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ غَيْرُ عَنْبَسَةَ بْنُ سَعِيدٍ ، وَهُوَ ثِقَةٌ .
وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ فِي ( حِلْيَةِ الأَوْلِيَاءِ ج8/ص183) : غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ مُجَاهِدٍ ، تَفَرَّدَ بِهِ حَبِيبُ بْنُ أَبِى عَمْرَةَ ، وَهُوَ كُوفِيٌّ ثِقَةٌ عَزِيزُ الْحَدِيثِ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 81 }
وَأَخْرَجَ أَحْمَدُ وَهَنَّادٌ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ : إِنَّ الرَّجُلَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ لَيَعْظُمُ لِلنَّارِ حَتَّى يَكُونَ الضِّرْسُ مِنْ أَضْرَاسِهِ مِثْلَ أُحُدٍ .
- - الله - -
أولاً : تَخْرِيْجُ الأَثَرِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ هَنَّادٌ فِي ( كِتَابِ الزُّهْدِ ج1/ص188/298) قَالَ : حَدَّثَنَا يَعْلَي عَنْ أَبِي حَيَّانَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ حَيَّانَ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ : إِنَّ الرَّجُلَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ لَيَعْظُمُ لِلنَّارِ ، حَتَّى يَكُونَ الضِّرْسُ مِنْ أَضْرَاسِهِ مِثْلَ أُحُدٍ .(1/26)
وأَخْرَجَهُ أَحْمَدُ فِي ( مُسْنَدِهِ ج4/ص366/ح19285) مِنْ طَرِيقِ إسْمَاعِيلَ بْنِ إبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِى حَيَّانَ بِهِ فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ ، وَفِي آخِرِهِ سَبَبُ هَذَا الْحَدِيثِ : قَالَ يَزِيدُ بْن حَيَّانَ : ثَنَا زَيْدُ بْن أَرْقَمَ فِي مَجْلِسِهِ ذَلِكَ قَالَ : بَعَثَ إِلَىَّ عُبَيْدُ اللهِ بْن زِيَادٍ ، فَأَتَيْتُهُ ، فَقَالَ : ما أَحَادِيثٌ تُحَدِّثُهَا وَتَرْوِيهَا عَنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - لاَ نَجِدُهَا فِي كِتَابِ اللهِ ، تُحَدِّثُ أنَّ لَهُ حَوْضَاً فِي الْجَنَّةِ ؟ ، قَالَ : قَدْ حَدَّثَنَاهُ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - وَوَعَدَنَاهُ ، قَالَ : كَذَبْتَ ، وَلَكِنَّكَ شَيْخٌ قَدْ خَرِفْتَ ، قَالَ : إِنِّي قَدْ سَمِعَتْهُ أُذُنَايَ وَوَعَاهُ قَلْبِي مِنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُُ : « من كَذَبَ عَلَىَّ مُتَعَمِّداً فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ جَهَنَّمَ » ، وَمَا كَذَبْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ، وَحَدَّثَنَا زَيْدٌ فِي مَجْلِسِهِ قَالَ : إن الرَّجُلَ من أَهْلِ النَّارِ لَيَعْظُمُ لِلنَّارِ حتى يَكُونَ الضِّرْسُ من أَضْرَاسِهِ كَأُحُدٍ .
ثَانِيَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الأَثَرِ(1/27)
1- يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ (1) يَعْلَى بْنُ عُبَيْدِ بْنِ أُمَيَّةَ الإِيَادِيُّ ، وَيُقَالُ الْحَنَفِيُّ مَوْلاهُمْ أَبُو يُوسُفَ الطَّنَافِسِيُّ الْكُوفِيُّ مَوْلَى إِيَادٍ . ثِقَةٌ عَابِدٌ . رَوَى عَنْ أَبِي حَيَّانَ التَّيْمِيِّ ، وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ ، وَيَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ ، وَالأَعْمَشِ وَغَيْرِهِمْ . وَعَنْهُ ابْنُ أُخْتِهِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الطَّنَافِسِيُّ ، وَأَخُوهُ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ الْمَرْوَزِيُّ ، وَهَنَّادُ بنُ السَّرِىِّ وَآخَرُونَ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ إلاَّ فِي حَدِيثِهِ عَنِ الثَّوْرِيِّ فَفِيهِ لِيِّنٌ مِنْ كِبَارِ التَّاسِعَةِ مَاتَ سَنَةَ بِضْعٍ وَمِائَتَيْنِ وَلَهُ تِسْعُونَ سَنَةً الْكُتُبُ السِّتَّةُ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ يَعْلَى بْنِ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيِّ : طَبَقَاتُ خَلِيفَةَ (ج1/ص171) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج9/ص304/1312) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج32/ص389/7115) ، الوافي بالوفيات (ج29/ص16/12) ، الرُّوَاةُ الثِّقَاتُ المتكلم فيهم بِمَا لا يُوجُبُ رَدَّهُمْ (ج1/ص199) ، الْمُقْتَنَى فِي سَرْدِ الْكُنَى (ج2/ص163/6903) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص397/6415) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج11/ص353/680) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص609/7844) ، طَبَقَاتُ الْحُفَّاظِ (ج1/ص145/304) .(1/28)
2- يَحْيَى بْنُ سَعِيدِ بْنِ حَيَّانَ (1) أَبُو حَيَّانَ التَّيْمِيُّ الْكُوفِيُّ الْعَابِدِ مِنْ تَيْمِ الرَّبَابِ إِمَامٌ ثَبْتٌ . رَوَى عَنْ أَبِيهِ ، وَعَمِّهِ يَزِيدَ بْنِ حَيَّانَ ، وَالشَّعْبِيِّ وَغَيْرِهِمْ . وَعَنْهُ يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ ، وَأَيُّوبُ السَّخْتِيَانِيُّ وَمَاتَ قَبْلَهُ ، وَالأَعْمَشُ وَهُوَ مِنْ أَقْرَانِهِ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ وَآخَرُونَ . قَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ عَابِدٌ مِنَ السَّادِسَةِ مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ الْكُتُبُ السِّتَّةُ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيلاً .
3- يَزِيدُ بْنُ حَيَّانَ التَّيْمِيُّ (2) يَزِيدُ بْنُ حَيَّانَ أَبُو حَيَّانَ التَّيْمِيُّ الْكُوفِيُّ . عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ ، وَشُبْرُمَةَ بْنِ الطُّفَيْلِ ، وَعَنْبَسِ بْنِ عُقْبَةَ . وَعَنْهُ ابْنُ أَخِيهِ أَبُو حَيَّانَ التَّيْمِيُّ ، وَالأَعْمَشُ ، وَسَعِيدُ بْنُ مَسْرُوقٍ الثَّوْرِيُّ .
قَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ مِنَ الرَّابِعَةِ مُسْلِمٌ وَأَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِىُّ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدِ بْنِ حَيَّانَ : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج9/ص149/622) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج31/ص323/6832) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص366/6173) ، جامع التحصيل (ج1/ص298/875) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج11/ص188/357) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص590/7555) .
(2) تَرْجَمَةُ يَزِيدَ بْنِ حَيَّانَ التَّيْمِيِّ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج8/ص324/3182) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج9/ص255/1074) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج32/ص112/6980) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص381/6294) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج11/ص281/520) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص600/7706) .(1/29)
4- زَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ (1) زَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ بْنِ زَيْدِ بْنِ قَيْسِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ الْخَزْرَجِ الأنْصَارِيُّ أَبُو عَمْرٍو ، اخْتُلِفَ فِي كُنْيَتِهِ اخْتِلافَاً كَثِيْرَاً . غَزَا مَعَ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - سَبْعَ عَشَرَةَ غَزْوَةً ، وَنَزَلَ الْكُوفَةَ . رَوَى عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، وَعَنْ عَلِيٍّ . وَعَنْهُ أَبُو الطُّفَيْلِ ، وَالنَّضْرُ بْنُ أَنَسٍ ، وَأَبُو عُثْمَانَ النَّهْدِيُّ ، وَيَزِيدُ بْنُ حَبَّانَ التَّيْمِيُّ وَغَيْرُهُمْ . وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ اللهُ تعالَى تَصْدِيقَهُ فِي سُورَةِ الْمُنَافِقِينَ ، وَشَهِدَ صِفِّينَ مَعَ عَلِيٍّ ، وَكَانَ مِنْ خَوَاصِهِ . أَوَّلُ مَشَاهِدِهِ الْخَنْدَقُ ، مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ أَوْ ثَمَانٍ وَسِتِّينَ الْكُتُبُ السِّتَّةُ .
ثَالِثَاً : الْحُكْمُ عَلَى إِسْنَادِ الأَثَرِ
هَذَا الأَثَرُ إسْنَادُهُ صَحِيحٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ .
قَالَ الْهَيْثَمِيُّ فِي ( مَجْمَعِ الزَّوَائِدِ ج10/ص392) : رَوَاهُ أَحْمَدُ وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 82 }
وَأَخْرَجَ ابْنُ مَاجَهْ وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ وَالْبَيْهَقِيُّ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ أُقَيْشٍ عَنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : « إِنَّ مِنْ أُمَّتِي من يَعْظُمُ لِلنَّارِ حَتَّى يَكُونَ أَحَدَ زَوَايَاهَا » .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
__________
(1) تَرْجَمَةُ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ : الاستيعاب (ج2/ص535/837) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج10/ص9/2087) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص414/17214) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج3/ص340/727) ، الإصابة (ج2/ص589/2875) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص222/2116) .(1/30)
هَذَا جُزْءٌ مِنْ حَدِيثٍ أَخْرَجَهُ ابْنُ مَاجَهْ فِي ( سُنَنِهِ / كِتَابُ الزُّهْدِ ، بَابُ صِفَةِ النَّارِ ج2/ص1446/ ح4323) قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْن أَبِي شَيْبَةَ ثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ : كُنْتُ عِنْدَ أَبِي بُرْدَةَ ذَاتَ لَيْلَةٍ ، فَدَخَلَ عَلَيْنَا الْحَارِثُ بْنُ أُقَيْشٍ ، فَحَدَّثَنَا الْحَارِثُ لَيْلَتَئِذٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : « إِنَّ مِنْ أُمَّتِي من يَدْخُلُ الْجَنَّةَ بِشَفَاعَتِهِ أَكْثَرُ من مُضَرَ ، وَإِنَّ مِنْ أُمَّتِي من يَعْظُمُ لِلنَّارِ حَتَّى يَكُونَ أَحَدَ زَوَايَاهَا » .
وأَخْرَجَهُ الْحَاكِمُ فِي ( مُسْتَدْرَكِهِ / كِتَابُ الإِيْمَانِ ج1/ص142، 143/ح238،239) مِنْ طَرِيقَيْ أَبِى مُعَاوِيَةَ وَشُعْبَةَ ، وَالْبَيْهَقِيُّ فِي ( الْبَعْثِ وَالنُّشُورِ ج1/ص304/ح628) مِنْ طَرِيقِ شُعْبَةَ ، كِلاهُمَا عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ بِهِ إِلاَّ أَنَّ الْحَاكِمَ زَادَ جُمْلَةً فِي أَوَّلِ الْحَدِيثِ ، وَهِىَ : قَالَ : « مَا مِنْ مُسْلِمَيْنِ يَمُوتُ لَهُمَا أَرْبَعَةٌ إِلاَّ أَدْخَلَهُمُ اللهُ الْجَنَّةَ بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ إِيَّاهُمَا » ، قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللهِ ، وَثَلاثَةٌ ؟ ، قَالَ : وَثَلاثَةٌ ، قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللهِ ، وَاثْنَانِ ؟ ، قَالَ : وَاثْنَانِ ، وَاقْتَصَرَ الْبَيْهَقِيُّ عَلَى الْجُمْلَةِ الأَخِيْرَةِ ، وَهِىَ لَفْظُ الْمُصَنِّفِ .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ(1/31)
أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ فِي ( مُسْنَدِهِ ج4/ص212/ح17892) عَنْ شَيْخِهِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَدِيٍّ ، وَفِي (ج5/ ص312/ح22717) مِنْ طَرِيقِ بِشْرِ بْنِ الْمُفَضَّلِ كِلاهُمَا عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ بِهِ بِجُمُلِهِ الثَّلاثَةِ .
وأَخْرَجَهُ ابْنُ أبِى شَيْبَةَ فِي ( مُصَنَّفِهِ ج7/ص52/ح34150) عَنْ شَيْخِهِ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ سُلَيْمَانَ عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ بِهِ ، وَلَمْ يَذْكُرْ جُمْلَةَ مَا مِنْ مُسْلِمَيْنِ يَمُوتُ لَهُمَا أَرْبَعَةٌ إِلاَّ أَدْخَلَهُمُ اللهُ الْجَنَّةَ » .
وأَخْرَجَهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ فِي ( مُسْنَدِهِ ج1/ص164/ح443) ، والطَّبَرَانِيُّ فِي ( الْمُعْحَمِ الْكَبِيْرِ ج3/ ص265/ح3360) كِلاهُمَا مِنْ طَرِيقِ يَزِيدَ بْنِ زُرَيْعٍ عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ بِهِ كَامِلاً .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ "رِوَايَةُ ابْنِ أَبِى شَيْبَةَ "
1- عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ الْمَرْوَزِيُّ (1) عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ الْكِنَانِيُّ ، وَقِيلَ : الطَّائِيُّ أَبُو عَلِيٍّ الْمَرْوَزِيُّ الأَشَلُّ سَكَنَ الْكُوفَةَ . ثِقَةٌ حَافِظٌ . رَوَى عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ ، وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، وَدَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ ، وَغَيْرِهِمْ . وَعَنْهُ إبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى الرَّازِيُّ ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَهَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ وَغَيْرُهُمْ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ لَهُ تَصَانِيفُ ، مِنْ صِغَارِ الثَّامِنَةِ ، مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَمَانِينَ الْكُتُبُ السِّتَّةُ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْمَرْوَزِيِّ : تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج18/ص36/3407) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص650/3356) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج6/ص274/603) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص354/4056) .(1/32)
مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيلاً .
2- دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ (1) دَاوُدُ بْنُ أَبِى هِنْدٍ ، وَاسْمُ أَبِى هِنْدٍ دِينَارٌ ، الإِمَامُ الثَّبْتُ أَبُو مُحَمَّدٍ الْبَصْرِيُّ . كَانَ حَافِظَاً صَوَّامَاً دَهْرَهُ قَانِتَاً للهِ ، وَكَانَ مِنَ أَهْلِ الْوَرَعِ وَالْفَضْلِ ، وَكَانَ يُسَمَّى دَاوُدُ الْقَارِئُ .
رَأَى أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ . وَرَوَى عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ ، وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ، وَأَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ ، وَالشَّعْبِيِّ ، وَعِكْرِمَةَ . وَعَنْهُ شُعْبَةُ ، وَالْحَمَّادَانِ ، وَابْنُ عُلَيَّةَ ، وَيَحْيَى الْقَطَّانُ ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، وَكَانَ مِنْ حُفَّاظِ أَهْلِ الْبَصْرَةِ وَمُفْتِيهِمْ . قَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ مُتْقِنٌ كَانَ يَهِمُ بِأَخَرَةٍ ، مِنَ الْخَامِسَةِ عَاشَ خَمْسَاً وَسَبْعِينَ سَنَةً ، مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعِينَ بِطَرِيقِ مَكَّةَ ، وَقِيلَ قَبْلَهَا . الْبُخَارِيُّ تَعْلِيقَاً وَمُسْلِمٌ وَالأَرْبَعَةُ . مَرْتَبَتُهُ : الأُولَى تَعْدِيلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج3/ص231/780) ، مَشَاهِيْرُ الأمْصَارِ (ج1/ص151/1177) ، الْمُقْتَنَى فِي سَرْدِ الْكُنَى (ج1/ص114/727) ، تَذْكِرَةُ الْحُفَّاظِ (ج1/ص146/140) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص382/1466) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص200/1871) ، طَبَقَاتُ الْحُفَّاظِ (ج1/ص69/135) .(1/33)
3- عَبْدُ اللهِ بْنُ قَيْسٍ النَّخَعِيُّ (1) كُوفِيٌّ . رَوَى عَنِ الْحَارِثِ بْنِ أُقَيْشٍ . وَعَنْهُ دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ . ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ قَالَ : وَأَحْسَبَهُ الَّذِي رَوَى عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ . وَقَدْ قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ : عَبْدُ اللهِ بْنُ قَيْسٍ الَّذِي رَوَى عَنْهُ دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ سَمِعَ الْحَارِثَ بْنَ وُقَيْشٍ ، وَعَنْهُ دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ مَجْهُولٌ لَمْ يَرْوِ عَنْهُ غَيْرُ دَاوُدَ لَيْسَ إِسْنَادُهُ بِالصَّافِي . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : مَجْهُولٌ مِنَ الثَّالِثَةِ ابْنُ مَاجَهْ .
مَرْتَبَتُهُ : الرَّابِعَةُ تَجْرِيْحَاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ عَبْدِ اللهِ بْنِ قَيْسٍ النَّخَعِيِّ : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج5/ص139/651) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج15/ص459/3495) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص586/2922) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج5/ص319/629) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص318/3546) .(1/34)
4- الْحَارِثُ بْنُ أُقَيْشٍ (1) الْحَارِثُ بْنُ أُقَيْشٍ بِقَافٍ وَمُعْجَمَةٍ مُصَغَّرَاً ، وَيُقَالُ : وُقَيْشٍ الْعُكْلِيُّ ثُمَّ الْعَوْفِيُّ حَلِيفُ الأَنْصَارِ . وَيُقَالُ : هُوَ الْحَارِثُ بْنُ زُهَيْرِ بْنِ أُقَيْشٍ . أَخْرَجَ لَهُ ابْنُ مَاجَهْ حَدِيثَاً وَاحِدَاً فِي ثَوَابِ مَوْتِ الأَوْلادِ ، يُعَدُّ فِي الْبَصْرِيِّينَ . رَوَى عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - . رَوَى عَنْهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ قَيْسٍ النَّخَعِيُّ . قَالَ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ : كَانَ حَلِيفَ الأَنْصَارِ وَهُوَ مِنْ عُكْلٍ وَذَكَرَ لَهُ ثَلاثَةَ أَحَادِيثَ . وَوَقَعَ عِنْدَ الْبَغَوِيِّ تَصْرِيْحٌ بِسَمَاعِهِ مِنَ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : الْحَارِثُ بْنُ أُقَيْشٍ بِالْقَافِ وَالْمُعْجَمَةِ مُصَغَّرٌ ، وَقَدْ تُبْدَلُ الْهَمْزَةُ وَاوَاً الْعُكْلِيُّ حَلِيفُ الأَنْصَارِ صَحَابِيٌّ مُقِلٌّ ابْنُ مَاجَهْ .
رَابِعَاً : الْحُكْمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
هَذَا الْحَدِيثُ إسْنَادُهُ ضَعِيفٌ لِجَهَالَةِ عَبْدِ اللهِ بْنِ قَيْسٍ . قَالَ الْبُوصِيْرِيُّ فِي ( مِصْبَاحِ الزُّجَاجَةِ ج4/ص262/ح5451) : هَذَا إِسْنَادٌ فِيهِ مَقَالٌ ، عَبْدُ اللهِ بْنُ قَيْسٍ النَّخَعِيُّ ، ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ ، وَقَالَ : لَمْ يَرْوِ عَنْهُ غَيْرُ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ ، وَلَيْسَ إِسْنَادُهُ بِالشَّافِي ، وَبَاقِي رِجَالِ الإِسْنَادِ ثِقَاتٌ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ الْحَارِتِ بْنِ أُقَيْشٍ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج2/ص261/2395) ، الاستيعاب (ج1/ص282) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج5/ص213/1009) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص301/845) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج2/ص118/228) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص145/1011) ، الإصابة (ج1/ص562/1364) .(1/35)
وَقَالَ الْحَاكِمُ (ج1/ص143/ح239) : هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ ، وَالْحَارِثُ بْنُ أُقَيْشٍ مُخَرَّجٌ حَدِيثُهُ فِي مَسَانِيدِ الأَئِمَّةِ ، وَهُوَ مِنَ النَّمَطِ الَّذِي قَدَّمْنَا ذَكْرَهُ مِنْ تَفَرُّدِ التَّابِعِيِّ الْوَاحِدِ عَنْ رَجُلٍ مِنَ الصَّحَابَةِ ، وَهَكَذَا رَوَاهُ شُعْبَةُ عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ . وَعَلَّقَ الذَّهَبِيُّ فِي التَّلْخِيصِ قَالَ : هُوَ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٌ . وَقَالَ الْهَيْثَمِيُّ فِي ( مَجْمَعِ الزَّوَائِدِ ج3/ص8) : رَوَاهُ أَحْمَدُ ، وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ .
وَضَعَّفَهُ الأَلْبَانِيُّ فِي ( الْجَامِعِ الصَّغِيْرِ وَزِيَادَتِهِ ج1/ص481/ح4810) و( ضَعِيفِ التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ ) .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 83 }(1/36)
وَأَخْرَجَ هَنَّادٌ عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى أَبِي هُرَيْرَةَ ، فَقَالَ : أَرَأَيْتَ قَوْلَ اللهِ تَعَالَى { وَمَن يَغْلُلْ (1) يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ } (2) ، هَذَا يَغُلُّ أَلْفَ دِرْهَمٍ ، وَأَلْفَي دِرْهَمٍ حَتَّى يَأْتِي بِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، أَرَأَيْتَ مَنْ يَغُلُّ مِائَةَ بَعْيْرٍ ، وَمِائَتَيْ بَعْيَرٍ كَيْفَ يَصْنَعُ ؟ ، قَالَ : أَرَأَيْتَ مَنْ كَانَ ضِرْسُهُ مِثْلَ أُحُدٍ ، وَفَخِذُهُ مِثْلَ وَرْقَانَ ، وَسَاقُهُ مِثْلَ بَيْضَاءَ ، وَمَجْلِسُهُ مَا بَيْنَ الْمَدِينَةِ إِلَى الرَّبَذَةِ ، أَفَلا يَحْمِلُ مِثْلَ هَذَا .
- - الله - -
أولاً : تَخْرِيْجُ الأَثَرِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ هَنَّادٌ فِي ( الزُّهْدِ ج1/ص188/ح297) قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ قَالَ : حَدَّثَنِي سَعِيدٌ الْمَقْبُرِيُّ قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى أَبِي هُرَيْرَةَ بِلَفْظِهِ .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ ابْنُ أَبِى حَاتِمٍ فِي ( تَفْسِيْرِهِ (ج3/ص805/ح4439) مِنْ طَرِيقِ ابْنِ الْمُبَارَكِ عَنْ أَبِى مَعْشَرٍ بِمِثْلِهِ .
__________
(1) الغلول : في المغنم أن يخفى منه شيء ولا يرد إلى القسم ، أصله ان الرجل كان إذا اختار من المغنم شيئا غله أي أدخله في أضعاف متاعه وستره فسمي الخائن غالا يقال غللت الشيء فانغل أي أدخلته ومنه قيل للماء الجاري بين خلال الشجر غلل وقيل فلان يتغلغل إلى كذا أي يتوصل إليه بالدخول في أسبابه ، يقال من الخيانة أغل يغل ومن الحقد غل يغل بالكسر ومن الغلول غل يغل بالضم ( غريب الحديث لابن قتيبة ج1/ص226 ، غريب الحديث لابن سلام ج1/ص200 ، تفسير غريب ما في الصحيحين البخاري ومسلم ج1/ص335 ، مختار الصحاح ج1/ص200)
(2) سُورَةُ آل عمران : الآيَةُ 161 .(1/37)
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الأَثَرِ
1- عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 1 ] . ثِقَةٌ ثَبْتٌ فَقِيهٌ عَالِمٌ جَوَادٌ مُجَاهِدٌ .
2- نَجِيحُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السِّنْدِيُّ (1) بِكَسْرِ الْمُهْمَلَةِ وَسُكُونِ النُّونِ أَبُو مَعْشَرٍ الْمَدَنِيُّ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ كَانَ مِنْ أَوْعِيَةِ الْعِلْمِ عَلَى نَقْصٍ فِي حِفْظِهِ ، رَأَى أَبَا أُمَامَةَ بْنَ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ . ورَوَى عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ، وَمُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ ، وَسَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ . وَعَنْهُ ابْنُهُ مُحَمَّدٌ ، وَالثَّوْرِيُّ وَمَاتَ قَبْلَهُ ، وَاللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ ، وَابْنُ مَهْدِيٍّ ، وَعِدَّةٌ . قَالَ أَحْمَدُ : صَدُوقٌ لا يُقِيمُ الإِسْنَادِ . وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ : لَيْسَ بِالْقَوِيِّ . وَقَالَ الْبُخَارِيُّ : مُنْكَرُ الْحَدِيثِ . وَقَالَ النَّسَائِيُّ وَأَبُو دَاوُدَ : ضَعِيفٌ . وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ : تَكَلَّمَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ فِيهِ مِنْ قِبَلِ حِفْظِهِ . وَقَالَ أَبُو زرعة : صَدُوقٌ فِي الْحَدِيثِ ، وَلَيْسَ بِالْقَوِيِّ . وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ : يُكْتَبُ حَدِيثُهُ مَعْ ضَعْفِهِ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : مَشْهُورٌ بِكُنْيَتِهِ ضَعِيفٌ مِنَ السَّادِسَةِ أَسَنَّ وَاخْتَلَطَ مَاتَ سَنَةَ سَبْعِينَ وَمِئَةٍ ، وَيُقَالُ : كَانَ اسْمُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْوَليِدِ الأَرْبَعَةُ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّالِثَةُ تَجْرِيْحَاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ نَجِيحِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السِّنْدِيِّ : الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (ج3/ص157/3507) ، تَذْكِرَةُ الْحُفَّاظِ (ج1/ص234/2214) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص317/5802) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج10/ص374/7594 ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص559/7100) .(1/38)
3- سَعِيدُ بْنُ أَبِى سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيُّ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 74 ] . مَدَنِيٌّ ثِقَةٌ مُكْثِرٌ .
4- أَبُو هُرَيْرَةَ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 19 ] .
رَابِعَاً : الْحُكْمُ عَلَى إِسْنَادِ الأَثَرِ
هَذَا الأَثَرُ إِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ لِضَعْفِ أَبِى مَعْشَرٍ نَجِيْحٍ السِّنْدِيِّ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 84 }
وَأَخْرَجَ ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : ضِرْسُ الْكَافِرِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْظَمُ مِنْ أُحُدٍ ، يُعْظَمُونَ لِتَمْتَلِئَ مِنْهُمْ ، وَلِيَذُوقُوا الْعَذَابَ .
- - الله - -
أوَّلاً : تَخْرِيْجُ الأَثَرِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ فِي ( الزُّهْدِ ج2/ص87/ح303) قَالَ : حَدَّثَنَا يُونُسُ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : ضِرْسُ الْكَافِرِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْظَمُ مِنْ أُحُدٍ ، يُعْظَمُونَ لِتَمْتَلِئَ مِنْهُمْ ، وَلِيَذُوقُوا الْعَذَابَ .
ثَانِيَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الأَثَرِ(1/39)
1- يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ (1) يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ أَبِي النَّجَّادِ ، وَيُقَالُ ابْنُ النَّجَّادِ الأَيْلِيُّ بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ ، وَسُكُونٍ التَّحْتَانِيَّةِ بَعْدَهَا لامٌ ، أَبُو يَزِيدَ مَوْلَى مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ . رَوَى عَنْ أَخِيهِ أَبِي عَلِيٍّ بْنِ يَزِيدِ ، وَالزُّهْرِيِّ ، وَنَافِعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ ، وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، وَغَيْرِهِمْ . وَعَنْهُ جَرِيرٌ ، وَعَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ وَمَاتَ قَبْلَهُ ، وَابْنُ الْمُبَارَكِ ، وَابْنُ وَهْبٍ وَغَيْرُهُمْ . صَحِبَ الزُّهْرِيَّ اثْنَتَيْ عَشَرَةَ سَنَةً ، وَقِيلَ أَرْبَعَ عَشَرَةَ وَأَكْثَرَ عَنْهُ ، وَهُوَ مِنْ رُفَعَاءِ أَصْحَابِهِ . قَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ إِلاَّ أَنَّ فِي رِوَايَتِهِ عَنِ الزُّهْرِيِّ وَهْمَاً قَلِيلاً ، وَفِي غَيْرِ الزُّهْرِيِّ خَطَأٌ ، مِنْ كِبَارِ السَّابِعَةِ ، مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَخَمْسِينَ عَلَى الصَّحِيحِ ، وَقِيلَ سَنَةَ سِتِّينَ الْكُتُبُ السِّتَّةُ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج8/ص406/3496) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج9/ص247/1042) ، مَشَاهِيْرُ الأَمْصَارِ (ج1/ص183 /1452) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج32/ص551/7188) ، سِيَرُ أَعْلامِ النُّبَلاءِ (ج6/ص297/126) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص404/6480) ، تَذْكِرَةُ الْحُفَّاظِ ج1/ص162/156) ، مِيزَانُ الاعْتِدَالِ فِي نَقْدِ الرِّجَالِ (ج7/ص320/9932) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج11/ص395/770) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص614/7919) .(1/40)
2- مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ (1) مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ شِهَابِ بْنِ زُهْرَةَ بْنِ كِلابِ بْنِ مُرَّةَ الْقُرَشِيُّ الزُّهْرِيُّ الْفَقِيهُ أَبُو بَكْرٍ الْحَافِظُ الْمَدَنِيُّ . أَحَدُ الأَئِمَّةِ الأَعْلامِ وَعَالِمُ الْحِجَازِ وَالشَّامِ . رَوَى عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، وَعَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرِ ، وَرَبِيعَةَ بْنِ عَبَّادٍ ، وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ . رَوَى عَنْهُ عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ ، وَأَبُو الزُّبَيْرِ الْمَكِّيُّ ، وَيُونُسُ بْنُ يَزِيدَ ، وَمَالِكُ بْنُ أَنَسٍ ، وَآخَرُونَ . قَالَ ابْنُ حَجَرٍ : الْفَقِيهُ الْحَافِظُ مُتَّفَقٌ عَلَى جَلالَتِهِ وَإِتْقانِهِ ، وَهُوَ مِنْ رُؤُوسِ الطَّبَقَةِ الرَّابِعَةِ مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ وَمِئَةٍ ، وَقِيلَ قَبْلَ ذَلِكَ بِسَنَةٍ أَوْ سَنَتَيْنِ الْكُتُبُ السِّتَّةُ . مَرْتَبَتُهُ : الأُولَى تَعْدِيلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج8/ص71/318) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج26/ص419/5606) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص217/5152) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج9/ص395/734) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص506/6296) .(1/41)
3- سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ (1) بْنِ حَزْنٍ الإِمَامُ أَبُو مُحَمَّدٍ الْمَخْزُومِيُّ أَحَدُ الأَعْلامِ وَسَيِّدُ التَّابِعِينَ . عَنْ عُمَرَ وَعُثْمَانَ ، وَسَعْدٍ ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ وَكَانَ زَوْجَ ابْنَتِهِ . وَعَنْهُ الزُّهْرِيُّ ، وَقَتَادَةُ ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ . ثِقَةٌ حُجَّةٌ فَقِيهٌ رَفِيعُ الذِّكْرِ ، رَأْسٌ فِي الْعِلْمِ وَالْعَمَلِ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : أَحَدُ الْعُلَمَاءِ الأَثْبَاتِ الْفُقَهَاءِ الْكِبَارِ مِنْ كِبَارِ الثَّانِيَةِ ، اتَّفَقُوا عَلَى أَنَّ مُرْسَلاتِهِ أَصَحُّ الْمَرَاسِيلِ ، وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ : لا أَعْلَمُ فِي التَّابِعِينَ أَوْسَعَ عِلْمَاً مِنْهُ ، مَاتَ بَعْدَ التِّسْعِينَ وَقَدْ نَاهَزَ الثَّمَانِينَ الْكُتُبُ السِّتَّةُ . مَرْتَبَتُهُ : الأُولَى تَعْدِيلاً .
4- أَبُو هُرَيْرَةَ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 19 ] .
ثَالِثَاً : الْحُكْمُ عَلَى إِسْنَادِ الأَثَرِ
هَذَا الأَثَرُ إِسْنَادُهُ صَحِيحٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ .
وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ ( فَتْحُ الْبَارِي ج11/ص423) : وَلابْنِ الْمُبَارَكِ فِي الزُّهْدِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : ضِرْسُ الْكَافِرِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْظَمُ مِنْ أُحُدٍ ، يَعْظِمُونَ لِتَمْتَلِئَ مِنْهُمْ ، وَلِيَذُوقُوا الْعَذَابَ ، وَسَنَدُهُ صَحِيحٌ ، وَلَمْ يُصَرِّحْ بِرَفْعِهِ ، لَكِنْ لَهُ حُكْمُ الرَّفْعِ لأَنَّهُ لا مَجَالَ لِلرَّأيِ فِيهِ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 85 }
__________
(1) تَرْجَمَةُ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ : تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج11/ص66/2358) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص444/1960) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج4/ص74/ 145) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص241/2396) .(1/42)
وأَخْرَجَ الطَّبَرَانِيُّ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ : لا يُكْوَى رَجُلٌ يَكْنِزُ ، فَيَمَسُّ دِرْهَمٌ دِرْهَمَاً ، وَلاَ دِينَارٌ دِينَارَاً ، يُوَسَّعُ جِلْدَهُ ، حَتَّى يُوضَعَ كُلُّ دِرْهَمٍ وَدِينَارٍ عَلَى حِدَتِهِ .
- - الله - -
أولاً : تَخْرِيْجُ الأَثَرِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي ( الْمُعْجَمِ الْكَبِيْرِ ج9/ص150/ح8754) قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ النَّضْرِ ثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو ثَنَا زَائِدَةُ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْن مُرَّةَ عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ : لا يُكْوَي رَجُلٌ يَكْنِزُ (1) ، فَيَمَسُّ دِرْهَمٌ دِرْهَمَاً ، وَلا دِينَارٌ دِينَارَاً ، يُوَسَّعُ جِلْدُهُ ، حَتَّى يُوضَعَ كُلُّ دِينَارٍ وَدِرْهَمٍ عَلَى حِدَتِهِ .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
__________
(1) كَنَزَ : الكنز جعل المال بعضه على بعض وحفظه ، وأصله من كنزت التمر في الوعاء ، وزمن الكناز وقت ما يكنز فيه التمر ، وناقة كناز مكتنزة اللحم ، وَكُلُّ مَالٍ أَدَيَّتَ زَكَاتَهُ فَلَيْسَ بِكَنْزٍ وَإِنْ كَانَ مَدْفُونَاً ، وَكُلُّ مَالٍ لَمْ تُؤَدَّ زَكَاتُهُ فَهُوَ كَنْزٌ ، وَإِنْ كَانَ ظَاهِرَاً ، يُكْوَى بِهِ صَاحِبُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ . ( تَذْكِرَةُ الأَرِيبِ فِي تَفْسِيْرِ الْغَرِيبِ ج1/ص214 ، التَّبْيَانُ فِي تَفْسِيْرِ غَرِيبِ الْقُرْآنِ ج1/ص224 ، الْمُفْرَدَاتُ فِي غَرِيبِ الْقُرْآنِ ج1/ص442) .(1/43)
أَخْرَجَهُ ابْنُ أبِى شَيْبَةَ فِي ( مُصَنَّفِهِ ج2/ص427/ح10697) قَالَ : حَدَّثَنَا ابْن فُضَيْلٍ عَنِ الأَعْمَش عَنْ عَبْدِ اللهِ بْن مُرَّةَ عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ : وَاَلَّذِي لاَ إلَهَ غَيْرُهُ ؛ لاَ يُعَذِّبُ اللهُ رَجُلاً بِكَنْزٍ ، فَيَمَسُّ دِرْهَمٌ دِرْهَمَاً ، وَلاَ دِينَارٌ دِينَارَاً ، وَلَكِنْ يُوَسِّعُ جِلْدَهُ ، حَتَّى يُوضَعَ كُلُّ دِرْهَمٍ وَدِينَارٍ عَلَى حِدَتِهِ .
وأَخْرَجَهُ ابْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ فِي ( تَفْسِيْرِهِ ج10/ص124) مِنْ طَرِيقِ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ وَجَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ ، وَابْنُ أَبِى حَاتِمٍ فِي ( تَفْسِيْرِهِ ج6/ص1790/10092) مِنْ طَرِيقِ الثَّوْرِيِّ كِلاهُمَا عَنِ الأَعْمَشِ بِمِثْلِهِ .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الأَثَرِ
1- مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 32 ] . وَهُوَ صَدُوقٌ عَارِفٌ رُمِيَ بِالتَّشَيُّعِ .
2- الأَعْمَشُ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 7 ] .
3- عَبْدُ اللهِ بْنُ مُرَّةَ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 54 ] .
4- مَسْرُوقٌ الأَجْدَعُ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 54 ] .
5- عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 54 ] . مِنْ فُقَهَاءِ الصَّحَابَةِ .
رَابِعَاً : الْحُكْمُ عَلَى إِسْنَادِ الأَثَرِ
هَذَا الأَثَرُ إِسْنَادُهُ حَسَنٌ لأَنَّ فِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ ، وَهُوَ صَدُوقٌ .(1/44)
وَقَالَ الْهَيْثَمِيُّ فِي ( مَجْمَعِ الزَّوَائِدِ ج3/ص65) : رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيْرِ ، وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ . وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخر ( مَجْمَعِ الزَّوَائِدِ ج7/ ص30) : رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ ، وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ . وَقَالَ الْمُنْذِرِيُّ فِي ( التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ ج1/ص310 /ح1147) : رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيْرِ مَوْقُوفَاً بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 86 }
وأَخْرَجَ الطَّبَرَانِيُّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ فِي فُلانٍ : فَخِذُهُ فِي جَهَنَّمَ مِثْلُ أُحُدٍ ، وَضِرْسُهُ مِثْلُ الْبَيْضَاءِ ، قُلْتُ : لِمَ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ ، قَالَ : « كَانَ عَاقَّاً لِوَالَدَيْهِ » (1) .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
__________
(1) فى المخطوطة (أ) ، (ب) بوالديه .(1/45)
أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي ( الأَوْسَطِ ج7/ص63/ 6857) قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَاسِرٍ الْحَذَّاءُ الدِّمَشْقِيُّ الْجُبَيْلِيُّ ثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ ثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي غَنْمٍ الْكِلاعِيِّ عَنْ أَبِي غَسَّانٍ الضَّبِّيِّ قَالَ : خَرَجْتُ أَمْشِي مَعَ أَبِي بِظَهْرِ الْحَرَّةِ ، فلقيني أَبُو هريرة ، فَقَالَ لِي : مَنْ هَذَا ؟ ، قُلْتُ : أَبِي ، فَقَالَ : لا تَمْشِ بَيْنَ يَدَيْ أَبِيكَ ، وَلَكِنْ امْشِ خَلْفَهُ ، أَوْ إِلَى جَنْبِهِ ، وَلا تَدَعُ أَحَدَاً يَحُولُ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ ، وَلا تَمْشِ فَوْقَ إِجَارٍ أَبُوكَ تَحْتَهُ ، وَلا تَأْكُلْ عَرْقَاً قَدْ نَظَرَ أَبُوكَ إِلَيْهِ ، لَعَلَّهُ قَدْ اشْتَهَاهُ ، ثُمَّ قَالَ : أَتَعْرِفُ عَبْدَ اللهِ بْنَ خِدَاشٍ ؟ ، قُلْتُ : لا ، قَالَ : سَمِعْتُ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : « فَخِذُهُ فِي جَهَنَّمَ مِثْلُ أُحُدٍ ، وَضِرْسُهُ مِثْلُ الْبَيْضَاءِ » ، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : فَقُلْتُ : وَلِمَ ذَاكَ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ ، فَقَالَ : « كَانَ عَاقَّاً لِوَالَدَيْهِ » .
ثَانِيَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
1- مُحَمَّدُ بْنُ يَاسِرٍ الْحَذَّاءُ الدِّمَشْقِيُّ الْجُبَيْلِيُّ (1) مُحَمَّدُ بْنُ يَاسِرٍ الدِّمَشْقِيُّ الْحَذَّاءُ إِمَامُ جَامِعِ جُبَيْلٍ . عَنْ دُحَيْمٍ ، وَهِشَامِ بْنِ عَمَّارٍ . وَعَنْهُ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُدَيْسٍ ، وَالطَّبَرَانِيُّ وَغَيْرُهُمَا .
مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَجْرِيْحَاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ مُحَمَّدِ بْنِ يَاسِرٍ الْحَذَّاءِ الدِّمَشْقِيِّ الْجُبَيْلِيِّ : تَارِيْخُ الإِسْلامِ (ج21/ص297) .(1/46)
2- هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ الدِّمَشْقِيُّ (1) هِشَامُ بْنُ عَمَّارِ بْنِ نُصَيْرِ بْنِ مَيْسَرَةَ السُّلَمِيُّ ، وَيُقَالُ الظَّفَرِيُّ أَبُو الْوَلِيدِ الدِّمَشْقِيُّ خَطِيبُ الْمَسْجِدِ الْجَامِعِ بِهَا . رَوَى عَنْ مَعْرُوفٍ الْخَيَّاطِ ، وَصَدَقَةَ بْنِ خَالِدٍ ، وَالْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ ، وَابْنِ عُيَيْنَةَ . رَوَى عَنْهُ الْبُخَارِيُّ ، وَأَبُو دَاوُدَ ، وَالنَّسَائِيُّ ، وَابْنُ مَاجَهْ ، وَدُحَيْمٌ ، وَأَبُو حَاتِمٍ وَأَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيَّانِ وَآخَرُونَ . قَالَ إبْرَاهِيمُ بْنُ الْجُنَيْدِ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ : ثِقَةٌ . وَقَالَ الْعِجْلِيُّ : ثِقَةٌ . وَقَالَ مَرَّةً : صَدُوقٌ . وَقَالَ النَّسَائِيُّ : لا بَأْسَ بِهِ . وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ أَبِيهِ : لَمَّا كَبِرَ هِشَامُ تَغَيَّرَ فَكُلَّمَا دُفِعَ إِلَيْهِ قَرَأَهُ ، وَكُلُّمَا لُقِّنَ تَلَقَّنَ ، وَكَانَ قديما أصح كان يقرأ من كتابه ، قَالَ : وَسُئِلَ أَبِي عَنْهُ فَقَالَ : صَدُوقٌ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ هِشَامِ بْنِ عَمَّارٍ الدِّمَشْقِيِّ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج8/ص199/2701) ، مَعْرِفَةُ الثِّقَاتِ (ج2/ص332/1908) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج9/ص66/255) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص337/5973) ، الْوَافِي بِالْوَفَيَاتِ (ج26/ص65/46) ، الْمُخْتَلِطِينَ (ج1/ص126/44) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج11/ص46/90) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص573/7303) ، طَبَقَاتُ الْحُفَّاظِ (ج1/ص200/437) .(1/47)
وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : صَدُوقٌ مُقْرِئٌ كَبِرَ ، فَصَارَ يَتَلَقَّنُ فَحَدِيثُهُ الْقَدِيْمُ أَصَحُّ ، مِنْ كِبَارِ الْعَاشِرَةِ ، وَقَدْ سَمِعَ مِنْ مَعْرُوفٍ الْخَيَّاطِ لَكِنْ مَعْرُوفٌ لَيْسَ بثِقَةٍ ، مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ عَلَى الصَّحِيحِ ، وَلَهُ اثْنَتَانِ وَتِسْعُونَ سَنَةً الْبُخَارِيُّ وَالأَرْبَعَةُ . مَرْتَبَتُهُ : الرَّابِعَةُ تَعْدِيلاً .(1/48)
3- الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ الْقُرَشِيُّ (1) الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ الْقُرَشِيُّ مَوْلَى بَنِي أُمَيَّةَ أَبُو الْعَبَّاسِ الدِّمَشْقِيُّ عَالِمُ الشَّامِ رَوَى عَنْ حَرِيزِ بْنِ عُثْمَانَ ، وَصَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو ، وَالأَوْزَاعِيِّ ، وَأَبِي غَسَّانٍ مُحَمَّدِ بْنِ مُطَرِّفٍ ، وَخَلْقٍ . وَعَنْهُ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ وَهُوَ مِنْ شُيُوخِهِ ، وَبَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ ، وَهَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ ، وَهِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ وَآخَرُونَ. قَالَ الذَّهَبِيُّ : إِمَامٌ مَشْهُورٌ صَدُوقٌ ، وَلَكِنَّهُ يُدَلِّسُ عَنْ ضُعَفَاءِ لا سِيَّمَا فِي الأَوْزَاعِيِّ ، فَإِذَا قَالَ : ثَنَا الأَوْزَاعِيُّ فَهُوَ حُجَّةٌ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ لَكِنَّهُ كَثِيْرُ التَّدْلِيسِ وَالتَّسْوِيَةِ ، مِنَ الثَّامِنَةِ مَاتَ خَمْسٍ وَتِسْعِينَ وَمِئَةٍ الْكُتُبُ السِّتَّةُ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيلاً .
4- أبُو غَنْمٍ الْكِلاعِيُّ : لَمْ أَجِدْ لَهُ تَرْجَمَةً .
5- أبُو غَسَّانٍ الضَّبِّيُّ : لَمْ أَجِدْ لَهُ تَرْجَمَةً .
6- أَبُو هُرَيْرَةَ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 19 ] .
ثَالِثَاً : الْحُكْمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
__________
(1) تَرْجَمَةُ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ الْقُرَشِيِّ : الضُّعَفَاءُ وَالْمَتْرُوكِينَ لابْنِ الْجَوْزِيِّ (ج3/ص187/3671) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج31/ص86/6737) ، ذكر من تكلم فيه وهو موثق (ج1/ص191/364) ، المعين فِي طَبَقَاتِ الْمُحَدِّثِينَ (ج1/ص70/732) ، الْمُغْنِي فِي الضُّعَفَاءِ ج2/ص725/6887) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص355/6094) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص584/7456) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج11/ص133/254) ، طَبَقَاتُ الْمُدَلِّسِينَ (ج1/ص51/127) ، مشتبه أسامي الْمُحَدِّثِينَ (ج1/ص247/438) .(1/49)
هَذَا الْحَدِيثُ إسْنَادُهُ ضعيفٌ هَذَا الْحَدِيثُ إسْنَادُهُ ضعيفٌ : لِجَهَالَةِ مُحَمَّدِ بْنِ يَاسِرٍ الْحَذَّاءِ الدِّمَشْقِيِّ الْجُبَيْلِيِّ ، وَأَمَّا أَبُو غَسَّانٍ وَأَبُو غَنْمٍ فَلَمْ أَجِدْ لَهُمَا تَرْجَمَةً .
قَالَ الْهَيْثَمِيُّ فِي ( مَجْمَعِ الزَّوَائِدِ ج8/ص148) : رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الأَوْسَطِ ، وَأَبُو غَسَّانٍ وَأَبُو غَنْمٍ الرَّاوِي عَنْهُ لَمْ أَعْرِفْهُمَا ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ . وَقَالَ الْمُنْذِرِيُّ فِي ( التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ ج4/ص266) : رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ بِإِسْنَادٍ لا يَحْضُرُنِي . وَضَعَّفَهُ الأَلْبَانِيُّ فِي ( ضَعِيفِ التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ ج2/ص238/ح2169) و ( السِّلْسِلَةِ الضَّعِيفَةِ ج11/ ص307/ح5306) .
[ فَائِدَةٌ ] أُحُدٌ ، وَالْبَيْضَاءُ ، وَوَرْقَانُ (1) بِفَتْحِ الْوَاوِ وَسُكُونِ الرَّاءِ وَفَتْحِ الْقَافِ : جِبَالٌ بِالْمَدِينَةِ .
وَالرَّبَذَةُ (2) : قَرْيَةٌ بِهَا ، بِفَتْحِ الرَّاءِ وَالْمُوَحَّدَةِ وَالْمُعْجَمَةِ .
[
__________
(1) ورقان : بوزن قطران جبل أسود بين العرج والرويثة على يمين المار من المدينة إلى مكة ( النِّهَايَةُ فِي غَريبِ الأَثَرِ ج5/ص175 ، غريب الحديث لابن الجوزي ج2/ص465) .
(2) الربذة : بفتح الراء والباء والذال المعجمة قَرْيَةٌ كانَتْ عامِرَةً في صَدْرِ الإِسلامِ وهي عن المَدِينَة في جِهةَ الشرْقِ على طريقِ حَاجِّ العِراقِ على نحوِ ثلاثةِ أَيَّامٍ سُمِّيَتْ بِخِرْقَة الصَّائِغ كما في المِصْبَاح بها مَدْفَنُ أَبِي ذَرَ جُنْدَب بْن جُنَادَةَ الغِفَارِيِّ وغيرُه من الصحاب رضي الله عنهم خَرِبَتْ في سنة تسْعَ عَشرَةَ وثلاثمائة بالقَرَامِطَة( تاج العروس ج9/ص409 ، النِّهَايَةُ فِي غَريبِ الأَثَرِ ج2/ص183 ، مشارق الأنوار ج1/ص305 ، تاج العروس ج9/ص409)(1/50)
تَنْبِيهٌ ] قَوْلُهُ : بِذِرَاعِ الْجَبَّارِ ، قَالَ ابْنُ حِبَّانَ وَغَيْرُهُ : هُوَ مَلِكٌ بِالْيَمَنِ لَهُ ذِرَاعٌ مَعْرُوفُ الْمِقْدَارِ ، وَقِيلَ : مَلِكٌ بِالْعَجَمِ ، حَكَى ذَلِكَ الْمُنْذِرِيُّ فِي التَّرْغِيبِ . وَقَالَ الْبَيْهَقِيّ : أَرَادَ بِلَفْظِ الْجَبَّارِ التَّهْوِيلَ ، قَالَ : وَيُحْتَمَلُ أَنْ يُرِيدَ جَبَّارَاً مِنَ الْجَبَابِرَةِ . وَقَالَ الذَّهَبِيُّ فِي مُخْتَصَرِ الْمُسْتَدْرَكِ : لَيْسَ هَذَا مِنَ الصِّفَاتِ فِي شَيْءٍ ، هُوَ مِثْلُ قَوْلِكَ : ذِرَاعُ الْخَيَّاطِ ، وَذِرَاع النَّجَّارِ .
بَابٌ : قَوْله تَعَالَى { الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الأَفْئِدَةِ }
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 87 }
أَخْرَجَ ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِى عِمْرَانَ بِسَنَدِهِ إِلَى النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : « إِنَّ النَّارَ تَأْكُلُ أَهْلَهَا ، حَتَّى إِذَا طَلَعَتْ عَلَى أَفْئِدَتِهِمْ انْتَهَتْ ، ثُمَّ يَعُودُ كَمَا كَانَ ، ثُمَّ تَسْتَقْبِلُهُ فَتَطَّلِعُ عَلَى فُؤَادِهِ ، فَهُوَ كَذَلِكَ أَبَدَاً » ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى : { نَارُ اللهِ الْمُوقَدَةُ الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الأفْئِدَةِ } (1) .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
__________
(1) سُورَةُ الْهُمَزَةِ : الآيَاتُ 6- 7 .(1/51)
أَخْرَجَهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ فِي ( كِتَابِ الزُّهْدِ ج2/ص87 /306) قَالَ : أنَا رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي نُعْمٍ عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِى عِمْرَانَ بِسَنَدِهِ إِلَى النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : « إِنَّ النَّارَ تَأْكُلُ أَهْلَهَا ، حَتَّى إِذَا طَلَعَتْ عَلَى أَفْئِدَتِهِمْ انْتَهَتْ ، ثُمَّ يَعُودُ كَمَا كَانَ ، ثُمَّ تَسْتَقْبِلُهُ فَتَطَّلِعُ عَلَى فُؤَادِهِ ، فَهُوَ كَذَلِكَ أَبَدَاً » ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى : { نَارُ اللهِ الْمُوقَدَةُ الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الأفْئِدَةِ } .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ ابْنُ أَبِى الدُّنْيَا فِي ( صِفَةِ النَّارِ ج1/ص94/139) مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ بِمِثْلِهِ .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
1- رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 39 ] . ضَعِيفٌ ، كَانَ صَالِحَاً فِي دِينِهِ ، فَأَدْرَكَتْهُ غَفْلَةُ الصَّالِحِينَ ، فَخَلَطَ فِي الْحَدِيثِ .(1/52)
2- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادِ بْنِ أَنْعُمَ (1) الشَّعْبَانِيُّ الإِفْرِيقِيُّ قَاضِيهَا . رَوَى عَنْ أبيه ، وَمُسْلِمِ بْنِ يَسَارٍ ، وَأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ . وَعَنْهُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ ، وَابْنُ لَهِيعَةَ ، وَابْنُ وَهْبٍ ، وَرِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ وَغَيْرُهُمْ . وَكَانَ أَوَّلَ مَوْلُودٍ وُلِدَ بِإِفْرِيقِيَّةَ فِي الإِسْلامِ . قَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ضَعِيفٌ فِي حِفْظِهِ مِنَ السَّابِعَةِ ، مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِينَ ، وَقِيلَ بَعْدَهَا ، وَقِيلَ جَازَ الْمِائَةَ وَلَمْ يَصِحَّ ، وَكَانَ رَجُلاً صَالِحَاً . الْبُخَارِيُّ فِى الأَدَبِ الْمُفْرَدِ وَأَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّالِثَةُ تَجْرِيْحَاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادِ بْنِ أَنْعُمَ : الضُّعَفَاءُ لِلنَّسَائِيِّ (ج1/ص66/361) ، الْمَجْرُوحِينَ (ج2/ص50/586) ، الْكَامِلُ فِي الضُّعَفَاءِ (ج4/ص279/1108) ، الضعفاء الكبير (ج2/ص332/927) ، المنتظم (ج8/ص190/844) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص627/3194) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج12/ص312/1333) ، طَبَقَاتُ الْمُدَلِّسِينَ (ج1/ص55/143) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص340/3862) .(1/53)
3- خَالِدُ بْنُ أَبِى عِمْرَانَ (1) خَالِدُ بْنُ أَبِى عِمْرَانَ الْمِصْرِيُّ أَصْلُهُ مِنْ إِفْرِيقِيَّةَ . رَوَى عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ ، وَسُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ ، وَسُلَيْمَانَ الأَعْمَشِ وَهُوَ مِنْ أَقْرَانِهِ , وَعَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ جَزْءٍ الزَّبِيدِيِّ . رَوَى عَنْهُ خَلاَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْحَضْرَمِيُّ ، وَطَلْحَةُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ ، وَعَبْدُ الله بْنُ لَهِيعَةَ ، وَعَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ وَاللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأنْصَارِيُّ . قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ : كَانَ ثِقَةً إنْ شَاءَ اللهُ ، وَكَانَ لا يُدَلِّسُ . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ : ثِقَةٌ لا بَأْسَ بِهِ ، وَكَانَ يُقَالُ : إِنَّهُ مُسْتَجَابُ الدَّعْوَةِ . قَالَ أَبُو حَاتِمٍ : رَوَى عَنْ ابْنِ عُمَرَ وَلَمْ يَسْمَعْ مِنْهُ ، وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ حَدِيثَ : أَرْبَعَةٌ تَلْحَقُ الْمُؤْمِنَ بَعْدَ مَوْتِهِ ، وَلَمْ يَسْمَعْ مِنْ أَبِي أُمَامَةَ
وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : فَقِيهٌ صَدُوقٌ مِنَ الْخَامِسَةِ ، مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ ، وَيُقَالُ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ مُسْلِمٌ وَأَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِىُّ وَالنَّسَائِىُّ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّالِثَةُ تَعْدِيلاً .
رَابِعَاً : الْحُكْمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
__________
(1) تَرْجَمَةُ خَالِدِ بْنِ أَبِى عِمْرَانَ : طَبَقَاتُ ابْنِ سَعْدٍ (ج7/ص521) ، الثِّقَاتُ (ج6/ص262/7645) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج3/ص345/1559) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج8/ص142/1639) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص367/1344) ، جامع التحصيل (ج1/ص171/164) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص189/1662) .(1/54)
هَذَا الْحَدِيثُ إسْنَادُهُ ضَعِيفٌ لِضَعْفِ رِشْدِينَ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَنْعُمَ ، وَهُوَ مُرْسَلٌ ، لأَنَّ خَالِدَ بْنَ أَبِى عِمْرَانَ لَيْسَتْ لَهُ صُحْبَةٌ .
بَابٌ : قَوْله تَعَالَى : { كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُوداً غَيْرَهَا لِيَذُوقُواْ الْعَذَابَ } (1)
وقَوْله تَعَالَى : { وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِن وَرَآئِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ } (2)
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 88 }
أَخْرَجَ الطَّبَرَانِيُّ وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ وَابْنُ مَرْدوَيْهِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ : قُرِئَ عِنْدَ عُمَرَ : { كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودَاً غَيْرَهَا } (3) فَقَالَ مُعَاذٌ : عِنْدِى (4) تَفْسِيْرُهَا : تُبَدَّلُ فِي سَاعَةٍ مِائَةَ مَرَّةً ، فَقَالَ عُمَرُ : هَكَذَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
__________
(1) سُورَةُ النساء : الآيَاتُ 56 .
(2) سُورَةُ إبراهيم : الآيَاتُ 17 .
(3) سُورَةُ النساء : الآيَةُ 56 .
(4) فى المخطوطة (ز) عند .(1/55)
أَخْرَجَهُ ابْنُ أَبِى حَاتِمٍ فِي ( تَفْسِيْرِهِ كَمَا فِي ابْنِ كَثِيْرٍ ج1/ص684) قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِى نَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى يَعْنِي سَعْدَانَ حَدَّثَنَا نَافِعٌ مَوْلَى يُوسُفَ السُّلَمِيِّ الْبَصْرِيِّ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ : قَرَأَ رَجُلٌ عِنْدَ عُمَرَ هَذِهِ الآيَةَ : { كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودَاً غَيْرَهَا } فَقَالَ عُمَرُ : أَعِدْهَا عَلَيَّ فَأَعَادَهَا ، فَقَالَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ : عِنْدِي تَفْسِيْرُهَا ، تُبَدَّلُ فِي سَاعَةٍ مِائَةَ مَرَّةً ، فَقَالَ عُمَرُ : هَكَذَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - .
وأَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي ( الْمُعْجَمِ الأَوْسَطِ ج5/ص7/ح4517) مِنْ طَرِيقِ عَبْدَانَ الْمَرْوَزِيِّ عَنْ هِشَامِ بْنِ عَمَّارٍ بِمِثْلِهِ . وَقَالَ : لا يُرْوَى هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ عُمَرَ إِلاَّ بِهَذَا الإِسْنَادِ تَفَرَّدَ بِهِ هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ .
وأَخْرَجَهُ ابْنُ مَرْدَوَيْهِ فِي ( تَفْسِيْرِهِ كَمَا فِي ابْنِ كَثِيْرٍ ج1/ص684) مِنْ طَرِيقِ عَبْدَانَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عَمَّارٍ بِهِ
ثَانِيَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
1- مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ بْنِ الْمُنْذِرِ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 13 ] . أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ الْحَافِظُ الْكَبِيْرُ أَحَدُ الأَئِمَّةِ الْفُحُولِ .
2- هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 86 ] . صَدُوقٌ مُقْرِئٌّ كَبِرَ ، فَصَارَ يَتَلَقَّنُ ، فَحَدِيثُهُ الْقَدِيْمُ أَصَحُّ .(1/56)
3- سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ صَالِحٍ اللَّخْمِيُّ (1) أَبُو يَحْيَى الْكُوفِيُّ الْمَعْرُوفُ بِسَعْدَانَ سَكَنَ دِمَشْقَ . رَوَى عَنْ نَافِعٍ أَبِي هُرْمُزَ مَوْلَى يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ اللهِ السُّلَمِيِّ ، وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ ، وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، وَالأَعْمَشِ وَغَيْرِهِمْ . وَعَنْهُ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، وَعَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ ، وَهِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ ، وَغَيْرُهُمْ . وَقَالَ عُثْمَانُ الدَّارِمِيُّ عَنْ دُحَيْمٍ : مَا هُوَ عِنْدِي مِمَّنْ يُتَّهَمُ بِالْكَذِبِ . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ : مَحْلُّهُ الصِّدْقُ . وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ : ثِقَةٌ مَأْمُونٌ مَسْتَقِيمُ الأَمْرِ فِي الْحَدِيثِ . وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ : لَيْسَ بِذَاكَ . قَالَ ابْنُ حَجَرٍ : صَدُوقٌ وَسَطٌ مِنَ التَّاسِعَةِ ، مَاتَ قَبْلَ الْمِائَتَيْنِ . الْبُخَارِيُّ وَالنَّسَائِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّالِثَةُ تَعْدِيلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ سَعِيدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ صَالِحٍ اللَّخْمِيِّ : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج4/ص289/1250) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج11/ص106/2378) ، ذِكْرُ مَنْ تُكُلِّمَ فِيهِ وَهُوَ مُوَثَّقٌ (ج1/ص89/135) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص446/1975) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج4/ص87/165) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص242/2416) .(1/57)
4- نَافِعٌ أَبُو هُرْمُزَ الْجَمَّالُ (1) نَافِعٌ مَوْلَى يُوسُفَ السُّلَمِيِّ . حَدَّثَ عَنْ عَطَاءٍ وَنَافِعٍ . قَالَ أَبُو حَاتِمٍ : مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ . وَضَعَّفَهُ أَحْمَدُ وَغَيْرُهُ . وَقَالَ ابْنُ عَدِىٍّ : أَحَادِيثُهُ غَيْرُ مَحْفُوظَةٍ ، وَالضَّعْفُ عَلَى رِوَايَاتِهِ بَيِّنٌ ، وَنَقَلَ عَنِ الْبُخَارِيِّ أنَّهُ قَالَ : مُنْكَرُ الْحَديِث ِ. وَسَمَّاهُ الْعُقَيْلِيُّ نَافِعَ بْنَ عَبْدِ الْوَاحِدِ . عَنِ الْحَسَنِ ، وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، وَهُوَ بَصْرِيٌّ ضَعَّفَهُ أَحْمَدُ وَجَمَاعَةٌ ، وَكَذَّبَهُ ابْنُ مَعِينٍ مَرَّةً . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ : مَتْرُوكٌ ذَاهِبُ الْحَدِيثِ . وَقَالَ النَّسَائِيُّ : لَيْسَ بِثِقَةٍ . وَقَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ أيْضَاً : لا يُكْتَبُ حَدِيثُهُ . وَقَالَ مَرَّةً : لا أَعْرِفْهُ , وَقَالَ مَرَّةً : لَيْسَ بِشَيْءٍ , وَقَالَ مَرَّةً : ضَعِيفٌ . وَأَوْرَدَ لَهُ الْعُقَيْلِيُّ رِوَايَةَ مُسْلِمِ بْنِ إبْرَاهِيمَ الَّتِي تَقَدَّمَتْ . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ أيْضَاً : لَيْسَ بِالْقَوِيِّ عِنْدَهُمْ . مَرْتَبَتُهُ : الْخَامِسَةُ تَجْرِيْحَاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ نَافِعٍ أبِي هُرْمُزٍ الْجَمَّالِ : الضُّعَفَاءُ لِلنَّسَائِيِّ (ج1/ص114/662) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج8/ص455/2087) ، الْمَجْرُوحِينَ (ج3/ص57 /1123) ، الْكَامِلُ فِي الضُّعَفَاءِ (ج7/ص48/1981) ، الضُّعَفَاءُ وَالْمَتْرُوكِينَ لابْنِ الْجَوْزِيِّ (ج3/ص156/3503) ، الإكمال ج7/ص315) ، لِسَانُ الْمِيزَانِ (ج6/ص147/513) .(1/58)
5- نَافِعٌ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ (1) نَافِعٌ الْفَقِيهُ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ أَبُو عَبْدِ اللهِ الْمَدَنِيُّ . رَوَى عَنْ مَوْلاهُ ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، وَجَمَاعَةٍ . وَعَنْهُ أوْلادُهُ أَبُو عُمَرَ وَعُمَرُ ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ دِينَارٍ ، وَصَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ ثَبْتٌ فَقِيهٌ مَشْهُورٌ ، مِنَ الثَّالِثَةِ مَاتَ سَنَةَ سَبْعَ عَشَرَةَ وَمِئَةٍ أَوْ بَعْدَ ذَلِكَ . الْكُتُبُ السِّتَّةُ . مَرْتَبَتُهُ : الأولى تَعْدِيلاً .
6- عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 62 ] . هُوَ أَحَدُ الْمُكْثِرِينَ مِنَ الصَّحَابَةِ وَالْعَبَادِلَةِ ، وَكَانَ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ اتِّبَاعَاً لِلأثَرِ .
ثَالِثَاً : الْحُكْمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
هَذَا الْحَدِيثُ إسْنَادُهُ ضَعِيفٌ جِدَّاً لأَنَّ فِيهِ نَافِعٌ مَوْلَى يُوسُفَ السُّلَمِيِّ ، وَهُوَ مَتْرُوكٌ .
وَقَالَ السُّيُوطِيُّ فِي ( الإتْقَانِ فِي عُلُومِ الْقُرْآنِ ج2/ص507/ 6455) : وأَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ . وَقَالَ الْهَيْثَمِيُّ فِي ( مَجْمَعِ الزَّوَائِدِ ج7/ص6) : رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الأَوْسَطِ ، وَفِيهِ نَافِعٌ مَوْلَى يُوسُفَ السُّلَمِيِّ ، وَهُوَ مَتْرُوكٌ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 89 }
وأَخْرَجَهُ ابْنُ مَرْدَوَيْهِ وَأَبُو نُعَيْمٍ فِي « الْحِلْيَةِ » مِنْ وَجْهٍ آخَرَ بِلَفْظِ : تُبَدَّلُ فِي السَّاعَةِ الْوَاحِدَةِ عِشْرِينَ وَمِائَةَ مَرَّةً .
- - الله - -
__________
(1) تَرْجَمَةُ نَافِعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج8/ص84/2270) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج29/ص298/6373) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج10/ ص368/743) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص559/7086) .(1/59)
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ أَبُو نُعَيْمٍ فِي ( الْحِلْيَةِ ج5/ص275) قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ ثَنَا إبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَارِثِ ثَنَا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ ثَنَا نَافِعٌ أَبُو هُرْمُزٍ ثَنَا نَافِعٌ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ : تَلا رَجُلٌ عَنْدَ عُمَرَ هَذِهِ الآيَةَ { كُلُّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودَاً غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ } قَالَ : فَقَالَ عُمَرُ : أَعِدْهَا عَلَيَّ ، وَثَمَّ كَعْبٌ ، فَقَالَ : يَا أَمِيْرَ الْمُؤْمِنِينَ ؛ أَمَا إِنَّ عِنْدَي تَفْسِيْرُ هَذِهِ الآيَةِ ، قَرَأْتُهَا قَبْلَ الإِسْلامِ ، قَالَ : فَقَالَ : هَاتِهَا يَا كَعْبُ ، فَإِنَّ جِئْتَ بِهَا كَمَا سَمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - صَدَّقْنَاكَ وَإِلاَّ لَمْ نَنْظُرْ فِيهَا ، فَقَالَ : إِنِّي قَرَأْتُهَا قَبْلَ الإِسْلامِ { كُلُّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودَاً غَيْرَهَا } فِي السَّاعَةِ الْوَاحِدَةِ عِشْرِينَ وَمِائَةَ مَرَّةً ، فَقَالَ عُمَرُ : هَكَذَا سَمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - . وأَخْرَجَهُ ابْنُ مَرْدَوَيْهِ ( كَمَا فِي تَفْسِيْرِ ابْنِ كَثِيْرٍ ج1/ ص684) مِنْ طَرِيقِ عِمْرَانَ عَنْ إبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَارِثِ بِمِثْلِهِ .
ثَانِيَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ(1/60)
1- عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ أبُو الشَّيْخِ (1) أَبُو الشَّيْخِ حَافِظُ أَصْبَهَانَ وَمُسْنَدُ زَمَانِهِ ، الإِمَامُ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ حَيَّانَ الأَنْصَارِيُّ صَاحِبُ الْمُصَنَّفَاتِ السَّائِرَةِ . وُلِدَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ وَمِئَتَيْنِ وَسَمِعَ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَثَمَانِينَ , وَكَتَبَ الْعَالِي وَالنَّازِلَ ، وَلَقِيَ الْكِبَارَ . سَمِعَ مِنْ جَدِّهِ لأُمِّهِ الزَّاهِدِ مَحْمُودِ بْنِ الْفَرَجِ وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدَانَ ، وَمُحَمَّدِ بْنِ أَسَدٍ الْمَدِينِيِّ ، وَأَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْخُزَاعِيِّ ، وَأَبِي يَعْلَى الْمَوْصَلِيِّ ، وَأَبِي عَرُوبَةَ الْحَرَّانِيِّ . وَكَانَ مَعَ سِعَةِ عِلْمِهِ ، وَغَزَارَةِ حِفْظِهِ ، صَالِحَاً خَيِّرَاً ، قَانِتَاً للهِ صَدُوقٌا . حَدَّثَ عَنْهُ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الشِّيرَازِيُّ ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ مَرْدَوَيْهِ ، وَأَبُو نُعَيْمٍ . قَالَ ابْنُ مَرْدَوَيْهِ : ثِقَةٌ مَأْمُونٌ صَنَّفَ التَّفْسِيْرَ وَالْكُتُبَ الْكَثِيْرَةَ فِي الأَحْكَامِ وَغَيْرِ ذَلِكَ . وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ : كَانَ حَافِظَاً ثَبْتَاً متقنا . تُوُفِّيَ فِي سَلْخِ الْمُحَرَّمِ سَنَةَ تِسْعٍ وَسِتِّينَ وَثَلاثِ مِائَةٍ . مَرْتَبَتُهُ : الأُولَى تَعْدِيلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ عَبْدِ اللهِ بْن ِمُحَمَّدٍ أبِي الشَّيْخِ : تَذْكِرَةُ الْحُفَّاظِ (ج3/ص945/896) .(1/61)
2- إبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَارِثِ (1) أَبُو إِسْحَاقَ , يُعْرَفُ بِابْنِ نَائِلَةَ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ ، وَنَائِلَةُ اسْمُ أمِّهِ . حَدَّثَ عَنْهُ أَبُو بكر الْبَرْذَعِيُّ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ مَنْدَهْ . سَمِعَ مِنْ سَعِيدِ بْنِ مَنْصُورٍ وَذَهَبَ سَمَاعُهُ تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَتِسْعِينَ وَمِئَتَيْنِ . وَكَتَبْنَا عَنْهُ مِنَ الْغَرَائِبِ مَا لَمْ نَكْتُبُ إِلاَّ عَنْهُ . مَرْتَبَتُهُ : الثانية تَجْرِيْحَاً .
3- شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 61 ] . صَدُوقٌ يَهِمُ وَرُمِيَ بِالْقَدَرِ .
4- نَافِعٌ أَبُو هُرْمُزَ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 88 ] . وَهُوَ مَتْرُوكٌ .
5- نَافِعٌ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 88 ] . ثِقَةٌ ثَبْتٌ فَقِيهٌ مَشْهُورٌ .
6- عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 62 ] .
ثَالِثَاً : الْحُكْمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
هَذَا الْحَدِيثُ إسْنَادُهُ ضَعِيفٌ جِدَّاً لأَنَّ فِيهِ نَافِعٌ أَبُو هُرْمَزٍ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 90 }
وأَخْرَجَهُ الْبَيْهَقِيُّ مِنْ وَجْهٍ ثَالِثٍ : تُحْرَقُ ، وَتُجَدَّدُ فِي سَاعَةٍ مِقْدَارَ سِتَّةَ آلافِ مَرَّةً .
- - الله - -
أولاً : تَخْرِيْجُ الأَثَرِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
__________
(1) تَرْجَمَةُ إبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ الأَصْبَهَانِيِّ : تَارِيْخُ أَ ... صْبَهَانَ (ج1/ص230/356) ، طَبَقَاتُ أَصْبَهَانَ (ج3/ص356/406) .(1/62)
أَخْرَجَهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي ( الْبَعْثِ وَالنُّشُورِ ج1/ص305/ح633) قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ وَمُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى قَالا : ثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ أَنْبَأ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ أَنْبَأ الرَّبِيعُ بْنُ بَرَّةَ عَنِ الْفَضْلِ الرَّقَاشِيِّ : أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَرَأَ هَذِهِ الآيَةَ { كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودَاً غَيْرَهَا } ، قَالَ : يَا كَعْبُ ، أَخْبَرَنِي بِتَفْسِيْرِهَا ، فَإِنْ صَدَقْتَ صَدَّقْتُكَ ، وَإِنْ كَذَبْتَ رَدَدْتُ عَلَيْكَ ، فَقَالَ : إنَّ جِلْدَ ابْنِ آدَمَ يُحْرَقُ وَيُجَدَّدُ فِي سَاعَةٍ ، أَوْ فِي مِقْدَارِ سَاعَةٍ سِتَّةَ آلافِ مَرَّةً ، قَالَ : صَدَقْتَ .
ثَانِيَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الأَثَرِ(1/63)
1- مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْدَوَيْهِ (1) مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَمَدَوَيْهِ بْنِ نُعَيْمِ بْنِ الْحَكَمِ الضَّبِّيُّ الطَّهْمَانِيُّ الْحَافِظُ أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَاكِمُ النَّيْسَابُورِيُّ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ الْبَيْعِ صَاحِبُ الْمُسْتَدْرَكِ وَتَارِيْخِ نَيْسَابُورَ . وُلِدَ فِي رَبِيعِ الأَوَّلِ سَنَةَ إحْدَى وَعِشْرِينَ وَثَلاثِمِئَةٍ , وَطَلَبَ الْعِلْمَ فِي صِغَرِهِ وَأَوَّلُ سَمَاعَهِ سَنَةَ ثَلاثِينَ , وَرَحَلَ فِي طَلَبِ الْحَدِيثِ ، وَسَمِعَ شُيُوخَاً كَثِيْرِينَ يَزِيدُونَ عَلَى أَلْفَيْنِ ، وَتَفَقَّهَ عَلَى أَبِي عَلِيِّ بْنِ أَبِي هُرَيْرَةَ ، وَأَبِي الْوَلِيدِ النَّيْسَابُورِيِّ ، وَأَبِي سَهْلٍ الصُّعْلُوكِيِّ . أَخَذَ عَنْهُ أَبُو بَكْرٍ الْبَيْهَقِيُّ فَأَكْثَرَ عَنْهُ وَبِكُتُبِهِ تَفَقَّهَ وَتَخَرَّجَ ، وَمِنْ بَحْرِهِ اسْتَمَدَّ ، وَعَلَى مِنْوَالِهِ مَشَى بَلَغَتْ تَصَانِيفُهُ قَرِيبَاً مِنْ خَمْسِمِئَةِ جُزْءٍ ، وَقِيلَ أَلْفُ جُزْءٍ ، وَقِيلَ أَلْفُ وَخَمْسُمِئَةِ جُزْءٍ . وَقَالَ الْخَطِيبُ : ثِقَةٌ وَكَانَ يَمِيلُ إِلَى التَّشَيُّعِ . قَالَ الذَّهَبِيُّ : هُوَ مُعَظِّمٌ لِلشَّيْخَيْنِ بِيَقِينٍ ، وَلِذِي النُّورَيْنِ ، وَإِنَّمَا تَكَلَّمَ فِي مُعَاوِيَةَ فَأُوذِيَ . تُوُفِّيَ فَجْأَةً بَعْدَ خُرُوجِهِ مِنَ الْحَمَامِ فِي صَفَرَ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِمِئَةٍ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَمْدَوَيْهِ : طَبَقَاتُ الشَّافِعِيَّةِ (ج1/ص193/153) ، الْمُنْتَخَبُ مِنْ كِتَابِ السِّيَاقِ لِتَارِيْخِ نَيْسَابُورَ (ج1/ص15) .(1/64)
2- مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ الْفَضْلِ أَبُو سَعِيدٍ الصَّيْرَفِيُّ (1) الثِّقَةُ الرِّضَا الْمَشْهُورُ بِالصِّدْقِ وَالإِسْنَادِ الْعَالِي الصُّوفِيُّ حَالاً . سَمِعَ الْكَثِيْرَ عَنِ الأَصَمِّ ، وَأَبِي عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارِ الأَصْبَهَانِيِّ ، وَأَبِي الْعَبَّاسِ الْمَحَامِلِيِّ. حَدَّثَ عَنْهُ الأَئِمَّةُ وَالْحُفَّاظُ : أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ الْخَطِيبُ ، وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْبَيْهَقِيُّ ، وَأَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ بْنِ مَنْدَهْ الأَصْبَهَانِيُّ ، وَأَبُو إِسْمَاعِيلَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَنْصَارِيُّ الْهَرَوِيُّ وَغَيْرُهُمْ . وَثَّقَهُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ السَّمْعَانِيُّ . تُوُفِّيَ فِي ذِي الْحَجَّةِ مِنْ سَنَةِ إِحْدَى وَعِشْرِينَ وَأَرْبَعِمِئَةٍ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيلاً .
3- مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الأَصَمُّ أَبُو الْعَبَّاسِ الإِمَامُ الْمُحَدِّثُ . سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 58 ] .
__________
(1) تَرْجَمَةُ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى بْنِ الْفَضْلِ الصَّيْرَفِيِّ : الْمُنْتَخَبُ مِنْ كِتَابِ السِّيَاقِ لِتَارِيْخِ نَيْسَابُورَ (ج1/ص23/17) ، التَّقْيِيدُ (ج1/ص110) .(1/65)
4- يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ (1) وَاسْمُ أَبِي طَالِبٍ جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزَّبْرَقَانِ . حَدَّثَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَاصِمٍ وَيَزِيدَ بْنِ هَارُونَ ، وَعَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ عَطَاءٍ ، وَأَبِي دَاوُدَ الطَّيَالِسِيِّ . رَوَى عَنْهُ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ الطَّيَالِسِيُّ ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا ، وَيَحْيَى بْنُ صَاعِدٍ وَغَيْرُهُمْ . مُحَدِّثٌ مَشْهُورٌ وَثَّقَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ وَغَيْرُهُ . وَقَالَ مُوسَى بْنُ هَارُونَ : أَشْهَدُ أَنَّهُ يَكْذِبُ عَنِّي فِي كَلامِهِ وَلَمْ يَعْنِ فِي الْحَدِيثِ فَاللهُ أعْلَمُ ، وَالدَّارَقُطْنِيُّ مِنْ أَخْبَرِ النَّاسِ بِهِ . وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ : كَتَبْتُ عَنْهُ مَعَ أَبِي ، وَسَأَلْتُ أَبِي عَنْهُ ، فَقَالَ : مَحْلُّهُ الصِّدْقُ . وَقَالَ مَسْلَمَةُ بْنُ قَاسِمٍ : لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ ، تَكَلَّمَ النَّاسُ فِيهِ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ يَحْيَى بْنِ أَبِى طَالِبٍ : تَارِيْخُ بَغْدَادَ (ج14/ص220/7512) ، الْمُغْنِي فِي الضُّعَفَاءِ (ج2/ص738/6993) ، مِيزَانُ الاعْتِدَالِ فِي نَقْدِ الرِّجَالِ (ج7/ص191/9555) ، لِسَانُ الْمِيزَانِ (ج6/ص262/921) .(1/66)
5- عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ (1) أَبُو نَصْرٍ الْخَفَّافُ الْبَصْرِيُّ سَكَنَ بَغْدَادَ . وحَدَّثَ بِهَا عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ وَسُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ ، وَحُمَيْدٍ الطَّوِيلِ ، وَعَمْرِو بْنِ عُبَيْدٍ ، وَدَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ . رَوَى عَنْهُ خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ الْبَزَّارُ وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَيَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ . قَالَ أَحْمَدُ : ضَعِيفُ الْحَدِيثِ مُضْطَرِبٌ . وَقَالَ الرَّازِيُّ : لَيْسَ بِقَوِيِّ الْحَدِيثِ . وَقَالَ الْبُخَارِيُّ وَالنَّسَائِيُّ : لَيْسَ بِالْقَوِيِّ . وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ : ثِقَةٌ . قَالَ ابْنُ حَجَرٍ : صَدُوقٌ رُبَّمَا أَخْطَأَ ، أَنْكَرُوا عَلَيْهِ حَدِيثَاً فِي الْعَبَّاسِ يُقَالُ : دَلَّسَهُ عَنْ ثَوْرٍ ، مِنَ التَّاسِعَةِ مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ ، وَيُقَالَ سَنَةَ سِتٍّ وَمِئَتَيْنِ . الْبُخَارِيُّ فِى خَلْقِ أَفْعَالِ الْعِبَادِ وَمُسْلِمٌ وَالأَرْبَعَةُ . مَرْتَبَتُهُ : الرابعة تَعْدِيلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ عَبْدِ الْوَهَّابِ يْنِ عَطَاءٍ : طَبَقَاتُ ابْنِ سَعْدٍ (ج7/ص333) ، ضُعَفَاءُ الْبُخَارِيِّ (ج1/ص77/233) ، الضُّعَفَاءُ لِلنَّسَائِيِّ (ج1/ص68/374) ، الْكَامِلُ فِي الضُّعَفَاءِ (ج5/ص296/1436) ، تَارِيْخُ بَغْدَادَ (ج11/ص21/5688) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص675/3520) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص368/4262) .(1/67)
6- الرَّبِيعُ بْنُ بَرَّةَ (1) الرَّبِيعُ بْنُ بَرَّةَ بَصْرِيٌّ كَانَ يَرَى الْقَدَرَ وَيَدْعُو إِلَيْهِ ، ذَكَرَهُ الذَّهَبِيُّ وَابْنُ حَجَرٍ عَنِ الْعُقَيْلِيِّ . وَقَالَ الْعُقَيْلِيُّ : وَلَيْسَ يُعْلَمُ لِلرَّبِيعِ مُسْنَدٌ ، وَإِنَّمَا يَرْوِى مُقَطَّعَاتٍ عَنِ الْحَسَنِ ، وَكَلامَاً لَهُ فِي الْقَصَصِ . وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ : الرَّبِيعُ بْنُ بُرَّةَ تَعِزُّ مَسَانِيدُهُ ، وَقِيلَ أَسْنَدَ عَنِ الْحَسَنِ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّالِثَةُ تَجْرِيْحَاً .
7- الْفَضْلُ بْنُ عِيسَى الرَّقَاشِيُّ (2) أَبُو عِيسَى الْبَصْرِيُّ الْوَاعِظُ . رَوَى عَنْ عَمِّهِ يَزِيدَ بْنِ أَبَانَ الرَّقَاشِيِّ ، وَعَنْ أَنَسٍ ، وَأَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ ، وَمُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ ، وَالْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ . رَوَى عَنْهُ ابْنُ أُخْتِهِ الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، وَأَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ ، وَالْحَكَمُ بْنُ أَبَانَ الْعَبْدِيُّ ، وَآخَرُونَ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : مُنْكَرُ الْحَدِيثِ وَرُمِيَ بِالْقَدَرِ مِنَ السَّادِسَةِ ابْنُ مَاجَهْ . مَرْتَبَتُهُ : الْخَامِسَةُ تَجْرِيْحَاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ الرَّبِيعِ بْنِ بَرّةَ : الضُّعَفَاءُ الْكَبِيْرُ (ج2/ص53/485) ، حِلْيَةُ الأَوْلِيَاءِ (ج6/ص300) ، مِيزَانُ الاعْتِدَالِ فِي نَقْدِ الرِّجَالِ (ج3/ص61/2734) ، الْمُغْنِي فِي الضُّعَفَاءِ (ج1/ص226/2088) ، لِسَانُ الْمِيزَانِ (ج2/ص444/1817) .
(2) تَرْجَمَةُ الفَضْلِ بْنِ عِيسَى الرَّقَاشِيِّ : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج7/ص64/367) ، الْكَامِلُ فِي الضُّعَفَاءِ (ج6/ص13/1559) ، الضُّعَفَاءُ وَالْمَتْرُوكِينَ لابْنِ الْجَوْزِيِّ (ج3/ص7/2713) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص122/4473) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج8/ص254/521) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص446/5413) .(1/68)
8- عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ (1) عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بْنِ نُفَيْلِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ رِيَاحِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ قُرْطِ بْنِ رَزَاحِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَشِيُّ الْعَدَوِيُّ . أَمِيْرُ الْمُؤْمِنِينَ ، مَشْهُورٌ جَمُّ الْمَنَاقِبِ . رَوَى عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، وَعَنْ أَبِي بَكْرٍ ، وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ . رَوَى عَنْهُ أَوْلادُهُ عَبْدُ اللهِ وَعَاصِمٌ وَحَفْصَةُ ، وَعُثْمَانُ ، وَعَلِيُّ ، وَسَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ ، وَغَيْرهمْ مِنَ الصَّحَابَةِ وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ مِنَ التَّابِعِينَ . اسْتُشْهِدَ فِي ذِي الْحَجَّةِ سَنَةَ ثَلاثٍ وَعِشْرِينَ ، وَوَلِيَ الْخِلافَةَ عَشْرَ سِنِينَ وَنِصْفَاً الْكُتُبُ السِّتَّةُ .
ثَالِثَاً : الْحُكْمُ عَلَى إِسْنَادِ الأَثَرِ
هَذَا الأَثَرُ إسْنَادُهُ ضَعِيفٌ جِدَّاً لأَنَّ فِيهِ الْفَضْلُ بْنُ عِيسَى الرَّقَاشِيُّ وَهُوَ مُنْكَرُ الْحَدِيثِ ، وَهُوَ مُنْقَطِعٌ بَيْنَ الْفَضْلِ وَعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، وَلِحَالِ الرَّبِيعِ بْنِ بَرَّةَ ، فَهُوَ لا مُسْنَدَ لَهُ ، إِنَّمَا يَرْوِي مُقَطَّعَاتٍ عَنِ الْحَسَنِ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 91 }
وَأَخْرَجَ ابْنُ أَبِى حَاتِمٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ فِي الآيَةِ قَالَ : إذَا احْتَرَقَتْ جُلُودُهُمْ بُدِّلُوا جُلُودَاً بَيْضَاءَ أَمْثَالَ الْقَرَاطِيسِ .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الأَثَرِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
__________
(1) تَرْجَمَةُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ : الاسْتِيعَابُ (ج3/ص1144/1878) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج21/ص316/4225) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص59/4045) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج7/ص385/725) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص412/4888) ، الإصَابَةُ (ج4/ص588/5740) .(1/69)
أَخْرَجَهُ ابْنُ أَبِى حَاتِمٍ فِي ( تَفْسِيْرِهِ ج3/ص982/ 5494) قَالَ : حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ ثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ثَنَا جَرِيرٌ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ ثُوَبْرٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى { كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودَاً غَيْرَهَا } قَالَ : إذَا احْتَرَقَتْ جُلُودُهُمْ بُدِّلُوا جُلُودَاً بَيْضَاءَ أَمْثَالَ الْقَرَاطِيسِ (1) .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ ابْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ فِي ( تَفْسِيْرِهِ ج5/ص142) مِنْ طَرِيقِ مُحَمَّدِ بْنِ حُمَيْدٍ الرَّازِيِّ عَنْ جَرِيْرِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ بِهِ بِلَفْظِهِ .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الأَثَرِ
1- عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْجُنَيْدِ الرَّازِيُّ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 16 ] .
__________
(1) قرطاس : صحيفة والجمع قراطيس ، ولا يقال إلا للأبيض منها ومنه سمي بعض خيل النبي صلى الله عليه وسلم القرطاس لبياضه(التبيان في تفسير غريب القرآن ج1/ص189 ، غريب القرآن ج1/ص385 ، مشارق الأنوار ج2/ص178) .(1/70)
2- عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إبْرَاهِيمَ بْن خوَاسْتَي الْعَبْسِيُّ (1) عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إبْرَاهِيمَ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ أَبُو الْحَسَنِ الْعَبْسِيُّ مَوْلاهُمُ الْكُوفِيُّ الْحَافِظُ . عَنْ شَرِيكٍ ، وَجَرِيرٍ ، وَأَبِي الأَحْوَصِ . وَعَنْهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ ، وَأَبُو دَاوُدَ ، وَابْنُ مَاجَهْ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ حَافِظٌ شَهِيْرٌ وَلَهُ أَوْهَامٌ ، وَقِيلَ : كَانَ لا يَحْفَظُ الْقُرْآنَ مِنَ الْعَاشِرَةِ مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاثِينَ ، وَلَهُ ثَلاثٌ وَثَمَانُونَ سَنَةً . الْبُخَارِىُّ وَمُسْلِمٌ وَأَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ . مَرْتَبَتُهُ : الأُولَى تَعْدِيلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ عُثْمَانَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إبْرَاهِيمَ بْنِ خُوَاسَتَي الْعَبْسِيِّ : طَبَقَاتُ ابْنِ سَعْدٍ (ج6/ص412) ، مَعْرِفَةُ الثِّقَاتِ (ج2/ص130/1218) ، تَارِيْخُ بَغْدَادَ (ج11/ص283/6054) ، الْمُنْتَظَمُ (ج11/ص268/1423) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج19/ص478/3857) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص12 /3735) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص386/4513) .(1/71)
3- جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ قُرْطٍ الضَّبِّيُّ (1) أَبُو عَبْدِ اللهِ الرَّازِيُّ الْقَاضِي . رَوَى عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ ، وَسُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ ، وَالأَعْمَشِ ، وَعَاصِمٍ الأَحْوَلِ ، وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ . وَعَنْهُ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ ، وَابْنَا أَبِي شَيْبَةَ وَجَمَاعَةٌ . قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ اللالْكَائِيُّ : مُجْمَعٌ عَلَى ثِقَتِهِ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ صَحِيحُ الْكِتَابِ قِيلَ : كَانَ فِي آخِرِ عُمُرِهِ يَهِمُ مِنْ حِفْظِهِ ، مَاتَ سَنَةَ 188 ، وَلَهُ إِحْدَى وَسَبْعُونَ سَنَةً الْكُتُبُ السِّتَّةُ .
مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيلاً .
4- الأَعْمَشُ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 7 ] . وَهُوَ ثِقَةٌ ، لَكِنَّهُ مُدَلِّسٌ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ قُرْطٍ الضَّبِّيِّ : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج2/ص505/2080) ، تَارِيْخُ أَسْمَاءِ الثِّقَاتِ (ج1/ص56/173) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج4/ص540/918) ، الْكَوَاكِبُ النَّيِّرَاتُ (ج1/ص22/12) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص291/771) ، الْمُخْتَلِطِينَ (ج1/ص17/9) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج2/ص65/116) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص139/916) ، خُلاصَةُ تَذْهِيبِ تَهْذِيبِ الْكَمَالِ (ج1/ص61) .(1/72)
5- ثُوَيْرُ بْنُ أَبِي فَاخِتَةَ (1) وَاسْمُ أَبِي فَاخِتَةَ سَعِيدُ بْنُ عِلاقَةَ الْكُوفِيُّ ، أَبُو الْجَهْمِ الْهَاشِمِيُّ مَوْلَى أُمِّ هَانِئ رَوَى عَنْ أبيه وابن عمر وزيد بْن أرقم وَغَيْرهمْ . وَعَنْهُ الأَعْمَشُ ، وَالثَّوْرِيُّ ، وَإِسْرَائِيلُ ، وَعِدَّةٌ . قَالَ الذَّهَبِىُّ فِى الْمِيزَانِ : وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ : لَيْسَ بِشَيْءٍ . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ وَغَيْرُهُ : ضَعِيفٌ . وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ : مَتْرُوكٌ . وَرَوَى أَبُو صَفْوَانَ الثَّقَفِىُّ عَنِ الثَّوْرِيِّ قَالَ : ثُوَيْرٌ رُكْنٌ مِنْ أَرْكَانِ الْكَذِبِ . وَقَالَ الْبُخَارِيُّ : تَرَكَهُ يَحْيَى وَابْنُ مَهْدِىٍّ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ضَعِيفٌ رُمِيَ بِالرَّفْضِ مِنَ الرَّابِعَةِ التِّرْمِذِىُّ . مَرْتَبَتُهُ : الْخَامِسَةُ تَجْرِيْحَاً خِلافَاً لابْنِ حَجَرٍ .
6- عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 62 ] . وَهُوَ أَحَدُ الْمُكْثِرِينَ مِنَ الصَّحَابَةِ وَالْعَبَادِلَةِ ، وَكَانَ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ اتِّبَاعَاً لِلأثَرِ .
رَابِعَاً : الْحُكْمُ عَلَى إِسْنَادِ الأَثَرِ
هَذَا الأَثَرُ إِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ جِدَّاً لأَنَّ فِيهِ ثُوَيْرُ بْنُ أَبِى فَاخِتَةَ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ جِدَّاً .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 92 }
__________
(1) تَرْجَمَةُ ثُوَيْرِ بْنِ أَبِي فَاخِتَةَ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج2/ص183/2136) ، الْمَجْرُوحِينَ (ج1/ص205/164) ، سؤالات الْبَرْقَانِيِّ (ج1/ص20/66) ، الضُّعَفَاءُ وَالْمَتْرُوكِينَ لابْنِ الْجَوْزِيِّ (ج1/ص161/622) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص286/725) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج2/ص32/58) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص135/862) .(1/73)
وأخرج الْبَيْهَقِيُّ عَنِ الْحَسَنِ فِي الآيَةِ { كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودَاً غَيْرَهَا } قَالَ : تَأْكُلُهُمْ النَّارُ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعِينَ أَلْفَ مَرَّةٍ كُلَّمَا أَكَلَتْهُمْ ، قِيلَ لَهُمْ : عُودُوا ، فَيَعُودُوا كَمَا كَانُوا .
- - الله - -
أولاً : تَخْرِيْجُ الأَثَرِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي ( الْبَعْثِ وَالنُّشُورِ ج1/ص306/ح634) قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَتْحِ هِلالُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ أَنْبَأ الْحُسَيْنُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَيَّاشٍ الْقَطَّانُ ثَنَا أَبُو الأَشْعَثِ ثَنَا الْفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ عَنْ هِشَامٍ عَنِ الْحَسَنِ وَسَاقَ الأَثَرَ بِمِثْلِهِ .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ ابْنُ أَبِى شَيْبَةَ فِي ( مُصَنَّفِهِ ج7/ص52/34151) قَالَ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ عَنْ هِشَامٍ عَنِ الْحَسَنِ فِي قَوْلِهِ { كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا } قَالَ : بَلَغَنِي : أَنَّهُ يُحْرَقُ أَحَدُهُمْ فِي الْيَوْمِ سَبْعِينَ أَلْفَ مَرَّةٍ .
وأَخْرَجَهُ ابْنُ أبِى الدُّنْيَا فِي ( صِفَةِ النَّارِ ج1/ص83،151،161/ح116،ح245،ح262) مِنْ طُرُقٍ عَنِ الْفُضَيْلِ . وأَخْرَجَهُ كَذَلِكَ (ج1/ص83/117) مِنْ طَرِيقِ إسْحَاقَ بْنِ يُوسُفَ عَنْ هِشَامٍ بِنَحْوِهِ .
وأَخْرَجَهُ ابْنُ أَبِى حَاتِمٍ فِي ( تَفْسِيْرِهِ كَمَا فِي تَفْسِيْرِ ابْنِ كَثِيْرٍ ج3/ص210) مِنْ طَرِيقِ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ عَنْ هِشَامٍ بِمِثْلِهِ .
وأَخْرَجَهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ فِي ( الزُّهْدِ ج2/ص95 /329) مِنْ طَرِيقِ هِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ عَنِ الْحَسَنِ بِمِثْلِهِ .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الأَثَرِ(1/74)
1- يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ (1) يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ بْنِ وَادِي ، وَيُقَالُ زَاذَانَ بْنِ ثَابِتٍ السُّلَمِيُّ مَوْلاهُمْ أَبُو خَالِدٍ الْوَاسِطِيُّ ، أَحَدُ الأَعْلامِ الْحُفَّاظِ الْمَشَاهِيْرِ . رَوَى عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ ، وَالْحَمَّادَيْنِ ، وَشُعْبَةَ ، وَالثَّوْرِيِّ ، وَهِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ . وَعَنْهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَإِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ ، وَيَحْيَى بْنُ مَعِينٍ ، وَعَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ ، وَابْنَا أَبِي شَيْبَةَ وَآخَرُونُ . قَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ مُتْقِنٌ عَابِدٌ مِنَ التَّاسِعَةِ . مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَمِائَتَيْنِ وَقَدْ قَارَبَ التِّسْعِينَ الْكُتُبُ السِّتَّةُ . مَرْتَبَتُهُ : الأولى تَعْدِيلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج9/ص295/1257) ، الثِّقَاتُ (ج7/ص632/11823) ، مَشَاهِيْرُ الأَمْصَارِ (ج1/ص177 /1406) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج32/ص261/7061) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج11/ص321/612) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص391/6365) ، تَذْكِرَةُ الْحُفَّاظِ (ج1/ص317/298) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص606/7789) ، طبقات المدلسين (ج1/ص27/33) ، خُلاصَةُ تَذْهِيبِ تَهْذِيبِ الْكَمَالِ (ج1/ص435) .(1/75)
2- هِشَامُ بْنُ حَسَّانٍ (1) هِشَامُ بْنُ حَسَّانٍ الأَزْدِيُّ الْقُرْدُوسِيُّ بِالْقَافِ وَضَمِّ الدَّالِ أَبُو عَبْدِ اللهِ الْبَصْرِيُّ . رَوَى عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلالٍ ، وَالْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ ، وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ وَغَيْرِهِمْ . وعَنْهُ عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ ، وَشُعْبَةُ وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَآخَرُونَ . أَحَدُ الأَعْلامِ ثِقَةٌ مُحْتَجٌّ بِهِ فِي الصِّحَاحِ . وَصَفَهُ بِالتَّدْلِيسِ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ وَأَبُو حَاتِمٍ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ مِنْ أَثْبَتِ النَّاسِ فِي ابْنِ سِيرِينَ ، وَفِي رِوَايَتِهِ عَنِ الْحَسَنِ وَعَطَاءٍ مَقَالٌ لأَنَّهُ قِيلَ : كَانَ يُرْسِلُ عَنْهُمَا ، مِنَ السَّادِسَةِ ، مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ أَوْ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ الْكُتُبُ السِّتَّةُ .
مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيلاً .
3- الْحَسَنُ بْنُ أَبِى الْحَسَنِ الْبَصْرِيُّ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 11 ]
رَابِعَاً : الْحُكْمُ عَلَى إِسْنَادِ الأَثَرِ
هَذَا الأَثَرُ إِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ لأَنَّهُ مِنْ رِوَايَةِ هِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ عَنِ الْحَسَنِ ، وَهِىَ مُرْسَلَةٌ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 93 }
__________
(1) تَرْجَمَةُ هِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج9/ص54/229) ، الضُّعَفَاءُ الْكَبِيْرُ (ج4/ص334/1941) ، الْكَامِلُ فِي الضُّعَفَاءِ (ج7/ص112/2030) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج30/ص181/6572) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص336/5959) ، الرُّوَاةُ الثِّقَاتُ الْمُتَكَلَّمُ فِيهِمْ بِمَا لا يُوجُبُ رَدُّهُمْ (ج1/ص174) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج11/ص32/75) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص572/7289) ، طَبَقَاتُ الْمُدَلِّسِينَ (ج1/ص47/110) ، لِسَانُ الْمِيزَانِ (ج7/ص418/5095) .(1/76)
وَأَخْرَجَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ (1) قَالَ : أَسَرَّ إِلَيَّ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - : « يَا حُذَيْفَةَ ، إِنَّ فِي جَهَنَّمَ لِسِبَاعَاً وَكِلابَاً مِنْ نَارٍ ، وَكَلالِيبَ مِنْ نَارٍ (2) ، وَسُيُوفَ مِنْ نَارٍ ، وإِنَّهُ يُبْعَثُ مَلائِكَةٌ يُعَلِّقُونَ أَهْلَ النَّارِ بِتِلْكَ الْكَلالِيبِ (3) بِأَحْنَاكِهِمْ ، وَيُقَطَّعُونَ بِتِلْكَ السُّيُوفِ عُضْوَاً عُضْوَاً ، وَيُلْقُونَهُمْ إِلَى تِلْكَ السِّبَاعِ وَالْكِلابِ كُلَّمَا قَطَعُوا عُضْوَاً عَادَ مَكَانَهُ غَضَّاً جَدِيدَاً » .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
عَزَاهُ إِلَى ابْنِ أَبِي حَاتِمٍ ، وَلَمْ أَجِدْهُ .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ ابْنُ أبِى الدُّنْيَا فِي ( صِفَةِ النَّارِ ج1/ص86/ح121) قَالَ : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ : حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ قَالَ : حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي تَوْبَةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْجَهْمِ بَلَغَ بِهِ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ قَالَ : أَسَرَّ إِلَيَّ رَسُولُ اللهِ حَدِيثَاً فِي النَّارِ ، وَسَاقَهُ بِمِثْلِهِ .
__________
(1) فِى الْمَخْطُوطَةِ (أ) اليماني .
(2) فِى الْمَخْطُوطَةِ (ز) لا توجد كلمة (من نار ) .
(3) الكلاليب : كلوب وكلاليب بفتح الكاف واحد وجمع هي الخطاطيف ويقال كلاب أيضا للواحد وهي خشبة في رأسها عقافة حديد وقد تكون حديدا كلها والكلب العقور كل ما يعقر من الكلاب والسباع ويعدوا يسمى كلبا(مشارق الأنوار ج1/ص340 ، غريب الحديث لابن سلام ج2/ص25 ، تفسير غريب ما في الصحيحين البخاري ومسلم ج1/ص294) .(1/77)
وأَخْرَجَهُ الثعلبي فِي ( تَفْسِيْرِهِ ج10/ص174) مِنْ طَرِيقِ أَبِى عُبَيْدٍ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْمُؤَمَّلِ الصَّيْرَفِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ بِمِثْلِهِ .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
1- مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الأَحْوَلُ (1) الْمَعْرُوفُ بِاللُّقُوقِ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ رَاشِدٍ الْفَارِسِيُّ ، وَأَصْلُهُ مِنْ بَلْخٍ . سَمِعَ عُبَيْدَ اللهِ بْنَ تَمَّامٍ ، وَمَنْصُورَ بْنَ عَمَّارٍ ، وَيَحْيَى بْنَ السَّكَنِ ، وَأَبَا بَكْرِ بْنَ بَكَّارٍ . رَوَى عَنْهُ الْهَيْثَمُ بْنُ خَلَفٍ الدُّورِيُّ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ خَلَفٍ وَكِيعٌ ، وَالْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شُعْبَةَ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ الدُّورِيُّ ، وَكَانَ ثِقَةً , قَالَهُ الْخَطِيبُ . وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِى الثِّقَاتِ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيلاً .
2- مَنْصُورُ بْنُ عَمَّارٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 16 ] . مُنْكَرُ الْحَدِيثِ .
3- سَعِيدُ بْنُ أَبِي تَوْبَةَ لَمْ أَجِدْ لَهُ تَرْجَمَةً .
4- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْجَهْمِ لَمْ أَجِدْ لَهُ تَرْجَمَةً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الأَحْوَلِ : الثِّقَاتُ (ج9/ص148/15699) ، تَارِيْخُ بَغْدَادَ (ج2/ص126/516) .(1/78)
5- حُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ (1) وَاسْمُ الْيَمَانِ حُسَيْلٍ بِمُهْمَلَتَيْنِ مُصَغَّرَاً ، وَيُقَالُ حِسْلٌ بِكَسْرٍ ثُمَّ سُكُونٍ الْعَبْسِيُّ حَلِيفُ الأَنْصَارِ . صَحَابِيٌّ جَلِيلٌ مِنَ السَّابِقِينَ . صَحَّ فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ عَنْهُ : أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - أَعْلَمَهُ بِمَا كَانَ وَمَا يَكُونُ إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ . وَأَبُوهُ صَحَابِيٌّ أَيْضَاً . رَوَى عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، وَعَنْ عُمَرَ . وَعَنْهُ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ، وَجُنْدُبُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْبَجَلِيِّ ، وَغَيْرُهُمْ مِنَ الصَّحَابَةِ ، وَرِبْعِيُّ بْنُ حِرَاشٍ ، وَزِرُّ بْنُ حُبَيْشٍ وَجَمَاعَةٌ . وَكَانَ صَاحِبَ سِرِّ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - . وَمَنَاقِبُهُ كَثِيْرَةٌ مَشْهُورَةٌ . وَمَاتَ حُذَيْفَةُ فِي أَوَّلِ خِلافَةِ عَلِيٍّ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاثِينَ الْكُتُبُ السِّتَّةُ .
رَابِعَاً : الْحُكْمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
هَذَا الْحَدِيثُ إسْنَادُهُ ضعيفٌ لأَنَّ فِيهِ مَنْصُورُ بْنُ عَمَّارٍ مُنْكَرُ الْحَدِيثِ ، وَهُوَ يَرْوِي عَنِ الضُّعَفَاءِ أَحَادِيثَ لا يُتَابَعُ عَلَيْهَا ، وَفِيهِ سَعِيدُ بْنُ أَبِي تَوْبَةَ ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْجَهْمِ ، وَلَمْ أَجِدْ لَهُمَا تَرْجَمَةً .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 94 }
وَأَخْرَجَ أَبُو نُعَيْمٍ عَنْ إبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ فِي قَوْلِهِ { وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ } قَالَ : حَتَّى مِنْ مَوْضِعِ كُلِّ شَعْرَةٍ .
- - الله - -
__________
(1) تَرْجَمَةُ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ : طَبَقَاتُ خَلِيفَةَ (ج1/ص48) ، الاسْتِيعَابُ (ج1/ص334) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص315/961) ، الإصابة (ج2/ص44/1649) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج2/ص193/405) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص154/1156) .(1/79)
أولاً : تَخْرِيْجُ الأَثَرِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ أَبُو نُعَيْمٍ فِي ( حِلْيَةِ الأَوْلِيَاءِ ج4/ص212) قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مَالِكٍ ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنِي أَبِي وَأَبُو مَعْمَرٍ (ح ) وَحَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ ابْنُ حَيَّانَ ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ هَارُونَ ثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ ثَنَا هُشَيْمٌ عَنْ الْعَوَّامِ بْنِ حَوْشَبٍ عَنْ إبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ فِي قَوْله تَعَالَى { وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ } قَالَ : حَتَّى مِنْ مَوْضِعِ كُلِّ شَعْرَةٍ . وَقَالَ الْحَسَنُ بْنُ هَارُونَ : مِنْ أَطْرَافِ شَعْرِهِ .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ ابْنُ أبِى شَيْبَةَ فِي ( مُصَنَّفِهِ ج7/ص160/34973) قَالَ : حَدَّثَنَا يزيد بْن هارون عَنِ الْعَوَّامِ بْنِ حَوْشَبٍ عَنْ إبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ فِي قَوْلِهِ { وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ } قَالَ : حَتَّى مِنْ أَطْرَافِ شَعْرِهِ . وأَخْرَجَهُ ابْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ فِي ( تَفْسِيْرِهِ ج13/ص196) مِنْ طَرِيقِ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ عَنِ الْعَوَّامِ بِمِثْلِهِ . وأَخْرَجَهُ أَحْمَد فِي ( الزُّهْدِ ج1/ص364) ، وَابْنُ أبِى الدُّنْيَا فِي ( صِفَةِ النَّارِ ج1/ص89/ 126) كِلاهُمَا مِنْ طَرِيقِ هُشَيْمٍ عَنِ الْعَوَّامِ بِمَعْنَاهُ .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الأَثَرِ
1- يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 92 ] . وهو ثِقَةٌ ثَبْتٌ .(1/80)
2- الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ (1) الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ الْحَارِثِ الشَّيْبَانِيُّ الرَّبَعِيُّ أَبُو عِيسَى الْوَاسِطِيُّ . رَوَى عَنْ إبْرَاهِيمَ بْنِ يَزِيدَ التَّيْمِيِّ ، وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ يَزِيدَ النَّخَعِيِّ ، وَمُجَاهِدٍ وَجَمَاعَةٍ . وَعَنْهُ ابْنُهُ سَلَمَةُ ، وَهُشَيْمٌ ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَغَيْرُهُمْ . قَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ ثَبْتٌ فَاضِلٌ مِنَ السَّادِسَةِ . مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ الْكُتُبُ السِّتَّةُ . مَرْتَبَتُهُ : الأولَى تَعْدِيلاً .
3- إبْرَاهِيمُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ شَرِيْكٍ التَّيْمِيُّ (2) إبْرَاهِيمُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ شَرِيكٍ التَّيْمِيُّ أَبُو أَسْمَاءَ الْكُوفِيُّ . كَانَ مِنَ الْعُبَّادِ . رَوَى عَنْ أَنَسٍ ، وَأَبِيهِ ، وَالْحَارِثِ بْنِ سُوَيْدٍ ، وَعَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ ، وَأَرْسَلَ عَنْ عَائِشَةَ . رَوَى عَنْهُ الْحَكَمُ بْنُ عُتَيْبَةَ ، وَالأَعْمَشُ ، وَالْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ وَجَمَاعَةٌ . قَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ إِلاَّ أَنَّهُ يُرْسِلُ وَيُدَلِّسُ مِنَ الْخَامِسَةِ , مَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِينَ وَلَهُ أَرْبَعُونَ سَنَةً . الْكُتُبُ السِّتَّةُ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ الْعَوَّامِ بْنِ حَوْشَبٍ : تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج22/ص427/4541) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج8/ص145/298) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص433/5211) ، خُلاصَةُ تَذْهِيبِ تَهْذِيبِ الْكَمَالِ (ج1/ص298) .
(2) تَرْجَمَةُ إبْرَاهِيمَ بْنِ يَزِيدَ بْنِ شَرِيْكٍ التَّيْمِيِّ : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج2/ص145/474) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج2/ص232/264) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص227/220) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص154/324 ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص95/269) .(1/81)
رَابِعَاً : الْحُكْمُ عَلَى إِسْنَادِ الأَثَرِ
هَذَا الأَثَرُ إِسْنَادُهُ صَحِيحٌ رِجَالُهُ كلهمْ ثِقَاتٌ .
بَابٌ : قَوْلُهُ تَعَالَي { تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ } (1) .
وَقَوْلُهُ { لَوَّاحَةٌ لِّلْبَشَرِ } (2)
- الله - الله -
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 95 }
أَخْرَجَ التِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - : { تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ } (3) قَالَ : تَشْوِيهِ النَّارُ ، فَتَقَلَّصُ شَفَتُهُ الْعُلْيَا حتى تَبْلُغَ وَسَطَ رَأْسِهِ ، وَتَسْتَرْخِي شَفَتُهُ السُّفْلَى ، حَتَّى تَضْرِبَ سُرَّتَهُ .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ فِي ( سُنَنِهِ / كِتَابُ التَّفْسِيْرِ ، بَابُ مَا جَاءَ فِي صِفَةِ طَعَامِ أَهْلِ النَّارِ ج4/ص708/2587) قَالَ : حَدَّثَنَا سُوَيْدٌ أَخْبَرَنَا عبد اللَّهِ بْن الْمُبَارَكِ عن سَعِيدِ بْن يَزِيدَ أَبِي شُجَاعٍ عن أَبِي السَّمْحِ عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : { وَهُمْ فيها كَالِحُونَ } (4)
__________
(1) سُورَةُ المؤمنون : الآيَةُ 104 .
(2) سُورَةُ المدثر : الآيَةُ 29 .
(3) سُورَةُ المؤمنون : الآيَةُ 104 .
(4) الْكَالِحُ : الذي قد قلصت شفته عن أسنانه نحو ما ترى من رؤوس الغنم إذا برزت الأسنان وتشمرت الشفاء قاله أَبو إِسحاق الزجّاجيّ ، وربما قالوا للسنة المجدبة كلاح ( تذكرة الأريب في تفسير الغريب ج2/ص19 ، لسان العرب ج2/ص574 ، تاج العروس ج7/ص81 ، تهذيب اللغة ج4/ص63 ، مقاييس اللغة ج5/ص135) .(1/82)
قَالَ : تَشْوِيهِ النَّارُ ، فَتَقَلَّصُ شَفَتُهُ الْعُلْيَا حتى تَبْلُغَ وَسَطَ رَأْسِهِ ، وَتَسْتَرْخِي شَفَتُهُ السُّفْلَى ، حَتَّى تَضْرِبَ سُرَّتَهُ .
قَالَ أَبُو عِيسَى : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ ، وَأَبُو الْهَيْثَمِ اسْمُهُ سُلَيْمَانُ بْنُ عَمْرِو بْن عَبْدٍ الْعُتْوَارِيُّ وكان يَتِيمَاً فِي حِجْرِ أَبِي سَعِيدٍ .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ فِي ( الْمُسْنَدِ ج3/ص88/ 11854) مِنْ طَرِيقِ عَلِىِّ بْنِ إِسْحَاقَ ، وَأَبُو يَعْلَى فِي ( مُسْنَدِهِ ج2/ص516/1367) مِنْ طَرِيقِ إبْرَاهِيمَ أبِي إسْحَاقَ الطَّالْقَانِيِّ ، وَابْنُ أبِى الدُّنْيَا فِي ( صِفَةِ النَّارِ ج1/ص80/109) مِنْ طَرِيقِ الْحَسَنِ بْنِ عِيسَى ، وَالْحَاكِمُ فِي ( مُسْتَدْرَكِهِ / كِتَابُ التَّفْسِيْرِ ج2/ص269/2971) مِنْ طَرِيقِ نُعَيْمِ بْنِ حَمَّادٍ وَأَحْمَدَ بْنِ جَمِيلٍ الْمَرْوَزِيِّ وَعَبْدَةَ بْنِ سُلَيْمَانَ الطَّرْسُوسِيِّ وفِي مَوْضِعٍ آخَرَ (ج2/ص428/3490 ) مِنْ طَرِيقِ عَبْدَانَ ، سَبْعَتُهُمْ عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ بِمِثْلِهِ .
وَقَالَ الْحَاكِمُ فِي الْمَوْضِعِ الأَوَّلِ : حَدِيثٌ صَحِيحٌ مِنْ إِسْنَادِ الْمِصْرِيِّينَ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ . سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسِ مُحَمَّدَ بْنَ يَعْقُوبَ يَقُولُ : سَمِعْتُ الْعَبَّاسَ بْنَ مُحَمَّدٍ الدُّورِيَّ يَقُولُ : سَأَلْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ عَنْ أَحَادِيثِ دَرَّاجٍ عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ ، فَقَالَ : هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ .
وَقَالَ فِي الْمَوْضِعِ الثَّانِي : هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ(1/83)
1- سُوَيْدُ بْنُ نَصْرٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 19 ] . لَقَبُهُ الشَّاهُ رَاوَيَةُ ابْنِ الْمُبَارَكِ ثِقَةٌ .
2- عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 1 ] . ثِقَةٌ ثَبْتٌ فَقِيهٌ عَالِمٌ جَوَادٌ مُجَاهِدٌ جُمِعَتْ فِيهِ خِصَالُ الْخَيْرِ .
3- سَعِيدُ بْنُ يَزِيدَ أَبُو شُجَاعٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 1 ] . ثِقَة ثَبْتٌ عَابِدٌ .
4- أَبُو السَّمْحِ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 1 ] . وَهُوَ صَدُوقٌ صَالِحُ الْحَدِيثِ إِلاَّ فِي رِوَايَتِهِ عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ الْعَتْوَارِيِّ ، فَفِيهَا مَنَاكِيرُ .
5- أَبُو الْهَيْثَمِ سُلَيْمَانُ بْنُ عَمْرِو بْن عَبْدٍ الْعُتْوَارِيُّ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 14 ] . تَابِعِيٌّ مِصْرِيٌّ ثِقَةٌ .
6- أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 14 ] . سَعْدُ بْنُ مَالِكِ بْنِ سِنَانٍ الْخُدْرِيُّ الْخَزْرَجِيُّ .
رَابِعَاً : الْحُكْمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
هَذَا الْحَدِيثُ إسْنَادُهُ ضَعِيفٌ لأنَّهُ مِنْ رِوَايَةِ دَرَّاجٍ عَنْ أَبِى الْهَيْثَمِ ، وَهِىَ رِوَايَةٌ ضَعِيفَةٌ .
وَقَالَ الْحَاكِمُ : هَذَا إسْنَادٌ صَحِيحٌ . وَنَقَلَ تَصْحِيحَهُ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ كَمَا سَبَقَ .
وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ .
وَضَعَّفَهُ الأَلْبَانِيُّ فِي ( ضَعِيفِ التِّرْمِذِيِّ ج1/ص307/ح483) ، و ( ضَعِيفِ التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ ج2/ص238/ح2167) .(1/84)
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 96 }
وَأَخْرَجَ هَنَّادٌ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ فِي قَوْلِهِ : { وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ } (1) قَالَ : مِثْلُ الرَّأْسِ النَّضِيجِ ، بَدَتْ أَسْنَانُهُمْ ، وَتَقَلَّصَتْ شِفَاهُهُمْ .
- - الله - -
أولاً : تَخْرِيْجُ الأَثَرِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ هَنَّادٌ فِي ( كِتَابِ الزُّهْدِ ج1/ص190/ 304 ) قَالَ : حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ أَبِي إسْحَاقَ عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ عَنْ عَبْدِ اللهِ { وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ } قَالَ : كُلُوحَ الرَّأْسِ الْمَشِيطِ بِالنَّارِ ، قَدْ بَدَتْ أَسْنَانُهُمْ ، وَتَقَلَّصَتْ شِفَاهُهُمْ . وأَخْرَجَهُ بِلَفْظِ آخَرَ ( الزُّهْدِ ج1/ص190/ 303 ) مِنْ طَرِيقِ إِسْرَائِيلَ بْنِ يُونُسَ عَنْ أَبِى إِسْحَاقَ بِهِ : { وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ } قَالَ : مِثْلُ الرَّأْسِ النَّضِيجِ .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
وأَخْرَجَهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ فِي ( الزُّهْدِ ج2/ص84/291) قال : أَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي إسْحَاقَ عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ فِي قَوْلِهِ { تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ } قَالَ : ألَمْ تَرَ إِلَى الرَّأْسِ الْمَشِيطِ بِالنَّارِ قَدْ بَدَتْ أَسْنَانُهُ ، وَقَلَصَتْ شَفَتَاهُ .
__________
(1) سُورَةُ المؤمنون : الآيَةُ 104 .(1/1)
وَأَخْرَجَهُ ابْنُ أبِى شَيْبَةَ فِي ( مُصَنَّفِهِ ج7/ص58/34186) ، وَابْنُ أَبِى الدُّنْيَا فِي ( صِفَةِ النَّارِ ج1/ص82 /114) ، وَالطَّبَرِيُّ فِي ( تَفْسِيْرِهِ ج18/ص56) ثَلاثَتُهُمْ مِنْ طَرِيقِ الثَّوْرِيِّ ، وَالْحَاكِمُ فِي ( مُسْتَدْرَكِهِ / كِتَابُ التَّفسِيْرِ ج2/ص429/3491) ، وَعَنْهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي ( الْبَعْثِ وَالنُّشُورِ ج1/ص276/ح559) مِنْ طَرِيقِ إسْرَائِيلَ بْنِ يُونُسَ ، كِلاهُمَا عَنْ أَبِى إِسْحَاقَ بِهِ بِمَعْنَاهُ .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الأَثَرِ
1- سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 4 ] . وَهُوَ ثِقَةٌ حَافِظٌ فَقِيهٌ عَابِدٌ إِمَامٌ حُجَّةٌ صَاحِبُ سُنَّةٍ وَإِتِّبَاعٍ .(1/2)
2- عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللهِ أَبُو إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيُّ السَّبِيعِيُّ (1) عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُبَيْدٍ أَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ بِفَتْحِ الْمُهْمَلَةِ وَكَسْرِ الْمُوَحَّدَةِ الْكُوفِيُّ هُوَ كَالزُّهْرِيِّ فِي الْكَثْرَةِ . غَزَا مَرَّاتٍ ، وَكَانَ صَوَّامَاً قَوَّامَاً ، عَاشَ خَمْسَاً وَتِسْعِينَ . رَوَى عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، وَالْمَغِيْرَةِ بْنِ شُعْبَةَ وَقَدْ رَآهُمَا ، وَقِيلَ : لَمْ يَسْمَعْ مِنْهُمَا , وَحَارِثَةَ بْنِ وَهْبٍ ، وَأَبِي الأَحْوَصِ الْجُشَمِيِّ ، وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ . وَعَنْهُ ابْنُهُ يُونُسُ ، وَابْنُ ابْنِهِ إِسْرَائِيلُ بْنُ يُونُسَ ، وَالثَّوْرِيُّ وَهُوَ أَثْبَتُ النَّاسِ فِيهِ , وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ وَآخَرُونَ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ مُكْثِرٌ عَابِدٌ مِنَ الثَّالِثَةِ اخْتَلَطَ بِآخَرَةٍ مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ ، وَقِيلَ قَبْلَ ذَلِكَ الْكُتُبُ السِّتَّةُ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيلاً .
3- أبُو الأَحْوَصِ عَوْفُ بْنُ مَالِكٍ الْجُشَمِيُّ مَشْهُورٌ بِكُنْيَتِهِ . سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 18] . ثِقَةٌ .
4- عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 54 ] . مِنَ السَّابِقِينَ الأَوَّلِينَ وَمِنْ كِبَارِ الْعُلَمَاءِ مِنَ الصَّحَابَةِ .
رَابِعَاً : الْحُكْمُ عَلَى إِسْنَادِ الأَثَرِ
هذا الأَثَرُ إسْنَادُهُ صَحِيحٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ عَمْرِو بْنِ عَبْد الله ِأبِي إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيِّ السَّبِيعِيِّ : تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج22/ص102/ 4400) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص82/ 4185) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج8/ص56/ 100) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص423/5065) .(1/3)
وَقَالَ الْحَاكِمُ فِي ( الْمُسْتَدْرَكِ ج2/ص429/ 3491) قَالَ : هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ .
خَامِسَاً : تَنْبِيهٌ
هذا الأثر أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي ( الْمُعْجَمِ الْكَبِيْرِ ج9/ص229/ 9121 ) مِنْ طَرِيقِ شُعْبَةَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ عَنْ عَبْدِ اللهِ ، وَهُوَ مُنْقَطِعٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ ، لأَنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ أَبِيهِ .
قَالَ الْهَيْثَمِيُّ فِي ( مَجْمَعِ الزَّوَائِدِ ج7/ص73) : رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ ، وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ ، إلاَّ أَنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ أَبِيهِ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 97 }(1/4)
وأَخْرَجَ الطَّبَرَانِيُّ فِي الأَوْسَطِ وَأَبُو نُعَيْمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : إنَّ جَهَنَّمَ لَمَّا سَيَقَ إِلَيْهَا أَهْلُهَا تَلَقَّتْهُمُ بِعُنْفٍ (1) ، فَلَفَحَتْهُمْ لَفْحَةً (2) ، فَلَمْ تَدَعْ لَحْمَاً عَلَى عَظْمٍ إِلاَّ أَلْقَتْهُ عَلَى الْعُرْقُوبِ (3) .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
__________
(1) فى المخطوطة (ب) ، (ز) بعنق .
(2) لفح النار : حرها ووهجها يقال لفحته النار والسموم بحرها أحرقته ، وَقَالَ الزجّاج تَلْفَحُ وتَنْفَحُ بمعنَى وَاحِدٍ إلا أنَّ النَّفْحَ أعْظَمُ تَأْثيراً ومما يُؤَيد قولَه قولُ الله ( نَفْحَةٌ مِّنْ عَذَابِ رَبِّكَ )الأنبيَاء 46 وَقَالَ ابنُ الأعرابيّ اللَّفْحُ لكل حارٍ والنَّفْحُ لِكُل بَارِدٍ (النهاية في غريب الأثر ج4/ص260 ، لسان العرب ج2/ص579 ، مختار الصحاح ج1/ص250 ، تهذيب اللغة ج5/ص48) .
(3) العرقوب : من الإنسان وتر غليظ فوق عقبه ومن الدابة ما يكون في رجلها بمنزلة الركبة في يدها وكل ذي أربع عرقوباه في رجليه وركبتاه في يديه ومن الوادي ما انحنى منه والتوى والطريق الضيق في الجبل عراقيب وعراقيب الأمور عراقيلها وصعابها (القاموس المحيط ج1/ص146 ، لسان العرب ج1/ص594 ، المعجم الوسيط ج2/ص596) .(1/5)
أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي ( الْمُعْجَمِ الأَوْسَطِ ج1/ص92/ 278) قَالَ : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ رِشْدِينَ قَالَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ الْجُعَفِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الأَصْبَهَانِيُّ عَنْ أَبِي سِنَانٍ ضَرَّارِ بْنِ مُرَّةَ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْن أَبِي الْهُذَيْلِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : إنَّ جَهَنَّمَ لَمَّا سَيَقَ إِلَيْهَا أَهْلُهَا تَلَقَّتْهُمُ ، فَلَفَحَتْهُمْ لَفْحَةً ، فَلَمْ تَدَعْ لَحْمَاً عَلَى عَظْمٍ إِلاَّ أَلْقَتْهُ عَلَى الْعُرْقُوبِ .
وَقَالَ أَبُو الْقَاسِمِ : لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْن أَبِي الْهُذَيْلِ إِلاَّ أَبُو سِنَانٍ ، تَفَرَّدَ به مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الأَصْبَهَانِيُّ .
وأَخْرَجَهُ كَذَلِكَ ( الْمُعْجَمِ الأَوْسَطِ ج9/ص144/9365) عَنْ شَيْخِهِ هَارُونَ بْنِ سُلَيْمَانَ عَنْ يَحْيَى بِهِ . وأَخْرَجَهُ أبُو نُعَيْمٍ فِي ( حِلَيْةِ الأَوْلِيَاءِ ج5/ص93) مِنْ طَرِيقِ إبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْهَرَوِيِّ ، وأَخْرَجَهُ فِي موضع آخر ( حِلَيْةِ الأَوْلِيَاءِ ج4/ص363) مِنْ طَرِيقِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ ، كِلاهُمَا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الأَصْبَهَانِيِّ بِمِثْلِهِ .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ فِي ( تَفْسِيْرِهِ كَمَا فِي تَفْسِيْرِ ابْنِ كَثِيْرٍ ج3/ص258) مِنْ طَرِيقِ فَرْوَةَ بْنِ أَبِي الْمَغْرَاءِ ، وأَخْرَجَهُ الْبَيْهَقِيّ فِي ( الْبَعْثِ وَالنُّشُورِ ج1/ص276/ح561) مِنْ طَرِيقِ إبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْهَرَوِيِّ كِلاهُمَا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الأَصْبَهَانِيِّ بِمِثْلِهِ .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ(1/6)
1- هَارُونُ بْنُ سُلَيْمَانَ (1) هَارُونُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْحَزَّانُ الْمِصْرِيُّ أَبُو ذَرٍّ . قَالَ ابْنُ حِبَّانَ فِى الثِّقَاتِ : يَرْوِى عَنْ أَبِى عَاصِمٍ وَالْبَصْرِيِّينَ ، حَدَّثَنَا عَنْهُ ابْنُ أَبِى دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيُّ . وَحَدَّثَ عَنْهُ الطَّبَرَانِيُّ .
مَرْتَبَتُهُ : الثَّالِثَةُ تَعْدِيلاً .
2- أَحْمَدُ بْنُ رِشْدِينَ (2) أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الحجاج بْن رشدين بْن سعد أبو جعفر المهري المقرئ الحافظ قرأ القرآن على أَحْمَد بْن صالح الطبري . وسمع سعيد بْن عفير ، ويحيى بْن سليمان الجعفي ، وجماعة . وعنه عبد الله بْن جعفر بْن الورد ، وعمر بْن دينار ، وأبو القاسم الطبرانيُّ ؛ قَالَهُ الذَّهَبِىُّ . وَقَالَ ابْن أَبِي حاتم فِي الجرح والتعديل : سمعت منه بمصر ، ولم أحدث عنه لما تكلموا فيه . قَالَ ابن عدي : له مناكير ويكتب حديثه وهو كثير الحديث من الحفاظ لحديث مصر ، وأنكرت عليه أشياء مما رواه وكان آل بيت رشدين خصوا بالضعف من أَحْمَد إلى رشدين وهو ممن يكتب حديثه مع ضعفه ، قَالَهُ ابْنُ حَجَرٍ فِى اللِّسَانِ . وَقَالَ مَسْلَمَةُ فِي الصِّلَةِ : حَدَّثَنَا عَنْهُ غَيْرُ وَاحِدٍ وَكَانَ ثِقَةً عَالِمَاً بِالْحَدِيثِ . وَقَالَ ابْنُ يُونُسَ : تُوُفِّيَ لَيْلَةَ عَاشُورَاءِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِينَ وَمِائَتَيْنِ وَكَانَ مِنْ حُفَّاظِ الْحَدِيثِ وَأَهْلِ الصَّنْعَةِ صَاحِبُ حَدِيثٍ كَثِيْرٍ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّالِثَةُ تَعْدِيلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ هَارُونَ بْنِ سُلَيْمَانَ : الثِّقَاتُ (ج9/ص241/16219) ، تكملة الإكمال (ج2/ص643/ 2425) .
(2) تَرْجَمَةُ أَحْمَدَ بْنِ رِشْدِينَ : الكشف الحثيث (ج1/ص58/ 101) ، تَارِيْخُ الإِسْلامِ (ج22/ص63/ 4) ، لسان الميزان (ج1/ص257/804) .(1/7)
3- يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ الْجُعَفِيُّ (1) يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْجُعْفِيُّ أبُو سَعِيدٍ الْكُوفِيُّ ، سَكَنَ مِصْرَ . رَوَى عَنْ عَمِّهِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ بْنِ سَعِيدٍ الْجُعْفِيِّ ، وَحَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ وَغَيْرهمْ . رَوَى عَنْهُ الْبُخَارِيُّ وَأَبُو زُرْعَةَ ، وأَبُو حَاتِمٍ ، وَأَحْمَد بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَجَّاجِ بْنِ رِشْدِينَ وَآخَرُونَ . قَالَ أَبُو حَاتِمٍ : شَيْخٌ . وَقَالَ النَّسَائِيُّ : لَيْسَ بِثِقَةٍ . وذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ وَقَالَ : رُبَّمَا أَغْرَبَ . وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ : ثِقَةٌ وَقَالَ مَسْلَمَةُ بْنُ قَاسِمٍ : لا بَأْسَ بِهِ . وَكَانَ عِنْدَ الْعُقَيْلِيِّ ثِقَةٌ وَلَهُ أَحَادِيثُ مَنَاكِيْرُ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : نَزِيلُ مِصْرَ صَدُوقٌ يُخْطِئُ مِنَ الْعَاشِرَةِ . مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ أَوْ ثَمَانٍ وَثَلاثِينَ الْبُخَارِىُّ وَالتِّرْمِذِيُّ .
مَرْتَبَتُهُ : الرَّابِعَةُ تَعْدِيلاً .
4- مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الأَصْبَهَانِيُّ أبُو عَلِيٍّ الْكُوفِيُّ . سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 25 ] . صَدُوقٌ يُخْطِئُ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ يَحْيَى بْنِ سُلَيْمَانَ الْجُعَفِيِّ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج8/ص280/ 2999) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج9/ص154/ 638) ، الثِّقَاتُ (ج9/ص263/ 16337) ، الْمُقْتَنَى فِي سَرْدِ الْكُنَى (ج1/ص274/ 3652) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص367/ 6181) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج11/ص199/ 368) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص591/ 7564) .(1/8)
5- ضَرَّارُ بْنُ مُرَّةَ (1) ضَرَّارُ بْنُ مُرَّةَ الْكُوفِيُّ ، أبُو سِنَانٍ الشَّيْبَانِيُّ الأَكْبَرُ . رَوَى عَنْ حُصَيْنٍ الْمُزَنِيِّ ، وَعَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ . رَوَى عَنْهُ إِسْرَائِيلُ بْنُ يُونُسَ ، وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ ، وَشُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ وَمُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الأصْبَهَانِيُّ . قَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ ثَبْتٌ مِنَ السَّادِسَةِ مَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ الْبُخَارِىُّ فِى الأَدَبِ الْمُفْرَدِ وَمُسْلِمٌ وَالنَّسَائِىُّ وَالتِّرْمِذِيُّ وَأَبُو دَاوُدَ فِى الْمَرَاسِيلِ . مَرْتَبَتُهُ : الأُولَى تَعْدِيلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ ضَرَّارِ بْن مُرَّةَ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج4/ص339/3052) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج13/ص306/ 2933) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص509/2440) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص280/ 2983) .(1/9)
6- عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي الْهُذَيْلِ (1) عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي الْهُذَيْلِ الْعَنَزِيُّ أبُو الْمُغِيْرَةِ الْكُوفِيُّ . رَوَى عَنْ أَبَيِّ بْنِ كَعْبٍ وَابْنِ مَسْعُودٍ ، وَجَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ . رَوَى عَنْهُ الأَجْلَحُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْكِنْدِيُّ ، وَأَبُو سِنَانٍ ضَرَارُ بْنُ مُرَّةَ الشَّيْبَانِيُّ ، وَعَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ مِنَ الثَّانِيَةِ مَاتَ فِي وِلايَةِ خَالِدٍ الْقَسْرِيِّ عَلَى الْعِرَاقِ الْبُخَارِىُّ فِى جُزْءِ الْقِرَاءةِ وَمُسْلِمٌ وَالتِّرْمِذِيُّ وَالنَّسَائِىُّ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيلاً .
7- أَبُو هُرَيْرَةَ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 19 ] .
رَابِعَاً : الْحُكْمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
هَذَا الْحَدِيثُ إسْنَادُهُ حَسَنٌ فِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الأَصْبَهَانِيُّ ، وَيَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ الْجُعْفِيُّ ، وَهَارُونُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، وَأَحْمَدُ بْنُ رِشْدِينَ ، وَكُلُّهُمْ صَدُوقٌ .
قَالَ الْهَيْثَمِيُّ فِي ( مَجْمَعِ الزَّوَائِدِ ج10/ص389) : رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الأَوْسَطِ ، وَفِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الأَصْبَهَانِيُّ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِى الْهُذَيلِ : طبَقَاتُ ابْنِ سَعْدٍ (ج6/ص115) ، التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج5/ص222/ 727) ، الأَسَامِي وَالْكُنَى (ج1/ص107/ 325) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج16/ص244/ 3629) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص605/ 3034) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص327/ 3679) .(1/10)
وَلَهُ عِلَّةٌ : قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ فِي العلل (ج11/ص46/ س 2118) : يَروِيهِ أَبُو سِنَانٍ ضِرَارُ بْنُ مُرَّةَ عَنْ عَبدِ الله بْنِ أَبِي الْهُذَيلِ ، واختُلِفَ عَنْهُ ، فَرَواهُ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الأَصبَهانِيُّ عَنْ أَبِي سِنَانٍ عَنْ عَبدِ الله بنِ أَبِي الْهُذيَلِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، وَخالَفَهُ مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيلٍ ، فَرَواهُ عَن أَبِي سِنَانٍ عَنْ عَبدِ اللهِ بْنِ أَبِي الْهُذَيلِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَوقُوفَاً . وَخالَفَهُما ابْنُ عُيَينَةَ ، وجَرِيرُ بنُ عَبدِ الْحَمِيدِ ، رَوَياهُ عَن أَبِي سِنَانٍ عَنِ ابنِ أَبِي الْهُذَيلِ قَولُهُ ، لَم يَذكُرَا أَبَا هُرَيْرَةَ .
وَقَالَ الْمُنْذِرِيُّ فِي ( التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ ج4/ص268) : رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الأَوْسَطِ وَالْبَيْهَقِيُّ مَرْفُوعَاً ، وَرَوَاهُ غَيْرُهُمَا مَوْقُوفَاً عَلَيْهِ ، وَهُوَ أَصَحُّ .(1/11)
وَقَالَ ابْنُ رَجَبٍ فِي ( التَّخْوِيفِ مِنَ النَّارِ ج1/ص145) : أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ وَرَفْعُهُ مُنْكَرٌ ، فَقَدْ رَوَاهُ ابْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ أَبِي سِنَانٍ عَنْ عَبْدِ الله بْنِ أَبِي الْهُذَيْلٍ مِنْ قَوْلِهِ لَمْ يَرْفَعْهُ ، وَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ عَنْ أَبِي سِنَانٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مِنْ قَوْلِهِ فِي قَوْله تَعَالَى { لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ } قَالَ : تَلْقَاهُمْ جَهَنَّمُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَتَلْفَحُهُمْ لَفْحَةً ، فَلا تَتْرُكُ لَحْمَاً عَلَى عَظمٍ إِلاَّ وَضَعَتْهُ عَلَى الْعَرَاقِيبِ . وَقَالَ أبُو نُعَيْمٍ فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي أَخْرَجَ فِيهِ الْحَدِيثَ : لَمْ يَرْوِهِ مَرْفُوعَاً مُتَّصِلاً عَنْ أَبِي سِنَانٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ إِلاَّ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الأَصْبَهَانِيُّ ، وَرَوَاهُ ابْنُ عُيَيْنَةَ ، وَابْنُ فُضَيْلٍ وَجَرِيرٌ عَنْ أَبِي سِنَانٍ ، فَاخْتَلَفُوا ، فَأَوْقَفَهُ ابْنُ فُضَيْلٍ عَلَى أَبِي هُرَيْرَةَ ، وَخالَفَهُ ابْنُ عُيَينَةَ ، وجَرِيرُ بنُ عَبدِ الْحَمِيدِ فَرَوَياهُ عَن أَبِي سِنَانٍ عَنِ ابنِ أَبِي الْهُذَيلِ قَولُهُ لَم يَذكُرَا أَبَا هُرَيْرَةَ ، وَقَدْ أَوْرَدَهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي ( الْبَعْثِ وَالنُّشُورِ ج1 /ص277/ح562) مَوْقُوفَاً عَلَى أَبِى هُرَيْرَةَ مِنْ طَرِيقِ ابْنِ فُضَيْلٍ عَنْ أَبِى سِنَانٍ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ فِي قَوْلِهِ - عز وجل - { لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ } (1) قَالَ : تَلْقَاهُمْ جَهَنَّمُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَتَلْفَحُهُمْ لَفْحَةً ، فَلا تَتْرُكُ لَحْمَاً عَلَى عَظمٍ إِلاَّ وَضَعَتْهُ عَلَى الْعَرَاقِيبِ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 98 }
__________
(1) سُورَةُ المدثر : الآيَةُ 29 .(1/12)
وَأَخْرَجَ أَبُو نُعَيْمٍ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ فِي قَوْلِهِ : { تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ } (1) قَالَ : لَفَحَتْهُمْ لَفْحَةً فَمَا أَبْقَتْ لَحْمَاً عَلَى عَظْمٍ إِلاَّ أَلْقَتْهُ عَلَى أَعْقَابِهِمْ .
- - الله - -
أولاً : تَخْرِيْجُ الأَثَرِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
عَزَاهُ الْمُصَنِّفُ إِلَى الْحِلْيَةِ وَلَمْ أَجِدْهُ ، لَكِنَ الْمَوْجُودُ هُوَ أَثَرُ أَبِى الْهُذَيْلِ .
قَالَ أبُو نُعَيْمٍ فِي ( حِلْيَةِ الأَوْلِيَاءِ ج4/ص359) : حَدَّثَنَا أَبِي ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِمْرَانَ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ ثَنَا سُفْيَانَ عَنِ أَبِي سِنَانٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى { تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ } قَالَ : لَفَحَتْهُمْ لَفْحَةً فَمَا أَبْقَتْ لَحْمَاً عَلَى الْعَظْمِ إِلاَّ أَلْقَتْهُ عَلَى أَعْقَابِهِمْ .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ ابْنُ أَبِى شَيْبَةَ فِي ( مُصَنَّفِهِ ج7/ص48/34121) قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ أَبِي سِنَانٍ عَنِ ابْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى { تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ } قَالَ : لَفَحَتْهُمُ النَّارُ لَفْحَةً فَمَا أَبْقَتْ لَحْمَاً عَلَى عَظْمٍ إِلاَّ أَلْقَتْهُ . وأَخْرَجَهُ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا فِي ( صِفَةِ النَّارِ ج1/ص80/110) مِنْ طَرِيقِ سُفْيَانَ عَنْ أَبِى سِنَانٍ بِمِثْلِهِ .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الأَثَرِ
1- سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 40 ] . وَهُوَ ثِقَةٌ إِمَامٌ .
__________
(1) سُورَةُ المؤمنون : الآيَةُ 104 .(1/13)
2- أبُو سِنَانٍ ضَرَّارُ بْنُ مُرَّةَ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 97 ] . وهو ثِقَةٌ .
3- عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِى الْهُذَيْلِ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 97 ] . وَهُوَ ثِقَةٌ .
رَابِعَاً : الْحُكْمُ عَلَى إِسْنَادِ الأَثَرِ
هَذَا الأَثَرُ إِسْنَادُهُ صَحِيحٌ لأَنَّ رِجَالَهُ ثِقَاتٌ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 99 }
وَأَخْرَجَ ابْنُ مَرْدَوَيْهِ وَالضِّيَاءُ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : قَوْلُهُ تَعَالَى { تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ } (1) . قَالَ : تَلْفَحَهُمْ لَفْحَةً ، فَتَسِيلُ لُحُومُهُمْ عَلَى أَعْقَابِهِمْ .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ ابْنُ مَرْدَوَيْهِ فِي ( تَفْسِيْرِهِ كَمَا فِي تَفْسِيْرِ ابْنِ كَثِيْرٍ ج3/ص258) قَالَ : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْقَزَّازُ حَدَّثَنَا الْخَضِرُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ يُونُسَ الْقَطَّانُ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَبِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَضِرِ الْقَطَّانُ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيُّ عَنْ أَخِيهِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي قَوْلِ اللهِ تَعَالَى { تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ } قَالَ : تَلْفَحَهُمْ لَفْحَةً ، فَتَسِيلُ لُحُومُهُمْ عَلَى أَعْقَابِهِمْ .
[ تَنْبِيهٌ ] نَسَبَهُ الْمُصَنِّفُ لِلضِّيَاءِ الْمَقْدِسِيِّ فِي صِفَةِ النَّارِ ، وَلَمْ أَجِدْهُ .
ثَانِيَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
1- أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْقَزَّازُ لَمْ أَجِدْ لَهُ تَرْجَمَةً .
__________
(1) سُورَةُ المؤمنون : الآيَةُ 104 .(1/14)
2- الْخَضِرُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ يُونُسَ الْقَطَّانُ لَمْ أَجِدْ لَهُ تَرْجَمَةً .
3- عُمَرُ بْنُ أَبِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَضِرِ الْقَطَّانُ لَمْ أَجِدْ لَهُ تَرْجَمَةً .
4- سَعْدُ بْنُ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيُّ (1) سَعْدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيُّ الْمَدَنِيُّ أَبُو سَهْلٍ . رَوَى عَنْ أَخِيهِ عَبْدِ اللهِ ، وَجَعْفَرِ بْنِ إبْرَاهِيمَ الْجَعْفَرِيِّ . وَعَنْهُ الْحُمَيْدِيُّ ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ الأُوَيْسِيُّ ، وَإبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ ، وَأَبُو حُذَافَةَ السَّهْمِيُّ وَغَيْرُهُمْ . قَالَ الْعُقَيْلِيُّ : قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ : كَانَ سَعْدٌ قَدَرِيَّاً . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ : هُوَ فِي نَفْسِهِ مُسْتَقِيمٌ ، وَبَلِّيَتُهُ أَنَّهُ يُحَدِّثُ عَنْ أَخِيهِ عَبْدِ اللهِ ، وَعَبْدُ اللهِ ضَعِيفٌ وَلا يُحَدذِثُ عَنْ غَيْرِهِ . وَقَالَ أبُو أَحْمَدَ ابْنُ عَديٍّ : عَامَّةُ مَا يَرْوِيهِ غَيْرُ مَحْفُوظٍ ، وَلَمْ أَرَ لِلْمُتَقَدِّمِينَ فِيهِ كَلامَاً ، إِلاَّ أَنِّي ذَكَرْتُهُ لأُبَيِّنَ أَنَّ رِوَايَاتِهِ عَنْ أَخِيهِ عَنْ أَبِيهِ عَامَّتُهَا لا يُتَابِعُهُ أَحَدٌ عَلَيْهَا . لَهُ فِي ابْنِ مَاجَهْ حَدِيثٌ وَاحِدٌ « لا قَطْعَ فِي ثَمَرٍ وَلا كَثَرٍ » . وَقَالَ الْبَزَّارُ : عَبْدُ اللهِ وَسَعْدٌ فِيهِمَا لِيِّنٌ .وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : قَدَرِيٌّ لَيِّنُ الْحَدِيثِ مِنَ الثَّامِنَةِ ابْنُ مَاجَهْ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّالِثَةُ تَجْرِيْحَاً.
__________
(1) تَرْجَمَةُ سَعْدِ بْنِ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج4/ص56/ 1949) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج10/ص261/ 2207) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص428/1826) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص231/ 2236) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج3/ص407/ 875) .(1/15)
5- عَبْدُ اللهِ بْنُ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيُّ (1) عَبْدُ اللهِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ كَيْسَانَ الْمَقْبُرِيُّ أَبُو عَبَّادٍ اللَّيْثِيُّ مَوْلاهُمْ الْمَدَنِيٌّ . رَوَى عَنْ أَبِيهِ ، وَجَدِّهِ ، وَعَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ . وَعَنْهُ حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي كَثِيْرٍ ، وَجَمَاعَةٌ . قَالَ ابْنُ حَجَرٍ : مَتْرُوكٌ مِنَ السَّابِعَةِ التِّرْمِذِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ . مَرْتَبَتُهُ : الْخَامِسَةُ تَجْرِيْحَاً .
6- سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيُّ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 74 ] . وَهُوَ ثِقَةٌ .
7- عُوَيْمِرُ أبُو الدَّرْدَاءِ بْنُ مَالِكٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 32 ] .
ثَالِثَاً : الْحُكْمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
هَذَا الْحَدِيثُ إسْنَادُهُ ضَعِيفٌ جِدَّاً لأَنَّ فِيهِ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِى سَعِيدٍ الْمَقْيُرِيُّ ، وَهُوَ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 100 }
__________
(1) تَرْجَمَةُ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج5/ص105/ 307) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص558/ 2752) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج5/ص209/ 413) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص306/ 3356) .(1/16)
وَأَخْرَجَ هَنَّادٌ عَنْ أَبِي رَزِينٍ فِي قَوْلِهِ : { لَوَّاحَةٌ (1) لِلْبَشَرِ } (2) قَالَ : غَيَرَتُ أَلْوَانُهُمْ حَتَّى اسْوَدَّتْ .
- - الله - -
أولاً : تخريج الأثر ذكر المصنف
أَخْرَجَهُ هَنَّادٌ فِي ( الزُّهْدِ ج1/ص190/ 305) قَالَ : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سُمَيْعٍ عَنْ أَبِي رَزِينٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى { لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ } (3) قَالَ : غَيَرَتُ أَلْوَانُهُمْ حَتَّى اسْوَدَّتْ .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ الطَّبَرِيُّ فِي ( تَفْسِيْرِهِ ج29/ص159) مِنْ طَرِيقِ أَبِى مُعَاوِيَة الضَّرِيرِ ، وَابْنُ أَبِى شَيْبَةَ فِي ( مُصَنَّفِهِ ج7/ص49/34124) ، وَأَيْضَاً (ج7/ص154/ح34922) مِنْ طَرِيقِ عَلِيِّ بْنِ مُسْهِرٍ ، وَابْنُ أَبِى الدُّنْيَا فِي ( صِفَةِ النَّارِ ج1/ص82/ 115) مِنْ طَرِيقِ مَرْوَانَ بْنِ مُعَاوِيَةَ ، كُلُّهُمْ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سُمَيْعٍ بِهِ بِمِعْنَاهُ .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الأَثَرِ
1- وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 20 ] . وَهُوَ ثِقَةٌ .
2- سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 4 ] . وَهُوَ ثِقَةٌ .
__________
(1) لواحة : مغيرة لهم أو محرقة بلغة قريش يقال لاحته الشمس ولوحته بمعنى واحد إذا غيرته وقيل تحرق الجلد حتى تسوده ويقال لاحه و لوحه و لوحت الشيء بالنار أحميته ( تذكرة الأريب في تفسير الغريب ج2/ص256 ، التبيان في تفسير غريب القرآن ج1/ص435 ، غريب القرآن ج1/ص404 ، لسان العرب ج2/ص585 ، تهذيب اللغة ج5/ص161 ، تاج العروس ج7/ص103) .
(2) سورة المدثر : الآية 29 .
(3) سورة المدثر : الآية 29 .(1/17)
3- إسماعيل بْن سميع (1) إِسْمَاعِيلُ بْنُ سُمَيْعٍ الْحَنَفِيُّ أبُو مُحَمَّدٍ الْكُوفِيُّ . رَوَى عَنْ أَنَسٍ ، وَمَالِكِ بْنِ عُمَيْرٍ الْحَنَفِيِّ ، وَأَبِي رَزِينٍ . وَعَنْهُ شُعْبَةُ ، وَالثَّوْرِيُّ وَإِسْرَائِيلُ ، وَأَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ وَجَمَاعَةٌ . قَالَ الْقَطَّانُ : لَمْ يَكُنْ بِهِ بَأْسٌ فِي الْحَدِيثِ . وَثَّقَهُ أَحْمَدُ وَابْنُ مَعِينٍ . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ : صَدُوقٌ صَالِحٌ . وَقَالَ النَّسَائِيُّ : لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ . وَقَالَ الأزْدِيُّ : كَانَ مَذْمُومَ الرَّأيِ غَيْرَ مَرْضِيِّ الْمَذْهَبِ ، يَرَى رَأْيَ الْخَوَارِجِ ، فَأَمَّا الْحَدِيثُ فَلَمْ يَكُنْ بِهِ بَأْسٌ فِيهِ . وَقَالَ الْفَسَوِيُّ : لا بَأْسَ بِهِ . وَقَالَ ابْنُ عَدِىٍّ : حَسَنُ الْحَدِيثِ يَعَزُّ حَدِيثُهُ ، وَهُوَ عِنْدِي لا بَأْسَ بِهِ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : صَدُوقٌ تُكُلِّمَ فِيهِ لِبِدْعَةِ الْخَوَارِجِ مِنَ الرَّابِعَةِ مُسْلِمٌ وَأَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِىُّ .
مَرْتَبَتُهُ : الرَّابِعَةُ تَعْدِيلاً .
4- مَسْعُودُ بْنُ مَالِكٍ أبُو رَزِينٍ الأَسَدِيُّ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 48 ] . ثِقَةٌ فَاضِلٌ .
رَابِعَاً : الْحُكْمُ عَلَى إِسْنَادِ الأَثَرِ
هَذَا الأَثَرُ إِسْنَادُهُ حَسَنٌ لأَنَّ فِيهِ إسْمَاعِيلُ بْنُ سُمَيْعٍ الْحَنَفِيُّ ، وَهُوَ صَدُوقٌ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ إسْمَاعِيلِ بْنِ سُمَيْعٍ : الْكَامِلُ فِي الضُّعَفَاءِ (ج1/ص287/123) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج3/ص107/452) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص246/382) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص266/ 559) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص108/ 452) .(1/18)
بَابٌ : بُكَاءُ أَهْلِ النَّارِ وَزَفِيرُهُمْ وَشَهِيقُهُمْ وَتَعَسُهُمْ وَقُبْحُهُمْ وَدُعَاؤُهُمْ بِالْوَيْلِ وَالثُّبُورِ وَاسْتغَاثَتُهُمْ بِأَهْلِ الْجَنَّةِ وَبِخَزَنَةِ النَّارِ وَبِمَالِكٍ وَبِرَبِّهِمْ وَخَرَسَهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ وَصَمَمُهُمْ وَتَشْوِيَةُ وُجُوهِهِمْ
قَالَ تَعَالَى : { فَلْيَضْحَكُواْ قَلِيلاً وَلْيَبْكُواْ كَثِيراً } (1) . وَقَالَ تَعَالَى : { لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ } (2) .
وَقَالَ تَعَالَى : { لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَهُمْ فِيهَا لا يَسْمَعُونَ } (3) . وَقَالَ تَعَالَى : { وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَاناً ضَيِّقاً مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُوراً . لا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُوراً وَاحِداً وَادْعُوا ثُبُوراً كَثِيراً } (4) . وَقَالَ تَعَالَى : { وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُواْ عَلَيْنَا مِنَ الْمَاء أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللّهُ } (5) . وَقَالَ تَعَالَى : { وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْماً مِّنَ الْعَذَابِ } (6) . وَقَالَ تَعَالَى : { وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ } (7) .
وَقَالَ تَعَالَى : { قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا } (8) .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 101 }
__________
(1) سُورَةُ التوبة : الآيَةُ 82 .
(2) سُورَةُ هود : الآيَةُ 106 .
(3) سُورَةُ الأنبياء : الآيَةُ 100 .
(4) سُورَةُ الفرقان : الآيَاتُ 13-14 .
(5) سُورَةُ الأعراف : الآيَةُ 50 .
(6) سُورَةُ غافر : الآيَةُ 49 .
(7) سُورَةُ الزخرف : الآيَةُ 77 .
(8) سُورَةُ المؤمنون : الآيَةُ 106 .(1/19)
أَخْرَجَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : { فَلْيَضْحَكُواْ قَلِيلاً وَلْيَبْكُواْ كَثِيراً } (1) قَالَ : فَلْيَضْحَكُوا فِيهَا مَا شَاءُوا ، فَإِذَا انْقَطَعَتِ الدُّنْيَا وَصَارُوا إِلَى اللهِ ، اسْتَأْنَفُوا بُكَاءاً (2) لا يَنْقَطِعُ أَبَدَاً .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الأَثَرِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ ابْنُ أَبِى حَاتِمٍ فِي ( تَفْسِيْرِ ابْنِ أَبِي حَاتِمٍ ج6/ص1855/10506) قَالَ : حَدَّثَنَا أَبِي ثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ ثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ عَنْ إِسْمَاعِيل بْنِ سُمَيْعٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَوْلُهُ : { فَلْيَضْحَكُواْ قَلِيلاً } قَالَ : الدُّنْيَا قَلِيلٌ ، فَلْيَضْحَكُوا فِيهَا مَا شَاءُوا { وَلْيَبْكُوا كَثِيرَاً } : فَإِذَا انْقَطَعَتِ الدُّنْيَا وَصَارُوا إِلَى اللهِ ، اسْتَأْنَفُوا بُكَاءاً لا يَنْقَطِعُ أَبَدَاً .
ثَانِيَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الأَثَرِ
1- أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ بْنِ الْمُنْذِرِ بْنِ دَاوُدَ بْنِ مِهْرَانَ الْحَنْظَلِيُّ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ الْحَافِظُ الْكَبِيْرُ أَحَدُ الأَئِمَّةِ . سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 13 ] .
__________
(1) سُورَةُ التوبة : الآيَةُ 82 .
(2) فِى الْمَخْطُوطَةِ (ز) البكاء .(1/20)
2- سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ (1) سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ سَهْلِ بْنِ شَهْرَيَارٍ الْهَرَوِيُّ أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَدَثَانِيُّ بِفَتْحِ الْمُهْمَلَةِ وَالْمُثَلَّثَةِ ، وَيُقَالُ لَهُ الأَنْبَارِيُّ بِنُونٍ ثُمَّ مُوَحَّدَةٍ . رَوَى عَنْ مَالِكٍ ، وَحَفْصِ بْنِ مَيْسَرَةَ ، وَمَرْوَانَ بْنِ مُعَاوِيَةَ ، وَجَمَاعَةٍ . وَعَنْهُ مُسْلِمٌ ، وَأَبُو زُرْعَةَ ، وَأَبُو حَاتِمٍ ، وَغَيْرُهُمْ . قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ : كَذَّابٌ سَاقِطٌ ، لَوْ كَانَ لِي فَرَسٌ وَرُمْحٌ كُنْتُ أَغْزُوَهُ . وَقَالَ النَّسَائِيُّ : لَيْسَ بِثِقَةٍ . وَقَالَ الْبُخَارِيُّ : كَانَ قَدْ عَمِيَ ، فَتَلَقَّنَ مَا لَيْسَ مِنْ حَدِيثِهِ . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ : هُوَ صَدُوقٌ إِلاَّ إِنَّهُ كَثِيْرُ التَّدْلِيسِ . وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ : يَأْتِي بِالْمُعْضَلاتِ عَنِ الثِّقَاتِ . وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ : هُوَ ثِقَةٌ غَيْرَ أَنَّهُ لَمَّا كَبُرَ رُبَّمَا قُرِئَ عَلَيْهِ حَدِيثٌ فِيهِ بَعْضُ النَّكَارَةِ فَيُجِيزُهُ .
وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : صَدُوقٌ فِي نَفْسِهِ إِلاَّ أَنَّهُ عَمِيَ فَصَارَ يَتَلَقَّنُ مَا لَيْسَ مِنْ حَدِيثِهِ ، فَأَفْحَشَ فِيهِ ابْنُ مَعِينٍ الْقَوْلَ مِنْ قُدَمَاءِ الْعَاشِرَةِ مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعِينَ وَلَهُ مِائَةُ سَنَةً مُسْلِمٌ وَابْنُ مَاجَهْ . مَرْتَبَتُهُ : الرَّابِعَةُ تَعْدِيلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ سُوَيْدِ بْنِ سَعِيدٍ : الْكَامِلُ فِي الضُّعَفَاءِ (ج3/ص428/848) ، الضُّعَفَاءُ وَالْمَتْرُوكِينَ لابْنِ الْجَوْزِيِّ (ج2/ص32/1587) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج12/ص247/2643) ، ذِكْرُ مَنْ تُكُلَّمَ فِيهِ وَهُوَ مُوَثَّقٌ (ج1/ص97/153) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج4/ص239/481) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص260/2690) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص472/2194) ، المختلطين (ج1/ص51/22) .(1/21)
3- مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ (1) مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ بْنِ الْحَارِثِ الْفَزَارِيُّ أَبُو عَبْدِ اللهِ الْكُوفِيُّ الْحَافِظُ . رَوَى عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ ، وإِسْمَاعِيلَ بْنِ سُمَيْعٍ ، وَسُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ ، وَغَيْرِهِمْ . رَوَى عَنْهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَإِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ ، وَسُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ ، وَآخَرُونَ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَة حافظ ، وَكَانَ يُدَلِّسُ أَسْمَاءَ الشُّيُوخِ مِنَ الثَّامِنَةِ مَاتَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَتِسْعِينَ الْكُتُبُ السِّتَّةُ . مَرْتَبَتُهُ : الأُولَى تَعْدِيلاً .
4- إِسْمَاعِيل بْنُ سُمَيْعٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 100 ] . صَدُوقٌ تُكُلِّمَ فِيهِ لِبِدْعَةِ الْخَوَارِجِ .
5- عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 2 ] .
ثَالِثَاً : الْحُكْمُ عَلَى إِسْنَادِ الأَثَرِ
هَذَا الأَثَرُ إِسْنَادُهُ حَسَنٌ ، لأَنَّ فِيهِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ سُمَيْعٍ وَسُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ ، وَهُمَا صَدُوقَانِ .
رَابِعَاً : تَنْبِيهٌ
__________
(1) تَرْجَمَةُ مَرْوَانَ بْنِ مُعَاوِيَةَ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج7/ص372/1598) ، تَارِيْخُ أَسْمَاءِ الثِّقَاتِ (ج1/ص233/1423) ، تَسْمِيَةُ مَنْ أَخْرَجَهُمُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ (ج1/ص236/1688) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج27/ص403/5877) ، الْمُغْنَي فِي الضُّعَفَاءِ (ج2/ص652/6174) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص254/537) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج10/ص88/178) ، طَبَقَاتُ الْمُدَلِّسِينَ (ج1/ص/45/105) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص526/6575) .(1/22)
جَاءَ هَذَا الأَثَرُ عَنْ أَبِى رَزِينٍ الْعُقَيْلِيِّ عِنْدَ الطَّبَرِيِّ ( تَفْسِيْر الطَّبَرِيِّ ج10/ص202) ، وَعِنْدَ سَعِيدِ بْنِ مَنْصُورٍ ( السُّنَنُ ج5/ص264/1028) ، وَعِنْدَ ابْنِ أَبِِي شَيْبَةَ ( مُصَنَّفُ ابْنِ أَبِِي شَيْبَةَ ج7/ص154/34920) ، وَعِنْدَ ابْنِ أَبِى الدُّنْيَا ( صِفَةُ النَّارِ ج1/ص134/214) ، وَعِنْدَ هَنَّادٍ ( الزَّهْدُ لابْنِ السَّرِيِّ ج1/ص270/470) .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 102 }
وَأَخْرَجَ ابْنُ مَاجَهْ وَأَبُو يَعْلَى وَالْبَيْهَقِيُّ وَهَنَّادٌ عَنْ أَنَسٍ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : « يُرْسَلُ الْبُكَاءُ عَلَى أَهْلِ النَّارِ ، فَيَبْكُونَ حَتَّى يَنْقَطِعَ الدُّمُوعُ ، حَتَّى يَبْكُونَ الدَّمَ حَتَّى يُرَى فِي وُجُوهِهِمْ كَهَيْئَةِ الأُخْدُودِ (1) ، لَوْ أُرْسِلَتْ فِيهَا السُّفُنُ لَجَرَتْ » .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ هَنَّادٌ فِي ( كِتَابِ الزَّهْد لابْنِ السَّرِيِّ ج1/ص194/311) قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « يُلْقَي الْبُكَاءُ عَلَى أَهْلِ النَّارِ ، فَيَبْكُونَ حَتَّى تَنْفَدَ الدُّمُوعُ ، ثُمَّ يَبْكُونَ الدِّمَاءَ ، حَتَّى إِنَّهُ لَيَصِيْرَ فِي وُجُوهِهِمْ أُخْدُودَ ، لَوْ أُرْسِلَتْ فِيهَا السُّفُنُ لَجَرَتْ » .
__________
(1) الأخدود : شق في الأرض وجمعه أخاديد ( التِّبِيَانُ فِي تَفْسِيْرِ غَرِيبِ الْقُرْآنِ ج1/ص457 ، النِّهَايَةُ فِي غَرِيبِ الأَثَرِ ج2/ص13) .(1/23)
وأَخْرَجَهُ ابْنُ مَاجَهْ فِي ( السُّننُ / كِتَابُ الزُّهْدِ / بَابُ صِفَةِ النَّارِ ج2/ص1446/4324 ) مِنْ طَرِيقِ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ عَنِ الأَعْمَشِ بِمِثْلِهِ . وأَخْرَجَهُ أَبُو يَعْلَى فِي ( مُسْنَدِهِ ج7/ص161/4134) مِنْ طَرِيقِ عِمْرَانَ بْنِ زَيْدٍ عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ بِهِ ، وَلَفْظُهُ : « يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، ابْكُوا ، فَإِنْ لَمْ تَبْكُوا فَتَبَاكَوْا ، فَإِنَّ أَهْلَ النَّارِ يَبْكُونَ فِي النَّارِ حَتَّى تَسِيلَ دُمُوعُهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ كَأَنَّهَا جَدَاوِلُ ، حَتَّى تَنْقَطِعَ الدُّمُوعُ ، فَتَسِيلَ يَعْنِي الدِّمَاءَ فَتُقَرِّحَ الْعُيُونَ ، فَلَوْ أَنَّ سُفُنًا أُرْخِيَتْ فِيهَا لَجَرَتْ » . وأَخْرَجَهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي ( الْبَعْثِ وَالنُّشُورِ ج1/ص313/ح651) مِنْ طَرِيقِ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ عَنِ الأَعْمَشِ بِمِثْلِهِ .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ ابْنُ أَبِى شَيْبَةَ فِي ( مُصَنَّفِ ابْن أَبِِي شَيْبَةَ ج7/ص50/34130) عَنْ شَيْخِهِ أَبِى مُعَاوِيَةَ ، وأَخْرَجَهُ ابْنُ أَبِى الدُّنْيَا فِي ( صِفَةِ النَّارِ ج1/ص131/ 208) مِنْ طَرِيقِ مُحَمَّد بْن عبيد ، وَكَذَلِكَ (ج1/ص313/ح652) مِنْ طَرِيقِ أَبِى مُعَاوِيَةَ ، كِلاهُمَا - أَبُو مُعَاوِيَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ - عَنِ الأَعْمَشِ بِمِثْلِهِ .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
1- أَبُو مُعَاوِيَةَ مُحَمَّدُ بْنُ خَازِمٍ الضرير سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 52 ] . ثِقَةٌ أَحْفَظُ النَّاسِ لَحَدِيثِ الأَعْمَشِ .
2- الأَعْمَشُ سُلَيْمَانُ بْنُ مِهْرَانَ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 7 ] . شَيْخُ الإِسْلامِ شَيْخُ الْمُقْرِئِينَ وَالْمُحَدِّثِينَ .(1/24)
3- يَزِيدُ الرَّقَاشِيُّ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 64 ] . زَاهِدٌ ضَعِيفٌ .
4- أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ الأَنْصَارِيُّ أَبُو حَمْزَةَ خَادِمُ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - . سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 51 ] .
رَابِعَاً : الْحُكْمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
هَذَا الْحَدِيثُ إسْنَادُهُ ضَعِيفٌ لأَنَّ فِيهِ يَزِيدُ الرَّقَاشِيُّ وَهُوَ ضَعِيفٌ . قَالَ الْبُوصِيْرِيُّ فِي ( مِصْبَاحُ الزُّجَاجَةِ ج4/ص263/6451) : هَذَا إِسْنَادٌ فِيهِ يَزِيدُ بْنُ أَبَانَ الرَّقَاشِيُّ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ .
وَقَالَ الْمُنْذِرِيُّ فِي ( التَّرْغِيبُ وَالتَّرْهِيبُ ج4/ص270/5618) : رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ وَأَبُو يَعْلَى ، وَفِي إسْنَادِهِمَا يَزِيدُ الرَّقَاشِيُّ ، وَبَقِيَّةُ رُوَاةِ ابْنِ مَاجَهْ ثِقَاتٌ احْتَجَّ بِهِمُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ ، وَرَوَاهُ الْحَاكِمُ مُخْتَصَرَاً عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ قَيْسٍ مَرْفَوعُاَ قَالَ : « إِنَّ أَهْلَ النَّارِ لَيَبْكُوَن حَتَّى لَوْ أُجْرِيَتِ السُّفُنُ فِي دُمُوعِهِمْ لَجَرَتْ ، وَإِنَّهُمْ لَيَبْكُونَ الدَّمَ مَكَانَ الدَّمْعِ » . وَقَالَ : صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَسَيَأْتِي فِي الْحَدِيثِ الَّذِي بَعْدَهُ .
وَقَالَ الْهَيْثَمِيُّ فِي ( مَجْمَعِ الزَّوَائِدِ ج10/ص391) : رَوَى ابْنُ مَاجَهْ بَعْضَهُ ، وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى ، وَأَضْعَفُ مَنْ فِيهِ يَزِيدُ الرَّقَاشِيُّ ، وَقَدْ وُثِّقَ عَلَى ضَعْفِهِ .
وَضَعَّفَهُ الأَلْبَانِيُّ فِي ضَعِيفِ ابْنِ مَاجَهْ ( 2/434/ح3491) .(1/25)
وَقَالَ فِي السِّلْسِلَةِ الصَّحِيحَةِ ( 4/245/ح1697) : وَالْحَدِيثُ بِمَجْمُوعِ طُرُقِهِ حَسَنٌ . وَالْحَدِيثُ لَهُ شَاهِدٌ عِنْدَ ابْنِ أَبِى شَيْبَةَ عَنْ أَبِى مُوسَى الأَشْعَرِيِّ ( مُصَنَّفِ ابْن أَبِِي شَيْبَةَ ج7/ص50/34131) ، وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي ( الْبَعْثِ وَالنُّشُورِ ج1/ص313/ح653) مَوْقُوفَاً عَلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 103 }
وَأَخْرَجَ الْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ قَيْسٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : « إِنَّ أَهْلَ النَّارِ لَيَبْكُوَن حَتَّى لَوْ أُجْرِيَتِ السُّفُنُ فِي دُمُوعِهِمْ لَجَرَتْ ، وَإِنَّهُمْ لَيَبْكُونَ الدَّمَ » .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ اْلْحَاكِمُ فِي ( الْمُسْتدَرْكِ عَلَى الصَّحِيحَيْنِ / كِتَابُ الأَهْوَالِ ج4/ص648/8791 ) قَالَ : حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ ثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَمُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ قَالا : ثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ ثَنَا سَلامُ بْنُ مِسْكِينٍ قَالَ حَدَّثَ أَبُو بُرْدَةَ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ قَيْسٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : « إِنَّ أَهْلَ النَّارِ لَيَبْكُوَن حَتَّى لَوْ أُجْرِيَتِ السُّفُنُ فِي دُمُوعِهِمْ لَجَرَتْ ، وَإِنَّهُمْ لَيَبْكُونَ الدَّمَ مَكَانَ الدَّمْعِ » . هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ .
ثَانِيَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ(1/26)
1- عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ (1) عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ بْنِ سَخْتُوَيْهِ بْنِ نَصْرٍ أَبُو الْحَسَنِ النَّيْسَابُوْرِيُّ الْعَدْلُ الثِّقَةُ الْحَافِظُ الإِمَامُ ، شَيْخُ نَيْسَابُوْرَ . وُلِدَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِيْنَ وَمِائَتَيْنِ . سَمِعَ : الْحُسَيْنَ بْنَ الْفَضْلِ الْمُفَسِّرَ ، وَالفَضْلَ بْنَ مُحَمَّدٍ الشَّعرَانِيَّ . وَحَجَّ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَسَبْعِينَ ، فسَمِعَ بِالرَّيِّ مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْدَهْ ، وَبِهَمَذَانَ إِبْرَاهِيْمَ بْنَ دَيْزِيلَ وَبِبَغْدَادَ الْحَارِثَ بْنَ أَبِي أُسَامَةَ ، وَطبقَته ، وَبِمَكَّةَ يَحْيَى بْنَ أَيُّوْبَ الْعَلاَّف ، وَعَلِيَّ بْنَ عَبْدِ العَزِيْزِ ، وَأَكْثَرَ عَنْهُ ، وَعَنْ إِسْمَاعِيْلَ الْقَاضِي ، وَسَمِعَ بِطُوسَ ( الْمُسْنَدَ ) مِنْ تَمِيْم بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَافِظ . ذَكَرَهُ الْحَاكِمُ وَقَرَّظَهُ وَبَالَغَ فِي تَعْظِيمِهِ ، وَقَالَ : جَمَعَ ( الْمُسْنَدَ ) فِي أَرْبَعِمِئَةِ جُزْءٍ ، وَكَتَبَهُ بِخَطِّهِ ، وَعَمِلَ الأَبْوَابَ مِئَتَيْنِ وَسِتِّيْنَ جُزْءاً ، و( تَفْسِيْرَ الْقُرْآنِ ) فِي مِئَتَيْنِ وَثَلاَثِيْنَ جُزْءاً . قَرَأَ عَلَيْنَا بُكْرَةَ الْجُمُعَةِ نِصْفَ جُزْءٍ ، ثُمَّ قُمْنَا نتَأَهَبُ لِلصِّلاَة ، فَلَمَّا صلَّيْنَا ، قَعَدْتُ سَاعَةً ، فَسَمِعْتُ الْمُنَادِي يَصِيْح بِجِنَازَتِهِ ، فَصِحْتُ ، وَقُلْتُ : هَذَا كَذِبٌ ، وَإِذَا هُوَ قَدْ دَخَلَ الْحَمَّامَ ، فَمَاتَ فِيْهِ ، فَلَمَّا صَلَّينَا عَلَيْهِ ، قَالَ أَبُو العَبَّاسِ الأَصَمُّ :كُنْت أَقُولُ : إِذَا مُتُّ إِنَّمَا يَكُوْنُ الشَّرَفُ فِي التَّحْدِيثِ لِعَلِيِّ بْنِ حَمْشَاذَ ، وَذَلِكَ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلاَثِيْنَ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ عَلِىِّ بْنِ حَمْشَادَ : تَذْكِرَةُ الْحُفَّاظِ (ج3/ص876) .(1/27)
قَالَهُ الذَّهَبِيُّ فِي « سِيَرِ الأَعْلامِ » .
مَرْتَبَتُهُ : الأُولَى تَعْدِيلاً .
2- عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ (1) عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ العَزِيْزِ بْنِ الْمَرْزُبَانِ بْنِ سَابُوْرَ الْبَغَوِيُّ الإِمَامُ ، الْحَافِظُ ، الصَّدُوْقُ ، أَبُو الْحَسَنِ البَغَوِيُّ ، نَزِيْلُ مَكَّةَ . وُلِدَ سَنَةَ بِضْعٍ وَتِسْعِيْنَ وَمِئَةٍ . وَسَمِعَ : أَبَا نُعَيْمٍ ، وَعَفَّانَ ، وَالقَعْنَبِيَّ ، وَمُسْلِمَ بْنَ إِبْرَاهِيْمَ ، وَمُوْسَى بْنَ إِسْمَاعِيْلَ ، وَأَبَا عُبَيْدٍ ، وَأَحْمَدَ بْنَ يُوْنُسَ ، وَعَلِيَّ بْنَ الْجَعْدِ ، وَعَاصِمَ بْنَ عَلِيٍّ ، وَطَبَقَتهُم . وَجَمَعَ ، وَصَنَّفَ ( الْمُسْنَدَ الْكَبِيْرَ ) ، وَأَخَذَ الْقِرَاءاتِ عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ ، وَغَيْرِهِ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ عَلِىِّ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ : تَذْكِرَةُ الْحُفَّاظِ (ج2/ص622/649) ، سِيَرُ أَعْلامِ النُّبَلاءِ (ج13/ص349) ، لِسَانُ الْمِيزَانِ (ج4/ص241/648) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج7/ص316/584) ، طَبَقَاتُ الْحُفَّاظِ (ج1/ص278/628 ) .(1/28)
سَمِعَ مِنْهُ الْحُرُوْفَ : أَحْمَدُ بْنُ التَّائِبِ ، وَإِبْرَاهِيْمُ بْنُ عَبْدِ الرَّزَّاقِ ، وَأَبُو سَعِيْدٍ ابْنُ الأَعْرَابِيِّ ، وَأَبُو إِسْحَاقَ بْنُ فِرَاسٍ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عِيْسَى بْنِ رِفَاعَةَ ، وَأَحْمَدُ بنُ خَالِدِ بْنِ الْجَبَّابِ . وحَدَّثَ عَنْهُ أَيْضَاً : عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَهْرَوَيْهِ الْقَزْوِيْنِيُّ ، وَأَبُو عَلِيٍّ حَامِدُ الرَّفَّاءُ ، وَعَبْدُ الْمُؤْمِنِ بْنُ خَلَفٍ النَّسَفِيُّ ، وَأَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ سَلَمَةَ القَطَّانُ ، وَأَبُو القَاسِمِ الطَّبَرَانِيُّ ، وَخَلْقٌ كَثِيْرُونَ . وَكَانَ حَسَنَ الْحَدِيْثِ . قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ : ثِقَةٌ مَأْمُوْنٌ . وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ : كَتَبَ إِلَيْنَا بِحَدِيْثِ أَبِي عُبَيْدٍ ، وَكَانَ صَدُوْقاً .
مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيلاً .
3- مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ أَبُو جَعْفَرٍ الدَّقَّاقُ بَغْدَادِيٌّ . سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 15 ] .(1/29)
4- مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ (1) مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ السَّدُوسِيُّ أَبُو النُّعْمَانِ الْبَصْرِيُّ الْمَعْرُوفُ بِعَارِمٍ . رَوَى عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ ، وَمَهْدِيِّ بْنِ مَيْمُونٍ ، وَالْحَمَّادَيْنِ ، وَعِدَّةٍ . رَوَى عَنْهُ تَمْتَامٌ ، وَالْبُخَارِيُّ ، وَهَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحَمَّالُ ، وَآخَرُونَ . وَقَالَ ابْن أَبِي حَاتِمٍ : سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ : اخْتَلَطَ عَارِمٌ فِي آخِرِ عُمُرِهِ ، وَزَالَ عَقْلُهُ ، فَمَنْ سَمِعَ مِنْهُ قَبْلَ الاخْتِلاطِ فَسَمَاعُهُ صَحِيحٌ ، وَكَتَبْتُ عَنْهُ قَبْلَ الاخْتِلاطِ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشَرَةَ ، فَمَنْ سَمِعَ مِنْهُ قَبْلَ سَنَةِ عِشْرِينَ فَسَمَاعُهُ جَيِّدٌ . وَقَالَ النَّسَائِيُّ : كَانَ أَحَدَ الثِّقَاتِ قَبْلَ أَنْ يَخْتَلِطَ . وَقَالَ الذَّهَبِيُّ : ثِقَةٌ حُجَّةٌ اخْتَلَطَ بِآخَرَةٍ لَكِنْ مَا ضَرَّ ذَلِكَ حَدِيثَهُ ، فَإِنَّهُ مَا حَدَّثَ حِينَئِذٍ فِيمَا عَلِمْتُ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : عَارِمٌ ثِقَةٌ ثَبْتٌ تَغَيَّرَ فِي آخِرِ عُمُرِهِ مِنْ صِغَارِ التَّاسِعَةِ مَاتَ سَنَةَ ثَلاثٍ أَوْ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ الْكُتُبُ السِّتَّةُ . مَرْتَبَتُهُ : الأُولَى تَعْدِيلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج8/ص58/267) ، الْمُجْرُوحِينَ (ج2/ص294/997) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج26/ص287/5547) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص210/5114) ، تَذْكِرَةُ الْحُفَّاظِ (ج1/ص410/416) ، ذِكْرُ مَنْ تُكُلِّمَ فِيهِ وَهُوَ مُوَثَّقٌ (ج1/ص167/310) ، الرواة الثِّقَاتُ المتكلم فيهم بما لا يوجب ردهم (ج1/ص162/72) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج9/ص357/659) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص502/6226) .(1/30)
5- سَلامُ بْنُ مِسْكِينٍ (1) سَلامُ بْنُ مُسْكِيْنِ بْنِ رَبِيعَةَ الأَزْدِيُّ النَّمَرِيُّ أَبُو رَوْحٍ الْبَصْرِيُّ . رَوَى عَنْ ثَابِتِ الْبُنَانِيِّ ، وَالْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ ، وَحَوْشَبٍ الْبَصْرِيِّ . رَوَى عَنْهُ أَبَانُ بْنُ سُفْيَانَ التَّغْلَبِيُّ ، وَآدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ ، وَعَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ ، وَدَاوُدُ بْنُ شَبِيبٍ ، وَزَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ . قَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ رُمِيَ بِالْقَدَرِ مِنَ السَّابِعَةِ مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّينَ وَمِئَةٍ . الْبُخَارِىُّ وَمُسْلِمٌ وَأَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِىُّ وَابْنُ مَاجَهْ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيلاً .
6- أَبُو بُرْدَةَ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 50 ] . الْفَقِيهُ اسْمُهُ الْحَارِثُ ، وَقِيلَ عَامِرٌ ، وَقِيلَ اسْمُهُ كُنْيَتُهُ ، ثِقَة .
7- عَبْدُ اللهِ بْنُ قَيْسٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 50 ] . أَحْسَنُ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - صَوْتَاً .
ثَالِثَاً : الْحُكْمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
هَذَا الْحَدِيثُ إِسْنَادُهُ صَحِيحٌ ، لأَنَّ رِجَالَهُ ثِقَاتٌ . وَقَالَ الْحَاكِمُ بَعْدَ رِوَايَتِهِ لِلْحَدِيثِ : هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ ، وَوَافَقَهُ الذَّهَبِيُّ (ج4/ص648/8791) .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 104 }
__________
(1) تَرْجَمَةُ سَلامِ بْنِ مِسْكِينٍ : مَشَاهِيْرُ الأَمْصَارِ (ج1/ص157/1242) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج12/ص294/2662) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص474/ 2211) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص261/2710) .(1/31)
وَأَخْرَجَ أَحْمَدُ فِي الزُّهْدِ عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ : كَانَ مِنْ دُعَاءِ رَسُول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي عَيْنَيْنِ هَطَّالَتَيْنِ (1) ، تَبْكِيَانِ بِذُرُوفِ (2) الدُّمُوعِ ، وَتُشْفِيَانِ (3) مِنْ خَشْيَتِكِ ، قَيْلَ أنْ يَكُونَ الدَّمْعُ دَمَاً ، وَالأَضْرَاسُ جَمْرَاً » .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ فِي ( الزُّهْدِ لابْنِ حَنْبَلٍ ج1/ص10) قَالَ : حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ حَدَّثَنَا ثَابِتٌ أَبُو سَلَمَةَ الدَّوْسِيُّ عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ : كَانَ مِنْ دُعَاءِ رَسُول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي عَيْنَيْنِ هَطَّالَتَيْنِ تَبْكِيَانِ بِذُرُوفِ الدُّمُوعِ ، وَتُشْفِيَانِيَ مِنْ خَشْيَتِكِ ، قَبْلَ أَنْ يَكُونَ الدُّمُوعُ دَمَاً ، وَالأَضْرَاسُ جَمْرَاً » .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
__________
(1) هطالتين : أي بكاءتين ذرافتين الدموع وقد هطل المطر يهطل إذا تتابع (النِّهَايَةُ فِي غَرِيبِ الأَثَرِ ج5/ص265) .
(2) ذرف : ذرف الدمع يذرف ذرفا وذرفانا وذروفا وذريفا وتذرافا سال وجرى دمعها والمذارف المدامع ( النِّهَايَةُ فِي غَرِيبِ الأَثَرِ ج2/ص159 ، تفسير غريب ما في الصحيحين البخاري ومسلم ج1/ص252 ، القاموس المحيط ج1/ص1048 ، المصباح المنير ج1/ص208) .
(3) شفي: الشفاء دواء معروف وهو ما يبرىء من السقم والجمع أشفية وأشاف جمع الجمع والفعل شفاه الله من مرضه شفاء ممدود واستشفى فلان طلب الشفاء وأشفيت فلانا إذا وهبت له شفاء من الدواء (لسان العرب ج14/ص436) . فِى الْمَخْطُوطَةِ (ب) ، (ز) ويشفياني .(1/32)
وَأَخْرَجَهُ الْحُسَيْنُ الْمَرْوَزِيُّ فِي ( زَيَادَاتِهِ عَلَى الزُّهْدِ لابْنِ الْمُبَارَكِ ج1/ص165/480) ، وَابْن أَبِى الدُّنْيَا فِي ( صِفَةُ النَّارِ ج1/ص137/220) ، وَالطَّبَرَانِيُّ فِي ( الدُّعَاءِ ج1/ص429/1457) ، وَأبُو نُعَيْمٍ فِي ( حِلْيَةِ الأَوْلِيَاءِ ج2/ص196) ، وَابْنُ عَسَاكِرَ فِي ( تَارِيْخِ دِمَشْقَ ج11/ص121) كُلُّهُمْ مِنْ طَرِيقِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِى سَلَمَةَ الدُّوْسِيِّ بِمِثْلِهِ .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
1- عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 22 ] .
2- أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 56 ] .
3- الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 86 ] . ثِقَةٌ لَكِنَّهُ كَثِيْرُ التَّدْلِيسِ وَالتَّسْوِيَةِ .
4- ثَابِتٌ الدَّوْسِيُّ (1) ثابت بْن سرج أَبُو سَلَمَةَ الدَّوْسِيُّ مِنْ أَهْلِ دِمَشْقَ . رَأَى وَاثِلَةَ بْنَ الأَسْقَعِ ، وَبَلالَ بْنَ أَبِي الدَّرْدَاءِ . رَوَى عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهَ الْمُحَارِبِيِّ ، وَيُقَالُ ابْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ . وَرَوَى عَنْهُ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ شَابُورَ . ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِى الثِّقَاتِ . وَذَكَرَهُ الْبُخَارِىُّ فِى التَّارِيْخِ ، وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ فِى الْجَرْحِ وَالتَّعْدِيلِ ، وَلَمْ يَذْكُرَا فِيهِ جَرْحَاً وَلا تَعْدِيلاً . مَرْتَبَتُهُ : الثَّالِثَةُ تَعْدِيلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ ثَابِتٍ الدَّوْسِيِّ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج2/ص164/2071) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج2/ص453/1822) ، الثِّقَاتُ (ج4/ص94/1981) ، تَارِيْخُ مَدِينَةِ دِمَشْقَ (ج11/ص119/1024) ، الْمُقْتَنَى فِي سَرْدِ الْكُنَى (ج1/ص283/2767) .(1/33)
5- سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْمُحَارِبِيُّ (1) سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْمُحَارِبِيُّ أَبُو عَبْدِ اللهِ قَاضِى دِمَشْقَ . رَوَى عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ حَبِيبٍ الْمُحَارِبِيِّ . رَوَى عَنْهُ الأَوْزَاعِيُّ ، وَخَالِدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ صَالِحٍ . قَالَ عَنْهُ أَبُو حَاتِمٍ : صَالِحُ الْحَدِيثِ . وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيلاً .
رَابِعَاً : الْحُكْمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
هَذَا الْحَدِيثُ إسْنَادُهُ ضَعِيفٌ لإرْسَالِهِ لأَنَّ عَبْدَ اللهِ الْمُحَارِبِيَّ لَمْ تَثْبُتْ لَهُ صُحْبَةٌ . قَالَ ابْنُ رَجَبٍ ( التَّخْوِيفُ مِنَ النَّارِ ج1/ص148) : سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ هُوَ الْمُحَارِبِيُّ وَحَدِيثُهُ مُرْسَلٌ ، وَظَنَّ بَعْضُهُمْ أَنَّهُ سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ ، وَزَادَ بَعْضُهُمْ فِي الإِسْنَادِ عَنْ أَبِيهِ ، وَلا يَصِحُّ ذَلِكَ كُلُّهُ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْمُحَارِبِيِّ : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج4/ص185/801) ، الثِّقَاتُ (ج6/ص408/8323) .(1/34)
وَقَالَ الْحَافِظُ الْعِرَاقِيُّ فِي تَخْرِيْجِهِ لأَحَادِيثِ الإِحْيَاءِ ( الْمُغْنِي عَنْ حَمْلِ الأَسْفَارِ ج2/ص1067/3865) : « حَدِيثُ : اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي عَيْنَيْنِ هَطَّالَتَيْنِ تُشْفِيَانِ بِذُرُوفِ الدَّمْعِ . رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْمُعْجَمِ الْكَبِيْرِ وَفِي الدُّعَاءِ وَأَبُو نُعَيْمٍ فِي الْحِلْيَةِ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ ، وَرَواهُ الْحُسَيْنُ الْمَرْوَزِيُّ فِي زِيَادَاتِهِ عَلَى الزُّهْدِ وَالرَّقَائِقِ لابْنِ الْمُبَارَكِ مِنْ رِوَايَةِ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ مُرْسَلاً دُونَ ذِكْرِ أَبِيهِ . وَذَكَرَ الدَّارَقُطْنِيُّ فِي الْعِلَلِ أَنَّ مَنْ قَالَ فِيهِ عَنْ أَبِيهِ وَهْمٌ ، وَإِنَّمَا هُوَ عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ مُرْسَلاً . قَالَ : وَسَالِمٌ هَذَا يُشْبِهُ أَنْ يَكُونَ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللهِ الْمُحَارِبِيَّ وَلَيْسَ بِابْنِ عُمَرَ . اهـ .
وَمَا ذَكَرَهُ مِنْ أَنَّهُ سَالِمُ الْمُحَارِبِيُّ هُوَ الَّذِي يَدُلُّ عَلَيْهِ كَلامُ الْبُخَارِيِّ فِي التَّارِيْخِ ، وَمُسْلِمٌ فِي الْكُنَى ، وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ أَبِيهِ ، وَأَبِي أَحْمَدَ الْحَاكِمِ ، فَإِنَّ الرَّاوِي عَنْهُ : ثَابِتُ بْنُ سرج أَبُو سَلَمَةَ هُوَ الْمَعْرُوفُ الرِّوَايَةِ عَنْ سَالِمٍ الْمُحَارِبِيِّ وَاللهُ أَعْلَمُ . نَعَمْ حَكَى ابْنُ عَسَاكِرَ فِي تَارِيْخِهِ الْخِلافَ فِي أَنَّ الَّذِي يَرْوِي عَنْ سَالِمٍ الْمُحَارِبِيِّ أَوْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ . وَضَعَّفَهُ الأَلْبَانِيُّ فِي الضَّعِيفَةِ (6/407/ح2905) ، وَفِي تَعْلِيقِهِ عَلَى الْجَامِعِ الصَّغْيْرِ وَزِيَادَتِهِ (1/310/ح3098) .
خَامِسَاً : مَعْنَى الْحَدِيثِ(1/35)
قَالَ الْمَنَاوِيُّ ( فَيْضُ الْقَدِيرِ ج2/ص143) : اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي عَيْنَيْنِ هَطَّالَتَيْنِ : أَيْ بَكَّايَتَيْنِ ذَرَّافَتَيْنِ بِالدُّمُوعِ ، وَقَدْ هَطَلَ الْمَطَرُ يَهْطَلُ إِذَا تَتَابَعَ . تُشْفِيَانِ : أَيْ تُدَاوِيَانِ الْقَلْبِ بِذُرُوفِ الدُّمُوعِ ، أَيْ بِسَيَلانِ الدُّمُوعِ . مِنْ خَشْيَتِكِ : مِنْ شِدَّةِ خَوْفِكَ . قَبْلَ أَنْ تَكُونَ الدُّمُوعُ دَمَاً : مِنْ هَوْلِ الْمَوْقِفِ وَمَا بَعْدَهَا . وَالأَضْرَاسُ جَمْعُ ضِرْسٍ ، وهو السن ، وَهُوَ مُذَكَّرٌ مَا دَامَ لَهُ هَذَا الاسْمَ ، لأَنَّ الأَسْنَانَ كُلَّهَا إِنَاثُ الأَضْرَاسِ ، فَإِنْ قِيلَ فِيهِ سِنٌّ فَهُوَ مُؤَنَّثٌ . جَمْرَاُ : مِنْ شِدَّةِ الْعَذَابِ يَوْمَ الْمَآبِ ، وَهَذَا إِنَّمَا يَكُونُ مَحْضَ تَعْلِيمٍ لِلأُمَّةِ . وَأَمَّا هُوَ فَأَعْظَمُ الآمِنِينَ الْفَرِحِينَ الَّذِينَ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 105 }(1/36)
وَأَخْرَجَ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا والضياء كلاهما فِي صِفَةُ النَّارِ عَنْ زَيْدِ بْنِ رُفَيْعٍ رَفَعَهُ : « إنَّ أَهْلَ النَّارِ إِذَا دَخَلُوا النَّارَ بَكَوْا الدُّمُوعَ زَمَانَاً ، ثُمَّ بَكَوْا الْقَيْحَ زَمَانَاً ، فَتَقُولُ لَهُمُ الْخَزَنَةُ : يَا مَعْشَرَ الأَشْقِيَاءِ ، تَرَكْتُمُ الْبُكَاءَ فِي الدَّارِ الْمَرْحُومِ فِيهَا أَهْلُهَا فِي الدُّنْيَا ، هَلْ تَجِدُونَ الْيَوْمَ مَنْ تَسْتَغِيثُونَ بِهِ ؟! ، فَيَرْفَعُونَ أَصْوَاتَهُمْ : يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ ، يَا مَعْشَرَ الآبَاءِ وَالأَمَّهَاتِ وَالأَوْلادِ ؛ خَرَجْنَا مِنَ الْقُبُورِ عِطَاشَاً ، وَكُنَّا طُولَ الْمَوْقَفِ عِطَاشَاً ، وَنَحْنُ الْيَوْمَ عِطَاشٌ ، أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللهُ ، فَيُدْعَوْنَ أَرْبَعِينَ سَنَةً لا يُجِيبُهُمْ ، ثُمَّ يُجِيبُهُمْ : إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ ، فَيَيَأْسُونَ (1) مِنْ كُلِّ خَيْرٍ » .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
__________
(1) فِى الْمَخْطُوطَةِ (أ) ، (ز) فييأ سوا .(1/37)
أَخْرَجَهُ ابْنُ أَبِى الدُّنْيَا فِي ( صِفَةُ النَّارِ ج1/ص132/211) قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ قَالَ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ الْجَزَرِيُّ عَنْ زَيْدِ بْنِ رُفَيْعٍ رَفَعَهُ قَالَ : « إنَّ أَهْلَ النَّارِ إِذَا دَخَلُوا النَّارَ بَكَوْا الدُّمُوعَ زَمَانَاً ، ثُمَّ بَكَوْا الْقَيْحَ زَمَانَاً ، فَتَقُولُ لَهُمُ الْخَزَنَةُ : يَا مَعْشَرَ الأَشْقِيَاءِ ، تَرَكْتُمُ الْبُكَاءَ فِي الدَّارِ الْمَرْحُومِ فِيهَا أَهْلُهَا فِي الدُّنْيَا ، هَلْ تَجِدُونَ الْيَوْمَ مَنْ تَسْتَغِيثُونَ بِهِ ؟! ، فَيَرْفَعُونَ أَصْوَاتَهُمْ : يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ ، يَا مَعْشَرَ الآبَاءِ وَالأَمَّهَاتِ وَالأَوْلادِ ؛ خَرَجْنَا مِنَ الْقُبُورِ عِطَاشَاً ، وَكُنَّا طُولَ الْمَوْقَفِ عِطَاشَاً ، وَنَحْنُ الْيَوْمَ عِطَاشٌ ، أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللهُ ، فَيُدْعَوْنَ أَرْبَعِينَ سَنَةً لا يُجِيبُهُمْ ، ثُمَّ يُجِيبُهُمْ : إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ ، فَيَيَأْسُونَ مِنْ كُلِّ خَيْرٍ » .
ثَانِيَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ(1/38)
1- مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ (1) مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ أَبُو عَبْدِ اللهِ الْبَغْدَادِيُّ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ يُعْرَفُ بِلِحْيَةِ اللِّيفِ . رَوَى عَنْ سَهْلِ بْنِ عُثْمَانَ الْعَسْكَرِيِّ ، وَعَمْرِو بْنِ الصَّلْتِ ، وَمَحْمُودِ بْنِ غَيْلانَ . رَوَى عَنْهُ أَبُو بَكْرٍ النَّجَّادِ وَأَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ قَانِعٍ ، وَأَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ ، وَآخَرُونَ . قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ : صَدُوقٌ . وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ : رُبَّمَا أخْطَأَ . وَقَالَ الْخَطِيبُ : ثِقَةٌ . قَالَ ابْنُ الْمُنَادِي : كَانَ صَدُوقَاً صَالِحَاً مَاتَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ لِثَلاثَ عَشَرَةَ بَقَيْنَ مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ تِسْعِينَ وَمِائَتَيْنِ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّالِثَةُ تَعْدِيلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج8/ص48/223) ، الثِّقَاتُ (ج9/ص153/15732) ، تَارِيْخُ بَغْدَادَ (ج3/ص112/1118) ، لِسَانُ الْمِيزَانِ (ج5/ص216/755) .(1/39)
2- حَمَّادُ بْنُ عَمْرٍو النَّصِيبِيُّ (1) حَمَّادُ بْنُ عَمْرٍو الْجَزَرِيُّ أَبُو إِسْمَاعِيلَ النَّصِيبِيُّ . رَوَى عَنْ زَيْدِ بْنِ رُفَيْعٍ وَالأعْمَشِ . رَوَى عَنْهُ مُوسَى بْنُ أَيُّوبَ النَّصِيبِيُّ ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مِهْرَانَ . قَالَ الْجَوْزَجَانِيُّ : كَانَ يَكْذِبُ . وَقَالَ الْبُخَارِيُّ : يُكْنَى أبَا إِسْمَاعِيلَ مُنْكَرُ الْحَدِيثِ . وَقَالَ النَّسَائِيُّ : مَتْرُوكٌ .
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ : مُنْكَرُ الْحَدِيثِ ضَعِيفُ الْحَدِيثِ جِدَّاً . وَقَالَ ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ عَنْ يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ : مِنَ الْمَعْرُوفِينَ بِالْكَذِبِ . وَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ الْحَاكِمُ : لَيْسَ حَدِيثُهُ بِالْقَائِمِ . وَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ النَّقَّاشُ : يَرْوِي الْمَوْضُوعَاتِ عَنِ الثِّقَاتِ . وَقَالَ السَّاجِيُّ : أَجْمَعَ أَهْلَ النَّقْلِ أَنَّهُ مَتْرُوكٌ . مَرْتَبَتُهُ : السَّابِعَةُ تَجْرِيْحَاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ حَمَّادِ بْنِ عَمْرٍو النُّصَيْبِيِّ : ضعفاء البخاري (ج1/ص34/85) ، التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج3/ص28/117) ، الضُّعَفَاءُ لِلنَّسَائِيِّ (ج1/ص31/136) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج3/ص/144/632) ، الْمُجْرُوحِينَ (ج1/ص252/240) ، ضعفاء الأصبهاني (ج1/ص74/52) ، الضُّعَفَاءُ وَالْمَتْرُوكِينَ لابْنِ الْجَوْزِيِّ (ج1/ص234/1000) ، الكشف الحثيث (ج1/ص103/257) ، لِسَانُ الْمِيزَانِ (ج2/ص350/1420) .(1/40)
3- زَيْدُ بْنُ رُفَيْعٍ (1) زَيْدُ بْنُ رُفَيْعٍ الْجَزَرِيُّ . رَوَى عَنْ أَبِي عَبِيدَةِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، وَحَرَامِ بْنِ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ . وَعَنْهُ مُحَمَّدُ بْنُ حَمْزَةَ ، وَمَعْمَرٌ ، وَالْمَسْعُودِيُّ ، وَيَحْيَى بْنُ أَبِي الدُّنْيَا النَّصِيبِيُّ ، وَغَيْرُهُمْ . ضَعَّفَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ , وَقَالَ النَّسَائِيُّ : لَيْسَ بِالْقَوِيِّ . وذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ وَقَالَ : كَانَ فَقِيهَاً وَرِعَاً فَاضِلاً . وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ : سَأَلْتُ أَبِي عَنْهُ فَقَالَ : إِنَّهُ مَا بِهِ بَأْسٌ . وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ : جَزَرِيٌّ ثِقَة . وَذَكَرَهُ ابْنُ شَاهِينَ فِي الثِّقَاتِ . وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ : وَكَانَ ثِقَةً كَثِيْرَ الْحَدِيثِ . وَوَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ . مَاتَ سَنَةَ ثَلاثِينَ وَمِائَةٍ فِي آخِرِ خِلافَةِ مَرْوَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيلاً .
ثَالِثَاً : الْحُكْمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
هَذَا الْحَدِيثُ إِسْنَادُهُ مَوْضُوعٌ ، لأَنَّ فِيهِ حَمَّادُ بْنُ عَمْرٍو النَّصِيبِيُّ وَهُوَ كَذَّابٌ . وَهُوَ مُعْضَلٌ ، لأَنَّ زَيْدَ بْنَ رُفَيْعٍ مِنْ أَتْبَاعِ التَّابِعِينَ .
تَنْبِيهٌ
نَسَبَهُ الْمُصَنِّفُ إِلَى الضِّيَاءِ الْمَقْدِسِيِّ فِي صِفَةِ النَّارِ ، وَلَمْ أَجِدِ الْكِتَابَ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 106 }
__________
(1) تَرْجَمَةُ زَيْدِ بْنِ رُفَيْعٍ : طَبَقَاتُ ابْنِ سَعْدٍ (ج7/ص480) ، الضُّعَفَاءُ لِلنَّسَائِيِّ (ج1/ص43/216) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج3/ص563/2547) ، الثِّقَاتُ (ج6/ص314/7887) ، مَشَاهِيْرُ الأَمْصَارِ (ج1/ص185/1476) ، تَارِيْخُ الإِسْلامِ (ج8/ص432) ، مِيزَانُ الاعْتِدَالِ فِي نَقْدِ الرِّجَالِ (ج3/ص152/3009 ) ، لِسَانُ الْمِيزَانِ (ج2/ص506/2028) .(1/41)
وَأَخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : { وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ } . قَالَ : يُنَادِي الرَّجُلُ أَخَاهُ ، فَيَقُولُ : يَا أَخِي أَغِثْنِي ، فَإِنِّي قَدْ احْتَرَقْتُ ، فَيَقُولُ : إِنَّ اللهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الأَثَرِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ الطَّبَرِيُّ فِي ( تَفْسِيْرِهِ ج8/ص201) قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٌ ثَنَا أبِي عَنْ سُفْيَانَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي زُرْعَةَ الثَّقَفِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ : { وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللهُ } الآيَةُ ، قَالَ : يُنَادِي الرَّجُلُ أَخَاهُ ، أَوْ أَبَاهُ ، فَيَقُولُ : إنِّي قَدَ احْتَرَقْتُ ، أَفِضْ عَلَيَّ مِنَ الْمَاءِ ، فَيُقَالَ لهُمْ : أَجِيبُوهُمْ ، فَيَقُولُونَ : إنَّ اللهَ حرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ .
وأَخْرَجَهُ ابْنُ أَبِى حَاتِمٍ فِي ( تَفْسِيْرِهِ ج5/ص1490/8532) مِنْ طَرِيقِ أَبِى نُعَيْمٍ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ بِمِثْلِهِ .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ ابْنُ أَبِى شَيْبَةَ فِي ( مُصَنَّفِ ابْن أَبِي شَيْبَةَ ج7/ص135/34773) ، وَهَنَّادٌ فِي ( الزَّهْدِ لابْنِ السَّرِيِّ ج1/ص186/288) كِلاهُمَا عَنْ شَيْخَيْهِمَا وَكِيعٍ ، وَابْنُ أَبِى الدُّنْيَا فِي ( صِفَةِ النَّارِ ج1/ص147/235) مِنْ طَرِيقِ وَكِيعٍ وَالْفَضْلِ بْنِ دُكَيْنٍ ، وَأَبُو الشَّيْحِ فِي ( الْعَظَمَةِ ج10/ص237/249) مِنْ طَرِيقِ مُوسَى بْنِ مَسْعُودٍ أَبِى حُذَيْفَةَ النَّهْدِيِّ ، كُلُّهُمْ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ بِمِثْلِهِ .(1/42)
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الأَثَرِ
1- وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 20 ] . وَهُوَ ثِقَةٌ .
2- سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 4 ] . وَهُوَ ثِقَةٌ .
3- عُثْمَانُ بْنُ الْمُغِيْرَةِ الثَّقَفِيُّ (1) عُثْمَانُ بْنُ الْمُغِيْرَةِ الثَّقَفِيُّ مَوْلاهُمْ أَبُو الْمُغِيْرَةِ الْكُوفِيُّ وَهُوَ عُثْمَانُ الأَعْشَى وَهُوَ عُثْمَانُ بْنُ أَبِي زُرْعَةَ . رَوَى عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ ، وَمُجَاهِدِ بْنِ جَبْرٍ ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، وَغَيْرِهِمْ . وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَإِسْرَائِيلُ ، وَالثَّوْرِيُّ ، وَمِسْعِرٌ ، وَآخَرُونَ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ مِنَ السَّادِسَةِ الْبُخَارِيُّ وَالأَرْبَعَةُ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيلاً .
4- سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 13 ] .
5- عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 2 ] .
رَابِعَاً : الْحُكْمُ عَلَى إِسْنَادِ الأَثَرِ
هَذَا الأَثَرُ إِسْنَادُهُ صَحِيحٌ ، لأَنَّ رِجَالَهُ ثِقَاتٌ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 107 }
وَأَخْرَجَ الْبَيْهَقِيُّ عَنِ ابْنِ عَمْرٍو قَالَ : إِنَّ أَهْلَ النَّارِ يُسَلْطُ عَلَيْهِمُ الْبُكَاءُ ، لَوْ أَنَّ السُّفَنَ أُرْسِلَتْ فِي دُمُوعِهِمْ لَجَرَتْ .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الأَثَرِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
__________
(1) تَرْجَمَةُ عُثْمَانَ بْنِ الْمُغِيْرَةِ الثَّقَفِيِّ : تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج19/ص497/3864) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص13/3742) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج7/ص141 /306) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص387/4520) .(1/43)
أَخْرَجَهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي ( الْبَعْثِ وَالنُّشُورِ ج1/ص313/ح650) قَالَ : أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحافِظُ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ الْفَضْلِ ثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ أَنْبَأَ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ أَنْبَأَ سَعِيدُ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ : « إنَّ أَهْلَ النَّارِ » فَذَكَرَهُ .
ثَانِيَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الأَثَرِ
1- مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 90 ] . وَهُوَ صَاحِبُ الْمُسْتَدْرَكِ .
2- مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ الْفَضْلِ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [90 ] . الثِقَة الرِّضَا الْمَشْهُورُ بِالصِّدْقِ .
3- أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 90 ] . الإِمَامُ الْمُحَدِّثُ مُسْنِدُ عَصْرِهِ .
4- يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 90 ] . وَثَّقَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ ، وَغَيْرُهُ .
5- عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 90 ] . وَهُوَ صَدُوقٌ .(1/44)
6- سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ (1) وَاسْمُ أَبِى عَرُوبَةَ مِهْرَانُ مَوْلَى بَنِي عَدِىٍّ أَبُو النَّضْرِ سَكَنَ الْبَصْرَةَ . رَوَى عَنْ الْحَسَنِ ، وَمُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ ، وَقَتَادَةَ . رَوَى عَنْهُ الثَّوْرِيُّ ، وَشُعْبَةُ ، وَيَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ . قَالَ ابْنُ حِبَّانَ : وَأَحَبُّ إِلَىَّ أَنْ لا يُحْتَجَّ بِهِ إِلاَّ بِمَا رَوَى عَنْهُ الْقُدَمَاءُ قَبْلَ اخْتِلاطِهِ مِثْلُ ابْنُ الْمُبَارَكِ ، وَيَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ ، وَذَوِيهُمَا ، وَيُعْتَبَرُ بِرِوَايَةِ الْمُتَأَخِرِينَ عَنْهُ دُونَ الاحْتِجَاجِ بِهِمْ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ حَافِظٌ لَهُ تَصَانِيفُ كَثِيْرُ التَّدْلِيسِ وَاخْتَلَطَ ، وَكَانَ مِنْ أَثْبَتِ النَّاسِ فِي قَتَادَةَ مِنَ السَّادِسَةِ مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَقِيلَ سَبْعِ وَخَمْسِينَ الْكُتُبُ السِّتَّةُ . مَرْتَبَتُهُ : الأُولَى تَعْدِيلاً .
7- قَتَادَةُ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 27 ] .
__________
(1) تَرْجَمَةُ سَعِيدِ بْنِ أَبِى عَرُوبَةَ : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج4/ص65/276) ، الثِّقَاتُ (ج6/ص360/8104) ، مَشَاهِيْرُ الأَمْصَارِ (ج1/ص158/ 1249) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج11/ص5/2327) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص441/1933) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص239/2365) .(1/45)
8- أَبُو أيُّوبَ الْمَرَاغِيُّ (1) أَبُو أَيُّوبَ الْمَرَاغِيُّ الأَزْدِيُّ الْعَتَكِيُّ الْبَصْرِيُّ اسْمُهُ يَحْيَى ، وَيُقَالُ : حَبِيبُ بْنُ مَالِكٍ ، يَقُالُ أَنَّ الْمَرَاغِيَّ قَبِيلَةٌ مِنَ الأَزْدِ ، وَيُقَالُ : مَوْضِعٌ بِنَاحِيَةِ عُمَانَ . رَوَى عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ، وَسَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ وَأَبِي هُرَيْرَةَ . وَعَنْهُ ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ ، وَقَتَادَةُ ، وَأَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ ، وَغَيْرُهُمْ . قَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةُ مِنَ الثَّالِثَةِ مَاتَ بَعْدَ الثَّمَانِينَ . الْبُخَارِىُّ وَمُسْلِمٌ وَأَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِىُّ وَابْنُ مَاجَهْ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيلاً .
9- عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 66 ] . أَحَدُ السَّابِقِينَ الْمُكْثِرِينَ مِنَ الصَّحَابَةِ .
ثَالِثَاً : الْحُكْمُ عَلَى إِسْنَادِ الأَثَرِ
هَذَا الأَثَرُ إِسْنَادُهُ صَحِيحٌ لأَنَّ رِجَالَهُ ثِقَاتٌ , وَأَمَّا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ وَإِنْ كَانَ صَدُوقَاً ، فَهُوَ مَشْهُورٌ بِالرِّوَايَةِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِى عَرُوبَةَ ، وَهُوَ ثِقَةٌ ثَبْتٌ فِيهِ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 108 }
وَأَخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ وَالْبَيْهَقِيُّ مِنْ طَرِيقِ ابْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ : { لَهُمْ فِيهَا زَفِيْرٌ وَشَهِيقٌ } (2) قَالَ : صَوْتٌ شَدِيدٌ ، وَصَوْتٌ ضَعِيفٌ .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الأَثَرِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
__________
(1) تَرْجَمَةُ أَبِى أَيُّوبَ الْمَرَاغِيِّ : تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج33/ص60/7217) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص407/6505) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج12/ ص19/85) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص620/7949) .
(2) سُورَةُ هود : الآيَةُ 106 .(1/46)
أَخْرَجَهُ ابْنُ جَرِيرٍ فِي ( تَفْسِيْرِهِ ج12/ص116) قَالَ : حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى قَالَ ثَنَا أَبُو صَالِحٍ قَالَ ثَنِي مُعَاوِيَةُ عَنْ عَلِيٍّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَوْلُهُ { لَهُمْ فِيهَا زَفِيْرٌ وَشَهِيقٌ } يَقُولُ : صَوْتٌ شَدِيدٌ ، وَصَوْتٌ ضَعِيفٌ .
وأَخْرَجَهُ البيهقيُّ فِي ( الْبَعْثِ وَالنُّشُورِ ج1/ص314/ح655) مِنْ طَرِيقِ عُثْمَانَ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ صَالِحٍ بِمِثْلِهِ .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ ابْنُ أَبِى حَاتِمٍ فِي ( تَفْسِيْرِهِ ج6/ص2085/11224) قَالَ :حَدَّثَنَا أَبِي ثَنَا أَبُو صَالِحٍ حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ : قَوْلُهُ { لَهُمْ فِيهَا زَفِيْرٌ وَشَهِيْقٌ } يَقُولُ : صَوْتٌ شَدِيدٌ ، وَصَوْتٌ ضَعِيفٌ .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الأَثَرِ
1- أَبُو حَاتِمٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 13 ] . مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ بْنِ الْمُنْذِرِ بْنِ دَاوُدَ بْنِ مِهْرَانَ الْحَنْظَلِيُّ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ ، أَحَدُ أَئِمَّةِ الْحُفَّاظِ الأَثْبَاتِ ، الْعَارِفِينَ بِعِلَلِ الْحَدِيثِ ، وَالْجَرْحِ وَالتَّعْدِيلِ .
2- عَبْدُ اللهِ بْنُ صَالِحٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 29 ] . صَدُوقٌ كَثِيْرُ الْغَلَطِ ثَبْتٌ فِي كِتَابِهِ وَكَانَتْ فِيهِ غَفْلَةٌ .
3- مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 29 ] . صَدُوقٌ لَهُ أَوْهَامٌ .
4- عَلِىُّ بْنُ أَبِى طَلْحَةَ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 29 ] . لَمْ يَسْمَعِ التَّفْسِيْرَ مِنَ ابْنِ عَبَّاسٍ .
5- عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 2 ] .(1/47)
رَابِعَاً : الْحُكْمُ عَلَى إِسْنَادِ الأَثَرِ
هَذَا الأَثَرُ إِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ للانْقِطَاعِ بَيْنَ عَلِىِّ بْنِ أَبِى طَلْحَةَ وَابْنِ عَبَّاسٍ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 109 }
وَأَخْرَجَ الْبَيْهَقِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ فِي الآيَةِ قَالَ : زَفَرُوا فِي جَهَنَّمَ فَزَفَرَتِ النَّارُ (1) مِنْ مَحَارِمِ اللهِ ، وَالزَّفِيْرُ مِنَ التَّنَفُّسِ ، وَالشَّهِيقُ مِنَ الْبْكَاءِ .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الأَثَرِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي ( الْبَعْثِ وَالنُّشُورِ ج1/ص313/ح645) قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ ثَنَا إسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الرَّازِيُّ أَخْبَرَنَا سَلَمَةُ بْنُ الْفَضْلِ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ فِي قَوْلِهِ : { لَهُمْ فِيهَا زَفِيْرٌ وَشَهِيقٌ } ، قَالَ : زَفَرُوا فِي جَهَنَّمَ فَزَفَرَتِ النَّارُ ، وَشَهِقُوا فَشَهِقَتِ النَّارِ ، بِمَا اسْتَحَلُّوا مِنْ مَحَارِمِ اللهِ ، وَالزَّفِيْرُ مِنَ التَّنَفُّسِ ، وَالشَّهِيقُ مِنَ الْبْكَاءِ .
ثَانِيَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الأَثَرِ
1- أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 90 ] . وَهُوَ صَاحِبُ الْمُسْتَدْرَكِ .
2- مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ أَبُو الْعَبَّاسِ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [90] . الإمَامُ الْمُحَدِّثُ مُسْنَدُ عَصْرِهِ .
__________
(1) فِى الْمَخْطُوطَةِ (ز) زيدة هكذا .(1/48)
3- مُحَمَّدُ بْنُ إسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ (1) مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ جَعْفَرٍ ، وَيُقَالُ مُحَمَّدُ أَبُو بَكْرٍ الصَّاغَانِيُّ بِفَتْحِ الْمُهْمَلَةِ ثُمَّ الْمُعْجَمَةِ ، خُرَاسَانِيُّ الأَصْلِ ، نَزَلَ بَغْدَادَ ، وَكَانَ أحَدَ الْحُفَّاظِ الرَّحَّالِينَ . رَوَى عَنْ رَوْحِ بْنِ عُبَادَةَ وَأَحْمَدَ بْنَ إسْحَاقَ الْحَضْرَمِيِّ ، وَالْحَسَنِ بْنِ مُوسَى الأَشْيَبِ ، وَخَلْقٍ مِنْ طَبَقَتِهِمْ ، ومِمَّنْ بَعْدَهُمْ .
وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ ثَبْتٌ مِنَ الْحَادِيَةِ عَشَرَةَ مَاتَ سَنَةَ سَبْعِينَ . مُسْلِمٌ وَالأَرْبَعَةُ . مَرْتَبَتُهُ : الأُولَى تَعْدِيلاً .
4- إسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الرَّازِيُّ (2) إسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمُ الْعِجْلِيُّ خَتْنُ سَلَمَةَ بْنِ الْفَضْلِ . رَوَى عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْفَضْلِ ، وَعَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْعُمَرِيِّ . رَوَى عَنْهُ حَسَنُ بْنُ عَلِىِّ بْنِ مِهْرَانِ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ الْقَهَسْتَانِيُّ الْمَعْرُوفُ بِأَبِي طَالُوتَ . قَالَ ابْنُ أَبِى حَاتِمٍ : سَمِعْتُ أَبِى يَقُولُ سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ وَذَكَرَ إِسْحَاقَ خَتْنَ سَلَمَةَ بْنِ الْفَضْلِ فَأَثْنَى عَلَيْهِ خَيْرَاً . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ مُحَمَّدِ بْنِ إسْحَاقَ الصَّغَانِيِّ : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج7/ص195/1099) ، الثِّقَاتُ (ج9/ص136/15620) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص156/ 4714) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج9/ص32/47) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص467/5721) .
(2) تَرْجَمَةُ إسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الرَّازِيِّ : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج2/ص208/709 ) ، الإِكْمَالُ لِرِجَالِ أَحْمَد (ج1/ص21/26) .(1/49)
5- سَلَمَةُ بْنُ الْفَضْلِ (1) سَلَمَةُ بْنُ الْفَضْلِ الأَبْرَشُ الأَنْصَارِيُّ مَوْلاهُمْ ، أَبُو عَبْدِ اللهِ الأَزْرَقُ الرَّازِيُّ قَاضِي الرَّيَ . رَوَى عَنْ ابْنِ إسْحَاقَ ، وَحَجَّاجِ بْنِ أَرْطَأَةَ ، وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ طَهْمَانَ . رَوَى عَنْهُ إبْرَاهِيمُ بْنُ مُصْعَبٍ الْمَرْوَزِيُّ ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانَ الْكُوفِيُّ ، وَعُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ ، وَيَحْيَى بْنُ مَعِينٍ ، وَخَلْقٌ . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ : مَحْلُّهُ الصِّدْقُ . وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ . قَالَ الْبُخَاريُّ : عِنْدَهُ مَنَاكِيْرُ . وَوَهَّنَهُ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ .
قَالَ عليٌّ : مَا خَرَجْنَا مِنَ الرَّيَ حَتَّى رَمَيْنَا بِحَدِيثِهِ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : صَدُوقٌ كَثِيْرُ الْخَطَأِ مِنَ التَّاسِعَةِ مَاتَ بَعْدَ التِّسْعِينَ وَقَدْ جَازَ الْمِائَةَ أبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ فِى التَّفْسِيْرِ . مَرْتَبَتُهُ : الرَّابِعَةُ تَعْدِيلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ سَلَمَةَ بْنِ الْفَضْلِ : ضُعَفَاَء ُالْبُخَارِيِّ (ج1/ص55/149) ، التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج4/ص84/2044) ، الْمُجْرُوحِينَ (ج1/ص337/425) ، الضُّعَفَاءُ الْكَبِيْرُ (ج2/ص150/650) ، الضُّعَفَاءُ وَالْمَتْرُوكِينَ لابْنِ الْجَوْزِيِّ (ج2/ص11/1487) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج11/ص305/2464) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص454/2043) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص248/2505) .(1/50)
6- مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ يَسَارٍ (1) مُحَمَّدُ بْنُ إسْحَاقَ بْنِ يَسَارٍ أَبُو بَكْرٍ ، وَيُقَالُ أَبُو عَبْدِ اللهِ الْمُطَّلَبِيُّ مَوْلاهُمْ الْمَدَنِيُّ الإِمَامُ . رأى أنَسَاً . وَرَوَى عَنْ عَطَاءٍ ، وَالزُّهْرِيِّ . وَعَنْهُ شُعْبَةُ ، وَالْحَمَّادَانِ ، وَالسُّفْيَانَانِ .كَانَ صَدُوقَاً مِنْ بُحُورِ الْعِلْمِ وَلَهُ غَرَائِبُ فِي سِعَةِ مَا رَوَى تُسْتَنْكَرُ . وَاخْتُلِفَ فِي الاحْتِجَاجِ بِهِ ، وَحَدِيثُهُ حَسَنٌ ، وَقَدْ صَحَّحَهُ جَمَاعَةٌ . سُئِلَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ عَنْهُ فَقَالَ : صَدُوقٌ وَلَكِنُّهُ لَيْسَ بِحُجَّةٍ . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ : يُكْتَبُ حَدِيثُهُ . وَقَالَ مرة : لَيْسَ عِنْدِي فِي الْحَدِيثِ بِالْقَوِيِّ ضَعِيفُ الْحَدِيثِ . وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ : صَدُوقٌ . كَذَّبَهُ هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ قَالَ : حَدَّثَ عَنِ امْرَأتِي فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ ، وَأُدْخِلَتْ عَلَيَّ وَهِيَ بِنْتُ تِسْعٍ سِنِينَ ، وَمَا رَآهَا رَجُلٌ حَتَّى لَقِيتِ اللهَ . قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : يُمْكِنُ أَنْ تَكُونَ خَرَجَتْ إِلَى الْمَسْجِدِ فَسَمِعَ مِنْهَا .
__________
(1) تَرْجَمَةُ مُحَمَّدِ بْنِ إسْحَاقَ بْنِ يَسَارٍ : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج7/ص191/1087) ، مَشَاهِيْرُ الأَمْصَارِ (ج1/ص139/1105) ، الضُّعَفَاءُ الْكَبِيْرُ (ج4/ ص23/1578) ، الْكَامِلُ فِي الضُّعَفَاءِ (ج6/ص102/1623) ، الضُّعَفَاءُ وَالْمَتْرُوكِينَ لابْنِ الْجَوْزِيِّ (ج3/ص41/2883) ، الْكَاشِفُ (ج2/ ص156/4718) ، ذِكْرُ مَنْ تُكُلِّمَ فِيهِ وَهُوَ مُوَثَّقٌ (ج1/ص159/293) ، تُحْفَةُ التَّحْصِيلِ فِي ذِكْرِ رُوَاةِ الْمَرَاسِيلِ (ج1/ص274) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص467/5725) ، طَبَقَاتُ الْمُدَلِّسِينَ (ج1/ص51/125) ، لِسَانُ الْمِيزَانِ (ج7/ص351/4539) .(1/51)
وَقَالَ شُعْبَةُ : وَهُوَ صَدُوقٌ . مَشْهُورٌ بِالتَّدْلِيسِ عَنِ الضُّعَفَاءِ وَالْمَجْهُولِينَ ، وَصَفَهُ بِذَلِكَ أَحْمَدُ ، وَالدَّارَقُطْنِيُّ وَغَيْرُهُمَا .
قَالَ ابْنُ حَجَرٍ إِمَامُ الْمَغَازِي صَدُوقٌ يُدَلِّسُ وَرُمِيَ بِالتَّشَيُّعِ وَالْقَدَرِ مِنْ صِغَارِ الْخَامِسَةِ مَاتَ سَنَةَ خَمْسِينَ وَمِائَةٍ وَيُقَالُ بَعْدَهَا . الْبُخَارِيُّ تَعْلِيقَاً وَمُسْلِمٌ وَالأَرْبَعَةُ . مَرْتَبَتُهُ : الرَّابِعَةُ تَعْدِيلاً .(1/52)
7- مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ الْقُرَظِيُّ (1) مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبِ بْنِ سُلَيْمِ بْنِ أَسَدٍ الْقُرَظِيُّ أَبُو حَمْزَةَ مِنْ حُلَفَاءِ الأَوْسِ . رَوَى عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلَبِ ، وَعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، وَابْنِ مَسْعُودٍ , يُقَالُ : أَنَّ الْجَمِيعَ مُرْسَلٌ . وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رِفَاعَةَ الْقُرَظِيِّ ، وَالْمُغِيْرَةِ بْنِ شُعْبَةَ ، وَمُعَاوِيَةَ ، وَكَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ ، وَغَيْرِهِمْ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ عَالِمٌ مِنَ الثَّالِثَةِ وُلِدَ سَنَةَ أَرْبَعِينَ عَلَى الصَّحِيحِ ، وَوَهِمَ مَنْ قَالَ : وُلِدَ فِي عَهْدِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - , فقد قَالَ الْبُخَارِيُّ : إِنْ أَبَاهُ كَانَ مِمَّنْ لَمْ يَنْبُتْ مِنْ سَبِي قُرَيْظَةَ ، فَتُرِكَ ، مَاتَ مُحَمَّدٌ سَنَةَ عِشْرِينَ ، وَقِيلَ قَبْلَ ذَلِكَ . كَانَ يَقُصًُّ فِي الْمَسْجِدِ ، فَسَقَطَ عَلَيْهِ وَعَلَى أَصْحَابِهِ سَقْفٌ ، فَمَاتَ هُوَ وَجَمَاعَةٌ مَعَهُ تَحْتَ الْهَدْمِ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيلاً .
ثَالِثَاً : الْحُكْمُ عَلَى إِسْنَادِ الأَثَرِ
هَذَا الأَثَرُ إِسْنَادُهُ حَسَنٌ ، لأَنَّ فِيهِ سَلَمَةُ بْنُ الْفَضْلِ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ يَسَارٍ ، وَهُمَا صَدُوقَانِ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 110 }
__________
(1) تَرْجَمَةُ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ : مَعْرِفَةُ الثِّقَاتِ (ج2/ص251/1640) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج8/ص67/303) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج26/ ص340/5573) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص213/5129) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج9/ص373/691) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص504/6257) .(1/53)
وَأَخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ وَابْنُ أَبِي الدُّنْيَا وَالْبَيْهَقِيُّ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ : إذَا بَقِيَ فِي النَّارِ مَنْ يَخْلُدُ فِيهَا جُعِلُوا فِي تَوَابِيتَ مِنْ حَدِيدٍ ، فِيهَا مَسَامِيْرُ مِنْ حَدِيدٍ ، ثُمَّ جُعِلَتْ تِلْكَ التَّوَابِيتُ فِي تَوَابِيتَ مِنْ حَدِيدٍ ، ثُمَّ قُذِفُوا فِي أَسْفَلِ الْجَحِيمِ ، فَمَا يَرَى أَحَدُهُمْ أَنَّهُ يُعَذَّبُ فِي النَّارِ غَيْرُهُ ، ثُمَّ قَرَأَ ابْنُ مَسْعُودٍ : { لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَهُمْ فِيهَا لا يَسْمَعُونَ } (1) .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الأَثَرِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ ابْنُ أَبِى الدُّنْيَا فِي ( صِفَةُ النَّارِ ج1/ص77103 ) قَالَ :حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ قَالَ :حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ عَنِ الْمَسْعُودِيِّ عَنْ يُونُسَ بْنِ خَبَّابٍ قَالَ : قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ : إذَا بَقِيَ فِي النَّارِ مَنْ يَخْلُدُ فِيهَا جُعِلُوا فِي تَوَابِيتَ مِنْ حَدِيدٍ ، فِيهَا مَسَامِيْرُ مِنْ حَدِيدٍ ، ثُمَّ جُعِلَتْ تِلْكَ التَّوَابِيتُ فِي تَوَابِيتَ مِنْ حَدِيدٍ ، فِيهَا مَسَامِيْرُ مِنْ حَدِيدٍ ، ثُمَّ جُعِلَتْ تِلْكَ التَّوَابِيتُ فِي تَوَابِيتَ مِنْ حَدِيدٍ ، فِيهَا مَسَامِيْرُ مِنْ حَدِيدٍ ، فَمَا يَرَى أَحَدُهُمْ أَنَّهُ يُعَذَّبُ فِي النَّارِ غَيْرُهُ ، ثُمَّ قَرَأَ ابْنُ مَسْعُودٍ : { لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَهُمْ فِيهَا لا يَسْمَعُونَ } .
__________
(1) سُورَةُ الأنبياء : الآيَةُ 100 .(1/54)
وأَخْرَجَهُ الطَّبَرِيُّ فِي ( تَفْسِيْر الطَّبَرِيِّ ج17/ص95) مِنْ طَرِيقِ حَجَّاجِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، وَالْبَيْهَقِيُّ فِي ( الْبَعْثِ وَالنُّشُورِ ج1/ص314 /ح656) مِنْ طَرِيقِ آدَمَ بْنِ أَبِي إيَاسٍ كِلاهُمَا عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَسْعُودِيِّ بِهِ بِنَحْوِهِ ، وَلَيْسَ فِيهَا تَكْرَارٌ لِلتَّوَابِيتِ كَمَا فِي رِوَايَةِ ابْنِ أَبِى الدُّنْيَا . وَرَوَاهُ ابْنُ أَبِى حَاتِمٍ (9/347/ح14598) مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَعْنِي الْمَسْعُودِيِّ عَنِ أَبِيهِ قَالَ : قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ بِمِثْلِ لَفْظِ الطَّبَرِيِّ .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
وأَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي ( الْمُعْجَمِ الْكَبِيْرِ ج9/ص224/9087) مِنْ طَرِيقِ يَحْيَى الْحِمَّانِيِّ عَنْ قَيْسِ بْنِ الرَّبِيعِ عَنْ يُونُسَ بْنِ خَبَّابٍ عَمَّنْ حَدَّثَهُ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ بِمَعْنَاهُ .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الأَثَرِ
1- سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ (1) سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْبَغْدَادِيُّ أَبُو الْحَارِثِ الْعَابِدِ مَرُّوذِيُّ الأَصَلِ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ سُرَيْجِ بْنِ يُونُسَ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج4/ص205/2508) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج10/ص221/2191) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص426/1810) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج3/ص397/856) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص229/2219) .(1/55)
رَوَى عَنْ بِشْرِ بْنِ الْمُفَضَّلِ ، وَيَزِيدَ بْنِ هَارُونَ ، وَيَعْقُوبَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ أَبِي يُوسُفَ الْقَاضِي . رَوَى عَنْهُ مُسْلِمٌ ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الدُّنْيَا ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ . وَثَّقَهُ أَحْمَدُ وَابْنُ مَعِينٍ . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ : صَدُوقٌ . وَقَالَ النَّسَائِيُّ : لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ . قَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ عَابِدٌ مِنَ الْعَاشِرَةِ مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلاثِينَ . الْبُخَارِىُّ وَمُسْلِمٌ وَالنَّسَائِيُّ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيلاً .
2- يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 92 ] . ثِقَةٌ مُتْقِنٌ عَابِدٌ . رَوَى عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْمَسْعُودِيِّ .(1/56)
3- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْمَسْعُودِيُّ (1) عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ الْمَسْعُودِيُّ الْكُوفِيُّ أَخُو أَبِي الْعُمَيْسِ عُتْبَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْمَسْعُودِيِّ . رَوَى عَنْ إبراهيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّكْسَكِيِّ ، وَجَابِرِ بْنِ يَزِيدَ الْجُعْفِيِّ ، وَسُلَيْمَانَ الأَعْمَشِ . رَوَى عَنْهُ أَبُو وَكِيعٍ الْجَرَّاحُ بْنُ مَلِيحٍ ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، وَرَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ . قَالَ أَبُو بَكْرٍ الأَثْرَمُ : سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ يُسْئَلُ عَنْ أَبِي عُمَيْسٍ وَالْمَسْعُودِيِّ أَيُّهُمَا أَحَبُّ إِلَيْكَ ، قَالَ : كِلاهُمَا ثِقَةٌ . وَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ : قُلْتُ لِيَحْيَى بْنِ مَعِينٍ : كَيْفَ حَدِيثُ الْمَسْعُودِيِّ قَالَ : ثِقَة , فَقُلْتُ : هُوَ أَحَبُّ إِلَيْكَ أَوْ مِسْعَرٌ , قَالَ : ثِقَةٌ وثِقَةٌ . وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُمَيْرٍ : كَانَ ثِقَة ، فلما كَانَ بأخرة اختلط ، سَمِعَ مِنْهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ أَحَادِيثَ مُخْتَلَطَةً ، وَمَا رَوَى عَنْهُ الشيوخ فَهُوَ مُسْتَقِيمٌ . وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ : كَانَ ثِقَةً كَثِيْرَ الْحَدِيثِ إِلاَّ أَنَّهُ اخْتَلَطَ فِي آخِرِ عُمُرِهِ وَرِوَايَةُ الْمُتَقَدِّمِينَ عَنْهُ صَحِيحَةٌ . وَقَالَ النَّسَائِيُّ : لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْمَسْعُودِيِّ : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج5/ص250/1197) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج17/ص219/3872) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص633/3239) ، الْكَوَاكِبُ النَّيِّرَاتُ (ج1/ص54/35) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص344/3919) .(1/57)
وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ : سَأَلْتُ أَبِي عَنْهُ فَقَالَ : تَغَيَّرَ بِآخِرَةٍ قَبْلَ مَوْتِهِ بِسَنَةٍ أَوْ سَنَتَيْنِ . وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ : اخْتَلَطَ حَدِيثُهُ وَلَمْ يَتَمَيَّزْ فَاسْتَحَقَّ التَّرْكَ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : صَدُوقٌ اخْتَلَطَ قَبْلَ مَوْتِهِ ، وَضَابِطُهُ أَنَّ مَنْ سَمِعَ مِنْهُ بِبَغْدَادَ فَبَعْدَ الاخْتِلاطِ مِنَ السَّابِعَةِ مَاتَ سَنَةَ سِتِّينَ وَقِيلَ سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّينَ . الْبُخَارِيُّ تَعْلِيقَاً وَالأَرْبَعَةُ . مَرْتَبَتُهُ : الرَّابِعَةُ تَعْدِيلاً .(1/58)
4- يُونُسُ بْنُ خَبَّابٍ (1) رَوَى عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ ، وَطَاوُوسَ بْنِ كَيْسَانَ ، وَطَلْقِ بْنِ حَبِيبٍ ، وَمُجَاهِدِ بْنِ جَبْرٍ ، وَمُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ ، وَيَعْلَى بْنِ مُرَّةَ مُرْسَلٌ ، وَأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ . رَوَى عَنْهُ إبْرَاهِيمُ بْنُ عَطِيَّةَ الثَّقَفِيُّ الْوَاسِطِيُّ ، وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ ، وَسَلاَّمُ بْنُ أَبِي مُطِيعٍ وَشُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجٍ . كَانَ شَدِيدَ الرَّفْضِ , قَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ : كَانَ كَذَّابَاً . قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ : لَيْسَ بِشَيْءٍ رَجُلُ سَوْءٍ . وَقَالَ مَرَّةً : ضَعِيفٌ . وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ : لا تَحِلُّ الرِّوَايَةُ عَنْهُ . وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ : كَانَ رَجُلَ سَوْءٍ ، فِيهِ شِيعِيَّةٌ مُفْرِطَةٌ . وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ عَنْ أَبِيهِ : كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ لا يُحَدِّثُ عَنْ يُونُسَ بْنِ خَبَّابٍ . وَقَالَ إبْرَاهِيمُ بْنُ يَعْقُوبَ الْجَوْزَجَانِيُّ : كَذَّابٌ مُفْتَرٍ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : صَدُوقٌ يُخْطِئُ وَرُمِيَ بِالرَّفْضِ مِنَ السَّادِسَةِ . الْبُخَارِيُّ فِى الأَدَبِ الْمُفْرَدِ وَالأَرْبَعَةُ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ يُونُسَ بْنِ خَبَّابٍ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج8/ص404/3493) ، الضُّعَفَاءُ لِلنَّسَائِيِّ (ج1/ص106/619) ، مَعْرِفَةُ الثِّقَاتِ (ج2/ص377/2065) ، الضُّعَفَاءُ وَالْمَتْرُوكِينَ لابْنِ الْجَوْزِيِّ (ج3/ص224/3865) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج9/ص238/1001) ، الْمُجْرُوحِينَ (ج3/ص139/1242) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج32/ص503/7174) ، تُحْفَةُ التَّحْصِيلِ فِي ذِكْرِ رُوَاةِ الْمَرَاسِيلِ (ج1/ص356) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص613/7903) .(1/59)
مَرْتَبَتُهُ : الرَّابِعَةُ تَعْدِيلاً .
5- قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ (1) قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ الأَسَدِيُّ أَبُو مُحَمَّدٍ الْكُوفِيُّ . رَوَى عَنْ أَبِي إسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ ، وَالأَعْمَشِ ، وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، وَطَائِفَةٍ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ قَيْسِ بْنِ الرَّبِيعِ : ضُعَفَاءُ الْبُخَارِيِّ (ج1/ص95/301) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج7/ص96/553) ، الضُّعَفَاءُ وَالْمَتْرُوكِينَ لابْنِ الْجَوْزِيِّ (ج3/ص19/2774) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج24/ص25/4903) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص139/4600) ، تَذْكِرَةُ الْحُفَّاظِ (ج1/ص226/211) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج8/ص350/698) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص457/5573) .(1/60)
وَعَنْهُ أَبَانُ بْنُ تَغْلِبَ ، وَشُعْبَةُ وَمَاتَ قَبْلَهُ ، وَالثَّوْرِيُّ وَهُوَ مِنْ أَقْرَانِهِ , وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، وَيَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحِمَّانِيُّ ، وَآخَرُونَ . أَحَدُ الأَعْلامِ عَلَى ضَعْفٍ فِيهِ ، كَانَ شُعْبَةُ يُثْنِي عَلَيْهِ . وَقَالَ عَفَّانُ : كَانَ ثِقَةً . وَقَالَ يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ : هُوَ عِنْدَ جَمِيعِ أَصْحَابِنَا صَدُوقٌ ، وَكِتَابُهُ صَالِحٌ ، وَهُوَ رَدِئُ الْحِفْظِ جِدَّاً . وَلَيَّنَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ , وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ : لَيْسَ بِشَيْءٍ . وَقَالَ النَّسَائِيُّ : مَتْرُوكٌ . وَأَمَّا ابْنُ عَدِيٍّ فَقَوَّاهُ ، وَقَالَ : لا بَأْسَ بِهِ ، عَامَّةُ رِوَايَاتِهِ مُسْتَقِيمَةٌ الْقَوْلُ فِيهِ مَا قَالَ شُعْبَةُ . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ : لَيْسَ بِقَوِيٍّ ، وَمَحَلُّهُ الصِّدْقُ . وَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : كَانَ صَدُوقَاً وَلَكِنْ اضْطَرَبَ عَلَيْهِ بَعْضُ حَدِيثِهِ . وَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ الْحَاكِمُ : لَيْسَ حَدِيثُهُ بِالْقَائِمِ . وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ : ضَعِيفُ الْحَدِيثِ . وَقِيلَ لأَحْمَدَ : لَمَ تَرَكَ النَّاسُ حَدِيثَهُ ، قَالَ : كَانَ يَتَشَيَّعُ ، وَكَانَ كَثِيْرَ الْخَطَأ فِي الْحَدِيثِ ، وَرَوَى أَحَادِيثَ مُنْكَرَةً . وَكَانَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ وَوَكِيعٌ يُضَعِّفَانِهِ . قَالَ الذَّهَبِيُّ : وَقَدْ كَانَ قَيْسٌ مِنْ أَوْعِيَةِ الْعِلْمِ ، وَأَرَى الأَئِمَّةَ تَكَلَّمُوا فِيهِ لِظُلْمِهِ . وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ : تَتَبَّعْتُ حَدِيثَهُ ، فَرَأَيْتُهُ صَادِقَاً ، إِلاَّ أَنَّهُ لَمَّا كَبِرَ سَاءَ حِفْظُهُ ، وَامْتُحِنَ بِابْنِ سَوْءٍ فَكَانَ يُدْخِلُ عَلَيْهِ الْحَدِيثَ فَيُجِيبُ فِيهِ ثِقَةً مِنْهُ بِابْنِهِ ، فَوَقَعَتْ فِي حَدِيثِهِ الْمَنَاكِيْرُ ، فَاسْتَحَقَّ الْمُجَانَبَةَ .(1/61)
وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : صَدُوقٌ تَغَيَّرَ لَمَّا كَبِرَ وَأَدْخَلَ عَلَيْهِ ابْنُهُ مَا لَيْسَ مِنْ حَدِيثِهِ فَحَدَّثَ بِهِ مِنَ السَّابِعَةِ ، مَاتَ سَنَةَ بِضْعٍ وَسِتِّينَ . أَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ .
مَرْتَبَتُهُ : الرَّابِعَةُ تَعْدِيلاً .
6- عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 54 ] . مِنَ السَّابِقِينَ الأَوَّلِينَ ، وَمِنْ كِبَارِ الْعُلَمَاءِ مِنَ الصَّحَابَةِ .
رَابِعَاً : الْحُكْمُ عَلَى إِسْنَادِ الأَثَرِ
هَذَا الأَثَرُ إِسْنَادُهُ ضعيفٌ ، لانْقِطَاعِهِ بَيْنَ يُونُسَ بْنِ خَبَّابٍ وَابْنِ مَسْعُودٍ ، فَهُوَ مِنْ أَتْبَاعِ التَّابِعِينَ ، وَرِوَايَتُهُ عَنِ الصَّحَابَةِ مُرْسَلَةٌ كَمَا قَالَ ابْنُ حَجَرٍ ، وَقَدْ بَيَّنَتْ رِوَايَةُ الطَّبَرَانِيُّ أَنَّ هُنَاكَ انْقِطَاعَاً بَيْنَ يُونُسَ وَابْنِ مَسْعُودٍ . وَأَمَّا اخْتِلاطُ الْمَسْعُودِيِّ ، فَغَيْرُ مُؤَثِّرٍ ، حَيْثُ تَابَعَهُ قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ ، فَانْحَصَرَتْ عِلَّتُهُ فِيمَا ذَكَرْنَاهُ آنِفَاً .
وَقَالَ الْحَافِظُ الْهَيْثَمِيُّ فِي ( مَجْمَعِ الزَّوَائِدِ 7/169/ح11197) : رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ ، وَفِيهِ يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ وَهُوَ ضَعِيفٌ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 111 }(1/62)
وَأَخْرَجَ أَبُو نُعَيْمٍ وَالْبَيْهَقِيُّ عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ قَالَ : إِذَا أَرَادَ اللهُ أَنْ يَنْسَى أَهْلَ النَّارِ ، جَعَلَ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ تَابُوتَاً مِنْ نَارٍ عَلَى قَدْرِهِ ، ثُمَّ أَقْفَلَ عَلَيْهِمْ بِأَقْفَالٍ مِنْ نَارٍ ، ثُمَّ يَجْعَلُ ذَلِكَ التَّابُوتَ فِي تَابُوتٍ آخَرَ مِنْ نَارٍ ، ثُمَّ يُقْفَلُ بِأَقْفَالٍ مِنْ نَارٍ ، ثُمَّ يُضْرِمَ بَيْنَهَا نَارَاً ، فَلا يَرَى أَحَدٌ أَنَّ فِي النَّارِ غَيْرَهُ ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى : { لَهُم مِّن فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِّنَ النَّارِ وَمِن تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ } (1) وقَوْله تَعَالَى : { لَهُم مِّن جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِن فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ } (2) .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الأَثَرِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ أَبُو نُعَيْمٍ فِي ( حِلْيَةِ الأَوْلِيَاءِ ج4/ص176) قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سَهْلٍ ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ ثَنَا عَبْدُ السَّلامِ عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنِ الْمِنْهَالِ عَنْ خَيْثَمَةَ عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ بِمِثْلِهِ . وَأَخْرَجَهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي ( الْبَعْثِ وَالنًُّشُورِ ج1 /ص286/ح592) مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ السَّلامِ بْنِ حَرْبٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بِمِثْلِهِ ، إِلاَّ أَنَ أَبَا نُعَيْمٍ زَادَ فِي الإِسْنَادِ خَيْثَمَةَ بَيْنَ الْمِنْهَالِ وَسُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ ، وَزَادَ الْبَيْهَقِيُّ : نُعَيْمَ بْنَ أَبِى هِنْدٍ بَيْنَ الْمِنْهَالِ ، وَسُوَيْدِ .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
__________
(1) سُورَةُ الزمر : الآيَةُ 16 .
(2) سُورَةُ الأعراف : الآيَةُ 41 .(1/63)
أَخْرَجَهُ ابْنُ أَبِى شَيْبَةَ فِي ( مُصَنَّفِ ابْنِ أَبِِي شَيْبَةَ ج7/ص210/35414) قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلامِ بْنُ حَرْبٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنِ الْمِنْهَالِ عَنْ خَيْثَمَةَ عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ بِمِثْلِهِ .
وأَخْرَجَهُ ابْن أَبِى الدُّنْيَا فِي ( صِفَةِ النَّارِ ج1/ص106/161) مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ السَّلامِ بْنِ حَرْبٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بِمِثْلِهِ ، لَكِنْ لَمْ يَذْكُرِ ابْنُ أَبِى الدُّنْيَا خَيْثَمَةَ بَيْنَ الْمِنْهَالِ وَسُوَيْدٍ . وَتَبَيَّنَ مِنْ ذَلِكَ أَنَّ : أَبَا نُعَيْمٍ وَابْنَ أبِى شَيْبَةَ زَادَا خَيْثَمَةَ فِي الإِسْنَادِ ، وَزَادَ الْبَيْهَقِيُّ بَيْنَهُمَا : نُعَيْمَ بْنَ أَبِى هِنْدٍ .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الأَثَرِ(1/64)
1- إسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ السَّلُولِيُّ (1) إسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ السَّلُولِيُّ بِفَتْحِ الْمُهْمَلَةِ ، مَوْلاهُمْ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْكُوفِيُّ . رَوَى عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ حُمَيْدٍ الرُّؤَاسِيِّ ، وَحَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ ، وَشَرِيكَ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، وَعَبْدِ السَّلامِ بْنِ حَرْبٍ . رَوَى عَنْهُ عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ ، وَأَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِى شَيْبَةَ ، وَأَخُوهُ عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِى شَيْبَةَ ، وَعَلِىُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمَدِينِيِّ . قَالَ عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ عَنْ يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ : لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ . وَقَالَ الْعِجْلِيُّ : كُوفِيٌّ ثِقَةٌ ، وَكَانَ فِيهِ تَشَيُّعٌ ، وَقَدْ كَتَبْتُ عَنْهُ . وذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ .
وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : صَدُوقٌ تُكُلِّمَ فِيهِ لِلتَّشَيُّعِ مِنَ التَّاسِعَةِ مَاتَ سَنَةَ أربع وَمِائَتَيْنِ وَقِيلَ بَعْدَهَا الْكُتُبُ السِّتَّةُ .
مَرْتَبَتُهُ : الرَّابِعَةُ تَعْدِيلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ إسْحَاقَ بْنِ مَنْصُورٍ السَّلُولِيِّ : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج2/ص234/824) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج2/ص478/384) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص239/323) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص219/472) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص103/385) ، خُلاصَةُ تَذْهِيبِ تَهْذِيبِ الْكَمَالِ (ج1/ص30) .(1/65)
2- عَبْدُ السَّلامِ بْنُ حَرْبٍ (1) عَبْدُ السَّلامِ بْنُ حَرْبِ بْنِ سَلْمٍ النَّهْدِيُّ الْمُلائِيُّ بِضَمِّ الْمِيمِ وَتَخْفِيفِ اللامِ ، أَبُو بَكْرٍ الْكُوفِيُّ الْحَافِظُ الْبَصْرِيُّ . رَوَى عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ ، وَيُونَسَ بْنِ عُبَيْدٍ ، وَأَيُّوبَ بْنِ أَبِي تَمِيمَةَ السَّخْتِيَانِيِّ . وَعَنْهُ ابْنُ إِسْحَاقَ وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ ، وَابْنَا أَبِي شَيْبَةَ ، وَإِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ السَّلُولِيُّ ، وَعِدَّةٌ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ حَافِظٌ لَهُ مَنَاكِيْرُ مِنْ صِغَارِ الثَّامِنَةِ مَاتَ 187 وَلَهُ سِتٌّ وَتِسْعُونَ سَنَةً الْكُتُبُ السِّتَّةُ . مَرْتَبَتُهُ : الأُولَى تَعْدِيلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ عَبْدِ السَّلامِ بْنِ حَرْبٍ : الْكَامِلُ فِي الضُّعَفَاءِ (ج5/ص331/1485) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج18/ص66/3418) ، تَذْكِرَةُ الْحُفَّاظِ (ج1/ ص271/256) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص652/3365) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج6/ص282/614) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص355/4067) ، طَبَقَاتُ الْحُفَّاظِ (ج1/ص121/245) .(1/66)
3- يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ (1) مَشْهُورٌ بِكُنْيَتِهِ ، وَهُوَ مِنْ أَتْبَاعِ التَّابِعِينَ ، أَبُو خَالِدٍ الدَّالانِيُّ الأَسَدِيُّ الْكُوفِيُّ . رَوَى عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ ، وَقَتَادَةَ ، وَالْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو وَعِدَّةٍ . وَعَنْهُ شُعْبَةُ ، وَالثَّوْرِيُّ ، وَعَبْدُ السَّلامِ بْنُ حَرْبٍ وَغَيْرُهُمْ . قَالَ عُثْمَانُ الدَّارِمِيُّ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ : لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ . وَكَذَا قَالَ النَّسَائِيُّ . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ : صَدُوقٌ ثِقَةٌ . وَقَالَ الْحَاكِمُ أَبُو أَحْمَدَ : لا يُتَابَعْ فِي بَعْضِ حَدِيثِهِ . وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : لا بَأْسَ بِهِ . وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ : مُنْكَرُ الْحَدِيثِ . وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ فِي الضُّعَفَاءِ : كَانَ كَثِيْرَ الْخَطَأِ فَاحِشَ الْوَهْمِ خَالَفَ الثِّقَاتَ فِي الرِّوَايَاتِ حَتَّى إذَا سَمِعَهَا الْمُبْتَدِئُ فِي هَذِهِ الصِّنَاعَةِ عَلِمَ أَنَّهَا مَعْمُولَةٌ أَوْ مَقْلُوبَةٌ لا يَجُوزُ الاحْتِجَاجُ بِهِ إِذَا وَافَقَ فَكَيْفَ إِذَا انْفَرَدَ بِالْمُعْضَلاتِ . وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ : فِي حَدِيثِهِ لِيِّنٌ . وَقَالَ الْحَاكِمُ : إِنَّ الأَئِمَّةَ الْمُتَقَدِّمِينَ شَهِدُوا لَهُ بِالصِّدْقِ وَالإِتْقَانِ . وَقَالَ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ : لَيْسَ بِحُجَّةٍ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج9/ص277/1167) ، الضُّعَفَاءُ وَالْمَتْرُوكِينَ لابْنِ الْجَوْزِيِّ (ج3/ص210/3790) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص422/6600) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج12/ص89/358) ، لِسَانُ الْمِيزَانِ (ج7/ص442/5292 ، طَبَقَاتُ الْمُدَلِّسِينَ (ج1/ص48/113) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص636/8072) .(1/67)
وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : صَدُوقٌ يُخْطِئُ كَثِيْرَاً وَكَانَ يُدَلِّسُ مِنَ السَّابِعَةِ الأَرْبَعَةُ . مَرْتَبَتُهُ : الرَّابِعَةُ تَعْدِيلاً .
4- الْمِنْهَالُ بْنُ عَمْرٍو (1) الْمِنْهَالُ بْنُ عَمْرٍو الأَسَدِيُّ مَوْلاهُمُ الْكُوفِيُّ . رَوَى عَنْ أَنَسٍ إِنْ كَانَ مَحْفُوظَاً ، وَزِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ ، وَعَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ الْمِصْرِيِّ ، وَسُوَيْدِ بْنِ غَفْلَةَ ، وَمُجَاهِدِ بْنِ جَبْرٍ ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى ، وَأَرْسَلَ عَنْ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ ، وَغَيْرِهِمْ . وَعَنْهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى ، وَشُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ وَأَبُو خَالِدٍ الدَّالانِيُّ ، وَآخَرُونَ . تَرَكَ شُعْبَةُ الرِّوَايَةَ عَنْهُ لِكَوْنِهِ سَمِعَ مِنْ دَارِهِ آلَةَ الطَّرَبِ . وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ ، وَغَيْرُهُ . وَقَالَ أَبُو مُحَمَّد ابْنُ حَزْمٍ : لَيْسَ بِالْقَوِيِّ . وَقَالَ النَّسَائِيُّ : ثِقَةٌ . وَقَالَ الْعِجْلِيُّ : كُوفِيٌّ ثِقَةُ . وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ : صَدُوقٌ . وذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو : أَحْوَالُ الرِّجَالِ (ج1/ص56/43) ، التَّعْدِيلُ وَالتَّجْرِيْحُ (ج2/ص760/708) ، الضُّعَفَاءُ وَالْمَتْرُوكِينَ لابْنِ الْجَوْزِيِّ (ج3/ص141/3428) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج28/ص568/6210) ، تَارِيْخُ الإِسْلامِ (ج7/ص483) ، ذِكْرُ مَنْ تُكُلِّمَ فِيهِ وَهُوَ مُوَثَّقٌ (ج1/ص182/345) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص298/5653) ، تُحْفَةُ التَّحْصِيلِ فِي ذِكْرِ رُوَاةِ الْمَرَاسِيلِ (ج1/ص318) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج10/ص283/556) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص547/6918) ، لِسَانُ الْمِيزَانِ (ج7/ص400/4942) .(1/68)
وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : صَدُوقٌ رُبَّمَا وَهِمَ مِنَ الْخَامِسَةِ الْبُخَارِيُّ وَالأرْبَعَةُ . مَرْتَبَتُهُ : الرَّابِعَةُ تَعْدِيلاً .
5- خَيْثَمَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 69 ] . ثِقَةٌ وَكَانَ يُرْسِلُ .
6- نُعَيْمُ بْنُ أبِى هِنْدٍ (1) نُعَيْمُ بْنُ أَبِى هِنْدٍ الأَشْجَعِيُّ ، وَهُوَ نُعَيْمُ بْنُ النُّعْمَانِ بْنِ أَشْيَمَ الْكُوفِيُّ . رَوَى عَنْ أَبِيهِ وَلأَبِيهِ صُحْبَةٌ . وَرَوَى عَنْ أَبِى وَائِلٍ ، وَرِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ . رَوَى عَنْهُ : الْمُغِيْرَةُ بْنُ مِقْسَمٍ ، وَالْحَسَنُ بْنُ سَالِمِ بْنِ أبِى الْجَعْدِ ، وَشُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ ، مِنْ قُدَمَاءِ شُيُوخِ الْكُوفِيِّينَ ، مَاتَ سَنَةَ عَشْرٍ وَمِائَةٍ . قَالَ فِيهِ أَبُو حَاتِمٍ : هُوَ صَالِحُ الْحَدِيثِ صَدُوقٌ . وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّالِثَةُ تَعْدِيْلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ نُعَيْمِ بْنِ أَبِى هِنْدٍ : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج8/ص460/2109) ، الثِّقَاتُ (ج7/ص536/11343) ، مَشَاهِيْرُ الأَمْصَارِ (ج1/ص166/ 1319) .(1/69)
7- سُوَيْدُ بْنُ غَفَلَةَ (1) سُوَيْدُ بْنُ غَفَلَةَ بْنِ عَوْسَجَةَ بْنِ عَامِرٍ . قَدِمَ الْمَدِينَةَ حِينَ نُفِضَتِ الأَيْدِي مِنْ دَفْنِ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - . وَرَوَى عَنْ أَبَيِّ بْنِ كَعْبٍ ، وَبِلالِ بْنِ رَبَاحٍ ، وَالْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، وَزِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ . ورَوَى عَنْهُ إبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى ، وَحَيَّانُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْجُعَفِيُّ ، وَخَيْثَمَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، وَنُعَيْمُ بْنُ أَبِى هِنْدٍ . وَثَّقَهُ أَحْمَدُ ، وَابْنُ مَعِينٍ ، وَالْعِجْلِيُّ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : مُخَضَّرَمٌ مِنْ كِبَارِ التَّابِعِينَ قَدِمَ الْمَدِينَةَ يَوْمَ دُفِنَ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - وَكَانَ مُسْلِمَاً فِي حَيَاتِهِ ، ثُمَّ نَزَلَ الْكُوفَةَ ، وَمَاتَ سَنَةَ ثَمَانِينَ وَلَهُ مِائَةٌ وَثَلاثُونَ سَنَةً الْكُتُبُ السِّتَّةُ .
مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيلاً .
رَابِعَاً : الْحُكْمُ عَلَى إِسْنَادِ الأَثَرِ
هَذَا الأَثَرُ إِسْنَادُهُ حَسَنٌ ، لأَنَّ فِيهِ إسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ السَّلُولِيُّ ، وَالْمِنْهَالُ بْنُ عَمْرٍو ، وَيَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ صَدُوقُونَ . وَقَالَ الْمُنْذِرِيُّ ( التَّرْغِيبُ وَالتَّرْهِيبُ ج4/ص269) : رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ مَوْقُوفَاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ : تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج12/ص265/2647) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص473/2197) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج4/ص244/488) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص260/2695) .(1/70)
قَالَ الْحَافِظُ : سُوَيْدُ بْنُ غَفَلَةَ وُلِدَ فِي الْعَامِ الَّذِي وُلِدَ فِيهِ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - ، وَهُوَ عَامُ الْفِيلِ ، وَقَدِمَ الْمَدِينَةَ حِينَ دَفَنُوا النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، وَلَمْ يَرَهُ ، وَتُوُفِّيَ فِي زَمَنِ الْحَجَّاجِ ، وَهُوَ ابْنُ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ ، وَقِيلَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ ، وَالأَثَرُ مَقْطُوعٌ لا مَوْقُوفٌ .
وَقَالَ الأَلْبَانِيُّ فِي ( ضَعِيفِ التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ ج2/ص240/ح2175) : ضَعِيفٌ مَقْطُوعٌ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 112 }
وَأَخْرَجَ أَبُو يَعْلَى وَالْبَزَّارُ وَالْبَيْهَقِيُّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : « لَوْ كَانَ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ مِائَةُ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ ، وَفِيهِمْ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ النَّارِ ، فَتَنَفَّسَ ، فَأَصَابَهُمْ نَفَسُهُ لاحْتَرَقَ الْمَسْجِدُ ، وَمَنْ فِيهِ » .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ أَبُو يَعْلَى فِي ( مُسْنَدِهِ ج12/ص22/6670) قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانٍ عَنْ مُحَمَّدٍ هُوَ ابْن شَبِيبٍ عَنْ جَعْفَرِ بْن أَبِي وَحْشِيَّةَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - بِمِثْلِهِ . وأَخْرَجَهُ الْبَزَّارُ فِي ( مُسْنَدِهِ كَمَا فِي كَشْفِ الأَسْتَارِ ج4/ص185/ح3499) مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ هَارُونَ ، وَالْبَيْهَقِيُّ فِي ( الْبَعْثِ وَالنُّشُورِ ج1/ص317/ح662) مِنْ طَرِيقِ أَبِى عُبَيْدَةَ الْحَدَّادِ كِلاهُمَا عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ بِنَحْوِهِ .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ(1/71)
أَخْرَجَهُ ابْن أَبِى الدُّنْيَا فِي ( صِفَةِ النَّارِ ج1/ص97/146) ، وَأَبُو نُعَيْمٍ فِي (حِلْيَةِ الأَوْلِيَاءِ ج4/ص307) كِلاهُمَا مِنْ طَرِيقِ إِسْحَاقَ بْنِ أَبِي إِسْرَائِيلَ عَنْ أَبِى عُبَيْدَةَ الْحَدَّادِ بِمِثْلِهِ .
وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ : غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ سَعِيدٍ ، تَفَرَّدَ بِهِ أَبُو عُبَيْدَةَ عَنْ هِشَامٍ .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ(1/72)
1- إسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ (1) إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ ، وَاسْمُهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ كَامَجِرَ بِفَتْحِ الْمِيمِ وَسُكُونِ الْجِيمِ الْمَرْوَزِيُّ أَبُو يَعْقُوبَ الْحَافِظُ الْبَغْدَادِيُّ ، مُحَدِّثُ بَغْدَادَ . رَوَى عَنْ إبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ الزُّهْرِيِّ ، وَجَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ الضُّبَعِيِّ ، وَحَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ ، وَسُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ . رَوَى عَنْهُ الْبُخَارِيُّ ، وَأَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الدُّنْيَا . وَكَانَ ثِقَةً صَدُوقَاً مَأْمُونَاً ضَابِطَاً حَافِظَاً جِدَّاً دَيِّنَاً خَيِّرَاً فَاضِلاً وَرِعَاً وَكَانَ يَقِفُ فِي الْقُرْآنِ . وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ ، وَكَانَ يَقُولُ عَنْهُ : الثِّقَةُ الصَّادِقُ الْمَأْمُونُ مَا زَالَ مَعْرُوفَاً بِالدِّينِ وَالْفَضْلِ . وَقَالَ زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى السَّاجِيُّ : تَرَكُوهُ لِمَوْضِعِ الْوَقْفِ ، وَكَانَ صَدُوقَاً ، سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ يَعْنِي أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ يَقُولُ : إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ وَاقِفِيٌّ مَشْئُومٌ إِلاَّ أَنَّهُ صَاحِبُ حَدِيثٍ كَيِّسٌ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ إسْحَاقَ بْنِ أَبِي إسْرَائِيلَ : تَارِيْخُ أَسْمَاءِ الثِّقَاتِ (ج1/ص36/67) ، الْمُنْتَظَمُ (ج11/ص330/1475) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج2/ص398/ 338) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص234/283) ، تَذْكِرَةُ الْحُفَّاظِ (ج2/ص484/499) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج12/ص307/1292) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص100/338) ، طَبَقَاتُ الْحُفَّاظِ (ج1/ص213/472) .(1/73)
وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : صَدُوقٌ تُكُلِّمَ فِيهِ لَوَقْفِهِ فِي الْقُرْآنِ ، مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ ، وَقِيلَ سِتٍّ وَلَهُ خَمْسٌ وَتِسْعُونَ سَنَةً ، مِنْ أَكَابِرِ الْعَاشِرَةِ . الْبُخَارِىُّ فِى الأَدَبِ الْمُفْرَدِ وَأَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ . مَرْتَبَتُهُ : الرَّابِعَةُ تَعْدِيلاً .
2- عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ وَاصِلٍ السَّدُوسِيُّ (1) عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ وَاصِلٍ السَّدُوسِيُّ مَوْلاهُمْ أَبُو عُبَيْدَةَ الْحَدَّادُ الْبَصْرِيُّ سَكَنَ بَغْدَادَ . رَوَى عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ ، وَابْنِ عَوْنٍ ، وَيُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ وَعِدَّةٍ . وَعَنْهُ أَحْمَدُ وَأَبُو خَيْثَمَةَ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ الدَّوْلابِيُّ ، وَيَحْيَى بْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُمْ . قَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ تَكَلَّمَ فِيهِ الأَزْدِيُّ بِغَيْرِ حُجَّةٍ مِنَ التَّاسِعَةِ مَاتَ سَنَةَ تِسْعِينَ وَمِائَةٍ الْبُخَارِيُّ وأبو داوُدَ وَالنَّسَائِيُّ وَالتِّرْمِذِيُّ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيلاً .
3- هِشَامُ بْنُ حَسَّانٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 92 ] . أَحَدُ الأَعْلامِ ثِقَةٌ مُحْتَجٌّ بِهِ فِي الصِّحَاحِ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ وَاصِلٍ السَّدُوسِيِّ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج6/ص61/1711) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج6/ص24/127) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج18/ص473/3593) ، مِيزَانُ الاعْتِدَالِ فِي نَقْدِ الرِّجَالِ (ج4/ص429/5308) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص673/3508) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج6/ص390/823) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص367/4249) .(1/74)
4- مُحَمَّدُ بْنُ شَبِيبٍ (1) مُحَمَّدُ بْنُ شَبِيبٍ الزَّهْرَانِيُّ الْبَصْرِيُّ . رَوَى عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ ، وَالشَّعْبِيِّ وَالْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ ، وَأَبِي بِشْرٍ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي وَحْشِيَّةَ . رَوَى عَنْهُ هِشَامُ بْنُ حَسَّانٍ ، وَهِشَامٌ الدَّسْتَوَائِيُّ ، وَشُعْبَةُ قَالَ ابْن معين : ثِقَةٌ . وَقَالَ النَّسَائِيُّ : لا بأس به . وذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ مِنَ السَّادِسَةِ مُسْلِمٌ وَالنَّسَائِيُّ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ مُحَمَّدِ بْنِ شَبِيبٍ : تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج25/ص356/5283) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص179/4900) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج9/ ص193/342) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص483/5951) ، خُلاصَةُ تَذْهِيبِ تَهْذِيبِ الْكَمَالِ (ج1/ص340) .(1/75)
5- جَعْفَرُ بْنُ إِيَاسٍ ابْنُ أَبِي وَحْشِيَّةَ (1) جَعْفَرُ بْنُ إِيَاسٍ ، وَهُوَ ابْنُ أَبِي وَحْشِيَّةَ بِفَتْحِ الْوَاوِ وَسُكُونِ الْمُهْمَلَةِ وَكَسْرِ الْمُعْجَمَةِ وَتَثْقِيلِ التَّحْتَانِيَّةِ ، الْيَشْكُرِيُّ أَبُو بِشْرٍ الْوَاسِطِيُّ بَصْرِيُّ الأَصْلِ . رَوَى عَنْ عَبَّادِ بْنِ شُرَحْبِيلَ الْيَشْكُرِيِّ وَلَهُ صُحْبَةٌ ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، وَعَطَاءٍ ، وَجَمَاعَةٍ . وَعَنْهُ الأَعْمَشُ ، وَأَيُّوبُ وَهُمَا مِنْ أَقْرَانِهِ ، وَدَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ ، وَشُعْبَةُ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ مِنْ أَثْبَتِ النَّاسِ فِي سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ . وَضَعَّفَهُ شُعْبَةُ فِي حَبِيبِ بْنِ سَالِمٍ وَمُجَاهِدٍ مِنَ الْخَامِسَةِ مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَقِيلَ : سِتٍّ وَعِشْرِينَ الْكُتُبُ السِّتَّةُ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيلاً .
6- سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 13 ] . وَهُوَ ثِقَةٌ ثَبْتٌ حُجَّةٌ .
7- أَبُو هُرَيْرَةَ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 19 ] .
رَابِعَاً : الْحُكْمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
هَذَا الْحَدِيثُ إِسْنَادُهُ حَسَنٌ لأَنَّ فِيهِ إسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ ، وَهُوَ صَدُوقٌ . وَقَالَ ابْنُ كَثِيْرٍ فِي ( تَفْسِيْرِهِ ج2/ص378) : غَرِيبٌ . وَقَالَ الْهَيْثَمِيُّ فِي ( مَجْمَعِ الزَّوَائِدِ ج10/ص391) : رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى عَنْ شَيْخِهِ إِسْحَاقَ وَلَمْ يَنْسُبْهُ ، فَإِنْ كَانَ ابْنَ رَاهَوَيْهِ فَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ ، وَإِنْ كَانَ غَيْرَهُ فَلَمْ أَعْرِفْهُ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ جَعْفَرِ بْنِ إيَاسٍ ابْنِ أَبِي وَحْشِيَّةَ : تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج5/ص5/932) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص293/781) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج2/ص71/129) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص139/930) .(1/76)
قُلْتُ : هُوَ إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ لِلتِّصْرِيْحِ بِهِ فِي رِوَايَةِ أَبِى نُعَيْمٍ . وَقَالَ عَقِبِهِ : رَوَاهُ الْبَزَّارُ ، وَفِيهِ عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ هَارُونَ وَهُوَ ضَعِيفٌ ، وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ ، وَقَالَ : يُعْتَبَرُ حَدِيثُهُ إِذَا حَدَّثَ مِنْ كِتَابِهِ ، فَإِنَّ فِي حَدِيثِهِ مِنْ حِفْظِهِ بَعْضُ مَنَاكِيْرِ ، وَبِقَيَّةُ رِجَالِهِ رِجَالُ الصَّحِيحِ .
وَقَالَ الْمُنْذِرِيُّ ( التَّرْغِيبُ وَالتَّرْهِيبُ ج4/ ص250) : رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى ، وَإِسْنَادُهُ حَسَنٌ وَفِي مَتْنِهِ نَكَارَةٌ .
وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ فِي ( اللِّسَانِ 5/198) : قَالَ الإمَامُ أَحْمَدُ : حَدِيثٌ مُنْكَرٌ . وَكَذَا قَالَ ابْنُ رَجَبٍ ( التَّخْوِيفُ مِنَ النَّارِ ج1/ص70) .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 113 }
وَأَخْرَجَ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا عَنِ ابْنِ عَمْرٍو (1) قَالَ : لَوْ أَنَّ رَجُلاً مِنْ أَهْلِ النَّارِ أَخْرَجَ إِلَى الدُّنْيَا لَمَاتَ أَهْلُ الدُّنْيَا مِنْ وُحْشَةِ مَنْظَرِهِ ، وَمِنْ نَتَنِ رِيْحِهِ .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الأَثَرِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
__________
(1) فِى الْمَخْطُوطَةِ (ز) عن ابن عمر والصواب ما أثبتناه .(1/77)
هَذَا جُزْءٌ مِنْ حَدِيثٍ أَخْرَجَهُ ابْن أَبِى الدُّنْيَا ( صِفَةُ النَّارِ ج1/ص86/122) قَالَ : حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ عَنْ حَاتِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ أَبِي قَبِيلٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ : أَهْلُ النَّارِ مُكَبَّلُونَ بِأَصْفَادِ النَّارِ ، مُعَلَّقُونَ بِشَجَرٍ فِي النَّارِ ، مُنَكَّسُونَ فِي الْحَمِيمِ مِنْ أَسْفَلِهِمْ ، .... فِي بطونهم ، وَيَخْرُجُ ....مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَعُيُونِهِمْ ، وَإِنَّ جُلُودَهُمْ لِتَقْطِرُ بِصُهَارَةِ الْحَمِيمِ خَالِدينَ فِيهَا لا يُكَلِّمُهُمُ اللهُ ، وَلَوْ أَنَّ رَجُلاً مِنْ أَهْلِ النَّارِ أَخْرَجَ إِلَى الدُّنْيَا لَمَاتَ أَهْلُ الدُّنْيَا مِنْ وُحْشَةِ مَنْظَرِهِ ، وَمِنْ نَتَنِ رِيْحِهِ ، ثُمَّ بَكَى عَبْدُ الله بْنُ عَمْرٍو بُكَاءً شَدِيدَاً .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
وأَخْرَجَهُ أَيْضَاً فِي ( الرِّقَةِ وَالْبُكَاءِ 1/98/104) قَالَ : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْبُرْجُلانِيُّ حَدَّثَنِي حَاتِمُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ مُقْتَصِرَاً عَلَى آخِرِهِ .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الأَثَرِ
1- عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَبِى مَرْيَمَ لَمْ أَجِدْ لَهُ تَرْجَمَةً ، وَقَدْ تَابَعَهُ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْبُرْجُلانِيُّ .(1/78)
2- مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْبُرْجُلانِيُّ (1) صَاحِبُ كُتُبِ الزُّهْدِ . رَوَى عَنِ حُسَيْنٍ الْجُعْفِيِّ ، وَمَالِكِ بْنِ ضَيْغَمٍ وَسَعِيدِ بْنِ عَامِرٍ ، وَزَيْدِ بْنِ حُبَابٍ ، وَطَلْقِ بْنِ غَنَّامٍ . رَوَى عَنْهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عُمَرَ الْوَاسِطِيُّ ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ الْجُنَيْدِ ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِى الدُّنْيَا . قَالَ الذَّهَبِيُّ : أَرْجُو أَنْ يَكُونَ لا بَأْسَ بِهِ ، مَا رَأَيْتُ فِيهِ تَوْثِيقَاً وَلا تَجْرِيْحَاً لَكِنْ سُئِلَ عَنْهُ إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ ، فَقَالَ : مَا عَلِمْتُ إِلاَّ خَيْرَاً . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : وَمَا لِذِكْرِ هَذَا الرَّجُلِ الْفَاضِلِ الْحَافِظِ يَعْنِي فِي الضُّعَفَاءِ . وَقَدْ ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ . وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ أَبِيهِ : ذُكِرَ لِي أَنَّ رَجُلاً سَأَلَ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ عَنْ شَيْءٍ مِنْ حَدِيثِ الزُّهْدِ ؟ ، فَقَالَ : عَلَيْكَ بِمُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْبُرْجُلانِيِّ . تُوُفِّيَ الْبُرْجُلانِيُّ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَتَيْنِ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّالِثَةُ تَعْدِيلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْبُرْجُلانِيِّ : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج7/ص229/1261) ، المنتظم (ج11/ص262/1415) ، مِيزَانُ الاعْتِدَالِ فِي نَقْدِ الرِّجَالِ (ج6/ص117/7420) ، لِسَانُ الْمِيزَانِ (ج5/ص137/459) .(1/79)
3- حَاتِمُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ (1) حَاتِمُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ أَبُو عُبَيْدَةَ النَّمَرِيُّ بَصْرِيٌّ قَدِمَ أَصْبَهَانَ بَعْدَ الْمِائَتَيْنِ . رَوَى عَنْ عِيسَى بْنِ مَيْمُونٍ الْمَكِّيِّ ، وَأَبِي الْمِقْدَامِ هِشَامِ بْنِ زِيَادٍ ، وعقبة بْن عبد الله الرفاعيِّ ، وَسَلامِ بْنِ مِسْكِينٍ . رَوَى عَنْهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ رُسْتَةْ ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الأَصْبَهَانِيُّ الْمَعْرُوفُ بِسَمُّوَيْهِ . قَالَ أَبُو حَاتِمٍ : نَظَرْتُ فِي حَدِيثِهِ فَلَمْ أَرَ فِي حَدِيثِهِ مَنَاكِيْرُ . قَالَ أَبُو الشَّيْخِ : وَكَانَ مِنَ الثِّقَاتِ . قَالَ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ : يُخْطِئُ . تُوُفِّيَ بِأَصْبَهَانَ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّالِثَةُ تَعْدِيلاً .
4- عَبْدُ اللهِ بْنُ لَهِيعَةَ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 14 ] . صَدُوقٌ اخْتَلَطَ بَعْدَ احْتِرَاقِ كُتُبِهِ ، وَرِوَايَةُ ابْن الْمُبَارَكِ وَابْنِ وَهْبٍ عَنْهُ أَعْدَلُ مِنْ غَيْرِهِمَا .
__________
(1) تَرْجَمَةُ حَاتِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج3/ص260/1163) ، الثِّقَاتُ (ج8/ص211/13043) ، طبقات أصبهان (ج2/ص181/143) ، تاريخ أصبهان (ج1/ص349/638) ، لِسَانُ الْمِيزَانِ (ج2/ص145/645) .(1/80)
5- حُيي بْنُ هَانِئ أَبُو قَبِيلٍ الْمَعَافِرِيُّ (1) حُيَيُّ بْنُ هَانِئ بْنِ نَاضِرٍ بِالضَّادِ الْمُعْجَمَةِ بْنِ يَمْنَعَ أَبُو قَبِيْلٍ بِفَتْحِ الْقَافِ وَكَسْرِ الْمُوَحَّدَةِ بَعْدَهَا تَحْتَانِيَّةٌ سَاكِنَةٌ الْمَعَافِرِيُّ الْمِصْرِيُّ . أَدْرَكَ مَقْتَلَ عُثْمَانَ ، وَهُوَ بِالْيَمَنِ ، وَقَدِمَ مِصْرَ زَمَنَ مُعَاوِيَةَ . وَرَوَى عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ ، وَعَبْدِ اللهِ بْنِ شَهْرٍ الْخُبَشِيِّ ، وَعَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو . رَوَى عَنْهُ إبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَكِّيُّ ، وَدَرَّاجٌ أَبُو السَّمْحِ ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ لَهِيعَةَ . وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ وَأَبُو زُرْعَةَ وَابْنُ مَعِينٍ وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَالْعِجْلِيُّ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : صَدُوقٌ يَهِمْ مِنَ الثَّالِثَةِ مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ بِالْبُرُلِسِ الْبُخَارِيُّ فِى خَلْقِ أَفْعَالِ الْعِبَادِ وَأَبُو دَاوُدَ فِى الْقَدَرِ وَالتِّرْمِذِيُّ وَالنَّسَائِىُّ . مَرْتَبَتُهُ : الرَّابِعَةُ تَعْدِيلاً .
6- عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 1 ] . لَهُ مَنَاقِبُ وَفَضَائِلُ ، وَمَقَامٌ رَاسِخٌ فِي العِلْمِ وَالصَّوْمِ ، وَالْقِيَامِ .
رَابِعَاً : الْحُكْمُ عَلَى إِسْنَادِ الأَثَرِ
__________
(1) تَرْجَمَةُ حيي بْنِ هَانِئ أبِي قَبِيلٍ الْمُعَافِرِيِّ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج3/ص75/267) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج3/ص275/1227) ، مَعْرِفَةُ الثِّقَاتِ (ج1/ص329/384) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج7/ص490/1586) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص360/1297) ، تَارِيْخُ الإِسْلامِ (ج8/ص324) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص185/1606) .(1/81)
هَذَا الأَثَرُ إِسْنَادُهُ ضعيفٌ لأَنَّ فِيهِ عَبْدُ اللهِ بْنُ لَهِيعَةَ ، وَرِوَايَةُ غَيْرِ الْعَبَادِلَةِ عَنْهُ بَعْدَ اخْتِلاطِهِ ، وَهَذَا مِنْهَا .
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ فِي ( التَّرْغِيبُ وَالتَّرْهِيبُ ج4/ص263) : رَوَاهُ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا مَوْقُوفَاً ، وَفِي إسْنَادِهِ ابْنُ لَهِيعَةَ ، وَضَعَّفَهُ الأَلْبَانِيُّ فِي ( ضَعِيفِ التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ 2/237/ح2162) .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 114 }
وَأَخْرَجَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي أسِيْدٍ : أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - سُئِلَ عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى { وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانَاً ضَيِّقَاً مُقَرَّنِينَ } (1) قَالَ : « وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهُمْ لَيُسْتَكْرَهُونَ (2) فِي النَّارِ كَمَا يُسْتَكْرَهُ الْوَتَدُ (3) فِي الْحَائِطِ » .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ ابْنُ أَبِى حَاتِمٍ فِي ( تَفْسِيْرِهِ ج8/ص2668/15005) قَالَ : قُرِئَ عَلَى يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الأَعْلَى أنْبَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي نَافِعُ بْنُ يَزِيدَ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي أَسِيدٍ يَرْفَعُ الْحَدِيثَ إِلَى رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ قَوْلِ اللهِ - عز وجل - { وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانَاً ضَيِّقَاً مُقَرَّنِينَ } قَالَ : « وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهُمْ لَيُسْتَكْرَهُونَ فِي النَّارِ كَمَا يُسْتَكْرَهُ الْوَتَدُ فِي الْحَائِطِ » .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
__________
(1) سُورَةُ الفرقان : الآيَةُ 13 .
(2) فِى الْمَخْطُوطَةِ (أ) بدون اللام
(3) الوتد : الوتد بالكسر ما رز في الحائط أو الأرض من الخشب والجمع أوتاد (لسان العرب ج3/ص444 ، المعجم الوسيط ج2/ص1009) .(1/82)
أَخْرَجَهُ الثَّعْلَبِيُّ فِي ( تَفْسِيْرِهِ ج7/ص126) مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِى حَاتِمٍ عَنْ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الأَعْلَى بِمِثْلِهِ .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
1- يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 30 ] . وَهُوَ ثِقَةٌ ، وَهُوَ شَيْخُ ابْنِ أَبِى حَاتِمٍ .
2- عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 30 ] . وَهُوَ ثِقَةٌ .
3- نَافِعُ بْنُ يَزِيدَ (1) نَافِعُ بْنُ يَزِيدَ الْكَلاعِيُّ بِفَتْحِ الْكَافِ وَاللامِ الْخَفِيفَةِ أَبُو يَزِيدَ الْمِصْرِيُّ . رَوَى عَنْ بَكْرِ بْنِ عَمْرٍو الْمَعَافِرِيِّ ، وَالْحَارِثِ بْنِ سَعِيدٍ ، وَيَحْيَى بْنِ أَبِي أَسِيدٍ الْمِصْرِيِّ . رَوَى عَنْهُ بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ ، وَعَبْدُ الله بْنُ لَهِيعَةَ ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ . قَالَ أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ الْمِصْرِيُّ : كَانَ مِنْ ثِقَاتِ النَّاسِ . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ : لا بَأْسَ بِهِ . وَقَالَ النَّسَائِيُّ : لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ . وَوَثَّقَهُ الْعِجْلِيُّ وَالذَّهَبِيُّ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ عَابِدٌ مِنَ السَّابِعَةُ مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّينَ الْبُخَارِيُّ تَعْلِيقَاً وَمُسْلِمٌ وَأَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِىُّ وَابْنُ مَاجَهْ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ نَافِعِ بْنِ يَزِيدَ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج8/ص86/2280) ، مَعْرِفَةُ الثِّقَاتِ (ج2/ص309/1836) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج8/ص458/2095) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج29/ص296/6371) ، الْمُقْتَنَى فِي سَرْدِ الْكُنَى (ج2/ص154/6765) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص315/5789) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص559/7084) .(1/83)
4- يَحْيَى بْنُ أَبِي أَسِيدٍ (1) مِصْرِيٌّ . رَوَى عَنْ أَبِى فِرَاسٍ ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو . رَوَى عَنْهُ عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ ، وَاللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ ، وَحَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ ، وَابْنُ لَهِيعَةَ . ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّالِثَةُ تَعْدِيلاً .
رَابِعَاً : الْحُكْمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
هَذَا الْحَدِيثُ إسْنَادُهُ ضَعِيفٌ لأَنَّ إِسْنَادَهُ مُنْقَطِعٌ ، بَلْ مُعْضَلٌ ، لأَنَّ يَحْيَى بْنَ أَبِي أَسِيدٍ مِنْ أَتْبَاعِ التَّابِعِينَ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 115 }
وَأَخْرَجَ عَنِ ابْنِ عَمْرٍو (2) فِي الآيَةِ : مِثْلُ الزُّجِّ الزُّجِّ فِي الرُّمْحِ .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الأَثَرِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ ابْنُ أَبِى حَاتِمٍ فِي ( تَفْسِيْرِهِ ج8/ص2668/15007) قَالَ :حَدَّثَنَا أَبِي ثَنَا مُحَمُودُ بْنُ غَيْلانَ ثَنَا مُؤَمَّلُ عَنْ يَزِيدَ بْنِ زُرَيْعٍ عَنْ سَعِيدٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو : { وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانَاً ضَيِّقَاً } قَالَ : مِثْلَ الزُّجِّ فِي الرُّمْحِ .
ثَانِيَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الأَثَرِ
1- أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ بْنِ الْمُنْذِرِ بْنِ دَاوُدَ بْنِ مِهْرَانَ الْحَنْظَلِيُّ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ الْحَافِظُ الْكَبِيْرُ أَحَدُ الأَئِمَّةِ . سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 52 ] .
__________
(1) تَرْجَمَةُ يَحْيَى بْنِ أَبِي أَسِيدٍ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج8/ص261/2925) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج9/ص129/547) ، الثِّقَاتُ (ج9/ص251/16271) .
(2) فِى الْمَخْطُوطَةِ (ز) عن ابن عمر والصواب ما أثبتناه .(1/84)
2- مَحْمُودُ بْنُ غَيْلانَ (1) مَحْمُودُ بْنُ غَيْلانَ الْعَدَوِيُّ مَوْلاهُمْ أَبُو أَحْمَدَ الْمَرْوَزِيُّ الْحَافِظُ نَزِيلُ بَغْدَادَ . رَوَى عَنْ وَكِيعٍ ، وَابْنِ عُيَيْنَةَ ، وَمُؤَمَّلِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ وَخَلْقٍ . وَعَنْهُ الْجَمَاعَةُ سِوَى أَبِي دَاوُدَ ، وَأَبُو حَاتِمٍ ، وَأَبُو زُرْعَةَ وَآخَرُونَ . قَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ مِنَ الْعَاشِرَةِ مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاثِينَ ، وَقِيلَ بَعْدَ ذَلِكَ الْبُخَارِىُّ وَمُسْلِمٌ والترمذى والنسائى وابن ماجه . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ مَحْمُودِ بْنِ غَيْلانَ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج7/ص404/1769) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج27/ص305/5819) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص246/5323) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج10/ص58/109) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج 1/ص522/6516) .(1/85)
3- مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ (1) مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْقُرَشِيُّ الْعَدَوِيُّ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْبَصْرِيُّ نَزِيلُ مَكَّةَ مَوْلَى آلِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ . رَوَى عَنْ إبْرَاهِيمَ بْنِ يَزِيدَ الْخُوزِيِّ ، وَالْحَمَّادَينِ ، وَسُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ . رَوَى عَنْهُ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ الْعَبْدِيُّ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَمَحْمُودُ بْنُ غَيْلانَ الْمَرْوَزِيُّ . وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ : صَدُوقٌ شَدِيدٌ فِي السُّنَّةِ كَثِيْرُ الْخَطَأِ . وَقَالَ الْبُخَارِيُّ : مُنْكَرُ الْحَدِيثِ . وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ الآجُرِّيُّ : سَأَلْتُ أَبَا دَاوُدَ عَنْ مُؤَمَّلِ بْنِ إِسْمَاعِيل ، فَعَظَّمَهُ وَرَفَعَ مِنْ شَأْنِهِ ، إِلاَّ أَنَّهُ يَهِمُ فِي الشَّيْءِ . وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي كِتَابِ الثِّقَاتِ . وَقَالَ غَيْرُهُ : دَفَنَ كُتُبَهُ ، فَكَانَ يُحَدِّثُ مِنْ حِفْظِهِ ، فَكَثُرَ خَطَؤُهُ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : صَدُوقٌ سَيْءُ الْحِفْظِ ، مِنْ صِغَارِ التَّاسِعَةِ ، مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَمِائَتَيْنِ الْبُخَارِىُّ تَعْلِيقَاُ وَأَبُو دَاوُدَ فِى الْقَدَرِ وَالتِّرْمِذِىُّ وَالنَّسَائِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ .
مَرْتَبَتُهُ : الرَّابِعَةُ تَعْدِيلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ مُؤَمَّلِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج8/ص49/2107) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج8/ص374/1709) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج29/ص176/6319) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص309/5747) ، ذِكْرُ مَنْ تُكُلِّمَ فِيهِ وَهُوَ مُوَثَّقٌ (ج1/ص183/347) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج10/ص339/682) ، لِسَانُ الْمِيزَانِ (ج7/ص406/4987) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص555/7029) .(1/86)
4- يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ (1) يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ الْعَيْشِيُّ وَيُقَالُ التَّمِيمِيُّ أَبُو مُعَاوِيَةَ الْبَصْرِيُّ الْحَافِظُ . رَوَى عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ ، وَحُمَيْدٍ الطَّوِيلِ ، وَسَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ . وَعَنْهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ ، وَابْنُ مَهْدِيٍّ ، وَمُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، وَغَيْرُهُمْ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَة ثبت مِنَ الثَّامِنَةِ مَاتَ سَنَةَ اثنتين وثمانين الْكُتُبُ السِّتَّةُ . مَرْتَبَتُهُ : الأُولَى تَعْدِيلاً .
5- سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 107 ] . وَهُوَ ثِقَةٌ حَافِظٌ .
6- قَتَادَةُ بْنُ دَعَامَةَ السَّدوسِيُّ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 27 ] .
7- أَبُو أيُّوبَ الأَزْدِيُّ الْمَرَاغِيُّ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 107 ] . وَهُوَ ثِقَةٌ .
8- عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 1 ] . أَحَدُ السَّابِقِينَ الْمُكْثِرِينَ مِنَ الصَّحَابَةِ وَأَحَدُ الْعَبَادِلَةِ الْفُقَهَاءِ .
ثَالِثَاً : الْحُكْمُ عَلَى إِسْنَادِ الأَثَرِ
هَذَا الأَثَرُ إِسْنَادُهُ حَسَنٌ لأَنَّ فِيهِ مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، وهو صَدُوقٌ سَيْءُ الْحِفْظِ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 116 }
وَأَخْرَجَ ابْنُ الْمُبَارَكِ مِنْ طَرِيقِ قَتَادَةَ فِي الآيَةِ قَالَ : ذُكِرَ لَنَا أَنَّ عَبْدَ اللهِ كَانَ يَقُولُ : إِنَّ جَهَنَّمَ لَتَضِيقُ عَلَى الْكَافِرِ كَضِيقِ الزُّجِّ عَلَى الرُّمْحِ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ يَزيدَ بْنِ زُرَيْعٍ : تَسْمِيَةُ مَنْ أَخْرَجَهُمُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ (ج1/ص264/1981) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج32/ص124/6987) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص382/6301) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج11/ص284/527) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص601/7713) .(1/87)
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الأَثَرِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ الْمَرْوَزِيُّ فِي ( زَوَائِدِ زُهْدِ ابْنِ الْمُبَارَكِ ج2/ص86/299) قَالَ : أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَسَارٍ عَنْ قَتَادَةَ : { وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانَاً ضَيِّقَاً مُقَرَّنِينَ } قَالَ : ذُكِرَ لَنَا أَنَّ عَبْدَ اللهِ كَانَ يَقُولُ : إِنَّ جَهَنَّمَ لَتَضِيقُ عَلَى الْكَافِرِ كَضِيقِ الزُّجِّ عَلَى الرُّمْحِ .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ ابْنُ أَبِى حَاتِمٍ فِي ( تَفْسِيْرِ ابْنِ أَبِي حَاتِمٍ ج8/ص2668/15006 ) مِنْ طَرِيقِ ابْنِ الْمُبَارَكِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَسَارٍ بِمِثْلِهِ .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الأَثَرِ(1/88)
1- مُحَمَّدُ بْنُ يَسَارٍ (1) الْخُرَاسَانِيُّ أَبُو عَبْدِ اللهِ الْمَرْوَزِيُّ بَصْرِيُّ الأَصْلِ ، وَهُوَ أَخُو سَلَمَةَ بْنِ يَسَارٍ ، وَعَبْدِ اللهِ بْنِ يَسَارٍ . رَوَى عَنْ قَتَادَةَ ، وَيَزِيدَ النَّحْوِيِّ . رَوَى عَنْهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ . قَالَ أَبُو حَاتِمٍ : مَا بِحَدِيثِهِ بَأْسٌ . وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي كِتَابِ الثِّقَاتِ ، وَقَالَ : أَصْلُهُ مِنَ الْبَصْرَةِ ، وَسَكَنَ مَرْوَ ، وَهُمْ إِخْوَةٌ ثَلاثَةٌ : مُحَمَّدُ بْنُ يَسَارٍ ، وَسَلَمَةُ بْنُ يَسَارٍ ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ يَسَارٍ مَرَاوِزَةٌ كُلُّهُمْ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : الْخُرَاسَانِيُّ صَدُوقٌ مِنَ السَّابِعَةِ الْبُخَارِيُّ فِى خَلْقِ أَفْعَالِ الْعِبَادِ وَالنَّسَائِيُّ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّالِثَةُ تَعْدِيلاً .
2- قَتَادَةُ بْنُ دَعَامَةَ السَّدُوسِيُّ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 27 ] . كَانَ ثِقَةَ مَأْمُونَاً حُجَّةً فِي الْحَدِيثِ وَكَانَ يَقُولُ بِشَيْءٍ مِنَ الْقَدَرِ .
3- عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 1 ] . أَحَدُ السَّابِقِينَ الْمُكْثِرِينَ مِنَ الصَّحَابَةِ وَأَحَدُ الْعَبَادِلَةِ الْفُقَهَاءِ .
رَابِعَاً : الْحُكْمُ عَلَى إِسْنَادِ الأَثَرِ
هَذَا الأَثَرُ إِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ لانْقِطَاعِهِ بَيْنَ قَتَادَةَ وَعَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 117 }
__________
(1) تَرْجَمَةُ مُحَمَّدِ بْنِ يسار : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج1/ص268/860) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج8/ص130/585) ، مَشَاهِيْرُ الأَمْصَارِ (ج1/ص197/1579) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج27/ص42/5711) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص232/5229) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص514/6410) ، خُلاصَةُ تَذْهِيبِ تَهْذِيبِ الْكَمَالِ (ج1/ص365) .(1/89)
وَأَخْرَجَ هَنَّادٌ ، وَالطَّبَرَانِيُّ ، وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ وَصَحَّحَهُ ، وَالْبَيْهَقِيُّ ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ فِي زَوَائِدِ الزُّهْدِ عَنِ ابْنِ عَمْرٍو قَالَ : إنَّ أَهْلَ النَّارِ يُنَادُونَ مَالِكَاً : يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ ، فَيَذَرُهُمْ أَرْبَعِينَ عَامَاً ، لا يُجِيبُهُمْ ، ثُمَّ يُجِيبُهُمْ : إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ ، ثُمَّ يُنَادُونَ رَبَّهُمْ { رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ } ، فَيَذَرُهُمْ مِثْلَ الدُّنْيَا لا يُجِيبُهُمْ ، ثم يُجِيبُهُمْ { اخْسَئُوا فِيهَا وَلا تُكَلِّمُونِ } ، قَالَ : فَمَا نَبَسَ (1) الْقَوْمُ بَعْدَهَا كَلِمَةً ، وَمَا هُوَ إِلاَّ الزَّفِيْرُ وَالشَّهِيقُ . (2)
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الأَثَرِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ هَنَّادٌ فِي ( الزَّهْدِ لابْنِ السَّرِيِّ ج1/ص158/214) قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدَةُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو بِمِثْلِهِ .
وأَخْرَجَهُ ابْنُ أَبِى حَاتِمٍ فِي ( تَفْسِيْرِ ابْنِ أَبِي حَاتِمٍ ج8/ص2509/14047) مِنْ طَرِيقِ ابْنِ الْمُبَارَكِ ، وَالْبَيْهَقِيُّ فِي ( البَعْثِ وَالنُّشُورِ ج1/ص312/ح648) مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ عَطَاءٍ ، وَالطَّبَرِيُّ فِي ( تَفْسِيْرِ الطَّبَرِيِّ ج25/ص99) مِنْ طَرِيقِ ابْن أَبِي عَدِيٍّ وَيَزِيدَ بْنِ زُرَيْعٍ ، أَرْبَعَتُهُمْ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِى عَرُوبَةَ بِمِثْلِهِ .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
__________
(1) نبس : ما ينطقون وأصل النبس الحركة ولم يستعمل إلا في النفي ( النِّهَايَةُ فِي غَرِيبِ الأَثَرِ ج5/ص7 ، القاموس المحيط ج1/ص743) .
(2) فِى الْمَخْطُوطَةِ (أ) زفير وشهيق .(1/90)
وَأَخْرَجَهُ ابْنُ أَبِى شَيْبَةَ فِي ( مُصَنَّفِهِ ج7/ص48/34122) ، وَابْنُ أَبِى الدُّنْيَا فِي ( صِفَةِ النَّارِ ج1/ص112 /168) ، وَنُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ فِي ( زَوَائِدِ الزُّهْدِ لابْنِ الْمُبَارَكِ ج2/ص91/319) ثَلاثَتُهُمْ مِنْ طَرِيقِ حَمَّادِ بْنِ أَبِى أُسَامَةَ ، وَالْحَاكِمُ فِي ( الْمُسْتَدْرَكِ / كِتَابُ التَّفْسِيْرِ ج2/ص429/3492) مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ عَطاَءٍ ، كِلاهُمَا عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِى عَرُوبَةَ بِمِثْلِهِ .
وَقَالَ الْحَاكِمُ : هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الأَثَرِ
1- عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْكِلابِيُّ (1) أَبُو مُحَمَّدٍ الْكُوفِيُّ . رَوَى عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْن أَبِي خَالِدٍ ، وَسَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ ، وَسُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ . رَوَى عَنْهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَإِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ ، وَابْنَا أَبِي شَيْبَةَ ، وَهَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ التَّمِيمِيُّ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ ثَبْتٌ مِنْ صِغَارِ الثَّامِنَةِ ، مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَمَانِينَ ، وَقِيلَ بَعْدَهَا الْكُتُبُ السِّتَّةُ . مَرْتَبَتُهُ : الأُولَى تَعْدِيلاً .
2- سَعِيدُ بْنُ أَبِى عَرُوبَةَ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 107 ] .
3- قَتَادَةُ بْنُ دَعَامَةَ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 27 ] .
4- أَبُو أيُّوبَ الأَزْدِيُّ الْمَرَاغِيُّ ثِقَة ٌ. سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 107 ] .
__________
(1) تَرْجَمَةُ عَبْدَةَ بْنِ سُلَيْمَانَ الْكِلابِيِّ : تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج18/ص530/3613) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص677/3526) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج6/ص405 /849) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص369/4269) .(1/91)
5- عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 1 ] .
رَابِعَاً : الْحُكْمُ عَلَى إِسْنَادِ الأَثَرِ
هَذَا الأَثَرُ إِسْنَادُهُ صَحِيحٌ لأَنَّ رِجَالَهُ ثِقَاتٌ .
وَقَالَ الْحَاكِمُ فِي : هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ . وَوَافَقَهُ الذَّهَبِيُّ فِي تَلْخِيصِهِ .
وَقَالَ الْهَيْثَمِيُّ فِي ( مَجْمَعِ الزَّوَائِدِ ج10/ص396) : رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ .
وَقَالَ الْمُنْذِرِيُّ فِي ( التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ ج4/ص269) : رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ مَوْقُوفَاً وَرُوَاتُهُ مُحْتَجٌّ بِهِمْ فِي الصَّحِيحِ وَقَالَ الْحَاكِمُ : صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِهِمَا . وَصَحَّحَهُ الأَلْبَانِيُّ فِي ( صَحِيحِ التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ 3/254/3691) .
خَامِسَاً : تَنْبِيهٌ
نَسَبَهُ الْمُصَنِّفُ إِلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ أَحْمَدَ فِي زَوَائِدِ الزُّهْدِ ، وَلَمْ أَجِدْهُ ! .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 118 }
وَأَخْرَجَ الْفِرْيَابِيُّ ، وَابْنُ جَرِيرٍ ، وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، وَابْنُ أَبِي الدُّنْيَا ، وَالْبَيْهَقِيُّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى { وَنَادَوْا يَا مَالِكُ } قَالَ : يَمْكُثُ عَنْهُمْ أَلْفَ سَنَةٍ ، ثُمَّ يُجِيبُهُمْ { إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ } .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الأَثَرِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ(1/92)
أَخْرَجَهُ ابن جرير فِي ( تَفْسِيْرِ الطَّبَرِيِّ ج25/ص99) قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ قَالَ ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَالَ ثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ { وَنَادَوْا يَا مَالِكُ ليقض علينا ربك } ، فَأَجَابَهُمْ بَعْدَ أَلْفِ سَنَةٍ { إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ } . وأَخْرَجَهُ الْبَيْهَقِىُّ فِي ( الْبَعْثِ وَالنُّشُورِ ج1/ص310/ح645) مِنْ طَرِيقِ قَبِيصَةِ بْنِ عُقْبَةَ عَنْ سُفْيَانَ بِمِثْلِهِ ، لَكِنَ الرَّاوِي عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ هُوَ عِكْرِمَةُ .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ الْحَاكِمُ فِي ( الْمُسْتَدْرَكِ عَلَى الصَّحِيحَيْنِ ج2/ص487/3677) مِنْ طَرِيقِ قَبِيصَةَ بْنِ عُقْبَةَ عَنْ سُفْيَانَ بِمِثْلِ رِوَايَةِ الْبَيْهَقِىِّ .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الأَثَرِ
1- مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 26 ] . مِنَ الْحُفَّاظِ الأَثْبَاتِ .
2- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 26 ] . مِنَ الْحُفَّاظِ الْمُتْقِنِينَ .
3- سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ الثَّوْرِيُّ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 4 ] . أَبُو عَبْدِ اللهِ الْكُوفِيُّ ثِقَةٌ حَافِظٌ فَقِيهٌ عَابِدٌ إِمَامٌ حُجَّةٌ .(1/93)
4- عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ (1) الإِمَامُ الْحَافِظُ مُحَدِّثُ الْكُوفَةِ أَبُو السَّائِبِ . رَوَى عَنْ أَبِيهِ السَّائِبِ بْنِ زَيْدٍ ، وَمُجَاهِدٍ ، وَعِكْرِمَةَ ، وَالْحَسَنِ ، وَخَلْقٍ . وَعَنْهُ شُعْبَةُ ، وَالْحَمَّادَانِ ، وَالسُّفْيَانَانِ ، وَعَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ ، وَأُمَمٌ . ثِقَةٌ سَاءَ حِفْظُهُ بِآخَرَةٍ . قَالَ ابْنُ حَجَرٍ : صَدُوقٌ اخْتَلَطَ مِنَ الْخَامِسَةِ ، مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاثِينَ الْبُخَارِيُّ وَالأَرْبَعَةُ . رِوَايَةُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ وَشُعْبَةَ وَزُهَيْرٍ وَزَائِدَةَ وَحَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ وَأَيُّوبَ عَنْهُ صَحِيحَةٌ ، وَمَنْ عَدَاهُمْ يُتَوَقَّفُ فِيهِ إِلاَّ حَمَّادَ بْنَ سَلَمَةَ ، فَاخْتُلِفَ قَوْلُهُمْ ، وَالظَّاهِرُ أَنَّهُ سَمِعَ مِنْهُ مَرَّتَيْنِ ، مَرَّةً مَعَ أَيُّوبَ كَمَا يُومِئُ إِلَيْهِ كَلامُ الدَّارَقُطْنِيِّ , وَمَرَّةً لَمَّا دَخَلَ إِلَيْهِمُ الْبَصْرَةَ ، وَسَمِعَ مِنْهُ مَعَ جَرِيرٍ وَذَوَيْهِ ، وَاللهُ أَعْلَمُ . مَرْتَبَتُهُ : الرَّابِعَةُ تَعْدِيلاً .
5- الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ يَسَارٍ الْبَصْرِيُّ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 11 ] .
__________
(1) تَرْجَمَةُ عطاء بْن السائب : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج6/ص465/3000 ، ، ضعفاء البخاري ج1/ص88/276 ، الْكَامِلُ فِي الضُّعَفَاءِ ج5/ص361/1522) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج6/ص332/1848) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص22/3798 ، ذِكْرُ مَنْ تُكُلِّمَ فِيهِ وَهُوَ مُوَثَّقٌ (ج1/ص134/242 ، سير أعلام النبلاء ج6/ص110/30 ، التَّعْدِيلُ وَالتَّجْرِيْحُ ج3/ص1003/1148 ، الكوكب النيرات ج1/ص61/ 39 ، المختلطين ج1/ص82/33) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص391/4592) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج7/ص183/386 .(1/94)
6- عِكْرِمَةُ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 25 ] . ثِقَةٌ ثَبْتٌ ، عَالِمٌ بِالتَّفْسِيْرِ ، لَمْ يَثْبُتْ تَكْذِيبُهُ عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، وَلا تَثْبُتْ عَنْهُ بِدْعَةٌ .
7- عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 2 ] .
رَابِعَاً : الْحُكْمُ عَلَى إِسْنَادِ الأَثَرِ
هَذَا الأَثَرُ إِسْنَادُهُ صَحِيحٌ لأَنَّ رِجَالَهُ ثِقَاتٌ .
وَقَالَ الْحَاكِمُ فِي ( الْمُسْتَدْرَكِ ج2/ص487/3677) : هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ ، وَوَافَقَهُ الذَّهَبِيُّ .
خَامِسَاً : تَنْبِيهٌ
نَسَبَ الْمُصَنِّفُ الْحَدِيثَ إِلَى الْفِرْيَابِيِّ ، وَابْنِ أَبِى حَاتِمٍ ، وَابْنِ أَبِى الدُّنْيَا فِي صِفَةِ النَّارِ ، وَلَمْ أَجِدْهُ فِي هَذِهِ الْكُتُبِ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 119 }(1/95)
وَأَخْرَجَ سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ ، وَالْبَيْهَقِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ قَالَ : لأَهْلِ النَّارِ خَمْسُ دَعَوَاتٍ ، يُجِيبُهُمُ اللهُ فِي أَرْبَعٍ ، فَإِذَا كَانَتِ الْخَامِسَةُ لَمْ يَتَكَلَّمُوا بَعْدَهَا أَبَدَاً ، يَقُولُونَ { رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خَرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ } ، فَيُجِيبُهُمُ اللهُ { ذَلِكُمْ بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِنْ يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا فَالْحُكْمُ للهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ } ، ثُمَّ يَقُولُونَ { رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحَاً إِنَّا مُوقِنُونَ } (1) ، فَيُجِيبُهُمُ اللهُ { فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَذَا إِنَّا نَسِينَاكُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } (2) ، ثُمَّ يَقُولُونَ { رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُّجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ } (3) ، فَيُجِيبُهُمُ اللهُ { أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ مَا لَكُمْ مِنْ زَوَالٍ } ، ثُمَّ يَقُولُونَ { رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ } فَيُجِيبُهُمُ اللهُ { أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ } (4) ، ثُمَّ يَقُولُونَ { قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْماً ضَالِّينَ .
__________
(1) سُورَةُ السجدة : الآيَةُ 12 .
(2) سُورَةُ السجدة : الآيَةُ 14 .
(3) سُورَةُ إبراهيم : الآيَةُ 44 .
(4) سُورَةُ فاطر : الآيَةُ 37 .(1/96)
رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ } فَيُجِيبُهُمُ اللهُ { اخْسَؤُوا فِيهَا وَلا تُكَلِّمُونِ } (1) ، فَلا يَتَكَلَّمُونَ بَعْدَهَا أَبَدَاً .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الأَثَرِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي ( الْبَعْثِ وَالنُّشُورِ ج1/ص317/ح660) قَالَ : أخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ أَنْبَأَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ النَّضْرَوِيُّ ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ نَجْدَةَ ثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ ثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ بِمِثْلِهِ .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
وَتَابَعَ أَبَا مَعْشَرٍ : عُمَرُ بْنُ أَبِى لَيْلَى أَحَدُ بَنِي عَامِرٍ .
أَخْرَجَهُ ابْن أَبِى الدُّنْيَا فِي ( صِفَةِ النَّارِ ج1/ص153/251) مِنْ طَرِيقِ عُمَرَ بْنِ أَبِي لَيْلَى أَحَدِ بَنِي عَامِرٍ قَالَ : سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ كَعْبٍ الْقُرَظِيَّ يَقُولُ : بِمَعْنَاهُ .
[ تَنْبِيهٌ ] نَسَبَ الْمُصَنِّفُ الأَثَرَ لِسَعِيدِ بْنِ مَنْصُورٍ وَلَمْ أَجِدْهُ ، وَلَعَلَّهُ سَقَطَ ، وَإِلاَّ فَالْبَيْهَقِيُّ رَوَاهُ مِنْ طَرِيقِهِ .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الأَثَرِ
__________
(1) سُورَةُ المؤمنون : الآيَةُ 108 .(1/97)
1- سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورِ (1) أَبُو عُثْمَانَ الْخُرَاسَانِيُّ الْحَافِظُ ، مُصَنِّفُ السُّنَنِ بِمَكَّةَ ، وَكَانَ لا يَرْجِعُ عَمَّا فِي كِتَابِهِ لِشِدَّةِ وُثُوقِهِ بِهِ . رَوَى عَنْ مَالِكٍ ، وَحَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ ، وَنَجِيحِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، وَجَمَاعَةٍ . وَعَنْهُ مُسْلِمٌ ، وَأَبُو دَاوُدَ ، وَغَيْرُهُمْ . قَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ مُصَنِّفٌ ، وَكَانَ لا يَرْجِعُ عَمَّا فِى كِتَابِهِ لِشِدَّةِ وُثُوقِهِ بِهِ مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ ، وَقِيلَ بَعْدَهَا مِنَ الْعَاشِرَةِ الْكُتُبُ السِّتَّةُ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيلاً .
2- نَجِيحُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَبُو مَعْشَرٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [83 ] . ضَعِيفٌ أَسَنَّ وَاخْتَلَطَ .
3- مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ الْقُرَظِيُّ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 108 ] . ثِقَةٌ عَالِمٌ .
4- عُمَرُ بْنُ أَبِي ليلى (2) ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ ، وَقَالَ : يَرْوِي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ ، رَوَى عَنْهُ أَهْلُ الْحِجَازِ . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ : هُوَ مَجْهُولٌ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَجْرِيْحَاً .
رَابِعَاً : الْحُكْمُ عَلَى إِسْنَادِ الأَثَرِ
هَذَا الأَثَرُ إِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ لأَنَّ فِيهِ نَجِيحٌ السِّنْدِيُّ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ مُنْكَرُ الْحَدِيثِ .
وَقَدْ تَابَعَهُ عُمَرُ بْنُ أَبِى لَيْلَى ، وَهُوَ مَجْهُولٌ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 120 }
__________
(1) تَرْجَمَةُ سَعِيدِ بْنِ مَنْصُورٍ : الْكَاشِفُ (ج1/ص445/1962) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج4/ص78/148) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص241/2399) .
(2) تَرْجَمَةُ عُمَرَ بْنِ أبِى لَيْلَى : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج6/ص131/715) ، الثِّقَاتُ (ج7/ص184/9578) .(1/98)
وَأَخْرَجَ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا عَنْ حُذَيْفَةَ أَنَّ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : إِنَّ اللهَ إذَا قَالَ لأَهْلِ النَّارِ { اخْسِئُوا فِيهَا وَلا تُكَلِّمُونِ } (1) عَادَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعَ لَحْمٍ لَيْسَ فِيهَا أَفْوَاهٌ وَلا مَنَاخِيْرٌ ، يَتَرَدَّدُ النَّفَسُ فِي أَجْوَافِهِمْ ، وَإِنَّهُ لَيَسْقُطُ عَلَيْهِمْ حَيَّاتٌ مِنْ نَارٍ ، وَعَقَارِبُ مِنْ نَارٍ ، وَلَوْ (2) أَنَّ حَيَّةً مِنْهَا نَفَخَتْ بِالْمَشْرَقِ لاحْتَرَقَ مَنْ بِالْمَغْرِبِ ، وَلَوْ أَنَّ عَقْرَبَاً مِنْهَا ضَرَبَتْ أَهْلَ النَّارِ لاحْتَرَقُوا مِنْ آخِرِهِمْ ، وَإِنَّهَا لَتُسْلَّطُ عَلَيْهِمْ ، فَتَكُونُ بَيْنَ لُحُومِهِمْ وَجُلُودِهِمْ ، وَإِنَّهُ لَيُسْمَعُ لَهَا (3) جَلَبَةٌ كَجَلَبَةِ الْوَحْشِ فِي الْغِيَاضِ (4) .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
__________
(1) خسأ : الخاء والسين والهمزة يدل على الإبعاد . يقال خسأت الكلب(مقاييس اللغة ج2/ص182 ، تاج العروس ج1/ص210) .
(2) فِى الْمَخْطُوطَةِ (ب) ، (ز) بدون ذكر الواو .
(3) فِى الْمَخْطُوطَةِ (أ) زيادة هنا وفِى الْمَخْطُوطَةِ (ب) زيادة هناك .
(4) الغياض : جمع غيضة وهي الشجر الملتف ( النِّهَايَةُ فِي غَرِيبِ الأَثَرِ ج3/ص402 ، المغرب في ترتيب المعرب ج2/ص120 ، لسان العرب ج7/ص202)(1/99)
أَخْرَجَهُ ابْن أَبِى الدُّنْيَا فِي ( صِفَةِ النَّارِ ج1/ص72/96) قَالَ : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ قَالَ : حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ عَمَّارٍ قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ قَاضِي شِمْشَاطٍ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ يَبْلُغُ بِهِ حُذَيْفَةَ قَالَ : أَسَرَّ إِلَيَّ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - حَدِيثَاً قَالَ : يَا حُذَيْفَةَ ، إِنَّ اللهَ إذَا قَالَ لأَهْلِ النَّارِ { اخْسِئُوا فِيهَا وَلا تُكَلِّمُونِ } بِمِثْلِهِ .
ثَانِيَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
1- أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ أَبُو جَعْفَرٍ الأَصَمُّ الْحَافِظُ . ثِقَة حَافِظٌ . سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 16 ] .
2- مَنْصُورُ بْنُ عَمَّارٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 93 ] . قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ : مُنْكَرُ الْحَدِيثِ . وَقَالَ الْعُقَيْلِيُّ : فِيهِ تَجَهُّمٌ . وَقَالَ الدارقطني : يَرْوِي عَنْ ضُعَفَاءَ أَحَادِيثَ لا يُتَابَعُ عَلَيْهَا .
3- مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ (1) أَبُو الرَّبِيعِ الشِّمْشَاطِيُّ (2) بِشِينَيْنِ مُعْجَمَتَيْنِ . رَوَى عَنْهُ مَنْصُورُ بْنُ عَمَّارٍ ، وَأَبُو الْمُعَافِي مُحَمَّدُ بْنُ وَهْبٍ الْحَرَّانِيُّ ، وَطَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ شِمْشَاطٍ . وَرَوَى عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ حُدَيْرٍ ، وَالثَّوْرِيِّ .
مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَجْرِيْحَاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ : الإكْمَالُ (5/141) ، تَبْصِيْرُ الْمُنْتَبِهِ (1/181) .
(2) شِمْشَاطُ : مدينة بالروم على شاطئ الفرات ( معجم البلدان 3/362) .(1/100)
4- عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ (1) عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ بِفَتْحِ الرَّاءِ وَتَشْدِيدِ الْوَاوِ ، وَاسْمُهُ مَيْمُونٌ مَوْلَى الْمُهَلَّبِ بْنِ أَبِي صُفْرَةَ الأَزْدِيِّ ، وَهُوَ وَالِدُ عَبْدِ الْمَجِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أبِي رَوَّادٍ : ضُعَفَاءُ الْبُخَارِيِّ (ج1/ص74/222) ، التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج6/ص22/1561) ، الْمُجْرُوحِينَ (ج2/ص136/739) ، الْوَافِي بِالْوَفَيَاتِ (ج18/ص292) ، الْكَامِلُ فِي الضُّعَفَاءِ (ج5/ص290/1429) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج18/ص136/3447) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص655/3387) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص357/4096) .(1/101)
رَوَى عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ ، وَسَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ ، وَعِكْرِمَةَ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ ، وَنَافِعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ . رَوَى عَنْهُ حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجُعَفِيُّ ، وَسُفْيَانً الثَّوْرِيُّ ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ . وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ عَنْ أَبِيهِ : رَجُلٌ صَالِحُ الْحَدِيثِ ، وَكَانَ مُرْجِئَاً ، وَلَيْسَ هُوَ فِي التَّثَبُّتِ مِثْلَ غَيْرِهِ . وَقَالَ إسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ : ثِقَةٌ . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ : صَدُوقٌ ثِقَةٌ فِي الْحَدِيثِ ، مُتَعَبِّدٌ . وَقَالَ النَّسَائِيُّ : لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ . وَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ : وَفِي بَعْضِ أَحَادِيثِهِ مَا لا يُتَابَعُ عَلَيْهِ . قَالَ ابْنُ حِبَّانَ : كَانَ يُحَدِّثُ عَلَى التَّوَهُّمِ ، فَسَقَطَ الاحْتِجَاجُ بِهِ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : صَدُوقٌ عَابِدٌ رُبَّمَا وَهِمَ ، وَرُمِيَ بِالإِرْجَاءِ ، مِنَ السَّابِعَةِ . مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَخَمْسِينَ الْبُخَارِيُّ تَعْلِيقَاً وَالأَرْبَعَةُ . مَرْتَبَتُهُ : الرَّابِعَةُ تَعْدِيلاً .
5- حُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ وَكَانَ صَاحِبَ سِرِّ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ، وَمَنَاقِبُهُ كَثِيْرَةٌ مَشْهُورَةٌ . وَمَاتَ حُذَيْفَةُ فِي أَوَّلِ خِلافَةِ عَلِيٍّ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاثِينَ . سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 92 ] .
ثَالِثَاً : الْحُكْمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
هَذَا الْحَدِيثُ إسْنَادُهُ ضَعِيفٌ للانْقِطَاعِ بَيْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِى رَوَّادٍ وَحُذَيْفَةَ ، وَلِجَهَالَةِ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ الشِّمْشَاطِىِّ ، وَلِضَعْفِ مَنْصُورِ بْنِ عَمَّارٍ .
بَابٌ :
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 121 }(1/102)
أَخْرَجَ ابْنُ عَدِيٍّ وَالضِّيَاءُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « أوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ النَّارَ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ السَّوَّاطُونَ (1) » .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ ابْنُ عَدِىٍّ فِي ( الْكَامِلِ فِي ضُعَفَاءِ الرِّجَالِ ج7/ص267) قَالَ : أَخْبَرَنَا الْقَاسِمُ بْنُ اللَّيْثِ وَابْنُ قُتَيْبَةَ قَالا : ثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ ثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ثَنَا أَبُو الْمُهَزَّمِ يَزِيدُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « أوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ النَّارَ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ السَّوَّاطُونَ » .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
وَأَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي ( الْمُعْجَمِ الأَوْسَطِ ج6/ص367/6635) قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ ثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ثَنَا أَبُو الْمُهَزَّمِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - بِمِثْلِهِ . وَقَالَ : لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ إِلاَّ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ ، تَفَرَّدَ بِهِ هِشَامٌ .
__________
(1) السواطون : قيل هم الشرط الذين يكون معهم الأسواط يضربون بها الناس . وساط دابته يسوطه إذا ضربه ( النِّهَايَةُ فِي غَرِيبِ الأَثَرِ ج2/ص421 ، لسان العرب ج7/ص326) .(1/103)
وَأَخْرَجَهُ ابْنُ أَبِى شَيْبَةَ فِي ( مُصَنَّفِهِ ج7/ص262/35901) مِنْ طَرِيقِ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ ، وَالطَّبَرَانِيُّ فِي ( الأَوَائِلِ / بَابُ أَوَّلِ مَنْ يَدْخُلُ النَّارِ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ ج1/ص64/36) ، وَابْنُ أَبِي عَاصِمٍ فِي ( الأَوَائِلِ ج1/ص94/124) كِلاهُمَا مِنْ طَرِيقِ ابْنِ شَوْذَبٍ ، كِلاهُمَا - حَمَّادُ وَابْنُ شَوْذَبٍ - عَنْ أَبِى الْمُهَزَّمِ بِمِثْلِهِ لَكِنَّهُ مَوْقُوفٌ عَلَى أَبِى هُرَيْرَةَ . وَقَالَ ابْنُ أَبِي عَاصِمٍ : إِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ جِدَّاً .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
1- مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي عَامِرٍ النَّحْوِيُّ (1) سَمِعَ بِدِمَشْقَ سُلَيْمَانَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، وَهِشَامَ بْنَ عَمَّارٍ وَعَبْدَ اللهِ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ بَشِيْرِ بْنِ ذَكْوَانَ . رَوَى عَنْهُ أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ بْنِ شُعَيْبٍ ، وَأَبُو الْقَاسِمِ الطَّبَرَانِيُّ ، وَمُوسَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ الْبَيْرُوتِيُّ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَجْرِيْحَاً .
2- هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 86 ] . صَدُوقٌ مُقْرِئٌ كَبِرَ فَصَارَ يَتَلَقَّنُ فَحَدِيثُهُ الْقَدِيْمُ أَصَحُّ .
3- الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 86 ] . ثِقَةٌ لَكِنَّهُ كَثِيْرُ التَّدْلِيسِ وَالتَّسَوِيَةِ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ مُحَمَّدِ بْنِ إبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي عَامِرٍ النَّحْوِيِّ : تَارِيْخُ مَدِينَةِ دِمَشْقَ (ج51/ص210/6040) .(1/104)
4- حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ (1) حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ دِينَارٍ الإِمَامُ أَبُو سَلَمَةَ أَحَدُ الأَعْلامِ . قَالَ ابْنُ مَعِينٍ : إِذَا رَأَيْتَ مَنْ يَقَعُ فِيهِ فَاتَّهِمْهُ عَلَى الإِسْلامِ ، وَهُوَ إِمَامٌ صَدُوقٌ لَهُ أَوْهَامٌ ، وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ أَثْبَتُ مِنْهُ . رَوَى عَنْ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ ، وَثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ ، وَحَبِيبٍ الْمُعَلِّمِ ، وَغَيْرِهِمْ . وَرَوَى عَنْهُ إبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ السَّامِيُّ ، وَآدَمُ بْنُ أَبِي إيَاسٍ ، وَحَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ وَغَيْرُهُمْ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ عَابِدٌ أَثْبَتُ النَّاسِ فِي ثَابِتٍ ، وَتَغَيَّرَ حِفْظُهُ بِآخَرِةٍ ، مِنْ كِبَارِ الثَّامِنَةِ ، مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّينَ الْبُخَارِيُّ تَعْلِيقَاً وَمُسْلِمٌ وَالأَرْبَعَةُ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ : مَعْرِفَةُ الثِّقَاتِ (ج1/ص319/354) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج3/ص141) ، التَّعْدِيلُ وَالتَّجْرِيْحُ (ج2/ص523/283) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص349) ، ذِكْرُ مَنْ تُكُلِّمَ فِيهِ وَهُوَ مُوَثَّقٌ (ج1/ص70/93) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص178/1499) ، خُلاصَةُ تَذْهِيبِ تَهْذِيبِ الْكَمَالِ (ج1/ص484) .(1/105)
5- يَزِيدُ بْنُ سُفْيَانَ (1) أَبُو الْمُهَزَّمِ التَّمِيمِيُّ الْبَصْرِيُّ ، اسْمُهُ يَزِيدُ ، وَقِيلَ : عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سُفْيَانَ . رَوَى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ . وَعَنْهُ عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ ، وَشُعْبَةُ ، وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، وَعِدَّةٌ . قَالَ إسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ : ضَعِيفٌ . وَقَالَ مَرَّةً : لا شَيْءَ . وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ : لَيْسَ بِقَوِيٍّ , شُعْبَةُ يُوَهِّنُهُ يَقُولُ : كَتَبْتُ عَنْهُ مِائَةَ حَدِيثٍ مَا حَدَّثْتُ عَنْهِ بِشَيْءٍ . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ : ضَعِيفُ الْحَدِيثِ . وَقَالَ الْبُخَارِيُّ : تَرَكَهُ شُعْبَةُ . وَقَالَ النَّسَائِيُّ : مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ . وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ : ضَعِيفٌ أَسَاءَ الْقَوْلَ فِيهِ شُعْبَةُ . وَقَالَ النَّسَائِيُّ أَيْضَاً : لَيْسَ بِثِقَةٍ . وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ : عَامَّةُ مَا يَرْوِيهِ يُنْكَرُ عَلَيْهِ . وَقَالَ الْحَاكِمُ أَبُو أَحْمَدَ : لَيْسَ بِالْقَوِيِّ عِنْدَهُمْ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ يَزِيدَ بْنِ سُفْيَانَ : ضعفاء البخاري (ج1/ص121/404) ، التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج8/ص339/3235) ، الضُّعَفَاءُ لِلنَّسَائِيِّ (ج1/ص110/648) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج9/ص269/1129) ، الْمُجْرُوحِينَ (ج3/ص99/1176) ، الْكَامِلُ فِي الضُّعَفَاءِ (ج7/ص266/2164) ، الضُّعَفَاءُ وَالْمَتْرُوكِينَ لابْنِ الْجَوْزِيِّ (ج3/ص209/3783) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج34/ص327/7655) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص464/6860) ، الْمُغْنَي فِي الضُّعَفَاءِ (ج2/ص750/7106) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص676/8397) ، لِسَانُ الْمِيزَانِ (ج6/ص288/1020) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج12/ص272 /1143) .(1/106)
وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : مَتْرُوكٌ مِنَ الثَّالِثَةِ أَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ . مَرْتَبَتُهُ : الْخَامِسَةُ تَجْرِيْحَاً .
6- أَبُو هُرَيْرَةَ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 19 ] .
رَابِعَاً : الْحُكْمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
هَذَا الْحَدِيثُ إسْنَادُهُ ضَعِيفٌ جِدَّاً لأَنَّ فِيهِ أَبُو الْمُهَزَّمِ ، وَهُوَ مَتْرُوكٌ ، وَهَذَا الْحَدِيثُ مِنْ مَنَاكِيْرِهِ كَمَا نَصَّ عَلَى ذَلِكَ ابْنُ عَدِىٍّ فِي الْكَامِلِ ، وَابْنُ حَجَرٍ فِي اللِّسَانِ فِي تَرْجَمَتِهِ .
وَقَالَ ابْنُ أَبِي عَاصِمٍ : إسْنَادُهُ ضَعِيفٌ جِدَّاً ، وفيه مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَبُو عَامِرٍ ، وَهُوَ مَجْهُولُ الْحَالِ .
بَابٌ :
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 122 }
أَخْرَجَ الْبَيْهَقِيُّ عَنِ ابْنِ عَمْرٍو قَالَ : إِنَّ ابْنَ آدَمَ الَّذِي قَتَلَ أَخَاهُ يُقَاسِمُ أَهْلَ النَّارِ نِصْفَ عَذَابِ جَهَنَّمَ قِسْمَةً صِحَاحَاً .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الأَثَرِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي ( شُعَبِ الإِيْمَانِ 4/340/ح5323) قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ ابْنُ بِشْرَانَ أنَا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّزَّازُ ثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شَاكِرٍ ثَنَا عَفَّانُ ثَنَا هَمَّامٌ ثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو : إِنَّ ابْنَ آدَمَ الَّذِي قَتَلَ أَخَاهُ يُقَاسِمُ أَهْلَ النَّارِ نِصْفَ عَذَابِ جَهَنَّمَ قِسْمَةً صِحَاحَاً .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
وأَخْرَجَهُ ابْنُ عَسَاكِرَ فِي ( تَارِيْخِ دِمَشْقَ ج49/ص46) مِنْ طَرِيقِ الْبَيْهَقِيِّ بِمِثْلِهِ .(1/107)
وأَخْرَجَهُ الطَّحَاوِيُّ فِي ( شَرْحِ مُشْكَلِ الآثَارِ ج4/ص207) مِنْ طَرِيقِ إبْرَاهِيمَ بْنِ مَرْزُوقٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ دَاوُدَ ، كِلاهُمَا عَنْ عَفَّان بِمِثْلِهِ .
وأَخْرَجَهُ الطَّبَرِيُّ فِي ( تَفْسِيْرِ الطَّبَرِيِّ ج6/ص194) مِنْ طَرِيقِ حَكِيمِ بْنِ حَكِيمٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو بِمَعْنَاهُ .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الأَثَرِ
1- عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرَانَ (1) أَبُو الْحُسَيْنِ ابْنُ بِشْرَانَ ، الأُمَوِيُّ الْمُعَدِّلُ . رَوَى عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمِصْرِيِّ ، وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارِ ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو الرَّزَّازِ ، وَغَيْرِهِمْ . كَتَبْنَا عَنْهُ ، وَكَانَ صَدُوقَاً ثِقَةً ثَبْتَاً حَسَنَ الأَخْلاقِ تَامَّ الْمُرُوءَةِ ظَاهِرَ الدِّيَانَةِ ، وَكَانَتْ وَفَاتُهُ وَقْتَ السَّحَرِ مِنْ يَوْمِ الأَحَدِ الْخَامِسِ وَالْعِشْرِينَ مِنْ شَعْبَانَ سَنَةَ خَمْسَ عَشَرَةَ وَأَرْبَعِمَئَةٍ . مَرْتَبَتُهُ : الأُولَى تَعْدِيلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرَانَ : تَارِيْخُ بَغْدَادَ (ج12/ص98/6527) .(1/108)
2- مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو الْبَخْتَرِيِّ (1) مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْبَخْتَرِيِّ بْنِ مُدْرِكِ بْنِ أَبِى سُلَيْمَانَ أَبُو جَعْفَرٍ الرَّزَّازُ . وُلِدَ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَخَمْسِينَ وَمِائَتَيْنِ . وَسَمِعَ سَعْدَانَ بْنَ نَصْرٍ الْبَزَّارَ ، وَعَبَّاسَ بْنَ مُحَمَّدٍ الدُّورِيَّ ، وَمُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ الدَّقِيقِيَّ وَالْحَسَنَ بْنَ مُكْرَمٍ ، وَيَحْيَى بْنَ أَبِى طَالِبٍ ، وَمَنْ فِي طَبَقَتِهِمْ وَبَعْدَهُمْ ، وَكَانَ ثِقَةً ثَبْتَاً . ورَوَى عَنْهُ أَبُو حَفْصٍ ابْنُ شَاهِينَ ، وَجَمَاعَةٌ . وحَدَّثَنَا عَنْهُ أَبُو الْحَسَنِ بْنُ رِزْقَوَيْهِ ، وَأَبُو الْحُسَيْنِ ابْنُ بِشْرَانَ ، وَغَيْرُهُمْ . مَاتَ أَبُو جَعْفَرٍ الرَّزَّازُ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَثَلاثِينَ وَثَلاثِمِئَةٍ . مَرْتَبَتُهُ : الأُولَى تَعْدِيلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو الْبَخْتَرِيِّ : تَارِيْخُ بَغْدَادَ (ج3/ص132/1152) .(1/109)
3- جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ شَاكِرٍ (1) أَبُو مُحَمَّدٍ الصَّائِغُ . سمع مُحَمَّدَ بْنَ سَابِقٍ ، وَعَفَّانَ بْنَ مُسْلِمٍ وَالْحُسَيْنَ بْنَ مُحَمَّدٍ الْمَرْوَزِيَّ ، وَأَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ . رَوَى عَنْهُ مُوسَى بْنُ هَارُونَ ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو الرَّزَّازُ . قَالَ الْخَطِيبُ : كَانَ عَابِدَاً زَاهِدَاً ثِقَةً صَادِقَاً مُتْقِنَاً ضَابِطَاً . وَقَالَ مَسْلَمَةُ بْنُ قَاسِمٍ : بَغْدَادِيٌّ ثِقَةٌ رَجُلٌ صَالِحٌ زَاهِدٌ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ عَارِفٌ بِالْحَدِيثِ مِنَ الْحَادِيَةَ عَشَرَةَ مَاتَ فِي آخِرِ سَنَةِ تِسْعٍ وَسَبْعِينَ ، وَلَهُ تِسْعُونَ سَنَةً أَبُو دَاوُدَ . مَرْتَبَتُهُ : الأُولَى تَعْدِيلاً .
4- عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ الصَّفَّارُ أَبُو عُثْمَانَ الْبَصْرِيُّ . سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 28 ] . ثِقَةٌ ثَبْتٌ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ شَاكِرٍ : تاريخ بغداد (ج7/ص185/3637) ، طبقات الحنابلة (ج1/ص124/151) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج2/ص87/155) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص141/954) .(1/110)
5- هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى (1) هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى بْنِ دِينَارٍ الأَزَدِيُّ الْعَوَذِيُّ أَبُو عَبْدِ اللهِ . رَوَى عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، وَأَبِيهِ يَحْيَى بْنِ دِينَارٍ الْعَوَذِيِّ ، وَزَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، وَنَافِعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ ، وَغَيْرِهِمْ . وَعَنْهُ عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ ، وَالثَّوْرِيُّ وَهُوَ مِنْ أَقْرَانِهِ ، وَابْنُ الْمُبَارَكِ ، وَآخَرُونَ . قَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ رُبَّمَا وَهِمَ مِنَ السَّابِعَةِ مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ أَوْ خَمْسٍ وَسِتِّينَ الْكُتُبُ السِّتَّةُ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ هَمَّامِ بْنِ يَحْيَى : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج9/ص107/457) ، مَعْرِفَةُ الثِّقَاتِ (ج2/ص334/1918) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج30/ص302/6602) ، تَذْكِرَةُ الْحُفَّاظِ (ج1/ص201/194) ، ذِكْرُ مَنْ تُكُلِّمَ فِيهِ وَهُوَ مُوَثَّقٌ (ج1/ص188/357) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص339/5986) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج11/ص60/108) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص574/7319 .(1/111)
6- هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ الأَسَدِيُّ أَبُو الْمُنْذِرِ . رَأَى ابْنَ عُمَرَ ، وَمَسَحَ رَأْسَهُ ، وَدَعَا لَهُ . وَرَوَى عَنْ أَبِيهِ ، وَعَمِّهِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ ، وَامْرَأتِهِ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ بْنِ الزُّبَيْرِ ، وَغَيْرِهِمْ . رَوَى عَنْهُ أَيُّوبُ السَّخْتِيَانِيُّ وَمَاتَ قَبْلَهُ ، وَشُعْبَةُ ، وَالسُّفْيَانَانِ ، وَالْحَمَّادَانِ ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ . وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ وَالْعِجْلِيُّ : كَانَ ثِقَةً , زَادَ ابْنُ سَعْدٍ : ثَبْتَاً كَثِيْرَ الْحَدِيثِ حُجَّةً . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ : ثِقَةٌ إِمَامٌ فِي الْحَدِيثِ . وَقَالَ يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ : ثِقَةٌ ثَبْتٌ لَمْ يُنْكَرْ عَلَيْهِ شَيْءٌ إِلاَّ بَعْدَمَا صَارَ إِلَى الْعِرَاقِ ، فَإِنَّهُ انْبَسَطَ فِي الرِّوَايَةِ عَنْ أَبِيهِ ، فَأَنْكَرَ ذَلِكَ عَلَيْهِ أَهْلُ بَلَدِهِ وذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ ، وَقَالَ : كَانَ مُتْقِنَاً وَرِعَاً فَاضِلاً حَافِظَاً . قَالَ الْعَلائِيُّ : لَهُ رُؤْيَةٌ عَنِ ابْنِ عُمَرَ وَلَمْ يَسْمَعْ مِنْهُ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ فَقِيهٌ رُبَّمَا دَلَّسَ مِنَ الْخَامِسَةِ . مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ أَوْ سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ ، وَلَهُ سَبْعٌ وَثَمَانُونَ سَنَةً الْكُتُبُ السِّتَّةُ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيلاً .(1/112)
7- عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْر (1) عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ بْنِ خُوَيْلِدٍ الأَسَدِيُّ أَبُو عَبْدِ اللهِ الْمَدَنِيُّ . رَوَى عَنْ أَبِيهِ وَأَخِيهِ عَبْدِ اللهِ ، وَأُمِّهِ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ وَخَالَتِهِ عَائِشَةَ ، وَعَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ ، وَعَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ، وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ . وَعَنْهُ أَوْلادُهُ عَبْدُ اللهِ وَعُثْمَانُ وَهِشَامٌ وَمُحَمَّدٌ وَيَحْيَى ، وَأَبُو الأسَوْدِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ نَوْفِلٍ يَتِيمُ عُرْوَةَ ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ ، وَأَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، وَآخَرُونَ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ فَقِيهٌ مَشْهُورٌ مِنَ الثَّالِثَةِ مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ عَلَى الصَّحِيحِ ، وَمَوْلِدُهُ فِي أَوَائِلِ خِلافَةِ عُثْمَانَ الْكُتُبُ السِّتَّةُ .
مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيلاً .
8- عَبْدُ الله بْنُ عَمْرٍو سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 1 ] . أَحَدُ السَّابِقِينَ الْمُكْثِرِينَ مِنَ الصَّحَابَةِ وَأَحَدُ الْعَبَادِلَةِ الْفُقَهَاءِ .
رَابِعَاً : الْحُكْمُ عَلَى إِسْنَادِ الأَثَرِ
هَذَا الأَثَرُ إِسْنَادُهُ صَحِيحٌ لأَنَّ رِجَالَهُ ثِقَاتٌ .
خَامِسَاً : مَعْنَى الأَثَرِ
__________
(1) تَرْجَمَةُ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ : الطَّبَقَاتُ الْكُبْرَى لابْنِ سَعْدٍ (ج5/ص 178) ، تَارِيْخُ ابْنِ مَعِينٍ رِوَايَةُ الدُّورِيِّ (ج2/ص399) ، التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ لِلْبُخَارِيِّ (ج7/ص31/ 138) ، الثِّقَاتُ (ج5/ص194/4515) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج6/ص395/2207) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج20/ص11/3905) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (7ج/ص163/352) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص389/4561) .(1/113)
هَذَا مَأْحُوذٌ مِنْ حَدِيثِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - « لا تُقْتَلُ نَفْسٌ ظُلْمَاً إِلاَّ كَانَ عَلَى اِبْن آدَم الأَوَّلِ كِفْلٌ مِنْهَا ؛ لأَنَّهُ كَانَ أَوَّلَ مَنْ سَنَّ الْقَتْلَ » . قَالَ أَبُو زَكَرِيَّا النَّوَوِيُّ فِي ( شَرْحِهِ عَلَى صَحِيحِ مُسْلِمٍ ) (1) : الْكِفْلُ بِكَسْرِ الْكَافِ الْجُزْءُ وَالنَّصِيبُ ، وَقَالَ الْخَلِيلُ : هُوَ الضِّعْفُ . وَهَذَا الْحَدِيثُ مِنْ قَوَاعِدِ الإِسْلامِ ، وَهُوَ : أَنَّ كُلَّ مَنْ اِبْتَدَعَ شَيْئَاً مِنْ الشَّرِّ كَانَ عَلَيْهِ مِثْلُ وِزْرِ كُلِّ مَنْ اِقْتَدَى بِهِ فِي ذَلِكَ الْعَمَلِ مِثْلَ عَمَلِهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، وَمِثْلُهُ مَنْ اِبْتَدَعَ شَيْئَاً مِنْ الْخَيْرِ كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ كُلِّ مَنْ يَعْمَلُ بِهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، وَهُوَ مُوَافِقٌ لِلْحَدِيثِ الصَّحِيحِ : « مَنْ سَنَّ سُنَّةً حَسَنَةً وَمَنْ سَنَّ سُنَّةً سَيِّئَةً » ، وَلِلْحَدِيثِ الصَّحِيحِ « مَنْ دَلَّ عَلَى خَيْرٍ فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِ فَاعِلِهِ » ، وَلِلْحَدِيثِ الصَّحِيح : « مَا مِنْ دَاعٍ يَدْعُو إِلَى هُدَىً وَمَا مِنْ دَاعٍ يَدْعُو إِلَى ضَلالَةٍ » . وَاللهُ أَعْلَم .
بَابٌ :
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 123 }
__________
(1) شَرْحُ النَّوَوِيِّ عَلَى صَحِيحِ مُسْلِمٍ (ج11/ص166) ، عُمْدَةُ القَارِيِّ (ج8/ص72) ، فَتْحُ الْبَارِي (ج12/ص193) ، حَاشِيَةُ السِّنْدِيِّ عَلَى سُنَنِ النَّسَائِيِّ (ج7/ص82) .(1/114)
أَخْرَجَ مُسْلِمٌ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَنَّهُ قَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، هَلْ نَفَعْتَ أَبَا طَالِبٍ بِشَيْءٍ ، فَإِنَّهُ كَانَ يَحُوطُكَ وَيَغْضَبُ لَكَ ؟ ، قَالَ : « نَعَمْ ، هُوَ فِي ضَحْضَاحٍ (1) مِنْ نَارٍ ، وَلَوْلا أنَا لَكَانَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ من النَّارِ » .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي ( صَحِيحِهِ / كِتَابُ الإِيْمَانِ ج1/ص194/209) قَالَ : حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الأُمَوِيُّ قَالُوا : حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْن الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَنَّهُ قَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، هَلْ نَفَعْتَ أَبَا طَالِبٍ بِشَيْءٍ ، فَإِنَّهُ كَانَ يَحُوطُكَ وَيَغْضَبُ لَكَ ؟ ، قَالَ : « نَعَمْ ، هُوَ فِي ضَحْضَاحٍ مِنْ نَارٍ ، وَلَوْلا أنَا لَكَانَ فِي الدَّرْكِ (2) الأَسْفَلِ من النَّارِ » .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
__________
(1) ضحضاح من نار : بفتح الضاد أي شيء قليل كضحضاح الماء وهو ما يبقى منه على وجه الأرض . اصل الضحضاح في الماء إذا كان قليلا رقيقا فشبه قلة النار به ( غريب الحديث لابن الجوزي ج2/ص6 ، غَرِيبُ الْحَدِيثِ لابْنِ سَلامٍ ج4/ص392 ، مشارق الأنوار ج2/ص55) .
(2) الدرك : بالتحريك وقد يسكن واحد الأدراك وهي منازل في النار والدرك إلى أسفل والدرج إلى فوق ( تذكرة الأريب في تفسير الغريب ج1/ص131 ، غريب القرآن ج1/ص217 ، النِّهَايَةُ فِي غَرِيبِ الأَثَرِ ج2/ص114) .(1/115)
أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ فِي ( كِتَابِ الأَدَبِ ، بَابُ كُنْيَةِ الْمُشْرِكِ ج5/ص2293/5855) قَالَ : حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ بِمِثْلِهِ .
وأَخْرَجَهُ فِي ( كِتَابِ مَنَاقِبِ الأَنْصَارِ ، بَابُ قِصَّةِ أَبِى طَالِبٍ ج3/ص1408/3670) قَالَ : حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ عُيَيْنَةَ بِمِثْلِهِ .
وأَخْرَجَهُ أيْضَاً فِي ( كِتَابِ الرِّقَاقِ ، بَابُ صِفَةِ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ ج5/ص2402/6203) قَالَ : حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ مُخْتَصَرَاً .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 124 }
وَفِي لَفْظٍ لِمُسْلِمٍ : « وَجَدْتُهُ فِي غَمَرَاتٍ مِنَ النَّارِ ، فَأَخْرَجْتُهُ إِلَى ضَحْضَاحٍ » .
- - الله - -
تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي ( صَحِيحِهِ / كِتَابِ الإِيْمَانِ ج1/ص195/209 ) قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ : سَمِعْتُ الْعَبَّاسَ يَقُولُ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ؛ إِنَّ أَبَا طَالِبٍ كَانَ يَحُوطُكَ وَيَنْصُرُكَ ، فَهَلْ نَفَعَهُ ذلك ؟ ، قَالَ : « نَعَمْ ، وَجَدْتُهُ فِي غَمَرَاتٍ مِنَ النَّارِ ، فَأَخْرَجْتُهُ إِلَى ضَحْضَاحٍ » .(1/116)
مَعْنَي الْحَدِيثِ (1) قَالَ أبُو زَكَرِيَّا النَّوَوِيُّ : قَوْلُهُ - صلى الله عليه وسلم - : « كَانَ يَحُوطُك » هُوَ بِفَتْحِ الْيَاءِ وَضَمِّ الْحَاءِ . قَالَ أَهْلُ اللُّغَة : يُقَالُ : حَاطَهُ يَحُوطُهُ حَوْطَاً وَحِيَاطَةً إِذَا صَانَهُ وَحَفِظَهُ ، وَذَبَّ عَنْهُ ، وَتَوَفَّرَ عَلَى مَصَالِحِهِ . وَقَوْلُهُ - صلى الله عليه وسلم - : « وَلَوْلا أَنَا لَكَانَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنْ النَّارِ » قَالَ أَهْل اللُّغَة : فِي الدَّرْك لُغَتَانِ فَصَيْحَتَانِ مَشْهُورَتَانِ : فَتْحُ الرَّاءِ وَإِسْكَانُهَا ، وَقُرِئَ بِهِمَا فِي الْقِرَاءَات السَّبْعِ ، قَالَ الْفَرَّاءُ : هُمَا لُغَتَانِ جَمْعُهُمَا أَدْرَاكٌ ، وَقَالَ الزَّجَّاجُ : اللُّغَتَانِ حَكَاهُمَا أَهْلُ اللُّغَةِ ، إِلاَّ أَنَّ الاخْتِيَار فَتْح الرَّاءِ لأَنَّهُ أَكْثَر فِي الاسْتِعْمَالِ ، وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ : جَمْعُ الدَّرَكِ بِالْفَتْحِ أَدْرَاكٌ كَجَمَلٍ وَأَجْمَالٍ وَفَرَسٍ وَأَفْرَاسٍ ، وَجَمْع الدَّرْكِ بِالإِسْكَانِ أَدْرُكٌ كَفَلْسٍ وَأَفْلُسٍ . وَأَمَّا مَعْنَاهُ : فَقَالَ جَمِيعُ أَهْلِ اللُّغَةِ وَالْمَعَانِي وَالْغَرِيبِ وَجَمَاهِيرِ الْمُفَسِّرِينَ : الدَّرْكُ الأَسْفَلُ قَعْرُ جَهَنَّمَ . وَأَقْصَى أَسْفَلهَا ، قَالُوا : وَلِجَهَنَّمَ أَدْرَاكٌ ، فَكُلّ طَبَقَةٍ مِنْ أَطْبَاقِهَا تُسَمَّى دَرْكَاً . وَاَللهُ أَعْلَمُ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 125 }
وَأَخْرَجَ الْبَزَّارُ مِثْلَهُ مِنْ حَدِيثِ جَابِرٍ .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
عَزَاهُ الْمُصَنِّفُ إِلَى الْبَزَّارِ ، وَلَمْ أَجِدْهُ فِي كَشْفِ الأَسْتَارِ ، إلاَّ أَنَّ أَصْلَهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ .
ثَانِيَاً : ذكر من أَخْرَجَهُ غير ما ذكر المصنف
__________
(1) شرح النووي على صحيح مسلم ج3/ص84 .(1/117)
أَخْرَجَهُ أَبُو يَعْلَى فِي ( مُسْنَدِهِ ج4/ص41/2047 ) قَالَ : حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ عَنْ مُجَالِدٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ : سُئِلَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ أَبِي طَالِبٍ ، هَلْ تَنْفَعُهُ نُبُوَّتُكَ ؟ ، قَالَ : « نَعَمْ ، أَخْرَجْتُهُ مِنْ غَمْرَةِ جَهَنَّمَ إِلَى ضَحْضَاحٍ مِنْهَا » ، وَسُئِلَ عَنْ خَدِيْجَةَ ، لأَنَّهَا مَاتَتْ قَبْلَ الْفَرَائِضِ ، وَأَحْكَامِ الْقُرْآنِ ، فَقَالَ : « أَبْصَرْتُهَا عَلَى نَهْرٍ مِنْ أَنْهَارِ الْجَنَّةِ ، فِي بَيْتٍ مِنْ قَصَبٍ ، لا صَخَبَ فِيهِ ، وَلا نَصَبَ » ، وَسُئِلَ عَنْ وَرَقَةَ بْنِ نَوْفَلٍ ، قَالَ : « أَبْصَرْتُهُ فِي بُطْنَانِ الْجَنَّةِ عَلَيْهِ سُنْدُسٌ » ، وَسُئِلَ عَنْ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ ، فَقَالَ : « يُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أُمَّةً وَحْدَهُ ، بَيْنِي وَبَيْنَ عِيسَى عَلَيْهِمَا السَّلامُ » .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
1- سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ الْبَغْدَادِيُّ أَبُو الْحَارِثِ الْعَابِدُ . ثِقَةٌ عَابِدٌ . سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 110 ] .(1/118)
2- إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُجَالِدٍ (1) إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُجَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ الْهَمْدَانِيُّ أَبُو عُمَرَ الْكُوفِيُّ نَزِيلُ بَغْدَادَ . رَوَى عَنْ أبِيهِ ، وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ ، وَسِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ وَغَيْرِهِمْ . وَعَنْهُ ابْنُهُ عُمَرُ بْنُ سُرَيْجِ بْنِ يُونُسَ ، وَيَحْيَى بْنُ مَعِينٍ ، وَعُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَجَمَاعَةٌ . قَالَ عبد الله بْن أَحْمَد عن أبيه : ما أراه إلا صدوقاً , وَعَنْ يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ : لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ . وَقَالَ الدُّورِيُّ عَنْهُ : ثِقَةٌ . وَقَالَ الْبُخَارِيُّ : صَدُوقٌ . وَقَالَ أَبُو داود : هُوَ أَثْبَتُ مِنْ أَبِيهِ . وَقَالَ النَّسَائِيُّ : لَيْسَ بِالْقَوِيِّ . وَقَالَ الْجَوْزَجَانِيُّ : غَيْرُ مَحْمُودٍ . وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ : لَيْسَ مِمَّنْ يَكْذِبُ بِمَرَّةٍ هُوَ وَسَطٌ . وَقَالَ أَبُو الْفَتْحِ الأَزْدِيُّ : غَيْرُ حُجَّةٍ . وَقَالَ الْعِجْلِيُّ : لَيْسَ بِالْقَوِيِّ . وَقَالَ ابْنُ عدي : هُوَ خَيْرٌ مِنْ أَبِيهِ وَيُكْتَبُ حَدِيثُهُ . وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ : يُخْطِئُ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : صَدُوقٌ يُخْطِئُ مِنَ الثَّامِنَةِ الْبُخَارِيُّ وَالتِّرْمِذِيُّ وَالنَّسَائِىُّ فِى مُسْنَدِ عَلِىٍّ . مَرْتَبَتُهُ : الرَّابِعَةُ تَعْدِيلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُجَالِدٍ : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج2/ص200/676) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج3/ص184/475 ، ذِكْرُ مَنْ تُكُلِّمَ فِيهِ وَهُوَ مُوَثَّقٌ (ج1/ص47/39) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص/85/588) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص109/476 .(1/119)
3- مُجَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ (1) مُجَالِدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ عُمَيْرِ بْنِ بِسْطَامٍ الْهَمْدَانِيُّ أَبُو عَمْرٍو الْكُوفِيُّ . رَوَى عَنِ الشَّعْبِيِّ ، وَقَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ ، وَزِيَادِ بْنِ عِلاقَةَ ، وَغَيْرِهِمْ . وَعَنْهُ ابْنُهُ إِسْمَاعِيلُ ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ وَهُوَ مِنْ أَقْرَانِهِ , وَجَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ ، وَشُعْبَةُ ، وَغَيْرُهُمْ .
قَالَ البُخَارِيُّ : كَانَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ يُضَعَّفُهُ ، وَكَانَ ابْنُ مَهْدِيٍّ لا يَروِي عَنْهُ ، وَكَانَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ لا يَرَاهُ شَيْئَاً . وَقَالَ ابْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ : ضَعِيفٌ وَاهِي الْحَدِيثِ . وَقَالَ النَّسَائِيُّ : لَيْسَ بِالْقَوِيِّ . وَوَثَّقَهُ مَرَّةً وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ : لَهُ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ جَابِرٍ أَحَادِيثٌ صَالِحَةٌ ، وَعَنْ غَيْرِ جَابِرٍ وَعَامَّةُ مَا يَرْوِيهِ غَيْرُ مَحْفُوظَةٍ . وَقَالَ الْبُخَارِيُّ : صَدُوقٌ . وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ : لا يَجُوزُ الاحْتِجَاجُ بِهِ . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ : لا يُحْتَجُّ بِحَدِيثِهِ .
وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : لَيْسَ بِالْقَوِيِّ ، وَقَدْ تَغَيَّرَ فِي آخِرِ عُمُرِهِ ، مِنْ صِغَارِ السَّادِسَةِ ، مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِينَ مُسْلِمٌ وَالأَرْبَعَةُ . مَرْتَبَتُهُ : الثالثة تَجْرِيْحَاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ مُجَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ : مَعْرِفَةُ الثِّقَاتِ (ج2/ص264/1685) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج8/ص361/1653) ، الضُّعَفَاءُ وَالْمَتْرُوكِينَ لابْنِ الْجَوْزِيِّ (ج3/ص35/2851) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص239/5286) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج10/ص36/65) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص520/6478) ، خُلاصَةُ تَذْهِيبِ تَهْذِيبِ الْكَمَالِ ج1/ص369) .(1/120)
4- عَامِرُ بْنُ شَرَاحِيلَ الشَّعْبِيُّ (1) عَامِرُ بْنُ شَرَاحِيلَ الْحِمْيَرِيُّ الشَّعْبِيُّ أَبُو عَمْرٍو الْكُوفِيُّ الإِمَامُ الْعَلَمُ . وُلِدَ لِسِتِّ سِنِينَ خَلَتْ مِنْ خِلافَةِ عُمَرَ . رَوَى عَنْهُ ، وَعَنْ عَلِيٍّ ، وَابْنِ مَسْعُودٍ ، وَلَمْ يَسْمَعْ مِنْهُمْ . وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَابْنِ عَبَّاسٍ ، وَجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ وَخَلْقٍ . قَالَ : أَدْرَكْتُ خَمْسَمِئَةٍ مِنَ الصَّحَابَةِ . وَعَنْهُ ابْنُ سِيرِينَ ، وَالأَعْمَشُ وَشُعْبَةُ ، وَجَابِرٌ الْجُعْفِيُّ وَخَلْقٌ . وَقَالَ الْعِجْلِيُّ : سَمِعَ مِنْ ثَمَانِيَةٍ وَأَرْبَعِينَ مِنَ الصَّحَابَةِ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ مَشْهُورٌ فَقِيهٌ فَاضِلٌ مِنَ الثَّالِثَةِ ، قَالَ مَكْحُولٌ : مَا رَأَيْتُ أَفْقَهَ مِنْهُ ، مَاتَ بَعْدَ الْمِئَةِ ، وَلَهُ نَحْوُ مِنْ ثَمَانِينَ الْكُتُبُ السِّتَّةُ . مَرْتَبَتُهُ : الأُولَى تَعْدِيلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ عَامِرِ بْنِ شَرَاحِيلَ الشَّعْبِيِّ : تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج14/ص28/3042) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص522/2531) ، جامع التحصيل (ج1/ص204 /322) ، تُحْفَةُ التَّحْصِيلِ فِي ذِكْرِ رُوَاةِ الْمَرَاسِيلِ (ج1/ص163) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج5/ص57/110) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص287/3092) ، خُلاصَةُ تَذْهِيبِ تَهْذِيبِ الْكَمَالِ (ج1/ص184) .(1/121)
5- جَابِرُ بْنُ عَبْدِ الله (1) جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَرَامِ بْنِ ثَعْلَبَةَ الْخَزْرَجِيُّ أَبُو عَبْدِ اللهِ الأَنْصَارِيُّ ، ثُمَّ السَّلَمِيُّ . صَحَابِيٌّ ابْنُ صَحَابِيٍّ . رَوَى عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، وَعَنْ أَبِي بَكْرٍ ، وَعُمَرَ ، وَعَلِيٍّ ، وَأُمِّ كُلْثُومَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ الصَّدِّيقِ ، وَهِيَ مِنَ التَّابِعِينَ . رَوَى عَنْهُ أوْلادُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَعَقِيلٌ وَمُحَمَّدٌ ، وَسَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ ، وَالْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ ، وَالشَّعْبِيُّ وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ ، غَزَا تِسْعَ عَشَرَةَ غَزْوَةً ، وَمَاتَ بِالْمَدِينَةِ بَعْدَ السَّبْعِينَ ، وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ ، وَهُوَ آخَرُ مَنْ مَاتَ مِنَ الصَّحَابَةِ بِالْمَدِينَةِ . وَقَالَ الْبُخَارِيُّ : صَلَّى عَلَيْهِ الْحَجَّاجُ .
رَابِعَاً : الْحُكْمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
هَذَا الْحَدِيثُ إسْنَادُهُ ضَعِيفٌ لأَنَّ فِيهِ مُجَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ وَهُوَ مُتَكَلَّمٌ فِيهِ ، لَكِنَ الْحَدِيثُ صَحِيحٌ بِشَوَاهِدِهِ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج2/ص207/2208) ، الاستيعاب (ج1/ص219/286) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج4/ص443/871) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص287/733) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج2/ص37/67) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص136/871 ، الإصابة ج1/ص434/1027) .(1/122)
وَقَالَ الْهَيْثَمِيُّ فِي ( مَجْمَعِ الزَّوَائِدِ ج9/ص416) : رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى وَفِيهِ مُجَالِدٌ ، وَهَذَا مِمَّا مُدِحَ مِنْ حَدِيثِ مُجَالِدٍ ، وَبِقَيَّةُ رِجَالِهِ رِجَالُ الصَّحِيحِ . وَقَالَ فِي مَوْضَعٍ آخَرَ ( مَجْمَعِ الزَّوَائِدِ ج9/ص223) : رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الأَوْسَطِ وَالْكَبِيْرِ بِاخْتِصَارٍ ، وَرِجَالُهُمَا رِجَالُ الصَّحِيحِ غَيْرُ مُجَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ ، وَقَدْ وُثِّقَ خَاصَّةً فِي أَحَادِيثِ جَابِرٍ . وَقَالَ فِي مَوْضَعٍ آخَرَ ( مَجْمَعِ الزَّوَائِدِ ج10/ص395) : رَوَاهُ الْبَزَّارُ ، وَفِيهِ مَنْ لَمْ أَعْرِفْهُ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 126 }
وَأَخْرَجَ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ : أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ذُكِرَ عِنْدَهُ عَمُّهُ أَبُو طَالِبٍ ، فَقَالَ : « لَعَلَّهُ تَنْفَعُهُ شَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، فَيُجْعَلُ فِي ضَحْضَاحٍ مِنْ نَارٍ ، يَبْلُغُ كَعْبَيْهِ ، يَغْلِي مِنْهُ دِمَاغُهُ » .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي ( صَحِيحِهِ / كِتَابُ الإِيْمَانِ ج1/ص195/210) قَالَ : حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا لَيْثٌ عَنِ ابْنِ الْهَادِ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ خَبَّابٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ : أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ذُكِرَ عِنْدَهُ عَمُّهُ أَبُو طَالِبٍ ، فَقَالَ : « لَعَلَّهُ تَنْفَعُهُ شَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، فَيُجْعَلُ فِي ضَحْضَاحٍ مِنْ نَارٍ ، يَبْلُغُ كَعْبَيْهِ ، يَغْلِي مِنْهُ دِمَاغُهُ » .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ(1/123)
أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي ( صَحِيحِهِ / كِتَابُ مَنَاقِبِ الأَنْصَارِ ، بَابُ قِصَّةِ أَبِى طَالِبٍ ج3/ص1409/3672) مِنْ طَرِيقِ اللَّيْثِ عَنِ ابْنِ الْهَادِ بِمِثْلِهِ . وأَخْرَجَهُ أيْضَاً فِي ( كِتَابِ الرِّقَاقِ ، بَابُ صِفَةِ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ ج5/ص2400/6196) مِنْ طَرِيقِ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْهَادِ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ خَبَّابٍ بِمِثْلِهِ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 127 }
وَأَخْرَجَ مُسْلِمٌ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : « إِنَّ أَهْوَنَ أَهْلِ النَّارِ عَذَابَاً أَبُو طَالِبٍ ، وَهُوَ مُنْتَعِلٌ بِنَعْلَيْنِ يَغْلِي مِنْهُمَا دِمَاغُهُ كَمَا يَغْلِي الْمِرْجَلُ (1) ، مَا يَرَى (2) أَنَّ أَحَدَاً أَشَدُّ مِنْهُ عَذَابَاً ، وَإِنَّهُ لأَهْوَنُهُمْ عَذَابَاً » .
- - الله - -
تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
هَذَا الْحَدِيثُ مُلَفَّقٌ مِنْ حَدِيثَيْنِ :
الأَوَّلُ هُوَ حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ ، أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي ( صَحِيحِهِ / كِتَابُ الإِيْمَانِ ج1/ص196/212) قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا عَفَّانُ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ حَدَّثَنَا ثَابِتٌ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : « أَهْوَنُ أَهْلِ النَّارِ عَذَابَاً أَبُو طَالِبٍ ، وهو مُنْتَعِلٌ بِنَعْلَيْنِ ، يَغْلِي مِنْهُمَا دِمَاغُهُ » .
__________
(1) المرجل : هو القدر الذي يغلى فيه الماء وسواء كان من حديد او صفر او حجارة او خزف والميم زائدة قيل لأنه اذا نصب كأنه أقيم على أرجل ( النِّهَايَةُ فِي غَرِيبِ الأَثَرِ ج4/ص315 ، مشارق الأنوار ج1/ص282) .
(2) فِى الْمَخْطُوطَةِ (أ) بالبناء للمجهول .(1/124)
وَالثَّانِي فَهُوَ حَدِيثُ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيْرٍ ، أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ ( صَحِيحِهِ / كِتَابُ الإِيْمَانِ ج1/ص196/213) قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « إِنَّ أَهْوَنَ أَهْلِ النَّارِ عَذَابَاً مَنْ لَهُ نَعْلانِ وَشِرَاكَانَ مِنْ نَارٍ ، يَغْلِي مِنْهُمَا دِمَاغُهُ ، كَمَا يَغْلِي الْمِرْجَلُ ، مَا يَرَى أَنَّ أَحَدَاً أَشَدُّ مِنْهُ عَذَابَاً ، وَإِنَّهُ لأَهْوَنُهُمْ عَذَابَاً » .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 128 }
وَأَخْرَجَ عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيْرٍ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يقول : « إِنَّ أَهْوَنَ أَهْلِ النَّارِ عَذَابَاً مَنْ لَهُ نَعْلانِ وَشِرَاكَانَ مِنْ نَارٍ ، يَغْلِي مِنْهُمَا دِمَاغُهُ ، كَمَا يَغْلِي الْمِرْجَلُ ، مَا يَرَى أَنَّ أَحَدَاً أَشَدُّ مِنْهُ عَذَابَاً وَإِنَّهُ لأَهْوَنُهُمْ عَذَابَاً » .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي ( صَحِيحِهِ / كِتَابُ الإِيْمَانِ ج1/ص196/213) قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْن أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي إسْحَاقَ عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « إِنَّ أَهْوَنَ أَهْلِ النَّارِ عَذَابَاً مَنْ لَهُ نَعْلانِ وَشِرَاكَانَ مِنْ نَارٍ ، يَغْلِي مِنْهُمَا دِمَاغُهُ ، كَمَا يَغْلِي الْمِرْجَلُ ، مَا يَرَى أَنَّ أَحَدَاً أَشَدُّ مِنْهُ عَذَابَاً وَإِنَّهُ لأَهْوَنُهُمْ عَذَابَاً » .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ(1/125)
أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي ( صَحِيحِهِ / كِتَابُ الرِّقَاقِ ، بَابُ صِفَةِ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ ج5/ص2400/6194 ) مِنْ طَرِيقِ إِسْرَائِيلَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ بِنَحْوِهِ .
وأَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ فِي ( سُنَنِهِ / كِتَابُ صِفَةِ جَهَنَّمَ ، بَابُ صِفَةِ أَهْلِ النَّارِ عَذَابَاً ج4/ص716/2604) ، وَأَحْمَدُ فِي ( مُسْنَدِهِ ج4/ص274/18437) كِلاهُمَا مِنْ طَرِيقِ شُعْبَةَ عَنْ أَبِى إِسْحَاقَ بِنَحْوِهِ .
وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ . وَفِي الْبَابِ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 129 }
وَأَخْرَجَ الْحَاكِمُ نَحْوَهُ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ الْحَاكِمُ فِي ( مُسْتَدْرَكِهِ / كِتَابُ الأَهْوَالِ ج4/ص624/8729) قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ثَنَا بَكَّارُ بْنُ قُتَيْبَةَ الْقَاضِي ثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عِيسَى الْقَاضِي ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلانَ قَالَ : سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : « إنَّ أَهْوَنَ أَهْلِ النَّارِ عَذَابَاً يَوْمَ الْقِيَامَةِ رَجُلٌ يُحْذَى لَهُ نَعْلانِ مِنْ نَارٍ يَغْلِي مِنْهُمَا دِمَاغُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ » .
وَقَالَ : هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ ، وَلَهُ شَوَاهِدٌ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ وَالنُّعْمَانِ بْنِ بَشِيْرٍ ، وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - بِأَلْفَاظٍ مُخْتَلِفَةٍ .
ثَانِيَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ(1/126)
1- أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 90 ] . الإِمَامُ الْمُحَدِّثُ مُسْنَدُ عَصْرِهِ وَمَفْخَرَةُ مِصْرِهِ أَبُو الْعَبَّاسِ الأُمَوِيُّ النَّيْسَابُورِيُّ .
2- بَكَّارُ بْنُ قُتَيْبَةَ (1) بَكَّارُ بْنُ قُتَيْبَةَ بْنِ أَسَدِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ بَشِيْرٍ بْنِ صَاحِبِ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - أَبِي بَكْرِة نُفَيعِ بْنِ الْحَارِثِ الثَّقَفِيُّ الْبَكْرَاوِيُّ الْبَصْرِيُّ الْقَاضِي الْكَبِيْرُ الْعَلامَةُ الْمُحَدِّثُ أَبُو بَكْرَةَ الْفَقِيهُ الْحَنَفِيُّ قَاضِي قُضَاةِ مِصْرَ . مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَمِانِينَ وَمِئَةٍ بِالْبَصْرَةِ . وَسَمَعَ أَبَا دَاوُدَ الطَّيَالِسِيَّ ، وَرَوْحَ بْنَ عُبَادَةَ ، وَعَبْدَ اللهِ بْنَ بَكْرٍ السَّهْمِيَّ ، وَوَهْبَ بْنَ جَرِيرٍ ، وَطَبَقَتَهُمْ . وَعُنِي بِالْحَدِيثِ ، وَكَتَبَ الْكَثِيْرَ ، وَبَرَعَ فِي الْفُرُوعِ ، وَصَنَّفَ ، وَاشْتَغَلَ . حَدَّثَ عَنْهُ أَبُو عَوَانَةَ فِي صَحِيحِهِ ، وَابْنُ خُزَيْمَةَ ، وَأَبُو جَعْفَرٍ الطَّحَاوِيُّ ، وَأَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ وَدِمَشْقَ ، وَمِنَ الرَّحَّالَةِ ، وَكَانَ مِنْ قُضَاةِ الْعَدْلِ ؛ قَالَهُ الذَّهَبِىُّ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ بَكَّارِ بْنِ قُتَيْبَةَ : الثِّقَاتُ (ج8/ص152/12703) ، تَارِيْخُ مَدِينَةِ دِمَشْقَ (ج10/ص368/943) ، فتوح مصر وأخبارها (ج1/ص412) ، طبقات الحنفية (ج1/ص168/378) ، الْمُقْتَنَى فِي سَرْدِ الْكُنَى (ج1/ص130/923) ، سِيَرُ أَعْلامِ النُّبَلاءِ (ج12/ص599/29) .(1/127)
قَالَ ابْنُ حِبَّانَ : كَانَ مِنْ أَفْقَهِ أَهْلِ زَمَانِهِ فِي الْمَذْهَبِ ، وَكَانَ يَنْتَحِلُ مَذْهَبِ أَبِى حَنِيفَةَ فِي الْفِقْهِ ، مَاتَ يَوْمَ الْخَمِيسِ لِسِتٍّ بَقَيْنَ مِنْ ذِي الْحَجَّةِ سَنَةَ سَبْعِينَ وَمِائَتَيْنِ ، وهو ابن سبع وثمانين . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيلاً .
3- صَفْوَانُ بْنُ عِيسَى (1) صَفْوَانُ بْنُ عِيسَى أَبُو مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ الزُّهْرِيُّ الْقَسَّامُ الْبَصْرِيُّ ، وَكَانَ لَقَبُهُ عَبَايَةَ . رَوَى عَنْ حُمَيْدٍ الْخَرَّاطِ ، وَعُمَرَ بْنِ نُبِيْهٍ ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَجْلانَ . رَوَى عَنْهُ عَلِىُّ بْنُ بَحْرِ بْنِ بَرِىٍّ ، وَعَلِىُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى ، وَبُنْدَارُ َمُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ مِنَ التَّاسِعَةِ مَاتَ سَنَةَ مائتين وَقِيلَ قَبْلَهَا بِقَلِيلٍ أَوْ بَعْدَهَا . الْبُخَارِىُّ تَعْلِيقَاً وَمُسْلِمٌ وَالأَرْبَعَةُ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ صَفْوَانَ بْنِ عِيسَى : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج4/ص309/2938) ، مَعْرِفَةُ الثِّقَاتِ (ج1/ص467/765) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج4/ص425/1865) ، الثِّقَاتُ (ج8/ص321/13666) ، تَسْمِيَةُ مَنْ أَخْرَجَهُمُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ (ج1/ص142/733) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص504/2404) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص277 /2940) .(1/128)
4- مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلانَ (1) الإِمَامُ الْقُدْوَةُ الصَّادِقُ بَقِيَّةُ الأَعْلامِ أَبُو عَبْدِ اللهِ الْقُرَشِيُّ الْمَدَنِيُّ ، وَكَانَ عَجْلانُ مَوْلَىً لِفَاطِمَةَ بِنْتِ الْوَلِيدِ بْنِ عُتْبَةَ . رَوَى عَنْ أَبِيهِ ، وَسَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ ، وَنَافِعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ . رَوَى عَنْهُ الثَّوْرِيُّ وَمَالِكُ بْنُ أَنَسٍ ، وَاللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ . قَالَ الذَّهَبِيُّ : إمَامٌ مَشْهُورٌ ، وَثَّقَهُ أَحْمَدُ وَيَحْيَى بْنُ مَعِينٍ . قَالَ الْحَاكِمُ : أَخْرَجَ لَهُ مُسْلِمٌ فِي كِتَابِهِ ثَلاثَةَ عَشَرَ حَدِيثَاً كُلُّهَا فِي الشَّوَاهِدِ وَقَدْ تَكَلَّمَ الْمُتَأَخِّرُونَ مِنْ أَئِمَّتِنَا فِي سُوءِ حِفْظِهِ . كَانَ يُحَدِّثُ عَنْ سَعِيدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، وَعَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، فَاخْتَلَطَ عَلَيْهِ فَجَعَلَهُمَا عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ . وَقَالَ مَالِكٌ : لَمْ يَكُنِ ابْنُ عَجْلانَ يَعْرِفُ هَذِهِ الأَشْيَاءَ ، وَلَمْ يَكُنْ عَالِمَاً وَذَكَرَهُ الْبُخَارِيُّ فِي كِتَابِ الضُّعَفَاءِ لَهُ ، وَهُوَ حَسَنُ الْحَدِيثِ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : صَدُوقٌ إِلاَّ أَنَّهُ اخْتَلَطَتْ عَلَيْهِ أَحَادِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ مِنَ الْخَامِسَةِ مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ . الْبُخَارِىُّ تَعْلِيقَاً وَمُسْلِمٌ وَالأَرْبَعَةُ .
مَرْتَبَتُهُ : الرَّابِعَةُ تَعْدِيلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلانَ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج1/ص196/603) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج8/ص49/228) ، مَشَاهِيْرُ الأَمْصَارِ (ج1/ص140/1106) ، الْمُغْنَي فِي الضُّعَفَاءِ (ج2/ص613/5816) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص200/5046) ، سِيَرُ أَعْلامِ النُّبَلاءِ (ج6/ص317/135) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص496/6136) .(1/129)
5- عَجْلانُ مَوْلَى فَاطِمَةَ بِنْتِ عُتْبَةَ (1) عَجْلانُ مَوْلَى فَاطِمَةَ بِنْتِ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ الْمَدَنِيُّ . رَوَى عَنْ مَوْلاتِهِ وَأَبِي هُرَيْرَةَ ، وَزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ . رَوَى عَنْهُ ابْنُهُ مُحَمَّدٌ ، وَبُكَيْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الأَشَجِّ . قَالَ النَّسَائِيُّ : لا بَأْسَ بِهِ . وَقَالَ الآجُرِّيُّ عَنْ أَبِي دَاوُدَ : لَمْ يَرْوِ عَنْهُ غَيْرُ ابْنِهِ مُحَمَّدٌ . وذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : لا بَأْسَ بِهِ مِنَ الرَّابِعَةِ . الْبُخَارِىُّ تَعْلِيقَاً وَمُسْلِمٌ وَالأَرْبَعَةُ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّالِثَةُ تَعْدِيلاً .
6- أَبُو هُرَيْرَةَ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 19 ] .
ثَالِثَاً : الْحُكْمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
هَذَا الْحَدِيثُ إسْنَادُهُ حَسَنٌ لأَنَّ فِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلانَ وَأَبُوهُ ، وَهُمَا صَدُوقَانِ .
وَقَالَ الْحَاكِمُ : هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ . وَوَافَقَهُ الذَّهَبِيُّ فِي تَلْخِيصِهِ .
بَابٌ : مَنْ دَخَلَ النَّارَ مِنَ الْمُوَحِّدِينَ يَمُوتُ فِيهَا
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 130 }
__________
(1) تَرْجَمَةُ عَجْلانَ مَوْلَى فَاطِمَةَ بِنْتِ عُتْبَةَ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج7/ص61/277) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج19/ص516/3878) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص15/3754) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج7/ص147/325) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص387/4534) .(1/130)
أَخْرَجَ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « أَمَّا أَهْلُ النَّارِ الَّذِينَ هُمْ أَهْلُهَا ، فَإِنَّهُمْ لا يَمُوتُونَ فِيهَا وَلا يَحْيَوْنَ ، وَلَكِنْ نَاسٌ أَصَابَتْهُمْ النَّارُ بِذُنُوبِهِمْ ، فَأَمَاتَهُمْ إِمَاتَةً ، حَتَّى إذَا كَانُوا فَحْمَاً أُذِنَ بِالشَّفَاعَةِ ، فَجِيءَ بِهِمْ ضَبَائِرَ ضَبَائِرَ (1) ، فَبُثُّوا عَلَى أَنْهَارِ الْجَنَّةِ ، ثُمَّ قِيلَ : يا أَهْلَ الْجَنَّةِ ؛ أَفِيضُوا عَلَيْهِمْ ، فَيَنْبُتُونَ نَبَاتَ الْحِبَّةِ (2) فِي حَمِيلِ السَّيْلِ (3) » .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
__________
(1) ضبائر : ضبائر جمع ضبارة مثل عمارة وعمائر بفتح الضاد وكسرها والضبائر الجماعات في تفرقة . (مشارق الأنوار ج2/ص55 ، غَرِيبُ الْحَدِيثِ لابْنِ سَلامٍ ج1/ص72 ، النِّهَايَةُ فِي غَرِيبِ الأَثَرِ ج3/ص71 ، لسان العرب ج4/ص480) .
(2) الحبة : بكسر الحاء هي الثابتة في حميل السيل من بزور البقل قاله الفراء وَقَالَ أبو عمرو وهي نبت ينبت في الحشيش صغار وَقَالَ الكسائي هي حب الرياحين الواحدة حبة فأما الحنطة ونحوها فهو الحب لا غير . وَقَالَ النضر بْن شميل الحبة اسم جامع لحبوب البقل التي تنتشر إذا هاجت وحكى الأزهري أن الحبة من حبوب مختلفة(غريب الحديث لابن الجوزي ج1/ص185 ، تفسير غريب ما في الصحيحين البخاري ومسلم ج1/ص229) .
(3) حميل السيل : وهو مايجيء به السيل من طين او غثاء وغيره فعيل بمعنى مفعول فإذا اتفقت فيه حبة واستقرت على شط مجرى السيل فإنها تنبت في يوم وليلة فشبه بها سرعة عود وأبدانهم وأجسامهم اليهم بعد إحراق النار لها وفي حديث آخر كما تنبت الحبة في حمائل السيل هو جمع حميل ( النِّهَايَةُ فِي غَرِيبِ الأَثَرِ ج1/ص442 ، تفسير غريب ما في الصحيحين البخاري ومسلم ج1/ص229) .(1/131)
أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي ( صَحِيحِهِ / كِتَابُ الإِيْمَانِ ج1/ص172/185) قَالَ : حَدَّثَنِي نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ حَدَّثَنَا بِشْرٌ يَعْنِي بْنَ الْمُفَضَّلِ عَنْ أَبِي مَسْلَمَةَ عَنْ أَبِي نَضْرَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « أَمَّا أَهْلُ النَّارِ الَّذِينَ هُمْ أَهْلُهَا ، فَإِنَّهُمْ لا يَمُوتُونَ فِيهَا وَلا يَحْيَوْنَ ، وَلَكِنْ نَاسٌ أَصَابَتْهُمْ النَّارُ بِذُنُوبِهِمْ ، أَوْ قَالَ : بِخَطَايَاهُمْ ، فَأَمَاتَهُمْ إِمَاتَةً ، حَتَّى إذَا كَانُوا فَحْمَاً أُذِنَ بِالشَّفَاعَةِ ، فَجِيءَ بِهِمْ ضَبَائِرَ ضَبَائِرَ ، فَبُثُّوا عَلَى أَنْهَارِ الْجَنَّةِ ، ثُمَّ قِيلَ : يا أَهْلَ الْجَنَّةِ ؛ أَفِيضُوا عَلَيْهِمْ ، فَيَنْبُتُونَ نَبَاتَ الْحِبَّةِ تَكُونُ فِي حَمِيلِ السَّيْلِ » ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ : كَأَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَدْ كَانَ بِالْبَادِيَة .
ثَانِيَاً : مَعْنَى الْحَدِيثِ(1/132)
قَالَ الْمُصَنِّفُ : قَالَ الْقُرْطُبِيُّ : هَذِهِ الْمَوْتَةُ لِلْعُصَاةِ مَوْتَةٌ حَقِيقِيَّةٌ ، لأَنَّهُ أَكَّدَهَا بِالْمَصْدَرِ ، وَذَلِكَ تَكْرِيْمَاً لَهُمْ حَتَّى لا يَحُسُّوا أَلَمَ الْعَذَابِ ، قَالَ : فَإِنْ قِيلَ : فَأَيُّ فَائِدَةٍ فِي إِدْخَالِهِمْ النَّارَ وَهُمْ لا يَحُسُّونَ بِالْعَذَابِ ؟ ، قُلْنَا : يَجُوزُ أَنْ يُدْخِلَهُمُ النَّارَ تَأْدِيبَاً ، وَإِنْ لَمْ يَذُوقُوا فِيهَا الْعَذَابَ ، وَيَكُونَ صَرْفُ نَعِيمِ الْجَنَّةِ عَنْهُمْ مُدَّةَ كَوْنِهِمْ فِيهَا عُقُوبَةً لَهُمْ كَالْمَحْبُوسِينَ فِي السُّجُونِ ، فَإِنَ الْحَبْسَ عُقُوبَةٌ لَهُمْ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ مَعَهُ غُلُّ وَلا قَيْدٌ . قَالَ : وَيُحْتَمَلُ أَنَّهُمْ يُعَذَّبُونَ أَوَّلاً ، وَبَعْدَ ذَلِكَ يَمُوتُونَ ، وَيَخْتَلِفُ حَالُهُمْ فِي طُولِ التَّعْذِيبِ بَحَسَبِ جَرَائِمِهِمْ ، وَآثَامِهِمْ ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونُوا مُتَأَلِّمِينَ حَالَةَ مَوْتِهِمْ غَيْرَ أَنْ آلامَهُمْ تَكُونُ أَخَفَّ مِنْ آلامِ الْكُفَّارِ ، لأَنَّ آلامَ الْمُعَذَّبِينَ وَهُمْ مَوْتَى أَخَفُّ مِنْ عَذَابِهِمْ وَهُمْ أَحْيَاءٌ ، دَلِيلُهُ : { وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ } (1) { وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ . النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ } (2) وَأَخْبَرَ أَنَّ عَذَابَهُمْ إِذَا بُعِثُوا .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 131 }
__________
(1) سُورَةُ غافر : الآيَةُ 45 .
(2) سُورَةُ غافر : الآيَاتُ 45-46 .(1/133)
وَأَخْرَجَ الْبَزَّارُ بِسَنَدٍ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « إنَّ أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ حَظَّاً ، أَوْ نَصِيبَاً قَوْمٌ يَخْرِجُهُمُ اللهُ مِنَ النَّارِ ، فَيَرْتَاحُ لَهُمُ الرَّبُّ لأَنَّهُمْ كَانُوا لا يُشْرِكُونَ بِاللهِ شَيْئَاً ، فينبذُونَ بِالْعَرَاءِ (1) ، فَيَنَبُتُونَ كَمَا يَنْبُتُ الْبَقْلُ ، حَتَّى إِذَا دَخَلَتِ الأَرْوَاحُ فِي أَجْسَادِهِمْ ، قَالُوا : رَبَّنَا كَمَا (2) أَخْرَجْتَنَا مِنَ النَّارِ ، وَرَجَعْتَ الأَرْوَاحَ إِلَى أَجْسَادِنَا ، فَاصْرِفُ وُجُوهَنَا عَنِ النَّارِ ، فَيَصْرِفُ وُجُوهَهُمْ عَنِ النَّارِ » .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
__________
(1) العراء : هو فضاء لا يتوارى فيه بشجر ولا غيره ويقال إن العراء وجه الأرض ( التِّبِيَانُ فِي تَفْسِيْرِ غَرِيبِ الْقُرْآنِ ج1/ص355 ، غريب القرآن ج1/ص338 ، النِّهَايَةُ فِي غَرِيبِ الأَثَرِ ج3/ص224) .
(2) فِى الْمَخْطُوطَةِ (أ) ، (ز) كالذى .(1/134)
أَخْرَجَهُ الْبَزَّارُ ( كَمَا فِي كَشْفِ الأَسْتَارِ 4/21/3554) قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَرْزُوقِ بْنِ بُكَيْرٍ وَعُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ السِّجِسْتَانِيُّ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلَمَةَ يُقَارِبُونَ فِي حَدِيثِهِمْ قَالُوا : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ رَجَاءٍ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ أَخْبَرَنِي مُوسَى بْنُ جُبَيْرٍ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلٍ عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « إنَّ أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ حَظَّاً ، أَوْ نَصِيبَاً قَوْمٌ يَخْرِجُهُمُ اللهُ مِنَ النَّارِ ، فَيَرْتَاحُ لَهُمُ الرَّبُّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنَّهُمْ كَانُوا لا يُشْرِكُونَ بِاللهِ شَيْئَاً ، فينبذُونَ بِالْعَرَاءِ ، فَيَنَبُتُونَ كَمَا يَنْبُتُ الْبَقْلُ ، حَتَّى إِذَا دَخَلَتِ الأَرْوَاحُ فِي أَجْسَادِهِمْ ، قَالُوا : رَبَّنَا الَّذِي أَخْرَجْتَنَا مِنَ النَّارِ ، وَرَجَعْتَ الأَرْوَاحَ إِلَى أَجْسَادِنَا ، فَاصْرِفُ وُجُوهَنَا عَنِ النَّارِ ، قَالَ : فَيَصْرِفُ وُجُوهَهُمْ عَنِ النَّارِ » .
ثَانِيَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ(1/135)
1- عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ السِّجِسْتَانِيُّ (1) عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ السِّجِسْتَانِيُّ بِكَسْرِ الْمُهْمَلَةِ وَالْجِيمِ وَسُكُونِ الْمُهْمَلَةِ بَعْدَهَا مُثَنَّاةُ الْقُشَيْرِيُّ ، أَبُو حَفْصٍ نَزِيلُ الأَهْوَازِ . رَوَى عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ ، وَمُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْفِرْيَابِيِّ ، وَعُثْمَانَ بْنِ الْهَيْثَمِ ، وَعَمْرِو بْنِ خَالِدٍ الْحَرَّانِيِّ ، وَطَائِفَةٍ . وَعَنْهُ أَبُو دَاوُدَ ، وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ الْخَالِقِ الْبَزَّارُ ، وَآخَرُونَ . ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ ، وَقَالَ : مُسْتَقِيمُ الْحَدِيثِ .
وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : صَدُوقٌ مِنَ الْحَادِيَةَ عَشَرَةَ ، مَاتَ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ ، وَقَدْ قَارَبَ التِّسْعِينَ أبُو دَاوُدَ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّالِثَةُ تَعْدِيلاً .
2- عَبْدُ اللهِ بْنُ رَجَاءٍ الإِمَامُ الْمُحَدِّثُ الصَّادِقُ أَبُو عُمَرَ الْغُدَّانِيُّ ، صَدُوقٌ يَهِمُ قَلِيلاً . سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 62 ] .
__________
(1) تَرْجَمَةُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ السِّجِسْتَانِيِّ : الثِّقَاتُ (ج8/ص447/14353) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج21/ص326/4226) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص60/4046) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص412/4889) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج7/ص387/726) ، خُلاصَةُ تَذْهِيبِ تَهْذِيبِ الْكَمَالِ (ج1/ص282) .(1/136)
3- سَعِيدُ بْنُ سَلَمَةَ (1) سَعِيدُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ أَبِي الْحُسَامِ الْقُرَشِيُّ الْعَدَوِيُّ أَبُو عَمْرٍو الْمَدَنِيُّ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ . رَوَى عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ الْمَخْزُومِيِّ ، وَمُوسَى بْنِ جُبَيْرٍ ، وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ . رَوَى عَنْهُ التَّبُوذَكِيُّ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ رَجَاءٍ الْغُدَّانِيُّ . قَالَ أَبُو حَاتِمٍ : سَأَلْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ عَنْهُ ، فَلَمْ يَعْرِفْهُ يَعْنِي لَمْ يَعْرِفْهُ حَقَّ مَعْرِفَتِهِ . قَالَ أَبُو سَلَمَةَ مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيل : مَا رَأَيْتُ كِتَابَاً أَصَحَّ مِنْ كِتَابِهِ . وَقَالَ النَّسَائِيُّ : شَيْخٌ ضَعِيفٌ . وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي كِتَابِ الثِّقَاتِ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : صَدُوقٌ صَحِيحُ الْكِتَابِ يُخْطِئُ مِنْ حِفْظِهِ ، مِنَ السَّابِعَةِ مُسْلِمٌ وَأَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ والْبُخَارِىُّ تَعْلِيقَاً .
مَرْتَبَتُهُ : الثَّالِثَةُ تَعْدِيلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ سَعِيدِ بْنِ سَلَمَةَ : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج4/ص29/117) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج10/ص477/2288) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص437/1900) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج12/ص200/848) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص236/2326 .(1/137)
4- مُوسَي بْنُ جُبَيْرٍ (1) مُوسَى بْنُ جُبَيْرٍ الأَنْصَارِيُّ الْمَدَنِيُّ الْحَذَّاءُ مَوْلَى بَنِي سَلَمَةَ نَزِيلُ مِصْرَ . رَوَى عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ ، وَعَبَّاسِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ ، وَعَبْدِ اللهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ ، وَغَيْرِهِمْ . وَعَنْهُ ابْنُهُ عَبْدُ السَّلامِ ، وَزُهْيَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، وَسَعِيدُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ أَبِي الْحُسَامِ . وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ ، وَقَالَ : كَانَ يُخْطِئُ وَيُخَالِفُ . وَقَالَ ابْنُ الْقَطَّانِ : لا يُعْرَفُ حَالُهُ ، وَقَالَ الذَّهَبِيُّ : ثِقَةٌ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : مَسْتُورٌ مِنَ السَّادِسَةِ أَبُو دَاوُدَ وَابْنُ مَاجَهْ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَجْرِيْحَاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ مُوسَي بْنِ جُبَيْرٍ : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج8/ص139/627) ، الثِّقَاتُ (ج7/ص451/10882) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج29/ص42/6246) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص303/5687) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص231/497) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص550/6954 ، خُلاصَةُ تَذْهِيبِ تَهْذِيبِ الْكَمَالِ (ج1/ص390) .(1/138)
5- أَسْعَدُ بْنُ سَهْلٍ (1) أسْعَدُ أَبُو أُمَامَةَ بْنُ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ الأَنْصَارِيُّ ، وُلِدَ فِي حَيَاةِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، وَسُمِّيَ بِاسْمِ جَدِّهِ لأُمَّهِ أَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ ، وَكُنِّىَ بِكُنْيَتِهِ . رَوَى عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - مُرْسَلاً ، وَعَنْ عُمَرَ ، وَعُثْمَانَ ، وَعَمِّهِ عُثْمَانَ وَأَبِيهِ سَهْلٍ وَغَيْرِهِمْ . وَعَنْهُ ابْنَاهُ سَهْلٌ وَمُحَمَّدٌ ، وَالزُّهْرِيُّ ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ، وَآخَرُونَ . وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ : كَانَ ثِقَةً كَثِيْرَ الْحَدِيثِ . وَقَالَ الطَّبَرَانِيُّ : لَهُ رُؤْيَةٌ . وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ : سَمِعْتُ أَبِي قِيلَ لَهُ : هُوَ ثِقَةٌ ؟ ، فَقَالَ : لا يُسْئِلُ عَنْ مِثْلِهِ ، هُوَ أَجَلُّ مِنْ ذَاكَ . وَقَالَ السُّلَمِيُّ : سُئِلَ الدَّارَقُطْنِيُّ : هَلْ أَدْرَكَ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : نَعَمْ . وَقَالَ الْبُخَارِيُّ : أَدْرَكَ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - ، وَلَمْ يَسْمَعْ مِنْهُ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : مَعْرُوفٌ بِكُنْيَتِهِ مَعْدُودٌ فِي الصَّحَابَةِ لَهُ رُؤْيَةٌ ، وَلَمْ يَسْمَعْ مِنَ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، مَاتَ سَنَةَ مِئَةٍ ، وَلَهُ اثْنَتَانِ وَتِسْعُونَ الْكُتُبُ السِّتَّةُ .
6- أَبُو هُرَيْرَةَ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 19 ] .
ثَالِثَاً : الْحُكْمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
هَذَا الْحَدِيثُ إسْنَادُهُ ضَعِيفٌ لأَنَّ فِيهِ مُوسَي بْنُ جُبَيْرٍ ، وَهُوَ مَسْتُورٌ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ أَسْعَدَ بْنِ سَهْلٍ : الاستيعاب (ج4/ص1602/2852) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج2/ص525/403) ، جامع التحصيل (ج1/ص144/30) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص104/402) ، الإِصَابَةُ (ج7/ص27/9567) .(1/139)
وَقَالَ الْهَيْثَمِيُّ فِي ( مَجْمَعِ الزَّوَائِدِ ج10/ص400) : رَوَاهُ الْبَزَّارُ ، وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ .
بَابٌ : تَفَاوُتُ أَهْلِ النَّارِ فِي الْعَذَابِ
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 132 }
أَخْرَجَ مُسْلِمٌ وَالْحَاكِمُ عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ أَنَّ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : « إنَّ مِنْ أَهْلِ النَّارِ مَنْ تَأْخُذُهُ النَّارُ إِلَى كَعْبَيْهِ ، وَمِنْهُمْ من تَأْخُذُهُ إِلَى رُكْبَتَيْهِ ، وَمِنْهُمْ من تَأْخُذُهُ إِلَى حُجْزَتِهِ (1) ، وَمِنْهُمْ من تَأْخُذُهُ إِلَى تَرْقُوَتِهِ » (2) .
- - الله - -
تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
__________
(1) الحجزة : موضع شد السراويل والإزار عند السرة وجمعها حجز بضم الحاء وفتح الجيم يقال احتجز الرجل بإزاره شده في وسطه وهى بمعنى الحقو (مشارق الأنوار ج1/ص182 ، تفسير غريب ما في الصحيحين البخاري ومسلم ج1/ص99 ، غريب الحديث لابن الجوزي ج1/ص193 ، المصباح المنير ج1/ص122) .
(2) الترقوة : واحدة التراقي وهي عظم وصل بين ثغرة النحر والعاتق من الجانبين وهما ترقوتان من الجانبين (تفسير غريب ما في الصحيحين البخاري ومسلم ج1/ص99 ، التِّبِيَانُ فِي تَفْسِيْرِ غَرِيبِ الْقُرْآنِ ج1/ص437 ، المغرب في ترتيب المعرب ج1/ص103) .فِى الْمَخْطُوطَةِ (أ) الترقوة .(1/140)
أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي ( صَحِيحِ مُسْلِمٍ / كِتَابُ الْجَنَّةِ وَصِفَةِ نَعِيمِ أَهْلِهَا / بَابٌ فِي شِدَّةِ حَرِّ نَارِ جَهَنَّمَ وَبُعْدِ قَعْرِهَا وَمَا تَأْخُذُ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ ج4/ص2185/2845) قَالَ : حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ زُرَارَةَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ يَعْنِى ابْنَ عَطَاءٍ عَنْ سَعِيدٍ عَنْ قَتَادَةَ قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا نَضْرَةَ يُحَدِّثُ عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ أَنَّ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : « مِنْهُمْ مَنْ تَأْخُذُهُ النَّارُ إِلَى كَعْبَيْهِ ، وَمِنْهُمْ من تَأْخُذُهُ النَّارُ إلى رُكْبَتَيْهِ ، وَمِنْهُمْ من تَأْخُذُهُ النَّارُ إِلَى حُجْزَتِهِ ، وَمِنْهُمْ من تَأْخُذُهُ النَّارُ إِلَى تَرْقُوَتِهِ » .
وَقَالَ ( صَحِيحُ مُسْلِمٍ ج4/ص2185/2845) : حَدَّثَنَاه مُحَمَّد بْن الْمُثَنَّى وَمُحَمَّد بْن بَشَّارٍ قالا : حَدَّثَنَا رَوْحٌ حَدَّثَنَا سَعِيدٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ ، وَجَعَلَ مَكَانَ حُجْزَتِهِ حِقْوَيْهِ .
وَأَخْرَجَهُ الْحَاكِمُ فِي ( الْمُسْتَدْرَكِ عَلَى الصَّحِيحَيْنِ / كِتَاب الأَهْوَالِ ج4/ص629/8740) مِنْ طَرِيقِ الْحَجَّاجِ بْنِ الْحَجَّاجِ الْبَاهِلِيِّ عَنْ قَتَادَةَ بِمِثْلِهِ ، وَقَالَ : هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ .
وَقَالَ الذَّهَبِيُّ فِي تَلْخِيصِهِ : صَحِيحٌ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 133 }
وَأَخْرَجَ الطَّبَرَانِيُّ فِي الأَوْسَطِ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصَّدِّيقِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « إِنَّمَا حَرُّ جَهَنَّمَ عَلَى أُمَّتِي كَحَرِّ الْحَمَّامِ » .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ(1/141)
أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي ( الْمُعْجَمِ الأَوْسَطِ ج6/ص354/6603) قَالَ :حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَحِيْرٍ نَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْوَاقِدِيُّ ثَنَا شُعَيْبُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَبِيهِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « إِنَّمَا حَرُّ جَهَنَّمَ عَلَى أُمَّتِي كَحَرِّ الْحَمَّامِ » .
ثَانِيَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
1- مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ بَحِيْرٍ (1) مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ بَحِيْرِ بْنِ رِبسَانَ بِكَسْرِ الرَّاءِ وَسُكُونِ الْيَاءِ آخِرِ الْحُرُوفِ وَفَتْحِ السِّينِ الْمُهْمَلَةِ وَبَعْدَ الأَلَفِ نُونٌ ، الْحِمْيَرِيُّ الْمِصْرِيُّ . رَوَي عَنْ عَمْرِو بْنِ الرَّبِيعِ بْنِ طَارِقٍ . رَوَى عَنْهُ الطَّبَرَانِيُّ . مَرْتَبَتُهُ : الرَّابِعَةُ تَجْرِيْحَاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ بَحِيْرٍ : اللباب فِي تَهْذِيبِ الأَنْسَابِ (ج2/ص47) .(1/142)
2- مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْوَاقِدِيُّ (1) مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْوَاقِدِيُّ مَدَنِيٌّ قَاضِي بَغْدَادَ . رَوَى عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، وَأُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ اللَّيْثِيِّ ، وَمَعْمَرٍ ، وَمَالِكٍ ، وَعِدَّةٍ . رَوَى عَنْهُ أَحْمَدُ بْنُ الْخَلِيلِ ، وَالْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إدْرِيسَ الشَّافِعِيُّ وَمَاتَ قَبْلَهُ ، وَغَيْرُهُمْ . تَرَكَهُ أَحْمَدُ وَابْنُ نُمَيْرٍ , وَقَالَ الْبُخَارِيُّ : مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ . قَالَ ابْنُ حَجَرٍ : مَتْرُوكٌ مَعَ سِعَةِ عِلْمِهِ مِنَ التَّاسِعَةِ مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَمِائَتَيْنِ ، وَلَهُ ثَمَانٍ وَسَبْعُونَ ابْنُ مَاجَهْ . مَرْتَبَتُهُ : الْخَامِسَةُ تَجْرِيْحَاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ الْوَاقِدِيِّ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج1/ص178/543) ، ضُعَفَاءِ الْبُخَارِيِّ (ج1/ص104/334) ، الضُّعَفَاءُ لِلنَّسَائِيِّ (ج1/ص92/531) ضُعَفَاءُ الأَصْبَهَانِيِّ (ج1/ص146/236) ، الْمُعِينُ فِي طَبَقَاتِ الْمُحَدِّثِينَ (ج1/ص78/841) ، تَذْكِرَةُ الْحُفَّاظِ (ج1/ص348/334) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص498/6175) .(1/143)
3- شُعَيْبُ بْنُ طَلْحَةَ (1) شُعَيْبُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا . عَنْ أَبِيهِ ، وَالْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّد . وَعَنْهُ مَعْنُ بْنُ عِيسَى ، وَأَبُو مُصْعَبٍ الزُّهْرِيُّ . قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ : لا أَعْرِفْهُ . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ : لا بَأْسَ بِهِ . وَقَالَ الْحَافِظُ الضِّيَاءُ : شُعَيْبٌ هَذَا هُوَ الَّذِي قَالَ فِيهِ الدَّارَقُطْنِيُّ : مَتْرُوكٌ . وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّالِثَةُ تَعْدِيلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ شُعَيْبِ بْنِ طَلْحَةَ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج4/ص222/2575) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج4/ص349/1524) ، الثِّقَاتُ (ج6/ص439/8476) ، مِيزَانُ الاعْتِدَالِ فِي نَقْدِ الرِّجَالِ (ج3/ص380/3726) ، لِسَانُ الْمِيزَانِ (ج3/ص148/528) ، التحفة اللطيفة فِي تَارِيْخِ الْمَدِينَةِ الشريفة (ج1/ص444/1738) .(1/144)
4- طَلْحَةُ بْنُ عَبْدِ اللهِ (1) طَلْحَةُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ الْقُرَشِيُّ التَّيْمِيُّ الْمَدَنِيُّ وَالِدُ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ ، وَشُعَيْبِ بْنِ طَلْحَةَ ، وَأُمُّهُ عَائِشَةُ بِنْتُ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ . رَوَى عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ ، وَجَدِّهِ أَبِي بَكْرٍ الصَّدِّيقِ مُرْسَلاً ، وَعَائِشَةَ . رَوَى عَنْهُ ابْنَاهُ شُعَيْبٌ ، وَمُحَمَّدٌ ، وَعَكَّافُ بْنُ خَالِدٍ الْمَخْزُومِيُّ . وَثَّقَهُ ابْنُ حِبَّانَ . وَقَالَ الذَّهَبِيُّ : صَدُوقٌ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : مَقْبُولٌ مِنَ الثَّالِثَةِ أَبُو دَاوُدَ فِى الْقَدَرِ وَالنَّسَائِىُّ وَابْنُ مَاجَهْ . مَرْتَبَتُهُ : الأُولَى تَجْرِيْحَاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ طَلْحَةَ بْنِ عَبِدِ اللهِ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج4/ص345/3076) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج4/ص475/2087) ، الثِّقَاتُ (ج4/ص392/ 3514) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج13/ص403/2971) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص514/2472) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص282/3023) ، خُلاصَةُ تَذْهِيبِ تَهْذِيبِ الْكَمَالِ (ج1/ص179) .(1/145)
5- عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ (1) عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ الْقُرَشِيُّ التَّيْمِيُّ الْمَدَنِيُّ ابْنُ أُخْتِ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - . رَوَى عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ ، وَخَالَتِهِ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - . رَوَى عَنْهُ زَيْدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، وَابْنُهُ طَلْحَةُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ . ذَكَرَهُ ابْن حِبَّانَ فِي كِتَابِ الثِّقَاتِ . وَقَالَ الذَّهَبِيُّ : ثِقَةٌ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : مَقْبُولٌ مِنَ الثَّالِثَةِ مَاتَ بَعْدَ السَّبْعِينَ الْبُخَارِىُّ وَمُسْلِمٌ وَالنَّسَائِىُّ وَابْنُ مَاجَهْ وَأَبُو دَاوُدَ فِى النَّاسِخِ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيلاً ، خِلافَاً لابْنِ حَجَرٍ ، فَقَدْ أَخْرَجَا لَهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج5/ص131/388) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج15/ص197/3374) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص567/2816) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج12/ص396/2566) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص310/3425) .(1/146)
6- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ (1) أَبُو مُحَمَّدٍ ، وَهُوَ شَقِيقُ عَائِشَةَ ، أَسْلَمَ قَبْلَ الْفَتْحِ ، وَقِيلَ إِنَّهُ كَانَ أسَنَّ وَلَدِ أَبِي بَكْرٍ ، وَشَهِدَ مَعَ خَالِدٍ الْيَمَامَةِ ، فَقَتَلَ سَبْعَةَ مِنْ أَكَابِرِهِمْ . ورَوَى عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، وَعَنْ أَبِيهِ . وَعَنْهُ ابْنَاهُ عَبْدُ اللهِ ، وَحَفْصَةُ ، وَابْنُ أَخِيهِ الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، وَعَمْرُو بْنُ أَوْسٍ الثَّقَفِيُّ وَغَيْرُهُمْ . قَالَ ابْنُ حَجَرٍ : مَاتَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَخَمْسِينَ فِي طَرِيقِ مَكَّةَ فَجْأَةً ، وَقِيلَ بَعْدَ ذَلِكَ الْكُتُبُ السِّتَّةُ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِى بَكْرٍ الصِّدِّيقِ : مَعْرِفَةُ الثِّقَاتِ (ج2/ص72/1021) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج16/ص555/3769) ، الْكَاشِفُ (ج1/ ص622/3152) ، التار تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج6/ص133/300) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص337/3814) ، الإِصَابَةُ (ج4/ص291/5091) .(1/147)
7- عَبْدُ اللهِ بْنُ عُثْمَانَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ (1) عَبْدُ اللهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ تَيْمِ بْنِ مُرَّةَ التَّيْمِيُّ ، أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ الأَكْبَرُ بْنُ أَبِي قُحَافَةَ ، خَلِيفَةُ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ، وَصَاحِبُهُ فِي الْغَارِ . أَسْلَمَ أَبَوَاهُ . رَوَى عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - . وَعَنْهُ عُمَرُ ، وَعُثْمَانُ ، وَعَلِيٌّ ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ ، وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ ، وَأَوْلادُهُ ، وَجَمَاعَةٌ . وَمَنَاقِبُهُ وَفَضَائِلُهُ كَثِيْرَةٌ جِدَّاً مُدَوَّنَةٌ فِي كُتُبِ الْعُلَمَاءِ , وَلِيَ الْخِلافَةَ بَعْدَ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - سَنَتَيْنِ وَشَيْئَاً ، وَقِيلَ عِشْرِينَ شَهْرَاً , تُوُفِّيَ يَوْمَ الاثْنَيْنِ فِي جُمَادَى الأُولَى سَنَةَ ثَلاثِ عَشَرَةَ مِنَ الْهِجْرَةِ ، وَهُوَ ابْن ثَلاثٍ وَسِتِّينَ سَنَةً ، وَصَلَّى عَلَيْهِ عُمَرُ ، وَدُفِنَ مَعَ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - .
ثَالِثَاً : الْحُكْمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
__________
(1) تَرْجَمَةُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ أبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج5/ص1/1) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج15/ص282/3418) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص573/2850) ، الإِصَابَةُ (ج4/ص169/4820) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج5/ص276/537) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص313/3467) .(1/148)
هَذَا الْحَدِيثُ إسْنَادُهُ ضَعِيفٌ جِدَّاً لأَنَّ فِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْوَاقِدِيُّ وَهُوَ مُتَّفَقٌ عَلَى تَرْكِهِ , وَفِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ بَحِيْرٍ مَجْهُولٌ . وَقَالَ صَاحِبُ ( أَسْنَى الْمَطَالِبِ ج1/ص90/375) : فيه مَقَالٌ ، وَفِيهِ شُعَيْبُ بْنُ طَلْحَةَ ، قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ : مَتْرُوكٌ ، وَفِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْوَاقِدِيُّ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ . وَقَالَ الْهَيْثَمِيُّ فِي ( مَجْمَعِ الزَّوَائِدِ ج10/ص360) : رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الأَوْسَطِ ، وَفِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْوَاقِدِيُّ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ جِدَّاً .
وانظر أيضا ( كشف الخفاء ج1/ص246/644) ، و ( المقاصد الحسنة ج1/ص180/206) .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 134 }
وَأَخْرَجَ الْبَزَّارُ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « إِنَّ أَهْوَنَ أَهْلِ النَّارِ عَذَابَاً ، رَجُلٌ مُنْتَعِلٌ بِنَعْلَيْنِ مِنْ نَارٍ ، يَغْلِي مِنْهُمَا دِمَاغُهُ ، وَمِنْهُمْ مَنْ فِي النَّارِ إِلَى صَدْرِهِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ فِي النَّارِ إِلَى ترقوته ، وَمِنْهُمْ مَنْ قَدْ انْغَمَسَ فِيهَا » .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ الْبَزَّارُ فِي ( مُسْنَدِهِ كَمَا فِي كَشْفِ الأَسْتَارِ ج4/ص186/ح3502) قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى ثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ الْمِنْهَالِ ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ عَنْ أَبِي نَضْرَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : بِمِثْلِهِ .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ(1/149)
أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ فِي ( مُسْنَدِهِ ج3/ص13/11115) مِنْ طَرِيقِ شَيْخَيْهِ الْحَسَنِ بْنِ مُوسَى وَعَفَّانَ بْنِ مُسْلِمٍ ، وأَخْرَجَهُ أَيْضَاً ( مُسْنَدِهِ ج3/ص78/11756) مِنْ طَرِيقِ عَفَّانَ .
و أَخْرَجَهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ فِي ( مُسْنَدِهِ ج1/ص277/875) مِنْ طَرِيقِ شَيْخِهِ الْحَسَنِ بْنِ مُوسَى ، وَالْحَاكِمُ فِي ( الْمُسْتَدْرَكِ عَلَى الصَّحِيحَيْنِ / كِتَاب الأَهْوَالِ ج4/ص625/8734) مِنْ طَرِيقِ الْحَجَّاجِ بْنِ الْمِنْهَالِ ، ثَلاثَتُهُمْ عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ بِنَحْوِهِ مَعَ زِيَادَةٍ ، وَهِىَ : « وَمِنْهُمْ مَنْ هُوَ فِي النَّارِ إِلَى رُكْبَتَيْهِ مَعَ أَجْزَاءِ الْعَذَابِ وَمِنْهُمْ مَنْ هُوَ فِي النَّارِ إِلَى أَرْنَبَتِهِ مَعَ أَجْزَاءِ الْعَذَابِ » .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
1- مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 57 ] . ثِقَةٌ .
2- الْحَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ (1) حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ الأَنْمَاطِيُّ أَبُو مُحَمَّدٍ السُّلَمِيُّ الْبَصْرِيُّ الْحَافِظُ الْحُجَّةُ . رَوَى عَنِ الْحَمَادَيْنِ ، وَابْنِ عُيَيْنَةَ ، وَشُعْبَةَ . وَعَنْهُ الْبُخَارِيُّ ، وَالدَّارِمِيُّ ، وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى .
وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ فَاضِلٌ مِنَ التَّاسِعَةِ ، مَاتَ سَنَةَ سِتَّ عَشَرَةَ أَوْ سَبْعَ عَشَرَةَ السِّتَّةُ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ الْحَجَّاجِ بْنِ مِنْهَالٍ : تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج5/ص457/1128) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص313/943) ، تَذْكِرَةُ الْحُفَّاظِ (ج1/ص403/405) ، التَّعْدِيلُ وَالتَّجْرِيْحُ (ج2/ص519/278) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج2/ص182/383) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص153/1137) ، طَبَقَاتُ الْحُفَّاظِ (ج1/ص175/383) .(1/150)
3- حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 121 ] .
4- سَعِيدُ بْنُ إِيَاسٍ الْجُرَيْرِيُّ (1) أَبُو مَسْعُودٍ الْبَصْرِيُّ . رَوَى عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ ، وَأَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ ، وَأَبِي نَضْرَةَ الْعَبْدِيِّ وَعِدَّةٌ . وَعَنْهُ ابْنُ عُلَيَّةَ ، وَبِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ ، وَالْحَمَّادَانِ وَآخَرُونَ ، وَهُوَ ثِقَةٌ احْتَجَّ بِهِ الشَّيْخَانِ . وَأَطْلَقَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ وَالنَّسَائِيُّ الْقَوْلَ بِتَوْثِيقِهِ . وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : مُحَدِّثُ أَهْلِ الْبَصْرَةِ . قَالَ أَبُو حَاتِمٍ : تَغَيَّرَ حِفْظُهُ قَبْلَ مَوْتِهِ ، فَمَنْ كَتَبَ عَنْهُ قَدِيْمَاً فَهُوَ صَالِحٌ ، وَهُوَ حَسَنُ الْحَدِيثِ . وَقَالَ النَّسَائِيُّ : ثِقَة أُنْكِرَ أَيَّامَ الطَّاعُونِ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ سَعِيدِ بْنِ إِيَاسٍ الْجُرَيْرِيِّ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج3/ص456/1520) ، الْكَامِلُ فِي الضُّعَفَاءِ (ج3/ص392/821) ، ذِكْرُ مَنْ تُكُلِّمَ فِيهِ وَهُوَ مُوَثَّقٌ (ج1/ص84/124) ، الكاشف (ج1/ص432/1855) ، الكواكب النيرات (ج1/ص35/24) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج4/ص6/8) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص233/2273) ، خُلاصَةُ تَذْهِيبِ تَهْذِيبِ الْكَمَالِ (ج1/ص136) .(1/151)
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ : كَانَ قَدْ اخْتَلَطَ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ بِثَلاثِ سِنِينَ , وَمِمَّنْ سَمِعَ مِنْهُ قَبْلَ التَّغَيِيُّرِ شُعْبَةُ وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ ، وَالْحَمَّادَانِ ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ ، وَمَعْمَرٌ ، وَعَبْدُ الْوَارِثِ بْنِ سَعِيدٍ ، وَيَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ ، وَوُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ ، وَعَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ الثَّقَفِيُّ ، وَذَلِكَ لأَنَّ هَؤُلاءِ كُلَّهُمْ سَمِعُوا مِنْ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ وَقَدْ قَالَ أَبُو دَاوُدَ فِيمَا رَوَاه عَنْهُ أَبُو عُبَيْدٍ الآجُرِّيُّ : كُلُّ مَنْ أَدْرَكَ أَيُّوبَ فَسَمَاعُهُ مِنَ الْجُرَيْرِيِّ جَيِّدٌ ، وَمِمَّنْ سَمِعْ مِنْهُ بَعْدَ التَّغَيِيُّرِ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِىٍّ ، وَإِسْحَاقُ الأَزْرَقُ ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ ، وَلِذَلِكَ لَمْ يُحَدِّثْ عَنْهُ شَيْئَاً . قَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ مِنَ الْخَامِسَةِ ، اخْتَلَطَ قَبْلَ مَوْتِهِ بِثَلاثِ سِنِينَ ، مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِينَ الكُتُبُ السِّتَّةُ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيلاً .(1/152)
5- الْمُنْذِرُ بْنُ مَالِكِ بْنِ قُطَعَةَ (1) أَبُو نَضْرَةَ الْعَبْدِيُّ ثُمَّ الْعَوْفِيُّ الْبَصْرِيُّ . أَدْرَكَ طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللهِ . وَرَوَى عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، وَجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ . رَوَى عَنْهُ إِيَاسُ بْنُ دَغْفَلٍ ، وَجَعْفَرُ بْنُ أَبِي وَحْشِيَّةَ ، وَسَعِيدُ بْنُ إِيَاسٍ . قَالَ صَاحِبُ جَامِعِ التَّحْصِيلِ : رَوَى عَنْ عَلِيٍّ وَأَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا وَغَيْرِهِمَا مِنْ قُدَمَاءِ الصَّحَابَةِ ، وَذَلِكَ مُرْسَلٌ قَالَهُ فِي التَّهْذِيبِ . وَقَدْ سَمِعَ مِنَ ابْنِ عَبَّاسٍ ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ ، وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : مَشْهُورٌ بِكُنْيَتِهِ ثِقَةٌ مِنَ الثَّالِثَةِ مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ أَوْ تِسْعٍ وَمِائَةٍ الْبُخَارِيُّ تَعْلِيقَاً وَمُسْلِمٌ وَالأَرْبَعَةُ .
مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيلاً .
6- سَعْدُ بْنُ مَالِكٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 14 ] .
رَابِعَاً : الْحُكْمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
هَذَا الْحَدِيثُ إسْنَادُهُ صَحِيحٌ لأَنَّ رِجَالَهُ ثِقَاتٌ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ الْمُنْذِرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ قُطَعَةَ : مَعْرِفَةُ الثِّقَاتِ ج2/ص298/1790) ، مَشَاهِيْرُ الأَمْصَارِ (ج1/ص96/709) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج28/ص508/6183) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص295/5632) ، جامع التحصيل (ج1/ص287/800) ، تُحْفَةُ التَّحْصِيلِ فِي ذِكْرِ رُوَاةِ الْمَرَاسِيلِ (ج1/ص317) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص546/6890) .(1/153)
قَالَ الْحَاكِمُ : حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ ، وَقَالَ الذَّهَبِيُّ فِي التَّلْخِيصِ : عَلَى شَرْطِ الْبُخَارِيِّ وَمُسْلِمٍ . وَقَالَ الْمُنْذِرِيُّ فِي ( التَّرْغِيبُ وَالتَّرْهِيبُ ج4/ص 267) : رَوَاهُ أَحْمَدُ وَالْبَزَّارُ ، وَرُوَاتُهُ رُوَاةُ الصَّحِيحِ ، وَهُوَ فِي مُسْلِمٍ مُخْتَصَرَاً إِنَّ أَدْنَى أَهْلِ النَّارِ عَذَابَاً مُنْتَعِلٌ بِنَعْلَيْنِ مِنْ نَارٍ يَغْلِي دِمَاغُهُ مِنْ حَرِّ نَعْلَيْهِ .
وَصَحَّحَهُ الأَلْبَانِيُّ فِي ( صَحِيحِ التَرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ ج3/ص252/3686) .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 135 }
وَأَخْرَجَ مُسْلِمٌ عَنْ جَابِرٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « يَدْخُلُ قَوْمٌ النَّارَ – مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ- ، فَتَحْرِقُهُمُ النَّارِ إِلاَّ دَارَاتِ وُجُوهِهِمْ (1) ، ثُمَّ يُخْرَجُونَ مِنْهَا » .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي ( صَحِيحِهِ / كِتَابُ الإِيْمَانِ ج1/ص178/191) قَالَ : حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ الشَّاعِرِ حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ سُلَيْمٍ الْعَنْبَرِيُّ قَالَ : حَدَّثَنِي يَزِيدُ الْفَقِيرُ حَدَّثَنَا جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « إِنَّ قَوْمَاً يُخْرَجُونَ مِنَ النَّارِ ، يَحْتَرِقُونَ فِيهَا إِلاَّ دَارَاتِ وُجُوهِهِمْ حَتَّى يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ » .
ثَانِيَاً : مَعْنَى الْحَدِيثِ
__________
(1) دارات وجوههم : هي جمع دارة هو ما يحيط بالوجه من جوانبه أراد أنها لا تأكلها النار لأنها محل السجود( النِّهَايَةُ فِي غَرِيبِ الأَثَرِ ج2/ص139 ، تاج العروس ج11/ص320) .(1/154)
قالَ أَبُو زَكَرِيَّا النَّوَوِيُّ فِي ( شَرْجِهِ صَحِيحِ مُسْلِمٍ ) (1) : قَوْلُهُ - صلى الله عليه وسلم - : « تَأْكُل النَّار مِنْ اِبْن آدَم إِلاَّ أَثَر السُّجُودِ حَرَّمَ اللهُ عَلَى النَّارِ أَنْ تَأْكُل أَثَرَ السُّجُودِ » ظَاهِرُ هَذَا أَنَّ النَّارَ لا تَأْكُلُ جَمِيعَ أَعْضَاءِ السُّجُودِ السَّبْعَةِ الَّتِي يَسْجُدُ الإِنْسَانُ عَلَيْهَا ، وَهِيَ : الْجَبْهَةُ ، وَالْيَدَانِ ، وَالرُّكْبَتَانِ ، وَالْقَدَمَانِ ، وَهَكَذَا قَالَهُ بَعْضُ الْعُلَمَاء ، وَأَنْكَرَهُ الْقَاضِي عِيَاضٌ رَحِمَهُ اللهُ ، وَقَالَ : الْمُرَادُ بِأَثَرِ السُّجُودِ الْجَبْهَةَ خَاصَّةً . وَالْمُخْتَارُ الأَوَّل ، فَإِنْ قِيلَ : قَدْ ذَكَرَ مُسْلِمٌ بَعْدَ هَذَا مَرْفُوعَاً : أَنَّ قَوْمَاً يَخْرُجُونَ مِنْ النَّارِ يَحْتَرِقُونَ فِيهَا إِلاَّ دَارَاتِ الْوُجُوهِ ، فَالْجَوَابُ : أَنَّ هَؤُلاءِ الْقَوْم مَخْصُوصُونَ مِنْ جُمْلَةِ الْخَارِجِينَ مِنْ النَّارِ بِأَنَّهُ لا يَسْلَمُ مِنْهُمْ مِنْ النَّارِ إِلا دَارَاتِ الْوُجُوهِ ، وَأَمَّا غَيْرُهُمْ فَيَسْلَمُ جَمِيعُ أَعْضَاءِ السُّجُودِ مِنْهُمْ عَمَلاً بِعُمُومِ هَذَا الْحَدِيثِ ، فَهَذَا الْحَدِيثُ عَامّ ، وَذَلِكَ خَاصٌّ ، فَيُعْمَلُ بِالْعَامِّ إِلاَّ مَا خَصَّ . وَاَللهُ أَعْلَمُ .
بَابٌ : أَكْثَرُ أَهْلِ النَّارِ
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 136 }
__________
(1) شرح النووي على صحيح مسلم (ج3/ص22) .(1/155)
أَخْرَجَ الشَّيْخَانِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : « يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ ؛ تَصَدَّقْنَ وَأَكْثِرْنَ الاسْتِغْفَارَ ، فَإِنِّي رَأَيْتُكُنَّ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ » ، فَقَالَتْ امْرَأَةٌ مِنْهُنَّ : يَا رَسُولَ اللهِ وَمَالَنَا أَكْثَرُ أَهْلِ النَّارِ ؟ ، قَالَ : « تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ ، وَتَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ (1) » .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
__________
(1) العشير : الصاحب والزوج والمعاشر وكله من العشرة والعشيرة القبيلة والمعنى يكفرن العشير أي إحسان الزوج . يقال عاشره خالطه وصاحبه ( تفسير غريب ما في الصحيحين البخاري ومسلم ج1/ص202 ، النِّهَايَةُ فِي غَرِيبِ الأَثَرِ ج3/ص240 ، المصباح المنير ج2/ص411 ، المعجم الوسيط ج2/ص602)(1/156)
أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي ( صَحِيحِ مُسْلِمٍ / كِتَابُ الإِيْمَانِ ج1/ص86/79) قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحِ بْنِ الْمُهَاجِرِ الْمِصْرِيُّ أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ عَنِ ابْنِ الْهَادِ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ قَالَ : « يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ ؛ تَصَدَّقْنَ وَأَكْثِرْنَ الاسْتِغْفَارَ ، فَإِنِّي رَأَيْتُكُنَّ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ » ، فَقَالَتْ امْرَأَةٌ مِنْهُنَّ جَزْلَةٌ (1) : وَمَالَنَا يَا رَسُولَ اللهِ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ ؟ ، قَالَ : « تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ ، وَتَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ ، وَمَا رَأَيْتُ مِنْ نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ أَغْلَبَ لِذِي لُبٍّ مِنْكُنَّ » ، قَالَتْ : يا رَسُولَ اللهِ ؛ وما نُقْصَانُ الْعَقْلِ وَالدِّينِ ؟ ، قَالَ : « أَمَّا نُقْصَانُ الْعَقْلِ فَشَهَادَةُ امْرَأَتَيْنِ تَعْدِلُ شَهَادَةَ رَجُلٍ ، فَهَذَا نُقْصَانُ الْعَقْلِ ، وَتَمْكُثُ اللَّيَالِي ما تُصَلِّي وَتُفْطِرُ فِي رَمَضَانَ ، فَهَذَا نُقْصَانُ الدِّينِ » . وَحَدَّثَنِيهُ أَبُو الطَّاهِرِ أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ عَنْ بَكْرِ بْن مُضَرَ عَنِ ابْنِ الْهَادِ بِهَذَا الإِسْنَادِ مِثْلَهُ .
ثَانِيَاً : تَنْبِيهٌ
__________
(1) جزلة : أي تامة الخلق ويجوز أن تكون ذات كلام جزل أي قوي شديد واللفظ الجزل خلاف الركيك وامرأة جزلة ذات أرداف وعجيزة بفتح الجيم وبكسر الجيم ( النِّهَايَةُ فِي غَرِيبِ الأَثَرِ ج1/ص270 ، مشارق الأنوار ج1/ص148 ، لسان العرب ج11/ص109 ، العين ج6/ص67) .(1/157)
نَسَبَ الْمُصَنِّفُ الْحَدِيثَ إِلَى الْبُخَارِيِّ ، لَكِنَ الَّذِي فِيهِ عَنْ أَبِى سَعِيدٍ فِي مَوْضِعَيْنِ : الأَوَّلُ فِي ( كِتَابِ الْحَيْضِ بَابُ تَرْكِ الْحَائِضِ الصَّوْمَ ج1/ص116/298 ) ، وَالثَّانِي فِي ( كِتَابِ الزَّكَاةِ ، بَابُ الزَّكَاةِ على الأَقَارِبِ ، وَقَالَ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - : له أَجْرَانِ أَجْرُ الْقَرَابَةِ وَالصَّدَقَةِ ج2/ص531/1393) .
ثَالِثَاً : مَعْنَى الْحَدِيثِ
قَالَ أَبُو زَكَرِيَّا النَّوَوِيُّ فِي ( شَرْحِهِ عَلَى صَحِيحِ مُسْلِمٍ ج2/ص66) : قَالَ أَهْلُ اللُّغَةِ : الْمَعْشَرُ هُمُ الْجَمَاعَةُ الَّذِينَ أَمْرُهُمْ وَاحِدٌ ؛ أَيْ مُشْتَرِكُونَ ، وَهُوَ اِسْمٌ يَتَنَاوَلهُمْ كَالإِنْسِ مَعْشَرٌ ، وَالْجِنُّ مَعْشَرٌ ، وَالأَنْبِيَاء مَعْشَرٌ ، وَالنِّسَاء مَعْشَرٌ ، وَنَحْو ذَلِكَ . وَجَمْعُهُ مَعَاشِرُ . وَقَوْلُهُ : بِفَتْحِ الْجِيمِ وَإِسْكَانِ الزَّايِ : أَيْ ذَاتُ عَقْلٍ وَرَأْيٍ . قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ : الْجَزَالَة الْعَقْل وَالْوَقَار . وَأَمَّا الْعَشِيْرُ فَبِفَتْحِ الْعَيْنِ وَكَسْرِ الشِّينِ ، وَهُوَ فِي الأَصْل الْمُعَاشِرُ مُطْلَقَاً ، وَالْمُرَادُ هُنَا الزَّوْجُ . وَأَمَّا اللُّبُّ فَهُوَ الْعَقْلُ ، وَالْمُرَادُ كَمَالُ الْعَقْلِ . وَقَوْلُهُ - صلى الله عليه وسلم - : فَهَذَا نُقْصَانُ الْعَقْلِ : أَيْ عَلامَةَ نُقْصَانِهِ . وَقَوْلُهُ - صلى الله عليه وسلم - : وَتَمْكُث اللَّيَالِي مَا تُصَلِّي : أَيْ تَمْكُث لَيَالِي وَأَيَّامَاً لا تُصَلِّي بِسَبَبِ الْحَيْضِ ، وَتُفْطِرُ أَيَّامَاً مِنْ رَمَضَانَ بِسَبَبِ الْحَيْضِ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 137 }(1/158)
وَأَخْرَجَ الطَّبَرَانِيُّ فِي الأَوْسَطِ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ عَنْ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ قَالَ : أَمَرَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - النَّسَاءَ بِالصَّدَقَةِ ، وَحَثَّهُنَّ عَلَيْهَا ، وَقَالَ : « تَصَدَّقْنَ ، فَإِنَّكُنَّ أَكْثَرُ أَهْلِ النَّارِ » ، فَقَالَتِ امْرَأةٌ مِنْهُنَّ : وَلِمَ ذَاكَ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ ، قَالَ : « لأَنَّكُنَّ تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ ، وَتُسَوِّفْنَ (1) الْخَيْرَ ، وَتَكْفُرْنَ الْعَشِيْرَ » .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي ( الْمُعْجَمِ الأَوْسَطِ ج2/ص36/1156 ) قَالَ : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ قَالَ : حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ عَنْ زَيْدِ بْن أَبِي أُنَيْسَةَ عنْ زَيْدِ بْنِ رُفَيْعٍ عَنْ حِزَامِ بْنِ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ : أَمَرَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - النَّسَاءَ بِالصَّدَقَةِ ، وَحَثَّهُنَّ عَلَيْهَا ، وَقَالَ : « تَصَدَّقْنَ ، فَإِنَّكُنَّ أَكْثَرُ أَهْلِ النَّارِ » ، فَقَالَتِ امْرَأةٌ مِنْهُنَّ : وَلِمَ ذَاكَ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ : « لأَنَّكُنَّ تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ ، وَتُسَوِّفْنَ الْخَيْرَ ، وَتَكْفُرْنَ الْعَشِيْرَ » .
تَنْبِيهٌ : هُنَاكَ سَقَطٌ بَيْنَ شَيْحِ الطَّبَرَانِيِّ وَعُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو ، وَهُوَ عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ ( مَجْمَعُ الْبَحْرَيْنِ 4/310/ح4846) .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
__________
(1) التسويف : المطل والتأخير من قولك سوف أفعل كذا ( النِّهَايَةُ فِي غَرِيبِ الأَثَرِ ج2/ص422 ، العين ج7/ص309) .(1/159)
أَخْرَجَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي ( صَحِيحِهِ / ذِكْرُ الإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ بَعْضِ النَّاسِ الَّذِينَ يَكُونُونَ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ فِي الْعُقْبَى ج16/ص520/7478) مِنْ طَرِيقِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ بِمِثْلِهِ .
وأَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي ( الْمُعْجَمِ الْكَبِيْرِ ج3/ص196/3109) مِنْ طَرِيقِ عُبَيْدِ بْنِ جَنَادٍ الْحَلَبِيِّ عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو بِنَحْوِهِ .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
1- أَحْمَدُ بْنُ خُلَيْدٍ الْعَبْدِيُّ (1) أَحْمَدُ بْنُ خُلَيْدٍ أَبُو عَبْدِ اللهِ الْكِنْدِيُّ الْحَلَبِيُّ . سَمِعَ أَبَا نُعَيْمٍ ، وَأَبَا الْيَمَانِ ، وَالْحُمَيْدِيَّ وَمُحَمَّدَ بْنَ عِيسَى الطَّبَّاعَ ، وَزُهَيْرَ بْنَ عَبَّادٍ وَطَبَقَتَهُمْ , وَلَهُ رِحْلَةٌ وَاسِعَةٌ وَمَعْرِفَةٌ جَيِّدَةٌ . رَوَي عَنْهُ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْمِصِّيصِيُّ ، وَأَحْمَدُ بْنُ مَرْوَانَ الدِّيِّنَوْرِيُّ ، وَسُلَيْمَانُ الطَّبَرَانِيُّ ، وَآخَرُونَ . مَاتَ بَعْدَ الثَّمَانِينَ وَالْمِئَتَيْنِ قَالَهُ الذَّهَبِىُّ . ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِى الثِّقَاتِ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ أَحْمَدَ بْنِ خُلَيْدٍ الْعَبْدِيِّ : الثِّقَاتُ (ج8/ص53/12218) ، بغية الطلب في تاريخ حلب (ج2/ص730 ) ، تَارِيْخُ الإِسْلامِ (ج21/ص56) .(1/160)
2- عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ (1) عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ غَيْلانَ الرَّقِّيُّ ، أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقُرَشِيُّ مَوْلاهُمْ . رَوَى عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو ، وَأَبِي الْمَلِيحِ الْحَسَنِ بْنِ عُمَرَ الرَّقِّيِّ ، وَعَبْدِ الْعَزِيزِ الدَّرَاوَرْدِيِّ ، وَمُعْتَمِرِ بْنِ سُلَيْمَانَ . وَعَنْهُ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الرَّقِّيُّ ، وَأَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ ، وَأَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ وَغَيْرُهُمْ . قَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ لَكِنَّهُ تَغَيَّرَ بِآخَرَةٍ فَلَمْ يَفْحُشْ اخْتِلاطُهُ ، مِنَ الْعَاشِرَةِ مَاتَ سَنَةَ عِشْرِينَ الْكُتُبُ السِّتَّةُ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ الرَّقِّيِّ : تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج14/ص376/3204) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص543/2667) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج5/ص151/296) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص298/3253) .(1/161)
3- عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو (1) عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ أَبِي الْوَلِيدِ الأَسَدِيُّ أَبُو وَهْبٍ الرَّقِّيُّ . رَوَى عَنْ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ ، وَزَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ ، وَكَانَ رَاوِيَاً لَهُ ، وَسُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ , وَغَيْرِهِمْ . رَوَى عَنْهُ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ وَاقِدٍ الْحَرَّانِيُّ ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الرَّقِّيُّ ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ سُلَيْمٍ ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ مَيْمُونٍ الرَّقِّيُّونَ . وَثَّقَهُ الْعِجْلِيُّ وَابْنُ نُمَيْرٍ . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ : صَالِحُ الْحَدِيثِ ثِقَةٌ صَدُوقٌ لا أَعْرِفُ لَهُ حَدِيثَاً مُنْكَرَاً . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ فَقِيهٌ رُبَّمَا وَهِمَ مِنَ الثَّامِنَةِ كَانَ مَوْلِدُهُ سَنَةَ 101 ، مَاتَ سَنَةَ ثَمَانِينَ عَنْ ثَمَانِينَ إِلاَّ سَنَةً السِّتَّةُ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيلاً
__________
(1) تَرْجَمَةُ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو : مَعْرِفَةُ الثِّقَاتِ (ج2/ص112/1167) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج5/ص328/1551) ، الثِّقَاتُ (ج7/ص149/9415) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج19/ص136/3671) ، تَذْكِرَةُ الْحُفَّاظِ (ج1/ص241/228) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص685/3579) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج7/ص38/74) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص373/4327) .(1/162)
4- زَيْدُِ بْنُ أَبِي أُنَيْسَةَ (1) زَيْدُ بْنُ أَبِى أُنَيْسَةَ الْجَزَرِيُّ . رَوَى عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ ، وَعَطَاءٍ ، وَعَمْرِو بْنِ مُرَّةَ . رَوَى عَنْهُ مَالِكٌ ، وَعُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو ، وَأَبُو عَبْدِ الرَّحِيمِ . وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَأَبُو حَاتِمٍ . وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ ، مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ ، وَهُوَ ابْنُ سِتٍّ وَثَلاثِينَ سَنَةً . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيلاً .
5- زَيْدُ بْنُ رُفَيْعٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 105 ] . كَانَ فَقِيهَاً وَرِعَاً فَاضِلاً .
6- حِزَامُ بْنُ حَكِيمٍ (2) حِزَامُ بْنُ حَكِيمِ بْنِ حِزَامِ بْنِ خُوَيْلِدٍ . رَوَى عَنْ أَبِيهِ . وَعَنْهُ عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ ، وَزَيْدُ بْنُ رُفَيْعٍ . رَوَى لَهُ النَّسَائِيُّ حَدِيثَاً وَاحِدَاً فِي الْبَيْعِ . وذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : حِجَازِيٌّ مَقْبُولٌ مِنَ الثَّالِثَةِ النَّسَائِيُّ . مَرْتَبَتُهُ : الأُولَى تَجْرِيْحَاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ زَيْدِ بْنِ أَبِى أُنَيْسَةَ : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج3/ص556/2517) ، الثِّقَاتُ (ج6/ص315/7888) ، مَشَاهِيْرُ الأَمْصَارِ (ج1/ص185/1481) ، الضعفاء الكبير (ج2/ص74/519) .
(2) تَرْجَمَةُ حِزَامِ بْنِ حَكِيمٍ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج3/ص116/391) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج3/ص298/1326) ، الثِّقَاتُ (ج4/ص188/2421) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج5/ص587/1180) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص319/991) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج2/ص212/441) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص157/1189) ، التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة (ج1/ص270/902) .(1/163)
7- حَكِيمُ بْنُ حِزَامٍ (1) حَكِيمُ بْنُ حِزَامِ بْنِ خُوَيْلِدٍ الأَسَدِيُّ الْقُرَشِيُّ أَبُو خَالِدٍ الْمَكِّيُّ مِنَ الْمُؤَلَّفَةِ الأَشْرَافِ الَّذِينَ حَسُنَ إِسْلامُهُمْ , وُلِدَ قَبْلَ عَامِ الْفِيلِ بِثَلاثَ عَشَرَةَ سَنَةً ، وَعَمَّتُهُ خَدِيْجَةُ زَوْجُ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - . رَوَى عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - . وَعَنْهُ ابْنُهُ حِزَامٌ ، وَابْنُ ابْنِ أَخِيهِ الضَّحَّاكُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ خَالِدِ بْنِ حِزَامٍ ، وَسَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ ، وَعَطَاءُ بْنُ أَبِي رباح ، وَغَيْرُهُمْ . وَقَالَ الْبُخَارِيُّ : عَاشَ فِي الإِسْلامِ سِتِّينَ سَنَةً ، وَفِي الْجَاهِلِيَّةِ سِتِّينَ سَنَةً ، وُلِدَ فِي جَوْفِ الْكَعْبَةِ ، وَكَانَ مِنْ سَادَاتِ قُرَيْشٍ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَالإِسْلامِ ، وَقَالَ أَبُو الْقَاسِمِ الْبَغَوِيُّ : كَانَ عَالِمَاً بِالنَّسَبِ ، تُوُفِّيَ 54 ، وَعَاشَ مِئَةً وَعِشْرِينَ سَنَةً السِّتَّةُ .
رَابِعَاً : الْحُكْمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
__________
(1) تَرْجَمَةُ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج3/ص11/42) ، الاسْتِيعَابُ (ج1/ص362) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج7/ص170/1454) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص347/1199) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج2/ص384/775) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص176/1470) ، الإِصَابَةُ ج2/ص112/1802) .(1/164)
هَذَا الْحَدِيثُ إسْنَادُهُ حَسَنٌ لأَنَّ رِجَالَهُ ثِقَاتٌ إلاَّ حِزَامَ بْنَ حَكِيمٍ ، فَقَدْ ذَكَرَه ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ ، وَسَكَتَ عَنْهُ الْبُخَارِيُّ وَابْنُ أَبُو حَاتِمٍ . وَقَالَ الْهَيْثَمِيُّ فِي ( مَجْمَعِ الزَّوَائِدِ ج10/ص394) : رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الأَوْسَطِ وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ . وَقَالَ فِي مَوْضَعٍ آخَرَ ( مَجْمَعُ الزَّوَائِدِ ج4/ص314) : وَفِيهِ زَيْدُ بْنُ رُفَيْعٍ وَهُوَ ضَعِيفٌ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 138 }
وَأَخْرَجَ أَحْمَدُ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شِبْلٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « إِنَّ الْفُسَّاقَ هُمْ أَهْلُ النَّارِ » قَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ ؛ وَمَنَ الْفُسَّاقُ ؟ ، قَالَ : « النِّسَاءُ » ، قَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ اللهِ ؛ أَوَ لَيْسَ أُمَّهَاتِنَا ، وَأَخَوَاتِنَا ، وَأَزْوَاجَنَا ؟ ، قَالَ : « بَلَى ، وَلَكِنَّهُنَّ إذا أُعْطِينَ لَمْ يَشْكُرْنَ ، وإذا ابْتُلِينَ لَمْ يَصْبِرْنَ »
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ(1/165)
هَذَا جُزْءٌ مِنْ حَدِيثٍ رَوَاهُ أَحْمَدُ فِي ( مُسْنَدِهِ ج3/ص444/15704) قَالَ : ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ : أَنَا مَعْمَرٌ عَنْ يَحْيَي بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ سَلاَّمٍ عَنْ جَدِّهِ قَالَ : كَتَبَ مُعَاوِيَةُ إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شِبْلٍ : أَنْ عَلِّمِ النَّاسَ مَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ، فَجَمَعَهُمْ ، فَقَالَ : إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : « تَعَلَّمُوا الْقُرْآنَ ، فإذا عَلِمْتُمُوهُ فَلاَ تَغْلُوا فِيهِ ، وَلاَ تَجْفُوا عَنْهُ ، ولاَ تَأْكُلُوا بِهِ ، ولاَ تَسْتَكْثِرُوا بِهِ » ، ثُمَّ قَالَ : « إِنَّ التُّجَّارَ هُمُ الفُجَّارُ ، قَالُوا : يا رَسُولَ اللهِ ؛ أَلَيْسَ قد أَحَلَّ الله الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا ؟ ، قَالَ : « بَلَى ، وَلَكِنَّهُمْ يَحْلِفُونَ وَيَأْثَمُونَ » ، ثُمَّ قَالَ : « إِنَّ الْفُسَّاقَ هُمْ أَهْلُ النَّارِ » ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ ؛ وَمَنِ الْفُسَّاقُ ؟ ، قَالَ : « النِّسَاءُ » ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ ؛ أَلَسْنَ أُمَّهَاتِنَا ، وَبَنَاتِنَا ، وَأَخَوَاتِنَا ؟ ، قَالَ : « بَلَى ، وَلَكِنَّهُنَّ إذا أُعْطِينَ لَمْ يَشْكُرْنَ ، وإذا ابْتُلِينَ لَمْ يَصْبِرْنَ » , ثُمَّ قَالَ : « يُسَلِّمُ الرَّاكِبُ على الرَّاجِلِ ، وَالَّراجِلُ عَلَى الْجَالِسِ ، وَالأَقَلُّ عَلَى الأَكْثَرِ ، فَمَنْ أَجَابَ السَّلاَمَ كَانَ لَهُ ، وَمَنْ لَمْ يُجِبْ فَلا شَيْءَ لَهُ » .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ(1/166)
أَخْرَجَهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ فِي ( مُسْنَدِهِ ج1/ص129/314) ، وأَخْرَجَهُ أَيْضَاً الْحَاكِمُ ( الْمُسْتَدْرَكُ عَلَى الصَّحِيحَيْنِ كِتَابُ النِّكَاحِ ج2/ص207/2773) كِلاهُمَا مِنْ طَرِيقِ مَعْمَرٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ كَثِيْرٍ بِهِ .
وأَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي ( الْمُعْجَمِ الأَوْسَطِ ج3/ص86/2574) ، وَالْحَاكِمُ فِي ( الْمُسْتَدْرَكِ عَلَى الصَّحِيحَيْنِ كِتَابُ الْبُيُوعِ ج4/ص647/8787) كِلاهُمَا مِنْ طَرِيقِ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيْرٍ عَنْ أَبِي رَاشِدٍ الْحُبْرَانِيِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شِبْلٍ بِهِ . لَكِنْ رِوَايَتَيْ الْحَاكِمِ مُوَافِقَةً لِلَفْظِ الْمُصَنِّفِ ، وَرِوَايَةُ عَبْدِ بْنِ حُمَيْدٍ مُوَافِقَةً لِلَفْظِ أَحْمَدَ وَرِوَايَةُ الطَّبَرَانِيِّ لَمْ تَذْكُرِ الْجُمْلَةَ الأَخِيْرَةَ . ومما سبق يتبين أن أبا رَاشِدٍ الْحُبْرَانِيَّ وَأَبَا سَلامٍ ، وَهُوَ مَمْطُورٌ الأَسَوْدُ رَوَيَا هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شِبْلٍ .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
1- عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ ثِقَةٌ حَافِظٌ مُصَنِّفٌ شَهِيْرٌ عَمِيَ فِي آخِرِ عُمُرِهِ ، فَتَغَيَّرَ وَكَانَ يَتَشَيَّعُ ، سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 6 ] .
2- مَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 27 ] .(1/167)
3- يَحْيَى بْنُ أبِى كَثِيْرٍ (1) يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيْرٍ الطَّائِيُّ مَوْلاهُمْ أَبُو نَصْرٍ الْيَمَامِيُّ ، كَانَ مِنَ الْعُبَّادِ الْعُلَمَاءِ الأَثْبَاتِ . رَوَى عَنْ أَنَسٍ وَقَدْ رَآهُ ، وَأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ ، وَزَيْدِ بْنِ سَلاَّمٍ ، وَغَيْرِهِمْ . رَوَى عَنْهُ ابْنُهُ عَبْدُ اللهِ ، وَالأَوْزَاعِيُّ ، وَمَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ ، وَآخَرُونَ . وَقَالَ الْعِجْلِيُّ : ثِقَةٌ كَانَ يُعَدُّ مِنْ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ : يَحْيَى إِمَامٌ لا يُحَدِّثُ إِلاَّ عَنْ ثِقَةٍ . وذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ : قَالَ ابْنُ معينٍ : لم يسمع يحيى من زيد بْن سلام . قَالَ أَبُو حَاتِمٍ : قد سمع منه ، وَقَالَ الأثرم : قلت لأبي عبد الله يحيى بْن أَبِي كثير سمع من زيد بْن سلام قَالَ : ما أشبهه , وأما من جده أَبِي سلام فَقَدْ قَالَ حُسَيْنٌ الْمُعَلِّمُ : أَخْرَجَ إلينا يحيى بْن أَبِي كثير صحيفة لأبي سلام ، فقلنا له : سمعت من أَبِي سلام ؟ ، قَالَ : لا ، قلت : من رجل سمعه من أَبِي سلام قَالَ : لا , وكذلك روى حرب بْن شداد عن يحيى بْن كثير إنه قَالَ : كل شيء عن أَبِي سلام فإنما هو كتاب . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَة ثبت لكنه يدلس ويرسل من الخامسة مَاتَ سَنَةَ اثنتين وثلاثين وَقِيلَ قَبْلَ ذَلِكَ الْكُتُبُ السِّتَّةُ . مُرْتَبَتُهُ : الأُولَى تَعْدِيلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ يَحْيَى بْنِ أَبِى كَثِيْرٍ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج8/ص302/3089) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج31/ص504/6907) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص373/6235) ، جامع التحصيل (ج1/ص299/880) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج11/ص235/440) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص596/7632) ، خُلاصَةُ تَذْهِيبِ تَهْذِيبِ الْكَمَالِ (ج1/ص427) .(1/168)
4- زَيْدُ بْنُ سَلاَّمٍٍ (1) زَيْدُ بْنُ سَلامِ بْنِ أَبِي سَلاَّمٍ مَمْطُورٍ الأَسْوَدِ الْحَبَشِيُّ ، مِنْ أَهْلِ دِمَشْقَ . رَوَى عَنْ جَدِّهِ أَبِي سَلاَّمٍ ، وَعَبْدِ اللهِ بْنِ زَيْدٍ الأَزْرَقِ ، وَعَدِيِّ بْنِ أَرْطَأَةَ . رَوَى عَنْهُ أَخُوهُ مُعَاوِيَةُ بْنُ سَلاَّمٍ ، وَيَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيْرٍ . وَثَّقَهُ الْعِجْلِيُّ ، وَالذَّهَبِيُّ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : زَيْدُ بْن سَلامِ بْنِ أَبِي سَلاَّمٍ مَمْطُورٍ الْحَبَشِيُّ ثِقَةٌ مِنَ السَّادِسَةِ الْبُخَارِيُّ فِى الأَدَبِ الْمُفْرِدِ وَمُسْلِمٌ وَالأَرْبَعَةُ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ زَيْدِ بْنِ سَلاَّمٍ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج3/ص395/1318) ، مَعْرِفَةُ الثِّقَاتِ (ج1/ص377/528) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج3/ص564/2554) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص417/1740) ، تاريخ مدينة دمشق (ج19/ص426/2338) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص223/2140) .(1/169)
5- مَمْطُورٌ الأَسْوَدُ الْحَبَشِيُّ (1) مَمْطُورٌ أَبُو سَلاَّمٍ الأَسْوَدُ . عَنْ ثَوْبَانَ ، وَحُذَيْفَةَ ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شِبْلِ وَكَعْبِ الأَحْبَارِ وَغَيْرِهِمْ . وَعَنْهُ ابْنُهُ سَلامٌ ، وَحَفِيدُهُ زَيْدٌ ، وَالأَوْزَاعِيُّ وَخَلْقٌ . وَقَالَ الْعِجْلِيُّ : شَامِيٌّ تَابِعِيٌّ ثِقَةٌ لَمْ يَسْمَعْ مِنْهُ يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيْرٍ . وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ : سَمِعْتُ أبَا الْحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيَّ يَقُولُ : زَيْدُ بْنُ سَلامِ بْنِ أَبِي سَلامٍ عَنْ جَدِّهِ ثِقَتَانِ . وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي كِتَابِ الثِّقَاتِ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ يُرْسِلُ مِنَ الثَّالِثَةِ الْبُخَارِيُّ فِى الأَدَبِ الْمُفْرِدِ وَمُسْلِمٌ وَالأَرْبَعَةُ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ مَمْطُورٍ الأَسْوَدِ الْحَبَشِيِّ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج8/ص57/2133 ، الأَسَامِي وَالْكُنَى (ج1/ص58/134) ، مَعْرِفَةُ الثِّقَاتِ (ج2/ص296/1787) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج8/ص431/1972) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص545/6879) .(1/170)
6- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شِبْلٍ (1) عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شِبْلٍ الأَنْصَارِيُّ الأَوْسِيُّ ، أَحَدُ النُّقَبَاءِ ، الْمَدَنِيُّ نَزِيلُ حِمْصَ صِحَابِيٌّ فَقِيهٌ . رَوَى عَنْهُ تَمِيمُ بْنُ مَحْمُودٍ ، وَأَبُو رَاشِدٍ الْحُبْرَانِىُّ ، وَيَزِيدُ بْنُ خُمَيْرٍ ، وَأَخُوهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ شِبْلٍ وَلَهُ أَيْضَاً صُحْبَةٌ ، مَاتَ فِي أيَّامِ مُعَاوِيَةَ الْبُخَارِيُّ فِى الأَدَبِ الْمُفْرِدِ وَأَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِىُّ وَابْنُ مَاجَهْ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شِبْلٍ : تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج17/ص163/3844) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص630/3217) ، الاسْتِيعَابُ (ج2/ص836/1425) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص342/3891) ، الإِصَابَةُ ج4/ص315/5143) .(1/171)
7- أَبُو رَاشِدٍ الْحُبْرَانِيُّ (1) أَبُو رَاشِدٍ الْحُبْرَانِيُّ الشَّامِيُّ الْحِمْصِيُّ ، وَيُقَالُ الدِّمَشْقِيُّ . قَالَ أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ : رَوَى عَنْ بُسْرِ بْنِ أَبِي أَرْطَأَةَ الْعَامِرِيِّ ، وَعَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شِبْلٍ الأَنْصَارِيِّ . رَوَى عَنْهُ شُرَيْحُ بْنُ عُبَيْدٍ ، وَصَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو ، وَأَبُو سَلاَّمٍ الأَسْوَدُ . قَالَ الْعِجْلِيُّ : شَامِيٌّ تَابِعِيٌّ ثِقَةٌ لَمْ يَكُنْ بِدِمَشْقَ فِي زَمَانِهِ أَفْضَلَ مِنْهُ . وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي كِتَابِ الثِّقَاتِ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ مِنَ الثَّانِيَةِ الْبُخَارِيُّ فِى الأَدَبِ الْمُفْرِدِ وَأَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيلاً .
رَابِعَاً : الْحُكْمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
هَذَا الْحَدِيثُ إسْنَادُهُ صَحِيحٌ لأَنَّ رِجَالَهُ ثِقَاتٌ . وَقَالَ الْهَيْثَمِيُّ فِي ( الْمَجْمَعِ ج8/ص36) : رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ وَأَحْمَدُ وَرِجَالُهُمَا رِجَالُ الصَّحِيحِ . وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ (ج10/ص394) : رَوَاهُ أَحْمَدُ وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ غَيْرُ أَبِي رَاشِدٍ الْخُبْرَانِيُّ ، وَهُوَ ثِقَةٌ .
وَقَالَ الْحَاكِمُ فِي ( مُسْتَدْرَكِهِ ج2/ص207/2773) : هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ . وَوَافَقَهُ الذَّهَبِيُّ فِي تَلْخِيصِهِ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ أَبِى رَاشِدٍ الْحُبْرَانِيِّ : مَعْرِفَةُ الثِّقَاتِ (ج2/ص400/ 2141) ، الثِّقَاتُ (ج5/ص583/6392) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج33/ص299/7352) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص425/6614) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص639/8088) .(1/172)
وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ (ج4/ص647/8787) ، وَهِىَ مِنْ طَرِيقِ أَبِي رَاشِدٍ الْحُبْرَانِيِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شِبْلٍ - رضي الله عنه - : هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ . وَوَافَقَهُ الذَّهَبِيُّ فِي تَلْخِيصِهِ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 139 }
وَأَخْرَجَ أَحْمَدُ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ : بَيْنَمَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي شِعْبٍ ، إِذْ قَالَ : انْظُرُوا ؛ هَلْ تَرَوْنَ شَيْئَاً ؟ » ، فَقُلْنَا : نَرَى غِرْبَانَاً فيها غُرَابٌ أَعْصَمُ أَحْمَرُ الْمِنْقارِ وَالرِّجْلَيْنِ ، فقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنَ النِّسَاءِ إِلاَّ من كَانَ مِنْهُنَّ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فِي الْغِرْبَانِ » .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ أَحْمَد فِي ( مُسْنَدِهِ ج4/ص197/17805 ) قَالَ : ثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ ثَنَا حَمَّادٌ قَالَ ثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الْخَطْمِيُّ عَنْ عُمَارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ قَالَ : بَيْنَا نَحْنُ مع عَمْرِو بْن الْعَاصِ فِي حَجٍّ أو عُمْرَةٍ ، فَقَالَ : بَيْنَمَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي هَذَا الشِّعْبِ ، إِذْ قَالَ : « انْظُرُوا هل تَرَوْنَ شَيْئاً ؟ » ، فَقُلْنَا : نَرَى غِرْبَانَاً فيها غُرَابٌ أَعْصَمُ أَحْمَرُ الْمِنْقارِ وَالرِّجْلَيْنِ فقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنَ النِّسَاءِ إِلاَّ من كَانَ مِنْهُنَّ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فِي الْغِرْبَانِ » .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ(1/173)
أَخْرَجَهُ أَبُو يَعْلَى فِي ( مُسْنَدِهِ ج13/ص328/7343) مِنْ طَرِيقِ شَاذَانَ أَسْوَدَ بْنِ عَامِرٍ عَنْ حَمَّادٍ بِمِثْلِهِ .
وَأَخْرَجَهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ فِي ( مُسْنَدِهِ ج1/ص121/294) ، وَالنَّسَائِيُّ فِي ( سُنَنِهِ الْكُبْرَى / كِتَابُ النِّكَاحِ ، بَابُ مَا ذُكِرَ فِي النِّسَاءِ ج5/ص400/9268) ، وَالْحَاكِمُ فِي ( مُسْتَدْرَكِهِ / كِتَابُ الإِيْمَانِ ج4/ص645/8781) كُلُّهُمْ مِنْ طَرِيقِ سُلَيْمَانَ بْنِ حَرْبٍ عَنْ حَمَّادٍ بِمِثْلِهِ .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
1- أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 56 ] .(1/174)
2- عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ (1) عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ ذَكْوَانَ التَّمِيمِيُّ الْعَنْبَرِيُّ مَوْلاهُمْ ، أَبُو سَهْلٍ الْبَصْرِيُّ . رَوَى عَنْ أَبِيهِ ، وَعِكْرِمَةَ بْنِ عَمَّارٍ ، وَشُعْبَةَ ، وَحَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ ، وَعِدَّةٍ . وَعَنْهُ ابْنُهُ عَبْدُ الْوَارِثِ وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَإِسْحَاقُ ، وَعَلِيُّ ، وَيَحْيَى . قَالَ أَبُو حَاتِمٍ : صَدُوقٌ صَالِحُ الْحَدِيثِ . وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي كِتَابِ الثِّقَاتِ . وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ : كَانَ ثِقَةَ إِنْ شَاءَ اللهُ . وَقَالَ الْحَاكِمُ : ثِقَةٌ مَأْمُونٌ . وَقَالَ ابْنُ قَانِعٍ : ثِقَةٌ يُخْطِئُ . وَقَالَ الذَّهَبِيُّ : حُجَّةٌ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : صَدُوقٌ ثَبْتٌ فِي شُعْبَةَ ، مِنَ التَّاسِعَةِ مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ الْكُتُبُ السِّتَّةُ .
مَرْتَبَتُهُ : الثَّالِثَةُ تَعْدِيلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ عَبْدِ الْوَارِثِ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج6/ص105/1848) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج6/ص50/269) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج18/ص99/3431) ، تَذْكِرَةُ الْحُفَّاظِ (ج1/ص344/328) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص653/3376) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج6/ص291/632) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص356/4080) .(1/175)
3- عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ حَسَّانٍ (1) عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ حَسَّانٍ الْمَرْوَزِيُّ أَبُو يَحْيَى . رَوَى عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ ، وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ طَهْمَانَ ، وَحَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ . وَعَنْهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ ، وَأَبُو قُدَامَةَ ، وَجَمَاعَةٌ . وَوَلِىَ قَضَاءَ هَرَاةَ ، وَهُوَ صَدُوقٌ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى ؛ قَالَهُ الذَّهَبِىُّ . وَقَالَ الْبُخَارِيُّ : كَتَبْتُ عَنْهُ وَهُوَ مُقَارَبٌ . وذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ : صَالِحُ الْحَدِيثِ صَدُوقٌ . وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ : وَكَانَ ثِقَةً ، وَتُوُفِّيَ فِي خِلافَةِ الْمَأْمُونِ يَوْمَ الْخَمِيسِ لِلنِّصْفِ مِنَ الْمُحَرَّمِ سَنَةَ إِحْدَى عَشَرَةَ وَمِائَتَيْنِ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيلاً .
4- حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ثِقَةٌ عَابِدٌ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 121 ] .
__________
(1) تَرْجَمَةُ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ حَسَّانٍ : طَبَقَاتُ ابْنِ سَعْدٍ (ج7/ص375) ، التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج6/ص105/1849) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج6/ص51/272) ، الثِّقَاتُ (ج8/ص415/14159) ، لِسَانُ الْمِيزَانِ (ج4/ص20/53) ، مِيزَانُ الاعْتِدَالِ فِي نَقْدِ الرِّجَالِ (ج4/ص354/5076) .(1/176)
5- عُمَيْرُ بْنُ يَزِيدَ (1) عُمَيْرُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ عُمَيْرٍ الأَنْصَارِيُّ أَبُو جَعْفَرٍ الْخَطْمِيُّ بِفَتْحِ الْمُعْجَمَةِ وَسُكُونِ الطَّاءِ الْمَدَنِيُّ وَلِجَدِّهِ صُحْبَةٌ ، نَزِيلُ الْبَصْرَةِ . رَوَى عَنْ أبِيهِ ، وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ، وَعُمَارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ . وَعَنْهُ هِشَامٌ الدَّسْتَوَائِيُّ ، وَشُعْبَةُ ، وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ . قَالَ ابْنُ مَعِينٍ وَالنَّسَائِيُّ : ثِقَةٌ . وذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ . وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ : كَانَ أَبُو جَعْفَرٍ وَأَبُوهُ وَجَدُّهُ قَوْمَاً يَتَوَارَثُونَ الصَّدْقَ بَعْضُهُمْ عَنْ بَعْضٍ . وَوَثَّقَهُ ابْنُ نُمَيْرٍ وَالْعِجْلِيُّ فِيمَا نَقَلَهُ ابْنُ خَلْفُونَ . وَقَالَ الْعِجْلِيُّ وَالطَّبَرَانِيُّ فِي الأوْسَطِ : ثِقَةٌ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ صَدُوقٌ مِنَ السَّادِسَةِ الأَرْبَعَةُ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّالِثَةُ تَعْدِيلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ عُمَيْرِ بْنِ يَزِيدَ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج6/ص541/3257) ، مَعْرِفَةُ الثِّقَاتِ (ج2/ص192/1438) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج6/ص379/2099) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص98/4290) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج8/ص134/268) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص432/5190) .(1/177)
6- عُمَارَةُ بْنُ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ (1) عُمَارَةُ بْنُ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ الأَنْصَارِيُّ الأَوْسِيُّ أَبُو عَبْدِ اللهِ الْمَدَنِيُّ . رَوَى عَنْ أَبِيهِ وَعَمِّهِ , وَعُثْمَانَ بْنِ حُنَيْفٍ ، وَعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ . وَعَنْهُ ابْنُهُ مُحَمَّدٌ ، وَالزُّهْرِيُّ ، وَأَبُو جَعْفَرٍ الْخَطْمِيُّ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ مِنَ الثَّالِثَةِ ، مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَمِئَةٍ ، وَهُوَ ابْنُ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ الأَرْبَعَةُ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ عُمَارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج6/ص365/2011) ، مَشَاهِيْرُ الأَمْصَارِ (ج1/ص69/478) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص53/4006) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج7/ص364/675) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص409/4844) .(1/178)
7- عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ (1) عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ بْنِ وَائِلٍ السَّهْمِيُّ أَبُو عَبْدِ اللهِ ، وَيُقَالُ : أَبُو مُحَمَّدٍ السَّهْمِيُّ الصَّحَابِيُّ الْمَشْهُورُ ، أَسْلَمَ عَامَ الْحُدَيْبِيَّةِ ، وَوَلِيَ إِمْرَةَ مِصْرَ مَرَّتَيْنِ ، وَهُوَ الَّذِي فَتَحَهَا . أَسْلَمَ سَنَةَ ثَمَانٍ قَبْلَ الْفَتْحِ ، وَقِيلَ بَيْنَ الْحُدَيْبِيَّةِ وَخَيْبَرٍ . ورَوَى عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، وَعَنْ عَائِشَةَ . رَوَى عَنْهُ ابْنُهُ عَبْدُ اللهِ ، وَأَبُو قَيْسٍ مَوْلاهُ ، وَأَبُو عُثْمَانَ النَّهْدِيُّ ، وَعُمَارَةُ بْنُ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ وَخَلْقٌ . مَاتَ بِمِصْرَ سَنَةَ نَيِّفٍ وَأَرْبَعِينَ ، وَقِيلَ بَعْدَ الْخَمْسِينَ الْكُتُبُ السِّتَّةُ .
رَابِعَاً : الْحُكْمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
هَذَا الْحَدِيثُ إسْنَادُهُ حَسَنٌ لأَنَّ فِيهِ أَبُو جَعْفَرٍ الْخَطْمِيُّ ، وَعَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ ، وَهُمَا صَدُوقَانِ .
وَقَالَ الْحَاكِمُ فِي ( مُسْتَدْرَكِهِ ج4/ص645/8781) : هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ . وَوَافَقَهُ الذَّهَبِيُّ فِي تَلْخِيصِهِ . وَقَالَ الْهَيْثَمِيُّ فِي ( الْمَجْمَعِ ج10/ص400) : رَوَاهُ أَحْمَدُ وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ .
وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ (ج4/ص274) : رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ وَأَحْمَدُ ، وَرِجَالُ أَحْمَدَ ثِقَاتٌ .
وَلَمْ أَجِدْهُ فِي الْمَعَاجِمِ الثَّلاثَةِ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 140 }
__________
(1) تَرْجَمَةُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ : الاستيعاب (ج3/ص1184/1931) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج22/ص78/4388) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص80/4175) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج8/ص49/84) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص423/5053) ، الإِصَابَةُ (ج4/ص650/5886) .(1/179)
وَأَخْرَجَ أَحْمَدُ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ عَنِ ابْنِ عَمْرٍو أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : « أَهْلَ النَّارِ كُلُّ جَعْظَرِيٍّ (1) جَوَّاظٍ (2) مُسْتَكْبِرٍ جَمَّاعٍ مَنَّاعٍ ، وَأَهْلُ الْجَنَّةِ الضُّعَفَاءُ الْمَغْلُوبُونَ » .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ فِي ( مُسْنَدِهِ ج2/ص214/7010) قَالَ : ثَنَا عَلِىُّ بْنُ إسْحَاقَ أَنَا عَبْدُ اللهِ أَنَا مُوسَى بْنُ عُلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : « إنَّ أَهْلَ النَّارِ كُلُّ جَعْظَرِيٍّ جَوَّاظٍ مُسْتَكْبِرٍ جَمَّاعٍ مَنَّاعٍ ، وَأَهْلُ الْجَنَّةِ الضُّعَفَاءُ الْمَغْلُوبُونَ » .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ الْحَاكِمُ فِي ( مُسْتَدْرَكِهِ / كِتَابُ التَّفْسِيْرِ ، تَفْسِيْرُ سُورَةِ الْقَلَمِ ج2/ص541/3844) مِنْ طَرِيقِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ أَيُّوبَ عَنْ عَبْدِ الله بْنِ الْمُبَارَكِ بِمِثْلِهِ .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
__________
(1) جعظري : بفتح الجيم وسكون العين وبالظاء المعجمة مفتوحة وآخره ياء هو الفظ الغليظ ويقال رجل جعظري وجعظار وجعظارة . وقيل الذين لا تصدع رؤوسهم وقيل هو الذي يتمدح وينتفخ بما ليس عنده وفيه قصر( النِّهَايَةُ فِي غَرِيبِ الأَثَرِ ج1/ص276 ، غريب الحديث لابن الجوزي ج1/ص159 ، مشارق الأنوار ج1/ص158 .
(2) جواظ : بتشديد الواو وفتح الجيم وآخره ظاء معجمة قيل هو القصير البطن وقيل الجموع المنوع وقيل الكثير اللحم المختال في مشيته وقيل الغليظ الرقبة والجسم وقيل الفاجر وقيل الذي لا يستقيم على أمر واحد يصانع هنا وهنا (مشارق الأنوار ج1/ص165 ، تاج العروس ج10/ص444) .(1/180)
1- عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ (1) عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ السُّلَمِيُّ مَوْلاهُمْ أَبُو الْحَسَنِ الْمَرْوَزِيُّ الدَّارَاكَانِيُّ ، وَهِيَ قَرْيَةٌ بِمَرْوٍ وَكَانَ يَنْزِلُهَا الْحَجَّاجُ إِذَا خَرَجُوا مِنْ مَرْوٍ مِنْ تِرْمَذٍ ، قَالَهُ ابْنُ سَعْدٍ . رَوَى عَنِ ابْن الْمُبَارَكِ ، وَالْفَضْلِ بْنِ مُوسَى السينانِيِّ ، وَأَبِي حَمْزَةَ السُّكَّرِيِّ . وَعَنْهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى ، وَأَبُو بَكْرٍ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَغَيْرُهُمْ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ مِنَ الْعَاشِرَةِ مَاتَ سَنَةَ ثَلاثَ عَشَرَةَ وَمِئَتَيْنِ التِّرْمِذِيُّ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيلاً .
2- عبد الله بْن الْمُبَارَكِ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 1 ] .
__________
(1) تَرْجَمَةُ عَلِيِّ بْنِ إِسْحَاقَ : طَبَقَاتُ ابْنِ سَعْدٍ (ج7/ص376) ، التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج6/ص262/2348) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج20/ص318/4023) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص35/3879) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج7/ص249/491) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص398/4687) .(1/181)
3- مُوسَى بْنُ عُلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ (1) اللَّخْمِيُّ أَبُو عبد الرحمن الإِسْكَنْدَرَانِيُّ ، مِنْ ثِقَاتِ الْمِصْرِيِّينَ وَمُتْقِنِيهِمْ . وَكَانَ وَالِيَّاً عَلَى مِصْرَ . رَوَى عَنْ أَبِيهِ ، وَالزُّهْرِيِّ ، وَحَبَّانَ بْنِ أَبِى جَبَلَةَ . رَوَى عَنْهُ اللَّيْثُ ، وَابْنُ لَهِيعَةَ ، وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ ، وَابْنُ الْمُبَارَكِ . وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ : كَانَ رَجُلاً صَالِحَاً ، وَكَانَ يُتْقِنُ حَدِيثَهُ ، لا يَزِيدُ وَلا يَنْقُصُ ، صَالِحُ الْحَدِيثِ ، وَكَانَ مِنْ ثِقَاتِ الْمِصْرِيِّينَ . كَانَ مَوْلِدُهُ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَمَانِينَ بِالْمَغْرِبِ ، وَمَاتَ بِالإِسْكَنْدَرِيَّةِ سَنَةَ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ وَمِئَةٍ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيلاً .
4- عُلِيُّ بْنُ رَبَاحِ بْنِ قَصِيْرٍ (2) اللَّخْمِيُّ تَابِعِيٌّ مِصْرِيٌّ . رَوَى عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ ، وَفَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ ، وَعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ، وَعَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو . رَوَى عَنْهُ الْحَارِثُ بْنُ يَزِيدَ الْحَضْرَمِيُّ ، وَيَزِيدُ بْنُ أبِى حَبِيبٍ ، وَابْنُهُ مُوسَى بْنُ عُلِىٍّ . قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : مَا عَلَمْتُ إِلاَّ خَيْرَاً . وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيلاً .
5- عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 1 ] .
__________
(1) تَرْجَمَةُ مُوسَى بْنِ عُلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج8/ص153/691) ، مَعْرِفَةُ الثِّقَاتِ (ج2/ص305/1821) ، مَشَاهِيْرُ الأَمْصَارِ (ج1/ص190/1531) .
(2) تَرْجَمَةُ عُلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج6/ص186/1020) ، الثِّقَاتُ (ج5/ص161/4373) ، مَشَاهِيْرُ الأَمْصَارِ (ج1/ص121/948) .(1/182)
رَابِعَاً : الْحُكْمُ عَلَي إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
هَذَا الْحَدِيثُ إسْنَادُهُ صَحِيحٌ لأَنَّ رِجَالَهُ ثِقَاتٌ .
وَقَالَ الْحَاكِمُ فِي ( المستدركِ ج2/ص541/3844) : هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ بِهَذِهِ السِّيَاقَةِ ، وَقَدْ أَخْرَجَاهُ مُخْتَصَرَاً . وَوَافَقَهُ الذَّهَبِيُّ .
وَقَالَ الْهَيْثَمِيُّ فِي ( مَجْمَعِ الزَّوَائِدِ ج10/ص393) : رواه أَحْمَد وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 141 }
وَأَخْرَجَ مِثْلَهُ مِنْ حَدِيثِ سُرَاقَةَ بْنِ مَالِكٍ .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ أَحْمَد فِي ( مُسْنَدِهِ ج4/ص175/17621) قَالَ : ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ ثَنَا مُوسَى بْنُ عَلِيٍّ قَالَ سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ : بَلَغَنِي عَنْ سُرَاقَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمٍ الْمُدْلَجِيِّ : أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ لَهُ : يَا سُرَاقَةُ : أَلا أُخْبِرُكَ بِأَهْلِ الْجَنَّةِ وَأَهْلِ النَّارِ ، قَالَ : بَلَى يا رَسُولَ اللهِ ، قَالَ : أَمَّا أَهْلُ النَّارِ فَكُلُّ جَعْظَرِيٍّ جَوَّاظٍ مُسْتَكْبِرٍ ، وَأَمَّا أَهْلُ الْجَنَّةِ الضُّعَفَاءُ الْمَغْلُوبُونَ .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ(1/183)
أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي ( الأَوْسَطِ ج3/ص283/3157) و ( الْكَبِيْرِ ج7/ص129/6589) مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ اللهِ بْنِ صَالِحٍ . وَأَخْرَجَهُ الْحَاكِمُ فِي ( الْمُسْتَدْرَكِ / كِتَابُ الإِيْمَانِ ج1/ص129/202 وَكِتَابُ الصَّحَابَةِ ج3/ص717/6597) مِنْ طَرِيقِ زَيْدِ بْنِ الْحُبَابِ ، وَعَبْدِ اللهِ بْنِ صَالِحٍ . وَأَخْرَجَهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي ( الشُّعَبِ ج6/ص284/8170) مِنْ طَرِيقِ ، ثَلاثَتُهُمْ عَنْ مُوسَى بْنِ عُلِىٍّ بِمِثْلِهِ .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
1- عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 1 ] . شَيْخُ الْحَرَمِ . مِنْ كُبَرَاءِ شُيُوخِ الْبُخَارِيِّ .
2- مُوسَى بْنُ عُلِىِّ بْنِ رَبَاحٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 140 ] .
3- عُلِىُّ بْنُ رَبَاحٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 140 ] .(1/184)
4- سُرَاقَةُ بْنُ مَالِكٍ (1) سُرَاقَةُ بْنُ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمِ بِضَمِّ الْجِيمِ وَالْمُعْجَمَةِ بَيْنَهُمَا عَيْنٌ مُهْمَلَةٌ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْن تَيْمِ بْنِ كِنَانَةَ الْكِنَانِيُّ ، أَبُو سُفْيَانَ الْمُدْلَجِيُّ . مِنْ مَشَاهِيْرِ الصَّحَابَةِ مِنْ مُسْلِمَةِ الْفَتْحِ , كَانَ يَنْزِلُ قُدَيْدَاً , وَهُوَ الَّذِي لَحِقَ النَّبيًّ - صلى الله عليه وسلم - وَأَبَا بَكْرٍ حينَ خَرَجَا مُهَاجِرَيْنِ إِلَى الْمَدِينَةِ , وَقِصَّتُهُ مَشْهُورَةٌ . رَوَى عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - . وعَنْهُ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ، وَابْنُ عَبَّاسٍ ، وَعُلِيُّ بْنُ رَبَاحٍ ، وَالْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ ، وَابْنُهُ مُحَمَّدُ بْنُ سُرَاقَةَ . قَالَ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ وَغَيْرُهُ : مَاتَ فِي صَدْرِ خِلافَةِ عُثْمَانَ سَنَةَ 24 ، وَقِيلَ : أَنَّهُ مَاتَ بَعْدَ عُثْمَانَ ، وَرِوَايَةُ الْحَسَنِ وَطَاوُوسٍ وَعَطَاءٍ عَنْهُ مُنْقَطِعَةٌ . الْبُخَارِيُّ وَالأَرْبَعَةُ .
رَابِعَاً : الْحُكْمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
__________
(1) تَرْجَمَةُ سُرَاقَةَ بْنِ مَالِكٍ : الاسْتِيعَابُ (ج2/ص581/916) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص426/1807) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج3/ص396/854) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص229/2216) ، الإِصَابَةُ (ج3/ص41/3117) .(1/185)
هَذَا الْحَدِيثُ إسْنَادُهُ صَحِيحٌ ، لأَنَّ رِجَالَهُ ثِقَاتٌ . وَقَالَ الْحَاكِمُ فِي ( مُسْتَدْرَكِهِ ج1/ص129/202) : هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ . وَوَافَقَهُ الذَّهَبِيُّ . وَأَمَّا الْمَوْضِعُ الثَّانِي فَقَدَ سَكَتَ عَنْهُ الذَّهَبِيُّ فِي تَلْخِيصِهِ . وَقَالَ الْعِرَاقِيُّ فِي ( الْمُغْنِي عَنْ حَمْلِ الأَسْفَارِ ج2/ص949/3459 ) : حَدِيثُ « أَهْلِ النَّارِ كُلُّ جَعْظَرِيٍّ جَوَّاظٍ مُسْتَكْبِرٍ جَمَّاعٍ مَنَّاعٍ » رَوَاهُ أَحْمَدُ وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الشُّعَبِ مِنْ حَدِيثِ سُرَاقَةَ بْنِ مَالِكٍ دُونَ قَوْلِهِ جَمَّاعٍ مَنَّاعٍ ، وَهَذِهِ الزِّيَادَةُ عِنْدَهُمَا مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو .
بَابٌ : جَامِعٌ فِي (1) أَحْوَالِ عُصَاةِ الْمُسْلِمِينَ فِي النَّارِ
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 142 }
__________
(1) فِى الْمَخْطُوطَةِ (ب) ، (ز) جَامِعٌ مِنْ أَحْوَالِ .(1/186)
أَخْرَجَ الشَّيْخَانِ عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يقول : « يُجَاءُ بِالرَّجُلِ يوم الْقِيَامَةِ ، فَيُلْقَى فِي النَّارِ ، فَتَنْدَلِقُ (1) أَقْتَابُهُ (2) فِي النَّارِ ، فَيَدُورُ كَمَا يَدُورُ الْحِمَارُ بِرَحَاهُ ، فَيَجْتَمِعُ أَهْلُ النَّارِ عَلَيْهِ ، فَيَقُولُونَ : أَيْ فُلانُ ؛ مَا شَأْنُكَ ، أَلَيْسَ كُنْتَ تَأْمُرُنَا بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَانَا عن الْمُنْكَرِ ؟! ، قَالَ : كُنْتُ آمُرُكُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَلا آتِيهِ ، وَأَنْهَاكُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَآتِيهِ » .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
__________
(1) الاندلاق : الْخُرُوجُ بِسُرْعَةٍ ( غَرِيبُ الْحَدِيثِ لابْنِ سَلامٍ ج2/ص3 ، غَرِيبُ الْحَدِيثِ لابْنِ الْجَوْزِيِّ ج1/ص346) .
(2) الأقتاب : الأمعاء ، واحدها قتب بكسر القاف وسكون المثناة الفوقية ، آخره باء موحدة . ( غَرِيبُ الْحَدِيثِ لابْنِ سَلامٍ ج2/ص3 ، غَرِيبُ الْحَدِيثِ لابْنِ الْجَوْزِيِّ ج1/ص346) .(1/187)
رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي ( صَحِيحِهِ / كِتَابُ بَدْءِ الْخَلْقِ ، بَابُ صِفَةِ النَّارِ وَأَنَّهَا مَخْلُوقَةٌ ج3/ص1191/3094) قَالَ : حَدَّثَنَا عَلِيٌّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ : قِيلَ لأُسَامَةَ : لَوْ أَتَيْتَ فُلانَاً ، فَكَلَّمْتَهُ ، قَالَ : إِنَّكُمْ لَتُرَوْنَ أَنِّي لا أُكَلِّمُهُ إِلاَّ أُسْمِعُكُمْ ، إِنِّي أُكَلِّمُهُ فِي السِّرِّ دُونَ أَنْ أَفْتَحَ بَابَاً لا أَكُونُ أَوَّلَ مَنْ فَتَحَهُ ، وَلا أَقُولُ لِرَجُلٍ أَنْ كَانَ عَلَيَّ أَمِيرَاً : إِنَّهُ خَيْرُ النَّاسِ بَعْدَ شَيْءٍ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ، قَالُوا : وَمَا سَمِعْتَهُ يَقُولُ ؟ قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : « يُجَاءُ بِالرَّجُلِ يوم الْقِيَامَةِ ، فَيُلْقَى فِي النَّارِ ، فَتَنْدَلِقُ أَقْتَابُهُ فِي النَّارِ ، فَيَدُورُ كَمَا يَدُورُ الْحِمَارُ بِرَحَاهُ ، فَيَجْتَمِعُ أَهْلُ النَّارِ عَلَيْهِ ، فَيَقُولُونَ : أَيْ فُلانُ ؛ مَا شَأْنُكَ ، أَلَيْسَ كُنْتَ تَأْمُرُنَا بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَانَا عن الْمُنْكَرِ ؟! ، قَالَ : كُنْتُ آمُرُكُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَلا آتِيهِ ، وَأَنْهَاكُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَآتِيهِ » .
قَالَ : رَوَاهُ غُنْدَرٌ عَنْ شُعْبَةَ عَنِ الأَعْمَشِ .
قُلْتُ : يُشِيْرُ إِلَى رِوَايَةٍ ثَانِيَةٍ فِي ( صَحِيحِهِ / كِتَابِ الْفِتَنِ ، بَابُ الْفِتْنَةِ الَّتِي تَمُوجُ كَمَوْجِ الْبَحْرِ ج6/ص 2600/6685) ، وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي ( صَحِيحِهِ / كِتَابُ الزُّهْدِ وَالرَّقَائِقِ ، بَابُ عُقُوبَةِ من يَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ ولا يَفْعَلُهُ وَيَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ وَيَفْعَلُهُ ج4/ص2290/2989) مِنْ طَرِيقِ الأَعْمَشِ عَنْ شَقِيقٍ بِمِثْلِهِ .
ثَانِيَاً : مَعْنَى الْحَدِيثِ(1/188)
قَالَ الْحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ (1) : قَالَ الطَّبَرِيُّ : فَإِنْ قِيلَ كَيْف صَارَ الْمَأْمُورُونَ بِالْمَعْرُوفِ فِي حَدِيث أُسَامَة الْمَذْكُورِ فِي النَّارِ ؟ ، وَالْجَوَابُ : أَنَّهُمْ لَمْ يَمْتَثِلُوا مَا أُمِرُوا بِهِ ، فَعُذِّبُوا بِمَعْصِيَتِهِمْ ، وَعُذِّبَ أَمِيرُهُمْ بِكَوْنِهِ كَانَ يَفْعَلُ مَا يَنْهَاهُمْ عَنْهُ . وَفِي الْحَدِيثِ : تَعْظِيمُ الأُمَرَاءِ وَالأَدَبُ مَعَهُمْ ، وَتَبْلِيغُهُمْ مَا يَقُولُ النَّاسِ فِيهِمْ ، لِيَكُفُّوا وَيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ بِلُطْفٍ ، وَحُسْنِ تَأْدِيَةٍ ، بِحَيْثُ يَبْلُغُ الْمَقْصُودُ مِنْ غَيْرِ أَذِيَّةٍ لِلْغَيْرِ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 143 }
وَأَخْرَجَ الْخَطِيبُ فِي كِتَابِهِ « اقْتِضَاءِ الْعِلْمِ الْعَمَلَ » عَنْ جَابِرٍ عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : « اطَّلَعَ قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ عَلَى قَوْمٍ مِنْ أَهْلِ النَّارِ ، فَقَالُوا : بِمَا دَخَلْتُمُ النَّارِ ، وَإِنَّمَا دَخَلْنَا الْجَنَّةِ بِتَعْلِيمِكُمْ ؟! ، قَالُوا : إِنَّا كُنَّا نَأْمُرُكُمْ وَلا نَفْعَلُ » .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
__________
(1) فتح الباري (ج13/ص52 ) .(1/189)
أَخْرَجَهُ الْخَطِيبُ فِي ( كِتَابِ اقْتِضَاءِ الْعِلْمِ الْعَمَلَ / بَابٌ فِي التَّغْلِيظِ عَلَى مَنْ تَرَكَ الْعَمَلَ بِالْعِلْمِ وَعَدَلَ إِلَى ضِدِّهِ وَخَالَفَ مُقْتَضَاهُ فِي الْحُكْمِ ج1/ص50/72) قَالَ : أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّد الطُّسْتِيُّ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ القَاسِمِ الْمَعْرُوفُ بِأَبِي الْعَيْنَاءِ قَالَ : ثَنَا أَبُو عَاصِمٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : « اطَّلَعَ قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ عَلَى قَوْمٍ مِنْ أَهْلِ النَّارِ ، فَقَالُوا : بِمَا دَخَلْتُمُ النَّارِ ، وَإِنَّمَا دَخَلْنَا الْجَنَّةِ بِتَعْلِيمِكُمْ ؟! ، قَالُوا : إِنَّا كُنَّا نَأْمُرُكُمْ وَلا نَفْعَلُ » .
ثَانِيَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ(1/190)
1- الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ (1) أَبُو عَلِيِّ بْنُ شَاذَانَ الْبَزَّارُ الْبَغْدَادِيُّ ، وُلِدَ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاثِينَ وَثَلاثِمِئَةٍ . وَسَمَّعَهُ أَبُوهُ مِنْ أَبِي عَمْرِو بْنِ السَّمَّاكِ ، وَأَبِي سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، وَالْعَبَّادَانِيِّ وَطَبَقَتِهِمْ ، فَأَكْثَرَ ، وَطَالَ عُمُرُهُ وَصَارَ مُسْنِدَ الْعِرَاقِ . قَالَ الْخَطِيبُ : كَانَ صَدُوقَاً صَحِيحَ السَّمَاعِ يِفْهَمُ الْكَلامَ عَلَى مَذْهَبِ الأَشْعَرِيِّ , سَمِعْتَ أَبَا الْقَاسِمِ الأَزْهَرِيَّ يَقُولُ : أَبُو عَلِيٍّ أَوْثَقُ مَنْ بَرَأَ اللهُ فِي الْحَدِيثِ . وَتُوّفِّيَ فِي آخِرِ يَوْمٍ مِنَ السَّنَةِ ، وَدُفِنَ مِنَ الْغَدِ فِي أَوَّلِ سَنَةِ سِتٍّ وَعِشْرِينَ ، قَالَهُ الذَّهَبِىُّ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيلاً
__________
(1) تَرْجَمَةُ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ شَاذَانَ : الْعِبَرُ فِي خَبَرِ مَنْ غَبَرَ (ج3/ص159) ، شَذَرَاتُ الذَّهَبِ (ج3/ص229) .(1/191)
2- عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيٍّ الطُّسْتِيُّ (1) عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُكْرَمِ بْنِ حَسَّانٍ أَبُو الْحُسَيْنِ الْوَكِيلُ الْمَعْرُوفُ بِالطُّسْتِيِّ . سَمِعَ أَحْمَدَ بْنَ عُبَيْدِ اللهِ النَّرْسِيَّ ، وَمُسْلِمَ بْنَ عِيسَى الصَّفَّارَ ، وَالْحَارِثَ بْنَ أَبِي أُسَامَةَ ، وَمُحَمَّدَ بْنَ غَالِبٍ التَّمْتَامَ ، وَأَبَا بَكْرِ بْنَ أَبِي الدُّنْيَا وَغَيْرَهُمْ .حَدَّثَنَا عَنْهُ ابْنُ رِزْقَوَيْهِ ، وَأَبُو الْقَاسِمِ بْنُ الْمُنْذِرِ الْقَاضِي وَأَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ الدَّلاَّلُ ، وَأَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ , وَكَانَ ثِقَةً . سَمِعْتُ الْبَرْقَانِيَّ ذَكَرَهُ ، فَأَثْنَى عَلَيْهِ وَحَثَّنَا عَلَى كِتَابَةِ حَدِيثِهِ ، تُوُفِّيَ يَوْمَ الاثْنَيْنِ لِثَلاثَ عَشَرَ خَلَوْنَ مِنْ شَعْبَانَ سَنَةَ سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ وَثَلاثِمِئَةٍ . وذكر أن مولده كَانَ فِي سنة ست وستين وَمِائَتَيْنِ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ عَلِىٍّ الطُّسْتِيِّ : تَارِيْخُ بَغْدَادَ (ج11/ص41/5718) .(1/192)
3- مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ (1) مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ خَلاَّدٍ الْبَصْرِيُّ الْمَعْرُوفُ بِأَبِي الْعَيْنَاءِ الْعَلاَّمَةُ الأَخْبَارِيُّ الضَّرِيرُ . وَلِدَ بِالأَهْوَازِ وَنَشَأَ بِالْبَصْرَةِ . وَأَخَذَ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ ، وَأَبِي عَاصِمٍ النَّبِيلِ ، وَالأَصْمَعِيِّ . وَعَنْهُ الْحُكَيْمِيُّ ، وَأَبُو بَكْرٍ الصُّولِيُّ ، وَأَبُو بَكْرٍ الأَدَمِيُّ ، وَابْنُ نَجِيحٍ ، وَآخَرُونَ . قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ : لَيْسَ بِالْقَوِيِّ . مَاتَ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ سنة ثَلاثِ وَثَمَانِينَ وَمِئَتَيْنِ ، وَقَدْ جَاوَزَ التِّسْعِينَ ، قَلَّمَا رَوَى مِنَ الْمُسْنَدَاتِ ، وَلَكِنَّهُ كَانَ ذَا مُلَحٍ ، وَنَوَادِرَ ، وَقُوَّةِ ذَكَاءٍ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّالِثَةُ تَجْرِيْحَاً .
4- أَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍِ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 33 ] . ثِقَة ثَبْتٌ .
5- عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ جُرَيْجٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 3 ] . ثِقَةٌ فَقِيهٌ فَاضِلٌ ، وَكَانَ يُدَلِّسُ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ مُحَمَّدِ بْنِ القَاسِمِ : سِيَرُ أَعْلامِ النُّبَلاءِ (ج13/ص308) ، الْمُغْنَي فِي الضُّعَفَاءِ (ج2/ص625/5916) ، مِيزَانُ الاعْتِدَالِ فِي نَقْدِ الرِّجَالِ (ج6/ص304/8077) ، لِسَانُ الْمِيزَانِ (ج5/ص344/1136) .(1/193)
6- مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ الْمَكِّيُّ (1) أَبُو الزُّبَيْرِ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ تَدْرُسَ بِفَتْحِ الْمُثَنَّاةِ وَسُكُونِ الدَّالِ الْمُهْمَلَةِ وَضَمِّ الرَّاءِ الأَسَدِيُّ مَوْلاهُمْ أَبُو الزُّبَيْرِ الْمَكِّيُّ . حَافِظٌ ثِقَةٌ . رَوَى عَنِ الْعَبَادِلَةِ الأَرْبَعَةِ ، وَجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ وَاخْتَصَّ بِهِ ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، وَعِكْرِمَةَ ، وَغَيْرِهِمْ . رَوَى عَنْهُ : عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ وَهُوَ مِنْ شُيُوخِهِ ، وَالزُّهْرِيُّ ، وَالأَعْمَشُ ، وَابْنُ جُرَيْجٍ ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ . ضَعَّفَهُ شُعْبَةُ بِلا حُجَّةٍ . قَالَ ابْنُ مَعِينٍ : ثِقَةٌ . وَقَالَ مَرَّةً : صَالِحُ الْحَدِيثِ . وَقَالَ يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ : ثِقَةٌ صَدُوقٌ . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ : يُكْتَبُ حَدِيثُهُ ، وَلا يُحْتَجُّ بِهِ . وَقَالَ النَّسَائِيُّ : ثِقَةٌ . وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ : رَوَى مَالِكٌ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ أَحَادِيثَ ، وَكَفَى بِأَبِي الزُّبَيْرِ صِدْقَاً أَنْ يُحَدِّثَ عَنْهُ مَالِكٌ ، فَإِنَّ مَالِكَاً لا يَرْوِي إِلاَّ عَنْ ثِقَةٍ . وَقَالَ : لا أَعْرِفُ أَحَدَاً مِنَ الثِّقَاتِ تَخَلَّفَ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ إِلاَّ وَقَدْ كَتَبَ عَنْهُ ، وَهُوَ فِي نَفْسِهِ ثِقَةٌ ، إلاَّ إِنْ رَوَى عَنْهُ بَعْضُ الضُّعَفَاءِ ، فَيَكُونُ ذَلِكَ مِنْ جِهَةِ الضَّعِيفِ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ الْمَكِّيِّ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج1/ص221/694) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج26/ص402/5602) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص216/5149) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج9/ص390/729) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص506/6291) .(1/194)
وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ ، وَقَالَ : لَمْ يُنْصِفْ مَنْ قَدَحَ فِيهِ ، لأَنَّ مَنْ اسْتَرْجَحَ فِي الْوَزْنِ لِنَفْسِهِ لَمْ يَسْتَحِقَّ التَّرْكَ لأَجْلِهِ .
وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ صَدُوقٌ إلاَّ أَنَّهُ يُدَلِّسُ مِنَ الرَّابِعَةِ مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِينَ الْكُتُبُ السِّتَّةُ .
مَرْتَبَتُهُ : الثَّالِثَةُ تَعْدِيْلاً .
7- جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 125 ] .
ثَالِثَاً : الْحُكْمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
هَذَا الْحَدِيثُ إسْنَادُهُ ضَعِيفٌ لِضَعْفِ مُجَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ ، وَلِعَنْعَنَةِ أَبِى الزُّبَيْرِ .
وَقَدْ قَالَ الأَلْبَانِيُّ فِي تَعْلِيقِهِ عَلَى الْكِتَابِ ( ج1/ص50) : ضَعِيفٌ بِمَرَّةٍ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 144 }
وَأَخْرَجَ الْخَطِيبُ أَيْضَاً ، وَالطَّبَرَانِيُّ فِي حَدِيثِ الْوَلِيدِ بْنِ عُقْبَةَ مَرْفُوعَاً مِثْلَهُ .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ ( الْمُعْجَمُ الْكَبِيْرُ ج22/ص150/405) قَالَ : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ خَالِدِ بْنِ حَيَّانَ الرَّقِّيُّ ثَنَا زُهَيْرُ بْنُ عَبَّادٍ الرُّوَاسِيُّ ثَنَا أَبُو بَكْرٍ الدَّاهِرِيُّ عَبْدُ اللهِ بْنُ حَكِيمٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عُقْبَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « إِنَّ أُنَاسَاً من أَهْلِ الْجَنَّةِ يَنْطَلِقُونَ إلى أُنَاسٍ من أَهْلِ النَّارِ ، فَيَقُولُونَ : بِمَ دَخَلْتُمُ النَّارَ ، فَوَاللهِ ما دَخَلْنَا الْجَنَّةَ إِلا بِمَا تَعَلَّمْنَا مِنْكُمْ ؟! ، فَيَقُولُونَ : إِنَّا كنا نَقُولُ وَلا نَفْعَلُ » .(1/195)
وأَخْرَجَهُ الْخَطِيبُ فِي ( كِتَابِ اقْتِضَاءِ الْعِلْمِ الْعَمَلَ / بَابٌ فِي التَّغْلِيظِ عَلَى مَنْ تَرَكَ الْعَمَلَ بِالْعِلْمِ وَعَدَلَ إِلَى ضِدِّهِ وَخَالَفَ مُقْتَضَاهُ فِي الْحُكْمِ السَّابِقِ ج1/ص50/73) مِنْ طَرِيقِ الطَّبَرَانِيِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ يَحْيَي بِمِثْلِهِ .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ ابْنُ عَسَاكِرَ فِي ( تَارِيْخِ مَدِينَةِ دِمَشْقَ ج63/ص218) مِنْ طَرِيقِ سُلَيْمَانَ بْنِ أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيِّ بِهِ .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
1- أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ خَالِدِ الرَّقِّيُّ (1) أبُو الْعَبَّاسِ الرَّقِّيُّ ثُمَّ الْمِصْرِيُّ الأَصْفَرُ . عَنْ يَحْيَى بْنِ سُلَيْمَانَ الْجُعَفِيِّ . وَعَنْهُ الطَّبَرَانِيُّ وَغَيْرُهُ . تُوُفِّيَ فِي رَبِيعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَتَيْنِ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَجْرِيْحَاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ أَحْمَدَ بْنِ يَحْيَى بْنِ خَالِدٍ الرَّقِّيِّ : تَارِيْخُ الإِسْلامِ (ج22/ص88) .(1/196)
2- زُهَيْرُ بْنُ عَبَّادٍ (1) زُهَيْرُ بْنُ عَبَّادِ بْنِ مَلِيحِ بْنِ زُهَيْرٍ الرُّؤَاسِيُّ الْكُوفِيُّ ، ابْنُ عَمِّ وَكِيعِ بْنِ الْجَرَّاحِ بْنِ مَلِيحٍ . حَدَّثَ بِمِصْرَ وَدِمَشْقَ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ ، وَسُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ ، وَوَكِيعِ بْنِ الْجَرَّاحِ ، وَأَبِي بَكْرٍ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَكِيمٍ الدَّاهِرِيِّ . رَوَى عَنْهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمَّارٍ الْمَوْصِلِيُّ ، وأَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ ، وَأَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ ، وَأَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ خَالِدٍ الرَّقِّىُّ . وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ وَأَبُو زُرْعَةَ . وَقَالَ صَالِحُ جَزَرَةَ : صَدُوقٌ . وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ : مَجْهُولٌ ، وَتَعَّقَبَهُ الذَّهَبِيُّ بِأَنَّهُ ابْنُ عَمِّ وَكِيعٍ كُوفِيٌّ نَزَلَ مِصْرَ ، وَحَدَّثَ عَنْ مَالِكٍ ، وَحَفْصِ بْنِ مَيْسَرَةَ وَجَمَاعَةٍ ، وَعَنْهُ الْحَسَنُ بْنُ سُفْياَنَ وَغَيْرُهُ . ومَاتَ سَنَةَ 238 . وَقَالَ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ : ثِقَةٌ . وذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ قَالَ : يُخْطِئُ وَيُخَالِفُ . مَرْتَبَتُهُ : الثانية تَعْدِيلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ زُهَيْرِ بْنِ عَبَّادٍ : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج3/ص591/2679) ، الثِّقَاتُ (ج8/ص256/13313 ، تَارِيْخُ دِمَشْقَ (ج19/ص108/2287) ، مِيزَانُ الاعْتِدَالِ فِي نَقْدِ الرِّجَالِ (ج3/ص121/2917 ) ، لِسَانُ الْمِيزَانِ (ج2/ص492/1966) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج3/ص297/639) .(1/197)
3- عَبْدُ اللهِ بْنُ حَكِيمٍ (1) أَبُو بَكْرٍ الدَّاهِرِيُّ الْبَصْرِيُّ . عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ ، وَجَمَاعَةٍ وَعَنْهُ عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ ، وَجُبَارَةُ بْنُ الْمُغَلِّسِ . قَالَ أَحْمَد : يَرْوِي أَحَادِيثَ مَنَاكِيْرَ لَيْسَ هُوَ بِشَيْءٍ . وَقَالَ يَحْيَى : لَيْسَ بِشَيْءٍ ، وَقَالَ مرة : لَيْسَ بِثِقَةٍ . وَكَذَلِكَ قَالَ النَّسَائِيُّ . وَقَالَ علي : لَيْسَ بِشَيْءٍ . وَقَالَ مَرَّةً : لَيْسَ بِثِقَةٍ . وَقَالَ السَّعْدِيُّ :كَذَّابٌ . وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ : ضَعِيفٌ . وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ : يَضَعُ الْحَدِيثَ عَلى الثِّقَاتِ . وَقَالَ الْجَوْزَجَانِيُّ : كَذَّابٌ . وبَعْضُ النَّاسِ قَدْ مَشَّاهُ ، وَقَوَّاهُ . وَقَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ : تَرَكَ أَبُو زُرْعَةَ حَدِيثَهُ ، وَقَالَ : هُوَ ضَعِيفٌ . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ : ضَعِيفُ الْحَدِيثِ . وَقَالَ مَرَّةً : ذَاهِبُ الْحَدِيثِ . مَرْتَبَتُهُ : الْخَامِسَةُ تَجْرِيْحَاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَكِيمٍ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج5/ص74/ 194) ، ضعفاء الأصبهاني (ج1/ص98/109) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج5/ص41/186) ، الْمُجْرُوحِينَ (ج2/ص21/550) ، الْكَامِلُ فِي الضُّعَفَاءِ (ج4/ص138/975) ، الضعفاء الكبير (ج2/ص241/794) ، الضُّعَفَاءُ وَالْمَتْرُوكِينَ لابْنِ الْجَوْزِيِّ (ج2/ص119/2010) ، مِيزَانُ الاعْتِدَالِ فِي نَقْدِ الرِّجَالِ ج4/ص85/4281 ) ، لِسَانُ الْمِيزَانِ (ج3/ص277/1164) .(1/198)
4- إِسْمَاعِيل بْنُ أَبِي خَالِدٍ (1) إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِى خَالِدٍ الْبَجَلِيُّ أَبُو عَبْدِ اللهِ الْكُوفِيُّ ، وَاسْمُ أَبِى خَالِدٍ سَعْدٌ . رَوَى عَنْ ابْنِ أَبِى أَوْفَى ، وَعَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ ، وَعَامِرٍ الشَّعْبِيِّ ، وَغَيْرِهِمْ . رَوَى عَنْهُ الثَّوْرِيُّ ، وَشُعْبَةُ ، وَزُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ ثَبْتٌ مِنَ الرَّابِعَةِ مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ وَمِئَةٍ الْكُتُبُ السِّتَّةُ .
مَرْتَبَتُهُ : الأُولَى تَعْدِيلاً .
5- الشَّعْبِيُِّ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 125 ] .
__________
(1) تَرْجَمَةُ إِسْمَاعِيلَ بْن أَبِي خَالِدٍ : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج2/ص174/589) ، الثِّقَاتُ (ج4/ص19/1653) ، مَشَاهِيْرُ الأَمْصَارِ (ج1/ص111/845) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص107/438) .(1/199)
6- الْوَلِيدُ بْنُ عُقْبَةَ (1) الْوَلِيدُ بْنُ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ الْقُرَشِيُّ . وَهُوَ أخُو عُثْمَانَ لأُمِّهِ . رَوَى عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - . وعَنْهُ أَبُو مُوسَى عَبْدُ اللهِ الْهَمْدَانِيُّ ، وَعَامِرٌ الشَّعْبِيُّ ، وَحَارِثَةُ بْنُ مُضَرِّبٍ . قَالَ ابْنُ سَعْدٍ : يُكْنَى أَبَا وَهْبٍ مِنَ الطُّلَقَاءِ ، أَسْلَمَ يَوْمَ الْفَتْحِ بَعَثَهُ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى صَدَقَاتِ بَنِي الْمُصْطَلِقِ ، وَوَلاَّهُ عُمَرُ صَدَقَاتِ بَنِي تَغْلِبَ ، وَوَلاَّهُ عُثْمَانُ الْكُوفَةَ ، ثُمَّ عَزَلَهُ ، فَلَمَّا قُتِلَ عُثْمَانُ تَحَوَّلَ إلَى الرَّقَّةِ ، فَنَزَلَهَا ، وَاعْتَزَلَ عَلِيَّاً وَمُعَاوِيَةَ ، حَتَّى مَاتَ بِهَا . وَقَالَ مُصْعَبُ الزُّبَيْرِيُّ : كَانَ مِنْ رِجَالِ قُرَيْشٍ وَشُعَرَائِهِمْ ، وَأَبُوهُ عُقْبَةُ قَتَلَهُ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بِبَدْرٍ صَبْرَاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ الْوَلِيدِ بْنِ عُقْبَةَ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج8/ص140/2483) ، طَبَقَاتُ ابْنِ سَعْدٍ (ج7/ص476) ، الاسْتِيعَابُ (ج4/ص1552/2721) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج31/ص53/6723) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص353/6080) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج11/ص125/240) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص583/7442) ، الإِصَابَةُ ج6/ص614/9153) .(1/200)
وَقَالَ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ : وَلا خِلافَ بَيْنَ أَهْلِ الْعِلْمِ بِالتَّأْوِيلِ أَنَّ قَوْلَهُ - عز وجل - { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ } نَزَلَتْ فِي الْوَلِيدِ بْنِ عُقْبَةَ ، وذلك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعثه مصدقا إلى بني المصطلق فلما وصل إليهم هابهم فانصرف عنهم وأخبر إنهم ارتدوا فبعث إليهم خالد بْن الوليد ، وأمره أن يتثبت فيهم ، فأخبروا إِنَّهُمْ مُتَمَسِّكُونَ بِالإِسْلامِ . قَالَ : وَلَهُ أَخْبَارٌ فِيهَا نَكَارَةٌ وَشَنَاعَةٌ ، وَكَانَ مِنْ رِجَالِ قُرَيْشٍ ظُرْفَاً وَحِلْمَاً وَشَجَاعَةً وَأَدَبَاً ، وَكَانَ شَاعِرَاً شَرِيفَاً . قَالَ : وَخَبَرُ صَلاتِهِ بِهِمْ وَهُوَ سَكْرَانُ ، وَقَوْلُهُ : أَزِيدُكُمْ بَعْدَ أَنْ صَلَّى الصُّبْحَ أَرْبَعَاً مَشْهُورٌ مِنْ حَدِيثِ الثِّقَاتِ .
قَالَ ابْنُ حَجَرٍ : وَقَدْ طَوَّلَ الشَّيْخُ تَرْجَمَتَهُ ، وَلا طَائِلَ فِيهَا ، وَفِيهَا خَطَأٌ وَشَنَاعَةٌ ، وَقَدْ ثَبَتَتْ صُحْبَتُهُ ، وَلَهُ ذُنُوبٌ أَمْرُهَا إِلَى اللهِ ، وَالصَّوَابُ لِلسُّكُوتِ ، وَعَاشَ إِلَى خِلافَةِ مُعَاوِيَةَ رَوَى لَهُ أَبُو دَاوُدَ .
رَابِعَاً : الْحُكْمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ(1/201)
هَذَا الْحَدِيثُ إسْنَادُهُ ضَعِيفٌ جِدَّاً لأَنَّ فِيهِ عَبْدُ اللهِ بْنُ حَكِيمٍ ، وَهُوَ مَتْرُوكٌ مُتَّهَمٌ بِالْوَضْعِ ، وَفِيهِ شَيْحُ الطَّبَرَانِيِّ ، وَهُوَ أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الرَّقِّىُّ مَجْهُولٌ . وَضَعَّفَهُ السُّيُوطِيُّ ( الدُّرُّ الْمَنْثُورُ ج1/ص157) . وَقَالَ الطَّبَرَانِيُّ : لَمْ يَرْوِهِ عَنْ أَبِي خَالِدٍ إِلاَّ أَبُو بَكْرٍ الدَّاهِرِيُّ ، تَفَرَّدَ بِهِ زُهَيْرٌ . وَقَالَ الْمُنَاوِيُّ فِي ( التَّيْسِيرِ بِشَرْحِ الْجَامِعِ الصَّغِيْرِ ج1/ص314) : ضَعِيفٌ لِضَعْفِ أَبِي بَكْرٍ الدَّاهِرِيِّ . وَقَالَ الأَلْبَانِيُّ ( ضَعِيفِ التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ ج1/ص25/ح101) : ضَعِيفٌ جِدَّاً ، وَفِي تَعْلِيقِهِ عَلَى كِتَابِ الْخَطِيبِ ( ج1/ص51) : ضَعِيفٌ بِمَرَّةٍ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 145 }
وَأَخْرَجَ أَحْمَدُ فِي الزُّهْدِ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عُقْبَةَ قَالَ : لَيَدْخُلَنَّ امْرُؤٌ النَّارَ ، وَيَدْخُلُ مَنْ أَطَاعَهُمُ الْجَنَّةَ ؛ فَيَقُولُونَ لَهُمْ : كَيْفَ دَخَلْتُمُ النَّارَ ، وَإِنَّمَا دَخَلْنَا الْجَنَةَ بِطَاعَتِكُمْ ؟! ، فَيَقُولُونَ : إِنَّا كُنَّا نَأْمُرُكُمْ بِأَشْيَاءَ نُخَالِفُ إِلَى غَيْرِهَا .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الأَثَرِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
عَزَاهُ إِلَي كِتَابِ الزُّهْدِ لِلإِمَامِ أَحْمَدَ ، وَعَزَاهُ كَذَلِكَ إِلَيْهِ فِي ( الدُّرِّ الْمَنْثُورِ ج1/ص157) ، وَلَمْ أَجِدْهُ فِيهِ .(1/202)
لَكِنِّى وَجَدْتُ مَعْنَى الأَثَرِ عِنْدَ ابْنِ الْمُبَارَكِ فِي الزُّهْدِ عَنِ الشَّعْبِيِّ ( الزُّهْدُ لابْنِ الْمُبَارَكِ ج1/ص21/64 ) قَالَ : أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ : يَطَّلِعُ الْقَوْمُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ إِلَى قَوْمٍ فِي النَّارِ ، فَيَقُولُونَ : مَا أَدْخَلَكُمُ النَّارَ ، وَإِنَّمَا دَخَلْنَا الْجَنَّةَ بِفَضْلِ تَأْدِيبِكُمْ ، وَتَعْلِيمِكُمْ ؟! ، قَالُوا : إِنَّا كُنَّا نَأْمُرُ بِالْخَيْرِ ، وَلا نَفْعَلُهُ .
وَأَخْرَجَهُ أَبُو نُعَيْمٍ مِنْ طَرِيقِ عَلِيِّ بْنِ حَفْصٍ عَنْ سُفْيَانَ بِمِثْلِهِ .
ثَانِيَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الأَثَرِ
1- سُفْيَانُ هُوَ الثَّوْرِيُّ فَهُوَ الَّذِي يَرْوِي عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِى خَالِدٍ . سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 4] .
2- إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِى خَالِدٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 144 ] . ثِقَة ثَبْتٌ .
3- الشَّعْبِيُّ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 125 ] .
ثَالِثَاً : الْحُكْمُ عَلَى إسْنَادِ الأَثَرِ
هَذَا الأَثَرُ إِسْنَادُهُ صَحِيحٌ لأَنَّ رِجَالَهُ ثِقَاتٌ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 146 }
وَأَخْرَجَ ابْنُ عَسَاكِرَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « أَشَدُّ النَّاسِ حَسْرَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ رَجُلٌ أَمْكَنَهُ طَلَبُ الْعِلْمِ فِي الدُّنْيَا فَلَمْ يَطْلُبْهُ ، وَرَجُلٌ عَلَّمَ عِلْمَاً فَانْتَفَعَ بِهِ مَنْ سَمِعَهُ مِنْهُ دُونَهُ » .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ(1/203)
أَخْرَجَهُ ابْنُ عَسَاكِرَ فِي ( تَارِيْخِ دِمَشْقَ ج51/ص137) قَالَ : قَرَأْتُ فِيمَا سَمِعَهُ جَمَاعَةٌ مِنَ الدِّمَشْقِيِّينَ بِخَطِّ أَبِي الْحَسَنِ بْنِ صَصْرَي مِنْ أَبِي سَعِيدِ بْنِ مَلَّةَ قَالَ : حَدَّثَنَا الشَّيْخُ السَّيِّدُ الْمُسْتَجَابُ الدُّعَاءِ أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ يَعْقُوبَ الْخَطَّابِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمَرْزُبَانِ حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ لُؤْلُؤِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ حَمُّوَيْهِ السَّاجِيُّ بِبَغْدَادَ أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ وَاصِلٍ الصحري أَنَّهُ سَمِعَ سَهْلَ بْنَ عَبْدِ اللهِ بِنَهْرِ الدير (1) سَنَةَ ثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ يَقُولُ : أخبرني مُحَمَّد بْن سوار بْن الفضل عن سليمان عَنْ عُمَرَ الْكُوفِيِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبَّاسٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « أَشَدُّ النَّاسِ حَسْرَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ رَجُلٌ أَمْكَنَهُ طَلَبُ الْعِلْمِ فِي الدُّنْيَا فَلَمْ يَطْلُبْهُ ، وَرَجُلٌ عَلَّمَ عِلْمَاً فَانْتَفَعَ بِهِ مَنْ سَمِعَهُ مِنْهُ دُونَهُ » .
ثَانِيَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
1- أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ يَعْقُوبَ الْخَطَّابِيُّ : لَمْ أَجِدْ لَهُ تَرْجَمَةً .
__________
(1) نهر الدير : نهر كبير بين البصرة ومطارا بينه وبين البصرة نحو عشرين فرسخا سمي بذلك لدير كان على فوهته يقال له دير الدهدار معجم البلدان .(1/204)
2- أَحْمَدُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمَرْزُبَانِ (1) أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الأَسَدِيُّ أَبُو يَعْقُوبَ الطَّيَالِسِيُّ ، يُعْرَفُ بِابْنِ الصَّيْرَفِيِّ . قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ : كَانَ مِنْ شُيُوخِ الشِّيعَةِ . وَقَالَ أَيْضَاً : كَانَ يُدْعَي الْكَامِلُ ، وَيُقَالُ لَهُ النَّجَاشِيُّ ؛ قَالَهُ الذَّهَبِىُّ . حَدَّثَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَلِيٍّ الْعَلَوِيِّ . رَوَى عَنْهُ هَارُونُ بْنُ مُوسَى التَّلْعَكْبَرِيُّ فِي مَشْيَخَتِهِ , وَذَكَرَ أَنَّهُ سَمِعَ مِنْهَ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَثَلاثِينَ وَثَلاثِمِئَةٍ .
مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَجْرِيْحَاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ أَحْمَدَ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمَرْزُبَانِ : مِيزَانُ الاعْتِدَالِ فِي نَقْدِ الرِّجَالِ (ج8/ص33/93) ، لِسَانُ الْمِيزَانِ (ج1/ص192/609) .(1/205)
3- عُبَيْدُ اللهِ بْنُ لُؤْلُؤِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ حَمُّوَيْهِ السَّاجِيُّ (1) عُبَيْدُ اللهِ بْنُ لُؤْلُؤِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ حَمُّوَيْهِ بْنِ سَعْدِ بْنِ نَافِعِ بْنِ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ السُّلَمِيُّ . وَكُنْيَةُ عُبَيْدِ اللهِ أَبُو الْقَاسِمِ ، وَيُعْرَفُ بِالسَّاجِيِّ . رَوَى عَنْ عُمَرَ بْنِ وَاصِلٍ صَاحِبِ سَهْلِ بْنِ عَبْدِ اللهِ التُّسْتَرِيِّ . سَاقَ الْخَطِيبُ فِي تَرْجَمَتِهِ حَدِيثَاً مَوْضُوعَاً ، رَوَاهُ عَنْ عُمَرَ بْنِ وَاصِلٍ عَنْ سَهْلٍ التُّسْتَرِيِّ عَنْ خَالِهِ مُحَمَّدِ بْنِ سَوَّارٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ عَنْ أَنَسٍ مَرْفُوعَاً : « إِنَّ عَلَي الصِّرَاطِ لَعَقَبَةً لا يَجُوزُهَا أَحَدٌ إِلاَّ بِجَوَازٍ مِنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ » . قَالَ الْخَطِيبُ : هَذَا الْحَدِيثُ مَوْضُوعٌ مِنْ عَمِلِ الْقُصَّاصِ ، وَضَعَهُ عُمَرُ بْنُ وَاصِلٍ ، أَوْ وُضِعَ عَلَيْهِ وَاللهُ أَعْلَمُ .
مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَجْرِيْحَاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ لُؤْلُؤِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ حَمُّوَيْهِ السَّاجِيِّ : تَارِيْخُ بَغْدَادَ (ج10/ص356/5511) ، لِسَانُ الْمِيزَانِ (ج4/ص111/225) .(1/206)
4- عُمَرُ بْنُ وَاصِلٍ الصحري (1) بَصْرِيٌّ نَزَلَ بَغْدَادَ ، وَحَدَّثَ عَنْ سَهْلِ بْنِ عَبْدِ اللهِ التُّسْتَرِيِّ بِمَنَاكِيْرَ وَأَبَاطِيلَ . رَوَى عَنْهُ عُبَيْدُ اللهِ بْنُ لُؤْلُؤٍ السُّلَمِيُّ . وَاتَّهَمَهُ الْخَطِيبُ بِالْوَضْعِ . مَرْتَبَتُهُ : السَّادِسَةُ تَجْرِيْحَاً .
5- سَهْلُ بْنُ عَبْدِ اللهِ (2) سَهْلُ بْنُ عَبْدِ اللهِ التُّسْتَرِيُّ الزَّاهِدُ شَيْخُ الصُّوفِيَّةِ ، يُقَالُ : مَاتَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَتَيْنِ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَجْرِيْحَاً .
6- مُحَمَّدُ بْنُ سَوَّارِ بْنِ الْفَضْلِ (3) مُحَمَّدُ بْنُ سَوَّارٍ بَصْرِيُّ . يُقَالُ إِنَّهُ كَانَ خَالَ سَهْلِ بْنِ عَبْدِ اللهِ التُّسْتَرِيِّ . يَرْوِي عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ ، وَأَبِي عَاصِمٍ النَّبِيلِ ، وَغَيْرِهِمَا . وَيَرْوِي عَنْهُ سَهْلُ بْنُ عَبْدِ اللهِ التُّسْتَرِيُّ ، مَقْبُولٌ مِنَ الْعَاشِرَةِ . مَرْتَبَتُهُ : الأُولَى تَجْرِيْحَاً .
7- سُلَيْمَانُ لَمْ أَعْرِفْهُ .
8- عُمَرُ الْكُوفِيُّ لَمْ أَعْرِفْهُ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ عُمَرَ بْنِ وَاصِلٍ : تَارِيْخُ بَغْدَادَ (ج11/ص221/5938) ، الضُّعَفَاءُ وَالْمَتْرُوكِينَ لابْنِ الْجَوْزِيِّ (ج2/ص218/2517) ، مِيزَانُ الاعْتِدَالِ فِي نَقْدِ الرِّجَالِ (ج5/ص277/6248) ، الْمُغْنَي فِي الضُّعَفَاءِ (ج2/ص475/4564) ، لِسَانُ الْمِيزَانِ (ج4/ص336/959) ، الْكَشْفُ الْحَثِيثُ (ج1/ص199/558) .
(2) تَرْجَمَةُ سَهْلِ بْنِ عَبْدِ اللهِ التُّسْتَرِيِّ : تَارِيْخُ الإِسْلامِ (ج20/ص366) .
(3) تَرْجَمَةُ مُحَمَّدِ بْنِ سَوَّارِ بْنِ الْفَضْلِ : تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج25/ص332/5274) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج9/ص186/331) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص482/5941) ، خُلاصَةُ تَذْهِيبِ تَهْذِيبِ الْكَمَالِ ج1/ص340) .(1/207)
9- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبَّاسٍ (1) عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبَّاسٍ الْقُرَشِيُّ . رَوَى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ . وَعَنْهُ ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ . قَالَ ابْنُ حَجَرٍ : مَقْبُولٌ مِنَ الثَّالِثَةِ . مَرْتَبَتُهُ : الأُولَى تَجْرِيْحَاً .
10- عِكْرِمَةُ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 25 ] .
11- عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 2 ] .
ثَالِثَاً : الْحُكْمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
هَذَا الْحَدِيثُ إسْنَادُهُ ضَعِيفٌ جِدَّاً لأَنَّ فِيهِ عُمَرُ بْنُ وَاصِلٍ ، وَهُوَ مُتَّهَمٌ بِالْوَضْعِ ، وَفِيهِ مَجَاهِيلُ .
وَقَدْ قَالَ ابْنُ عَسَاكِرَ بَعْدَ رِوَايَتِهِ هَذَا الْحَدِيثَ : رَوَى هَذَا الشَّيْخُ - يعني أَبَا سَعِيدِ بْنَ مَلَّةَ - أَرْبَعِينَ حَدِيثَاً بِهَذَا الإِسْنَادِ عَنْ سَهْلٍ عَنْ خَالِهِ مُحَمَّدِ بْنِ سَوَّارٍ بِأَسَانِيدِهِ عَنْ شُيُوخِهِ ، كُلُّهَا مُنْكَرَةٌ ، وَلا أَدْرِي عَلَى مَنْ الْحَمْلُ فِيهَا . وَقَالَ الأَلْبَانِيُّ فِي ( السِّلْسِلَةِ الضَّعِيفَةِ ج4/ص138/1634) : ضَعِيفٌ جِدَّاً .
وَحَكَمَ عَلَيْهِ بِالْوَضْعِ فِي ( ضَعِيفِ التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ ج1/ص188/1877) .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 147 }
وَأَخْرَجَ الطَّبَرَانِيُّ فِي الأَوْسَطِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « أَشَدُّ النَّاسِ عَذَابَاً يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَالِمٌ لَمْ يَنْفَعْهُ عِلْمُهُ » .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
__________
(1) تَرْجَمَةُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبَّاسٍ : تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج17/ص206/3865) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج6/ص186/418) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص343/3912) ، خُلاصَةُ تَذْهِيبِ تَهْذِيبِ الْكَمَالِ (ج1/ص229) .(1/208)
أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي ( الْمُعْجَمِ الْكَبِيْرِ ) و ( الصَّغِيْرِ . الرَّوْضُ الدَّانِي ج1/ص305/507) قَالَ : حَدَّثَنَا طَاهِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْبَابُسْتُرِيُّ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُوسَى بْنِ مَرْوَانَ الرَّازِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَاصِمٍ الْحِمَّانِيُّ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ مِقْسَمٍ الْبُرِّيُّ عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « أَشَدُّ النَّاسِ عَذَابَاً يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَالِمٌ لَمْ يَنْفَعْهُ عِلْمُهُ » .
قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ : لَمْ يَرْوِهِ عَنِ الْمَقْبُرِيِّ إِلاَّ عُثْمَانُ الْبُرِّيُّ .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ الآجُرِّيُّ فِي ( أخْلاقِ الْعُلَمَاءِ ص139/ح61،60) مِنْ طَرِيقِيْ يَحْيَى بْنِ سَلامٍ وَغَسَّانَ بْنِ عُبَيْدٍ ، وَابْنُ عَدِيٍّ فِي ( الْكَامِلِ ج3/ص41 وج5/158) مِنْ طَرِيقِي يَحْيَى بْنِ سَلامٍ وَخَالِدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، وَالْقُضَاعِيُّ فِي ( مُسْنَدِ الشِّهَابِ / بَابٌ إِنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَذَابَاً يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَالِمٌ لَمْ يَنْفَعْهُ اللهُ بِعِلْمِهِ ج2/ص171/1122) مِنْ طَرِيقِ الْوَلِيدِ بْنِ صَالِحٍ ، وَالْبَيْهَقِيُّ فِي ( شُعَبِ الإِيْمَانِ / الثَّامِنِ عَشَرَ مِنْ شُعَبِ الإِيْمَانِ ج2/ص284/1778) مِنْ طَرِيقِيْ يَحْيَى بْنِ سَلامٍ وَالْوَلِيدِ بْنِ صَالِحٍ ، وَالْخَطِيبُ فِي ( الْكِفَايَةِ فِي عِلْمِ الرِّوَايَةِ ج1/ص53) مِنْ طَرِيقِ يَحْيَى بْنِ سَلامٍ ، أَرْبَعَتُهُمْ - الْوَلِيدُ بْنُ صَالِحٍ وَمُتَابِعُوهُ - عَنْ عُثْمَانَ بْنِ مِقْسَمٍ الْبُرِّيِّ بِمِثْلِهِ .(1/209)
وأَخْرَجَهُ أَبُو بَكْرٍ ابْنُ الْمُقْرِئِ فِي ( مُعْجَمِ شُيُوخِهِ ح 77) ، وَمِنْ طَرِيقِهِ ابْنُ عَسَاكِرَ فِي ( تَارِيْخِ دِمَشْقَ ج56/ص306) مِنْ طَرِيقِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الثَّقَفِيِّ ثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ نَافِعٍ ثَنَا سَعِيدُ بْنُ الْحَسَنِ عَنِ السَّرِيِّ بْنِ يَحْيَى عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعَاً بِنَحْوِهِ ، إلا أَنَّهُ قَالَ : « لَمْ يَنْفَعْهُ اللهُ - عز وجل - بِعِلْمِهِ » .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ مِنْ رِوَايَةِ الطَّبَرَانِيِّ
1- طَاهِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْبَابُسْتُرِيُّ لَمْ أَجِدْ لَهُ تَرْجَمَةً .
2- عَلِيُّ بْنُ مُوسَى بْنِ مَرْوَانَ الرَّازِيُّ لَمْ أَجِدْ لَهُ تَرْجَمَةً .
3- عَبْدُ اللهِ بْنُ عَاصِمٍ الْحِمَّانِيُّ (1) عَبْدُ اللهِ بْنُ عَاصِمٍ الْحِمَّانِيُّ بِكَسْرِ الْمُهْمَلَةِ وَتَشْدِيدِ الْمِيمِ ، أَبُو سَعِيدٍ الْبَصْرِيُّ . رَوَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ دَابٍ الْمَدِينِيِّ ، وَعُثْمَانَ بْنِ مِقْسَمٍ الْبُرِّيِّ ، وَالْحَمَّادَيْنِ وَغَيْرِهِمْ . وَعَنْهُ أَبُو حَاتِمٍ وَأَبُو زُرْعَةَ ، وَعَلِيُّ بْنُ مُوسَى بْنِ مَرْوَانَ الرَّازِيُّ ، وَغَيْرُهُمْ . قَالَ أَبُو زُرْعَةَ وَأَبُو حَاتِمٍ : صَدُوقٌ . وذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : صَدُوقٌ مِنَ التَّاسِعَةِ ابْنُ مَاجَهْ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّالِثَةُ تَعْدِيلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَاصِمٍ الْحِمَّانِيِّ : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج5/ص134/622) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج15/ص137/3350) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص564/2793) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج5/ص237/464) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص308/3401) .(1/210)
4- عُثْمَانُ بْنُ مِقْسَمٍ الْبُرِّيُّ (1) أَبُو سَلَمَةَ الْكِنْدِيُّ الْبَصْرِيُّ ، أَحَدُ الأَئِمَّةِ الأَعْلامِ عَلَى ضَعْفٍ فِي حَدِيثِهِ . رَوَى عَنْ مَنْصُورٍ ، وَقَتَادَةَ ، وَالْمَقْبُرِيِّ ، وَالْكِبَارِ . وَصَنَّفَ ، وَجَمَعَ . حَدَّثَ عَنْهُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ ، وَأَبُو عَاصِمٍ وَأَبُو دَاوُدَ ، وَشَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ ، وَعِدَّةٌ . وَكَانَ يُنْكِرُ الْمِيزَانَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَيَقُولُ : إِنَّمَا هُوَ الْعَدْلُ . تَرَكَهُ يَحْيَى الْقَطَّانُ ، وَابْنُ الْمُبَارَكِ . وَقَالَ أَحْمَدُ : حَدِيثُهُ مُنْكَرٌ . وَقَالَ الْجَوْزَجَانِيُّ : كَذَّابٌ . وَقَالَ النَّسَائِيُّ وَالدَّارَقُطْنِيُّ : مَتْرُوكٌ . وَقَالَ الْفَلاَّسُ : صَدُوقٌ لَكِنَّهُ كَثِيْرَ الْغَلَطِ صَاحِبُ بِدْعَةِ الْعَدْلِ . قَالَ ابْنُ مَعِينٍ : لَيْسَ بِشَيْءٍ ، وَهُوَ مِنَ الْمَعْرُوفِينَ بِالْكَذِبِ وَوَضْعِ الْحَدِيثِ . قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ : عَاَّمُة حَدِيثِهِ مِمَّا لا يُتَابَعُ عَلَيْهِ إِسْنَادَاً وَمَتْنَاً ، وَهُوَ مِمَّنْ يَغْلَطُ الْكَثِيْرَ ، وَنَسَبَهُ قَوْمٌ إِلَى الصِّدْقِ وَضَعَّفُوهُ لِلْغَلَطِ الْكَثِيْرِ ، وَمَعَ ضَعْفِهِ يُكْتَبُ حَدِيثُهُ . وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ فِي الْعِلَلِ : ضَعِيفٌ . وَقَالَ مَرَّةً : مَتْرُوكٌ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ عُثْمَانَ بْنِ مِقْسَمٍ الْبُرِّيِّ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج6/ص252/2319) ، الضُّعَفَاءُ لِلنَّسَائِيِّ (ج1/ص75/419) ، الْمُجْرُوحِينَ (ج2/ص101/670) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج6/ص167/918) ، الْمُغْنَي فِي الضُّعَفَاءِ (ج2/ص429/4066) ، مِيزَانُ الاعْتِدَالِ فِي نَقْدِ الرِّجَالِ (ج5/ص72/5574) ، لِسَانُ الْمِيزَانِ (ج4/ص155/364) ، الْكَشْفُ الْحَثِيثُ (ج1/ص181/488) .(1/211)
وَقَالَ السَّاجِيُّ : تَرَكَهُ أَهْلُ الْحَدِيثِ لِرَأْيِهِ ، وَغُلُّوِهِ فِي الاعْتِزَالِ ، وَأَمَّا صِدْقُهُ فِي الرِّوَايَةِ فَقَدْ اخْتَلَفُوا فِيهِ . قَالَ الذَّهَبِيُّ : كَذَّبَهُ غَيْرُ وَاحِدٍ عنه مناكير . مَرْتَبَتُهُ : الْخَامِسَةُ تَجْرِيْحَاً .
5- سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيُّ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 74 ] . ثِقَةٌ تَغَيَّرَ قَبْلَ مَوْتِهِ بِأَرْبَعٍ .
6- أَبُو هُرَيْرَةَ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 19 ] .
رَابِعَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ مِنْ رِوَايَةِ ابْنِ الْمُقْرِئِ
1- إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الثَّقَفِيُّ أَبُو هَارُونَ الْجِبْرِينِيُّ . قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ فِي ( الْجَرْحِ وَالتَّعْدِيلِ 2/195/663) : إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ بْنِ يَعْقُوبَ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ عَطَاءِ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ أَبُو هَارُونَ الثَّقَفِيُّ مِنْ بَيْتِ جِبْرِينَ ، قَدِمَ عَلَيْهِمْ الرَّمْلَةَ ، فَرَوَى عَنْ رَوَّادِ بْنِ الْجَرَّاحِ ، وَحَبِيبِ بْنِ أبِي حَبِيبٍ كَاتِبِ مَالِكٍ ، وَالْفِرْيَابِيِّ وَعَمْرِو بْنِ أَبِي سَلَمَةَ . وَكَتَبَ إِلَىَّ بِجُزْءٍ فَنَظَرْتُ فِي حَدِيثِهِ ، فَلَمْ أَجِدْ حَدِيثَهُ حَدِيثَ أَهْلِ الصِّدْقِ .
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ فِي ( الْمَجْرُوحِينَ ج1/ص130) : إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ أبُو هَارُونَ الْجِبْرِينِيُّ مِمَّنْ يَقْلِبُ الأَسَانِيدَ ، وَيَسْرِقُ الْحَدِيثَ ، لا يَجُوزُ الاحْتِجَاجُ بِهِ .
خَامِسَاً : الْحُكْمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
هَذَا الْحَدِيثُ إسْنَادُهُ ضَعِيفٌ جِدَّاً لأَنَّ فِيهِ عُثْمَانُ بْنُ مِقْسَمٍ ، وَهُوَ مَتْرُوكٌ مُتَّهَمٌ بِالْوَضْعِ .(1/212)
وَقَالَ الْهَيْثَمِيُّ فِي ( الْمَجْمَعِ ج1/ص185) : رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الصَّغِيْرِ ، وَفِيهِ عُثْمَانُ الْبُرِّيُّ قَالَ الْفَلاَّسُ : صَدُوقٌ لَكِنَّهُ كَثِيْرُ الْغَلَطِ صَاحِبُ بِدْعَةٍ ، ضَعَّفَهُ أَحْمَدُ وَالنَّسَائِيُّ وَالدَّارَقُطْنِيُّ .
وَقَالَ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ فِي ( جَامِعِ بَيَانِ الْعِلْمِ وَفَضْلِهِ ج1/ص162) : وَهُوَ حَدِيثٌ انْفَرَدَ بِهِ عُثْمَانُ الْبُرِّىُّ ، لَمْ يَرْفَعْهُ غَيْرُهُ ، وَهُوَ ضَعِيفُ الْحَدِيثِ مُعْتَزِلِيُّ الْمَذْهَبِ لَيْسَ حَدِيثُهُ بِشَيْءٍ .
قُلْتُ : بَلْ ، رَوَاهُ كَذَلِكَ السَّرِيُّ بْنُ يَحْيَى عَنِ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعَاً ، كَمَا أَخْرَجَهُ ابْنُ الْمُقْرِئِ مِنْ طَرِيقِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الثَّقَفِيِّ ثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ نَافِعٍ ثَنَا سَعِيدُ بْنُ الْحَسَنِ عَنِ السَّرِيِّ بْنِ يَحْيَى بِهِ .
وَهَذَا إسْنَادٌ ضَعِيفٌ جِدَّاً ، إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الثَّقَفِيُّ مُتَّهَمٌ بِالْكَذِبِ ، لا يَحِلُّ الاحْتِجَاجُ بِحَدِيثِهِ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 148 }
وَأَخْرَجَ ابْنُ الْمُبَارَكِ فِي الزُّهْدِ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ : إنَّ مِنْ شَرِّ النَّاسِ عِنْدَ اللهِ مَنْزِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَالِمٌ لا يَنْتَفِعْ بِعِلْمِهِ .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الأَثَرِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ(1/213)
أَخْرَجَهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ فِي ( كِتَابِ الزُّهْدِ / بَابُ مَنْ طَلَبَ الْعِلْمِ لِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا ج1/ص14/40 ) قَالَ : أَخْبَرَنَا رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ عَنْ يُونُسَ بْنِ سَيْفٍ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو كَبْشَةَ السَّلُولِيُّ قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ يَقُولُ : إنَّ مِنْ شَرِّ النَّاسِ عِنْدَ اللهِ مَنْزِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَالِمٌ لا يَنْتَفِعْ بِعِلْمِهِ .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ فِي ( كِتَابِ جَامِعِ بَيَانِ الْعِلْمِ وَفَضْلِهِ / بَابُ ذِكْرِ اسْتِعَاذَةِ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ عِلْمٍ لا يَنْفَعُ وَسُؤَالِهِ الْعِلْمِ النَّافِعِ ج1/ص162) ، وَأَبُو نُعَيْمٍ فِي ( الْحِلْيَةِ ج1/ص223) كِلاهُمَا مِنْ طَرِيقِ ابْنِ الْمُبَارَكِ عَنْ رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ عَنْ يُونُسَ بْنِ سَيْفٍ بِمِثْلِهِ .
وَقَدْ جَاءَ تَسْمِيَةُ الْمُبْهَمِ فِي رِوَايَةٍ ثَانِيَةٍ عِنْدَ أَبِى نُعَيْمٍ فِي نَفْسِ الْمَوْضِعِ ، وَهُوَ خَلَفٌ الأَنْصَارِيُّ .
وأَخْرَجَهُ الدَّارِمِيُّ فِي ( سُنَنِهِ / بَابُ الْعَمَلِ بِالْعِلْمِ وَحُسْنِ النِّيَّةِ فِيهِ ج1/ص93/262) قَالَ : أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبَانَ عَنِ ابْنِ الْقَاسِمِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ : حَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ يُوسُفَ الْحِمْصِيُّ حَدَّثَنِي أَبُو كَبْشَةَ السَّلُولِيُّ قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ يَقُولُ : إنَّ مِنْ أَشَرِّ النَّاسِ عِنْدَ اللهِ مَنْزِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَالِمٌ لا يَنْتَفِعْ بِعِلْمِهِ .
وَهَذِهِ مُتَابَعَةٌ تَامَّةٌ مِنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبَانَ لابْنِ الْمُبَارَكِ ، وَقَدْ بَيَّنَتْ أَنَّ الْمُبْهَمَ هُوَ ابْنُ الْقَاسِمِ بْنِ قَيْسٍ .(1/214)
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الأَثَرِ
1- عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 1 ] .
2- عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ الْقَاسِمِ الأَنْصَارِيُّ (1) عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ قَيْسٍ الأَنْصَارِيُّ أَبُو مَرْيَمَ الْكُوفِيُّ ، مَشْهُورٌ بِكُنْيَتِهِ ، وَهُوَ ابْنُ عَمِّ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ . رَوَى عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ ، وَنَافِعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ ، وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ ، وَغَيْرِهِمْ . رَوَى عَنْهُ شُعْبَةُ وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ وَهُوَ مِنْ شُيُوخِهِ ، وَكَانَ مِمَّنْ يَرْوِي الْمَثَالِبَ فِي عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ ، وَكَانَ يَشْرَبُ الْخَمْرَ حَتَّى يَسْكَرَ , وَمَعَ ذَلِكَ يَقْلِبُ الأَخْبَارَ لا يَجُوزُ الاحْتِجَاجُ بِهِ ، تَرَكَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَيَحْيَى بْنُ مَعِينٍ ، وَعَامَّةُ حَدِيثِهِ بَوَاطِيلُ .
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ : مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ ، وَكَانَ مِنْ رُؤَسَاءِ الشِّيعَةِ , وَكَانَ شُعْبَةُ حَسَنَ الرَّأْي فِيهِ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ عَبْدِ الْغَفَّارِ بْنِ الْقَاسِمِ الأَنْصَارِيِّ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج6/ص122/ 1905) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج6/ص53/284) ، الْمُجْرُوحِينَ (ج2/ص143/749) ، تَعْجِيلُ الْمَنْفَعَةِ (ج1/ص263/666) .(1/215)
وَقَالَ الآجُرِّيُّ : سَأَلْتُ أَبَا دَاوُدَ ، فَقَالَ : كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ . وَقَالَ شُعْبَةُ : لَمْ أَرَ أَحْفَظَ مِنْهُ . قَالَ أَبُو دَاوُدَ : غَلَطَ شُعْبَةُ فِيهِ . وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ : أَثْنَى عَلَيْهِ شُعْبَةُ وَخَفِيَ عَلَيْهِ أَمْرُهُ ، فَبَقِيَ بَعْدَ شُعْبَةَ ، فَخَلَّطَ ، فَتَرَكُوهُ . وَقَالَ النَّسَائِيُّ : متروك . وَقَالَ الْبُخَارِيُّ : لَيْسَ بِالْقَوِيِّ عِنْدَهُمْ . وَقَالَ صَاحِبُ مِيْزَانِ الاعْتِدَالِ : بَقِيَ إِلَى قُرْبِ السِّتِّينَ وَمِائَةٍ . مَرْتَبَتُهُ : الْخَامِسَةُ تَجْرِيْحَاً .
3- يُونُسُ بْنُ سَيْفٍ الْحِمْصِيُّ (1) يُونُسُ بْنُ سَيْفٍ الْقَيْسِيُّ الْكِلاعِيُّ الْحِمْصِيُّ . رَوَى عَنِ الْحَارِثِ بْنِ زِيَادٍ ، وَأَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلانِيِّ ، وَأَبِي كَبْشَةَ السَّلُولِيِّ ، وَغَيْرِهِمْ . وَعَنْهُ ثَوْرُ بْن يَزِيدَ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ الزَّبِيدِيُّ ، وَمَرْوَانُ بْنُ سَالِمٍ ، وَمُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ ، وَآخَرُونَ . ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ . قَالَ ابْنُ أَبِي عَاصِمٍ : مَاتَ سَنَةَ عِشْرِينَ وَمِائَةٍ . وَقَالَ الْبَزَّارُ : صَالِحُ الْحَدِيثِ . وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ : ثِقَةٌ حِمْصِيٌّ . وَقَالَ الْبُخَارِيُّ : وَقَالَ مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ : يُونُسُ بْنُ سَيْفٍ ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ عَنْ مُعَاوِيَةَ : يُونُسُ بْنُ يُوسُفَ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : مَقْبُولٌ مِنَ الرَّابِعَةِ ، وَوهِمَ مَنْ سَمَّاهُ يُوسُفُ . مَرْتَبَتُهُ : الأولى تَجْرِيْحَاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ يُونُسَ بْنِ سَيْفٍ الْحِمْصِيِّ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج8/ص405/3495) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج32/ص510/7177) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص403/6470) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج11/ص387/753) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص613/7906) .(1/216)
4- أَبُو كَبْشَةَ السَّلُولِيُّ (1) أَبُو كَبْشَةَ السَّلُولِيُّ الشَّامِيُّ . رَوَى عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ ، وَثَوْبَانَ ، وَعَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو . وَعَنْهُ أَبُو سَلاَّمٍ الأَسْوَدُ ، وَحَسَّانُ بْنُ عَطِيَّةَ ، وَيُونُسُ بْنُ سَيْفٍ الْكِلاعِيُّ . وَقَالَ الْعِجْلِيُّ : تَابِعِيٌّ ثِقَةٌ . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ : لا أَعْلَمُ أَنَّهُ يُسَمَّى . وَذَكَرَهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ وَغَيْرُ وَاحِدٍ فِيمَنْ لا يُعْرَفُ اسْمُهُ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ أبِى كَبْشَةَ السَّلُولِيِّ : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج9/ص430/2133) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج34/ص215/7583) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص453/6794) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج12/ص230/973) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص668/8321) .(1/217)
وَقَالَ الْحَافظُ عَبْدُ الْغَنِيِّ بْنُ سَعِيدٍ الْمِصْرِيُّ فِي الأَوْهَامِ الَّتِي أَخَذَهَا عَلَى الْحَاكِمِ أَبِي عَبْدِ اللهِ فِي كِتَابِ الْمَدْخَلِ : قَالَ : أَبُو كَبْشَةَ السَّلُولِيُّ اسْمُهُ الْبَرَاءُ بْنُ قَيْسٍ ، وَهَذَا وَهْمٌ ، لأَنَّ أَبَا كَبْشَةَ السَّلُولِيَّ يُعَدُّ فِي الشَّامِيِّينَ ، وَهُوَ مِنْ هَوَازِنَ ، وَهَوَازِنُ تَرْجِعُ إِلَى مُضَرَ , وَالْبَرَاءُ بْنُ قَيْسٍ كُوفِيٌّ مِنَ السَّكُونِ ، وَالسَّكُونُ مِنَ الْيَمَنِ , وَالْبَرَاءُ بْنُ قَيْسٍ يُكْنَى أَبَا كَيْسَةَ مِثْلَهَا فِي الْخَطِّ إِلاَّ أَنَّهُ بِالْيَاءِ بِاثْنَتَيْنِ مِنْ تَحْتِهَا وَالسِّينِ الْمُهْمَلَةِ . وَقَالَ ابْنُ ماكولا : أَنَّ الْبَرَاءَ بْنَ قَيْسٍ يُسَمَّى أَبَا كَبْشَةَ بِالْمُوَحَّدَةِ وَالْمُعْجَمَةِ ، وَعَزَا ذَلِكَ لِلْبُخَارِيِّ وَمُسْلِمٍ ، وَقَالَ : مَنْ قَالَ فِيهِ غَيْرَ ذَلِكَ فَقَدْ صَحَّفَ . وَقَالَ : يَرْوِي عَنْ حُذَيْفَةَ ، وَسَعِيدِ بْنِ أَبِي الْعَاصِ ، وَعَنْهُ إِبَادُ بْنُ لَقِيطٍ . قَالَ ابْنُ حَجَرٍ : وَكَذَا كَنَّاهُ أَبُو أَحْمَد الْحَاكِمُ فِي الْكُنَى ، وَفَرَّقَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ السَّلُولِيِّ ، وَهَذَا هُوَ الصَّوَابُ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى ، وَوثَقَّهُ يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ أَبُو كَبْشَةَ السَّلُولِيُّ بِفَتْحِ الْمُهْمَلَةِ وَتَخْفِيفِ اللامِ الشَّامِيُّ ثِقَةٌ مِنَ الثَّانِيَةِ . الْبُخَارِىُّ وَأَبُودَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ وَالنَّسَائِيُّ . مَرْتَبَتُهُ : الثانية تَعْدِيلاً .
5- عُوَيْمِرُ بْنُ مَالِكٍ أَبُو الدَّرْدَاءِ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 32 ] .
رَابِعَاً : الْحُكْمُ عَلَى إِسْنَادِ الأَثَرِ(1/218)
هَذَا الأَثَرُ إِسْنَادُهُ ضعيفٌ إسْنَادُ الدَّارِمِيِّ ضَعِيفٌ جِدَّاً ، لأَنَّ فِيهِ عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ الْقَاسِمِ الأَنْصَارِيُّ ، وَهُوَ مَتْرُوكٌ مُتَّهَمٌ بِالْوَضْعِ . وَإِسْنَادُ ابْنِ الْمَبَارَكِ ضَعِيفٌ ، لأَنَّ فِيهِ خَلَفٌ الأَنْصَارِيُّ ، وَهُوَ مَجْهُولٌ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 149 }
وَأَخْرَجَ الطَّبَرَانِيُّ وَأَبُو نُعَيْمٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « الزَّبَانِيَةُ أَسْرَعُ إِلَى فَسَقَةِ الْقُرَّاءِ مِنْهُمْ إِلَى عَبَدَةِ الأَوْثَانِ ، فَيَقُولُونَ : يُبْدَأُ بِنَا قَبْلَ عَبَدَةِ الأَوْثَانِ ؟ ، فَيُقَالُ لَهُمْ : لَيْسَ مَنْ يَعْلَمُ كَمَنْ لا يَعْلَمُ » .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ ، وَعَنْهُ أَبُو نُعَيْمٍ فِي ( حِلْيَةِ الأَوْلِيَاءِ ج8/ص286) قَالَ : حَدَّثَنَا سُلَيْمَانَ بْنُ أَحْمَدَ ثَنَا أَبُو هَارُونَ مُوسَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ كَثِيْرٍ السِّرِينِيُّ ثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنِ إبْرَاهِيمَ الْحَرَبِيُّ ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْعُمَرِيُّ عَنْ أَبِي طُوَالَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : « الزَّبَانِيَةُ أَسْرَعُ إِلَى فَسَقَةِ الْقُرَّاءِ مِنْهُمْ إِلَى عَبَدَةِ الأَوْثَانِ ، فَيَقُولُونَ : يُبْدَأُ بِنَا قَبْلَ عَبَدَةِ الأَوْثَانِ ؟ ، فَيُقَالُ لَهُمْ : لَيْسَ مَنْ يَعْلَمُ كَمَنْ لا يَعْلَمُ » .
وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ : غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي طُوَالَةَ ، تَفَرَّدَ بِهِ عَنْهُ الْعُمَرِيُّ .
ثَانِيَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ(1/219)
1- مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ كَثِيْرٍ (1) أَبُو هَارُونَ مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ كَثِيْرٍ السِّرِبنِيُّ . عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ الْجُدِّيِّ . وَعَنْهُ الطَّبَرَانِيُّ بِخَبْرٍ مُنْكَرٍ فِي عَذَابِ فَسَقَةِ الْقُرَّاءِ ، قَالَهُ الْحَافِظُ الذَّهَبِيُّ . مَرْتَبَتُهُ : الرَّابِعَةُ تَجْرِيْحَاً .
2- عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْجُدِّيُّ (2) عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْجُدِّيُّ بِضَمِّ الْجِيمِ ، وَتَشْدِيدِ الدَّالِ الْحَرْبِيُّ أَبُو عَبْدِ اللهِ الْقُرَشِيُّ الْحِجَازِيُّ الْمَكِّيُّ مَوْلَى بَنِي عَبْدِ الدَّارِ . رَوَى عَنْ إبْرَاهِيمَ بْنِ طَهْمَانَ ، وَشُعْبَةَ ، وَمُحَمَّدِ بْنِ نَافِعٍ الطَّائِفِيِّ ، وَغَيْرِهِمْ . وَعَنْهُ أَبُو هَارُونَ مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ كَثِيْرٍ السِّرِينِيُّ ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ مُنَيْرٍ ، وَإِبْرَاهِيمُ الْجَوْزَجَانِيُّ ، وَآخَرُونَ . قَالَ أَبُو زُرْعَةَ : لا بَأْسَ بِهِ . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ : شَيْخٌ . وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ : ثِقَةٌ . وذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ ، وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ صَدُوقٌ مِنَ التَّاسِعَةِ مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ أَوْ خَمْسٍ وَمِائَتَيْنِ الْبُخَاريُّ وَأَبُودَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ وَالنَّسَائِىُّ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّالِثَةُ تَعْدِيلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ مُوسَي بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ كَثِيْرٍ : مِيزَانُ الاعْتِدَالِ فِي نَقْدِ الرِّجَالِ (ج6/ص561/8927) ، لِسَانُ الْمِيزَانِ (ج6/ص129/446) .
(2) تَرْجَمَةُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْجُدِّيِّ : تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج18/ص280/3513) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص663/3438) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج6/ص342/728) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص362/4163) .(1/220)
3- عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْعُمَرِيُّ (1) عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ الْقُرَشِيُّ الْعَدَوِيُّ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعُمَرِيُّ الزَّاهِدُ الْمَدَنِيُّ . رَوَى عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - مُرْسَلاً ، وَعَنْ أَبِيهِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْعُمَرِيِّ ، وَأَبِي طُوَالَةَ الأَنْصَارِيِّ إِنْ كَانَ مَحْفُوظَاً . رَوَى عَنْهُ إسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الرَّازِيُّ وَجَابِرُ بْنُ مَرْزُوقٍ الْجُدِّيُّ إِنْ كَانَ مَحْفُوظَاً ، وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ عِمْرَانَ الْعَابِدِيُّ .
وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ مِنَ السَّابِعَةِ مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِينَ وَلَهُ سِتٌّ وَثَمَانُونَ ، كَانَ ابْنُ عُيَيْنَةَ يَقُولُ : إِنّهُ عَالِمُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ . أَبُو دَاوُدَ فِى الْمَرَاسِيلِ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْعُمَرِيِّ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج5/ص140/421) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج5/ص103/475) ، مَشَاهِيْرُ الأَمْصَارِ (ج1/ص129/1009) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج15/ص241/3396) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج5/ص264/515) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص312/3445) .(1/221)
5- عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَبُو طُوَالَةَ (1) بِضَمِّ الْمُهْمَلَةِ الْمَدَنِيُّ ، اسْمُهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَعْمَرِ بْنِ حَزْمٍ الأَنْصَارِيُّ النَّجَارِيُّ ، كَانَ قَاضِي الْمَدِينَةِ فِي زَمَنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ . رَوَى عَنْ أَنَسٍ ، وَعَامِرِ بْنِ سَعْدٍ ، وَأَبِي الْحُبَابِ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ ، وَغَيْرِهِمْ . وَعَنْهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ اللَّيْثِيُّ ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو الأَوْزَاعِيُّ ، وَجَمَاعَةٌ . وَقَالَ الدَّقَّاقُ : لا يُعْرَفُ فِي الْمُحَدِّثِينَ مَنْ يُكْنَى أَبَا طُوَالَةَ سِوَاهُ .
وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ ثِقَةٌ مِنَ الْخَامِسَةِ مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاثِينَ وَيُقَالُ بَعْدَ ذَلِكَ الْكُتُبُ السِّتَّةُ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيلاً .
6- أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 51 ] .
ثَالِثَاً : الْحُكْمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
هَذَا الْحَدِيثُ إسْنَادُهُ ضَعِيفٌ لِجَهَالَةِ مُوسَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ كَثِيْرٍ السِّرِينِيِّ ، وَقَدْ حَكَمَ الْعُلَمَاءُ بِنَكَارَةِ الْحَدِيثِ ، بَلْ بِبُطْلانِهِ .
قَالَ ابْنُ حِبَّانَ ( الْمَجْرُوحِينَ ج1/ص210/75) : لا يَجُوزُ الاحْتِجَاجُ بِجَابِرِ بْنِ مَرْزُوقٍ فَإِنَّهُ رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ ، وَهُوَ خَبَرٌ بَاطِلٌ مَا قَالَهُ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ، وَلا رَوَاهُ أَنَسٌ - رضي الله عنه - .
__________
(1) تَرْجَمَةُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَبُو طَوَالَةَ : تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج15/ص217/3385) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص568/2823) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج5/ص259/504) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص311/3435) .(1/222)
وَتَبِعَهُ الذَّهَبِيُّ فِي الْمِيزَانِ فَقَالَ : حَدِيثٌ مُنْكَرٌ ، وَأَقَرَّهُ ابْنُ حَجَرٍ فِي لِسَانِ الْمِيزَانِ (1) .
وَقَالَ الْمَنَاوِيُّ فِي ( الْفَيْضِ ج4/ص70) : وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ : حَدِيثٌ بَاطِلٌ . وَقَالَ ابْنُ الْجَوْزِيِّ : مَوْضُوعٌ .
وقَالَ الْمُنْذِرِيُّ : لَكَنْ لَهُ مَعَ غَرَابَتِهِ شَوَاهِدٌ .
وَقَالَ ابْنُ الْجَوْزِىِّ ( الْمَوْضُوعَاتُ ج1/ص195) : وَقَدْ رَوَاهُ جَابِرُ بْنُ مَرْزُوقٍ الْجُدِّيُّ عَنِ الْعُمَرِيِّ ، وَهُوَ حَدِيثٌ لا يَصِحُّ عَنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ، وَإِنَّمَا وَضَعَهُ مَنْ يَقْصُدُ وَهَنَ الْعُلَمَاءِ ، وَإِنَّمَا تَبْدَأُ فِي الْعِقَابِ بِالأَعْظَمِ جُرْمَاً ، وَجُرْمُ الْكُفْرِ أَعْظَمُ مِنْ جُرْمِ الْفِسْقِ ، وَلِهَذَا فِي الصَّحِيحَيْنِ : « أَوَّلُ مَا يُقْضَى بَيْنَ النَّاسِ فِي الدِّمَاءِ » , وَجَابِرُ بْنُ مَرْزُوقٍ لَيْسَ بِشَيْءٍ , وَلَعَلَّ عَبْدَ الْمَلِكِ الْجُدِّيُّ أَخَذَهُ مِنْهُ .
وَحَكَمَ الشَّوْكَانِيُّ بِوَضْعِ الْحَدِيثِ ( الْفَوَائِدُ الْمَجْمُوعَةُ فِي الأَحَادِيثِ الْمَوْضُوعَةِ ج1/ص294) .
وَقَالَ الأَلْبَانِيُّ فِي ( الْجَامِعِ الصَّغِيْرِ وَزِيَادِتِهِ 1/ص694/ح6934) : مُنْكَرٌ ، وَانْظُرْ ضَعِيفَ التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ (1/ص25/ح99) .
تَنْبِيهٌ : نَسَبَهُ الْمُصَنِّفُ لِلطَّبَرَانِيِّ وَلَمْ أَجِدْهُ فِي مَعَاجِمِهِ الثَّلاثَةِ ، وَلَمْ أَجِدْهُ فِي مَجْمَعِ الْبَحْرَيْنِ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 150 }
__________
(1) الْمَوْضُوعَاتُ (ج1/ص195) ، التَّرْغِيبُ وَالتَّرْهِيبُ (ج1/ص73/208) ، مِيزَانُ الاعْتِدَالِ فِي نَقْدِ الرِّجَالِ (ج2/ص102/1422) .(1/223)
وَأَخْرَجَ التِّرْمِذِيُّ وَحَسَّنَهُ ، وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : « أَوَّلُ النَّاسِ يُقْضَي فِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثَلاثَةٌ : رَجُلٌ اسْتُشْهِدَ ، فَأَتَى بِهِ ، فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ ، فَعَرِفَهَا ، فَقَالَ : مَا عَمِلْتَ فِيهَا ؟ ، قَالَ : قَاتَلْتُ فِي سَبِيلِكَ حَتَّى اسْتُشْهِدْتُ ، قَالَ : كَذَبْتَ ، إِنَّمَا أَرَدْتَ أَنُ يُقَالَ : فُلانٌ جَرِئٌ ، فَقَدْ قِيلَ ، فَيُؤْمَرُ بِهِ ، فَيُسْحَبُ عَلَى وَجْهِهِ حَتَّى أُلْقِيَ فِي النَّارِ ، وَرَجُلٌ تَعَلَّمَ الْعِلْمَ ، وَقَرَأَ الْقُرْآنَ ، فَيَأْتٍي بِهِ ، فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ عَلَيْهِ ، فَعَرِفَهَا ، فَقَالَ : مَا عَمِلْتَ فِيهَا ؟ ، قَالَ : تَعَلَّمْتُ فِيكَ الْعِلْمَ ، وَعَلَّمْتُهُ ، وَقَرَأْتُ الْقُرْآنَ ، وَعَلَّمْتَهُ فِيكَ ، قَالَ : كَذَبْتَ ، إِنَّمَا أَرَدْتَ أَنُ يُقَالَ : فُلانٌ عَالِمٌ ، وَفُلانٌ قَارِئٌ (1) فَقَدْ قِيلَ ، فَأُمِرَ بِهِ ، فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ حَتَّى أُلْقِيَ فِي النَّارِ ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللهُ مِنْ أَنْوَاعِ الْمَالِ ، فَأَتَى بِهِ ، فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ ، فَعَرِفَهَا ، فَقَالَ : مَا عَمِلْتَ فِيهَا ؟ ، قَالَ : مَا تَرَكْتُ مِنْ شَيْءٍ تُحِبُّ أَنْ يُنْفَقَ فِيهِ إِلاَّ أَنْفَقْتُ فِيهِ لَكَ ، قَالَ : كَذَبْتَ ، إِنَّمَا أَرَدْتَ أَنُ يُقَالَ : فُلانٌ جَوَادٌ ، فَقَدْ قِيلَ ، فَأُمِرَ بِهِ ، فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ حَتَّى أُلْقِيَ فِي النَّارِ » .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
__________
(1) فِى الْمَخْطُوطَةِ (ب) بدون الواو .(1/224)
أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ فِي ( سُنَنِهِ / كِتَابُ الزُّهْدِ . بَابُ مَا جَاءَ فِي الرِّيَاءِ وَالسُّمْعَةِ ج4/ص591/2382) قَالَ : حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْن نَصْرٍ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ أَخْبَرَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ أخْبَرَنِي الْوَلِيدُ بْنُ أَبِي الْوَلِيدِ أَبُو عُثْمَانَ الْمَدَائِنِيُّ أَنَّ عُقْبَةَ بْنَ مُسْلِمٍ حَدَّثَهُ أَنَّ شُفَيَّاً الأَصْبَحِيَّ حَدَّثَهُ : أَنَّهُ دَخَلَ الْمَدِينَةَ ، فَإِذَا هُوَ بِرَجُلٍ قَدْ اجْتَمَعَ عَلَيْهِ النَّاسُ ، فَقَالَ : مَنْ هَذَا ؟ ، فَقَالُوا : أَبُو هُرَيْرَةَ ، فَدَنَوْتُ مِنْهُ حَتَّى قَعَدْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ ، وَهُوَ يُحَدِّثُ النَّاسَ ، فَلَمَّا سَكَتَ ، وَخَلا ، قُلْتُ لَهُ : أَنْشُدُكَ بِحَقٍّ وَبِحَقٍّ لَمَا حَدَّثْتَنِي حَدِيثَاً سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - عَقَلْتَهُ ، وَعَلِمْتَهُ ، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : أَفْعَلُ ؛ لأُحَدِّثَنَّكَ حَدِيثَاً حَدَّثَنِيهِ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - عَقَلْتُهُ ، وَعَلِمْتُهُ ، ثُمَّ نَشَغَ (1)
__________
(1) النشغ : الشهيق وما أشبهه حتى يكاد يبلغ به الغشي وإنما يفعل الإنسان ذلك تشوقا إلى شيء فائت وأسفا عليه ( الغشي غَرِيبُ الْحَدِيثِ لابْنِ سَلامٍ ج4/ص195 ، غَرِيبُ الْحَدِيثِ لابْنِ قُتَيْبَةَ ج3/ص735 ، الْفَائِقُ ج3/ص431 ، النِّهَايَةُ فِي غَرِيبِ الأَثَرِ ج5/ص57) ..(1/225)
أَبُو هُرَيْرَةَ نَشْغَةً فَمَكَثَ قَلِيلاً ، ثُمَّ أَفَاقَ ، فَقَالَ : لأُحَدِّثَنَّكَ حَدِيثَاً حَدَّثَنِيهِ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي هَذَا الْبَيْتِ ، مَا مَعَنَا أَحَدٌ غَيْرِي وَغَيْرُهُ ، ثُمَّ نَشَغَ أَبُو هُرَيْرَةَ نَشْغَةً أُخْرَى ، ثُمَّ أَفَاقَ ، فَمَسَحَ وَجْهَهُ ، فَقَالَ : لأُحَدِّثَنَّكَ حَدِيثَاً حَدَّثَنِيهِ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ، وَأَنَا وَهُوَ فِي هَذَا الْبَيْتِ ، مَا مَعَنَا أَحَدٌ غَيْرِي وَغَيْرُهُ ، ثُمَّ نَشَغَ أَبُو هُرَيْرَةَ نَشْغَةً أُخْرَى ثُمَّ أَفَاقَ وَمَسَحَ وَجْهَهُ فقال أَفْعَلُ لأُحَدِّثَنَّكَ حَدِيثًا حَدَّثَنِيهِ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - وَأنَا مَعَهُ فِي هَذَا الْبَيْتِ ، مَا مَعَهُ أَحَدٌ غَيْرِي وَغَيْرُهُ ، ثُمَّ نَشَغَ أَبُو هُرَيْرَةَ نَشْغَةً شَدِيدَةً ، ثُمَّ مَالَ خَارَّاً عَلَى وَجْهِهِ ، فَأَسْنَدْتُهُ عَلَيَّ طَوِيلاً ، ثُمَّ أَفَاقَ ، فَقَالَ : حَدَّثَنِي رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « إنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ يَنْزِلُ إلَى الْعِبَادِ ، لِيَقْضِيَ بَيْنَهُمْ ، وَكُلُّ امة جَاثِيَةٌ ، فَأَوَّلُ مَنْ يَدْعُو بِهِ : رَجُلٌ جَمَعَ الْقُرْآنَ ، وَرَجُلٌ يَقْتَتِلُ فِي سَبِيلِ اللهِ ، وَرَجُلٌ كَثِيرُ الْمَالِ ، فَيَقُولُ اللهُ لِلْقَارِئِ : أَلَمْ أُعَلِّمْكَ ما أَنْزَلْتُ عَلَى رَسُولِي ، قَالَ : بَلَى يَا رَبِّ ، قَالَ : فَمَاذَا عَمِلْتَ فِيمَا عُلِّمْتَ ، قَالَ : كُنْتُ أَقُومُ بِهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ ، فَيَقُولُ اللهُ لَهُ : كَذَبْتَ ، وَتَقُولُ لَهُ الْمَلائِكَةُ : كَذَبْتَ ، وَيَقُولُ اللهُ : بَلْ أَرَدْتَ أَنْ يُقَالَ إِنَّ فُلانَاً قَارِئٌ ، فَقَدْ قِيلَ ذَاكَ ، وَيُؤْتَى بِصَاحِبِ الْمَالِ ، فَيَقُولُ اللهُ(1/226)
لَهُ : أَلَمْ أُوَسِّعْ عَلَيْكَ حَتَّى لَمْ أَدَعْكَ تَحْتَاجُ إلَى أَحَدٍ ، قَالَ : بَلَى يا رَبِّ ، قَالَ : فَمَاذَا عَمِلْتَ فِيمَا آتَيْتُكَ ، قَالَ : كُنْتُ أَصِلُ الرَّحِمَ ، وَأَتَصَدَّقُ ، فَيَقُولُ اللهُ لَهُ : كَذَبْتَ ، وَتَقُولُ لَهُ الْمَلائِكَةُ : كَذَبْتَ ، وَيَقُولُ اللهُ تَعَالَى : بَلْ أَرَدْتَ أَنْ يُقَالَ : فُلانٌ جَوَادٌ ، فَقَدْ قِيلَ ذَاكَ ، وَيُؤْتَى بِالَّذِي قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللهِ ، فَيَقُولُ اللهُ لَهُ : فِي مَاذَا قُتِلْتَ ؟ ، فيَقُولُ : أُمِرْتُ بِالْجِهَادِ فِي سَبِيلِكَ فَقَاتَلْتُ ، حَتَّى قُتِلْتُ ، فَيَقُولُ اللهُ تَعَالَى لَهُ : كَذَبْتَ ، وَتَقُولُ لَهُ الْمَلائِكَةُ : كَذَبْتَ ، وَيَقُولُ اللهُ : بَلْ أَرَدْتَ أَنْ يُقَالَ فُلانٌ جَرِئٌ ، فَقَدْ قِيلَ ذَاكَ ، ثُمَّ ضَرَبَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى رُكْبَتِي ، فَقَالَ : يَا أَبَا هُرَيْرَةَ ؛ أُولَئِكَ الثَّلاثَةُ أَوَّلُ خَلْقِ اللهِ تُسَعَّرُ بِهِمْ النَّارُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ » .(1/227)
وَقَالَ الْوَلِيدُ أَبُو عُثْمَانَ : فَأَخْبَرَنِي عُقْبَةُ بْن مُسْلِمٍ : أَنَّ شُفَيَّاً هُوَ الَّذِي دَخَلَ عَلَى مُعَاوِيَةَ ، فَأَخْبَرَهُ بِهَذَا ، قَالَ أَبُو عُثْمَانَ : وَحَدَّثَنِي الْعَلاءُ بْنُ أَبِي حَكِيمٍ : أَنَّهُ كَانَ سَيَّافَاً لِمُعَاوِيَةَ فَدَخَلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ ، فَأَخْبَرَهُ بِهَذَا عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ : قَدْ فُعِلَ بِهَؤُلاءِ هَذَا ، فَكَيْفَ بِمَنْ بَقِيَ مِنَ النَّاسِ ؟ ، ثُمَّ بَكَى مُعَاوِيَةُ بُكَاءً شَدِيدَاً ، حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ هَالِكٌ ، وَقُلْنَا : قَدْ جَاءَنَا هَذَا الرَّجُلُ بِشَرٍّ ، ثُمَّ أَفَاقَ مُعَاوِيَةُ ، وَمَسَحَ عَنْ وَجْهِهِ ، وَقَالَ : صَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ { مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فيها وَهُمْ فِيهَا لا يُبْخَسُونَ أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فيها وَبَاطِلٌ ما كَانُوا يَعْمَلُونَ } .
قَالَ أَبُو عِيسَى : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ .(1/228)
وَأَخْرَجَهُ الْحَاكِمُ فِي ( الْمُسْتَدْرَكِ عَلَى الصَّحِيحَيْنِ / كِتَابُ الْعِلْمِ ج1/ص189/364) مِنْ طَرِيقِ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ مَرْفُوعَاً بِنَحْوِهِ . وَقَالَ الْحَاكِمُ : هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ بِهَذِهِ السِّيَاقَةِ ، وَيُونُسُ بْنُ يُوسُفَ هُوَ ابْنُ عَمْرِو بْنِ حِمَاسٍ الَّذِي يَرْوِي عَنْهُ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ فِي الْمُوَطَّأ ، وَقَدْ خَرَّجَهُ مُسْلِمٌ . وَأَخْرَجَهُ الْحَاكِمُ فِي ( الْمُسْتَدْرَكِ عَلَى الصَّحِيحَيْنِ / كِتَابُ الْجِهَادِ ج2/ص122/2528) مِنْ طَرِيقِ أَبِى صَالِحٍ السَّمَّانِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ . وَقَالَ : هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ(1/229)
أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي ( صَحِيحِ مُسْلِمٍ / كِتَابُ الإِمَارَةِ ، بَابُ مَنْ قَاتَلَ لِلرِّيَاءِ وَالسُّمْعَةِ اسْتَحَقَّ النَّارَ ج3/ص1514 /1905) قَالَ : حَدَّثَنَا يحيى بْن حَبِيبٍ الْحَارِثِيُّ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ حَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ يُوسُفَ عَنْ سُلَيْمَانَ بْن يَسَارٍ قَالَ : تَفَرَّقَ النَّاسُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، فَقَالَ لَهُ نَاتِلُ أَهْلِ الشَّامِ : أَيُّهَا الشَّيْخُ ، حَدِّثَْنَا حَدِيثَاً سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : نَعَمْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يُقُولُ : وَسَاقَهُ بِمِثْلِهِ ، وَسَاقَهُ بِسَنَدٍ آخَرُ . فَقَالَ : وَحَدَّثَنَاهُ عَلِيُّ بْنُ خَشْرَمٍ أَخْبَرَنَا الْحَجَّاجُ يَعْنِي بْنَ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ حَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ يُوسُفَ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ قَالَ : تَفَرَّجَ النَّاسُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، فَقَالَ لَهُ نَاتِلٌ الشَّامِيُّ ، وَاقْتَصَّ الْحَدِيثَ بِمِثْلِ حَدِيثِ خَالِدِ بْنِ الْحَارِثِ .
وأَخْرَجَهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي ( سُنَنِهِ الْكُبْرَى / كِتَابُ الْجِهَادِ ، بَابُ بَيَانِ النِّيَّةِ الَّتِي يُقَاتِلُ عَلَيْهَا لِيَكُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ ج9/ ص168/18330) مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ عَطَاءٍ ، وَأَخْرَجَهُ أَحْمَد فِي ( مُسْنَدِهِ ج2/ص321/8260) ، وَأبُو عَوَانَةَ فِي ( مُسْنَدِهِ ج4/ص488/7441) كِلاهُمَا مِنْ طَرِيقِ الْحَجَّاجِ ، وَأَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ فِي ( سُنَنِهِ الْكُبْرَى / كِتَابُ الْجِهَادِ ، بَابُ مَنْ قَاتَلَ لِيُقَالَ فُلانٌ جَرِيءٌ ج3/ص17/4345) و ( الْمُجْتَبَى ، بَابُ مَنْ قَاتَلَ لِيُقَالَ جَرِئٌ ج6/ص23/3137) مِنْ طَرِيقِ خَالِدِ بْن الْحَارِثِ ، ثَلاثَتُهُمْ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ بِمِثْلِهِ .(1/230)
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ حَدِيثِ التِّرْمِذِيِّ
1- سُوَيْدُ بْنُ نَصْرٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 19 ] .
2- عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 1 ] .
3- حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ (1) حَيْوَةُ بِفَتْحِ أَوَّلِهِ وَسُكُونِ التَّحْتَانِيَّةِ وَفَتْحِ الْوَاوِ بْنُ شُرَيْحِ بْنِ صَفْوَانَ بْنِ مَالِكٍ التُّجِيبِيُّ أَبُو زُرْعَةَ الْمِصْرِيُّ الْفَقِيهُ الزَّاهِدُ . رَوَى عَنْ عُقْبَةَ بْنِ مُسْلِمٍ التُّجِيبِيِّ ، وَشُرَحْبِيلَ بْنِ شَرِيكٍ الْمَعَافِرِيِّ ، وَسَالِمِ بْنِ غَيْلانَ ، وَجَمَاعَةٍ . وَعَنْهُ اللَّيْثُ ، وَابْنُ لَهِيعَةَ ، وَابْنُ وَهْبٍ ، وَابْنُ الْمُبَارَكِ ، وَغَيْرُهُمْ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ ثَبْتٌ فَقِيهٌ زَاهِدٌ مِنَ السَّابِعَةِ مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَقِيلَ تِسْعٍ وَخَمْسِينَ الْكُتُبُ السِّتَّةُ . مَرْتَبَتُهُ : الأُولَى تَعْدِيلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ حَيْوَةَ بْنِ شُرَيْحٍ : تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج7/ص478/1580) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص359/1291) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج3/ص61/135) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص185/1600) .(1/231)
4- الْوَلِيدُ بْن أَبِي الْوَلِيدِ (1) الْوَلِيدُ بْنُ أَبِي الْوَلِيدِ عُثْمَانَ الْقُرَشِيُّ مَوْلَى عُمَرَ ، وَقِيلَ مَوْلَى عُثْمَانَ أَبُو عُثْمَانَ الْمَدَنِيُّ ، وَقِيلَ الْوَلِيدُ بْنُ الْوَلِيدِ ، وَهُوَ وَهْمٌ . رَوَى عَنْ جابر بْن عبد الله ، وسعيد بْن الْمُسَيَّبِ ، وَعُقْبَةَ بْنِ مُسْلِمٍ التَّجِيبِيِّ ، وَغَيْرِهِمْ . رَوَى عَنْهُ بُكَيْرُ بْنُ الأَشَجِّ ، وَابْنُ الْهَادِ ، وَاللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ ، وَحَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ . وَثَّقَهُ أَبُو زُرْعَةَ ، وَالْعِجْلِيُّ ، وَالذَّهَبِيُّ ، وذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ ، وَقَالَ : رُبَّمَا خَالَفَ عَلَى قِلَّةِ رِوَايَتِهِ ، وَفَرَّقَ بَيْنَ أَبِي الْوَلِيدِ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ ، رَوَى عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو . وَعَنْهُ حَيْوَةُ ، وَاللَّيْثُ ، وَلَمْ يَقُلْ فِيهِ شَيْئَاً , وَبَيْنَ الْوَلِيدِ بْنِ أَبِي الْوَلِيدِ مَوْلَى عُثْمَانَ الْمَدَنِيِّ ، رَوَى عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ ، وَعَنْهُ حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ . وَقَالَ فيه الْكَلامَ الْمَحْكِي عَنْهُ هنا . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : لَيِّنُ الْحَدِيثِ مِنَ الرَّابِعَةِ الْبُخَارِيُّ فِى الأَدَبِ الْمُفْرَدِ وَمُسْلِمٌ وَالأَرْبَعَةُ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ الْوَلِيدِ بْنِ أَبِي الْوَلِيدِ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج8/ص156/2545) ، مَعْرِفَةُ الثِّقَاتِ (ج2/ص343/1949) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج9/ص19/83) ، الثِّقَاتُ (ج7/ص552/11429) ، ذِكْرُ أَسْمَاءِ التَّابِعِينَ وَمَنْ بَعْدَهُمْ (ج2/ص268/1349) ، رِجَالُ مُسْلِمٍ (ج2/ص301/1746) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص356/6099)) ، الإِصَابَةُ (ج6/ص637/9208) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص584/7464) .(1/232)
وَقَوْلُ ابْنِ حَجَرٍ هُنَا لا يُتَابَعُ عَلَيْهِ ، إِذْ قَالَ الْمِزِّيُّ ( تَهْذِيبُ الْكَمَالِ ج31/ص107/6745) : قَالَ أَبُو زُرْعَةَ : ثِقَةٌ . وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ الآجُرِّيُّ : سَأَلْتُ أَبَا دَاوُدَ عَنْهُ ، فَقَالَ فِيهِ خَيْرَاً . وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي كِتَابِ الثِّقَاتِ .
5- عُقْبَةَ بْنُ مُسْلِمٍ التُّجِيبِيُّ (1) عُقْبَةُ بْنُ مُسْلِمٍ التُّجِيبِيُّ بِضَمِّ الْمُثَنَّاةِ وَكَسْرِ الْجِيمِ بَعْدَهَا تَحْتَانِيَّةٌ سَاكِنَةٌ ، ثُمَّ مُوَحَّدَةٌ أَبُو مُحَمَّدٍ الْمِصْرِيُّ الْقَاصُّ إِمَامُ مَسْجِدِ الْجَامِعِ الْعَتِيقِ بِمِصْرَ . رَوَى عَنْ سَعْدِ بْنِ مَسْعُودِ التَّجِيبِيِّ وَشُفَيِّ بْنِ مَاتِعٍ الأَصَبْحِيِّ ، وَعَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ جَزْءٍ الزَّبِيدِيِّ . رَوَى عَنْهُ جَعْفَرُ بْنُ رَبِيعَةَ الْكِنْدِيُّ ، وَحَرْمَلَةُ بْنُ عِمْرَانَ التُّجِيبِيُّ ، وَحَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ لَهِيعَةَ ، وَالْوَلِيدُ بْنُ أَبِي الْوَلِيدِ الْمَدَنِيُّ .
وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ مِنَ الرَّابِعَةِ مَاتَ قَرِيبَاً مِنْ سَنَةِ عِشْرِينَ الْبُخَارِيُّ فِى الأَدَبِ الْمُفْرَدِ أَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ وَالنَّسَائِيُّ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ عُقْبَةَ بْنِ مُسْلِمٍ التُّجِيبِيِّ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج6/ص437/2909) ، مَعْرِفَةُ الثِّقَاتِ (ج2/ص142/1265) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج6/ص316/1757) , الثِّقَاتُ (ج5/ص228/4627) ، الْمَعْرِفَةُ وَالتَّارِيْخُ (ج2/ص286) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج20/ص222/3987) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص30/3848) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص395/4650) .(1/233)
6- شُفَيًّ الأَصْبَحِيَّ (1) شُفَيٌّ مُصَغَّرَاً بْنُ مَاتِعٍ بِمُثَنَّاةٍ ، وَيُقَالُ ابْنُ عَبْدِ اللهِ الأَصْبَحِيُّ أَبُو عُثْمَانَ الْمِصْرِيُّ ، وَالِدُ حُسَيْنِ بْنِ شُفَيٍّ . رَوَى عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - مُرْسَلاً ، وَعَنْ تبيع الْحِمْيَرِيِّ ، وَعَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ . رَوَى عَنْهُ أيُّوبُ بْنُ بَشِيْرٍ الْعِجْلِيُّ الشَّامِيُّ ، وَابْنُهُ حُسَيْنُ بْنُ شُفَيٍّ ، وَعُقْبَةُ بْنُ مُسْلِمٍ ، وَالْوَلِيدُ بْنُ أَبِي الْوَلِيدِ . قَالَ النَّسَائِيُّ : ثِقَةٌ . وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي كِتَابِ الثِّقَاتِ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ مِنَ الثَّالِثَةِ أَرْسَلَ حَدِيثَاً ، فَذَكَرَهُ بَعْضُهُمْ فِي الصَّحَابَةِ خَطَأً مَاتَ فِي خِلافَةِ هِشَامٍ قَالَهُ خَلِيفَةَ سَنَةَ 105 الْبُخَارِىُّ فِى خَلْقِ أَفْعَالِ الْعِبَادِ وَأَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ وَالنَّسَائِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ فِى التَّفْسِيْرِ . مَرْتَبَتُهُ : الأُولَى تَعْدِيلاً .
7- أَبُو هُرَيْرَةَ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 19 ] .
رَابِعَاً : الْحُكْمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
هَذَا الْحَدِيثُ إسْنَادُهُ صَحِيحٌ لأَنَّ رِجَالَهُ ثِقَاتٌ . وقَالَ أَبُو عِيسَى : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ .
وَقَالَ الْحَاكِمُ فِي مُسْتَدْرَكِهِ : هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ .
وَقَالَ الذَّهَبِيُّ فِي تَلْخِيصِهِ : عَلَى شَرْطِهِمَا ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ بِهَذِهِ السِّيَاقَةِ .
__________
(1) تَرْحَمَةُ شُفِيِّ الأَصْبَحِيِّ : مَعْرِفَةُ الثِّقَاتِ (ج1/ص458/735) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج12/ص543/2764) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص489/2300) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص268/2813) .(1/234)
وَصَحَّحَهُ الأَلْبَانِيُّ فِي تَعْلِيقِهِ عَلَى التِّرْمِذِيِّ ( 4/591/ح2382) .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 151 }
وَأَخْرَجَ الدَّارِمِيُّ فِي مُسْنَدِهِ عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِى جَعْفَرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « أَجْرَؤُكُمْ عَلَى الْفُتْيَا أَجْرَؤُكُمْ عَلَى النَّارِ » .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ الدَّارِمِيُّ ( عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْفَضْلِ أَبُو مُحَمَّدٍ السَّمَرْقَنْدِيُّ ) فِي ( سُنَنِهِ فِي الْمُقَدِّمَةِ / بَابُ الْفُتْيَا وَمَا فِيهِ مِنَ الشِّدَّةِ ج1/ص69/ 157) قَالَ : أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا أَبِى ثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِى أَيُّوبَ عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِى جَعْفَرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « أَجْرَؤُكُمْ عَلَى الْفُتْيَا أَجْرَؤُكُمْ عَلَى النَّارِ » .
ثَانِيَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ(1/235)
1- إبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى (1) إبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى بْنِ يَزِيدَ التَّمِيمِيُّ أبُو إِسْحَاقَ الرَّازِيُّ الْفَرَّاءُ الْحَافِظُ ، يُلَقَّبُ الصَّغِيْرُ . رَوَى عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ ، وَعَبْدِ الْوَارِثِ ، وَخَالِدٍ الطَّحَّانِ ، وَيَزِيدَ بْنِ زُرَيْعٍ . وَرَوى عَنْهُ : الْبُخَارِيُّ ، وَمُسْلِمٌ ، وَأَبُو دَاوُدَ ، وَبَاقِي السِّتَّةِ بِوَاسِطَةٍ ، وَأَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ . قَالَ أَبُو زُرْعَةَ : كَتَبْتُ عَنْهُ مِائَةَ أَلْفِ حَدِيثٍ ، وَهُوَ أَتْقَنُ مِنْ أَبِي بَكْرِ بْن أَبِي شَيْبَةَ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ حَافِظٌ مِنَ الْعَاشِرَةِ مَاتَ بَعْدَ الْعِشْرِينَ وَمِئَتَيْنِ الْكُتُبُ السِّتَّةُ .
مَرْتَبَتُهُ : الأولَى تَعْدِيْلاً .
2- عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 1 ] .
3- سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ أَبُو يَحْيَى مِصْرِيٌّ ، سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 5 ] . ثِقَةٌ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ إبْرَاهِيمَ بْنِ مُوسَى : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج1/ص327/1028) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج2/ص219/254) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص226/211) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص148/308) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص94/259) .(1/236)
4- عُبَيْدُ اللهِ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ (1) عُبَيْدُ اللهِ بْنُ أَبِى جَعْفَرٍ الْمِصْرِيُّ الْقُرَشِيُّ أَبُو بَكْرٍ مَوْلَى بَنِي أُمَيَّةَ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ . رَوَى عَنْ : صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ ، وَنَافِعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ ، وَبُكَيْرِ بْنِ الأَشَجِّ ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَعْرَجِ . رَوَى عَنْهُ : سَعِيدُ بْن أَبِي أَيُّوبَ ، وَاللَّيْثُ ، وَحَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ . وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ . وَقَالَ أَحْمَدُ : كَانَ يَتَفَقَّهُ لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ .
وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ ، وَقِيلَ عَنْ أَحْمَدَ إِنَّهُ لَيَّنَهُ وَكَانَ فَقِيهَاً عَابِدَاً الْكُتُبُ السِّتَّةُ مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ .
مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيْلاً .
ثَالِثَاً : الْحَكَمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
هَذَا الْحَدِيثُ إِسْنَادُهُ ضعيفٌ لإِرْسَالِهِ . قَالَ الْعَجْلُونِيُّ ( كَشْفُ الْخَفَاءِ ج1/ص51/ 113) : رَوَاهُ ابْنُ عَدِيٍّ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ مُرْسَلاً . وَكَذَا قَالَ الْمَنَاوِيُّ فِي ( الْفَيْضِ الْقَدِيرِ بِشْرَحِ الْجَامِعِ الصَّغِيْرِ ج1/ص36) : رَوَاهُ الدَّارِمِيُّ عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بِالتَّصْغِيْرِ ابْنِ أَبِي جَعْفَرٍ مُرْسَلاً ، هُوَ أَبُو بَكْرٍ الْمِصْرِيُّ الْفَقِيهُ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 152 }
__________
(1) تَرْجَمَةُ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِى جَعْفَرٍ : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج5/ص310/1478) ، الثِّقَاتُ (ج7/ص142/9379) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص679/3537) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج7/ص6/10) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص370/4281) .(1/237)
وَأَخْرَجَ ابن الْمُبَارَكِ فِي « الزُّهْدِ » عَنْ عُقْبَةَ بْنِ مُسْلِمٍ : أَنَّ ابْنَ عُمَرَ سُئِلَ عَنْ شَيْءٍ ؟ ، فَقَالَ : لا أَدْرِي ، ثُمَّ أَتْبَعَهَا ، فَقَالَ : أَتُرِيدُوَن أَنْ تَجْعَلُوا ظُهُورَنَا لَكُمْ جُسُورَاً فِي جَهَنَّمَ ، وَأَنْ (1) تَقُولُوا : أَفْتَانَا بِهَذَا ابْنُ عُمَرَ ! .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الأَثَرِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ ابن الْمُبَارَكِ فِي « الزُّهْدِ »(ج1/ص18/52) قَالَ : أخبرنا حيوة بن شريح قَالَ حَدَّثَنِي عُقْبَةُ بْنُ مُسْلِمٍ : أَنَّ ابْنَ عُمَرَ سُئِلَ عَنْ شَيْءٍ ؟ ، فَقَالَ : لا أَدْرِي ، ثُمَّ أَتْبَعَهَا ، فَقَالَ : أَتُرِيدُوَن أَنْ تَجْعَلُوا ظُهُورَنَا لَكُمْ جُسُورَاً فِي جَهَنَّمَ ، وأنْ تَقُولُوا : أَفْتَانَا بِهَذَا ابْنُ عُمَرَ ! .
ثَانِيَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الأَثَرِ
1- حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 150 ] . ثِقَةٌ .
2- عُقْبَةُ بْنُ مُسْلِمٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 150 ] . ثِقَةٌ .
3- عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 62 ] .
ثَالِثَاً : الْحُكْمُ عَلَى إِسْنَادِ الأَثَرِ
هَذَا الأَثَرُ إِسْنَادُهُ صَحِيحٌ لأَنَّ رِجَالَهُ ثِقَاتٌ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 153 }
وَأَخْرَجَ الطَّبَرَانِيُّ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : « مَنْ أَخَذَ عَلَى تَعْلِيْمِ الْقُرْآنِ قَوْسَاً ، قَلَّدَهُ (2) اللهُ مَكَانَهَا قَوْسَاً مِنْ نَارٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ » .
- - الله - -
__________
(1) الواو ساقطة من المخطوطات الثلاثة .
(2) الْقِلادَةُ : ما جعل فِي العنق ، ومنه : تَقَلَّدَ السَّيْفَ : جَعَلَهُ فِى رَقَبَتِهِ ( القاموس المحيط ج1/ص398، غريب الحديث للحربي ج2/ص892) .(1/238)
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
عَزَاهُ الْمُصَنَّفُ إِلَى الطَّبَرَانِيِّ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ وَلَمْ أَجِدْهُ ! . بَلْ هُوَ مَوْجُودٌ عَنْ أُبِىِّ بْنِ كَعْبٍ ، وَعَوْفِ بْنِ مَالِكٍ وَالْبَرَاءِ .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي « سُنَنِهِ الْكُبْرَى »( كِتَابُ الإِجَارَةِ / بَابُ مَنْ كَرِهَ أَخْذَ الأُجْرَةِ عَلَيْهِ ج6/ص126 /11465) قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ السَّرَّاجُ إِمْلاَءً أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْن مُحَمَّدِ بْنِ عُبْدُوسٍ الطَّرَائِفِىُّ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِىُّ ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَحْيَى بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ ثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ ثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ عَنْ أَبِى الدَّرْدَاءِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : « مَنْ أَخَذَ قَوْسَاً عَلَى تَعْلِيمِ الْقُرْآنِ ، قَلَّدَهُ اللهُ قَوْسَاً مِنْ نَارٍ » .
وَأَخْرَجَهُ أَبُو نُعَيْمٍ فِي ( حِلْيَةِ الأَوْلِيَاءِ ج6/ص86) مِنْ طَرِيقِ عَمْرِو بْنِ وَاقِدٍ ، وَابْنُ عَسَاكِرَ فِي ( تَارِيْخِ دِمَشْقَ ج7/ص271/538) مِنْ طَرِيقِ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ كِلاهُمَا عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ بِهِ .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ(1/239)
1- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ السَّرَّاجُ (1) عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْدَانَ ، أَبُو الْقَاسِمِ الْقُرَشِيُّ النَّيْسَابُورِيُّ السَّرَّاجُ . رَوَى عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ الأَصَمِّ ، وَأَبِي مَنْصُورٍ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ الصَّبْغِيِّ ، وَأَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدُوسٍ الطَّرَائِفِيِّ ، وَجَمَاعَةٍ . رَوَى عَنْهُ أبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ ، وَأَبُو صَالِحٍ الْمُؤَذِّنُ ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ الدَّقَّاقِ ، وَجَمَاعَةٌ . وَكَانَ إِمَامَاً جَلِيلاً تَفَقَّهَ عَلَى الأُسْتَاذِ أَبِي الْوَلِيدِ ، وَمَاتَ فِي صَفَرٍ سَنَةَ ثَمَانِ عَشَرَةَ وَأَرْبَعِمِئَةٍ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيْلاً .
2- أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدُوسٍ (2) أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدُوسِ بْنِ سَلَمَةَ أَبُو الْحَسَنِ الْعَنَزِيُّ الطَّرَائِفِيُّ النَّيْسَابُورِيُّ . سَمِعَ السَّرِيَّ بْنَ خُزَيْمَةَ ، وَمُحَمَّدَ بْنَ أَشْرَسَ السُّلَمِيَّ ، وَعُثْمَانَ بْنَ سَعِيدٍ الدَّارِمِيَّ ، وَعِدَّةً . وَكَانَ فِيمَا قَالَ الْحَاكِمُ صَدُوقَاً . رَوَى عَنْهُ أَبُو عَلِيٍّ النَّيْسَابُورِيُّ ، وَأَبُو الْحُسَيْنِ الْحَجَّاجِيُّ ، وَابْنُ مَحْمَشٍ الزَّيَّادِيُّ ، وَالْحَاكِمُ أبُو عَبْدِ اللهِ ، وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ ، وَخَلْقٌ . تُوفِّي فِي رَمَضَانَ ، وَصَلَّى عَلَيْهِ أَبُو الْوَلِيدِ الْفَقِيهُ ، قَالَهُ الذَّهَبِيُّ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّالِثَةُ تَعْدِيْلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ السَّرَّاجِ : طَبَقَاتُ الشَّافِعِيَّةِ الْكُبْرَى (ج5/ص116/460) .
(2) تَرْجَمَةُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدُوسَ : تَارِيْخُ الإِسْلامِ (ج25/ص345) .(1/240)
3- عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ (1) عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ خَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ السِّجِسْتَانِيُّ الْحَافِظُ ، أَبُو سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ مُحَدِّثُ هَرَاةَ ، وَأَحَدُ الأَعْلامِ الثِّقَاتِ . أَخَذَ الأَدَبَ عَنِ ابْنِ الأَعْرَابِيِّ ، وَالْفِقَهَ عَنِ الْبُوَيْطِيِّ ، وَالْحَدِيثَ عَنْ يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ . سَمِعَ أَبَا الْيَمَانِ الْحِمْصِيَّ ، وَحَيْوَةَ بْنَ شُرَيْحٍ ، وَهِشَامَ بْنَ عَمَّارٍ ، وَطَائِفَةً . رَوَى عَنْهُ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَزْهَرِيُّ وأبو النضر محمد بن محمد الطوسي الفقيه ، وأحمد بْن مُحَمَّدِ بْنِ عبدوس الطرائفي . قَالَ أَبُو الْفَضْلِ يَعْقُوبُ الْهَرَوِيُّ الْقَرَّابُ : مَا رَأَيْنَا مِثْلَ عُثْمَانَ بْنِ سَعِيدٍ ، وَلا رَأَى هُوَ مِثْلَ نَفْسِهِ . وَعَنْ عُثْمَانَ الدَّارِمِيِّ : مَنْ لَمْ يَجْمَعْ حَدِيثَ شُعْبَةَ وَسُفْيَانَ وَمَالِكٍ وَحَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ وَابْنِ عُيَيْنَةَ فَهُوَ مُفْلِسٌ فِي الْحَدِيثِ ، يَعْنِي أَنَّهُ مَا بَلَغَ رُتْبَةَ الْحُفَّاظِ فِي الْعِلْمِ . قَالَ الْحَافِظُ الذَّهَبِيُّ : وَلا رَيْبَ أَنَّ مَنْ حَصَّلَ عِلْمَ هَؤُلاءِ وَأَحَاطَ بِمَرْوِيَاتِهِمْ فَقَدْ حَصَلَ عَلَى ثُلُثَيْ السُّنَّةِ أَوْ نَحْوِهَا . تُوُفِّىرَحِمَهُ اللهُ فِي ذِي الْحَجَّةِ سَنَةَ ثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ ، وَلَهُ « كِتَاب الرَّدِّ عَلَى الْجَهْمِيَّةِ » و« كِتَابُ الرَّدِّ عَلَى بِشْرٍ الْمَرِيسِيِّ » ، و« مُسْنَدٌ » كَبِيْرٌ . مَرْتَبَتُهُ : الأولَى تَعْدِيْلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ عُثْمَانَ بْنِ سَعِيدٍ الدَّارِمِيِّ : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج6/ص153/837) ، الثِّقَاتُ (ج8/ص455/14404) ، طَبَقَاتُ الشَّافِعِيَّةِ الْكُبْرَى (ج2/ص302/67) .(1/241)
4- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَحْيَى بْنِ إِسْمَاعِيلَ (1) عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَحْيَى بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْن أَبِي الْمُهَاجِرِ الْمَخْزُومِيُّ ، أبُو مُحَمَّدٍ الدِّمَشْقِيُّ . رَوَى عَنْ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ سُمَيْعٍ ، وَعُبَيْدِ بْنِ الْوَلِيدِ بْن أَبِي السَّائِبِ . وَعَنْهُ أبُو حَاتِمٍ ، وَالْفَسَوِيُّ ، وَعُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ ، وَأَحْمَدُ بْنُ إبْرَاهِيمَ الْبُسْرِيُّ ، وجماعة . وَكَانَ مِنْ عُلَمَاءِ دِمَشْقَ الْكِبَارِ . قَالَ أبُو حَاتِمٍ : مَا بِحَدِيثِهِ بَأْسٌ ، وذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ .
وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : لَيْسَ بِحَدِيثِهِ بَأْسٌ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّالِثَةُ تَعْدِيْلاً .
5- الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 86 ] ثِقَةٌ لَكِنَّهُ كَثِيْرُ التَّدْلِيسِ وَالتَّسْوِيَةِ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَحْيَي بْنِ إِسْمَاعِيلَ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج5/ص367/1160) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج5/ص302/1432) ، الثِّقَاتُ (ج8/ص378/13969) ، تَارِيْخُ الإِسْلامِ (ج16/ص259 ) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج6/ص263/578) .(1/242)
6- سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ (1) سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَبُو مُحَمَّدٍ التَّنُوخِيُّ الدِّمَشْقِيُّ مُفْتِي دِمَشْقَ وَعَالِمُهَا . رَوَى عَنْ الزُّهْرِيِّ ، وَمَكْحُولٍ . رَوَى عَنْهُ الثَّوْرِيُّ ، وَالْوَليِدُ بْنُ مُسْلِمٍ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ رَبيِعَةَ . وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ ، وَقَالَ النَّسَائِيُّ : ثِقَةٌ ثَبْتٌ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ إمَامٌ سَوَّاهُ أَحْمَدُ بِالأَوْزَاعِيِّ ، وَقَدَّمَهُ أَبُو مُسْهِرٍ ، لَكِنَّهُ اخْتَلَطَ فِي آخِرِ أَمْرِهِ مِنَ السَّابِعَةِ مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّينَ وَمِئَةٍ وَلَهُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ الْبُخَارِيُّ فِي التَّارِيْخِ وَمُسْلِمٌ وَالأَرْبَعَةُ . مَرْتَبَتُهُ : الأُولَي تَعْدِيْلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج3/ص497/1659) ، مَعْرِفَةُ الثِّقَاتِ (ج1/ص402/608( ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج4/ص42/184) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص440/1926) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص238/2358) .(1/243)
7- إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ (1) إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ بْن أَبِي الْمُهَاجِرِ ، وَاسْمُهُ أَقْرَمُ الْقُرَشِيُّ الْمَخْزُومِيُّ ، أَبُو عَبْدِ الْحَمِيدِ الدِّمَشْقِيُّ ، وَكَانَ يُؤَدِّبُ وَلَدَ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ ، وَاسْتَعْمَلَهُ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَلَى إِفْرِيقِيَّةَ رَوَى عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، وَخَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ حُسَيْنٍ ، وَأُمِّ الدَّرْدَاءِ الصُّغْرَى ، وَمُعَاوِيَةَ بْن أَبِي سُفْيَانَ . رَوَى عَنْهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ رَافِعٍ الْمَدَنِيُّ ، وَرَبِيعَةُ بْنُ يَزِيدَ ، وَسَعِيدُ بْنُ بَشِيْرٍ ، وَسَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ . لَمْ يَسْمَعْ مِنَ الصَّحَابَةِ إِلاَّ مِنَ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ مِنَ الرَّابِعَةِ مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاثِينَ وَلَهُ سَبْعُونَ سَنَةً الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ وَأَبُو دَاوُدَ النَّسَائِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيْلاً .
8- أُمُّ الدَّرْدَاءِ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 32 ] ، ثِقَةٌ فقيهة .
9- أبُو الدَّرْدَاءِ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 32 ] .
رَابِعَاًً : الْحَكَمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
__________
(1) تَرْجَمَةُ إسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج1/ص366/1158) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج2/ص182/621) ، مَشَاهِيْرُ الأَمْصَارِ (ج1/ص179/1418) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج3/ص143/465) ، الكَاشِفُ (ج1/ص248/394) ، جَامِعُ التَّحْصِيلِ (ج1/ص146/37) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص109/466) .(1/244)
هَذَا الْحَدِيثُ إِسْنَادُهُ حَسَنٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ كُلُّهُمْ ، خَلا عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ يَحْيَى بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ فَهُوَ صَدُوقٌ ، وَالْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ وَإِنْ وُثِّقَ ، فَإِنَّهُ يُخْشَى تَسْوِيَتُهُ لإِسْنَادِ الْحَدِيثِ ، وَلَمْ يَذْكُرِ التَّصْرِيْحَ بِالسَّمَاعِ فِي كُلِّ الإِسْنَادِ . قَالَ الزَّيْلَعِيُّ فِي ( نَصْبِ الرَّايَةِ ج4/ص138) : قَالَ فِي التَّنْقِيحِ : قَالَ عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِىُّ ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَحْيَى بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ ثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ ثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ عَنْ أَبِى الدَّرْدَاءِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : « مَنْ أَخَذَ قَوْسَاً عَلَى تَعْلِيمِ الْقُرْآنِ ، قَلَّدَهُ اللهُ قَوْسَاً مِنْ نَارٍ » . وَقَالَ : لَيْسَ فِيهِ إِلاَّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ هَذَا ، قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ : رَوَى عَنْهُ أَبِي ، وَسَأَلْتُهُ عَنْهُ ، فَقَالَ : صَدُوقٌ مَا بِحَدِيثِهِ بَأْسٌ .
وَقَالَ الْبَيْهَقِيُّ : ضَعِيفٌ ، وَبَقِيَّةُ السَّنَدِ صَحِيحٌ ، رَوَى مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ بِهَذَا السَّنَدِ فِي الصَّوْمِ فِي السَّفَرِ اهـ . وَقَالَ الأَلْبَانِيُّ فِي ( الْجَامِعِ الصَّغِيْرِ وَزِيَادَتِهِ ج1/ص1093/ح10926) : رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ وَأَبُو نُعَيْمٍ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ صَحِيحٌ . وَانْظُرْ صَحِيحَ الْجَامِعِ (ح رقم 5982) .(1/245)
وَقَالَ الْبَيْهَقِيُّ (ج6/ص126/ح11466) بَعْدَ إِيْرَادِهِ الْحَدِيثَ : أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ أنبأ أَبُو الْحَسَنِ الطَّرَائِفِيُّ قَالَ : وَفِيمَا أَجَازَ لَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ عَنْ دُحَيْمٍ قَالَ : حَدِيثُ أَبِي الدَّرْدَاءِ - رضي الله عنه - عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - : « مَنْ تَقَلَّدَ قَوْسَاً عَلَى تَعْلِيمِ الْقُرْآنِ » لَيْسَ لَهُ أَصْلٌ . وَقَالَ فِي ( مَعْرِفَةِ السُّنَنِ وَالآثَارِ ج5/ص381) : وَرُوِي فِيهِ أَيْضَاً عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ ، وَحَدِيثُهُ لَيْسَ لَهُ أَصْلٌ كَذَا قَالَ أَهْلُ الْعِلْمِ بِالْحَدِيثِ .
[ تَنْبِيهٌ ] الْحَدِيثُ وَرَدَ مِنْ حَدِيثِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ فِي سُنَنِ أَبِى دَاوُدَ ( كِتَابُ الإِجَارَةِ ج3/ص264 /3416) ، وَمِنْ حَدِيثِ أُبِىِّ بْنِ كَعْبٍ فِي سُنَنِ ابْنِ مَاجَهْ ( كِتَابُ الإِجَارَةِ / بَابُ الأَجْرِ على تَعْلِيمِ الْقُرْآنِ ج2/ص730/ 2158) . وَصَحَّحَهُمَا الألْبانِيُّ كَمَا فِي صَحِيحِ أَبِى دَاوُدَ (ج2/ص655/ح2915) ، وَصَحِيحِ ابْنِ مَاجَهْ ( ج2/ص8/ح2149) . وَقَدْ عُورِضَ عَلَى تَصْحِيحِهِ لِهَذِهِ الأَحَادِيثِ الْمَانِعَةِ مِنْ أَخْذِ الأُجْرَة عَلَى تَعْلِيم الْقُرْآنِ بِمَا فِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ قَالَ : بَابُ مَا يُعْطَى فِي الرُّقْيَةِ عَلَى أَحْيَاءِ الْعَرَبِ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ ، وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ عَنْ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - : « أَحَقُّ مَا أَخَذْتُمْ عَلَيْهِ أَجْرَاً كِتَابُ اللهِ » . وَقَالَ الشَّعْبِيُّ : لا يَشْتَرِطُ الْمُعَلِّمُ إِلاَّ أَنْ يُعْطَى شَيْئَاً فَلْيَقْبَلْهُ . وَقَالَ الْحَكَمُ : لَمْ أَسْمَعْ أَحَدَاً كَرِهَ أَجْرَ الْمُعَلِّمِ . وَأَعْطَى الْحَسَنُ دَرَاهِمَ عَشَرَةً .(1/246)
قَالَ الْحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ ( فَتْحُ الْبَارِي ج7/ص118) : هَذَا طَرَف مِنْ حَدِيثٍ وَصَلَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الطِّبِّ ، وَاسْتَدَلَّ بِهِ لِلْجُمْهُورِ فِي جَوَاز أَخْذ الأُجْرَة عَلَى تَعْلِيم الْقُرْآنِ ، وَخَالَفَ الْحَنَفِيَّةُ فَمَنَعُوهُ فِي التَّعْلِيم ، وَأَجَازُوهُ فِي الرُّقَى كَالدَّوَاءِ ، قَالُوا : لأَنَّ تَعْلِيمَ الْقُرْآن عِبَادَة وَالأَجْرُ فِيهِ عَلَى اللهِ ، وَأَمَّا الرُّقَى فَإِنَّهُمْ أَجَازُوهُ فِيهَا لِهَذَا الْخَبَرِ ، وَحَمَلَ بَعْضُهُمْ الأَجْرَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ عَلَى الثَّوَابِ ، وَسِيَاقُ الْقِصَّة فِي الْحَدِيثِ يَأْبَى هَذَا التَّأْوِيلَ . وَادَّعَى بَعْضهمْ نَسْخَهُ بِالأَحَادِيثِ الْوَارِدَة فِي الْوَعِيدِ عَلَى أَخْذ الأُجْرَة عَلَى تَعْلِيمِ الْقُرْآنِ وَقَدْ رَوَاهَا أَبُو دَاوُدَ وَغَيْرُهُ ، وَتُعُقِّبَ بِأَنَّهُ إِثْبَات لِلنَّسْخِ بِالاحْتِمَالِ وَهُوَ مَرْدُود ، وَبِأَنَّ الأَحَادِيث لَيْسَ فِيهَا تَصْرِيح بِالْمَنْعِ عَلَى الإِطْلاقِ ، بَلْ هِيَ وَقَائِعُ أَحْوَالٍ مُحْتَمَلَةٍ لِلتَّأْوِيلِ لِتَوَافُقِ الأَحَادِيثَ الصَّحِيحَةَ كَحَدِيثَيْ الْبَابِ .(1/247)
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 154 }
وَأَخْرَجَ مِثْلَهُ مِنْ طَرِيقِ الطُّفَيْلِ بْنِ عَمْرٍو الدَّوْسِيِّ ، وَعَوْفِ بْنِ مَالِكٍ ، وَعَبْدِ اللهِ بْنِ بِشْرٍ .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
حَدِيثُ الطُّفَيْلِ بْنِ عَمْرٍو الدَّوْسِيِّ
قَالَ الطَّبَرَانِيُّ ( الْمُعْجَمُ الأَوْسَطُ ج1/ص 139/439) : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ خُلَيْدٍ قَالَ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ جَنَّادٍ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ عُمَيْرٍ عَنِ الطُّفَيْلِ بْنِ عَمْرٍو الدَّوْسِيِّ قَالَ : أقْرَأَنِي أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ الْقُرْآنَ ، فَأَهْدَيْتَ إِلَيْهِ قَوْسَاً ، فَغَدَا إِلَى النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - وَقَدْ تَقَلَّدَهُ ، فَقَالَ لَهُ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - : « تَقَلَّدَهَا مِنْ جَهَنَّمَ » ، قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ؛ إِنَّا رُبَّمَا حَضَرْنَا طَعَامَهُمْ فَأَكَلْنَا مِنْهُ ؟ ، فَقَالَ : « أَمَا مَا عُمِلَ لَكَ ، فَإِنَّكَ إِنْ أَكَلْتَهُ فَإِنَّمَا تَأكُلُهُ بِخَلاقِكَ ، وَأَمَّا مَا عُمِلَ لِغَيْرِكَ فَحَضَرْتَهُ ، فَأَكَلْتَ مِنْهُ فلا بَأْسَ بِهِ » .
قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ : لا يُرْوَى هَذَا الْحَدِيثُ عَنِ الطُّفَيْلِ بْنِ عَمْرٍو إِلاَّ بِهَذَا الإِسْنَادِ ، تَفَرَّدَ بِهِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ .
حَدِيثُ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ(1/1)
قَالَ الطَّبَرَانِيُّ ( الْمُعْجَمُ الْكَبِيْرُ ج18/ص53/96) : حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ زِبْرِيقٍ الْحِمْصِيُّ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ ثَنَا أَبِي عَنْ ضَمْضَمِ بْنِ زُرْعَةَ عَنْ شُرَيْحِ بْنِ عُبَيْدٍ : أَنَّهُ حَدَّثَهُمْ عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ : أَنَّهُ كَانَ مَعَهُ رَجُلٌ يُعَلِّمُهُ الْقُرْآنَ ، فَقَالَ لِرَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : صَاحِبِي الَّذِي رَأَيْتَهُ مَعِيَ اشْتَرَى قَوْسَاً ، وَأَهْدَاهَا إِلَيَّ ، أَفَآخُذُهَا مِنْهُ ؟ ، فَقَالَ لَهُ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - : لا ، ثُمَّ مَكَثَ ، حَتَّى إذَا كَانَ رَأْسُ الْحَوْلِ عَادَ عَلَيْهِ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ؛ آخُذُهَا ؟ ، قَالَ : لا ، ثُمَّ مَكَثَ حَتَّى كَانَ رَأْسُ الْحَوْلِ ، قَالَ : آخُذُ تِلْكَ الْقَوْسَ ، يا رَسُولَ اللهِ ؟ ، فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم - : « أَتُرِيدُ أَنْ تَلْقَى اللهَ يَا عَوْفُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَبَيْنَ كَتِفَيْكَ جَمْرَةٌ مِنْ جَهَنَّمَ » .
ثَانِيَاً : أ- دِرَاسَةُ إِسْنَادِ حَدِيثِ الطُّفَيْلِ بْنِ عَمْرٍو الدَّوْسِيِّ
1- أَحْمَدُ بْنُ خُلَيْدٍ أَحْمَدُ بْنُ خُلَيْدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْحَلَبِيُّ أبُو عَبْدِ اللهِ الْكِنْدِيُّ . سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ [ رَقْمِ 137] ، ثِقَةٌ .(1/2)
2- عُبَيْدُ بْنُ جَنَّادٍ (1) الْحَلَبِيُّ الْكِلابِيُّ الرَّقِّيُّ نَزِيلُ حَلَبٍ وَقَاضِيهَا . حَدَّثَ عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو الرَّقِّيِّ ، وَعَطَاءِ بْنِ مُسْلِمٍ الْخَشَّابِ ، وَعَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُبَارَكِ ، وَاللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ . وَعَنْهُ أبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ ، وَأَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ، وَأَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْخَشَّابُ الرَّقِّيُّ . قَالَ أبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ : صَدُوقٌ ، مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاثِينَ وَمِئَتَيْنِ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّالِثَةُ تَعْدِيْلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ عُبَيْدِ بْنِ جَنَّادٍ : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج5/ص404/1871) ، الثِّقَاتُ (ج8/ص432/14263) ، تَكْمِلَةُ الإِكْمَالِ (ج2/ص10/1016) ، تَارِيْخُ الإِسْلامِ (ج16/ص272) .(1/3)
3- إسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ (1) بْنِ سُلَيْمٍ الْعَنَسِيُّ أَبُو عُتْبَةَ الْحِمْصِيُّ . رَوَى عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ الله بْن أَبِي فَرْوَةَ الْمَدَنِيِّ ، وَزَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، وَسُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ ، وَعَبْدِ اللهِ بْنِ سُلَيْمَانَ وَغَيْرِهِمْ . رَوَى عَنْهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ شَمَّاسٍ ، وَبَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ وَهُوَ مِنْ أَقْرَانِهِ ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ الْمِصْرِيُّ . قَالَ النسائيُّ : ضعيفٌ . وَقَالَ أحمدُ : رَوَى عَنْ كُلِّ ضَرْبٍ . وَقَالَ مَرَّةً : مَا رَوَى عَنْ الشَّامِيِّينَ صَحِيحٌ ، وَمَا رَوَى عَنْ أهْلِ الْحِجَازِ فَلَيْسَ بِصَحِيحٍ . وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ : لَمَّا كَبِرَ تَغَيَّرَ حِفْظُهُ فَكَثُرَ الْخَطَأُ فِي حَدِيثِهِ وَهُوَ لا يَعْلَمُ ، فَخَرَجَ عَنْ حَدِّ الاحْتِجَاجِ بِهِ . وَقَالَ دُحَيْمٌ : هُوَ فِي الشَّامِيِّينَ غَايَةً ، وَخَلَطَ عَنِ الْمَدَنِيِّينَ . وَقَالَ الْبُخَارِيُّ : إذَا حَدَّثَ عَنْ أَهْلِ حِمْصٍ فَصَحِيحٌ . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ : لَيِّنٌ .
وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : صَدُوقٌ فِي رِوَايَتِهِ عَنْ أَهْلِ بَلَدِهِ مُخَلِّطٌ فِي غَيْرِهِمْ ، مِنَ الثَّامِنَةِ الأَرْبَعَةُ . مَاتَ فِي رَبِيعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَمِئَةٍ ، وَلَهُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّالِثَةُ تَعْدِيْلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج1/ص369/1169) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج2/ص191/650) ، الضُّعَفَاءُ وَالْمَتْرُوكِينَ لابْنِ الْجَوْزِيِّ (ج1/ص118/401) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج3/ص163/4472) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص248/400) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص109/473) .(1/4)
4- عَبْدُ رَبِّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ عُمَيْرِ (1) عَبْدُ رَبِّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ عُمَيْرِ بْنِ زَيْتُونَ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ . يَرَوِي عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَيْرِيزٍ ، وَأُمِّ الدَّرْدَاءِ . رَوَى عَنْهُ : ابْنُ عَيَّاشٍ ، وَرَجَاءُ بْنُ أَبِى سَلَمَةَ وَالشَّامِيُّونَ . قَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرازي والذهبي .
قَالَ ابْنُ حَجَرٍ : مَجْهُولٌ . ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَجْرِيْحَاً .
[ تَنْبِيهٌ ] الْمَذْكُورُ فِي نُسْخَةِ الطَّبَرَانِيِّ : عَبْدُ اللهِ بْنُ سُلَيْمَانَ ، وَأَظُنُّهُ تَصْحِيفَاً كَمَا بَيَّنَ الْحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ فِي تَرْجَمَةِ الطُّفَيْلِ ( الإِصَابَةُ ج3/ص521/4258) ، وَالصَّوَابُ : هُوَ عَبْدُ رَبِّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ عَبْدِ رَبِّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ عُمَيْرٍ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج6/ص77/1765) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج6/ص43/221) ، الثِّقَاتُ (ج7/ص153/9432) ، الضُّعَفَاءُ وَالْمَتْرُوكِينَ لابْنِ الْجَوْزِيِّ (ج2/ص87/1837) ، الْمُغْنِي فِي الضُّعَفَاءِ (ج1/ص370/3513) ، لِسَانُ الْمِيزَانِ (ج7/ص277/3712) .(1/5)
5- الطُّفَيْلُ بْنُ عَمْرٍو الدَّوْسِيُّ (1) الطُّفَيْلُ بْنُ عَمْرٍو الدَّوْسِيُّ صَاحِبُ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - . كَانَ سَيِّدَاً مُطَاعَاً مِنْ أَشْرَافِ الْعَرَبِ وَدَوْسٌ بَطْنٌ مِنَ الأَزْدِ ، وَكَانَ الطُّفَيْلُ يُلَقَّبُ ذَا النُّورِ . أَسْلَمَ قَبْلَ الْهِجْرَةِ بِمَكَّةَ ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى بِلادِ قَوْمِهِ مِنْ أَرْضِ دَوْسٍ ، فَلَمْ يَزَلْ مُقِيمَاً بِهَا حَتَّى هَاجَرَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ، ثُمَّ قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ بَخَيْبَرٍ بِمَنْ تَبِعَهُ مِنْ قَوْمِهِ ، فَلَمْ يَزَلْ مُقِيمَاً مَعَ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - حَتَّى قُبِضَ - صلى الله عليه وسلم - ، ثُمَّ كَانَ مَعَ الْمُسْلِمِينَ حَتَّى قُتِلَ بِالْيَمَامَةِ شَهِيدَاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ الطُّفَيْلِ بْنِ عَمْرٍو الدَّوْسِيِّ : طَبَقَاتُ ابْنِ سَعْدٍ (ج4/ص237) ، الثِّقَاتُ (ج3/ص203/690) ، الاسْتِيعَابُ (ج2/ص757/1274) ، سِيَرُ أَعْلامِ النُّبَلاءِ (ج1/ص344/75) ، الإصَابَةُ (ج2/ص419/2478) .(1/6)
6- أُبَىُّ بْنُ كَعْبٍ (1) أُبَيُّ بْنُ كَعْبِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ النَّجَّارِ أَبُو الْمُنْذِرِ ، وَيُقَالُ : أَبُو الطُّفَيْلِ الْمَدَنِيُّ . سَيِّدُ الْقُرَّاءِ . رَوَى عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - . رَوَى عَنْهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ، وَأَبُو أَيُّوبَ ، وَأَنَسُ بْنُ مَالِكٍ ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ صُرُدٍ ، وَالطُّفَيْلُ بْنُ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ وَغَيْرُهُمْ . شَهِدَ بَدْرَاً وَالْعَقَبَةَ الثَّانِيَةَ . وَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ : سَيِّدُ الْمُسْلِمِينَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ . مِنْ فُضَلاءِ الصَّحَابَةِ ، اخْتُلِفَ فِي سَنَةِ مَوْتِهِ اخْتِلافَاً كَثِيْرَاً ، قِيلَ : سَنَةَ تِسْعَ عَشَرَةَ ، وَقِيلَ : سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ ، وَقِيلَ : غَيْرَ ذَلِكَ . رَوَى لَهُ أَصْحَابُ الْكُتُبِ السِّتَّةِ .
ثَانِيَاً : ب- دِرَاسَةُ إِسْنَادِ حَدِيثِ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ
__________
(1) تَرْجَمَةُ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ : مَشَاهِيْرُ الأَمْصَارِ (ج1/ص12/31) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج2/ص262/279) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص229/231) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص164/350) ، الإصَابَةُ (ج1/ص27/32) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص96/283) .(1/7)
1- عَمْرُو بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ (1) عَمْرُو بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْعَلاءِ بْنِ زِبْرِيقٍ أَبُو مُحَمَّدٍ الْحِمْصِيُّ . رَوَى عَنْ جَدِّهِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْعَلاءِ ، وَأَبِيهِ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْعَلاءِ ، وَعَمِّهِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْعَلاءِ ، وَمُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشِ ، وَمُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ عِمْرَانَ الْكِنْدِيِّ ، وَأَبِي عَلْقَمَةَ نَصْرِ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ جُنَادَةَ ، وَعِدَّةٍ مِنَ الْحِمْصِيِّينَ . وَعَنْهُ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيُّ فَأَكْثَرَ الرِّوَايَةَ عَنْهُ ، وَابْنُهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرُو بْنُ إِسْحَاقَ .
مَرْتَبَتُهُ : الثَّالِثَةُ تَعْدِيْلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ عَمْرِو بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ : تَارِيْخُ بَغْدَادَ (ج12/ص226/6677) ، الأَنْسَابُ (ج3/ص270) ، نُزْهَةُ الأَلْبَابِ فِي الأَلْقَابِ (ج2/ص170) .(1/8)
2- مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ (1) مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشِ بْنِ سُلَيْمٍ الْعَنَسِيُّ الْحِمْصِيُّ . رَوَى عَنْ أَبِيهِ . وَرَوَى عَنْهُ أَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَوْفٍ الطَّائِيُّ ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْبَهْرَانِيُّ ، وَعَمْرُو بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْعَلاءِ بْنِ زِبْرِيقٍ ، وَهَاشِمُ بْنُ مَرْثَدٍ الطَّبَرَانِيُّ ، وَغَيْرُهُمْ . قَالَ أَبُو حَاتِمٍ : لَمْ يَسْمَعْ مِنْ أَبِيهِ شَيْئَاً ، حَمَلُوهُ عَلَى أَنْ يُحَدِّثَ ، فَحَدَّثَ . وَقَالَ الآجُرِّيُّ : سُئِلَ أَبُو دَاوُدَ عَنْهُ ، فَقَالَ : لَمْ يَكُنْ بِذَاكَ ، قَدْ رَأَيْتُهُ وَدَخَلْتُ حِمْصَ غَيْرَ مَرَّةٍ وَهُوَ حَيٌّ .
قُلْتُ : ثُمَّ رَوَى فِي سُنَنِهِ عَنْ رَجُلٍ عَنْهُ .
وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : عَابُوا عَلَيْهِ أَنَّهُ حَدَّثَ عَنْ أَبِيهِ بِغَيْرِ سَمَاعٍ ، مِنَ الْعَاشِرَةِ ابْنُ مَاجَهْ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّالِثَةُ تَجْرِيْحَاً .
3- إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 154 ] .
صَدُوقٌ فِي رِوَايَتِهِ عَنْ أَهْلِ بَلَدِهِ ، مُخَلِّطٌ فِي غَيْرِهِمْ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج7/ص189/1078) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج24/ص483/5067) ، تاريخ الإسلام (ج16/ص344) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص158/4726) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج9/ص51/61) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص468/5735) .(1/9)
4- ضَمْضَمُ بْنُ زُرْعَةَ (1) ضَمْضَمُ بْنُ زُرْعَةَ بْنِ ثُوَبٍ بِضَمِّ الْمُثَلَّثَةِ وَفَتْحِ الْوَاوِ ثُمَّ مُوَحَّدَةٍ الْحَضْرَمِيُّ الْحِمْصِيُّ . رَوَى عَنْ شُرَيْحِ بْنِ عُبَيْدٍ الْحَضْرَمِيِّ . رَوَى عَنْهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ ، وَيَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ الْحَضْرَمِيُّ . قَالَ عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ عَنْ يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ : ثِقَةٌ . وَقَالَ أبُو حَاتِمٍ : ضَعِيفٌ . وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي كِتَابِ الثِّقَاتِ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ضَمْضَمُ بْنُ زُرْعَةَ بْنِ ثُوَبٍ صَدُوقٌ يَهِمُ ، مِنَ السَّادِسَةِ أَبُو دَاوُدَ وَابْنُ مَاجَهْ فِي التَّفْسِيْرِ . مَرْتَبَتُهُ : الرَّابِعَةُ تَعْدِيْلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ ضَمْضَمِ بْنِ زُرْعَةَ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج4/ص338/3048) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج4/ص468/2055) ، الضُّعَفَاءُ وَالْمَتْرُوكِينَ لابْنِ الْجَوْزِيِّ (ج2/ص61/1719) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج13/ص327/2942) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص510/2447) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص280/2992) .(1/10)
5- شُرَيْحُ بْنُ عُبَيْدٍ (1) شُرَيْحُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ شُرَيْحِ بْنِ عَبْدٍ الْحَضْرَمِيُّ الْمِقْرَائِيُّ أَبُو الطَّيِّبِ الْحِمْصِيُّ . رَوَى عَنْ ثَوْبَانَ ، وَأَبِي الدَّرْدَاءِ ، وَأَبِي أُمَامَةَ وَغَيْرِهِمْ . وَعَنْهُ صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو ، وَضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ ، وَضَمْضَمُ بْنُ زُرْعَةَ ، وَغَيْرُهُمْ . قَالَ الْعِجْلِيُّ : شَامِيٌّ تَابِعِيٌّ ثِقَةٌ . وَقَالَ دُحَيْمٌ : مِنْ شُيُوخِ حِمْصٍ الْكِبَارِ ثِقَةٌ . وَقَالَ النَّسَائِيُّ : ثِقَةٌ . وذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ .
وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ مِنَ الثَّالِثَةِ وَكَانَ يُرْسِلُ كَثِيْرَاً ، مَاتَ بَعْدَ الْمِئَةِ أَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيْلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ شُرَيْحِ بْنِ عُبَيْدٍ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج4/ص230/2618) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج12/ص446/2726) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص483/2266) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج4/ص288/575) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص265/2775) .(1/11)
6- عَوْفُ بْنُ مَالِكٍ (1) عَوْفُ بْنُ مَالِكِ بْنِ أَبِي عَوْفٍ الأَشْجَعِيُّ الْغَطَفَانِيُّ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ . صَحَابِيٌّ مَشْهُورٌ شَهِدَ فَتْحَ مَكَّةَ ، ويقالُ : كَانَتْ مَعَهُ رَايَةُ أَشْجَعَ ، ثُمَّ سَكَنَ دِمَشْقَ . رَوَى عَنْ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلامٍ . وَعَنْهُ أَبُو مُسْلِمٍ الْخَوْلانِيُّ ، وَجُبَيْرُ بْنُ نُفَيْرٍ ، وَعَاصِمُ بْنُ حُمَيْدٍ السُّكُونِيُّ وَجَمَاعَةٌ . قَالَ الْوَاقِدِيُّ : شَهِدَ خَيْبَرَ ، وَنَزَلَ حِمْصَ ، وَبَقِيَ إِلَى خِلافَةِ عَبْدِ الْمَلِكِ ، وَمَاتَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ ، وَفِيهَا أَرَّخَهُ غَيْرُ وَاحِدٍ . وَذَكَرَ ابْنُ سَعْدٍ : أَنَّ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - آخَي بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَبِي الدَّرْدَاءِ . رَوَى لَهُ أَصْحَابُ الْكُتُبُ السِّتَّةُ .
ثَانِيَاً : ج- دِرَاسَةُ إِسْنَادِ حَدِيثِ عَبْدِ اللهِ بْنِ بِشْرٍ
رِوَايَةُ عَبْدِ اللهِ بْنِ بِشْرٍ لَمْ أَجِدْهَا .
ثَالِثَاً : الْحَكَمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
هَذَا الْحَدِيثُ إِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ
فَأَمَّا رِوَايَةُ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ فإنَّ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ أَبِيهِ .
قَالَ الْهَيْثَمِيُّ فِي ( مَجْمَعِ الزَّوَائِدِ ج4/ص96) : رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيْرِ ، وَفِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ وَهُوَ ضَعِيفٌ .
وَأَمَّا رِوَايَةُ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ فإنَّ عَبْدَ رَبِّهِ بْنَ سُلَيْمَانَ مَجْهُولٌ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج7/ص56/256) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج22/ص443/4547) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص101/4311) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج8/ص150/304) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص433/5217) ، الإِصَابَةُ (ج4/ص742/6105) .(1/12)
وَإِنْ كَانَ هُوَ عَبْدُ اللهِ بْنُ سُلَيْمَانَ ، فَقَدْ قَالَ الْهَيْثَمِيُّ فِي ( مَجْمَعِ الزَّوَائِدِ ج4/ص95) : رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الأَوْسَطِ ، وَفِيهِ عَبْدُ اللهِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ عُمَيْرٍ ، وَلَمْ أَجِدْ مَنْ تَرْجَمَهُ ، وَلا أَظُنُّهُ أَدْرَكَ الطُّفَيْلَ .
وَأَمَّا رِوَايَةُ عَبْدِ اللهِ بْنِ بِشْرٍ فَقَالَ الْهَيْثَمِيُّ فِي ( مَجْمَعِ الزَّوَائِدِ ج4/ص96) : وَعَنِ الْمُثَنَّى بْنِ وَائِلٍ قَالَ : أَتْيَتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ بِشْرٍ ، فَمَسَحَ رَأْسِي ، وَوَضَعْتُ يَدِي عَلَى ذِرَاعِهِ ، فَسَأَلَهُ رَجُلٌ عَنْ أَجْرِ الْمُعَلِّمِ ؟ ، فَقَالَ : دَخَلَ عَلَى رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - رَجُلٌ مُتَنَكِّبٌ قَوْسَاً ، فَأَعْجَبَتِ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - ، فَقَالَ : مَا أَجْوَدَ قَوْسَكَ ؛ اشْتَرَيْتَهَا ؟ ، قَالَ : لا ؛ وَلَكِنْ أَهْدَاهَا إِلَىَّ رَجُلٌ أَقْرَأْتُ ابْنَهُ الْقُرْآنَ ، قَالَ : « فَتُحِبُّ أَنْ يُقَلِّدَكَ اللهُ قَوْسَاً مِنْ نَارٍ » ، قَالَ : لا ، قَالَ : « فَرُدَّوَها » . رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيْرِ ، وَالْمُثَنَّى وَوَلَدُهُ ذَكَرَهُمَا ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، وَلَمْ يَجْرَحْ وَاحِدَاً مِنْهُمَا ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 155 }(1/13)
وَأَخْرَجَ أبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ بِسَنَدٍ جَيِّدٍ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : « أَيُّمَا امْرَأةٍ تَقَلَّدَتْ قِلادَةً مِنْ ذَهَبٍ قُلِّدَتْ فِي عُنُقِهَا مِثْلَهَا مِنْ نَارٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَأَيُّمَا امْرَأةٍ جَعَلَتْ فِي أُذُنِهَا خُرْصَاً (1) مِنْ ذَهَبٍ جَعَلَ اللهُ فِي أُذُنِهَا مِثْلَهُ مِنْ نَارٍ (2) يَوْمَ الْقِيَامَةِ » .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ أبُو دَاوُدَ فِي ( سُنَنِ أَبِي دَاوُدَ / كِتَابُ الْخَاتَمِ بَابُ مَا جَاءَ فِي الذَّهَبِ لِلنِّسَاءِ ج4/ص93/4238) قَالَ : حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ ثَنَا أَبَانُ بْنُ يَزِيدَ الْعَطَّارُ ثَنَا يَحْيَى أَنَّ مَحْمُودَ بْنَ عَمْرٍو الأَنْصَارِيَّ حَدَّثَهُ : أَنَّ أَسْمَاءَ بِنْتَ يَزِيدَ حَدَّثَتْهُ : أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : فَذَكَرَهُ .
وَأَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ فِي ( سُنَنِهِ الْكُبْرَى / كِتَابُ الزِّينَةِ . بَابُ الْكَرَاهِيَةِ لِلنِّسَاءِ فِي إِظْهَارِ الْحُلَيِّ وَالذَّهَبِ ج5/ص434 /9439) ، وَأَخْرَجَهُ فِي نَفْسِ الْمَوْضِعِ مِنْ ( سُنَنِهِ الصُّغْرَى ج8/ص157/5139) مِنْ طَرِيقِ هِشَامِ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ الدَّسْتُوَائِيِّ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ بِِمِثْلِهِ .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
__________
(1) الخرص : بالضم والكسر الحلقة الصغيرة من الحلى وهو من حلى الأذن قيل كان هذا قبل النسخ فإنه قد ثبت إباحة الذهب للنساء وقيل هو خاص بمن لم تؤد زكاة حليها(النهاية فِي غريب الأثر ج2/ص22) .
(2) فِى الْمَخْطُوطَةِ (ب) : من النار ولم تذكر يوم القيامة .(1/14)
أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ فِي ( مُسْنَدِهِ ج6/ص460/27646) مِنْ طَرِيقِ أَبَانِ بْنِ يَزِيدَ الْعَطَّارِ ، وَالْبَيْهَقِيُّ فِي ( سُنَنِهِ الْكُبْرَى ج4/ص141/7346) مِنْ طَرِيقِ هَمَّامِ بْنِ يَحْيَى ، كِلاهُمَا عَنْ يَحْيَى بْن أَبِي كَثِيرٍ بِِمِثْلِهِ .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
1- مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْمِنْقَرِيُّ (1) مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْمِنْقَرِيُّ بِكَسْرِ الْمِيمِ وَسُكُونِ النُّونِ وَفَتْحِ الْقَافِ مَوْلاهُمْ ، أبُو سَلَمَةَ التَّبُوذَكِيُّ بَفَتْحِ الْمُثَنَّاةِ وَضَمِّ الْمُوَحَّدَةِ وَسُكُونِ الْوَاوِ وَفَتْحِ الْمُعْجَمَةِ ، الْبَصْرِيُّ . حَافِظٌ مَشْهُورٌ مِنْ أَعْلامِ الْبَصْرِيِّينَ . رَوَى عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ ، وَمَهْدِي بْنِ مَيْمُونٍ ، وَأَبَانِ بن يزيدَ الْعَطَّارِ ، وَهَمَّامِ بْنِ يَحْيَى ، وَخَلْقٍ . وَعَنْهُ الْبُخَارِيُّ ، وَأَبُو دَاوُدَ ، وَالْبَاقُونَ بِوَاسِطَةِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْخَلاَّلِ ، وَالذُّهْلِيُّ ، وَأَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ التِّرْمِذِيُّ ، وَعُبَيْدُ اللهِ بْنُ فَضَالَةَ ، وَيَحْيَى بْنُ مَعِينٍ ، وَأَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الرَّمَادِيُّ ، وَأَبُو زُرْعَةَ وْأَبُو حَاتِمٍ ، وَآخَرُونَ .
قَالَ الْعَبَّاسُ الدُّورِيُّ عَنْ يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ : مَا جَلَسْتُ إِلَى شَيْخٍ إِلاَّ هَابَنِي أَوْ عَرِفَ لِي ، مَا خَلا هَذَا التَّبُوذَكِيُّ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ مُوسَى بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْمِنْقَرِيِّ : تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج29/ص21/6235) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص301/5677) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج10/ص296/585) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص549/6943) .(1/15)
قَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ ثَبْتٌ مِنْ صِغَارِ التَّاسِعَةِ ، وَلا الْتِفَاتَ إِلَى قَوْلِ ابْنِ خِرَاشٍ : تَكَلَّمَ النَّاسُ فِيهِ ، مَاتَ سنةَ ثَلاثَةٍ وَعِشْرِينَ وَمِئَتَيْنِ الْكُتُبُ السِّتَّةُ . مَرْتَبَتُهُ : الأولَى تَعْدِيْلاً .
2- أَبَانُ بْنُ يَزِيدَ الْعَطَّارُ (1) أَبَانُ بْنُ يَزِيدَ الْعَطَّارُ أَبُو يَزِيدَ الْبَصْرِيُّ . رَوَى عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ ، وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، وَقَتَادَةَ ، وَيَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيْرٍ وَغَيْرِهِمْ . وَعَنْهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ ، وَالْقَطَّانُ ، وَمُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ وَغَيْرُهُمْ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ لَهُ أَفْرَادٌ ، مِنَ السَّابِعَةِ مَاتَ فِي حُدُودِ السِّتِّينَ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ وَأَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ وَالنَّسَائِيُّ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيْلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ أَبَانِ بْنِ يَزِيدَ الْعَطَّارِ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج1/ص454/1452) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج2/ص299/1098) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج2/ص24/143) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص207/111) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص87/175) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص87/143) .(1/16)
3- يَحْيَى بْن أَبِي كَثِيرٍ الْيَمَامِيُّ (1) يَحْيَى بْنُ أَبِى كَثِيْرٍ الْيَمَامِيُّ أَبُو نَصْرٍ ، وَاسْمُ أَبِى كَثِيْرٍ دِينَارٌ . رَوَى عَنْ أَنَسٍ مُرْسَلاً ، وَقَدْ رَأَى أَنَسَاً رُؤْيَةً يُصَلِّى فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَلَمْ يَسْمَعْ مِنْهُ . ورَوَى عَنْ أَبِى سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، وَسُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ رَوَى عَنْهُ أَيُّوبُ السَّخْتِيَانِيُّ ، وَالأَوْزَاعِيُّ ، وَهِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ ، وَأَبَانُ الْعَطَّارُ . قَالَ أبُو حَاتِمٍ : يَحْيَى بْنُ أَبِى كَثِيْرٍ إِمَامٌ لا يُحَدِّثُ إِلاَّ عَنْ ثِقَةٍ . وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ . وَقَالَ : لا يَصَحُّ لَهُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَلا غَيْرِهِ مِنَ الصَّحَابَةِ سَمَاعُ ، وَتِلْكَ كُلُّهَا أَخْبَارٌ مُدَلَّسَةٌ ، مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِئَةٍ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ ثَبْتٌ . مَرْتَبَتُهُ : الأولَى تَعْدِيْلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ يَحْيَى بْنِ أَبِى كَثِيْرٍ الْيَمَامِيِّ : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج9/ص141/599) ، مَشَاهِيْرُ الأَمْصَارِ (ج1/ص191/1537) ، الثِّقَاتُ (ج7/ص591/11618) .(1/17)
4- مَحْمُودُ بْنُ عَمْرٍو الأَنْصَارِيُّ (1) مَحْمُودُ بْنُ عَمْرِو بْنِ يَزِيدَ بْنِ السَّكَنِ الأَنْصَارِيُّ الْمَدَنِيُّ . رَوَى عَنْ عَمَّتِهِ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ بْنِ السَّكَنِ ، وَجَدِّهِ يَزِيدَ بْنِ السَّكَنِ ، وَسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ . رَوَى عَنْهُ : يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيْرٍ ، وَحَصِيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَشْهَلِيُّ . ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ . وَقَالَ ابْنُ حَزْمٍ : مَحْمُودٌ ضَعِيفٌ . وَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ ابْنُ الْقَطَّانِ : مَجْهُولُ الْحَالِ . وَقَالَ الذَّهَبِيُّ : فِيهِ جَهَالَةٌ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : مَقْبُولٌ مِنَ الثَّالِثَةِ أبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ .
مَرْتَبَتُهُ : الأولَى تَجْرِيْحَاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ مَحْمُودِ بْنِ عَمْرٍو الأَنْصَارِيِّ : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج8/ص290/1330) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج27/ص303/5817) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص246/5322) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج10/ص58/107) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص522/6514) .(1/18)
5- أَسْمَاءُ بِنْتُ يَزِيدَ (1) أَسْمَاءُ بِنْتُ يَزِيدَ بْنِ السَّكَنِ بْنِ رَافِعٍ الأَنْصَارِيَّةُ الأَشْهَلِيَّةُ أُمُّ سَلَمَةَ . بَايَعَتْ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ، وَرَوَتْ عَنْهُ أَحَادِيثَ صَالِحَةً ، وَشَهِدَتِ الْيَرْمُوكَ ، وَقَتَلَتْ يَوْمَئِذٍ تِسْعَةً مِنَ الرُّومِ بَعَمُودِ خِبَائِهَا . رَوَى عَنْهَا إِسْحَاقُ بْنُ رَاشِدٍ ، وَشَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ ، وَمُجَاهِدٌ ، وَابْنُ أَخِيهَا مَحْمُودُ بْنُ عَمْرٍو الأَنْصَارِيُّ ، وَمَوْلاهَا مُهَاجِرُ بْنُ أَبِي مُسْلِمٍ . الْبُخَارِيُّ فِي التَّارِيْخِ وَالأَرْبَعَةُ .
رَابِعَاًً : الْحَكَمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
هَذَا الْحَدِيثُ إِسْنَادُهُ ضعيفٌ لأَنَّ فِيهِ مَحْمُودُ بْنُ عَمْرٍو الأَنْصَارِيُّ وَهُوَ مَجْهُولٌ . وَأَمَّا قَوْلُ ابْنِ حَجَرٍ : مَقْبُولٌ فَهُوَ حَيْثُ يُتَابَعُ ، وَإِلاَّ فَهُوَ لَيِّنُ الْحَدِيثِ . وَقَالَ الْمُنْذِرِيُّ فِي ( التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ ج1/ص313) : رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ بِإِسْنَادٍ جَيِّدٍ . وَضَعَّفَهُ الأَلْبَانِيُّ فِي ( ضَعِيفِ أَبِى دَاوُدَ ج1/ص419/ح3700) ، و ( ضَعِيفِ النَّسَائِيِّ ج11/ص212/ح5139) و ( ضَعِيفِ التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ ج1/ص120/ح473) ، و ( مِشْكَاةِ الْمَصَابِيحِ ج2/ص498/ح4402) .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 156 }
__________
(1) تَرْجَمَةُ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ الأَنْصَارِيَّةِ الأَشْهَلِيَّةِ : تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج35/ص128/7785) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص502/6948) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص743/8532) ، الإِصَابَةُ (ج7/ص498/10810) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج12/ص428/2726) .(1/19)
وَأَخْرَجَ أبُو دَاوُدَ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : « مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُحَلِّقَ حَبِيبَهُ حَلْقَةً مِنْ نَارٍ ، فَلْيُحَلِّقْهُ (1) حَلْقَةً مِنْ ذَهَبٍ ، وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يُطَوِّقَ حَبِيبَهُ طَوْقَاً مِنْ النَّارِ ، فَلْيُطَوِّقْهُ طَوْقَاً مِنْ ذَهَبٍ ، وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يُسَوِّرَ حَبِيبَهُ سِوَارَاً مِنْ نَارٍ ، فَلْيُسَوِّرْهُ سِوَارَاً مِنْ ذَهَبٍ ، وَلَكِنْ عَلَيْكُمْ بِالْفِضَّةِ ، فَالْعَبُوا بِهَا (2) » .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ فِي ( سُنَنِهِ / كِتَابُ الْخَاتِمِ ، بَابُ مَا جَاءَ فِي الذَّهَبِ لِلنِّسَاءِ ج4/ص93/4236) قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْلَمَةَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَسِيدِ بْنِ أَبِي أَسِيدٍ الْبَرَّادِ عَنْ نَافِعِ بْنِ عَيَّاشٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : بِمِثْلِهِ .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي ( سُنَنِهِ الْكُبْرَى / كِتَابُ الزَّكَاةِ ، بَابُ سِيَاقِ أَخْبَارٍ تَدُلُّ عَلَى تَحْرِيْمِ التَّحَلِّي بِالذَّهَبِ ج4/ص140 /7344) قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِىٍّ الرُّوذْبَارِىُّ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ بِتَمَامِهِ .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
__________
(1) فِى الْمَخْطُوطَةِ (أ) فليجعله والصواب ما أثبتناه وهو موجود فى بقية المخطوطات .
(2) فِى الْمَخْطُوطَاتِ الثلاثة لا توجد واثبتناها من الحديث .(1/20)
1- عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْلَمَةَ (1) عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ الْقَعْنَبِيُّ الْحَارِثِيُّ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَدَنِيُّ نَزِيلُ الْبَصْرَةِ . رَوَى عَنْ أَبِيهِ ، وَمَالِكٍ ، وَاللَّيْثِ ، وَعَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيِّ ، وَغَيْرِهِمْ . وَعَنْهُ الْبُخَارِيُّ ، وَمُسْلِمٌ ، وَأبُو دَاوُدَ . وَأَخْرَجَ لَهُ مُسْلِمٌ أَيْضَاً وَالتِّرْمِذِيُّ وَالنَّسَائِيُّ بِوَاسِطَةٍ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ عَابِدٌ ، كَانَ ابْنُ مَعِينٍ وَابْنُ الْمَدِينِيِّ لا يُقَدِّمَانِ عَلَيْهِ فِي الْمُوَطَّأِ أَحَدَاً ، مِنْ صِغَارِ التَّاسِعَةِ ، مَاتَ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَعِشْرِينَ بِمَكَّةَ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ وَأَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ وَالنَّسَائِيُّ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيْلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْلَمَةَ : تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج16/ص136/3571) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص598/2985) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج6/ص28/52) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص323/3620) .(1/21)
2- عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيُّ (1) عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ الدَّرَاوَرْدِيُّ أَبُو مُحَمَّدٍ الْمَدَنِيُّ مَوْلَى جُهَيْنَةَ . وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ : دَرَاوَرْدُ قَرْيَةٌ بِخُرَاسَانَ ، كَانَ مِنْ أَهْلِ أَصْبَهَانَ ، نَزَلَ الْمَدِينَةَ . رَوَى عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، وَيَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ ، وَأَسِيدِ بْنِ أَبِي أَسِيدٍ الْبَرَّادِ ، وَغَيْرِهِمْ . وَعَنْهُ شُعْبَةُ ، وَالثَّوْرِيُّ وَهُمَا أَكْبَرُ مِنْهُ ، وَالشَّافِعِيُّ وَالْقَعْنَبِيُّ ، وَخَلْقٌ . قَالَ مُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ : كَانَ مَالِكٌ يُوَثِّقُ الدَّرَاوَرْدِيَّ . وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : كَانَ مَعْرُوفَاً بِالطَّلَبِ ، وَإِذَا حَدَّثَ مِنْ كِتَابِهِ فَهُوَ صَحِيحٌ ، وَإِذَا حَدَّثَ مِنْ كُتُبِ النَّاسِ وَهِمَ . وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ : لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ . وَقَالَ مَرَّةً : ثِقَةٌ حُجَّةٌ . وَقَالَ أبُو زُرْعَةَ : سَيْءُ الْحِفْظِ رُبَّمَا حَدَّثَ مِنْ حِفْظِهِ الشَّيْءَ فَيُخْطِيءُ . وَقَالَ النَّسَائِيُّ : لَيْسَ بِالْقَوِيِّ . وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ : لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ ، وَحَدِيثُهُ عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ مُنْكَرٌ . وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ : وَكَانَ ثِقَةً كَثِيْرَ الْحَدِيثِ يَغْلَطُ . وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ : وَكَانَ يُخْطِئُ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيِّ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج6/ص25/1569) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج5/ص395/1833) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج18/ص187/3470) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص658/3407) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج6/ص315/680) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص358/4119) .(1/22)
وَقَالَ السَّاجِيُّ : كَانَ مِنْ أَهْلِ الصِّدْقِ وَالأَمَانَةِ إِلاَّ أَنَّهُ كَثِيْرَ الْوَهْمِ .
وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : صَدُوقٌ كَانَ يُحَدِّثُ مِنْ كُتُبِ غَيْرِهِ فَيُخْطِئُ ، قَالَ النَّسَائِيُّ : وَحَدِيثُهُ عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ مُنْكَرٌ ، مِنَ الثَّامِنَةِ ، مَاتَ سَنَةَ سَبْعَةٍ وَثَمَانِينَ وَمِئَةٍ الْكُتُبُ السِّتَّةُ .
مَرْتَبَتُهُ : الرَّابِعَةُ تَعْدِيْلاً .
3- أَسِيدُ بْنُ أَبِي أَسِيدٍ الْبَرَّادُ (1) أَسِيدُ بْنُ أَبِي أَسِيدٍ يَزِيدَ الْبَرَّادُ ، أَبُو سَعِيدٍ الْمَدِينِيُّ . رَوَى عَنْ أَبِيهِ ، وَأُمِّهِ ، وَأَبِي مُحَمَّدٍ نَافِعِ بْنِ عَبَّاشٍ الأَقْرَعِ مَوْلَى أَبِي قَتَادَةَ . وَعَنْهُ ابْنُ أَبِي ذَئِبٍ ، وَالدَّرَاوَرْدِيُّ ، وَابْنُ جُرَيْجٍ وَغَيْرُهُمْ . ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ . وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ : يُعْتَبَرُ بِهِ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : صَدُوقٌ ، وَاسْمُ أَبِيهِ يَزِيدَ ، وَهُوَ غَيْرُ أَسِيدِ بْنِ عَلِىٍّ مِنَ الْخَامِسَةِ ، مَاتَ فِي أَوَّلِ خِلافَةِ الْمَنْصُورِ الْبُخَارِيُّ فِي التَّارِيْخِ والأربعةُ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّالِثَةُ تَعْدِيْلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ أَسِيدِ بْنِ أَبِي أَسِيدٍ الْبَرَّادِ : تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج3/ص236/510) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص251/428) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص300/626) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص111/510) .(1/23)
4- نَافِعُ بْنُ عَيَّاشٍ (1) نَافِعُ بْنُ عَيَّاشٍ مَوْلَى عَقِيلَةَ بِنْتِ طَلْقٍ الْغِفَارِيَّةِ ، وَهُوَ الَّذِي يُقَالُ لَهُ : نَافِعُ بْنُ أَبِى نَافِعٍ مَوْلَى أَبِى قَتَادَةَ نُسِبَ إِلَيْهِ ، وَلَمْ يَكُنْ مَوْلاهُ . يَرْوِي عَنْ أَبِى قَتَادَةَ ، وَأَبِى هُرَيْرَةَ . كُنْيَتُهُ أَبُو مُحَمَّدٍ . رَوَى عَنْهُ الزُّهْرِيُّ ، وَصَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ ، وَأَسِيدُ بْنُ أَبِى أَسِيدٍ . ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّالِثَةُ تَعْدِيْلاً .
5- أبُو هُرَيْرَةَ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 19 ] .
رَابِعَاً : الْحَكَمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
هَذَا الْحَدِيثُ إِسْنَادُهُ حَسَنٌ لأَنَّ فِيهِ أَسِيدُ بْنُ أَبِى أَسِيدٍ ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ الدَّرَاوَرْدِيُّ ، وَنَافِعُ بْنُ عَيَّاشٍ وَهُمْ صَدُوقُونَ . وَقَالَ الْمُنْذِرِيُّ فِي ( التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ ج1/ص313) : رَوَاهُ أبُو دَاوُدَ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ .
وَصَحَّحَهُ الأَلْبَانِيُّ فِي ( صَحِيحِ التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ ج1/ص189/ح772) ، و ( الْمِشْكَاةِ ج2/ص498/ح4401) .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 157 }
وَأَخْرَجَ أبُو نُعَيْمٍ فِي الْحِلْيَةِ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُسَوَّرَ وَلَدُهُ سِوَارٌ مِنْ نَارِ فَلْيُسَوِّرْهُ سِوَارَاً مِنَ ذَهَبٍ » .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
__________
(1) تَرْجَمَةُ نَافِعِ بْنِ عَيَّاشٍ : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج8/ص453/2073) ، الثِّقَاتُ (ج5/ص468/5758) .(1/24)
أَخْرَجَهُ أبُو نُعَيْمٍ فِي ( حِلْيَةِ الأَوْلِيَاءِ ج3/ص253) قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بَشَّارٍ ثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّكَنِ ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِدْرِيسَ ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدٍ ثَنَا أَبُو حَازِمٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُسَوَّرَ وَلَدُهُ سِوَارٌ مِنْ نَارِ فَلْيُسَوِّرْهُ سِوَارَاً مِنَ ذَهَبٍ ، وَلَكِنِ الْفِضَّةُ ، اعْمَلُوا بِهَا مَا شِئْتُمْ » .
وَقَالَ : هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي حَازِمٍ ، تَفَرَّدَ بِهِ عَنْهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ . وَالْحَدِيثُ لَوْ ثَبَتَ عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - يَعْنِي بِهِ الذُّكُورَ مِنَ الأَوْلادِ ، فَأَمَّا الإِنَاثُ ، فَقَدْ أَبَاحَ لَهُنَّ التَّحَلِّي بِالذَّهَبِ وَلُبْسَ الْحَرِيرِ .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي ( الْمُعْجَمِ الأَوْسَطِ ج7/ص211/7296) ، مِنْ طَرِيقِ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ الْقَزَّازِ ، وَفِي ( الْمُعْجَمِ الْكَبِيْرِ ج6/ص150/5811) مِنْ طَرِيقِ يَحْيَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ السَّكَنِ ، كِلاهُمَا عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ إِدْرِيسَ بِمِثْلِهِ .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ(1/25)
1- مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ (1) مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، أبُو أَحْمَدَ الْعَسَّالُ الأَصْبَهَانِيُّ . سَمِعَ مُحَمَّدَ بْنَ أَيُّوبَ الرَّازِيَّ ، وَإِبْرَاهِيمَ بْنَ زُهَيْرٍ الْحُلْوَانِيَّ ، وَالْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ السَّرِيَّ ، وَبَكْرَ بْنَ سَهْلٍ الدِّمْيَاطِيَّ ، وَنَحْوَهُمْ . وَقَدِمَ بَغْدَادَ ، وَحَدَّثَ بِهَا ، وَوَلِيَ الْقَضَاءَ ، وَكَانَ مِنْ كِبَارِ النَّاسِ فِي الْحِفْظِ وَالإِتْقَانِ وَالْمَعْرِفَةِ . وَقَالَ ابْنُ مَنْدَهْ : كَتَبْتُ عَنْ أَلْفِ شَيْخٍ ، لَمْ أَرَ فِيهِمْ أَتْقَنَ مِنْ أَبِي أَحْمَدَ الْعَسَّالِ . وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ : تُوُفِّيَ أَبُو أَحْمَدَ الْعَسَّالُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ مِنْ سَنَةِ تِسْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَثَلاثِمِئَةٍ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيْلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ اِبْرَاهِيمَ : تَارِيْخُ بَغْدَادَ (ج1/ص270/106) .(1/26)
2- جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بَشَّارٍ (1) جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بَشَّارِ بْنِ رَجَاءٍ أَبُو الْعَبَّاسِ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ أَبِي الْعَجُوزِ . حَدَّثَ عَنْ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الاحْتِيَاطِيِّ ، وَمَحْمُودِ بْنِ خِدَاشٍ ، وَعُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الأَسَدِيِّ ، وَعَبْدِ اللهِ بْنِ هَاشِمٍ الطُّوسِيِّ . رَوَى عَنْهُ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ زَوْجُ الْحُرَّةِ ، وَأبُو الْفَضْلِ الزُّهْرِيُّ ، وَأبُو حَفْصِ بْنُ شَاهِينَ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ الشِّخِّيرِ . مَاتَ ابْنُ أَبِي الْعَجُوزِ فِي سَنَةِ إِحْدَى عَشَرَةَ وَثَلاثِمِئَةٍ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّالِثَةُ تَعْدِيْلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ بَشَّارٍ : تَارِيْخُ بَغْدَادَ (ج7/ص207/3674) .(1/27)
3- يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّكَنِ (1) يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّكَنِ الْبَصْرِيُّ الْبَزَّارُ . رَوَى عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ إِدْرِيسَ ، وَبَدَلِ بْنِ الْمُحَبَّرِ ، وَبِشْرِ بْنِ ثَابِتٍ الْبَزَّارِ . رَوَى عَنْهُ الْبُخَارِيُّ ، وَأبُو دَاوُدَ ، وَالنَّسَائِيُّ ، وَإبْرَاهِيمُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الْوَلِيدِ . قَالَ النَّسَائِيُّ : لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ ، وََقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ : ثِقَةٌ . وَقَالَ صَالِحُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَسَدِيُّ الْحَافِظُ : لا بَأْسَ بِهِ . وذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : صَدُوقٌ مِنَ الْحَادِيَةَ عَشَرَةَ ، مَاتَ بَعْدَ الْخَمْسِينَ الْبُخَارِيُّ أبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّالِثَةُ تَعْدِيْلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ يَحْيَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ السَّكَنِ : تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج31/ص518/6911) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص374/6238) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج11/ص239/445) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص596/7636) .(1/28)
4- إسْحَاقُ بْنُ إِدْرِيسَ (1) إسْحَاقُ بْنُ إِدْرِيسَ الأُسْوَارِيُّ ، نُسِبَ إِلَى قَرْيَةِ أُسْوَارِيَّةَ عَلَى بَابِ بَلَدِ أَصْبَهَانَ الْبَصْرِيُّ ، أَبُو يَعْقُوبَ . رَوَى عَنْ هَمَّامٍ ، وَأَبَانِ ، وَهِشَامٍ ، وَأَبِى مُعَاوِيَةَ ، وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ جَعْفَرٍ . وَعَنْهُ عُمَرُ بْنُ شَبَّةَ ، وَابْنً الْمُثَنَّى ، وَيَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ . تَرَكَهُ ابْنُ الْمَدِينِيِّ . وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ : وَاهٍ . وَقَالَ الْبُخَارِيُّ : تَرَكَهُ النَّاسُ . وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ : مُنْكَرُ الْحَدِيثِ . وَقَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ : كَذَّابٌ يَضَعُ الْحَدِيثَ . قَالَ أبُو حَاتِمٍ : ضَعِيفُ الْحَدِيثِ . وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ : كَانَ يَسْرِقُ . وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى : وَاهِي الْحَدِيثِ . وَقَالَ النَّسَائِيُّ : بَصْرِيٌّ مَتْرُوكٌ . وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ : لَهُ أَحَادِيثُ وَهُوَ إِلَى الضَّعْفِ أَقْرَبُ . مَرْتَبَتُهُ : الْخَامِسَةُ تَجْرِيْحَاً .
5- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 30 ] .
قَالَ أَبُو الْفَرَجِ ابْنُ الْجَوْزِيِّ : أَجْمَعُوا عَلَى ضَعْفِهِ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ إسْحَاقَ بْنِ إِدْرِيسَ : التَّارِيْخُ الأَوْسَطُ (ج2/ص318/2749) ، الضُّعَفَاءُ لِلنَّسَائِيِّ (ج1/ص18/46) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج2/ص213/729) ، الْمَجْرُوحِينَ (ج1/ص135/58) ، الضُّعَفَاءُ وَالْمَتْرُوكِينَ لابْنِ الْجَوْزِيِّ (ج1/ص99/305) ، الْكَشْفُ الْحَثِيثُ (ج1/ص63/117) ، الْمُؤْتَلِفُ وَالْمخْتَلِفُ (ج1/ص156) ، لِسَانُ الْمِيزَانِ (ج1/ص352/1088) .(1/29)
6- سَلَمَةُ بْنُ دِينَارٍ (1) سَلَمَةُ بْنُ دِينَارٍ أَبُو حَازِمٍ الأَعْرَجُ الأَفْرَزُ التَّمَّارُ الْمَدَنِيُّ الْقَاصُّ ، مَوْلَى الأَسْوَدِ بْنِ سُفْيَانَ الْمَخْزُومِيُّ . رَوَى عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ ، وَأَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ ، وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ وَغَيْرِهِمْ . وَعَنْهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، وَالْحَمَّادَانِ ، وَالسُّفْيَانَانِ وَخَلْقٌ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ عَابِدٌ مِنَ الْخَامِسَةِ مَاتَ فِي خِلافَةِ الْمَنْصُورِ بَعْدَ سَنَةِ أَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ الْكُتُبُ السِّتَّةُ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيْلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ سَلَمَةَ بْنِ دِينَارٍ : تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج11/ص272/2450) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص452/2029) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج4/ص126/247) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص247/2489) .(1/30)
7- سَهْلُ بْنُ سَعْدٍ السَّاعِدِيُّ (1) سَهْلُ بْنُ سَعْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ كَعْبِ بْنِ الْخَزْرَجِ الأَنصَارِيُّ السَّاعِدِيُّ أَبُو الْعَبَّاسِ ، لَهُ وَلأَبِيهِ صُحْبةٌ . رَوَى عَنْ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، وَعَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ ، وَعَاصِمِ بْنِ عَدِيٍّ ، وَمَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ وَهُوَ دُونَهُ . وَعَنْهُ ابْنُهُ عَبَّاسٌ ، وَالزُّهْرِيُّ ، وَأَبُو حَازِمِ بْنُ دِينَارٍ وَغَيْرُهُمْ . وَقَدْ أَدْرَكَ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ ابْنُ خَمْسَ عَشَرَةَ فِي زَمَانِهِ ، وَهُوَ آخَرُ مَنْ مَاتَ بِالْمَدِينَةِ مِنَ الصَّحَابَةِ ، مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَمَانِينَ ، وَقِيلَ بَعْدَهَا ، وَقَدْ جَازَ الْمِئَةَ الْكُتُبُ السِّتَّةُ . وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ : كَانَ اسْمُهُ حَزْنَاً ، فَسَمَّاهُ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - سَهْلاً .
رَابِعَاً : الْحَكَمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
هَذَا الْحَدِيثُ إِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ جِدَّاً لأَنَّ فِيهِ إسْحَاقُ بْنُ إِدْرِيسَ ، وَهُوَ مُجَمْعٌ عَلَى تَرْكِهِ ، وَفِيهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ وَهُوَ مُجَمْعٌ عَلَى ضَعْفِهِ .
وَقَالَ الْهَيْثَمِيُّ فِي ( مَجْمَعِ الزَّوَائِدِ ج5/ص147) : رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيْرِ وَالأَوْسَطِ ، وَفِيهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ وَهُوَ ضَعِيفٌ . وَلا أَدْرِي لِمَاذَا سَكَتَ الْهَيْثَمِيُّ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ إِدْرِيسَ ! .
__________
(1) تَرْجَمَةُ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج4/ص97/2092) ، الاسْتِيعَابُ (ج2/ص664/1089) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج12/ص188/2612 الْكَاشِفُ (ج1/ص469/2171) ، الإِصَابَةُ (ج3/ص200/3535) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج4/ص221/441) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص257/2658) .(1/31)
خَامِسَاً : مَعْنَى الْحَدِيثِ
قَالَ فِي عَوْنِ الْمَعْبُودِ : اخْتَلَفَ النَّاس فِي هَذِهِ الأَحَادِيثِ ، وَأَشْكَلَتْ عَلَيْهِمْ :
[1] فَطَائِفَةٌ سَلَكَتْ بِهَا مَسْلَكَ التَّضْعِيف ، وَعَلَّلَتْهَا كُلّهَا .
[2] وَطَائِفَةٌ اِدَّعَتْ أَنَّ ذَلِكَ كَانَ أَوَّلَ الإِسْلام ثُمَّ نُسِخَ . وَاحْتَجَّتْ بِحَدِيثِ أَبِي مُوسَى عَنْ النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : « أُحِلَّ الذَّهَبُ وَالْحَرِيرُ لِلإِنَاثِ مِنْ أُمَّتِي ، وَحَرُمَ عَلَى ذُكُورِهَا » . قَالَ التِّرْمِذِيُّ : حَدِيثٌ صَحِيحٌ .
وَرَوَاهُ اِبْن مَاجَهْ فِي سُنَنه مِنْ حَدِيث عَلِيٍّ ، وَعَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو عَنِ النَّبِيِّ .
[3] وَطَائِفَةٌ حَمَلَتْ أَحَادِيثَ الْوَعِيدِ عَلَى مَنْ لَمْ تُؤَدِّ زَكَاةَ حُلِيّهَا ، فَأَمَّا مَنْ أَدَّتْهُ ، فَلا يَلْحَقهَا هَذَا الْوَعِيد . وَاحْتَجُّوا بِحَدِيثِ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ : أَنَّ اِمْرَأَةً مِنَ الْيَمَنِ أَتَتْ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ، وَمَعَهَا اِبْنَةٌ لَهَا ، وَفِي يَدِ اِبْنَتهَا مَسَكَتَانِ غَلِيظَانِ مِنْ ذَهَبٍ ، فَقَالَ لَهَا : أَتُؤَدِّينَ زَكَاة هَذَا ، قَالَ : « أَيَسُرُّك أَنْ يُسَوِّركِ اللهُ بِهِمَا يَوْمَ الْقِيَامَة سِوَارَيْنِ مِنْ نَارٍ » ، قَالَ : فَخَلَعَتْهُمَا ، فَأَلْقَتْهُمَا إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، وَقَالَتْ : هُمَا للهِ وَلِرَسُولِهِ ، وَبِمَا رَوَى أَبُو دَاوُدَ عَنْ أُمّ سَلَمَة قَالَتْ : كُنْتُ أَلْبَسَ أَوْضَاحَاً مِنْ ذَهَبٍ ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ؛ أَكَنْزٌ هُوَ ؟ ، فَقَالَ : « مَا بَلَغَ أَنْ تُؤَدِّي زَكَاته فَزَكِّي ، فَلَيْسَ بِكَنْزٍ » ، وَهَذَا مِنْ أَفْرَادِ ثَابِتِ بْنِ عَجْلانَ ، وَاَلَّذِي قَبْلَهُ مِنْ أَفْرَادِ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ .
[(1/32)
4] وَطَائِفَةٌ مِنْ أَهْل الْحَدِيث حَمَلَتْ أَحَادِيثَ الْوَعِيدِ عَلَى مَنْ أَظْهَرَتْ حِلْيَتهَا وَتَبَرَّجَتْ بِهَا ، دُونَ مَنْ تَزَيَّنَتْ بِهَا لِزَوْجِهَا . وَقَدْ تَرْجَمَ النَّسَائِيُّ فِي سُنَنِهِ عَلَى ذَلِكَ : الْكَرَاهَةُ لِلنِّسَاءِ فِي إِظْهَار الْحُلِيِّ وَالذَّهَبِ ، ثُمَّ سَاقَ أَحَادِيثَ الْوَعِيدِ . وَاللهُ أَعْلَم .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 158 }
وَيُؤَيِّدُهُ مَا أَخْرَجَهُ أحْمَدُ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ قَالَتْ : دَخَلْتُ أَنَا وَخَالَتِي عَلَى النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، وَعَلَيْهَا أَسْوِرَةٌ من ذَهَبٍ ، فَقَالَ لَنَا : « أَتُعْطِيَانِ زَكَاتَهُ ؟ » ، قَالَتْ : فَقُلْنَا : لا ، قَالَ : « أَمَا تَخَافَانِ أن يُسَوِّرَكُمَا الله أَسْوِرَةً من نَارٍ ؛ أدي زَكَاتَهُ » .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ فِي ( مُسْنَدِهِ ج6/ص461/27655) قَالَ : حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ قَالَتْ : دَخَلْتُ أَنَا وَخَالَتِي عَلَى النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، وَعَلَيْهَا أَسْوِرَةٌ من ذَهَبٍ ، فَقَالَ لَنَا : « أَتُعْطِيَانِ زَكَاتَهُ ؟ » ، قَالَتْ : فَقُلْنَا : لا ، قَالَ : « أَمَا تَخَافَانِ أن يُسَوِّرَكُمَا الله أَسْوِرَةً من نَارٍ ؛ أدي زَكَاتَهُ » .
ثَانِيَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ(1/33)
1- عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ (1) عَلِيُّ بْنُ عَاصِمِ بْنِ صُهَيْبٍ الْوَاسِطِيُّ أَبُو الْحَسَنِ التَّيْمِيُّ مَوْلاهُمْ . رَوَى عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ ، وَحُمَيْدٍ الطَّوِيلِ ، وَعَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ وَجَمَاعَةٍ . رَوَى عَنْهُ يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ وَمَاتَ قَبْلَهُ ، وَعَفَّانُ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَعَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ وَآخَرُونَ . وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ أَبِيهِ : كَانَ يَغْلَطُ وَيُخْطِئُ ، وَكَانَ فِيهِ لِجَاجٌ ، وَلَمْ يَكُنْ مُتَّهَمَاً بِالْكَذِبِ وَلَمْ يَرَ بِالرِّوَايَةِ عَنْهُ بَأْسَاً . وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ : كَانَ كَثِيْرَ الْغَلَطِ وَكَانَ رُدَّ عَلَيْهِ لَمْ يَرْجِعْ . وَقَالَ صَالِحُ بْنُ مُحَمَّدٍ : لَيْسَ هُوَ عِنْدِي مِمَّنْ يَكْذِبُ وَلَكِنْ يَهِمُ ، وَهُوَ سَيْءُ الْحِفْظَ كَثِيْرُ الْوَهْمِ يَغْلَطُ فِي أَحَادِيثَ يَرْفَعُهَا وَيَقْلِبُهَا ، وَسَائِرُ حَدِيثِهِ صَحِيحٌ مُسْتَقِيمٌ . وَقَالَ السَّاجِيُّ : كَانَ مِنْ أَهْلِ الصِّدْقِ لَيْسَ بِالْقَوِيِّ فِي الْحَدِيثِ . وَرُوِيَ عَنْ شُعْبَةَ أَنَّهُ قَالَ : لا تَكْتُبُوا عَنْهُ . قَالَ الْبُخَارِيُّ لَيْسَ بِالْقَوِيِّ عِنْدَهُمْ . وَقَالَ مَرَّةً : يَتَكَلَّمُونَ فِيهِ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ عَلِيِّ بْنِ عَاصِمٍ : الضُّعَفَاءُ لِلنَّسَائِيِّ (ج1/ص76/430) ، الْمَجْرُوحِينَ (ج2/ص113/692) ، الضُّعَفَاءُ الْكَبِيْرُ (ج3/ص245/1244) ، الْكَامِلُ فِي الضُّعَفَاءِ (ج5/ص191/1348) ، الضُّعَفَاءُ وَالْمَتْرُوكِينَ لابْنِ الْجَوْزِيِّ (ج2/ص195/2385، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج20/ص504/4094) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص42/3935) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج7/ص302/572) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص403/4758) .(1/34)
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ : كَانَ يَغْلَطُ وَيَثْبُتُ عَلَى غَلَطِهِ . وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ : مَا زِلْنَا نَعْرِفُهُ بِالْكَذِبِ . وَكَانَ أَحْمَدُ يُسِئُ الرَّأْيَ فِيهِ . وَقَالَ يَحْيَى : لَيْسَ بِشَيْءٍ . وَقَالَ النسائيُّ : مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ . قَالَ ابْنُ الْجَوْزِىِّ : وَجُمْلَةُ مَنْ يَجِئُ فِي الْحَدِيثِ عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ أَرْبَعَةٌ لَمْ يُطْعَنْ فِي غَيْرِ هَذَا . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : صَدُوقٌ يخطئُ وَيُصِرُّ ، وَرُمِيَ بِالتَّشَيُّعِ مِنَ التَّاسِعَةِ مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَمِئَتَيْنِ ، وَقَدْ جَاوَزَ التِّسْعِينَ أبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ ابْنُ مَاجَهْ . مَرْتَبَتُهُ : الرَّابِعَةُ تَعْدِيْلاً .(1/35)
2- عَبْدُ اللهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ (1) عَبْدُ اللهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ الْقَارِيُّ الْمَكِّيُّ أَبُو عُثْمَانَ . رَوَى عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ وَصَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ ، وَقِيلَ أُمِّ بَنِي أَنْمَارٍ وَلَهَا صُحْبَةٌ ، وَشَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ وَجَمَاعَةٍ . وَعَنْهُ السُّفْيَانَانِ ، وَمَعْمَرٌ ، وَعَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ وَغَيْرُهُمْ . فَالَ ابْنُ مَعِينٍ : ثِقَةٌ حُجَّةٌ . وَقَالَ الْعِجْلِيُّ : ثِقَةٌ . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ : مَا بِهِ بَأْسٌ صَالِحُ الْحَدِيثِ . وَقَالَ النَّسَائِيُّ : ثِقَةٌ . وَقَالَ مَرَّةً : لَيْسَ بِالْقَوِيِّ . وذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ : وَكَانَ يُخْطِئُ . وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ : ثِقَةٌ وَلَهُ أَحَادِيثُ حَسَنَةٌ . وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ : مُنْكَرُ الْحَدِيثِ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : صَدُوقٌ مِنَ الْخَامِسَةِ مَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ الْبُخَارِيُّ تَعْلِيقَاً وَمُسْلِمٌ وَالأَرْبَعَةُ . مَرْتَبَتُهُ : الثالثةُ تَعْدِيْلاً .
3- شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 32 ] . صَدُوقٌ كَثِيْرُ الإِرْسَالِ وَالأَوْهَامِ .
4- أَسْمَاءُ بِنْتُ يَزِيدَ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 155 ] .
ثَالِثَاً : الْحَكَمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
__________
(1) تَرْجَمَةُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج5/ص146/443) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج15/ص279/3417) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص572/2849) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج5/ص275/536) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص313/3466) .(1/36)
هَذَا الْحَدِيثُ إِسْنَادُهُ حَسَنٌ رِجَالُهُ كُلُّهُمْ صَدُوقُونَ . وَقَدْ سَكَتَ عَنْهُ ابْنُ حَجَرٍ فِي ( تَلْخِيصِ الْحَبِيْرِ ج2/ص176) . وَقَالَ الْعِينِيُّ رَادَّاً عَلَى ابْنِ الْجَوْزِيِّ ( عُمْدَةُ الْقَاري ج9/ص34) : قَالَ ابْنُ الْجَوْزِيِّ : وَعَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ رَمَاهُ يَزِيدُ بْنُ هَارُوَن بِالْكَذِبِ وَعَبْدُ اللهِ بْنُ خُثَيْمٍ ، قَالَ ابْنُ مَعِينٍ : أَحَادِيُثُه لَيْسَتْ بِالْقَوِيَّةِ ، وَشَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ : لا يُحْتَجُّ بِحَدِيثِهِ . قُلْتُ : ذَكَرَ فِي تَهْذِيبِ الْكَمَالِ : وَسُئِلَ أَحْمَدُ عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَاصِمٍ ، فَقَالَ : هُوَ وَاللهِ عِنْدِي ثِقَةٌ وَأَنَا أُحَدِّثُ عَنْهُ ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ خُثَيْمٍ ، قَالَ ابْنُ مَعِينٍ : هُوَ ثِقَةٌ حُجَّةٌ ، وَشَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ قَالَ أَحْمَدُ : مَا أَحْسَنَ حَدِيثَهُ ، وَوَثَّقَهُ ، وَعَنْ يَحْيَى : هُوَ ثِقَةٌ ، وَقَالَ أبُو زُرْعَةَ : هُوَ لا بَأْسَ بِهِ ، فَظَهَرَ مِنْ هِذَا كُلِّهِ سُقُوطُ كَلامِ ابْنِ الْجَوْزِيِّ ، وَصِحَّةُ الْحَدِيثِ .
وَقَالَ الْمُبَارَكْفُورِيُّ فِي ( تُحْفَةِ الأَحْوَذِيِّ ج3/ص227) : عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ مُتَكَلَّمٌ فِيهِ ، قَالَ الْبُخَارِيُّ : لَيْسَ بِالْقَوِيِّ عِنْدَهُمْ ، يَتَكَلَّمُونَ فِيهِ ، كَذَا فِي الْمِيزَانِ ، وَشَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ صَدُوقٌ كَثِيْرُ الإِرْسَالِ وَالأَوْهَامِ كَمَا فِي التَّقْرِيبِ . فَفِي صِحَّةِ حَدِيثِ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ نَظَرٌ ، لَكِنْ لا شَكَّ فِي أَنَّهُ يَصْلُحُ لِلاسْتِشْهَادِ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 159 }(1/37)
وَأَخْرَجَ الْبَزَّارُ وَالطَّبَرَانِيُّ فِي الأَوْسَطِ بِسَنَدٍ جَيِّدٍ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ : رَأَى النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - جُبَّةً مُجيبةً (1) بِحَرِيرٍ ، فَقَالَ : « طَوْقٌ مِنْ نَارٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ » . مُجيبةً أَيْ لَهَا جَيْبٌ وَهُوَ الطَّوْقُ .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي ( الْمُعْجَمِ الأَوْسَطِ ج8/ص73/8000) قَالَ : حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ ثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ نَا الأَزْهَرُ بْنُ رَاشِدٍ نَا سُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ : رَأَى النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - جُبَّةً مُجببةً بِحَرِيْرٍ ، فَقَالَ : « طَوْقٌ مِنْ نَارٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ » .
وَقَالَ : لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ مُعَاذٍ إِلاَّ بِهَذَا الإِسْنَادِ ، تَفَرَّدَ بِهِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ .
وَأَخْرَجَهُ الْبَزَّارُ فِي ( مُسْنَدِهِ ج7/ص103/ 2659) مِنْ طَرِيقِ الْهَيْثَمِ بْنِ خَارِجَةَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ بِِمِثْلِهِ .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي ( التَّارِيْخِ الْكَبِيْرِ ج1/ص456/1461) مِنْ طَرِيقِ الْهَيْثَمِ بْنِ خَارِجَةَ ، والطَّبَرَانِيُّ فِي ( الْمُعْجَمِ الْكَبِيْرِ ج20/ص118/ 236) مِنْ طَرِيقِ عبد الْوَهَّابِ بْنِ الضَّحَّاكِ ، كلاهما عن إِسْمَاعِيلُ بن عَيَّاشٍ بِنَحْوِهِ .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
__________
(1) فِى الْمَخْطُوطَةِ (أ) مجبية والصواب ما اثبتناه .(1/38)
1- مُوسَى بْنُ هَارُونَ الْحَمَّالُ (1) مُوسَى بْنُ هَارُونَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَرْوَانَ الْحَافِظُ الإِمَامُ الْحُجَّةُ ابْنِ عِمْرَانَ بْنِ الْمُحَدِّثِ أَبِي مُوسَى الْحَمَّالُ الْبَغْدَادِيُّ الْبَزَّارُ مُحَدِّثُ الْعِرَاقِ . سَمِعَ أَبَاهُ ، وَعَلِيَّ بْنَ الْجَعْدِ ، وَأَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ ، وَخَلَفَ بْنَ هِشَامٍ ، وَطَبَقَتَهُمْ ، وَصَنَّفَ وَجَمَعَ . حَدَّثَ عَنْهُ أَبُو سَهْلٍ الْقَطَّانُ ، وَأَبُو الطَّاهِرِ الذُّهْلِيُّ ، وَالطَّبَرَانِيُّ ، وَخَلْقٌ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ حَافِظٌ كَبِيْرٌ بَغْدَادِيٌّ مِنْ صِغَارِ الْحَادِيَةَ عَشَرَةَ ، وُلِدَ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشَرَةَ وَمِئَتَيْنِ ، وَمَاتَ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ وَمِئَتَيْنِ .
مَرْتَبَتُهُ : الأولَى تَعْدِيْلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ مُوسَى بْنِ هَارُونَ الْحَمَّالِ : تَارِيْخُ بَغْدَادَ (ج13/ص50/7019) ، طَبَقَاَتُ الْحَنَابِلَةِ (ج1/ص334/481) ، تَذْكِرَةُ الْحُفَّاظِ (ج2/ص669/689) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص554/7022) ، طَبَقَاتُ الْحُفَّاظِ (ج1/ص296/667) .(1/39)
2- دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ (1) دَاوُدَ بْنُ رُشَيْدٍ الْهَاشِمِيُّ مَوْلاهُمْ أَبُو الْفَضْلِ الْخَوَارِزِمِيُّ سَكَنَ بَغْدَادَ . رَوَى عَنْ هُشَيْمٍ ، وَالْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ ، وَابْنِ عُلَيَّةَ ، وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ وَجَمَاعَةٍ . وَعَنْهُ مُسْلِمٌ ، وَأَبُو دَاوُدَ ، وَابْنُ مَاجَهْ ، وَغَيْرُهُمْ . قَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ مِنَ الْعَاشِرَةِ مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاثِينَ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ وَأَبُو دَاوُدَ النَّسَائِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيْلاً .
3- إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 154] . صَدُوقٌ فِي رِوَايَتِهِ عَنْ أَهْلِ بَلَدِهِ ، مُخَلِّطٌ فِي غَيْرِهِمْ .
4- الأَزْهَرُ بْنُ رَاشِدٍ (2) الأَزْهَرُ بْنُ رَاشِدٍ الْكِنْدِيُّ . رَوَي عَنْ سُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ ، وَأَبِي أُمَامَةَ . رَوَى عَنْهُ إسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ دَاوُدَ بْنِ رُشَيْدٍ الْهَاشِمِيِّ : تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج8/ص388/1758) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص379/1438) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج3/ص159/350، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص198/1784) .
(2) تَرْجَمَةُ الأَزْهَرِ بْنِ رَاشِدٍ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج1/ص456/1461) ، الثِّقَاتُ (ج6/ص68/6764) .(1/40)
5- سُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ (1) سُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ الْكِلاعِيُّ ، وَيُقَالُ الْخَبَائِرِيُّ أَبُو يَحْيَى الْحِمْصِيُّ . رَوَى عَنْ أَبِي أُمَامَةَ ، وَعَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ ، وَعَوْفِ بْنِ مَالِكٍ ، وَجُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ وَعِدَّةٍ . وَعَنْهُ صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو ، وَحَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ ، وَيَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ وَغَيْرُهُمْ .
وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ مِنَ الثَّالِثَةِ ، غَلَطَ مَنْ قَالَ إِنَّهُ أَدْرَكَ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - ، مَاتَ سَنَةَ ثَلاثِينَ وَمِئَةٍ الْبُخَارِيُّ فِي التاريْخِ وَمُسْلِمٌ وَالأَرْبَعَةُ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيْلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ سُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج4/ص211/909) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص456/2064) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج4/ص146/291) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص249/2527) .(1/41)
6- جُبَيْرُ بْنُ نُفَيْرٍ (1) جُبَيْرُ بْنُ نُفَيْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَامِرٍ الْحَضْرَمِيُّ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ . أَدْرَكَ زَمَانَ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، وَرَوَى عَنْهُ ، وَعَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ - رضي الله عنه - مُرْسَلاً ، وَعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَفِي سَمَاعِهِ مِنْهُ نَظَرٌ ، وَعَنْ أَبِيهِ ، وَأَبِي ذَرٍّ ، وَأَبِي الدَّرْدَاءِ ، وَعُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ وَخَلْقٍ . وَعَنْهُ ابْنُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ ، وَمَكْحُولٌ ، وَخَالِدُ بْنُ مَعْدَانَ وَغَيْرُهُمْ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ جَلِيلٌ مِنَ الثَّانِيَةِ مُخْضَرَمٌ ، وَلأَبِيهِ صُحْبَةٌ ، فَأَمَّا هُوَ مَا وَفِدَ إِلاَّ فِي عَهْدِ عُمَرَ ، مَاتَ سَنَةَ ثَمَانِينَ ، وَقِيلَ بَعْدَهَا الْبُخَارِيُّ فِي التاريْخِ وَمُسْلِمٌ وَالأَرْبَعَةُ . مَرْتَبَتُهُ : الأولَى تَعْدِيْلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ : مَعْرِفَةُ الثِّقَاتِ (ج1/ص266/212 ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج2/ص512/2116، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج4/ص509/905) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص290/761، جامع التحصيل ج1/ص153/88) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج2/ص56/103، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص138/904) .(1/42)
7- مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ (1) مُعَاذُ بْنُ جَبْلِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أَوْسٍ الأَنْصَارِيُّ الْخَزْرَجِيُّ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ . مَشْهُورٌ مِنْ أَعْيَانِ الصَّحَابَةِ شَهِدَ بَدْرَاً وَمَا بَعْدَهَا ، وَكَانَ إِلَيْهِ الْمُنْتَهَى فِي الْعِلْمِ بِالأَحْكَامِ وَالْقُرْآنِ . كَانَ أُمَّةً قَانِتَاً للهِ حَنِيفَاً . أَسْلَمَ وَهُوَ ابْنُ ثَمَانِي عَشَرَةَ سَنَةً ، وَشَهِدَ بَدْرَاً وَالْعَقَبَةَ وَالْمَشَاهِدَ ، ورَوَى عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - . وَعَنْهُ ابْنُ عَبَّاسٍ ، وَأَبُو مُوسَى الأَشْعَرِيُّ ، وَأَنَسٌ ، وَجَابِرٌ ، وَمَسْرُوقٌ ، وَعَطَاءُ بْنُ يَسَارٍ ، وَخَلْقٌ . تُوُفِّيَ بِالطَّاعُونِ سَنَةَ 18 بِالأَرْدُنِ عَنْ ثَمَانٍ وَثَلاثِينَ سَنَةً الْكُتُبُ السِّتَّةُ .
رَابِعَاً : الْحَكَمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
هَذَا الْحَدِيثُ إِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ لأَنَّ فِيهِ الأَزْهَرُ بْنُ رَاشِدٍ ، وَهُوَ مَجْهُولٌ .
وَقَالَ الْهَيْثَمِيُّ فِي ( مَجْمَعِ الزَّوَائِدِ ج5/ص142) : رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الأَوْسَطِ وَالْكَبِيْرِ بِنَحْوِهِ ، وَالْبَزَّارُ ، وَرِجَالُ الأَوْسَطِ ثِقَاتٌ .
وَأَمَّا إِسْنَادُ الطَّبَرَانِيِّ الْكَبِيْرِ ، فَفِيهِ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الضَّحَّاكِ ، وَهُوَ مَتْرُوكٌ كَذَّبَهُ أَبُو حَاتِمٍ ، كَمَا قَالَ ابْنُ حَجَرٍ ( تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ ج1/ص368/4257) .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 160 }
__________
(1) تَرْجَمَةُ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ : تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج28/ص105/6020) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص272/5497) ، الإِصَابَةُ (ج6/ص136/8043) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج10/ص169/349) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص535/6725) .(1/43)
وَأَخْرَجَ أَحْمَدُ وَأَبُو يَعْلَى وَالطَّبَرَانِيُّ بِسَنَدٍ جَيِّدٍ عَنْ هُبَيْبِ بْنِ مُغْفِلٍ : أَنَّهُ رَأَى رَجُلاً قَامَ فَجَرَّ إِزْارَهُ ، فَقَالَ هُبِيبٌ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : « مَنْ وَطِئَ خُيَلاَءَ ، وَطِئَهُ فِي النَّارِ » .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ فِي ( مُسْنَدِهِ ج4/ص237/ 18102 ) قَالَ : حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ ، قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ : وَسَمِعْتُهُ أنَا مِنْ هَارُونَ قَالَ حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ أَسْلَمَ أَبِي عِمْرَانَ عَنْ هُبَيْبِ بْنِ مُغْفِلٍ الْغِفَارِيِّ : أَنَّهُ رَأَى مُحَمَّدَاً الْقُرَشِيَّ قَامَ يَجُرُّ إِزَارَهُ ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ هُبَيْبٌ ، فَقَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : « مَنْ وَطِئَهُ خُيَلاَءَ ، وَطِئَهُ فِي النَّارِ » .
وأَخْرَجَهُ أَحْمَدُ أَيْضَاً فِي ( مُسْنَدِهِ ج4/ص237/18103) ، وَالطَّبَرَانِيُّ فِي ( الْمُعْجَمِ الْكَبِيْرِ ج22/ص206/ 543) مِنْ طَرِيقِ ابْنِ لَهِيعَةَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ بِِمِثْلِهِ . وأَخْرَجَهُ أبُو يَعْلَي فِي ( مُسْنَدِهِ ج3/ص111/1542 ) مِنْ طَرِيقِ عَمْرُو بْنِ الْحَارِثِ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ بِِمِثْلِهِ .
ثَانِيَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
الْحَدِيثُ مَدَارُهُ عَلَى يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ ، رَوَاهُ عَنْهُ ابْنُ لَهِيعَةَ ، وَعَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ .(1/44)
1- هَارُونُ بن مَعْرُوفٍ (1) هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ الْمَرْوَزِيُّ أَبُو عَلِيٍّ الْخَزَّازُ الضَّرِيرُ نَزِيلُ بَغْدَادَ . رَوَى عَنِ الدَّرَاوَرْدِيِّ وَابْنِ الْمُبَارَكِ ، وَابْنِ وَهْبٍ وَغَيْرِهِمْ . رَوَى عَنْهُ مُسْلِمٌ ، وَأَبُو دَاوُدَ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَأَبُو حَاتِمٍ ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ وَآخَرُونَ . قَالَ ابْنُ مَعِينٍ وَالْعِجْلِيُّ وَأَبُو زُرْعَةَ وَأَبُو حَاتِمٍ وَصَالِحُ بْنُ مُحَمَّدٍ : ثِقَةٌ . وَقَالَ ابْنُ قانعٍ : ثِقَةٌ ثَبْتٌ .
وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ مِنَ الْعَاشِرَةِ مَاتَ سَنَةَ إحْدَى وَثَلاثِينَ ، وَلَهُ أَرْبَعٌ وَسَبْعُونِ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ وَأَبُو دَاوُدَ .
مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيْلاً .
2- عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 30 ] . ثِقَةٌ ثَبْتٌ حُجَّةٌ مُصَنِّفٌ مُكْثِرٌ .
3- عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ الْمِصْرِيُّ . سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 39 ] . ثِقَةٌ فَقِيهٌ حَافِظٌ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ هَارُونَ بْنِ مَعْرُوفٍ : تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج30/ص107/6526) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص331/5919) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج11/ص12/25) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص569/7242) .(1/45)
4- يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ (1) يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ ، وَاسْمُهُ سُوَيْدٌ الأَزْدِيُّ مَوْلاهُمْ أَبُو رَجَاءٍ الْمِصْرِيُّ . رَوَى عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ جَزْءٍ الزَّبِيدِيِّ ، وَأَسْلَمَ بْن يَزِيدَ أَبِي عِمْرَانَ ، وَخَلْقٍ . وَعَنْهُ سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ ، وَعَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ ، وَابْنُ لَهِيعَةَ ، وَاللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ ، وَآخَرُونَ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ فقيه ، وَكَانَ يُرْسِلُ مِنَ الْخَامِسَةِ ، مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ وَمِئَةٍ ، وَقَدْ قَارَبَ الثَّمَانِينَ الْكُتُبُ السِّتَّةُ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيْلاً .
5- ابْنُ يَزِيدَ أَبُو عِمْرَانَ (2) أَسْلَمُ بْنُ يَزِيدَ أَبُو عِمْرَانَ التُّجِيبِيُّ الْمِصْرِيُّ . رَوَى عَنْ أَبِي أَيُّوبَ ، وَعُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ ، وَسَلَمَةَ بْنِ مَخْلَدٍ ، وَهُبِيبِ بْنِ مُغَفَّلٍ ، وَغَيْرِهِمْ . وَعَنْهُ سَعِيدُ بْنُ أَبِي هِلالٍ ، وَيَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ وَغَيْرُهُمَا .
وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ مِنَ الثَّالِثَةِ أبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ وَالنَّسَائِيُّ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيْلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ يَزِيدَ بْنِ أَبِى حَبِيبٍ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج8/ص324/3181) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج32/ص102/6975) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص381/6289) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج11/ص278/515) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص600/7701) .
(2) تَرْجَمَةُ أَسْلَمَ بْنِ يَزِيدَ أبِي عِمْرَانَ : الْكَاشِفُ (ج1/ص242/339) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص232/499) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص104/404) .(1/46)
6- هُبَيْبُ بْنُ مُغَفَّلٍ الْغِفَارِيُّ (1) هُبِيبُ بْنُ مُغَفَّلٍ الْغِفَارِيُّ كَانَ بِالْحَبَشَةِ ، ثُمَّ أَسْلَمَ وَهَاجَرَ ، وَشَهِدَ فَتْحَ مِصْرَ ، ثُمَّ سَكَنَهَا ، وَحَدِيثُهُ عِنْدَهُمْ . وَمِنْ حَدِيثِهِ عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِي الإِزْارِ « مَنْ وَطِئَهُ خُيَلاءَ وَطِئَهُ فِي النَّارِ » . لَمْ يَرْوِ عَنْهُ إِلاَّ أَسْلَمُ أَبُو عِمْرَانَ التُّجِيبِيُّ .
ثَالِثَاً : الْحَكَمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
هَذَا الْحَدِيثُ إِسْنَادُهُ صَحِيحٌ لأَنَّ رِجَالَهُ ثِقَاتٌ . وَقَالَ ( مَجْمَعُ الزَّوَائِدِ ج5/ص125) : رَوَاهُ أَحْمَدُ وَأَبُو يَعْلَى وَالطَّبَرَانِيُّ وَرِجَالُ أَحْمَدَ رِجَالُ الصَّحِيحِ خَلا أَسْلَمَ أَبَا عِمْرَانَ ، وَهُوَ ثِقَةٌ .
رَابِعَاً : مَعْنَى الْحَدِيثِ
__________
(1) تَرْجَمَةُ هُبِيبِ بْنِ مُغَفَّلٍ الْغِفَارِيِّ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج8/ص257/2907) ، المنفردات والوحدان (ج1/ص70/60) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج9/ص120/503) ، الثِّقَاتُ (ج3/ص434/1422) ، الاستيعاب (ج4/ص1548/2702) ، معجم الصحابة (ج3/ص212/1194) .(1/47)
قَالَ أَبُو زَكَرِيَّا النَّوَوِيُّ فِي شَرْحِ مُسْلِمٍ (1) : قَوْلُهُ - صلى الله عليه وسلم - « لا يَنْظُرِ اللهُ إِلَى مَنْ جَرَّ ثَوْبَهُ خُيَلاءَ » قَالَ الْعُلَمَاءُ : الْخُيَلاء بِالْمَدِّ ، وَالْمَخِيلَةُ ، وَالْبَطَرُ ، وَالْكِبْرُ ، وَالزَّهْوُ ، وَالتَّبَخْتُرُ ، كُلّهَا بِمَعْنَىً وَاحِدٍ ، وَهُوَ حَرَامٌ . وَيُقَال : خَالَ الرَّجُلُ وَاخْتَالَ اِخْتِيَالاً إِذَا تَكَبَّرَ ، وَهُوَ رَجُل خَالٍ أَيْ مُتَكَبِّرٌ ، وَصَاحِبُ خَالٍ أَيْ صَاحِبَ كِبْرٍ ، وَمَعْنَى لا يَنْظُرِ اللهُ إِلَيْهِ : أَيْ لا يَرْحَمُهُ ، وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِ نَظَرَ رَحْمَةٍ . وَأَمَّا فِقْهُ الأَحَادِيثِ فَقَدْ سَبَقَ فِي كِتَابِ الإِيْمَان وَاضِحَاً بِفُرُوعِهِ ، وَذِكْرنَا هُنَاكَ الْحَدِيثَ الصَّحِيحَ أَنَّ الإِسْبَالَ يَكُونُ فِي الإِزَارِ وَالْقَمِيصِ وَالْعِمَامَةِ ، وَأَنَّهُ لا يَجُوزُ إِسْبَالُهُ تَحْتَ الْكَعْبَيْنِ إِنْ كَانَ لِلْخُيَلاءِ ، فَإِنْ كَانَ لِغَيْرِهَا فَهُوَ مَكْرُوهٌ ، وَظَوَاهِرُ الأَحَادِيثِ فِي تَقْيِيدِهَا بِالْجَرِّ خُيَلاءَ تَدُلُّ عَلَى أَنَّ التَّحْرِيْمَ مَخْصُوصٌ بِالْخُيَلاءِ ، وَهَكَذَا نَصَّ الشَّافِعِيُّ عَلَى الْفَرْق كَمَا ذَكَرْنَا ، وَأَجْمَع الْعُلَمَاء عَلَى جَوَازِ الإِسْبَالِ لِلنِّسَاءِ ، وَقَدْ صَحَّ عَنْ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - الإِذْن لَهُنَّ فِي إِرْخَاء ذُيُولهنَّ ذِرَاعَاً . وَاللهُ أَعْلَمُ .
__________
(1) ج14/ص62) .(1/48)
وَأَمَّا الْقَدْرُ الْمُحْتَسَبُ فِيمَا يَنْزِلُ إِلَيْهِ طَرَفُ الْقَمِيصِ وَالإِزَارِ فَنِصْفُ السَّاقَيْنِ كَمَا فِي حَدِيثِ اِبْن عُمَرَ الْمَذْكُورِ ، وَفِي حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ : « إِزَارَةُ الْمُؤْمِنِ إِلَى أَنْصَافِ سَاقَيْهِ ، لا جُنَاحَ عَلَيْهِ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْكَعْبَيْنِ ، مَا أَسْفَلَ مِنْ ذَلِكَ فَهُوَ فِي النَّارِ » . فَالْمُسْتَحَبُّ نِصْفُ السَّاقَيْنِ ، وَالْجَائِزُ بِلا كَرَاهَةٍ مَا تَحْتَهُ إِلَى الْكَعْبَيْنِ ، فَمَا نَزَلَ عَنْ الْكَعْبَيْنِ فَهُوَ مَمْنُوعٌ . فَإِنْ كَانَ لِلْخُيَلاءِ فَهُوَ مَمْنُوع مَنْع تَحْرِيم ، وَإِلَّا فَمَنْع تَنْزِيه . وَأَمَّا الْأَحَادِيث الْمُطْلَقَة بِأَنَّ مَا تَحْت الْكَعْبَيْنِ فِي النَّار فَالْمُرَاد بِهَا مَا كَانَ لِلْخُيَلاءِ ، لأَنَّهُ مُطْلَقٌ ، فَوَجَبَ حَمْلُهُ عَلَى الْمُقَيَّدِ . وَاللهُ أَعْلَمُ . قَالَ الْقَاضِي : قَالَ الْعُلَمَاءُ : وَبِالْجُمْلَةِ يُكْرَهُ كُلُّ مَا زَادَ عَلَى الْحَاجَةِ ، وَالْمُعْتَادِ فِي اللِّبَاسِ مِنْ الطُّولِ وَالسَّعَةِ . وَاللهُ أَعْلَمُ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 161 }
وَأَخْرَجَ الشَّيْخَانِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : « مَنْ تَحَلَّمَ بِحُلْمٍ لم يَرَهُ كُلِّفَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنْ يَعْقِدَ بَيْنَ شَعِيْرَتَيْنِ وَلَنْ (1) يَعْقِدَ بَيْنَهُمَا ، وَمَنْ اسْتَمَعَ إِلَى حَدِيثِ قَوْمٍ وَهُمْ لَهُ كَارِهُونَ ، أَوْ يَفِرُّونَ مِنْهُ ، صُبَّ فِي أُذُنِهِ الآنُكُ (2)
__________
(1) فى كل المخطوطات ولم والصواب ما اثبتناه .
(2) الآنك : هو الرصاص الأبيض وقيل الأسود وقيل هو الخالص منه(النهاية فِي غريب الأثر ج1/ص77، الفائق ج1/ص60) .(1/49)
يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمَنْ صَوَّرَ صُورَةً فِي الدُّنْيَا كُلِّفَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنْ يَنْفُخَ فِيهَا الرُّوحَ ، وَلَيْسَ بِنَافِخٍ » .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي ( صَحِيحِهِ / كِتَابُ التَّعْبِيْرِ ، بَابُ مَنْ كَذَبَ فِي حُلُمِهِ ج6/ص25816635) قَالَ : حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : « مَنْ تَحَلَّمَ بِحُلْمٍ لم يَرَهُ كُلِّفَ أَنْ يَعْقِدَ بَيْنَ شَعِيرَتَيْنِ ، وَلَنْ يَفْعَلَ ، وَمَنْ اسْتَمَعَ إِلَى حَدِيثِ قَوْمٍ وَهُمْ لَهُ كَارِهُونَ ، أَوْ يَفِرُّونَ مِنْهُ ، صُبَّ فِي أُذُنِهِ الآنُكُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَمَنْ صَوَّرَ صُورَةً عُذِّبَ ، وَكُلِّفَ أَنْ يَنْفُخَ فِيهَا ، وَلَيْسَ بِنَافِخٍ » .
ثَانِيَاً : تَنْبِيهٌ
نَسَبَ الْمُصَنِّفُ الْحَدِيثَ لِمُسْلِمٍ بِهَذَا اللَّفْظِ ! ، وَلَيْسَ كَذَلِكَ ، بَلْ مُقْتَصِرَاً عَلَى ذِكْرِ الصُّورَةِ .(1/50)
قَالَ مُسْلِمٌ فِي ( صَحِيحِهِ / كِتَابُ اللِّبَاسِ ج3/ص1671/2110) : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ عَنْ النَّضْرِ بْنِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : كُنْتُ جَالِسَاً عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ ، فَجَعَلَ يُفْتِي ، وَلا يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ، حَتَّى سَأَلَهُ رَجُلٌ ، فَقَالَ : إِنِّي رَجُلٌ أُصَوِّرُ هَذِهِ الصُّوَرَ ؟ ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ : ادْنُهْ ، فَدَنَا الرَّجُلُ ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يقول : « مَنْ صَوَّرَ صُورَةً فِي الدُّنْيَا كُلِّفَ أَنْ يَنْفُخَ فِيهَا الرُّوحَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَلَيْسَ بِنَافِخٍ » .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 162 }
وَأَخْرَجَ أبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ وَالْحَاكِمُ عَنِ ابْنِ عَمْرٍو وَأَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « مَنْ سُئِلَ عَنْ عِلْمٍ فَكَتَمَهُ ، أَلْجَمَهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ » .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
[1] تَخْرِيْجُ رِوَايَةِ أَبِى هُرَيْرَةَ
أَخْرَجَهُ أبُو دَاوُدَ فِي ( سُنَنِهِ / كِتَابُ الْعِلْمِ ، بَابُ كَرَاهِيَةِ مَنْعِ الْعِلْمِ ج3/ص321/3658) قَالَ : حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ ثنا حَمَّادٌ أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَكَمِ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « مَنْ سُئِلَ عَنْ عِلْمٍ فَكَتَمَهُ ، أَلْجَمَهُ اللهُ بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ » .(1/51)
وأَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ فِي ( سُنَنِهِ / كِتَابُ الْعِلْمِ ، بَابُ مَا جَاءَ فِي كِتْمَانِ الْعِلْمِ ج5/ص29/2649) ، وَابْنُ مَاجَهْ فِي ( سُنَنِهِ / الْمُقَدِّمَةُ ، بَابُ مَنْ سُئِلَ عَنْ عِلْمٍ فَكَتَمَهُ ج1/ص97/253) كِلاهُمَا مِنْ طَرِيقِ عُمَارَةَ بْنِ زَاذَانَ ، وَأَحْمَدُ فِي ( مُسْنَدِهِ ج2/ص263/7561) ، وَمِنْ طَرِيقِهِ ابْنُ الْجَوْزِيِّ فِي ( الْعِلَلِ الْمُتَنَاهِيَةِ ج1/ص102) مِنْ طَرِيقِ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ ، وَالْحَاكِمُ فِي ( مُسْتَدْرَكِهِ / كِتَابُ الْعِلْمِ ج1/ص182/345) مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الْوَارِثِ بْنِ سَعِيدٍ ، كُلُّهُمْ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ بِمِثْلِهِ .
وَأَخْرَجَهُ ابْنُ مَاجَهْ فِي ( سُنَنِهِ / الْمُقَدِّمَةُ ، بَابُ مَنْ سُئِلَ عَنْ عِلْمٍ فَكَتَمَهُ ج1/ص98/266) قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَفْصِ بْنِ هِشَامِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ حَدَّثَنَا أَبُو إِبْرَاهِيمَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْكَرَابِيسِيُّ عَنْ ابْنِ عَوْنٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - مِثْلَهُ .
وَالْحَدِيثُ مَرْوِيٌّ مِنْ طُرُقٍ أُخْرَى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، يُقَوِي بَعْضُهَا بَعْضَاً .
[2] تَخْرِيْجُ رِوَايَةِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو(1/52)
أَخْرَجَهُ الْحَاكِمُ فِي ( مُسْتَدْرَكِهِ / كِتَابُ الْعِلْمِ ج1/ص182/346) قَالَ : حَدَّثَنَا أبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ أَنْبَأَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِىِّ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : « مَنْ كَتَمَ عِلْمَاً ، أَلْجَمَهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ » .
وَأَخْرَجَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي ( صَحِيحِهِ / كِتَابُ الْعِلْمِ ، بَابُ ذِكْرِ إِيْجَابِ الْعُقُوبَةِ فِي الْقِيَامَةِ عَلَى الْكَاتِمِ الْعِلْمِ الَّذِي يَحْتَاجُ إِلَيْهِ فِي أُمُورِ الْمُسْلِمِينَ ج1/ص298/96) مِنْ طَرِيقِ أَبِي الطَّاهِرِ بْنِ السَّرْحِ ، وَالطَّبَرَانِيُّ فِي ( الْمُعْجَمِ الأَوْسَطِ ج5/ ص186/5027) مِنْ طَرِيقِ خَالِدِ بْنِ خِدَاشٍ ، وَنُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ فِي ( زَوَائِدِ الزُّهْدِ لابْنِ الْمُبَارَكِ ج2/ص119/399) ، وَابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ فِي ( جَامِعِ بَيَانِ الْعِلْمِ ج1/ ) مِنْ طَرِيقِ سَحْنُونِ بْنِ سَعِيدٍ ، وَابْنُ الْجَوْزِيِّ فِي ( الْعِلَلِ الْمُتَنَاهِيَةِ ج1/ص99) مِنْ طَرِيقِ ابْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ ، خَمْسَتُهُمْ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ وَهْبٍ بِِمِثْلِهِ .
ثَانِيَاً : أ- دِرَاسَةُ الإِسْنَادِ الأَوَّلِ لِلْحَدِيثِ رِوَايَةُ أَبِى هُرَيْرَةَ .
1- مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 155 ] . ثِقَةٌ ثَبْتٌ .
2- حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [121] . ثِقَةٌ عَابِدٌ أَثْبَتُ النَّاسِ فِي ثَابِتٍ ، وَتَغَيَّرَ حِفْظُهُ بِأَخَرَةٍ .(1/53)
3- عَلِيُّ بْنُ الْحَكَمِ (1) عَلِيُّ بْنُ الْحَكَمِ الْبُنَانِيُّ أَبُو الْحَكَمِ الْبَصْرِيُّ . رَوَى عَنْ أَنَسٍ ، وَمَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ ، وَأَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ ، وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ ، وَنَافِعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ ، وَغَيْرِهِمْ . وَعَنْهُ جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ ، وَالْحَمَّادَانِ ، وَآخَرُونَ .
وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ ضَعَّفَهُ الأَزْدِيُّ بِلا حُجَّةٍ ، مِنَ الْخَامِسَةِ مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاثِينَ وَمِئَةٍ الْبُخَارِيُّ وَالأَرْبَعَةُ .
مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيْلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ عَلِىِّ بْنِ الْحَكَمِ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج6/ص270/2374) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج20/ص413/4057) ، تَارِيْخُ الإِسْلامِ (ج8/ص498) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص38/3907) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج7/ص273/528) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص400/4722) .(1/54)
4- عَطَاءُ بْنُ أَبِى رَبَاحٍ (1) عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ ، وَاسْمُهُ أَسْلَمُ الْقُرَشِيُّ مَوْلاهُمْ أَبُو مُحَمَّدٍ الْمَكِّيُّ . رَوَى عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَابْنِ عَمْرٍو ، وَابْنِ عُمَرَ ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ وَغَيْرِهِمْ . وَرَوَى عَنْ أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ ، وَعُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ ، وَحَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ وَخَلْقٍ . رَوَى عَنْهُ ابْنُهُ يَعْقُوبُ ، وَأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ ، وَمُجَاهِدٌ ، وَالزُّهْرِيُّ ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ . وَقَالَ الْعَلائِيُّ : وَقَالَ أَبُو مُوسَى الْمَدِينِيِّ : لَمْ يَسْمَعْ مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , وَقَالَ الْبُخَارِيُّ : سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ ، وَابْنَ عَبَّاسٍ ، وَأَبَا سَعِيدٍ ، وَجَابِرِ ، وَابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ فَقِيهٌ فَاضِلٌ ، لَكِنَّهُ كَثِيْرُ الإِرْسَالِ ، مِنَ الثَّالِثَةِ مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعَةَ عَشَرَةَ وَمِئَةٍ عَلَى الْمَشْهُورِ ، وَقِيلَ إِنَّهُ تَغَيَّرَ بِأَخَرَةٍ وَلَمْ يَكْثُرْ ذَلِكَ مِنْهُ الْكُتُبُ السِّتَّةُ . مَرْتَبَتُهُ : الأولَى تَعْدِيْلاً .
5- أبُو هُرَيْرَةَ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 19 ] .
ثَانِيَاً : ب- دِرَاسَةُ الإِسْنَادِ الثَّانِي لِلْحَدِيثِ "رواية عبد الله بن عمرو"
__________
(1) تَرْجَمَةُ عَطَاءِ بْنِ أَبِى رَبَاحٍ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج6/ص463/2999 ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج6/ص330/1839) ، الثِّقَاتُ (ج5/ص198/4524، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج20/ص69/3933) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص21/3797) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج7/ص179/385) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص391/4591، تحفة التحصيل فِي ذِكْرُ رُوَاةِ الْمَرَاسِيلِ (ج1/ص230) ، طبقات الحفاظ (ج1/ص45/88) .(1/55)
1- أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 90 ] . الإِمَامُ الْمُحَدِّثُ ، مُسْنِدُ أَصْبَهَان .
2- مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ (1) مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ أَبُو عَبْدِ اللهِ الْمِصْرِيُّ . سَمِعَ مِنْ أَبِيهِ ، وَابْنِ وَهْبٍ ، وَأَشْهَبَ ، وَابْنِ الْقَاسِمِ ، وَغَيْرِهِمْ مِنْ أَصْحَابِ مَالِكٍ ، وَصَحِبَ الشَّافِعِيَّ وَأَخَذَ عَنْهُ ، وَكَتَبَ كُتُبَهُ . رَوَى عَنْهُ أبُو بَكْرٍ النَّيْسَابُورِيُّ ، وَأَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ ، وَابْنُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ ، وَأَبُو جَعْفَرٍ الطَّبَرِيُّ ، وَجَمَاعَةٌ . قَالَ ابْنُ الْحَارِثِ : كَانَ مِنَ الْعُلَمَاءِ الْفُقَهَاءِ ، مُبَرَّزَاً مِنْ أَهْلِ النَّظَرِ وَالْمُنَاظَرَةِ وَالْحُجَّةِ فِيمَا يَتَكَلَّمُ فِيهِ ، وَيَتَقَلَّدُهُ مِنْ مَذْهَبِهِ ، وَإِلَيْهِ كَانَتْ الرِّحْلَةُ مِنَ الْغَرْبِ وَالأَنْدَلُسِ فِي الْعِلْمِ وَالْفِقْهِ . قَالَ أبُو عُمَرَ بْنُ عَبْدِ الْبَرِّ : كَانَ فَقِيهَاً نَبِيلاً جَمِيلاً وَجِيهَاً فِي زَمَنِهِ . تُوُفِّيَ رَحِمَهُ اللهُ فِي ذِي الْقَعْدَةِ مُنْتَصَفِ سَنَةِ ثَمَانٍ وَسِتِّينَ وَمِئَتَيْنِ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيْلاً .
3- عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 30 ] . ثِقَةٌ .
4- عَبْدُ اللهِ بْنُ عَيَّاشٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 58 ] . صَدُوقٌ يَغْلَطُ أَخْرَجَ لَهُ مُسْلِمٌ فِي الشَّوَاهِدِ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ : الديباج المذهب (ج1/ص231) .(1/56)
5- عَيَّاشُ بْنُ عَبَّاسٍ الْقِتْبَانِيُّ (1) عَيَّاشُ بْنُ عَبَّاسٍ الْقِتْبَانِيُّ الْحِمْيَرِيُّ . رَأَى عَبْدَ اللهِ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ جَزْءٍ الزَّبِيدِيَّ . رَوَى عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الأَشَجِّ ، وَعَبْدِ اللهِ بْنِ رَافِعٍ الْحَضْرَمِيِّ ، وَأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ ، وَأَبِي الْخَيْرِ مَرْثَدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْيَزَنِيِّ . رَوَى عَنْهُ إِسْرَائِيلُ بْنُ عَمْرٍو الْكِلاعِيُّ الإِسْكَنْدَرَانِيُّ ، وَشُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ ، وَابْنُهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَيَّاشِ بْنِ عَبَّاسٍ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ مِنَ السَّادِسَةِ ، قَالَ ابْنُ يُونُسَ : يُقَالُ : مَاتَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَثَلاثِينَ وَمِئَةٍ الْبُخَارِيُّ فِي الْقِرَاءةِ وَمُسْلِمٌ وَالأَرْبَعَةُ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيْلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ عَيَّاشِ بْنِ عَبَّاسٍ الْقِتْبَانِيِّ : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج7/ص6/29) ، مَشَاهِيْرُ الأَمْصَارِ (ج1/ص188/1510) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج22/ص555/4600) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص107/4353) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص437/5269) .(1/57)
6- عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ (1) عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ الْمَعَافِرِيُّ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيُّ بِضَمِّ الْمُهْمَلَةِ وَالْمُوَحَّدَةِ الْمِصْرِيُّ . رَوَى عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، وَعَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، وَعَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو ، وَعُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ . رَوَى عَنْهُ بَكْرُ بْنُ سَوَادَةَ الْجُذَامِيُّ ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادِ بْنِ أَنْعُمَ الأَفْرِيقِيُّ ، وَعَيَّاشُ بْنُ عَبَّاسٍ الْقِتْبَانِيُّ . قَالَ ابْنُ حَجَرٍ ثِقَةٌ مِنَ الثَّالِثَةِ مَاتَ سَنَةَ مِائَةً بِأَفْرِيقِيَةَ الْبُخَارِيُّ فِي التاريْخِ وَمُسْلِمٌ وَالأَرْبَعَةُ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيْلاً .
7- عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 1 ] .
ثَالِثَاً : أ- الْحَكَمُ عَلَى الإِسْنَادِ الأَوَّلِ لِلْحَدِيثِ : رِوَايَةُ أَبِي هُرَيْرَةَ
هَذَا الْحَدِيثُ إِسْنَادُهُ صَحِيحٌ لأَنَّ رِجَالَهُ ثِقَاتٌ ، حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ فَمَنْ فَوْقَهُ .
قَالَ التِّرْمِذِيُّ : حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ حَدِيثٌ حَسَنٌ .
وَقَالَ الْحَاكِمُ ( الْمُسْتَدْرَكُ ج1/ص182/345) : « هَذَا حَدِيثٌ تَدَاوَلَهُ النَّاسُ بِأَسَانِيدَ كَثِيْرَةٍ تُجْمَعُ وَيُذَاكَرُ بِهَا ، وَهَذَا الإِسْنَادُ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ » وَوَافَقَهُ الذَّهَبِيُّ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ الْحُبُلِيِّ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج5/ص226/739) ، مَعْرِفَةُ الثِّقَاتِ (ج2/ص66/995) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج16/ص316/3663) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص609/3061) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص329/3712) ، خلاصة تذهيب تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج1/ص468) .(1/58)
وَصَحَّحَهُ الأَلْبَانِيُّ فِي ( صَحِيحِ التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ ج1/ص28/ح120) ، و ( الْجَامِعِ الصَّغِيْرِ وَزِيَادَتِهِ ج1/ص1065/ح10650) ، وانظر فِي ( صَحِيحِ الْجَامِعِ /ح5713) . وَقَالَ الْمُنْذِرِيُّ فِي ( التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ ج1/ص70/198) : رَوَاهُ أبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ وَحَسَّنَهُ ، وَابْنُ مَاجَهْ ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ ، وَالْبَيْهَقِيُّ ، وَرَوَاهُ الْحَاكِمُ بِنَحْوِهِ ، وَقَالَ : صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ .
ثَالِثَاً : ب- الْحَكَمُ عَلَى الإِسْنَادِ الثَّانِي لِلحَدِيثِ : رِوَايَةِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو
هَذَا الْحَدِيثُ إِسْنَادُهُ حَسَنٌ لأَنَّ فِيهِ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَيَّاشٍ ، وَهُوَ صَدُوقٌ .
قَالَ الحاكم : « وَهَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ مِنْ حَدِيثِ الْمِصْرِيِّينَ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ وَلَيْسَ لَهُ عِلَّةٌ ، وَفِي الْبَابِ عَنْ جَمَاعَةٍ مِنَ الصَّحَابَةِ غَيْرِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ » .
وَقَالَ الذَّهَبِيُّ فِي تَلْخِيصِهِ : عَلَى شَرْطِهِمَا وَلا عِلَّةَ لَهُ . وَقَالَ الْمُنْذِرِيُّ فِي ( التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ ج1/ص70/ 199) : رَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ ، وَالْحَاكِمُ وَقَالَ : صَحِيحٌ لا غُبَارَ عَلَيْهِ . وَقَالَ الأَلْبَانِيُّ فِي ( صَحِيحِ التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ ج1/ص28/ح121) : حَسَنُ صَحِيحٌ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 163 }
وَأَخْرَجَ الأَصْبَهَانِيُّ فِي التَّرْغِيبِ عَنْ أَنَسٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « مَنْ كَانَ ذَا لِسَانَيْنِ فِي الدُّنْيَا كَانَ لَهُ لِسَانَانِ مِنْ نَارٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ » .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ(1/59)
أَخْرَجَهُ الأَصْبَهَانِيُّ فِي ( التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ / فَصْلٌ النِّفَاقُ وَعَلامَةُ النِّفَاقِ ج1/ص85/ح129) : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الطَّهْرَانِيُّ أَنَا أَبُوعَبْدِ للهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَافِظُ أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ ثَنَا أَبُو الأَزْهَرِ ، قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ : وَحَدَّثَنَا أَبُو حَاتِمٍ مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى الرَّازِيُّ ، وَعَبْدُوسُ بْنُ الْحُسَيْنِ ، وَأَبُو عَمْرِو بْنِ حَكِيمٍ قَالُوا : أَخْبَرَنَا أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الأَنْصَارِيُّ ثَنَا إسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنِ الْحَسَنِ عْنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « مَنْ كَانَ ذَا لِسَانَيْنِ فِي الدُّنْيَا كَانَ لَهُ لِسَانَانِ مِنْ نَارٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ » .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ هَنَّادٌ فِي ( كِتَابِ الزُّهْدِ ، بَابُ الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ ج2/ص549/1137) قَالَ : حَدَّثَنَا الْمُحَارِبِيُّ عَنْ إسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنِ الْحَسَنِ وَقَتَادَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « مَنْ كَانَ لَهُ لِسَانَانِ فِي الدُّنْيَا جَعَلَ اللهُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لِسَانَيْنِ مِنْ نَارٍ » .(1/60)
وأَخْرَجَهُ أبُو يَعْلَى فِي ( مُسْنَدِهِ ج5/ص159/2771) مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُحَارِبِيِّ ، وَأَيْضَاً فِي ( مُسْنَدِهِ ج5/ص159/2772) مِنْ طَرِيقِ عَرْعَرَةَ بْنِ الْبِرَنْدِ ، وَابْنُ أَبِى الدُّنْيَا فِي ( كِتَابِ الصَّمْتِ وَآدَابِ اللِّسَانِ ، بَابُ ذَمِّ ذِي اللِّسَانَيْنِ ) مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُحَارِبِيِّ ، كِلاهُمَا عَنْ إِسْمَاعِيلَ الْمَكِّيِّ بِِمِثْلِهِ .
وَتَابَعَ أَيُّوبُ بْنُ خُوطٍ إِسْمَاعِيلَ بْنَ مُسْلِمٍ ، فَقَدْ رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي ( الْمُعْجَمِ الأَوْسَطِ ج8/ص365/8885) مِنْ طَرِيقِ أَيُّوبَ بْنِ خَوْطٍ ثَنَا قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ مَرْفُوعَاً بِمِثْلِهِ .
وَقَالَ : لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ أَيُّوبَ إِلاَّ أَسَدٌ ، وَلا رَوَاهُ عَنْ قَتَادَةَ إِلاَّ أَيُّوبُ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ(1/61)
1- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُحَارِبِيُّ (1) عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ الْمُحَارِبِيُّ أبُو مُحَمَّدٍ الْكُوفِيُّ . رَوَى عَنْ إبْرَاهِيمَ بْنِ مُسْلِمٍ الْهَجَرِيِّ ، وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ الْمَكِّيِّ ، وَالأَعْمَشِ وَغَيْرِهِمْ . وَعَنْهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَهَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَغَيْرُهُمْ . وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ وَالنَّسَائِيُّ : ثِقَةٌ . وَقَالَ النَّسَائِيُّ أَيْضَاً : لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ : صَدُوقٌ إِذَا حَدَّثَ عَنِ الثِّقَاتِ ، وَيَرْوِي عَنِ الْمَجْهُولِينَ أَحَادِيثَ مُنْكَرَةٍ ، فَيُفْسِدُ حَدِيثَهُ . وذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ . وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ : كَانَ ثِقَةً كَثِيْرَ الْغَلَطِ . وَقَالَ ابْنُ شَاهِينَ فِي الثِّقَاتِ : قَالَ عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : هُوَ صَدُوقٌ وَلَكِنَّهُ هُوَ كَذَا مُضْطَرِبٌ . وَقَالَ الْبَزَّارُ وَالدَّارَقُطْنِيُّ : ثِقَةٌ . وَقَالَ الْعِجْلِيُّ : لا بَأْسَ بِهِ . وَقَالَ السَّاجِيُّ : صَدُوقٌ يَهِمُ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : لا بَأْسَ بِهِ وَكَانَ يُدَلِّسُ قَالَهُ أَحْمَدُ ، مِنَ التَّاسِعَةِ مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِينَ الْكُتُبُ السِّتَّةُ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّالِثَةُ تَعْدِيْلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُحَارِبِيِّ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج5/ص347/1102) ، رِجَالُ مُسْلِمٍ (ج1/ص422/946) ، الضُّعَفَاءُ وَالْمَتْرُوكِينَ لابْنِ الْجَوْزِيِّ (ج2/ص99/1894) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج17/ص386/3949) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص642/3305) ، ذِكْرُ مَنْ تُكُلِّمَ فِيهِ وَهُوَ مُوَثَّقٌ (ج1/ص121/213) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج6/ص238/527) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص349/3999) .(1/62)
2- إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ (1) إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ الْمَكِّيُّ أَبُو إِسْحَاقَ الْبَصْرِيُّ سَكَنَ مَكَّةَ لِكَثْرَةِ مُجَاوَرَتِهِ قِيلَ لَهُ الْمَكِّيُّ . وَكَانَ فَقِيهَاً مُفْتِيَاً . ورَوَى عَنْ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ ، وَحَمَّادِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ ، وَقَتَادَة وَغَيْرِهِمْ . وَعَنْهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُحَارِبِيُّ ، وَالأَعْمَشُ ، وَابْنُ الْمُبَارَكِ . قَالَ ابْنُ حَجَرٍ : كَانَ فَقِيهَاً ضَعِيفَ الْحَدِيثِ مِنَ الْخَامِسَةِ التِّرْمِذِيُّ ابْنُ مَاجَهْ .
مَرْتَبَتُهُ : الثَّالثَةُ تَجْرِيْحَاً .
3- أيُّوبُ بْنُ خُوطٍ (2) أيُّوبُ بْنُ خُوطٍ بِضَمِّ الْمُعْجَمَةِ أَبُو أُمَيَّةَ الْبَصْرِيُّ الْحَبَطِيُّ . رَوَى عَنْ نَافِعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ ، وعامر الأَحْوَلِ ، وَلَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ ، وَقَتَادَة وَجَمَاعَةٍ . وَعَنْهُ الْحُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ ، وَحَفْصُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَغَيْرُهُمْ . قَالَ ابْنُ حَجَرٍ : مَتْرُوكٌ مِنَ الْخَامِسَةِ أَغْفَلَهُ الْمِزِّيُّ أبُو دَاوُدَ وابْنُ مَاجَهْ . مَرْتَبَتُهُ : الْخَامِسَةُ تَجْرِيْحَاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ إسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ الْمَكِّيِّ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج1/ص372/1179) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج3/ص198/483، الْمُغْنِي فِي الضُّعَفَاءِ ج1/ص87/716، الْكَاشِفُ (ج1/ص249/408) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص289/598) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص110/484 .
(2) تَرْجَمَةُ أيُّوبَ بْنِ حُوطٍ : الضُّعَفَاءُ وَالْمَتْرُوكِينَ لابْنِ الْجَوْزِيِّ (ج1/ص130/463) ، مِيزَانُ الاعْتِدَالِ فِي نَقْدِ الرِّجَالِ (ج1/ص455/1076) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص352/741) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص118/612) .(1/63)
4- الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 11 ] . قَالَ أبُو حَاتِمٍ : سَمِعَ الْحَسَنُ مِنَ ابْنِ عُمَرَ ، وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، وَابْنِ مُغَفَّلٍ .
5- قَتَادَةُ بْنُ دَعَامَةَ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 27 ] . قَالَ أَبُو حَاتِمٍ : أَثْبَتُ أَصْحَابِ أَنَسٍ الزُّهْرِيُّ ثُمَّ قَتَادَةُ .
6- أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 51 ] .
رَابِعَاً : الْحَكَمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
هَذَا الْحَدِيثُ إِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ لأنَّ فِيهِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ الْمَكِّيُّ وَهُوَ ضَعِيفٌ ، وَمُتَابِعُهُ أَيُّوبُ بْنُ خُوطٍ مُتَّفَقٌ عَلَى تَرْكِهِ فَلا يَصْلُحُ لِلْمُتَابَعَةِ . وَقَالَ الْهَيْثَمِيُّ فِي ( مَجْمَعِ الزَّوَائِدِ ج8/ص95) : رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الأَوْسَطِ ، وَفِيهِ مِقْدَامُ بْنُ دَاوُدَ وَهُوَ ضَعِيفٌ ، وَرَوَاهُ الْبَزَّارُ بِنَحْوِهِ ، وَأَبُو يَعْلَى ، وَفِيهِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ الْمَكِّيُّ ، و ... هُوَ ضَعِيفٌ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 164 }
وَأَخْرَجَ (1) عَنِ ابْنِ عُمَرَ (2) أَنَّ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : « مَنْ مَثَّلَ بِذِي رُوحٍ ثُمَّ لَمْ يَتُبْ ، مَثَّلَ اللهُ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ » .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
__________
(1) فِى الْمَخْطُوطَةِ (أ) ، (ب) نسبه إلي أحمد وفى المحطوطة (ب) لم يحدد .
(2) فِى الْمَخْطُوطَةِ (أ) عن ابن عمرو .(1/64)
أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ فِي ( مُسْنَدِهِ ج2/ص92/5661) قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ ثَنَا شَرِيكٌ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي صَالِحٍ الْحَنَفِيِّ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - أُرَاهُ ابْنَ عُمَرَ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : « مَنْ مَثَّلَ بِذِي رُوحٍ ثُمَّ لَمْ يَتُبْ مَثَّلَ اللهُ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ » .
وَأَخْرَجَهُ ابْنُ الْجَعْدِ فِي ( مُسَنْدِهِ ج1/ص330/2264) مِنْ طَرِيقِ شَرِيكٍ ، وَالطَّبَرَانِيُّ فِي ( الْمُعْجَمِ الأَوْسَطِ ج7/ص211/7297) مِنْ طَرِيقِ إسْحَاقَ بْنِ مَنْصُورٍ السَّلُولِيِّ ، كِلاهُمَا عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ إِسْحَاقَ بِِمِثْلِهِ ، إِلاَّ أَنَّ الطَّبَرَانِيَّ قَالَ : « مَثَّلَ بِشَيْءٍ » ، وَلَمْ يَقُلْ « بِذِي رُوحٍ » .
ثَانِيَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
1- هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ (1) هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ مِقْسَمٍ اللَّيْثِيُّ أَبُو النَّضْرِ الْبَغْدَادِيُّ الْحَافِظُ خُرَاسَانِيُّ الأَصْلِ وَلَقَبُهُ قَيْصَرَ . رَوَى عَنْ شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللهِ النَّخَعِيِّ ، وَعِكْرِمَةَ بْنِ عَمَّارٍ ، وَخَلْقٍ . وَعَنْهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَإِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ وَعَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ ، وَيَحْيَى بْنُ مَعِينٍ وآخَرُونَ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : مَشْهُورٌ بِكُنْيَتِهِ وَلَقَبُهُ قَيْصَرُ ثِقَةٌ ثَبْتٌ مِنَ التَّاسِعَةِ مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَمِئَتَيْنِ ، وَلَهُ ثَلاثٌ وَسَبْعُونَ الْكُتُبُ السِّتَّةُ . مَرْتَبَتُهُ : الأولَى تَعْدِيْلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ هَاشِمِ بْنِ الْقَاسِمِ : تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج30/ص130/6540) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص332/5931) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج11/ص18/39) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص570/7256) .(1/65)
2- شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللهِ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 7 ] . صَدُوقٌ يُخْطِئُ كَثِيْرَاً ، تَغَيَّرَ حِفْظُهُ لَمَّا وَلِيَ الْقَضَاءَ .
3- مُعَاوِيَةُ بْنُ إِسْحَاقَ (1) مُعَاوِيَةُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ الْقُرَشِيُّ التَّيْمِيُّ أبُو الأَزْهَرِ . رَوَى عَنْ إبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ ، وَأَبِيهِ إِسْحَاقَ بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ ، وَأَبِي صَالِحٍ الْحَنَفِيِّ . رَوَى عَنْهُ ابْنُ عَمِّهِ إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ ، وَإِسْرَائِيلُ بْنُ يُونُسَ ، وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ ، وَشَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللهِ . قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ عَنْ أَبِيهِ وَالنَّسَائِيُّ : ثِقَةٌ . وَقَالَ أبُو زُرْعَةَ : شَيْخٌ وَاهٍ . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ : لا بَأْسَ بِهِ وَمَرَّةً قَالَ : ثِقَةٌ . وذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ .
وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : صَدُوقٌ رُبَّمَا وَهِمَ مِنَ السَّادِسَةِ الْبُخَارِيُّ وَأَبُو دَاوُدَ فِي الْقَدَرِ وَالنَّسَائِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ .
مَرْتَبَتُهُ : الرَّابِعَةُ تَعْدِيْلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ مُعَاوِيَةَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ طَلْحَةَ : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج8/ص381/1747) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج28/ص160/6044) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص274/5514) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص537/6748) ، لِسَانُ الْمِيزَانِ (ج7/ص391/4873) .(1/66)
4- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ قَيْسٍ (1) عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ قَيْسٍ أَبُو صَالِحٍ الْحَنَفِيُّ الْكُوفِيُّ مِنْ خِيَارِ التَّابِعِينَ مِنْ أَصْحَابِ عَلِيٍّ . رَوَى عَنْ أبِيهِ قَيْسٍ ، وَأَخِيهِ طَلِيقِ بْنِ قَيْسٍ ، وَعَنْ عَلِيٍّ ، وَحُذَيْفَةِ ، وَابْنِ مَسْعُودٍ ، وَابْنِ عَبَّاسٍ . رَوَى عَنْهُ مُعَاوِيَةُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ طَلْحَةَ ، وَسَعِيدُ بْنُ مَسْرُوقٍ الثَّوْرِيُّ ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ وَجَمَاعَةٌ . وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ . وذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ . وَذَكَرَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ : أَنَّ رِوَايَتَهُ عَنْ حُذَيْفَةَ وَابْنِ مَسْعُودٍ مُرْسَلَةٌ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ مِنَ الثَّالِثَةِ ، قِيلَ إِنَّ رِوَايَتَهُ عَنْ حُذَيْفَةَ مُرْسَلَةُ مُسْلِمٌ وَأبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيْلاً .
5- عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 62 ] .
ثَالِثَاً : الْحَكَمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
__________
(1) تَرْجَمَةُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ قَيْسٍ : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج5/ص276/1314) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج17/ص360/3937) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص641/3295) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج6/ص231/511) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص349/3987) .(1/67)
هَذَا الْحَدِيثُ إِسْنَادُهُ حَسَنٌ لأنَّ فِيهِ شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللهِ وَمُعَاوِيَةُ بْنُ إِسْحَاقَ ، وَهُمَا صَدُوقَانِ . وَلا يَضُرُّ الشَّكُّ فِي تَعْيِينِ الصَّحَابِيِّ لأَنَّهُمْ كُلَّهُمْ عُدُولٌ ، مَعَ أَنَّ رِوَايَةَ الطَّبَرَانِيِّ لا شَكَّ فِيهَا . وَقَالَ الْهَيْثَمِيُّ فِي ( مَجْمَعِ الزَّوَائِدِ ج4/ص32) : رَوَاهُ أَحْمَدُ وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ . وَقَالَ أَيْضَاً ( مَجْمَعُ الزَّوَائِدِ ج6/ص249) : رَوَاهُ أَحْمَدُ وَالطَّبَرَانِيُّ فِي الأَوْسَطِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ مِنْ غَيْرِ شَكٍّ ، وَرِجَالُ أَحْمَدَ ثِقَاتٌ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 165 }
وَأَخْرَجَ الشَّيْخَانِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - رَأَى رَجُلاً لَمْ يَغْسِلْ عَقِبَيْهِ ، فَقَالَ : « وَيْلٌ لِلأَعْقَابِ (1) مِنَ النَّارِ » .
- - الله - -
تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
__________
(1) الْعَقِبُ : بكسر القاف مؤخر القدم وجمعه أعقاب وخص العقب بالعذاب لأنه العضو الذي لم يغسل وقيل اراد صاحب العقب فحذف المضاف وإنما قَالَ ذلك لأنهم كانوا لا يستقصون غسل ارجلهم فِي الوضوء ( المفردات فِي غريب القرآن ج1/ص340 ، النهاية فِي غريب الأثر ج3/ص269، المغرب فِي ترتيب المعرب ج2/ص72) .(1/68)
أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي ( صَحِيحِهِ / كِتَابُ الْعِلْمِ ، بَابُ مَنْ رَفَعَ صَوْتَهُ بِالْعِلْمِ ج1/ص33/60) قَالَ : حَدَّثَنَا أبُو النُّعْمَانِ عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ حَدَّثَنَا أبُو عَوَانَةَ عَنْ أَبِي بِشْرٍ عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَاهَكَ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ : تَخَلَّفَ عَنَّا النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - فِي سَفْرَةٍ سَافَرْنَاهَا ، فَأَدْرَكَنَا ، وَقَدْ أَرْهَقَتْنَا الصَّلاةُ ، وَنَحْنُ نَتَوَضَّأُ ، فَجَعَلْنَا نَمْسَحُ عَلَى أَرْجُلِنَا ، فَنَادَى بِأَعْلَى صَوْتِهِ : « وَيْلٌ لِلأَعْقَابِ من النَّارِ » مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاثَاً .
وأَخْرَجَهُ فِي ( كِتَابِ الْوُضُوءِ ، بَابُ غَسْلِ الرِّجْلَيْنِ وَلا يَمْسَحْ عَلَى الْقَدَمَيْنِ ج1/ص72/161) مِنْ طَرِيقِ أبى عَوَانَةَ . وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي ( صَحِيحِهِ / كِتَابُ الطَّهَارَةِ ، بَابُ وُجُوبِ غَسْلِ الرِّجْلَيْنِ بِكَمَالِهِمَا ج1/ص214/241) مِنْ طَرِيقِ أَبِى عَوَانَةَ عَنْ أَبِى بِشْرٍ بِِمِثْلِهِ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 166 }
وَأَخْرَجَ الطَّبَرَانِيُّ عَنْ وَاثِلَةَ عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : « مَنْ لَمْ يُخَلِّلْ أَصَابِعَهُ بِالْمَاءِ خَلَّلَهَا اللهُ (1) بِالنَّارِ يوم الْقِيَامَةِ » .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
__________
(1) هذه الزيادة موجودة فِى الْمَخْطُوطَةِ (ب) .(1/69)
أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي ( الْمُعْجَمِ الْكَبِيْرِ ج22/ص64/ 156) قَالَ : حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْحَاقَ ثَنَا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ ثَنَا حَكِيمُ بْنُ خِذَامٍ عَنِ الْعَلاءِ بْنِ كَثِيرٍ عَنْ مَكْحُولٍ عَنْ وَاثِلَةَ عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : « مَنْ لَمْ يُخَلِّلْ أَصَابِعَهُ بِالْمَاءِ خَلَّلَهَا اللهُ بِالنَّارِ يوم الْقِيَامَةِ » .
ثَانِيَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
1- الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْحَاقَ (1) الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التُّسْتَرِيُّ بِضَمِّ التَّاءِ الأُولَى وَفَتْحِ التَّاءِ الثَّانِيَةِ . مُحَدِّثٌ رَحَّالٌ ثِقَةٌ . سَمِعَ هِشَامَ بْنَ عَمَّارٍ ، وَسَعِيدَ بْنَ مَنْصُورٍ ، وَشَيْبَانَ بْنَ فَرُّوخَ وَطَبَقَتَهُمْ . حَدَّثَ عَنْهُ ابْنُهُ عَلِيُّ ، وَسَهْلُ بْنُ عَبْدِ اللهِ التُّسْتَرِيُّ الصَّغِيْرُ ، وَأَبُو جَعْفَرٍ الْعُقَيْلِيُّ ، وَسُلَيْمَانُ الطَّبَرَانِيُّ وَآخَرُونَ . وَكَانَ مِنَ الْحُفَّاظِ الرَّحَّالَةِ ، أَرَّخَ أَبُو الشَّيْخِ وَفَاتَهُ فِي سَنَةِ تِسْعِينَ وَمِئَتَيْنِ . أَكْثَرَ عَنْهُ أَبُو الْقَاسِمِ الطَّبَرَانِيُّ ، قَالَهُ الذَّهَبِيُّ . مَرْتَبَتُهُ : الأولَى تَعْدِيْلاً .
2- شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ صَدُوقٌ يَهِمُ وَرُمِيَ بِالْقَدَرِ . سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 61 ] .
__________
(1) تَرْجَمَةُ الْحُسَيْنِ بْنِ إِسْحَاقَ : طَبَقَاتُ الْحَنَابِلَةِ (ج1/ص142/184) ، سِيَرُ أَعْلامِ النُّبَلاءِ (ج14/ص57/8) ، تَارِيْخُ الإِسْلامِ (ج21/ص157/4) ، الْمَقْصِدُ الأَرْشَدُ (ج1/ص343/365) ، مُعْجَمُ الْكُتُبِ (ج1/ص33/52) .(1/70)
3- حَكِيمُ بْنُ خِذَامٍ (1) حَكِيمُ بْنُ خدام مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ كُنْيَتُهُ أَبُو سُمَيْرٍ . يَرْوِي عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ ، وَالأَعْمَشِ وَرُبَّمَا رَوَى عَنْ مَكْحُولٍ ، وَلَمْ يَرَهُ فِي أَحَادِيثَ مَنَاكِيْرَ كَثِيْرَةٍ ، كَأَنَّهَا لَيْسَ مِنْ أَحَادِيثِ الثِّقَاتِ ضَعَّفَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَالنَّسَائِيُّ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّالِثَةُ تَجرِيْحَاً .
4- الْعَلاءُ بْنُ كَثِيرٍ (2) الْعَلاءُ بْنُ كَثِيْرٍ اللَّيْثِيُّ أَبُو سَعِيدٍ الدِّمَشْقِيُّ مَوْلَى بَنِي أُمَيَّةَ سَكَنَ الْكُوفَةَ . رَوَى عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ مُرْسَلاً ، وَمَكْحُولٍ الشَّامِيِّ وَعِدَّةٍ . وَعَنْهُ أبُو سُمَيْرٍ حَكِيمُ بْنُ خِذَامٍ الْبَصْرِيُّ ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ عُمَرَ النَّخَعِيُّ وَغَيْرُهُمْ .
وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : مَتْرُوكٌ رَمَاهُ ابْنُ حِبَّانَ بِالْوَضْعِ مِنَ السَّادِسَةِ . مَرْتَبَتُهُ : الْخَامِسَةُ تَجرِيْحَاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ حَكِبمِ بْنِ خِذَامٍ : الضُّعَفَاءُ لِلنَّسَائِيِّ (ج1/ص30/128) ، الْمَجْرُوحِينَ (ج1/ص247/228) .
(2) تَرْجَمَةُ الْعَلاءِ بْنِ كَثِيْرٍ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج6/ص519/3181) ، الضُّعَفَاءُ وَالْمَتْرُوكِينَ لابْنِ الْجَوْزِيِّ (ج2/ص188/2348) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج22/ص535/4584) ، ميزان الاعتدال فِي نقد الرجال (ج5/ص129/5746) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج8/ص170/345) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص436/5254) .(1/71)
5- مَكْحُولٌ (1) مَكْحُولٌ الشَّامِيُّ أَبُو عَبْدِ اللهِ الدِّمَشْقِيُّ . رَوَى عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، وَوَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ ، وَأُمِّ الدَّرْدَاءِ الصُّغْرَى . رَوَى عَنْهُ الأَوْزَاعِيُّ ، وَسَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، وَالْعَلاءُ بْنُ الْحَارِثِ . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ : سَأَلْتُ أَبَا مُسْهِرٍ : هَلْ سَمِعَ مَكْحُولٌ مِنْ أَحَدٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ؟ ، قَالَ : مَا صَحَّ عِنْدَنَا إِلاَّ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ ، قُلْتُ : وَاثِلَةَ فَأَنْكَرَهُ . لَكِنْ أَثْبَتَ الْبُخَارِيُّ سَمَاعَهُ مِنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَوَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ وَأُمِّ الدَّرْدَاءِ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ فَقِيهٌ كَثِيْرُ الإِرْسَالِ مَشْهُورٌ مِنَ الْخَامِسَةِ ، مَاتَ سَنَةَ بِضْعَ عَشَرَةَ وَمِئَةٍ الْبُخَارِيُّ فِي الْقِرَاءةِ وَمُسْلِمٌ وَالأَرْبَعَةُ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيْلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ مَكْحُولٍ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج8/ص21/2008) ، مَعْرِفَةُ الثِّقَاتِ (ج2/ص295/ 1784) ، مَعْرِفَةُ الثِّقَاتِ (ج2/ص295/1784) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج8/ص407/1867) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص291/5620) ، جَامِعِ التَّحْصِيلِ (ج1/ص285/796) ، تُحْفَةُ التَّحْصِيلِ فِي ذِكْرِ رُوَاةِ الْمَرَاسِيلِ (ج1/ص314) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص545/6875) .(1/72)
6- وَاثِلَةُ بْنُ الأَسْقَعِ اللَّيْثِيُّ (1) وَاثِلَةُ بْنُ الأَسْقَعِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَامِرٍ أَبُو شَدَّادٍ اللَّيْثِيُّ أَسْلَمَ قَبْلَ تَبُوكٍ ، وَشَهِدَهَا . رَوَى عَنْ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، وَعَنْ أَبِي مَرْثَدٍ الْغَنَوِيِّ ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ ، وَأُمِّ سَلَمَةَ . وَعَنْهُ ابْنَتُهُ فَسِيلَةُ ، وَمَكْحُولٌ ، وَعَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحَضْرَمِيُّ وَآخَرُونَ . قَالَ ابْنُ سَعْدٍ : كَانَ مِنْ أَهْلِ الصُّفَّةِ ، فَلَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - خَرَجَ إِلَى الشَّامِ ، كَانَ آخَرُ الصَّحَابَةِ مَوْتَاً بِدِمَشْقَ ، مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَمَانِينَ ، وَلَهُ مِئَةٌ وَخَمْسُ سِنِينَ الْكُتُبُ السِّتَّةُ .
ثَالِثَاً : الْحَكَمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
هَذَا الأَثَرُ إِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ جِدَّاً لأَنَّ فِيهِ الْعَلاءُ بْنُ كَثِيْرٍ اللَّيْثِيُّ ، وَهُوَ مَتْرُوكٌ ، وَفِيهِ حَكِيمُ بْنُ خِدَامٍ وَهُوَ ضَعِيفٌ .
وَقَالَ الْهَيْثَمِيُّ فِي ( مَجْمَعِ الزَّوَائِدِ ج1/ص236) : رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيْرِ ، وَفِيهِ الْعَلاءُ بْنُ كَثِيْرٍ اللَّيْثِيُّ ، وَهُوَ مُجْمَعٌ عَلَى ضَعْفِهِ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 167 }
وَأَخْرَجَ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ : « خَلِّلُوا الأَصَابِعَ الْخَمْسَ ، لا يَحْشُوهَا اللهُ نَارَاً » .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الأَثَرِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
__________
(1) تَرْجَمَةُ وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج8/ص187/2646) ، الاستيعاب (ج4/ص1563/2738) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج30/ص393/6659) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص346/6025) ، الإِصَابَةُ (ج6/ص591/9093) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج11/ص89/174) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص579/7379) .(1/73)
أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي ( الْمُعْجَمِ الْكَبِيْرِ ج9/ص247/ 9213) قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ النَّضْرِ الأَزْدِيُّ ثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو ثَنَا زَائِدَةُ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ قَالَ : حُدِّثْتُ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ أَنَّهُ قَالَ : « خَلِّلُوا الأَصَابِعَ الْخَمْسَ ، لا يَحْشُوهَا اللهُ نَارَاً » .
ثَانِيَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الأَثَرِ
1- مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ (1) مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُصْعَبٍ أَبُو بَكْرٍ الأَزْدِيُّ . سَمِعَ جَدَّهُ مُعَاوِيَةَ بْنَ عَمْرٍو ، وَأَبَا غَسَّانَ مَالِكَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ ، وَعَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْلَمَةَ الْقَعْنَبِيَّ . رَوَى عَنْهُ يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ ، وَأَبُو عَمْرٍو بْنُ السَّمَّاكِ ، وَأَبُو بَكْرٍ النَّجَّادِ . وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدُوسٍ : ثِقَةٌ لا بَأْسَ بِهِ . وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ . تُوُفِّيَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ لِخَمْسٍ خَلَوْنَ مِنْ رَبِيعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ إِحْدَى وَتِسْعِينَ وَمِئَةٍ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيْلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ : الثِّقَاتُ (ج9/ص152/15729) ، تَارِيْخُ بَغْدَادَ (ج1/ص364/306) ، الْمُقْتَنَى فِي سَرْدِ الْكُنَى ( ج1/ص122/828) .(1/74)
2- مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو بْنِ الْمُهَلَّبِ (1) مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْمُهَلَّبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ شَبِيبٍ الأَزْدِيُّ الْمَعْنِيُّ بِفَتْحِ الْمِيمِ وَسُكُونِ المهملة وَكَسْرِ النُّونِ الْكُوفِيُّ أبُو عَمْرٍو الْبَغْدَادِيُّ . رَوَى عَنْ زَائِدَةَ بْنِ قُدَامَةَ ، وَالْمَسْعُودِيِّ ، وَجَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ وَغَيْرِهِمْ . وَعَنْهُ الْبُخَارِيُّ ، وَالْجَمَاعَةُ بِوَاسِطَةٍ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمِ بْنِ مَيْمُونٍ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ ، وَسِبْطَاهُ عَلِيٌّ وَمُحَمَّدٌ ابْنَا أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ الأَزْدِيُّ ، وَآخَرُونَ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ مِنْ صِغَارِ التَّاسِعَةِ مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشَرَةَ عَلَى الصَّحِيحِ ، وَلَهُ سِتٌّ وَثَمَانُونَ سَنَةً الْكُتُبُ السِّتَّةُ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيْلاً .
3- زَائِدَةُ بْنُ قُدَامَةَ الثَّقَفِيُّ (2) زَائِدَةُ بْنُ قُدَامَةَ الثَّقَفِيُّ أَبُو الصَّلْتِ الْكُوفِيُّ . رَوَى عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ ، وَسُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ ، وَمَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ ، وَخَلْقٍ . وَعَنْهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ ، وَأَبُو أُسَامَةَ ، وَابْنُ عُيَيْنَةَ، وَمُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو ، وَجَمَاعَةٌ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْمُهَلَّبِ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج7/ص334/1439) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج28/ص207/6064) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص276/5532) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج10/ص194/397) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص538/6768) .
(2) تَرْجَمَةُ زَائِدَةَ بْنِ قُدَامَةَ الثَّقَفِيِّ : تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج9/ص273/1950) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص400/1608) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج3/ص264/571) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص213/1982) .(1/75)
وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ ثَبْتٌ صَاحِبُ سُنَّةٍ مِنَ السَّابِعَةِ ، مَاتَ غَازِيَّاً بِالرُّومِ سَنَةَ سِتِّينَ ، وَقِيلَ بَعْدَهَا الْكُتُبُ السِّتَّةُ .
مَرْتَبَتُهُ : الأولَى تَعْدِيْلاً .
4- مَنْصُورُ بْنُ الْمُعْتَمِرِ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 18 ] . ثِقَةٌ ثَبْتٌ وَكَانَ لا يُدَلِّسُ .
5- طَلْحَةُ بْنُ مُصَرِّفٍ (1) طَلْحَةُ بْنُ مُصَرِّفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ كَعْبٍ الْهَمْدَانِيُّ الْيَامِيُّ أَبُو مُحَمَّدٍ الْكُوفِيُّ . رَوَى عَنْ أَنَسٍ وَعَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى ، وَخَيْثَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، وَمُجَاهِدٍ وَغَيْرِهِمْ . وَعَنْهُ أَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ ، وَابْنُهُ مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ ، وَمَنْصُورُ بْنُ الْمُعْتَمِرِ ، وَجَمَاعَةٌ . وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ فِي الْمَرَاسِيلِ : قِيلَ لابْنِ مَعِينٍ : سَمِعَ طَلْحَةُ مِنْ أَنَسٍ ؟ ، فَقَالَ : لا ، وَسَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ : طَلْحَةُ أَدْرَكَ أَنَسَاً وَمَا ثَبَتَ لَهُ سَمَاعٌ مِنْهُ .
وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ قَارِئٌ فَاضِلٌ مِنَ الْخَامِسَةِ ، مَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشَرَةَ ومئةٍ أَوْ بَعْدَهَا الْكُتُبُ السِّتَّةُ .
مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيْلاً .
6- عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 54 ] .
ثَالِثَاً : الْحُكْمُ عَلَى إِسْنَادِ الأَثَرِ
__________
(1) تَرْجَمَةُ طلحة بن مصرف : تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج13/ص433/2982 ، التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج4/ص346/3080، الْكَاشِفُ (ج1/ص514/2480 ، جامع التحصيل ج1/ص201/312) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج5/ص23/43، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص283/3034 .(1/76)
هَذَا الأَثَرُ إِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ لِلانْقِطَاعِ بَيْنَ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرذِفٍ وَابْنِ مَسْعُودٍ .
وَقَالَ الْهَيْثَمِيُّ فِي ( مَجْمَعِ الزَّوَائِدِ ج1/ص236) : رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيْرِ ، وَفِيهِ رَاوٍ لَمْ يُسَمَّ وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 168 }
وَأَخْرَجَ الشَّيْخَانِ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : « الَّذِي يَشْرَبُ فِي آنِيَةِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ ، إِنَّمَا يُجَِرجِر (1) فِي جَوْفِهِ نَارَ جَهَنَّمَ » .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي ( صَحِيحِهِ / كِتَابُ الأشربة ، بَابُ آنِيَةِ الْفِضَّةِ ج5/ص2133/5311) قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ حَدَّثَنِي مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنْ نَافِعٍ عن زَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : « الَّذِي يَشْرَبُ فِي آنية الْفِضَّةِ إِنَّمَا يُجَرْجِرُ فِي بَطْنِهِ نَارَ جَهَنَّمَ » .
__________
(1) يجرجر فِي بطنه نار جهنم : بفتح الراء وضمها وأما معناه فعلى رواية النصب الفاعل هو الشارب مضمر فى يجرجر أى يلقيها فى بطنه يجرع متتابع يسمع له جرجرة وهو الصوت لتردده فى حلقه وعلى رواية الرفع تكون النار فاعله ومعناه تصوت النار فى بطنه والجرجرة هي التصويت وسمى المشروب نارا لأنه يؤول اليها (النهاية فِي غريب الأثر ج1/ص255، مشارق الأنوار ج1/ص144، المغرب فِي ترتيب المعرب ج1/ص139 .(1/77)
وأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي ( صَحِيحِهِ / كِتَابُ اللِّبَاسِ وَالزِّينَةِ ج3/ص1634/2065) : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى قَرَأْتُ عَلَى مَالِكٍ عَنْ نَافِعٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - : أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : « الَّذِي يَشْرَبُ فِي آنِيَةِ الْفِضَّةِ إِنَّمَا يُجَرْجِرُ فِي بَطْنِهِ نَارَ جَهَنَّمَ » .
وَحَدَّثَنَاه قُتَيْبَةُ وَمُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ عَنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ (ح ) وَحَدَّثَنِيهِ عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ السَّعْدِيُّ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ عَنْ أَيُّوبَ (ح ) وَحَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ (ح ) وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ ابْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ (ح ) وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَالْوَلِيدُ بْنُ شُجَاعٍ قَالا حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ عَنْ عُبَيْدِ اللهِ (ح ) وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ حَدَّثَنَا الْفُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ (ح ) وَحَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّرَّاجِ كُلُّ هَؤُلاءِ عَنْ نَافِعٍ بِمِثْلِ حَدِيثِ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ بِإِسْنَادِهِ عَنْ نَافِعٍ . وَزَادَ فِي حَدِيثِ عَلِيِّ بْنِ مُسْهِرٍ عَنْ عُبَيْدِ اللهِ : « أَنَّ الَّذِي يَأْكُلُ ، أَوْ يَشْرَبُ فِي آنِيَةِ الْفِضَّةِ وَالذَّهَبِ » ، وَلَيْسَ فِي حَدِيثِ أَحَدٍ مِنْهُمْ : ذِكْرُ الأَكْلِ وَالذَّهَبِ إِلاَّ فِي حَدِيثِ ابْنِ مُسْهِرٍ .
ثَانِيَاً : فِقْهُ الْحَدِيثِ(1/78)
فَالَ النَّوَوِيُّ فِي شَرْحِ مُسْلِمٍ (1) : قَالَ الْقَاضِي : وَاخْتَلَفُوا فِي الْمُرَادِ بِالْحَدِيثِ ، فَقِيلَ : هُوَ إِخْبَارٌ عَنْ الْكُفَّارِ مِنْ مُلُوكِ الْعَجَمِ وَغَيْرِهِمْ الَّذِينَ عَادَتُهُمْ فِعْلُ ذَلِكَ ، كَمَا قَالَ فِي الْحَدِيث الآخَر « هِيَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا ، وَلَكُمْ فِي الآخِرَة » أَيْ هُمْ الْمُسْتَعْمِلُونَ لَهَا فِي الدُّنْيَا ، وَكَمَا قَالَ - صلى الله عليه وسلم - فِي ثَوْبِ الْحَرِيرِ : « إِنَّمَا يَلْبَس هَذَا مَنْ لا خَلاقَ لَهُ فِي الآخِرَة » أَيْ لا نَصِيبَ . قَالَ : وَقِيلَ : الْمُرَادُ نَهْي الْمُسْلِمِينَ عَنْ ذَلِكَ ، وَأَنَّ مَنْ اِرْتَكَبَ هَذَا النَّهْي اِسْتَوْجَبَ هَذَا الْوَعِيدَ ، وَقَدْ يَعْفُو اللهُ عَنْهُ . هَذَا كَلام الْقَاضِي . وَالصَّوَابُ : أَنَّ النَّهْي يَتَنَاوَلُ جَمِيعَ مَنْ يَسْتَعْمِلُ إِنَاءَ الذَّهَبِ أَوْ الْفِضَّةِ مِنْ الْمُسْلِمِينَ وَالْكُفَّارِ ؛ لأَنَّ الصَّحِيحَ أَنَّ الْكُفَّارَ مُخَاطَبُونَ بِفُرُوعِ الشَّرْعِ ، وَاللهُ أَعْلَم .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 169 }
وَأَخْرَجَ الشَّيْخَانِ عَنْ ثَابِتِ بْنِ الضَّحَّاكِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : « مَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِشَيْءٍ فِي الدُّنْيَا عُذِّبَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ » .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
هَذَا جُزْءٌ مِنْ حَدِيثٍ أَخْرَجَهُ الشَّيْخَانِ .
__________
(1) شرح النووي على صحيح مسلم (ج14/ص27) ، فتح الباري (ج10/ص97) .(1/79)
أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي ( صَحِيحِهِ / كِتَابُ الأدب ج6/ص2451/6276) قال : حَدَّثَنَا مُعَلَّى بن أَسَدٍ حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ عن أَيُّوبَ عَنْ أَبِي قِلابَةَ عن ثَابِتِ بن الضَّحَّاكِ قَالَ قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : « مَنْ حَلَفَ بِغَيْرِ مِلَّةِ الإِسْلامِ فَهُوَ كَمَا قَالَ ، وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِشَيْءٍ عُذِّبَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ ، وَلَعْنُ الْمُؤْمِنِ كَقَتْلِهِ ، وَمَنْ رَمَى مُؤْمِنَاً بِكُفْرٍ فَهُوَ كَقَتْلِهِ » .
وأَخْرَجَهُ أيْضَاً فِي ( كِتَابِ الأَيْمَانِ وَالنُّذُورِ ج5/ص2247/5700) مِنْ طَرِيقِ يَحْيَى بْن أَبِي كَثِيرٍ عَنْ أَبِى قِلابَةِ بِمِثْلِهِ ، مَعَ زِيَادَةِ : « وَلَيْسَ على بن آدَمَ نَذْرٌ فِيمَا لا يَمْلِكُ » .
وأَخْرَجَهُ أَيْضَاً فِي ( كِتَابِ الأَدَبِ ، بَابُ مَنْ أَكْفَرَ أَخَاهُ بِغَيْرِ تَأْوِيلِ فَهُوَ كَمَا قَالَ ج5/ص2264/5754) مِنْ طَرِيقِ أَيُّوبَ عَنْ أَبِى فِلابَةِ بِمِثْلِهِ .
وأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي ( صَحِيحِهِ / كِتَابُ الإِيْمَانِ ج1/ص104/110) قَالَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى أَخْبَرَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ سَلاَّمِ بْنِ أَبِي سَلاَّمٍ الدِّمَشْقِيُّ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ أَنَّ أَبَا قِلابَةَ أَخْبَرَهُ أَنَّ ثَابِتَ بْنَ الضَّحَّاكِ أَخْبَرَهُ : أَنَّهُ بَايَعَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - تَحْتَ الشَّجَرَةِ ، وَأَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : « مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ بِمِلَّةٍ غَيْرِ الإِسْلامِ كَاذِبَاً فَهُوَ كَمَا قَالَ ، وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِشَيْءٍ عُذِّبَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَلَيْسَ عَلَى رَجُلٍ نَذْرٌ فِي شَيْءٍ لا يَمْلِكُهُ » .(1/80)
حَدَّثَنِي أَبُو غَسَّانَ الْمِسْمَعِيُّ حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو قِلابَةَ عَنْ ثَابِتِ بْنِ الضَّحَّاكِ عَنْ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : « لَيْسَ عَلَى رَجُلٍ نَذْرٌ فِيمَا لا يَمْلِكُ ، وَلَعْنُ الْمُؤْمِنِ كَقَتْلِهِ ، وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِشَيْءٍ فِي الدُّنْيَا عُذِّبَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَمَنْ ادَّعَى دَعْوَى كَاذِبَةً لِيَتَكَثَّرَ بِهَا لَمْ يَزِدْهُ اللهُ إِلاَّ قِلَّةً ، وَمَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينِ صَبْرٍ فَاجِرَةٍ » .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 170 }
وَأَخْرَجَ الْبَزَّارُ مِثْلَهُ مِنْ حَدِيثِ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ الْبَزَّارُ فِي ( مُسْنَدِهِ ج9/ص18/3520) قَالَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُبَيْدٍ قَالا : نَا إسْحَاقُ بْنُ إِدْرِيسَ قَالَ نَا حَمَّادٌ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ أَبِي قِلابَةَ عَنْ أَبِي الْمُهَلَّبِ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ - رضي الله عنه - قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « مَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِشَيْءٍ فِي الدُّنْيَا ، عُذِّبَ بِهِ فِي الآخِرَةِ » .
قال : هَذَا الْحَدِيثُ لا نَعْلَمُهُ يُرَوَى عَنْ أَحَدٍ بِهَذَا اللَّفْظِ بِإِسْنَادٍ أَحْسَنَ مِنْ هَذَا الإِسْنَادِ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ ، وَلا نَعْلَمُ لَهُ طَرِيقَاً عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ إِلاَّ هَذَا الطَّرِيقَ ، وَقَالَ بَعْضُ مَنْ رَوَاهُ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ أَبِي قِلابَةَ عَنْ ثَابِتِ بْنِ الضَّحَّاكِ .
ثَانِيَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ(1/81)
1- يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّكَنِ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فى الْحَدِيثُ رَقْمُ (157) . صَدُوقٌ .
2- مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَقِيلِ (1) مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَقِيلِ بْنِ صَبِيحٍ الْهِلالِيُّ أبُو مَسْعُودٍ الْبَصْرِيُّ . رَوَى عَنْ جَدِّهِ عُبَيْدِ بْنِ عَقِيلٍ ، وَعُثْمَانَ بْنِ عُمَرَ ، وَبِشْرِ بْنِ ثَابِتٍ الْبَزَّارِ ، وَأَبِي عَاصِمٍ النَّبِيلِ ، وَعِدَّةٍ . وَعَنْهُ أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ الْخَالِقِ الْبَزَّارُ ، وَأَبُو دَاوُدَ ، وَالنَّسَائِيُّ ، وَابْنُ مَاجَهْ ، وَابْنُهُ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ ، وَآخَرُونَ . قَالَ النَّسَائِيُّ : لا بَأْسَ بِهِ . وَقَالَ مَسْلَمَةُ : ثِقَةٌ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : صَدُوقٌ مِنَ الْحَادِيَةِ عَشَرَةَ أَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ .
مَرْتَبَتُهُ : الثَّالثَةُ تَعْدِيْلاً .
3- إسْحَاقُ بْنُ إِدْرِيسَ الإِسْوَارِيُّ الْبَصْرِيُّ أَبُو يَعْقُوبَ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 157 ] . وَهُوَ مَتْرُوكٌ .
4- حَمَّادٌ مُبْهَمٌ فَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ حَمَّادَ بْنَ سَلَمَةَ ، أَوْ حَمَّادَ بْنَ زَيْدٍ ، وَكِلاهُمَا يَرْوِيَانِ عَنْ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ . وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 121 ] .
__________
(1) تَرْجَمَةُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَقِيلٍ : تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج25/ص506/5360) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص188/4962) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج9/ص235/442) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص489/6034) .(1/82)
5- حَمَّادُ بْنُ زَيْدِ بْنِ دِرْهَمٍ (1) الإِمَامُ أَبُو إِسْمَاعِيلَ الأَزْدِيُّ الأَزْرَقُ ، أَحَدُ الأَعْلامِ الرُّفَعَاءِ . عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ ، وَثَابِتٍ ، وَأَبِي جَمْرَةَ . وَعَنْهُ مُسَدَّدٌ ، وَعَلِيٌّ ، وَخَلْقٌ . قَالَ ابْنُ مَهْدِيٍّ : مَا رَأَيْتُ أَحَدَاً لَمْ يَكْتُبْ أَحْفَظَ مِنْهُ ، وَمَا رَأَيْتُ بِالْبَصْرَةِ أَفْقَهَ مِنْهُ ، وَلَمْ أَرَ أَعْلَمَ بِالسُّنَّةِ مِنْهُ . قَالَ ابْنُ حَجَرٍ ثِقَةٌ ثَبْتٌ فَقِيهٌ ، قِيلَ إِنَّهُ كَانَ ضَرِيرَاً ، وَلَعَلَّهُ طَرَأَ عَلَيْهِ ، لإِنَّهُ صَحَّ أَنَّهُ كَانَ يَكْتْبُ ، مِنْ كِبَارِ الثَّامِنَةِ ، مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَسَبْعِينَ وَلَهُ إِحْدَى وَثَمَانُونَ سَنَةً الْكُتُبُ السِّتَّةُ .
مَرْتَبَتُهُ : الأولَى تَعْدِيْلاً .
6- أيُّوبُ بْنُ أَبِي تَمِيمَةَ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 78 ] . ثِقَةٌ ثَبْتٌ حُجَّةٌ .
7- أَبُو قِلابَةَ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 78 ] . ثِقَةٌ فَاضِلٌ كَثِيْرُ الإِرْسَالِ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ حَمَّادِ بْنِ زَيْدِ بْنِ دِرْهَمٍ : تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج7/ص239/1481) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص349/1219) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج3/ص9/13) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص178/1498) .(1/83)
8- عَمْرُو بْنُ مُعَاوِيَةَ الْجَرْمِيُّ (1) مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرِو بْنِ زَيْدٍ الْجَرْمِيُّ أَبُو الْمُهَلَّبِ عَمُّ أَبِى قِلابَةِ ، وَيُقَالُ : عَمْرُو بْنُ مُعَاوِيَةَ ، وَقَدْ قِيلَ : عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُعَاوِيَةَ . رَوَى عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ . وَعَنْهُ أَبُو قِلابَةَ ، وَالْحَسَنُ ، وَعَوْفٌ الأَعْرَابِيُّ
قَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ مِنَ الثَّانِيَةِ الْبُخَارِيُّ فِي التَّارِيْخِ وَمُسْلِمٌ وَالأَرْبَعَةُ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيْلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ عمرو بن معاوية الجرمي : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج6/ص260/1434) ، الثِّقَاتُ (ج5/ص414/5472) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص465/6861) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص676/8398) .(1/84)
9- عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ (1) عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ خَلَفٍ الْخُزَاعِيُّ أبُو نُجَيْدٍ بِنُونٍ وَجِيمٍ مُصَغَّرٌ . أَسْلَمَ هُوَ وَأَبُو هُرَيْرَةَ عَامَ خَيْبَرٍ . رَوَى عَنْ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، وَعَنْ مَعْقَلِ بْنِ يَسَارٍ . وَعَنْهُ ابْنُهُ نُجَيْدٌ ، وَأَبُو رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيُّ ، وَأَبُو الْمُهَلَّبِ الْجَرْمِيُّ وَآخَرُونَ . اسْتَقَضَاهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَامِرٍ عَلَى الْبَصْرَةِ ، ثُمَّ اسْتَعْفَاهُ ، وَمَاتَ بِهَا سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِينَ . وَكَانَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ يَحْلِفُ بِاللهِ : مَا قَدَمَهَا رَاكِبٌ خَيْرٌ مِنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ . وَكَانَتِ الْمَلائِكَةُ تُصَافِحُهُ قَبْلَ أَنْ يَكْتَوِي ، وَكَانَ صَاحِبَ رَايَةِ خُزَاعَةَ يَوْمَ الْفَتْحِ . رَوَى لَهُ أَصْحَابُ الْكُتُبِ السِّتَّةِ .
ثَالِثَاً : الْحَكَمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
هَذَا الْحَدِيثُ إِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ جِدَّاًً فِيهِ إِسْحَاقُ بْنُ إِدْرِيسَ ، وَهُوَ مَتْرُوكٌ .
وَقَالَ الْهَيْثَمِيُّ فِي ( مَجْمَعِ الزَّوَائِدِ ج10/ص395) : رَوَاهُ الْبَزَّارُ ، وَفِيهِ إِسْحَاقُ بْنُ إِدْرِيسَ ، وَهُوَ مَتْرُوكٌ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 171 }
__________
(1) تَرْجَمَةُ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ : تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج22/ص319/4486) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص92/4261) ، الإصابة (ج4/ص705/6014) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج8/ص111/220) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص429/5150) .(1/85)
وَأَخْرَجَ الشَّيْخَانِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : « مَنْ تَرَدَّى مِنْ جَبَلٍ ، فَقَتَلَ نَفْسَهُ ، فَهُوَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ ، يَتَرَدَّى فِيهِ خَالِدَاً مُخَلَّدَاً فِيهَا أَبَدَاً ، وَمَنْ شَرِبَ سُمَّاً ، فَقَتَلَ نَفْسَهُ ، فَسُمُّهُ فِي يَدِهِ يَتَحَسَّاهُ (1) فِي نَارِ جَهَنَّمَ ، خَالِدَاً مُخَلَّدَاً فِيهَا أَبَدَاً ، وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِحَدِيدَةٍ ، فَحَدِيدَتُهُ فِي يَدِهِ ، يَتَوَجَّأَ بِهَا فِي بَطْنِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ ، خَالِدَاً مُخَلَّدَاً فِيهَا أَبَدَاً » .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
__________
(1) التَّحَسِّي : حَسَا الشَّيْءَ حَسْوَاً وَتَحَسَّاهُ قَالَ سيبويه التحسي عمل فِي مهلة . ويقال حسا الطائر الماء يحسو حسوا وهو كالشرب للإنسان و حَسَا زَيْدٌ المَرَقَ حَسْواً شَرِبَهُ شيئاٌ بعدَ شيءٍ (لسان العرب ج14/ص176، المحكم والمحيط الأعظم ج3/ص477، تاج العروس ج37/ص425) .(1/86)
أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي ( صَحِيحِهِ / كِتَابُ الطِّبِّ ، بَابُ شُرْبِ السُّمِّ وَالدَّوَاءِ بِهِ وَبِمَا يُخَافُ مِنْهُ وَالْخَبِيثِ ج5/ص2179/ 5442) قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ سُلَيْمَانَ قَالَ سَمِعْتُ ذَكْوَانَ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : « مَنْ تَرَدَّى مِنْ جَبَلٍ ، فَقَتَلَ نَفْسَهُ ، فَهُوَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ ، يَتَرَدَّى فِيهِ خَالِدَاً مُخَلَّدَاً فِيهَا أَبَدَاً ، وَمَنْ تَحَسَّى سُمَّاً ، فَقَتَلَ نَفْسَهُ ، فَسُمُّهُ فِي يَدِهِ يَتَحَسَّاهُ فِي نَارِ جَهَنَّمَ ، خَالِدَاً مُخَلَّدَاً فِيهَا أَبَدَاً ، وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِحَدِيدَةٍ ، فَحَدِيدَتُهُ فِي يَدِهِ ، يَجَأُ بِهَا فِي بَطْنِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ ، خَالِدَاً مُخَلَّدَاً فِيهَا أَبَدَاً » .
وأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي ( صَحِيحِهِ / كِتَابُ الإِيْمَانِ ، بَابُ غِلَظِ تَحْرِيْمِ قَتْلِ الإِنْسَانِ نَفْسَهُ وَأَنَّ مَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِشَيْءٍ عُذِّبَ بِهِ فِي النَّارِ وَأَنَّهُ لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إلا نَفْسٌ مُسْلِمَةٌ ج1/ص103/109) مِنْ طَرِيقِ خَالِدِ بْنِ الْحَارِثِ وَجَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ وَعَبْثَرِ بْنِ الْقَاسِمِ كُلُّهُمْ عَنْ شُعْبَةَ بِِمِثْلِهِ .
وأَخْرَجَهُ أيْضَاً مِنْ طَرِيقِ وَكِيعٍ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعَاً بِمِثْلِهِ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 172 }(1/87)
وَأَخْرَجَ مُسْلِمٌ عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « لا يُرِيدُ أَحَدٌ أَهْلَ الْمَدِينَةِ بِسُوءٍ إلاَّ أَذَابَهُ اللهُ فِي النَّارِ ذَوْبَ الرَّصَاصِ ، أو ذَوْبَ الْمِلْحِ فِي الْمَاءِ » . هَذَا جُزْءٌ مِنْ حَدِيثٍ أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ ، وَغَيْرُهُ .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي ( صَحِيحِهِ / كِتَابُ الْمَنَاسِكِ ، بَابُ فَضْلِ الْمَدِينَةِ وَدُعَاءِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِيهَا بِالْبَرَكَةِ وَبَيَانِ تَحْرِيْمِهَا وَتَحْرِيْمِ صَيْدِهَا وَشَجَرِهَا وَبَيَانِ حُدُودِ حَرَمِهَا ج2/ص992/1363) قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ حَكِيمٍ الأَنْصَارِيُّ أَخْبَرَنِي عَامِرُ بْنُ سَعْدِ بْن أَبِي وَقَّاصٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : « إِنِّي أُحَرِّمُ مَا بَيْنَ لابَتَيْ الْمَدِينَةِ : أَنْ يُقْطَعَ عِضَاهُهَا ، أو يُقْتَلَ صَيْدُهَا » ، وَقَالَ : « الْمَدِينَةُ خَيْرٌ لَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ، لا يَدَعُهَا أَحَدٌ رَغْبَةً عَنْهَا إِلاَّ أَبْدَلَ اللهُ فِيهَا مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْهُ ، ولا يَثْبُتُ أَحَدٌ عَلَى لأْوَائِهَا وَجَهْدِهَا إلاَّ كُنْتُ لَهُ شَفِيعَاً أو شَهِيدَاً يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، ولا يُرِيدُ أَحَدٌ أَهْلَ الْمَدِينَةِ بِسُوءٍ إلاَّ أَذَابَهُ اللهُ فِي النَّارِ ذَوْبَ الرَّصَاصِ ، أو ذَوْبَ الْمِلْحِ فِي الْمَاءِ » .
ثَانِيَاً : مَعْنَى الْحَدِيثِ (1)
__________
(1) شرح النووي على صحيح مسلم (ج9/ص137) .(1/88)
قَالَ أَبُو زَكَرِيَّا النَّوَوِيُّ : قَالَ الْقَاضِي : هَذِهِ الزِّيَادَة وَهِيَ قَوْلُهُ : ( فِي النَّارِ ) تَدْفَعُ إِشْكَالَ الأَحَادِيثِ الَّتِي لَمْ تُذْكَرْ فِيهَا هَذِهِ الزِّيَادَةَ ، وَتُبَيِّنُ أَنَّ هَذَا حُكْمُهُ فِي الآخِرَة ، قَالَ : وَقَدْ يَكُونُ الْمُرَادُ بِهِ : مَنْ أَرَادَهَا فِي حَيَاةِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُفِيَ الْمُسْلِمُونَ أَمْره وَاضْمَحَلَّ كَيْده كَمَا يَضْمَحِلّ الرَّصَاص فِي النَّار ، قَالَ : وَقَدْ يَكُون فِي اللَّفْظ تَأْخِير وَتَقْدِيم ، أَيْ أَذَابَهُ اللَّه ذَوْبَ الرَّصَاص فِي النَّار ، وَيَكُون ذَلِكَ لِمَنْ أَرَادَهَا فِي الدُّنْيَا فَلا يُمْهِلهُ اللهُ ، وَلا يُمَكَّنُ لَهُ سُلْطَانٌ ، بَلْ يُذْهِبُهُ عَنْ قُرْبٍ كَمَا اِنْقَضَى شَأْن مَنْ حَارَبَهَا أَيَّام بَنِي أُمَيَّة ، مِثْلَ مُسْلِمِ بْنِ عُقْبَةَ فَإِنَّهُ هَلَكَ فِي مُنْصَرَفِهِ عَنْهَا ، ثُمَّ هَلَكَ يَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَة مُرْسِلُهُ عَلَى أَثَرِ ذَلِكَ ، وَغَيْرِهِمَا مِمَّنْ صَنَعَ صَنِيعَهُمَا ، قَالَ : وَقِيلَ : قَدْ يَكُونُ الْمُرَاد مَنْ كَادَهَا اِغْتِيَالاً وَطَلَبَاً لِغُرَّتِهَا فِي غَفْلَةٍ ، فَلا يَتِمَّ لَهُ أَمْرَهُ ، بِخِلافِ مَنْ أَتَى ذَلِكَ جِهَارَاً كَأُمَرَاءٍ اِسْتَبَاحُوهَا .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 173 }(1/89)
وَأَخْرَجَ الطَّبَرَانِيُّ وَأَبُو يَعْلَى وَأَبُو الشَّيْخِ فِي التَّوْبِيخِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « مَنْ أَكَلَ لَحْمَ أَخِيهِ فِي الدُّنْيَا قُرِّبَ إِلَيْهَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، فَيُقَالَ لَهُ : كُلّْهُ مَيْتَاً كَمَا أَكَلْتَهُ حَيَّاً ، فَيَأْكُلُُهُ ، وَيَكْلَحُ (1) ، وَيَضَجُّ » .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ أَبُو يَعْلَى فِي مُسْنَدِهِ كَمَا فِي ( تَفْسِيْرِ ابْنِ كَثِيْرٍ ج4/ص217) قَالَ : حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ عَمِّهِ مُوسَى بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « مَنْ أَكَلَ مِنْ لَحْمِ أَخِيهِ فِي الدُّنْيَا قُرِّبَ إِلَيْهِ لَحْمُهُ فِي الآخِرَةِ ، فَيُقَالَ لَهُ : كُلّْهُ مَيْتَاً كَمَا أَكَلْتَهُ حَيَّاً ، فَيَأْكُلُُهُ ، وَيَكْلَحُ ، وَيَصِيحُ » .
وأَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي ( الْمُعْجَمِ الأَوْسَطِ ج2/ص182/ 1656) مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَعْدَانَ السَّلْمَسِينِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَلَمَةَ الْحَرَّانِيِّ بِمِثْلِهِ . وَأَخْرَجَهُ أبُو الشَّيْخِ فِي ( كِتَابِ التَّوْبِيخِ وَالتَّنْبِيهِ / بَابُ ذِكْرِ مَا أَعَدَّ اللهُ لأَهْلِ الْغِيبَةِ ج1/ص93/ 209) مِنْ طَرِيقِ يُونُسَ بْنِ بُكَيْرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بِهِ بِمَعْنَاهُ .
__________
(1) كلح : كمنع كلوحا وكلاحا بضمهما تكشر فِي عبوس و الكلح بفتح اللام تقلص الشفتين والكلوح العبوس (مشارق الأنوار ج1/ص341، النهاية فِي غريب الأثر ج4/ص196، القاموس المحيط ج1/ص305) .(1/90)
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ ابْنُ أَبِى الدُّنْيَا فِي ( كِتَابِ الصَّمْتِ وَآدَابِ اللِّسَانِ بَابُ الْغِيبَةِ وَذَمِّهَا ج1/ص125/178) ، وفِي ( كِتَابِ ذَمِّ الْغِيبَةِ وَالنَّمِيمَةِ ح39) عَنْ شَيْخِهِ يَحْيَى بْنِ يُوسُفَ الزِّمِّيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَلَمَةَ الْحَرَّانِيِّ بِمِثْلِهِ ، إِلاَّ أَنَّهُ قَالَ « فَيَأْكُلُهُ ، وَيَضَجُّ ، وَيَكْلَحُ » .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
1- الْحَكَمُ بْنُ مُوسَي (1) الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى بْنِ أَبِى زُهَيْرٍ أَبُو صَالِحٍ الزَّاهِدُ . رَأَى مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ . وَرَوَى عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ ، وَعَبْدِ اللهِ بن الْمُبَارَكِ ، وَمُبَشِّرِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْحَلَبِيِّ ، وَمُحَمَّدِ بْنِ سَلَمَةَ الْحَرَّانِيِّ . رَوَى عَنْهُ الْبُخَارِيُّ تَعْلِيقَاً ، وَمُسْلِمٌ ، وَأَبُو يَعْلَى أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَّنَّى الْمَوْصِلِيُّ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ . وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَالْعِجْلِيُّ . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ : صَدُوقٌ ، وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ : ثِقَةٌ كَثِيْرُ الْحَدِيثِ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : صَدُوقٌ مِِنَ الْعَاشِرَةِ مَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ الْبُخَارِيُّ تَعْلِيقَاً وَمُسْلِمٌ وَأَبُو دَاوُدَ فِي الْمَرَاسِيلِ وَالنَّسَائِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّالِثَةُ تَعْدِيْلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ الْحَكَمِ بْنِ مُوسَى : طَبَقَاتُ ابْنِ سَعْدٍ (ج7/ص346) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج7/ص136/1446) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص346/1191) ، تَذْكِرَةُ الْحُفَّاظِ (ج2/ص474/487) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص176/1462) .(1/91)
2- مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ الْحَرَّانِيُّ (1) مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْبَاهِلِيُّ مَوْلاهُمْ أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَرَّانِيُّ . رَوَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، وَخُصَيْفٍ ، وَابْنِ عَجْلانَ ، وَالْمُثَّنَّى بْنِ الصَّبَّاحِ ، وَغَيْرِهِمْ . وَعَنْهُ : أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ أَبْو جَعْفَرٍ النُّفَيْلِيُّ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ الْجُرْجِرَائِيُّ وَعِدَّةٌ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ مِنَ التَّاسِعَةِ ، مَاتَ سَنَةَ 91 عَلَى الصَّحِيحِ الْبُخَارِيُّ فِي الْقِرَاءةِ وَمُسْلِمٌ وَالأَرْبَعَةُ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيْلاً .
3- مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 109 ] . إمَامُ الْمَغَازِي صَدُوقٌ يُدَلِّسُ وَرُمِيَ بِالتَّشَيُّعِ وَالْقَدَرِ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلَمَةَ الْحَرَّانِيِّ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج1/ص107/302 ، مَعْرِفَةُ الثِّقَاتِ (ج2/ص239/1602) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج7/ص276/1494) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج25/ص289/5255) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص175/4880) ، تَارِيْخُ الإِسْلامِ (ج13/ص366) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج9/ص171/298) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص481/5922) .(1/92)
4- مُوسَى بْنُ يَسَارٍ (1) مُوسَى بْنُ يَسَارٍ الْقُرَشِيُّ الْمُطَّلِبِيُّ الْمَدَنِيُّ مَوْلَى قَيْسِ بْنِ مَخْرَمَةَ ، وَهُوَ عَمُّ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ يَسَارٍ . رَوَى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ . رَوَى عَنْهُ دَاوُدَ بْنِ قَيْسٍ الْفَرَّاءِ ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ الْغَسِّيلِ ، وَعُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ وَابْنُ أَخِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ مِنَ الرَّابِعَةِ الْبُخَارِيُّ تَعْلِيقَاً وَمُسْلِمٌ وَأَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ .
مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيْلاً .
5- أبُو هُرَيْرَةَ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 19 ] .
رَابِعَاًً : الْحَكَمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
هَذَا الْحَدِيثُ إِسْنَادُهُ ضعيفٌ لأنَّ فِيهِ ابْنُ إِسْحَاقَ وَقَدْ رَوَاهُ بِالْعَنْعَنَةِ . وَقَالَ الْهَيْثَمِيُّ فِي ( مَجْمَعِ الزَّوَائِدِ ج8/ص92) : رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الأَوْسَطِ ، وَفِيهِ ابْنُ إِسْحَاقَ وَهُوَ مُدَلِّسٌ وَمَنْ لَمْ أَعْرِفْهُ . وَقَالَ ابْنُ كَثِيْرٍ ( تَفْسِيْرِهِ ج4/ص217) : غَرِيبٌ جَدِّاً . وَقَالَ أبُو الشَّيْخِ فِي ( التَّوْبِيخِ وَالتَّنْبِيهِ ج1/ص93/209) : إسْنَادُهُ ضَعِيفٌ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ مُوسَي بْنٍ يَسَارٍ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج7/ص298/1273) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج8/ص167/740) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج29/ص168/6313) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص309/5742) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص554/7024) .(1/93)
وَقَالَ الْمُنْذِرِيُّ فِي ( الترغيب والترهيب ج3/ص329/4294) : رَوَاهُ أبُو يَعْلَى ، وَالطَّبَرَانِيُّ ، وَأَبُو الشَّيْخِ فِي كِتَابِ التَّوْبِيخِ إِلاَّ أَنَّهُ قَالَ يصيح بالصاد المهملة كُلُّهُمْ مِنْ رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، وَبِقَيَّةُ رِوَاتِهِ بَعْضُهُمْ ثِقَاتٌ ، يَضَجُّ بِالضَّادِ الْمُعْجَمَةِ بَعْدَهَا جِيمٌ ، وَيَصِيحُ كِلاهُمَا بِمَعْنَىً وَاحِدٍ كَذَا قَالَ بَعْضُ أَهْلِ اللُّغَةِ ، وَالظَّاهِرُ أَنَّ لَفْظَةَ يَضَجُّ بِالضَّادِ الْمُعْجَمَةِ فِيهَا زِيَادَةُ إِشْعَارٍ بِمُقَارَنَةِ فَزَعٍ ، أَوْ قَلَقٍ وَاللهُ أَعْلَمْ ، وَيَكْلَحُ بِالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ أَيْ يَعْبَسُ وَيَقْبَضُ وَجْهَهُ مِنَ الْكَرَاهَةِ .
وَقَالَ الْعِرَاقِيُّ فِي ( الْمُغْنِي عَنْ حَمْلِ الأَسْفَارِ ج2/ص819) : وَفِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ رَوَاهُ بِالْعَنْعَنَةِ .
وَقَالَ الأَلْبَانِيُّ فِي ضَعِيفِ التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ ( ج2/ص123/ح1685) : ضَعِيفٌ .
وَقَالَ الذَّهَبِيُّ فِي ( الْكَبَائِرِ ج1/ص42) : رَوَاهُ أبُو يَعْلَى بِسَنَدٍ حَسَنٍ .
وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : فِي ( فَتْحِ الْبَارِي ج10/ص470) : وَلَهُ شَاهِدٌ عِنْدَ الْبَزَّارِ وَابْنُ أَبِي الدُّنْيَا مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ ، وَعِنْدَ أَبِي يَعْلَى مِنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ ، وَمِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَفَعَهُ : مَنْ أَكَلَ لَحْمَ أَخِيهِ فِي الدُّنْيَا قُرِّبَ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُقَالُ لَهُ : كُلّْهُ مَيْتَاً كَمَا أَكَلْتَهُ حَيَّاً ، فيأكله ويكلح ويصيح . سَنَدُهُ حَسَنٌ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 174 }(1/94)
وَأَخْرَجَ سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ ، وَابن الْمُبَارَكِ ، وَابْنُ أَبِي الدُّنْيَا فِي كِتَابِ الصَّمْتِ ، وَالطَّبَرَانِيُّ ، وَأَبُو نُعَيْمٍ عَنْ شُفَيِّ بْنِ مَاتِعٍ الأَصْبَحِيِّ عَنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : « أَرْبَعَةٌ يُؤْذُونَ أَهْلَ النَّارِ عَلَى مَا بِهِمْ مِنَ الأَذَى ، يَسْعَوْنَ بَيْنَ الْحَمِيمِ وَالْجَحِيمِ , يَدْعُونَ بِالْوَيْلِ وَالثُّبُورِ ، يَقُولُ أَهْلُ النَّارِ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ : مَا بَالُ هَؤُلاءِ قَدْ آذَوْنَا عَلَى مَا بنا مِنَ الأَذَى ؟ ، قَالَ (1) : فَرَجُلٌ مُغْلَقٌ عَلَيْهِ تَابُوتٌ مِنْ جَمْرٍ ، وَرَجُلٌ يَجُرُّ أَمْعَاءَهُ ، وَرَجُلٌ يَسِيلُ فُوهُ قَيْحَاً وَدَمَاً ، وَرَجُلٌ يَأْكُلُ لَحْمَهُ ، فَيُقَالُ لِصَاحِبِ التَّابُوتِ : مَا بَالُ الأَبْعَدِ قَدْ آذَانَا عَلَى مَا بنا مِنَ الأَذَى ؟ ، فَيَقُولُ : إِنَّ الأَبْعَدَ مَاتَ وَفِي عُنُقَهِ أَمْوَالٌ إِلَى النَّاسِ مَا نَجِدُ لَهَا قَضَاءً أَوْ وَفَاءً ، ثُمَّ يُقَالُ لِلَّذِي يَجُرُّ أَمْعَاءَهُ : مَا بَالُ الأَبْعَدِ قَدْ آذَانَا عَلَى مَا بِنَا مِنَ الأَذَى ؟ ، فَيَقُولُ : إِنَّ الأَبْعَدَ كَانَ لا يُبَالِي مَا أَصَابَ ثَوْبَهُ مِنَ الْبَوْلِ لا يَغْسِلُهُ ، ثُمَّ يُقَالُ لِلَّذِي يَسِيلُ فُوهُ قَيْحَاً وَدَمَاً : مَا بَالُ الأَبْعَدِ قَدْ آذَانَا عَلَى مَا بِنَا مِنَ الأَذَى ؟ ، فَيَقُولُ : إِنَّ الأَبْعَدَ كَانَ يَنْظُرُ إِلَى كُلِّ كَلِمَةٍ قَذَعَةٍ (2)
__________
(1) غير موجودة فِى الْمَخْطُوطَاتِ الثلاثة واثبتناها لتمام المعني .
(2) قذعة : أي فاحشة ( غريب الحديث للخطابي ج3/ص100) .(1/95)
خَبِيثَةٍ يَسْتَلِذُهَا كَمَا يَسْتَلِذُّ الرَّفَثَ ، ثُمَّ يُقَالُ لِلَّذِي يَأْكُلُ لَحْمَهُ : مَا بَالُ الأَبْعَدِ قَدْ آذَانَا عَلَى مَا بِنَا مِنَ الأَذَى ؟ ، فَيَقُولُ : إِنَّ الأَبْعَدَ كَانَ يَأْكُلُ لُحُومَ النَّاسِ وَيَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ » .
قَالَ أبُو نُعَيْمٍ : تَفَرَّدَ بِهِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ ، وَشُفَيٌّ مُخْتَلَفٌ فِي صُحْبَتِهِ .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ فِي ( الزُّهْدِ ج2/ص94/ 328) قَالَ : أَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ قَالَ حَدَّثَنِي ثَعْلَبَةُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ أَيُّوبَ بْنِ بَشِيْرٍ الْعِجْلِيِّ عَنْ شُفَىِّ بْنِ مَاتِعٍ الأَشْجَعِيِّ عَنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - بِمِثْلِهِ .
وأَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي ( الْمُعْجَمِ الْكَبِيْرِ ج7/ص310/7226) ، وَأَبُو نُعَيْمٍ فِي ( حِلْيَةِ الأَوْلِيَاءِ ج5/ص167) كِلاهُمَا مِنْ طَرِيقِ أَسَدِ بْنِ مُوسَى ، وَابْنُ أَبِى الدُّنْيَا فِي ( كِتَابِ الصَّمْتِ وَآدَابِ اللِّسَانِ ، بَابُ الْغِيبَةِ وَذَمِّهَا ج1/ص128/186) ، وَفِي ( بَابِ ذَمِّ الْفَاحِشَةِ وَالْبَذَاءِ ج1/ص184/323) مِنْ طَرِيقِ شَيْخِهِ دَاوُدَ بْنِ عَمْرٍو الضَّبِّيِّ ، كِلاهُمَا عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ بِِمِثْلِهِ .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ هَنَّادٌ فِي ( كِتَابِ الزُّهْدِ / بَابُ النَّمِيمَةِ وَالْمَجَالِسِ بِالأَمَانَةِ ج2/ص577/1218) مِنْ طَرِيقِ شَيْخِهِ الْمُحَارِبِيِّ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ بِمِثْلِهِ .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ(1/96)
1- إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 154 ] . صَدُوقٌ فِي رِوَايَتِهِ عَنْ أَهْلِ بَلَدِهِ الشَّامِيِّينَ ، مُخَلِّطٌ فِي غَيْرِهِمْ .
2- ثَعْلَبَةُ بْنُ مُسْلِمٍ (1) ثَعْلَبَةُ بْنُ مُسْلِمٍ الْخَثْعَمِيُّ الشَّامِيُّ . رَوَى عَنْ أَيُّوبَ بْنِ بَشِيْرٍ الْعِجْلِيِّ الشَّامِيِّ ، وَثَابِتِ بْنِ أَبِي عَاصِمٍ ، وَشَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ . رَوَى عَنْهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ وَأَبُو مَهْدِيٍّ سَعِيدِ بْنِ سِنَانٍ وَمَسْلَمَةُ بْنُ عَلِيٍّ الْخُشَنِيُّ . ذَكَرَهُ أبُو حَاتِمٍ ابْنُ حِبَّانَ فِي كِتَابِ الثِّقَاتِ فِي الطَّبَقَةِ الرَّابِعَةِ ، فَكَأَنَّهُ عِنْدَهُ مَا لَقِيَ التَّابِعِينَ ، وَذَكَرَ فِي التَّابِعِينَ آخَرَ ، وَقَالَ : إِنَّهُ يَرْوِي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، وَعَنْهُ عَقِيلُ بْنُ مُدْرِكٍ ، وَقَالَ الذَّهَبِيُّ : وُثِّقَ .
وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : مَسْتُورٌ مِنَ الْخَامِسَةِ أبُو دَاوُدَ وَابْنُ مَاجَهْ فِي التَّفْسِيْرِ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَجْرِيْحَاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ ثَعْلَبَةَ بْنِ مُسْلِمٍ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج2/ص175/2108) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج2/ص464/1883) ، الثِّقَاتُ (ج8/ص157/12732) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج4/ص398/848) ، مِيزَانُ الاعْتِدَالِ فِي نَقْدِ الرِّجَالِ (ج2/ص93/1392) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص284/712) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج2/ص23/41) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص134/846) .(1/97)
3- أيُّوبُ بْنُ بَشِيْرٍ الْعِجْلِيُّ (1) أيُّوبُ بْنُ بَشِيْرٍ الْعِجْلِيُّ الشَّامِيُّ . رَوَى عَنْ شُفَىِّ بْنِ مَاتِعٍ . وَعَنْهُ ثَعْلَبَةُ بْنُ مُسْلِمٍ الْخَثْعَمِيُّ . وذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ . وَذَكَرَهُ الذَّهَبِيُّ فِي الْمِيزَانِ ، وَقَالَ : مَجْهُولٌ ، وَقَالَ الْخَزْرَجِىُّ : صَدُوقٌ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : صَدُوقٌ مِنَ السَّابِعَةِ ابْنُ مَاجَهْ فِي التَّفْسِيْرِ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّالِثَةُ تَعْدِيْلاً .
4- شُفَىُّ بْنُ مَاتِعٍ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 150 ] . ثِقَةٌ مِنَ الثَّالِثَةِ أَرْسَلَ حَدِيثَاً ، فَذَكَرَهُ بَعْضُهُمْ فِي الصَّحَابَةِ خَطَأً ، مَاتَ فِي خِلافَةِ هِشَامٍ .
رَابِعَاًً : الْحَكَمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
هَذَا الْحَدِيثُ إِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ لأَنَّهُ مُرْسَلٌ ، وَفِيهِ ثَعْلَبَةُ بْنُ مُسْلِمٍ وَهُوَ مَسْتُورٌ .
وَقَالَ الْهَيْثَمِيُّ فِي ( مَجْمَعِ الزَّوَائِدِ ج1/ص209) : رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيْرِ وَرِجَالُهُ مُوَثَّقُونَ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ أيُّوبَ بْنِ بَشِيْرٍ الْعِجْلِيِّ : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج2/ص242/860) ، الثِّقَاتُ (ج6/ص58/6714) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج3/ص456/605) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص347/731) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص117/603) ، خُلاصَةُ تَذْهِيبِ تَهْذِيبِ الْكَمَالِ (ج1/ص42) .(1/98)
وَقَالَ الْعِرَاقِيُّ فِي ( الْمُغْنِي عَنْ حَمْلِ الأَسْفَارِ ج2/ص783) : رَوَاهُ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا مِنْ حَدِيثِ شُفَيِّ بْنِ مَاتِعٍ ، وَاخْتُلِفَ فِي صُحْبَتِهِ ، فَذَكَرَهُ أَبُو نُعَيْمٍ فِي الصَّحَابَةِ ، وَذَكَرَهُ الْبُخَارِيُّ وَابْنُ حِبَّانَ فِي التَّابِعِينَ ، وَالرَّاوِي عَنْهُ بَشِيْرُ بْنُ أَيُّوبَ الْعِجْلِيُّ وَثَّقَهُ ابْنُ حِبَّانَ ، وَجَهَّلَهُ الذَّهَبِيُّ .
وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ فِي ( الإِصَابَةِ فِي تَمْيِيزِ الصَّحَابَةِ ج3/ص399) : وَجَزَمَ بِأَنَّهُ تَابِعِيٌّ وَأَنَّ حَدِيثَهُ مُرْسَلٌ الْبُخَارِيُّ وَابْنُ حِبَّانَ وَأَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ وَغَيْرُهُمْ . وَقَالَ ابْنُ الأَثِيْرِ فِي ( أُسْدِ الْغَابَةِ ج2/ص605) : شُفَيُّ بْنُ مَاتِعٍ الأَصْبَحِيُّ أَبُو عُثْمَانَ أَوْرَدَهُ الطَّبَرَانِيُّ وَابْنُ شَاهِينَ وَالْحَضْرَمِيُّ وَغَيْرُهُمْ فِي الصَّحَابَةِ ، وَهُوَ مُخْتَلَفٌ فِي صُحْبَتِهِ .
وَقَالَ الْمُنْذِرِيُّ فِي ( التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ ج3/ص329) : رَوَاهُ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا فِي كِتَابِ الصَّمْتِ ، وَفِي ذَمِّ الْغِيبَةِ ، وَالطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيْرِ بِإِسْنَادٍ لَيِّنٍ ، وَأَبُو نُعَيْمٍ . وَقَالَ : شُفَيُّ بْنُ مَاتِعٍ مُخْتَلَفٌ فِي صُحْبَتِهِ .
وَضَعَّفَهُ الأَلْبَانِيُّ فِي ( ضَعِيفِ التَّرْغيبِ وَالتَّرْهِيبِ ج2/ص123/ح1684) .
خَامِسَاً : تَنْبِيهٌ
عَزَاهُ الْمُصَنِّفُ لِسَعِيدِ بْنِ مَنْصُورٍ فِي سُنَنِهِ ، وَلَمْ أَجِدْهُ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 175 }(1/99)
وَأَخْرَجَ الْبَيْهَقِيُّ فِي الزُّهْدِ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ زَاذَانَ قَالَ : إِنَّ بَعْضَ مَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ يَتَأَذَّى أَهْلُ النَّارِ بِرِيْحِهِ ، فَيُقَالُ لَهُ : وَيْلَكَ مَا كُنْتَ تَعْمَلُ ؟ ، يَكْفِينَا مَا نَحْنَ فِيهِ مِنَ الشَّرِّ حَتَّى ابْتُلِينَا بِكَ وَبِنَتَنِ رِيْحِكَ ، فَيَقُولُ : كُنْتُ عَالِمَاً فَلَمْ أَنْتَفِعْ بِعِلْمِي .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الأَثَرِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
عَزَاهُ إِلَى الزُّهْدِ لِلْبَيْهَقِيِّ وَلَمْ أَجِدْهُ .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ فِي ( الزُّهْدِ ج1/ص377) قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ الْخَفَّافُ عَنْ عُثْمَانَ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ زَاذَانَ قَالَ : إِنَّ بَعْضَ مَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ يَتَأَذَّى أَهْلُ النَّارِ بِرِيْحِهِ ، فَيُقَالُ لَهُ : وَيْلَكَ مَا كُنْتَ تَعْمَلُ ؟ ، أَمَا يَكْفِينَا مَا نَحْنَ فِيهِ مِنَ الشَّرِّ حَتَّى ابْتُلِينَا بِكَ وَبِنَتَنِ رِيْحِكَ ، فَيَقُولُ : كُنْتُ عَالِمَاً فَلَمْ أَنْتَفِعْ بِعِلْمِي .
وأَخْرَجَهُ أَبُو نُعَيْمٍ فِي ( حِلْيَةِ الأَوْلِيَاءِ ج3/ص59) مِنْ طَرِيقِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ، وَالْخَطِيبُ فِي ( كِتَابِ اقْتِضَاءِ الْعِلْمِ الْعَمَلَ ، بَابٌ فِي التَّغْلِيظِ عَلَى مَنْ تَرَكَ الْعَمَلِ بِالْعِلْمِ وَعَدَلَ إِلَى ضِدِّهِ وَخِلافِ مُقْتَضَاهُ فِي الْحُكْمِ ج1/ص52/ 75) مِنْ طَرِيقِ يَحْيَى بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، كِلاهُمَا عَنْ عُثْمَانَ أَبِى سَلَمَةَ بِِمِثْلِهِ .
ثَالِثَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الأَثَرِ
1- عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ الْخَفَّافُ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 90 ] . صَدُوقٌ رُبَّمَا أَخْطَأَ .(1/100)
2- عُثْمَانٌ الشَّحَّامُ (1) عُثْمَانٌ الشَّحَّامُ الْعَدَوِيُّ أَبُو سَلَمَةَ الْبَصْرِيُّ ، يُقَالُ اسْمُ أَبِيهِ عَبْدُ اللهِ ، وَقِيلَ : مَيْمُونٌ . رَوَى عَنْ عِكْرِمَةَ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ ، وَمُسْلِمِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الثَّقَفِيِّ ، وَأَبِي رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيِّ . وَعَنْهُ إسْرَائِيلَ ، وَوَكِيعٌ ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَرْزُوقْ وَآخَرُونَ . قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ : سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ الْقَطَّانَ ، وَذَكَرَ عُثْمَانَ الشَّحَّامَ ، فَقَالَ : يُعْرَفُ وَيُنْكَرُ ، وَلَمْ يَكُنْ عِنْدِي بِذَاكَ . وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ أَبِيهِ : لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ . وَقَالَ إسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ وَأَبُو زُرْعَةَ : ثِقَةٌ . وَقَالَ أبُو حَاتِمٍ : مَا أَرَى بِحَدِيثِهِ بَأْسَاً . وَقَالَ الآجُرِّيُّ عَنْ أَبِي دَاوُدَ : ثِقَةٌ أَوْ قَالَ : لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ . وَقَالَ النَّسَائِيُّ : لَيْسَ بِالْقَوِيِّ . وَقَالَ مَرَّةً : لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ . وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ . وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ : بَصْرِيٌّ يُعْتَبَرُ بِهِ وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ : لَيْسَ لَهُ كَثِيْرُ حَدِيثٍ وَلا أَرَى بِهِ بَأْسَاً . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : لا بَأْسَ بِهِ مِنَ السَّادِسَةِ مُسْلِمٌ وَأَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ وَالنَّسَائيُّ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّالِثَةُ تَعْدِيْلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ عُثْمَانَ الشَّحَّامِ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج6/ص226/2240) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج19/ص511/3875) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص15/3752) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج7/ص146/322) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص387/4531) .(1/101)
3- مَنْصُورُ بْنُ زَاذَانَ (1) مَنْصُورُ بْنُ زَاذَانَ بِزَاي وَذَالٍ مُعْجَمَةٍ الْوَاسِطِيُّ أَبُو الْمُغِيْرَةِ الثَّقَفِيُّ مَوْلاهُمْ . رَوَى عَنْ أَنَسٍ يُقَالُ : مُرْسَلٌ ، وَأَبِي الْعَالِيَةِ رُفَيْعٍ ، وَالْحَسَنِ ، وَابْنِ سِيرِينَ ، وَقَتَادَة وَغَيْرِهِمْ . وَعَنْهُ شُعْبَةُ ، وَهُشَيْمٌ ، وَحَبِيبُ بْنُ الشَّهِيدِ وَجَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ ، وَأَبُو عَوَانَةَ وَغَيْرُهُمْ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ ثَبْتٌ عَابِدٌ مِنَ السَّادِسَةِ ، مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ عَلَى الصَّحِيحِ الْكُتُبُ السِّتَّةُ . مَرْتَبَتُهُ : الأولَى تَعْدِيْلاً .
رَابِعَاًً : الْحُكْمُ عَلَى إِسْنَادِ الأَثَرِ
هَذَا الأَثَرُ إِسْنَادُهُ حَسَنٌ لأَنَّ فِيهِ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ ، وَعُثْمَانُ الشَّحَّامُ وَهُمَا صَدُوقَانِ .
وَقَالَ الْمُنْذِرِيُّ فِي ( التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ ج1/ص75) : رَوَاهُ أَحْمَدُ وَالْبَيْهَقِيُّ ، وَالأَثَرُ مَقْطُوعٌ .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 176 }
وَأَخْرَجَ الْبَزَّارُ عَنْ بُرَيْدَةَ عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : « إنَّ فُرُوجَ الزُّنَاةِ لِتُؤْذِي (2) أَهْلَ النَّارِ نَتَنُ رِيْحِهَا » .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
__________
(1) تَرْجَمَةُ مَنْصُورِ بْنِ زَاذَانَ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج7/ص346/1492) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج28/ص523/6191) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص296/5639) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج10/ص272/536) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص546/6898) .
(2) فِى الْمَخْطُوطَاتِ الثلاثة (ليؤذى) .(1/102)
هَذَا جُزْءٌ مِنْ حَدِيثٍ أَخْرَجَهُ الْبَزَّارُ ( كَمَا فِي كَشْفِ الأَسْتَارِ ج3/ص215/ح1549) قَالَ : ثَنَا عَمْرُو بْنُ مَالِكٍ ثَنَا أبُو مُعَاوِيَةَ عَنْ صَالِحِ بْنِ حَبَّانَ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « إِنَّ السَّمَوَاتِ السَّبْعَ وَالأَرَضِينَ السَّبْعَ لَتَلْعَنُ الشَّيْخَ الزَّانِي ، وَإِنَّ فُرُوجَ الزُّنَاةِ لَيُؤْذِي أَهْلَ النَّارِ نَتَنُ رِيْحِهَا » .
وَقَالَ الْبَزَّارُ لا نَعْلِمُهُ رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ إِلاَّ أَبُو مُعَاوِيَةَ . وَرَوَاهُ مَوْقُوفَاً عَلَى بُرَيْدَةَ (ج3/ص215/ح1548) قَالَ : ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى ثَنَا عَلِىُّ بْنُ عُبَيْدٍ عَنْ صَالِحِ بْنِ حَيَّانَ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ بِمِثْلِهِ .
ثَانِيَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ(1/103)
1- عَمْرُو بْنُ مَالِكٍ (1) عَمْرُو بْنُ مَالِكٍ الرَّاسِبِيُّ بِمُهْمَلَةٍ وَمُوَحَّدَةٍ الْغُبَرِيُّ أَبُو عُثْمَانَ الْبَصْرِيُّ . رَوَى عَنْ مَرْوَانَ بْنِ مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيِّ ، وَخَالِدِ بْنِ الْحَارِثِ ، وَعَبْدِ الأَعْلَى ، وَابْنِ عُيَيْنَةَ وَغَيْرِهِمْ . وَعَنْهُ التِّرْمِذِيُّ ، وَأَبُو بَكْرٍ الْبَزَّارُ ، وَأَبُو يَعْلَى وَابْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ وَغَيْرُهُمْ . تَرَكَهُ أَبُو حَاتِمٍ ، وَأَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيَّانِ . وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ ، وَقَالَ : يُغْرِبُ وَيُخْطِئُ . وَقَالَ ابْنُ عدي : مُنْكَرُ الْحَدِيثِ عَنِ الثِّقَاتِ ، وَيَسْرِقُ الْحَدِيثَ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ضَعِيفٌ مِنَ الْعَاشِرَةِ مَاتَ بَعْدَ الأَرْبَعِينَ التِّرْمِذِيُّ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّالِثَةُ تَجْرِيْحَاً .
2- أَبُو مُعَاوِيَةَ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 52 ] . ثِقَةٌ أَحْفَظُ النَّاسِ لِحَدِيثِ الأَعْمَشِ ، وَقَدْ يَهِمُ فِي حَدِيثِ غَيْرِهِ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ عَمْرِو بْنِ مَالِكٍ : تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج22/ص207/4439) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص87/4221) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج8/ص83/152) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص426/5103) .(1/104)
3- صَالِحُ بْنُ حَيَّانَ الْقُرَشِيُّ (1) صَالِحُ بْنُ حَيَّانَ الْقُرَشِيُّ . رَوَى عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ ، وَأَبِي وَائِلٍ ، وَنَافِعٍ ، وَسُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ وَعِدَّةٍ . رَوَى عَنْهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الزَّبْرَقَانِ ، وَأَبُو مُسْلِمٍ عُبَيْدُ اللهِ بْنُ سَعِيدٍ قَائِدِ الأَعْمَشِ ، وَعَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ .
وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ضَعِيفٌ مِنَ السَّادِسَةِ ابْنُ مَاجَهُ فِي التَّفْسِيْرِ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّالِثَةُ تَجْرِيْحَاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ صَالِحِ بْنِ حَيَّانَ الْقُرَشِيِّ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج4/ص275/2789) ، الضُّعَفَاءِ لِلنَّسَائِيِّ (ج1/ص57/295) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج4/ص398/1739) ، الْمَجْرُوحِينَ (ج1/ص369/492) ، الْكَامِلُ فِي الضُّعَفَاءِ (ج4/ص53/909) ، الضُّعَفَاءُ الْكَبِيْرُ (ج2/ص200/725) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج13/ص33/2802) ، الضُّعَفَاءُ وَالْمَتْرُوكِينَ لابْنِ الْجَوْزِيِّ (ج2/ص48/1659) ، سِيَرُ أَعْلامِ النُّبَلاءِ (ج7/ص373/137) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص271/2851) .(1/105)
4- عَبْدُ اللهِ بْنُ بُرَيْدَةَ (1) عَبْدُ اللهِ بْنُ بُرَيْدَةَ بْنِ الْحُصَيْبِ الأَسْلَمِيُّ أَبُو سَهْلٍ الْمَرْوَزِيُّ قَاضِي مَرْوٍ أَخُو سُلَيْمَانَ ، وَكَانَا تَوْأَمَيْنِ . رَوَى عَنْ أَبِيهِ ، وَابْنِ عَبَّاسٍ ، وَابْنِ عُمَرَ ، وَبُشَيْرِ بْنِ كَعْبٍ ، وَابْنِ الْمُسَيَّبِ . وَعَنْهُ صَالِحُ بْنُ حَيَّانَ الْقُرَشِيُّ وَسَهْلُ بْنُ بَشِيْرٍ ، وَحُسَيْنُ بْنُ ذَكْوَانَ ، وَغَيْرُهُمْ . وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ وَالْعِجْلِيُّ وَأَبُو حَاتِمٍ : ثِقَةٌ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ مِنَ الثَّالِثَةِ ، مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَمِئَةٍ ، وَقِيلَ : بَلْ خَمْسَ عَشَرَةَ ، وَلَهُ مِئَةُ سَنَةً الْكُتُبُ السِّتَّةُ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّانِيَةُ تَعْدِيْلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج5/ص51/110) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج5/ص13/61) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج14/ص328/3179) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص540/2644) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج5/ص137/270) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص297/3227) .(1/106)
5- بُرَيْدَةُ بْنُ الْحُصَيْبِ (1) بُرَيْدَةُ بْنُ الْحُصَيْبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ الأَسْلَمِيُّ أَبُو عَبْدِ اللهِ . أَسْلَمَ قَبْلَ بَدْرٍ ، وَلَمْ يَشْهَدْهَا ، وَشَهِدَ خَيْبَرَ وَفَتْحَ مَكَّةَ ، وَاسْتَعَمَلَهُ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى صَدَقَاتٍ قَوْمِهِ ، وَسَكَنَ الْمَدِينَةَ ، ثُمَّ انْتَقَلَ إِلَى الْبَصْرَةِ ، ثُمَّ إِلَى مَرْوٍ فَمَاتَ بِهَا . رَوَى عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - . وَعَنْهُ ابْنَاهُ عَبْدُ اللهِ وَسُلَيْمَانُ ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ أَوْسٍ الْخُزَاعِيُّ ، وَالشَّعْبِيُّ وَغَيْرُهُمْ . قَالَ ابْنُ سَعْدٍ : تُوُفِّيَ سَنَةَ 63 فِي خِلافَةِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ ، وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْهُ : أَنَّهُ غَزَا مَعَ النَّبيِ - صلى الله عليه وسلم - سِتَّ عَشَرَةَ غَزْوَةً .
ثَالِثَاً : الْحَكَمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
هَذَا الْحَدِيثُ إِسْنَادُهُ ضعيفٌ لأَنَّ فِيهِ صَالِحُ بْنُ حَيَّانَ ، وَعَمْرُو بْنُ مَالِكٍ وَهُمَا ضَعِيفَانِ .
وَقَالَ الْهَيْثَمِيُّ فِي ( مَجْمَعِ الزَّوَائِدِ ج6/ص255) : وَعَنْ بُرَيْدَةَ أَنَّ السَّمَوَاتِ السَّبْعَ وَالأَرَضِينَ السَّبْعَ لَتَلْعَنُ الشَّيْخَ الزَّانِي وَإِنَّ فُرُوجَ الزُّنَاةِ لَيُؤذِي أهْلَ النَّارِ نَتَنُ رِيْحِهَا . وَعَنْ بُرَيْدَةَ عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : بِنَحْوِهِ . رَوَاهُمَا الْبَزَّارُ ، وَفِي إِسْنَادَيْهِمَا صَالِحُ بْنُ حَيَّانَ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ بُرَيْدَةَ بْنِ الْحُصَيْبِ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج2/ص141/1977) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج4/ص53/661) ، الْكَاشِفُ (ج1/ص265/554) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص378/797) ، الإِصَابَةُ (ج1/ص286/632، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص121/660) .(1/107)
وَضَعَّفَهُ الْمُنْذِرِيُّ فِي ( التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ ج3/ص190/3624) حَيْثُ رَوَاهُ بِصِيغَةِ التَّمْرِيضِ .
وَضَعَّفَهُ الأَلْبَانِيُّ فِي ( ضَعِيفِ التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ ج2/ص63/ح1438) و( السِّلْسِلَةِ الضَّعِيفَةِ ج7/ص12/ح3011) .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 177 }
وَأَخْرَجَ الشَّيْخَانِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « إِنَّ عَلَى اللهِ - عز وجل - عَهْدَاً (1) لِمَنْ شَرِبَ الْمُسْكِرَ أَنْ يَسْقِيَهِ مِنْ طِينَةِ الْخَبَالِ » ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ ، وَمَا طِينَةُ الْخَبَالِ (2) ؟ ، قَالَ : « عُصَارَةُ أَهْلِ النَّارِ ، أَوْ عَرَقُ أَهْلِ النَّارِ » .
- - الله - -
ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَ الْحَدِيثَ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ
__________
(1) فِى الْمَخْطُوطَةِ (ز) إن الله عهد عهدا لمن شرب المسكر .
(2) طينة الخبال : بفتح الخاء وتخفيف الباء فسره فِي الحديث بعصارة أهل النار فِي النار وبصديدهم وبعرقهم يحتمل تسميتها طينة الخبال لأنها من فساد أجسامهم والخبال فِي الأصل الفساد ويكون فِي الأفعال والأبدان والعقول(مشارق الأنوار ج1/ص229، النهاية فِي غريب الأثر ج2/ص8) .(1/108)
أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي ( صَحِيحِهِ / كِتَابُ الأَشْرِبَةِ ج3/ص1587/2002) قَالَ : حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ يَعْنِي الدَّرَاوَرْدِيَّ عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ : أَنَّ رَجُلاً قَدِمَ من جَيْشَانَ ، وَجَيْشَانُ من الْيَمَنِ ، فَسَأَلَ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ شَرَابٍ يَشْرَبُونَهُ بِأَرْضِهِمْ مِنَ الذُّرَةِ ، يُقَالُ لَهُ الْمِزْرُ ، فَقَالَ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - : أَوَ مُسْكِرٌ هُوَ ؟ ، قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ ، إِنَّ عَلَى اللهِ - عز وجل - عَهْدَاً لِمَنْ يَشْرَبُ الْمُسْكِرَ أَنْ يَسْقِيَهُ مِنْ طِينَةِ الْخَبَالِ » ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ ؛ وَمَا طِينَةُ الْخَبَالِ ؟ ، قَالَ : « عَرَقُ أَهْلِ النَّارِ ، أو عُصَارَةُ أَهْلِ النَّارِ » .
ثَانِيَاً : ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَهُ غَيْرَ مَنْ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ(1/109)
وأَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ فِي ( سُنَنِهِ الْكُبْرَى / كِتَابُ الأَشْرِبَةِ ، بَابُ ذَكِرْ مَا أَعَدَّ اللهُ - عز وجل - لِشَارِبِ الْخَمْرِ مِنَ الذُّلِّ وَالْهَوَانِ وَالْعَذَابِ الأَلِيمِ ج3/ص238/ 5218) ، وفِي ( بَابِ تَحْرِيْمِ كُلِّ شَرَابٍ أَسْكَرَ كَثِيْرُهُ ج4/ص186/6818) ، وَالْبَيْهَقِيُّ فِي ( سُنَنِهِ الْكُبْرَى / كِتَابُ الأَشْرِبَةِ وَالْحَدِّ فِيهَا ، بَابُ مَا جَاءَ فِي تَفْسِيْرِ الْخَمْرِ الَّذِي نَزَل تَحْرِيْمُهَا ج8/ص291/17141) كِلاهُمَا مِنْ طَرِيقِ قُتَيْبَةَ بْنِ سَعِيدٍ ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي ( صَحِيحِهِ / كِتَابُ الأَشْرِبَةِ ، بَابُ آدَابِ الشُّرْبِ ، ذِكْرُ وَصْفِ مَا يُعَاقِبُ اللهُ جَلَّ وَعَلا مَنْ شَرِبَ الْمُسْكِرَ ثُمَّ مَاتَ قَبْلَ أَنْ يَتُوبَ فِي جَهَنَّمَ نَعُوذُ بِاللهِ مِنْهَا ج12/ص183/5360) مِنْ طَرِيقِ يَعْقُوبَ بْنِ مُحَمَّدٍ الزُّهْرِيِّ ، وَالطَّبَرَانِيُّ فِي ( الْمُعْجَمِ الأَوْسَطِ ج8/ص217/ 8446) مِنْ طَرِيقِ مُحَمَّدِ بْنِ خَلاَّدٍ ، ثَلاثَتُهُمْ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيِّ بِِمِثْلِهِ .
[ تَنْبِيهٌ ] نَسَبَهُ الْمُصَنِّفُ إِِلَى الْبُخَارِيِّ ، وَلَيْسَ فِيهِ ! .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 178 }
وَأَخْرَجَ الْبَزَّارُ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : « مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ سَقَاهُ اللهُ مِنْ حَمِيمِ جَهَنَّمَ » .
- - الله - -
أَوَّلاً : تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ(1/110)
أَخْرَجَهُ الْبَزَّارُ ( كَمَا فِي كَشْفِ الأَسْتَارِ ج3/ص254/ح2928) قَالَ : ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْكُوفِيُّ ثَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ثَنَا مَسْعُودُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِى زِيَادٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ سَقَاهُ اللهُ مِنْ حَمِيمِ جَهَنَّمَ » .
قَالَ الْبَزَّارُ : لا نَعْلَمُهُ رُوِيَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ بِهَذَا اللَّفْظِ إِلاَّ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ ، وَقَدْ رُوِيَ نَحْوُهُ مِنْ غَيْرِ طَرِيقِهِ .
ثَانِيَاً : دِرَاسَةُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
1- مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْكُوفِيُّ (1) مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ تَسْنِيمٍ بِفَتْحِ الْمُثَنَّاةِ وَسُكُونِ الْمُهْمَلَةِ وَكَسْرِ النُّونِ بَعْدَهَا تَحْتَانِيَّةٌ سَاكِنَةٌ الأَزْدِيُّ الْعَتَكِيُّ ، أبو عَبْدِ الله الْبَصْرِيُّ نَزِيلُ الْكُوفَةِ . رَوَى عَنْ رَوْحِ بْنِ عُبَادَةَ ، وَحَجَّاجٍ الأَعْوَرِ ، وَمُحَمَّدِ بْنِ بَكْرٍ الْبُرْسَانِيِّ ، وَعَبْدِ اللهِ بْنِ دَاوُدَ الْخُرَيْبِيِّ وَغَيْرِهِمْ . رَوَى عَنْهُ أَبُو دَاوُدَ ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ خُزَيْمَةَ ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ زَيْدٍ الْبَجَلِيُّ وَغَيْرُهُمْ . قَالَ ابْنُ خُزَيْمَةَ : كُوفِيٌّ ثَبْتٌ . وذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ ، وَقَالَ : مُسْتَقِيمُ الْحَدِيثِ عِدَادُهُ فِي الْكُوفِيِّينَ يُغْرِبُ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : صَدُوقٌ يُغْرِبُ مِنَ التَّاسِعَةِ مَاتَ سَنَةَ 256 أَبُو دَاوُدَ . مَرْتَبَتُهُ : الثَّالِثَةُ تَعْدِيْلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْكُوفِيِّ : تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج25/ص58/5145) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص164/4792) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج9/ص100/157) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص473/5812) .(1/111)
2- مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ (1) مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ دِرْهِمٍ أَبُو غَسَّانَ النَّهْدِيُّ مَوْلاهُمُ الْكُوفِيُّ الْحَافِظُ ، ابْنُ بِنْتِ حَمَّادِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ . رَوَى عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْن أَبِي سَلَمَةَ الْمَاجْشُونِ ، وَزُهَيْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ ، وَمَسْعُودِ بْنِ سَعْدٍ الْجُعْفِيِّ وَعِدَّةٍ . رَوَى عَنْهُ الْبُخَارِيُّ ، وَالْبَاقُونَ بِوَاسِطَةٍ ، وَأَبُو حَاتِمٍ وَأَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيَّانِ ، وَأَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ وَآخَرُونَ .
وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ مُتْقِنٌ صَحِيحُ الْكِتَابِ عَابِدٌ مِنْ صِغَارِ التَّاسِعَةِ مَاتَ سَنَةَ سَبْعَ عَشَرَةَ الْكُتُبُ السِّتَّةُ .
مَرْتَبَتُهُ : الأولَى تَعْدِيْلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ مَالِكِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج7/ص315/1342) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج27/ص86/5727) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص233/5239) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج10/ص3/2) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص516/6424) .(1/112)
3- مَسْعُودُ بْنُ سَعْدٍ (1) مَسْعُودُ بْنُ سَعْدٍ الْجُعْفِيُّ أَبُو سَعْدٍ ، وَيُقَالُ : أَبُو سَعِيدٍ الْكُوفِيُّ . رَوَى عَنْ أَشْعَثَ بْنِ سَوَّارٍ وَالْحَسَنِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ ، وَسُلَيْمَانَ الأَعْمَشِ ، وَيَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ . رَوَى عَنْهُ مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، وَأَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ ، وَأَبُو غَسَّانَ النَّهْدِيُّ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ عَابِدٌ مِنَ التَّاسِعَةِ أبُو دَاوُدَ فِي الْقَدَرِ وَالنَّسَائِيُّ .
مَرْتَبَتُهُ : الأولَى تَعْدِيْلاً .
__________
(1) تَرْجَمَةُ مَسْعُودِ بْنِ سَعْدٍ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ (ج7/ص423/1854) ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (ج8/ص283/1299) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج27/ص473/5910) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص257/5399)، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص528/6610) .(1/113)
4- يَزِيدُ بْنُ أَبِى زِيَادٍ (1) يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ الْقُرَشِيُّ الْهَاشِمِيُّ أَبُو عَبْدِ اللهِ الْكُوفِيُّ . رَأَى أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ ، وَرَوَى عَنْ إبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ ، وَثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ ، وَذَكْوَانَ أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ ، وَمُجَاهِدِ بْنِ جَبْرٍ . رَوَى عَنْهُ أَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ ، وَزُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ ، وَشُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ . مَشْهُورٌ سَيْءُ الْحِفْظِ . قَالَ ابْنُ حِبَّانَ : صَدُوقٌ إِلاَّ أَنَّهُ كَبِرَ وَسَاءَ حِفْظُهُ ، وَكَانَ يَتَلَقَّنُ . وَقَالَ يَحْيَى : لَيْسَ بِالْقَوِيِّ . وَقَالَ أَيْضَاً : لا يُحْتَجُّ بِحَدِيثِهِ . وَقَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ : ارْمِ بِهِ ، كَانَ مِنْ أَئِمَّةِ الشِّيعَةِ الْكِبَارِ . وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ عَنْ أَبِيهِ : لَمْ يَكُنْ بِالْحَافِظِ . وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ : حَدِيثُهُ لَيْسَ بِذَاكَ . وَقَالَ الْعِجْلِيُّ : جَائِزُ الْحَدِيثِ وَكَانَ بِآخَرَة يُلَقَّنُ . وَقَالَ أبُو زُرْعَةَ : لَيِّنٌ يُكْتَبُ حَدِيثُهُ وَلا يُحْتَجَّ بِهِ . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ : لَيْسَ بِالْقَوِيِّ . وَقَالَ إبْرَاهِيمُ بْنُ يَعْقُوبَ الْجَوْزَجَانِيُّ : سَمِعْتُهُمْ يُضَعِّفُونَ حَدِيثَهُ .
__________
(1) تَرْجَمَةُ يَزِيدَ بْنِ أَبِى زِيَادٍ : الْمَجْرُوحِينَ (ج3/ص99/1177) ، الْكَامِلُ فِي الضُّعَفَاءِ (ج7/ص275/2168) ، تَهْذِيبُ الْكَمَالِ (ج32/ص135/6991) ، الْكَاشِفُ (ج2/ص382/6305) ، الْمُغْنِي فِي الضُّعَفَاءِ (ج2/ص749/7101) ، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (ج11/ص287/531) ، تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (ج1/ص601/7717) .(1/114)
وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ضَعِيفٌ كَبِرَ فَتَغَيَّرَ وَصَارَ يَتَلَقَّنُ وَكَانَ شِيعِيَّاً مِنَ الْخَامِسَةِ مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاثِينَ الْبُخَارِيُّ تَعْلِيقَاً وَمُسْلِمٌ وَالأَرْبَعَةُ .
مَرْتَبَتُهُ : الثَّالِثَةُ تَجْرِيْحَاً .
5- عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الْحَدِيثِ رَقْمِ [ 62 ] .
ثَالِثَاً : الْحَكَمُ عَلَى إِسْنَادِ الْحَدِيثِ
هَذَا الْحَدِيثُ إِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ لأَنَّ فِيهِ يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ .
قَالَ الْهَيْثَمِيُّ فِي ( مَجْمَعِ الزَّوَائِدِ ج5/ص71) : رَوَاهُ الْبَزَّارُ ، وَفِيهِ يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ وَهُوَ ضَعِيفٌ ، وَقَالَ : لَهُ حَدِيثٌ فِي الصَّحِيحِ غَيْرُ هَذَا .
قُلْتُ : هُوَ مَا أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي ( كِتَابِ الأَشْرِبَةِ / بَابُ بَيَانِ أَنَّ كُلَّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ وَأَنَّ كُلَّ خَمْرٍ حَرَامٌ ج3/ص1587/ 2003) قَالَ : حَدَّثَنَا أبو الرَّبِيعِ الْعَتَكِيُّ وَأَبُو كَامِلٍ قَالا حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ حَدَّثَنَا أَيُّوبُ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « كُلُّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ ، وَكُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ ، وَمَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ فِي الدُّنْيَا ، فَمَاتَ وهو يُدْمِنُهَا لم يَتُبْ لم يَشْرَبْهَا فِي الآخِرَةِ » .
الْحَدِيثُ رَقْمُ { 179 }(1/115)