الأخبار التي عزاها محقّق (المشيخة الكبرى) إلى كتب ليست في الموسوعة الألفيّة
بسم الله، والحمد لله، وصلى الله وسلّم على رسول الله، وبعد:
هذه قائمة بالأحاديث والآثار من كتاب (أحاديث الشيوخ الثقات) التي عزاها محقّقها إلى كتب ليست في الموسوعة الألفيّة.
و (أحاديث الشيوخ الثقات) شهيرة بـ (المشيخة الكبرى)، وهي برواية أبي بكر الأنصاري (رحمه الله) وتحقيق فضيلة الشيخ الشريف حاتم العوني (حفظه الله)، الطبعة الأولى، دار عالم الفوائد، مكّة المكرّمة، 1422هـ.
قمتُ بجمعها للإخوة الذين يعتمدون على الموسوعة الألفيّة اعتماداً كبيراً في مباحثهم بسبب قلّة المصادر عندهم.
مع ملاحظة ما يلي:
1) أنّ بعض تلك الأحاديث قد يكون لها شواهد وأصول في الموسوعة الألفيّة.
2) أنّني اعتمدتُ في تحديد هذه الزوائد على تخريج الشيخ العوني.
3) أنّ ترقيم الأحاديث هو نفس ترقيم الكتاب المطبوع.
4) أنّ هذا الجمع يشمل الأخبار التي لم يقف المحقّق على مصدر لها وتلك التي اقتصر على ذكر درجتها من دون تخريج.
راجياً المولى لنا ولكم التوفيق والسداد.
(21) أخبرنا البرمكي، قال: أخبرنا أبو محمّد ابن ماسي، قال: حدثنا أبو بكر موسى بن إسحاق بن موسى الأنصاري، قال: حدثنا خالد بن يزيد (يعني: العمريَّ المكيَّ)، قال: حدثنا سلمة بن وردان، عن أنسٍ رضي الله عنه: أنَّ امرأةً أتت النبي صلى الله عليه وسلم، فشكت إليه الحاجة، فقال: "أدلّك على خيرٍ من ذلك؟ تهللين الله عز وجل عند منامك ثلاثاً وثلاثين، وتحمديه أربعاً وثلاثين؛ فذلك ماية خيرٌلك من الدنيا وما فيها".
(30) أخبرنا أبوالحسن الباقلاني، قال: حدثنا محمّد بن إسماعيل، قال: حدثنا محمد بن القاسم، قال: حدثنا محمد بن الحسن السلولي، قال: حدثنا صالح بن أبي الأسود، عن الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد، عن ثوبان، قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: "الأيمة من قريش".
((1/1)
38) حدثنا العشاري، قال: حدثنا أبو القاسم طيّب بن يمن بن عبدالله مولى المعتضد، قال: حدثنا عبدالله بن محمد البغوي، قال: حدثنا عبدالله بن مطيع، قال: حدثنا هشيم، عن كوثر، عن نافع، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: "لا يبلغ العبد حقيقة الإيمان، حتى يحبّ للناس ما يحب لنفسه".
(39) حدثنا العشاري، قال: أخبرنا أبو سهل(يعني: محمود العُكبري)، قال: أنبأنا جعفر بن محمد الصوفي، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن مسروق، قال: حدثنا محمد بن الحسين، قال: حدثني حكيم بن جعفر، عن مسمع، قال: كان أصحابنا عامتهم فُقَرا، فكنت ربما رأيت عبدالعزيز يخرج بالكسرة والتمر والشيِّ، لعله يكون قد منعه أهله وولده، فيقسمه على إخوانه، كسرة كسرة، وقطعة تمر قطعة قطعة، وربما رأيته يعطيهم فلساً فلساً، ويقول: بأبي أنتم! رأيتم الصبر على الفقر، أيسر من معالج الأنكال والأغلال غداً في النار.
قال مسمع: ولقيني يوماً عبدالعزيز، فقال: يا أبا سيّر، هلمَّ فأخرج لنا رغيفاً وقطعةً من تمر؛ ثم قال: ليكن فطرك وفطر أم سيّار هذه الليلة".
(60) أخبرنا القاضي أبو يعلى ابن الفراء، قراءة عليه وأنا أسمع، قال: سمعت إسحاق بن محمد بن يوسف بن يعقوب النيسابوري يقول: سمعت محمد بن يعقوب الاصم، يقول: سمعت الربيع بن سليمان، يقول: سمعت الشافعي محمد بن إدريس يقول: يحتاج طالب العلم إلى ثلاث خصال: أولها: طول العمر، والثاني: سعة ذات اليد، والثالث: الذكاء.
(86) أخبرنا أبو الحسين ابن النرسي، قال: أخبرنا أبو حاتم محمد بن عبدالواحد بن محمد اللبان الرازي، قراءة عليه، في سنة ست وثمانين وثلاثماية، قال: سمعت الحسين بن محمد بن القاسم العجلي، يقول: سمعت علي بن محمد بن مهرويه يقول: كان شابٌ عند شيخ يكتب الحديث، فقيل له: كم تكتب عن هذا الشيخ؟! قال: حتى أكبِّر عليه أربعأ. فمات الشاب، فصلى عليه الشيخ، فكبر عليه خمساً، وقال: أردت أن أزيده واحدة.
((1/2)
87) أخبرنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن النرسي، قال: قرىء على أبي الحسين أحمد بن محمد بن جعلان الكاتب، وأنا أسمع، سنة ست وثمانين وثلاثماية، فأقرّ به، قال: حدثنا أبو بكر محمد القاسم الأنباري، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا الحسن بن عبدالرحمن الربعي، قال: حدثنا إبراهيم بن سعدان، قال: حدثنا أبو عبدالله محمد ابن سليم قال: قال لي ابن عايشة: خرجت إلى بغداد لأسمع من ابن المبارك، فلمّا انتهيت إلى واسط، قلت: لو عدلت إلى إسحاق الأزرق. فسلمت عليه، فدخلت إليه وهو مريض، فلما رآني أجهش بالبكاء، وقال: أما علمت ما لحقني من هذا الفاسق؟! قلت: أي الفسقة؟ قال: الحسن بن هاني أبو نواس، قلت: ماقصته؟ قال: كذب على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وروى عني شيئا والله ما حدثت به قط، ولا غيره. قلت: ماهو؟ قال: يا جارية، هاتي القرطاس، فجاءت بقرطاس، فإذا فيه مكتوب:
يا حسن المقلتين والجيد ... ... تقتلني منك بالمواعيد
تضرب لي الوعد ثم تخلفني ... ... فيا بلائي من خلف موعود
حدثني الأزرق المحدث عن ... ... -عمرو- بن شمر عن ابن مسعود
لايخلف الوعد غير كافرة ... ... وكافر في الجحيم مصفود
(104) أخبرنا الشريف أبو الغنايم عبدالصمد بن علي بن محمد بن الحسن بن الفضل ابن أمير المومنين أبي العباس عبدالله المأمون، قراءة عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن عمر بن محمد بن الحسن ابن إسحاق ابن إبراهيم بن علي بن إسحاق الختلي، المقروف بالحربي السكري، قراءة عليه، قال: حدثنا أبو عبدالله أحمد بن الحسن بن عبدالجبار الصوفي، قال: حدثنا عبدالله بن عمر بن أبان، قال: حدثنا جميل بن حمّاد، قال: حدثنا عصمة بن زامل عن أبيه، قال: سمعت أبا هريرة يقول: خرجت من عند خليلي صلى الله عليه وسلم، وأوصاني بثلاث، لا أتركهن حتى أموت؛ قلت: بأبي أنت وأمي! وماهنَّ؟ قال: "غسل يوم الجمعة وصيام ثلاثة أيام من كل شهر، والوتر قبل النوم".
((1/3)
129) أخبرنا أبو علي ابن وشاح، قال: أخبرنا القاضي المعافى بن زكرياء، قال: حدثنا أحمد بن العباس بن عبدالله العسكري، قال: حدثنا أبو الحسن الدمشقي، قال: حدثنا الزبير بن بكار، قال: أخبرنا العتبي، قال: حججنا سنة، فنزلنا ضرية في يوم جمعة. فسألنا عن الوالي، فقيل: هو أعرابي، عما قليل يخرج إليكم. فما زالت الشمس حتى خرج علينا، وعلى راسه عمامة كأنها رحى، متنطباً قوسا عربية، فصعد على كثيب من رمل، ثم استقبلنا بوجهه، فحمد الله وأوثنى عليه، ثم قال: أما بعد، فإن الدنيا دار ممر، والاخرة دار مقر، فخذوا لمقركم من ممركم؛ ولا تهتكوا أستاركم، عند من لا تخفى عليه أسراركم؛ أخرجوا من الدنيا قلوبكم، قبل أن تخرج منها أبدانكم، ففي الدنيا حييتم، وللاخرة خلقتم؛ وإنما الدنيا بمنزلة السُّمَّ الناقع، ياكله من لا يعرفه؛ أقول قولي هذا، وأستغفر الله؛ والمدعو له الخليفة، ثم الأمير جعفر؛ قوموا لصلاتكم ، بارك الله فيكم.
(134) أخبرنا أبو علي بن المبارك، قال: حدثنا أبو حفص عمر بن إبراهيم الكتاني، قال: حدثنا عبدالله بن محمد البغوي، قال: حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة، قال: حدثنا شريك، عن سماك بن حرب، عن عبدالرحمن بن عبدالله بن مسعود، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا قام أحدكم من الليل يصلى فليستاك".
((1/4)
164) حدثنا أبو القاسم ابن البسري، قال: أخبرنا أبو محمد الحسن ابن عثمان بن بكران بن جابر العطار، قراءة عليه وأنا أسمع، قال: حدثنا أبو بكر محمد بن عبدالله الشافعي، قال: حدثنا أبو العباس الخلقاني يزيد ابن محمد بن يزيد، قال: حدثنا الثقة، عن ابن عيينة، قال: حدثنا عبدالملك ابن أبجر، قال: قال علقمة بن لبيد لابنه: يابني، إن نازعتك نفسك إلى صحبة الرجال، فاصحب من إذا صحبته زانك، وإن خدمته صانك، وإن مرت بك بلية مانك. اصحب من إن قلت صدَّق قولك، وإن أصبت سدد صوابك. اصحب من إن راى منك ثلمة سدها، وإن بدت منك نعمة عدها، وإن مدت يد إليك بفضل مدها. اصحب من لا تختلف عليك منه الطرايق.
قال عبدالملك بن أبجر، ما أرى أراد هذا الرجلا من ابنه إلا أن لا يصحب أحدا أبدا!! فقال سفيان: لا ولكنه أدرك الناس معهم هذه الاخلاق، ولم يدر ماتحدثون من النَّذالة!!!.
(199) أخبرنا أبو القاسم ابن الخلال، قال: أخبرنا عمر الكناني، قال: حدثنا أبو عثمان سعيد بن محمد بن سعيد، أخو زبير، قال: حدثنا إسحاق بن أبي إسرائيل، قال: حدثنا المتوكل بن فضيل، عن أبي ظلال، عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لو ان أهل السموات السبع وأهل الارضين السبع اجتمعوا عل قتل امرىء مسلم، لأرداهم الله النار على مناخرهم".
((1/5)
202) أخبرنا أبو الحسن علي بن أبي طالب، قال: حدثنا المخلص، قال: حدثنا أبو جعفر أحمد بن إسحاق بن البهلول، إملاء، في سنة خمس عشرة وثلاثماية، قال: حدثني أبي، عن محمد بن يونس، عن يونس بن خباب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا أول ليلة من شهر رمضان؛ فتحت أبواب الجنة كلها، لا يغلق منها باب واحد، الشهر كله، وغلقت أبواب النار، فلم يفتح منها باب واحد، وغلت عتاة الشياطين، ونادى منادٍ من السماء الدنيا، كل ليلة إلى انفجار الصبح: يا باغي الخير هلم، يا باغي الشر انته؛ هل من مستغفر فيغفر له، هل من تايب فيتاب عليه، هل من سايل فيعطى سوْْله، هل من داعٍ فيستجاب له. ولله تعلى عند وقت فطر كل ليلة من رمضان عتقاء يعتقون من النار".
(206) أخبرنا أبو الحسن ابن أبي طالب، قال: أخبرنا القاضي الضبي، قال: حدثنا أبو الحسين ابن شاذان، قال: حدثنا محمد بن سهل، قال: حدثنا الخضر بن أبي فاطمة، قال: حدثنا وُهيب، عن كادح، عن عون، عن عمرو بن دينار، عن ابن عباس، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يذهب شيءٌ من السنّة إلا ظهر من البدعة مثلاه، حتى تذهب السنة، وتظهر البدعة؛ حتى ينشوا في البدع من لا يعرف السنَّة، فإذا رأى السنَّة، قال: هذه بدعة. فمن أحيا سنَّة من سنَّتي قد أميتت، كان له أجرها وأجر من عمل بها، من غير أن ينقص من أجورهم شيء. ومن أبدع من بعدي بدعة، كان عليه وزرها ووزر من عمل بها، من غير أن ينقص من أوزارهم شيء".
(223) أخبرنا عبد العزيز الانماطي، قال: أخبرنا أبو طاهر المخلص، قال: حدثنا البغوي، قال: حدثنا محمد بن حبيب الجارودي، قال حدثنا ابن أبي حازم، عن أبيه، عن سهل بن سعد، قال: أتى رجل النبي صلى الله عليه وسلم بابن وغلام له، فقال: يارسول الله، اشهد بغلام هذا لابني هذا، قال: "ولكل ولدك فعلت مثله؟"، قال: لا، قال: "لا أشهد، ولا على رغيف محترق".
((1/6)
230)أخبرنا أبو القاسم عبدالعزيز، قال: أخبرنا أبو الطاهر المخلص، قال: حدثنا أبو عبيد القاسم بن إسماعيل الضبي، قراءة عليه وأنا أسمع، قال: حدثنا الحسن بن السكين بن عيسى البلدي أبو منصور، قال: حدثنا إبراهيم بن إسحاق الطالقاني، قال: حدثنا ضمرة بن ربيعة الرملي، عن عبدالله بن شوذب، قال: مثل الذي يروي عن عالم واحد، كمثل رجل له امرأة، إذا حاضت بقي.
(231) أخبرنا أبو القاسم عبدالعزيز بن علي الانماطي، قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبدالرحمن المخلص، قال: حدثنا محمد بن نوح الجُنْدِيْسَابُوري، قال: حدثنا عبيدالله بن ثابت، قال: حدثني أبي، عن محمد بن حبيب مولى بني هاشم، قال: سمعت يحيى بن خالد البرمكي يقول: قال لي المامون: يا يحيى، اغتنم قضاء حوايج الناس، فإن الفلك أدور، والدهر أجور= من أن يترك لإحد حالاً، أو يبقي لأحد، نعمة".
(233) أخبرنا القاضي أبو الحسن ابن البيضاوي، قال: أخبرنا ابن الجندي، قال: حدثنا إبراهيم بن أحمد خالي، قال: حدثنا المفضل بن محمد الجندي، قال: حدثنا عمر بن محمد ابن أخت عبدالرزاق: حدثني خالي عبدالرزاق، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مشيع الفاحشة كراكبها".
(258) أخبرتنا خديجة الشاهجانية، قالت: حدثنا أبو الحسين ابن سمعون الواعظ إملاء، قال: حدثنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن سلم المخرمي، قال: حدثنا حفص بن عمرو الربَّالي، قال: حدثنا محبوب بن الحسن الهاشمي، عن داود بن أبي هند، عن الشعبي، عن مسروق، عن عايشة رضي الله عنها: ان النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إنِّ الدجال لا يدخل مكة، ولا المدينة".
((1/7)
275) حدثني والدي الشيخ أبو طاهر(رحمه الله)، قرأه علي من لفظه، قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد ابن الاهوازي، قراءة عليه وأنا أسمع، قال: حدثنا أبو عبدالله الحسين بن إسماعيل المحاملي، إملاء في داره، في ربيع الاخر من سنة ثلاثين وثلاثماية، قال: حدثنا عبدالله بن أيوب، قال: حدثنا يحيى بن هاشم، قال: حدثنا عمرو بن حيان بيّاع القصب، عن سعيد بن جبير، عن أبي ذر رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أبا ذر، عليك بالورع تكن أعبد العابدين، عليك بالقنوع تكن أشكر الشاكرين، وأقِل من الضحك فإنه ممرضة للقلب، وأحسن إلى جارك، فإذا قال: قد أحسنت فقد أحسنت".
(286) أخبرنا أبو محمد ابن أبي عثمان، قال: أخبرنا أبو أحمد عبيدالله ابن محمد بن أحمد بن أبي مسلم الفرضي، قراءة عليه، قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن جعفر بن أحمد الصوفي المطيري، قال: حدثنا بشر بن مطر أبو أحمد الواسطي، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو، عن أبي العباس، عن عبدالله بن (عمرو) رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألم أُخبر أنك تقوم الليل وتصوم النهار؟" قلت: إني أفعل ذلك، فقال: "إنك إن فعلت ذلك، أجِمت عيناك، ونفِهت نفسك. إنَّ لعينك حقا، ولأهلك حقا، ولنفسك حقا؛ فقم ونم، وصم وأفطر".
(317) أخبرنا هنَّاد، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن الحسن الفارسي، بِهَرَاة، قال: حدثنا أبو عبدالله محمد بن أحمد بن إبراهيم البلخي، قال: حدثنا محمد بن خالد بن يزيد البرذعي، قال: حدثنا عطية بن بقية، قال: حدثنا أبي بقية بن الوليد، عن معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من تعلم العلم وهو شاب كان بمنزلة وشم في حجر، ومن تعلمه بعدما يكبر فهو بمنزلة كتاب على ظهر الماء".
((1/8)
322) أخبرنا هنَّاد النَّسفي، قال: أخبرنا أبو الفضل علي بن الحسين الفلكي الحافظ، بهمذان، قال:حدثنا عبدالله بن الحسين بن محمويه، قال حدثنا محمد بن إبراهيم بن المنذر،سنة اثنتين وثلاثين وثلاثماية، قال: حدثنا محمد بن إسماعيل الصائغ، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا مالك (يعني: ابن أنس)، عن الزهري، عن نافع، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من تساوى يوماه فهو مغبون، ومن كان أمسه خيرا من يومه فهو ملعون، ومن لم يكن في زيادة فهو في نقصان، ومن كان في النقصان فالموت خير له من الحياة".
(324) أخبرنا هناد، قال: أخبرنا أبو عبدالله أحمد بن عمر، قال: حدثنا محمد بن أحمد بن أحمد بن الحسن، قال: حدثنا الحارث بن محمد، عن أبي الحسن المدايني، قال: جاء رجل إلى الاعمش، فقال: يا أبا محمد، اكتريت حماراً بنصف درهم، وأتيتك لأسألك عن حديث كذا وكذا؛ فقال: اكتر بالنصف الآخر، وارجع.
(325) أخبرنا هناد، قال: سمعت أبا جعفر محمد بن عبدالسلام الابهري، يقول: سمعت أبا عبدالله محمد بن أحمد بن إبراهيم البلخي، بمكة، يقول: سمعت أبا سعيد ابن الأعرابي، يقول: كان ابن إشكاب إذا ضحك رجل في مجلسه لم يحدثه سنة.
(326) أخبرنا هنّاد بن إبراهيم النسفي، قال: أنشدني محمد بن إدريس، قال: أنشدني أبو بكر المفيد، لبعضهم:
طلبت الرزق بالعقل ... ... من الغرب إلى الشرق
فلم يكسبني العقل ... ... سوى البعد من الرزق
فأدبرت عن العقل ... ... وأقبلت على الحمق
فلم أتعب ولم أنصب ... ... ولم أضرع إلى الخلق
فمن لام على الحق ... ... فقد حاد عن الحق
((1/9)
342) أخبرنا عاصم، قال: أخبرنا أبو الفتح محمد بن أحمد بن أبي الفوارس الحافظ، قال: حدثنا الامير أبو بكر محمد بن بدر الكبير، قال: حدثنا حماد ابن مدرك، قال: حدثنا عثمان بن عبدالله الشامي، قال: حدثنا مالك، عن أبي الزناد، عن الاعرج، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا كان أول ليلة من شهر رمضان نظر الله إلى خلقه، وإذا كانت ليلة تسع وعشرين أعتق الله فيها مثل جميع ما أعتق في الشهر كله. فإذا كانت ليلة الفطر ارتجت الملائكة، وتجلى الجبار بنور، مع أنه لا يصفه الواصفون؛ فيقول للملائكة، وهم في عيدهم من الغد يا معشر الملائكة- يوحي إليهم- ما جزاء الاجير إذا أوفى عمله؟ يقول الملائكة: يوفى أجره فيقول الله تعالى: أشهدكم أني قد غفرت لهم".
(343) أخبرنا عاصم، قال: أخبرنا أبو الفتح ابن أبي الفوارس، قال: حدثنا أحمد بن جعفر بن سلم، قال: حدثنا أبو دلف هاشم بن محمد الخزاعي، قال: حدثنا الزبير بن بكار، قال: حدثنا محمد بن موسى أبو غزية الانصاري، قال: حدثنا محمد بن عبدالله القاري، عن موسى بن عقبة، قال: كتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى معاوية بن أبي سفيان: " بسم الله الرحمن الرحيم. من عمر بن الخطاب إلى معاوية بن أبي سفيان: أما بعد، فإني كتبت إليك في القضاء كتابا لم آلك ونفسي عيه خيرا. الزم خمس خلال، يسلم لك دينك، وتظفر بأفضل حظك: عليك بالبينة العادلة؛ والايمان القاطعة؛ وأدن الضعيف حتى ينبسط لسانه ويجترئ قلبه؛ وتعاهد الغريب فإنه إذا طال حبسه لحق بأهله، وإنما أبطل حقه من لم يرفع به راسا؛ واحرص على الصلح بين الناس مالم يبن لك القضاء، إن شاء الله".
((1/10)
358) أخبرنا أبو عبدالله محمد ابن شاذه، قال: أخبرنا أبو الحسن محمد ابن مخلد البزاز، قال: أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار، قال: حدثنا الحسن ابن عرفة، قال: حدثنا عبدالله بن المبارك، عن معمر، عن زيد بن رفيع، عن حرام بن معاويه، قال: كتب إلينا عمر بن الخطاب رصي الله عنه: أن أدبوا الخيل، ولا يرفعن بين ظهرانيكم الصليب، ولا تجاورنكم الخنازير.
((1/11)
359) أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن سعيد بن عبدالله الحبال المصري المحدث، بقراءتي عليه، في مسجده بمهرة من فسطاط مصر، قلت له: أخبركم أبو الحسن أحمد بن عبد العزيز بن أحمد بن حامد بن محمود بن ثرثال بن مشرفة بن غياث بن منيح بن طحن البغدادي، قراءة عليه وأنت تسمع، في يوم الجمعة لسبع خلون من المحرم من سنة سبع وأربعماية، قال: حدثنا الحسين بن إسماعيل المحاملي(وهو أبو عبدالله القاضي)، إملاء، في يوم الخميس، في داره ببغداد، سنة ست وعشرين وثلاثماية، في جمادى الاخرة، قال: حدثنا خلاد بن أسلم، قال: أخبرنا النضر بن شميل، قال: أخبرنا عبدالملك بن قدامة، قال: سمعت عبدالله بن عمر يقول: إن نفرا قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأسلموا، فسالوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أشياء من أمورهم. فخرجوا، حتى إذا كانوا بعقبة منى، ذكروا شرابا لهم، فقالوا: نسينا أن نسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شراب لنا ببلادنا، لا يصلح لنا غيره. قالوا فرجع رجل منهم، فانتهى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: إن أصحابي نسوا يسالونك عن شراب لهم ببلادهم، لا يصلح لهم غيره، وإن أرضنا أرض باردة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أيسكر؟"، قال: نعم، قال: "كل مسكر حرام". قال: فاكتفى الرجل بما قال؛ قال: فرجع، فأخبرهم بما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: إنا لا نراك أخبرت رسول الله صلى الله عليه وسلم بما يدخل علينا من الرفق. قال: فرجعوا بأجمعهم، حتى انتهوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: يا رمول الله، إنا نسينا أن نسالك عن شراب لنا ببلادنا، لا يصلح لنا غيره، وإن أرضنا أرض باردة، وإن أرضنا أرض محمة. قال: "ماهو؟"، قالوا: المزر، قال: "أيسكر؟، قالوا: نعم، قال: "كل مسكر حرام. إن على الله حتما: أن لا يشربها أحد في الدنيا، إلا سقاه الله يوم القياية من طينة الخبال.(1/12)
وهل تدري ما طينة الخبال؟! قال: عرق اهل النار".
قال الحبَّال(رحمه الله): أبو الحسن ابن ثرثال أكبر شيخ رأيناه وأسنده، ولد سنة سبع عشرة وثلاثماية، ومات سنة ثمان وأربعماية، ولم يحدثنا عن النخاس، وأبو محمد عبدالغني الحافظ، وغيرهما. ومات طايفة ممن سمع منه قبل مولدي. وكان ثقة(رحمه الله). ولم أرزق من حديث خلاد بن أسلم عاليا غير هذا الحديث، ومات سنة تسع وأربعين ومايتين. وولد المحاملي في المحرم من سنة خمس وثلاثين ومايتين، ومات يوم الاربعاء، ودفن يوم الخميس لثمان ليال بقين من شهر ربيع الاخر، من سنة ثلاثين وثلاثماية.
(370) أخبرنا أبو منصور ابن عبدالعزيز، قال: اخبرنا أبوأحمد ابن أبي مسلم، قال: أخبرنا أبو محمد الخلدي، قال: حدثنا أبو العباس ابن مسروق، قال: حدثنا إبراهيم بن الجنيد، قال: حدثنا هارون بن معروف، قال: حدثنا ضمرة، عن عثمان بن عطاء، عن أبيه: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ربط قرنا من قرون عايشة رضي الله عنها وهي نايمة، ثم ناداها من ناحية أخرى، فانتبهت فزعة، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم".
(379) أخبرنا أبو الفضل عمر بن عبيدالله بن عمر ابن البقال المقري، قراءة عليه وأنا أسمع، قال: حدثنا أبو الفتح محمد بن أحمد بن أبي الفوارس الحافظ، إملاء، قال: حدثنا أحمد بن هارون بن إبراهيم الدينوري، قال: حدثنا سمعان بن مسعود، قال: حدثنا المضاء بن الجارود، قال: حدثنا بن عباد، عن أبي الهذلي، عن الشعبي، عن الربيع بن خثيم، عن ابن مسعود رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من لم يكن في الدنيا زاهداً كأنه مجتاز، وفي الآخرة راغباً كأنه راحل، وللموت خايفاً متوقعاً؛ لم يبلغ من الزهد غايته، ولم تصدُق نيته".
((1/13)
382) أخبرما أبو الفضل ابن البقال، قال: حدثنا أبوالفتح ابن أبي الفوارس، إملاء، قال: اخبرنا عبدالله بن محمد بن جعفر، قال: حدثنا إبراهيم بن محمد بن الحارث، ومحمد بن النصير، قالا: حدثنا إسماعيل ابن عمرو، قال: حدثنا بكر بن خنيس، عن محمد بن سعد، قال: حدثني عمارة بن راشد، قال: أخبرني أبو قيس، أنه أتى عمر بن الخطاب رضي الله عنه في وفد، فقال: سمعت بلالاً يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله عز وجل اصطفى أكرم الكلام: لا إله إلا الله، وسبحان الله، والحمد لله، والله أكبر؛ طوبى لم وجد في صحيفته استغفاراً كثيراً".
(383) أخبرنا أبو الفضل ابن البقال، قال: حدثنا أبو الفتح ابن أبي الفوارس، إملاء، قال: أخبرنا عبدالرحمن بن أحمد بن إبراهيم العطار، قال: حدثنا عبدالله بن سليمان السجزي، قال: حدثنا علي بن الحسين المكتب، قال: حدثنا إسماعيل بن يحيى، قال: حدثنا قرة بن خالد السدوسي، عن عطاء بن أبي رباح، عن جابر بن عبدالله، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " إنما صلواتك كيلك، فإن شيت فأنقص، وإن شيت فأوفه = يأتي يوم القيامة. فإن نقصت صلاتك عذبت، وإن وفيت رحمت؛ فأوفوا الكيل في صلاتكم".
(384) أخبرنا أبو الفضل ابن البقال، قال: حدثنا أبو الفتح ابن أبي الفوارس، إملاء، قال: حدثنا أحمد (يعني: ابن جعفر بن سلم)، قال: حدثنا أبو بكر ابن عبدالخالق، قال: حدثنا أبو بكر المروذي، قال: حدثنا محمد بن إدريس، قال: سمعت بشر بن الحارث يقول: ماينبغي للرجل أن يشبع اليوم من الحلال، لأنه إذا شبع من الحلال دعته نفسه إلى الحرام، فكيف من هذه الأقذار.
(385) قال المروذي: وسمعت بعض أصحابنا، وهو أبوحفص ابن أخت بشر، قال: سمعت بشراً يقول: ماشبعت منذ خمسين سنة.
((1/14)
411) أخبرنا أبو علي ابن المسلمة، قال: أخبرنا أبو الفوارس الحسن ابن أحمد بن محمد بن فارس بن سهل البزاز، قال: أخبرنا أبو أحمد عبيدالله بن العباس بن الوليد بن مسلم بن يونس التميمي الشطوي، قال: حدثنا ابن أبي داود عبدالله بن سليمان، قال: حدثنا يحيى بن حاتم العسكري، قال: حدثنا بشر بن مهران، قال: حدثنا محمد بن دينار، عن داود بن أبي هند، عن الشعبي، عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "حسبك منهن أربع: سيدة نساء العالمين فاطمة بنت محمد، وخديجة ابنة خويلد، وآسية ابنة مزاحم، ومريم ابنة عمران".
(414) أخبرنا أبو علي ابن المسلمة، قال: أخبرنا أبو الفوارس، قال: حدثنا أبو احمد التميمي الشطوي، قال: حدثنا أحمد (يعني: ابن إبراهيم ابن الوليد، المعروف بابن ولدان الواسطي)، قال: حدثنا أبو حفص الفلاس، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، قال: كان ابن شبرمة إذا أراد أن يخرج إلى مجلس القضاء، قال: يا جارية، قربي غدائي، حتى أقوم إلى بلائي.
(443) أخبرنا أبو الوفا طاهر بن الحسين، قال: حدثنا أبو سهل العكبري، قال: حدثنا عبدالله بن موسى الهاشمي، قال: حدثنا جعفر بن محمد الموذن، قال: حدثنا عبدالله بن أبي سعد، قال: حدثنا محمد بن حفص اليماني، عن عمارة بن عقبة، عن سفيان بن عيينة، عن عبدالملك بن عمير، عن عطاء، عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله عز وجل خلق خلقا لحوايج الناس، يفزع الناس إليهم في حوايجهم؛ هم الآمنون من عذاب الله عز وجل".
((1/15)
453) أخبرنا الشريف أبو الحسن محمد بن أحمد بن المهتدي، قال: حدثنا الحسين بن أحمد بن عبدالله بن بكير المحدث، قال: حدثني أبو الحسن حامد بن المبارك بن عبدالله العسكري، بنصيبين، قال: حدثنا إسحاق بن سيار بن محمد أبو يعقوب النصيبي، قال: حدثنا حجاج بن المنهال، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن برد بن سنان، عن مكحول، عن أبي أمامة الباهلي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من ولد له مولود، فسماه محمدا، كان هو ومولوده في الجنة".
(457) أخبرنا الشريف أبو الحسن ابن المهتدي بالله، قال: أخبرنا عثمان ابن عيسى الباقلاني أبو عمرو، قال: حدثنا ابن أبي النجم، قال: حدثنا أبو القاسم يحيى بن حبيب العطار، من كتابه، قال: بلغني أن رجلا من العلماء قال: كتبت أربعماية ألف حديث، فما انتفعت بها، إلا بأربعة أحاديث، وما انتفعت من الأربعة الأحاديث إلا بأربع كلمات. فأول كلمة: اعمل لله على قدر حاجتك إليه. والكلمة الثانية: واعمل للآخرة على قدر إقامت: فيها. والكلمة الثالثة: واعمل للدنيا على قدر القوت. والكلمة الرابعة: واعص ربك على قدر جلدك على النار.
(463) أخبرنا أبو الحسن ابن الباقرحي، بقراءتي عليه، قلت له: أخبركم أبو علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن شاذان، قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن مقسم المقري، قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن يحيى النحوي، قال: حدثني زبير، قال: حدثني عاصم بم عبدالرحمن ابن عبدالله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب، عن أبيه.
وحدثنيه يونس بن عبدالله بن سالم الخياط، عن مالك بن أنس، عن عبدالرحمن بن عبدالله بن عمر بن حفص: أن رجلاً من بني كلاب يكنى أبا حبال، نزل على عبدالله بن عمر بن حفص، ومعه ابنه حبال. فمرض ابنه، ثم مات. قال عبدالله: فأمرنا أبي أن نكفنه، فكفناه، وحنطناه. فلما فرغنا من أمره، استاذن أبوه أن يدخل عليه، فأاذن له، فدخل؛ فانكب عليه، فسمعناه يقول:(1/16)
فلولا حبال لم تنخ بي مطيتي ... ... بأرض بها الحمّى ببرد وصالب
وقايلة: أرداك، الله، حبه ... ... بنفسي حبال من خليل وصاحب
فجعل يردد ذلك، ثم فقدنا صوته. فقال لنا أبي: انظروه، فإني(والله) أحسبه قد مات. فدخلما، فوجدناه ميتاً. فجهزناه، وحملناه مع ابنه.
(491) أخبرنا أبو طاهر ابن أبي حنيفة، بقراءتي عليه، قلت له: أخبركم أبو الحسين أحمد بن عبدالله بن الخضر السوسنجردي، قراءة عليه وأنت تسمع، قال: أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن كامل، قراءة عليه، قال: حدثنا محمد بن عثمان، قال: حدثنا إبراهيم بن عبدالله بن عبس العبسي، قال: حدثنا أحمد بن بشير، عن مسعر، عن عبدالملك بن عمير، عن كردم بن مرثد الفزاري، قال، قال لي سمرة بن جندب: ابن أخي، إني أراك شابا حريصا على العلم، فالزم العفاف يلزمك العمل، وكل قليلا تعمل طويلا، وإياك والرشوة ليشتد ظهرك عند الخصومة.
(531) أخبرنا أبو سعد ابن منازل، قال: أخبرنا أبو الحسن ابن مخلد، قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن البختري، قال: حدثنا عبدالله بن محمد ابن أبي الدنيا، قال: حدثنا إبراهيم بن عبدالله، عن شيخ من قريش، قال: قال بعض الحكماء: من كان الليل والنهار مطيّتاه، سارا به، وإن لم يسر.
(591) أخبرنا أبوالحسين ابن البرمكي، قال: حدثنا أبو الفتح ابن أبي الفوارس، إملاء، قال: أخبرنا أحمد بن هارون بن إبواهيم الدينوري، قال: حدثنا سمعان بن مسعود، قال: حدثنا المضاء بن الجارود، قال: حدثنا إسماعيل بن عباد، عن أبي بكر الهذلي، عن الشعبي، عن الربيع بن خثيم، عن ابن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من لم يكن في الدنيا زاهدا كأنه مجتاز، وفي الاخرة راغبا كأنه راحل، وللموت خايفا متوقعاً؛ لم يبلغ من الزهد غايته، ولم تصدق نيته".
((1/17)
593) أخبرنا أبو الحسين أحمد بن إبراهيم، قال: حدثنا أبو الفتح ابن أبي الفوارس الحافظ، قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن علان بن إبراهيم، قال: حدثنا أبو يوسف يعقوب بن يوسف الطحان، قال: حدثنا أبو حفص عمر بن محمد النسائي، قال: حدثني علي بن موسى بن عيسى القيسي، عن الصلت بن حكيم، قال: سمعت عفيف بن سالم يقول: قال لي فتح الموصلي يوما، ولمعافى بن عمران، لأنا أفرح بما منعني من الدنيا، مني بما يوتيني منها، وما الدنيا؟! وهل في الدنيا من خير إلا ما اتصل به من الاخرة؟! إن الفقر ليغشى المومن، فيستبشر لذاك قلبه، ويفرح به فؤاده، وبهو أشد فرحا به بكل ما ناله من غرور الدنيا ومتاعها؛ وذلك أن الله عز وجل يقول: "وما الحياة الدنيا في الأخرة إلا متاع" وقال عز وجل: "ما عندكم ينفد وما عند الله باق" وقال: "وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور"؛ فأيُّ نفس تطمئن أليها بعدما ذكر الله عز وجل؟!!.
(597) أخبرنا الشريف أبو الفضل ابن بكران، قال: أخبرنا الحسين ابن الحسن المخزومي، قال: حدثنا أبو بكر محمد بن يحيى الصولي، قال: حدثنا إبراهيم بن فهد بن حكيم، قال: حدثنا محمد بن خالد بن عبدالله، قال: حدثنا فرج بن فضالة، عن ربيعة بن يزيد، عن مسلم بن قرظة، عن عوف بن مالك، قال، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "خياركم وخيار أيمانكم: الذين تحبونهم ويحبونكم، وتصلون عليهم ويصلون عليكم". قالوا: يارسول الله، ألا ننابذهم؟ قال: "لا، ما صلوا لكم الخمس. ألا ومن كان عليه والٍ، فرآه ياتي شيئاً من معاصي الله، فلينكر ما أتى من ذلك، ولا تنزعوا يداً من طاعة".
((1/18)
601) أخبرنا أبو بكر الصولي، قال: أخبرنا أبو عبدالله المخزومي، قال: أخبرنا أبو بكر الصولي، قال: حدثنا محمد بن سعيد، قال: حدثنا محمد بن إبراهيم بن يوسف، عن أبيه، قال: خرجنا بجارية للرشيد اشتريناها له، لنشيعها، فمررنا بخيام الاعراب، فإذا رجل قبيح الوجه يضرب امرأته، وهي أحسن الناس وجها. قال: فأومأنا إليه نمنعه، فقالت: دعوه، فإنه أسدى إلى الله يدا، وأذنبت ذنبا؛ فصيرني ثوابه، وصيره عقابي.
(609) أخبرنا الشريف أبوجعفر ابن أبي موسى، قال: أخبرنا أبو الحسن بن محمد الخلال، قال: حدثنا عبدالله بن عثمان الصفار، قال: حدثنا أبو ذر القاسم بن داود الكاتب، قال: حدثنا أبو بكر ابن أبي العوام، قال: حدثنا الوليد بن مسلم، عن الاوزاعي، قال: قال وهب بن منبه: مكتوب في التوراة: لا يموت الزاني حتى يفتقر، ولا المولف حتى يعمى.
(631) أخبرنا أبو الحسن ابن جدا العكبري، قال: أخبرنا أبو الحسن ابن مخلد بن البزاز، قال: حدثنا أبوجعفر ابن البختري، إملاء، قال: حدثنا أحمد بن إسحاق ابن صالح الوزان، قال: حدثنا عبدالرحمن بن عبيدالله الحلبي (أخو الإمام: ثقة)، قال: حدثنا يوسف بن محمد بن المنكدر، عن أبيه، عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا رأى أحدكم بأخيه بلاء، فليحمد الله عز وجل، ولا يسمعه ذلك".
((1/19)
636) أخبرنا أبو القاسم يحيى بن أحمد بن محمد بن السيني الصيرفي، قراءة عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو الفضل عبدالواحد بن عبدالعزيز بن الحارث التميمي، قراءة عليه، قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن سلمان (يعني: النجاد)، قال: حدثنا الحسن بن علي بن شبيب، قال: حدثنا عمرو ابن عثمان، ومحمد بن هاشم، قالا: حدثنا سويد بن عبدالعزيز، قال: حدثنا الاوزاعي، قال: حدثنا يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة رضي الله عنه،قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناس، فمر أعرابي بين يديه، فسبحوا به، فلم يأبه، فسبحوا به، فلم يلتفت؛ فقال رجل: يا أعرابي تنح عن القبلة (قال ابن هاشم: عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم). فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من القايل هذا؟"، قالوا عمر، قال: "ياله فقيها!".
(638) أخبرنا أبو القاسم يحيى السيبي، قال: أخبرنا عبدالواحد ابن عبدالعزيز أبو الفضل، قال: حدثنا محمد بن عبدالله بن زكرياء، قال: حدثنا العباس بن منصور، قال: حدثنا محمد بن يزيد، قال: حدثنا إسحاق بن بشر القرشي، قال: حدثنا مالك بن أنس، عن هشام بن عروة، عن عايشة رضي الله عنها، قالت: دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأى كسرة ملقاة، فمسى إليها، فأخذها ثم مسحها فأكلها، ثم قال: "يا عايشة، أحسني جوار نعم الله، فإنها إن نفرت عن أهل بيت فكادت أن ترجع إليهم أبداً".
((1/20)
657) أخبرنا أبو الحسن علي بن ناعم، قال: حدثنا أبوالفرح أحمد بن محمد ابن المسلمة، إملاء، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا أبو بكر محمد بن عبدالله العلاف، قال: حدثنا نصر بن داود الصاغاني، قال: حدثنا أبو عبيد القاسم بن سلام، قال: حدثنا ابن أبي مريم، عن يحيى بن أيوب، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال: أن عيسى بن مريم كان يقول: من يظن أن حرصه يزيد في رزقه، فليزد في طوله أو في عرضه أو في عدد بنانه أو لغير لونه؛ فإن الله عز وجل خلق الخلق فمضى الخلق لما خلق، ثم قسم الرزق فمضى الرزق لما قسم؛ فليست الدنيا بمعطية أحدا شيئا ليس له، ولا مانعة أحد شيئا هو له؛ فعليكم بعبادة ربكم عز وجل، فإنكم خلقتم لها.
(660) أخبرنا أبو الحسن علي بن ناعم، قال: حدثنا أبوالفتح محمد ابن أحمد بن أبي الفوارس، إملاء، قال: أخبرنا أبو أحمد الحسين بن أحمد النحوي، قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: أخبرنا محمد بن القاسم، قال: قري على باب صنعاء: إن كانت العافية من شانك، فسلط السكوت على لسانك.
(690) أخبرنا أبو عبدالله الشيرازي الوراق، قال: أخبرنا أبو محمد عبدالرحمن بن محمد الرشيقي، قال: أخبرنا القاضي أبو محمد الحسن ابن عبدالرحمن الرامهرمزي، قال: أخبرنا أحمد بن سعيد، قال: حدثنا الزبير بن بكار، قال: كان أبو العتاهية صديقا لأحمد بن يوسف، فكتب إليه أبوالعتاهية:
ألم تر أن الفقر يرجى له الغنى ... وأن الغنى يخشى عليه من الفقر
ألم تر أن البحر ينضب ماؤه ... وتأتي على حيتانه آفة الدهر
إذا أنت لم تزرع وأبصت حاصدا ... ندمت لما ضيعت في زمن البذر
فلما وصلت الرقعة إليه، ركب إليه، ومعه عشرة آلف درهم، وترضاه؛ فرضي، ووعده أن يزوره في كل جمعة.
((1/21)
691) أخبرنا أبو عبدالله الشيرازي الوراق، قال: أخبرنا أبو محمد عبدالرحمن ابن محمد الرشيقي، قال: أخبرنا القاضي أبو محمد الحسن ابن عبدالرحمن الرامهرمزي، قال: حدثني بكر بن أحمد بن الفرج الزهري، عن أبي حاتم سهل بن محمد السجستاني، قال: ولي رجل من أهل الكوفة من بني هاشم أعمال البصرة، فدخلت عليه مسلما؛ فقال: من علماؤكم بالبصرة؟ قلت: المازني من أعلمهم بالنحو، والرياشي من أعلمهم بعلم الاصمعي، والزيادي من اعلمهم بعلم أبي زيد، وهلال الراْي من أعلمهم بالراْي، وابن الشاذكوني من أرواهم للحديث، وابن الكلبي من أكتبهم للشروط، وأنا -أصلحك الله- أُنسب إلى العلم بالقرآن. فقال لكاتبه: اجمعهم عندي؛ فجمعنا عنده. فقال: أيكم أبو عثمان المازني؟ قال: ها أنذا، قال: ما تقول في كفارة الظهار؟ أنجوز فيه عتق غلام أعور؟ قال: وما علمي بهذا! علمه عند هلال. فالتفت إلى هلال، فقال: " يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم" علام انتصب؟ قال: وما علمي بهذا! علمه عند المازني. فالتفت إلى الرياشي، فقال: كم حديثا روى ابن عون عن الحسن؟ قال: وما علمي بذا! علمه عند ابن الشاذكوني. فالتفت إلى ابن شاذكوني، فقال: ما العنجل في كلام العرب؟ قال: وما علمي بذا! علمه عند الزيادي. فالتفت إلى الزيادي، فقال: كيف تكتب وثيقة بين رجل وامرأة أرادت الخلع بترك صداقها؟ قال: وما علمي بذا! علمه عند ابن الكلبي. فالتفت إلى ابن الكلبي، فقال: "ألا إنهم تثنوني صدورُهم" من قرأ به؟ قال: وما علمي بذا! علمه عند ابن السجستاني. فالتفت إلي، فقال: كيف تكتب كتابا إلى أمير المومنين، تذكر فيه خصاصة أهل البصرة وما نالهم من الضياع في نخلهم؟ قلت: أصلحك الله! لست صاحب بلاغة، ولا أحسن إنشاء الكتب إلى السلطان. فقال: ما مثلكم إلا كمثل الحمار؛ يسعى الرجل في الفن الواحد خمسين سنة، ثم يزعم أنه عالم!! لكن عالمنا بالكوفة، لو سيل عن هذا كله لأجاب.
((1/22)
693) أخبرنا أبو الغنايم حمزة بن علي السواق، قال: أخبرنا أبو الفرج الغضاري، قال: أخبرنا جعفر بن محمد الخواص، حدثنا أبوالعباس ابن مسروق، قال: حدثنا أبو علي محمد بن حفص بن عمر بن عبد العزيز اليمامي، قال: حدثنا عمارة بن عقبة، قال: حدثنا سفيان ابن عيينة، عن عبدالملك بن عمير، عن جابر بن سمرة، عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله خلق خلقاً لحوايج الناس، يفزع الناس إليهم في حوايجهم، هم الآمنون غدا من عذاب القبر".
(696) أخبرنا أبو الغنايم حمزة بن علي ، قال: أخبرنا أبو الفرج أحمد بن عمر الغضاري، قال: أخبرنا جعفر بن محمد الخواص، قال: حدثنا أبو العباس ابن مسروق، قال: حدثنا أبو سهل الهمداني السري بن عاصم، قال: حدثني حفص بن عمر الابلي، قال: حدثنا عبيدالله بن محمد بن عمر بن علي، قال: حدثني عمي أبو جعفر بن محمد بن علي، عن أبيه، عن علي عليه السلام، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من كثر همه سقم بدنه، ومن ساء خلقه عذب نفسه، ومن لاحى الرجال سقطت مروته وذهبت كرامته".
(707) أخبرنا أبو نصر سلمان بن الحسن، قال: أخبرنا أحمد ابن محمد بن الصقر، قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن عبيدالله ابن نصير، قال: حدثني إبراهيم بن أيوب، قال: حدثني ابو الاحرز، قال: حدثني أحمد بن محمد المكي، قال: حدثني سلمة بن عبيد، قال: قال حماد المكي: خرجت ليلة إلى مقابر مكة بليل، وقد غرني القمر، فوضعت راسي على قبر من تلك القبور، فنمت؛ فرايت أهل المقابر حلقة حلقة، فقلت: قامت القيامة؟!! قالوا: لا، ولكن رجل من إخواننا قرأ " قل هو الله أحد"، وجعل ثوابها لنا، فنحن نقتسمه منذ سنة.
((1/23)
712) حدثني القاضي أبوالحسن علي بن المفرج، من لفظه، قال: أخبرنا أبو ذر عبد بن أحمد بن محمد المالكي، قال: حدثنا منصور بن عبدالله الخالدي، قال: حدثنا أبو أحمد إسحاق بن محمد بن علي الكوفي، قال: حدثنا علي بن محمد القفلي، قال: حدثنا حصن بن أبان، قال: حدثنا الحسن بن علي الرافقي، عن يونس بن إبراهيم، عن محمد بن الحنفية، عن عروة بن عمرو الثقفي، قال: سمعت أبا طالب قال: سمعت ابن أخي الأمين يقول: "اشكر ترزق، ولا تكفر فتعذب".
(720) أخبرنا أبو الحسن علي بن جامع النيسابوري، بفسطاط مصر بقراءتي عليه، قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن عبدويه البنارى، قال: أخبرنا أبو مسلم فارس بن المظفر بن غالب، قال: أنشدنا أبو عبدالله محمد بن إبراهيم ابن عبدان السيرجاني، قال: أنشدنا أبوالفتح علي بن محمد الكاتب:
إذا أقررت أن الله حق ... ... ... وطاعته هي الحبل المتين
وأن كتابه لا ريب فيه ... ... هو الذكر الحكيم المستبين
وأن رسوله في كل ما قد ... ... ... تولاه وأداه أمين
وقلت بأن دين الله نص ... ... وإجماع ومقياس مبين
وجانبت الكباير واعتمدن الـ ... ... ... يقين فعمدة الدين اليقين
فأنت بكل ماثرة خليق ... ... وأنت بكل مفخرة قمين
وقدحت في القداح هو المعلى ... ... وحظك في الحظوظ هو السمين
ولا تعدم على أمل معينا ... ... إذا عدم المومل من يعين
فلا تغفل وصاتي واتخذها ... ... عيانك إنها الحصن الحصين(1/24)