الأحاديث المرفوعة المعلّة في كتاب (( حلية الأولياء ))
من ترجمة طاووس بن كيسان إلى نهاية ترجمة مسعر بن كدام جمعاً ، وتخريجاً ، ودراسةً.
رسالة مقدمة لنيل درجة الدكتوراه في السنة وعلومها .
إعداد :
سعيد بن صالح الرقيب الغامدي.
إشراف :
أ. د . فالح بن محمد الصغير
الأستاذ بقسم السنة وعلومها.
جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
كلية أصول الدين بالرياض
قسم السنة وعلومها
العام الجامعي : 24-1425هـ(/)
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد :
فمن أعظم النعم على المرء بعد نعمة الهداية العون والتوفيق من الله تعالى لسلوك الطرق الموصلة إلى مرضاته ، ومن أسمى تلك الطرق منزلة وأعلاها رفعة طلب العلم الشرعي ، وخاصة ما كان منه متصلاً بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، فبه حياة القلوب ، ودلالة للبشر إلى مرضاة علام الغيوب .
فبعد أن يسر الله لي الالتحاق بالدراسات العليا بقسم السنة وعلومها وكان من متطلبات الحصول على درجة الدكتوراه كتابة رسالة علمية في علم من علوم السنة المطهرة ، وبعد تطواف بين موضوعات شتى ، رأيت من الأحسن لي تسجيل موضوع يتيح لي التعامل مع كتاب من كتب أئمة أهل العلم بالسنة وعلومها ،فوقع اختياري على كتاب حلية الأولياء لأبي نعيم الأصبهاني الذي قال عنه ابن كثير وعن كتابه حلية الأولياء :" هو الحافظ الكبير ذو التصانيف المفيدة الكثيرة الشهيرة منها : حلية الأولياء في مجلدات كثيرة دلت على اتساع روايته وكثرة مشايخه ، وقوة اطلاعه على مخارج الحديث وشعب طرقه " (1).
فمن حق عالم هذا شأنه وهذا وصف كتابه أن ينال من الباحثين في السنة وعلومها العناية الكبيرة لمعرفة منهجه والاستفادة مما أو دعه في كتابه من فوائد علمية تهم الدارسين للسنة وعلومها.
وكان الاختيار في جزئية من جزئيات هذا الكتاب ، وهي علم العلل الذي يعد من أهم علوم السنة.
عنوان الرسالة :
(( الأحاديث المرفوعة المعلة في كتاب حلية الأولياء من ترجمة طاووس بن كيسان إلى نهاية ترجمة مسعر بن كدام جمعاً ، وتخريجاً ، ودراسةً )).
موضوع الرسالة :
يشتمل القسم المحدد في عنوان الرسالة على مائة وثلاثة وأربعين حديثاً مرفوعاً مما أعلّه أبو نعيم في ثنايا هذا القسم من الكتاب ، وقد تعددت أنواع العلل في تلك الأحاديث فمنها:
أحاديث أعلّها بالاختلاف بين رواتها رفعاً ووقفاً.
__________
(1) البداية والنهاية 15/674.(1/1)
أحاديث أعلّها بالاختلاف بين رواتها رفعاً وقطعاً.
أحاديث أعلّها بالاختلاف بين رواتها وصلاً وإرسالاً.
أحاديث أعلّها بالاختلاف بين رواتها بزيادة أو نقص في رواة الإسناد .
أحاديث أعلّها بالاختلاف بين رواتها بإبدال راوٍ مكان آخر دون الصحابي.
أحاديث أعلّها بالاختلاف بين رواتها في صحابي الحديث.
أحاديث أعلّها بالاختلاف بين رواتها بجمع المفترق من رواة الحديث الواحد.
أحاديث أعلّها بالاختلاف بين رواتها في متن الحديث زيادة ونقصاً.
أحاديث أعلّها بتفرد بعض الرواة بما لم يتابعهم على روايتها أحد.
وفي كل نوع مما سبق صور متعددة ، ومتداخلة .
وهذا القسم يستغرق من كتاب حلية الأولياء الأجزاء الرابع والخامس والسادس وحتى الصحيفة سبعين ومائتين من الجزء السابع .
وضابط ما أدرسه من الأحاديث المعلّة أن تكون مما نص أبو نعيم على عللها ، ولا يدخل في الدراسة الأحاديث التي علتها ظاهرة كضعف أحد الرواة أو وجود انقطاع ظاهر في السند ، ولا أدرس الاختلاف الوارد عمن فوق مدر الحديث الذي ذكره أبو نعيم.
أهمية الموضوع وأسباب اختياره :
1-كون الموضوع يدرس علماً من أهم علوم السنة المطهرة وهو علم علل الحديث .
2- قلة الدراسات العلمية في علم العلل .
3- حاجة كتاب حلية الأولياء إلى خدمة جانب من أهم الجوانب التي امتاز بها الكتاب وهو التنبيه على علل بعض الأحاديث .
4- إبراز جهود علماء الحديث في تمحيص الأحاديث ودراسة أسانيدها .
5- رغبتي في الاستزادة من علم علل الأحاديث ، فإن التعامل مع كتاب لإمام من أئمة هذا الشأن تكسب الباحث فوائد جمة.
أهداف الموضوع :
1-جمع الأحاديث التي أعلها أبو نعيم في كتاب حلية الأولياء في القسم المحدد في عنوان الرسالة ، و تخريج الأحاديث المعلة تخريجاً علمياً ، مع دراسة الاختلاف الوارد بين رواة الحديث المعل ، وبيان الوجه الراجح من أوجه الاختلاف ، ثم الحكم على الوجه الراجح منها.(1/2)
2-التعريف بمنهج أبي نعيم في إعلال الأحاديث .
الدراسات السابقة :
اعتنى العلماء قديماً بكتاب حلية الأولياء بتلخيصه ككتاب صفوة الصفوة لابن الجوزي ، وترتيب أحاديثه على أبواب الفقه ككتاب تقريب البغية بترتيب أحاديث الحلية للهيثمي .
وأما الدراسات الحديثة فقد قام أحد الباحثين بدراسة الأحاديث المعلة من أول كتاب حلية الأولياء إلى نهاية ترجمة الإمام الزهري جمعاً وتخريجاً ودراسة ، وهذا يشمل الأجزاء الثلاثة الأولى من الكتاب ، ورسالتي مكملة لما بدأه الباحث السابق في جمع الأحاديث المعلة في القسم المحدد في عنوان الرسالة من كتاب حلية الأولياء ، ودراستها .
خطة البحث :
تحتوي الرسالة على : -
مقدمة ، وتمهيد ، وقسمين ، وخاتمة ، وفهارس .
المقدمة ؛ وفيها :
أهمية الموضوع ، وأسباب اختياره ، وخطة البحث الإجمالية ، ومنهج دراسة الأحاديث المعلة .
التمهيد : وفيه ثلاثة مباحث :
المبحث الأول : تعريف العلة لغة ، واصطلاحاً .
المبحث الثاني : أهمية علم العلل ، وفائدة دراسته.
المبحث الثالث : مسالك العلة .
القسم الأول : التعريف بالمؤلف ، وبكتابه " الحلية " ، وبيان منهجه في نقد الأحاديث .
وفيه ثلاثة فصول :
الفصل الأول : التعريف بأبي نعيم الأصبهاني .
وفيه سبعة مباحث :
المبحث الأول : اسمه ، ونسبه ، وكنيته .
المبحث الثاني : مولده ، ونشأته .
المبحث الثالث : طلبه العلم ، ورحلاته فيه .
المبحث الرابع : أبرز شيوخه وتلاميذه.
المبحث الخامس : مكانته ، وآثاره العلمية .
المبحث السادس : عقيدته ، ومذهبه الفقهي .
المبحث السابع : وفاته .
الفصل الثاني : التعريف بكتاب حلية الأولياء .
وفيه ثلاثة مباحث :
المبحث الأول : اسم الكتاب ، ونسبته إلى مؤلفه ، وموضوعه .
المبحث الثاني : قيمة الكتاب العلمية ، وعناية العلماء به .
المبحث الثالث : منهج المصنف في الكتاب إجمالاً.
الفصل الثالث : منهج أبي نعيم في إعلال الأحاديث من خلال أحاديث الدراسة .(1/3)
وفيه مبحثان :
المبحث الأول : منهجه في إعلال السند .
المبحث الثاني : منهجه في إعلال المتن .
القسم الثاني :
الأحاديث المرفوعة المعلة في كتاب (( حلية الأولياء )) من ترجمة طاووس بن كيسان إلى نهاية ترجمة مسعر بن كدام جمعاً وتخريجاً ودراسة .
منهج دراسة الأحاديث المعلة :
أولاً : ضبط النص :
أورد النص الذي يحتوي على الحديث المعلّ وكلام أبي نعيم في علته من النسخة المطبوعة للكتاب، وأبين موضعه في حلية الأولياء بين معكوفين [ ].
أقارن النص الذي أوردته بما في مخطوط الكتاب ، وبما جاء في كتاب ترتيب البغية في أحاديث الحلية فإن وجدت سقطاً ، أو تصحيفاً ، وضعت الكلمة أو الجملة بين معكوفين [ ] ، وأوضح ما وقع فيه من سقط أو تصحيف في الهامش.
أضبط النص ، بتشكيل ما يحتاج إلى ضبط ، وأبين ما يشكل من غريبه أو معناه.
أعزو الآيات ببيان اسم السورة ، ورقم الآية.
أورد أحاديث الدراسة حسب ورودها في حلية الأولياء ، وترقيمها ترقيماً مسلسلاً .
إذا وجدت أن أبا نعيم قد تكلم عن حديث واحدٍ من طريق أحد الرواة في أكثر من موضع من الجزء المحدد من الكتاب فإنني أذكرها في موضع واحد.
ثانياً : تخريج الحديث :
أكتب ملخصاً لأوجه الاختلاف على راوي الحديث الذي وقع عليه الاختلاف ، ولا أكتفي بما ذكره أبو نعيم من الأوجه بل أذكر أوجه الاختلاف التي وقفت عليها عن ذلك الراوي في ذلك الحديث.
إذا وجدت اختلافاً عمن دون مدار الحديث الذي ذكره أبو نعيم فإني أدرسه دراسة مفصلة قبل دراسة الحديث عن المدار الذي ذكره أبو نعيم مع بيان الوجه الراجح عمن دون المدار .
أقسم التخريج بحسب أوجه الاختلاف كل وجه على حدة.
أذكر الوجه ، وأبين من تفرد به أو عدد الذين رووه عن المدار ، وأذكرهم واحداً بعد الأخر ، ومواضع رواياتهم في كتب السنة.(1/4)
أرتب مصادر التخريج حسب تقدم وفيات أصحابها ، وإذا وجدت صاحب مصدر قد روى الحديث عن صاحب أحد المصنفات قبله أو من طريقه ذكرته عقبه ، وعند كثرة مواضع الحديث في المصادر أقسمها على حسب الرواة عن الراوي الذي أخرج الحديث من طريقه.
أذكر ما أقف عليه من متابعات للراوي الذي وقع عليه الاختلاف ، وعمن فوقه لكل وجه من أوجه الاختلاف ، ولا أتوسع في تخريجها خاصة إذا كانت في الصحيحين أو أحدهما.
ثالثاً : تراجم الرواة .
أترجم أولاً للمدار الذي وقع عليه الاختلاف ، ثم أترجم لرواة كل وجه من أوجه الاختلاف ، مرتباً لتراجمهم على حسب ترتيب ذكرهم في تخريج أوجه الاختلاف ، وسرت في تراجمهم على النحو التالي :-
1-أذكر في كل ترجمة اسم الراوي ونسبه ، ورموز الكتب الستة التي يوجد له فيها رواية.
2- أضبط ما يحتاج إلى ضبط من الأسماء والأنساب .
3- أذكر بعض شيوخ الراوي ، وتلاميذه ، على أن يكون من بينهم شيخه وتلميذه في ذلك الحديث .
4-إن كان أمر الراوي بيناً بأن اتفقت فيه الأقوال جرحاً أو تعديلاً فإني أسرد أقوال أهل العلم فيه ، وأعزوها إجمالياً إلى مصادرها.
5- إذا اختلفت أقوال أهل العلم في الراوي ، حاولت الجمع بينها أو الترجيح ، مع التعليل.
6- أذكر سنة وفاة الراوي.
7- إذا كان الراوي سبقت ترجمته ، أبين مرتبته وأحيل على الموضع الذي سبقت فيه ترجمته.
رابعاً : دراسة الاختلاف .
أسرد وجوه الاختلاف التي وردت عن مدار الحديث ، ومن روى كل وجه عنه .
إذا كان الوجه ثابتاً عن المدار ، فأني أكتفي بذكره عنه ، أما إذا كان غير ذلك فأبين علة رده .
إذا كان من الأوجه المختلفة ما يمكن تصحيحها معاً ، والجمع بينها بينت ذلك مع القرائن المؤيدة لهذا التصحيح ، والجمع .
إذا لم يمكن الجمع بين الأوجه المختلفة فأعمد إلى الترجيح بينها ، وبيان الراجح منها وأذكر قرائن الترجيح .(1/5)
إذا رأيت أن سبب الاختلاف هو مدار الحديث ، فإن كان ثقة ، والأوجه كلها صحيحة عنه حكمت بالاضطراب على رواياته تلك ، و إن كان المدار ضعيفاً حكمت بتضعيف جميع الأوجه الواردة عنه.
أنقل ما أقف عليه من أقوال أهل العلم بالعلل في تلك الروايات، وأدرس قول من ذهب إلى غير ما رجحته.
خامساً :الحكم على الحديث .
إذا كان الوجه المرجح في الصحيحين أو أحدهما فأكتفي بوجوده فيهماعن الحكم عليه.
أما إذا كان الحديث خارج الصحيحين ، فأحكم عليه من الطريق المرجح بعد دراسة إسناده من أقرب طريق إلى مدار الحديث ، بإسناد أحد المصنفين الذين أخرجوا الوجه المرجح .
إذا كان الوجه الراجح حسناً أو ضعيفاً ، بحثت له عن متابعة أو شاهد لترقية الحديث الحسن إلى الصحيح لغيره ، أو من الضعيف إلى الحسن لغيره .
إذا كان الشاهد أو المتابعة مما يصلح لتقوية حديث الدراسة فإني أدرس سند المتابعة أو الشاهد دراسة مفصلة مثل دراسة الإسناد الأصلي ، وأبين حكمه ، أما إذا كان لا يصلح للتقوية فأكتفي بذكر علته المانعة من عدم إفادته للتقوية .
أذكر الحكم النهائي على الحديث بعد دراسة متابعاته وشواهده إن وجدت .
إذا كان الوجه المرجح موقوفاً له حكم الرفع ، فأذكر ما يناسب معناه مما صح مرفوعاً إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الخاتمة : ذكرت فيها أهم نتائج الرسالة.
الفهارس الفنية .
فهرس آيات القرآن الكريم .
فهرس الأحاديث على الأطراف .
فهرس الأحاديث على المسانيد .
فهرس الأحاديث على الموضوعات.
فهرس أسماء الرواة.
فهرس الأعلام.
فهرس المصادر والمراجع .
فهرس موضوعات الرسالة.
هذا ما رمت القيام به في هذه الرسالة ، وأستغفر الله مما قد يكون ندّ به فهمي ، أو أخطأ فيه قلمي ، أو قصر عنه علمي ، فالكمال عزيز فيمن طبعه النقص ، وكيف يسطيع أهل النقص إكمالاً؟.
وأخيراً فإنني أحمد الله الذي يسر لي بمنه وكرمه ، وبما أمدني به من توفيقه وعونه لإنجاز هذه الرسالة.(1/6)
وأتقدم بعد شكر الله بالثناء الجزيل والاعتراف بالجميل لوالدي الكريمين ، وإخواني وأخواتي ، وأهل بيتي ، على دعائهم ومتابعتهم وعونهم لي ، ولكل من قدم لي خدمة أو أسدى لي معروفاً أثناء إعداد هذه الرسالة ، وأخص من بينهم صاحب العلم الجم ، والخلق الفاضل أستاذي المشرف على هذه الرسالة الأستاذ الدكتور / فالح بن محمد الصغير ، على ما قدمه لي من نصح وتوجيه ومتابعة نبعت من قيامه حفظه الله بالأمانة الملقاة على عاتقه ، فجزاه الله عني خير الجزاء.
كما أشكر جامعة الملك خالد التي أوفدتني للدراسة ، وأثني شاكراً ، وممتناً لهذا الصرح العلمي الشامخ جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ، ممثلة في أصحاب الفضيلة المسؤولين في كلية أصول الدين ، وقسم السنة وعلومها على حسن الوفادة التي قابلوني بها ، والفضل من أهله لا يستنكر فهذا دأبهم مع كل طلابهم فجزاهم الله خيراً على مايقومون به من رعاية للعلم الشرعي ، وما يبذلونه من عون لطلابه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.(1/7)
التمهيد : وفيه ثلاثة مباحث :
المبحث الأول : تعريف العلّة لغة، واصطلاحاً .
تعريف العلّة لغة :
العلّة : مفرد جمعه علل.
والعلّة : بكسر العين وتشديد اللام المفتوحة ، وهي أصل تطلق في اللغة على ثلاثة معان ذكرها ابن فارس :-
الأول : التكرار والتكرير ، وهو الشربة الثانية ، ويقال علل بعد نهل.
الثاني : العائق الذي يعوق ،قال الخليل : العلة : حدث يشغل صاحبه عن وجهه.
الثالث : الضعف في الشيء ؛ كالمرض ، قال ابن الأعرابي :" علّ المريض يعل فهو عليل " (1).
وتطلق العلة ويراد بها السبب ، فيقال :" هذه علته أي : سببه ، وهذا علة لهذا: أي سبب له" (2).
وتطلق على المادي والمعنوي سواءً فتكون : كل وصف حل بمحل وتغير به حاله معاً (3).
تعريف العلّة اصطلاحاً:
قال ابن الصلاح :" هي عبارة عن أسباب خفية قادحة فيه - أي الحديث - " (4).
وقال النووي : " عبارة عن سبب غامض قادح ، مع أن الظاهر السلامة منه " (5).
ويتضح مما سبق أن العلة في الاصطلاح مقيدة بقيدين :-
الأول : أن تكون خفية وغامضة ، وغير ظاهرة عند مجرد النظر في إسناد حديث أو متنه .
الثاني : أن يكون لها أثر في قبول الحديث ؛ فتقدح فيه وتنقله من حيز المقبول إلى المردود.
…ويُشكِل على هذا إطلاقُ العلّة خارج حدود هذين القيدين ، أو بمجيء العلّة كقيد يتعدى الحكم على الحديث إلى الهدف من الحكم عليه وهو العمل به.
__________
(1) معجم مقاييس اللغة مادة علل ، 4/13-15.
(2) لسان العرب ، مادة علل ، 11/467.
(3) الكليات ص 599.
(4) مقدمة ابن الصلاح ص 261.
(5) التقريب والتيسير ص 35.(1/8)
فمن إطلاقها خارج هذين القيدين يقول ابن الصلاح :" ثم اعلم أنه قد يطلق اسم العلة على غير ما ذكرناه من باقي الأسباب القادحة في الحديث المخرجة له من حال الصحة إلى حال الضعف ، المانعة من العمل به على ما هو مقتضى لفظ العلة في الأصل ، ولذلك تجد في كتب العلل الكثير من الجرح بالكذب ، والغفلة ، وسوء الحفظ ، ونحو ذلك من أنواع الجرح " (1).
وقال ابن حجر :" والعلة أعم من أن تكون قادحة أو غير قادحة " (2).
وقال الصنعاني :" وكأن هذا التعريف أغلبي للعلّة ، وإلا فإنه سيأتي أنهم يعلّون بأشياء ظاهرة غير خفية ولا غامضة ،ويعلون بما لا يؤثر في صحة الحديث "(3).
ويوجه هذا الإشكال بصدر كلام الصنعاني وأن هذا هو الإطلاق الأغلبي ، أو أن المحدثين إذا تكلموا عن العلة باعتبار خلو الحديث منها يعد قيداً لا بد منه لتعريف الحديث الصحيح ، فإنهم في هذه الحالة يطلقون العلّة ويريدون بها المعنى الاصطلاحي للعلّة الخاص ؛ وهو : السبب الخفي القادح ، وإذا تكلموا في نقد الحديث بشكل عام فإنهم في هذه الحالة يطلقون العلّة ويريدون بها : السبب الذي يعل الحديث به : سواءً كان خافياً أم ظاهراً ، قادحاً أم غير قادح (4).
وأما مجيء العلة كقيد يتعدى الحكم على الحديث إلى العمل به.
__________
(1) المقدمة ص 262.
(2) النكت 2/771.
(3) توضيح الأفكار 2/27.
(4) ينظر كتاب : أثر علل الحديث في اختلاف الفقهاء – ماهر ياسين الفحل ص 17.(1/9)
قال ابن الصلاح :" وسمى الترمذي النسخ علّة من علل الحديث " (1) ، فقد بين في آخر الجامع أن جميع ما فيه معمول به خلا حديثين حديث ابن عباس :" أن النبي - صلى الله عليه وسلم - جمع بين الظهر ، والعصر بالمدينة ، والمغرب ، والعشاء من غير خوف ، ولا سفر ، ولا مطر ، و حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -:" إذا شرب الخمر فاجلدوه ، فإن عاد في الرابعة فاتلوه " ، بقوله :"وقد بينا علّة الحديثين جميعاً في الكتاب "(2) ، قال ابن رجب شارحاً لكلامه :" فإنما بّين ما قد يستدل به للنسخ ، لا أنه ضعف إسنادهما " (3).
قال العراقي :" إن أراد الترمذي أنه – النسخ - علّة في العمل بالحديث فهو كلام صحيح ، وإن أراد أنه علّة في صحة نقله فلا ، لأن في الصحيح أحاديث كثيرة منسوخة "(4)
والاحتمال الأول أقرب إلى صنيعه في تخريجه لهذين الحديثين فبعد أن أخرج الحديثين ذكر حديثاً معارضاً لكل واحدٍ منهما وصدرهما ببيان وجه العمل به عند الفقهاء فقال :" والعمل على هذا عند أهل العلم ؛ أن لا يجمع بين الصلاتين إلا في السفر أو بعرفة " (5).
وأما حديث معاوية - رضي الله عنه - فقد عارضه بحديث جابر - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال من شرب الخمر فاجلدوه ، فإن عاد في الرابعة فاقتلوه ، قال : ثم أُتي النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد ذلك برجل قد شرب الخمر في الرابعة فضربه ولم يقتله و قال :" وإنما هذا في أول الأمر ثم نسخ بعد " (6).
الحديث المعلّ ،المعلل ، المعلول.
المعلّ : اسم مفعول من علّ يعل وأعتل ، وأعله الله فهو معل (7).
__________
(1) المقدمة ص 262 .
(2) العلل الصغير ، الملحق بالجامع الكبير 6/227.
(3) شرح علل الترمذي 1/23.
(4) فتح المغيث للعراقي ، ص 120.
(5) سنن الترمذي 1/357.
(6) سنن الترمذي 4/39.
(7) القاموس المحيط ، ص 1338 ، مادة (( علل )).(1/10)
المعلل : فلا يوجد في كتب اللغة إلا بمعنى ألهاه بالشيء وشغله به ، ومنه تعليل الصبي بالطعام (1) .
ويمكن استخدام هذه اللفظة لتناسب المعنى الاصطلاحي للعلة إذا شبهنا علة الحديث بذلك ، وجعلنا الشبه الشغل لاشتغال المحدث بما في الحديث من العلل (2).
قال الملا علي القاري :" وجه الشبه الشغل فإن المحدث يشتغل بما فيه من العلل "(3).
وقد استخدمه جمع ممن صنف في علوم الحديث ، كابن الصلاح ، وابن كثير ، النووي ، والذهبي ، والعراقي ، وابن حجر (4) .
المعلول :
قال الحريري فيما يخطئ فيه العامة :" يقولون للعليل : معلول ، فيخطئون به لأن المعلول : هو الذي سقي العلل وهو الشرب الثاني ، والفعل منه عللته " (5).
وقال ابن سيده :" وبالجملة فلست منه على ثقة ، ولا على ثلج (6) " (7).
قال ابن الصلاح :" والمعلول مرذول عند أهل العربية ، واللغة " (8).
وقال النووي :" إنه لحن "(9).
لكن قد استخدمه جمع من أهل العربية ، ومن المحدثين .
قال المطرزي :" رجل عليل: ذو علة ، ومعلول مثله "(10).
__________
(1) لسان العرب 11/471 ، مادة (( علل )).
(2) مقدمة شرح علل الترمذي لابن رجب ، د. همام عبد الرحيم سعيد 1/21 ، وكتاب الحديث الضعيف د. عبد الكريم الخضير ص 230.
(3) شرح شرح النخبة ص 459.
(4) ينظر : مقدمة ابن الصلاح ص 259 ، الموقظة ص 51 والنكت 1/771.
(5) درة الغواص ص 588.
(6) ثلج : ثلجت نفسي : كنصر وفرح ، ثلوجاً ، وثلجاً ، اطمأنت ، القاموس المحيط ص 233 ، مادة (( ثلج )).
(7) المحكم والمحيط الأعظم في اللغة 1/64 ، ولسان العرب 11/471. مادة (( علل )).
(8) المقدمة ص 259.
(9) التقريب والتيسير لمعرفة سنن البشير النذير ص35.
(10) المغرب ص 326، مادة (( علل )).(1/11)
قال ابن سيده : استخدم أبو إسحاق – الزجاج – لفظ المعلول في المتقارب من بحور العروض ، واستعمله المتكلمون من اللغويين " (1).
وقال العكبري :" كل أمر يصدر عنه أمر آخر بالاستقلال أو بواسطة انضمام الغير إليه فهو علة لذلك الأمر ، والأمر معلول له "(2).
وهذا موجود في كلام المحدثين كالبخاري ، وأبي داود السجستاني ، و الترمذي ، وابن حبان ، والحاكم، وابن عبد البر ، والخليلي (3) .
وأولى هذه الألفاظ معلّ.
وقد استحسنه ورجحه من اللغويين الحريري فقال :" فأما المفعول من العلّة فهو معلّ "(4).
وقال العراقي :" والأحسن أن يقال فيه معلّ بلام واحدة ، لا معلل "(5).
الحديث المعلّ اصطلاحاً :
قال الحاكم :" وإنما يعلل الحديث من أوجه ليس للجرح فيها مدخل فإن حديث المجروح ساقط واه ، وعلة الحديث يكثر في أحاديث الثقات أن يحدثوا بحديث له علة فيخفى عليهم علمه فيصير الحديث معلولاً "(6).
ثم جاء ابن الصلاح وحرر كلام الحاكم (7) بقوله :" الحديث الذي اطلع فيه على علة تقدح في صحته ، مع أن ظاهره السلامة منها ، ويتطرق ذلك إلى الإسناد الذي رجاله ثقات الجامع لشروط شروط الصحة من حيث الظاهر"(8).
__________
(1) المحكم والمحيط الأعظم في اللغة 1/64 ، مادة (( علل )).
(2) الكليات ص 599.
(3) ينظر حسب الترتيب : العلل الكبير للترمذي 1/206 ح365 ، رسالة أبي داود إلى أهل مكة ص 34 ، وسنن الترمذي 1/163 ح 164 ، الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان 3/408 ح 1125 ، معرفة علوم الحديث ص 59 ، التمهيد 16/237 ، الإرشاد للخليلي 1/322 .
(4) درة الغواص ص 588.
(5) التقييد والإيضاح ص 96.
(6) معرفة علوم الحديث ص 175.
(7) قال ابن حجر :" وهذا تحرير لكلام الحاكم في علوم الحديث ". النكت 1/771.
(8) المقدمة ص 259.(1/12)
وقال ابن حجر في أثناء تعداده لأنواع الحديث الضعيف :" ثم الوهم إن اطلع عليه بالقرائن وجمع الطرق فالمعلل "(1) ، وهذا بيان لطريقة كشف العلة وليس تعريفاً لها.
وأدق ما جاء من تعريفات ما قاله السخاوي :" فالمعلل أو المعلول : خبر ظاهره السلامة ، اطلع فيه بعد التفتيش على قادح " (2).
المناسبة بين التعريف اللغوي والاصطلاحي :-
سبق في أول المبحث بيان أن العلة في اللغة تطلق على ثلاثة معان ، ومناسبتها للتعريف الاصطلاحي ظاهرة :
فعلى المعنى الأول : التكرار والتكرير : فإن العلة ناشئة من تكرار نظر المحدث وإعادته في الحديث مرة بعد مرة .
وعلى المعنى الثاني : العائق الذي يعوق ، فالعلة تقدح في صحة الحديث وتعيق طريق العمل به .
وعلى المعنى الثالث : الضعف في الشيء ، فالحديث المعلّ مصاب بما يضعفه ويدخله في عداد الأحاديث الضعيفة (3).
المبحث الثاني : أهمية علم العلل ، وفائدة دراسته.
تكمن أهمية علوم الحديث في ثمرته التي يؤدي إليها ؛ وهي تمييز المقبول من المردود مما ورد من حديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ؛ فحتى يحكم على حديث بالقبول لابد من توفر شروط ، وانتفاء موانع ، فالشروط التي يجب توفرها للحكم بقبول الحديث ثلاثة :
عدالة الرواة ، وتمام الضبط ، و اتصال السند.
والموانع التي تمنع من الحكم بقبول الحديث اثنان :
عدم الشذوذ ، و عدم العلة
__________
(1) نخبة الفكر بأصل شرح الملا علي القاري ص 458.
(2) فتح المغيث 1/261.
(3) مقدمة شرح علل الترمذي لابن رجب ،د. همام عبد الرحيم سعيد 1/21.(1/13)
والشروط قد استوعبتها مصنفات علوم الحديث ، بدءً من المصنفات التي صنفت في بيان مراتب الرواة من حيث العدالة في الدين والاستقامة على منهج أهل السنة ، وكون الراوي معروف العين والحال عند المزكين لرواة الأخبار من المحدثين ، وبينت تلك المصنفات مكانة كل راو من حيث تحمل الحديث وضبطه له عند الأداء ، كما تكلمت عن خصيصة من خصائص تراجم الرواة ؛ وهي بيان من لقيه من العلماء ومن أخذ عنه من التلاميذ لمعرفة اتصال السند بين طبقات الرواة ؛ وذلك حتى تنتفي شبهة الانقطاع في الإسناد بين الرواة ، وهذه الشروط وتطبيقها عند الكلام على إسناد حديث ما أصبحت ظاهرة ويسيرة من خلال النظر في كتب الرجال ؛ فمنها يمكن الحكم على راوٍ ما بالطعن في عدالته بالجهالة أو البدعة ، ويمكن معرفة الانقطاع في إسناد الحديث بتحديث الراوي عمن لم يلقه أو يعاصره ، أما إذا توافرت تلك الشروط وطبقت محترزاتها المتشعبة المعروفة يمكن الحكم بقبول حديث ما ، ولكن بقي الجزء الأصعب والأهم والخفي وهو انتفاء الموانع والتي تكون في غالب الأحوال خافيةً وغامضةً على كثير ممن ينظر نظرة غير دقيقة في إسناد الحديث الذي بين يديه.
ولذلك عد العلماء الكلام في العلل قدراً زائداً عن مجرد النظر في كتب الجرح والتعديل وتطبيق ظاهر الشروط عند الحكم على إسناد حديث ما قال الحاكم :" معرفة علل الحديث ، هو علم برأسه غير الصحيح والسقيم ، والجرح والتعديل " (1).
__________
(1) معرفة علوم الحديث ص 174.(1/14)
ولأهمية هذا العلم وجلالة قدره حرص عليه الحفاظ من علماء الحديث حتى صارت المسألة الواحدة من هذا العلم ذات شأن كبير ومنزلة عالية عند من يقف عليها من العلماء ، ويكون هذا العلم مقدماً على الرواية المجردة للأحاديث يقول عبد الرحمن بن مهدي :" لأن أعرف علة حديث هو عندي ، أحب إلي من أن أكتب عشرين حديثاً ليس عندي "(1).
ونجد الواحد منهم يفرح كثيراً عندما يوقفه غيره على علة من العلل ، وتجعله يصدر شهادة تقدير وإجلال لمن أفاده إياها فهذا الإمام مسلم بن الحجاج بعد أن أبان له البخاري علة حديث كفارة المجلس يقبل بين عينيه ويقول :" دعني حتى أقبل رجليك يا أستاذ الأستاذين وسيد المحدثين وطبيب الحديث في علله" (2).
وأصبح العلماء المتبحرون في هذا الفن مرجعاً لمن يصنف كتاباً في الحديث لأخذ الإجازة منهم فهذا الإمام مسلم مع جلالة قدره وتمكنه في هذا العلم يعرض كتابه الصحيح علي أبي زرعة الرازي يقول مسلم :" عرضت كتابي هذا على أبي زرعة الرازي ، فكل ما أشار أن له علة تركته ، وكل ما قال أنه صحيح وليس له علة خرّجته " (3) ، وذلك لأن هذا العلم له مزية خاصة فأصبح كالميزان الذي يعرف به الخطأ والصواب ، والصحيح والسقيم مما يضاف إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - .
وموت العام ثلمة لا يعرف عظمها وجلل المصاب بها إلا من يعرف أهمية العلم وقدر حامله ، يقول أبو حاتم الرازي عن أبي زرعة :" ذهب الذي كان يحسن هذا المعنى – علل الحديث – يعني أبا زرعة ، ما بقي بمصر ولا بالعراق أحد يحسن هذا " (4).
__________
(1) علل الحديث لابن أبي حاتم 1/9، ومعرفة علوم الحديث للحاكم ص 175، والجمع لأخلاق الراوي وآداب السامع للخطيب 2/250.
(2) تاريخ بغداد 13/102 ، سير أعلام النبلاء 12/432.
(3) صيانة صحيح مسلم ، لابن الصلاح ص 67 ، و شرح مقدمة صحيح مسلم للنووي 1/15، وسير أعلام النبلاء 12/568.
(4) الجرح والتعديل ، المقدمة ص 356.(1/15)
ويزيد هذا العلم أهمية أنه من العلوم الغامضة ، التي تحتاج إلى سعة رواية ، وذهن ثاقب ، وفهم دقيق ، يقول ابن حجر :" وهو من أغمض أنواع علوم الحديث وأدقها مسلكاً ، ولا يقوم به إلا من رزقه الله تعالى فهماً ثاقباً وحفظاً واسعاً ، ومعرفة تامة بمراتب الرواة " (1) ، ولذلك أضحى الكلام فيه عند من لا يعرف حقيقته يعد ضرباً من الكهانة ، وفسره العلماء بأنه أمر يهجم على قلوبهم لا يمكنهم رده ، وهيئة نفسانية لا معدِل عنها" (2).
ومما يُظهر أهمية هذا العلم ما جاء من أقوال أهل العلم في بيان أهميته ، وشرفه ، وعزته ، وأن له شأناً خاصاً يختلف فيه عن بقية علوم الحديث ومن ذلك :-
قال الخطيب البغدادي:" معرفة العلل أجل أنواع علم الحديث " (3).
وقال ابن الصلاح :" اعلم أن معرفة علل الحديث من أجل علوم الحديث وأدقها وأشرفها، وإنما يضطلع بذلك أهل الخبرة والفهم الثاقب " (4).
وقال ابن رجب :" وقد ذكرنا في كتاب العلم فضل علم علل الحديث ، وشرفه ، وعزته ، وقلة أهله المتحققين به ،من بين الحفاظ والمحدثين "(5) .
ونظراً لأهمية هذا الفن وشدة الحاجة إليه فقد اعتنى العلماء بالتصنيف فيه حيث توالت المصنفات فيه على مدى تاريخ علوم الحديث ، قال ابن رجب :" وقد صنفت فيه كتب كثيرة مفردة" (6) ، وقد أحصى أحد الباحثين ما وقف عليه من مطبوع وخطوط وما ذكر في كتب التراجم وغيرها فوجدها تربو على أربعة وستين كتاباً (7).
__________
(1) نزهة النظر ص 47.
(2) من كلام السخاوي في فتح المغيث 1/236.
(3) الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع 2/294.
(4) المقدمة ص 259.
(5) شرح علل الترمذي 2/805.
(6) شرح علل الترمذي 2/805.
(7) مرويات الإمام الزهري المعلة 1/101-104 ، د. عبد الله بن حسن دنمفو(1/16)
وأصبح التأليف فيه سمة من السمات التي يثنى بها على العالم ، قال ابن كثير :" ومن أحسن ما وضع في ذلك وأجله وأحفله كتاب العلل لعلي بن المديني شيخ البخاري ، وسائر المحدثين بعده في هذا الشأن عيال عليه " (1) ، وقال الذهبي :" قال أبو بكر البرقاني : كان الدارقطني يملي عليّ العلل من حفظه ، قلت: إن كان كتاب العلل الموجود قد أملاه الدارقطني من حفظه كما دلت عليه هذه الحكاية فهذا أمر عظيم يقضى به للدارقطني أنه أحفظ أهل الدنيا "(2).
ومما يظهر أهمية هذا العلم وشرف مكانته الفوائد التي تجنى من فهمه وتطبيق قواعده ، ومن تلك الفوائد :-
معرفة منزلة الرواة في الضبط والحفظ.
يعتمد كثير من علماء الجرح والتعديل على علم علل الحديث في أحكامهم على الرواة ، وذلك بجمع أحاديث الراوي وعرضها على روايات غيره فكلما كان الراوي موافقاً لغيره دلّ ذلك على ضبطه وإتقانه ، وكلما خالف دل ذلك على قلة ضبطه وسوء حفظه.
يقول مسلم رحمه الله :" وكذلك من الغالب على حديثه المنكر أو الغلط أمسكنا أيضاً عن حديثهم وعلامة المنكر في حديث المحدث إذا ما عرضت روايته للحديث على رواية غيره من أهل الحفظ والرضا خالفت روايته روايتهم أو لم تكد توافقها فإذا كان الأغلب من حديثه كذلك كان مهجور الحديث غير مقبولة ولا مستعملة "(3).
يقول يحيى بن معين :" قال لي إسماعيل بن علية يوماً كيف حديثي ؟ .
قلت :" أنت مستقيم الحديث ".
فقال لي : " وكيف عرفتم ذلك ؟".
قلت له :" عارضنا بها أحاديث الناس ، فرأيناها مستقيمة ".
قال :" فقال : الحمد لله " (4).
بيان أخطاء الثقات .
__________
(1) اختصار علوم الحديث ص 64.
(2) سير أعلام النبلاء 16/455.
(3) مقدمة صحيح مسلم ص 7.
(4) سؤالات ابن محرز 2/39.(1/17)
فميدان هذا العلم الذي يجول فيه هو أحاديث الثقات قال الحاكم :" وعلة الحديث يكثر في أحاديث الثقات " (1)، فمن يقف على حديث يرويه أحد الثقات يطمئن إلى ضبطه وإتقانه ، فيحكم بصحة ماروى ، وليس من شرط الثقة ألا يخطئ ، قال الإمام أحمد :" كان مالك من أثبت الناس ، وكان يخطئ ".
وقال ابن المبارك :" من يسلم من الوهم " (2).
قال مسلم " فليس من ناقل خبرٍ وحامل أثرٍ من السلف الماضين إلى زماننا - و إن كان من أحفظ الناس، و أشدهم توقياً و اتقاناً لما يحفظ و ينقل - إلا الغلط و السهو ممكن في حفظه و نقله "(3).
ويمكن الوصول إلى معرفة خطأ الثقة بجمع طرق الحديث ، فإذا وافق الثقة بقية الرواة فبها ونعمت ، وأما إذا تفرد أو خالف غيره فحينئذ ينظر إلى مكانته بينهم ثم بالمفاضلة بينه وبين غيره ممن خالفه ، قال ابن الصلاح :" ويستعان على إدراكها – أي العلة – بتفرد الراوي ، وبمخالفة غيره له ……. ولهذا اشتملت كتب علل الحديث على جمع طرقه "(4).
ويقول الخطيب :" والطريق إلى معرفة علة الحديث أن يجمع بين طرقه ، وينظر في اختلاف رواته ، ويعتبر بمكانهم من الحفظ ، ومنزلتهم من الإتقان والضبط "(5).
بيان المقبول من المردود من الحديث.
جعل العلماء رحمهم الله تعالى خلو الحديث من العلة شرطاً في صحته ، فإذا طُبق منهجُ المحدثين في الحكم على الحديث لا يمكن أن يتطرق إلى السنة النبوية ما ليس منها.
__________
(1) معرفة علوم الحديث ص 175.
(2) شرح علل الترمذي 1/94 .
(3) التمييز ص 120.
(4) المقدمة ص 260.
(5) الجامع لأخلاق الراوي والسامع 2/296.(1/18)
قال ابن رجب رحمه الله :" وأما أهل العلم والمعرفة والسنة والجماعة فإنما يذكرون علل الحديث نصيحة للدين وحفظاً لسنة النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وصيانة لها ، وتمييزاً مما يدخل على رواتها من الغلط والسهو والوهم ، ولا يوجب ذلك عندهم طعناً في غير الأحاديث المعللة ، بل تقوى بذلك الأحاديث السليمة عندهم لبراءتها من العلل وسلامتها من الآفات ".
و قال :" اعلم أن معرفة صحة الحديث وسقمه تحصل من وجهين:
أحدهما: معرفة رجاله وثقتهم وضعفهم ومعرفة هذا هَيّن ؛لأنّ الثقات والضعفاء قد دونوا في كثيرٍ من التصانيف وقد اشتهرت بشرح أحوالهم التواليف.
والوجه الثاني: معرفة مراتب الثقات وترجيح بعضهم على بعض عند الاختلاف إمّا في الإسناد وإمّا في الوصل والإرسال وإمّا في الوقف والرفع ونحو ذلك وهذا هو الذي يحصل من معرفته وإتقانه وكثرة ممارسته الوقوف على دقائق علل الحديث" (1) .
وقال ابن كثير في نوع المعلل من الحديث :" فمن الأحاديث المروية ما عليه أنوار النبوة ، ومنها ما وقع فيه تغيير لفظ أوزيادة باطلة ، أو مجازفة أو نحو ذلك ، يدركها البصير من أهل هذه الصنعة "(2) .
الفصل في الأحاديث المختلف فيها.
فقد يرد حديث ما من طريق راوٍ واحد بروايات متباينة في سند الحديث أو متنه ، فإن كان الراوي ثقة فلا يتصور أن يروى الحديث الواحد على أوجه مختلفة لا يمكن الجمع بينها فيقع الناظر في هذه الروايات في حيرة عند الرغبة في الحكم عليها ، أ معرفة الراجح منها ، ولا سبيل للفصل في الاختلاف بينها إلا بتطبيق قواعد هذا العلم .
__________
(1) شرح علل الترمذي 2/663.
(2) الباعث الحثيث ص 39.(1/19)
قال مسلم :" و الجهة الأخرى أن يروي نفر من حفاظ الناس حديثاً عن مثل الزهري أو غيره من الأئمة بإسناد واحد و متن واحد، مجتمعون على روايته في الإسناد و المتن، لا يختلفون فيه في معنى، فيرويه آخر سواهم عمن حدث عنه النفر الذين وصفناهم بعينه فيخالفهم في الإسناد أو يقلب المتن فيجعله بخلاف ما حكى من وصفنا من الحفاظ، فيعلم حينئذ أن الصحيح من الروايتين ما حدث الجماعة من الحفاظ، دون الواحد المنفرد و إن كان حافظاً، على هذا المذهب رأينا أهل العلم بالحديث يحكمون في الحديث، مثل شعبة و سفيان بن عيينة و يحيى بن سعيد و عبد الرحمن بن مهدي و غيرهم من أئمة أهل العلم"(1).
وقال العلائي أثناء كلامه عن الاختلاف الوارد في حديث ذي اليدين الذي اختلف فيه على الزهري ، :" فيتعين حينئذٍ إما الجمع أو الترجيح بينها بوجه ما ، وهذا يتعلق بقاعدة شريفة عظيمة الجدوى في علم الحديث: وهي الاختلاف الواقع في المتون بحسب الطرق ورد بعضها إلى بعض إمّا بتقييد الإطلاق أو تفسير المجمل أو الترجيح حيث لا يمكن الجمع أو اعتقاد كونها وقائع متعددة (2).
ومن أهميته أن الحديث قد يرد مرة مسنداً ومرة مرسلاً أو يختلف اسم الصحابي فمرة عن أنس ومرة عن عبدالله بن عباس مثلاً فيظن الناظر فيهما اديء الرأي أنه متابع أو شاهد وهو في الأصل سند واحد اضطرب فيه راويه؛ قال ابن دقيق العيد :" لأن المعروف عندهم أن الطريق إذا كان واحداً ورواه الثقات مرسلاً وانفرد ضعيف برفعه أن يعللوا المسند بالمرسل ويحملوا الغلط على رواية الضعيف " (3).
__________
(1) التمييز ص 5.
(2) نظم الفرائد لما تضمنه حديث ذي اليدين من الفوائد 111 ـ 112.
(3) نصب الراية لأحاديث الهداية للزيلعي 3/ 8 .(1/20)
وقال العلائي: "بعض المراسيل رويت من وجوه متعددة مرسلة والتابعون فيها متباينون فيظن أن مخارجها مختلفة وأن كلاً منها يعتضد بالآخر ثم عند التفتيش يكون مخرجها واحداً ويرجع كلها إلى مرسل واحد" (1) .
ومن أهميته أنه يدرس الأحاديث مبيناً طرقه واختلاف الرواة فيه وهذا من أعلى مراتب التصنيف فيه.
قال ابن الصلاح:" إنّ من أعلى المراتب في تصنيفه - أي الحديث - معللاً بأن يجمع في كل حديث طرقه واختلاف الرواة فيه كما فعل يعقوب بن شيبة في مسنده " (2).
الرد على الطاعنين في منهج المحدثين في نقد الحديث.
فقد صدر عن جمع من الطاعنين في سنة النبي - صلى الله عليه وسلم - التشكيك في منهجية علماء الحديث في جمع سنة النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وعلم علل الحديث بنظرياته المبثوثة في كتب مصطلح الحديث ، وبتطبيقاته الدقيقة في كتب الرواية ، وفي المصنفات التي كتبت في علم العلل ، ترد على تلك الشكوك والتخرصات التي صدرت ممن أعماه الباطل عن رؤية هذه المنهجية الفريدة والتي لم يعرف لها التاريخ مثيلاً في التحقق من صحة النصوص والنقول.
المبحث الثالث : مسالك العلة .
تسلك العلة عدة مسالك لتقدح في الإسناد أو المتن ، أو فيهما معاً ، ومن تلك المسالك :-
النسيان.
النسيان :" هو غفلة القلب عن الشيء بحيث يحتاج إلى تحصيل جديد " أو " زوال الصورة عن القوة المدركة ، مع بقائها في الحافظة " (3) ، وهذا المسلك للعلة ناتج عن الضعف البشري الذي لا يسلم منه أحد ، فقد ينسى الراوي شيئاً مما كان يحفظه ، أو يحدث بما يذكره في حينه غافلاً عن الوجه الصحيح للرواية.
قال ابن تيمية :" ومنها أن يكون المحدث قد نسي ذلك الحديث فلم يذكره فيما بعد أو أنكر أن يكون حدث به معتقداً أن هذا علة توجب ترك الحديث " (4).
__________
(1) جامع التحصيل في أحكام المراسيل 45.
(2) المقدمة ص 434 .
(3) الكليات ص 506.
(4) رفع الملام ص 5.(1/21)
قال شعبة:" قال لي حماد بن أبى سليمان :" يا شعبة لا توقفنى على إبراهيم فإن العهد قد طال وأخاف أن أنسى أو أكون قد نسيت " (1).
قال الحميدي : " كان سفيان ابن عيينة يحدث بحديث عن عاصم بن كليب ، عن أبي بكر بن أبي موسى الأشعري ، عن أبيه - رضي الله عنه - ، فقيل له : إنما يحدثونه عن أبي بردة بن أبي موسى ، فقال : أما الذي حفظت أنا فعن أبي بكر فإن خالفوني فيه فاجعلوه ، عن ابن أبي موسى ، فكان سفيان بعد ذلك ربما قال : عن ابن أبي موسى ، وربما نسي فحدث على ما سمع عن أبي بكر " (2).
و يكون النسيان مسلكاً من مسالك العلة إذا نتج عنه اختلاف بين ما ثبت عن الراوي أنه قد حدث به ، وحُمل عنه ، و نسيه بمرور الزمن ، فلا يذكر ذلك الحديث أو يسئل عنه فينكره ، أو يعمل بخلافه ، فتعل إحدى الروايات بما يخالفها.
خطأ الراوي ، ووهمه .
الوهم لغة :" وهم القلب والجمع أوهام ،وتوهمت في كذا وأوهمته أي أغفلته ووهم يوهم وهما أي : غلط " (3).
قال الكفوي في بيان ورود أمر ما :" إن كان طرف الوقوع على السوية فهو الشك ، وإن كان أحد الطرفين راجحاً والآخر مرجوحاً ، فالمرجوح يسمى وهماً ، والراجح يسمى ظناً ".
وقال الفيروزآبادي الوهم :" مرجوح طرفي المتردد "(4).
وقال التهانوي :" الوهم : بالفتح وسكون الهاء قد يطلق على الاعتقاد المرجوح "(5).
الوهم عند المحدثين :" رواية الحديث على سبيل التوهم " (6).
__________
(1) الجرح والتعديل 1/166.
(2) مسند الحميدي 1/29 ، وأخبار المكيين ص 409.
(3) العين 4/100.
(4) القاموس المحيط ص 1507.
(5) كشاف اصطلاحات الفنون 2/1808.
(6) شرح شرح النخبة للملا علي القارئ ص 455.(1/22)
فكأن الراوي روى الحديث على الوجه المرجوح ، متوهماً صحته ، قال عبد الرحمن بن مهدي :" الناس ثلاثة رجل : حافظ متقن فهذا لا يختلف فيه ، وآخر يهم والغالب على حديثه الصحة فهو لا يترك ولو ترك حديث مثل هذا لذهب حديث الناس ، وآخر الغالب على حديثه الوهم فهذا يترك حديثه "(1).
وقال الحاكم :" فان المعلول ما يوقف على علته أنه دخل حديث في حديث أو وهم فيه راو أو أرسله واحد فوصله واهم "(2).
وقد كثر في كلام أهل العلم بالعلل وصف غلط الراوي وخطئه بالوهم ، قال مسلم :" وسألت أن أذكر لك في كتابي رواية أحاديث مما وهم قوم في روايتها فصارت تلك الأحاديث عند أهل العلم في عداد الغلط والخطأ " (3).
ومن الأمثلة على أن الوهم يعد مسلكاً من مسالك العلل ما يلي :-
قال الترمذي : سألت محمداً ، عن حديث وساق الترمذي إسناده .
فقال : حديث سفيان الثوري وهم ؛ وهم فيه سفيان فقال : عن عبيد الله بن عبد الله بن عباس ، والصحيح : عبد الله بن عبيد الله بن عباس " (4).
ومثل قول ابن أبي حاتم :" سألت أبي عن حديث .
قال أبي :" هذا خطأ ؛ وهم فيه ابن فضيل يرويه أصحاب الأعمش عن الأعمش عن مجاهد قوله "(5).
مخالفة الثقات.
فقد يكون الشيخ مكثراً من الرواية ، والآخذون عنه كثر ، ولاختلاف مراتبهم في الحفظ ، ولاختلافهم في طول مدة ملازمة الشيخ أو قلّتها ، ومدى قربهم من الشيخ من حيث النسب أو البلد ، فقد يقع بينهم بعض التغاير والاختلاف في رواية حديث واحد بعينه إما في سند الحديث أو متنه .
__________
(1) التمييز لمسلم ص 179 ، و شرح علل الترمذي 1/109.
(2) معرفة علوم الحديث ص 183.
(3) التمييز ص 170.
(4) العلل الكبير 1/ 420.
(5) علل الحديث 1/101.(1/23)
والمخالفة إحدى الأمور التي تعرف بها العلة يقول ابن الصلاح :" ويستعان على إدراكها – أي العلة- بتفرد الراوي ، وبمخالفة غيره " (1) ، ولا تعرف مخالفة الراوي لغيره إلا بوجود اختلاف على مدار تعود إليه طرق الحديث.
ويعرف أبو داود السجستاني الاختلاف بقوله :" والاختلاف عندنا ما تفرد قوم على شيء وقوم على شيء " (2).
وضابط الاختلاف الذي يلزم منه اعتبار وجود المخالفة ما قاله ابن الصلاح :" وينبغي في التعارض أن يكون المخرج واحداً ، وإلا فتعد الأوجه المختلفة طرقاً مستقلة "(3).
قال مسلم في التمثيل والتقعيد عند النظر في مخالفة الثقات :" أن يروي نفرٌ من حفاظ الناس حديثاً عن مثل الزهري أو غيره من الأئمة بإسنادٍ واحدٍ ، ومتنٍ واحدٍ مجتمعون على روايته في الإسناد والمتن لا يختلفون فيه في معنى فيرويه آخر سواهم عمن حدث عنه النفر الذين وصفناهم بعينه فيخالفهم في الإسناد أو يقلب المتن فيجعله بخلاف ما حكى من وصفنا من الحفاظ فيعلم حينئذ أن الصحيح من الروايتين ما حدث الجماعةُ من الحفاظ دون الواحد المنفرد وان كان حافظاً .
على هذا المذهب رأينا أهل العلم بالحديث يحكمون في الحديث مثل شعبة ، وسفيان بن عيينه ، ويحيى بن سعيد ، وعبد الرحمن بن مهدي ، وغيرهم من أئمة أهل العلم "(4).
__________
(1) المقدمة ص 259.
(2) تهذيب الكمال 26/431.
(3) المقدمة ص 94.
(4) التمييز ص 172.(1/24)
ومن الأحاديث التي أعلّت بمخالفة الثقات ، مثل : روى ابن أبي حاتم عن علي بن المديني قال :" سمعت أبا داود - يعنى الطيالسي - قال : سمعت خالد بن طليق يسأل شعبة فقال يا أبا بسطام حدثني حديث سماك بن حرب في اقتضاء الورق من الذهب حديث بن عمر ؟ فقال : أصلحك الله هذا حديث ليس يرفعه أحدٌ الا سماك ، قال : فترهب أن أروى عنك؟ قال : لا ولكن حدثنيه قتادة ، عن سعيد بن المسيب ، عن ابن عمر ، ولم يرفعه ، وأخبرنيه أيوب ، عن نافع ، عن ابن عمر ، ولم يرفعه ، وحدثني داود بن أبى هند ، عن سعيد بن جبير ، ولم يرفعه ، ورفعه سماك فانأ أفرقه (1).
فكأن شعبة بن الحجاج يرى خطأ رواية الرفع لمخالفة الراوي لغيره برفع ماهو موقوف .
وسئل الدارقطني عن حديث أبي الطفيل عامر بن واثلة عن معاذ بن جبل عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في الجمع بين الصلاتين ؟.
فقال : " تفرد به عثمان بن عمر في روايته عن الثوري ، ووهم فيه ، وخالفه أصحاب الثوري : منهم وكيع ، وابن مهدي ، وعبد الرزاق ، وعبيد الله بن موسى ؛ فرووه عن الثوري ، عن أبي الزبير ، عن أبي الطفيل ، عن معاذ ، وهو الصحيح "(2).
التفرد.
فقد ينفرد أحد الرواة بحديث لا يرويه غيره عن شيخ مكثر من الرواية ، وله تلاميذ كثر لم ينقل عنهم ذلك الحديث ، فيكون تفرده بهذا الحديث دون بقية الرواة قرينة على إمكان أن يكون الراوي قد أخطأ فيه ، قال ابن الصلاح :" ويستعان على إدراكها – أي العلة- بتفرد الراوي ، وبمخالفة غيره " (3).
وقال ابن رجب :" وأما أكثر الحفاظ المتقدمين فإنهم يقولون في الحديث إذا تفرد به واحد ولم يرو الثقات خلافه : إنه لا يتابع عليه ، ويجعلون ذلك علّة فيه "(4).
__________
(1) الجرح والتعديل 1/158 ، والضعفاء الكبير للعقيلي 2/178 ، وفي التمهيد لابن عبد البر 16/15 ، بلفظ :" وأنا أفرق منه "
(2) العلل 6/40-41.
(3) المقدمة ص 259.
(4) شرح علل الترمذي(1/25)
قال الإمام أحمد :" إذا سمعت أصحاب الحديث يقولون : هذا حديث غريب أو فائدة فاعلم أنه خطأ أو دخل حديث في حديث أو خطأ من المحدث أو حديث ليس له إسناد وإن كان قد روى شعبة وسفيان فإذا سمعتهم يقولون : هذا لا شيء فاعلم أنه حديث صحيح " (1).
وقال ابن جرير الطبري :" والخبر إذا تفرد به عندهم منفرد ، وجب التثبت فيه " (2).
وقال البرديجي :" لا يلتفت إلى رواية الفرد عن شعبة ممن ليس له حفظ ، ولا تقدم في الحديث من أهل الإتقان " (3).
وقد كان العلماء يعرضون عن الغرائب والأفراد ، ويحثون على المشهور من الحديث قال مالك :" شر العلم الغريب ، وخير العلم الظاهر الذي قد رواه الناس "(4).
وقال شعبة :" اكتبوا الحديث المشهور عن المشهور " (5).
فلذلك كان إعراض العلماء عن رواية الحديث الغريب الذي تفرد به راوٍ لأنه مظنة الخطأ والوهم ولو كان صحيحاً لأقبل عليه الأئمة ورووه في كتبهم ، سئل الإمام أحمد عن حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعاً : الخلافة بالمدينة ، والملك بالشام ، فقال : لا نعرف هذا ، أصحاب أبي هريرة المعروفون ليس عندهم هذا " (6).
قال أبو داود في وصف سننه :" والأحاديث التي وضعتها في كتاب السنن أكثرها مشاهير ………… ولو احتج رجل بحديث غريب ، وجدت من يطعن فيه …… فأما الحديث المشهور المتصل الصحيح فليس يقدر أن يرده عليك أحد " (7).
__________
(1) الكفاية في علوم الراوية للخطيب البغدادي ص 142.
(2) تهذيب الآثار 2/757.
(3) شرح علل الترمذي لابن رجب 2/697.
(4) أدب الإملا والإستملاء للسمعاني ص 58.
(5) المصدر السابق.
(6) المنتخب من علل الخلال ص 228.
(7) رسالة أبي داود إلى أهل مكة ص 29.(1/26)
وقد كثر في كلام علماء العلل تعليل الأحاديث بتفرد أحد الرواة ، ومن ذلك قال الترمذي :" حدثنا عبد الله بن أبي زياد وغير واحد قالوا : حدثنا شبابة بن سوار ، : حدثنا شعبة ، عن بكير بن عطاء ، عن عبد الرحمن بن يعمر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى عن الدباء والمزفت.
قال أبو عيسى :" هذا حديث غريب من قبل إسناده لا نعلم أحداً حدث به عن شبابة وحديث شبابة إنما يستغرب لأنه تفرد به عن شعبة ، وقد روى شعبة وسفيان الثوري بهذا الإسناد عن بكير بن عطاء ، عن عبد الرحمن بن يعمر ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : " الحج عرفة " ، فهذا الحديث المعروف عند أهل الحديث بهذا الإسناد " (1).
وسئل الدارقطني عن حديث أبي الأسود الدئلي عن أبي ذر قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :" إن أحسن ما غيرتم به الشيب الحنا والكتم" ؟.
فقال : " يرويه عبد الله بن بريدة واختلف عنه : فرواه سعيد الجريري ، عن عبد الله بن بريدة ، عن أبي الأسود ، عن أبي ذر تفرد به معمر بن راشد عنه وأغرب به "(2).
رواية الحديث بالمعنى.
فقد يروي الراوي الحديث بمعناه الذي فهمه فيحيل معنى الحديث إلى غير ما ورد به ، وتؤدي الرواية بالمعنى إلى اختلاف ألفاظ الناقلين لذلك الحديث ، فيعتقد الناظر أنهما حديثين مختلفين بينما هما في الأصل حديث واحد فيعمد الناظر فيهما إلى الجمع أو الترجيح بين رواتها ظناً منه أن ذلك اختلاف بين رواة الحديث.
والأصل أن يؤدي الراوي الحديث باللفظ الذي سمعه وذلك أخذاً من حديث البراء بن عازب في الذكر قبل النوم ، قال البراء عندما أعاد الحديث على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :" آمنت بكتابك الذي أنزلت وبنبيك الذي أرسلت فقلت كما قال إلا أنى قلت ورسولك فقال بيده في صدري وبنبيك " .(3)
__________
(1) العلل الصغير الملحق بالجامع الكبير 6/255.
(2) العلل 6/278-279.
(3) رواه البخاري كتاب : الوضوء ، باب فضل من بات على وضوء ح 247.(1/27)
ذكر الخطيب البغدادي في باب : من لم يجز تقديم كلمة على كلمة ، أن ابن عمر - رضي الله عنه - سمع رجلاً يردد حديث الأركان الخمسة الذي يرويه ابن عمر - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فقدم بعضها على بعض ، فقال له ابن عمر :" اجعل صيام رمضان آخرهن كما سمعت من فيّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " (1).
وقد أنكر إسماعيل بن علية على شعبة بن الحجاج روايته بالمعنى قال إسماعيل بن علية :" روى عني شعبة حديثاً واحداً ، فأوهم فيه ، حدثته عن عبد العزيز بن صهيب ، عن أنس ان النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى أن يتزعفر الرجل ، فقال شعبة :" أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى عن التزعفر " (2).
قال السخاوي (3):" فهذا اللفظ يدل على عموم ذلك للرجال والنساء ، وهو مخالف للفظ الصحيح للحديث حيث قيده بالرجال : نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يتزعفر الرجل " (4).
مثال آخر :
روى مالك بن أنس ، وابن جريج ، وابن عيينة ويونس ، ومعمر خمستهم عن الزهري عن
علي بن الحسين ، عن عمرو بن عثمان ، عن أسامة بن زيد - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال :" لا يرث المسلم الكافر ، ولا الكافر المسلم "
وخالف الرواة عن الزهري هشيم بن بشير ، فرواه عن الزهري به ، بلفظ " لا يتوارث أهل ملتين ".
قال ابن حجر :" وقد حكم النسائي وغيره على هشيم بالخطأ فيه ، وعندي أنه رواه من حفظه بلفظ ظن أنه يؤدي معناه ، فلم يصب ، فإن اللفظ الذي أتى به أعم من اللفظ الذي سمعه " (5).
__________
(1) الكفاية في علوم الرواية 1/494.
(2) الكفاية في علوم الرواية 1/494.
(3) فتح المغيث للسخاوي 2/241.
(4) رواه البخاري ، كتاب : اللباس ، باب النهي عن التزعفر للرجال ح 5846.
(5) النكت 2/775.(1/28)
وقال العلائي في حديث ذي اليدين حيث وقع اختلاف في ألفاظ الناقلين له:" وهذا الحديث بهذه الألفاظ مداره على أبي هريرة - رضي الله عنه - ، والظاهر أن القصة واحدة ، ولكن الرواة تصرفوا فيها ، فرواه بعضهم بالمعنى على نحوٍ مما سمع ، فحصل هذه الاختلافات " (1).
اختلاط الراوي.
الاختلاط لغة : يقال اختلط فلان : فسد عقله ، واختلط عقله فهو مختلط إذا تغير عقله ، وهو بمعنى الخرف : فساد العقل مع الكبر (2).
ولم أقف على حد له في كتب المصطلح ، وهو : حالة تعتري الراوي لعارض يحدث له ، وقد تمتد وتشتد ، فتؤثر في حفظه ، فيخطئ في أداءه للحديث.
قال ابن الصلاح عن معرفة اختلاط الرواة :" إنه فن عزيز مهم " (3).
فقد يطرأ الاختلاط على أحد الثقات ، ويؤثر على حفظه ، فتكثر الأوهام في مروياته ، فيحدث بالحديث الواحد على وجوه مختلفة ، فتتعدد روايات الحديث الواحد عنه ، ويؤدي كل راوٍ منهم ما سمع من شيخه ، ولا يدري بعضهم بأن هذه الرواية أنها خطأ قد حملها عن شيخه الثقة في حال اختلاطه فتظهر حينئذ العلل في مرويات ذلك الشيخ.
وقد كان من منهج النقاد معاودة سماع الحديث من الشيخ مرات عدة ليعرف مدى ضبطه لحديثه ، وهل طرأ عليه عارض يخل بضبطه أم لا ، قال حماد بن زيد :" ما أبالي من خالفني إذا وافقني شعبة ؛ لأن شعبة كان لا يرضى أن يسمع الحديث مرة واحدة يعاود صاحبه مراراً "(4).
__________
(1) نظم الفرائد ص111 ، هكذا (( حصل )) في كلا طبعتي الكتاب .
(2) مختار الصحاح ص 77 مادة ( خ ل ط ) ، لسان العرب 7/295 ، مادة ( خ ل ط ).
(3) المقدمة ص 660.
(4) الجرح والتعديل 1/168.(1/29)
وقد قام العلماء بجهد علمي مميز في بيان من اختلط من الرواة الثقات ، وبيان بداية اختلاط الواحد منهم ، وكم استمر في حال الاختلاط ، وذكر من أخذ عنه قبل الاختلاط فيقبل حديثه إذا كان ثقة ، وترد رواية من أخذ عنه في الاختلاط ، أو في الحالتين معاً ولم يميز بين مارواه قبل الاختلاط وفي أثنائه صيانة لحديث النبي - صلى الله عليه وسلم - .
قال ابن حبان :" لأن حكمهم وإن اختلطوا في أواخر أعمارهم وحمل عنهم في اختلاطهم بعد تقدم عدالتهم حكم الثقة إذا أخطأ أن الواجب ترك خطئه إذا علم والاحتجاج بما نعلم أنه لم يخطىء فيه ، وكذلك حكم هؤلاء الاحتجاج بهم فيما وافقوا الثقات وما انفردوا مما روى عنهم القدماء من الثقات الذين كان سمعاهم منهم قبل الاختلاط سواء " (1).
ومن الأمثلة على إعلال بعض الأحاديث باختلاط رواتها :-
روى النسائي حديثاً اختلف فيه على حصين بن عبد الرحمن ، وذكر مرويات الرواة المختلفين عنه ، ثم قال :" حديث شعبة ، وعبد العزيز بن مسلم ، وعباد بن العوام أولى عندنا بالصواب من حديث خالد وبالله التوفيق ، وقد كان حصين بن عبد الرحمن اختلط في آخر عمره " (2) ، فكأن سبب الاختلاف بين الرواة ، وإعلال الحديث عند النسائي من جراء اختلاط حصين بن عبد الرحمن.
قال الترمذي :" حدثنا إسحاق بن منصور : حدثنا عبد الرزاق ، عن معمر ، عن ابن أبي ذئب ، عن صالح مولى التوأمة ، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال :" كان لنعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبالان" (3).
__________
(1) مقدمة صحيح ابن حبان ، ينظر الإحسان 1/161.
(2) عمل اليوم والليلة ص 186.
(3) قبالان : قِبالان القِبال زِمام النَّعْل وهو السَّير الذي يكون بين الإصبَعين وقد أقْبل نَعْلَه وقابَلها ، النهاية في غريب الحديث 4/8.(1/30)
سالت محمداً عن هذا الحديث ، قلت : كيف صالح مولى التوأمة ؟ ، قال : قد اختلط في آخر أمره من سمع منه قديماً سماعه مقارب وابن أبي ذئب ما أرى أنه سمع منه قديماً يروي عنه مناكير (1).
وسئل الدارقطني عن حديث : عبيدة عن عبد الله علمنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - التشهد فقال :" يرويه عطاء بن السائب واختلف عنه ، ثم ذكر أوجه الاختلاف عن عطاء رفعاً ووقفاً ، ثم قال :" وهذا من عطاء بن السائب فإنه اختلط في آخر عمره" (2) .
جمع المفترق من سند الحديث أو متنه.
وهو أن يروي الراوي الحديث عن شيخين أو أكثر ، ويكون عند بعضهم ما ليس عند الآخر في الإسناد أو المتن ، فيجمعها أحد الرواة ويسوقها مساقاً واحداً ولا يميز بينها .
وبهذا تدخل بعض الروايات المعلة في ثنايا الروايات الصحيحة ، فحين لا يبين الراوي اختلاف الناقلين للخبر سواءً في الإسناد أو المتن زيادة أو نقصاً ، وعند عدم البيان والتفصيل وتمييز رواية كل راو عن غيره يؤدي إلى دخول ما ليس من الحديث فيه ، فيدخل الموقوف في المرفوع ، وحديث الضعيف الذي لم يضبط في حديث الثقة الضابط ، ويصبح كأنه حديثاً واحداً.
قال يعقوب بن شيبة :" أن سفيان بن عيينة كان ربما يحدث بحديثٍ واحدٍ عن اثنين ، ويسوقه بسياقة واحد منهما ، فإذا أفرد الحديث عن الآخر أرسله أو وقفه " (3).
وقد كان الجمع بين الرواة دون الفصل في رواياتهم من أسباب رد روايات بعض الثقات ، قال ابن علية قال لي شعبة :" ما حدثك عطاء بن السائب عن رجاله : عن زاذان وميسرة وأبي البختري فلا تكتبه ، وما حدثك عن رجل بعينه فاكتبه " (4) ، وهذا خشية أن دخول الوهم في جمع ألفاظ الشيوخ في سياق واحد (5) .
__________
(1) العلل الكبير 1/292.
(2) العلل 5/188.
(3) شرح علل الترمذي لابن رجب 2/678.
(4) الضعفاء الكبير للعقيلي 3/398 ، وشرح علل الترمذي لابن رجب 2/559.
(5) جمع المفترق من الحديث ، د ياسر الشمالي ص 22.(1/31)
وقال الإمام أحمد في حديث جمع فيه حماد بن سلمة بين عدد من شيوخه : هذا من قبل حماد ، كان لا يقوم على مثل هذا يجمع الرجال ثم يجعله إسناداً واحداً وهم يختلفون "(1).
وقال يحيى بن سعيد القطان : قال لي شعبة في أحاديث عوف عن خلاس عن أبي هريرة ، ومحمد عن أبي هريرة إذا جمعهم ، قال لي شعبة : ترى لفظهم واحد !! ، قال ابن أبي حاتم : كالمنكر على عوف " (2).
قال الخطيب :" باب فيمن سمع حديثاً من رجلين فحفظه عنهما واختلط عليه لفظ أحدهما بالآخر أنه لا يجوز إفراد روايته عن أحدهما " ، ثم ذكر حديثاً عن سفيان بن عيينة جمع فيه سفيان بين شيخين اختلفا في لفظ الحديث ، ثم قال سفيان :" سمعته من عبدة منذ تسع وستين سنة وسمعته من عبد الملك فاختلط عليّ هذا من هذا " ، ثم قال الخطيب عقبه :" واستحب لمن أصابه مثل هذا أن يبينه خوفاً من أن يفرق الطالب روايته عنه في موضعين يفرده في كل واحد منهما عن أحد الشيخين ظناً منه أنهما اتفقا في روايته على لفظ واحد " (3).
أخذ الراوي الحديث في مجالس المذاكرة .
فقد كان العلماء يعقدون مجالس للتحديث ، وأخرى لمذاكرة الحديث ، وكانوا يتسامحون في مجالس المذاكرة بخلاف مجالس التحديث وإسماع الحديث ، وقد يذكر الشيخ بعض الأحاديث للمذاكرة مع غيره من العلماء إما تعجباً من أسانيدها ، أو لبيان خطأ من رواها ، فيذكرها من غير أن يتحرى في تأدية الحديث كما سمعه فيظن من سمعها أن تلك الأحاديث من مرويات ذلك الشيخ فيحدث بها عنه فتظهر روايات يتفرد بها بعض الرواة ، أو يخالفون بها الروايات التي ساقها الشيخ في مجالس التحديث .
__________
(1) شرح علل الترمذي 2/675.
(2) الجرح والتعديل 1/147 ، وشرح علل الترمذي لابن رجب 2/177.
(3) الكفاية في علوم الرواية ص 379.(1/32)
قال الخطيب :" إذا أورد المحدث في المذاكرة شيئاً، وأراد السامع له أن يدونه عنه فينبغي له إعلام المحدث ذلك ليتحرى في تأدية لفظه وحصر معناه ، ثم حكى عن عبد الرحمن بن مهدي أنه كان يقول : حرام عليكم أن تأخذوا عني في المذاكرة حديثاً لأني إذا ذاكرت تساهلت في الحديث " (1).
وكان علماء الحديث يدركون ما يقع في مجالس المذاكرة من تساهل قد يفضي إلى وقوع الخطأ دفع ذلك بعضهم إلى التشدد في تلك المجالس فكان أبو علي النيسابوري مثلاً لا يسامح في المذاكرة بل يواجه بالرد في الملأ فوقع بينه وبين عبدان (2).
و كان التساهل المفضي إلى الوهم والخطأ مما يؤثر في الحكم على الراوي ، قال ابن حبان عن داود بن الزبرقان : " كان شيخا صالحاً يحفظ الحديث ويذاكر به ولكنه كان يهم في المذاكرة " (3).
ومن الأحاديث التي أعلها العلماء بسبب أن الراوي أخذ الحديث في مجالس المذاكرة :-
قال ابن أبي حاتم : " سألت أبا زرعة عن حديث يحيى بن يمان ، عن سفيان ، عن منصور عن خالد بن سعد ، عن أبي مسعود أن النبي - صلى الله عليه وسلم - عطش حول الكعبة فاستسقى فأتى بشراب من السقاية فشمه فقطب فقال: "على ذنوباً من زمزم فصبه عليه ثم شربه ".؟
قال أبو زرعة :" هذا إسناد باطل عن الثوري ، عن منصور ؛ وهم فيه يحيى بن يمان وإنما ذاكرهم سفيان عن أبي صالح ، عن المطلب بن أبي وداعة مرسل ، فلعل الثوري إنما ذكره تعجباً حين حدث بهذا الحديث مستنكراً " (4).
__________
(1) الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع 2/36.
(2) سير أعلام النبلاء 14/170.
(3) المجروحين 1/292.
(4) علل الحديث 2/25.(1/33)
وقال ابن حبان عن حديث :" وهذا خبر مقلوب تتبعته مرة لأن أجد لهذا الحديث أصلاً أرجع إليه فلم أره إلا من حديث إسحاق بن أبي فروة ، عن نافع ، عن بن عمر ، وإسحاق بن أبي فروة ليس بشيء في الحديث وعبيد الله بن عمر ، وسمع من إسحاق بن أبي فروة فكأن موسى بن أعين سمعه من عبيد الله بن عمرو في المذاكرة عن إسحاق بن أبي فروة فحكاه فسمعه منصور بن سقير عنه فسقط عليه إسحاق بن أبي فروة راوي بن عمر فصار عبد الله بن عمر ، عن نافع " (1).
وروى الترمذي حديثاً عن أبي كريب ، عن أبي أسامة ، عن يزيد بن عبد الله بن أبي بردة عن جده أبي بردة ، عن أبي موسى ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال :" الكافر يأكل في سبعة أمعاء والمؤمن يأكل في معي واحد ".
سألت محمد بن إسماعيل عن هذا الحديث ؟ ، فقال :" هذا حديث أبي كريب عن أبي أسامة لم نعرفه إلا من حديث أبي كريب عن أبي أسامة ……………وقال :" كنا نرى أن أبا كريب أخذ هذا الحديث عن أبي أسامة في المذاكرة " (2).
قال ابن رجب :" وما حكاه الترمذي هنا عن البخاري ، فهو تعليل للحديث ؛ فإن أبا أسامة لم يرو هذا الحديث عنه أحد من الثقات غير أبي كريب ، والمذاكرة يحصل فيها تسامح ، بخلاف حال السماع أو الإملاء " (3).
ومثال آخر : فقد روى يونس بن أبي إسحاق ، وولداه إسرائيل ، وعيسى ، ، وأبو عوانة : وضاح اليشكري ، وشريك بن عبد الله ، وزهير بن معاوية سبعتهم عن أبي إسحاق السبيعي عن أبي بردة عن أبيه أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال :" لا نكاح إلا بولي ".
ورواه شعبة بن الحجاج ، وسفيان الثوري كلاهما عن أبي إسحاق عن أبي بردة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكر مثله ، مرسلاً.
__________
(1) المجروحين 3/40.
(2) العلل الصغير الملحق بالجامع الكبير 6/254.
(3) شرح علل الترمذي 1/442.(1/34)
وبعد جمع طرق الحديث والنظر نجد أن من رواه عن أبي إسحاق موصولاً قد أخذوا الحديث سماعاً من أبي إسحاق مع اختلاف مجالسهم وتعددها ، أما شعبة وسفيان فإنما أخذا الحديث عن أبي إسحاق في مجلس واحد عن طريق المذاكرة للحديث وسؤالهم أبا إسحاق عن هذا الحديث تبين ذلك من خلال النظر في روايات الحديث قال الترمذي :" ورواية هؤلاء الذين رووا عن أبي إسحاق عن أبي بردة عن أبي موسى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - " لا نكاح إلا بولي " عندي أصح لأن سماعهم من أبي إسحاق فيما روينا مختلفة وإن كان شعبة والثوري أحفظ وأثبت من جميع هؤلاء الذين رووا عن أبي إسحاق هذا الحديث فإن رواية هؤلاء عندي أشبه لأن شعبة والثوري سمعا هذا الحديث من أبي إسحاق في مجلس واحد ومما يدل على ذلك ما حدثنا محمود بن غيلان ، قال :حدثنا أبو داود ، قال : أنبأنا شعبة ، قال : سمعت سفيان الثوري يسأل أبا إسحاق أسمعت أبا بردة يقول قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " لا نكاح إلا بولي ".
فقال :" نعم " ، فدل هذا الحديث على أن سماع شعبة والثوري عن أبي إسحاق هذا الحديث في وقت واحد (1).
التصحيف في السند أو المتن.
التصحيف : تغيير اللفظ حتى يتغير المعنى المراد من الموضع ، وأصله الخطأ ، يقال : صحفه فتصحف أي غيره فتغير حتى التبس "(2) ، وهو : تحويل الكلمة من الهيئة المتعارفة إلى غيرها".(3)
قال عبد الله بن الزبير الحميدي فيما يرد به الرجل الرضا الذي لا يعرف بكذب :" أو يصحف تصحيفاً فاحشاً يقلب المعنى ، لا يعقل ذلك فيكف عنه " (4).
فقد يقع التصحيف من أحد الرواة في إسناد حديث أو متنه ، فتختلف الروايات تبعاً لذلك ، فيظن الناظر فيه أن تلك مخالفة من أحد الرواة .
__________
(1) سنن الترمذي 3/409 ، وأيضاً العلل الكبير 1/428-430.
(2) المصباح المنير في غريب الشرح الكبير للرافعي ، للفيومي ص 395.
(3) فتح المغيث للسخاوي 2/67.
(4) أخبار المصحفين للعسكري ص 39.(1/35)
قال مسلم :" فأعلم ، أرشدك الله إن الذي يدور به معرفة الخطأ في رواية ناقل الحديث - إذا هم اختلفوا فيه - من جهتين :
أحدهما : أن ينقل الناقل حديثاً بإسناد فينسب رجلاً مشهوراً بنسب في إسناد خبره خلاف نسبته التي هي نسبته أو يسميه باسم سوى اسمه، فيكون خطأ ذلك غير خفي على أهل العلم حين يرد عليهم.
و كنحو ما وصفت من هذه الجهة من خطأ الأسانيد فموجود في متون الأحاديث مما يعرف خطأه السامع الفهم حين يرد على سمعه ، نحو رواية بعضهم حيث صحف فقال :" نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن التحير أراد النجش .
وكما روى آخر فقال : إن أبغض الناس إلى الله عز وجل ثلاثة ملحد في الحرفة وكذا وكذا أراد ملحداً في الحرم.
وكرواية الآخر إذ قال :" نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن تتخذ الروح عرضاً أراد الروح غرضا "(1).
أما في الأسماء والأسانيد فكثير ، ومن ذلك :-
قال الإمام أحمد : قلت ليحيى إن عبيد الله القواريري حدثنا عن بن مهدي عن جامع بن مطر عن أبي زوية رأيت على أبي سعيد الخدري عمامة سوداء فقال أخطأ هذا حدثناه غيره عن جامع بن مطر عن أبي رؤبة وصحف عبيد الله لا يُدرى من أبو زوية (2).
قال الدارقطني في حديث يرويه معمر بن راشد حكى عنه هشام بن يوسف ، قال فيه حبيش بن حذافة صحف فيه ، وأما عبد الرزاق فقال : عن معمر خنيس بن حذافة أو حذيفة والصحيح أنه خنيس بن حذافة بن قيس السهمي أخو عبد الله بن حذافة (3).
وسئل الدارقطني عن حديث أنس بن مالك عن أبي ذر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - حديث المعراج فقال يرويه الزهري عن أنس حدث به عنه عقيل ويونس واختلف عن يونس فقال أبو ضمرة عن يونس عن الزهري عن أنس عن أبي وأحسبه سقط عليه ذر فجعله عن أبي بن كعب ووهم فيه (4).
__________
(1) التمييز ص 171.
(2) العلل ومعرفة الرجال 3/19.
(3) العلل 1/155.
(4) العلل 6/233-134.(1/36)
وقال في حديث آخر :" والمحفوظ عن عفان عن حماد قال سمعته يذكر عن عطاء بن السائب فصحفه الراوي فقال شعبة " (1) ، فصحف ( سمعته ) إلى ( شعبة ).
قبول الراوي للتلقين.
والتلقين : أن يلقى على الراوي شيئاً مما يصلح دخوله في إسناد الحديث أو متنه - وليس منه - فيظن أن ذلك من حديثه فيحدث به ظاناً أن ذلك من الحديث الذي يرويه ؛ لخفة ضبطه للحديث ، أو سوء حفظه ، أو لا ختلاطه ، فختلف الروايات عنه.
قال مسلم عن أصناف الرواة :" فمنهم الحافظ المتقن الحفظ، المتوقي لما يلزم توقيه فيه، و منهم المتساهل المشيب حفظه بتوهم يتوهمه، أو تلقين يلقنه من غيره فيخلطه بحفظه، ثم لا يميزه عن أدائه إلى غيره" (2)
وقد أعل العلماء جملة من الروايات التي بان الخلل فيها بسبب قبول راويها التلقين ممن يلقنه ، ومن ذلك :-
سئل أبو زرعة عن حديث رواه ليث بن سعد اختلف على ليث فيه فمرة يروى من طريقه عن سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - ، ومرة يروى عنه عن سعيد بن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - .
فقال أبو زرعة في كتاب الليث في أصله سعيد بن أبي سعيد ولكن لقن بالعراق عن سعد (3).
وسئل أبو حاتم عن حديث رواه هشام بن عمار ، عن مروان الفزاري ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن قيس بن أبي حازم ، عن جرير بن عبد الله قال : قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : من يتزود في الدنيا ينفعه في الآخرة .
فقال أبي :" هذا حديث باطل إنما يروى عن قيس قوله ، قلت : ممن هو ؟ ، قال : من هشام بن عمار كان هشام بآخرة كانوا يلقنونه أشياء فيلقن فأرى هذا منه " (4).
قال الأثرم :" سمعت أبا عبد الله يُسأل عن حديث " النار جبار " ؟.
__________
(1) العلل 3/207.
(2) التمييز ص 63.
(3) علل الحديث 1/188.
(4) علل الحديث 2/135.(1/37)
فقال :" هذا باطل ؛ ليس من هذا شيء ، ثم قال :" ومن يحدث به عن عبد الرزاق ".؟ قلت :" حدثني أحمد بن شبويه " ، قال :" هؤلاء سمعوا بعدما عمي كان يلقن فلقنه وليس هو في كتبه وقد أسندوا عنه أحاديث ليست في كتبه كان يلقنها بعدما عمي " (1).
وفي ثنايا كلام الإمام مسلم عن حديث :" من أعتق نصيباً له في عبد " ، قال : أما ابن أبي ذئب فلم يذكر ابن أبي فديك السعاية عنه في خبره، وهو سماع الحجازيين، فلعل ابن أبي بكير حين ذكر عنه السعاية كان قد لقن اللفظ؛ لأن سماعه عن ابن أبي ذئب بالعراق فيما نرى ، وفي حديث العراقيين عنه كثير" (2) .
اضطراب الراوي في الحديث.
الاضطراب لغة :" يقال : الموج يضطرب أي : يضرب بعضه بعضاً ،ويقال : اضطرب الحبل بين القوم إذا اختلفت كلمتهم ، ، واضطرب أمره : أختل ، وحديث مضطرب السند ، وأمر مضطرب " (3).
واصطلاحاً :قال ابن الصلاح : " هو الذي تختلف الرواية فيه فيرويه بعضهم على وجه وبعضهم على وجه آخر مخالف له وإنما نسميه مضطرباً إذا تساوت الروايتان " (4).
هذا فيما إذا كان الاختلاف الوارد في سند الحديث أو متنه إنما جاء من قبل رواة اشتركوا في الرواية عن شيخ ،ولم يمكن الجمع بين الروايات المختلفة ، أو ترجيح إحدى تلك الروايات على الباقي ، أما كون الاضطراب مسلكاً من مسالك العلة إذا كان مصدره الشيخ الذي يروى عنه الحديث ، فقد لا يكون ضابطاً لحديثه فيحدث به على أوجه مختلفة ويحمل كل راوٍ عنه ما سمع منه ، قال الذهبي: " إذا اختلف جماعة فيه، وأتوا به على أقوال عدة فهذا يوهن الحديث ويدل على أن راويه لم يتقنه " (5) .
__________
(1) تهذيب الكمال 18/57 ، وشرح علل الترمذي لابن رجب 2/752.
(2) التمييز ص 75.
(3) لسان العرب 1/543-544.
(4) المقدمة 269.
(5) الموقظة ص 53.(1/38)
وقال المعلمي :" الاضطراب الضار : أن يكون الحديث حجة على أحد الوجهين مثلاً دون الآخر ، ولا يتجه الجمع ولا الترجيح ، أو يكثر الاضطراب ويشتد بحيث يدل أن الراوي المضطرب الذي مدار الحديث عليه لم يضبطه "(1).
قال الصنعاني :" والاضطراب نوع من الإعلال " (2)، ومن الأمثلة على إعلال أحاديث بعض الرواة بسبب اضطرابهم فيها :-
قال أبو داود :" سمعت أحمد ذكر حديث هشيم ، عن منصور بن زاذان عن الحسن ، عن أبي بكرة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - :" الحياء من الإيمان " ، قال أحمد :" هذا جاء من هشيم – يعني اضطرابه فيه - ، فحدث به مرةً عن الحسن ، عن أبي بكرة ، ومرةً عن الحسن ، عن الحصين بن عمران ، قال أحمد : وقد سمعته من هشيم ، عن عوف ، عن الحسن مرسلاً (3) .
وزاد الخلال فقلت : أيهما أصح ؟ قال : لا أدري (4) .
وقال الدارقطني عن حديث اختلف فيه على عاصم الأحول :" وأحسب أن هذا الاختلاف من عاصم كأنه كان يشك ممن سمعه عن بن مسعود (5).
و قال عن حديث اختلف فيه على عبد الملك بن عمير :" ويشبه أن يكون الاضطراب في هذا الإسناد من عبد الملك بن عمير لكثرة اختلاف الثقات عنه في الإسناد (6).
قال ابن أبي حاتم :" سألت أبي عن حديث رواه حماد بن سلمة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دخل بيت أم سلمة فرأى عندها مخنثاً ؟ الحديث ، قال أبي :" هذا خطأ اضطرب فيه حماد " (7).
سلوك الجادة.
جادة الطريق : مسلكه وما وضح منه (8).
__________
(1) التنكيل 2/9.
(2) نتائج الأفكار 2/37.
(3) مسائل الإمام أحمد رواية أبي داود السجستاني ص 437.
(4) المنتخب من العلل للخلال ص 246.
(5) العلل 5/338.
(6) العلل 2/125.
(7) علل الحديث 2/237.
(8) لسان العرب 3/110 ، مادة (( جدد )) .(1/39)
فلأن كثيراً من الأحاديث تروى من طرق مشهورة كمالك عن نافع عن ابن عمر - رضي الله عنه - ، و مالك يروي أحاديث لابن عمر - رضي الله عنه - من غير هذا الطريق ، فقد يروي أحد الرواة حديثاً لابن عمر من طريق مالك فيكون الطريق عن نافع أسرع إلى ذهن الراوي ، وأسبق على لسانه لكثرة الأحاديث الواردة عن مالك بتلك الطريق .
قال الإمام أحمد :" أهل المدينة إذا كان الحديث غلطاً يقولون : ابن المنكدر عن جابر ، وأهل البصرة يقولون : ثابت عن أنس ، يحيلون عليهما "(1).
وقال ابن رجب :" إن كان المنفرد عن الحفاظ مع سوء حفظه قد سلك الطريق المشهور ، والحفاظ يخالفونه ؛ فإنه لا يكاد يرتاب في وهمه وخطئه ؛ لأن الطريق المشهور تسبق إليه الألسنة والأوهام كثيراً ، فيسلكه من لا يحفظ ".
ثم ذكر مثالاً لذلك بحديث رواه حماد بن سلمة عن حبيب بن أبي سبيعة الضبعي عن الحارث أن رجلاً قال : يا رسول الله إني أحب فلاناً . الحديث .
وحماد بن سلمة ، هو أحفظ أصحاب ثابت ، وأثبتهم في حديثه ، وخالفه من لم يكن في حفظه بذاك من الشيوخ الرواة عن ثابت كمبارك بن فضالة ، وحسين بن واقد ، فرووه عن ثابت عن أنس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
قال أبو حاتم : " مبارك لزم الطريق " (2)، يعني أن راوية ثابت عن أنس سلسلة معروفة مشهورة تسبق إليها الألسنة والأوهام ، فيسلكها من قلّ حفظه ، وأبو حاتم كثيراً ما يعلل الأحاديث بمثل هذا ، وكذلك غيره من الأئمة (3).
قال ابن عدي عن حديث رواه عبد الله بن أبي بكر المقدمي عن حماد بن زيد عن ثابت عن أنس : كذا قال المقدمي عن حماد بن زيد عن ثابت عن أنس وهذا الطريق كان أسهل عليه ، لأن ثابتاً أبداً يروي عن أنس ، وإنما روى ثابت هذا الحديث عن عبد الله بن رباح عن أبي قتادة " (4).
__________
(1) شرح علل الترمذي 2/502.
(2) علل الحديث 1/107.
(3) شرح علل الترمذي 2/725-726.
(4) الكامل 4/ 259 .(1/40)
قال المعلمي :" الخطأ في الأسانيد أغلب ما يقع بسلوك الجادة فهشام بن عروة غالب روايته عن أبيه عن عائشة ، وقد يروي عن وهب بن كيسان ، عن عبيد بن عمير ، فقد يسمع رجل من هشام خبراً بالسند الثاني ، ثم يمضي على السامع زمان فيشتبه عليه فيتوهم أنه سمع ذاك الخبر من هشام بالسند الأول على ما هو الغالب المألوف ، ولذلك تجد أئمة الحديث إذا وجدوا راويين اختلفا بأن رويا عن هشام خبراً واحداً جعله أحدهما عن هشام ، عن وهب عن عبيد ، وجعله الآخر عن هشام ، عن أبيه ، عن عائشة ، فالغالب أن يقدموا الأول ويخطئوا الثاني ، هذا مثال ومن راجع كتب علل الحديث وجد من هذا ما لا يحصى "(1).
تصرف الراوي في الرواية.
فقد كان بعض الرواة الثقات يتحرز ويتوقى في نسبة الحديث إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فيروي الحديث مرة مرفوعاً ويوقفه أخرى أو يرسله وهو عنده موصول ، فيظن الناظر أن هذا اختلاف على الراوي ، وأن إحدى تلك الروايتين تعلّ الأخرى .
قال الدارقطني في حديث اختلف فيه أصحاب ابن سيرين : فمنهم من رفعه ومنهم من وقفه قال : قد تقدم قولنا في أن ابن سيرين من توقيه وتورعه ، تارةً يصرح بالرفع ، وتارة يومئ ، وتارة يتوقف على حسب نشاطه " (2).
قال يعقوب بن شيبة عن حماد بن زيد :" أن ابن زيد معروف بأنه يقصر في الأسانيد ويوقف المرفوع وكثير الشك بتوقيه وكان جليلاً لم يكن له كتاب يرجع إليه فكان أحيانا يذكر فيرفع الحديث وأحياناً يهاب الحديث ولا يرفعه " (3).
__________
(1) التنكيل 2/67.
(2) العلل 10/23.
(3) تهذيب التهذيب 3/10.(1/41)
روى سفيان بن عيينة ، عن عاصم بن عبيد الله العمري ، عن عبد الله بن عامر بن ربيعة ، عن أبيه ، عن عمر قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :" تابعوا بين الحج والعمرة ، فإن متابعة بينهما يزيدان في الأجل ……… الحديث " ، ثم قال :" هكذا سمعته منه مرة ، بعد ذلك ، فمرة يقف على عمر ، ولا يذكر فيه عن أبيه ، وأكثر ذلك كان يحدث عن عبد الله بن عامر عن أبيه عن عمر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، ثم قال :" وربما سكتنا عن هذه الكلمة (( يزيدان في الأجل )) فلا نحدث بها مخافة أن يحتج بها هؤلاء القدرية ، وليس فيها حجة " (1) ، وهذا النص يبين بجلاء كيف كان الرواة يتصرفون في رواياتهم في سند الحديث أو متنه ، فينتج عنه اختلاف بين الحاملين لهذا الحديث عن الراوي الواحد.
وقد يكون التصرف من الشيخ في إسناد الحديث مثل ما كان في المتن ،لأمر يراه المحدث، جاء شعبة إلى حميد ، فساله عن حديث ، فحدثه به ، قال : أسمعته ؟ ، قال : أحسب ، فقال شعبة بيده هكذا – أي لا أريده – فلما قام وذهب ، قال حميد : قد سمعته من أنس ، ولكنه شدّد عليّ ، فاحببت أن أشدّد عليه " (2) ، فعندما شدّد شعبة على حميد الطويل بناءً على موقف شعبة من التدليس ، والمدلسين ، أوهمه حميد بعدم السماع بقوله : أحسب ، تأديباً له ، ومعاملة له بالمثل (3).
تحديث الراوي من حفظه دون الرجوع إلى كتبه.
فقد جعل ابن الصلاح من شروط الراوي الثقة : أن يكون متيقظاً غير مغفل ، حافظاً عن حدث من حفظه ، ضابطاً لكتابه إن حدث منه " (4).
__________
(1) أخبار المكيين ص 404-405.
(2) الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع 2/46.
(3) بتصرف من آداب المحدثين في التربية والتعليم ص 196.
(4) المقدمة لابن الصلاح ص 94.(1/42)
والضابط من الرواة : هو الذي يقل خطؤه في الرواية ، وغير الضابط هو الذي يكثر غلطه ووهمه فيها ، سواءً كان ذلك لضعف استعداده ، أو لتقصيره في اجتهاده (1) .
فقد كان بعض الرواة يعتمد على حفظه في التحديث فيخطئ ،ومن ثم يظهر الوهم في رواياته ، مع أن كتبه وأصوله متوافرة عنده .
قال الخطيب :" من حدثّ من حفظه فخولف فيه ، فإنه يلزمه الرجوع إلى الأصل ، لجواز الخطأ على الناقل في حال النقل " (2).
قال أحمد بن حنبل :" كان ابن المبارك يحدث من الكتاب فلم يكن له سقط كثير ، وكان وكيع يحدث من حفظه فكان يكون له سقط" "(3) .
وذكر ابن أبي حاتم أن سلماً بن ميمون الخواص دفن كتبه وكان يحدث من حفظه فيغلط (4).
وقال الإمام أحمد عن أبي عوانة كان يحدث من حفظه فربما وهم وحديثه من كتابه اثبت " (5).
وقال ابن حبان عن محمد بن عبيد الله العرزمي :" وكان صدوقاً إلا أن كتبه ذهبت وكان رديء الحفظ فجعل يحدث من حفظه ويهم فكثر المناكير في روايته" (6).
وقال يحيى بن معين عن محمد بن مسلم الطائفي :" وقال يحيى بن معين :" ثقة ، لا بأس به ، وكان إذا حدث من حفظه يخطئ ، وإذا حدث من كتابه فليس به بأس " (7).
قال البخاري :" خرجت من الكتّاب بعد العشر فجعلت أختلف على الداخلي ، وغيره فقال يوماً فيما كان يقرأ للناس : سفيان ، عن أبي الزبير ، عن إبراهيم .
فقلت له :" إن أبا الزبير لم يرو عن إبراهيم " ، فانتهرني ، فقلت له :" ارجع إلى الأصل فدخل فنظر فيه ثم خرج.
__________
(1) توجيه النظر ص .
(2) الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع 2/39.
(3) سير أعلام النبلاء 8/407.
(4) الجرح والتعديل 4/267.
(5) الجرح والتعديل 9/40.
(6) المجروحين 2/246.
(7) تاريخ يحيى بن معين رواية الدوري 3/67.(1/43)
فقال لي:" كيف هو يا غلام"؟ ، قلت :" هو الزبير بن عدي عن إبراهيم فأخذ القلم مني وأحكم كتابه ، وقال :" صدقت " (1).
ومن الأمثلة على وقوع الوهم في حديث الراوي لأن راويه حدث من حفظه دون الرجوع إلى كتبه ، قال أبو داود :" سمعت أحمد ذكر حديث الدرواردي ، عن هشام بن عروة، عن أبيه عن عائشة :" أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يستعذب له الماء من بيوت السقيا " فقال : هذا أراه ريح .
وسمعت أحمد ذكر هذا الحديث فقال : ليس هذا الحديث في كتاب الدراوردي -كان يحدثه حفظاً ، فقال أحمد :" كتابه أصح من حفظه " (2).
قال يحيى بن معين :" الدراوردي عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لعمار :" تقتلك فئة باغية ".
لم يوجد في كتاب الدراوردي ، والدراوردي حفظه ليس بشيء كتابه أصح (3).
تحديث الراوي خارج بلده من غير أصوله فيقع منه الوهم.
فقد كان مما يحرص عليه المحدثون الرحلة في طلب الحديث ، وقد يرحل أحدهم لأي سبب من الأسباب التي تعرض للإنسان ، وقد يحتاج العالم منهم إلى عقد مجالس للتحديث خاصة إذا كان مشهوراً ، وقد لا يكون ضابطاً لحديثه حفظاً كما هو في كتابه فيحدث من حفظه معتمداً على ذاكرته فيقع بسبب ذلك الوهم في روايته ، وينتج عن ذلك اختلاف بين الرواة عنه الذين رووا عنه في بلده الأصلي والذين رووا عنه في البلد الذي رحل إليه ، ويعد هذا مسلكاً لوقوع العلة في روايات الثقات.
__________
(1) سير أعلام النبلاء 12/393 ، وهدي الساري ص 477.
(2) مسائل الإمام أحمد ، رواية أبي داود ص 418.
(3) تاريخ يحيى بن معين رواية ابن طهمان ص 113.(1/44)
ومن أولئك العلماء معمر بن راشد الصنعاني ، قال أبو داود :" قلت لأحمد : ما حدث معمر بالبصرة ؟ قال : أخطأ بالبصرة في أحاديث " (1) ، قال الذهبي :" ومع كون معمر ثقة ثبتاً فله أوهام لا سيما لما قدم البصرة لزيارة أمه فإنه لم يكن معه كتبه فحدث عن حفظه فوقع للبصريين عنه أغاليط "(2).
ومثل محمد بن إبراهيم الطرسوسي من أهل بغداد ، قال ابن حبان :"دخل مصر فحدثهم من حفظه من غير كتاب بأشياء أخطأ فيها ، فلا يعجبني الاحتجاج بخبره إلا ما حدث من كتابه "(3).
ومثل أيوب بن عتبة من أهل اليمامة ، قال أبو حاتم :" أيوب بن عتبة فيه لين قدم بغداد ولم يكن معه كتبه فكان يحدث من حفظه على التوهم فيغلط وأما كتبه في الأصل فهى صحيحة " (4).
وبمعرفة علماء العلل لهذا المسلك الذي يدخل على روايات الثقات كانوا يكشفون كثيراً من علل أحاديث من روى أحاديث من حفظه دون كتابه في غير بلده .
قال الإمام أحمد :" حديث غيلان أنه أسلم وله عشر نسوة ، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - : اختر منهن أربعاً " ، معمر أخطأ بالبصرة في هذا الإسناد ، ورجع باليمن ؛ جعله منقطعاً "(5).
و قال ابن أبي حاتم :" سألت أبي عن حديث رواه جعفر بن برقان ، عن الزهرى ، عن سعيد بن المسيب أن رجلاً أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال إني هلكت وقعت على أهلي في رمضان "؟.
قال أبى :" هذا خطأ ؛ إنما هو الزهرى ، عن حميد بن عبد الرحمن ، عن أبي هريرة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - " ، قال أبي :" قدم جعفر بن برقان الكوفة وليس معه كتب فكان يحدث من حفظه فيغلط" (6).
اختصار الحديث.
__________
(1) مسائل الإمام أحمد برواية أبي داود ص 409.
(2) سير أعلام النبلاء 7/12.
(3) الثقات 9/137.
(4) الجرح والتعديل 2/253.
(5) مسائل الإمام أحمد رواية أبي الفضل صالح بن احمد ص 330.
(6) علل الحديث 1/749.(1/45)
فقد يقع اختلاف بين رواة حديث ما في سياق متنه ، ويرجع ذلك إلى أن أحد الرواة روى الحديث باختصار لفظه ، ورواه غيره تاماً ، فينتج عن ذلك الاختصار اختلاف في ألفاظ الحديث بين الرواة عنه ، ومن ثمّ يقع الاختلاف فيما يبنى عليه من أحكام شرعية.
قال ابن أبي حاتم :" سمعت أبي وذكر حديث شعبة ، عن سهيل ، عن أبيه ، عن أبي هريرة قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :" لا وضوء إلا من صوت أو ريح ".
قال أبي : هذا وهم ؛ اختصر شعبة متن هذا الحديث فقال : لا وضوء إلا من صوت أو ريح ، ورواه أصحاب سهيل ، عن سهيل ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : إذا كان أحدكم في الصلاة فوجد ريحاً من نفسه فلا يخرجن حتى يسمع صوتاً أو يجد ريحاً (1).
وروى الترمذي حديثاً من طريق عبد الرزاق ، عن معمر ، عن ابن طاوس ، عن أبيه ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " من حلف فقال إن شاء الله لم يحنث ".
سألت محمداً عن هذا الحديث؟ ، فقال :" جاء مثل هذا من قِبل عبد الرزاق وهو غلط إنما اختصره عبد الرزاق من حديث معمر ، عن ابن طاوس ، عن أبيه ، عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في قصة سليمان بن داود حيث قال :"لأطوفن الليلة على سبعين امرأة "، الحديث (2).
وذهب الإمام أحمد إلى أن الاختصار كان من معمر ، فقال عقب روايته للحديث :" قال عبد الرزاق : وهو اختصره يعنى معمراً"(3).
وأيّاً كان مصدر الفعل يبقى اختصار الحديث بلفظ غير ما ورد به مما يوقع الاختلاف بين رواة الحديث فيعد مسلكاً من مسالك العلة ، قال يحيى بن آدم :" ما رأيت أحداً يختصر الحديث إلا وهو يخطئ إلا ابن عيينة "(4).
الإدراج.
__________
(1) علل الحديث ص1/47.
(2) العلل الكبير 1/253 .
(3) المسند 13/450 ، وقد ذهب الحافظ ابن حجر إلى أنهما حديثين مختلفين ، ينظر فتح الباري 11/605.
(4) أخبار المكيين ص 382.(1/46)
الإدراج لغة :" الطي واللف ، وإدخال الشيء في الشيء "(1) .
واسم المفعول منه مدرج : بضم الميم فتح الراء.
المدرج عند المحدثين :" ما أدرج في حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من كلام بعض رواته "(2) وأغلب من عرف المدرج إنما قصره على ما أدرج في متن الحديث دون الإسناد.
وكون الإدراج مسلكاً من مسالك العلّة فلأن الراوي لا يفصل كلامه عن لفظ حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فيتوهم من يسمعه منه أن ذلك من الحديث ، يقول ابن كثير في تعريفه للمدرج :" وهي أن تزاد لفظة في متن الحديث من كلام الراوي فيحسبها من يسمعها مرفوعة في الحديث فيرويها كذلك " (3) ، ويقول الخطيب البغدادي في صفات الحافظ :" ويعرف اللفظة في الحديث تكون وهماً وما عدها صحيحاً ويميز الألفاظ التي أدرجت في المتون فصارت بعضها لاتصالها بها" (4) ، ومن ثم صنف كتاب الفصل للوصل المدرج في النقل ، وذلك لتمييز ما أضيف إلى حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - من قول غيره ، وقد وُصف كتابه بأنه من كتب العلل ، قال ابن خير الأشبيلي :" وهو من كتب العلل التي لا مثيل لها في معناها " (5).
ومن الأمثلة على إعلال بعض الروايات بالإدراج:-
سئل أبو حاتم عن حديث رواه إبراهيم بن طهمان مرفوعاً : " إذا استيقظ أحدكم من منامه فليغسل كفيه ثلاث مرات قبل أن يجعلهما في الإناء فأنه لا يدري أين باتت يده ثم ليغترف بيمينه من إنائه ثم ليصب على شماله فليغسل مقعدته ".
قال :" ينبغي أن يكون : ثم ليغترف بيمينه إلى آخر الحديث من كلام إبراهيم ابن طهمان فأنه قد كان يصل كلامه بالحديث فلا يميزه المستمع " (6).
__________
(1) لسان العرب 2/266، مادة (( درج )).
(2) المقدمة ص 274.
(3) الباعث الحثيث ص 42.
(4) الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع 2/173.
(5) فهرسة ابن خير الأشبيلي ص 182.
(6) علل الحديث 1/65.(1/47)
وقال عن حديث آخر : " يشبه أن يكون عامة هذا الكلام من كلام الزهري …………فكان أقوام لا يضبطون فجعلوا كلامه في الحديث ، وأما الحفاظ وأصحاب الكتب فكانوا يميزون كلام الزهري من الحديث.
قال ابن أبي حاتم :" فذكرت هذا الحديث لأبي زرعة " ، فقال :" الذي عندي أن هذا كله كلام الزهري وذكر نحو ما قال أبي في بيان علة هذا الحديث" (1).
وسئل الدارقطني عن حديث لجابر بن عبد الله - رضي الله عنه - يرويه عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - ، وبعد أن ذكر الاختلاف الوارد فيه قال :" ورواه أبو أحمد الزبيري عن الثوري ، عن أبي الزبير ، عن جابر ، عن عمر هذا الحديث وألحق به كلاماً آخر أدرجه فيه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - :" لأنهين أن يسمى رباحاً ونجيحاً".
ووهم في إدراجه هذا الكلام عن عمر وغيره عن الثوري ، عن أبي الزبير ، عن جابر، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - (2).
وسئل عن حديث اختلف فيه عن إسحاق بن سليمان فيه فقال :" يرويه يعلى بن المنهال عن إسحاق بن سليمان عن الجراح :" وفضل كلام الله على سائر خلقه " ، أدرجه في كلام النبي - صلى الله عليه وسلم - وإنما هو من كلام أبي عبد الرحمن السلمي وبين ذلك إسحاق بن راهويه وغيره في روايتهم عن إسحاق بن سليمان (3).
وسأل الترمذي الإمام البخاري عن حديث يحيى بن سعيد الأموي عن ابن إسحاق عن الزهري عن عبيد الله عن ابن عباس : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - استخلف أبا رهم كلثوم بن حصين الغفاري على المدينة ومضى لسفره ، يعني عام الفتح ؟.
فقال :" أخشى أن يكون هذا مدرجاً والحديث هو الزهري عن عبيد الله عن ابن عباس : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج عام الفتح في رمضان . لعل هذا الذي ذكر هو قول ابن إسحاق ذكره عى أثر الحديث "(4).
دخول حديث في حديث.
__________
(1) علل الحديث 2/30.
(2) العلل 2/95.
(3) العلل 3/57-58.
(4) العلل الكبير 2/946-947.(1/48)
فقد يدخل على الراوي حديث في حديث ، إما في الإسناد أو المتن ، ويقع ذلك إما لعدم ضبط الراوي للحديث حفظاً ، أو من جراء الخطأ في النسخ من الكتب ، فتختلف الروايات عن الراوي أو عن من فوقه بسبب هذا التداخل في الروايات.
قال الإمام أحمد :" إذا سمعت أصحاب الحديث يقولون : هذا حديث غريب أو فائدة فاعلم أنه خطأ أو دخل حديث في حديث " (1).
قال الحاكم :" فإن المعلول ما يوقف على علته أنه دخل حديث في حديث "(2).
ومن الأمثلة على أن العلة تسلك هذا المسلك :-
قال ابن أبي حاتم :" سالت أبي وأبا زرعة عن حديث رواه يحيى بن يمان فقال : عن الثوري عن منصور ، عن خالد بن سعد ، عن أبي مسعود ، في إسناد هذا الحديث :" أخطأ ابن يمان وروى هذا الحديث عن الثوري ، عن أبي صالح ، عن المطلب بن أبي وداعة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، قال أبي: والذي عندي أن يحيى بن يمان دخل حديث له في حديث رواه الثوري ، عن منصور ، عن خالد بن سعد مولى أبي مسعود :" أنه كان يشرب نبيذ الجر " ، وعن أبي صالح ، عن المطلب ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يطوف بالبيت الحديث ، فسقط عنه فجعل إسناد منصور ، عن خالد ، عن أبي مسعود لمتن حديث الكلبي.
وقال أبو زرعة :" وهم فيه يحيى بن يمان إنما هو الثوري ، عن أبي صالح ، عن المطلب ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - " (3).
قال ابن بي حاتم :" سألت أبي عن حديث رواه إسماعيل بن عياش ، عن هشام ابن عروة ، عن أبيه ، عن سهل بن أبي حثمة ، عن خوات بن جبير قال :" السنة في صلاة الخوف " ، فذكر الحديث بطوله.
قال أبي هذا حديث مقلوب جعل إسنادين في إسناد (4).
__________
(1) الكفاية في علوم الراوية ص 142.
(2) معرفة علوم الحديث ص 183.
(3) علل الحديث 2/26.
(4) علل الحديث 1/151.(1/49)
وقال سمعت أبي وذكر حديث عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن أم حبيبة ، قال أبي هذا خطأ إنما هو الزهري ، عن أبي سلمة ، عن أبي سفيان ابن سعيد بن المغيرة بن الأخنس ، عن أم حبيبة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
دخل لابن أبي سلمة الماجشون حديث في حديث (1).
وسئل أبو حاتم عن حديث فقال :" نظرت في بعض أصناف محمد بن شعيب فوجدت هذا الحديث رواه محمد بن شعيب ، عن محمد بن يزيد البصري ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه، ورأيت بجنبه حديث عبد الله بن العلاء ، عن سالم ، عن أبيه ، فعلمت أنه سقط على هشام بن إسماعيل متن حديث عبد الله بن العلاء وبقي إسناده وسقط إسناد حديث محمد ابن يزيد البصري فصار متن حديث محمد بن يزيد البصرى بإسناد حديث عبد الله بن العلاء (2).
و قال أبو حاتم وأبو زرعة :" عن حديث رواه موسى بن داود عن الماجشون عن حميد عن أنس عن أم الفضل أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى في ثوب واحد.
قالا :" هذا خطأ قال أبو زرعة :" إنما هو على ما رواه الثوري ومعتمر ، عن حميد ، عن أنس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه صلى في ثوب واحد فقط " ، دخل لموسى حديث في حديث يحتمل أن يكون عنده حديث عبد العزيز قال :" ذكر لي عن أم الفضل أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قرأ في المغرب بالمرسلات وكان بجنبه عن حميد ، عن أنس فدخل له حديث في حديث " (3).
__________
(1) علل الحديث 1/33.
(2) علل الحديث 2/77.
(3) علل الحديث 1/84-85.(1/50)
القسم الأول : التعريف بالمؤلف ، وبكتابه " الحلية " ، وبيان منهجه في نقد الأحاديث .
وفيه ثلاثة فصول :
الفصل الأول : التعريف بأبي نعيم الأصبهاني (1).
وفيه سبعة مباحث :
المبحث الأول : اسمه ، ونسبه ، وكنيته .
اسمه ونسبه :
أحمد بن عبد الله بن مهران بن أحمد بن إسحاق بن موسى بن مهران الأصبهاني.
ذكر أبو نعيم أن أول من أسلم من جدوده هو مهران ، وكان مولاً لعبد الله بن معاوية بن جعفر بن أبي طالب - رضي الله عنه - .
نسبته وكنيته :
نسبته التي اشتهر بها الأصبهاني ، نسبة إلى مدينة أصبهان(2)
__________
(1) مصادر ترجمته :-
الأنساب 1/285 ، وفيات الأعيان ، وأنباء أبناء الزمان 1/91-92 ،المنتظم 8/100 ، سير أعلام النبلاء 17/453 ، طبقات الحفاظ 3/1092 ، الكامل في التاريخ 9/466 ، البداية والنهاية لابن كثير 12/45 ، التقييد لمعرفة رواة السنن والمسانيد 1/156 ، مرآة الجنان وعبرة اليقظان 3/41 ، طبقات الشافعية الكبرى 4/18-25 ، طبقات الشافعية للأسنوي 2/474-475 ، طبقات الشافعية لقاضي شهبة 1/201 ، طبقات الشافعية لابن هداية الله ص 47 ، الأعلام 1/157 ، معجم المؤلفين 1/176، روضات الجنات 1/172 -175، معجم البلدان 1/249 ،شذرات الذهب 3/245 ، أبو نعيم وكتابه الحلية لمحمد لطفي الصباغ ، الحركة الفكرية العربية في أصبهان في القرون الستة الأولى من تاريخ الإسلام ، لصبري أحمد لافي ص 341-346 .
(2) أصبهان : بكسر الهمزة وفتحها ـ وهو الأشهر ـ وسكون الصاد المهملة ، وفتح الباء الموحدة ـ ويقال بالفاء أيضاً ـ وفتح الهاء ، وبعد الألف النون ، الأنساب 1/284 .
وأصبهان : مدينة عظيمة مشهورة من أعلام المدن وأعيانها ، تقع أصبهان بين طهران و شيراز في الجنوب الشرقي من المقاطعة المركزية في وسط إيران تقريبا ، فتحت في خلافة عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - ، وقد كانت قديماً عاصمة لإيران ، ولكنها لا تعدو اليوم كونها مقراً إدارياً للمقاطعة التي تحمل اسم المدينة، و هي عاصمة الأقليم الأوسط في إيران ، ينظر معجم البلدان 1/244-249، الدليل السياحي لأيران لعام( 2001م ) ص 85.(1/51)
.
وكنيته التي اشتهر بها : أبو نعيم .
المبحث الثاني : مولده ، ونشأته .
ولد في شهر رجب سنة ست و ثلاثين وثلاثمائة للهجرة .
كانت البيئة التي عاش فيها أبو نعيم رحمه الله بيئة علمية تساعد على التنشئة العلمية الجيدة فمدينة أصبهان التي ولد فيها كانت مركزاً علمياً عاش فيها جمعٌ من العلماء ، ورحل إليها جمع آخر يقول ياقوت الحموي عن أصبهان :" وقد خرج من أصبهان من العلماء والأئمة في كل فن ما لم يخرج من مدينة من المدن وعلى الخصوص علو الإسناد فإن أعمار أهلها تطول ولهم في ذلك عناية وافرة بسماع الحديث وبها من الحفاظ خلق لا يحصون" (1) ، هذا من حيث البيئة العامة للمجتمع ، أما البيئة الخاصة للأسرة فقد نشأ أبو نعيم في بيت يحب العلم ويقدر أهميته ، فمنذ نعومة أظفاره أخذ والده ت ( 365هـ) بيده للتلقي عن عدد من شيوخ ذلك العصر ، فقد كان والده محدثاً رحالاً نعته الذهبي بقوله :" الحافظ الإمام " ثم قال عنه :" وكان صدوقاً ، عالماً ، بكّر بولده وسمّعه من الكبار " (2)، استجاز له من جماعة من كبار المجيزين في عصره ،وتفرد بالرواية عنهم ، فأجاز له بالشام خيثمة بن سليمان (3)، ومن بغداد جعفر الخلدي (4)
__________
(1) معجم البلدان1/247.
(2) سير أعلام النبلاء 16/281.
(3) أبو الحسن : خيثمة بن سليمان بن حيدرة بن سليمان القرشي الشامي الأطرابلسي ، قال الخطيب البغدادي : خيثمة ثقة ، ثقة ، قد جمع فضائل الصحابة ، وقال الذهبي : الإمام الثقة المعمر محدث الشام، كان رحالاً جوالاً صاحب حديث ، وآخر من روى عنه في الدنيا بالإجازة أبو نعيم الحافظ ، مات سنة ثلاث وأربعين وثلاث مائة ، سير أعلام النبلاء 15/412 ، تذكرة الحفاظ 3/858.
(4) أبو محمد : جعفر بن محمد نصير بن القاسم ، الخواص المعروف بالخلدي ، قال الخطيب البغدادي : شيخ الصوفية ، وكان ثقة صادقاً ديناً ، مات سنة ثمان وأربعين وثلاث مائة ، تاريخ بغداد ج7/ص227 ، سير أعلام النبلاء 15/558.(1/52)
، ومن واسط عبد الله بن عمر بن شوذب (1).
وذكر الذهبي أن مشايخ الدنيا أجازوا له سنة نيف وأربعين وثلاثمائة ، وعمره حينئذ ست سنين (2) ، ومما ساعده على ذلك أخوته ، فأخوه أبو أحمد : عبد الرزاق بن عبد الله الأصبهاني ،ت ( 395هـ) ، وقف في عرفات أربعين مرة ، كان محدثاً ، روى الحديث وسمعه من العراقيين ، وأهل الحرمين ، وأخوه أبو مسعود : محمد بن عبد الله ، كان من المحدثين (3).
المبحث الثالث : طلبه العلم ، ورحلاته فيه .
بدأ طلب العلم بالسماع على المشايخ وكان أول سماع له وعمره ثمان سنوات أي سنة أربع وأربعين وثلاثمائة وكان أول سماع له من مسند أصبهان المعمر أبي محمد عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس (4)، وهذا يدل على أنه بدأ السماع في وقت مبكرٍ من عمره .
ووافق هذا التبكير في التحصيل همة عالية ، ونفس جادة في طلب العلم وجمعه ، ويستفاد مما كتبه وصنفه ، وبما وصفه به من عاصره ومن جاء بعده أن أبا نعيم كان ذا حافظة قوية ساهمت مع التبكير والجد إلى بلوغ رتبة الحافظ المتقن.
رحلاته :
__________
(1) أبو محمد : عبد الله بن عمر بن أحمد بن علي بن شوذب الواسطي ، قال الذهبي : المقرئ المحدث مات سنة اثنتين وأربعين وثلاث مائة ، سير أعلام النبلاء 15/466
(2) تذكرة الحفاظ 3/1092.
(3) الحركة الفكرية العربية في أصبهان 342، نقلاً عن مجموعة من المجلات الفارسية .
(4) أبو محمد : عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس الأصبهاني ، قال الذهبي : الشيخ الإمام المحدث الصالح مسند أصبهان ، وكان من الثقات العباد ، مات سنة ست وأربعين وثلاث مائة ، طبقات المحدثين بأصبهان 4/237 ت 639 ، سير أعلام النبلاء 15/553.(1/53)
رحل أبو نعيم في طلب العلم وعمره عشرين عاماً في سنة ست وخمسين وثلاثمائة (1)،ولم تذكر كتب التراجم نصوصاً واضحة لرحلاته وتواريخها ، ولكن يؤخذ من سيرته أنه قد سمع الحديث عن بعض شيوخه في بلدانهم ، ومن تلك البلدان :
مكة ، سمع فيها من :
محمد بن الحسين بن عبد الله ، أبو بكر الآجري .
قال الخطيب البغدادي :" وكان ثقة ، صدوقاً ، ديناً ".
وقال الذهبي :" الإمام المحدث القدوة ، وكان عالماً عاملاً صاحب سنة واتباع ".
مات سنة ستين وثلاثمائة (2).
بغداد ، سمع فيها من :
أحمد بن يوسف بن خلاد أبو بكر النصيبي ، العطار.
كان ثقة ، صحيح السماع.
مات سنة تسع وخمسين وثلاثمائة (3).
محمد بن أحمد بن الحسن بن إسحاق ، أبو علي الصواف ، الغدادي.
روى عنه أبو نعيم كثيراً ، وقد كان ثقة ، ثبتاً ، حجة ، غاية في الإتقان .
مات سنة خمس وتسعين وثلاثمائة (4).
محمد بن الحسن بن كوثر أبو بحر البربهاري (5)، البغدادي.
قال الدارقطني :" كان له أصل صحيح ، وسماع صحيح ، وأصل رديء ، فحدث بذا وبذاك فأفسده ".
مات سنة اثنتين وستين وثلاثمائة (6).
أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك ، أبو بكر القطيعي .
روى عن عبد الله بن أحمد بن حنبل مسند أبيه ، وله جزء الألف دينار.
كان ثقة ، زاهداً ، صالحاً ، مات سنة ثمان وستين وثلاثمائة (7).
__________
(1) طبقات الشافعية الكبرى 4/20.
(2) تاريخ بغداد 2/243 ، سير أعلام النبلاء 16/133.
(3) سير أعلام النبلاء 16/69.
(4) سير أعلام النبلاء 16/184.
(5) البربهاري : بفتح الباء الموحدة ، وسكون الراء المهملة ، وفتح الباء الثانية أيضاً ، والراء المهملة أيضاً بعدها الهاء والألف ، هذه النسبة إلى بربهار ، وهي الأدوية التي تجلب ، الأنساب 1/307.
(6) تاريخ بغداد 2/209 ، سير أعلام النبلاء 16/141 ،
(7) سير أعلام النبلاء 16/210.(1/54)
وقد انتقد تاج الدين السبكي الخطيب البغدادي إذ لم يترجم له في تاريخ بغداد مع علمه أنه قد دخلها (1).
البصرة ، و سمع فيها من :
حبيب بن الحسن بن داود ، أبو القاسم القزاز .
قال الخطيب :" حبيب عندنا من الثقات ، وكان يؤثر عنه الصلاح " ، مات سنة تسع وخمسين وثلاثمائة (2).
فاروق بن عبد الكبير بن عمر أبو حفص الخطابي ، البصري .
محدث معمر ، مات سنة إحدى وستين وثلاثمائة (3).
الكوفة ، سمع فيها من :
إبراهيم بن عبد الله بن أبي العزائم .
ذكره أبو نعيم في بعض مروياته عنه أنه أخذ عنه بالكوفة ، مات سنة سبع وخمسين وثلاث مائة (4).
أبو بكر : عبد الله بن يحيى بن معاوية الطلحي .
ترجم له الذهبي في تاريخ الإسلام وقال : وثقه الحافظ محمد بن أحمد بن حماد ، روى عنه أبو نعيم وغيره ، وذكره في وفيات سنة ثمان وخمسين و ثلاث مائة (5).
نيسابور ، سمع فيها من :
محمد بن أحمد بن حمدان أبي عمرو الحيري .
كان ثقة ، صحيح السماع ، نحوياً.
مات سنة ست وسبعين وثلاثمائة (6).
أبو أحمد : محمد بن محمد بن احمد بن إسحاق النيسابوري الكرابيسي(7) الحاكم الكبير.
قال عنه أبو عبد الله الحاكم :" إمام عصره في هذه الصنعة كثير التصنيف مقدم في معرفة شروط الصحيح والأسامي والكنى ، و طلب الحديث ".
مات سنة ثمان وسبعين وثلاث مائة (8).
ويظهر من اتساع راويات أبي نعيم وكثرتها ، وكثرة شيوخه ، وتلامذته الذين أخذوا عنه ؛ أنه قد رحل إلى بلدان أخرى غير ما ذكر.
المبحث الرابع : أبرز شيوخه وتلاميذه.
أولاً : أبرز شيوخه .
__________
(1) طبقات الشافعية الكبرى 1/20.
(2) تاريخ بغداد 8/253.
(3) سير أعلام النبلاء 16/140.
(4) أخبار أصبهان 1/170.
(5) تاريخ الإسلام /210.
(6) سير أعلام النبلاء 16/356.
(7) الكرابيسي : هذه النسبة إلى بيع الثياب ، الأنساب 5/42.
(8) سير أعلام النبلاء 16/370 ، تذكرة الحفاظ 3/976(1/55)
سبق ذكر عددٍ ممن رحل إليهم ، وأما أبرز من لقيهم ، وأكثر من الرواية عنهم:
سليمان بن أحمد بن أيوب اللخمي (1)، أبو القاسم الطبراني (2).
الإمام الحافظ ، صاحب المصنفات المشهورة ومنها ، المعجم الكبير ، والمعجم الأوسط ، والمعجم الصغير ، ومسند الشاميين ، وكتاب الدعاء ، قال أبو نعيم :" قدم أصبهان سنة تسعين ومائتين ، فخرج منها ثم قدمها ثانياً فأقام بها فحدث ستين سنة " ، مات سنة ستين وثلاثمائة (3).
عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان ، أبو محمد الأصبهاني ، مشهور بأبي الشيخ .
الإمام الحافظ صاحب المصنفات العديدة ، ومن أهمها ، طبقات المحدثين بأصبهان ، العظمة ، ذكر الأقران ، مات سنة تسعة وستين ثلاثمائة (4).
محمد بن إبراهيم بن علي بن عاصم بن زاذان ، أبو بكر بن المقرئ .
قال أبو نعيم :" محدث كبير ، ثقة " ، مات سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة (5).
محمد بن أحمد بن حسين ، أبو أحمد الغطريفي (6).
إمام حافظ ، صاحب الجزء المشهور ، قال السمعاني :" كان إماماً فاضلاً ، ومكثراً من الحديث " ، مات سنة سبع وسبعين وثلاثمائة(7).
عمر بن أحمد بن عثمان بن أحمد بن شاهين الشيباني.
__________
(1) اللخمي : بفتح اللام المشددة ، وسكون الخاء المعجمة ، هذه النسبة إلى لخم ، من قبائل اليمن ، الأنساب 5/132.
(2) الطبراني : بفتح الطاء المهملة ، والباء المنقوطة بواحدة، والراء وفي آخرها النون ، هذه النسبة إلى طبرية ، وهي مدينة في الأردن بناحية الغور ، الأنساب 4/42.
(3) سير أعلام النبلاء 16/119.
(4) سير أعلام النبلاء 16/276.
(5) سير أعلام النبلاء 16/399.
(6) الغطريفي : بكسر الغين المعجمة ، وسكةن الطاء ، وكسر الراء ، وسكون الياء المنقوطة من تحتها بنقطتين ، وفي آخرها الفاء ، هذه النسبة إلى الغطريف ، وهو جد المنتسب إليه الغطريف بن العطاء ، الأنساب 4/301.
(7) سير أعلام النبلاء 16/354 ، والأنساب للسمعاني 4/301.(1/56)
قال ابن ماكولا :" كان ثقة ، مأموناً …… وجمع الأبواب والتراجم ، وصنف كثيراً ".
مات سنة خمس وثمانين وثلاثمائة (1).
محمد بن المظفر البزاز البغدادي .
قال الدارقطني :" ثقة ، مأمون ، يميل إلى الشيعة قليلاً مقداره ما لا يضره إن شاء الله " (2) وقال الذهبي :" الحافظ ثقة حجة معروف" ، مات سنة تسع وسبعين وثلاثمائة (3).
محمد بن علي بن حبيش ، أبو الحسين الناقد البغدادي .
قال أبو نعيم :" ثقة " وقال الخطيب :" وكان شيخاً ، ثقةً ، صالحاً " (4).
حبيب بن الحسن بن داود بن محمد بن عبيد الله أبو القاسم القزاز .
قال الخطيب :" حبيب عندنا من الثقات وكان يؤثر عنه الصلاح " .
وقد سألت أبا نعيم عنه فقال :" ثقة "، مات سنة تسع وخميس وثلاثمائة (5).
أبرز تلاميذه :
ذكر الذهبي أن السلفي جمع أخبار أبي نعيم الأصبهاني ، وسمى ثمانين نفساً حدثوه عن أبي نعيم (6) ، فهؤلاء الذين حدثوا رجلاً واحداً وهو السلفي فكيف بغيره من طبقته ، وقد كان أبو نعيم رحمه الله واسع الصدر لطلابه ، باذلاً وقته لإفادتهم ، قال أحمد بن محمد بن مردويه :" كان حفاظ الدنيا قد اجتمعوا عنده ، فكان كل يوم نوبة واحد منهم يقرأ ما يريده إلى قريب الظهر فإذا قام إلى داره ربما كان يقرأ عليه في الطريق جزء وكان لا يضجر لم يكن له غذاء سوى التصنيف والتسميع " (7).
ومن أبرز تلاميذه :
أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن ثابت، الخطيب البغدادي .
قال أبو سعد السمعاني :" إمام عصره بلا مدافعة ، وحافظ وقته بلا منازعة ، صنف قريباً من مائة مصنف صارت عمدة لأصحاب الحديث " .
__________
(1) تاريخ بغداد 11/268 ، وتذكرة الحفاظ 3/987.
(2) سؤالات السلمي للدارقطني ص 295 س 313.
(3) ميزان الاعتدال 4/43.
(4) تاريخ بغداد 3/86.
(5) تاريخ بغداد 8/253.
(6) تذكرة الحفاظ3/1094.
(7) سير أعلام النبلاء 17/459.(1/57)
مات سنة ثلاث وستين وأربعمائة (1).
الحسن بن أحمد بن الحسن بن محمد بن علي بن مهرة الأصبهاني ، أبو علي الحداد.
قال السمعاني :" كان أبوه إذا مضى إلى حانوته لعمل الحديد يأخذ بيد الحسن ، ويدفعه إلى مسجد أبي نعيم الحافظ ليسمع ما يقرأ عليه " (2).
وقال :" كان عالماً ثقة ، صدوقاً من أهل العلم والقرآن والدين ".
وهو أكثر من سمع مصنفات أبي نعيم الأصبهاني ، ورواها عنه بعد موته ، وأجاز بها .
مات سنة خمس عشرة وخمسمائة (3).
حمد بن أحمد بن الحسن بن أحمد بن محمد بن مهران أبو الفضل الأصبهاني الحداد أخو أبي علي الحداد .
قال السمعاني :" كان إماماً فاضلاً صحيح السماع محققاً في الأخذ ".
قال الذهبي :" وحدث ببغداد بكتاب الحلية لأبي نعيم عنه لما حج " .
روى عنه كثيراً الضياء المقدسي في المختارة ، مات سنة ست وثمانين وأربعمائة (4).
أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله الأنصاري الهروي ، أبو سعد الماليني (5).
قال الذهبي :" وكان ذا صدق وورع ، وإتقان ، حصل المسانيد الكبار ".
مات سنة اثنتي عشرة وأربعمائة (6) ، أي قبل وفاة شيخه أبي نعيم بثمان عشرة سنة.
المبحث الخامس : مكانته ، وآثاره العلمية .
__________
(1) الأنساب للسمعاني 2/384 ، تذكرة الحفاظ 3/1135.
(2) التحبير في المعجم الكبير 1/177.
(3) المنتخب من الشيوخ للسمعاني 1/ 581 ، سير أعلام النبلاء 19/303.
(4) سير أعلام النبلاء 19/20-21.
(5) الماليني : بالياء المنقوطة باثنتين من تحتها ، بعد اللام المكسورة ، وفي آخرها النون ، هذه النسبة إلى مالين : قرى مجتمعة على فرسخسن من هراة ، الأنساب 4/179.
(6) سير أعلام النبلاء 16/301.(1/58)
كان لطلب أبي نعيم العلم في حداثة سنه ،وسماعه من عدد كبير من الشيوخ في الأمصار التي رحل إليها ، وطول العمر الذي أوتيه أثراً كبيراً في جمعه للحديث حتى بلغ مرتبة عالية في العلم والمعرفة بحديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فأثمر ذلك كله مكانة علية ، وثناءً حسناً عند من جاء بعده من العلماء الذين عرفوا قدره وعلو منزلته ، وسعة علمه ،فجاءت منهم شهادات تزكية وثناء عاطر لما وصل إليه من علم بالسنة وعلومها ، ولما قام به من تصنيف حسن ، وجمع كثير لحديث النبي - صلى الله عليه وسلم - .
ومن أقوال العلماء في ذلك :
قال الخطيب البغدادي :" لم أر أحداً أطلق عليه اسم الحفظ غير رجلين : أبو نعيم الأصبهاني ، وأبو حازم العبدوي الأعرج " (1).
قال أحمد بن محمد بن مردويه :" كان أبو نعيم في وقته مرحولاً إليه ولم يكن في أفق من الآفاق أسند ولا أحفظ منه " (2).
وقال ابن خلكان :" كان من الأعلام المحدثين ، وأكابر الحفاظ الثقات ، وأخذ عن الأفاضل ، وأخذوا عنه ، وانتفعوا به " (3).
وقال ابن نقطة :" رزق من علو الإسناد ما لم يجتمع عند غيره وصنف كتباً حسنةً وحديثه بالمشرق والمغرب وكان ثقة في الحديث عالماً فهماً "(4).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية :" هو أكبر حفاظ الحديث ، ومن أكثرهم تصنيفاً ، وممن انتفع الناس بتصانيفه ، وهو أجل من أن يقال له : ثقة ، فإن درجته فوق ذلك " (5).
قال الذهبي :" وكان حافظاً مبرزاً عالي الإسناد تفرد في الدنيا بشيء كثير من العوالي وهاجر إلى لقيه الحفاظ " (6).
__________
(1) طبقات الشافعيى الكبرى 4/21.
(2) سير أعلام النبلاء 17/459.
(3) وفيات الأعيان 1/91.
(4) التقييد لمعرفة رواة السنن والمسانيد ص 145.
(5) مجموع الفتاوى 18/17.
(6) سير أعلام النبلاء 17/459.(1/59)
وقال ابن كثير :" هو الحافظ الكبير ذو التصانيف المفيدة الكثيرة الشهيرة منها : حلية الأولياء في مجلدات كثيرة دلت على اتساع روايته وكثرة مشايخه وقوة اطلاعه على مخارج الحديث وشعب طرقه "(1).
وقال حمزة بن العباس العلوي :" كان أصحاب الحديث يقولون :" بقي الحافظ أبو نعيم أربع عشرة سنة بلا نظير لا يوجد شرقاً ولا غرباً أعلى إسناداً منه ولا أحفظ منه " (2).
وقال ابن النجار : هو تاج المحدثين ، وأحد أعلام الدين "(3).
و يمكن أن نخلص مما سبق ذكره إلى أهم ما تميز به أبو نعيم رحمه الله حتى كانت له تلك الشهرة والمنزلة :
البيئة العلمية التي عاش فيها في مدينته أصبهان ، والتي كانت تزخر بالعلماء .
رحلاته العلمية التي مكنته من مشافهة جمع كبير من علماء عصره في كثير من بلدان العالم الإسلامي.
حرصه على طلب العلم وجده في تحصيله وجمعه.
طول عمره ، فلقد عمر أربعاً وتسعين سنة .
علو أسانيده ؛ إذ تفرد بالرواية عن أقوام متقدمين ، فأمكنه ذلك من إلحاق الصغار بالكبار.
كثرة مؤلفاته التي ربت على مائة كتاب .
كثرة شيوخه ، وكثر الآخذين عنه (4).
وبقيت تلك المنزلة معروفة ومشهودة عند كل من جاء بعده ممن اهتم بالسنة وعلومها وذلك من خلال معرفتهم بالآثار العلمية الكثيرة التي تركها بعده رحمه الله.
ومن آثاره العلمية :
أولاً : المطبوع من مصنفات أبي نعيم.
حلية الأولياء وطبقات الأصفياء.
مطبوع ، وستأتي دراسة مفصلة عنه في الفصل الثاني.
معرفة الصحابة.
__________
(1) البداية والنهاية 15/674.
(2) تذكرة الحفاظ 3/1094.
(3) طبقات الشافعية 4/21.
(4) بتصرف وزيادة على مافي كتاب (( أبو نعيم وكتابه الحلية )) ص 21-22.(1/60)
موضوع الكتاب ظاهر من عنوانه ، وقد كان الباعث على تأليفه ، ومنهجه فيه ماذكره في مقدمة الكتاب ، فقال :" فإن بعض منتحلي الآثار ، ومتبعي الروايات والأخبار ، أحب الوقوف على معرفة صفوة الصحابة ، والمشهورين ممن حوت أساميهم وأذكارهم ديوان الرواة والمحدثين ……………… فاستخرت الله تعالى واستعنت به فأجبته إلى ما التمس ، معتمداً عليه ؛ فألفت هذا الكتاب ، وبدأت بأحبار في مناقبهم ومراتبهم ، ثم قدمت ذكر العشرة المشهود لهم بالجنة ، وأتبعتهم بمن وافق اسمه اسم الرسول - صلى الله عليه وسلم - ثم رتبت أسامي الباقين على حروف المعجم ، واقتصرت من جملتها ما بلغ منهم على حديث أو حديثين فأكثر مع ما ينضم إليه من ذكر المولد والسن والوفاة .
وقد حوى الكتاب أربعة آلاف ومائتين وخمسة وثلاثين ترجمة ، وثمانية آلاف ومائة وخمسة من الأحاديث والآثار المسندة ، ولم يخل أبو نعيم كتابه من كثير من الفوائد العلمية ، وخاصة الحديثية منها ، وقد ذكر جملة من علل الأخبار التي ساقها في الكتاب.
وقد طبع جزء من الكتاب من أوله إلى آخر حرف الثاء ، محققاً مع دراسة له في رسالة علمية في الجامعة الإسلامية ، لنيل درجة الدكتوراه ، أعدهاد . محمد راضي بن حاج عثمان ، وكانت في ثلاثة مجلدات .
ثم طبع كاملاً ، بتحقيق عادل العزازي ، سنة 1419هـ.
وقد استدرك عليه الحافظ عبد الغني بن عبد الواحد المقدسي في كتاب سماه " الإصابة لأوهام حصلت في معرفة الصحابة " ، قال ابن رجب :" أخذ عليه نحواً من مائتين وتسعين موضعاً" وقال السخاوي :" في جزء كبير " (1).
تثبيت الإمامة وترتيب الخلافة.
__________
(1) ذيل طبقات الحنابلة لابن رجب 2/19 ، الإعلان بالتوبيخ للسخاوي ص 93.(1/61)
يتضح سبب التأليف وموضوع الكتاب من خلال كلامه في المقدمة فقد قال :" واعلم أن الناس قد تشتت آراؤهم ، واختلفت أهوائهم ، وانشعبوا شعباً ، فصاروا فرقاً مختلفين ، وأحزاباً متباينين ، قد عظمت محنتهم في الإمامة من ابن أبي قحافة ، وثبتت محبتهم فيه "، ثم قال :" فاستعنت بالله تعالى وأودعت هذا الجزء بيان الأصوب من النحل ، والأقوم من المقالات والملل ".
احتوى الجزء على مائتين وخمسة وعشرين حديثاً وأثراً مسنداً.
طبع بتحقيق إبراهيم علي التهامي ، سنة 1407هـ ، وأصله رسالة ماجستير ، وطبع بتحقيق د. علي بن ناصر فقيهي ،عدة طبعات منها سنة 1415هـ ، وسماه " الإمامة والرد على الرافضة ".
صفة الجنة .
يعتبر الكتاب من المصنفات القليلة التي أفردت في ذكر الجنة ونعيمها ، وقد أفاض أبو نعيم في ذلك ، وذكر كل ما وصل إليه علمه عن الجنة ،من حيث بيان أبوابها ، وعدد أبوابها ، وصفة تربتها، ودرجاتها ، وأصناف أهلها ،ولباسهم فيها ، وذكر أسواق الجنة وقصورها، وكل نعيم حوته الجنة .
حوى الكتاب ثلاثمائة وأربعة وخمسين حديثاً مسنداً.
طبع بتحقيق علي رضا عبد الله رضا ، آخرها سنة 1415هـ.
ذكر أخبار أصبهان.
وضع هذا الكتاب احتذاءً بمن تقدمه من السلف ورواة الحديث ليشتمل على أسامي الرواة والمحدثين من أهل بلده أصبهان ، ومن حدث بها ، ويضاف إلى ذكرهم من قدمها من القضاة و الفقهاء ، ويروي بأسانيده جملة من أحاديث المترجم له.
وقدم الكتاب بذكر طرف عن بدئها وبنائها وفتحها وخصائصها .
احتوى الكتاب على جملة كبيرة من الأحاديث والآثار المسندة ، بثها أبو نعيم في ثنايا أصحاب التراجم .
طبع بعناية أحد المستشرقين سنة 1934م.
دلائل النبوة.(1/62)
بدأ الكتاب بمقدمة بيّن فيها أن سبب تأليف الكتاب هو إجابة لمن سأله جمع المنتشر من الروايات في النبوة ، والدلائل ، والمعجزات ، والحقائق ، وخصائص المبعوث محمد - صلى الله عليه وسلم - ، ثم بين معنى الرسالة والنبوة ، والوحي .
وقسم الكتاب إلى واحد وثلاثين فصل ، ضمنها خمسة وستين وخمسمائة حديث مسند ، يذكر في بعض المواضع شيئاً من غريب الحديث.
طبع في المطبعة النظامية في حيدر آباد سنة 1320هـ ، وفيها نقص.
ثم طبع بتحقيق محمد رواس قلعه جي ، وعبد البر عباس ، سنة 1406هـ و سنة 1419هـ.
فضيلة العادلين من الولاة ، ومن أنعم النظر في حال العمال والسعاة.
يتضح من بعض نصوص الكتاب أنه كتبه لبعض الولاة في زمانه ، فذكر فيه بعض الأحاديث في واجبات الراعي وما يجب عليه من العدل ، وما يجب له من السمع والطاعة.
احتوى الكتاب على تسعة وأربعين حديث وأثر مسند.
طبع بتحقيق مشهور بن حسن سلمان ، سنة 1418هـ.
وطبع بتحقيق عواد الخلف ، سنة 1418هـ ، وبلغت نصوص الكتاب سبعة وأربعين ، وتغير آخر عنوان الكتاب إلى " العمال والبغاة ".
قام الإمام السخاوي بتخريج أحاديث هذا الكتاب بعنوان " تخريج أحاديث العادلين لأبي نعيم الأصبهاني " وقد طبع بتحقيق مشهور بن حسن سلمان ، ستة 1408هـ.
المسند المستخرج على صحيح مسلم.
وموضوعه ظاهر من عنوان الكتاب .
وصل فيه إلى باب : الإحداد من كتاب : الطلاق ، وعدد الأحاديث فيه ثلاثة آلاف وخمسمائة وستة عشر حديثاً.
طبع بتحقيق محمد حسن الشافعي ، سنة 1417هـ.
مسند الإمام أبي حنيفة.(1/63)
جمع فيه أبو نعيم مرويات أبي حنيفة النعمان بن ثابت رحمه الله ، ورتبها على شيوخه الذين بلغ عددهم مائتين واثنين وأربعين شيخاً ، بدأ بالمحمدين منهم ثم رتب الباقين على حروف الهجاء ، وبلغت الأحاديث التي رواها ثلاثمائة وخمسة وعشرين حديثاً ، فيذكر الحديث ومن رواه عن أبي حنيفة ، ومدى اتفاقهم أو اختلافهم عنه ، ويذكر بعد ذلك المتابعات والشواهد ، كما اعتنى ببيان علل الأحاديث الواردة في المسند.
طبع بتحقيق نظر بن محمد الفريابي ، سنة 1405هـ.
صفة النفاق ، ونعت المنافقين من السنن المأثورة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .
يظهر من عنوان الكتاب مضمونه وأنه في ذكر النفاق و المنافقين ، وبيان أوصافهم ، فقد ذكر في مقدمة كتابه أنه كتبه نصيحة للمسلمين في زمانه حين رأى استخفاف الناس بالاحتراز من النفاق ، واتصفوا بأخلاق أهله ، فوضع هذا الكتاب مضمناً له ما جاء في كتاب الله وسنة نبيه بما يوصل للمقصود من تأليفه وهو التحذير من الوقوع في النفاق أو التخلق بأخلاق أهله .
احتوى الكتاب على مائة وواحد وثمانين حديث وأثر.
طبع بتحقيق د .عامر حسن صيري ، سنة 1422هـ.
فضائل الخلفاء الأربعة وغيرهم.
جزء حديثي جمع فيه أبو نعيم جملة من الأحاديث الواردة في فضائل الخلفاء الأربعة وغيرهم رضي الله عنهم أجمعين .
احتوى الجزء على مائتين وتسعة وثلاثين حديثاً وأثراً.
طبع بتحقيق صالح بن محمد العقيل ، سنة 1417هـ.
كتاب الأربعين على مذهب المتحققين من الصوفية.
قال في مقدمته :" فإني أحببت أن أجمع في مباني مذاهب المتصوفة وخلائقهم أحاديث تشوق الناظر فيها إلى اعتقاد ما كان عليه أوائلهم من المحققين ومتقدميهم من الصادقين ، فيقفو أثرهم وينتحل أخلاقهم ".
ومن عنوانه فهو أحد كتب الأربعينيات ، التي درج العلماء على تصنيف مثلها.
طبع بتحقيق بدر بن عبد الله البدر ، سنة 1414هـ.(1/64)
جزء فيه طرق حديث ( إن لله تسعة وتسعين اسماً )(1).
جزء حديثي جمع فيه أبو نعيم اثنين وتسعين طريقاً لهذا الحديث بأسانيده ، منها طرق كثيرة
تفرد بها ، وأكثر تلك الطرق من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - .
طبع بتحقيق مشهور بن حسن سلمان ، سنة 1413هـ.
تسمية ما انتهى إلينا من الرواة عن أبي نعيم : الفضل بن دكين عالياً.
جزء حديثي جمع فيه ما وقع له عالياً عن أبي نعيم : الفضل بن دكين عالياً.
احتوى الجزء على تسعة وسبعين متناً مسنداً أغلبها أحاديث مرفوعة ، وبعض الآثار.
طبع بتحقيق عبد الله بن يوسف الجديع ، سنة 1409هـ.
ذكر من اسمه شعبة.
جزء حديثي كان إجابة لمن سأله عمن اسمه شعبة من الرواة وأهل الحديث غير شعبة بن الحجاج ، فذكر اثنا عشر راوياً ممن اسمه شعبة ، وذكر في تراجمهم بعض مروياتهم ، وقد بلغت النصوص المسندة سبعة وثلاثين أغلبها من الأحاديث المرفوعة.
طبع بتحقيق طارق بن محمد العمودي سنة 1418هـ.
جزء من حديثه عن شيخه أبي علي الصواف.
جزء حديثي جمع فيه أبو نعيم بعض الأحاديث المرفوعة عن شيخه أبي علي الصواف ، بلغت عشرة أحاديث ، وفي آخره حديث واحد عن شيخه أبو الحسن بن المظفر.
طبع بتحقيق د.سليمان بن عبد العزيز العريني ، سنة 1420هـ.
كتاب رياضة الأبدان .
الكتاب مفقود ، ووجد منه جزء يسير تضمن ثلاثة وعشرين حديثاً وأثراً ، جاءت في موضوع الرياضة البدنية من مصارعة وسباق ورماية .
طبع بتحقيق محمود الحداد ، سنة 1408هـ.
__________
(1) هو طرف من حديث مشهور من حديث أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال :" إن لله تسعة وتسعين أعطى مائة إلا واحدا من أحصاها دخل الجنة ". رواه البخاري ، كتاب : الشروط ، باب : باب ما يجوز من الاشتراط والثنيا في الإقرار والشروط ، ورواه مسلم ، كتاب : الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار ، باب : باب في أسماء الله تعالى وفضل من أحصاها 4/2063 ح 2677.(1/65)
تسمية ما انتهى إلينا من الرواة عن سعيد بن منصور عالياً.
جزء حديثي جمع فيه ما وقع له عن أصحاب سعيد بن منصور عالياً ، يذكر لكل واحدٍ منهم حديثاً واحداً.
احتوى الجزء على خمسة وعشرين حديثاً.
طبع بتحقيق عبد الله بن يوسف الجديع ، سنة 1409هـ.
كتاب الضعفاء.
هو في الأصل مقدمة لكتابه المستخرج على صحيح مسلم (1) ، ثم أفردها في تصنيف خاص ، فقد جاء على غلاف النسخة الخطية للكتاب " كتاب الضعفاء لأبي نعيم ، من كتاب المسند الصحيح المخرج على كتاب الإمام مسلم بن الحجاج القشيري ، أخرجه الإمام الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله ".
رتبه على حروف المعجم مراعياً الحرف الأول من الاسم فقط ، ففي حرف الميم مثلاً بدأ بمن اسمه موسى ثم محمد وختمه بمن اسمه مأمون .
بلغت تراجم الكتاب مائتين وتسعة وثمانين ترجمة .
طبع بتحقيق د. فاروق حمادة ، سنة 1405هـ.
مسانيد أبي فراس : يحيى بن المكتب الكوفي (2).
قال في أوله : ذكر ما انتهى إلينا من حديث أبي يحيى فراس بن يحيى المكتب الكوفي الخارفي الهمداني.
احتوى الكتاب على ستين حديث من غير تكرار ، رتبت على حسب شيوخ فراس بن يحيى ، وهي من الأحاديث عالية الإسناد فبين يحيى والصحابي راوٍ واحد.
طبع بتحقيق أبي يوسف محمد بن الحسن المصري ، سنة 1413هـ.
مجلس من أمالي أبي نعيم.
جزء يحوي جملة من الأحاديث المتعلقة بصيام الست من شوال ، واللهو المباح في يوم العيد.
طبع بتحقيق ساعد بن عمر بن غازي سنة 1410هـ.
كتاب الشعراء.
__________
(1) مقدمة المسند المستخرج 1/56-57.
(2) فراس بن يحيى المكتب ، الكوفي الهمداني ، قال أبو حاتم:" فراس شيخ ، كان معلماً ، ثقة ، ما بحديثه بأس " ، مات سنة ( 129هـ)، ينظر: الجرح والتعديل 7/91.(1/66)
لم يصل إلينا منه إلى المنتخب من الكتاب ، ولا يدرى من الذي انتخبه من الأصل ، والكتاب يحوي جملة من أبيات منتقاة من قصائد لبعض الشعراء مروية بالأسانيد إلى قائليها، وآخره فصل في عدد من الأحاديث الواردة في الشعر وأهله .
طبع المنتخب من كتاب الشعراء ، بتحقيق إبراهيم صالح ، سنة 1994م.
ثانياً : المصنفات المخطوطة.
الصحيح المخرج على صحيح البخاري.
ذكره السمعاني في المنتخب من معجم الشيوخ 1/ 581 ، وفي التحبير في المعجم الكبير 1/179 ، والذهبي في سير أعلام النبلاء 19/306، وفي تذكرة الحفاظ 3/1097،وذكره ابن حجر في المعجم المفهرس ص 44 رقم 23 ، وسماه : المستخرج على صحيح البخاري ، والبغدادي في هدية العارفين 4/22 ، والكتاني في الرسالة المستطرفة ص 29.
جزء جمع فيه طرق حديث (( الصلاة على عبد الله بن أبي = المنافق )) .
ذكره ابن حجر في فتح الباري 8/339.
التوبة والتنصل والاعتذار.
ذكره السمعاني في المنتخب من معجم الشيوخ 1/ 581 ، وفي التحبير في المعجم الكبير 1/179 ، والذهبي في سير أعلام النبلاء 19/306 ، وسماه : التوبة والاعتذار.
نعت الدنيا.
ذكره السمعاني في المنتخب من معجم الشيوخ 1/ 581 ، وفي التحبير في المعجم الكبير 1/180 ، وقال : " في جزئين ".
شرف الصبر وأقسامه ، والصابرون وأقسامهم.
ذكره السمعاني في المنتخب من معجم الشيوخ 1/ 581 ، وفي التحبير في المعجم الكبير 1/179 ، وفيه وأوصافهم بدلاً من أقسامهم.
الحث على اكتساب الحلال ، والذب عن تناول الحرام.
ذكره السمعاني في المنتخب من معجم الشيوخ 1/ 581 ، وفي التحبير في المعجم الكبير 1/180 ، والذهبي في سير أعلام النبلاء 19/306
حفظ اللسان.
ذكره السمعاني في المنتخب من معجم الشيوخ 1/ 581 ، وفي التحبير في المعجم الكبير 1/180 ، والذهبي في سير أعلام النبلاء 19/306
صفة الغرباء.(1/67)
ذكره السمعاني في المنتخب من معجم الشيوخ 1/ 582 ، وفي التحبير في المعجم الكبير 1/179 ، والذهبي في سير أعلام النبلاء 19/306
الطب النبوي.
ذكره السمعاني في التحبير في المعجم الكبير 1/180 ، ذكره الذهبي في تذكرة الحفاظ 4/1097. ، وابن كثير في البداية والنهاية 12/45 ، وابن حجر في فتح الباري 1/378.
السبق والرمي.
ذكره السمعاني في المنتخب من معجم الشيوخ 1/ 582 ، وفي التحبير في المعجم الكبير 1/180 .
فضل التهجد وقيام الليل.
ذكره السمعاني في المنتخب من معجم الشيوخ 1/ 582 ، وفي التحبير في المعجم الكبير 1/180 ، والذهبي في سير أعلام النبلاء 19/306
الإيجاز وجوامع الكلم.
ذكره السمعاني في المنتخب من معجم الشيوخ 1/ 582 ، وفي التحبير في المعجم الكبير 1/179 ، والذهبي في سير أعلام النبلاء 19/306
الخصائص في فضل علي .
ذكره السمعاني في المنتخب من معجم الشيوخ 1/ 582 ، وفي التحبير في المعجم الكبير 1/179 ، والذهبي في سير أعلام النبلاء 19/306
خُطب النبي - صلى الله عليه وسلم - .
ذكره السمعاني في المنتخب من معجم الشيوخ 1/ 582 ، وفي التحبير في المعجم الكبير 1/180 ، والذهبي في سير أعلام النبلاء 19/306
الرياضة والسياسة.
ذكره السمعاني في المنتخب من معجم الشيوخ 1/ 582 ، وفي التحبير في المعجم الكبير 1/179 ، والبغدادي في هدية العارفين 1/74 ، وسماه الرياضة والأدب.
ذكر لباس السواد ، وفضل قريش وبني هاشم ، والعباس.
ذكره السمعاني في المنتخب من معجم الشيوخ 1/ 583 ، وفي التحبير في المعجم الكبير 1/180 ، والذهبي في سير أعلام النبلاء 19/306
تعظيم الأولياء بالترحيب والتقبيل.
ذكره السمعاني في المنتخب من معجم الشيوخ 1/ 583 ، وفي التحبير في المعجم الكبير 1/180 ، والذهبي في سير أعلام النبلاء 19/306
فضيلة الساعين الأبطال ، والمنفقين على العيال.(1/68)
ذكره السمعاني في المنتخب من معجم الشيوخ 1/ 583 ، وفي التحبير في المعجم الكبير 1/180 ، والذهبي في سير أعلام النبلاء 19/306
الرؤيا والتعبير.
ذكره السمعاني في المنتخب من معجم الشيوخ 1/ 583 ، وفي التحبير في المعجم الكبير 1/179 ، والذهبي في سير أعلام النبلاء 19/306، والكتاني في الرسالة المستطرفة ص 44.
رفع اليدين في الصلاة .
ذكره السمعاني في المنتخب من معجم الشيوخ 1/ 583 ، وفي التحبير في المعجم الكبير 1/180 ، والذهبي في سير أعلام النبلاء 19/306
تجويز المزاح .
ذكره السمعاني في المنتخب من معجم الشيوخ 1/ 583 ، وفي التحبير في المعجم الكبير 1/180 ، والذهبي في سير أعلام النبلاء 19/306
السحور.
ذكره الذهبي في سير أعلام النبلاء 19/306.
جواز قبول الهدايا.
ذكره السمعاني في المنتخب من معجم الشيوخ 1/ 583 ، وفي التحبير في المعجم الكبير 1/180 ، والذهبي في سير أعلام النبلاء 19/306
حرمة المساجد.
ذكره السمعاني في المنتخب من معجم الشيوخ 1/ 583 ، وفي التحبير في المعجم الكبير 1/180 ، والذهبي في سير أعلام النبلاء 19/306 ، وحاجي خليفة في كشف الظنون 2/1411 ، والبغدادي في هدية العارفين 1/74.
ما كان يقرأ به في الصلوات من السور.
ذكره السمعاني في المنتخب من معجم الشيوخ 1/ 583 ، وفي التحبير في المعجم الكبير 1/180 ، والذهبي في سير أعلام النبلاء 19/306
لبس الصوف .
ذكره السمعاني في المنتخب من معجم الشيوخ 1/ 583 ، وفي التحبير في المعجم الكبير 1/180 ، والذهبي في سير أعلام النبلاء 19/306.
فضيلة المتسحرين.
ذكره السمعاني في المنتخب من معجم الشيوخ 1/ 583 ، وفي التحبير في المعجم الكبير 1/180 ، والذهبي في سير أعلام النبلاء 19/306
فضل الجار.
ذكره السمعاني في المنتخب من معجم الشيوخ 1/ 583 ، وفي التحبير في المعجم الكبير 1/180 ، والذهبي في سير أعلام النبلاء 19/306
الفرائض والسهام.(1/69)
ذكره السمعاني في المنتخب من معجم الشيوخ 1/ 583 ، وفي التحبير في المعجم الكبير 1/179 ، والذهبي في سير أعلام النبلاء 19/306
الأربعين في الأحكام.
ذكره السمعاني في المنتخب من معجم الشيوخ 1/ 583 ، وفي التحبير في المعجم الكبير 1/179 ، والذهبي في سير أعلام النبلاء 19/306
مدح الكرم ، وشكر المعروف.
ذكره السمعاني في المنتخب من معجم الشيوخ 1/ 583 ، وفي التحبير في المعجم الكبير 1/179 ، والذهبي في سير أعلام النبلاء 19/306
الافتراق على اثنتين وسبعين فرقة.
ذكره السمعاني في المنتخب من معجم الشيوخ 1/ 583 ، وفي التحبير في المعجم الكبير 1/179 ، والذهبي في سير أعلام النبلاء 19/306
الجواب عن قوله : (1)
ذكره السمعاني في المنتخب من معجم الشيوخ 1/ 584 ، وفي التحبير في المعجم الكبير 1/181 ، والذهبي في سير أعلام النبلاء 19/306
إبراء الحكيم لإسماع الكليم.
ذكره السمعاني في المنتخب من معجم الشيوخ 1/ 584 ، وفي التحبير في المعجم الكبير 1/181 ، والذهبي في سير أعلام النبلاء 19/306، وسماه : سماع الكليم.
سجية العقلاء ، وفضيلة النبلاء.
ذكره السمعاني في المنتخب من معجم الشيوخ 1/ 584 ، وفي التحبير في المعجم الكبير 1/181 ، والذهبي في سير أعلام النبلاء 19/306، وسماه : العقلاء.
حديث الطير.
ذكره السمعاني في المنتخب من معجم الشيوخ 1/ 584 ، وفي التحبير في المعجم الكبير 1/179 ، والذهبي في سير أعلام النبلاء 19/306.
فضيلة العالم العفيف على الجاهل السخيف .
ذكره السمعاني في المنتخب من الشيوخ 1/ 584 ، وسماه : فضل العالم العفيف على الجليل الشريف ، وفي التحبير في المعجم الكبير 1/180 ، وحاجي خليفة في كشف الظنون 2/1279 ، والبغدادي في هدية العارفين 1/74.
ذم البغضاء والثقلاء.
__________
(1) سورة فاطر آية 32.(1/70)
ذكره السمعاني في المنتخب من معجم الشيوخ 1/ 581 ، وفي التحبير في المعجم الكبير 1/179 ، والذهبي في سير أعلام النبلاء 19/306 ، وابن حجر في المعجم المفهرس ص 118 رقم 428، وسماه : الثقلاء.
بيان حديث النزول.
ذكره السمعاني في المنتخب من معجم الشيوخ 1/ 581 ، وفي التحبير في المعجم الكبير 1/179 ، والذهبي في سير أعلام النبلاء 19/306
إبطال قول : من أثبت للفلك تدبيراً.
ذكره السمعاني في المنتخب من معجم الشيوخ 1/ 581 ، وفي التحبير في المعجم الكبير 1/179 ، والذهبي في سير أعلام النبلاء 19/306
المسرى والمعراج.
ذكره السمعاني في المنتخب من معجم الشيوخ 1/ 581 ، وفي التحبير في المعجم الكبير 1/179 ، والذهبي في سير أعلام النبلاء 19/306
الاستسقاء.
ذكره السمعاني في المنتخب من معجم الشيوخ 1/ 581 ، وفي التحبير في المعجم الكبير 1/179 ، والذهبي في سير أعلام النبلاء 19/306
الخسف والآيات.
ذكره السمعاني في المنتخب من معجم الشيوخ 1/ 581 ، وفي التحبير في المعجم الكبير 1/179 ، والذهبي في سير أعلام النبلاء 19/306
الخطب النبوية .
ذكره الذهبي في سير أعلام النبلاء 19/306.
فضل الصيام والقيام.
ذكره السمعاني في المنتخب من معجم الشيوخ 1/ 581 ، وفي التحبير في المعجم الكبير 1/179 ، والذهبي في سير أعلام النبلاء 19/306
ذم الرياء.
ذكره الذهبي في سير أعلام النبلاء 19/306.
تأميل الفرج.
ذكره السمعاني في المنتخب من معجم الشيوخ 1/ 584 ، وفي التحبير في المعجم الكبير 1/181 ، والذهبي في سير أعلام النبلاء 19/306.
قراءات النبي عليه السلام.
ذكره السمعاني في المنتخب من معجم الشيوخ 1/ 584 ، وفي التحبير في المعجم الكبير 1/181 ، والذهبي في سير أعلام النبلاء 19/306
معرفة علوم الحديث على كتاب الحاكم.
ذكره السمعاني في المنتخب من معجم الشيوخ 1/ 585 ، وفي التحبير في المعجم الكبير 1/181 ، والذهبي في سير أعلام النبلاء 19/306.(1/71)
عمل اليوم والليلة .
ذكره الكتاني في الرسالة المستطرفة ص 44 ، والقيسي في برنامج الوادي آشي ص 227.
الإخوة من أولاد المحدثين .
ذكره السمعاني في المنتخب من معجم الشيوخ 1/ 585 ، وفي التحبير في المعجم الكبير 1/181 ، والذهبي في سير أعلام النبلاء 19/306
قربان المتقين.
ذكره السمعاني في المنتخب من معجم الشيوخ 1/ 585 ، وفي التحبير في المعجم الكبير 1/181 ، والذهبي في سير أعلام النبلاء 19/306 ، وابن حجر في المعجم المفهرس ص 62 رقم 113، والكتاني في الرسالة المستطرفة ص 43.
منفعة المتواضعين ، ومثلبة المتكبرين .
ذكره السمعاني في المنتخب من معجم الشيوخ 1/ 585 ، وفي التحبير في المعجم الكبير 1/181 ، والذهبي في سير أعلام النبلاء 19/306، وسماه : المتواضعين.
العلم.
ذكره السمعاني في المنتخب من معجم الشيوخ 1/ 585 ، وفي التحبير في المعجم الكبير 1/181 ، والذهبي في سير أعلام النبلاء 19/306 ، والرسالة المستطرفة ص وسماه" فضل العلم".
إثبات القراءة خلف الإمام.
ذكره السمعاني في المنتخب من معجم الشيوخ 1/ 585 ، وفي التحبير في المعجم الكبير 1/181 ، والذهبي في سير أعلام النبلاء 19/307.
التشهد بطرقه واختلافه.
ذكره السمعاني في المنتخب من معجم الشيوخ 1/ 585 ، وفي التحبير في المعجم الكبير 1/181 ، والذهبي في سير أعلام النبلاء 19/307.
حسن الظن.
ذكره السمعاني في المنتخب من معجم الشيوخ 1/ 585 ، وفي التحبير في المعجم الكبير 1/181 ، والذهبي في سير أعلام النبلاء 19/307.
الجواب عن المجترئ على الغصب والمظالم ، والمجترئ على الذنب والمآثم .
ذكره السمعاني في المنتخب من معجم الشيوخ 1/ 581 ، وفي التحبير في المعجم الكبير 1/182 ، وفيه : المتجري بدل المجترئ .
مؤاخاة الإخوان ، وفضيلة مراعاة حقوق الخلان.
ذكره السمعاني في المنتخب من معجم الشيوخ 1/ 586 ، وفي التحبير في المعجم الكبير 1/182 ، والذهبي في سير أعلام النبلاء 19/307(1/72)
ذكر الوعيد في الزناة واللاطة.
ذكره السمعاني في المنتخب من معجم الشيوخ 1/ 586 ، وفي التحبير في المعجم الكبير 1/182 ، والذهبي في سير أعلام النبلاء 19/307.
ذكر الشهداء ، وأسماء الشهداء.
ذكره السمعاني في المنتخب من معجم الشيوخ 1/ 586 ، وفي التحبير في المعجم الكبير 1/182 ، والذهبي في سير أعلام النبلاء 19/307
القدر.
ذكره السمعاني في المنتخب من معجم الشيوخ 1/ 586 ، وفي التحبير في المعجم الكبير 1/182 ، والذهبي في سير أعلام النبلاء 19/307
تثبيت الرؤية لله في يوم القيامة.
ذكره السمعاني في المنتخب من معجم الشيوخ 1/ 584 ، وفي التحبير في المعجم الكبير 1/181 ، وابن تيمية في مجموع الفتاوى 6/486 ، والكتاني في الرسالة المستطرفة ص 34.
الأجزاء الوخشيات.
ذكره الذهبي في ترجمة الحافظ أبي علي الحسن بن علي الوخشي ، تذكرة الحفاظ 3/1171 ، والرسالة المستطرفة ص 70 ، وفيه : الأجزاء الوحشيات : وهي خمسة من انتقاء أبي علي الحسن بن علي بن محمد بن أحمد بن جعفر البلخي الوحشي ، المتوفى سنة إحدى وسبعين وأربعمائة ، ووحش قرية من أعمال بلخ ، ويوجد الجزء الثاني والخامس منها في الظاهرية برقم 3841 ، ومصورتها في مركز جمعة الماجد برقم 2365.
الرد على الحروفية والحلولية .
ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى 12/209 ، وفي درء تعارض العقل والنقل 1/268 ، وسماه : الرد على اللفظية والحلولية ، وتوجد في الظاهرية برقم 1096 ، ومصورتها في مركز جمعة الماجد برقم ف1664.
مسند أبي يونس القوي .
ذكره ابن حجر في المعجم المفهرس ص 341 رقم 1459.
مسانيد القراء.
ذكره ابن حجر في المعجم المفهرس ص 338 رقم 1447.
جزء أحاديث العطاردي .
ذكره ابن حجر في المعجم المفهرس ص 325 رقم 1382.
حديث عبيد بن أبي رائطة.
ذكره ابن حجر في المعجم المفهرس ص 320 رقم 1370.
صحيفة همام بن منبه.(1/73)
ذكره ابن حجر في المعجم المفهرس ص 310 رقم 1316 ، قال راويها أبو علي الحداد : " جمعها ـ أبو نعيم ـ من حديثه بعلو ونزول ".
جزء السبيعي .
ذكره ابن حجر في المعجم المفهرس ص 294 رقم 1245.
المسلسلات .
ذكره ابن حجر في المعجم المفهرس ص 161 رقم 600 ، والسخاوي في فتح المغيث 3/5 ، والكتاني في الرسالة المستطرفة ص 62.
مسند ابن عمر من رواية عبد الله بن دينار عنه .
ذكره ابن حجر في المعجم المفهرس ص 161 رقم 600 ، وفي التلخيص الحبير 4/213 ، وفتح الباري 1/34 ، وسماه : مسند عبد الله بن دينار.
جزء فيه أحوال الموحدين.
ذكره ابن حجر في المعجم المفهرس ص 125 رقم 474.
كتاب المهدي.
ذكره الذهبي في سير أعلام النبلاء 19/306 ، و ابن حجر في المعجم المفهرس ص 124 رقم 467.
جزء فيه سورة (( سورة الإخلاص )) .
ذكره ابن حجر في المعجم المفهرس ص 111 رقم 387 ، والكتاني في الرسالة المستطرفة ص 68 ، وسماه : فضل سورة الإخلاص.
المحبين مع المحبوبين.
ذكره الذهبي في سير أعلام النبلاء 19/ 306 ، و ابن حجر في المعجم المفهرس ص 101 رقم 327 ، وفي فتح الباري 10/558 و560، وهو في طرق حديث (( المرء مع من أحب )) (1).
رياضة المتعلمين .
ذكره ابن خير في فهرسته ص 153 ، والوادي آشي في برنامجه ص 230 ، وابن حجر في المعجم المفهرس ص 92 رقم 279.
جزء فيه طرق (( زر غباً تزدد حباً )) (2).
ذكره ابن حجر في المعجم المفهرس ص 87 رقم 245.
جزء فيه (( فضل الديك )).
ذكره ابن حجر في المعجم المفهرس ص 83 رقم 223 ، والسخاوي في المقاصد الحسنة ص 219.
الاعتقاد.
__________
(1) رواه البخاري في صحيحه كتاب : ، باب : علامة الحب في الله عز وجل 5/2283 ح ( 5816 ) ، ومسلم في صحيحه ، كتاب : البر والصلة والآداب ، باب : المرء مع أن أحب 4/2032 ح ( 2639 ).
(2) رواه الحاكم في المستدرك 3/381 ، وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير 1/667 ح ( 3568 ).(1/74)
ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى 5/190، ودرء تعارض العقل والنقل 6/252، وابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية ص 192، والذهبي في العلو للعلي الغفار ص 176.
فضل السواك.
ذكره ابن حجر في التلخيص الحبير 1/63 ، وفي فتح الباري 4/159 ، والكتاني في الرسالة المستطرفة 35.
محجة الواثقين و مدرجة الوامقين.
ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى 18/71 ، والسفاريني في لوامع الأنوار البهية 1/196.
من اسمه عطاء من نقلة الأخبار ورواة الآثار.
ذكره السمعاني في التحبير في المعجم الكبير 2/13 ،وفرق بينه وبين كتاب الطبراني الذي يحمل الاسم نفسه.
جزء فيمن يكنى بأبي ربيعة.
ذكره ابن حجر في لسان الميزان 7/48.
حديث الحكم بن عتيبة.
ذكره الروداني في صلة الخلف ص 221.
حديث وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم - .
ذكره أبو عبد الله محمد بن جابر القيسي ، في برنامج الوادي آشي ص 226.
تسمية أصحاب علي وابن مسعود رضي الله عنهما.
ذكره ابن حجر في تعجبل المنفعة ص 332.
مستخرج أبي نعيم على التوحيد لابن خزيمة.
ذكره الكتاني في الرسالة المستطرفة ص 24.
جزء صنم جاهلي يقال له أقراص.
ورد ذكره في الفهرس الشامل 1/620 ، وذكره الألباني في فهرس مخطوطات الظاهرية ص 211 ، وهو الظاهرية برقم 3774 ، ومصورتها في مركز جمعة الماجد برقم ف 2355.
فضل إطعام الطعام على سائر الصدقات.
ورد في فهرس مخطوطات الحديث الشريف جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ، ص 741 ، المختار من كتاب فضل إطعام الطعام على سائر الصدقات ،لأبي نعيم الأصبهاني وهي من مصورات مكتبة تشستربتي برقم 4825.
المنتخب من حديث يونس بن عبيد.
مخطوط ، في الظاهرية رقم 12 ( 139-152) مجموع رقم 3839 ، مصورة في مركز جمعة الماجد بدبي برقم 2422.
92-جزء من أحاديث مشايخ أبي القاسم : عبدالرحمن بن العباس البزاز الأصم(1/75)
وهذا من مروايته كما هو على غلاف النسخة الخطية ، وهي في الظاهرية برقم 3802 ( 180-211 ) ، ومصورتها في مركز جمعة الماجد برقم 2356.
*************
تنبيه : المصنفات التي نسبت إليه خطأً.
فلشهرة أبي نعيم رحمه الله وكثرة مصنفاته ، وكثرة الكتب التي رواها ، فقد نسبت إليه جملة من الكتب وليست له ، ومن ذلك :-
طبقات المحدثين.
نسبه إليه صاحب الأعلام 1/157، و الصواب أن الكتاب لشيخ أبي نعيم ؛ أبو محمد : عبد الله بن محمد بن جعفر ، المعروف بأبي الشيخ الأصبهاني ، والمطبوع باسم " طبقات المحدثين بأصبهان والواردين عليها ".
كتاب الصلاة .
والصحيح أنه لأبي نعيم : الفضل بن دكين ، فنظراً لاختصار نسبة الكتاب لأبي نعيم اشتبه ذلك على بعض المصنفين فنسبه لأبي نعيم الأصبهاني.
وذكره السمعاني في المنتخب من الشيوخ 1/550 ، وعزاه لأبي نعيم الكوفي – الفضل بن دكين - ، وابن حجر في المعجم المفهرس ص 60 رقم 98 ، وقد طبع الجزء الموجود منه بتحقيق صلاح الشلاحي سنة 1417هـ.
جزء فيه مانتقى أبو بكر بن موسى ابن مردوية على أبي القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني من حديث أهل البصرة .
ذكره الألباني في فهرس مخطوطات الظاهرية (1).
والكتاب ليس لأبي نعيم ، وإنما هو من روايته ، فقد جاء في غلاف النسخة الخطية أن الكتاب من رواية أبي نعيم لا تأليفه .
الأوائل.
ذكره صاحبا معجم المصنفات الواردة في فتح الباري رقم ( 171 ) ، والصحيح أنه الدلائل وقد تصحفت إلى الأوائل ، فالنص الذي ذكره ابن حجر في فتح الباري 7/322 مخرج في كتاب دلائل النبوة لأبي نعيم ص476 ح 410.
أطراف الصحيحين .
والصحيح أنه لأبي نعيم : عبيد الله بن الحسن بن أحمد الحداد ، ذكره الذهبي في سير أعلام النبلاء 19/487.
ثالثاً : المصنفات التي رواها.
__________
(1) ص 225.(1/76)
لم يكتف أبو نعيم رحمه الله بالتصنيف فحسب بل كان له دور كبير في رواية كثير من كتب السنة ، فذكره ابن نقطة في كتابه التقييد لمعرفة رواة السنن والمسانيد ، ومما رواه عن شيوخه وغيرهم :
المعجم الكبير ، والمعجم الأوسط ، والمعجم الصغير ، ومسانيد شعبة ، ومسانيد الثوري ، وفضائل العرب ، ومسند الشاميين وجميعها لشيخه أبي القاسم الطبراني .
جامع عبد الرزاق بن همام الصنعاني .
الموطأ ، لمالك بن أنس .
غريب الحديث ، وكتاب الشواهد ، ومقتل الحسين ، وكتاب القضاء وآداب الأحكام ، وهي من مصنفات أبي عبيد القاسم بن سلام الهروي .
مسند الحارث بن أسامة .
مسند الإمام أحمد.
الفوائد ، لمحمد بن عاصم .
الفوائد ، لإسماعيل بن عبد الله سمويه .
التوبة ، لأبي بكر ابن أبي عاصم .
يواقيت الحكم ، لأبي الحسين أحمد بن فارس .
مسند أبي داود الطيالسي .
الطبقات ، لعلي بن المديني
الآحاد والمثاني لابن أبي عاصم (1).
وبهذه الجهود وهذا البذل للسنة وعلومها كان أصحاب الحديث يقولون : " بقي الحافظ أبو نعيم أربع عشرة سنة بلا نظير ، لا يوجد شرقاً ، ولا غرباً ، أعلى إسناداً منه ، ولا أحفظ منه " (2).
المبحث السادس : عقيدته ، ومذهبه الفقهي .
أولاً : عقيدته .
الحكم في عقائد الناس أشد من الحكم في دمائهم ، والسبيل إلى معرفة ما كان عليه السابقون إنما يؤخذ مما كتبوه لا مما قيل فيهم من غير تثبت ولا سبر لأقوالهم ، وقد اضطربت الأقوال في بيان عقيدة أبي نعيم ، فقد وصف بأنه أشعري ، وأنه شيعي وفيما يلي مناقشة لكل قول :
وصفه بأن أشعري.
__________
(1) ذكر هذه المصنفات وغيرها السمعاني في المنتخب من معجم الشيوخ 1/ 586-600 ، والذهبي في سير أعلام النبلاء 19/305\306.
(2) قاله حمزة بن العباس العلوي ، ينظر : تذكرة الحفاظ 3/1094.(1/77)
ذكره ابن عساكر في طبقات الأشاعرة في كتابه (( تبيين كذب المفتري )) (1)قال ابن الجوزي :" كان يميل إلى مذهب الأشعري في الاعتقاد ميلاً كثيراً " (2)، ونقل ذلك عنه ابن كثير في البداية والنهاية (3) ، وبنى على ما سبق الدكتور / محمد لطفي الصباغ في كتابه (( أبو نعيم وكتابه الحلية )) ووصفه بالغلو في مذهب الأشاعرة (4).
ولابد من محاكمة لأبي نعيم فيما نسب إليه ، فلا نجد شيئاً يشهد عليه ، وإنما شهوده أقواله التي نقلها عنه الأثبات والتي تبين براءته مما نسب إليه ، فقد نقل ابن تيمية عن أبي نعيم قوله في علو الباري تبارك وتعالى :" وأجمعوا – السلف – أن الله فوق سمواته عال على عرشه مستو عليه لا مستول عليه كما تقول الجهمية إنه بكل مكان " (5).
و جعل ابن القيم أبا نعيم أحد أئمة أهل الحديث الذي رفع الله منازلهم في العالمين وجعل لهم لسان صدق في الآخرين ، وعده من الأئمة الذين يؤخذ بقولهم في الرد على المعطلة والمشبهة ، فقال : قول شيخ الصوفية والمحدثين أبي نعيم صاحب كتاب حلية الأولياء قال في عقيدته : " وأن الله سميع ، بصير ، خبير ، يتكلم ، ويرضى ، ويسخط ، ويعجب ، ويتجلى لعباده يوم القيامة ضاحكاً ، وينزل إلى سماء الدنيا كيف شاء " (6).
وهذا ما لا تعتقده الأشاعرة أو تقول به .
__________
(1) تبيين كذب المفتري ص 246.
(2) المنتظم 8/100.
(3) البداية والنهاية 12/45.
(4) أبو نعيم وكتابه الحلية ص 15.
(5) مجموع الفتاوى 5/160.
(6) اجتماع الجيوش الإسلامية ص 110.(1/78)
ونقل الحافظ الذهبي نصوصاً من كتاب الاعتقاد ومن ذلك قول أبي نعيم :" طريقنا طريق السلف المتبعين للكتاب والسنة وإجماع الأمة ، فيما اعتقدوه أن الأحاديث التي تثبت في العرش واستواء الله عليه يقولون بها ويثبتونها من غير تكييف ولا تمثيل ، وأن الله بائن من خلقه والخلق بائنون منه ، لا يحل فيهم ولا يمتزج بهم ، وهو مستو على عرشه في سمائه من دون أرضه " (1).
وبعد فهذه النقول والنصوص لا تبقي لأحد أي شبهة للطعن في معتقد أبي نعيم رحمه الله وأنه إن شاء الله على منهج السلف في الاعتقاد .
وصفه بأنه شيعي.
نُسبِ أبو نعيم إلى التشيع ، فقد نقل صاحب كتاب (( روضات الجنات في أحوال العلماء والسادات )) (2)عن أحد الشيعة قوله :" وهو – أبو نعيم – من محدثي العامة ظاهراً إلا أنه من خُلّص الشيعة في باطن أمره ، والتي يتقي ظاهراً على ما وافق ما اقتضته الحال " (3).
وحجتهم أن أبا نعيم رحمه الله قد ذكر في ترجمة علي بن أبي طالب كثيراً من الأحاديث والآثار في مناقبه والتي لا توجد في كثير من الكتب المصنفة ، وأن كتابه يعد مرجعاً لعلماء الشيعة في جمع النصوص للرد على المخالفين لهم – يقصد أهل السنة .
ويمكن الرد بما يلي :
إن أبا نعيم قد ترجم في كتاب الحلية قبل علي بن أبي طالب لأبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم أجمعين.
إن أبا نعيم قد صنف كتاباً عنوانه (( تثبيت الإمامة وترتيب الخلافة )) وطبع بعنوان (( تثبيت الإمامة والرد على الرافضة )) صنفه لتثبيت الإمامة والخلافة الأولى لأبي بكر الصديق - رضي الله عنه - وأنه الرجل الذي أجمعت عليه الأمة ، ثم يعرض للشبهات التي يثيرها الروافض ويرد على الأحاديث التي يدعون زوراً وبهتاناً أنها تنص على خلافة
علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - بعد النبي - صلى الله عليه وسلم -.
__________
(1) العرش ص 143ن.
(2) محمد باقر الخونساري الأصبهاني ت 1313هـ.
(3) روضات الجنات في أحوال العلماء والسادات 1/173.(1/79)
صنف أبو نعيم كتاباً سماه (( فضائل الخلفاء الأربعة وغيرهم )) ،بدأه بذكر فضائل أبي بكر وعمر وعثمان - رضي الله عنهم - ؛ فلو كان من أهل التشيع لما فعل هذا.
ونسبته إلى التشيع كذب ظاهر يكفي في رده ما عرف عن الشيعة من الكذب والتزوير.
وإن شاء الله أنه على معتقد أهل السنة والجماعة .
ثانياً :مذهبه الفقهي.
لم أجد له مصنفاً ينصر فيه مذهباً من المذاهب الأربعة أو غيرها ، ولم يؤلف في الفقه كتاباً على أي منهج من مناهج التأليف المذهبية ، أما كتاب مسند أبي حنيفة فهو في جمع مرويات أبي حنيفة رحمه الله وبيان من وافقه على مروياته تلك ، والكتاب ليس في نصرة مذهب أبي حنيفة ولا بتخريج أحاديث مصنف في الفقه الحنفي .
ولكن أصحاب كتب تراجم الشافعية يذكرونه من بين أعيان المذهب الشافعي ومن أولئك ، تاج الدين السبكي في طبقات الشافعية الكبرى (1) ، وأبو بكر بن هداية الله الحسيني في طبقات الشافعية (2) ، والإسنوي في طبقات الشافعية (3)، وابن قاضي شهبة ، في طبقات الشافعية (4).
المبحث السابع : وفاته .
جمهور من ترجم لأبي نعيم يقولون : أنه مات يوم الاثنين العشرين من شهر محرم سنة ثلاثين وأربعمائة للهجرة ، وجاءت أقوال أخرى أن وفاته كانت في الثامن والعشرين من شهر محرم، وقيل الحادي والعشرين ، والثامن والعشرين ، والثامن عشر منه .
قال ياقوت الحموي :" ودفن بمردبان " (5) ، وقال الخوانساري الأصبهاني :" وقبره الآن معروف بمحلة درب الشيخ أبي مسعود ، من محلات أصبهان "(6).
الفصل الثاني : التعريف بكتاب حلية الأولياء .
وفيه ثلاثة مباحث :
المبحث الأول : اسم الكتاب ، ونسبته إلى مؤلفه ، وموضوعه .
أولاً : اسم الكتاب ، ونسبته إلى مؤلفه :
__________
(1) 4/18.
(2) ص 141.
(3) 2/474-475.
(4) 1/201.
(5) معجم البلدان 1/210.
(6) روضات الجنات 1/275.(1/80)
يظهر على اللوحات الأولى لمخطوطات الكتاب وكذلك المصادر التي ذكرت الكتاب أن اسمه الذي وضعه مصنفه هو : (( حلية الأولياء وطبقات الأصفياء )).
وقد يختصر الاسم إلى : (( حلية الأولياء )) .
أويذكر من غير إضافة فيقال : (( الحلية )) ، وقد درج اسم الكتاب بهذه الصفة في كثير من المصنفات عند العزو إليه طلباً للاختصار، واستخدم اسمه مختصراً هكذا أبو بكر الهيثمي في كتابه الموسوم بـ : ((تقريب البغية بترتيب أحاديث الحلية )).
أما صحة نسبته إلى مصنفه أبي نعيم فيمكن إثبات ذلك بعدة أدلة :
الأول : استفاضة نسبة كتاب حلية الأولياء إلى أبي نعيم.
فكل من ترجم لأبي نعيم يصدر ذكر هذا الكتاب من بين مؤلفاته العديدة ، حتى أصبح الكتاب يضاف إليه كالنسب ، فيقال أبو نعيم صاحب الحلية ، ومن ذلك قول الذهبي في المعين في طبقات المحدثين :" الحافظ الشهير أبو نعيم أحمد بن عبدالله بن أحمد الأصبهاني صاحب الحلية " (1) ، وقال حسن صديق خان في ترجمة أبي المعالي الجويني :" وله إجازة من الحافظ أبي نعيم الاصفهاني صاحب حلية الأولياء ".(2)
وكذلك ماجاء في كتب الفهارس ، والأثبات ، ومعاجم المصنفين مثل ، المعجم المفهرس لابن حجر العسقلاني (3)، وكشف الظنون لحاجي خليفة (4) ، والرسالة المستطرفة للكتاني (5) ، ومعجم المؤلفين لعمر كحالة (6) تؤكد صحة نسبة كتاب حلية الأولياء إلى أبي نعيم الأصبهاني.
الثاني : ما هو مسطر على مخطوطات الكتاب .
حيث جاء فيها تسمية الكتاب وإضافته إلى أبي نعيم رحمه الله (7).
الثالث : الأسانيد التي تروى بها متون الكتاب .
__________
(1) المعين في طبقات المحدثين 1/126 ت 1394.
(2) أبجد العلوم ص 120.
(3) المعجم المفهرس ص 92.
(4) كشف الظنون 1/689.
(5) الرسالة المستطرفة ص 140.
(6) معجم المؤلفين 1/176 ت 1318.
(7) ينظر الملحق عقب قسم الدراسة.(1/81)
بالنظر في أسانيد المتون الواردة في الكتاب من جهة المصنف نجد أنهم شيوخ أبي نعيم الأصبهاني ، وبعضهم ممن اختص به أبو نعيم رحمه الله.
الرابع : الأسانيد المثبته في أوائل النسخ الخطية .
جاء فيما وقفت عليه من نسخ الكتاب الخطية ذكر سلسة رواة الكتاب إلى أبي نعيم الأصبهاني كما يلي :
الجزء ……….. من كتاب حلية الأولياء وطبقات الأصفياء
تصنيف ( تأليف ) الشيخ الإمام الحافظ أبي نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني رحمه الله ورضي عنه .
رواية الشيخ الإمام أبي الفضل حمد بن أحمد بن الحسن الحداد الأصبهاني عنه (1)، رحمه الله.
رواية الشيخ الصالح الثقة أبي بكر يحيى بن عبد الباقي بن محمد الغزال عن رضي الله عنه (2).
سماع منه لصاحبه أبي بكر محمد بن علي بن هبة الله بن علي الواسطي نفعه الله بالعلم آمين (3).
وترجع جميع السماعات الواردة في أواخر الأجزاء المخطوطة إلى أبي بكر الواسطي .
كما يروى الكتاب بالأسانيد إلى أبي علي الحسن بن أحمد الحداد عن أبي نعيم الأصبهاني (4).
ثانياً : موضوع الكتاب :
__________
(1) سبقت ترجمته ص 60 ، وقد ذكر في ترجمته أنه كان يحدث بكتاب الحلية عن أبي نعيم رحمه الله تعالى.
(2) قال ابن نقطة : " يحيى بن عبد الباقي بن محمد أبو بكر الغزال سمع مسند أبي داود الطيالسي وحلية الأولياء من حمد بن أحمد الحداد ، سماعه صحيح توفي في تاسع عشر شوال من سنة إحدى وخمسين وخمسمائة "، التقييد 1/485 ت 658.
(3) قال ابن حجر : محمد بن علي بن هبة الله أبو بكر الواسطي المقرى ، قال بن النجار:" كان شيخا صالحا حسن المعرفة بالقراءات ، مات في ذي الحجة سنة اثنتين وسبعين وخمس مائة " ، لسان الميزان 5/316.
(4) ذكره بأسانيده ابن حجر في المعجم المفهرس ص 92-93 .(1/82)
يستمد موضوع الكتاب من عنوانه ومن مادته العلمية ، فاسمه ينبئ عن موضوعه ، وهو بيان طبقات الأصفياء ، وهم عند أبي نعيم شيوخ الصوفية سواءً كانت تلك النسبة على الحقيقة أو ممن اشتهر بالزهد والورع قال في مقدمة كتابه :" فقد استعنت بالله عز وجل وأجبتك إلى ما ابتغيت من جمع كتاب يتضمن أسامي جماعة وبعض أحاديثهم وكلامهم من أعلام المتحققين من المتصوفة وأئمتهم وترتيب طبقاتهم من النساك ومحجتهم من قرن الصحابة والتابعين وتابعيهم ومن بعدهم ممن عرف الأدلة والحقائق وباشر الأحوال والطرائق وساكن الرياض والحدائق وفارق العوارض والعلائق " (1).
وضع للكتاب مقدمة اشتملت على بيان سبب تأليف الكتاب ، والكلام عن منزلة الأولياء وصفاتهم ونعوتهم ، وبيان معنى التصوف وحدوده وأصل اشتقاقه ، وأنواع كلام المتصوفة.
المبحث الثاني : قيمة الكتاب العلمية ، وعناية العلماء به .
يعد كتاب حلية الأولياء موسوعة علمية ضخمة ؛ وذلك بما حواه من مادة علمية غزيرة متعددة الجوانب موزعة على أكثر من أربعة الآف صفحة في النسخة المطبوعة من الكتاب.
ومن أبرز جوانب قيمته العلمية :
أن كل مافيه من أحاديث قدسية أو مرفوعة أو موقوفة ، أو مقطوعة يرويها مصنف الكتاب بأسانيده إلى أصاحب تلك الأقوال أو الأفعال ، فمادته ثروة علمية كبيرة في حفظ الآثار.
اشتمل الكتاب على رواية عدد كبير من الأحاديث من طرق تفرد بها أصحابها من الغرائب والتي قلما توجد مسندة إلا في كتاب حلية الأولياء.
احتوى الكتاب على ذكر طائفة من رواة الحديث وجاءت في تراجمهم بعض العناصر المهمة في تراجم الرواة كذكره لنسب الراوي ، وما وصف به من العبادة والصلاح ، وتزكية أهل العلم له - والتي يستفاد منها في معرفة عدالة الراوي - و يذكر في التراجم بعض الشيوخ ، والتلاميذ ، وسني الوفاة ، والتي يستفاد منها في معرفة طبقات الرواة ، والمتقدم والمتأخر منهم.
__________
(1) حلية الأولياء1 /3-4.(1/83)
الكلام على علل جملة من الأحاديث المرفوعة ، والموقوفة.
احتوى الكتاب على جملة وافرة من أحاديث الأحكام ، ولذلك جمعها الهيثمي وابن حجر في كتاب تقريب البغية بترتيب أحاديث الحلية .
ومما يزيد من قيمة الكتاب العلمية شهرة مصنفه أبي نعيم ؛ الذي بلغ مبلغاً عظيماً ، ومكانة مرموقة في رواية حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - .
وقد نال كتاب حلية الألياء شهرة كبيرة في حياة مؤلفه وبعدها ، حتى قيل فيه :" لما صنف كتاب الحلية حمل إلى نيسابور في حياته فاشتروه بأربعمائة دينار " (1).
وقال أبو طاهر السلفي :" لم يصنف مثله " (2).
وأثنى عليه حاجي خليفة فقال : " وهو كتاب حسن معتبر" .(3)
وقال السبكي :" ومن مصنفاته " حلية الأولياء " ، وهو من أحسن الكتب ، كان الشيخ الإمام الوالد رحمه الله كثير الثناء عليها ، ويحب تسميعها "(4).
طبع الكتاب في عشرة مجلدات في القاهرة مابين عامي 1932-1938 م ، ولم يذكر على غلاف النسخة ولا في مقدمة الكتاب اسم المحقق أو الجهة التي أشرفت على طبعه ، وطبع الكتاب عن النسخة المحفوظة بالمدرسة الأحمدية بحلب ورمز لها بالرمز ( ح ) وجعلها أصلاً ، وعورضت بالنسخة المحفوظة بمكتبة الأزهر بمصر ، ورمز لها بالرمز ( ز ) ، وفي ثنايا الكتاب الإحالة على نسخة جدة ، ورمز لها بالرمز ( ج ) (5)، وكذلك الإحالة على النسخة المغربية ورمز لها بالرمز ( مغ )(6) ، وفي 4/309 قال :" هنا آخر المجلد الثالث من نسخة جدة ومن أول ترجمة الشعبي التي تلي هذه تكون المقابلة على المغربية والأزهرية فقط ".
__________
(1) سير أعلام النبلاء 17/ 459 ، وطبقات الشافعية الكبرى 4/19.
(2) تذكرة الحفاظ 3/1094.
(3) كشف الظنون 1/689.
(4) طبقات الشافعية 4/22.
(5) ينظر مثلاً : حلية الأولياء 4/226 ، 4/229 ، 4/246.
(6) ينظر مثلاً : حلية الأولياء 4/280 ، 4/286.(1/84)
وجزى الله خيراً من قام على طبعه ، وإن كان الكتاب يحتاج فيما ظهر لي إلى عناية أكبر، وإلى مزيد من التحقيق العلمي الذ ي يناسب هذا الكتاب الكبير.
جهود العلماء على كتاب حلية الأولياء:
1- صفة الصفوة .
لأبي الفرج عبد الرحمن بن الجوزي ت ( 597هـ ) .
وقد بدأ كتابه بنقد كتاب الحلية في عشرة أمور ، وذكر في المقدمة ما فات مصنف الكتاب في كتابه .
وكان قصده من التأليف ، ومنهجه في الكتاب ما أبان عنه في مقدمة الكتاب فقال :" وقد حداني جدك أيها المريد في طلب أخبار الصالحين وأحوالهم أن أجمع لك كتاباً يغنيك عنه ، ويحصل لك المقصود منه ويزيد عليه بذكر جماعة لم يذكرهم وأخبار لم ينقلها وجماعة ولدوا بعد وفاته ، وينقص عنه بترك جماعة قد ذكرهم لم ينقل عنهم كبير شيء وحكايات قد ذكرها فبعضها لا ينبغي التشاغل به وبعضها لا يليق بالكتاب ".
طبع بتحقيق محمود فاخوري ، ود. محمد رواس قلعجي ، سنة 1405هـ.
وقد اختصر كتاب صفة الصفوة أبو المواهب عبد الوهاب بن أحمد الشافعي المصري ، المعروق بالشعراني ت ( 973 هـ ) في كتاب موسوم بـ " مختصر كتاب صفة الصفوة " مطبوع سنة 1387هـ.
2- أحسن المحاسن .
مختصر للكتاب ، اختصره ابن أحمد الرقي ت ( 703 هـ ) .
ذكره صاحب تاريخ الأدب العربي ، وقال :" مطبوع " (1).
3- مجمع الأحباب وتذكرة أولي الألباب .
مختصر للكتاب ، اختصره محمد بن حسن بن عبد الله الحسيني الواسطي ت ( 776هـ).
قال حاجي خليفة : " سلك في اختصاره مسلكاً وسطاً مع زيادة تراجم أئمة" (2).
طبع بتحقيق ،مجموعة من المحقيقين، سنة 1423هـ.
4- المقتضب من حلية الأولياء.
لأبي الحسين محمد بن عبيد الله النفزي ، الشهير بابن قابوش .
وهو من مرويات التجيبي (3).
5- تقريب البغية بترتيب أحاديث الحلية .
__________
(1) تاريخ الأدب العربي 6/224.
(2) كشف الظنون 1/689 ، تاريخ الأدب العربي 6/224.
(3) برنامج التجيبي ص 258.(1/85)
للحافظ علي بن أبي بكر الهيثمي ت ( 807 هـ) .
وقد وضعه تلبية لطلب شيخه زين الدين عبد الرحيم بن الحسين العراقي ت ( 806هـ ) ، حيث أشار عليه جمع المرفوع من الحديث في حلية الأولياء .
ومات الهيثمي والكتاب مسود ، ثم بيضه وأكمله من بعده الحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني ت ( 852هـ) ، جاء في آخر الكتاب : أكمله الفقير إلى عفو ربه تعالى أحمد بن علي بن حجر في ذي الحجة سنة تسع وثمانمائة ، من مسودة مرتبه في الأصل (1).
منهجه فيه :
- رتب أحاديث الحلية على كتب العلم فبدأ بكتاب الإيمان (2) ، ثم كتاب العلم ، ثم كتاب الطهارة ، وختمه بكتاب صفة الجنة .
يضع عنواناً للكتاب ، ثم يقسم أحاديثه إلى أبواب ، وتحت كل باب يذكر الأحاديث المرفوعة بأسانيد أبي نعيم الأصبهاني.
يضع قبل كل حديث موضعه الذي ورد فيه ، ولأن كتاب الحلية كتاب تراجم فكان يحيل إليها فيقول مثلاً : وقال في ابن المبارك ، وقال في يحيى القطان .
بلغت أحاديث الكتاب أربعة آلاف وأربعمائة وثمانية حديث .
مطبوع بتحقيق محمد حسن محمد حسن إسماعيل ، سنة 1420هـ.
6-نظم رجال الحلية .
لمحمد بن جابر ، مؤلف في سنة 793 هـ.
7- أربعون حديثاً في النهي عن الظلم .
منتخبة من حلية الأولياء لأبي نعيم.
مؤلف مجهول.
مخطوط ، بدار الكتب المصرية القاهرة رقم 868 (3).
8- البغية في ترتيب أحاديث الحلية .
وهو فهرس لأحاديث الكتاب ، أعده عبد العزيز بن محمد بن صديق الغماري .
مطبوع .
9- أبو نعيم وكتابه الحلية .
كتبه د. محمد بن لطفي الصباغ ، اعتنى فيه بترجمة أبي نعيم ، وببيان منهجه في كتاب حلية الأولياء ، مطبوع ، سنة 1398هـ.
10- مختصر حلية الأولياء .
لعلي بن عبد الحميد بلطه جي ، مطبوع ، سنة 1412هـ.
__________
(1) وذكر ذلك الحسيني في ذيل تذكرة الحفاظ 1/204.
(2) هكذا قال في مقدمة الكتاب ، ولكن أول باب في الكتاب هو كتاب : التوحيد .
(3) الفهرس الشامل 1/133 رقم 821.(1/86)
11- تهذيب حلية الأولياء.
لصالح بن محمد الشامي ، مطبوع سنة 1419هـ.
12- كمال البغية في أحاديث الحلية ( تجريد ، وترتيب ، وتخريج ) .
كتبه د. مخيمر صالح ، من مطبوعات عمادة البحث العلمي ، والدراسات العليا ، بجامعة اليرموك ، الأردن.
13- الأقوال الواردة عن السلف في العقيدة في كتاب حلية الأولياء لأبي نعيم ، جمعاً وتحقيقاً ودراسة .
لمحمد بن بو بكر بن عمر بنعلي ، رسالة دكتوراه ، في الجامعة الإسلامية بإشراف د. علي بن عبد الرحمن الحذيفي ، نوقشت 19/10/1418هـ.
14- فهارس حلية الأولياء وطبقات الأصفياء .
إعداد السعيد بسيوني زغلول ، طبع سنة 1412هـ.
**************
ومع هذه المكانة لكتاب حلية الأولياء وهذه الجهود الخيرة على الكتاب إلا أنه لم يسلم من النقد ، وممن جرد قلمه لنقد الكتاب ابن الجوزي في مقدمة كتابه صفة الصفوة ، وجعل ما تكدر به الكتاب عشرة أشياء ، سأذكرها مختصرة مع التعليق على ما أراه.
الأول : أن هذا الكتاب إنما وضع لذكر أخبار الأخيار وإنما يراد من ذكرهم شرح أحوالهم وأخلاقهم ليقتدي بها السالك فقد ذكر فيه أسماء جماعة ثم لم ينقل عنهم شيئا من ذلك ذكر عنهم ما يروونه عن غيرهم أو ما يسندونه من الحديث .
وهذا صحيح فإن أبا نعيم بين مقصده من التأليف فقال في مقدمة الحلية :" وأجبتك إلى ما ابتغيت من جمع كتاب يتضمن أسامي جماعة وبعض أحاديثهم وكلامهم" (1).
الثاني : أنه قصد ما ينقل عن الرجل المذكور ولم ينظر هل يليق بالكتاب أم لا مثل : ما ملأ ترجمة مجاهد بقطعة من تفسيره ، وترجمة عكرمة بقطعة من تفسيره ، وترجمة كعب الأحبار بقطعة من التوراة وليس هذا بموضع هذه الأشياء .
وهذا صحيح فكثيراً من المرويات في التراجم لا تتفق مع مقصد أبي نعيم من وضع الكتاب.
الثالث : أنه أعاد أخباراً كثيرة مثل : ما ذكر في ترجمة الحسن البصري من كلامه ثم أعاده في تراجم أصحابه .
__________
(1) حلية الأولياء 1/3.(1/87)
وهذا صحيح فيوجد في الأقوال المنقولة عن المترجم له ، والأحاديث التي يرويها تكرار في عدت مواضع من الكتاب.
الرابع : أنه أطال بذكر الأحاديث المرفوعة التي يرويها الشخص الواحد فينسى ما وضع له ذكر الرجل من بيان آدابه وأخلاقه كما ذكر شعبة ، وسفيان ، ومالك ، وعبد الرحمن بن مهدي ، وأحمد بن حنبل ، وغيرهم فانه ذكر عن كل واحد من هؤلاء من الأحاديث التي يرويها مرفوعة جملة كثيرة ومعلوم أن مثل كتابه الذي يقصد به مداواة القلوب إنما وضع لبيان أخلاق القوم لا الأحاديث.
وهذا تكرار من ابن الجوزي لما ذكره في الأمر الثاني ، ولعل أبا نعيم لم يرد إخلاء كتابه من الفوائد الحديثية ، وخاصة في تراجم علماء الحديث الأجلاء.
الخامس : أنه ذكر في كتابه أحاديث كثيرة باطلة وموضوعة فقصد بذكرها تكثير حديثه وتنفيق رواياته ولم يبين أنها موضوعة ومعلوم أن جمهور المائلين الى التبرر يخفى عليهم الصحيح من غيره فستر ذلك عنهم غش من الطبيب لا نصح .
أما تفسير قصد أبي نعيم بتكثير حديثه وتنفيق رواياته فمدفوع عنه فأبو نعيم إمام مكثر وله من التصانيف والشهرة ما يغنيه عن التكثر ، وطلب تنفيق الحديث لأن هذا إنما يكون من مغمور يريد الشهرة .
وأما رواية الأحاديث الباطلة والموضوعة والسكوت عنها ، وهذا منهجه في هذا الكتاب وفي جميع مصنفاته ، وقد وافق الذهبي ابن الجوزي في هذا النقد فقال :" ما أعلم له ذنباً والله يعفو عنه أعظم من روايته للأحاديث الموضوعة في تواليفه ثم يسكت عن توهيتها"(1).
ولا يعاب على أبي نعيم بهذا فهو على منهج المحدثين فهو يؤدي ما تحمله في كتابه هذا وفي غيره بأسانيده ثم يبقى الحكم على الأحاديث والآثار لمن يأتي بعده ، وهذا ما لا يستطيعه الصوفية ، لنبذهم العلوم ، ورغبتهم في الوقوف على الأحوال وكلام أهل الحقائق فقط .
__________
(1) سير أعلام النبلاء 17/461.(1/88)
مع أن ابن الجوزي قد وقع فيما عاب به على أبي نعيم ففي كتابه صفة الصفوة قال : فصل ((ومن كلامه المتقن وأمثاله العجيبة - صلى الله عليه وسلم - )) أورد عدداً من الأحاديث الموضوعة التي لا يخفى بطلانها على أهل الصنعة ونسبها إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - من غير بيان أنها موضوعة ، ومن غير ذكر أسانيدها حتى يمكن للباحث من بعده أن يدرس أسانيدها ويحكم عليها(1).
السادس : السجع البارد في التراجم الذي لا يكاد يحتوي على معنى صحيح خصوصاً في ذكر حدود التصوف.
وهذا صحيح فمن ذلك قول أبي نعيم :" ومنهم الفقيه القوي سالك السمت المرضي بالعلم الواضح المضي والحال الزاكي الوضي ؛ أبو عمرو عامر بن شراحيل الشعبي كان بالأوامر مكتفياً وعن الزواجر منتهياً تاركاً لتكلف الأثقال معتنقاً لتحمل الواجب من الأفعال ، وقيل :" إن التصوف تطهر من تكدر وتشمر في تبرر" (2).
السابع : إضافة التصوف إلى كبار السادات كأبي بكر وعمر وعثمان وعلي والحسن وشريح وسفيان وشعبة ومالك والشافعي وأحمد وليس عند هؤلاء القوم خبر من التصوف.
الثامن : أنه حكى في كتابه عن بعض المذكورين كلاما أطال به لا طائل فيه تارة ، ولا يكون في ذلك الكلام معنى صحيح .
التاسع : أنه ذكر أشياء عن الصوفية لا يجوز فعلها فربما سمعها المبتدىء القليل العلم فظنها حسنة فاحتذاها .
العاشر : أنه خلط في ترتيب القوم فقدم من ينبغي أن يؤخر وأخر من ينبغي أن يقدم فعل ذلك في الصحابة وفيمن بعدهم فلا هو ذكرهم على ترتيب الفضائل ولا على ترتيب المواليد ولا جمع أهل كل بلد في مكان وربما فعل هذا في وقت ثم عاد فخلط خصوصاً في أواخر الكتاب .
__________
(1) صفة الصفوة 1 / 203 – 218 ، وفيها جملة من الأحاديث موضوعة ذكرها ابن الجوزي في الموضوعات مثل حديث :" استعينوا على إنجاح حوائجكم بالكتمان " ، أورده في صفة الصفوة 1،216 ، وحكم بوضعه في الموضوعات 2/503.
(2) حلية الأولياء 4/310.(1/89)
وهذا سهل فبوجود الفهارس التي وضعت للكتاب يمكن الوصول إلى التراجم بسهولة.
المبحث الثالث : منهج المصنف في الكتاب إجمالاً.
أولاً : منهجه في ترتيب التراجم :
بدأ بتراجم العشرة المبشرين بالجنة ، ثم بقية الصحابة على غير ترتيب معين .
ثم انتقل إلى الكلام عن أهل الصفة ، وذكرهم مرتبين على حروف الهجاء ، واستفاد ممن سبقه في ذكر أهل الصفة ، وهما أبو عبد الرحمن السلمي ، وأبو سعيد الأعرابي ثم استدرك عليهما بعض الأسماء التي لم يذكراها.
وختم تراجم الصحابة بذكر جملة الصحابيات رضوان الله عليهن.
أعقب ذلك بذكر تراجم الطبقة الأولى من التابعين ، بدأ بترتيبهم على البلدان فقدم تابعي البصرة ثم تابعي المدينة ثم تابعي الكوفة .
لم يلتزم ترتيباً معيناً بعد ذلك ، وقد نبه في عدة مواضع إلى هذا الخلل فقال :" ذكرنا نفراً من متقدمي طبقة الكوفيين في ذكر زهاد اليمانية وعبادهم وعدنا إلى ذكر جماعة من عباد الكوفيين ونساكهم " (1) ، وقال بعد عدة تراجم :" قد ذكرنا عدة من أصحاب عبد الله بن مسعود رحمهم الله تعالى وبقي منهم عدة لم نذكرهم " (2) ، ثم ذكر طائفة من أصحاب عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - .
ثم ذكر خلائق من الناس من غير ترتيب معروف ، ثم قال :" قد تقدم ذكر طبقات من الصحابة والتابعين وتابعيهم على ترتيب أيامهم وبلدانهم حسبما أذن الله تعالى فيه ويسره فله الحمد والمنة وعزمنا على ذكر طوائف من جماهير النساك والعباد المذكورين بالكد في الإجتهاد ………. وعدلنا عن ترتيب أيامهم والبلاد فمن اشتهر بالرواية ذكرنا له حديثا فما فوقه ومن لم تعرف له رواية اقتصرنا من كلامه على حكاية والله خير معين وبه نستعين " (3) وانظر 6/315.
وسار على هذا المنهج حتى آخر الكتاب.
ثانياً : عناصر الترجمة:
__________
(1) حلية الأولياء 4/100.
(2) المرجع السابق 4/169.
(3) حلية الأولياء 6/148-149.(1/90)
أغلب التراجم التي في الكتاب تحوي عناصر تكاد أن تكون متحدة في الترتيب كما يلي:-
يبدأ باستخدام حروف العطف لبيان انتساب المترجم له للصوفية ، ثم يصفه بأوصاف مسجوعة ، ويبين اسمه وشيئاً من نسبه وبلده ، مثل قوله :" فمنهم حبيب أبو محمد الفارسي من ساكني البصرة كان صاحب المكرمات مجاب الدعوات " (1) ، ومثل قوله :" ومنهم المتعبد القوام المتلذذ بالسهر للذكر همام وهو همام بن الحارث النخعي " (2).
ثم يذكر جملة من الأخبار الواردة في فضل المترجم له ، وبعض ألفاظ التعديل الواردة فيه ، ويذكر شيئاً من وصف حاله من العبادة والزهد ، تقل وتكثر هذه الأخبار حسب ما اشتهر عن المترجم له.
إذا كان المترجم له ممن اشتغل بالرواية فيذكر بعد ذلك أسماء من روى عنهم فمثلاً قال عن أبي عبد الرحمن السلمي :" أسند أبو عبد الرحمن عن الخلفاء عمر وعثمان وعلي بن أبي طالب وعن أبي مسعود وأبي الدرداء وغيرهم من الصحابة رضي الله تعالى عنهم " (3) ، وقال في ترجمة هشام الدستوائي :" سمع هشام الأئمة والأعلام قتادة ويحيى بن أبي كثير وطبقتهما من البصريين وحماد بن أبي سليمان وطبقته من الكوفيين وأبا الزبير وطبقته من المكيين " (4).
يجعل عنواناً في أغلب التراجم في ذكر ما أسند المترجم له فيقول :" ومما أسند فلان " أو يقول :" ومن غرائب مسانيده " ، أو :" ومن غرائب حديثه " فإن كان مقلاً من الرواية أو لاشيء له فإنه يبين ذلك كقوله عن زياد بن جرير الأسلمي :" كان زياد قليل المسانيد " (5) .
يورد جملة من الأحاديث التي رواها المترجم له من غير ترتيب معين لا في الإسناد ولا في المتن أو عدد محدد لها.
ثالثاً : منهجه في تخريج الأحاديث .
__________
(1) حلية الأولياء 6/149.
(2) حلية الأولياء 4/178.
(3) حلية الأولياء 4/193.
(4) حلية الأولياء 6/280.
(5) حلية الأولياء 4/198.(1/91)
لم يخل أبو نعيم رحمه الله كتابه من فوائد علمية تتعلق بالأحاديث الشريفة ومن عنايته بها فقد تكلم على كثير من الأحاديث من حيث شهرتها من بعض الطرق وغرابتها وله في ذلك منهج يمكن وصفه كما يلي :
-رواية الأحاديث بأسانيده عن شيوخه ، وإذ روى الحديث عن أكثر من شيخ فإنه يستخدم رمز الإحالة بين الأسانيد ( ح ) .
إذا تكرر الحديث عنده وساقه مساقاً مستقلاً عن الحديث الذي سبقه يستخدم ألفاظ المقارنة بين الأحاديث كقوله :" مثله " ، و " فذكر نحوه " ، و يبن في بعض المواضع فروق الألفاظ بين الرواة ، وينسب كل لفظ إلى راويه .
يكاد لا يترك حديثاً إلا ويتكلم عنه ، ومما يذكر في ذلك في غير باب العلل ، بيان شهرة الحديث أو غرابته عن المترجم له مثل قوله :" حديث داود مشهور وحديث عاصم تفرد به منصور عن حماد " (1) ،
الحكم على الأحاديث و من عباراته في ذلك :
ثابت صحيح : مثل:" ثابت صحيح من حديث شعبة وفراس " (2).
متفق عليه : هذا يقوله عادة في الأحاديث الصحيحة الثابتة ، مثل :" هذا حديث صحيح متفق عليه " (3) ، ومثل :" والحديث صحيح متفق عليه على شرط الجماعة " ،
__________
(1) حلية الأولياء 6/255.
(2) حلية الأولياء 7/202.
(3) حلية الأولياء 1/338.(1/92)
ويقوله عن وجود الحديث في الصحيحين مثل : " صحيح متفق عليه من حديث عطاء عن عائشة رضي الله تعالى عنها أخرجه البخاري من حديث ابن جريج عن عطاء ومسلم عن سليمان بن بلال " (1) ، مثل :" هذا حديث صحيح متفق عليه أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما "(2) ، ومثل :" هذا حديث صحيح متفق عليه أخرجه البخاري عن قيس بن حفص الدارمي عن خالد بن الحارث وأخرجه مسلم عن بندار عن غندر وعبيد الله ابن معاذ عن أبيه" (3) ، ومثل :" هذا حديث صحيح متفق عليه أخرجه البخاري ومسلم جميعا من حديث عبدالعزيز بن عبدالصمد العمى حدث به مسلم عن اسحاق عن عبدالعزيز والبخاري عن جماعة من أصحاب عبدالعزيز" (4).
الفصل الثالث : منهج أبي نعيم في إعلال الأحاديث من خلال أحاديث الدراسة .
وفيه مبحثان :
المبحث الأول : منهجه في إعلال السند .
أولاً منهج أبي نعيم في بيان أوجه الاختلاف :
لم يلتزم أبو نعيم طريقة واحدة في بيان أوجه الاختلاف التي أوردها في ثنايا كتابه ، والذي وجدته من خلال القسم المحدد في هذه الرسالة كما يلي:-
يسند الوجه المرجوح ، ويعلق الراجح.
الأمثلة : ينظر الأحاديث ذوات الأرقام : 3، 4، 5،14 ، 22،33، 45،53،93،142.
يسند الوجه الراجح ، ويعلق المرجوح.
الأمثلة : ينظر الأحاديث ذوات الأرقام :12.
يسند وجهاً واحداً ، ويعلق بقية الأوجه .
الأمثلة : ينظر الأحاديث ذوات الأرقام : 6 ، 8 ، 30،36،46،86،106،120.
يسند جميع الأوجه ، ويبين عددها قبل ذلك.
الأمثلة : ينظر الأحاديث ذوات الأرقام :110،111،113،114،115،116، 117،118،119،120،121،122،123،124.
يذكر الاختلاف على أكثر من مدار في الحديث الواحد.
الأمثلة : ينظر الأحاديث ذوات الأرقام :8،11،13،20،43،51،57.
تكرار الحديث والاختلاف الوارد فيه .
الأمثلة : ينظر الأحاديث ذوات الأرقام :38،40،58.
__________
(1) حلية الأولياء 3/205.
(2) حلية الأولياء 2/195.
(3) حلية الأولياء 2/315.
(4) حلية الأولياء 2/317.(1/93)
يسند الحديث من طريق أحد الرواة ويتكلم عن علته من طريق آخر.
الأمثلة : ينظر الأحاديث ذوات الأرقام :101.
يذكر مدار الحديث والرواة الذين اختلفوا عنه.
الأمثلة : ينظر الأحاديث ذوات الأرقام : 10،12،13،14،25،28،36، 41،42،45،52،57،82،86،92.
ثانياً : قرائن التعليل عند أبي نعيم :
التفرد.
الأمثلة : ينظر الأحاديث ذوات الأرقام :3،5،9،17، 22 ، 31 ، 33،47،48،53،73.
الاختلاف بين الرواة.
الأمثلة : ينظر الأحاديث ذوات الأرقام :97، 98، 99،101، 106، 112،123.
مخالفة الراوي أو الرواة لغيرهم.
الأمثلة : ينظر الأحاديث ذوات الأرقام : 4،8،12،20،26،28،39،47،48،58، 96.
جمع المفترق من الرواة.
الأمثلة : ينظر الأحاديث ذوات الأرقام :29 ، 30.
الاضطراب في الحديث.
الأمثلة : ينظر الأحاديث ذوات الأرقام :33 .
ثالثاً : قرائن الترجيح عند أبي نعيم :
الترجيح بالكثرة.
الأمثلة : ينظر الأحاديث ذوات الأرقام : 21،24، 84،90،104،106،125.
الترجيح بالأحفظ ، والمقدمين من الرواة.
الأمثلة : ينظر الأحاديث ذوات الأرقام : 68،80،100.
الترجيح بالمتابعات للمدار.
الأمثلة : ينظر الأحاديث ذوات الأرقام :17،18،21،42،45،55،103.
الترجيح بما في كتاب الراوي الذي وقع عليه الاختلاف.
الأمثلة : ينظر الأحاديث ذوات الأرقام : 91،92،93،94.
رابعاً : ألفاظ الترجيح بين الروايات المختلفة عند أبي نعيم :-
قوله :" والصحيح " ، و" وهو صحيح من حديث فلان " ، " والصحيح المشهور ".
قوله :" المشهور " ، و" مشهوره من قبل فلان " ، و" ومشهوره " ، و" مشهوره من حديث فلان ".
قوله :" وهو الصواب ".
قوله :" وأسلم الروايات ، وأصحها ".
خامساً : قرائن تصحيح الوجهين.
جواز سماع الراوي للحديث بالوجهين ، ينظر مثال ذلك في الحديث رقم : 44.
سادساً : أنواع علل الإسناد التي ذكرها أبو نعيم :
الإعلال بالاختلاف في رفع الحديث ووقفه .(1/94)
وهو أن يكون الحديث مرفوعاً فيخطئ أحد الرواة ويوقفه على الصحابي ، أو يكون الأصل فيه الوقف فيخطئ أحد الرواة فيرفعه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - .
ومن أمثلة الأول الأحاديث ذوات الأرقام : 24 ، 27، 67،83،88،107،126، 129،137،140.
ومن أمثلة الثاني الأحاديث ذوات الأرقام: 9 ، 10 ، 13 ، 14 ، 15 ، 18،47، 54،55 ، 66،72،74،127،128،130،132،138،141.
الإعلال بالاختلاف في رفع الحديث ، وكونه مقطوعاً .
وهو أن يكون الأثر من قول أحد التابعين ، أو من دونهم فيخطئ أحد الرواة فيرفعه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - .
ومن أمثلة ذلك الأحاديث ذوات الأرقام: 5 ، 22 ، 69،77،89.
الإعلال بالاختلاف في وصل الحديث وإرساله.
وهو أن يرد الحديث من وجهين مختلفين ، ويكون الأصل فيه الوصل ، فيخطئ أحد الرواة فيرسله ، أو العكس .
فمن أمثلة الأول :25 ، 38،109،136.
ومن أمثلة الثاني الأحاديث ذوات الأرقام: 1 ، 16 ، 23 ،32،63،81،139. …
الإعلال بإبدال صحابي الحديث.
وهو أن يكون الحديث معروفاً ومشهوراً عن أحد الصحابة ، فيخطئ أحد الرواة فيجعله من مسند صحابي آخر.
ومن أمثلة ذلك الأحاديث ذوات الأرقام: 2، 27،59،64،71،73،79،84.
الإعلال بإبدال أحد رواة الإسناد – دون الصحابي - بغيره.
ومن أمثلة ذلك الأحاديث ذوات الأرقام: 3 ، 6 ، 7 ، 8 ، 12 ، 17 ، 26،28 ، 34،
44،82،105.
الإعلال بزيادة رجل في الإسناد أو نقصانه .
ومن أمثلة ذلك الأحاديث ذوات الأرقام: 4، 19،20،21، 31 ، 41،50،52،62،68، 75،78،85،102،142،143.
الإعلال بتفرد أحد الرواة بما لا يتابع عليه .
ومن أمثلة ذلك الأحاديث ذوات الأرقام: 7،9،20،22،61،70،94،99،103،134.
المبحث الثاني : منهجه في إعلال المتن .
من أنواع العلل التي ذكرها أبو نعيم في متن الحديث من خلال أحاديث الدراسة ما يلي :-
أ – إعلال المتن بزيادة لفظة ليس منه .
مثل الحديث رقم : 108.
ب- إعلال المتن بتغيير لفظه الذي ورد به.(1/95)
ومن أمثلة ذلك الأحاديث ذوات الأرقام: 61،80،128.
ج- إعلال الحديث برواية متنه مطولاً ومختصراً.
مثل الحديث رقم : 22.
ومما يمكن أن يؤخذ على منهج أبي نعيم رحمه الله :-
أ- نسبة الخطأ أو الوهم إلى أحد الرواة ، والخطأ إنما وقع ممن هو دونه.
ومن أمثلة ذلك الأحاديث ذوات الأرقام: 3،57 ، 60،135.
ب عدم الترجيح بين الروايات المختلفة.
فقد تكرر ذكر أبي نعيم للأوجه المختلف فيها في جملة من الأحاديث دون بيان الوجه الراجح منها .
ج- عدم تحديد المدار الذي يقع عليه الاختلاف.
وهذا كثير بل هو الأغلب في الأحاديث المعلة في كتاب حلية الأولاياء.
د- القول بوجود اختلاف في الحديث ، مع أن الروايات متفقة عن المدار.
ومن أمثلة ذلك الأحاديث ذوات الأرقام: 67،132.
ويمكن الاعتذار عن أبي نعيم رحمه الله عن ذلك بأنه لم يصنف الكتاب أصلاً للكلام في علل الأحاديث ، وإنما أراد تكميل النفع بكتابه بذكر علل بعض المرويات فيه ، فكيف لو أراد التصنيف في العلل وهو العالم الحافظ الذي كان إليه المنتهى علوم الحديث في زمانه.(1/96)
قال أبو نعيم رحمه الله :
حدثنا عبدالله بن محمد بن زكريا ، ثنا إسماعيل بن عمرو ، ثنا مسعر بن كدام ، عن عبد الكريم المعلم ، عن طاووس ، عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه ، قال : سئل النبي - صلى الله عليه وسلم - مَن أحسن الناس قراءة ؟ قال : " من إذا سمعته يقرأ رأيت أنه يخشى الله " .
غريب من حديث مسعرلم يروه عنه مرفوعاً موصولاً إلا إسماعيل.
[حلية الأولياء 4/19]
(( تخريج الحديث ))
الحديث يرويه مسعر بن كدام واختلف عنه من ثلاثة أوجه :
الأول : يروى عنه ، عن عبد الكريم المعلم ، عن طاووس ، عن ابن عباس - رضي الله عنه - ،عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثاني : يروى عنه ، عن عبد الكريم ، عن طاووس ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلاً .
الثالث : يروى عنه ، عن عبد الله بن دينار ، عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
تخريج الوجه الأول :
( مسعر بن كدام، عن عبد الكريم المعلم ، عن طاووس ، عن ابن عباس - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
تفرد به إسماعيل بن عمرو من هذا الوجه عن مسعر.
رواه ابن عدي في الكامل 2/278 ،وأبو الشيخ الأصبهاني في جزء من حديثه برواية ابن مردويه ص 18 ح ( 5) ، و أبو نعيم في حلية الأولياء 4/19 ، وفي ذكر أخبار أصبهان 2/90 ، و البيهقي في شعب الإيمان 2/388 ح( 2145 ) ، وأبو العلاء العطار في التمهيد في معرفة التجويد ص 124 ح ( 184 ) و ص125 ح ( 185 ).
تخريج الوجه الثاني :
( مسعر بن كدام ، عن عبد الكريم المعلم ، عن طاووس ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، مرسلاً ).
يرويه من هذا الوجه عن مسعر خمسة :-
1- أبو أسامة حماد بن أسامة .
رواه عنه أبو بكر ابن أبي شيبة في المصنف ، كتاب : فضائل القرآن ، باب ( 4 ) : في حسن الصوت بالقرآن ، 6/120ح ( 29936 ).
2- جعفر بن عون .(1/97)
رواه عنه الدارمي في سننه ، كتاب : فضائل القرآن ، باب ( 34 ) : التغني بالقرآن ، 4/2187 ح ( 3532 ) ، ورواه البيهقي في شعب الإيمان 2/388 ح ( 2146) ، وأبو العلاء العطار في التمهيد في معرفة التجويد ص 125 ح ( 186 ).
3- وكيع بن الجراح .
رواه عنه أبو بكر بن أبي شيبة في المصنف ، كتاب : الصلوات ، باب ( 797 ) في حسن الصوت بالقرآن 2/258 ح ( 8742 ) .
-4 محمد بن بشر.
-5شعيب بن إسحاق .
قال ابن عدي في الكامل 2/278 :" رواه أبو أسامة ، ومحمد بن بشر ، وشعيب بن إسحاق ، وغيرهم عن مسعر مرسلاً ".
وتابع مسعراً على رواية هذا الوجه :
عبدالملك بنُ جريج .
رواه عبد الرزاق في المصنف 2/488 .
وتابع عبدَ الكريم بن أمية على هذا الوجه :
عبدُ الله بن طاووس ، والحسنُ بن مسلم بن يناق.
رواه أبو عبيد الهروي في فضائل القرآن 1/333 ح ( 232 ) .
تخريج الوجه الثالث :
( مسعر بن كدام ، عن عبد الله بن دينار ، عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - )
تفرد به حميد بن حماد البحراني من هذا الوجه عن مسعر.
رواه الروياني في المسند 2/410 ح ( 1415 )، ومن طريقه ، رواه أبو الفضل الرازي في كتاب فضائل القرآن وتلاوته ، ص 67 ح (24 ) ، والبزار كما في مختصر زوائد البزار ، لابن حجر ، باب : فضائل القرآن والقراءات، 2/140ح ( 1578 ) ، والطبراني في المعجم الأوسط 2/311 ح ( 2074 ) ،وابن عدي في الكامل 2/277 ، وتمام الرازي كما في الروض البسام بترتيب وتخريج فوائد تمام ، 4/115 ح ( 1319 ) ، و الخطيب البغدادي في تلخيص المتشابه 1/129 ، وأبو العلاء العطار في التمهيد في معرفة التجويد ص 123 ح ( 180 ) ، وص 124 ح ( 182 ) .
(( تراجم الرواة ))
أولاً : ترجمة مدار الحديث :(1/98)
مِسْعَر(1) بن كِدام (2) بن ظهير بن عبيدة بن الحارث الهلالي العامري،أبوسلمة الكوفي،[ ع ].
روى عن : الحكم بن عتيبة ، وأبي إسحاق السبيعي ، وعبد الكريم المعلم.
روى عنه : أبو أسامة حماد بن أسامة ، وعبد الله بن المبارك ، ويحيى بن سعيد القطان .
قال شعبة : " كنا نسمي مسعراً المصحف " ، وقال سفيان ابن عيينه : " كان مسعر عندنا من معادن الصدق " ، وقال يحيى بن معين : " ثقة " ، وقال الإمام أحمد : " كان ثقة خياراً حديثه حديث أهل الصدق " ، ، وقال العجلي : " كوفي ثقة ثبت في الحديث " ، قال الذهبي : " حجة إمام " ، وقال ابن حجر : " ثقة ثبت فاضل " ، مات سنة خمس وخمسين ومائة (3).
ثانياً : ترجمة راوي الوجه الأول .
إسماعيل بن عمرو بن نجيح البجلي (4)الكوفي ثم الأصبهاني.
روى عن : الثوري ، ومسعر ، والحسن بن صالح .
روى عنه : عبد الله بن محمد بن زكريا ، وأسيد بن عاصم .
قال أبو حاتم : " ضعيف الحديث " ، وقال الدار قطني : " ضعيف " ، قال ابن عدي : " ضعيف ، وله عن مسعر غير حديث منكر لا يتابع عليه "،وقال العقيلي : " في حديثه مناكير ".
وذكره ابن حبان في الثقات ، والراجح أنه ضعيف ، لكثرة من وصفه بذلك ، وسبب جرحه كثرة المناكير في حديثه ، مات سنة سبع وعشرين ومائتين (5).
ثالثاً : تراجم رواة الوجه الثاني .
__________
(1) مسعر : بمكسورة ، وسكون سين ، وفتح المهملتين . المغني للفتني ص 230 .
(2) كدام : بكاف مكسورة ، وبدال مهملة . الإكمال لابن ماكولا 7/164.
(3) ينظر : معرفة الثقات 2/274 ت 1710، تهذيب الكمال 27/461 ، سير أعلام النبلاء 7/163، تقريب التهذيب ص 936 ت 6649.
(4) البجلي : بفتح الباء المنقوطة بواحدة والجيم ، هذه النسبة إلى قبيلة بجيلة . الأنساب 1/284 .
(5) ينظر : الجرح والتعديل 2/190 ، الضعفاء والمتروكين للدارقطني ص 82 ت 88 ، الكامل لابن عدي 1/323 ، الضعفاء الكبير 1/ 86 ت99 ، ميزان الاعتدال 1/239.(1/99)
1- حماد بن أسامة بن زيد القرشي ، أبو أسامة الكوفي الهاشمي مولاهم ، [ ع ].
روى عن : شعبة بن الحجاج ، وسفيان الثوري ، ومسعر بن كدام .
روى عنه : أحمد بن حنبل ، وزهير بن حرب ، وأبو بكر بن أبي شيبة .
قال يحيى بن معين :" ثقة " ، قال الإمام أحمد : " ثقة " ، وقال : " كان ثبتاً ، ما كان أثبته لا يخطئ "، وقال الذهبي : " الكوفي الحافظ ، حجة عالم " ، قال ابن حجر : " ثقة ، ثبت ربما دلس " ، وذكره في المرتبة الثانية من مراتب المدلسين ، مات سنة إحدى ومائتين (1).
2- جعفر بن عون بن جعفر بن عمرو القرشي المخزومي ، أبو عون الكوفي ، [ع ].
روى عن : الأعمش ، ومسعر بن كدام ، وسفيان الثوري .
روى عنه : أحمد بن حنبل ، ومحمد بن بشار ، والدارمي .
قال محمد بن سعد ، ويحيى بن معين ، والعجلي ، والذهبي : " ثقة " ، وذكره ابن حبان في الثقات ، وقال الإمام أحمد : " رجل صالح ليس به بأس "، وقال أبو حاتم : " صدوق " ، وقال ابن حجر: " صدوق " ، والذي أراه أنه ثقة ، فقد وثقه جملة من ذكر ، ولم أجد في ترجمته ماينزله عن مرتبة ثقة ، مات سنة ست ومائتين (2).
3- وكيع بن الجراح بن مليح الرؤاسي (3)، أبو سفيان الكوفي ، [ع ].
روى عن : سفيان الثوري ، وسفيان بن عيينة ، وشعبة الحجاج وخلق كثير .
روى عنه : الإمام أحمد بن حنبل ، ومسدد بن مسرهد ، وأبو بكر بن أبي شيبة .
__________
(1) ينظر : تهذيب الكمال 7/217 ت 1471 ، الكاشف 1/186 ، تقريب التهذيب ص 227ت 1495، تعريف أهل التقديس ص 107 ت 44.
(2) ينظر : الجرح والتعديل 2/485 ت 1981 ، معرفة الثقات 1/270ت 225 ، تهذيب الكمال 5/70ت 948 ، الكاشف 1/130 ت 805، تقريب التهذيب ص 200 ت 956.
(3) الرؤاسي : بضم الراء وفتح الواو المهموزة وفي آخرها السين المهملة ، هذه النسبة إلى رؤاس وهو الحارث بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن قيس بن عيلان . الأنساب 3/97 .(1/100)
قال يحيى بن معين : " الثبت بالعراق وكيع " ، وقال الإمام أحمد : " كان وكيع بن الجراح إمام المسلمين في وقته " ، و قال ابن حجر : " ثقة حافظ عابد " ، مات سنة سبع وتسعين ومائة (1).
4- محمد بن بشر بن الفرافصة (2)بن المختار بن رديح العبدي ، أبو عبد الله الكوفي .
روى عن : سفيان الثوري ، وعمرو بن ميمون ، ومسعر بن كدام .
روى عنه : إسحاق بن راهويه ، وجعفر بن عون ، وعلي بن المديني .
قال يحيى بن معين ، والعجلي ، ويعقوب الفسوي ، والنسائي ، وابن حجر: " ثقة " ، وزاد ابن حجر :" حافظ " ، مات سنة ثلاث ومائتين (3).
5- شعيب بن إسحاق بن عبد الرحمن القرشي الأموي،أبو محمد الدمشقي [خ م د س ق].
روى عن : سفيان الثوري ، وهشام الدستوائي ، ومسعر بن كدام .
روى عنه : سويد بن سعيد ، وإسحاق بن راهويه ، وهشام بن عمار .
قال الإمام أحمد ، و يحيى بن معين ، وأبو داود ، والنسائي : " ثقة " ، وقال أبو حاتم : " صدوق " ، وقال ابن حجر : " ثقة ، رمي بالإرجاء " ، مات سنة تسع وثمانين ومائة (4) .
رابعاً : ترجمة راوي الوجه الثالث .
حميد بن حماد بن خوار التميمي أبو الجهم الكوفي ، [ د ].
روى عن : سفيان الثوري ، والأعمش ، ومسعر بن كدام.
روى عنه : زيد بن الحباب ، ومحمد بن معمر البحراني .
__________
(1) ينظر : تهذيب الكمال 30/462 ت 6695 ، تاريخ بغداد 13/474 ، مقدمة ابن الصلاح ص 288-289 ، تقريب التهذيب ص 581 ت 7414.
(2) الفرافصة : بفائين ، وراء خفيفة ، وصاد مهملة . المغني ص 196 .
(3) ينظر : معرفة الثقات 2/ 233 ت 1574 ، المعرفة والتاريخ للفسوي 3/132 ، تهذيب الكمال 24/520 ت 5088 ، تهذيب التهذيب 9/61ت 5997 ، تقريب التهذيب ص 828 ت 5793.
(4) ينظر : الجرح والتعديل 4/ 341 ت 1498 ، سؤالات الآجري لأبي داود 2/ 189 ت 1561 ، تهذيب الكمال 12/501 ت 2742 ، تقريب التهذيب ص436 ت 2808.(1/101)
قال أبو زرعة الرازي :" شيخ " ، وقال أبو حاتم :" شيخ يكتب حديثه ، ليس بالمشهور".
وقال أبو داود : " ضعيف " ، وقال الدارقطني : " يعتبر به " ، وقال ابن عدي : " يحدث عن الثقات بالمناكير" ، وقال ابن حجر : " لين الحديث " ، وذكره ابن حبان في الثقات وقال :" ربما أخطأ " ، والراجح أنه ضعيف ، لكثرة من حكم عليه بذلك ، وابن حبان متساهل.
مات سنة خمس عشرة ومائتين (1).
)) دراسة الاختلاف ))
يتبين من تخريج الحديث أنه قد اختلف عن مسعر بن كدام من ثلاثة أوجه :
الأول : يرويه إسماعيل بن عمرو البجلي ، عن مسعر ، عن طاووس ، عن ابن عباس - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثاني : يرويه حماد بن أسامة ، وجعفر بن عون ، ووكيع بن الجراح ، ومحمد بن بشر ، وشعيب بن إسحاق خمستهم ، عن مسعر ، عن عبد الكريم ، عن طاووس ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، مرسلاً.
الثالث : يرويه حميد بن حماد ، عن مسعر ، عن عبد الله بن دينار ، عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
وبعد النظر في حال المدار ، وأحوال الرواة المختلفين يكون الوجه الثاني هو الراجح وقرائن ترجيحه :
أن هذا الوجه من رواية الأرجح صفة وعدداً ، فقد رواه بهذا الوجه عن مسعر خمسة فيهم أئمة ، وخالفهم في كلٍ من الوجهين الآخرين ضعيف .
المتابعات لمسعر بروايته على الوجه الثاني تؤيد رجحانه.
أقوال أهل العلم تؤيد هذا الترجيح :
استغراب أبو نعيم للوجه الأول حيث قال :" غريب من حديث مسعر لم يروه عنه مرفوعاً موصولاً إلا إسماعيل" (2).
__________
(1) ينظر : الجرح والتعديل 3/220 ت 965 ، الكامل 2/277 ، سؤالات الآجري لأبي داود1/241 س 323 ، سؤالات البرقاني للدارقطني ص 23 ت 92 ، الثقات لابن حبان 8/196 ، تهذيب الكمال 7/352 ت 1542 ، تقريب التهذيب ص 273 ت 1552 .
(2) حلية الأولياء 4/19.(1/102)
وقال البزار عن الوجه الثالث :"لم يتابع حميداً على روايته هذه ، ومسعر لم يحدث عن عبد الله بن دينار بشيء " (1) ، ومما يزيد هذا الوجه توهيناً أن مسعر لا تعرف له رواية عن عبد الله بن دينار.
وقال ابن عدي عن الوجه الأول والثالث :" والروايتان جميعاً غير محفوظتين ، والصحيح مرسل عن طاووس "(2).
)) الحكم على الحديث ))
سأدرس الحديث من الوجه المرجح بإسناد أبي بكر بن أبي شيبة قال رحمه الله :
حدثنا أبو أسامة ، عن مسعر ، عن عبد الكريم ، عن طاووس : سئل النبي - صلى الله عليه وسلم - : من أقرأ الناس ؟ قال :" من إذا قرأ القرآن رأيته يخشى الله ".
1- أبو أسامة حماد بن أسامة
ثقة ، سبقت ترجمته قريباً .
2- مسعر بن كدام الهلالي .
ثقة ثبت ، سبقت ترجمته قريباً .
3- عبد الكريم بن أبي المُخارق (3)، أبو أمية البصري [خ م ت س ق].
روى عن : سعيد بن جبير ، وطاووس بن كيسان ، وعامر الشعبي .
روى عنه : مسعر بن كدام ، ومجاهد بن جبر ، وعبد الملك بن جريج .
قال أيوب السختياني : " لا تأخذوا عن عبد الكريم أبي أمية ، فإنه ليس بثقة ".
وقال يحيى بن معين : " بصري ضعيف " ، وقال الإمام أحمد : " ضربت على حديثه ، هو شبه المتروك " ، وقال النسائي ، والدارقطني : " متروك " ، وقال ابن عبد البر : " لا يختلفون في ضعفه " ، وقال الذهبي : " ضعيف ، تركه بعضهم " ، وقال ابن حجر : " ضعيف ".
قلت : هو ضعيف ، أما رواية مالك عنه وإخراجه له في الموطأ فقد أجاب عن ذلك ابن عبد البر بقوله :" غرّ مالكاً منه سمتُه ، ولم يكن من أهل بلده فيعرفه ، ولم يخرج مالكٌ عن عبد الكريم بن أبي المخارق حكماً في موطئه ، وإنما ذكر فيه عنه ترغيباً وفضلاً ".
__________
(1) مختصر زوائد البزار لابن حجر 2/140.
(2) الكامل 2/278.
(3) مخارق : بمضمومة ، فمعجمة ، وراء ، وقاف ، المغني للفتني ص 225.(1/103)
مات سنة ست وعشرين ومائة (1).
4- طاووس بن كيسان اليماني ، أبو عبد الرحمن الحميري [ ع ].
روى عن : جابر بن عبد الله ، وعبد الله بن عباس ، وأبي هريرة - رضي الله عنهم - .
روى عنه : سيلمان التيمي ، وابنه عبد الله ، والزهري ، وعبد الكريم المعلم .
قال يحيى بن معين وأبو زرعة ، والعجلي ، وابن حجر : " ثقة " ، وزاد العجلي :" تابعي " ، وابن حجر :" فقيه ، فاضل " ، وذكره ابن حبان في الثقات ، مات سنة إحدى ومائة(2).
الحكم على الحديث بهذا الإسناد :
ضعيف جداً لعلتين : الأولى : في إسناده عبد الكريم بن أبي المخارق ضعيف .
الثانية : أنه مرسل.
الثالثة : الاضطراب في إسناده ، ولعله من عبد الكريم ، فقد رواه بثلاثة أوجه الأول : رواه مسعر بن كدام عنه عن طاووس مرفوعاً مرسلاً .
الثاني : رواه الفاكهي في أخبار مكة 2/318 ،عن ابن أبي عمر ، وذكره المزي من طريق أسد بن موسى كلاهما عن سفيان بن عيينة عن عبد الكريم عن طاووس من قوله .
الثالث : رواه عبد الله بن أحمد في زياداته على الزهد ص 147، ومن طريقه رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 3/64 ، من طريق أبي معمر : إسماعيل بن إبراهيم الهروي عن سفيان بن عيينة عن عبد الكريم عن طلق بن حبيب من قوله.
دراسة إسناد المتابعة لعبد الكريم بن أمية .
سبق بيان أن عبد الكريم قد توبع في روايته للحديث من هذا الوجه .
__________
(1) ينظر : الضعفاء والمتروكين للنسائي ص 212 ت 401 ، التمهيد لابن عبد البر20/65 تهذيب الكمال 18/259 ت 3506 ، ميزان الاعتدال 2/646 ، المغني في الضعفاء 2/6 ت 3784 ، تقريب التهذيب ص 619 ت 4184.
(2) ينظر : تهذيب الكمال 13/357 ت 2958 ، الجرح والتعديل 4/500 ت 2203 ، الثقات 4/391 ، معرفة الثقات 1/477 ت 790 ، تقريب التهذيب ص462 ت 3026.(1/104)
قال أبو عبيد : حدثنا قبيصة ، عن سفيان ، عن ابن جريج ، عن ابن طاووس ، عن أبيه ، وعن الحسن بن مسلم عن طاووس قال : سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أي الناس أحسن صوتاً بالقرآن ؟ فقال :" الذي إذا سمعته رأيته يخشى الله" .
(( دراسة إسناد المتابعة ))
1- قبيصة(1) بن عقبة بن محمد بن سفيان بن عقبة أبو عامر الكوفي ، [ ع ].
روى عن : سفيان الثوري ، وشعبة بن الحجاج ، وحماد بن سلمة.
روى عنه : البخاري ، وأحمد بن حنبل ، وأبو عبيد القاسم بن سلام .
قال ابن سعد : " وكان ثقة صدوقاً" ، , قال يحيى بن معين : " ثقة في كل شيء إلا في حديث سفيان ليس بذاك القوي ، فإنه سمع منه وهو صغير " ، قال الإمام أحمد : " كثير الغلط ؛ وكان ثقة صالحاً لا بأس به " ، وقال أبو حاتم : " صدوق لم أر أحداً من المحدثين يأتي بالحديث على لفظ واحد لا يغيره سوى قبيصة بن عقبة " ، وقال النسائي : " ليس به بأس ".
وقال العجلي : " ثقة " ، وذكره ابن حبان في الثقات ، وقال الذهبي : " حافظ عابد ، وقال : صدوق جليل " ، وقال ابن حجر : " صدوق ربما خالف ".
قلت : والذي يترجح أن يكون في مرتبة ثقة ، ومن أنزله عنها إنما أنزله لمخالفته في بعض أحاديث الثوري ، وقد وثقه جماعة ، وقد قال الذهبي بعد ذكره لأقوال العلماء فيه :" بل هو محتج به عندهم موثق مع وجود غلطه" ، مات سنة خمس عشرة ومائتين (2).
2- سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري ، أبو عبد الله الكوفي ، [ ع ].
روى عن : أبي إسحاق السيبيعي ، وسليمان الأعمش ، ومحمد بن المنكدر.
__________
(1) قبيصة : مصغرًا ، بمفتوحة وكسر موحدة وإهمال صاد . المغني للفتني ص 201 .
(2) ينظر : الجرح والتعديل 7/126 ت 722 ، معرفة الثقات 2/215 ت 1511 ، الطبقات الكبرى 6/370 ، الثقات لابن حبان 9/21 ، وتهذيب الكمال 23/481 ت 4843 ، ميزان الاعتدال 2/ 383 ت 6861 ، الكاشف 2/340ت4616، تقريب التهذيب ص797 ت 5548.(1/105)
روى عنه : يزيد بن هارون ، وعبد الرحمن بن مهدي ، وعبد الرزاق الصنعاني .
قال شعبة ، وسفيان بن عيينه ، ويحيى بن معين : " سفيان أمير المؤمنين في الحديث ".
قال الخطيب : " كان إماماً من أئمة المسلمين ، وعلماً من أعلام الدين ، مجمعاً على أمانته بحيث يستغنى عن تزكيته مع الإتقان والمعرفة والضبط والورع والزهد " ، قال ابن حجر : " ثقة ،فقيه عابد ، إمام ، حجة " ، مات سنة ثلاث وستين ومائة (1).
3- عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج (2) القرشي المكي ، [ ع ].
روى عن : عطاء بن أبي رباح ، ونافع مولى بن عمر ، وأيوب السختياني .
روى عنه : حماد بن زيد ، وسفيان الثوري ، وسفيان بن عيينة .
قال ابن سعد : " ثقة كثير الحديث " ، و قال الإمام أحمد : "عمرو بن دينار وابن جريج أثبت الناس في عطاء " ، وقال أبو حاتم : " صالح الحديث " ، وقال أبو زرعة : " بخٍ من الأئمة " ، وقال العجلي : " ثقة مكي " ، وذكره ابن حبان في الثقات ، وقال الذهبي : " مجمع على ثقته " وقال ابن حجر : " ثقة ، فقيه ، فاضل ، وكان يدلس ويرسل ، وصفه بالتدليس : النسائي ، والدارقطني " ، وعده في المرتبة الثالثة من مراتب المدلسين .
مات سنة خمسين ومئة (3).
__________
(1) ينظر : تاريخ بغداد 9/165 ، تهذيب الكمال 11/154 ت 247 ، تقريب التهذيب ص 244 ت 2445 .
(2) جريج : هو بجيمين الأولى مضمومة ، تليها راء مفتوحة ، ثم مثناة تحت ساكنة . توضيح المشتبه 2/298 .
(3) ينظر : تهذيب الكمال 18/338 ت 3539 ، تاريخ بغداد 10/406 ، الجرح والتعديل 5/358 ، الطبقات الكبرى 5/492 ، الثقات لابن حبان 7/93 ، ميزان الاعتدال 2/659 ، تقريب التهذيب ص 363 ت 4193 ، تعريف أهل التقديس بمراتب الموصوفين بالتدليس لابن حجر ص 41 .(1/106)
4- عبد الله بن طاووس بن كيسان اليماني ، أبو محمد الأبناوي(1) ، [ ع ].
روى عن : أبيه طاووس ، وعكرمة مولى ابن عباس ، وعمرو بن شعيب .
روى عنه : أيوب السختياني ، وحماد بن زيد ، وعبد الملك بن جريج .
قال أبو حاتم ،و النسائي ، والدارقطني ، وابن حجر : " ثقة ".
مات سنة ثنتين وثلاثين ومائة (2).
5- الحسن بن مسلم بن يَنَّاق(3) المكي ، [ خ م د س ق ].
روى عن : سعيد بن جبير ، وطاووس بن كيسان ، وجاهد بن جبر .
روى عنه : حميد الطويل ، وعبد الملك بن جريج ، وعمرو بن مرة .
قال يحيى بن معين ، والنسائي ، والذهبي ، وابن حجر : " ثقة ".
وقال أبو حاتم : " صالح الحديث " ، مات بعد المائة بقليل (4).
6- طاووس بن كيسان اليماني .
ثقة ، سبقت ترجمته قريباً .
(( الحكم على المتابعة ))
ضعيفة جداً ، لعلل ثلاث : الأولى : عنعنة ابن جريج ، وهو مدلس .
الثانية : أنها مرسلة .
__________
(1) الأبناوي : يقال في التعريف : فلان من الأبناء ، والنسبة إليه ابناوي ، وكل من ولد باليمن من أبناء فارس وليس بعربي يسمونهم الأبناء . الأنساب 1/76 .
(2) ينظر : الجرح والتعديل 5/ 88 ت 405 ، تهذيب الكمال 15/ 130 ت 3346 ، تهذيب التهذيب 5/237ت 3507، تقريب التهذيب ص 516 ت 3418 .
(3) يناق : بفتح التحتانية ، وتشديد النون وآخره قاف . تقريب التهذيب ص 243 .
(4) ينظر : الجرح والتعديل 3/36 ت 155 ، تهذيب الكمال 6/ 326 ت 1276 ، الكاشف 1/167 ت 1074، تقريب التهذيب ص 243 ت 1296 .(1/107)
الثالثة : الاضطراب الواقع فيها فقد رواه قبيصة بن عقبة على وجهين هذا أحدهما ، والراوي عنه : أبو عبيد : القاسم بن سلام ( ثقة ) (1) ، روى الحديث عن قبيصة أحمد بن عمر الوكيعي (ثقة )(2) حيث رواه عن قبيصة فجعله عن عطاء بدلاً من طاووس ، رواه أبو نعيم في الحلية 3/ 317، وأبو سعيد النقاش في فوائد العراقيين ص 16 ح ( 5 ) ، وأبو العلاء العطار في التمهيد ص 127 ح ( 191 ) ، فيرويه عن قبيصة في كل وجه عنه ثقة ، ولا مرجح بينها ، وقد تكلم العلماء في غلطه في حديث الثوري.
وللحديث شواهد :
الشاهد الأول : حديث عبد الله بن عمر - رضي الله عنه - .
رواه عبد بن حميد كما في المنتخب ص 255 ح ( 802 ) ، و رواه ابن نصر المروزي المروزي كما في مختصر قيام الليل ص 138(3) ، وأبو نعيم في أخبار أصبهان 1/303 ، والعطار في التمهيد في معرفة التجويد ص 124 ، من طريق محمد بن يحيى بن سعيد القطان كلاهما عن عثمان بن عمر ، عن مرزوق بن أبي الهذيل الثقفي ، عن سليمان الأحول ، عن طاووس ، عن ابن عمر - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قيل له : أي الناس أحسن قراءة ؟ ، قال : الذي إذا سمعت قراءته رأيت أنه يخشى الله ".
والحديث ضعيف جداً يكفي في رده دون دراسة إسناده أنه خطأ عن طاووس وإن كان الراوي عنه سليمان بن مسلم الأحول ( ثقة ) (4) ، لكنه معلّ:
__________
(1) تقريب التهذيب ص 761 ت 5497.
(2) تقريب التهذيب ص 96 ت 83.
(3) تصحفت فيه [ عثمان بن عمر ] إلى [عمر بن عمر ].
(4) تقريب التهذيب ص 413 ت 2623.(1/108)
في إسناده راويان ضعيفان هما : عثمان بن عمر بن موسى التيمي ( مقبول ) (1) ، ومرزوق بن أبي الهذيل ( لين الحديث ) (2)، وهذا الوجه على ضعفه يخالف الوجه الآخر عن طاووس حيث يرويه مرسلاً عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، والحمل في حديث سليمان الأحول على من دونه كما عرف من حالهم.
الشاهد الثاني : حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما.
رواه الطبراني في المعجم الكبير 11/7 ح ( 10582 )(3) ، وعنه رواه أبو نعيم 4/19 ، ومن طريق الطبراني رواه العطار في التمهيد ص 127 ح ( 189 ) من طريق يحيى بن عثمان بن صالح عن أبيه ، عن ا بن لهيعة ، عن عمرو بن دينار ، عن طاوس ، عن بن عباس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:" إن أحسن الناس قراءة من إذا قرأ يتحزن ".
والحديث كسابقه خطأ عن طاووس بن كيسان ، فقد تفرد به عبد الله بن لهيعة ، ولم يتابع عليه ، وهو مدلس من المرتبة الرابعة ، ولم يصرح بالسماع ، وقد اختلط ، والراوي عنه لم يُذكر فيمن روى عنه قبل الاختلاط ، ولم تستثن روايته كبعض الرواة عن ابن لهيعة (4) ، بالإضافة إلى أنه قد خالف ما سبق من الروايات عن طاووس .
الشاهد الثالث : حديث جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - .
رواه ابن ماجه عن بشر بن معاذ الضرير : ثنا عبد الله بن جعفر المدني : ثنا إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع : عن أبي الزبير : عن جابر قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :" إن من أحسن الناس صوتاً بالقرآن الذي إذا سمعتموه يقرأ حسبتموه يخشى الله ".
__________
(1) تقريب التهذيب ص 667 ت 4537.
(2) تقريب التهذيب ص 929 ت 6598.
(3) سقطت هنا [ يحيى ] ، والاستدراك من حلية الأولياء ، والتميهد للعطار فكلاهما يرويانه من طريق الطبراني.
(4) كتاب المختلطين للعلائي ص 65-66 ، و تعريف أهل التقديس ص 177.(1/109)
سنن ابن ماجه ، كتاب : إقامة الصلاة ، باب ( 176) : في حسن الصوت بالقرآن 2/130ح ( 1339) ، ورواه أبو بكر الآجري في أخلاق حملة القرآن ص 79 ح ( 57 ) .
دراسة إسناد حديث جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - .
1- بشر بن معاذ العَقدي (1)، أبو سهل البصري الضرير ، [ت س ق ].
روى عن : عبد الله بن جعفر ، وجرير بن عبد الحميد ، وحماد بن زيد .
روى عنه : الترمذي ، والنسائي ، وابن ماجه .
قال أبو حاتم : " صدوق صالح الحديث " ، وقال النسائي : " ثقة " ، وذكره ابن حبان في الثقات ، وقال ابن حجر : " صدوق ".
مات سنة خمس وأربعين ومائتين (2).
2- عبد الله بن جعفر بن نَجِيْح (3)السعدي مولاهم ، أبو جعفر المديني ، [ت ق ].
روى عن : إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع ، وموسى بن عقبة ، ومحمد بن عجلان .
روى عنه : بشر بن معاذ ، وأبو داود الطيالسي ، وقتيبة بن سعيد .
وقال يحيى بن معين : " ليس بشيء " ، قال أبو حاتم:"منكر الحديث جداً ، ضعيف الحديث ".
وقال النسائي : " متروك " ، وقال ابن حجر : " ضعيف " ، مات سنة ثمان وسبعين ومائة (4).
3- إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع (5) الأنصاري ، أبو إسحاق المدني ، [ خت ق ].
__________
(1) العقدي : بفتح الين المهملة ، وبالقاف وفي آخرها الدال المهملة .هذه النسبة إلى بطن من بجيلة . الأنساب 4/214 .
(2) ينظر : الجرح والتعديل 2/ 368 ت 1417، الثقات لابن حبان 8/144 ، تقريب التهذيب ص 171ت 709 تهذيب التهذيب 1/418ت755.
(3) نجيح : بنون مفتوحة ، ثم جيم مكسورة ، ثم مثناة تحت ساكنة ، ثم حاء مهملة . توضيح المشتبه لابن ناصر الدين 1/369 .
(4) ينظر : الجرح والتعديل 5/22ت02 ، الضعفاء والمتروكين للنسائي ص 200 ت 330 ، تهذيب الكمال 14/ 379 ت 3206 ، تقريب التهذيب ص 497 ت 3272 .
(5) مجمع : بضم أوله ، وفتح الجيم ، وتشديد الميم المكسورة ، تليها عين مهملة . توضيح المشتبه ، لابن ناصر الدين 8/61.(1/110)
روى عن : أبي الزبير المكي ، وأبي الزناد عبد الله بن ذكوان ، وابن شهاب الزهري .
روى عنه :وكيع بن الجراح ، وعبد الله بن جعفر ، والفضل بن دكين .
قال يحيى بن معين : " ليس بشيء " ، وقال البخاري : " كثير الوهم " ، وقال أبو حاتم : " كثير الوهم ليس بالقوي " ، وقال النسائي : " ضعيف " ، وقال أبو داود : " ضعيف متروك الحديث " ، وقال ابن حجر : " ضعيف " ، لم أقف على سنة وفاته (1).
4- أبو الزبير : محمد بن مسلم بن تدرس (2) القرشي أبو الزبير المكي ، مولى حكيم بن حزام ، [ ع ].
روى عن : جابر بن عبد اللَّه ، وعبد اللَّه بن عمر ، عبد اللَّه بن عمرو ، وعائشة .
روى عنه : شعبة بن الحجاج ، وسفيان الثوري ، وسفيان بن عيينة ، وعبد الملك ابن جريج
قال الإمام أحمد : يروي عنه ويحتج به ولينه مرة أخرى. وقال مرة ثالثة:" ليس به بأس "، وقال يحيى بن معين ، وعلي بن المديني ، والنسائي :" ثقة ".
وسئل شعبة بن الحجاج مالكَ تركت حديث أبي الزبير ؟ قال :" رأيته يزن ويسترجح في الميزان " ، وذكره ابن حبان في الثقات ، وقال : " ولم ينصف من قدح فيه لأن من استرجح في الوزن لنفسه لم يستحق الترك من أجله ".
ولعل شعبة تركه لغير هذا فقد كان شديدًا على المدلسين وكان أبو الزبير من الموصوفين بذلك قال ابن عدي :" كفى بأبي الزبير صدقاً أن يحدث عنه مالك فإن مالكاً لا يحدث إلا عن ثقة ولا أعلم أحداً من الثقات تخلف عنه إلا وقد كتب عنه وهو في نفسه ثقة صدوق لا بأس به " ، و قال ابن حجر : " صدوق إلاَّ أنه يدلس " وعده في المرتبة الثالثة من مراتب المدلسين .
__________
(1) ينظر : الجرح والتعديل 2/84ت197 ، الضعفاء والمتروكين للنسائي ص 145ت 1 ، ميزان الاعتدال 1/20 ، تهذيب الكمال 2/45 ت 148 ، تقريب التهذيب ص 104ت 149.
(2) تدرس : بمفتوحة وسكون دال مهملة وضم راء وإهمال سين . المغني للفتني ص 49 .(1/111)
مات قبل سنة ست وعشرين ومئة (1).
5- جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام بن كعب الأنصاري ، يكنى أبا عبد الله .
صحابي (2).
الحكم على الحديث :
الحديث بهذا الإسناد : ضعيف جداً : في إسناده راويان ضعيفان هما : إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع ، وعبد الله بن جعفر السعدي ، وعنعنة أبي الزبير المكي .
مرسل عن الزهري.
رواه عبد الله بن المبارك في الزهد ص 76 ح ( 114 ) ، ومن طريقه رواه الآجري في أخلاق أهل القرآن ص 79 ح ( 59 ) عن يونس بن يزيد ، عن الزهري قال : بلغنا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال :" إن من أحسن الناس صوتاً بالقرآن من إذا سمعته يقرأ أُرأيت أنه يخشى الله عز وجل ".
دراسة الإسناد:
1-يونس بن يزيد بن أبي النجاد الأيلي [ ع ].
روى عن : محمد بن شهاب ، ونافع مولى ابن عمر ، وهشام بن عروة .
روى عنه : جرير بن حازم ، وعبد اللَّه بن المبارك ، والليث بن سعد.
قال يحيى بن معين ، والإمام أحمد ، والنسائي ، و العجلي :" ثقة " ، وقال الذهبي :" أحد الأثبات " ، وقال ابن حجر :" ثقة ، إلاَّ أن في روايته عن الزهري وهمًا قليلاً ".
مات سنة تسع وخمسين ومائة (3) .
2- محمد بن مسلم بن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن شهاب الحارث الزهري [ ع ].
__________
(1) ينظر : العلل عن الإمام أحمد رواية المروذي ص 111 ت 181 ، العلل رواية عبد اللَّه بن أحمد 2/480 ت 3152 ، تاريخ يحيى بن معين رواية الدارمي ص 197 ت 722 ، ، سؤلات محمد بن أبي شيبة لعلي بن المديني ص 87 ت 80 ، ، الثقات 5/352 ، تهذيب الكمال 26/407 تهذيب التهذيب 9/382 ، تعريف أهل التقديس لابن حجر ص 108ت101 ، تقريب التهذيب ص 506 ت 6291 .
(2) ينظر الإصابة 1/546.
(3) ينظر : تاريخ يحيى بن معين رواية الدارمي ص 45 ت 21 ، معرفة الثقات 2/ 488 ت 1886 ، تهذيب الكمال 32/551 ت 7188 ، الكاشف 2/267 ت 6598، تقريب التهذيب ص 1100 ت 7976 .(1/112)
روى عن : سعيد بن المسيب ، وقبيصة بن ذؤيب ، ونافع مولى ابن عمر .
روى عنه : مالك بن أنس ، وسفيان بن عيينة ، ويونس بن يزيد .
قال أيوب السختياني :" ما رأيت أحدًا أعلم من الزهري" ، قال معمر : " ولا رأيت مثل الزهري في الفن الذي هو فيه " ، وقال ابن سعد : " قالوا : وكان الزهري ثقة كثير الحديث والعلم والرواية فقيهًا جامعًا "، وقال ابن حجر : الفقيه ، الحافظ ، متقن على جلالته وإتقانه (1)
الحكم على الحديث :
الحديث بهذا الإسناد ضعيف ، لأنه مرسل.
ويبقى حديث الدراسة ضعيفاً.
قال أبو نعيم رحمه الله :
حدثنا أبو بكر الطلحي ، ثنا أحمد بن محمد بن أبي موسى سنان ، ثنا أبو نعيم ، ثنا سفيان ، عن حنظلة ، عن طاووس ، عن ابن عمر رضي الله تعالى عنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :" المكيال (2) مكيال أهل المدينة ، والوزن (3)وزن أهل مكة ".
غريب من حديث طاووس وحنظلة .
ولا أعلم رواه عنه متصلاً إلا الثوري.
[ حلية الأولياء 4/20 ].
يفهم من كلام أبي نعيم أن سفيان الثوري تفرد بالحديث متصلاً عن حنظلة بن أبي سفيان ، وعند جمع طرق الحديث يتبين أن سفيان لم يتفرد به فقد تابعه الوليد بن مسلم كما ذكره أبو داود حيث قال بعد حديث سفيان الثوري :" ورواه الوليد بن مسلم عن حنظلة قال : وزن المدينة ، ومكيال مكة " (4) .
__________
(1) ينظر : الطبقات الكبرى لابن سعد 5/354 ، تهذيب الكمال 26/439 ت 5606 ، تقريب التهذيب ص 506 ت 6296 .
(2) المكيال : الصاع الذي يتعلق به وجوب الزكاة . النهاية في غريب الحديث 4/219 .
(3) الوزن : يريد به الذهب والفضة خاصة ، لأن حق الزكاة يتعلق بهما . النهاية في غريب الحديث 4/220.
(4) سنن أبي داود 2/266.(1/113)
والحديث المرسل يروى من غير هذه الطريق وهو من رواية مالك بن دينار ، وأيوب السختياني كلاهما عن عطاء بن أبي رباح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - :" المكيال مكيال أهل المدينة والوزن وزن أهل مكة " رواه عبد الرزاق في المصنف 8/67 ، وذكره أبو داود في الموضع السابق ، ولا يعل هذا حديث سفيان لأنه من طريق آخر ، وقد وقع الاختلاف عن سفيان في هذا الحديث كما يلي :
(( تخريج الحديث ))
الحديث يرويه سفيان الثوري واختلف عنه من وجهين :
الأول : يروى عنه ، عن حنظلة ، عن طاووس ، عن ابن عمر - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثاني : يروى عنه ، عن حنظلة ، عن طاووس ، عن ابن عباس - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
تخريج الوجه الأول :
)سفيان الثوري ، عن حنظلة ، عن طاووس ، عن ابن عمر - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
يرويه من هذا الوجه عن سفيان الثوري أربعة :
1- أبو نعيم الفضل بن دكين .
رواه عبد بن حميد كما في المنتخب ص 256 ح ( 803 ) ، وأبو داود في سننه ، كتاب:البيوع باب(8):في قول النبي : المكيال مكيال أهل المدينة 2/266ح(3340 ) ، ولفظه : الوزن وزن أهل مكة ، والمكيال مكيال أهل المدينة ، والنسائي في سننه ، كتاب : الزكاة ، باب (44 ): كم الصاع ؟3 /57ح(2519 ، و في كتاب : البيوع ، باب (54): الرجحان في الوزن 4/328ح(4608) ، وفي كتاب الإغراب ص 123 ح ( 58 ) ، والطبراني في المعجم الكبير 12/300ح(13449) ، وابن الأعرابي في المعجم 2/826ح(1702) ، والدينوري في المجالسة وجواهر العلم 2/205ح(1837) ، والبيهقي في السنن الكبرى ، كتاب : البيوع ، باب : أصل الوزن والكيل بالحجاز 6/31 ، وأبو نعيم في حلية الأولياء 4/20 ، وفي تسمية ما انتهى إلينا من الرواة عن أبي نعيم الفضل بن دكين عالياً ص87 ح(56) ، وابن حزم في المحلى 11/353.
2- محمد بن يوسف الفريابي .(1/114)
رواه الطحاوي في شرح مشكل الآثار 3/288ح(1252)، وأوله : الوزن وزن أهل المدينة .
وأبو الوليد الأزرقي في أخبار مكة 3/159 ح( 1917 ) ، ولفظه : الوزن وزن أهل مكة والمكيال مكيال أهل المدينة .
3- إسماعيل بن عمرو الواسطي .
رواه أبو عبيد في الأموال ص 696 ،وعنه : رواه ابو الحسن المكي في جزء في حديث أبي عبيد 2/ب ، ومن طريقه : رواه البغوي في شرح السنة ، باب : المكيال والميزان 8/69ح(2063).
4- قبيصة بن عقبة .
رواه البيهقي في السنن الكبرى ،كتاب : الزكاة ، باب : مادل على أن زكاة الفطر إنما تجب صاعاً 4/170.
تخريج الوجه الثاني :
( سفيان الثوري ، عن حنظلة ، عن طاووس ، عن ابن عباس - رضي الله عنه - ، ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
تفرد به أبو أحمد الزبيري من هذا الوجه عن سفيان الثوري.
رواه البزار كما في مختصر زوائد البزار 1/507 ح( 876) ولفظه مقلوب ، وابن حبان في صحيحه ، كما في الإحسان ، كتاب : الزكاة ، باب : العشر 8/77ح(3283 )، بلفظ : الوزن وزن مكة ، والمكيال مكيال أهل المدينة ، والبيهقي في السنن الكبرى ، كتاب : البيوع ، باب : أصل الوزن والكيل بالحجاز 6/31.
)) تراجم الرواة ))
أولاً : ترجمة مدار الحديث.
سفيان بن سعيد الثوري
ثقة إمام ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 1 ).
ثانياً : تراجم رواة الوجه الأول .
1- الفضل بن دُكَيْن (1)وهو لقب ، واسمه عمرو بن حماد بن زهير بن درهم القرشي التيمي الطلحي ، أبو نُعيم المُلائي (2) ، الكوفي [ ع ].
روى عن : سفيان الثوري ، وسفيان بن عيينة ، وشعبة بن الحجاج .
روى عنه : البخاري ، وأبو زرعة الرازي ، وإسحاق بن راهويه .
__________
(1) دكين : دكين : بضم اوله ، وفتح الكاف ، ثم مثناة تحت ساكنة ، ثم نون . توضيح المشتبة 4/40.
(2) بضم الميم ، هذه النسبة إلى الملاء والملاءة ، وهو المرط الذي تتستر به المرأة لإذا خرجت ، وهذه النسبة إلى بيعه . الأنساب 5/423 ، المغني ص249 .(1/115)
قال الإمام أحمد : " أبو نعيم عندي صدوق ثقة موضع للحجة في الحديث ".
وسئل يحيى بن معين عن أثبت أصحاب الثوري ؟ فقال : " خمسة ، يحيى بن سعيد ، وعبد الرحمن بن مهدي ، ووكيع ، وابن المبارك ، وأبو نعيم " ، وقال أبو حاتم : " ثقة كان يحفظ حديث الثوري ومسعر حفظاً " ، وقال العجلي : " كوفي ثقة ثبت في الحديث " ، وقال ابن حجر : " ثقة ثبت " ، مات سنة ثمان عشرة ومائتين (1).
2- محمد بن يوسف بن واقد بن عثمان الضبي(2)، أبو عبد اللَّه الفريابي (3) [ ع ].
روى عَنْ : إسرائيل بن يونس ، وسفيان بن عيينة ، وقيس بن الربيع .
روى عنه : عمر بن الخطاب السجستاني ، وأحمد بن حنبل ، والبخاري .
وثقه يحيى بن معين في آخرين ، قال النَّسائي ، وأبو حاتم ، والعجلي : " ثقة ".
وقال ابن عدي : " صدوق لا بأس به " ، وقال الذهبي : " شيخ البخاريُ في صحيحه أحد الأثبات " ، وقال ابن حجر : " ثقة ، فاضل ، يقال : " أخطأ في شيء مِن حديث الثوري ، وَهُوَ مقدم فيه مع ذَلِكَ عندهم على عبد الرزاق " ، مات سنة اثنتي عشرة ومئتين (4).
3- إسماعيل بن عمر الواسطي ، أبو المنذر [ عخ م د س ].
روى عن : سفيان الثوري ، وحماد بن زيد ، ومالك بن أنس .
روى عنه : زهير بن حرب ، وأحمد بن حنبل ، ويحيى بن معين.
__________
(1) الجرح والتعديل 7/61 ت 353 ، معرفة الثقات 2/205 ت 1480 ، تهذيب الكمال 23/ 197 ت 4732 ، تقريب التهذيب ص 782 ت 5436.
(2) الضبي : بفتح الضاد المعجمة ، والباء المكسورة المشددة المنقوطة بواحدة ، هذه النسبة إلى بني ضبة . الأنساب 4/10.
(3) الفريابي : بكسر الفاء وسكون الراء ثم ياء ، نسبة إلى فرياب ، معجم البلدان 4/260.
(4) ينظر : التاريخ الكبير 1/264 ت 844 ،الجرح والتعديل 8/119 ت 533 . ومعرفة الثقات 2/257 ت 1663، الكامل 11/232، تهذيب الكمال 27/52 ت 5716 ، ميزان الاعتدال 4/71 ت 8340 ، تقريب التهذيب ص 515 ت 6415 .(1/116)
قال يحيى بن معين : " ليس به بأس " ، وقال أبو حاتم : " صدوق ".
وذكره ابن حبان في الثقات ، وقال ابن حجر : " ثقة " ، مات بعد المائتين (1).
قبيصة بن عقبة .
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 1 ).
ثالثاً : ترجمة رواي الوجه الثاني .
محمد بن عبد الله بن الزبير بن عمر بن درهم الأسلمي ، أبو أحمد الزبيري (2)الكوفي [ ع ].
روى عن : إسرائيل بن يونس ، وسفيان الثوري ، وشريك بن عبد الله .
روى عنه : أحمد بن حنبل ، ومحمد بن بشار ، وزهير بن حرب .
وقال يحيى بن معين : " ثقة "، ومرة أخرى قال : " ليس به بأس " ، قال الإمام أحمد :" كان كثير الخطأ في حديث الثوري "،وقال العجلي : " كوفي ثقة " ، وقال أبو زرعة : " صدوق ".
وقال أبو حاتم : " حافظ للحديث عابد مجتهد ، له أوهام "، وقال النسائي : " ليس به بأس ".
وجمع ابن حجر الأقوال السابقة فقال : " ثقة ، ثبت إلا أنه قد يخطئ في حديث الثوري ".
مات سنة مائتين واثنين (3).
(( دراسة الاختلاف ))
يتبين من تخريج الحديث أنه قد اختلف عن سفيان الثوري من وجهين :
الأول : رواه أبو نعيم الفضل بن دكين ، ومحمد بن يوسف الفريابي ، وإسماعيل الواسطي ، وقبيصة بن عقبة أربعتهم ، عن سفيان ، عن حنظلة ، عن طاووس ، عن ابن عمر - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
__________
(1) ينظر : الجرح والتعديل 2/189 ت 638 ، الثقات لابن حبان 8/94 ، تهذيب الكمال 3/154 ت 468 ، تقريب التهذيب ص 142 ت 473.
(2) الزبيري : بضم الزاي وفتح الباء وسكون الياء المنقوطة من تحتها نقطتين وفي آخرها الراء ، هذه النسبة إلى جده ، وقيل هو من ولد الزبير بن العوام ولايصح . الأنساب 3/138.
(3) ينظر : الجرح والتعديل 7/ 297 ت 1611 ، معرفة الثقات 2/ 242 ت 1611 ، تهذيب الكمال 25/476 ت 5343 ، تقريب التهذيب ص 861 ت 6055 .(1/117)
الثاني : رواه أبو أحمد الزبيري ، عن سفيان ،عن حنظلة ، عن طاووس ، عن ابن عباس - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
وبعد النظر في حال المدار ، وأحوال الرواة المختلفين يكون الوجه الأول هو الراجح ، وقرائن ترجيحه :
1- أن رواة الوجه الأول أرجح من حيث العدد والصفة ، فهم أربعة ، وفيهم أبو نعيم وهو من أثبت أصحاب الثوري كما قال الدارقطني (1)، والمخالف لهم في الوجه الثاني واحد وهو دونهم في الضبط والاتقان.
2- لعل أبا أحمد الزبيري سلك الجادة في روايته للحديث إذ أن رواية طاووس عن ابن عباس كثيرة بخلاف روايته عن ابن عمر ؛ قال أبو نعيم عن طاووس : وأكثر روايته عن ابن عباس - رضي الله عنه - (2) ، وقد ُنسب الخطأُ إلى أبي أحمد الزبيري وخاصة في حديث الثوري ، ولعل هذا منها.
ومما يؤيد هذا الترجيح : أقوال أهل العلم ومن ذلك :
قال الطبراني :" هكذا رواه أبو أحمد فقال عن ابن عباس فخالف أبا نعيم في لفظ الحديث ، والصواب ما رواه أبو نعيم بالإسناد واللفظ " (3) ، وقال الدارقطني :" أخطأ أبو أحمد فيه " (4).
ويعارض هذا الترجيح ما رجحه الأمام أبو حاتم فقد رجح الوجه الثاني للحديث ، فقد سأله ابنه عبد الرحمن عن هذا الحديث؟
فقال :" أخطأ أبو نعيم في هذا الحديث ، والصحيح عن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
ثم قال عبد الرحمن : حدثني أبي قال : حدثنا نصر بن علي الجهضمي ، قال : قال أبو أحمد :" أخطأ أبو نعيم فيما قال عن ابن عمر - رضي الله عنه - " (5).
__________
(1) سؤالات ابن بكير للدارقطني ص 42.
(2) حلية الأولياء 4/16.
(3) نقله عنه البيهقي في السنن الكبرى 6/31.
(4) العلل 1/375 م ( 1115).
(5) علل الحديث 1/375.(1/118)
وهذا محل نظر إذ أن الإمام أبو حاتم ، لم يذكر قرينة لترجيح رواية أبي أحمد الزبيري على رواية أبي نعيم ، أما مارواه عن أبي أحمد فهذا قول أحد المختلفين وقوله ليس حجة على غيره ، خاصة وأن أبا نعيم لم يتفرد برواية الحديث من الوجه الأول عن الثوري بل قد تابعه على ذلك ثلاثة من الثقات .
(( الحكم على الحديث ))
سأدرس الحديث من الوجه المرجح بإسناد عبد بن حميد قال رحمه الله : حدثنا أبو نعيم ثنا سفيان عن حنظلة ، عن طاووس ، عن ابن عمر - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : المكيال مكيال أهل المدينة ، والوزن وزن أهل مكة .
1- أبو نعيم ، الفضل بن دكين .
ثقة إمام ، سبقت ترجمته قريباً.
2- سفيان الثوري .
ثقة إمام سبقت ترجمته في الحديث الأول.
3- حنظلة بن أبي سفيان بن عبد الرحمن بن صفوان بن أمية القرشي الجمحي المكي [ع ].
روى عن : سالم بن عبد الله بن عمر ، وطاووس بن كيسان ، وعطاء بن ابي رباح .
روى عنه : سفيان الثوري ، وعبد الله بن المبارك ، وعبد الله بن وهب.
وقال يحيى بن معين : " ثقة ، حجة " ، وقال الإمام أحمد : " ثقة ، ثقة " ، وقال أبو زرعة ، وأبو حاتم ، وأبو داود ، والنسائي :" ثقة " ، وقال ابن حجر :" ثقة ، حجة " ، مات سنة إحدى وخمسين ومائة (1).
4- طاووس بن كيسان .
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 1 ).
5- عبد الله بن عمر بن الخطاب بن نفيل القرشي العدوي - رضي الله عنه - .
صحابي (2).
الحكم على الحديث :
الحديث بهذا الإسناد صحيح.
قال أبو نعيم رحمه الله :
__________
(1) ينظر : الجرح والتعديل 3/241 ت 1071، تهذيب الكمال 7/443 ت 1561 ، تقريب التهذيب ص 279 ت 1591 .
(2) ينظر : الإصابة 4/155ت 4852.(1/119)
حدثنا أحمد بن إسحاق ، قال : ثنا محمد بن العباس بن أيوب ، قال :ثنا الحسن بن عرفة ،قال: ثنا الوليد بن الفضل العنزي ، قال : ثنا عبدالله بن إدريس ، عن أبيه ، عن وهب بن منبه ، عن ابن عباس قال كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يبعث رجالاً الى البلدان يدعون الناس الى الاسلام.
فقال رجل :" لو بعثت أبا بكر وعمر ".
فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - :" أبو بكر وعمر لا غنى بي عنهما ؛ إن أبا بكر وعمر من الاسلام بمنزلة السمع والبصر من الانسان ".
كذا قال الحسن بن عرفة عبدالله بن إدريس .
وإنما هو عبدالمنعم ابن إدريس ، والحديث غريب تفرد به الوليد بن الفضل عنه.
[ حلية الأولياء 4/ 73 ].
(( تخريج الحديث ))
رواه ابن حبان في المجروحين 3/ 82 ، وأبو نعيم في حلية الأولياء 4/73.
(( تراجم الرواة ))
عبد الله بن إدريس.
قال ابن حجر :" عبد الله بن إدريس ، عن وهب منبه ، وعنه الوليد بن الفضل العنزي بحديث لابن عباس في ذكر أبي بكر وعمر هما من الإسلام بمنزلة السمع والبصر "(1) ، وهو مما زاده على ميزان الاعتدال .
أما عبد الله بن إدريس بن يزيد بن عبد الرحمن الأودي ، فثقة فقيه عابد (2)، ويبعد أن يكون هو الأول ، فوهب بن منبه مات سنة بضع عشرة ومائة ، وعبد الله بن إدريس الأودي ولد سنة خمس عشرة ومائة (3) ، وهذا خطأ من الحسن بن عرفة لعله سبق لسانه إلى هذا الاسم.
عبد المنعم بن إدريس بن سنان بن ابنة وهب بن منبه ، أبو عبد الله .
__________
(1) لسان الميزان 3/309 ت 4519.
(2) تقريب التهذيب ص 491 ت 3224.
(3) تهذيب الكمال 14/299.(1/120)
قال يحيى بن معين :" كذاب خبيث " ، قال الإمام أحمد :" يكذب على وهب بن منبه " ، وقال البخاري :" ذاهب الحديث " ، وقال أبو زرعة :" واهي الحديث " ، وقال عمرو بن علي قال :" متروك الحديث أخذ كتب أبيه فحدث بها عن أبيه ولم يكن سمع من أبيه شيئاً " ، وقال ابن حبان :" يضع الحديث على أبيه وعلى غيره من الثقات لا يحل الاحتجاج به ولا الرواية عنه " ، و قال ابن حجر :" كذاب " ، مات سنة ثمان وعشرين ومائتين (1)
الوليد بن الفضل العنزي ، البغدادي.
قال أبو حاتم :" مجهول " ، و قال ابن حبان :" شيخ يروي عن عبد الله بن إدريس وأهل العراق المناكير التي لا يشك من تبحر في هذه الصناعة أنها موضوعة لا يجوز الاحتجاج به بحال إذا انفرد " (2) ، ثم ذكر أنه راوي هذا الحديث .
(( الحكم على الحديث ))
الحديث بهذا الإسناد موضوع في إسناده عبد المنعم بن إدريس كذاب ، وتفرد به الوليد بن الفضل العنزي ، وهو متهم.
ولكن ورد الحديث من عدة طرق :
الأول : حديث عبد الله بن عمر - رضي الله عنه - .
أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أراد أن يبعث رجلا في حاجة وأبو بكر عن يمينه وعمر عن يساره.
فقال علي " ألا تبعث هذين .؟
فقال :" كيف أبعثهما وهما من الدين كمنزلة السمع والبصر من الرأس "
__________
(1) ينظر : الطبقات الكبرى 7/ 361 ، التاريخ الكبير 6/138 ، سؤالات البرذعي لأبي زرعة ، الضعفاء الكبير 3/ 112 ت 1084 ، المجروحين لابن حبان 2/157 ، تاريخ بغداد 11/130 ، ميزان الاعتدال 3/419 ، التلخيص الحبير 2/124 ،
(2) ينظر : الجرح والتعديل 9/13 ت 57 ، المجروحين 3/82(1/121)
رواه القطيعي في زوائده على فضائل الصحابة للإمام أحمد ، 1/382 ح ( 575 ) ، وابن شاهين في شرح مذاهب السنة ص 215 ح ( 146 ) ، وأبو نعيم في حلية الأولياء 4/93 ، وفي فضائل الخلفاء الربعة وغيرهم ص 93 ح ( 92 ) ، وأبو طالب الحربي ( العشاري ) في فضائل أبي بكر الصديق ص 60 ح ( 36 ) ، وابن عساكر في تاريخ دمشق 44/68.
ومدار الحديث على : الفرات بن السائب الجزري ، قال يحيى بن معين :" ليس حديثه بشيئ " ، و قال البخاري :" تركوه ، منكر الحديث " ، وقال أبو حاتم : " منكر الحديث، ضعيف الحديث " ، وقال أبو زرعة :" ضعيف الحديث" ، وقال ابن حبان :" كان ممن يروي الموضوعات عن الأثبات ويأتي بالمعضلات عن الثقات لا يجوز الاحتجاج به ولا الرواية عنه ولا كتابة حديثه إلا على سبيل الاختبار" ، وقال الدارقطني :" متروك الحديث" (1).
وللحديث عن ابن عمر - رضي الله عنه - طريق آخر.
قيل له : إنك قد أحسنت الثناء على عبد الله بن مسعود قال :" وما يمنعني من ذلك وقد سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :" يقول اقرؤوا القرآن عن أربعة عن عبد الله بن مسعود ، وسالم مولى أبي حذيفة ، وأبي بن كعب ، ومعاذ بن جبل " .
ثم قال :" لقد هممت أن أبعثهم إلى الأمم كما بعث عيسى الحواريين ".
قيل :" يا رسول الله أفلا تبعث أبا بكر وعمر فهما أفضل ".
قال :" إنه لا غنى بي عنهما إنهما من هذا الدين بمنزلة السمع والبصر من الرأس ".
__________
(1) ينظر :تاريخ يحيى بن معين رواية الدوري 4/421 ، التاريخ الكبير 7/129 ، الجرح والتعديل 7/80 ت 455 ، المجروحين 2/207 ، الكامل 6/22 ، سنن الدارقطني 2/72.(1/122)
رواه الطبراني في المعجم الأوسط 5/178 ح ( 4999 ) ، وابن عدي في الكامل 2/377 ، وابن عساكر في تاريخ دمشق 44/68 ، ومداره على : حمزة بن أبي حمزة النصيبي ، قال يحيى بن معين :" ليس حديثه بشيئ " ، و قال الإمام أحمد :" مطروح الحديث " ، و قال البخاري :" منكر الحديث " ، وضعفه أبو زرعة وأبو حاتم الرازيان ، وقال ابن عدي :" عامة ما يرويه موضوع " (1)
الثاني : حديث جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - .
قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :" أبو بكر وعمر من هذا الدين كمنزلة السمع والبصر من الرأس"
رواه الخطيب في التاريخ 8/459 ، واللالكائي في شرح اصول أهل السنة 2/1140 ح ( 2507 ) ، وابن عساكر في تاريخ دمشق 30/116.
والحديث ضعيف : في إسناده : عبد الله بن محمد بن عقيل المطلبي المدني ، مختلف فيه ، والجمهور على تضعيف حديثه ، قال الذهبي :" لا يرتقي حديثه إلى درجة الصحة والاحتجاج " ، فلم يبق بعد ذلك إلا أن يكون حديثه للاعتبار ، وقال ابن حجر :" صدوق ، في حديثه لين ، ويقال تغير بآخرة" (2)
الثالث : حديث عبد الله بن حنطب .
أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأى أبا بكر وعمر فقال :" هذان السمع والبصر ".
وهذا حديث ضعيف جداً ، معل بما يلي :
الاضطراب في سنده ، فمدار الحديث على محمد بن إسماعيل بن مسلم ابن أبي فديك وروي عنه على عدة أوجه :-
روي عنه ، عن غيرواحد ، عن عبدالعزيز بن المطلب عن أبيه عن جده عبدالله ابن حنطب عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، رواه الترمذي ح ( 3671 ) ، ورواه ابن منده في معرفة الصحابة كما في أسد الغابة 2/581 ، وابن عساكر في تاريخ دمشق 44/66 .
__________
(1) ينظر : التاريخ الكبير 3/53 ت 200 ، الجرح والتعديل 3/210 ت 919 ، الكامل 2/377.
(2) ينظر : سير أعلام النبلاء 6/205 ، تقريب التهذيب ص 542 ت 3617.(1/123)
وروي عنه ، عن عبدالعزيز بن المطلب عن أبيه عن جده عن عبدالله ابن حنطب عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، ذكره ابن أبي حاتم في العلل 2/385، والمزي في تحفة الأشراف 4/314 ، ورجحه أبوحاتم بقوله :" وهذا أشبه "(1).
روي عنه ، عن الحسن بن عبد الله بن عطية السعدي ، عن عبدالعزيز بن المطلب عن أبيه عن جده عن عبدالله ابن حنطب عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، رواه الإمام أحمد في فضائل الصحابة 2/432 ح ( 686 ) ، رواه الحاكم في المستدرك 3/69 ، والحسن بن عبد الله بن عطية السعدي ، لا يعرف.
روي عنه ، عن علي بن عبد الرحمن بن عثمان ، وعمر بن أبي عمر ، عن عبدالعزيز بن المطلب عن أبيه عن جده عن عبدالله ابن حنطب عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، رواه ابن قانع في معجم الصحابة 2/101 ، وابن عساكر في تاريخ دمشق 44/67 ، وذكره المزي في تحفة الأشراف 4/314 ، وعلي بن عبد الرحمن بن عثمان ، ذكره ابن حبان في الثقات (2)، وعمر بن أبي عمر العبدي البصري ، قال الدارقطني :" متروك الحديث " ، وقال ابن عدي :" الضعف عن حديثه بين " ، وقال ابن حجر :" متروك وكذبه بعضهم " (3)
روي عنه ، عن المغيرة بن عبد الرحمن عن المطلب بن عبدالله ابن حنطب عن أبيه عن جده عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ،رواه ابن عبد البر في الإستيعاب 1/449 ، وقال :" إسناده ضعيف " ، و ذكره ابن حجر في الإصابة 4/57 ، والمغيرة بن عبد الرحمن الحزامي ( ضعيف ) (4).
قال ابن عبد البر :" وحديثه – أي عبد الله بن حنطب – مضطرب الإسناد لا يثبت " (5)، وقال المزي :" وفيه اختلاف كبير على ابن أبي فديك " (6).
__________
(1) العلل 2/385.
(2) الثقات 8/458.
(3) ينظر : الكامل 2/209 ، ميزان الاعتدال 3/197 ت 6109، تقريب التهذيب ص 718 ت 4930.
(4) فرق ابن عبد البر بينه وبين المغيرة بن عبد الرحمن المخزومي ، وقال هذا ثقة ، الاستيعاب 1/449.
(5) الاستيعاب 3/28.
(6) تهذيب الكمال 14/435.(1/124)
وبناء على اختلاف الروايات السابقة وقع الاختلاف في صحبة عبد الله بن حنطب ، فقد قال الترمذي عقب حديثه :" وهذا حديث مرسل وعبد الله بن حنطب لم يدرك النبي - صلى الله عليه وسلم - " ، وقال ابن أبي حاتم :" له صحبة " ، وذكره ابن حبان في الصحابة (1) ، وعلى الوجه الأخير عن ابن أبي فديك ، تكون الصحبة للمطلب بن حنطب (2).
الاختلاف في تحديد الواسطة بين ابن أبي فديك ، وعبد العزيز بن المطلب ، وعلى فرض ثبوتها ، فهم مابين متروك ، وضعيف ، ومن لا يعرف.
الرابع : حديث حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه - .
قال سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول :" لقد هممت أن أبعث إلى الآفاق رجالا يعلمون الناس السنن والفرائض كما بعث عيسى بن مريم الحواريين.
قيل له:" فأين أنت من أبي بكر وعمر؟.
قال :" إنه لا غنى بي عنهما إنهما من الدين كالسمع والبصر ".
رواه الحاكم في المستدرك 3/74 ، تفرد به حفص بن عمر بن ميمون ، أبو إسماعيل العدني ، قال الدارقطني :" متروك " ، وقال الذهبي :" واه " (3).
الخامس : حديث عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما .
قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :" لقد هممت أن أبعث رجالاً من أصحابي إلى ملوك الأرض يدعونهم إلى الإسلام كما بعث عيسى بن مريم قالوا أفلا نبعث أبا بكر وعمر فهما أبلغ عنك قال لا غنى بي عنهما إنما منزلتهما من الدين بمنزلة السمع والبصر من الجسد" .
رواه ابن أبي عاصم في كتاب السنة ص 561 ح ( 1222 ) ، والطبراني في مسند الشاميين 1/283 ح ( 494 ) ، وابن عساكر في تاريخ دمشق 30/115و 116.
__________
(1) الإصابة 4/56.
(2) هكذا قال ابن حجر في الإصابة 4/ 57.
(3) ينظر:علل الحديث 1/245 ، التلخيص بهامش المستدرك 3/74 .(1/125)
وهذا الحديث ضعيف ؛ في إسناده : عبد الله بن نسير ( أو بشر ) الكندي ، لايعرف ، وبقية بن الوليد مدلس وقد عنعن ، فلا يصح شيئ في هذا المعنى ، أما فضائل أبي بكر وعمر رضي الله عنهما فمشهورة ، والله أعلم.
قال أبو نعيم رحمه الله :
حدثنا عبدالله بن جعفر، قال : ثنا يونس بن حبيب ، قال : ثنا أبو داود ، قال :ثنا شعبة قال : أخبرني منصور ، قال : سمعت خيثمة بن عبدالرحمن يحدث ، عن عبدالله بن مسعود عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال :" لا سمرَ(1) بعد الصلاةِ(2) إلا لأحد رجلين لمسافر أو مصل ".
كذا رواه شعبة ، وخالفه الثوري عن منصور فقال : عن خيثمة ، عمن سمع ابن مسعود يحدث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
[حلية الأولياء 4/121 ].
(( تخريج الحديث ))
الحديث يرويه منصور بن المعتمر واختلف عنه من ثلاثة أوجه :
الأول : يروى عنه ،عن خيثمة بن عبد الرحمن ،عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثاني : يروى عنه،عن خيثمة بن عبد الرحمن ،عمن سمع عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -
الثالث : يروى عنه ،عن حبيب بن أبي ثابت ،عن زياد بن حدير، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
تخريج الوجه الأول :
( منصور ، عن خيثمة بن عبد الرحمن ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
يرويه من هذا الوجه عن منصور ثلاثة :
1- شعبة بن الحجاج .
__________
(1) السمر بعد العشاء : الحديث بعدها ، وأصله لون ضوء القمر ، لأنهم كانوا يتحدثون إليه ، مشارق الأنوار للقاضي عياض 2/273.
(2) المقصود بالصلاة : صلاة العشاء ، جاء بيانها في رواية أخرى بلفظ : لا سمر بعد العشاء ، وفي أخرى : صلاة العتمة .(1/126)
رواه عنه أبو داود الطيالسي في المسند 1/284 ح ( 363 ) ، ومن طريقه :رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 4/121 ، ورواه الإمام أحمد في المسند 7/33 ح ( 3917 ) ، وفي 7/425 ح (4419 ) ، والشاشي في المسند 2/246 ح ( 820 ) ، وفي 2/247 ح ( 821 ).
2- عمرو بن أبي قيس .
رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 14/288.
تخريج الوجه الثاني :
( منصور ، عن خيثمة بن عبد الرحمن ، عمن سمع عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
يرويه من هذا الوجه عن منصور ثلاثة :-
1- سفيان الثوري .
رواه عبد الرزاق في المصنف ، باب : النوم قبلها والسهر بعدها 1/561 ح ( 2130 ) ، و الإمام أحمد في المسند 7/277ح( 4244 ) ، وأبو نعيم في تسمية ما انتهى إلينا من الرواة عن أبي نعيم الفضل بن دكين عالياً ص85 ح(55) ، والبيهقي في السنن الكبرى ، كتاب : الصلاة ، باب : كراهية النوم قبل العشاء ، 1/452 .
2- جرير بن عبد الحميد .
رواه الإمام أحمد في المسند 6/90 ح ( 3603 )،وأبو يعلى في المسند 9/257 ح ( 5378 ).
3- أبو عوانة .
رواه محمد بن نصر كما في مختصر قيام الليل ص 115 .
تخريج الوجه الثالث :
( منصور ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن زياد بن حدير ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
تفرد به سفيان بن عيينة من هذا الوجه عن منصور.
رواه الطبراني في المعجم الكبير 10/217 ح ( 10519 ) ، وفي المعجم الأوسط 6/36 ح ( 5721 ) ، وفيه بيان المهمل أنه سفيان بن عيينة ، وقال الطبراني : "لم يرو هذا الحديث عن سفيان بن عيينة إلا إبراهيم بن يوسف الصيرفي " ، ومن طريقه :رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 4/198 (1).
(( تراجم الرواة ))
أولاً : ترجمة مدار الحديث .
__________
(1) تصحفت هنا ( زياد بن حدير ) إلى ( زياد بن جرير ) والتصويب من المخطوط ( د ) 134/3/أ.(1/127)
منصور بن المعتمر بن عبد اللَّه بن ربيعة ، السلمي أبو عتاب الكوفي [ع ].
روى عن : إبراهيم النخعي ، وسعيد بن جبير ، والحسن البصري .
روى عنه : الأعمش ، وشعبة بن الحجاج ، وعبد الرزاق .
قال سفيان الثوري : " ما خلفت بعدي بالكوفة ، آمن على الحديث من منصور بن المعتمر".
وقال عبد الرحمن بن مهدي : "لم يكن بالكوفة أحفظ من منصور".
وقال يحيى بن معين : " منصور من أثبت الناس ، وقال مرة أخرى : هو نظير أيوب عندي".
وقال البخاري : " كان من أثبت الناس " ، وقال أبو حاتم : " ثقة " ، وقال العجلي : " كوفي ثقة ثبت في الحديث" ، وذكره ابن حبان في الثقات ، قال ابن حجر : " ثقة ثبت ".
مات سنة اثنتين وثلاثين ومائة (1).
ثانياً : رواة الوجه الأول .
شعبة بن الحجاج بن الورد العتكي(2) الأزدي أبو بسطام (3)الواسطي [ع ].
روى عن : أيوب السختياني ، وأبي إسحاق ، وخلق كثير ذكرهم المزي في سبع صفحات
روى عنه : وكيع بن الجراح ، وعبد اللَّه بن المبارك ، وعبد الرحمن بن مهدي .
قال سفيان الثوري : " شعبة أمير المؤمنين في الحديث " ، قال الإمام الشافعي : " لولا شعبة ما عرف الحديث بالعراق " ، قال الإمام أحمد : " كان سفيان رجلاً حافظًا وكان رجلاً صالحًا ، وكان شعبة أثبت منه وأنقى رجالاً " ، وقال : " كان شعبة أمة وحده في هذا الشأن" .
__________
(1) ينظر : تاريخ يحيى بن معين رواية الدوري 2/588 ت 2189 ، التاريخ الكبير 7/346 ت 1491 ، الجرح والتعديل 8/177 ـ 178 ، الثقات لابن حبان 7/473 ، معرفة الثقات 2/ 299 ت 1795 ، تهذيب الكمال 28/546 ت 6201 ، تقريب التهذيب ص 973 ت 6956.
(2) العتكي : بفتحتين نسبة إلى : عتيك وهو بطن من الأزد . الأنساب 4/153 .
(3) بسطام : بكسر موحدة ، وسكون مهملة . المغني ص 38.(1/128)
قال النسائي : " أمناء اللَّه على علم رسوله ثلاثة ، شعبة بن الحجاج ، ويحيى بن سعيد القطان، ومالك بن أنس " ، مات سنة ستين ومائة (1).
2- عمرو بن أبي قيس الرازي الأزرق [خت 4].
روى عن : منصور بن المعتمر ، وعطاء بن السائب ، وأبي إسحاق السبيعي .
روى عنه : محمد بن سعيد بن سابق ، وهاشم بن مرزوق ، وعبد الله بن الجهم .
قال ابن الجنيد: " قلت - ليحيى بن معين – عمرو بن قيس ؟ " ، قال : " لا بأس به "، قلت :" ثقة" ؟ قال : "ثقة " ، وقال البزار :" مستقيم الحديث " ، وقال الذهبي : " صدوق له أوهام " ، وقال ابن حجر : " صدوق له أوهام " (2).
ثالثاً : تراجم رواة الوجه الثاني .
1- سفيان بن سعيد الثوري .
ثقة إمام ، سبقت ترجمته في الحديث الأول.
2- جرير بن عبد الحميد بن قُرط(3) الضبي(4) ، أبو عبد الله الرازي ، القاضي [ع ].
روى عن : منصور بن المعتمر ، وسليمان الأعمش ، ومالك بن أنس .
روى عنه : سعيد بن منصور ، وزهير بن حرب ، وأحمد بن حنبل .
قال ابن سعد : " ثقة كثير العلم ، يرحل إليه" ، وسئل يحيى بن معين : جرير أحب إليك في منصور ، أو شريك ؟ قال : " جرير أعلم به، وسوى بينه وبين ابن نمير " .
__________
(1) ينظر : تهذيب الكمال 27/479 ت 2739 ، سير أعلام النبلاء 8/106 .
(2) ينظر :سؤالات ابن الجنيد ليحيى بن معين ص 325 ت 210 ، البحر الزخار 4/125 ، تهذيب الكمال 22/203 ت 4437 ، ميزان الاعتدال 3/285 ت 6439 ، تقريب التهذيب ص743 ت 5135.
(3) قرط : بضم القاف ، وبالطاء المهملة ، الإكمال لابن ماكولا 7/110.
(4) ا لضبي : بفتح الضاد المعجمة ، والباء المكسورة المشددة المنقوطة بواحدة ، هذه النسبة إلى بني ضبة . الأنساب 4/10.(1/129)
قال النسائي : " ثقة " ، وقال العجلي : " كوفي ثقة " ، وقال الدار قطني : " من الثقات الحفاظ " ، وقال ابن حجر : " ثقة ، صحيح الكتاب" ، مات سنة ثمان وثمانين ومائة (1).
3- أبو عوانة : الوضاح بن عبد الله اليشكري (2)، الواسطي ، مشهور بكنيته[ع ].
روى عن : منصور بن المعتمر ، وسليمان الأعمش ، وسماك بن حرب .
روى عنه : عبد الرحمن بن مهدي ، والفضل بن دكين ، ومسدد بن مسرهد.
قال يحيى القطان : " ما أشبه حديثه بحديثهما ، يعني : أبا عوانة وسفيان وشعبة " ، وقال يحيى بن معين : " ثقة " ، وقال أبو زرعة الرازي : " ثقة إذا حدث من كتابه " ، وقال أبو حاتم :" كتبه صحيحة ، وإذا حدث من حفظه غلط كثيراً ، وهو صدوق ، ثقة" ، وقال الذهبي : " ثقة متقن لكتابه" ، وقال ابن حجر : " ثقة ثبت" ، مات سنة ست وسبعين ومائة (3).
رابعاً : ترجمة راوي الوجه الثالث .
سفيان بن عيينة بن أبي عمران ، واسمه ميمون ، الهلالي ، أبو محمد الكوفي [ع ].
روى عن : سليمان الأعمش ، ومنصور بن المعتمر ، وأبي إسحاق السبيعي .
روى عنه : أحمد بن حنبل ، وعبد الرزاق بن همام ، والحميدي .
__________
(1) ينظر : تاريخ الدارمي عن يحيى بن معين ص 51 س 50 ، ص60 س 88 ، الطبقات الكبرى 7/ 267 ، معرفة الثقات 1/267 ت 215 ، العلل للدارقطني ق 129 /5 ، تهذيب الكمال 4/540 ت 918، تقريب التهذيب ص196 ت 924.
(2) اليشكري : بفتح الياء باثنتين المنقوطة من تحتها ، وسكون الشين المعجمة ، وضم الكاف وفي آخرها الراء ، ينسب إلى هذه القبيلة وهي يشكر . الأنساب 5/697.
(3) ينظر: الجرح والتعديل 9/40 ت 173 ، تاريخ بغداد 13/464 ، تهذيب الكمال 30/441 ت 6688 ، الكاشف 3/207 ت 6157 ، تقريب التهذيب ص 1036 ت 7457.(1/130)
قال العجلي : " ثقة ثبت في الحديث" ، وقال الذهبي : " ثقة ، ثبت ، حافظ " ، وقال ابن حجر : " ثقة ، حافظ ، فقيه ، إمام حجة " ، مات سنة سبع وتسعين (1).
(( دراسة الاختلاف ))
يتبين من تخريج الحديث أنه قد اختلف عن منصور بن المعتمر من ثلاثة أوجه:
الأول : رواه شعبة ، وعمر بن أبي قيس كلاهما ،عن منصور ،عن خيثمة بن عبد الرحمن ، عن عبد الله بن مسعود - صلى الله عليه وسلم - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثاني : رواه سفيان الثوري ، وجرير بن عبد الحميد ، وأبو عوانة ثلاثتهم عن منصور عن خيثمة بن عبد الرحمن ، عمن سمع عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثالث : رواه سفيان بن عيينة ، عن منصور ، عن حبيب بن أبي ثابت ،عن زياد بن حدير، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
وبعد النظر في حال المدار ، وأحوال الرواة المختلفين يكون الوجه الثاني هو الراجح ، وقرائن ترجيحه :
1- أن رواة الوجه الثاني أكثر عدداً ، فقد رواه بهذا الوجه ثلاثة ، وخالفهم في الوجه الأول راويان .
2- أن في رواة الوجه الثاني جرير بن عبد الحميد وهو أعلم بحديث المدار منصور بن المعتمر .
3- أن خيثمة ليس له رواية عن عبد الله بن مسعود ، وإن كان قد أسقط الواسطة بينه وبين ابن مسعود فإن الوجه الثاني أقرب إلى واقع الرواية فلابد من وجود واسطة بينهما، وإن كان مجهولاً ، وعلى كلٍ فكلا الوجهين معلول ، فالأول للانقطاع بين خيثمة وابن مسعود ، والثاني لجهالة الراوي بين خيثمة وابن مسعود .
__________
(1) ينظر : معرفة الثقات 1/ 417 ت 631 ، تهذيب الكمال 11/ 177 ت 2413، الكاشف 1/301 ت 2021 ، تقريب التهذيب ص 395 ت 2464.(1/131)
4- أما الوجه الثالث فالحمل فيه على من دون سفيان بن عيينة إذ تفرد بروايته عنه إبراهيم بن يوسف الصيرفي قال فيه النسائي :" ليس بالقوي "، وقال الطبراني :" والصيرفي متكلم فيه "، وقال ابن حجر :" صدوق فيه لين " (1)، ومثل هذا الراوي لا يحتمل هذا التفرد عن سفيان بن عيينة.
(( الحكم على الحديث ))
سأدرس إسناد الحديث من الوجه المرجح بإسناد عبد الرزاق الصنعاني حيث رواه عن الثوري عن منصور عن خيثمة قال : أخبرني من سمع عبد الله - صلى الله عليه وسلم - يقول عن النبي - صلى الله عليه وسلم - : "لا سمر بعد صلاة العشاء إلا لمصل أومسافر ".
1- سفيان بن سعيد الثوري .
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث الأول.
2- منصور بن المعتمر
ثقة ثبت ، سبقت ترجمته قريباً.
3- خيثمة بن عبد الرحمن بن أبي سبرة (2) الجعفي الكوفي [ع ].
روى عن : عبد الله بن عباس ، وعبد الله بن عمر ، وأبي هريرة - رضي الله عنهم - .
روى عنه : منصور بن المعتمر ، وقتادة السدوسي ، وزبيد اليامي .
قال يحيى بن معين ، والنسائي ، والعجلي ، والذهبي ، وابن : حجر : " ثقة " وزاد:" وكان يرسل " ، مات سنة ثمانين (3).
4- عمن سمع عبد الله .
مجهول ، وكان يقول خيثمة :" عن رجل "، ومرة أخرى : " عن رجل من قومه ".
5- عبد الله بن مسعود بن غافل ابن حبيب ، أبو عبد الرحمن الهذلي .
صحابي (4).
الحكم على الحديث :
__________
(1) ميزان الاعتدال 1/ 77 ، تقريب التهذيب ص 119 ت 278.
(2) سبرة : بفتح السين وسكون الباء المعجمة بواحدة . الإكمال 5/38 هـ1.
(3) ينظر : الجرح والتعديل 3/ 393ت 1808 ، معرفة الثقات 1/ 338 ت 418 ، تهذيب الكمال 8/370 ت 1747، الكاشف 1/219 ت 1440 ، تقريب التهذيب ص304
(4) ينظر : الإصابة 4/198 ت 4970.(1/132)
الحديث بهذا الإسناد ضعيف ، لجهالة الواسطة بين خيثمة وابن مسعود ، قال علي بن المديني :" وفي إسناده انقطاع من قبل هذا الرجل الذي لم يسمه خيثمة " (1).
وللحديث طريق آخر عن ابن مسعود.
مدار الحديث على عطاء بن السائب .
رواه أبو بكر بن أبي شيبة ،في المصنف ، كتاب : الصلوات ، باب (560 ): من كره السمر بعد العشاء 2/79 ح ( 6677 ) ، بلفظ : جدب (2) لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - السّمر بعد صلاة العتمة (3) ، وابن ماجه في كتاب : الصلاة ، باب (12 ) : النهي عن النوم قبل صلاة العشاء وعن الحديث بعدها 1/387 ح ( 703 ) ، ولفظه : جدب لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - السمر بعد العشاء ، وابن خزيمة في كتاب : الصلاة ، باب (609 ) : الزجر عن السهر بعد صلاة العشاء بلفظ عام مراده خاص ، 2/291 ح (1340) ، والبيهقي في كتاب : الصلاة ، باب : كراهية النوم قبل العشاء ، 1/452 ، والشاشي في المسند 2/91 ح ( 615 ) ، من طريق محمد بن فضيل .
رواه البزار في البحر الزخّار 2/148 ح ( 1740 ) وقال :" لانعلم روى عطاء ابن السائب عن أبي وائل عن عبد الله ، إلاّ هذا الحديث "، وابن خزيمة في كتاب : الصلاة ، باب (609 ) : الزجر عن السهر بعد صلاة العشاء بلفظ عام مراده خاص ، 2/291 ح (1340 ) ، من طريق جرير بن عبد الحميد.
رواه الإمام أحمد المسند 6/212 ح ( 3686) ، من طريق الجراح بن مليح.
رواه ابن عديّ في الكامل 5/59 ، من طريق قيس بن فرقد.
رواه الإمام أحمد في المسند 7/9 ح ( 3894 ) ، من طريق خالد بن عبد الله الواسطي.
__________
(1) العلل ومعرفة الرجال ص 127.
(2) جدب : قال أبو عبيد : جدب السمر : يعني عابه وذمه ، وكل عائب فهو جادب ، غريب الحديث 4/206.
(3) سميت صلاة العشاء الآخرة عتمةً باسم عتمة الليل ، وهي الظلمة ، الغريبين لأبي عبيد الهروي 4/1226.(1/133)
رواه ابن حبان كما في الإحسان ،كتاب : الصلاة ، باب : فضل القنوت ، 5/377 ح ( 2031 ) ، من طريق همام بن يحيى العوذي.
رواه الطحاوي في شرح معاني الآثار 4/330 ، من طريق حماد بن سلمة.
رواه الطحاوي في شرح معاني الآثار4/330 ، و الشاشي في المسند 2/91ح ( 61 ) ، وفي المسند 2/92ح ( 616 ) ، من طريق وهيب بن خالد البصري.
جميعهم عن عطاء بن السائب ، عن شقيق ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال : " جدب لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - السّمر بعد صلاة العتمة".
(( الحكم على الحديث ))
سأدر إسناد الحديث بإسناد أبي بكر بن أبي شيبة .
قال رحمه الله : حدثنا محمد بن فضيل عن عطاء بن السائب ، عن شقيق ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال : جدب لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - السّمر بعد صلاة العتمة .
1- محمد بن فضيل بن غزوان بن جرير الضبي مولاهم ، أبو عبد الرحمن الكوفي [ع ] .
روى عن : هارون بن عنترة ، ومسعر بن كدام ، والأعمش .
روى عنه : إسحاق بن راهويه ، وزهير بن خيثمة ، وهناد بن السري .
قال يحيى بن معين : " ثقة " ، وقال أبو زرعة : " صدوق من أهل العلم " ، وقال أبو حاتم : " شيخ " ، وقال النسائي : " ليس به بأس " ، وقال الذهبي : " كوفي صدوق مشهور".
وقال ابن حجر : " صدوق عارف رمي بالتشيع " ، وهو صدوق كما قال الذهبي وابن حجر.
مات سنة أربع وتسعين ومائة (1).
2-عطاء بن السائب بن مالك ، أبو السائب الكوفي [خ 4].
روى عن : أبي عبد الرحمن السلمي ، وعكرمة ، والحسن البصري ، وطاووس بن كيسان .
روى عنه : حماد بن زيد ، وحماد بن سلمة ، وسفيان الثوري ، وزياد بن عبد اللَّه البكائي
__________
(1) ينظر : الجرح والتعديل 8/57 ت 263 ، تهذيب الكمال 26 / 293 ت 5548 ، ميزان الاعتدال 4/ 9 ت 8062 ، تقريب التهذيب ص 889 ت 6266 .(1/134)
وقال ابن سعد : " ثقة ، وقد كان تغير حفظه بأخره واختلط في آخر عمره " ، قال الإمام أحمد : " ثقة ثقة رجل صالح " ، ووثقه ابن معين وأبو داود.
وقال النسائي : " ثقة في حديثه القديم إلاَّ أنه تغير" ، وقال أبو حاتم : " محله الصدق قديمًا قبل أن يختلط ، صالح ، مستقيم الحديث ، ثم بأخرة تغير حفظه في حديثه تخاليط كثيرة " ، وقال العجلي : " كان شيخًا ثقة قديمًا " ، وقال الذهبي : " ثقة ،ساء حفظه بآخرة "، وقال ابن حجر : " صدوق اختلط " ، فهو ثقة في نفسه ، ولكن خف ضبطه بعد اختلاطه ، مات سنة ست وثلاثين ومئة (1).
3- شقيق بن سلمة ، أبو وائل الأسدي ، الكوفي [ع ].
روى عن : أسامة بن زيد ، وعبد اللَّه بن مسعود ، وعثمان بن عفان.
روى عنه : الشعبي ، وأبو إسحاق السبيعي ، وعطاء بن السائب ، وعمرو بن مرة
أدرك النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم يره .
قال وكيع بن الجراح : " ثقة " ، وقال يحيى بن معين :" ثقة لا يسأل عن مثله ".
وذكره ابن حبان في الثقات ، وقال ابن حجر :" ثقة مخضرم"، مات سنة اثنتين وثمانين (2).
4- عبد الله بن مسعود بن غافل ابن حبيب ، أبو عبد الرحمن الهذلي .
صحابي .
الحكم على الحديث :
الحديث بهذا الإسناد ضعيف معل بعلتين :
__________
(1) ينظر : الجرح والتعديل 6/332 ت 1848، الطبقات الكبرى 6/328 ، تهذيب الكمال 20/86 ت 3934 ، الكاشف 2/232 ت 3853 ، ميزان الاعتدال 3/73 ، تقريب التهذيب ص 678 ت 4625.
(2) ينظر : الجرح والتعديل 4/371 ت 161 ، الثقات 4/354 ،تهذيب الكمال 12/548 ت 2767 تقريب التهذيب ص 439 ت 2832، تاريخ خليفة بن خياط ص 288.(1/135)
الأولى : الحديث من رواية محمد بن فضيل ، وهو ممن روى عن عطاء بن السائب في حال اختلاطه (1) ، ولكن تابع محمداً على الرواية عن عطاء حمادُ بن سلمة ، قال عنه ابن حجر :" ثقة ثبت عابد ، أثبت الناس في ثابت" (2)، وهو ممن استثنى الجمهور روايته عن عطاء وجعلوها عنه قبل الاختلاط ، قال الطحاوي : وإنما حديث عطاء الذي كان منه قبل تغيره يؤخذ عن أربعة لا من سواهم (3)وهم شعبة وسفيان الثوري ، وحماد بن سلمة ، وحماد بن زيد "، وذكر ابن الكيال أن ابن معين وأبا داود قد استثنيا رواية حماد عن عطاء ، فتندفع العلة بمتابعة حماد بن سلمة لمحمد بن فضيل عن عطاء .
الثانية : أن الحديث خطأ ليس بمرفوع ، قال أبو بكر الأثرم : حديث عطاء بن السائب خطأ ؛ رواه منصور ، وأبو الحصين ، والأعمش ، عن أبي وائل ، عن سلمان بن ربيعة ، قال : جدب لنا عمر السمر، فهذا هو الحديث ثم خالفهم فيه عاصم بن بهدلة ، وعطاء بن السائب ، فأين هذين من هؤلاء ؟ ثم اضطرب فيه هذان ؛ لأنهما لم يحفظاه ؛ فقال عاصم : عن أبي وائل عن عبد الله ، قال : جدب لنا عمر ، ولم يرفعه ، وترك سلمان بن ربيعة .
وأما عطاء بن السائب فقال : عن أبي وائل ، عن عبد الله ، قال : جدب لنا رسول الله ، أخطأ فيه ؛ ففي إسناده رجل متروك أو شبهه(4).
قال ابن رجب عقب كلام أبي بكر الأثرم :" وذكر مسلم نحوه في كتاب التمييز " (5).
__________
(1) الكواكب النيرات ، لابن الكيال ص 331.
(2) تقريب التهذيب ص 268 ت 1507.
(3) حصر الرواية المقبولة عن عطاء في هؤلاء الأربعة فيه نظر ، فقد ذكر العلماء غيرهم.
(4) ناسخ الحديث ومسوخه ص 61 ، ونقله ابن رجب في فتح الباري 3/376.
(5) فتح الباري 3/376 ، ولم أجد النص في الجزء الموجود و المطبوع من كتاب التمييز لمسلم.(1/136)
والحديث عن عطاء لم يروه عنه أصحابه المتثبتين ؛ فغالب الرواة الذين رووه عنه ممن أخذ عن عطاء في حال اختلاطه ، ولو كان ثابتاً لتضافرت همم كبار الرواة عن عطاء كشعبة ، وسفيان الثوري على روايته عنه.
فلا تصلح متابعة عطاء بن السائب لتقوية الحديث الأصل ، ويبقى على ضعفه.
وقد ورد في الصحيح شاهد بمعناه في كراهة السمر بعد العشاء.
عن أبي برزة الأسلمي :" أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :" كان يكره النوم قبل العشاء والحديث بعدها".
رواه البخاري في صحيحه ، كتاب : مواقيت الصلاة ، باب ( 23) : باب ما يكره من النوم قبل العشاء 1/195 ح (568 ).
قال أبو نعيم رحمه الله :
حدثنا أبو الحسن علي بن أحمد بن علي المقدسي ، قال : ثنا عمر بن زكريا الحميري بغزه ، قال : ثنا محمد بن عبيد القاضي الغزي ، قال : ثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن خثيمة ، عن عبدالله بن عمرو بن العاص قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (( تقول الملائكة :" يا رب عبدك المؤمن تزوي عنه الدنيا ، وتعرضه للبلاء وهو مؤمن بك ".
فيقول :" اكشفوا عن ثوابه ".
فإذا رأوا ثوابه ، تقول الملائكة " : يا رب ما أصابه في الدنيا ".
وتقول الملائكة :" يا رب عبدك الكافر تبسط له في الدنيا وتزوي عنه البلاء وقد كفر بك". فيقول : اكشفوا عن عقابه فإذا رأوا عقابه ، قالوا : يا رب ما ينفعه ما أصابه في الدنيا )).
كذا حدثناه هذا الشيخ مرفوعاً متصلاً .
وهو من مفاريد محمد بن عبيد الغزي والمشهور ما رواه الناس عن أبي معاوية عن الأعمش عن خيثمة من قِبله.
[ حلية الأولياء 4 / 123 ]
(( تخريج الحديث ))
الحديث يرويه أبو معاوية : محمد بن خازم واختلف عنه من وجهين :
الأول : يروى عنه ، عن الأعمش ، عن خثيمة ، عن عبدالله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنه - ،عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثاني : يروى عنه ، عن الأعمش ، عن خيثمة ، من قوله.
تخريج الوجه الأول :(1/137)
( أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن خثيمة ، عن عبدالله بن عمرو بن العاص ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - )
تفرد به محمد بن عبيد الغزي من هذا الوجه عن أبي معاوية.
رواه أبونعيم في حلية الأولياء 4/ 123 .
تخريج الوجه الثاني :
( أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن خيثمة ، من قوله ).
تفرد به أبو بكر بن أبي شيبة من هذ الوجه عن أبي معاوية .
رواه في المصنف ، كتاب : الزهد ، باب ( 51 ) خيثمة بن عبد الرحمن 7/176 ح ( 35009) ، ومن طريقه :رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 4/118.
(( تراجم الرواة ))
أولاً : ترجمة مدار الحديث .
محمد بن خازم التميمي السعدي ، أبو معاوية الضرير [ ع ].
روى عن : الأعمش ، و عاصم الأحول ، وشعبة بن الحجاج .
روى عنه : أحمد بن حنبل ، وأبو بكر بن أبي شيبة ، وقتيبة بن سعيد .
قال النسائي :" ثقة " ، وقال العجلي :" كوفي ثقة كان يرى الإرجاء " ، وذكره ابن حبان في الثقات وقال : " كان حافظاً متقناً " ، وقال ابن حجر : " ثقة أحفظ الناس لحديث الأعمش ".
مات سنة أربع وتسعين (1).
ثانياً : ترجمة راوي الوجه الأول :
محمد بن عبيد الغزي .
لايعرف ، لم أجد له ترجمة ، إلا ما ذكره ابن ماكولا حيث قال : محمد بن عبيد الغزي ؛ حدث عنه ابن قتيبة (2).
ووجدت ابن قتيبة قد أكثر من الرواية عنه في كتابه عيون الأخبار .
ثالثاً : ترجمة راوي الوجه الثاني :
أبو بكر بن أبي شيبة : عبد اللَّه بن محمد بن إبراهيم بن عثمان العبسي(3)[ خ م د س ق ].
روى عن : وكيع بن الجراح ، وسفيان بن عيينة ، ومعتمر بن سليمان .
__________
(1) ينظر : الثقات لابن حبان 7/441 ، معرفة الثقات 2/ 236 ت 1589، تهذيب الكمال 25 / 123 ت 5173 ، تقريب التهذيب ص 840 ت 5878 .
(2) الإكمال لابن ماكولا 7/134.
(3) العبسي : بفتح العين وسكون الباء الموحدة ، وكسر السين المهملة ، نسبة إلى عبس بن بغيض ، من مضر قبيلة مشهورة . الأنساب 4/140 .(1/138)
روى عنه : البخاري ، ومسلم ، وأبو داود ، وابن ماجة ، وعبد اللَّه بن أحمد بن حنبل .
قال الإمام أحمد : " صدوق " ، وقال أبو حاتم : " ثقة " ، قال العجلي :" كوفي ثقة ، وكان حافظًا للحديث " ، وذكره ابن حبان في الثقات وقال : " كان متقنًا ، حافظًا ، ديناً ، ممن كتب وجمع وصنف وذاكر" ، قال ابن حجر : " ثقة ، حافظ ".
مات سنة خمس وثلاثين ومئتين (1).
(( دراسة الاختلاف ))
يتبين من تخريج الحديث أنه قد اختلف عن محمد بن خازم من وجهين :
الأول : رواه محمد بن عبيد الغزي ، عن محمد بن خازم عن الأعمش ، عن خثيمة عن عبدالله بن عمرو بن العاص ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثاني : رواه أبو بكر بن أبي شيبة ، عن محمد بن خازم ، عن الأعمش ، عن خيثمة ، من قوله.
وبعد النظر في حال المدار ، وأحوال الرواة المختلفين يكون الوجه الوجه الثاني هو الراجح ، وأن هذا الكلام من قول خيثمة بن عبد الرحمن ، ولا يصح مرفوعاً ، لأن الوجه المرفوع منه منكر ؛ فراويه من الوجه المرفوع ( لا يعرف ) وقد خالف ثقة إماماً حافظاً .
)( الحكم على الحديث ))
دراسة الإسناد من الوجه المرجح بإسناد أبي بكر بن أبي شيبة حيث رواه عن أبي معاوية ، عن الأعمش ، عن خيثمة .
1- محمد بن خازم : أبو معاوية .
ثقة ، سبقت ترجمته قريباً .
2- الأعمش : سليمان بن مهران (2) ، الأسدي الكاهلي [ع ].
روى عن : عبد الملك بن ميسرة ، وشقيق بن سلمة ، وعطاء بن أبي رباح .
روى عنه : سفيان الثوري ، وسفيان بن عيينة ، والفضل بن دكين .
وقال شعبة : ما شفاني أحد في الحديث ما شفاني الأعمش .
__________
(1) ينظر : الجرح والتعديل 5/160 ت 737 ، تاريخ الثقات ص 276 ت 878 ، الثقات 8/358 ، تهذيب الكمال 16/34 ت 4526 ، تقريب التهذيب ص 320 ت 3575
(2) مهران : بكسر الميم . المغني للفتني ص 243 .(1/139)
قال يحيى بن معين :" ثقة " ، وقال النسائي : " ثقة ثبت " ، وقال العجلي : " كان ثقة ثبتًا في الحديث " ، وقال ابن حجر : " ثقة حافظ عارف بالقراءات ورع لكنه يدلس ".
وذكره في المرتبة الثانية من مراتب المدلسين ، مات سنة سبع وأربعين ومائة (1).
الحكم على الحديث :
الحديث بهذا الإسناد مقطوعٌ صحيحٌ .
قال أبو نعيم رحمه الله :
حدثنا أبو بكر بن خلاد ، قال : ثنا الحارث بن أبي أسامة ، قال : ثنا يحيى بن هاشم ، قال :ثنا حمزة بن حبيب الزيات ، عن الأعمش ، عن خيثمة بن عبدالرحمن ، عن عدي بن حاتم قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:" كلكم يناجي ربه ليس بينه وبينه ترجمان ينظر إلى أيمنه فيرى عمله ،ثمّ ينظر أمامه فيرى النار ، ثم قال : اتقوا النار ولو بشق تمرة ".
رواه زياد أبو حمزة التميمي ، عن حمزة الزيات مثله.
حدثنا القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم إملاء ، قال : ثنا عامر بن إبراهيم بن عامر، قال : حدثني أبي ، عن جدي ، قال : ثنا زياد أبو حمزة التميمي ، قال : ثنا حمزة ا لزيات ، عن الاعمش ، عن خيثمة ، عن عدي ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مثله.
ورواه شريك ، والناس ، عن الأعمش ، عن خيثمة ، عن عدي مثله.
ورواه فضيل بن عياض ، وجرير ، وأسباط بن محمد ، عن الأعمش ، عن عمرو بن مرة ، عن خيثمة ، عن عدي مثله.
[ حلية الأولياء 4/ 124]
(( تخريج الحديث ))
الحديث يرويه الأعمش : سليمان بن مهران واختلف عنه من وجهين :
الأول : يروى عنه ، عن خيثمة بن عبد الرحمن ، عن عدي بن حاتم - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
__________
(1) ينظر : الجرح والتعديل 4/146ت 630 ، معرفة الثقات 1/432 ت 676 ، تاريخ بغداد 9/11، تهذيب الكمال 12/89 ، تقريب التهذيب ص 254 ت 2615 ، تعريف أهل التقديس ص118 ت 55.(1/140)
الثاني : يروى عنه ، عن عمرو بن مرة ، عن خيثمة بن عبد الرحمن ، عن عدي بن حاتم - رضي الله عنه -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
تخريج الوجه الأول :
( الأعمش ، عن خيثمة بن عبد الرحمن ، عن عدي بن حاتم - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
يرويه من هذا الوجه عن الأعمش عشرة :-
1-عيسى بن يونس .
رواه البخاري في صحيحه ، كتاب : التوحيد ، باب (36): كلام الرب عز وجل يوم القيامة مع الأنبياء وغيرهم 4/406 ح( 7512 ) ، و مسلم في كتاب : الزكاة ،باب (20 ) الحث على الصدقة ولو بشق تمرة 2/703 ح ( 1016/67 ) ، وابن منده في كتاب الإيمان 2/ 755 ح ( 789 ) ، والطبراني في المعجم الكبير 17/ 82 ح ( 184 ) ، والبغوي في شرح السنة ، باب : التصدق بالشيء اليسير 6/136 ح ( 1638) ، وابن عساكر في تاريخ دمشق 5/144.
2- أبو أسامة ، حماد بن أسامة.
رواه البخاري في كتاب : التوحيد ، باب (24) 4/393 ح ( 7443) ، ومن طريقه : رواه البغوي في شرح السنة ، باب : شهادة الأعضاء 15/151 ح ( 4331 ) ، ورواه الآجري في التصديق بالنظر ص 74 ح( 55 ) ، وفي كتاب الشريعة ص 227 ح ( 571 ) ، والدارقطني في كتاب الرؤية ص 276 ح ( 178) و ( 180 ) ، ورواه البيهقي في السنن الكبرى ، كتاب : الزكاة ، باب : التحريض على الصدقة وإن قلت 4/176 ، وابن منده في كتاب الإيمان 2/754 ح ( 787 ).
3- حفص بن غياث .
رواه البخاري في صحيحه ، كتاب : الرقاق ، باب (49) : من نوقش الحساب عذب 4/198 ح (6539 )، وابن أبي عاصم في كتاب السنة ص 269 ح ( 606 ) ، والطبراني في المعجم الكبير 17/83 ح ( 190 )،وأبو نعيم في المستخرج على صحيح مسلم 3/92 ح ( 2274 ).
4- وكيع بن الجراح .(1/141)
رواه الإمام أحمد في المسند 30/180 ح ( 17246 ) ، وعنه :رواه ابنه عبد الله في كتاب السنة رقم ( 247 ) ، ورواه ابن أبي عاصم في كتاب السنة ص 269 ح ( 606 ) ، والترمذي في سننه ، أبواب : صفة القيامة والرقائق والورع،باب (1) : في القيامة 4/215ح( 2415 ) وابن ماجة في سننه ، المقدمة ، باب (13 ) : فيما أنكرت الجهمية 1/120 ح( 185) ، وفي كتاب : الزكاة ، باب (28 ) : فضل الصدقة 2/404 ح (1843) ، والآجري في التصديق بالنظر ص 74 ح ( 56 ) ، وفي كتاب الشريعة ص 227 ح ( 571 ) ، و الدارقطني في كتاب الرؤية ص 276 ح ( 178 ) و ( 179 ) ، وأبو نعيم في المستخرج على صحيح مسلم 3/92 ح ( 2274 ) ، وابن عساكر في تاريخ دمشق 5/144.
5-أبو معاوية : محمد بن خازم .
رواه ابن أبي شيبة في المصنف ، كتاب : الزكاة ، باب ( 1) : ما جاء في الحث على الصدقة وأمرها 2/351 ح ( 9806 ) ، والإمام أحمد في المسند 30/180 ح ( 17246 ) ، وأبو عبيد في الأموال ص 489 ح( 905) ، ومن طريقه : رواه الطبراني في المعجم الكبير 17/83 ح ( 189 ) ،والترمذي في سننه ، أبواب صفة القيامة والرقائق والورع ، باب (1) : في القيامة 4/215 ح ( 2415 ) ،وابن حبان كما في الإحسان ، كتاب : إخباره عن مناقب أصحابه 16/373 ح ( 7373 ) ، و أبو نعيم في المستخرج على صحيح مسلم 3/92 ح ( 2274 )، وابن عساكر في تاريخ دمشق 5/144.
وقد رواه أبو داود الطيالسي عن أبي معاوية عن الأعمش عن خيثمة عن عدي بن حاتم - رضي الله عنه - موقوفاً ، قال يونس بن حبيب بعده : لم يرفعه أبو داود ، وهذا الحديث رفعه أصحاب الأعمش ؛ الثوري ، وأبو أسامة ، وأظن أبا معاوية أيضاً ، مسند الطيالسي 2/370ح ( 1133 ) .(1/142)
قلت : الرواة عن أبي معاوية ، أحمد بن حنبل ، وأبو عبيد ، وهناد ، ومحمد بن المثنى ، وابن أبي شيبة كلهم رووه عنه مرفوعاً ، فلعل أبا داود الطيالسي وهم فيه قال ابن عدي عن أبي داود الطيالسي :" له أحاديث يرفعها ، وليس بعجب من يحدث بأربعين ألف حديث من حفظه أن يخطئ في أحاديث منها ، يرفع أحاديث يوقفها غيره ، ويوصل أحاديث يرسلها غيره ، وإنما أتى ذلك من حفظه ، وما أبو داود عندي وعند غيري إلا متيقظ ثبت" (1). فلذلك استغرب روايته الموقوفة راويتُه يونس بن حبيب ، وقارن رواية أبي معاوية برواية أصحاب الأعمش سفيان ، وأبي أسامة .
6- شريك بن عبد الله .
رواه الطبراني في المعجم الكبير 17/83 ح ( 188 ) ، وقد وافق شريك بقية الرواة عن الأعمش في هذا الموضع ، ولكنه أخطأ في موضع آخر ، فقد روى الإمام أحمد عن أسود بن عامر عن شريك عن الأعمش عن خيثمة عن ابن معقل عن عدي بن حاتم - رضي الله عنه - ، المسند 30/207 ح ( 18271) ، وهذا الاختلاف نتج من سوء حفظه فخيثمة ، وعبد الله بن معقل يرويانه عن عدي بن حاتم ، ولعل خطأه جاء من أن الحديث يرويه سفيان الثوري ، وشعبة بن الحجاج عن أبي إسحاق عن عبد الله بن معقل عن عدي بن حاتم - رضي الله عنه - كما في مسند الإمام أحمد 30/187 ح ( 18252 ) و 30 /208 ح( 18272 ) فحديث عبد الله بن معقل حديث أبي إسحاق لا حديث الأعمش كما ظن شريك .
7- يحيى بن عيسى .
رواه الطبراني في المعجم الكبير 17/83 ح ( 187 ) .
8- يحيى بن زكريا بن أبي زائدة .
رواه الطبراني في المعجم الكبير 17/82 ح ( 186 ).
9- حمزة بن حبيب الزيات .
__________
(1) الكامل 3/281.(1/143)
رواه المحاملي في الأمالي 1/432 ح ( 514 ) ، والطبراني في المعجم الأوسط 7/311 ح ( 7591 ) ، وأبو الشيخ في طبقات المحدثين بأصبهان 2/78 ، وأبو نعيم في حلية الأولياء 4/124 ، وفي 4/124 ، وفي أخبار أصبهان 1/138و 2/257، وأبو القاسم المهرواني في الفوائد النتخبة ص 259 ح ( 170 ).
10- عبد الله بن نمير .
رواه ابن منده في كتاب الإيمان 2/754 ح 0 788 ) .
تخريج الوجه الثاني :
( الأعمش ، عن عمرو بن مرة ، عن خيثمة بن عبد الرحمن ، عن عدي بن حاتم - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
يرويه عن الأعمش من هذا الوجه سبعة :-
1- عيسى بن يونس .
وقد مضى بيان موضع حديثه في البخاري ، وقال بعده : قال الأعمش وحدثني عمرو بن مرة عن خيثمة مثله ، وزاد فيه ولو بكلمة طيبة ، قال ابن حجر : وقوله – أي البخاري – قال الأعمش ……… إلخ ، هو موصول بالسند الذي قبله إليه " (1) ،وكذلك قال مسلم بعد روايته للحديث من الوجه الأول عن ثلاثة من شيوخه ومن عادته بيان فروق رواياتهم وزيادات بعضهم على بعض فمما قاله : زاد ابن حُجر : قال الأعمش : وحدثني عمرو بن مرة عن خيثمة مثله وزاد فيه : ولو بكلمة طيبة ، وقال إسحاق : قال الأعمش عن عمرو بن مرة عن خيثمة .
وليس هذا اختلاف على عيسى بن يونس كما سيأتي بيانه .
2-جرير بن عبد الحميد .
رواه المحاملي في الأمالي 1/431 ح ( 512 )، والطبراني في المعجم الكبير 17/83 ح 91.
3- فضيل بن عياض .
رواه الطبراني في المعجم الكبير 17/ 84 ( 192 )، والخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 10/469.
4- أسباط بن محمد .
رواه الطبراني في المعجم الكبير 17/84 ح193.
5 - سفيان الثوري .
رواه ابن أبي الدنيا في مداراة الناس ص 92 ح ( 102 )،وفي الصمت ص 179 ح ( 314 ).
و الخرائطي في مكارم الأخلاق 1/138 ح(111 ) ، وأبو طاهر الأصبهاني في الطيوريات ص 228 ح ( 395 ).
أبو معاوية : محمد بن خازم.
__________
(1) فتح الباري 13/477.(1/144)
رواه هناد بن السري في الزهد 2/520 ح ( 1074 ) ، ومن طريقه :رواه أبو نعيم في المستخرج على صحيح مسلم 3/93 ح ( 2275 ).
ورواه المحاملي في الأمالي 1/432 ح ( 513 ).
وكيع بن الجراح.
رواه أبو نعيم في المستخرج على صحيح مسلم 3/93 ح ( 2275 ).
(( تراجم الرواة ))
أولاً : ترجمة مدار الحديث .
الأعمش ، سليمان بن مهران .
ثقة ، إمام ، سبقت ترجمته في الحديث الرابع.
ثانياً : تراجم رواة الوجه الأول .
1- عيسى بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي ، أبو عمرو الكوفي [ع ].
روى عن : الأعمش ، وحريز بن عثمان ، وشعبة بن الحجاج.
روى عنه : علي بن حجر ، ويحيى بن معين ، وعبد الله بن وهب.
قال يحيى بن معين ، وعلي بن المديني ، والإمام أحمد ، و أبو حاتم ، وابن حجر :" ثقة " ، زاد ابن المديني ، وابن حجر:" مأمون " ، وقال أبو زرعة :" حافظ" ، وقال العجلي :" كوفي ثقة ، وكان ثبتاً في الحديث ".
مات سنة ست وثمانين ومائة ، وقيل بعدها (1).
2- حفص بن غياث بن طلق بن معاوية بن مالك النخعي ، أبو عمرو الكوفي[ع ].
روى عن : الأعمش ، وإسماعيل بن أبي خالد ، وهشام بن حسان.
روى عنه : أحمد بن حنبل ، وإسحاق بن راهويه ، وعلي بن المديني.
قال يحيى بن معين ، والعجلي ، والنسائي :" ثقة " ، وزاد العجلي :" مامون فقيه ".
وقال ابن حجر :" ثقة ، فقيه ، تغير حفظه قليلاً في الآخر " ، مات سنة أربع وتسعين ومائة (2).
3-أبو أسامة، حماد بن أسامة .
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث الأول.
4-وكيع بن الجراح .
ثقة، إمام ، سبقت ترجمته في الحديث الأول .
5-أبو معاوية ، محمد بن خازم الضرير.
ثقة، سبقت ترجمته في الحديث الرابع.
__________
(1) الجرح والتعديل 6/291 ت 1618، معرفة الثقات 2/ 200 ت 1467 ، تهذيب الكمال 23/62 ت 4673 ، تقريب التهذيب ص 773 ت 5376.
(2) الجرح والتعديل 3/ 185 ت 803 ، معرفة الثقات 1/310 ت 331 ، تهذيب الكمال 7/ 56 ت 1415 ، تقريب التهذيب ص 260 ت 1439 .(1/145)
6- شريك بن عبد اللَّه بن أبي شريك النخعي ، أبو عبد اللَّه الكوفي القاضي [ خت م 4].
روى عن : الأعمش ، وعطاء بن السائب ، وشعبة بن الحجاج .
روى عنه :حجاج بن محمد ، أبو نعيم الفضل بن دكين ، وأبو النضر هاشم بن القاسم .
قال يحيى بن سعيد القطان : " سألت شريكًا عن حديث فلم يحسن يقيمه ".
قال يحيى بن معين ، وأبو داود ، و العجلي : " ثقة ".
وقال الإمام أحمد : " كان عاقلاً صدوقًا محدثًا شديدًا على أهل الريب والبدع " ، وقال أبو حاتم : " صدوق " ، وقال النسائي : " ليس به بأس ".
وقد تكلم فيه :
فقال الترمذي : " كثير الغلط والوهم " ، وقال الدار قطني : " ليس بالقوي ".
وجمع ابن حجر بين الأقوال السابقة : " صدوق يخطيء كثيرًا".
مات سنة سبع ـ أو ثمان ـ وسبعين ومئة (1) .
7-يحيى بن عيسى بن عبد الرحمن التميمي ، أبو زكريا الكوفي [بخ م د ت ق ].
روى عن : الأعمش ، سفيان الثوري ، ومسعر بن كدام.
روى عنه : أسد بن موسى ، وأحمد بن بديل اليامي ، ومحمد بن عبد الله بن المبارك.
قال يحيى بن معين :" ليس بشيء " ، وقال "ماهو بشيئ " ، وقال : " ضعيف لا يكتب حديثه " وقال النسائي :" ليس بالقوي".
وخالفهم : أبو داود حيث قال :" بلغني عن أحمد بن حنبل أن أحسن الثناء عليه" ، وقال العجلي :" ثقة ، وكان في تشيع " ، وذكره الذهبي فيمن تكلم فيه وهو موثق ، وقال :" صويلح ، خرج له مسلم في الشواهد لا في الأصول " ، وقال ابن حجر : " صدوق يخطئ ، ورمي بالتشيع ".
والقول فيه ماقال ابن حجر ، فمن تكلم فيه فلعله تكلم فيه لبدعة التشيع التي رمي بها.
__________
(1) الجرح والتعديل 4/365 ت 1602 . تاريخ الثقات ص 217 ت 664 ، العلل الكبير للترمذي 1/226 ، تهذيب الكمال 12/462 ت 2736 . ميزان الاعتدال 2/274 . تقريب التهذيب ص 266 ت 2787 ، تهذيب التهذيب 4/307 .(1/146)
مات سنة إحدى ومائتين (1).
8-يحيى بن زكريا بن أبي زائدة ، الهمداني ، أبو سعيد الكوفي[ ع ].
روى عن : الأعمش ، وسفيان بن عيينة ، وشعبة بن الحجاج.
روى عنه : أحمد بن حنبل ، وأسد بن موسى ، ويحيى بن معين .
وثقه علي بن المديني ، ويحيى بن معين ، والإمام أحمد ، والنسائي ، والعجلي ، وابن حجر .
وقال أبو حاتم : " مستقيم الحديث ، صدوق ، ثقة " ، وقال الذهبي :" أحد الفقهاء الكبار ، والمحدثين الأثبات " .
مات سنة ثلاث وأربع وثمانين ومائة (2).
9-حمزة بن حبيب بن عمارة الزيات ، أبو عمارة الكوفي [ م 4 ].
روى عن : الحكم بن عتيبة ، والأعمش ، وعطاء بن السائب.
روى عنه : جرير بن عبد الحميد ، وعبد الله بن المبارك ، علي بن مسهر.
وثقه يحيى بن معين ، وأحمد بن حنبل ، والعجلي .
وقال النسائي :" ليس به بأس "، وقال ابن حجر :" صدوق ، زاهد ربما يهم ".
بل هو ثقة ، فقد وثقه يحيى بن معين وأحمد والعجلي ، ولم أجد من جرحه.
مات سنة ست وخمسين ومائة (3).
10- عبد الله بن نمير الهمداني ، الخارفي(4) ، أبو هشام الكوفي [ع ].
روى عن : الأعمش ، ومالك بن مغول ، ومسعر بن كدام .
روى عنه : أحمد بن حنبل ، ويحيى بن معين ، وزهير بن حرب .
وثقه يحيى بن معين ، والعجلي ، والدارقطني ، وابن حجر.
__________
(1) معرفة الثقات 2/ 356 ت 1992 ، تهذيب الكمال 31/488 ت 6896 ، ميزان الاعتدال 4/401 ت 9600 ، من تكلم فيه وهو موثق ص 198ت 376 ،تقريب التهذيب ص 1063 ت 7669.
(2) الجرح والتعديل 9/144 ت 609 ، تهذيب الكمال 31/305 ت 6826 ، ميزان الاعتدال 4/374 ت 9505، تقريب التهذيب ص 1054 ت 7598.
(3) الجرح والتعديل 3/209ت 916، معرفة الثقات 1/ 322 ت 356 ، تهذيب الكمال 7/314 ت 1501 ، تقريب التهذيب ص 271 ت 1526.
(4) الخارفي : بفتح الخاء المعجمة ، والراء بعد الألف في آخرها فاء ، هذه النسبة إلىخارف وهو بطن من همدان ، الأنساب 2/305 .(1/147)
وقال أبو حاتم : " كان مستقيم الأمر ".
مات سنة تسع وتسعين ومائة (1).
ثالثاً : تراجم رواة الوجه الثاني .
1-عيسى بن يونس .
ثقة ، سبقت ترجمته قريباً.
2-جرير بن عبد الحميد .
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث الثالث.
3-فضيل بن عياض بن مسعود بن بشر التميمي ، أبو علي [خ م د ت س ].
روى عن : الأعمش ، ويحيى بن سعيد النصاري ، وهشام بن حسان.
روى عنه : سعيد بن منصور ، وسفيان الثوري ، وعبد الله بن المبارك.
قال سفيان بن عيينة ، والعجلي ، والنسائي ، و الدارقطني ، وابن حجر :" ثقة".
وقال الذهبي :" أحد الأثبات ، مجمع على ثقته وجلالته ".
مات سنة ست وقيل سبع وثمانين ومائة (2).
4- أسباط بن محمد بن عبد الرحمن بن ميسرة ، أبو محمد القرشي مولاهم [ع ].
روى عن : الأعمش ، وسفيان الثوري ، ومسعر بن كدام.
روى عنه : أحمد بن حنبل ، وقتيبة بن سعيد ، وهناد بن السري.
قال ابن سعد :" كان ثقة صدوقاً ، إلا أن فيه بعض الضعف ، وقد حدثوا عنه ".
وقال يحيى ابن معين " ثقة " ، وقال " ليس به بأس ، وكان يخطئ عن سفيان ".
وقال أبو حاتم : " صالح " ، وقال العجلي :" ليس به بأس " ، وقال الذهبي :" صدوق ".
وقال ابن حجر :" ثقة ، ضُعِف في الثوري " ، والراجح كما قال الذهبي : صدوق ،لما ذكر من خطئه ، مات سنة مائتين (3).
5- سفيان بن سعيد الثوري.
ثقة ، إمام سبقت ترجمته في الحديث الأول .
6-أبو معاوية : محمد بن خازم.
ثقة، سبقت ترجمته في الحديث الرابع.
__________
(1) الجرح والتعديل 5/186 ت 869 ، العلل للدارقطني 4/338 ، معرفة الثقات 2/65 ت 986 ، تهذيب الكمال 16/225 ت 3618 ، تقريب التهذيب ص 553 ت 3692.
(2) معرفة الثقات 2/207 ت 1486 ، تهذيب الكمال 23/281 ت 4763 ، ميزان الاعتدال 3/361 ت 6768 ، التهذيب ص 786 ت 5466.
(3) الجرح والتعديل 2/332 ت 1263، معرفة الثقات 1/217 ت 63 ، ميزان الاعتدال 1/175 ت 711 ، تهذيب الكمال 2/354 ت 320، تقريب التهذيب ص124 ت 322.(1/148)
وكيع بن الجراح.
ثقة، إمام ، سبقت ترجمته في الحديث الأول .
(( دراسة الاختلاف ))
يتبين من تخريج الحديث أنه قد اختلف عن الأعمش من وجهين :-
الأول : يرويه عيسى بن يونس ، وحفص بن غياث ، وأبو أسامة ، ووكيع بن الجراح ، وأبو معاوية ، وشريك بن عبد الله ، ويحيى بن عيسى ، ويحيى بن زكريا ، وحمزة الزيات ، وعبد الله بن نمير عشرتهم ، عن الأعمش ،عن خيثمة بن عبد الرحمن ، عن عدي بن حاتم - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثاني : يرويه عيسى بن يونس أيضاً ، وجرير بن عبد الحميد ، وفضيل بن عياض ، وأسباط بن محمد ، وسفيان الثوري ، وأبو معاوية : محمد بن خازم ، ووكيع بن الجراح سبعتهم ، عن الأعمش ، عن عمرو بن مرة ، عن خيثمة بن عبد الرحمن ، عن عدي بن حاتم - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
وبعد النظر في حال المدار ، وأحوال الرواة المختلفين يمكن تصحيح الوجهين عن الأعمش ، وأن هذا الاختلاف ليس من اختلاف التضاد بحيث يوجب رد أحد الوجهين ، بل هو من اختلاف التنوع فكلا الوجهين مرويان عن المدار ، قال ابن حبان :" سمع هذا الخبر الأعمش عن خيثمة ، وسمعه عن عمرو بن مرة عن خيثمة … فالطريقان صحيحان" (1).
وقد صرح الأعمش بذلك ، فقد نقل عنه البخاري بعد روايته للحديث عن خيثمة : قال الأعمش وحدثني عمرو بن مرة عن خيثمة مثله ، وزاد فيه ولو بكلمة طيبة (2)، ونقله مسلم من زيادة علي بن حُجر في روايته عن عيسى بن يونس عن الأعمش (3) ، ومما يؤيد هذا الجمع أن عيسى بن يونس قد روى الحديث بالوجهين عن الأعمش ، وهي مخرجة عنه في الصحيحين ، ووافقه على رواية الوجهين عن الأعمش كلٌ من ووكيع بن الجراح ، و أبو معاوية : محمد بن خازم ، وهو من أثبت الراواة في الأعمش.
(( الحكم على الحديث ))
__________
(1) الإحسان 16/373-374.
(2) صحيح البخاري 4/406 عقب الحديث رقم 7512.
(3) صحيح مسلم 2/704 عقب الحديث رقم 1016.(1/149)
الحديث من الوجهين مخرج في الصحيحين .(1/150)
قال أبو نعيم رحمه الله :
حدثنا سليمان بن أحمد قال : ثنا أبو الزنباع ، عن روح بن الفرج ، ويحيى بن أيوب قالا : ثنا يوسف بن عدي ، قال : ثنا القاسم بن مالك ، عن أشعث بن سوار ، عن الشعبي ، عن شريح ، قال: قال عمر بن الخطاب :" لا تغالوا بمهور النساء فإنها لو كانت مكرمة في الدنيا والآخرة كان أحقكم بها وأولاكم بها محمد - صلى الله عليه وسلم - وأهل بيته ما تزوج امرأة من نسائه ولا زوج بنتاً من بناته بأكثر من اثنتي عشرة أوقية ".
غريب من حديث الشعبي ، عن شريح.
والمشهور من حديث ابن سيرين عن أبي [العجفاء] (1) ، عن عمر- رضي الله عنه - ، تفرد به القاسم بن مالك المزني عن أشعث .
[ حلية الأولياء 4/138]
(( تخريج الحديث ))
الحديث يرويه عامر الشعبي ، واختلف عنه من وجهين :
الأول : يروى عنه ، عن شريح ، عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - .
الثاني: يروى عنه ، عن مسروق ، عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - .
تخريج الوجه الأول :
( عامر الشعبي ، عن شريح ، عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - ).
تفرد به أشعث بن سوار من هذا الوجه عن الشعبي.
رواه الطبراني في المعجم الأوسط 4/ 52 ح ( 3586) ، وعنه : رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 4/138 ، ورواه الدارقطني ،في الغرائب والأفراد ،كما في الأطراف 1/157 ح ( 195 ) ، وقال :" غريب من حديث الشعببي عن شريح تفرد به أشعث بن سوار عنه وتفرد به القاسم بن مالك عن أشعث وتفرد به يوسف بن عدي عن القاسم ".
تخريج الوجه الثاني :
( الشعبي ، عن مسروق ، عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - ).
تفرد به مجالد بن سعيد ، واضطرب فيه عن الشعبي
أ- فرواه عن الشعبي ، عن مسروق ، عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - .
__________
(1) تصحفت في المطبوع إلى [ الجعفاء ] والتصويب من المخطوط ( د ) 109/3/أ، ومن بقية المصادر التي أخرجت الحديث .(1/151)
رواه البزار في البحر الزخار 1/ 452 ح ( 321 ) ، وقال :" لا نعلم يروى عن مسروق عن عمر إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد "، والدارقطني في العلل 2/ 239 ، وذكره ابن كثير في التفسير 1/468 ، والزيلعي في تخريج الأحاديث والآثار الواردة في الكشاف للزمخشري 1/296 ، وعزوه إلى مسند أبي يعلى الموصلي ، ولعله في مسنده الكبير كما قال العجلوني في كشف الخفاء 2/154.
ب - ورواه عن الشعبي ، عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - .
رواه سعيد بن منصور في السنن ص 195 ح ( 598 ) ، والبيهقي في السنن الكبرى ، كتاب : الصداق ، باب : لا وقت(1) في الصداق كثر أو قل 7/233 .
(( تراجم الرواة ))
أولاً : ترجمة مدار الحديث .
عامر بن شراحيل ، أبو عمرو الشعبي (2) [ ع ].
روى عن : أسامة بن زيد ، وجرير بن عبدالله ، وعبدالله بن مسعود ، - رضي الله عنهم - .
روى عنه :سليمان الأعمش ، وطارق بن عبد الرحمن البجلي ، و منصور بن المعتمر .
قال يحيى بن معين ، وأبو زرعة :" ثقة " ، قال سفيان بن عيينه :" علماء الناس ثلاثة : ابن عباس في زمانه ، والشعبي في زمانه ، والثوري في زمانه" ، وقال ابن حجر :" ثقة ، مشهور
، فقيه ، فاضل " ، مات بعد المائة (3).
ثانياً : ترجمة راوي الوجه الأول .
أشعث بن سوار الكندي النجار الكوفي [بخ م ت س ق ].
روى عن : الحسن البصري ، والحكم بن عتيبة ، وعامر الشعبي .
روى عنه : جرير بن عبد الحميد ، وفضيل بن عياض ، وهشيم بن بشير .
قال يحيى بن معين : " كوفي ، لاشيء، ضعيف " ، وقال مرة أخرى :" ثقة ".
وقال الإمام أحمد ، النسائي ، والدارقطني وابن حجر :" ضعيف ".
__________
(1) في هامش المطبوع من السنن : لا وقت : أي لا تقدير .
(2) الشعبي : هذه النسبة إلى شعب ؛ وهو بطن من همدان ، الأنساب 3/341.
(3) ينظر : الجرح والتعديل 6/322 ت 1802 ، تهذيب الكمال 14/28 ت 3042 ، سير أعلام النبلاء 4/294 ، تقريب التهذيب ص 475 ت 3109.(1/152)
وقال أبو زرعة :" لين " ، وقال ابن حبان :" فاحش الخطأ ، كثير الوهم ".
مات سنة ست وثلاثين ومائة (1).
ثالثاً : ترجمة راوي الوجه الثاني .
مجالد(2) بن سعيد بن عمير بن بسطام الهمداني ، أبو سعيد الكوفي [م 4 ].
روى عن : عامر الشعبي ، وزياد بن علاقة ، ومرة الهمداني .
روى عنه : سفيان الثوري ، وسفيان بن عيينة ، وشعبة بن الحجاج ، وعيسى بن يونس قال البخاري : " كان يحيى -القطان -يضعف مجالد بن سعيد .... وكان ابن مهدي لا يروي عنه ".
وقال يحيى بن معين :" لا يحتج بحديثه " ، وقال :" ضعيف واهي الحديث".
وقال الإمام أحمد :" ليس بشيء ، يرفع حديثًا كثيرًا لا يرفعه الناس ، وقد احتمله الناس ".
وذكره البخاري في الضعفاء ، وقال أبو حاتم : " وليس مجالد بقوي الحديث" ، وقال النسائي :" كوفي ، ضعيف " .
وقال عبد الرحمن بن مهدي :" تغير حفظه في آخر عمره ".
وقال ابن حبان :" كان رديء الحفظ ، يقلب الأسانيد ، ويرفع المراسيل ، لا يجوز الاحتجاج به " ، وقال ابن عدي :" ومجالد له عن الشعبي ، عن جابر أحاديث صالحة ، وعن غير جابر .... ولكن أكثر روايته عنه وعامة ما يرويه غير محفوظ " ، وقال الدار قطني :" ليس بثقة ، ولا يعتبر به " ، وقال الذهبي : " مشهور صاحب حديث على لين فيه ".
وقال ابن حجر : " ليس بالقوي وقد تغير بآخرة ".
__________
(1) ينظر : الجرح والتعديل 2/271 ت 978 ، الضعفاء والمتروكين للنسائي ص 155 ت58 ، الضعفاء والمتروكين للدارقطني ص 90 ت 115 ، المجروحين لابن حبان 2/ 171 تهذيب الكمال 3/ 264 ت 524 ، تقريب التهذيب ص 149 ت 528.
(2) مجالد : بمضمومة ، وجيم وكسر لام ، المغني للفتني ص221.(1/153)
مات سنة أربع وأربعين ومائة (1).
(( النظر في الاختلاف ))
يتبين من تخريج الحديث أنه قد اختلف عن الشعبي من وجهين :
الأول : يرويه أشعث بن سوار ، عن الشعبي ، عن شريح ، عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - .
الثاني: يرويه مجالد بن سعيد ، عن الشعبي عن مسروق ، عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - .
وبعد النظر في حال المدار ، وأحوال الرواة المختلفين يتضح أن كلا الوجهين خطأ، وهذا راجع إلى ضعف رواتهما عن الشعبي ، واختلافهما على مدار الحديث ، واضطراب راوي الوجه الثاني فيه ، وقد نص العلماء على أن الحديث لا يصح من هذين الوجهين وإنما يصح من طريق آخر ؛ قال الدارقطني :" ولا يصح هذا الحديث إلا عن أبي العجفاء " (2) ، ولهذا استغرب أبو نعيم الحديث من طريق الشعبي لأن التفرد مظنة خطأ الراوي فكيف إذا كان ضعيفاً، وبين أبو نعيم الطريق المشهور للحديث كما قال الدارقطني قبله .
(( الحكم على الحديث ))
الحديث من هذا الطريق ضعيف ، لضعف رواته في الوجهين .
ولكن للحديث طريق آخر عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - ، وهو الوجه المشهور للحديث، رواه أبو العجفاء عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - ، ومداره على محمد بن سيرين .
__________
(1) ينظر : التاريخ الصغير 2/74 ، الجرح والتعديل 8/361 ت 1653 تاريخ يحيى بن معين رواية الدوري 2/549ت 3142، الضعفاء المتروكين للنسائي ص 236 ت 552 ، المجروحين لابن حبان 2/10 ، الكامل 6/422 سؤالات اليرقاني للدار قطني ص 64 ت 484 ، ، تهذيب الكمال 27/219 ت 5780 ، تقريب التهذيب ص 920 ت 6520.
(2) العلل 1/238.(1/154)
رواه الإمام أحمد في المسند 1/ 419 ح ( 340 ) ، ومن طريقه : رواه الضياء المقدسي في المختارة 1/410 ح ( 291 ) ، ورواه الحميدي في المسند 1/ 13ح ( 23 ) ،وعنه رواه ابن أبي خيثمة في أخبار المكيين من التاريخ الكبير ص 406 ح (433 ) ، ورواه سعيد بن منصور في السنن ص 192 ح ( 595) ، وأبو داود في سننه كتاب : النكاح ، باب ( 29 ) : الصداق ، والترمذي في سننه ، كتاب : النكاح ، باب ( 23 ) ما جاء في مهور النساء 2/407 ح ( 1114) ، و النسائي في سننه ، كتاب : النكاح ، باب (26) :القسط في الأصدقة 3/ 427 ح( 3349) ، والبيهقي في السنن الكبرى ، كتاب: الصداق ، باب : ما يستحب من القصد في الصداق 7/234 ، من طريق أيوب السختياني (1).
ورواه ابن حبان كما في الإحسان ، كتاب : السير ، باب : فضل الجهاد 10/480 ح ( 4620 ) ، والضياء المقدسي في المختارة 1/411 ح ( 292 ) ، والبيهقي في السنن الكبرى ، كتاب: الصداق ، باب : ما يستحب من القصد في الصداق 7/234 ، من طريق هشام بن حسان.
ورواه ابن ماجه في سننه ، كتاب : النكاح ، باب ( 17) : صداق النساء 2/431 ح ( 1887) ، وابن حبان في صحيحه ، كما في الإحسان ، كتاب : السير ، باب : فضل الجهاد 10/480 ح ( 4620 ) ، والحاكم في المستدرك 2/175، وقال : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ، والضياء المقدسي في المختارة 1/411 ح ( 292 ) ، والمزي في تهذيب الكمال 34/81 ، من طريق عبد الله بن عون.
ورواه سعيد بن منصور في سننه ص 193 ح( 596 ) ، و الدارمي في كتاب : النكاح ، باب ( 18 ) : كم كانت مهور أزواج النبي وبناته 3/1410 ح ( 2245) ، من طريق منصور بن زاذان .
__________
(1) وهذا الحديث قد اختلف على أيوب فيه ، والذين خرجت روايتهم عنه هي الرواية الراجحة من طريقه ، وقد تابعه على هذا الوجه جمع من الثقات .(1/155)
ورواه البيهقي في السنن الكبرى ، كتاب: الصداق ، باب : ما يستحب من القصد في الصداق 7/234 ، والضياء المقدسي في المختارة 1/413 ح ( 295) ، من طريق إسماعيل بن مسلم .
ورواه البيهقي في السنن الكبرى ، كتاب: الصداق ، باب : ما يستحب من القصد في الصداق 7/234 ، من طريق حبيب الشهيد.
جميعهم عن محمد بن سيرين ، عن أبي العجفاء السلمي قال : قال عمر بن الخطاب :" لا تغلوا صدق النساء ، فإنها لو كانت مكرمة في الدنيا أو تقوى في الآخرة ، لكان أولاكم بها النبي - صلى الله عليه وسلم - ، ما أنكح شيئاً من بناته ولا نسائه فوق اثنتي عشرة أوقية ".
(( الحكم على الحديث )).
سأدر إسناد الحديث من مسند الإمام أحمد ، قال رحمه الله : حدثنا سفيان بن عيينة عن أيوب ، عن بن سيرين سمعه من أبي العجفاء السلمي قال : قال عمر بن الخطاب :" لا تغلوا صدق النساء … الحديث ".
1- سفيان بن عيينة الهلالي .
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 4 ).
2- أيوب بن أبي تميمة كيسان السختياني (1) [ع ].
روى عن : عمرو بن دينار ، ومحمد بن سيرين ، والأعرج .
روى عنه : سفيان بن عيينة ، وسفيان الثوري ، وشعبة بن الحجاج .
__________
(1) السختياني : بفتح السين المهملة ، وسكون الخاء المعجمة بواحدة ، وكسر التاء المنقوطة باثنتين من فوقها ، وفتح الياء المنقوطة باثنتين من تحتها ، وفي آخرها نون ، هذه النسبة إلى عمل السختيان وبيعها ، وهي الجلود الضأنية ليست بأدم . الأنساب 3/232.(1/156)
قال ابن سعد : " كان أيوب ثقة ثبتاً في الحديث " ، وقال أبو حاتم :" ثقة لايسأل عن مثله" وقال النسائي :" ثقة ثبت " ، وقال الذهبي :" الإمام الحافظ سيد العلماء ….إليه المنتهى في الإتقان " ، وقال ابن حجر :" ثقة ، ثبت ، حجة " ، مات سنة إحدى وثلاثين ومائة (1).
3- محمد بن سيرين الأنصاري ، أبو بكر بن أبي عمرة [ع ].
روى عن : أنس بن مالك- رضي الله عنه - ، وحذيفة بن اليمان - رضي الله عنه - ، وأبي العجفاء .
روى عنه :أيوب السختياني ، وهشام بن حسان ، وعبد الله بن عون .
وقال ابن سعد :" كان ثقة مأموناً" ، قال الإمام أحمد : " محمد بن سيرين من الثقات ".
قال يحيى بن معين :" ثقة " ، وقال ابن حجر :" ثقة ، ثبت، كبير القدر ".
مات سنة عشر ومائة (2).
4- أبو العجفاء : السلمي البصري ، قيل اسمه : هرم بن نصيب أو نسيب [4 ].
روى عن : عمر بن الخطاب ، وعمرو بن العاص ، وعبد الله بن عمرو رضي الله عنهم.
روى عنه : محمد بن سيرين ، والحارث بن حصيرة ، وصالح بن جبير الشاني .
اختلفت فيه أقوال أهل العلم فالمعدلون له:
قال يحيى بن معين :" بصري ثقة "، وذكره ابن حبان في الثقات ، ونقل ابن حجر عن العجلي قوله :" شامي تابعي ثقة" ، وقول الدارقطني :" ثقة " ، وقال أبو عبد الله الحاكم : "هو من الثقات ".
وأما المجرحون :
قال البخاري :" وفي حديثه نظر " ، وقال أبو أحمد الحاكم : " حديثه ليس بالقائم ".
وقال ابن حجر : " مقبول " .
__________
(1) ينظر : الطبقات الكبرى 7/ 183ت 3193 ، الجرح والتعديل 2/255 ت 915،سير أعلام النبلاء 6/ 15 ، تهذيب التهذيب 1/ 361 ت 654 ، تقريب التهذيب ص 158 ت 610 .
(2) ينظر : الطبقات الكبرى 7/ 143 ، الجرح والتعديل 7/ ت 1518 ، تهذيب الكمال 25/344ت 5280 ، ، تقريب التهذيب ص 853 ت 5985 .(1/157)
والذي يترجح أنه صدوق ، أما قول البخاري فيه فقاله عقب كلامه على تعدد روايته للحديث المخرج سلفاً فلعله أراد المروي لا الراوي ، وكذلك قول أبي أحمد الحاكم .
ذكره البخاري فيمن مات ما بين سنة تسعين إلى سنة مائة (1).
5- عمر بن الخطاب بن نفيل العدوي القرشي ، أبو حفص أمير المؤمنين .
صحابي.
الحكم على الحديث :
الحديث بهذا الإسناد حسن ، لأنه من رواية أبي العجفاء وهو صدوق .
وللحديث شاهد في صحيح مسلم من حديث عائشة رضي الله عنها :
فعن أبي سلمة بن عبد الرحمن أنه قال سألت عائشة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - كم كان صداق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؟ قالت : "كان صداقه لأزواجه ثنتي عشرة أوقية ونشاً ".
قالت : أتدري ما النش ؟ .
قال : قلت : لا .
قالت : نصف أوقية فتلك خمسمائة درهم فهذا صداق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأزواجه .
رواه مسلم في صحيحه ، كتاب : النكاح ، باب : الصداق ، 2/ 1042 ح ( 1426 )، وأبو داود في سننه ، كتاب : النكاح،باب ( 29 ):الصداق 1/640 ح ( 2105 ).
وابن ماجه في سننه ، كتاب : النكاح ، باب ( 17 ):صداق النساء 2/430 ح ( 1886 ) و النسائي في سننه ، كتاب : النكاح ، باب : ( 66) : القسط في الصدقة 3/425 ح ( 3346 ) .
فيرتقي حديث عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - إلى الصحيح لغيره .
قال أبو نعيم رحمه الله :
حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا معاذ بن المثنى ، ويوسف القاضي ، قالا : ثنا محمد بن كثير، قال : ثنا سفيان ، عن الأعمش ، عن أبي وائل ، عن عمرو بن شرحبيل : أبي ميسرة الهمداني، عن عبدالله بن مسعود قال : قلت : " يا رسول الله أي الذنب أعظم" ؟.
قال :" أن تجعل لله نداً وهو خلقك ".
قال :" ثم أيّ "؟ .
قال :" أن تقتل ولدك خشية أن يأكل معك ".
__________
(1) ينظر : التاريخ الأوسط 1/ 378 ، المستدرك 2/176 ، تهذيب الكمال 34 /78 ح( 7510) ، تهذيب التهذيب 12/ 148 ت 8581 ، تقريب التهذيب ص 1177 ت 8309 .(1/158)
قال :" ثم أيّ "؟.
قال :" أن تزني بحليلة جارك "
قال: "فأنزل الله سبحانه وتعالى تصديق قول نبيه - صلى الله عليه وسلم - (1)الآية ".
رواه جرير ، وابن نمير ، وغيره عن الأعمش مثله.
وخالف معمر أصحاب الأعمش : فرواه عن الأعمش ، عن أبي وائل ، عن مسروق ، عن عبد الله.
حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد ، قال : ثنا عبدالله بن شيرويه ، قال : ثنا إسحاق بن ابراهيم، قال : أنبأنا جرير ، عن منصور ، عن أبي وائل ، عن أبي ميسرة عمرو بن شرحبيل ، عن عبدالله ابن مسعود قال : سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أي الذنب أعظم " ؟.
قال : " أن تجعل لله ندا وهو خلقك " ، فذكر مثله .
ورواه واصل عن أبي وائل فخالف الأعمش ومنصوراً.
حدثنا محمد بن جعفر ، قال : ثنا إبراهيم بن إسحاق الحربي ، قال : ثنا عمرو بن مرزوق، قال : أنبأنا شعبة ، عن واصل ، قال : سمعت أبا وائل يحدث عن عبدالله : قال سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أي الذنب أعظم؟.
قال :" أن تجعل لله نداً ، وهو خلقك ".
قلت :" ثم أي "؟.
قال :" أن تقتل ولدك خشية أن يأكل معك.
قلت :" ثم أي "؟.
قال :" أن تزني بحليلة جارك ".
كذا رواه واصل من دون أبي ميسرة.
وتابع شعبة الثوري ، ومهدي بن ميمون ،عن واصل عليه.
ورواه سعيد بن مسروق ، عن واصل ، عن أبي وائل ، عن عبدالله مثله موقوفاً.
وتابعه على الوقف الحسن بن عبيد الله النخعي ، عن أبي وائل ، عن عبد الله.
[ حلية الأولياء 4/146 ].
وقع الاختلاف في عدة مواضع من إسناد هذا الحديث :
الاختلاف عن سفيان الثوري.
هذا الحديث يرويه سفيان الثوري عن ثلاثة من شيوخه : الأعمش ، ومنصور بن المعتمر ، وواصل بن حيان ، وروايته عن الأعمش ومنصور مستقيمة ، وأما روايته عن واصل بن حيان فقد وقع فيها اختلاف عنه ، كما يلي :
(( تخريج الحديث ))
الحديث يرويه سفيان الثوري واختلف عنه من وجهين :
__________
(1) سورة الفرقان آية 68.(1/159)
الأول : يروى عنه ، عن واصل بن حيان ، عن أبي وائل ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - ،عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثاني : يروى عنه ، عن واصل بن حيان ، عن أبي وائل عن ،عن عمرو بن شرحبيل ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
تخريج الوجه الأول :
( سفيان الثوري ، عن واصل بن حيان ، عن أبي وائل عن ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
تفرد به يحيى بن سعيد القطان من هذا الوجه عن سفيان الثوري به.
رواه البخاري في صحيحه ، كتاب التفسير ، باب (2) : قوله (1) 3/271 ح( 4761 )، وفي خلق أفعال العباد ص 100 ، والنسائي في كتاب : تحريم الدم ، باب ( 4) ذكر أعظم الذنب 4/104 ح (4025) ، و الدارقطني في العلل 5/223.
تخريج الوجه الثاني :
( سفيان الثوري ، عن واصل بن حيان ، عن أبي وائل عن ،عن عمرو بن شرحبيل ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
يرويه من هذا الوجه عن سفيان الثوري اثنان:-
عبد الرحمن بن مهدي.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة في المسند 1/242 ح ( 362 ) ، والإمام أحمد في المسند 7/200 ح( 4131 )، والبخاري في صحيحه ، كتاب : الحدود ، باب ( 20 ) : إثم الزناة ، 4/253 ح( 6811 )، والترمذي في سننه ، كتاب : التفسير ، باب ( 25 ) : ومن سورة الفرقان 5/245 ح 3182 ، والبزار في البحر الزخار 5/259 ح( 1875 )، وابن منده في كتاب الإيمان 2/545 ح( 467 )، والحاكم في معرفة علوم الحديث ص 100 ، والبيهقي في السنن الكبرى ، كتاب : الجنايات ، باب : قتل الولدان 8/18، والخطيب في الفصل للوصل المدرج 2/819،وأبو القاسم المهرواني في المهروانيات ص 150 ح( 77 ).
محمد بن كثير .
__________
(1) سورة الفرقان آية 68.(1/160)
رواه الشاشي في المسند 2/210 ح( 778 )، والطبراني في المعجم الأوسط 3/86 ح ( 2575 ) ، والخطيب في الكفاية 1/321 ح ( 265 ) ، والبغوي في شرح السنة 1/82 ح (42 ).
(( تراجم الرواة ))
أولاً : ترجمة مدار الحديث.
سفيان بن سعيد الثوري.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 1 ).
ثانياً : ترجمة راوي الوجه الأول.
يحيى بن سعيد بن فروخ(1) القطان التميمي ، أبوسعيد البصري الأحول [ ع ].
روى عن : سفيان الثوري ، وسليمان الأعمش ، وشعبة بن الحجاج.
روى عنه : الإمام أحمد بن حنبل ، وإسحاق بن راهويه ، وعلي بن المديني.
قال محمد بن سعد:" كان ثقة مأموناً رفيعاً حجة " ، وقال علي بن المديني :" ما رأيت أحداً أعلم بالرجال من يحيى بن سعيد " ، وقال أحمد بن حنبل :" ما رأت عيناي مثله " ، وقال العجلي :" بصري ثقة نقي الحديث كان لا يحدث إلا عن ثقة " ، وقال أبو زرعة :" يحيى القطان من الثقات الحفاظ " ، وقال أبو حاتم :" ثقة ، حافظ " ، وقال النسائي :" ثقة ، ثبت ، مرضي " ،وقال ابن حجر :" ثقة ، متقن ، حافظ ، إمام ، قدوة " ، مات سنة ثمان وتسعين ومائة (2)
ثالثاً : ترجمة رواة الوجه الثاني .
1-عبد الرحمن بن مهدي بن حسان العنبري ، أبو سعيد البصري ، [ ع ].
روى عن : إسرائيل بن يونس ، وحماد بن سلمة ، وسفيان الثوري .
روى عنه : أحمد بن حنبل ، والحسن بن عرفة ، وعبد الله بن المبارك .
__________
(1) فروخ : بفتح الفاء ، وتشديد الراء المضمومة ، وسكون الواو ثم معجمة ، تقريب التهذيب ص 1055.
(2) ينظر : الطبقات الكبرى 7/293 ، تاريخ يحيى بن معين رواية الدروري 2/645 ، تقدمة الجرح والتعديل ص 231، معرفة الثقات 2/412 ، تاريخ بغداد 14/135 ، تهذيب الكمال 31/329 ت 6834 ، تقريب التهذيب ص 1055 ت 7607(1/161)
قيل ليحيى بن معين من أثبت أهل البصرة ؟ قال :" عبد الرحمن بن مهدي ، في جماعة سماهم" ، وقال أبو حاتم :" إمام ، ثقة " ، وقال ابن حبان : " كان من الحفاظ المتقنين ، وأهل الورع في الدين ، ممن حفظ وجمع وتفقه وصنف ، وحدث ، وأبى الرواية إلا عن الثقات " ، وقال ابن حجر :" ثقة ، ثبت ، حافظ ، عارف بالرجال والحديث " ، مات سنة ثمان وتسعين ومائة(1).
2- محمد بن كثير العبدي ، أبو عبد الله البصري ، [ ع ].
روى عن : سفيان الثوري ، وشعبة بن الحجاج ، وهمام بن يحي.
روى عنه : البخاري ، وأبو داود ، وعبد بن حميد.
قال يحيى بن معين :" لم يكن ثقة " ، وقال :" لم يكن يستأهل أن يكتب عنه " ، ووثقه الإمام أحمد ، وقال أبو حاتم :" صدوق " ، وذكره ابن حبان في الثقات ، وقال :" كان تقياً فاضلاً" ، وقال ابن حجر :" ثقة ، لم يصب من ضعفه" ، وهو ثقة ، فقد وثقه أحمد وابن حبان ، وأخرج له البخاري ثلاثة أحاديث توبع عليها، ولعل هذا من تشدد ابن معين .
مات سنة ثلاث وعشرين ومائتين(2).
(( دراسة الاختلاف ))
يتبين من تخريج الحديث أنه قد اختلف عن سفيان الثوري من وجهين :
الأول : يرويه يحيى بن سعيد القطان،عن سفيان الثوري ، عن واصل بن حيان ، عن أبي وائل عن ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
__________
(1) ينظر : الجرح والتعديل 1/ 251 و 5/ 288ت 1382 ، الثقات لابن حبان 8/ 373 ، تهذيب الكمال 17/430 ت 3969 ، تقريب التهذيب ص 601 ت 4044 .
(2) ينظر : الجرح والتعديل8/70 ت 311 ، الثقات لابن حبان 9/77 ، التعديل والتجريح لأبي الوليد الباجي 2/692 ت 492 ، تهذيب الكمال 26/334 ت 5571 ، تقريب التهذيب ص 891 ت 6292، هدي الساري ص 442.(1/162)
الثاني : يرويه عبد الرحمن بن مهدي العنبري ، ومحمد بن كثير العبدي ، كلاهما عن سفيان الثوري ، عن واصل بن حيان ، عن أبي وائل عن ،عن عمرو بن شرحبيل ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
وبعد النظر في حال المدار ، وأحوال الرواة المختلفين يكون الوجه الأول هو الراجح، وقرائن ترجيحه :
1-إمامة يحيى بن سعيد القطان ، بين علماء الحديث عموماً ، وبين الرواة عن سفيان الثوري خصوصاً ، قال الإمام أحمد :" ليس من أصحاب سفيان أعلى من يحيى " ، وقدمه كذلك يحيى بن معين على تلاميذ سفيان الثوري (1).
2-المتابعات لسفيان الثوري بروايته عن واصل بن حيان بهذا الوجه تؤيد رجحانه عن سفيان.
3-أن عبد الرحمن بن مهدي قد روجع في هذه الرواية ، ورجع عنها ، فقد راجعه عمرو بن علي الفلاس فقال :" وقال عبد الرحمن مرة عن سفيان عن منصور والأعمش وواصل فقلت لعبد الرحمن : حدثنا يحيى بن سعيد ، قال عمرو : فذكرته لعبد الرحمن وكان حدثنا عن سفيان ، عن الأعمش ، ومنصور ، وواصل ، عن أبي وائل ، عن أبي ميسرة قال :" دعه دعه ".
أقوال أهل العلم تؤيد هذا الترجيح :
قال الدارقطني عن رواية عبد الرحمن بن مهدي:" وهِمَ على الثوري " (2)، وهذا الحكم ينطبق على رواية محمد بن كثير أيضاً.
__________
(1) شرح علل الترمذي لابن رجب 2/541-543.
(2) العلل 5/224.(1/163)
وقال الخطيب البغدادي :" ورواه عبد الرحمن بن مهدي ، ومحمد بن كثير فجمعا بين واصل، ومنصور ، والأعمش ، عن أبي وائل ، عن عمرو بن شرحبيل ، عن عبد الله فيشبه أن يكون الثوري جمع بين الثلاثة لعبد الرحمن بن مهدي ولابن كثير فجعل إسنادهم واحداً ولم يذكر بينهم خلافاً وحمل حديث واصل على حديث الأعمش ومنصور ، وفصله ليحيى بن سعيد فجعل حديث واصل ، عن أبي وائل ، عن عبد الله ، وهو الصواب ؛ لأن شعبة ومهدي ابن ميمون روياه عن واصل ، عن أبي وائل ، عن عبد الله كما رواه يحيى ، عن الثوري عنه ، والله أعلم " (1).
وقال ابن حجر :" والحاصل أن الثوري حدث بهذا الحديث عن ثلاثة أنفس حدثوه به عن أبي وائل فأما الأعمش ، ومنصور فأدخلا بين أبي وائل ، وبين بن مسعود أبا ميسرة ، وأما واصل فحذفه فضبطه يحيى القطان عن سفيان هكذا مفصلاً ، وأما عبد الرحمن فحدث به أولاً بغير تفصيل فحمل رواية واصل على رواية منصور ، والأعمش فجمع الثلاثة وأدخل أبا ميسرة في السند فلما ذكر له عمرو بن علي أن يحيى فصلّه كأنه تردد فيه فاقتصر على التحديث به عن سفيان ، عن منصور ، والأعمش فحسب وترك طريق واصل وهذا معنى قوله :" فقال : دعه دعه " أي : اتركه ، والضمير للطريق التي اختلف فيها وهي رواية واصل وقد زاد الهيثم بن خلف في روايته بعد قوله :" دعه " ، فلم يذكر فيه واصلاً بعد ذلك " (2).
*******************
الاختلاف عن واصل بن حيان.
(( تخريج الحديث ))
الحديث يرويه واصل بن حيان ، واختلف عنه من وجهين :
الأول :يروى عنه، عن واصل ، عن أبي وائل ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
الثاني : يروى عنه ، عن واصل ، عن أبي وائل ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -.
تخريج الوجه الأول :
يرويه من هذا الوجه عن واصل الأحدب أربعة :
سفيان الثوري .
__________
(1) الفصل للوصل المدرج 2/840.
(2) فتح الباري 12/115.(1/164)
سبق بيان مواضع الرواية عنه ، وأنه قد اختلف عليه في حديث واصل بن حيان ، وأن الراجح من طريقه ما رواه عن واصل عن أبي وائل على هذا الوجه.
شعبة بن الحجاج .
رواه عنه أبو داود الطيالسي في المسند1/212 ح( 262 )، ومن طريقه : رواه الخطيب البغدادي في الفصل للوصل المدرج 2/ 833.
ورواه الإمام أحمد في المسند 7/202 ح( 4132 ) والترمذي في سننه ، كتاب التفسير ، باب ( 25 ) : ومن سورة الفرقان 5/245 ح( 3183 )، ورواه أبو نعيم في حلية الأولياء 4/146 ، والخطيب البغدادي الفصل للوصل المدرج 2/ 834 .
جميعهم عن شعبة بن الحجاج.
مهدي بن ميمون.
رواه الإمام أحمد في المسند 7/202 ح( 4133 )، ومن طريقه : رواه الخطيب في الفصل للوصل المدرج 2/836.
ورواه الخرائطي في مساوئ الأخلاق ص 180 ح( 386 ).
مالك بن مغول.
رواه النسائي في السنن الكبرى ، كتاب : الرجم ، باب ( 15) : تعظيم الزنا 4/266 ح (7125 )، والخطيب في الفصل للوصل المدرج 2/835.
وتابع واصلاً على هذا الوجه :
الحسن بن عبيد الله النخعي.
رواه أبو بكر القاسم المطرز في فوائده ص 211 ح ( 112 ) ، ومن طريقه رواه الخطيب البغدادي في الفصل للوصل المدرج 2/831.
تخريج الوجه الثاني :
( واصل ، عن أبي وائل ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - ).
تفرد به سعيد بن مسروق من هذا الوجه عن واصل بن حيان .
رواه الخطيب في الفصل للوصل المدرج 2/838 ، وذكرها أبو نعيم في حلية الأولياء 4/146.
وتابع واصلاً على هذا الوجه :
الحسن بن عبيد الله النخعي.
رواه الخطيب البغدادي في الفصل للوصل المدرج 2/832.
(( تراجم الرواة ))
أولاً : ترجمة مدار الحديث.
واصل بن حيان الأحدب الأسدي الكوفي [ ع ].
روى عن : إبراهيم النخعي ، وزر بن حبيش ، وأبي وائل : شقيق بن سلمة.
روى عنه : سفيان الثوري، وشعبة بن الحجاج ، وومهدي ين ميمون.(1/165)
قال يحيى بن معين ، وأبو داود ، والعجلي ، والنسائي :" ثقة " ، وقال أبو حاتم :" صدوق صالح الحديث " ، وقال ابن حجر :" ثقة ، ثبت " ، وذكره بن حبان في كتاب الثقات ، مات سنة عشرين ومائة (1).
ثانياً : تراجم رواة الوجه الأول.
سفيان الثوري.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 1 ).
شعبة بن الحجاج.
ثقة ،سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 3 ).
3- مهدي بن ميمون الأزدي المعولي(2) مولاهم أبويحيى البصري ، [ ع ].
روى عن : الحسن البصري ، وهشام بن عروة م وواصل الأحدب .
روى عنه : وحجاج بن منهال ، والحسن بن الربيع البجلي ، وعفان بن مسلم.
قال شعبة ، وابن سعد ، و يحيى بن معين ، والإمام أحمد ، والنسائي ، وابن حجر :" ثقة ".
وذكره بن حبان في كتاب الثقات ، مات سنة إحدى أو اثنتين وسبعين ومائة (3).
4- مالك بن مغول (4)البجلي ، أبو عبد الله الكوفي [ع ].
روى عن : طلحة بن مصرف ، ومحمد بن طلحة ، وعامر الشعبي .
روى عنه : شعبة بن الحجاج ، مسلم بن إبراهيم ، ووكيع بن الجراح.
قال يحيى بن معين ، والإمام أحمد ، وأبو حاتم ،والنسائي ، وابن حجر :" ثقة " ، زاد الإمام أحمد وابن حجر :" ثبت " ، وقال الذهبي :" حجة مبرز في الصلاح " ، مات سنة تسع وخمسين ومائة (5).
ثالثاً : تراجم راوي الوجه الثاني .
__________
(1) ينظر: الجرح والتعديل 9/29 ت 33 ، معرفة الثقات 2/338 ت 1927 ، الثقات 7/558 ، تهذيب الكمال 30/400 ت 6662 ، تقريب التهذيب ص 1033 ت 7432.
(2) المعولي : بفتح الميم ، وسكون العين المهملة ، وفتح الواو ، وفي آخرها اللام ، هذه النسبة إلى معولة ، بطن من الأزد ، الأنساب 5/348.
(3) ينظر : تهذيب الكمال 28/592 ت 6224 ، تقريب التهذيب ص 976 ت 6981.
(4) مغول : بمكسورة ، وسكون معجمة ، وفتح واو ، وبلام . المغني للفتني ص 238.
(5) الجرح والتعديل 8/ 215 ت 961 ، تهذيب الكمال 27/158 ت 5753 ، الكاشف 3/102 ت 5358 ، تقريب التهذيب ص 917 ت 6492.(1/166)
سعيد بن مسروق الثوري الكوفي ، [ ع ] .
روى عن : أبي الضحى مسلم بن صبيح ، وواصل بن حيان ، وإبراهيم التيمي.
روى عنه : إسرائيل بن يونس ، وحسان بن إبراهيم الكرماني ، وابنه سفيان الثوري .
قال يحيى بن معين ، وأبو حاتم ، و العجلي ، والنسائي ، وابن حجر :" ثقة ".
مات سنة ثمان وعشرين ومائة (1).
(( دراسة الاختلاف ))
يتبين من تخريج الحديث أنه قد اختلف عن واصل بن حيان من وجهين :
الأول : يرويه سفيان الثوري ، وشعبة بن الحجاج ، وميمون بن مهدي ، ومالك بن مغول أربعتهم عن واصل بن حيان ، عن أبي وائل ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
الثاني : يرويه سعيد بن مسروق الثوري ، عن واصل بن حيان ، عن أبي وائل ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -.
وبعد النظر في حال المدار ، وأحوال الرواة المختلفين يكون الوجه الأول هو الراجح ، وقرائن ترجيحه :
أن رواة الوجه الأول أرجح عدداً ، فيرويه من الوجه الأول أربعة ، والمخالف لهم في الوجه الثاني واحد.
المتابعات للمدار بروايته مرفوعاً ، وإن كانوا يخالفون واصلاً في السند إلا أنه وافقهم في رفع أصل الحديث.
أما متابعة الحسن بن عبيد الله النخعي لواصل على رواية الوقف فمردودة ، فقد اضطرب فيه فمرة يرويه مرفوعاً ، ومرة يوقفه(2).
*****************
الاختلاف عن الأعمش.
(( تخريج الحديث ))
الحديث يرويه الأعمش ، واختلف عنه من ثلاثة أوجه :
الأول : يروى عنه ، عن أبي وائل ، عن عمرو بن شرحبيل ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثاني : يروى عنه ، عن أبي وائل ، عن عبد الله بن مسعود ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
__________
(1) ينظر: الجرح والتعديل ، تهذيب الكمال 11/60 ت 2355 ، تقريب التهذيب ص 388 ت 2406.
(2) ينظر الفصل للوصل المدرج 2/832.(1/167)
الثالث : يروى عنه ، عن أبي وائل ، عن مسروق ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
تخريج الوجه الأول :
( الأعمش ، عن أبي وائل ، عن عمرو بن شرحبيل ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
يرويه من هذا الوجه عن الأعمش خمسة :
سفيان بن سعيد الثوري .
رواه الإمام أحمد في المسند 7/200 ح( 4131 )، والبخاري في صحيحه كتاب : الحدود ، باب ( 20 ) : إثم الزناة ، 4/253 ح( 6811 ) ، والترمذي في سننه ، كتاب : التفسير ، باب ( 25 ) : ومن سورة الفرقان 5/245 ح( 3182 )، و البزار في البحر الزخار 5/259 ح( 1875 )، وابن منده في كتاب الإيمان 2/545 ح( 467 )، والبيهقي في السنن الكبرى ، كتاب : الجنايات ، باب : قتل الولدان 8/18 ، والخطيب في الفصل للوصل المدرج 2/819 ، وأبو القاسم المهرواني في المهروانيات ص 150 ح( 77 )، من طريق عبد الرحمن بن مهدي.
ورواه البخاري في صحيحه ، كتاب : التفسير ، باب : ( 63 ) : (1)، وفي كتاب : الحدود ، باب ( 20 ) : إثم الزناة ، 4/252 ح( 6811 ) ، ورواه النسائي في السنن الكبرى ، كتاب التفسير ، باب ( 262 ) 6/421 ح( 11369 )، والخرائطي في مساوئ الأخلاق ص 181 ح ( 387 ) ، وابن منده في كتاب الإيمان 2/545 ح( 467 ) ، من طريق يحيى بن سعيد القطان .
ورواه أبو نعيم حلية الأولياء 4/145 ، والخطيب في الفصل للوصل المدرج 2/820 ، والبغوي في شرح السنة 1/82 ح( 42 )، من طريق محمد بن كثير العبدي .
ورواه أبو عوانة في المسند 1/55 ، من طريق محمد بن يوسف الفريابي .
ورواه أبو عوانة في المسند 1/55 ، من طريق أبي عاصم النبيل .
ورواه عبد الرزاق في زياداته على جامع معمر 10/465 ح( 19720)، ومن طريقه : رواه ابن منده في كتاب الإيمان 2/544 .
__________
(1) سورة الفرقان آية 68.(1/168)
ورواه الطحاوي شرح شكل الآثار 2/343 ح( 888 )، ورواه ابن جرير في جامع البيان 19/41 ، من طريق أبي عامر العقدي .
جميعهم عن سفيان الثوري به.
جرير بن عبد الحميد .
رواه البخاري في صحيحه ، كتاب : الديات ، باب ( 1) : قول الله تعالى (1)4 /65 ح( 6861 ) ، وفي خلق أفعال العباد 1/100 ،عن قتيبة بن سعيد.
ورواه مسلم في صحيحه ، في كتاب : الإيمان ، باب ( 37 ) : كون الشرك أقبح الذنوب ، وبيان أعظمها بعده 1/91 ح( 86 / 142 ) ، والبيهقي في شعب الإيمان 4/338 ح (5316 ) و 4/353 ح( 5371 ) ،من طريق إسحاق بن إبراهيم.
ورواه مسلم في الموضع السابق ، والشاشي في المسند 2/29 ح( 499 ) ، وابن منده في كتاب الإيمان 2/544 ح( 466 )، وأبو نعيم في المستخرج على صحيح مسلم 1/164 ح (258) ، والبيهقي في شعب الإيمان 4/338 ح( 5316 )و 4/353 ح(5371 ) ، من طريق عثمان بن أبي شيبة.
ورواه أبو يعلى في المسند 9/100 ح( 5167 )، و الشاشي في المسند 2/230 ح( 802 ) من طريق أبي خيثمة : زهير بن حرب.
ورواه الطحاوي في شرح مشكل الاثار 2/345 ح( 890 ) من طريق الحسن بن عمر بن شقيق .
ورواه الخطيب في الفصل للوصل المدرج 2/828 ، وأبو القاسم الأصبهاني في الترغيب والترهيب 2/616 ح( 1466 )، من طريق يوسف بن موسى .
جميعهم عن جرير بن عبد الحميد.
عبد الله بن نمير.
رواه ابن أبي شيبة في المسند 1/ ح ( 238 ) ، وابن أبي حاتم في التفسير 8/ 2728ح ( 15396 ) ، والشاشي في المسند 2/207 ح 775 ، وابن منده في الإيمان 2/544 ح 465 ، والخطيب في الكفاية 1/325 ح ( 266 ) ، وأبو بكر البرديجي في جزء فيه من روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من الصحابة في الكبائر 2/أ.
زيد بن أبي أنيسة .
رواه الخطيب في الفصل للوصل المدرج 2/827.
عبد الملك بن معن.
رواه الخطيب في الفصل للوصل المدرج 2/827.
وتابع الأعمش على هذا الوجه :
منصور بن المعتمر.
__________
(1) سورة النساء آية 93.(1/169)
رواه البخاري في خلق أفعال العباد ص100، وابن منده في الإيمان 2/567 ح ( 469 ) ، والبيهقي في شعب الإيمان 4/353 ح ( 5370 ) ، والشاشي في المسند 2/209 ح ( 776 ) ، و أبو عوانة في المسند 1/56 ، والخرائطي في اعتلال القلوب1/90ح ( 169 )
تخريج الوجه الثاني :
( الأعمش ، عن أبي وائل ، عن عبد الله بن مسعود ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
يرويه من هذا الوجه عن الأعمش ثمانية :-
وكيع بن الجراح .
رواه الإمام أحمد في المسند 7/178 ح ( 4102 )، ومن طريقه : رواه الخطيب في الفصل للوصل المدرج 2/829 ، ورواه الشاشي في المسند 2/28 ح 494 .
محمد بن خازم.
رواه الإمام أحمد في المسند 6/104 ح( 3612 ) و 12/178 ح( 4102 ) ، والنسائي في السنن الكبرى ، كتاب : التفسير ، باب ( 262 ) ، 6/420 ح ( 11368 ) ، والبزار في البحر الزخار 5/107 ح ( 1687 ) والشاشي في المسند 2/17 ح( 493 )، والخطيب في الفصل للوصل المدرج 2/831.
عبد الواحد بن زياد.
رواه الشاشي في المسند 2/25 ح( 487 ) ، والخطيب في الفصل للوصل المدرج 2/830.
أبو شهاب الحناط.
رواه أبو يعلى في المسند 9/32 ح( 5089) ، وعنه : رواه ابن حبان في صحيحه ، كما في الإحسان ، كتاب : الحدود ، باب ( 1 ): الزنى وحده 10/261 ح (4414 ) ، ورواه ا
لشاشي في المسند 2/28 ح( 496 )، والخطيب في الفصل للوصل المدرج 2/831.
حجوة بن مدرك.
رواه الخطيب في الفصل للوصل المدرج 2/831-832.
عبد العزيز بن مسلم.
رواه الشاشي في المسند 2/28 ح( 495 ) ، ولم يسق باقي إسناده ولامتنه .
شيبان بن عبد الرحمن .
رواه الشاشي في المسند 2/24 ح ( 486) ، والخطيب في الفصل للوصل المدرج 2/829-830.
إسماعيل بن زكريا
رواه الشاشي في المسند 2/28 ح ( 498 )،والخطيب في الفصل للوصل المدرج 2/830-831.
وتابع الأعمش على هذا الوجه
واصل بن حيان ، وقد سبق بيان مواضع الرواية عنه.
تخريج الوجه الثالث :(1/170)
( الأعمش ، عن أبي وائل ، عن مسروق ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
يرويه معمر بن راشد الصنعاني من هذا الوجه عن الأعمش.
رواه الشاشي في المسند 2/30 ح ( 500 ) ، وقال أبو نعيم في حلية الأولياء 4/146: وخالف معمر أصحاب الأعمش فرواه عن الأعمش عن أبي وائل عن مسروق عن عبد الله .
(( تراجم الرواة ))
أولاً : ترجمة مدار الحديث.
سليمان بن مهران : الأعمش .
ثقة ،مدلس ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 6 ).
ثانياً : تراجم رواة الوجه الأول:
1-سفيان بن سعيد الثوري .
ثقة ،سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 1 ).
2-جرير بن عبد الحميد الضبي.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 4 ).
3-عبد الله بن نمير
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 6 ).
4-زيد بن أبي أنيسة ، واسمه زيد ، أبو أسامة الجزري [ع ].
روى عن : عبد الملك بن عمير ، والأعمش ، والجكم بن عتيبة.
روى عنه : مالك بن انس ، وأبو حنيفة ، ومجالد بن سعيد.
قال محمد بن سعد :" كان ثقة ، كثير الحديث ، فقيهاً ، راوية للعلم " ، وقال يحيى بن معين :" ثقة " ، وقال النسائي :" ليس به بأس " ، وذكره الذهبي فيمن تكلم فيه وهو موثق ، وقال :" ثقة ، مشهور " ، وقال ابن حجر :" ثقة ، له أفراد " ، مات سنة أربع وعشرين ومائة(1).
5-عبد الملك بن معن بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود الهذلي [م د س ق ].
روى عن : سليمان الأعمش ، وأبي إسحاق الشيباني.
روى عنه : حسين بن ثابت ، وعبد الله بن المبارك ، وابنه محمد.
قال يحيى بن معين :" ثقة" ، وقال مرة أخرى :" شيخ مشهور ، ثقة " ، وقال العجلي ، وابن حجر :" ثقة " (2).
__________
(1) تهذيب الكمال 10/18ت2089 ، من تكلم فيه وهو موثق ص 82 ت 119 ، تقريب التهذيب 350 ت 2130.
(2) ينظر : معرفة الرجال عن يحيى بن معين رواية بن محرز 1/104 ت 469 ، تهذيب الكمال 18/417 ت 3563 ، تقريب التهذيب ص 628 ت 4246 ، تهذيب التهذيب 6/371 ت 4369.(1/171)
تراجم رواة الوجه الثاني :
1-وكيع بن الجراح الروائسي .
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 1 ).
2-أبو معاوية : محمد بن خازم.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 5 ).
3-عبد الواحد بن زياد العبدي ، مولاهم أبو بشر البصري ، [ ع ].
روى عن : الحسن بن عبيد الله النخعي ، وعاصم الأحول ، والأعمش.
روى عنه : قتيبة بن سعيد ، ومسدد بن مسرهد ، وعفان بن مسلم.
قال ابن سعد ، و يحيى بن معين ، وأبو زرعة ، وأبو حاتم :" ثقة ".
وقال ابن حجر :" ثقة ، وفي حديثه عن الأعمش مقال ".
مات سنة تسع وسبعين ومائة(1).
4-عبد ربه بن نافع الكناني أبو شهاب الحناط(2) الكوفي ، [خ م د س ق ].
روى عن : إسماعيل بن أبي خالد ، وسفيان الثوري ، وسليمان الأعمش .
روى عنه : سعيد بن منصور ، وأبو داود ، وأبو الربيع الزهراني .
اختلف فيه ، فالمعدلون له : قال بن سعد :" كان ثقة كثير الحديث " ، وقال يحيى بن معين :" ثقة " ، وقال الإمام أحمد : " كان كوفياً ، رجلاً صالحاً ما علمت إلا خيراً رحمه الله " ، وقال عبد الله بن أحمد :" سألت أبي عن أبي شهاب الحناط " ؟ فقال :" ما بحديثه بأس ". فقلت :" إن يحيى بن سعيد يقول :" ليس بالحافظ فلم يرض بذاك ولم يقرّ به " ، وقال العجلي :" لا بأس به وقال :" ثقة " ، وقال بن نمير ثقة صدوق"،وقال البزار :" ثقة " ، وذكره ابن حبان في الثقات .
__________
(1) ينظر : الطبقات الكبرى 7/289 ، الجرح والتعديل 6/ 20ت 108 ، تهذيب الكمال 18/450 ت 3585 ، تقريب التهذيب ص 630 ت 4268 .
(2) الحناط : بفتح الحاء المهملة ، والنون ، وفي آخرها طاء مهملة ، هذه النسبة إلى بيع الحنطة ، الأنساب 2/273.(1/172)
والمتكلمون فيه : قال علي بن المديني : "سمعت يحيى بن سعيد القطان ، يقول:" لم يكن أبو شهاب الحناط بالحافظ قال علي ولم يرض يحيى أمره " ، وقال النسائي :" ليس بالقوي " ، وقال الحاكم أبو أحمد :" ليس بالحافظ عندهم " ، وجمع بعض العلم بين أقوال من سبق ، فقال يعقوب بن شيبة :" كان ثقة ، كثير الحديث ، وكان رجلاً صالحاً لم يكن بالمتين ، وقد تكلموا في حفظه " ، وقال الذهبي :" صدوق ، وليس بذاك الحافظ"،وقال ابن حجر :" صدوق يهم ".
والراجح أنه ثقة ، فقد وثقه ابن سعد ، ويحيى بن معين ، وأحمد بن حنبل ، وابن نمير ، والبزار ، وقد أخرج له البخاري حديثين موصولين عن الأعمش ، وآخر معلقاً ، واحتج به مسلم ، و أما من تكلم فيه فيرد عليهم ابن حجر بقوله :" احتج الجماعة به سوى الترمذي والظاهر إن تضعيف من ضعفه إنما هو بالنسبة إلى غيره من أقرانه كأبي عوانة وأنظاره ".
مات سنة إحدى أو ثنتين وسبعين ومائة (1).
5-حجوة بن مدرك كوفي سكن دمشق .
روى عن : فضيل بن غزوان ، الأعمش ، وسفيان الثوري.
روى عنه : هشام بن عمار .
قال ابن أبي حاتم عن أبيه :" محله الصدق " ، وقال محمد بن إبراهيم الكناني عن أبي حاتم :" صدوق " (2).
6-عبد العزيز بن مسلم القسملي(3) مولاهم أبو زيد المروزي ، [ خ م د ت س ].
روى عن حصين بن عبد الرحمن ، والربيع بن أنس ، وسليمان الأعمش .
__________
(1) ينظر : الطبقات الكبرى لابن سعد 6/391 ، تاريخ الدارمي عن يحيى بن معين ص 52 ت 53 ، العلل ومعرفة الرجال 2/500 ت 3299 ، معرفة الثقات 2/71 ت 1014، الجرح والتعديل 5/42 ت 217 ، تهذيب الكمال 16/486 ت 3744 ، ميزان الاعتدال 4/536 ت 10291، تقريب التهذيب ص 568 ت 3814 ، تهذيب التهذيب 6/129 ت 269 ، هدي الساري ص 417.
(2) ينظر : الجرح والتعديل 2/319 ت 1428 ، تاريخ دمشق 4/277.
(3) القسملي : بفتح القاف ، وسكون السين المهملة ، وفتح الميم بعدها اللام ، الأنساب 4/499.(1/173)
روى عنه شيبان بن فروخ ، وعبد الرحمن بن مهدي ،وعبيد الله بن محمد بن عائشة.
قال يحيى بن معين : " ثقة " ، وقال أبو حاتم :" صالح الحديث ، ثقة " ، وقال النسائي :" ليس به بأس " ، وقال العحلي :" ثقة " ، وقال العقيلي :" في حديثه بعض الوهم " ، وذكره ابن حبان في الثقات ، وقال :" ربما أوهم فأفحش ".
وقال الذهبي :" ثقة ، عابد " ، وقال ابن حجر :" ثقة ، عابد ، ربما وهم ".
مات سنة سبع وستين ومائة (1).
7-شيبان بن عبد الرحمن التميمي مولاهم ، أبو معاوية البصري [ع ].
روى عن : سليمان الأعمش ، ومنصور بن المعتمر ، و قتادة بن دعامة .
روى عنه : أسد بن موسى ، و الوليد بن مسلم ،و عبيد بن موسى .
قال محمد بن سعد :" كان ثقة ، كثير الحديث " ، قال يحيى بن معين :" ثقة ، وهو صاحب كتاب " ، وقال الإمام أحمد :" شيبان صاحب كتاب صحيح ، قد روى شيبان عن الناس فحديثه صالح " ، وقال العجلي :" ثقة " ، وقال ابن حجر : ثقة ، صاحب كتاب ".
مات سنة أربع وستين ومائة (2).
8-إسماعيل بن زكريا بن مرة الخلقاني(3) الأسدي ، [ ع ] .
روى عن :حصين بن عبد الرحمن ، وسليمان بن فيروز الشيباني ، وسليمان الأعمش.
روى عنه : سعيد بن منصور ، ، وأبو الربيع الزهراني ، ومحمد بن بكار بن الريان .
__________
(1) ينظر : تاريخ الدارمي ص 185 ت 666 ، الجرح والتعديل 4/395 ت 1831 ، معرفة الثقات2/99 ت 1116 ، الثقات لابن حبان 7/116 ، الضعفاء الكبير 3/17 ت 973، تهذيب الكمال 18/203 ت 3473 ، الكاشف 1/658 ت 341 ، تقريب التهذيب ص 616 ت 4150.
(2) ينظر : الطبقات الكبرى 6/354 ، معرفة الثقات 1/462 ت 742 ، تهذيب الكمال 12/592 ت 2784 ، تقريب التهذيب 441 ت 2849.
(3) الخلقاني : بضم الخاء المعجمة ، وسكون اللام ، وفتح القاف ، وفي آخرها النون ، هذه النسبة إلى بيع الخلق من الثياب وغيرها ، الأنساب 2/390.(1/174)
قال يحيى بن معين :" ليس به بأس " ، وقال :" صالح الحديث " ، وقال :" ضعيف الحديث " وقال :" ثقة " ، وقال :" صالح ".
قيل للإمام أحمد :" إسماعيل بن زكريا كيف هو "؟ قال :" أما الأحاديث المشهورة التي يرويها فهو فيها مقارب الحديث صالح ، ولكن ليس ينشرح الصدر له ليس يعرف هكذا يريد بالطلب " ، وقال " ثقة " ، وقال :" ما كان به بأس " ، وقال :" ضعيف الحديث ".
وقال أبو حاتم :" صالح "،قال العجلي :" ضعيف الحديث " ، وقال أبو داود :" كان ثقة ".
وقال النسائي :" أرجو أن لا يكون به بأس ".
وجمع ابن حجر بين أقوال من تقدم :" صدوق يخطئ قليلاً "
مات سنة ثلاث وسبعين ومائة (1).
رابعاً : ترجمة راوي الوجه الثالث.
معمر بن راشد الأزدي أبو عروة بن أبي عمرو البصري ، [ ع ].
روى عن : أيوب السختياني ، وثابت البناني، وسليمان الأعمش .
روى عنه : عبد الرزاق الصنعاني ، و سفيان الثوري ، وسفيان بن عيينة.
جعله علي بن المديني أحد الستة الذين تدور عليهم الأسانيد بعد التابعين.
__________
(1) ينظر : تاريخ الدارمي عن يحيى بن معين ص 76 ت 174 ، تاريخ الدوري عن يحيى بن معين 23/266 ، سؤالات ابن الجنيد ليحيى بن معين ص 475 ت 827 ، العلل ومعرفة الرجال عن الإمام احمد 2/496 ت 3273 ، الجرح والتعديل 2/170 ت 570 ، سؤالات الآجري لأبي داود تهذيب الكمال 3/95 ت 445 ، تقريب التهذيب تهذيب التهذيب 1/298 ت 551 ، هدي الساري ص 390.(1/175)
قال يحيى بن معين :" ثقة " ، وقال العجلي :" ثقة رجل صالح " ، وقال يعقوب بن شيبة :" ثقة وصالح التثبت عن الزهري " ، وقال أبو حاتم ما حدث معمر بالبصرة فيه أغاليط ، وهو صالح الحديث " ، وقال النسائي :" الثقة المأمون " ، وقال الدارقطني :" ثقة " ، وقال :" سيئ الحفظ لحديث قتادة ، والأعمش " ، وذكره بن حبان في الثقات ، وقال :" كان فقيهاً ، متقناً ، حافظاً ، ورعاً " ، قال الذهبي :" أحد الأعلام الثقات له أوهام معروفة احتملت له في سعة ما أتقن " ، وقال ابن حجر :" ثقة ، ثبت ، فاضل إلا أن في روايته عن ثابت والأعمش وهشام بن عروة شيئا وكذا فيما حدث به بالبصرة ".
مات سنة اثنتين أو ثلاث وخمسين ومائة (1).
(( دراسة الاختلاف ))
يتبين من تخريج الحديث أنه قد اختلف عن الأعمش من ثلاثة أوجه :-
الأول : يرويه سفيان الثوري ، و جرير بن عبد الحميد ، و عبد الله بن نمير ، و زيد بن أبي أنيسة ، و عبد الملك بن معن خمستهم عن الأعمش عن أبي وائل عن عمرو بن شرحبيل ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثاني : يرويه وكيع بن الجراح ، و محمد بن خازم ، و عبد الواحد بن زياد ، و أبو شهاب الحناط ، وحجوة بن مدرك ، و عبد العزيز بن مسلم ، و شيبان بن عبد الرحمن ، و إسماعيل بن زكريا ثمانيتهم ، عن الأعمش ، عن أبي وائل ، عن عبد الله بن مسعود ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثالث : يرويه معمر بن راشد الصنعاني ، عن الأعمش ، عن أبي وائل ، عن مسروق ،عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم -
__________
(1) ينظر : الجرح والتعديل 8/ ت 1165، سنن الدارقطني 1/164 ، الثقات لابن حبان 7/484 ، تهذيب الكمال 28/303 ت 6104 ، ميزان الاعتدال 4/ ت 8682 ، تقريب التهذيب ص 961 ت 6857.(1/176)
وبعد النظر في حال المدار ، وأحوال الرواة المختلفين ، يمكن تصحيح الوجهين الأول والثاني عن الأعمش فقد رواه جمع من الثقات في كلا الوجهين عنه ، قال ابن حبان :" ولست أنكر أن يكون أبو وائل سمعه من عبد الله وسمعه من عمرو بن شرحبيل عن عبد الله حتى يكون الطريقان جميعاً محفوظين " (1) ، وقال السخاوي :" وبالجملة فهو في هذا المثال من المزيد في متصل الأسانيد ؛ لكون شقيق روى عن كل من عمرو وابن مسعود " (2).
ولأن الأعمش قد توبع على الوجهين فتابعه على الوجه الأول منصور بن المعتمر ، وتابعه على الوجه الثاني واصل بن حيان.
إلا أن الوجه الأول أصح من الثاني لأمور :
أن صاحبي الصحيحين قد أخرجا الحديث بالوجه الأول ، وأعرضا عن الوجه الثاني مع أنه أعلى سنداً .
أن الوجه الثاني معل بالانقطاع بين أبي وائل وعبد الله بن مسعود بالوجه الأول الذي فيه واسطة بينهما.
قال الدارقطني :" والصحيح حديث عمرو بن شرحبيل " (3)، وكذلك قال الترمذي معللاً ما ذهب إليه بقوله :" لأنه زاد في إسناده رجلاً " (4).
أما الوجه الثالث ، فمردود ، فقد خالف راويه العدد الأكثر ، وقد تكلم العلماء في روايته عن الأعمش خاصة.
(( الحكم على الحديث ))
الحديث من الوجه الأول مخرج في الصحيحين.
قال أبو نعيم رحمه الله :
حدثنا إبراهيم ابن أحمد بن أبي حصين والحسن بن حمويه الخثعمي قالا : ثنا محمد بن عبدالله الحضرمي ، قال : ثنا محمد بن جعفر بن أبي مواثة ، قال : ثنا يونس بن بكير ، عن الأعمش عن طلحة بن مصرف ، عن أبي عمار ، عن عمرو بن شرحبيل ، عن عبدالله ابن مسعود قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :" من كذب علي متعمداً ليضل به فليتبوأ مقعده من النار".
هذا حديث غريب من حديث طلحة والأعمش لم يروه مجوداً مرفوعاً إلا يونس بن بكير.
[ حلية الأولياء 4/147 ].
__________
(1) الإحسان 10/263.
(2) فتح المغيث 1/292 .
(3) العلل 5/222.
(4) السنن 5/246.(1/177)
الحديث يرويه الأعمش ، واختلف عنه ، واختلف عن أبي معاوية في روايته عنه .
الاختلاف عن أبي معاوية.
(( تخريج الحديث ))
الحديث يرويه أبو معاوية ، واختلف عنه من ثلاثة أوجه :
الأول : يروى عنه ، عن الأعمش ، عن طلحة ، عن عمرو بن شرحبيل ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثاني : يروى عنه ، عن الأعمش ، عن طلحة ، عن أبي عمار ، عن عمرو بن شرحبيل ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -
الثالث : يروى عنه ، عن الأعمش ، عن طلحه بن مصرف ، عن أبي عمار ، عن عمرو بن شرحبيل ، عن علي - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
تخريج الوجه الأول .
( أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن طلحة ، عن عمرو بن شرحبيل ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
تفرد به هناد بن السري من هذا الوجه عن أبي معاوية.
رواه هناد بن السري في الزهد 2/639 ح ( 1387 ) .
تخريج الوجه الثاني .
( أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن طلحة ، عن أبي عمار ، عن عمرو بن شرحبيل ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
تفرد به محمد بن العلاء من هذا الوجه عن أبي معاوية.
رواه الطحاوي في شرح مشكل الآثار 1/371 ح( 419 ) ، وأبو عمر السلمي في أحاديثه ( ضمن مجموع ) 1/346 ح ( 1035).
تخريج الوجه الثالث .
( أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن طلحه بن مصرف ، عن أبي عمار ، عن عمرو بن شرحبيل ، عن علي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
تفرد به يحيى بن طلحة اليربوعي من هذا الوجه عن أبي معاوية.
رواه الطبراني في جزء ( طرق حديث من كذب علي متعمداً ) ص 46ح ( 21 ) ، والحاكم في المدخل إلى الصحيح 1/151 ، وذكره الدارقطني في العلل 5/219.
(( تراجم الرواة ))
أولاً : ترجمة مدار الحديث .
أبو معاوية : محمد بن خازم.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 5 ).
ثانياً : ترجمة راوي الوجه الأول.
هناد بن السري بن مصعب التميمي ، أبو السري الكوفي [م د ت ].(1/178)
روى عن : محمد بن خازم ، وسفيان بن عيينة ، وعبد الله بن المبارك.
روى عنه : مسلم ، وأبو داود ، والترمذي.
قال قتيبة بن سعيد:"ما رأيت وكيعاً يعظم أحداً تعظيمه لهناد "،وقال أبو حاتم :" صدوق ".
وقال النسائي :" ثقة " ، وذكره ابن حبان في الثقات ، وقال ابن حجر :" ثقة ".
مات سنة ثلاث وأربعين ومائتين(1).
ثالثاً : ترجمة راوي الوجه الثاني .
محمد بن العلاء بن كريب (2) الهمداني أبو كريب الكوفي [ع ].
روى عن : سفيان بن عيينة ، وعبد اللَّه بن المبارك ، ومحمد بن خازم.
روى عنه : الجماعة ، وأبو يعلى الموصلي ، وأبو حاتم الرازي .
قال النسائي :" لا بأس به " ، وقال مرة أخرى :" ثقة " ، وقال أبو حاتم :" صدوق ".
وذكره ابن حبان في الثقات ، وقال ابن حجر : " ثقة ، حافظ ".
روى عنه البخاري خمسة وسبعين حديثًا ، ومسلم خمسمائة وستة وخمسين حديثًا.
مات سنة ثمان وأربعين ومئتين (3) .
رابعاً : ترجمة راوي الوجه الثالث.
يحيى بن طلحة بن أبي كثير اليربوعي ، أبو زكريا الكوفي [ ت ].
روى عن : محمد بن خازم ، والفضل بن دكين ، وهشيم بن بشير.
روى عنه : الترمذي ، ومحمد بن الليث الجوهري ، وابن أبي الدنيا.
قال النسائي :" ليس بشيء " ، وذكره ابن حبان في الثقات ، وقال :" كان يغرب عن أبي نعيم وغيره "، قال الذهبي :" صويلح الحديث ، وقد وثق ".
__________
(1) ينظر : الجرح والتعديل 9/119 ت 501، تهذيب الكمال 30 / 311 ت 6603 ، تقريب التهذيب ص 1025 ت 7370.
(2) تصغير كرب بموحدة . المغني للفتني ص 212 .
(3) ينظر : التاريخ الصغير للبخاري 2/355 ، الجرح والتعديل 8/52 ت 239 ، الثقات 9/105 ، المعجم المشتمل لابن عساكر ص 266 ت 931 ، المعجم المشتمل لابن عساكر ص 266 ت 931 ، تهذيب الكمال 26/243 ت 5529 ، تهذيب التهذيب 9/334 ، تقريب التهذيب ص 500 ت 6204.(1/179)
وقال ابن حجر :" لين الحديث " (1).
(( دراسة الاختلاف ))
من تخريج الحديث يتبين أنه قد اختلف عن أبي معاوية من ثلاثة أوجه :
الأول : يرويه هناد بن السري ، عن أبي معاوية ، عن الأعمش ، عن طلحة ، عن عمرو بن شرحبيل ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثاني : يرويه محمد بن العلاء ، عن أبي معاوية ، عن الأعمش عن طلحة عن أبي عمار عن عمرو بن شرحبيل ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثالث : يرويه يحيى بن طلحة اليربوعي ، عن أبي معاوية ، عن الأعمش عن طلحه بن مصرف عن أبي عمار ، عن عمرو بن شرحبيل ، عن علي ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
وبعد النظر في أحوال الرواة المختلفين يكون الوجه الثاني هو الراجح ، وقرائن ترجيحه :
1- إن أبا كريب من أحفظ وأعرف الرواة بحديث الكوفة من هناد بن السري ؛ قال محمد بن عبد الله بن نمير :" ما بالعراق أكثر حديثاً من أبي كريب ، ولا أعرف بحديث بلدنا منه " (2).
2- المتابعات للمدار تؤكد رجحان الوجه الثاني ، وسيأتي تخريج حديثهم .
*********************
الاختلاف عن الأعمش : سليمان بن مهران .
(( تخريج الحديث ))
الحديث يرويه الأعمش واختلف عنه من خمسة أوجه :
الأول : يروى عنه ، عن طلحة بن مصرف ، عن أبي عمار ، عن عمرو بن شرحبيل ، عن عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثاني : يروى عنه ، عن طلحة بن مصرف ، عن عمرو بن شرحبيل ، عن عبد الله مسعود - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثالث : يروى عنه ، عن طلحة بن مصرف ، عن أبي عمار ، عن عمرو بن شرحبيل ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
__________
(1) ينظر : الضعفاء والمتروكين للنسائي ص 251 ت 641 ، الثقات 9/264 ، تهذيب الكمال 31/388 ت 6851 ، تقريب التهذيب ص 1058 ت 7623.
(2) تهذيب الكمال 26/246-247.(1/180)
الرابع : يروى عنه ، عن طلحة بن مصرف ، عن أبي عمار ، عن عمرو بن شرحبيل ، عن حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه -عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الخامس : يروى عنه ، عن طلحة ، عن أبي عمار ، عن عمرو بن شرحبيل ، عن رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
تخريج الوجه الأول .
( الأعمش ، عن طلحة بن مصرف ، عن أبي عمار ، عن عمرو بن شرحبيل ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
تفرد به يونس بن بكير من هذا الوجه عن الأعمش.
رواه الشاشي في المسند 2/213 ح ( 870 ) ، و الطبراني في المعجم الكبير 10/96 ح ( 10074 ) ، و أبو نعيم في حلية الأولياء 4/147، وقال : "لم يروه مجوداً مرفوعاً إلا يونس بن بكير "، وذكره الدارقطني في العلل 5/219 ، وابو الحسن بن ثرثال في جزءه ص 80 ح ( 198 ) ( ضمن مجموع ) ، وفيه جملة :" ليضل به ".
تخريج الوجه الثاني .
( الأعمش ، عن طلحة بن مصرف ، عن عمرو بن شرحبيل ، عن عبد الله ،عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
تفرد به يونس بن بكير من هذا الوجه عن الأعمش.(1/181)
رواه البزار في البحر الزخار 5/262ح (76 18) ، وقال : وهذا الحديث لا نعلم أسنده عن الأعمش عن طلحة إلا يونس بن بكير ، وقد رواه غير يونس عن الأعمش مرسلاً ، ورواه الطحاوي في شرح مشكل الآثار 1/370 والشاشي في المسند2/212ح ( 779 ) ، وأبو الحسن بن ثرثال في جزئه ( ضمن مجموع ) 1/80 ح ( 198 ) ، وابن عدي في الكامل 1/7 ، وقال :" يونس بن بكير جود إسناده " ، و الطبراني في جزء ( طرق حديث من كذب علي متعمداً ) ص 64ح ( 47 ) ، والحاكم في المدخل إلى الصحيح 1/148-149 ، وأبو نعيم في ذكر أخبار أصبهان 1/345، وليس فيه جملة ( ليضل الناس ) ، والخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 1/281 ، وفي المتفق والمفترق 3/1694 ح ( 1205 ) ،و القضاعي في مسند الشهاب 1/329 ح ( 560 ) ، وابن الجوزي في الموضوعات 1/67 ح( 77 ).
تخريج الوجه الثالث .
( الأعمش ، عن طلحة ، عن أبي عمار ، عن عمرو بن شرحبيل ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
يرويه من هذا الوجه عن الأعمش أربعة :
1-أبو معاوية : محمد بن خازم.
سبق بيان أوجه الاختلاف عليه وأن هذا الوجه هو الراجح عنه.
2-وكيع بن الجراح .
ذكره الدارقطني في العلل 5/219 ، فيمن روى هذا الوجه عن الأعمش.
3- فضيل بن عياض .
رواه مسدد كما في المطالب العالية 13/29 ح ( 3106 ) ، وذكره الدارقطني في العلل 5/219 .
4- زهير بن معاوية.
رواه الحاكم في المدخل إلى الصحيح 1/151، وفيه لفظة : ليضل به.
تخريج الوجه الرابع .
( الأعمش ، عن طلحة بن مصرف ، عن أبي عمار ، عن عمرو بن شرحبيل ، عن حذيفة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
تفرد به عبد الحميد الحماني من هذا الوجه عن الأعمش.
رواه الحاكم في المدخل إلى الصحيح 1/150.
تخريج الوجه الخامس.
( الأعمش ، عن طلحة ، عن أبي عمار ، عن عمرو بن شرحبيل عن رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
تفرد به سفيان الثوري من هذا الوجه عن الأعمش.(1/182)
الطحاوي في شرح مشكل الآثار 1/372 .
(( تراجم الرواة ))
أولاً : ترجمة مدار الحديث.
الأعمش : سليمان بن مهران.
ثقة ، مدلس ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 6 ).
ثانياً: ترجمة راوي الوجه الأول والثاني .
يونس بن بكير بن واصل الشيباني ، أبو بكير الكوفي [ خت م د ت ق ].
روى عن : الأعمش ، وشعبة بن الحجاج ، وزكريا بن أبي زائدة.
روى عنه : عبيد بن يعيش ، وزهير بن حرب ، ومحمد بن نمير.
قال يحيى بن معين :" كان صدوقاً " ، وقال :" ثقة " ، وقال :" ليس به بأس " ، وقال أبو حاتم :" محله الصدق " ، وقال النسائي :" ليس بالقوي " ، وقال الذهبي :" صدوق " ، وقال ابن حجر :" صدوق يخطىء " ، وأرى أنه صدوق كما قال الذهبي ، فقد وثقه يحيى بن معين ، وسئل أبو زرعة عن أي شيء ينكر عليه ؟ فقال :" أما في الحديث فلا أعلمه ".
مات سنة تسع وتسعين ومائة (1).
ثالثاً: تراجم رواة الوجه الثالث.
1- أبو معاوية : محمد بن خازم .
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 5 ).
2- وكيع بن الجراح .
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 1 ).
3-فضيل بن عياض .
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 6 ).
4-زهير بن معاوية بن حديج الجعفي ، أبو خيثمة الكوفي [ع ].
روى عن : أبان بن تغلب ، وزبيد اليامي ، وسماك بن حرب.
روى عنه : أحمد بن عبد الله بن يونس ، وعبد الرحمن بن مهدي ، وعلي بن الجعد.
قال يحيى بن معين :" ثقة " ، وقال الإمام أحمد :" كان من معادن الصدق " ، وقال
النسائي :" ثقة " ، وقال العجلي :" ثقة ، ثبت ، مأمون " ، وقال ابن حجر:" ثقة ، ثبت ، إلا أن سماعه من أبي إسحاق بآخرة " .
__________
(1) ينظر : تاريخ الدوري عن يحيى بن معين 2/687 ، تاريخ الدارمي عن يحي بن معين ص 228 ت 875 ، الجرح والتعديل 9/ 236 ت995 ، تهذيب الكمال 32/493 ت 7171 ، تقريب التهذيب ص 1098 ت 7957 .(1/183)
مات سنة ثلاث وسبعين ومائة (1).
رابعاً: ترجمة راوي الوجه الرابع.
عبد الحميد بن عبد الرحمن الحماني (2)، أبو يحيى الطوفي [خ م د ت ق ].
روى عن : جرير بن عبد الحميد ، ومحمد بن خازم ، ومسعر بن كدام.
روى عنه : زياد بن أبي زياد القصري ، وسفيان بن وكيع ، ومحمد بن عبد الله بن نمير.
قال ابن سعد :" كان ضعيفاً " ، وقال يحيى بن معين :" ثقة " ، وقال :" ضعيف ليس بشيء " ، وقال :" ليس به بأس " ، وقال الإمام أحمد : " ضعيف " ، وقال العجلي :" كوفي ، ضعيف الحديث مرجىء " ، وقال أبو داود :" كان داعية إلى الإرجاء " ، وقال النسائي :" ليس بالقوي " ، وقال :" ثقة ".
وجمع ابن حجر بين الأقوال السابقة فقال :" صدوق يخطىء ، ورمي بالإرجاء ".
مات سنة اثنتين ومائتين (3).
خامساً: ترجمة راوي الوجه الخامس .
سفيان الثوري .
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 1 ).
(( دراسة الاختلاف ))
يتبين من تخريج الحديث أنه قد اختلف عن الأعمش من خمسة أوجه :-
الأول : يرويه يونس بن بكير عن الأعمش عن طلحة بن مصرف عن أبي عمار عن عمرو بن شرحبيل عن عبدالله عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثاني : يرويه يونس بن بكير ، عن الأعمش ، عن طلحة بن مصرف ،عن عمرو بن شرحبيل عن عبد الله عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
__________
(1) معرفة الثقات 1/372 ت 504 ، تهذيب الكمال 9/420 ت 2019، تقريب التهذيب ص 342ت 2062.
(2) الحماني : بكسر الحاء المهملة ، وفتح الميم المشددة ، وفي آخرها نون بعد الألف ، هذه النسبة إلى بني حمان ، قبيلة نزلت الكوفة 2/257.
(3) ينظر : تاريخ الدوري عن يحيى بن معين 2/343 ، سؤلات الآجري لأبي داود 1/317 ت 529 ، معرفة الثقات 2/ 70 ت 101 ، تهذيب الكمال 16/452 ت 3725 ، تقريب التهذيب ص 566ت 3795 .(1/184)
الثالث : يرويه أبو معاوية ، وزهير بن معاوية ، ووكيع بن الجراح ، وفضيل بن عياض أربعتهم عن الأعمش ، عن طلحة ، عن أبي عمار عن عمرو بن شرحبيل ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الرابع : يرويه عبد الحميد الحماني ، عن الأعمش ، عن طلحة بن مصرف ، عن أبي عمار ، عن عمرو بن شرحبيل ، عن حذيفة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الخامس : يرويه سفيان الثوري ، عن الأعمش ، عن طلحة ، عن أبي عمار ، عن عمرو بن شرحبيل ، عن رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
وبعد النظر في أحوال الرواة المختلفين يكون الوجه الثالث هو الراجح ، فالوجه الثالث رواية الأكثر عدداً ، وفيهم أبو معاوية من أثبت أصحاب الأعمش ؛ قال علي بن المديني :" كان أبو معاوية حسن الحديث عن الأعمش ، حافظاً عنه " ، وقال الإمام أحمد :" أبو معاوية من أحفظ أصحاب الأعمش " (1).
وأما الوجهين الأول والثاني فمردودة إذ خالف راويهما جمعاً من الثقات ، وقد اضطرب في هذا الحديث ، وقد وهم فيه قال الحاكم : " ويونس بن بكير واهم في إسناد هذا الحديث … وغير مستبدع من يونس بن بكير الوهم" (2) .
والوجه الرابع منكر أيضاً ؛ إذ خالف راويهما جمعاً من الثقات ، وقد اضطرب فيه.
والوجه الخامس وإن كان من رواية إمام من الأئمة المقدمين في الأعمش إلا أن الحمل فيه على الراوي عنه أبو أحمد الزبيري ( ثقة ، ثبت قد يخطىء في حديث الثوري )(3).
أقوال أهل العلم ومن ذلك :
قال الدارقطني :" والمرسل أصح "(4).
__________
(1) شرح علل الترمذي لابن رجب 2/530-531.
(2) المدخل إلى الصحيح 1/149.
(3) تقريب التهذيب ص 861 ت 6055.
(4) العلل 5/220.(1/185)
وقال عن الوجهين الأول والرابع :" كلاهما وهم ، والصواب عن الأعمش ، عن طلحة عن أبي عمار ، عن عمرو بن شرحبيل مرسلاً " (1)، وقال الحاكم سمعت أبا علي الحسين الحافظ(2) يقول : " هذه الأسانيد وهم ، والوهم فيها من العرزمي (3)، والحماني ، ويونس بن بكير ، والمحفوظ عن الأعمش عن طلحة بن مصرف ، عن أبي عمار ، عن عمرو بن شرحبيل ، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مرسلاً (4).
(( الحكم على الحديث ))
سأدرس إسناد الحديث من الوجه المرجح من مسند مسدد ، قال رحمه الله : حدثنا فضيل عن الأعمش ، عن طلحة ، عن أبي عمار ، عن عمرو بن شرحبيل - رضي الله عنه - ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : من كذب عليّ ……… الحديث.
1-فضيل بن عياض.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 6 ).
2-الأعمش ، سليمان بن مهران .
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 6 ).
3- طلحة بن مصرف بن عمرو بن كعب الهمداني اليامي ،أبو محمد الكوفي [ ع ].
روى عن : أبي عمار ، وسعيد بن جبير ، ويحيى بن سعيد الأنصاري.
روى عنه : سليمان الأعمش ، وشعبة بن الحجاج ،وعبد الرحمن بن زبيد اليامي.
قال يحيى بن معين ، وأبو حاتم ، والعجلي ، وابن حجر :" ثقة " .
مات سنة اثنتي عشرة ومائة (5).
__________
(1) العلل 4/89.
(2) أبو علي الحسين بن علي بن يزيد النيسابوري الحافظ ، قال الدارقطني :" إمام مهذب " ، وقال الحاكم : " واحد عصره في الحفظ والإتقان والورع والمذاكرة والتصنيف " ، مات سنة 349 هـ ، تذكرة الحفاظ 3/902 ، سير أعلام النبلاء 16/51.
(3) العرزمي لم يرو الحديث عن الأعمش ولكنه ممن روى الحديث عن طلحة بن مصرف من وجه آخر ، ولذلك أدخله أبو علي الحافظ هنا.
(4) المدخل إلى الصحيح 1/151.
(5) ينظر : الجرح والتعديل 4/437 ت 2082 ، معرفة الثقات 1/479 ت 797 ، تهذيب الكمال 13/433 ت 2982 ، تقريب التهذيب ص 465 ت 6051.(1/186)
4-أبو عمار : عريب(1) بن حميد الهمداني ، الدهني الكوفي [س ق ].
روى عن : حذيفة بن اليمان ، وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما، وعمرو بن شرحبيل.
روى عنه : سليمان الأعمش ، وطلحة بن مصرف ، وعمارة بن عمير .
قال يحيى بن معين :" ثقة " ، وقال :" شيخ ، كوفي ، مشهور "، وقال الإمام أحمد :" ثقة ".
وذكره ابن حبان في الثقات ، وقال :" يروي المراسيل "، وقال ابن حجر :" ثقة " (2).
5-عمرو بن شرحبيل الهمداني ، أبو ميسرة الكوفي[ خ م د ت س ].
روى عن : حذيفة بن اليمان ، وعمر بن الخطاب ، والنعمان بن بشير - رضي الله عنهم - .
روى عنه : أبو عمار الهمداني وهو من أقرانه ، ومسروق بن الأجدع .
قال يحيى بن معين :" ثقة " ، وذكره ابن حبان في الثقات ، وقال ابن حجر:"ثقة ، عابد ، مخضرم ".
مات سنة إحدى أو اثنتين وستين (3).
الحكم على الحديث .
الحديث بهذا الإسناد ضعيف ، لأنه مرسل فعمرو بن شرحبيل مخضرم أدرك زمن النبوة ولم يلق النبي - صلى الله عليه وسلم - ، ولم أجد الأعمش صرح بالسماع عن طلحة بن مصرف.
لكن للحديث شواهد وصلت إلى حد التواتر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، دون لفظة :" ليضل به " ، ومما جاء منه في الصحيحين:
1- حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -.
روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - :" قال تسموا باسمي ولا تكتنوا بكنيتي ، ومن رآني في المنام فقد رآني فإن الشيطان لا يتمثل في صورتي ، ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ".
__________
(1) عريب : بفتح أوله وكسر الراء بعدها التحتانية ثم موحدة ، تقريب التهذيب ص 675.
(2) ينظر : من كلام يحيى بن معين في الرجال رواية ابن طهمان الجرح والتعديل 7/32 ت 173 ، تهذيب الكمال 20/46 ت 3917 ، تقريب التهذيب ص 675 .
(3) ينظر : الجرح والتعديل 6/ ت 1320، تهذيب الكمال 22/60 ت 4383 ، تقريب التهذيب ص 737 ت 5083 .(1/187)
رواه البخاري في صحيحه ، كتاب : العلم ، باب ( 38 ) : إثم من كذب على النبي - صلى الله عليه وسلم - 1/55 ح( 110)، ورواه في كتاب : الأدب ، باب ( 108 ) : تحويل الاسم إلى أحسن منه 4/127 ح ( 6197 ) ، و مسلم في المقدمة 1/10 ح ( 3 ).
2-حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه -.
قال - رضي الله عنه - :" إنه ليمنعني أن أحدثكم حديثاً كثيراً أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : من تعمد علي كذباً فليتبوأ مقعده من النار ".
رواه البخاري في صحيحه ، كتاب : العلم ، باب ( 38 ) : إثم من كذب على النبي - صلى الله عليه وسلم - 1/55 ح( 108)، ومسلم في المقدمة 1/10 ح ( 2 ).
3-حديث علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - .
روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال :" لا تكذبوا علي فإنه من كذب علي فليلج النار ".
رواه البخاري في صحيحه ، كتاب : العلم ، باب ( 38 ) : إثم من كذب على النبي - صلى الله عليه وسلم - 1/55 ح( 106) ، و مسلم في المقدمة 1/9 ح ( 1 ).
قال أبو نعيم رحمه الله :
حدثنا أبو بكر بن خلاد ، ومحمد بن أحمد ، قالا : ثنا محمد بن يونس الكديمي ، قال : ثنا سهل بن حماد أبو عتاب ، قال : ثنا جرير بن أيوب ، عن أبي إسحاق ، عن عمرو بن ميمون، عن عبد الله بن مسعود ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في قوله تعالى: (1) قال:" تبدل بأرض بيضاء كأنها فضة لم يسفك فيها دم حرام ولم يعمل فيها خطيئة ".
لم يروه عن أبي إسحاق مرفوعاً إلا جرير.
ورواه أبو الأحوص ، وإسرائيل ، وزكريا بن أبي زائدة موقوفاً على عبد الله .
[ حلية الأولياء 4/ 153 ].
(( تخريج الحديث ))
مدار الحديث على أبي إسحاق السبيعي ، واختلف عنه من أربعة أوجه :
الأول : يروى عنه، عن عمرو بن ميمون ، عن عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثاني : يروى عنه ، عن عمرو بن ميمون ، عن عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه - .
__________
(1) سورة إبراهيم الآية 48.(1/188)
الثالث : يروى عنه ، عن عمرو بن ميمون ، من قوله.
الرابع : يروى عنه ، عن هبيرة بن يريم ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - .
تخريج الوجه الأول :
( أبو إسحاق ، عن عمرو بن ميمون ،عن عبد الله بن مسعود ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
تفرد به جرير بن أيوب البجلي من هذا الوجه عن أبي إسحاق .
رواه ابن أبو عاصم في الأوائل ص 79 ح ( 178 ) ، والبزار في البحر الزخار 5/246 ح ( 1859 ) ، والطبراني في المعجم الكبير 10/161 ح (10323 ) ، وفي المعجم الأوسط 7/164 ح( 7167) والشاشي في المسند 2/131 ح ( 669 ) ،وابن عدي في الكامل 2/123 ، وأبو بكر القطيعي في جزء الألف دينار ص 447 ح ( 301 ) ، و أبو نعيم في حلية الأولياء 4/153 و 4/ 348 وفي صفة الجنة ص 163 ح( 144 ) ، ورواه ابن عساكر في تاريخ دمشق 46/407.
تخريج الوجه الثاني :
( أبو إسحاق ، عن عمرو بن ميمون ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - ).
يرويه من هذا الوجه عن أبي إسحاق أربعة :
1-شعبة بن الحجاج .
رواه عنه عبد الله بن المبارك في الزهد كما في زيادات نعيم بن حماد ص517 ح( 389 ) ، ورواه الإمام أحمد في العلل ومعرفة الرجال 3/183 م ( 4603 )، والطبري في جامع البيان 13/249 ، و 13/250 ، وابن أبي حاتم في التفسير كما في تفسير ابن كثير 2/544.
2-إسرائيل بن يونس .
رواه الطبري في جامع البيان 13/249، وأبو الشيخ الأصبهاني في العظمة 3/1099 ح ( 598 ) ، والحاكم في المستدرك 4/570 ، وأبو نعيم في صفة الجنة ص 165 ح( 145).
3-أبو الأحوص : سلام بن سليم .
رواه أبو نعيم في صفة الجنة ص 164 ، وأحال بمتنه على حديث جرير بن أيوب.
4-زكريا بن أبي زائدة .
رواه أبو نعيم في صفة الجنة ص 165 ح( 145 ) ، وأحال بمتنه على حديث إسرائيل.
وقال في حلية الأولياء 4/153 : ورواه أبو الأحوص وإسرائيل وزكريا بن أبي زائدة موقوفاً على عبدالله .
وتابع عمرو بن ميمون على هذا الوجه:
زر بن حبيش .(1/189)
رواه الطبري في جامع البيان 13 /250، والطبراني في المعجم الكبير 9/205ح( 9001 ).
تخريج الوجه الثالث :
( أبو إسحاق ، عن عمرو بن ميمون ، من قوله )
يرويه من هذا الوجه عن أبي إسحاق السبيعي اثنان :
1- سفيان الثوري.
رواه الثوري في التفسير ص 158 ، وعنه : رواه عبد الرزاق في التفسير 2/249 ح ( 1424 ) ، ورواه الطبري في جامع البيان 13/250.
2- شعبة بن الحجاج.
رواه عنه عبد الله بن المبارك ، كما في زيادات نعيم بن حماد على الزهد ص 517 ح ( 389 ) روى عن شعبة قال :" وقال - أبو إسحاق - مرة عن عبد الله ثم جعل لا يجاوز به عمرو بن ميمون "، وروى ابن أبي حاتم في التفسير كما في تفسير ابن كثير 2/544 ، قال شعبة :" أخبرنا أبو إسحاق سمعت عمرو بن ميمون وربما قال : قال عبد الله ، وربما لم يقل ، فقلت له عن عبد الله ؟ فقال :" سمعت عمرو بن ميمون يقول " ، فذكره.
تخريج الوجه الرابع :
( أبو إسحاق ، عن هبيرة بن يريم ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - ).
تفرد به شعبة بن الحجاج من هذا الوجه عن أبي إسحاق السبيعي.
روى الإمام أحمد في العلل ومعرفة الرجال 3/183 م ( 4603 )، وابن جرير الطبري في جامع البيان 13/249 ، والحاكم في المستدرك 4/570 ، من طريق محمد بن جعفر عن شعبة قال :" ثم سمعته - أي أبو إسحاق - يقول : سمعت عمرو بن ميمون ولم يذكر عبد الله ، ثم عاودته فقال : حدثناه هبيرة عن عبد الله ".
(( تراجم الرواة )) .
أولاً : ترجمة مدار الحديث :
عمرو بن عبد اللَّه بن عبيد الهمداني (1) أبو إسحاق السبيعي (2) [ع ].
__________
(1) الهمداني : بفتح الهاء وسكون الميم والدال المهملة ، منسوبة إلى همدان قبيلة من اليمن . الأنساب 5/647 .
(2) السبيعي : بفتح السين المهملة ، وكسر الباء المنقوطة بواحدة ، وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين ، وفي آخرها العين المهملة هذه النسبة إلى سبيع بطن من همدان . الأنساب 3/218 .(1/190)
روى عن : سعيد بن جبير ، والحارث بن عبد اللَّه الأعور ، وعامر بن شراحيل الشعبي .
روى عنه : سفيان الثوري ، وسفيان بن عيينة ، وزكريا بن أبي زائدة .
قال يحيى بن معين ، والإمام أحمد ، والنسائي ، وأبو حاتم ، :" ثقة " ،وقال العجلي :" كوفي تابعي ثقة " ، وذكره ابن حبان في الثقات ، وقال الذهبي :" من أئمة التابعين بالكوفة وأثباتهم" ، وقال ابن حجر :" ثقة مكثر .... اختلط بآخرة " ، وذكره في المرتبة الثالثة من مراتب المدلسين ، وذكره ابن الكيال في المختلطين من الثقات ، مختلف في سنة وفاته فقيل ست وعشرين ومئة ، وقيل سنة سبع وعشرين ومئة ، وقيل سنة ثمان وعشرين ومئة(1).
ثانياً : ترجمة راوي الوجه الأول .
جرير بن أيوب البجلي الكوفي .
روى عن : أبي إسحاق ، وعن جده أبو زرعة ابن عمرو بن جرير .
روى عنه : داود بن الربيع ، وأبو عتاب سهل بن حماد .
قال يحيى بن معين : " ليس بشيء " ، وقال أبو نعيم الفضل بن دكين : " كان يضع الحديث " ، وقال البخاري : " منكر الحديث " ، وقال النسائي :" متروك " ، وقال البزار :" ليس بالقوي " ، وقال العقيلي :" منكر الحديث"،وقال الذهبي:"مشهور بالضعف" (2).
ثالثاً : تراجم رواة الوجه الثاني :
1-شعبة بن الحجاج .
ثقة ، إمام ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 3 ).
2-إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق الهمداني السبيعي ، أبو يوسف الكوفي [ع ].
__________
(1) انظر : تهذيب الكمال 22/102 ت 4400، العلل ومعرفة الرجال 2/364 ، الجرح والتعديل 6/243 ، تهذيب التهذيب 8/54 ، الجرح والتعديل 6/242 ت 1347 ، تاريخ الثقات ص 366 ت 1272 ، الثقات 5/177 ، ميزان الاعتدال 3/270 ت 6393 ، تقريب التهذيب ص 423 ت 5065 ، تعريف أهل التقديس ص 101 ت 91، الكواكب النيرات ص 341 ت 41 .
(2) ينظر : التاريخ الكبير 2/2238 ، الكامل 2/132 ، والضعفاء الكبير 1/197 ت 242 ، ميزان الاعتدال 1/ 391 ت 1459 ، ولسان الميزان 2/128 ت 1948 .(1/191)
روى عن : جده أبي إسحاق ، والأعمش ، وسماك بن حرب .
روى عنه : عبد الرحمن بن مهدي ، وعبد الرزاق بن همام ، والفضل بن دكين .
قيل لشعبة : حدثنا حديث أبي إسحاق ، قال : سلوا عنها إسرائيل فإنه أثبت فيها مني .
وقال يحيى بن معين :" ثقة " ، وقال الإمام أحمد :" إسرائيل ثبت الحديث " ، وقال أبو حاتم : " ثقة متقن من أتقن أصحاب أبي إسحاق " ، وقال العجلي :" كوفي ثقة " ، وقال النسائي :" ليس به بأس " ، وقال الذهبي :" إسرائيل اعتمده البخاري ومسلم في الأصول ، وهو في التثبت كالأسطوانة ، فلا يلتفت إلى تضعيف من ضعفه " ، وقال ابن حجر: " ثقة تكلم فيه بلا حجة " ، وقد تفرد علي بن المديني بتضعيفه فقال :" ضعيف " ، مات سنة ستين ومائة (1).
3-سلاّم بن سليم الحنفي مولاهم ، أبو الأحوص الكوفي [ع ].
روى عن : أبي إسحاق ، وسماك بن حرب ، ومنصور بن المعتمر .
روى عنه : قتيبة بن سعيد ، وسعيد بن منصور ، ومسدد بن مسرهد .
وثقه يحيى بن معين ، والعجلي ، وأبو زرعة ، والنسائي ، وابن حجر .
وقال أبو حاتم :" صدوق " ، مات سنة تسع وسبعين ومائة (2).
4- زكريا بن أبي زائدة ،واسمه خالد بن ميمون بن فيروز،الهمداني أبو يحيى الكوفي[ع ].
روى عن : أبي إسحاق ، وعامر الشعبي ، وسماك بن حرب .
روى عنه : سفيان الثوري ، وحماد بن أسامة ، وشعبة بن الحجاج .
__________
(1) ينظر : الجرح والتعديل 1 / 330 ت 1258 ، معرفة الثقات 1/222 ت 80 ، الكامل لابن عدي 1/421 ، تاريخ بغداد 7/21 ، تهذيب الكمال 2/ 515 ت 402 ، ميزان الاعتدال 1/ 209 ، تقريب التهذيب ص 134 ت 405 .
(2) ينظر : الجرح والتعديل 4/259 ت 1121 ،معرفة الثقات 1/ 444 ت 706 ، تهذيب الكمال 12/282 ت 2655 ، تقريب التهذيب ص 425 ت 2718 .(1/192)
قال الإمام أحمد :" ثقة حلو الحديث " ، وقال العجلي :" ثقة " ، وقال أبو داود :" ثقة ولكنه يدلس" ، وقال النسائي :" ثقة " ، وقال الذهبي :" ثقة يدلس عن شيخه الشعبي " ، وقال ابن حجر :" ثقة ، وكان يدلس " ، وجعله في المرتبة الثانية من مراتب المدلسين.
وقد أنزله عن رتبة الثقة كلٌ من :
يحيى القطان حيث قال :" ليس به بأس " ، وقال يحيى بن معين :" صالح " ، وقال أبو زرعة:" صويلح يدلس كثيراً عن الشعبي " ، وقال أبو حاتم :" لين الحديث وكان يدلس " ،
ولعل ذلك بسبب التدليس كما يظهر من كلامهم ، مات سنة سبع وأربعين ومائة (1).
رابعاً : ترجمة رواة الوجه الثالث .
1- سفيان بن سعيد الثوري .
ثقة ،، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 1 ).
2- شعبة بن الحجاج .
ثقة ،سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 3 ).
خامساً : ترجمة راوي الوجه الرابع .
شعبة بن الحجاج .
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 3 ).
(( دراسة الاختلاف ))
يتبين من تخريج الحديث أنه قد اختلف عن أبي إسحاق السبيعي من أربعة أوجه :
الأول : رواه جرير بن أيوب ، عن أبي إسحاق ، عن عمرو بن ميمون ، عن عبد الله بن مسعود ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثاني : رواه شعبة بن الحجاج ، وإسرائيل بن يونس ، وأبو الأحوص: سلام بن سليم ، وزكريا بن أبي زائدة أربعتهم عن أبي إسحاق ، عن عمرو بن ميمون ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - .
الثالث : رواه سفيان الثوري ، وشعبة بن الحجاج ، كلاهما عن أبي إسحاق ، عن عمرو بن ميمون ، من قوله .
الرابع : يرويه شعبة بن الحجاج ، عن أبي إسحاق ، عن هبيرة بن يريم ، عن عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه - موقوفاً.
__________
(1) ينظر : التاريخ الكبير 3/1396 ، الجرح والتعديل 3/592ت 2685 ، معرفة الثقات 1/370 ت 499 تهذيب الكمال 9/359 ت 1992 ، الكاشف 1/252 ت 1695 ، تقريب التهذيب ص 338 ت 2033 ، تعريف أهل التقديس ص 110ت 47.(1/193)
وبعد النظر في حال المدار ، وأحوال الرواة المختلفين يكون الوجه الثاني هو الراجح ، وقرائن ترجيحه :
1- أن الوجه الثاني من رواية الأرجح عدداً ، وصفة ؛ فقد رواه بهذا الوجه أربعة فيهم إسرائيل بن يونس أوثق أصحاب المدار ، وأعلمهم بحديثه ، وخالفهم في الوجه الأول أحد الضعفاء .
2-المتابعات لمن فوق المدار بروايته موقوفاً ، تؤيد رجحان الوجه الثاني .
أقوال أهل العلم تؤيد هذا الترجيح ومن ذلك :
قال البزار :" وهذا الحديث لا نعلم رواه عن أبي إسحاق ، عن عمرو ، عن عبد الله مرفوعاً إلا جرير بن أيوب ، وجرير ليس بالقوي " (1) ، قال البيهقي :" والموقوف أصح" (2) ، وقال ابن حجر :" رجاله رجال الصحيح ، وهو موقوف "(3).
أما الوجه الثالث والرابع فهذا ناتج من تصرف أبي إسحاق السبيعي ، فمرة يرويه فيسنده عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - ، ومرة أخرى لا يجاوز به عمرو بن ميمون ، ومرة يرويه من طريق هبيرة بن يريم ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - ، قال شعبة :" وقال مرة عن عبد الله ثم جعل لا يجاوز به عمرو بن ميمون "(4) . و قال شعبة أيضاً :" ثم سمعته يقول سمعت عمرو بن ميمون ولم يذكر عبد الله ثم عاودته فقال : حدثناه هبيرة عن عبد الله " (5).
(( الحكم على الحديث ))
سأدرس إسناد الأثر من الوجه المرجح بإسناد الإمام الطبري ، قال رحمه الله : حدثنا محمد بن المثنى ، قال : ثنا محمد بن جعفر ، قال ثنا شعبة عن أبي إسحاق قال : سمعت عمرو بن
ميمون يحدث ، عن عبد الله أنه قال : ……… فذكره.
1- محمد بن المثنى بن عبيد بن قيس بن دينار العنزي ، أبو موسى البصري [ع ].
روى عن : محمد بن جعفر، ويحيى بن سعيد القطان وسفيان بن عيينة .
__________
(1) البحر الزخار 5/ 247 .
(2) فتح الباري لابن حجر 11/375، ، الدر المنثور للسيوطي 5/57.
(3) فتح الباري 11/375.
(4) الزهد لابن المبارك ص 518.
(5) العلل ومعرفة الرجال عن الإمام أحمد 3/183.(1/194)
روى عنه : الجماعة ، ومحمد جرير الطبري وأبو حاتم ، وأبو زرعة الرازيان.
قال يحيى بن معين :" ثقة " ، وقال أبو حاتم :" صالح الحديث صدوق "، وقال النسائي :" لا بأس به " ، وقال الخطيب البغدادي :" كان ثقة ثبتًا احتج سائر الأئمة بحديثه" ، وقال الذهبي :" ثقة ورع " ، وقال ابن حجر :" ثقة ثبت " ، مات سنة أثنين وخمسين ومئتين (1)
2- محمد بن جعفر الهذلي أبو عبد اللَّه البصري ، وكان ربيب شعبة ، غندر[ع ] (2).
روى عن : سفيان الثوري ، وسفيان بن عيينة ، وشعبة بن الحجاج .
روى عنه : أبو بكر بن أبي شيبة ، ومحمد بن بشار ، ويحيى بن معين ، وأحمد بن حنبل.
قال عبد الرحمن بن مهدي :" غندر في شعبة أثبت مني " ، وقال محمد بن سعد :" كان ثقة إن شاء اللَّه " ، وقال يحيى بن معين : " ثقة " وسأله الدارمي غندر أحب إليك أو محمد بن أبي عدي ؟ فقال:" ثقتان "، وسأله عن معاذ أثبت في شعبة أو غندر ؟ فقال : " ثقة وثقة ".
وقال أبو حاتم :" كان صدوقًا وكان مؤديًا ، وفي حديث شعبة ثقة" ، وقال العجلي : " بصري ثقة " ، وذكره ابن حبان في الثقات ، وقال الذهبي :" أحد الأثبات المتقنين".
__________
(1) الجرح والتعديل 7/95 ت 409 ، الثقات لابن حبان 9/111 . تاريخ بغداد 3/284 . المعجم المشتمل ص 270 ت 949 . تهذيب الكمال 26/359 ت 5579 . الكاشف 3/82 ت 5219 ، تهذيب التهذيب 9/369 ، تقريب التهذيب ص 505 ت 6264 .
(2) غندر : بضم معجمة وسكون نون وفتح دال مهملة وقد تضم لقب محمد بن جعفر . المغني للفتني ص 191.(1/195)
وقال ابن حجر :" ثقة صحيح الكتاب إلاَّ أن فيه غفلة " ، مات في ذي القعدة سنة ثلاث وتسعين ومئة (1) .
3-شعبة بن الحجاج .
ثقة ،، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 3 ).
4-أبو إسحاق السبيعي .
ثقة مدلس ، اختلط بآخرة .سبقت ترجمته قريباً .
5-عمرو بن ميمون الأودي (2)، أبو عبد الله الكوفي [ ع ].
روى عن : عبد الله بن مسعود ، وعبد الله بن عباس ، وأبي هريرة .
روى عنه : إبراهيم التيمي ، وسعيد بن جبير ، وأبو إسحاق السبيعي .
قال يحيى بن معين ، والنسائي ، والعجلي ، وابن حجر : " ثقة " ، مات سنة أربع وسبعين (3).
الحكم على الحديث.
الأثر بهذا الإسناد موقوف ،صحيح ، وقد أمن تدليس أبي إسحاق بتصريحه بالسماع من عمرو بن ميمون ، في رواية الحديث عنه عند الطبري و الحاكم .
والراوي عنه - شعبة - ممن أخذ عنه قبل اختلاطه (4).
قال ابن حجر :" ورجاله رجال الصحيح ، وهو موقوف "(5).
والحديث مما ليس للعقل فيه مدخل ، ولا يؤدي إلى معناه اجتهاد، فيكون كالمرفوع حكماً ، وقد ورد في معناه حديث صحيح .
__________
(1) الطبقات 7/296 . تاريخ يحيى بن معين رواية الدارمي ص 64 ت 106 ، ص 183 ت 658 ، 659 . الجرح والتعديل 7/221 ت 1223 . تاريخ الثقات ص 402 ت 1444 ، الثقات لابن حبان 9/50 . تهذيب الكمال 25/5 ت 5120 ، ميزان الاعتدال 3/502 ت 7324 ، . تقريب التهذيب ص 472 ت 5787 .
(2) الأودي : بفتح اللف وسكون الواو ، وفي آخرها الدال المهملة ، وهذه النسبة إلى أود بن صعب بن سعد العشيرة من مذحج ، الأنساب 1/226.
(3) ينظر : الجرح والتعديل 6/ ت 1422 ، معرفة الثقات 2/ 186 ت 1412، تهذيب الكمال 22/261 ت 4458 ، تقريب التهذيب ص 746 ت 5158 .
(4) الكواكب النيرات ص 324.
(5) فتح الباري 11/375.(1/196)
عن سهل بن سعد - رضي الله عنه - قال : سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول : " يحشر الناس يوم القيامة على أرض بيضاء عفراء كقرصة نقي(1) " .
قال سهل أو غيره :" ليس فيها معلم لأحد ".
رواه البخاري في صحيحه ، كتاب : الرقاق ، باب (44): يقبض الله الأرض يوم القيامة
ومسلم في صحيحه ، كتاب : صفات المنافقين وأحكامهم ، باب (2) : البعث والنشور ، وصفة الأرض يوم القيامة 4/2150 ح ( 2790 ).
__________
(1) النقي : بفتح النون وكسر القاف أي : الدقيق النقي من الغش والنخال . فتح الباري 11/ 375.(1/197)
قال أبو نعيم رحمه الله :
حدثنا محمد بن جعفر بن الهيثم ، قال : ثنا جعفر بن محمد بن شاكر الصائغ ، قال : ثنا محمد بن سابق ، قال : ثنا مسعر بن كدام ، عن أبي قيس ، عن عمرو بن ميمون ، عن أبي مسعود الأنصاري قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :" أيعجز أحدكم أو يغلب أن يقرأ كل ليلة ثلث القرآن فكأنه ثقل عليهم.
فقال :" الله الواحد الصمد لم يلد ولم يولد "، إلى آخره .
رواه الثوري عن أبي قيس مثله ، واختلف على عمرو بن ميمون فيه .
حدثنا أبو إسحاق بن حمزة ، قال : ثنا محمد بن يحيى بن مندة ، قال : ثنا أبو كريب ، قال: ثنا وكيع ، عن سفيان ، عن أبي إسحاق ، عن عمرو بن ميمون ، عن أبي أيوب الأنصاري قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :" قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن ".
ورواه الربيع بن خيثم عن عمرو بن ميمون [ فخالف أبا إسحاق وأبا قيس فيه .
حدثنا أحمد بن يوسف بن خلاد ، قال : ثنا محمد بن غالب بن حرب ، قال : ثنا أبو حذيفة ح ، وحدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ، قال : ثنا محمد بن أحمد بن النضر ، قال : ثنا معاوية بن عمرو ، قالا : ثنا زائدة عن منصور ، عن هلال بن يساف ، عن الربيع ، عن خيثم ، [ عن عمرو بن ميمون ](1) ، عن عبد الرحمن ابن أبي ليلى ، عن امرأة من الأنصار قالت: قال أبو أيوب الأنصاري : قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :" أيعجز أحدكم أن يقرأ في ليلة بثلث القرآن ، فأشفقنا أن يأمرنا بأمر نعجز عنه فسكتنا.
فقال :" أيعجز أحدكم قالها ثلاثاً " .
ثم قال :" من قرأ في ليلة الله الواحد الصمد فقد قرأ ليلته ثلث القرآن ".
[ حلية الأولياء 4/154].
__________
(1) ما بين المعكوفين تكرر في المطبوع ، والتصويب من المخطوط ( ف ) 115/4/ب ، 116/4/أ.(1/198)
مدار الحديث على عمرو بن ميمون ،ويرويه عنه ثلاثة ، الربيع بن خثيم ، وأبو إسحاق السبيعي ، وأبو قيس : عبد الرحمن بن ثروان ، واختلف في هذا الحديث اختلافاً كبيراً ، على من سبق ذكرهم ، وعلى الرواة عنهم ، ولذلك قسمت الكلام على الحديث على حسب الرواة الثلاثة الذين يروونه عن المدار.
القسم الأول : حديث الربيع بن خثيم .
وقع الاختلاف في حديث الربيع بن خثيم عنه ، وعن بعض الرواة عنه ، وعمن دونهم ، كما يلي :
الاختلاف في الحديث من طريق شعبة بن الحجاج .
الاختلاف عن بشر بن المفضل في روايته عن شعبة بن الحجاج.
(( تخريج الحديث ))
الحديث يرويه بشر بن المفضل واختلف عنه من وجهين :
الأول :يروى عنه ، عن شعبة ، عن أبي إسحاق ، عن عمرو بن ميمون ، من قوله.
الثاني : يروى عنه ، عن شعبة ، عن أبي قيس ، عن عمرو بن ميمون ، عن أبي مسعود عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
تخريج الوجه الأول :
( بشر بن المفضل ، عن شعبة ، عن أبي إسحاق ، عن عمرو بن ميمون ، من قوله ).
يرويه أحمد بن مسعدة من هذا الوجه عن بشر بن المفضل.
رواه النسائي في السنن الكبرى ، كتاب : عمل اليوم والليلة ، باب ( 173 ) : ما يستحب للإنسان أن يقرأ كل ليلة 6/174 ح ( 10529 ).
تخريج الوجه الثاني :
( بشر بن المفضل ، عن شعبة ، عن أبي قيس ، عن عمرو بن ميمون ، عن أبي مسعود عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
يرويه من هذا الوجه عن بشر بن المفضل اثنان :
1-إسماعيل بن مسعود.
رواه النسائي في السنن الكبرى ، كتاب : عمل اليوم والليلة ، باب ( 173 ) : ما يستحب للإنسان أن يقرأ كل ليلة 6/174 ح ( 10528 ).
2- مسدد بن مسرهد.
رواه ابن عبد البر في التميد 7/255.
(( تراجم الرواة ))
أولاً : ترجمة مدار الحديث .(1/199)
بشر بن المفضل بن لاحق الرقاشي(1) ، أبو إسماعيل البصري ، [ع ].
روى عن : شعبة بن الحجاج ، وهشام الدستوائي ، وعاصم بن كليب .
روى عنه : أحمد بن حنبل ، إسماعيل بن مسعود ، وإسماعيل بن مسعود.
قال محمد بن سعد :" كان ثقة ، كثير الحديث " ، وقال يحيى بن معين :" من أثبت أهل البصرة "،وقال الإمام أحمد:" إليه المنتهى في التثبت " ، وقال أبو حاتم ، وأبو زرعة :" ثقة ".
وقال ابن حجر :" ثقة ، ثبت ، عابد " ، مات سنة ست وثمانين ومائة (2).
ثانياً: ترجمة راوي الوجه الأول.
حميد بن مسعدة بن المبارك السامي الباهلي أبو علي البصري ، [ م 4 ].
روى عن : إسماعيل بن علية ، وبشر بن المفضل ، وجعفر بن سليمان الضبعي .
روى عنه : الجماعة سوى البخاري .
قال أبو حاتم : " كان صدوقاً " ، وقال النسائي :" ثقة " ، وذكره ابن حبان في الثقات .
وقال ابن حجر :" صدوق " .
مات سنة أربع وأربعين ومائتين (3).
ثالثاً : تراجم رواة الوجه الثاني.
1-إسماعيل بن مسعود الجحدري أبو مسعود البصري ، [ س ].
روى عن : بشر بن المفضل ، ومعتمر بن سليمان ، ويحيى بن سعيد القطان .
روى عنه : النسائي ، أبو عاصم النبيل ، وجعفر الفريابي.
قال النسائي وابن حجر :" ثقة " ،وذكره ابن حبان في كتاب الثقات ، وقال أبو حاتم :" صدوق " ، مات سنة ثمان وأربعين ومائتين (4).
__________
(1) الرقاشي : بفتح الراء والقاف المخففة ، وفي آخرها شين معجمة ، هذه النسبة إلى امرأة اسمها رقاش كثرت أولادها حتى صارت قبيلة ، وهي من قيس عيلان ، الأنساب 3/81 .
(2) ينظر : الطبقات الكبرى 7/290 ، الجرح والتعديل 2/366 ت 1410، تهذيب الكمال 4/150 ت 707 ، تقريب التهذيب ص 171 ت 710.
(3) ينظر : تقريب التهذيب ص 276 ت 1568.
(4) ينظر : الجرح والتعديل 2/200 ت 675 ، الثقات لابن حبان 8/102 ، تهذيب الكمال 3/159 ت 481 ، الكشاف 1/78 ت 410 ، تقريب التهذيب ص 144 ت 486.(1/200)
2- مسدد بن مسرهد بن مسربل الأسدي ، أبو الحسن البصري ، [خ د ت س ].
روى عن : وكيع بن الجراح ، ويحيى بن سعيد القطان ، وبشر بن المفضل.
روى عنه : البخاري ، وأبو داود ، وأبو حاتم وأبو زرعة الرازيان .
قال يحيى بن معين :" ثقة ، ثقة "، وقال الإمام أحمد :" مسدد صدوق فما كتبته عنه فلا تعده علي "، وقال مرة أخرى :" صدوق "، و قال أبو حاتم :" صدوق " ، و قال النسائي ، والعجلي ، وابن حجر :" ثقة " ، وذكره ابن حبان في الثقات ، .مات سنة ثمان وعشرين ومئتين (1) .
(( دراسة الاختلاف ))
يتبين من تخريج الحديث أنه قد اختلف عن بشر بن المفضل من وجهين :
الأول :يرويه حميد بن مسعدة البصري ، عن بشر بن المفضل ، عن شعبة ، عن أبي إسحاق ، عن عمرو بن ميمون ، من قوله.
الثاني : يرويه إسماعيل بن مسعود ، ومسدد بن مسرهد كلاهما عن بشر بن المفضل ، عن شعبة ، عن أبي قيس ، عن عمرو بن ميمون ، عن أبي مسعود ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
وبعد النظر في حال مدار الحديث وأحوال الرواة المختلفين ، يكون الوجه الثاني هو الراجح وقرائن ترجيحه :
1- لأن رواة الوجه الأول أرجح عدداً صفة فقد رواه بهذا الوجه اثنان من الثقات ، وخالفهم في الوجه الأول راوٍ واحد.
2- المتابعات لبشر بن المفضل بروايته على هذا الوجه عن شعبة بن الحجاج تؤيد رجحان الوجه الأول.
*******************
الاختلاف عن محمد بن جعفر في روايته عن شعبة بن الحجاج.
(( تخريج الحديث ))
الحديث يرويه محمد بن جعفر واختلف عنه من ثلاثة أوجه :
الأول : يروى عنه ، عن شعبة ، عن منصور ، عن هلال بن يساف ، عن ربيع بن خثيم ، عن عمرو بن ميمون ،عن امرأة ،عن أبي أيوب - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
__________
(1) ينظر : الجرح والتعديل 8/438 ت 998 ، التاريخ الكبير 8/72 ت 2209 ، الثقات 9/200 ، تهذيب الكمال 27/443 ت 5899 ، تقريب التهذيب ص 935 ت 6642.(1/201)
الثاني : يروى عنه ، عن شعبة ، عن أبي قيس ، عن عمرو بن ميمون ، عن عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثالث : يروى عنه ، عن شعبة ، عن منصور ، عن هلال بن يساف ، عن ربيع بن خثيم، عن امرأة ، عن أبي أيوب - رضي الله عنه - ،عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
تخريج الوجه الأول:
( محمد بن جعفر ، عن شعبة ، عن منصور ، عن هلال بن يساف ، عن ربيع بن خثيم ، عن عمرو بن ميمون ، عن امرأة ، عن أبي أيوب - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
يرويه من هذا الوجه عن محمد بن جعفر ثلاثة :
1- أحمد بن حنبل .
رواه في المسند 38/527 ح 23547 ، ومن طريقه : رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 7/169 ، والخطيب البغدادي في حديث الستة من التابعين ص 44 ح( 13).
2-محمد بن إسماعيل البخاري.
رواه في التاريخ الكبير 3/137.
3- محمد بن المثنى العنزي .
رواه عنه النسائي في السنن الكبرى ، كتاب : عمل اليوم والليلة ، باب ( 173 ) : ما يستحب للإنسان أن يقرأ كل ليلة 6/173 ح ( 10516 ).
تخريج الوجه الثاني :
( محمد بن جعفر ، عن شعبة ، عن أبي قيس ، عن عمرو بن ميمون ، عن عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
يرويه أحمد بن حنبل من هذا الوجه عن محمد بن جعفر.
رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 7/168 ، وقال قبله :" : وروى غندر ، عن شعبة ، عن أبي قيس الأودي ، عن عمرو بن ميمون ، عن عبدالله ، وتفرد به عنه ".
تخريج الوجه الثالث :
( محمد بن جعفر ، عن شعبة ، عن منصور ، عن هلال بن يساف ، عن ربيع بن خثيم ،عن امرأة ، عن أبي أيوب - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
تفرد به محمد بن خلاد بن كثير الباهلي من هذا الوجه عن محمد بن جعفر.
رواه الخطيب في حديث الستة من التابعين ص 45 ح( 14).
(( تراجم الرواة ))
أولاً: ترجمة مدار الحديث.
محمد بن جعفر ، غندر .(1/202)
ثقة ، ترجمته في الحديث رقم ( 10 ).
ثانياً " ترجمة رواة الوجه الأول.
1-أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني ، أبو عبد الله [ع ].
روى عن : عبد الرحمن بن مهدي ، ويحيى بن سعيد القطان ، وبهز بن أسد.
روى عنه : البخاري ، ومسلم ، وابنه عبد الله .
أحد الأئمة الكبار ، مجمع على توثيقه ، وإمامته ، قال الذهبي :" هو الإمام حقاً ، وشيخ
الإسلام صدقاً " ، وقال ابن حجر :"ثقة ، حافظ ، فقه ، حجة " ، مات سنة إحدى
وأربعين ومائتين (1).
2-محمد بن إسماعيل بن إبراهيم البخاري.
روى عن : محمد بن جعفر، وأبي بكر الحميدي ، وعبد الله بن يوسف التنيسي.
روى عنه : أبو عيسى الترمذي ، وأبو حاتم الرازي ، وإبراهيم بن إسحاق الحربي.
قال الإمام أحمد :" ما أخرجت خرسان مثل محمد بن إسماعيل " ، وقال ابن حجر :" جبل الحفظ ، وإمام الدنيا في فقه الحديث ، مات سنة ست وخمسين ومائتين (2).
3- محمد بن المثنى بن عبيد بن قيس ، أبو موسى العنزي .
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 10 ).
ثالثاً: راوي الوجه الثاني.
أحمد بن محمد بن حنبل .
سبقت ترجمته قريباً.
ثالثاً: ترجمة راوي الوجه الثالث.
محمد بن خلاد بن كثير الباهلي أبو بكر البصري ، [م د س ق ].
روى عن : بشر بن السري ، وبهز بن أسد ، ومحمد بن جعفر.
روى عنه : مسلم ، وأبو داود ، والنسائي.
ذكره ابن حبان في الثقات ، وقال ابن حجر :" ثقة " ، مات سنة تسع وثلاثين ومائتين (3).
(( دراسة الاختلاف ))
يتبين من تخريج الحديث أنه قد اختلف عن محمد بن جعفر من ثلاثة أوجه :
__________
(1) ينظر : تهذيب الكمال 1/437 ت96، سير أعلام النبلاء 11/177 ، تقريب التهذيب ص 98 ت 97.
(2) ينظر : تهذيب الكمال ، سير أعلام النبلاء 12/391 ، تقريب التهذيب ص 825 ت 5764.
(3) ينظر : الثقات لابن حبان 9/86 ،تهذيب الكمال 25/169 ت 5199 ، تقريب التهذيب ص 842 ت5902.(1/203)
الأول : يرويه الإمام أحمد بن حنبل ، والإمام البخاري ، ومحمد بن المثنى ، ثلاثتهم عن محمد بن جعفر ، عن شعبة عن منصور عن هلال بن يساف عن ربيع بن خثيم عن عمرو بن ميمون عن امرأة عن أبي أيوب - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثاني : يرويه الإمام أحمد ، عن محمد بن جعفر ، عن شعبة عن أبي قيس عن عمرو بن ميمون عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثالث : يرويه أبو بكر بن خلاد ، عن محمد بن جعفر ، عن شعبة عن منصور عن هلال بن يساف عن ربيع بن خثيم عن امرأة عن أبي أيوب - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
وبعد النظر في حال المدار، وأحوال الرواة المختلفين يكون الوجه الأول هو الراجح ، وقرائن ترجيحه :
أن رواة الوجه الأول أكثر عدداً ، فالوجه الأول رواه ثلاثة ،وخالفهم في الوجه الثاني واحد ، وكذلك في الوجه الثالث.
أن الإمام أحمد روى الحديث عن غندر على الوجه الأول في مسنده ، وقد توبع على الوجه الأول ولم يتابع على الوجه الثاني .
أما الوجه الثالث فمردود ، إذ خالف ثقة جمعاً من الثقات .
**************
الاختلاف عن عبيد الله بن معاذ في روايته عن أبيه ، عن شعبة بن الحجاج.
(( تخريج الحديث ))
الحديث يرويه عبيد الله بن معاذ العنبري واختلف عنه من وجهين :
الأول : يروى عنه ، عن أبيه ، عن شعبة ، عن علي بن مدرك ، عن الربيع بن خيثم ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثاني : يروى عنه ، عن أبيه ، عن شعبة ، عن أبي قيس ، عمرو بن ميمون ، عن أبي مسعود - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
تخريج الوجه الأول :
( عبيد الله بن معاذ ، عن أبيه ، عن شعبة ، عن علي بن مدرك ، عن الربيع بن خيثم ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).(1/204)
يرويه من هذا الوجه عن عبيد الله بن معاذ ستة :
1-عبد الله بن أحمد بن حنبل.
رواه عنه الطبراني في المعجم الكبير 10/207 ح( 10484 ) ، ,وأبو نعيم في حلية الأولاياء 7/168(1).
2-صالح بن محمد : جزرة.
رواه الخطيب حديث الستة من التابعين ص 27 ح( 2 ).
3-محمد بن عبيد الله بن عبد العظيم.
رواه عنه النسائي (2)،في السنن الكبرى ، كتاب : عمل اليوم والليلة ، باب ( 173 ) : ما يستحب للإنسان أن يقرأ كل ليلة 6/173 ح ( 10516 ).
4- محمد بن أيوب ابن الضريس .
رواه في فضائل القرآن ص 179 ح( 244 )، ورواه الخطيب في حديث الستة من التابعين ص 25 ح( 1 ).
5-أبو يعلى الموصلي.
رواه ابن حبان كما في الإحسان ، كتاب : الصلاة ، باب ( 23 ) : فصل في قيام الليل 6/314 ح( 2576 )، وابن السني في عمل اليوم والليلة ص 324 ح( 692 ).
6- إبراهيم بن أبي داود .
رواه الطحاوي في شرح مشكل الآثار 3/248 ح (1211).
تخريج الوجه الثاني :
( عبيد الله بن معاذ ، عن أبيه ، عن شعبة ، عن أبي قيس ، عمرو بن ميمون ، عن أبي مسعود - رضي الله عنه -عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
يرويه يحيى بن محمد الحنائي من هذا الوجه عن عبيد الله بن معاذ.
رواه الخطيب في حديث الستة من التابعين ص 56 ح( 25 ).
(( تراجم الرواة ))
أولاً : ترجمة مدار الحديث .
__________
(1) سقط هنا في المطبوع 7/168 ، ( عبد الله بن أحمد ) بين الراوي عنه : أبو علي الصواف ، وشيخه عبيد الله بن معاذ ، والتصويب من المخطوط ( ط ) ل216.
(2) تصحف في المطبوع النسخة المحال عليها هنا إلى [ محمد بن عبد الله بن معاذ ] ، والتصويب من النسخة المطبوعة الأخرى 9/251 ، ومن كتاب تحفة الأشراف 7/20.(1/205)
عبيد اللَّه بن معاذ بن معاذ بن نصر بن حسان العنبري (1) أبو عمرو البصري ، [خ م دس].
روى عن : أبيه معاذ ، ومعتمر بن سليمان ، ووكيع بن الجراح .
روى عنه : مسلم ، وأبو داود ، وأبو يعلى الموصلي.
قال أبو حاتم:" ثقة " ، وذكره ابن حبان في الثقات ، قال ابن حجر :" ثقة" ، أخرج له البخاري سبعة أحاديث ، ومسلم مائة وسبعين وستين حديثًا، مات سنة سبع وثلاثين ومائتين (2) .
ثانياً : تراجم رواة الوجه الأول.
1-عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني ،[ س ].
روى عن : أبيه ، وعبيد الله بن معاذ ، وأبي بكر بن ابي شيبة.
روى عنه : الطبراني ، وأبو بكر القطيعي ، وعبد الله بن محمد البغوي.
قال ابن أبي حاتم :" كتب إلي بمسائل أبيه ، وبعلل الحديث ، وكان صدوقاً ، ثقة " ، وقال الدارقطني :" ثقة " ، وقال الخطيب :" كان ثقة ، ثبتاً ، فهماً" ، وقال ابن حجر :" ثقة ".
مات سنة تسعين ومائتين (3).
2-صالح بن محمد بن عمرو بن حبيب بن حسان ، أبو علي الأسدي ، البغدادي ، الملقب بجزرة (4).
روى عن : عبيد الله بن معاذ ، وأحمد بن حنبل ، ويحيى بن معين .
__________
(1) العنبري : بفتح العين المهملة ، وسكون النون ، وفتح الباء الموحدة . والراء هذه النسبة : إلى بني العنبر وهم جماعة من بني تميم . الأنساب 4/244 .
(2) ينظر : الجرح والتعديل 5/335 ت 1584 ، الثقات لابن حبان 8/406 ، تهذيب الكمال 19/158 ت 3685 ، تقريب التهذيب ص 374 ت 4341 ، تهذيب التهذيب 7/44 ، الجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني ص 304 ت 1163
(3) ينظر :الجرح والتعديل 5/7 ، ، تاريخ بغداد 9/375 ، تقريب التهذيب ص 490 ت 3222 ، تهذيب التهذيب 5/141
(4) جزرة :قال رحمه الله : قدم علينا بعض الشيوخ من الشام وكان عنده عن حريز بن عثمان فقرأت عليه حدثكم حريز بن عثمان قال كان لأبي أمامة خرزة يرقي بها المريض فقلت جزرة فلقبت : جزرة ، سير أعلام النبلاء 14/25.(1/206)
روى عنه : مسلم ( خارج الصحيح ) ، والهيثم بن كليب ، عبد المؤمن بن خلف النسفي.
قال الدارقطني :" وكان ثقة ، حافظاً ، غازياً " ، وقال الخطيب :" وكان صدوقاً ، ثبتاً " ، مات سنة ثلاث وتسعين ومائتين (1).
3-محمد بن عبيد الله بن عبد العظيم القرشي أبو عبد الله البصري [ س ].
روى عن : الضحاك بن مخلد ،وعبيد الله بن معاذ العنبري س وعلي بن المديني.
روى عنه : النسائي ، وأبو الحسن الجرشي ، وأبو عروبة الحراني .
قال النسائي :" لا بأس به " ، وذكره بن حبان في كتاب الثقات ، وقال ابن حجر :" صدوق " ، مات خمسين ومئتين (2).
4-محمد بن أيوب بن يحيى بن ضريس البجلي ، أبو عبد الله الرازي .
روى عن : معاذ بن عبيد الله ، ومسدد بن مسرهد ، ومحمد بن كثير العبدي.
روى عنه : ابن أبي حاتم ، وأحمد بن عبيد الهمذاني.
قال ابن أبي حاتم :" وكان ثقة ، صدوقاً " ، وقال الخليلي :" ثقة ، متفق عليه ، عالم بالحديث " .
مات سنة خمس وتسعين ومائتين (3).
5- أحمد بن علي بن المثنى ابن يحيى بن عيسى بن هلال التميمي أبو يعلى الموصلي.
روى عن: عبيد الله بن معاذ ، وأبي خيثمة زهير بن حرب ، وأبي الربيع الزهراني.
روى عنه : أبو حاتم ابن حبان ، و أبو أحمد ابن عدي ، والطبراني.
قال الدارقطني :" ثقة " ، وذكره ابن حبان في الثقات ، وقال :" من المتقنين " ، وقال الحاكم :" ثقة ، مأمون " ، وقال الخليلي :" ثقة ، متفق عليه " ، مات سنة سبع وثلاثمائة (4).
__________
(1) ينظر : تاريخ بغداد 9/322 ، سير أعلام النبلاء 14/23 .
(2) ينظر :الثقات لابن حبان 9/145، تهذيب الكمال 26/45 ت 5435 ، تقريب التهذيب ص 874ت 6149.
(3) ينظر :الجرح والتعديل 7/198 ت198،الإرشاد للخليلي 2/684 ت 446. سير أعلام النبلاء 13/449.
(4) ينظر : سؤالات السلمي للدارقطني ، الثقات لابن حبان 8/55 ،الإرشاد للخليلي 2/619 ت 350 سير أعلام النبلاء 14/174.(1/207)
6-إبراهيم بن أبي داود سليمان بن داود الأسدي الشامي أبو إسحاق الصوري.
روى عن : عبيد الله بن معاذ ، آدم بن أبي إياس ، وسعيد بن أبي مريم.
روى عنه : الطحاوي .
قال ابن نقطة :" وكان ثقة ، متقناً ، حافظا للحديث ".
مات سنة سبعين ومائتين (1).
ثالثاً : ترجمة رواي الوجه الثاني :
يحيى بن محمد بن البختري أبو زكريا الحنائي .
روى عن : محمد بن عبيد بن حساب ، وشيبان بن فروخ ،وعبيد الله بن معاذ العنبري. روى عنه : الحسين بن محمد العسكري .
قال الخطيب :" وكان ثقة " .
مات سنة تسع وتسعين ومائتين (2).
(( دراسة الاختلاف ))
يتبين من تخريج الحديث أنه قد اختلف عن عبيد الله بن معاذ من وجهين :
الأول : يرويه عبد الله بن أحمد بن حنبل ، و صالح بن محمد جزرة ، و محمد بن عبيد الله بن عبد العظيم ، و محمد بن أيوب بن الضريس ، و أبو يعلى الموصلي ،وإبراهيم بن أبي داود ، ستتهم عن عبيد الله بن معاذ ، عن أبيه ، عن شعبة ، عن علي بن مدرك ، عن إبراهيم النخعي ، عن الربيع بن خيثم ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -
الثاني : يرويه يحيى بن محمد الحنائي ، عن عبيد الله بن معاذ عن ، أبيه ، عن شعبة ، عن أبي قيس ، عن عمرو بن ميمون يحدث ، عن أبي مسعود- رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
وبعد النظر في حال المدار ، وأحوال الرواة المختلفين يكون الوجه الأول هو الراجح ، لأن رواة الوجه الأول أكثر عدداً ، فرواه من هذا الوجه ستة بينما خالفهم في الوجه الثاني راو واحد.
*************
الاختلاف عن معاذ بن معاذ العنبري في روايته عن شعبة بن الحجاج.
(( تخريج الحديث ))
الحديث يرويه معاذ بن معاذ العنبري ، واختلف عنه من وجهين :
__________
(1) ينظر : سير أعلام النبلاء 13/393 ، تكملة الإكمال لابن نقطة 1/502.
(2) تاريخ بغداد 14/229.(1/208)
الأول : يروى عنه شعبة ، عن علي بن مدرك ، عن إبراهيم النخعي ، عن الربيع بن خيثم عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثاني : يروى عنه ، عن شعبة ، عن علي بن مدرك ، عن إبراهيم النخعى ، عن عبد الله عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
تخريج الوجه الأول :
( معاذ بن معاذ ، عن شعبة عن علي بن مدرك عن إبراهيم النخعي عن الربيع بن خيثم عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
يرويه من هذا الوجه عن معاذ بن معاذ ابنه عبيد الله ، وقد سبق بيان مواضع الرواية ، والاختلاف عنه ، وأن الراجح من طريقه ما رواه عن أبيه على هذه الوجه.
تخريج الوجه الثاني :
( معاذ بن معاذ ، عن شعبة ، عن علي بن مدرك ، عن إبراهيم النخعى ، عن عبد الله ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
يرويه المثنى بن معاذ من هذا الوجه عن أبيه معاذ بن معاذ.
رواه الشاشي في المسند 1/424 ح( 443 ).
(( تراجم الرواة ))
أولاً : ترجمة مدار الحديث.
معاذ بن معاذ بن نصر بن حسان بن الحر العنبري أبو المثني البصري ، [ ع ].
روى عن : حماد بن سلمة ، وحميد الطويل ، وشعبة بن الحجاج .
روى عنه : أبو خيثمة ، وأبو بكر بن أبي شيبة ، وابنه عبيد اللَّه .
قال يحيى بن معين :" ثقة " ، وقال الإمام أحمد :" معاذ بن معاذ قرة عين في الحديث ".
وقال أبو حاتم : " ثقة " ، وقال ابن حجر : " ثقة متقن " .
مات سنة ست وتسعين ومئة (1) .
ثانياً : ترجمة راوي الوجه الأول :
عبيد الله بن معاذ العنبري .
سبقت ترجمته قريباً.
ثالثاً: ترجمة راوي الوجه الثاني:
المثنى بن معاذ بن معاذ العنبري أبو الحسن البصري ، [ م ].
__________
(1) ينظر : تاريخ بن معين رواية الدارمي ص 215 ت 803 ، العلل ومعرفة الرجال رواية المروذي وغيره ص 51 ت 32 ، الجرح والتعديل 8/248 ت 1132 ، تهذيب الكمال 28/132 ت 6036 ، تقريب التهذيب 952 ت 6787.(1/209)
روى عن بشر بن المفضل ، وعن أبيه ، وخالد بن الحارث .
روى عنه : ابنه الحسن بن المثنى ، وعباس بن محمد الدوري ، وابن أبي خيثمة .
قال يحيى بن معين:" لا بأس به " ، وقال :" وهو خير من أخيه عبيد الله بن معاذ مائة مرة ".
وقال علي بن المديني :" ثقة " ، وقال :" مثنى أحب إلي منه - أي عبد الله - " ، وذكره ابن حبان في الثقات ، وقال ابن حجر :" ثقة " ، مات سنة ثمان وعشرين ومائتين (1).
(( دراسة الاختلاف ))
يتبين من تخريج الحديث أنه قد اختلف عن معاذ بن معاذ العنبري من وجهين :
الأول : يرويه عبيد الله بن معاذ ، عن أبيه ، عن شعبة ، عن علي بن مدرك ، عن إبراهيم النخعي ، عن الربيع بن خيثم ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثاني : يرويه المثنى بن معاذ ، عن أبيه ،عن شعبة ، عن علي بن مدرك ، عن إبراهيم النخعى ، عن عبد الله عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
وبعد النظر في حال المدار ، وأحوال الرواة المختلفين يكون الوجه الأول هو الراجح ، وإن كان راوي الوجه الثاني قد فضله العلماء على راوي الوجه الأول إلا أن راوي الحديث قد حكم بوقوع الوهم في هذه الرواية ولم يحدد جهته ، قال أحمد بن زهير راوي الحديث :" هكذا في الكتاب وهو وهم رواه معاذ بن معاذ وأبو بحر البكراوى وغيرهما عن شعبة فقالوا عن إبراهيم النخعي ، عن الربيع بن خيثم ، عن عبد الله ، وهو الصواب (2).
*****************
الاختلاف عن عمرو بن مرزوق في روايته عن شعبة بن الحجاج.
الحديث يرويه عمرو بن مرزوق ، واختلف عنه من وجهين :
__________
(1) ينظر : معرفة الرجال لابن محرز 2/196 ت 653 ، الثقات 9/194 ، تهذيب الكمال 27/209 ت 5775 ، تقريب التهذيب ص 920 ت 6515.
(2) مسند الشاشي 1/424 .(1/210)
الأول : يروى عنه ، عن شعبة عن قتادة ، عن سالم بن أبي الجعد ، عن معدان بن أبي طلحة ، عن أبي الدرداء - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثاني : يروى عنه ، عن شعبة ، عن أبي إسحاق ،عن عمرو بن ميمون من قوله .
تخريج الوجه الأول:
( عمرو بن مرزوق ، عن شعبة عن قتادة ، عن سالم بن أبي الجعد ، عن معدان بن أبي طلحة ، عن أبي الدرداء - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
يرويه من هذا الوجه عن عمرو بن مرزوق اثنان :
1- أحمد بن زهير بن حرب.
رواه ابن عبد البر (1) في التمهيد 7/257.
2- يوسف بن يعقوب القاضي.
رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 7/168 ، وفي المستخرج على صحيح مسلم 2/406 ح (1837).
تخريج الوجه الثاني :
( عمرو بن مرزوق ، عن شعبة ، عن أبي إسحاق ،عن عمرو بن ميمون من قوله )
يرويه محمد بن أيوب من هذا الوجه عن عمرو بن مرزوق.
رواه عنه في فضائل القرآن ص 186 ح 262.
(( تراجم الرواة ))
أولاً : ترجمة مدار الحديث.
عمرو بن مرزوق الباهلي مولاهم ، أبو عثمان البصري [ خ د ].
روى عن : حماد بن زيد ، وحماد بن سلمة ، وشعبة بن الحجاج .
روى عنه البخاري مقروناً بغيره ، ووزهير بن أحمد ، ويوسف بن يعقوب القاضي.
وقال يحيى بن معين :" ثقة ، مأمون ، صاحب غزو ، وقرآن وفضل ".
قال ابن سعد :" ثقة ، كثير الحديث ".
قال الإمام أحمد : " ثقة ، مأمون ، فتشنا عما قيل فيه فلم نجد له أصلاً " ، وقال أبو حاتم :" كان ثقة من العباد ولم نجد أحداً من أصحاب شعبة كتبنا عنه كان أحسن حديثاً منه " ، وقال ابن حجر :" ثقة ، فاضل ، له أوهام " .
مات سنة ثلاث وعشرين ومائتين (2).
ثانياً : تراجم رواة الوجه الأول:
1- أحمد بن زهيربن حرب ، ابن أبي خيثمة البغدادي.
__________
(1) تصحفت [شعبة ]إلى [ سعيد ].
(2) ينظر :الطبقات الكبرى 7/305 ، الجرح والتعديل 6/263 ت 1456 ، تهذيب الكمال 22/224 ت 4446 ، تقريب التهذيب ص 745 ت 5145 .(1/211)
روى عن : أبيه زهير بن حرب ، وعمر بن مرزوق ، وأحمد بن حنبل.
روى عنه : عبد الله بن أبي داود ، وابن أبي حاتم ، وقاسم بن أصبغ.
قال ابن أبي حاتم :" كتب إلينا وكان صدوقاً " ، وقال الدارقطني :" ثقة " ، وقال الخطيب :" كان ثقة ، عالماً متقناً ، حافظاً " مات سنة تسع وسبعين ومائتين (1).
2- يوسف بن يعقوب القاضي.
لايعرف.
ثالثاً : ترجمة راوي الوجه الثاني.
محمد بن أيوب بن الضريس.
ثقة ، سبقت ترجمته قريباً.
(( دراسة الاختلاف ))
يتبين من تخريج الحديث أنه قد اختلف عن عمرو بن مرزوق من وجهين :
الأول : يرويه أحمد بن زهير ، ويوسف بن يعقوب القاضي كلاهما عن عمرو بن مرزوق، عن شعبة ، عن قتادة ، عن سالم بن أبي الجعد ، عن معدان بن أبي طلحة ، عن أبي الدرداء - رضي الله عنه - ،عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثاني : يرويه محمد بن أيوب بن الضريس ، عن عمرو بن مرزوق ، عن شعبة ، عن أبي إسحاق ،عن عمرو بن ميمون من قوله .
وبعد النظر في حال المدار ، وأحوال الرواة المختلفين يكون الوجه الأول هو الراجح ، للمتابعات لمدار الحديث على هذا الوجه فقد تابعه يحيى بن سعيد القطان ، وأبو داود الطيالسي ، ولم يتابع على الوجه الثاني.
***************
الاختلاف عن شعبة بن الحجاج (2).
الحديث يرويه شعبة بن الحجاج واختلف عنه من ثمانية أوجه :
الوجه الأول : يروى عنه ، عن قتادة ، عن سالم بن أبي الجعد ، عن معدان بن أبي طلحة ، عن أبي الدرداء - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الوجه الثاني : يروى عنه ، عن منصور ، عن هلال بن يساف ، عن ربيع بن خثيم ، عن عمرو بن ميمون ، عن امرأة ، عن أبي أيوب - رضي الله عنه - ،عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
__________
(1) ينظر : الجرح والتعديل 2/52 ، تاريخ بغداد 4/162 .
(2) ذكر أبو نعيم الاختلاف عن شعبة في هذا الحديث في ترجمته في 7/168 ، ورأيت تقديمها ،ودراستها هنا لعلاقتها بهذا الحديث .(1/212)
الوجه الثالث: يروى عنه ، عن أبي قيس ، عن عمرو بن ميمون ، عن أبي مسعود - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الوجه الرابع : يروى عنه ، عن علي بن مدرك ، عن إبراهيم النخعي ، عن الربيع بن خيثم، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الوجه الخامس : يروى عنه ، عن حصين ، عن هلال بن يساف ، عن الربيع بن خثيم ، عن امرأة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الوجه السادس : يروى عنه ، عن عبد الرحمن بن أبي السفر ، عن الشعبي ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي أيوب - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
الوجه السابع : يروى عنه ،عن حصين ، عن هلال بن يساف ، عن الربيع بن خثيم ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الوجه الثامن : يروى عنه ، عن قتادة ، عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
تخريج الوجه الأول :
( شعبة ، عن سالم بن أبي الجعد ، عن معدان بن أبي طلحة ، عن أبي الدرداء - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
يرويه من هذا الوجه عن شعبة ثلاثة :
1- يحيى بن سعيد القطان .
رواه عنه الإمام أحمد في المسند 36/36ح( 21705 ) ، ومسلم في صحيحه كتاب : صلاة المسافرين ، وقصرها، باب(45) : فضل قراءة (1) 1/556 ح( 811 ) ، و أبو نعيم في المستخرج على صحيح مسلم 2/406 ح( 1837) وأبو الفضل الرازي في فضائل القرآن ص 136 ح( 105).
2-أبو داود الطيالسي .
__________
(1) سورة الإخلاص آية 1.(1/213)
رواه في المسند 2/320 ح( 1067 ) ، وعنه : رواه الإمام أحمد في المسند 45/486 ح (27495) ، وعبد بن حميد عن سليمان بن داود كما في المنتخب ص 101 ح( 211 ) ومن طريق أبي داود : رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 7/168، وقال بعده : " هذا حديث صحيح ثابت رواه عن قتادة أصحابه سعيد بن أبي عروبة وهمام و أبان في آخرين " ، وفي المستخرج على صحيح مسلم 2/406 ح( 1837 ).
3- عمرو بن مرزوق.
سبق بيان الاختلاف عليه ، وان الراجح من طريق ما رواه عن شعبة على هذا الوجه.
وتابع شعبة على هذا الوجه :
1- سعيد بن أبي عروبة .
رواه مسلم في صحيحه ، كتاب : صلاة المسافرين ، وقصرها ، باب ( 45 ) : باب فضل قراءة (1)1/556 ح( 811 ) ، والبيهقي في شعب الإيمان 2/503 ح( 2534).
2- أبان بن يزيد العطار.
ورواه الدارمي في سننه ، كتاب : فضائل القرآن ، باب ( 24 ) في فضل (2) 4/2157 ح( 3474 ) ، والإمام أحمد في المسند 45/514 ح (27523) ، و مسلم في صحيحه ، كتاب : صلاة المسافرين ، وقصرها ، باب (45 ) : باب فضل قراءة (3) 1/556 ح( 811 ) ، وأبو نعيم في ذكر أخبار أصبهان 2/286 ، وابن عبد البر في التمهيد 7/257.
3- بكير بن أبي السميط.
رواه الإمام أحمد في المسند 45/513 ح( 27522 ) و( 27524 ) ، وأبو محمد الفاكهي
في فوائد ه ص 406ح( 188 ) ، ومن طريقه رواه ابن بشرن في الأمالي 1/330 ح (771 )، ورواه البيهقي في شعب الإيمان 2/503 ح( 2535 ).
تخريج الوجه الثاني:
( شعبة ، عن منصور ، عن هلال بن يساف ، عن ربيع بن خثيم ، عن عمرو بن ميمون ، عن امرأة ، عن أبي أيوب - رضي الله عنه - ،عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
يرويه من هذا الوجه عن شعبة ثلاثة :
1- محمد بن جعفر .
سبق بيان مواضع روايته وأنه قد اختلف عليه ، وأن الراجح من طريقه روايته على هذا الوجه.
2- حجاج بن المنهال .
__________
(1) سورة الإخلاص آية 1.
(2) سورة الإخلاص آية 1.
(3) سورة الإخلاص آية 1.(1/214)
رواه عنه أبو عبيد في فضائل القرآن ص 268.
3- عبد الصمد بن عبد الوارث.
رواه الدارقطني في العلل 6/103.
تخريج الوجه الثالث :
( شعبة ، عن أبي قيس ، عن عمرو بن ميمون ، عن أبي مسعود عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
يرويه من هذا الوجه عن شعبة أربعة :
1-بشر بن المفضل.
سبق بيان مواضع روايته وأنه قد اختلف عليه ، وأن الراجح من طريقه روايته على هذا الوجه.
2-أبو داود الطيالسي .
رواه في المسند 2/12 ح( 651 ).
3-بشر بن عمر الزهراني .
رواه النسائي في السنن الكبرى ، كتاب : عمل اليوم والليلة ، باب ( 173 ) : ما يستحب للإنسان أن يقرأ كل ليلة 6/175 ح ( 10529 )، والخطيب في حديث الستة من التابعين ص 55 ح( 24 ).
4-أمية بن خالد.
رواه ابن الضريس في فضائل القرآن ص 184 ح( 256) ، و الطبراني في المعجم الكبير 17/255 ح( 707 ).
5-وهب بن جرير.
رواه الطحاوي في شرح مشكل الآثار 3/250 ح( 1214 ).
وتابع شعبة على هذا الوجه :
سفيان الثوري ، ومسعر بن كدام ، ومحمد بن جحادة كما سيأتي .
تخريج الوجه الرابع :
( شعبة ، عن علي بن مدرك ، عن إبراهيم النخعي ، عن الربيع بن خيثم ، عن عبد الله بن مسعود ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
يرويه من هذا الوجه عن شعبة ثلاثة :
1-معاذ بن معاذ العنبري.
سبق بيان مواضع روايته عند الكلام عن الاختلاف على ابنه عبيد الله ، وأن الراجح من طريق عبيد الله هو روايته على هذا الوجه.
2- علي بن محمد النشيطي.
رواه الطبراني في المعجم الأوسط 8/228 ح( 8480 )، وعنه : رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 7/168 ، وفيه عثمان بن محمد النشيطي ، والخطيب البغدادي في حديث الستة من التابعين ص 36 ح( 5 ).
3- أبو بحر البكراوي.(1/215)
رواه البزار (1) في البحر الزخار 5/251 ح( 1866 ).
تخريج الوجه الخامس :
( شعبة ، عن حصين ، عن هلال بن يساف ، عن الربيع بن خثيم ، عن امرأة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
يرويه محمد بن أبي عدي من هذا الوجه عن شعبة بن الحجاج.
رواه النسائي في السنن الكبرى ، كتاب : عمل اليوم والليلة ، باب ( 173 ) : ما يستحب للإنسان أن يقرأ كل ليلة 6/173 ح ( 10520 ).
تخريج الوجه السادس :
( شعبة ، عن عبد الله بن أبي السفر ، عن الشعبي ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي أيوب - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
يرويه حجاج بن نصير من هذا الوجه عن شعبة.
رواه الطبراني في المعجم الكبير 4/166 ح( 4025 ) ، والدارقطني في العلل 6/102 ، بزيادة في آخره ، ومن طريقه : رواه الخطيب في حديث الستة من التابعين ص 8 ح( 17 ) ، ورواه أبو نعيم في حلية الأولياء 7/168.
تخريج الوجه السابع :
( شعبة ، عن حصين ، عن هلال بن يساف ، عن الربيع بن خثيم ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
يرويه مسلم بن إبراهيم الأزدي من هذا الوجه عن شعبة بن الحجاج.
رواه الطبراني في المعجم الكبير 10/208ح( 10485).
تخريج الوجه الثامن :
( شعبة ، عن قتادة ، عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
يرويه حماد بن نصر من هذا الوجه عن شعبة بن الحجاج .
رواه أبو المظفر البزاز في غرائب شعبة ص 533 ح( 211).
(( تراجم الرواة ))
أولاً : ترجمة مدار الحديث.
شعبة بن الحجاج العتكي .
ثقة ، إمام ، سبقت ترجمته في الحديث .
ثانياً : تراجم رواة الوجه الأول :
يحيى بن سعيد القطان .
ثقة ، إمام ، سبقت ترجمته في الحديث السابع.
__________
(1) تصحفت [ بحر ] هنا إلى [ بكر ] ، والتصويب من كلام البزار بعد الحديث ، ومن مختصر زوائد البزار على الكتب الستة ومسند الإمام أحمد ، لابن حجر 2/124 ح 1544.(1/216)
2- سليمان بن داود بن الجارود ، أبو داود الطيالسي ،[خت م 4 ].
روى عن : جرير بن حازم ، محمد بن أبي حميد ، وسفيان الثوري.
روى عنه : أحمد بن حنبل ، علي بن المديني ، وعباس الدوري.
قال عبد الرحمن بن مهدي :" أبو داود الطيالسي أصدق الناس " ، وقال ابن سعد :" كان كثير الحديث ، ثقة ، وربما غلط " ، قال الإمام أحمد :" ثقة ، صدوق " ، قيل له : " إنه يخطىء "؟ قال :" يحتمل منه " ، وقال العجلي :" بصري ثقة ، وكان كثير الحديث " ، وقال النسائي :" ثقة من أصدق الناس لهجة " ، وقال ابن حجر :" ثقة ، حافظ ، غلط في أحاديث " ،مات سنة أربع ومائتين (1).
3- عمرو بن مرزوق الباهلي .
ثقة ، فاضل ، له أوهام ، سبقت ترجمته قريباً..
ثالثاً : تراجم رواة الوجه الثاني :
1- محمد بن جعفر - غندر - .
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 10 ).
2- الحجاج بن منهال الأنماطي (2)، أبو محمد السلمي البصري ، [ع ].
روى عن : جرير بن حازم ، وحماد بن سلمة ، ومحمد بن طلحة .
روى عنه : البخاري ، ومسلم ، وعلي بن عبد العزيز البغوي .
قال ابن سعد ": كان ثقة كثير الحديث " ، قال الإمام أحمد: " ثقة ما أرى به بأس " ، وقال أبو حاتم :" ثقة فاضل " ، وقال النسائي :" ثقة " ، وقال الذهبي :" كان ثقة ، ورعاً ، ذا سنة وفضل "، وقال ابن حجر :" ثقة فاضل " .
مات سنة سبع عشرة ومائتين (3).
__________
(1) الطبقات الكبرى 7/218 ، معرفة الثقات 1/427 ت 665 ، تاريخ بغداد 9/28 ، تهذيب الكمال 11/408 ت 2507، تقريب التهذيب ص 406 ت 2565.
(2) الأنماطي :بفتح الألف ، وسكون النون ، وفتح الميم ، وكسر الطاء المهملة ، هذه النسبة إلى بيع الأنماط ، وهي الفرش التي تبسط. الأنساب 1/223.
(3) ينظر : الطبقات الكبرى 7/220 ، الجرح والتعديل 3/167 ت 711 ، تهذيب الكمال 5/457 ت 1128 ، الكاشف 1/149 ت 953 ، تقريب التهذيب ص 224 ت 1146.(1/217)
3-عبد الصمد بن عبد الوارث بن سعيد بن التميمي أبو سهل البصري [ع ].
روى عن : شعبة بن الحجاج ، وأبيه عبد الوارث بن سعيد ، وعكرمة بن عمار.
روى عنه : عباد بن الوليد ، وإسحاق بن راهويه ،أبو خيثمة زهير بن حرب .
قال ابن سعد :" كان ثقة إن شاء الله " ، قال أبو حاتم :" صدوق ، صالح الحديث " ، هكذا في تهذيب الكمال وفي الجرح والتعديل قال :" شيخ ، مجهول " ، قال محقق الكتاب :" لعل ههنا سقط فإن عبد الصمد بن عبد الوارث مشهور معروف " ، وقال العجلي :" ثقة " ، وذكره بن حبان في كتاب الثقات ،وقال ابن حجر :" صدوق ، ثبت في شعبة ".
مات سنة ست أو سبع ومائتين (1).
رابعاً : تراجم رواة الوجه الثالث :
1- بشر بن المفضل الضبي.
ثقة ، سبقت ترجمته قريباً.
2- أبو داود الطيالسي .
ثقة ، سبقت ترجمته قريباً.
3- بشر بن عمر بن الحكم بن عقبة الزهراني الأزدي أبو محمد البصري ، [ ع ]. روى عن : أبان بن يزيد العطار ، وحماد بن سلمة ، ، وشعبة بن الحجاج.
روى عنه : إسماعيل بن مسعود ، و إسحاق بن راهويه ، وأبو موسى محمد بن المثنى.
وقال محمد بن سعد ، والذهبي ، وابن حجر :" ثقة " ، قال أبو حاتم :" صدوق " ، ذكره ابن حبان في كتاب الثقات ، مات سنة سبع ومائتين (2).
4- أمية بن خالد بن الأسود بن هدبة ، أبو عبد الله البصري [ م د ت س ].
روى عن : حماد بن سلمة ، وسفيان الثوري ، وشعبة بن الحجاج .
روى عنه : علي بن المديني ، وعمرو بن علي الفلاس ، ومسدد بن مسرهد.
__________
(1) ينظر :الطبقات الكبرى 7/300 ، الجرح والتعديل 6/50 ت 269 ، معرفة الثقات 2/95 ت 1100 الثقات لابن حبان 8/414 ، تهذيب الكمال 18/99ت 3431 ، تقريب التهذيب ص 610 ت 4108.
(2) ينظر :الطبقات الكبرى 7/300 ، الجرح والتعديل 2/361 ت 1379 ، معرفة الثقات 1/247 ت 157 ، الثقات لابن حبان 8/141 ، تهذيب الكمال 4/139 ت 701 ، الكاشف 1/103 ت 595 ، تقريب التهذيب ص 170 ت 704.(1/218)
قال أبو زرعة ، وأبو حاتم ، والعجلي ، والترمذي : " ثقة " ، وقال ابن حجر :" صدوق " بل هو ثقة ، فقد وثقه أبو حاتم مع تشدده ، وأبو زرعة ، والترمذي .
مات سنة إحدى ومائتين (1).
5- وهب بن جرير بن حازم بن زيد ، أبو العباس البصري [ ع ].
روى عن : شعبة بن الحجاج ، وأبيه جرير ، وهشام بن حسان.
روى عنه : إبراهيم بن مرزوق ، وأحمد بن حنبل ، وإسحاق بن راهويه.
قال يحيى بن معين ، والعجلي ، والذهبي ، وابن حجر :" ثقة " ، وخالفهم أبو حاتم فقال :" صدوق " ، وقال :" صالح الحديث " ، مات سنة ست ومائتين (2).
خامساً : تراجم رواة الوجه الرابع :
1- معاذ بن معاذ العنبري .
ثقة ، سبقت ترجمته قريباً.
2-علي بن محمد النشيطي .
لا يعرف .
3-عبد الرحمن بن عثمان بن أمية بن عبد الرحمن بن أبي بكرة الثقفي أبو بحر البكراوي البصري [ د ق ]
روى عن إسرائيل بن يونس ، وسعيد بن أبي عروبة ، وشعبة بن الحجاج .
روى عنه : حفص بن عمرو الربالي وخليفة بن خياط محمد بن عبد الله بن بزيع .
قال يحيى بن معين :" ضعيف الحديث " ، وقال الإمام أحمد :" طرح الناس حديثه " ، وقال :" لا بأس به "، وقال علي بن المديني:"كان يحيى بن سعيد حسن الرأي فيه ، وحدث عنه ".
__________
(1) ينظر :الجرح والتعديل 2/ ت 303 ، سنن الترمذي 5/188 ، معرفة الثقات 1/236 ت 119 ، تهذيب الكمال 3/330 ت 554 ، تقريب التهذيب ص 152 ت 558.
(2) ينظر : الجرح والتعديل 9/28 ت 124 ، معرفة الثقات 2/344 ت 1953 ، تهذيب الكمال 31/121 ت 6753 ، الكاشف 3/215 ت 6213 ، تقريب التهذيب ص 1043 ت 7522 .(1/219)
وقال علي بن المديني :" ذهب حديثه " ، وقال أبو داود :" صالح " ، وقال أبو حاتم : " ليس بقوي يكتب حديثه ، ولا يحتج به " ، وقال النسائي :" ضعيف " ، وذكره العقيلي في كتاب الضعفاء الكبير ، قال ابن عدي :" أبو بحر البكراوي مشهور معروف من أهل البصرة من ولد أبي بكرة له أحاديث غرائب عن شعبة وعن غيره من البصريين وهو ممن يكتب حديثه" ، وقال ابن حجر :" ضعيف " ، مات سنة خمسة وتسعين ومائة (1).
سادساً : ترجمة راوي الوجه الخامس:
محمد بن إبراهيم بن أبي عدي السلمي مولاهم أبو عمرو البصري [ ع ].
روى عن : سعيد بن أبي عروبة ، وشعبة بن الحجاج ، وهشام الدستوائي .
روى عنه : أحمد بن حنبل ومحمد بن المثنى العنزي ، ويحيى بن معين .
قال ابن سعد ، وأبو حاتم ، والنسائي ، والذهبي ، وابن حجر :" ثقة " ، وذكره ابن حبان في الثقات ، مات سنة أربع وتسعين ومئة (2) .
سابعاً : ترجمة راوي الوجه السادس :
حجاج بن نصير الفساطيطي (3)القيسي ، أبو محمد البصري [ ت ].
روى عن : إسماعيل بن عياش ، وشعبة بن حجاج ، وعباد بن كثير .
روى عنه : أحمد بن منصور الرمادي ، وحماد بن الحسن الوراق ، وحميد بن زنجويه .
__________
(1) ينظر : تاريخ الدوري عن يحيى بن معين 2/352 ، الجرح والتعديل 5/ 264ت 1252 ، سؤالات الآجري لأبي داود 2/86 س 1211، الضعفاء والمتروكين للنسائي ، الضعفاء الكبير 3/335 ، الكامل لابن عدي 4/296 ص 206 ت 357 ، تهذيب الكمال 17/271 ت 3897 ، تقريب التهذيب ص 590 ت3968 .
(2) التاريخ الصغير للبخاري 2/250 ، الجرح والتعديل 7/186 ت 1058 ، الثقات لابن حبان 7/440 ، تهذيب الكمال 24/321 ت 5029 ، الكاشف 3/15 ت 4770 ، تهذيب التهذيب 9/12.
(3) الفساطيطي : بفتح الفاء ، والسين المهملة ، المنقوطة بنقطتين من تحتها بين الطائين المهملتين ، هذه النسبة إلى الفساطيط ، وهي بيوت الشعر ، الأنساب 4/383.(1/220)
قال يحيى بن معين : " ضعيف " ، وقال :" ليس بشيء " ، وقال يعقوب بن شيبة :" سألت يحيى بن معين عنه " ؟ فقال :" كان شيخاً ، صدوقاً ، ولكنهم أخذوا عليه أشياء في حديث شعبة ، كان لا بأس به "، قال يعقوب :" يعني أنه أخطأ في أحاديث من أحاديث شعبة " ، وقال علي بن المديني :"ذهب حديثه "، وقال أبو حاتم :" منكر الحديث ، ضعيف الحديث " ، وقال البخاري :" يتكلمون فيه " ، وقال في موضع :" آخر سكتوا عنه " ، وقال النسائي :" ضعيف " ، وقال :" ليس بثقة ، ولا يكتب حديثه " ، وقال العجلي :" كان معروفاً بالحديث ، ولكنه أفسده أهل الحديث بالتلقين ، كان يلقن وأدخل في حديثه ما ليس منه ، فترك " ، وذكره الدارقطني في الضعفاء والمتروكين ، وذكره ابن حبان في كتاب الثقات ، وقال :" يخطىء ، ويهم " ، وقال ابن حجر :" ضعيف ، كان يقبل التلقين ".
مات سنة ثلاث عشرة ومئتين (1).
ثامناً : ترجمة راوي الوجه السابع.
مسلم بن إبراهيم الأزدي الفراهيدي مولاهم أبو عمرو البصري [ ع ].
روى عن : حماد بن سلمة ، وسعيد بن أبي عروبة ، وشعبة بن الحجاج .
روى عنه : البخاري ، وأبو داود ، ويعقوب المخرمي.
قال يحيى بن معين : " ثقة ، مأمون " ، قال أبو حاتم :" ثقة ، صدوق " ، وقال العجلي :" كان ثقة " ، وذكره ابن حبان في الثقات ، وقال :" كان من المتقنين " ، وقال ابن حجر :" ثقة ، مأمون ، مكثر ، عمي بآخرة " ، مات سنة اثنتين وعشرين ومائتين (2).
__________
(1) ينظر :تاريخ الدروي عن يحيى بن معين 2/103 ، الضعفاء الصغير للبخاري ص 36 ت 76 ،الجرح والتعديل 3/167 ت 712 ، معرفة الثقات 1/287 ت270 ، الضعفاء والمتروكين للدارقطني ص ، الثقات لابن حبان 8/202 ، تهذيب الكمال 5/461 ت 1130 ، تقريب التهذيب ص 225 ت 1148 .
(2) ينظر : الجرح والتعديل 8/180ت 788 ، معرفة الثقات 2/276ت1715 ، الثقات لابن حبان 9/157 ، تهذيب الكمال 27/ 487 ت 5916 ، تقريب التهذيب ص 937 ت 6660.(1/221)
تاسعاً : ترجمة راوي الوجه التاسع.
نصر بن حماد بن عجلان الوراق ، أبو الحارث البصري ،[ ق ].
روى عن إسرائيل بن يونس والربيع بن صبيح وشعبة بن الحجاج.
قال يحيى ابن معين :" كذاب " ، وقال البخاري :" يتكلمون فيه " ، وقال مسلم :" ذاهب الحديث " ، وقال أبو حاتم :" متروك الحديث " ، وقال ابن عدي :" له أحاديث عن شعبة غير محفوظة " ، وقال ابن حجر :" ضعيف " وذكره البخاري فيمن مات بين المائتين ومأتين وعشر (1).
(( دراسة الاختلاف ))
الحديث يرويه شعبة بن الحجاج واختلف عنه من ثمانية أوجه :
الوجه الأول : يرويه يحيى بن سعيد القطان ، وأبو داود الطيالسي ، وعمرو بن مرزوق ، ثلاثتهم ، عن شعبة ، عن قتادة ، عن سالم بن أبي الجعد ، عن معدان بن أبي طلحة ، عن أبي الدرداء - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الوجه الثاني : يرويه محمد بن جعفر - غندر - و حجاج بن المنهال ، وعبد الصمد بن عبد الوارث ثلاثتهم ، عن شعبة ، عن منصور ، عن هلال بن يساف ، عن ربيع بن خثيم ، عن عمرو بن ميمون عن امرأة ، عن أبي أيوب - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم -
الوجه الثالث : يرويه بشر بن المفضل ، وأبو داود الطيالسي ، وبشر بن عمر الزهراني ، وأمية بن خالد ، ووهب بن جرير ، خمستهم ، عن شعبة ، عن أبي قيس ، عن عمرو بن ميمون ، عن أبي مسعود - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الوجه الرابع : يرويه معاذ بن معاذ العنبري ، وعثمان بن محمد النشيطي ، وأبو بحر البكراوي ، ثلاثتهم عن شعبة ، علي بن مدرك ، عن إبراهيم النخعي ، عن الربيع بن خيثم ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
__________
(1) ينظر :التاريخ الأوسط 2/294 ، الجرح والتعديل 7/ 470 ت 2155 ، الكامل 7/39 ، تهذيب الكمال 29/324 ت 6395 ، ميزان الاعتدال 4/250 ، وتهذيب التهذيب 10/425 ، تقريب التهذيب ص 999 ت 7159.(1/222)
الوجه الخامس : يرويه محمد بن أبي عدي ، عن شعبة ، عن حصين ، عن هلال بن يساف ، عن الربيع بن خثيم ، عن امرأة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الوجه السادس : يرويه حجاج بن نصير ، عن شعبة ، عن عبد الله بن أبي السفر ، عن الشعبي ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي أيوب - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الوجه السابع : يرويه مسلم بن إبراهيم ، عن شعبة ، عن حصين ، عن هلال بن يساف ، عن الربيع بن خثيم ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الوجه الثامن : يرويه حماد بن نصر ، عن شعبة ، عن قتادة ، عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
وبعد النظر في حال المدار ، وأحوال الرواة المختلفين يمكن القول بتصحيح الأوجه الثلاثة الأولى عن شعبة :
1-لأن شعبة كان واسع الرواية ، قال ابن رجب :" اختلاف الرجل الواحد في الإسناد إن كان متهماً ، فإنه ينسب به إلى الكذب ، وإن كان سيئ الحفظ ينسب به إلى الاضطراب وعدم الضبط ، وإنما يحتمل ذلك ممن كثر حفظه ، كالزهري ، وشعبة ونحوهما "(1) .
2- لأن الوجه الأول مخرج في صحيح مسلم ، وقد توبع شعبة على روايته من هذا الوجه وروايات المتابعين لشعبة مخرجة في صحيح مسلم.
3- لأن الوجه الثاني من رواية محمد بن جعفر ، وعبد الصمد بن عبد الوارث ، ومحمد بن جعفر إليه المنتهى في التثبت في حديث شعبة قال : قال : عبد الله بن المبارك :" إذا اختلف الناس في حديث شعبة ، فكتاب غندر حكم فيما بينهم " ، وقال الإمام أحمد :" ما في أصحاب شعبة أقل خطأ من محمد بن جعفر ".، و عبد الصمد بن عبد الوارث ، قال علي بن المديني :" عبد الصمد ثبت في شعبة " (2)، وكذلك قال ابن حجر.
__________
(1) علل الحديث 1/424.
(2) ينظر الأقوال السابقة في شرح علل الترمذي لابن رجب 2/513-515.(1/223)
4- لأن الوجه الثالث رواه جمع من الرواة عن شعبة ، وقد تابع شعبة على هذا الوجه سفيان الثوري ، ومسعر بن كدام.
5- ومما يؤيد تصحيح الوجه الأول والثالث عن شعبة بن الحجاج أن أبا داود الطيالسي وهو من المقدمين في شعبة.(1) ، قد روى الحديث عن شعبة بالوجهين الأول والثالث.
أما بقية الأوجه فمردودة لمخالفة رواتها أصحاب الأوجه السابقة .
فالوجه الرابع تفرد به عن شعبة ثقة - معاذ بن معاذ العنبري - ، وإن تابعه اثنان إلا أن الأول لا يعرف ، والثاني ضعيف.
والوجه الخامس تفرد به عن شعبة ثقة - محمد بن أبي عدي - وإن كان من المقدمين في شعبة ، إلا أنه خالف الأكثر ، ولم يتابع على روايته .
والوجه السادس تفرد به ضعيف - حجاج بن نصير - وخالف فيه الثقات من أصحاب شعبة.
والوجه السابع تفرد به ثقة - مسلم بن إبراهيم - فهو مردود فقد خالف الأكثر ، ولم يتابع على روايته .
والوجه الثامن : تفرد به حماد بن نصر ، وهو متهم بالوضع.
الاختلاف في الحديث من طريق زائدة بن قدامة ، عن منصور بن المعتمر.
الاختلاف عن الحسين الجعفي في روايته عن زائدة بن قدامة.
(( تخريج الحديث ))
الحديث يرويه الحسين بن علي الجعفي ، واختلف عنه من وجهين :
الأول : يروى عنه ، عن زائدة بن قدامة ، عن منصور بن المعتمر، عن هلال بن يساف ، عن الربيع بن خثيم ، عن عمرو بن ميمون ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن امرأة - من الأنصار - عن أبي أيوب - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثاني : يروى عنه ، عن زائدة بن قدامة ، عن أبي إسحاق السبيعي ، عن عمرو بن ميمون عن أبي أيوب - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
تخريج الوجه الأول :
__________
(1) جعله ابن عدي خامس خمسة من أوثق أصحاب شعبة ، المرجع السابق.(1/224)
( الحسين الجعفي ، عن زائدة بن قدامة ، عن منصور بن المعتمر، عن هلال بن يساف ، عن الربيع بن خثيم ، عن عمرو بن ميمون ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن امرأة - من الأنصار - عن أبي أيوب - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
يرويه من هذا الوجه عن الحسين الجعفي أربعة :
1-أبو بكر بن أبي شيبة .
رواه عنه ابن الضريس في فضائل القرآن ص 184 ح ( 255 ) ، ورواه الخطيب في حديث الستة من التابعين ص 40ح( 8 )، وابن عبد البر في التمهيد 7/255-256.
2- عبد بن حميد.
رواه في المسند كما في المنتخب ص 103 ح( 222 ).
3-إسحاق بن البهلول.
رواه عنه المحاملي في الأمالي ص94 ح( 49).
4- أحمد بن عبد الحميد الحارثي.
رواه البيهقي في شعب الإيمان 2/506 ح( 2544).
تخريج الوجه الثاني :
( الحسين الجعفي ، عن زائدة بن قدامة ، عن أبي إسحاق السبيعي ، عن عمرو بن ميمون ،عن أبي أيوب - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
يرويه أحمد بن الحسين من هذا الوجه عن الحسين الجعفي.
رواه النسائي في السنن الكبرى ،كتاب : عمل اليوم والليلة ، باب ( 173 ) ما يستحب للإنسان أن يقرأ كل ليلة 6/174 ح( 10526).
(( تراجم الرواة ))
أولاً ترجمة مدار الحديث .
الحسين بن علي بن الوليد الجعفي ، أبو عبد الله الكوفي المقرئ ،[ع ].
روى عن : زائدة بن قدامة ، وسليمان الأعمش ، وفضيل بن مرزوق.
روى عنه : عبد بن حميد ، وأحمد بن حنبل ، وإسحاق بن راهويه.
قال يحيى بن معين ، والعجلي ، ويعقوب بن سفيان ، وابن حجر :" ثقة " ، وزاد ابن حجر :" ثبت " ، وقال الإمام أحمد :" ما رأيت أفضل من حسين الجعفي ، وسعيد بن عامر ".
مات سنة ثلاث أو أربع ومائتين (1).
ثانياً : تراجم رواة الوجه الأول :
1-أبو بكر بن أبي شيبة .
__________
(1) ينظر : معرفة الثقات 1/ 302 ت 311 ، المعرفة والتاريخ 3/241 ، تهذيب الكمال 6/449 ت 1324 ، تقريب التهذيب ص 333 ت 1993 .(1/225)
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 5 ).
2- عبد بن حميد بن نصر الكسي (1)، أبو محمد .
روى عن : الحسين الجعفي ، وحماد بن اسامة ، والضحاك بن مخلد.
روى عنه : مسلم ، والترمذي ، وابنه محمد.
ذكره ابن حبان في الثقات ، وقال الذهبي :" كان من الأئمة الثقات " ، وقال ابن حجر :" ثقة ، حافظ " ، مات سنة تسع وأربعين ومائتين (2).
3- إسحاق بن البهلول بن حسان بن سنان أبو يعقوب التنوخي من أهل الأنبار .
روى عن : وكيع بن الجراح وحسين الجعفي ، ويحيى بن سعيد القطان .
روى عنه : أبو بكر بن أبى الدنيا ، وجعفر الفريابي ، والقاضي أبو عبد الله المحاملي .
قال أبو حاتم :" صدوق " ، مات سنة اثنتين وخمسين ومائتين (3).
4- أحمد بن عبد الحميد بن الكوفي ، أبو جعفر الحارثي.
روى عن : عبد الحميد الحماني ، وحسين الجعفي ، وجعفر ابن عون .
روى عنه : أبو عوانة ، وابن عقدة ، وابن الأعرابي .
قال الدارقطني :" ثقة " ، وأثنى عليه الذهبي بقوله :" المحدث الصدوق " ، مات سنة تسع وستين ومائتين (4) .
ثالثاً : ترجمة راوي الوجه الثاني .
أحمد بن سليمان بن عبد الملك بن أبي شيبة أبو الحسين الرهاوي (5)[ س ].
روى عن جعفر بن عون ، وحسين بن علي الجعفي ، وروح بن عبادة .
روى عنه : النسائي ، وأبو عروبة الحراني .
__________
(1) الكسي : بكسر الكاف ، وتشديد السين المهملة ، هذه النسبة إلى بلدة بما وراء النهر ، الأنساب 5/70.
(2) ينظر : الثقات 8/401 ، تهذيب الكمال 18/524 ت 3610 ، تذكرة الحفاظ 2/534، تقريب التهذيب ص 634 ت 4294.
(3) ينظر الجرح والتعديل 2/214 ت 736 ، وتاريخ بغداد 6/366.
(4) ينظر : سؤالات الحاكم للدارقطني وغيره ص 85 ت 2 ، سير أعلام النبلاء 12/508.
(5) الرهاوي : بفتح الراء ، و الهاء ، وفي آخرها الواو ، منسوب إلى قبيلة رهاء ، وهو بطن من اليمن ، من ذمحج ، الأنساب 3/108.(1/226)
قال النسائي :" ثقة ، مأمون ، صاحب حديث " ، وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم : "كتب إلي ببعض حديثه وهو صدوق ،ثقة "، وذكره ابن حبان في الثقات ، وقال :" كان صاحب حديث ، يحفظ " ، وقال ابن حجر :" ثقة ، حافظ " ، مات إحدى وستين ومائتين (1).
(( دراسة الاختلاف ))
يتبين من تخريج الحديث أنه قد اختلف عن الحسين بن علي الجعفي من وجهين :
الأول : يرويه أبو بكر بن أبي شيبة ، وعبد بن حميد ، وإسحاق البهلول ، وأحمد بن عبد الحميد الحارثي أربعتهم عن الحسين بن علي الجعفي ، عن زائدة بن قدامة ، عن منصور بن المعتمر، عن هلال بن يساف ، عن الربيع بن خثيم ، عن عمرو بن ميمون ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن امرأة – من الأنصار – عن أبي أيوب - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثاني : يرويه أحمد بن سليمان الرهاوي ، عن الحسين الجعفي ، عن زائدة بن قدامة ، عن أبي إسحاق السبيعي ، عن عمرو بن ميمون ،عن أبي أيوب - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
وبعد النظر في حال المدار وأحوال الرواة المختلفين ، يكون الوجه الأول هو الراجح ، وقرائن ترجيحه :
1- أن رواة الوجه الأول أكثر عدداً ، فرواه بالوجه الأول أربعة ، وخالفهم في الوجه الثاني راوٍ واحد ثقة .
2- المتابعات للحسين الجعفي بروايته عن زائدة على الوجه الأول تؤيد رجحانه.
******************
الاختلاف عن محمد بن بشار في روايته عن زائدة بن قدامة.
(( تخريج الحديث ))
الحديث يرويه محمد بن بشار ، واختلف عنه من وجهين :
__________
(1) ينظر : الجرح والتعديل 1/52 ت 59 ، الثقات لابن حبان 8/ 35 ، تهذيب الكمال 1/320 ت 44 ، تقريب التهذيب ص 90 ت43.(1/227)
الأول : يروى عنه ، عن عبد الرحمن بن مهدي ، عن زائدة بن قدامة ، عن منصور بن المعتمر، عن هلال بن يساف ، عن الربيع بن خثيم ، عن عمرو بن ميمون ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن امرأة – من الأنصار – عن أبي أيوب - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثاني : يروى عنه ، عن عبد الرحمن بن مهدي عن زائدة بن قدامة ، عن منصور بن المعتمر، عن هلال بن يساف ، عن الربيع بن خثيم ، عن عمرو بن ميمون ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن امرأة – من الأنصار – عن أبي أيوب - رضي الله عنه - .
تخريج الوجه الأول :
( محمد بن بشار ، عبد الرحمن بن مهدي ، عن زائدة بن قدامة ، عن منصور بن المعتمر، عن هلال بن يساف ، عن الربيع بن خثيم ، عن عمرو بن ميمون ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن امرأة – من الأنصار – عن أبي أيوب - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
يرويه من هذا الوجه عن محمد بن بشار اثنان :
1- الإمام الترمذي .
رواه في سننه ، أبواب فضائل القرآن ، باب ( 11 ) : باب ما جاء في سورة الإخلاص 5/20 ح( 2896 ).
2- الإمام النسائي .
رواه في سننه ، كتاب : الصلاة ، باب ( 69 ) :الفضل في قراءة (1) 1/512 ح( 995 ) ، وفي السنن الكبرى ،كتاب : عمل اليوم والليلة ، باب ( 173 ) ما يستحب للإنسان أن يقرأ كل ليلة 6/173 ح( 10517 ).
وقال : "لا أعرف في الحديث الصحيح إسناداً أطول من هذا".
تخريج الوجه الثاني :
( محمد بن بشار ، عن عبد الرحمن بن مهدي ، عن زائدة بن قدامة ، عن منصور بن المعتمر، عن هلال بن يساف ، عن الربيع بن خثيم ، عن عمرو بن ميمون ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن امرأة – من الأنصار – عن أبي أيوب - رضي الله عنه - .
تفرد به محمد بن إسماعيل البصلاني من هذا الوجه عن محمد بن بشار .
رواه الخطيب في حديث الستة من التابعين ص 39 ح( 7 ).
(( تراجم الرواة ))
أولاً : ترجمة مدار الحديث .
__________
(1) سورة الإخلاص آية 1.(1/228)
محمد بن بشار بن عثمان بن داود بن كيسان العبدي ، أبو بكر البصري ، لقبه الذي اشتهر به " بندار " (1) [ ع ].
روى عن : عبيد الله بن عمر ، ويحيى بن سعيد القطان ، وعبد الرحمن بن مهدي .
روى عنه : الجماعة ، والإمام أحمد ، وعبد اللَّه بن أحمد بن حنبل .
وقال أبو حاتم :" صدوق " ، قال النسائي :" صالح لا بأس به " ، وقال العجلي :" بصري ثقة كثير الحديث " وقال الدار قطني :" من الحفاظ الأثبات " ، وذكره ابن حبان في الثقات ، وقال الذهبي :" ثقة صدوق " ، وقال ابن حجر :" ثقة " ، روى عنه البخاري مائتي حديث وخمسة ، ومسلم أربعمائة وستين حديثاً.
وقد تكلم فيه بعض الحفاظ :
قال عبد اللَّه بن الدورقي :" كنا عند يحيى بن معين وجرى ذكر بندار ، فرأيت يحيى لا يعبأ به ويستضعفه " ، قال الذهبي بعد هذه الحكاية :" قد احتج به أصحاب الصحاح كلهم وهو حجة بلا ريب" ، وكان عمرو بن علي الفلاس يحلف أن بندار يكذب فيما يروي عن يحيى
قلت : قد ورد عنه خلاف ذلك فيما رواه عنه الدار قطني حيث سئل الفلاس عن أبي موسى وبندار فقال :" ثقتان " .
وقال ابن حجر : " ضعفه عمرو بن علي الفلاس ولم يذكر سبب ذلك فما عرجوا على تجريحه " .
مات سنة اثنتين وخمسين ومئتين في رجب (2) .
ثانياً : تراجم رواة الوجه الأول.
__________
(1) بندار : بضم الباء الموحدة وسكون النون وفتح الدال المهملة وفي آخرها الراء ـ وهذه لفظة أعجمية .الأنساب 1/401 ، قال المزي : "وإنما قيل له بندار لأنه كان بندارًا في الحديث والبندار : الحافظ ".
(2) ينظر : الجرح والتعديل 7/214 ت 1187 ، التاريخ الكبير للبخاري 1/49 ت 98 ، معرفة الثقات 2/233ت 1573 ، سؤلات السلمي للدار قطني ص 297 ت 317 ، الثقات لابن حبان 9/111، تاريخ بغداد 2/102 ، تهذيب الكمال 24/511 ت 5086 ، ميزان الاعتدال 3/490 ، تهذيب التهذيب 9/60 ، هدي الساري ص 459 ، تقريب التهذيب ص 828 ت 5791.(1/229)
1-محمد بن عيسى بن سورة بن موسى بن الضحاك وقيل محمد بن عيسى بن يزيد بن سورة (1)، أبو عيسى الترمذي .
روى عن : محمد بن بشار ، وابن أبي عدي ، وقتيبة بن سعيد.
قال المزي :" الحافظ صاحب الجامع وغيره من المصنفات أحد الأئمة الحفاظ المبرزين ومن نفع الله به المسلمين " ، قال الذهبي:" ثقة مجمع عليه"، وقال :" الحافظ العلم الامام البارع " مات سنة تسع وسبعين ومئتين (2).
2-أحمد بن شعيب بن على بن سنان بن بحر بن دينار أبو عبد الرحمن النسائي .
روى عن : محمد بن بشار ، وخلق كثير .
قال المزي :" أحد الأئمة المبرزين والحفاظ المتقنين والأعلام المشهورين " ، وقال الذهبي :" الإمام الحافظ الثبت شيخ الإسلام ناقد الحديث " ، مات سنة ثلاث وثلاثمائة (3).
ثالثاً : ترجمة راوي الوجه الثاني .
محمد بن إسماعيل بن علي ، أبو بكر البندار ، المعروف بالبصلاني .
روى عن : محمد بن بشار ، وخالد بن يوسف السمتي ، ومحمد بن معاوية الأنماطي.
روى عنه : أبو القاسم بن النخاس المقرئ ، وعبد العزيز بن جعفر الخرقي.
قال الدارقطني :" ثقة " ، مات سنة إحدى عشرة وثلاثمائة (4).
(( دراسة الاختلاف ))
يتبين من تخريج الحديث أنه قد اختلف عن محمد بن بشار من وجهين :
الأول : يرويه الإمامان الترمذي والنسائي ، كلاهما عن محمد بن بشار، عن عبد الرحمن بن مهدي عن زائدة بن قدامة ، عن منصور بن المعتمر، عن هلال بن يساف ، عن الربيع بن خثيم ، عن عمرو بن ميمون ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن امرأة – من الأنصار – عن أبي أيوب - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
__________
(1) سورة : بفتح أوله ، وسكون الواو ، وفتح الراء المهملة ، تليها هاء ، توضيح المشتبه 5/202.
(2) ينظر : تهذيب الكمال 26/250ت 5531 ، سير أعلام النبلاء 13/270، ميزان الاعتدال 3/678 ت 8053.
(3) ينظر : تهذيب الكمال 1/328 ت 48 ، سير أعلام النبلاء 14/125.
(4) تاريخ بغداد 2/45.(1/230)
الثاني : يرويه محمد بن إسماعيل البصلاني ، عن محمد بن بشار ، عن عبد الرحمن بن مهدي عن زائدة بن قدامة ، عن منصور بن المعتمر، عن هلال بن يساف ، عن الربيع بن خثيم ، عن عمرو بن ميمون ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن امرأة – من الأنصار – عن أبي أيوب - رضي الله عنه - .
وبعد النظر في حال المدار وأحوال الرواة المختلفين ، يكون الوجه الأول هو الراجح ، وقرائن ترجيحه :
أن رواة الوجه الأول أكثر عدداً ، فرواه من الوجه الأول إمامان جليلان ، وانفرد به من الوجه الثاني راوٍ واحد ثقة .
المتابعات لمحمد بن بشار بروايته عن عبد الرحمن بن مهدي على الوجه الأول تؤيد رجحانه.
قال النسائي : وقال : لا أعرف في الحديث الصحيح إسناداً أطول من هذا.
****************
الاختلاف عن عبد الرحمن بن مهدي في روايته عن زائدة بن قدامة.
(( تخريج الحديث ))
الحديث يرويه عبد الرحمن بن مهدي ، واختلف عنه من وجهين :
الأول : يروى عنه ، عن زائدة بن قدامة ، عن منصور بن المعتمر، عن هلال بن يساف ، عن الربيع بن خثيم ، عن عمرو بن ميمون ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن امرأة – من الأنصار – عن أبي أيوب - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثاني : يروى عنه ، عن سفيان ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن عمرو بن ميمون ، عن أبي مسعود - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
تخريج الوجه الأول :
( عبد الرحمن بن مهدي ، عن زائدة بن قدامة ، عن منصور بن المعتمر، عن هلال بن يساف ، عن الربيع بن خثيم ، عن عمرو بن ميمون ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن امرأة – من الأنصار – عن أبي أيوب - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
يرويه عن عبد الرحمن بن مهدي من هذا الوجه أربعة :
1- محمد بن بشار ، بندار .
سبق بيان مواضع روايته وأنه قد اختلف عليه ، وأن الراجح من طريقه هو مارواه على هذا الوجه.
2- أحمد بن حنبل .(1/231)
رواه في المسند 38/536 ح( 23554 ) ، ومن طريقه : رواه الخطيب البغدادي في حديث الستة من التابعين ص ح( 6 ).
3- قتيبة بن سعيد الثقفي.
رواه عنه الترمذي في سننه ، أبواب فضائل القرآن ، باب ( 11 ) : باب ما جاء في سورة الإخلاص 5/20ح( 2896 ).
4- محمد بن المثنى.
رواه ابن عبد البر في التمهيد 7/256.
تخريج الوجه الثاني :
( عبد الرحمن بن مهدي ، عن سفيان ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن عمرو بن ميمون ، عن أبي مسعود - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
رواه الحسن الخلال (1) في فضائل سورة الإخلاص ص 94 ح( 22 ).
(( تراجم الرواة ))
أولاً : ترجمة مدار الحديث.
عبد الرحمن بن مهدي العنبري.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 8 ).
ثانياً : تراجم رواة الوجه الأول.
1- محمد بن بشار.
ثقة ، سبقت ترجمته قريباً.
أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني .
ثقة ، سبقت ترجمته قريباً
3- قتيبة بن سعيد بن جميل بن طريف بن عبد اللَّه الثقفي أبو رجاء البلخي (2)
__________
(1) تصحفت [سفيان ]هنا إلى [ شقيق ] ، وهي قريبة من [ سفيان ] في الرسم حيث كانت عادة النساخ كتابتها هكذا [ سفين ] ، وذهب محقق الكتاب إلى أنه شقيق ابن سلمة أبو وائل الأسدي ، وقد أخطأ في النسخ ثم في بيان المهمل ، فشقيق بن سلمة أدرك النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وهو من خواص أصحاب عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - ، مات في خلافة عمر بن عبد العزيز ، وقد مات عمر بن عبد العزيز سنة مائة للهجرة ، وولد عبد الرحمن بن مهدي بعد وفاة شقيق بن سلمة سنة خمس وعشرين ومائة ، فكيف يروي عنه.
(2) البلخي : بفتح الباء الموحدة وسكون اللام وفي آخرها الخاء المعجمة ، هذه النسبة إلى بلدة من بلاد خراسان يقال لها بلخ . الأنساب 1/388 .
بلخ : مدينة مشهورة بخراسان . معجم البلدان 1/569 .(1/232)
البغلاني (1) [ ع ].
روى عن : عبد اللَّه بن المبارك ، ومالك بن أنس ، وعبد الرحمن بن مهدي .
روى عنه : البخاري ، ومسلم ، وأبو داود ، والترمذي .
قال يحيى بن معين ، وأبو حاتم ، والنسائي ، وابن حجر :" ثقة "، وزاد النسائي :" مأمون " ، وزاد ابن حجر :" ثبت " ، مات سنة أربعين ومئتين (2) .
محمد بن المثنى بن عبيد بن قيس ، أبو موسى العنزي.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 10 ).
ثالثاً : ترجمة راوي الوجه الثاني .
حميد بن الربيع بن حميد بن مالك بن الخزاز ، الكوفي .
روى عن : عبد الرحمن بن مهدي ، وهشيم بن بشير.
روى عنه : ابن خزيمة ، وابن ابنه محمد بن الحسين بن حميد.
قال يحيى بن معين :" كذاب لا يلد إلا كذاباً " ، قال النسائي :" ليس بشيء " ، وقال بن أبي حاتم:" سمعت منه ببغداد وتكلم الناس فيه فتركت التحديث عنه " ، وقال ابن عدي :" كان يسرق الحديث ، ويرفع أحاديث موقوفة ، وروى أحاديث عن أئمة الناس غير محفوظة عنهم ". ، وقال :" وهو ضعيف جداً في كل ما يرويه " ، قال البرقاني :" كان أبو الحسن الدارقطني يحسن القول فيه ، وتعقبه البرقاني بقوله :" وأنا أقول :" إنه ليس بحجة لأني رأيت عامة شيوخنا يقولون :" هو ذاهب الحديث " ، وذكره ابن حبان في الثقات ، وقال :" ربما أخطأ " ، قال ابن حجر :" مختلف فيه " ، وجعله في المرتبة الرابعة من مراتب المدلسين .
__________
(1) البغلاني : بفتح الباء المنقوطة بواحدة وسكون الغين المعجمة وفي آخرها النون ، هذه النسبة إلى بغلان . الأنساب 1/376 . وبغلان بلدة بنواحي بلخ ، معجم البلدان 1/554 .
(2) ينظر : الجرح والتعديل 7/140 ت 784 ،المعجم المشتمل لابن عساكر ص 218 ت 736 تهذيب الكمال 23/523 ت 4852 ، تقريب التهذيب(1/233)
مات سنة ثمان وخمسين ومائتين (1).
(( دراسة الاختلاف ))
يتبين من تخريج الحديث أنه قد اختلف عن عبد الرحمن بن مهدي من وجهين :
الأول : يرويه محمد بن بشار ، وأحمد بن حنبل ، وقتيبة بن سعيد ، ومحمد بن المثنى أربعتهم عن عبد الرحمن بن مهدي ، عن زائدة بن قدامة ، عن منصور بن المعتمر، عن هلال بن يساف ، عن الربيع بن خثيم ، عن عمرو بن ميمون ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن امرأة – من الأنصار – عن أبي أيوب - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثاني : يرويه حميد بن الربيع الكوفي ، عن عبد الرحمن بن مهدي ، عن شقيق ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن عمرو بن ميمون ، عن أبي مسعود - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
وبعد النظر في حال المدار وأحوال الرواة المختلفين ، يكون الوجه الأول هو الراجح ، وقرائن ترجيحه :
1-أن رواة الوجه الأول أرجح صفة وعدداً ، فرواه من الوجه الأول أربعة من الثقات يعدون من أئمة هذا الشأن ، والمخالف لهم راوٍ متروك ، ولعله سلك به الجادة فلا يخفى كثرة مرويات عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان الثوري.
3-المتابعات لعبد الرحمن بن مهدي بروايته عن زائدة على الوجه الأول تؤيد رجحانه.
***************
الاختلاف عن فضيل بن عياض في حديثه عن منصور بن المعتمر. .
(( تخريج الحديث ))
الحديث يرويه الفضيل بن عياض ، واختلف عنه من ثلاثة أوجه :
الأول : يروى عنه ، عن منصور ، عن هلال ، عن عمرو بن ميمون ، عن ربيع بن خثيم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن امرأة ، عن أبي أيوب - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
__________
(1) ينظر :الضعفاء والمتروكين للنسائي ص 168ت142 ، الكامل لابن عدي 2/ 280، تاريخ بغداد8/162، ميزان الاعتدال 2/ 611 ت 2327، لسان الميزان 2/417 ت 3036 ، نعريف لأهل التقديس ص 164 ت 119.(1/234)
الثاني : يروى عنه ، عن منصور ، عن هلال بن يساف ، عن عمرو بن ميمون ، عن الربيع بن خثيم ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن امرأة من الأنصار ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثالث : يروى عنه ، عن منصور ، عن هلال بن يساف ، عن الربيع بن خثيم ، عن عمرو بن ميمون ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن امرأة من الأنصار ، عن أبي أيوب الأنصاري - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
تخريج الوجه الأول :
( فضيل بن عياض ، عن منصور، عن هلال ، عن عمرو بن ميمون ، عن ربيع بن خثيم، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن امرأة ، عن أبي أيوب - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
يرويه من هذا الوجه عن الفضيل بن عياض ثلاثة .
1-عبيد الله بن عمر القواريري .
2-يوسف بن مروان .
رواه النسائي في السنن الكبرى ، كتاب : عمل اليوم والليلة باب ( 173) : ما يستحب للإنسان أن يقرأ كل ليلة 6/173ح( 10518 )، نحوه ، وأحال بمتنه على ما قبله .
3-محمد بن زياد الزيادي.
رواه الطبراني في المعجم الكبير 4/167 ح( 4028 )، نحوه.
تخريج الوجه الثاني :
( الفضيل بن عياض، عن منصور ، عن هلال بن يساف ، عن عمرو بن ميمون ، عن الربيع بن خثيم ،عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ،عن امرأة من الأنصار ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
تفرد به علي بن الأزهر الرازي من هذا الوجه عن الفضيل بن عياض .
رواه الخطيب في حديث الستة من التابعين ص 42-43 ح( 11).
تخريج الوجه الثالث :
( فضيل بن عياض ، عن منصور ، عن هلال بن يساف ، عن الربيع بن خثيم ، عن عمرو بن ميمون ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن امرأة من الأنصار ، عن أبي أيوب الأنصاري - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
تفرد به سويد بن سعيد الحدثاني من هذا الوجه عن الفضيل بن عياض .
رواه الخطيب في حديث الستة من التابعين ص 41-42 ح( 10).
(( تراجم الرواة ))(1/235)
أولاً : ترجمة مدار الحديث .
الفضيل بن عياض.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 6 ).
تراجم رواة الوجه الأول :
1-عبيد الله بن عمر القواريري(1) أبو سعيد البصري ، [ خ م د س ].
روى عن : بشر بن المفضل ، وسفيان بن عيينة، والفضيل بن عياض.
روى عنه : البخاري ، ومسلم ، وأبو بكر أحمد بن علي المروزي.
وثقه محمد بن سعد، ويحيى بن معين ، والعجلي ، والنسائي ، وابن حجر ، وقال أبو حاتم :" صدوق " ، مات سنة خمس وثلاثين ومائتين (2)
2-يوسف بن مروان النسائي ، أبو الحسن الرقي ، [ س ].
روى عن : سفيان بن عيينة ، وعبد الله بن المبارك ، وفضيل بن عياض .
روى عنه : أبو بكر أحمد بن علي المروزي ، وعباس الدوري ، وعبد الله بن أحمد بن حنبل. قال عبد الله بن أحمد بن حنبل :" حدثنا يوسف بن مروان المؤذن ثقة ".
قال الخطيب ، والذهبي ، وابن حجر :" ثقة ".
مات سنة ثمان وعشرين ومائتين (3).
3- محمد بن زياد بن عبيد الله الزيادي ، أبو عبد الله البصري ، [ خ ق ].
روى عن : الفضيل بن عياض ، ومعتمر بن سليمان ، ويزيد بن زريع.
روى عنه : البخاري مقروناً بغيره ، و ابن خزيمة ، علي بن العباس البجلي.
ذكره ابن حبان في الثقات ، وقال :" ربما أخطأ " ، وقال ابن حجر :" صدوق يخطئ ".
مات سنة خمسين ومائتين (4).
__________
(1) القواريري : بفتح القاف ، والواو ، والراء المكسورة بعد الألف ، والياء المنقوطة من تحتها باثنتين بين الرائين ، هذه النسبة إلى القوارير ، وهو عمل القارورة ، وبيعها ، الأنساب 4/556.
(2) ينظر: الطبقات الكبرى 7/251 ، الجرح والتعديل 5/327 ت 1547 ، تهذيب الكمال 19/124 ت 3669 ، تقريب التهذيب ص 643 ت 4354 .
(3) ينظر : تاريخ بغداد14/299 ، تهذيب الكمال 32/ 458 ت 7155 ، الكاشف 2/401 ت 6450 ، تقريب التهذيب ص 4096 ت 7940.
(4) ينظر : الثقات لابن حبان ، 9/114 ،تهذيب الكمال 25/215 ت 5221 ، تقريب التهذيب ص 845 ت 5924 .(1/236)
ثالثاً : ترجمة رواي الوجه الثاني .
على بن الأزهر الأهوازي ، الرازي .
روى عن : فضيل بن عياض ، ومسلم بن خالد الزنجي ،وأبى داود الطيالسي .
روى عنه : أبو حاتم الرازي ، وكتب عنه بالري ، حاتم بن الحسن الشاشي.
قال أبو حاتم :" صدوق " (1).
رابعاً : ترجمة راوي الوجه الثالث.
سويد بن سعيد بن سهل بن شهريار الهروي ، أبو محمد الحدثاني (2)[ م ق ].
روى عن : فضيل بن عياض ،وأبي معاوية محمد بن خازم ،ومسلم بن خالد الزنجي.
روى عنه : مسلم ، وابن ماجه ،و محمد بن الفضل بن جابر السقطي.
__________
(1) ينظر: الجرح والتعديل 6/175 ت 959.
(2) الحدثاني : بفتح الحاء ، والدال المهملتين ، والثاء المنقوطة بثلاث وفي آخرها النون ، نسبة إلى الحديثة ، بلدة على الفرات ، الأنساب 2/185.(1/237)
قال يحيى بن معين :" هو حلال الدم " ، وقال لمن سأله عنه :" ما حدثك فاكتب عنه وما حدث به تلقينا فلا " ، وقال الإمام أحمد :" صالح" أو قال: "ثقة " ، الشك من عبد الله بن أحمد ، وقال :" ما علمت إلا خيراً" ، وقال :" أرجو أن يكون صدوقا " ، أو قال:" لا بأس به " ، الشك من أبي داود ، وقال يعقوب بن شيبة :" صدوق مضطرب الحفظ ، ولا سيما بعدما عمي " ، وقال البخاري :" كان قد عمي فتلقن ما ليس من حديثه " ، وقال أبو حاتم :" كان صدوقا ، وكان يدلس ويكثر " ، وقال البرذعي :" رأيت أبا زرعة يسيء القول فيه فقلت له : فايش حاله ؟ قال : أما كتبه فصحاح ، وكنت أتتبع أصوله فاكتب منها فأما إذا حدث من حفظه فلا " ، وقال النسائي :" ليس بثقة ولا مأمون " ، وقال العلائي في كتاب المختلطين :" روى عنه مسلم في الصحيح وكان أحمد بن حنبل ينتقي عليه لولديه ثم عمّر ، وعمي فوقعت المناكير في حديثه كثيراً" ، وجمع ابن حجر بين أقوال من سبق فقال :" صدوق في نفسه إلا أنه عمي فصار يتلقن ما ليس من حديثه فأفحش فيه بن معين القول " ، وجعله في المرتبة الرابعة من مراتب المدلسين ، مات سنة أربعين ومائتين (1).
(( دراسة الاختلاف ))
يتبين من تخريج الحديث أنه قد اختلف عن الفضيل بن عياض من ثلاثة أوجه :
الأول : يرويه عبيد الله بن عمر القواريري ، ويوسف بن مروان ، ومحمد بن زياد الزيادي ثلاثتهم عن الفضيل بن عياض ، عن منصور ، عن هلال ، عن عمرو بن ميمون ، عن ربيع بن خثيم ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن امرأة ، عن أبي أيوب - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
__________
(1) ينظر : الجرح والتعديل 4/240 ت 1026 ، سؤالات البرذعي لأبي زرعة 2/409 ، تهذيب الكمال 12/247 ت 2643 ، المختلطين للعلائي ص 51 ت 22 ، تقريب التهذيب ص 423 ت 2705 ، تهذيب التهذيب 4/239 ، تعريف أهل التقديس ص 165ت120.(1/238)
الثاني : يرويه علي بن الأزهر الشاشي ، عن الفضيل بن عياض ، عن منصور ، عن هلال بن يساف ، عن عمرو بن ميمون ، عن الربيع بن خثيم ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن امرأة من الأنصار ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثالث : يرويه سويد بن سعيد الحدثاني ، عن الفضيل بن عياض ،عن منصور ، عن هلال بن يساف ، عن الربيع بن خثيم ، عن عمرو بن ميمون ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن امرأة من الأنصار ، عن أبي أيوب الأنصاري - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
وبعد النظر في أحوال المدار والرواة المختلفين عليه يكون الوجه الأول هو الراجح ، وقرائن ترجيحه:
1-أن الوجه الأول من رواية الأرجح صفة وعدداً، فرواه من هذا الوجه اثنان من الثقات وتابعهما صدوق ، وخالفهم في بقية الوجوه راوٍ واحد.
2-المتابعات للمدار – فضيل بن عياض – تؤيد رجحان الوجه الأول .
***************
الاختلاف عن منصور بن المعتمر .
(( تخريج الحديث ))
الحديث يرويه منصور بن المعتمر واختلف عنه من أربعة أوجه :
الأول : يروى عنه ، عن هلال بن يساف ، عن الربيع بن خثيم ، عن عمرو بن ميمون ، عن امرأة ، عن أبي أيوب - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
الثاني : يروى عنه ، عن هلال بن يساف ، عن الربيع بن خثيم ، عن عمرو بن ميمون ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن امرأة من الأنصار ، عن أبي أيوب - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثالث : يروى عنه ، عن ربعي ، عن عمرو بن ميمون ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن امرأة من الأنصار ، عن أبي أيوب - رضي الله عنه - .
الرابع : يروى عنه ، عن هلال بن يساف ، عن الربيع بن خثيم ، عن امرأة من الأنصار، عن أبي أيوب الأنصاري - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
تخريج الوجه الأول :(1/239)
( منصور ، عن هلال بن يساف ، عن الربيع بن خثيم ، عن عمرو بن ميمون ، عن امرأة ، عن أبي أيوب - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
تفرد به شعبة بن الحجاج ، وسبق بين مواضع روايته وأنه قد اختلف عليه ، وأن أحد الأوجه الثلاثة الصحيحة عنه ما رواه على هذا الوجه.
تخريج الوجه الثاني :
( منصور بن المعتمر ، عن هلال بن يساف ، عن الربيع بن خثيم ، عن عمرو بن ميمون ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن امرأة من الأنصار ، عن أبي أيوب - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - )
يرويه من هذا الوجه عن منصور ثلاثة :
1- زائدة بن قدامة .
ويرويه عن زائدة أربعة .
أ- الحسين بن علي الجعفي.
ب – عبد الرحمن بن مهدي.
سبق بيان مواضع روايتيهما وأنه قد اختلف عنهما ، وأن الراجح من طريق كل واحد منهما ما رواه عن زائدة عن ، منصور على هذا الوجه.
ت- يحيى بن أبي بكير.
رواه الخطيب في حديث الستة من التابعين ص 40-41 ح( 9 ).
ث- موسى بن مسعود النهدي.
رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 4/154 ، وفي 2/117 ، ومن طريقه : رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 4/261.
ح – معاوية بن عمرو الأزدي.
رواه الطبراني في المعجم الكبير 4/167 ح( 4026 )، وأبو نعيم في حلية الأولياء 4/154.
2- الفضيل بن عياض
سبق بين مواضع روايته وأنه قد اختلف عليه ، وأن الراجح من طريقه هو ما رواه عن منصور على هذا الوجه.
3- إسرائيل بن يونس .
رواه الدارمي في سننه،كتاب: فضائل القرآن، باب (24 ) : في فضل (1)) 4/2163 ح( 3480 )، وابن عبد البر في التمهيد 7/256.
تخريج الوجه الثالث :
( منصور ، عن ربعي ، عن عمرو بن ميمون ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ،عن امرأة من الأنصار ، عن أبي أيوب - رضي الله عنه - ).
تفرد به عبد العزيز بن عبد الصمد العمي من هذا الوجه عن منصور بن المعتمر.
__________
(1) سورة الإخلاص آية 1.(1/240)
رواه النسائي في السنن الكبرى ، كتاب : عمل اليوم والليلة باب ( 173) : ما يستحب للإنسان أن يقرأ كل ليلة 6/173ح( 10519 )، وقال : "هذا خطأ" ، و الطبراني في المعجم الكبير 4/167 ح( 4029 ) ، وعلقه البخاري في التاريخ الكبير 3/ 137 وقال :" وربعي لا يصح " ، وذكره ابن أبي حاتم في العلل 2/ 80 م ( 1735 ) ، وذكره الدارقطني في العلل 6/102 ، فقال :" ورواه عبد العزيز بن عبد الصمد ، عن منصور فوهم فيه رواه عن منصور ، عن ربعي بن حراش ، عن عمرو بن ميمون ، عن بن أبي ليلى ، عن امرأة ، عن أبي أيوب ، أسقط من الإسناد الربيع بن هيثم وجعل مكان هلال بن يساف ربعي بن حراش ووهم فيه " ، وذكره في 6/179.
تخريج الوجه الرابع :
(منصور ، عن هلال بن يساف ، عن الربيع بن خثيم ، عن امرأة من الأنصار، عن أبي أيوب الانصاري - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
تفرد به جرير بن عبد الحميد من هذا الوجه عن منصور بن المعتمر.
رواه النسائي في السنن الكبرى ، كتاب : عمل اليوم والليلة باب ( 173) : ما يستحب للإنسان أن يقرأ كل ليلة 6/173ح( 10515 ) ، والمحاملي في الأمالي ص 93 ح( 48 ) و الطبراني في المعجم الكبير 4/167 ح( 4027 ).
(( تراجم الرواة ))
أولاً : ترجمة مدار الحديث.
منصور بن المعتمر السلمي.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 4 ).
ثانياً : تراجمة رواي الوجه الأول .
شعبة بن الحجاج العتكي.
ثقة ، إمام ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 3 ).
ثالثاً : تراجم رواة الوجه الثاني.
1- زائدة بن قدامة الثقفي ، أبو الصلت الكوفي [ع ].
روى عن : منصور بن المعتمر ، وهشام بن عروة ، وأبي إسحاق السبيعي.
روى عنه : الحسين الجعفي ، وعبد الله بن المبارك ، أبو نعيم الفضل بن دكين .(1/241)
قال أحمد بن حنبل :" المتثبتون أربعة وذكر منهم زائدة " ، وقال أبو زرعة :" صدوق من أهل العلم "،وقال أبو حاتم ، و العجلي ، والنسائي ،وابن حجر :" ثقة " ، وزاد ابن حجر :" ثبت " ، مات سنة ستين أو إحدى وستين ومائة (1).
2- الفضيل بن عياض .
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 6 ).
3- إسرائيل بن يونس .
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 10 ).
رابعاً: ترجمة راوي الوجه الثالث .
عبد العزيز بن عبد الصمد العمي أبو عبد الصمد البصري ، [ ع ].
روى عن : حصين بن عبد الرحمن السلمي ، وسعيد بن أبي عروبة، ومنصور بن المعتمر.
روى عنه : بشر بن الحكم ، وأبو بكر المقدمي ، وإسحاق بن راهويه.
قال يحيى بن معين :"لم يكن به بأس " ، وقال الإمام أحمد ، وأبو زرعة ، وأبو داود ، والنسائي ، وابن حجر:" كان ثقة " ، وذكره ابن حبان في الثقات ، وقال أبو حاتم :" صالح " ، مات سنة سبع وثمانين ومائة (2).
خامساً : ترجمة راوي الوجه الرابع .
جرير بن عبد الحميد الضبي.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 4 ).
(( دراسة الاختلاف ))
يتبين من تخريج الحديث أنه قد اختلف عن منصور بن المعتمر من أربعة أوجه :
الأول : يرويه شعبة بن الحجاج ، عن منصور بن المعتمر ، ، عن هلال بن يساف ، عن الربيع بن خثيم ، عن عمرو بن ميمون ، عن امرأة ، عن أبي أيوب - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
__________
(1) ينظر : الجرح والتعديل 3/613 ت 1777، معرفة الثقات 1/367 ت 490 ، تهذيب الكمال 9/273 ت 1950 ، تقريب التهذيب ص333 ت 1993
(2) ينظر : الجرح والتعديل 5/388 ت 1809 ،سؤالات الآجري لأبي داود 2/ 9 ت966 ، الثقات لابن حبان 8/393 ، تهذيب الكمال 18/165 ت 3459 ، تقريب التهذيب ص614 ت 4136 .(1/242)
الثاني : يرويه زائدة بن قدامة ، والفضيل بن عياض ، وإسرائيل بن يونس ثلاثتهم ، عن منصور بن المعتمر ، عن هلال بن يساف ، عن الربيع بن خثيم ، عن عمرو بن ميمون ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن امرأة من الأنصار ، عن أبي أيوب - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثالث : يرويه عبد العزيز بن عبد الصمد العمي ، عن منصور بن المعتمر ، عن ربعي ، عن عمرو بن ميمون ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن امرأة من الأنصار،عن أبي أيوب - رضي الله عنه - .
الرابع : يرويه جرير بن عبد الحميد ، عن منصور بن المعتمر ، عن هلال بن يساف ، عن الربيع بن خثيم ، عن امرأة من الأنصار، عن أبي أيوب الانصاري - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
وبعد النظر في حال المدار ، وأحوال الرواة المختلفين يكون الوجه الثاني هوالراجح وقرائن ترجيحه :
1-أن رواة الوجه الثاني يفضلون من خالفهم من حيث العدد ؛ فقد رواه من هذا الوجه ثلاثة ، والمخالفين لهم في كل وجه من الأوجه الثلاثة الأخرى راوٍ واحد فقط .
2- أن زائدة بن قدامة ، وإسرائيل بن يونس كوفيان ،وهما من رواة الوجه الثاني ومنصور بن المعتمر كوفي ، ورواية أهل البلد عن شيخهم أولى من رواية غيرهم عنه ، وشعبة بصري ، و عبد العزيز العمي بصري أيضاً.
ترجيح العلماء لهذا الوجه على غيره من الأوجه الأخرى ، ومن أقوالهم في ذلك :
وقال الترمذي :" لا نعرف أحداً روى هذا الحديث أحسن من رواية زائدة"(1) ، وحكم على بقية الأوجه الأخرى بالاضطراب قال :" وقد روى شعبة وغير واحد من الثقات هذا الحديث عن منصور واضطربوا فيه ".
وقال الدارقطني :" رواه زائدة فضبط إسناده " ، وقال :" والقول قول زائدة بن قدامة "، وقال :" الحديث حديث زائدة عن منصور ؛ هو أقام إسناده ، وحفظه " (2).
__________
(1) السنن 5/ 21.
(2) العلل 6/101-103.(1/243)
وقال أبو حاتم عن الوجه الثالث :" هذا خطأ ، الحديث عن منصور عن هلال بن يساف ، عن عمرو بن ميمون " (1) ، وقال عنه النسائي :" هذا خطأ" (2).
********************
الاختلاف عن حصين بن عبد الرحمن.
(( تخريج الحديث ))
الحديث يرويه حصين بن عبد الرحمن ، واختلف عنه من وجهين :
الأول : يروى عنه ، عن أبي قيس الأودي ، عن عمرو بن ميمون ، عن أبي مسعود الأنصاري ، عن النبي الله - صلى الله عليه وسلم - .
الثاني : يروى عنه ، عن هلال بن يساف ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن أبي بن كعب أو رجل من الأنصار، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -
تخريج الوجه الأول :
( حصين بن عبد الرحمن ، عن أبي قيس الأودي ، عن عمرو بن ميمون ، عن أبي مسعود الأنصاري ، عن النبي الله - صلى الله عليه وسلم - ).
يروه أبو نعيم : الفضل بن دكين من هذا الوجه عن حصين بن عبد الرحمن.
رواه الطحاوي في شرح مشكل الآثار 3/251 ح ( 1216 ).
تخريج الوجه الثاني:
( حصين بن عبد الرحمن ، عن هلال بن يساف ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن أبي بن كعب ، أو رجل من الأنصار ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
يرويه من هذا الوجه عن حصين بن عبد الرحمن اثنان :
1- هشيم بن بشير الواسطي.
رواه عنه أبو عبيد في فضائل القرآن ص 268 ، وعنه أيضاً رواه الإمام أحمد في المسند 35/197 ح( 21275 ) ، ورواه النسائي في السنن الكبرى ، كتاب : عمل اليوم والليلة ، باب ( 173 ) : ما يستحب للإنسان أن يقرأ كل ليلة 6/174 ح ( 10521 ) ، والضياء المقدسي في المختارة 3/438-439 ح( 1239و1240 ) .
2- علي بن عاصم .
رواه أبو جعفر البختري في أمالي ضمن مجموع ص 266 ح ( 276 ) ، قال الدارقطني في العلل 6/179 :وقال هشيم (3) وعلي بن عاصم ، عن حصين ، عن هلال ، عن أبي ليلى، عن أبي بن كعب .
(( تراجم الرواة ))
__________
(1) علل الحديث 2/80س 1735.
(2) السنن الكبرى 6/173ح 10519
(3) تصحفت في العلل إلى هيثم.(1/244)
أولاً : ترجمة مدار الحديث.
حصين بن عبد الرحمن السلمي أبو الهذيل الكوفي [ ع ] .
روى عن إبراهيم النخعي ، وسعيد بن جبير ، وهلال بن يساف.
روى عنه : هشيم الواسطي ، سفيان الثوري ، وأبو نعيم الفضل بن دكين.
وقال يحيى بن معين : " ثقة " ، وقال أحمد بن حنبل :" حصين بن عبد الرحمن الثقة المأمون من كبار أصحاب الحديث" ، وقال العجلي :" كوفي ، ثقة ، ثبت في الحديث " ، وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم سألت أبا زرعة عنه فقال :" ثقة " ، قلت : يحتج بحديثه قال إي والله ".
وقال أبو حاتم :" صدوق ، ثقة في الحديث ، وفي آخر عمره ساء حفظه " ، وقال ابن حجر :" ثقة ، تغير حفظه في الآخر " ، وذكره ابن الكيال في المختلطين من الثقات ، وذكر يحيى بن معين ، وابن حجر ، وابن رجب هشيماً ممن روى عن حصين قبل الاختلاط ، ولم يذكروا أبانعيم ولا علي بن عاصم فيمن روى عن حصين قبل الاختلاط ، مات سنة ست وثلاثين ومائة (1).
ثانياً : ترجمة راوي الوجه الأول.
الفضل بن دكين : أبو نعيم .
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 2 ).
ثالثاً : ترجمة رواة الوجه الثاني .
1- هشيم بن بشير بن القاسم بن دينار السلمي ، الواسطي ، [ع ].
روى عن : منصور بن زاذان ، وشعبة بن الحجاج ، وحصين بن عبد الرحمن .
روى عنه : أحمد بن حنبل ، وأحمد بن منيع ، وأبو عبيد.
قال عبد الرحمن بن مهدي : " ما رأيت أحفظ من هشيم ".
__________
(1) ينظر :من كلام يحيى بن معين في الرجال رواية ابن طهمان ص 104 ت 329 ، الجرح والتعديل +، تهذيب الكمال 6/ 517ت 1358 ، شرح علل الترمذي لابن رجب 2/562 ، تقريب التهذيب ص 253 ت 1378، هدي الساري ص 398 ، الكواكب النيرات ص 126 ت 14 .(1/245)
قال محمد بن سعد :" كان ثقة ، كثير الحديث ، ثبتاً ، يدلس كثيراً "، وقال العجلي :" ثقة ، وكان يدلس " ، وقال أبو حاتم :" ثقة " ، وقال الذهبي :" إمام ، ثقة ، مدلس " ، وقال ابن حجر :" ثقة ، ثبت ، كثير التدليس والإرسال الخفي " ، وذكره العلائي في المرتبة الثانية ، وجعله ابن حجر في المرتبة الثالثة من مراتب المدلسين ، وهو في الثالثة أحرى ؛ لكثرة تدليسه ، مات سنة ثلاث وثمانين ومائة (1).
2- علي بن عاصم بن صهيب الواسطي أبو الحسن القرشي التيمي [ د ت ق ].
روى عن : إسماعيل بن أبي خالد ، وبهز بن حكيم ، وحبيب بن الشهيد .
روى عنه : أحمد بن حنبل ، و عفان بن مسلم ، وعلي بن الجعد.
قال يحيى بن معين : " كذاب ، ليس بشيء " ، وسئل عنه فقال :" ليس بشيء ، ولا يحتج
" ، قيل له وما أنكرت منه ؟ قال :" الخطأ والغلط " ، قال علي بن المديني :" كان علي بن عاصم كثير الغلط وكان إذا غلط فرد عليه لم يرجع" ، وذكر غلطه عند وكيع فقال :" دعوا الغلط وخذوا الصحاح فإنا ما زلنا نعرفه بالخير " ، وكان الإمام أحمد يحدث عنه ويقول :" كان يغلط ويخطئ وكان فيه لجاج ولم يكن متهما بالكذب " ، وقال الفلاس :" فيه ضعف وكان إن شاء الله من أهل الصدق " ، وقال البخاري :" ليس بالقوي عندهم ".
وقال النسائي :" ضعيف " ، وقال ابن حجر :" صدوق يخطئ ، ويصر ، ورمي بالتشيع ".
مات سنة إحدى ومائتين (2).
(( دراسة الاختلاف ))
__________
(1) ينظر : الجرح والتعديل 9/115ت 487 تهذيب الكمال 30/272 ت 6595 ، الكاشف 3/ 198 ت 6085 ، جامع التحصيل للعلائي ص 294 ت 849 ، تقريب التهذيب ص 1023 ت 7362 ، تعريف أهل التقديس ص 158 ت 111.
(2) ينظر : الضعفاء الصغير للبخاري ص 86 ت 254 ، الضعفاء و المتروكين للنسائي ص 216 ت 430، تاريخ بغداد 11/446 ، تهذيب الكمال 20/504 ت 4094، ميزان الاعتدال 3/135 ت 5873 ، تقريب التهذيب ص669 ت 4792(1/246)
يتبين من تخريج الحديث أنه قد اختلف عن حصين بن عبد الرحمن من وجهين :
الأول : يرويه الفضل بن دكين ، عن حصين بن عبد الرحمن ، عن أبي قيس الأودي ، عن عمرو بن ميمون ، عن أبي مسعود الأنصاري ، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .
الثاني : يرويه هشيم بن بشير ، وعلي بن عاصم ، كلاهما عن حصين بن عبد الرحمن ، عن هلال بن يساف ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن أبي بن كعب ، أو رجل من الأنصار عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
وبعد النظر في حال المدار ، وأحوال الرواة المختلفين يكون الوجه الثاني هو الراجح ، وقرائن ترجيحه :
1-أن رواية هشيمٍ أصح فهو ممن روى عن حصين بن عبد الرحمن قبل الاختلاط ، وتابعه عليها علي بن عاصم ، و إن كان قد تكلم في روايته إلا أنه هنا قد وافق هشيماً .
2- أن العلماء اعتمدوا هذا الوجه من رواية حصين بن عبد الرحمن ، قال الدارقطني :" وروى هذا الحديث حصين بن عبد الرحمن ، عن هلال بن يساف ، عن بن أبي ليلى ، عن أبي بن كعب ، مكان أبي أيوب " (1).
الاختلاف عن هلال بن يساف.
(( تخريج الحديث ))
الحديث يرويه هلال بن يساف ، واختلف عنه من أربعة أوجه :
الأول : يروى عنه ، عن الربيع بن خثيم ، عن عمرو بن ميمون ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن امرأة من الأنصار ، عن أبي أيوب - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -
الثاني : يروى عنه ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن أبي بن كعب ، أو رجل من الأنصار عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثالث : يروى عنه ، عن أبي مسعود الأنصاري - رضي الله عنه - .
الرابع : يروى عنه ، عن أم الدرداء ، عن أبي الدرداء ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
تخريج الوجه الأول :
__________
(1) علل الحديث 6/102.(1/247)
( هلال بن يساف ، عن الربيع بن خثيم ، عن عمرو بن ميمون ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن امرأة من الأنصار ، عن أبي أيوب - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
يرويه منصور بن المعتمر من هذا الوجه عن هلال بن يساف.
سبق بيان مواضع روايته وأنه قد اختلف عنه ، وأن الراجح من طريقه هو ما رواه عن هلال بن يساف على هذا الوجه.
تخريج الوجه الثاني :
( هلال بن يساف ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن أبي بن كعب ، أو رجل من الأنصار عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
يرويه حصين بن عبد الرحمن من هذا الوجه عن هلال بن يساف.
سبق بيان مواضع روايته وأنه قد اختلف عليه ، وأن الراجح من طريقه هو ما رواه عن هلال بن يساف على هذا الوجه.
تخريج الوجه الثالث :
( هلال بن يساف ، عن أبي مسعود الأنصاري - رضي الله عنه - ، موقوفاً ).
يرويه إسماعيل بن أبي خالد من هذا الوجه عن هلال بن يساف.
رواه أبو عبيد القاسم بن سلام في فضائل القرآن ص 264،بلفظ:من قرأ (1)في ليلة فقد أكثر وأطيب ، والخطيب في حديث الستة من التابعين ص 52 ح 21 ، ورواه وكيع بن الجراح ، وأبو أسامة عن إسماعيل بن أبي خالد موقوفاً ، كما في العلل للدارقطني 6/178.
تخريج الوجه الرابع :
( هلال بن يساف ، عن أم الدرداء ، عن أبي الدرداء ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
يرويه موسى بن مسلم الكوفي من هذا الوجه عن هلال بن يساف.
رواه الطحاوي في شرح مشكل الآثار 3/253 ح 1219 ، وابن عدي في الكامل 6/275
وابن عبد البر في التمهيد 7/258.
(( تراجم الرواة ))
أولاً : ترجمة مدار الحديث.
هلال بن يساف (2)ويقال بن إساف الأشجعي مولاهم أبو الحسن الكوفي ، [خت م ].
روى عن : الربيع بن خيثم ، والربيع بن عميلة الفزاري ، وسلمة بن قيس الأشجعي .
__________
(1) سورة الكافرون آية 1 .
(2) يساف : بمفتوحة ، وخفة سين مهملة ، وبفاء ، المغني للفتني ص 276.(1/248)
روى عنه : منصور بن المعتمر ، وحصين بن عبد الرحمن ، وسعيد بن مسروق الثوري.
قال يحيى بن معين ، والعجلي ، وابن حبان ، والذهبي ، وابن حجر :" ثقة ". (1).
ثانياً : ترجمة راوي الوجه الأول.
منصور بن المعتمر السلمي.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 4 ).
ثالثاً : ترجمة راوي الوجه الثاني.
حصين بن عبد الرحمن .
ثقة ، سبقت ترجمته قريباً.
رابعاً : ترجمة راوي الوجه الثالث.
إسماعيل بن أبي خالد ، واسمه هرمز ، البجلي الأحمسي ، [ع ].
روى عن : شبيل بن عوف ، وأبي إسحاق السبيعي ، وعامر الشعبي .
روى عنه : عبد الله بن المبارك ، ووكيع بن الجرح ، ومعتمر بن سليمان.
قال سفيان الثوري : " حفاظ الناس ثلاثة وذكر منهم إسماعيل ".
وقال عبد الرحمن بن مهدي ، ويحيى بن معين ، والنسائي ، والعجلي ، وأبو حاتم ، وابن حجر : " ثقة " ، مات سنة ست وأربعين ومائة (2).
خامساً : ترجمة راوي الوجه الرابع .
موسى بن مسلم الحزامي أبو عيسى الكوفي الطحان المعروف بموسى الصغير[د ص ق ].
روى عن: إبراهيم التيمي وإبراهيم النخعي ، وهلال بن يساف .
روى عنه : أبو أسامة حماد بن أسامة وسفيان الثوري وشريك بن عبد الله.
قال يحيى بن معين :" ثقة " ، وقال الإمام أحمد :" ما أرى به بأساً" ، ، وقال الذهبي :" ثقة " ، وقال ابن حجر :" لا بأس به " (3).
(( دراسة الاختلاف ))
يتبين من تخريج الحديث أنه قد اختلف عن هلال بن يساف من أربعة أوجه :
__________
(1) ينظر :الجرح والتعديل 9/ ت 278 ، الثقات لابن حبان 5/503 ، تهذيب الكمال 30/353 ت 6634 ، الكاشف 3/202 ت 6117 ، تقريب التهذيب ص 1028 ت 7402.
(2) ينظر : الجرح والتعديل 2/ 174 ت 589 ، معرفة الثقات ص 224 ت 87 ، تهذيب الكمال 3/69 ت 439 ، تقريب التهذيب ص 138 ت 442.
(3) ينظر : تهذيب الكمال 29/152 ت 6303 ، تقريب التهذيب(1/249)
الأول : يرويه منصور بن المعتمر ، عن هلال بن يساف ، عن الربيع بن خثيم ، عن عمرو بن ميمون ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن امرأة من الأنصار ، عن أبي أيوب - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثاني : يرويه حصين بن عبد الرحمن ، عن هلال بن يساف ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن أبي بن كعب ، أو رجل من الأنصار، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثالث : يرويه إسماعيل بن أبي خالد ، عن هلال بن يساف ، عن أبي مسعود الأنصاري - رضي الله عنه - ، موقوفاً .
الرابع : يرويه موسى بن مسلم الكوفي ، عن هلال بن يساف ، عن أم الدرداء عن أبي الدرداء ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
وبعد النظر في حال المدار ، وأحوال الرواة المختلفين يكون الوجه الأول هو الراجح ، لأن منصوراً بن المعتمر أرجح من حيث الصفة ، ومن خالفه في الوجهين الثاني والثالث لم يبلغا رتبته في الحفظ والإتقان .
وقد خالف راوي الوجه الثالث في متن الحديث ، فجعل الحديث في فضل سورة ( الكافرون ).
ترجيح العلماء للحديث من طريق منصور ، وقد سبق عند الكلام عن الاختلاف على منصور ترجيح العلماء لرواية زائدة بن قدامة عن منصور وزائدة أحد رواة الوجه المرجح من طريق منصور بن المعتمر ، عن هلال بن يساف.
****************
الاختلاف عن الربيع بن خثيم .
((تخريج الحديث ))
الحديث يرويه الربيع بن خثيم ، واختلف عنه من وجهين :
الأول :يروى عنه ، عن عمرو بن ميمون ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن امرأة من الأنصار ، عن أبي أيوب - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثاني : يروى عنه ، عن أبي أيوب الأنصاري - رضي الله عنه - .
تخريج الوجه الأول:
( الربيع بن خثيم ، عن عمرو بن ميمون ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن امرأة من الأنصار ، عن أبي أيوب - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).(1/250)
يرويه هلال بن يساف من هذا الوجه الربيع بن خثيم ، وقد سبق بيان موضع الرواية عنه وأنه قد اختلف عنه وأن الراجح من طريقه ما رواه عن عمرو بن ميمون على هذا الوجه.
تخريج الوجه الثاني :
( الربيع بن خثيم ، عن أبي أيوب الأنصاري - رضي الله عنه - ).
يرويه منذر بن يعلى الثوري من هذا الوجه عن الربيع بن خثيم.
رواه النسائي في السنن الكبرى ، كتاب : عمل اليوم والليلة ، باب ( 173 ) : ما يستحب للإنسان أن يقرأ كل ليلة 6/172 ح ( 10514 ) ، والخطيب في حديث الستة من التابعين ص 45-46 ح( 15 ).
(( تراجم الرواة ))
أولاً : ترجمة مدار الحديث :
الربيع بن خثيم بن عائذ بن عبد الله بن موهبه بن منقد ،أبو يزيد الكوفي ،[خ م قد ت س ق ].
روى عن : عبد الله بن مسعود ، وأبي أيوب الأنصاري - رضي الله عنهم - ، و عمرو بن ميمون الأودي
روى عنه : إبراهيم النخعي ، و منذر الثوري ، وهلال بن يساف .
قال الشعبي :" كان من معادن الصدق " ، وقال يحيى بن معين :" لا يسأل عن مثله " ، وقال ابن حجر :" ثقة ، عابد ، مخضرم " ، مات سنة إحدى أو ثلاث وستين (1).
ثانياً : ترجمة راوي الوجه الأول.
هلال بن يساف.
ثقة ، سبقت ترجمته قريباً.
ثالثاً : ترجمة راوي الوجه الثاني.
المنذر بن يعلى الثوري أبو يعلى الكوفي ، [ ع ].
روى عن : الربيع بن خيثم ، وسعيد بن جبير ، ومحمد بن علي بن الحنفية.
روى عنه : جامع بن أبي راشد ، ، وابنه الربيع ، وسعيد بن مسروق الثوري .
قال ابن سعد : "كان ثقة ، قليل الحديث " ، وقال يحيى بن معين ، والعجلي ، وابن حبان ، وابن حجر :" ثقة " (2).
(( دراسة الاختلاف ))
__________
(1) ينظر الجرح والتعديل 3/ 459ت 2068، تهذيب الكمال 9/70 ت 1859 ، تقريب التهذيب ص 319 ت 1898 .
(2) ينظر : الطبقات الكبرى 6/310 ، الجرح والتعديل 8/ ت 1093 ، معرفة الثقات 2/298 ت 1791 ، تهذيب الكمال 28/515 ت 6187 تقريب التهذيب ص 972 ت 6942 .(1/251)
يتبين من تخريج الحديث أنه قد اختلف عن الربيع بن خثيم من وجهين :
الأول :يرويه هلال بن يساف ، عن عمرو بن ميمون ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن امرأة من الأنصار ، عن أبي أيوب - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثاني : يرويه المنذر بن يعلى الثوري، عن الربيع بن خثيم ، عن أبي أيوب النصاري - رضي الله عنه - .
وبعد النظر في حال المدار ، وأحوال الرواة المختلفين يكون الوجه الأول هو الراجح لشهرته من هذا الوجه ، وأن الربيع بن خثيم لو كان يرويه عن أبي أيوب مباشرة لما رواه عنه بواسطة ثلاثة بينه وبين أبي أيوب الأنصاري .
القسم الثاني : حديث أبي قيس : عبد الرحمن بن ثروان .
وقع الاختلاف في حديثه على عدة طبقات من طبقات الإسناد .
الاختلاف عن وكيع بن الجراح في روايته عن سفيان الثوري عن أبي قيس.
(( تخريج الحديث ))
الحديث يرويه وكيع بن الجراح ، واختلف عنه من وجهين :
الأول : يروى عنه ، عن سفيان الثوري ، عن أبي قيس ، عن عمرو بن ميمون ، عن أبي مسعود الأنصاري ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثاني : يروى عنه ، عن سفيان الثوري ، عن أبي إسحاق ، عن عمرو بن ميمون ، عن أبي أيوب الأنصاري - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
تخريج الوجه الأول:
( وكيع ، عن سفيان الثوري ، عن أبي قيس عن عمرو بن ميمون ، عن أبي مسعود الأنصاري ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
يرويه من هذا الوجه عن وكيع ثلاثة :
1- أحمد بن حنبل.
رواه في المسند 28/330 ح ( 17106 ).
2- علي بن محمد ، أبو الحسن الطنافسي.
رواه ابن ماجه في سننه ، كتاب : الأدب ، باب ( 52 ) : ثواب القرآن 4/242 ح ( 3789 ) ، وابن الضريس في فضائل القرآن ص 185 ح ( 257 ).
تخريج الوجه الثاني :
( وكيع ، عن سفيان ، عن أبي إسحاق ، عن عمرو بن ميمون ، عن أبي أيوب الأنصاري - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).(1/252)
يرويه أبو كريب : محمد بن العلاء من هذا الوجه عن وكيع بن الجراح.
رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 4/154.
(( تراجم الرواة ))
أولاً : ترجمة مدار الحديث.
وكيع بن الجراح.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 1 ).
ثانياً : تراجم رواة الوجه الأول.
1-أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني.
مجمع على توثيقه ، وإمامته ، سبقت ترجمته قريباً.
2-علي بن محمد بن إسحاق الطنافسي(1) أبو الحسن الكوفي ، [ عس(2) ق ].
روى عن : جعفر بن عون ، وأبي أسامة حماد بن أسامة ، ووكيع بن الرجاح.
روى عنه : ابن ماجة ، وجعفر بن محمد الرازي ، وحامد بن محمود الثقفي .
قال أبو حاتم :" كان ثقة ، صدوقا " ، وذكره ابن حبان في الثقات ، وقال ابن حجر :" ثقة ، عابد " ، مات سنة اثنتين وعشرين ومائتين (3).
ثالثاً : ترجمة راوي الوجه الثاني.
محمد بن العلاء بن كريب الهمداني .
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 9 ).
(( دراسة الاختلاف ))
يتبين من تخريج الحديث أنه قد اختلف عن وكيع بن الجراح من وجهين :
الأول : يرويه الإمام أحمد بن حنبل ، وأبو الحسن الطنافسي كلاهما عن وكيع ، عن سفيان الثوري ، عن أبي قيس عن عمرو بن ميمون ، عن أبي مسعود الأنصاري ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثاني : يرويه محمد بن العلاء ، عن وكيع ، عن سفيان ، عن أبي إسحاق ، عن عمرو بن ميمون عن أبي أيوب الأنصاري - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
__________
(1) الطنافسي : بفتح الطاء المهملة، والنون ، وكسر الفاء ، والسين المهملة ،هذه النسبة إلى الطنفسة ، الأنساب 4/75 ، والطنفسة : البساط الذي له حمل رقيق ، وجمعها : طنافس ، النهاية في غريب الحديث 3/140.
(2) النسائي في مسند علي .
(3) ينظر :الجرح والتعديل 6/ ت 1111 ، الثقات لابن حبان 8/467 ، تهذيب الكمال 21/120 ت 4128 ، تقريب التهذيب ص 704 ت4825 .(1/253)
وبعد النظر في حال المدار ، وأحوال الرواة المختلفين يكون الوجه الأول هو الراجح ، وقرائن ترجيحه :
1-أن الوجه الأول من رواية الأكثر ، فرواه عن وكيع من الوجه الأول اثنان ، ورواه راوٍ واحد من الوجه الثاني.
2-المتابعات لوكيع بن الجراح على هذا الوجه كما سيأتي .
**************
الاختلاف عن سفيان الثور ي .
(( تخريج الحديث ))
الحديث يرويه سفيان الثوري ، واختلف عنه من أربعة أوجه :
الأول : يروى عنه ، عن أبي قيس ، عن عمرو بن ميمون ، عن أبي مسعود- رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثاني : يروى عنه ، عن أبي إسحاق ، عن عمرو بن ميمون ، عن أبي مسعود - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثالث : يروى عنه ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن هلال بن يساف ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الرابع : يروى عنه ، عن إسماعيل ، عن هلال بن يساف ، عن أبي مسعود الأنصاري ، موقوفاً.
تخريج الوجه الأول:
( سفيان الثوري ، أبي قيس ، عن عمرو بن ميمون ، عن أبي مسعود- رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
يرويه من هذا الوجه عن سفيان الثوري ستة:
1-عبد الرحمن بن مهدي.
رواه عنه أبو عبيد في فضائل القرآن ص 267 ، والإمام أحمد في المسند 28/332 ح ( 17109) ، والخطيب في حديث الستة من التابعين ص 59 ح( 28 ).
2-وكيع بن الجراح .
سبق بيان مواضع روايته وأنه قد اختلف عليه ، وأن الراجح من طريقه هو ما رواه عن سفيان الثوري على هذا الوجه.
4-أبو نعيم : الفضل بن دكين.
5-أبو عاصم : الضحاك بن مخلد.
رواه الطبراني في المعجم الكبير 17/254 ح( 706 ) ، ومن طريقه رواه الخطيب في حديث الستة من التابعين ص 58 ح( 27).
6- محمد بن يوسف الفريابي.
رواه الخطيب في حديث الستة من التابعين ص 58 ح( 27 ).
تخريج الوجه الثاني :(1/254)
( سفيان الثوري ، عن أبي إسحاق ، عن عمرو بن ميمون ، عن أبي مسعود - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
يرويه عبد الصمد بن حسان من هذا الوجه عن سفيان الثوري.
رواه الدارقطني في العلل 6/179 ، ومن طريقه رواه الخطيب في حديث الستة من التابعين ص 60ح( 29 ).
تخريج الوجه الثالث :
( سفيان الثوري ، عن إسماعيل بن أبي خالد عن هلال بن يساف عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
يرويه أبو حذيفة من هذا الوجه عن سفيان الثوري.
رواه الخطيب في حديث الستة من التابعين ص 50ح( 19).
تخريج الوجه الرابع :
( سفيان الثوري ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن هلال بن يساف ، عن أبي مسعود الأنصاري - رضي الله عنه - ).
يرويه محمد بن كثير العبدي من هذا الوجه عن سفيان الثوري.
رواه الخطيب حديث الستة من التابعين ص 51 ح(20 ) ، وفيه زيادة سورة الكافرون.
(( تراجم الرواة )).
أولاً : ترجمة مدار الحديث .
سفيان بن سعيد الثوري .
ثقة ، إمام ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 1 ).
ثانياً : تراجم رواة الوجه الأول .
1- عبد الرحمن بن مهدي.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 8 ).
2- وكيع بن الجراح .
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 1 ).
3- أبو نعيم : الفضل بن دكين.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 2 ).
4-الضحاك بن مخلد بن الضحاك بن مسلم الشيباني ، أبو عاصم النبيل ،[ ع ].
روى عن : حيوة بن شريح ، وجرير بن حازم ، وسفيان الثوري.
روى عنه : البخاري ، وأحمد بن حنبل ، وإسحاق بن راوهويه.(1/255)
قال ابن سعد :" كان ثقة فقيهاً " ، قال يحيى بن معين :" ثقة " ، وقال العجلي :" ثقة ، وكان له فقه ، كثير الحديث " ، قال الخليلي :" متفق عليه " ، وقال الذهبي :" أجمعوا على توثيق أبي عاصم " ، وقال ابن حجر :" ثقة ، ثبت " ، مات سنة أربع وعشرين ومائتين (1).
5- محمد بن يوسف الفريابي.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 2 ).
ثالثاً : ترجمة راوي الوجه الثاني.
عبد الصمد بن حسان المروروذي أبو يحيى .
روى عن : سفيان الثوري ، وإبراهيم بن طهمان ، وإسرائيل بن يونس .
روى عنه : أبو حاتم الرازي ، عبد الله بن محمد البلخي.
قال ابن سعد :" كان ثقة " ، قال البخاري :" كتبت عنه ، وهو مقارب " ،و قال أبو حاتم :" صالح الحديث ، صدوق " ، وذكره ابن حبان في الثقات ، قال الذهبي :" وهو صدوق إن شاء الله يقال : تركه أحمد بن حنبل ، ولم يصح هذا ".
مات سنة عشر ومائتين (2).
رابعاً : ترجمة راوي الوجه الثالث.
موسى بن مسعود النهدي ، أبو حذيفة البصري ،[ خ د ت ق ].
روى عن : سفيان الثوري ، وإبراهيم بن طهمان ، وزائدة بن قدامة.
روى عنه : علي بن عبد العزيز البغوي ، و البخاري ، ومسلم.
__________
(1) ينظر : الطبقات الكبرى 7/295 ، معرفة الثقات 1/472 ت 776 ، الإرشاد للخليلي1/239 ، تهذيب الكمال 13/281 ت 2927 ، ميزان الاعتدال 2/ 325 ت 3941 ، سير أعلام النبلاء 9/480 تقريب التهذيب ص 459 ت 2994 .
(2) ينظر : الطبقات الكبرى 7/264 ، الجرح والتعديل 6/51 ت 272 ، الثقات 8/415 ، سير أعلام النبلاء 9/415 ، ميزان الاعتدال 4/354 ت5067.(1/256)
قال العجلي :" صدوق ، ثقة " ، وقال أبو حاتم :" صدوق " ، وقال الترمذي :" يضعف في الحديث " ، وقال الدارقطني :" أخرج له البخاري ، وهو كثير الوهم تكلموا فيه " ، وذكره ابن حبان في الثقات ، وقال :" يخطىء " ، وجمع ابن حجر بين أقوال المتقدمين فقال :" صدوق سيء الحفظ ، وكان يصحف ، وحديثه عند البخاري في المتابعات " ، مات سنة عشرين ومائتين (1).
خامساً : ترجمة راوي الوجه الرابع.
محمد بن كثير العبدي ، أبو عبد الله البصري .
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 8 ).
(( دراسة الاختلاف )).
يتبين من تخريج الحديث أنه قد اختلف عن سفيان الثوري من أربعة أوجه :
الأول : يرويه عبد الرحمن بن مهدي ، ووكيع بن الجراح ، وأبو نعيم الفضل بن دكين ، وأبو عاصم النبيل ، ومحمد بن يوسف الفريابي ، خمستهم عن سفيان الثوري ، عن أبي قيس ، عن عمرو بن ميمون ، عن أبي مسعود- رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثاني : يرويه عبد الصمد بن حسان ، عن سفيان الثوري ، عن أبي إسحاق ، عن عمرو بن ميمون ، عن أبي مسعود - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثالث : يرويه موسى بن مسعود النهدي ، عن سفيان الثوري ، عن إسماعيل بن أبي خالد عن هلال بن يساف عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الرابع : يرويه محمد بن كثير العبدي ، عن سفيان الثوري ، عن إسماعيل ، عن هلال بن يساف ، عن أبي مسعود الأنصاري - رضي الله عنه - ، موقوفاً.
وبعد النظر في حال المدار ، وأحوال الرواة المختلفين يكون الوجه الأول الراجح ، وقرائن ترجيحه :
__________
(1) ينظر : الجرح والتعديل 8/ 723 معرفة الثقات 2/305 ت 1822 ، الثقات لابن حبان 9/160 ، تهذيب الكمال 29/145 ت 6300 ، تقريب التهذيب ص 985 ت 7059، هدي الساري ص 446.(1/257)
1- أن الوجه الأول من راوية الأرجح عدداً وصفة ، فهم خمسة ،وفيهم اثنان من أوثق أصحاب الثوري ، وكيع بن الجراح ، وعبد الرحمن بن مهدي ، ومخالفوهم في كل وجه من الأوجه الثلاثة الأخرى راوٍ واحد .
2-المتابعات لسفيان الثوري تؤيد رجحان الوجه الأول ، فقد تابعه على هذه الرواية عن أبي قيس شعبة بن الحجاج ، ومسعر بن كدام ، كما سيأتي.
القسم الثالث : الاختلاف عن أبي إسحاق السبيعي .
(( تخرج الحديث ))
الحديث يرويه أبو إسحاق السبيعي ، واختلف عنه من وجهين :
الأول : يروى عنه ، عن عمرو بن ميمون ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثاني : يروى عنه ، عن عمرو بن ميمون ، من قوله .
الثالث : يروى عنه ، عن بعض أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - .
تخريج الوجه الأول:
( أبو إسحاق السبيعي ، عن عمرو بن ميمون ،عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -،عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
تفرد شريك بن عبد الله من هذا الوجه عن أبي إسحاق السبيعي .
رواه ابن الضريس في فضائل القرآن ص 181 ح( 248 ) ، ومن طريقه : رواه الخطيب في حديث الستة من التابعين ص 53-54 ح ( 23) ، ورواه البزار في البحر الزخار 5/243 ح ( 1856) ، والطبراني في المعجم الأوسط 5/98 ح( 4783 )، وقال :" لم يصل هذا الحديث عن أبي إسحاق إلا شريك " ، وفي الكبير 10/160 ح( 10318 ) ، وأبو حاتم في علل الحديث 2/61.
تخريج الوجه الثاني :
( أبو إسحاق السبيعي ، عن أبي عمرو بن ميمون ، من قوله ).
يرويه من هذا الوجه عن أبي إسحاق اثنان.
1-معمر بن راشد الصنعاني.
رواه عنه عبد الرزاق في المصنف 3/371 ح 6003
2- أبو بكر بن عياش.
قال أبو حاتم في علل الحديث 2/61 م 1669:" ورواه أبو بكر بن عياش ، عن أبي اسحق، عن عمرو بن ميمون".
تخريج الوجه الثالث.
( أبو إسحاق السبيعي ، عن عمرو بن ميمون ،عن بعض أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - ).(1/258)
يرويه زكريا بن أبي زائدة من هذا الوجه عن أبي إسحاق السبيعي.
رواه النسائي في السنن الكبرى ، كتاب : عمل اليوم والليلة ، باب ( 173 ) : ما يستحب للإنسان أن يقرأ كل ليلة 6/174 ح ( 10525 ).
(( تراجم الرواة ))
أولاً : ترجمة مدار الحديث.
عمرو بن عبد اللَّه بن عبيد الهمداني أبو إسحاق السبيعي.
ثقة ، مدلس ، اختلط بآخرة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 10 ).
ثانياً : ترجمة راوي الوجه الأول :
شريك بن عبد الله النخعي.
صدوق ، يخطئ كثيراً ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 6 ).
.ثالثاً : ترجمة رواة الوجه الثاني :
معمر بن راشد الأزدي ، أبو عروة الصنعاني .
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 8 ).
2-أبو بكر بن عياش بن سالم الأسدي الكوفي ، [ ع ].
روى عن : سليمان الأعمش ، وحميد الطويل ، وهشام بن حسان.
روى عنه : أحمد بن منيع ، وأبو داود الطيالسي ، وقتيبة بن سعيد.
قال محمد بن سعد :" وكان أبو بكر ثقة ، صدوقاً عارفاً بالحديث والعلم ، إلا أنه كثير الغلط " ، وقال يحيى بن معين :" ثقة " ، وقال أحمد بن حنبل :" صدوق " ، وقال ": ثقة ، ربما غلط" ، وقال العجلي :" كوفي ، ثقة " ، وذكره ابن حبان في الثقات ، وقال الذهبي :" صدوق ، ثبت في القراءة ، لكنه في الحديث يغلط ويهم ، وقد أخرج له البخاري ، وهو صالح الحديث " ، وقال ابن حجر :" ثقة ، عابد ، إلا أنه لما كبر ساء حفظه ، وكتابه صحيح".
وقد تكلم في حفظه .
كان يحيى القطان إذا ذُكر عنده كلح وجهه ، وقال الإمام أحمد مرة أخرى :" كثير الخطأ جداً ، قيل له :" كان في كتبه خطأ "؟ ، قال : "لا "؛ كان إذا حدث من حفظه " ، وقال أبو نعيم :" لم يكن في شيوخنا أحدٌ أكثر غلط منه "، وقال أبو زرعة :" في حفظه شيء ".(1/259)
وقال الترمذي :" كثير الغلط " ، والذي يترجح مما سبق أنه صحيح الكتاب ، صدوق ، ومن تكلم فيه فلما وقع في حديثه من الغلط ، لعل سبب الغلط كثرة مروياته ، أو لكبر سنه ، وقد احتمل الأئمة حديثه فقد أخرج له البخاري وأصحاب السنن .
مات سنة ثلاث وتسعين ومائة (1).
رابعاً : ترجمة راوي الوجه الثالث .
زكريا بن أبي زائدة .
ثقة ، مدلس ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 10 ).
(( دراسة الاختلاف ))
يتبين من تخريج الحديث أنه قد اختلف عن أبي إسحاق السبيعي من ثلاثة أوجه :
الأول : يرويه شريك بن عبد الله النخعي ، عن أبي إسحاق السبيعي ، عن عمرو بن ميمون ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثاني : يرويه معمر بن راشد الصنعاني ، و أبو بكر بن عياش ، عن أبي إسحاق السبيعي ، عن عمرو بن ميمون ، من قوله .
الثالث : يرويه زكريا بن أبي زائدة ، عن أبي إسحاق ، عن عمرو بن ميمون ، عن بعض أصحاب - صلى الله عليه وسلم - .
وبعد النظر في حال المدار ، وأحوال الرواة المختلفين يكون الوجه الأول هو الراجح ، لأن رواي هذا الوجه ممن روى عن المدار قبل الاختلاط ، أما رواة الوجه الثاني فلم يعرف هل أخذوا عنه قبل الاختلاط أم أثنائه ، وراوي الوجه الثالث ممن روى عن المدار بعد الاختلاط(2).
********************
الاختلاف عن عمرو بن ميمون.
الحديث يرويه عمرو بن ميمون ، واختلف عنه من ثلاثة أوجه :
الأول: يروى عنه ، عن أبي مسعود الأنصاري - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
__________
(1) ينظر : الطبقات الكبرى 6/360 ، الجرح والتعديل 9/348 ت 1565 ، معرفة الثقات 2/389 ت 2099 ، سنن الترمذي ح ( 2567 ) تهذيب الكمال 33/129 ت 7252 ، ميزان الاعتدال 4/503 ت 10024 ، تقريب التهذيب ص 1118 ت 8042.
(2) ينظر : الكواكب النيرات لابن الكيال ص 350.(1/260)
الثاني : يروى عنه ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثالث : يروى عنه ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن امرأة من الأنصار ، عن أبي أيوب - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -
تخريج الوجه الأول:
( عمرو بن ميمون ، عن أبي مسعود الأنصاري - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
يرويه أبو قيس : عبد الرحمن بن ثروان من هذا الوجه عن عمرو بن ميمون ورواه عن أبي قيس خمسة .
1- سفيان الثوري .
سبق بيان مواضع روايته وأنه قد اختلف عليه ، وأن الراجح من طريقه هو ما رواه عن أبي قيس ، عن عمرو بن ميمون على هذا الوجه.
2-شعبة بن الحجاج.
سبق بيان مواضع روايته وأنه قد اختلف عليه ، وأن أحد الأوجه الثلاثة الصحيحة عنه ما رواه عن أبي قيس ، عن عمرو بن ميمون على هذا الوجه.
3-مسعر بن كدام.
رواه الطحاوي في شرح مشكل الآثار 3/250 ح ( 1215 ) ، والطبراني في المعجم الكبير 17/255 ح ( 708 ) ، وأبو نعيم في حلية الأولياء 4/154، ومعرفة الصحابة 4/2150 ح ( 5403 ) ، وفي ذكر أخبار أصبهان 2/35 ، والخطيب في حديث الستة من التابعين ص 57 ح ( 26 ).
4- حجاج بن أرطأة.
رواه أبو نعيم في أخبار أصبهان 2/11.
5- محمد بن جحادة.
رواه الطبراني في المعجم الأوسط 6/130 ح 5999 ، والمعجم الصغير 2/108 ح 865.
تخريج الوجه الثاني :
( عمرو بن ميمون ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
يرويه أبو إسحاق السبيعي من هذا الوجه عن عمرو بن ميمون.
سبق بيان مواضع الرواية عنه ، وأنه قد اختلف عليه ، وأن الراجح من طريق ما رواه عن عمرو بن ميمون على هذا الوجه.
تخريج الوجه الثالث :
( عمرو بن ميمون ، عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن امرأة من الأنصار ، عن أبي أيوب - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).(1/261)
يرويه من هذا الوجه الربيع بن خثيم ، وقد سبق بيان مواضع الرواية عنه ، وأنه قد اختلف عنه وعن من دونه ، وأن الراجح من طريقه ما رواه عن عمرو بن ميمون على هذا الوجه.
(( تراجم الرواة ))
أولاً : ترجمة مدار الحديث.
عمرو بن ميمون الأودي.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 10 ).
.ثانياً : ترجمة رواة الوجه الأول
عبد الرحمن بن ثروان ، أبو قيس الأودي الكوفي ، [ خ ].
روى عن : عكرمة مولى بن عباس ، وعلقمة بن قيس النخعي ،وعمرو بن ميمون .
روى عنه : سفيان الثوري ، ومسعر بن كدام ، وشعبة بن الحجاج .
قال يحيى بن معين :" ثقة " ، وقال الإمام أحمد :" يخالف في أحاديثه " ، وقال العجلي : " ثقة ، ثبت " ، وقال أبو حاتم :" ليس بقوي ، هو قليل الحديث ، وليس بحافظ " ، قيل له " كيف حديثه " ؟ ، فقال :" صالح ، هو لين الحديث" ، وقال النسائي:" ليس به بأس " ، وذكره بن حبان في كتاب الثقات ، وقال ابن حجر :" صدوق ، ربما خالف " ، مات سنة عشرين ومائة (1).
ثالثاً : ترجمة راوي الوجه الثاني .
أبو إسحاق السبيعي.
ثقة ، مدلس سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 10 ).
رابعاً : ترجمة راوي الوجه الثالث.
الربيع بن خثيم .
متفق على توثيقه، سبقت ترجمته قريباً.
(( دراسة الاختلاف ))
يتبين من تخريج الحديث أنه قد اختلف عن عمرو بن ميمون من ثلاثة أوجه :
الأول: يرويه أبو قيس : عبد الرحمن بن ثروان ، عن عمرو بن ميمون ، عن أبي مسعود الأنصاري - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثاني : يرويه أبو إسحاق السبيعي ، عن عمرو بن ميمون ، عن عبد الله بن مسعود الأنصاري - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
__________
(1) ينظر: العلل ومعرفة الرجال 1/412 س 870 ، الجرح والتعديل 5/218 ت 1208 ، معرفة الثقات 2/ 74 ت 1025 ، الثقات لابن حبان 7/65 ، تهذيب الكمال 20/17 ت 3778 ، تقريب التهذيب ص 573 ت 3847.(1/262)
الثالث : يرويه الربيع بن خثيم ، عن عمرو بن ميمون ، عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن امرأة من الأنصار ، عن أبي أيوب - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
وبعد النظر في حال المدار ، وأحوال الرواة المختلفين يكون الوجه الثالث هو الراجح ، وقرائن ترجيحه :
1- أن الربيع بن خثيم ، أرجح من حيث الصفة من أبي قيس راوي الوجه الأول ، وأما حديث أبي إسحاق فلو كان الحديث ثابتاً عن أبي إسحاق لتسابق إليه أصحابه ، فحديث مثله مما يتسابق الحفاظ إلى حمله ، والراوي عنه قد وصف بالخطأ الكثير ، ولعله قد سلك به الجادة فأبو إسحاق يروي كثيراً عن عمرو بن ميمون عن عبد الله بن مسعود.
2- أن الحفاظ قد رجحوا حديث الربيع على غيره ، قال يحيى بن معين :" الصواب حديث الربيع بن خثيم ، عن عمرو بن ميمون ، عن ابن أبي ليلى ، عن امرأة من الأنصار عن أبي أيوب "(1).
وقال النسائي عن الوجه الأول :" وقال أبو قيس عن عمرو بن ميمون عن أبي مسعود ولم يتابعه أحد علمته على ذلك " ، وقال عن حديث الربيع بن خثيم :" لا أعرف في الحديث الصحيح إسناداً أطول من هذا" (2).
وقال ابن عبد البر :" والصواب عندي فيه منصور عن هلال ، عن الربيع بن خثيم ، عن عمرو بن ميمون ، عن عبد الرحمن بن ابي ليلى ، عن امرأة من الأنصار ، عن أبي أيوب " (3).
(( الحكم على الحديث ))
سأدرس إسناده من الوجه المرجح بإسناد الإمام أحمد ، قال رحمه الله : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن زائدة بن قدامة ، عن منصور ، عن هلال بن يساف ، عن الربيع بن خثيم ، عن عمرو بن ميمون ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن امرأة من الأنصار ، عن أبي أيوب ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال أيعجز أحدكم ، الحديث.
1-عبد الرحمن بن مهدي.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 8 ).
2-زائدة بن قدامة الثقفي .
__________
(1) حديث الستة من التابعين ص 27.
(2) السنن الكبرى 6/174.
(3) التمهيد 7/255.(1/263)
ثقة ، سبقت ترجمته قريباً.
3-منصور بن المعتمر.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 10 ).
4-هلال بن يساف.
ثقة ، سبقت ترجمته قريباً.
5-الربيع بن خثيم.
ثقة ، سبقت ترجمته قريباً.
6-عمرو بن ميمون.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 10 ).
7-عبد الرحمن بن أبي ليلى ، واسمه يسار ، الأوسي [ع ].
روى عن : أبي بن كعب ، وامرأة أبي أيوب ، وحذيفة بن اليمان.
روى عنه : عمرو بن ميمون الأودي ، وعطاء بن السائب ، وعلقمة بن مرثد.
قال يحيى بن معين ، والعجلي ، وابن حجر :" ثقة " ، وقال أبو حاتم :" لابأس به ".
، وقال البزار :" ليس بالحافظ " ، وقال الدارقطني :" رديء الحفظ ، كثير الوهم " ، وذكره العقيلي في الضعفاء الكبير .
قال الذهبي في الميزان :" من أئمة التابعين وثقاتهم ، ذكره العقيلي في كتابه متعلقاً بقول إبراهيم النخغي فيه : كان صاحب أمراء ، وبمثل هذا لا يلين الثقة" .
مات سنة ثلاث وثمانين (1).
8-امرأة من الأنصار.
قال الترمذي : " هي امرأة أبي أيوب ، وكنيتها : أم أيوب " ، وهي بنت قيس بن عمرو بن امرئ القيس الخزرجية ، الأنصارية ، صحابية (2).
9-أبو أيوب : خالد بن زيد الأنصاري.
صحابي .
الحكم على الحديث :
الحديث بهذا الإسناد صحيح.
وقد ورد الحديث من طريق آخر صحيح.
عن أبي الدرداء عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال :" أيعجز أحدكم أن يقرأ في ليلة ثلث القرآن .
قالوا: وكيف يقرأ ثلث القرآن ؟
قال : (3) تعدل ثلث القرآن.
رواه مسلم في صحيحه كتاب : صلاة المسافرين ، وقصرها ، باب (45 ) : باب فضل قراءة 1/556 ح( 811 ).
__________
(1) ينظر : الجرح والتعديل 5/301 ت 1424 ، معرفة الثقات 2/86 ت 1072 ، تهذيب الكمال 17/372 ت 3943 ، ميزان الاعتدال 2/584 ت 4948 ، تقريب التهذيب 597 ت 4019.
(2) سنن الترمذي 4/262 ، و 5/20 ، والإصابة 8/362.
(3) سورة الإخلاص آية 1.(1/264)
قال أبو نعيم رحمه الله :
حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا محمد بن أحمد بن البراء ، قال : ثنا علي بن المديني ،قال : ثنا معتمر بن سليمان : عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن شبيل بن عوف ، قال : أخبرني أبو جبيرة رضي الله تعالى عنه ، عن الأنصار قالوا : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إني بعثت والساعة هكذا سبقتها كما سبقت هذه هذه في نسم الساعة أو نفس الساعة ".
رواه أبو حمزة السكري ، ومروان بن معاوية ، وغيرهم ، عن إسماعيل مثله.
وخالفهم : سفيان بن عيينة فرواه عن إسماعيل ، عن قيس ، عن أبي جبيرة .
[ حلية الأولياء 4/161 ].
(( تخريج الحديث ))
الحديث يرويه إسماعيل بن أبي خالد ، واختلف عنه من أربعة أوجه :-
الأول : يروى عنه ، عن شبيل بن عوف ، عن أبي جبيرة ، عن الأنصار ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثاني : يروى عنه ، عن شبيل بن عوف عن أبي جبيرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثالث : يروى عنه ، عن قيس بن أبي حازم ، عن أبي جبيرة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الرابع : يروى عنه ، عن قيس بن أبي حازم، عن أبي جبيرة عن مشيخة من الأنصار عن النبي - صلى الله عليه وسلم -
تخريج الوجه الأول :
( إسماعيل ، عن شبيل بن عوف ، عن أبي جبيرة ، عن الأنصار ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
يرويه من هذا الوجه عن إسماعيل بن أبي خالد أربعة :
1- معتمر بن سليمان .
رواه الطبراني في المعجم الكبير 22/ 391 ح ( 972 ) ، وعنه : رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 4/161 .
2-وكيع بن الجراح .
رواه أبو بكر بن أبي شيبة في المسند 2/417 ح ( 948 ) (1) .
3- عبد الله بن المبارك .
__________
(1) تصحفت هنا( خالد ) إلى ( المختار ) والتصويب من المطالب العالية حيث عزاه هناك لابن أبي شيبة ، المطالب العالية 18/413 ح( 4510 ).(1/265)
رواه رحمه الله في الزهد ص 432 ح ( 1592 ) ، وعنه : رواه نعيم بن حماد في الفتن 2/ 635 ح( 1773 ) ، وذكره أبو نعيم في معجم الصحابة 5/2852.
4-أبو حمزة السكري .
ذكرها أبو نعيم في حلية الأولياء 4/161 ، وأحال بها على رواية معتمر بن سليمان .
تخريج الوجه الثاني :
( إسماعيل ، عن شبيل بن عوف ، عن أبي جبيرة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
يرويه من هذا الوجه عن إسماعيل بن أبي خالد اثنان :-
1- مروان بن معاوية .
رواه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني 4/ 150 ح ( 2133 ) ، والطبراني في المعجم الكبير 22/ 390 ح ( 971 ).
2- عبد الله بن نمير .
رواه يعقوب الفسوي في المعرفة والتاريخ 2/128.
تخريج الوجه الثالث :
( إسماعيل ، عن قيس بن أبي حازم ، عن أبي جبيرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
يرويه من هذا الوجه عن إسماعيل اثنان :
1- سفيان بن عيينة .
رواه البزار كما في مختصر زوائد البزار ، لابن حجر 2/524 ح ( 2341 ) ، وابن أبي الدنيا في كتاب الأهوال ص 33 ح ( 5 ) ، وأبو أحمد العسكري في تصحيفات المحدثين 1/213، و الدولابي في الكنى والأسماء 1/ 42 ح ( 166 ) ، وأبو نعيم في حلية الأولياء 4/161 ، وفي معرفة الصحابة 5 / 2852 ح ( 6721 ).
2-المسعودي ، عبد الرحمن بن عبد الله.
ذكرها أبو نعيم في معجم الصحابة 5/2852 ، بعد رواية سفيان السابقة .
تخريج الوجه الرابع :
( إسماعيل ، عن قيس بن أبي حازم، عن أبي جبيرة ، عن مشيخة من الأنصار ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
تفرد برواية هذا الوجه عن إسماعيل سفيان ابن عيينة.
رواه ابن أبي عمر العدني في مسنده ، كما في المطالب العالية 18/410 ح ( 4508 ).
(( تراجم الرواة ))
أولاً : ترجمة مدار الحديث .
إسماعيل بن أبي خالد ، واسمه هرمز ، البجلي الأحمسي .
ثقة ، ثبت ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 11 ).
ثانياً : ترجمة رواة الوجه الأول .(1/266)
1- معتمر بن سليمان بن طرخان (1)التيمي ، أبو محمد البصري ، [ع ].
روى عن : معمر بن راشد ، وأيوب السختياني ، وابن أبي الحكم .
روى عنه : الإمام أحمد بن حنبل ، وعبد اللَّه بن المبارك ، وأبو بكر بن أبي شيبة .
قال ابن سعد و يحيى بن معين ، وأبو حاتم ، والعجلي ، وابن حجر :" ثقة ".
وذكره ابن حبان في الثقات ، وقال الذهبي :" هو ثقة مطلقًا ".
وقد تكلم في حفظه :
قال يحيى بن سعيد القطان : " إذا حدثكم معتمر بشيء فأعرضوه ، فإنه سيء الحفظ " ، و قال الإمام أحمد :" لم يكن معتمر بجيد الحفظ".
وهذا الجرح يوضحه قول ابن خراش : " صدوق يخطىء من حفظه ، وإذا حدث من كتابه فهو ثقة " ، مات سنة سبع وثمانين ومائة (2) .
وكيع بن الجراح .
ثقة ، إمام ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 1 ).
عبد الله بن المبارك بن واضح الحنظلي ، التميمي ، أبو عبد الرحمن المروزي [ع ].
روى عن : إسماعيل بن أبي خالد ، وسفين الثوري ، ومالك بن أنس .
روى عنه : فضيل بن عياض ، وقتيبة بن سعيد ، وعبد الله بن وهب المصري .
أحد الأئمة الأعلام ، وحفاظ الإسلام .
قال يحيى بن معين :" كان عبد الله بن المبارك ، كيِّساً ، مستثبتاً ، ثقة ، وكان عالماً صحيح الحديث "، وقال ابن حجر : " ثقة ، ثبت ، فقيه ، عالم ، جواد مجاهد ، جمعت فيه خصال الخير ".
مات سنة إحدى وثمانين ومائة (3).
__________
(1) طرخان : بكسر أوله ، المغني للفتني ص 157.
(2) ينظر : الطبقات 7/213 . معرفة الرجال ليحيى بن معين رواية بن محرز 1/108 ت 503 . العلل ومعرفة الرجال للإمام أحمد 3/447 ت 5902 الجرح والتعديل 8/402 ت 1845 . تاريخ الثقات ص 433 ت 1602 . الثقات لابن حبان 7/521 . تهذيب الكمال 28/250 ت 6080 . ميزان الإعتدال 4/142 ت 8648 . تقريب التهذيب ص 539 ت 6785 .
(3) ينظر : تهذيب الكمال 16/5 ت 3520 ، وتقريب التهذيب ص 540 ت 3595.(1/267)
محمد بن ميمون المروزي ، أبو حمزة السكري (1) [ع ]
روى عن : إسماعيل بن أ بي خالد ، و عطاء بن السائب ، وأبي إسحاق السبيعي .
روى عنه : سلمة بن الفضل، وعتاب بن زياد ، ونعيم بن حماد.
قال يحيى بن معين : " من ثقات الناس " ، وقال الإمام أحمد :" ما بحديثه عندي باس ".
وقال النسائي :" ثقة" ، وذكره ابن حبان في الثقات ، وقال ابن حجر :" ثقة ، فاضل ".
مات سنة سبع أو ثمان وستين ومائة (2).
ثالثاً : ترجمة رواة الوجه الثاني .
مروان بن معاوية بن الحارث بن أسماء بن خارجة الفزاري ، أبو عبد الله الكوفي [ع ].
روى عن : إسماعيل بن أبي خالد ، ومالك بن مغول ، ويحيى بن سعيد الأنصاري.
روى عنه : يعقوب بن حميد ، وزهير بن حرب ، وعلي بن المديني .
قال يحيى بن معين :" ثقة "، وقال " ثقة ، ثقة " ، وقال الإمام أحمد :" ثبت ، حافظ "، وقال : " ثقة ، ما كان أحفظه ، كان يحفظ حديثه " ، وقال النسائي : " ثقة " ، وقال العجلي : " ثقة ، ثبت "، وقال أبو حاتم : "صدوق لا يدفع عن صدق ، وتكثر روايته عن الشيوخ المجهولين ".
وقال الذهبي : " ثقة ، عالم ، صاحب حديث ، لكن يروي عمن دب ودرج ، فيستأنى في شيوخه " ، وقال ابن حجر : " ثقة ، حافظ ، وكان يدلس أسماء الشيوخ ".
وذكره في المرتبة الثالثة من مراتب المدلسين ، مات سنة ثلاث وتسعين ومائة (3).
2- عبد الله ابن نمير.
__________
(1) السكري : بضم السين ، وفتح الكاف المشددة ، وفي آخرها راء ، الأنساب 3/266.
(2) تاريخ الدوري عن ابن معين 2/541 ، الجرح والتعديل 8/81ت 338 ، الثقات لابن حبان 7/420 ، تهذيب الكمال 26/544 ت 5652 ، تقريب التهذيب ص 901 ت 6388 .
(3) سؤالات الدارمي لابن معين ص 203 ت 745 ،الجرح والتعديل 8/272 ت 1246 ، معرفة الثقات للعجلي 2/270 ت 1704 ، تهذيب الكمال 27/403 ت 5877 ، ميزان الاعتدال 4/93 ت 8437 ، تقريب التهذيب ص 932 ت 6619 ، تعلايف أهل التقديس ص 110 .(1/268)
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 6 ).
رابعاً : تراجم رواة الوجه الثالث.
1- سفيان بن عيينة الهلالي .
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 4 ).
2- عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن عتبة بن عبد اللَّه بن مسعود المسعودي (1) الكوفي [ خت 4 ].
روى عن : الأعمش ، والقاسم بن عبد الرحمن ، وسماك بن حرب ، وعاصم بن بهدلة .
روى عنه : سفيان الثوري ، وسفيان بن عيينة ، وعبد الرحمن بن مهدي ، ووكيع بن الجراح .
قال شعبة : " صدوق " ، وقال ابن سعد : ثقة كثير الحديث إلاَّ أنه اختلط في آخر عمره ، ورواية المتقدمين عنه صحيحة " ، وقال يحيى بن معين و علي بن المديني ، و الإمام أحمد ، : " ثقة " ، وقال النسائي : " ليس به بأس " ، وقال أبو حاتم : " تغير بآخرة قبل موته بسنة أو سنتين ، وكان أعلم بحديث ابن مسعود من أهل زمانه " ، وقال العجلي : " ثقة إلاَّ أنه تغير بآخرة " ، وقال ابن حجر : " صدوق اختلط قبل موته " ، وذكره ابن الكيال فيمن اختلط من الثقات " .
مات سنة ستين ومائة (2) .
(( دراسة الاختلاف ))
يتبين من تخريج الحديث أنه قد اختلف عن إسماعيل بن أبي خالد من أربعة أوجه :
الأول : رواه معتمر بن سليمان ، ووكيع بن الجراح ، وعبد الله بن المبارك ، وأبو حمزة السكري أربعتهم عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن شبيل بن عوف ، عن أبي جبيرة عن الأنصار ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
__________
(1) المسعودي : بفتح الميم ، وسكون السين المهملة ، وضم العين المهملة ، وفي آخرها الدال المهملة ، هذه النسبة إلى مسعود والد عبد اللَّه بن مسعود - رضي الله عنه - . الأنساب 5/291 .
(2) الطبقات 6الكبرى /366 ، تاريخ يحيى بن معين رواية الدارمي ص 185 ت 672 . الجرح والتعديل 5/250 ت 1197 ، تاريخ بغداد 10/218 ، تهذيب الكمال 17/219 ت 3872 . تقريب التهذيب ص 344 ت 3919 . الكواكب النيرات ص 282 ت 35 .(1/269)
الثاني : رواه مروان بن معاوية ، وعبد الله بن نمير كلاهما عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن شبيل بن عوف ، عن أبي جبيرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثالث : رواه سفيان بن عيينة ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن قيس بن أبي حازم ، عن أبي جبيرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الرابع : رواه سفيان بن عيينة ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن قيس بن أبي حازم، عن أبي جبيرة عن مشيخة من الأنصار عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
وبعد النظر في حال المدار ، وأحوال الرواة المختلفين يمكن تصحيح الوجهين الأول والثاني ، فالأول لكثرة من رواه عن إسماعيل بن أبي خالد وهم من الثقات ، والثاني راوه ثقتان ؛ وليس فيه مخالفة للأول ، فأبو جبيرة صحابي ، وغاية ما في الأمر أنه مرة يرويه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، ومرة يرويه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بواسطة.
أما الوجهين الثالث والرابع فخطأ ، قال يحيى بن معين : لم يرو قيس بن أبي حازم ، عن أبي جبيرة شيئاً ، إنما روى إسماعيل بن أبي خالد ، عن شبيل بن عوف ، عن أشياخ من الأنصار، عن أبي جبيرة (1).
وحديث قيس بن أبي حازم إنما يروى من طريق آخر ، رواه القاضي أبو الحسين الثقفي في جزء من فوائده عن شيوخه 18/أ ( ضمن مجموع ) من طريق مجالد بن سعيد ،عن قيس بن أبي حازم عن المستورد مرسلاً ، قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :" بعثت في نفس الساعة سبقتها كما سبقت هذه هذه وأشار بأصبعيه ".
(( الحكم على الحديث ))
سأدرس الحديث من الوجه المرجح بإسناد عبد الله بن المبارك في الزهد.
قال رحمه الله : أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد ، عن شبيل بن عوف ، قال : حدثنا أبو جبيرة عن أشياخ من الأنصار ، قالوا : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .
إسماعيل بن أبي خالد.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 11 ).
__________
(1) تاريخ الدوري 2/489 –490.(1/270)
شبيل(1) بن عوف بن أبي حية الأحمسي البجلي [ بخ ] .
روى عن : عمر بن الخطاب ، وأبي جبيرة الضحاك الأنصاري ، وأبي هريرة - رضي الله عنهم - .
روى عنه : إسماعيل بن أبي خالد ، وحبيب بن عبد الله الأزدي.
قال ابن سعد ، و يحيى بن معين ، وابن حجر :" ثقة " ، زاد "ولم تصح له صحبة ".
لم أقف على سنة وفاته(2).
أبو جَبيرة(3) بن الضحاك بن خليفة بن ثعلبة بن عدي الأنصاري .
صحابي .
قال أبو نعيم :" له صحبة " ، وقال ابن الجزري : "ولد بعد الهجرة " ، قال ابن حجر :" لا يعرف اسمه "(4).
أشياخ من الأنصار .
مجهولون ، ولكن ورد الحديث من طريق آخر عن أبي جبيرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو صحابي ، ولا تضر جهالة الواسطة.
الحكم على الحديث :
الحديث بهذا الإسناد صحيح.
وقد ورد في معناه حديث مخرج في الصحيحين من حديث عدد من الصحابة رضوان الله عليهم ، ومن ذلك :
حديث سهل بن سعد - رضي الله عنه - .
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " بعثت أنا والساعة كهاتين ويشير بإصبعيه فيمدهما".
رواه البخاري في صحيحه ، كتاب : الرقاق ، باب ( 39 ) قول النبي - صلى الله عليه وسلم - " بعثت أنا والساعة كهاتين " 4/192 ح ( 6503 ).
ومسلم في صحيحه ، كتاب : الفتن وأشراط الساعة ، باب ( 27 ) : قرب الساعة 4/2268 ح ( 2950).
حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه - .
قال - صلى الله عليه وسلم - :" بعثت أنا والساعة كهاتين ".
__________
(1) شبيل :تصغير شبل ، الطبقات الكبرى 6/198.
(2) الطبقات الكبرى 6/198 ، الجرح والتعديل 4/ت 1662 ، تهذيب الكمال 12/375 ت 2697 ، تقريب التهذيب ص431 ت 2761.
(3) جبيرة : بفتح أوله ، الإصابة 7/54.
(4) معرفة الصحابة لأبي نعيم 5/2852 ت 3147 ، أسد الغابة لابن الجزري 4/398 ت 5758 ، والإصابة في معرفة الصحابة لابن حجر 7/54 ت 9683.(1/271)
رواه البخاري في صحيحه ، كتاب : الرقاق ، باب ( 39 ) قول النبي - صلى الله عليه وسلم - " بعثت أنا والساعة كهاتين " 4/192 ح ( 6504 ).
و مسلم في صحيحه ، كتاب : الفتن وأشراط الساعة ، باب ( 27 ) : قرب الساعة 4/2268 ح ( 2951).
حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - .
قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " بعثت أنا والساعة كهاتين يعني إصبعين ".
رواه البخاري في صحيحه ، كتاب : الرقاق ، باب ( 39 ) قول النبي - صلى الله عليه وسلم - " بعثت أنا والساعة كهاتين " 4/192 ح ( 6505 ).
قال أبو نعيم رحمه الله :
حدثنا أحمد بن جعفر بن معبد ، قال : ثنا يحيى بن مطرف ، قال : ثنا مسلم بن إبراهيم قال: مالك بن مغول ح.
وحدثنا عبدالملك بن الحسن ، قال : ثنا يوسف القاضي ، قال : ثنا سليمان بن حرب ح. وحدثنا الحسن بن علان ، قال : ثنا أحمد بن محمد بن رستم ، قال : ثنا عاصم بن علي ، قالا : ثنا محمد بن طلحة ، قال : عن زبيد عن مرة عن عبدالله قال: " إن الله تعالى قسم بينكم أخلاقكم كما قسم بينكم أرزاقكم وأن الله تعالى يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب ولا يعطي الإيمان إلا من يحب فإذا أحب الله عبدا أعطاه الإيمان فإذا بخلتم بالمال أن تنفقوه وجبنتم عن العدو أن تقاتلوه وضعفتم عن الليل أن تساهروه فاستكثروا من قول سبحان الله والحمد لله فإنها أحب إلى الله من جبل ذهب وفضة ".
لفظ مالك بن مغول ، ورواه الناس عن محمد بن طلحة مثله موقوفاً.
ورفعه عن محمد بن طلحة مثله سلام بن سلمان المدائني .
ورواه سفيان الثوري عن زبيد موقوفاً ، ومرفوعاً .
ورفعه عن الثوري عيسى بن يونس ، وسفيان بن [ عقبة ](1) والقاسم بن الحكم ، ورواه عبدالرحمن بن زبيد عن أبيه مرفوعاً وموقوفاً .
__________
(1) في المطبوع والمخطوط( د ) 119/3/ب ( عيينة ) وما أثبته من مراجع تخريج الحديث ، كما سيأتي .(1/272)
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ، قال : ثنا عبدالعزيز بن محمد بن دينار، قال : ثنا أبو همام قال : ثنا أبي ، قال : ثنا عبدالرحمن بن زبيد ، عن أبيه ، عن مُرّة ، عن ابن مسعود عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ومرة وقفه قال: "إن الله تعالى قسم بينكم أخلاقكم كما قسم بينكم أرزاقكم والله يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب ولا يعطي الايمان إلا من يحب ".
ورواه حمزة الزيات، عن زبيد مثله مرفوعاً.
[ ورواه ](1) إسماعيل بن أبي خالد ، والمسعودي في آخرين عن زبيد مثله موقوفاً.
ورواه الصباح بن محمد عن مرة أتمّ منه مرفوعاً .
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ، قال : ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل ، قال حدثني : أبي قال ، ثنا محمد بن عبيد ، قال ثنا أبان بن إسحاق بن محمد ، عن مرة الهمداني ،عن عبدالله بن مسعود قال: قال: رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :" إن الله قد قسم بينكم أخلاقكم كما قسم بينكم أرزاقكم وإن الله يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب ولا يعطي الدين إلا من أحب فمن أعطاه الله الدين فقد أحبه والذي نفسي بيده لا سلم عبد حتى يسلم قلبه ولسانه ولا يؤمن عبد حتى يأمن جاره بوائقه، قال : قلنا : وما بوائقه يا رسول الله ؟ .
قال :" غشمه (2)، وظلمه ، ولا يكسب عبد مالاً من حرام فينفق منه فيبارك له فيه ولا يتصدق به فيقبل منه ، ولا تركه خلف ظهره إلا كان زاده إلى النار إن الله لا يمحو السيء بالسيء ، ولكن يمحو السيء بالحسن إن الخبيث لا يمحو الخبيث ".
هذه الزيادة لم يروها عن مرة إلا الصباح ولا عنه إلا أبان .
[ حلية الأولياء 4/165-166 ].
(( تخريج الحديث ))
مدار الحديث على زبيد بن الحارث ، ووقع الاختلاف عنه في رفعه ووقفه ، وعمن دونه ، كما يلي :-
الاختلاف عن محمد بن طلحة .
__________
(1) سقطت من المطبوع ، والاستدراك من المخطوط ( د ) 120/3/أ
(2) غشمه : من الغشم وهو الظلم والغصب ، لسان العرب 21/438.(1/273)
الحديث يرويه محمد بن طلحة واختلف عنه من وجهين :
الأول : يروى عنه ، عن زبيد ، عن مرة ، عن عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثاني : يروى عنه ، عن زبيد ، عن مرة ، عن عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه - .
تخريج الوجه الأول :
( محمد بن طلحة ، عن زبيد ، عن مرة ، عن عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
يرويه من هذا الوجه عن محمد بن طلحة اثنان :
سلام بن سليمان .
رواه ابن عدي في الكامل 3/311 ، وابن مردويه في الأمالي ص 120 ح ( 6).
2- سليمان بن حرب .
رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 5/35 .
تخريج الوجه الثاني :
( محمد بن طلحة عن زبيد عن مرة عن عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه - ).
يرويه من هذا الوجه عن محمد بن طلحة ثلاثة :
1- الحجاج بن المنهال .
رواه الطبراني في المعجم الكبير 9:203 ح ( 8990 ).
2- عاصم بن علي .
3- مالك بن مغول .
رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 4/165 .
(( تراجم الرواة ))
أولاً : ترجمة مدار الحديث .
محمد بن طلحة بن مصرف اليامي [خ م د ت عس ق ].
روى عن : زبيد اليامي ، والحكم بن عتيبة ، وليث بن أبي سليم.
روى عنه : أسد بن موسى ، سليمان بن حرب ، ومالك بن مغول.
قال يحيى بن معين :" صالح " ، وقال مرة أخرى :" ضعيف " ، وقال أحمد :" لا بأس به ".
وقال أبو زرعة :" صالح " ، وقال أبو داود :" يخطئ " ، وقال النسائي :" ليس بالقوي " ، وقال العجلي :" كوفي ثقة " ، وقال ابن حجر :" صدوق له أوهام ".
مات سنة سبع وستين ومائة (1).
ثانياً : تراجم رواة الوجه الأول .
1- سلاّم بن سليمان بن سوار الثقفي ، أبو العباس المدائني ، ويقال ابن سليم ، [ق ].
__________
(1) تاريخ الدوري عن ابن معين 2/522 ، سؤالات الآجري لأبي داود 1/301 ت 485 ، معرفة الثقات 2/241ت1610، تهذيب الكمال 25/414 ت 5312 ، تقريب التهذيب ص 857 ت 6020.(1/274)
روى عن : محمد بن طلحة بن مصرف ، وشعبة بن الحجاج ، وقيس بن الربيع.
روى عنه : هشام بن عمار ، وأبو حاتم الرازي ، وعبد الله بن روح المدائني .
قال البخاري :" تركوه " ، وقال أبو حاتم : " ليس بالقوي " ، وقال :" متروك الحديث "،وقال النسائي " متروك الحديث " ، وقال العقيلي : " في حديثه عن الثقات مناكير " ، وقال ابن عدي : " هو عندي منكر الحديث "، وقال الذهبي :" له مناكير " ، وقال ابن حجر :" ضعيف ".
مات بعد سنة عشر ومائتين (1).
سليمان بن حرب بن بجيل الأزدي ، أبو أيوب البصري [ع ].
روى عن : حماد بن زيد ، ومحمد بن طلحة ، وشعبة بن الحجاج.
روى عنه : البخاري ، وأبو داود ، يوسف القاضي .
قال ابن سعد :" كان ثقة كثير الحديث " ، وقال أبو حاتم :" إمام من الأئمة كان لا يدلس " وقال النسائي :" ثقة مأمون " ، وقال ابن حجر : " ثقة ، إمام ، حافظ ".
مات سنة أربع وعشرين ومائتين (2).
ثالثاً : تراجم رواة الوجه الثاني .
1- الحجاج بن منهال الأنماطي ، أبو محمد السلمي البصري .
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 11 ).
2-عاصم بن علي بن عاصم بن صهيب الواسطي ، أبو الحسين القرشي [خ ت ق ].
روى عن : محمد بن طلحة ، والليث بن سعد ، وأبي عوانة.
روى عنه : البخاري ، وأحمد بن حنبل ، وأحمد بن محمد بن رستم.
قال ابن سعد :" كان ثقة ، وليس بمعروف بالحديث ، ويكثر الخطأ فيما حدث به".
وقال يحيى بن معين :" ليس بثقة " ، وقال :" ليس بشيء " ، وقال :" ضعيف ".
وقال الإمام أحمد :" صحيح الحديث ، قليل الغلط ، ما كان أصح حديثه ".
__________
(1) الضعفاء الصغير للبخاري ص 57 ت 152 ، الجرح والتعديل ، الضعفاء والمتروكين للنسائي ص 184 ت 237 ، الضعفاء الكبير 2/161 ت 668 ، الكامل 3/309 ، تهذيب الكمال 12/286 ت 2656 ، تقريب التهذيب ص 425 ت 2719 .
(2) الطبقات الكبرى 7/219 ، الجرح والتعديل 4/108 ت 481 ، تهذيب الكمال 11/384 ت 2502 ، تقريب التهذيب ص 406 ت 2560.(1/275)
وقال أبو حاتم :" صدوق " ، وقال العجلي :" كان ثقة في الحديث " ، وقال الذهبي :" ثقة مكثر " ، وقال ابن حجر :" صدوق ، ربما وهم ".
أما تضعيف يحيى بن معين له فقد تعقبه فيه ورد عليه عصريه أحمد بن حنبل ، وقد وثقه ابن سعد ، والعجلي ، والذهبي ، والراجح في أمره أنه صدوق ، فقد روى أحاديث أنكرت عليه ، قال ابن عدي بعد أن ذكر له أحاديث وهم فيها : " فلم أر بحديثه بأساً فيما ذكرت ".
مات سنة إحدى وعشرين ومائتين (1).
مالك بن مغول البجلي .
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 8 ).
(( دراسة الاختلاف ))
تبين من تخريج الحديث أنه قد اختلف عن محمد بن طلحة من وجهين :
الأول : يرويه سلام بن سليمان ، وسليمان بن حرب كلاهما عن محمد بن طلحة عن زبيد عن مرة عن عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثاني : يرويه حجاج بن المنهال ، وعاصم بن علي الواسطي ، ومالك بن مغول ثلاثتهم عن محمد بن طلحة عن زبيد عن مرة عن عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه - .
وبعد النظر في أحوال الرواة المختلفين يكون الوجه الثاني هو الراجح ، وقرائن ترجيحه:
أن الوجه الثاني رواية الأرجح صفة وعدداً ؛ فقد رواه من هذا الوجه ثلاثة والمخالف لهم في الوجه الأول راوٍ واحد مجمع على تضعيفه ، أما متابعة سليمان بن حرب له فضعيفة ، ففي الإسناد إليه راويان لا يعرفان الراوي عن سليمان : يوسف بن يعقوب القاضي ، و عبد الملك بن الحسن ، شيخ أبي نعيم .
المتابعات لمحمد بن طلحة ، برواية الحديث عن زبيد موقوفاً.
*****************
الاختلاف عن سفيان الثوري .
الحديث يرويه الثوري واختلف عنه من وجهين :
__________
(1) الطبقات الكبرى 7/316 ، الجرح والتعديل 6/348 ، الكامل 5/234 ، معرفة الثقات 2/9 ت 813 ، تهذيب الكمال 13/508 ت 3016 ، الكاشف 2/46 ت 2532 ، تقريب التهذيب ص 472 ت 3084.(1/276)
الأول : يروى عنه ، عن زبيد ، عن مرة ، عن عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
الثاني : يروى عنه ، عن زبيد ، عن مرة ، عن عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه - .
تخريج الوجه الأول :
( سفيان الثوري ، عن زبيد ، عن مرة ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
يرويه من هذا الوجه عن الثوري ثلاثة :
1- عيسى بن يونس .
رواه الدارقطني في العلل 5/271 ، ومن طريقه: رواه ابن الجوزي في العلل المتناهية 2/352ح ( 1401)، ورواه الحاكم في المستدرك 1/33 ، وأبو بكر الأسماعيلي في معجم الشيوخ 2/727 ح ( 342)،وأبو بكر بن مردويه في الأمالي ص 120 ح ( 6 ) ، وأبو نعيم في حلية الأولياء 5/35 .
2- سفيان بن عقبة .
رواه الحاكم في المستدرك 1/34 ، والبيهقي في شعب الأيمان 1/425 ح ( 607).
القاسم بن الحكم .
ذكرها أبو نعيم في حلية الأولياء 4/165.
تخريج الوجه الثاني :
( سفيان الثوري ، عن زبيد ، عن مرة ، عن عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه - ).
يرويه من هذا الوجه عن الثوري ثلاثة:
1- عبد الرحمن بن مهدي .
رواه الحسن المروزي في زياداته على الزهد لابن المبارك ،الزهد لابن المبارك ص 327 ح (1134 ).
2-محمد بن كثير .
رواه البخاري في الأدب المفرد ص 104 ح ( 275 ) ، وأبو داود في الزهد ص 164 ح(157).
3-وكيع بن الجراح .
رواه أبو بكر بن أبي شيبة في المصنف ، كتاب : الزهد ، باب (10) : كلام ابن مسعود - رضي الله عنه - 7/127 ح(34567).
(( تراجم الرواة ))
أولاً : ترجمة مدار الحديث .
سفيان بن سعيد الثوري .
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 1 ).
ثانياً : ترجمة رواة الوجه الأول .
عيسى بن يونس السبيعي.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 6 ).(1/277)
2- سفيان بن عقبة السوائي (1)، الكوفي [مق 4].
روى عن : الجراح بن مليح ، وسفيان الثوري ، ومسعر بن كدام .
روى عنه : أبو كريب محمد بن العلاء ، ومحمد بن أبي شيبة ، وأبو يحيى الحماني.
قال يحيى بن معين :" لابأس به" ، قال محمد بن عبد الله بن نمير :" لاباس به" ، وقال العجلي :" ثقة" ، وقال ابن عدي :" لابأس به ولا بروايته" ، وذكره ابن حبان في الثقات ، وذكره الذهبي فيمن تكلم غيه وهو موثق ، وقال :"صدوق له مناكير يسيرة " وقال :" صدوق " ، وقال ابن حجر :" صدوق "، لم أقف على سنة وفاته(2).
3-القاسم بن الحكم بن كثير بن جندب العرني ، أبو أحمد الكوفي [بخ ت ].
روى عن : سفيان الثوري ، ومسعر بن كدام ، وأبي حنيفة النعمان.
روى عنه : زكريا بن يحيى البلخي ، ومحمد بن عبيد الهمداني ، ويعقوب القزويني.
قال أحمد بن حنبل ، ويحيى بن معين ، وأبو خيثمة :" ثقة ".
وقال أبو زرعة :" صدوق " ، وقال أبو حاتم :" محله الصدق ، يكتب حديثه ، ولا يحتج به ".
وقال النسائي :" ثقة " ، وقال ابن حجر :" صدوق ، فيه لين ".
صدوق ، فقد وثقه أحمد ، ويحيى بن معين والنسائي ، وقد وجد في بعض حديثه من النكارة
ما جعله ينزل عن رتبة الثقة، مات سنة ثمان ومائتين (3).
ثالثاً : تراجم رواة الوجه الثاني .
1- عبد الرحمن بن مهدي العنبري.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 4 ).
2-محمد بن كثير العبدي .
__________
(1) السوائي : بضم السين ، وفتح الواو ، بعدها الألف ، وفي آخرها الياء آخر الحروف ، هذه النسبة إلى بني سواءة بن عامر بن صعصعة ، الأنساب 3/330.
(2) الجرح والتعديل 4/230 ت 985 ، معرفة الثقات1/ 416 ت 627 ، الثقات لابن حبان 8/288 ، تهذيب الكمال 11/174 ت 2411 ، من تكلم فيه وهو موثق للذهبي ص 90 ت 138 ، الكاشف 1/301 ت 2019 ، تقريب التهذيب ص 394 ت 2462.
(3) الجرح والتعديل 7/109 ت 629 ، تهذيب الكمال 23/342 ت 4785، تقريب التهذيب ص 790 ت 5490 ".(1/278)
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 8 ).
3-وكيع بن الجراح .
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 1 ).
(( دراسة الاختلاف ))
يتبين من تخريج الحديث أنه قد اختلف عن سفيان الثوري من وجهين :
الأول : يرويه عيسى بن يونس ، وسفيان بن عقبة ، والقاسم بن الحكم ثلاثتهم عن سفيان عن زبيد عن مرة عن عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثاني : يرويه عبد الرحمن بن مهدي ، ومحمد بن كثير ، ووكيع بن الجرح ثلاثتهم عن سفيان عن زبيد عن مرة عن عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه - .
وبعد النظر في حال المدار ، وأحوال الرواة المختلفين يكون الوجه الثاني هو الراجح ، وقرائن ترجيحه :
1-أن رواة الوجه الثاني فيهم أوثق أصحاب الثوري ؛ عبد الرحمن بن مهدي ، ووكيع بن الجراح ، سئل يحيى بن معين عن أصحاب الثوري أيهم أثبت ؟ قال : هم خمسة ، يحيى بن سعيد ، ووكيع بن الجراح ، وعبد الله بن المبارك ، وعبد الرحمن بن مهدي ، وأبو نعيم الفضل بن دكين (1) ، وكذلك قال الدارقطني إلا أنه قدم عبد الرحمن على وكيع (2).
2- المتابعات لسفيان الثوري بروايته عن زبيد موقوفاً ، كما سيأتي.
****************
الاختلاف عن زبيد بن الحارث.
الحديث يرويه زبيد بن الحارث واختلف عنه من وجهين :
الأول : يروى عنه ،عن مُرّة ، عن عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثاني : يروى عنه ، عن مُرّة ، عن عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه - .
تخريج الوجه الأول :
( زبيد ، عن مرة ، عن عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
يرويه من هذا الوجه عن زبيد ثلاثة :
1- عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي .
رواه الرافعي في التدوين في أخبار قزوين 2/274.
2-حمزة الزيات .
رواه الحاكم في المستدرك 1/34.
__________
(1) شرح علل الترمذي لابن رجب 2/538,
(2) سؤالات ابن بكير للدارقطني ص 42.(1/279)
3- عبد الرحمن بن زبيد .
رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 4/166.
وتابع زبيداً على هذا الوجه الصباح بن محمد .
قال الإمام أحمد في المسند 6/189 ح ( 3672) ، فقال : حدثنا محمد بن عبيد ، حدثنا أبان
بن إسحاق ، عن الصباح بن محمد ، عن مرة الهمداني ، عن عبد الله بن مسعود قال : قال
رسول الله- صلى الله عليه وسلم - : إن الله قسم بينكم أخلاقكم ……الحديث ، وفيه الزيادة التي ذكرها أبو نعيم .
ورواه أبو نعيم في حلية الأولياء 4/166 ، من طريق الإمام أحمد .
ورواه ابن أبي عاصم في كتاب الزهد ص 102 ح (209) ، والدولابي في الكنى 2/297 ، و الشاشي في المسند 2/300 ح ( 877 ) ، و البزار كما في كشف الأستار ح( 3562 ) ، والحاكم في المستدرك 1/165 ، وفي 2/447 ، وأبو بكر بن مردويه في الأمالي ص 118 ح ( 5) ، وابن أبي عمر العدني في كتاب الأيمان ص 127 ح ( 64 ) ، والبيهقي في شعب الإيمان 4/395 ح ( 5524) ، و البغوي في شرح السنة ، باب : الكسب وطلب الحلال 8/9 ح ( 2030 ) ، وأبو القاسم الأصبهاني في الترغيب والترهيب 1/98 ح(72) ، ومحمد بن الحسن الخبازي في جزء من أماليه 41/ب ( ضمن مجموع ).
تخريج الوجه الثاني :
( زبيد ، عن مرة ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - ).
يرويه من هذا الوجه عن زبيد أربعة :-
زهير بن معاوية .
رواه أبو داود في الزهد ص 164 ح (157 ).
عبد الرحمن بن زبيد .
ذكرها أبو نعيم كما مر في تخريج الرواية المرفوعة عنه ، حلية الأولياء 4/166 .
سفيان الثوري .
سبق بيان الاختلاف عليه وأن الوجه الراجح من طريقه روايته على هذا الوجه .
محمد بن طلحة .
سبق بيان الاختلاف عليه وأن الوجه الراجح من طريقه روايته على هذا الوجه .
وتابع مرة الهمداني على هذا الوجه :
الربيع بن خثيم .
رواه أبو بكر محمد بن أحمد الطوسي في الجزء الثاني من حديث أبي العباس الأصم 134/ب.
(( تراجم الرواة ))
أولاً : ترجمة مدار الحديث .(1/280)
زبيد بن الحارث بن عبد الكريم بن عمرو اليامي ، أبو عبد الله الكوفي [ع ].
روى عن : إبراهيم النخعي ، والشعبي ، ومرة الهمداني .
روى عنه : جرير بن حازم ، وسفيان الثوري ، ومسعر بن كدام .
قال يحيى القطان : " ثبت " ، قال يحيى بن معين :" ثقة "، وقال:" ثبت " ، وقال أبو حاتم :" ثقة " ، وقال العجلي :" كوفي ، ثقة ، ثبت في الحديث " ، وقال ابن حجر :" ثقة ثبت عابد ".
مات سنة اثنتين وعشرين ومائة (1).
ثانياً : تراجم رواة الوجه الأول .
المسعودي : عبد الرحمن بن عبد الله.
صدوق ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 12 ).
2- حمزة بن حبيب الزيات .
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 6 ).
3- عبد الرحمن بن زبيد بن الحارث اليامي ، أبو الأشعث .
روى عن : أبيه ، و، وأبي العالية ، وعن جماعة من التابعين.
روى عنه : ابنه أشعث ، ويحيى بن عقبة بن أبي العيزار ، وأهل الكوفة .
ذكره ابن حبان في الثقات ، وذكره الذهبي في المغني في الضعفاء وفي الميزان ونقل في ترجمته قول البخاري :" منكر الحديث " ، واستدرك عليه ابن حجر فقال :" وهذا إنما قاله البخاري في يحيى الراوي عنه " ، مات سنة سبع وأربعين ومائة (2).
ثالثاً : تراجم رواة الوجه الثاني .
1-زهير بن معاوية بن حديج الجعفي .
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 9 ).
2-عبد الرحمن بن زبيد اليامي .
وثقه ابن حبان ، سبقت ترجمته قريباً
محمد بن طلحة بن مصرف.
صدوق ، سبقت ترجمته قريباً.
سفيان بن سعيد الثوري .
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 1 ).
(( دراسة الاختلاف ))
يتبين من تخريج الحديث أنه قد اختلف عن زبيد الحارث من وجهين :
__________
(1) ينظر : الجرح والتعديل 3/ ت 2818 ، معرفة الثقات 1/ 36 7ت 491 ، تهذيب الكمال 9/289 ت 1957 ، تقريب التهذيب ص 334 ت 2000.
(2) الثقات لابن حبان 7/67 ، ميزان الاعتدال 2/561 ت 4865 ، لسان الميزان 3/478 ت 5037.(1/281)
الأول : يرويه عبد الرحمن المسعودي ، وحمزة الزيات ، وعبد الرحمن بن زبيد ثلاثتهم ، عن زبيد ، عن مرة ، عن عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه - مرفوعاً .
الثاني : زهير بن معاوية ، وعبد الرحمن بن زبيد ، وسفيان الثوري ، ومحمد بن طلحة ، أربعتهم عن زبيد ، عن مرة ، عن عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه - موقوفاً .
وبعد النظر في حال المدار ، وأحوال الرواة المختلفين يكون الوجه الثاني هو الراجح ، وقرائن ترجيحه:
1-لأن رواة الوجه الثاني أرجح عدداً ، فقد رواه بهذا الوجه أربعة ، وخالفهم في الوجه الأول
ثلاثة من الرواة.
2- المتابعة لمن فوق المدار بروايته موقوفاً.
أما مجيئ الحديث برواية الحديث مرفوعاً فلا يعتمد عليها لأن مدارها على الصباح بن محمد البجلي ، الأحمسي ، الكوفي .
قال العقيلي :" في حديثه وهم ، ويرفع الموقوف " ، وقال ابن حجر :" ضعيف ، أفرط فيه ابن حبان " (1) ، وقال الدارقطني عن هذه الحديث : " والصحيح ، موقوف " (2).
(( الحكم على الحديث ))
سأدرس إسناد الحديث من الوجه المرجح بإسنادالإمام البخاري في الأدب المفرد ، قال رحمه الله : حدثنا محمد بن كثير ، عن سفيان الثوري ، عن زبيد بن الحارث ، عن مرة ، عبد الله بن مسعود قال :إن الله قسم بينكم .
1-محمد بن كثير العبدي.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 8 ).
2- سفيان الثوري.
ثقة ،سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 1 ).
3-زبيد بن الحارث.
ثقة ، سبقت ترجمته قريباً.
4- مرة بن شراحيل الهمداني ، أبو إسماعيل الكوفي [ع ] .
روى عن : عبد الله بن مسعود ،وحذيفة بن اليمان ، وعمر بن الخطاب - رضي الله عنه -.
روى عنه : زبيد اليامي ، عطاء بن السائب ، وعمرو بن مرة.
وثقه ابن سعد ، و يحيى بن معين ، والعجلي وزاد " تابعي ، كوفي "، وابن حجر .
__________
(1) الضعفا ء الكبير 2/213 ت 750، تقريب التهذيب ص 449 ت 2915.
(2) العلل 5/271.(1/282)
مات سنة ست وسبعين (1).
الحكم على الحديث :
الحديث بهذا الإسناد موقوفٌ صحيح.
قال أبو نعيم رحمه الله :
حدثنا محمد بن إسحاق بن أيوب ، قال : ثنا إبراهيم بن سعدان ، قال ثنا : بكر بن بكار ، قال : ثنا شعبة : عن زبيد : عن مرة قال : قال عبد الله بن مسعود :" فضل صلاة الليل على صلاة النهار كفضل صدقة السر على صدقة العلانية ".
رواه منصور والثوري مثله عن زبيد موقوفاً.
وتفرد مخلد بن يزيد عن الثوري برفعه.
[ حلية الأولياء 4/167 ] .
(( تخريج الحديث ))
الحديث يرويه سفيان الثوري واختلف عنه من وجهين :
الأول : يروى عنه ، عن زبيد ، عن مُرّة ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - .
الثاني : يروى عنه ، عن زبيد ، عن مُرّة ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
تخريج الوجه الأول :
( سفيان الثوري ، عن زبيد ، عن مُرّة ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - ).
يرويه من هذا الوجه عن سفيان اثنان .
1- وكيع بن الجراح .
رواه ابن أبي الدنيا في كتاب التهجد وقيام الليل ص 118 ح ( 13 ).
2- عبد الرزاق الصنعاني .
رواه في المصنف 3/47 ح (4735 ) ، ومن طريقه: رواه الطبراني في المعجم الكبير 9/205 ح ( 8998 ).
وتابع سفيان الثوري على هذا الوجه ستة :-
1- شعبة بن الحجاج .
رواه عبد الله بن المبارك في الزهد ص 54 ح( 23) ، والبيهقي في شعب الإيمان 3/131 ح ( 3099 ) ، وأبو نعيم في حلية الأولياء 4/ 167 .
2- مسعر بن كدام .
رواه أبو بكر بن أبي شيبة في المصنف ، كتاب الصلوات ، باب ( 550 ) : من كان يأمر بقيام الليل 2/73 ح ( 6609) ، و ابن أبي الدنيا في كتاب التهجد وقيام الليل ص 118ح ( 13 ).
__________
(1) ينظر : معرفة الثقات 2/ 270 ت 1703، تهذيب الكمال 27 / 379 ت 5865، تقريب التهذيب ص 930 ت 6606 .(1/283)
و البيهقي في السنن الكبرى ، كتاب : الصلاة ، باب : الترغيب في صلاة الليل 2/502 ، و أبو نعيم في حلية الأولياء 7/238 .
3- محمد بن طلحة .
رواه ابن أبي الدنيا في التهجد وقيام الليل ص 297 ح ( 235 ) ، والبيهقي في شعب الإيمان 3/130 ح ( 3099 ).
4- جرير بن حازم .
رواه البيهقي في شعب الإيمان 3/130 ح ( 3099 ).
5- منصور بن المعتمر.
رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 5/36 ، وذكره في 4/167.
6- ليث بن أبي سليم.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة في المصنف ، كتاب : الزهد ، باب ( 10) : من كلام عبد الله بن مسعود 7/121ح( 34542).
تخريج الوجه الثاني :
( الثوري ، عن زبيد ، عن مرة ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ) .
تفرد به مخلد بن يزيد من هذا الوجه عن الثوري .
رواه الحسين المروزي في زياداته على الزهد لابن المبارك ص 55 ح ( 25 ) ، وأبو الشيخ الصبهاني في طبقات المحدثين بأصبهان 3/455 ، وأبو نعيم في حلية الأولياء 4/167،و 5/ 36 و 7/238 ، والبيهقي في شعب الإيمان 3/ 130 ح ( 3098 ) وابن الشجري في الأمالي 1/206 ، و الطبراني في المعجم الكبير 10179 ح( 10382 ).
(( تراجم الرواة ))
أولاً : ترجمة مدار الحديث.
سفيان بن سعيد الثوري .
ثقة ، إمام ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 1 ).
ثانياً : تراجم رواة الوجه الأول .
1- وكيع بن الجرح .
ثقة ، إمام ، سبقت ترحمته في الحديث رقم ( 1 ).
2- عبد الرزاق بن همام بن نافع ، أبو بكر الصنعاني ، [ ع ].
روى عن : عبيد الله بن عمر ، سفيان الثوري ، وفضيل بن عياض.
روى عنه : زهير بن حرب ، وأحمد بن صالح المصري ، وحماد بن أسامة.
قال أحمد بن صالح المصري لأحمد بن حنبل :" رأيت أحسن حديثاً من عبد الرزاق "؟ قال : لا قال أبو زرعة : " عبد الرزاق أحد من ثبت حديثه " ، وقال العجلي :" ثقة ، كان يتشيع " ، وقال يعقوب بن شيبة :" ثقة ، ثبت " ، وقال البزار :" ثقة ".(1/284)
قال ابن حجر :" ثقة ، حافظ ، مصنف شهير ، عمي في آخر عمره فتغير ، وكان يتشيع".
وقد تكلم فيه ، والسبب أنه بعد أن عمي كان يلقن فيتلقن ، وضابط الرواية المقبولة عنه أمران:
السماع منه قبل أن يذهب بصره ؛ قال الإمام أحمد :" أتينا عبد الرزاق قبل المأتين وهو صحيح البصر ، ومن سمع منه بعدما ذهب بصره ، فهو ضعيف السماع".
الأخذ من كتبه ؛ قال الإمام أحمد :" من سمع من الكتب فهو أصح ".
وأما ما نسب إليه من التشيع ، قال عبد الله بن أحمد :" سألت أبي قلت: عبد الرزاق كان يتشيع ويفرط في التشيع ؟ فقال :" أما أنا فلم أسمع منه في هذا شيئاً ، ولكن كان رجلاً تعجبه أخبار الناس " ، مات سنة إحدى عشرة ومائتين (1).
ثالثاً : ترجمة راوي الوجه الثاني .
مخلد بن يزيد القرشي ، أبو يحيى الحراني [خ م د س ق].
روى عن : سفيان الثوري ، وحريز بن عثمان ، ويونس بن أبي إسحاق .
روى عنه :أحمد بن حنبل ، وإسحاق بن راهويه ، أبو بكر بن أبي شيبة .
اختلفت فيه أقوال أهل العلم .
فالموثقون له :
يحيى بن معين ، وأبو داود ، وابن حبان ، ويعقوب الفسوي ، والذهبي .
أما من أنزله عن رتبة الثقة .
فقد قال الإمام أحمد :" لا بأس به ،وكان يهم " ، وقال أبو حاتم :" صدوق " ، وقال أبو داود بعد أن روى له حديثاً وصله :" مخلد شيخ ، إنما رواه الناس مرسلاً ".
وقال الذهبي مرة أخرى :" صدوق مشهور،وقد روى مخلدٌ حديثاً في الصلاة مرسلاً فوصله ".
وقال ابن حجر :" صدوق له أوهام " وقال : "روى له البخاري أحاديث قليلة من روايته عن ابن جريج توبع عليها " ، وروى له مسلم والجماعة إلا الترمذي .
__________
(1) ينظر :العلل ومعرفة الرجال عن الإمام أحمد 2/59 ي 1545 ، الجرح والتعديل 6/ 38ت 204 ، معرفة الثقات 2/93 ت 1097 ، تهذيب الكمال18/52 ت 3415 ، تقريب التهذيب ص 607 ت 4092.(1/285)
وهو صدوق بناءً على أنه قول الأكثر ، وبسبب بعض أوهامه في رواية الحديث فكما أنكر عليه أبو داود حديثاً ، فكذلك الحديث الذي أدرسه قد وهم فيه فرفعه وهو موقوف .
مات سنة ثلاث وتسعين ومائة (1).
(( دراسة الاختلاف ))
يتبين من تخريج الحديث أنه قد اختلف عن سفيان الثوري من وجهين :
الأول : يرويه وكيع بن الجراح ، و عبد الرزاق الصنعاني كلاهما ، عن الثوري ،عن زبيد ، عن مرة ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - .
الثاني :يرويه مخلد بن يزيد ،عن الثوري ، عن زبيد ، عن مرة ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
وبعد النظر في حال المدار ، وأحوال الرواة المختلفين يكون الوجه الأول هو الراجح ، وقرائن ترجيحه :
1- أن الوجه الأول من رواية الأرجح صفة وعدداً ، أحدهما من أكبر أصحاب الثوري المتثبتين ؛ وكيع بن الجراح فقد عده الدارقطني من أقوى أصحاب الثوري (2)،والمخالف لهم صدوق ، وقد تكلم في ضبطه وأن له أوهاماً.
2-المتابعات للمدار تؤيد رجحان الوجه الأول ؛ فقد تابعه على هذا الوجه ستة من الرواة فيهم حفاظ كبار على روايته موقوفاً.
قال البيهقي :"لم يرفعه غير مخلد بن يزيد ، وأخطا فيه والصحيح موقوف " (3).
(( الحكم على الحديث ))
سأدرس إسناده من الوجه المرجح من مصنف عبد الرزاق الصنعاني :
حيث رواه عبد الرزاق عن الثوري عن زبيد عن مرة قال : قال عبد الله : فضل صلاة الليل على صلاة النهار ….. الأثر .
1- سفيان بن سعيد الثوري .
__________
(1) ينظر : سؤالات الدارمي ليحيى بن معين ص 205 ت 758 ، الجرح والتعديل 8/347 ت 1591 ، سنن أبي داود 1/ 268 ، الثقات لابن حبان 9/186، المعرفة والتاريخ 2/459 تهذيب الكمال 27/ 243 ت 5843 ، الكاشف 3/ 113 ت 5439 ، ميزان الاعتدال 4/ 84 ت 8393 ، هدي الساري ص 443 ، تقريب التهذيب ص 928 ت 6584 .
(2) سؤالات ابن بكير للدارقطني ص 42 .
(3) شعب الإيمان 3/130.(1/286)
ثقة ، إمام ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 1 ).
2- زبيد بن الحارث اليامي .
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 13 ).
3- مرة بن شراحيل الهمداني .
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 13 ).
الحكم على الأثر :
الأثر بهذا الإسناد موقوفٌ صحيح .
قال أبو نعيم رحمه الله :
حدثنا محمد بن المظفر إملاءً ، قال :ثنا علي بن الحسين بن الجنيد ، قال : ثنا عبدالله بن هاشم الطوسي قال : ثنا عبدالرحمن بن مهدي قال : ثنا إسرائيل ، عن السدي ، عن مرة ، عن عبدالله قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :" يدخل الناسُ النار ثم يصدرون عنها بأعمالهم" .
قال عبدالرحمن بن مهدي : فذكرت لشعبة أن إسرائيل يرفعه ، فقال : صدق إسرائيل.
ورواه عبد الرحمن ، عن شعبة مثله موقوفاً.
[حلية الأولياء 4/167 ].
(( تخريج الحديث ))
مدار الحديث على السدي ، واختلف عنه من وجهين :
الأول : يروى عنه ، عن مرة ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - ،عن النبي - رضي الله عنه -.
الثاني : يروى عنه ، عن مرة ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -.
تخريج الوجه الأول :
( السدي ، عن مرة ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - ،عن النبي - رضي الله عنه - ).
تفرد به إسرائيل بن يونس من هذا الوجه عن السدي.
رواه الإمام أحمد في المسند 7/ 206 ح( 4141 )، و الدارمي في كتاب : الرقاق ، باب ( 89 ) : في ورود النار 3/ 1853 ح ( 2852 ) ، بزيادة في آخره ، والترمذي في سننه ، أبواب التفسير ، باب ( 20 ) : ومن سورة مريم 5/ 223ح ( 3159 ) ، وأبو يعلى في المسند 9/186 ح( 5282 ) ، و 9/ 21 ح( 5089 ) ، والحاكم في المستدرك 2/ 375و 4/ 586 ، وأبو نعيم في حلية الأولياء 4/167 ، والبيهقي في الاعتقاد 1/204 ، وعبدالغني المقدسي في ذكر النار ص 101 ح ( 98 ) .
تخريج الوجه الثاني :
( السدي ، عن مرة ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - )
تفرد به شعبة بن الحجاج من هذا الوجه عن السدي.(1/287)
رواه الإمام أحمد في المسند 7/ 196 ح ( 4128 ) ، وفي العلل ومعرفة الرجال 3/ 62 م ( 4179 ) ، والترمذي في سننه ، أبواب التفسير ، باب (20 ):ومن سورة مريم ، 5 224 ح ( 3160 )، و الطبري في جامع البيان 16/111 ، وابن عدي في الكامل 1/277 ، والحاكم في المستدرك 4/587 ، والخطيب البغدادي في الكفاية 2/519 ح ( 1285 ) .
(( تراجم الرواة ))
أولاً : ترجمة مدار الحديث .
إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة السُدي (1) ، أبو محمد القرشي [م 4].
روى عن : أنس بن مالك - رضي الله عنه - ، وعدي بن ثابت ، ومرة الهمداني .
روى عنه : شعبة بن الحجاج ، وإسرائيل بن يونس ، وأبو عوانة .
مختلف فيه ؛ فالمعدلون :
قال يحيى القطان :" لا بأس به "، وقال الإمام أحمد :" ثقة " ، وقال النسائي :" ليس به بأس "، وقال مرة أخرى :" صالح " ، وقال العجلي :" ثقة عالم بالتفسير " ، وذكره ابن حبان في الثقات ، وقال ابن عدي :" والسدي له أحاديث يرويها عن عدة شيوخ له ، وهو عندي مستقيم الحديث ، صدوق لا بأس به " ، وقال الذهبي :" حسن الحديث ، وذكره في كتاب من تكلم فيه وهو موثق " ، وقال ابن حجر :" صدوق يهم ، ورمي بالتشيع ".
وأما المجرحون :
قال يحيى بن معين :" في حديثه ضعف ، وسئل عن السدي وإبراهيم بن مهاجر ؟ فقال : متقاربان في الضعف " ، وقال عبد الرحمن بن مهدي :" ضعيف " ، وقال أبو زرعة :" لين ".
وقال أبو حاتم :" يكتب حديثه ولا يحتج به ".
فمن تكلم فيه لم يجرحه بما يوجب رد حديث ، ولم أجد شيئاً من ذلك إلا ما ذكر من بدعة التشيع التي رمي بها ففي ترجمته قول حسين بن واقد المروزي : سمعت من السدي فما قمت من عنده حتى سمعته يشتم أبا بكر وعمر ، فلم أعد إليه .
__________
(1) السدي : بضم السين المهملة ، وتشديد الدال المهملة ، هذه النسبة إلى سدة الجامع ، الأنساب 3/238.(1/288)
أما مروياته فلم يجرح بشيء فيها ، فهو صدوق ، مات سنة تسع وعشرين ومائة (1).
ثانياً : ترجمة راوي الوجه الأول.
إسرائيل بن يونس السبيعي .
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 10 ).
ثالثاً : ترجمة راوي الوجه الثاني .
شعبة بن الحجاج العتكي .
ثقة ، إمام ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 3 ).
(( دراسة الاختلاف ))
يتبين من تخريج الحديث أنه قد اختلف عن السدي من وجهين :-
الأول : يرويه إسرائيل بن يونس، عن السدي ، عن مرة ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - ،عن النبي - رضي الله عنه - .
الثاني : يرويه شعبة ، عن السدي ، عن مرة ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - .
هذا الخلاف ليس مما يقضى فيه لإسرائيل على شعبة ولا العكس ، فالحديث مرفوع ، لكن شعبة كان يتصرف في الرواية فيقصر الرواية بروايته موقوفاً ، قال عبد الرحمن بن مهدي لشعبة بعد أن روى عنه الحديث موقوفاً كالمراجع له في ذلك :" إسرائيل حدثه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - " ؟ ، قال : نعم ، هو عن النبي - صلى الله عليه وسلم - " (2) ، وفي سنن الترمذي قال شعبة :" وقد سمعته من السدي مرفوعاً ، ولكني أدعه عمداً " (3) .
(( الحكم على الحديث ))
سأدرس إسناد الحديث من الوجه المرفوع ، بإسناد الإمام أحمد قال رحمه الله : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ، عن إسرائيل ، عن السدي ، عن مرة عن عبد الله قال : (4) ، قال :قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : يرد الناس النار كلهم ، الحديث.
1-عبد الرحمن بن مهدي بن حسان العنبري ، أبو سعيد البصري .
ثقة ، إمام سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 8 ).
2- إسرائيل بن يونس السبيعي .
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 10 ).
__________
(1) الجرح والتعديل 2/ 184 ت 625 ، الكامل 2/278 ، تهذيب الكمال 3/ 132 ت 462 ، ميزان الاعتدال 1/ 236 ت 907 ، تقريب التهذيب ص 141 ت 467 .
(2) مسند الإمام أحمد 7/196.
(3) سنن الترمذي 5/ 224
(4) سورة مريم آية 71.(1/289)
3- إسماعيل بن عبد الرحمن السدي .
صدوق ، سبقت ترجمته قريباً .
4- مرة بن شراحيل الهمداني .
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 10 ).
عبد الله بن مسعود بن غافل الهذلي .
صحابي .
الحكم على الحديث :
الحديث بهذا الإسناد حسن ؛ في إسناده إسماعيل السدي وهو صدوق .
وللحديث شواهد في معناه .
منها حديث أم مبشر رضي الله عنها .
قالت رضي الله عنها: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول عند حفصة :" لا يدخل النار إن شاء الله من أصحاب الشجرة أحد الذين بايعوا تحتها" .
قالت :" بلى يا رسول الله ".
فانتهرها ، فقالت حفصة :" (1) ".
فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - :" وقد قال الله عز وجل : (2) .
رواه مسلم في صحيحه ، كتاب : فضائل الصحابة ، باب ( 37 ) :من فضائل أصحاب الشجرة 4/1942 ح ( 2496 / 163 ) ، وأبو داود في سننه ، كتاب : السنة ، باب (9) : في الخلفاء 2/624 ح ( 4653 ).
وحديث أبي هريرة - رضي الله عنه -.
قال - رضي الله عنه - قال النبي - صلى الله عليه وسلم - :" لا يموت لمسلم ثلاثة من الولد فيلج النار إلا تحلة القسم " (3).
رواه البخاري في صحيحه ، كتاب : الجنائز ، باب ( 6 ) : فضل من مات له ولد فاحتسب 1/387 ح( 1251)
فيرتقي حديث عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - إلى الصحيح لغيره .
__________
(1) سورة مريم آية 71.
(2) سورة مريم آية 72.
(3) تحلة القسم : قال العلماء : تحلة القسم : ما ينحل به القسم وهو اليمين وجاء مفسرا في الحديث أن المراد قوله تعالى (( وإن منكم إلا واردها )) وبهذا قال ابو عبيد وجمهور العلماء والقسم مقدر أي : والله إن منكم إلا واردها وقيل المراد قوله تعالى (( فوربك لنحشرنهم والشياطين )) [ سورة مريم آية 68 ]، شرح النووي على صحيح مسلم 16/180.(1/290)
قال أبو نعيم رحمه الله :
حدثنا أبو بكرمحمد بن جعفر بن الهيثم الأنباري ، قال : ثنا محمد بن أحمد ابن أبي العوام ، قال : ثنا محمد بن جعفر المدائني ، قال : ثنا سلام بن سليم ، عن عبد الملك بن عبد الرحمن عن الحسن العرني ، عن الأشعث بن طليق ، عن مرة ، عن عبد الله بن مسعود قال :" اجتمعنا في بيت أمنا عائشة رضي الله تعالى عنها فنظر إلينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فدمعت عيناه [ فتشدد](1) فنعى إلينا نفسه حين دنا الفراق.
فقال :" مرحبا بكم حياكم الله جمعكم الله نصركم الله رفعكم الله نفعكم الله وفقكم الله قبلكم الله هداكم الله سلمكم الله أوصيكم بتقوى الله وأوصي الله بكم أن لا تعلو على الله في عباده ، وبلاده فإن الله تعالى قال لي ولكم :" (2) وقال: (3) .
قلنا :" يا رسول الله متى أجلك" ؟ .
قال :" قد دنا الأجل والمنتهى إلى الله تعالى وإلى السدرة المنتهى والجنة المأوى والفردوس الأعلى ".
قلنا :" يا رسول الله من يغسلك " ؟ .
قال :" رجال أهل بيتي الأدنى فالأدنى".
قلنا :" يا رسول الله ففيم نكفنك" ؟.
قال :" في ثيابي هذه إن شئتم أو يمنية أو بياض مصر ".
قلنا :" يا رسول الله ومن يصلي عليك ؟ وبكينا" .
__________
(1) هكذا في المطبوع ، وأيضاً في (د ) 3/121/أ-ب ، ولعلها [ فتشهد ] أو [ فتنهد ] .
(2) سورة القصص آية 83.
(3) سورة الزمر آية 60.(1/291)
فقال :" مهلاً غفر الله لكم وجزاكم الله عن نبيكم خيراً إذا غسلتموني وكفنتموني فضعوني على شفير قبري ، ثم اخرجوا عني ساعة فان أول من يصلي علي خليلي وحبيبي جبريل ، ثم ميكائيل ، ثم إسرافيل ، ثم ملك الموت مع ملائكة كثيرة ، ثم ادخلوا عليّ فصلوا علي وسلموا تسليماً ولا تؤذوني بتزكية ولا برنّة ولا بصيحة ، وليبدأ بالصلاة علي رجال أهل بيتي ، ثم نساؤهم ، ثم أنتم واقرأوا أنفسكم السلام كثيراً ، ومن كان غائباً من أصحابي فاقرؤه مني السلام كثيراً ، ألا وأني أشهدكم أني قد سلمت على كل من دخل في الإسلام وعلى كل من تابعني على ديني من اليوم إلى يوم القيامة".
قلنا :" يا رسول الله فمن يدخل قبرك" ؟ .
قال :" رجال أهل بيتي مع ملائكة كثيرة يرونكم من حيث لا ترونهم ".
هذا حديث غريب من حديث مرة عن عبدالله لم يروه متصل الإسناد إلا عبد الملك بن عبد الرحمن وهو ابن الاصبهاني ما كتبناه عالياً إلا من حديث محمد بن جعفر المدائني وكذا وقع في كتابي سلام بن سليم وقيل سلام بن سليمان.
[ حلية الأولياء 4/168-169 ].
(( تخريج الحديث ))
الحديث يرويه عبد الملك بن عبد الرحمن بن الأصبهاني ، واختلف عنه من أربعة أوجه:
الأول : يروى عنه ، عن خلاد الصفار ، عن الأشعث بن طليق ، عن الحسن العرني ، عن مرة الهمداني ، عن عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثاني : يروى عنه عن الأشعث بن طليق ، عن الحسن العرني ، عن مرة ، عن عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثالث : يروى عنه ، عن مُرّة ، عن عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ..
الرابع : يروى عنه ، عن الحسن العرني ، عن الأشعث بن طليق ، عن مرة ، عن عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
(( تخريج الحديث ))
تخريج الوجه الأول :(1/292)
( عبد الملك ، عن خلاد الصفار، عن الأشعث بن طليق ، عن الحسن العرني ، عن مرة الهمداني ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ) .
تفرد به عمرو بن محمد العنقزي من هذا الوجه عن عبد الملك .
رواه الطبراني في المعجم الأوسط 4/208 ح ( 3996 ) ، وقال :" لم يجود إسناد هذا الحديث إلا عمرو بن محمد العنقزي "، و في كتاب الدعاء 3/1371 ح ( 1219 ) .
تخريج الوجه الثاني :
( عبد الملك ، عن الأشعث بن طليق ، عن الحسن العرني ، عن مرة ، عن عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
يروي الحديث من هذا الوجه عن عبد الملك اثنان :
1- سلمة بن صالح .
رواه أحمد بن منيع كما في المطالب العالية 17/538 ح ( 4329 ).
2- سلمة بن نبيط .
رواه الطبراني في الدعاء 3/ 1370 ح ( 1218 ) ، ورواه أحمد بن شبيط الحبطي ، قال الذهبي :" رأيت ذلك في الجزء الثاني من حديث أحمد بن شبيط الحبطي ، ثم ذكره ، ميزان الاعتدال 1/265 .
تخريج الوجه الثالث :
( عبد الملك ، عن مرة ، عن عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
تفرد به عبد الرحمن بن محمد المحاربي من هذا الوجه عن عبد الملك.
رواه البزار في البحر الزخار 5/ 394 ح ( 2028 ) ، وقال :" وهذا الكلام قد روي عن مرة من غير وجه ، وأسانيدها عن مرة عن عبد الله متقاربة ، وعبد الرحمن بن الأصبهاني لم يسمع هذا من مرة ، وإنما هو عمن أخبره عن مرة ، ولا أعلم أحداً رواه عن عبد الله غير مرة ".
وهذا متعقب : فالراوي هو عبد الملك بن عبد الرحمن وليس عبد الرحمن ، قال الطبراني :" ورواه المحاربي عن عبد الملك بن الأصبهاني عن مرة عن عبد الله ولم يذكر خلاد الصفار ، ولا الأشعث بن طليق ، ولا الحسن العرني" (1).
__________
(1) المعجم الأوسط 4/209.(1/293)
ورواه عن عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه - غيرُ مُرّة كما سيأتي في متابعة ابن أبي عون لمرة الهمداني.
تخريج الوجه الرابع :
( عبد الملك ، عن الحسن العرني ، عن الأشعث بن طليق ، عن مرة ، عن عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم -).
تفرد به سليمان بن سليم الطويل من هذا الوجه عن عبد الملك.
رواه الحاكم في المستدرك 3/ 60 . مختصراً ، و أبو نعيم في حلية الأولياء 4/ 168 – 169 ، وقال : "كذا وقع في كتابي سلام بن سليم ، وقيل سلام بن سليمان ".
وتابع مرةَ الهمداني على هذا الوجه:
عبد الواحد بن أبي عون عن عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه - .
رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 2/257 ، و البلاذري في الأنساب 2/239 ، و ابن الجوزي في المنتظم 4/34 ، حوادث السنة الحادية عشر.
(( تراجم الرواة ))
أولاً : ترجمة مدار الحديث .
عبد الملك بن عبد الرحمن الأصبهاني .
روى عن : خلاد الصفار ، وأبيه .
روى عنه : عمرو بن محمد العنقزي ، وأبو نعيم ، وعبد العزيز بن أبان .
قال الحاكم :" مجهول لا نعرفه بعدالة ولا جرح " ، وتعقبه الذهبي فقال :" بل كذبه الفلاس " (1) ، فهو متهم بالوضع.
(( دراسة الاختلاف ))
يتبين من تخريج الحديث أنه قد اختلف عن عبد الملك بن عبد الرحمن الأصبهاني من أربعة أوجه :
الأول : رواه عمرو بن محمد العنقزي ، عن عبد الملك ، عن خلاد الصفار ، عن الأشعث بن طليق ، عن الحسن العرني ، عن مرة الهمداني ، عن عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه - .
الثاني : رواه سلمة بن صالح ، وسلمة بن نبيط كلاهما عن عبد الملك ، عن الأشعث بن طليق ، عن الحسن العرني ، عن مرة ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - .
الثالث : رواه عبد الرحمن بن محمد المحاربي ، عن عبد الملك ، عن مرة ، عن عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه - .
__________
(1) ينظر :المستدرك للحاكم 3/ 60 ، أخبار أصبهان 2/130 .(1/294)
الرابع : رواه سليمان بن سليم الطويل ، عن عبد الملك ، عن الحسن العرني ، عن الأشعث بن طليق ، عن مرة ، عن عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه - .
وبما أن حال المدار لا تحتمل مثل هذا الاختلاف فهو آفته ، فلا يمكن ترجيح وجه على آخر ، فكلها مردودة.
(( الحكم على الحديث )).
ضعيف جداً مداره على عبد الملك ابن الأصبهاني ، وهو متهم ، أما متابعة ابن أبي عون لمرُّة الهمداني ، فهي تالفة معلّة بعلتين :
الأولى : أنها من رواية محمد بن عمر الواقدي ، وهو متروك الحديث (1).
الثانية : عبد الواحد ابن أبي عون من أتباع التابعين بينه وبين ابن مسعود راوٍ واحد أو أكثر ، فهو منقطع على كل حال .
فيبقى الحديث على حكمه الأول ، فهو يشبه حديث القصاص ، وفيه ألفاظ لا تخرج من فيّ أفصح من نطق بالضاد - صلى الله عليه وسلم - .
قال الذهبي تعقيباً على الحاكم في إخراجه للحديث في المستدرك :" وهذا شأن الموضوع يكون كل رواته ثقات سوى واحدٍ ، فلو استحى الحاكم لما أورد مثل هذا" (2).
قال أبو نعيم رحمه الله:
حدثنا عبدالله بن جعفر ، قال ثنا يونس بن حبيب ، قال : ثنا أبو داود ، قال : ثنا شعبة ، عن منصور ، عن إبراهيم ، عن همام بن الحارث قال : قيل لحذيفة في رجل : إن هذا يبلغ الأمراء فقال حذيفة : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول :" لا يدخل الجنة قتات (3) ".
مشهور من حديث شعبة عن منصور.
ورواه أبو قطن (4) : عمرو بن الهيثم ، عن شعبة ، عن الحكم بن عتيبة ، عن إبراهيم ، عن همام بن الحارث ، عن حذيفة قال:سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " لا يدخل قتات الجنة ".
تفرد بحديث الحكم عمرو بن الهيثم.
__________
(1) ينظر : تقريب التهذيب ص 882 ت 6215.
(2) المستدرك 3/60.
(3) قتات : هو النمام ، يقال : قتّ الحديث إذا زوره وهيأه وسواه ، النهاية في غريب الحديث 4/11.
(4) في المطبوع زيادة عن .(1/295)
وتابع شعبة في روايته عن منصور (1)سفيان الثوري ، وأبو عوانة .
وممن روى هذا الحديث عن إبراهيم النخعي الأعمش ، ومنصور ، وإبراهيم بن مهاجر.
[ حلية الأولياء 4/178-179].
(( تخريج الحديث )))
الحديث يرويه شعبة بن الحجاج واختلف عنه من ثلاثة أوجه :
الأول : يروى عنه ، عن منصور ، عن إبراهيم ، عن همام بن الحارث ، عن حذيفة - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
الثاني : يروى عنه ، عن الحكم ، عن إبراهيم ، عن همام بن الحارث ، عن حذيفة - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
الثالث : يروى عنه ، عن سليمان التيمي ، عن إبراهيم بن قعيس ، عن أبي وائل ، عن حذيفة - رضي الله عنه -.
تخريج الوجه الأول :
( شعبة،عن منصور ، عن إبراهيم ، عن همام بن الحارث ، عن حذيفة - رضي الله عنه -،عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
يرويه من هذا الوجه عن شعبة اثنان :
أبو داود الطيالسي .
رواه في المسند 1/337 ح ( 422 ) ، ومن طريقه : رواه أبو عوانة في المسند 1/31.
وابن منده في كتاب الإيمان 2/627 ح( 612 ) ، وأبو نعيم في حلية الأولياء 4/178-179.
بشر بن المفضل .
رواه النسائي في السنن الكبرى ، كتاب : التفسير ، باب : سورة القلم 6/496 ح ( 11614).
وتابع شعبة على هذا الوجه كلٌ من :
سفيان الثوري .
رواه البخاري في صحيحه ، كتاب : الأدب ، باب ( 50 ) : ما يكره من النميمة 4/101 ح( 5056 ) ، وفي كتاب الأدب المفرد ، باب ( 150 ) : النمام ص 119 ح ( 322 ).
وابن أبي الدنيا في كتاب الصمت وآداب اللسان ص 178 ح ( 273 ) ، وأبو جعفر البختري في المجلس الثالث ضمن مجموع من مصنفاته ص 147 ح ( 80 ) ، والقاضي الحسين الفلاكي في جزء من فوائده 94/أ ( ضمن مجموع ).
سفيان بن عيينة .
__________
(1) في المطبوع زيادة [ ثنا ].(1/296)
رواه الحميدي في المسند 1/210 ح ( 443 ) ، والإمام أحمد في المسند 5/404 ، والترمذي في سننه ، أبواب : البر والصلة ، باب ( 79 ) : ما جاء في النمام 3/550 ح ( 2026 ) ، ورواه أبو القاسم الحنائي في الفوائد 105/1/ب ، والقاضي الأشنائي في جزئه ( ضمن مجموع ) ص 157 ح ( 453 ) ، وابن بشران في الأمالي 2/147 ح ( 1234 ) ، والخطيب البغدادي في تاريخ بغداد11/237 ، وابن عساكر في تاريخ دمشق 5/51 ، ورواه أبو القاسم القشيري في الأربعين 100/ب ( ضمن مجموع ) ، وابن عساكر في معجم الشيوخ 1/336 ح ( 403 ).
جرير بن عبد الحميد.
رواه مسلم في صحيحه ، كتاب : الإيمان ، باب ( 45 ) : بيان غلظ النميمة 1/101 ح ( 105 / 169 ) ، والبزار في البحر الزخار 7/356 ح ( 2954 ) ، وابن حبان كما في الإحسان ، كتاب : الحظر والإباحة ، باب ( 13 ) : النميمة 13/78 ح ( 5765 ).
وتابع منصوراً على هذا الوجه :
الأعمش: سليمان بن مهران.
رواه مسلم في صحيحه ، كتاب : الإيمان ، باب ( 45 ) : بيان غلظ النميمة 1/101 ح ( 105 / 169 ) ، و أبو داود في سننه ، كتاب : الأدب ، باب ( 38 ) : في القتات 2/640 ح ( 4871 ) ، و هناد بن السري في الزهد 2/574 ح ( 1208 ) ، وابن أبي الدنيا في الصمت ص 153 ح ( 252 ) ، وفي الغيبة والنميمة ص 35 ح ( 116)، وأبو جعفر البختري في المجلس الثالث ضمن مجموع ص 208 ح ( 186) ، والخرائطي في اعتلال القلوب 2/253 ح ( 510).
تخريج الوجه الثاني :
( شعبة ، عن الحكم ،عن إبراهيم ،عن همام بن الحارث ،عن حذيفة - رضي الله عنه - ،عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
تفرد به أبو قطن البصري من هذا الوجه عن شعبة .
رواه الإمام أحمد في المسند 38/356 ح ( 23331 ) ، ومن طريقه :رواه القطيعي في جزء الألف دينار ص 24 ح ( 5 ) ، والطبراني في المعجم الكبير 3/168 ح( 3021 ) ، وابن بشران في الأمالي 1/125 ح( 270 )(1).
__________
(1) تصحفت شعبة إلى سعيد ، وقتات إلى قتان.(1/297)
تخريج الوجه الثالث :
( شعبة ، عن سليمان التيمي ، عن إبراهيم بن قعيس ، عن أبي وائل ، عن حذيفة - رضي الله عنه - ).
يرويه من هذا الوجه عن شعبة اثنان .
1- عبد الملك بن إبراهيم الجدي.
رواه البخاري في التاريخ الكبير 1/314.
2-بدل بن المحبر .
رواه البخاري في التاريخ الكبير 1/314 ، والخطيب في تاريخ بغداد 9/427.
(( تراجم الرواة ))
أولاً : ترجمة مدار الحديث .
شعبة بن الحجاج العتكي.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 3 ).
ثانياً: ترجمة رواة الوجه الأول.
أبو داود الطيالسي.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 11 ).
2- بشر بن المفضل بن لاحق الرقاشي .
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 11 ).
ثالثاً : ترجمة راوي الوجه الثاني.
عمرو بن الهيثم بن قطن(1) بن كعب الزبيدي ، أبو قطن البصري [بخ م 4].
روى عن : شعبة بن الحجاج ، ومبارك بن فضالة ، وحمزة بن حبيب الزيات.
روى عنه : أحمد بن حنبل ، وأحمد بن منيع ، ويحيى بن معين.
قال علي بن المديني ، ويحيى بن معين :" ثقة " ، وقال الإمام أحمد :" كان ثبتاً " ، وقال :" ما به بأس "، وقال أبو حاتم :" صدوق ، صالح " ، وقال ابن حجر :" ثقة "
مات سنة سبع وتسعين ومائة (2).
رابعاً : تراجم رواة الوجه الثالث.
عبد الملك بن إبراهيم الجدي (3)،أبو عبد الله الحجازي [ خ د ت س].
روى عن : شعبة بن الحجاج ، وسفيان الثوري ، وسليمان بن المغيرة .
روى عنه : محمود بن غيلان ، وأحمد بن شيبان الرملي ، وسلمة بن شبيب.
قال أبو حاتم :" شيخ " ، وقال أبو زرعة :" لا بأس به " ، وذكره ابن حبان في الثقات .
__________
(1) قطن : بفتح قاف ومهملة ، وبنون ، المغني للفتني ص 204.
(2) ينظر : الجرح والتعديل 6/ ت 1480 ، تهذيب الكمال 22/280 ت 4466 ، تقريب التهذيب ص 747 ت 5165.
(3) الجدي : بضم الجيم ، وتشديد الدال المكسورة المهملة ، هذه النسبة إلى جدة ، بليدة بساحل مكة ، الأنساب 2/32.(1/298)
وقال ابن حجر :" صدوق " ، مات سنة أربع أو خمس مائتين (1).
بدل بن المحبر بن المنبه التميمي ، أبو المنير البصري [خ 4 ].
روى عن : شعبة بن الحجاج ، وزائدة بن قدامة ، وعبد السلام بن عجلان.
روى عنه : البخاري ، ومحمد بن بشار ، ويعقوب بن شيبة .
قال أبو حاتم :" صدوق " ، وقال أبو زرعة :" ثقة " ، وقال ابن حجر :" ثقة ، ثبت إلا في حديثه عن زائدة " (2).
(( دراسة الاختلاف ))
يتبين من تخريج الحديث أنه قد اختلف عن شعبة بن الحجاج من ثلاثة أوجه :
الأول : يرويه أبو داود الطيالسي ، وبشر بن المفضل كلاهما عن شعبة ، عن منصور ، عن إبراهيم ، عن همام بن الحارث ، عن حذيفة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
الثاني : يرويه عمرو بن الهيثم ، عن شعبة ، عن الحكم ، عن إبراهيم ، عن همام بن الحارث عن ، حذيفة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
الثالث : يرويه عبد الملك الجدي ، وبدل بن المحبر كلاهما عن شعبة ، عن سليمان التيمي عن إبراهيم بن قعيس عن أبي وائل عن حذيفة - رضي الله عنه -.
وبعد النظر في حال المدار ، وأحوال الرواة المختلفين يكون الوجه الأول هو الراجح ، وقرائن ترجيحه:
__________
(1) ينظر : الجرح والتعديل 5/ ت 1617 ، الثقات 8/387 ، تهذيب الكمال 18/280 ت 3513 ، تقريب التهذيب ص 621 ت 4191.
(2) ينظر : الجرح والتعديل 1/ 439 ت 1748 ، تهذيب الكمال 4/28 ت 647 ، تقريب التهذيب ص 164 ت 651 .(1/299)
أن الوجه الأول يرويه عن شعبة راويان منهما : أبو داود الطيالسي ، وهو من المقدمين في الرواية عن شعبة بن الحجاج ، قال ابن عدي :" وإذا جاوزت في أصحاب شعبة من معاذ بن معاذ ، وخالد بن الحارث ، ويحيى القطان ، وغندر ، فأبو داود خامسهم " (1) ، قيل ليحيى بن معين : " فأبو داود أحب إليك فيه – يعني شعبة – و ابن مهدي "؟ قال :" أبو داود أعلم به " (2)، وخالفهما في كل من الوجهين الثاني والثالث في كل وجه راوٍ واحد.
المتابعات للمدار ، ولمن فوقه تؤيد رجحان الوجه الأول .
قال أبو نعيم : " مشهور من حديث شعبة ، عن منصور " (3).
(( الحكم على الحديث ))
سأدرس الحديث من الوجه المرجح بإسناد أبي داود الطيالسي :قال رحمه الله : قال أبو داود الطيالسي: حدثنا شعبة ، عن منصور ، عن إبراهيم ،عن همام بن الحارث قال:" قيل لحذيفة.
شعبة بن الحجاج .
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 3 ).
منصور بن المعتمر.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 4 ).
إبراهيم بن يزيد بن قيس بن الأسود النخعي [ ع ].
روى عن : مسروق بن الأجدع ، وعلقمة بن قيس النخعي ، وهمام بن الحارث .
روى عنه : منصور بن المعتمر ، والأعمش ، وأبو إسحاق السبيعي .
قال العجلي ، وبن حجر :" ثقة ، وذكره ابن حبان في.
قال الذهبي : استقر الأمر على أن إبراهيم حجة ، مات سنة ست وتسعين ومائة (4) .
4-همام بن الحارث النخعي الكوفي [ع ].
روى عن : جرير بن عبد الله ، وحذيفة بن اليمان ، وعمر بن الخطاب - رضي الله عنهم - .
روى عنه : إبراهيم بن يزيد ، وسليمان بن يسار ، ووبرة ابن عبد الرحمن.
__________
(1) الكامل لابن عدي 3/280.
(2) شرح علل الترمذي لابن رجب 2/515.
(3) حلية الأولياء 4/179.
(4) ينظر : تاريخ الثقات ص 56 ت 45 ، الثقات 4/8 ، تهذيب الكمال 2/233 ت 265 ، ميزان الاعتدال 1/75 ت 252 ، تقريب التهذيب ص 118 ت 272.(1/300)
قال يحيى بن معين ، والعجلي ، وابن حجر :" ثقة " ، وذكره ابن حبان في الثقات .
مات سنة خمس وستين (1).
حذيفة بن اليمان.
صحابي .
الحكم على الحديث :
الحديث بهذا الإسناد صحيح ، وقد روي بهذا الوجه من طريق سفيان الثوري في صحيح البخاري ، ومن طريق جرير بن عبد الحميد في صحيح مسلم.
قال أبو نعيم رحمه الله :
حدثنا عبدالله بن محمد ، قال : ثنا أبو العباس الجرادي الموصلي ، قال : ثنا إسحاق بن زريق ، قال: ثنا إبراهيم بن خالد الصنعاني ، قال : ثنا سفيان الثوري ، عن وبرة بن عبدالرحمن ، عن همام عن ابن مسعود قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :" الغسل يوم الجمعة من السنة ".
لم يرفعه أحد من أصحاب الثوري إلا إسحاق بن زريق عن إبراهيم ، والمغيرة بن سقلاب عنه .
ورواه شعبة و(2)مسعر ، والمسعودي ، عن وبرة .
[حلية الأولياء 4/178 ].
(( تخريج الحديث ))
الحديث يرويه سفيان الثوري ، واختلف عنه من وجهين :
الأول : يروى عنه ، عن وبرة بن عبدالرحمن ، عن همام بن الحارث ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثاني : يروى عنه ، عن وبرة بن عبدالرحمن ، عن همام بن الحارث ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - .
تخريج الوجه الأول :
( سفيان الثوري ، عن وبرة بن عبدالرحمن ، عن همام بن الحارث ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
1- المغيرة بن سقلاب .
رواه الطبراني في المعجم الكبير 10/212 ح ( 10501 ).
__________
(1) : ينظر : الجرح والتعديل 9/ 106 ت 452 ، معرفة الثقات 2/334 ت 1916 ، الثقات لابن حبان 5/510 ، تهذيب الكمال 30/297 ت 6599 ، تقريب التهذيب ص 1024 ت 7366.
(2) هكذا في المطبوع ، وكذلك في المخطوط د/125 / ب ، والذي في كتب الرواية أن شعبة إنما يروي الحديث عن مسعر والمسعودي ، كلاهما عن وبرة ، كما في رواية البزار للحديث .(1/301)
2- إبراهيم بن خالد الصنعاني.
رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 4/178.
تخريج الوجه الثاني :
( سفيان الثوري ، عن وبرة بن عبدالرحمن ، عن همام بن الحارث ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - ).
يرويه أصحاب سفيان الثوري ، كما ذكره أبو نعيم في حلية الأولياء 4/178.
وتابع سفيان الثوري على هذا الوجه كلٌ من :
1- مسعر بن كدام .
رواه ابن أبي شيبة في المصنف كتاب : الصلوات ، باب ( 323 ) : في غسل الجمعة 1/ 436 ح ( 5020 ) ، و عبد الرزاق في المصنف 3/200 ح ( 5316 ) ، والبزار في البحر الزخار 5/315 ح ( 1932 ) ، والشاشي في مسنده ح 2/ 298( 875 ) ، والخطيب البغدادي الكفاية في علم الرواية 2/529 ح ( 1295 ).
2- عبد الله بن عبد الرحمن المسعودي.
رواه عنه أبو داود الطيالسي في المسند 1/307 ح ( 391 ) ، ومن طريقه: رواه أبو نعيم في حلية الأولياء (1)، ورواه أبو القاسم البغوي في الجعديات 2/41 ح ( 1936 ) ، والبزار في البحر الزخار 5/315ح ( 1932 )،والحارث بن أبي أسامة ، كما في بغية الباحث 1/307 ح ( 202 ) و الشاشي في المسند 2/298 ح (875 ).
(( تراجم الرواة ))
أولاً : ترجمة مدار الحديث.
سفيان بن سعيد الثوري.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 1 ).
ثانياً : تراجم رواة الوجه الأول.
المغيرة بن سقلاب أبو بشر الحراني.
روى عن : محمد بن إسحاق ، والوازع بن نافع ، وسفيان الثوري .
روى عنه : المعافى بن سليمان ، وعبد الرحمن بن نافع ، وإسحاق بن رزيق.
__________
(1) سقط هذا الأثر من المطبوع والاستدراك من( ف ) 125/ ب ، وهو كذلك في بغية الباحث 1/330 ح ( 895) فقد رواه أبو نعيم عن الحارث بن أبي أسامة.(1/302)
قال أبو حاتم :" صالح الحديث " ، وقال أبو زرعة :" ليس به بأس " ، وقال ابن حبان :" كان ممن يخطىء ويروي عن الضعفاء والمجاهيل فغلب على حديثه المناكير ، والأوهام فاستحق الترك " ، وقال ابن عدي :" منكر الحديث …… وعامة ما يرويه لا يتابع عليه " مات سنة ثنتين ومائتين (1)
إبراهيم بن خالد بن عبيد القرشي أبو محمد الصنعاني المؤذن [د س ].
روى عن : سفيان الثوري ، ومعمر بن راشد .
روى عنه : أحمد بن حنبل ، وإسحاق بن زريق ، وعلي بن المديني.
قال يحيى بن معين ، والإمام أحمد ، وابن حجر :" ثقة " ،مات على رأس المائتين (2)
(( دراسة الاختلاف ))
من تخريج الحديث يتبين أنه قد اختلف عن سفيان الثوري من وجهين :
الأول : يرويه المغيرة بن سقلاب الحراني ، وإبراهيم بن خالد الصنعاني ،كلاهما عن سفيان الثوري ، عن وبرة بن عبدالرحمن ، عن همام بن الحارث ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثاني : يرويه أصحاب الثوري ، عن سفيان الثوري ،عن وبرة بن عبدالرحمن ، عن همام بن الحارث ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - .
وبعد النظر في حال المدار ، وأحوال الرواة المختلفين يكون الوجه الثاني هو الراجح ، وقرائن ترجيحه :
أن رواة الوجه الأول ليسوا من المقدمين في سفيان الثوري ،وإن كان أحدهما ثقة ، وإن لم يعرف أصحاب الثوري الذين رووا الوجه الثاني إلا أن قول أهل العلم " أصحاب فلان " إنما تطلق على المقدمين في الرواية عن ذلك الراوي.
المتابعات للمدار ، بروايته على هذا الوجه.
(( الحكم على الحديث ))
__________
(1) ينظر : الجرح والتعديل 8/223 ت 1004 ، الكامل 6/358 ، المجروحين 3/8 .
(2) ينظر : العلل ومعرفة الرجال عن الإمام أحمد 2/605 ، تهذيب الكمال 2/79 ت 168، تقريب التهذيب ص107 ت 173.(1/303)
حيث لم يعرف طرق الأثر عن سفيان الثوري مسندة فسأدرس الأثر من طريق المتابع له مسعر بن كدام ، بإسناد عبد الرزاق الصنعاني حيث رواه عن سفيان بن عيينة ، عن مسعر عن وبرة عن همام بن الحارث ، عن ابن مسعود قال :" الغسل يوم الجمعة سنة ".
1-سفيان بن عيينة.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 4 ).
2-مسعر بن كدام.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 1 ).
3-وبرة بن عبد الرحمن المسلي (1)أبو خزيمة الكوفي [خ م د س ].
روى : عن الأسود بن يزيد ، وسعيد بن جبير ،وهمام بن الحارث .
روى عنه : سفيان الثوري ، وعبدالله المسعودي ، ومسعر بن كدام.
قال يحيى بن معين وأبو زرعة ، والعجلي ، والذهبي ، وابن حجر :" ثقة " وذكره بن حبان في كتاب الثقات (2)، مات في آخر ولاية خالد بن عبد الله القسري على الكوفة (3).
همام بن الحارث بن قيس بن ربيعة النخعي الكوفي .
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 17 ).
الحكم على الحديث :
الحديث بهذا الإسناد ، موقوف ، صحيح.
وقد ورد في غسل الجمعة حاديث صحيحة مشهورة ، ومن ذلك :
1- حديث عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - .
أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :" كان يأمر بالغسل".
رواه البخاري في صحيحه ، كتاب : الجمعة ، باب ( 2 ) : فضل غسل يوم الجمعة 1/280 ح ( 877 ) ، ومسلم في صحيحه ، كتاب : الجمعة ، باب ( 1 ) وجوب غسل الجمعة على كل محتلم ، 2/582 ح ( 844 ).
2-حديث عبد الله بن عمر - رضي الله عنه - .
__________
(1) المسلي : بضم الميم ، وسكون السين ، وتخفيفها ، هذه النسبة إلى بني مسلية ، قبيلة من بني الحارث ، الأنساب 5/295.
(2) ينظر : الجرح والتعديل 9/42 ت 176 ، معرفة الثقات 2/340 ت 1935 ، الثقات 4/497 ، تهذيب الكمال 30/426 ت 6678 ، الكاشف 2/348 ت 6041 ، تقريب التهذيب ص 1035 ت 7447.
(3) كانت ولايته على الكوفة ما بين سنة ست ومائة ، وعشرين ومائة ، سير أعلام النبلاء 5/426.(1/304)
أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال :" إذا جاء أحدكم الجمعة فليغتسل"
رواه البخاري ، ومسلم، في الموضعين السابقين.
قال أبو نعيم رحمه الله :
حدثنا محمد بن أحمد بن علي ، ثنا الحارث بن أبي أسامة ، ثنا سعيد بن عامر ، ثنا شعبة ، عن عاصم ، عن زر ، عن أبي بن كعب ، قال :" ليلة القدر ليلة سبع وعشرين بالآية التي حدثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :" أن الشمس تطلع صبيحتها صافية ليس لها شعاع ".
هذا حديث غريب من حديث شعبة .
ورواه عن عاصم : سفيان الثوري ، وابن عيينة ، وحماد بن زيد ، وحماد بن شعيب ، وأبو بكر بن عياش في آخرين .
والمشهور من حديث شعبة روايته عن عباس ابن أبي لبابة ، عن زر .
ورواه عن زر: الشعبي ، ويزيد بن أبي سليمان .
[ حلية الأولياء 4/186 – 187 ].
(( تخريج الحديث ))
الحديث يرويه شعبة بن الحجاج واختلف عنه من وجهين :
الأول : يروى عنه ، عن عاصم ، عن زر ، عن أبي بن كعب ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثاني : يروى عنه ، عن عبدة بن أبي لبابة ، عن زر ، عن أبي بن كعب ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
تخريج الوجه الأول .
( شعبة ، عن عاصم ، عن زر ، عن أبي بن كعب ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
تفرد به سعيد بن عامر الضبعي من هذا الوجه عن شعبة .
رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 4/186 – 187.
تخريج الوجه الثاني .
( شعبة ، عن عبدة بن أبي لبابة ، عن زر ، عن أبي بن كعب ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
يرويه من هذا الوجه عن شعبة أربعة:
محمد بن جعفر.
رواه عنه الإمام أحمد في المسند 35/124 ح ( 21195 ) ، ومن طريقه : رواه أبو نعيم في المستخرج على صحيح مسلم 2/357 ح ( 1737 ) ، ورواه مسلم في صحيحه ، كتاب : صلاة المسافرين ، باب ( 25 ) : الترغيب في قيام رمضان 1/525 ح ( 762 / 180 ) ، وفي كتاب : الصيام ، باب ( 40 ) : فضل ليلة القدر 2/828 ح ( 762 /221).
معاذ بن معاذ .(1/305)
رواه مسلم في صحيحه ، كتاب : صلاة المسافرين ، باب ( 25 ) : الترغيب في قيام رمضان 1/525 ح ( 762 / 180 ).
النضر بن شميل.
رواه ابن خزيمة في صحيحه ، كتاب : الصيام ، باب ( 222 ) : ذكر كون ليلة القدر في بعض السنين 3/329 ح ( 2188 ).
شاذان : الأسود بن عامر .
رواه الشاشي في المسند 3/361 ح ( 1479 ).
وتابع شعبة على هذا الوجه :-
1-سفيان بن عيينة :
رواه عنه سعدان بن نصر في جزء في حديثه ص 25 ح 65 ، ومن طريقه : رواه البيهقي في السنن الكبرى 4/512 ، وأبو القاسم بن منده في الفوائد ص 83 ح ( 57 ) ، ورواه النسائي في السنن الكبرى ح 3406 ، وابن حبان في صحيحه ،كما في الإحسان 8/444
2-الأوزاعي .
رواه مسلم في صحيحه ، كتاب : صلاة المسافرين ، باب ( 25 ) : الترغيب في قيام رمضان 1/525 ح ( 762 / 179 ) ، والطحاوي في شرح معاني الآثار 3/92 ، وابن حبان في صحيحه ، كما في الإحسان 8/445.
وتابع عبدة بن أبي لبابة كلٌ من :
أ- عاصم بن أبي النجود .
رواه عبد الرزاق في المصنف 4/253 ح 7700 ، و سعدان في جزء في حديثه ص 25
ح 65 ، وأبو داود في سننه ، تفريع أبواب شهر رمضان ، باب( 2 ) في ليلة القدر1/438ح ( 1378 ) ، والترمذي ، في سننه ، أبواب الصيام ، باب ( 72 ) ما جاء في ليلة القدر 2/150 ح ( 793 ) ، النسائي في السنن الكبرى ، كتاب : الاعتكاف ، باب ( 23 ) : التماس ليلة لآخر ليلة 2/274 ح ( 3407 ) ،والطحاوي في شرح معاني الآثار 3/92 ، وابن حبان في صحيحه كما في الإحسان ، كتاب : الصوم ، باب ( 16 ) : الاعتكاف وليلة القدر 8/444 ح ( 3689 ) و ، 8/446 ح ( 3691 ) ، والبيهقي في السنن الكبرى 4/512.
ب – عامر الشعبي .
رواه النسائي في السنن الكبرى الموضع السابق ح ( 3410 ) ، من طريق الأجلح عن الشعبي عن زر بن حبيش به ، ثم قال :" الأجلح ليس بذلك القوي "
(( تراجم الرواة ))
أولاً : ترجمة مدار الحديث .
شعبة بن الحجاج العتكي .(1/306)
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 3 ).
ثانياً: ترجمة راوي الوجه الأول .
سعيد بن عامر الضبعي (1) ، أبو محمد البصري [ ع ].
روى عن : شعبة بن الحجاج ، ووهمام بن يحيى ، وحبيب الشهيد.
روى عنه : الحارث بن أبي اسامة ، وأحمد بن حنبل ، وزهير بن حرب.
قال محمد بن سعد :" كان ثقة ، صالحاً " ، وقال يحيى بن معين :" الثقة ، المأمون " ، وقال " لا يبالي عمن حدث " ، وقال أبو حاتم :" هو صدوق ، وكان رجلاً صالحاً ، وكان في حديثه بعض الغلط " ، وطعن فيه البخاري فقال :" كثير الغلط " ، وقال ابن حجر :" ثقة ، صالح " ، ولعل الأحرى أن يكون في مرتبة صدوق ، فقد وصفه البخاري بكثرة الغلط ، ووصفه كذلك أبو حاتم بالغلط ، والحديث الذي أدرسه يبين أنه قد خالف غيره من الثقات
وغلط فيه ، مات سنة ثمان ومائتين (2).
ثالثاً : ترجمة رواة الوجه الثاني.
محمد بن جعفر.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 10 ).
معاذ بن معاذ.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 11 ).
النضر بن شميل المازني ، أبو الحسن النحوي البصري [ ع ].
روى عن : شعبة بن الحجاج ، حماد بن سلمة ، وهشام بن حسان.
روى عنه : إسحاق بن منصور الكوسج ، وإسحاق بن راهويه ، ومحمود بن غيلان.
قال ابن سعد :" كان ثقة إن شاء الله ، صاحب حديث " ، وقال يحيى بن معين :" ثقة ".
وقال علي بن المديني :" من الثقات " ، وقال أبو حاتم :" ثقة ، صاحب سنة " ، وقال الذهبي :" ثقة ، حجة ، محتج به في الصحاح " ، وقال ابن حجر :" ثقة ، ثبت " .
__________
(1) الضبعي : بضم الضاد المعجمة ، وفتح الباء المنقوطة بواحدة ، وفي آخرها العين المهملة ، هذه النسبة إلى ضبيعة بن قيس بن ثعلبة ، من نزار بن معد بن عدنان ، الأنساب 4/8.
(2) ينظر : سؤالات ابن الجنيد ليحيى بن معين ص 294 ت 88 ، علل الترمذي الكبير 1/318 ، الجرح والتعديل 4/48 ت 208 ، تهذيب الكمال 10/510 ت 2300 ، تقريب التهذيب ص 381 ت 2351 .(1/307)
مات سنة ثلاث ومائتين (1)..
شاذان : الأسود بن عامر ، أبو عبد الرحمن الشامي [ ع ].
روى عن : شعبة بن الحجاج ، وإسرائيل بن يونس ، وزهير بن معاوية.
روى عنه : أبو بكر بن أبي شيبة ، ويعقوب بن شيبة.
قال يحيى بن معين " لا بأس به " ، قال الإمام أحمد ، وعلي بن المديني :" ثقة " ، وقال أبو حاتم :" صدوق ، صالح " ، وقال ابن حجر :" ثقة ".
مات سنة ثمان ومائتين (2).
(( دراسة الاختلاف ))
من تخريج الحديث يتبين أنه قد اختلف عن شعبة بن الحجاج من وجهين :
الأول : يرويه سعيد بن عامر الضبعي ، عن شعبة ، عن عاصم ، عن زر عن أبي بن كعب ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثاني : يرويه محمد بن جعفر ، ومعاذ بن معاذ ، والنضر بن شميل ، والأسود بن عامر أربعتهم عن شعبة ، عن عبدة بن أبي لبابة ، عن زر عن أبي بن كعب عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
وبعد النظر في حال المدار ، وأحوال الرواة المختلفين يكون الوجه الثاني هو الراجح ، وقرائن ترجيحه:
أن الوجه الثاني من رواية الأرجح صفة وعدداً ؛ فقد رواه بهذا الوجه عن شعبة أربعة وفيهم أوثق أصحاب شعبة ، قال الإمام أحمد :" ما في أصحاب شعبة أقل خطأً من محمد بن جعفر " ، وسوى يحيى بن معين بين معاذ بن معاذ ومحمد بن جعفر فقد سئل معاذ أثبت في شعبة أو غندر ؟ قال : " ثقة ، وثقة "(3) ، والمخالف لهم في الوجه الأول راوٍ واحد ، وإن كان الحديث محفوظاً من طريق عاصم ، عن زر إلا أنه من غير طريق شعبة بن الحجاج.
__________
(1) ينظر :الطبقات الكبرى 7/373 ، الجرح والتعديل 8/477 ت 2188 ، تهذيب الكمال 29/379 ت 6421 ، ميزان الاعتدال 4/258 ت 9067 تقريب التهذيب ص 1001 ت 7185.
(2) ينظر : تاريخ الدارمي عن يحيى بن معين ص131 ت 415 ، الجرح والتعديل 2/294 ت 1079، تهذيب الكمال 3/226 ت 503 ، تقريب التهذيب ص 146 ت 508.
(3) شرح علل الترمذي لابن رجب 2/514 –515.(1/308)
إخراج الإمامين مسلم ، وابن خزيمة للحديث بالوجه الثاني تؤيد رجحانه.
المتابعات للمدار ومن فوقه تؤيد رجحان الوجه الثاني.
(( الحكم على الحديث ))
الحديث من الوجه المرجح مخرج في صحيح مسلم.
قال أبو نعيم رحمه الله :
حدثنا أبو بكر بن خلاد ، ثنا محمد بن غالب بن حرب ، ثنا الحسن بن عطية البزار ، ثنا إسرائيل بن يونس ، عن ميسرة بن حبيب ، عن المنهال بن عمرو ، عن زر بن حبيش ،عن حذيفة بن اليمان قال : قالت لي أمي متى عهدك بالنبي - صلى الله عليه وسلم - ؟ قلت : مالي به عهد منذ كذا وكذا " ، فنالت مني ، فقلت لها :" دعيني فأني آتيه فأصلي معه المغرب وأسأله أن يستغفر لي ولك "، قال :" فأتيته وهو يصلي المغرب فصلى حتى صلى العشاء ، ثم انصرف وخرج من المسجد فسمعت بعارض عرض له في الطريق فتأخرت ، ثم دنوت فسمع النبي - صلى الله عليه وسلم - نقيضي(1) من خلفه.
فقال : من هذا ؟.
قلت : حذيفة .
فقال : ما جاء بك يا حذيفة ؟ .
فأخبرته ، فقال : غفر الله لك ولأمك ، يا حذيفة أما رأيت العارض الذي عرض ؟.
قلت : بلى ، قال : ذاك ملك لم يهبط إلى الأرض قبل الساعة فاستأذن الله في السلام علي وبشرني بأن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وإن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة.
تفرد به ميسرة ، عن المنهال ، عن زر .
وخالف قيس بن الربيع إسرائيل فرواه عن ميسرة ، عن عدي ابن ثابت ، عن زر .
ورواه أبو الأسود عبد الله بن عامر مولى بني هاشم ، عن عاصم ،عن زر،عن حذيفة مختصراً.
[حلية الأولياء 4/190]
(( تخريج الحديث ))
الحديث يرويه ميسر ة بن حبيب واختلف عنه من وجهين :
الأول : يروى عنه ، عن المنهال بن عمرو ، عن زر بن حبيش ،عن حذيفة - رضي الله عنه - ،عن النبي - صلى الله عليه وسلم -
__________
(1) نقيضي : من النقيض وهو الصوت ، النهاية في غريب الحديث 5/106.(1/309)
الثاني : يروى عنه، عن عدي بن ثابت،عن زر بن حبيش ، عن حذيفة - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
تخريج الوجه الأول :
( ميسرة بن حبيب ، عن المنهال بن عمرو ، عن زر بن حبيش ، عن حذيفة - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
تفرد به إسرائيل بن يونس من هذا الوجه عن ميسرة بن حبيب.
رواه عنه الإمام أحمد في المسند 38 / 353 ح( 23329).
ورواه النسائي في السنن الكبرى ، كتاب : المناقب ، باب ( 53 ) : حذيفة بن اليمان 5/80ح(8298) من طريق الحسين بن محمد .
ورواه الترمذي في سننه ، أبواب المناقب ، باب (30 ) 6/121 ح ( 3781 ).
و الطبراني المعجم الكبير 3/37 ح(2607 ) ، من طريق محمد بن يوسف الفريابي .
ورواه أبو بكر بن أبي شيبة في المصنف ، كتاب : الفضائل ، باب : ما ذكر في فضل فاطمة رضي الله عنها 6/391 ح ( 32261) ، مختصراً ببيان فضل فاطمة رضي الله عنها ، ورواه في كتاب : الصلوات باب ( 450 ) : في الصلاة بين المغرب والعشاء 2/15ح(5930) ، مختصراً بذكر لفظ ترجمة الباب ، ومن طريقه : رواه وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني 5/ 366 ح( 2966) ، وابن حبان في انظر الإحسان ، كتاب : إخباره - صلى الله عليه وسلم - عن مناقب أصحابه رجالهم ونسائهم 15 / 413 ح ( 6960).
ورواه الإمام أحمد في المسند 38/429 ح ( 23436)، و 38/429 ح(23436).
والنسائي في السنن الكبرى ، كتاب : المناقب ، باب ( 74 ) : مناقب فاطمة بنت محمد- صلى الله عليه وسلم - 5/95ح(8365 ).
وفي السنن الكبرى ، كتاب : الصلاة ، باب (35 ) :الصلاة بين المغرب والعشاء 1/157 ح( 381 ) ، وابن خزيمة في صحيحه ، كتاب : الصلاة ، باب ( 513 ) فضل التطوع بين المغرب والعشاء 2/206 ح(1194 ) ، مقتصراً على لفظ ترجمة الباب ، والبيهقي في دلائل النبوة 7/78 ، من طريق زيد بن الحباب.
ورواه البيهقي في دلائل النبوة 7/78 ، من طريق عبد الله بن عبد العزيز البغوي.(1/310)
ورواه ابن نصر المروزي كما في مختصر قيام الليل للمقريزي ص 87 ، وابن حبان كما في الإحسان ، كتاب : إخباره - صلى الله عليه وسلم - عن مناقب أصحابه 16/ 68 ح( 7126) ، من طريق يحيى بن آدم.
ورواه ابن نصر المروزي ، كما في مختصر قيام الليل للمقريزي ص 87 ، وابن حبان كما في الإحسان ، كتاب : إخباره - صلى الله عليه وسلم - عن مناقب أصحابه 16/ 68 ح ( 7126) ، و القطيعي في زياداته على فضائل الصحابة للإمام أحمد ، ينظر فضائل الصحابة 2/788 ح ( 1406) ، من طريق عمرو بن محمد العنقزي.
رواه الحاكم في المستدرك 3/ 381 ،من طريق محمد بن بكر، وفيه أن الملك جبريل .
رواه الحاكم في المستدرك 3/151 ، من طريق إسحاق السلولي ، مختصراً على بيان فضل فاطمة رضي الله عنها .
ورواه أبو نعيم في حلية الأولياء 4/190 ، من طريق الحسن بن عطية البزار
جميعهم عن إسرائيل بن يونس به.
وتابع ميسرة بن حبيب من هذا الوجه:
أبو مريم عبد الغفار بن قاسم الأنصاري .
رواه الحاكم في المستدرك 3/151 .
وتابع المنهال بن عمرو على هذا الوجه:
عاصم بن أبي النجود.
رواه الطبراني في المعجم الكبير 3/37 ح( 2608) ، والخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 10/230 .
وتابع زر بن حبيش على هذا الوجه كلٌ من :-
أ- قيس بن أبي حازم
رواه الطبراني في المعجم الكبير 3/38 ح ( 2609 ) ، والمعجم الأوسط 6/238ح(6286).
ب- عامر الشعبي .
رواه الإمام أحمد في المسند 38/ 355 ح ( 23330 ).
تخريج الوجه الثاني :
( ميسرة بن حبيب ، عن عدي بن ثابت ، عن زر بن حبيش ، عن حذيفة - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
تفرد به قيس بن الربيع من هذا الوجه عن ميسرة بن حبيب.
رواه الطبراني في المعجم الكبير 3/ 37ح(2606) ، و 22/ 402 ح( 1005) وزاد في الموضع الثاني :" وأمهما سيدة نساء أهل الجنة ".
(( تراجم الرواة ))
أولاً : ترجمة مدار الحديث .
ميسرة بن حبيب النهدي ، أبو حازم الكوفي [بخ د ت س ].(1/311)
روى عن : عدي بن ثابت ، والمنهال بن عمرو ، وأبي إسحاق السبيعي .
روى عنه : إسرائل بن يونس ، وقيس بن الربيع ، وسفيان الثوري .
وقال يحيى بن معين ، و الإمام أحمد ، والنسائي ، و العجلي ، والذهبي :" ثقة " ، وذكره ابن حبان في الثقات ، وقال أبو حاتم :" لابأس به " ، وقال ابن حجر:" صدوق " ، لم أقف على سنة وفاته (1).
ثانياً : ترجمة راوي الوجه الأول .
1- إسرائيل بن يونس السبيعي .
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 10 ).
ثالثاً : ترجمة راوي الوجه الثاني .
قيس بن الربيع الأسدي ، أبو محمد الكوفي [ د ت ق ].
روى عن : شعبة بن الحجاج ، السدي ، وأبي إسحاق السبيعي .
روى عنه : الفضل بن دكين ، وعبد اللَّه بن نمير ، ومحمد بن يوسف الفريابي.
اختلفت فيه أقوال أهل العلم : فضعفه جماعة :
قال يحيى بن معين :" ليس بشيء " ، وقال مرة أخرى :" ليس حديثه بشيء ".
وقال :" ضعيف الحديث لا يساوي شيئًا".
سُئل الإمام أحمد أي شيء ضعّفه قال :" روى أحاديث منكرة ".
وقال البخاري : قال علي : " كان وكيع يضعفه " ، وقال النَّسائي :" ليس بثقة " ، وقال : " متروك الحديث " ، وقال أبو زرعة :" فيه لين ".
قال ابن حبان :" وأما ابن المبارك ففجع القول فيه ، وتركه يحيى القطان ، وحدث عنه عبد الرحمن بن مهدي ثم ضرب على حديثه ".
وحسّن حاله جماعة.
قال ابن حبان :" فأما شعبة فحسن القول فيه ، وحث عليه " ، وقال أبو حاتم : " محله الصدق ، وليس بقوي ، يكتب حديثه ، ولا يحتج به" ، وقال ابن عدي :" لا بأس به " ، وقال الذهبي : " صدوق في نفسه ، سيء الحفظ " ، وقال ابن حجر :" صدوق تغير لما كبر وأدخل عليه ابنه ما ليس مِن حديثه فحدث به".
__________
(1) ينظر : الجرح والتعديل 8/253 ت 1152 ، معرفة الثقات 2/306 ت 1826 ، الثقات لابن حبان 7/484 تهذيب الكمال 29/192 ت 6326 ، الكاشف 3/ 169 ت 5854 ، تقريب التهذيب ص 988 ت 7086 .(1/312)
فهو صدوق في أول أمره ، ولكن أفسد ابنه حديثه ، واختلط فلم يتميز حديثه فصار إلى الضعف أقرب .
قال ابن حبان :" سبرت أخبار قيس بن الربيع من رواية القدماء والمتأخرين وتتبعتها فرأيته صدوقاً مأموناً حيث كان شاباً فلما كبر ساء حفظه ، وامتحن بابن سوء فكان يدخل عليه الحديث فيجيب فيه ثقة منه بابنه فلما غلب المناكير على صحيح حديثه ولم يتميز استحق مجانبته عند الاحتجاج ، فكل من مدحه من أئمتنا وحث عليه كان ذلك منهم لما نظروا إلى الأشياء المستقيمة التي حدث بها عن سماعه وكل من وهاه منهم فكان ذلك لما علموا مما في حديثه من المناكير التي أدخل عليه " ، مات سنة ثمان وستين ومئة (1).
(( النظر في الاختلاف ))
يتبين من تخريج الحديث أنه اختلف عن ميسرة بن حبيب من وجهين :
الأول : رواه إسرائيل بن يونس ، عن ميسرة بن حبيب ، عن المنهال بن عمرو ، عن زر بن حبيش ، عن حذيفة - رضي الله عنه -عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثاني : رواه قيس بن الربيع ، عن ميسرة بن حبيب ، عن عدي بن ثابت ، عن زر بن حبيش ، عن حذيفة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
وبعد النظر في حال المدار ، وأحوال الرواة المختلفين يكون الوجه الأول هو الراجح وقرائن ترجيحه :
1- أن الوجه الأول من رواية ثقة ، والمخالف له في الوجه الثاني ضعيف.
2- المتابعات للمدار ومن فوقه ، تؤيد رجحان الوجه الأول .
(( الحكم على الحديث ))
__________
(1) ينظر : تاريخ يحيى بن معين رواية ابن طهمان ص 112 ت 360 . تاريخ يحيى بن معين رواية الدوري 2/490 ت 1327 الجرح والتعديل 7/96 ت 553 . الضعفاء الصغير للبخاري ص 99 ت 301 ، الكامل 6/47 ، الضعفاء والمتروكين ص 228 ت 499 ، المجروحين 2/216-219 ، تهذيب الكمال 24/24 ت 4901 ، ميزان الاعتدال 3/393 ت 6911 تهذيب التهذيب 8/341 ، تقريب التهذيب ص 804 ت 5608 .(1/313)
سأدرس الحديث من الوجه المرجح بإسناد الإمام أحمد ، قال رحمه الله : حدثنا حسين بن محمد : حدثنا إسرائيل ، عن ميسرة بن حبيب ، عن المنهال بن عمرو ، عن زر بن حبيش، عن حذيفة قال : سالتني أمي . . . الحديث .
1- حسين بن محمد بن بهرام التميمي ، أبو أحمد المروزي [ع ].
روى عن : إسرائيل بن يونس ، وجرير بن حازم ، وشريك بن عبد الله النخعي .
روى عنه : إبراهيم الحربي ، وأحمد بن حنبل ، ومحمد بن يحيى الذهلي .
قال ابن سعد ، والعجلي ، وابن حجر :" ثقة " ، وقال النسائي :" ليس به بأس ".
مات سنة ثلاث عشرة ومائتين (1) .
2- إسرائيل بن يونس السبيعي .
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 10 ).
3- ميسرة بن حبيب النهدي.
ثقة ، سبقت ترجمته قريباً.
4- المنهال بن عمرو الأسدي ، مولاهم الكوفي [ خ 4 ].
روى عن : زاذان الكندي ، وسعيد بن جبير ، وزر بن حبيش .
روى عنه : ميسرة بن حبيب ، وشعبة بن الحجاج ، وسليمان الأعمش .
قال يحيى بن معين ، والنسائي ، والعجلي :" ثقة " .
وقال الدارقطني :" صدوق " ، وقال ابن حجر :" صدوق ربما وهم ".
وتركه شعبة بعد أن روى عنه ؛ قال وهب بن جرير عن شعبة :" أتيت منزل المنهال بن عمرو فسمعت منه صوت الطنبور ، فرجعت ولم أسأله " ، قلت : " فهلا سمعته عسى كان لا يعلم" ؟. قال الذهبي :" وهذا لا يوجب غمز الشيخ ".
ولم أجد من جرحه بما ينزله عن رتبة الثقة ، مع توثيق ابن معين ، والنسائي ، والعجلي .
لم أقف على سنة وفاته (2).
__________
(1) ينظر : الطبقات الكبرى 7/243 ت 3510 ، معرفة الثقات 1/303 ت 313 ، الثقات 8/185 ، تهذيب الكمال 6/471 ت 1333 ، تقريب التهذيب ص 250 ت 1354.
(2) ينظر : الجرح والتعديل 8/ 356ت 1634 ، معرفة الثقات 2/300 ت 1800 ، تهذيب الكمال 28/568 ت 6210 ، تقريب التهذيب ص 974 ت 6966 .(1/314)
5- زر (1) بن حبيش (2) بن حباشة بن أوس بن بلال الكوفي مخضرم [ع ].
روى عن : أبي بن كعب ، وحذيفة بن اليمان ، وعبد اللَّه بن مسعود ، - رضي الله عنهم - .
روى عنه : إبراهيم النخعي ، وعامر الشعبي ، وعاصم بن بهدلة.
قال ابن سعد ، ويحيى بن معين ، ، والعجلي ، وابن حجر :" ثقة " ، وزاد ابن سعد :" كثير الحديث " ، وذكره ابن حبان في الثقات ، مات سنة اثنتين وثمانين (3) .
6-حذيفة بن اليمان بن جابر العبسي .
واسم أبيه حسل(4) ، كان قد أصاب دماً فهرب إلى المدينة ، فحالف بني عبد الأشهل فسماه قومه اليمان ؛ لكونه حالف اليمانية .
صحابي (5).
الحكم على الحديث :
الحديث بهذا الإسناد صحيح .
قال أبو نعيم رحمه الله :
حدثنا أبو بكر بن خلاد ، ثنا الحارث بن أبي أسامة ، ثنا يعلى بن عباد ، وداود بن المحبر ح. وحدثنا حبيب بن الحسن ، وفاروق الخطابي قالا : ثنا أبو مسلم ، ثنا سليمان بن حرب وحجاج قالوا : ثنا شعبة ، أخبرني علقمة بن مرثد ، قال : سمعت سعد بن عبيدة يحدث عن أبي عبد الرحمن السلمي عن عثمان بن عفان أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " خيركم من تعلم القرآن وعلمه ".
قال أبو عبد الرحمن :" فذاك الذي أقعدني مقعدي هذا ".
حديث صحيح متفق عليه رواه عن شعبة يحيى بن سعيد القطان ، ويزيد بن زريع ، ويعقوب الحضرمي والناس .
ورواه الثوري عن علقمة واختلف [ عليه ] (6)فيه.
__________
(1) زر : بكسر أوله وتشديد الراء . توضيح المشتبه 4/298 .
(2) حبيش : بحاء مهملة مضمومة ، ثم موحدة مفتوحة ، وآخره شين . المرجع السابق 3/456 .
(3) الطبقات 6/105 . الجرح والتعديل 3/622 ت 2817 . الثقات لابن حبان 4/269 تهذيب الكمال 9/335 ت 1976 تقريب التهذيب ص 215 ت 2008 .
(4) حسل : بكسر أوله وسكون ثانيه ، الإصابة 2/60.
(5) الإصابة 2/ 39 و60 .
(6) سقطت من المطبوع ، والاستدراك من المخطوط ( د ) 132/4/أ.(1/315)
فرواه وكيع ، وعبد الرحمن بن مهدي ، وعبد الرزاق ، وأبو نعيم ، والفريابي ، وعامة أصحابه عن علقمة عن أبي عبد الرحمن من دون سعد .
ورواه يحيى بن سعيد القطان عنه مقروناً بشعبة بإدخال سعد بين علقمة وأبي عبد الرحمن. وممن وافق شعبة والثوري عليه قيس بن الربيع ، ومحمد بن أبان الجعفي ، ومسعر من رواية خلف بن ياسين عن أبيه عنه .
وممن رواه عن علقمة من دون سعد عمرو بن قيس الملائي ، والجراح بن الضحاك ، ومسعر بن كدام من رواية محمد بن بشر عنه ، وعبد الله بن عيسى بن أبي [ ليلى ] (1)والربيع بن [الركين ](2) ، وموسى الفراء ، وعمرو بن النعمان الحضرمي ، وأبو اليسع وسعدان بن
يزيد اللخمي ، وأيوب [بن ](3) جابر ، وسلمة بن صالح ، وعثمان بن مقسم البري .
وممن رواه عن أبي عبد الرحمن السلمي سوى سعد وعلقمة الحسن بن عبد الله النخعي ، وأبو عبد الأعلى الثعلبي ، وعبد الملك بن عمير ، وعبد الكريم ، وعطاء بن السائب ، وعاصم بن أبي النجود.
واختلف على عاصم فيه فرواه أبو نعيم ، ويحيى [ السحيلي ] وغيرهما ، عن شريك ، عن عاصم ، عن أبي عبد الرحمن السلمي ، عن عبد الله ابن مسعود.
ورواه [ جبارة ](4) بن المغلس ، عن شريك ، عن عاصم ،عن أبي عبد الرحمن،عن عثمان.
[ حلية الأولياء 4/194 ].
(( تخريج الحديث ))
أولاً : الاختلاف على سفيان الثوري .
الحديث يرويه سفيان الثوري ، واختلف عنه من ثلاثة أوجه :
__________
(1) تصحفت في المطبوع إلى [ يعلى ] والتصويب من المخطوط( د ) 132/4/أ.
(2) تصحفت في المطبوع إلى [ المركس ] ، والتصويب من المخطوط ( د ) 132/4/أ ، قال ابن حبان : الربيع بن الركين بن الربيع بن عميلة الفزاري من أهل الكوفة يروى عن عدى بن ثابت روى عنه شعبة بن الحجاج ، الثقات 6/296.
(3) تصحفت في المطبوع إلى [ عن ] والتصويب من المخطوط ( د )132/4/أ.
(4) تصحفت في المطبوع إلى [ حيوة ] والتصويب من المخطوط ( د ) 132/4/أ.(1/316)
الأول : يروى عنه ، عن علقمة بن مرثد ، عن سعد بن عبيدة ، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن عثمان بن عفان ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثاني : يروى عنه ، عن علقمة بن مرثد ، عن أبي عبد الرحمن السلمي ، عن عثمان بن عفان ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثالث : يروى عنه ، عن عبد الملك بن عمير ، عن أبي عبد الرحمن السلمي ، عن عثمان بن عفان - رضي الله عنه - ،عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
تخريج الوجه الأول :
( سفيان الثوري ، عن علقمة بن مرثد ، عن سعد بن عبيدة ، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن عثمان بن عفان ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
يرويه من هذا الوجه عن سفيان الثوري ثلاثة .
1- يحيى بن سعيد القطان .
رواه الإمام أحمد في المسند 1/530 ح ( 500 ) ، ومن طريقه :
رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 8/384.
ورواه الترمذي في سننه ، أبواب فضائل القرآن ، باب ( 15 ) : ما جاء في تعليم القرآن 5/31 ح ( 2908 ) ، وابن ماجه المقدمة ، باب ( 16 ) : في فضل من تعلم القرآن وعلمه 1/138 ح ( 211 ) ، عن محمد بن بشار.
ورواه النسائي في السنن الكبرى ، كتاب : فضائل القرآن ، باب ( 30 ) : فضل من تعلم القرآن 5/19 ح ( 8037 ) ، عن عبيد الله بن سعيد.
ورواه ابن الضريس في فضائل القرآن ص 134 ح ( 141 ) ، والبيهقي في شعب الإيمان 2/404 ح( 2206 ) ، من طريق مسدد.
ورواه البزار في البحر الزخار 2/52 ح ( 396 ) ، والفريابي في فضائل القرآن ص 22 ح ( 13 )،من طريق محمد بن المثنى ، وعمرو بن علي.
ورواه القضاعي في مسند الشهاب 2/226 ح ( 1240 ) ، وأبو الفضل الرازي في فضائل القرآن ص 85 ح ( 43 ) ، والبيهقي في شعب الإيمان 2/404 ح ( 2205 ) ، من طريق أبي سعيد الحارثي .
ورواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 4/302 ، من طريق أبي خيثمة : زهير بن حرب.
جميعهم عن يحيى بن سعيد القطان به.
2- كادح بن رحمة الزاهد.(1/317)
رواه الخطيب في تاريخ بغداد 4/109.
سعيد بن سالم القداح .
قال الدارقطني : وقال سعيد بن سالم عن الثوري ، كما قال يحيى القطان عنه.
التتبع ص 405 ، والعلل 3/56.
تخريج الوجه الثاني :
( سفيان ، عن علقمة بن مرثد ، عن أبي عبد الرحمن السلمي عن عثمان بن عفان عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
يرويه من هذا الوجه عن سفيان الثوري ستة عشر راوياً :-
أبو نعيم ، الفضل بن دكين.
رواه البخاري في صحيحه ، كتاب : فضائل القرآن ، باب ( 21 ) : خيركم من تعلم القرآن وعلمه 3/347 ح ( 5028 )، والطحاوي في شرح مشكل الآثار 13/113 ح ( 5122 ) ، والبيهقي في السنن الصغير 1/540 ح ( 981 ) ، وفي شعب الإيمان 2/324 ح ( 1930 ) ، وأبو العلاء الهمداني في التمهيد في التجويد ص 239 ح ( 473 ).
وكيع بن الجراح .
رواه في كتاب الزهد 3/839 ح ( 521 ) ، وعنه : رواه الإمام أحمد في المسند 1/ 466 ح ( 405 ) ، ورواه ابن ماجه المقدمة ، باب ( 16 ) : في فضل من تعلم القرآن وعلمه 1/138 ح( 212 ).
عبد الرحمن بن مهدي.
رواه عنه أبو عبيد في فضائل القرآن ص 44 ، والإمام أحمد في المسند 1/ 466 ح ( 405 ).
بشر بن السري .
رواه الترمذي في أبواب فضائل القرآن ، باب ( 15 ) : ما جاء في تعليم القرآن 5/31 ح ( 2908 ).
محمد بن كثير العبدي.
رواه ابن الضريس في فضائل القرآن ص 133 ح ( 136 ).
عبد الله بن المبارك.
رواه النسائي في السنن الكبرى ، كتاب : فضائل القرآن ، باب ( 30 ) : فضل من تعلم القرآن 5/19 ح( 8038 ).
محمد بن بشر.
رواه ابن المقرئ في المعجم ص 87 ح ( 198 ).
عبد الرزاق الصنعاني.
رواه عبد الرزاق في المصنف 5/367 ح ( 5995 ) ، وفي الأمالي في آثار الصحابة ص 76 ح ( 103 ) ، ومن طريقه : رواه البيهقي في شعب الإيمان 2/323 ح ( 1930 ).
أسباط بن محمد .
رواه الخليلي في الإرشاد 2/522 .
عبد الله بن وهب.(1/318)
رواه الطحاوي في شرح مشكل الآثار 13/113 ح ( 5121 ) ، وذكره الدارقطني ، العلل 3/54.
مؤمل بن إسماعيل .
رواه الطحاوي في شرح مشكل الآثار 13/113 ح ( 5121 ) ، وذكره الدارقطني ، العلل 3/54.
محمد بن يوسف الفريابي.
رواه الطحاوي في شرح مشكل الآثار 13/114 ح ( 5124 ).
16-موسى بن أعين ، وقبيصة بن عقبة ، وأبو أسامة : حماد بن أسامة ، ويحيى بن اليمان ،جميعهم عن سفيان ، عن علقمة بن مرثد ، عن أبي عبد الرحمن ، عن عثمان ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
ذكرهم الدارقطني في العلل 3/54 ، وأبو نعيم في حلية الأولياء 4/194 .
تخريج الوجه الثالث :
( سفيان الثوري ،عن عبد الملك بن عمير ، عن أبي عبد الرحمن السلمي ، عن عثمان بن عفان - رضي الله عنه - ،عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
يرويه عن سفيان من هذا الوجه :
1- عبد الرحمن بن مهدي.
رواه أبو يعلى الخليلي في الفوائد ص 37 ح( 2).
معاوية بن هشام.
رواه الصيداوي في معجم الشيوخ ص 129 ، و أبو يعلى الخليلي الفوائد ص 38 ، وقال الدارقطني في العلل 3/58 :" وأما حديث عبد الملك بن عمير فتفرد به الثوري عنه ، من رواية معاوية بن هشام ، ونصر بن مزاحم عن الثوري ".
نصر بن مزاحم.
رواه أبو يعلى الخليلي في الفوائد ص 38 ، وقال الدارقطني في العلل 3/58 :" وأما حديث عبد الملك بن عمير فتفرد به الثوري عنه ، من رواية معاوية بن هشام ، ونصر بن مزاحم عن الثوري" .
(( تراجم الرواة ))
أولاً : ترجمة مدار الحديث .
سفيان بن سعيد الثوري .
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 1 ).
ثانياً: تراجم رواة الوجه الأول.
يحيى بن سعيد القطان.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 8 ).
كادح بن رحمة العرني ، أبو رحمة الكوفي .
روى عن : سفيان الثوري ، ومسعر بن كدام.
روى عنه : أبو الربيع الزهراني ، سليمان بن الربيع.(1/319)
قال ابن حبان :" كان ممن يروي عن الثقات الأشياء المقلوبات حتى يسبق إلى القلب أنه كان المتعمد لها أو غفل عن الإتقان حتى غلب عليه الأوهام الكثيرة فكثر المناكير في روايته فاستحق بها الترك " ، وقال ابن عدي :" عامة ما يرويه غير محفوظة ولا يتابع عليه في أسانيده ولا في متونه ويشبه حديثه حديث الصالحين فإن أحاديثهم يقع فيها ما لا يتابعهم عليه أحد" ، وقال أبو نعيم :" روى عن الثوري ، ومسعر أحاديث موضوعة " (1).
سعيد بن سالم القداح ، أبو عثمان المكي ، [ د س ].
روى عن : سفيان الثوري ، ومالك بن مغول ، وقيس بن الربيع.
روى عنه : أحمد بن عبد الله بن يونس ، وابنه علي بن سعيد ، ويحيى بن حكيم.
قال يحيى بن معين :" ثقة " ، وقال أخرى :" ليس به بأس " ، وقال :" ليس بذاك في الحديث " ، وقال أبو زرعة :" هو عندي إلى الصدق ماهو " ، وقال أبو داود :" صدوق ، يذهب إلى الإرجاء " ، وجمع ابن حجر بين أقوالهم فوصفه بقوله :" صدوق ، يهم ، ورمي بالإرجاء ، وكان فقيهاً " ، مات سنة ثمان وتسعين ومائة (2).
ثالثاً : تراجم رواة الوجه الثاني .
أبو نعيم : الفضل بن دكين.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 2 ).
2-وكيع بن الجراح الروائسي.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 1 ).
3-عبد الرحمن بن مهدي.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 8 ).
4- بشر بن السري البصري أبو عمرو الأفوه (3) [ ع ].
روى عن : إبراهيم بن طهمان ، وحماد بن سلمة ، وسفيان الثوري .
__________
(1) ينظر : المجروحين لابن حبان 2/229 ، الكامل لابن عدي 6/83 –84 ، المستخرج على صحيح مسلم لأبي نعيم 1/78 ، وكتاب الضعفاء له ص 134 ت 200.
(2) ينظر : تاريخ الدوري عن يحيى بن معين 2/200 ،الجرح والتعديل 4/ 31ت 128 ، الكامل 3/397 ، تهذيب الكمال 10/454 ت 2779 ، تقريب التهذيب 379 ت 2328.
(3) الأفوه : سمي الأفوه لأنه كان يتكلم بالمواعظ ، تهذيب الكمال 4/123.(1/320)
روى عنه : أحمد بن حنبل ، وزهير بن حرب ، و محمود بن غيلان .
قال ابن سعد :" كان ثقة ، كثير الحديث " ، قال يحيى بن معين :" ثقة " ، وقال أبو حاتم :" ثبت صالح " ، وقال ابن حجر :" ثقة ، متقن ، طعن فيه برأي جهم ثم اعتذر وتاب ".
مات سنة ست وتسعين ومائة (1).
محمد بن كثير العبدي .
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 8 ).
عبد الله بن المبارك.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 12 ).
محمد بن بشر بن الفرافصة.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 1 ).
عبد الرزاق بن همام الصنعاني.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 14 ).
أسباط بن محمد.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 6 ).
عبد الله بن وهب .
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 1 ).
مؤمل بن إسماعيل القرشي العدوي ، أبو عبد الرحمن البصري [ت س ق ].
روى عن : سفيان الثوري ، حماد بن سلمة ، وشعبة بن الحجاج.
روى عنه : معاذ بن معاذ العنبري ، محمد بن المثنى ، وعلي بن المديني .
قال يحيى بن معين : " ثقة " ، قال أبو حاتم :" صدوق ، شديد في السنة ، كثير الخطأ ".
قال الآجري : سألت أبا داود عن مؤمل بن إسماعيل ؟، فعظمه ورفع من شأنه إلا أنه يهم في الشيء " ، وقال الدارقطني :" ثقة ، كثير الخطأ ".
وذكره ابن جبان في الثقات ، وقال :" ربما أخطأ " ، وقال محمد بن نصر المروزي :" المؤمل إذا انفرد بحديث وجب أن يتوقف ويتثبت فيه لأنه كان سيء الحفظ كثير الغلط ".
وخالف من سبق البخاري فقال:" منكر الحديث " .
وقال ابن حجر :" صدوق ، سيء الحفظ " ، مات سنة خمس أو ست ومائتين (
محمد بن يوسف الفريابي.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 2 ).
موسى بن أعين الجزري ، أبو سعيد الحراني ، [ خ م د س ق ].
__________
(1) ينظر :الطبقات الكبرى 5/500 ، تاريخ الدارمي عن يحيى بن معين ص 80 س 195 ، الجرح والتعديل 2/358 ت 1363 ، تهذيب الكمال 4/122 ت 689 ، تقريب التهذيب ص 169 ت 693.(1/321)
روى عن : سفيان الثوري ، وسليمان الأعمش ، وعطاء بن السائب.
روى عنه : عمرو بن خالد الحراني ، وابنه محمد ، والمعافى بن سليمان.
كان الإمام أحمد يحسن الثناء عليه .
قال أبو حاتم ، و أبو زرعة ، والدارقطني ، والذهبي ، وابن حجر :" ثقة " ، وذكره ابن حبان في الثقات .
مات سنة خمس وسبعن ومائة (1).
قبيصة بن عقبة .
صدوق له أوهام ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 1 ).
أبو أسامة : حماد بن أسامة .
ثقة، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 1 ).
يحيى بن يمان العجلي ، أبو زكريا الكوفي ، [ بخ م 4 ].
روى عن : سفيان الثوري ، ومعمر بن راشد ، ومحمد بن عجلان .
روى عنه : أبو بكر بن أبي شيبة ، ويحيى بن معين ، وأبو كريب محمد بن العلاء.
قال وكيع :" ما كان أحد من أصحابنا أحفظ للحديث منه كان يحفظ في المجلس خمس مائة حديث ثم نسي ".
قال يحيى بن معين :" أرجو أن يكون صدوقاً ، قيل كيف هو في حديثه ؟ قال :" ليس بالقوي " ، وقال الإمام أحمد :" ليس بحجة " ، وقال يعقوب بن شيبة :" كان صدوقاً ، كثير الحديث ، وإنما أنكر عليه أصحابنا كثرة الغلط ، وليس بحجة إذا خولف ، وهو من متقدمي أصحاب سفيان في الكثرة عنه ".
وقال ابن حجر :" صدوق ، عابد يخطئ كثيراً ، وقد تغير ".
مات سنة تسع وثمانين ومائة (2).
رابعاً : تراجم رواة الوجه الثالث.
عبد الرحمن بن مهدي.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 8 ).
2-معاوية بن هشام القصار أبو الحسن الكوفي مولى بني أسد [بخ م ].
روى : سفيان الثوري ، وشريك بن عبد الله النخعي ، وشيبان بن عبد الرحمن النحوي .
__________
(1) ينظر : الجرح والتعديل 8/ ت 616 ، الثقات لابن حبان 7/458 ، تهذيب الكمال 29/27 ت 6236 ، تقريب التهذيب ص 978 ت 6993 ، تهذيب التهذيب 10/335 .
(2) ينظر :تاريخ الدارمي عن يحيى بن معين ص 62ت 98 ، العلل ومعرفة الرجال رواية المروذي ت 53، تهذيب الكمال 23 / 55 ت 6953 ، تقريب التهذيب ص 1070 ت 7729.(1/322)
روى عنه أحمد بن حنبل ، و إسحاق بن راهويه وأبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي شيبة.
قال يحيى بن معين :"صالح ، وليس بذاك " ، وقال أبو حاتم :" صدوق " ، وقال أبو داود " ثقة " ، وذكره بن حبان في كتاب الثقات ، وقال ابن عدي :" ولمعاوية حديث صالح عن الثوري ، وقد أغرب عن الثوري بأشياء وأرجو أنه لا بأس به "، وذكره الذهبي فيمن تكلم فيه وهو موثق ، وقال :" صدوق " وقال أخرى :" ثقة " ، وقال ابن حجر :" صدوق له أوهام "
مات سنة أربع أو خمس ومائتين (1).
3- نصر بن مزاحم العطار المنقري ، أبو الفضل سكن بغداد .
روى عن :شعبة ، وسفيان الثوري ، ويزيد بن إبراهيم التستري.
روى عنه : يزيد بن عبد الرحمن بن مصعب ،وأبو سعيد الأشج .
قال أبو حاتم :" واهي الحديث ، متروك الحديث ، لا يكتب حديثه ".
وقال العقيلي :" كان يذهب إلى التشيع ، وفي حديثه اضطراب ، وخطأ كثير ".
وقال الذهبي :" رافضي ، جلد ، تركوه " .
ومع ذلك فقد ذكره ابن حبان في الثقات (2).
(( دراسة الاختلاف ))
يتبين من تخريج الحديث أنه قد اختلف عن سفيان الثوري من ثلاثة أوجه :
الأول : يرويه يحيى بن سعيد القطان ،وكادح بن رحمة و سعيد بن سالم ثلاثتهم ، عن سفيان الثوري ، عن علقمة بن مرثد ، عن سعد بن عبيدة ، عن أبي عبد الرحمن السلمي ،عن عثمان بن عفان عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
__________
(1) ينظر : الجرح والتعديل 8/385 ت 1759 ، تهذيب الكمال 28/218 ت 6067 ، الثقات لابن حبان 9/116 ، الكامل 6/407 ، من تكلم فيه وهو موثق ص177 ت 332 ، الكاشف 2/277 ح 5535 ، تقريب التهذيب ص 956 ت 6819.
(2) ينظر : الجرح والتعديل 8/468 ت 2143 ، الثقات لابن حبان 9/215 ، الضعفاء الكبير4/300 ت 1899، ميزان الاعتدال 4/24 ت 9053، المغني في الضعفاء 2/696 ت 6621.(1/323)
الثاني :يرويه أبو نعيم الفضل بن دكين ، ووكيع بن الجراح الروائسي ، و عبد الرحمن بن مهدي ، و محمد بن كثير العبدي ، و عبد الله بن المبارك ، و محمد بن بشر بن الفرافصة ، و عبد الرزاق بن همام الصنعاني ، و أسباط بن محمد ، و عبد الله بن وهب ، و مؤمل بن إسماعيل ، و محمد بن يوسف الفريابي ، وموسى بن أعين ، وقبيصة بن عقبة ، وأبو أسامة ، وحماد بن أسامة ، ويحيى بن اليمان ، جميعهم عن سفيان ، عن علقمة بن مرثد عن أبي عبد الرحمن عن عثمان عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثالث : يرويه عبد الرحمن بن مهدي ، ومعاوية بن هشام ، ونصر بن مزاحم ، ثلاثتهم عن سفيان الثوري ، عن عبد الملك بن عمير عن أبي عبد الرحمن السلمي ، عن عثمان بن عفان - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
وبعد النظر في حال المدار ، وأحوال الرواة المختلفين يكون الوجه الثاني هو الراجح ، وذلك لأن الوجه الثاني من رواية الأكثر عدداً ، وفيهم أوثق أصحاب سفيان الثوري.
وإن كان يحيى القطان بالمكانة العلية في الحفظ ؛ والمعرفة بحديث سفيان الثوري إلا أن العلماء قد ذكروا بأن هذا هو الحديث الوحيد الذي أخطأ فيه يحيى بن سعيد القطان ، لأنه روى الحديث عن شعبة ، وسفيان وبين روايتيهما اختلاف فقد كان يجمع بين الروايتين ويحمل رواية سفيان على رواية شعبة ، والمتابعون له فلا تؤيد روايتهم ما رواه عن سفيان ، فالمتابع الأول متروك ، والثاني يهم في روايته .
ويؤيد هذا الترجيح أقوال أهل العلم ، ومن ذلك :-
حكم علي بن المديني بوهم يحيى القطان في هذه الرواية عن سفيان " (1) .
__________
(1) فتح الباري 9/75(1/324)
وقال محمد بن بشار :" أصحاب سفيان لا يذكرون فيه: عن سفيان ،عن سعد بن عبيدة ، وهو أصح "(1). قال ابن عدي :" والصواب – عن الثوري – بدون ذكر سعد " ، وقال :" وهذا مما عد في خطأ يحيى القطان على الثوري " ، وقال :" إن يحيى لم يخطئ قط إلا في هذا الحديث " وقال :" حمل يحيى القطان رواية الثوري على رواية شعبة فساق الحديث عنهما ، وحمل إحدى الروايتين على الأخرى فساقه على لفظ شعبة " (2) ، وقال ابن حجر :" وقد شذت رواية عن الثوري بذكر سعد بن عبيدة فيه" (3).
أما الوجه الثالث ، فالحديث من طريق عبد الرحمن بن مهدي ، لا يصح فقد خالف الراوي عنه- عمر بن شبة - الإمام أحمد بن حنبل وأبا عبيد : القاسم بن سلام حيث روياه عن عبد الرحمن بن مهدي على الوجه الثاني ، والحمل فيه على من دون عمر بن شبة ففي الطريق إليه أحمد بن علي بن جمهور ، وهو" ضعيف جداً " ، وقال الخليلي عن روايته تلك :" هذا غلط فاحش جداً " أما طريق معاوية بن هشام فقد قال الخليلي :" إن معاوية أخطأ فيه " ، ونصر بن مزاحم متروك ، كما أنهما خالفا الجمع الكبير من الرواة عن سفيان الثوري ، وفيهم أوثق أصحاب سفيان .
*****************
الاختلاف عن علقمة بن مرثد.
(( تخريج الحديث ))
الحديث يرويه علقمة بن مرثد ، واختلف عنه من وجهين :
الأول : يروى عنه ، عن سعد بن عبيدة ، عن أبي عبد الرحمن السلمي ، عن عثمان بن عفان - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثاني : يروى عنه عن ، عن أبي عبد الرحمن السلمي ، عن عثمان بن عفان - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
تخريج الوجه الأول .
( علقمة بن مرثد ، عن سعد بن عبيدة ، عن أبي عبد الرحمن السلمي عن عثمان بن عفان - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
__________
(1) سنن الترمذي 5/173 .
(2) ذكر هذه الأقوال عن ابن عدي ابن حجر في فتح الباري 9/75.
(3) فتح الباري 9/75.(1/325)
يرويه من هذا الوجه عن علقمة بن مرثد خمسة :
1- شعبة بن الحجاج.
رواه عنه أبو داود الطيالسي في المسند 1/73 ح ( 73 ) ، ومن طريقه :رواه ابن الضريس في فضائل القرآن ص 132 ح ( 133 ) ، والترمذي في سننه ، أبواب فضائل القرآن ، باب ( 15 ) : ما جاء في تعليم القرآن 5/30 ح ( 2907 ).
ورواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 6/212 ، وأبو بكر بن أبي شيبة في المصنف،كتاب : فضائل القرآن ، باب ( 26 ) : فيمن تعلم القرآن وعلمه 6/132 ح ( 30062 ) وأوله بلفظ : خياركم ، والبيهقي في شعب الإيمان 2/324 ح ( 1932 ) ، وأوله : إن أفضلكم من طريق شبابة بن سوار .
ورواه أبو عبيد في فضائل القرآن ص 43 ، والإمام أحمد في المسند 1/471 ح ( 412 ) ، ولفظه: إن خيركم من علم القرآن أوتعلمه عن حجاج بن محمد .
ورواه الإمام أحمد في المسند 1/471 ح ( 412 ) عن محمد بن جعفر و بهز – بن أسد- ولفظه: إن خيركم من علم القرآن أوتعلمه .
ورواه الإمام أحمد المسند 1/473 ح ( 413 ) عن عفان بن مسلم ، وقال فيه : من تعلم القرآن وعلمه.
ورواه الدارمي في سننه ، كتاب : فضائل القرآن ، باب ( 2 ) : خياركم من تعلم القرآن وعلمه 4/2102 ح ( 3381 ) ، وأوله بلفظ : إن خيركم ، والبخاري في صحيحه ، كتاب : فضائل القرآن ، باب ( 21 ) : خيركم من تعلم القرآن وعلمه 3/346 ح ( 5027 ) ، ويعقوب الفسوي في المعرفة والتاريخ 2/590 ، وأبو نعيم حلية الأولياء 4/193 ، من طريق الحجاج بن منهال .
ورواه أبو داود في جماع أبواب فضائل القرآن ، باب ( 14 ) : في ثواب قراءة القرآن 1/460 ح ( 1452 ) ، ويعقوب الفسوي في المعرفة والتاريخ 2/590 ، من طريق أبي عمر – حفص بن عمر - .
ورواه ابن الضريس فضائل القرآن ص 132 ح ( 134 ) ، و الفريابي في فضائل القرآن ص 121 ح ( 12 ). من طريق أبي عامر العقدي.
ورواه سعيد بن منصور في السنن1/104 ح ( 21 ) ، عن عبد الرحمن بن زياد .(1/326)
ورواه يعقوب الفسوي المعرفة والتاريخ 2/590 ، والبيهقي في شعب الإيمان 2/404 ح ( 2207 ) ، من طريق مسلم بن إبراهيم .
ورواه يعقوب الفسوي في المعرفة والتاريخ 2/590 ، و الطحاوي في شرح مشكل الآثار 13/112 ح ( 5117 ) ، من طريق أبي الوليد الطيالسي .
ورواه الفريابي في فضائل القرآن ص 120 ح ( 11 ) ، من طريق معاذ بن معاذ .
ورواه النسائي في السنن الكبرى ، كتاب : فضائل القرآن ، باب ( 29 ) : فضل من علم القرآن 5/19 ح ( 8036 ) ، من طريق خالد بن الحارث.
ورواه أبو القاسم البغوي الجعديات 1/164 ح ( 479 ) ، والآجري في كتاب أخلاق حملة القرآن ص 29 ح ( 12 ) ، وأبو الفضل الرازي في فضائل القرآن ص 83 ح ( 42 ) وابن عساكر في معجم الشيوخ 1/24 ح ( 14 ) ، من طريق علي بن الجعد .
ورواه ابن الأعرابي المعجم 1/214 ح ( 378 )، ولفظه : خيركم أو من خياركم ، من طريق نصر بن حماد .
ورواه ابن قانع في معجم الصحابة 2/255 ، من طريق آدم بن أبي إياس عن شعبة عن علقمة به.
ورواه ابن حبان ، في صحيحه ، كما في الإحسان ، كتاب : العلم 1/324 ح ( 118 ) ورواه الشاموخي في جزء في حديثه ص39 ح ( 17) ، وأبو العلاء العطار في التمهيد في التجويد ص 239 ح ( 474 ) ، من طريق عبد الله بن رجاء الغداني.
ورواه أبو نعيم في حلية الأولياء 4/193 ،والبيهقي في شعب الإيمان 2/404 ح ( 2207 ) من طريق سليمان بن حرب .
ورواه أبو نعيم في حلية الأولياء 4/193 ، من طريق داود بن المحبر.
ورواه البيهقي في شعب الإيمان 2/404 ح ( 2207 ) ، من طريق عمرو بن مرزوق .
ورواه البيهقي في السنن الصغرى 1/541 ح ( 982 ) ، من طريق يحيى بن آدم .
ورواه أبو العلاء العطار في التمهيد في التجويد ص 239 ح ( 475 ) ، من طريق يعلى بن عباد.
ورواه يزيد بن زريع ويعقوب الحضرمي عن شعبة على هذا الوجه ، ذكره أبو نعيم ، حلية الأولياء 4/193.
جميعهم عن شعبة بن الحجاج به.
2- قيس بن الربيع.(1/327)
رواه الخطيب في تاريخ بغداد 11/36.
3- 5 - محمد بن جحادة ، والنضر بن إسحاق السلمي ، ومحمد بن جابر كلهم عن علقمة بمرثد ، عن سعد بن عبيدة ، عن أبي عبد الرحمن السلمي ، عن عثمان بن عفان - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
ذكرهم الدارقطني في التتبع ص 405.
تخريج الوجه الثاني .
( علقمة بن مرثد ، عن أبي عبد الرحمن السلمي،عن عثمان بن عفان - رضي الله عنه - ،عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
يرويه من هذا الوجه عن علقمة بن مرثد ثلاثة عشر راوياً.
سفيان الثوري .
سبق بيان الاختلاف على سفيان في هذا الحديث ، وأن الراجح من طريقه مارواه عن علقمة بن مرثد على هذا الوجه.
الجراح بن الضحاك.
رواه ابن الضريس في فضائل القرآن ص 134 ح ( 139 ) ، وفي الحديث زيادة مدرجة من كلام أبي عبد الرحمن السلمي ،ورواه الفريابي في فضائل القرآن 123-124ح( 14-15 ) وهنا فصل لكلام أبي عبد الرحمن عن بقية الحديث المرفوع ، ورواه أبو سعيد الدارمي في الرد على الجهمية ص 187 ح ( 341 ) ، والخطيب البغدادي في الفصل للوصل المدرج 1/294 ح ( 20/9 ) ، والالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة ص1/278 ح ( 556 )، و البيهقي في الأسماء والصفات 1/ 580 ح ( 506 ) وفي الاعتقاد ص 104 ، وفي شعب الإيمان 2/405 ح ( 2209 ) ، والخطيب البغدادي في الفصل للوصل المدرج 1/289 ح (20 /4-8) .
عمرو بن قيس الملائي.
رواه ابن الأعرابي في المعجم 2/811 ح ( 1658 ) ، أبو نعيم في ذكر أخبار أصبهان 2/33-34 ، والبيهقي في شعب الإيمان 2/324 ح ( 1931 ) ، وابن أبي الفوارس في الفوائد المنتقاة – ضمن مجموع – ص 361 ح ( 1 ).
موسى بن قيس الفراء.
رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 5/129 ، وذكره الدارقطني في العلل 3/53 ، وأبو نعيم في حلية الأولياء 4/193.
أبو اليسع : يحيى بن شعيب.(1/328)
رواه ابن المقرئ في المعجم ص 87 ح ( 198 ) ، و تمام الرازي كما في الروض البسام 4/102 ح( 1306 ).
ورواه الخليلي في الإرشاد 2/629 ، من طريق عبيد بن عبد الواحد بن شريك البزار ، عن سليمان بن عبد الرحمن به عن سعدان بن يحيى(1) عن ( يحيى بن سعيد ) عن علقمة بن مرثد به .
وفيه أيضاً يحي بن سعيد ، ثم قال :" هذا حديث غريب من حديث يحيى بن سعيد الأنصاري عن علقمة ، فلما خرجت إلى الدينور(2) وعرضته على عمر بن سهل (3) فقال :" ويحك غلط شيخك مع حفظه ، وشيخ شيخك " ، حدثناه عبيد بن عبد الواحد ، وإنما هذا يحيى بن شعيب أبو اليسع ، وصحّف من قال :" يحيى بن سعيد " ، فكتبت ذلك إلى ابن حرارة(4) فقال :" جزاك الله خيراً ، ورجع إلى قوله ".
ومما يؤيد أن الحديث عن يحيى بن شعيب لا عن يحيى بن سعيد ، أن الدارقطني وأبا نعيم قد ذكرا أبا اليسع ممن روى الحديث عن علقمة بن مرثد ، العلل 3/53 ، حلية الأولياء 4/194.
6-مسعر بن كدام .
__________
(1) في الإرشاد 2/629 ( سعيد بن يحيى ) بدلاً من سعدان بن يجيى .
(2) الدينور : مدينة من أعمال الجبل – شهرزور – معجم البلدان 2/616.
(3) أبو حفص عمر بن سهل بن إسماعيل ، الحافظ الدينوري ، قال الخليلي :" ثقة ، إمام ، عالم ، وكان صاحب سنة وعبادة ، وهو متفق على روايته ، وكلامه ، وعلمه ". مات سنة تسع وخمسين وثلاثمائة .
ترجمته : الإرشاد 2/628-629 ، سير إعلام النبلاء 16/255
(4) قال الذهبي : " الامام الحافظ الرحال أبو الحسن محمد بن احمد بن علي بن اسد الاسدي البردعي ، قال الخليلي :" يعرف أبوه بحرارة " ، و قال :" وقد روى من حفظه زيادة على ثلاثين الف حديث بقزوين والري وما كان معه ورقة وفي أماليه غرائب " ، مات سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة ، سير أعلام النبلاء 16/233.(1/329)
رواه ابن المقرئ في المعجم ص 87 ح ( 198 ) ، وتمام الرازي كما في الروض البسام 4/103 ح( 1307 )، و قال أبو نعيم في ، حلية الأولياء 4/194 :" وممن رواه عن علقمة مسعر من رواية محمد بن بشر عنه " .
7-أيوب بن جابر.
رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق 39/5.
8- عبدالله بن عيسى .
رواه الفريابي في فضائل القرآن ص 119 ح ( 10 ).
9-مسلمة بن صالح .
رواه أبو طاهر المخلص في الأمالي ص 122ح58.
10-13-الربيع بن الركين ، وعمرو بن النعمان الحضرمي ، وسعدان بن يزيد اللخمي ، وعثمان بن مقسم البري جميعهم ، عن علقمة بن مرثد ، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن عثمان - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
ذكرهم أبو نعيم في حلية الأولياء 4/194.
تخريج الوجه الثالث .
( علقمة بن مرثد ، عن أبي عبد الرحمن السلمي عن عثمان بن عفان - رضي الله عنه - ).
تفرد به عبد الله بن عيسى من هذا الوجه عن علقمة بن مرثد.
رواه الفريابي في فضائل القرآن ص 119 ح ( 10 ) ، قال الدارقطني في العلل 3/57:" ورواه عبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلي ، عن علقمة ، عن أبي عبد الرحمن ، عن عثمان موقوفاً ".
وقد سبق ذكر عبد الله بن عيسى فيمن رواه عن علقمة مرفوعاً ، والسبب أنه قد اختلف عليه فيه،قال الدارقطني في التتبع ص 406:"إلا أن عبد الله بن عيسى يختلف عنه في رفعه ".
(( تراجم الرواة ))
أولاً : ترجمة مدار الحديث .
علقمة بن مرثد الحضرمي ، أبو الحارث الكوفي ، [ ع ].
روى عن : سعد بن عبيدة ، وعامر الشعبي ، وأبي عبد الرحمن السلمي.
روى عنه : سفيان الثوري ، وشعبة بن الحجاج ، وعمرو بن قيس الملائي.(1/330)
قال الإمام أحمد :" ثبت في الحديث " ، وقال أبو حاتم :" صالح الحديث " ، وقال النسائي ويعقوب الفسوي ، وابن حجر :" ثقة " ، وذكره ابن حبان في الثقات (1).
ثانياً : تراجم رواة الوجه الأول .
شعبة بن الحجاج العتكي.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 3 ). .
قيس بن الربيع .
ضعيف ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 20 ).
محمد بن جحادة الأودي ، الكوفي [ ع ].
روى عن : علقمة بن مرثد ، وأبي إسحاق السبيعي ، وعمرو بن دينار.
روى عنه : إسرائيل بن يونس ، وحماد بن زيد ، وفضيل بن غزوان.
قال يحيى بن معين ، والإمام أحمد ، وأبو حاتم ، والنسائي ، و العجلي،وابن حجر:" ثقة " ، وزاد أبو حاتم :" صدوق " ، مات سنة إحدى وثلاثين ومائة (2).
النضر بن إسحاق السلمي
روى : عن بكر بن عبد الله المزني .
روى : عنه شبابة بن سوار.
ذكره ابن حبان في الثقات (3).
محمد بن جابر .
لا يعرف (4).
ثالثاً : تراجم رواة الوجه الثاني .
سفيان ين سعيد الثوري .
ثقة ،سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 1 ).
الجراح بن الضحاك بن قيس الكندي ، أبو عيسى الكوفي ، [ ت ].
روى عن : علقمة بن مرثد ، وأبي إسحاق السبيعي ، وجابر بن يزيد الجعفي.
روى عنه : عبد الواحد المقرئ ، وجرير بن عبد الحميد ، وسلمة بن افضل.
__________
(1) ينظر :العلل ومعرفة الرجال عن الإمام أحمد 1/354 ، الجرح والتعديل 6/ 406 ت 2269 ، الثقات لابن حبان 7/ 290 ، المعرفة والتاريخ 3/198 ، تهذيب الكمال 20/308 ت 4018 ، تقريب التهذيب ص 689 ت 4716 .
(2) ينظر : تاريخ الدارمي عن يحيى بن معين ص 207ت 771 ، العلل ومعرفة الرجال عن الإمام أحمد 1/ 96 س 1679 ، الجرح والتعديل 7/222 ت 1227 ، معرفة الثقات تهذيب الكمال 24/ 575 ت 5114 ، تقريب التهذيب ص 832 ت 5818 .
(3) الثقات 7/535.
(4) هناك : محمد بن جابر بن عبد الله الأنصاري ، يروي عن أبيه جابر بن عبدالله الله - رضي الله عنه - ، وهذا متقدم عن هذا .(1/331)
قال أبو نعيم – الفضل بن دكين - :" هو جارنا ، وأثنى عليه خيراً" ، وقال أبو حاتم :" صالح الحديث ، لا بأس به ، بابة عمرو بن قيس " ، وذكره ابن حبان في الثقات ، وقال الذهبي :" صالح الحديث " ، وقال ابن حجر :" صدوق " (1).
عمرو بن قيس أبو عبد الله الملائي ، [ بخ م 4 ].
روى عن : علقمة بن مرثد ، وزبيد اليامي ، وسليمان الأعمش .
روى عنه : اسباط بن محمد ، سفيان الثوري، وابو خالد الأحمر.
قال يحيى بن معين ، والإمام أحمد ، وابو زرعة ، وأبو حاتم :" ثقة " ، وقال ابن حجر :" ثقة ، متقن ، عابد " ، مات سنة بضع وأربعين ومائة (2).
موسى بن قيس الحضرمي ، أبو محمد الكوفي ، [ د ص ].
روى عن : علقمة بن مرثد ، وعطية العوفي ، ومحمد بن عجلان.
روى عنه : الفضل بن دكين ، ووكيع بن الجراح ، ويحيى بن آدم.
ذُكر موسى بن قيس عند الإمام أحمد فقال :" لا أعلم إلا خيراً ".
وقال يحيى بن معين :" ثقة " ، وقال أبو حاتم :" لا بأس به " ، وقال ابن حجر :" صدوق ، رمي بالتشيع " ، مات في خلافة أبي جعفر المنصور (3).
يحيى بن شعيب أبو اليسع الكوفي.
روى عن : علقمة بن مرثد .
روى عنه : محمد بن عبيد الطنافسي ، ومحمد بن بشر .
ذكره ابن حبان في الثقات (4).
مسعر بن كدام.
__________
(1) ينظر :التاريخ الكبير 3/ 228 ت2288 ، الجرح والتعديل 2/524 ت 2177 ، تهذيب الكمال 4/514 ، الكاشف 1/125 ت 772 ، تقريب التهذيب ص 195ت 914.
(2) ينظر:الجرح والتعديل 6/ 254 ت 1406 ، معرفة الثقات 2/182 ت 1402 ، تهذيب الكمال22/200 ت 4436 ، تقريب التهذيب ص 743 ت 5135 .
(3) ينظر : الطبقات الكبرى 6/367 ، العلل ومعرفة الرجال عن الإمام أحمد 2/ 78 س 1606 ، الجرح والتعديل 8/157 ت 703 ، تقريب التهذيب ص 984 ت 7052 ، وكانت خلافة أبي جعفر المنصور بين عامي ست وثلاثين ومائة ، وثمان وخمسين ومائة ، البداية والنهاية 13/459.
(4) ينظر : الثقات لابن حبان 9/250.(1/332)
ثقة ،سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 1 ).
أيوب بن جابر بن سيار بن طلق الحنفي،أبوسليمان اليمامي الكوفي،[ بخ د ت ].
روى عن : علقمة بن مرثد ، وسماك بن حرب ، وأبي إسحاق السبيعي.
روى عنه : علي بن حجر السعدي ، وأبو داود الطيالسي ، وقتيبة بن سعيد.
قال يحيى بن معين :" ضعيف ، وليس بشيء " ، وقال الإمام أحمد :" يشبه حديثه حديث أهل الصدق " ، وقال أبو زرعة :" واهي الحديث ، ضعيف ، " ، وقال أبو حاتم :" ضعيف الحديث " ، وقال ابن حجر :" ضعيف " (1).
عبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري ، [ ع ].
روى عن : علقمة بن مرثد ، وسعيد بن جبير ، وعامر الشعبي.
روى عنه : إسرائيل بن يونس ، وإسماعيل بن أبي خالد ، والجراح بن مليح الرؤاسي.
قال يحيى بن معين :" ثقة " ، وقال :" كان يتشيع " ، وقال أبو حاتم " صالح " ، وقال النسائي :" ثقة ، ثبت " ، وذكره بن حبان في كتاب الثقات ، وقال ابن حجر :" ثقة ، فقيه ، يتشيع " ، مات سنة ثلاثين ومائة (2).
مسلمة بن صالح .
لا يعرف ، فقد سماه أبو طاهر المخلص : مسلمة بن صالح ، وسماه أبو نعيم : سلمة بن صالح ،ولم أجد من شيوخ أحمد بن منيع أحداً بهذا الاسم ، ولا في الرواة عن علقمة بن مرثد ، والذي في كتب الرجال سلمة بن صالح اللخمي البصري ، إلا أنه متقدم عن هذا فهو يروي عن فضالة بن عبيد - رضي الله عنه - ، روى له مسلم (3).
الربيع بن سهل بن الركين بن الربيع بن عميلة الفزاري الكوفي ، وقد ينسب إلى جده .
روى عن : علقمة بن مرثد ، وعدي بن ثابت.
روى عنه : شعبة بن الحجاج ، ومروان بن معاوية.
__________
(1) ينظر :الجرح والتعديل 2/243 ت 862 ، الضعفاء والمتروكين للنسائي ص ت 149 ، تهذيب الكمال 3/464 ت 609 ، تقريب التهذيب ص 158 ت 612.
(2) الجرح والتعديل 5/ 126 ت 583 ، الثقات لابن حبان 7/32 ، تهذيب الكمال 15/412 ت3473 ، تقريب التهذيب ص 533 ت 3547 .
(3) ينظر : تهذيب الكمال 11/287.(1/333)
قال يحيى بن معين " ليس بشيء " ، وقال البخاري :" يخالف في حديثه" .
وقال أبو زرعة :" منكر الحديث " ، وقال النسائي ، و الدارقطني " ضعيف " (1).
عمرو بن النعمان الحضرمي .
لم أعرفه ، وذكر في كتب الرجال اسم يقاربه إلا أنه بصري .
سعدان بن يزيد اللخمي ، البزاز أبو محمد .
روى عن إسماعيل بن عليه وإسحاق بن يوسف الأزرق .
روى عنه : المحاملي ، والخرائطي ، ويحيى بن صاعد.
قال ابن أبي حاتم:" كتبت عنه مع أبى وهو صدوق ، سئل أبى عنه ؟ فقال : " صدوق".
مات سنة اثنتين وستين ومائتين (2).
عثمان بن مقسم البري أبو سلمة .
روى عن نافع ، وسعيد المقبري ، وعلقمة بن مرثد .
روى عنه : علي بن الجعد .
قال البخاري :" تركه يحيى القطان " ، وقال يحيى بن معين :" ليس بشيء " ، وقال الإمام أحمد :" عثمان البري حديثه منكر ، وكان رأيه رأى سوء " ،وقال عمرو بن على الفلاس :" عثمان البري صدوق ، ولكن أكثر الغلط ، والوهم ، وكان صاحب بدعة "،قال أبو حاتم:"متروك الحديث"،وقال النسائي:" متروك الحديث "،وقال الدارقطني :" متروك ". (3).
رابعاً : تراجم رواة الوجه الثالث.
عبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري .
ثقة ، سبقت ترجمته قريباً.
(( دراسة الاختلاف ))
يتبين من تخريج الحديث أنه قد اختلف عن علقمة بن مرثد من ثلاثة أوجه : -
__________
(1) ينظر : التاريخ الكبير 3/278 ت 951 ،الضعفاء لأبي زرعة 2/432 ، الضعفاء والمتروكين للنسائي ص 177 ت 198 ، الضعفاء والمتروكين للدارقطني ت 219 ، لسان الميزان 2/517 ت 3384.
(2) ينظر الجرح والتعديل 4/290 ت 1255 ، سير أعلام النبلاء 12/358.
(3) ينظر : التاريخ الكبير 6/252 ت 2319 ، الجرح والتعديل 6/176 ت 918 الضعفاء والمتروكين للنسائي ص 215 ت 419 ، ميزان الاعتدال 5/72 ت 5574 ،(1/334)
الأول : يرويه شعبة بن الحجاج ، و محمد بن جحادة ،والنضر بن إسحاق السلمي ، ثلاثتهم عن علقمة بمرثد ، عن سعد بن عبيدة ، عن أبي عبد الرحمن السلمي ، عن عثمان بن عفان - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثاني : يرويه سفيان الثوري ، والجراح بن الضحاك ، وعمرو بن قيس الملائي ، وموسى الفراء ، ويحيى بن شعيب : أبو اليسع ، و مسعر بن كدام ، عبد الله بن عيسى ،و سعدان بن يزيد اللخمي ، جميعهم عن علقمة بن مرثد ، عن أبي عبد الرحمن السلمي ، عن عثمان - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
الثالث : يرويه عبد الله بن عيسى الأنصاري عن علقمة بن مرثد ، عن أبي عبد الرحمن السلمي ، عن عثمان بن عفان - رضي الله عنه -.
وبعد النظر في حال المدار ، وأحوال الرواة المختلفين يكون الوجه الثالث مردوداً ، لمخافة راويه جمعاً من الثقات الذين رووه مرفوعاً من طريق عثمان بن عفان - رضي الله عنه - .
أما الوجهان الأول والثاني فالمفاضلة بينهما ليست من باب الخطأ والصواب ، وإنما من باب الصحيح والأصح ؛ فالأصح منهما هو ما رواه سفيان الثوري بدون ذكر سعد بن عبيدة بين علقمة بن مرثد وأبي عبد الرحمن السلمي ، لأن المتابعون لسفيان أكثر ممن تابع شعبة.
قال الترمذي :" كأن رواية سفيان أصح من رواية شعبة " (1)، وقال ابن حجر :" ورجح الحفاظ رواية الثوري " (2) ، وقد كان يحيى بن سعيد يقول :" ما أحد يعدل عندي شعبة ، وإذا خالفه سفيان أخذت بقول سفيان " ، حتى شعبة بن الحجاج راوي الوجه الذي يخالف فيه سفيان الثوري يقول عن سفيان :" سفيان أحفظ مني ، وما حدثني سفيان عن أحدٍ بشيءٍ فسألته إلا وجدته كما حدثني " (3).
__________
(1) سنن الترمذي 5/31.
(2) فتح الباري 9/75.
(3) سنن الترمذي 5/32.(1/335)
وأما الدارقطني فقال :" وأصحهما حديث علقمة بن مرثد ، عن سعد بن عبيدة ، عن أبي عبد الرحمن ، عن عثمان ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - (1).
والذي أراه هو تصحيح الوجهين الأول والثاني ، وقرائن ذلك :
أن البخاري قد أخرج الحديث بالوجهين ، فكأنه ترجح عنده أنهما محفوظان .
أن علقمة بن مرثد قد صحت له الرواية عن سعد بن عبيدة ، وعن أبي عبد الرحمن السلمي ، قال ابن حجر :" فيحمل على أن علقمة سمعه أولاً من سعد ثم لقي أبا عبد الرحمن فحدثه به أو سمعه مع سعد من أبي عبد الرحمن فثبته فيه " (2) وتعد رواية شعبة من المزيد في متصل الأسانيد.
الاختلاف عن عاصم بن بهدلة.
(( تخريج الحديث ))
الحديث يرويه عاصم بن بهدلة واختلف عنه من خمسة أوجه :-
الأول : يروى عنه ، عن أبي عبد الرحمن ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، مرسلاً.
الثاني : يروى عنه ، عن أبي عبد الرحمن ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثالث : يروى عنه ، عن أبي وائل ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الرابع : يروى عنه ، عن أبي عبد الرحمن ، عن عثمان بن عفان - رضي الله عنه - ،عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الخامس : يروى عنه ، عن مصعب بن سعد بن أبي وقاص ، عن أبيه ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
تخريج الوجه الأول.
( عاصم ، عن أبي عبد الرحمن ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
تفرد به شريك بن عبد الله من هذا الوجه عن عاصم .
قال الدارقطني في العلل 3/59: وأرسله يحيى الحماني ، عن شريك فقال فيه : عن عاصم ، عن أبي عبد الرحمن ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
تخريج الوجه الثاني .
( عاصم ، عن أبي عبد الرحمن ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
__________
(1) العلل 3/59.
(2) فتح الباري 9/75.(1/336)
تفرد به شريك بن عبد الله من هذا الوجه عن عاصم .
رواه ابن الضريس في فضائل القرآن ص 133 ح ( 138 ) ، والطحاوي في شرح مشكل الآثار 13/117 ح ( 5128 ) ، و الطبراني في المعجم الكبير 10/161 ح ( 10325 )، وفيه عن عبد الله بن مسعود رفعه ، وفي المعجم الأوسط 3/252 ح ( 3062 ) ، وقال : لم يروه عن عاصم إلا شريك ، وابو بكر القطيعي في جزء الألف دينار ص130 ح ( 83 ) والخطيب في تاريخ بغداد 2/96 ، وأبو العلاء العطار في التمهيد في التجويد في ص 240 ح ( 480 ) ، و ص 241 ح( 481 ) ، وذكره أبو نعيم في حلية الأولياء 4/194 .
تخريج الوجه الثالث .
( عاصم ، عن أبي وائل ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
يرويه من هذا الوجه عن عاصم اثنان .
1-شريك بن عبد الله .
رواه تمام الرازي كما في الروض البسام 4/106 ح ( 1312 ).
2- إسرائيل بن يونس.
رواه أبو الفضل الرازي في فضائل القرآن ص 87 ح ( 45 ).
تخريج الوجه الرابع .
( عاصم عن أبي عبد الرحمن عن عثمان بن عفان - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
يرويه من هذا الوجه عن عاصم اثنان.
1- شريك بن عبد الله.
رواه تمام الرازي كما في الروض البسام 4/104 ح ( 1309 ) ، وأبو الفضل الرازي في كتاب فضائل القرآن ص 87 ح ( 46 ) ، قال الدارقطني في العلل 3/59 :" ورواه خالد بن عمرو عن شريك عن عاصم " ، وقال أبو نعيم في حلية الأولياء 4/194 :" ورواه جبارة بن المغلس ، عن شريك ، عن عاصم ، عن أبي عبد الرحمن ، عن عثمان ".
2-حفص بن سليمان.
قال الدارقطني في العلل 3/58 و 5/333:" رواه حفص بن سليمان ، عن عاصم ، عن أبي عبد الرحمن ، عن عثمان ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ".
وتابع عاصماً على هذا الوجه :
1-سعد بن عبيدة .
سبق بيان مواضع الرواية عن سعد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن السلمي.
2- علقمة بن مرثد .(1/337)
سبق بيان مواضع الرواية عن علقمة بن مرثد عن أبي عبد الرحمن السلمي.
3-سلمة بن كهيل .
رواه الفريابي فضائل القرآن ص 124 -125ح ( 17 و18) .
5- عبد الكريم الجزري.
رواه تمام الرازي كما في الروض البسام 4/ 103 ح( 1308 ).
6-11- الحسن بن عبد الله النخعي ، وأبو عبد الأعلى الثعلبي ، وعطاء بن السائب ، عمر بن النعمان ، ومحمد بن طلحة ، وسلمة الأحمر .
ذكرهم الدارقطني في العلل 3/53 ، وفي التتبع ص 406 ،و أبو نعيم في حلية الأولياء 4/194.
تخريج الوجه الخامس .
( عاصم بن بهدلة ، عن مصعب بن سعد ، عن أبيه ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
تفرد به الحارث بن نبهان من هذا الوجه عن عاصم .
رواه عنه سعيد بن منصور في السنن 1/102 ح ( 20 ) ، ومن طريقه : رواه الطبراني في المعجم الأوسط 6/256 ح ( 6339 ) ، وتمام الرازي كما في الروض البسام 4/105 ح ( 1311 ) .
ورواه الدورقي في مسند سعد بن أبي وقاص ، ص 104 ح ( 50 ) ، عن العلاء بن عبد الجبار العطار .
ورواه الدارمي في سننه كتاب : فضائل القرآن ، باب ( 2 ) : خياركم من تعلم القرآن وعلم القرآن 4/2103 ح ( 3382 ) ، عن المعلى بن أسد.
ورواه ابن ماجه في سننه ، المقدمة ، باب ( 16 ) : في فضل من تعلم القرآن وعلمه ، 1/139 ح ( 213 ) عن أزهر بن مروان .
ورواه البزار في البحر الزخار 3/356 ح ( 1157 ) ، عن عبد الله بن معاوية .
ورواه ابن الضريس في فضائل القرآن ص 132 ح ( 135 ) ، من طريق عبد الرحمن بن المبارك .
ورواه أبو يعلى المسند 2/136 ح ( 814 )، ومن طريقه : رواه ابن في الكامل 2/191 ، عبد الواحد بن زياد.
ورواه العقيلي الضعفاء الكبير 1/218 من طريق يونس بن محمد المؤدب ، ، وقال عن هذا الحديث وغيره :" كل هذه الأحاديث لا يتابع عليها ، أسانيدها مناكير والمتون معروفة بغير هذه الأسانيد".
ورواه الشاشي في المسند 1/133 ح ( 71 ) ، من طريق مسلم بن إبراهيم .(1/338)
ورواه الآجري في أخلاق حملة القرآن ص 30 ح ( 14 ) ، ومن طريقه : رواه أبو الحسن الحربي في الفوائد المنتقاة ص 155 ح ( 7 ) ، فضائل القرآن ص 82 ح ( 40 ) ، من طريق عبد الله بن معاوية الجمحي .
وذكره الدارقطني في الغرائب والأفراد ، وقال :" غريب من حديث عاصم بن أبي النجود ، عن مصعب ، تفرد به الحارث بن نبهان " ، كما في أطراف الغرائب والأفراد 1/329 ح ( 501 ).
جميعهم عن الحارث بن نبهان به.
(( تراجم الرواة ))
أولاً : ترجمة مدار الحديث.
عاصم بن بهدلة (1) ، وهو ابن أبي النجود الأسدي مولاهم الكوفي أبو بكر المقرىء [ع ].
روى عن : زر بن حبيش ، وحميد الطويل ، وأبي عبد الرحمن السلمي.
روى عنه : الحارث بن نبهان ، وشريك بن عبد الله ، وحماد بن زيد.
وقال يحيى بن معين :" لا بأس به ".
قال الإمام أحمد :" ثقة "، وقال مرة أخرى :" ثقة لا بأس به "،وقال أبو زرعة :" ثقة ".
وقال أبو حاتم :" محله عندي الصدق ، صالح الحديث ، ولم يكن بذاك الحافظ ".
وقال النسائي :" ليس به بأس "، وقال العجلي :" وكان ثقة في الحديث" ،وقال الدارقطني :" في حفظه شيء " ، وقال الذهبي :" ثبت في القراءة ، وهو في الحديث دون الثبت ، صدوق يهم " ،وقال :" هو حسن الحديث ، خرج له الشيخان لكن مقرونًا بغيره لا أصلاً منفردًا " ، وجمع ابن حجر بين أقوال من سبق فوصفه بقوله :" صدوق له أوهام ".
مات سنة ثمان وعشرين ومئة (2) .
ثانياً : ترجمة راوي الأوجه الأول والثاني .
شريك بن عبد الله النخعي .
صدوق ، يخطئ كثيراً ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 6 ).
__________
(1) بهدلة : بمفتوحة ، وسكون هاء وإهمال دال مفتوحة . المغني للفتني ص 43 .
(2) ينظر : تاريخ يحيى بن معين رواية ابن طهمان ص 64 ت 157 ،العلل ومعرفة الرجال 1/421 ت 918 ، لجرح والتعديل 6/340 ت 1887 ، معرفة الثقات 2/5 ت 807، الثقات لابن حبان 7/256 ، تهذيب الكمال 13/473 ت 3002 تقريب التهذيب تهذيب التهذيب 5/37 .(1/339)
ثالثاً : تراجم رواة الوجه الثالث.
1- شريك بن عبد الله النخعي .
صدوق ، يخطئ كثيراً ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 6 ).
2-إسرائيل بن يونس .
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 10 ).
ثالثاً : تراجم رواة الوجه الرابع.
1- شريك بن عبد الله النخعي .
صدوق ، يخطئ كثيراً ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 6 ).
حفص بن سليمان الأسدي أبو عمر ، البزاز الكوفي القارىء ويقال له : الغاضري ، ويعرف بحفيص [ س ق ].
روى : عاصم بن بهدلة ، وأيوب السختياني ، وثابت البناني .
روى عنه : أبو الربيع الزهراني ، وصالح بن مالك الأزدي ، وعبد الرحمن بن حماد الطلحي .
وقال يحيى بن معين:"ليس بثقة "، قال الإمام أحمد :" صالح " ، وقال :" متروك الحديث ".
وقال علي بن المديني :" ضعيف الحديث ، وتركته على عمد "، وقال البخاري :" تركوه ".
وقال مسلم :" متروك " ، وقال النسائي :" ليس بثقة ، ولا يكتب حديثه " ، وقال :" متروك " ، وقال أبو زرعة:" ضعيف الحديث " ، وقال أبوحاتم :" لا يكتب حديثه هو ضعيف الحديث لا يصدق متروك الحدييث "، وقال الذهبي :" ثبت في القراءة ، والحروف واه في الحديث " ، وقال ابن حجر :" متروك الحديث ، مع إمامته في القراءة ".
مات سنة ثمانين ومائة (1).
رابعاً : ترجمة راوي الوجه الخامس.
الحارث بن نبهان الجرمي أبو محمد البصري [ ت ق ].
روى عن : أبان بن أبي عياش ، وأيوب السختياني ، وعصم بن بهدلة .
روى عنه : سعيد بن منصور ، أزهر بن مروان ، مسلم بن إبراهيم .
قال يحيى بن معين :" ليس بشيء " ، وقال في موضع آخر:" لا يكتب حديثه ".
__________
(1) ينظر : تاريخ الدارمي عن يحيى بن معين ص ت 269 ، الضعفاء الصغير للبخاري ص 35 ت 73 ، الجرح والتعديل 3/173 ت 744 ، تاريخ بغداد 8/188 ، تهذيب الكمال 7/ 10 ت 1390 ، المغني في الضعفاء للذهبي 1/274ت 1615، تقريب التهذيب ص 257 ت 1414 ،(1/340)
وقال الإمام أحمد :" رجل صالح لم يكن يعرف الحديث ولا يحفظه ، منكر الحديث ". وقال البخاري :" منكر الحديث " ، وقال أبو زرعة : " ضعيف الحديث في حديثه وهن " ، وقال :" كان ضعيفاً ضعيفاً " ، وقال أبو حاتم:" متروك الحديث ، ضعيف ، الحديث ، منكر الحديث " ، وقال النسائي :" متروك الحديث " ، وقال في موضع آخر :" ليس بثقة ".
وقال ابن حبان :" كان من الصالحين الذين غلب عليهم الوهم حتى فحش خطؤه وخرج عن حد الاحتجاج به" ، وقال ابن حجر :" مترو ك "، مات بعد الستين ومائة (1) .
(( دراسة الاختلاف ))
يتبين من تخريج الحديث أنه قد اختلف عن عاصم بن بهدلة من خمسة أوجه :
الأول : يرويه شريك بن عبد الله النخعي ، عن عاصم بن بهدلة ، عن أبي عبد الرحمن عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، مرسلاً.
الثاني : يرويه شريك بن عبد الله النخعي ، عن عاصم بن بهدلة ، عن أبي عبد الرحمن عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثالث : يرويه شريك بن عبد الله النخعي ، وإسرائيل بن يونس ، كلاهما عن عاصم بن بهدلة ، عن أبي وائل ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الرابع : يرويه شريك بن عبد الله النخعي ، وحفص بن سليمان كلاهما عن عاصم بن بهدلة ،عن أبي عبد الرحمن عن عثمان بن عفان - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الخامس : يرويه الحارث بن نبهان عن ، عاصم بن بهدلة ، عن مصعب بن سعد ، عن أبيه ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
__________
(1) ينظر :الجرح والتعديل 6/91 ت 426 ، سؤالات البرذعي لأبي زرعة 1/50 ت 7 ، الضعفاء والمتروكين للنسائي ص 165 ت 116 ، المجروحين لابن حبان 1/222 ، تهذيب الكمال 5/288 ت 1046 ، تقريب التهذيب ص 214 ت 1058 .(1/341)
وبعد النظر في حال المدار ، وأحوال الرواة المختلفين يكون الوجه الرابع هو الراجح لقرينة خارجية ، فقد وافق الوجه الرابع الرواية الصحيحة للحديث عن أبي عبد الرحمن السلمي ، عن عثمان بن عفان - رضي الله عنه - ، والتي سبق تخريجها ، وقد توبع عاصم بن بهدلة على هذا الوجه ، وإن كان رواة هذا الوجه عنه ليسوا بمرضيين في الرواية ، فشريك بن عبد الله صدوق يخطئ كثيراً ، وهذا واضح من اضطرابه في هذا الحديث ، والذي وافقه على هذا الوجه حفص بن سليمان متروك .
أما الوجه الأول والثاني ، فمردودة فراويها قد اضطرب فيها .
وأما الوجه الثالث ، فمن رواية شريك أيضاً ، وإن كان المتابع له – إسرائيل بن يونس - ثقة إلا أن الحديث غريب عن إسرائيل ؛ ولوكان محفوظاً عنه لتسابق إليه أصحابه.
وأما الوجه الخامس فمردود ، فراويه متروك ، وقد خالف من هو أرجح منه .
(( الحكم على الحديث ))
الحديث من غير طريق عاصم بن بهدلة مخرج في الصحيحين.(1/342)
قال أبو نعيم رحمه الله :
حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا أحمد بن عمرو البزار ، ثنا عمرو بن مخلد ، ثنا يحيى بن زكريا الأنصاري ، ثنا هارون بن عنترة(1) ، عن زاذان ، قال : دخلت على عبدالله بن مسعود وقد سبق إلى مجلسه أصحاب الخز ، والديباج ، فقلت :" أدنيت الناس وأقصيتني ".
فقال :" ادن " ، فأدناني على بساطه حتى أقعدني ، ثم قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول :" إنه يكون للوالدين على ولدهما دَينٌ فإذا كان يوم القيامة يتعلقان به ، فيقول : أنا ولدكما فيودان أو يتمنيان لو كان أكثر من ذلك ".
تفرد برفعه يحيى وهو المعروف بابن أبي الحواجب.
وقال أبو نعيم قبله : هارون بن أبي وكيع هو ابن عنترة تفرد به عنه زاذان.
ورواه يحيى بن زكريا الأنصاري عنه مختصراً مرفوعاً.
[ حلية الأولياء 4/202 ].
(( تخريج الحديث ))
الحديث يرويه هارون بن أبي وكيع واختلف عنه من وجهين :
الأول : يروى عنه ، عن زاذان ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، مختصراً .
الثاني : يروى عنه ، عن زاذان ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - موقوفاً مطولاً .
تخريج الوجه الأول :
( هارون بن أبي عنترة ، عن زاذان عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، مختصراً ).
تفرد به يحيى بن زكريا الانصاري من هذا الوجه عن هارون بن أبي عنترة.
رواه الطبراني في المعجم الكبير للطبراني 10/219 ح( 10526) ، وعنه : رواه أبو نعيم في
حلية الأولياء 4/202 .
تخريج الوجه الثاني :
( هارون بن عنترة ، عن زاذان ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - ، مطولاً ).
يرويه من هذا الوجه عن هارون بن عنترة ثلاثة :
1- عيسى بن يونس .
__________
(1) تصحفت في المطبوع إلى [ عشرة ] والتصويب من المخطوط( د ) 135/3/ب.(1/343)
رواه الحسن المروزي زياداته على الزهد لابن المبارك ، ينظر الزهد لابن المبارك ص 393ح ( 1416 ) ، ومن طريقه : رواه الطبري في جامع البيان 18/ 54 – 55 ، ورواه ابن أبي حاتم في التفسير 3/954 –955 ح ( 5335 ) ، والآجري في أخلاق أهل القرآن ص 116 ح ( 47 ) ، و أبو نعيم في حلية الأولياء 4/202 ، وابن عساكر في تاريخ دمشق 18/285-286 ، جميعهم من طريق عيسى بن يونس عن هارون بن أبي وكيع قال: سمعت زاذان أبا عمرو يقول : دخلت على ابن مسعود فوجدت أصحاب الخز واليمنية قد سبقوني إلى المجلس ، فقلت : يا عبد الله من أجل أني رجل أعجمي أدنيت هؤلاء وأقصيتني ، قال : ادن فدنوت حتى ما كان بيني وبينه جليس فسمعته ، يقول :" يؤخذ بيد العبد أو الأمة فينصب على رؤوس الأولين والآخرين ثم ينادى مناد هذا فلان بن فلان فمن كان له حق فليأت إلى حقه فتفرح المرأة أن يدور لها الحق على ابنها أو أخيها أو على أبيها أو على زوجها ثم قرأ ابن مسعود: (1) فيقول الرب تعالى للعبد : ائت هؤلاء حقوقهم ، فيقول يا رب : فنيت الدنيا فمن أين أوتيهم؟ فيقول للملائكة : خذوا من أعماله الصالحة فاعطوا كل إنسان بقدر طلبته فان كان ولياً لله فضلت من حسناته مثقال حبة من خردل من خير ضاعفها حتى يدخله بها الجنة ثم قرأ: (2) وإن كان عبداً شقياً قالت الملائكة : يا رب فنيت حسناته وبقي طالبون ، فيقول للملائكة :" خذوا من أعمالهم السيئة فأضيفوها إلى سيئاته وصكوا له صكاً إلى النار ".
2-محمد بن فضيل .
رواه ابن جرير في جامع البيان 18/ 54.
3-صدقة بن أبي سهل .
رواه ابن جرير في جامع البيان 5/89 –90 ، ورواه سلم بن أهوز في تاريخ واسط ص 126 ، وفيه : صدقة أبو سهل.
4- محمد بن عبيد الطنافسي.
ذكره ابن جرير في جامع البيان 5/90.
(( تراجم الرواة ))
أولاً : ترجمة مدار الحديث .
__________
(1) سورة المؤمنون آية 101 .
(2) سورة النساء آية 40 .(1/344)
هارون بن عنترة بن عبد الرحمن الشيباني ، أبو عمرو ابن أبي وكيع الكوفي [ د س ].
روى عن : محارب بن دثار ، زاذان أبي عمر ، وسعيد بن جبير
روى عنه : عيسى بن يونس ، ومحمد بن فضيل ، ومسعر بن كدام .
قال الإمام أحمد : " شيخ ، ثقة " ، وقال يحيى بن معين :" ثقة " ، وقال أبو زرعة :" لابأس به مستقيم الحديث " ، وقال العجلي :" كوفي ثقة " ، وذكره ابن حبان في الثقات .
وقال الدارقطني :" متروك " ، وقال مرة أخرى :" يحتج به " ، وذكره في المجروحين وقال :" منكر الحدث جداً ………… لا يجوز الاحتجاج به بحال " ، فكأنه مختلف فيه ولذلك قال ابن حجر :" لا بأس به " ، مات سنة اثنتين وأربعين ومائة (1).
ثانياً : ترجمة راوي الوجه الأول .
يحيى بن زكريا ، المعروف بابن أبي الحواجب .
روى عن : الأعمش ، وإدريس الأودي .
روى عنه : أهل الكوفة .
قال الدارقطني ، والبيهقي ، وابن حجر :" ضعيف " ، وذكره الذهبي في المغني في الضعفاء .
وخالفهم ابن حبان فذكره في الثقات (2) .
ثالثاً: ترجمة رواة الوجه الثاني .
1-عيسى بن يونس السبيعي .
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 6 ).
2-محمد بن فضيل بن غزوان الضبي .
صدوق ، سبق ترجمته في الحديث رقم ( 4 ).
3-صدقة بن أبي سهل البصري .
روى عن : كثير بن يسار ، وخالد بن خداش .
روى عنه : مسلم بن إبراهيم ، وقتيبة بن سعيد .
__________
(1) ينظر : علل الحديث لابن أبي حاتم 1/ 224 م 651، معرفة الثقات 2/ 323 ت 1876 ، الضعفاء والمتروكين للدارقطني ص 179 ت 362 ، سؤالات البرقاني للدارقطني ت 252 ، تهذيب الكمال 30 / 100 ت 6521 ، ميزان الاعتدال 4/ 284 ت 9165 ، تقريب التهذيب ص 1015 ت 7285 .
(2) ينظر : سنن الدارقطني 2/28 ، الثقات لابن حبان 7/608 ، سنن البيهقي 3/30 ، المغني في الضعفاء 2/515 ت 6966، التلخيص الحبير 2/15 .(1/345)
قال الهيثمي :"لم أجد من ذكره "، وقال :"لم أعرفه" (1) ، فهو لا يعرف.
4- محمد بن عبيد بن أبي أمية الطنافسي (2) ، أبو عبد الله الكوفي [ع ].
روى عن : إسماعيل بن أبي خالد ، وسليمان الأعمش ، ومسعر بن كدام.
روى عنه : محمد بن سعد ، وأحمد بن حنبل ، وقتيبة بن سعيد.
قال محمد بن سعد :" ثقة ، كثير الحديث ، وكان صاحب سنة وجماعة "، وقال يحيى بن معين ، والإمام أحمد ، والعجلي ، و النسائي ، وابن حجر:" ثقة " ، وزاد :" يحفظ " ، مات سنة أربع ومائتين (3).
(( دراسة الاختلاف ))
يتبين من تخريج الحديث أنه قد اختلف عن هارون بن عنترة من وجهين :
الأول : يرويه يحيى بن زكريا ،عن هارون ،عن زاذان ،عن عبد الله عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، مختصراً .
الثاني : يرويه عيسى بن يونس ، ومحمد بن فضيل ،وصدقة بن أبي سهل ، ومحمد بن عبيد الطنافسي ، أربعتهم عن هارون عن زاذان عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - ، مطولاً .
وبعد النظر في حال المدار ، وأحوال الرواة المختلفين يكون الوجه الثاني هو الراجح لأن رواة الوجه الثاني أرجح عدداً و صفة ، فقد رواه أربعة منهما ثقتان ، وثالث صدوق ، والمخالف لهم في الوجه الأول راوٍ واحد ضعيف .
__________
(1) ينظر : التاريخ الكبير 4/297ت 2891 ، مجمع الزوائد 1/301 ، و 3/38 ، تعجيل المنفعة ص 185 .
(2) الطنافسي : بفتح الطاء المهملة ، والنون ، وكسر الفاء ، والسين المهملة ، هذه النسبة إلى " الطنفسة " ، الأنساب 4/73 ، الطنفسة : البساطُ الذي له حَمْل رَقيق ، وجمعُه طَنافِس ، النهاية في غريب الحديث 3/140.
(3) الطبقات الكبرى 6/397 ، معرفة الثقات 2/247 ت 1625 ، تهذيب التهذيب 26/54 ت 5440 ، تقريب التهذيب ص 875 ت 6154.(1/346)
ومما يؤيد رجحان هذا الوجه أن جمعاً من أهل العلم المحققين استشهدوا بالحديث بنسبته إلى ابن مسعود موقوفاً ، ومنهم : ابن رجب ، وابن كثير ، والذهبي ، وابن حجر (1).
(( الحكم على الحديث ))
سأدرس إسناده من الوجه المرجح من كتاب جامع البيان للإمام الطبري ، قال رحمه الله : حدثنا أبو كريب قال : ثنا ابن فضيل : عن هارون بن أبي وكيع ، قال سمعت : زاذان يقول: أتيت ابن مسعود وقد اجتمع الناس إليه في داره ……………… الأثر .
1- محمد بن العلاء بن كريب الهمداني ، أبو كريب الكوفي ، مشهور بكنيته .
ثقة ، حافظ ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 9 ).
2-هارون بن عنترة .
صدوق ـ سبقت ترجمته قريباً .
3-زاذان ، أبو عمرو الكندي ، الكوفي الضرير البزاز [ بخ م 4].
روى عن : عمر بن الخطاب ، وعبد الله بن مسعود ، وحذيفة بن اليمان - رضي الله عنهم - .
روى عنه : ذكوان السمان ، وهارون بن عنترة ، وعطاء بن السائب .
وقال ابن سعد ، و يحيى بن معين ، وقال العجلي ، :" ثقة " ، وذكره ابن حبان في الثقات وقال : " كان يخطئ كثيراً " ، قال ابن حجر :" صدوق يرسل " .
وأرى أنه ثقة ، وما نسبه إليه ابن حبان من الخطأ فلعله ممن دونه ، فقد قال ابن عدي :" أحاديثه لا بأس بها إذا روى عنه ثقة " ، وقد وثقه ابن سعد ويحيى بن معين ، والعجلي.
مات سنة اثنتين وثمانين (2).
4- عبد الله بن مسعود بن غافل الهذلي.
( صحابي ).
الحكم على الحديث :
__________
(1) ينظر على التوالي : جامع العلوم والحكم ص 177، وتفسير القرآن العظيم 1/498 ، والكبائر ص 109، وفتح الباري 8/558 و 11/397
(2) ينظر : الطبقات الكبرى 6/216 ت2104 ، معرفة الثقات 1/ 366 ت 488 ،الثقات لابن حبان 4/265 ، تهذيب الكمال 9/263 ت 1945 ، تقريب التهذيب ص 333 ت 1988 .(1/347)
الحديث بهذا الإسناد : موقوف حسن ، لأن في إسناده محمد بن فضيل ، وشيخه هارون بن عنترة وهما في مرتبة صدوق ، وتابع محمد بن فضيل على هذا الحديث عيسى بن يونس وهو ثقة ، لكن بقي شيخهما.
وما جاء في الحديث ليس للعقل فيه مدخل ، فيكون له حكم الرفع ، وقد ورد بعض ما جاء فيه في أحاديث صحيحة منها .
الحديث الأول :
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :" من كانت له مظلمة لأخيه من عرضه أو شيء فليتحلله منه اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته وإن لم تكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه ".
رواه البخاري في صحيحه ، كتاب : المظالم ، باب ( 11 ) : من كانت له مظلمة عند الرجل فحللها له ، هل يبين مظلمته 2/865 ح ( 2317) ، وفي كتاب : الرقاق ، باب ( 48) : القصاص يوم القيامة 5/2394ح(6169) .
والترمذي في سننه ، أبواب صفة القيامة والرقاق والورع باب ( 2) : ما جاء في شأن الحساب والقصاص 4/218 ح ( 2419 ) ، وفي أوله : رحم الله عبداً كانت لأخيه عنده مظلمة ، وفي آخره : وإن لم تكن له حسنات حملوه عليه من سيئاتهم .
الحديث الثاني :
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " أتدرون ما المفلس ؟. قالوا : المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع ، فقال : إن المفلس من أمتي يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ويأتي قد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار ".
رواه مسلم في صحيحه ، كتاب : البر والصلة ، باب (15) : تحريم الظلم 4/1997 ح ( 2581 ) ، والترمذي في سننه ، أبواب صفة القيامة والرقاق والورع باب ( 2) : ماجاء في شأن الحساب والقصاص 4/217 ح ( 2418 ) .
قال أبو نعيم رحمه الله :(1/348)
حدثنا سلمان بن أحمد ، ثنا علي بن عبدالعزيز ، ثنا معلى بن أسد ، ثنا وهيب ، عن معمر عن عبدالكريم الجزري ، عن أبي عبيدة ، عن عبدالله ، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال :" التائب من الذنب كمن لا ذنب له ".
غريب من حديث عبدالكريم لم يصله عن معمر إلا وهيب .
[ حلية الأولياء 4/210 ].
(( تخريج الحديث ))
الحديث يرويه معمر بن راشد الصنعاني ، واختلف عنه من ثلاثة أوجه :
الأول : يروى عنه ، عن عبدالكريم الجزري عن أبي عبيدة عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، بلفظ " التائب من الذنب ".
الثاني : يروى عنه ، عن عبد الكريم الجزري ، عن زياد بن أبي مريم ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - ، بلفظ :" الندم توبة ".
الثالث : يروى عنه ، عن عبد الكريم الجزري ، عن أبي عبيدة ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - ، بلفظ :" الندم توبة ".
تخريج الوجه الأول :
( معمر بن راشد ، عن عبدالكريم الجزري ، عن أبي عبيدة ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، بلفظ " التائب من الذنب ".
تفرد به وهيب بن خالد من هذا الوجه عن معمر.
رواه ابن ماجه في كتاب : الزهد ، باب ( 30 ) : ذكر التوبة 4/491 ح(4250 )، والدارقطني في العلل 5/197 ، و السهمي في تاريخ جرجان ص 399 ح( 674 )، و البيهقي في السنن الكبرى 10/154 ، والخطيب في موضح أوهام الجمع والتفريق 1/258 ، وقال : تفرد بروايته محمد بن عبدالله الرقاشي عن وهيب بهذا الإسناد مرفوعاً ولم يتابع عليه " و القضاعي في مسند الشهاب 1/97 ح( 108 )، من طريق محمد بن عبد الله الرقاشي ، ولم يتفرد به الرقاشي :فقد رواه الطبراني المعجم الكبير 10/185 ح 10281) وعنه : رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 4/210. من طريق معلى بن أسد العمي عن وهيب بن خالد به.
تخريج الوجه الثاني :(1/349)
( معمر بن راشد ، عن عبد الكريم الجزري ، عن زياد بن أبي مريم ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - ، بلفظ :" الندم توبة ").
تفرد به عبد الرزاق الصنعاني من هذا الوجه عن معمر
رواه البيهقي في السنن الكبرى 10/154 ، ثم قال :" كذا ورواه عبد الرزاق عن معمر منقطعاً موقوفاً بزيادته " ، والخطيب في موضح أوهام الجمع والتفريق 1/257 ، ثم قال :" ورواه علي ابن المديني عن عبدالرزاق عن معمر هكذا ، ثم قال علي: " قال لنا عبدالرزاق : وهذا وهم اجعلوه عن رجل ، عن ابن مسعود ".
تخريج الوجه الثالث :
( معمر بن راشد ، عن عبد الكريم الجزري ، عن أبي عبيدة ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - ، بلفظ :" الندم توبة " ).
يرويه من هذا الوجه عن معمر بن راشد اثنان :
1-عبد الله بن المبارك
روه عنه نعيم بن حماد في زياداته ص 468 ح ( 168 ) ، ومن طريقه رواه الخطيب في موضح أوهام الجمع والتفريق 1/258 .
2- محمد بن ثور الصنعاني.
ذكره ابن أبي حاتم في العلل 2/141.
(( تراجم الرواة ))
أولاً : ترجمة مدار الحديث .
معمر بن راشد الصنعاني.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 8 ).
ثانياً : ترجمة راوي الوجه الأول.
وهيب بن خالد بن عجلان الباهلي مولاهم أبو بكر البصري ، [ ع ].
روى عن :أيوب السختياني ، وحميد الطويل ، ومعمر بن راشد.
روى عنه : معلى بن أسد ، وأبو أسامة حماد بن أسامة وسليمان بن حرب .
عدّه يحيى بن معين من أثبت شيوخ البصرة ، قال العجلي ، وأبو حاتم :" ثقة " ، وقال ابن حجر:" ثقة ، ثبت ، لكنه تغير قليلاً بآخرة ، مات سنة خمس وستين ومائة (1).
ثانياً : ترجمة راوي الوجه الأول.
عبد الرزاق بن همام الصنعاني.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 14 ).
ثانياً : ترجمة راوي الوجه الثالث.
1-عبد الله بن المبارك.
__________
(1) ينظر: الجرح والتعديل 9/34 ت 158 ، معرفة الثقات 2/354 ت 1958 ، تهذيب الكمال 31/264 ت 6769 ، تقريب التهذيب ص 1045 ت 7537.(1/350)
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 12 ).
2-محمد بن ثور الصنعاني أبو عبد الله العابد [ س د ].
روى عن : عبد الملك بن جريج ، وعوف الأعرابي ، ومعمر بن راشد.
روى عنه : سليمان الشاذكوني ، وابنه عبد الجبار بن محمد ، وعبد الرزاق بن همام .
قال يحيى بن معين ، والنسائي ، وابن حجر :" ثقة " ، وذكره بن حبان في كتاب الثقات ، مات سنة تسعين ومائة تقريباً (1).
(( دراسة الاختلاف ))
يتبين من تخريج الحديث أنه قد اختلف عن معمر بن راشد من ثلاثة أوجه :
الأول : يرويه وهيب بن خالد ، عن معكر بن راشد ، عن عبدالكريم الجزري ، عن أبي عبيدة ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، بلفظ " التائب من الذنب ".
الثاني : يرويه عبد الرزاق الصنعاني ، عن معمر بن راشد ،عن عبد الكريم الجزري ، عن زياد بن أبي مريم ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - ، بلفظ :" الندم توبة ".
الثالث : يرويه عبد الله بن المبارك ، ومحمد بن ثور الصنعاني ، كلاهما عن معمر بن راشد ، عن عبد الكريم الجزري ، عن أبي عبيدة ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - ، بلفظ :" الندم توبة ".
وبعد النظر في حال المدار ، وأحوال الرواة المختلفين أرى أن جميع الأوجه مردودة من طريق معمر فالوجه الأول ، تفرد به وهيب بن خالد ولم يتابع عليه ، وتفرد به سنداً ومتناً وهذا اللفظ لا يصح مرفوعاً ،ووهيب بن خالد بصري ومن أثبت أهل البصرة ، ولعل هذا من قِبل معمر فإنه حدث بالبصرة بأشياء أخطأ فيها.
وأما الوجه الثاني فقد تراجع عنه راويه عندما بان له الخطأ .
__________
(1) ينظر: الجرح والتعديل 7/217 ت 1208 ، القات 9/57 ، تهذيب الكمال 24/561 ، تقريب التهذيب ص 831 ت 5812.(1/351)
والوجه الثالث ، فالحديث من طريق عبد الله بن المبارك ضعيف لأنه من رواية نعيم بن حماد عنه ، وهو ضعيف ، وتفرد به من بين أصحاب عبد الله ولم يتابع عليه ، أما من طريق محمد بن ثور الصنعاني فقد حكم عليها أبو حاتم بأنه خطأ (1) ، وكأن الحديث عن معمر بن راشد مضطرب ، وكل الأوجه المروية عنه مردودة لأنها تخالف الوجه الراجح عن شيخه عبد الكريم الجزري حيث روي عنه من وجوه أخرى .
وقد اختلف عنه والراجح من طريقه ما رواه ، عن زياد ، عن عبد الله بن معقل قال :" دخلت مع أبي علي عبد الله مسعود فقال له أبي أسمعت رسول الله يقول :" الندم توبة " ، قال :" نعم ".
ورواه عنه بهذا الوجه :
1- سفيان ين عيينة .
رواه الحميدي في المسند 1/58 ح ( 105) ، والإمام أحمد في المسند 6/37 ح ( 3568 ) ، والحسين المروزي في زياداته على الزهد لابن المبارك 1/368 ح ( 1044 ) والبزار في البحر الزخار 5/310 ح ( 1926 ) ، وابن ماجه في سننه ،كتاب : الزهد ، باب ( 30 ) : ذكر التوبة 4/491 ح( 4251 ) ، وأبو يعلى في المسند ج8/ص380 ح ( 4969 ) ،و 9/64 ح ( 5129 ) ، والحاكم في المستدرك 4/271 ، والخطيب في موضح أوهام الجمع والتفريق 1/248 –249 .
2- سفيان الثوري.
رواه الإمام أحمد في المسند 7/ 193 ح ( 4124 ) ، وأبو القاسم البغوي في الجعديات 2/5 ح ( 1716 ) ، والشاشي في المسند 1/309 ح ( 269 ) ، وأبو بكر الإسماعيلي في معجم الشيوخ 3/708 ، والطبراني في المعجم الأوسط 7/44 ح ( 6799 ) ، وفي مسند الشاميين 1/148 ح (237) ، ويعقوب الفسوي في المعرفة والتاريخ 3/135 ، والقضاعي في مسند الشهاب 1/42 ، والخطيب في موضح أوهام الجمع والتفريق 1/248.
3-زهير بن معاوية .
رواه أبو داود الطيالسي 1/298 ح ( 380 ) ، والشاشي في المسند1/ 310 ح (270 ) ، والطحاوي في شرح معاني الآثار 4/291 ، والخطيب في موضح أوهام الجمع والتفريق1/249 .
__________
(1) علل الحديث 2/141.(1/352)
4- عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان.
ورواه الطبراني في المعجم الأوسط 7/44 ح ( 6799 ) ، وفي مسند الشاميين 1/148 ح (237 ).
5-شريك بن عبد الله.
رواه أبو يعلى في المسند 9/13 ح (5081 ) ، والشاشي في المسند 1/309 ح ( 269 ) وأبو القاسم البغوي في الجعديات 2/ 144 ح ( 2276 ) ، والخطيب في موضح أوهام الجمع والتفريق1/251
واختلف الرواة عن عبد الكريم في نسبة زياد فمنهم من قال : زياد بن أبي مريم ، ومنهم من قال زياد بن الجراح .
فذهب أحمد بن حنبل إلى أنهما واحد (1) ، وفرّق بينهما البخاري ، وابن أبي حاتم ، وأفردا كل واحد منهما بترجمة (2) .
والذي أراه أنه زياد بن الجراح فقد سئل أبو حاتم عن رواية سفيان بن عيينة في هذا الحديث بذكر زياد بن أبي مريم فقال :" هذا وهم ؛ وهم فيه ابن عيينة إنما هو زياد بن الجراح وليس هو بزياد بن أبي مريم " (3) ، ومما يؤيد هذا أن زهير بن معاوية قال في روايته عن عبد الكريم :" وليس بابن أبي مريم " (4) ، و قال يحيى بن معين :" في حديث الندم توبة إنما هو عن زياد بن الجراح ليس هو زياد بن أبي مريم " (5)، وقال ابن عساكر :" والصواب قول من قال : " زياد بن الجراح " (6)، وقال ابن حجر :" والأظهر أنهما اثنان ويحرر من كلام أهل حران أن راوي حديث " الندم توبة " هو زياد بن الجراح بخلاف ما جاء في رواية السفيانين والله أعلم " (7).
(( الحكم على الحديث ))
الحديث من رواية معمر بن راشد الصنعاني ضعيف ، فكل الأوجه مردودة ، لاضطرابه فيه ، ولمخالفته رواية الجمع عن شيخه عبد الكريم الجزري.
__________
(1) موضح اوهام الجمع والتفريق 1/247.
(2) التاريخ الكبير 3/346 ، 3/373 ، الجرح والتعديل 3/528 ، 3/546.
(3) علل الحديث 2/101.
(4) مسند الطيالسي 1/ 298.
(5) تاريخ ابن معين رواية الدوري 4/477.
(6) معجم الشيوخ 1/19.
(7) تهذيب التهذيب 3/330.(1/353)
وسأدرس الحديث من الوجه المرجح عن عبد الكريم الجزري بإسناد أبي داود الطيالسي حيث
رواه عن زهير بن معاوية ، عن عبد الكريم الجزري ، عن زياد وليس بابن أبي مريم ، عن عبد الله بن معقل قال :" كنت مع أبي وأنا إلى جنبه عند عبد الله بن مسعود قال له أبي : أسمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول :" الندم توبة :"؟ ، قال :" نعم سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ".
زهير بن معاوية.
ثقة ،سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 9 ).
عبد الكريم بن مالك الجزري ، أبو سعيد الحراني [ع ].
روى عن زياد بن الجراح ، وسعيد بن جبير، وسعيد بن المسيب .
روى عنه : زهير بن معاوية ، وسفيان الثوري ، وسفيان بن عيينة.
قال يحيى بن معين وأحمد بن حنبل :" ثقة ، ثبت " ، وقال أبو زرعة ، وأبو حاتم ، والنسائي ، والعجلي :" ثقة " ، وقال ابن حجر :" ثقة ، متقن " ، مات سنة سبع وعشرين ومائة (1).
زياد بن الجراح.
روى عن : عبد الله بن معقل ، وعمرو بن ميمون.
روى عنه : عبد الكريم الجزري ، وجعفر بن برقان .
قال يحيى بن معين ، والنسائي ، والذهبي ، وابن حجر :" ثقة " ، وذكره ابن حبان في الثقات ،(2).
عبد الله بن معقل بن مقرن المزني أبو الوليد الكوفي [ع ] ، ولأبيه صحبة.
روى عن ثابت بن الضحاك ، وعبد الله بن مسعود ق وعدي بن حاتم - رضي الله عنهم - .
روى عنه : زياد بن الجراح ، وعامر الشعبي ، وعبد الملك بن عمير .
__________
(1) ينظر :الجرح والتعديل 6/310 ، معرفة الثقات تهذيب الكمال 18/252 ت 3504 ، تقريب التهذيب ص 619 ت 4182 .
(2) ينظر : الثقات 6/323 ، تهذيب الكمال 9/442 ت 2030 ، الكاشف 1/329 ت 1675، تهذيب التهذيب 3/358 ، تقريب التهذيب ص 344 ت 2072.(1/354)
قال ابن سعد :" ثقة ، كثير الحديث " ، وقال العجلي :" كوفي ، تابعي ، ثقة ، من خيار التابعين " ، وذكره ابن حبان في الثقات ، وقال ابن حجر :" ثقة " ، مات سنة بضع وثمانين (1) .
عبد الله بن مسعود.
صحابي .
الحكم على الحديث :
الحديث بهذا الإسناد صحيح.
قال أبو نعيم رحمه الله :
حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم ، ثنا محمد بن يوسف الفريابي ح.
وحدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا علي بن عبد العزيز ، ثنا أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي قالا : ثنا سفيان الثوري ، عن الأعمش ، عن إبراهيم التيمي ، عن أبيه ، عن أبي ذر قال:" (2) من بنى لله مسجداً ولو مثل مفحص(3) القطاة بنى الله له بيتاً في الجنة ".
هكذا رواه الفريابي والناس موقوفاً [ عن ](4) الثوري .
ولم يرفعه من أصحابه عنه إلا وكيع وعبد الله بن الوليد [ العدني ](5)، رواه أبو بكر بن عياش عن الأعمش وقطبة بن عبدالعزيز عن الأعمش مرفوعاً.
[ حلية الأولياء 4/217 ].
مدار الحديث على الأعمش ، واختلف عنه ، وعمن دونه كما يلي :-
الاختلاف عن الثوري.
(( تخريج الحديث ))
الحديث يرويه الثوري ، واختلف عنه من وجهين :
الأول : يروى عنه ، عن الأعمش ، عن إبراهيم التيمي ، عن أبيه ، عن أبي ذر - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
__________
(1) ينظر : معرفة الثقات 2/62 ت 976، الثقات 5/35 ، تهذيب الكمال 16/169 ت 3586 ، تقريب التهذيب ص 548 ت 3659.
(2) في المطبوع زيادة [ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ] والتصويب من المخطوط ( د ) 141/3/ب.
(3) على وزن مفعل ، من الفحص ، وهو : البحث والكشف ، ومفحص القطاة : موضعها الذي تجثم فيه وتبيض ، النهاية في غريب الحديث 3/415.
(4) في المطبوع [ على ] والتصويب من المخطوط ( د ) 141/3/ب.
(5) تصحفت في المطبوع إلى [ العدوي ] والتصويب من المخطوط( د ) 141/3/ب.(1/355)
الثاني : يروى عنه ، عن الأعمش ، عن إبراهيم التيمي ، عن أبيه ، عن أبي ذر - رضي الله عنه - .
تخريج الوجه الأول :
( سفيان الثوري ، عن الأعمش ، عن إبراهيم التيمي ، عن أبيه ، عن أبي ذر - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
تفرد به مؤمل بن إسماعيل من هذا الوجه عن الثوري.
رواه الطحاوي في شرح مشكل الآثار 4/209 ح ( 1549 ) ، و الطبراني في المعجم الصغير ص 389 ح ( 1077 ) ، وميّز سفيان المبهم بابن عيينة ، فقال : "لم يروه عن ابن عيينة إلا مؤمل "، وميّزه الدارقطني بسفيان الثوري ، فقال :" وكذلك قال مؤمل بن إسماعيل عن الثوري "، العلل 6/275.
تخريج الوجه الثاني .
( سفيان الثوري ، عن الأعمش ، عن إبراهيم التيمي ، عن أبيه ، عن أبي ذر - رضي الله عنه - ).
يرويه من هذا الوجه عن سفيان الثوري أربعة :
محمد بن يوسف الفريابي.
رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 4/217 (1) .
يحيى بن سعيد القطان.
رواه ابن عبد البر في التمهيد 1/32 (2) ، وقال الدارقطني في العلل 6/275 : وكذلك رواه يحيى القطان عن الثوري موقوفاً.
موسى بن مسعود النهدي.
رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 4/217 (3) .
4- وكيع بن الجراح.
روي عنه عن سفيان مرفوعاً و موقوفاً ؛ فالمرفوع :
رواه البزار في البحر الزخار 9/412 ح ( 4017 ) ، وقال :" وهذا الحديث لا نعلم أحدا رواه عن سفيان مرفوعاً إلاسلم بن جنادة عن وكيع ولا نعلم أن سلم بن جنادة توبع على هذا الحديث ".
__________
(1) في المطبوع زيادة [ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ] والتصويب من المخطوط( د) 141/3/ب.
(2) في النسخة المغربية من التمهيد زيادة [ عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ] ، وهي خطأ يردها قول الدارقطني.
(3) في المطبوع زيادة [ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ] والتصويب من المخطوط( د) 141/3/ب.(1/356)
فقد تفرد به من طريق وكيع مرفوعاً سلم بن جنادة ، وهو ( ثقة ربما خالف )(1) وخالف أصحاب وكيع حيث رووه موقوفاً ، قال الدارقطني في العلل 6/275 عن رواية سلم :" وخالفه أصحاب وكيع فرووه عن وكيع موقوفاً".
(( تراجم الرواة ))
أولاً : ترجمة مدار الحديث.
سفيان بن سعيد الثوري.
ثقة سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 1 ).
ثانياً : ترجمة راوي الوجه الأول.
مؤمل بن إسماعيل القرشي العدوي
صدوق ، سيء الحفظ ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 21 ).
ثالثاً: تراجم رواة الوجه الثاني.
1-محمد بن يوسف الفريابي.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 2 ).
2- يحيى بن سعيد القطان .
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 8 ).
3-موسى بن مسعود النهدي ، أبو حذيفة البصري.
صدوق سيئ الحفظ ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 11 ).
وكيع بن الجراح.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 1 ).
(( دراسة الاختلاف ))
يتبين من تخريج الحديث أنه قد اختلف عن الثوري من وجهين :
الأول : يرويه مؤمل بن إسماعيل ، عن سفيان الثوري ، عن الأعمش ، عن إبراهيم التيمي ، عن أبيه ، عن أبي ذر - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
الثاني : يرويه محمد بن يوسف الفريابي ، و يحيى بن سعيد القطان ، وموسى بن مسعود النهدي ، ووكيع بن الجراح أربعتهم عن سفيان الثوري ،عن الأعمش ، عن إبراهيم التيمي ، عن أبيه ، عن أبي ذر - رضي الله عنه - .
وبعد النظر في حال المدار ، وأحوال الرواة المختلفين يكون الوجه الثاني هو الراجح ، وقرائن ترجيحه :
أن الوجه الثاني من رواية الأرجح صفة وعدداً ، وفيهم أقوى أصحاب سفيان وأعلمهم بحديثه - يحيى القطان ، ووكيع بن الجراح - ، والمخالف لهم راوٍ واحد لا يصل إلى مرتبة أحدهما فكيف بهما جميعاً
المتابعات لسفيان الثوري عن الأعمش تؤيد رجحان الوجه الثاني، كما سيأتي.
*****************
الاختلاف عن جرير بن عبد الحميد.
__________
(1) تقريب التهذيب ص 396 ت 2477.(1/357)
(( تخريج الحديث ))
الحديث يرويه جرير بن عبد الحميد واختلف عنه من وجهين :
الأول : يروى عنه ، عن الأعمش ، عن إبراهيم التيمي ، عن أبيه ، عن أبي ذر - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
الثاني : يروى عنه ، عن الأعمش ، عن إبراهيم التيمي ، عن أبيه ، عن أبي ذر - رضي الله عنه - .
تخريج الوجه الأول :
( جرير ، عن الأعمش عن إبراهيم التيمي ، عن أبيه ، عن أبي ذر - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
يرويه بشر بن آدم من هذا الوجه عن جرير.
ذكره الدارقطني في العلل 6/274 ، وكذلك قال البيهقي في السنن الكبرى 2/438.
تخريج الوجه الثاني :
( جرير ،عن الأعمش ، عن إبراهيم التيمي ، عن أبيه ، عن أبي ذر - رضي الله عنه - ).
يرويه من هذا الوجه عن جرير اثنان :
1- إسحاق بن راهويه.
رواه إسحاق بن راهويه في مسنده ، كما في المطالب العالية 3/474 ح ( 351/2).
2-علي بن المديني.
قال الدارقطني في العلل 6/275 :" وكذلك رواه علي بن المديني ، وإسحاق بن راهويه عن جرير بن عبد الحميد موقوفاً".
(( تراجم الرواة ))
أولاً : ترجمة مدار الحديث .
جرير بن عبد الحميد الضبي.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 4 ).
ثانياً : ترجمة راوي الوجه الأول.
بشر بن آدم بن الضرير ، أبو عبد الله البغدادي[د ت عس ق ].
روى عن : جرير بن عبد الحميد ، و إبراهيم بن سعد ، وحماد بن سلمة.
روى عنه : البخاري ، وإسحاق بن راهويه ، والعباس الدوري .
قال أبو حاتم ، والذهبي ، وابن حجر :" صدوق " ، وذكره ابن حبان في الثقات .
مات سنة ثمان عشرة ومائتين (1).
ثالثاً: تراجم رواة الوجه الثاني .
إسحاق بن إبراهيم بن مخلد بن إبراهيم الحنظلي ، أبو يعقوب المروزي ، المعروف بابن راهويه[خ م د ت س ].
روى عن : جرير بن عبد الحميد ، وسفيان بن عيينة ، وإسما عيل بن علية.
__________
(1) ينظر : تهذيب الكمال 4/93 ت 678 ، الكاشف 1/101 ت 577 ، تقريب التهذيب ص 168 ت 682 .(1/358)
روى عنه : البخاري ، ومسلم ، والحسن بن سفيان.
قال الإمام أحمد :" إسحاق عندنا إمام من أئمة المسلمين "،و قال النسائي:" ثقة ، مأمون ".
وقال ابن حجر :" ثقة ، حافظ ، مجتهد " ، مات سنة ثمان وثلاثين ومائتين (1).
علي بن عبد الله بن جعفر بن نجيح السعدي المديني [خ م د ت س ].
روى عن : جرير بن عبد الحميد ، و سفيان بن عيينة ، ومعتمر بن سليمان.
روى عنه : البخاري ، وأبو داود ، وأحمد بن حنبل.
قال عبد الرحمن بن مهدي :" علي بن المديني أعلم الناس بحديث رسو الله - صلى الله عليه وسلم - ، وخاصة بحديث ابن عيينة " ، قال أبو حاتم : " كان عليّ علماً في الناس في معرفة الحديث والعلل ".
قال ابن حجر :" ثقة ، ثبت ، إمام ، أعلم أهل عصره بالحديث وعلله " ، مات سنة أربع أو خمس وثلاثين ومائتين (2).
(( دراسة الاختلاف ))
يتبين من تخريج الحديث أنه قد اختلف عن جرير بن عبد الحميد من وجهين :
الأول : يرويه بشر بن آدم ، عن جرير ، عن الأعمش ، عن إبراهيم التيمي ، عن أبيه ، عن أبي ذر - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
الثاني : يرويه إسحاق بن راهويه ، وعلي بن المديني كلاهما ، عن جرير ، عن الأعمش عن إبراهيم التيمي ، عن أبيه ، عن أبي ذر - رضي الله عنه - .
وبعد النظر في حال المدار ، وأحوال الرواة المختلفين يكون الوجه الثاني هو الراجح وقرائن ترجيحه :
أن رواة الوجه الثاني أرجح صفة وعدداً ، فرواه بهذا الوجه إمامان جليلان ، وخالفهما في الوجه الأول راوٍ واحد دونهما في الضبط.
المتابعات لجرير عن الأعمش تؤيد رجحان الوجه الثاني كما سبق في رواية الثوري، وكما سيأتي .
********************
الاختلاف عن سليمان الأعمش.
(( تخريج الحديث ))
الحديث يرويه الأعمش واختلف عنه من وجهين :
__________
(1) ينظر : تهذيب الكمال 2/373 ت 332 ، تقريب التهذيب ص 126 ت 334.
(2) ينظر : تهذيب الكمال 21/5ت 4096 ، تقريب التهذيب ص 699 ت 4794.(1/359)
الأول : يروى عنه ، عن إبراهيم التيمي ، عن أبيه ، عن أبي ذر - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
الثاني : يروى عنه ، عن إبراهيم التيمي ، عن أبيه ، عن أبي ذر - رضي الله عنه - .
تخريج الوجه الأول :
( الأعمش ، عن إبراهيم التيمي ، عن أبيه ، عن أبي ذر - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
يرويه من هذا الوجه عن الأعمش أربعة.
قطبة بن عبد العزيز.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة في المسند كما في المطالب العالية 3/474 ح ( 351/5 ) ، وفي المصنف ، كتاب : الصلوات ، باب ( 86 ) : في ثواب من بنى مسجداً 1/275 ح ( 3156 )، وتصحفت هنا قطبة إلى يزيد ، ومن طريقه : رواه ابن حبان في صحيحه ، كما في الإحسان ، كتاب : الصلاة ، باب ( 6 ) : المساجد 4/490 ح ( 1610 ) ، وأبو نعيم في حلية الأولياء 4/217 ، والبيهقي في السنن الكبرى كتاب : الصلاة ، باب : في فضل بناء المساجد 2/437.
أبو بكر بن عياش.
رواه البزار في البحر الزخار 9/412 ح ( 4017 ) ، و الروياني في مسنده ، والحديث ليس في مسند الروياني المطبوع ، ينظر تاريخ دمشق 2/287 ، والمطالب العالية لابن حجر 3/475 ح( 6 ) ، وبعده قال أحمد بن عبد الله بن يونس : قيل لأبي بكر بن عياش : إن هذا لم يرفعه غيرك! " ، قال : " سمعته من الأعمش وهو شاب " ، وأبو الفضل الزهري في حديثه 2/579 ح ( 629 ) ،وأبو نعيم في حلية الأولياء 4/217 ،والبيهقي في السنن الكبرى ، كتاب : الصلاة ، باب : في فضل بناء المساجد 2/437.
يعلى بن عبيد.
رواه الطحاوي في شرح مشكل الآثار 4/211 ح ( 1552 ) ، وابن حبان كما في الإحسان ، كتاب : الصلاة ، باب ( 6 ) : المساجد 4/491 ح ( 1611 ) ، و أبو الحسن الحربي في الفوائد المنتقاة ص 474 ح ( 139 ) ، من طريق محمد بن عبيد عن أخيه يعلى بن عبيد.(1/360)
وخولف محمد بن عبيد في روايته عن يعلى بن عبيد ؛ خالفه محمد بن عبد الوهاب فرواه عن يعلى بن عبيد موقوفاً ، رواه البيهقي في السنن الكبرى ، كتاب : الصلاة ، باب : في فضل بناء المساجد 2/437 ، وفي إسناده أبو عثمان عمرو بن عبد الله البصري ، لم أجد من وثقه (1) ، ورواية الرفع عن يعلى أرجح لأنها أصح سنداً ، وأهل بيت الراوي أدرى بحديثه ، فالراوي عنه هنا أخوه محمد بن عبيد.
4- شيبان بن عبد الرحمن .
ذكره الدارقطني في العلل 6/276 فيمن روى الحديث عن الأعمش موقوفاً.
تخريج الوجه الثاني :
( الأعمش ، عن إبراهيم التيمي ، عن أبيه ، عن أبي ذر - رضي الله عنه - ).
يرويه من هذا الوجه عن الأعمش سبعة:-
سفيان الثوري .
سبق بيان أوجه الاختلاف على سفيان في هذا الحديث ، وأن الراجح من طريقه عن الأعمش روايته على هذا الوجه .
أبو معاوية.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة في المصنف ، كتاب : الصلوات ، باب ( 86 ) : في ثواب من بنى مسجداً 1/275 ح ( 3155 ) ، وإسحاق بن راهويه في مسنده كما في المطالب العالية 3/474 ح ( 351/5 ).
عيسى بن يونس.
رواه إسحاق بن راهويه في مسنده كما في المطالب العالية 3/474 ح ( 351/1).
جرير بن عبد الحميد.
سبق بيان أوجه الاختلاف على جرير في هذا الحديث ، وأن الراجح من طريقه عن الأعمش روايته على هذا الوجه .
5-قيس بن الربيع.
رواه أبو داود الطيالسي في المسند 1/369 ح ( 463 ) ، و قال أبو نعيم حلية الأولياء 4/217 : " ورواه قيس بن الربيع ، عن الأعمش موقوفاً كرواية الثوري ".
حفص بن غياث .
ذكره الدارقطني في العلل 6/276 ، فيمن روى الحديث عن الأعمش موقوفاً.
7-شريك بن عبد الله.
وقد جاء الحديث عن شريك على ثلاثة أوجه :
الأول : روي من طريقه عن الأعمش عن أبي ذر - رضي الله عنه - مرفوعاً .
__________
(1) ينظر : سير أعلام النبلاء 15/ 463 ت 188، ووصفه الذهبي بالإمام القدوة الزاهد الصالح .(1/361)
رواه الطحاوي في شرح مشكل الاثار 4/210 ح ( 1551 ) ، وقال الدارقطني في ، العلل 6/274 : رواه شريك عن الأعمش مرفوعاً إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وكذلك قال البيهقي في السنن الكبرى 2/438.
وروي من طريقه عن الأعمش عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - .
رواه أبو يعلى في المسند 7/85 ح ( 4018 ) ، والطبراني في المعجم الأوسط 2/240 ح ( 1857 ) ، وقال : لم يرو هذا الحديث عن الأعمش إلا شريك ، تفرد به إسحاق ، و بحشل في تاريخ واسط ص 220.
وروي من طريقه عن الأعمش عن أبي ذر - رضي الله عنه - موقوفاً .
قال أبو حاتم : سألت أبي وأبا زرعة عن حديث رواه علي بن حكيم ، عن شريك ، عن الأعمش ، عن إبراهيم التيمي ، عن أبيه ، عن أبي ذر رفعه ، قال :" من بنى مسجداً ولو مثل مفحص قطاة بنى الله له بيتاً في الجنة "؟ ، فقالا : " هكذا رواه عدة من أصحاب شريك فلم يرفعوه ، والصحيح عن أبي ذر من حديث شريك موقوف "، علل ابن أبي حاتم 1/97.
ولذلك جعلت شريكاً فيمن روى الحديث عن الأعمش موقوفاً.
(( تراجم الرواة ))
أولاً : ترجمة مدار الحديث.
الأعمش ، سليمان بن مهران .
ثقة ، مدلس ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 6 ).
ثانياً : تراجم رواة الوجه الأول.
قطبة بن عبد العزيز بن سياه الأسدي ، الكوفي[م 4 ].
روى عن : سليمان الأعمش ، وليث بن أبي سليم ، ويوسف الصباغ.
روى عنه : محمد بن خازم ، ويحيى بن آدم ، ويحيى بن عبد الحميد .(1/362)
قال يحيى بن معين :" ثقة " ، وقال الإمام أحمد : " شيخ ، ثقة " ، وقال الترمذي :" هو ثقة عند أهل الحديث " ، وقال العجلي :" ثقة " ، وذكره ابن حبان في الثقات ، وقال الذهبي :" ثقة " ، وقال ابن حجر :" صدوق " (1) ، وأرى أنه ثقة ، فقد وثقه ابن معين والإمام أحمد والعجلي والذهبي ، ولم أجد من جرحه.
أبو بكر بن عياش.
صدوق ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 11 ).
يعلى بن عبيد بن أبي أمية الطنافسي ، الكوفي [ع ].
روى عن : سليمان الأعمش ، وسفيان الثوري ، وفضيل بن غزوان.
روى عنه : أخوه محمد ، وعبد بن حميد ، ومحمد بن نمير.
قال ابن سعد :" كان ثقة ، كثير الحديث " ، وقال يحيى بن معين :" ثقة " ، وضعفه في سفيان الثوري ، وقال الإمام أحمد : " كان صحيح الحديث ، وكان صالحاً في نفسه ".
وقال أبو حاتم :" صدوق " ، وقال الدارقطني :" ثقة " ، وقال ابن حجر :" ثقة إلا في حديثه عن الثوري ففيه لين " ، مات سنة بضع ومائتين (2).
شيبان بن عبد الرحمن .
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 8 ).
ثالثاً: تراجم رواة الوجه الثاني.
سفيان الثوري.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 1 ).
أبو معاوية : محمد بن خازم.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 5 ).
عيسى بن يونس.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 6 ).
جرير بن عبد الحميد.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 4 ).
قيس بن الربيع.
ضعيف ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 20 ).
حفص بن غياث.
__________
(1) ينظر : تاريخ الدوري عن يحيى بن معين 2/488 ، العلل وعرفة الرجال عن الإمام أحمد 2/ 473 ت 3099 ، معرفة الثقات 2/219 ت 1524 ، تهذيب الكمال 23/607 ت 4881 ، الكاشف 2/345 ت 4652 ، تقريب التهذيب ص 801 ت 5586 .
(2) ينظر : الطبقات الكبرى 6/397 ، تاريخ الدارمي عن يحيى بن معين ص 156 ت 543 ، الجرح والتعديل 9/304 ت 1312، تهذيب الكمال 22/389 ت 7115 ، تقريب التهذيب ص 1091 ت 7898 .(1/363)
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 6 ).
شريك بن عبد الله.
صدوق يخطىء كثيراً ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 6 ).
(( دراسة الاختلاف ))
يتبين من تخريج الحديث أنه قد اختلف عن الأعمش من وجهين :-
الأول : يرويه قطبة بن عبد العزيز ، وأبو بكر بن عياش ، ويعلى بن عبيد الطنافسي ، وشيبان بن عبد الرحمن أربعتهم عن الأعمش ، عن إبراهيم التيمي ، عن أبيه ، عن أبي ذر - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثاني : يرويه سفيان الثوري ، أبو معاوية : محمد بن خازم ، و عيسى بن يونس ، و جرير بن عبد الحميد ، و حفص بن غياث ، و شريك بن عبد الله ، ستتهم ، عن الأعمش ، عن إبراهيم التيمي ، عن أبيه ، عن أبي ذر - رضي الله عنه - .
وبعد النظر في حال المدار ، وأحوال الرواة المختلفين يكون الوجه الثاني هو الراجح ، وقرائن ترجيحه:
أن رواة الوجه الثاني أكثر عدداً ، وفيهم أئمة وحفاظ من أجلّ أصحاب الأعمش قال يحيى بن معين :" لم يكن أحد أعلم بحديث الأعمش من سفيان الثوري " ، وقال الإمام أحمد :" أبو معاوية من أحفظ أصحاب الأعمش " ، وقال في أصحاب الأعمش :" سفيان أحبهم إليّ ، ثم أبو معاوية في الكثرة والعلم بالأعمش" (1).
المتابعة لمن فوق المدار بروايته موقوفاً ، فقد راوه كذلك الحكم بن عتبية ، عن يزيد بن شريك ، عن أبي ذر موقوفاً.
قال الدارقطني :" والموقوف أشبههما بالصواب" (2).
(( الحكم على الحديث ))
سأدرس إسناد الحديث من الوجه المرجح بإسناد أبي بكر بن أبي شيبة :قال رحمه الله :نا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن إبراهيم التيمي ، عن أبيه ، عن أبي ذر قال : " من بنى لله
مسجداً ، الحديث ".
أبو معاوية ، محمد بن خازم.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 5 ).
الأعمش ، سليمان بن مهران .
ثقة ، مدلس ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 6 ).
__________
(1) هذه الأقوال وغيرها في شرح علل الترمذي لابن رجب 2/529-534.
(2) العلل 5/175.(1/364)
إبراهيم بن يزيد التيمي.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 17 ).
4- يزيد بن شريك بن طارق التيمي [ع ].
روى عن : حذيفة بن اليمان ، وعلي بن أبي طالب ، وعبد الله بن مسعود - رضي الله عنهم - .
روى عنه : ابنه إبراهيم ، والحكم بن عتيبة ، وإبراهيم النخعي.
قال يحيى بن معين ، والعجلي ، والذهبي ، وابن حجر :" ثقة " ، مات في خلافة عبد الملك بن مروان (1)
الحكم على الحديث :
الحديث بهذا الإسناد ، موقوف ، ضعيف ، لم أجد الأعمش صرح بالتحديث وهو مدلس من المرتبة الثالثة.
قال يحيى القطان : قال سفيان وشعبة :" لم يسمع الأعمش هذا الحديث من إبراهيم التيمي" (2) ، وقال عبد الرحمن بن مهدي :" حديث الأعمش"من بنى لله مسجداً ، ولو كمفحص قطاة " ليس من صحيح حديث الأعمش " (3).
لكن للحديث طريق آخر عن أبي ذر كما سيأتي في الحديث السابع والعشرين .
قال أبو نعيم رحمه الله :
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ، ثنا بشر بن موسى ح.
وحدثنا علي بن أحمد بن علي المصيصي ، ثنا أحمد بن خليد البجلي ، قال : ثنا أبو نعيم ، ثنا الأعمش ، عن شمر بن عطية ، عن شيخ من التيم ، عن أبي ذر قال : قلت :" يا رسول الله علمني عملاً يقربني من الجنة ويباعدني من النار ".
قال :" إذا عملت سيئة فاعمل حسنة فإنها عشر أمثالها".
قال : قلت :" يا رسول الله ( لا إله إلا الله ) من الحسنات "؟ .
قال :" هي أحسن الحسنات كفؤاً ".
رواه أبو نعيم عن الأعمش ، وجوده يونس ابن بكير عنه .
[ حلية الأولياء 4/217 – 218 ].
(( تخريج الحديث ))
الحديث يرويه الأعمش واختلف عنه من ثلاثة أوجه :
__________
(1) ينظر : الجرح والتعديل 9/271 ت 1137 ، معرفة الثقات 2/364 ت 2020 ،تهذيب الكمال 32/160 ت 7003 ، الكاشف 2/384 ت 6317 ، تقريب التهذيب ص 1076 ت 7780.
(2) التمهيد 1/32.
(3) علل الحديث لابن أبي حاتم 1/97.(1/365)
الأول : يروى عنه ، عن شمر بن عطية ، عن شيخ من التيم ، عن أبي ذر - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثاني : يروى عنه ، عن أشياخ من التيم ، عن أبي ذر - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثالث : يروى عنه ، عن شمر بن عطية ، عن إبراهيم التيمي ، عن أبيه ، عن أبي ذر - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
تخريج الوجه الأول :
( الأعمش ، عن شمر بن عطية ، عن شيخ من التيم ، عن أبي ذر - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
يرويه من هذا الوجه عن الأعمش أربعة :-
أبو معاوية : محمد بن خازم.
رواه عنه الإمام أحمد في المسند35/385ح( 21487 )،وفي كتاب الزهدص25ح( 143 ) ورواه الطبراني في الدعاء 2/1496 ح ( 1500 ) وفيه : شمر بن عطية عن شيخ من التيم ، وأبو القاسم الأصبهاني في الترعيب والترهيب 3/275 ح ( 2519 ) ، وفيه : عن أشياخه 2- المعافى بن عمران .
رواه ابن حبان في الثقات 8/411 ، والرافعي في التدوين في أخبار قزوين 2/459 .
3-أبو نعيم : الفضل بن دكين .
رواه ابن جرير الطبري في جامع البيان 8/110 ، والطبراني في الدعاء 2/1496 ح ( 1498 ) ، ومن طريقه : رواه ابن حجر في الأمالي المطلقة ص 130 ، ورواه ابن بشران في الأمالي 1/264 ح ( 615 ) ، وأبو نعيم في حلية الأولياء 4/217 – 218 ، وفي أخبار أصبهان 1/127.
سفيان الثوري .
رواه الطبراني في الدعاء 2/1496 ح ( 1501 ) ، ، وذكره الدارقطني في العلل 6/286.
تخريج الوجه الثاني :
( الأعمش ، عن أشياخ من التيم ، عن أبي ذر - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - )
تفرد به جرير بن عبد الحميد من هذا الوجه عن الأعمش.
رواه الطبراني في الدعاء 2/1496 ح ( 1499 ).
تخريج الوجه الثالث :(1/366)
( الأعمش ، عن إبراهيم التيمي ، عن شمر بن عطية ، عن إبراهيم التيمي ، عن أبيه عن أبي ذر - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
تفرد به يونس بن بكير من هذا الوجه عن الأعمش.
رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 4/218 ، وابن حجر في الأمالي المطلقة ص 129 ، وذكره الدارقطني في العلل 6/286 .
(( تراجم الرواة ))
أولاً : ترجمة مدار الحديث .
الأعمش : سليمان بن مهران .
ثقة ،سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 6 ).
ثانياً : ترجمة رواة الوجه الأول .
أبو معاوية : محمد بن خازم .
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 5 ).
المعافى بن عمران الأزدي الفهمي (1)، أبو مسعود الموصلي[خ د س ].
روى عن : الأعمش ، وحماد بن سلمة ، وسفيان الثوري .
روى عنه : عبد الوهاب بن فليح ، ومحمد بن عمار ، ووكيع بن الجراح.
قال وكيع بن الجراح ، وابن سعد ، ويحيى بن معين ، وقال العجلي ، وأبو حاتم ، وابن حجر : ثقة " ، وزاد ابن سعد :" خيراً ، فاضلاً ، صاحب سنة ".
مات سنة أربع وثمانين ومائة (2).
أبو نعيم : الفضل بن دكين .
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 2 ).
4-سفيان الثوري .
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 1 ).
ثالثاً : ترجمة راوي الوجه الثاني .
جرير بن عبد الحميد .
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 4 ).
رابعاً : ترجمة راوي الوجه الثالث.
يونس بن بكير الشيباني .
صدوق ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 9 ).
(( دراسة الاختلاف ))
يتبين من تخريج الحديث أنه قد اختلف عن الأعمش من ثلاثة أوجه :
__________
(1) الفهمي : بفتح الفاء وسكون الهاء ، وفي آخرها الجيم ، هذه النسبة إلى فهم وهم بطن من قيس عيلان ، الأنساب 4/413.
(2) ينظر : الطبقات الكبرى 7/487 ، الجرح والتعديل 8/ 399 ت 1835 ، معرفة الثقات 2/283 ت 1741 ، تهذيب الكمال 28/147 ت 6041 ، تقريب التهذيب ص 953 ت 6793 .(1/367)
الأول : يرويه أبو معاوية : محمد بن خازم ، والمعافى بن عمران ، وأبو نعيم : الفضل بن دكين ، وسفيان الثوري ، أربعتهم ، عن الأعمش ، عن شمر بن عطية ، عن شيخ من التيم ، عن أبي ذر - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
الثاني : يرويه جرير بن عبد الحميد ، عن الأعمش ، عن أشياخ من التيم ، عن أبي ذر - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
الثالث : يرويه يونس بن بكير ، عن الأعمش ، عن شمر بن عطية ، عن إبراهيم التيمي ، عن أبيه عن أبي ذر - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
وبعد النظر في حال المدار ، وأحوال الرواة المختلفين يكون الوجه الأول هو الراجح ، لأنه من رواية الأرجح صفة وعدداً ؛فقد رواه بهذا الوجه أربعة ، فيهم الثوري ، وأبو معاوية وهما من أثبت الرواة عن الأعمش ، قال يحيى بن معين :" لم يكن أحدٌ أعلم بحديث الأعمش من سفيان الثوري " ، وقال علي بن المديني :" كان أبو معاوية حسن الحديث عن الأعمش حافظاً عنه " ، وقال يعقوب بن شيبة :" سفيان الثوري وأبو معاوية مقدمان في الأعمش على جميع من روى عن الأعمش "(1) .
وقد وهّم الدارقطني راوي الوجه الثالث فقال :" هو حديث يرويه يونس بن بكير عن الأعمش ، عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي ذر ، ووهم فيه على الأعمش (2) ، وقال أبو نعيم :" رواه أبو نعيم عن الأعمش ، وجوده يونس ابن بكير عنه" (3) ، و قال :" والصواب مارواه الثوري وغيره عن الأعمش عن شمر بن عطية عن أشياخ من التيم عن أبي ذر" (4) ، ورواية الثوري على الوجه الأول.
(( الحكم على الحديث ))
__________
(1) شرح علل الترمذي 2/529-530.
(2) العلل 6/268.
(3) حلية الأولياء 4/217.
(4) العلل 6/286.(1/368)
سأدرس إسناد الحديث من الوجه المرجح بإسناد الإمام أحمد : قال رحمه الله : قال الإمام أحمد : حدثنا أبو معاوية ، حدثنا الأعمش ، عن شمر بن عطية ، عن أشياخه ، عن أبي ذر قال : قلت : " يا رسول الله أوصني " ، قال :" إذا عملت سيئة فاتبعها حسنة " ، الحديث
أبو معاوية ، محمد بن خازم.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 5 ). .
الأعمش : سليمان بن مهران.
ثقة ، مدلس ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 6 ).
شمر(1) بن عطية الأسدي الكاهلي ، الكوفي [مد ت سى].
روى عن : زر بن حبيش ، وسعيد بن جبير ، وشقيق بن سلمة.
روى عنه : سليمان الأعمش ، وقيس بن الربيع ، وعاصم بن بهدلة.
قال ابن سعد ، ويحيى بن معين ، و النسائي ، والعجلي ، والدارقطني :" ثقة " ، وقال ابن حجر :" صدوق ".
ولم أجد من تكلم فيه بما ينزله عن مرتبة ثقة إلا قول أبي داود : " كان عثمانياً " ، وقد وثقه جملة من سبق ذكرهم (2).
أشياخ من التيم.
مجهولون .
أبو ذر الغفاري.
صحابي .
الحكم على الحديث :
الحديث بهذا الإسناد ضعيف ، في إسناده أشياخ من التيم مجهولون ، وعنعنة الأعمش وهو مدلس من المرتبة الثالثة من مراتب المدلسين .
قال أبو نعيم رحمه الله :
__________
(1) شمر : بكسر أوله وسكون الميم ، تقريب التهذيب ص 440 ت 2837.
(2) ينظر :الطبقات الكبرى 6/310 ، سؤالات البرقاني للدارقطني ص 36 ت 219 ، معرفة الثقات 1/461 ت 738 ، الثقات 6/405، تهذيب الكمال 12/560 ت 2773 ، تقريب التهذيب ص 440 ت 2837 .(1/369)
حدثنا أبو عمرو بن حمدان ، ثنا الحسن بن سفيان ، ثنا علي بن ميمون العطار ، ثنا معمر بن ميمون، ثنا زيد بن حيان ، عن سليمان ، عن إبراهيم التيمي ، عن الحارث بن سويد، عن [ابن ](1) مسعود قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :" تجوزوا(2) في صلاتكم فانه يصلى خلفكم الضعيف والكبير وذو الحاجة ".
رواه إسرائيل عن الأعمش .
ورواه عمار الدهني عن إبراهيم فخالف الأعمش .
[ حلية الأولياء 4/ 218 ].
مدار الحديث على إبراهيم التيمي ، واختلف عنه ، واختلف عن الأعمش في روايته عنه كما يلي :
الاختلاف عن الأعمش.
(( تخريج الحديث ))
الحديث يرويه الأعمش ، واختلف عنه من وجهين :
الأول : يروى عنه ، عن إبراهيم ، عن الحارث بن سويد ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - .
الثاني : يروى عنه ، عن إبراهيم ، عن الحارث بن سويد ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
تخريج الوجه الأول :
(الأعمش،عن إبراهيم ، عن الحارث بن سويد ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - ).
يرويه من هذا الوجه عن الأعمش اثنان .
أبو عوانة : الوضاح بن عبد الله .
رواه إسحاق بن راهويه في مسنده كما في المطالب العالية 3/733 ( 419 ).
زائدة بن قدامة الثقفي .
رواه الطبراني في المعجم الكبير 9/258-259 ح( 9282 ).
تخريج الوجه الثاني .
(الأعمش ،عن إبراهيم ، عن الحارث بن سويد ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
يرويه من هذا الوجه عن الأعمش اثنان :-
زيد بن حيان.
رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 4/ 218
إسرائيل بن يونس.
ذكره الدارقطني في العلل 5/44 ، وأبو نعيم في حلية الأولياء 4/ 218 .
__________
(1) تصحفت في المطبوع إلى [ أبي ] والتصويب من المخطوط ( د ) 142/3/أ.
(2) تجوزوا : تجوزوا في الصلاة أي خففوها وأسرعوا بها وقيل إنه من الجوز القطع والسير ، النهاية في غريب الحديث 1/315.(1/370)
(( تراجم الرواة ))
أولاً : ترجمة مدار الحديث.
سليمان بن مهران الأعمش.
ثقة ، مدلس ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 6 ).
ثانياً : تراجم رواة الوجه الأول .
1-أبو عوانة ، الوضاح بن عبد الله .
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 4 ).
2-زائدة بن قدامة الثقفي .
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 10 ).
ثالثاً : تراجم رواة الوجه الثاني.
زيد بن حبان (1)الرقي ، كوفي الأصل[ س ق ].
روى عن : الأعمش ، وعطاء بن السائب ، وأيوب السختياني.
روى عنه : معمر بن ميمون ، وموسى بن أعين ، والفضل بن دكين.
قال يحيى بن معين :" لا شيئ " ، وقال الإمام أحمد :" تُرك حديثه ، كان زعموا يشرب حتى يسكر " ، وقال الدارقطني :" ضعيف الحديث " ، وقال وذكره ابن حبان في الثقات ، وقال ابن حجر :" صدوق كثير الخطأ ، تغير بآخرة ".
مات سنة ثمان وخمسين ومائة (2).
إسرائيل بن يونس.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 10 ).
(( دراسة الاختلاف ))
يتبين من تخريج الحديث أنه قد اختلف عن الأعمش من وجهين :
الأول : يرويه الوضاح اليشكري ، وزائدة بن قدامة كلاهما عن الأعمش ، عن إبراهيم عن الحارث بن سويد ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - .
الثاني : يرويه زيد بن حيان ، وإسرائيل بن يونس كلاهما عن الأعمش ، عن إبراهيم عن الحارث بن سويد ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
وبعد النظر في حال المدار ، وأحوال الرواة المختلفين يكون الوجه الأول هو الراجح ، لأن رواة الوجه الأول أرجح صفة ، وعدداً ، ومن بينهم زائدة بن قدامة ، من أوثق أصحاب الأعمش ، قال الإمام أحمد :" وكان زائدة من أصح الناس حديثاً عن الأعمش " .
__________
(1) بكسر المهملة ، وبالموحدة ، تقريب التهذيب ص 352.
(2) ينظر :الثقات لابن حبان 6/317 ، ميزان الاعتدال 2/101 ت 2998 ، تهذيب الكمال 10/47 ت 2096 ، تقريب التهذيب ص 352 ت 2137.(1/371)
قال الدارقطني :" والقول عندي قول زائدة "(1) .
الاختلاف عن إبراهيم التيمي .
(( تخريج الحديث ))
الحديث يرويه إبراهيم التيمي ، واختلف عنه من وجهين :
الأول : يروى عنه ، عن الحارث بن سويد ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - .
الثاني : يروى عنه ، عن أبيه ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -..
تخريج الوجه الأول :
( إبراهيم التيمي ، عن الحارث بن سويد ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - ).
تفرد به من هذا الوجه عن إبراهيم ؛ الأعمش ، وقد سبق بيان مواضع روايته ، وأن هذا الوجه هو الراجح من طريقه .
تخريج الوجه الثاني :
( إبراهيم التيمي ، عن أبيه ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -) .
تفرد به عمار الدهني من هذا الوجه عن إبراهيم التيمي.
رواه أبو العباس السراج في مسنده ص 106 ح ( 241 ) ، و ابن خزيمة في صحيحه ، كتاب : الصلاة ، باب ( 112 ) : باب قدر قراءة الإمام الذي لا يكون تطويلاً 3/49 ح ( 1607 ) ، و الطبراني في المعجم الكبير 10/214 ح ( 10507) ، وقال : غريب من حديث عمار وإبراهيم لم نكتبه إلا من هذا الوجه،وعنه: رواه أبونعيم في حلية الأولياء 4/ 218 .
(( تراجم الرواة ))
أولاً : ترجمة مدار الحديث .
إبراهيم بن يزيد بن شريك التيمي ، الكوفي [ ع ].
روى عن : الحارث بن سويد ، وأبيه يزيد بن شريك.
روى عنه : الأعمش ، وعمار الدهني ، وزبيد بن الحارث.
قال يحيى بن معين :" ثقة ، وقال أبو زرعة :" ثقة ، مرجئ " ، وقال أبو حاتم :" صالح الحديث " ، وذكره ابن حبان في الثقات ، وقال ابن حجر :" ثقة ، إلا أنه يدلس " ، مات سنة اثنتين وتسعين (2).
ثانياً : ترجمة راوي الوجه الأول .
الأعمش : سليمان بن مهران .
__________
(1) العلل 5/45.
(2) ينظر :الجرح والتعديل 2/ 145 ت 474 ، الثقات 4/7 ، تهذيب الكمال 2/232 ت 264 ، تقريب التهذيب ص 118 ت 271.(1/372)
ثقة ، مدلس ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 6 ).
ثالثاً : ترجمة راوي الوجه الثاني.
عمار بن معاوية بن حيان الدهني (1)البجلي ، [ م 4 ].
روى عن : إبراهيم التيمي ، وسعيد بن جبير ، الحكم بن عتيبة .
روى عنه : عبد الجبار بن العباس ، وسفيان الثوري ، وشعبة بن الحجاج.
قال يحيى بن معين ، والإمام أحمد، وأبو حاتم و الترمذي ،والنسائي :" ثقة" ، وقال ابن حجر :" صدوق ، يتشيع " ، بل ثقة ، فقد وثقه الأئمة الكبار ، ومما يقويه أن شعبة روى عنه ، وهو ممن لا يحدث إلا عن ثقة ، مات سنة ثلاث وثلاثين ومائة(2).
(( دراسة الاختلاف ))
يتبين من تخريج الحديث أنه قد اختلف عن إبراهيم التيمي من وجهين :
الأول : يرويه الأعمش ، عن إبراهيم التيمي ، عن الحارث بن سويد ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - .
الثاني : يرويه عمار الدهني ، عن إبراهيم التيمي ، عن أبيه ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
وبعد النظر في حال المدار ، وأحوال الرواة المختلفين يمكن القول بتصحيح الوجهين ، وقرائن الجمع :
قد يكون ابن مسعود سمع الحديث من النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم حدث به من قبل نفسه ، فقد ورد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مثله من طريق آخر ، وما في الحديث تشريع في الصلاة.
أن إبراهيم التيمي قد صحت له الرواية عن الحارث بن سويد ، وعن أبيه ، وصحت لهما الرواية عن ابن مسعود - رضي الله عنه - .
أن الراويين عن المدار ثقات.
(( الحكم على الحديث ))
__________
(1) الدهني : هذه النسبة إلى ( دهن ) مضموم الدال ( المهملة ) مجزوم الهاء ، وهي قبيلة من بجيلة ، الأنساب 2/517.
(2) ينظر : الجرح والتعديل 6/ ت2175 ، سنن الترمذي 4/196 ، تهذيب الكمال 21/208ت 4171 ، تقريب التهذيب ص710 ت 4867.(1/373)
سأدرس الحديث من الوجه المرجح بإسناد ابن خزيمة رحمه الله حيث قال : نامحمد بن عبد الرحيم البزار ، أخبرنا أبو أحمد الزبيري ، ثنا عبد الجبار بن العباس ، عن عمار الدهني ، عن إبراهيم التيمي قال :" كان أبي قد ترك الصلاة معنا قلت : ما لك لا تصلي معنا ؟
قال :" إنكم تخففون الصلاة ، قلت :" فأين قول النبي - صلى الله عليه وسلم - : إن فيكم الضعيف والكبير وذا الحاجة .
قال :" قد سمعت عبد الله بن مسعود يقول ذلك " ، ثم صلى بنا ثلاثة أضعاف ما تصلون.
محمد بن عبد الرحيم بن أبي زهير القرشي العدوي أبو يحيى البزاز البغدادي المعروف بصاعقة [خ د ت س ].
روى عن : حجاج بن منهال ، وعفان بن مسلم ، وأبي أحمد الزبيري.
روى عنه البخاري ، وأبو داود ، والترمذي ، والنسائي ، وابن خزيمة .
قال أبو حاتم :" صدوق " ، وقال النسائي ، وعبد الله بن احمد :" ثقة " ،وذكره ابن حبان في الثقات ، وقال المزي :" أحد الحفاظ المتقنين " ، وقال ابن حجر :" ثقة ، حافظ " ، مات سنة خمس وخمسين ومائتين (1).
محمد بن عبد الله : أبو أحمد الزبيري.
ثقة ، يخطئ في حديث الثوري ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 2 ).
عبد الجبار بن العباس الشبامي (2)، الهمداني ، الكوفي [ بخ قد ت].
روى عن : جامع بن شداد ، و سلمة بن كهيل ، وعمار الدهني .
روى عنه : وكيع بن الجراح ، وعبد الله بن المبارك ، وأبو أحمد الزبيري.
__________
(1) ينظر : الجرح والتعديل 8/ 10ت 33 ، الثقات لابن حبان 9/132 ، تاريخ بغداد 2/363 ، المعجم المشتمل لابن عساكر ص 255ت 887 ، تهذيب الكمال 26/5 ت 5417 ، تقريب التهذيب ص 872 ت 6131.
(2) الشبامي : بكسر المعجمة ، ثم موحدة خفيفة ، تقريب التهذيب ص 562 ، وشبام جبل باليمن ، تهذيب التهذيب 6/93.(1/374)
قال يحيى بن معين :" ليس به بأس " ، وقال الإمام أحمد :" أرجو أن لا يكون به بأس ، وقال أبو حاتم :" ثقة " ، وكان يتشيع "، وقال العجلي :" صويلح لابأس به " ، وقال البزار :" أحاديثه مستقيمة إن شاء الله " وقال الذهبي :" شيعي صدوق :" وابن حجر :" صدوق يتشيع " (1) .
عمار الدهني.
ثقة ، سبقت ترجمته قريباً.
إبراهيم التيمي.
ثقة ، سبقت ترجمته قريباً.
يزيد بن شريك بن طارق التيمي .
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث
عبد الله بن مسعود.
صحابي.
الحكم على الحديث :
الحديث بهذا الإسناد حسن في إسناده عبد الجبار بن العباس ، صدوق .
وقد ورد الحديث من طرق أخرى صحيحة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - :
حديث أبي مسعود الأنصاري - رضي الله عنه - .
قال - رضي الله عنه - أن رجلا قال والله يا رسول الله إني لأتأخر عن صلاة الغداة من أجل فلان مما يطيل بنا فما رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في موعظة أشد غضبا منه يومئذ ثم قال :" إن منكم منفرين فأيكم ما صلى بالناس فليتجوز فإن فيهم الضعيف والكبير وذا الحاجة ".
رواه البخاري في صحيحه ، كتاب ، باب ( 61 ) : تخفيف الإمام في القيام وإتمام الركوع والسجود 1/233 ح ( 702) ، ورواه مسلم في صحيحه ،كتاب الصلاة،باب ( 37 ): أمر الأئمة بتخفيف الصلاة في تمام 1/340 ح ( 466 ).
حديث أبي هريرة.
قال - رضي الله عنه - رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : "إذا صلى أحدكم للناس فليخفف فإن منهم الضعيف والسقيم والكبير وإذا صلى أحدكم لنفسه فليطول ما شاء "
__________
(1) ينظر : تاريخ الدوري عن يحيى بن معين 2/340 ، العلل ومعرفة الرجال عن الإمام أحمد 2/431 ت 2513 ، تهذيب الكمال 16/ 384 ت 3694 ، الكاشف 1/612ت 3058 ، ميزان الاعتدال 4/239 ت 4746، تهذيب التهذيب 6/93 ، تقريب التهذيب ص 562 ت 3765.(1/375)
رواه البخاري في صحيحه ، كتاب : الصلاة ، باب ( 62 ) : إذا صلى لنفسه فليطول ما شاء 1/233 ح ( 703) ، ومسلم في صحيحه ، كتاب الصلاة ، باب ( 37 ) : أمر الأئمة بتخفيف الصلاة في تمام 1/340 ح ( 467 ).
فيرتقي حديث ابن مسعود - رضي الله عنه - إلى الصحيح.
قال أبو نعيم رحمه الله :
حدثنا سعيد بن محمد بن إبراهيم الناقد ، ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ، ثنا عمي القاسم بن محمد ثنا بكر بن عبدالرحمن ، عن عيسى بن المختار ، عن ابن أبي ليلى ، عن الحكم ، عن إبراهيم التيمي ، عن أبيه ، عن عائشة أنها قالت :" من بنى لله مسجداً كمفحص قطاة بنى الله له بيتاً في الجنة ".
هكذا رواه ابن أبي ليلى موقوفاً على عائشة.
ورواه حجاج بن أرطاة عن الحكم مرفوعاً ، عن أبي ذر فرفعه مرة بعد مرة ووقفه مرة ، ولم يذكر إبراهيم.
[ ورواه منصور بن زاذان ، عن الحكم ، عن يزيد ، عن شريك ، عن أبي ذر ] (1).
[حلية الأولياء 4/219 ].
(( تخريج الحديث ))
الحديث يرويه الحكم بن عتيبة واختلف عنه من أربعة أوجه :
الأول : يروى عنه ، عن إبراهيم التيمي ، عن أبيه ، عن عائشة رضي الله عنها.
الثاني : يروى عنه ، عن يزيد بن شريك ، عن أبي ذر - رضي الله عنه - .
الثالث : يروى ، عنه عن إبراهيم ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلاً.
الرابع : يروى عنه ، عن إبراهيم التيمي ، عن أبيه ، عن أبي ذر - رضي الله عنه - .
تخريج الوجه الأول :
( الحكم بن عتيبة ، عن إبراهيم التيمي ، عن أبيه ، عن عائشة رضي الله عنها ).
يرويه عيسى بن عبد الرحمن ابن أبي ليلى من هذا الوجه عن الحكم.
رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 4/219
تخريج الوجه الثاني :
( الحكم بن عتيبة ، عن يزيد بن شريك ، عن أبي ذر - رضي الله عنه - ).
يرويه منصور بن زاذان الواسطي من هذا الوجه عن الحكم.
__________
(1) سقط مابين المعكوفين من المطبوع ، والاستدراك من المخطوط ( ت ) 142/3/أ.(1/376)
رواه أحمد بن منيع في مسنده كما في المطالب العالية 2/474 ح ( 351/3 ).
وقال الدارقطني العلل 6/276 : " ورواه منصور بن زاذان عن الحكم ، عن يزيد بن شريك عن أبي ذر موقوفاً" ، وكذلك قال أبو نعيم في حلية الأولياء 4/219.
تخريج الوجه الثالث :
( الحكم بن عتيبة ، عن عن إبراهيم ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، مرسلاً ).
يرويه حجاج بن أرطأة من هذا الوجه عن الحكم.
رواه إسحاق بن راهويه كما في المطالب العالية 2/474 ح ( 351/4 ) ، و قال الدارقطني في العلل 6/276 : ورواه معتمر عن حجاج عن الحكم عن إبراهيم التيمي مرسلاً ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
تخريج الوجه الرابع :
( الحكم بن عتيبة ، عن إبراهيم التيمي ، عن أبيه ، عن أبي ذر - رضي الله عنه - ).
يرويه حجاج بن أرطأة من هذا الوجه عن الحكم.
قال الدارقطني في العلل 6/276: رواه عباد بن العوام عن الحجاج عن إبراهيم التيمي عن أبيه ، عن أبي ذر مرفوعاً ، ، وكذلك قال أبو نعيم في حلية الأولياء 4/219.
(( تراجم الرواة ))
أولاً : ترجمة مدار الحديث .
الحكم بن عتيبة الكندي ، أبو محمد الكوفي [ ع ].
روى عن : إبراهيم النخعي ، وذكوان السمان ، ونافع مولى ابن عمر ، وعمرو بن شعيب
روى عنه : حجاج بن أرطاة ، و منصور بن زاذان ، ومسعر بن كدام.
قال سفيان بن عيينة :" ما كان بالكوفة بعد إبراهيم والشعبي مثل الحكم وحماد ".
وقال يحيى بن سعيد القطان :" ثبت فقيه " ، قال ابن سعد : " وكان ثقة فقيهًا عالمًا رفيعًا كثير الحديث " ، وقال يحيى بن معين ، وأبو حاتم ، والنسائي ، :" ثقة "، وقال العجلي :" ثبت ثقة في الحديث " ، وذكره ابن حبان في الثقات ، وقال :" ان يدلس"، وقال الذهبي :" ثقة صاحب سنة " ، وقال ابن حجر :" ثقة ، ثبت ، فقيه إلاَّ أنه ربما دلس ".(1/377)
وذكره في المرتبة الثانية من طبقات المدلسين ، مات سنة خمس عشرة ومائة (1) .
ثانياً : ترجمة راوي الوجه الأول .
عيسى بن عبد الرحمن ابن أبي ليلى الأنصاري ، الكوفي [ دت سي ق ].
روى عن : الحكم بن عتيبة ، وزر بن حبيش ، وأبيه.
روى عنه : عيسى بن المختار ، وعتبة بن أبي حكيم ، وأخوه محمد.
قال يحيى بن معين :" ثقة " ، وذكره ابن حبان في الثقات ، وقال ابن حجر :" ثقة " (2).
ثالثاً : ترجمة راوي الوجه الثاني .
منصور بن زاذان الواسطي ، أبو المغيرة الثقفي [ ع ].
روى عن : الحكم بن عتيبة ، وحميد بن هلال ، وعمرو بن دينار.
روى عنه : جرير بن حازم ، هشيم بن بشير ، وأبو حمزة السكري.
قال ابن سعد :" كان ثقة ، ثبتاً " ، ويحيى بن معين ، وأبو حاتم :" ثقة " ، وقال الإمام أحمد :" شيخ ، ثقة " هكذا في تهذيب الكمال وفي العلل :" بخ ثقة " ، وقال الدارقطني: " من الثقات الحفاظ " ، وقال الذهبي :" ثقة ، كبير الشان " ، وقال ابن حجر :" ثقة ، ثبت ، حجة " ، مات سنة تسع وعشرين ومائتين (3).
رابعاً : ترجمة راوي الوجهين الثالث ، والرابع.
حجاج بن أرطأة بن ثور بن هبيرة بن شراحيل ،أبو أرطأة الكوفي القاضي [ بخ م 4 ].
__________
(1) ينظر : الطبقات الكبرى 6/323 ، الجرح والتعديل 3/123 ت 567 ، الثقات 4/144 ، تاريخ الثقات ص 126 ت 315 ، تهذيب الكمال 7/114 ت 1438، الكاشف 1/183 ت 1194 ، تهذيب التهذيب 2/389 ، تقريب التهذيب ص 175 ت 1453 ، تعريف أهل التقديس ص 58 ت 43.
(2) ينظر : تاريخ الدارمي عن يحيى بن معين ص 160 ت 566 ، الثقات لابن حبان 7/230 ، تهذيب الكمال 22/629 ت 4638 ، تقريب التهذيب ص 768 ت 5343.
(3) ينظر : الطبقات الكبرى 7/311 ، العلل ومعرفة الرجال عن الإمام أحمد 2/486 ت 3199 ، الجرح والتعديل 8/ ت 754 ، العلل للدارقطني 2/237 ، تهذيب الكمال 28/523 ت 6191 ، الكاشف 3/155 ت 5738 ، تقريب التهذيب ص 972 ت 6946.(1/378)
روى عن : الحكم بن عتيبة ، وعطاء بن أبي رباح ، وعمرو بن شعيب .
روى عنه : إسماعيل بن عياش ، وحماد بن زيد ، وحماد بن سلمة ، وعمر بن علي المقدمي
قال يحيى بن معين :" صالح " ، وقال الإمام أحمد : " كان يدلس " ، وقال أبو حاتم :" صدوق يدلس عن الضعفاء ، يكتب حديثه وإذا قال : حدثنا ، فهو صالح " ، وقال أبو زرعة :" صدوق مدلس " ، وقال النسائي :" ليس بالقوي " ، وقال ابن حجر :" صدوق كثير الخطأ والتدليس" ، وذكره ابن حجر في المرتبة الرابعة من مراتب المدلسين .
مات سنة خمس وأربعين ومائة (1) .
(( دراسة الاختلاف ))
يتبين من تخريج الحديث أنه قد اختلف عن الحكم بن عتيبة من أربعة أوجه :-
الأول : يرويه عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن الحكم ، عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها.
الثاني : يرويه منصور بن زاذان ، عن الحكم ، عن يزيد بن شريك عن أبي ذر - رضي الله عنه - .
الثالث : يرويه حجاج بن أرطأة ، عن الحكم ، عن إبراهيم عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلاً.
الرابع : يرويه حجاج بن أرطأة ، عن الحكم ، عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي ذر - رضي الله عنه - وبعد النظر في حال المدار ، وأحوال الرواة المختلفين يكون الوجه الثاني هو الراجح ، وقرائن ترجيحه :
1-أن راوي الوجه الثاني أرجح صفة ، والطريق إليه أقوى.
__________
(1) ينظر : تاريخ ابن معين رواية ابن طهمان ص 50 ت 42 ، العلل ومعرفة الرجال للإمام أحمد 3/14 ت 3935 ، الجرح والتعديل 3/154 ت 673 ، تهذيب الكمال 5/420 ت 1112 ، الكاشف 1/147 ت 938 ، تقريب التهذيب ص 152 ت 1119 ، تعريف أهل التقديس ص 125 ت 118 .(1/379)
2- أن الوجه الأول وإن كان راويه ثقة ، إلا أن في الإسناد إليه القاسم بن محمد بن أبي شيبة ، قال عنه يحيى بن معين :" ضعيف " ، وقال ابن عدي :" ضعيف " ، وذكره ابن حبان في الثقات وقال :" يخطىء ، ويخالف " (1) ، والحديث عن عائشة يروى من غير هذا الطريق ، وسيأتي تخريجه.
3- نكارة الوجهين الثالث والرابع إذ تفرد بهما حجاج بن أرطأة ، واضطرب في هذا الحديث ولم يضبطه ، فالراويان عنه ؛ المعتمر بن سليمان ، وعباد بن العوام ثقتان .
(( الحكم على الحديث ))
سأدرس إسناده من الوجه المرجح بإسناد أحمد بن منيع :
قال رحمه الله : حدثنا هشيم ، عن منصور – بن زاذان – عن الحكم بن عتيبة ، عن يزيد بن شريك ، عن أبي ذر قال : من بنى لله مسجداً …… الحديث.
هشيم بن بشير بن القاسم بن دينار السلمي ، الواسطي.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 11 ).
منصور بن زاذان .
ثقة ، سبقت ترجمته قريباً.
الحكم بن عتيبة .
ثقة ، سبقت ترجمته قريباً.
يزيد بن شريك.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 24 ).
الحكم على الحديث :
الحديث بهذا الإسناد ، موقوف ضعيف ، في إسناده هشيم بن بشير وقد وصف بالتدليس ولم يصرح بالسماع .
و يصبح الحديث بمجموع الطريقين - عن الأعمش (2)و الحكم بن عتيبة - حسناً لغيره .
وما جاء في الحديث ليس للعقل فيه مدخل ولا يؤدي إليه اجتهاد ، فهو كالمرفوع حكماً ،
فقد جاء الحديث من طرق أخرى مرفوعاً عن أكثر من ثلاثين صحابي (3).
و أصح تلك الأحاديث ما جاء عن عثمان بن عفان - رضي الله عنه -:-
__________
(1) ينظر : الثقات لابن حبان 9/18، ميزان الاعتدال 3/379 ت 6839 ، لسان الميزان 4/554 ت 6708 .
(2) سبق في الحديث الرابع والعشرون.
(3) قال ابن حجر : وقد جمعت طرقه في جزء كبير ، كتبت فيه عن نيف وثلاثين صحابياً ، المطالب العالية 3/475 .(1/380)
قال عثمان بن عفان سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول :" من بنى مسجداً يبتغي به وجه الله بنى الله له مثله في الجنة ".
رواه البخاري في صحيحه ، كتاب : الصلاة ، باب ( 65 ) : من بنى مسجداً 1/162 ح ( 450 ) ، و مسلم في صحيحه ، كتاب : المساجد ومواضع الصلاة ، باب ( 4 ) : فضل بناء المساجد والحث عليها 1/378 ح ( 533 / 24 ).
أما حديث عائشة رضي الله عنها ؛ الذي سبق الإشارة إليه :-
ومدار الحديث على عطاء بن أبي رباح ، ويرويه عنه اثنان :
كثير بن عبد الرحمن الطحان .
قال مسدد حدثنا عبد الله بن داود، حدثنا كثير بن عبد الرحمن عن عطاء عن عائشة قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : من بنى لله مسجدا بنى الله له بيتاً".
قالت : قلت :" يا رسول الله وهذه المساجد التي بطريق مكة"؟ ، قال :" وتلك ".
انظر المطالب العالية 3/495 ح ( 353 ) ، وفيه أن السائل عائشة رضي الله عنها ،
ورواه ابن أبي عمر العدني في مسنده ، كما في المطالب العالية 3/495 ح ( 353 ) ، وفيه " ولو قدر مفحص قطاة " ، ورواه أبو بكر بن أبي شيبة ، في المصنف ، كتاب : الصلوات ، باب ( 86 ) : في ثواب من بنى مسجداً 1/275 ح ( 3159 ) ،عن وكيع ،عن كثير به ، موقوفاً ، وكثير بن عبد الرحمن قال عنه الذهبي :" ضعيف ، ضعفه الأزدي ، والعقيلي "(1).
المثنى بن الصباح.
قال الطبراني : حدثنا محمد بن نصر القطان ثنا هشام بن عمار ، ثنا محمد بن عيسى ابن سميع عن المثنى ، عن عطاء ، عن عائشة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال :" من بنى مسجداً لا يريد به رياء ولا سمعة بنى الله له بيتاً في الجنة ".
المعجم الأوسط 7/111 ح ( 7005 ).
وقال : لم يرو هذا الحديث عن المثنى إلا محمد بن عيسى ، تفرد به : هشام بن عمار ، ولم يروه عن عطاء ، عن عائشة إلا كثير بن عبد الرحمن الكوفي ، والمثنى بن الصباح " .
__________
(1) ميزان الاعتدال 3/409 ت 6945 .(1/381)
والمثنى بن الصباح قال عنه يحيى القطان :" يترك لاختلاط منه "، وقال النسائي :" متروك "
وقال ابن عدي : " الضعف على حديثه بين "(1).
__________
(1) ميزان الاعتدال 3/435 ت 7061.(1/382)
قال أبو نعيم رحمه الله :
حدثنا سليمان بن أحمد ، قال : ثنا علي بن عبد العزيز ، قال : ثنا عارم :أبو النعمان ، قال ثنا سعيد بن زيد ، قال : ثنا علي بن الحكم ، عن عثمان بن عمير ، عن إبراهيم ، عن الأسود ، وعلقمة ، عن عبدالله بن مسعود قال : جاء ابنا مليكة إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالا : يا رسول الله إن أمنا كانت تكرم الزوج ، وتعطف على الولد ، وتكرم الضيف غير أنها كانت وأدت في الجاهلية فقال :" أمكما في النار "، فأدبرا والشرُ يُرى في وجوههما ، فأمر بهما فُردا والبشرى ترى في وجوههما رجاء أن يكون حدث شئ ، قال : أمي مع أمكما ، فقال رجل من المنافقين : وما يغني عن أمه ونحن نطأ عقبه ، فقال رجل من الأنصار ولم أر رجلاً قط كان أكثر سؤالاً منه : يا رسول الله هل وعدك ربك فيها أو فيهما؟ ، قال : ما سألت ربي ، وإني لأقوم المقام المحمود يوم القيامة ، قال الأنصاري : وما ذاك المقام المحمود ؟ قال : ذاك إذا جئ بكم حفاة عراة غرلاً(1) فيكون أول من يكسى إبراهيم عليه السلام ، يقول : اكسوا خليلي فيؤتى بريطتين(2) بيضاوين فيلبسهما ، ثم يقعد مستقبل العرش ، ثم أوتى بكسوتي فألبسها ، فأقوم عن يمينه مقاماً لا يقومه أحد غيري يغبطني به الأولون والآخرون ، قال : ويفتح نهري كوثراً إلى الحوض ، فقال رجل من المنافقين : إنه ما جرى قط إلا على حال أو رضراض ، فقال الأنصاري يا رسول الله : أي حال أو رضراض ؟ قال : حاله المسك (3)ورضراضه التوم(4) ، قال المنافق :لم أسمع كاليوم قط ما جرى قط على حال أو رضراض إلا كان له نبات ، فقال الأنصاري : يا رسول
__________
(1) الغرل : جمع الأغرل ، وهو الأقلف . النهاية في غريب الحديث 4/ 362 .
(2) الريطة : كل ثوب رقيق لين ، النهاية في غريب الحديث 2/ 289 .
(3) حاله المسك : أي طينه . النهاية في غريب الحديث 2/464 .
(4) الرضراض : الحصى الصغار ، والتوم : الدر ، النهاية في غريب الحديث 2/ 229 .(1/383)
الله هل له نبات ؟ قال : نعم ، قضبان الذهب ، قال المنافق :لم أسمع كاليوم قط فإنه قلما نبت قضيب إلا أورق وكان له ثمر ، قال الأنصاري : هل له من ثمر ؟ قال :" نعم ، أنواع الجوهر ، وماؤه أشد بياضاً من اللبن وأحلى من العسل من شرب منه شربة لم يظمأ أبداً ومن حرمه لم يرو من بعده أبداً".
رواه الصعق بن حزن عن علي بن الحكم فخالف سعيد بن زيد في الإسناد.
[حلية الأولياء ج: 4/ 238- 239 ].
(( تخريج الحديث ))
الحديث يرويه علي بن الحكم واختلف عنه من وجهين :
الأول : يروى عنه ، عن عثمان بن عمير ، عن إبراهيم ، عن الأسود ، وعلقمة ، عن عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثاني : يروى عنه ، عن عثمان بن عمير ، عن أبي وائل ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
تخريج الوجه الأول :
( علي بن الحكم ، عن عثمان بن عمير ، عن إبراهيم ، عن الأسود ، وعلقمة ، عن عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ) .
تفرد برواية هذا الوجه سعيد بن زيد عن علي بن الحكم .
رواه الإمام أحمد في المسند 6/328 ح ( 3787 ) ، ورواه البزار في البحر الزخار 4/229 –230 ح( 1534 ) ، وليس فيه : عن الأسود ، وإنما عن علقمة عن عبد الله ، ورواه الطبراني في المعجم الكبير للطبراني 10/80ح(10017) ، وعنه : رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 4/238-239 .
تخريج الوجه الثاني :
( علي بن الحكم ، عن عثمان بن عمير ، عن أبي وائل ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
تفرد بهذا الوجه الصعق بن حزن عن علي بن الحكم .
رواه الطبراني في المعجم الكبير 10/81 ح ( 10018) ، والحاكم في المستدرك 2/364-365 ، وأبو نعيم في حلية الأولياء 4/239 .
(( تراجم الرواة ))
أولاً : ترجمة مدار الحديث .
علي بن الحكم البناني ، أبو الحكم البصري ، [ خ 4 ].(1/384)
روى عن : عثمان بن عمير ، وعطاء بن أبي رباح ، وميمون بن مهران .
روى عنه : جرير بن حازم، وسعيد بن زيد ، والصعق بن حزن .
قال الإمام أحمد ، والعجلي :" ليس به بأس " ، وقال أبو حاتم :" لا بأس به ، صالح الحديث " ، وقال أبو داود ، والنسائي ، والدارقطني ، وابن حجر :" ثقة " ، وذكره ابن حبان في الثقات ، وقال الذهبي :" صدوق " ،فهو ثقة بناءً على أنه قول الأكثر ، ومن أنزله لم يبين سبب ذلك ، مات سنة إحدى وثلاثين ومائة (1).
ثانياً : ترجمة راوي الوجه الأول .
سعيد بن زيد بن درهم الأزدي ، الجهضمي ، أبو الحسن البصري ، [خت م د ت ق].
روى عن : أيوب السختياني ، وسعيد الجريري ، والحكم بن علي .
روى عنه : محمد بن الفضل عارم ، وسليمان بن حرب ، ويزيد بن هارون .
قال يحيى بن سعيد القطان :" ليس بشيء " ، وقال يحي بن معين ، والعجلي : " ثقة ".
وقال الإمام أحمد :" ليس به بأس " ، وقال أبو حاتم :" ليس بالقوي " ، وقال البخاري :" صدوق حافظ " ، وقال ابن حجر :"صدوق له أو هام " ، وقال ابن عدي بعد أن ذكر جملة من حديثه :" ولسعيد بن زيد غير ما ذكرت أحاديث حسان ، وليس له متن منكر لا يأتي به غيره ، وهو عندي في جملة من ينسب إلى الصدق".
مات سنة سبع وستين ومائة (2).
ثالثاً : ترجمة راوي الوجه الثاني .
الصعق بن حزن بن قيس البكري ، العيشي ، أبو عبد الله البصري ،[ بخ مد س ].
__________
(1) ينظر : الجرح والتعديل 6/181 ت 993 ، سؤالات الآجري لأبي داود2/155ت 1443، معرفة الثقات 2/153 ت 1294 ، الثقات لابن حبان 7/205 ، تهذيب الكمال 20 /413ت4057 ، الكاشف 2/246 ت 3965 ، تهذيب التهذيب 7/ 265 ت 4887 ، تقريب التهذيب ص694 ت 4756 .
(2) ينظر : التاريخ الكبير 3/ 472ت1576 ، الجرح والتعديل 4/21 ت 87 ، سؤالات الآجري لأبي داود 1/439ت 930 ، الكامل لابن عدي 3/376ت 806 ،تهذيب الكمال 10/441 ت2276 ، تقريب التهذيب ص378 ت 2325.(1/385)
روى عن : الحسن البصري ، وعلي بن الحكم البناني ، وقتادة بن دعامة.
روى عنه : حماد بن أسامة ، ومحمد بن الفضل عارم ، ويزيد بن هارون .
قال يحيى بن معين ، وأبو زرعة ، وأبو داود ، والنسائي :" ثقة " ، وذكره ابن حبان في الثقات ، وقال أبو حاتم :" ما به بأس " ، وخالفهم الدارقطني فقال :" ليس بالقوي ".
وقال ابن حجر :" صدوق يهم ".
لم أقف على سنة وفاته (1) .
(( النظر في الاختلاف ))
يتبين من تخريج الحديث أنه قد اختلف عن علي بن الحكم من وجهين :
الأول : رواه سعيد بن زيد بن درهم عن علي بن الحكم عن عثمان بن عمير عن إبراهيم عن الأسود وعلقمة عن عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه -.
الثاني : رواه الصعق بن حزن عن علي بن الحكم عن عثمان بن عمير عن أبي وائل عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -.
وبعد النظر في حال المدار ، وأحوال الرواة المختلفين يكون الوجه الأول هو الراجح ، ورجحت رواية سعيد بن زيد وهو صدوق على رواية من هو أوثق منه لأن الصعق بن حزن قد سلك في روايته للحديث الجادة ، فعلي بن الحكم يروي عن عثمان ، عن أبي وائل ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - .
من روى الحديث من أهل العلم أشار إلى أن الصعق قد خالف سعيداً ، وأن هذا مما قد أخطأ فيه ، قال البزار :" وأحسب أن الصعق غلط في هذا الإسناد" (2).
(( الحكم على الحديث ))
__________
(1) ينظر : الجرح والتعديل 4/455ت 2011، سؤالات ابن الجنيد لابن معين ص413 ت583 ، سؤالات الآجري لأبي داود 2/ 163ت1478 ، التتبع للدارقطني ص 209 ، الثقات لابن حبان 6/479 ، تهذيب الكمال 13/175ت2880 ، تقريب التهذيب ص 453 ت 2947 .
(2) البحر الزخار 4/341 .(1/386)
سأدرس إسناد الحديث من الوجه المرجح من مسند الإمام أحمد ، قال رحمه الله : حدثنا عارم بن الفضل : حدثنا سعيد بن زيد : حدثنا علي بن الحكم ، عن عثمان عن إبراهيم، عن علقمة والأسود ، عن ابن مسعود قال : جاء ابنا مليكة إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -
1-محمد بن الفضل السدوسي ، ولقبه عارم ، أبو النعمان البصري .
روى عن : سعيد بن زيد ، و ومعتمر بن سليمان ، وعبد الله بن المبارك .
روى عنه : الإمام أحمد ، وحجاج الشاعر ، ومحمد بن يحيى الذهلي .
قال أبو حاتم ، والعجلي ، وابن حجر :"ثقة " ، وزاد :" ثبت ، تغير في آخر عمره".
وقال الدارقطني :" تغير بآخرة ، وما ظهر له بعد اختلاطه حديث منكر وهو ثقة " ، وذكره ابن الكيال فيمن اختلط من الثقات ، وأن أحمد بن حنبل ممن أخذ عنه قبل الاختلاط.
مات سنة أربع وعشرين ومائتين(1) .
2- سعيد بن زيد الأزدي .
صدوق ، سبقت ترجمته قريباً .
3- علي بن الحكم البناني .
ثقة ، سبقت ترجمته قريباً .
4- عثمان بن عمير البجلي ، أبو اليقظان الكوفي الأعمى ،[د ت ق ].
روى عن :إبراهيم بن يزيد النخعي ، وشقيق بن سلمة ، وعدي بن ثابت.
روى عنه : علي بن الحكم البناني، والأعمش ، وشعبة بن الحجاج.
قال الإمام أحمد ، وأبو زرعة ، والدارقطني :" ضعيف " ، وقال يحيى بن معين :" ليس حديثه بشيء " ، وقال أبو حاتم :" ضعيف الحديث ، منكر الحديث " ، وقال النسائي :" ليس بالقوي " ، وقال ابن حجر: " ضعيف واختلط ، وكان يدلس ويغلو في التشيع ".
مات في حدود الخمسين ومائة (2).
__________
(1) ينظر : الجرح والتعديل 8/58 ت 267 ،تهذيب الكمال 26/287ت5547 ، ميزان الاعتدال 4/7ت8057 ، الكواكب النيرات ص 382 ت 52 ، تقريب التهذيب ص 889 ت 6266 .
(2) ينظر : تاريخ الدوري عن ابن معين 2/395 ، الجرح والتعديل 6/ 161ت884 ، الضعفاء لأبي زرعة 2 / 431 ، علل الدارقطني 1/ 136 ،تهذيب الكمال 19 /469 ت 3851 ،تقريب التهذيب ص 667ت4539 .(1/387)
5- إبراهيم بن يزيد بن قيس بن الأسود النخعي .
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 17 ).
6- عبد الله بن مسعود بن غافل الهذلي .
( صحابي ).
الحكم على الحديث
الحديث بهذا الإسناد ضعيف ، في إسناده : عثمان بن عمير البجلي ، وهوضعيف.
وقد وردت عدة أحاديث صحيحة في بعض فقرات الحديث ، ومن ذلك :
أولاً: المقام المحمود .
عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنه - قال : قال النبي: - صلى الله عليه وسلم -: " ما يزال الرجل يسأل الناس حتى يأتي يوم القيامة ليس في وجهه مزعة(1) لحم ، وقال إن الشمس تدنو يوم القيامة حتى يبلغ العرق نصف الأذن فبينا هم كذلك استغاثوا بآدم ، ثم بموسى ، ثم بمحمد - صلى الله عليه وسلم - ………فيشفع ليقضى بين الخلق فيمشي حتى يأخذ بحلقة الباب فيومئذ يبعثه الله مقاماً محموداً يحمده أهل الجمع كلهم".
رواه البخاري في صحيحه ، كتاب : الزكاة ، باب ( 52 ): من سال الناس تكثراً 1/457 ح( 1474 ).
ثانياً : حشر الناس عراةً .
حديث ابن عباس - رضي الله عنه - .
عن بن عباس رضي الله عنهما عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال :" إنكم محشورون حفاة عراة غرلاً ".
رواه البخاري في صحيحه ، كتاب : أحاديث الأنبياء ، باب (8): باب قول الله تعالى : (2) ، و مسلم في كتاب : الجنة ، وصفة نعيمها وأهلها ، باب( 14 ) : فناء الدنيا ، وبيان الحشر يوم القيامة 4/2194 ح ( 2859/56 ).
وحديث عائشة رضي الله عنها.
عن عائشة قالت سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول :" يحشر الناس يوم القيامة حفاة عراةً غرلاً" قلت : يا رسول الله النساء والرجال جميعاً ينظر بعضهم إلى بعض "!؟.
قال - صلى الله عليه وسلم - :" يا عائشة الأمر أشد من أن ينظر بعضهم إلى بعض ".
__________
(1) مزعة : المزعة : القطعة من اللحم ، والشحم ، الفائق في غريب الحديث 3/363.
(2) سورة النساء آية 125.(1/388)
رواه مسلم في صحيحه ، كتاب : الجنة وصفة نعيمها وأهلها ، باب ( 14 ) : فناء الدنيا ، وبيان الحشر يوم القيامة 4/2194 ح ( 2859/58 ).
ثالثاً : الحوض.
عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنه - قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : حوضي مسيرة شهر ماؤه أبيض من اللبن وريحه أطيب من المسك وكيزانه كنجوم السماء من شرب منها فلا يظمأ أبدا.
وعن أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : إن قدر حوضي كما بين أيلة وصنعاء من اليمن وإن فيه من الأباريق كعدد نجوم السماء
رواهما البخاري في صحيحه ، كتاب : الرقاق ، باب (53) :في الحوض ، وقول الله تعالى (1) 4/205 ح ( 6579 و 6580 ).
قال أبو نعيم رحمه الله :
حدثنا أبو بكر محمد بن جعفر بن الهيثم ، قال ثنا جعفر بن محمد بن شاكر ، قال ثنا محمد بن سابق ، قال : ثنا ابراهيم بن طهمان ، عن منصور ، عن إبراهيم ، عن مسروق ، وعن أبي الضحى ،عن مسروق ، عن عائشة أنها قالت : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أُتي بمريض قال : "اذهب الباس رب الناس اشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقماً".
غريب من حديث إبراهيم لم يروه عنه إلا منصور.
ولم يجمعه عن أبي الضحى ، وإبراهيم عن مسروق إلا إبراهيم بن طهمان .
[حلية الأولياء 4/240 ].
(( تخريج الحديث ))
الحديث يرويه منصور بن المعتمر ، واختلف عنه من ثلاثة أوجه :
الأول : يروى عنه ، عن إبراهيم ، عن مسروق ، عن عائشة رضي الله عنها ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -
الثاني : يروى عنه ، عن أبي الضحى ، عن مسروق ، عن عائشة رضي الله عنها ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثالث : يروى عنه ، عن إبراهيم ، وأبي الضحى ، عن مسروق ، عن عائشة رضي الله عنها ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
تخريج الوجه الأول :
__________
(1) سورة الكوثر آية 1.(1/389)
( منصور ، عن إبراهيم ، عن مسروق ، عن عائشة رضي الله عنها ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
يرويه من هذا الوجه عن منصور أربعةٌ :
1-أبو عوانة : الوضاح اليشكري .
رواه الإمام أحمد في المسند 41/ 293 ح( 24776 ) ، و في 41/462 ح ( 25001) ، والبخاري في صحيحه ، كتاب : المرضى ، باب ( 20 ) : دعاء العائد للمريض 4/31 ح ( 5675 ) ، ثم قال :" وقال عمرو بن أبي قيس وإبراهيم بن طهمان ، عن منصور ،عن إبراهيم وأبي الضحى : [ إذا أتى المريض ](1)، وقال جرير ، عن منصور ،عن أبي الضحى وحده ، وقال :" إذا أتى مريضاً " ، ومسلم في صحيحه ، كتاب : السلام ، باب : استحباب رقية المريض 4/ 1722 ح ( 2191 /47) ، والنسائي في السنن الكبرى ، كتاب : عمل اليوم والليلة ، باب ( 242 ) : ذكر ما كان يعوذ النبي- صلى الله عليه وسلم - به أهله 6/251 ح ( 10850 ) ، وفي عمل اليوم والليلة المفرد ص 555 ح( 1012) ،وأبو يعلى في المسند 8/ 239 ح ( 4811 ) ، وابن حبان في صحيحه ، كما في الإحسان ، كتاب : الجنائز ، باب : المريض وما يتعلق به 7/237 ح( 2971)،وابن عساكر في معجم الشيوخ 2/828 ح ( 1038 )
2- سفيان الثوري .
__________
(1) كذا في الطبعة المحال عليه هنا ، وكذلك في طبعة صحيح البخاري المدخلة في فتح الباري 10/ 123 ، وفي الشرح قال ابن حجر : إذا أتى المريض ، وقع في رواية الكشميهني : إذا أُتي بالمريض ، وهو الصواب .
قلت وقد جاءت على الصواب في الطبعة اليونينة 7/ 157 [ أُتي بالمريض ] ، وكذلك في تغليق التعليق 5/39 .(1/390)
رواه الإمام أحمد في المسند 40 / 205 ح ( 24175 ) ، والبخاري بقوله : قال سفيان : حدثت به منصوراً ، فحدثني ، عن إبراهيم ، عن مسروق ، عن عائشة نحوه ، كتاب : الطب ، باب ( 38 ) : رقية النبي - صلى الله عليه وسلم - 4/44 ح ( 5743 ) ، قال ابن حجر : قوله:" قال سفيان " هو موصول بالإسناد المذكور (1) ، ومسلم في صحيحه ، كتاب : السلام ، باب : استحباب رقية المريض 4/ 1722 ح ( 2191 /46).
3- ورقاء بن عمر اليشكري .
رواه النسائي في السنن الكبرى ، كتاب : عمل اليوم والليلة ، باب ( 242 ) : ذكر ما كان يعوذ النبي - صلى الله عليه وسلم - به أهله 6/251 ح ( 10851 ) ، وفي عمل اليوم والليلة المفرد ص 555 ح( 1013).
4- أبو الأحوص : سلام بن سليم.
رواه ابن حبان في حيحه ، كما في الإحسان ، كتاب : الجنائز ، باب : المريض وما يتعلق به 7/237 ح( 2972).
وخالف حمادُ بن أبي سليمان منصوراً في سنده ومتنه ، قال الإمام أحمد : حدثنا عفان ، قال : حدثنا حماد ، عن حماد عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة رضي الله عنها .
المسند 41/381 ح ( 24891 ) ، فجعل الحديث عن إبراهيم عن الأسود ، وزاد فيه ألفاظاً ، وكرره في 41 /412 ح ( 24935 ) ، ورواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 2/211.
ورواية منصورٍ هي الأرجح ، لأن رواية حماد بن أبي سليمان الأشعري ( صدوق له أوهام )(2) منكرة ، فقد خالف ثقة من الثقات الكبار ، ولعله سلك بالرواية الجادة ، فرواية
إبراهيم النخعي عن الأسود هي الأشهر والأسبق على اللسان .
ووقع منه وهم آخر في هذا الحديث ، قال ابن سعد الطبقات الكبرى 2/211: أخبرنا إسحاق بن يوسف الأزرق ، قال : حدثنا هشام الدستوائي ، عن حماد ، عن إبراهيم ، قال : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا عاد مريضاً .
__________
(1) فتح الباري 10 / 207 .
(2) تقريب التهذيب ص 269 ت 1508 .(1/391)
فجعله معضلاً ، وليس هذا من هشام أو مخالفة منه لعفان ولكنه من عدم ضبط شيخهما حماد بن أبي سليمان ، ولعل هذا من أوهامه كما قال ابن حجر عنه .
تخريج الوجه الثاني :
( منصور ، عن أبي الضحى ، عن مسروق ، عن عائشة رضي الله عنها ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
يرويه من هذا الوجه عن منصور اثنان :
1- جرير بن عبد الحميد.
رواه مسلم في صحيحه ، كتاب : السلام ، باب : استحباب رقية المريض 4/ 1722 ح ( 2191 /48) ، و ابن ماجه في سننه ، كتاب : الطب ، باب ( 36 ) : ما عَوذ به النبي - صلى الله عليه وسلم - وماعُوذ به 4/123 ح ( 3520 ) ، وابن أبي الدنيا في المرض والكفارات ص 90 ح ( 95 ) ، والنسائي في السنن الكبرى ، كتاب : عمل اليوم والليلة ، باب ( 242 ) : ذكر ما كان يعوذ النبي- صلى الله عليه وسلم - به أهله 6/251 ح ( 10849 ) ، وفي عمل اليوم والليلة المفرد ص 555 ح( 1011) ، ، ومن طريقه : رواه ابن حجر في تغليق التعليق 5/39 ، ورواه أبو نعيم في المستخرج كما في تغليق التعليق 5/39.
وعلقه البخاري بصيغة الجزم فقال : وقال جرير عن منصور عن أبي الضحى وحده.
الجامع الصحيح 4/31 عقب الحديث رقم ( 5675 ).
2- أبو حفص : عمر بن عبد الرحمن الأبار .
رواه الطبراني في الدعاء 2/1316 ح ( 1103 ).
وتابع منصوراً على هذا الوجه :
الأعمش : سليمان بن مهران.(1/392)
رواه البخاري في صحيحه ، كتاب : الطب ، باب ( 38 ) : رقية النبي - صلى الله عليه وسلم - 4/44 ح ( 5743 ) ، وأيضاً في كتاب : الطب ، باب ( 40 ) : مسح الراقي الوجع بيده اليمنى 4/45 ح ( 5750 ) ، ومسلم في صحيحه ، كتاب : السلام ، باب ( 19 ) : استحباب رقية المريض 4/1721-1722 ح ( 2191/46 ) ، وابن ماجه في سننه كتاب : الجنائز ، باب ( 64 ) : ما جاء في ذكر مرض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - 2/279 ح ( 1619 ) ، والنسائي في السنن الكبرى ، كتاب : عمل اليوم والليلة ، باب ( 242 ) : ذكر ما كان يعوذ النبي- صلى الله عليه وسلم - به أهله 6/250 ح ( 10848 ) ، ، وابن حبان كما في الإحسان ، كتاب : الجنائز ، باب : المريض وما يتعلق به 7/235 ح( 2970).
تخريج الوجه الثالث :
( منصور ، عن إبراهيم ، وأبي الضحى ، عن مسروق ، عن عائشة رضي الله عنها، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ) .
يرويه من هذا الوجه عن منصور ثلاثة :
1-إبراهيم بن طهمان .
رواه الإمام أحمد في المسند 41/333 ح ( 24838 ) ،وأبو نعيم في حلية الأولياء 4/240،و البيهقي في الأسماء والصفات ح ( 154 ) ، وابن حجر في تغليق التعليق 5/39.
قال العيني في عمدة القاري 21/228:" وصل تعليق إبراهيم بن طهمان الإسماعيلي ، ثم ذكر إسناد الإسماعيلي من طريق محمد بن سابق ، عن إبراهيم ، عن منصور به ".
2- عمرو بن أبي قيس .
علقه البخاري بصيغة الجزم فقال :" وقال عمرو بن أبي قيس ، وإبراهيم بن طهمان ، عن إبراهيم ، وأبي الضحى : إذا أتى المريض " ،صحيح البخاري 4/31 عقب الحديث رقم ( 5675 ) ، ووصله ابن حجر بإسناده في تغليق التعليق 5/38.
3- إسرائيل بن يونس .(1/393)
رواه مسلم في صحيحه ، كتاب : السلام ، باب : استحباب رقية المريض 4/ 1722 ح ( 2191 /48) ، وقال عقبه : بمثل حديث أبي عوانة وجرير ، والنسائي في السنن الكبرى ، كتاب : عمل اليوم والليلة ، باب ( 242 ) : ذكر ما كان يعوذ النبي- صلى الله عليه وسلم - به أهله 6/251 ح ( 10852 و 10853 ) ، وفي عمل اليوم والليلة المفرد ص 556 ح ( 1014).
وبتخريج الحديث من طريق عمرو بن أبي قيس ، وإسرائيل بن يونس يظهر أنهما قد شاركا أبراهيم بن طهمان في رواية الحديث بالجمع بين إبراهيم بن يزيد ، وأبي الضحى ، عن مسروق من طريق منصور بن المعتمر ، ولم يتغ-فرد به كما قال أبو نعيم.
(( تراجم الرواة ))
أولاً : ترجمة مدار الحديث .
منصور بن المعتمر .
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 4 ).
ثانياً : تراجم رواة الوجه الأول .
1- أبو عوانة ، الوضاح اليشكري.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 4 ).
2- سفيان الثوري .
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 1 ).
3- ورقاء بن عمر بن كليب ، أبو بشر اليشكري ،[ ع ].
روى عن : منصور بن المعتمر ، وشعبة بن الحجاج ، عطاء بن السائب.
روى عنه : محمد بن سابق ، وبقية بن الوليد ، علي بن الجعد.
قال يحيى بن معين ، والإمام أحمد ، وابن شاهين :" ثقة " ، وذكره ابن حبان في الثقات.
وقال أبو حاتم :" شعبة يثني عليه ، وكان صالح الحديث " ، وقال أبو داود :" صاحب سنة ، إلا أن فيه إرجاء " ، وقال الذهبي :" صدوق ، صالح " ، وقال ابن حجر :" صدوق في حديثه عن منصور لين " (1).
والراجح أنه ثقة في غير حديثه عن منصور ، فقد وثقه يحيى وأحمد وابن شاهين ، وفي هذا الحديث وافق ثلاثة من الثقات في رواية الحديث عن منصور من هذا الوجه.
__________
(1) الجرح والتعديل 9/50 ت 216 ، سؤالات الآجري لأبي داود 2/200ت 166 ، الثقات لابن حبان 7/565 ، الثقات لابن شاهين ص 339 ت 1441 ، تهذيب الكمال 30/433 ت 6684 ، الكاشف 3/206 ت 6154 ، تقريب التهذيب 1036 ت 7453.(1/394)
4-أبو الأحوص : سلام بن سليم.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 10 ).
ثالثاً : تراجم رواة الوجه الثاني.
1-جرير بن عبد الحميد الضبي .
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 4 ).
2-عمر بن عبد الرحمن بن قيس الكوفي ، أبو حفص الأبار ،[عخ دس ق].
روى عن : سليمان الأعمش ، ومنصور بن المعتمر ، ويحيى بن سعيد الأنصاري .
روى عنه : يحيى بن معين ، والحسن بن عرفة ، وأبو الربيع الزهراني .
قال يحيى بن معين ، والدارقطني :" ثقة "، وذكره ابن حبان في الثقات.
وقال الإمام أحمد :" ما كان به بأس " ، وقال أبو حاتم وأبو زرعة :" صدوق ".
وقال النسائي :" ليس به باس " ، وقال ابن حجر :" صدوق ، وكان يحفظ وقد عمي "(1).
رابعاً : تراجم رواة الوجه الثالث.
1- إبراهيم بن طهمان (2)بن شعبة الخرساني ، أبو سعيد الهروي ،[ ع ].
روى عن : منصور بن المعتمر ، وعطاء بن السائب ، وسليمان الأعمش .
روى عنه : سفيان بن عيينة ، وأبو عامر العقدي ، وعبد الله بن المبارك .
قال يحيى بن معبن :" لا بأس به" ، وقال الإمام أحمد ، وأبو داود :" ثقة " .
وقال أبو حاتم :" صدوق ، حسن الحديث " ، وقال ابن حجر :" ثقة ، يغرب ، تكلم فيه للإرجاء ويقال رجع عنه " ، مات سنة ثمان وخمسين مائة (3).
2- عمر بن أبي قيس .
صدوق ، سبقت ترجمته في الحديث ، رقم ( 4).
3- إسرائيل بن يونس .
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 10 ).
(( دراسة الاختلاف ))
يتبين من تخريج الحديث أنه قد اختلف عن منصور بن المعتمر على ثلاثة أوجه :
__________
(1) الجرح والتعديل 6/121ت661، تاريخ عثمان الدارمي عن ابن معين ص 143 ت 483 ، سؤالات البرقاني للدارقطني ص50 ت 346 ، تهذيب الكمال 21/426 ت 4274 ، تقريب التهذيب ص 723 ت 4971.
(2) طهمان : بمفتوحة ، وسكون هاء ، وبنون ، المغني للفتني ص 159.
(3) العلل ومعرفة الرجال عن الإمام أحمد 2/538 ت 3551 ، تهذيب الكمال 2/108 ت 186 ، تقريب التهذيب ص 109 ت 191.(1/395)
الأول : يرويه أبو عوانة : الوضاح اليشكري ، و سفيان الثوري ، وورقاء بن عمر اليشكري ، وأبو الأحوص : سلام بن سليم أربعتهم عن منصور ، عن إبراهيم ، عن مسروق ، عن عائشة رضي الله عنها ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثاني : يرويه جرير بن عبد الحميد الضبي ، وأبو حفص الأبار ، ثلاثاهم عن منصور ، عن أبي الضحى ، عن مسروق ، عن عائشة رضي الله عنها ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثالث : يرويه إبراهيم بن طهمان ، وعمرو بن أبي قيس ، وإسرائيل بن يونس ثلاثتهم عن منصور عن إبراهيم ، وأبي الضحى ، عن مسروق ، عن عائشة رضي الله عنها ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
وبعد النظر في حال المدار ، وأحوال الرواة المختلفين يمكن القول بتصحيح الأوجه الثلاثة ذلك :
1-لأن منصور بن المعتمر معروفٌ بسعة الرواية ، وكثرة مشايخه.
2-أن ثلاثة من الثقات قد جمعوا الوجهين في روايتهم عن المدار ، فرواية الأول صحيحة ، والثاني روايته معلقة في صحيح البخاري ، والثالث روايته مخرجة في صحيح مسلم.
(( الحكم على الحديث ))
الحديث من الأوجه الثلاثة مخرج في الصحيحين.
قال أبو نعيم رحمه الله :(1/396)
حدثنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن جعفر العطار قال ثنا محمد بن يونس ابن موسى قال ثنا أبو بكر الحنفي قال ثنا عبد الحميد يعني ابن جعفر قال أخبرنا سعيد المقبري عن عون بن عبد الله بن عتبة عن أبيه عن ابن مسعود ، قال :" جاء رجل من بني سليم يقال : له عمرو بن عبسة إلى المدينة ، ولم يكن رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا بمكة فقال : يا رسول الله:" علمني ما أنت به عالم وما أنا به جاهل علمني ما ينفعني ولا يضرني أي صلاة الليل التطوع أفضل" ؟ قال :" نصف الليل فإنها ساعة ينزل فيها الله تعالى إلى سماء الدنيا فيقول: لا أسأل عن عبادي أحداً غيري فيقول :" هل من داع يدعوني فأستجيب له " ، هل من مستغفر فيستغفرني فأغفر له،هل من عان يدعوني فأفك عانه(1)حتى ينفجر الفجر ثم يصعد الرحمن"
غريب من حديث عون تفرد به عنه سعيد ، ورواه الليث بن سعد ، عن سعيد ، عن عون منقطعاً ، ولم يقل عن أبيه ، حدثناه إبراهيم بن محمد بن يحيى في جماعة قالوا : ثنا محمد بن إسحاق قال : ثنا قتيبة بن سعيد ، قال : ثنا الليث بن سعد ، عن سعيد المقبري ، عن عون بن عبدالله بن عتبة ، عن ابن مسعود ، قال : " جاء رجل من بني سليم " ، فذكر نحوه .
واختلف على سعيد المقبري في هذا الحديث :
فروي عنه من رواية عون على ما ذكرنا من اختلافه .
وروي عنه يعني سعيد ، عن أبي هريرة .
وروي عنه ، عن أبيه عن أبي هريرة .
وروي عنه ، عن عطاء مولى أم [ صبية ] (2)عن أبي هريرة .
وأسلم الروايات وأصحها عن أبيه ، عن أبي هريرة .
[ حلية الأولياء 4 / 265 – 266 ] .
(( تخريج الحديث ))
مدار الحديث على سعيد المقبري ، واختلف عنه ، وعمن دونه كما يلي :
الاختلاف عن يحيى بن سعيد القطان .
(( تخريج الحديث ))
__________
(1) في المطبوع زيادة [فأفك له عانيه ] ، وليست في المخطوط ( د ) 161/4/ب.
(2) تصحفت في المطبوع إلى [ حبيبة ] والتصويب من المخطوط 161/4/ب ، ومن بقية المصادر التي أخرجت الحديث.(1/397)
الحديث يرويه يحيى بن سعيد القطان واختلف عنه من وجهين :
الأول : يروى عنه ، عن عبيد الله بن عمر ، عن سعيد المقبري ، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثاني : يروى عنه ، عن عبيد الله بن عمر ، عن سعيد المقبري ، عن أبيه ، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
تخريج الوجه الأول :
( يحيى بن سعيد ، عن عبيد الله بن عمر ، عن سعيد المقبري ، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
يرويه من هذا الوجه عن يحيى بن سعيد القطان أربعة .
الإمام أحمد حنبل .
رواه الإمام أحمد في المسند 15/362 ح ( 9595 ) .
2-عبد الرحمن بن بشر النيسابوري .
3-حفص بن عمرو الربالي.
4-عمر بن شبة.
روى حديثهم الدارقطني في كتاب النزول ص27ح ( 37 ).
تخريج الوجه الثاني :
( يحيى بن سعيد ، عن عبيد الله بن عمر ، عن سعيد المقبري ، عن أبيه ، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
تفرد به محمد بن أبي بكر المقدمي من هذا الوجه عن يحيى بن سعيد القطان.
رواه عنه ابن أبي عاصم في السنة 1/219 ح ( 498 ).
(( تراجم الرواة ))
أولاً : ترجمة مدار الحديث .
يحيى بن سعيد القطان .
ثقة إمام ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 8 ).
ثانياً : تراجم رواة الوجه الأول.
أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني .
ثقة ، إمام ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 11 ).
عبد الرحمن بن بشر بن الحكم بن حبيب النيسابوري ، [ خ م د ق ].
روى عن : يحيى القطان ، والفضل بن دكين ، والنضر بن شميل.
روى عنه : البخاري ، ومسلم ، عبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري .(1/398)
قال ابن أبي حاتم :" كان صدوقاً ، ثقة " ، وذكره ابن حبان الثقات ، وقال ابن حجر :" ثقة " ، مات سنة اثنتين وستين ومائتين (1).
حفص بن عمرو بن ربال ، أبو عمر الربالي (2)، البصري ، [ صد ق ].
روى عن :يحيى بن سعيد القطان ، وعبد الرحمن بن مهدي ، وبهز بن أسد.
روى عنه : أبو داود ، ويعقوب بن محمد الدوري ، وابن ماجه .
قال ابن أبي حاتم :" أدركته ولم أسمع منه ، وهو صدوق "،وقال الدارقطني :" ثقة ، مأمون "
وذكره ابن حبان في الثقات ، وقال الذهبي :" ثبت " ، وقال ابن حجر :" ثقة ، عابد ".
مات سنة ثمان وخمسين ومائتين (3).
عمر بن شبه بن عبيدة بن زيد النميري ، أبو زيد البصري ،[ ق ].
روى عن : يحيى القطان ، وعفان بن مسلم ، ومحمد بن جعفر.
روى عنه : يعقوب بن إبراهيم النجاد ، وابن ماجه ، ويحيى بن محمد بن صاعد.
قال ابن أبي حاتم :" كتبت عنه مع أبي وهو صدوق " ، وقال الدارقطني :" ثقة ".
وذكره ابن حبان في الثقات ، وقال :" مستقيم الحديث " ، وقال الخطيب :" كان ثقة ".
وقال ابن حجر :" صدوق ، صاحب تصانيف " ، وأرى أنه ثقة ، فذلك قول الأكثر ، ولم أجد في ترجمته ما ينزله عن مرتبة ثقة ، مات سنة اثنتين وستين ومائتين (4).
ثالثاً : ترجمة راوي الوجه الثاني.
__________
(1) ينظر :الجرح والتعديل 5/215 ت 1011 ، الثقات لابن حبان 8/382 ، تهذيب الكمال 16/545ت3765 ، تقريب التهذيب ص571 ت 3834 .
(2) الربالي : بفتح الراء ، والباء ، واللام بعد الألف ، هذه النسبة إلى ربال ، وهو الجد ، الأنساب 3/41.
(3) ينظر : الجرح والتعديل3/ 185 ت 799 ، تاريخ بغداد 8/204، تهذيب الكمال 7/54 ت 1413 ، الكاشف 1/180 ت 1172 تقريب التهذيب ص260 ت 1437 .
(4) ينظر : الجرح والتعديل 6/ ت 624 ، الثقات لابن حبان 8/446 ، تاريخ بغداد 11/210 ، تهذيب الكمال 21/386 ت 4255 ، تقريب التهذيب ص 721 ت 4952 .(1/399)
محمد بن أبي بكر بن علي بن عطاء بن مقدم المقدمي (1) ، [ خ م س ].
روى عن : يحبى بن سعيد القطان ، ووهب بن جرير ، ويزيد هارون.
روى عنه : ابن أبي عاصم ، والبخاري ، ومسلم.
قال يحيى بن معين :" صدوق " ، وقال أبو حاتم :" صالح الحديث ، محله الصدق " ، وقال أبو زرعة ، وابن حجر :" ثقة " ، وذكره ابن حبان في الثقات ، مات سنة أربع وثلاثين ومائتين (2).
(( دراسة الاختلاف ))
يتبين من تخريج الحديث أنه قد اختلف عن يحيى بن سعيد القطان من وجهين :
الأول : يرويه أحمد بن حنبل ، وعبد الرحمن بن بشر النيسابوري ، وحفص بن عمرو الربالي وعمر بن شبة أربعتهم عن يحيى بن سعيد القطان ، عن عبيد الله بن عمر ، عن سعيد المقبري ، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثاني : يرويه محمد بن أبي بكر المقدمي ، عن يحيى بن سعيد القطان ، عن عبيد الله بن عمر عن سعيد المقبري ، عن أبيه ، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
وبعد النظر في حال المدار ، وأحوال الرواة المختلفين يكون الوجه الأول هو الراجح وقرائن ترجيحه :
أن الوجه الأول من رواية الأكثر عدداً ، فيرويه بهذا الوجه أربعة ، وخالفهم في الوجه الثاني راوٍ واحد.
المتابعات لمدار الحديث بروايته على الوجه الأول تؤيد رجحان الوجه الأول كما سيأتي.
لعل محمد بن أبي بكر المقدمي قد سلك الجادة برواية الحديث فسعيد المقبري يروي كثيراً عن أبيه عن أبي هريرة - رضي الله عنه - .
*****************
الاختلاف عن عبيد الله بن عمر.
(( تخريج الحديث ))
الحديث يرويه عبيد الله بن عمر ، واختلف عنه من وجهين :
__________
(1) المقدمي : بضم الميم ، وفتح القاف ، وتشديد الدال المهملة ، وفي آخرها الميم ، هذه النسبة إلى الجد الأنساب 5/364 .
(2) ينظر : الجرح والتعديل 7/ 213 ت 1180 ، الثقات 9/58 ، تهذيب الكمال 24/534 ت 5094 ، تقريب التهذيب 829 ت 5798.(1/400)
الأول : يروى عنه ، عن سعيد المقبري ، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثاني : يروى عنه ، عن سعيد المقبري ، عن أبيه ، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
تخريج الوجه الأول :
( عبيد الله بن عمر ، عن سعيد المقبري ، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
يرويه من هذا الوجه عن عبيد الله بن عمر اثنا عشر راوياً.
يحيى بن سعيد القطان .
سبق بيان مواضع روايته والاختلاف عليه ، وأن الراجح من طريقه هو مارواه عن عبيد الله بن عمر على هذا الوجه .
عبد الرزاق بن همام الصنعاني .
رواه في المصنف ، باب وقت العشاء الآخرة 1/555 – 556 ح ( 2106 ).
عبد الله بن محمد بن نمير.
رواه عنه أبو بكر في المصنف ، كتاب : الصلوات ، باب ( 100 ) في العشاء الآخرة تعجل أو تؤخر 1/291 ح( 3345 ) ،وعنه : رواه ابن ماجه في سننه ، كتاب : الصلاة
باب ( 8 ) : وقت صلاة العشاء 1/381 ح ( 691 )، مقتصراً على ترجمة الباب.
وعنه رواه الإمام أحمد في المسند 15 / 363 ح ( 9592 ) ، ورواه الدارقطني في كتاب النزول ص 29 ح ( 41 ).
حماد بن سلمة .
رواه ابن أبي عاصم في السنة 1/219 ح ( 499 ) ، والدارقطني في كتاب النزول ص 28 ح ( 40 ).
عبد الله بن المبارك .
رواه عنه موسى بن حبان في مسند عبد الله بن المبارك ص 36 ح ( 63 ) ، ورواه النسائي في السنن الكبرى ، كتاب : الصيام ، باب ( 141 ) : اغتسال الصائم 2/196 ح ( 3034 ) ، وليس فيه ذكر صلاة العشاء ولا نزول الرب تبارك وتعالى ، وفي كتاب : عمل اليوم والليلة ، باب ( 131 ) : الوقت الذي يستحب فيه الاستغفار 6/124 ح ( 10317 ) ، وفي المفرد من عمل اليوم والليلة ص 341 ح( 483 ) (1).
عبدة بن سليمان .
__________
(1) وقع خطأ في الإسناد فجعلت ( عن ) بين عبد الله وعبيد الله ( بن ).(1/401)
رواه الترمذي في سننه ، أبواب الصلاة ، باب ( 10 ) : ما جاء في تأخير العشاء الآخرة 1/209 ح ( 167 ) ، مختصراً.
أبو أسامة : حماد بن أسامة .
رواه عنه أبو بكر بن أبي شيبة في المصنف ، كتاب : الصلوات ، باب ( 100 ) في العشاء الآخرة تعجل أو تؤخر 1/291 ح( 3345 ) ، وعنه : رواه ابن ماجه في كتاب : الصلاة ، باب ( 8 ) : وقت صلاة العشاء 1/381 ح ( 691 )، مختصراً على ترجمة الباب.
إسحاق الأزرق .
رواه الدارقطني في كتاب : النزول ص 29 ح ( 42 ).
روح بن القاسم .
رواه الدارقطني في كتاب : النزول ص 29 ح ( 43 ).
محمد بن بشار.
رواه عنه ابن خزيمة في كتاب التوحيد 1/306
عمرو بن علي .
رواه عنه ابن خزيمة في كتاب التوحيد 1/306
تخريج الوجه الثاني :
( عبيد الله بن عمر ، عن سعيد المقبري ، عن أبيه ، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
يرويه من هذا الوجه عن عبيد الله بن عمر اثنان:
1- بقية بن الوليد.
رواه النسائي في السنن الكبرى كتاب : الصلاة ، باب ( 142 ) : السواك للصائم بالغداة 2/197ح( 3038 ) ، وفي كتاب : عمل اليوم والليلة ، باب ( 131 ) : الوقت الذي يستحب فيه الاستغفار 6/125 ح ( 10318 ) ، وفي المفرد من عمل اليوم والليلة ص 341 ح( 484 ) وذكر هنا اللفظ الوارد في نزول الرب تبارك وتعالى ، والدارقطني في كتاب النزول ص 29 ح ( 44 ).
2-المعتمر بن سليمان .
رواه ابن خزيمة في كتاب التوحيد 1/305،والدارقطني في كتاب النزول ص 28ح ( 39 ).
(( تراجم الرواة ))
أولاً : ترجمة مدار الحديث.
عبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب القرشي العدوي ، [ ع ].
روى عن : سعيد المقبري ، ونافع مولى بن عمر ، وسالم بن عبد الله بن عمر.
روى عنه : يحيى لالقطان ، ومحمد بن بشار ، وعبد الله بن المبارك.(1/402)
قال يحى بن معين ، وأبو زرعة ، وأبو حاتم ، والنسائي ، وابن حجر :" ثقة " ، وزاد النسائي وابن حجر :" ثبت " ، مات سنة سبع وأربعين ومائة (1).
ثانياً: تراجم رواة الوجه الأول.
يحيى بن سعيد القطان.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 8 ).
عبد الرزاق بن همام الصنعاني .
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 14 ).
عبد الله بن محمد بن نمير
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 6 ).
حماد بن سلمة بن دينار البصري ، أبو سلمة [ خت م 4 ].
روى عن : عبيد الله بن عمر ، وأيوب السختياني ، وثابت البناني.
روى عنه : هدبة بن خالد ، ووكيع بن الجراح ، والنضر بن شميل.
حكى مسلم إجماع أهل الحديث على أنه أثبت الناس في ثابت البناني .
قال يحيى بن معين :" ثقة " ، وقال : " إذا رأيت إنساناً يقع في حماد بن سلمة فاتهمه على الإسلام " ، وقال الإمام أحمد :" كان حماد بن سلمة من الثقات ، لم نزدد فيه كل يوم إلا بصيرة " ، وقال العجلي :" ثقة ، رجل صالح ، حسن الحديث ".
وقال ابن حجر :" ثقة ، عابد ، أثبت الناس في ثابت ، وتغير حفظه بأخرة ".
ومن العلماء من تكلم فيه :
قال ابن سعد :" كان ثقة ، كثير الحديث ، وربما حدث بالحديث المنكر ".
والأولى الأخذ بالتفصيل في رواياته كما عند المتأخرين :
قال يعقوب بن شيبة :" ثقة ، وفي حديثه اضطراب شديد ، إلا عن شيوخ ، فإنه حسن الحديث عنهم ، متقن لحديثهم ، مقدم على غيره فيهم ".
وقال الذهبي :" كان بحراً من بحور العلم ، وله أوهام في سعة ما روى ، وهو صدوق حجة – إن شاء الله – ولم ينحط حديثه عن رتبة الحسن ".
وقال ابن رجب :" ثقة ، ثقة ،………… فصلُ القول في رواياته أنه من أثبت الناس في بعض شيوخه الذين لزمهم كثابت البناني ، وعلي بن زيد ، ويضطرب في بعض الذين لم يكثر من ملازمتهم كقتادة ، وأيوب ، وغيرهما ".
__________
(1) ينظر :الجرح والتعديل 5/ ت 1545 ، تهذيب الكمال 19/124 ت 3668 ، تقريب التهذيب ص 643 ت 4353.(1/403)
وأما ماذكر من تغيره بآخرة فليس تغيراً شديداً فقد قال يحيى بن معين :" حديثه في أول أمره وآخره واحد ".
فحديثه عمن أكثر عنه من شيوخه صحيح ، أما غيرهم فلا ينزل عن رتبة الحسن إذا لم يخالف ، قال البيهقي :" حماد ساء حفظه في آخر عمره ، فالحفاظ لا يحتجون بما يخالف فيه ".مات سنة سبع وستين ومائة(1).
عبد الله بن المبارك
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 12 ).
عبدة بن سليمان الكلابي(2) ، أبو محمد الكوفي ، [ ع ].
روى عن : عبيد الله بن عمر ، وعاصم الأحول ، وسفيان الثوري.
روى عنه : هناد بن السري ، أحمد بن حنبل ، ومحمد بن العلاء.
قال ابن سعد ، و يحيى بن معين ، والعجلي وابن حجر :" ثقة " ، ورفع قدره الإمام أحمد فقال :" ثقة ، ثقة " ، مات سنة ثمان وثمانين ومائة(3).
أبو أسامة : حماد بن أسامة .
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 1 ).
إسحاق بن يوسف بن مرداس القرشي أبو محمد الواسطي ،الأزرق [ ع ].
روى عن : سفيان الثوري ، وسليمان الأعمش ، ومسعر بن كدام.
روى عنه : أحمد بن منيع ،وأحمد بن عبيد الله البغدادي، وسعدان بن نصر.
قال يحيى بن معين ، والإمام أحمد ، والعجلي ، والذهبي وابن حجر :"ثقة " ، وقال أبو حاتم
__________
(1) ينظر :تاريخ الدوري عن يحيى بن معين 2/130، الجرح والتعديل 3/ ت 623 ، التمييز للإمام مسلم ص 217 ، تهذيب الكمال 7/253 ت 1482 ، سير أعلام النبلاء 7/444 ، الكاشف 1/252ت 1229 ، شرح علل الترمذي 2/621-624 ، تقريب التهذيب ص 268 ت 1507 ، هدي الساري ص 399 ، تهذيب التهذيب 3/11 .
(2) الكلابي :بكسر الكاف ، بعدها اللام ألف ، وفي آخرها الباء الموحدة ، هذه النسبة إلى عدة من قبائل العرب ، الأنساب 5/116.
(3) ينظر : الطبقات الكبرى 6/391 ، تاريخ الدارمي عن يحيى بن معين ص92 ت 242 ، الجرح والتعديل 6 / 89ت 457 ، تهذيب الكمال 18/530 ت 3613 ، تقريب التهذيب ص 635 ت 4297 .(1/404)
:" صحيح الحديث ، صدوق ، لا بأس به" ، مات سنة خمس وتسعين ومائة (1).
روح بن القاسم التميمي ، العنبري ، أو غياث البصري ، [ خ م د س ق ].
روى عن : عبيد الله بن عمر ، وعبد الله بن طاووس ، وعطاء بن السائب.
روى عنه : عبد الله بن بزيع ، ويزيد بن زريع ، وعبد الوهاب الخفاف.
قال يحيى بن معين ، والإمام أحمد ، وأبو رزعة ، وأبو حاتم ، والذهبي ، وابن حجر :" ثقة "
وقال النسائي :" ليس به بأس "(2) ، مات سنة إحدى وأربعين ومائة (3).
محمد بن بشار ، بندار .
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 11 ).
عمرو بن علي بن بحر بن كنيز الباهلي ، أبو حفص البصري ، الفلاس [ ع ].
روى عن : عبيد الله بن عمرو ، وسفيان بن عيينة ، ووهب بن جرير.
روى عنه : ابن خزيمة ، وعبد الله بن أحمد بن حنبل ، ومحمد بن جرير الطبري.
قال أبو حاتم :" صدوق " ، وقال النسائي :" ثقة ، صاحب حديث ، حافظ " ، وقال الدارقطني :" كان من الحفاظ الثقات " ، وذكره ابن حبان في الثقات ، وقال ابن حجر :" ثقة ، حافظ " ، مات سنة تسع وأربعين ومائتين (4).
ثالثاً : تراجم رواة الوجه الثاني .
بقية بن الوليد بن صائد بن كعب بن حريز الحميري ، أبو يحمد الحمصي [ خت م 4 ].
__________
(1) ينظر: تاريخ يحيى بن معين رواية الدارمي ص 70 ت 139 ، الجرح والتعديل 1/65 ت 238 ،معرفة الثقات 1/ 221 ت 76 ، تاريخ بغداد ، تهذيب الكمال 2/496 ت 395 ، تقريب التهذيب ص 133 ت 400.
(2) هذه العبارة يستخدمها النسائي رحمه الله في الثقات الرفعاء ، منهج النسائي في الجرح والتعديل 2/832.
(3) ينظر : تاريخ الدوري عن يحيى بن معين 2/169 ، الجرح والتعديل 3/ ت 2244 ، تهذيب الكمال 9/252 ت 1938 ، الكاشف 1/ 244 ت 1610 ، تقريب التهذيب ص 330 ت 1981 .
(4) ينظر :الجرح والتعديل 6/ 249 ت 1375 ، الثقات لابن حبان 8/487 ، تاريخ بغداد 12/210-211 ، تهذيب الكمال 22/162 ت 4416 ، تقريب التهذيب ص 741 ت 5116 .(1/405)
روى عن : عبيد الله بن عمر ، ويزيد بن هارون ، وشعبة بن الحجاج.
روى عنه : عمرو بن عثمان بن سعيد الحمصي ، وسفيان بن عيينة ، وكثير بن عبيد.
قال عبد الله بن المبارك :" كان صدوقاً ، ولكنه يحدث عمن أقبل وأدبر " ، وقال ابن سعد :" كان ثقة في روايته عن الثقات ، ضعيفاً في روايته عن غير الثقات " ، وقال أبو زرعة :" ما له عيب إلا كثرة روايته عن المجهولين ، فأما الصدق فلا يئتى من الصدق ، إذا حدث عن الثقات فهو ثقة " ، وقال النسائي :" إذا قال :" حدثنا وأخبرنا " فهو ثقة ، وإذا قال " عن فلان " ، فلا يؤخذ عنه ، لأنه لا يدرى عمن أخذه " ، وقال العجلي :" ثقة فيما روى عن المعروفين ، وماروى عن المجهولين فليس بشيء " ، وهناك أقوالٌ للعلماء في معنى ما ذكر عمن سبق ، وذلك بسبب كثرة تدليسه أما الصدق فليس بمتهم عندهم جميعاً ، ولذلك جمع ابن حجر بين اقوال من سبق وغيرهم فقال :" صدوق ، كثير التدليس عن الضعفاء " ، وجعله في المرتبة الرابعة من المدلسين الذين أكثروا من التدليس عن الضعفاء والمجهولين فلا يقبل من حديثهم إلا ما صرحوا فيه بالسماع ، مات سنة سبع وتسعين ومائة (1).
2-المعتمر بن سليمان.
ثقة ،سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 12 ).
(( دراسة الاختلاف ))
يتبين من تخريج الحديث أنه قد اختلف عن عبيد الله بن عمر من وجهين :
__________
(1) ينظر :الطبقات الكبرى 7/469 ، معرفة الثقات 1/ 250ت 168 ، تهذيب الكمال 4/192 ت 738 ، تقريب التهذيب ص 174 ت 741 ، تعريف أهل التقديس ص 163 ت 117.(1/406)
الأول : يرويه يحيى بن سعيد القطان ، وعبد الرزاق بن همام الصنعاني ، و عبد الله بن محمد بن نمير ، وحماد بن سلمة ، و عبد الله بن المبارك ، و عبدة بن سليمان ، وأبو أسامة حماد بن أسامة ، وعبد الوهاب بن عبد المجيد ، و إسحاق بن يوسف الأزرق ، وروح بن القاسم ، و محمد بن بشار ، عمرو بن علي الفلاس كلهم عن عبيد الله بن عمر ، عن سعيد المقبري عن أبي هريرة - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثاني : يرويه بقية بن الوليد الحمصي ، والمعتمر بن سليمان كلاهما ،عن عبيد الله بن عمر ، عن سعيد المقبري ، عن أبيه ، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
وبعد النظر في حال المدار ، وأحوال الرواة المختلفين يكون الوجه الأول هو الراجح وقرائن ترجيحه:
لأن الوجه الأول رواية الأكثر عدداً .
المتابعة لعبيد الله بن عمر تؤيد رجحان هذا الوجه.
******************
الاختلاف عن سعيد المقبري.
(( تخريج الحديث ))
الحديث يرويه سعيد المقبري واختلف عنه من أربعة أوجه :
الوجه الأول : يروى عنه ، عن عون بن عبدالله بن عتبة ، عن أبيه ، عن ابن مسعود - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الوجه الثاني : يروى عنه ، عن عون بن عبد الله بن عتبة ، عن ابن مسعود- رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثالث : يروى عنه ، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الرابع : يروى عنه ، عن عطاء مولى أم صُبيية ، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
تخريج الوجه الأول :
( سعيد المقبري ، عن عون بن عبد الله بن عتبة ، عن أبيه ، عن ابن مسعود - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
تفرد به عبد الحميد بن جعفر من هذا الوجه عن سعيد المقبري.
رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 4/265.
تخريج الوجه الثاني :(1/407)
( سعيد المقبري ، عن عون بن عبد الله بن عتبة ، عن ابن مسعود - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -).
تفرد به الليث بن سعد من هذا الوجه عن سعيد المقبري.
رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 4/266.
تخريج الوجه الثالث :
( سعيد المقبري ، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - ).
يرويه من هذا الوجه عن سعيد المقبري اثنان :
عبيد الله بن عمر.
سبق بيان مواضع الرواية عنه ،والاختلاف عليه وأن الراجح من طريقه ما رواه عن سعيد المقبري على هذا الوجه.
هشام بن حسان.
رواه ابن خزيمة في كتاب التوحيد 1/306.
تخريج الوجه الرابع :
( سعيد المقبري ، عن عطاء مولى أم صُبية ، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -).
تفرد به محمد بن إسحاق من هذا الوجه عن سعيد المقبري.
رواه الدارمي في سننه ، كتاب : الصلاة ، باب ( 168 ) : ينزل الله إلى السماء الدنيا 2/931 ح ( 1525 ) ، والإمام أحمد في المسند 2/272 ح ( 967 ) ، والدارقطني في كتاب النزول ص 30 ح ( 46 ، 47 ، 48 ) ، ورواه النسائي في السنن الكبرى ، كتاب : عمل اليوم والليلة ، باب ( 131 ) : الوقت الذي يستحب فيه الاستغفار 6/125 ح ( 10319 ) ، وفي المفرد من عمل اليوم والليلة ص 341 ح ( 485 )، وفيه عطاء مولى أم حبيبة ، والصواب : عطاء مولى أم صُبية ، وليس في متنه ذكر السواك ولا صلاة العشاء ، وفي كتاب : الصيام ، باب ( 141 ) : اغتسال الصائم 2/197 ح( 3041 ) ، وفيه عطاء مولى أم سلمة ، والصواب : أم صُبية ، وليس فيه ذكر صلاة العشاء ولا نزول الرب تبارك وتعالى ، وابن خزيمة في كتاب التوحيد 1/307.
(( تراجم الرواة ))
أولاً : ترجمة مدار الحديث.
سعيد بن أبي سعيد واسمه كيسان المقبري (1) ، أبو سعد المدني ، [ ع ].
__________
(1) المقبري : بفتح الميم ، وسكون القاف ، وضم الباء (المعجمة بنقطة ) وفي آخرها راء مهملة ، هذه النسبة إلى مقبرة كان يسكن بالقرب منها ، الأنساب 5/361.(1/408)
روى عن : عن أبي هريرة ، وأنس بن مالك - رضي الله عنهم - ، وأبيه.
روى عنه : عبيد الله بن عمر ، وهشام بن حسان ، والليث بن سعد.
قال محمد بن سعد ، وأبو زرعة ، والنسائي ، والعجلي ، وابن حجر :" ثقة " .
وتشدد أبو حاتم فقال :" صدوق " ، مات سنة خمس وعشرين ومائتين (1).
ثانياً : ترجمة راوي الوجه الأول.
عبد الحميد بن جعفر بن عبد الله بن الحكم ، الأنصاري ، أبو الفضل [ خت م 4 ].
روى عن : سعيد بن أبي سعيد المقبري ، وابن شهاب الزهري ، ونافع مولى ابن عمر.
روى عنه : أبو بكر عبد الكبير الحنفي ، ووكيع بن الجراح ، وعبد الله بن المبارك .
قال ابن سعد :" كان ثقة ، كثير الحديث ".
قال يحيى بن معين ، والإمام أحمد : " ثقة " ، وقال النسائي :" ليس به بأس ".
وذكره ابن حبان في الثقات ، وقال :" ربما أخطأ " ، وقال أبو حاتم :" محله الصدق ".
قال ابن حجر :" صدوق رمي بالقدر ، وربما وهم " ، مات سنة ثلاث وخمسين ومائة (2).
ثالثاً : ترجمة رواة الوجه الثاني .
الليث بن سعد بن عبد الرحمن أبو الحارث الفهمي (3) ، [ ع ].
روى عن : أبي الزناد ، وقتادة بن دعامة ، و سعيد المقبري .
روى عنه : عبد اللَّه بن المبارك ، وعبد اللَّه بن مسلمة القعنبي ، وقتيبة بن سعيد .
قال علي بن المديني :" ثبت " ، قال يحيى بن معين :" ثقة " ، قال الإمام أحمد :" ثقة ثبت " ، قال العجلي :" ثقة " ، قال الذهبي :" ثبت من نظراء مالك " ، قال ابن حجر :" ثقة ، ثبت ، فقيه ، إمام ، مشهور " .
__________
(1) ينظر : الطبقات الكبرى 9/163 ، تاريخ الدوري عن يحيى بن معين 2/341 – 342 ، الجرح والتعديل 4/ ت251 ، الثقات لابن حبان 7/122 ، تهذيب الكمال10/ 466 ت 2284 ، تقريب التهذيب ص 379 ت 2334 .
(2) ينظر : الجرح والتعديل 6/ ت 46. تهذيب الكمال 16/416 ت 3709 ، تقريب التهذيب ص 564 ت 3780 .
(3) الفهمي : بالفتح والسكون نسبة إلى فهم بطن من قيس بن عيلان . الأنساب 4/413.(1/409)
مات سنة خمس وسبعين ومائة (1) .
رابعاً : تراجم رواة الوجه الثالث .
عبيد الله بن عمر القرشي العدوي.
مجمع على توثيقه ، سبقت ترجمته قريباً .
2- هشام بن حسان الأزدي ، القردوسي(2) ، أبو عبد الله البصري، [ ع ].
روى عن: واصل مولى أبي عيينة ، وهشام بن عروة ، ومهدي بن ميمون.
روى عنه : روح بن عبادة ، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى ، وعبد الرزاق بن همام.
أقوال من أطلق القول بتوثيقه :
قال علي بن المديني :" كان يحيى بن سعيد ، وكبار أصحابنا يثبتون هشام بن حسان ".
قال ابن سعد :" كان ثقة إن شاء الله ، كثير الحديث".
وقال يحيى بن معين :" لا بأس به " ، وهي عنده تطلق عل الثقة ، وقال أبو حاتم :" ثقة " ، وقال العجلي :" ثقة ، حسن الحديث" ، وقال الذهبي :" ثقة ، إمام ،كبير الشأن ".
ومنهم من تكلم في روايته عن بعض شيوخه :
قال علي بن المديني :" كان يحيى يضعف حديثه – هشام – عن عطاء ".
وقال ابن حجر :" ثقة من أثبت الناس في ابن سيرين ، وفي روايته عن الحسن وعطاء مقال ؛ لأنه قيل كان يرسل عنهما".
ومنهم من أطلق القول بتضعيفه:
قال شعبة :" لم يكن يحفظ ".
__________
(1) ينظر : تاريخ الدارمي عن يحيى بن معين ص 43س 7 ، الجرح والتعديل 7/ 179ت 1015 ، تاريخ بغداد 13/12، تهذيب الكمال 24/255 ت 5016 ، تقريب التهذيب ص 817 ت 5720.
(2) القردوسي : بضم القاف ، وسكون الراء ، وضم الدال المهملتين ، وفي آخرها السين المهملة ، هذه النسبة إلى درب القراديس بالبصرة ، والقراديس بطن من الأزد نزلوا محلة بالبصرة ، فنسبت المحلة إليهم ، الأنساب 4/469 .(1/410)
والذي أراه أنه ثقة ، ويتحرى في روايته عن عطاء والحسن إذا لم يتابع ، فقد احتج البخاري ومسلم بحديثه ، قال الذهبي :" هشام قد قفز القنظرة ، واحتج به أصحاب الصحاح ، وله أوهام مغمورة في سعة ماروى " ، وقد قال ابن عدي :" أحاديثه مستقيمة ، ولم أر في حديثه منكراً ؛ إذا حدث عنه ثقة ، وهو صدوق لا بأس به " ، وأما كلام شعبة فيه فقد قال الذهبي :" لم يتابع شعبة على رأيه أحد " وقال :" هذا قول مطروح ، وليس شعبة بمعصوم في اجتهاده " ، مات سنة سبع ، أو ثمان وأربعين ومائة (1).
خامساً : ترجمة راوي الوجه الرابع .
محمد بن إسحاق بن يسار بن خيار المدني ، أبو عبد اللَّه القرشي المطلبي [ خت م 4 ].
روى عن : سعد بن إبراهيم بن عوف ، وسعيد المقبري ، وعبد الرحمن الأعرج.
روى عنه : إبراهيم بن سعد ، وجرير بن حازم ، ويحيى بن سعيد الأنصاري .
اختلف العلماء ـ رحمهم اللَّه تعالى ـ في ابن إسحاق اختلافًا كبيرًا (2) .
فأما المعدلون :
قال شعبة بن الحجاج :" محمد بن إسحاق أمير المؤمنين في الحديث"،وقال :" صدوق الحديث" ، وقال الإمام أحمد :" هو حسن الحديث "، وقال ابن المبارك :" صدوق ثلاث مرات" ، وقال البخاري :" رأيت علي بن عبد اللَّه يحتج بحديث ابن إسحاق" ،
__________
(1) ينظر : الطبقات الكبرى 7/200 ، الجرح والتعديل 9/54 ت 229 ، معرفة الثقات 2/328 ت 1897 ، الكامل 7/112 ، تهذيب الكمال 30/181 ت 6572 ، ميزان الاعتدال 4/295 ، سير أعلام النبلاء 6/355 ، تقريب التهذيب ص 1020 ت 7339.
(2) وقد جمع ابن سيد الناس اليعمري ما قيل فيه فبلغت ترجمته ثلاث عشرة ورقة في مقدمة عيون الأثر في فنون المغازي والشمائل والسير 1/54 ـ 67 ، ووفى الكلام عليه فضيلة د/ أحمد معبد عبد الكريم في تحقيقه لكتاب النفح الشذي لابن سيد الناس اليعمري ـ بما لا مزيد عليه . 2/626 ــ 794 .(1/411)
وقال ابن نمير :" إذا حدث عمن سمع منه من المعروفين فهو حسن الحديث صدوق " ، وقال محمد بن سعد :" كان ثقة ، ومن الناس من يتكلم فيه" ، وقال يحيى بن معين :" كان ثقة ، وليس بحجة "، وقال أخرى :" صدوق " ، وقال العجلي :" ثقة "، وقال أبو زرعة :" صدوق " ، وقال الذهبي :" ثقة إن شاء اللَّه ، صدوق " ، وقال :" كان صدوقًا ....".
واختلف في الاحتجاج به ، وحديثه حسن ، وقد صححه جماعة " ، وقال ابن حجر : " إمام المغازي ، صدوق مدلس ".
وأما المجرحون : فقد طعن فيه بطعون منها :-
1 - الكذب :
قال الإمام مالك : " دجال من الدجاجلة " ، وقال يحيى بن سعيد القطان :" أشهد أن محمد بن إسحاق كذاب ".
2 - القدر :
قال سفيان بن عيينة :" اتهموه بالقدر "، وقال يحيى بن معين :" كان يرى القدر " ، وقال ابن نمير :" كان يرمي بالقدر ، وكان من أبعد الناس منه ".
3 -التدليس عن الضعفاء والمجهولين :
وقال الإمام أحمد :" كان ابن إسحاق يدلس . وقال :" هو كثير التدليس جدًا".
4- الطعن فيه مطلقًا :
قال أبو حاتم : "محمد بن إسحاق ليس عندي في الحديث بالقوي ، ضعيف الحديث .. يكتب حديثه" ، وقال الإمام أحمد : "ليس بحجة"، وقال يحيى بن معين :" ضعيف"، وقال النسائي :" ليس بالقوي " .
5 -الطعن في بعض مروياته دون بعضها :
قال عبد اللَّه بن الإمام أحمد عن أبيه أنه كان يحتج به في السنن ، وقال الخطيب البغدادي :" وقد احتج بروايته في الأحكام قوم من أهل العلم ، وصدف عنها آخرون".
وقد أجاب العلماء عن هذه الطعون في ابن إسحاق بأجوبة منها : -
1 - أما الطعن فيه بالكذب من الإمام مالك ، فإن ذلك إنما كان من كلام الأقران فلا يعتمد عليه ، وإنما كان من الإمام مالك مرة واحدة .
وأما طعن يحيى بن سعيد القطان ، فإن هذا الطعن إشارة منه إلى ما كان في سيرة ابن إسحاق من الواهي من الشعر ، ومن بعض الآثار المنقطعة.
2 - أما ما طعن فيه بالقدر .(1/412)
قال ابن سيد الناس في الرد على من اتهم ابن إسحاق بالقدر والتشيع : وكذلك القدر والتشيع لا يقتضي الرد إلاَّ بضميمة أخرى ولم نجدها ها هنا.
3 -وأما الطعن بالإكثار من التدليس .
قال ابن سيد الناس :" ولا يحمل ما وقع ها هنا من مطلق التدليس على التدليس المقيد بالقدح في العدالة" ، وقال العلائي :" لكن ليس لدينا ما يقطع بتعمد ابن إسحاق من ذلك وبالتالي : لا يقدح به فيه".
4 - أما في الطعن في مروياته في الأحكام .
قال ابن سيد الناس في رده على كلام الإمام أحمد :" فقد يكون لما آنس منه التسامح في غير السنن التي هي جل علمه من المغازي والسير طرد الباب فيه ، وقاس مروياته من السنن على غيرها ، وطرد الباب في ذلك يعارضه تعديل من عدله".
فيكون ابن إسحاق من الرواة المختلف فيهم الذين يكون حديثهم في مرتبة الحسن لذاته ، وعلى هذا جرى ابن القطان الفاسي ، والحافظ المنذري (1) ، مات سنة مائة وخمسين (2) .
(( دراسة الاختلاف ))
يتبين من تخريج الحديث أنه قد اختلف عن سعيد المقبري من أربعة أوجه :
الوجه الأول : يرويه عبد الحميد بن جعفر ، عن سعيد المقبري ، عن عون بن عبدالله بن عتبة عن أبيه عن ابن مسعود- رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
الوجه الثاني : يرويه الليث بن سعد الفهمي ، عن سعيد المقبري ، عن عون بن عبد الله بن عتبة عن ابن مسعود- رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -
__________
(1) تعليق د. أحمد معبد ، على النفح الشذي 2/781 .
(2) ينظر : تاريخ الدوري عن يحيى بن معين 2/504 ، الجرح والتعديل 7/191 ت 1087 ، الضعفاء الكبير 4/23 ت 1578 ، معرفة الثقات 2/232 ت 1571 ، الثقات لابن حبان 7/373 ، تاريخ بغداد 1/247 ، عيون الأثر 1/65 ، تهذيب الكمال 24/405 ت 5057 ، جامع التحصيل ص 261 ، تاريخ بغداد 1/231 ، سير أعلام النبلاء 7/52 ، ديوان الضعفاء ص 365 ، الكاشف 3/18 ت 4789 ، تقريب التهذيب ص 825 ت 5762.(1/413)
الثالث : يرويه عبيد الله بن عمر العدوي ، وهشام بن حسان ، عن سعيد المقبري ، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
الرابع : يرويه محمد بن إسحاق عن سعيد المقبري ، عن عطاء مولى أم صُبيية عن أبي هريرة - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
وبعد النظر في حال المدار ، وأحوال الرواة المختلفين يكون الوجه الثالث هو الراجح ، وقرائن ترجيحه:
لأنه من رواية الأكثر عدداً ، فقد رواه بهذا الوجه اثنان ، وفي بقية الأوجه راوٍ واحد في كل منهما.
أن الحديث اشتهر وانتشر عن الأئمة وفي مصنفاتهم من طريق سعيد المقبري عن أبي هريرة - رضي الله عنه -.
يعارض هذا الترجيح ما ذهب إليه أبو نعيم رحمه الله من ترجيح الحديث من طريق سعيد المقبري ، عن أبيه ، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - ، والذي يظهر أن هذا الوجه خطأ.
(( الحكم على الحديث ))
سأدرس الحديث من الوجه المرجح بإسناد الإمام أحمد :
قال رحمه الله : حدثنا يحيى ، عن عبيد الله ، قال أخبرني سعيد عن أبي هريرة - رضي الله عنه -.
يحيى بن سعيد القطان .
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 8 ).
عبيد الله بن عمر العدوي.
ثقة ، سبقت ترجمته قريباً.
سعيد بن أبي سعيد المقبري .
ثقة ، سبقت ترجمته قريباً.
أبو هريرة : عبد الرحمن بن صخر الدوسي.
صحابي .
الحكم على الحديث :
الحديث بهذا الإسناد صحيح.
قال أبو نعيم رحمه الله :
حدثنا عبد الله بن جعفر قال : ثنا يونس بن حبيب ، قال : ثنا أبو داود الطيالسي ، قال : ثنا محمد بن أبي حميد ، عن عون بن عبد الله بن عتبة ، عن أبيه ، عن عبد الله بن مسعود قال : كنا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتبسم .
فقلنا :" يا رسول الله مم تبسمت "؟ .
قال :" عجبت للمؤمن وجزعه من السقم ولو يعلم ما في السقم أحب أن يكون سقيماً حتى يلقى الله عز وجل ".(1/414)
تفرد به محمد عن (1) عون .
ورواه الليث بن سعد عن خالد بن يزيد ، عن سعيد بن أبي هلال ،عن محمد بن أبي حميد عن عون ، ولم يقل عن أبيه.
[حلية الأولياء 4/266 –267 ].
(( تخريج الحديث ))
الحديث يرويه محمد بن أبي حميد واختلف عنه من وجهين :
الأول : يروى عنه ،عن عون بن عبد الله بن عتبة ، عن أبيه ، عن عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثاني : يروى عنه ، عن عون بن عبد الله بن عتبة ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
تخريج الوجه الأول :
( محمد بن أبي حميد ، عن عون بن عبد الله بن عتبة ، عن أبيه ، عن عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
يرويه من هذا الوجه عن محمد بن أبي حميد أربعة :
1- أبو داود الطيالسي .
رواه في المسند 1/271 ح ( 345 ) ، ومن طريقه : رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 4/266 ، والبيهقي في شعب الإيمان 7/185 ح( 9937 ).
وروى أبو داود الطيالسي بعده حديثاً بالإسناد نفسه ، وفيه : رفع رسول الله- صلى الله عليه وسلم - بصره إلى السماء ثم خفضه فقلنا يا رسول الله : لم صنعت هذا ؟ قال : عجبت لملكين من الملائكة نزلا إلى الأرض يلتمسان عبداً في مصلاه فلم يجداه ثم عرجا إلى ربهما فقالا : يا رب كنا نكتب لعبدك المؤمن في يومه وليلته من العمل كذا وكذا فوجدناه قد حبسته في حبالتك (2) فلم نكتب له شيئا فقال عز وجل :" اكتبوا لعبدي عمله في يومه وليلته ولا تنقصوه منه شيئا علي أجر ما حبسته وله أجر ما كان يعمل ".
المسند 1/272 ح ( 346 ) ، ومن طريقه رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 4/267 ، و البيهقي في شعب الإيمان 7/185 ح( 9938 ).
2- أبو عامر العقدي .
__________
(1) تصحفت في المطبوع إلى [ بن ] والتصويب من المخطوط ( د ) 161/3/ب.
(2) حِبالةٌ جمع حَبْل ، وهو جمع على غير قياس .النهاية في غريب الحديث 1/333.(1/415)
رواه عنه إسحاق بن راهوية في مسنده ، كما في المطالب العالية 11/54 ح ( 2451 ) ، وساق الحديثين مساقاً واحداً ، ورواه البزار في البحر الزخار 5/ 167ح(1761 ) ، مقتصراً على الجملة الأولى من الحديث ، ورواه أبو القاسم الأصبهاني في الترغيب والترهيب 1/337 ح ( 570 ).
3- يحيى بن أبي الحجاج البصري .
رواه الطبراني في المعجم الأوسط 3/14ح(2317 ) ، وساق الجملتين في سياق واحد.
4- عبد الله بن وهب .
رواه ابن أبي الدنيا في المرض والكفارات ص 74 ح ( 75 ) .
تخريج الوجه الثاني :
( محمد بن أبي حميد ، عن عون بن عبدالله بن عتبة ، عن عبدالله بن مسعود- رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
تفرد به سعيد بن أبي هلال من هذا الوجه عن محمد بن أبي حميد .
رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 4/267 .
(( تراجم الرواة )).
أولاً : ترجمة مدار الحديث .
محمد بن أبي حميد _ إبراهيم _ الأنصاري ، الزرقي (1)، أبو إبراهيم المدني
روى عن : سعيد المقبري ، وعمرو بن شعيب ،وعون بن عبد الله.
روى عنه : أبو داود الطيالسي ، وعبد الله بن وهب ، و سعيد بن أبي هلال .
قال الإمام أحمد :" أحاديثه مناكير " ، وقال يحيى بن معين :" ضعيف " ، وقال :" ليس حديثه بشيء " ، وقال البخاري :" منكر الحديث " ، وقال النسائي :" ليس بثقة " ، وقال أبو حاتم ": منكر الحديث ، ضعيف الحديث " ، وقال أبو زرعة :" ضعيف الحديث " ، وقال ابن حجر :" ضعيف "(2).
ثانياً : تراجم رواة الوجه الأول .
سليمان بن داود بن الجارود ، أبو داود الطيالسي .
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 11 ).
__________
(1) الزرقي : بضم الزاي ، وفتح الراء ، وفي آخرها القاف ،هذه النسبة إلى بني زريق ، وهم بطن من الأنصار ، الأنساب 2/147.
(2) تاريخ الدوري عن ابن معين 2/512 ، العلل ومعرفة الرجال 2/32 ، الجرح والتعديل 7/ ت 1276 ، تهذيب الكمال 26/112 ت 5169 ، تقريب التهذيب ص839 ت 5873.(1/416)
عبد الملك بن عمرو القيسي ، أبو عامر العقدي ، [ع ].
روى عن : محمد بن أبي حميد ، وإسرائيل بن يونس ، وسفيان الثوري.
روى عنه : أحمد بن حنبل ، وعلي بن المديني ، ومحمد بن بشار.
قال يحيى بن معين ، والنسائي ، وابن حجر :" ثقة " ، وذكره ابن حبان في الثقات ، وقال أبو حاتم : صدوق " ، مات سنة خمس ومائتين (1).
يحيى بن أبي الحجاج ، أبو أيوب البصري ، [ ت س ].
روى عن : محمد بن أبي حميد ، وسفيان الثوري ، وسعيد الجريري.
روى عنه : محمد بن يحيى الذهلي ، وإسحاق بن راهويه ، ويعقوب بن حميد.
قال يحيى بن معين :" ليس بشيء " ، وقال :" لم يكن بثقة " ، وقال النسائي :" ليس بشيء " ، وقال أبو حاتم :" ليس بالقوي " ، وذكره ابن حبان في الثقات ، وقال :" ربما أخطأ" ،
وقال ابن حجر :" لين الحديث " (2).
عبد الله بن وهب بن مسلم القرشي مولاهم ، أبو محمد المصري ،[ ع ].
روى عن : حيوة بن شريح ، وجرير بن حازم ، وسفيان بن عيينة ، ومالك بن أنس .
روى عنه : ، وعبد اللَّه بن يوسف التنيسي ، وأحمد بن صالح المصري وعلي ابن المديني .
قال يحيى بن معين ،وأبو زرعة ، والعجلي :" ثقة " ، وقال الإمام أحمد :" صحيح الحديث ، ما أصح حديثه وأثبته " وذكره ابن حبان في الثقات ، قال ابن عدي :" من أجلة الناس ومن ثقاتهم " ، قال أبو حاتم :" صالح الحديث ، صدوق " ، قال النسائي :" كان يتساهل في الأخذ ولا بأس به " ، وقال في موضع آخر:" ثقة لا أعلمه روى عن الثقات حديثًا منكراً ".
قال ابن حجر :" ثقة حافظ عابد " .
__________
(1) تاريخ الدارمي عن ابن معين ص 137 ت 488 ، الثقات 8/388 ، تهذيب الكمال 18/364ت 3545 ، تقريب التهذيب ص 625 ت 4227 .
(2) سؤالات ابن الجنيد لابن معين ص294 ت 88 ، الثقات لابن حبان 9/255 ، تهذيب الكمال 31 / 263 ت 6807 ، تقريب التهذيب ص 1051 ت 7577.(1/417)
مات سنة سبع وتسعين ومائة (1) .
ثالثاً : ترجمة راوي الوجه الثاني .
سعيد بن أبي هلال الليثي ، أبو العلاء المصري ،[ع ].
روى عن : محمد بن أبي حميد ، وقتادة بن دعامة ، وهشام بن عروة.
روى عنه : خالد بن يزيد المصري ، والليث بن سعد ، ويحيى بن أيوب .
وثقه ابن سعد ، والعجلي ، ابن خزيمة ، وابن حبان ، والدارقطني ، والبيهقي ، والخطيب ، وابن عبد البر ، والذهبي ، وقال أبو حاتم :" لا بأس به" ، وقال ابن حجر :" صدوق ".
وأرى أنه ثقة ، فهو قول الأكثر ، مات سنة خمس وثلاثين مائة (2).
(( دراسة الاختلاف ))
يتبين من تخريج الحديث أنه قد اختلف عن محمد بن أبي حميد من وجهين :
الأول : يرويه أبو داود الطيالسي ، وأبو عامر العقدي ، و عبد الله بن وهب عن محمد بن أبي حميد ثلاثتهم عن عون بن عبدالله بن عتبة عن أبيه عن عبدالله بن مسعود- رضي الله عنه - .
الثاني : يرويه سعيد بن أبي هلال عن محمد بن أبي حميد عن عون بن عبد الله بن عتبة عن عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه - .
وبعد النظر في حال المدار ، والرواة المختلفين ، وبما أن حال المدار لا يحتمل مثل هذا الاختلاف فلعله هو سببه فلا يمكن ترجيح أحد الوجهين على الآخر ؛ لأن المدار ضعيف وقد يكون هو سبب الاختلاف لا الرواة الثقات عنه .
(( الحكم على الحديث ))
الحديث من جميع الوجوه ضعيف ؛ لأن مداره على أحد الضعفاء ؛ وهو محمد بن أبي حميد.
وللحديث شواهد من الصحيح ، وبما أنه قد حوى جملتين فإن لكل منهما ما يؤيده من صحيح الأخبار .
__________
(1) تاريخ يحيى بن معين رواية الدوري 2/336 ت 5037 ، معرفة الثقات 2/65 ت 990 ، الجرح والتعديل 5/189 ت 879 ، الثقات 8/346، الكامل 4/205 ، تهذيب الكمال 16/277 ت 3645 .
(2) الطبقات الكبرى 7/ 356 ، معرفة الثقات 1/406 ت 620 ، تهذيب الكمال 11/94 ت 2372، ميزان الاعتدال 3/263 ت3293 ، تهذيب التهذيب 4/ 84 ت 2503 ، تقريب التهذيب ص 390 ت 2423 .(1/418)
الجملة الأول : في التعجب من أمر المؤمن ، وتقلب حاله بين السراء والضراء.
الحديث الأول :
عن صهيب - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :" عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير ، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له ، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له ".
رواه مسلم في صحيحه ، كتاب : الزهد الرقائق ، باب (13) المؤمن أمره كله خير 4/2295 ح(2999) ، وابن حبان كما في الإحسان ، كتاب : الجنائز ، باب : ما جاء في الصبر وثواب الأمراض 7/155ح(2896) .
الحديث الثاني :
عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : ما يصيب المسلم من نصب ، ولا وصب ، ولا هم ، ولا حزن ، ولا أذى ، ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه.
رواه البخاري في صحيحه ، كتاب : المرضى ، باب (1) : ما جاء في كفارة المرض ، 5/2137ح(5317) ، ومسلم في كتاب : البر والصلة والآداب ، باب (14 ) : ثواب المؤمن فيما يصيبه من مرض أوحزن أو نحو ذلك ، 4/ 1992 ح(2573) .
الجملة الثانية : كتابة أجر المريض على ما كان يعمل قبل المرض.
عن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :" إذا مرض العبد أو سافر كتب له مثل ما كان يعمل مقيماً صحيحاً ".
رواه مسلم في صحيحه ، كتاب : الجهاد ، باب ( 132 ) : يكتب للمسافر مثل ما كان يعمل في الإقامة 3/1092ح( 2834) ، وأبو داود في سننه ، كتاب : الجنائز ، باب (2) : إذا كان الرجل يعمل فشغله عنه مرض أو سفر 2/200ح(3091).
قال أبو نعيم رحمه الله :(1/419)
حدثنا سليمان بن أحمد ، قال : حدثنا مسعدة بن سعد العطار ، قال: ثنا إبراهيم ابن المنذر الحزامى ، قال : ثنا محمد بن عمرالواقدي ، قال : ثنا هشام بن سعد ، عن محصن بن علي، عن عون بن عبد الله بن عتبة ، عن أبيه عن ابن مسعود عن النبي - صلى الله عليه وسلم - : " ذاكر الله في الغافلين بمنزلة الصابر عن الفارين " .
غريب من حديث عون متصلاً مرفوعاً لم يروه عنه إلا محصن ولم نكتبه إلا من هذا الوجه.
وروي من حديث عبدالله بن دينار، عن ابن عمر مرفوعاً.
[ حلية الأولياء 4/267-268 ]
(( تخريج الحديث ))
مدار الحديث على عون بن عبد الله بن عتبة واختلف عنه من وجهين :
الأول : يروى عنه ، عن أبيه عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثاني : يروى عنه ، من قوله .
تخريج الوجه الأول :
( عون بن عبد الله عن أبيه عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
تفرد به محصن بن علي من هذا الوجه عن عون بن عبد الله.
رواه الطبراني في المعجم الكبير 10/16 ح ( 9797 ) ، وفي المعجم الأوسط 1/ 90 ح ( 271 ) ، وعنه : رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 4/267-268 ، وهذا طريق ضعيف جداً في إسناده الواقدي ( متروك ).
ورواه البزار في البحر الزخار 5/166ح(1759) ، والطبراني في المعجم الأوسط 1/90ح(271) ، من طريقين آخرين.
تخريج الوجه الثاني :
( عون بن عبدالله ، من قوله ).
يرويه من هذا الوجه عن عون بن عبد الله اثنان.
1- محمد بن عجلان .
رواه أبو بكر بن أبي شيبة في المصنف كتاب : الزهد ، باب ( 47) عون بن عبد الله 7/169 ح( 34950) ، و أبو نعيم في حلية الأولياء 4/241 ، وبن عساكر في تاريخ دمشق 47/75 ، وذكره المزي في تهذيب الكمال 22/459 .
2- عبد الرحمن المسعودي .
رواه عنه عبد الله بن المبارك في كتاب الزهد ص136 ح ( 357) ، وابن عساكر في تاريخ دمشق 47/79 ، في أثناء حديث طويل.(1/420)
(( تراجم الرواة )) .
أولاً : ترجمة مدار الحديث .
عون بن عبد الله بن عتبة بن مسعود الهذلي ، أبو عبد الله الكوفي ،[ م 4].
روى عن : أبيه عبد الله ، وعبد الله بن عمرو ، وأبي هريرة - رضي الله عنهم - .
روى عنه : قتادة بن دعامة ، ومحمد بن عجلان ، وعبد الرحمن المسعودي.
قال محمد بن سعد :" كان ثقة ، كثير الإرسال " ، وقال يحيى بن معين :" ثقة " ، وذكره ابن حبان في الثقات ، وقال ابن حجر :" ثقة ، عابد " ، مات سنة ثلاث عشرة ومائة (1).
ثانياً : ترجمة راوي الوجه الأول .
محصن بن علي الفهري المدني ،[ د س ].
روى عن : عوف بن الحارث ، وعون بن عبد الله .
روى عنه : سعيد بن أبي أيوب ، وهشام بن سعد.
ذكره ابن حبان في الثقات ، وقال :" يروي المراسيل " ، وقال ابن القطان :" مجهول ".
وقال ابن حجر :" مستور " (2).
ثالثاً : ترجمة رواة الوجه الثاني .
1- محمد بن عجلان القرشي ، أبو عبد اللَّه المدني [خت م 4].
روى عن : أنس بن مالك - رضي الله عنه - ، وعون بن عبد الله ، وعمرو بن شعيب .
روى عنه : سفيان الثوري ، وسفيان بن عيينة ، وأبو خالد الأحمر .
قال يحيى بن معين ، والإمام أحمد ، و أبو حاتم ، وأبو زرعة ، والنسائي :" ثقة ".
وقال ابن حجر :" صدوق إلاَّ أنه اختلط عليه أحاديث أبي هريرة ".
مات سنة ثمان أو تسع وأربعين ومئة (3) .
2- عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي.
__________
(1) معرفة الثقات 2/197 ت 1451 ، الثقات 5/263 ، تهذيب الكمال 22/453 ت 4553 ، تقريب التهذيب ص 758 ت 5258.
(2) الثقات 5/458 ، بيان الوهم والإيهام 4/143 ح ( 1585 ) تهذيب الكمال 27/287 ت 5808 ، تقريب التهذيب ص 924 ت 6548 .
(3) تاريخ يحيى بن معين رواية الدوري 2/530 ت 834 ، العلل ومعرفة الرجال 1/198 ت 194 ، 22/154 ت 1848 ، الجرح والتعديل 8/49 ت 228 ، عمل اليوم والليلة ص 179 بعد الحديث رقم 92 تهذيب الكمال26/ 101 ت 5462 ، تقريب التهذيب ص 877 ت 6176 .(1/421)
صدوق، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 12 ).
(( النظر في الاختلاف )).
يتبين من تخريج الحديث أنه قد اختلف عن عون بن عبد الله من وجهين :
الأول : يرويه محصن بن علي ، عن عون ، عن أبيه ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثاني : يرويه محمد بن عجلان ، وعبد الرحمن المسعودي كلاهما ،عن عون ، من قوله .
وبعد النظر في حال المدار ، وأحوال الرواة المختلفين يكون الوجه الثاني هو الراجح لأنه من
رواية الأرجح صفة وعدداً ، فيرويه من هذا الوجه راويان ثقتان ، والمخالف لهما دونهما وقد تفرد به.
قال البزار بعد تخريج الحديث من الوجه الأول : "وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن عبد الله
إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد"(1) ، وذكر أبو حاتم أن هذا من قول عون بن عبد الله (2).
(( الحكم على الحديث ))
سأدرس إسناد الحديث بالوجه المرجح من كتاب الزهد لابن المبارك ، قال رحمه الله :أخبرنا المسعودي ، عن عون بن عبد الله قال : الذاكر الله في الغافلين كالمقاتل خلف الفارين.
2-عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي .
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث
الحكم على الحديث:
الحديث بهذا الإسناد مقطوع صحيح.
__________
(1) البحر الزخار 5/166.
(2) علل الحديث 2/178 م 2027.(1/422)
أما الحديث الذي ذكره أبو نعيم من طريق عبد الله بن دينار ، عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنه - مرفوعاً ، فقد ورد بلفظ :" ذاكر الله في الغافلين مثل الذي يقاتل عنه الفارين ، وذاكر الله في الغافلين مثل المصباح في البيت المظلم ، وذاكر الله في الغافلين مثل الشجرة الخضراء وسط الشجر الحات في الصرير (1) ، وذاكر الله في الغافلين يغفر له بعدد كل فصيح وأعجم (2) ،وذاكر الله تعالى في الغافلين يعرّفه الله مقعده من الجنة "
رواه الحسن بن عرفة في جزءه ص 66 ح ( 45 ) : ومن طريقه : رواه ابن عدي في الكامل 5/91 ، و الخطابي في غريب الحديث 1/77 ، وأبو نعيم في حلية الأولياء 6/181 ، والبيهقي في شعب الإيمان 1/411 ح ( 565 ) من طريق يحي بن سليم الطائفي ، عن عمران بن مسلم ، وعباد بن كثير ، كلاهما عن عبدالله بن دينار به.
وهذا الحديث ضعيف جداً ، فيحيى بن سليم الطائفي :" صدوق سيء الحفظ " (3)، و عمران بن مسلم ، قال عنه البخاري ، وأبو حاتم :" منكر الحديث "(4) ، وعباد بن كثير الرملي ، قال عنه البخاري :" فيه نظر " ، وقال أبو حاتم ، وأبو زرعة :" ضعيف الحديث " (5)
قال أبو نعيم رحمه الله :
__________
(1) الصرير :زاد راوي الحديث – يحيى بن سليم الطائفي -تفسيرها بقوله:" الصرير البرد الشديد"
(2) فصيح وأعجم : زاد راوي الحديث تفسيرها بقوله :" فالفصيح بنو آدم والأعجم البهائم "
(3) تقريب التهذيب ص 1057 ت 7613.
(4) التاريخ الكبير 6/419 ت 2842، الجرح والتعديل 6/305 ت 1691.
(5) التاريخ الكبير 6/42 ت 1641 ، الجرح والتعديل 6/85 ت 434.(1/423)
حدثنا سليمان بن أحمد وغيره قالوا : ثنا جعفر الفريابي ، قال : ثنا ابراهيم بن العلاء الحمصي ، قال : ثنا أسماعيل بن عياش ، عن صالح بن كيسان ، عن عون بن عبدالله ابن عتبة ، عن أبيه ، عن ابن مسعود : أن الديك صرخ عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال رجل : اللهم العنه فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - :" لا تلعنه ولا تسبه فانه يدعو إلى الصلاة ".
غريب من حديث صالح ، عن عون ، عن أبيه ، عن عبدالله تفرد به إسماعيل .
والصحيح رواية صالح ، عن عبيد الله بن عبدالله بن عتبة ، عن زيد بن خالد الجهني .
وهذا الحديث مما اضطرب فيه إسماعيل بن عياش من حديث الحجازيين واختلط فيه .
[حلية الأولياء 4/268 ].
(( تخريج الحديث ))
الحديث يرويه صالح بن كيسان واختلف عنه من خمسة أوجه :
الأول : يروى عنه ، عون بن عبد الله بن عتبة ، عن أبيه ، عن ابن مسعود - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثاني : يروى عنه ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، عن زيد بن خالد الجهني - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثالث :يروى عنه ، عن عبد الله بن أبي قتادة ، عن أبيه - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الرابع : يروى عنه ، عن عبيد الله بن عبد الله ، عن ابن عباس - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الخامس : يروى عنه ، عن عبيد الله بن عبد الله ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلاً .
تخريج الوجه الأول :
( صالح بن كيسان ، عن عون بن عبد الله بن عتبة ، عن أبيه ، عن ابن مسعود - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
يرويه من هذا الوجه عن صالح بن كيسان اثنان :
1-مسلم بن خالد الزنجي .
رواه البزار في البحر الزخار 5/168 ح ( 1763 ) وقال :" وهذا الحديث أخطأ فيه مسلم بن خالد " ، ورواه البيهقي شعب الإيمان 4/298 ح ( 5170 ) ، وذكره ابن ابي حاتم في العلل 2/277 .(1/424)
وبهذا يعلم أن إسماعيل بن عياش لم يتفرد برواية الحديث من هذا الوجه كما قال أبو نعيم.
2- إسماعيل بن عياش .
رواه الطبراني في المعجم الكبير 10/18 ح( 9796 ) ، وعنه : و أبو نعيم في حلية الأولياء 4/268.
تخريج الوجه الثاني .
( صالح بن كيسان ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، عن زيد بن خالد الجهني - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
يرويه من هذا الوجه عن صالح بن كيسان خمسة :
معمر بن راشد الصنعاني .
رواه عن عبد الرزاق في المصنف 11/ 262 ح ( 20498 ) ، وعنه : رواه الإمام أحمد في المسند 28/263 ح ( 17034 ) ، ومن طريق عبد الرزاق : رواه الطبراني في المعجم الكبير 5/240 ح ( 5208) ، والبيهقي في شعب الإيمان 4/298 ح ( 5171 ) ، و البغوي في شرح السنة ، كتاب : الطب والرقى 11/199 ح ( 3269 ).
مالك بن أنس.
رواه الطبراني المعجم الكبير 5/241 ح ( 5212 ) ، وعنه : رواه أبو نعيم حلية الأولياء 6/346 ، بلفظ : " لا تسبوا الديك ".
سفيان بن عيينة.
رواه عنه الحميدي في المسند 2/356 ح( 814).
عبد العزيز بن محمد الدروردي .
رواه أبو داود في سننه ، كتاب: الأدب، باب ( 115 ) : ما جاء في الديك والبهائم 2/ 748 ح ( 5101 ) ، وأبو العباس السراج في مسنده ص 445 ح ( 1447 ) ، والطبراني في المعجم الكبير 5/240 ح (5210 ) ، وأبو الفضل الزهري في حديثه 2/602 ح ( 651 )،والبيهقي في شعب الإيمان 4/299 ح ( 5174 ).
5- عبد العزيز الماجشون .
رواه عنه أبو داود الطيالسي في المسند 2/261 ح ( 999 ) ، ومن طريقه : رواه البيهقي في شعب الإيمان 4/ 299 ح ( 5172 ).(1/425)
ورواه الإمام أحمد في المسند 36/13 ح ( 21679 ) ، وعبد بن حميد في مسنده كما في المنتخب ص117 ح( 278 ) ، وأبو العباس السراج في مسنده ص 445 ح ( 1448 ) وابن حبان في صحبحه ، كما في الإحسان ، كتاب : الحظر والإباحة ، باب : ما يكره من الكلام وما لايكره 12/37 ح (5731 )، من طريق يزيد بن هارون .
ورواه النسائي في السنن الكبرى ، كتاب : عمل اليوم والليلة ، باب( 223 ) : ما يقول إذا سمع صياح الديكة ، و في المفرد من عمل اليوم والليلة ص 525 ح ( 945 ) ، من طريق موسى بن داود .
ورواه الطبراني المعجم الكبير 5/240 ح ( 5209 ) ، من طريق عاصم بن علي .
ورواه البغوي الجعديات 2/363 ح ( 2917 ) ،ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق 27/41 ، من طريق صالح الخوارزمي .
ورواه البيهقي في شعب الإيمان 4/299 ح ( 5173 ) ، من طريق بقية بن الوليد وأحمد بن يونس .
جميعهم عن عبد العزيز الماجشون به.
وتابع صالح بن كيسان على هذا الوجه :
عبدُ العزيز بن رفيع .
رواه الطبراني في المعجم الكبير 5/ 240 ح ( 5211 ) ، بلفظ :" لا تسبوا الديك فإنه يؤذن بوقت ".
تخريج الوجه الثالث.
( صالح بن كيسان عن عبد الله بن أبي قتادة ، عن أبيه ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
تفرد به عبد العزيز الماجشون من هذا الوجه عن صالح بن كيسان .
رواه عنه أبو داود الطيالسي عقب إخراجه للحديث من الوجه الثاني عن عبد العزيز عن صالح ، عن عبد الله بن أبي قتادة ، عن أبيه، المسند 2/262 ، وقال: " وهذا أثبت عندي ".
تخريج الوجه الرابع .
( صالح بن كيسان ، عن عبيد الله بن عبد الله ، عن ابن عباس - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
تفرد به الحسن بن أبي جعفر من هذا الوجه عن صالح بن كيسان .
رواه أبو سعيد النقاش في فوائد العراقيين 1/166 ح ( 478 ) ، وذكره ابن أبي حاتم في علل 2/ 250 .
تخريج الوجه الخامس.(1/426)
( صالح بن كيسان ، عن عبيد الله بن عبد الله ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، مرسلاً ).
تفرد به زهير بن محمد التميمي من هذا الوجه عن صالح بن كيسان .
رواه النسائي في السنن الكبرى ، كتاب : عمل اليوم والليلة ، باب( 223 ) : ما يقول إذا سمع صياح الديكة 6 / 234 ح ( 10781 ) ، وهو في المفرد من عمل اليوم والليلة ص 525 ح ( 946 ).
(( تراجم الرواة )) .
أولاً : ترجمة مدار الحديث.
صالح بن كيسان ، أبو محمد المدني ،[ ع ].
روى عن :عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود ، وعروة بن الزبير ، ونافع مولى ابن عمر
روى عنه : مالك بن أنس ، وسفيان بن عيينة ، وعبد العزيز الدروردي.
وسئل الإمام أحمد عنه فقال :" بخٍ بخٍ " ، وقال يحي بن معين ، وأبو حاتم ، والنسائي ، والعجلي ، وابن حجر :" ثقة " ، وزاد :" ثبت فقيه " ، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال :" كان من فقهاء المدينة والجامعين للحديث والفقه ، من ذوي الهيبة والمروءة " ، مات بعد سنة أربعين ومائة (1).
ثانياً : ترجمة رواة الوجه الأول.
1- مسلم بن خالد ، أبو خالد المكي المعروف بالزنجي (2) ،[د ت ق ].
روى عن : صالح بن كيسان ، والعلاء بن عبد الرحمن ، والزهري ، هشام بن عروة .
روى عنه : مسدد بن مسرهد ، والشافعي ، والفضل بن دكين.
__________
(1) الجرح والتعديل 4/ 410 ت1808 ، معرفة الثقات 1/ 465 ت 752 ، الثقات لابن حبان تهذيب الكمال 13 / 79 ت 2834 ، تقريب التهذيب ص 447 ت 2900 .
(2) الزنجي : بفتح الزاي ، والنون الساكنة وفي آخرها الجيم ، بلاد الزنج معروفة . الأنساب 3/170 .(1/427)
قال يحيى بن معين :" ثقة " ، وقال مرة أخرى : " ليس به بأس " ، وقال علي بن المديني :" ليس بشيء " ، وقال البخاري :" منكر الحديث " ، وقال أبو داود :" ضعيف " ، وقال النسائي :" ضعيف " ، قال أبو حاتم :" ليس بذاك القوي ، منكر الحديث ، يكتب حديثه ولا يحتج به ، تعرف وتنكر " ، وقال ابن عدي :" حسن الحديث ، وأرجو أنه لا بأس به".
وقال الذهبي : وثق وضعفه لكثرة غلطه " ، قال ابن حجر :" صدوق كثير الأوهام ".
والراجح في أمره أنه ضعيف وذلك لكثرة من حكم عليه بذلك ، وبعد أن سبر الأئمة ما رواه من أحاديث تبين ضعفه . قال الذهبي بعد أن ذكر بعض مروياته : " فهذه الأحاديث وأمثالها تردُ بها قوة الرجل ويضعف " ، مات سنة تسع وسبعين وقيل سنة ثمانين ومئة (1) .
2- إسماعيل بن عياش بن سليم العنسي (2) أبو عتبة الحمصي ، [ سى 4].
روى عن : صالح بن كيسان ، وسفيان الثوري ، والأعمش .
روى عنه : وعبد الرزاق الصنعاني ، وعثمان بن أبي شيبة ، ويحيى بن معين
قال يحيى بن معين :" إسماعيل بن عياش ثقة فيما روى عن الشاميين ، وأما روايته عن أهل الحجاز ، فإن كتابة ضاع ، مخلط في حفظه عنهم ".
وقال المروذي : " سألت أحمد بن حنبل عن إسماعيل بن عياش ؟ " فحسن روايته عن الشاميين وقال : " هو فيهم أحسن حالاً ممن روى عن المدنيين وغيرهم ".
__________
(1) تاريخ يحيى بن معين رواية الدوري 2/561 ، التاريخ الكبير 7/260 ت 1097 ، الضعفاء والمتروكين للنسائي ص 238 ت 569 ، الجرح والتعديل 8/183 ت 800 ، الكامل 6/311 ، الثقات لابن حبان 7/448 . تهذيب الكمال 27/508 ت 925 ، الكاشف 3/123 ت 5510 ، ميزان الاعتدال 4/103 ، تقريب التهذيب ص 938 ت 6669.
(2) العنسي : بفتح العين المهملة ، وسكون النون ، وفي آخرها سين مهملة ، هذه النسبة إلى عنس بن مالك من مذ حج في اليمن . الأنساب 4/252 .(1/428)
وقال علي بن المديني : " كان يوثق فيما روى عن أصحابه أهل الشام ، فأما ما روى عن غير أهل الشام ففيه ضعف " ، وقال البخاري :" إذا حدث عن أهل بلده فصحيح ، وإذا حدث عن غير أهل بلده ففيه نظر" ، وقال أبو حاتم :" لين يكتب حديثه " ، و قال أبو زرعة :" صدوق إلاَّ أنه غلط في حديث الحجازيين والعراقيين " ، وقال ابن حجر :" صدوق في روايته عن أهل بلده مخلط في غيرهم" ، مختلف في سنة وفاته قيل ست ومائة وقيل قبل ذلك (1) ، وحديثه هنا عن غير أهل بلده ، فصالح بن كيسان مدني .
ثالثاً :تراجم رواة الوجه الثاني .
1-معمر بن راشد الأزدي ، أبو عروة الصنعاني .
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 8 ).
2-مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر الأصبحي ، أبو عبد الله المدني ،[ع ].
روى عن : صالح بن كيسان ، وأيوب السختياني ، ونافع مولى ابن عمر .
روى عنه : عبد الله بن يوسف التنيسي ، ووكيع بن الجراح ، وقتيبة بن سعيد.
قال الشافعي :" إذا جاء الأثر فمالك النجم " ، وسئل الإمام أحمد عن أثبت أصحاب الزهري ؟ قال :" مالك أثبت في كل شيء " ، قال ابن حجر :" رأس المتقنين ، وكبير المتثبتين " ، مات سنة تسع وسبعين ومائة (2).
3-سفيان بن عيينة الهلالي .
ثقة إمام ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 4 ).
__________
(1) سؤالات عثمان بن أبي شيبة لعلي بن المديني ص 161 ت 233 ، العلل ومعرفة الرجال للمروذي ص 141 ت 249 . الجرح والتعديل 2/191 ت 650 ، تاريخ بغداد 6/226 ـ 227 ، تهذيب الكمال 3/163 ت 472، تقريب التهذيب ص 142 ت 477 .
(2) تهذيب الكمال 27/91 ت 5728 ، تقريب التهذيب ص 913 ت 6465.(1/429)
4-عبد العزيز بن محمد بن عبيد الدرواردي (1)، أبو محمد المدني ،[ ع ].
روى عن : صالح بن كيسان ، ومحمد بن عجلان ، وهشام بن عروة .
روى عنه : إسحاق بن راهويه ، وعبد الله بن الزبير الحميدي ، وعبد الله بن وهب.
قال مصعب بن عبد الله الزبيري :" كان مالك بن أنس يوثق الدراوردي ".
وقال محمد بن سعد:" كان ثقة ، كثير الحديث ، يغلط " ، وقال يحيى بن معين : " ليس به بأس " ، وقال :" ثقة ، حجة " ، وقال علي بن المديني :" ثقة ، ثبت " ،وقال أبو زرعة :" سيء الحفظ ، فربما حدث من حفظه الشيء فيخطىء " ، وقال النسائي :" ليس بالقوي ".
وقال العجلي :" ثقة " ،وقال الذهبي :" صدوق ، من علماء المدينة " ، وقال : " وبكل حال حديثه لا ينحط عن مرتبة الحسن " ، وقال ابن حجر :" صدوق ، كان يحدث من كتب غيره فيخطىء " ، والراجح في حاله أن يقال : صحيح الكتاب ، وحديثه حسن ، وفي روايته عن بعض شيوخه ضعف ، مات سنة سبع وثمانين ومائة (2).
5- عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون ، أبو عبد الله المدني، [ع ].
روى عن : صالح بن كيسان ، ومحمد بن شهاب ، وهشام بن عروة.
روى عنه : عبد الرحمن بن مهدي ، وعبد الله بن وهب ، ووكيع بن الجراح.
قال يحيى بن معين :" ثقة ". وقال مرة أخرى :" ليس به بأس " ، وقال أبو حاتم ، وأبو زرعة ، وأبو داود،والنسائي :" ثقة"،وقال العجلي :" ثقة ، مأمون ، رجل صالح ، مفوه ".
__________
(1) الدراوردي : بفتح الدال المهملة ، والراء وسكون الراء الأخرى وكسر الدال الأخرى ، هذه النسبة لأبي محمد الدراوردي ، وكان أبوه من داربجراد ، فاستثقلوا أن يقولوا : داربجردي ، فقالوا : دراوردي ، الأنساب 2/467، دار بجرد : ولاية بفارس ، معجم البلدان 2/478.
(2) الجرح والتعديل 5/395 ت 1833 ، تهذيب الكمال 18/187 ت 3470 ، ميزان الاعتدال 2/633 ت 5125 ، سير أعلام النبلاء 8/366 ، تقريب التهذيب ص 615 ت 4147.(1/430)
وقال الذهبي :" ثقة ، مشهور " ، وقال ابن حجر :" ثقة ، فقيه ، مصنف ".
مات سنة أربع وستين ومائة (1).
رابعاً : ترجمة راوي الوجه الثالث .
عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون .
ثقة ، سبقت ترجمته قريباً.
خامساً : ترجمة راوي الوجه الرابع .
الحسن بن أبي جعفر- عجلان -، الجُفري (2) ، أبو سعيد البصري ،،[ت ق ].
روى عن : ثابت البناني ، وصالح بن كيسان ، وأبي الزبير المكي .
روى عنه : أبو داود الطيالسي ، ويزيد بن زريع ، وومسى بن إسماعيل .
قال يحيى بن معين :" لا شيء "، وقال علي بن المديني :" ضعيف ، ضعيف " ، وقال البخاري :" منكر الحديث " ، وقال أبو حاتم :" ليس بقوي في الحديث ، كان شيخاً صالحاً ، في بعض حديثه نكارة " ، وقال أبو زرعة :" ليس بالقوي " ، وذكره الدارقطني في المتروكين ، وقال ابن حجر :" ضعيف الحديث مع فضله وعبادته " ، مات سنة سبع وستين ومائة (3).
سادساً : ترجمة راوي الوجه الخامس .
زهير بن محمد التميمي العنبري ، أبو المنذر الخرساني ، [ع ].
روى عن : صالح بن كيسان ، وشريك بن عبد الله ، وموسى بن عقبة .
روى عنه : أبو داود الطيالسي ، والوليد بن مسلم ، وأبو عامر العقدي.
اختلفت فيه أقوال العلماء : فالمعدلون له :
قال الإمام أحمد :" ثقة "،وقال مرة أخرى :" ليس به بأس "، وقال :" مستقيم الحديث".
__________
(1) تاريخ الدارمي عن ابن معين ص43ت9 ، الجرح والتعديل 5/ 386 ت 1802 ، معرفة الثقات2/97 ت 1108 ، تهذيب الكمال 17/152 ت 3455 ، ميزان الاعتدال 2/629 ت 5105 ، تقريب التهذيب ص 613 ت 4132 .
(2) الجُفري : بضم أوله ، وسكون الفاء ، وكسر الراء ، والجُفرة بالبصرة . توضيح المشتبه 2/373 .
(3) الضعفاء الصغير للبخاري ص 33 ت 63 ، الجرح والتعديل 3/ 29 ت 118 ، الضعفاء والمتروكين للنسائي ص 170 ت 155 ، الضعفاء والمتروكين للدارقطني ص 114 ت 190 ، تهذيب الكمال 6/ 73 ت 1211 ، ميزان الاعتدال 1/ 482، تقريب التهذيب ص 235 ت 1232.(1/431)
وقال يحيى بن معين :" ثقة " ، وقال :" صالح ليس به بأس " ، وقال أبو حاتم :" محله الصدق ، وفي حفظه سوء ، وكان حديثه بالشام أنكر من حديثه بالعراق " ، وقال العجلي :" جائز الحديث" ، وقال يعقوب بن شيبة :" صدوق صالح الحديث" ، وذكره ابن شاهين في الثقات ، وقال :" ليس به بأس " ، وقال ابن حجر :" ثقة إلا أن رواية أهل الشام عنه غير مستقيمة فضعف بسببها ".
وأما المجرحون :
قال يحيى بن معين :" ضعيف " ، وذكره أبو زرعة الرازي في الضعفاء .
فلعل من أطلق تضعيفه أطلقه من أجل رواية الشاميين عنه وإلا فهو ثقة وهو قول الأكثر ، والراوي عنه هنا أبو عامر عبد الملك العقدي بصري .
مات سنة اثنتين وستين ومائة (1).
(( النظر في الاختلاف ))
من تخريج الحديث يتبين أنه قد اختلف عن صالح بن كيسان من خمسة أوجه .
الأول : يرويه مسلم بن خالد الزنجي ، وإسماعيل بن عياش الحمصي ،عن صالح بن كيسان عون بن عبد الله بن عتبة ، عن أبيه ، عن ابن مسعود - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثاني : يرويه معمر بن راشد الصنعاني ، ومالك بن أنس ، وسفيان بن عيينة ، وعبد العزيز بن الماجشون ، وعبد العزيز الدرواردي خمستهم عن صالح بن كيسان عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن زيد بن خالد الجهني - رضي الله عنه - ، ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثالث :يرويه عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون عن صالح بن كيسان عن عبد الله بن أبي قتادة ، عن أبيه - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الرابع : يرويه الحسين بن أبي جعفر الجفري عن صالح بن كيسان عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
__________
(1) الجرح والتعديل 3/ 591 ت 2681 ، الضعفاء لأبي زرعة 2/ 618 ت 112 ، معرفة الثقات 1/371 ت 503 ، تاريخ أسماء الثقات ص 133 ت 364 . تهذيب الكمال 9/ 414 ت 2017.تقريب التهذيب ص 342 ت 2060 .(1/432)
الخامس : يرويه زهير بن محمد التميمي ، عن صالح بن كيسان ، عن عبيد الله بن عبد الله عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلاً .
وبعد النظر في حال المدار ، وأحوال الرواة المختلفين يكون الوجه الثاني هو الراجح ، لأنه من رواية الأرجح صفة وعدداً.
أما الوجه الأول فمنكر فراوياه ضعيفان ، خالفا جمعاً من الثقات ، والوجه الثالث ، فتخالف الرواية الراجحة من طريق عبد العزيز الماجشون ، فقد رواه عن عبد العزيز بالوجه الثاني كلٌ من يزيد بن هارون ، وموسى بن داود ، وعاصم بن علي ، وعلي بن الجعد ،و بقية بن الوليد ، وأحمد بن يونس ، وصالح الخوارزمي ، حيث رووه عن عبد العزيز بالوجه الثاني ، وروايتهم أرجح .
وقد سئل أبو حاتم عنها فقال :" ليس لابن أبي قتادة عن أبيه هاهنا معنى ، وحديث صالح عن عبيد الله بن عبد الله ، عن زيد بن خالد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - صحيح " (1).
والوجه الرابع فمنكر أيضاً ، خالف ضعيفٌ جمعاً من الثقات ، سئل عنها أبو حاتم وأبو زرعة فقالا :" هذا خطأ ، الناس يروونه ، ابن عيينة وغيره ، عن صالح بن كيسان ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، عن زيد بن خالد الجهني عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وهو الصحيح " (2).
(( الحكم على الحديث ))
سأدرس إسناد الحديث من الوجه المرجح بإسناد أبي داود الطيالسي : قال رحمه الله : حدثنا عبد العزيز بن أبي سلمة ، عن صالح بن كيسان ، عن عبيد الله بن عبد الله ، عن زيد بن خالد قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : لا تسبوا الديك …… الحديث.
عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون .
ثقة ، سبقت ترجمته قريباً.
صالح بن كيسان المدني .
ثقة ، سبقت ترجمته قريباً.
3- عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن مسعود الهذلي ، أبو عبد الله المدني[ع].
__________
(1) علل الحديث 2/ 345 ح ( 2559 ).
(2) علل الحديث 2/ 250 ح ( 2242 ).(1/433)
روى عن : زيد بن خالد الجهني ، وعبد الله بن عباس ، وعبد الله بن عمر رضي الله عنهم.
روى عنه : صالح بن كيسان ، ومحمد بن شهاب ، وأخوه عون .
قال العجلي :" تابعي ، ثقة ، رجل صالح ، جامع للعلم " ، وقال أبو زرعة :" ثقة ، مأمون ، إمام " ، وقال ابن حجر :" ثقة ، فقيه ، ثبت " ، مات سنة تسع وتسعين (1).
4- زيد بن خالد الجهني .
صحابي (2).
الحكم على الحديث :
الحديث بهذا الإسناد صحيح .
قال أبو نعيم رحمه الله :
حدثنا أبو عبد الله : محمد بن أحمد بن علي بن مخلد ، قال : ثنا محمد بن يوسف بن الطباع قال : ثنا سنيد بن داود ، قال ثنا: أبو بكر بن عياش ، عن الأعمش ح.
وحدثنا إبراهيم بن محمد بن يحيى ، وإبراهيم بن عبد الله ، قالا: ثنا محمد بن إسحاق قال : ثنا قتيبة بن سعيد ، قال : ثنا أسباط بن محمد ، و أبو بكر بن عياش ، عن الأعمش ، عن عبد الله بن عبد الله الرازي ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عمر قال : سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - أكثر من عشرين مرة يقول :" كان ذو الكفل من بني إسرائيل لا يتورع عن شيء فهوى امرأة فراودها عن نفسها وأعطاها ستين ديناراً فلما جلس منها بكت وارتعدت.
فقال لها :" مالك "؟.
فقالت :" والله إني لم أعمل هذا العمل قط وما عملته إلا من الحاجة ".
قال :" فندم ذو الكفل وقام قبل أن يكون منه شيء وأدركه الموت من ليلته فلما أصبح وجد على بابه مكتوب إن الله تعالى قد غفر لذي الكفل ".
غريب من حديث سعيد لم يروه عنه إلا الأعمش ولا عنه إلا أبو بكر بن عياش وأسباط ورواه غيرهما عن الأعمش فقال بدل سعيد : عن سعد مولى طلحة .
[ حلية الأولياء 4/297-298] .
هكذا روى ورأى رحمه الله ، والحديث في روايته والاختلاف فيه على غير ما ذكر وسيتضح ذلك من خلال تخريج الحديث .
__________
(1) ينظر: الجرح والتعديل 5/319 ت 1517 ، معرفة الثقات 2/111 ت 1161 تهذيب الكمال 19/73ت3653، تقريب التهذيب ص 640 ت 4338.
(2) ينظر : الإصابة 2/499.(1/434)
(( تخريج الحديث ))
الحديث يرويه الأعمش واختلف عنه من ثلاثة أوجه :
الأول : يروى عنه ، عن عبد الله بن عبد الله ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عمر - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثاني : يروى عنه ، عن عبد الله بن عبد الله ، عن سعد مولى طلحة ، عن ابن عمر - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثالث : يروى عنه ، عن عبد الله بن عبد الله ، عن سعد مولى طلحة ، عن ابن عمر - رضي الله عنه - .
تخريج الوجه الأول :
( الأعمش ، عن عبد الله بن عبد الله ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عمر - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
تفرد به أبو بكر بن عياش من هذا الوجه عن الأعمش.
رواه ابن حبان كما في الإحسان ، كتاب : البر والإحسان ، باب (3) : الإخلاص وأعمال السر 2/111ح(387) ، وأبو نعيم في حلية الأولياء 4/297.
تخريج الوجه الثاني :
( الأعمش ،عن عبد الله بن عبد الله ، عن سعد مولى طلحة ، عن ابن عمر - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
يرويه من هذا الوجه عن الأعمش أربعة :-
1- أسباط بن محمد .
رواه عنه الإمام أحمد في المسند 8/396ح(4747).
ورواه الترمذي في سننه ، أبواب صفة القيامة والرقائق والورع ، باب (48) ، 4/271 ح(2496) ، وفي العلل الكبير 2/840 ، وفيه : كان الكفل ، وأبو يعلى في المسند 10/90ح(5726)، والخرائطي في اعتلال القلوب 1/57 ح ( 104 ) ، والبيهقي في شعب الإيمان 5/413 ح ( 7109) ، والخطيب في تاريخ بغداد 5/52، وابن عساكر في تاريخ دمشق 17/379، وفيها جميعاً : "كان الكفل ".
والرواية التي رواها أبو نعيم من طريق اسباط على الوجه الأول كرواية أبي بكر بن عياش خطأ من محمد بن إسحاق حين جمع بينهما في سياق واحد ، وقد رواه الحسن بن سفيان عن قتيبة بن سعيد ، ولم يذكر أسباط بن محمد مع أبي بكر بن أبي شيبة.
2-محمد بن فضيل .(1/435)
رواه محمد بن فضيل في كتاب الدعاء ص 342ح(146) ، ومن طريقه : رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق 17/380 ، وفيه : كان في بني إسرائيل رجل يقال له : الكفل .
3- شيبان بن عبد الرحمن .
رواه الخرائطي في اعتلال القلوب 1/57 ح ( 104 ) ، والحاكم في المستدرك 4/254 –255 ،وابن عساكر في تاريخ دمشق 17/381 ، وفيهما :" كان الكفل من بني إسرائيل ".
4-أبو عبيدة : عبد الملك بن معن .
رواه أبو بكر الإسماعيلي في معجم الشيوخ 1/ 364 ح ( 40 ) ومن طريقه : رواه البيهقي في شعب الإيمان 5/413 ح ( 7108) .
تخريج الوجه الثالث :
( الأعمش ، عن عبد الله بن عبد الله ، عن سعد مولى طلحة ، عن ابن عمر - رضي الله عنه - ).
تفرد به يحيى بن عيسى من هذا الوجه عن الأعمش.
رواه عنه أبو بكر بن أبي شيبة في المصنف ، كتاب : ذكر رحمة الله باب (1) : ما ذكر في سعة رحمة الله تعالى 7/84ح(34198) .
(( تراجم الرواة ))
أولاً : مدار الحديث .
الأعمش ، سليمان بن مهران .
ثقة ، مدلس ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 6 ).
ثانياً : راوي الوجه الأول .
أبو بكر بن عياش بن سالم الأسدي الكوفي.
صدوق ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 11 ).
ثالثاً : رواة الوجه الثاني .
أسباط بن محمد القرشي.
صدوق ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 6 ).
محمد بن فضيل الضبي.
صدوق ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 4 ).
شيبان بن عبد الرحمن التميمي .
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 8 ).
عبد الملك بن معن الهذلي.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 8 ).
رابعاً : راوي الوجه الثالث .
يحي بن عيسى الكوفي.
صدوق ، يخطئ سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 6 ).
((دراسة الاختلاف ))
يتبين من تخريج الحديث أنه قد اختلف عن الأعمش من ثلاثة أوجه :
الأول : يرويه أبو بكر بن عياش ، عن الأعمش ، عن عبد الله بن عبد الله ، عن سعيد بن جبير عن ابن عمر - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .(1/436)
الثاني : يرويه أسباط بن محمد ، ومحمد بن فضيل ، وشيبان بن عبد الرحمن ، وعبد الملك بن معن أربعتهم ، عن الأعمش ، عبد الله بن عبد الله ، عن سعد مولى طلحة ، عن ابن عمر - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثالث : يرويه يحيى بن عيسى الكوفي ، عن الأعمش ، عن عبد الله بن عبد الله ، عن سعد مولى طلحة ، عن ابن عمر - رضي الله عنه - .
وبعد النظر في حال المدار ، وأحوال الرواة المختلفين يكون الوجه الثاني هو الراجح لأن الوجه الثاني من رواية الأرجح عدداً ، فقد رواه بهذا الوجه أربعة ، والمخالفون لهم في بقية كل وجه من الأوجه الأخرى راوٍ واحد .
أقوال أهل العلم بالعلل تؤيد هذا الترجيح :
قال الترمذي : " سألت محمداً عن هذا الحديث ؟ فقال :" بعض أصحاب الأعمش رووا هذا الحديث فأوقفوه ، وأكثرهم رفعوه ، والصحيح أنه مرفوع " ، قلت له :" روى أبو بكر بن عياش ، عن الأعمش ، عن عبد الله بن عبد الله عن سعيد بن جبير ، عن ابن عمر "، فقال :" أبو بكر بن عياش يهم فيه " (1).
وقال الترمذي :" وروى أبو بكر بن عياش هذا الحديث عن الأعمش فأخطأ فيه ،وقال : عن عبد الله بن عبد الله عن سعيد بن جبير عن ابن عمر وهو غير محفوظ " (2).
وقال الدارقطني عن رواية أبي بكر بن عياش :" ووهم في قوله سعيد بن جبير ، والصواب عن سعد مولى طلحة " (3) .
(( الحكم على الحديث ))
سأدرس إسناد الحديث من الوجه المرجح من مسند الإمام أحمد :
قال رحمه الله : حدثنا أسباط بن محمد ، حدثنا الأعمش ، عن عبد الله بن عبد الله ، عن سعد مولى طلحة ، عن ابن عمر قال : سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حديثاً ..…الحديث .
1- أسباط بن محمد القرشي .
صدوق ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 6 ).
2- الأعمش : سليمان بن مهران .
ثقة ، مدلس ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 6 ).
__________
(1) العلل الكبير 2/841.
(2) الجامع الكبير 4/273 .
(3) العلل الجزء المخطوط 73/4/أ.(1/437)
عبد الله بن عبد الله الرازي ، مولى بني هاشم ،[د ت عس ق ].
روى عن : سعد مولى طلحة ، وسعيد بن جبير .
روى عنه : الأعمش ، حجاج بن أرطأة ، والحكم بن عتيبة .
قال الإمام أحمد ، والعجلي ، والذهبي :" ثقة ، وذكره ابن حبان في الثقات .
وقال النسائي :" ليس به بأس " ، وقال ابن حجر :" صدوق " (1).
هو ثقة ؛ فقد وثقه أحمد والعجلي ، ولم أجد في ترجمته ما ينزله عن مرتبة ثقة.
سعد مولى طلحة .
روى عن : عبد الله بن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -.
روى عنه : عبد الله بن عبد الله الرازي.
قال أبو حاتم : لايعرف إلا بحديث واحد ، وذكره ابن حبان في الثقات ، وقال ابن حجر :" مجهول " (2).
عبد الله بن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - .
صحابي .
الحكم على الحديث :
الحديث بهذا الإسناد ضعيف ؛ في إسناده سعد مولى طلحة مجهول ، وعنعنة الأعمش .
تعليق :
الكفل المذكور في الحديث ليس هو ذو الكفل النبي الذي ورد ذكره في قوله تعالى: (3)لأن الأنبياء معصومون ، ولا يكون منهم مثل هذا، وإنما هو رجل من بني إسرائيل اسمه الكفل ، وقد أخطأ من قال من الرواة ذو الكفل .
__________
(1) ينظر : معرفة الثقات 2/44 ت 924 ، الثقات 7/7 ،تهذيب الكمال 15/183ت3367 ، الكاشف 2/91 ت 2841 ، تقريب التهذيب ص519 ت 3440.
(2) ينظر :الجرح والتعديل 4/98 ، الثقات 4/298 ، تهذيب الكمال 10/318 ت 2233 ، تقريب التهذيب ص 372 ت 2276.
(3) سورة الأنبياء آية 85.(1/438)
قال أبو نعيم رحمه الله :
حدثنا أبو بحر: محمد بن الحسن بن كوثر ، قال : ثنا أبو السرى موسى بن الحسن ابن عباد النسائي ، قال : ثنا عفان بن مسلم ، قال : ثنا شعبة ، قال : أخبرني زبيد ، ومنصور ، وداود ، وابن عون ، ومجالد وهذا حديث زبيد ، عن الشعبي ، وربما قال : ثنا الشعبي قال : ثنا البراء بن عازب عند سارية من هذا المسجد ولو كنت ثمّ أريتكم مكاننا قال :" خطبنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في يوم النحر فقال : إن أول ما نبدأ به في يومنا هذا أن نصلي ثم ننحر ، فمن ذبح بعد أن نصلي فقد أصاب سنتنا ، ومن ذبح قبل أن نصلي فإنما هو لحم قدمه لأهله ليس من النسك في شئ .
فقام خالي أبو بردة هانئ بن نيار فقال :يا رسول الله : إني ذبحت قبل أن أصلي وعندي جذعة خير من مسنة.
فقال رسول - صلى الله عليه وسلم - : " اذبحها ، ولن تجزئ عن أحد بعدك".
لم يروه عن شعبة هكذا مجموعاً إلا عفان رواه عنه الإمام أحمد بن حنبل والكبار.
[حلية الأولياء 4/337 ]
(( تخريج الحديث ))
الحديث يرويه شعبة بن الحجاج واختلف عنه من أربعة أوجه :
الأول : يروى عنه ، عن زبيد اليامي ، عن الشعبي ، عن البراء بن عازب - رضي الله عنه - ،عن النبي - صلى الله عليه وسلم -
الثاني : يروى عنه ، عن زبيد ومنصور ، وداود وابن عون ، ومجالد ، عن الشعبي ، عن البراء بن عازب - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
الثالث : يروى عنه ، عن سيار ، عن الشعبي ، عن البراء بن عازب - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
الرابع : يروى عنه ، عن عبد الله بن أبي السفر ، عن الشعبي ، عن البراء بن عازب - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
تخريج الوجه الأول :
( شعبة بن الحجاج ، عن زبيد اليامي ، عن الشعبي ، عن البراء بن عازب - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
يرويه من هذا الوجه عن شعبة عشرة :-
أبو داود الطيالسي .(1/439)
رواه في المسند 2/107 ح( 779 ) ، ومن طريقه : رواه الطحاوي في شرح معاني الآثار 4/172 ، وأبو نعيم في حلية الأولياء 7/184 ، و الخطيب في كتاب الأسماء المبهمة في الأنباء المحكمة ص 326 .
أبو الوليد الطيالسي .
رواه ابن حبان كما في الإحسان ، كتاب : الأضحية 13/227 ح ( 5906 ).
حجاج بن المنهال .
رواه عنه البخاري في صحيحه ، كتاب : العيدين ، باب ( 3 ) : سنة العيدين لأهل الإسلام 1/ 30 2ح ( 951 ). مختصراً ، وفي كتاب : الأضحية ، باب ( 11 ) : الذبح بعد الصلاة 4/8 ح ( 5560 ) ، ورواه الطحاوي في شرح مشكل الآثار 12/377 ح( 4875 ) ، وأبو نعيم في حلية الأولياء 7/184 ،و البيهقي في السنن الكبرى كتاب : الضحايا ، باب : وقت الأضحية 9/276 .
آدم بن أبي إياس .
رواه عنه البخاري في صحيحه ، كتاب : العيدين ، باب ( 8 ) : الخطبة بعد العيد 1/305 ح ( 965 ) ، ورواه البيهقي في السنن الكبرى ، كتاب : الضحايا ، باب : لا يجزي الجذع إلا من الضأن وحدها 9/269 .
سليمان بن حرب .
رواه عنه البخاري في صحيحه ، كتاب : العيدين ، باب ( 10 ) : التبكير إلى العيد 1/306 ح ( 968 ) ، ومن طريقه:رواه البغوي في شرح السنة 4/327 ح ( 1114 ).
ورواه البيهقي في السنن الكبرى ، كتاب : الضحايا ، باب : وقت الأضحية 9/276 .
وفي شعب الإيمان 5/476 ح ( 7327 ).
محمد بن جعفر .
رواه عنه الإمام أحمد في المسند 30 / 625 ح ( 18693 ) ، ورواه البخاري في صحيحه كتاب : الأضاحي ، باب ( 1 ) : سنة الضحية 4/5 ح ( 5545 ) ، وفي كتاب : الأضاحي ، باب ( 8 ) : قول النبي - صلى الله عليه وسلم - لأبي بردة : ضح بالجذع من المعز ، ولن تجزي عن أحد بعدك 4/7 ح ( 5557 ) ، ومسلم في صحيحه ، كتاب : الأضاحي ، باب ( 1 ) وقتها 3/1553 ح ( 1961 / 7 ) ، والروياني في المسند 1/247 ح ( 364 ).
معاذ بن معاذ العنبري.
رواه مسلم في صحيحه ، كتاب : الأضاحي،باب(1) وقتها 3/1553 ح ( 1961 / 7 ).
بهز بن أسد .(1/440)
رواه النسائي في سننه ، كتاب : العيدين ، باب ( 8 ) : الخطبة يوم العيد 2/202 ح ( 1562 ).
علي بن الجعد .
رواه عنه أبو القسم البغوي في الجعديات 1/174 ح ( 513 ).
وهب بن جرير.
رواه الطحاوي في شرح معاني الآثار 4/172 ، وفي شرح مشكل الآثار 12/374 ح ( 4871 ).
وتابع شعبة على هذا الوجه كلٌ من :
1- محمد بن طلحة .
رواه البخاري في صحيحه ، كتاب : العيدين ، باب ( 17 ) : استقبال الإمام الناس في خطبة العيد 1/308 ح( 976) ، والطحاوي في شرح معاني الآثار 4/173 ، مختصراً .
و البيهقي في السنن الكبرى ، كتاب : صلاة العيدين ، باب : الإمام يعلمهم في خطبة عيد الأضحى كيف ينحرون 3/311.
2-سفيان الثوري .
رواه الدارمي في سننه كتاب : الأضاحي ، باب ( 7 ) : في الذبح قبل الإمام 2/1248 ح ( 2005 ) ، وأبو عوانة في المسند 5/218.
تخريج الوجه الثاني :
( شعبة ، عن زبيد ، ومنصور ، وداود ، وابن عون ، ومجالد ، عن الشعبي ، عن البراء بن عازب - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
تفرد به عفان بن مسلم من هذا الوجه عن شعبة .
رواه عنه الإمام أحمد في المسند 30/432 ح ( 18481 ) ، وأبو عوانة في المسند 5/216 و الطحاوي في شرح معاني الآثار 4/172 ، وفي شرح مشكل الآثار 12/375 ح ( 4872 ) وفيه قال شعبة :" حدثني زبيد ، ومنصور ، وداود ، وابن عون ، ومجالد ،عن الشعبي " ، و أبو عمرو المديني في جزء فيه قول النبي - صلى الله عليه وسلم - : نضر الله امرأً سمع مقالتي ص 51 ح ( 41 ) ، وابن حبان كما في الإحسان ، كتاب : الأضحية 13/228 ح( 5907) ، وأبو نعيم في حلية الأولياء 4/ 337 ، و 5/34 – 35 ، و 7/185.
تخريج الوجه الثالث :
( شعبة ، عن سيار ، عن الشعبي ، عن البراء بن عازب - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
تفرد به عاصم بن علي من هذا الوجه عن شعبة .(1/441)
رواه أبو القاسم البغوي في الجعديات 1/504 ح ( 1754 ) ، وأبو عوانة في المسند 5/217 ، وابن عدي في الكامل 5/234 ، وقال :" لا أعلم رواه عن شعبة بهذا الإسناد غير عاصم " ،وأبو الشيخ الأصبهاني في جزء في حديثه ص 142 ح ( 70 ) ، وأبو نعيم في حلية الأولياء 7/184.
تخريج الوجه الرابع :
( شعبة،عن عبد الله بن أبي السفر، عن الشعبي ، عن البراء بن عازب - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
تفرد به سويد بن عبد العزيز من هذا الوجه عن شعبة .
رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 7/184 ، وقال :" تفرد بحديث ابن أبي السفر سويد عن شعبة ".
(( تراجم الرواة ))
أولاً : ترجمة مدار الحديث .
شعبة بن الحجاج العتكي.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 4 ).
ثانياً : تراجم رواة الوجه الأول.
أبو داود الطيالسي.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 11 ).
هشام بن عبد الملك ، أبو الوليد الطيالسي ،[ ع ].
روى عن : شعبة بن الحجاج ، وسفيان بن عيينة ، وحماد بن زيد.
روى عنه : البخاري ، وأبو داود ، وزهير بن حرب.
قال الإمام أحمد :" متقن " ، وقال العجلي :" ثقة ، ثبت في الحديث" ، وقال أبو حاتم :" فقيه ، عاقل ، ثقة ، حافظ " ، وقال ابن حجر :" ثقة ، ثبت " ، مات سنة سبع وعشرين ومائتين (1).
حجاج بن المنهال.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 11 ).
آدم بن أبي إياس واسمه عبد الرحمن الخرساني العسقلاني [خ ت س ق].
روى عن : شعبة بن الحجاج ، وعبد اللَّه بن المبارك ، وحماد بن زيد .
روى عنه : البخاري ، وأبو حاتم الرازي .
__________
(1) ينظر : الجرح والتعديل 9/65 ت 253 ، معرفة الثقات 2/330 ت 1904 ، تهذيب الكمال 30/226 ت 6584 ، تقريب التهذيب ص 1022 ت 7351.(1/442)
قال يحيى بن معين :" ثقة ربما حدث عن قوم ضعفى " ، وقال أبو حاتم :" ثقة مأمون " ، وقال أبو داود : " ثقة " ، وقال النسائي :" لا بأس به " ،وذكره ابن حبان في الثقات ، وقال الذهبي :" ثقة ، مأمون " ، وقال ابن حجر :" ثقة ، عابد " ، مات سنة عشرين ومئتين (1) .
سليمان بن حرب.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 13 ).
غندر : محمد بن جعفر.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 10 ).
معاذ بن معاذ العنبري .
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 11 ).
بهز بن أسد العمي(2) ، أبو الأسود البصري ، [ خت 4].
روى عن : شعبة بن الحجاج ، وجرير بن حازم ، ويزيد بن زريع.
روى عنه : أحمد بن حنبل ، و قتيبة بن سعيد ، ومحمد بن بشار.
قال محمد بن سعد :" كان ثقة ، كثير الحديث،حجة " ، وقال يحيى بن معين :" ثقة ".
وقال الإمام أحمد :" إليه المنتهى في التثبت " ، وقال النسائي :" ثقة " ، وقال ابن حجر :" ثقة، ثبت " ، مات بعد المائتين (3).
علي بن الجعد بن عبيد الجوهري ، أبو الحسن البغدادي ،[خ د ].
روى عن : شعبة بن الحجاج ، ومالك بن انس ، وسفيان الثوري.
روى عنه : أحمد بن حنبل ، والبخاري ، وأبو داود .
__________
(1) ينظر : الجرح والتعديل 1/268 ت 970 ، الثقات لابن حبان 8/134، تاريخ بغداد 7/230 ، تهذيب الكمال 2/301 ت 294 ، الكاشف 1/54 ت 243، تقريب التهذيب ص 86 ت 132 .
(2) العمي : بفتح العين ، وتشديد الميم ، هذه النسبة إلى العم ، وهو بطن من تميم ، الأنساب 4/242.
(3) ينظر : الطبقات الكبرى 7/218 ، تاريخ الدارمي عن يحيى بن معين ص 82 ت 200 ،تهذيب الكمال 4/257 ت 774 ، تقريب التهذيب ص 178 ت 779.(1/443)
قال يحيى بن معين :" ثقة " ، وقال أبو زرعة ": كان صدوقاً في الحديث " ،وقال أبو حاتم :" كان متقناً ، صدوقاً " ، وقال النسائي :" صدوق " ،وقال ابن حجر :" ثقة ، ثبت ، رمي بالتشيع " ، مات سنة ثلاثين ومائتين (1).
وهب بن جرير بن حازم بن زيد ، أبو العباس البصري .
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 11 ).
ثالثاً : ترجمة راوي الوجه الثاني.
عفان بن مسلم بن عبد اللَّه الصفار ، أبو عثمان البصري ،[ ع ].
روى عن : حماد بن سلمة ، وحماد بن زيد ، وشعبة بن الحجاج .
روى عنه : البخاري ، وأحمد بن حنبل ، ومحمد بن المثنى ، وقتيبة بن سعيد .
قال ابن سعد :" ثقة كثير الحديث صحيح الكتاب " ، قال يحيى بن معين :" ثقة ".
وقيل للإمام أحمد : " من تابع عفان على حديث كذا وكذا " ؟ فقال :" وعفان يحتاج إلى أن يتابعه أحد " ، وقال أبو حاتم :" إمام ثقة متقن متين " ، وقال العجلي :" ثقة ثبت صاحب سنة " ، وذكره ابن حبان في الثقات ، وقال ابن حجر :" ثقة ثبت ".
مات سنة عشرين ومائتين (2) .
رابعاً: ترجمة راوي الوجه الثالث.
عاصم بن علي الواسطي.
صدوق ربما وهم ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 13 ).
خامساً : ترجمة راوي الوجه الرابع.
سويد بن عبد العزيز بن نمير السلمي ، أبو محمد الدمشقي ،[ ت ق ].
روى عن : أيوب السختياني ، وشعبة بن الحجاج ، وحميد الطويل.
روى عنه : محمد بن مصفى الحمصي ، وهشام بن عمار ، وعي بن حجر السعدي.
__________
(1) ينظر : الجرح والتعديل 6/178 ت 974 ، تاريخ بغداد 11/362 ، تهذيب الكمال 20 / 341 ت 4034 ، تقريب التهذيب ص 691 ت 4732.
(2) ينظر : الطبقات الكبرى 7/242 ، الجرح والتعديل 7/30 ت 165 ، تاريخ الثقات ص 336 ت 1145 ، الثقات 8/522 ، تهذيب الكمال 20/160 ت 3964 ، تقريب التهذيب ص 681 ت 4659.(1/444)
قال محمد بن سعد :" كان يروي أحاديث منكرة " ، وقال يحيى بن معين :" ليس بشيء " وقال :" ليس بثقة " ، وقال الإمام أحمد :" متروك الحديث " ، وقال البخاري :" في حديثه نظر لا يحتمل " ، وقال النسائي :" ضعيف " ، وقال ابن حجر :" ضعيف ".
مات سنة أربع وتسعين ومائة (1).
(( دراسة الاختلاف ))
يتبين من تخريج الحديث أنه قد اختلف عن شعبة بن الحجاج من أربعة أوجه :
الأول : يرويه أبو داود الطيالسي ، وأبو الوليد الطيالسي ، وحجاج بن منهال ، وآدم بن أبي إياس ، وسليمان بن حرب ، وغندر ، محمد بن جعفر ، ومعاذ بن معاذ ، وبهز بن أسد ، وعلي بن الجعد ، ووهب بن جرير عشرتهم عن شعبة ، عن زبيد اليامي ، عن الشعبي ، عن البراء بن عازب - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثاني : يرويه عفان بن مسلم ، عن شعبة ، عن زبيد ومنصور وداود وابن عون ومجالد عن الشعبي عن البراء بن عازب - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثالث : يرويه عاصم بن علي ، عن شعبة ، عن سيار ، عن الشعبي ، عن البراء بن عازب - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الرابع : يرويه سويد بن عبد العزيز ، عن شعبة ، عن عبد الله بن أبي السفر ، عن الشعبي ، عن البراء بن عازب - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
وبعد النظر في حال المدار ، وأحوال الرواة المختلفين يكون الوجه الأول هو الراجح ، وقرائن ترجيحه:
أن الوجه الثاني من رواية الأرجح صفة وعدداً ، فرواه بهذا الوجه عن شعبة عشرة من بينهم أوثق أصحاب شعبة.
__________
(1) ينظر : الطبقات الكبرى 7/326، سؤالات ابن الجنيد ليحيى بن معين ص 331 ت 229 ، الضعفاء الصغير للبخاري ص57 ت 151 ،الضعفاء والمتروكين للنسائي ص 187 ت 259 ، الضعفاء الكبير للعقيلي 2/157 ت 662، تهذيب الكمال 12/255 ت 2644 ، تقريب التهذيب ص424 ت 2707.(1/445)
أن الوجه الثاني مخرج عن المدار في الصحيحين من طريق خمسة من الرواة عنه.
المتابعات لمن فوق المدار ، بروايته على الوجه الأول.
(( الحكم على الحديث ))
الحديث من الوجه المرجح مخرج في الصحيحين.
قال أبو نعيم رحمه الله :
حدثنا محمد بن أحمد بن علي ، قال : ثنا الحارث بن أبي أسامة ، قال : ثنا يزيد بن هارون ، قال: أخبرنا عبد الملك بن الحسين ، عن أبي إسحاق ، عن الأسود ، وعلقمة ، ومسروق ،وعبيدة ، عن عبد الله قال :" لقد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسلم عن يمينه السلام عليكم ورحمة الله حتى يرى بياض خده ، ومن الجانب الآخر مثل ذلك ".
لم يروه عن أبي إسحاق مجموعاً هكذا إلا أبو مالك : عبد الملك بن الحسين النخعي.
[ حلية الأولياء 4/348 ].
(( تخريج الحديث ))
الحديث يرويه أبو إسحاق السبيعي ، واختلف عنه من سبعة أوجه :-
الأول : يروى عنه ، عن الأسود بن يزيد ، وعلقمة ، ومسروق ، وعبيدة السلماني ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثاني : يروى عنه ، عن الأسود بن هلال ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثالث : يروى عنه ، عن علقمة ، و الأسود بن يزيد ، وأبي الأحوص ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الرابع : يروى عنه ، عن الأسود بن يزيد ، وأبي الأحوص ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الخامس : يروى عنه ، عن أبي الأحوص ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
السادس : يروى عنه ، عن عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه ، وعلقمة ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
السابع : يروى عنه ، عن الأسود ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .(1/446)
تخريج الوجه الأول :
( أبو إسحاق ، عن الأسود بن يزيد ، وعلقمة ، ومسروق ، وعبيدة السلماني ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
تفرد به عبد الملك بن الحسين من هذا الوجه عن أبي إسحاق.
رواه الطبراني في المعجم الكبير 10/124 ح ( 10176 ) ، وأبو نعيم في حلية الأولياء 4/348.
تخريج الوجه الثاني :
( أبو إسحاق ، عن الأسود بن هلال ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
تفرد به خالد بن ميمون من هذا الوجه عن أبي إسحاق.
رواه الطبراني في المعجم الكبير 10/124 ح( 10175)، وفي المعجم الأوسط 7/47 ح (6811 ).
تخريج الوجه الثالث :
( أبو إسحاق ،عن علقمة ، و الأسود بن يزيد ، وأبي الأحوص ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
تفرد به الحسين بن واقد من هذا الوجه عن أبي إسحاق.
رواه النسائي في سننه كتاب : السهو ، باب ( 71 ) : السلام على الشمال 2/72 ح ( 1324 ) ، وفي السنن الكبرى 1/394 ح( 1248 ) ، والطحاوي في شرح معاني اللآثار 1/268 ، و الدارقطني في السنن 1/356 ح( 3 ) ، و البيهقي في السنن الكبرى 2/177.
تخريج الوجه الرابع :
( أبو إسحاق ،عن الأسود بن يزيد ، وأبي الأحوص ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
يرويه إسرائيل بن يونس من هذا الوجه عن أبي إسحاق :-
رواه الإمام أحمد في المسند 6/399 ح( 3849 )، وأبو داود في سننه في سننه ، كتاب : الصلاة ، باب ( 189 ): في السلام 1/326 ح (996 )، و الشاشي في المسند 2/150ح( 695 ) و( 696) ، والطبراني في المعجم الكبير10/124ح( 10173 ).
تخريج الوجه الخامس :
( أبو إسحاق ، عن أبي الأحوص ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
يرويه من هذا الوجه عن أبي إسحاق تسعة :-
معمر بن راشد الصنعاني.(1/447)
رواه عنه عبد الرزاق في المصنف 2/219 ح( 3130 ) ، وعنه : رواه الإمام أحمد في المسند 6/431 ح ( 3888 ) ، ومن طريق عبد الرزاق : رواه الطبراني في المعجم الكبير 10/123 ح( 10172).
سفيان بن سعيد الثوري.
رواه عنه عبد الرزاق في المصنف 2/219 ح( 3130 )، وعنه : رواه الإمام أحمد في المسند 6/431 ح ( 3887 ) ، 1/444 ، ومن طريق عبد الرزاق : رواه في المعجم الكبير 10/123 ح ( 10172) ، ورواه السري بن يحي بن السري في حديث الثوري ( ضمن مجموع ) 204/أ.
ورواه الإمام أحمد في المسند 6/ 229 ح ( 3699 ) ، 7/376 ح ( 4241 ) ، وأبو يعلى في المسند 9/138ح( 5214 ) ، من طريق وكيع بن الجراح.
ورواه أبو داود في سننه ، كتاب : الصلاة ، باب ( 189 ) : في السلام 1/326 ح (996 ) ، ورواه ابن حبان كما في الإحسان ، كتاب : الصلاة ، باب ( 11 ) : فصل في القنوت 5/333 ح( 1993) من طريق محمد بن كثير.
ورواه الترمذي في سننه ، أبواب : الصلاة ، باب ( 105 ) : ما جاء في التسليم في الصلاة 1/326 ح ( 295 ) ، والنسائي في سننه كتاب : السهو ، باب ( 71 ) : السلام على الشمال 2/71 ح( 1323 ) ، وفي السنن الكبرى 1/394 ح( 1247 ) ، والدارقطني في العلل 5/11 ، وابن الجارود كما في الغوث المكدود ص 191 ح ( 209 ) ، من طريق عبد الرحمن بن مهدي به.
ورواه الطحاوي في شرح معاني الآثار 1/267 ، والطبراني في المعجم الكبير 10/123 ح 10173 ، ورواه البغوي في شرح السنة 3/204 ح ( 697 ) من طريق أبي نعيم : الفضل بن دكين.
جميعهم عن سفيان الثوري به.
زائدة بن قدامة.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة في المسند 1/274 ح 412 ، والمصنف ، كتاب : الصلوات ، باب ( 74 ) : من كان يسلم في الصلاة تسليمتين 1/265 ح( 3044 )، ورواه أبو داود في سننه ، كتاب : الصلاة ، باب ( 189 ): في السلام 1/326 ح (996 ) ، و الطبراني في المعجم الكبير 10/123 ح( 10173 ) ، والصيداوي في معجم الشيوخ 1/78.
علي بن صالح.(1/448)
رواه النسائي في سننه كتاب : السهو ، باب ( 71 ) : السلام على الشمال 2/71 ح ( 1321 ) ، وفي السنن الكبرى 1/394 ح( 1245 ) ، والطبراني في المعجم الكبير 10/123 ح 10172 ، والخطيب في المتفق والمفترق 3/1649.
أبو الأحوص : سلام بن سليم الحنفي.
ورواه أبو داود في سننه ، كتاب : الصلاة ، باب ( 189 ) : في السلام 1/326 ح (996 ) ، وأبو يعلى في المسند 9/40 ح ( 5102 ) ، وابن حبان كما في الإحسان ، كتاب : الصلاة ، باب ( 11 ) : فصل في القنوت 5/331 ح ( 1991 ) ، والطبراني في المعجم الكبير 10/123 ح (10172)
الحسن بن صالح .
رواه الإمام أحمد في 6/424 ح ( 3879 ) ومن طريقه : رواه أبو بكر القطيعي في جزء الألف دينار ص 250 ح( 159 ) ومن طريقه : رواه الخطيب في المتفق والمفترق 1/718 ، ورواه الطبراني في المعجم الكبير 10/123 ح 10173.
عمر بن عبيد الطنافسي.
ورواه أبو بكر بن أبي شيبة في المسند 1/240 ح 357 ، وفي المصنف كتاب : الصلوات ، باب ( 74 ) : من كان يسلم في الصلاة تسليمتين 1/265 ح( 3043 ) ومن طريقه :رواه ابن حبان كما في الإحسان ،كتاب:الصلاة باب ( 11 ) في القنوت 5/329 ح ( 1990 )، ورواه عنه أيضاً الإمام أحمد في المسند 1/448 ، ورواه أبو داود في سننه ، كتاب : الصلاة ، باب ( 189 ) : في السلام 1/326 ح (996 ) ، والنسائي في سننه كتاب : السهو ، باب ( 71 ) : السلام على الشمال 2/71 ح( 1322 ) ، وفي السنن الكبرى 1/394 ح (1246 ) ، وابن ماجه كتاب : إقامة الصلاة ، باب ( 67 ) : التسليم 1/493 ح ( 914 ) ، وابن خزيمة كتاب : الصلاة ، باب ( 234 ) : صفة السلام في الصلاة1/359 ح( 728 ) ، والطبراني المعجم الكبير 10/123 ح 10173 ، وأبو بكرالمقرئ في الأربعين له ( ضمن مجموع ) ، ص 104 ح( 45 )، ورواه ابن حجر في نتائج الأفكار 2/219-220 .
شريك بن عبد الله.
إسرائيل بن يونس.(1/449)
رواه أبو داود في سننه ، كتاب : الصلاة ، باب ( 189 ) : في السلام 1/326 ح (996 )
تخريج الوجه السادس :
( أبو إسحاق ،عن عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه ، وعلقمة ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
يرويه من هذا الوجه عن أبي إسحاق أربعة :-
زهير بن معاوية.
رواه عنه أبو داود الطيالسي في المسند ح 279 ، ورواه أبو بكر بن أبي شيبة في المسند 1/283 ح 426 ، وفي المصنف كتاب : الصلوات ، باب ( 74 ) : من كان يسلم في الصلاة تسليمتين 1/266 ح( 3046 )، رواه الدارمي في سننه كتاب : الصلاة ، باب ( 40 ) : التكبير عند كل خفض ورفع 2/794 ح ( 1248 ) ،مختصراً ، والإمام أحمد في المسند 6/147 ح ( 3660 )، و 6/281 ح ( 3736 ) ، 7/145 ح ( 4054 ) ، ورواه سعدان بن نصر جزء حديثه ص 47 ح 157 ، والبزار في البحر الزخار 5/48 ح 1609 ، والنسائي في سننه كتاب : السهو ، باب ( 70 ):السلام على اليمين 2/70 ح ( 1323 ) ، وفي السنن الكبرى 1/394 ح( 1242 ) ، وأبو يعلى في المسند 9/64 ح ( 5128 ) ، و 9/228 ح ( 5334 ) ،و الطحاوي في شرح معاني الآثار 1/268 ، والطبراني المعجم الكبير 10/122 ح (10172 ) ، و الدارقطني السنن 1/357 ح( 4 )، والشاشي في المسند 1/ 365 ح( 355 ) ، وفي1/417ح (429 )و( 431 ) ، وأبو الفضل الزهري جزء في حديثه 2/572 ح( 623 ) ، وابن بشران الأمالي 1/143 ح ( 317 ) ، والبيهقي السنن الكبرى 2/177 ، وفي شعب الإيمان 3/142 ح( 3137 ) وابن حزم في المحلى 3/275 و 4/130.
ورواه أبو القاسم البغوي الجعديات 2/226 ح( 2525 ) بدون ذكر علقمة وقال أبو القاسم البغوي :" لم أفهم عن علي بن الجعد بعض الكلام " ، فلعله لم يسمع من علي بن الجعد ذكر علقمة.
إسرائيل بن يونس.(1/450)
رواه الإمام أحمد في المسند 7/81 ح ( 3972 ) ، وفي 7/266 ح ( 4224 ) ،وأبو داود في سننه ،كتاب:الصلاة ، باب ( 189 ) : في التسليم 1/326 ح ( 996 ) ، والبزار في البحر الزخار 5/49 ح ( 1610 ) ، و الشاشي المسند 1/417 ح( 430) ، والبيهقي في السنن الكبرى 2/177 ، وفي شعب الإيمان 3/142 ح( 3137).
أبو الأحوص : سلام بن سليم الحنفي.
رواه عنه أبو بكر بن أبي شيبة في وفي المصنف كتاب : الصلوات ، باب ( 74 ) : من كان يسلم في الصلاة تسليمتين 1/266 ح( 3046 ) ، والترمذي في أبواب الصلاة ، باب ( 74 ) : ما جاء في التكبير عند الركوع والسجود 1/293 ح( 253 )، والنسائي سننه 2/233 ح 1149 ، وفي السنن الكبرى 1/245 ح 735 ، ورواه أبو يعلى المسند 9/39 ح 5101 (1).
تخريج الوجه السابع :
( أبو إسحاق ،عن الأسود ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
يرويه من هذا الوجه عن أبي إسحاق اثنان :
يونس بن أبي إسحاق.
رواه الشاشي في المسند 1/416 ح 428.
إسرائيل بن يونس.
رواه الطحاوي في شرح معاني الآثار 1/268.
(( تراجم الرواة ))
أولاً : ترجمة مدار الحديث.
أبو إسحاق السبيعي .
ثقة ، مدلس ،اختلط بآخرة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 10 ).
ثانياً : ترجمة راوي الوجه الأول.
عبد الملك بن الحسين ، أبو مالك النخعي ، الواسطي ،[ ق ].
روى عن : أبي إسحاق السبيعي ، وعبد الملك بن عمير ، والأسود بن قيس .
روى عنه : وكيع بن الجراح ، ويزيد بن هارون ،ومروان بن معاوية .
__________
(1) سقط هنا في هذه الطبعة [ الأسود ، وعلقمة ] ، ونبه على هذا السقط إرشاد الحق الأثري في النسخة الثانية المحققة لمسند أبي يعلى 5/61 ح 5079.(1/451)
قال يحيى بن معين :" ليس بشيء " ، وقال عمرو بن علي الفلاس :" ضعيف منكر الحديث " ، وقال أبو زرعة ، وأبو حاتم :" ضعيف الحديث " وقال أبو داود :"ضعيف "، وقال النسائي ، وابن حجر:" متروك الحديث " (1).
ثالثاً : ترجمة راوي الوجه الثاني
خالد بن ميمون الخارساني .
روى : عن أبي إسحاق.
روى : عنه سعيد بن أبي عروبة ، وعبد الله بن شوذب ، ومحمد بن إسحاق .
قال أبو حاتم :" ما أرى بحديثه بأسا لا بأس به " (2) .
رابعاً : ترجمة راوي الوجه الثالث.
الحسين بن واقد المروزي أبو عبد الله قاضي مرو [ خت 4 ].
روى عن: ثابت البناني ، وعكرمة مولى بن عباس ، وأبي إسحاق السبيعي.
روى عنه : زيد بن الحباب ، وسليمان الأعمش ، سعيد بن أبي عروبة.
قال يحيى بن معين :" ثقة ، لا بأس به" ، وقال الإمام أحمد :" لا بأس به " ، وقال أبو زرعة ، والنسائي :" ليس به بأس " ، وقال ابن حجر:" ثقة ، له أوهام " ، مات سنة تسع وخمسين ومئة (3).
خامساً : ترجمة راوي الوجه الرابع.
إسرائيل بن يونس السبيعي.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 10 ).
سادساً : تراجم رواة الوجه الخامس.
1-معمر بن راشد الصنعاني.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 8 ).
2-سفيان بن سعيد الثوري
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 1 ).
3-زائدة بن قدامة.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 11 ).
4-علي بن صالح بن صالح بن حي الهمداني أبو محمد الكوفي ،[م 4].
__________
(1) ينظر : الجرح والتعديل 5/ ت 1641 ، الضعفاء والمتروكين للنسائي ت 383 ، تهذيب الكمال34/247 ت 7599 ، تهذيب التهذيب 12/240 ، تقريب التهذيب ص 1199 ت 8403.
(2) ينظر : التاريخ الكبير 3/ 147 ت 594 ، الجرح والتعديل 3/352 ت 1589 .
(3) ينظر : تاريخ ابن معين رواية ابن طهمان ص 117 ت 377 ، الجرح والتعديل 2/498 ت 245 ، تهذيب الكمال 6/491 ت 1346 ، تقريب التهذيب ص 251 ت 1367.(1/452)
روى عن : إسماعيل بن أبي خالد والأسود بن قيس ، وأبي إسحاق السبيعي.
روى عنه : سفيان بن عيينة وأبو نعيم الفضل بن دكين ووكيع بن الجراح .
قال يحيى بن معين ، والإمام أحمد ، والنسائي ، وابن حجر:" ثقة " ، وذكره ابن حبان في الثقات ، مات سنة إحدى وخمسين ومائة (1).
5- أبو الأحوص : سلام بن سليم.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 10 ).
6-الحسن بن صالح بن صالح بن حي الهمداني ، أبو عبد الله الكوفي،[بخ م 4].
روى عن : سهيل بن أبي صالح ، وشعبة بن الحجاج ، وأبي إسحاق السبيعي.
روى عنه : عبد الله بن المبارك ، ووكيع بن الجراح ، ويحيى بن آدم.
قال يحيى بن معين ، وقال الإمام أحمد ، والنسائي :" ثقة " وقال أبو زرعة :" اجتمع فيه إتقان وفقه وعبادة وزهد"، وقال أبو حاتم " ثقة ، حافظ ، متقن " ، وقال ابن حجر :" ثقة فقيه عابد رمي بالقدر " ، مات سنة تسع وستين ومائة (2).
7- عمر بن عبيد بن أبي أمية الطنافسي الحنفي الإيادي ، أبو حفص الكوفي ،[ع ].
روى عن : سليمان الأعمش ، وسماك بن حرب ، وأبي إسحاق السبيعي.
روى عنه : الإمام أحمد ، وإسحاق بن راهويه ، ويحيى بن معين.
__________
(1) ينظر : تاريخ يحيى بن معين رواية ابن طهمان ص 56 ت 114 ، الجرح والتعديل 6/ ت 1048 ، الثقات 7/208 ، تهذيب الكمال 20/464 ت 4084 ، تقريب التهذيب ص 698 ت 4782.
(2) ينظر: الجرح والتعديل 3/ ت68 ، تهذيب الكمال 6/177 ت 1238 ، تقريب التهذيب 239 ت 1260.(1/453)
وقال أبو حاتم :" محله الصدق " ، وقال العجلي :" كان صدوقاً " ، وقال ابن حجر :" صدوق " ، وقال ابن سعد ، وابن معين ، والإمام أحمد ، والدارقطني ، والذهبي :" ثقة " ، وذكره ابن حبان في الثقات ، والذي أرى أنه ثقة ، فقد قال الذهبي :" ثقة لا جرح فيه " ، وروى له البخاري ومسلم ، مات سنة خمس وثمانين ومائة (1).
سابعاً : ترجمة راوي الوجه السادس.
1-زهير بن معاوية.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 9 ).
2-إسرائيل بن يونس.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 10 ).
3-أبو الأحوص : سلام بن سليم.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 10 ).
ثامناً : ترجمة راوي الوجه السابع.
1- يونس بن أبي إسحاق واسمه عمرو بن عبد الله الهمداني السبيعي أبو إسرائيل الكوفي [م 4].
روى عن : أبيه أبي إسحاق ، ومجاهد بن جبر ، وأبي بردة بن موسى الأشعري.
روى عنه : سفيان الثوري ، وعبد الله بن المبارك ، وشبابة بن سوار.
قال ابن سعد ، يحيى بن معين ، والعجلي :" ثقة "، وقال أبو حاتم :"كان صدوقا إلا أنه لا يحتج بحديثه "، وقال النسائي :" ليس به بأس "، وقال ابن حجر :" صدوق يهم قليلاً " مات سنة اثنتين وخمسين ومائة (2).
2- إسرائيل بن يونس.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 10 ).
(( دراسة الاختلاف ))
الحديث يرويه أبو إسحاق السبيعي ، واختلف عنه من ثمانية أوجه :-
__________
(1) ينظر : الطبقات الكبرى 6/387 ، تاريخ يحيى بن معين رواية الدارمي ص 156ت 543 ، معرفة الثقات 2/170 ت 1357، تهذيب الكمال 21/454 ت4282 ، ميزان الاعتدال 3/ 213 ت 6165، تقريب التهذيب ص 724 ت 4979.
(2) ينظر :تاريخ يحيى بن معين رواية الدارمي ص 235 ت 911، الجرح والتعديل 9/243 ت 1024، معرفة الثقات 2/377 ت 2062 ، تهذيب الكمال 32/488 ت 7170، تقريب التهذيب ص 1097 ت 7956.(1/454)
الأول : يرويه عبد الملك بن الحسين الواسطي ، عن أبي إسحاق ، عن الأسود بن يزيد ، وعلقمة ، ومسروق ، وعبيدة السلماني ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثاني : يرويه خالد بن ميمون ، عن الأسود بن هلال ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثالث : يرويه الحسين بن واقد ، عن أبي إسحاق ، عن علقمة ، و الأسود بن يزيد ، وأبي الأحوص ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الرابع : يرويه إسرائيل بن يونس ، عن أبي إسحاق ،عن الأسود بن يزيد ، وأبي الأحوص ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الخامس : يرويه معمر بن راشد الصنعاني ، وسفيان بن سعيد الثوري ، وزائدة بن قدامة ، وعلي بن صالح ، أبو الأحوص : سلام بن سليم ، والحسن بن صالح ، و عمر بن عبيد الطنافسي ، سبعتهم ، عن أبي إسحاق ، عن أبي الأحوص : عوف بن مالك ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
السادس : يرويه زهير بن معاوية ، وإسرائيل بن يونس ، وأبو الأحوص : سلام بن سليم ثلاثتهم عن أبي إسحاق ، عن عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه ، وعلقمة ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
السابع : يرويه يونس بن أبي إسحاق ، وإسرائيل بن يونس ، كلاهما عن أبي إسحاق عن الأسود ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
وبعد النظر في حال المدار ، وأحوال الرواة المختلفين يمكن تصحيح الوجهين الخامس والسادس ، لأنها من رواية الجمع من الرواة الثقات المقدمين في أبي إسحاق ، وقد روى الوجهين إسرائيل بن يونس وهو أعلم الناس بحديث جده ، وقد كان أبو إسحاق السبيعي واسع الرواية ، ولعله كان يتصرف فيها.(1/455)
أما الوجه الأول ، فمردود لأنه من رواية متروك عن أبي إسحاق ، والوجه الثاني مردود لمخالفة راويه رواية الجمع من الثقات، قال الطبراني :" لم يرو هذا الحديث عن أبي إسحاق عن الأسود بن هلال إلا خالد بن ميمون ولا عن خالد بن ميمون إلا سعيد بن أبي عروبة تفرد به شعيب بن إسحاق" ، وكأنه يحمل الخطأ من دون راوي هذا الوجه ، ولكنه صحيح عنه (1) ، أما الوجه الثالث والرابع والسابع فمن تدليس أبي إسحاق يبين ذلك روايته للحديث بالوجه السادس ، إذ بيّن الواسطة بينه وبين علقمة ، والأسود بن يزيد ، ويستثنى منها مارواه عن أبي الأحوص عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - .
(( الحكم على الحديث ))
سأدرس إسناد الحديث من الوجه المرجح من مصنف عبد الرزاق فقد رواه عن الثوري عن أبي إسحاق ، عن أبي الأحوص ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - .
سفيان بن سعيد الثوري.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 1 ).
أبو إسحاق السبيعي.
ثقة ،مدلس ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 10 ).
عوف بن مالك بن نضلة الأشجعي ، أبو الأحوص الكوفي [ بخ م 4].
روى عن : عبد الله بن مسعود ، وأبي مسعود الأنصاري، وأبي موسى الأشعري.
روى عنه : أبو إسحاق السبيعي ، وعطاء بن السائب ، وسلمة بن كهيل.
__________
(1) فسعيد بن أبي عروبة وإن كان قد اختلط ، فشعيب بن إسحاق ممن روى عنه قبل الاختلاط ، ينظر الكواكب النيرات ص 195 ، وذكر الدارقطني في العلل أن إبراهيم بن طهمان قد خالف شعيباً ، فرواه عن سعيد بن أبي عروبة عن الحسين بن واقد ، عن أبي إسحاق ، عن الأسود بن يزيد ، بدلاً من الأسود بن هلال ، وإبراهيم لا يعرف متى أخذ عن سعيد بن أبي عروبة ، فرواية شعيب أرجح.(1/456)
قال ابن سعد و يحيى بن معين ، والنسائي ، والعجلي ، وابن حجر:" ثقة " ، قتلته الخوارج أيام الحجاج بن يوسف (1).
عبد الله بن مسعود.
صحابي.
الحكم على الحديث :
الحديث بهذا الإسناد صحيح ، وقد صرح أبو إسحاق بالتحديث عن عوف بن مالك ، ورواه عنه بهذا الوجه سفيان الثوري وهو ممن روى عنه قبل الاختلاط.
قال أبو نعيم رحمه الله :
حدثنا أبو بحر : محمد بن الحسن ، قال : ثنا محمد بن الفرج الأزرق ، قال : ثنا عبيد الله بن موسى ، قال : ثنا شيبان ، عن أبي اسحاق ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : قال أبو بكر يا رسول الله أراك قد شبت قال :" بلى شيبتني هود والواقعة والمرسلات عرفاً وعم يتسائلون وإذا الشمس كورت ".
حدثنا عبدالله بن جعفر قال ثنا إسماعيل بن عبدالله ح.
وحدثنا أبو بكر الطلحي ، قال : ثنا عبيد بن غنام ، قالا : ثنا محمد بن عبد الله بن نمير ، قال : ثنا محمد بن بشر ، قال : ثنا علي بن صالح ، عن أبي إسحاق ، عن أبي جحيفة قال : قالوا يا رسول الله نراك وقد شبت قال : "شيبتني هود وأخواتها ".
اختلف على أبي إسحاق :
فرواه أبو اسحاق ، عن أبي جحيفة .
وروي عنه ، عن عمرو بن شرحبيل ، عن أبي بكر .
وروي عنه ، عن مسروق ، عن أبي بكر.
وروي عنه ، عن مصعب بن سعد ، عن أبيه.
وروي عنه ، عن عامر بن سعد ، عن أبي بكر.
وروي عنه ، عن أبي الأحوص ، عن عبد الله رضي الله تعالى عنهم.
[ حلية الأولياء 4/350 ].
مدار الحديث على أبي إسحاق السبيعي ، وقد اختلف عنه ، وعمن دونه كما يلي :
الاختلاف عن إسرائيل بن يونس .
(( تخريج الحديث ))
الحديث يرويه إسرائيل بن يونس ، واختلف عليه من وجهين :-
الأول : يروى عنه ، عن أبي إسحاق ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، عن أبي بكر ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
__________
(1) ينظر : الطبقات الكبرى 6/181 ، الجرح والتعديل 7/14 ت 62 ، تهذيب الكمال 22/445 ت 4548 ، تقريب التهذيب ص 758ت 5253.(1/457)
الثاني : يروى عنه ، عن أبي إسحاق ، عن عكرمة ، عن أبي بكر - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
تخريج الوجه الأول :
( إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن عكرمة ، عن عبد الله بن عباس ، عن أبي بكر ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - )
يرويه من هذا الوجه عن إسرائيل أربعة :-
عبيد الله بن موسى .
رواه عنه ابن سعد في الطبقات الكبرى 1/335.
إسماعيل بن صبيح.
رواه الدارقطني في العلل 1/200-201.
النضر بن شميل.
رواه الدارقطني في العلل 1/201.
تخريج الوجه الثاني :
( إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن عكرمة ، عن أبي بكر - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
يرويه من هذا الوجه عن إسرائيل بن يونس خمسة :
النضر بن شميل.
رواه الدارقطني في العلل 1/203.
وكيع بن الجراح .
رواه الدارقطني في العلل 1/203-204.
أبو أحمد الزبيري.
رواه عنه عمر بن شبة في تاريخ المدينة المنورة 2/626.
عبد الله بن رجاء.
رواه الدارقطني في العلل 1/204.
مخول بن إبراهيم.
رواه الدارقطني في العلل 1/204.
(( تراجم الرواة ))
أولاً : ترجمة مدار الحديث:
إسرائيل بن يونس أبي إسحاق.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 10 ).
ثانياً : تراجم رواة الوجه الأول.
1-عبيد الله بن موسى بن أبي المختارالعبسي ، أبو محمد الكوفي [ع ].
روى عن : سفيان الثوري ، شعبة بن الحجاج ، والأعمش ، سليمان بن مهران.
روى عنه : علي بن شيبة ، والبخاري ، وسفيان بن وكيع.
فالمعدلون له :
قال يحيى بن معين : " ثقة " ، وقال أبو حاتم :" صدوق ، ثقة ، حسن الحديث " ، وقال العجلي:"ثقة"،وكان عالماً بالقرآن رأساً فيه " ، وقال ابن حجر :" ثقة ، كان يتشيع ".
والمجرحون :
قال الإمام أحمد : كان صاحب تخاليط ، وحدث بأحاديث سوء أخرج تلك البلايا فحدث بها " ، وقال :" كل بلية تأتي من عبيد الله بن موسى " ، وقال أبو داود :" كان محترقاً ، شيعياً ، جاز حديثه "(1/458)
والراجح أنه ثقة ، ومن ضعفه فبسبب تلك الأحاديث التي حدث بها عن الشيعة ، قال ابن سعد :" كان ثقة صدوقاً ، إن شاء الله ، كثير الحديث حسن الهيئة ، وكان يتشيع ، ويروي أحاديث في التشيع منكرة ؛ فضعف بذلك عند كثير من الناس ، وكان صاحب قرآن ".
مات سنة ثلاث عشرة ومائتين (1).
2- إسماعيل بن صبيح اليشكري الكوفي [ ق ].
روى عن :إسرائيل بن يونس ، وجابرالجعفي ، وحماد بن سلمة .
روى عنه : ابنه الحسن ، وأبو كريب محمد بن العلاء .
ذكره ابن حبان في الثقات ،وقال الذهبي :" ثقة " ، وقال ابن حجر :" صدوق " ، مات سنة سبع عشرة ومائتين (2)
3-النضر بن شميل.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 19 ).
ثالثاً : تراجم رواة الوجه الثاني :
1-النضر بن شميل
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 19 ).
2-وكيع بن الجراح
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 1 ).
3-أبو أحمد الزبيري
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 2 ).
4-عبد الله بن رجاء بن عمر الغداني (3) البصري ،[ خ س ق ].
روى عن إسرائيل بن يونس ، وجرير بن أيوب ، وحماد بن سلمة.
روى عنه : إبراهيم الحربي ، وأبو بكر الأثرم ، وخليفة بن خياط.
__________
(1) ينظر : الطبقات الكبرى 6/368 ، تاريخ الدارمي عن يحيى بن معين ص 63 ت 99 ، الجرح والتعديل 5/334 ت 1582 ، سؤالات الآجري لأبي داود 1/154 ت 16 و 1/297 ت 473، معرفة الثقات 2/114 ت 1171 ، تهذيب الكمال 19/164 ت 3689 ، تقريب التهذيب ص 645 ت 4376 .
(2) ينظر : الثقات 8/97 ، تهذيب الكمال 3/110 ت 453 ، الكاشف 1/246 ت 383 ، تقريب التهذيب ص 140 ت 457.
(3) الغداني : بضم الغين المعجمة ، وفتح الدال المهملة المخففة ، وفي آخرها نون ، هذه النسبة إلى غدانة بن يربوع ، من تميم ، الأنساب 4/283.(1/459)
قال يحيى بن معين :" كان شيخاً صدوقاً لا بأس به " ، وقال أبو زرعة :" حسن الحديث في إسرائيل " ، وقال أبو حاتم :" ثقة ، رضى " ، وذكره ابن حبان في الثقات ، وقال ابن حجر :" صدوق يهم قليلاً " مات سنة عشرين ومائة (1).
مخول بن إبراهيم النهدي الحناط كوفى .
روى عن : عبد الجبار بن العباس الشبامى ، وإسرائيل بن يونس .
روى عنه : أحمد بن يحيى الصوفي ، وأحمد بن عثمان بن حكيم ، وأبو حاتم الرازي.
قال أبو حاتم : " صدوق " ، وذكره ابن حبان في الثقات ، وقال الذهبي : " رافضي بغيض، صدوق في نفسه " (2)
(( دراسة الاختلاف ))
يتبين من تخريج الحديث أنه قد اختلف عن إسرائيل بن يونس من وجهين :-
الأول : يرويه عبيد الله بن موسى ، وإسماعيل بن صبيح ، والنضر بن شميل ، ثلاثتهم ،عن إسرائيل بن يونس ، عن أبي إسحاق ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، عن أبي بكر ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثاني : يرويه النضر بن شميل ، ووكيع بن الجراح ، وأبو أحمد الزبيري ، وعبد الله بن رجاء ، ومخول بن إبراهيم ، خمستهم ، عن إسرائيل بن يونس ،عن أبي إسحاق ، عن عكرمة ، عن أبي بكر - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
وبعد النظر في حال المدار ، وأحوال الرواة المختلفين يكون الوجه الثاني هو الراجح ، لأن رواته أكثر عدداً، فقد رواه بهذا الوجه خمسة وفيهم عبد الله بن رجاء من المقدمين في إسرائيل بن يونس، خالفهم في الوجه الأول ثلاثة.
وقد رجح الدارقطني هذا الوجه عن إسرائيل بن يونس (3).
*******************
الاختلاف عن زكريا بن أبي زائدة .
__________
(1) ينظر:تاريخ يحيى بن معين رواية الدارمي ص181 ت 652 ، الجرح والتعديل 5/55 ت 255 ، الثقات 8/352 ، تهذيب الكمال 14/495 ت 3262 ، تقريب التهذيب ص 505 ت 3332.
(2) ينظر : الجرح والتعديل 8/399 ت 1831 ، الثقات 9/203 ، ميزان الاعتدال6/391.
(3) العلل 1/203.(1/460)
الأول :يروى عنه،عن أبي إسحاق ، عن عمرو بن شرحبيل ، عن أبي بكر - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثاني : يروى عنه ،عن أبي إسحاق السبيعي ،عن مسروق ، عن أبي بكر ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
تخريج الوجه الأول :
( زكريا بن أبي زائدة ، عن أبي إسحاق ، عن عمرو بن شرحبيل ، عن أبي بكر - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
يرويه عبد الرحيم بن سليمان من هذا الوجه عن زكريا بن أبي زائدة.
رواه أبو بكر المروزي في مسند أبي بكر الصديق ص 69 ح 32 ، ومن طريقه : رواه الدارقطني في العلل 1/208 ، وابن عساكر في تاريخ دمشق 4/175.
تخريج الوجه الثاني :
( زكريا بن أبي زائدة ، أبو إسحاق السبيعي عن مسروق عن أبي بكر ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
يرويه أبو معاوية : محمد بن خازم من هذا الوجه عن زكريا بن أبي زائدة
رواه أبو بكر الشافعي في الغيلانيات 1/323 ح( 107 )، ومن طريقه :رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق 4/172 ، ورواه الطبراني في المعجم الأوسط 8/160 ح 8269 ، وقال :"
لم يرو هذا الحديث عن أبي إسحاق عن مسروق عن أبي بكر إلا زكريا بن أبي زائدة تفرد به أبو معاوية " ، وابن عساكر في تاريخ دمشق 4/173.
(( تراجم الرواة ))
أولاً : ترجمة مدار الحديث.
زكريابن أبي زائدة.
ثقة ، مدلس ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 10 ).
ترجمة راوي الوجه الأول:
عبد الرحيم بن سليمان الكناني ، أبو علي المروزي ، [ ع ].
روى عن : إسماعيل بن ابي خالد ، وسفيان الثوري ، وزكريا بن أبي زائدة.
روى عنه : أبو بكر بن أبي شيبة ، ومحمد بن العلاء ، وهناد بن السري.(1/461)
قال يحيى بن معين ، والعجلي :" ثقة " وقال أبو حاتم :" صالح الحديث " وقال النسائي :"ليس به بأس" وذكره بن حبان في كتاب الثقات ، وقال الذهبي :" ثقة ، حافظ ، مصنف " ، مات سنة سبع وثمانين ومائة (1).
ثالثاً : ترجمة راوي الوجه الثاني .
أبو معاوية : محمد بن خازم .
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 5 ).
(( دراسة الاختلاف ))
يتبين من تخريج الحديث أنه قد اختلف عن زكريا بن أبي زائدة من وجهين :
الأول :يرويه عبد الرحيم بن سليمان ، عن زكريا بن أبي زائدة ، عن أبي إسحاق ، عن عمرو بن شرحبيل ، عن أبي بكر - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثاني : يرويه أبو معاوية : محمد بن خازم ، عن زكريا بن أبي زائدة ، أبو إسحاق السبيعي عن مسروق عن أبي بكر ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
وبعد النظر في حال المدار ، وأحوال الرواة المختلفين يكون الوجه الأول هو الراجح ، فكأن محمد بن خازم لم يضبط هذا الحديث فقد تعددت رواياته لهذا الحديث فقد رواه بها الوجه ، ورواه مرة أخرى عن الشعبي ، عن مسروق ، وقد جاء في ترجمته أنه يخطئ ، وربما أتى بما ينكر في غير حديث الأعمش.
*******************
الاختلاف عن يونس بن أبي إسحاق.
(( تخريج الحديث ))
الحديث يرويه يونس بن أبي إسحاق ، واختلف عنه من ثلاثة أوجه :
الأول : يروى عنه ، عن أبي إسحاق السبيعي ، عن علقمة ، عن أبي بكر - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثاني : يروى عنه ، عن أبي إسحاق ، عن عكرمة ، عن ابن عباس - رضي الله عنه - ، أبي بكر - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
__________
(1) ينظر:الجرح والتعديل 5/339 ت 1602 ، معرفة الثقات 2/93 ت 1095 ، الثقات 8/412 ، تهذيب الكمال 18/36 ت 3407 ، الكاشف 1/650ت 3356 ، تقريب التهذيب ص607 ت 4084.(1/462)
الثالث :يروى عنه ، عن أبي إسحاق ، عن عكرمة ، عن أبي بكر - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -
تخريج الوجه الأول :
( يونس بن أبي إسحاق ،عن أبي إسحاق السبيعي ، عن علقمة ، عن أبي بكر - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
يرويه الحسن بن قتيبة من هذا الوجه عن يونس.
رواه الدارقطني في العلل 1/209.
تخريج الوجه الثاني :
( يونس بن أبي إسحاق ، عن أبي إسحاق ، عن عكرمة ، عن ابن عباس - رضي الله عنه - ، أبي بكر - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
يرويه النضر بن شميل من هذا الوجه عن يونس.
رواه الدارقطني في العلل 1/202.
تخريج الوجه الثالث :
( يونس بن أبي إسحاق ،عن أبي إسحاق ، عن عكرمة ، عن أبي بكر - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
يرويه القاسم بن الحكم من هذا الوجه عن يونس.
رواه الدارقطني في العلل 1/204-205.
(( تراجم الرواة ))
أولاً : ترجمة مدار الحديث.
يونس بن أبي إسحاق .
صدوق ، يهم قليلاً ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 36 ).
ثانياً : ترجمة راوي الوجه الأول.
الحسن بن قتيبة الخزاعي المدائني.
روى عن : مسعر بن كدام ، ويونس بن أبي إسحاق.
روى عنه : محمد بن عيسى المدائني.
قال أبو حاتم :" ليس بقوي ، ضعيف الحديث " ، قال الدارقطني :" متروك الحديث " ، وقال العقيلي:" كثير الوهم " ، وقال الذهبي :" هالك " (1)
ثالثاً : ترجمة راوي الوجه الثاني .
النضر بن شميل.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 19 ).
رابعاً : ترجمة راوي الوجه الثالث .
القاسم بن الحكم.
صدوق فيه لين ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 13 ).
(( دراسة الاختلاف ))
يتبين من تخريج الحديث أنه قد اختلف عن يونس بن أبي إسحاق من ثلاثة أوجه :
__________
(1) ينظر : الجرح والتعديل 3/33 ت 138 ، سؤالات البرقاني للدارقطني ص 12 ت 38 ، ميزان الاعتدال 2/270 ،(1/463)
الأول : يريه الحسن بن قتيبة المدائني ، عن يونس بن أبي إسرائيل ، عن أبي إسحاق السبيعي ، عن علقمة ، عن أبي بكر - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثاني : يرويه النضر بن شميل ، عن يونس بن أبي إسحاق ، عن أبي إسحاق ، عن عكرمة ، عن ابن عباس - رضي الله عنه - ، أبي بكر - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثالث :يرويه القاسم بن الحكم ، عن يونس بن أبي إسحاق ،عن أبي إسحاق ، عن عكرمة ، عن أبي بكر - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -
وبعد النظر في حال المدار ، وأحوال الرواة المختلفين يكون الوجه الثاني هو الراجح فراويه ثقة ، وقد خالفه في الوجهين الآخرين منهم دونه.
******************
الاختلاف عن أبي إسحاق السبيعي.
(( تخريج الحديث ))
الحديث يرويه أبو إسحاق السبيعي ، واختلف عليه من أحد عشر وجهاً :-
الأول : يروى عنه ، عن أبي الأحوص ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - ، عن أبي بكر - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثاني : يروى عنه ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثالث : يروى عنه ،عن عكرمة ، عن ابن عباس ، عن أبي بكر - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الرابع : يروى عنه عن ، عمرو بن شرحبيل ، عن أبي بكر - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الخامس:يروى عنه ، عن مسروق ، عن عائشة - رضي الله عنه - ، عن أبي بكر - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
السادس : يروى عنه ، عن عكرمة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
السابع : يروى عنه ، عن عكرمة ، عن أبي بكر - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثامن : يروى عنه،عن مصعب بن سعد عن أبيه : سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .(1/464)
التاسع : يروى عنه ، عن عامر بن سعد البجلي ، عن أبي بكر - رضي الله عنه - ،عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
العاشر : يروى عنه ، عن عامر بن سعد ، عن أبيه سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الحادي عشر : يروى عنه ، عن أبي جحيفة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
تخريج الوجه الأول :
( أبو إسحاق ، عن أبي الأحوص ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - ، عن أبي بكر - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
تفرد به عمرو بن ثابت من هذا الوجه عن أبي إسحاق.
رواه الطبراني في المعجم الكبير 10/125 ح (10091) ، ومن طريقه : رواه ابن الشجري في الأمالي 2/241 ، ورواه الدارقطني في العلل 1/210.
تخريج الوجه الثاني :
( أبو إسحاق ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
تفرد به معمر بن راشد الصنعاني من هذا الوجه عن أبي إسحاق.
رواه عنه عبد الرزاق في المصنف 3/368 ح( 5997).
تخريج الوجه الثالث :
( أبو إسحاق ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، عن أبي بكر - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
يرويه من هذا الوجه عن أبي إسحاق اثنان :-
شيبان بن عبد الرحمن.
رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 1/335 ،وأبو بكر المروزي في مسند أبي بكر الصديق ص 68 ح( 30 ) ، والترمذي في الشمائل ص 56ح(41 ) ، وفي العلل الكبير 2/899 ، وفي سننه ، كتاب : التفسير ، باب (56) : ومن سورة الواقعة 5/402 ح ( 3297 ) ومن طريقه : رواه البغوي في الأنوار 1/336 ح( 451 ) ، والدارقطني في العلل 4/350 ، والحاكم في المستدرك 2/343 ، وأبو نعيم من في حلية الأولياء 4/350 ، والبيهقي في دلائل النبوة 1/357 ، وابن عساكر في تاريخ دمشق 4/170.
يونس بن أبي إسحاق.
سبق بيان مواضع الرواية عنه ، وأنه قد اختلف عنه ، وأن هذا هو الوجه الراجح عنه.
تخريج الوجه الرابع:(1/465)
( أبو إسحاق عن ، عمرو بن شرحبيل ، عن أبي بكر - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
تفرد به زكريا بن أبي زائدة من هذا الوجه عن أبي إسحاق السبيعي.
سبق بيان مواضع الرواية عنه ، وأنه قد اختلف عنه ، وأن الراجح من طريقه هو مارواه عن أبي إسحاق على هذا الوجه.
تخريج الوجه الخامس :
( أبو إسحاق ، عن مسروق ، عن عائشة - رضي الله عنه - ، عن أبي بكر - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
تفرد به محمد بن سلمة النصيبي من هذا الوجه عن أبي إسحاق السبيعي.
رواه الدارقطني في العلل 1/208.
تخريج الوجه السادس :
( أبو إسحاق ، عن عكرمة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
يرويه من هذا الوجه عن أبي إسحاق اثنان :-
1- أبو بكر بن عياش .
رواه عبد الله بن أحمد في زياداته عبد الله على الزهد ص23 ح ( 46 ) ، والدارقطني في العلل 1/205.
2- مسعود بن سعد الحنفي.
رواه الدارقطني في العلل 1/205-206.
تخريج الوجه السابع :
( أبو إسحاق ، عن عكرمة ، عن أبي بكر - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
يرويه من هذا الوجه عن أبي إسحاق ثلاثة :-
أبو الأحوص : سلام بن سليم .(1/466)
رواه عنه سعيد بن منصور في السنن 5/370 ح( 1110 ) ، ورواه أبو بكر المروزي في مسند أبي بكر الصديق ص 69 ح( 31 ) ، وابن أبي شيبة في المصنف ، كتاب :فضائل القرآن ، باب ( 63 ) : ما جاء في صعاب السور 6/151 ح( 30259 ) (1) ، ورواه في مسنده ، انظر المطالب العالية 14/723 ح (3632 ) ، وابن سعد في الطبقات الكبرى 1/336،و أبو يعلى في المسند 1/102 ح( 108) ،و الدارقطني في العلل 1/205 ، وابن الشجري في الأمالي 2/241 ، و ابن عساكر في تاريخ دمشق 4/172 .
2- إسرائيل بن يونس.
سبق بيان مواضع الرواية عنه ، وأنه قد اختلف عليه ، وأن الراجح من طريقه مارواه عن أبي إسحاق على هذا الوجه.
3- زهير بن معاوية.
رواه الدارقطني في العلل 1/204.
تخريج الوجه الثامن .
( أبو إسحاق ، عن مصعب بن سعد ،عن أبيه : سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
رواه الدارقطني في العلل 1/209.
تخريج الوجه التاسع .
( أبو إسحاق ، عن عامر بن سعد البجلي ، عن أبي بكر ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - )
رواه الدارقطني في العلل 1/210 ، وأبو الحسين الطيوري في الطيوريات ، انتخاب أبي طاهر السلفي ص 478-479 ح 856.
تخريج الوجه العاشر.
( أبو إسحاق عن عامر بن سعد عن أبيه سعد بن أبي وقاص ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
رواه قال الدارقطني في العلل 1/209 ، وأبو الشيخ الأصبهاني في جزء فيه حديثه انتقاء أبي بكر بن مردويه ص 151 ح 74.
وهذه الأوجه الثلاثة تفرد بها عبد الكريم بن عبد الرحمن الخراز عن أبي إسحاق السبيعي.
تخريج الوجه الحادي عشر.
__________
(1) زاد محقق الكتاب هنا تبعاً لصنيع محقق الطبعة الهندية 10/553 ح 10317 [ ابن عباس - رضي الله عنه - ] ناقلاً لذلك من سنن الترمذي ، وهذا تصرف من المحقق ، والنص في المطالب العالية 14 / 723 عن أبي بكر بن أبي شيبة من غير هذه الزيادة.(1/467)
( أبو إسحاق ، عن أبي جحيفة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
تفرد به من هذا الوجه علي بن صالح بن حي.
رواه الترمذي في الشمائل ص 58 ح ( 42 ) ، ومن طريقه رواه البغوي في الأنوار 1/229 ح( 282 ) ، ورواه أبو الفضل الزهري في حديثه 1/286 ح ( 256 ) ، وسمويه الأصبهاني في فوائده ص 77 ح(30 ) ( ضمن مجموع) ، ومن طريقه : رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 4/350 ، ورواه أبو يعلى في المسند 2/184 ح (880 ) ، ومن طريقه : رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق 4/173 ، ورواه الطبراني في المعجم الكبير 22/123 ح ( 318 ) ، وأبو نعيم في حلية الأولياء 4/350.
(( تراجم الرواة ))
أولاً : ترجمة مدار الحديث.
أبو إسحاق السبيعي.
ثقة ، مدلس ، اختلط بآخرة سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 10 ).
ثانياً :ترجمة راوي الوجه الأول .
عمرو بن ثابت بن هرمز البكري أبو محمد الكوفي ،[ فق ].
روى عن : أبي إسحاق السبيعي ، وسماك بن حرب ، وميمون بن مهران.
روى عنه : محمد بن فضيل ، ويحيى بن آدم ، ومعلى بن منصور.
قال عبد الله بن المبارك : لا تحدثوا عن عمرو بن ثابت فإنه كان يسب السلف " ، وقال يحيى بن معين :" ليس بثقة ، ولا مأمون لا يكتب حديثه " ،وقال البخاري :" متروك " وقال :" ليس بشيء " وقال أبو زرعة ، وأبو حاتم :" ضعيف الحديث " ، وقال النسائي :" متروك الحديث " ، وقال ابن حبان :"يروي الموضوعات عن الأثبات"، وقال ابن عدي :" الضعف على رواياته بين " (1).
ثالثاً :ترجمة راوي الوجه الثاني.
معمر بن راشد الصنعاني.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 8 ).
رابعاً :تراجم رواة الوجه الثالث.
شيبان بن عبد الرحمن.
__________
(1) ينظر: تاريخ يحيى بن معين رواية الدارمي ص 151 ت 520 ، العلل ومعرفة الرجال عن الإمام أحمد 3/486 ت 6079 ، الضعفاء والمتروكين للبخاري ص 80 ت 450 ، الجرح والتعديل 6/223 ت 1239 ، الكامل لابن عدي 5/121 ، تهذيب الكمال 21/553 ت 4333 .(1/468)
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 8 ).
2-يونس بن أبي إسحاق.
صدوق يهم قليلاً ، سبقت ترجمته قريباً رقم ( 36 ).
خامساً :ترجمة راوي الوجه الرابع.
زكريا بن أبي زائدة.
ثقة ، مدلس سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 10 ).
سادساً :ترجمة راوي الوجه الخامس.
محمد بن سلمة النصيبي ، الشامي ، ويقال له أيضاً النباتي.
روى عن أبي إسحاق السبيعي ، والأعمش.
روى عنه : عبد الملك بن زياد النصيبي ، وعبد الله بن عصمة النصيبي.
قال ابن حبان :" لا تحل الرواية عنه ، إلا على سبيل الاعتبار "(1).
سابعاً :ترجمة راوي الوجه السادس.
أبو بكر بن عياش.
صدوق ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 11 ).
مسعود بن سعد الجعفي ، أبو سعد الكوفي [ قد س].
روى عن : أبي إسحاق السبيعي ، وسليمان الأعمش ، وعطاء بن السائب.
روى عنه : سليمان بن حيان ، وأبو نعيم : الفضل بن دكين.
قال يحيى بن معين ، والنسائي ، والعجلي ، وابن حجر :" ثقة " ، وقال أبو حاتم :" يكتب حديثه " ،وذكره بن حبان في كتاب الثقات ، وقال الذهبي :" ثقة " ، و قال ابن حجر:" ثقة ، عابد " (2)،
ثامناً :تراجم راوي الوجه السابع.
1-أبو الأحوص : سلام بن سليم الحنفي.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 10 ).
2-إسرائيل بن يونس.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 10 ).
3-زهير بن معاوية
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 9 ).
تاسعاً : ترجمة راوي الأوجه الثامن ، والتاسع ، والعاشر.
عبد الكريم بن عبد الرحمن الخزاز .
روى عن : جابر الجعفي ، وأبي إسحاق السبيعي.
روى عنه : جبارة بن مغلس ، وعامر بن سيار.
__________
(1) ينظر :المجروحين 2/266 ، لسان الميزان 5/188 ت 7482 .
(2) ينظر:الجرح والتعديل 8/283 ت 1299 ، معرفة الثقات 2/276 ت 1712 ، الثقات 3/396 ، تهذيب الكمال 27/ 473 ت 5910 ، الكاشف 2/257 ت 5399 ،تقريب التهذيب ص 936 ت 6654 .(1/469)
قال الأزدي :" واهي الحديث جداً " ، وذكره الذهبي في المغني في الضعفاء (1).
عاشراً : ترجمة راوي الوجه الحادي عشر.
علي بن صالح بن صالح بن حي الهمداني
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 36 ).
(( دراسة الاختلاف ))
يتبين من تخريج الحديث أنه قد اختلف عن أبي إسحاق السبيعي من أحد عشر وجهاً :
الأول : يرويه عمرو بن ثابت الكوفي ، عن أبي إسحاق السبيعي ، عن أبي الأحوص ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - ، عن أبي بكر - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثاني : يرويه معمر بن راشد ، عن أبي إسحاق السبيعي ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثالث : شيبان بن عبد الرحمن ، ويونس بن أبي إسحاق ، كلاهما عن أبي إسحاق السبيعي ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، عن أبي بكر - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الرابع : يرويه زكريا بن أبي زائدة ، عن أبي إسحاق السبيعي ، عن عمرو بن شرحبيل ، عن أبي بكر - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الخامس:يرويه محمد بن سلمة النصيبي ، عن أبي إسحاق السبيعي ، عن مسروق ، عن عائشة - رضي الله عنه - ، عن أبي بكر - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
السادس : يرويه أبو بكر بن عياش ، ومسعود بن سعد الجعفي ، كلاهما عن أبي إسحاق السبيعي ، عن عكرمة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
السابع : يرويه أبو الأحوص ، وزهير بن معاوية ، وإسرائيل بن يونس ، ثلاثتهم عن أبي إسحاق السبيعي ، عن عكرمة ، عن أبي بكر - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثامن : يرويه عبد الكريم الخراز ، عن أبي إسحاق ، عن مصعب بن سعد عن أبيه : سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
__________
(1) ينظر : ميزان الاعتدال 4/389 ، المغني في الضعفاء 2/402 ت 3788 ، لسان الميزان 4/53.(1/470)
التاسع : يرويه عبد الكريم الخراز ، عن أبي إسحاق ، عن عامر بن سعد البجلي ، عن أبي
بكر ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
العاشر : يرويه عبد الكريم الخراز ، عن أبي إسحاق ، عن عامر بن سعد ، عن أبيه سعد بن أبي وقاص ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الحادي عشر : يرويه علي بن صالح ، عن أبي إسحاق ، عن أبي جحيفة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
وبعد النظر في حال المدار ، وأحوال الرواة المختلفين يكون الوجه السابع هو الراجح ، لأنه من رواية الأكثر عدداً ، فقد رواه بهذا الوجه عن أبي إسحاق أربعة ، وفيهم أوثق الرواة عنه وأعرفهم بحديثه حفيده إسرائيل بن يونس.
وأما الوجه الأول فتفرد به عن أبي إسحاق راوٍ متروك .
والوجه الثاني تفرد به معمر بن راشد الصنعاني ، وهو ثقة لكن في حديثه عن أهل العراق نظر قال يحيى بن معين :" إذا حدثك معمر عن العراقيين فخفه " ، وقال ابن رجب :" كان يضعف حديثه عن أهل العراق خاصة " (1) .
والوجهين الثالث ، والرابع ، والسادس فمردودة لمخالفة أصحابها رواية الأكثر.
والوجه الخامس تفرد به عن أبي إسحاق ضعيف .
أما الوجه الثامن والتاسع والعاشر فمردودة ، لأنهم من رواية عبد الكريم بن عبد الرحمن الخراز ،وقد اضطرب في هذا الحديث ، ولعل هذا منه أو من راوي الأوجه الثلاثة عنه جبارة بن مغلس ( ضعيف ) (2) .
والوجه الحادي عشر مردود لمخالفة راويه الجمع من الثقات ، وقد حكم الإمام أحمد عليه بأنه وهم ، ثم قال :" إنما هو أبو إسحاق عن عكرمة " (3) ، ورجح أبو حاتم الحديث من طريق أبي الأحوص ، وقال :" مرسل أصح" (4) ، ورجح الدارقطني الحديث من طريق إسرائيل وقال :" وهو الصواب ، عن إسرائيل "(5).
(( الحكم على الحديث ))
__________
(1) شرح علل الترمذي لابن رجب 2/612.
(2) تقريب التهذيب ص 194 ت 898.
(3) مسائل الإمام أحمد برواية أبي داود ص 393.
(4) علل الحديث 2/110.
(5) العلل 1/203.(1/471)
سأدرس إسناد الحديث من الوجه المرجح بإسناد سعيد بن منصور حيث رواه عن أبي الأحوص ، عن أبي إسحاق ، عن عكرمة قال : قال أبو بكر يا رسول الله ما شيبك ، الحديث.
أبو الأحوص : سلام بن سليم الحنفي.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 10 ).
أبو إسحاق السبيعي.
ثقة ، مدلس ، اختلط بآخرة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 10 ).
عكرمة القرشي الهاشمي أبو عبد الله المدني مولى عبد الله بن عباس [ع ].
روى عن جابر بن عبد الله ، ومولاه عبد الله بن عباس رضي الله عنهم.
روى عنه : أبو إسحاق السبيعي ، والحكم بن عتيبة.
قال يحيى بن معين ، وأبو حاتم ، والعجلي ، والنسائي ، :" ثقة " ، قال البخاري :" ليس أحد من أصحابنا إلا احتج بعكرمة "، وقال ابن حجر :" ثقة ، ثبت ، عالم بالتفسير ، لم يثبت تكذيبه عن ابن عمر ، ولا تثبت عنه بدعة "، مات سنة خمس ومائة (1).
أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - .
صحابي.
الحكم على الحديث :
الحديث بهذا الإسناد ضعيف ، للانقطاع بين عكرمة وأبي بكر الصديق - رضي الله عنه - ، قال أبوزرعة
:" عكرمة عن أبي بكر الصديق مرسل " (2) ، وتدليس أبي إسحاق السبيعي .
وقد ورد الحديث من طريق طلحة بن عمرو ، عن عطاء ، عن ابن عباس أن أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - قالوا :" يارسول الله لقد أسرع إليك الشيب "!، قال :" أجل ؛ لقد شيبتني هود وأخواتها ".
__________
(1) ينظر:تاريخ يحيى بن معين رواية الدارمي ص 163 ت 581، التاريخ الكبير 7/49 ت 218 ، الجرح والتعديل 7/8 ت 32 ، معرفة الثقات 2/145 ت 1272 ، تهذيب الكمال 20/264 ت 4009 ، تقريب التهذيب ص 687 ت 4707 .
(2) جامع التحصيل ص 239 ، تحفة التحصيل 232.(1/472)
رواه أبو طاهر المخلص في جزء فيه سبعة مجالس من أماليه ص 55ح ( 16) ، وهذا حديث ضعيف جداً ؛ في إسناده أحمد بن عبد الله بن سيف السجستاني ، لا يعرف ، وطلحة بن عمرو بن عثمان الحضرمي ، قال الإمام أحمد:" لاشيئ ، متروك " ، وقال النسائي ، وابن حجر :" متروك " (1).
ومما تضعف به هذ الأحديث أنا تعارض حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قبض وليس في رأسه ولحيته عشرون شعرة بيضاء " ، رواه البخاري في صحيحه ، كتاب :المناقب ، باب (20 ) : صفة النبي - صلى الله عليه وسلم - 3/452 ح ( 3354 ) ، ومسلم في صحيحه ، كتاب : الفضائل ، باب ( 31 ) : صفة النبي - صلى الله عليه وسلم - ومبعثه وسنه 4/1824 ح ( 2347 ).
قال أبو نعيم رحمه الله :
حدثنا أبو بكر بن خلاد ، قال : ثنا الحارث بن أبي أسامة ، قال : ثنا مسلم بن إبراهيم ح.
وحدثنا أحمد بن يعقوب بن المهرجان ، وحبيب بن الحسن ، قالا : ثنا يوسف القاضي ، قال: ثنا سليمان بن حرب ح.
وحدثنا حبيب بن الحسن ، قال : ثنا عمر بن حفص السدوسي قال : ثنا عاصم بن علي ، قالوا : ثنا محمد بن طلحة بن مصرف ، قال : ثنا زبيد بن الحارث ، عن عبدالرحمن بن أبي ليلى قال : قال عمر :" الصلاة يوم الجمعة ركعتان ، ويوم الفطر ركعتان ، ويوم النحر ركعتان ، وصلاة السفر ركعتان تمام ليس بقصر على لسان نبيكم - صلى الله عليه وسلم - ".
ورواه عن زبيد : سماك بن حرب ، والثوري ، وشعبة ، وشريك ، وعلي بن صالح ، والجراح أبو وكيع ، وعمرو بن قيس الملائي ، وعبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن ، ويزيد بن زياد بن أبي الجعد ، ويزيد بن عبد الله ، وعمار بن رزيق ، والقاسم بن الوليد ، وقيس بن الربيع وعبد الله بن ميمون الطهوي ، وعبد الرحمن بن زبيد ، ويحيى بن أبي أنيسة ، و ياسين الزيات .
__________
(1) ينظر: الجرح والتعديل 4/478 ، تقريب التهذيب ص 464 ت 3047.(1/473)
واختلف على زبيد فيه فأرسله جماعة من ذكرنا عن عبد الرحمن ، عن عمر.
وقال يزيد بن زياد ، عن زبيد ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن كعب بن عجرة ، عن عمر .
وقال ياسين الزيات ، عن زبيد ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن كعب سمعت عمر على المنبر يقول .
[ حلية الأولياء 4/ 353 – 354 ].
وقال رحمه الله :
حدثنا أبو بكر بن خلاد ، ثنا الحارث بن أبي أسامة ، ثنا مسلم بن إبراهيم ، ثنا محمد بن طلحة ، ثنا زبيد ، عن عبدالرحمن بن أبي ليلى ، قال : قال عمر بن الخطاب :" الصلاة يوم الجمعة ركعتان ويوم الفطر ركعتان ويوم النحر ركعتان وصلاة السفر ركعتان وهو تمام ليس بقصر على لسان نبيكم - صلى الله عليه وسلم - ".
رواه عبدالرحمن بن مهدي ، ويحيى بن الموطأ ، عن محمد بن طلحة مثله.
وممن روى هذا الحديث عن زبيد سماك بن حرب ، وعمرو بن قيس الملائي ، والثوري وشعبة ، والجراح أبو وكيع ، وعبدالله بن عيسى بن عبدالرحمن ، ويزيد بن زياد بن أبي الجعد ، وعلي بن صالح ، والقاسم بن الوليد ، وقيس بن الربيع ، وعمار بن زريق ، وعبدالرحمن بن زبيد ، وعبدالله بن ميمون الطهوي ، ويحيى بن أبي أنيسة ، وياسين الزيات .
ورواه معاذ بن معاذ ، وابن مهدي ، عن الثوري ، عن زبيد ، عن عبدالرحمن بن أبي ليلى عن أبيه عن عمر.
[ حلية الأولياء 5/37 ].
مدار الحديث على زبيد بن الحارث ، وقد اختلف عنه ، وعن الثوري في روايته عن عنه ، وعمن دونه ، كما يلي :
الاختلاف عن عبد الرحمن بن مهدي .
(( تخريج الحديث ))
الحديث يرويه عبد الرحمن بن مهدي ، واختلف عنه من وجهين :-
الأول :يروى عنه عن سفيان عن ، عن زبيد ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -،عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
الثاني : يروى عنه ، عن سفيان ،عن زبيد ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن أبيه ، عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -،عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
تخريج الوجه الأول :(1/474)
(عبد الرحمن بن مهدي ، عن سفيان عن ، عن زبيد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -،عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
رواه عنه الإمام أحمد في المسند 1/367 ح ( 257 ).
تخريج الوجه الثاني :
( عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان ،عن زبيد ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن أبيه عن
عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -،عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
يروه محمد بن عبد الله بن عمار من هذا الوجه عن عبدالرحمن بن مهدي.
رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 5/37-38.
(( تراجم الرواة ))
أولاً : ترجمة مدار الحديث.
عبد الرحمن بن مهدي العنبري.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 8 ).
ترجمة راوي الوجه الأول.
أحمد بن محمد بن حنبل.
ثقة ، إمام ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 11 ).
ترجمة راوي الوجه الثاني .
محمد بن عبد الله بن عمار بن سوادة الأزدي الغامدي أبو جعفر البغدادي [ س ].
روى عن : هشام بن عمار ، ووكيع بن الجراح ، وعيسى بن يونس.
روى عنه النسائي ، وأبو يعلى الموصلي ، والوليد بن مضاء الموصلي.
قال النسائي ، وعبد الله بن أحمد ، والدارقطني ، ومسلمة بن القاسم الأندلسي ، وابن حجر :" ثقة " ، وذكره بن حبان في كتاب الثقات ، وقال ابن عدي :" وكان عندهم ثقة " ، وقال أبو حاتم "لا بأس به" ، مات سنة اثنتين وأربعين ومائتين (1) .
(( دراسة الاختلاف ))
وبعد النظر في حال المدار ، وأحوال الرواة المختلفين يكون الوجه الأول هو الراجح وقرائن ترجيحه:
إمامة الإمام أحمد وتقدمه في الرواية عن عبد الرحمن بن مهدي وغيره.
المتابعات لعبد الرحمن بن مهدي ، ولمن فوقه برواية الحديث على هذا الوجه.
******************
الاختلاف عن سفيان الثوري.
__________
(1) ينظر:الجرح والتعديل 7/302 ت 1641 ، الثقات 9/113 ، الكامل 6/279 ، تهذيب الكمال 25/509 ت 5362 ، تقريب التهذيب 863 ت 6074 ، تهذيب التهذيب 9/236.(1/475)
الحديث يرويه سفيان الثوري ، واختلف عنه من خمسة أوجه :-
الأول : يروى عنه عن زبيد اليامي ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثاني : يروى عنه ، عن زبيد اليامي ، عن عبد الرحمن ابن أبي ليلى ، قال سمعت عمر - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
الثالث : يروى عنه ، عن زبيد ، عن عبد الرحمن ابن أبي ليلى ، عن أبيه ، عن عمر - رضي الله عنه -،عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الرابع : يروى عنه ، عن عبد الله بن عيسى ، عن زبيد ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن عمر - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
الخامس : يروى عنه ، عن زبيد ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن الثقة ، عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -،عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
تخريج الوجه الأول :
( سفيان الثوري ، عن زبيد اليامي ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
يرويه من هذا الوجه عن سفيان الثوري عشرة .
عبد الرزاق الصنعاني .
رواه في المصنف ، 2/519 ح ( 4265 ).
أبو نعيم : الفضل بن دكين.
رواه البيهقي في السنن الكبرى ، كتاب : الجمعة ، باب : صلاة الجمعة ركعتان 3/200.
وكيع بن الجراح.
رواه عنه الإمام أحمد في المسند 1/367 ح ( 257 ) ، رواه النسائي في سننه ، كتاب :
العيدين ، باب (11 ) : عدد صلاة العيدين 2/203 ح ( 1566 ) ، وفي الكبرى 1/ 182ح ( 491 ) ، ورواه أبو يعلى في المسند1/207 ح ( 241 ) ، وعنه رواه ابن حبان كما في الإحسان ، كتاب : الصلاة ، باب : صلاة الجمعة 7/22 ح ( 2783 ) ، والضياء المقدسي في المختارة 1/346 ح ( 238 ) ، ومن طريقه : رواه الضياء المقدسي في المختارة 1/347 ح ( 239 ).
عبد الرحمن بن مهدي.(1/476)
سبق بيان مواضع الرواية عنه ، وأنه قد اختلف عليه ، وأن الراجح من طريقه مارواه عن سفيان على هذا الوجه .
أبو عامر العقدي.
رواه الطحاوي في شرح معاني الآثار ، 1/ 421.
يزيد بن زريع .
رواه النسائي في سننه ، كتاب : العيدين ، باب (11 ) : عدد صلاة العيدين 2/203 ح ( 1565 ) ، وفي الكبرى 1/ 546 ح( 1771).
محمد بن كثير العبدي.
رواه البيهقي في السنن الكبرى (1)، كتاب : الجمعة ، باب : صلاة الجمعة ركعتان 3/200.
أبو داود الطيالسي .
رواه أبو داود في المسند 1/ 53 ح ( 48 ).
زائدة بن قدامة .
رواه الطبراني في المعجم الأوسط 5/ 181 ح ( 5010).
روح بن عبادة.
رواه الطحاوي في شرح معاني الآثار باب : صلاة المسافر 1 / 421 .
تخريج الوجه الثاني :
( سفيان الثوري ، عن زبيد ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال : سمعت عمر - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
تفرد به يزيد بن هارون من هذا الوجه عن سفيان الثوري.
رواه عنه أبو خيثمة في مسنده كما نقله الحافظ ابن حجر في تهذيب التهذيب 6/261 – 262 ، وقال الإمام أحمد في المسند 1/ 368 ، عقب تخريجه للحديث من طريق وكيع بن الجراح : "وقال يزيد – يعني ابن هارون - : ابن أبي ليلى ، قال : سمعت عمر " ، ورواه الضياء المقدسي في المختارة 1/347 ح ( 240 ).
تخريج الوجه الثالث :
( سفيان الثوري ، عن زبيد ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن أبيه ، عن عمر - رضي الله عنه - ).
تفرد به معاذ بن معاذ من هذا الوجه عن سفيان الثوري.
رواه الطبراني في المعجم الأوسط 8/ 244 ح ( 8528 ) ، وقال :"لم يقل أحدٌ ممن روى هذا الحديث عن سفيان عن زبيد عن ابن أبي ليلى عن أبيه إلا معاذ " ، وعنه : رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 5/37-38.
تخريج الوجه الرابع :
__________
(1) تصحفت هنا [بن كثير ] إلى [ابن أبي كثير].(1/477)
( سفيان الثوري ، عن عبد الله بن عيسى ، عن زبيد ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن عمر - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
تفرد به مخلد بن يزيد من هذا الوجه عن سفيان الثوري.
رواه الخطيب في تاريخ بغداد 11/215.
تخريج الوجه الخامس.
( سفيان الثوري ، عن زبيد ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن الثقة ، عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -،عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
يرويه يحيى بن سعيد القطان من هذا الوجه عن سفيان الثوري
رواه الطحاوي في شرح معاني الآثار ، كتاب : الصلاة ، باب : صلاة المسافر 1/422 ، والبيهقي في السنن الكبرى ، كتاب : صلاة العيدين ، باب : صلاة العيدين سنة أهل الإسلام حيث كانوا 3/200 ، وقال الدارقطني في العلل 2/115 :" وقال يحيى القطان عن الثوري ، عن زبيد عن ابن أبي ليليى ، عن الثقة ، عن عمر" ، وكذلك قال ابن حجر في تهذيب التهذيب 6/261.
(( تراجم الرواة ))
أولاً : ترجمة مدار الحديث.
سفيان بن سعيد الثوري.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 1 ).
ثانياً : تراجم رواة الوجه الأول.
عبدالرزاق بن همام الصنعاني.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 14 ).
أبو نعيم : الفضل بن دكين.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 2 ).
وكيع بن الجراح.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 1 ).
عبد الرحمن بن مهدي.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 8 ).
أبو عامر العقدي.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 31 ).
يزيد بن زريع (1) ، العيسي أبو معاوية البصري ،[ ع ].
روى عن : أيوب السختياني ، وسفيان الثوري ، وسعيد بن أبي عروبة
روى عنه : حميد بن مسعدة ، وعلي بن المديني ، ومحمد بن بشار.
__________
(1) زريع : تصغير زرع . المغني للفتني ص 119 .(1/478)
وقال يحيى بن سعيد القطان :" لم يكن هاهنا أحدٌ أثبت من يزيد بن زريع " ، و قال ابن سعد :" كان ثقة حجة ، كثير الحديث" ، وقال يحيى بن معين :" ثقة " ، وقال الإمام أحمد :" إليه المنتهى في التثبت بالبصرة " ، وقال أبو حاتم :" ثقة ، إمام" وقال ابن حجر :" ثقة ثبت" مات سنة اثنتين وثمانين ومائة (1) .
محمد بن كثير العبدي.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 8 ).
أبو داود الطيالسي.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 11 ).
زائدة بن قدامة.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 11 ).
10-روح(2) بن عبادة بن العلاء بن حسان بن عمروالقيسي،أبو محمد البصري[ ع ].
روى عن : سفيان الثوري ، وسفيان بن عيينة ، وشعبة بن الحجاج.
روى عنه : أحمد بن حنبل ، وأحمد بن منيع ، وزهير بن حرب.
قال يحيى بن معين :" صدوق ، ثقة " ، قال العجلي :" ثقة " ، وقال ابن حجر:" ثقة ، فاضل " ، مات سنة خمس أو سبع ومائتين (3)
ثالثاً : ترجمة راوي الوجه الثاني.
يزيد بن هارون بن زاذي ويقال : ابن زاذان بن ثابت السلمي (4) ، أبو خالد الواسطي [ ع ].
روى عن : سعيد بن إياس الجريري ، وعاصم الأحول ، وسفيان الثوري .
روى عنه : أحمد بن حنبل ، ويحيى بن معين ، ومحمد بن يحيى الذهلي .
__________
(1) ينظر : الطبقات الكبرى لابن سعد 7/212 ، الجرح والتعديل 9/263 ت 1113 ، تهذيب الكمال 32/124 ت 6987 ، تهذيب الكمال 32/124 ت 6987 ، تقريب التهذيب ص 601 ت 7713.
(2) روح : بفتح راء ، وسكون واو ، وإهمال حاء ، المغني للفتني ص 113.
(3) ينظر: الجرح والتعديل معرفة الثقات 1/365 ت 484 ، تهذيب الكمال 9/238 ت 1930 ، تقريب التهذيب ص 329 ت 1973.
(4) السلمي : بضم السين المهملة وفتح اللام إلى سليم وهي قبيلة من العرب مشهورة . الأنساب 3/278 .(1/479)
قال يحيى بن معين :" ثقة " ، وقال الإمام أحمد : حافظ متقن" ، وقال علي بن المديني :" من الثقات "، وقال أبو حاتم :" ثقة ، إمام ، صدوق في الحديث لا يسأل عن مثله " ، وقال العجلي :" ثقة ، ثبت في الحديث" ، وقال ابن حجر :" ثقة ، متقن عابد " ، مات أول سنة ست ومئتين (1) .
رابعاً : ترجمة راوي الوجه الثالث.
معاذ بن معاذ العنبري.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 11 ).
خامساً : ترجمة راوي الوجه الرابع.
مخلد بن يزيد.
صدوق ، له أوهام سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 14 ).
سادساً : ترجمة راوي الوجه الخامس.
يحيى بن سعيد القطان.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 8 ).
(( دراسة الاختلاف ))
يتبين من تخريج الحديث أنه قد اختلف عن سفيان الثوري من خمسة أوجه :-
الأول : يرويه عبدالرزاق بن همام الصنعاني ، وأبو نعيم : الفضل بن دكين ، ووكيع بن الجراح ، وعبد الرحمن بن مهدي ،و أبو عامر العقدي ،و يزيد بن زريع ، ومحمد بن كثير العبدي ، وأبو داود الطيالسي ، وزائدة بن قدامة ، وروح بن عبادة جميعهم عن سفيان الثوري عن ، زبيد اليامي ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن عمر بن الخطاب عن النبي - صلى الله عليه وسلم -
الثاني : يرويه يزيد بن هارون ، عن سفيان الثوري ، عن زبيد اليامي ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، قال : سمعت عمر بن الخطاب عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثالث :يرويه معاذ بن معاذ العنبري،عن سفيان الثوري ، عن زبيد اليامي ، عن عبد الرحمن ابن أبي ليلى ، عن أبيه ، عن عمر بن الخطاب عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
__________
(1) ينظر : تاريخ يحيى بن معين رواية ابن محرز 1/104 ت 474 ، الجرح والتعديل 9/295 ت 1257 ، تاريخ الثقات ص 481 ت 1859 ، تهذيب الكمال 32/261 ت 7061 ، الكاشف 3/251 ت 6479 ، تقريب التهذيب ص 606 ت 7789(1/480)
الرابع : يرويه مخلد بن يزيد ، عن سفيان الثوري ، عن عبد الله بن عيسى ، عن زبيد اليامي عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن عمر بن الخطاب ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الخامس : يرويه يحي بن سعيد القطان ، عن سفيان الثوري ، عن زبيد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن الثقة ، عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -،عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
وبعد النظر في حال المدار ، وأحوال الرواة المختلفين يكون الوجه الأول هو الراجح ، وقرائن ترجيحه :
1-أنه من رواية الأكثر عدداً فقد رواه بهذا الوجه عشرة ، وفيهم أوثق أصحاب سفيان الثوري – يحيى بن سعيد القطان ، وعبد الرحمن بن مهدي ، ووكيع بن الجراح ، وخالفهم في بقية الأوجه راوٍ واحد
2- المتابعات لسفيان الثوري عن زبيد اليامي تؤيد رجحان الوجه الأول.
******************
الاختلاف عن ياسين الزيات.
الحديث يرويه ياسين الزيات ، واختلف عنه من ثلاثة أوجه :
الأول : يروى عنه ، عن زبيد اليامي ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثاني : يروى عنه ، عن زبيد اليامي ، عن عبد الرحمن ابن أبي ليلى ، عن كعب بن عجرة ، عن عمر - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
الثالث : يروى عنه ، الأعمش ، عن زيد بن وهب ، عن عمر - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
تخريج الوجه الأول :
( ياسين الزيات ،عن زبيد اليامي ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
قال الدارقطني في العلل 2/117 : " والمحفوظ عن ياسين ، عن زبيد ، عن بن أبي ليلى ، عن عمر " ، وذكره أبو نعيم فيمن رواه على هذا الوجه عن زبيد.
تخريج الوجه الثاني :(1/481)
( يروى عنه ، عن زبيد اليامي ، عن عبد الرحمن ابن أبي ليلى ، عن كعب بن عجرة ، عن عمر - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
قال أبو نعيم في حلية الأولياء 4/ 353 : " وقال ياسين الزيات ، عن زبيد ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن كعب سمعت عمر على المنبر يقول ".
تخريج الوجه الثالث :
( ياسين الزيات ، عن الأعمش ، عن زيد بن وهب ، عن عمر - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
يرويه يزيد بن أبي حكيم من هذا الوجه عن ياسين الزيات .
رواه البزار في البحر الزخار 1/462 ح ( 330) ، وذكره الدارقطني في العلل 2/117.
(( تراجم الرواة ))
أولاً : ترجمة مدار الحديث.
ياسين بن معاذ الزيات ، أبو خلف الكوفي.
روى عن : زبيد بن الحارث ، والزهري ، وحماد بن أبي سليمان.
روى عنه : عبد الرزاق الصنعاني ، ومروان بن معاوية.
قال ابن معين ليس حديثه بشيء ، وقال :" ضعيف " ، وقال البخاري ، وأبو حاتم :" منكر وقال أبو زرعة :" ضعيف الحديث " ،وقال النسائي :" متروك " ، كان موته قريباً من موت الثوري( إحدى وستين ومائة ) (1).
(( دراسة الاختلاف ))
يتبين من تخريج الحديث أنه قد اختلف عن ياسين الزيات من ثلاثة أوجه ، وبما أن حال المدار لا يحتمل مثل هذا الاختلاف ، فأرى بأن جميع الأوجه من طريقه مردودة.
**************
الاختلاف عن زبيد بن الحارث.
(( تخريج الحديث ))
الحديث يرويه زبيد بن الحارث واختلف عنه من وجهين :
الأول : يروى عنه ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن عمر- رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثاني : يروى عنه ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن كعب بن عجرة - رضي الله عنه - ،عن عمر- رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
تخريج الوجه الأول :
__________
(1) ينظر: تاريخ يحيى بن معين رواية الدوري 3/417 ، الجرح والتعديل 9/312 ت 1350 ، الكامل لابن عدي 7/183 ، ميزان الاعتدال 7/154 ت 9451 ،(1/482)
( زبيد ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن عمر- رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
يرويه من هذا الوجه عن زبيد ثمانيةٌ :
1-سفيان الثوري .
سبق بيان مواضع روايته ، وأنه قد اختلف عنه ، وأن الراجح من طريقه مارواه عن زبيد بن الحارث على هذا الوجه.
2- شعبة بن الحجاج .
رواه البزار في البحر الزخار 1/465 ح( 331 ) ، و النسائي في سننه ، كتاب : التقصير ، 2/133 ح ( 1439 ) ، و الطبراني في المعجم الأوسط 3 / 210 ح ( 2943 ) ، وأبو الشيخ الأصبهاني في طبقات المحدثين في أصبهان 2/198 ح ( 195 ) ، وأبو الحسن الحربي في الفوائد المنتقاة ص 178 ح ( 14 ) ، وأبو نعيم في أخبار أصبهان 1/190 ، وفي حلية الأولياء 7/ 187 .
3-شريك بن عبد الله النخعي .
رواه عنه أبو بكر بن أبي شيبة في المصنف ، كتاب : الصلوات ، باب ( 435 ) : الصلاة يوم العيد ، من قال : ركعتان 2/8ح ( 5850 ) ، وفي باب ( 736 ) : من كان يقصر الصلاة 2/205 ح ( 8156 ) ، مختصراً ، وعنه : رواه ابن ماجه في سننه ، كتاب : إقامة الصلاة ، باب ( 73 ) : تقصير الصلاة في السفر 1/ 556 ح ( 1063 ) ، ورواه النسائي في سننه ، كتاب : الجمعة ، باب ( 37 ) : عدد صلاة الجمعة 2/123 ح ( 1419) ، وفيه قول : عبد الرحمن بن أبي ليلى : قال عمر ، ، ورواه عبد بن حميد كما في المنتخب ص 40 ح ( 29 ) ، والطحاوي في شرح معاني الآثار ، باب : صلاة المسافر 2 / 422 .
4- محمد بن طلحة بن مصرف .
رواه الطحاوي في شرح معاني الآثار ، باب : صلاة المسافر 2 / 421 ، و أبو نعيم في حلية الأولياء 4 / 353 – 354 .
5-8- علي بن صالح ، ، وعمرو بن قيس الملائي ، وعمار بن رزيق، وقيس بن الربيع ، جميعهم ، عن زبيد ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن عمر - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
ذكرهم أبو نعيم ، الحلية 4 / 354 ، وذكر بعضهم الدارقطني في العلل 2/116-117.
تخريج الوجه الثاني :(1/483)
( زبيد بن الحارث ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن كعب بن عجرة - رضي الله عنه - ، عن عمر- رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
يرويه يزيد بن أبي زياد من هذا الوجه عن زبيد بن الحارث .
رواه البزار في البحر الزخار 1/465 ح ( 331 ) ، وقال :" وهذا الحديث رواه يزيد بن زياد بن أبي الجعد عن زبيد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن كعب بن عجرة عن عمر" ، ورواه النسائي في السنن الكبرى ، كتاب : الصلاة ، باب ( 71 ) : عدد صلاة الفطر ، وصلاة النحر 1/ 183 ح ( 490 ) ، وفي أوله : صلاة الأضحى ركعتان ، وفي آخره : " وقد خاب من افترى " ، وابن ماجه في سننه ، كتاب : إقامة الصلاة ، باب ( 73 ) : تقصير الصلاة في السفر 1/ 557 ح ( 1064 ) ، بتقديم وتأخير في ألفاظه ، وابن خزيمة في صحيحه ، جماع أبواب صلاة العيدين ، والفطر والأضحى ، وما يحتاج فيهما من السنن ، باب ( 667 ) : عدد ركعات صلاة العيدين 2/ 340 ح ( 1425 ) ، والبيهقي في السنن الكبرى ، كتاب : الجمعة ، باب : صلاة الجمعة ركعتان 3/199 ، ورواه ابن المنذر في الأوسط 1/336 ح ( 2242 ) ، وفي 4/98 ح ( 1847 ) ، وأسلم الواسطي في تاريخ واسط ص 216 ، وابن حزم في المحلى 3/186 .
(( تراجم الرواة ))
أولاً: ترجمة مدار الحديث.
زبيد بن الحارث اليامي.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 13 ).
ثانياً : تراجم رواة الوجه الأول .
سفيان الثوري .
ثقة ، إمام ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 1 ).
شعبة بن الحجاج .
ثقة ،سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 3 ).
شريك بن عبد الله النخعي.
صدوق يخطىء كثيراً، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 6 ).
محمد بن طلحة بن مصرف .
صدوق له أوهام ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 13 ).
عمرو بن قيس الملائي
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 21 ).
6-عمار بن رزيق الضبي ، التميمي ، أبو الأحوص الكوفي [م د ت س ق].(1/484)
روى عن : منصور بن المعتمر ، وأبي إسحاق السبيعي ، وفطر بن خليفة.
روى عنه : أبو أحمد الزبيري ، ويحيى بن آدم ، ويحيى بن يعلى السلمي.
قال يحيى بن معين :" ثقة " ، وقال علي بن المديني :" ثقة " ، وقال الإمام أحمد :" كان من الأثبات " ، وقال أبو حاتم :" لا بأس به" ، وقال أبو زرعة :" ثقة " ، وقال النسائي : " ليس به باس " ، وذكره ابن حبان في الثقات ، وقال ابن حجر :" لا بأس به ".
والذي يظهر أنه ثقة ، فقد وثقه يحيى بن معين ، وعلي بن المديني ، والإمام أحمد ، وأبو زرعة ، وذكره ابن حبان وابن شاهين في الثقات ، ولم أجد من جرحه .
مات سنة تسع وخمسين ومائة (1).
7- علي بن صالح بن حي.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 36 ).
8-قيس بن الربيع .
ضعيف ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 20 ).
ثالثاً : ترجمة راوي الوجه الثاني.
يزيد بن زياد بن أبي الجعد الأشجعي ، الغطفاني ،[ عخ س ق ].
روى عن : زبيد اليامي ، والحكم بن عتيبة ، وحبيب بن أبي ثابت.
روى عنه : الفضل بن دكين ، ومحمد بن خازم ، ومحمد بن بشر.
قال يحيى بن معين و الإمام أحمد و العجلي ، والذهبي :" ثقة ".
وقال أبو زرعة :" شيخ " ، وقال أبو حاتم :" ما بحديثه بأس ، هو صالح الحديث" ، وقال ابن حجر " صدوق " (2) ، وأرى أنه ثقة ، لأنه قول الأكثر ، ولم يجرح بشيء.
(( دراسة الاختلاف ))
يتبين من تخريج الحديث أنه قد اختلف عن زبيد بن الحارث من وجهين :
__________
(1) ينظر : تاريخ الدارمي عن يتيى بن معين ص 159 ت 563، الجرت والتعديل 6/392 ت 2182 ، الثقات لاببن تبان 7/286 ، تاريخ أسماء الثقات لابن شاهين ص228 ت 840 تهذيب الكمال 21 /189ت4159 ، تقريب التهذيب ص 708 ت 4855 .
(2) ينظر : سؤالات ابن الجنيد ليحيى بن معين ص308 ت 145 ، الجرح والتعديل 9/262 ت 1107 ، معرفة الثقات 2/364 ت 2018 ، تهذيب الكمال 32 / 130 ت 6988 ، تقريب التهذيب ص 1074 ت 7765.(1/485)
الأول : يرويه سفيان الثوري ، وشعبة بن الحجاج ، وشريك بن عبد الله ، ومحمد بن طلحة ، وعلي بن صالح ، وعمرو بن قيس الملائي ، وعمار بن رزيق، ،وقيس بن الربيع ، ثمانيتهم عن زبيد ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عمر- رضي الله عنه - .
الثاني : يرويه يزيد بن زياد بن أبي الجعد ،عن زبيد بن الحارث ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن كعب بن عجرة - رضي الله عنه - عن عمر- رضي الله عنه - .
وبعد النظر في حال المدار ، وأحوال الرواة المختلفين يكون الوجه الأول هو الراجح ، لأنه من رواية الأرجح عدداً ؛ فقد رواه بهذا الوجه عن زبيد اليامي جمع كبير ، وخالفهم في الوجه الثاني راوٍ واحد.
وقد قال بهذا الترجيح :
أبو حاتم حيث قال عن الوجه الأول الذي يرويه سفيان الثوري فقال: " رواه الثوري عن زبيد عن ابن أبي ليلى عن عمر ، الحديث ليس فيه كعب ، وسفيان أحفظ "(1) ، وقال البزار :" ورواه شعبة والثوري فلم يذكرا كعب بن عجرة ، وهما حافظان ، ويزيد بن زياد فغير حافظ " (2) ، وقال الدارقطني :" وهو الصواب إن شاء الله تعالى " (3).
(( الحكم على الحديث ))
سأدرس إسناده من الوجه المرجح بإسناد الإمام أحمد ، قال رحمه الله : حدثنا وكيع ، حدثنا سفيان ، عن زبيد الإيامي ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن عمر - رضي الله عنه - .
وكيع بن الجراح .
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 1 ).
سفيان بن سعيد الثوري.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 1 ).
زبيد بن الحارث اليامي.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 13 ).
عبد الرحمن بن أبي ليلى واسمه يسار ،الأنصاري أبو عيسى الكوفي ،[ ع ].
روى عن : عمر بن الخطاب ( مرسل ) ، وعبد الله بن مسعود ، وحذيفة بن اليمان.
روى عنه : زبيد اليامي ، وثابت البناني ، وعطاء بن السائب.
قال يحيى بن معين ، والهجلي ، والذهبي ، وابن حجر :" ثقة ".
__________
(1) علل الحديث 1/204 ح 585.
(2) البحر الزخار 1/465.
(3) العلل 2/117.(1/486)
وقال أبو حاتم :" لا بأس به" ، مات سنة ثلاث وثمانين (1).
عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -.
صحابي.
الحكم على الحديث:
الحديث بهذا الإسناد ضعيف ، ابن أبي ليلي لم يسمع من عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - .
قال يحيى بن معين : قال وكيع : "لم يسمع عبد الرحمن بن أبي ليلى من عمر بن الخطاب شيئاً ولا رآه " (2)، وقال ابن أبي حاتم : " قلت لأبي : يصح لعبد الرحمن بن أبي ليلى سماع من عمر ؟ قال :" لا " (3) ،وقال النسائي عقبه:" عبد الرحمن بن أبي ليلى لم يسمع من عمر" (4) ، وهذا رأي جمع كبير من الحفاظ قال الخليلي :" الحفاظ لا يثبتون سماعه من عمر " (5).
وأما ما دل عليه الحديث فقد ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
فصلاة يوم الجمعة ركعتان .
هذا من السنة العملية المتواترة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
وصلاة العيدين .
عن ابن عباس - رضي الله عنه - إن النبي - صلى الله عليه وسلم - خرج يوم الفطر فصلى ركعتين ، لم يصل قبلها ولا بعدها ، ومعه بلال .
رواه البخاري ،في صحيحه ، كتاب : العيدين ، باب ( 26 ) : الصلاة قبل العيد ، وبعدها 1/312 ح ( 989 ).
وصلاة السفر ركعتان .
عن ابن عباس قال :" إن الله فرض الصلاة على لسان نبيكم - صلى الله عليه وسلم - على المسافر ركعتين وعلى المقيم أربعا وفي الخوف ركعة ".
رواه مسلم في صحيحه ، كتاب صلاة المسافرين وقصرها ، باب ( 1 ) : صلاة المسافرين وقصرها 1/479 ح ( 687 ).
__________
(1) الجرح والتعديل 5/301 ت 1424 ، معرفة الثقات 2/86 ت 1072 ، تهذيب الكمال 17/372 ت 3943 ، ميزان الاعتدال 2/584ت4948، تقريب التهذيب ص597 ت 4019.
(2) معرفة الرجال عن يحيى بن معين لابن محرز 2/234ت801.
(3) المراسيل ص 125.
(4) السنن 2/123.
(5) الإرشاد 2/548.(1/487)
قال أبو نعيم رحمه الله:
حدثنا أحمد بن جعفر بن مالك ، قال : ثنا عبد الله بن أحمد ، قال : حدثني أبي قال :ثنا عبد الرحمن (1)عن سفيان ، عن أبي سنان ، عن عبد الله بن أبي الهذيل ، عن عبد الله بن عمرو قال :" كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يتعوذ بالله من علمٍ لا ينفع ، ودعاءٍ لا يسمع ، وقلبٍ لا يخشع ، ونفسٍ لا تشبع ".
غريب من حديث الثوري عن أبي سنان ، تفرد به عبد الرحمن(2) .
ورواه خالد بن عبد الله عن أبي سنان فخالفه.
[ حلية الأولياء 4/362 ].
(( تخريج الحديث ))
الحديث يرويه أبو سنان : ضرار بن مرة ، واختلف عنه من وجهين :
الأول : يروى عنه ، عن عبد الله بن أبي الهذيل ، عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
الثاني : يروى عنه ، عن عبد الله بن أبي الهذيل ، عن شيخ ، عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
تخريج الوجه الأول.
( أبو سنان ، عن عبد الله بن أبي الهذيل ، عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - )
تفرد به سفيان الثوري من هذا الوجه عن أبي سنان .
__________
(1) في المطبوع زيادة [ بن عمرو ] وليست في المخطوط ( ت ) 98/ب، ولا في تقريب البغية 1/148 ح ( 320 ) وليست صحيحة فراوي الحديث عن سفيان هو عبد الرحمن بن مهدي، وجاءت صحيحة في الموضع الثاني للحديث في حلية الأولياء 5/93.
(2) لم يتفرد به عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان الثوري ؛ فقد رواه قبيصة بن عقبة عن سفيان ، كما سيأتي في تخريج الحديث.(1/488)
رواه الإمام أحمد في المسند 11/117 ح ( 6557 ) ، ومن طريقه : رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 4/362 و 5/93 ، ورواه النسائي في كتاب : الاستعاذة ، باب ( 2 ) : الاستعاذة من قلب لا يخشع ، 4/646 ح ( 5457 )، وفي أوله :" كان يتعوذ من أربع "، وبتقديم وتأخير في الأربع ، وفي السنن الكبرى 4/446 ح ( 7874 ) ، وفي كتاب الإغراب ص 263 ح ( 191 ) ، ورواه أبو الفرج عبد الرحمن بن الشيخة في شعار الأبرار في الأدعية والأذكار ( ضمن مجموع ) 2/331 ح( 2178) ، من طريق عبد الرحمن بن مهدي.
ورواه الحاكم في المستدرك 1/534 ، من طريق قبيصة بن عقبة .
كلاهما عن سفيان الثوري به.
تخريج الوجه الثاني .
( أبو سنان ، عن عبد الله بن أبي الهذيل ، عن شيخ ، عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
يرويه من هذا الوجه عن أبي سنان ، ثلاثة:-
1-خالد بن عبد الله الطحان.
رواه الإمام أحمد في المسند 11/449 –450 ح ( 6865 ) ، وأبو نعيم في حلية الأولياء 4/362 ، وفيه : قال خالد الطحان : حدثنا أبو سنان ضرار بن مرة عن عبد الله بن أبي الهذيل ، عن شيخ من النخع(1) قال : دخلت مسجد إيلياء (2)فصليت إلى سارية ركعتين فجاء رجل فصلى قريباً مني فمال إليه الناس فإذا هو عبد الله بن عمرو بن العاص فجاءه رسول يزيد بن معاوية أن أجب ، قال :" هذا ينهاني أحدثكم كما كان أبوه ينهاني وأني سمعت نبيكم - صلى الله عليه وسلم - يقول : أعوذ بك من نفس لا تشبع "، فذكره.
2- عبيدة بن حميد.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة في المصنف ، كتاب : الدعاء ، 6/20 ح( 29141 ) ، وفيه ذكر القصة .
3- يزيد بن عطاء.
رواه الإمام أحمد في المسند 11/120-121 ح ( 6561 ) ، وفيه ذكر القصة.
(( تراجم الرواة ))
__________
(1) النخع بن عمرو بطن من مذحج ، معجم قبائل العرب ، 3/1176.
(2) إيلياء :بكسر أوله واللام ، وياء ، وألف ممدوة ، اسم مدينة بيت المقدس ، معجم البلدان 1/348.(1/489)
أولاً : ترجمة مدار الحديث .
ضرار بن مرة الكوفي ، أبو سنان الشيباني [بخ م مد ت س ] .
روى عن : عبد الله بن أبي الهذيل ، وعطاء بن أبي رباح ، ومحارب بن دثار.
روى عنه : سفيان بن عيينة ، ومحمد بن فضيل ، وجرير بن عبد الحميد.
وثقه يحيى القطان ، ويحيى بن معين ، وقال الإمام أحمد :" كوفي ثبت " ، وقال أبو حاتم :" لا بأس به " ، وفي تهذيب الكمال زيادة " ثقة " ، وقال النسائي :" كوفي ثقة " ، قال ابن عبد البر :" أجمعوا على أنه ثقة " ، وقال ابن حجر :" ثقة ، ثبت ".
مات سنة اثنين وثلاثين ومائة (1).
ثانياً ترجمة راوي الوجه الأول.
سفيان بن سعيد الثوري.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 1 ).
ثالثاً : تراجم رواة الوجه الثاني :
خالد بن عبد الله أبو محمد المزني ،الواسطي ، الطحان [ ع ].
روى عن : سفيان الثوري ، وحميد الطويل ، وعطاء بن السائب.
روى عنه : عفان بن مسلم ، ومسدد بن مسرهد ، وسعيد بن منصور.
وثقه أحمد بن حنبل ، وأبو زرعة ، وأبو حاتم ،والنسائي ، والذهبي ، وابن حجر ، وزاد أبو حاتم :" صحيح الحديث " ، وزاد ابن حجر :" ثبت " ، مات سنة تسع وسبعين ومائة (2).
عبيدة بن حميد أبو عبد الرحمن الكوفي ، المعروف بالحذاء ، [ خ 4 ].
روى عن : منصور بن المعتمر، ويحيى بن سعيد الأنصاري ، وسليمان الأعمش .
روى عنه : عبد الله بن أبي شيبة ، وأحمد بن حنبل ، وقتيبة بن سعيد.
__________
(1) ينظر : تاريخ يحيى بن معين رواية الدارمي ص 249 ت 970 ، الجرح والتعديل 4/ 465 ت 2044 ، الثقات 6/484 ، تهذيب الكمال 13/306 ت 2933 ، تقريب التهذيب 459 ت 3001 ، تهذيب التهذيب 4/457.
(2) ينظر : العلل ومعرفة الرجال 1/169 ، الجرح والتعديل 3/340 ت ، تهذيب الكمال 8/99 ت 1625 ، الكاشف 1/270 ، تقريب التهذيب ص 287 ت 1657.(1/490)
قال الإمام أحمد :" لابأس به " ، قال يحيى بن معين :" ثقة " ، وقال ابن سعد :" ثقة صالح ، الحديث " ، وقال عثمان بن أبي شيبة :" ثقة ، صدوق " ، وقال النسائي :" لا بأس به " ، وقال الدارقطني :" ثقة " ، وقال محمد بن عمار الموصلي :" ثقة " ، وقال ابن حجر :" صدوق ، نحويّ ، ربما أخطأ " ، والذي يترجح كونه ثقةً ولكنه ليس من الحفاظ ، فقد قال يحيى بن معين :" ما به المسكين من بأس ، ليس له بخت " ، وقال يعقوب بن سفيان :" كتب عنه الناس ، ولم يكن من الحفاظ المتقنين " ، مات سنة تسعين مائة (1).
يزيد بن عطاء بن يزيد اليشكري (2) أبو خالد الواسطي البزاز [ عخ د ].
روى عن : أبي سنان ، ومصور بن المعتمر ، ونافع مولى ابن عمر.
روى عنه : حسين بن محمد ، وأبو داود الطيالسي ، ويحيى الحماني.
قال يحيى بن معين :" ليس بشيء " ، وقال :" ضعيف " ، قال الإمام أحمد :" ليس به بأس ، حديثه مقارب " ، وقال النسائي :" ضعيف " ، وذكره الدارقطني في الضعفاء والمتروكين ، وقال ابن حبان :" ساء حفظه حتى كان يقلب الأسانيد ، ويروي عن الثقات ما ليس من حديث الأثبات ، فلا يجوز الاحتجاج به " ، وقال ابن عدي :" يزيد بن عطاء مع لينه هو حسن الحديث،وعنده غرائب، ومع لينه يكتب حديثه " ، وقال ابن حجر :" لين الحديث ".
__________
(1) الطبقات الكبرى لابن سعد 7/329 ، تاريخ الدارمي عن يحيى بن معين ت 542 ، تاريخ بغداد 11/122 ، تهذيب الكمال 19/257 ت 3752 ، ميزان الاعتدال 3/25 ، تقريب التهذيب ص 654 ت 4440.
(2) اليشكري : بفتح الياء باثنتين المنقوطة من تحتها ، وسكون الشين المعجمة ، وضم الكاف ، وفي آخرها الراء ، نسبة إلى قبيلة يشكر ، الأنساب 5/697.(1/491)
مات سنة سبع و سبعين ومائة (1).
(( دراسة الاختلاف ))
يتبين من تخريج الحديث أنه قد اختلف عن أبي سنان من وجهين :
الأول : يرويه سفيان الثوري ، عن أبي سنان ، عن عبد الله بن أبي الهذيل عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
الثاني : يرويه ، خالد الطحان ، وعبيدة بن حميد ، ويزيد بن عطاء ثلاثتهم ، عن أبي سنان ، عن عبد الله بن أبي الهذيل ، عن شيخ ، عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
وبعد النظر في حال المدار ، وأحوال الرواة المختلفين يكون الوجه الوجه الثاني هو الراجح ، وقرائن ترجيحه:
أن رواة الوجه الثاني أكثر عدداً.
هذا الحديث خولف فيه سفيان الثوري ، وهو في مرتبة عالية من الحفظ والإتقان ، والروة المخالفين له وإن لم يصلوا إلى مرتبته إلا أن في روايتهم قرينة لضبطهم الحديث ؛ وهي قصة دخول ذلك الشيخ لمسجد إيلياء ، ومجيء رسول يزيد بن معاوية ، وهي سبب تحديث عبد الله بن عمرو - رضي الله عنه - بالحديث ، فعندما ذكر منع معاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنه - وابنه يزيد له في التحديث وتعليم العلم ؛ وهو من الانتفاع بالعلم ، روى الحديث للاستعاذة بالله من علم لا ينفع.
(( الحكم على الحديث ))
سأدرس الحديث من الوجه المرجح بإسناد الإمام أحمد :قال رحمه الله :حدثنا عفان ، ثنا خالد يعني الواسطي الطحان ، حدثنا أبو سنان ضرار بن مرة ، عن عبد الله بن أبي الهذيل ،
عن شيخ من النخع ، عن عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنه - .
عفان بن مسلم.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 35 ).
خالد بن عبد الله الواسطي.
ثقة ، ثبت ، سبقت ترجمته قريباً.
__________
(1) ينظر : تاريخ الدوري عن يحيى بن معين 2/675 ، العلل ومعرفة الرجال 2/488ت 3211 ، الضعفاء والمتروكين للدارقطني ت 593 ، المجروحين 3/103 ، الكامل 3/250 ، تهذيب الكمال 32/210ت 7030 ، تقريب التهذيب ص 1080 ت 7808 .(1/492)
ضرار بن مرة ، أبو سنان.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث قريباً.
عبد الله بن أبي الهذيل العنزي (1) ، أبو المغيرة الكوفي ، [ ر م ت س ].
روى عن : جرير بن عبد الله ، وابي بن كعب ، وعبد الله بن عمرو رضي الله عنهم.
روى عنه : ضرار بن مرة ، زحبيب بن الزبير ، وواصل الأحدب.
وثقه النسائي ، والعجلي ، وزاد : كوفي ، تابعي " ، وقال ابن حجر :" ثقة " (2).
شيخ من النخع.
مبهم ، مجهول .
عبد الله بن عمرو بن العاص السهمي القرشي - رضي الله عنه -.
صحابي.
الحكم على الحديث :
الحديث بهذا الإسناد ضعيف ، لجهالة الشيخ الذي يروي عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنه - .
وللحديث طريق آخر عن عبد الله بن عمرو .
قال الإمام الترمذي : حدثنا أبو كريب ، حدثنا يحيى بن آدم ، عن أبي بكر بن عياش ، عن الأعمش ، عن عمرو بن مرة ، عن عبد الله بن الحارث ، عن زهير بن الأقمر ، عن عبد الله بن عمرو قال : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول :" اللهم إني أعوذ بك من قلب لا يخشع ودعاء لا يسمع ومن نفس لا تشبع ومن علم لا ينفع أعوذ بك من هؤلاء الأربع ".
أبواب الدعوات ، باب ( 68 ) بدون ترجمة ، 5/467 ح ( 3482 ) ، وقال : هذا
حديث حسن ، صحيح ، غريب من هذا الوجه ، وذكره ابن أبي حاتم في علل الحديث
2/200 ح ( 2090 ).
دراسة إسناد المتابعة :
أبو كريب : محمد بن العلاء.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 9 ).
يحيى بن آدم بن سليمان القرشي الأموي ، أبو زكريا الكوفي ، [ ع ].
روى عن : إسرائيل بن يونس ، وسفيان بن عيينة ، وحماد بن سلمة .
روى عنه : أحمد بن حنبل ، وعبد بن حميد ، ويحيى بن معين .
__________
(1) العنزي : بفتح العين المهملة ، وسكون النون ، وكسر الزاي المعجمة ، هذه النسبة إلى عنز بن وائل أخو بكر بن وائل ، الأنساب 4/251.
(2) ينظر : معرفة الثقات 2/65 ت 988 ، تهذيب الكمال 16/244 ت 3629 ، تقريب التهذيب ص 554 ت 3703.(1/493)
قال يحيى بن معين ، وأبو حاتم ، والنسائي ، وابن حجر :" ثقة " .
مات سنة ثلاث ومائتين (1).
أبو بكر بن عياش.
صدوق ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 11 ).
الأعمش : سليمان بن مهران.
ثقة ، مدلس ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 6 ).
عمرو بن مرة بن عبد الله بن طارق بن الحارث،أبو عبد الله الكوفي [ ع ].
روى عن : شقيق بن سلمة ، وأبي البختري ، وسعيد بن المسيب .
روى عنه :سليمان الأعمش ، وشعبة بن الحجاج ، وقيس بن الربيع.
قال مسعر بن كدام :" عمرو بن مرة من معادن الصدق " ، وقال شعبة :" كان أكثرهم علماً" ، وقال يحيى بن معين :" ثقة " ، وقال أبو حاتم :" صدوق ثقة ، كان يرى الإرجاء " وقال العجلي :" كوفي ، ثقة ، ثبت " ، وقال الدارقطني :" حافظ " ،وذكره ابن حبان في الثقات ، وقال ابن حجر :" ثقة ، عابد ، كان لا يدلس ورمي بالإرجاء " .
مات سنة ست عشرة ومائة (2).
عبد الله بن الحارث الزبيدي النجراني،الكوفي،المكتب(3) ، [ بخ م 4 ].
روى عن : زهير بن الأقمر ، طليق بن قيس الحنفي ، وأبي كثير الزبيدي.
روى عنه : عمرو بن مرة ، أبو سنان ضرار بن مرة ، وحميد بن عطاء الكوفي.
قال يحيى بن معين :" ثبت " ، وقال النسائي ، وابن حجر :" ثقة " ، وذكره ابن حبان في الثقات (4).
زهير بن الأقمر ، أبو كثير الزبيدي ، [ عخ د ت س ].
__________
(1) ينظر : تاريخ الدارمي عن يحيى بن معين ص 227 ت 869 ، الجرح والتعديل 9/ 128 ت 545 ، تهذيب الكمال31/188 ت 6778 ، تقريب التهذيب ص1047 ت 7546 .
(2) ينظر : الجرح والتعديل 6/257 ت 1421 ، معرفة الثقات 2/185ت 1408 ، الثقات 5/138 ، تهذيب الكمال 22/232 ت 4448 ، تقريب التهذيب ص745ت5147.
(3) المكتب: بضم الميم ، وسكون الكاف ، وكسر المثناة تحت ، تليها موحدة ، ، توضيح المشتبه 8/256.
(4) ينظر :تاريخ الدوري عن يحيى بن معين 2/300 ، الثقات لابن حبان 5/24 ، تهذيب الكمال 14/402ت3219 ، تقريب التهذيب ص 498 ت 3285.(1/494)
روى عن : عبد الله بن عمر ، وعبد الله بن عمرو ، وعلي بن أبي طالب - رضي الله عنهم - .
روى عنه : عبد الله بن الحارث الزبيدي .
قال النسائي :" ثقة " ، قال العجلي :" تابعي ، ثقة " ، وذكره ابن حبان في الثقات .
وقال ابن القطان :" مجهول " ، وتعقبه الذهبي بقوله :" وهذا خطأ ، بل الرجل موثق ".
قال ابن حجر:" مقبول " (1).
والذي أراه أنه ثقة ، فقد وثقه النسائي ، والعجلي ، وابن حبان.
عبد الله بن عمرو بن العاص السهمي القرشي - صلى الله عليه وسلم -.
صحابي .
الحكم على الحديث :
الحديث بهذا الإسناد ضعيف ؛ لعنعنة الأعمش.
ويصبح الحديث بمجموع الطريقين حسناً .
وللحديث عدة شواهد أصحها حديث زيد بن الأرقم - رضي الله عنه - :
عن زيد بن أرقم قال : لا أقول لكم إلا كما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : كان يقول اللهم إني أعوذ بك من العجز ، والكسل ، والجبن ، والبخل ، والهرم ، وعذاب القبر ، اللهم آت نفسي تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها ، اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع،ومن قلب لا يخشع ، ومن نفس لا تشبع ، ومن دعوة لا يستجاب لها ".
رواه مسلم في صحيحه ، كتاب : الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار 4/2088 ح ( 2722 /73 ).
ورواه النسائي في كتاب : الاستعاذة ، باب ( 65 ) : الاستعاذة من دعاء لا يستجاب، 4/680 ح ( 5553 ).
فيرتقي حديث عبد الله بن عمرو - رضي الله عنه - بهذا الشاهد إلى الصحيح لغيره.
قال أبو نعيم رحمه الله :
حدثنا أبو بكر بن خلاد ، قال : ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي ح.
وحدثنا محمد بن الفتح الحنبلي ، قال : ثنا علي بن إسحاق بن زاطيا قالا ثنا ابراهيم بن عبدالله الهروي ح.
__________
(1) ينظر : معرفة الثقات 1/371 ت 502 ، الثقات لابن حبان 4/264 ، تهذيب الكمال 34/219 ت 7584 ، ، تقريب التهذيب 1196 ت 8387.(1/495)
وحدثنا أبو عمرو بن حمدان ، قال : ثنا الحسن بن سفيان ، قال : ثنا عبيد الله بن عمر ، قال: ثنا محمد بن سليمان بن الأصبهاني ، عن أبي سنان ، عن عبدالله بن أبي الهذيل ، عن أبي هريرة قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إن جهنم لما سيق إليها أهلها تلقتهم بعنق (1) فلفحتهم لفحةً لم تترك لحماً على عظم إلا ألقته على العرقوب (2)".
لم يروه مرفوعاً متصلاً عن أبي سنان عن عبد الله إلا محمد بن سليمان بن الاصبهاني .
ورواه ابن عيينة وابن فضيل ، وجرير ، عن أبي سنان ؛ فاختلفوا فأوقفه ابن فضيل على أبي هريرة.
[ حلية الأولياء 4/363 ] .
وقال : لم يجود إلا عن محمد بن سليمان عنه.
ورواه ابن عيينة (3)و جرير فوقفاه على ابن أبي الهذيل.
[ حلية الأولياء 5/93 ] .
(( تخريج الحديث ))
الحديث يرويه أبو سنان : ضرار بن مرة ، واختلف عنه من ثلاثة أوجه :
الوجه الأول : يروى عنه ، عن عبد الله بن أبي الهذيل ، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم -
الوجه الثاني : يروى عنه ، عن عبد الله بن أبي الهذيل ، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - .
الوجه الثالث : يروى عنه ، عن عبد الله بن أبي الهذيل ، من قوله.
تخريج الوجه الأول :
( أبو سنان ، عن عبد الله بن أبي الهذيل ، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
تفرد به محمد بن سليمان بن الأصبهاني من هذا الوجه عن أبي سنان.
__________
(1) عنق : أي طائفة منها ، النهاية في غريب الحديث 3/310.
(2) عرقوب : الوتر الذي خلف الكعبين بين مفصل القدم من ذوات الأربع ، وهو من الإنسان فويق العقب ، النهاية في غريب الحديث 3/221.
(3) في المطبوع زيادة [أ] وأصبحت [ أو جرير ] والتصويب من المخطوط ( د) 244/4/ أ.(1/496)
رواه الطبراني في المعجم الأوسط 1/92 ح ( 278 ) وقال :"لم يرو هذا الحديث عن عبد الله بن أبي الهذيل إلا أبو سنان تفرد به محمد بن سليمان الأصبهاني " ، وفي المعجم الأوسط 9/144 ح ( 9365 ) ، وابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير3/ 258 ، 3/541 ، وأبو نعيم في حلية الأولياء 4/363 ، و 5/93 ، والبيهقي في كتاب البعث والنشور ص 276 ح ( 561 ).
تخريج الوجه الثاني .
( أبو سنان ، عن عبد الله بن أبي الهذيل ، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - ).
تفرد به محمد بن فضيل من هذا الوجه عن أبي سنان.
رواه الحاكم في معرفة علوم الحديث ص 59 ، وعنه : رواه البيهقي في كتاب البعث والنشور ص 276-277 ح ( 562 ) ، ورواه أبو نعيم في حلية الأولياء 4/363.
تخريج الوجه الثالث .
( أبو سنان ، عن عبد الله بن أبي الهذيل ، ، من قوله).
يرويه من هذا الوجه عن أبي سنان اثنان .
1- جرير بن عبد الحميد.
رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 4/363 ، وساق سنده ثم قال:" مثله ولم يبلغ به أبا هريرة "
وقال ورواه ابن عيينة و جرير فوقفاه على ابن أبي الهذيل ، الموضع نفسه.
2- سفيان بن عيينة.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة في كتاب : ذكر النار ، باب ( 1 ) : ما ذكر فيما أعد لأهل النار وشدته 7/72 ح ( 34110 ) ، ورواه ابن أبي الدنيا في صفة النار ص 80 ح ( 110 ) ، من طريق إسحاق بن إسماعيل ، ورواه أبو نعيم في حلية الأولياء 4/360 ، وفي آخره : إلا ألقته على أعقابهم " ، من طريق محمد بن أبي عمر العدني ، وقال :" ورواه ابن عيينة و جرير فوقفاه على ابن أبي الهذيل " ، حلية الأولياء 4/363.
ورواه البيهقي في كتاب البعث والنشور ص 277 ح ( 563 ) من طريق سعيد بن منصور. وفي رواية سعيد بن منصور، وإسحاق بن إسماعيل شك ؛ ففيها عن عبد الله بن أبي الهذيل أو غيره ، لكن جاءت الرواية بالجزم كما هي عند أبي بكر بن أبي شيبة ، ومحمد بن أبي عمر العدني ، والرواية الجازمة تقضي على ما فيها شك.(1/497)
(( تراجم الرواة ))
أولا : ترجمة مدار الحديث .
ضرار بن مرة الكوفي ، أبو سنان الشيباني .
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 39 ).
ثانياً : ترجمة راوي الوجه الأول .
محمد بن سليمان بن عبد الله ابن الأصبهاني ، أبو علي الكوفي [ ت س ق ].
روى عن : ضرار بن مرة ، وعطاء بن السائب ، وأبي جعفر الرازي.
روى عنه : يحيى بن سليمان الجعفي ، فروة أبن أبي المغراء ، وقتيبة بن سعيد.
قال البخاري : " مقارب الحديث " ، وقال أبو حاتم :" لا بأس به ، يكتب حديثه ، ولا يحتج به " ، وقال أبو داود :" ضعيف الحديث " ، وقال النسائي :" ضعيف " ، وذكره ابن حبان في الثقات ، وقال :" يخطىء ويخالف " ، وقال ابن عدي :" مضطرب الحديث ……… قليل الحديث ، ومقدار ماله قد أخطأ في غير شيء منه " ، وقال ابن حجر :" صدوق يخطىء " ، مات سنة إحدى وثمانين ومائة (1).
ثالثاً : ترجمة راوي الوجه الثاني.
محمد بن فضيل بن غزوان الضبي.
صدوق ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 4 ).
رابعاً : ترجمة رواة الوجه الثالث.
جرير بن عبد الحميد.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 4 ).
سفيان بن عيينة .
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 4 ).
(( دراسة الاختلاف ))
يتبين من تخريج الحديث أنه قد اختلف عن أبي سنان من ثلاثة أوجه :
الأول : يرويه محمد بن سليمان ابن الأصبهاني ، عن أبي سنان ، عن عبد الله بن أبي الهذيل ، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم -
الثاني : يرويه محمد بن فضيل ، عن أبي سنان ، عن عبد الله بن أبي الهذيل ، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - .
__________
(1) ينظر : الجرح والتعديل 7/ ت 1461 ، سؤالات الآجري لأبي داود ص301 ت 487 ، سنن النسائي 3/ 264 ، العلل الكبير للترمذي 2/979 ، الثقات 9/52 ، الكامل 6/229، تهذيب الكمال 25/308 ت 5262 ، تقريب التهذيب ص 850 ت 5967.(1/498)
الوجه الثالث : يرويه جرير بن عبد الحميد و سفيان بن عيينة كلاهما عن أبي سنان ، عن عبد الله بن أبي الهذيل ، من قوله.
وبعد النظر في أحوال الرواة المختلفين يكون الوجه الثالث هو الراجح ؛ لأن الوجه الثالث من رواية الأرجح صفة وعدداً ، فقد رواه بهذا الوجه عالمان جليلان ، وخالفهما في كل من روايتي الرفع ، والوقف راوٍ واحد ، قال ابن رجب :" ورفعه منكر" (1).
(( الحكم على الحديث ))
سأدرس الحديث من الوجه المرجح بإسناد أبي بكر بن أبي شيبة :
قال رحمه الله : قال أبو بكر بن أبي شيبة : حدثنا سفيان بن عيينة عن أبي سنان عن ابن أبي الهذيل (2) قال :" لفحتهم النار لفحة فما أبقت لحماً على عظم إلا ألقته".
سفيان بن عيينة .
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 4 ).
أبو سنان ، ضرار بن مرة.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 39 ).
الحكم على الحديث :
الحديث بهذا الإسناد مقطوعٌ صحيح .
قال أبو نعيم رحمه الله :
حدثنا عبدالله بن جعفر ، قال : ثنا يونس بن حبيب ، قال : ثنا أبو داود ، قال : ثنا شعبة عن حبيب بن الزبير ، قال : سمعت عبد الله بن أبي الهذيل يحدث عن عبدالرحمن بن أبزى قال : سمعت عبد الله بن خباب يقول : سمعت أبي بن كعب - رضي الله عنه - يقول : ذُكر الدجالُ عند النبي - صلى الله عليه وسلم - أو قال ذَكرَ النبيُ - صلى الله عليه وسلم - الدجالَ.
فقال :" إحدى عينيه كأنها زجاجة خضراء ، وتعوذوا بالله من عذاب القبر" .
غريب من حديث عبد الله تفرد به حبيب.
ورواه عن شعبة غندر ، ووهب بن جرير مثله.
ورواه النضر بن شميل ،عن شعبة ،عن حبيب ،عن عبد الله ، ولم يذكر عبد الله بن خباب.
[ حلية الأولياء 4/363 ].
(( تخريج الحديث ))
الحديث يرويه شعبة بن الحجاج ، واختلف عنه من وجهين :
__________
(1) التخويف من النار ص 204.
(2) - سورة : المؤمنون ، آية 104.(1/499)
الأول : يروى عنه ، عن حبيب بن الزبير ، عن عبد الله بن أبي الهذيل ، عن عبد الرحمن بن أبزى ، عن عبد الله بن خباب ، عن أبي بن كعب - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثاني : يروى عنه عن حبيب بن الزبير عن ، عبد الله بن أبي الهذيل ، عن عبد الرحمن بن أبزى ، عن أبي بن كعب - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
تخريج الوجه الأول :
( شعبة ، عن حبيب بن الزبير عن ، عبد الله بن أبي الهذيل ، عن عبد الرحمن بن أبزي ، عن عبد الله بن خباب ، عن أبي بن كعب - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
يرويه من هذا الوجه عن شعبة ستة :
أبو داود الطيالسي .
رواه في مسنده 1/439 ح ( 546 ) ، وعنه : رواه الإمام أحمد في المسند 35/82 ح ( 21145 ) ، ورواه الشاشي في المسند 3/340 ح ( 1451 ) ، وأبو الشيخ الأصبهاني في طبقات المحدثين بأصبهان 1/374 ح ( 55 ) ، و البيهقي في كتاب اثبات عذاب القبر ص 121 ح ( 205 ) ، وأبو نعيم في حلية الأولياء 4/363 ، وفي ذكر أخبار أصبهان 1/294 ، والضياء المقدسي في المختارة 3/406 ح ( 1203 ).
روح بن عبادة .
رواه عنه الإمام أحمد في المسند 35/83 ح ( 21146 ) ، ورواه الشاشي في المسند 3/341 ح( 1452 ) ، و الضياء المقدسي في المختارة 3/405 -407ح ( 1202 ) و ( 1205 ).
وعلقه البخاري في التاريخ الكبير 5/78-79 ، وليس فيه التعوذ من عذاب القبر.
محمد بن جعفر .
رواه الإمام أحمد في المسند 35/83 ح ( 21146 ) ، ومن طريقه : رواه الضياء المقدسي في المختارة 3/407 ح ( 1205 ) ، ورواه النسائي في كتاب الإغراب ص 119ح( 55 ) وذكره أبو نعيم عن محمد بن جعفر ، عن شعبة ، الحلية 4/363.
وهب بن جرير .
رواه الإمام أحمد في المسند 35/83 ح ( 21147 ) ، وذكره أبو نعيم عن وهب بن جرير ، عن شعبة ، الحلية 4/363.
معاذ بن معاذ(1/500)
رواه ابن حبان ، كما في الإحسان ، كتاب : التاريخ ، باب : إخباره - صلى الله عليه وسلم - عما يكون في أمته من الفتن والحوادث 15/206 ح ( 6795 ).
حجاج بن نصير .
رواه الشاشي في المسند 3/341 ح ( 1453 ) ، وأبو نعيم في ذكر أخبار أصبهان 1/294.
تخريج الوجه الثاني :
( شعبة ، عن حبيب بن الزبير ، عن عبد الله بن أبي الهذيل ، عن عبد الرحمن بن أبزى ، عن أبي بن كعب - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
تفرد به النضر بن شميل من هذا الوجه عن شعبة .
رواه عبد الله بن أحمد في زوائده على المسند ، المسند 35/84 ح 0 21148 ) ، وقال:" ولم يذكر خلاد في حديثه عبد الله بن خباب".
(( تراجم الرواة ))
أولاً : ترجمة مدار الحديث.
شعبة بن الحجاج .
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 4 ).
ثانياً: تراجم رواة الوجه الأول.
1-أبو داود الطيالسي.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 11 ).
روح بن عبادة .
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 38 ).
3-محمد بن جعفر.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 10 ).
4- وهب بن جرير.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 11 ).
5- معاذ بن معاذ.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 11 ).
حجاج بن نصير الفساطيطي.
ضعيف ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 11 ).
ثالثاً : ترجمة راوي الوجه الثاني.
النضر بن شميل .
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 19 ).
(( دراسة الاختلاف ))
من تخريج الحديث يتبين أنه قد اختلف عن شعبة بن الحجاج من وجهين :
الوجه الأول : يرويه أبو داود الطيالسي ، وروح بن عبادة ، ومحمد بن جعفر ، ووهب بن جرير ، ومعاذ بن معاذ خمستهم عن شعبة ، عن حبيب بن الزبير ، عن عبد الله بن أبي الهذيل ، عن عبد الرحمن بن أبزى ، عن عبد الله بن خباب ، عن أبي بن كعب - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .(1/501)
الثاني : يرويه النضر بن شميل ،عن شعبة ، عن حبيب بن الزبير ، عن عبد الله بن أبي الهذيل عن عبد الرحمن بن أبزى ، عن أبي بن كعب - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
وبعد النظر في أحوال الرواة المختلفين ، يكون الوجه الأول هو الراجح لأن الوجه الأول من رواية الأرجح عدداً ، وفيهم ثلاثة من أثبت أصحاب شعبة ؛ أبو داود الطيالسي ، ومعاذ بن
معاذ ، ومحمد بن جعفر(1) ، والمخالف لهم في الوجه الثاني راوٍ واحد.
ولعل الخطأ من الراوي عن النضر بن شميل : خلاد بن أسلم ؛ قال عبد الله بن أحمد : "ولم يذكر خلاد في حديثه عبد الله بن خباب ".
(( الحكم على الحديث ))
سأدرس إسناد الحديث من الوجه المرجح بإسناد أبي داود الطيالسي :
قال رحمه الله : حدثنا شعبة ، عن حبيب بن الزبير ، قال : سمعت عبد الله بن أبي الهذيل يحدث عن عبد الرحمن بن أبزى ، قال : سمعت عبد الله بن خباب ، يقول :" سمعت أبي بن كعب ، قال : ذُكر الدجالُ عند النبي - صلى الله عليه وسلم - أو قال : ذكرَ النبيُ - صلى الله عليه وسلم - ، ………الحديث ".
شعبة بن الحجاج العتكي.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 4).
حبيب بن الزبير بن مشكان (2)الهلالي مولاهم ، البصري ، [ مد ت ].
روى عن : عبد الله بن أبي الهذيل ، وعطاء بن أبي رباح ، ، وعكرمة مولى ابن عباس.
روى عنه : شعبة بن الحجاج ، وعمرو بن فروخ العبدي.
__________
(1) شرح علل الترمذي 2/513-515.
(2) مشكان : بضم أوله ، وسكون الشين المعجمة ، وفتح الكاف ، تليها ألف ثم نون ، توضيح المشتبه 8/177.(1/502)
سئل عنه الإمام أحمد فقال :" ما أعلم إلا خيراً " (1) ، وقال أبو داود ، والنسائي ، وابن حجر :" ثقة " ، وخالف من سبق علي بن المديني فقال :" مجهول " ، و أبو حاتم فقال :" صدوق ، صالح الحديث " .
والراجح أنه ثقة ، فإن لم يعرفه علي بن المديني فقد عرفه غيره ، وأبو حاتم من المتشددين ، ومعروف عن شعبة انه لا يروي إلا عن ثقة (2).
عبد الله بن أبي الهذيل.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 39 ).
عبد الرحمن بن أبزى الخزاعي [ ع ].
روى عن : عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وعمار بن ياسر - رضي الله عنه - ، وعبد الله بن خباب.
روى عنه : عبد الله بن أبي الهذيل ، وابناه سعيد ، وعبد الله .
قال البخاري : له صحبة ، وقال أبو حاتم :" أدرك النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وصلى خلفه .
وخالفهما ابن حبان فجعله من التابعين،قال ابن حجر:" قرأت بخط مغلطاي: لم أر من وافقه على ذلك " ثم قال :"العمدة قول الجمهور" ، مات بالحرة ، وكانت سنة ثلاث وستين (3)
عبد الله بن خباب بن الأرت ، [ ت س ].
روى عن : أبي بن كعب ، وأبيه خباب - رضي الله عنهم - .
روى عنه : عبد الرحمن بن أبزى - رضي الله عنه - ، وعبد الله بن الحارث بن نوفل.
قال العجلي :" من كبار التابعين ، ثقة " ، وذكره ابن حبان في الثقات .
__________
(1) هذه الجملة عند الإمام أحمد تعني أن الراوي ثقة ،فلا يعلم من أمره إلا خيراً ، فقد سأله ابنه عبد الله عن الأسود بن هلال المحاربي ؟فقال : لا أعلم إلا خيراً . قلت : ثقة ، قال نعم ، العلل ومعرفة الرجال 2/33.
(2) ينظر : الجرح والتعديل 3/ 100ت 467 ، سؤالات الآجري لأبي داود 1/440 س 934 ، تهذيب الكمال 5/370 ت 1083 ، تقريب التهذيب ص 219 ت 1098.
(3) ينظر : التاريخ الكبير 5/ 245ت 800 ، الجرح والتعديل 5/ 209ت 985 ، تهذيب الكمال 16/501 ت 3748 ، الإصابة 4/238.(1/503)
مات سنة سبعة وثلاثين (1).
أبي بن كعب بن قيس بن عبيد الأنصاري .
صحابي .
الحكم على الحديث :
الحديث بهذا الإسناد صحيح.
قال أبو نعيم رحمه الله :
حدثنا القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم ، ثنا علي بن العباس البجلي ، ثنا جعفر بن محمد بن رباح الأشجعي ، حدثني أبي ، عن عبيدة ، عن عبدالملك بن عمير ، عن ربعى بن [ حراش ](2) قال : كنا أربعة إخوة وكان الربيع أخونا أكثرنا صلاةً وأكثرنا صياماً في الهواجر ، وأنه توفي فبينا نحن حوله وقد بعثنا من يبتاع لنا كفناً إذ كشف الثوب عن وجهه فقال :" السلام عليكم ".
فقال القوم :" وعليكم السلام ، يا أخا بني عبس أبعد الموت " ؟.
قال :" نعم إني لقيت ربي عز وجل بعدكم فلقيت رباً غير غضبان ، واستقبلني بروح وريحان واستبرق ، ألا وإن أبا القاسم - صلى الله عليه وسلم - ينتظر الصلاة عليّ فعجلوني ، ولا تؤخروني ، ثم كان بمنزلة حصاة رمى بها في طست" .
فنمى الحديث إلى عائشة رضي الله تعالى عنها فقالت: أما إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول :" يتكلم رجل من أمتي بعد الموت".
قال علي :"وكان محمد بن عمر بن علي الأنصاري حدثنا به عن جعفر ثم سمعناه من جعفر".
هذا حديث مشهور رواه عن عبد الملك جماعة منهم إسماعيل بن أبي خالد ، وزيد بن أبي أنيسة ، والثوري ، وابن عيينة ، وحفص بن عمر ، والمسعودي .
ولم يرفعه أحد إلا عبيدة بن حميد ، عن عبدالملك .
ورواه المسعودي نحوه في الرفع .
[ حلية الأولياء 4 / 367 – 368 ].
(( تخريج الحديث ))
الحديث يرويه عبد الملك بن عمير واختلف عنه من وجهين :
__________
(1) ينظر : معرفة الثقات 2/26ت 873 ، الثقات لابن حبان 5/11 ، تهذيب الكمال 14/446 ت 3241.
(2) تصحفت في المطبوع إلى [ خراش ] بالخاء المعجمة ، وهو خطأ من الناسخ إذ أنه ذكره في بداية الترجمة بالخاء ثم سار عليه في جميع ترجمته .(1/504)
الأول : يروى عنه ، عن ربعي بن حراش ، عن عائشة رضي الله عنها وفيه حديث مرفوع .
الثاني : يروى عنه ، عن ربعي بن حراش مقطوعاً ، دون ذكر عائشة أو اللفظ المرفوع .
تخريج الوجه الأول :
(عبد الملك ، عن ربعي بن حراش ، عن عائشة رضي الله عنها وفيه حديث مرفوع ).
يرويه من هذا الوجه عن عبد الملك بن عمير اثنان :
1- عبيدة بن حميد .
رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 4/ 367 – 368 ،وفي دلائل النبوة ص 584 ح ( 536 ) ، ومن طريقه : رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 4/ 361.
عبد الرحمن المسعودي.
رواه ابن أبي الدنيا في كتاب من عاش بعد الموت ص 19 ح ( 10 ) ، وفيه : فبلغ ذلك عائشة رضي الله عنها فصدقته ، وقالت :" كنا نسمع أن رجلاً من هذه الأمة سيتكلم بعد موته" ، ومن طريقه : رواه ابن بشكوال في الغوامض والمبهمات 2/516 ، ورواه أبو نعيم في حلية الأولياء 4/ 368 ، ولفظه : فذكر ذلك لعائشة فصدقت بذلك ، وقالت : قد كنا نتحدث أن رجلاً من هذه يتكلم بعد موته ، ومن طريقه : رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 4/ 362 ، ورواه البيهقي في دلائل النبوة 6/ 454 ، وفيه : فذكرت ذلك لعائشة ، فقالت : قد بلغنا أنه سيكون في هذه الأمة رجل يتكلم بعد موته .
ورواية المسعودي لم يرد فيها التصريح بالرفع إلا أن قول عائشة رضي الله عنها : كنا نتحدث ، وقولها : قد بلغنا ، وقولها : كنا نسمع ؛ يفيد رفع الحديث ، ولذلك قال أبو نعيم : ورواه المسعودي نحوه في الرفع .
وتابع عبد الملك بن عمير على هذا الوجه كلٌ من :-
1- منصور بن المعتمر .
رواه البيهقي في دلائل النبوة 6/455 .
2-علي بن عبيد الله الغطفاني .
3-حفص بن يزيد .
رواه ابن أبي الدنيا في كتاب من عاش بعد الموت ص 19 ح ( 11) ، ومن طريقه :رواه البيهقي في دلائل النبوة 6/455 .
تخريج الوجه الثاني :
( عبد الملك بن عمير ، عن ربعي بن حراش مقطوعاً ، دون ذكر عائشة و اللفظ المرفوع ).(1/505)
يرويه من هذا الوجه عن عبد الملك بن عمير سبعة .
سفيان بن عيينة .
رواه ابن أبي الدنيا في كتاب من عاش بعد الموت ص 18 ح ( 9 ) ، ومن طريقه :رواه الخطيب البغدادي في الأسماء المبهمة في الأنباء المحكمة ص 80 ، وابن بشكوال في الغوامض والمبهمات 2/515 ح ( 498 ).
2- إسماعيل بن أبي خالد .
رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 6/ 196 ، والبيهقي في دلائل النبوة 6/454 ورواه والخطيب البغدادي في الأسماء المبهمة في الأنباء المحكمة ص 81 ، وابن بشكوال في الغوامض والمبهمات 2/517 ح ( 499 ) .
3-حفص بن عمر .
رواه ابن أبي الدنيا في كتاب من عاش بعد الموت ص 18 ح( 9) ، ومن طريقه : رواه الخطيب البغدادي في الأسماء المبهمة في الأنباء المحكمة ص 80 ، وابن بشكوال في الغوامض والمبهمات 2/515 ح ( 498 ) ، ورواه أبو نعيم في حلية الأولياء 4/ 368 .
4-الحكم بن هشام.
رواه عنه هشام بن عمار في كتاب المبعث ،باب : في كلام الأموات وعجائبهم كما في البداية والنهاية 9/59.
5- زيد بن أبي أنيسة .
6-سفيان الثوري.
7- شريك بن عبد الله .
ذكرهم أبو نعيم فقال :"هذا حديث مشهور رواه عن عبد الملك جماعة منهم : إسماعيل بن أبي خالد ، وزيد بن أبي أنيسة ، والثوري ، وابن عيينة ، وحفص بن عمر ، والمسعودي ولم
يرفعه أحد إلا عبيدة بن حميد عن عبد الملك ".
حلية الأولياء 4 / 368 ، وذكر شريكاً في دلائل النبوة ص 585.
وتابع عبد الملك بن عمير على هذا الوجه :
حميد بن هلال.
فبعد أن عد أبو نعيم في الدلائل ص 585 من سبق ذكرهم من الرواة عن عبد الملك قال : "ورواه أيوب السختياني عن حميد بن هلال عن ربعي بن حراش ".
(( تراجم الرواة ))
أولاً : ترجمة مدار الحديث.
عبد الملك بن عمير بن سويد بن جارية القرشي ، أبو عمر الكوفي[ ع ].
روى عن : ربعي بن حراش ، وموسى بن طلحة ، ومحارب بن دثار.
روى عنه : سفيان الثوري ، وسفيان بن عيينة ، وعبد الرحمن المسعودي.(1/506)
قال يحيى بن معين :" مخلط " ، وقال الإمام أحمد :" ضعيف ، يغلط " ، وقال :" مضطرب الحديث جداً مع قلة حديثه " ، وقال أبو حاتم :" ليس بحافظ ، هو صالح ، تغير حفظه قبل موته ".
ووثقه آخرون .
قال ابن نمير :" كان ثقة ، ثبتاً في الحديث " ، قال العجلي :" كوفي ، تابعي ، ثقة ".
وقال النسائي :" ليس به بأس " ، وقال ابن حجر :" ثقة ، فصيح ، عالم ، تغير حفظه ، وربما دلس ".
فهو ثقة ، ويوضح اختلاف العلماء فيه قول الذهبي :" والرجل من نظراء السبيعي أبي إسحاق ، وسعيد المقبري لما وقعوا في هزم الشيخوخة نقص حفظهم ، وساءت أذهانهم ، ولم يختلطوا ، وحديثهم في كتب الإسلام كلها".
وقول ابن حجر :" احتج به الجماعة ، وأخرج له الشيخان من رواية القدماء عنه في الاحتجاج ، ومن رواية بعض المتأخرين عنه في المتابعات ، وإنما عيب عليه أنه تغير حفظه لكبر سنه ؛ لأنه عاش مائة وثلاث سنين ".
مات سنة ست وثلاثين ومائة (1).
ثانياً : تراجم رواة الوجه الأول .
1- عبيدة بن حميد بن صهيب التيمي .
صدوق ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 39 ) .
2-عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي.
صدوق ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 12).
ثالثاً : تراجم رواة الوجه الثاني .
سفيان بن عيينة.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 4).
إسماعيل بن أبي خالد.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 11 ).
حفص بن عمر ، قاضي حلب.
روى عن : عبد الملك بن عمير ، وهشام بن حسان ، وابن إسحاق.
روى عنه : يحيى الوحاظي ، ومحمد بن بكار ، وعامر بن سيار.
قال أبو حاتم : " ضعيف الحديث " ، وقال أبو زرعة :" منكر الحديث ".
وقال ابن حبان :" يروي عن هشام بن حسان والثقات الأشياء الموضوعات لا
__________
(1) الجرح والتعديل 5/ 360 ت 1700 ، معرفة الثقات 2/104 ت 1138 ، تهذيب الكمال 18/370 ت 3546 ، ميزان الاعتدال 2/660ت5235 ، تقريب التهذيب ص 625 ت 4228 ، هادي الساري ص 422.(1/507)
يجب الاحتجاج به (1).
الحكم بن هشام بن عبد الرحمن الثقفي[س ق ].
روى عن : سفيان الثوري ، وعبد الملك بن عمير ، وقتادة بن دعامة.
روى عنه :هشام بن عمار ، والوليد بن مسلم ، وعبد الله بن المبارك.
قال يحيى بن معين ، وأبو داود و العجلي :" ثقة " ، وقال أبو حاتم :" يكتب حديثه ، ولا يحتج به " ، وقال أبو داود مرة أخرى :" ليس به باس " ، وقال ابن حجر :" صدوق " (2)
زيد بن أبي أنيسة ، أبو أسامة الجزري
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 8 ).
سفيان الثوري .
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 1 ).
شريك بن عبد الله.
صدوق يخطىء كثيراً ، سبقت ترجمته في رقم ( 6 ).
(( دراسة الاختلاف ))
يتبين من تخريج الحديث أنه قد اختلف عن عبد الملك بن عمير من وجهين :-
الأول : يرويه عبيدة بن حميد ، وعبد الرحمن المسعودي كلاهما عن عبد الملك بن عمير عن ربعي بن حراش عن عائشة رضي الله عنها وفيه حديث مرفوع .
الثاني : يرويه سفيان بن عيينة ، إسماعيل بن أبي خالد ، الحكم بن هشام ، وزيد بن أبي أنيسة ، سفيان الثوري ، كلهم عن عبد الملك بن عمير عن ربعي بن حراش مقطوعاً ، دون ذكر عائشة رضي الله عنها أو اللفظ المرفوع .
وبعد النظر في أحوال الرواة المختلفين يكون الوجه الثاني هو الراجح ، وذلك لأن الوجه الثاني من رواية الأكثر ، وفيهم أئمة كبار ، وهم من المتقدمين ممن أخذ عن عبد الملك بن عمير قبل تغيره .
__________
(1) الجرح والتعديل 3/179 ت 773 ، المجروحين 1/259 ، ميزان الاعتدال 1/563ت 2135 ، لسان الميزان 2/372 ت 2875.
(2) الجرح والتعديل 3/ 130ت 588 ، معرفة الثقات 1/ 314 ت 342 ، سؤالات الآجري لأبي داود ص 1/244 ت 331 ، تهذيب الكمال 7/155 ت 1449 ، تقريب التهذيب ص 264 ت 1473.(1/508)
وأما المتابعات لعبد الملك على الوجه الأول ، فمتابعة منصور بن المعتمر في إسنادها شريك بن عبد الله ( صدوق يخطىء كثيراً ) ولم يضبط الحديث ؛ فقد ورد عنه ما يخالف هذه الرواية بروايته على الوجه الثاني .
وأما متابعة علي بن عبيد الله الغطفاني ( وثقه يحي بن معين وأحمد بن حنبل ) (1)، وحفص بن يزيد ، فضعيفة فهو ( لايعرف ) (2)، والراوي عنهما خالد بن نافع الأشعري قال أبو حاتم : " ليس بالقوي ، يكتب حديثه ، وقال أبو زرعة : " ضعيف الحديث " ، وضعفه النسائي (3).
(( الحكم على الحديث ))
سأدرس إسناد الحديث من الوجه المرجح بإسناد الإمام محمد بن سعد :قال رحمه الله : أخبرنا محمد بن عبيد قال : حدثنا إسماعيل بن أبي خالد ، عن عبد الملك بن عمير ، عن ربعي بن حراش قال : أتيت فقيل لي : إن أخاك قد مات .
1-محمد بن عبيد بن أبي أمية الطنافسي .
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 22 ).
إسماعيل بن أبي خالد.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 11 ).
عبد الملك بن عمير .
ثقة ، سبقت ترجمته قريباً.
الحكم على الحديث :
الحديث بهذا الإسناد مقطوعٌ صحيح .
قال البيهقي بعد إخراجه للحديث من طريق إسماعيل بن أبي خالد : " هذا إسناد صحيح لا يشك حديثي في صحته " (4).
قال أبو نعيم رحمه الله :
حدثنا عبدالله بن جعفر ، قال : ثنا يونس بن حبيب ، قال : ثنا أبو داود ح.
وحدثنا أبو بكر بن خلاد ، قال : ثنا معاذ بن المثنى ، قالا : ثنا شعبة ح.
__________
(1) العلل ومعرفة الرجال للإما أحمد بن حنبل 3/463 ت 5977 ، الجرح والتعديل 6/194ت1076.
(2) حفص بن يزيد قال ابن أبي حاتم : روى عن الربيع بن حراش ، روى عنه خالد بن نافع الأشعري ، الجرح والتعديل 3/188 ت 815.
(3) ينظر : الجرح والتعديل 3/355ت 1604 ، ميزان الاعتدال 1/643 ت 2468.
(4) دلائل النبوة 6/454 .(1/509)
وحدثنا محمد بن أحمد بن علي ، قال : ثنا الحارث بن أبي أسامة ، قال : ثنا روح بن عبادة قال : ثنا شعبة والثوري قالا : ثنا منصور ، عن ربعي ، قال : سمعت أبا مسعود : عقبة بن عمرو قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستح فاصنع ما شئت ".
حدثنا محمد بن أحمد بن علي ، قال : ثنا أحمد بن موسى الشطوي ، قال : ثنا محمد بن سابق ، قال : ثنا إبراهيم بن طهمان [ عن منصور ، عن ربعي ، عن أبي مسعود عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مثله .
ورواه عن منصور الثوري ، وزهير ، وجرير ، وفضيل بن عياض ، وقيس ، وكامل أبو العلاء ، وشريك ، وحماد بن شعيب ، والمفضل بن مهلهل ، وعمار بن زريق ، وأبو شيبة .
ورواه الحسن بن عبيد الله عن ربعي.
حدثناه إبراهيم بن عبد الله ، حدثنا محمد بن إسحاق ، حدثنا قتيبة بن سعيد ، حدثنا عبد الواحد بن زياد ، عن الحسن بن عبيد الله ](1) حدثني ربعي بن حراش ، قال : سمعت حذيفة يقول :" كان آخر ما أدركنا من كلام النبوة أنه كان يقال : إذا لم تستحي فاصنع ماشيت ".
كذا رواه الحسن عن حذيفة وتابعه عليه فضيل بن عياض .
ورواه أبو مالك عن ربعي ، عن حذيفة .
[ حلية الأولياء 4/370-371 ].
مدار الحديث على ربعي بن حراش ، وعمن دونه ، وعلى بعض الرواة عنهم كما يلي :
الاختلاف عن سفيان الثوري.
(( تخريج الحديث ))
الحديث يرويه سفيان الثوري واختلف عنه من وجهين :
الأول : يروى عنه ، عن منصور ، عن ربعي بن حراش ، عن أبي مسعود الأنصاري - رضي الله عنه - ،عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثاني : يروى عنه، عن منصور ، عن ربعي بن حراش ، حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
تخريج الوجه الأول .
__________
(1) ما بين المعكوفين ، ساقط من المطبوع ، والتصويب من المخطوط ( د ) 201/3/ب.(1/510)
( سفيان الثوري ، عن منصور ، عن ربعي بن حراش ، عن أبي مسعود الأنصاري - رضي الله عنه - ،عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
يرويه من هذا الوجه عن سفيان خمسة :-
يحيى بن سعيد القطان .
رواه عنه الإمام أحمد في المسند 17/33 ح ( 22345 ) ، ورواه ابن عبد البر في التمهيد 20/69.
روح بن عبادة.
رواه الإمام أحمد في المسند 17/325 ح ( 17098 ) ، والطحاوي في شرح مشكل الآثار 4/194 ح( 1533 ) ، وأبو نعيم في حلية الأولياء 4/370 ، والقاسم بن الفضل الأصهاني في الأربعين له ص 220 ، وابن فاخر الأصبهاني في المجلس العاشر ( ضمن مجموع ) ص 472 ح ( 603 ).
محمد بن يوسف الفريابي.
أبو حذيفة ، موسى بن مسعود النهدي.
رواه الطبراني في المعجم الكبير 17/236 ح ( 652 ).
عبد الرحمن بن مهدي .
رواه الإمام أحمد في المسند 17/332 ح ( 17107 ).
محمد بن كثير العبدي.
رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق 53/119.
تخريج الوجه الثاني :
( سفيان ،عن منصور ، عن ربعي بن حراش ، حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - )
تفرد به إبرهيم بن سعد من هذا الوجه عن الثوري .
رواه ابن أبي حاتم في علل الحديث 2/338 م ( 2538 ) ، وفي آخره زيادة :" ويأتيك بالأخبار من لم تزود" ، وقال الدارقطني في العلل 3/ 198 ، 6/180:" وقال إبراهيم بن سعد عن الثوري عن منصور عن ربعي عن حذيفة ".
(( تراجم الرواة ))
أولاً: ترجمة مدار الحديث.
سفيان بن سعيد الثوري.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 1 ).
ثانياً : تراجم رواة الوجه الثاني .
يحيى بن سعيد القطان.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 8 )
روح بن عبادة.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 38 )
محمد بن يوسف الفريابي.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 2 ) .
أبو حذيفة : موسى بن مسعود النهدي.
صدوق ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 11 ).
عبد الرحمن بن مهدي.
ثقة ، إمام ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 8 ) .(1/511)
محمد بن كثير العبدي.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 8 ) .
ثالثاً: ترجمة راوي الوجه الثاني.
إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف القرشي ، أبو إسحاق الزهري المدني ، [ ع ].
روى عن : سفيان الثوري ، وشعبة بن الحجاج ، وصالح بن كيسان.
روى عنه : أحمد بن حنبل ، وابنه سعد ، وعبد الرحمن بن مهدي.
قال يحيى بن معين :" ثقة "، وقد ورد عنه تضعيفه ، لكن هذا قول الأكثر عدداً من الرواة عنه ، وقال الإمام أحمد ، وأبو حاتم ، والعجلي ، و الذهبي :" ثقة " ، وقال ابن حجر:" ثقة ، حجة ، تكلم فيه بلا حجة " ، مات سنة ثلاث وثمانين ومائة (1).
(( دراسة الاختلاف ))
يتبين من تخريج الحديث أنه قد اختلف عن سفيان الثوري من وجهين :
الأول : يرويه يحيى بن سعيد القطان ،و روح بن عبادة ، ومحمد بن يوسف الفريابي ، وأبو حذيفة ، و عبد الرحمن بن مهدي ، خمستهم ، عن سفيان الثوري ، عن منصور ، عن ربعي بن حراش ، عن أبي مسعود البدري - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
الثاني : يرويه إبراهيم بن سعد ، عن سفيان الثوري ، عن منصور ، عن ربعي بن حراش ، حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
وبعد النظر في حال المدار ، وأحوال الرواة المختلفين يكون الوجه الأول هو الراجح ، وقرائن ترجيحه:
أن الوجه الأول من رواية الأكثر عدداً ، فقد رواه من هذا الوجه خمسة ، وفيهم أثبت أصحاب سفيان ، والمخالف لهم في الوجه الثاني راوٍ واحد.
المتابعات للمدار _ سفيان الثوري تؤيد رجحان الوجه الأول ، كما سيأتي .
قال أبو رزعة الرازي عندما سئل عن الوجه الثاني :" الصحيح عن ربعى عن أبي مسعود " (2).
الاختلاف عن فضيل بن عياض.
__________
(1) ينظر : تاريخ الدوري عن يحيى بن معين 2/264 ، الجرح والتعديل 3/101 ت 283 معرفة الثقات 1/201 ت 24 ، تهذيب الكمال 2/94 ت 175 ، تقريب التهذيب ص 108 ت 181.
(2) علل الحديث 2/338.(1/512)
(( تخريج الحديث ))
الحديث يرويه فضيل بن عياض واختلف عنه من وجهين :
الأول : يروى عنه ، عن الحسن بن عبيد الله، عن ربعي بن حراش ، عن حذيفة - رضي الله عنه - .
الثاني : يروى عنه ، عن الحسن بن عبيد الله ، عن ربعي بن حراش ، عن أبي مسعود - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
تخريج الوجه الأول .
( فضيل بن عياض ، عن الحسن بن عبيد الله ، عن ربعي بن حراش ، عن حذيفة - رضي الله عنه - ).
تفرد به محمد بن زياد الزيادي من هذا الوجه عن فضيل بن عياض .
رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 8/136، وقال : غريب من حديث الفضيل والحسن ، وهو صحيح ثابت من حديث ربعي عن أبي مسعود عقبة بن عمرو.
تخريج الوجه الثاني .
( فضيل بن عياض ، عن الحسن بن عبيد الله ، عن ربعي بن حراش ، عن أبي مسعود - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
يرويه من هذا الوجه عن فضيل بن عياض اثنان .
1- أحمد بن عبد الله بن يونس.
رواه الطبراني في المعجم الكبير 17/236 ح ( 654 ) ، وعنه : رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 8/124 ، وقال : ثابت مشهور من حديث منصور وحديث فضيل بن عياض مرفوعاً لم نكتبه إلا من حديث أحمد بن يونس.
2-الحسين بن حفص.
رواه أبو في ذكر أخبار أصبهان 2/78.
(( تراجم الرواة ))
أولاً : ترجمة مدار الحديث.
فضيل بن عياض .
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 6 ) .
ثانياً : ترجمة راوي الوجه الأول.
محمد بن زياد بن عبيد الله الزيادي .
صدوقي يخطئ ، سبقت ترجمته في رقم ( 11 ) .
ثالثاً : تراجم رواة الوجه الثاني.
الحسين بن حفص بن الفضل بن يحيى الهمداني ، أبو محمد الأصبهاني ،[ م ق ].
روى عن : الفضيل بن عياض ، وإبراهيم بن طهمان ، ووكيع بن الجراح.
روى عنه : عمر بن شبة النميري ، ويحيى بن حكيم ، وينس بن حبيب.(1/513)
قال أبو حاتم :" صالح ، محله الصدق " ، و ذكره ابن حبان في الثقات ، وقال ابن حجر :" صدوق " ، مات سنة عشرة ومائتين (1).
ثالثاً : تراجم رواة الوجه الثاني.
2- أحمد بن عبد الله بن يونس بن عبد الله اليربوعي ، مولى الفضيل بن عياض [ ع ].
روى عن : فضيل بن عياض ، وحفص بن غياث ، وسفيان الثوري.
روى عنه : محمد بن عثمان الضرير ، والبخاري ، ومسلم .
سئل الإمام أحمد عمن نكتب؟ قال : للسائل "اخرج إلى أحمد بن يونس فإنه شيخ الإسلام "
وقال أبو حاتم :" كان ثقة ، متقناً " ، وقال النسائي :" ثقة " ، وقال ابن حجر :" ثقة حافظ " ، مات سنة سبع وعشرين ومائتين (2)
(( دراسة الاختلاف ))
يتبين من تخريج الحديث أنه قد اختلف عن فضيل بن عياض من وجهين :
الأول : يرويه محمد بن زياد الزيادي ، عن فضيل بن عياض ، عن الحسن بن عبيد الله ، عن ربعي بن حراش ، عن حذيفة - رضي الله عنه - .
الثاني : يرويه أحمد بن عبد الله بن يونس ، و الحسين بن حفص ، عن فضيل بن عياض ، عن الحسن بن عبيد الله ، عن ربعي بن حراش عن أبي مسعود - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
وبعد النظر في حال المدار ، وأحوال الرواة المختلفين يكون الوجه الثاني هو الراجح ، وقرائن ترجيحه:
أن رواة الوجه الثاني أرجح صفة وعدداً ، فقد رواه عن مدار الحديث راويان ، وخالفهما في الوجه الأول راوٍ واحد.
في رواة الوجه الثاني أحمد بن يونس ، وهو مولى الفضيل بن عياض ، فهو أدرى بحديثه من غيره.
******************
الاختلاف عن الحسن بن عبيد الله .
(( تخريج الحديث ))
الحديث يرويه الحسن بن عبيد الله ، واختلف عنه من وجهين :
__________
(1) ينظر : الجرح والتعديل 3/50 ت 224 ، الثقات 6/186 ، تهذيب الكمال 6/369 ت 1308 ، تقريب التهذيب ص 247 ت 1328 .
(2) ينظر : الجرح والتعديل 2/57 ت 79 ، تهذيب الكمال 1/375 ت 64 ، تقريب التهذيب ص 93 ت 63.(1/514)
الأول : يروى عنه عن ، ربعي بن حراش ، عن حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه - .
الثاني : يروى عنه عن ، ربعي بن حراش ، عن أبي مسعود - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
تخريج الوجه الأول :
( الحسن بن عبيد الله ، ربعي بن حراش ، عن حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه - ).
تفرد به عبد الواحد بن زياد من هذا الوجه عن الحسن بن عبيد الله.
رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 4/371.
تخريج الوجه الثاني :
( الحسن بن عبيد الله ، عن ربعي بن حراش ، عن أبي مسعود - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
يرويه الفضيل بن عياض ، وقد اختلف عليه وسبق بيان مواضع الرواية عنه ، وأن الراجح من طريقه رواية الحديث على هذا الوجه.
(( تراجم الرواة ))
أولاً : ترجمة مدار الحديث.
الحسن بن عبيد الله بن عروة النخعي ، أبو عروة الكوفي [ م 4 ].
روى عن : إبراهيم النخعي ، وربعي بن حراش ، وزبيد اليامي.
روى عنه : فضيل بن عياض ، وعبد الواحد بن زياد ، وسفيان الثوري.
قال يحيى بن معين ، والإمام أحمد ، و أبو حاتم ، والنسائي ، والعجلي ، وابن حجر :" ثقة " وزاد ابن حجر :" فاضل " ، مات سنة تسع وثلاثين ومائة (1).
ثانياً : ترجمة راوي الوجه الأول .
عبد الواحد بن زياد العبدي .
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 8 ) .
ثالثاً : ترجمة راوي الوجه الثاني.
الفضيل بن عياض .
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 6 ) .
(( دراسة الاختلاف ))
يتبين من تخريج الحديث أنه قد اختلف عن الحسن بن عبيد الله النخعي من وجهين:-
الأول : يرويه عبد الواحد بن زياد ، عن الحسن بن عبيد الله النخعي ، عن ربعي بن حراش ، عن حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه - ، موقوفاً.
__________
(1) ينظر : الجرح والتعديل 3/ ت 96 ، معرفة الثقات 1/ 296 ت 298 ، تهذيب الكمال 6/199 ت 1242 ، تقريب التهذيب ص 239 ت 1264.(1/515)
الثاني : يرويه الفضيل بن عياض ، الحسن بن عبيد الله النخعي عن ، ربعي بن حراش ، عن أبي مسعود - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
وبعد النظر في حال المدار ، وأحوال الرواة المختلفين يكون الوجه الثاني هو الراجح ، وقرائن ترجيحه ، لمتابعة منصور بن المعتمر لمدار الحديث -الحسن بن عبيد الله - على هذا الوجه ، وأقوال أهل العلم بأن هذا هو الوجه المشهور للحديث من طريق ربعي بن حراش ، كما سيأتي عند الكلام في دراسة الاختلاف عنه.
الاختلاف عن ربعي بن حراش.
(( تخريج الحديث ))
الحديث يرويه ربعي بن حراش واختلف عنه من وجهين :-
الأول : يروى عنه ، عن أبي مسعود - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
الثاني : يروى عنه ، عن حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
تخريج الوجه الأول :
( ربعي بن حراش ، عن أبي مسعود - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - )
يرويه عن ربعي بن حراش اثنان :-
1- منصور بن المعتمر .
سبق بيان الاختلاف على سفيان الثوري في روايته عن منصور في هذا الحديث ، وأن الراجح من طريقه روايته عن منصور على هذا الوجه.
ورواه أبو داود الطيالسي في المسند 2/15 ح ( 655 ) ، ومن طريقه : رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 4/370 ،وأبو العلاء العطار في التمهيد في معرفة التجويدص 35 ح( 211 ).(1/516)
ورواه الإمام أحمد في المسند 17/325 ح ( 17098 ) ،وفي 17/332 ح ( 17108 ). والبخاري في صحيحه ، كتاب الأنبياء ،باب ( 54 ) : بدون ترجمة ، 2/ 501 ح ( 3484 ) ، ، وأبو داود في كتاب : الأدب ، باب ( 7 ) : في الحياء 2/668 ح ( 4797 ) ، وابن أبي الدنيا مكارم الأخلاق ص 38 ح ( 83 ) ، وابن حبان كما في الإحسان ، كتاب : الرقائق ، باب ( 1 ) : الحياء 2/371 ح ( 607 ) ،وأبو الشيخ الأصبهاني في الأمثال ص 72 ح ( 81 ) ، وابن الغطريف في جزء ه ص 122 ح ( 90 ) ،و أبو القاسم البغوي في الجعديات 1/246 ح ( 819 ) ، وعنه رواه السلفي في معجم السفر ص 212 ح ( 683 ) ،و ابن قانع في معجم الصحابة 2/272 ،وابن حبان في روضة العقلاء ص 85 ، والطبراني في المعجم الكبير 17/235 ح ( 651 ) ، وأبو أحمد الغطريف في جزءه ص 122 ح ( 90 ) ، ورواه أبو نعيم في حلية الأولياء 4/370 ، والبيهقي في كتاب الأدب ص 61 ح ( 178 ) ، و ابن النقور في الفوائد الحسان ص 79 ح ( 37 ) ، وابن عبد البر في التمهيد 20/68 ، وابن عساكر تاريخ دمشق 53/119 ، و ابن فاخر الأصبهاني في المجلس العاشر ( ضمن مجموع ) ص 472 ح ( 603 ) ، و القاضي الحسن الفلاكي في جزء من فوائده 88/ ب ( ضمن مجموع ) ، من طريق شعبة بن الحجاج.
ورواه ابن وهب في الجامع في الحديث 2/560 ح ( 457 ) ، وابن ماجه في سننه ، كتاب الزهد ، باب ( 17 ) الحياء 460 ح ( 4183 ) ، والطحاوي في شرح مشكل الآثار 4/195 ح( 1535 ) ، والطبراني في المعجم الكبير 17/238 ح ( 662 ) ، وابن عساكر في تاريخ دمشق 53/119 ، أبو الحسن المكي في جزء حديث أبي عبيد القاسم بن سلام 3/ب، من طريق جرير بن عبد الحميد.(1/517)
ورواه البخاري في صحيحه ، كتاب الأنبياء ،باب ( 52 ) : بدون ترجمة ، 2/ 501 ح ( 3483 ) ، وفي كتاب : الأدب ،باب ( إذا لم تستح فاصنع ماشئت )4/113 ح ( 6120 ) ، وفي الأدب المفرد ، باب ( 271 ) الحياء ، ص 209 ح ( 597 ) ، ومن طريقه : رواه البغوي في شرح السنة ، باب : الحياء 13/173 ح ( 3597 ) ، ورواه ابن عبد البر في التمهيد 20/69 ، وأبو العلاء العطار في التمهيد في معرفة التجويد ص 136 ح ( 212 ) ، من طريق زهير بن حرب.
ورواه الطبراني في المعجم الكبير 17/238 ح ( 660 ) ، و الأسماعيلي في معجم الشيوخ 2/629 ، والبيهقي في شعب الإيمان 6/144 ح ( 7736 )، من طريق مفضل بن مهلهل السعدي.
ورواه الخطيب في تاريخ بغداد 6/113 ، من طريق إبراهيم بن عطية الثقفي.
ورواه الطبراني في المعجم الكبير 17/236 ح ( 653 ) ، وأبو الشيخ الأصبهاني في طبقات المحدثين بأصبهان 3/559 ، وابن عدي في الكامل 6/82 ، من طريق كامل أبي العلاء.
ورواه أبو نعيم في حلية الأولياء ، 201/3/ب ، من طريق إبراهيم بن طهمان ،كما سبق بيانه.
ورواه الطبراني في المعجم الكبير 17/237 ح ( 656 ) ، من طريق قيس بن الربيع.
ورواه في المعجم الكبير 17/237 ح ( 658 )، من طريق أبي شيبة :إبراهيم بن عثمان العبسي.
ورواه الطبراني في المعجم الكبير 17/237 ح ( 659 ) ، من طريق حماد بن شعيب.(1/518)
ورواه أبو بكر بن أبي شيبة في المصنف ، كتاب : الأدب ، باب ( 3 ) في الحياء وما جاء فيه 5/214 ح ( 25339 ) ، ومن طريقه : رواه الطبراني في المعجم الكبير 17/237 ح ( 657 ) ، وابن عبد البر في التمهيد 20/70 ، ورواه ابن عساكر في تاريخ دمشق 53/120، من طريق شريك بن عبد الله (1).
جميعهم عن منصور بن المعتمر به.
2-الحسن بن عبيد الله .
سبق بيان مواضع الرواية عنه ، والاختلاف عليه ، وأن الراجح من طريقه رواية الحديث على هذا الوجه.
وتابع ربعي بن حراش على هذا الوجه كل ٌ من:
1- مسروق بن الأجدع.
رواه عبد الرزاق في المصنف 11/143 ح ( 20149 ) ، من طريقه : رواه الطحاوي في شرح مشكل الآثار 4/197 ح ( 1538 ) ، والطبراني في المعجم الكبير 17/230 ح ( 640 ) ، والمعجم الأوسط 3/224 ح ( 2986 ) ، ومن طريق الطبراني : رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 7/13.
2- حكيم بن أفلح البصري.
رواه ابن الأعرابي في المعجم 2/609 ح ( 1205 ).
تخريج الوجه الثاني :
( ربعي بن حراش ، عن حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
تفرد به أبو مالك الأشجعي من هذا الوجه عن ربعي بن حراش .
__________
(1) روي من وجهين آخرين عن شريك بن عبدالله ، رواه الطحاوي في شرح مشكل الآثار 4/196 ح ( 1537 ) وأبو عمر السمرقندي في الفوائد المنتقاة الحسان العوالي ص 109 ح ( 57 ) من طريق شريك عن منصور عن شقيق – هكذا قال – عن ابن مسعود قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : إن أكبر ما أدرك الناس ، فذكره ، وروي عنه من وجه آخر : قال الدارقطني : حدث به عبد الرحمن بن أبي حماد المقري عن شريك عن منصور عن ربعي عن علي - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، قال : ووهم فيه – عبد الرحمن بن أبي حماد المقري - والصواب عن منصور عن ربعي عن أبي مسعود الأنصاري ، العلل 4/197.(1/519)
رواه الإمام أحمد في المسند 38/290 ح ( 23254 ) وفي 38/433 ح ( 23441 ) ، وفي أوله زيادة : كل معروف صدقة.، والبزار في البحر الزخار 7/256 ح ( 2835 )، و الحسين المروزي في البر والصلة ص 157 ح ( 306 )، وفي أوله الزيادة المذكورة ، و الطحاوي في شرح مشكل الآثار 4/195 ح ( 1536 ) ، وابن الشجري في الأمالي 2/196، وفيه الزيادة المذكورة ، وبقيته بلفظ : وإن أحسن ما تعلق به في الجاهلية من كلام النبوة ، وذكر باقيه والمحاملي في الأمالي ص 308 ح ( 325 ) ، ، وأبو نعيم في حلية الأولياء 4/371 ، وابن عبد البر التمهيد 20/68 ، و الخطيب في تاريخ بغداد 12/134، ، وأبو العلاء العطار من في التمهيد في معرفة التجويد ص 136 ح ( 213 ) وفي أوله الزيادة المذكورة ، وابن عساكر في تاريخ دمشق 14/322 ، وفي معجم الشيوخ 1/114ح ( 122 ).
(( تراجم الرواة ))
أولاً : ترجمة مدار الحديث .
ربعي بن حراش بن جحش بن عمرو الغطفاني ، [ ع ].
روى عن : حذيفة بن اليمان ، وأبي مسعود البدري ، وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهم .
روى عنه : منصور بن المعتمر ، والحسن بن عبيد الله ، وأبومالك الأشجعي.
قال ابن سعد :" كان ثقة ، وله أحاديث صالحة " ، وقال العجلي :" تابعي ، ثقة ، من كبار التابعين " ، وذكره ابن حبان في الثقات ، وقال الذهبي :" حجة ،؟ قانت لله ، لم يكذب قط " ، وقال ابن حجر :" ثقة ، عابد ، مخضرم " ، مات سنة مائة (1).
ثانياً : ترجمة راوي الوجه الأول .
1- منصور بن المعتمر السلمي.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 4 ) .
2-الحسن بن عبيد الله
ثقة ، سبقت ترجمته قريباً
ثالثاً : ترجمة راوي الوجه الثاني.
سعد بن طارق بن أشيم ، أبو مالك الأشجعي ، الكوفي [ خت م 4 ].
__________
(1) ينظر : الطبقات الكبرى 6/127 ، معرفة الثقات 1/ 350 ت 447 ، الثقات لابن حبان 4/240 ، تهذيب الكمال 9/54 ت 1850 ، الكاشف 1/234 ت 1534 ، تقريب التهذيب ص 318 ت 1889.(1/520)
روى عن : ربعي بن حراش ، وموسى بن طلحة ، وأبي حازم الأشجعي.
روى عنه : أبو معاوية محمد بن خازم ، وشعبة بن الحجاج ، ويزيد بن هارون.
قال يحيى بن معين ، والإمام أحمد ، والعجلي ، وابن حجر :" ثقة ".
مات سنة أربعين ومائة (1).
(( دراسة الاختلاف ))
من تخريج الحديث يتبين أنه قد اختلف عن ربعي بن حراش من وجهين :
الأول : يرويه منصور بن المعتمر ، والحسين بن عبيد الله كلاهما عن ربعي بن حراش ، عن أبي مسعود - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
الثاني : يرويه أبو مالك الأشجعي ، عن ربعي بن حراش ، عن حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
أن الوجه الأول رواية الأكثر عدداً ، فقد رواه من هذا الوجه راويان ، وخالفهما في الوجه الثاني راوٍ واحد.
المتابعات للمدار ومن فوقه تؤيد رجحان الوجه الأول.
أن الحديث من هذا الوجه مخرج في صحيح البخاري.
أقوال أهل العلم بالعلل ومن ذلك :
قال الدارقطني :" والصواب ، عن منصور ، عن ربعي ، عن أبي مسعود الأنصاري " (2).
وقال ابن عبد البر: عن رواية أبي مالك الأشجعي " هذا الحديث خطأ ، ويقولون إن الخطأ فيه من أبي مالك الأشجعي " ، و قال : " ورواية منصور عندهم صواب ، ولا يصح في هذا الحديث عندهم غير هذا الإسناد" (3).
وقال ابن رجب : " أكثر الحفاظ حكموا بأن القول قول من قال عن أبي مسعود منهم البخاري ، وأبو زرعة الرازي ، والدارقطني ، ويدل على صحة ذلك أنه قد روي من وجه آخر عن أبي مسعود من رواية مسروق عنه" (4).
(( الحكم على الحديث ))
الحديث من الوجه المرجح مخرج في صحيح البخاري.
قال أبو نعيم رحمه الله :
__________
(1) ينظر : الجرح والتعديل 4/86 ت 378 ، معرفة الثقات 1/391 ت 565 ، تهذيب الكمال 10/269 ت 2211 ، تقريب التهذيب ص 369 ت 2253 .
(2) العلل 3/198 ، 6/180.
(3) التمهيد 20/68.
(4) جامع العلوم والحكم ص 294.(1/521)
حدثنا سليمان بن أحمد ، قال : ثنا علي بن عبد العزيز ، قال : ثنا أبو نعيم ، قال : ثنا عمرو بن عثمان بن موهب قال : سمعت موسى بن طلحة يذكر ، عن أبي أيوب الأنصاري أن أعرابياً (1) عرض للنبي - صلى الله عليه وسلم - في مسيره فقال : أخبرني بما يقربني من الجنة ويباعدني من النار .
قال :" تعبد الله لا تشرك به شيئاً ، وتقيم الصلاة ، وتؤتي الزكاة ، وتصل الرحم ".
رواه شعبة ، عن ابن موهب واختلف فيه عليه :
فروي عنه ، عن عثمان بن عبد الله بن موهب .
وروي عنه عن محمد بن عثمان بن عبد الله ، عن موسى .
ورواه بهز بن أسد عن شعبة عن محمد بن عثمان وأبيه عثمان جميعاً عن موسى
وجائز أن يكون عمرو ومحمد ابنا عثمان سمعا مع أبيهما عثمان [ عن ](2) موسى فتكون رواية الجميع عن موسى صحيحة .
[ حلية الأولياء 4/ 374 ].
(( تخريج الحديث ))
الحديث يرويه شعبة بن الحجاج ، واختلف عنه من ثلاثة أوجه :
الأول : يروى عنه ، عن ابن عثمان بن عبد الله بن موهب ، عن موسى بن طلحة ، عن أبي أيوب - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
الثاني : يروى عنه ، عن عثمان بن عبد الله بن موهب ، عن موسى بن طلحة ، عن أبي أيوب - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثالث : يروى عنه ، عن محمد بن عثمان بن عبد الله بن موهب ، وأبيه ، عن موسى بن طلحة ، عن أبي أيوب - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
تخريج الوجه الأول :
__________
(1) جعل ابن قتيبة السائل المبهم أبا أيوب الأنصاري غريب الحديث 1/187، ويشكل على هذا قول أبي أيوب : أن أعرابياً ، وفي رواية أخرى : جاء رجل ، قال ابن حجر : لا مانع أن يبهم الراوي نفسه لغرض له ، فتح الباري 3 / 263 .
(2) تصحفت في المطبوع إلى [ بن ] ، والتصويب من (د ) 203/4/أ ، والسياق يقتضي ذلك.(1/522)
( شعبة ، عن ابن عثمان بن عبد الله بن موهب ،عن موسى بن طلحة ،عن أبي أيوب - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
يرويه من هذا الوجه عن شعبة اثنان .
1-حفص بن عمر .
رواه عنه البخاري في صحيحه ، كتاب : الزكاة ، باب ( 1 ) : وجوب الزكاة ، 1/430 ح( 1396 ) (1).
2- أبو الوليد ، هشام بن عبد الملك الطيالسي .
رواه عنه البخاري في صحيحه ، كتاب : الأدب ، باب ( 10 ) : فضل صلة الرحم 4/88 ح ( 5982 ) .
تخريج الوجه الثاني.
( شعبة ، عن عثمان بن عبد الله بن موهب ،عن موسى بن طلحة ،عن أبي أيوب - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
تفرد به محمد بن كثير من هذا الوجه عن شعبة .
رواه الطبراني في المعجم الكبير 4/139 ح ( 3925 ) ، وابن منده في كتاب الإيمان 1/267 ح ( 125 ).
تخريج الوجه الثالث.
( شعبة ، عن محمد بن عثمان بن عبد الله بن موهب ، وأبيه عثمان ، عن موسى بن طلحة، عن أبي أيوب - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
تفرد به بهز بن أسد من هذا الوجه عن شعبة.
__________
(1) هكذا جاء الراوي مبهماً ، قال ابن حجر :" الإبهام فيه من الراوي عن شعبة ، وذلك أن اسم هذا الرجل عمرو ، وكان شعبة يسميه محمداً وكان الحذاق من أصحابه يبهمونه ... وكان بعضهم يقول : محمداً كما قال شعبة " ، فتح الباري 3/263 .(1/523)
رواه عنه الإمام أحمد في المسند 38 / 531 ح ( 23550 ) ، ومن طريقه : رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 7/164 ، وفي المستخرج على صحيح مسلم 1/107 ح ( 93 ) ، ورواه البخاري في صحيحه ، كتاب : الأدب ، باب ( 10 ) : فضل صلة الرحم 4/89 ح ( 5983 ) ، وعلقه البخاري في كتاب الزكاة في الموضع السابق ، و مسلم في صحيحه ، كتاب : الإيمان ، باب ( 4 ) : بيان الإيمان الذي يدخل به الجنة 1/43 ح ( 13 / 13 ) ، والنسائي في سننه ، كتاب : الصلاة ، باب ( 10 ) : ثواب من أقام الصلاة 1/253 ح ( 467 ) ، وفي السنن الكبرى 1 / 145 ح ( 328 ) ، وابن حبان كما في الإحسان ، كتاب : الزكاة ، باب : فضل الزكاة 8/37 ح ( 3246) ، وابن منده في كتاب الإيمان 1/267 ح ( 126 ).
(( تراجم الرواة ))
أولاً: ترجمة مدارالحديث.
شعبة بن الحجاج العتكي.
ثقة ،سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 4 ) .
ثانياً : تراجم رواة الوجه الأول.
حفص بن عمر بن الحارث بن سخبرة (1)الأزدي، أبو عمر البصري ،[خ د س ].
روى عن : شعبة بن الحجاج ، وحماد بن زيد ، وهشام الدستوائي.
روى عنه : البخاري ، وأبو داود ، وأبو حاتم الرازي .
قال الإمام أحمد:" ثبت ، ثبت ، متقن ، متقن ، لا يؤخذ عليه حرف واحد ".
قال أبو حاتم :" صدوق ، متقن " ، وقال الذهبي :" ثبت ، حجة " ، وقال ابن حجر :" ثقة ، ثبت ، عيب بأخذ الأجرة على التحديث " ، مات سنة خمس وعشرين ومائتين (2).
2-أبو الوليد الطيالسي.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 35 ) .
ثالثاً : ترجمة راوي الوجه الثاني .
محمد بن كثير العبدي.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 8 ) .
رابعاً : ترجمة راوي الوجه الثالث.
بهز بن أسد العمي.
__________
(1) سخبرة : بمفتوحة ، وسكون معجمة ، وفتح موحدة ، وبراء ، المغني للفتني ص 126.
(2) ينظر : الجرح والتعديل 3/ 182ت786 ، تهذيب الكمال 7/26 ت 1397 ، الكاشف 1/178ت 1161 ، تقريب التهذيب ص 258 ت 1421.(1/524)
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 35 ) .
(( دراسة الاختلاف ))
من تخريج الحديث يتبين أنه قد اختلف عن شعبة بن الحجاج من ثلاثة أوجه :-
الأول : يرويه حفص بن عمر ، وأبو الوليد الطيالسي كلاهما عن شعبة ، عن ابن عثمان بن عبد الله بن موهب ، عن موسى بن طلحة ، عن أبي أيوب - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثاني : يرويه محمد بن كثير ، عن شعبة ، عن عثمان بن عبد الله بن موهب ، عن موسى بن طلحة ، عن أبي أيوب - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثالث : يرويه بهز بن أسد ، عن شعبة ،عن محمد بن عثمان بن عبد الله بن موهب، وأبيه ، عن موسى بن طلحة ، عن أبي أيوب - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
وبعد النظر في حال المدار ، وأحوال الرواة المختلفين يكون الوجه يمكن الحكم بأن هذا الاختلاف ليس مما يوجب رد أحد الأوجه التي روي بها ، وغاية هذا الاختلاف أن شعبة قد سمع الحديث من عثمان بن عبد الله بن موهب ، ثم سمعه من ابنه ، أو سمعه منهما جميعاً في مجلس واحد فكان يتصرف في الرواية فمرة يحدث به عنهما جميعاً ، ومرة أخرى يفرق روايتيهما ، فيمكن القول بتصحيح الوجهين الأول والثاني عن شعبة .
ومما يؤيد تصحيح الوجهين عن شعبة روايته بالوجهين كما في الوجه الثالث ، وهي في الصحيحين.
قال الدارقطني :" ورواه بهز بن أسد عن شعبة بتصحيح الوجهين جميعاً "(1).
وإنما تكلم العلماء في وهم شعبة في اسم ابن عثمان بن عبد الله بن موهب ، فقد أبهمه في بعض الطرق بابن عثمان ، وسماه في طرق أخرى محمداً ، والصحيح أنه عمرو .
__________
(1) العلل 6/113.(1/525)
قال البخاري :" أخشى أن يكون محمد هذا غير محفوظ ، وإنما هو عمرو "، وقال في التاريخ الصغير :" وروى شعبة ، عن محمد بن عثمان بن موهب ، عن موسى بن طلحة عن أبي أيوب، وأنا أحسبه أراد عَمراً ؛ لأن حديثه هذا مشهور عن عمرو بن عثمان" (1) ، وقال الإمام مسلم : " محمد بن عثمان هو عمرو لأن غيره رواه عن عمرو " (2) ، وقال النسائي :" سمعت محمد بن إسماعيل البخاري يقول :" أخشى أن يكون محمد هو عمرو بن عثمان ، ولا أعرف محمداً ، وهم شعبة في اسمه "(3) ، وقال ابن أبي حاتم في ترجمة محمد بن عثمان بن عبد الله بن موهب : " روى عن موسى بن طلحة ، روى عنه شعبة ، غلط شعبة في اسمه إنما هو عمرو بن عثمان " (4) ، وقال الدارقطني :" ويقال :" إن شعبة وهم في اسم ابن عثمان بن موهب فسماه محمداً ، وإنما هو عمرو بن عثمان والحديث محفوظ عنه" (5). ، وقال النووي : قال الكلابذي (6)، وجماعات لا يحصون من أهل هذا الشأن : " هذا وهم من شعبة ، فإنه كان يسميه محمداً ، وإنما هو عمرو " ، وقال المزي :" هكذا قال شعبة ، وقال يحيى بن سعيد ، وعبد الله بن نمير ، وجعفر بن عون ، وغير واحد : عن عمرو بن عثمان بن عبد الله بن موهب ، وهو الصواب : وأما محمد فهو معدود في أوهام شعبة" (7) .
وخالف من سبق أبو نعيم بقوله :" وجائز أن يكون عمرو ومحمد ابنا عثمان سمعا مع أبيهما عثمان عن موسى فتكون رواية الجميع عن موسى صحيحة ".
ويؤكد قول جمهور أهل العلم بالحديث ، رواياتُ الحديث عن عمرو بن عثمان فقد جاءت روايات أقران شعبة بتسميته عمراً بدلاً من محمد ، ومن أولئك الرواة :
يحيى بن سعيد القطان .
__________
(1) التاريخ الصغير 2/6.
(2) الإيمان لابن منده 1/268 .
(3) الإيمان لابن منده 1/266.
(4) الجرح والتعديل 8/25ت109.
(5) العلل 6/113 .
(6) شرح مسلم 2/125. وكلام الكلابذي في الجمع بين رجال الصحيحين 1/367 .
(7) تهذيب الكمال 26/90.(1/526)
رواه الإمام أحمد في المسند 38 / 519 ح ( 23538 ) ، وابن منده في كتاب الإيمان 1/265 ح ( 123).
عبد الله بن نمير.
رواه مسلم رحمه الله في صحيحه ، كتاب : الإيمان ، باب ( 4 ) : بيان الإيمان الذي يدخل به الجنة 1/43 ح ( 12 / 13 ).
أبو نعيم ، الفضل بن دكين .
رواه البخاري في الأدب المفرد باب ( 26 ) : صلة الرحم ، ص 31 ح ( 49 ) ، و الطبراني في المعجم الكبير 4/139 ح ( 3924 ) ، وعنه رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 4/374 ، ورواه الشاشي في مسند الشاشي 2/ 71 ح ( 1126 ) ، والبغوي في شرح السنة ، كتاب : الإيمان ، 1/ 20 ح ( 8 ).
جعفر بن عون .
رواه الشاشي في المسند 2/ 70 ح ( 1124 ) (1) .
إسحاق بن يوسف الأصبهاني .
رواه الشاشي في مسند الشاشي 2/ 71 ح ( 1127 ) ، والبيهقي في شعب الإيمان 6/217 ح ( 7942 ).
أبو أسامة ، حماد بن أسامة.
رواه الشاشي في المسند 2/ 71 ح ( 1125 ).
محمد بن عبيد .
مروان بن معاوية الفزاري .
ذكرهم الدارقطني في العلل 6/113 ، فيمن روى الحديث عن عمرو بن عثمان
(( الحكم على الحديث ))
الحديث مخرج في الصحيحين .
قال أبو نعيم رحمه الله :
حدثنا أبو بكر الطلحي قال : ثنا أبو حصين الوادعي ، قال : ثنا يحيى الحماني ، قال : ثنا عبد السلام ، عن الأعمش ، عن عمرو بن مرة ، عن أبي البختري ، عن علي قال : بعثني النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى اليمن فقلت : يارسول الله تبعثني وأنا غلام حدث السن لا علم لي بالقضاء! .
فوضع يده على صدري ثم قال :" إن الله سيهدي لسانك ، ويثبت قلبك ".
فما شككت في قضية بعد .
رواه أبو معاوية ، وجرير ، وابن نمير ، ويحيى بن سعيد ، عن الأعمش مثله.
ورواه شعبة عن عمرو بن مرة ، عن أبي البختري قال :" حدثني من سمع علياً يقول مثله".
[حلية الأولياء 4/382 ].
(( تخريج الحديث ))
مدار الحديث على عمرو بن مرة واختلف عليه من وجهين :
__________
(1) تصحفت هنا [ موهب ]إلى [ وهب ] .(1/527)
الأول : يروى عنه ، عن أبي البختري ، عن علي - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثاني : يروى عنه ، عن أبي البختري ، عمن سمع علياً ، عن علي - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
تخريج الوجه الأول :
( عمرو بن مرة ، عن أبي البختري ، عن علي - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
تفرد به سليمان الأعمش من هذا الوجه عن عمرو بن مرة .
رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 2/257 ، والإمام أحمد في المسند 2/68ح ( 636 ) ، وفي فضائل الصحابة 2/ 580 ح ( 984 ) ، والحسن بن عرفة في جزءه ص 86 ح( 76 ) والبزار في البحر الزخار 3/125ح( 912 ). وقال :" وهذا الحديث رواه شعبة عن عمرو بن مرة ، عن أبي البختري ، قال : حدثني من سمع علياً يقول ، وأبو البختري فلا يصح سماعه من علي ، ولكن ذكرنا من حديثه لنبين أنه قد روى عن علي ، وأنه لم يسمع من علي "، والنسائي في خصائص علي بن أبي طالب ص 56 –57 ح( 32- 34 ) ، وقال :" روى هذا الحديث شعبة ، عن عمرو بن مرة عن أبي البختري ، قال :" أخبرني من سمع علياً ، وقال :" أبو البختري لم يسمع من علي شيئاً" وأبو يعلى في المسند1 / 323 ح ( 401 ) ، والحاكم في المستدرك 3/135 ، وأبو نعيم في حلية الأولياء 4/381 ، والبيهقي في السنن الكبرى ، كتاب : آداب القضاء 10/86.
تخريج الوجه الثاني .
( عمرو بن مرة ، عن أبي البختري ، عمن سمع علياً ، عن علي - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
تفرد به شعبة بن الحجاج من هذا الوجه عن عمرو بن مرة .
رواه عنه أبو داود الطيالسي في المسند 1/97 ح ( 100) ، وفي آخره :" فما أعياني قضاء بين اثنين " ، ومن طريقه : رواه البيهقي في السنن الكبرى ، كتاب : آداب القاضي 10/86 – 87 ، ورواه الإمام أحمد في المسند 2/356 ح ( 1145 ) ، وأبو يعلى في المسند 1/268 ح ( 316 ).
(( تراجم الرواة ))
أولاً : ترجمة مدار الحديث.(1/528)
عمرو بن مرة بن عبد الله الكوفي.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 39 ) .
ثانياً : ترجمة راوي الوجه الأول .
الأعمش ، سليمان بن مهران .
ثقة ، مدلس ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 6 ).
ثالثاً: ترجمة راوي الوجه الثاني .
شعبة بن الحجاج العتكي .
ثقة ،سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 4 ) .
(( دراسة الاختلاف ))
من تخريج الحديث يتبين أنه قد اختلف عن عمرو بن مرة من وجهين :
الأول : يروى عنه ، عن عمرو بن مرة ، عن أبي البختري ، عن علي - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثاني : يرويه شعبة بن الحجاج ، عن عمرو بن مرة ، عن أبي البختري ، عمن سمع علياً ، عن علي - رضي الله عنه - ، ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
وبعد النظر في أحوال الرواة المختلفين يكون الوجه الثاني هو الراجح ، وإنما رجحت هذه الرواية لأن أبا البختري لم ير علياً ولم يسمع منه .
قال شعبة : لم يدرك أبو البختري علياً ، ولم يره ، وقال أبو حاتم : أبو البختري لم يدرك علياً (1) ، وكذلك قال البخاري ، وأبو زرعة (2)، و النسائي والبزار وقد سبق كلامهم في ثنايا التخريج .
(( الحكم على الحديث ))
سأدرس الحديث من الوجه المرجح بإسناد الإمام أبو داود الطيالسي :
قال رحمه الله : حدثنا شعبة ، عن عمرو بن مرة ، سمع أبا البختري ، يقول : حدثني من سمع علياً - رضي الله عنه - يقول ، فذكره .
شعبة بن الحجاج العتكي .
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 4 ) .
عمرو بن مرة الهمداني.
ثقة ، سبقت ترجمته قريباً.
سعيد بن فيروز الطائي مولاهم ، أبو البختري (3)الكوفي، [ ع ].
__________
(1) المراسيل لابن أبي حاتم ص 76.
(2) تحفة التحصيل ص 184.
(3) البختري : بالباء المنقوطة من تحتها لنقطة ، والخاء المنقوطة الساكنة ، وبعدها التاء المفتوحة المنقوطة من فوقها بنقطتين بعدها راء مهملة ، وهذا اسم يشبه النسبة ، الأنساب 1/294.(1/529)
روى عن : الحارث الأعور ، وأبي صالح السمان ، وحبيب بن أبي مليكة.
روى عنه : عمرو بن مرة ، وعطاء بن السائب ، ويونس بن خباب.
قال يحيى بن معين :" ثقة " ، وقال أبو حاتم :" صدوق " ، وقال :" ثقة " ، وقال أبو زرعة :" ثقة " ، وقال ابن حجر :" ثقة ، ثبت ، فيه تشيع قليل ، كثير الإرسال ".
مات سنة ثلاث وثمانين (1).
من سمع علياً.
مجهول.
علي بن أبي طالب .
صحابي.
الحكم على الحديث بهذا الإسناد :
ضعيف ، لجهالة الواسطة بين أبي البختري ، وعلي بن أبي طالب - رضي الله عنه - .
وقد ورد الحديث من طرق أخرى عن علي - رضي الله عنه - .
الأول : من طريق حارثة بن مضرب عن علي - رضي الله عنه - .
قال الإمام أحمد : حدثنا يحيى بن آدم ، حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن حارثة بن مضرب عن علي قال : بعثني النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى اليمن فقلت : إنك تبعثني إلى قوم هم أسن مني لأقضي بينهم ، قال :" اذهب فإن الله سيثبت لسانك ويهدي قلبك".
المسند 2/92 ح ( 666 ) ، وفي 2/451 ح ( 1342 ) ، ورواه النسائي في خصائص علي بن أبي طالب ص 58 ح ( 36 ) ، وابن سعد في الطبقات الكبرى 2/257 .
ورواه البزار في البحر الزخار 2/298 ح( 721 ) ، وقال :" وهذا الحديث لا نعلم رواه عن حارثة بن مضرب إلا أبو إسحاق ، ولا عن أبي إسحاق إلا إسرائيل ، ورواه عن علي غير واحد ، وأحسن إسناداً يروى عن علي هذا الإسناد".
الثاني : من طريق عمرو بن حبشي عن علي - رضي الله عنه - .
قال ابن سعد رحمه الله في الطبقات الكبرى 2/257: أخبرنا عبيد الله بن موسى العبسي ، أخبرنا شيبان ، عن أبي إسحاق ، عن عمرو بن حبشي ، عن علي قال : بعثني النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى اليمن فقلت : يا رسول الله إنك بعثتني إلى قوم شيوخ ذوي أسنان وإني أخاف أن لا أصيب فقال : "إن الله سيثبت لسانك ويهدي قلبك ".
__________
(1) الجرح والتعديل 4/54 ت 241 ، تهذيب الكمال 11/32 ت 2342 ، تقريب التهذيب ص 386 ت 2393.(1/530)
و رواه النسائي في خصائص علي بن أبي طالب ص 59 ح ( 37 ) ، ورواه أبو يعلى في المسند 1 / 252 ح ( 293 ) ، والدارقطني في العلل 4/168 ،والضياء المقدسي في الأحاديث المختارة 2 / 317 ح ( 697 ) ، ، ومن الملاحظ أن الطريق الأول والثاني كلاهما من طريق أبي إسحاق السبيعي ، فإسرائيل يرويه عن أبي إسحاق عن حارثة بن مضرب عن علي - رضي الله عنه - ، وشيبان يرويه عن أبي إسحاق عن عمرو بن حبشي عن علي - رضي الله عنه - ، والوجه الأول أصح لأن إسرائيل ممن قبل العلماء حديثه عن أبي إسحاق ، وكان ممن يحفظ حديث جده أبي إسحاق كما يحفظ الفاتحة ، أما شيبان بن عبد الرحمن فلا يعلم متى أخذ عن أبي إسحاق هل كان قبل الاختلاط أم بعده.
الثالث : من طريق حنش بن المعتمر عن علي - رضي الله عنه - .
قال أبو داود الطيالسي رحمه الله : حدثنا شريك ، وزائدة ، وسليمان بن معاذ قالوا :حدثنا سماك بن حرب ، عن حنش بن المعتمر ، عن علي قال : لما بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى اليمن قلت : تبعثني وأنا حديث السن لا علم لي بكثير من القضاء ، فقال لي :" إذا أتاك الخصمان فلا تحكم للأول حتى تسمع ما يقول الآخر فإنك إذا سمعت ما يقول الآخر عرفت كيف تقضي إن الله عز وجل سيثبت لسانك ويهدي قلبك"، قال علي : فما زلت قاضياً بعد ".
المسند 1/115 ح ( 127 ) ، ومن طريقه :رواه البيهقي في السنن الكبرى ، كتاب : آداب القضاء 10/141 ، و ابن سعد في الطبقات الكبرى 2 / 257 ، ورواه أبو داود في سننه ، كتاب : الأقضية ، باب ( 6 ) : باب كيف القضاء ؟ 2/325 ح ( 3582 ) ، و الترمذي في أبواب الأحكام ، باب ( 5 ) : ما جاء في القاضي لا يقضي بين الخصمين حتى يسمع كلامهما 3/12 ح( 1331). وقال : حديث حسن . قلت : وليس في ذكر البعث إلى اليمن ، والنسائي في خصائص علي بن أبي طالب ص 57 ح ( 35 ) وأبو يعلى في المسند 1/305 ح ( 371 ).
(( الحكم على المتابعة ))(1/531)
قال الإمام أحمد : حدثنا يحيى بن آدم ، حدثنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن حارثة بن مضرب ، عن علي قال : بعثني النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى اليمن فقلت : إنك تبعثتني إلى قوم هم أسن مني لأقضي بينهم ، قال : اذهب فإن الله سيثبت لسانك ويهدي قلبك.
يحيى بن آدم بن سليمان القرشي .
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث ، رقم ( 39 ).
إسرائيل بن يونس.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم (10 ) .
أبو إسحاق السبيعي.
ثقة ، مدلس ، اختلط بآخرة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 10) .
حارثة بن مضرب العبدي الكوفي ،[ بخ 4].
روى عن : خباب بن الأرت ، وعلي بن أبي طالب ، رضي الله عنهم.
روى عنه : أبو إسحاق السبيعي .
قال يحيى بن معين ، والعجلي ، وابن حجر :" ثقة ".
وقال الإمام أحمد : " حسن الحديث" .
ذكره الذهبي فيمن مات بين سنة إحدى وسبعين وثمانين (1).
علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - .
صحابي.
الحكم على الحديث :
الحديث بهذا الإسناد ضعيف ؛ لم يصرح فيه أبو إسحاق بالسماع من حارثة بن مضرب وهو مدلس ، وقد أمن تأثير اختلاطه على هذا الحديث فالراوي عنه ممن روى عنه قبل الاختلاط.
فيصبح حديث أبي البختري حسناً بمجموع طرقه.
قال أبو نعيم رحمه الله :
حدثنا محمد بن أحمد قال: ثنا عبد الله بن شيرويه ، قال : ثنا إسحاق بن إبراهيم ، قال : أخبرنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن عمرو بن مرة ، عن أبي البختري ، عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : لا يحقرن أحدكم نفسه .
قيل : يا رسول الله وكيف يحقر نفسه ؟ .
قال : يرى [ أمراً لله ](2) فيه مقال فلا يقولن فيه .
فيقال له : ما منعك ؟ .
__________
(1) ينظر : تاريخ الدارمي عن يحيى بن معين ص 91 ت 234 ، معرفة الثقات 1/ 280 ت 252، تهذيب الكمال 5/317 ت 1060 ، تقريب التهذيب ص 216 ت 1070.
(2) في المطبوع [ أمر الله ] وهو تصحيف ، والتصويب من ، ومن بقية المصادر التي أخرجت الحديث .(1/532)
فيقول : خشيت الناس.
فيقول : إياي كنت أحق أن تخشى ".
ورواه عن عمرو بن مرة زبيد بن الحارث ، وعمرو بن قيس الملائي ، وزيد بن أبي أنيسة فأما شعبة فقال : عن أبي البختري ، عن رجل ، عن أبي سعيد .
وقال : وأما زيد بن أبي أنيسة فسمى الرجل فقال : عن أبي البختري عن [ مسفعة ](1) عن أبي سعيد.
[ حلية الأولياء 4/ 384 ].
(( تخريج الحديث ))
مدار الحديث على عمرو بن مرة ، واختلف عنه من ثلاثة أوجه :
الأول : يروى عنه ، عن أبي البختري ، عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثاني : يروى عنه ، عن أبي البختري ، عن رجل ، عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثالث : يروى عنه ، عن أبي البختري ، عن مسفعه ، عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
تخريج الوجه الأول :
( عمرو بن مرة ، عن أبي البختري ، عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
يرويه من هذا الوجه عن عمرو بن مرة ثلاثة :
1- الأعمش ، سليمان بن مهران .
رواه عبد بن حميد كما في المنتخب ص 300 ح ( 791 ) ،و الإمام أحمد في المسند 17/357 ح ( 11255 ) ، ومن طريقه : رواه عبد الواحد المقدسي في كتاب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ص 159 ح ( 30) ، ورواه ابن ماجه في كتاب : الفتن ، باب ( 20 ) : الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر 4/359 ح ( 4008) ، وأبو نعيم في حلية الأولياء 4/ 384 ، والبيهقي في السنن الكبرى ، كتاب: آداب القاضي ، 10/90-91 .
2-زبيد بن الحارث اليامي.
__________
(1) وردت في المطبوع ، والمخطوط ( ت ) 200/ أ [ مشفعة ] بالشين ، وفي غيرها [ مسفعة ] بالسين ، وسيأتي الكلام عنها في دراسة الاختلاف.(1/533)
رواه عبد بن حميد كما في المنتخب ص 300 ح ( 792 ) ، وفي آخره : قال :" فإياي كنت أحق أن تخاف "،والإمام أحمد في المسند 18/30 ح ( 11441 ) ، وفي 18/230ح(11699 ) ، والدارقطني في العلل 11/354 ، و أبو نعيم في حلية الأولياء 4/384 .
عمرو بن قيس الملائي.
رواه ابن مردويه في الأمالي ص 114 ح ( 4) ، وأبو نعيم في حلية الأولياء 4/384 ، وابو القاسم الأصبهاني في الترغيب والترهيب 1/216 ح ( 300 ).
تخريج الوجه الثاني :
(عمرو بن مرة،عن أبي البختري ، عن رجل ، عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
تفرد به شعبة بن الحجاج من هذا الوجه عن عمرو بن مرة.
رواه عنه أبو داود الطيالسي في المسند 3/658 ح ( 2320 ) ، ومن طريقه :رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 4/385 ،والبيهقي في شعب الإيمان 6/90 ح( 7571) ، ورواه الإمام أحمد في المسند 18/373 ح ( 11868 ) ، و في 18/317 ح ( 11793 ).
تخريج الوجه الثالث :
(عمرو بن مرة ، عن أبي البختري ، عن مسفعه،عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
تفرد به زيد بن أبي أنيسة من هذا الوجه عن عمرو بن مرة.
رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 4/384 .
(( تراجم الرواة ))
أولاً : ترجمة مدار الحديث .
عمرو بن مرة المرادي الجملي.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 39 ) .
ثانياً:تراجم رواة الوجه الأول :
الأعمش : سليمان بن مهران.
ثقة ، مدلس ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 6 ) .
زبيد بن الحارث اليامي.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 13).
عمرو بن قيس الملائي .
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 21 ) .
ثالثاً : ترجمة راوي الوجه الثاني.
شعبة بن الحجاج العتكي .
ثقة ، إمام ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 4 ) .
رابعاً : ترجمة راوي الوجه الثالث.
زيد بن أبي أنيسة.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 8 ).
(( دراسة الاختلاف ))(1/534)
يتبين من تخريج الحديث أنه قد اختلف عن عمرو بن مرة من ثلاثة أوجه :
الأول : يرويه الأعمش ، وزبيد اليامي ، وعمرو بن قيس ثلاثتهم عن عمرو بن مرة عن أبي البختري عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - .
الثاني : يرويه شعبة ، عن عمرو بن مرة ، عن أبي البختري ، عن رجل ، عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - .
الثالث : يرويه زيد بن أبي أنيسة ، عن عمرو بن مرة ،عن أبي البختري ، عن مسفعه ، عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - .
وبعد النظر في حال المدار ، وأحوال الرواة المختلفين يكون الوجه الثاني هو الراجح .
وإنما رجحت رواية شعبة ؛ لأن العلماء متفقون على أن أبا البختري لم يسمع من أبي سعيد الخدري ، قال الحافظ ابن حجر :" بينت رواية شعبة أن بينهما واسطة في هذا الحديث ، ولهذا تنكبه أصحاب الصحيح حتى الحاكم" (1) ، وقال الدارقطني : " والقول قول شعبة عن عمرو بن مرة عن أبي البختري عن رجل لم يسمه عن أبي سعيد" (2).
أما الوجه الثالث رواية زيد بن أبي أنيسة بتسمية الواسطة مسفعه ؛ فمردودة لمخالفته شعبة بن الحجاج وهو أرجح منه ، وروايته فيها خطأ لعله منه أو ممن هو دونه ، قال الدارقطني :" ومسفعة لا يعرف ، ولعله أراد أن يقول : عمن سمع أبا سعيد "، وفي هامش العلل قال المحقق : في (م ) سمعه ، وهي أقرب من حيث اللفظ المحرف ؛ مسفعه (3).
( الحكم على الحديث ))
سأدرس إسناد الحديث من الوجه المرجح ، بإسناد الإمام أبي داود الطيالسي ،قال رحمه الله : حدثنا شعبة ، عن عمرو بن مرة ،عن أبي البختري ، عن رجل ، عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه -
شعبة بن الحجاج .
ثقة ، إمام ، سبقت ترجمته رقم ( 4 ).
عمرو بن مرة الهمداني .
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 39 ) .
سعيد بن فيروز ، أبو البختري الكوفي .
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 45) .
رجل .
مبهم ، مجهول .
__________
(1) الأمالي المطلقة ص 162.
(2) العلل 11/354.
(3) المرجع السابق .(1/535)
أبو سعيد الخدري .
الحكم على الحديث :
الحديث بهذا الإسناد ضعيف ، في إسناده راو مجهول بين أبي البختري وأبي سعيد الخدري .
وقد ورد الحديث من طريق آخر عن أبي سعيد الخدري .
مداره على أبي نضرة ويرويه عنه :
1- المستمر بن الريان .
رواه عنه أبو داود الطيالسي المسند 3/617 ح ( 2272 ) ، ومن طريقه : رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 3/98-99 ، ورواه الإمام في المسند 18/21 ح ( 11428) ، وفي آخره : إذا رآه أو علمه ، أو رآه أو سمعه ، وأبو يعلى في المسند 2/419 ح ( 1212 ) ، وفي 2/471 ح ( 1297) ، من طريق : حدثنا المستمر بن الريان ، عن أبي نضرة ، عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال في خطبته :" ألا يمنعن رجلاً مخافة الناس أن يقول الحق إذا علمه ".
2- قتادة بن دعامة السدوسي.
رواه أبو داود الطيالسي في المسند 3/609 ح( 2265 ) ، ورواه الإمام أحمد في المسند 18/317 ح ( 11793 ) ، عن يزيد بن هارون ،عن شعبة ، ثم قال : شعبة : فحدثت قتادة هذا الحديث – حديث عمرو بن مرة ، عن أبي البختري عن رجل – فقال : حدثني أبو نضرة عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه -.
ورواه أبو نعيم في حلية الأولياء 3/99 ،من طريق شعبة ، عن قتادة ، سمع أبا نضرة ، عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه -.
3- أبو مسلمة ، سعيد بن يزيد البصري .
رواه الإمام أحمد المسند 17/490 ح ( 11403 )، وعبد بن حميد كما في المنتخب ص 275 ح ( 869 ) ، من طريق شعبة ، عن أبي مسلمة ، عن أبي نضرة ، عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - .
وتعدد روايات الحديث من طريق شعبة ليس من باب الاختلاف عليه ؛ فقد كان واسع الرواية وقد بين ذلك فقال رحمه الله : حدثني هذا الحديث أربعة نفر ، عن أبي نضرة :" قتادةُ ، وأبو مسلمة ، والجريري ، و رجل آخر" (1).
4- علي بن زيد بن جدعان .
__________
(1) مسند الإمام أحمد 18/317.(1/536)
رواه أبو داود الطيالسي في المسند 3/614 ح ( 2270 ) ، وعبد بن حميد كما في المنتخب ص 273 ح ( 864 ) ، وابن ماجه : ، السنن ، كتاب : الفتن ، باب ( 20 ) : الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر 4/359 ح ( 4007) ، وأبو يعلى في المسند 2/352 ح ( 1101) ، في أثناء حديث طويل ، من طريق علي بن زيد بن جدعان ، عن أبي نضرة ،عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - .
5- سليمان بن طرخان .
رواه الإمام أحمد في المسند 17/61 ح ( 11017 ).من طريق سليمان ، عن أبي نضرة ، عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - .
(( دراسة إسناد المتابعة ))
الحكم على الحديث بإسناد الطيالسي عن المستمر بن الريان، عن أبي نضرة ، عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال في خطبته :" ألا يمنعن رجلاً مخافة الناس أن يقول الحق إذا علمه ".
المستمر بن الريان الإيادي الزهراني ، أبو عبد الله البصري ، [م د ت س ].
روى عن : أبي نضرة العبدي ، وأبي الجوزاء الربعي.
روى عنه : أبو داود الطيالسي ، وشعبة بن الحجاج ، ويحيى القطان .
قال يحيى القطان ، ويحيى بن معين ، والإمام أحمد ، والنسائي ، وابن حجر :" ثقة ". (1).
2- المنذر بن مالك بن قطعة أبو نضرة ، العبدي (2) ، ثم العوقي (3) البصري ، [خت م 4 ].
روى عن : أنس بن مالك ، وجابر بن عبد اللَّه ، وأبي سعيد الخدري .
__________
(1) ينظر : العلل ومعرفة الرجال عن الإمام أحمد2/494 ت 3259، الجرح والتعديل 8/ 430 ت 1968 ، تهذيب الكمال 27/432 ت 5892 ، تقريب التهذيب ص 934 ت 6635.
(2) العبدي : بفتح العين المهملة ، وسكون الباء المنقوطة بواحدة وفي آخرها الدال المعجمة هذه النسبة إلى عبد القيس في ربيعة بن نزار . الأنساب 4/135 .
(3) العوقي : بفتح العين المهملة والواو وبعدها القاف هذه النسبة إلى عوقة وهو موضع بالبصرة . الأنساب 4/259 ، عَوَقة : بفتح أوله وثانية : محلة من محال البصرة . معجم البلدان 4/190 .(1/537)
روى عنه : المستمر بن الريان ، وعلي بن زيد بن جدعان ، وقتادة .
قال يحيى بن معين ، وابو رزعة ، والنسائي ، وابن حجر :" ثقة " ، وقال الذهبي :" ثقة يخطىء " ، مات سنة ثمان أو تسع ومائة (1) .
3- أبو سعيد الخدري .
صحابي.
الحكم على الحديث :
الحديث بهذا الإسناد صحيح ، قال ابن حجر :" هذا حديث صحيح" (2).
فيرتقي حديث أبي البختري عن أبي سعيد إلى الصحيح لغيره .
قال أبو نعيم رحمه الله :
حدثنا سليمان بن أحمد قال : ثنا موسى بن عيسى بن المنذر الحمصي ، قال : ثنا أحمد بن خالد الوهبي ، قال : ثنا شيبان بن عبد الرحمن النحوي ، عن ليث بن أبي سليم ، عن عمرو بن مرة ، عن أبي البختري الطائي ، عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :" القلوب أربعة : فقلب أجرد فيه مثل السراج أزهر ؛ وذلك قلب المؤمن وسراجه فيه نوره.
وقلب أغلف مربوط على غلافه ؛ فذلك قلب الكافر .
وقلب منكوس ؛ وذلك قلب المنافق عرف ثم أنكر .
وقلب مصفح ؛ وذلك قلب فيه إيمان ونفاق فمثل الإيمان فيه كمثل البقلة يمدها ماء طيب.
ومثل النفاق كمثل القرحة يمدها القيح والدم فأي المادتين غلبت صاحبتها غلبت عليه ".
غريب من حديث عمرو تفرد به شيبان ، عن ليث.
وحدث به الامام أحمد بن حنبل عن أبي النضر عن شيبان مثله.
ورواه جرير عن الأعمش فخالف ليثاً فقال : عن الأعمش ، عن عمرو بن مرة ، عن أبي البختري ، عن حذيفة ، وأرسله .
[حلية الأولياء 4/385 ].
(( تخريج الحديث ))
مدار الحديث على عمرو بن مرة واختلف عنه من وجهين :
الأول : يروى عنه ، عن أبي البختري ، عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
__________
(1) ينظر : تاريخ يحيى بن معين رواية الدوري 2/586 ت 2653 الجرح والتعديل 8/241 ت 1088 ، الثقات لابن حبان 5/420 ، تهذيب الكمال 28/508 ت 6183 ، الكاشف 3/154 ت 5731 ، تقريب التهذيب ص 546 ت 6890 .
(2) الأمالي المطلقة ص 163 .(1/538)
الثاني : يروى عنه ، عن أبي البختري ، عن حذيفة - رضي الله عنه - .
تخريج الوجه الأول .
(عمرو بن مرة ، عن أبي البختري ، عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - )
تفرد به من هذا الوجه ليث ابن أبي سلم عن عمرو بن مرة ، واضطرب فيه ليث :
فرواه الإمام أحمد في المسند عن أبي النضر ، عن شيبان عن ليث عن عمرو بن مرة عن أبي البختري عن أبي سعيد قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: القلوب أربعة ، فذكره.
ورواه الطبراني في المعجم الصغير ص 378 ح ( 1048 ) من طريق أحمد بن خالد الوهبي عن شيبان بن عبد الرحمن عن ليث به ، ، وقال : لم يروه عن شيبان إلا أحمد بن خالد الوهبي ، ولا يروى عن أبي سعيد إلا بهذا الإسناد.
قلت : قد رواه عن شيبان أبو النضر كما عند الإمام أحمد ، وأصاب في قوله : ولا يروى عن أبي سعيد إلا بهذا الإسناد ، وعن الطبراني رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 4/385 ، وفي صفة النفاق ونعت المنافقين ص 172 ح( 161) .
ورواه ليث مرة أخرى موقوفاً على أبي سعيد.
رواه الخطيب البغدادي في تلخيص المتشابه 1/260 من طريق عبد الله بن إدريس ، عن ليث ، عن عمرو بن مرة ، عن أبي البختري ، عن حذيفة قال : القلوب أربعة ، ، وعلقها أبو نعيم في صفة النفاق ونعت المنافقين ص 173 ، فقال :"ورواه عبد الله بن إدريس ، عن ليث موقوفاً على حذيفة ".
تخريج الوجه الثاني :
( عمرو بن مرة ، عن أبي البختري ، عن حذيفة - رضي الله عنه - ).
يرويه من هذا الوجه عن عمرو بن مرة خمسة :-
الأعمش ، سليمان بن مهران .
رواه أبو بكر بن أبي شيبة في كتاب الإيمان ص 17 ح ( 54 ) ، وفي المصنف ، كتاب : الإيمان ، باب ( 6 ) 6/168 ح ( 30395 ) ، وفي كتاب : الفتن ، باب ( 1) : من كره الخروج في الفتنة وتعوذ منها 7/ 481 ح( 37384 ) ،عن أبي معاوية : محمد بن خازم .(1/539)
ورواه عبد الله بن الإمام أحمد في كتاب السنة ، 1/378 ح ( 820) ، من طريق فضيل بن عياض.
ورواه ابن بطه في كتاب الإبانة 2/696ح (929 ) و أبو نعيم في حلية الأولياء 1/276 ، وذكر ها أبو نعيم في الحلية 4/385 ، وفي صفة النفاق ص 173 ، من طريق جرير بن عبدالحميد.
جميعهم عن الأعمش : سليمان بن مهران.
قيس بن الربيع .
رواه عنه ابن المبارك في الزهد 1/397 ح( 1439 ) .
3- عمرو بن قيس الملائي .
رواه الطبري في جامع البيان 1/406 .
4- أبان بن تغلب .
رواه الخطيب البغدادي في تلخيص المتشابه 1/260 ، وعلقه أبو نعيم في صفة النفاق ونعت المنافقين ص 174 ، وعلقه أيضاً الخطابي في غريب الحديث 2/ 331.
5-شهاب بن حراش .
قال أبو نعيم في صفة النفاق ونعت المنافقين ص 174 :" ورواه شهاب بن حراش ، عن عمرو بن مرة ، عن أبي البختري عن أبي سعيد الخدري موقوفاً ".
(( تراجم الرواة ))
أولاً : ترجمة مدار الحديث.
عمرو بن مرة الهمداني.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم (39 ) .
ثانياً : ترجمة راوي الوجه الأول .
ليث بن أبي سليم بن زنيم القرشي ، أبو بكر الكوفي [ خت م 4 ].
روى عن : عمرو بن مرة ، والمنهال بن عمرو ، وأبي إسحاق السبيعي.
روى عنه : شيبان بن عبد الرحمن ، وزائدة بن قدامة ، ومحمد بن فضيل.(1/540)
كان يحيى بن سعيد القطان لا يحدث عنه ، قال يحيى بن معين :" ضعيف " ، وقال الإمام أحمد :" مضطرب الحديث ، ولكن حدث عنه الناس " ، قال أبو حاتم ، وأبو زرعة :" ليث لا يشتغل به ، هو مضطرب الحديث " ، وقال البخاري :" صدوق يهم " ، وقال الحاكم :" مجمع على سوء حفظه " ، وجمع أقوال من سبق ابن حجر فقال :" صدوق اختلط جداً ، ولم يتميز حديثه فترك " ، مات سنة وأربعين ومائة (1).
ثالثاً :تراجم رواة الوجه الثاني .
الأعمش ، سليمان بن مهران .
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 6 ) .
قيس بن الربيع.
ضعيف ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 20 ) .
عمرو بن قيس الملائي .
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 21 ) .
أبان بن تغلب الربعي ، أبو سعد الكوفي القارئ[م 4].
روى عن : سليمان الأعمش ، والحكم بن عتيبة ، وعمرو بن مرة .
روى عنه : عبد الله بن إدريس ، وزهير بن معاوية ، وعبد الله بن المبارك .
قال يحيى بن معين ، وقال أبو حاتم ، وقال النسائي :" ثقة ".
وقال ابن عدي :" هو من أهل الصدق في الراويات ، وإن كان مذهبه مذهب الشيعة ، وهو في الرواية صالح لا باس به " ، وقال الذهبي :" شيعي جلد ، لكنه صدوق ، فلنا صدقه وعليه بدعته " ، وقال ابن حجر :" ثقة ، تكلم فيه للتشيع " ، مات سنة إحدى وأربعين ومائة (2).
شهاب بن خراش بن حوشب بن يزيد ، أبو الصلت الواسطي [د ].
روى عن : عمرو بن مرة ، ومنصور بن المعتمر، وقتادة بن دعامة.
__________
(1) ينظر: تاريخ الدارمي عن يحيى بن معين ص 159 ت 560 ، العلل ومعرفة الرجال عن الإمام أحمد 2/379 ت 2691 ، الجرح والتعديل 7/ 177ت 1014 ، تهذيب الكمال 24/ 279 ت 5017 ، تقريب التهذيب ص 818 ت 5721 ، تهذيب التهذيب 8/405 ت 5911.
(2) ينظر : الجرح والتعديل 2/296ت 1090 ، الكامل لابن عدي 1/389 ت 207 ، تهذيب الكمال 2/6ت 135 ، ميزان الاعتدال 1/5ت2 ، تقريب التهذيب 103 ت 137.(1/541)
روى عنه : سعيد بن منصور ، وأسد بن موسى ، وعبد الرحمن بن مهدي.
قال عبد الله بن المبارك :" ثقة " ، وقال يحيى بن معين :" ليس به بأس " ، وقال :" ثقة ".
وقال الإمام أحمد وأبو زرعة ، وأبو حاتم لا بأس به " ، وزاد :" صدوق " ، وقال العجلي :" ثقة ، صاحب سنة " ، وقال ابن عدي :" ولشهاب أحاديث ليست بالكثيرة ، وفي بعض رواياته ما ينكر عليه " ، وقال ابن حجر :" صدوق يخطىء ".
مات سنة أربع وسبعين ومائة(1).
(( دراسة الاختلاف ))
يتبين من تخريج الحديث أنه قد اختلف عن عمرو بن مرة من وجهين :
الأول : يرويه ليث بن أبي سليم ، عن عمرو بن مرة ، عن أبي البختري ، عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - مرفوعاً.
الثاني : يرويه الأعمش ، وعمرو بن قيس ، وقيس بن الربيع ، وأبان بن تغلب ، وشهاب بن حراش ؛ خمستهم ، عن عمرو بن مرة ، عن أبي البختري ، عن حذيفة - رضي الله عنه - موقوفاً .
وبعد النظر في حال المدار ، وأحوال الرواة المختلفين يكون الوجه الثاني هو الراجح ، لأن رواة الوجه الثاني أرجح صفة وعدداً ، فرواه بهذا الوجه خمسة فيهم أربعة من الثقات ، والمخالف لهم في الوجه الأول راوٍ واحد ، وقد اضطرب فيه ولم يضبطه ، وقد تبين من ترجمته ، أنه مضطرب الحديث .
(( الحكم على الحديث ))
سأدرس إسناد الأثر من الوجه المرجح بإسناد أبي بكر بن شيبة .
قال رحمه الله : حدثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن عمرو بن مرة ، عن أبي البختري ، عن حذيفة قال : القلوب أربعة .
أبو معاوية : محمد بن خازم.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 5 ).
الأعمش : سليمان بن مهران .
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 6 ) .
عمرو بن مرة الهمداني.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم (39 ) .
__________
(1) ينظر : مقدمة صحيح مسلم 1 /2 ، الجرح والتعديل 4/ ت 1586 ، معرفة الثقات 1/461ت 739 ، الكامل لابن عدي 4/34 ، تهذيب الكمال 12/568 ت 2776 ، تقريب التهذيب ص 440 ت 2841.(1/542)
أبو البختري : سعيد بن فيروز الطائي .
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 45 ) .
الحكم على الحديث :
الحديث بهذا الإسناد ، موقوف ، ضعيف ؛ أبو البختري لم يسمع من حذيفة بن اليمان .(1/543)
قال أبو نعيم رحمه الله :
حدثنا محمد بن حميد ، ثنا عبدالله بن ناجية ، ثنا الحسين بن علي الصدائي ، ثنا حماد بن الوليد ، عن سفيان الثوري ، عن محمد بن سوقة ، عن إبراهيم ، عن الأسود ، عن عبد الله قال: قال رسول - صلى الله عليه وسلم - :" من عزى مصاباً كان له مثل أجره ".
حدثنا الحسن بن علي الوراق في جماعة قالوا : ثنا محمد بن خلف وكيع ، ثنا يحيى بن أبي طالب ، ثنا نصر بن حماد ، ثنا شعبة ، عن محمد بن سوقة ، عن إبراهيم ، عن الأسود ، عن عبد الله قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :" من عزى مصاباً فله مثل أجره ".
حديث شعبة تفرد به عنه نصر.
وحديث الثوري تفرد به عنه حماد.
وروى عبدالرحمن بن مالك ابن مغول عن محمد بن سوقة .
ورواه عن الثوري عن محمد بن سوقة .
ورواه عن محمد بن سوقة معمر ، وإسرائيل ، وعبد الحكيم بن منصور ، والحارث بن عمران الجعفري ، وخالد بن يزيد القشيري ، ومحمد بن الفضل بن عطية على اختلاف في روايتهم فمنهم من قال :" عن الأسود عن عبد الله " .
ومنهم من قال :" عن علقمة ، والأسود ".
[ حلية الأولياء 5/9-10 ].
(( تخريج الحديث ))
الحديث يرويه محمد بن سوقة ، واختلف عنه من ثلاثة أوجه :
الأول : يروى عنه ، عن إبراهيم ، عن الأسود ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -
الثاني : يروى عنه ، عن إبراهيم ، عن الأسود ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -.
الثالث : يروى عنه ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
تخريج الوجه الأول :
( محمد بن سوقة ، عن إبراهيم ، عن الأسود ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -، عن النبي- صلى الله عليه وسلم - ).
يرويه من هذا الوجه عن محمد بن سوقة ثمانية :
سفيان الثوري .
تفرد بهذا الحديث عن سفيان الثوري حماد بن الوليد ، وقد روى الحديث عن الثوري على ثلاثة أوجه :(1/544)
أ- رواه عن سفيان الثوري ، عن محمد بن سوقة ، عن إبراهيم ، وعلقمة ، عن الأسود ،عن عبد الله - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
رواه ابن السني في عمل اليوم والليلة ، باب : تعزية أولياء الميت ص 276 ح ( 586 ).
ب- رواه عن سفيان الثوري ، عن محمد بن سوقة ، عن إبراهيم عن الأسود عن عبد الله - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
رواه الطبراني في كتاب الدعاء 2/1375 ح ( 1224 ) ، وأبو نعيم في حلية الأولياء 5/9و 7/99 ، وتمام الرازي في الفوائد كما في الروض البسام 2/117 ح ( 511 )، وليس فيه علقمة ، ورواه ابن عساكر في تاريخ دمشق 6/63 ، 56/318.
ج-رواه عن سفيان ، عن محمد بن سوقة ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
رواه ابن حبان في المجروحين 2/254.
شعبة بن الحجاج .
رواه تمام الرازي في الفوائد كما في الروض البسام 2/118 ح ( 512 ) ، وأبو نعيم في حلية الأولياء 5/9 ، 6/164 ، ومن طريقه : رواه ابن الجوزي في الموضوعات 3/525 ح ( 1752 ) ، ورواه القضاعي في مسند الشهاب 1/240 ح ( 381 ) .
عبد الرحمن بن مالك بن مغول.
رواه عبد الله بن أحمد في العلل ومعرفة الرجال 3/454 م ( 5930 ) ، وعنه : رواه العقيلي في الضعفاء الكبير 2/345 ، وأبو نعيم في حلية الأولياء 7/99 ، فزاد في إسناده الثوري ، ورواه أبو موسى المديني في نزهة الحفاظ ص 38 ح( 20 ).
علي بن عاصم.(1/545)
رواه ابن ماجه في سننه ، كتاب : الجنائز ، باب ( 56 ) : ما جاء في ثواب من عزى مصاباً 2/269 ح ( 1602)، و الترمذي في سننه ، أبواب الجنائز ، باب (72) : ما جاء في أجر من عزى مصاباً 2/371 ح ( 1073 ) ،و قال أبو عيسى :" هذا حديث غريب لا نعرفه مرفوعاً إلا من حديث علي بن عاصم وروى بعضهم عن محمد بن سوقة بهذا الإسناد مثله موقوفاً ، ولم يرفعه ويقال :" أكثر ما ابتلي به علي بن عاصم بهذا الحديث نقموا عليه " ، والبزار في البحر الزخار 5/64 ح ( 1632 )، وقال :" وهذا الحديث رواه غير واحد موقوفاً ، وأسنده علي بن عاصم وعبد الحكيم " ، والعقيلي في الضعفاء الكبير 3/247 ، و الطبراني في كتاب الدعاء 2/1374ح( 1223 ) ، والشاشي في المسند 1/423 ح ( 440و441) ، و أبو جعفر البختري في الجزء الحادي عشر من الفوائد ، ضمن مجموع ص 404 ح ( 606 ) ، وعبد الله بن أيوب المخرمي عن علي بن عاصم به ، جزء في حديثه 114/ب ( ضمن مجموع ) ، ورواه ابن الأعرابي في المعجم 2/919 ح ( 1930 ) ، والقضاعي في مسند الشهاب 1/239-240 ح ( 378و379 ) ، و البيهقي في السنن الكبرى ، كتاب : الجنائز ، باب : ما يستحب من تعزية أهل الميت رجاء الأجر في تعزيتهم 4/59 ، وفي الآداب ص 116 ح ( 346 ) ،و الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 4/244 ، وعنه : رواه ابن الجوزي في الموضوعات 3/526 ح ( 1753 )،وتمام الرازي في الفوائد كما في الروض البسام 2/115 ح( 510 ) .
5- عبد الحكيم بن منصور الواسطي .
رواه ابن الأعرابي المعجم 3/920 ح ( 1932 ) ، وتمام الرازي في الفوائد كما في الروض البسام 2/118 ح ( 513 ) ، و البيهقي في شعب الإيمان 7/14 ح (9284 ).
محمد بن الفضل العبسي.
رواه ابن الأعرابي في المعجم 3/920 ح ( 1933 ) ، وتمام الرازي في الفوائد كما في الروض البسام 2/119 ح ( 514 ).
7-معمر بن راشد .
رواه البيهقي في شعب الإيمان 7/13 ح ( 9283 ).
8- إسرائيل بن يونس .(1/546)
قال أبو جعفر ابن البختري : حدثنا محمد بن عبد الله بن مهران الدينوري ، قال : حدثنا إبراهيم بن مسلم ، قال : حضرت وكيعاً ، وعنده أحمد بن حنبل ، وخلف - المخرمي -فذكر علي بن عاصم ، فقال خلف: غلط في حديث ابن مسعود ، قال : ما هو ؟ قال حديث ابن سوقة ، فقال وكيع : أخبرنا إسرائيل ، عن محمد بن سوقة ، عن إبراهيم ، عن الأسود ، عن عبد الله بن مسعود ، قال : قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : فذكره ، الجزء الحادي عشر من الفوائد ، ضمن مجموع ص 404 ح ( 607 ) ، ورواه الخطيب البغدادي القصة والحديث في تاريخ بغداد 11/449 ، والمتفق والمفترق 1/227 ، والمزي في تهذيب الكمال 20/512.
تخريج الوجه الثاني :
( محمد بن سوقة ، عن إبراهيم ، عن الأسود ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - ).
يرويه من هذا الوجه عن محمد بن سوقة اثنان :
1- قيس بن الربيع.
ذكر أبو جعفر البختري بعد حديث إسرائيل السابق وفي نفس القصة قول وكيع : " وقيس حدثنا بهذا الإسناد موقوفاً " ، الجزء الحادي عشر من الفوائد ، لأبي جعفر البختري ضمن مجموع ص 404 ح ( 607 ) ، ورواه مسنداً الخطيب البغدادي في القصة نفسها ، فقال وكيع : حدثنا قيس بن الربيع ، عن محمد بن سوقة عن إبراهيم ، عن الأسود ، عن عبد الله ، تاريخ بغداد 11/449.
2-الحارث بن عمران الجعفري.
قال الدارقطني في العلل 5/14: ووقفه الحارث بن عمران الجعفري أبو سليمان عن محمد بن سوقة .
تخريج الوجه الثالث :
( محمد بن سوقة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
قال يعقوب بن شيبة : وقد رواه أبو بكر النهشلي وهو صدوق ضعيف الحديث رواه عن محمد بن سوقة فلم يجاوز به محمداً إلى أحد فوقه وقال :" يرفع الحديث " ، تاريخ بغداد 11/451 ، تهذيب الكمال 20/513، سير أعلام النبلاء 9/256.
(( تراجم الرواة ))
أولاً : ترجمة مدار الحديث.(1/547)
محمد بن سوقة (1) الغنوي (2) أبو بكر الكوفي [ ع ].
روى عَنْ : إبراهيم النخعي ، وعبد اللَّه بن دينار ، ونافع مولى بن عمر .
روى عنه : سفيان الثوري ، وشعبة بن الحجاج ، وقيس بن الربيع.
قال أبو حاتم :" صالح الحديث" وقال النَّسائي :" ثقة مرضي" ، وقال العجلي :" كوفي ثبت ... ليس بكثير الحديث" ، وذكره ابن حبان في الثقات ، قَالَ الدارقطني :" ثقة " ، قال ابن حجر : ثقة ، مرضيٌ" (3) .
ثانياً: تراجم رواة الوجه الأول .
1- سفيان الثوري.
ثقة ، إمام ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 1 ).
2- شعبة بن الحجاج .
ثقة ، إمام ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 4 ).
3-عبد الرحمن بن مالك بن مغول البجلي.
روى عن أبيه ، والأعمش ، وهشام بن عروة.
روى عنه : داود بن مهران الدباغ ، عمرو بن محمد الناقد .
قال أحمد والدارقطني :" متروك "، وقال أبو داود :" آية من الآيات كذاب " ، وقال مرة :" يضع الحديث " ، وقال النسائي :" ليس بثقة " ، وقال ابن حبان :"
كان ممن يروي عن الثقات المقلوبات وما لا أصل له عن الأثبات "، وقال الدارقطني :" متروك " (4) .
4-علي بن عاصم بن صهيب .
صدوق ربما وهم ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 13 ) .
5-عبد الحكيم بن منصور الخزاعي أبو سهل الواسطي [ت ].
روى عن عطاء بن السائب ، ومحمد بن جحادة ، ومحمد بن سوقة .
__________
(1) سوقة : بضم أوله ، وسكون الواو ، تليها قاف مفتوحة ، ثُمَّ هاء . توضيح المشتبه 5/212 .
(2) الغنوي : بمعجمة ونون مفتوحتين منسوب إلى غنى بن أعصر . المغني للفتني ص 193 .
(3) ينظر : الجرح والتعديل 7/281 ت 1520 ، الثقات 7/404 ، سؤلات اليرقاني للدارقطني ص 59 ت 435 تهذيب الكمال 25/333 ت 5275 ، تهذيب التهذيب 9/181 تقريب التهذيب ص 852 ت 5979 .
(4) ينظر :الجرح والتعديل 5/286 ت 1368 ، المجروحين 2/61ت 603 ، الكامل لابن عدي 4/288 ، تاريخ بغداد 10/253 ، ميزان الاعتدال 4/311.(1/548)
روى عنه: إسحاق بن شاهين الواسطي و محمد بن الفضل العبسي.
قال يحيى بن معين :" كذاب وقال :" ليس حديثه بشيء " ، وقال :" متروك الحديث" وقال أبو حاتم:" لا يكتب حديثه " ، وقال أبو داود : "ضعيف " ، وقال النسائي: " ليس بثقة" ، وقال الدارقطني ، وابن حجر :" متروك ". (1)
6- محمد بن الفضل بن عطية بن عمر بن خالد العبسي ، مولاهم [ت ق ].
روى عن أبان بن أبي عياش ، وسليمان التيمي ، ومحمد بن سوقة.
روى عنه : أسد بن ، وبقية بن الوليد.
قال يحيى بن معين :" كذاب " ، وقال الإمام أحمد :" ليس بشيئ "، وقال النسائي :" متروك " ، وقال ابن حبان :" كان ممن يروي الموضوعات عن الأثبات لا يحل كتابة حديثه إلا على سبيل الاعتبار" مات سنة ثمانين ومائة (2) .
7- معمر بن راشد.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم (8 ) .
8-إسرائيل بن يونس.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 10 ) .
ثالثاً : تراجم رواة الوجه الثاني.
1- قيس بن الربيع .
ضعيف ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 20).
3- الحارث بن عمران الجعفري المدني [ ق ].
روى عن : محمد بن سوقة ، وهشام بن عروة .
روى عنه : أبو سعيد عبد الله بن سعيد الأشج ، ومحمود بن غيلان المروزي .
__________
(1) ينظر :تاريخ يحيى بن معين راوية الدوري 4/381 ، وفي راوية الدارمي ص 176 ت 637 ، الجرح والتعديل 6/35 ت 188 ، سؤالات البرقاني للدارقطني ص 46 ت 310 ، تهذيب الكمال 16/404 ت 3703 ، تقريب التهذيب ص 563 ت 3774.
(2) ينظر: الجرح والتعديل 8/56 ت 262 ، المجروحين 2/278 ، الضعفاء الكبير 4/120 ت 1679 ، تهذيب الكمال 26/280 ت 5546 ، تقريب التهذيب ص 888 ت 6265.(1/549)
قال أبو زرعة :" ضعيف الحديث ، واهي الحديث "، وقال أبو حاتم :" ليس بقوي " ، وقال ابن حبان :" كان يضع الحديث على الثقات "، وقال ابن عدي :" للحارث أحاديث لا يتابعه عليها الثقات والضعف على رواياته بين " ، وقال الدارقطني :" متروك " ،وذكره في الضعفاء والمتروكين ، وقال الذهبي :" ضعيف " ، وقال ابن حجر :" ضعيف ، رماه ابن حبان بالوضع ".(1)
رابعاً : ترجمة راوي الوجه الثالث.
عبد الله بن قطاف ، أبو بكر النهشلي (2) [ م ت س ق ].
روى عن : حبيب بن أبي ثابت ، وسليمان الأعمش ، ومحمد بن سوقة.
روى عنه : الفضل بن دكين ،ووكيع بن الجراح ، ويحيى الحماني.
قال عبد الرحمن بن مهدي ، ويحيى بن معين ، والإمام أحمد ، وأبو داود ، والعجلي ،
والذهبي :" ثقة " ، وزاد أبو داود :" مرجئ " وقال ابن حجر :" صدوق ، رمي
بالإرجاء " مات سنة ست وستين ومائة (3)
(( دراسة الاختلاف ))
يتبين من تخريج الحديث أنه قد اختلف عن محمد بن سوقة من ثلاثة أوجه :
__________
(1) ينظر : الجرح والتعديل 3/84 ت 385، المجروحين 1/225 ت 203 ، سؤالات البرقاني للدارقطني 1/24 ت 103 ، الضعفاء والمتروكين للدارقطني ص 12، تهذيب الكمال 5/267 ت 1035 ، ميزان الاعتدال 1/439 ت 1637 ، تقريب التهذيب ص 212 ت 1047.
(2) النهشلي : بفتح النون ، وسكون الهاء ، وفتح الشين المعجمة ، وفي آخرها اللام ، هذه النسبة إلى بني نهشل ، بطن من تميم ، الأنساب 5/546 .
(3) ينظر : الجرح والتعديل 9/344 ت 1536 ، معرفة الثقات 2/390 ت 2102 ، تهذيب الكمال 33/156 ت 7267 ، الكاشف 2/414 ت 6548 ، تهذيب التهذيب تقريب التهذيب ص 1120 ت 8058(1/550)
الوجه الأول : يرويه سفيان الثوري ، و شعبة بن الحجاج ، و عبد الرحمن بن مالك بن مغول ، وعلي بن عاصم التيمي ، وعبد الحكيم بن الواسطي ، و محمد بن الفضل العبسي ، ومعمر بن راشد ، وإسرائيل بن يونس ثمانيتهم عن ، محمد بن سوقه ، عن إبراهيم ، عن الأسود ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -، عن - صلى الله عليه وسلم - .
الثاني : يرويه قيس بن الربيع ، والحارث بن عمران الجعفري ، عن محمد بن سوقة ، عن إبراهيم ، عن الأسود ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -.
الثالث : يرويه أبو بكر النهشلي ، عن محمد بن سوقة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
وبعد النظر في حال المدار ، وأحوال الرواة المختلفين تكون جميع أوجه الحديث مردودة وبيان ذلك كما يلي :
الوجه الأول المرفوع : رواية سفيان الثوري .
تفرد بها عنه حماد بن الوليد ، قال أبو نعيم :" وحديث الثوري تفرد به عنه حماد" (1).
وحماد بن الوليد الكوفي الأزدي ، قال عنه ابن عدي : " عامة ما يرويه لا يتابع عليه " ، وقال ابن حبان :" يسرق الحديث ويلزق بالثقات ما ليس من أحاديثهم لا يجوز الاحتجاج به بحال روى عن الثوري عن محمد بن سوقة ، وذكر الحديث ………… فأما الثوري فإنه ما حدث بهذا قط وحماد هذا سرقه من علي بن عاصم فألزقه بالثوري وحدث به " ، وقال ابن حجر :"ضعيف جداً "(2) ، فعلى هذا لا تصح الرواية عن سفيان الثوري.
ولو كان مروياً عنه لرواه الحفاظ من أصحابه.
ورواية شعبة بن الحجاج .
تفرد بها عنه نصر بن حماد ، قال أبو نعيم :" حديث شعبة تفرد به عنه نصر "(3).
__________
(1) حلية الأولياء 5/9.
(2) ينظر : المجروحين 1/254 ، الكامل لابن عدي ، ميزان الاعتدال 1/601 ، التلخيص الحبير 2/138.
(3) حلية الأولياء 5/9.(1/551)
ونصر بن حماد النصيبي الوراق ، أبو الحارث كذبه ابن معين ، وقال البخاري :" يتكلمون فيه " ، وقال مسلم :" ذاهب الحديث "، وقال أبو حاتم :" متروك الحديث "" (1) ، وقال ابن عدي :" أن أحاديثه عن شعبة كلها غير محفوظة " (2) ، فعلى هذا لا تصح الرواية عن شعبة بن الحجاج ، ولو كان مروياً عن شعبة لرواه الحفاظ من أصحابه.
ورواية عبد الرحمن بن مالك بن مغول فمردودة ، فقد سبق بيان حاله وأنه متروك .
ورواية علي بن عاصم ، فقد طعن العلماء في علي بن عاصم بسبب روايته لهذا الحديث ، وأنكر يحيى بن سعيد القطان عليه هذا الحديث ولم يرجع عن خطأه وأصر ، قال أبو داود :" يخطئ في أحاديث يرويها ، منها حديث ابن مسعود :" من عزى مصاباً " ، وإنما هو حديث منقطع ، فوصله علي بن عاصم ، فعاتبه يحيى ، فقال : أصحابك الذين سمعوا معك ما أسندوه ، وأنت تسنده ؟ فأبى أن يرجع ، فسبه يحيى" (3) ، وقال يعقوب بن شيبة :" هذا الحديث من أعظم ما أنكره الناس على علي بن عاصم ، وتكلموا فيه" (4) ، وقال العقيلي :" لم يتابعه عليه ثقة " (5).
ورواية عبد الحكيم الواسطي فمردودة .
فقد سبق بيان حاله وأنه متروك ، وقد اتهمه ابن حبان بأنه سرق هذا الحديث من علي بن عاصم (6) .
ورواية محمد بن الفضل العبسي فمردودة.
فقد سبق بيان حاله وأنه متروك .
وقد سئل الإمام أحمد عن روايته لهذا الحديث ، قال أبو داود : " فلم يعبأ به " (7).
ورواية معمر بن راشد الصنعاني .
__________
(1) سبقت ترجمته بالتفصيل في الحديث رقم ( 11 ).
(2) ينظر : ميزان الاعتدال 4/250 ، وتهذيب التهذيب 10/425 .
(3) ذكرالقصة كلٌ من ابن حجر في التلخيص الحبير 2/138 و السيوطي في اللآلئ المصنوعة 1/423.
(4) تاريخ بغداد 11/450.
(5) الضعفاء الكبير 3/247.
(6) المجروحين 1/254.
(7) مسائل أبي داود للإمام أحمد ص 410-411.(1/552)
ففي الإسناد إليه من لا يعرف ، شافع بن محمد الأسفراييني (1) ، وكذلك يعقوب بن إسحاق الطلحي ، ولو كان الحديث معروفاً عنه لرواه عنه أصحابه.
ورواية إسرائيل بن يونس.
فراوي القصة والحديث عن وكيع عن إسرائيل ، هو إبراهيم بن مسلم الوكيعي ، لم أجد فيه إلا ذكر ابن حبان له في الثقات ، وقال :" يغرب " (2) ، ولو كان الحديث ثابتاً عن إسرائيل لما تكلم العلماء في علي بن عاصم ولا طعنوا فيه بسبب هذا الحديث ، ولكانت هذه متابعة قوية له ، ولتسابق الحفاظ من أصحاب إسرائيل لروايتها عنه ، فهي إذاً مردودة ، ولعلها من غرائب إبراهيم بن مسلم.
ولو صح سكوت الإمام أحمد وسماعه من وكيع لهذا الحديث لما أنكره ، قال أبو داود : سمعت أحمد بن حنبل سئل عن حديث علي بن عاصم عن ابن سوقة عن إبراهيم ، عن الأسود ، عن عبد الله ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - : من عزى مصاباً فله مثل أجره ، فقيل لأحمد : رواه غير علي بن عاصم ؟ قال : لا نعلم رواه غيره ، ، قلت ولا يوقف ؟ قال : لا يرويه غيره ، قيل له : محمد بن الفضل بن عطية ، فلم يعبأ به (3).
الوجه الثاني : الموقوف.
فقيس بن الربيع ، ضعيف .
والحارث بن عمران قد رمي بالوضع .
الوجه الثالث : المرسل.
ففيه وفي الموقوف والمرفوع جاء الحكم عاماً من الحفاظ بأن ليس له أصل .
قال يعقوب بن شيبة :" حديث كوفي يرون أنه لا أصل له مسنداً ، ولا موقوفاً " (4) ، وقال البيهقي : " وروي من أوجه أخر عن ابن سوقة كلها ضعيفة "(5).
وقال الخطيب البغدادي بعد أن ذكر طرق الحديث :" ليس شيء منه ثابتاً " (6).
وقال ابن الجوزي : " قد روي هذا الحديث من طرق لا تثبت " (7).
(( الحكم على الحديث ))
__________
(1) له ترجمة في سير أعلام النبلاء
(2) الثقات لابن حبان 8/71.
(3) مسائل أبي داود للإمام أحمد ص 403.
(4) تاريخ بغداد 11/450.
(5) شعب الإيمان 7/14.
(6) تاريخ بغداد 11/451 .
(7) التحقيق في أحاديث الخلاف 2/22.(1/553)
تبين من دراسة الاختلاف أن الأوجه التي روي بها الحديث من طريق محمد بن سوقة لا يثبت منها شيء ، لما سبق بيانه من حال كل وجه من أوجه الرواية عنه.
ولكن وردت شواهد للحديث كما يلي :
الأول : حديث جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - .
قال :قال النبي - صلى الله عليه وسلم - :" من عزى مصابا فله مثل أجره ".
رواه ابن عدي في الكامل 6/99 ، وقال : " وهذا المتن بهذا الإسناد غريب لا أعلم رواه عن محمد بن عبيد الله إلا علي بن يزيد هذا " ، ومن طريقه رواه ابن في الموضوعات 3/526 ح ( 1754 ) .
والحديث ضعيف جداً ، في إسناده : محمد بن عبيد الله العرزمي ( متروك ) ، قال يحيى بن معين :ليس بشيء ، لا يكتب حديثه ، وقال مرة أخرى :" ضعيف الحديث "، وقال الإمام أحمد :" ترك الناس حديثه " ، وقال النسائي : " متروك " (1).
وعلي بن يزيد الصدائي قال أبو حاتم :" ليس بقوي منكر الحديث عن الثقات " ، وقال
ابن عدي :" أحاديثه لا تشبه أحاديث الثقات إما أن يأتي بإسناد لا يتابع عليه أو بمتن عن
الثقات منكر أو يروي عن مجهول " (2).
الثاني : حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه - .
قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :" من عزى أخاه المؤمن من مصيبة كساه الله عز وجل يوم القيامة حلة يحبر بها قيل يا رسول الله ما يحبر بها قال يغبط بها ".
رواه ابن حبان في كتاب المجروحين 2/219،، والطبراني في كتاب الدعاء 3/1376 ح ( 1226 ) ، وابن عدي في الكامل 4/260 ،البيهقي في شعب الإيمان 7/13 ح ( 9282 ) ، والخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 7/397،والقضاعي في مسند الشهاب1/240ح ( 380 ) ، وابن عساكر في تاريخ دمشق 52/218 .
__________
(1) ينظر : العلل ومعرفة الرجال عن الإمام أحمد 1/313 ت 539 ، الكامل 6/97 .
(2) ينظر : الجرح والتعديل 6/209 ت 1143 الكامل 5/212 ت 1365 .(1/554)
وهذا حديث ضعيف في إسناده : أبو علقمة : عبد الله بن هارون الفروي ، ذكره ابن حبان في الثقات وقال :" يخطئ ويخالف " ، وقال الدارقطني :" متروك الحديث " ، وقال ابن حجر :" ضعيف " (1)
قال ابن عدي :" هذا الحديث بهذا الإسناد ليس له أصل " (2).
الثالث : حديث عبد الله بن أبي بكر محمد بن عمرو بن حزم عن أبيه عن جده
قال :قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :" ما من مسلم يعزى أخاه المسلم بمصيبته إلا كساه الله عز وجل من حلل الكرامة يوم القيامة ".
رواه عبد بن حميد في مسنده كما في لمنتخب ص 119 ح ( 287 ) ورواه ابن ماجه في كتاب : الجنائز ، باب ( 56 ) : ما جاء في ثواب من عزى مصاباً 2/268 ح ( 1601 ) ، ومن طريق ابن ماجه : رواه ابن الجوزي في التحقيق في أحاديث الخلاف 2/22 ،ورواه الطبراني في الدعاء 3/1375 ح ( 1225 ).
ويعقوب الفسوي في المعرفة والتاريخ 1/154 ، والبيهقي في السنن الكبرى ، كتاب : الجنائز ، باب: ما يستحب من تعزية أهل الميت رجاء الأجر في تعزيتهم 4/59 ، و شعب الإيمان 7/12 ح ( 9279 ) ، وابن عساكر في تاريخ دمشق 5/55 ، وابن الجوزي في التحقيق في أحاديث الخلاف 2/22.
الحديث ضعيف معلّ بعلتين :
الأولى : مداره على قيس أبو عمارة الفارسي ، قال البخاري :" فيه نظر " ، وذكره العقيلي في الضعفاء الكبير وذكر له هذا الحديث وحديث آخر وقال :"لا يتابع عليهما جميعاً " ، فمثله لا يحتمل هذا التفرد ، وقال يعقوب الفسوي :" لين الحديث ، وذكره الذهبي في المغني في الضعفاء ، وقال :" لا يصح حديثه " ، وقال ابن حجر :" فيه لين " (3)،
__________
(1) ينظر : الثقات لابن حبان 8/367 ، تهذيب التهذيب 12/ 191 ، تقريب التهذيب ص 1180 ت 8324 .
(2) الكامل 4/260.
(3) ينظر : التاريخ الأوسط 2/108 ، الضعفاء الكبير ، الثقات لابن حبان 9/15 ، المعرفة والتاريخ 3/139 ، تهذيب الكمال المغني في الضعفاء 2/528 ت 5071 ، تقريب التهذيب ص 806 ت 5633.(1/555)
الثانية: أن الحديث مرسل ، قال أبو زرعة العراقي :" محمد بن عمرو بن حزم ، ولد على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وقيل قبل موته بسنتين ، فهو تابعي ليس إلا ، وحديثه مرسل (1) ، قال ابن عبد الهادي :" وفيه إرسال ومحمد بن عمرو بن حزم ولد في حياة الرسول سنة عشرة من الهجرة "(2).
الرابع : حديث أبي برزة الأسلمي - رضي الله عنه - .
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "من عزى ثكلى ُكسي برداً في الجنة ".
رواه الترمذي في سننه ، كتاب : الجنائز ، باب ( 74 ) : في فضل التعزية ، 3/387 ح ( 1076 ) ، وأبو يعلى في المسند 13/432 ح ( 7439 ) ، ومن طريقه : رواه المزي في تهذيب الكمال 35/311 ، ورواه البيهقي في شعب الإيمان 7/13 ح ( 9281 ) .
والحديث ضعيف ؛ في إسناده منية بنت عبيد قال ابن حجر :" لا يعرف حالها " (3)
قال الترمذي عقب تخريج الحديث :" هذا حديث غريب وليس إسناده بالقوي " .
الخامس : حديث عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما.
قالت : سُئل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عن التصافح في التعزية ؟.
فقال :" هو سكن للمؤمنين ، ومن عزى مصاباً فله مثل أجره ".
رواه ابن الأعرابي في المعجم 1/128 ح (387 ) ، و السهمي في تاريخ جرجان ص 277 ، وابن شاهين في الترغيب في فضائل الأعمال ص 341 ح ( 411 ).
والحديث ضعيف جداً؛ في إسناده صالح بن بيان السيرافي ، قال الدارقطني :" متروك " ، وقال العقيلي :"" الغالب على حديثه الوهم ويحدث بالمناكير عمن لم يحتمل " ، و ذكره الذهبي في المغني في الضعفاء (4)،
__________
(1) تحفة التحصيل ص 284.
(2) تنقيح التحقيق 2/165.
(3) ينظر : تقريب التهذيب ص 1372 ت 8785.
(4) ينظر : الضعفاء الكبير 2/200ت 742 ، المغني في الضعفاء 1/302 ت 2818.(1/556)
وعيسى بن ميمون المدني ، قال يحيى بن معين :" ليس بشيئ " ، وقال أبو زرعة :" واهي الحديث " ، وقال البخاري :" منكر الحديث " ، وقال أبو حاتم :" متروك " (1).
وبالجملة فالحديث لا يثبت من أي طريق عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، قال ابن عبد الهادي :" وقد روي هذا الحديث من طرق لا تثبت " (2).
وقد بالغ ابن الجوزي فحكم عليه بالوضع وأورده من طريق ابن مسعود وجابر في الموضوعات ، وكذلك فعل الصاغاني ، فأورده في الموضوعات (3).
ولكن تعقبهما العلماء على هذا الحكم .
فقال العلائي :" والذي يظهر أن هذا الحديث يقارب درجة الحسن ، ولا ينتهي إليه ، بل فيه ضعف محتمل ، فأما أن يكون موضوعاً فلا " (4).
وقال الألباني :" وجملة القول أن الحديث ضعيف ، ليس في شيء من طرقه ما يمكن أن يعتمد عليه في تقويته ، ولكنه لا يبلغ أن يكون موضوعاً كما زعم ابن الجوزي" (5).
قال أبو نعيم رحمه الله :
حدثنا أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم القاضي ، ثنا محمد بن عاصم ابن يحيى الكاتب ، ثنا عبدالرحمن بن القاسم القطان الكوفي ، ثنا الحارث بن عمران الجعفري ، عن محمد بن سوقة ، عن محمد بن المنكدر ، عن جابر قال : نظر النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى رجل بين الركن والمقام أو الباب والمقام وهو يدعو يقول : اللهم اغفر لفلان بن فلان ".
فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - :" ما هذا "؟ .
فقال:" رجل استودعني أن أدعو له في هذا المقام".
فقال :" ارجع فقد غفر لصاحبك ".
كذا رواه عبد الرحمن ، عن الحارث ، عن محمد عن جابر.
__________
(1) ينظر :تاريخ يحيى بن معين رواية الدوري 4/89 ت 3292، الضعفاء الصغير 1/86 ت 266 ، سؤالات البرذعي لأبي زرعة 1/397، الجرح والتعديل 6/287 ت 1595.
(2) تنقيح التحقيق 2/165.
(3) الموضوعات رقم 66.
(4) النقد الصحيح ص 34.
(5) إرواء الغليل 3/220.(1/557)
وإنما يعرف من حديث الحارث ، عن محمد ، عن عكرمة ، عن ابن عباس (1).
[ حلية الأولياء 5/12 ].
(( تخريج الحديث ))
الحديث يرويه الحارث بن عمران ، واختلف عنه من وجهين :
الأول : يروى عنه ، عن محمد بن سوقة ، عن سعيد بن جبير ، عن عبد الله بن عباس - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثاني : يروى عنه ، عن محمد بن سوقة ، عن محمد بن المنكدر ، عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنه -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
تخريج الوجه الأول :
( الحارث بن عمران ، عن محمد بن سوقة ، عن سعيد بن جبير ، عن عبد الله بن عباس - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
يرويه عن الحارث بن عمران من هذا الوجه أربعة :
يحيى بن الحسن بن الفرات.
رواه الطبراني في المعجم الكبير 12/5 ح ( 12299 ).
مصرف بن عمرو اليامي .
رواه الطبراني في المعجم الكبير 12/5 ح ( 12299 ).
زكريا بن يحيى.
رواه الصيداوي في معجم الشيوخ ص 214 .
4- إسحاق بن إسماعيل .
رواه الفاكهي في أخبار مكة 1/177 ح ( 268 ).
تخريج الوجه الثاني :
( الحارث بن عمران ، عن محمد بن سوقة ، عن محمد بن المنكدر ، عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنه -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
تفرد به عبد الرحمن بن القاسم القطان من هذا الوجه عن الحارث بن عمران.
رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 5/12 ، وفي أخبار أصبهان 2/233.
(( تراجم الرواة ))
أولاً : ترجمة مدار الحديث.
الحارث بن عمران الجعفري.
متروك سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 48 ) .
(( دراسة الاختلاف ))
__________
(1) لم أجده من طريق الحارث بن عمران عن محمد بن سوقة عن عكرمة عن ابن عباس س - رضي الله عنه - ، ولعل الحافظ أبا نعيم قد اطلع عليها ، والذي وقفت عليه إنما هو من طريق الحارث بن عمران ، عن محمد بن سوقة ، عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما ، وهذا لايغير شياً فمدارها جميعاً على راوٍ متروك.(1/558)
يتبين من تخريج الحديث أنه قد اختلف عن الحارث بن عمران من وجهين :
الأول : يرويه يحيى بن الحسن بن الفرات ، و مصرف بن عمرو اليامي ، و زكريا بن يحيى ، وإسحاق بن إسماعيل أربعتهم ، عن الحارث بن عمران ، عن محمد بن سوقة ، عن سعيد بن جبير ، عن عبد الله بن عباس - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثاني : يرويه عبدالرحمن بن القاسم القطان الكوفي ، عن الحارث بن عمران ، عن محمد بن سوقة ، عن محمد بن المنكدر ، عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -
وبعد النظر في حال مدار الحديث وأحوال الرواة المختلفين عنه ، تكون كل الأوجه للحديث مردودة ؛ لأن مدار الحديث متروك.
(( الحكم على الحديث ))
الحديث ضعيف جداً ، فمداره على الحارث بن عمران ؛ وهو متروك.
قال أبو نعيم رحمه الله :(1/559)
حدثنا أبو بكر بن مالك ، ثنا عبد الله بن أحمد ، حدثني أبي ، ثنا ابن نمير ، ثنا مالك بن مغول ، عن الزبير بن عدي [ عن طلحة بن مصرف ](1) عن مرة ، عن عبد الله بن مسعود قال :" لما أسرى برسول الله - صلى الله عليه وسلم - انتهي به إلى سدرة المنتهى وهي في السماء السابعة إليها ينتهي ما يعرج به من الأرض فيقبض منها واليها ينتهي ما يهبط به من فوقها فيقبض منها (2) ، قال : فراش(3) من ذهب، قال: فأعطي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وسلم ثلاثاً : الصلوات الخمس ، وخواتيم سورة البقرة ، وغفر لمن لا يشرك بالله شيئاً من أمته المقحمات " (4).
صحيح متفق عليه من حديث طلحة لم نكتبه إلا من حديث مالك عن الزبير
ورواه ابن عيينة ، عن مالك ، عن طلحة نفسه من دون الزبير .
[ حلية الأولياء 5/24-25 ].
(( تخريج الحديث ))
الحديث يرويه مالك بن مغول ، واختلف عنه من وجهين :-
الأول : يروى عنه ، عن الزبير بن عدي ، عن طلحة ، عن مرة ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - .
الثاني : يروى عنه ، عن طلحة بن مصرف ، عن مرة ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - .
تخريج الوجه الأول :
( مالك بن مغول ، عن الزبير بن عدي ، عن طلحة ، عن مرة ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
يرويه عن مالك بن مغول من هذا الوجه سبعة :-
__________
(1) سقطت من المطبوع ، والاستدراك من المخطوط ( د ) 217/4/أ
(2) سورة النجم آية 16.
(3) فراش : بفتح الفاء الطير الذي يلقى نفسه في ضوء السراج واحدتها فراشة ، تحفة الأحوذي 9/117.
(4) المقحمات : أي الذنوب العظام التي تدخل أصحابها النار وتلقيهم فيها ، مشارق الأنوار ج2/ص172 ، قال النووي : هو بضم الميم وإسكان القاف وكسر الحاء ومعناه الذنوب العظام الكبائر التي تهلك أصحابها وتوردهم النار وتقحمهم إياها ، والتقحم : الوقوع في المهالك ، شرح النووي على صحيح مسلم 3/3.(1/560)
أبو أسامة : حماد بن أسامة .
رواه عنه أبو بكر بن أبي شيبة في المصنف ، كتاب : الفضائل ، باب ( 1 ): ما أعطى الله تعالى محمداً - صلى الله عليه وسلم - 6/316 ح ( 31688 ) ، وعنه : رواه مسلم في صحيحه ، كتاب : الإيمان ، باب : ( 76 ) : في ذكر سدرة المنتهى 1/157 ح ( 279 ) ، ومن طريق أبي بكر بن بي شيبة رواه أبو نعيم في المستخرج على صحيح مسلم 1/239 ح ( 434 )، ورواه الالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة 1/677 ح ( 1424 ) و 2/899 ح ( 1969 ) .
عبد الله بن نمير.
رواه عنه الإمام أحمد في المسند 6/181 ح( 3665 ) و 7/112ح ( 4011 ) ، ومن طريقه : رواه أبو نعيم المستخرج على صحيح مسلم 1/239 ، وفي حلية الأولياء 5/24-25 ، ورواه مسلم في صحيحه كتاب : الإيمان ، باب : ( 76 ) : في ذكر سدرة المنتهى 1/157 ح ( 279 ) ، وأبو يعلى في المسند 9/204 ح( 5303 ) ، ومن طريقه : رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق 3/508 .
أبو أحمد الزبيري .
رواه أبو عوانة في المسند 1/128-129 ، قال : وزاد فيه أبو أحمد فقال : إليها ينتهي بما عرج من الأرواح ويقبض بها وقال " أعطى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عندها ثلاث لم يعطهن نبي قبله فرض عليه خمس صلوات وجعلت بخمسين صلاة " ، ورواه أبو القاسم الأصبهاني في دلائل النبوة ص207 ح ( 282 ) ، وابن عساكر في تاريخ دمشق 3/509 .
يحيى بن آدم.
رواه النسائي في سننه،كتاب : الصلاة ، باب (1) : فرض الصلاة 1/243 ح ( 450 )، وفي السنن الكبرى 1/140ح ( 315 ) ، وأبو عوانة في المسند 1/128-129 .
5-سهل بن عامر .
رواه أبو عوانة في المسند 1/129 ، والطبري في جامع البيان 27/52 ، ولم يذكر الخصال الثلاث ، وفي 27/55 ، وذكر ما يتعلق بالسدرة فقط .
6-عثمان بن عمر.
رواه البيهقي في شعب الإيمان 2/459 ح ( 2398 ) ،وفي دلائل النبوة 5/474 .
7- إسماعيل بن عمرو .(1/561)
رواه البيهقي في شعب الإيمان 2/459 ح ( 2398 ) ، وفي السنن الصغرى 1/548 ح ( 1001 ) ، وابن منده في كتاب الإيمان 2/747 ح ( 741 ) ، وابن عساكر في تاريخ دمشق 3/508 ، وفي معجم الشيوخ 2/1023 ح ( 1315 ).
تخريج الوجه الثاني :
( مالك بن مغول ، عن طلحة بن مصرف ، عن مرة ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
يرويه عن مالك بن مغول من هذا الوجه اثنان :
1- سفيان بن عيينة .
رواه الترمذي في سننه ، أبواب فضائل القرآن 5/314 ح ( 3276 ) ، وابن عساكر في تاريخ دمشق 3/507 ، ورواه إسحاق بن راهوية عن سفيان بن عيينة ، كما في تخريج الأحاديث والآثار الواردة في كتاب الكشاف 3/382.
2- عبد الله بن محمد بن مغيرة.
رواه ابن عدي في الكامل 4/219-220 ، والالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة 2/899 ح 1970 .
(( تراجم الرواة ))
أولا : ترجمة مدار الحديث.
مالك بن مغول البجلي ، أبو عبد الله الكوفي.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 8 ) .
ثانياً : تراجم رواة الوجه الأول:
1-أبو أسامة : حماد بن أسامة .
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 1 ).
2-عبد الله بن نمير
ثقة، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 6 ).
3- أبو أحمد الزبيري
ثقة ، يخطئ في حديث الثوري ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 2 ) .
4-يحيى بن آدم
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 39 ).
5-سهل بن عامر البجلي .
روى عن : مالك بن مغول .
روى عنه : أبو شيبة إبراهيم بن عبد الله بن أبى شيبة .
قال البخاري :" منكر الحديث ، لا يكتب حديثه " ، و قال أبو حاتم :" ضعيف الحديث روى أحاديث بواطيل أدركته بالكوفة وكان يفتعل الحديث " ، وذكره ابن حبان في الثقات ، وقال ابن عدي :" لسهل أحاديث عن مالك بن مغول خاصة ، وعن غيره ليست بالكثيرة وأرجو أنه لا يستحق ، ولا يستوجب صريح كذبه ".(1/562)
ذكره البخاري فيمن مات بين إحدى عشرة ومائتين إلى خمس عشرة ومائتين (1).
6-عثمان بن عمر بن فارس بن لقيط العبدي ، أبو محمد البصري [ ع ].
روى عن : مالك بن مغول ، وشعبة بن الحجاج ، ومالك بن أنس.
روى عنه : الحسن بن مكرم البزاز ، وزهير بن حرب ، ومحمد بن يحيى الذهلي.
قال يحيى بن معين ، والإمام أحمد ، والعجلي :" ثقة " وزاد العجلي " ثبت في الحديث ".
وقال أبو حاتم :" صدوق " ، وذكره ابن حبان في الثقات ، وقال ابن حجر :" ثقة ".
مات سنة سبع ومائتين (2).
7-إسماعيل بن عمر الواسطي .
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 2 ).
ثانياً : تراجم رواة الوجه الثاني .
سفيان بن عيينة.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 4 ).
عبد الله بن محمد بن مغيرة ، أبو الحسن المصري.
روى عن : مالك بن مغول ، ومسعر بن كدام ، عمه حمزة بن المغيرة .
روى عنه : محمد بن يوسف بن أبي معمر ، مؤمل بن إهاب.
قال أبو حاتم : " ليس بقوي " ، وقال العقيلي :" وكان يخالف في بعض حديثه ، ويحدث بما لا أصل له " ، وقال ابن عدي :" مع ضعفه يكتب حديثه ".
وذكره الذهبي في المغني في الضعفاء (3).
(( دراسة الاختلاف ))
يتبين من تخريج الحديث أنه قد اختلف عن مالك بن مغول من وجهين :-
__________
(1) ينظر : التاريخ الصغير 2/307 ، الجرح والتعديل 4/202 ، الثقات لابن حبان 8/290 ، الكامل 3/442 .
(2) ينظر : تاريخ الدارمي عن يحيى بن معين ص 183 ت، 66الجرح والتعديل 6/159 ت877 ، معرفة الثقات 2/130ت 1216 ، تهذيب الكمال 19/461 ت 3848 ، تقريب التهذيب ص 667 ت 4536.
(3) ينظر : الجرح والتعديل 5/158 ،الضعفاء الكبير 2/301 ، المغني في الضعفاء 1/565 ت 3344 ، الكامل 4/217-220 لسان الميزان 3/390 ت 4784 .(1/563)
الأول : يرويه أبو أسامة : حماد بن أسامة ، وعبد الله بن نمير ، و أبو أحمد الزبيري ويحيى بن آدم ، و عثمان بن عمر ، و إسماعيل بن عمر ستتهم عن مالك بن مغول ، عن الزبير بن عدي ، عن طلحة بن مصرف ، عن مرة بن شراحيل ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثاني : يرويه سفيان بن عيينة ، عن مالك بن مغول ، عن طلحة بن مصرف عن مرة بن شراحيل عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
وبعد النظر في حال المدار ، وأحوال الرواة المختلفين يكون الوجه الأول هو الراجح وقرائن ترجيحه :
أن الوجه الأول من رواية الأكثر عدداً ، فقد رواه بهذا الوجه عن المدار ستة الثقات ، وخالفهم في الوجه الثاني راويان أحدهما ضعيف.
أن الحديث بهذا الوجه مخرج في صحيح مسلم.
أما روايته بالوجه الثاني من غير الزبير بن عدي ، وكون مالك بن مغول قد روى عن طلحة بن مصرف أيضاً ، إلا أن جميع مواضع الحديث بهذا الوجه لا يوجد فيها تصريح مالك بن مغول بسماع هذا الحديث من طلحة بن مصرف بل الذي فيها قول مالك بن مغول :" سمعت الزبير بن عدي يذكر عن طلحة بن مصرف ".
(( الحكم على الحديث ))
الحديث من الوجه الأول مخرج في صحيح مسلم.
قال أبو نعيم رحمه الله :
حدثنا إبراهيم بن عبدالله ، وأبو أحمد : محمد بن أحمد الجرجاني في جماعة قالوا: ثنا أحمد بن إسحاق ، ثنا قتيبة بن سعيد ، ثنا جرير ، عن الأعمش ، عن طلحة عن هزيل بن شرحبيل قال :" أتى سعد بن معاذ النبي - صلى الله عليه وسلم - فاستأذن عليه وهو مستقبل الباب.
فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - بيده هكذا :" يا سعد فإنما الاستئذان من النظر ".
رواه الثوري ، وأبو حمزة السكري ، عن الأعمش مثله.(1/564)
ورواه قيس بن الربيع ، عن منصور ، عن طلحة ، عن هزيل ، عن قيس [ بن ] (1) سعد بن عبادة.
[ حلية الأولياء 5/24 ].
مدار الحديث على طلحة بن مصرف ، ويرويه عنه الأعمش ، ومنصور بن المعتمر ، وقد اختلف عنهما ، وعن الثوري في روايته عنهما.
الاختلاف عن سفيان الثوري.
(( تخريج الحديث ))
الحديث يرويه سفيان الثوري ، واختلف عنه من ثلاثة أوجه :
الأول : يروى عنه ، عن الأعمش ، عن طلحة بن مصرف ، عن رجل ، عن سعد ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثاني : يروى عنه ، عن منصور ، عن طلحة بن مصرف ، عن الهزيل بن شرحبيل ، عن سعد ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -
الثالث : يروى عنه ، عن الاعمش ، عن طلحة بن مصرف ، عن هزيل بن شرحبيل ، عن سعد بن أبي وقاص ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
تخريج الوجه الأول .
( سفيان الثوري ، عن الأعمش ، عن طلحة بن مصرف ، عن رجل ، عن سعد ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
تفرد به أبو داود الحفري من هذا الوجه عن سفيان الثوري.
رواه أبو داود في سننه ، كتاب : الأدب ، باب ( 136 ) : في الاستئذان 2/765 ح ( 5157 ) ، ومن طريقه : رواه الضياء المقدسي في المختارة3/272 ح ( 1057 ).
تخريج الوجه الثاني :
( سفيان الثوري ، عن منصور ، عن طلحة بن مصرف ، عن الهزيل بن شرحبيل ، عن سعد ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
يرويه وكيع بن الجراح من هذا الوجه عن سفيان الثوري.
رواه عنه أبو بكر في المصنف ، كتاب : الأدب ، باب ( 136 ): ما كره من اطلاع الرجل على الرجل 5/ 296 ح ( 26223 ) ، ورواه ابن أبي حاتم في تقدمة الجرح والتعديل ص 258 ، ولم يميز سعداً.
تخريج الوجه الثالث :
( سفيان عن الاعمش عن طلحة عن هزيل بن شرحبيل عن سعد بن أبي وقاص ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
__________
(1) تصحفت في المطبوع إلى [ عن ] ، والتصويب من( د ) 216/4/ب ، ومن المصادر التي روت حديث قيس بن الربيع كما سيأتي .(1/565)
قال ابن أبي حاتم في علل الحديث 2/243 :" سألت أبي عن حديث رواه عبيدالله بن موسى عن سفيان ، عن الاعمش ، عن طلحة ، عن هزيل بن شرحبيل ، عن سعد بن أبي وقاص"
(( تراجم الرواة ))
أولاً : ترجمة مدار الحديث.
سفيان بن سعيد الثوري.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 1 ).
ثانياً : ترجمة راوي الوجه الأول.
عمر بن سعد بن عبيد ، أبو داود الحفري (1) ، الكوفي [م 4 ].
روى عن : سفيان الثوري ، ومسعر بن كدام ، وحفص بن غياث.
روى عنه : أحمد بن حنبل ، وإسحاق بن راهويه ، وهارون بن عبد الله .
قال يحيى بن معين والعجلي ، وابن حجر :" ثقة " ، مات سنة ثلاث ومائتين (2).
ثالثاً : ترجمة راوي الوجه الثاني.
وكيع بن الجراح .
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 1 ) .
رابعاً : ترجمة راوي الوجه الثالث.
عبيد الله بن موسى بن أبي المختارالعبسي .
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 37 ).
(( دراسة الاختلاف ))
يتبين من تخريج الحديث أنه قد اختلف عن سفيان الثوري ، من ثلاثة أوجه :
الأول : يرويه أبو داود الحفري ، عن سفيان الثوري ، عن الأعمش ، عن طلحة بن مصرف ، عن رجل ، عن سعد ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثاني : يرويه وكيع بن الجراح ، عن سفيان الثوري ، عن منصور ، عن طلحة بن مصرف ، عن الهزيل بن شرحبيل ، عن سعد ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -
الثالث : يرويه عبيد الله بن موسى ، عن سفيان الثوري ، عن الاعمش ، عن طلحة بن مصرف ، عن هزيل بن شرحبيل ، عن سعد بن أبي وقاص ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
وبعد النظر في حال المدار ، وأحوال الرواة المختلفين يمكن القول بتصحيح الوجهين الثاني والثالث لما يلي :
__________
(1) الحفري : بفتح الحاء والفاء ، هذه النسبة إلى محلة بالكوفة ، الأنساب 2/237.
(2) ينظر : تاريخ يحيى بن معين رواية الدارمي ص 61 ت 97 ، معرفة الثقات 2/167 ت 1344 ، تهذيب الكمال 21/360 ت 4241 ، تقريب التهذيب ص 719 ت 4938.(1/566)
فسفيان الثوري ، واسع الرواية .
وقد توبع في روايته لهذين الوجهين ، كما سيأتي.
الاختلاف عن الأعمش .
(( تخريج الحديث ))
الحديث يرويه الأعمش ، واختلف عنه من وجهين :
الأول : يروى عنه ، عن طلحة بن مصرف ، عن هزيل ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثاني : يروى عنه ، عن طلحة بن مصرف ، عن رجل ، عن سعد ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
تخريج الوجه الأول .
( الأعمش ، عن طلحة بن مصرف ، عن هزيل ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
تفرد به حفص بن غياث النخعي من هذا الوجه عن الأعمش.
رواه عنه أبو بكر بن أبي شيبة في المصنف ، كتاب : الأدب ، باب ( 136 ): ما كره من اطلاع الرجل على الرجل 5/ 296 ح ( 26225 ) ، وعنه : رواه أبو داود في سننه ، كتاب : الأدب ، باب ( 136 ) : في الاستئذان 2/765 ح ( 5154 ) ، ومن طريقه : رواه الضياء في المختارة 3/271 ح ( 1075 ) ،
تخريج الوجه الثاني .
( الأعمش ، عن طلحة بن مصرف ، عن رجل ، عن سعد ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
يروه من هذا الوجه عن الأعمش : سليمان بن مهران ثلاثة :
1- جرير بن عبد الحميد.
رواه أبو داود كتاب الأدب ، باب (136 ) : في الاستئذان ، 2/765 ح (5174 ) ، ومن طريقه : رواه البيهقي في شعب الإيمان 6/443 ، والضياء في المختارة 3/271 ح ( 1074 ) ، ورواه أبو نعيم في حلية الأولياء 5/24 ، و البيهقي في السنن الكبرى ، 8/339 ،وفي شعب الإيمان 6/443 ح ( 8826 ) ، وهنا قال سعد بن مالك – بن أبي وقاص – ثم قال :" كذا وجدته في كتابي سعد بن مالك" .
2- محمد بن عبيد الطنافسي.
ذكره ابن أبي حاتم في العلل 2/243 ، وفيه : سعد بن معاذ.
سفيان الثوري.
سبق بيان مواضع الرواية عنه ، وأنه قد اختلف عنه ، وأن أحد الطرق الصحيحة عنه ما رواه عن الأعمش على هذا الوجه.
(( تراجم الرواة ))
أولاً : ترجمة مدار الحديث.
الأعمش : سليمان بن مهران .
ثقة ، مدلس سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 6 ) .(1/567)
ثانياً :ترجمة راوي الوجه الأول.
حفص بن غياث النخعي.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 6 ).
ثالثاً: تراجم رواة الوجه الثاني.
جرير بن عبد الحميد.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 4 ).
محمد بن عبيد الطنافسي.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 22 )
سفيان الثوري.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 1 ).
(( دراسة الاختلاف ))
الأول : يرويه حفص بن غياث النخعي ، عن الأعمش ، عن طلحة بن مصرف ، عن هزيل ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثاني : يرويه جرير بن عبد الحميد ، ومحمد بن عبيد الطنافسي ، وسفيان الثوري ، ثلاثتهم ، عن الأعمش ، عن طلحة بن مصرف ، عن رجل ، عن سعد ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
وبعد النظر في حال المدار ، وأحوال الرواة المختلفين يكون الوجه الثاني هو الراجح وقرائن ترجيحه :
أن هذا الوجه من راوية الأكثر ، وفيهم سفيان الثوري من أوثق الرواة عن الأعمش.
المتابعة للمدار من طريق منصور بن المعتمر عن طلحة تؤيد رجحان هذا الوجه.
رجح أبو حاتم هذا الوجه عن الأعمش ، وجعل الصحابي سعد بن عبادة (1).
*****************
الاختلاف عن منصور بن المعتمر.
(( تخريج الحديث ))
الحديث يرويه منصور بن المعتمر ، واختلف عنه من ثلاثة أوجه :
الأول : يروى عنه ، عن طلحة بن مصرف ، عن هزيل بن شرحبيل ، عن قيس بن سعد بن عبادة - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثاني : يروى عنه ، عن هلال بن يساف ، عن سعد بن عبادة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثالث : يروى عنه ، عن طلحة بن مصرف ، عن هزيل بن شرحبيل ، عن سعد - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
تخريج الوجه الأول :
( منصور بن المعتمر ، عن طلحة بن مصرف ، عن هزيل بن شرحبيل ، عن قيس بن سعد بن عبادة - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
يرويه من هذا الوجه عن منصور بن المعتمر اثنان.
__________
(1) علل الحديث 2/243.(1/568)
قيس بن الربيع.
رواه الخرائطي في مساؤى الأخلاق ص 277 ح ( 799 ) ، وابن قانع في معجم الصحابة 2/347.
عبيدة بن حميد الكوفي.
رواه الطبراني في المعجم الكبير 6/22 ح ( 5386 ).
تخريج الوجه الثاني :
( منصور بن المعتمر ، عن هلال بن يساف ، عن سعد بن عبادة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
تفرد به سفيان بن عيينة من هذا الوجه عن منصور بن المعتمر.
رواه الطبراني في المعجم الكبير 6/23 ح ( 5393 ) ، والبيهقي في السنن الكبرى 8/339 وابن أبي حاتم في تقدمة الجرح والتعديل ص 258، ولم ينسب البيهقي ، ولا ابن أبي حاتم سعداً .
تخريج الوجه الثالث :
(منصور بن المعتمر، عن طلحة بن مصرف ، عن هزيل بن شرحبيل ، عن سعد - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
يرويه من هذا الوجه عن منصور بن المعتمر :
أبو حفص : عمر بن عبد الرحمن الأبار.
رواه ابن أبي حاتم في تقدمة الجرح والتعديل ص 258.
سفيان الثوري.
سبق بيان مواضع رواياته ، وأنه قد اختلف عنه ، وأن الراجح من طريقه روايته عن منصور على هذا الوجه.
وتابع منصوراً على هذا الوجه :
الأعمش : سليمان بن مهران.
سبق بيان مواضع روايته ، في الاختلاف عن سفيان الثوري ، وأن أحد الأوجه الصحيحة عنه روايته عن الأعمش على هذا الوجه.
(( تراجم الرواة ))
أولاً : ترجمة مدار الحديث.
منصور بن المعتمر .
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 4 ).
ثانياً : تراجم رواة الوجه الأول.
1-قيس بن الربيع.
ضعيف ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 20 ) .
2-عبيدة بن حميد الكوفي.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 39 ) .
ثالثاً : ترجمة راوي الوجه الثاني.
سفيان بن عيينة .
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 4 )
رابعاً : ترجمة راوي الوجه الثالث.
عمر بن عبد الرحمن بن قيس الكوفي أبو حفص الأبار .
صدوق ، سبقت ترجمته في الحديث ، رقم ( 29 ).
2-سفيان الثوري.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 1 ) .(1/569)
(( دراسة الاختلاف ))
الأول : يرويه قيس بن الربيع ، وعبيدة بن حميد ، كلاهما ، عن طلحة بن مصرف ، عن هزيل بن شرحبيل ، عن قيس بن سعد بن عبادة - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثاني : يرويه سفيان بن عيينة ، عن منصور بن المعتمر، عن هلال بن يساف ، عن سعد بن عبادة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثالث : يرويه أبو حفص الأبار ، وسفيان الثوري ، كلاهما عن منصور بن المعتمر ، عن طلحة بن مصرف ، عن هزيل بن شرحبيل ، عن سعد - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
وبعد النظر في حال المدار ، وأحوال الرواة المختلفين يكون الوجه الثالث هو الراجح وقرائن ترجيحه :
1-أن هذا الوجه من رواية الأرجح صفة ، وفيهم أوثق أصحاب منصور بن المعتمر.
2-المتابعة لمنصور بهذا الوجه عن طلحة بن مصرف.
وحديث سفيان بن عيينة خطأ ، قال علي بن المديني قال عبد الرحمن بن المهدى :" يهم
بن عيينة في حديث منصور أن سعدا استأذن على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبالة الباب فقال : لا تستأذن مستقبل الباب ".
قال على بن المديني : " فقلت لعبد الرحمن بن مهدى ومن خالفه ؟ " قال :" حدثناه عمر الأبار ، عن منصور ، عن طلحة بن مصرف ، عن هزيل بن شرحبيل أن سعداً استأذن ".
قال ابن أبي حاتم :" فقد بان أن عبد الرحمن بن مهدى حكم لعمر الأبار في روايته هذا الحديث بما ذكر من الإسناد و أوقع الغلط على بن عيينة" (1) ، قلت لأن الأبار قد تابعه سفيان الثوري عن منصور بن المعتمر.
(( الحكم على الحديث ))
سأدرس إسناد الحديث بالوجه المرجح بإسناد أبي بكر بن أبي شية حيث قال : حدثنا وكيع عن سفيان ، عن منصور ، عن طلحة ، عن الهزيل بن شرحبيل أن سعدا استأذن على النبي - صلى الله عليه وسلم - ، الحديث .
وكيع بن الجراح.
ثقة سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 1 )
سفيان الثوري.
__________
(1) الجرح والتعديل ، المقدمة ص 258.(1/570)
ثقة سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 1 ).
منصور بن المعتمر.
ثقة سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 4 )
طلحة بن مصرف اليامي.
ثقة سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 9 )
هزيل بن شرحبيل.
هزيل بن شرحبيل الأودي الكوفي الأعمى ،[خ 4 ].
روى عن: سعد بن عبادة ، وسعد بن أبي وقاص ، وعثمان بن عفان .
روى عنه : طلحة بن مصرف ، وعامر الشعبي ، وعمرو بن مرة .
ذكره ابن سعد في الطبقة الأولى من تابعي الكوفة ، وقال :" كان ثقة " ، قال العجلي ، والدارقطني ، والذهبي ، وابن حجر :" ثقة " ، وذكره ابن حبان في الثقات (1) .
6-سعد .
ورد في أكثر الروايات أنه سعد بن عبادة ، وبهذا قال أبو حاتم في العلل ، وفي بعضها : سعد بن ابي وقاص ، وبما أن الراوي من متقدمي التابعين ، وهو مخضرم (2)، أدرك زمن النبوة ، فلا يضر تعيين الصحابي إذا أمكن أن يكون قد لقيهما وروى عن أي منهما سعد بن عبادة أو سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنهم - .
الحكم على الحديث :
الحديث بهذا الإسناد ، صحيح.
وقد ورد ما جاء في الحديث من طريق آخر :
عن سهل بن سعد - رضي الله عنه - قال :" اطلع رجل من جحر في حجر النبي - صلى الله عليه وسلم - ومع النبي - صلى الله عليه وسلم - مدي يحك به رأسه فقال :" لو أعلم أنك تنتظر لطعنت به في عينك إنما جعل الاستئذان من أجل البصر "
رواه البخاري في صحيحه ، كتاب الاستئذان ، باب ( 11 ) : الستئذان من أجل البصر 4/138 ح ( 6241 ) ، ومسلم في صحيحه ، كتاب : الآداب ، باب ( 9 ) : تحريم النظر في بيت غيره 3/1693 ح ( 2156 ).
قال أبو نعيم رحمه الله :
__________
(1) ينظر : الطبقات الكبرى 6/215 ، معرفة الثقات 2/327 ت 1893 ، تهذيب الكمال 30/172 ت 6566 ، الكاشف 3/335 ت 5954 ، تقريب التهذيب ص 1020 ت 7333.
(2) تقريب التهذيب ص 1020.(1/571)
حدثنا أبو بكر بن خلاد ، ثنا الحارث بن أبي أسامة ، ثنا يزيد بن هارون ، أنبأنا سفيان ، ثنا زبيد ، عن أبي وائل،عن عبدالله ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال :" سباب المسلم فسوق وقتاله كفر ".
رواه شعبة ، وقيس ، ومحمد بن طلحة ، وعبدالرحمن بن زبيد ، عن زبيد مثله.
عدا(1) إسحاق الأزرق من أصحاب الثوري فرواه عنه عن زبيد ، عن أبي وائل ، عن مسروق ، عن عبدالله .
[ حلية الأولياء 5/34 ]
(( تخريج الحديث ))
الحديث يرويه سفيان الثوري واختلف عنه من وجهين :-
الأول : يروى عنه ، عن زبيد بن الحارث ، عن أبي وائل ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثاني : يروى عنه ، عن زبيد بن الحارث ، عن أبي وائل ، عن مسروق ، عن عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
تخريج الوجه الأول :
( سفيان الثوري ، عن زبيد بن الحارث ، عن أبي وائل ، عن عبدالله بن مسعود- رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
يرويه من هذا الوجه عن سفيان الثوري ستة :-
عبد الرحمن بن مهدي .
رواه عنه الإمام أحمد في المسند 7/ 194 ح ( 4126 ) ، ورواه مسلم في صحيحه ، كتاب : الإيمان باب ( 28 ) : قول النبي - صلى الله عليه وسلم - : سباب المسلم فسوق وقتاله كفر 1/81 ح ( 64 /116 )،والنسائي في سننه كتاب : التحريم ، باب ( 27 ): قتال المسلم 4/137 ح ( 4116 ) ، وأبو يعلى في المسند 9/183 ح ( 5276 ) ، والخلال في السنة 5/166 ح ( 1437 ) وابن مندة في الإيمان 2/649 ح ( 653 ) .
وكيع بن الجراح.
__________
(1) في ( ت ) 221/ب [ وخالف إسحاق الأزرق أصحاب الثوري فرواه عنه عن زبيد عن أبي وائل عن مسروق عن عبدالله ](1/572)
رواه الترمذي في سننه ، أبواب البر والصلة ، باب( 51 ) : ما جاء في الشتم 3/524 ح ( 1983 ) ، وفي أبواب الإيمان ، باب ( 15 ) : ما جاء سباب المؤمن فسوق 4/376 ح ( 2635 )،ورواه النسائي في سننه،كتاب:التحريم،باب ( 27 ) : قتال المسلم 4/138 ح ( 4123 ) ، والخلال في السنة 5/166 ح ( 1437 ).
محمد ين يوسف الفريابي .
رواه أبو عوانة في المسند 1/24 – 25 .
يزيد بن هارون .
رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 5/34 .
مؤمل بن إسماعيل .
رواه الطحاوي في شرح مشكل الآثار 2/313 ح ( 847) ، وأبو عمرو السمرقندي في الفوائد المنتقاة الحسان العوالي ص 61 ح ( 21 ).
عبيد الله بن موسى العبسي .
رواه الطحاوي في شرح مشكل الآثار 2/313 ح ( 848) .
وتابع سفيانَ الثوري على هذا الوجه كلٌ من :
1-شعبةُ بن الحجاج :
رواه البخاري في صحيحه كتاب : الإيمان ، باب ( 36 ) : خوف المؤمن من أن يحبط عمله وهو لا يشعر 1/32 ح ( 48 ) ، ومسلم في صحيحه كتاب : الإيمان باب ( 28 ) : قول النبي - صلى الله عليه وسلم - : سباب المسلم فسوق وقتاله كفر 1/81 ح ( 64 /116 ) ، والخلال في السنة 5/167 ح ( 1443 ) و5/168 ح ( 1444 )، وأبو أحمد الغطرف في جزءه ص 116 ح ( 83 ) ، والبيهقي في الآداب ص50 ح ( 142 ).
2-محمد بن طلحة .
رواه مسلم في صحيحه ، كتاب : الإيمان باب ( 28 ) : قول النبي - صلى الله عليه وسلم - : سباب المسلم فسوق وقتاله كفر 1/81 ح ( 64 /116 )، والخرائطي في مساوئ الأخلاق ص 34 ح ( 36).
وتابع زبيداً على هذا الوجه :
1- سليمان بن مهران الأعمش:
رواه البخاري في صحيحه ، كتاب : الفتن ، باب ( 8 ) : باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم - :" لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض" 4/316 ح ( 7076 ) ، ورواه مسلم في صحيحه ، كتاب : الإيمان باب ( 28 ) : قول النبي - صلى الله عليه وسلم - : سباب المسلم فسوق ، وقتاله كفر 1/81 ح ( 64 /117 )، وابن أبي عاصم في الديات ص 21.(1/573)
2- منصور بن المعتمر :
رواه البخاري في صحيحه ، كتاب : الأدب ، باب ( 44) : ما ينهى عنه من السباب واللعن 4/99 ح ( 6044 ) ، ومسلم في صحيحه كتاب : الإيمان باب ( 28 ) : قول النبي - صلى الله عليه وسلم - : سباب المسلم فسوق وقتاله كفر 1/81 ح ( 64 /117 ) ،وابن أبي عاصم في الديات ص 21، والخلال في السنة 5/168 ح ( 1445 ) ، والباغندي في ستة مجالس من أماليه ( ضمن مجموع ) ص 208 ح ( 72 ).
تخريج الوجه الثاني :
( سفيان الثوري ، عن زبيد ، عن أبي وائل ، عن مسروق ، عن عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
تفرد به إسحاق بن يوسف الأزرق من هذا الوجه عن الثوري .
رواه ابن أبي عاصم في الديات ص 22 ، والطبراني في المعجم الكبير 10/157 ح ( 10308 ) ، والدارقطني في العلل 5/261 ، والخرائطي في مساوئ الأخلاق ص 34 ح ( 37 ) ، وروته بيبي الهرثمية في جزء من حديثها ص 81ح ( 112 ) ، بلفظ :"قتال المؤمن كفر ، وسبابه فسوق".
(( تراجم الرواة ))
أولاً : ترجمة مدار الحديث .
سفيان بن سعيد الثوري.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 1 ).
ثانياً :تراجم رواة الوجه الأول :
عبد الرحمن بن مهدي.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 8 ).
وكيع بن الجراح .
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 1 ).
محمد بن يوسف الفريابي .
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 2 ).
يزيد بن هارون .
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 38 ).
مؤمل بن إسماعيل .
صدوق سيئ الحفظ ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 21 ).
6-عبيد الله بن موسى العبسي.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 37 ).
ثالثاً : ترجمة راوي الوجه الثاني .
إسحاق بن يوسف بن مرداس القرشي المخزومي ، المعروف بالأزرق .
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 30 ) .
(( دراسة الاختلاف )).
يتبين من تخريج الحديث أنه قد اختلف عن سفيان الثوري من وجهين :(1/574)
الوجه الأول : يرويه عبد الرحمن بن مهدي ، و وكيع بن الجراح ، ومحمد بن يوسف الفريابي ، ويزيد بن هارون ، ومؤمل بن إسماعيل ، وعبيد الله بن موسى العبسي ستتهم عن سفيان الثوري ، عن زبيد بن الحارث ، عن أبي وائل ، عن عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
الثاني : يرويه إسحاق الأزرق ، عن سفيان الثوري ، عن زبيد ، عن أبي وائل ، عن مسروق ، عن عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
وبعد النظر في حال المدار ، وأحوال الرواة المختلفين يكون الوجه الأول هو الراجح ، وقرائن ترجيحه :
أن رواة الوجه الأول أكثر عدداً ، وفيهم عبد الرحمن بن مهدي ، ووكيع بن الجراح وهم من أوثق أصحاب سفيان الثوري ، والمخالف في الوجه الثاني راوٍ واحد ، وإن كان ثقة فربما هذا من نادر غلط إسحاق الأزرق فقد قال ابن سعد :" ربما غلط ".
المتابعات للمدار ومن فوقه تؤيد رجحان الوجه الأول.
أقوال أهل العلم ترد الوجه الثاني وأن راويه قد غلط فيه على سفيان الثوري ، قال أبو حاتم : " لا أعلم أحداً أدخل بين شقيق ، وعبد الله - مسروقاً - غير إسحاق الأزرق " (1).
قال الدارقطني : " والصحيح قول من لم يذكر فيه مسروقاً" (2).
(( الحكم على الحديث ))
الحديث من الوجه المرجح مخرج في صحيح مسلم.
قال أبو نعيم رحمه الله :
حدثنا الحسن بن علي الوراق ثنا عبد الله بن صالح ثنا ابن كاسب ثنا محمد بن خالد المخزومي ثنا سفيان عن زبيد عن أبي وائل عن عبد الله أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:" الصبر نصف الإيمان ، واليقين الإيمان كله ".
تفرد به المخزومي عن سفيان بهذا الإسناد.
__________
(1) علل الحديث 2/423.
(2) العلل 5/260.(1/575)
ورواه الثوري عن أبي إسحاق ، عن [ جري ](1) النهدي ، عن رجل من بني سليم ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مثله.
[ حلية الأولياء 5/34 ].
(( تخريج الحديث ))
الحديث يرويه سفيان الثوري واختلف عنه من ثلاثة أوجه :
الأول : يروى عنه ، عن زبيد ، عن أبي وائل ، عن عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثاني : يروى عنه ، عن الأعمش ، عن أبي ظبيان ، عن عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه -.
الثالث : يروى عنه ، عن أبي إسحاق ، عن جري النهدي ، عن رجل من بني سليم ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -
تخريج الوجه الأول :
( سفيان الثوري ، عن زبيد ، عن أبي وائل ، عن عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -).
تفرد به محمد بن خالد المخزومي من هذا الوجه عن الثوري .
__________
(1) تصحفت في المطبوع إلى [ جرير ] ، والتصويب من ( ت ) 221/ب ، ومن مواضع رواية الحديث من هذا الوجه.(1/576)
رواه ابن الأعرابي في المعجم 1/309 ح ( 592 ) ، ومن طريقه : رواه القضاعي في مسند الشهاب 1/127 ح ( 158 ) ، ورواه تمام الرازي في الفوائد كما في الروض البسام 1/87 ح ( 15 ) ، ومن طريقه : رواه ابن حجر في تغليق التعليق 2/22 ، والالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة 2/790 ح( 1682 ) ، ورواه أبو نعيم في حلية الأولياء 5/34 ، ومن طريقه : رواه ابن حجر في تغليق التعليق 2/23 ، وفي لسان الميزان 5/152 ، ورواه الخطيب في تاريخ بغداد 13/227 ، وقال : تفرد به محمد بن خالد عن الثوري ، و رواه ابن الشجري في الأمالي 1/127 ، 2/194 ، والبيهقي في الزهد الكبير ص 361 ح ( 984 ) ، ولم أقف على من دون يعقوب ، فقد سقط من النسخة المحققة ، وقال :" تفرد به يعقوب بن حميد عن محمد بن خالد ، والصحيح المعروف أن هذا من قول ابن مسعود" ، ورواه الخطيب في تاريخ بغداد 13/226 ، ورواه أبو القاسم الأصبهاني في الترغيب والترهيب 2/293 ح (1609 ) ، وابن الجوزي في العلل المتناهية 2/330 ،وقال:" تفرد بروايته محمد بن خالد عن الثوري " .
تخريج الوجه الثاني :
( سفيان ،عن الأعمش ،عن أبي ظبيان ،عن عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه - موقوفاً ).
تفرد به عبد الرحمن بن مهدي من هذا الوجه عن سفيان الثوري.
رواه عبد الله بن أحمد في السنة 1/374 ح ( 817 ) ، والخلال في السنة 6/23 ح ( 1509 ) ، وابن حجر في تغليق التعليق 2/22
وتابع سفيانَ الثوري على هذا الوجه كلٌ من :
1-أبو معاوية : محمد بن خازم.
رواه الطبراني في المعجم الكبير 9/104 ح ( 8544 ).
2- جرير بن عبد الحميد.
رواه أبو عبد الله الحاكم في المستدرك 2/ 446 .
3- وكيع بن الجراح.
رواه البيهقي في شعب الإيمان 1/74 ح( 48) ، 7/123 ح ( 9717 ).
4-عبد الواحد بن زياد.
رواه ابن أبي خيثمة في تاريخه كما في تغليق التعليق 2/21.
تخريج الوجه الثالث :(1/577)
( سفيان الثوري ، عن أبي إسحاق ، عن جري النهدي ، عن رجل من بني سليم ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
يرويه من هذا الوجه عن سفيان الثوري ثلاثة :-
1-محمد بن كثير العبدي .
رواه البيهقي في شعب الإيمان 1/436 ح ( 631 ) ، بلفظ " قال جري النهدي: عدهن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في يدي أو في يده التسبيح نصف الميزان والحمد لله تملأه والتكبير تملأ ما بين السماء والأرض ، والصوم نصف الصبر ، والطهور نصف الإيمان ".
2-عبد الرزاق بن همام الصنعاني.
رواه الطبراني في الدعاء 3/1582 ح ( 1734 ) .
3-وكيع بن الجراح.
رواه الخلال في السنة 6/24 ح ( 1512) ، وابن أبي حاتم في التفسير 1/101 ح ( 475 ) ، وفي 5/ 1539 ح ( 8826 ) ، بلفظ :" الصوم نصف الصبر " .
4- قبيصة بن عقبة.
رواه عنه السري بن يحيى بن السري فيما أسنده سفيان الثوري( ضمن مجموع ) 203/ب .
وتابع سفيان على هذا الوجه كلٌ من :-
1- شعبة بن الحجاج.
رواه الدارمي في سننه ، كتاب : الطهارة ، باب (2): ماجاء في الطهور 1/174 ح ( 654 )، والإمام أحمد في المسند 30/219 ح( 18287 )،وفي 38/217 ح ( 23139 ) ومحمد بن نصر في تعظيم قدر الصلاة 1/ 431 ح ( 433 ) ،والطبراني في كتاب الدعاء 1/492 ح ( 1734 ) ، والبيهقي في شعب الإيمان 3/291 ح ( 3575 ).
2- أبو الأحوص : سلام بن سليم.
رواه الترمذي ، في سننه ، كتاب : الزهد باب ( 86 ) ( من غير ترجمة ) ، 5/493 ح ( 3518 ).
3- معمر بن راشد الصنعاني.
رواه عبد الرزاق ، في المصنف 11/296 ح ( 20582 ) ، وعنه رواه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني 4/453 ح ( 20582 ).
4- جرير بن حازم.
رواه أبو الشيخ الأصبهاني في طبقات المحدثين بأصهان 4/13ح ( 785) ، وصرح هنا أبو إسحاق بالسماع من جري النهدي.
5- إسرائيل بن يونس
رواه الطبراني في الدعاء 3/1582 ح ( 1734 ).
وتابع أبا إسحاق على هذا الوجه كلٌ من :-
1-يونس بن أبي إسحاق .(1/578)
رواه الإمام أحمد في المسند 38/170ح ( 23073 ) ، وفي 38/230 ح ( 23160 ) ومحمد بن نصر في تعظيم قدر الصلاة 1/ 432 ح ( 434 ) ، وابن أبي عمر العدني في كتاب الإيمان ص 124 ح ( 58 ) ، والخلال في السنة 6/23 ح ( 1511 ).
2-عاصم بن أبي النجود.
رواه الإمام أحمد 38/188 ح ( 23099 ) ، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني 5/347 ح ( 2920).
(( تراجم الرواة ))
أولاً : ترجمة مدار الحديث .
سفيان بن سعيد الثوري .
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 1 ) .
ثانياً : ترجمة راوي الوجه الأول .
محمد بن خالد المخزومي .
روى عن : سفيان الثوري .
روى عنه : يعقوب بن حميد .
ذكره ابن حبان في الثقات وقال :"ربما رفع وأسند "، وقال ابن الجوزي : " مجروح ".
وذكره الذهبي في المغني في الضعفاء ، وقال ابن حجر :" ما عرفته" .(1)
ثالثاً :ترجمة راوي الوجه الثاني .
عبد الرحمن بن مهدي العنبري .
ثقة سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 8 ).
رابعاً : ترجمة راوي الوجه الثالث .
1-محمد بن كثير العبدي.
ثقة سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 8 ).
2-عبد الرزاق الصنعاني.
ثقة سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 14 ).
3-وكيع بن الجراح.
ثقة سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 1 )
4- قبيصة بن عقبة .
صدوق ربما خالف ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 1 ).
(( دراسة الاختلاف ))
يتبين من تخريج الحديث أنه قد اختلف عن سفيان الثوري من ثلاثة أوجه :
الأول : يرويه محمد بن خالد المخزومي ، عن سفيان الثوري ، عن زبيد ، عن أبي وائل ، عن عبدالله بن مسعود- رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثاني : يرويه عبد الرحمن بن مهدي ، عن سفيان الثوري ، عن الأعمش ، عن أبي ظبيان ، عن عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه - .
__________
(1) ينظر : الثقات لابن حبان 9/59 ، العلل المتناهية 2/ 331 ، المغني في الضعفاء 2/291 ت 5464، لسان الميزان 5/156 ، تغليق التعليق 2/23.(1/579)
الثالث : يرويه محمد بن كثير العبدي ، وعبد الرزاق الصنعاني، ووكيع بن الجراح ، وقبيصة بن عقبة ، أربعتهم ، عن سفيان الثوري ، عن أبي إسحاق ، عن جري النهدي ، عن رجل من بني سليم ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
وبعد النظر في حال المدار ، وأحوال الرواة المختلفين يكون الوجه يمكن القول برد الوجه الأول ، وتصحيح الوجهين الثاني ، والثالث ، فأما الاختلاف في رفعه ووقفه من حديث عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - ، فالراجح أنه موقوف ، وقرائن ترجيحه :-
أن راوي الوجه الثاني أوثق من راوي الوجه الأول ، وهو من المقدمين في سفيان الثوري ، والمخالف له في الوجه الأول متكلم فيه .
أن البخاري قد علق جزءً من الأثر : اليقين : الإيمان كله ، بصيغة الجزم موقوفاً على عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه - (1).
المتابعات للمدار برواية الحديث موقوفاً على ابن مسعود - رضي الله عنه - تؤيد رجحان الوجه الثاني.
ويؤيد هذا الترجيح أقوال أهل العلم :-
قال الحافظ أبو علي النيسابوري :" هذا الحديث منكر ، لا أصل له من حديث زبيد ، ولا من حديث الثوري " .
وقال البيهقي :" والمحفوظ عن ابن مسعود من قوله غير مرفوع " (2).
وقال ابن حجر :" روي مرفوعاً من وجه ، لا يثبت ، وفي الجملة رفع الحديث خطأ (3) ، وقال :" ولا يثبت رفعه" (4) ، وقال :" هذا حديث منكر لا أصل له من حديث زبيد ولا الثوري" (5) .
والوجه الثالث محفوظ عن سفيان الثوري كذلك فقد رواه عنه ثلاثة من بينهم وكيع بن الجراح ، وهو ومن أوثق الرواة عن سفيان الثوري ، وقد توبع سفيان على هذا الوجه وكذلك شيخه ، وقد كان سفيان الثوري واسع الرواية ، والحديث يختلف عن الوجه الثاني من حيث طريقه ولفظه.
__________
(1) صحيح البخاري 1/19.
(2) الزهد الكبير ص 361 ، ونقله قول البيهقي ابن حجر في تغليق التعليق 2/23 .
(3) تغليق التعليق 2/ 22 – 24 .
(4) فتح الباري 1/41 .
(5) لسان الميزان 5/156 .(1/580)
(( الحكم على الحديث ))
سأدرس الحديث من الوجه الثاني المرجح بإسناد عبد الله بن أحمد عن أبيه : قال حدثني أبي حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ، عن سفيان عن الأعمش ، عن أبي ظبيان ، عن علقمة ، عن عبدالله قال : الصبر نصف الإيمان ، الأثر.
عبد الرحمن بن مهدي العنبري.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 8) .
سفيان بن سعيد الثوري .
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 1 ) .
الأعمش : سليمان بن مهران.
ثقة ، مدلس ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 6 )
حصين بن جندب بن عمرو ، أبو ظبيان الجنبي(1) الكوفي [ع ].
روى عن : حذيفة بن اليمان ، جابر ين عبد الله، - رضي الله عنه - وعلقمة بن قيس .
روى عنه : سليمان الأعمش ، وسلمه بن كهيل ، وعطاء بن السائب.
وثقه يحيى بن معين ، و أبو زرعة ، والنسائي ، والعجلي ، و الدارقطني ، وابن حجر ، مات سنة تسعين(2).
علقمة بن قيس بن عبد الله بن مالك النخعي [ ع ].
روى عن : حذيفة بن اليمان ، وعبد الله بن مسعود ، وسلمان الفارسي رضي الله عنهم.
روى عنه : أبو ظبيان ، وأبو وائل ، وعامر الشعبي .
وثقه يحيى بن معين ، والإمام أحمد ، وابن حجر وزاد :" ثبت ، فقيه ، عابد ".
مات سنة إحدى وستين(3).
الحكم على الحديث :-
الحديث بهذا الإسناد موقوف صحيح.
وقد ذكره البخاري معلقاً بصيغة الجزم ، وقال الحاكم :" هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه (4) ، وقال ابن حجر : " موقوف صحيح "(5).
__________
(1) الجنبي : بفتح الجيم ، وسكون النون ، وفي آخرها الباء المنقوطة ، هذه النسبة إلى جنب – قبيلة من اليمن ، الأنساب 2/91.
(2) ينظر :الجرح والتعديل 3/190 ت 824 ، معرفة الثقات 1/304 ت 316 ، تهذيب الكمال 6/514 ت 1355 ، تقريب التهذيب ص 253 ت 1375.
(3) ينظر : تهذيب الكمال 20/300 ت 4017 ، تقريب التهذيب ص 689 .
(4) المستدرك 2/446.
(5) تغليق التعليق 2/21.(1/581)
أما الوجه الثالث المحفوظ عن سفيان فسأدرس إسناده بإسناد الخلال قال رحمه الله : حدثنا أبو عبد الله ، قال : ثنا وكيع ، عن سفيان ، عن أبي إسحق ، عن جري بن كليب النهدي عن رجل من بني سليم عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الإمام أحمد بن حنبل.
ثقة إمام ، سبقت ترجمته في الحديث العاشر.
وكيع بن الجراح.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 1 ).
سفيان الثوري.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 1 ).
أبو إسحاق السبيعي.
ثقة ، مدلس ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 10).
جري (1) بن كليب النهدي ، السدوسي ،[ ت ] (2)
روى عن : رجل من بني سليم.
روى عنه : أبو إسحاق السبيعي ، وقتادة السدوسي.
قال علي بن المديني :" مجهول " ، وقال أبو حاتم :" شيخ " ، وقال العجلي :" ثقة" ، وذكره ابن حبان في الثقات ، وقال ابن حجر:" مقبول " (3).
ولوسلمنا بهذا لأصبح الراوي لين الحديث حيث لم يتابع على حديثه.
__________
(1) جري : تصغير جرو ، تقريب التهذيب ص 197.
(2) قد فرق أبو داو بين جري بن كليب النهدي ، وجري بن كليب السدوسي ، وجعلهما رجلين ، الأول يروي عنه أبو إسحاق ، والثاني يروي عنه قتادة ، وجعلهما ابن أبي حاتم رجلاً واحداً ، الجرح والتعديل 1/536 وهذا لايغير في الحكم عليهما شيئاً ، فكلاهما قال عنه ابن حجر :" مقبول ".
ينظر : سؤالات الآجري لأبي داود 1/298 س 476 ، 2/60 س 1127.
(3) ينظر: الجرح والتعديل 1/536 ت ، معرفة الثقات 1/ 267 ت 216 ، الثقات لابن حبان 4/ 117 تهذيب الكمال 4/553 ت 922 ، تقريب التهذيب ص 197 ت 927.(1/582)
والذي أراه أنه صدوق ، فأما تجهيل علي بن المديني له فقد عرفه غيره ووثقه، فقد عده ابن حبان في التابعين ، وجعله ابن حجر في الطبقة الثالثة ؛ وهي طبقة أواسط التابعين ، وأما قول أبي حاتم :" شيخ " ، فهي تطلق عنده في الغالب على قليل الرواية ، وقد وثقه العجلي ، وابن حبان ، وصحح له ابن خزيمة ، والحاكم وحسن حديثه هذا الترمذي (1)، ولم يأت بحديث منكر ، بل لحديثه شاهد في صحيح مسلم.
شيخ من بني سليم.
صحابي ، ولا تضر الجهالة باسمه.
الحكم على الحديث :
الحديث بهذا الإسناد حسناً في إسناده جري النهدي ، صدوق.
لكن لبعض ألفاظه شاهد ، من حديث أبي مالك الأشعري - رضي الله عنه - :-
قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : الطهور شطر الإيمان والحمد لله تملأ الميزان وسبحان الله والحمد لله تملآن أو تملأ ما بين السماوات والأرض والصلاة نور والصدقة برهان والصبر ضياء والقرآن حجة لك أو عليك كل الناس يغدو فبايع نفسه فمعتقها أو موبقها .
رواه مسلم في صحيحه ، كتاب : الطهارة ، باب ( 1 ) : فضل الوضوء 1/203 ح ( 223 ).
فيصبح حديث رجل من بني سليم - رضي الله عنه - ، صحيحاً ، دون قوله :" الصبر نصف الإيمان " .
__________
(1) ينظر: صحيح ابن خزيمة 4/293 ، والمستدرك 4/249 ، وقد قال الذهبي :" أن من صحح له مثل الترمذي ، وابن خزيمة ، فجيد – حديثه - وإن صحح له كالدارقطني والحاكم فأقل أحواله حُسنُ حديثه " ، الموقظة ص 78.(1/583)
قال أبو نعيم رحمه الله :
حدثنا محمد بن احمد بن الحسن ثنا بشر بن موسى ثنا خلاد بن يحيى ثنا مسعر عن زبيد عن مرة عن عبدالله : (1) قال :" أن تؤتيه وأنت صحيحٌ شحيحٌ تأمل العيش ، وتخشى الفقر ، والفاقة ".
رواه الثوري عن زبيد مثله موقوفاً.
ورواه سلام ، عن محمد بن طلحة ، عن زبيد مثله مرفوعاً.
[ حلية الأولياء 5/36 ].
مدار الحديث على زبيد اليامي ، واختلف عنه ، وعمن دونه كما يلي :-
الاختلاف عن سفيان الثوري .
(( تخريج الحديث ))
الحديث يرويه سفيان الثوري ، واختلف عنه من وجهين :
الأول : يروى عنه ، عن زبيد اليامي ، عن مرة ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -
الثاني : يروى عنه ، عن منصور ، عن زبيد اليامي ، عن مرة ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -
تخريج الوجه الأول :
( سفيان الثوري ، عن زبيد اليامي ، عن مرة ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - ).
يرويه من هذا الوجه عن سفيان الثوري أربعة :
عبد الرزاق الصنعاني.
رواه في التفسير 1/302 ح ( 161 ) و المصنف 9/55 ح ( 16324 ) ، ومن طريقه رواه الطبري في جامع البيان 1/96 ، و الطبراني في المعجم الكبير 9/92 ح ( 8503 ).
2- مصعب بن ماهان .
رواه سعيد بن منصور في السنن 2/648 ح ( 245 ).
3- عبد الرحمن بن مهدي.
رواه الطبري في جامع البيان 2/96.
4- وكيع بن الجراح.
رواه ابن أبي حاتم في التفسير 1/288 ح ( 1546 ) ، وقال ابن عبد البر في التمهيد 14/305 :" وذكر وكيع عن الثوري والأعمش عن زبيد(2) عن مرة ، عن عبدالله بن مسعود ".
تخريج الوجه الثاني :
( سفيان الثوري ، عن منصور ، عن زبيد اليامي ،عن مرة ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - ).
تفرد به أبو حذيفة : موسى بن مسعود من هذا الوجه عن سفيان الثوري .
رواه الحاكم في المستدرك 2/272.
(( تراجم الرواة ))
أولاً : ترجمة مدار الحديث.
__________
(1) سورة البقرة آية 177.
(2) في المطبوع من التمهيد تصحفت إلى [ زيد ].(1/584)
سفيان بن سعيد الثوري.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 1 ).
ثانياً : ترجمة رواة الوجه الأول :
عبد الرزاق بن همام الصنعاني.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 14 ).
مصعب بن ماهان المروزي ، ثم العسقلاني [ مد ].
روى عن : سفيان الثوري ، وداود بن نصير ، وعباد بن كثير.
روى عنه : سعيد بن منصور ، الربيع بن نافع الحلبي ، وسعيد بن نصير .
قال أحمد بن حنبل :" كان حديثه مقارباً فيه شيء من الغلط " ، وقال أبو حاتم :" شيخ "
وقال :" ثقة ، عابد " ، وذكره ابن حبان في الثقات ، وقال ابن حجر :" صدوق ، عابد ، كثير الخطأ " ، مات سنة ثمانين ومائة(1).
عبد الرحمن بن مهدي.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 8 ).
وكيع بن الجراح الروائسي.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 1 ).
ترجمة راوي الوجه الثاني:
أبو حذيفة : موسى بن مسعود النهدي.
صدوق سيئ الحفظ ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 11 ).
(( دراسة الاختلاف ))
يتبين من تخريج الحديث أنه قد اختلف عن سفيان الثوري من وجهين :
الأول : يرويه عبد الرزاق الصنعاني ، ومصعب بن ماهان ، وعبد الرحمن بن مهدي ، ووكيع بن الجراح أربعتهم ، عن الثوري ، عن زبيد اليامي ، عن مرة ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - .
الثاني : يرويه أبو حذيفة : موسى بن مسعود النهدي ، عن سفيان الثوري ،عن منصور ، عن زبيد اليامي ، عن مرة ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - .
وبعد النظر في حال المدار ، وأحوال الرواة المختلفين يكون الوجه الأول هو الراجح ، وقرائن ترجيحه :
أن الوجه الأول من رواية الأرجح صفة وعدداً ، وفيهم أوثق أصحاب الثوري ، وكيع بن الجراح ، وعبد الرحمن بن مهدي ، والمخالف لهم في الوجه الثاني راوٍ واحد ، متكلم في حفظه.
__________
(1) : ينظر :الجرح والتعديل 8/ 308 ت 1427 ، الثقات لابن حبان 9/175 ، تهذيب الكمال 28/39 ت 5988 ، تقريب التهذيب ص946 ت 6739.(1/585)
المتابعات لسفيان الثوري ، تؤيد رجحان الوجه الأول عنه.
3- أن منصور بن المعتمر يروي الحديث عن مرة ، لا عن زبيد اليامي ، فهو متابع له.
الاختلاف عن شعبة بن الحجاج.
(( تخريج الحديث ))
الحديث يرويه شعبة بن الحجاج ، واختلف عنه من وجهين :
الأول : يروى عنه ، عن زبيد اليامي ، عن مرة ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - .
الثاني : يروى عنه ، عن منصور ، عن زبيد اليامي ،عن مرة ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - .
تخريج الوجه الأول :
( شعبة ، عن زبيد اليامي ، عن مرة ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - ).
يرويه عن شعبة من هذا الوجه خمسة :
1- عبد الله بن المبارك.
رواه عبد الله بن المبارك في الزهد ص 54 ح ( 24 ).
2- محمد بن جعفر.
رواه الطبري في جامع البيان 2/96.
3- إبراهيم بن أعين .
رواه الطبري في جامع البيان 2/96.
4- وهب بن جرير.
رواه البيهقي شعب الإيمان 3/256 ح ( 3472 ).
5- يزيد بن هارون.
رواه البيهقي في شعب الإيمان 3/256 ح ( 3472 ) ، والسنن الكبرى 4/190.
6- حفص بن عمر.
رواه أبو داود في كتاب الزهد ص 160 ح ( 152 ).
تخريج الوجه الثاني :
( شعبة ، عن منصور ، زبيد اليامي ، عن مرة ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - ).
تفرد أبو النضر : هشام بن القاسم من هذا الوجه عن شعبة .
رواه الحاكم في المستدرك 2/272 .
(( تراجم الرواة ))
أولاً : ترجمة مدار الحديث :
شعبة بن الحجاج العتكي.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 4 ).
ثانياً : تراجم رواة الوجه الأول .
عبد الله بن المبارك .
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 12 ).
2- محمد بن جعفر.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 10 ).
3-إبراهيم بن أعين الشيباني العجلي ، البصري نزيل مصر [ ق ].
روى عن : شعبة بن الحجاج ، وسفيان الثوري ، وإسرائيل بن يونس.
روى عنه : الليث بن سعد ، وهشام بن عمار ، والوليد بن شجاع السكوني.(1/586)
قال أبو حاتم :" ضعيف الحديث ، منكر الحديث " ، وقال ابن حجر :" ضعيف " (1).
4-وهب بن جرير .
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 11 ).
5-يزيد بن هارون.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم (38 ) .
6- حفص بن عمر البصري.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 44 ) .
ثالثاً : ترجمة راوي الوجه الثاني :
هاشم بن القاسم الليثي ، أبو النضر البغدادي ، [ ع ].
روى عن : شعبة بن الحجاج ، وحريز بن عثمان ، وشريك بن عبد الله.
روى عنه : محمد بن الفرج الأزرق ، وعباس الدوري ، وعبد بن حميد.
وثقه ابن سعد ، ويحيى بن معين ، والعجلي وزاد :" صاحب سنة " ، وابن حجر :" وزاد ثبت " ، وقال الإمام أحمد :" من متثبتي بغداد " ، مات سنة سبع ومائتين (2).
(( دراسة الاختلاف ))
يتبين من تخريج الحديث أنه قد اختلف عن شعبة بن الحجاج من وجهين :
الأول : يرويه عبد الله بن المبارك ، ومحمد بن جعفر،وإبراهيم بن أعين ، ووهب بن جرير ، ويزيد بن هارون ، وحفص بن عمر ستتهم، عن شعبة بن الحجاج ، عن زبيد اليامي ، عن مرة ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - .
الثاني : يرويه أبو النضر ، عن شعبة ، عن منصور ، عن زبيد اليامي ، عن مرة ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - .
وبعد النظر في حال المدار ، وأحوال الرواة المختلفين يكون الوجه الأول هو الراجح ، وقرائن ترجيحه:
أن رواة الوجه أرجح عدداً ، فيرويه من هذا الوجه أربعة ، فيهم أوثق أصحاب شعبة محمد بن جعفر ، والمخالف لهم في الوجه الثاني راوٍ واحد.
المتابعات لشعبة بن الحجاج ، تؤيد رجحان الوجه الأول عنه.
__________
(1) ينظر : الجرح والتعديل 2/87ت210 ، تهذيب الكمال 2/53 ت 154 ، تقريب التهذيب ص105ت 155 .
(2) ينظر :تاريخ الدارمي عن يحيى بن معين ص225 ت 858 ، الجرح والتعديل 9/ 105ت 446 ، معرفة الثقات 2/323ت 1879، تهذيب الكمال 30 / 130 ت 6540 ، تقريب التهذيب ص 1017ت7305.(1/587)
أن منصور بن المعتمر يروي الحديث عن مرة ، لا عن زبيد اليامي ، فهو متابع له.
*************
الاختلاف عن زبيد اليامي.
(( تخريج الحديث ))
الحديث يرويه زبيد اليامي ، واختلف عنه من وجهين :
الأول : يروى عنه ، عن مرة ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - .
الثاني : يروى عنه ، عن مرة ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
تخريج الوجه الأول :
( زبيد ، عن مرة ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - ).
يرويه من زبيد اليامي من هذا الوجه ستة :
1- سفيان الثوري .
سبق بيان مواضع الرواية عنه ، والاختلاف عليه وأن الراجح من طريقه على هذا الوجه.
2-شعبة بن الحجاج .
سبق بيان مواضع الرواية عنه ، والاختلاف عليه وأن الراجح من طريقه على هذا الوجه.
3-مسعر بن كدام.
رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 5/36 ، 7/238.
4-ليث بن أبي سليم.
رواه أبو بكر ابن أبي شيبة في المصنف ، كتاب : الزهد ، باب : من كلام عبد الله بن مسعود 7/106 ح ( 34553 ) ، والطبري في جامع البيان 2/95.
5-منصور بن المعتمر.
رواه الطبري في جامع البيان 2/97.
6-الأعمش ، سليمان بن مهران.
رواه ابن أبي حاتم في التفسير 1/288 ح ( 1546 ).
وتابع زبيداً على هذا الوجه :
إسماعيل السدي.
رواه الطبري في جامع البيان 2/97.
تخريج الوجه الثاني :
( زبيد ، عن مرة ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
تفرد به محمد بن طلحة بن مصرف من هذا الوجه عن زبيد اليامي .
رواه ابن عدي في الكامل 3/312 .
(( تراجم الرواة ))
أولاً : ترجمة مدار الحديث .
زبيد بن الحارث اليامي.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 13 ).
ثانياً : تراجم رواة الوجه الأول :
سفيان الثوري .
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 1 ).
شعبة بن الحجاج.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 4 ).
مسعر بن كدام.
ثقة ،سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 1 ) .(1/588)
ليث بن أبي سليم.
صدوق يخطئ ، سبقت ترجمته في الحديث ( 47 ).
منصور بن المعتمر.
ثقة ، إمام ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 4 ).
الأعمش : سليمان بن مهران.
ثقة ، مدلس ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 6 ).
ثالثاً : ترجمة راوي الوجه الثاني :
محمد بن طلحة بن مصرف.
صدوق ، له أوهام ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 13 ).
(( دراسة الاختلاف ))
يتبين من تخريج الحديث أنه قد اختلف عن زبيد اليامي من وجهين :
الأول : يروى عنه ، عن مرة ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - .
الثاني : يروى عنه ، عن مرة ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
وبعد النظر في حال المدار ، وأحوال الرواة المختلفين يكون الوجه يكون الوجه الأول هو الراجح وقرائن ترجيحه :
أن رواة الوجه الأول أرجح صفة وعدداً، فقد رواه ستة من كبار الرواة عن زبيد اليامي ، والمخالف لهم في الوجه الثاني راوٍ واحد.
والحمل في هذه المخالفة على الراوي عن محمد بن طلحة ، وهو سلام بن سليمان المدائني ، فقد قال أبو نعيم : ورواه سلام عن محمد بن طلحة عن زبيد مثله مرفوعاً(1).
وقال البيهقي : ورواه سلام عن سليمان المدائني عن محمد بن طلحة عن زبيد فرفعه وهو ضعيف الحديث(2).
وسلام هذا ضعيف ، سبقت ترجمته في الحديث الثالث عشر.
2- المتابعة للمدار برواية الحديث موقوفاً على ابن مسعود تؤكد رجحان الوجه الأول.
(( الحكم على الحديث ))
سأدرس إسناده من الوجه المرجح بإسناد الإمام عبد الرزاق الصنعاني ، قال رحمه الله:
أخبرنا الثوري ، عن زبيد ، عن مرة ، عن عبد الله بن مسعود في قوله " " قال ابن مسعود (3) : أن تؤتيه وأنت صحيح شحيح تأمل العيش وتخشى الفقر".
سفيان الثوري .
ثقة ،سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 1 ).
زبيد اليامي .
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 13 ).
مرة بن شراحيل
__________
(1) حلية الأولياء 5/34.
(2) شعب الإيمان 3/256
(3) سورة البقرة آية 177.(1/589)
ثقة ،سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 13 ).
الحكم على الحديث :
الحديث بهذا الإسناد ، موقوفٌ صحيح .
ولعل عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - أخذ هذا المعنى من النبي - صلى الله عليه وسلم - ؛ فقد جاء هذا المعنى في حديث مرفوع من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - ، قال : جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : يا رسول الله أي الصدقة أعظم أجراً ؟ .
قال : أن تصدق وأنت صحيحٌ شحيحٌ تخشى الفقر ، وتأمل الغنى ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم قلت:" لفلان كذا ولفلان كذا وقد كان لفلان " .
رواه البخاري في صحيحه ، كتاب :الزكاة ، باب ( 11 ) : أي الصدقة أفضل وصدقة الشحيح الصحيح ، 1/438 ح ( 1419 ) ، وفي كتاب : الوصايا ، باب ( 7 ) الصدقة عن الموت 2/288 ح ( 2748 ).
و مسلم في صحيحه ، كتاب : الزكاة ، باب ( 31 ) : بيان أن أفضل الصدقة صدقة الصحيح الشحيح 2/716 ح ( 1032 /93 ).
قال أبو نعيم رحمه الله :
حدثنا محمد بن معمر ، ثنا جعفر بن محمد الفريابي ، ثنا عمرو بن علي ، ثنا أبو داود ، ثنا شعبة ، عن منصور ، عن أبي وائل ، عن عبد الله ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال :" آية المنافق إذا حدث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا أؤتمن خان ".
تفرد برفعه أبو داود ،عن شعبة ، ورواه غندر ، وغيره عن شعبة موقوفاً.
ورواه أبو عوانة ، وزهير بن معاوية ، عن منصور نحوه موقوفاً.
[ حلية الأولياء 5/43 ].
مدار الحديث على منصور بن المعتمر ، واختلف عنه ، واختلف عن شعبة بن الحجاج في روايته عنه.
الاختلاف عن شعبة بن الحجاج .
(( تخريج الحديث ))
الحديث يرويه شعبة بن الحجاج ، واختلف عنه من وجهين :
الأول : يروى عنه ، عن منصور ، عن أبي وائل ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثاني : يروى عنه ، عن منصور ، عن أبي وائل ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - .
تخريج الوجه الأول :(1/590)
( شعبة عن منصور عن أبي وائل عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
تفرد به أبو داود الطيالسي من هذا الوجه عن شعبة.
رواه ابن أبي الدنيا في كتاب الصمت وآداب اللسان ص 277 ح ( 472 ) ، وفي مكارم الأخلاق ص 55 ح 151، والبزار في البحر الزخار 5/89 ح ( 1662 ) ، بلفظ :" ثلاث من كن فيه فهو منافق ، وإن كان فيه خصلة ففيه خصلة من النفاق ، إذا حدث كذب ، وذكر باقيه بمثله ، والفريابي في صفة النفاق وذم المنافقين ص 19 ح ( 8 )، ولفظه :" آية المنافق اذا حدث كذب واذا وعد أخلف وإذا أؤتمن خان "، ومن طريقه :رواه ابن عدي في الكامل 3/280 ، و أبو نعيم في حلية الأولياء 5/43 ، وصفة النفاق ، ونعت المنافقين ص 76 ح ( 45 )،ورواه الخرائطي في مكارم الأخلاق 1/199 ح ( 183 ) ، وفي مساوئ الأخلاق ص 68 ح ( 147 ).
ورواه ابن منده في كتاب الإيمان 2/585 ح ( 531 ) ، وأوله : آية المنافق ، وابن بطة في كتاب الإبانة ( كتاب الإيمان ) 2/686 ح ( 899 ) ، والذهبي في سير أعلام النبلاء 5/409.
تخريج الوجه الثاني :
( شعبة ، عن منصور ، عن أبي وائل ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - ).
يرويه من هذا الوجه عن شعبة أربعة :-
1- محمد بن جعفر.
رواه الخلال في كتاب السنة 5/67 ح ( 1631 ) ، وأبو نعيم في صفة النفاق ونعت المنافقين ص 76 ح ( 44 ).
2- يحيى بن سعيد القطان.
رواه الخلال في كتاب السنة 5/67 ح ( 1631 ).
3- حجاج بن المنهال.
رواه ابن بطة في الإبانة ( كتاب الإيمان ) 2/686 ح ( 899 ).
4- النضر بن شميل .
رواه ابن بطة في الإبانة ( كتاب الإيمان ) 2/686 ح ( 899 ).
(( تراجم الرواة ))
أولاً : ترجمة مدار الحديث.
شعبة بن الحجاج .
ثقة ،سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 4 ).
ثانياً : ترجمة راوي الوجه الأول .
أبو داود الطيالسي.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 11 ).
ثالثاً : تراجم رواة الوجه الثاني:
1- محمد بن جعفر.(1/591)
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 10 ).
2- يحيى بن سعيد القطان .
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 8 ).
3- حجاج بن المنهال.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 11 ).
4- النضر بن شميل.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 19 ).
(( دراسة الاختلاف ))
يتبين من تخريج الحديث أنه قد اختلف عن شعبة بن الحجاج من وجهين :-
الأول : يرويه أبو داود الطيالسي ، عن شعبة بن الحجاج ، عن منصور ، عن أبي وائل عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثاني : يرويه محمد بن جعفر ، ويحيى بن سعيد القطان ، وحجاج بن المنهال ،والنضر بن شميل أربعتهم عن شعبة بن الحجاج ، عن منصور ، عن أبي وائل ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - .
وبعد النظر في حال المدار ، وأحوال الرواة المختلفين يكون الوجه الثاني هو الراجح وقرائن ترجيحه :
أن الوجه الثاني من رواية الجمع ، فرواة هذا الوجه أربعة ،فيهم أوثق أصحاب شعبة بن الحجاج ؛ محمد بن جعفر ، والمخالف لهم في الوجه الأول راوٍ واحد.
المتابعات لشعبة بن الحجاج تؤيد رجحان الوجه الثاني ، كما سيأتي.
أقوال أهل العلم ومن ذلك :-
قال عمرو بن علي الفلاس :" لا أعلم أحداً تابع أبا داود على هذا " (1).
وقال أبو بكر النيسابوري :" ما وجدته مرفوعاً إلا عند أبي داود" (2) .
وقال البزار :" وهذا الحديث لا نعلم أسنده إلا أبو داود عن شعبة بهذا الإسناد ، وغير أبي داود يرويه موقوفاً " (3).
**************
الاختلاف عن منصور بن المعتمر.
(( تخريج الحديث ))
الحديث يرويه منصور بن المعتمر ، واختلف عنه من وجهين :
الأول : يروى عنه ، عن أبي وائل ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
__________
(1) صفة النفاق للفريابي ص 19 ، والكامل لابن عدي 3/280.
(2) الإبانة ، لابن بطة 1/687.
(3) البحر الزخار 5/89.(1/592)
الثاني : يروى عنه ،عن أبي وائل ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - .
تخريج الوجه الأول :
( منصور ، عن أبي وائل عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
تفرد به زياد بن عبد الله البكائي من هذا الوجه عن منصور.
قال الترمذي في الكبير 2/855 : سألت محمداً عن حديث زياد بن عبد الله البكائي عن منصور عن شقيق عن عبد الله بن مسعود عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال :" ثلاث من كن "؟ ، فلم يعرفه من حديث منصور مرفوعاً ، قال البخاري : " ويروون هذا عن عبد الله بن مسعود قوله " ،وقال الدارقطني في العلل 5/86:" وقد رفعه زياد بن عبد الله البكائي عن منصور ".
تخريج الوجه الثاني :
( منصور ، عن أبي وائل ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - ).
يرويه عن منصور من هذا الوجه خمسة :
شعبة بن الحجاج.
سبق بيان الاختلاف عليه في هذا الحديث ، وأن الراجح من طريقه روايته عن منصور على هذا الوجه.
زهير بن معاوية .
رواه النسائي في سننه ، كتاب : الإيمان ، باب ( 20 ) علامة النفاق 4/492 ح ( 5038 ) ، وفي السنن الكبرى 6/535 ح ( 11754 ).
أبو عوانة ، الوضاح بن عبد الله.
قال أبو نعيم في حلية الأولياء 5/43 : ورواه أبو عوانة وزهير بن معاوية عن منصور نحوه موقوفاً ، وقال في صفة النفاق ونعت المنافقين ص 76:" وتابع غندراً على الوقف : أبو عوانة ، وزهير بن معاوية ، عن منصور ، عن أبي وائل ، عن عبد الله قوله ".
جرير بن عبد الحميد.
رواه الفريابي في صفة النفاق وذم المنافقين ص 21 ح ( 9 ) ، والخلال في السنة 5/67 ح ( 1629 ) ، وابن بطة في الإبانة ( كتاب الإيمان ) 2/688 ح ( 903 ) ، والذهبي في سير أعلام النبلاء 5/409.
5- عمار بن رزيق.
ذكره الدارقطني في العلل 5/86 فيمن روى الحديث عن منصور موقوفاً.
وتابع منصوراً على هذا الوجه :
عاصم بن بهدلة :(1/593)
رواه الفريابي في صفة النفاق وذم المنافقين ص 21 ح ( 10 ) ، والخلال في السنة للخلال 5/68 ح ( 1632 ) ، وابن بطة في الإبانة ( كتاب الإيمان ) 2/687 ح ( 902 ) ، من طرق عن حماد بن سلمة عن عاصم به موقوفاً.
ورواه أبو نعيم في حلية الأولياء 6/255 ، من طريق أبي النضر : منصور بن سقير عن حماد بن سلمة عن عاصم به ، ورفعه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - قال أبو نعيم : وحديث عاصم تفرد به منصور عن حماد.
وأبو النضر : منصور بن صقير ، ( ضعيف )(1) ، خالف أربعة من الرواة عن حماد بن سلمة : عبد الأعلى بن حماد النرسي ( لابأس به ) (2) ، والحسن بن موسى ( ثقة )(3) ، وبهز بن أسد ( ثقة ، ثبت ) (4)والحجاج بن منهال ( ثقة ) (5) ، ورواية الجماعة أرجح.
وتابع أبا وائل على هذا الوجه :
عبد الرحمن بن يزيد .
رواه وكيع في الزهد 3/700 ح ( 400 ) و 3/786 ح ( 472 ) ، رواه أبو بكر بن أبي شيبة في المصنف ، كتاب : الأدب ، باب ( 41 ) ما ذكر من علامة النفاق 5/238 ح ( 25602 ) ، والحسين المروزي في زوائده على الزهد لابن المبارك 1/377 ح ( 1067 ) ، وابن أبي الدنيا الصمت وآداب اللسان ص 297 ح (520 ) ، وسعيد بن منصور في السنن 5/260 ح ( 1026 ) ، والطبراني في المعجم الكبير 9/222 ح ( 9075 ) ، والفريابي في صفة النفاق وذم المنافقين ص 22 ح ( 11 ) ، والطبري في جامع البيان 10/192 ، وابن أبي حاتم في تفسير القرآن العظيم 6/1846 ح ( 10405 ) ومحمد بن نصر المرزي في تعظيم قدر الصلاة 2/628 ح ( 677 )، وأبو نعيم في صفة النفاق ونعت المنافقين ص 81 ح ( 49 ).
(( تراجم الرواة ))
أولاً : ترجمة مدار الحديث .
منصور بن المعتمر السلمي.
__________
(1) تقريب التهذيب ص 973 ت ( 6951 ).
(2) تقريب التهذيب ص 561 ت ( 3754 ).
(3) تقريب التهذيب ص 243 ت ( 1298 ).
(4) تقريب التهذيب ص 178 ت ( 779 ) .
(5) تقريب التهذيب ص 224 ت ( 1146 ).(1/594)
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 4 ).
ثانياً: ترجمة راوي الوجه الأول .
زياد بن عبد اللَّه بن الطفيل البكائي (1) العامري ، أبو محمد الكوفي [خ م ت ق].
روى عن : عطاء بن السائب ، وسليمان الأعمش ، ومنصور بن المعتمر .
روى عنه : محمد بن موسى ، وأحمد بن حنبل ، والحسن بن عرفة .
روى الإمام الترمذي من طريق البخاري أن وكيعاً بن الجراح قال :" زياد بن عبد اللَّه مع شرفه يكذب في الحديث" ، والذي في التاريخ الكبير للبخاري قال وكيع :" هو أشرف من أن يكذب "، وهذا هو الصحيح إن شاء اللَّه وقد قال ابن حجر :" ولم يثبت أن وكيعًا كذبه أو ربما أنه سقط من رواية الترمذي (لا) فتتفق الروايات " .
وقال يحيى بن معين : "لا بأس به في المغازي ، وأما في غيره فلا " ، وقال أخرى :" كان زياد ضعيفًا" ، وقال الإمام أحمد :" ليس به بأس ، حديثه حديث أهل الصدق " ، وقال أبو زرعة :" صدوق " ، وقال أبو حاتم :" يكتب حديثه ولا يحتج به " ، وقال النسائي : " ضعيف " ، وقال في موضع آخر :" ليس بالقوي " ، وقال ابن حجر :" صدوق ثبت في المغازي ، وفي حديثه عن غير ابن إسحاق لين " ، فهو ضعيف ، مات سنة ثلاث وثمانين ومئة (2) .
ثالثاً : ترجمة رواة الوجه الثاني .
شعبة بن الحجاج العتكي.
ثقة ،سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 4 ).
زهير بن معاوية
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 9 ).
أبو عوانة : الوضاح بن عبد الله
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 4 ).
جرير بن عبد الحميد
__________
(1) البكائي : بمفتوحة ، وشدة كاف ، وبمد نسبة إلى بكا وهو ربيعة بن عمر . المغني للفتني ص 47 .
(2) ينظر : تاريخ يتيى بن معين رواية الدارمي ص 114 ت 348 . سنن الترمذي 3/404 ، التاريخ الكبير للبخاري 3/90 ت 1218 ، الجرت والتعديل 3/537 ت 2425 ، الضعفاء والمتروكين للنسائي ص 182 ت 226 ، تاريخ بغداد 8/478 ، تهذيب الكمال 9/485 ت 2053 ، تقريب التهذيب ص 220 ت 2085 ، تهذيب التهذيب 3/329 .(1/595)
ثقة ،سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 4 ).
5- عمار بن رزيق الضبي .
ثقة ،سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 38 ).
(( دراسة الاختلاف ))
يتبين من تخريج الحديث أنه قد اختلف عن منصور بن المعتمر من الوجهين :
الأول : يرويه زياد بن عبد الله البكائي ، عن منصور بن المعتمر ، عن أبي وائل ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثاني : يرويه شعبة بن الحجاج العتكي ، وزهير بن معاوية ، وأبو عوانة الوضاح بن عبد الله ، وجرير بن عبد الحميد ، وعمار بن زريق خمستهم ، عن منصور بن المعتمر ، عن أبي وائل، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - .
وبعد النظر في حال المدار ، وأحوال الرواة المختلفين يكون الوجه الثاني هو الراجح وقرائن ترجيحه:
أن رواة الوجه الثاني أرجح صفة وعدداً ، وفيهم أوثق أصحاب منصور ؛ شعبة بن الحجاج ، وجرير بن عبد الحميد ، والمخالف لهم في الوجه الأول دونهم.
المتابعات لمنصور بن المعتمر ومن فوقه برواية الحديث موقوفاً على عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - تؤيد رجحان الوجه الثاني .
قال الدارقطني :" والموقوف أصح " (1).
(( الحكم على الحديث ))
سأدرس الحديث من الوجه المرجح بإسناد الخلال عن الإمام أحمد : قال رحمه الله :حدثنا
أبو عبد الله ، قال: حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة ، عن منصور ، عن أبي وائل
، عن عبد الله ، قال : ثلاث من كن فيه كان منافقاً …… الحديث.
أحمد بن محمد بن حنبل.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 11 ) .
محمد بن جعفر .
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 10 ) .
شعبة بن الحجاج العتكي.
ثقة ،سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 4 ).
منصور بن المعتمر السلمي.
ثقة ،سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 4 ).
أبو وائل ، شقيق بن سلمة.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 4 ).
الحكم على الحديث .
الحديث بهذا الإسناد ؛ موقوفٌ صحيح.
__________
(1) العلل 5/87.(1/596)
وقد ورد ما جاء في الحديث الموقوف عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - في حديثين مرفوعين عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من طريق أبي هريرة - رضي الله عنه - وعبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنه - .
حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - :
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا أؤتمن خان ".
رواه البخاري في صحيحه،كتاب : الإيمان : باب ( 24 ) : علامة المنافق 1/27ح( 33 ).
و مسلم في صحيحه ، كتاب : الإيمان ، باب ( 25 ) : بيان خصال المنافق 1/78 ح ( 59 /106).
حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما.
عن عبد الله بن عمرو أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال :" أربع من كن فيه كان منافقاً خالصاً ، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها : إذا أؤتمن المطلوب ، وإذا حدث كذب ، وإذا عاهد غدر ، وإذا خاصم فجر".
رواه البخاري في صحيحه ، كتاب : الإيمان : باب ( 24 ) : علامة المنافق 1/27 ح ( 34 ).
ومسلم في صحيحه ، كتاب : الإيمان ، باب ( 25 ) : بيان خصال المنافق 1/78 ح ( 58/107 ).
قال أبو نعيم رحمه الله :
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا عباس بن الفضل الأسقاطي ، ثنا أبو عون الزيادي ، ثنا محمد بن ذكوان ، عن منصور ، عن إبراهيم ، عن علقمة عن عبد الله قال:" كنا جلوساً مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذّ مرّ به الحسن ، والحسين ، وهما صبيان.
فقال :" هات ابني أعوذهما بما عوذ به إبراهيم ابنيه إسماعيل وإسحاق عليهما السلام فقال :أعيذكما بكلمات الله التامة من كل عين لامة(1) ، ومن كل شيطان وهامة (2) ".
__________
(1) عين لامة : قال الخطابي : من كل عين لامة ، معناه : ذات لمم ، معالم السنن 4/305.
(2) الهامة : الحية ، كل ذي سم يقتل ، وجمعه هوام . مشارق الأنوار للقاضي عياض 2/338 .(1/597)
غريب من حديث منصور ، عن إبراهيم ، عن علقمة تفرد به محمد بن عون أبو عون الزيادي .
ومشهوره ما رواه الثوري ، [ وأبو ](1) حفص الأبار ، عن منصور.
[ حلية الأولياء 5/44 – 45 ].
مدار الحديث على منصور بن المعتمر ، واختلف عنه ، واختلف عن سفيان الثوري في روايته عن منصور بن المعتمر.
الاختلاف عن سفيان الثوري .
(( تخريج الحديث ))
الحديث يرويه سفيان الثوري ، واختلف عنه من وجهين :
الأول : يروى عنه ، عن منصور ، عن المنهال ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثاني : يروى عنه ، عن ابن أبي ليلى ، عن المنهال بن عمرو ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
تخريج الوجه الأول.
( سفيان الثوري ، عن منصور ، عن المنهال ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
يرويه عن سفيان من هذا الوجه ثمانية :
عبد الرزاق بن همام الصنعاني.
رواه عبد الرزاق في المصنف 4/337 ح ( 7688 ) ، وعنه : رواه الإمام أحمد في المسند 4/253 ح ( 2434 ) ، ورواه الترمذي في سننه أبواب : الطب ، باب ( 18 ) : بدون ترجمة ، 3/577 ح ( 2060 ).
يزيد بن هارون .
__________
(1) تصخفت في المطبوع إلى [ أخو ] ، والتصويب من ( د ) 226/4/ب.(1/598)
رواه عنه الإمام أحمد في المسند 4/20 ح ( 2112 ) ، ورواه الترمذي في سننه ، أبواب : الطب ، باب ( 18 ) : بدون ترجمة ، 3/578 ح ( 2060/م ) ، والنسائي في السنن الكبرى ،كتاب : عمل اليوم والليلة ، باب ( 239 ) : ذكر ما كان إبراهيم - صلى الله عليه وسلم - يعوذ به إسماعيل وإسحاق عليهما السلام 6/250 ح ( 10844 ) ، وهو في المفرد من عمل اليوم والليلة ص 553 ح ( 1006 ) ، وفي كتاب : النعوت ، باب ( 42 ) : كلمات الله سبحانه وتعالى 4/411 ح ( 7726 ) ، وأبو عبيد الهروي في غريب الحديث 3/130(1).
وابن السني في عمل اليوم والليلة ص 300 ح ( 634 ) ، وأبو نعيم في حلية الأولياء 4/299 ، 5/45 .
يعلى بن عبيد.
رواه عنه الإمام أحمد في المسند 4/20 ح ( 2112 ) ، وأبو بكر بن أبي شيبة في المصنف ، كتاب : الطب ، باب ( 25 ):في المريض ما يرقى به وما يعوذ به 5/47 ح ( 23577 )، ورواه الترمذي في سننه أبواب : الطب ، باب ( 18 ) : بدون ترجمة ، 3/577 ح ( 2060 ) ، ورواه ابن عساكر في تاريخ دمشق 5/452.
وكيع بن الجراح .
رواه ابن ماجه في سننه ، كتاب : الطب ، باب ( 36 ) : ما عَوَّذ بن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وما عُوِّذ به 4/125 ح ( 3525 ).
أبو عامر العقدي.
رواه النسائي في السنن الكبرى ،كتاب : عمل اليوم والليلة ، باب ( 239 ) : ذكر ما كان إبراهيم - صلى الله عليه وسلم - يعوذ به إسماعيل وإسحاق عليهما السلام 6/250 ح ( 10844 ) ، وهو في المفرد من عمل اليوم والليلة ص 553 ح ( 1006 ) ، وفي كتاب : النعوت ، باب ( 42 ) : كلمات الله سبحانه وتعالى 4/411 ح ( 7726 ) ، وابن ماجه في كتاب : الطب ، باب ( 36 ) : ما عَوَّذ به النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وما عُوِّذ به 4/125 ح ( 3525 ).
عبد الله بن وهب .
__________
(1) الإحالة هنا على الطبعة الهندية.(1/599)
رواه البخاري في خلق أفعال العباد ص 135 ح ( 361 )، ولم يسق بقية سنده ولا متنه وأحال به على حديث جرير بن عبد الحميد الآتي ، وابن عبد البر في التمهيد 2/272.
مؤمل بن إسماعيل.
رواه الطحاوي في شرح مشكل الآثار 7/325 ح( 2885 ).
موسى بن أعين .
رواه الحاكم في المستدرك 3/167
تخريج الوجه الثاني :
( سفيان الثوري ، عن ابن أبي ليلى ، عن المنهال بن عمرو ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
تفرد بروايته محمد بن يوسف الفريابي من هذا الوجه عن سفيان الثوري.
رواه الطبراني في المعجم الأوسط 5/142ح( 4899 ) ،وفي 2/376 ح( 2275) وقال :" لم يرو هذا الحديث عن سفيان ، عن ابن أبي ليلى إلا الفريابي ، والمشهور ما رواه الثوري عن منصور عن المنهال " ، ومن طريقه : رواه ابن نقطة في تكملة الإكمال 2/113.
(( تراجم الرواة ))
أولا : ترجمة مدا الحديث .
سفيان بن سعيد الثوري .
ثقة ،سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 1 ).
ثانياً: تراجم رواة الوجه الأول.
1-عبد الرزاق الصنعاني
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 12 ).
2-يزيد بن هارون
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 38 ).
3- يعلى بن عبيد
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 24 ) .
4- وكيع بن الجراح
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 1 )
5- أبو عامر العقدي
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 31 ).
6- عبد الله بن وهب
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 31 ).
7- مؤمل بن إسماعيل
صدوق ،سيئ الحفظ ترجمته في الحديث رقم ( 21 ).
8- موسى بن أعين الجزري .
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 21 ).
ترجمة راوي الوجه الثاني :
محمد بن يوسف الفريابي .
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 2 ) .
(( دراسة الاختلاف ))
يتبين من تخريج الحديث أنه قد اختلف عن سفيان الثوري من وجهين :(1/600)
الأول : يرويه عبد الرزاق الصنعاني ، ويزيد بن هارون ، ويعلى بن عبيد ، ووكيع بن الجراح ، وأبو عامر العقدي ، وعبد الله بن وهب ، ومؤمل بن إسماعيل ، وموسى بن أعين ثمانيتهم عن سفيان الثوري ، عن منصور ، عن المنهال ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -
الثاني : يرويه محمد بن يوسف الفريابي ، عن سفيان الثوري ، عن ابن أبي ليلى ، عن المنهال بن عمرو ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
وبعد النظر في حال المدار ، وأحوال الرواة المختلفين يكون الوجه الأول هو الراجح وقرائن ترجيحه :
أن الوجه الأول من رواية الأكثر عدداً فقد رواه بهذا الوجه ثمانية فيهم أوثق أصحاب سفيان الثوري ، والمخالف لهم في الوجه الثاني راوٍ واحد.
المتابعات لمدار الحديث تؤيد رجحان الوجه الأول ، كما سيأتي.
قال الطبراني :" لم يرو هذا الحديث عن سفيان ، عن ابن أبي ليلى إلا الفريابي ، والمشهور ما رواه الثوري عن منصور عن المنهال" (1).
***************
الاختلاف عن منصور بن المعتمر.
الحديث يرويه منصور بن المعتمر ، واختلف عنه من وجهين :
الأول : يروى عنه ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثاني : يروى عنه ، عن المنهال بن عمرو ، عن سعيد بن جبير ، عن عبد الله بن عباس - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
تخريج الوجه الأول :
(منصور بن المعتمر،عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
تفرد به محمد بن ذكوان الأزدي من هذا الوجه عن منصور.
رواه البزار في البحر الزخار 4/304 ح ( 1483 ) من طريق الحجاج بن نصير .
__________
(1) المعجم الأوسط 5/142.(1/601)
ورواه الطبراني المعجم الكبير 10/72 ح ( 9984) ، وعنه : رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 5/44 – 45 ، ورواه ابن عساكر في تاريخ دمشق 13/224 من طريق أبي عون الزيادي وبتخريج الحديث يعرف أن الحديث قد روي عن محمد بن ذكوان من طريق آخر ولم يتفرد به محمد بن عون الزيادي كما قال أبو نعيم .
تخريج الوجه الثاني :
( منصور بن المعتمر ،عن المنهال بن عمرو ،عن سعيد بن جبير ، عن عبد الله بن عباس - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
يرويه عن منصور من هذا الوجه خمسة :
جرير بن عبد الحميد.
رواه عنه إسحاق بن راهوية في المسند 5/35 ح ( 2138 ) ، ورواه البخاري في كتاب : الأنبياء ، باب ( 10 ) : بدون ترجمة ، 2/467 ح ( 3371 ) ، وفي كتاب خلق أفعال العباد ص 135 ح ( 360 ) ، ورواه أبو داود في سننه ، كتاب : السنة ، باب ( 20 ) : في القرآن ، 2/648 ح ( 4737 ) ، وإبراهيم الحربي في غريب الحديث 1/315 ، والنسائي في السنن الكبرى ،كتاب : عمل اليوم والليلة ، باب ( 240 ) : ذكر ما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يعوذ به الحسن والحسين 6/250 ح ( 10845 ) ، وهو في المفرد من عمل اليوم والليلة ص 554 ح ( 1007 ) ، والالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة 2/ 208 .
الأعمش ، سليمان بن مهران .
رواه البخاري في خلق أفعال العباد ص 135 ح ( 362 ).
سفيان الثوري .
سبق بيان مواضع الرواية عنه ، والاختلاف عليه ، وأن الراجح من روايته عن منصور رواية الحديث على هذا الوجه .
عبيدة بن حميد.
رواه عنه أبو بكر بن أبي شيبة في المصنف ، كتاب : الطب ، باب ( 25 ) : في المريض ما يرقى به وما يعوذ به ؟ 5/46 ح( 23568 ).
أبوحفص الأبار.
رواه ابن أبي الدنيا في كتاب المرض والكفارات ص 146 ح ( 184) ، وذكره أبو نعيم في حلية الأولياء 5/44 ، فيمن روى الحديث عن منصور بهذا الوجه .
وتابع منصوراً على هذا الوجه :
زيدُ بن أبي أنيسة .(1/602)
رواه ابن حبان رحمه الله كما في الإحسان ، كتاب : الرقاق ، باب ( 10 ) : الاستعاذة 3/291 ح ( 1012 ) ، والطبراني في المعجم الكبير 11/354 ح ( 12271 ).
(( تراجم الرواة ))
أولاً : ترجمة مدار الحديث .
منصور بن المعتمر السلمي.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 4 )
ثانياً : ترجمة راوي الوجه الأول .
محمد بن ذكوان الأزدي الطلحي ، ويقال الجهضمي ، البصري ،[ ق ].
روى عن : ثابت البناني ، والحسن البصري ، ومنصور بن المعتمر.
روى عنه : محمد بن عون ، حجاج بن نصير، ونوح بن قيس .
قال البخاري : " منكر الحديث " ، وقال أبو حاتم :" منكر الحديث ، ضعيف الحديث ، كثير الخطأ " ، وقال النسائي :" ليس بثقة ، ولا يكتب حديثه " ، وقال الدارقطني : " ضعيف " ، وقال ابن عدي :" منكر الحديث " ، وذكره ابن حبان في المجروحين وقال :" يروي عن الثقات المناكير والمعضلات عن المشاهير على قلة روايته حتى سقط الاحتجاج به "
وقال ابن حجر :" ضعيف "، وخالف من سبق يحيى بن معين فقال :" ثقة "، وقال مرة أخرى :" لابأس به "، وابن حبان حيث تناقض فذكره في الثقات ، والقول فيه قول الأكثر وأنه ضعيف ، لم أقف على سنة وفاته(1).
ثانياً : تراجم رواة الوجه الثاني .
جرير بن عبد الحميد.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 4 ).
الأعمش : سليمان بن مهران .
ثقة ، مدلس ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 6 ).
سفيان الثوري .
ثقة ، سبقت في الحديث رقم ( 1 ).
4-عبيدة بن حميد الكوفي .
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 39 ).
5-عمر بن عبد الرحمن أبو حفص الأبار .
صدوق ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 29 ).
__________
(1) الضعفاء الصغير للبخاري ص 103 ت 316 ، الجرح والتعديل 7/251 ت 1378 ، الضعفاء والمتروكين للنسائي ص 235 ت 549 ، الكامل لابن عدي 6/199 ، الثقات لابن حبان 7/379 ، المجروحين 2/262 ، تهذيب الكمال 25/180 ت 5205 ، ميزان الاعتدال 3/542 ت 7506 ، تقريب التهذيب ص 843 ت 5908.(1/603)
(( دراسة الاختلاف ))
يتبين من تخريج الحديث أنه قد اختلف عن منصور بن المعتمر من وجهين :
الأول : يرويه محمد بن ذكوان ، عن منصور بن المعتمر ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه - .
الثاني : يرويه جرير بن عبد الحميد ، و الأعمش ، وسفيان الثوري ، وعبيدة بن حميد وحفص الأبار خمستهم ، عن منصور بن المعتمر ، عن المنهال بن عمرو ، عن سعيد بن جبير ، عن عبد الله بن عباس - رضي الله عنه - .
وبعد النظر في حال المدار ، وأحوال الرواة المختلفين يكون الوجه الثاني هو الراجح وقرائن ترجيحه :
أن الوجه الأول من رواية الأرجح صفة وعدداً ؛ فقد رواه بهذا الوجه خمسة ، وفيهم أوثق أصحاب المدار ؛ جرير بن عبد الحميد ، وسفيان الثوري (1) ، والمخالف لهم في الوجه الثاني راوٍ واحد ضعيف لا يصل إلى مرتبة أحدهم فكيف بهم جميعاً.
المتابعات للمدار تؤيد رجحان الوجه الثاني.
أن الحديث من هذا الوجه مخرج في صحيح البخاري.
أقوال أهل العلم تؤكد خطأ محمد بن ذكوان في روايته للحديث بهذا الإسناد ، قال البزار :" وهذا الحديث أخطأ فيه محمد بن ذكوان رواه عن منصور ، عن إبراهيم ، عن علقمة ،عن عبد الله ، وإنما الصواب ما رواه منصور ، عن المنهال بن عمرو ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس" (2)، وكذلك قال أبو حاتم ، وأبو زرعة الرازيان (3) ، ووهَم الدارقطني فيه محمد بن ذكوان (4)
(( الحكم على الحديث ))
الحديث من الوجه المرجح مخرج في صحيح البخاري .
قال أبو نعيم رحمه الله :
حدثنا القاضي أبو أحمد ، وسليمان بن أحمد في جماعة قالوا : ثنا عبدان بن أحمد ، ثنا بشر بن هلال ، ثنا داود بن الزبرقان ، عن منصور ، عن زيد بن وهب ، عن عبد الله بن مسعود قال : كنا نقول في الصلاة :" السلام على ربنا ".
__________
(1) شرح علل الترمذي لابن رجب 2/536-538.
(2) البحر الزخار 4/305 .
(3) علل الحديث 2/193.
(4) العلل 5/125 .(1/604)
فقيل لنا :" قولوا : السلام علينا ، وعلى عباد الله الصالحين فإنكم إذا قلتم ذلك سلمتم على من في السماء ، والأرض ".
غريب من حديث منصور عن زيد تفرد به داود واختلف على منصور فيه :
فرواه الثوري ، وشعبة ، وفضيل بن عياض ، عن منصور ، عن شقيق عن عبد الله .
ورواه حسين الجعفي ، عن زائدة ، عن منصور ، عن إبراهيم ، عن الأسود ، عن عبد الله في التشهد(1)
[ حلية الأولياء 5/44 ].
مدار الحديث على منصور بن المعتمر ، واختلف عنه ، واختلف عن الحسين الجعفي في روايته عن زائدة بن قدامة ، عن منصور بن المعتمر.
الاختلاف عن الحسين الجعفي .
(( تخريج الحديث ))
الحديث يرويه الحسين بن علي الجعفي ، واختلف عنه من وجهين :
الأول : يروى عنه ، عن زائدة ، عن منصور ، عن أبي وائل ،عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - .
الثاني : يروى عنه ، عن زائدة ، عن منصور ، عن إبراهيم ، عن الأسود ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - .
تخريج الوجه الأول :
( الحسين الجعفي ، عن زائدة ، عن منصور،عن أبي وائل ،عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - ).
يرويه عن الحسين الجعفي من هذا الوجه عبد بن حميد.
رواه عنه مسلم في صحيحه ، كتاب : الصلاة ، باب ( 16 ) : التشهد في الصلاة 1/302 ح( 402/57 )، وأحال به على حديث جرير وشعبة عن منصور عن أبي وائل عن عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه - .
وتابع الحسين الجعفي على هذا الوجه :
أبو سعيد مولى بن هاشم .
رواه عنه الإمام أحمد في المسند 7/34 ح ( 3919 ).
معاوية بن عمرو.
رواه أبو عوانة في المسند 2/230.
تخريج الوجه الثاني :
( الحسين الجعفي ، عن زائدة ، عن منصور عن إبراهيم عن الأسود عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - ).
__________
(1) حمل أبو نعيم الحسين الجعفي الاختلاف الوارد عن زائدة بن قدامة الثقفي وليس كذلك ؛ فالخطأ في الرواية عنه من قبل الراوي عن الحسين الجعفي بشر بن خالد العسكري ، كما سيأتي .(1/605)
تفرد به بشر بن خالد العسكري من هذا الوجه عن الحسين الجعفي.
رواه الطبراني في المعجم الكبير 10/53 ح ( 9930 ).
(( تراجم الرواة ))
أولاً : ترجمة مدار الحديث.
الحسين بن علي بن الوليد الجعفي .
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 11 ).
ثانياً : ترجمة راوي الوجه الأول.
عبد بن حميد بن نصر الكسي ، أبو محمد .
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 11 ).
ثالثاً : ترجمة راوي الوجه الثاني.
بشر بن خالد العسكري ، أبو محمد الفرائضي ،[خ م د س].
روى عن : حسين الجعفي ، وحماد بن اسامة ، ويزيد بن هارون.
روى عنه : البخاري ، ومسلم ، وأبو داود.
قال أبو حاتم : " شيخ " ، وقال النسائي :" ثقة " ، وذكره ابن حبان في الثقات ، وقال :" مستقيم الحديث ، يغرب عن شعبة والأعمش بأشياء "،وقال الذهبي :" وكان ثقة ، مأموناً " وقال ابن حجر :" ثقة ، يغرب " ، مات سنة خمس وخمسين ومائتين ، أو قبلها (1).
(( دراسة الاختلاف ))
يتبين من تخريج الحديث أنه قد اختلف عن الحسين بن علي الجعفي :
الأول : يرويه عبد بن حميد ، عن الحسين الجعفي ، عن زائدة ، عن منصور عن أبي وائل عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - .
الثاني : يرويه بشر بن خالد العسكري ، عن الحسين الجعفي ، عن زائدة ، عن منصور عن إبراهيم ، عن الأسود ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - .
وبعد النظر في حال المدار ، وأحوال الرواة المختلفين يكون الوجه الأول هو الراجح ، وقرائن ترجيحه :
أن الوجه الأول مخرج في صحيح مسلم .
المتابعات للمدار ومن فوقه تؤيد رجحان الوجه الأول.
لعل هذا من غرائب بشر العسكري ؛ فقد وصفه ابن حبان وابن حجر بأنه يغرب .
الاختلاف عن منصور بن المعتمر .
(( تخريج الحديث ))
الحديث يرويه منصور بن المعتمر ، واختلف عنه من وجهين :
__________
(1) ينظر : الثقات 8/145 ، تهذيب الكمال 4/117 ت 686 ، تقريب التهذيب ص 169 ت 690.(1/606)
الأول : يروى عنه ، عن أبي وائل ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - .
الثاني : يروى عنه ، عن زيد بن وهب ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - .
تخريج الوجه الأول :
( منصور ، عن أبي وائل ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - ).
يرويه عن منصور من هذا الوجه سبعة :-
جرير بن عبد الحميد.
رواه البخاري في صحيحه ، كتاب : الدعوات ، باب ( 17 ) : الدعاء في الصلاة 4/158 ح ( 6328 ) ، ومسلم في صحيحه ، كتاب : الصلاة ، باب ( 16 ) التشهد في الصلاة 1/301 ح ( 402/55 ) ، وابن خزيمة في صحيحه ، كتاب : الصلاة ، باب ( 216 ) : التشهد في الركعتين وفي الجلسة الأخيرة 1/349ح ( 704 ) ، وأبو يعلى في المسند 9/68 ح ( 5135 ).
شعبة بن الحجاج.
رواه الإمام أحمد في المسند 7/237 ح ( 4177 ) ، ومن طريقه : رواه أبو عوانة في المسند 2/230 ، ورواه مسلم في صحيحه ، كتاب : الصلاة ، باب ( 16 ) التشهد في الصلاة 1/302 ح ( 402/56 ).
زائدة بن قدامة .
سبق بين مواضع الرواية عنه عند الكلام عن الاختلاف على حسين بن علي الجعفي.
وهيب بن جرير .
رواه الطحاوي في شرح معاني الآثار 1/262.
سفيان الثوري .
رواه عنه عبد الرزاق في المصنف 2/199 ح ( 3061 )، ورواه عنه:الإمام أحمد في المسند
7/116 ح ( 4017 ) ، ورواه ابن ماجه في سننه ، كتاب : إقامة الصلاة ، باب ( 24 ) : ما جاء في التشهد 1/485 ح ( 899 ).
والطبراني في المعجم الكبير 10/41 ح(9888 ) ، والشاشي في المسند2/33 ح ( 504 ).
وابن حبان كما في الإحسان ،كتاب : الصلاة ، باب ( 10 ) : صفة الصلاة 5/285 ح ( 1956 ) ، والبيهقي في السنن الكبرى ، كتاب : الصلاة ، باب ( وجوب التشهد الآخر 2/377 .
فضيل بن عياض .
رواه الطبراني في المعجم الكبير 10/41 ح ( 9889 ) ، وأحال به على حديث الثوري السابق ، وذكره أبو نعيم في حلية الأولياء 5/34 ، فيمن روى الحديث عن منصور من هذا الوجه.
سفيان بن عيينة .(1/607)
رواه الدارقطني في السنن 1/350 ، ومن طريقه : رواه في السنن الكبرى ، كتاب : الصلاة ، باب : مبتدء التشهد 2/138.
وتابع منصوراً على هذا الوجه كلٌ من:
الأعمش ، سليمان بن مهران.
رواه البخاري في صحيحه ، كتاب الصلاة ، باب ( 64 ) : باب التشهد في الآخرة 1/268 ح ( 831 ) ، وفي باب ( 66 ) : ما يتخير من الدعاء بعد التشهد وليس بواجب 1/269 ح ( 835) ، وفي كتاب : الاستئذان ، باب ( 3 ) : السلام اسم من أسماء الله تعالى 4/136 ح( 6230 ) ، ومسلم في صحيحه ، كتاب : الصلاة ، باب ( 16 ) التشهد في الصلاة 1/302 ح ( 402/58 ).
حصين بن عبد الرحمن .
رواه البخاري في صحيحه ، كتاب : العمل في الصلاة ، باب ( 4) : من سمى قوما أو سلم في الصلاة على غيره مواجهة وهو لا يعلم ، 1/371 ح ( 1202 ) ، وابن خزيمة في صحيحه ، كتاب : الصلاة ، باب ( 216 ) : التشهد في الركعتين وفي الجلسة الأخيرة 1/349 ح ( 704 ).
حماد بن أبي سليمان .
رواه الإمام أحمد في المسند 7/428 ح ( 4422 ) ، والنسائي في سننه ، كتاب : التطبيق ، باب ( 100 ) : التشهد الأول 1/591 ح ( 1168 ).
تخريج الوجه الثاني :
( منصور ، عن زيد بن وهب ،عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - ).
تفرد به عن منصور من هذا الوجه داود بن الزبرقان .
رواه الطبراني في المعجم الكبير 10/54 ح ( 9934 ) ، وعنه : رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 5/44.
(( تراجم الرواة ))
أولاً : ترجمة مدار الحديث .
منصور بن المعتمر السلمي.
ثقة ،سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 4 ).
ثانياً : تراجم رواة الوجه الأول.
جرير بن عبد الحميد.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 4 ).
شعبة بن الحجاج.
ثقة ،سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 4 ).
زائدة بن قدامة الثقفي ، أبو الصلت الكوفي.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 11 ).
وهب بن جرير.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 11 ).
سفيان الثوري.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 1 ).(1/608)
الفضيل بن عياض .
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 2).
سفيان بن عيينة.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 4 ).
ثالثاً : ترجمة راوي الوجه الثاني .
داود بن الزبرقان الرقاشي ، أبو عمر البصري ،[ت ق ].
روى عن : عطاء بن السائب ، ومنصور بن المعتمر ، وثابت البناني.
روى عنه : بشر بن هلال ، بقية بن الوليد ، والحسن بن عرفة .
قال يحيى بن معين :" ليس بشيء " ، وقال أبو زرعة : " متروك " وقال :" واهي الحديث ".
وقال أبو داود :" ضعيف " وقال :" ليس بشيء " وقال :" ترك حديثه " ، وقال النسائي :" ليس بثقة " ، وقال ابن حجر :" متروك " ، مات سنة نيف وثمانين ومائة (1).
(( دراسة الاختلاف ))
يتبين من تخريج الحديث أنه قد اختلف عن منصور بن المعتمر من وجهين :
الأول : يرويه جرير بن عبد الحميد ، وشعبة بن الحجاج ، وزائدة بن قدامة ،و وهب بن جرير ، وسفيان الثوري ، والفضيل بن عياض ، وسفيان بن عيينة ، سبعتهم عن منصور ، عن أبي وائل عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - .
الثاني : يرويه داود بن الزبرقان ، عن منصور ، عن زيد بن وهب ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - .
وبعد النظر في أحوال الرواة المختلفين ، يكون الوجه الأول هو الراجح ، وقرائن ترجيحه:
أن رواة الوجه الأول أرجح صفة وعدداً ، فقد رواه بهذا الوجه سبعة من الرواة وفيهم أوثق أصحاب منصور بن المعتمر ؛ جرير بن عبد الحميد ، وسفيان الثوري ، والمخالف لهم في الوجه الثاني راوٍ واحد متروك.
أن الوجه الأول مخرج في الصحيحين.
المتابعات لمدار الحديث تؤيد رجحان الوجه الأول.
(( الحكم على الحديث ))
__________
(1) ينظر : تاريخ الدارمي عن يحيى بن معين ص 109ت 322 ، أسئلة البرذعي لأبي زرعة ص 391 ، سؤالات الآجري لأبي داود 1/303 ت 494 و 1/309ت511 ، الضعفاء والمتروكين للنسائي ص 172 ت 172 ، تهذيب الكمال 8/392 ح ( 1759 ) ،ميزان الاعتدال 2/7 ت 2606 ، تقريب التهذيب ص 305 ت 1795 .(1/609)
الحديث من الوجه المرجح مخرج في الصحيحين.
قال أبو نعيم رحمه الله :
حدثنا أبو بكر بن خلاد قال : نا الحارث بن أبي أسامة ، ومحمد بن الفرج قالا: ثنا محمد بن عبدالله بن كناسة ، قال : ثنا الأعمش ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن عبدالله بن باباه ، عن عبدالله بن عمرو قال جاء رجل إلى - صلى الله عليه وسلم - :" فقال إني أريد الجهاد ".
فقال :" أحي أبواك "؟.
قال :" نعم ".
قال :" ففيهما فجاهد ".
رواه مسعر ، والثوري ، وشعبة عن حبيب مثله .
حدثنا أبو بكر بن خلاد ، قال : ثنا الحارث بن أبي أسامة ، قال : ثنا عبدالعزيز بن أبان ، قال : ثنا مسعر ح.
وحدثنا فاروق الخطابي ، قال : ثنا محمد بن محمد بن حيان ، قال : ثنا محمد بن كثير ، قال: ثنا سفيان ح.
وحدثنا محمد بن اسحاق ، قال : ثنا إبراهيم بن [ سعدان ](1) ، قال : ثنا بكر بن بكار، قال : ثنا شعبة كلهم ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن عبدالله بن باباه ، عن عبدالله بن عمرو ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - نحوه.
ورواه معمر عن حبيب فخالف الجماعة.
حدثنا سليمان بن أحمد ، قال : ثنا إبراهيم بن محمد بن برة الصنعاني ، قال : ثنا محمد بن عبدالرحيم بن شروس ، قال : ثنا رباح بن زيد ، عن معمر ، عن حبيب بن أبي ثابت ،عن ابن عمر ، قال : جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكر مثله .
ورواه المسيب بن شريك ، عن الثوري ، عن حبيب فخالف أصحاب الثوري وأصحاب حبيب. [ حلية الأولياء 5/68 ]
وقال رحمه الله :
حدثنا أبو بكر بن خلاد ، ثنا الحارث بن أبي أسامة ، ثنا الحسن بن قتيبة ، ثنا مسعر ، عن محمد بن جحادة ، عن أنس بن مالك قال : جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - :" يستأذنه في الجهاد
فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - :" أحي أبواك "؟.
قال :" نعم ".
قال :" اجلس عندهما ".
غريب من حديث مسعر ، ومحمد بن جحادة .
__________
(1) في المطبوع [سعد ] والتصويب من( د ) 243/3/أ.(1/610)
والصحيح المشهور : مسعر ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن أبي العباس الشاعر واسمه السائب بن فروخ ، عن عبدالله بن عمرو بن العاص ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
[ حلية الأولياء 7/224]
مدار الحديث على حبيب بن أبي ثابت ، واختلف عنه ، واختلف عمن دونه كما يلي : الاختلاف عن سفيان الثوري .
(( تخريج الحديث ))
الأول : يروى عنه ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن عبدالله بن باباه ، عن عبدالله بن عمرو - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثاني : يروى عنه ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن عبدالله بن عباس - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثالث : يروى عنه ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن أبي العباس : السائب بن فروخ ،عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
تخريج الوجه الأول :
( سفيان الثوري ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن عبدالله بن باباه ، عن عبدالله بن عمرو - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
تفرد به محمد بن كثير من هذا الوجه عن سفيان الثوري.
رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 5/68.
تخريج الوجه الثاني :
( سفيان الثوري ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن عبدالله بن عباس - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
تفرد به المسيب بن شريك من هذا الوجه عن سفيان الثوري.
رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 5/68-69، وفي الجزء الثاني من الوخشيات ل41.
تخريج الوجه الثالث :
( سفيان الثوري ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن أبي العباس : السائب بن فروخ ،عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
يرويه من هذا الوجه عن سفيان الثوري أربعة :
1- يحيى بن سعيد القطان.(1/611)
رواه البخاري في صحيحه ، كتاب : الأدب ، باب ( 3 ):لا يجاهد إلا بإذن الأبوين 4/86 ح( 5972 ) ، و مسلم في صحيحه ، كتاب : البر والصلة والآداب ، باب ( 1 ) بر الوالدين ، وأنهما أحق به، 4/1975 ح( 2549 ) ، والترمذي في سننه ، أبواب فضائل الجهاد ، باب ( 28 ) : ما جاء فيمن خرج في الغزو وترك أبويه 3/300 ح 1671.
ورواه النسائي في سننه ، كتاب : الجهاد ، باب ( 5 ) : الرخصة في التخلف لمن له والدان 3/317 ح( 3103) ، وابن شاهين في فضائل الأعمال ص 279 ح 294.
2- محمد بن كثير العبدي .
رواه عنه البخاري في صحيحه ، كتاب : الأدب ، باب ( 3 ):لا يجاهد إلا بإذن الأبوين 4/86 ح 5972 ، وعنه أيضاً رواه أبو داود في سننه ، كتاب : الجهاد ، باب ( 33 ) : في الرجل يغزو وأبواه كارهان 2/21 ح( 2528 ) ، ورواه ابن حبان كما في انظر الإحسان ، كتاب : البر والإحسان ، باب ( 2 ) : حق الوالدين 2/164ح(420 ) ، وأبو نعيم في الجزء الثاني من الوخشيات ( ضمن مجموع ) ل41 ، و البيهقي في شعب الإيمان 6/176 ح (7825) .
3- وكيع بن الجراح .
رواه عنه أبو بكر بن أبي شيبة في المصنف 6/517 ، وعنه : رواه مسلم في صحيحه ، كتاب : البر والصلة والآداب ، باب ( 1 ) بر الوالدين ، وأنهما أحق به، 4/1975 ح (2549 ) ، ورواه عن وكيع أيضاً الإمام أحمد في المسند 11/414 ح (6811).
4- عبد الرزاق بن همام الصنعاني.
رواه في المصنف 5/175 ح( 9284 ).
(( تراجم الرواة ))
أولاً : ترجمة مدار الحديث .
سفيان بن سعيد الثوري .
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 1 ).
ثانياً : ترجمة راوي الوجه الأول.
محمد بن كثير العبدي.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 8 ).
ثالثاً : ترجمة راوي الوجه الثاني .
المسيب بن شريك أبو سعيد التميمي الشقري الكوفي .
روى عن : الأعمش ، وسفيان الثوري .
روى عنه : القاسم بن هاشم .(1/612)
قال ابن سعد :" كان ضعيفا في الحديث لا يحتج به " ، قال يحيى بن معين : " ليس بشيء ".
وقال الإمام أحمد : " ترك الناس حديثه " ، وسأله ابنه عبد الله فقال :" قلت : لأبي ترى المسيب بن شريك كان يكذب ؟ قال : "معاذ الله ولكنه كان يخطىء " ، وقال البخاري :" سكتوا عنه " ، وقال مسلم :"متروك " ، وقال النسائي :" متروك الحديث " ، وقال الدارقطني " ضعيف " ، وقال ابن حبان :" كان شيخاً صالحاً كثير الغفلة لم تكن صناعة الحديث من شأنه يروي فيخطئ ، ويحدث فَيَهمُ من حيث لا يعلم فظهر من حديثه المعضلات التي يرويها عن الإثبات لا يجوز الاحتجاج به ، ولا الرواية عنه إلا على سبيل التعجب " (1).
رابعاً : تراجم رواة الوجه الثالث.
يحيى بن سعيد القطان.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 8 ).
محمد بن كثير العبدي.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 8 ).
وكيع بن الجراح.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 1 )
عبد الرزاق بن همام الصنعاني.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 12 ).
(( دراسة الاختلاف ))
يتبين من تخريج الحديث أنه قد اختلف عن سفيان الثوري من ثلاثة أوجه :-
الأول : يرويه محمد بن كثير العبدي ، عن سفيان الثوري ، عن حبيب بن أبي ثابت عن عبد الله بن باباه عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنه -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثاني : يرويه المسيب بن شريك ، عن سفيان الثوري ، عن حبيب بن أبي ثابت عن عبد الله بن باباه عن عبد الله بن عباس - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
__________
(1) ينظر :العلل ومعرفة الرجال عن الإمام أحمد 2/558 ، الضعفاء والمتروكين للبخاري ص115 ت 361 ، الكنى لمسلم 1/363 ت 1327 ، الضعفاء والمتروكين للنسائي ص238 ت 571 ، الضعفاء والمتروكين للدارقطني ت508، المجروحين لابن حبان 3/24 ، ميزان الاعتدال 4/114 ت 8544 ، لسان الميزان 6/47 ت 8458.(1/613)
الثالث : يرويه يحيى بن سعيد القطان ، و محمد بن كثير العبدي ، ووكيع بن الجراح ، وعبد الرزاق بن همام الصنعاني أربعتهم ، عن سفيان الثوري ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن أبي العباس ، عن عبد الله بن عباس - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
وبعد النظر في حال المدار ، وأحوال الرواة المختلفين يكون الوجه الثالث هو الراجح ، وقرائن ترجيحه:
أن رواة هذا الوجه أرجح صفة وعدداً ، فقد رواه بهذا الوجه جماعة فيهم أوثق أصحاب الثوري ، وخالفهم في الوجه الأول أحد الرواة وهذا الطريق خطأ عن محمد بن كثير رواه عنه محمد بن محمد بن حيان أبو جعفر التمار( لا يعرف ) (1) والصحيح عن محمد بن كثير مارواه عنه البخاري على الوجه الثالث ، أما الوجه الثاني فخالف أحد الرواة المتروكين رواية الجماعة.
المتابعات لسفيان الثوري بروايته على الوجه الأول تؤيد رجحانه كما سيأتي.
أن الحديث من هذا الوجه مخرج في الصحيحين.
**************
الاختلاف عن مسعر بن كدام.
(( تخريج الحديث ))
الحديث يرويه مسعر بن كدام واختلف عنه من ثلاثة أوجه :
الأول : يروى عنه ، عن حبيب بن أبي ثابت ،عن عبد الله بن باباه ،عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثاني : يروى عنه ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن أبي العباس ، عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثالث : يروى عنه ، عن محمد بن جحادة ، عن أنس بن مالك ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
تخريج الوجه الأول :
( مسعر بن كدام ، عن حبيب بن أبي ثابت ،عن عبد الله بن باباه ،عن عبد الله بن عمرو عن النبي - صلى الله عليه وسلم - )
يرويه عبد العزيز بن إبان من هذا الوجه عن مسعر بن كدام.
__________
(1) لم أجدله ترجمة في كتاب التراجم إلا في كتاب المقتنى في سرد الكنى 1/149 ت 1123.(1/614)
رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 5/68 ، وفي الجزء الثاني من الوخشيات ل41.
تخريج الوجه الثاني :
( مسعر بن كدام ،عن حبيب بن أبي ثابت ، عن أبي العباس ، عن عبد الله بن عمرو ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
يرويه من هذا الوجه عن مسعر بن كدام اثنا عشر راوياً :
يزيد بن هارون.
رواه عنه الإمام أحمد في المسند 11/102 ح( 6544 ) ، ورواه أبو عوانه في البر والصلة كما في إتحاف المهرة 9/457 ح( 11669 ).
وكيع بن الجراح .
رواه عنه أبو بكر بن أبي شيبة في المصنف 6/517 ، وعنه مسلم في صحيحه ، كتاب : البر والصلة والآداب ، 4/1975 ح ( 2549 ) ، وعن وكيع رواه أيضاً الإمام أحمد عن في المسند 11/414 ح (6811).
3-محمد بن بشر العبدي.
رواه مسلم في صحيحه ، الموضع السابق.
4- عبد الله بن محمد بن المغيرة.
رواه الطبراني في المعجم الأوسط 9/18 ح 8998.
5- إسحاق بن يوسف الأزرق.
رواه الخطيب في تاريخ بغداد 5/3.
أبو نعيم : الفضل بن دكين .
رواه تمام الرازي كما في الروض البسام 4/7 ح( 1242 )، وأبو عوانه في البر والصلة كما في إتحاف المهرة 9/457 ح( 11669)،وأبو نعيم في وفي الجزء الثاني من الوخشيات ل41.
عبيد الله بن موسى.
رواه تمام الرازي كما في الروض البسام 4/7 ح( 1242 )، وأبو عوانه في البر والصلة كما في إتحاف المهرة 9/457 ح( 11669 ).
8-خالد بن عبد الرحمن .
رواه تمام كما في الروض البسام 4/7 ح( 1241 ) ، وأبو عوانه في البر والصلة كما في إتحاف المهرة 9/457 ح( 11669 ).
9 –سليمان التيمي.
رواه أبو عوانه في البر والصلة كما في إتحاف المهرة 9/457 ح( 11669 ) ، وذكره أبو نعيم في حلية الأولياء 5/66 ، وأبو نعيم في الجزء الثاني من الوخشيات ل41.
10- علي بن قادم.
11- مصعب بن المقدام.
رواه أبو عوانه في البر والصلة كما في إتحاف المهرة 9/457 ح( 11669 ).
12- سفيان بن عيينة.(1/615)
رواه عنه الحميدي في المسند 2/267 ح ( 585 ، ومن طريقه : رواه أبو نعيم في الجزء الثاني من الوخشيات ( ضمن مجموع ) ل41.
تخريج الوجه الثالث :
( مسعر بن كدام ، عن محمد بن جحادة ، عن أنس بن مالك ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
يرويه الحسن بن قتيبة من هذا الوجه عن مسعر بن كدام.
رواه أبو نعيم حلية في 5/63-64 ، و7/224 ، وقال :" غريب من حديث مسعر ومحمد بن جحادة " ، وفي الجزء الثاني من الوخشيات ( ضمن مجموع ) ل41.
(( تراجم الرواة ))
أولاً : ترجمة مدار الحديث.
مسعر بن كدام .
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 1) .
ترجمة راوي الوجه الأول
عبد العزيز بن أبان بن محمد بن عبد الله الأموي السعيدي أبو خالد الكوفي [ ت ].
روى عن : إبراهيم بن طهمان ، و إسرائيل بن يونس ، وسفيان الثوري .
روى عنه : إبراهيم بن الحارث البغدادي ، وأحمد بن محمد الكوفي .
قال يحيى بن معين :" كذاب خبيث يضع الحديث " ، وقال :" وضع أحاديث عن سفيان لم يكن بشيء " ، وقال البخاري :" تركوه " ، وقال النسائي :" متروك " ، قال أبو حاتم : " لا يشتغل به تركوه لا يكتب حديثه " ، وقال أبو زرعة :" ضعيف " ، قال ابن حجر :" متروك ، وكذبه يحيى بن معين " (1).
ثالثاً : تراجم رواة الوجه الثاني.
يزيد بن هارون.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 38 ).
وكيع بن الجراح
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 1 ).
محمد بن بشر العبدي
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 1 ).
عبد الله بن محمد بن المغيرة
ضعيف ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 50 ).
إسحاق بن يوسف الأزرق .
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 30 ) .
أبو نعيم : الفضل بن دكين .
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 2 ) .
عبيد الله بن موسى.
__________
(1) ينظر : سؤالات ابن الجنيد ليحيى بن معين ص 293 ت 82 ، الجرح والتعديل 5/ 377 ت 1767 ، تهذيب الكمال 18/107 ت 3434، تقريب التهذيب ص 610 ت 4111.(1/616)
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 37 ).
خالد بن عبد الرحمن الخرساني أبو الهيثم المروذي [ د س ].
روى عن : سفيان الثوري ، وشعبة بن الحجاج ، ومسعر بن كدام.
روى عنه : بحر بن نصر ،وعيسى بن أحمد العسقلاني ،ومحمد بن إبراهيم الصوري .
قال يحيى بن معين :" ثقة " ، وقال أبو زرعة وأبو حاتم ، " لا بأس به " ،
وقال العقيلي :" في حفظه شيئ " وذكر له حديثاً معلاً ، ولكن قال الذهبي :" لعل الخطأ من غيره "، وقال ابن حجر :" صدوق ، له أوهام " (1) .
سليمان بن طرخان التيمي أبو المعتمر البصري ، [ ع ].
روى عن : مسعر بن كدام ، وثابت البناني
روى عنه : سفيان الثوري ، وشعبة بن الحجاج ، ابنه المعتمر.
قال ابن سعد ، ويحيى بن معين ، والإمام أحمد ، والعجلي ، والنسائي ،وابن حجر :" ثقة ".
مات سنة ثلاث وأربعين ومائة (2).
علي بن قادم الخزاعي ، أبو الحسن الكوفي ، [ د ت ص ]
روى عن : سفيان الثوري ، وسليمان الأعمش ، وشعبة بن الحجاج.
روى عنه : إسماعيل بن إسحاق الكوفي ، وأبو نعيم الفضل بن دكين .
__________
(1) ينظر : الجرح والتعديل 3/341 ت 1540 ، سؤالات الحاكم للدارقطني تهذيب الكمال 8/120 ت 1629 ، تقريب التهذيب ص 288 ت 1661.
(2) ينظر : الطبقات الكبرى 7/252 ، تاريخ يحيى بن معين رواية الدارمي ص 8 ت 36 ، تهذيب الكمال 15/ 5 ت 2531 ، تقريب التهذيب ص 409 ت 2590.(1/617)
قال ابن سعد :" منكر الحديث ، شديد التشيع " ، قال يحيى بن معين :" ضعيف " ، وقال أبو حاتم :" محله الصدق " ، وقال العجلي :" كوفي ، ثقة " ، وقال ابن عدي :" ونقم على علي بن قادم أحاديث رواها عن الثوري غير محفوظة وهو ممن يكتب حديثه " ، وذكره الذهبي في المغني في الضعفاء ، وقال ابن حجر :" صدوق ، يتشيع " ، مات سنة اثنتي عشرة ومئتين (1).
مصعب بن المقدام الخثعمي ، أبو عبد الله الكوفي [م ت س ق].
روى عن : إسرائيل بن يونس م ق والحسن بن صالح ، ومسعر بن كدام.
روى عنه : أحمد بن داود الحداني ، وأبو بكر بن أبي شيبة .
قال يحيى بن معين ، والدارقطني :" ثقة "، وذكره بن حبان في الثقات ، وانزله عن هذا الرتبة ابن معين حيث قال :" ما أرى به بأساً " ، وقال أبو داود:" لا بأس به " ، وقال أبو حاتم :" صالح " ، وأنزله عن مراتب التعديل علي بن المديني فقال :" ضعيف " ، ويبين هذا الاختلاف الإمام أحمد بن حنبل حين قال :" كان رجلاً صالحاً رأيت له كتاباً فإذا هو كثير الخطأ ثم نظرت في حديثه فإذا أحاديثه متقاربة عن الثوري "، ولذلك قال ابن حجر
:" صدوق له أوهام " ، مات سنة ثلاث ومائتين (2).
سفيان بن عيينة.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 4 )
ترجمة راوي الوجه الثالث :
الحسن بن قتيبة الخزاعي المدائني.
متروك ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 37 ).
(( دراسة الاختلاف ))
__________
(1) ينظر : الطبقات الكبرى 6/404 ، الجرح والتعديل 6/201ت1107 ، الكامل 5/201 ، تهذيب الكمال 21/106 ت4122 ، المغني في الضعفاء2/453 ت 4316 تقريب التهذيب ص 703 ت 4819.
(2) ينظر : الجرح والتعديل 8/308 ت 1426 ،سؤالات الآجري لأبي داود 1/136 ت 91 ، الثقات لابن حبان 9/175 ،سؤالات البرقاني ص 67 ت 507 ، تاريخ بغداد 13/110 ، تهذيب الكمال 28/43 ت 5990 ، تهذيب التهذيب 10/150 ، تقريب التهذيب ص 946 ت 6741 .(1/618)
يتبين من تخريج الحديث أنه قد اختلف عن مسعر بن كدام من ثلاثة أوجه :-
الأول :يرويه عبد العزيز بن أبان ، عن مسعر بن كدام عن حبيب بن أبي ثابت ،عن عبد الله بن باباه ،عن عبد الله بن عمرو عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثاني : يزيد بن هارون ، ووكيع بن الجراح ، ومحمد بن بشر العبدي ، عبد الله بن محمد بن المغيرة ، أبو نعيم : الفضل بن دكين ، عبيد الله بن موسى ، وخالد بن عبد الرحمن ، وسليمان التيمي ، وعلي بن قادم ، ومصعب بن المقدام ، وسفيان بن عيينة جميعهم عن مسعر بن كدام ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن أبي العباس ، عن عبد الله بن عمرو ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثالث : يرويه الحسن بن قتيبة ، عن مسعر بن كدام ، عن محمد بن جحادة ، عن أنس بن مالك ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
وبعد النظر في حال المدار ، وأحوال الرواة المختلفين يكون الوجه الثاني هو الراجح ، وقرائن ترجيحه :
1- أن هذا الوجه من رواية الأرجح صفة وعدداً ، فقد رواه بهذا الوجه اثنا عشر راوياً ، وخالفهم في الوجهين الأول والثالث ، راويان متروكان ، وقد أخطأ راوي الوجه الثالث فيه ودخل له حديث في حديث ، فحديث أنس بن مالك - رضي الله عنه - جاء بلفظ :" أن فتى من الأنصار قال يا رسول الله إني أريد الجهاد وليس لي مال أتجهز به فقال :" اذهب إلى فلان الأنصاري فإنه قد كان تجهز ومرض ، فقل : إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرئك السلام ويقول لك : أدفع إلي ما تجهزت به ، فقال : له ذلك ، فقال : يا فلانة ادفعي إليه ما جهزتني به ، ولا تحبسي عنه شيئاً فإنك والله إن حبستي عنه شيئاً لا يبارك الله لك فيه " .
رواه الإمام أحمد في المسند 3/207 ، وأبو يعلى في مسنده 6/49 ح ( 3293 ) ، وحديث محمد بن جحادة إنما يروى عنه ، عن الحسن البصري مرسلاً ، قال :" جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال:"(1/619)
إني أريد الجهاد فقال هل لك من حوبة (1) قال نعم قال فاجلس عندها " رواه عبد الرزاق في المصنف 5/175 ح ( 9286 ) ، وأبو بكر بن أبي شيبة المصنف ، كتاب السير ، باب ( 146 ) : الرجل يغزو ووالده حيان أله ذلك ؟ 6/517 ح ( 33455 ) ، ومحمد بن جحادة أدرك أنس بن مالك - رضي الله عنه - وروى عنه ،
2- المتابعات للمدار بروايته على هذا الوجه.
3- أن الحديث من هذا الوجه مخرج في صحيح مسلم.
قال أبو نعيم :" والصحيح المشهور مسعر ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن أبي العباس الشاعر - واسمه : السائب بن فروخ - عن عبدالله بن عمرو بن العاص ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - " (2).
********************
الاختلاف عن شعبة بن الحجاج .
(( تخريج الحديث ))
الحديث يرويه شعبة بن الحجاج ، واختلف عنه من وجهين :
الأول : يروى عنه ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن عبدالله بن باباه ، عن عبدالله بن عمرو، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثاني : يروى عنه ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن أبي العباس ، عن عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
تخريج الوجه الأول :
( شعبة بن الحجاج ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن عبدالله بن باباه ، عن عبدالله بن عمرو عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
تفرد به بكر بن بكار من هذا الوجه عن شعبة بن الحجاج.
رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 5/68، وفي الجزء الثاني من الوخشيات ( ضمن مجموع ) ل41.
تخريج الوجه الثاني :
__________
(1) حوبة : قال أبو عبيد الهروي :" يعني ما تأثم فيه إن ضيعته من حرمة ، وبعض أهل العلم يتأوله على الأم خاصة ، وهي عندي كل حرمة تضيع إن تركتها من أم أو أخت أو بنت ، أو غير ذلك " ، غريب الحديث 2/ 273 ، وقال الخطابي :" ويقال : إنها إنما سميت حوبة لما في تضييعها من الحوب وهو الإثم " ، غريب الحديث 1/607.
(2) حلية الأولياء 7/224.(1/620)
( شعبة بن الحجاج ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن أبي العباس ، عن عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
يرويه من هذا الوجه عن شعبة بن الحجاج اثنا عشر راوياً :
آدم بن أبي إياس.
رواه عنه البخاري في صحيحه ، كتاب : الجهاد ، باب ( 138 ) : باب الجهاد بإذن الأبوين 2/359 ح( 3004) ، ورواه البيهقي في السنن الكبرى 9/25.
يحيى بن سعيد القطان.
رواه البخاري في صحيحه ، كتاب : الأدب ، باب ( 3 ):لا يجاهد إلا بإذن الأبوين 4/86 ح( 5972) ، ومسلم في صحيحه ، كتاب : البر والصلة والآداب ، باب ( 1 ) بر الوالدين ، وأنهما أحق به، 4/1975 ح( 2549) ، والترمذي في سننه ، أبواب فضائل الجهاد ، باب ( 28 ) : ما جاء فيمن خرج في الغزو وترك أبويه 3/300 ح( 1671 ) ، و النسائي في سننه ، كتاب : الجهاد ، باب ( 5 ) : الرخصة في التخلف لمن له والدان 3/317 ح ( 3103 ) ، و ابن شاهين في فضائل الأعمال ص 279 ح 294.
معاذ بن معاذ.
رواه مسلم في كتاب : البر والصلة والآداب ، باب ( 1 ) بر الوالدين ، وأنهما أحق به، 4/1975 ح( 2549 ).
محمد بن جعفر.
رواه عنه الإمام أحمد في المسند 11/377 ح( 6765 ).
علي بن الجعد.
رواه عنه البخاري في الأدب المفرد ص 21 ح20 ، وعنه أيضاً أبو القاسم البغوي في الجعديات 1/184 ح( 546 ) ،ومن طريقه : رواه الحسين بن مسعود البغوي في شرح السنة 10/377 ح ( 2638 )، ورواه ابن حبان كما في الإحسان ، كتاب : البر والإحسان ، باب ( 2 ) : ما جاء في الطاعات وثوابها 2/21 ح 318.
عبد الرحمن بن مهدي.
حجاج بن محمد المصيصي.
محمد بن أبي عدي
رواه الحسن المروزي في البر والصلة ص 25 ح( 51 ) ، والحسين بن مسعود البغوي في شرح السنة 10/377 .
بهز بن أسد.
رواه عنه الإمام أحمد في المسند 11/415 ح( 6812 ) و 11/445 ح( 6858 ).
10- عفان بن مسلم.
رواه عنه الإمام أحمد في المسند 11/445 ح( 6858 )و 11/634 ح( 7062 ).(1/621)
11- أبو داود الطيالسي.
رواه في المسند 4/13 ح( 2368 ) ، ومن طريقه : رواه الخطيب البغدادي في الجامع لأخلاق الراوي والسامع 2/229.
12- يحيى بن أبي بكير.
رواه أبو عوانه في البر والصلة كما في إتحاف المهرة 9/457 ح( 11669).
(( تراجم الرواة ))
أولاً : ترجمة مدار الحديث.
شعبة بن الحجاج.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 4 ).
ثانياً : ترجمة راوي الوجه الأول.
بكر بن بكار أبو عمر القيسي ، الكوفي ، [ س ].
روى عن : شعبة ، وأبى حرة ، وسعد بن أوس .
روى عنه : محمد بن مرزوق البصري ، وحجاج بن الشاعر ،ويونس بن حبيب .
قال يحيى بن معين :"ليس بشيء " ،وقال أبو حاتم ، وأبو زرعة :" ليس بالقوي " و قال النسائي :"ليس بثقة " ، وقال ابن حجر :" ضعيف " ، وخالف من سبق أبو عاصم النبيل فقال :" ثقة "، وتوسط غيره فذكره ابن حبان في الثقات وقال :" ربما يخطىء " ، وقال ابن عدي :" ولبكر بن بكار أحاديث حسان غرائب صالحة ، وهو ممن يكتب حديثه وله غير ما ذكرت وليس حديثه بالمنكر جداً" ، ولعل من حسن حاله لغير الرواية ، ومن ضعفه فبسبب روايته قال ابن حجر :" وله نسخة سمعناها بعلو وفيها مناكير ضعفوه بسببها" (1) .
ثالثاً : تراجم رواة الوجه الثاني.
آدم بن أبي إياس.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 35 ) .
يحيى بن سعيد القطان.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 8 )
معاذ بن معاذ العنبري.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 11) .
محمد بن جعفر.
__________
(1) ينظر : تاريخ يحيى بن معين رواية الدوري 4/209 ، الجرح والتعديل ، سؤالات البرذعي لأبي زرعة 1/343 ، الضعفاء والمتروكين للنسائي ص 161ت 87 ، الثقات لابن حبان 8/164 ، الكامل 2/31 ، ميزان الاعتدال ، تهذيب التهذيب 1/420 ، تقريب التهذيب ص 175 ت 744 ، ولم يذكره المزي في تهذيب الكمال مع أن له أثراً واحداً في سنن النسائي رواية ابن الأحمر ، وهو في السنن الكبرى 1/143.(1/622)
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 10 ).
علي بن الجعد.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 35) .
عبد الرحمن بن مهدي.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 8 ) .
حجاج بن محمد المصيصي (1) ، أبو محمد الأعور [ ع ].
روى عن : شعبة بن الحجاج ، وإسرائيل بن يونس ، وابن جريج .
روى عنه : الإمام أحمد ، ويحيى بن معين ، ومحمد بن يحيى الذهلي.
وقال ابن سعد :" كان ثقة صدوقًا ، إن شاء اللَّه ، وكان قد تغير في آخر عمره حين رجع بغداد" ، وقال الإمام أحمد :" ما كان أضبطه وأصح حديثه ، وأشد تعاهده للحروف"، وقال علي بن المديني ، والنسائي :" ثقة "، وقال أبو حاتم :" صدوق " ، وذكره ابن حبان في الثقات ، وقال ابن حجر :" ثقة ثبت لكنه اختلط في آخر عمره لما قدم بغداد قبل موته" ، قال عبد اللَّه بن أحمد :" قلت لأبي : كان حجاج بن محمد اختلط ؟ قال : نعم كان اختلط بآخرة ، في آخر عمره".
وقال الذهبي :" ما هو تغيراً يضر … كان من أبناء الثمانين ، وحديثه في دواوين الإسلام ، ولا أعلم له شيئًا أنكر عليه مع سعة علمه " ، مات سنة ست ومائتين (2)
__________
(1) المصيصي : بكسر الميم والياء المنقوطة باثنتين من تحتها بين الصادين المهملتين الأولى مشددة ، هذه النسبة إلى بلدة كبيرة على ساحل بحر الشام يقال لها المصيصة . الأنساب 4/315 ، المصيصة : مدينة على شاطيء جيحان من ثغور الشام بين أنطاكية وبلاد الروم . معجم البلدان 5/169
(2) ينظر : الطبقات الكبرى 7/240 ،العلل ومعرفة الرجال عن الإمام أحمد 2/317 ت 2402 التاريخ الكبير 2/380 ت 2840 ، الجرح والتعديل 3/166 ، الثقات لابن حبان 8/201 ، تاريخ بغداد 8/238 ، سير أعلام النبلاء 9/447 ت 169، تهذيب الكمال 5/451 ت 1127، تقريب التهذيب ص 224 ت 1144.
قلت : ولم يذكره ابن الكيال في الكواكب النيرات ، وقد استدرك عليه المحقق فأورد له ترجمة ص 456 ت 4 ، وكذلك لم يذكره برهان الحلبي في الاغتباط وقد استدرك عليه محقق الكتاب فأورد له ترجمة ص 83 ت 21 .(1/623)
.
محمد بن أبي عدي.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 11) .
بهز بن أسد العمي.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 35 ).
عفان بن مسلم.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 35 ) .
أبو داود الطيالسي.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 11 ).
يحيى بن أبي بكير واسمه نسر ، أبو زكريا الكرماني [ ع ].
روى عن : شعبة بن الحجاج ، وإسرائيل بن يونس، وزائدة بن قدامة.
روى عنه : أحمد بن سعيد الدارمي ، وزهير بن حرب، وعباس الدوري.
قال يحيى بن معين ، وعلي بن المديني ، والعجلي ، والذهبي ، وابن حجر :" ثقة " ، وذكره بن حبان في كتاب الثقات ، وقال أبو حاتم :" صدوق " .
مات سنة ثمان أو تسع ومائتين (1).
(( دراسة الاختلاف ))
يتبين من تخريج الحديث أنه قد اختلف عن شعبة بن الحجاج من وجهين :
الأول : يرويه بكر بن بكار ، عن شعبة بن الحجاج ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن عبدالله بن باباه ، عن عبدالله بن عمرو ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثاني : يرويه آدم بن أبي إياس ، ويحيى بن سعيد القطان ، ومعاذ بن معاذ العنبري ، ومحمد بن جعفر ، وعلي بن الجعد ، وعبد الرحمن بن مهدي ، وحجاج بن محمد المصيصي ، ومحمد بن أبي عدي ، وبهز بن أسد العمي ، وعفان بن مسلم ، وأبو داود الطيالسي ، ويحيى بن أبي بكير جميعهم عن شعبة بن الحجاج ، عن حبيب بن أبي ثابت ،عن أبي العباس ، عن عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
وبعد النظر في حال المدار ، وأحوال الرواة المختلفين يكون الوجه الثاني هو الراجح وقرائن ترجيحه:
__________
(1) ينظر :تاريخ يحيى بن معين رواية الدارمي ص228 ت 877 ، الجرح والتعديل 9/ 124 ت 557 ، الثقات لابن حبان 9/257 ، معرفة الثقات 2/348 ت 1963 ، تهذيب الكمال 31/245 ت 6797 ، الكاشف 2/362 ت 6142 ، تقريب التهذيب ص 1050 ت 7566.(1/624)
أن هذا الوجه من رواية الأرجح صفة وعدداً فقد رواه بهذا الوجه عن شعبة اثنا عشر راوياً فيهم أوثق أصحاب شعبة ، محمد بن جعفر ، ويحيى بن سعيد ، وأبو داود الطيالسي ، ومعاذ بن معاذ ، ومحمد بن أبي عدي (1) ، والمخالف لهم في الوجه الأول راوٍ واحد لا يصل إلى مرتبة أحدهم فكيف بهم جميعاً.
أن هذا الوجه مخرج في الصحيحين.
المتابعات لشعبة بن الحجاج تؤيد رجحان هذا الوجه.
****************
الاختلاف عن الأعمش : سليمان بن مهران :
(( تخريج الحديث ))
الحديث يرويه الأعمش واختلف عنه من وجهين :
الأول :يروى عنه ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن عبدالله بن باباه ، عن عبدالله بن عمرو - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثاني : يروى عنه ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن أبي العباس ، عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
تخريج الوجه الأول :
( الأعمش ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن عبدالله بن باباه ، عن عبدالله بن عمرو - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - )
تفرد به محمد بن عبد الله بن كناسة من هذا الوجه عن الأعمش.
رواه الطحاوي في شرح مشكل الآثار 5/363 ح ( 2118 ) ، وأبو عمر السمرقندي في الفوائد المنتقاة الحسان العوالي ص 110 ح ( 58 ) ، والدولابي في الكنى 2/369 ح ( 3054 ) ، وأبو نعيم في حلية الأولياء 5/68 ، وأبو بكر بن خلاد في عوالي الحارث بن أبي أسامة ص 56 ح ( 59 ) ، و الخطيب البغدادي في موضح أوهام الجمع والتفريق 1/312 ، وأبو طاهر السلفي في معجم السفر ص183 ح( 583).
تخريج الوجه الثاني :
(الأعمش ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن أبي العباس ، عن عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
يروه من هذا الوجه عن الأعمش خمسة :
1-أبو إسحاق الفزاري.
__________
(1) شرح علل الترمذي 2/513-515.(1/625)
رواه مسلم في صحيحه ، كتاب : البر والصلة والآداب ، باب ( 1 ) بر الوالدين ، وأنهما أحق به، 4/1975 ح( 2549 )، وأبو عوانه في البر والصلة كما في إتحاف المهرة 9/457 ح( 11669 ) ، والبيهقي في السنن الكبرى 9/25 ، وأبو نعيم في الجزء الثاني من الوخشيات ( ضمن مجموع ) ل41.
2-زائدة بن قدامة.
رواه مسلم في صحيحه ، كتاب : البر والصلة والآداب ، باب ( 1 ) بر الوالدين ، وأنهما أحق به، 4/1975 ح (2549 ) ، وأبو نعيم في الجزء الثاني من الوخشيات ل41.
3- أبو حفص الأبار.
رواه أبو القاسم الأصبهاني في الترغيب والترهيب 1/276-277 ح( 435 ).
4- عبيد الله بن موسى.
رواه أبو عوانه في البر والصلة كما في إتحاف المهرة 9/457 ح 11669.
(( تراجم الرواة ))
أولاً : ترجمة مدار الحديث.
الأعمش : سليمان بن مهران.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 6 ).
ثانياً : ترجمة راوي الوجه الأول.
محمد بن عبد الله بن عبد الأعلى،المعروف بابن كناسة وكناسة لقب أبيه عبد الله [ س ].
روى عن : سليمان الأعمش ، ومسعر بن كدام ، وهشام بن عروة.
روى عنه : زهير بن حرب ، وأحمد بن منصور الرمادي ، ويعقوب بن شيبة.
قال يحيى بن معين ، وعلي بن المديني ، وأبو داود ، ، ويعقوب بن شيبة :" ثقة".
وقال أبو حاتم :" كان صاحب أخبار يكتب حديثه ، ولا يحتج به " ، وقال ابن حجر :" صدوق " ، والذي يظهر أنه ثقة ، لأنه قول الجماعة ، أما قول أبي حاتم فيه فهو معروف بالتشدد.
مات سنة تسع ومائتين(1).
ثالثاً : تراجم رواة الوجه الثاني:
1- إبراهيم بن محمد بن الحارث بن أسماء بن خارجة ، أبو إسحاق الفزاري[ع ]
قال يحيى بن معين:" ثقة ، ثقة " ، وقال أبو حاتم :" الثقة المأمون الإمام " ، وقال النسائي :" ثقة مأمون ، أحد الأئمة " ، وقال ابن حجر:" ثقة حافظ " .
__________
(1) ينظر :الجرح والتعديل 7/ ت 1628 ، تاريخ بغداد 5/407 ، تهذيب الكمال 25/492 ت 5353 ، تقريب التهذيب ص 862 ت 6065 .(1/626)
مات سنة خمس وثمانين ومائة (1).
2- زائدة بن قدامة
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 11 ).
3-أبو حفص : عمر بن عبد الرحمن الأبار.
صدوق ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 29 ).
4- عبيد الله بن موسى العبسي.
ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 37 ).
(( دراسة الاختلاف ))
يتبين من تخريج الحديث أنه قد اختلف عن الأعمش من وجهين :
الأول :يرويه محمد بن عبد الله بن كناسة ، عن الأعمش ، عن حبيب بن أبي ثابت عن عبدالله بن باباه عن عبدالله بن عمرو - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثاني : يرويه أبو إسحاق الفزاري ، وزائدة بن قدامة ، وأبو حفص الأبار ، و عبيد الله بن موسى ، ومعاوية بن عمرو ، خمستهم عن الأعمش ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن أبي العباس ، عن عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
وبعد النظر في حال المدار ، وأحوال الرواة المختلفين يكون الوجه الثاني هو الراجح وقرائن ترجيحه:
أن هذا الوجه من رواية الأرجح عدداً ، فقد رواه عن الأعمش أربعة ، وخالفهم راوٍ واحد في الوجه الأول.
أن الحديث بهذا الوجه مخرج في صحيح مسلم.
المتابعات للأعمش بروايته على هذا الوجه.
****************
الاختلاف عن حبيب بن أبي ثابت.
(( تخريج الحديث ))
الحديث يرويه حبيب بن أبي ثابت ، واختلف عنه من وجهين :-
الأول : يروى عنه ،عن أبي العباس ، عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الثاني : يروى عنه ، عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
تخريج الوجه الأول :
( حبيب بن أبي ثابت ، عن أبي العباس ، عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنه - ،عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ).
__________
(1) ينظر :تاريخ يحيى بن معين رواية الدارمي ص 62 ت 96 ، الجرح والتعديل 2/129 ، تهذيب الكمال 2/167 ت 225 ، تقريب التهذيب ص 113 ت 232 .(1/627)