الأحاديث والآثار التي تكلم عليها
الشيخ سليمان العلوان
في
شرحه لتجريد التوحيد للمقريزي
تصحيحاً أو تضعيفاً
إعداد
أبو المهند القصيمي
غفر الله له ولوالديه ولمشايخه ولجميع المسلمين
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
إنَّ الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله؛ فلا مضل له، ومن يضلل؛ فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ(102)} [آل عمران]. {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً(1)} [النساء]. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً(70)يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً(71)} [الأحزاب].
أما بعد:
فهذه جملة من الأحاديث التي تكلم عليها الشيخ سليمان العلوان عليها تصحيحاً أو تضعيفاً في شرحه النفيس على كتاب تجريد التوحيد للعلامة المقريزي ورتبت الأحاديث على حسب ورودها في الأشرطة وما تكرر فلا أوردها وأحياناً يتكرر ويكون فيه زيادة فأورده وأحياناً يورد بعض الأحاديث مستشهداً بها ولا يتكلم عن صحتها من ضعفها فأوردها ، و لا أدعي أنني أحصيت جميع الأحاديث بل قد يكون فاتني شيء فاغفروا التقصير والزلل والله أسأل أن يغفر لي وللشيخ ولوالدي ولزوجي وأن يصلح النية والذرية .
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيرا ،،،(1/1)
وكتبه /
أبو المهند القصيمي
Saleh1427@hotmail.com
[ الشريط الأول ]
1- حديث ( كل أمرٍ ذي بال لا يبدأ ببسم الله الرحمن الرحيم فهو أقطع ) وهذا الخبر ضعيف بالاتفاق وقد رواه الخطيب في الجامع والسُبكي في طبقات الشافعية وفي إسناده ابن الجَنَدي وهو ضعيف الحديث ، وفي الخبر اضطراب أيضاً . والمحفوظ في هذا الخبر حديث : ( كل أمرٍ ذي بال لا يبدأ بالحمد ) . على إرساله وهو المحفوظ ، أما الأول فهو منكرٌ جدا ولا يصح .
3- حديث عاصم ابن كُلَيب عن أبيه عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : ( كُل خطبة ليس فيها تشهد فهي كاليدِ الجَذْمًاء ) رواه أبو عيسى الترمذي وأبو داودٍ وفي صحته اختلاف .
4- حديث أبي إسحاق السَبيعي عن أبي الأحوص عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال : ( كان رسول - صلى الله عليه وسلم - يعلمنا خطبة الحاجة كما يعلمنا السورة من القرآن (( إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهدي الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله )) وفي رواية (( وأشهد أن محمداً عبده ورسوله )) رواه أهل السنن وغيرهم وإسناده صحيح.
[ الشريط الثاني ]
5- جاء في مسند الإمام أحمد رحمه الله من طريق شيبان النحوي عن أشعث ابن أبي الشعثاء عن رجل من بني مالك قال رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بسوق ذي المجاز يتخللها ويقول : ( يا أيها الناس قولوا لا إله إلا الله تفلحوا ) وإذا رجل يتبعه ويقول يا أيها الناس : لا تسمعوا لهذا الصابئ وهو أبو لهب هذا الرجل.
[ الشريط الثالث ]
6- الأثر المشهور في قصة إلقاء إبراهيم في النار (( أن جبريل أعترض له في الهواء فقال : ألك حاجة قال : أما إليك فلا )) هذا الأثر لا أصل له والصوفية يحتجون به على ترك الأسباب مع أنه يمكن أن يحتج به على تعلق إبراهيم بالله ولكن لا أصل له .(1/2)
7- المروي عن ابن عباس (( كفر دون كفر )) هذا لا يصح عنه رواه الحاكم في المستدرك من طريق هشام بن حُجير عن طاووس عن ابن عباس . وهشام ابن حجير ضعيف ضَّعفه ابن أحمد ويحيى وطوائف ، وقد خُولف في الإسناد فرواه عبد الله بن طاووس عن أبيه في غير ما رواه هشام . وعبد الله بن طاووس أوثق من هشام فرواية هشام منكرة لا يحتج بها .
[ الشريط الرابع ]
8- من مات على لا إله إلا الله دخل الجنة كما في سنن أبي داود من حديث صالح ابن أبي عَريب عن كثير بن مرة عن معاذ بن جبل أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ( من كان آخر كلامه من الدنيا لا إله إلا الله دخل الجنة ).
9- عن الحميري عن ابن زياد عن أبي أمامة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ( من قرأ آية الكرسي دبر كلا صلاة لا يمنعه دخول الجنة إلا الموت ) حديث صحيح رواه النسائي في عمل اليوم والليلة صححه ابن حبان وابن عبد الهادي وجماعة من أهل العلم.
[ الشريط الخامس ]
10- قُرِء { مالك يوم الدين } وقُرِءَ { ملِكِ يوم الدين } ، ملك جاءت في سنن أبي داود في كتاب صلاة الاستسقاء من طريق يونس عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها عن النبي - صلى الله عليه وسلم - حين خطب الناس للاستسقاء ، قال أبو داود رحمه الله تعالى عقب هذا الخبر وهذا حديث غريب إسناده جيد ، وأهل المدينة يقرءون { ملِكِ يوم الدين } وإن هذا الحديث حجةٌ لهم .
وهذه القراءة هي قراءةُ ابن كثير ونافع ، وأبي عمرو ، وابن عامر ، وحمزة .بينما قرأ عاصم والكسائي { ماَلِك يوم الدين } .والملك أبلغ من المالك فكل مَلِكٍ مالك ، وليس كل مالك ملكا .
11- قال سعد بن وقاص للنبي - صلى الله عليه وسلم - أي الناس أشد بلاء ؟ قال: ( الأنبياء فالأمثل فالأمثل ، ويتبلى الرجل على حسب دينه فإن كان في دينه صلابة زيد في بلاءه وإلا خفف عنه الابتلاء ) والحديث رواه أبو عيسى وقال هذا حديث حسن صحيح .(1/3)
12- أقام النبي - صلى الله عليه وسلم - مسحوراً أربعين يوماً ، جاء هذا في رواية أبي ضمرة عند الإسماعيلي كما أشار ذلك الحافظ ابن حجر ، وفي صحة هذه اللفظة نظر .
فقد جاء الخبر في الصحيحين من طُرق ، عن هشام بن عروة ، رواه عيسى بن يونس ، ورواه أبو شامة ، ورواه ابن نمير ، ولم يذكر واحد منهم أربعين يوماً ، وكذلك لم يذكر واحد منهم ستة أشهر كما ذكر ذلك وهيب في روايته عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة ، جاء هذا في مسند الإمام أحمد وصحح هذه الرواية الحافظ ابن حجر رحمه الله في فتح الباري ، وفي ذلك نظر .فلو دام سحره ستة أشهر ، لاستفاض الأمر ولتواتر ولجاء نقله عن جمعٍ عظيم من الصحابة ، فحين تفردت به النقل عائشة لقربها من النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وتفرد بالنقل عن عائشة عروة وتفرد بالنقل عن عروة هشام ، عُلِمَ أن الأمر مادام كثيراً ، وإنما كانت فترته قصيرة ، الله أعلم بتحديدها .
13- قال المؤلف : ( وكانت عقد السحر إحدى عشرة عقدة ) : قال الشيخ سليمان : جاء هذا عند البيهقي في دلائل النبوة من حديث ابن عباس وجاء ذلك أيضاً عند ابن سعد في الطبقات ولا يصح من ذلك شيء .
14- قال المؤلف: ( فأنزل الله المعوذتين إحدى عشرة آية فانحلت بكل آية عقدة ) قال الشيخ سليمان : وفي ذلك نظر ، ففي الحديث السابق حديث جرير عن بيان المخرج في صحيح الإمام مسلم عن قيس بن أبي حازم عن عقبة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ( ألم ترى آيات أنزلت الليلة لم يرى مثلهن قط ) ، { قل أعوذ برب الفلق } ، { قل أعوذ برب الناس } . وليس في شيء من طرق هذا الحديث تقييد ذلك بالسحر ، أو ربط ذلك بوقوع السحر والحديث الوارد حديث ابن عباس المتعلق بقضية أن الله حين أنزل هذه الآيات انحلت بكل آية عقدة هذا غير صحيح ولم يثبت في ذلك خبر يمكن الاعتماد عليه .
[ الشريط السابع ](1/4)
15- في سنن أبي داود من طريق يحيى بن حارث الذماري عن القاسم بن أبي عبد الرحمن عن أبي أمامة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( من أحب في الله وأبغض في الله ، وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان ).
[ الشريط الثامن ]
16- قال المؤلف : (ولهذا شبههم- أي القدرية - الصحابة - رضي الله عنهم - بالمجوس ، كما ثبت عن ابن عمر و ابن عباس - رضي الله عنهم - .وقد روى أهل السنن فيهم ذلك مرفوعا أنهم مجوس هذه الأمة ) قال الشارح : قوله ( قد روى أهل السنن ) الصحيح أنه لم يروي هذا الحديث كل أهل السنن .
وإنما رواه أبو داود من طريق عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه عن ابن عمر وفيه انقطاع ، سلمة ابن دينار لم يسمع من ابن عمر .
قال علي بن المديني لم يسمع سلمة من أحد من الصحابة إلا جندبا ، والحديث أيضاً رواه أحمد من طريق عمر بن عبد الله مولى غفره عن ابن عمر مرفوعاً وفيه ضعف ، قال ابن معين عن عمر بأنه ضعيف وقد رجح الدارقطني رحمه الله تعالى في العلل وقفه على ابن عمر .
ورواه ابن ماجة أيضاً من حديث جابر وفيه لين .
والآثار الواردة بأن القدرية مجوس هذه الأمة لا يثبت في رفع شيء منها حديث ، وقد صحت عن الصحابة - رضي الله عنهم - . وهي موجودة في دواوين أهل الإسلام المشهورة .
[ الشريط التاسع ]
17- ورد عند الإمام ابن عدي في الكامل ، والخطيب في تاريخ بغداد ، عن جابر بن عبد الله أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ( الحجر الأسود يمين الله في الأرض ) وهذا في إسناده إسحاق بن بشر الكاهلي وهو متهم بالوضع . وقد أحسن ابن العربي حين قال: هذا حديث باطل فلا يلتفت إليه. وقد أورده ابن الجوزي في العلل المتناهية .
وقد جاء هذا الخبر موقوفاً عند ابن قتيبة من طريق إبراهيم الخوزي عن عطاء عن ابن عباس ، وإبراهيم الخوزي متروك الحديث قاله الإمام أحمد وغيره ، فالخبر لا يصح مطلقاً لا مرفوعاً ولا موقوفاً ..(1/5)
18- استلام الركنين الحجر الأسود والركن اليماني يحطان الخطايا حطا ، كما جاء في مسند أحمد بسند قوي .
19- قال - صلى الله عليه وسلم - : ( إن من شرار الناس من تدركهم الساعة وهم أحياء والذين يتخذون القبور مساجد ). وهذا الخبر رواه البخاري معلقا دون (( آخره أيضاً )) .ورواه مسلم من طريق شعبة عن علي بن الأقمر عن أبي الأحوص عن عبد الله أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ( لا تقوم الساعة إلا على شرار الناس ) ورواه الإمام أحمد في مسنده من طريق عاصم بن بهدلة عن أبي وائل عن ابن مسعود باللفظ الذي ذكره المؤلف: (( إن من شرار الناس من تدركهم الساعة وهم أحياء والذين يتخذون القبور مساجد )) . وقد حسن إسناده شيخ الإسلام ابن تيمية والحافظ الذهبي .
20- قال - صلى الله عليه وسلم -: ( لعن الله زُوَّاراتِ القبور والمتخذين عليها المساجد والسرج ). الحديث الذي فيه ( والمتخذين عليها المساجد والسرج ) جاء بلفظ ( لعن الله زائرات القبور ) والحديث الذي فيه (( لعن الله زوارات القبور )) جاء بغير الزيادة ( والمتخذين عليها المساجد والسرج ) .
هذا الحديث: ( لعن الله زائرات القبور والمتخذين عليها المساجد والسرج ) رواه الإمام أحمد رحمه الله تعالى وأبو داود والنسائي والترمذي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه . من طريق محمد بن جُحادة عن أبي صالح عن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وأبو صالح هو باذان قال عنه الإمام مسلم (( أبو صالح اتقى الناس حديثه ولا يثبت له سماع من ابن عباس )) .
والشطر الأول: (( لعن الله زائرات القبور )) له شواهد سوف يأتي .
والشطر الثاني: ((والمتخذين عليها المساجد والسرج )) قوله (( والمتخذين عليها المساجد )) هذه اللفظة متواترة ، تواترت النصوص عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في تحريم اتخاذ القبور على المساجد والعكس .
قوله: (( والسرج )) الاتفاق قائم على تحريم إيقاد المقابر وجعل السرج عليها .(1/6)
ولكن قالت طائفة: بالتحريم و قالت طائفة: بالكراهية ولم يرخص أحدٌ بالجواز مطلقاً .
إنما رخص طائفة أهل العلم للحاجة والضرورة وهذا واضح من فعل النبي - صلى الله عليه وسلم - وفعل الصحابة ، كأن نريد أن ندفن الرجل ليلاً فلا مانع من أن نستصعب سراجاً لدلالة الطريق دون تنوير كل المقبرة . وإنما نُنَوِّر ما نحتاج إليه دون فتح المجال لتنوير كل المقبرة قوله: ( لعن الله زائرات القبور ) ، روى الإمام أبو عيسى الترمذي رحمه الله تعالى عن قتيبة ابن سعيد قال حدثنا أبو عوانة عن عمر ابن أبي سلمه عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ( لعن زوارات القبور ) قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح .
ورواه ابن حبان في الصحيح بلفظ (( لعن الله زائرات القبور )) .
21- ترى بعض الأغبياء والجهلة يقرأ بعض سور من القرآن عند هذا القبر ولاسيما قراءة سورة يس ، ولا يصح في (( يس )) حديث صحيح ولا يثبت في (( يس )) حديث ، كل الأحاديث الواردة في (( يس )) ضعيفة مطلقاً بدون استثناء ، كل حديث ورد في فضل يس أو في قراءة (( يس )) عند الاحتضار أو في غير ذلك كلها ضعيفة لا يصح فيها حديث فكيف بقراءتها عند القبور .
22- قال - صلى الله عليه وسلم - ( اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ) هذا الحديث رواه مالك في الموطأ ، وابن سعد في الطبقات من طريق زيد ابن أسلم عن عطاء بن يسار عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وعطاء بن يسار تابعي وليس بصحابي فالحديث مرسل صحيح .
ورواه ابن عجلان عن زيد بن أسلم مرسلا ، ولم يذكر عطاء والأول أصح ، وللحديث شاهد رواه الإمام أحمد والحميدي في مسنده من طريق حمزة بن المغيرة الكوفي عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ( اللهم لا تجعل قبري وثناً يعبد ، اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ) .(1/7)
وحمزة بن المغيرة قال عنه ابن معين ليس به بأس ، والحديث إسناده جيد .
[ الشريط العاشر ]
23- قد يستدل بعض أغبيائهم وجهلتهم- أي عباد القبور - بحديث قد اختلقوه وهو مشهور في مصنفات عباد القبور والأوثان وهو: (( إذا أعيتكم الأمور فعليكم بأصحاب القبور )) أو بالآخر (( لو حَسَّن أحدكم ظنه بحجر لنفعه ذلك )) وهذان الخبران كذب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد وُضعا لإحياء دين المشركين وملة عَمْرُو بن لُحي وبطلان هذا مما يُعلم بالضرورة من دين المسلمين .
24- روى الإمام أحمد من حديث عبد الرحمن بن ثوبان عن حسان بن عطية عن أبي منيب الجرشي عن ابن عمر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ( من تشبَّه بقوم فهو منهم ) .قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى في الاقتضاء: إسناده جيد ، وظاهره يقتضي كفر التشبه بهم ، وأقل أحواله التحريم.
25- قوله - صلى الله عليه وسلم - : ( لا ينبغي لأحد أن يسجد لأحد إلا لله ) هذا الخبر رواه ابن حبان بنحوه وذلك في صحيحه من طريق أبي أسامة قال حدثنا محمد بن عمرو بن علقمة بن وقاص عن أبي سلمة عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
ورواه الترمذي من طريق النضر بن شُمَيل عن محمد بن عمرو بلفظ ( لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها ) قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه محمد بن عمرو صدوق ، إذا تفرد بأصل لم يوافقه غيره ففي حديثه نظر ، وقد وثقه جماعة ، وصحح له الترمذي وابن حبان وجماعة .
ولكن لهذا الحديث شواهد تدل على أن له أصلا ، وأن محمد بن عمرو قد ضبطه ، من شواهده حديث معاذ عند أحمد وفيه ضعف ، وحديث قيس بن سعد عند أبي داود ، وحديث عائشة عند أحمد وابن ماجه ، وحديث أنس عند أحمد والنسائي في عِشْرَة النساء ، فهذه الشواهد يقوي بعضها بعضاً وتدل على أن للحديث أصلا .(1/8)
26- ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - : أنه قال له رجل : ما شاء الله وشئت قال (( أجعلت لله ندا ؟ قل ما شاء الله وحده ) : والصحيح في هذا الخبر واللفظ في المسند (( أجعلتني لله عِدلا قل ما شاء الله وحده )) وهذا الحديث رواه الإمام أحمد عن طريق الأجلح بن عبد الله عن يزيد بن الأصم عن ابن عباس ورواته ثقات.
وفي الأجلح بن عبد الله خلاف ، وقد وثقه ابن معين والعجلي ، وقال أبو حاتم ليس بالقوي يكتب حديثه ولا يحتج به .
وقال يحيى القطان: في نفسي منه شيء .
وقال النسائي: ضعيف ليس بذلك .
وتوسط فيه ابن عدي رحمه الله فقال: له أحاديث صالحة يروي عنه الكوفيون وغيرهم ، ولم أجد له حديثاً منكراً مجاوزاً للحد لا إسناداً ولا متناً ، وهو عندي مستقيم الحديث صدوق .
وقد صحح هذا الحديث غير واحدٍ من أهل العلم .
27- قال المصنف : في مسند الإمام أحمد ( أن رجلاً أتي به للنبي - صلى الله عليه وسلم - قد أذنب ذنباً ، فلما وقف بين يديه قال اللهم إني أتوب إليك ولا أتوب إلى محمد فقال - صلى الله عليه وسلم -: (( عرف الحق لأهله )) ) وخرجه الحاكم من حديث الحسن عن الأسود بن سَريع وقال حديث صحيح ..قال الشارح : هذا الحديث رواه الإمام أحمد والحاكم من طريق محمد بن مصعب قال حدثنا سَلاَّم بن مسكين والمبارك بن فضالة عن الحسن البصري عن الأسود بن سريع (( صحابي جليل )) .
محمد بن مصعب الراوي عن ابن مسكين المبارك هو القُرقُساني قال عنه الإمام أحمد لا بأس به ، وقال ابن معين ليس بشيء . وقال النسائي: ضعيف وقال ابن خراش: منكر الحديث هذه العلة الأولى .
العلة الثانية : قال على بن المديني وابن منده والبزار لم يسمع الحسن البصري من الأسود بن سريع ، ولكن جاء في التاريخ الكبير للبخاري ما يدل على سماع الحسن من الأسود في الجملة . ولهذا أثبت بعض أهل العلم سماعه.
[ الشريط الخامس عشر ](1/9)
28- الجهمية ينفون محبة الله ، ويقولون: بأن الله لم يتخذ إبراهيم خليلاً ، ولم يكلم موسى تكليما .
زعم ذلك إمامهم الجعد بن درهم ، وحين اشتهرت مقالته في الآفاق ، انتدب لرد كيده وضلاله أئمة الهدى ومصابيح الدجى فبيَّنوا هذا الضلال وهذا الانحراف ، وحين لم يجدي فيه هذا الأمر وكابر فيما دلت عليه الأدلة السمعية وتجاوبت معه الفطر ، قام عليه خالد القسري ، وقام في الناس خطيبا وقال:
(( يا أيها الناس ضحوا تقبل الله ضحاياكم ، فإني مضحٍ بالجعد بن درهم ، فإنه زعم أن الله ما اتخذ إبراهيم خليلاً ولا كلم موسى تكليماً )) وإلى هذا المعنى أشار ابن القيم رحمه الله في نونيته بقوله:
وقد ضحى بجعد خالد الـ ... قسري يوم ذبائح القربانِ
إذ قال إبراهيم ليس خليله ... كلا ولا موسى الكليم الدانِ
شكر الضحية كل صاحب سنةٍ ... لله درك من أخي قربانِ
وأسانيد قتل خالد القسري للجعد بن درهم فيها جهالة ، غير أن هذه الحكاية مشهورة ، وقد رواها بالإسناد الإمام الدرامي رحمه الله في الرد على الجهمية ، وهو قريب العهد من ذلك ، وتارة الشهرة والاستفاضة وتلقي الحفاظ لمثل هذه الأمور مغني عن الأسانيد .
[ الشريط السادس عشر ]
29- وصى النبي - صلى الله عليه وسلم - معاذ بن جبل فقال: ( يا معاذ ، والله أني أحبك فلا تدع أن تقول في دبر كل صلاة: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ). وهذا الحديث رواه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي ، والحاكم وصححه ، وابن حبان وصححه من طُرق . عن المقرئ قال حدثنا حيوة بن شريح قال سمعت عقبة بن مسلم التُجيببي يقول حدثني أبو عبد الرحمن الحُبُلي عن الصُنابحي عن معاذ بن جبل وهذا إسنادٌ صحيح .(1/10)
30- جاء في مسند الإمام أحمد من حديث علي بن علي الرفاعي عن أبي المتوكل الناجي عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ( ما من مسلم يدعو بدعاء ليس فيه إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بإحدى ثلاث: إما أن تعجل له دعوته ، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها يدخرها له إلى يوم يلقاه قالوا: (( إذاً نكثر )) قال: (( الله أكثر )) .
31- روى أهل السنن من حديث ذر عن يُسيع الحضرمي ويقال الكندي عن النعمان بن بشير أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ( الدعاء هو العبادة ) وقرأ { وقال ربكم أدعوني أستجب لكم } .
.وورد في الحديث الآخر (( الدعاء مخ العبادة )) رواه أحمد وغيره وفي إسناد عبد الله بن لهيعة وهو سيء الحفظ . و ( الدعاء هو العبادة ) أعم وأشمل معنى .
32- الحديث المشهور أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ( إن الله قسم بينكم أخلاقكم ، كما قسم بينكم أرزاقكم ، وإن الله يعطي المال من يحب ومن لا يحب ، ولا يعطي الإيمان إلا من يحب ) .
رواه الحاكم ورواته ثقات ، وقد أُعل بالوقف ، وهذا قول الإمام الدار قطني رحمه الله في كتابه العلل . فقد صحح وقفه على عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - .
[ الشريط السابع عشر ]
33- قول ابن عباس رضي الله عنهما: (( الإيمان بالقدر نظام التوحيد فمن آمن بالله وكذَّب بقدره نقض تكذيبه توحيد )) . رواه عبد الله بن الإمام أحمد في كتاب السنة ، والآجري واللالكائي وابن بطه في الإبانة ، وغيرهم من طريق سفيان الثوري عن عمر بن محمد رجل من ولد عمر بن الخطاب عن رجل عن ابن عباس رضي الله عنهما ، وهذا إسناد فيه إبهام ولا يصح .(1/11)
34- صح عند أبي داوود وابن ماجه وأحمد وغيرهما من طريق أبي سنان عن وهب ابن خالد عن ابن الديلمي فيما يرويه عن ابن مسعود وأُبي بن كعب أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ( لو أنفقت مِثل أحدٍ ذهباً في سبيل الله ما قبله الله تعالى منك حتى تؤمن بالقدر ، وتعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك ).
35- قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ( إذا استعنت فاستعن بالله ) رواه الترمذي وغيره من حديث ابن عباس رضي الله عنهما وإسناده صحيح .
[ الشريط الثامن عشر ]
36- الأصيرم واسمه عمرو بن ثابت حين شهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله قُتل فدخل الجنة ، قال - صلى الله عليه وسلم -: ( عَمِلَ قليلاً وأُجِر كثيرا ) الحديث رواه أحمد وغيره بسند جيد.
37- قال ابن مسعود - رضي الله عنه -: (( كم من مريد للحق لم يصبه )) رواه الدارمي وغيره بسند قوي.
[ الشريط التاسع عشر ]
38- جاء في حديث حماد بن سلمه عن ثابت البناني عن أنس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ( لقد أوذيت في الله وما يُؤْذى أحد وأخفت في الله وما يخاف أحد ، ولقد أتت عليّ ثلاث ما بين يوم وليلة وما لي ولعيالي طعام إلا ما يواري إبط بلال ) رواه الإمام أحمد وغيره بسند صحيح .
39- جاء عن سعيد بن المسيب بسند صحيح عند البيهقي وغيره: (( أنه رأى رجلاً يكثر من الصلاة بعد طلوع الفجر فزجره سعيد عن ذلك وخوفه بالله جل وعلا فقال الرجل: أيعذبني الله على الصلاة ؟! قال: لا يعذبك على الصلاة ولكن يعذبك على مخالفة السنة )) .
40- تواتر النقل عن الصحابة والتابعين وتتابعت كلماتهم يقولون: (( اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم ))(1/12)
41- روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ( أفضل الأعمال أحمزها ) أي أصعبها وأشقها . يقال: حَمُزَ الرجل: من باب ظَرُفَ أي أشتد . وهذا الأثر لا أصل له عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وقد أشار إلى ذلك المؤلف في قوله: (( ليس له أصل )) وهذا قول ابن القيم رحمه الله تعالى في مدارج السالكين.
42- روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ( من حج ولم يزرني فقد جفاني ) وهذا خبر موضوع على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والأدلة الصحيحة تخالف هذا وتناقضه .
43- روي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ( لو حسَّنَ أحدكم ظنه بحجر لنفعه ذلك ) وهذا الأثر مروي في الكتب الموضوعة وجاء في كتب غلاة الصوفية بدعوى التعلق بالله وحسن التوكل ونحو ذلك ، وهذا شرك برب العالمين .
44- الأصل أن المرأة عورة كما في حديث ابن مسعود - رضي الله عنه - عند الترمذي بسند صحيح: (( المرأة عورة )).
45- رواية: (( سفعاء الخدين )) هذه رواية جاءت في صحيح الإمام مسلم من طريق عبد الملك بن أبي سليمان عن عطاء عن جابر .
بينما الحديث رواه الإمام مسلم من طريق ابن جريح عن عطاء عن جابر بدون لفظه (( سفعاء الخدين )) (( امرأة من سطة الناس )) .
وقد سئل الإمام أحمد رحمه الله تعالى أيهما أرجح في عطاء ابن جريج أم عبد الملك ؟! فقال: ابن جريج إذاً رواية عبد الملك شاذة والحديث الذي جاء في الصحيحين من حديث ابن عباس بدون هذه اللفظة .
46- حديث عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان عن حسان ابن عطية عن أبي منيب الجرشي عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ( بعثت بالسيف حتى يُعْبَدَ الله وحده لا شريك له وجعل رزقي تحت ظل رمحي ) رواه الإمام أحمد رحمه الله تعالى بسند لا بأس به وقد قال عنه شيخ الإسلام رحمه الله تعالى في الاقتضاء إسناده جيد .(1/13)
47- النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين ، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ ) رواه أهل السنن بسند صحيح .
48- حديث أبي إسحاق السبيعي عن عاصم بن ضمرة عن علي - رضي الله عنه - قال: (( كان - صلى الله عليه وسلم - يصلي أربعاً قبل العصر )) وهذا إسناده جيد .
49- جاء في حديث محمد بن عمرو عن علقمة بن وقاص الليثي عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ( افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة وافترقت النصارى على اثنين وسبعين فرقة وسوف تفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة ) .
وجاء في حديث عبد الرحمن بن زياد الأفريقي حين سُئل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن هذه الفرقة قال: (( هم من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي )) وهذه الرواية ضعيفة ولكن معناها صحيح .
وجاء في حديث معاوية عند أبي داود وغيره قبل من هم يا رسول الله قال (( الجماعة )).
[ الشريط العشرون ]
50- قوله - صلى الله عليه وسلم - ( الخلق عيال الله وأحبهم إلى الله أنفعهم لعياله ) هذا الخبر رواه أبو يعلى في مسنده والبزار وغيرهما من طريق يوسف بن عطية قال حدثنا ثابت عن أنس بن مالك أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال ، وهذا إسنادٌ ضعيفٌ جداً ويوسف بن عطية متروك الحديث وقد حكي الاتفاق على ضعف هذا الخبر ، وهذا الصواب ، فإنه لا خلاف بين أهل الحديث في نكارة هذا الخبر .
51- قال - صلى الله عليه وسلم - : (فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب ) هذا جزء من حديث رواه أبو داود والترمذي وغيرهما من طريق عاصم بن رجاء بن حيوه عن داود بن جميل عن كثير بن قيس عن أبي الدرداء وهذا إسنادٌ ضعيف وفيه اختلاف .
ولكن لا ريب أن العالم أفضل من العابد ، وهذا ليس لكل عالم ، إنما هو للعالم العامل الذي جمع مع العلم العبادة(1/14)
52- قال - صلى الله عليه وسلم - : ( إن الله وملائكته يصلون معلمي الخير ) هذا الخبر رواه الترمذي رحمه الله من طريق سلمة بن رجاء قال حدثنا الوليد بن جميل قال حدثنا القاسم بن عبد الرحمن عن أبي أمامة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وهذا خبر لا يصح فيه عدة علل ، وقد قال الإمام أبو حاتم رحمه الله تعالى الوليد يروي مناكير عن القاسم ، والقاسم مختلفٌ فيه .
53- قال - صلى الله عليه وسلم - : ( إن العالم ليستغفر له من في السموات ومن في الأرض حتى الحيتان في البحر والنملة في جحرها ) هذا الحديث رواه الترمذي رحمه الله تعالى من طريق محمد بن يزيد الواسطي قال حدثنا عاصم بن رجاء بن حيوه عن قيس بن كثير ويقال كثير بن قيس ـ عن أبي الدرداء وأعله الترمذي بالانقطاع ، ورواه أبو داود وابن حبان وجماعة من طريق عاصم بن رجاء عن داود بن جميل عن كثير بن قيس عن الدرداء وفي داود بن جميل وكثير بن قيس كلام والخبر ضعيف قد جاء في إسناده اضطراب
54- الجهاد يكون باللسان ويكون باللسان ويكون بالمال ويكو بالنفس في سُنن أبي داود والنسائي من طريق جماد بن سلمه عن حميد الطويل عن أنس قال - صلى الله عليه وسلم -: ( جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم ) وهذا على قدر طاقة كل واحدٍ منا .
[ الشريط الحادي العشرون ]
54- قال أبو الدرداء - رضي الله عنه -: (( من فقه الرجل أن يقبل على صلاته وقلبه فارغ )) رواه البخاري في صحيحه معلقاً والإسناد صحيح .
55- جاء عند الترمذي أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ( الصلاة في أول وقتها ) غير أن هذه الرواية ضعيفة شاذة لا يمكن الاعتماد عليها .(1/15)
56- النبي - صلى الله عليه وسلم - همَّ بتحريق بيوت المتخلفين عن صلاة الجماعة والحديث متفق على صحته قال أبو هريرة - رضي الله عنه - قال النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ( لقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام ثم آمر رجلاً فيؤم الناس ثم أخالف إلى رجال لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم ) .
وقد جاء في رواية مسند الإمام أحمد رحمه الله (( لولا ما فيها من النساء والذرية )) وهذا الرواية ضعيفة شاذة لا تصح .
57- جاء في الموطأ من رواية مالك عن زياد ابن أبي زياد عن طلحة بن عُبيد الله بن كريز أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ( أفضل الدعاء دعاء يوم عرفة ، وأفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له ) وهذا حديث مرسل ولا يصح إلا مرسلاً ، وله شاهد عند الترمذي من رواية عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده ولا يصح أيضاً .
58- الروايات الواردة في الإكثار فيهن – أي عشر ذي الحجة - من التكبير والتهليل والتحميد لا يصح منها شيء وحديث أبي هريرة وفيه يعدل صيام كل يوم منها بصيام سنة وقيام كل ليلة منها بقيام ليلة القدر هذا رواه الترمذي وغيره وفي صحته نظر ، هذا الخبر ضعيف ولا يصح ، والمحفوظ في الباب حديث ابن عباس المتقدم .
59- وجاء في حديث حماد بن سلمه بن ثابت عن أنس - رضي الله عنه - قال - صلى الله عليه وسلم -: ( لقد أُوذيت في الله وما يُؤذى أحد وأُخفت في الله وما يخاف أحد ، ولقد أتت عليَّ ثلاث ما بين يوم وليلة وما لي ولعيالي طعام إلا ما يواري إبط بلال ) رواه الإمام أحمد في مسنده بسند صحيح .
60- ( المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم ) هذا لفظ حديث رواه الترمذي وغيره من طريق شعبة عن سليمان الأعمش عن يحيى بن وثاب عن شيخ من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قاله .(1/16)
قال الذهبي كان شعبة يرى أن هذا الشيخ هو ابن عمر رضي الله عنهما ، وقد جاء مصرحاً به عند ابن ماجه والطبراني .
61- قوله - صلى الله عليه وسلم - (( تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة )) ، رواه الترمذي وغيره من حديث ابن عباس وإسناده صحيح .
62- هذا الحديث روي عن طريق عبد الغني بن أبي عقيل ثنا يغنم بن سالم عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: (( كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جالساً في جماعة من أصحابه فقال من صام اليوم ؟ قال أبو بكر: أنا .. الخ )) وهذا الطريق موجود في التمهيد للإمام ابن عبد البر رحمه الله تعالى . وهذا الإسناد متروك قال الإمام ابن حبان رحمه الله تعالى: يغنم بن سالم كان يضع الحديث على أنس
وقال ابن يونس حَدَّث عن أنس فكذب ، وجزم بضعفه أبو حاتم وابن عدي وجماعة .
فلو وقف المؤلف على حديث أبي هريرة في مسلم لاستغنى به عن هذا الطريق الواهي وعن الاشتغال بذكر بعض الطرق الواهية .
[ الشريط الثاني العشرون ]
63- قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ( إنه من يعش منك فسيرى اختلافاً كثيراً فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهدين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثةٍ بدعة وكل بدعةٍ ضلالة ) الحديث رواه أهل السنن وغيرهم من حديث العرباض بن سارية وإسناده جيد .
64- جاء في حديث محمد بن عمرو بن علقمة بن وقاص الليثي عن أبي سلمه عن أبي هريرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ( افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة وسوف تفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار ) في رواية عبد الرحمن بن زياد حين سُئل النبي - صلى الله عليه وسلم - من هم قال: ( هم من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي ) وهذه الرواية شاذة . وعبد الرحمن بن زياد ضعيف الحديث .(1/17)
وفي رواية معاوية عند أبي داود وغيره (( هم الجماعة )) والسند صحيح ، والجماعة هم من كان على مثل ما عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - وعليه الصحابة .
وقد طعن في هذا الخبر كثير من المتأخرين لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ( كلها في النار ) فهؤلاء اعتقدوا أن المقصود التخليد في النار وحين أنكروا هذا الخبر وكذَّبوا بما لم يحيطوا به علماً ، وهذا خطأ من وجوه:
الوجه الأول: أنه لا يصح تضعيف الأحاديث الصحيحة بمثل هذه الطرق .
الوجه الثاني: أن من جهل شيئاً لا ينبغي أن يجعل جهله حجةً على علم غيره .
الوجه الثالث: أن هذا الخبر صحيح ، وقد صححه الأكابر من الحفاظ ومعناه يتوافق مع المعاني الأخرى في كتاب الله وفي سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .
65- قال المصنف :( فلو عذب أهل سماواته وأهل أرضه لعذبهم وهو غير ظالم لهم ، ولو رحمهم لكانت رحمته لهم خيراً لهم من أعمالهم ) قال الشارح : هذا جزء من حديث رواه أبو داود وغيره من طريق سفيان عن أبي سنان عن وهب بن خالد عن ابن الديلمي عن أُبي بن كعب عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وسنده جيد .
[ الشريط الرابع العشرون ]
66- قوله - صلى الله عليه وسلم -: ( يوشك أن يضرب الناس أكباد الإبل ولا يجدون عالماً أعلم من عالم المدينة ) رواه الإمام أحمد والترمذي من طريق ابن جريج عن أبي الزبير عن أبي صالح عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وقد رجح الإمام أحمد رحمه الله تعالى وقف هذا الخبر .
67- حديث: (( قدِّموا قرشياً ولا قدموها )) هذا الخبر ضعيف .
68- حديث شعيب ابن أبي حمزة عن ابن المنكدر عن جابر قال: (( كان آخر الأمرين ترك الوضوء مما مست النار ... )) وهذا الخبر معلول ، أعله أبو حاتم وأبو داود وابن حبان وجماعة ، وحكموا عليه بأنه مختصر .
الصواب: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أكل من كتف شاة ولم يتوضأ .
وكتبه /
أبو المهند القصيمي(1/18)
في صبيحة الثلاثاء 17 / 3 / 1429هـ في الساعة 6.24
Saleh1427@hotmail.com(1/19)