ذكر بني مروان
7565 - (خ) سعيد بن عمرو بن العاص قال: كنتُ مع مَرْوَانَ وأبي هريرة في مسجد النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، فسمعتُ أبا هريرة يقول: سمعتُ الصادقَ المصدوقَ يقول: «هَلاَكُ أُمَّتي على يَدَيْ أُغَيْلِمة (1) من قريش، فقال مروان: غِلْمة، قال أبو هريرة: إن شئتَ أن أُسَمِّيَهم بني فلان وبني فلان» أخرجه البخاري (2) .
وفي رواية: قال عمرو بن يحيى بن سعيد: أخبرني جَدّي قال: كنتُ جالساً مع أبي هريرة في مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بالمدينة، ومَعنا مروان، [ص:98] فقال أبو هريرة: سمعتُ الصادقَ المصدوقَ يقول: «هَلَكَةُ أُمَّتي على يَدِيْ غِلمة من قُريْش، قال مروان: لعنةُ الله عليهم [غِلَمة] ؟ فقال أبو هريرة: لو شئتُ أن أقولَ: بنو فلان لَفَعَلْتُ، قال: فكنت أخرج مع جدّي سعيد إلى الشام، حين مَلَكه بنو مروان، فإذا رآهم غلماناً أحداثاً، قال لنا: عسى هؤلاء الذين عَنى أبو هريرة، فقلت: أنتَ أعلم» هذه الرواية ذكرها رزين (3) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الصادق المصدوق) هو النبي - صلى الله عليه وسلم-، صَدَقَ في قوله وما أخبر به، وصُدِّق فيما جيء به إليه من الوحي.
(أُغَيْلِمة) تصغير: أغلمة في التقدير، وإن لم يجئ هذا اللفظ، استغناء عنه بِغلمة في جمع غلام.
__________
(1) وفي بعض النسخ: غلمة.
(2) 13 / 7 و 8 في الفتن، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: هلاك أمتي على أيدي أغيلمة سفهاء، وفي الأنبياء، باب علامات النبوة في الإسلام.
(3) رواية رزين هذه رواها أيضاً البخاري في الفتن، باب: هلاك أمتي على أيدي أغيلمة سفهاء.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/324) قال: حدثنا روح. والبخاري (4/242) قال: حدثنا أحمد بن محمد المكي. وفي (9/60) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل.
ثلاثتهم - روح بن عبادة، وأحمد بن محمد، وموسى بن إسماعيل - عن أبي أمية، عن عمر بن يحيى بن سعيد بن العاص الأموي. قال: أخبرني جدي سعيد بن عمرو بن سعيد، فذكره.(10/97)
ذكر الحجاج
7566 - (خ ت) الزبير بن عدي قال: «دَخَلْنا على أنس بن مالك فَشَكَوْنا إليه ما نَلْقى من الحجاج، فقال: اصبرُوا، لا يأتي عليكم زمان إلا الذي بعده شَرّ منه، حتى تلقَوْا ربَّكم، سمعتُ هذا من نبيكم» أخرجه البخاري والترمذي (1) .
__________
(1) رواه البخاري 13 / 17 و 18 في الفتن، باب لا يأتي زمان إلا والذي بعده شر منه، والترمذي رقم (2207) في الفتن، باب رقم (35) .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (3/117) قال: حدثنا ابن نمير، قال: أخبرنا مالك بن مغول. وفي (3/132 و 177) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان. وفي (3/179) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن سفيان. وفي (3/261) قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا مالك بن مغول. والبخاري (9/61) قال: حدثنا محمد بن يوسف، قال: حدثنا سفيان. والترمذي (2206) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن سفيان.
كلاهما - مالك بن مغول، وسفيان الثوري - عن الزبير بن عدي، فذكره.(10/98)
7567 - (ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «في ثقيف كذَّاب ومُبِير» أخرجه الترمذي (1) .
قال الترمذي: ويقال: الكذاب: المختار بن أبي عبيد، والمبير: الحجاج بن يوسف.
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(المبير) : المهلك، من البوار: الهلاك.
__________
(1) رقم (2221) في الفتن، باب ما جاء في ثقيف كذاب ومبير، حديث صحيح وهو جزء من حديث مسلم الذي تقدم رقم (7564) .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن: أخرجه أحمد (2/26) (4790) قال: حدثنا وكيع. وفي (2/87) (5607) قال: حدثنا أبو كامل. وفي (2/91) (5644) قال: حدثنا حجاج، وأسود بن عامر. وفي (2/92) (5665) قال: حدثنا هاشم. والترمذي (2220 و 3944) قال: حدثنا علي بن حجر، قال: حدثنا الفضل بن موسى. (ح) وحدثنا عبد الرحمن بن واقد.
سبعتهم - وكيع، وأبو كامل، وحجاج، وأسود، وهاشم، والفضل بن موسى، وعبد الرحمن بن واقد عن شريك، عن عبد الله بن عصم، فذكره.
* قال وكيع: وقال إسرائيل: ابن عصمة، قال وكيع: هو ابن عصم.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث شريك.(10/99)
7568 - (ت) هشام بن حسان قال: «أُحصِي ما قَتلَ الحجاجُ صبراً، فَوُجِدَ مائة ألف وعشرين ألفاً» أخرجه الترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(صبراً) قتلته صَبراً: إذا حبستَه على القتل، فكل من قتل في غير حرب ولا اختلاس - كمن يضرب عنقه، أو يحبس إلى أن يموت، أو يصلب، أو نحو ذلك من هيئات القتل - فهو مقتول صبراً.
__________
(1) رقم (2521) في الفتن، باب ما جاء في ثقيف كذاب ومبير، وإسناده إلى هشام بن حسان صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: أخرجه الترمذي تحت حديث (2220) وقال: حدثنا أبو داود سليمان بن سلم البلخي، قال: أخبرنا النضر بن شميل، عن هشام بن حسان، فذكره.(10/99)
أحاديث متفرقة
7569 - (خ) سعيد بن المسيب - رحمه الله - قال: «وَقَعَتِ الفِتْنَةُ الأولى - يعني مقتلَ عثمان - فلم يبق من أصحاب بدر أحد، ثم وقعت الفتنة [ص:100]
الثانية - يعني الحرةَ - فلم يبق من أصحاب الحديبية أحد، ثم وقعت الفتنة الثالثة، فلم ترتفع وبالناس طَباخ» أخرجه البخاري (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(طَباخ) أصل الطباخ: القوَّة والسِّمَن، ثم استعمل في غيره، فقيل: فلان لا طَباخ له، أي: لا عقل له ولا خير عنده، المراد: أنها لم تبق في الناس من الصحابة أحداً.
__________
(1) تعليقاً 7 / 250 في المغازي، باب شهود الملائكة بدراً، قال الحافظ في " الفتح ": وصله أبو نعيم في المستخرج من طريق أحمد بن حنبل عن يحيى بن سعيد القطان عن يحيى بن سعيد الأنصاري نحوه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
لم أقف عليه.(10/99)
7570 - (خ م) حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه - قال: كنا مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- فقال: «احصوا لي كم يَلْفِظُ الإسلامَ؟ فقلنا: يا رسولَ الله أتخافُ علينا ونحن ما بين الستمائة إلى السبعمائة؟ قال: إنكم لا تدرون، لعلكم أن تُبْتَلوْا، فَابتُلينا، حتى جعل الرجل منَّا لا يُصَلِّي إلا سِراً» . أخرجه البخاري ومسلم.
وللبخاري أنه قال: «اكتبوا لي من يلفظ بالإسلام من الناس، فكتبنا له ألفاً وخمسمائة رجل، فقلنا: أتخاف ونحن ألف وخمسمائة، فقد رأيتُنا ابتلينا، حتى إن الرجلَ ليصلي وحده وهو خائف» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 6 / 125 في الجهاد، باب كتابة الإمام الناس، ومسلم رقم (149) في الإيمان، باب الاستسرار بالإيمان للخائف.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1 - أخرجه أحمد (5/384) . ومسلم (1/91) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن عبد الله بن نمير، وأبو كريب. وابن ماجة (4029) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، وعلي بن محمد. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (3338) عن هناد.
ستتهم - أحمد بن حنبل، وأبو بكر، ومحمد بن عبد الله بن نمير، وأبو كريب، وعلي، وهناد - عن أبي معاوية.
2 - وأخرجه البخاري (4/87) قال: حدثنا محمد بن يوسف، قال: حدثنا سفيان.
3 - وأخرجه البخاري (4/87) قال: حدثنا عبدان، عن أبي حمزة.
ثلاثتهم - أبو معاوية، وسفيان، وأبو حمزة - عن الأعمش، عن شقيق، فذكره.(10/100)
7571 - (خ م) حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «لَيَرِدَنَّ على حوضي أقوام، ثم يَخْتَلِجون، فأقول: أصحابي، فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك» أخرجه البخاري ومسلم (1) .
وسيجيء في ذكر الحوض من «كتاب القيامة» في حرف القاف أحاديث كثيرة تتضمن أمثال هذا الحديث.
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يختلجون) خَلَجَه يخلِجه خَلْجاً، واختلجه، أي: جذبَه وانتزعه.
__________
(1) رواه البخاري تعليقاً 11 / 409 في الرقاق، باب الحوض، قال: وقال حصين عن أبي وائل عن حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد وصله مسلم رقم (2297) في الفضائل، باب إثبات حوض نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (5/388) قال: حدثنا عبد الصمد، قال: حدثنا عبد العزيز بن مسلم. وفي (5/393) قال: حدثنا سريج بن النعمان، قال: حدثنا هشيم. وفي (5/400) قال: حدثنا مؤمل، قال: حدثنا عبد العزيز - يعني ابن مسلم -. ومسلم (7/68) قال: حدثناه سعيد بن عمرو الأشعثي، قال: أخبرنا عبثر (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا ابن فضيل.
أربعتهم - عبد العزيز، وهشيم، وعبثر، وابن فضيل - عن حصين، عن أبي وائل، فذكره.(10/101)
7572 - (خ) المسيب بن رافع - رحمه الله - قال: لقِيتُ البراءَ، فقلتُ: «طوبى لك، صحبت النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-، وبايعته تحت الشجرة، فقال: يا ابن أخي إنك لا تدري ما أحدثناه بعده» أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) 7 / 346 في المغازي، باب غزوة الحديبية.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (5/159) قال: حدثني أحمد بن إشكاب، قال: حدثنا محمد بن فضيل، عن العلاء بن المسيب، عن أبيه، فذكره.(10/101)
7573 - (خ) خلف بن حوشب - رحمه الله - قال: كانوا يستحبُّون أن يتمثلوا بهذه الأبيات عند الفتن:
الحربُ أولُ ما تكون فَتيَّة ... تسعى بزينتها لكلِّ جَهُولِ [ص:102]
حتى إذا اشتعلتْ وشَب ضِرامها ... وَلَّتْ عجوزاً غيرَ ذاتِ حليلِ
شَمطاءُ يُنكَرُ لونُها وتغيَّرت ... مكروهة للشمِّ والتقبيلِ
أخرجه البخاري (1) .
ترجمة الأبواب التي أولها فاء ولم ترد في حرف الفاء
(الفيء) في كتاب الجهاد من حرف الجيم. (الفقر) في كتاب الزهد من حرف الزاي. (الفطرة) في كتاب الزينة من حرف الزاي. (الفَرَع) في كتاب الطعام من حرف الطاء.
__________
(1) ذكره البخاري تعليقاً 13 / 40 في الفتن، باب الفتنة التي تموج كموج البحر، قال الحافظ في " الفتح ": وصله البخاري في " التاريخ الصغير " عن عبد الله بن محمد المسندي عن سفيان بن عيينة عن خلف بن حوشب.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه البخاري تعليقا في الفتن باب الفتنة التي تموج كموج البحر. وقال الحافظ في «الفتح» (13/53) : وصله البخاري في «التاريخ الصغير» عن عبد الله بن محمد المسندي، حدثنا سفيان بن عيينة.
وقال أيضا: والمحفوظ أن الأبيات المذكورة لعمرو بن معد يكرب الزبيدي، كما جزم به أبو العباس المبرد في «الكامل» .(10/101)
بسم الله الرحمن الرحيم
حرف القاف
ويشتمل على تسعة كتب
كتاب القَدَر، كتاب القناعة، كتاب القضاء، كتاب القتل، كتاب القصاص، كتاب القسامة، كتاب القِراض، كتاب القصص، كتاب القيامة
الكتاب الأول: في القدر، وفيه عشرة فصول
الفصل الأول: في الإيمان بالقَدَرْ
7574 - (ت) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «لا يؤمنَ عبد، حتى يؤمنَ بالقدر خَيرِه وَشَرِّه من الله، وحتى يعلم أنَّ ما أصابه لم يكن ليُخطِئَه، وأن ما أخطأه لم يكن لِيُصِيبَهُ» أخرجه الترمذي (1) .
[ص:104]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(القدر والقضاء) قال الخطابي - رحمه الله -: قد يحسب كثير من الناس: أن معنى القدر من الله والقضاء: معنى الإجبار والقهر للعبد على ما قضاه وما قدَّره، ويتوهم أن قوله - صلى الله عليه وسلم-: «فحجَّ آدمُ موسى» من هذا الوجه، وليس كذلك، وإنما معناه: الإخبار عن تقدُّم علم الله بما يكون من أفعال العباد واكتسابهم، وصدورها عن تقدير منه، وخَلق لها خيرها وشرِّها، والقدر: اسم لما صدر مُقَدَّراً عن فعل القادر، كالهدْم، والنشر، والقبض: أسماء لما صدر من فعل الهادم، والناشر، والقابض، يقال: قَدَرت الشيء، وقدَّرته - خفيفة وثقيلة - بمعنى واحد، والقضاء في هذا: معناه: الخلق، كقوله تعالى: {فقضاهنَّ سبع سماوات في يومين} [فصلت: 12] أي: خلقهن، وإذا كان الأمر كذلك، فقد بقي عليهم من وراء علم الله فيهم: أفعالهم واكتسابهم، ومباشرتهم تلك الأمور، وملابستهم إياها عن قصد وتعمُّدٍ، وتقدُّم إرادة واختيار، فالحجة إنما تلزمهم بها، واللائمة تلحقهم عليها، وجماع القول في هذا: أنهما أمران لا ينفك أحدهما عن الآخر، لأن أحدهما بمنزلة الأساس، والآخر: بمنزلة البناء، فمن رام الفصل بينهما، فقد رام هدمَ البناء ونقضه، وإنما كان موضع الحجة لآدم عليه السلام على موسى عليه السلام: أن الله سبحانه كان قد علم من آدم أنه يتناول الشجرة، ويأكل منها، فكيف [ص:105] يمكنه أن يردَّ علم الله فيه، وأن يبطله بعد ذلك؟ وبيان هذا في قوله تعالى: {وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة} [البقرة: 30] فأخبر قبل كون آدم أنما خلقه للأرض، وأنه لا يتركه في الجنة حتى ينقله عنها إليها، وإنما كان تناوله الشجرة سبباً لوقوعه إلى الأرض التي خلق لها، وليكون فيها خليفة ووالياً على من فيها، وإنما أدلى آدم بالحجة على هذا المعنى، ودفع لائمة موسى عن نفسه، ولذلك قال: «أتلومني على أمر قد قدَّره الله عليَّ من قبل أن يخلقني؟» فقول موسى - وإن كان منه في النفوس شبهة، وفي ظاهره متعلق، لاحتجاجه بالسبب الذي جُعل أمارة لخروجه من الجنة - فقول آدم في تعلُّقه بالسبب الذي هو بمنزلة الأصيل أرجح وأقوى، والفَلَج قد يقع مع المعارضة بالترجيح، كما يقع بالبرهان الذي لا معارض له.
__________
(1) رقم (2145) في القدر، باب ما جاء في الإيمان بالقدر خيره وشره، وهو حديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (2144) قال: حدثنا أبو الخطاب زياد بن يحيى البصري، قال: حدثنا عبد الله بن ميمون، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، فذكره.
وقال: هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من حديث عبد الله بن ميمون، وعبد الله بن ميمون منكر الحديث.(10/103)
7575 - (د) ابن الديلمي رحمه الله - قال: «أتيتُ أُبَيَّ بنَ كعب فقلتُ له: قد وقع في نفسي شيء من القَدَر، فَحَدِّثْنِي، لَعَلَّ الله أن يُذِهبَه من قلبي، فقال: لو أن الله عَذَّب أهلَ سَمَاواتِهِ وأهْلَ أرِضِه عَذَّبهمْ وهو غيرُ ظالم لهم، ولو رَحمَهُمْ كانت رْحَمتُهُ خيراً لَهُمْ من أعْمَالِهمْ، ولو أنفَقْتَ مثلَ أُحد ذهباً في سبيل الله ما قَبِله الله منك حتى تؤمِنَ بالقَدَرِ، وتعلم أن ما أصابَكَ لم يكن لِيُخْطئَك، وأن ما أخطأكَ لم يكن ليصيبكَ، ولو مُتَّ على غير هذا: لدخلتَ النار، قال: ثم أتيتُ عبد الله بنَ مسعود، فقال مثل [ص:106] ذلك، قال: ثم أتيتُ حذيفةَ بنَ اليمان، فقال مثل ذلك، ثم أتيتُ زيدَ بن ثابت، فحدَّثني عن النبي - صلى الله عليه وسلم- مثل ذلك» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (4699) في السنة، باب القدر، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن: أخرجه أبو داود (4699) قال: حدثنا محمد بن كثير، قال: أخبرنا سفيان، عن أبي سنان، عن وهب بن خالد الحمصي، فذكره.(10/105)
7576 - (د ت) عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - قال لابنه عند الموت: يا بُني إنك لن تجدَ طَعْمَ حقيقة الإِيمان حتى تعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وأن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، فإني سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يَقولُ: «إنَّ أول ما خلق الله القلمُ، قال له: اكتب، قال: يا رب، وماذا أكتب؟ قال: اكتبْ مقاديرَ كلِّ شيء حتى تقومَ الساعة، يا بنيَّ، إنِّي سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقولُ: من مات على غير هذا فليس مني» . أخرجه أبو داود.
وفي رواية الترمذي: قال عبد الواحد بن سُلَيم: قَدِمْتُ مَكَّةَ، فلقيتُ عطاءَ بن أبى رباح، فقلتُ له: يا أبا محمد، إنَّ بالبصرة قوماً يقولون: لا قدر، فقال: يا بُنيَّ، أتقرأ القرآن؟ قلت: نعم، فقال: فاقرأ (الزخرف) فقرأْتُ {حم. والكتاب المبين. إنا جعلناه قرآناً عربيّاً لعلكم تعقلون. وإنَّه في أم الكتاب لدينا لَعَليٌّ حكيم} ثم قال: أتدري ما أُمُّ الكتاب؟ قلت: لا، قال: فإنه كتاب كتبه الله قبل أن يَخْلُقَ السماوات والأرض، فيه: إن فرعون من أهل النار، وفيه {تَبَّتْ يَدَا أبي لهبٍ وتبَّ} قال عطاء: [ص:107] ولقد لقيتُ الوليدَ بن عُبَادةَ بن الصامت، صاحبَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فسألته: ما كانت وصية أبيك لك عند الموت؟ فقال لي: دعاني فقال لي: يا بني، اتق الله، واعلم أنك لن تَتَّقِيَ الله حتى تؤمن بالله، وتؤمن بالقدَر كلِّه خيرِه وَشرِّه، وإن متَّ على غير هذا دخلتَ النار، إني سمعت رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: إن أولَ ما خلق الله القلمُ، فقال له: اكتب، قال: ما أكتب؟ قال: اكتب القدَر، فكتب ما كان وما هو كائن إلى الأبد (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (4700) في السنة، باب القدر، والترمذي رقم (2156) في القدر، باب رقم (17) ، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 5 / 317، وهو حديث صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده: أخرجه أبو داود (4700) قال: حدثنا جعفر بن مسافر الهذلي، قال: حدثنا يحيى بن حسان، قال: حدثنا الوليد بن رباح، عن إبراهيم بن أبي عبلة، عن أبي حفصة، فذكره.
ورواية الترمذي: أخرجها أحمد (5/317) قال: حدثنا أبو العلاء، الحسن بن سوار، قال: حدثنا ليث، عن معاوية، عن أيوب بن زياد، قال: حدثني عبادة بن الوليد بن عبادة. وفي (5/317) قال: حدثنا موسى بن داود، قال: حدثنا ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب. والترمذي (2155 و 3319) قال: حدثنا يحيى بن موسى، قال: حدثنا أبو داود الطيالسي، قال: حدثنا عبد الواحد بن سليم، قال: قدمت مكة فلقيت عطاء بن أبي رباح.
ثلاثتهم - عباد، ويزيد، وعطاء - عن الوليد بن عبادة بن الصامت، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث غريب من هذا الوجه، وقال في الموضع الآخر: حسن غريب.(10/106)
الفصل الثاني: في العمل مع القدر
7577 - (ت) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال: «خرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وفي يديه كتابان، فقال: أتدرون ما هذان الكتابان؟ قلنا: لا يا رسول الله، إلا أن تخبرنا، فقال للذي في يده اليمنى: هذا كتاب من رب العالمين، فيه أسماء أهل الجنة، وأسماء آبائهم وقبائلهم، [ص:108] ثم أجملَ على آخرهم، فلا يُزَاد فيهم ولا ينقص منهم أبداً، ثم قال للذي في شماله: هذا كتاب من رب العالمين، فيه أسماء أهل النار، وأسماء آبائهم وقبائلهم، ثم أجمل على آخرهم، فلا يُزاد فيهم ولا يُنْقَص منهم أبداً، قال أصحابه: ففيم العمل يا رسول الله إن كان أمر قد فُرِغَ منه؟ فقال: سَدّدُوا وقاربوا، فإن صاحبَ الجنة يُختمَ له بعمل أهل الجنة وإن عمل أيَّ عَمَل، وإن صاحب النار يختم له بعمل أهل النار وإن عمل أيَّ عمل، ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بيديه، فنبذهما، ثم قال: فرغ ربكم من العباد، فريق في الجنة، وفريق في السعير» أخرجه الترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(سدّدوا وقاربوا) السَّدَاد: الصواب في القول والعمل، والمقاربة: القصد فيهما.
(أجمل على آخرهم) أجملتُ الحسابَ: إذا جمعتَه وكملتَ أفراده، أي: جمعوا، يعني أهل الجنة وأهل النار عن آخرهم، وعُقدت جملتهم، فلا يتطرق إليها زيادة ولا نقصان.
__________
(1) رقم (2142) في القدر، ما جاء أن الله كتب كتاباً لأهل الجنة وأهل النار، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 2 / 167، وإسناده حسن، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: أخرجه أحمد (2/167) (6563) قال: حدثنا هاشم بن القاسم، قال: حدثنا ليث. والترمذي (2141) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا الليث. (ح) وحدثنا قتيبة، قال: حدثنا بكر بن مضر. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (8825) عن قتيبة، عن ليث، وبكر بن مضر.
كلاهما - الليث، وبكر - عن أبي قبيل، عن شفي بن ماتع، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب صحيح.(10/107)
7578 - (خ م د) عمران بن حصين - رضي الله عنه - قال: قال [ص:109] رجل: «يا رسول الله: أَعُلِمَ أهل الجنة من أهل النار؟ قال: نعم، قال: ففيم يعمل العاملون؟ قال: كلّ مُيَسَّر لما خُلق له» أخرجه مسلم وأبو داود.
وفي رواية البخاري «أيُعْرَفُ أهل الجنة من النار؟ قال: نعم، قال: فَلِمَ يعمل العاملون؟ قال: كلٌّ يعمل لما خُلِق له، أو لما يُسِّر له» .
ولمسلم من رواية أبي الأسود الدِّيلي، قال: قال لي عمران بن حصين: أرأيتَ ما يعمل الناسُ اليوم ويكدحون فيه، أَشيءُ قَضِيَ عليهم ومضى عليهم من قَدَرِ قد سبق، أو فيما يستقبلون به مما أتاهم به نَبِيُّهُمْ وثَبَتتِ الحجَّةُ عليهم؟ فقلت: بل شيء قُضيَ عليهم ومضى عليهم، قال: أفلا يكون ظُلْماً؟ قال: فَفَزِعتُ من ذلك فزعاً شديداً، وقلت: كل شيء خَلْقُ الله ومِلْكُ يده، فلا يُسأل عَمَّا يفعل وهم يُسألون، فقال لي: يرحَمُكَ الله، إني لم أُرِدْ بما سألتُكَ إلا لأحرِز عقلك، وإن رجلين من مُزَينة أتيا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فقالا: يا رسولَ الله، أرأيتَ ما يَعمَلُ الناسُ اليوم، ويَكْدَحون فيه، أشيء قُضِيَ عليهم ومضى فيهم من قَدَر [قد] سَبَق، أو فيما يستقبلون به مما أتاهم [به] نبيُّهم، وثبتت الحُجَّةُ عليهم؟ فقال: لا، بل شيء قضِيَ عليهم، ومضى فيهم، وتصديق ذلك في كتاب الله {ونَفْسٍ وَمَا سَوَّاها. فألْهَمَهَا فُجُورَها وَتَقْوَاهَا} [الشمس: 7، 8] (1) .
[ص:110]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يكدحون) الكدح: السعي والكسب والاجتهاد فيه، وكَدُّ النفس في طلبه.
__________
(1) رواه البخاري 11 / 431 و 432 في القدر، باب جف القلم على علم الله، وفي التوحيد، باب قول الله تعالى: {ولقد يسرنا القرآن للذكر} ، ومسلم رقم (2649) في القدر، باب كيفية الخلق الآدمي في بطن أمه، وأبو داود رقم (4709) في السنة، باب القدر.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (4/427) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة (ح) وحجاج، قال: أخبرنا شعبة. وفي (4/431) قال: حدثنا إسماعيل. والبخاري (8/153) . وفي «خلق أفعال العباد» صفحة (35) قال: حدثنا آدم، قال: حدثنا شعبة. وفي (9/195) . وفي «خلق أفعال العباد» صفحة (36) قال: حدثنا أبو معمر، قال: حدثنا عبد الوارث. وفي «خلق أفعال العباد» صفحة (36) قال: حدثنا سليمان. ومسلم (8/48) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: أخبرنا حماد بن زيد (ح) وحدثنا شيبان بن فروخ، قال: حدثنا عبد الوارث (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب، وإسحاق بن إبراهيم بن نمير، عن ابن علية (ح) وحدثنا يحيى بن يحيى، قال: أخبرنا جعفر بن سليمان. (ح) وحدثنا ابن المثنى، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وأبو داود (4709) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا حماد بن زيد. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (8/10859) عن محمد بن النضر بن مساور، عن حماد بن زيد.
خمستهم - شعبة، وإسماعيل بن علية، وعبد الوارث، وحماد بن زيد، وجعفر بن سليمان - عن يزيد الرِّشك، عن مطرف، فذكره.
ولمسلم من رواية أبي الأسود الديلي:
أخرجه أحمد (4/438) قال: حدثنا صفوان بن عيسى. ومسلم (8/48) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، قال: حدثنا عثمان بن عمر.
كلاهما - صفوان، وعثمان - عن عزرة بن ثابت، عن يحيى بن عقيل، عن يحيى بن يعمر، عن أبي الأسود الدِّئلي، فذكره.(10/108)
7579 - (خ م د ت) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: «كنا في جَنَازَة في بَقيعِ الغَرْقَدِ، فأتانا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، فَقَعَد، وقَعَدنا حَوَلهُ، ومَعَهُ مِخْصَرة، فنكَسَ، وَجَعَلَ يَنْكُتُ بمخصرته، ثم قال: ما منكم من أحد إلا وقد كُتِبَ مقعدُه من النار، ومقعدُه من الجنة، فقالوا: يا رسولَ الله أفلا نَتَّكِلُ على كتابنا؟ فقال: اعملوا، فَكلٌّ مُيَسَّر لما خُلقَ له، أمَّا مَنْ كان من أهل السعادة، فسيصيرُ لعمل أهل السعادة، وأمَّا مَنْ كان من أهل الشقاء، فسيصير لعمل [أهل] الشقاء، ثم قرأ {فأمَّا مَنْ أعطى واتَّقَى. وصدَّق بالحسنى. فَسَنُيَسِّرُه لِلْيُسْرى ... } [الليل: 5 - 7] » . أخرجه البخاري ومسلم.
وفي رواية الترمذي قال: «كُنَّا في جنازة في بقيع الغرقدِ، فأتى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، فَقَعدَ، وقعدنا حوْلُه ومعه مِخصَرَة، فجَعَلَ ينْكُت بها ثم قال: ما منكم من أحد، أو [ما] من نَفس مَنفُوسة، إلا وقد كَتَبَ الله مكانها من الجنة والنار، وإلا قد كُتِبَتْ شَقِيَّة أو سعيدة، فقال رجل: يا رسول الله أفلا نمكثُ على كتابنا وَنَدَعُ العمل؟ فمن كان مِنَّا من أهل السعادة، لَيَكونَنَّ [ص:111] إلى أهل السعادة، ومن كان مِنَّا من أهل الشَّقاوة، ليكُونَنَّ إلى أهل الشقاوة؟ فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: بل اعْمَلوا، فكلّ مُيَسَّر، فأمَّا أهل السعادة، فَيُيَسَّرون لعمل أهل السعادة، وأمَّا أهل الشقاوة، فَيُيَسَّرون لعمل أهل الشقاوة، ثم قرأ: {فأما من أعطى واتقى. وَصَدَّق بالحسنى. فَسَنُيَسِّره لِلْيُسْرَى. وأما من بخل واستغنى. وكذَّب بالحُسنى. فسنُيَسِّره للعسرى} [الليل: 5 - 10] » .
وفي أخرى للترمذي قال: «بينما نحن مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وهو يَنْكُتُ [في] الأرض، إذ رفع رأسه إلى السماء، ثم قال: ما منكم من أحد إلا قد عُلم - وفي رواية: إلا قد كُتِبَ - مقعدُه من النار، ومقعده من الجنة، قالوا: أفلا نتَّكلُ يا رسول الله؟ قال: لا، اعملوا، فَكلّ مُيَسَّر لمَا خُلِقَ له» .
وأخرج أبو داود الراوية الأولى من روايتي الترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(مخصرة) المخصرة: كالسوط ونحوه مما يمسكه الإنسان بيده من عصى ونحوها. [ص:112]
(ينكت) النكت: ضرب الشيء بالعصا واليد ليؤثر فيه.
(نفس منفوسة) أي: مولودة، يقال: نَفِسَت المرأة [ونُفِسَت]- بفتح النون وضمها - إذا وَلَدت.
__________
(1) رواه البخاري 7 / 544 في تفسير سورة {والليل إذا يغشى} ، وفي الجنائز، باب موعظة المحدث عند القبر وقعود أصحابه حوله، وفي الأدب، باب الرجل ينكت الشيء بيده في الأرض، وفي القدر، باب وكان أمر الله قدراً مقدوراً، وفي التوحيد، باب قول الله تعالى: {ولقد يسرنا القرآن للذكر} ، ومسلم رقم (2647) في القدر، باب كيفية الخلق الآدمي في بطن أمه، وأبو داود رقم (4694) في السنة، باب في القدر، والترمذي رقم (2137) في القدر، باب ما جاء في الشقاء والسعادة، ورقم (3341) في التفسير، باب ومن سورة {والليل إذا يغشى} .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (1/82) (621) قال: حدثنا أبو معاوية، قال: حدثنا الأعمش. وفي (1/129) (1067) قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا زائدة، عن منصور. وفي (1068) قال: حدثنا زياد ابن عبد الله البكائى، قال: حدثنا منصور. وفي (1/132) (1110) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا الأعمش. وفي (1/140) (1181) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن سليمان. قال شعبة: وحدثني به منصور بن المعتمر. وعبد بن حميد (84) قال: أخبرنا عبد الرزاق بن همام، عن معمر، عن منصور. والبخاري (2/120) و (6/212) قال: حدثنا عثمان، قال: حدثني جرير، عن منصور. وفي (6/211) قال: حدثنا أبو نعيم. قال: حدثنا سفيان، عن الأعمش. (ح) وحدثنا مسدد، قال: حدثنا عبد الواحد، قال: حدثنا الأعمش. (ح) وحدثنا بشر بن خالد، قال: أخبرنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن سليمان. قال شعبة: وحدثني به منصور. (ح) وحدثنا يحيى، قال: حدثنا وكيع، عن الأعمش. وفي (6/212) وفي «الأدب المفرد» (903) قال: حدثنا آدم، قال: حدثنا شعبة، عن الأعمش. وفي (8/59) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا ابن أبي عدي، عن شعبة، عن سليمان ومنصور. وفي (8/154) قال: حدثنا عبدان، عن أبي حمزة، عن الأعمش. وفي (9/195) قال: حدثني محمد بن بشار، قال: حدثنا غندر، قال: حدثنا شعبة، عن منصور والأعمش. ومسلم (8/46 و 47) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة وزهير بن حرب، وإسحاق بن إبراهيم. قال إسحاق: أخبرنا. وقال الآخران: حدثنا جرير عن منصور (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وهناد بن السري. قالا: حدثنا أبو الأحوص، عن منصور. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب وأبو سعيد الأشج. قالوا: حدثنا وكيع. (ح) وحدثنا ابن نمير، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا الأعمش. (ح) وحدثنا أبو كريب، قال: حدثنا أبو معاوية، قال: حدثنا الأعمش. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى وابن بشار. قالا: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن منصور والأعمش. وأبو داود (4694) قال: حدثنا مسدد بن مسرهد، قال: حدثنا المعتمر، قال: سمعت منصور بن المعتمر. وابن ماجة (78) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع. (ح) وحدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا أبو معاوية ووكيع، عن الأعمش. والترمذي (2136) قال: حدثنا الحسن بن علي الحلواني، قال: حدثنا عبد الله بن نمير ووكيع، عن الأعمش. وفي (3344) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: حدثنا زائدة بن قدامة، عن منصور بن المعتمر. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (7/10167) عن محمد بن عبد الأعلى، عن معتمر، عن منصور. (ح) وعن إسماعيل بن مسعود، عن معتمر، عن شعبة، عن الأعمش.
كلاهما - الأعمش، ومنصور - عن سعد بن عبيدة.
2 - وأخرجه أحمد (1/157) (1348) قال: حدثنا محمد بن عبيد، قال: حدثنا هاشم - يعني ابن البريد - عن إسماعيل الحنفي، عن مسلم البطين.
كلاهما - سعد، ومسلم - عن أبي عبد الرحمن السلمي، فذكره.(10/110)
7580 - (م) - جابر بن عبد الله- رضي الله عنهما - قال: «جاء سُراقة بن مالك بن جَعشُم، فقال: يا رسول الله، بَيِّن لنا دينَنَا كأنَّا خلقِنا الآن، فيم العمل اليوم، فيما جفَّتْ به الأقلام، وجَرَت به المقادير، أم فيما نستقبل؟ قال: لا بل جَفَّتْ به الأقلام، وجرت به المقادير، قال: ففيم العمل؟ قال: اعملوا، فكلُّ مُيسَّر لما خلق له، وكل عامل بعمله (1) » أخرجه مسلم (2) .
__________
(1) في نسخ مسلم المطبوعة: اعملوا فكل ميسر، انتهى.
(2) رقم (2648) في القدر، باب كيفية الخلق الآدمي في بطن أمه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مسلم (2648) قال: حدثنا أحمد بن يونس، قال: حدثنا زهير، قال: حدثنا أبو الزبير (ح) وحدثنا يحيى بن يحيى قال: أخبرنا أبو خيثمة، عن أبي الزبير، فذكره.(10/112)
7581 - (ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: قال عمر: «يا رسولَ الله أَرأَيت ما نعمل فيه، أمر مبتدع - أو مبتدأ - أو فيما قد فُرِغَ منه؟ فقال: فيما قد فُرِغَ منه يا ابن الخطاب، وكل مُيَسَّر، أمَّا مَنْ كان من أهل السعادة، فإنه يعمل للسعادة، وأمَّا من كان من أهل الشقاء، فإنه يعمل للشقاء» .
وفي رواية: قال: «لما نزلت {فَمِنْهُمْ شَقيٌّ وسَعِيدٌ} [هود: 105] سألتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقلتُ: يا نَبيَّ الله، فعلامَ نعمل، على شيء قد فُرغَ منه، أو على شيء لم يفرغ منه؟ قال: بل على شيء قد فُرغَ منه، وجَرَت [ص:113] به الأقلام يا عُمر، ولكن كلّ مُيَسَّر لما خُلِق له» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2136) في القدر، باب ما جاء في الشقاء والسعادة، و (3110) في التفسير، باب ومن سورة هود، وهو حديث صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: أخرجه أحمد (2/52) (5140) قال: حدثنا عبد الرحمن. وفي (2/77) (5481) قال: حدثنا عفان. والترمذي (2135) قال: حدثنا بندار. قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي.
كلاهما - عبد الرحمن، وعفان - قالا: حدثنا شعبة، عن عاصم بن عبيد الله، قال: سمعت سالم بن عبد الله يحدث، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.(10/112)
الفصل الثالث: في القَدَر عند الخلقة
7582 - (خ م د ت) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه – قال: «حدَّثنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- وهو الصادق المصدوق: إن خَلْق أحدِكم يُجْمَعُ في بطنِ أُمِّهِ أربعين يوماً، ثم يكون عَلَقة مثل ذلك، ثم يكون مضْغَة مثل ذلك، ثم يَبعَثُ الله إليه مَلَكاً بأربع كلمات: بكَتب رزقهِ وأجلهِ وعملهِ، وشَقي أو سعيد، ثم يَنفُخُ فيه الروحَ، فوالذي لا إله غيره، إنَّ أحدَكم ليعمل بعمل أهل الجنة، حتى ما يكونُ بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتابُ فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها، وإن أحدَكم لَيَعْمَل بعمل أهل النار حتى ما يكونُ بينَه وبينها إلا ذراع، فيسبقُ عليه الكتابُ فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها» أخرجه البخاري ومسلم والترمذي وأبو داود، وفيها زيادة «أو قدر ذراع» (1) . [ص:114]
وفي رواية ذكرها رزين قال: «إذا وقعت النطفة في الرحم طارت في الرحم أربعين يوماً، ثم تكون علقة أربعين، ثم تكون مضغة أربعين، فإذا بلغت أن تُخْلَقَ بَعَثَ الله ملكاً يُصَوِّرُها، فيأتي المَلَكُ بتراب بين إصبعيه فَيَخلِطه في المضغة، ثم يعجنه بها، ثم يصوِّر كما يؤمر، فيقول: أذَكَر، أم أنثى؟ أشقيّ، أم سعيد؟ وما عمره؟ وما رزقه؟ وما أثره؟ وما مصائبه؟ فيقول الله عز وجل، ويكتب الملك، فإذا مات ذلك الجسد دُفِنَ حيث أُخِذَ ذلك التراب» .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أثره) : أثر الرجل، أراد به: أجله، سُمِّي بذلك لأنه يتبع الأجل.
(يجمع في بطن أمه نطفة) قال الخطابي: قال ابن مسعود في تفسيره: إن النطفة إذا وقعت في الرحم، فأراد الله أن يخلق منها بشراً طارت في بشر المرأة تحت كلِّ ظُفُر وشعر، ثم تمكث أربعين يوماً، ثم تنزل دماً في الرحم، فذلك جمعها.
(النطفة) : الماء القليل والكثير، والمراد به المني هاهنا.
(علقة) العلقة: الدم الجامد. [ص:115]
(مضغة) المضغة: القطعة اليسيرة من اللحم بقدر ما يُمضغ.
__________
(1) رواه البخاري 11/ 417 في القدر، باب في القدر، وفي بدء الخلق، باب ذكر الملائكة، [ص:114] وفي الأنبياء، باب خلق آدم وذريته، وفي التوحيد، باب {ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين} ، ومسلم رقم (2643) في القدر، باب كيفية الخلق الآدمي في بطن أمه، وأبو داود رقم (4708) في السنة، باب في القدر، والترمذي رقم (2138) في القدر، باب ما جاء أن الأعمال بالخواتيم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1 - أخرجه الحميدي (126) قال: حدثنا محمد بن عبيد الطنافسي. وأحمد (1/382) (3624) قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (1/430) (4091) قال: حدثنا يحيى، ووكيع. والبخاري (4/135) قال: حدثنا الحسن بن الربيع، قال: حدثنا أبو الأحوص. وفي (4/161) قال: حدثنا عمر بن حفص، قال: حدثنا أبي. وفي (8/152) قال: حدثنا أبو الوليد هشام بن عبد الملك، قال: حدثنا شعبة. وفي (9/165) قال: حدثنا آدم، قال: حدثنا شعبة. ومسلم (8/44) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو معاوية، ووكيع (ح) وحدثنا محمد بن عبد الله بن نمير الهمداني، قال: حدثنا أبي، وأبو معاوية. ووكيع. وفي (8/44 و 45) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، وإسحاق بن إبراهيم، كلاهما عن جرير بن عبد الحميد (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا عيسى بن يونس. (ح) وحدثني أبو سعيد الأشج، قال: حدثنا وكيع (ح) وحدثناه عبيد الله بن معاذ، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا شعبة ابن الحجاج. وأبو داود (4708) قال: حدثنا حفص بن عمر النمري، قال: حدثنا شعبة (ح) وحدثنا محمد بن كثير، قال: أخبرنا سفيان. وابن ماجة (76) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا وكيع، ومحمد بن فضيل، وأبو معاوية (ح) وحدثنا علي بن ميمون الرقي، قال: حدثنا أبو معاوية، ومحمد بن عبيد. والترمذي (2137) قال: حدثنا هناد، قال: حدثنا أبو معاوية. (ح) وحدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد (ح) وحدثنا محمد بن العلاء، قال: حدثنا وكيع. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (9228) عن علي بن حجر، عن شريك. جميعهم - محمد بن عبيد، وأبو معاوية، وأبو الأحوص، وحفص بن غياث، وشعبة، ووكيع، وعبد الله بن نمير، وجرير، وعيسى بن يونس، وسفيان، ومحمد بن فضيل، ويحيى بن سعيد، وشريك - عن الأعمش.
2 - وأخرجه أحمد (1/414) (3934) قال: حدثنا حسين بن محمد. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (9228) عن علي بن حجر، عن يزيد بن هارون. كلاهما - حسين، ويزيد - عن فطر بن خليفة، عن سلمة بن كهيل.
كلاهما - الأعمش، وسلمة بن كهيل - عن زيد بن وهب، فذكره.
(*) صرح الأعمش بالتحديث في روايات: يحيى ووكيع عند أحمد. وحفص وشعبة عند البخاري، وسفيان عند أبي داود. ويحيى بن سعيد عند الترمذي.(10/113)
7583 - (خ م) أنس بن مالك - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «وَكَّلَ الله بالرَّحم ملَكاً، فيقول: أي ربِّ نطفة؟ أي ربِّ علقة؟ أي ربِّ مُضغَة؟ فإذا أراد أن يقضي خَلْقَها، قال: يا ربِّ، أذكَر، أم أنثى؟ أشقيّ، أم سعيد؟ فما الرزق؟ فما الأجل؟ فيُكتب ذلك في بطن أمه» أخرجه البخاري ومسلم (1) .
__________
(1) رواه البخاري 11 / 430 في القدر في فاتحته، وفي الحيض، باب مخلقة وغير مخلقة، وفي الأنبياء، باب قول الله تعالى: {إني جاعل في الأرض خليفة} ، ومسلم رقم (2646) في القدر، باب كيفية الخلق الآدمي في بطن أمه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (3/116و148) قال:حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (3/117) قال:حدثنا يحيى بن أيوب. وفي (3/148) قال:حدثنا يونس. والبخاري (1/87) قال:حدثنا مسدد. وفي (4/162) قال: حدثنا أبو النعمان. وفي (8/152) قال:حدثنا سليمان بن حرب. ومسلم (8/46) قال:حدثني أبو كامل فضيل بن حسين.
سبعتهم - يحيى بن سعيد، وابن أيوب، ويونس، ومسدد، وأبو النعمان، وسليمان، وأبو كامل - قالوا: حدثنا حماد بن زيد، قال:حدثنا عبيد الله بن أبي بكر، فذكره.(10/115)
7584 - (م) عامر بن واثلة - رحمه الله - أنه سمع عبد الله بنَ مسعود يقول: «الشقيّ من شَقيَ في بَطن أمه، والسعيد مَنْ وُعِظَ بغيره، فأتى رجلاً من أصحاب رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- يقال له: حذيفةُ بنُ أَسِيد الغفاري، فحدَّثهُ بذلك من قول ابن مسعود، فقال له: وكيف يشقى رجل بغير عمل؟ فقال له الرجل: أتَعْجَبُ من ذلك؟ فإني سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: إذا مَرَّ بالنطفة ثنتان وأربعون ليلة، بعَثَ الله إليها ملكاً فصوَّرَها، وخلَقَ سمعها، وبصرَها، وجِلدَها، ولحمها، وعظامها، ثم قال: يا رب، أذكر، أم أنثى؟ فيقضي ربُّك ما شاء، ويكتبُ الملَكُ، ثم يقول: يا رب، أجلُه؟ فيقول ربُّك [ص:116] ما شاء، ويكتب الملك، ثم يقول: يا رب رِزقُه؟ فيقضي ربك ما شاء، ويكتب الملك، ثم يخرج الملَكُ بالصحيفة في يده، فلا يزيد على [ما] أمر ولا ينقص» .
وفي رواية قال: «دَخلتُ على أبي سَريحَةَ، حُذَيفة بن أسيد الغفاري فقال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- بأذنيَّ هاتين يقول: إنَّ النطفةَ تقع في الرحم أربعين ليلة، ثم يَتَصوَّرُ عليها الملَكُ - قال زهير أبو خيثمة: حَسِبْتُهُ قال: الذي يخلقها - فيقول: يا ربِّ، أذكَر، أو أنثى؟ فيجعله الله ذكراً أو أنثى، ثم يقول: يا رب، أسَوِيّ، أو غير سَوِي؟ ثم يقول: [يا ربِّ] ما رِزقُهُ، ما أجلُهُ، ما خلقه؟ ثم يجعله الله شقياً أو سعيداً» .
وفي أخرى رفع الحديث إلى النبي - صلى الله عليه وسلم-: «أن ملكاً مُوكَّلاً بالرحم، إذا أراد الله عز وجل أن يخلُق شيئاً، بإذن الله لبِضع وأربعين ليلة ... » ثم ذكر نحوه. أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (2645) في القدر، باب كيفية الخلق الآدمي في بطن أمه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه الحميدي (826) وأحمد (4/6) ومسلم (8/45) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، وزهير بن حرب.
أربعتهم - الحميدي، وأحمد، ومحمد، وزهير - قالوا: حدثنا سفيان بن عيينة. قال: حدثنا عمرو بن دينار..
2- وأخرجه مسلم (8/46) قال: حدثني محمد بن أحمد بن أبي خلف، قال: حدثنا يحيى بن أبي بكير، قال: حدثنا زهير أبو خيثمة، قال: حدثني عبد الله بن عطاء، أن عكرمة بن خالد حدثه.
3- وأخرجه مسلم (8/46) قال: حدثنا عبد الوارث بن عبد الصمد، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا ربيعة بن كلثوم، قال: حدثني أبي كلثوم.
4- وأخرجه مسلم (8/45) قال: حدثني أبو الطاهر، أحمد بن عمرو بن السرح، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني عمرو بن الحارث، (ح) وحدثنا أحمد بن عثمان النوفلي، قال: أخبرنا أبو عاصم، قال: حدثنا ابن جريج.
كلاهما - عمرو، وابن جريج - عن أبي الزبير.
أربعتهم - عمرو، وعكرمة، وكلثوم، وأبو الزبير - عن أبي الطفيل، فذكره.(10/115)
7585 - (ت) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: «قام فينا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- مقاماً، فقال: لا يُعدِي شيء شيئاً، فقال أعرابي: يا رسول الله، فما بالُ الإبل يأْتيها البعيرُ الأجربُ الحشَفَةِ بذنبه فيُجرِبُها [ص:117] كلّهَا؟ فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: فَمَنْ أجربَ الأول منها؟ ألا لا عَدْوَى ولا صَفَر، إن الله خَلَقَ كلَّ نَفس وكَتَبَ حياتها وَرِزْقَهَا ومصائبها ومحابَّها (1) » أخرجه الترمذي (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يُعدِي) أعدى المريض: إذا تجاوز من واحدٍ إلى آخر، كما يتعدى الجَرَب، وقد نفى الشرع تأثيرها، وأبطل مذهَب العرب فيها، وقد تقدَّم شرح ذلك في كتاب الطيرة والعدوى من حرف الطاء، وكذلك تقدم فيه شرح قوله: لا صفر، مستوفى فيطلب منه.
__________
(1) كلمة " ومحابها " ليست في نسخ الترمذي المطبوعة.
(2) رقم (2144) في القدر، باب ما جاء لا عدوى ولا هامة ولا صفر، وهو حديث حسن، قال الترمذي: وفي الباب عن أبي هريرة وابن عباس، وأنس.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (1/440) (4198) . والترمذي (2143) قال: حدثنا بندار.
كلاهما - أحمد، ومحمد بن بشار بندار - عن عبد الرحمن بن مهدي، قال: حدثنا سفيان، وعن عمار بن القعقاع، قال: حدثنا أبو زرعة بن عمرو بن جرير، قال: حدثنا صاحب لنا، فذكره.(10/116)
7586 - () أنس بن مالك - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إنَّ رُوح القُدسِ نَفَثَ في رُوعي أنه لن تَمُوتَ نفس حتى تستكمل رِزْقها وأجَلَها» أخرجه ... (1) .
[ص:118]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(روح القدس) القدس: الطهارة، وروح القدس: اسم جبريل عليه السلام أي: الروح المقدسة الطاهرة.
(نفث في روعي) النَّفْثُ: النفخ بالفم، والرُّوع: النفس، يقول: نفث في روعي، أي: ألقى في قلبي، وأوقع في نفسي، وألهمني.
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع أخرجه رزين، وقد رواه أبو نعيم في " الحلية " 10 / 27 من حديث أبي أمامة، وابن حبان والحاكم وابن ماجة من حديث جابر، والحاكم من حديث ابن مسعود، والبزار من حديث حذيفة، وابن حبان والبزار والطبراني عن أبي الدرداء، وأبو يعلى عن أبي هريرة، وابن ماجة عن أبي حميد الساعدي مطولاً ومختصراً، وهو حديث صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
من زيادات رزين.(10/117)
7587 - (م ط) - طاوس اليماني قال: أدركت ناساً من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقولون: كلُّ شيء بقَدَر، قال: وسمعت ابن عمر يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «كل شي بقدر حتى العَجْزُ والكيْسُ» . أخرجه مسلم والموطأ (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الكيس) : العقل.
__________
(1) رواه مسلم رقم (2655) في القدر، باب كل شيء بقدر، والموطأ 2 / 899 في القدر، باب النهي عن القول بالقدر.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مالك (الموطأ) (561) .وأحمد (2/110) (5893م) قال:حدثنا إسحاق - يعني ابن الطباع -. والبخاري في خلق أفعال العباد (17) قال: حدثنا إسماعيل، ومسلم (8/51) قال: حدثني عبد الأعلى بن جاد (ح) وحدثنا قتيبة بن سعيد.
أربعتهم - إسحاق، وإسماعيل، وعبد الأعلى،وقتيبة - عن مالك بن أنس، عن زياد بن سعد، عن عمرو بن مسلم، عن طاووس،قال: أدركت ناسا من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- يقولون: كل شيء بقدر. قال:وسمعت عبد الله بن عمر يقول. فذكره.
* أخرجه البخاري في خلق أفعال العباد (صفحة 17) قال: حدثنا عمرو بن محمد، عن ابن عيينة، عن عمرو، عن طاووس، عن ابن عمر رضي الله عنهما. قال: كل شيء بقدر حتى العجز والكيس (موقوفا) .(10/118)
الفصل الرابع: في القدر عند الخاتمة
7588 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إذا أراد الله بعبد خيراً استعمله، فقيل له: كيف [ص:119] يستعمله يا رسول الله؟ قال: يُوَفِّقُهُ لعمل صالح قبل الموت» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2143) في القدر، ما جاء أن الله كتب كتاباً لأهل الجنة وأهل النار، وقال الترمذي: هذا حديث صحيح، وهو كما قال.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: أخرجه أحمد (3/106) قال: حدثنا ابن أبي عدي. وفي (3/120) قال: حدثنا زيد بن هارون. وفي (3/230) قال: حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري. وعبد بن حميد (1393) قال: أخبرنا يزيد بن هارون. والترمذي (2142) قال: حدثنا علي بن حجر، قال: حدثنا إسماعيل بن جعفر.
أربعتهم - ابن أبي عدي، ويزيد، والأنصاري، وإسماعيل - عن حميد، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.(10/118)
7589 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه - أنَّ رَسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إن الرجلَ ليعمل الزمنَ الطويلَ بعمل أهل الجنة، ثم يُختَمُ له عملُه بعملِ أهلِ النار، وإنَّ الرجلَ ليعملُ الزمنَ الطويلَ بعملِ أهل النارِ ثم يُختمُ له عملُه بعمل أهلِ الجنة» أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (2651) في القدر، باب كيفية الخلق الآدمي في بطن أمه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/484) قال:حدثنا عبد الرحمن، عن زهير ومسلم (8/49) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال:حدثنا عبد العزيز، يعني ابن محمد.
كلاهما - زهير،وعبد العزيز - عن العلاء، عن أبيه،فذكره.(10/119)
الفصل الخامس: في الهدى والضلال
7590 - (ت) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إنَّ الله خَلَقَ خَلقَهُ في ظُلْمَة، فألقى عليهم من نُورِهِ، فمن أصابه من ذلك النور اهتدى، ومن أخطأه ضَلَّ، فلذلك أقول: جَفَّ القلم على علم الله» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2644) في الإيمان، باب ما جاء في افتراق هذه الأمة، وإسناده حسن، وقال الترمذي: هذا حديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/176) (6644) قال:حدثنا معاوية بن عمرو، قال:حدثنا إبراهيم بن محمد بن إسحاق الفزاري، قال:حدثنا الأوزاعي، قال: حدثني ربيعة بن يزيد. وفي (2/197) (6854) مكرر قال:حدثنا أبو المغيرة، قال:حدثنا محمد بن مهاجر،قال: أخبرني عروة بن رويم والترمذي (2642) قال:حدثنا الحسن بن عرفة، قال:حدثنا إسماعيل بن عياش، عن يحيى بن أبي عمرو السيباني.
ثلاثتهم - ربيعة، وعروة،ويحيى - عن عبد الله بن الديلمي، فذكره.
* قال عروة بن رويم في حديثه: عن ابن الديلمي الذي كان يسكن بيت المقدس، ولم يسمه.
* لم يذكرهم المزي في «تحفة الأشراف» .ولم يستدركه صاحب النكت الظراف. والحديث موجود أيضا في تحفة الأحوذي (3/368) .
وقال الترمذي: هذا حديث حسن.(10/119)
7591 - (ط) عمرو بن دينار - رحمه الله - قال: سمعت ابنَ الزبير [ص:120] يقول في خطبته «إن الله هو الهادي والفاتن» أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 2 / 900 في القدر، باب النهي عن القول بالقدر، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: أخرجه مالك (1729) عن زياد بن سعد، فذكره.(10/119)
الفصل السادس: في الرضى بالقدر
7592 - (ت) سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «مِنْ سعادةِ ابنِ آدمَ: رضاه بما قضى الله، ومِنْ شقاوةِ ابنِ آدمَ: تَركُه استخارةَ الله، ومِن شقاوة ابن آدم: سَخَطُهُ بما قَضَى الله» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2152) في القدر، باب ما جاء في الرضى بالقضاء، وفي إسناده محمد بن أبي حميد الأنصاري الزرقي المدني، لقبه حماد، وهو ضعيف، وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث محمد بن أبي حميد ويقال له أيضاً: حماد بن أبي حميد، وهو أبو إبراهيم المدني، وليس هو بالقوي عند أهل الحديث.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (1/168) (1444) قال: حدثنا روح، أملاه علينا ببغداد والترمذي (2151) قال:حدثنا محمد بن بشار،قال:حدثنا أبو عامر.
كلاهما - روح، وأبو عامر العقدي - عن محمد بن أبي حميد، عن إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه،فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث غريب لانعرفه إلا من حديث محمد بن أبي حميد، ويقال له أيضا حماد بن أبي حميد وهو أبو إبراهيم المدني،وليس هو بالقوي عند أهل الحديث.(10/120)
7593 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «المؤمن القويُّ خيْر وأحبُّ إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كلّ خير، احرِصْ على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجزْ، وإن أصابك شيء فلا تَقُل: لو أنَّي فعلتُ لكان كذا وكذا، ولكن قل: قَدَّر الله وما شاءَ فَعَل، فإن «لو» تفتحُ عَمَلَ الشيطان» أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (2664) في القدر، باب في الأمر بالقوة وترك العجز.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/366) قال:حدثنا خلف بن الوليد، قال:حدثنا ابن مبارك، عن محمد بن عجلان، عن ربيعة. وفي (2/370) قال:حدثنا عارم، قال:حدثنا عبد الله بن مبارك، قال: أخبرني محمد بن عجلان، عن ربيعة. ومسلم (8/56) قال:حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وابن نمير، قالا: حدثنا عبد الله بن إدريس، عن ربيعة بن عثمان، عن محمد بن يحيى بن حبان،وابن ماجة (79) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعلي بن محمد الطنافسي. قالا:حدثنا عبد الله بن إدريس عن ربيعة بن عثمان، عن محمد بن يحيى بن حبان. والنسائي في عمل اليوم والليلة (622) قال: أخبرنا الحسين بن محمد البصري،قال:حدثنا الفضيل -وهو ابن سليمان -قال:حدثنا محمد بن عجلان، عن أبي الزناد. وفي (623) قال: أخبرنا الحسن بن أحمد،قال: حدثنا عبد الله، وهو ابن محمد بن أسماء، قال: حدثنا عبد الله- وهو ابن المبارك - عن محمد بن عجلان،عن ربيعة. وفي (624) قال: أخبرنا محمد بن حاتم، قال: أخبرنا حبان، قال: أخبرنا عبد الله - عن ابن عجلان - عن ربيعة. وفي (625) قال: أخبرنا محمد بن العلاء، قال: أخبرنا ابن إدريس، قال: أخبرنا ربيعة بن عثمان، عن محمد بن يحيى بن حبان.
ثلاثتهم - ربيعة بن أبي عبد الرحمن،ومحمد بن يحيى بن حبان، وأبو الزناد - عن الأعرج،فذكره.
* وأخرجه ابن ماجة (4168) قال: حدثنا محمد بن الصباح. والنسائى في عمل اليوم والليلة (621) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد وسليمان بن منصور.
ثلاثتهم عن الأعرج، فذكره..ليس فيه ربيعة، ولا أبو الزناد.
* وأخرجه الحميدي (1114) قال: حدثنا سفيان،قال:حدثنا ابن عجلان، عن رجل من آل أبي ربيعة، عن الأعرج، فذكره.
* في رواية النسائى في (عمل اليوم والليلة) (624) قال: حدثنا عبد الله بن المبارك: سمعته من ربيعة وحفظي له من محمد بن (يعني ابن عجلان) .وفي رواية عارم عند أحمد قال عبد الله بن المبارك: وقد سمعته من ربيعة، فلم أنكر.(10/120)
الفصل السابع: في حكم الأطفال
7594 - (م د س) عائشة - رضي الله عنها - قالت: «تُوُفِّيَ صَبي، فقلتُ: طُوَبى له، عُصفُور من عصافير الجنة، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: أَوَلاَ تدرينَ أن الله خَلَقَ الجنةَ، وخلق النار، فخلق لهذه أهلاً ولهذه أهلاً؟» .
وفي رواية: قالت: «دُعيَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إلى جنازةِ صبِي من الأنصار، فقلتُ: يا رسولَ الله، طوبى لهذا، عُصفور من عصافير الجنة، لم يعمل السُّوءَ، ولم يدركْهُ، فقال: أو غير ذلك يا عائشة، إن الله خَلَقَ للجنة أهلاً، خَلَقَهُمْ لها وهم في أصلابِ آبائهم، وخلق للنار أهلاً، خَلَقهم لها وهم في أصلاب آبائهم» أخرجه مسلم.
وأخرج أبو داود والنسائي الثانية، وقالا فيه: «طُوَبى لهذا، لم يعمل سوءاً ولم يدر به (1) » (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(طوبى) فُعلَى من الطيب، وقيل: هو اسم الجنة، وقيل: هو اسم شجرة فيها.
__________
(1) لفظ: يدريه عند أبي داود فقط وعند النسائي: يدركه مثل لفظ مسلم.
(2) رواه مسلم رقم (2262) في القدر، باب معنى كل مولود يولد على الفطرة، والنسائي 4 / 57 في الجنائز، باب الصلاة على الصبيان، وأبو داود رقم (4713) في السنة، باب في ذراري المشركين.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه الحميدي (265) قال:حدثنا سفيان. وأحمد (6/41) قال سفيان. وفي (6/208) قال:حدثنا وكيع. ومسلم (8/54) قال:حدثنا أبو بكر أبي شيبة. وقال:حدثنا وكيع. وفي (8/55) قال:حدثنا محمد بن الصباح. قال: حدثنا إسماعيل بن زكرياء. (ح) وحدثني سليمان بن معبد. قال:حدثنا الحسين بن حفص (ح) وحدثني إسحاق بن منصور. قال:أخبرنا محمد بن يوسف كلاهما - عن سفيان الثوري. وأبو داود (4713) قال: حدثنا محمد بن كثير. قال: أخبرنا سفيان. وابن ماجة (82) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعلي بن محمد. قالا: حدثنا وكيع. والنسائى (4/57) قال: أخبرنا محمد بن منصور. قال:حدثنا سفيان.
أربعتهم - سفيان بن عيينة، ووكيع،وإسماعيل بن زكريا، وسفيان الثوري - عن طلحة بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله.
2- وأخرجه مسلم (8/54) قال: حدثني زهير بن حرب. قال:حدثنا جرير،عن العلاء بن المسيب، عن فضيل بن عمرو.
كلاهما - طلحة بن يحيى، وفضيل بن عمرو - عن عائشة بنت طلحة، فذكرته.(10/121)
7595 - (د) عائشة - رضي الله عنها - قالت: قلتُ: «يا رسولَ الله ذراري المؤمنين؟ فقال: من آبائهم؟ فقلت: يا رسول الله بلا عمل؟ قال: الله أعْلَمُ بما كانوا عاملين، قلتُ: يا رسولَ الله، فذراريّ المشركين؟ قال: من آبائهم، فقلت: بلا عمل؟ قال: الله أعلم بما كانوا عاملين» . أخرجه أبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ذراري) الذراري: جمع ذرية، وهم الأولاد.
(الله أعلم بما كانوا عاملين) قال الخطابي: ظاهر هذا الكلام: يُوهِمُ أنه لم يُفْتِ السائل عنهم، وأنه ردَّ الأمر في ذلك إلى علم الله من غير أن يكون قد جعلهم من المسلمين، أو ألحقهم بالكافرين، وليس هذا وجه الحديث، وإنما معناه: أنهم كفار يلحقون في الكفر بآبائهم، لأن الله قد علم أنهم لو بَقَوا أحياء حتى يكبَرُوا لكانوا يعملون عمل الكفار، ويدل على صحة هذا التأويل: قوله في حديث عائشة: «قلت: يا رسول الله: بلا عمل؟ قال: الله أعلم بما كانوا عاملين» قال الخطابي: وقال ابن المبارك فيه: إن كل مولود من البشر إنما يولد على فطرته التي جُبل عليها، من السعادة والشقاوة، وعلى ما سبق له من قدر الله، وتقدَّم في مشيئته فيه، من كفر وإيمان، وكل منهم صائر في العاقبة [ص:123] إلى ما فُطِرَ عليه وخُلق له، وعامل في الدنيا بالعمل المشاكِلِ لفطرته من السعادة والشقاوة، فمن أمارة الشقاوة للطفل: أن يولد بين نصرانيين أو يهوديين، فيحمل أنه لشقاوته على اعتقاد دين اليهود أو النصارى، أو يعلمانه اليهودية أو النصرانية، أو يموت قبل أن يعقل فيصف الدين، فهو محكوم له بحكم والديه، إذ هو في حكم الشريعة تبع لوالديه، وذلك معنى قوله - صلى الله عليه وسلم-: «فأبواه يهودانه أو ينصرانه» .
__________
(1) رقم (4712) في السنة، باب في ذراري المشركين، من طريقين، وهو حديث صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن: أخرجه أبو داود (7412) قال: حدثنا عبد الوهاب بن نجدة، قال: حدثنا بقية. (ح) وحدثنا موسى بن مروان الرقي، وكثير بن عبيد الله المزحجي، قالا: حدثنا محمد بن حرب -المعنى- عن محمد بن زياد، عن عبد الله بن أبي قيس، فذكره.(10/122)
7596 - (خ م د س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما – قال: «سُئِلَ النبي - صلى الله عليه وسلم- عن أولاد المشركين؟ فقال: الله إذ خَلَقَهُمْ أعْلمُ بما كانوا عاملين» أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي (1) .
__________
(1) رواه البخاري 11 / 432 في القدر، باب الله أعلم بما كانوا يعملون، وفي الجنائز، باب ما قيل في أولاد المشركين، ومسلم رقم (2660) في القدر، باب معنى كل مولود يولد على الفطرة، وأبو داود رقم (4711) في السنة، باب في ذراري المشركين، والنسائي 4 / 59 في الجنائز، باب أولاد المشركين.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (1/215) (1845) قال:حدثنا هشيم. وفي (1/328) (3035) قال: حدثنا عفان،قال:حدثنا أبو عوانة. وفي (1/340) (3165) قال:حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. وفي (1/358) (3367) قال:حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا شعبة. والبخاري (2/125) قال:حدثنا حبان بن موسى، قال: أخبرنا عبد الله،قال: أخبرنا شعبة. وفي (8/153) قال: حدثنا محمد بن بشار،قال:حدثنا غندر،قال: حدثنا شعبة. ومسلم (8/54) قال: حدثنا يحيى بن يحيى،قال أخبرنا أبو عوانة. وأبو داود (4711) قال:حدثنا مسدد،قال:حدثنا أبو عوانة. والنسائى (4/58) قال:أخبرنا محمد بن المثنى، قال:حدثنا عبد الرحمن،قال:حدثنا شعبة. وفي (4/59) قال: أخبرني مجاهد بن موسى،عن هشيم.
ثلاثتهم - هشيم، وأبو عوانة، وشعبة - عن أبي بشر جعفر بن إياس، عن سعيد بن جبير،فذكره.(10/123)
7597 - (خ م س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: «سُئِلَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عن أطفال المشركين، عَمَّنْ يموت منهم وهو صغير؟ قال: الله أعلم بما كانوا عاملين» .
وفي أخرى «سُئِلَ عن ذرَاريِّ المشركين ... » الحديث أخرجه البخاري [ومسلم] والنسائي (1) .
__________
(1) رواه البخاري 11 / 432 في القدر، باب الله أعلم بما كانوا فاعلين، وفي الجنائز، باب ما قيل في أولاد المشركين، ومسلم رقم (2659) في القدر، باب معنى كل مولود يولد على الفطرة، والنسائي 4 / 58 في الجنائز، باب أولاد المشركين.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/259) قال:حدثنا حماد بن خالد، عن ابن أبي ذئب. وفي (2/268) قال:حدثنا عبد الرزاق،قال: أخبرنا معمر. وفي (2/393) قال:حدثنا حسين، قال: حدثنا ابن أبي ذئب. وفي (2/518) قال:حدثنا عثمان بن عمر، قال: أخبرنا ابن أبي ذئب. والبخاري (2/125) قال: حدثنا أبو اليمان،قال: أخبرنا شعيب. وفي (8/153) قال:حدثنا يحيى بن بكير، قال: حدثنا الليث، عن يونس. ومسلم (8/54) قال:حدثنا أبو الطاهر، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني بن أبي ذئب،ويونس. (ح) وحدثنا عبد بن حميد،قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر (ح) وحدثنا عبد الله بن عبد الرحمن بن بهرام،قال: أخبرنا أبو اليمان،قال: أخبرنا شعيب (ح) وحدثنا سلمة بن شبيب، قال: حدثنا الحسن بن أعين،قال:حدثنا معقل، وهو - ابن عبيد الله -.والنسائي (4/58) قال: أخبرنا إسحاق، قال: أنبأنا سفيان.
ستتهم - ابن أبي ذئب، ومعمر، وشعيب، ويونس،ومعقل، وسفيان - عن ابن شهاب الزهري، عن عطاء ابن يزيد الليثي، فذكره.(10/123)
الفصل الثامن: في مُحَاجَّة آدم وموسى
7598 - (خ م ط د ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «حاجَّ آدمُ مُوسى، فقال: أنتَ الذي أخرجتَ الناس من الجنة بذنبك وأشقيتهم؟ قال: فقال آدمُ لموسى: أنتَ الذي اصطفاك الله برسالاته وبكلامه أتَلُوُمني على أمْرِ كَتَبهُ الله عليَّ قَبْلَ أنْ يَخْلُقَني؟ أو قدَّرَهُ عَلَيَّ قبل أن يَخْلُقَني؟ قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: فحجَّ آدم موسى» .
وفي رواية قال: «احتجَّ آدم وموسى، فقال موسى: يا آدم، أنتَ أبونا خَيَّبْتَنا وأخرجتنا من الجنة، فقال له آدم: أنتَ موسى اصطفاكَ الله بكلامه، وخَطَّ لك بيده، أتَلُوُمني على أمر قَدَّرَهُ الله عَليَّ قبل أن يخلقني بأربعين عاماً؟ قال النبي - صلى الله عليه وسلم-: فَحَجَّ آدمُ موسى، [فَحجَّ آدم موسى] » .
وفي أخرى قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «احتَجَّ آدمُ وموسى، فقال له موسى: أنت آدم الذي أخْرَجَتْك خطيئتكَ من الجنة؟» . وفي رواية: «أخْرجْتَنا وذريتك من الجنة، قال: أنت موسى؟ أليس الله اصطفاك برسالاته وبكلامه، ثم تلومني على أمر قد قُدِّرَ عَليَّ قَبلَ أن أخلَقَ؟» . [ص:125]
وفي أخرى «قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: التقى آدمُ وموسى، قال موسى: أنت الذي أشقيتَ الناس، وأخرجتَهم من الجنة؟ قال آدم: أنتَ الذي اصطفاك الله برسالاته واصطنعك لنفسه، وأنزل عليك التوراة؟ قال: نعم، قال: فوجدتها، كتب عَليَّ قبل أن يخلقني؟ قال: نعم، فحجَّ آدم موسى» أخرجه البخاري ومسلم.
ولمسلم: «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: تحاجَّ آدَمُ وموسى، فقال له موسى: أنتَ آدمُ الذي أغْوَيتَ الناس، وأخرجتهم من الجنة؟ فقال آدم: أنتَ الذي أعطاه الله علم كل شيء، واصطفاه برسالاته؟ قال: نعم، قال: فَتَلُومُني على أمر قدِّرَ عليَّ قبل أن أُخلَق؟» .
وفي أخرى له قال: «احتجَّ آدم وموسى عند ربهما، فحجَّ آدم موسى، قال موسى: أنتَ آدمُ الذي خلقك الله بيده، ونفخ فيك من روحه، وأسجد لك ملائكته وأسكنك في جَنَّتِهِ، ثم أهْبَطْتَ الناس بخطيئتك إلى الأرض؟ قال آدم: أنت موسى الذي اصطفاك الله برسالته وبكلامه، وأعطاك الألواح فيها تِبْيَانُ كُلِّ شيء، وقَرَّبَكَ نَجيا؟ فَبِكمْ وجَدْت الله كتب التوارة قبل أن أُخلَقْ؟ قال موسى: بأربعين عاماً، قال آدم: فهل وجَدْت فيها {وعصى آدمُ ربَّه فَغَوَى} [طه: 121] ؟ قال: نعم، قال: أفتلُومُني على أن عَمِلتُ عملاً كتَبَه الله عليَّ أنْ أعمله قبل أن يَخْلُقني بأربعين سنة؟ [قال رسولُ الله [ص:126] صلى الله عليه وسلم-: فحجَّ آدمُ موسى عليهما السلام] » .
وأخرج الموطأ رواية مسلم الأولى.
وأخرجه أبو داود الرواية الثانية من المتفق عليه.
وفي رواية الترمذي قال: «احتجَّ آدمُ وموسى، فقال: موسى: يا آدم أنت الذي خَلقكَ الله بيده، ونَفَخَ فيك من رُوِحه، أغْوَيت الناسَ وأخرجتهم من الجنة؟ فقال آدم: أنت موسى الذي اصطفاك الله بكلامه أتلومني على عمل عملتُه كتبه الله عليَّ قبل أن يخلق السماوات والأرض؟ قال: فحجَّ آدم موسى» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(المحاجة) : المجادلة والمخاصمة، حاججت فلاناً فحججته، أي: جادلتُه فغلبتُه.
(نجياً) النجيُّ: المناجي، وهو المشاور والمحادث
وقوله: «اصطنعك لنفسه» تمثيل (*) لما أعطاه الله من منزلة التقريب والتكريم، مَثَّل حاله بحال من يراه بعض الملوك - بجوامع خصال فيه وخصائص - أهلاً لئلا يكون أحدٌ [ص:127] أقربَ منزلةً منه إليه، ولا ألطف محلاً، فيوليه من الكرامة ويستخلصه لنفسه والاصطناع: افتعال من الصنيعة، وهي، العطية والكرامة والإحسان.
(الإغواء) : الإضلال، غَوَى الرجل يغوي وأغوى غيره.
(تبيان) التبيان: الإيضاح، وكشفُ الشيء ليظهر ويتبين.
__________
(1) رواه البخاري 11/ 441 في القدر، باب تحاج آدم وموسى عند الله، وفي الأنبياء، باب وفاة موسى وذكره بعده، وفي تفسير سورة (طه) ، باب قوله: {واصطنعتك لنفسي} ، وباب قوله: {فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى} ، وفي التوحيد، باب قول الله تعالى: {وكلم الله موسى تكليماً} ، ومسلم رقم (2652) في القدر، باب حجاج آدم وموسى عليهما السلام، والموطأ 2 / 898 في القدر، باب النهي عن القول في القدر، وأبو داود رقم (4701) في السنة، باب في القدر، والترمذي رقم (2135) في القدر، باب رقم (2) .
(*) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة:
قال ابن خزيمة رحمه الله في كتاب التوحيد: في باب ذكر البيان من خبر النبي صلى الله عليه وسلم في إثبات النفس لله (عز وجل) على مثل موافقة التنزيل
" فالله (جلا وعلا) أثبت في آي من كتابه أن له نفساً، وكذلك قد بين على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم أن له نفساً، كما أثبت النفس في كتابه ... " وذكر أحاديث منها حديث محاجة موسى لآدم وفيه: " قال آدم لموسى عليهما السلام، أنت الذي اصطفاك الله برسالاتة واصطنعك لنفسه وأنزل عليك التوراة؟ ... "
وذكر ابن حجر رحمه الله في الفتح (15 / 338)
" قال ابن بطال في هذه الآيات والأحاديث إثبات النفس لله، وللنفس معان، والمراد بنفس الله ذاته وليس بأمر مزيد عليه فوجب أن يكون هو " وهذا في باب قول الله تعالى {ويحذركم الله نفسه} ، وقوله جل ذكره {تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك} "
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: بلفظ: «احتج أدم وموسى عليهما السلام عند ربهما، فحج آدم موسى. قال موسى: أنت آدم الذي خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه..» .
أخرجه مسلم (8/50) قال: حدثنا إسحاق بن موسى بن عبد الله بن موسى بن عبد الله بن يزيد الأنصاري، قال: حدثنا أنس بن عياض، قال: حدثني الحارث بن أبي ذباب عن يزيد - وهو ابن هرمز - وعبد الرحمن الأعرج، فذكراه.
وبلفظ: «تحاج آدم وموسى، فحج آدم موسى. قال له موسى: أنت ... » ..
أخرجه مالك (الموطأ) (560) . والحميدي (1116) قال: حدثنا سفيان. والبخاري (8/157) قال: حدثنا علي بن عبد الله، قال: حدثنا سفيان. ومسلم (8/49) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، عن مالك بن أنس فيما قرئ عليه.
كلاهما - مالك، وسفيان بن عيينة - عن أبي الزناد، عن الأعرج، فذكره.
وبلفظ: «احتح آدم وموسى، فقال له موسى: أنت آدم الذي أخرجتك خطيئتك من الجنة. فقال له آدم: أنت موسى الذي اصطفاك الله ... » ..
أخرجه أحمد (2/264) قال: حدثنا أبو كامل، قال: حدثنا إبراهيم. (ح) وحدثنا أبو اليمان، قال: حدثنا شعيب. والبخاري (4/192) قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله، قال: حدثنا إبراهيم بن سعد. وفي (9/182) قال: حدثنا يحيى بن بكير، قال: حدثنا الليث، قال: حدثنا عقيل. ومسلم (8/50) قال: حدثني زهير بن حرب، وابن حاتم، قالا: حدثنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا أبي.
ثلاثتهم - إبراهيم بن سعد، وشعيب ابن أبي حمزة، وعقيل بن خالد - عن ابن شهاب الزهري، عن حميد بن عبد الرحمن، فذكره.
* في رواية عقيل: « ... أنت آدم الذي أخرجت ذريتك من الجنة ... » .
وبلفظ: «حاج موسى آدم، فقال له: أنت الذي أخرجت الناس من الجنة بذنبك وأشقيتهم. قال: قال آدم: ياموسى أنت الذي اصطفاك الله ... » ..
1- أخرجه أحمد (2/268) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر، عن الزهري.
2-وأخرجه أحمد (2/287) . والبخاري (6/121) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. ومسلم (8/50) قال: حدثني عمرو الناقد، والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (11/15361) عن محمد بن عبد الله بن يزيد.
أربعتهم - أحمد بن حنبل، وقتيبة، وعمرو، ومحمد - عن أيوب بن النحار اليمامي، قال: حدثنا يحيى بن أبي كثير.
كلاهما - الزهري، ويحيى- عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، فذكره.
وبلفظ: «لقي آدم موسى فقال: أنت آدم الذي خلقك الله بيده، وأسجد لك ملائكته، وأسكنك الجنة، ثم فعلت. فقال: أنت موسى ... » ..
أخرجه أحمد (2/464) قال: حدثنا عبد الرحمن. (ح) وحدثنا عفان.
كلاهما - عبد الرحمن - وعفان - قالا: حدثنا حماد، عن عمار بن أبي عمار. فذكره.
وبلفظ: «احتج آدم، وموسى، فقال له موسى: يا آدم أنت أبونا خيبتنا وأخرجتنا من الجنة قال له آدم: ياموسى اصطافك الله بكلامه..» .
أخرجه الحميدي (1115) . وأحمد (2/248) . والبخاري (8/157) قال: حدثنا علي بن عبد الله. ومسلم (8/49) قال: حدثني محمد بن حاتم وإبراهيم بن دينار وابن أبي عمر المكي، وأحمد بن عبدة الضبي، وأبو داود (4701) قال: حدثنا مسدد. (ح) وحدثنا أحمد بن صالح. وابن ماجة (80) قال: حدثنا هشام بن عمار، ويعقوب بن حميد بن كاسب. والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (10/13529) عن محمد بن عبد الله بن يزيد.
جميعهم - الحميدي، وأحمد بن حنبل، وعلي، ومحمد بن حاتم، وإبراهيم، وابن أبي عمر، وأحمد بن عبدة، ومسدد، وأحمد بن صالح، وهشام، ويعقوب، ومحمد بن عبد الله - عن سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن طاووس، فذكره.
وبلفظ: «التقى آدم وموسى، فقال موسى لآدم: أنت الذي أشقيت الناس وأخرجتهم من الجنة. قال له آدم: أنت الذي اصطفاك الله» .
أخرجه أحمد (2/268) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن أيوب. وفي (2/392) قال: حدثنا حسين، قال: حدثنا جرير. وفي (2/448) قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا بن عون. والبخاري (6/120) قال: حدثنا الصلت بن محمد، قال: حدثنا مهدي بن ميمون. ومسلم (8/51) قال: حدثنا محمد بن منهال الضرير، قال: حدثنا يزيد بن زريع، قال: حدثنا هشام بن حسان.
خمستهم - أيوب، وجرير بن حازم، وابن عون، ومهدي، وهشام - عن محمد بن سيرين، فذكره.
وبلفظ: «تحاج آدم وموسى، فقال له موسى: أنت آدم الذي أغويت الناس وأخرجتهم من الجنة إلى الأرض. فقال له آدم: أنت موسى الذي ... » .
أخرجه أحمد (2/314) . ومسلم (8/51) قال: حدثنا ابن رافع.
كلاهما - أحمد بن حنبل، ومحمد بن رافع - عن عبد الرزاق بن همام، قال: حدثنا معمر، عن همام ابن منبه، فذكره.
وبلفظ: «احتج آدم وموسى، قال: فقال موسى: ياآدم، أنت الذي خلقك الله بيده، ونفح فيك من روحه، أغويت الناس، وأخرجتهم من ... » ..
أخرجه أحمد (2/398) قال: حدثنا معاوية بن عمرو، قال: حدثنا زائدة. والترمذي (2134) . والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (9/12389) كلاهما - الترمذي، والنسائى- عن يحيى بن حبيب بن عربي، قال: حدثنا المعتمر بن سليمان، قال: حدثنا أبي. والنسائي أيضا في الكبرى (تحفة الأشراف) (9/12360) عن إسحاق بن إبراهيم، عن جرير بن عبد الحميد.
ثلاثتهم - زائدة، وسليمان التيمي، وجرير - عن سليمان الأعمش، عن أبي صالح، فذكره.(10/124)
7599 - (د) عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إن موسى عليه السلام قال: يا رب أرِنَا آدم الذي أخرجَنَا ونَفْسَهُ من الجنة، فأراه الله آدم، فقال له: أنت أبونا آدم؟ فقال له آدم: نعم، قال: أنت الذي نفخ الله فيك من روحه، وعلَّمك الأسماء، وأمر الملائكة فسجدوا لك؟ قال: فما حَمَلكَ على أن أخرجتَنَا ونَفْسَك من الجنة؟ قال له آدم: ومَن أنت؟ قال: أنا موسى، قال: أنت الذي - وذكر نحو حديث أبي هريرة وأتمَّ منه - قال فيه: أنت نَبيُّ بني إسرائيل الذي كلَّمكَ الله من وراء الحجاب ولم يجعل بينك وبينه رسولاً من خلقه؟ قال: نعم، قال: فما وجدتَ أن ذلك كان في كتاب الله قبل أن أُخلَقَ؟ قال: نعم، قال: فلم تلومني في شيء سبق من الله فيه القضاء قبلي؟ قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عند ذلك: فحجَّ آدم موسى» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (4702) في السنة، باب في القدر، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن: أخرجه أبو داود (4702) قال:حدثنا أحمد بن صالح،قال:حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن أبيه،فذكره.(10/127)
الفصل التاسع: في ذم القدرية
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(القدرية) في إجماع أهل السنة والجماعة: هم الذين يقولون: الخير من الله والشر من الإنسان، وإن الله لا يريد أفعال العصاة، وسُمُّوا بذلك، لأنهم أثبتوا للعبد قدرةً توجِد الفعل بانفرادها واستقلالها دون الله تعالى، ونَفَوْا أن تكون الأشياء بقدر الله وقضائه، وهؤلاء مع ضلالتهم يضيفون هذا الاسم إلى مخالفيهم من أهل الهدى، فيقولون: أنتم القدرية، حين تجعلون الأشياء جاريةً بقدرٍ من الله، وأنكم أولى بهذا الاسم منا، وهذا الحديث يبطل ما قالوا، فإنه - صلى الله عليه وسلم- قال: «القدرية مجوس هذا الأمة» ومعنى ذلك: أنهم لمشابهتهم المجوس في مذهبهم، وقولهم بالأصلين - وهما النور والظلمة - فإن المجوس يزعمون أن الخير من فعل النور، والشر من فعل الظلمة فصاروا بذلك ثنوية، وكذلك القدرية لما أضافوا الخير إلى الله، والشر إلى العبيد، أثبتوا قادرَيْن خالِقَيْن للأفعال كما أثبتَ المجوس، فأشبهوهم، وليس كذلك غير القدرية، فإن مذهبهم أن الله تعالى خالق الخير والشر، لا يكون شيء منهما إلا بخلقه ومشيئته، فالأمران معاً مضافان إليه خلقاً وإيجاداً، وإلى العباد مباشرة واكتساباً.(10/128)
7600 - (د) حذيفة بن اليمان - رضي الله عنهما - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «لِكلِّ أمَّة مَجُوس، ومَجُوسُ هذه الأمة الذين يقولون: لا قَدَرَ، من مات منهم فلا تشهدوا جنازَتهم، ومن مَرِض منهم فلا تعودوهُم، هم شيعةُ الدَّجَّالِ، وحَق على الله أن يُلْحِقَهُمْ بالدجال» أخرجه أبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الشيعة) : الأولياء والأنصار.
__________
(1) رقم (4692) في السنة، باب في القدر، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 2 / 86، وفي إسناده عمر مولى غفرة، وهو ضعيف، ورواه أحمد في " المسند " 5 / 406 و 407، وإسناده ضعيف، وقال المنذري:وقد روي من طريق آخر عن حذيفة، ولا يثبت. أقول: وبدعة القدر أدركت آخر عهد الصحابة، فأنكرها من كان حياً، كعبد الله بن عمر، وابن عباس، وأمثالهما، وأكثر ما يجئ من أيهم، فإنما هو موقوف من قولهم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
ضعيف مرفوعا: أخرجه أحمد (5/406) قال:حدثنا أبو نعيم. وأبو داود (4692) قال:حدثنا محمد بن كثير.
كلاهما - أبو نعيم، وابن كثير - قال أبو نعيم: حدثنا. وقال ابن كثير: أخبرنا سفيان، عن عمر بن محمد، عن عمر مولى غفرة، عن رجل من الأنصار، فذكره.(10/129)
7601 - () أبو هريرة - رضي الله عنه - مثلَه - وزاد «فلا تُجالِسُوهم ولا تُفاتِحُوُهمْ الكلام» أخرجه ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وقد رواه أبو داود رقم (4720) في السنة، باب في القدر من حديث أبي هريرة عن عمر بن الخطاب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لا تجالسوا أهل القدر ولا تفاتحوهم ... الحديث " وسيأتي بعد حديثين، وإسناده ضعيف.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
في المطبوع أخرجه رزين،وبنحوه عن عمر بن الخطاب سيأتي بعد حديثين.(10/129)
7602 - (د) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «القدريةَ مجُوسُ هذه الأمَّةِ، إن مَرِضُوا فلا تَعودُوُهم، وإن [ص:130] ماتوا فلا تشهدوهم» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (4691) في السنة، باب في القدر، من حديث عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه أبي حازم سلمة بن دينار عن ابن عمر، وقد جزم المنذري بأن أبا حازم سلمة بن دينار لم يسمع من ابن عمر فالإسناد منقطع.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (4691) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا عبد العزيز أبي حازم، قال: حدثني بمنى عن أبيه، فذكره.
قلت: في سماع عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه اختلاف.(10/129)
7603 - (د) عمر بن الخطاب (1) - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تُجالسوا أهل القدر ولا تفاتحوهم» أخرجه أبو داود (2) .
__________
(1) في المطبوع عبد الله بن عباس، وهو خطأ.
(2) رقم (4720) في السنة، باب في القدر، وفي سنده حكيم بن شريك الهذلي المصري، قال الحافظ في " التقريب ": مجهول، وقال في " التهذيب ": وقرأت بخط الذهبي: قال أبو حاتم مجهول.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (1/30) (206) قال:حدثنا أبو عبد الرحمن،قال:حدثني سعيد بن أبي أيوب. وأبو داود (4710) قال:حدثنا أحمد بن حنبل،قال:حدثنا عبد الله أبو عبد الرحمن،قال:حدثني سعيد بن أبي أيوب،وفي (4720) قال:حدثنا أحمد بن سعيد الهمداني،قال: أخبرنا بن وهب،قال: أخبرني ابن لهيعة وعمرو بن الحارث وسعيد بن أبي أيوب.
ثلاثتهم عن عطاء بن دينار،عن حكيم بن شريك الهذلي، عن يحيى بن ميمون الحضرمي، عن ربيعة الجرشي، فذكره.
قلت: فيه حكيم بن شريك الهذلي، قال عنه الحافظ في «التهذيب» (2/450) ذكره بن حبان في الثقات وقرأت بخط الذهبي قال: أبو حاتم: مجهول.(10/130)
7604 - (ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «صِنفانِ من أمَّتي ليس لهم في الإسلام نصيب: المُرْجِئَةُ والقَدَرِيّة» أخرجه الترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(المرجئة) : طائفة من فرق المسلمين، يقولون: إنه لا يضر مع الإيمان معصية، كما أنه لا ينفع مع الكفر طاعة، وهذا مذهب سوء، أما في جانب الكفر: فصحيح، فإنه لا ينفع معه طاعة، وأما في جانب الإيمان: فكيف لا يضر؟ والقائل بهذا يفتح باب الإباحة، فإن الإنسان إذا علم أنه لا تضر المعاصي مع إيمانه ارتكب كل ما تحدّثه به نفسه منها، علماً أنها [ص:131] لا تضره، وهؤلاء هم أضداد القدرية، فإن من مذهبهم: أن الكبيرة إذا لم يُتَب منها يخلَّد صاحبها في النار، وإن كان مؤمناً، فانظر إلى هذا الاختلاف العظيم، والتناقض الزائد في الآراء المختلفة الأهواء، نعوذ بالله من ذلك، وانظر كيف هدى الله أهل الحق والعدل إلى أقوم طريق، فأثبتوا للعاصي جزاءاً، ونفَوا الخلود في النار عليها الذي هو جزاء الكافرين، ويعضد ذلك: قوله - صلى الله عليه وسلم-: «خير الأمور أوسطها» .
__________
(1) رقم (2150) في القدر، باب ما جاء في القدرية، وإسناده ضعيف.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1-أخرجه عبد بن حميد (579) قال: أخبرنا محمد بن بشر العبدي، عن علي بن نزار، وابن ماجة (62) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا محمد بن فضيل، قال: حدثنا علي بن نزار. والترمذي (2149) قال: حدثنا واصل بن عبد الأعلى الكوفي، قال: حدثنا محمد بن فضيل، عن القاسم بن حبيب، وعلي بن نزار.
كلاهما - علي بن نزار، والقاسم بن حبيب - عن نزار..
2- وأخرجه الترمذي (2149) قال: حدثنا محمد بن رافع، قال: حدثنا محمد بن بشر، قال: حدثنا سلام بن أبي عمرة. كلاهما - نزار، وسلام بن أبي عمرة - عن عكرمة، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث غريب حسن صحيح.
قلت: ضعفه الشيخ الألباني.(10/130)
7605 - (ت د) نافع - مولى ابن عمر «أن رجلاً جاء ابنَ عمَرَ فقال: إن فلاناً يقرأ عليك السلام، فقال ابن عمر: إنه بلغني أنه قد أحدَثَ التكذيبَ بالقدرِ، فإن كان قد أحدثَ فلا تُقْرِئْهُ مني السلام، فإني سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: يكون في هذه الأمَّة، أو في أُمَّتي - الشك منه - خَسْفٌ ومَسْخ، وذلك في المكذِّبين بالقَدَر» .
وفي رواية أبي داود: قال: «كان لابن عمر صديقٌ من أهل الشام يُكاتِبُهُ، فكتب إليه عبدُ الله بنُ عمر: إنه بلغني أنَّك تكَلَّمْتَ في شيء من القدر، فإياك أن تكْتُبَ إليَّ، فإني سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: سيكون في أمتي أقْوَامٌ يُكَذِّبون بالقدر» .
وفي رواية الترمذي نحو الأولى، وفيها قال: «بلغني أنه قد أحدث فإن [ص:132] كان قد أحدث....» وذكر الحديث، وقال في آخره: «خَسْفٌ ومَسْخ، أو قَذف في أهل القدر» (1) .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (2153) و (2154) في القدر، باب رقم (16) ، وأبو داود رقم (4613) في السنة، باب لزوم السنة، وإسناده حسن، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " رقم (5639) ، والحاكم 1 / 84 وصححه ووافقه الذهبي.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن: أخرجه أحمد (2/90) (5639) قال: حدثنا أبو عبد الرحمن بن عبد الله بن يزيد، قال: حدثنا يزيد، قال: سعيد يعني (ابن أبي أيوب) . وفي (2/108) (5867) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا رشدين. وفي (2/136) (2608) قال حدثنا هارون بن معروف، قال أخبرنا عبد الله بن وهب، أبو داود (4613) قال حدثنا أحمد بن حنبل، قال: حدثنا عبد الله بن يزيد، قال: حدثنا سعيد، يعني ابن أبي أيوب. وابن ماجة (4061) قال: حدثنا محمد بن بشار، ومحمد بن المثنى، قالا: حدثنا أبو عاصم، حدثنا حيوه بن شريح، والترمذي (2152) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا حيوة بن شريح. وفي (2153) قال: حدثنا قتيبة قال: حدثنا رشدين بن سعد.
أربعتهم - سعيد بن أبي أيوب، ورشدين، وعبد الله بن وهب، وحيوة - عن أبي صخر حميد بن زياد، عن نافع، فذكره.
ورواية أبي داود الثانية:
أخرجها أحمد (2/90) (5639) . وأبو داود (4613) قال: حدثنا أحمد بن حنبل، قال: حدثنا عبد الله بن زيد وأبو عبد الرحمن قال: حدثنا سعيد، يعني بن أبي أيوب، قال: أخبرني أبو صخر، عن نافع فذكره.(10/131)
الفصل العاشر: في أحاديث شتى
7606 - (م ت) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «كتبَ الله مقاديرَ الخلائقِ قَبلَ أن يخلق السماواتِ والأرضَ بخمسين ألف سنة، قال: وعرشه على الماء» أخرجه مسلم.
وفي رواية الترمذي «قدَّر الله المقاديرَ قبل أن يخلق السماواتِ والأرضينَ بخمسينَ ألفَ سنة» (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (2653) في القدر، باب حجاج آدم وموسى عليهما السلام، والترمذي رقم (2157) في القدر، باب رقم (18) .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/169) (6579) قال:حدثنا أبو عبد الرحمن،قال:حدثنا حيوة، وابن لهيعة، وعبد بن حميد (343) قال:حدثنا عبد الله بن يزيد،قال:حدثنا حيوة بن شريح،وابن لهيعة، ومسلم (8/51) قال حدثني أبو الطاهر أحمد بن عمرو بن عبد الله بن عمرو بن سرح،قال: حدثنا ابن وهب. (ح) وحدثنا ابن أبي عمر،قال:حدثنا المقرئ،قال:حدثنا حيوة (ح) وحدثني محمد بن سهيل التميمي،قال:حدثنا ابن أبي مريم،قال: أخبرنا نافع،يعني بن يزيد،والترمذي (2156) قال:حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن المنذر الباهلي الصنعاني،قال:حدثنا عبد الله بن يزيد المقرئ،قال:حدثنا حيوة بن شريح.
أربعتهم - حيوة، وابن لهيعة،وابن وهب،ونافع - عن أبي هانئ الخولاني، أنه سمع أبا عبد الرحمن الحبلي،فذكره.
* زاد بن وهب في حديثه،: «وعرشه على الماء» .
وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب.(10/132)
7607 - (ت) أبو عزة، [يسار بن عبد] ، - رضي الله عنهما - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إذا قضى الله لعبد أن يموت بأرض جَعَلَ له إليها حاجة، [أو بها حاجة] » أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2148) في القدر، باب ما جاء أن النفس تموت حيث ما كتب لها، وإسناده صحيح، وقال الترمذي: هذا حديث صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/429) .والبخاري في الأدب المفرد (780) قال حدثنا مسدد. والترمذي (2147) قال حدثنا أحمد بن منيع وعلي بن حجر.
أربعتهم - أحمد بن حنبل،ومسدد،وأحمد بن منيع،وابن حجر - عن إسحاق بن إبراهيم، عن أيوب، عن أبي المليح بن أسامة، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث صحيح.(10/132)
7608 - (ت) مطر بن عكامس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «إذا قضى الله لعبد أن يَموتَ بأرض جعل له إليها حاجة» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2147) في القدر، باب ما جاء أن النفس تموت حيث ما كتب لها، وإسناده ضعيف، ولكن يشهد له الذي قبله، فهو به حسن، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، قال: وفي الباب عن أبي عزة، يريد الحديث الذي قبله.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه عبد الله بن أحمد (5/227) قال: حدثنا أبوبكر بن أبي شيبة،قال حدثنا أبو داود الحفري، عن سفيان (ح) وحدثنا محمد بن جعفر الوركاني،قال:حدثنا حديج،أبو سليمان. والترمذي (2146) قال حدثنا بندار،قال حدثنا مؤمل،قال:حدثنا سفيان (ح) وحدثنا محمود بن غيلان،قال:حدثنا مؤمل،وأبو داود الحفري، عن سفيان.
كلاهما - سفيان، وحديج - عن أبي إسحاق، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب،ولا نعرف لمطر بن عكاس عن النبي -صلى الله عليه وسلم- غير هذا الحديث.(10/133)
7609 - () أبو عثمان مولى أبي هاشم - رحمه الله - قال: «سألتُ أبا هريرة عن القَدَرِ؟ فقال: اكْتفِ منه بآخر سورة الفتح {محمدٌ رسول الله والذين معه أشِدَّاءُ على الكفار رُحماءُ بينهم تراهم رُكَّعاً سُجَّدَاً} [الفتح: 29] فنعتَهم قبل أن يخلقهم، بما علمَ أنهم يكونون عليه إذا خَلَقَهُم وقال تعالى فيهم: {ذلك مَثَلُهم في التوراة ومثلُهم في الإنجيل كزرعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فآزَرَهُ فاسْتَغْلَظَ ... } الآية» [الفتح: 29] أخرجه ... (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(شطأه) شَطْءُ الزرع: فراخه التي تتفرع من الأصل.
(فآزره) أي: قوَّاه وشَده.
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وذكره السيوطي في " الدر المنثور " ونسبه لأبي عبيد وأبي نعيم في " الحلية " وابن المنذر.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
ذكره السيوطي في الدر المنثور (6/91) وقال: وأخرج أبو عبيد وأبو نعيم في الحلية وابن المنذر، عن عمار مولى بن هاشم،فذكره.(10/133)
7610 - () مالك بن أنس - رحمه الله - قال: «بلغني أنه قيل لإياس بن [ص:134] معاوية: ما رأيك في القدر؟ قال: رأيُ ابنتي» يريد: لا يَعْلمُ سِرَّهُ إلا الله، وبه كان يُضْرَبُ المثَلُ في الفَهم.
وقال رجل وقد سُئِلَ عن أمرِ مَا مِنَ القَدَرِ، فقال: ألسْتَ تؤمِنُ به؟ قال: بلا، قال: فحسْبُكَ، حدثني علي بن الحسين بن علي عن أبيه أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «من حُسْن إسلام المرءِ ترْكهُ ما لا يَعنِيه» وقال: بلغني أنه قيل لِلقْمان: ما بلغَ منكَ ما نرى؟ قال: أداءُ الأمانة، وَصِدْقُ الحديث، وترْك ما لا يعنيني. أخرجه ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، والجزء المرفوع منه قوله صلى الله عليه وسلم: " من حسن إسلام المرء ... الحديث " رواه مالك في الموطأ 2 / 903 في حسن الخلق، باب ما جاء في حسن الخلق، والترمذي رقم (2319) في الزهد، باب رقم (11) من حديث مالك بن أنس عن الزهري عن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، وإسناده منقطع، ورواه أيضاً الترمذي رقم (2318) في الزهد، باب رقم (11) ، وابن ماجة رقم (3976) في الفتن، باب كف اللسان في الفتنة، وقال الترمذي: هذا حديث غريب، وقال الزرقاني في " شرح الموطأ ": والحديث حسن بل صحيح، أخرجه أحمد وأبو يعلى والترمذي من حديث الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة، وأحمد والطبراني في " الكبير " عن الحسن بن علي، والحاكم في الكنى عن أبي ذر العسكري، والحاكم في " تاريخه " عن علي بن أبي طالب، والطبراني في " الصغير" عن زيد بن ثابت، وابن عساكر عن الحارث بن هشام، أقول: وقوله: " بلغني أنه قيل للقمان ... " رواه مالك في الموطأ 2 / 990 في الكلام، باب ما جاء في الصدق والكذب، وإسناده منقطع.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده منقطع: في المطبوع أخرجه رزين، ولم نقف على قول إياس بن معاوية أما لفظه: «من حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه، وقد تقدم بلفظه: «أنه قيل للقمان..» أخرجه مالك (1926) فذكره بلاغا.(10/133)
7611 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: «خرج علينا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، ونحن نتنازعُ في القَدَرِ، فَغَضِبَ حتى احْمرَّ وجهُه حتى كأنما فُقيء في وجنتيه حَبُّ الرُّمَّان، فقال: أفبهذا أُمِرْتُمْ، أم بهذا أُرْسِلْتُ إليكم؟ [ص:135] إنما هَلَكَ مَنْ كان قبلكم حين تنازعوا في هذا الأمرِ، عزْمتُ عليكم أن لا تنازُعوا فيه» أخرجه الترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فقئ) فكأنما فُقئ في وجهه حبُّ الرُّمَّان، أي: شُقَّ وفُقِص.
__________
(1) رقم (2134) في القدر، باب ما جاء في التشديد في الخوض في القدر، وإسناده ضعيف، ولكن له شاهد عند ابن ماجة رقم (85) في المقدمة، باب في القدر، وإسناده حسن، فالحديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: أخرجه الترمذي (2133) قال حدثنا عبد الله بن معاوية الجمحي البصري، قال: حدثنا صالح المري، عن هشام بن حسان، عن محمد بن شريح، فذكره.
وقال: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث صالح المري، وصالح المري له غرائب ينفرد بها، لايتابع عليها.(10/134)
الكتاب الثاني: في القناعة والعفة، وفيه خمسة فصول
الفصل الأول: في مدحها والحث عليها
7612 - (ت) عبيد الله بن محصن - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَنْ أصبَحَ منكم آمِناً في سِرْبه، مُعافى في جَسَدِهِ، عندهُ قوتُ يومِه، فكأنَّما حِيزَتْ له الدنيا بحذافيرها» أخرجه الترمذي (1) .
[ص:136]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(آمناً في سربه) أي: في نفسه، يقال: فلان واسع السرب، أي: رَخِيُّ البال وروِي بفتح السين، وهو المسلَك والمذهب.
(الحذافير) عالي الشيء ونواحيه، يقال: أعطاه الدنيا بحذافيرها، أي: بأسرها، الواحد حِذْفارٌ.
__________
(1) رقم (2347) في الزهد، باب رقم (34) ، ورواه أيضاً البخاري في " الأدب المفرد " رقم (300) باب من أصبح آمناً في سربه، وابن ماجة رقم (4141) في الزهد، باب القناعة، كلهم من حديث [ص:136] مروان بن معاوية الفزاري عن عبد الرحمن بن أبي شميلة الأنصاري عن سلمة بن عبيد الله بن محصن وإسناده ضعيف، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، ورواه أيضاً ابن حبان في " صحيحه " رقم (2503) في الزهد، باب فيمن أصبح آمناً معافى، من حديث عبد الله بن هانئ بن أبي عبلة عن إبراهيم بن أبي عبلة عن أم الدرداء عن أبي الدرداء، قال ابن أبي حاتم في " الجرح والتعديل " 2 / 194: عبد الله بن هانئ ابن أخي إبراهيم بن أبي عبلة، روى عن أبيه عن ضمرة، روى عنه محمد بن عبد الله بن محمد بن مخلد الهروي عن أبيه عن إبراهيم بن أبي عبلة أحاديث بواطيل، ثم قال: نا عبد الرحمن قال: سمعت أبي يقول: قدمت الرملة، فذكر لي أن في بعض القرى هذا الشيخ، وسألت عنه فقيل: هو شيخ يكذب فلم أخرج إليه، ولم أسمع منه. وقد ذكر الحديث الحافظ الذهبي في " الميزان " في ترجمة سلمة بن عبد الله بن محصن عن أبيه من رجال الترمذي، وضعف سند الترمذي ثم قال: ويروى عن النبي صلى الله عليه وسلم من طريق أبي الدرداء بإسناد لين يشبه هذا.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الحميدي (439) . والبخاري في الأدب المفرد (300) قال: حدثنا بشر بن مرحوم. وابن ماجة (4141) قال حدثنا سويد بن سعيد، ومجاهد بن موسى، والترمذي (2346) قال: حدثنا عمرو بن مالك، ومحمود بن خداش البغدادي (ح) وحدثنا محمد بن إسماعيل، قال: حدثنا الحميدي.
ستتهم - الحميدي، وبشر بن مرحوم، وسويد بن سعيد، ومجاهد بن موسى، وعمرو بن مالك، ومحمد خداش - قالوا: حدثنا مراون بن معاوية، قال: حدثنا عبد الرحمن بن أبي شميلة الأنصاري، عن سلمة بن عبيد الله بن محصن، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث مروان بن معاوية، وحيزت جمعت.(10/135)
7613 - (ت) عثمان بن عفان - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «ليس لابنِ آدم حق في سوى هذه الخصال: بيت يسكُنه، وَثَوْب يُوارِي عورتَه، وجِلْفُ الخبزِ والماء» أخرجه الترمذي.
وقال النضر بن شمَيل: «جِلْفُ الخبز» يعني ليس معه إدام (1) . [ص:137]
وفي رواية رزين «وجلف خُبز يَرُدُّ بها جَوْعتَهُ، والماء القَراح» .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(جلف الخبز) الجلف: الخبز وحده لا أدم معه، وقيل: هو الخبز الغليظ اليابس.
(القَراح) : الذي لا يشوبه شيء ولا يخالطه، مما يُجعل فيه كالعسل والتمر والزبيب وغير ذلك مما يُتخذ شراباً.
__________
(1) رواه الترمذي رقم (2342) في الزهد، باب رقم (30) ، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 1 / 62، وإسناده حسن، وقال الترمذي: هذا حديث صحيح، وقال المناوي في " فيض القدير ": وقال الحاكم: صحيح، وأقره الذهبي.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (1/62) (440) . وعبد بن حميد (46) والترمذي (2341) قال: حدثنا عبد بن حميد.
كلاهما - أحمد، وعبد - عن عبد الصمد بن عبد الوارث، قال حدثنا حريث بن السائب، قال سمعت الحسن يقول: حدثني حمران بن أبان فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح الحريث بن السائب، وسمعت أبا داود سليمان بن سلم البلخي، يقول: قال النضر بن شميل: جلف الخبز يعني ليس معه إدام.(10/136)
7614 - (ت) أبو أمامة الباهلي - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «قال الله: إنَّ أغْبَطَ أوليائي عندي: مؤمِن خفيفُ الحاذِ، ذو حظٍّ من الصلاة، أحْسَنَ عبادَة ربِّه، وأطاعه في السِّرِّ، وكان غامِضاً في الناس، لا يُشار إليه بالأصابع، وكان رِزْقُه كَفافاً فصبر على ذلك، ثم نَقَرَ بيده، فقال: عُجِّلَتْ مَنِيَّتُهُ، قَلَّ تُرَاثُهُ، قَلَّتْ بواكيه» .
وبهذا الإسناد: أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «عَرَض عليَّ رِّبي لِيَجْعَلَ لي بطحاءَ مكة ذَهباً، فقلت: لا يا ربِّ، ولكن أشبَعُ يوماً، وأجوعُ يوماً، فإذا جُعتُ تضَرَّعتُ إليكَ وذكَرْتُكَ، وإذا شبِعْتُ حَمِدْتُكَ وشكَرْتُك» .
أخرجه الترمذي (1) .
[ص:138]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أغبط) غبَطْتُ الرجل: إذا تمنَّيتَ أن يكون كل مثل الذي له من غير أن يزول عنه ماله.
(خفيف الحاذ) الحاذ في الأصل: بطن الفخذ، وقيل: هو الظهر، والموضع الذي يقع عليه اللبد من ظهر الفرس، يقال له: حاذ، والمراد في الحديث: الخفيف الظهر من العيال، القليل المال، القليل الحظِّ من الدنيا.
(غامِضاً) الغامض: الخفي، أراد أن يكون الإنسان منقطعاً عن الناس لا يخالطهم، وذلك دأب الزاهدين في الدنيا، الراغبين فيما عند الله تعالى.
(الكفاف) : الذي لا يفضل عن الحاجة ولا ينقص.
(المنية) : الموت.
(تراث) الرجل: ما يخلفه بعد موته من متاع الدنيا.
__________
(1) رقم (2348) في الزهد، باب ما جاء في الكفاف والصبر عليه، وإسناده حسن، وقال الترمذي: هذا حديث حسن، قال: وفي الباب عن فضالة بن عبيد.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (5/252) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا علي بن صالح عن أبي المهلب، وفي (5/255) قال حدثنا أسود، قال: حدثنا الحسن بن صالح، عن أبي المهلب. والترمذي (2347) قال أخبرنا سويد بن نصر، قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك، عن يحيى بن أيوب.
كلاهما - أبو المهلب، ويحيى - عن عبيد الله بن زحر، عن علي بن يزيد، عن القاسم، فذكره.
* أخرحه الحميدي (909) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا مطرح أبو المهلب، وأحمد (5/255) قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم قال أخبرنا ليث بن أبي سليم.
كلاهما - أبو المهلب، وليث - عن عبيد الله بن زحر، عن القاسم، فذكره ليس فيه - علي بن يزيد.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن. وعلي بن يزيد ضعيف الحديث ويكني أبا عبد الملك.(10/137)
7615 - (م ت) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما – قال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «قد أفْلَحَ مَنْ أسلم، ورُزِقَ كفافاً، وقَنَّعه الله بما آتاه» أخرجه مسلم والترمذي (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (1054) في الزكاة، باب في الكفاف والقناعة، والترمذي رقم (2349) في الزهد، باب ما جاء في الكفاف.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/168) (6572) قال:حدثنا عبد الله بن يزيد المقرئ من كتابه، قال: حدثنا سعيد بن أبي أيوب قال:حدثني شرحبيل بن شريك. وفي (2/172) (6609) قال:حدثنا يحيى بن إسحاق،قال أخبرنا ابن لهيعة، عن شرحبيل بن شريك، وعبد بن حميد (341) قال:حدثنا عبد الله بن يزيد قال:حدثا سعيد بن أبي أيوب. قال:حدثنا شرحبيل بن شريك ومسلم (3/102) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال:حدثنا أبو عبيدة أبو عبد الرحمن المقرئ، عن سعيد بن أبي أيوب قال: حدثني شرحبيل،وهو بن شريك،وابن ماجة (4138) قال:حدثنا بن رمح. قال:حدثنا عبد الله بن لهيعة، عن عبيد الله بن أبي جعفر،وحميد بن هانئ الخولاني،والترمذي (2348) قال: حدثنا العباس الدوري،قال:حدثنا عبد الله بن يزيد المقرئ، قال:حدثنا سعد بن أيوب، عن شرحبيل بن شريك.
ثلاثتهم - شرحبيل،وعبيد الله بن أبي جعفر،وحميد بن هانئ - عن أبي، عبد الرحمن الحبلي، فذكره..(10/138)
7616 - (ت) فضالة بن عبيد - رضي الله عنه - أنه سمع رسول الله [ص:139] صلى الله عليه وسلم- يقول: «طُوبى لِمنْ هدِيَ للإسلام، وكان عَيْشُه كَفَافاً وَقنِعَ» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2350) في الزهد، باب ما جاء في الكفاف.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن: أخرجه أحمد (6/19) قال: حدثنا أبو عبد الرحمن. والترمذي (2349) قال: حدثنا العباس الدوردي، قال: حدثنا عبد الله بن يزيد المقرئ والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (8/11033) عن سويد بن نصر، عن عبد الله بن المبارك.
كلاهما - أبو عبد الرحمن المقري، عبد الله بن يزيد، وابن المبارك - عن حيوة بن شريح، قال: أخبرني أبو هانئ الخولاني، أن أبا على عمرو بن مالك الجنبي أخبره، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.(10/138)
7617 - (خ م ط د ت س) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: «إنَّ ناساً من الأنصار سألوا رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- فأعطاهم، ثم سألوه فأعطاهم، ثم سألوه فأعطاهم، حتى إذا نَفِذَ ما عِنْدَهُ، قال: ما يكون عنْدي من خير فلَنْ أدَّخِرَهُ عنكم، ومَنْ يَسْتَعِفَّ يُعِفُّه الله ومَن يستَغْنِ يُغْنهِ الله، ومن يتصبَّر يُصَبِّره الله، وما أُعْطِي أحدٌ عطاءً هو خَيرٌ وأوسَع من الصبر» أخرجه الجماعة (1) .
وزاد رزين «وقد أفلح من أسلم ورُزِقَ كَفافاً فقنَّعه الله بما آتاه» .
__________
(1) رواه البخاري 3 / 265 في الزكاة، باب الاستعفاف في المسألة، وفي الرقاق، باب الصبر عن محارم الله، ومسلم رقم (1053) في الزكاة، باب فضل التعفف والصبر، والموطأ 2 / 997 في الصدقة، باب ما جاء في التعفف عن المسألة، وأبو داود رقم (1644) في الزكاة، باب في الاستعفاف، والترمذي رقم (2025) في البر والصلة، باب ما جاء في الصبر، والنسائي 5 / 95 في الزكاة، باب في الاستعفاف عن المسألة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه مالك في الموطأ (616) .وأحمد (3/93) قال:حدثنا إسحاق بن سليمان. والدارمي (1653) قال: أخبرنا الحكم بن المبارك. والبخاري (2/151) قال:حدثنا عبد الله بن يوسف،ومسلم (3/102) قال:حدثنا قتيبة بن سعيد. وأبو داود (1644) قال:حدثنا عبد الله مسلمة. والترمذي (2024) قال: حدثنا الأنصاري،قال: حدثنا معن. والنسائي (5/95) قال: أخبرنا قتيبة. وفي الكبرى (تحفة الأشراف) (4152) عن الحارث بن مسكين،عن بن القاسم.
سبعتهم - إسحاق، والحكم،وعبد الله بن يوسف،وقتيبة،وعبد الله بن مسلمة، ومعن وابن القاسم - عن مالك بن أنس.
2- وأخرجه أحمد (3/93) .ومسلم (3/102) قال: حدثنا عبد بن حميد.
كلاهما - أحمد،وعبد - عن عبد الرزاق،قال: أخبرني معمر.
3- وأخرجه البخاري (8/123) قال:حدثنا أبو اليمان،قال: أخبرنا شعيب.
ثلاثتهم - مالك،ومعمر، وشعيب - عن الزهري،عن عطاء بن يزيد، فذكره.(10/139)
7618 - (م ت) أبو أمامة الباهلي - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «يا ابن آدم، إنكَ أن تَبْذُلَ الفَضَل خير لك، وأن تُمسكَه شَرُّ لك، ولا تُلامُ على كفَاف، وابدأْ بمَنْ تعُول، واليد العليا خير من اليد السفْلَى» أخرجه مسلم والترمذي (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (1036) في الزكاة، باب بيان أن اليد العليا خير من اليد السفلى، والترمذي رقم (2344) في الزهد، باب رقم (32) .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: وقد تقدم.(10/139)
7619 - (ت) عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لو أنَّكم كنتم تتوكلون على الله حقَّ توكلهِ: لَرُزِقْتُمْ كما تُرْزقُ الطَّيْرُ، تَغْدو خماصاً وتَرُوحُ بِطاناً» أخرجه الترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(خماصاً) الخماص: الجياع الخاليات البطون من الغذاء.
(بِطاناً) البطان: الشباع الممتلئات البطون منه.
__________
(1) رقم (2345) في الزهد، باب رقم (33) ، وأخرجه أيضاً أحمد، وابن ماجة وابن حبان، والحاكم وغيرهم، وهو حديث صحيح، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: أخرجه أحمد (1/30) (1205) قال: حدثنا أبو عبد الرحمن، قال:حدثنا حيوة. قال: أخبرني بكر بن عمرو وفي (1/62) (370) قال حدثنا حجاج، قال: أنبأنا ابن لهيعة. وفي (373) قال:حدثنا يحيى بن إسحاق،قال: أنبأنا ابن لهيعة. وعبد بن حميد (10) قال: أخبرنا عبد الله بن يزيد،قال:حدثنا حيوة بن شريح،قال: أخبرني بكر بن عمرو، وابن ماجة (4164) قال:حدثنا حرملة بن يحيى،قال:حدثنا عبد الله بن وهب،قال: أخبرني ابن لهيعة. والترمذي (2344) قال:حدثنا علي بن سعيد الكندي،قال حدثنا ابن المبارك، عن حيوة بن شريح، عن بكر بن عمرو،والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (8/10586) عن سويد بن نصر، عن ابن المبارك،عن حيوة عن بكر.
كلاهما - بكر،وابن لهيعة - عن عبد الله بن هبيرة، عن أبي تميم الجيشاني،فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح لا نعرفه إلامن هذا الوجه وأبو تميم الجيشاني اسمه عبد الله بن مالك.(10/140)
الفصل الثاني: في غنى النفس
7620 - (خ م ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «ليس الغِنى عن كثرة العَرَض، ولكن الغِنى غنى النفسِ» . أخرجه البخاري ومسلم والترمذي (1) .
[ص:141]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(العرض) : ما يتموَّله الإنسان ويقتنيه من المال وغيره.
__________
(1) رواه البخاري 11 / 231 و 232 في الرقاق، باب الغنى غنى النفس، ومسلم رقم (1051) في الزكاة، باب ليس الغنى عن كثرة العرض، والترمذي رقم (2374) في الزهد، باب ما جاء أن الغنى غنى النفس.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/389) قال: حدثنا أسود بن عامر، قال: حدثنا أبو بكر بن عياش، عن أبي حصين، والبخاري (8/118) قال: حدثنا أحمد بن يونس، قال: حدثنا أبو بكر، قال: حدثنا أبو حصين وفي الأدب المفرد (276) قال: حدثنا يحيى بن بكير، قال: حدثنا الليث، عن بن عجلان، عن القعقاع. والترمذي (2373) قال: حدثنا أحمد بن بديل بن قريش اليامي الكوفي، قال: حدثنا أبو بكر بن عياش، عن أبي حصين.
كلاهما - أبو حصين، والقعقاع بن حكيم - عن أبي صالح، فذكره.(10/140)
7621 - (خ م ط د س) أبو هريرة - رضي الله عنه - أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «ليس المسكينُ الذي تَرُدُّه اللقمةُ واللقمتان، والتمرةُ والتمرتان، ولكنَّ المسكين الذي لا يجد غِنى يُغنيه، ولا يُفْطَنُ به فَيُتَصَدَّقُ عليه، ولا يقوم فيسأل الناس» هذا لفظ البخاري.
وفي أخرى «ليْس المسكين الذي تردُّه الأُكْلة والأكلتان، ولكن المسكين الذي ليس له غنى ويستَحِي، أو لا يسأل الناس إلحافاً» .
وفي أخرى «إنما المسكين الذي يتعفَّف، اقرؤوا إن شئتم {لا يسألونَ الناس إلحافاً} [البقرة: 273] » .
وفي رواية لمسلم والموطأ «ليس المسكين بهذا الطَّوَّاف الذي يطوف حول الناس» ... وذكر الحديث نحو الأولى، وأخرج النسائي الأولى.
وفي رواية أبي داود «ليس المسكين الذي تردُّه الأُكلة والأكلتان، ولكن المسكين الذي لا يسأل الناس، ولا يفطنون به فَيُعْطُونه» .
وفي رواية «ولكن المسكين المتعفف» .
وفي أُخرى «فذلك المحروم» .
وفي أخرى جعل «المحروم» من كلام الزهري، قال: وهو أصح. [ص:142]
وأخرج النسائي أيضاً رواية أبي داود الأُولة (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أكلة) الأُكلة بضم الهمزة: اللقمة - وبالفتح - المرة الواحدة من الأكل.
(إلحافاً) الإلحاف في المسألة: الإلحاح، والإكثار منها.
__________
(1) رواه البخاري 3 / 269 و 270 في الزكاة، باب قول الله تعالى: {لا يسألون الناس إلحافاً} ، وفي تفسير سورة البقرة، باب {لا يسألون الناس إلحافاً} ، ومسلم رقم (1039) في الزكاة، باب المسكين الذي لا يجد غنى ولا يفطن له فيتصدق عليه، والموطأ 2 / 923 في صفة النبي صلى الله عليه وسلم، باب ما جاء في المساكين، وأبو داود رقم (1631) و (1632) في الزكاة، باب من يعطى من الصدقة وحد الغنى، والنسائي 5 / 85 في الزكاة، باب تفسير المسكين.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مالك الموطأ (575) والبخاري (2/154) قال: حدثنا إسماعيل بن عبد الله قال: حدثني مالك. ومسلم (3/95) : حدثنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا المغيرة يعني الحزامي. والنسائي (5/85) قال: أخبرنا قتيبة، عن مالك.
كلاهما - مالك، والمغيرة الحزامي - عن أبي الزناد، عن الأعرج، فذكره.
* الروايات متقاربة المعنى.
وبلفظ «ليس المسكين الذي ترده التمرة والتمرتان، ولا اللقمة ولا اللقمتان، وإنما المسكين الذي يتعفف واقرؤا إن شئتم قوله: لا يسألون الناس إلحافا» .
أخرجه البخاري (6/39) . ومسلم (3/96) قال: حدثنا أبو بكر بن إسحاق.
كلاهما - البخاري، وأبو بكر بن إسحاق - عن سعد بن أبي مريم، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال حدثني شريك بن أبي نمر، عن عطاء بن يسار وعبد الرحمن بن أبي عمرة، فذكراه.
* أخرجه أحمد (2/395) قال: حدثنا سليمان بن داود، ومسلم (3/95) قال: حدثنا يحيى بن أيوب وقتيبة بن سعيد. والنسائي (5/84) قال: أخبرنا علي بن حجر.
أربعتهم - سليمان بن داود، ويحيى بن أيوب، وقتيبة بن سيعد، وعلي بن حجر - عن إسماعيل بن جعفر، عن شريك بن أبي نمر، وعن عطاء بن عن أبي هريرة، فذكره. ليس فيه: «عبد الرحمن بن أبي عمرة.» .
وبلفظ: «ليس المسكين الذي ترده الأكلة والأكلتان، ولكن المسكين الذي ليس له غني، ويستحيي، أو لايسأل الناس إلحافا» .
أخرجه البخاري (2/260) قال: حدثنا عبد الأعلى، عن معمر. وفي (2/445) قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا حماد بن سلمة. وفي (2/457) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (2/469) قال: حدثنا عبد الرحمن. قال: حدثنا حماد بن سلمة. والدارمي (1623) قال: أخبرنا هاشم ابن القاسم. قال: حدثا شعبة. والبخاري (2/153) قال: حدثنا حجاج بن منهال. قال: حدثنا شعبة
ثلاثتهم - معمر، وحماد بن سلمة، وشعبة- عن محمد بن زياد، فذكره.
* الروايات متقاربة المعنى.
وبلفظ: «ليس المسكين الذي ترده التمرة والتمرتان، ولا اللقمة. واللقمتان. ولكن المسكين الذي لايسأل، ولا يعرف مكانه فيعطى» .
أخرجه الحميدي (1059) قال: حدثنا سفيان. وقال: سمعنا من الهجري أحاديث، عن أبي عياض، عن أبي هريرة، هذا أحدها، فذكره.
وبلفظ: «ليس المسكين الذي ترده الأكلة والأكلتان، التمرة التمرتان. قالوا: فما المسكين يارسول الله؟ قال: الذي لا يجد غنى، ولايعلم الناس حاجته فيتصدق عليه.» .
أخرجه أحمد (2/260) قال: حدثنا عبد الأعلى وأبو داود (1632) قال: حدثنا مسدد وعبيد الله بن عمر وأبو كامل، قالوا: حدثنا عبد الواحد بن زياد. والنسائي (5/85) قال: أخبرنا نصر بن علي. قال: حدثنا عبد الأعلى.
كلاهما - عبد الأعلى بن عبد الأعلى، وعبد الواحد بن زياد - عن معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة، فذكره.
وبلفظ: «ليس المسكين الذي ترده التمرة والتمرتان والأكلة والأكلتان، ولكن المسكين الذي لايسأل الناس شيئا، ولا يفطنون به فيعطونه» .
أخرجه أحمد (2/393) قال: حدثنا أبو نعيم. وأبو داود (1631) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة وزهير بن حرب. قالا: حدثنا جرير. وابن خزيمة (2363) قال: حدثنا سلم بن جنادة. قال: حدثنا أبو معاوية.
ثلاثتهم - أبو نعيم الفضل بن دكين، وجرير بن عبد الحميد، وأبو معاوية - عن الأعمش، عن أبي صالح، فذكره.(10/141)
الفصل الثالث: في الرضى بالقليل
7622 - (خ م ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا نظرَ أحدُكم إلى مَنْ فُضِّل عليه في المال والَخْلقِ، فلينظر إلى من هو أسفل منه» أخرجه البخاري.
وفي رواية مسلم قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «انظروا إلى من هو أسفل منكم، ولا تنظروا إلى من هو فوقكم، فهو أجدرُ أن لا تزدَرُوا نعمة الله عليكم» . [ص:143]
وله في أخرى: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا نَظَرَ أحدُكم إلى من فُضِّلَ عليه في المال والخَلْقِ، فلينظر إلى من هو أسفل منه ممن فُضِّل عليه» وفي رواية الترمذي مثل رواية مسلم الأولى.
وفي رواية ذكرها رزين قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «انظروا إلى من هو أسفل منكم في الدنيا، وفوقكم في الدِّين، فذلك أجدَرُ أن لا تزدَروا نعمة الله عليكم» .
زاد في رواية: قال عونُ بن عبد الله بن عُتبة: كنتُ أصحبُ الأغنياء فما كان أحد أكثرَ هَمَّاً مني، كنت أرى دابة خيرا ًمن دابَّتي، وثوباً خيراً من ثوبي، فلما سمعت هذا الحديث صَحِبْتُ الفقراء فاستَرْحتُ (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(تزدروا) الازدراء: الاحتقار والعيب والانتقاص.
__________
(1) رواه البخاري 11 / 276 في الرقاق، باب لينظر إلى من هو أسفل منه، ومسلم رقم (2963) في الزهد في فاتحته، والترمذي رقم (2515) في القيامة، باب رقم (59) .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/413) ومسلم (8/213) قال: حدثنا محمد بن رافع.
كلاهما - أحمد بن حنبل، وابن رافع - عن عبد الرزاق بن همام، قال: حدثنا معمر، عن همام بن منبه، فذكره.
والرواية الثانية:
أخرجها أحمد (2/245) قال: حدثنا أبو معاوية ووكيع. وفي (2/481) قال: حدثنا وكيع. ومسلم (8/213) قال: حدثني زهير بن حرب. قال: حدثنا جرير (ح) وحدثنا أبو كريب. قال: حدثنا أيوب معاوية (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو معاوية ووكيع، وابن ماجة (4142) قال: حدثنا أبو بكر. قال: حدثنا وكيع وأبو معاوية، والترمذي (2513) قال: حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا أبو معاوية ووكيع.
- والتي في الصحيحين بلفظ.
«لا ينظر أحدكم إلى من فوقه في الخلق، أو الخلق، أو المال، ولكن ينظر إلى من هو دونه» .
أخرجه الحميدي (1066) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (2/243) قال: حدثنا سفيان، والبخاري (8/128) قال: حدثنا إسماعيل، قال: حدثني مالك. ومسلم (8/213) قال: حدثنا يحيى بن يحيى وقتيبة بن سعيد. قال قتيبة: حدثنا وقال يحيى: أخبرنا المغيرة بن عبد الرحمن الحزامي.
ثلاثتهم - سفيان ومالك، والمغيرة - عن أبي الزناد، عن الأعرج، فذكره.(10/142)
الفصل الرابع: في المسألة، وفيه أربعة فروع
[الفرع] الأول: في ذمها مطلقاً
7623 - (خ م س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تزالُ المسألة بأحدكم، حتى يلقى الله وليس في وجهه مُزعة لحم» وفي رواية «حتى يأتي يوم القيامة» أخرجه البخاري ومسلم، وأخرج النسائي الرواية الثانية (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(مُزعة) المزعة: قطعة من اللحم يسيرة، كالنِّتفة من الشيء.
__________
(1) رواه البخاري 3 / 268 في الزكاة، باب من سأل الناس تكثراً، ومسلم رقم (1040) في الزكاة، باب كراهة المسألة للناس، والنسائي 5 / 94 في الزكاة، باب المسألة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (2/15) (4638) قال: حدثنا إسماعيل، قال: أخبرنا معمر. وفي (2/88) (5616) قال:حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. وعبد بن حميد (828) قال: أخبرنا عبد الرزاق،قال: أخبرنا معمر. والبخاري (2/153) قال:وقال معلى،قال:حدثنا وهيب،عن النعمان بن راشد،ومسلم (3/96) قال:حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة،قال:حدثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى، عن معمر. (ح) وحدثني عمرو الناقد، قال:حدثني إسماعيل بن إبراهيم،قال: أخبرنا معمر.
كلاهما - معمر، والنعمان بن راشد - عن عبد الله بن مسلم أخي الزهري.
2- وأخرجه البخاري (2/153) قال:حدثنا يحيى بن بكير،ومسلم (3/96) قال:حدثني أبو الطاهر، قال: أخبرنا عبد الله بن وهب. والنسائي (945) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، عن شعيب.
ثلاثتهم - يحيى بن بكير،وعبد الله بن وهب،وشعيب بن الليث - عن الليث بن سعد،عن عبيد الله بن أبي جعفر.
كلاهما - عبد الله بن مسلم،وعبيد الله بن أبي جعفر - عن حمزة بن عبد الله بن عمر،فذكره.(10/144)
7624 - (د س ت) سمرة بن جندب - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «المَسَائل كُدوح يَكدَحُ بها لرجل وجهه، فمن شاء أبقى على وجهه، ومن شاء تركه، إلا أن يسأل الرجلُ ذا سلطان، أو في أمر لا يجد منه بُداً» أخرجه أبو داود والنسائي. [ص:145]
وفي رواية الترمذي «المسألة كَدٌّ يكُدُّ الرجل بها وجهه، إلا أن يسأل الرجل سُلْطَاناً، أو في أمر لا بد منه» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(كدوح) الكدوح: الخموش.
(ذي سلطان) سؤال السلطان: قيل: أراد به أن يطلب حقه من بيت المال.
(كدٌّ) الكد: السعي والتعب في طلب الرزق.
__________
(1) رواه أبو داود رقم (1639) في الزكاة، باب ما تجوز فيه المسألة، والترمذي رقم (681) في الزكاة، باب ما جاء في النهي عن المسألة، والنسائي 5 / 100 في الزكاة، باب مسألة الرجل ذا السلطان، وباب مسألة الرجل في أمر لابد له منه، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناد صحيح:
1- أخرجه أحمد (5/10) قال: حدثنا حسن بن موسى، قال: حدثنا شيبان بن عبد الرحمن.
2- وأخرجه أحمد (5/19) . والترمذي (681) قال: حدثنا محمود بن غيلان. والنسائي (5/100) قال: أخبرنا محمود بن غيلان.
كلاهما - أحمد، محمود - قالا: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان.
3- وأخرجه أحمد (5/19) قال حدثنا بن جعفر. وفي (5/22) قال: حدثنا عفان. وأبو داود (1639) قال حدثنا حفص بن عمرو النمري. والنسائي (5/100) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان، قال: حدثنا محمد بن بشر.
أربعتهم - محمد بن جعفر، وعفان، وحفص، وابن بشر - عن شعبة.
ثلاثتهم - شيبان، وسفيان، وشعبة - عن عبد الملك بن عمير، عن زيد بن عقبة، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.(10/144)
7625 - (س) عائذ بن عمرو - رضي الله عنه - أن رجلاً «أتى رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، فسأله فأعطاه، فلما وضع رجلَه على أسْكُفَّة الباب، قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: لو تعلمون ما في المسألة، ما مشى أحد إلى أحد يسأله شيئاً» أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 5 / 94 و 95 في الزكاة، باب المسألة، وفي سنده عبد الله بن خليفة، ويقال: خليفة بن عبد الله البصري، وهو مجهول، كما قال الحافظ في " التقريب ": ما روى عنه إلا بسطام بن مسلم، ووهم من زعم أن شعبة روى عنه. أقول: لكن رواه الطبراني في " الكبير " من طريق قابوس عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لو يعلم صاحب المسألة ماله فيها لم يسأل " فالحديث حسن بهذا الشاهد.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (5/65) قال حدثنا روح بن عبادة. والنسائي (5/94) قال: أخبرنا محمد بن عثمان بن أبي صفوان الثقفي،قال:حدثنا أمية بن خالد قال:حدثنا شعبة.
كلاهما - روح،وشعبة - عن بسطام بن مسلم،عن عبد الله بن خليفة الغبري، فذكره.
* في رواية روح بن عبادة سماه (خليفة بن عبد الله) .(10/145)
7626 - (خ) الزبير بن العوام - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «لأن يأخذ أحدكُم أحْبُلَهُ، ثم يأتي الجبلَ فيأتي بحُزْمة من حَطَب على ظهره فيبيعها، خيرٌ له من أن يسأل الناس أعْطَوْهُ أم مَنَعوُه» . أخرجه البخاري (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أحبُله) الأحبل: جمع حبل.
__________
(1) 3 / 265 في الزكاة، باب الاستعفاف عن المسألة، وفي البيوع، باب كسب الرجل وعمله بيده.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (1/164) (1407) قال:حدثنا حفص بن غياث،وفي (1/176) (1429) قال:حدثنا وكيع،وابن نمير،والبخاري (2/152) قال:حدثنا موسى، قال:حدثنا وهيب. وفي (3/75) قال:حدثنا يحيى بن موسى، قال:حدثنا وكيع، (3/149) قال:حدثنا معلى بن أسد، قال: حدثنا وهيب. وابن ماجة (1836) قال:حدثنا علي بن محمد، وعمرو بن عبد الله الأودي. قالا: حدثنا وكيع.
أربعتهم- حفص، ووكيع، وابن نمير،ووهيب - عن هشام بن عروة، عن أبيه، فذكره.(10/146)
7627 - (خ م ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «لأن يَحْتَطِبَ أحدكم حُزمة على ظهره خير له من أن يسأل أحداً فيعطيه أو يمنعه» .
وفي أخرى قال: «والذي نفسي بيده لأن يأخذ أحدكم أحبُلَه، فيحتطبَ على ظهره ... » وذكر الحديث.
وفي أخرى قال: «لأن يأُخذَ أحدكم أحبُله، ثم يغدو - أحسبه قال: إلى الجبل - فَيَحْتَطِبَ ويتصدق خَيْر له من أن يسأل الناس» .
وفي أخرى: «لأن يغدو أحدكم فيحتطب على ظهره فيتصدق به ويستغني به عن الناس خير من أن يسأل الناس رجلاً أعطاه أو منعه، ذلك بأن اليَدَ العُلْيَا خيْرٌ مِنَ اليَد السُّفْلى، وابدأ بمن تَعُول» .
أخرجه البخاري إلا الآخرة، وأخرج مسلم الأولى والآخرة، وأخرج [ص:147] الموطأ الثانية، وأخرج النسائي الأولى والثانية، وأخرج الترمذي الآخرة (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(اليد العليا) : هي يد المعطي، لأنها بالحقيقة تعلو على يد السائل صورة ومعنى.
__________
(1) رواه البخاري 3 / 265 في الزكاة، باب الاستعفاف عن المسألة، وباب قول الله تعالى: {لا يسألون الناس إلحافاً} ، وفي البيوع، باب كسب الرجل وعمله بيده، وفي الشرب، باب بيع الحطب والكلأ، ومسلم رقم (1042) في الزكاة، باب كراهية المسألة للناس، والموطأ 2 / 998 و 999 في الصدقة، باب ما جاء في التعفف في المسألة، والترمذي رقم (680) في الزكاة، باب ما جاء في النهي عن المسألة، والنسائي 5 / 96 في الزكاة، باب الاستعفاف عن المسألة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك الموطأ (617) . والحميدي (1057) قال: حدثنا سفيان وأحمد (2/243) قال: حدثنا سفيان والبخاري (2/152) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: أخبرنا مالك. والنسائي (5/96) قال: أخبرنا علي بن شعيب، قال: أنبأنا معن. قال: أنبأنا مالك.
كلاهما - ومالك، وسفيان بن عيينة - عن أبي الزناد، عن الأعرج، فذكره.
وبلفظ: «لأن يأخذ أحدكم حبله، ثم يغدو، أحسبه قال: إلى الجبل فيحتطب، فيبيع فيأكل ويتصدق، خير له من أن يسأل الناس» ..
أخرجه أحمد (2/496) قال: حدثنا ابن نمير والبخاري (2/154) قال: حدثنا عمر بن حفص بن غياث، قال: حدثنا أبي.
كلاهما - عبد الله بن نمير، وحفص بن غياث - عن الأعمش، عن أبي صالح، فذكره.
* صرح الأعمش بالسماع في رواية البخاري.
وبلفظ: «لأن يحتطب أحدكم حزمة على ظهره، خير له من أن يسأل أحدا فيعطيه أو يمنعه» .
أخرجه أحمد (2/455) قال: حدثنا حجاج، قال: حدثنا ليث. قال: حدثنا عقيل، والبخاري (3/75و149) قال: حدثنا يحيى بن بكير. قال: حدثنا الليث، عن عقيل، ومسلم (3/97) قال: حدثني أبو الطاهر ويونس بن عبد الأعلى. قالا: حدثنا ابن وهب. قال: أخبرني عمرو بن الحارث. والنسائي (5/93) قال: أخبرنا أبو داود. قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم..قال: حدثنا أبي، عن صالح.
ثلاثتهم - عقيل، وعمرو بن الحارث، وصالح بن كيسان - عن ابن شهاب، عن أبي عبيد، مولى عبد الرحمن بن عوف، فذكره.
* الروايات متقاربة المعنى.(10/146)
7628 - (د س) ثوبان - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال «مَنْ يَكْفُلُ لي [أن] لا يسأل الناس شيئاً وأتَكَفَّلُ له بالجنّة؟ فقال ثوبان: أنا، فكان لا يسأل أحداً شيئاً» أخرجه أبو داود.
وفي رواية النسائي قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ يَضْمَنُ لي واحدة وله الجنة؟ قال: وقال كلمة، أن لا يسأل الناس شيئاً» (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (1643) في الزكاة، باب كراهية المسألة، والنسائي 5 / 96 في الزكاة، باب فضل من لا يسأل الناس شيئاً، وهو حديث صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: أخرجه أحمد (5/275) قال:حدثنا أسود بن عامر، قال:حدثنا شريك. وفي (5/276) قال:حدثنا محمد بن جعفر،قال:حدثنا شعبة. وأبو داود (1643) قال:حدثنا عبيد الله بن معاذ،قال:حدثنا أبي،قال:حدثنا شعبة.
كلاهما - شريك، وشعبة - عن عاصم الأحول،عن أبي العالية،فذكره.
1- أخرجه أحمد (5/277) قال:حدثنا وكيع، وفي (5/281) قال:حدثنا يزيد بن هارون،وأبو النضر، وابن ماجة (1837) قال:حدثنا علي بن محمد قال: حدثنا وكيع،والنسائي (5/96) قال:أخبرنا عمرو بن علي،قال:حدثنا يحيى.
أربعتهم - وكيع، ويزيد بن أبو النضر،يحيى - عن ابن أبي ذئب،عن محمد بن قيس.
2- وأخرجه أحمد (5/279) قال:حدثنا محمد بن عبيد،قال:حدثنا محمد بن عثمان،وفي (5/281) قال:حدثنا يزيد بن،قال: أخبرنا محمد بن إسحاق.
كلاهما - بن عثمان، وابن إسحاق - عن العباس بن عبد الرحمن بن ميناء.
كلاهما - محمد بن قيس،والعباس - عن عبد الرحمن بن يزيد بن معاوية، فذكره(10/147)
7629 - (م س) معاوية - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «لا تُلْحِفُوا في المسألة، فوالله لا يسألني أحد منكم شيئاً فتخرِجُ له مسألتُه مني شيئاً وأنا له كاره، فيبارَكَ له فيما أعطيُتهُ» أخرجه مسلم والنسائي (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (1038) في الزكاة، باب النهي عن المسألة، والنسائي 5 / 97 و 98 في الزكاة، باب الإلحاف في المسألة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه الحميدي (604) وأحمد (4/98) وعبد بن حميد (420) قال: أخبرنا عبد الرزاق،والدارمي (1651) قال:أخبرنا سعيد بن منصور، ومسلم (3/95) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، (ح) وحدثنا ابن أبي عمر المكي. والنسائي (5/97) قال: أخبرنا الحسين بن حريث.
سبعتهم - الحميدي، وأحمد، وعبد الرزاق،وسعيد،ومحمد بن عبد الله، وابن أبي عمر، والحسين - عن سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن وهب بن منبه،عن أخيه همام، فذكره.(10/147)
7630 - (ط) عبد الله بن أبي بكر [بن محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري] (1) عن أبيه: «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- استعمل رُجلاً من بني عبد الأشْهَلِ على الصدقةِ، فلما قَدِمَ سأله بعِيراً منها، فَغَضِبَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- حتى احْمَرَّ وَجْهُه، وعُرِفَ الغضب في وجهه - وكان مما يُعْرَفُ [به الغضب في وجهه] : أن تحمرَّ عيناه - ثم قال: ما بالُ رجال يسألني أحدهم ما لا يَصْلحُ لي ولا له، فإن منعته كَرهتُ مَنْعَهُ، وإنْ أعطيتُهُ أعطيتُه مالا يصلح لي ولا له؟ فقال الرجل: يا رسولَ الله، لا أسألك منها شيئاً أبداً» أخرجه الموطأ (2) .
__________
(1) في المطبوع: عبد الله بن أبي بكر الصديق، وهو خطأ.
(2) 2 / 1000 في الصدقة، باب ما يكره من الصدقة، من حديث عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري عن أبيه أبي بكر وهو مرسل، قال الزرقاني في " شرح الموطأ ": ورواه أحمد بن منصور البلخي عن مالك عن عبد الله بن أبي بكر عن أبيه عن أنس.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
مرسل: أخرجه مالك (1951) عن عبد الله بن أبي بكر، عن أبيه، فذكره.
وقال الزرقاني في شرح الموطأ (4/551) ورواه أحمد بن منصور البلخى، عن مالك،عن عبد الله، عن أبيه، عن أنس.(10/148)
7631 - (خ م ت س) عروة بن الزبير - رضي الله عنه - أن حكيم بن حزام قال: «سألتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- فأعطاني، ثم سألتُه فأعطاني - زاد في رواية: ثم سألتُه فأعطاني - ثم قال لي: يا حكيم، إن هذا المال خَضر حُلْو، فَمَنْ أخذَه بسَخَاوَةِ نفسه بُورِكَ له فيه، ومن أخذه بإشراف نفسه لم يُبَاركْ له فيه، وكان كالذي يأْكلُ ولا يشبَعُ، واليَدُ العُلْيا خير من اليد السفلى، قال حكيم: فقلت: يا رسولَ الله، والذي بَعَثَكَ بالحقِّ لا أرْزَأُ أحداً بَعدَكَ شيئاً حتى أُفارِقَ الدنيا، فكان أبو بكر يدعو حَكيماً [ص:149] لِيُعطِيَهُ عطاءه، فيأْبى أن يقبلَ منه شيئاً، ثم إن عمر دعاه ليُعْطِيه عطاءه، فأبى أن يَقْبلَ منه شيئاً، فقال عمر: يا معشر المسلمين إني أعرض على حكيم حقَّهُ الذي له مِنْ هذا الفيء، فيأبَى أن يأخذه، فلم يَرْزَأْ حكيم شيئاً أحداً من الناس بعدَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- حتى تُوفيَ» أخرجه البخاري ومسلم والترمذي.
وأخرجه النسائي إلى قوله: «حتى أُفارق الدنيا» وفي أخرى إلى قوله: «السفلى» (1) .
وزاد رزين بعد قوله: السفلى «ومَنْ يستَغْنِ يُغْنِهِ الله، وَمْن يستَعفِفْ يُعفُّهُ الله، فاسْتَغْنيت، فْأغناني الله، فما بالمدينة أكثر مِنَّا مالاً (2) » .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(خَضِر) الخضر الناعم الطري، والمراد به: أن المال محبوب إلى الناس [ص:150]
(الارزاء) : يقال: ما رزأتُهُ شيئاً، أي: ما أخذت منه شيئاً، ولا أصَبْتُ، وأصله من النقص فإن من أخذ شيئاً: فقد انتقصه شيئاً من ماله.
__________
(1) رواه البخاري 3 / 265 في الزكاة، باب الاستعفاف عن المسألة، وفي الوصايا، باب تأويل قول الله عز وجل: {من بعد وصية توصون بها أو دين} ، وفي الجهاد، باب ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يعطي المؤلفة قلوبهم، وفي الرقاق، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " هذا المال خضرة حلوة "، ومسلم رقم (1035) في الزكاة، باب أن اليد العليا خير من اليد السفلى، والترمذي رقم (2465) في صفة القيامة، باب رقم (30) ، والنسائي 5 / 101 في الزكاة، باب مسألة الرجل في أمر لابد منه.
(2) هذا الزيادة بلفظ " ومن يستغن يغنه الله، ومن يستعف يعفه الله " رواها مالك والبخاري ومسلم والدارمي، والترمذي وغيرهم، من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، والفقرة الأخيرة، رواها أحمد في " المسند " 3 / 44 بلفظ: " فما زال الله عز وجل يرزقنا حتى ما أعلم في الأنصار أهل بيت أكثر أموالاً منا ".
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه الحميدي (553) وأحمد (3/434) والبخاري (8/116) قال: حدثنا علي بن عبد الله، ومسلم (3/94) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعمرو بن الناقد، والنسائي (5/60) قال: أخبرنا قتيبة.
ستتهم - الحميدي، وأحمد، وعلي، وأبو بكر، وعمرو الناقد، وقتيبة - قالوا: حدثنا سفيان.
2- وأخرجه الدارمي (1657 و2753) والبخاري (4/6 و113) قال: الدارمي: أخبرنا، وقال البخاري حدثنا محمد بن يوسف، قال: حدثنا الأوزاعي.
3- وأخرجه البخاري (2/152) قال: حدثنا عبدان، والترمذي (2463) قال: حدثنا سويد.
كلاهما - عبدان، وسويد -قالا: أخبرنا عبد الله - بن المبارك - قال: أخبرنا يونس.
4- وأخرجه النسائي (5/101) قال: أخبرني الربيع بن سليمان بن داود، قال: حدثنا إسحاق بن بكر، قال: حدثني أبي، عن عمرو بن الحارث.
أربعتهم - سفيان، والأوزاعي، ويونس، وعمرو - عن الزهري، قال: أخبرني عروة وسعيد بن المسيب، فذكراه.
* وأخرجه النسائي (5/100) قال: أخبرنا عبد الحبار بن العلاء بن سفيان، عن الزهري، قال: أخبرني عروة، فذكره. لم يذكر - سعيد بن المسيب -.
* وأخرجه النسائي (5/101) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان، قال: حدثنا مسكين بن بكير، قال: حدثنا الأوزاعي، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب. فذكره، ولم يذكره (عروة) .
زاد الأوزاعي عند البخاري، ويونس: قال حكيم: فقلت يارسول الله، والذي بعثك بالحق لاأرزأ أحدا بعدك شيئا، حتى أفارق الدنيا فكان أبو بكر يدعو حكيما ليعطيه العطاء فيأبى أن يقبل منه شيئا، ثم إن عمر دعاه ليعطيه فيأبى أن يقبله فقال: يامعشر المسلمين إني أعرض عليه حقه الذي قسم الله من هذا الفيء فيأبى أن يأخذه فلم يرزأ حكيم أحدا من الناس بعد النبي -صلى الله عليه وسلم- حتى توفي رحمه الله.(10/148)
7632 - (ط) [زيد بن أسلم] عن أبيه - رحمه الله - قال: قال لي عبد الله بن الأرقم: «ادلُلْني على بعير من المطايا أستَحْمِلُ عليه أميرَ المؤمنين، فقلت: نعم جملٌ من إبل الصدقة، فقال عبد الله بن الأرقم: أتُحِبُّ لو أن رجلاً بادناً في يومٍ حارٍّ غَسلَ لك ما تحت إزارِه ورُفْغَيْهِ، ثم أعطاكه فشربْتَه؟ قال: فَغَضِبْتُ، وقلت: يغفر الله لك، لِمَ تَقُول مثل هذا لي؟ قال: فإنما الصدقة أوساخُ الناس يَغْسِلُونها عنهم» أخرجه الموطأ (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(المطايا) جمع مطية، وهي البعير، لأنه يركب مطَاه، أي ظهره.
(استحمل) استحملتُ فلاناً: إذا طلبتَ منه أن يعطيَكَ ما تركب عليه وتحمل عليه متاعك.
(بادناً) البادن: السمين، بَدَّن الرجل: إذا سمن.
(رفغيه) الرفغ بضم الراء وفتحها: الإبط، وقيل: أصل الفخذ، وقيل: وسخ الظفر، والأرفاغ: المغابن، والمغابن كل موضع يجتمع للإنسان من بدنه وسخ وعرق وهي معاطِف الجلد.
__________
(1) 2 / 1001 في الصدقة، باب ما يكره من الصدقة، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: أخرجه مالك (2952) عن زيد بن أسلم،عن أبيه، فذكره.(10/150)
7633 - (د س) ابن الفراسي - رحمه الله - أن أباه قال لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-: أسأل يا رسول الله؟ قال: «لا، وإن كنتَ [سائلاً] ولا بد، فاسأل الصالحين» أخرجه أبو داود والنسائي (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (1646) في الزكاة، باب في الاستعفاف، والنسائي 5 / 95 في الزكاة، باب سؤال الصالحين، وإسناده ضعيف.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (4/2234) وقال أبو عبد الرحمن بن عبد الله بن أحمد: وكتب به إلى قتيبة بن سعيد بن كتبت إليك بخطي وختمت الكتاب بخاتمي ونقشه: الله ولي سعيد -رحمه الله - وهو خاتم أبي وأبو داود (1646) .والنسائي (5/95) .
أربعتهم - أحمد بن حنبل، وأبو داود،وعبد الله أحمد، والنسائي - عن قتيبة بن سعيد،قال:حدثنا الليث بن سعد عن جعفر بن ربيعة، عن بكر بن سوادة،عن مسلم بن مخشي،فذكره.(10/151)
[الفرع] الثاني: في ذمها مع القدرة
7634 - (د ت س) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «من سَألَ الناس، وله ما يغنيه، جاء يوم القيامة ومسألتُه في وجهه خُموش- أو خدوش، أو كُدوح - قيل: يا رسول الله، وما يغنيه؟ قال: خمسون دِرْهماً، أو قيمتها من الذهب» . أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي (1) .
__________
(1) رواه وأبو داود رقم (1626) في الزكاة، باب من يعطي من الصدقة وحد الغنى، والترمذي رقم (650) في الزكاة، باب ما جاء من تحل له الزكاة، والنسائي 5 / 97 في الزكاة، باب حد الغنى، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (1840) في الزكاة، باب من سأل عن ظهر غنى، والدارمي 1 / 386 في الزكاة، باب من تحل له الصدقة، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1- أخرجه أحمد (1/388) (3675) (1/441) (4207) قال:حدثنا وكيع،والدارمي (1648) قال: أخبرنا أبو عاصم،ومحمد بن يوسف،وأبو داود (1626) قال: حدثنا الحسن بن علي،قال: حدثنا يحيى بن آدم. وابن ماجة (1840) قال:حدثنا الحسين بن علي الخلال. قال:حدثنا يحيى بن آدم. والترمذي (651) قال:حدثنا محمود بن غيلان،قال:حدثنا يحيى بن آدم والنسائي (5/97) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان،قال:حدثنا يحيى بن آدم.
أربعتهم - وكيع وأبو عاصم،محمد بن يوسف، ويحيى بن ادم - عن سفيان الثوري.
2- وأخرجه الدارمي (1647) قال: أخبرنا يزيد بن هارون، والترمذي (650) قال:حدثنا قتيبة وعلي بن حجر.
ثلاثتهم - يزيد، وقتيبة، وعلي عن شريك - كلاهما - سفيان،وشريك - عن حكيم بن جبير،عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد،عن أبيه، فذكره.
* في رواية يحيى بن آدم قال:فقال عبد الله بن عثمان لسفيان: حفظى أن شعبة لا يروي عن حكيم بن جبير، فقال سفيان: فقد حدثناه زبيد،عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد.
* قال الترمذي: حديث حسن. وقد تكلم شعبة في حكيم بن جبير من أجل هذا الحديث.
* وقال النسائي: لا نعلم أحدا قال هذا الحديث:- عن زبيد - غير يحيى بن آدم،ولانعرف هذا الحديث إلا من حديث حكيم بن جبير وحكيم ضعيف، وسئل شعبة عن حكيم بن جبير. فقال: أخاف النار. وقد كان روى عنه قديما. «تحفة الأشراف» (7/9387) .(10/151)
7635 - (د) سهل بن الحنظلية - رضي الله عنه - قال: «قدِمَ عُيينة بن حِصْن، والأقرع بن حابس على رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فسألاه، [فأمر لهما بما [ص:152] سأَلاه] ، فأمر معاويةَ، فكتب لهما ما سألا، فأما الأقرع، فأخذ كتابه فَلفَّه في عمامته وانطلق، وأما عيينة: فأخذ كتابه وأتى به رسول الله - صلى الله عليه وسلم- مكانه، فقال: يا محمد، أتُراني حامِلاً إلى قومي كتاباً لا أدري ما فيه، كصحيفة المُتَلِّمس؟ فأخبر معاوية بقوله رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: من سأل وِعنْدَه ما يغنيه، فإنما يستكثر من النار، قال النُّفَيْليّ - هو أحد رواته - في موضع آخر -[من جَمْرِ جهنم] ، فقالوا: يا رسول الله: وما يُغْنِيهِ؟ قال النفيلي في موضع آخر: وما الغنى الذي لا تنبغي معه المسألة؟ - قال: قدرُ ما يُغَدِّيه ويُعَشِّيه» وفي موضع آخر «أن يكون له شِبَعُ يوم وليلة، أو ليلة ويوم» أخرجه أبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(كصحيفة المتلمس) : الصحيفة: الكتاب، والمتلمس: عبد المسيح بن جرير الشاعر، كان قدم هو وطرَفة بن العبد الشاعر، على الملك عمرو بن المنذر، فأقاما عنده، فنقم عليهما أمراً، فكتب لهما كتابين إلى عامله بهَجَر، أو بعمان، أو بالبحرين، يأمره بقتلهما، وقال لهما: إني قد كتبت لكما بصِلَة، فاجتازوا بالحِيرة، فأعطى المتلمس صحيفته صَبيّاً فقرأها فإذا فيها يأمر عامله بقتله، فألقاها في الماء، وذهب وقال لطرفة: افعل مثل [ص:153] فعلي، فإن صحيفتك مثل صحيفتي، فأبى عليه، ومضى بها إلى عامل الملك فأمضى فيه حكمه وقتله.
__________
(1) رقم (1629) في الزكاة، باب من يعطى من الصدقة وحد الغنى، وهو حديث صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن: أخرجه أحمد (4/180) قال: حدثنا علي بن عبد الله، قال: حدثني الوليد بن مسلم، قال: حدثني عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وأبو داود (1629و2548) قال: حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي، قال: حدثنا مسكين (يعني بن بكير) قال: حدثنا محمد بن مهاجر، وابن خزيمة (2391 و2545) قال: حدثنا محمد بن يحيى بن قال: حدثنا النفيلي، قال: حدثنا مسكين الحذاء، قال: حدثنا محمد بن المهاجر.
كلاهما - عبد الرحمن بن يزيد، ومحمد بن الهاجر - عن ربعية بن يزيد، عن أبي كبشة السلولي، فذكره.
* الروايات مطولة ومختصرة.(10/151)
7636 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ سأل الناس تكُّثراً، فإنما يسأل جَمْراً، فليستقِل أو ليستكثر» أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (1041) في الزكاة، باب كراهية المسألة للناس.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/231) .ومسلم (3/96) قال:حدثنا أبو كريب وواصل بن عبد الأعلي،وابن ماجة (1838) قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة.
أربعتهم - أحمد بن حنبل، وأبو كريب، وواصل بن عبد الأعلى، وأبو بكر بن أبي شيبة - عن محمد بن فضيل، عن عمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة، فذكره.(10/153)
7637 - (د س) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ سأل وله قيمة أوقية فقد ألحفَ، قال قلت: ناقتي الياقوَتةُ هي خيرٌ من أوقية، قال هشام: خيرٌ من أربعينَ دِرهماً فرجَعْتُ ولم أسأله» .
قال أبو داود: زاد هشام في حديثه «وكانت الأوقية على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أربعين درهماً» هذه رواية أبي داود.
وفي رواية النسائي قال: «سَرَّحَتْنِي أُمِّي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فأتَيتُ وقَعدْتُ فاستقبلني، وقال: مَنْ استغنى أغناهُ الله، ومَن استعفَّ أعفَّه الله، ومن استكفَى كفاهُ الله، ومن يسأل وله قيمةُ أوقية، فقد ألحْفَ، فقلت: ناقتي الياقوَتَةُ هي خير من أوقية، فرَجعتُ ولم أسأله» (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (1628) في الزكاة، باب من يعطي من الصدقة وحد الغنى، والنسائي 5 / 98 في الزكاة، باب من الملحف، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن: أخرجه أحمد (3/7) قال:حدثنا أبو سعيد،وفي (3/9) قال:حدثنا قتيبة بن سعيد، وفي (3/9) قال:حدثنا الحكم بن موسى،وأبو داود (1628) قال:حدثنا قتيبة بن سعيد، وهشام بن عمار،والنسائي (5/98) قال أخبرنا قتيبة. وابن خزيمة (2447) قال:حدثنا زكريا بن يحيى بن أبان، قال:حدثنا عبد الله بن يوسف.
خمستهم - أبو سعيد، وقتيبة،والحكم،وهشام، وابن يوسف - قالوا: حدثنا عبد الرحمن بن أبي الرجال، وعن عمارة بن غزية، عن عبد الرحمن بن أبي سعيد، فذكره.(10/153)
7638 - (ط د س) عطاء بن يسار - رضي الله عنه - «أن رجُلاً من بني أسد قال له: نزلتُ أنا وأهْلي ببقيع الغَرْقَدِ، فقال لي أهلي: لو أتيْتَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- وسألته لنا شيئاً؟ وجعلوا يذكرون من حاجتهم، فأتيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، فَوَجَدْتُ عِنده رجُلاً يَسألُهُ، ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: لا أجِدُ ما أعْطِيكَ، فولّى الرجل وهو مُغْضَب يقول: لَعَمْري، إنك لَتُعْطِي مَنْ شئتَ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: إنه لَيَغْضبُ عَلَيَّ أن لا أجِدَ ما أُعطِيهِ، مَنْ سَألَ منكم وله أوقية أو عَدْلُها، فقد سأل إلحْافاً، قال الأَسدي، فقلت: لَلَقْحَتُناَ خير مِنْ أوقية، وكانت الأوقيةُ أربعين دِرْهَماً فَرَجَعْتُ ولم أسأله شيئاً، فَقُدِمَ بعد ذلك على رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بشعير وزبيب، فَقَسمَ لنا منه، حتى أغنانا» أخرجه الموطأ وأبو داود والنسائي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(لَقْحة) اللقحة: الناقة ذات اللبن.
__________
(1) رواه الموطأ 2 / 999 في الصدقة، باب ما جاء في التعفف عن المسألة، وأبو داود رقم (1627) في الزكاة، باب من يعطي من الصدقة وحد الغنى، والنسائي 5 / 98 و 99 في الزكاة، باب إذا لم يكن له دراهم وكان له عدلها، وهو حديث صحيح، قال الزرقاني في " شرح الموطأ ": وإبهام الصحابي لا يضر، لعدالة جميعهم، فالحديث صحيح، وقد نص على ذلك أحمد وغيره.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك (1949) عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار،عن رجل من بني أسد،فذكره.
وأخرجه أحمد (4/36) قال:حدثنا وكيع. قال:حدثنا سفيان. وفي (5/430) قال:حدثنا عبد الرحمن بن مهدي،وعن سفيان. وأبو داود (1627) قال:حدثنا عبد الله بن مسلمة،عن مالك والنسائي (5/98) قال: قال: الحارث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع،عن ابن القاسم،قال:أنبأنا مالك.
كلاهما -سفيان، ومالك - عن زيد بن أسلم، وعن عطاء بن يسار، فذكره.
*رواية سفيان مختصرة على: «من سأل وله أوقية أو عدلها فقد سأل إلحافا» .
وقال الزرقاني في شرح الموطأ (4/547) .وإبهام الصحابي لا يضر لعدالة جميعهم فالحديث صحيح وقد نص على ذلك أحمد وغيره.(10/154)
7639 - (س) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ سأل وله أربعون دِرْهَماً فهُوَ مُلْحِف» . [ص:155] أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 5 / 98 في الزكاة، باب من الملحف، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن: أخرجه النسائي (5/98) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان، قال: أنبأنا يحيى بن آدم. وابن خزيمة (2448) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء.
كلاهما - يحيى بن آدم، وعبد الجبار بن العلاء - عن سفيان بن عيينه، عن داود بن شابور، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، فذكره.(10/154)
[الفرع] الثالث: فيمن تجوز له المسألة
7640 - (م د س) قبيصة بن مخارق الهلالي - رضي الله عنه - قال: «تحمَّلت حَمَالة، فأتيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أسأله فيها، فقال: أقِمْ حتى تأتيَنا الصدقةُ، فنأمُرَ لك بها، ثم قال: يا قبيصة، إنَّ المسألةَ لا تحلّ إلا لأحد ثلاثة: رجلٍ تحمل حمالة، فَحلَّتْ له المسألة حتى يُصيبَها، ثم يُمْسِكُ، ورجُل أصابتهُ جائحة اجتاحت ماله، فحلّتْ له المسألة حتى يُصيب قوَاماً مِنْ عَيْش - أو قال: سِداداً مِنْ عَيْش - ورجل أصابته فاقة، حتى يقول ثلاثة من ذوي الحِجَا من قومه: لقد أصابت فلاناً فاقة، فحلّت له المسألة، حتى يصيبَ قَوَاماً من عَيْش - أو قال: سِدَاداً من عيش - فما سِوَاُهنَّ من المسألة يا قبيصة سُحْت، يأكلها صاحبها سُحْتاً» . أخرجه مسلم وأبو داود والنسائي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(حمالة) الحمالة بفتح الحاء: أن يقع حرب بين فريقين، فيقتل بينهم [ص:156] قتلى، فيلتزم رجل أن يؤدي ديات القتلى من عنده، طالباً للصلح وإطفاء الفتنة.
(جائحة) الجائحة: الآفة التي تعرض للإنسان فتستأصل ماله، وتدعه محتاجاً إلى الناس.
(قِواماً) القِوام: ما يقوم به أمر الإنسان من مال ونحوه.
(سداد) السِّداد، بكسر السين: ما يكفي المُعْوِزَ والمقل، يقال: في هذا سداد من عوز.
(فاقة) الفاقة: الفقر.
(الحجا) : العقل.
(السحت) : الحرام، سمي به، لأنه يُسْحِت البركة ويذهبها، أو لأنه يهلك آكله.
__________
(1) رواه مسلم رقم (1044) في الزكاة، باب من تحل له المسألة، وأبو داود رقم (1640) في الزكاة، باب ما تجوز فيه المسألة، والنسائي 5 / 96 و 97 في الزكاة، باب فضل من لا يسأل الناس شيئاً.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه الحميدي (819) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (3/477) قال: حدثنا سفيان بن عيينه. وفي (5/60) قال: حدثنا إسماعيل قال: أخبرنا أيوب والدارمي (1685) قال: حدثنا مسدد وأبو نعيم. قالا: حدثنا حماد بن زيد.
ومسلم (3/97) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، وقتيبة بن سعيد.
كلاهما - عن حماد بن زيد وأبو داود (1640) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا حماد بن زيد، والنسائي (5/88 و89) قال: أخبرنا يحيى بن حبيب بن عربي، عن حماد. (ح) وأخبرنا علي بن حجر قال: حدثنا إسماعيل بن عن أيوب. (ح) وأخبرنا محمد بن النضر بن مساور، قال: حدثنا حماد. وفي (5/96) قال: أخبرنا هشام بن عمار، قال: حدثنا يحيى (وهو ابن حمزة) ، قال: حدثنا الأوزاعي، وابن خزيمة (2359) قال: حدثنا محمد بن بشار، وحفص بن عمرو الربالي. قالا: حدثنا عبد الوهاب، قال: حدثنا أيوب. (ح) وحدثنا علي بن حجر، قال: حدثنا إسماعيل (عيني بن إبراهيم) ، عن أيوب. وفي (2360) قال حدثنا يونس بن عبد الأعلى الصدفي، قال: أخبرنا بشر (يعني ابن بكر) قال: قال الأوزاعي. وفي (2361) قال: حدثنا أحمد بن عبدة، قال: حدثنا حماد بن (يعني ابن زيد) .
أربعتهم -سفيان بن عيينة، أيوب وحماد بن زيد، والأوزاعي - عن أبي بكر هارون بن رباب، عن كنانة ابن نعيم العدوي، فذكره.(10/155)
7641 - (د) أنس بن ملك - رضي الله عنه - أن رُجلاً من الأنصار «أتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- يسأله، فقال: أمَا في بيتك شيء؟ قال: بَلَى، حِلْس نَلْبَسُ بعضَه، ونَبْسُطُ بعضَهُ، وقَعْب نَشْرَبُ فيه من الماء، قال: ائتني بهما فأتاه بهما، فأخذهما رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بيده، وقال: من يشتري هذين؟ قال رجل: [أنا] آخذها بدرهم، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: مَنْ يزيد على درهم؟ - مرتين أو ثلاثاً - قال رجل: أنا آخذهما بدرهَمْينِ، فأعطاهما إياه، فأخذ الدرهمين فأعطاهما الأنصاريَّ، وقال: اشَترِ بأحدهما طعاماً، فانبِذْه إلى [ص:157] أهلك، واشتر بالآخر قَدُّوماً فائْتِني به، فأتاه به، فشَدَّ فيه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عوداً بيده، ثم قال: اذَهبْ فاحتَطِبْ وَبِعْ، ولا أرَيَنَّكَ خَمْسة عشر يوماً، ففعل، فجاء وقد أصاب عشرةَ دراهم، فاشترى ببعضها ثوباً، وببعضها طعاماً، فقال له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: هذا خْير لك من أن تجيء المسألة نُكْتَة في وجهك يومَ القيامة، إن المسألة لا تَصْلُحُ إلا لثلاث: لذي فقر مُدْقِع، أو لذي غُرْم مُفْظِع، أو لذي دم مُوِجع» أخرجه أبو داود.
واختصره [الترمذي] ، وقال: «باعَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- قَدَحاً وِحلْساً، وقال: مَنْ يشتري هذا الحِلْس والقَدَحَ؟ فقال رجُل: أَخذْتُهما بدِرْهَم؟ فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: مَنْ يزيد على درهم؟ فأعطاه رجل درهمين، فباعهما منه» .
وأخرج النسائي منه أخصر من هذا، قال: «باعَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- قدحاً وحِلْساًَ فيمن يزيد» وحيث أخرجا من الحديث هذا القدر لم نثبِتْ لهما علامة (1) .
[ص:158]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(حِلسٌ) الحلس: الكساء يكون على ظهر البعير، وسُمِّي به غيره من الأكسية التي تُمتهن وتداس.
(فقْر مدقع) الفقر المدقع هو الذي يُلْصِقُ صاحبه بالدَّقعاء، وهي التراب، وذلك من شدته، وقيل: هو سوء احتمال الفقر.
(غرم مفظع) الغرم إذا ما تكلَّفت به، والمفظع: الشديد الشنيع.
(دم موجع) الدم الموجع: هو أن يتحمل ديَّة، فيسعى فيها حتى يؤديها إلى أولياء المقتول، وإن لم يؤدِّها قُتل المتحمّل، وهو نسيبه أو حميمه، فيوجعه قتله.
__________
(1) رواه وأبو داود رقم (1641) في الزكاة، باب ما تجوز فيه المسألة، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (2198) في التجارات، باب بيع المزايدة، ورواه مختصراً الترمذي رقم (1218) في البيوع، باب ما جاء في بيع من يزيد، والنسائي 7 / 259 في البيوع، باب البيع فيمن يزيد، وأحمد في " المسند " 3 / 100، وفي سنده أبو بكر الحنفي عبد الله، لا يعرف حاله، وقال الترمذي: هذا حديث حسن لا نعرفه إلا من حديث الأخضر بن عجلان، وقال: والعمل على هذا عند بعض أهل العلم، لم يروا بأساً ببيع من يزيد في الغنائم والمواريث وقد روى هذا الحديث المعتمر بن سليمان، وغير واحد من أهل الحديث، عن الأخضر بن عجلان.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1- أخرجه أحمد (3/100) قال: حدثنا معتمر بن سليمان.
2- وأخرجه أحمد (3/100و 114) قال: حدثنا يحيى بن سعيد،
3- وأخرجه أحمد (3/100) قال: حدثنا وكيع، عن عبد الله بن عثمان.
4-وأخرجه أحمد (3/126) قال: حدثنا عبد الصمد، والترمذي. (1218) قال: حدثنا حميد بن مسعدة.
كلاهما - عبد الصمد، وحميد - عن عبيد الله بن شميط.
5- وأخرجه أبو داود (1641) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة، وابن ماجة (2918) قال: حدثنا هشام بن عمار.
كلاهما - ابن مسلمة، وهشام - عن عيسى بن يونس.
6- وأخرحه النسائي (7/259) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: حدثنا معتمر، وعيسى بن يونس.
خمستهم - معتمر، ويحيى، وعبد الله، وابن شميط، وعيسى - عن الأخضر بن عجلان، عن أبي بكر الحنفي، فذكره.
* في رواية ابن شميط عند أحمد (3/126) لم يذكر الأخضر بن عجلان، وقال الترمذي: هذا حديث حسن لانعرفه إلا من حديث الأخضر بن عجلان.(10/156)
7642 - (ت) حبشي بن جنادة - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- في حجة الوداع يقول - وهو واقف بعرفة، وأتاه أعرابيٌّ، فأخذ بطرف ردائه، فسأله فيه، فأعطاه إياه، وذهب به، فعند ذلك حُرِّمتِ المسألة، فقال: رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «إنَّ الصدقةَ لا تحلُّ لغني، ولا لذي مِرّة سوي، لا تَحِلُّ إلا لذي فقر مُدْقع، أو غُرم مُفْظع، أو دم موجع، ومن سأل الناس ليُثرِيَ به ماله، كان خموشاً في وجهه يوم القيامة، ورَضْفاً يأْكله مِنْ جهنم، فمن شاء فليُقِلّ، ومن شاء فليُكْثِر» . [ص:159] أخرجه الترمذي (1) .
وزاد رزين «وإني لأُعْطِي الرجلَ العطيةَ فَيَنْطلِقُ بها تحت إبطه، وما هي إلا نار- أو قال: ينطلق بها جاعلها في بطنه، وما هي إلا نار - فقال له عمر: ولم تعطي يا رسول الله ما هو نار؟ فقال: أبى الله لي البخلَ، وأبوا إلا مسألتي، قالوا: وما الغنى الذي لا تنبغي معه المسألة؟ قال: قَدْرُ ما يُغَدِّيه أو يعشِّيه» .
وفي رواية «أن يكون له شِبَعُ يومِ وليلة» .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(مِرّة) المِرَّة: الشدة والقوة، والسّوِي: التام الخلق السليم من الآفات.
(لِيُثرِي) الإِثراء: زيادة المال، أثرى ماله: إذا كثر.
(رضفاً) : جمع رَضَفة وهي حجارة مُحْماة.
__________
(1) رقم (653) في الزكاة، باب ما جاء من لا تحل له الصدقة، وفي سنده مجالد بن سعيد، وهو ضعيف ولأوله شاهد عند الترمذي من حديث عبد الله بن عمرو، بلفظ: " لا تحل الصدقة لغني ولذي مرة سوي ". والفقرة الثانية " ومن سأل الناس ليثري به ماله كان خموشاً في وجهه يوم القيامة " يشهد لها الحديث رقم (7612) المتقدم، والحديث رقم (7614) .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (653) قال: حدثنا علي بن سعيد الكندي، وفي (654) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا حدثنا يحيى بن آدم.
كلاهما - علي، ويحيى - عن عبد الرحمن بن سليمان، عن مجالد، عن عامر الشعبي، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث غريب من هذا الوجه. قلت: لأن فيه مجالد بن سعيد، وهو إلى الضعف أقرب.(10/158)
[الفرع] الرابع: في أحاديث متفرقة
7643 - (ت د) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال [ص:160] رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ نَزَلَتْ به فَاقَة فأنزلها بالناس لم تُسَدَّ فاقَتُه، ومَنْ نزلتْ به فاقة فأنزلها بالله فيوشك الله له بِرِزْق عاجِل أو آجل» . أخرجه الترمذي.
وفي رواية أبي داود «أوشَكَ الله له بالغنى: إمَّا بَموتٍ عَاجِل، أو غِنى عاجِل» (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (1645) في الزكاة، باب في الاستعفاف، والترمذي رقم (2327) في الزهد، باب ما جاء في الهم في الدنيا وحبها، وإسناده ضعيف، ولكن له شواهد بمعناه يقوى بها، وقال الترمذي: هذا حديث صحيح غريب.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن: أخرجه أحمد (1/389) (3696) و 1/442) (4219) قال: حدثنا وكيع وفي (1/407) (3869) قال: حدثنا أبو أحمد الزبيري، وفي (1/442) (4220) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا سفيان، أبو داود (1645) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا عبد الله بن داود (ح) وحدثنا عبد الملك بن حبيب أبو مروان قال: حدثنا ابن المبارك، والترمذي (2326) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: حدثنا سفيان.
خمستهم - وكيع، وأبو أحمد، وسفيان وعبد الله بن داود، وابن المبارك - عن بشير بن سلمان أبي إسماعيل، عن سيار أبي حمزة عن طارق بن شهاب، فذكره.
* في روايتي وكيع وأبي أحمد الزبيري: سيار أبي الحكم قال أحمد بن حنبل: الصواب: (سيار أبو حمزة) قال: و (سيار أبو الحكم. لم يحدث عن طارق بن شهاب بشيءِ. المسند (1/442) (4220) .
وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب.(10/159)
7644 - (د) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: [قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-:] «لا يُسألُ بِوَجهِ الله إلا الجنة» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (1671) في الزكاة، باب كراهية المسألة بوجه الله تعالى، قال الحافظ السخاوي في " المقاصد الحسنة ": وهو عند الديلمي في مسنده من وجهين، قال: والظاهر أن النهي فيه للتنزيه، ولا يمنع استحباب الإجابة لمن سئل به، بل قد ورد الترهيب من كلتيهما، وانظر المقاصد صفحة 471.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (1671) قال:حدثنا أبو العباس القلوري،قال:حدثنا يعقوب بن إسحاق الحضري عن سليمان بن معاذ بن التميمي،قال:حدثنا بن المنكدر،فذكره.(10/160)
7645 - () عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «شَرّ الناس الذي يُسألُ بِوَجْهِ الله ولا يُعْطِي به وقال: لا تَسألُوا بِوَجهِ الله إلا منه» أخرجه ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وقد ذكره السيوطي في " الجامع الصغير " ونسبه للبخاري في " التاريخ "، والفقرة الأولى فيه جزء من حديث طويل، رواه النسائي 5 / 83 و 84 في الزكاة، باب من يسأل بالله عز وجل [ص:161] ولا يعطي به، وابن حبان رقم (1593) في الجهاد، باب فضل الجهاد، والدارمي 2 / 201 و 202 في الجهاد، باب: أفضل الناس رجل ممسك برأس فرسه في سبيل الله، وهو حديث صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
في المطبوع أخرجه رزين.(10/160)
7646 - () عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - «سمع يوم عرفة رجلاً يسأل الناس، فقال: أفي هذا اليوم، وفي هذا المكان تسأل من غير الله؟ فخَفَقَه بالدِّرَّة» أخرجه ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
في المطبوع أخرجه رزين.(10/161)
7647 - () علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: «تَعْلَمُنَّ أَيُّها النَّاس: أن الطمع فَقْر، وأنَّ الإياس غنى، وأنَّ المرءَ إذا يئس عنه شيء استغنى عنه» أخرجه ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
في المطبوع أخرجه رزين(10/161)
الفصل الخامس: في قبول العطاء
7648 - (خ م س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أن عمر قال: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يعطني العَطَاءَ، فأقول: أعْطِهِ مَنْ هُوَ أَفْقَر إليه مِني قال: فقال: خذه، وإذا جاءك من هذا المال شيء وأنت غير مُشْرِف ولا سائل، فَخُذه فَتَمَوَّله، فإن شئتَ كُلْه، وإن شئتَ تصَدَّقْ به، وما لا، فلا تُتْبِعه نَفْسَك، قال سالم بن عبد الله: فلأجل ذلك كان عبد الله لا يسألُ أحداً شيئاً، ولا يرُد شيئاً أعْطِيَهُ» . [ص:162]
وفي رواية «خُذْهُ فَتَمَوَّلْهُ وتصدق به» وفي أخرى «أو تصدق به» ومن الرواة من قال فيه عن ابن عمر: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- كان يُعْطي عُمَرَ العطاءَ» فجعلهُ من مُسْنَدِ ابن عمر. أخرجه البخاري ومسلم والنسائي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(مُشرف) الإشرافُ على الشيء: الاطِّلاع عليه، والتعرُّض له، والمراد: وأنت غير طامع فيه، ولا طالب له.
(ومالا) قوله: ومالا، أي: ما لا يكون على هذه الصفة، بل تكون نفسك تؤثره وتميل إليه، فلا تتبعه نفسك، واتركه، فحذف هذه الجملة لدلالة الحال عليها.
__________
(1) رواه البخاري 13 / 134 و 135 في الأحكام، باب رزق الحكام والعاملين عليها، وفي الزكاة، باب من أعطاه الله شيئاً من غير مسألة ولا إشراف، ومسلم رقم (1045) في الزكاة، باب إباحة الأخذ لمن أعطى من غير مسألة ولا إشراف، والنسائي 5 / 105 في الزكاة، باب من آتاه الله مالاً من غير مسألة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه الحميدي (21) قال: حدثنا سفيان، عن معمر، وغيره وأحمد (1/17) (100) قال: حدثنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب. وفي (2/99) (5749) قال: حدثنا يحيى بن غيلان، قال: حدثنا رشدين، قال: حدثنا عمرو بن الحارث، والدارمي (1655) قال: أخبرنا الحكم بن نافع، عن شعيب بن أبي حمزة، والبخاري (9/84) قال: حدثنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب ومسلم (3/98) قال: حدثني أبو الطاهر، قال: أخبرنا بن وهب، قال: قال عمرو بن الحارث، والنسائي (5/103) قال: أخبرنا سعيد بن عبد الرحمن أبو عبيد الله المخزومي، قال: حدثنا سفيان، وفي (5/104) قال: أخبرنا كثير بن عبيد، قال: حدثنا محمد بن حرب، عن الزبيدي. (ح) وأخبرنا عمرو بن منصور وإسحاق بن منصور عن الحكم بن نافع، قال: أنبأنا شعيب، وابن خزيمة (2365) قال: محمد بن عزيز الأيلى أخبرنا، أن سلامة ابن روح حدثهم، عن عقيل. وفي (2366) قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني عمرو بن الحارث.
ستتهم - معمر وشعيب، وعمرو، وسفيان بن عيينة، والزبيدي، وعقيل - عن الزهري، قال: أخبرنا السائب بن يزيد، عن حويطب بن عبد العزي.
2- وأخرجه أحمد (1/52) (371) قال: حدثنا حجاج، قال: حدثنا ليث، والدارمي (1656) قال: أخبرنا أبو الوليد، قال: حدثنا الليث، ومسلم (3/98و99) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا ليث (ح) وحدثني هارون بن سعيد الأيلي، قال: حدثنا بن وهب، قال: أخبرني عمرو بن الحارث، وأبو داود (1647و 2944) قال: حدثنا أبو الوليد الطيالسي، قال: حدثنا الليث، والنسائي (5/102) قال: أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا الليث، وابن خزيمة (2364) قال: حدثنا الربيع بن سليمان المرادي، قال: حدثنا شعيب، قال: حدثنا الليث.
كلاهما - الليث، وعمرو بن الحارث - عن بكير بن عبد الله بن الأشج، عن بسر بن سعيد.
كلاهما - حويطب، وبسر - عن عبد الله بن السعدي، فذكره.
وقال الليث في روايته: (ابن الساعدي) .
* أخرجه أحمد (1/40) (279) قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا عبد الله بن المبارك، عن معمر، عن الزهري عن السائب بن يزيد، عن عبد الله بن السعدي، فذكره. ليس فيه (حويطب بن عبد العزى) .
* وأخرجه أحمد أيضا (1/40) (280) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر، عن الزهري، عن السائب بن يزيد، قال: لقي عمر عبد الله بن السعدي، فذكره معناه.
* جاءت رواية عمرو بن الحارث في صحيح مسلم عن ابن شهاب عن السائب بن يزيد بن عبد الله بن السعدي. ليس فيه حويطب. وأشار المزي في «تحفة الأشراف» (8/10487) إلى وجود حويطب وتعقبه ابن حجر. والصواب أن فيه (حويطبا) كما جاء في رواية ابن خزيمة (2366) . وانظر «علل الدارقطني» السؤال (197) . و «تهذيب الكمال» (7/465) .
ومن رواية ابن عمر: أخرجه أحمد (2/99) و (5748) قال: حدثنا يحيى بن غيلان، قال: حدثنا رشدين، ومسلم (3/98) قال: حدثني أبو الطاهر، قال: أخبرنا ابن وهب وابن خزيمة (2366) قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهب.
كلاهما- رشدين، وابن وهب - عن عمرو بن الحارث، عن ابن شهاب، عن سالم بن عبد الله، فذكره.(10/161)
7649 - (خ م د س) عبد الله بن السعدي المالكي قال: «استَعملني عُمر - رضي الله عنه - على الصدقة، فلما فرغتُ منها وأدَّيتُها أمَرَ لي بعمامة، فقلت: إنما عَمِلْتُ لله، وأجْري على الله، فقال: خُذْ ما أُعْطِيتَ، فإني عَمِلْتُ على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فَعَمَّلَني، فقلت مثل قولك، فقال لي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: إذا أُعطِيتَ شيئاً من غير أن تسأل، فَكُل وتَصَدَّق» . [ص:163]
وفي رواية: أن عمر قال: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يُعطِيني العطاء، فأقول: أعطِهِ مَنْ هوَ أُفْقَرُ إليه مني حتى أعطاني مرة مالاً، فقلت: أعطه أفقر إليه مني، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: خُذْهُ، وما جاءك من هذا المال وأنتَ غيرُ مُشْرف ولا سائل، فَخُذْهُ، وما لا، فلا تُتْبِعْهُ نَفْسَك» . أخرجه البخاري ومسلم، وأخرج أبو داود والنسائي الأولى (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فعمَّلني) : عمَّلت العامل: إذا أعطيتَه عمالتَه وهي أجرتُه.
__________
(1) رواه البخاري 13 / 134 و 135 في الأحكام، باب رزق الحكام والعاملين عليها، وفي الزكاة، باب من أعطاه الله شيئاً من غير مسألة ولا إشراف، ومسلم رقم (1045) في الزكاة، باب إباحة الأخذ لمن أعطى من غير مسألة ولا إشراف، وأبو داود رقم (1647) في الزكاة، باب في الاستعفاف، والنسائي 5 / 103 و 104 في الزكاة، باب من آتاه الله مالاً من غير مسألة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: تقدم.(10/162)
7650 - (ط) عطاء بن يسار - رحمه الله - «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-: أرسَلَ إلى عمر بن الخطاب بِعَطاء، فردَّه عمر، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: لم رددته؟ فقال: يا رسول الله، أليْسَ أخْبَرْتَنَا أنَّ خَيْراً لأحدِنا أنْ لا يأخذ من أحدٍ شيئاً؟ فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: إنما ذلك عن المسألة، فأما ما كان من غير مسألة، فإنما هو رِزْقْ يرزُقُكَهُ الله، فقال عُمَرُ: أمَا والذي نفسي بيده لا أسأَل أحداً شيئاً، ولا يأتيني شيء من غير مسألة إلا أخذْتُهُ» . أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 2 / 998 في الصدقة، باب ما جاء في التعفف عن المسألة مرسلاً، قال الزرقاني في " شرح الموطأ ": يتصل من وجوه، أقول: منها الحديثان اللذان قبله.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك (1947) عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، فذكره.
وقال الزرقاني في «شرح الموطأ» (4/45) مرسلا،قال:أبو عمر باتفاق الرواة يتصل من وجوه عن عمر.(10/163)
7651 - (م) معاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنه - قال عبد الله بن عامر اليَحْصُبيُّ: سمعتُهُ يقول: إيَّاكم والأحاديث، إلا حديثاً كان في عهد عمر، فإن عمر كان يُخيفُ الناسَ في الله، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وهو يقول: «مَنْ يُرِد الله به خيراً يُفَقِّهْهُ في الدين، وسمعت رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: إنما أنا خازِن، فَمنْ أعْطيتُهُ عنِ طِيب نفْس فمُبارَك له فيه، ومن أعطيتُهُ عن مسألة وَشَرَهٍ كان كالذي يأكلُ ولا يشبَعُ» أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (1037) في الزكاة، باب النهي عن المسألة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (4/97و 100) قال: حدثنا يحيى بن إسحاق، قال:حدثنا ابن لهيعة، عن جعفر بن ربيعة. وفي (4/99) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي،عن معاوية بن صالح. ومسلم (3/94) قال:حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال:حدثنا زيد بن الحباب، قال: أخبرني معاوية بن صالح.
كلاهما - جعفر،ومعاوية - عن ربيعة،عن يزيد الدمشقي، عن عبد الله بن عامر،فذكره.(10/164)
7652 - (ط) محمد بن كعب القرظي (1) - رحمه الله - قال معاوية بن أبي سفيان وهو على المنبر: «أيُّها الناس، إنَّه لا مانع لما أعطاه الله، ولا مُعْطِي لما منع الله، ولا ينفع ذا الجدِّ منهُ الجدُّ، من يُرِدِ الله به خيراً يُفَقِّهْهُ في الدين، ثم قال: سمعتُ هؤلاء الكلمات من رسول الله - صلى الله عليه وسلم-[على هذه الأعواد] » أخرجه الموطأ (2) .
__________
(1) في المطبوع: محمد بن عمرو القرظي، وهو خطأ.
(2) 2 / 900 و 901 في القدر، باب ما جاء في أهل القدر، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: أخرجه مالك (1732) عن يزيد بن زياد عن محمد بن كعب الأقرظي،فذكره.(10/164)
7653 - (خ) عمرو بن تغلب - رضي الله عنه - «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- أُتِي بمال - أو سَبيْ - فقسمه، فأعطى رِجالاً، وترك رِجالاً، فَبَلَغَهُ أن الذي ترك عَتَبُوا، فحمِدَ الله، ثم أثنى عليه، ثم قال: أما بعدُ، فوالله إني لأعطي [الرَّجل] ، وأدَعُ الرجل، والذي أدَعُ أحبُّ إليَّ مِنَ الذي أُعطي، [ص:165] ولكنِّي أُعطي أقواماً لما أرى في قلوبهم من الجزَعِ والهَلَع، وأَكِلُ أقواماً إلى ما جعل الله في قُلُوبِهمْ من الغِنَى والخير، منهم: عمرو بن تغلب، فوالله ما أُحِب أن لي بكلمةِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- حُمْرَ النَّعَم» أخرجه البخاري (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الهلَع) : أشد الجزع الخوف.
__________
(1) 2 / 334 في الجمعة، باب من قال في الخطبة بعد الثناء: أما بعد، وفي الجهاد، باب ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يعطي المؤلفة قلوبهم من الخمس، وفي التوحيد، باب قول الله تعالى: {إن الإنسان خلق هلوعا} .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (5/69) قال حدثنا عفان. (ح) وحدثنا وهب بن جرير والبخاري (2/23) قال: حدثنا محمد بن معمر، قال: حدثنا أبو عاصم. وفي (4/114) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. وفي (9/191) قال: حدثنا أبو النعمان.
أربعتهم - عفان، ووهب، وأبو عاصم، وأبو النعمان - عن جرير بن حازم، عن الحسن، فذكره.(10/164)
الكتاب الثالث: في القضاء وما يتعلَّق به، وفيه عشرة فصول
الفصل الأول: في ذم القضاء وكراهيته
7654 - (د ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَنْ جُعِلَ قَاضِياً بين النَّاس، فقد ذُبح بغير سِكِّين» . [ص:166]
وفي رواية «مَنْ وُلِّي القضاء» أخرجه أبو داود.
وفي رواية الترمذي «مَنْ وُلِّيَ القضاءَ، أو جُعل قاضياً بين الناس فقد ذُبح بغير سِكِّين» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ذبح بغير سكين) معنى هذا الكلام: التحرز من طلب القضاء والحرص عليه، يقول: من تصدَّى للقضاء، فقد تعرض للذبح، فليحذره، وقوله: «بغير سِكِّين» يحتمل وجهين، أحدهما: أن الذبح إنما يكون في العُرف بالسكين، فعدل به عن العرف إلى غيره، ليعلم أن الذي أراد به: ما يخاف عليه من هلاك دِينه، دون هلاك بدنه، والوجه الثاني: أن الذبح: الوَجْء الذي يقع به إراحةُ الذبيحة وخلاصها من الألم: إنما يكون بالسِّكِّين، وإذا ذبح بغير السكين: كان ذبحه تعذيباً، فضرب به المثل لذلك، ليكون أبلغ في الحذر من الوقوع، وأشد في التوقي منه.
__________
(1) رواه أبو داود رقم (3571) و (3572) في الأقضية، باب في طلب القضاء، والترمذي رقم (1325) في الأحكام، باب ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في القاضي، وهو حديث صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن: أخرجه أحمد (2/365) قال: حدثنا الخزاعي. وأبو داود (3572) قال: حدثنا نصر بن علي، قال: أخبرنا بشر بن عمر، والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (9/12995) عن محمد بن عبد الرحيم، عن أبي سلمة منصور بن سلمة الخزاعي.
كلاهما - أبو سلمة الخزاعي، وبشر بن عمر - عن عبد الله بن جعفر، عن عثمان بن محمد الأخنس، عن المقبري والأعرج، فذكراه.
* وأخرجه أحمد (2/230) قال: حدثنا صفوان بن عيسى. قال: أخبرنا عبد الله بن سعيد بن أبي هند وفي (2/365) قال: حدثنا الخزاعي أبو سلمة. قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر، عن عثمان بن محمد بن الأخنسي. وأبو داود (3571) قال: حدثنا نصر بن علي قال: أخبرنا فضيل بن سليمان. قال: حدثنا عمرو بن أبي عمرو، ابن ماجة (2308) قال: حدثا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا معلى بن منصور عن عبد الله بن جعفر، عن عثمان بن محمد والترمذي (1325) قال: حدثنا نصر بن علي الجهضمي. قال: حدثنا الفضيل بن سليمان، عن عمرو بن أبي عمرو، والنسائي في الكبرى (الورقة 77) قال: أخبرنا محمد بن عبد الرحمن بن أبو يحيى البغدادي. قال: حدثنا معلى بن منصور. قال: حدثنا داود بن خالد (ح) وأخبرنا أبو داود سليمان بن سيف الحراني. قال: حدثنا أبو على، هو الحنفي، قال: حدثنا بن أبي ذئب. قال: حدثنا عثمان بن محمد الأخنسي. وقال أبو عبد الرحمن النسائي: عثمان بن محمد الأخنسي ليس بذلك القوي، وإنماذكرناه لئلا يخرج عثمان من الوسط، ويجعل ابن أبي ذئب، عن سعيد. (ح) وأخبرنا محمد بن عبد الرحيم. قال: أخبرنا أبو سلمة الخزاعي منصور بن سلمة قال: حدثنا عبد الله بن جعفر، هو المخرمي، عن عثمان بن محمد (قال أبو سلمة: وقد ذكره مرة أو مرتين، عن الأعرج والمقبري) . وفي رواية ابن حيوة، عن النسائي (تحفة الأشراف) (9/12995) عن محمد بن مثنى، عن صفوان بن عيسى، عن عبد الله بن جعفر، عن محمد بن عثمان الأخنسي، قال: والصواب عثمان بن محمد.
أربعتهم - عبد الله بن سعيد، وعثمان بن محمد، وعمرو بن أبي عمرو، وداود بن خالد - عن سعيد المقبري، فذكره.
ليس فيه: عبد الرحمن الأعرج - وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذ الوجه.(10/165)
7655 - (د) بريدة بن الحصيب - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «القضاة ثلاثة: وَاحدٌ في الجنة، واثنان في النار، فأما الذي في الجنة: [ص:167] فَرَجُلٌ عرف الحق وقضى به، ورَجُلٌ عرَف الحق فَجَارَ في الحكم، فهو في النار، ورجلٌ قضى لِلَّناس على جَهْل، فهو في النار» أخرجه أبو داود (1) .
وذكر رزين رواية قال: «فأمَّا الذي في الجنة: فهو رجلٌ قضى بكتاب الله وسنة نبيه، لا يألو عن الحقِّ، وأما اللذان في النار: فرُجلٌ قضى بجور، وآخر افترى على القضاء فقضى بغير علم» .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(لا يألو) فلان لا يألو في كذا، أي: لا يقصِّر فيه.
__________
(1) رقم (3573) في الأقضية، باب في القاضي يخطئ، ورواه أيضاً الطبراني وأبو يعلى من حديث ابن عمر، وهو حديث صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح:
1-أخرجه أبو داود (3573) قال حدثنا محمد بن حسان السمتي، وابن ماجة (2315) قال: حدثنا إسماعيل بن توبة. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (2009) عن إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، عن سعيد بن سليمان.
ثلاثتهم - محمد، وإسماعيل، وسعيد - عن خلف بن خليفة، عن أبي هاشم.
2- وأخرجه الترمذي (2322) قال حدثنا محمد بن إسماعيل، قال: حدثني الحسن بن بشر، قال: حدثنا شريك، عن الأعمش، عن سعيد بن عبيدة.
كلاهما -أبو هاشم، وسعد - عن ابن بريدة، فذكره.(10/166)
7656 - (ت) عبد الله بن موهب - رحمه الله - أن عثمان بن عفان قال لابن عمر: اقْضِ بين الناس، قال: أَوَ تُعَافِيني يا أمير المؤمنين؟ قال: وما تكره من ذلك وقد كان أبوكَ يقضي؟ قال: لأني سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «مَنْ كان قاضياً فقضى بالعَدْلِ، فَبَالْحَرِيِّ أن ينقلبَ منه كَفَافاً، فما راجَعَهُ بعد ذلك» أخرجه الترمذي (1) . [ص:168]
وفي رواية ذكرها رزين عن نافع: أنَّ ابنَ عمرَ قال لعثمان: «يا أمير المؤمنين، لا أَقْضي بين رَجُلَيْن، قال: فإن أباك كان يقضي، فقال: إن أبي لو أشكل عليه شيء سألَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، ولو أشكل على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- شيء سأل جبريل عليه السلام، وإنِّي لا أَجِدُ مَنْ أسأله، وسمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: من عَاذَ بالله، فقد عاذَ بعظيم، وسمعتُه يقول: من عَاذ بالله فأعيذُوه، وإني أعوذ بالله أن تَجْعَلني قَاضِياً، فأعفاه، وقال: لا تُخْبِرْ أحداً» .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(بالحريِّ) فلانٌ حَرِيٌّ أن يكرَم، وبالحرَى أن يُكْرَم، أي: هو أهل لذلك.
(عاذ) به: إذا لجأ إليه، واحتمى بجانبه.
__________
(1) رقم (1322) في الأحكام، باب ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في القاضي من حديث عبد الملك بن أبي جميلة، عن عبد الله بن موهب عن عثمان رضي الله عنه، وعبد الملك بن أبي جميلة، قال الحافظ في " التقريب ": مجهول، وقال في " التهذيب ": قال أبو حاتم: مجهول، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال الترمذي: هذا حديث غريب، وليس إسناده عندي بمتصل، وقال المنذري في " الترغيب والترهيب " 3 / 132 في كتاب القضاء بعد نقل كلام الترمذي هذا: وهو كما قال، فإن عبد الله بن موهب لم يسمع من عثمان رضي الله عنه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده منقطع: أخرجه الترمذي (1322) قال: حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني، قال: حدثنا المعتمر بن سليمان، قال: سمعت عبد الملك يحدث عن عبد الله بن موهب، فذكره.
وقال الترمذي: حديث بن عمرو حديث غريب، وليس إسناده. عندي بمتصل، وعبد الملك الذي روى عنه المعتمر هذا، وهو عبد الملك بن أبي جميلة.
وبنحوه. أخرجه أحمد (1/66) (476) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا ابن سلمة، قال: أنبأنا أبو سنان، عن يزيد بن موهب، فذكره.(10/167)
7657 - (د) عبد الرحمن بن بشير الأزرق قال: «دخَلَ رَجُلانِ من أبوابِ كِنْدَة - وأبو مسعود الأنصاري جالس في حَلْقَة - فقالا: ألا رَجُل ينفذ بيننا؟ فقال رجل من الحَلْقَة: أنا، فأخذ أبو مسعود كَفَّاً من حصَى فرماه به، ثم قال: مَهْ؟! إنه كان يَكره التَسرُّع إلى الحكم» . أخرجه أبو داود (1) .
[ص:169]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ينفذ بيننا) رجل نافذ في أمره، أي: ماضٍ، أمره نافذ: مطاع، وقولهم: أنى يُنفذ ما قال؟ أي بالمخرج منه.
__________
(1) رقم (3577) في الأقضية، باب في طلب القضاء والتسرع إليه، وإسناده ضعيف.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (3577) قال: حدثنا محمد بن العلاء ومحمد بن المثنى، قالا: أخبرنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن رجاء الأنصاري، عن عبد الرحمن بن بشر الأنصاري الأزرق، فذكره.(10/168)
الفصل الثاني: في الحاكم العادل والجائر
7658 - (ت د) أنس - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «منْ ابْتَغى القضاءَ وسأل فيه شفعاءَ، وُكِل إلى نفسه، ومَن أُكرِهَ عليه، أنزل الله عليه ملَكاً يُسَدِّده» .
وفي رواية: «من سأل القضاءَ وُكِلَ إلى نفسه، وَمَنْ جُبِرَ عليه، ينزل عليه ملك يُسَدّدهُ» أخرجه الترمذي.
وفي رواية أبي داود قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «مَنْ طَلَبَ القضاء واستعان عليه، وُكل إليه، ومَنْ لَم يطلبه، ولم يَسْتَعِنْ عليه، أنزل الله مَلَكاً يُسَدِّده» (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (3578) في الأقضية، باب في طلب القضاء والتسرع إليه، والترمذي رقم (1323) و (1324) في الأحكام، باب ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في القاضي، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، وهو كما قال، قال الحافظ: وله طرق.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/118) قال:حدثنا وكيع. وفي (3/220) قال:حدثنا أسود بن عامر، وأبو داود (3578) قال:حدثنا محمد بن كثير. وابن ماجة (22309) قال:حدثنا علي بن محمد،،ومحمد بن إسماعيل، وقالا:حدثنا وكيع والترمذي (1323) قال:حدثنا هناد،قال:حدثنا وكيع.
ثلاثتهم - وكيع، وأسود، وابن كثير - قالوا: حدثنا إسرائيل،عن عبد الأعلى بن عامر الثعلبي، عن بلال بن أبي موسى،فذكره.
ورواية الترمذي الثانية: أخرجها برقم (1324) قال:حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن،قال:أخبرنا يحيى بن حماد،عن أبي عوانة، عن عبد الأعلى الثعلبي،عن بلال بن مرداس الفزاري عن خيثمة،فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، وهو أصح من حديث إسرائيل عن عبد الأعلى.(10/169)
7659 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَنْ طَلَبَ قضاء المسلمين حتى يناله، ثم غَلَبَ عَدْلُهُ جَوْرَه، فله الجنة، ومَنْ غَلَبَ جَورُه عدلَه، فله النار» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (3575) في الأقضية، باب في القاضي يخطئ، وإسناده ضعيف.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (3575) قال:حدثنا عباس العنبري قال حدثنا عمر بن يونس،قال:حدثنا ملازم ابن عمرو،قال:حدثني موسى بن نجدة عن جده يزيد بن عبد الرحمن، وهو أبو كثير،فذكره.(10/170)
7660 - (ط) سعيد بن المسيب - رحمه الله - «أن مُسْلِماً ويَهُودِياً اختصما إلى عمر، فرأى الحقَّ لليهودي، فقضى له عمرُ به، فقال له اليهوديُّ: والله لقد قَضَيتَ بالحقِّ، فضربه عمر بالدِّرَّة، وقال: وما يُدريك؟ فقال اليهوديُّ: والله إنَّا نجد في التوراة أنهُ ليس من قاضٍ يقضي بالحق إلا كان عن يمينه مَلَك وعن شماله مَلَك يُسَدِّدانه، ويُوفِّقَانِه للحق ما دام مع الحق، فإذا ترك الحقَّ عَرَجا وتركاه» أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 2 / 719 في الأقضية، باب الترغيب في القضاء بالحق، وفي سماع سعيد بن المسيب من عمر بن الخطاب خلاف، والأكثر على أنه لم يسمع منه، قال الحافظ في " التهذيب " 4 / 87: وقد وقع لي حديث بإسناد صحيح لا مطعن فيه، فيه تصريح لسماعه من عمر.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
مرسل: أخرجه مالك (1461) عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب، فذكره.(10/170)
7661 - (ت) [عبد الله] بن أبي أوفى - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إن الله مع القاضي ما لم يَجُرْ، فإذا جار: تخلَّى عنه، ولزمه الشيطانُ» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (1330) في الأحكام، باب ما جاء في الإمام العادل، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، وهو كما قال، ورواه أيضاً الطبراني عن ابن مسعود مرفوعاً بلفظ: " إن الله مع القاضي ما لم يحف عمداً "، وإسناده ضعيف.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه ابن ماجة (2312) قال:حدثنا أحمد بن سنان،قال:حدثنا محمد بن بلال، عن عمران القطان،عن حسين،-يعني أبو عمران -. عن أبي إسحاق الشيباني،فذكره.
وأخرجه الترمذي (1330) قال: حدثنا عبد القدوس بن محمد،أبو بكر العطار،قال:حدثنا عمرو بن عاصم، قال:حدثنا عمران القطان،عن أبي إسحاق الشيباني (ليس فيه حسين بن عمران) .
وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث عمران القطان.(10/170)
الفصل الثالث: في أجر المجتهد
7662 - (خ م د) عمرو بن العاص - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إِذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب، فله أجران، وإذا حكم فاجتهد فأخطأ، فله أجر» .
قال راويه: فحدثت أبا بكر بن حزم، فقال: هكذا حدَّثني أبو سلمةَ عن أبي هريرة، أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود (1) .
__________
(1) رواه البخاري 13 / 268 في الاعتصام، باب أجر الحاكم إذا اجتهد فأصاب أو أخطأ، ومسلم رقم (1716) في الأقضية، باب بيان أجر الحاكم إذا اجتهد فأصاب أو أخطأ، وأبو داود رقم (3574) في الأقضية، باب في القاضي يخطئ.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (4/198) قال:حدثنا عبد الله بن يزيد،قال:حدثنا حيوة، وفي (4/204) قال:حدثنا أبو سلمة قال: أخبرنا بكر بن مضر. وفي (4/204) قال:حدثنا أبو سعيد، قال: حدثنا عبد الله بن جعفر، والبخاري (9/132) قال:حدثنا عبد الله بن يزيد،قال:حدثنا حيوة، ومسلم (5/131) و132) قال:حدثنا:يحيى بن يحيى التميمي،قال: أخبرنا عبد العزيز بن محمد. (ح) وحدثني إسحاق بن إبراهيم ومحمد بن أبي عمر.
كلاهما عن عبد العزيز بن محمد. (ح) وحدثني عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي. قال: أخبرنا مروان، (يعني ابن محمد الدمشقي) قال:حدثنا الليث بن سعد. وأبو داود (3574) قال:حدثنا عبد الله بن عمر بن ميسرة. قال:حدثنا عبد العزيز،يعني ابن محمد. وابن ماجة (2314) قال:حدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد الدراوردي،والنسائي في الكبرى (الورقة 77ب) قال أخبرنا إسحاق بن إبراهيم،قال: أخبرنا عبد العزيز بن محمد. (ح) وأخبرنا إسحاق بن إبراهيم،قال: أخبرنا المقرئ،قال:حدثنا حيوة بن شريح.
خمستهم - حيوة بن شريح، وبكر، وعبد الله بن جعفر، وعبد العزيز، والليث - عن يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث،عن بسر بن سعيد، عن أبي قيس، فذكره.
* لم يذكر بكر بن مضر - ولا (يحيى بن يحيى) حديث أبي هريرة.(10/171)
7663 - (ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب، فله أجران، وإذا حكم فاجتهد فأخطأ، فله أجر واحد» أخرجه الترمذي والنسائي (1) .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (1326) في الأحكام، باب ما جاء في القاضي يصيب ويخطئ، والنسائي 8 / 224 في القضاء، باب الإصابة في الحكم، وهو حديث صحيح، ورواه البخاري ومسلم من حديث عبد الله بن عمر، وأبي هريرة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (1326) قال: حدثنا الحسين بن مهدي،والنسائي (8/23) قال: أخبرنا إسحاق بن منصور.
كلاهما - الحسين، وإسحاق - قالا:حدثنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر،عن سفيان الثوري، عن يحيى بن سعيد، عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن أبي سلمة، فذكره.(10/171)
7664 - (ط) يحيى بن سعيد «أن أبا الدرداءِ كَتَبَ إلى سَلْمانَ الفارسيِّ - رضي الله عنهما -: أن هَلُمَّ إلى الأرضِ المقدَّسةِ، فكتبَ إِليه سلمانُ: [ص:172] إنَّ الأرضَ لا تُقَدِّسُ أحداً، وإنما يُقَدِّسُ الإِنسانَ عَملُهُ، وقد بلغني أنك جُعِلْتَ طبيباً تُدَاوِي، فإن كنتَ تُبْرِئُ فَنِعِمَّا لك، وإن كنتَ مُتَطَبِّباً، فاحذر أن تقتل إنساناً فتدخُلَ النار، فكان أبو الدرداء إذا قضى بين اثنين، ثم أدبرا عنه، نَظَرَ إليهما، فقال: مُتَطَبِّب واللهِ، ارجعا إِليَّ، أعِيدَا عليَّ قصتَكُما» أخرجه الموطأ (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(متطبِّباً) الطبيب في الأصل: الحاذق بالأمور، العارف بها، وقد كنى به هاهنا عن القضاء والحكم بن الخصوم، وإنما كنى به عنه لأنه بمنزلة القاضي بين الخصوم، وفصل الحكم بينهم بمنزلة الطبيب من إصلاح البدن، والمتطبِّب: الذي يعاني الطب وهو لا يعرفُهُ معرفةً جيدة.
__________
(1) 2 / 769 في الوصية، باب جامع القضاء وكراهيته، وإسناده منقطع، قال الزرقاني في " شرح الموطأ ": لكن أخرجه الدينوري في المجالسة من وجه آخر عن يحيى بن سعيد عن عبد الله بن هبيرة قال: كتب أبو الدرداء إلى سلمان الفارسي أن هلم إلى الأرض المقدسة ... الحديث.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده منقطع: أخرجه مالك (1539) عن يحيى بن سعيد، فذكره.
وقال الزرقاني في شرح الموطأ (4/93) وهذا منقطع، لكن أخرجه الدينوري في المجالسة من وجه آخر عن يحيى بن سعيد، عن عبيد الله بن هبيرة.(10/171)
الفصل الرابع: في الرِّشوة
7665 - (ت د) أبو هريرة وعبد الله بن عمر - رضي الله عنهم - أنَّ [ص:173] رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-: «لَعَنَ الراشِي والمرتشي في الحكم» أخرجه الترمذي (1) . وأخرجه أبو داود عن ابن عمر وحده (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الراشي) : الذي يعطى الرشوة، و (المرتشي) : الذي يأخذها، وإنما يلحقهما اللعن معاً إذا استويا في القصد، فرشا المعطي لينال به باطلاً، ويتوصل به إلى ظلم، فأما إذا أعطى ليتوصل به إلى حق، أو يدفع به عن نفسه ظلماً، فإنه غير داخل في هذا الوعيد، وأما المرتشي: فإن الرشوة على الحاكم حرام أبطل بها حقاً أو دفع بها باطلاً.
__________
(1) رقم (1336) في الأحكام، باب ما جاء في الراشي والمرتشي في الحكم، وهو حديث صحيح.
(2) رواه أبو داود رقم (3580) في الأقضية، باب في كراهية الرشوة، ورواه أيضاً ابن ماجة، وهو حديث صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح:
1- عن أبي هريرة، أخرجه أحمد (2/387) قال: حدثنا عفان، والترمذي (1336) قال: حدثنا قتيبة.
كلاهما - عفان، وقتيبة - قالا: حدثا أبو عوانة، عن عمر بن أبي سلمة، عن أبيه، فذكره.
وقال الترمذي: حديث حسن صحيح:.
2- وعن عبد الله بن عمرو، أخرجه أحمد (2/164) (6532) قال: حدثنا وكيع. وفي (2/190) (6778) قال: حدثنا حجاج. (ح) ويزيد. وفي (2/190) (6779) و2/194) (6830) قال: حدثنا عبد الملك بن عمرو، وفي (2/212) (6984) قال: حدثنا أبو نعيم وأبو داود (3580) قال: حدثنا أحمد بن يونس. وابن ماجة (2313) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا وكيع. والترمذي (1337) قال: حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى، قال: حدثنا أبو عامر العقدي.
ستتهم - وكيع، وحجاج بن محمد، ويزيد بن هارون، وعبد الملك بن عمرو أبو عامر العقدي، وأبونعيم، وأحمد بن يونس - عن ابن أبي ذئب، عن خاله الحارث بن عبد الرحمن، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، فذكره.(10/172)
7666 - (ت) معاذ بن جبل - رضي الله عنه - قال: بَعَثَني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إِلى اليمن، فَلَمَّا سِرْتُ أرسَلَ في أَثري، فَرُدِدتُ، فقال: أتدري: لِمَ بَعَثْتُ إليك؟ لا تُصِيبَنَّ شيئاً بغير إذني، فإنه غُلول {ومن يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يومَ القيامة} [آل عمران: 161] لهذا دَعَوتكَ، فامْضِ لِعَمَلِكَ» أخرجه الترمذي (1) .
[ص:174]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(غلول) الغلول: الخيانة في الغنيمة.
__________
(1) رقم (1335) في الأحكام، باب في هدايا الأمراء، وفي سنده داود بن يزيد الأودي الزعافري، وهو ضعيف، ولكن في الباب من حديث عدي بن عميرة وأبي هريرة عند مسلم، ومن حديث المستورد بن شداد عند أبي داود بمعناه، فهو حديث حسن بشواهده.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (1335) قال: حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا أبو أسامة عن داود بن يزيد الأودي، عن المغيرة بن شبيل، عن قيس بن أبي حازم فذكره.
وقال الترمذي: حديث غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه.(10/173)
الفصل الخامس: في آداب القاضي
7667 - (د ت) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: «بَعَثَني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إلى اليمن قاضياً، فقلتُ: يا رسولَ الله، تُرْسِلُني وأنا حَدَثُ السّن، ولا عِلْمَ لي بالقضاء؟ فقال: إِن الله سَيَهْدِي قلبكَ، ويُثَبِّتُ لسانك، فإذا جلس بين يديك الخصمان، فلا تَقْضِيَنَّ حتى تَسْمَعَ من الآخر، كما سمعتَ من الأول، فإنه أحْرَى أن يتبَّينَ لك القضاءُ، قال: فما زِلْتُ قاضياً، أو ما شككتُ في قضاء بعدُ» أخرجه أبو داود.
وأخرجه الترمذي، قال: قال لي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إذا تقاضى إِليك رجلان، فلا تَقْضِ للأَول ... » وذكر الحديث (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (3582) في الأقضية، باب كيف القضاء، والترمذي رقم (1331) في الأحكام، باب ما جاء في القاضي لا يقضي بين الخصمين حتى يسمع كلامهما، وقال الترمذي: هذا حديث حسن، وهو كما قال.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن: أخرجه أحمد (1/90) (690) (و1/143) (1210) و1/150) (1284) قال: حدثنا حسين بن علي،عن زائدة. وفي (1/96) (745) قال:حدثنا وكيع عن شريك. وفي (1/111) (882) قال:حدثنا أسود بن عامر،قال:حدثنا شريك. وأبو داود (3582) قال:حدثنا عمرو بن عون،قال: أخبرنا شريك، والترمذي (1331) قال:حدثنا هناد،قال:حدثنا حسين الجعفي،عن زائدة. وعبد الله بن أحمد (/149) (1279) قال:حدثني محرز بن عون بن أبي عون،قال:حدثنا شريك، وفي (1280) قال:حدثني أبو الربيع الزهراني،وحدثنا علي بن حكيم الأودي. وحدثنا محمد بن جعفر الوركاني. وحدثنا زكريا بن يحيى بن زحمويه. وحدثنا عبد الله بن عامر بن زرارة الحضرمي، وحدثنا داود بن عمرو الضبي. قالوا:حدثنا شريك وفي (2181 و1282) قال:حدثنا محمد بن سليمان بن لوين، قال:حدثنا محمد بن جابر. (ح) قال لوين: وحدثنا شريك،وفي (1/150) (1284) قال حدثني أبو بكر بن أبي شيبة. قال:حدثنا حسين بن علي،عن زائدة.
ثلاثتهم - زائدة، وشريك، ومحمد بن جابر - عن سماك، عن حنش، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن.(10/174)
7668 - (د) عبد الله بن الزبير - رضي الله عنهما - قال: «قضى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: أن الخصمين يقعدان بين يَدَي الحكَم» . [ص:175]
أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (3588) في الأقضية، باب كيف يجلس الخصمان بين يدي القاضي، وإسناده ضعيف.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (4/4) قال: حدثنا خلف بن الوليد، وأبو داود (3588) قال: حدثنا أحمد بن يحيى منيع.
كلاهما - خلف، وابن منيع - عن عبد الله بن المبارك، قال: حدثنا مصعب بن ثابت، فذكره.
قلت: فيه مصعب بن ثابت، ضعيف الحديث، وقال: عنه الحافظ في التهذيب (10/159) قال الذهبي تفرد عنه ابن المبارك وهو الأول ارسل عن جده.(10/174)
7669 - (خ م د ت س) أبو بكرة - رضي الله عنه - قال ابنه عبد الرحمن بن أبي بكرة: كتَبَ أبي، وكتبتُ له إلى ابنه عبد الله بن أبي بكرة وهو قاض بسِجِسْتان «أن لا تَحْكُمَ بين اثنين وأنت غضبان، فإني سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: لا يحكم أحد بين اثنين وهو غضبان» .
وفي رواية: «لا يَقْضِيَنَّ حكم بين اثنين وهو غضبان» أخرجه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي.
وفي رواية أبي داود: أنه كتب إلى ابنه، قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «لا يقضي الحكَم بين اثنين وهو غضبان» .
وفي أخرى للنسائي: قال عبد الرحمن بن أبي بكرة: كتبَ إليَّ أبو بكرة يقول: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «لا يَقْضِيَنَّ في قضاء بقضاءَين ولا يَقْضِيَنَّ أحد بين خصمين وهو غضبان» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 13 / 120 و 121 في الأحكام، باب هل يقضي الحاكم أو يفتي وهو غضبان، ومسلم رقم (1717) في الأقضية، باب كراهية قضاء القاضي وهو غضبان، والترمذي رقم (1334) في الأحكام، باب لا يقضي القاضي وهو غضبان، وأبو داود رقم (3589) في الأقضية، باب القاضي يقضي وهو غضبان، والنسائي 8 / 237 و 238 في القضاة، باب ذكر ما ينبغي للحاكم أن يجتنبه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه الحميدي (792) قال:حدثنا سفيان. وأحمد (5/36) قال: حدثنا وكيع. قال:حدثنا سفيان (ح) وعبد الرحمن، عن سفيان. وفي (5/37) قال:حدثنا هشيم. وفي (5/38) قال:حدثنا سفيان. وفي (5/46) قال حدثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي. وفي (5/52) قال: حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا شعبة. والبخاري (9/82) قال:حدثنا آدم،قال:حدثنا شعبة. ومسلم (5/132) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد،قال:حدثنا أبو عوانة. (ح) وحدثناه يحيى بن يحيى،قال: أخبرنا هشيم (ح) وحدثنا شيبان بن فروخ،قال: حدثنا حماد بن سلمة (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة،قال:حدثنا وكيع عن سفيان (ح) وحدثنا محمد بن المثنى،قال:حدثنا محمد بن جعفر،عن شعبة (ح) وحدثنا عبيد الله بن معاذ،قال:حدثنا أبي، عن شعبة (ح) وحدثنا أبو كريب، قال:حدثنا حسين بن علي، عن زائدة. و، أبو داود (3589) قال: حدثنا أحمد بن كثير،قال: أخبرنا سفيان. وابن ماجة (2316) قال:حدثنا هشام بن عمار ومحمد بن عبد الله بن يزيد،وأحمد بن ثابت الجحدري،قالوا:حدثنا سفيان بن عيينه، والترمذي (1334) قال:حدثنا قتيبة،قال:حدثنا أبو عوانة والنسائي (8/237) قال: أخبرنا قتيبة،قال: حدثنا أبو عوانة. وفي الكبرى (الورقة- 78 أ) قال: أخبرنا علي بن حجر،قال: أخبرنا هشيم. ثمانيتهم - سفيان بن عيينة،وسفيان الثوري، وهشيم،وعبد الرحمن المحاربي، وشعبة،وأبو عوانة وحماد بن سلمة، وزائدة - عن عبد الملك بن عمير.
2- وأخرجه النسائي (8/247) قال: أخبرنا الحسين بن منصور بن جعفر،قال:حدثنا مبشر بن عبد الله، قال:حدثنا سفيان بن حسين، عن جعفر بن إياس.
كلاهما - عبد الملك، وجعفر بن إياس - عن عبد الرحمن بن أبي بكرة فذكره.
* في رواية جعفر بن إياس زاد في أوله.: «لا يقضين أحد في قضاء بقضاءين ... »(10/175)
7670 - (د) عوف بن مالك - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم [ص:176] «قضى بين رجلين، فقال المقضيُّ عليه لَمَّا أدبر: حَسْبيَ الله ونعم الوكيل، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: إِن الله يَلُومُ على العَجْز، ولكن عليكَ بالكَيْس، فإذا غلبك أمر، فقل حَسبيَ الله ونعم الوكيل» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (3627) في الأقضية، باب الرجل يحلف على حقه، وإسناده ضعيف.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (6/24) قال: حدثنا حيوة بن شريح وإبراهيم بن أبي العباس. وأبو داود (3627) قال: حدثنا عبد الوهاب بن نجدة وموسى بن مروان الرقي. والنسائي في عمل اليوم واليلة (626) قال: أخبرنا عمرو بن عثمان.
خمستهم- حيوة، وإبراهيم، وعبد الوهاب، وموسى، وعمرو - عن بقية بن الوليد، وعن بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن سيف، فذكره.
* قال أبو عبد الرحمن النسائي: سيف لا أعرفه.(10/175)
7671 - (خ) أبو جمرة - رحمه الله - قال: «كنت أُتَرْجِمُ بين ابن عباس والناس» أخرجه البخاري في ترجمة باب (1) .
__________
(1) رواه البخاري تعليقاً 12 / 162 في الأحكام، باب ترجمة الحكام وهل يجوز ترجمان واحد وقد وصله البخاري في " صحيحه " 1 / 166 في العلم، باب من أجاب الفتيا بإشارة اليد والرأس وهو عند مسلم موصولاً أيضاً رقم (17) في الإيمان، باب الأمر بالإيمان بالله تعالى الخ ... .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (ح) (7195) معلقا وقال الحافظ في «الفتح» (13/199) هذا طرف من حديث أخرجه المؤلف في العلم من رواية شعبة،عن أبي جمرة(10/176)
7672 - (خ) عمر وعلي - رضي الله عنهما - قالا: «يقضي القاضي والحاكم في المسجد، فإذا أتى على حَدٍّ أُقِيم خارج المسجد» . أخرجه البخاري في ترجمة باب بمعناه (1) .
__________
(1) ذكره البخاري تعليقاً 13 / 138 في الأحكام، باب من حكم في المسجد حتى إذا أتى على حد أمر أن يخرج من المسجد فيقام، قال الحافظ في " الفتح ": أما أثر عمر، فوصله ابن أبي شيبة وعبد الرزاق كلاهما من طريق طارق بن شهاب، قال: أتي عمر بن الخطاب برجل في حد فقال: أخرجاه من المسجد ثم أخذاه، وسنده على شرط الشيخين، وأما أثر علي فوصله ابن أبي شيبة من طريق ابن معقل أن رجلاً جاء إلى عمر فساره، فقال: يا قنبر أخرجه من المسجد فأقم عليه الحد، وفي سنده من فيه مقال.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه البخاري تعليقا في الأحكام - باب من حكم من المسجد وقال الحافظ في «الفتح» (13/167) أما أثر عمر فوصله ابن أبي شيبة وعبد الرزاق كلاهما من طريق طارق بن شهاب، وسنده على شرط الشيخين وأما أثر علي: فوصله ابن أبي شيبة من طريق ابن معقل،وفي سنده من فيه مقال.(10/176)
الفصل السادس: في كيفية الحكم
7673 - (د ت) الحارث بن عمرو - يرفعه إلى معاذ - رضي الله عنه - أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- لَمَّا أراد أن يبعثَ معاذاً إلى اليمن، قال له: «كيف تقضي إذا عَرَضَ لك قضاء؟ قال: أقْضي بكتاب الله، قال: فإن لم تجد في كتاب الله؟ قال: أقضي بِسُنَّةِ رسول الله، قال: فإن لم تجد في سُنَّةِ رسول الله؟ قال: أجتهد رأيي، ولا آلُو، قال: فضرب رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- صَدْرَهُ، وقال: الحمد لله الذي وَفَّق رسولَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- لِمَا يُرضي رسولَ الله» .
وفي رواية: «أن مُعَاذاً سألَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: يا رسول الله بمَ أقضي؟ قال: بكتابِ الله، قال: فإن لم أجد؟ قال: بِسُنَّةِ رسولِ الله، قال: فإن لم أجد؟ قال: استَدِقَّ الدنيا، وتَعَظَّمْ في عَيْنِكَ ما عند الله، واجتهد رأيَك، فسيسدِّدك الله للحق» أخرجه أبو داود.
وفي رواية الترمذي: عن الحارث بن عَمرو، عن رجل من أصحاب معاذ: «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- بعث معاذاً إلى اليمن، فقال: كيف [ص:178] تَقْضي؟ ... وذكر الرواية الأولى إلى قوله: رسولَ رسولِ الله» ولم يذكر «ولا آلو» .
وفي رواية عن الحارث عن أُناسٍ من أهل حِمْص عن معاذ عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- بنحوه (1) .
[ص:179]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أجتهد رأيي) الاجتهاد: بذلُ الوسع في طلب الأمر، والمراد به هاهنا: رد القضية التي تعرض للحاكم من طريق القياس إلى الكتاب والسنة، ولم يرد الرأي يعرض له من قبل نفسه من غير أصل كتاب ولا سُنَّةٍ، وفي هذا الحديث إثبات القياس على منكريه، وإيجاب الحكم به.
(استدق) الدنيا: أي احتقرها واستصغرها.
__________
(1) رواه أبو داود رقم (3592) و (3593) في الأقضية، باب اجتهاد الرأي في القضاء، والترمذي رقم (1327) و (1328) في الأحكام، باب ما جاء في القاضي كيف يقضي، وقال الترمذي: هذا حديث لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وليس إسناده عندي بمتصل، وقال الحافظ في " التلخيص ": وقال البخاري في تاريخه: الحارث بن عمرو عن أصحاب معاذ، وعنه أبو عون لا يصح، ولا يعرف إلا بهذا، وقال الدارقطني في " العلل ": رواه شعبة عن أبي عون هكذا، وأرسله ابن مهدي وجماعات عنه، والمرسل أصح. اهـ. وقال الحافظ: وقال ابن الجوزي في " العلل المتناهية ": لا يصح، وإن كان الفقهاء كلهم يذكرونه في كتبهم ويعتمدون عليه، وإن كان معناه صحيحاً. أقول: وقد تلقاه بعض العلماء بالقبول، فقد قال أبو بكر ابن العربي في " شرح الترمذي ": اختلف الناس في هذا الحديث، فمنهم من قال: إنه لا يصح، ومنهم من قال: هو صحيح، والدين القول بصحته، فإنه حديث مشهور يرويه شعبة بن الحجاج، رواه عنه جماعة من الفقهاء والأئمة، منهم يحيى بن سعيد، وعبد الله بن المبارك، وأبو داود الطيالسي، والحارث بن عمرو الهذلي الذي يروي عنه، وإن لم يعرف إلا بهذا الحديث، فيكفي برواية شعبة عنه، وبكونه ابن أخ للمغيرة بن شعبة في التعديل له والتعريف به، وغاية حظه في مرتبته أن يكون من الأفراد، ولا يقدم ذلك فيه ولا أحد من أصحاب معاذ مجهولاً، ويجوز أن يكون في الخبر إسقاط الأسماء عن جماعة، ولا يدخله ذلك في حيز الجهالة، إنما يدخل في المجهولات إذا كان واحداً، فيقال: حدثني رجل، حدثني إنسان ولا يكون الرجل للرجل صاحباً حتى يكون له به اختصاص، فكيف وقد زيد تعريفاً بهم أن أضيفوا إلى بلد، وقد خرج البخاري الذي شرط الصحة في حديث عروة البارقي: سمعت الحي يتحدثون عن عروة ولم يكن ذلك الحديث في جملة المجهولات، وقال مالك في القسامة: أخبرني رجال من كبراء قومه، وفي الصحيح عن الزهري: حدثني رجال عن أبي هريرة: من صلى على جنازة. أقول: وقد صححه ابن القيم في " إعلام الموقعين "، وممن صححه من المتأخرين الشيخ زاهد الكوثري في مقالاته.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (5/230) قال: حدثنا محمد بن جعفر. وفي (5/242) قال: حدثنا عفان. وعبد بن حميد (124) قال: حدثنا سليمان بن حرب. والدارمي (170) قال: حدثنا يحيى بن حماد. وأبو داود (3593) قال: حدثنا مسلم. قال: حدثنا يحيى. والترمذي (1328) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا محمد بن جعفر، وعبد الرحمن بن مهدي.
ستتهم - محمد بن جعفر، وعفان، وسليمان، ويحيى بن حماد، ويحيى بن سعيد القطان، وابن مهدي- عن شعبة، عن أبي عون محمد بن عبيد الله الثقفي، عن الحارث بن عمرو بن أخي المغيرة بن شعبة، عن ناس من أصحاب معاذ من أهل حمص، فذكروه.
(*) قال الترمذي: هذا حديث لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وليس إسناده عندي بمتصل.
* أخرجه أحمد (5/236) قال: حدثنا وكيع. وأبو داود (3592) قال: حدثنا حفص بن عمر. والترمذي (1327) قال: حدثنا هناد. قال: حدثنا وكيع.
كلاهما - وكيع، وحفص - عن شعبة، عن أبي عون الثقفي، عن الحارث بن عمرو، عن رجال من أصحاب معاذ، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لما بعثه إلى اليمن.
وفي رواية حفص: «..... أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لما أراد أن يبعث معاذا إلى اليمن ... » ليس فيه، أي في رواية وكيع وحفص: «عن معاذ» .
قال الترمذي: هذا حديث لا نعرفه إلا من هذا الوجه وليس إسناده عندي بمتصل. وقال الدارقطني في «العلل» : رواه شعبة عن أبي عون هكذا، وأرسله ابن مهدي وجماعات عنه، والمرسل أصح. وقال ابن الجوزي في «العلل المتناهية» : لا يصح.
قلت: لا يصح وقد ضعفه عشرة من الأئمة منهم البخاري والحافظ وغيرهم.(10/177)
7674 - (س) عبد الرحمن بن يزيد: قال: أكثروا على عبد الله [ابن مسعود] ذات يوم، فقال عبد الله: «إنه قد أتى علينا زمانٌ ولسنا نقضي ولَسْنَا هُنالك، ثم إنَّ الله عز وجل قَدَّرَ علينا: أنْ بلغنا ما ترون، فمن عرض له منكم قضاءٌ بعد اليوم، فليقضِ بما في كتاب الله، فإن جاءه أمرٌ ليس في كتاب الله، فَلْيَقْضِ بما قضى به نبيُّه - صلى الله عليه وسلم-، فإن جاءَ أَمْر ليس في كتاب الله، ولا قضى به نبيُّه، فَلْيَقْضِ بما قضى به الصالحون، فإن جاءه أمرٌ ليس في كتاب الله، ولا قضى به نبيه - صلى الله عليه وسلم-، ولا قضى به الصالحون، فليجتهد رأيَهُ، ولا يَقُلْ: إني أخاف، فإن الحلال بَيِّن، والحرام بيِّن، وبين ذلك أمورٌ مُتشابِهات (1) ، فَدَعْ ما يَرِيبُكَ إلى ما لا يَريبُك» أخرجه النسائي (2) .
__________
(1) في نسخ النسائي المطبوعة: مشتبهات.
(2) 8 / 230 في القضاة، باب الحكم باتفاق أهل العلم، وإسناده حسن، وقال النسائي: هذا الحديث جيد جيد.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (8/230) أخبرنا محمد بن العلاء، قال: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن عمارة - هو ابن عمير - عن عبد الرحمن بن يزيد، فذكره.
وقال النسائي: هذا الحديث جيد جيد.(10/179)
7675 - (س) شريح القاضي أنه كتب إلى عمر يسأله، فكتب إليه: «أن اقْضِ بما في كتاب الله، فإن لم يكن في كتاب الله، فبسنَّةِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فإن لم يكن في كتاب الله تعالى، ولا في سنة رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فاقْضِ بما قضى به الصالحون، فإن لم [يكن في كتاب الله تعالى، ولا في سنة رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، ولم] يقض به الصالحون، فإن شئت فَتَقَدَّمْ، وإن شئت فتأخَّر، ولا أَرى التأخُّر إلا خيراً لك، والسلام» أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 8 / 231 في القضاة، باب الحكم باتفاق أهل العلم، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (8/231) أخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثنا أبو عامر، قال: حدثنا سفيان، عن الشيباني، عن الشعبي، عن شريح، فذكره.(10/180)
7676 - (د) عمر بن الخطاب (1) - رضي الله عنه - قال - وهو على المنبر -: «يا أيها الناس، إن الرأْيَ إنما كان من رسول الله - صلى الله عليه وسلم- مُصِيباً، لأنَّ الله كان يُريه، وإنما هُو منا الظَّنُ والتَّكَلُّفُ» أخرجه أَبو داود (2) .
__________
(1) في المطبوع: عبد الله بن عمر، وهو خطأ.
(2) رقم (3586) في الأقضية، باب في قضاء القاضي إذا أخطأ من حديث ابن شهاب عن عمر، وإسناده منقطع.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (3586) حدثنا سليمان بن داود المهري، أخبرنا ابن وهب، عن يونس بن يزيد، عن ابن شهاب، أن عمر بن الخطاب،فذكره.
قلت: إسناده منقطع بين الزهري، وعمر بن الخطاب.(10/180)
7677 - (خ م ط ت د س) أم سلمة - رضي الله عنها - «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- سمع جَلَبةَ خَصم بباب حُجرته، فخرج إليهم، فقال: إنما أنا بشر، وإنَّه يأتيني الخصم، فلعل بعضَهم أن يكون أبلغ من بعض، فأحْسِبُ أنه صادق، فأقضي له، فمن قَضَيْتُ له بحقِّ مسلم، فإنما هي قطعة من النار، فَلْيَحْمِلْها أو يَذَرْها» . [ص:181]
وفي رواية أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إنما أنا بَشَر، وإنكم تختصمون إليَّ، ولَعَلَّ بعضكم أن يكونَ ألْحَنَ بحُجَّتِهِ من بعض، فأقضي نحو ما أسمع، فمن قضيتُ له بحَقِّ أخيه، فإنما أقْطَعُ له قطعة من النَّار» .
وفي أخرى نحوه، وقال: «فمن قضيتُ له من [حقِّ] أخيه شيئاً فلا يأخذْه ... الحديث» أخرجه البخاري ومسلم، وأخرج الباقون الرواية الثانية.
وفي أخرى لأبي داود: «أن رَجُلَيْنِ أتَيَا رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يَخْتَصِمانِ في مواريثَ لهما، ولم يكن لهما بَيِّنَة إلا دعواهما، فقال: لَعَلَّ بعضَكم أن يكون ألْحَنَ بحجته ... وذكر الحديث، وفي آخره: فبكى الرجلان، وقال كلُّ واحد منهما لصاحبه: حَقِّي لَكَ، فقال لهما رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: أمّا إذ فَعَلْتُما كذلكَ فاقْتَسِما، فَتَوَخَّيَا الحقَّ، ثم اسْتَهما، ثم تحالا» .
وفي أخرى لأبي داود بهذا، قالت: «يختصمان في مواريثَ وأشياءَ قد دَرَسَتْ، فقال: إني إنما أقضي بينكما برأيي فيما لم يُنزَلْ عليَّ فيه» (1) .
[ص:182]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ألحن) فلان ألحن بحجته من فلان: أقوم بها منه، وأقدر عليها، من اللحَن - بفتح الحاء - الفطنة، فأما لَحْن الكلام، فهو ساكن الحاء، قاله الخطابي.
(فتوخيا واسْتَهما) التوخِّي: قصد الحق واعتماده، والاستهام: الاقتراع، أي: اقترعا على ما قد اختصمتما فيه بعد أن تقسماه، ولم يقنع لهما بالتوخِّي حتى ضم إليه القرعة، لأن التوخِّي إنما هو غالب الظن، والقرعة: نوع من البيِّنة، فهي أقوى من التوخِّي، ثم أمرهما بعد ذلك بالتحليل، ليكون انفصالهما عن يقين وطيبة نفس، لأن التحليل إنما يكون فيما هو في الذمة.
__________
(1) رواه البخاري 5 / 212 في الشهادات، باب من أقام البينة بعد اليمين، وفي المظالم، باب إثم من خاصم في باطل وهو يعلمه، وفي الحيل، باب إذا غصب جاريته فزعم أنها ماتت فقضى بقيمة الجارية الميتة ثم وجد صاحبها فهي له، وفي الأحكام، باب موعظة الإمام للخصوم، وباب من قضى له بحق أخيه فلا يأخذه، وباب القضاء في كثير المال وقليله، ومسلم رقم (1713) في الأقضية، باب الحكم بالظاهر واللحن بالحجة، والموطأ 2 / 719 في الأقضية، باب الترغيب في القضاء بالحق، وأبو داود رقم (3583) و (3584) في الأقضية، باب في قضاء القاضي إذا أخطأ، والترمذي رقم (1339) في الأحكام، باب ما جاء في التشديد على من يقضى له، والنسائي 8 / 233 في القضاة، باب الحكم بالظاهر.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مالك «الموطأ» (448) عن هشام بن عروة. والحميدي (296) قال: حدثنا سفيان. قال: حدثنا هشام بن عروة. وأحمد (6/203) قال: حدثنا يحيى، عن هشام. وفي (6/290) قال: حدثنا أبو معاوية. قال: حدثنا هشام. وفي (6/307) قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا هشام بن عروة. وفي (6/308) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر، عن الزهري. (ح) وحدثنا يعقوب. قال: حدثني أبي، عن صالح. قال ابن شهاب. والبخاري (3/171) و (9/89) قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله. قال: حدثني إبراهيم بن سعد، عن صالح، عن ابن شهاب. وفي (3/235 و 9/86) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك، عن هشام بن عروة. وفي (9/32) قال: حدثنا محمد بن كثير، عن سفيان، عن هشام. وفي (9/90) قال: حدثنا أبو اليمان. قال: أخبرنا شعيب، عن الزهري. ومسلم (5/128 و 129) قال: حدثنا يحيى بن يحيي التيميمي. قال: أخبرنا أبو معاوية، عن هشام بن عروة. (ح) وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا وكيع. (ح) وحدثنا أبو كريب، قال: حدثنا بن نمير. كلاهما عن هشام بن عروة (ح) وحدثني حرملة بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الله بن وهب. قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب. (ح) وحدثناه عمرو الناقد، قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد. قال: حدثنا أبي، عن صالح. (ح) وحدثنا عبد بن حميد، قال: أخبربنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر. كلاهما عن الزهري. وأبو داود (3583) قال: حدثنا محمد بن كثير، قال: أخبرنا سفيان، عن هشام بن عروة. وابن ماجة (2317) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا هشام بن عروة. والترمذي (1339) قال: حدثنا هارون بن إسحاق الهمداني. قال: حدثنا عبدة بن سليمان، عن هشام بن عروة. والنسائي (8/233) قال: أخبرنا عمرو بن علي. قال: حدثنا يحيى. قال: حدثنا هشام بن عروة. وفي (8/247) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. قال: حدثنا وكيع، عن هشام بن عروة.
كلاهما - هشام بن عروة، وابن شهاب الزهري - عن عروة بن الزبير، عن زينب بنت أبي سلمة، فذكرته.(10/180)
7678 - (د س) الأشعث بن قيس قال: إنه اشتَرى رَقِيقاً مِنْ الخُمس مِنْ عبد الله [بن مسعود] بعشرين ألفاً، فأرسَلَ عبد الله إليه في ثمنهم، فقال: إنَّما آخذهم بعشرة آلاف، قال عبد الله: فاختر رَجُلاً يكون بيني وبينك، فقال الأشعث: كُنْ أنت بيني وبين نفسك، قال عبد الله: فإني سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «إِذا اختلف البَيِّعَانِ، وليس بينهما بَيِّنَة، فهو ما يقول رَبُّ السِّلْعة، أو يتتاركان» .
وفي رواية: أن ابن مسعود «بَاعَ مِن الأشعَث بن قَيْس رقيقاً» فذكر معناه، والكلام يزيد وينقص أخرجه أبو داود.
وأخرج النسائي المُسنَدَ منه فقط. وفي رواية عن عبد الملك بن عُبَيد قال: «حضرنا أبا عبيدة بن عبد الله [ص:183] ابن مسعود أَتاه رجلان تَبَايَعَا سلعة، فقال أحدهما: أخذتُها بكذا، وقال هذا: بعتها بكذا وكذا، فقال أبو عبيدة: أُتِيَ ابنُ مسعود في مثل هذا، فقال: حضرتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- أُتِيَ بمثل هذا، فأمَرَ البائع أن يُسْتَحلَف، ثم يختار المبتاع، فإن شاءَ أخذ، وإن شاء ترك» (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (3511) في البيوع، باب إذا اختلف البيعان والمبيع قائم، والنسائي 7 / 302 و 303 في البيوع، باب اختلاف المتابعين بالثمن، وإسناده ضعيف.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (3511) قال: حدثنا محمد بن يحيى بن فارس. والنسائي (7/302) قال: أخبرنا محمد بن إدريس.
كلاهما - محمد بن يحيى، ومحمد بن إدريس - قالا: حدثنا عمر بن حفص بن غياث، قال: حدثنا أبي، عن أبي عميس، قال: أخبرني عبد الرحمن بن قيس بن محمد بن الأشعث، عن أبيه، عن جده، فذكره.
(*) في رواية محمد بن إدريس: - عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث - وليس فيها قصة الأشعث.
قلت: عبد الرحمن بن قيس بن محمد بن الأشعث مجهول الحال كما قال الحافظ، وحفص بن غياث مجهول.(10/182)
الفصل السابع: في الدعاوى والبيانات والأيمان
البينة واليمين
7679 - (ت) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال في خطبته: «البَيِّنةُ على المدَّعي، واليمين على المدَّعَى عليه» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (1341) في الأحكام، باب ما جاء في أن البينة على المدعي واليمين على المدعى عليه، وإسناده ضعيف، وقد أخرجه البيهقي 10 / 252 من حديث ابن عباس، وحسن إسناده الحافظ في " الفتح " والحديث في " الصحيحين " بلفظ: " لكن اليمين على المدعى عليه " وسيأتي.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (1341) قال: حدثنا علي بن حجر، قال: أنبأنا علي بن مسهر وغيره، عن محمد بن عبيد الله، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، فذكره.
(*) قال الترمذي: هذا حديث في إسناده مقال. ومحمد بن عبيد الله العرزمي يضعف في الحديث من قبل حفظه، ضعفه ابن المبارك وغيره.
قلت: في إسناده مجمد بن عبيد الله العرزمي. قال الحافظ: متروك.(10/183)
7680 - (خ م د ت س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: إنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «لَوْ يُعْطَى الناسُ بِدَعَاوِيهم، لادَّعَى قوم دمَاءَ رجال [ص:184] وأمْوالَهم، ولكن اليمين على المدَّعَى عليه» أخرجه مسلم.
وله وللبخاري أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قضى باليمين على المدَّعى عليه.
وللبخاري: أن امرأتين كانتا تَخْرِزانِ في بَيْت، أو في الحُجْرَةِ (1) ، فخرَجتْ إحْدَاهُمَا، وقد أُنْفِذَ بإشْفىً (2) في كَفِّها، فادَعتْ على الأخرى، فَرُفِعَ ذلك إلى ابن عباس، فقال ابن عباس: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «لَوْ يُعطَى الناسُ بِدَعْوَاهم، لَذَهَبَ دِمَاؤُهُم وأمْوَالُهُم، ذَكِّرُوها بالله، واقرؤوا عليها: {إِن الذين يَشترون بِعَهْدِ الله} [آل عمران: 77] فذكَّروها فاعترفت، فقال ابن عباس: قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: اليَمينُ على المدَّعَى عليه» وأخرج الترمذي وأبو داود الرواية الثانية، وأخرج النسائي الرواية الثالثة (3) .
__________
(1) وفي أكثر النسخ بواو العطف: وفي الحجرة، وهو الصواب.
(2) الاشفى: آلة الخرز للإسكاف، ينون ولا ينون.
(3) رواه البخاري 8 / 160 في تفسير سورة آل عمران، باب قوله تعالى: {إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمناً قليلاً} ، وفي الرهن، باب إذا اختلف الراهن ونحوه فالبينة على المدعي واليمين على المدعى عليه في الأموال والحدود، ومسلم رقم (1711) في الأقضية، باب اليمين على المدعى عليه، وأبو داود رقم (3619) في الأقضية، باب اليمين على المدعى عليه، والترمذي رقم (1343) في الأحكام، باب ما جاء في البينة على المدعي واليمين على المدعى عليه، والنسائي 8 / 248 في القضاة، باب عظة الحاكم على اليمين.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (1/342) (3188) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. وفي (1/351) (3292) قال: حدثنا يزيد. وفي (1/363) (3427) قال: حدثنا أبو كامل. والبخاري (3/187) قال: حدثنا خلاد بن يحيى. وفي (3/233) قال: حدثنا أبو نعيم. ومسلم (5/128) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا محمد بن بشر. وأبو داود (3619) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي. والترمذي (1342) قال: حدثنا محمد بن سهل بن عسكر البغدادي، قال: حدثنا محمد بن يوسف. والنسائي (8/248) قال: أخبرنا علي بن سعيد بن مسروق، قال: حدثنا يحيي بن أبي زائدة.
تسعتهم - عبد الرحمن، ويزيد، وأبو كامل، وخلاد، وأبو نعيم، ومحمد بن بشر، والقعنبي، ومحمد بن يوسف، ويحيى بن أبي زائدة -عن نافع بن عمر.
2- وأخرجه أحمد (1/356) (3348) قال: حدثنا وكيع، عن محمد بن سليم.
3- وأخرجه البخاري (6/43) قال: حدثنا نصر بن علي بن نصر، قال: حدثنا عبد الله بن داود. ومسلم (5/128) قال: حدثني أبو الطاهر أحمد بن عمرو بن سرح، قال: أخبرنا ابن وهب. وابن ماجة (2321) قال: حدثنا حرملة بن يحيى المصري. قال: حدثنا عبد الله بن وهب. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (5792) عن محمد بن عبد الأعلى، عن خالد بن الحارث. ثلاثتهم - عبد الله بن داود، وعبد الله بن وهب، وخالد بن الحارث - عن ابن جريج.
ثلاثتهم - نافع بن عمر، ومحمد بن سليم، وابن جريج - عن عبد الله بن أبي مليكة، فذكره.
(*) رواية محمد بن سليم، وخلاد، وأبي نعيم، ومحمد بن بشر، والقعنبي، ومحمد بن يوسف، مختصرة على: «أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قضى أن اليمين على المدعى عليه» .(10/183)
القضاء بالشاهد واليمين
7681 - (م د) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- «قضى بيمين وشاهِد» أخرجه مسلم وأبو داود (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (1712) في الأقضية، باب القضاء باليمين والشاهد، وأبو داود رقم (3607) في الأقضية، باب القضاء باليمين والشاهد.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح.
1 - أخرجه أحمد (1/248) (2224) و (1/315) (2888) و (1/) (2969) قال: حدثنا زيد بن الحباب. وفي (1/323) (2970) قال: حدثني عبد الله بن الحارث. ومسلم (5/128) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن عبد الله بن نمير، قالا: حدثنا زيد - وهو ابن حباب -. وأبو داود (3608) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، والحسن بن علي، أن زيد بن الحباب حدثهم. وابن ماجة (2370) قال: حدثنا أبو إسحاق الهروي إبراهيم بن عبد الله بن حاتم، قال: حدثنا عبد الله بن الحارث المخزومي. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (6299) عن عبيد الله بن سعيد، عن عبد الله بن الحارث، كلاهما - زيد بن حباب، وعبد الله بن الحارث - عن سيف بن سليمان المكي، عن قيس بن سعد.
2 - وأخرجه أبو داود (3609) قال: حدثنا محمد بن يحيى، وسلمة بن شبيب، قالا: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا محمد بن مسلم.
كلاهما - قيس بن سعد، ومحمد بن مسلم - عن عمرو بن دينار، فذكره.(10/184)
7682 - (د ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- «قضى باليمينِ مع الشَّاهدِ الواحدِ» أخرجه الترمذي وأبو داود (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (3610) و (3611) في الأقضية، باب القضاء باليمين والشاهد، والترمذي رقم (1343) في الأحكام، باب ما جاء في اليمين مع الشاهد، وهو حديث حسن، وقال الترمذي: وهذا حديث حسن غريب، وفي الباب عن علي وجابر وابن عباس وسرَّق.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (3610) قال: حدثنا أحمد بن أبي بكر أبو مصعب الزهري. قال: حدثنا الدراوردي. وفي (3611) قال: حدثنا محمد بن داود الإسكندراني. قال: حدثنا زياد - يعني ابن يونس. قال: حدثني سليمان بن بلال. وابن ماجة (2368) قال: حدثنا أبو مصعب المديني أحمد بن عبد الله الزهري، ويعقوب بن إبراهيم الدورقي. قالا: حدثنا عبد العزيز بن محمد الدراوردي. والترمذي (1343) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي. قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد.
كلاهما - عبد العزيز الدراوردي، وسليمان بن بلال - عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، فذكره.
(*) قال سليمان بن بلال: فلقيت سهيلا فسألته عن هذا الحديث. فقال: ما أعرفه. فقلت له: إن ربيعة أخبرني به عنك. قال: فإن كان ربيعة أخبرك عني فحدث به عن ربيعة عني.
(*) وقال أبو داود: وزادني الربيع بن سليمان المؤذن في هذا الحديث. قال: أخبرني الشافعي، عن عبد العزيز. قال: فذكرت ذلك لسهيل. فقال: أخبرني ربيعة، وهو عندي ثقة، أني حدثته إياه، ولا أحفظه. قال عبد العزيز: وقد كان أصابت سهيلا علة أذهبت بعض عقله ونسي بعض حديثه فكان سهيل بعد يحدثه عن ربيعة عنه، عن أبيه.(10/185)
7683 - (ت) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- «قضى باليمينِ مع الشاهدِ الواحدِ» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (1344) في الأحكام، باب ما جاء في اليمين مع الشاهد، وهو حديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/305) . وابن ماجة (2369) قال: حدثنا محمد بن بشار. والترمذي (1344) قال: حدثنا محمد بن بشار، ومحمد بن أبان.
ثلاثتهم - أحمد بن حنبل، وابن بشار، وابن أبان - قالوا: حدثنا عبد الوهاب، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، فذكره.(10/185)
7684 - (ط ت) محمد بن علي [الباقر] : أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- «قضى باليمينِ مع الشَّاهدِ» أخرجه الموطأ والترمذي.
وزاد الترمذي: قال: «وقَضى بِها عَليّ فيكم» (1) .
__________
(1) رواه الموطأ 2 / 711 في الأقضية، باب القضاء باليمين مع الشاهد، والترمذي رقم (1345) في الأحكام، باب ما جاء في اليمين مع الشاهد، وإسناده منقطع، لكن يشهد له ما قبله.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في «الموطأ» بشرح الزرقاني (3/491) عن جعفر بن محمد، عن أبيه، فذكره.
وأخرجه الترمذي (1345) حدثنا علي بن حجر، أخبرنا إسماعيل بن جعفر، حدثنا جعفر بن محمد، عن أبيه، فذكره.
قال أبو عيسى: وهذا أصح، وهكذا روى سفيان الثوري، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مرسلا.(10/185)
7685 - (د) الزبيب العنبري - رضي الله عنه - قال: «بَعَثَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- جَيْشاً إلى بني العَنْبَر، فَأَخَذُوهُمْ برُكْبَةَ من ناحية الطائف فاسْتَاقُوهُمْ إِلى نبيِّ الله - صلى الله عليه وسلم-، قال: فَرَكِبْتُ فَرَسِي، فَسَبَقْتُهُمْ إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقلت: السلامُ عليكَ يا رسولَ الله ورحمةُ الله وبركاتُه، أتَانَا جُنْدُك فأخذونا، وقد كُنَّا أسلَمْنا وخضْرَمْنَا آذان النَّعَمِ، فلما قَدِمَ بَلْعَنْبَر، قال لي نَبيُّ الله - صلى الله عليه وسلم-: هل لكم بَيِّنَة على أنكم أسْلَمْتُمْ قَبلَ أن تُؤخَذُوا في [ص:186] هذه الأيام؟ قلتُ: نعمْ، قال: مَنْ بَيِّنَتُكَ؟ قلت: سَمُرةُ، رجل من بني العنبر، ورجل آخر سَمَّاه له، فشهد الرجل، وأبَى سمرةُ أن يشهدَ، قال: فقال لي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: قد أبى سمرةُ أن يشهدَ، أفتحلف مع شاهدك الآخر؟ قلتُ: نعم، فاستحلفني فحلفتُ بالله: لقد أسلمنا يوم كذا وكذا، وخَضْرَمْنا آذان النَّعَم، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: اذهَبُوا فقاسِمُوهم أنْصَافَ الأمْوالِ، ولا تَمَسُّوا ذَرَارِيهِمْ، ولولا أنَّ الله لا يحب ضلالةَ العَمَلِ ما رَزَأْنَاكمْ عِقالاً، فقال الزُّبَيب: فَدَعَتني أُمِّي، فقالت: هذا الرجل أخذ زِرْبيَّتي، فانصرفْتُ إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- فأخبرته، فقال لي: احْبِسهُ، فأخذتُ بتَلْبيبه، وقمت معه مكاننا، ثم نظر رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إلينا قائمين، فقال: ما تريد بأسيرك؟ فأرسلتُه من يدي، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- للرجل: رُدَّ عليه زربيَّة أمِّه التي أخذت منها، فقال: يا رسول الله، إنَّها خَرَجَتْ من يَدِي، قال: فاخْتَلَعَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- سيفَ الرجل فأَعطانِيه، وقال للرجل: اذهَبْ فَزِدْه آصُعاً من طعام، فأعطاني (1) آصعاً من شعير» أخرجه أبو داود (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(خَضْرَمْنَا) خضرمتُ أذن البعير: إذا قطعتَ طرفها، وكان هذا [ص:187] في الجاهلية، فلما جاء الله بالإسلام، أمر النبي - صلى الله عليه وسلم- أن يخضرموا من غير الموضع الذي كان يخضرم فيه أهل الجاهلية علامة بين المسلم وغير المسلم، وهو الذي أراد هؤلاء القوم، يعنون أنهم خضرَمُوا خضرَمة الإسلام.
(ما رزأْناكم) يقول: ما رزأته شيئاً: ما أصبت منه شيئاً، ولا نقصته وهذه في اللغة الفصحى، فأما «رزيناكم» فإنما يكون على ترك الهمز وقلبه ياء، وليس بفصيح، وقد قالوا: في قرأت: قريت، شاذاً.
(فأخذت بتلبيبه) : جمعت عليه ثوبه وقبضته من مقدَّمه، تجرُّه به.
(زربيَّة) الزربيَّة: القطيفة، وجمعها زرابي.
(آصعا) الآصع جمع صاع، وهو مكيال يسع خمسة أرطال وثلثاً، أو ثمانية أرطال، على اختلاف المذهبين في المد.
__________
(1) في نسخ أبي داود المطبوعة: فزادني.
(2) رقم (3612) في الأقضية، باب القضاء باليمين والشاهد، وهو حديث حسن بشواهده.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (3612) حدثنا أحمد بن عبدة، ثنا عمار بن شعيب بن عبد الله بن الزبيب العنبري، حدثني أبي، قال: سمعت جدي الزبيب يقول.. فذكره.(10/185)
القضاء بالشاهد الواحد
7686 - (خ) عبد الله بن عبد الله بن أَبي مليكة - رحمه الله - «أن بني صهيب - مولى بني جُدعان - ادَّعَوْا بيتين وحُجرة: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- أَعطى ذلك صُهيباً، فقال مروان: مَنْ يشهد لكم على ذلك؟ قالوا: ابنُ عُمر، فدعاه، فشهد لأَعْطَى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- صهيباً بيتين وحُجرة، فقضى مروان بشهادته لهم» أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) 5 / 174 و 175 في الهبة، باب لا يحل لأحد أن يرجع في هبته وصدقته.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه البخاري (3/215) قال: حدثنا إبراهيم بن موسى، قال: أخبرنا هشام بن يوسف، أن ابن جريج أخبرهم. قال: أخبرني عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة، فذكره.(10/187)
تعارض البينة
7687 - (د س) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه - «أنّ رَجُلَين تعارضا، وادَّعَيَا بعِيراً على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فبعث كلُّ واحد منهما شاهدين، فَقَسَّمةُ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم- بينهما نصفين» . وفي رواية: «أن رَجُلَينِ ادَّعَيا بَعِيراً أو دابة إلى النبي - صلى الله عليه وسلم- ليست لواحد منهما بَيِّنة، فجعله النبي - صلى الله عليه وسلم- بينهما» أخرجه أبو داود.
وفي رواية النسائي: «أن رَجُلَين اختصما إلى النبي - صلى الله عليه وسلم- في دابة، ليس لواحد منهما بيِّنة، فقضى بها بينهما» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ادّعيَا بعيراً فجعله بينهما) قال الخطابي: يشبه أن يكون هذا البعير، أو الدابة: كان في أيديهما معاً، فجعله النبي - صلى الله عليه وسلم- بينهما، لاستوائهما في الملك باليد، ولولا ذلك: لم يكونا بنفس الدعوى يستحقانه لو كان الشيء في يد غيرهما، وفي الرواية الأخرى قال: «فأحضر كلُّ واحد منهما شاهدين، فقسمه بينهما» وذلك لأن الشهادات تقابَلَتْ فسقطت، فعاد الحكم إلى الأول، وحينئذ يجوز [ص:189] أن يكون البعير قد كان في يد غيرهما، فلما أقاما الشهادة انتزعه ممن هو في يده وقسمه بينهما.
__________
(1) رواه أبو داود رقم (3613) و (3614) و (3615) في الأقضية، باب القضاء باليمين والشاهد، والنسائي 8 / 248 في القضاة، باب القضاة فيمن لم تكن له بينة، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1- أخرجه أحمد (4/402) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وأبو داود (3613) قال: حدثنا محمد بن منهال الضرير، قال: حدثنا يزيد بن زريع، قال: حدثنا ابن أبي عروبة. وفي (3614) قال: حدثنا الحسن بن علي، قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا عبد الرحيم بن سليمان، عن سعيد بن أبي عروبة. وفي (3615) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا حجاج بن منهال، قال: حدثنا همام. وابن ماجة (2330) قال: حدثنا إسحاق بن منصور، ومحمد بن معمر، وزهير بن محمد قالوا: حدثنا روح بن عبادة، قال: حدثنا سعيد. والنسائي (8/248) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا عبد الأعلى، قال: حدثنا سعيد. ثلاثتهم - شعبة، وابن أبي عروبة، وهمام - عن قتادة، عن سعيد بن أبي بردة.
2 - وأخرجه النسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (9130) عن علي بن محمد بن علي، عن محمد بن كثير المصيصي، عن حماد بن سلمة، عن قتادة، عن النضر بن أنس بن مالك.
كلاهما - سعيد بن أبي بردة، والنضر بن أنس - عن أبي بردة، فذكره.
(*) في رواية همام: « ... فبعث كل واحد منهما بشاهدين ... » الحديث.
قلت: ضعفه الألباني. ابن ماجة (2330) ، أبو داود (3613) ، والنسائي (5424) .(10/188)
القرعة على اليمين
7688 - (خ د) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- «عَرَضَ على قوم اليمينَ، فتسارعوا إِليه، فأمر أن يُسْهَم بينهم في اليمين، أيُّهم يحلف؟» أخرجه البخاري.
وفي رواية أبي داود: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا أُكْرِهَ الاثنان على اليمين، واستحبَّاها، فَلْيَسْتَهِما عليه (1) » .
وفي أخرى له: «أن رجلين اختصما في متاع إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، ليس لواحد منهما بَيِّنة، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: استَهِمَا على اليمين، ما كان أحبَّا ذلك، أو كرها» (2) .
__________
(1) في نسخ أبي داود المطبوعة: أو استحباها فليستهما عليها.
(2) رواه البخاري 5 / 210 و 211 في الشهادات، باب إذا تسارع قوم في اليمين، وأبو داود رقم (3616) و (3617) و (3618) في الأقضية، باب الرجلين يدعيان شيئاً وليست لهما بينة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/317) . والبخاري (3/234) قال: حدثنا إسحاق بن نصر. وأبو داود (3617) قال: حدثنا أحمد بن حنبل وسلمة بن شبيب. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (10/14698) عن محمد بن رافع.
أربعتهم - أحمد بن حنبل، وإسحاق، وسلمة، وابن رافع - عن عبد الرزاق بن همام. قال: حدثنا معمر، عن همام بن منبه، فذكره.(10/189)
موضع اليمين
7689 - (ط) أبو غطفان بن طريف - رحمه الله - قال: «اختصَمَ زيد بن ثابت، وابن مطيع إلى مَروان في دار كانت بينهما، فقضى مَرْوَان على زيد [ص:190] ابن ثابت باليمينِ على المِنْبَرِ، فقال زيد: أحْلِفُ له مكاني هذا، فقال مروانُ: لا، إلا عند مَقاطِع الحقُوق، فجعل زيد يَحْلِفُ أن حَقَّهُ لحقٌّ، وأبى أَن يحلِفَ على المنبرِ، فجعل مَرْوَانُ يَعجَبُ من ذلك» أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 2 / 728 في الأقضية، باب جامع ما جاء في اليمين على المنبر، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في «الموطأ» بشرح الزرقاني (4/5) عن داود بن الحصين أنه سمع أبا غطفان بن طريف المري، فذكره.(10/189)
صورة اليمين
7690 - (د) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال لرجُل حلَّفهُ: «احِلفْ باللهِ الذي لا إله إلا هو ما له عندك شيء» يعني للمدَّعي. أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (3620) في الأقضية، باب كيف اليمين، وإسناده ضعيف لكن يشهد له ما قبله.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (1/253) (2280) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا حماد بن سلمة. وفي (1/288) (2613) و (2/70) (5379) قال: حدثنا حسن بن موسى، قال: حدثنا حماد بن سلمة. وفي (1/296) (2695) قال: حدثنا أسود بن عامر، قال: حدثنا شريك. وفي (1/322) (2959) قال: حدثنا هاشم بن القاسم، قال: حدثنا شريك. وأبو داود (3275) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا حماد. وفي (3620) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا أبو الأحوص. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (5431) عن هناد، عن أبي الأحوص. (ح) وعن محمد بن إسماعيل بن سمرة، عن وكيع، عن سفيان.
أربعتهم - حماد بن سلمة، وشريك، وأبو الأحوص، وسفيان - عن عطاء بن السائب، عن أبي يحيى. فذكره.
(*) وزاد في رواية شريك:
«فنزل جبريل على النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: إنه كاذب، إن له عنده حقه، فأمره أن يعطية حقه، وكفارة يمينه معرفته أن لا إله إلا الله، أو شهادته» .
(*) ورواية أبي الأحوص مختصرة على:
«أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال - يعني لرجل حلّفه -: احلف بالله الذي لا إله إلا هو ما له عندك شيء. يعني للمدَّعِي» .
(*) وفي رواية وكيع: «فقال للمدعي: أقم البينة، فقال: نعم، وقال للآخر: احلف، فحلف» .
(*) وفي رواية شريك: «أبو يحيى الأعرج» . قال ابن حجر: إن شريكا رواه عن عطاء بن السائب، عن أبي يحيى الأعرج، عن ابن عباس، فالأعرج هو «مصدع» وهو وهم من شريك في قوله «الأعرج» . وإنما هو «عن أبي يحيى» حسب. كذا في رواية حماد بن سلمة عند أحمد أيضا. «النكت الظراف» (5431) .وقال المزي: إنما هو زياد، سماه أحمد بن حنبل، والبخاري، أبو داود وغيرهم. وذكر له البخاري في «التاريخ» (3/378 الترجمة 1271) هذا الحديث. «تحفة الأشراف» (5431) .
وإسناده ضعيف.(10/190)
الفصل الثامن: في العدالة والشهادة، وفيه فرعان
الفرع الأول: في شهادة المسلمين
7691 - (د) عمرو بن شعيب - رحمه الله - عن أبيه، عن جده: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تجوزُ شهادةُ خائن ولا خائنة، ولا زان ولا زانية، ولا ذي غِمْرٍ على أخيه» . [ص:191]
وفي رواية: «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- ردَّ شهادة الخائنِ والخائنةِ، وذي الغِمْر على أخيه، وردَّ شهادةَ القانع لأهل البيت، وأجازها لغيرهم» . أخرجه أبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(خائن) أراد بالخيانة: الخيانة في الدِّين والمال والأمانات، فإن من ضَيَّع شيئاً من أوامر الله، أو ركب شيئاً مما نهاه الله عنه، فلا يكون عدلاً.
(ذو غِمر) الغِمر - بكسر الغين - الحقد.
(القانع) : السائل المستطعم، وقيل: هو المنقطع إلى القوم يخدمهم، وذلك مثل الأجير والوكيل، تردُّ شهادتُه للتهمة في جرّ النفع إلى نفسه، لأن التابع لأهل البيت ينتفع بما يصير إليهم.
(ظنين) الظنين، بالظاء: المتهم.
__________
(1) رقم (3600) و (3601) في الأقضية، باب من ترد شهادته، وإسناده حسن، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (2366) في الأحكام، باب من لا تجوز شهادته، وفي سنده حجاج بن أرطاة، وهو مدلس، ورواه بالعنعنة، ورواه الدارقطني ص / 529، وفي سنده آدم بن فائد وهو ضعيف، وقال الحافظ في " التلخيص " بعد أن أورد رواية أبي داود: وسنده قوي.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/181) (6698) قال: حدثنا يزيد، عن محمد بن راشد، عن سليمان بن موسى. وفي (2/204) (6899) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا محمد بن راشد، عن سليمان بن موسى. وفي (2/208) (6940) قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا الحجاج. (ح) ومعمر بن سليمان الرقي، عن الحجاج بن أرطاة. وفي (2/225) (7102) قال: حدثنا هاشم وحسين، قالا: حدثنا محمد بن راشد، عن سليمان بن موسى. وأبو داود (3600) قال: حدثنا حفص بن عمر، قال: حدثنا محمد بن راشد، قال: حدثنا سليمان بن موسى. وفي (3601) قال: حدثنا محمد بن خلف بن طارق الرازي، قال: حدثنا زيد بن يحيى بن عبيد الخزاعي، قال: حدثنا سعيد بن عبد العزيز، عن سليمان بن موسى. وابن ماجة (2366) قال: حدثنا أيوب بن محمد الرقي، قال: حدثنا معمر بن سليمان. (ح) وحدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا يزيد بن هارون. قالا: حدثنا حجاج بن أرطاة.
كلاهما - سليمان بن موسى، وحجاج - عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، فذكره.
في سند ابن ماجة حجاج بن أرطاة وهو مدلس وقد عنعن.(10/190)
7692 - (ت) عائشة - رضي الله عنها - قالت: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «لا تجوز شهادةُ خائن ولا خائنة، ولا مجلودٍ حَدّاً ولا ذي غِمر على أخيه، ولا مجرَّب شهادة، ولا القَانِع لأهلِ البيت، ولا ظنين في ولاءٍ ولا قرابة» [ص:192] قال الفزاري: «القانع» : التابع. أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2299) في الشهادات، باب ما جاء فيمن لا تجوز شهادته، وفي سنده يزيد بن زياد الدمشقي، وهو ضعيف، وقال الترمذي: هذا حديث غريب، وفي الباب عن عبد الله بن عمرو. أقول: ويشهد لبعضه الحديث الذي قبله.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (2298) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا مروان الفزاري، عن يزيد بن زياد الدمشقي، عن الزهري، عن عروة، فذكره.
* قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث يزيد بن زياد الدمشقي، ويزيد يضعف في الحديث، ولا يعرف هذا الحديث من حديث الزهري إلا من حديثه.
وفي سنده يزيد بن زياد الدمشقي، وهو ضعيف.(10/191)
7693 - (ط) مالك بن أنس قال: بلغني أن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه- قال: «لا تجوزُ شهادةُ خَصم ولا ظَنِين» أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) بلاغاً 2 / 720 في الأقضية، باب ما جاء في الشهادات، وإسناده معضل، قال الزرقاني في " شرح الموطأ ":أخرجه البزار وقاسم بن ثابت وغيرهما من طرق كثيرة من رواة الحجازيين والعراقيين والشاميين والمصريين.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في «الموطأ» بشرح الزرقاني (3/490) بلاغا.
والحديث إسناده معضل،قال الزرقاني في «شرح الموطأ» أخرجه البزار وقاسم بن ثابت، وغيرهما من طرق كثيرة من رواة الحجازيين والعراقيين والشاميين والمصريين.(10/192)
7694 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه - أنه سمع رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «لا تجوزُ شهادةُ بدويّ على صاحبِ قرية» أخرجه أبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(شهادة بدوي) إنما كره شهادة البدوي، لما فيه من الجفاء في الدِّين والجهل بأحكام الشريعة، لأنهم في الغالب لا يضبطون الشهادة على وجهها، لقلة معرفتهم بشروطها، وإليه ذهب مالك، والناس على خلافه، فيجيزون شهادة البدوي على الحضري، والحضري على البدوي.
__________
(1) رقم (3602) في الأقضية، باب شهادة البدوي على أهل الأمصار، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (2367) في الأحكام، باب من لا تجوز شهادته، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (3602) قال: حدثنا أحمد بن سعيد الهمداني. قال: أخبرنا ابن وهب. قال: أخبرني يحيى بن أيوب،ونافع بن يزيد. وابن ماجة (2367) قال: حدثنا حرملة بن يحيى. قال: حدثنا عبد الله بن وهب. قال: أخبرني نافع بن يزيد.
كلاهما - يحيى بن أيوب، ونافع بن يزيد - عن ابن الهاد، عن محمد بن عمرو بن عطاء، عن عطاء بن يسار، فذكره.(10/192)
7695 - (ط) هشام بن عروة - رحمه الله - قال: «كان عبد الله بن [ص:193] الزبير يقضي بشهادة الصبيان فيما بينهم من الجراحِ» أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 2 / 726 في الأقضية، باب القضاء في شهادة الصبيان، وإسناده صحيح، قال أبو عمر بن عبد البر: اختلف عن ابن الزبير في ذلك، والأصح أنه كان يجيزها إذا جيء بهم في حال نزول النازلة، وروي مثله عن علي من طرق ضعيفة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في «الموطأ» بشرح الزرقاني (3/499) عن هشام بن عروة، فذكره.
قال ابن عبد البر: اختلف عن ابن الزبير في ذلك، والأصح أنه كان يجيزها إذا جيء بهم في حال نزول النازلة، وروي مثله عن علي من طرق ضعيفة.(10/192)
7696 - (خ) أنس - رضي الله عنه - (1) قال: «شهادةُ العبدِ إذا كان عدلاً جائزة» أخرجه البخاري (2) في ترجمة باب بغير إسناد (3) .
__________
(1) في المطبوع: مالك بن أنس، ورمز له بعلامة الموطأ، وهو خطأ.
(2) في المطبوع: أخرجه الموطأ، وهو خطأ.
(3) رواه البخاري تعليقاً 5 / 196 في الشهادات، باب شهادة الإماء والعبيد، قال الحافظ في " الفتح ": وصله ابن أبي شيبة من رواية المختار بن فلفل قال: سألت أنساً عن شهادة العبيد فقال: جائزة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
رواه البخاري تعليقا (5/196) في الشهادات، باب شهادة الإماء والعبيد، قال الحافظ في «الفتح» : وصله ابن أبي شيبة من رواية المختار بن فلفل قال: سألت أنسا عن شهادة العبيد فقال: جائزة.(10/193)
7697 - (ط) ربيعة بن أبي عبد الرحمن قال: «قَدِمَ رَجُل مِنَ العِراق على عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -، فقال: جئتُك لأمر ما لَه رأس ولا ذَنَب، فقال عمر: وما ذاك؟ قال: شهادةُ الزُّورِ ظَهرتْ بأرضنا، قال: وقد كانَ ذلك؟ قال: نعم، فقال عمر بن الخطاب: واللهِ لا يُؤسَرُ رَجُل في الإسلام بغير العُدول» أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 2 / 720 في الأقضية، باب ما جاء في الشهادات، وإسناده منقطع.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في «الموطأ» مع شرح الزرقاني (3/489) عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، فذكره.(10/193)
7698 - (ت د) أيمن بن خريم [الأسدي]- رحمه الله -: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- «قام خطيباً، فقال: أيُّها الناسُ، عَدَلت شهادةُ الزُّورِ إشراكاً بالله، ثم قرأ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: {فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الأوثانِ واجتَنِبُوا قَولَ الزُّورِ} [الحج: 30] » . [ص:194]
أخرجه الترمذي، وقال: وقد اختلفوا في رواية هذا الحديث [عن سفيان بن زياد] ، ولا نَعْرِفُ لأيمن سَمَاعاً من النبي - صلى الله عليه وسلم-.
وأخرجه أبو داود عن خريم بن فاتك قال: «صلى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- الصبح، فلما انصرف قام قائماً، فقال: عَدَلَتْ شهادةُ الزُّورِ بالإِشراكِ [بالله]- ثلاث مرات - ثم قرأ الآية إلى قوله: {غَيرَ مُشركينَ بِه} » (1) .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (2300) و (2301) في الشهادات، باب ما جاء في شهادة الزور، وأبو داود رقم (3599) في الأقضية، باب في شهادة الزور، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (2372) في الأحكام، باب شهادة الزور، وإسناده ضعيف، لكن يشهد له حديث أنس عند البخاري ومسلم قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الكبائر؟ قال: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وقتل النفس، وشهادة الزور، وحديث أبي بكرة أيضاً في " الصحيحين ": ألا أنبئكم بأكبر الكبائر (ثلاثاً) الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وشهادة الزور.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/321) . وأبو داود (3599) قال: حدثنا يحيى بن موسى البلخي. وابن ماجة (3272) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. والترمذي (2300) قال: حدثنا عبد بن حميد.
أربعتهم - أحمد، ويحيى، وأبو بكر، وعبد - قالوا: حدثنا محمد بن عبيد، قال: حدثنا سفيان العصفري، عن أبيه، عن حبيب، فذكره.
إسناده ضعيف.(10/193)
7699 - (خ) عبد الله بن عتبة بن مسعود الهذلي - رحمه الله - قال: سمعتُ عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - يقول: «إن ناساً كانوا يُؤخَذون بالوحي في عهدِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، وإن الوحي قَدِ انقطع، وإنما نأخذكم الآن بما ظهر لنا من أعمالكم، فمن أظْهَرَ لَنَا خيراً أَمِنَّاهُ، وقَرَّبْنَاهُ، وليس لنا من سَرِيرتِهِ شيء، الله يُحَاسِبُهُ في سريرته، ومَنْ أظهر لنا سُوءاً لم نَأْمَنْهُ، ولم نُصَدِّقه، وإن قال: إنَّ سريرتَه حسنة» أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) 5 / 185 في الشهادات، باب الشهداء العدول.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه البخاري (5/185) حدثنا الحكم بن نافع، أخبرنا شعيب بن الزهري، قال: حدثني حميد بن عبد الرحمن بن عوف، أن عبد الله بن عتبة، قال: سمعت عمر بن الخطاب، فذكره.(10/194)
7700 - (م ط د ت) زيد بن خالد - رضي الله عنه - أن رسولَ الله [ص:195] صلى الله عليه وسلم- قال: «أَلا أُخبِرُكم بخيْرِ الشُّهداء؟ الذي يأتي بشهادَتِهِ قَبْلَ أنْ يُسأَلها» أخرجه مسلم والموطأ والترمذي وأبو داود.
وزاد أبو داود قال: «أو يخبر بشهادته» قال: أبو داود: شك أحد رواته أيتهما قال، وقال مالك: «هو الذي يُخْبِرُ بالشهادة التي لا يَعْلَمُ بها الذي هي له، فيأتي بها الإمامَ، فَيَقْضي له بها» (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (1719) في الأقضية، باب بيان خير الشهود، والموطأ 2 / 720 في الأقضية، باب ما جاء في الشهادات، وأبو داود رقم (3596) في الأقضية، باب في الشهادات، والترمذي رقم (2296) في الأحكام، باب ما جاء في الشهداء أيهم خير.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه مالك في «الموطأ» (448) . وأحمد (4/115) قال: حدثنا إسحاق بن عيسى. وفي (5/193) قال: حدثنا أبو نوح قراد. ومسلم (5/132) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. وأبو داود (3596) قال: حدثنا أحمد بن سعيد الهمداني، وأحمد بن السرح، قالا: أخبرنا ابن وهب. والترمذي (2295) قال: حدثنا الأنصاري - إسحاق بن موسى-، قال: حدثنا معن. وفي (2296) قال: حدثنا أحمد بن الحسن، قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (3754) عن محمد بن سلمة، والحارث بن مسكين، عن ابن القاسم.
سبعتهم - إسحاق، وأبو نوح، ويحيى، وابن وهب، ومعن، وعبد الله، وابن القاسم- عن مالك، عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان.
2 - وأخرجه أحمد (5/193) . وابن ماجة (2364) قال: حدثنا علي بن محمد، ومحمد بن عبد الرحمن الجعفي. والترمذي (2297) قال: حدثنا بشر بن آدم ابن بنت أزهر السمان. أربعتهم - أحمد، وعلي، ومحمد، وبشر - قالوا: حدثنا زيد بن حباب، قال: حدثني أبي بن عباس بن سهل بن سعد الساعدي، قال: حدثني أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، قال: حدثني عبد الله بن عمرو بن عثمان، قال: حدثني خارجة بن زيد بن ثابت.
كلاهما - عبد الله، وخارجة - عن ابن أبي عمرة الأنصاري، فذكره.
(*) قال الترمذي: اختلفوا على مالك في رواية هذا الحديث، فروى بعضهم عن أبي عمرة، وروى بعضهم عن ابن أبي عمرة، وهو عبد الرحمن بن أبي عمرة الأنصاري، وهذا أصح، لأنه قد روي من غير حديث مالك عن عبد الرحمن بن أبي عمرة، عن زيد بن خالد.
(*) في المطبوع من سنن ابن ماجة: «محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان» ، ولم يشر المزي في «تحفة الأشراف» إلى هذا الخلاف، بل أحال رواية ابن ماجة على رواية الترمذي، ونعتقد أن هذا هو الصواب، لأن رواية الترمذي توافق رواية أحمد، ويكون ما وقع في ابن ماجة خطأ.(10/194)
7701 - (د س) خزيمة بن ثابت - رضي الله عنه - «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- ابْتَاعَ فَرَساً من أعرابي، فَاسْتَتْبَعَه إلى منزله ليقضيَه ثمنَ فرسهِ، فأسرعَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- المشيَ، وأبْطَأ الأعرابيُّ بالفرس، فَطَفِقَ رجال يعترضون الأعرابيَّ، يساوِمُونَهُ بالفَرَسِ، لا يشعرون أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ابتاعه، فنادى الأعرابيُّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-، فقال: إِن كُنْتَ مُبتَاعاً هذا الفَرَس وإلا بِعتُه، فقام النبي - صلى الله عليه وسلم- حين سَمِعَ نِدَاءَ الأعرابيِّ، فقال: أَوَلَيسَ قد ابتعتُهُ منك؟ قال الأعرابي: لا، والله ما بِعْتُكَهُ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: بلى قدِ ابتَعتُهُ مِنْكَ، فَطَفِقَ الأَعرابيُّ يقول: هَلُمَّ شهيداً فقال خزيمة: أنا أشهد أنك قد بايعته، فأقبل النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- على خزيمة، فقال: [ص:196] بِمَ تَشْهَدُ؟ قال: بِتَصْدِيقكَ يا رسولَ الله، فجعل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- شهادةَ خزيمةَ شهادةَ رَجُلين» أخرجه أبو داود والنسائي (1) .
وزاد رزين، فقال الأعرابيُّ: «أهذا رسول الله؟ فقال له أبو هريرة: كفى بك جهْلاً أن لا تَعرِف نبيَّكَ، صدق الله {الأَعرابُ أَشَدُّ كُفْراً وَنِفَاقاً وأَجْدَرُ أَنْ لا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنزلَ اللهُ على رسولِهِ} [التوبة: 97] فاعترف الأعرابيُّ بالبيع» .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (3607) في الأقضية، باب إذا علم الحاكم صدق الشاهد الواحد يجوز له أن يحكم به، والنسائي 7 / 302 في البيوع، باب التسهيل في ترك الإشهاد على البيع، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (3607) حدثنا محمد بن يحيى بن فارس، أن الحكم بن نافع حدثهم، أخبرنا شعيب، عن الزهري، عن عمارة بن خزيمة، أن عمه حدثه، فذكره.
وأخرجه النسائي (7/301) أخبرنا الهيثم بن مروان بن الهيثم بن عمران، قال: حدثنا محمد بن بكار، قال: حدثنا -يحيى وهو ابن حمزة - عن الزبيدي، أن الزهري أخبره عن عمارة بن خزيمة، أن عمه حدثه، فذكره.(10/195)
الفرع الثاني: في شهادة الكفار
7702 - (خ) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تُصَدِّقوا أهل الكتاب بما يُحَدِّثونكم عن الكتاب، ولا تُكَذِّبوهم، وقولوا: آمَنَّا باللهِ وما أُنزل إلينا، لأن الله تعالى أخبر أنَّهُمْ كَتَبُوا بأيديهم، وقالوا: هذا من عند الله» .
وفي رواية قال: «كان أهل الكتاب يقرؤون التوراة بالعِبْرانية، ويفسِّرونها بالعربية لأهل الإسلام، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: لا تُصَدِّقوا أهل [ص:197] الكتاب ... » وذكر الحديث. أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) 8 / 129 في تفسير سورة البقرة، باب {قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا} ، وفي الاعتصام، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " لا تسألوا أهل الكتاب عن شيء "، وفي التوحيد، باب ما يجوز من تفسير التوراة وغيرها من كتب الله بالعربية وغيرها.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (6/25 و 9/136 و 193) . قال: حدثنا محمد بن بشار. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (15405) عن محمد بن المثنى.
كلاهما - محمد بن بشار، ومحمد بن المثنى - عن عثمان بن عمر، قال: أخبرنا علي بن المبارك، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، فذكره.(10/196)
7703 - (خ) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: «يا مَعشَرَ المسلمين، كيف تسألونَ أهلَ الكتابِ عن شيء؟ وكتابُكم الذي أنزل الله على نَبِيِّكمْ أحْدَثُ الكُتُبِ باللهِ، تقرؤونه مَحْضاً لم يُشَبْ، وقد حَدَّثكم الله أن أهَل الكتاب بَدَّلُوا كتابَ الله، وغَيّرُوه، وكتبوا بأيديهم الكتاب، وقالوا: هذا من عند الله، ليشتروا به ثمناً قليلاً؟ أفلا ينهاكم ما جاءكم من العلم عن مَسأَلَتِهم؟ ولا والله، ما رأينا مِنْهُمْ رجلاً قطُّ يسأَلكم عَنِ الذي أُنزل عليكم» أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) 13 / 282 في الاعتصام، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " لا تسألوا أهل الكتاب عن شيء "، وفي الشهادات، باب لا يسأل أهل الشرك عن الشهادة وغيرها، وفي التوحيد، باب قول الله تعالى: {كل يوم هو في شأن} .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري في الاعتصام (26: 2) عن موسى بن إسماعيل، عن إبراهيم بن سعد. وفي التوحيد (42: 2) عن أبي اليمان، عن شعيب. وفي الشهادات (30) عن يحيى بن بكير، عن الليث، عن يونس.
ثلاثتهم عن محمد بن مسلم، عن عبيد الله، عن ابن عباس، فذكره. تحفة الأشراف (5/69)(10/197)
7704 - (د) أبو نملة - الأنصاري - رضي الله عنه - قال: بينما هو جالس عندَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، وعِنْدَهُ رجل مِنَ اليهود: مُرَّ بجنازَة، فقال: يا محمد، هل تتكَلَّمُ هذه الجنازة؟ فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: الله أعلمُ، قال اليهوديُّ: إِنها تتكلَّم، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «ما حَدّثكُم أَهلُ الكتاب فلا تُصَدِّقُوهم، ولا تُكَذِّبوهم، وقولوا: آمنَّا بالله ورُسُلهِ، [ص:198] فإن كان باطلاً لم تصدِّقُوه، وإن كان حقّاً لم تكذِّبوه» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (3644) في العلم، باب رواية حديث أهل الكتاب، ورواه أيضاً ابن حبان رقم (110) موارد، وفي سنده ابن أبي نملة لم يوثقه غير ابن حبان وباقي رجاله ثقات، وللشطر الأخير منه شاهد تقدم من حديث أبي هريرة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/136) قال: حدثنا حجاج، قال: أخبرنا ليث بن سعد، قال: حدثني عقيل. (ح) وحدثنا عثمان بن عمر. قال: حدثنا يونس. وأبو داود (3644) قال: حدثنا أحمد بن محمد بن ثابت، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر.
ثلاثتهم - عقيل، ويونس، ومعمر - عن ابن شهاب الزهري، عن ابن أبي نملة. فذكره.
وفي سنده ابن أبي نملة لم يوثقه غير ابن حبان.(10/197)
7705 - (د) [عامر] الشعبي - رحمه الله - «أن رجلاً من المسلمين حَضَرَتهُ الوَفاةُ بِدَقُوقا (1) هذه، ولم يجد أحد من المسلمين يُشهِدُه على وصيَّتِه، فأَشهدَ رجلين من أهل الكتابِ، فَقَدِمَا الكوفة، فأتَيَا أبا موسى الأشعريَّ، فأخبراه، وقَدِمَا بتركتِه، ووصيَّتِه، قال أبو موسى: هذا أمرٌ لم يكن بعد الذي كان في عهد رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فأحلَفَهُما بعد العصر بالله: ما خانا، ولا كذبا، ولا بَدَّلا، ولا كَتَما، ولا غَيَّرَا، وإنّها لَوَصِيَّةُ الرجل وتركتُه، فأمضى شهادتهما» أخرجه أبو داود (2) .
__________
(1) بلد بين بغداد وإربل، تقصر وتمد.
(2) رقم (3605) في الأقضية، باب شهادة أهل الذمة، وفي الوصية في السفر، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (3605) قال: حدثنا زياد بن أيوب، قال:حدثنا هشيم، قال أخبرنا زكريا، عن الشعبي، فذكره.(10/198)
7706 - (خ) حميد بن عبد الرحمن - رحمه الله - قال: سمعتُ معاوية - رضي الله عنه - يحدِّثُ رهطاً من قريش بالمدينة - وذكر كعبَ الأحبار - فقال: «إن كان لمِنْ أصدقِ هؤلاء المحدِّثين الذين يُحدِّثونَ عن الكِتاب (1) ، وإنْ كُنَّا مع ذلك لَنَبْلُو عليهِ الكَذِبَ (2) » أخرجه البخاري (3) .
__________
(1) الذي في نسخ البخاري المطبوعة: عن أهل الكتاب.
(2) انظر ما قال الحافظ في " الفتح " 13 / 282 حول كعب الأحبار.
(3) تعليقاً 13 / 281 في الاعتصام، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " لا تسألوا أهل الكتاب عن شيء "، قال البخاري: وقال أبو اليمان، أخبرنا شعيب عن الزهري، أخبرني حميد ابن [ص:199] عبد الرحمن، سمع معاوية ... فذكره: قال الحافظ في " الفتح ": كذا عند الجميع، ولم أره بصيغة " حدثنا "، وأبو اليمان من شيوخ البخاري فإما أن يكون أخذه عنه مذاكرة، وإما أن يكون ترك التصريح بقوله: حدثنا لكونه أثراً موقوفاً، ويحتمل أن يكون مما فاته سماعه، ثم وجدت الإسماعيلى أخرجه عن عبد الله بن العباس الطيالسي عن البخاري قال: حدثنا أبو اليمان، ومن هذا الوجه أخرجه أبو نعيم ... فذكره، فظهر أنه مسموع له وترجح الاحتمال الثاني، ثم وجدته في " التاريخ الصغير " للبخاري، قال: حدثنا أبو اليمان.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه البخاري تعليقا (13/281) في الاعتصام، باب قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «لا تسألوا أهل الكتاب عن شيء» قال البخاري: وقال أبو اليمان، أخبرنا شعيب عن الزهري، أخبرني حميد بن عبد الرحمن، سمع معاوية ... فذكره.
قال الحافظ في «الفتح» : كذا عند الجميع، ولم أره بصيغة «حدثنا» وأبواليمان من شيوخ البخاري، فإما أن يكون أخذه عنه مذاكرة، وإما أن يكون ترك التصريح بقوله: حدثنا لكونه أثرا موقوفا، ويحتمل أن يكون مما فاته سماعه، ثم وجدت الإسماعيلي أخرجه عن ابن عباس الطيالسي عن البخاري قال: حدثنا أبو اليمان. ومن هذا الوجه أخرجه أبو نعيم ... فذكره. فظهر أنه مسموع له وترجح الاحتمال الثاني.
قال الشيخ الأرناؤوط: ثم وجدته في التاريخ الصغير للبخاري. وقال: حدثنا أبو اليمان.(10/198)
الفصل التاسع: في الحبس والملازمة
7707 - (د ت س) بهز بن حكيم [بن معاوية] عن أبيه، عن جده - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- «حبس رَجُلاً في تُهمة» .
أخرجه أبو داود، وزاد الترمذي والنسائي: «ثم خَلَّى سبيله» (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (3630) في الأقضية، باب في الحبس في الدين وغيره، والترمذي رقم (1417) في الديات، باب ما جاء في الحبس في التهمة، والنسائي 8 / 67 في السارق، باب امتحان السارق بالضرب والحبس، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/447) قال: حدثنا عفان،قال: حدثنا حماد بن سلمة،قال: أخبرنا أبو قزعة سويد بن حجير الباهلي. وفي (5/2 و 4) قال: حدثنا إسماعيل، قال: أخبرنا بهز بن حكيم. وفي (5/2) قال: حدثنا عبد الرزاق،قال: حدثنا معمر، عن بهز بن حكيم بن معاوية. وأبو داود (3630) قال: حدثنا إبراهيم بن موسى الرازي، قال: أخبرنا عبد الرزاق، عن معمر، عن بهز بن حكيم. وفي (3631) قال: حدثنا محمد بن قدامة ومؤمل بن هشام،قال ابن قدامة: حدثني إسماعيل،عن بهز بن حكيم. والترمذي (1417) قال: حدثنا علي بن سعيد الكندي، قال: حدثنا ابن المبارك، عن معمر، عن بهز بن حكيم. والنسائي (8/66 و 67) قال: أخبرنا عبد الرحمن بن محمد بن سلام،قال: حدثنا أبو أسامة، قال: أخبرني ابن المبارك، عن معمر، عن بهز بن حكيم. (ح) وأخبرنا علي بن سعيد بن مسروق،قال: حدثنا عبد الله بن المبارك، عن معمر، عن بهز بن حكيم.
كلاهما - أبو قزعة، وبهز بن حكيم - عن حكيم بن معاوية، فذكره.
(*) رواية أبي داود (3630) مختصرة على: «أن النبي -صلى الله عليه وسلم- حبس رجلا في تهمة» .
(*) ورواية الترمذي، وعلي بن سعيد بن مسروق مختصرة على: «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حبس رجلا في تهمة ثم خلى سبيله» .
(*) ورواية أبي أسامة مختصرة على: «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حبس ناسا في تهمة» .(10/199)
7708 - (د) وعنه عن أبيه عن جده: أن أخاه، أو عمه «قام إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- وهو يخطب، فقال: جيراني بِم أُخِذُوا؟ فأعرض عنه، ثم ذكر شيئاً، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: خَلُّوا [له عن] جيرانه» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (3631) في الأقضية، باب في الحبس في الدين وغيره، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (3631) حدثنا محمد بن قدامة،ومؤمل بن هشام، قال ابن قدامة: حدثني إسماعيل، عن بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده، قال ابن قدامة: إن أخاه أو عمه، وقال مؤمل فذكره.(10/199)
7709 - (د) هرماس بن حبيب [التميمي العنبري]- رحمه الله - رجل من أهل البادية، عن أبيه، عن جده، أنه قال: «أتيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- بغريم لي، فقال لي: الزَمه، ثم قال: يا أخا بني تميم، ما تريد أن تفعل بأَسيرك؟» أخرجه أبو داود (1) .
وزاد رزين: «فأَطلقته» .
__________
(1) رقم (3629) في الأقضية، باب في الحبس في الدين وغيره، وفي سنده مجاهيل.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (3629) قال: حدثنا معاذ بن أسد. وابن ماجة (2428) قال: حدثنا هدية بن عبد الوهاب.
كلاهما - معاذ، وهدية - قالا: حدثنا النضر بن شميل. قال: أخبرنا هرماس بن حبيب -رجل من أهل البادية - عن أبيه، عن جده، فذكره.
وفي إسناده مجاهيل.(10/200)
الفصل العاشر: في قضايا حَكَمَ فيها النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-
7710 - (خ م د ت س) عبد الله بن الزبير - رضي الله عنهما - عن أبيه: «أن رَجُلاً من الأنصار خاصَمَ الزبير عند النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- في شِراج الحَرَّة التي يَسْقُون فيها النخل، فقال الأنصاريُّ: سَرِّحِ الماءَ يَمُرُّ، فأَبى عليه، فاختصما عند رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- للزبير: اسقِ يا زبيرُ، ثم أرسل إلى جارك، فغضب الأنصاريُّ، ثم قال لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-: أنْ كان ابنَ عمَّتِك؟ فتلوَّنَ وجهُ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، ثم قال للزبير: اسق يا زبير، ثم احبِس الماء حتى يرجع إلى الجَدْر، فقال الزبير: والله إنِّي لأحْسِبُ هذه [ص:201] الآية نزلت في ذلك {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنونَ حتى يُحَكِّموك فيما شَجَرَ بَينَهُمْ ... } الآية [النساء: 65] » أخرجه البخاري ومسلم.
وللبخاري عن عروة - ولم يذكر عبد الله بن الزبير - قال: «خاصم الزبير رجلاً» ... وذكر نحوه، وزاد: «فاستوعَى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- حينئذ للزبير حَقَّه، وكان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- قبل ذلك قد أشار على الزبير برأي، أراد فيه سَعة له وللأَنصاري، فلما أَحْفَظَ الأنصاريُّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، استوعى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- للزبير حقَّه في صريحِ الحكم، قال عروة: قال الزبير: والله ما أحسِبُ هذه الآية نزلت إلا في ذلك {فَلا ورَبِّكَ لا يُؤْمِنون ... } الآية» وأخرج أبو داود والترمذي والنسائي: الرواية الأولى (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(شراج الحَرة) الحرة: الأرض ذات الحجارة السود، و (الشِراج) : جمع شَرجة وهي مسيل الماء من الحَزن إلى السهل. [ص:202]
(الجَدْر) والجدار: الحائط، وقيل: الجَدر، أصل الجدار، قال الخطابي: هكذا الرواية: الجَدْر، قال: والمتقنون من أهل الرواية يقولون: حتى يبلغ الجذر - يعني بالذال المعجمة - وهو مبلغ تمام الشرب، ومنه: جَذر الحساب.
(الاشتجار) : الاختلاف، وشجر الأمر بين القوم، أي: خاضوا فيه واختصموا.
(فاستوعى) الأمر: إذا استوفاه واستكمله.
__________
(1) رواه البخاري 5 / 26 - 29 في الشرب، باب سكر الأنهار، وباب شرب الأعلى قبل الأسفل، وباب شرب الأعلى إلى الكعبين، وفي الصلح، باب إذا أشار الإمام بالصلح فأبى حكم عليه بالحكم المبين، وفي تفسير سورة النساء، باب {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم} ، ومسلم رقم (2357) في الفضائل، باب وجوب اتباعه صلى الله عليه وسلم، وأبو داود رقم (3637) في الأقضية، باب أبواب من القضاء، والترمذي رقم (1363) في الأحكام، باب ما جاء في الرجلين يكون أحدهما أسفل من الآخر في الماء، والنسائي 8 / 245 في القضاة، باب إشارة الحاكم بالرفق.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (4/4) قال: حدثنا هاشم بن القاسم. وعبد بن حميد (519) قال: حدثني أبو الوليد. والبخاري (3/145) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف.
ومسلم (7/90) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. (ح) وحدثنا محمد بن رمح. وأبوداود (3637) قال: حدثنا أبو الوليد الطيالسي. وابن ماجة (15 و2480) قال: حدثنا محمد بن رمح بن المهاجر المصري. والترمذي (1363 و 3027) قال: حدثنا قتيبة. والنسائي (8/245) قال: أخبرنا قتيبة.
خمستهم - أبو الوليد، وهاشم، وعبد الله بن يوسف، وقتيبة، ومحمد بن رمح - عن الليث، عن الزهري، عن عروة بن الزبير، فذكره.(10/200)
7711 - (ط د) ثعلبة بن أَبي مالك - رحمه الله - سَمِع كبراءهم يذكرون «أن رَجُلاً من قريش كان له سَهْم في بني قُريظة، فخاصم إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- في سَيْلِ مَهْزور ومُذَيْنب الذي يقتسمون ماءه، فقضى [بينهم] رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: أن الماء إلى الكعبين لا يحبس الأعلى على الأسفل» .
أخرجه الموطأ وأبو داود، ولم يذكر أبو داود «ومُذَينب» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(مهزور) بتقديم الزاي على الراء: وادي بني قريظة بالحجاز، وبتقديم [ص:203] الراء على الزاي: موضع سوق المدينة.
و (مذينب) : اسم موضع بالمدينة.
__________
(1) رواه الموطأ 2 / 744 في الأقضية، باب القضاء في المياه، بلاغاً، وقد وصله أبو داود رقم (3638) في الأقضية، باب أبواب من القضاء، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (2481) في الرهون، باب الشرب من الأودية ومقدار حبس الماء، وهو حديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (3638) قال: حدثنا محمد بن العلاء، قال: حدثنا أبو أسامة، عن الوليد، يعني ابن كثيرا عن أبي مالك بن ثعلبة، عن أبيه ثعلبة بن أبي مالك، فذكره.
وهو عن مالك (الموطأ) (1497) عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، فذكره بلاعا وقال الزرقاني في شرح الموطأ (4/37) قال ابن عبد البر: لاأعلمه يتصل به وجه من الوجوه مع أنه حديث مدني مشهور عند أهل المدينة مستعمل فيه بهذا اللفظ عن النبي يثبت ا. هـ وهو تقصير شريد من مثلها فله إسناد موصول عن عائشة عند الدارقطني في الغرائب والحاكم وصححاه. وأخرجه أبو داود وابن ماجة من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده وإسناده حسن، وأخرج ابن ماجة نحوه من حديث ثعلبة بن أبي مالك القرظي، وقال البيهقي. إنه مرسل ثعلبة من الطبقة الأولى من تابعي أهل المدينة. ا. هـ.
قلت: ثعلبة بن أبي مالك مختلف في صحبته، وقال العجلي: تابعي ثقة.(10/202)
7712 - (د) عمرو بن شعيب - رحمه الله - عن أبيه عن جده أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - «قضى في سَيْل المهزورِ: أن يُمسَكَ حتى يبلغَ الكعبين، ثم يُرسلَ الأعلى على الأسفل» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (3639) في الأقضية، باب أبواب من القضاء، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (2482) في الرهون، باب الشرب من الأودية ومقدار حبس الماء، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (3639) . وابن ماجة (2482) قالا: حدثنا أحمد بن عبدة، قال: حدثنا المغيرة بن عبد الرحمن، قال: حدثني أبي: عبد الرحمن بن الحارث، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، فذكره.(10/203)
7713 - (د ط) حرام بن سعد بن محيصة - رحمه الله - «أنَّ ناقة للبراء بن عازب دخلت حائطاً لرجل من الأنصار، فأفسدت فيه، فقضى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: أنَّ على أهلِ الأموال حفظَها بالنهار، وعلى أهل المواشي حفظَها بالليل» وفي رواية: عن حرام بن مُحَيِّصَة عن البراء قال: «كانت له ناقة ضارية، فدخلت حائطاً، فأَفْسَدَتْ فيه، فَكُلِّمَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-[فيها] ، فقضى: أن حفظَ الحوائط بالنهار على أهلها، وأن حفظَ الماشيةِ بالليل على أهلها، وأنَّ على أهل الماشيةِ ما أصابت ماشِيَتُهُمْ بالليل» أخرجه أبو داود، قال: حرام بن محيصة، ولم يذكر «ابن سعد» ، وقال في الرواية الأولى «عن أبيه» .
وأخرجه الموطأ عن حرام بن سعد بن محيصة «أن ناقة للبراء بن عازب دخلت حائطَ رجل فأفسدت فيه، فقضى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: أنَّ على أهل [ص:204] الحوائط حفظَها بالنهار، وأن ما أفْسَدَتِ المواشي بالليل ضامن (1) على أهلها» هكذا رواه يحيى بن يحيى عن مالك، قالوا: والصواب «حرام بن سعد» لا ابن سعيد (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الحوائط) جمع حائط، وهو البستان من النخيل وغيره.
__________
(1) قال الزرقاني في " شرح الموطأ ": قال الباجي: أي مضمون.
(2) رواه الموطأ 2 / 747 و 748 في الأقضية، باب القضاء في الضواري والحريسة مرسلاً، وقد وصله أبو داود رقم (3569) و (3570) في الأقضية، باب المواشي تفسد زرع قوم، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في «الموطأ» مع شرح الزرقاني (4/47) عن ابن شهاب، عن حرام بن سعد بن محيصة، فذكره.
وأخرجه أبو داود (3569) قال: حدثنا أحمد بن محمد بن ثابت المروزي، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن الزهري، عن حرام بن محيصة، فذكره.(10/203)
7714 - (ت) رافع بن خديج - رضي الله عنه - أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «من زرع في أرض قوم بغير إذنهم، فليس له من الزرع شيء، وله نفقته» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (1366) في الأحكام، باب ما جاء فيمن زرع في أرض قوم بغير إذنهم، ورواه أيضاً أبو داود رقم (3403) في البيوع، باب في زرع الأرض بغير إذن صاحبها، وفي سنده شريك بن عبد الله النخعي، وهو صدوق، يخطئ كثيراً، تغير حفظه، ومع ذلك فقد قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، والعمل على هذا عند أهل العلم، وهو قول أحمد وإسحاق، وقال الترمذي: وسألت محمد بن إسماعيل - يعني البخاري - عن هذا الحديث فقال: هو حديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1- أخرجه أحمد (3/465) قال: حدثنا وكيع، وأبو كامل. وفي (4/141) قال: حدثنا أسود بن عامر، والخزاعي. وأبو داود (3403) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. وابن ماجة (2466) قال: حدثنا عبد الله بن عامر بن زرارة. والترمذي (1366) قال: حدثنا قتيبة. ستتهم - وكيع، وأبو كامل، وأسود، والخزاعي، وقتيبة، وعبد الله بن عامر - قالوا: حدثنا شريك بن عبد الله النخعي، عن أبي إسحاق.
2- وأخرجه الترمذي (1366) قال: قال محمد: حدثنا معقل بن مالك البصري، قال: حدثنا عقبة بن الأصم.
كلاهما - أبو إسحاق، وعقبة بن الأصم - عن عطاء، فذكره.
قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث أبي إسحاق، إلا من هذا الوجه. وقال: سألت محمد بن إسماعيل - يعني البخاري - عن هذا الحديث، فقال: هو حديث حسن، وقال: لا أعرفه من حديث أبي إسحاق، إلا من رواية شريك.(10/204)
7715 - (د) أبو سعيد [الخدري]- رضي الله عنه - قال: «اختصَم إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- رَجُلان في حريم نخلة، فأمر بها فَذُرِعت، فَوجِدت سبع أذرع - وفي أخرى: خمس أذرع، فقضى بذلك» وفي رواية: «فأمر بجريدة من جريدها فَذُرِعتْ» أخرجه أبو داود (1) .
[ص:205]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(حريم النخلة) : الأرض التي حولها قريباً منها.
__________
(1) رقم (3640) في الأقضية، باب أبواب من القضاء، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (3640) قال: حدثنا محمود بن خالد، أن محمد بن عثمان، حدثهم، قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد، عن أبي طوالة، وعمرو بن يحيى، عن أبيه، فذكره.(10/204)
الكتاب الرابع: في القتل، وفيه أربعة فصول
الفصل الأول: في النهي عن القتل وإثمه
7716 - (خ) سعيد بن العاص عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «لَنْ يزالَ المؤمِنُ في فُسحَة من دِينه ما لم يُصِبْ دماً حراماً» ، قال: وقال ابن عمر: «إنَّ من وَرَطات الأمور التي لا مخرج لمن أوقع نفسه فيها سفكُ الدَّم الحرام بغير حِلِّه» أخرجه البخاري (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(وَرَطات الأمور) جمع وَرْطة، وهي الهلاك، قال: وأصل الورطة: أرضٌ مطمئنة، لا طريق فيها، يقال: أورطهُ ورطة، أي: أوقَعَه في الورطة.
__________
(1) 12 / 165 في الديات في فاتحته.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/94) (5681) قال: حدثنا أبو النضر. وعبد بن حميد (856) قال: حدثني ابن أبي شيبة، قال: حدثنا محمد بن كناسة الأسدي. والبخاري (9/2) قال: حدثنا علي.
ثلاثتهم - أبو النضر، ومحمد بن كناسة، وعلي بن المديني - عن إسحاق بن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص، عن أبيه، فذكره.
* أخرجه البخاري (9/2) قال: حدثني أحمد بن يعقوب، قال: حدثنا إسحاق بن سعيد، قال: سمعت أبي يحدث عن عبد الله بن عمر، قال: إن من ورطات الأمور التي لا مخرج لمن أوقع نفسه فيها سفك الدم الحرام بغير حله.(10/205)
7717 - (د) خالد بن دهقان - رضي الله عنه - قال: كُنَّا في غزوة القسطنطينية بذُلُقْيَة، فأقبل رجل من أهل فِلَسطين من أشرافهم وخيارهم يعرفون ذلك [له] ، يقال له: هانئ بن كُلثوم بن شريك الكِناني، فسلَّم على عبد الله بن أبي زكريا، وكان يعرف له حقَّه، قال لنا خالد: فحدثنا عبد الله بن أبي زكريا، قال: سمعت أم الدرداء تقول: سمعت أبا الدرداء يقول: سمعت رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «كُلُّ ذَنب عسى الله أَن يغفرَه، إلا من مات مُشْرِكاً، أو مُؤمِن قَتَلَ مؤمناً متعمداً» فقال هانئ بن كلثوم: سمعتُ محمود بن الربيع يحدِّث عن عبادة بن الصامت، أنه سمعه يحدثه عن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «مَنْ قَتَلَ مؤمناً، فَاغْتَبَطَ (1) بقتله: لم يَقْبل الله منه صَرفاً ولا عدلاً» قال لنا خالد: ثم حدثنا ابن أبي زكريا عن أم الدرداء عن أبي الدرداء عن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «لا يزالُ المؤمن مُعْنقاً صالحاً ما لم يُصِب دماً حراماً، فإذا أصاب دماً حراماً بَلَّح» قال أبو داود: وحدَّث هانئ بن كلثوم عن محمود بن الربيع عن عبادة بن الصامت عن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- مثله سواء - قال خالد [بن دهقان] ، سألت يحيى بن يحيى الغَسَاني عن قوله: «اغتَبَط بقتله» قال: الذين يقاتلون في الفتنة، فيَقتل أحدُهم، فيرى أنه على هُدى لا يستغفر الله، يعني من ذلك. أخرجه أبو داود (2) .
[ص:207]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فاغتبط بقتله) هكذا جاء هذا الحديث في «سنن أبي داود» رحمه الله «من قتل مؤمناً فاغتبط بقتله لم يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً» وقال في آخر الحديث: قال خالد بن دِهقان - هو راوي الحديث - سألتُ يحيى بن يحيى الغسَّاني عن قوله «اغتبط بقتله» قال: الذين يقاتلون في الفتنة، فيقتل أحدهم فيرى أنه على هدى لا يستغفر الله - يعني من ذلك - وهذا التفسير يدل على أنه من الغِبطة - بالغين المعجمة - وهي الفرح والسرور وحسن الحال، وذلك: أن القاتل إذا قتل خصمه فإنه يفرح بقتله، فإذا كان المقتول مؤمناً وفرح بقتله دخل في هذا الوعيد، بخلاف ما إذا حزن لقتله وندم عليه، والذي جاء في «معالم السنن» للخطابي رحمه الله في شرح هذا الحديث، قال: «من قتل مؤمناً فاعتبط قتله ... » وذكر الحديث، ولم يذكر قول خالد ليحيى، ولا تفسير يحيى، ثم قال: في معنى قوله «اعتبط قتله» أي: قتَله ظلماً، لا عن قصاص، يقال: عَبَطت الناقةُ واعتبطتها: إذا نَحَرْتَها من غير داءٍ أو آفة تكون بها، ومات فلان عبطة: إذا مات شاباً قبل أوان الشيب والهرم، قال أمية بن أبي الصامت: «مَنْ لم يَمُتْ عبطةً يَمُتْ هرماً» وهذا القول من الخطابي يخالف ما فسّره يحيى بن يحيى الغساني في آخر الحديث، وجاء في التهذيب للأزهري قال: وفي [ص:208] الحديث «مَنِ اعتبط مؤمناً قتلاً فإنه قود» أي: قتله بلا جناية توجب ذلك، فإنه يقاد به، وكل من مات بغير علة، فقد اعتبط.
(صَرفاً) الصرف: النفل، وقيل: التوبة.
(والعدل) : الفرض، وقيل: الفدية.
(معنِقاً) الإعناق: ضرب من السير سريع وسيع، والمراد به: خِفَّة الظهر من الآثام، يعني أنه يسير سير المخفّ.
(بلَّح) : إذا أعْيى وانقطع، يروى بتشديد اللام وتخفيفها، والتخفيف فيها قليل.
__________
(1) في بعض نسخ أبي داود المطبوعة: فاعتبط، بالعين.
(2) رقم (4270) في الفتن، باب في تعظيم قتل المؤمن، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (4270) قال: حدثنا مؤمل بن الفضل، قال: حدثنا محمد بن شعيب، فذكره.(10/206)
7718 - (س) معاوية - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «كلُّ ذَنْب عسى الله أن يغفِرَهُ إلا الرَّجل يقتلُ المؤمِنَ مُتَعَمِّداً، أو الرجل يموتُ كافراً» أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 7 / 81 في تحريم الدم في فاتحته، وهو حديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/99) ، والنسائي (7/81) قال: أخبرنا محمد بن المثنى.
كلاهما - أحمد بن حنبل، وابن المثنى - قالا: حدثنا صفوان بن عيسى، قال: أخبرنا ثور بن يزيد، عن أبي عون، عن أبي إدريس، فذكره.(10/208)
7719 - (س) بريدة - رضي الله عنه - قال: قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: «قَتْلُ المُؤمِنِ أعْظَمُ عِنْدَ الله من زَوال الدنيا» أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 7 / 83 في تحريم الدم، باب تعظيم الدم، وهو حديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (7/83) قال: أخبرنا الحسن بن إسحاق المروزي، ثقة، قال: حدثني خالد بن خداش، قال: حدثنا حاتم بن إسماعيل، عن بشير بن المهاجر، عن عبد الله بن بريدة، فذكره.
قلت: قال أبو القاسم البغوي حدثني محمد بن علي الجوزجاني قال: قلت لأبي عبد الله -يعني أحمد بن حنبل- سمع عبد الله من أبيه شيئا؟ قال: ما أدري عامة ما يروي عن بريدة عنه وضعف حديثه. وقال إبراهيم الحربي: عبد الله أتم من سليمان ولم يسمعا من أبيهما، وفيما روى عبد الله عن أبيه أحاديث منكرة.(10/208)
7720 - (ت س) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لَزَوالُ الدُّنيا أهْونُ على الله مِن قتلِ رجل مسلم» [ص:209] أَخرجه النسائي والترمذي، وقال الترمذي: وقد روي موقوفاً عليه، وهو أصح (1) .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (1345) في الديات، باب ما جاء في تشديد قتل المؤمن، والنسائي 7 / 82 و 83 في تحريم الدم، باب تعظيم الدم، وهو حديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (1395) قال: حدثنا أبو سلمة يحيى بن خلف، ومحمد بن عبد الله بن بزيع. والنسائي (7/82) قال: أخبرنا يحيى بن حكيم البصري. ثلاثتهم - يحيى بن خلف، ومحمد، ويحيى بن حكيم - قالوا: حدثنا ابن أبي عدي، عن شعبة، عن يعلى بن عطاء، عن أبيه، فذكره.
* أخرجه الترمذي (1395) . والنسائي (7/82) .
كلاهما - الترمذي، والنسائي - عن محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. والنسائي (7/82) قال: أخبرنا عمرو بن هشام، قال: حدثنا مخلد بن يزيد، عن سفيان، عن منصور.
كلاهما - شعبة، ومنصور - عن يعلى بن عطاء، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو، فذكره موقوفا.
* قال الترمذي: حديث عبد الله بن عمرو، هكذا رواه ابن أبي عدي، عن شعبة، عن يعلى بن عطاء، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-.
وروى محمد بن جعفر، وغير واحد، عن شعبة، عن يعلى بن عطاء، فلم يرفعه، وهكذا روى سفيان الثوري، عن يعلى بن عطاء موقوفا. وهذا أصح من الحديث المرفوع.(10/208)
7721 - (ت) أبو الحكم البجلي قال: سمعت أبا هريرة وأبا سعيد - رضي الله عنهما- يذكران عن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لو أنَّ أهْلَ السَّماءِ وأَهْلَ الأَرضِ اشتركوا في دَمِ مؤمن لأكبَّهُمُ الله في النار» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (1398) في الديات، باب الحكم في الدماء، وإسناده ضعيف، وقال الترمذي: هذا حديث غريب.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (1398) قال: حدثنا الحسين بن حريث، قال: حدثنا الفضل بن موسى، عن الحسين بن واقد، عن يزيد الرقاشي، قال: حدثنا أبو الحكم البجلي، فذكره.
قلت: فيه يزيد الرقاشي وهو ضعيف.(10/209)
7722 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «الإيمانُ قَيَّدَ الفَتْكَ، لا يَفْتِكُ مؤمِن» أخرجه أبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الإيمان قيَّد الفَتْك) الفتك: القتل على غفلةٍ وغِرَّة، ومعنى الحديث: أن الإيمان يمنع المؤمن أن يفتك بأحد، ويحميه أن يُفْتَك به، فكأنه قد قيَّد الفاتك، ومنعه، فهو له قيد.
__________
(1) رقم (2769) في الجهاد، باب في العدو يؤتى على غرة ويتشبه بهم، وإسناده ضعيف، ولكن له شواهد يقوى بها.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه أبو داود (2769) قال: حدثنا محمد بن حزابة، قال: حدثنا إسحاق، يعني ابن منصور. قال: حدثنا أسباط الهمداني، عن السدي، عن أبيه، فذكره.(10/209)
7723 - (خ م ت س) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «ليسَ من نَفس تُقْتَل ظُلماً إلا كانَ على ابنِ آدمَ الأول كِفْل مِن دَمِها، لأنه سَنَّ القتل أولاً» وفي رواية «لأنه كان أولَ من [ص:210] سَنَّ القتل» أخرجه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(كِفل) الكِفْل: الحظُّ والنصيب.
__________
(1) رواه البخاري 12 / 169 في الديات، باب قول الله تعالى: {ومن أحياها} ، وفي الأنبياء، باب خلق آدم صلوات الله عليه وذريته، وفي الاعتصام، باب إثم من دعا إلى ضلالة أو سن سنة سيئة، ومسلم رقم (1677) في القسامة، باب إثم من سن القتل، والترمذي رقم (2675) في العلم، باب الدال على الخير كفاعله، والنسائي 7 / 82 في تحريم الدم في فاتحته.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه الحميدي (118) قال: حدثنا سفيان (بن عيينة) . وأحمد (1/383) (3630) قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (1/430) (4092) قال: حدثنا يحيى، عن سفيان. وفي (1/433) (4123) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان. والبخاري (4/162) قال: حدثنا عمر بن حفص بن غياث، قال: حدثنا أبي. وفي (9/3) قال: حدثنا قبيصة، قال: حدثنا سفيان (الثوري) . وفي (9/127) قال: حدثنا الحميدي، قال: حدثنا سفيان (بن عيينة) . ومسلم (5/106) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن عبد الله بن نمير، قالا: حدثنا أبو معاوية. وفي (5/107) قال: حدثناه عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا جرير. (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا جرير، وعيسى بن يونس. (ح) وحدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان (بن عيينة) . وابن ماجة (2616) قال: حدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا عيسى بن يونس. والترمذي (2673) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا وكيع، وعبد الرزاق، عن سفيان (الثوري) . (ح) وحدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان بن عيينة. والنسائي (7/81) قال: أخبرنا عمرو بن علي، عن عبد الرحمن، قال: حدثنا سفيان (الثوري) . وفي الكبرى تحفة الأشراف (9568) عن علي بن خشرم، عن ابن عيينة.
ستتهم - سفيان بن عيينة، وأبو معاوية، وسفيان الثوري، وحفص بن غياث، وجرير، وعيسى بن يونس - عن سليمان الأعمش، عن عبد الله بن مرة، عن مسروق، فذكره.
* صرح الأعمش بالتحديث في رواية حفص بن غياث عنه.(10/209)
7724 - (س) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «يَجِيءُ الرَّجُلُ آخِذاً بيدِ الرجلِ، فيقول: يا ربِّ، هذا قتلني، فيقول الله عز وجل: لِمَ قتلتَه؟ فيقول: قتلتُه لتكونَ العِزَّةُ لكَ، فيقول: فإنَّها لي، ويجيءُ الرجل آخذاً بيدِ الرجلِ فيقول: إنَّ هذا قَتَلَني، فيقول الله عز وجل: لِمَ قتلتَه؟ فيقول: لتكونَ العِزَّةُ لفلان، فيقول: فإنَّها ليست لفلان، فيبوءُ بإثمه» أخرجه النسائي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فيبوء بإثمه) باء بإثمه: إذا احتمله ورجع به.
__________
(1) 7 / 84 في تحريم الدم، باب تعظيم الدم، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (7/84) قال: أخبرنا إبراهيم بن المستمر، قال: حدثنا عمرو بن عاصم، قال: حدثنا معتمر، عن أبيه، عن الأعمش، عن شقيق بن سلمة، عن عمرو بن شرحبيل، فذكره.
قلت: فيه عنعنة الأعمش.(10/210)
7725 - (س) جندب [بن عبد الله بن سفيان البجلي]- رضي الله عنه - قال: حدثني فلان: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «يجيءُ المقتولُ بقاتِله يومَ [ص:211] القيامةِ، فيقول: سَلْ هذا، فيمَ قتلني؟ فيقول: قتلتُه على مُلْكِ فلان، قال جندب: فَاتَّقِها» . أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 7 / 84 في تحريم الدم، باب تعظيم الدم، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (7/84) أخبرنا عبد الله بن محمد بن تميم، قال: حدثنا حجاج، قال: أخبرني شعبة، عن أبي عمران الجوني، قال: قال جندب: حدثني فلان، فذكره.(10/210)
7726 - (خ م د) المقداد بن الأسود - رضي الله عنه - قال عبيد الله بن عَدِي بن الخيار: إن المقداد بن عمرو الكندي - وكان حليفاً لبني زُهرة، وكان ممَّن شهد بدراً مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- أخبره أنه قال لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-: «أَرأَيتَ إِن لقِيتُ رجلاً من الكُفارِ فَاقْتَتَلْنا، فَضَرَب إِحدى يديَّ بالسيف فقطعها، ثم لاذَ مِنِّي بشجرة، فقال: أسلمتُ لله، أَأقْتُلُه يا رسولَ الله بعد أن قالها؟ فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: لا تقتُلْه، فقال: يا رسولَ الله، قَطَعَ إِحدى يديَّ، ثم قال ذلك بعدما قطعها، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: لا تقْتُلْه، فإن قتَلْتَه فإنَّهُ بمنزلتكَ قبل أن تقتلَه، وإنك بمنزلَتِه قبلَ أن يقول كلمَته التي قال» وفي رواية «فَلَمَّا أَهْوْيتُ لِقَتْلِهِ، قال: لا إله إلا الله ... » وذكره. أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(لاذ) لاذ به: إذا التجأ إليه واحتمى به.
(فإنك مثله) أي مثله في إباحة الدم، لأن الكافر قبل أن يُسلم مباح [ص:212] الدم، فإذا أسلم فقتله أحد، فإن قاتلَه مباحُ الدم بحق القصاص.
__________
(1) رواه البخاري 12 / 166 و 167 في الديات في فاتحته، وفي المغازي، باب شهود الملائكة بدراً، ومسلم رقم (95) في الإيمان، باب تحريم قتل الكافر بعد أن قال: لا إله إلا الله، وأبو داود رقم (2644) في الجهاد، باب على ما يقاتل المشركون.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (6/3) قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن عبد الرحمن بن إسحاق. وفي (6/4) قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثنا ابن أخي ابن شهاب. وفي (6/5) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا ابن جريج. وفي (6/6) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر. والبخاري (5/109) قال: حدثنا أبو عاصم، عن ابن جريج. (ح) وحدثني إسحاق، قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد، قال: حدثنا ابن أخي ابن شهاب. وفي (9/3) قال: حدثنا عبدان، قال: حدثنا عبد الله، قال: حدثنا يونس. ومسلم (1/66 و 67) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا ليث. (ح) وحدثنا محمد بن رمح، قال: أخبرنا الليث. (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، وعبد بن حميد، قالا: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. (ح) وحدثنا إسحاق بن موسى الأنصاري، قال: حدثنا الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي. (ح) وحدثنا محمد بن رافع، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا ابن جريج. (ح) وحدثني حرملة بن يحيى، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس. وأبو داود (2644) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، عن الليث. والنسائي في (الكبرى الورقة 115 - أ) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا الليث.
سبعتهم - عبد الرحمن بن إسحاق، وابن أخي ابن شهاب، وابن جريج، ومعمر، ويونس، والليث، والأوزاعي - عن ابن شهاب الزهري، عن عطاء بن يزيد الليثي، عن عبيد الله بن عدي بن الخيار، فذكره.(10/211)
7727 - () عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- للمقداد: «إذا كانَ رجل مُؤمِن يُخْفي إيمانَه مع قوم كفار، فأظْهَر إِيمانَهُ فقتلتَه، فكذلك كنتَ أنت تُخفي إيمانك من قبل» أخرجه ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وقد ذكره البخاري تعليقاً 12 / 168 في الديات في فاتحته، قال الحافظ في " الفتح ": وصله البزار والدارقطني في " الأفراد " والطبراني في " الكبير " من رواية أبي بكر بن علي بن عطاء بن مقدم والد محمد بن أبي بكر المقدم عن حبيب، قال الدارقطني: تفرد به حبيب، وتفرد به أبو بكر عنه، قلت: القائل الحافظ ابن حجر: قد تابع أبا بكر سفيان الثوري، لكنه أرسله، أخرجه ابن أبي شيبة عن وكيع عنه، وأخرجه الطبري من طريق أبي إسحاق الفزاري عن الثوري كذلك.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
ذكره البخاري تعليقا (12/168) في الديات في فاتحته.
قال الحافظ في الفتح وصله البزار والدارقطني في الأفراد، والطبراني في الكبير من رواية أبي بكر بن علي بن عطاء بن مقدم -والد محمد بن أبي بكر المقدم- عن حبيب، قال الدارقطني: تفرد به حبيب، وتفرد به أبو بكر عنه، قلت: -القائل الحافظ ابن حجر- قد تابع أبا بكر سفيان الثوري، لكن أرسله، أخرجه ابن أبي شيبة، عن وكيع عنه، وأخرجه الطبري من طريق أبي إسحاق الفزاري عن الثوري كذلك.(10/212)
7728 - (د) حارثة بن مضرب عن فُرات بن حَيَّان - رضي الله عنه - «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- أمر بقتله - وكان عَيْناً لأبي سفيانَ، وحليفاً لرجل من الأنصار، فمرَّ بحلْقة من الأنصار، فقال: إِني مسلم، فقال رجل من الأنصار: إنه يا رسولَ الله يقول: إِني مُسلم، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: إنَّ منكم رجالاً نَكِلُهُمْ إلى إيمانهم، منهم فُراتُ بن حَيَّان» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (2652) في الجهاد، باب في الجاسوس الذمي، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/336) قال: حدثنا علي بن عبد الله، قال: حدثنا بشر بن السري. وأبو داود (2652) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثني محمد بن محبب أبو همام الدلال. وعبد الله بن أحمد (4/336) قال: حدثني أبو خيثمة، قال: حدثنا بشر بن السري.
كلاهما - بشر، ومحمد بن محبب - عن سفيان بن سعيد الثوري، عن أبي إسحاق، عن حارثة بن مضرب، فذكره.(10/212)
الفصل الثاني: فيما يبيح القتل
7729 - (خ م د ت س) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا يَحِلُّ دَمُ امرئ مسلم يشهدُ أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، إلا بإحدى ثلاث: الثَّيِّبُ الزَّاني، والنّفْسُ بالنَّفْسِ، والتَّارِكُ لدينهِ، المفارقُ للجمَاعَةِ» أخرجه البخاري ومسلم والترمذي وأبو داود والنسائي.
وللنسائي قال: «والله الذي لا إله غيره، لا يَحلُّ دَمُ امرئ مسلم يشهدُ أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله، إلا ثلاثةُ نَفَر: التاركُ للإسلام المفارقُ للجماعة، والثَّيِّبُ الزَّاني، والنَّفْسُ بالنفسِ» .
وفي رواية للبخاري «النفسُ بالنفسِ، والثَّيِّبُ الزاني، والمفارِقُ (1) من الدين التارِكُ للجماعةِ» (2) .
__________
(1) قال الحافظ في " الفتح ": كذا في رواية أبي ذر عن الكشميهني، وللباقين: والمارق من الدين.
(2) رواه البخاري 12 / 176 في الديات، باب قول الله تعالى: {النفس بالنفس والعين بالعين} ، ومسلم رقم (1676) في القسامة، باب ما يباح به دم المسلم، وأبو داود رقم (4352) في الحدود، باب الحكم فيمن ارتد، والترمذي رقم (1402) في الديات، باب ما جاء لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث، والنسائي 7 / 90 و 91 في تحريم الدم، باب ذكر ما يحل به دم المسلم، وفي القسامة، باب القود.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه الحميدي (119) قال: حدثنا سفيان بن عيينة. وأحمد (1/382) (3621) (1/428) (4065) قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (1/444) (4245) قال: حدثنا وكيع. وفي (1/465) (4429) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. والدارمي (2303 و2451) قال: حدثنا يعلى. والبخاري (9/6) قال: حدثنا عمر بن حفص، قال: حدثنا أبي. ومسلم (5/106) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا حفص بن غياث، وأبو معاوية، ووكيع. (ح) وحدثنا ابن نمير، قال: حدثنا أبي. (ح) وحدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان بن عيينة. (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، وعلي بن خشرم، قالا: أخبرنا عيسى بن يونس. (ح) وحدثنا أحمد بن حنبل، ومحمد بن المثنى، قالا: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان الثوري. (ح) وحدثني حجاج بن الشاعر، والقاسم بن زكريا، قالا: حدثنا عبيد الله بن موسى، عن شيبان. وأبو داود (4352) قال: حدثنا عمرو بن عون، قال: أخبرنا أبو معاوية. وابن ماجه (2534) قال: حدثنا علي بن محمد، وأبو بكر بن خلاد الباهلي، قالا: حدثنا وكيع. والترمذي (1402) قال: حدثنا هناد، قال: حدثنا أبو معاوية. والنسائي (7/90) قال: أخبرنا إسحاق بن منصور، قال: أنبأنا عبد الرحمن، عن سفيان الثوري. وفي (8/13) قال: أخبرنا بشر بن خالد، قال: حدثنا محمد بن جعفر، عن شعبة.
عشرتهم - سفيان بن عيينة، وأبو معاوية، ووكيع، وشعبة، ويعلى بن عبيد، وحفص بن غياث، وعبد الله بن نمير، وعيسى بن يونس، وسفيان الثوري، وشيبان - عن الأعمش، قال: سمعت عبد الله بن مرة يحدث، عن مسروق، فذكره.
* في رواية سفيان الثوري، وشيبان، قال الأعمش: فحدثت به إبراهيم، فحدثني عن الأسود، عن عائشة بمثله.(10/213)
7730 - (د س) عائشة - رضي الله عنها - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: [ص:214] «لا يَحِلُّ دَمُ امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، إلا في إحدى ثلاث: زِناً بعد إِحْصَان، فإنَّه يُرجَمُ، ورجل خَرَجَ محارباً لله ورسوله، فإنَّهُ يقتَلُ أو يصلَبُ، أو يُنفى من الأرض، أو يَقتُلُ نَفساً، فيقتَلُ بها» أخرجه أبو داود والنسائي.
وللنسائي من رواية عمرو بن غالب قال: قالت عائشة: «يا عَمْرُو أمَا عَلِمْتَ أنه لا يَحِلُّ دَمُ امرئ مسلم إلا بثلاثة: نفس بنفس، أو رجل زَنَى بعدما أحَصَنَ، أَو كَفَرَ بعد إسلامِهِ» (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (4353) في الحدود، باب الحكم فيمن ارتد، والنسائي 7 / 91 في تحريم الدم، باب تعظيم الدم، وهو حديث صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (4353) قال: حدثنا محمد بن سنان الباهلي. والنسائي (7/101) قال: أخبرنا العباس بن محمد الدوري قال: حدثنا أبو عامر العقدي. وفي (8/23) قال: أخبرنا أحمد بن حفص بن عبد الله قال: حدثني أبي.
ثلاثتهم - محمد بن سنان، وأبو عامر العقدي، وحفص بن عبد الله - عن إبراهيم بن طهمان، عن عبد العزيز بن رفيع، عن عبيد بن عمير، فذكره.(10/213)
7731 - (ت د س) أبو أمامة بن سهل بن حنيف - رضي الله عنه - أن عثمان بن عَفّان أشرف يوم الدار، فقال: «أنشُدكم بالله، أَتعْلَمُونَ أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: لا يحِلُّ دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث: زِناً بعد إِحصان، أو كُفر بعد إسلام، أو قتلِ نَفْس بغيرِ حقّ، فيقتل به؟ فواللهِ ما زَنَيْتُ في جاهلية ولا إِسلام، ولا ارتَددْتُ منذ بايعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- ولا قتلتُ النَّفسَ التي حرَّمَ الله، فَبمَ تقتلونني؟» أخرجه الترمذي.
وفي رواية النسائي عن أبي أمامة بن سهل، وعبد الله بن عامر بن ربيعة قال: «كُنَّا مع عثمان وهو محصور، وكنا إذا دخلنا مَدخَلاً نسمع كلامَ مَنْ [ص:215] بالبَلاطِ، فدخل عثمان يوماً، ثم خرج فقال: اللهم إنَّهم ليتواعَدُوني بالقتل، قلنا: يَكْفِيكَهُمُ الله، قال: ولِمَ يقتلونني؟ سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: ... » وذكر الحديث بنحوه.
وله في أخرى: قال عثمان: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «لا يَحِلُّ دمُ امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث: أن يزنيَ بعدما أحصن، أو يَقتُلَ إنساناً فَيُقتل، أو يكفر بعد إسلامهِ فيقتَل» (1) .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (2159) في الفتن، باب ما جاء لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث، والنسائي 7 / 92 في تحريم الدم، باب ذكر ما يحل به دم المسلم، ورواه أيضاً أبو داود رقم (4502) في الديات، باب الإمام يأمر بالعفو في الدم، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (1/61) (437) قال: حدثنا سليمان بن حرب، وعفان. وفي (1/65) (468) قال: حدثنا عفان. وفي (1/70) (509) قال: حدثنا سليمان بن حرب. والدارمي (2302) قال: أخبرنا أبو النعمان. وأبو داود (4502) قال: حدثنا سليمان بن حرب. وابن ماجة (2533) قال: حدثنا أحمد بن عبدة. والترمذي (2158) قال: حدثنا أحمد بن عبدة الضبي. وعبد الله بن أحمد (1/62) (438) قال: حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري.
خمستهم - سليمان، وعفان، وأبو النعمان، وأحمد بن عبدة، وعبيد الله - قالوا: حدثنا حماد بن زيد، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، قال: حدثنا أبو أمامة بن سهل بن حنيف، فذكره.
* وأخرجه النسائي (7/91) قال: أخبرني إبراهيم بن يعقوب، قال: حدثنا محمد بن عيسى، قال: حدثنا حماد بن زيد، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، قال: حدثني أبو أمامة بن سهل، وعبد الله بن عامر بن ربيعة، قالا: كنا مع عثمان، فذكرا معناه.
* قال الترمذي: هذا حديث حسن، ورواه حماد بن سلمة عن يحيى بن سعيد فرفعه. وروى يحيى بن سعيد القطان وغير واحد، عن يحيى بن سعيد الأنصاري هذا الحديث فأوقفوه ولم يرفعوه.(10/214)
7732 - (س) مخارق بن عبد الله - رضي الله عنه - قال: «جاء رجل إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- فقال: الرَّجُلُ يأتيني فيأخذُ مالي؟ قال: ذكِّرْهُ بالله، قال: فإن لم يَذَّكَّرْ، قال: فاستَعِنْ عليه مَنْ حَولَكَ مِن المسلمينَ، قال: فإن لم يكن حَوْلي أحد من المسلمين؟ قال: فاستَعِنْ عليه بالسُّلطانِ، قال: فإن نأى السلطانُ عني؟ قال: قاتِلْ دونَ مَالِكَ، حتى تكون من شُهداء الآخِرَةِ، أو تَمْنَعَ مالَكَ» . أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 7 / 113 في تحريم الدم، باب ما يفعل من تعرض لماله، وهو حديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (5/294) قال: حدثنا حسن، قال: حدثنا زهير. وفي (5/294) قال: حدثنا حسين بن محمد، قال: حدثنا سليمان بن قرم. والنسائي (7/113) قال: أخبرنا هناد بن السري في حديثه، عن أبي الأحوص. (ح) وأخبرني علي بن محمد بن علي، قال: حدثنا خلف بن تميم، قال: حدثنا أبو الأحوص.
ثلاثتهم - زهير، وسليمان بن قرم، وأبو الأحوص - عن سماك بن حرب، عن قابوس بن المخارق، فذكره.
* في رواية علي بن محمد. قال خلف بن تميم: وسمعت سفيان الثوري يحدث بهذا الحديث.(10/215)
7733 - (ت) جندب بن عبد الله - رضي الله عنه - أن رسول الله [ص:216] صلى الله عليه وسلم- قال: «حَدُّ الساحر ضَربة بالسيف» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (1460) في الحدود، باب ما جاء في حد الساحر، وفي سنده إسماعيل بن مسلم المكي وهو ضعيف، وقال الترمذي: هذا حديث لا نعرفه مرفوعاً إلا من هذا الوجه، وإسماعيل بن مسلم المكي يضعف في الحديث، ويروى عن الحسن أيضاً، والصحيح عن جندب موقوف، والعمل على هذا عند بعض أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم، وهو قول مالك بن أنس، وقال الشافعي: إنما يقتل الساحر إذا كان يعمل في سحره ما يبلغ به الكفر، فإذا عمل عملاً دون الكفر، فلم نر عليه قتلاً.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (1460) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا أبو معاوية، عن إسماعيل بن مسلم، عن الحسن، فذكره.
قال الترمذي: هذا حديث لا نعرفه مرفوعا إلا من هذا الوجه، وإسماعيل بن مسلم المكي يضعف في الحديث. والصحيح عن جندب موقوف.
والعمل على هذا عند أهل العلم من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- وغيرهم، وهو قول مالك بن أنس، وقال الشافعي: إنما يقتل الساحر إذا كان يعمل في سحره ما يبلغ به الكفر، فإذا عمل عملا دون الكفر، فلم نر عليه قتلا.(10/215)
7734 - (ط) عبد الرحمن بن سعد بن زرارة بلغه: «أن حَفْصَةَ زوجَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- قَتَلَتْ جارية لها سَحَرَتْهَا، وقد كانت دَبَّرَتْها، فأمَرَتْ بها فَقُتِلَتْ» أخرجه الموطأ (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(دبَّرتها) التدبير: تعليق عتق العبد بموت سيده.
__________
(1) 2 / 871 في العقول، باب ما جاء في الغيلة والسحر، وإسناده منقطع.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في الموطأ مع شرح الزرقاني (4/249) عن محمد بن عبد الرحمن بن سعد بن زارارة، فذكره. وإسناده منقطع.(10/216)
الفصل الثالث: فيمن قتل نفسه
7735 - (خ م ت د س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «من تَرَدَّى مِنْ جَبَل فقتلَ نفسَه، فهو في نار جهنم يتردَّى فيها، خالداً مُخَلَّداً فيها أبداً، وَمَنْ تَحَسَّى سُمَّاً فقتلَ نفسَهُ، فَسُمُّهُ في يده [ص:217] يتحَسَّاه في نار جهنم، خالداً مخلَّداً فيها أبداً، ومَنْ قتل نفسَهُ بحديدَة، فحديدتُه في يده، يتوجَّأُ بها في بطنه في نار جهنم خالداً مُخَلَّداً فيها أبداً» . أخرجه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي.
إلا أن النسائي زاد في روايته بعد قوله: بحديدة: «ثم انقطعَ عليَّ شيء» خالد (1) [يقول: كانت حديدته يجأ بها في بطنه] وأخرج أبو داود مثل فصل السُّمِّ.
وهذا لفظه، قال: «مَن حَسا سُمّاً، فسمه في يده يتحسَّاه في نار جهنمَ خالداً مُخَلَّداً فيها أبداً» (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(تردَّى) التردِّي: الوقوع من الموضع العالي.
(يتوجَّأ) وجأته بالسِّكِّين: إذا ضربته بها، وهو يتوجأ بها، أي: يضرب بها نفسه.
__________
(1) العبارة في الأصول المخطوطة: ثم انقطع على شيء حاد، وفيها تحريف، وخالد، هو خالد بن الحارث بن عبيد بن سليمان، ويقال: ابن الحارث بن سليم بن عبيد بن سفيان الهجيمي أبو عثمان البصري، أحد الرواة.
(2) رواه البخاري 10 / 261 في الطب، باب شرب السم والدواء به وما يخاف منه والخبيث، ومسلم رقم (109) في الإيمان، باب غلظ تحريم قتل الإنسان نفسه، والترمذي رقم (2044) و (2045) في الطب، باب ما جاء فيمن قتل نفسه بسم أو غيره، والنسائي 4 / 66 و 67 في الجنائز، باب ترك الصلاة على من قتل نفسه، وأبو داود رقم (3872) في الطب، باب في الأدوية المكروهة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/245) قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (2/478) قال: حدثنا وكيع. وفي (2/488) قال حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. والدارمي (2367) قال: حدثنا يعلى بن عبيد. والبخاري (7/180) قال: حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب، قال: حدثنا خالد بن الحارث، قال: حدثنا شعبة ومسلم (1/72) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو سعيد الأشج، قالا: حدثنا وكيع. (ح) وحدثني زهير بن حرب، قال: حدثنا جرير (ح) وحدثنا سعيد بن عمرو الأشعثي، قال: حدثنا عبثر (ح) ويحيى بن حبيب الحارثي، قال: حدثنا خالد، يعني بن الحاثر، قال: حدثنا شعبة. وأبو داود (3872) قال: حدثنا أحمد بن حنبل، قال: حدثنا أبو معاوية. وابن ماجة (3460) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع. والترمذي (2043) قال: حدثا أحمد بن منيع، قال: حدثنا عبيدة بن حميد. وفي (2044) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا أبو داود. عن شعبة. (ح) وحدثنا محمد بن العلاء، قال: حدثنا وكيع وأبو معاوية. والنسائي (4/66) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا خالد، قال: حدثنا شعبة.
سبعتهم - أبو معاوية، ووكيع، وشعبة، ويعلى بن عبيد، وجرير، وعبثر بن القاسم، وعبيدة بن حميد - عن سليمان الأعمش، عن أبي صالح ذكوان، فذكره.
* في رواية عبيدة بن حيمد: «عن أبي هريرة، أراه رفعه» .
* الروايات مطولة ومختصرة.(10/216)
7736 - (خ) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «الذي يخنُقُ نفسه: يخنُقُها في النار، والذي يَطْعُنُ نفسهُ يطعُنُها في [ص:218] النار» أخرجه البخاري (1) .
هذا الحديث أخرجه الحميدي في أفراد البخاري، ويجوز أن يكون من جملة الحديث الذي قبله، ولكنا اتَّبعناه في فعله.
__________
(1) 3 /180 في الجنائز، باب ما جاء في قاتل النفس.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/435) قال: حدثنا يحيى، عن ابن عجلان. والبخاري (2/121) قال: حدثنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب.
* رواية شعيب بن أبي حمزة ليس فيها: «والذي يتقحم فيها يتقحم في النار.»(10/217)
7737 - (خ م) الحسن البصري قال: حدثنا جندب بن عبد الله - رضي الله عنه - في هذا المسجد، فما نسينا منه حديثاً، وما نخافُ أن يكونَ جندب كذبَ على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «كان برجل جِرَاح فقتل نفسَهُ، فقال الله: بَدَرَني بنفسه، فحرَّمْتُ عليه الجنة» .
وفي أخرى قال: «كانَ فيمن كانَ قبلَكم رجل به جُرح فجزع، فأخذ سِكِّيناً فحزَّ بها يده، فما رَقأَ الدمُ حتى مات، فقال الله: بادرني عبدي بنفسه ... » الحديث أخرجه البخاري ومسلم.
وفي رواية: «أن رَجُلاً مِمَّن كان قبلكم خرَجَتْ به قَرحة، فلما آذته انتزعَ سَهماً من كِنانَتِهِ، فنكأها، فلم يَرْقأ الدَّمُ حتى مات، قال ربكم: حَرَّمْتُ عليه الجنة، ثم مَدَّ يده إلى المسجد، فقال: إي واللهِ، لقد حدَّثني بها جندب بن عبد الله عن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- في هذا المسجد» (1) .
[ص:219]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(كنانته) الكنانة: الجعبة التي يكون فيها النُّشّاب.
(فنكأ) نكأت القرحة: إذا فجرتها ونخستَها.
(فلم يرقأ) رَقأ الدمُ: إذا انقطع.
__________
(1) رواه البخاري 6 / 362 في الأنبياء، باب ما ذكر عن بني إسرائيل، ومسلم رقم (113) في الإيمان، باب غلظ تحريم قتل الإنسان نفسه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (4/312) قال: حدثنا عبد الصمد، قال: حدثنا عمران- يعني القطان. والبخاري (4/208) قال: حدثني محمد، قال: حدثني حجاج، قال: حدثنا جرير. ومسلم (1/74) قال: حدثني محمد بن رافع، قال: -حدثنا الزبيري - وهو محمد بن عبد الله بن الزبير- قال: حدثنا شيبان. وفي (1/75) قال: حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي، قال: حدثنا وهب بن جرير، قال: حدثنا أبي.
ثلاثتهم - عمران القطان، وجرير، وشيبان - عن الحسن، فذكره.(10/218)
7738 - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: «شَهِدْنا مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- خَيْبَرَ، فقال لرجل ممن يُدْعَى بالإسلام: هذا من أهل النار، فَلَمَّا حَضَرَ القتالُ، قَاتَلَ الرَّجُلُ قِتالاً شديداً، فأصابتْهُ جراحة، فقيل له: يا رسولَ الله، الذي قلتَ له آنفاً: إنَّهُ من أهل النار، فإنَّه قد قاتل اليوم قِتالاً شديداً، وقد مات؟ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم-: إلى النار، فكاد بعضُ المسلمين أن يرتابَ، فبينما هُمْ على ذلك، إذ قيل له: إنه لم يَمُتْ، ولكن به جِراح شدِيدة، فلما كان من الليل لم يصبر على الجراح، فقتل نفسه، فأُخبر النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-، فقال: الله أكبرُ، أَشهد أنِّي عبد الله ورسوله، ثم أمر بلالاً فنادى في الناس: إنه لنْ يدخلَ الجنة إلا نَفْسٌ مسلمة، وإن الله لَيُؤيِّدُ هذا الدينَ بالرَّجُلِ الفَاجرِ» .
وفي رواية عن عبيد الله بن كعب قال: «أخبرني من شهد مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- خيْبَرَ ... » الحديث أخرجه البخاري ومسلم (1) .
__________
(1) رواه البخاري 6 / 125 في الجهاد، باب إن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر، وفي المغازي، باب غزوة خيبر، وفي القدر، باب العمل بالخواتيم، ومسلم رقم (111) في الإيمان، باب غلظ تحريم قتل الإنسان نفسه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/309) قال: حدثنا عبد الرزاق،قال: حدثنا معمر. (ح) وحدثنا أبو اليمان. قال أخبرنا شعيب. والدارمي (2520) قال: أخبرنا الحكم بن نافع قال: أخبرنا شعيب. والبخاري (4/88 و 5/169) قال: حدثنا أبو اليمان،قال: أخبرنا شعيب. وفي (4/88) قال: حدثني محمود بن غيلان،قال: حدثنا عبد الرزاق،قال: أخبرنا معمر. وفي (8/154) قال: حدثنا حبان بن موسى، قال: أخبرنا عبد الله. قال: أخبرنا معمر. ومسلم (1/73) قال: حدثنا محمد بن رافع وعبد بن حميد. جميعا عن عبد الرزاق. قال ابن رافع: حدثنا عبد الرزاق،قال: أخبرني معمر. والنسائي في الكبرى (الورقة 119 - أ) قال: أخبرني عمران بن بكار بن راشد. قال: حدثنا أبو اليمان،قال: أخبرنا شعيب.
كلاهما - معمر، وشعيب - عن الزهري،قال: أخبرني سعيد بن المسيب، فذكره.
* أخرجه النسائي في الكبرى الورقة (119- أ) قال: أخبرنا عبد الملك بن عبد الحميد،قال: أخبرنا أحمد بن شبيب،قال: حدثنا أبي، عن يونس، عن ابن شهاب،قال: أخبرني سعيد بن المسيب وعبد الرحمن بن عبد الله بن كعب، أن أبا هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إن الله يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر» مختصر.
* رواية شعيب عند الدارمي والنسائي مختصرة على «إن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر» .(10/219)
7739 - (خ م) سهل بن سعد الساعدي - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «التَقَى هو والمشركونَ، فاقتَتَلوا، فلما مالَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- إلى عَسْكَرِهِ، ومالَ الآخرونَ إلى عَسكَرِهم، وفي أصحاب رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- رَجُل لا يَدَع لهم شاذَّة ولا فاذَّة إلا اتَّبَعَها، يضربُها بسيفه - فقالوا: ما أجْزَأَ مِنَّا اليومَ أحدٌ كما أجزأَ فلان، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: أمَا إنَّهُ من أهلِ النَّارِ - وفي رواية: قال: أيُّنَا من أهلِ الجنَّةِ، إن كانَ هذا من أهلِ النارِ؟ - فقال رجل مِنَ القوم: أنا صاحِبُهُ أبداً، قال: فخرج معَهُ، كُلَّمَا وَقفَ وقَفَ معه، وإذا أسْرَعَ أَسْرَعَ مَعَهُ، قال: فَجُرِحَ الرجل جُرْحاً شديداً، فاستَعجَلَ الموتَ، فوضع سَيفَهُ بالأرضِ، وذُبَابَهُ بين ثَدْيَيْهِ، ثم تحامَلَ على سيفهِ فقتلَ نفسَهُ، فخرج الرجلُ إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: أشهدُ أنَّك رسولُ الله، قال: وما ذاك؟ قال: الرجلُ الذي ذكرتَ آنفاً أنهُ من أهلِ النارِ، فأعظمَ الناسُ ذلك، فقلت: أنا لكم به، فخرجتُ في طلبه، حتى جُرِحَ جُرحاً شديداً، فاستعجل الموتَ، فوضع نَصْلَ سَيفِهِ بالأرض وذُبَابَهُ بين ثَديَيهِ، ثم تحامَلَ عليه فقتلَ نفسَهُ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عند ذلك: إنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ عملَ أهل الجنَّةِ فيما يبدو للناس وهو من أهل النار، وإن الرجل ليعملُ عملَ أهل النار فيما يبدو للناس وهو من أهل الجنة» .
وفي رواية نحوه بمعناه، وفي آخره: من قوله عليه السلام: «وإنما [ص:221] الأعمال بالخَواتيم، أو بخَواتيمها» أخرجه البخاري ومسلم (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(شاذة) الشاذَّة: التي انفردت من الجماعة، وكذلك الفاذّة، وأصله في الغنم، ثم نقل إلى كل مَنْ فَارَق جماعة وانفرد عنها.
(ذبابه) ذُبَاب السيف: طرف رأسه.
(تحامل) عليه، أي: اتكأ على السيف، وجعله حاملاً له، وأصله من تكلف الأمر على مشقة.
(أجرى) أجريت في الحرب وغيرها: إذا فعلتَ فعلاً ظهر أثره وقُمتَ فيه مَقَاماً لم يقمه غيرك.
(نصل سيفه) نصل السيف: حديدة، وقد جعله هاهنا طرَفُه الأعلى الذي يدخل في المقبض.
__________
(1) رواه البخاري 11 / 436 في القدر، باب العمل بالخواتيم، وفي الجهاد، باب لا يقول: فلان شهيد، وفي المغازي، باب غزوة خيبر، وفي الرقاق، باب الأعمال بالخواتيم وما يخاف منها، ومسلم رقم (112) في الإيمان، باب غلظ تحريم قتل الإنسان نفسه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (5/331) قال: حدثنا أبو النضر، قال: حدثنا عبد الرحمن - يعني ابن عبد الله بن دينار -. وفي (5/335) قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا أبو غسان، محمد بن مطرف. وعبد بن حميد (457) قال: حدثني خالد بن مخلد، قال: حدثني سليمان بن بلال. وفي (459) قال: حدثني عبد الله بن مسلمة، قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم. والبخاري (4/44 و 5/168) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن. وفي (5/170) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة، قال: حدثنا ابن أبي حازم. وفي (8/128) قال: حدثنا علي بن عياش، قال: حدثنا أبو غسان. وفي (8/155) قال: حدثنا سعيد بن أبي مريم، قال: حدثنا أبو غسان. ومسلم (1/74 و 8/49) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا يعقوب، وهو ابن عبد الرحمن القاري، حي من العرب.
خمستهم - عبد الرحمن بن عبد الله، وسليمان بن بلال، وعبد العزيز بن أبي حازم، ويعقوب، وأبو غسان - عن أبي حازم، فذكره.
* زاد أبو غسان في روايته: «وإنما الأعمال بخواتيمها» .
* رواية سليمان بن بلال مختصرة على آخر الحديث.(10/220)
7740 - (م) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - أن الطُّفَيل بن عمرو الدَّوسيَّ أتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-، فقال: «يا رسولَ الله، هل لَكَ في حِصْن حَصِين ومَنَعَة؟ قال: حِصْن كان لِدَوس في الجاهليةِ، فأبى ذلك النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- للذي ذَخَرَ الله للأَنصار، فلما هاجَرَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إِلى المدينة، هاجَرَ إليه [ص:222] الطُّفَيْلُ بن عمرو، وهاجر معه رجل من قومه، فاجتَوَوُا المدينة، فَمَرضَ فَجَزَع جَزَعاً شديداً، فأخذ مَشَاقِصَ، فقطع بها بَرَاجِمَهُ، فَشَخَبَتْ يداه حتى مات، فرآه الطفيل بن عمرو في منامه في هيئة حسنة، ورآه مُغَطِّياً يديه، فقال له: ما صنع بك ربك؟ فقال: غفر لي بهجرتي إلى نبيه، فقال: مالي أراك مغطيّاً يديك؟ قال: قيل لي: لن نُصلِحَ مِنْكَ ما أفسدتَ، فَقَصَّهَا الطفيل على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: اللهمَّ وَلِيَدَيْهِ فاغْفِرْ» أخرجه مسلم (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فاجتووا) الاجتواء: أن تستوخم المكان ولا يوافقك.
(مشاقص) جمع مِشْقص، وهو سهم له نصل عريض، وقيل: طويل.
(براجمه) البراجم: العُقَد التي تكون في ظاهر الأصابع، وهي رؤوس السلاميات.
(شَخَبتْ) تشخب: سالت، بالخاء المعجمة.
__________
(1) رقم (116) في الإيمان، باب الدليل على أن من قتل نفسه لا يكفر.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مسلم في الإيمان (48) عن أبي بكر بن أبي شيبة، وإسحاق بن إبراهيم. كلاهما عن سليمان بن حرب، عن حماد بن زيد، عن حجاج الصواف، عن محمد بن مسلم، عن فذكره الأشراف (2/292) .(10/221)
7741 - (د) جابر بن سمرة - رضي الله عنه - قال: «مَرِضَ رجُل، فَصِيحَ عليه، فجاء جاره إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: إن فُلاناً قد مات، قال: وما يُدْرِيكَ؟ قال: أنا سمعت ذلك، قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: إنَّه لم [ص:223] يَمُتْ، فَرَجَعَ، فَصيحَ عليه، فجاء إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: إنه قد مات، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: إنه لم يمت، فرجعَ فصيحَ عليه، فقالت امرأته: انْطَلِقْ إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- فأخْبِرْهُ، فقال الرجل: اللهم العَنْهُ، قال: ثم انطلق الرجل، فرآه قد نَحَرَ نفسه بِمشْقَص، فجاء رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، فأخبره أنه قد مات، قال: وما يدريك؟ قال: رأيتُه ينْحَرُ نفسَه بِمَشَاقِصَ معه، قال: أنت رأيتَه؟ قال: نعم، قال: إِذاً لا أُصلي عليه» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (3185) في الجنائز، باب الإمام يصلي على من قتل نفسه، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1- أخرجه أحمد (5/87) قال: حدثنا عبد الرزاق. وفي (5/107) قال: حدثنا حجاج. وعبد الله بن أحمد (5/97) قال: حدثني محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا إسحاق- يعني ابن منصور السلولي-.
ثلاثتهم - عبد الرزاق، وحجاج، وإسحاق - عن إسرائيل.
2- وأخرجه أحمد (5/91) قال: حدثنا حميد بن عبد الرحمن الرؤاسي. وفي (5/92 و94) قال: حدثنا حسن بن موسى. ومسلم (3/66) قال: حدثنا عون بن سلام الكوفي. وأبو داود (3185) قال: حدثنا ابن نفيل. والنسائي (4/66) قال: أخبرنا إسحاق بن منصور، قال: أنبأنا أبو الوليد.
خمستهم - حميد، وحسن، وعون، وابن نفيل، وأبو الوليد - عن زهير أبي خيثمة.
3- وأخرجه أحمد (5/91 و 94) قال: حدثنا أسود بن عامر. وفي (5/92، 94) قال: حدثنا أبو كامل. وابن ماجة (1526) وعبد الله بن أحمد (5/94) قالا: حدثنا عبد الله بن عامر بن زراراة. وعبد الله بن أحمد (5/96) قال: حدثني سويد بن سعيد.
أربعتهم - أسود، وأبو كامل، وعبد الله بن عامر، وسويد - قالوا: حدثنا شريك بن عبد الله.
4- وأخرجه أحمد (5/102 و 107) والترمذي (1068) قال: حدثنا يوسف بن عيسى.
كلاهما - أحمد، ويوسف - قالا: حدثنا وكيع، قال: حدثنا إسرائيل، وشريك.
ثلاثتهم - إسرائيل، وزهير، وشريك - عن سماك فذكره.(10/222)
الفصل الرابع: فيما يجوز قتله من الحيوانات وما لا يجوز
الفواسق الخمس
7742 - (خ م ط ت س) عائشة - رضي الله عنها - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «خَمْس من الدوابِّ كلُّهن فاسق، يُقْتَلْنَ في الحرَم: الغُرابُ، والحِدَأةُ، والعقربُ، والفَأْرَةُ، والكلب العقُورُ» أخرجه البخاري ومسلم.
ولمسلم قالت: «أمَرَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بقتْلِ خمسِ فواسِقَ في الحلِّ والحرم» قال: ثم ذكر مثل حديث يزيد بن زريع. [ص:224]
وفي حديث يزيد: «الحُدَيَّا» ، مكان «الحِدَأة» ، وله قالت: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «أربَع كُلُّهُنَّ فواسق يُقتَلْنَ في الحلِّ والحرم: الحِدَأةُ، والغرابُ، والفأْرَةُ، والكلب العقُور، قال: فقلت للقاسم بن محمد: أَفَرَأيتَ الحَيَّةَ؟ قال: تُقْتَلُ بصُغْرٍ لها» .
وفي أخرى «خمس فواسقُ يقتَلَنَ في الحرم: العقربُ، والفأْرَةُ، والحُدَيَّا، والغرابُ، والكلبُ العقورُ» .
وأخرج الموطأ الرواية الرابعة، إلا أنهُ أخرجها مرسلة عن عروة. وأخرج الترمذي الأولى.
وفي رواية النسائي قال: «خمس يقتلهنَّ المحرِمُ: الحيَّةُ، والعقربُ، والفأْرةُ، والغرابُ الأبْقَعُ، والكلبُ العَقورُ» .
ولمسلم بنحوه، وفيه: «والغرابُ الأبقع، والحيَّةُ بدل العقرب» (1) .
[ص:225]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فواسق) أصل الفسق: الخروجُ عن الاستقامة، والجَورُ، وقيل للعاصي: فاسق لذلك، وإنما سميت هذه الحيوانات الخمس فواسق على سبيل الاستعارة لخبثهن، وقيل: لخروجهن من الحرمة بقوله - صلى الله عليه وسلم-، وأراد بالكلب العقور: كل سبع يعقر، كالأسد، والذئب، والنمر، والكلب، ونحو ذلك، وقيل: أراد بفسقها تحريم أكلها، لقوله تعالى وقد ذكر ما حرَّم من الميتة والدم ولحم الخنزير إلى آخر الآية، ثم قال: {ذلكم فسق} [المائدة: 3] .
(الغراب الأبقع) : الذي فيه سواد وبياض، والبقَع في الطير والكلاب كالبلَق في الدواب.
__________
(1) رواه البخاري 4 / 30 - 33 في الحج، باب ما يقتل المحرم من الدواب، وفي بدء الخلق، باب قول الله تعالى: {وبث فيها من كل دابة} ، ومسلم رقم (1198) في الحج، باب ما يندب للمحرم وغيره قتله من الدواب في الحل والحرم، والموطأ 1 / 357 في الحج، باب ما يقتل المحرم من الدواب، والترمذي رقم (837) في الحج، باب ما جاء فيما يقتل المحرم من الدواب، والنسائي 5 / 208 في الحج، باب ما يقتل في الحرم من الدواب، وباب قتل الحية في الحرم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (6/33) قال: حدثنا عبد الأعلى، عن معمر. وفي (6/87) قال: حدثنا بشر بن شعيب، قال: أخبرني أبي. وفي (6/164) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر. وفي (6/164 و259) قال: حدثنا يعقوب، عن ابن أخي ابن شهاب. وفي (6/259) قال: حدثنا يونس. قال: حدثنا يزيد بن زريع، قال: حدثنا معمر. والدارمي (1824) قال: أخبرنا إسحاق، قال: أخبرنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر. والبخاري (3/17) قال: حدثنا يحيى بن سليمان. قال: حدثني ابن وهب. قال: أخبرني يونس، وفي (4/157) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا يزيد بن زريع. قال: حدثنا معمر. ومسلم (4/18) قال: حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري، قال: حدثنا يزيد بن زريع قال: حدثنا معمر. (ح) وحدثناه عبد بن حميد، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. (ح) وحدثني أبو الطاهر وحرملة. قالا: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس. والترمذي (837) قال: حدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، قال: حدثنا يزيد بن زريع، قال: حدثنا معمر.
والنسائي (5/209) قال: أخبرني عبد الرحمن بن خالد الرقي القطان. قال: حدثنا حجاج. قال: قال ابن جريج: أخبرني أبان بن صالح. وفي (5/210) قال: أخبرنا يونس بن عبد الأعلى. قال: أنبأنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس. (ح) وأخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أنبأنا معمر.
خمستهم - معمر، وشعيب بن أبي حمزة، وابن أخي ابن شهاب، ويونس، وأبان بن صالح - عن ابن شهاب الزهري.
2- وأخرجه أحمد (6/122) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا حماد بن سلمة. وفي (6/231) قال: حدثنا ابن نمير. وفي (6/261) قال: حدثنا يونس، قال: حدثنا حماد، يعني ابن زيد. ومسلم (4/18) قال: حدثنا أبو الربيع الزهراني، قال: حدثنا حماد، وهو ابن زيد. (ح) وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب، قالا: حدثنا ابن نمير. والنسائي (5/208) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. قال: أنبأنا وكيع. وفي (5/211) قال: أخبرنا أحمد بن عبدة. قال: أنبأنا حماد.
أربعتهم - حماد بن سلمة، وعبد الله بن نمير، وحماد بن زيد، ووكيع - عن هشام بن عروة.
كلاهما - الزهري، وهشام بن عروة - عن عروة بن الزبير، فذكره.(10/223)
7743 - (خ م س) حفصة - رضي الله عنها - قالت: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «خمس من الدواب لا حرج على منْ قتلهن: الغرابُ، والحِدَأةُ، والعقرب، والكلب العقور» .
وفي أخرى: «خمس من الدواب كلُّها فاسق ... » وذكره بتقديم وتأخير.
وفي رواية: أن رجلاً سأل ابن عمر - رضي الله عنهما -: «ما يقتل المحرم من الدواب؟ فقال: أخبرتني إحدى نسوةِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-: أنه أمَرَ - أو أُمِرَ - أن تُقتل الفأْرَةُ، والعقربُ، والحِدَأةُ، والكَلْبُ العَقُورُ، والغرابُ» أخرجه البخاري ومسلم.
ولمسلم قال: «حدَّثتني إحدى نسوةِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-: أنه كان يأمُرُ بقتل [ص:226]
الكلب العقور، والفَأْرَة، والعقرب، والحُدَيَّا، والغراب، والحَيَّةِ» كذا في رواية شيبان بن فَرُّوخِ قال: «وفي الصلاة أيضاً» وأخرج النسائي الرواية الأولى (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(لا حرَجَ) الحَرَج: الضِّيق والإثم.
__________
(1) رواه البخاري 4 / 29 في الحج، باب ما يقتل المحرم من الدواب، وفي بدء الخلق، باب قول الله تعالى: {وبث فيها من كل دابة} ، ومسلم رقم (1199) و (1200) في الحج، باب ما يندب للمحرم وغيره قتله من الدواب في الحل والحرم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (3/17) قال: حدثنا أصبغ. ومسلم (4/18) قال: حدثني حرملة بن يحيى. والنسائي (5/210) قال: أخبرنا عيسى بن إبراهيم. وابن خزيمة (2665) قال: حدثنا عيسى بن إبراهيم الغافقي.
ثلاثتهم - أصبغ، وحرملة، وعيسى - عن عبد الله بن وهب، عن يونس، عن ابن شهاب، عن سالم بن عبد الله بن عمر، عن عبد الله بن عمر، فذكره.
* وأخرجه أحمد (6/285) قال: حدثنا سريج بن النعمان، قال: حدثنا أبو عوانة. وفي (6/336 و 380) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا أبو عوانة. والبخاري (3/17) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا أبو عوانة. ومسلم (4/19) قال: حدثنا أحمد بن يونس، قال: حدثنا زهير. (ح) وحدثنا شيبان بن فروخ، قال: حدثنا أبو عوانة.
كلاهما - أبو عوانة، وزهير بن معاوية - قالا: حدثنا زيد بن جبير، قال: سأل رجل ابن عمر ما يقتل الرجل من الدواب وهو محرم؟ قال: حدثتني احدى نسوة النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه كان يأمر بقتل الكلب العقور، والفأرة، والعقرب، والحديا، والغراب والحية.، قال: وفي الصلاة أيضا.(10/225)
7744 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «خمس قتلهنَّ حلال في الحرم: الحيَّةُ، والعقربُ، والحِدَأةُ، والفأْرةُ، والكلبُ العقورُ» أخرجه أبو داود (1) .
وقد تقدَّم في «كتاب الحج» من «باب الإِحرام» شيء من هذه الأحاديث فيما يقتله المحرم.
__________
(1) رقم (1847) في الحج، باب ما يقتل المحرم من الدواب، وهو حديث صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (1847) قال: حدثنا علي بن بحر،قال: حدثنا حاتم بن إسماعيل. وابن خزيمة (2666) قال: حدثنا علي بن عبد الرحمن بن المغيرة المصري. قال: حدثنا سعيد بن الحكم، وهو ابن أبي مريم. قال: أخبرنا يحيى بن أيوب. (ح) وحدثنا محمد بن يحيى،قال: حدثنا ابن أبي مريم،قال: أخبرنا يحيى بن أيوب. وفي (2667) قال: حدثنا محمد بن يحيى،قال: حدثنا ابن بحر. قال: حدثني حاتم.
كلاهما - حاتم بن إسماعيل، ويحيى بن أيوب - عن محمد بن عجلان، عن القعقاع بن حكيم، عن أبي صالح، فذكره.
* في رواية محمد بن يحيى « ... الحية،والذئب، والنمر» .(10/226)
الحيَّات
7745 - (خ م س) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: «بَيْنَا نحنُ مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- في غَار بمنى، إذ نزلت عليه {والمرسلاتِ} فإنَّهُ لَيتلُوها، وإنَّا لَنَتَلَقَّاها - وفي رواية: وإِنِّي لأتلقاها - من فِيه، وإن فَاهُ لَرَطْب بها، إِذ وَثَبتْ علينا حَيَّة، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: اقتلوها، فابْتَدَرْناها لنقتلَها، فَسبَقَتْنا، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: وُقِيَتْ شَرَّكم، وَوُقِيتُمْ شَرَّها» أخرجه البخاري ومسلم. [ص:227]
إلا أن قوله: «بِمنى» للبخاري دون مسلم.
وقد جاء الحديث في أفراد البخاري أيضاً بإسقاط لفظة «مِنى» .
وفي أفراد مسلم: «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- أمَرَ مُحْرِماً بقتل حَيَّة بِمنى» .
وفي رواية النسائي قال: «كُنَّا مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- بالخَيْفِ من مِنى، حين نزلت {والمرسلاتِ عُرْفاً} فخرجت حيَّة، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: اقتلوها، فابْتَدَرْنَاها، فدخلتْ في جُحْرِها» .
وفي أخرى قال: «كنا مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- لَيْلَةَ عرفَةَ التي قبل يوم عرفةَ، فإذا حِسُّ الحيَّةِ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: اقتلوها، فدخلتْ شقَّ جُحْرِها، فأدخلنا عُوداً فَقَلَعْنَا بعض الجحر، وأخذنا سَعْفَة، فأضْرَمنا فيها ناراً، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: وقاها الله شَرَّكم، ووقاكم شَرَّها» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 4 / 35 في الحج، باب ما يقتل المحرم من الدواب، وفي بدء الخلق، باب قوله تعالى: {وبث فيها من كل دابة} ، وفي تفسير سورة {والمرسلات} ، ومسلم رقم (2234) في السلام، باب قتل الحيات وغيرها، والنسائي 5 / 208 و 209 في الحج، باب قتل الحية في الحرم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (1/378) (3586) قال: حدثنا حفص بن غياث. وفي (1/428) (4069) و (1/456) (4357) قال: حدثنا أبو معاوية. والبخاري (3/17) و (6/205) قال: حدثنا عمر بن حفص بن غياث، قال: حدثنا أبي. وفي (6/204) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا جرير. ومسلم (7/40) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، وأبو بكر بن أبي شيبة، وأبو كريب، وإسحاق بن إبراهيم، قال يحيى، وإسحاق: أخبرنا، وقال الآخران: حدثنا أبو معاوية. (ح) وحدثنا قتيبة بن سعيد، وعثمان بن أبي شيبة، قالا: حدثنا جرير. (ح) وحدثنا أبو كريب، قال: حدثنا حفص، يعني ابن غياث. (ح) وحدثنا عمر بن حفص بن غياث، قال: حدثنا أبي. والنسائي (5/208) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان، قال: حدثنا يحيى بن آدم، عن حفص بن غياث. وابن خزيمة (2668) قال: حدثنا محمد بن العلاء بن كريب، قال: حدثنا حفص يعني ابن غياث.
ثلاثتهم - حفص بن غياث، وأبو معاوية، وجرير - عن الأعمش، قال: حدثني إبراهيم.
2- وأخرجه أحمد (1/458) (4377) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، قال: وحدثني عبد الرحمن بن الأسود بن يزيد النخعي.
كلاهما - إبراهيم، وعبد الرحمن بن الأسود - عن الأسود بن يزيد، فذكره.
* راوية أبي كريب، عن حفص بن غياث مختصرة على: «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أمر محرما بقتل حية بمنى» .(10/226)
7746 - (خ م ط د ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أنه سمعَ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- يَخْطُبُ على المنبر يقول: «اقتلوا الحَيَّاتِ، واقتلوا ذا الطُفْيَتَيْنِ والأَبْتَر، فإنهما يَطْمسان البَصَرَ، ويُسْقِطانِ الحَبَل» قال عبد الله: فبينا أنا أطاردُ حَيَّة أقتلُها، ناداني أبو لبابةَ: لا تقتُلْها، فقلت: إنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- أمر بقتل الحيَّات، فقال: إِنَّهُ نهى بعد ذلك عن ذوات البيوت، وهنَّ العوامر.
وفي رواية: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «اقتلوا الحَيَّاتِ، وذا الطفيتين، [ص:228] والأبترَ، فإنهما يستسقطان الحبل، ويلتمسانِ البَصَر، فكان ابن عمر يقتل كلَّ حيَّة وجدها، فأبصره أبو لُبابة بن عبد المنذر، أو زيد بن الخطاب، وهو يطارد حَيَّة، فقال: إنه قد نُهِيَ عن ذوات البيوتِ» . أخرجه البخاري ومسلم.
ولمسلم قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- «يأمر بقتل الكلاب، يقول: اقتلوا الحيَّات والكلابَ، واقتلوا ذا الطُفْيَتَيْن والأبْترَ، فإِنهما يَلْتَمِسَانِ البَصَرَ، ويَسْتَسْقِطانِ الحبَالَى» .
قال الزهري: ونُرى ذلك من سُمَّيْهِما، والله أعلم.
قال سالم: قال عبد الله بن عمر: «فلبثت لا أترك حيَّة أراها إِلا قتلتُها، فبينا أنا أطارد حيَّة يوماً من ذواتِ البيوتِ، مَرَّ بي زيد بن الخطاب أَو أبو لبابة، وأنا أطاردها، فقال: مَهْلاً يا عبد الله، فقلت: إنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- أمَرَ بقتلهنَّ، قال: إن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- نَهى عن ذواتِ البيوتِ» .
وفي رواية قال: «حتى رآني أبو لبابة بن عبد المنذر وزيد بن الخطاب فقالا: إنه قد نهى عن ذواتِ البيوتِ» .
وفي رواية: «اقتلوا الحيَّات» ولم يقل: «ذا الطُّفْيَتَيْنِ والأبتر» .
وفي رواية: قال نافع: «إن أبا لبابة كلَّم ابن عمر ليفتح له باباً في داره يستقرب به إلى المسجد، فوجد الغِلْمَةُ جِلْدَ جانّ، فقال عبد الله: التمسوهُ [ص:229] فاقتلوه، فقال أبو لبابة: لا تقتلوه، فإنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- نهى عن قتل الجِنَّان التي في البيوت» .
وفي أخرى قال: «كان ابن عمر يقتلُ الحيَّاتِ كلَّهن، حتى حدَّثنا أبو لبابة البدريُّ: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- نهى عن قتل جِنَّان البيوت، فأمسك» .
وفي أخرى: أنه سمع أبا لبابة يخبر ابن عمر: «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- نهى عن قتل الجِنَّانِ» .
وفي أخرى عن نافع عن ابن عمر عن أبي لُبابة عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-: «أنه نهى عن قتل الجِنَّان التي في البيوت» .
وفي أخرى: عن نافع: «أن أبا لبابة بن عبد المنذر الأنصاريَّ، وكان مسكنُه بقُباءَ، فانتقل إِلى المدينة، فبينما عبد الله بن عمر جالساً معه، يفتح خَوْخَة له، إذا هُمْ بِحَيَّة مِن عوامر البيوتِ، فأرادوا قَتْلَها، فقال أبو لبابة: إنه قد نهي عنهن - يريد عَوَامِرَ البيوتِ - وأُمر بقتل الأبتر، وذي الطُفْيَتيْن، وقيل: هما اللذان يَلتَمِعَانِ البصر، ويَطْرحان أولاد النساء» .
وفي أخرى قال: «كان عبد الله بن عمر يوماً عند هَدْم له، فرأى وَبِيصَ جانّ، فقال: اتَّبعوا هذا الجانَّ فاقتلوه، فقال أبو لبابة الأَنصاري: إني سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- نهى عن قتل الجِنَّانِ التي تكون في البيوت، إلا الأبتر، وذا الطُفْيَتَيْنِ، فإنهما اللَّذانِ يخطَفَانِ البصرَ، ويتبعان ما في بطون النساء» .
وفي أخرى: «أن أبا لبابةَ مَرَّ بابن عمر، وهو عند الأطُم الذي عند [ص:230] دار عمر بن الخطاب، يرصدُ حَيَّة ... » بنحو ذلك.
وأخرج أبو داود الرواية الأولى، وأخرجها الترمذي إلى قوله: «ويُسْقِطَانِ الحَبَل» .
قال نافع: «إن ابن عمر وَجدَ بعد ذلك - يعني بعدما حدَّثه أبو لبابة - حيَّة في داره، فأمر بها فأُخْرِجَتْ إلى البقيع، قال نافع: ثم رأيتها بعدُ في بيتهِ» .
وفي رواية لأبي داود عن أبي لبابة أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-: «نهى عن قتل الجِنَّانِ التي تكون في البيوتِ، إلا أن يكون ذا الطفيتين والأبتر، فإنهما يخطَفان البصر، ويطرحان ما في بطون النساء» وأخرج الموطأ هذه الرواية التي لأبي داود إلى قوله: «البيوت» لم يزد.
هذا الحديث قد اشترك فيه حديث ابن عمر، وأبي لبابة، وما أمكن إفراد رواية كل واحد منهما، فَجُعِلا حديثاً واحداً (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الطُّفْيتين) الطُّفية: خوصة المُقْلِ، وجمعها طُفى، وجنسه طُفْي، وكأنه شبه الخطين الأسودين اللذين على ظهر الحية بخوصتين من خوص المقل، وقيل: [ص:231] الطفية: الحية، فإن صح هذا: فلعل المراد: اقتلوا كل حية، ما كان منها له ولد، وما لا ولد له، وهو الأبتر، وثَنَّى الطُفْيَتَيْن - على هذا القول - لأن الغالب أن يفرخ زوجين، والقول الأول.
(جِنَّان) الجنّان - جمع جان - وهي الحية الدقيقة.
(خوخة) الخوخة: النافذة بين البيتين، والنافذة التي يدخل منها الضوء.
(وبيص) الوبيص: البريق واللَّموع.
(أُطُم) الأُطُم: البناء المرتفع.
(العوامر) : الحيات التي تكون في البيوت، سُمِّيت عوامر لطول أعمارها.
__________
(1) رواه البخاري 6 / 248 في بدء الخلق، باب قول الله تعالى: {وبث فيها من كل دابة} ، وفي المغازي، باب شهود الملائكة بدراً، ومسلم رقم (2233) في السلام، باب قتل الحيات وغيرها، والموطأ 2 / 975 و 976 في الاستئذان، باب ما جاء في قتل الحيات وما يقال في ذلك، وأبو داود رقم (5252) و (5253) و (5254) و (5255) في الأدب، باب قتل الحيات، والترمذي رقم (1483) في الأحكام، باب ما جاء في قتل الحيات.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه الحميدي (620) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (2/9) (4557) قال: حدثنا سفيان. وفي (2/121) (6025) قال: حدثنا بشر بن شعيب بن أبي حمزة، قال: أخبرني أبي. وفي (3/452) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر. والبخاري (4/154) قال: حدثنا عبد الله بن محمد، قال: حدثنا هشام بن يوسف، قال: حدثنا معمر. ومسلم (7/38) قال: حدثني عمرو بن محمد الناقد، قال: حدثنا سفيان بن عيينة. (ح) وحدثنا حاجب بن الوليد، قال: حدثنا محمد بن حرب، عن الزبيدي. (ح) وحدثنيه حرملة بن يحيى، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس. (ح) وحدثنا عبد بن حميد، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. (ح) وحدثنا حسن الحلواني، قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثنا أبي، عن صالح. وأبو داود (5252) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا سفيان. وابن ماجة (3535) قال: حدثنا أحمد بن عمرو بن السرح، قال: حدثنا عبد الله بن وهب، قال: أخبرني يونس. والترمذي (1483) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا الليث.
سبعتهم - سفيان بن عيينة، وشعيب، ومعمر، والزبيدي، ويونس، وصالح، والليث - عن ابن شهاب الزهري، عن سالم، فذكره.
وفي رواية الزبيدي: «سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يأمر بقتل الكلاب يقول: اقتلوا الحيات والكلاب ... » .
وفي رواية صالح: « ... حتى رآني أبو لبابة بن عبد المنذر وزيد بن الخطاب، فقالا: إنه قد نهي عن ذوات البيوت» .
وفي رواية شعيب بن أبي حمزة، ويونس، والليث، لم يذكروا فيه حديث أبي لبابة بن عبد المنذر، أو زيد ابن الخطاب.(10/227)
7747 - (خ م ط) عائشة - رضي الله عنها - قالت: «أمر رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بقتلِ الأبترِ، وقال: إنه يُصيبُ البَصَرَ، ويُذهب الحبَلَ» .
وفي رواية قال: «اقتلوا ذا الطُّفْيَتَيْن، فإنه يلتمس البصر، ويصيب الحبل» .
وفي أخرى «الأبترَ وذا الطفيتين» أخرجه البخاري ومسلم.
وفي رواية الموطأ: «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- نَهَى عن قتل الجِنَّان التي في البيوت، إِلا ذا الطُّفْيَتَين والأبترَ، فإنهما يخطَفَانِ البَصَرَ ويَطْرحانِ ما في بُطونِ النِّساء» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 6 / 252 في بدء الخلق، باب {وبث فيها من كل دابة} ، ومسلم رقم (2232) في السلام، باب قتل الحيات وغيرها، والموطأ 2 / 976 في الاستئذان، باب ما جاء في قتل الحيات وما يقال في ذلك.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (6/29) قال: حدثنا عباد بن عباد. وفي (6/52) قال: حدثنا يحيى ووكيع. وفي (6/134) قال: حدثنا عفان،قال: حدثنا حماد بن سلمة. وفي (6/230) قال: حدثنا ابن نمير. والبخاري (4/156) قال: حدثنا عبيد بن إسماعيل. قال: حدثنا أبو أسامة. (ح) وحدثنا مسدد. قال: حدثنا يحيى. ومسلم (7/37) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا عبدة بن سليمان وابن نمير. (ح) وحدثنا أبو كريب. قال: حدثنا عبدة. (ح) وحدثناه إسحاق بن إبراهيم. قال: أخبرنا أبو معاوية. وابن ماجة (3534) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا عبدة بن سليمان. ثمانيتهم - عباد بن عباد، ويحيى بن سعيد القطان، ووكيع، وحماد بن سلمة، وعبد الله بن نمير، وأبو أسامة حماد بن أسامة، وعبدة بن سليمان، وأبو معاوية محمد بن خازم - عن هشام بن عروة، عن أبيه، فذكره.
* في رواية مسدد: «أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بقتل الأبتر ... » .
* وفي رواية أبي معاوية: «الأبتر وذو الطفيتين.»(10/231)
7748 - (م ط ت د) أبو السائب [مولى هشام بن زهرة] «أنه [ص:232] دخل على أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - في بيته، قال: فوجدته يصلِّي، فجلست أنتظره، حتى يقضي صلاته، فسمعت تحريكاً في عراجينَ في ناحية البيت، فالتفتُّ، فإذا حيَّة، فوثبتُ لأقتُلَها، فأشار إِليَّ: أن اجلس، فجلست، فلما انصرف أشار إلى بيت في الدار، فقال: أترى هذا البيت؟ فقلت: نعم، فقال: كان فيه فَتى مِنَّا حديثُ عَهْد بِعُرس، قال: فخرجنا مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- إلى الخَنْدَقِ، فكان ذلك الفتى يستأذِنُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- بأنصافِ النَّهار، فيرجع إلى أهله، فاستأذنه يوماً، فقال له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: خذ عليكَ سِلاحكَ، فإنِّي أخشى عليك قريظَةَ، فأخذَ الرجلُ سِلاحَهُ ثم رجع، فإذا امرأتُه بين البابين قائِمة، فأهوى إليها بالرُّمْحِ لِيَطْعُنَها به، وأصابته غَيْرَة، فقالت له: اكفُفْ عليكَ رُمحَكَ، وادخُلِ البيت حتى تنظر ما الذي أخرجني، فدخل، فإذا بحيَّة عظيمة منطوية على الفراش، فأهوى إليها بالرُّمح، فانتظمها به، ثم خرج، فركزه في الدار، فاضطربت عليه، فما يُدْرَى أيُّهما كان أسرعَ موتاً، الحية أم الفتى؟ قال: فجئنا إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، وذكرنا ذلكَ له، وقلنا: ادْعُ الله أن يُحْييه لنا، فقال: استغفروا لصاحبكم، ثم قال: إنَّ بالمدينة جِنّاً قد أسلَمُوا، فإذا رأيتم منهم شيئاً فآذنوه ثلاثة أيام، فإِن بَدَا لكم بَعْدَ ذلك فاقتلوه، فإِنما هو شيطان» .
وفي رواية نحوه، وقال فيه: إنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إِن لهذه [ص:233] البيوت عوامِرَ، فإذا رأيتم منها شيئاً فَحَرِّجُوا عليها ثلاثاً، فإِن ذهب، وإلا فاقتلوه، فإنه كافر، وقال لهم: اذهبوا فادفنوا صاحبكم» أخرجه مسلم والموطأ وأبو داود.
وأخرجه الترمذي مُجْمَلاً مثل حديث قبله مختصراً، وقال: وفي الحديث قصة، ولم يذكرها.
وفي أخرى لأبي داود أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «الهوامُّ من الجنِّ، فمن رأى في بيته شيئاً منها، فليحَرِّجْ عليها ثلاث مرار، فإِن عاد فليقتله، فإنه شيطان» .
وفي أخرى للترمذي قال: «إنَّ لبيوتِكم عُمَّاراً، فَحَرِّجوا عليهنَّ ثلاثاً، فإن بدا لكم بعد ذلك منهنَّ شيء فاقْتُلُوه» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فليحرِّج عليها) التحريج: أن يقول لها: أنتِ في حرج إن عدتِ إلينا فلا تلومينا أن نضيِّق عليك بالطرد والتتبُّع.
(عراجين) العراجين - جمع عرجون - وهو ساعد العذق، والمراد به هاهنا: الأخشاب التي تسقف بها السقوف.
__________
(1) رواه مسلم رقم (2236) في السلام، باب قتل الحيات وغيرها، والموطأ 2 / 976 و 977 في الاستئذان، باب ما جاء في قتل الحيات وما يقال في ذلك، وأبو داود رقم (5256) و (5257) في الأدب، باب في قتل الحيات، والترمذي رقم (1484) في الأحكام، باب ما جاء في قتل الحيات.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه مالك في الموطأ (604) . وأحمد (3/41) قال: حدثنا يونس، قال: حدثنا ليث، عن ابن عجلان. ومسلم (7/04) قال: حدثني أبو الطاهر أحمد بن عمرو بن سرح، قال: أخبرنا عبد الله بن وهب، قال: أخبرني مالك بن أنس. وفي (7/41) قال: حدثنا زهير بن حرب، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن ابن عجلان. وأبو داود (5257) قال: حدثنا يزيد بن موهب الرملي، قال: حدثنا الليث، عن ابن عجلان. وفي (5258) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى، عن ابن عجلان. وفي (5259) قال: حدثنا أحمد بن سعيد الهمداني، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني مالك. والترمذي (1484) قال: حدثنا الأنصاري- وهو إسحاق بن موسى - قال: حدثنا معن، قال: حدثنا مالك. والنسائي في عمل اليوم والليلة (970) قال: أخبرنا الربيع بن سليمان، قال: حدثنا شعيب بن الليث، قال: حدثنا الليث، عن ابن عجلان. وفي (971) قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، قال: حدثنا يحيى، عن ابن عجلان. وفي (972) : الحارث بن مسكين -قراءة عليه وأنا أسمع- عن ابن القاسم، قال: حدثنا مالك. وفي الكبرى تحفة الأشراف (4413) عن علي بن شعيب، عن معن، عن مالك.
كلاهما - مالك، وابن عجلان - عن صيفي مولى ابن أفلح أبي سعيد.
2- وأخرجه مسلم (7/41) قال: حدثني محمد بن رافع، قال: حدثنا وهب بن جرير بن حازم. والنسائي في عمل اليوم واليلة (973) قال: أخبرنا عبد الرحمن بن محمد بن سلام، قال: حدثنا يزيد.
كلاهما - وهب، ويزيد - عن جرير بن حازم، عن أسماء بن عبيد.
كلاهما - صيفي، وأسماء - قال صيفي: أخبرني أبو السائب مولى بني هشام، وقالت أسماء: عن رجل يقال له السائب- وهو عندنا أبو السائب - فذكره.
* أخرجه أحمد (3/27) قال: حدثنا ابن نمير، قال: أخبرنا عبيد الله. والترمذي (1484) قال: حدثنا هناد، قال: حدثنا عبدة، عن عبيد الله بن عمر. والنسائي في عمل اليوم والليلة (969) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ، قال: حدثنا سفيان، عن ابن عجلان، عن سعيد.
كلاهما - عبيد الله، وسعيد - عن صيفي مولى أبي السائب، فذكره. ولم يذكر أبا السائب.(10/231)
7749 - (ت د) [عبد الرحمن] بن أبي ليلى - رضي الله عنه - عن أبيه أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- «سُئِلَ عن جِنان البيوت؟ فقال: إذا رأيتم منهن شيئاً في مساكنكم، فقولوا: نَنْشُدُكَ العَهْدَ الذي أَخذَ عليكم نوح، وننشُدك العهد الذي أَخذ عليكم سليمان بن داود أن لا تؤذوا ولا تتراؤَوْا لنا، فإن عُدنَ فاقتلوهُنَّ» أخرجه الترمذي وأبو داود (1) .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (1485) في الأحكام، باب ما جاء في قتل الحيات، وأبو داود رقم (5260) في الأدب، باب في قتل الحيات، وفي سنده محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى وهو صدوق سيء الحفظ جداً، كما قال الحافظ في " التقريب " ومع ذلك فقد قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (5260) قال: حدثنا سعيد بن سليمان، عن علي بن هاشم. والترمذي (1485) قال: حدثنا هناد. قال: حدثنا ابن أبي زائدة. والنسائي في عمل اليوم والليلة (968) قال: أخبرني هلال ابن العلاء، عن أبيه، قال: حدثنا علي بن هاشم.
كلاهما - علي بن هاشم، ويحيى بن أبي زائدة - عن ابن أبي ليلى، عن ثابت البناني، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى. فذكره.
* قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه من حديث ثابت البناني، إلا من هذا الوجه، من حديث ابن أبي ليلى.
وفي سنده محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى وهو صدوق سيء الحفظ جدا،كما قال الحافظ في التقريب.(10/234)
7750 - (ط) محمد بن شهاب أن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - «أمر بِقَتْلِ الحيَّاتِ في الحرم» أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 1 / 357 في الحج، باب ما يقتل المحرم من الدواب، وإسناده منقطع.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في الموطأ مع شرح الزرقاني (2/385) عن ابن شهاب، فذكره.
والحديث إسناده منقطع.(10/234)
7751 - (د س) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «اقتلوا الحياتِ كلّهن، فمن خاف ثأرَهنَّ فَلَيْسَ مِني» .
وفي رواية «اقتلُوا الكبار كلَّها، إلا الجانَّ الأبيض الذي كأنه قضيب فضة» أخرجه أبو داود.
وفي رواية النسائي قال: «أَمَرَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- بقتل الحيات، وقال: مَنْ خَافَ ثَأْرَهُنَّ فليس منَّا» (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (5249) و (5261) في الأدب، باب في قتل الحيات، والنسائي 6 / 51 في الجهاد، باب من خان غازياً في أهله، وإسناده ضعيف، لكن يشهد له ما بعده.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (5249) قال: حدثنا عبد الحميد بين بيان السكري، عن إسحاق بن يوسف. والنسائي (6/51) قال: أخبرنا أبو محمد موسى بن محمد - هو الشامي - قال: حدثنا ميمون بن الأصبغ، قال: حدثنا يزيد بن هارون.
كلاهما - إسحاق بن يوسف، ويزيد - عن شريك، عن أبي إسحاق، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبيه، فذكره.
قلت: إسناده ضعيف.(10/234)
7752 - (د) أَبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «ما سَالَمنَاهُمْ منُذ حارَبْنَاهُمْ، فمن ترك منهم شيئاً خِيفة فليس منا» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (5248) في الأدب، باب قتل الحيات، وفي سنده محمد بن عجلان، وهو صدوق إلا أنه اختلطت عليه أحاديث أبي هريرة، لكن يشهد له ما قبله.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الحميدي (1156) ، وأحمد (2/247) قال الحميدي: حدثنا. وقال أحمد: قرئ على سفيان: سمعت ابن عجلان، عن بكير بن عبد الله، عن عجلان، فذكره.
* وأخرجه أحمد (2/432) قال: حدثنا يحيى. وفي (2/520) قال: حدثنا صفوان. وأبو داود (5248) قال: حدثنا إسحاق بن إسماعيل، قال: حدثنا سفيان.
ثلاثتهم - يحيى بن سعيد، وصفوان بن عيسى، وسفيان بن عيينة - عن ابن عجلان. قال: سمعت أبي، فذكره، ليس فيه بكير بن عبد الله.
وفي سنده محمد بن عجلان وهو صدوق إلا أنه اختلطت عليه أحاديث أبي هريرة.(10/235)
7753 - (د) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ ترك الحيات مخافةَ طلبهن، فليس منَّا، ما سالمناهنَّ منذ حاربناهُنَّ» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (5250) في الأدب، باب في قتل الحيات، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (1/230) (2037) . وأبو داود (5250) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة.
كلاهما - أحمد، وعثمان بن أبي شيبة - عن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا موسى بن مسلم الطحان الصغير، قال: سمعت عكرمة يرفع الحديث -فيما أرى- إلى ابن عباس، فذكره.
* أخرجه أحمد (1/348) (3254) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: معمر، عن أيوب، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: لا أعلمه إلا رفع الحديث قال: «كان يأمر بقتل الحيات، ويقول: من تركهن خشية أو مخافة تأثير فليس منا» .
قلت: في حديث معمر عن غير الزهري وابن طاووس مقال.(10/235)
7754 - (د) العباس بن عبد المطلب - رضي الله عنه - قال: «يا رسول الله إنَّا نريد أن نَكْنِسَ زمزم، وإن فيها من هذه الجنّان - يعني الحيات الصغار - فأمر النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- بقتلهن» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (5251) في الأدب، باب في قتل الحيات، إسناده منقطع، ورواية عبد الرحمن بن سابط عن العباس بن عبد المطلب مرسلة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (5251) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا مروان بن معاوية، عن موسى الطحان، عن عبد الرحمن بن سابط، فذكره.
والحديث إسناده منقطع، ورواية عبد الرحمن بن سابط عن العباس بن عبد المطلب مرسلة.(10/235)
7755 - () عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما (1) - قال: «الحيات أجناس: الجِنانُ، والأفاعي، والأساوِدُ» أخرجه ... (2) .
__________
(1) هذا المقطع سقط من المطبوع.
(2) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وقد ذكره البخاري تعليقاً 6 / 247 في بدء الخلق، باب قوله تعالى: {وبث فيها من كل دابة} ، قال الحافظ في " الفتح ": هو قول أبي عبيدة في تفسير سورة القصص.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
ذكره البخاري تعليقا (6/247) في بدء الخلق، باب قوله تعالى: وبث فيها من كل دابة. قال الحافظ في الفتح هو قول أبي عبيدة في تفسير سورة القصص.(10/235)
الوزغ
7756 - (خ م س) عائشة - رضي الله عنها - «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال للوزغ: الفُوَيسق، ولم أسمعه أمر بقتله» أخرجه البخاري ومسلم.
وأخرجه النسائي إلى قوله: «الفويسق» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الوزغ) : نوع من حشرات الأرض معروف، ويُسمى: سام أبرص.
__________
(1) رواه البخاري 6 / 252 في بدء الخلق، باب قوله تعالى: {وبث فيها من كل دابة} ، وفي الحج، باب ما يقتل المحرم من الدواب، ومسلم رقم (2239) في السلام، باب استحباب قتل الوزغ، والنسائي 5 / 209 في الحج، باب قتل الوزغ.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (6/87) قال: حدثنا بشر بن شعيب بن أبي حمزة،قال: وأخبرني أبي. وفي (6/155) قال: حدثنا حجاج. قال: حدثنا ليث، قال: حدثني عقيل. وفي (6/271) قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثنا أبو أويس. وفي (6/279) قال: حدثنا عامر بن صالح، قال: حدثنا يونس بن يزيد. والبخاري (3/17) قال: حدثنا إسماعيل،قال: حدثني مالك. وفي (4/156) قال: حدثنا سعيد بن عفير، عن ابن وهب،قال: حدثني يونس. ومسلم (7/42) قال: حدثني أبو الطاهر وحرملة قالا: أخبرنا ابن وهب،قال: أخبرني يونس، وابن ماجة (3230) قال: حدثنا أحمد بن عمرو بن السرح. قال: حدثنا عبد الله بن وهب، قال: أخبرني يونس. والنسائي (5/209) قال: أخبرنا وهب بن بيان. قال: حدثنا ابن وهب. قال: أخبرني مالك ويونس.
خمستهم - شعيب بن أبي حمزة، وعقيل، وأبو أويس عبد الله بن عبد الله، ويونس بن يزيد، ومالك - عن محمد بن مسلم بن شهاب الزهري، عن عروة، فذكره..(10/236)
7757 - (م د) سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- أمَرَ بقتل الوزَغ، وسماه: فويسقاً» أخرجه مسلم وأبو داود (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (2238) في السلام، باب استحباب قتل الوزغ، وأبو داود رقم (5262) في الأدب، باب في قتل الأوزاغ.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد. (1/176) (1523) .وعبد بن حميد (141) .ومسلم (7/42) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، وعبد بن حميد. وأبو داود (5262) قال:حدثنا أحمد بن محمد بن حنبل.
ثلاثتهم - أحمد،وعبد بن حميد، وإسحاق - عن عبد الرزاق، قال:حدثنا معمر، عن الزهري، عن عامر بن سعد، فذكره.(10/236)
7758 - (م ت د) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَنْ قَتَلَ وَزَغَة في أول ضربة فله كذا وكذا حسنة، ومن قتلها في الضربة الثانية، فله كذا وكذا حسنة دون الأولى، وإن قتلها في الضربة الثالثة: فله كذا وكذا حسنة، لدون الثانية» . [ص:237]
وفي رواية «مَنْ قَتَل وزغاً في أول ضربة كُتِبَ له مائةُ حسنة، وفي الثانية دون ذلك، وفي الثالثة دون ذلك» .
زاد في رواية «في أول ضربة سبعين حسنة» أخرجه مسلم.
وأخرج أبو داود الأولى والثالثة، وأخرج الترمذي الأولى (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (2240) في السلام، باب استحباب قتل الوزغ، وأبو داود رقم (5263) و (5264) في الأدب، باب في قتل الأوزاغ، والترمذي رقم (1482) في الأحكام، باب ما جاء في قتل الوزغ.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/355) قال: حدثنا حسن، قال: حدثنا زهير. ومسلم (7/42) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: أخبرنا خالد بن عبد الله. (ح) وحدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا أبو عوانة. (ح) وحدثني زهير بن حرب، قال: حدثنا جرير. (ح) وحدثنا محمد بن الصباح، قال: حدثنا إسماعيل، يعني ابن زكريا. (ح) وحدثني أبو كريب، قال: حدثنا وكيع، عن سفيان. وأبو داود (5263) قال: حدثنا محمد بن الصباح البزاز، قال: حدثنا إسماعيل بن زكريا. وابن ماجة (3229) قال: حدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، قال: حدثنا عبد العزيز بن المختار. والترمذي (1482) قال: حدثنا أبو كريب. قال: حدثنا وكيع، عن سفيان.
سبعتهم - زهير، وخالد، وأبو عوانة، وجرير، وإسماعيل بن زكريا، وسفيان الثوري، وعبد العزيز بن المختار - عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، فذكره.(10/236)
7759 - (خ م س) أم شريك - رضي الله عنها - «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- أمرها بقتل الأوزاغ» وفي رواية «أمَرَ» أخرجه البخاري ومسلم والنسائي.
وللبخاري «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- أمَرَ بقتل الأوْزاغ، قال: وكان ينفخ على إِبراهيم» .
وفي رواية للنسائي «أن امرأة دخلت على عائشة وبيدها عُكّاز، فقالت: ما هذا؟ فقالت: لهذه الوزَغ، لأن نبي الله - صلى الله عليه وسلم- حدثنا: أنه لم يكن شيء إلا يُطفئ على إبراهيم عليه السلام، إلا هذه الدابة، فأمرَنا بقتلها، ونَهَى عن قتل الجِنَّانِ، إلا ذا الطُّفْيَتَيْنِ والأبتر، فإنهما يَطْمِسان البصر، ويُسْقِطان ما في بُطون النساء» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 6 / 252 في بدء الخلق، باب قوله تعالى: {وبث فيها من كل دابة} ، وفي الأنبياء، باب قوله تعالى: {واتخذ الله إبراهيم خليلا} ، ومسلم رقم (2237) في السلام، باب استحباب قتل الوزغ، والنسائي 5 / 209 في الحج، باب قتل الوزغ.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه الحميدي (350) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (6/421) قال: حدثنا يحيِى بن سعيد، عن ابن جريج. (ح) وابن بكر. قال: حدثنا ابن جريج. (ح) وروح. قال: حدثنا ابن جريج. وفي (6/462) قال: حدثنا سفيان بن عيينة. وعبد بن حميد (1559) قال: حدثنا عبيد الله بن موسى. قال: حدثنا ابن جريج. والدارمي (2006) قال: أخبرنا أبو عاصم، عن ابن جريج. والبخاري (4/156) قال: حدثنا صدقة. قال: أخبرنا ابن عيينة. وفي (4/171) قال: حدثنا عبيد الله بن موسى أو ابن سلام عنه. قال: أخبرنا ابن جريج.
ومسلم (7/41) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وعمرو الناقد، وإسحاق بن إبراهيم، وابن أبي عمر، قال إسحاق أخبرنا، وقال الآخرون: حدثنا سفيان بن عيينة. وفي (7/42) قال: حدثني أبو الطاهر، قال: أخبرنا ابن وهب. قال: أخبرني ابن جريج. (ح) وحدثني محمد بن أحمد بن أبي خلف. قال: حدثنا روح، قال: حدثنا ابن جريج. (ح) وحدثنا عبد بن حميد، قال: أخبرنا محمد بن بكر. قال: أخبرنا ابن جريج. وابن ماجة (3228) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا سفيان بن عيينة. والنسائي (5/209) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ. قال: حدثنا سفيان.
كلاهما - سفيان بن عيينة، وابن جريج - عن عبد الحميد بن جبير بن شيبة، عن سعيد بن المسيب، فذكره.(10/237)
الكلاب
7760 - (خ م ط ت س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- «أمَرَ بقتل الكلاب» . وفي رواية «فأرسل في أقطار المدينة أن تُقتَل» .
وفي أخرى «كان يأمر بقتل الكلاب فَتَنْبَعِثُ في المدينة وأطرافها، فلا نَدَعُ كلباً إلا قتلناه، حتى إِنا لنقتل كلب المُرَيَّةِ من أهل البادية يَتْبعُها» .
وفي أخرى «أنه أمَرَ بقتل الكلاب إلا كلب صيد، أو كلب غنم، أو ماشية، فقيل لابن عمر: إن أبا هريرة يقول: أو كلبَ زَرْع، فقال ابن عمر: إن لأبي هريرة زَرْعاً» أخرجه البخاري ومسلم.
وأخرج الموطأ والنسائي الأولى، وأخرج الترمذي الرابعة.
وللنسائي مثل الرابعة إِلى قوله: «ماشية» ولم يذكر كلب غَنَم (1) .
__________
(1) رواه البخاري 6 / 256 في بدء الخلق، باب قوله تعالى: {وبث فيها من كل دابة} ، ومسلم رقم (1570) في المساقاة، باب الأمر بقتل الكلاب، والموطأ 2 / 969 في الاستئذان، باب ما جاء في أمر الكلاب، والترمذي رقم (1488) في الصيد، باب ما جاء من أمسك كلباً ما ينقص من أجره، والنسائي 7 / 184 في الصيد، باب الأمر بقتل الكلاب.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه مالك الموطأ (600) . والدارمي (2013) قال: أخبرنا خالد بن مخلد. والبخاري (4/158) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. ومسلم (5/35) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. وابن ماجه (3202) قال: حدثنا سويد بن سعيد. والنسائي (7/184) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد.
خمستهم - خالد، وعبد الله، ويحيى، وسويد، وقتيبة - عن مالك بن أنس.
2- وأخرجه مسلم (5/35) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو أسامة، قال: حدثنا عبيد الله.
كلاهما - مالك، وعبيد الله - عن نافع، فذكره.(10/238)
7761 - (م د ت س) عبد الله بن مغفل - رضي الله عنه - قال: «أمر رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بقتل الكلاب، ثم قال: ما بالهم وبالُ الكلاب؟ ثم رَخَّصَ في كلب الصيد، وكلب الغنم، وقال: إذا وَلَغَ الكلب في الإناء فاغْسِلُوهُ سبع [ص:239] مرات، وعَفرُوهُ الثامنة في التراب» هذه رواية مسلم.
وفي رواية الترمذي قال: «إنِّي لَمِمَّنْ يرفَعُ أغصان الشجرة عن وجه رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- وهو يخطُب، قال: لولا أن الكلابَ أُمَّة من الأُمم لأمرت بقتلها، فاقتلوا منها كلَّ أسودَ بهيم، وما مِنْ أهل بيت يرتَبطون كلباً إلا نقص كلَّ يوم من عملهم قيراط، إلا كلبَ صيد، أو كلب حَرْث، أو كلبَ غنم» .
وله أيضاً مختصراً قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «لولا أن الكلاب أُمَّة من الأمم لأمَرْتُ بقتلها، فاقتلوا منها كل أسودَ بهيم» . أخرجه أبو داود مختصراً مثل الترمذي.
وأخرجه النسائي مثل الترمذي بطوله، ولم يذكر «أغصان الشجرة» ، وذكر عوض «الغنم» : «ماشية» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(بهيم) البهيم من الألوان: الذي لا يخالطه لون آخر، يقال: أسود بهيم: لا لون معه غيره، وكذلك أبيض بهيم، وأحمر بهيم.
__________
(1) رواه مسلم رقم (280) في الطهارة، باب حكم ولوغ الكلب، ورقم (1573) في المساقاة، باب الأمر بقتل الكلاب، وأبو داود رقم (2845) في الصيد، باب ما جاء في اتخاذ الكلب للصيد، والترمذي رقم (1486) و (1489) في الصيد، باب ما جاء في قتل الكلاب، وباب ما جاء من أمسك كلباً ما ينقص من أجره.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/86) قال: حدثنا يحيى، وفي (5/56) قال: حدثنا محمد بن جعفر، وبهز. والدارمي (743 و2012) قال: أخبرنا وهب بن جرير. ومسلم (1/162 و5/36) قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ، قال: حدثنا أبي. وفي (1/162 و5/36) قال: وحدثنيه يحيى بن حبيب الحارثي، قال: حدثنا خالد- يعني ابن الحارث. (ح) وحدثني محمد بن حاتم، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. (ح) وحدثني محمد بن الوليد، قال: حدثنا محمد بن جعفر. وفي (5/36) قال: وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا النضر (ح) وحدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا وهب بن جرير. وأبو داود (74) قال: حدثنا أحمد بن محمد بن حنبل، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وابن ماجة (365 و 3200) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا شبابة. وفي (3201) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عثمان بن عمر. (ح) وحدثنا محمد بن الوليد، قال: حدثنا محمد بن جعفر. والنسائي (1/54 و177) وفي الكبرى (70) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني، قال: حدثنا خالد. وفي (1/177) قال: أخبرنا عمرو بن يزيد، قال: حدثنا بهز بن أسد.
تسعتهم - يحيى بن سعيد، ومحمد بن جعفر، وبهز بن أسد، ووهب بن جرير، ومعاذ، وخالد بن الحارث، والنضر، وشبابة، وعثمان بن عمر - عن شعبة، عن أبي التياح يزيد بن حميد، قال: سمعت مطرفا، فذكره.(10/238)
7762 - (م د) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: «أَمَرَنا [ص:240] رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بقتل الكلاب، حتى إِن المرأَة تقدُمُ بكلبها من البادية فنقتله، ثم نهى بعدُ عن قتلها، وقال: عليكم بالأسود البهيم ذي النقطتين (1) ، فإنه شيطان» أخرجه مسلم.
وأخرجه أبو داود وقال: «عليكم بالأسود» ، ولم يذكر «النقطتين (1) » (2) .
__________
(1) في الأصل والمطبوع: ذي الطفيتين وهو خطأ، والتصحيح من نسخ مسلم المطبوعة.
(2) رواه مسلم رقم (1572) في المساقاة، باب الأمر بقتل الكلاب، وأبو داود رقم (2846) في الصيد، باب ما جاء في اتخاذ الكلب للصيد وغيره.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (3/333) قال: حدثنا روح. ومسلم (5/36) قال: حدثنا محمد بن أحمد بن أبي خلف، قال: حدثنا روح. (ح) وحدثني إسحاق بن منصور، قال: أخبرنا روح بن عبادة. وأبو داود (2846) قال: حدثنا يحيى بن خلف، قال: حدثنا أبو عاصم.
كلاهما - روح، وأبو عاصم - عن ابن جريج، قال: أخبرني أبو الزبير، فذكره.(10/239)
7763 - () أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- «أمَرَ يوماً بقتل الكلاب، حتى إن المرأة لتأتي من باديتها بالكلب فنقتله، وحتى إنّا لنقتل كلب الحائط الصغير، وندع كلب الحائط الكبير، قال: وسمعته يقول: ما من أهل بيت يَرْتَبِطُون كلباً إلا نَقَصَ كل يوم من عملهم قيراط، إلا كلبَ صيد، أو حرث، أو كلب غنم» أخرجه ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
من زيادات رزين.(10/240)
النمل
7764 - (د) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- نهى عن قتل أربع من الدواب: النملة، والنحلة، والهدهد، والصُّرد» أخرجه أبو داود (1) . [ص:241]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(النمل والهدهد) قال الخطابي: أما نهيه عن قتل النمل: فإنما أراد نوعاً منه خاصاً، وهو الكبار ذوات الأرجل، لأنها قليلة الأذى والضرر، وأما النحل: فلما فيها من المنفعة، وأما الهدهد والصرد: فإنما نهي عن قتلهما لتحريم لحمهما، وذلك: أن الحيوان إذا نهي عن قتله، ولم يكن ذلك لحرمته ولا لضرر فيه: كان ذلك لتحريم لحمه، ألا ترى أن النبي - صلى الله عليه وسلم- نهى عن ذبح الحيوان إلا لمأكلة، وقيل: إن الهدهد منتن اللحم، فيلتحق بالجلالة، وأما الصرد: فإن العرب تتشائم وتتطير بصورته وشخصه، ويقال: إنما كرهوا من اسمه معنى التصريد، وهو الشرب دون الرَّيّ، والعطاء القليل.
__________
(1) رقم (5267) في الأدب، باب في قتل الذر، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " رقم (3067) ، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (1/332) (3067) . وعبد بن حميد (651) . والدارمي (2005) قال: أخبرنا محمد بن يحيى. وأبو داود (5267) قال: حدثنا أحمد بن حنبل. وابن ماجة (3224) قال: حدثنا محمد بن يحيى.
ثلاثتهم - أحمد، وعبد، ومحمد بن يحيى - عن عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، فذكره.
* أخرجه أحمد (1/347) (3242) قال: حدثنا يحيى، عن ابن جريج، قال: حدثت عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، فذكره. وقال: يحيى، ورأيت في كتاب سفيان: عن ابن جريج، عن ابن أبي لبيد، عن الزهري.(10/240)
الكتاب الخامس: في القصاص، وفيه أربعة فصول
الفصل الأول: في النفس، وفيه اثنا عشر فرعاً
الفرع الأول: في العمد
7765 - (د ت) أبو شريح [الخزاعي]- رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَنْ أُصِيبَ بِقَتْل أو خَبْل، فإنه يختار إحدى ثلاث: إما أن يَقْتَص، وإما أن يَعْفُوَ، وإما أن يأخذَ الدِّيةَ، فإِن أراد الرابعة، فخذوا على يديه، ومن اعتدى بعد ذلك فله عذاب أليم» .
وفي رواية قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «ألا إنَّكم - مَعْشَرَ خُزاعةَ - قتلتم هذا القتيلَ من هُذيل، وإِني عاقله، فمن قُتِلَ له بعدَ مقالتي هذه قَتيل، [ص:243] فأهْلُهُ بين خِيرتين، بين أن يأخذوا العَقْلَ، وبين أن يقتلوا» أخرج الثانية أبو داود، والأولى ذكرها رزين (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(خبل) الخَبْل - بسكون الباء - الفساد في الأصل، والمراد به في الحديث: قطع الأعضاء، كاليد والرجل ونحو ذلك، يقال: لنا في بني فلان دماء وخبول: يريد بالخبول: قطع الأيدي والأرجل ونحو ذلك.
(عاقلة) العقل: الدية، والعاقلة: الجماعة من أولياء القاتل الذين يتحملون عنه الدية، وأصل العقل: أن أولياء القاتل يعقلون الإبل في فناء أولياء المقتول ليسلموها إليهم، ثم نقل فَسُمِّي به الدية، سواء كانت إبلاً أو ذهباً، أو غير ذلك.
__________
(1) بل قد روى أبو داود كلا الروايتين، الأولى رواها رقم (4496) في الديات، باب الإمام يأمر بالعفو، والثانية رقم (4504) في الديات، باب ولي العهد يرضى بالدية، وروى الرواية الثانية أيضاً الترمذي رقم (1406) في الديات، باب ما جاء في حكم ولي القتيل والقصاص والعفو، وروى الأولى الدارمي 2 / 188 في الديات، باب الدية في قتل العمد، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/31) قال: حدثنا محمد بن سلمة الحراني. (ح) ويزيد بن هارون. والدارمي (2356) قال: أخبرنا يزيد بن هارون. وأبو داود قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا حماد. وابن ماجه (2623) قال: حدثنا عثمان وأبو بكر ابنا أبي شيبة، قالا: حدثنا أبو خالد الأحمر. (ح) وحدثنا أبو بكر وعثمان ابنا أبي شيبة. قالا: حدثنا جرير، وعبد الرحيم بن سليمان.
ستتهم - محمد بن سلمة، ويزيد، وحماد بن سلمة، وأبو خالد الأحمر، وجرير، وعبد الرحيم بن سليمان - عن محمد بن إسحاق، عن الحارث بن فضيل، عن سفيان بن أبي العوجاء، فذكره.
في رواية ابن ماجة: عن الحارث بن فضيل، أظنه عن ابن أبي العوجاء، واسمه سفيان.(10/242)
7766 - (خ م د ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- لما فُتِحَتْ مكة - قام فقال: «مَنْ قُتِل له قتيل، فهو بخَيْرِ النَّظَرَيْن: إما أن يُودَى، وإِما أن يُقادَ، فقام رَجُلٌ من أهل اليمن، يقال له: أبو شاه، فقال: يا رسولَ الله، اكتُبْ لي، قال العباس: اكتبوا لي، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: اكتبوا لأبي شاه» أخرجه أبو داود. [ص:244]
وفي رواية الترمذي «لما فتح الله على رسوله مكة، قام في الناس، فحمِد الله، وأثنى عليه، ثم قال: مَنْ قُتِلَ له قتيل، فهو بخير النظرين: إما أن يعفوَ، وإما أن يقتُلَ» .
وفي رواية النسائي: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «من قُتِلَ له قتيل، فهو بخير النظرين: إما أن يقادَ، وإما أن يُفْدَى» (1) .
وقد أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود بأطول من هذا، وقد ذُكر في «غَزوة الفتح» من «كتاب الغزوات» في حرف الغين (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يُودَى) وَدَيْتُ القتيل: إذا أعطيتَ ديته.
(يقاد) القود: قتل القاتل، أقدت فلاناً من فلان: مكَّنته من قتله.
(يُفدَى) أراد بالفدية هاهنا: الدية.
__________
(1) رواه أبو داود رقم (4505) في الديات، باب ولي العهد يرضى بالدية، والترمذي رقم (1405) في الديات، باب ما جاء في حكم ولي القتيل والقصاص والعفو، والنسائي 8 / 38 في القسامة، باب هل يؤخذ من قاتل العمد الدية إذا عفا ولي المقتول عن القود، وهو حديث صحيح.
(2) تقدم في كتاب الغزوات ج 8 حديث رقم (6153) فليراجع.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/238) قال: حدثنا الوليد. قال: حدثنا الأوزاعي. (ح) وأبو داود. قال: حدثنا حرب. والدارمي (2603) قال: أخبرنا معاذ بن هانئ من أهل البصرة. قال: حدثنا حرب ابن شداد. والبخاري (1/38 و9/6) قال: حدثنا أبو نعيم الفضل بن دكين. قال: حدثنا شيبان. وفي (3/164) قال: حدثنا يحيى بن موسى. قال: حدثنا الوليد بن مسلم. قال: حدثنا الأوزاعي. ومسلم (4/110و 111) قال: حدثني زهير بن حرب وعبيد الله بن سعيد. جميعا عن الوليد. قال زهير: حدثنا الوليد بن مسلم. قال: حدثنا الأوزاعي. (ح) وحدثني إسحاق بن منصور. قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى، عن شيبان. وأبو داود (2017) قال: حدثنا أحمد بن حنبل. قال: حدثنا الوليد بن مسلم. قال: حدثنا الأوزاعي. (ح) وقال أبو داود: وزاد فيه ابن المصفى، عن الوليد، عن الأوزاعي. وفي (3649) قال: حدثنا مؤمل. قال: حدثنا الوليد. (ح) وحدثنا العباس بن الوليد بن مزيد. قال: أخبرني أبي، عن الأوزاعي. وفي (4505) قال: حدثنا عباس بن الوليد قال: أخبرني أبي، قال: حدثنا الأوزاعي. (ح) وحدثنا أحمد بن إبراهيم. قال: حدثني أبو داود. قال: حدثنا حرب بن شداد. وابن ماجة (2624) قال: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي. قال: حدثنا الوليد. قال: حدثنا الأوزاعي. والترمذي (1405 و 2667) قال: حدثنا يحيى بن موسى ومحمود بن غيلان. قالا: حدثنا الوليد بن مسلم. قال: حدثنا الأوزاعي. والنسائي (8/38) قال: أخبرنا محمد بن عبد الرحمن بن أشعث. قال: حدثنا أبو مسهر. قال: حدثنا إسماعيل وهو ابن عبد الله بن سماعة. قال: أنبأنا الأوزاعي. (ح) وأخبرنا العباس بن الوليد بن مزيد. قال: أخبرني أبي قال: حدثنا الأوزاعي.
ثلاثتهم - عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي، وحرب بن شداد، وشيبان بن عبد الرحمن - عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، فذكره.
* أخرجه النسائي (8/38) قال: أخبرنا إبراهيم بن محمد. قال أنبأنا ابن عائذ. قال: حدثنا يحيى، هو ابن حمزة. قال: حدثنا الأوزاعي. قال: حدثنا يحيى بن أبي كثير. قال: حدثني أبو سلمة، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: من قتل له قتيل ... مرسل.(10/243)
7767 - (خ س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: «كان في بني إسرائيل قِصاص، ولم يكن فيهم دِية، فقال الله تعالى لهذه الأمة: {كُتِبَ عليكم القِصاص في القتلَى الْحُرّ بالحرّ والعبدُ بالعبد والأُنثى بالأُنثى [ص:245] فمن عُفي لَه من أخيه شيء فاتِّباع بالمعروف وأداءٌ إليه بإِحسان} [البقرة: 178] فالعفو: أن يقبل الدية في العمد «واتِّباع بالمعروف» ، قال: يتَّبع هذا بالمعروف، «وأداءٌ إليه بإحسان» يؤدِّي هذا بإحسان {ذَلِكَ تَخفيف مِن ربكم ورحمة} مما كتب على من كان قبلكم، إِنما هو القِصاص وليس الدية» أخرجه البخاري والنسائي (1) .
__________
(1) رواه البخاري 8 / 133 في تفسير سورة البقرة، باب قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى} ، وفي الديات، باب من قتل له قتيل فهو بخير النظرين، والنسائي 8 / 37 في القسامة، باب تأويل قوله عز وجل: {فمن عفي له من أخيه شيء فاتباع بالمعروف وأداء إليه بإحسان} .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه البخاري (4498) حدثنا الحميدي، حدثنا سفيان، حدثنا عمر، وقال: سمعت مجاهدا، قال: سمعت ابن عباس، فذكره.
وأخرجه النسائي (8/36) قال الحارث بن مسكين - قراءة عليه وأنا أسمع - عن سفيان، عن عمرو، عن مجاهد، عن ابن عباس، فذكره.(10/244)
7768 - () عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: سمعت رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «مَنْ قَتَلَ رجلاً مؤمناً عمداً، فهو قَوَد به، ومن حال دونه، فعليه لعنةُ الله وغضبُه، ولا يقبل الله منه صَرفاً، ولا عَدْلاً» أخرجه ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وهو بمعنى حديث ابن عباس الذي رواه أبو داود رقم (4539) و (4540) و (4591) في الديات، باب فيمن قتل في عميا بين قوم، والنسائي 8 / 40 في القسامة، باب من قتل بحجر أو سوط، وإسناده حسن، وسيأتي رقم (7170) .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه رزين، وهو بمعنى حديث ابن عباس الذي رواه أبو داود رقم (4539 و4540 و4591) في الديات، باب فيمن قتل في عميا بين قوم. والنسائي (8/40) في القسامة، باب قيمن قتل بحجر أو سوط.(10/245)
7769 - (د) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا أُعفي من قتلَ بعد أخذ الدية» أخرجه أبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(لا أُعفي من قتل بعد أخذ الدية) هذا دعاء عليه، أي: لا كثر ماله ولا استغنى.
__________
(1) رقم (4507) في الديات، باب من يقتل بعد أخذ الدية، وإسناده ضعيف.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/363) قال: حدثنا عفان. وأبو داود (4507) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل.
كلاهما - عفان، وموسى - قالا: حدثنا حماد بن سلمة، قال: أخبرنا مطر الوراق، قال: وأحسبه عن الحسن، فذكره.
قلت: مطر الوراق، ضعيف قال عبد الله: سألت أبي عن مطر الوراق فقال: كان يحيى بن سعيد يشبه مطر الوراق بابن أبي ليلى في سوء الحفظ وابن أبي ليلى مضطرب الحديث، وقال النسائي: مطر ليس بالقوي، وذكر الحديث ابن عدي في الكامل (3/396) : قال: كتب إلى محمد بن الحسن، ثنا عمرو بن علي قال: سألت يحيى عن حديث مطر، عن الحسن أن رسول الله قال: «لا أعافي أحدا قتل بعد أخذ الدية» ، فقال: حدثنا موسى بن سيار قال: ثنا الحسن أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا أعافي أحدا قتل بعد عفوه وأخذ الدية» .
فقلت: أريد حديث مطر فحدثني به بعد شدة.(10/245)
الفرع الثاني: في الخطأ وعمد الخطأ
7770 - (د س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- وفي رواية: قال طاوس: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «من قُتِلَ في عِمِّيَّا في رمي (1) يكون بينهم بالحجارة - أو قال: بالسياط - أو ضُرِبَ بعصاً فهو خطأ، وعَقْلُه عَقْلُ الخطأ، ومن قُتِلَ عَمداً فهو قَود، ومن حال دونه، فعليه لعنةُ الله وغضبُه، لا يقبل منه صرف ولا عدل» . أخرجه أبو داود والنسائي (2) .
__________
(1) في بعض النسخ: في رميا.
(2) رواه أبو داود رقم (4539) و (4540) و (4591) في الديات، باب فيمن قتل في عميا بين قوم، والنسائي 8 / 40 في القسامة، باب من قتل بحجر أو سوط، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (4540) قال: حدثنا محمد بن أبي غالب، قال: حدثنا سعيد بن سليمان. وفي (4591) قال: حدثت عن سعيد بن سليمان. وابن ماجة (2635) قال: حدثنا محمد بن معمر، قال: حدثنا محمد بن كثير. والنسائي (8/39) قال: أخبرنا هلال بن العلاء بن هلال، قال: حدثنا سعيد بن سليمان. وفي (8/40) قال: أخبرنا محمد بن معمر، قال: حدثنا محمد بن كثير.
كلاهما - سعيد بن سليمان، ومحمد بن كثير - عن سليمان بن كثير، عن عمرو بن دينار، عن طاووس، فذكره.
* أخرجه أبو داود (4539) قال: حدثنا محمد بن عبيد، قال: حدثنا حماد. (ح) وحدثنا ابن السرح، قال: حدثنا سفيان.
كلاهما - حماد، وسفيان - عن عمرو، عن طاووس، قال: من قتل، وقال ابن عبيد: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: من قتل، فذكره. (أرسله محمد بن عبيد، وجعله ابن السرح من قول طاووس) .(10/246)
7771 - (م د س) وائل بن حُجر - رضي الله عنه - قال: «إني لقاعد مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، إذ جاء رجل يقود آخرَ بِنِسعَة، فقال: يا رسولَ الله، هذا قتلَ أخي، فقال له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: أقتلتَه؟ - فقال (1) : إنه لو لم يعترف أقمتُ عليه البينة - قال: نعم قتلته، قال: كيف قتلته؟ قال: كنت أنا وهو نختبط من شجرة، فسَبَّني فأغضبني، فضربته بالفأس على قَرْنه فقتلته، فقال له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: هل لك من شيء تؤدِّيه عن نفسك؟ قال: [ص:247] مالي من مال إلا كسائي وفأسي، قال: أتُرى قومَك يشرونك؟ قال: أنا أهون على قومي من ذلك، فرمى إليه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بِنِسعَته، وقال: دونكَ صَاحبك، فانطلَقَ به الرجل، فلما ولّى قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: إن قَتَلهُ فهو مِثلُهُ، فرجع إليه، فقال: بلغني أنك قلتَ: إن قتله فهو مثله، وما أخذتُه إلا بأمرك، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: أمَا ترِيدُ أن يَبُوءَ بإثمه وإثم صاحِبِكَ؟ قال: بَلَى يا نَبيَّ الله، فإن ذاك كذلك؟ قال: فرمَى بنِسْعَتِهِ، وخَلَّى سبيله» . أخرجه مسلم.
وفي رواية لأَبي داود قال: «جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم- بحَبَشِيّ، فقال: إن هذا قتل ابن أخي، قال: كيف قتلته؟ قال: ضربتُ رأسه بالفأس ولم أُرِدْ قتلَه، قال: هل لك مال تؤدِّي دِيَتَهُ؟ قال: لا، قال: أرأيتَ إِن أرسلتُكَ تسألُ الناس تجمع ديته؟ قال: لا، قال: فَموَاليك يُعطُونكَ ديته؟ قال: لا، قال للرجل: خذه، فخرج به ليقتلَه، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: أما إنه إن قتله كان مثلَه، فبلغ به الرجلُ حيث سمع قولَه، فقال: هو ذا، فَمُر به ما شئتَ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: أرْسِلْهُ - وقال مرة: دَعْهُ - يبوء بإثم صاحبه وإثمه، فيكون من أصحاب النار، قال: فأرسله» .
وفي أخرى له قال: «كنتُ عند النبي - صلى الله عليه وسلم-، إِذ جيء برَجُل قاتل في عنقه النِّسْعَةُ، قال: فدعا وليَّ المقتول، فقال: أتعفو؟ قال: لا، قال: أفتأخذ الدية؟ قال: لا، قال: أفتقتل؟ قال: نعم، قال: اذهَبْ به، [فلما [ص:248] ولَّى قال: أتعفو؟ قال: لا، قال: أفتأخذ الدية؟ قال: لا، قال: أفتقتل؟ قال: نعم، قال: اذهب] ، فلما كان في الرابعة، قال: أمَا إنك إن عَفَوْتَ عنه يبوء بإثمه وإثم صاحبه؟ قال: فعفا عنه، فأنا رأيتُهُ يَجُرُّ النِّسْعَةَ» وأخرجه النسائي مثل الأولى (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(النِّسعَة) : سير يضفر على شبه الأعِنَّة، تشد به الرحال، ويجمع على النسوع والأنساع.
(نختبط) الاختباط: ضرب الشجر بالعصا ليتناثر ورقه.
(إن قتله فهو مثله) يحتمل وجهين: أحدهما: أنه لم ير لصاحب الدم أن يقتله، لأنه ادعى أنَّ قتله كان خطأً أو شبه العمد، فأورث ذلك شبهة في وجوب القتل ونفي القود، والوجه الآخر: أن يكون معناه: أنه إذا قتله كان مِثله في حكم البواء، فصارا متساويين، لا فضل للمقتص إذا استوفى حقه من المقتص منه.
__________
(1) هذا قول القائد الذي هو ولي القتيل، أدخله الراوي بين سؤال النبي صلى الله عليه وسلم وبين جواب القاتل، يريد أنه لا مجال له في الإنكار.
(2) رواه مسلم رقم (1680) في القسامة، باب صحة الإقرار بالقتل وتمكين ولي القتيل من القصاص واستحباب طلب العفو منه، أبو داود رقم (4499) و (4500) و (4501) في الديات، باب الإمام يأمر بالعفو في الدم، والنسائي 8 / 13 - 18 في القسامة، باب القود.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الدارمي (2364) قال: أخبرنا أحمد بن عبد الهمداني. قال: حدثنا أبو أسامة، عن عوف، عن حمزة أبي عمرو. ومسلم (5/109) قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري: قال: حدثنا أبي قال: حدثنا أبو يونس، عن سماك بن حرب. (ح) وحدثني محمد بن حاتم. قال: حدثنا سعيد بن سليمان. قال: حدثنا هشيم. قال: أخبرنا إسماعيل بن سالم. وأبو داود (4499) قال: حدثنا عبيد الله بن عمر بن ميسرة الجشمي. قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن عوف. قال: حدثنا حمزة أبو عمر العائذي. وفي (4500) قال: حدثنا عبيد الله بن عمر بن ميسرة. قال: حدثنا يحيى بن سعيد. قال: حدثني جامع بن مطر. وفي (4501) قال: حدثنا محمد بن عوف الطائي. قال: حدثنا عبد المقدوس بن الحجاج. قال: حدثنا يزيد بن عطاء الواسطي، عن سماك. والنسائي (8/14 و 244) قال: أخبرنا محمد بن بشار. قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن عوف بن أبي جميلة. قال: حدثني حمزة أبو عمر العائذي. وفي (8/15) قال: أخبرنا محمد بن بشار. قال: حدثنا يحيى. قال: حدثنا جامع بن مطر الحبطي. (ح) وأخبرنا عمرو بن منصور. قال: حدثنا حفص بن عمر، وهو الحوضي. قال: حدثنا جامع بن مطر. (ح) وأخبرنا إسماعيل بن مسعود. قال: حدثنا خالد. قال: حدثنا حاتم، عن سماك. وفي (8/16) قال: أخبرنا زكريا بن يحيى. قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ. قال: حدثنا أبي. قال: حدثنا أبو يونس، عن سماك بن حرب. وفي (8/17) قال: أخبرنا محمد بن معمر. قال: حدثنا يحيى بن حماد، عن أبي عوانة عن إسماعيل بن سالم.
أربعتهم - حمزة أبو عمرو، وسماك، عن إسماعيل بن سالم، وجامع بن مطر - عن علقمة بن وائل، فذكره.
* وأخرجه النسائي (8/13) قال: أخبرنا محمد بن إسماعيل بن إبراهيم. قال: حدثنا إسحاق، عن عوف الأعرابي، عن علقمة بن وائل الحضرمي، فذكره. ليس بين عوف وعلقمة أحد.(10/246)
7772 - (د ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: «قُتِلَ رجل [ص:249] على عهدِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فَرُفِعَ ذلك إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، فَدَفَعَهُ إلى وَلِيِّ المقتول، فقال القاتل: يا رسولَ الله، ما أردتُ قَتْلَهُ، قال: فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- للوليِّ: أما إِنه إِن كان صادقاً ثم قَتَلْتَهُ دخلتَ النار، قال: فخلَّى سبيله، قال: وكان مكتوفاً بِنسْعَة، فخرج يَجُرُّ نِسْعَتَهُ، فسُمِّيَ ذا النسعة» أخرجه الترمذي وأبو داود والنسائي (1) .
__________
(1) رواه والترمذي رقم (1407) في الديات، باب ما جاء في حكم ولي القتيل في القصاص والعفو، وأبو داود رقم (4498) في الديات، باب الإمام يأمر بالعفو في الدم، والنسائي 8 / 13 في القسامة، باب القود، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (4498) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة. وابن ماجة (2690) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعلي بن محمد. والترمذي (1407) قال: حدثنا أبو كريب. والنسائي (8/13) قال: أخبرنا محمد بن العلاء وأحمد بن حرب.
خمستهم - عثمان، وأبو بكر، وعلي بن محمد، ومحمد بن العلاء أبو كريب، وأحمد بن حرب - عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح، فذكره.
قلت: الأعمش مدلس وقد عنعن، وقد نص بعض الأئمة على أنه لم يسمع من أبي صالح، وهو مولى أم هانئ قال ابن أبي حاتم في المراسيل: قال أحمد بن حنبل: لم يسمع من شمر بن عطية قال: وقال أبي: لم يسمع من أبي صالح مولى أم هانئ.(10/248)
الفرع الثالث: في الولد والوالد
7773 - (ت) سراقة بن مالك - رضي الله عنه - قال: «حَضَرْتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يُقيدُ الأبَ من ابنه، ولا يُقِيدُ الابنَ من أبيه» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (1399) في الديات، باب ما جاء في الرجل يقتل ابنه يقاد منه أم لا، وإسناده ضعيف، ولكن له شاهد عند البيهقي 8 / 38 من حديث محمد بن عجلان عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، وإسناده حسن، وقال الترمذي: والعمل على ذلك عند أهل العلم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (1399) قال: حدثنا علي بن حجر، قال: حدثنا إسماعيل بن عياش، قال: حدثنا المثنى بن الصباح، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، فذكره.
قلت: المثنى بن صباح نزيل مكة ضعيف اختلط بآخره، إسماعيل بن عباس فخلط في غير أهله أي في غير الشام، قال محمد بن عثمان بن أبي شيبة عنه ثقة فيما روى عن الشاميين، وأما روايته عن أهل الحجاز فإن كتابه ضاع مخلط في حفظه عنهم.(10/249)
7774 - (ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «لا تُقَامُ الحدود في المساجد، ولا يُقتَل الوالد بالولد» أخرجه الترمذي (1) . [ص:250]
وفي رواية رزين «ولا يقتل بالولد الوالد» .
__________
(1) رقم (1401) في الديات، باب ما جاء في الرجل يقتل ابنه يقاد منه أم لا، وإسناده ضعيف، ولكن يشهد له حديث البيهقي كما في الذي قبله.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الدارمي (2362) قال: أخبرنا جعفر بن عون. وابن ماجة (2599) قال: حدثنا سويد بن سعيد، قال: حدثنا علي بن مسهر (ح) وحدثنا الحسن بن عرفة، قال: حدثنا أبو حفص الأبار. وفي (2661) قال: حدثنا سويد بن سعيد، قال: حدثنا علي بن مسهر. والترمذي (1401) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا ابن أبي عدي.
أربعتهم - جعفر بن عون، وعلي بن مسهر، وأبو حفص الأبار، وابن أبي عدي - عن إسماعيل بن مسلم، عن عمرو بن دينار، عن طاووس، فذكره.
رواية ابن ماجة (2599) مختصرة على: «لا تقام الحدود في المساجد» .
ورواية ابن ماجة (2661) مختصرة على: «لا يقتل بالولد الوالد» .
قلت: في إسناده إسماعيل بن مسلم قال عبد الله عن أبيه: أسند عن عمرو بن دينار أحاديث مناكير ليس أراه بشيء.(10/249)
7775 - (ت) عمر - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «لا يُقاد الوالد بالولد» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (1400) في الديات، باب ما جاء في الرجل يقتل ابنه يقاد منه أم لا، وإسناده ضعيف، ولكن يشهد له الأحاديث التي قبله.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (1/22) (147) قال: حدثنا أبو سعيد، قال: حدثنا عبد الله بن لهيعة. وفي (148) قال: حدثنا حسن، قال: حدثنا ابن لهيعة. وفي (1/49) (346) قال: حدثنا أبو المنذر أسد بن عمرو، أراه عن حجاج. وعبد بن حميد (41) قال: حدثني ابن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو خالد الأحمر، عن حجاج. وابن ماجة (2662) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو خالد الأحمر، عن حجاج. والترمذي (1400) قال: حدثنا أبو سعيد الأشج، قال: حدثنا أبو خالد الأحمر، عن الحجاج بن أرطاة.
كلاهما - ابن لهيعة،وحجاج - عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، فذكره.(10/250)
7776 - (د س) أبو رمثة - رضي الله عنه - قال: «انطلقت مع أبي نحو النبي - صلى الله عليه وسلم-، ثم إِن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال لأبي: ابنُك هذا؟ قال: ابني (1) ورب الكعبة، قال: حقاً؟ قال: أشهد به، قال: فتبسَّم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ضاحكاً من حلف أبي، ومن ثَبْت شَبَهي في أبي، ثم قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: أما إنه لا يجني عليك، ولا تجني عليه، وقرأ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- {وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أخرى} » أخرجه أبو داود.
وفي رواية النسائي قال: «أتيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- مع أبي، فقال: من هذا معك؟ فقال: ابني، أشهد به، قال: أما إِنك لا تجني عليه، ولا يجني عليك» (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(لا يجني عليك) يعني أن الإنسان لا يؤاخذ بجناية غيره، إنما يؤاخذ بجناية نفسه.
__________
(1) في نسخ أبي داود المطبوعة: إي.
(2) رواه أبو داود رقم (4495) في الديات، باب لا يؤخذ أحد بجريرة أخيه أو أبيه، والنسائي 8 / 53 في القسامة، باب هل يؤخذ أحد بجريرة غيره، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الحميدي (866) قال: حدثنا سفيان. قال: حدثنا عبد الملك بن سعيد بن أبجر. وأحمد (2/226) و (4/163) قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا سفيان. وفي (2/226) قال: حدثنا أبو نعيم. قال: حدثنا سفيان. وفي (2/226) قال: حدثنا هشام بن عبد الملك وعفان. قالا: حدثنا عبيد الله بن إياد. وفي (4/163) قال: حدثنا هشيم. قال: أخبرنا عبد الملك بن عمير. وفي (4/163) قال: حدثنا سفيان بن عيينة. قال: حدثني عبد الملك بن أبجر. وفي (4/163) قال: حدثنا وكيع، عن علي بن صالح. والدارمي (2393) قال: أخبرنا يونس بن محمد. قال: حدثنا جرير، يعني ابن حازم. قال: سمعت عبد الملك بن عمير.
وفي (2394) قال: أخبرنا أبو الوليد. قال: حدثنا عبيد الله بن إياد. وأبو داود (4065 و4206 و4495) قال: حدثنا أحمد بن يونس. قال: حدثنا عبيد الله، يعني ابن إياد. وفي (4207) قال: حدثنا محمد بن العلاء. قال: حدثنا ابن إدريس. قال: سمعت ابن أبجر. وفي (4208) قال: حدثنا ابن بشار. قال: حدثنا عبد الرحمن. قال: حدثنا سفيان. والترمذي (2812) وفي الشمائل (65) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. قال: حدثنا عبيد الله بن إياد بن لقيط. وفي الشمائل (43) قال: حدثنا علي بن حجر. قال: أخبرنا شعيب بن صفوان، عن عبد الملك بن عمير. وفي (45) قال: حدثنا أحمد بن منيع. قال: أخبرنا هشيم. قال: أخبرنا عبد الملك بن عمير. وعبد الله بن أحمد في زياداته على المسند (2/226) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا حسين بن علي، عن ابن أبجر. وفي (2/227) قال: حدثني سعيد بن أبي الربيع السمان. قال: حدثنا أبو عوانة، عن عبد الملك بن عمير. وحدثني أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا محمد بن بشر، عن علي بن صالح. وفي (2/227) قال: حدثني عمرو بن محمد بن بكير الناقد. قال: حدثنا هشيم غير مرة. قال: أخبرني عبد الملك بن عمير. وفي (2/227 و 4/163) قال: حدثنا محمد بن بكار. قال: حدثنا قيس بن الربيع الأسدي. وفي (2/227) قال: حدثني جعفر بن حميد الكوفي.
قال: حدثنا عبيد الله بن إياد بن لقيط. وفي (2/228) قال: حدثني أبي وأبو خيثمة زهير بن حرب. قالا: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. قال: حدثنا عبيد الله بن إياد بن لقيط. وفي (2/228) قال: عبد الله بن أحمد: حدثني شيبان بن أبي شيبة. قال: حدثنا جرير، يعني ابن حازم. قال: حدثنا عبد الملك بن عمير. وفي (4/163) قال: حدثنا العباس الدوري. قال: حدثنا عمر بن حفص بن غياث. قال: حدثنا أبي، عن الشيباني. والنسائي (3/185) قال: أخبرنا محمد بن بشار. قال: حدثنا عبد الرحمن قال: حدثنا عبيد الله بن إياد. وفي (8/53) قال: أخبرني هارون بن عبد الله. قال: حدثنا سفيان. قال: حدثني عبد الملك بن أبجر. وفي (8/140) قال: أخبرنا محمد بن بشار. قال: حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان. (ح) وأخبرنا عمرو بن علي. قال: حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان. وفي (8/204) قال: أخبرنا العباس بن محمد، قال: أنبأنا أبو نوح. قال: حدثنا جرير بن حازم، عن عبد الملك بن عمير.(10/250)
الفرع الرابع: في الجماعة بالواحد، والحرّ بالعبد
7777 - (خ ط) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - «أن غُلاماً قُتِلَ غِيلة، فقال عمر: لو اشترك فيه أهل صنعاءَ لقتلتهم» قال البخاري: وقال مغيرة بن حكيم عن أبيه: «إن أربعة قتلوا صَبيّاً، فقال عمر مثله ... » أخرجه البخاري (1) .
وفي رواية الموطأ عن ابن المسيب: أن عمر بن الخطاب «قتل نَفَراً خمسة، أو سبعة برجل واحد، قتلوه قتلَ غِيلة، وقال عمر: لَوْ تمالأ عليه أهل صنعاءَ لقتلتهم جميعاً» .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(غِيلة) قتل فلان غِيلة، بكسر الغين: إذا قتل خديعة ومكراً من غير أن يعلم أنه يراد به ذلك.
__________
(1) تعليقاً 12 / 200 في الديات، باب إذا أصاب قوم من رجل هل يعاقب أو يقتص منهم كلهم، ومالك في الموطأ 2 / 871 في العقول، باب ما جاء في الغيلة والسحر، قال الحافظ في " الفتح ": وهذا الأثر موصول إلى عمر بأصح إسناد، وقد أخرجه ابن أبي شيبة عن عبد الله بن نمير عن يحيى القطان من وجه آخر عن نافع ولفظه: أن عمر قتل سبعة من أهل صنعاء برجل ... إلخ ثم ذكر الحافظ رواية الموطأ التي بعد هذه، وقال: ورواية نافع أوصل وأوضح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه البخاري تعليقا في الديات (21) قال لي ابن بشار: حدثنا يحيى،عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر. قال الحافظ في الفتح وهذا الأثر موصول إلى عمر بأصح إسناد، وقد أخرجه ابن أبي شيبة عن عبد الله بن نمير،عن يحيى القطان -من وجه آخر- عن نافع ولفظه: أن عمر قتل سبعة من أهل صنعاء برجل.. إلخ، ثم ذكر الحافظ رواية الموطأ التي بعد هذه، وقال: ورواية نافع أوصل وأوضح.
وأخرجه مالك في الموطأ بشرح الزرقاني (4/248) عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب، أن عمر، فذكره.(10/251)
7778 - (د ت س) سمرة بن جندب - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَنْ قتل عبدَه قتلناه، ومَنْ جَدَعَ عبده جدعناه» . [ص:252] أخرجه الترمذي وأبو داود والنسائي.
وزاد النسائي في رواية أخرى «ومن خصَى عبده خصيناه» .
وفي رواية لأبي داود: ثم إن الحسن نَسِيَ هذا الحديث فكان يقول: «لا يُقْتَلُ حُرٌّ بعبد» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(مَنْ قتل عَبْدَهُ قتلناه، ومن جَدَعَ عبده جدعناه) قال الخطابي: قد تأول بعضهم هذا الحديث على أنه إنما جاء في عبدٍ كان يملكه فزال عنه ملكه، وصار كفؤاً له بالحرية، فإن قتله كان مقتولاً به، قال: وقول أبي داود: إن الحسن نسي هذا الحديث، فكان يقول: «لا يقتل حر بعبد» يحتمل أن الحسن لم ينس الحديث، ولكن كأنه تأوله على غير معنى الإيجاب، ورآه نوعاً من الزجر لِيَرْتَدِعُوا، كما قال - صلى الله عليه وسلم- في شارب الخمر: «إذا شرب فاجلدوه فإن عاد فاجلدوه، ثم قال في الرابعة، أو الخامسة: فإن عاد فاقتلوه، ثم جيء به، وقد شرب الخمر أربعاً أو خمساً فلم يقتله» وإلا فالمذهب المتفق عليه: أن المولى لا يقاد بعبده، ولا يُقتص منه، وإنما الخلاف جاء فيمن قتل عبدَ [ص:253] غيره، فذهب أبو حنيفة إلى أنه يقاد به، وذهب الشافعي إلى نفي القود، والجدع: قطع الأنف أو الأذن.
__________
(1) رواه أبو داود رقم (4515) و (4516) و (4517) و (4518) في الديات، باب من قتل عبده، أو مثل به أيقاد منه، والترمذي رقم (1414) في الديات، باب ما جاء في الرجل يقتل عبده، والنسائي 8 / 21 في القسامة، باب القود من السيد للمولى، ورجاله ثقات، إلا أن فيه عنعنة الحسن البصري، وفي سماعه من سمرة خلاف، ومع ذلك فقد حسنه الترمذي.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1- أخرجه أحمد (5/10) قال: حدثنا أبو النضر، قال: حدثنا شعبة. وفي (5/11) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا أبو عوانة. وفي (5/11) أيضا قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (5/12) قال: حدثنا عبد الوهاب الخفاف، قال: حدثنا سعيد. وفي (5/12) أيضا قال: حدثنا هشيم، قال: أنبأنا شعبة، وغيره. وفي (5/19) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، وابن جعفر، قالا: حدثنا سعيد. والدارمي (2363) قال: أخبرنا سعيد بن عامر، عن سعيد. وأبو داود (4515) قال: حدثنا علي بن الجعد، قال: حدثنا شعبة. (ح) وحدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا حماد. وفي (4516) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا معاذ بن هشام، قال: حدثني أبي. وفي (4517) قال: حدثنا الحسن بن علي، قال: حدثنا سعيد بن عامر، عن ابن أبي عروبة. وابن ماجة (2663) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا وكيع، عن سعيد بن أبي عروبة. والترمذي (1414) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا أبو عوانة. والنسائي (8/20) قال: أخبرنا محمود بن غيلان - هو المروزي - قال: حدثنا أبو داود الطيالسي، قال: حدثنا هشام. وفي (8/21) قال: أخبرنا نصر بن علي، قال: حدثنا خالد، قال: حدثنا سعيد. وفي (8/21) قال: أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا أبو عوانة. وفي (8/26) قال: أخبرنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (8/26) أيضا قال: أخبرنا محمد بن المثنى، ومحمد بن بشار، قالا: حدثنا معاذ بن هشام، قال: حدثني أبي.
خمستهم - شعبة، وأبو عوانة، وسعيد بن أبي عروبة، وحماد، وهشام - عن قتادة.
2- وأخرجه أحمد (5/18) قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا هشام.
3- وأخرجه أحمد (5/18) قال: حدثنا يزيد بن هارون، عن أبي أمية، شيخ له.
ثلاثتهم - قتادة، وهشام، وأبو أمية - عن الحسن، فذكره.
قلت: فيه عنعنة الحسن وهو على إمامته مدلس، وفي سماع الحسن من سمرة خلاف وإن كان الراجح أنه لم يسمع منه سوى حديث العقيقة.(10/251)
الفرع الخامس: في المسلم بالكافر
7779 - (خ ت س) أبو جحيفة - رضي الله عنه - قال: قلت لعلي: «يا أمير المؤمنين، هل عندكم سوداءُ في بيضاءَ ليس في كتاب الله؟ قال: لا، والذي فَلَقَ الحبَّة وبَرَأ النَّسَمَةَ، ما علمتُه، إلا فهماً يُعطيه الله رَجُلاً في القرآن، وما في هذه الصحيفة، قال: قلت: وما في هذه الصحيفة؟ قال: فيها العقل وفَكاك الأسير، وأن لا يقتل مؤمن بكافر» أخرجه البخاري والترمذي والنسائي هكذا مختصراً (1) .
وقد أخرج مسلم، وأبو داود هذا المعنى عن عليٍّ من غير رواية أبي جحيفة وقد ذكرنا ذلك في «كتاب العلم» من «حرف العين» ، وفي «فضل المدينة» ، من «كتاب الفضائل» .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فَلَقَ الحبةَ) فَلْق الحَبَّةِ: شقُّها للإنبات. [ص:254]
(وبرأ النسمة) البرء: الخلق، والنسمة: كل ذي رُوح.
__________
(1) رواه البخاري 12 / 230 في الديات، باب لا يقتل المسلم بالكافر، وفي العلم، باب كتابة العلم، وفي الجهاد، باب فكاك الأسير، والترمذي رقم (1412) في الديات، باب ما جاء في لا يقتل مسلم بكافر، والنسائي 8 / 23 في القسامة، باب سقوط القود من المسلم للكافر.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الحميدي (40) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (1/79) (599) قال: حدثنا سفيان. والدارمي (2361) قال: أخبرنا إسحاق، قال: أخبرنا جرير. والبخاري (1/38) قال: حدثنا محمد بن سلام، قال: أخبرنا وكيع، عن سفيان. وفي (4/84) قال: حدثنا أحمد بن يونس، قال: حدثنا زهير. وفي (9/13) قال: حدثنا صدقة بن الفضل، قال: أخبرنا ابن عيينة. وابن ماجة (2658) قال: حدثنا علقمة بن عمرو الدارمي، قال: حدثنا أبو بكر بن عياش.
والترمذي (1412) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا هشيم. والنسائي (8/23) قال: أخبرنا محمد بن منصور، قال: حدثنا سفيان.
خمستهم - سفيان بن عيينة، وجرير، وسفيان الثوري، وزهير، وأبو بكر بن عياش - عن مطرف بن طريف، عن عامر الشعبي، عن أبي جحيفة، فذكره.(10/253)
7780 - (ت س) قيس بن عباد - رضي الله عنه - قال: «انطلقت أنا والأشتَرُ إلى علي بن أبي طالب، فقلنا له: هل عَهِدَ إليك رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- شيئاً لم يعهده إِلى الناس عامة؟ قال: لا، إلا ما في هذا، فأخرج كتاباً من قُراب سَيفِهِ، فإذا فيه: المؤمنون تتكافأُ دماؤهم، وهم يَد على من سواهم، ويسعى بذمَّتهم أدناهم، ألا لا يُقْتَلُ مؤمن بكافر، ولا ذو عهد في عهده، من أحدثَ حَدَثاً، فعلى نفسه، ومن أحدث حدثاً أو آوى محدِثاً، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين» أخرجه أبو داود والنسائي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(تتكافَأُ) التكافؤ: التماثل والتساوي، أي: أنهم يتساوون في القصاص والديات، لا فضل فيها لشريف على وضيع، ولا كبير على صغير، ولا ذكر على أنثى.
(وهم يَدٌ على من سواهم) أي: أنهم مجتمعون يداً واحدة على غيرهم من أرباب الملل والأديان، فلا يسع أحداً منهم أن يتقاعد عن نصرة أخيه المسلم.
(يسعى بذمتهم أدناهم) أي: أدنى المسلمين إذا أعطى أماناً وعداً كان على الباقين موافقته، وأن لا ينقضوا عهده ولا ذمته. [ص:255]
(أحدث حدَثاً أو آوى محدِثاً) الحدَث: الأمر الحادث، والمراد به الخيانة والجرم، والمحدِث: الذي يجنيها، وآواه: إذا ضمه إليه وحماه.
__________
(1) رواه أبو داود رقم (4530) في الديات، باب أيقاد المسلم بالكافر، والنسائي 8 / 19 في القسامة، باب القود بين الأحرار والمماليك في النفس، وهو حديث صحيح بشواهده.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (1/122) (993) . وأبو داود (4530) قال: حدثنا أحمد بن حنبل، ومسدد. والنسائي (8/19) قال: أخبرني محمد بن المثنى.
ثلاثتهم - أحمد، ومسدد، وابن المثنى - قالوا: حدثنا يحيى بن سعيد، قال: حدثنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن قيس بن عباد، فذكره.(10/254)
7781 - (د) عمرو بن شعيب - رحمه الله - عن أبيه، عن جده قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «المسلمون تتكافأُ دماؤهم، ويسعى بذمَّتهم أدناهم، ويُجير عليهم أقصاهم، وهم يد على من سواهم، يَرُدُّ مُشِدُّهم على مُضْعِفهم ومُتَسَرِّيهم على قاعدهم، ولا يقتَل مؤمن بكافر، ولا ذو عهد في عهده» . أخرجه أبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يجير عليهم أقصاهم) يعني أن أبعد المسلمين داراً يجير عليهم ويمنعهم ممن يريدونه إذا كان قد أعطاه بذلك عهداً، وقيل: هو إذا وَجه الإمام سرية فأجاروا أحداً أمضاه.
(يرد مُشِدهم على مُضْعفهم) المشدّ: الذي دوابُّه شديدة قوية، والمضعِف: الذي دوابُّه ضعاف.
(ومُتَسرِّيهم على قاعدهم) المتسرِّي: الذي مضى في السرية إلى قصد العدو، وهم طائفة من الجيش يوجهون في الغزو، والمعنى: أنه يرد على القاعد منهم سهمه من الغنيمة التي يغنمها. [ص:256]
(لا يقتل مسلم بكافر، ولا ذو عهد في عهده) الكافر هاهنا: هو المخالف للإسلام عند الشافعي، حربياً كان أو ذمياً، وهو الظاهر من إطلاق هذا الاسم بلا خلاف في الشرع، وقد خصصه أبو حنيفة بالحربي دون الذمي، فإن من مذهبه: أن المسلم يقتل بالذمي، والشافعي لا يقتله به، قوله: " ولا ذو عهد في عهده " أي ولا مشرك أُعطي أماناً، فدخل دار الإسلام، فلا يقتل حتى يعود إلى مأمنه، وقيل: ولا ذو عهد في عهده بكافر، ومعنى ذلك وبيانه: أن له تأويلين بمقتضى اختلاف المذهبين، أما من ذهب إلى أن المسلم لا يقتل بالكافر مطلقاً، معاهداً كان أو غير معاهد، فهو مذهب الشافعي فإنه حمل اللفظ على ظاهره، ولم يُضمر له شيئاً، فقال: " لا يقتل مسلم بكافر " والكافر من خالف ملة الإسلام، سواء كان مشركاً أم كتابياً، معاهداً أو غير معاهد، وأما قوله: " ولا ذو عهد في عهده " فمعناه عند الشافعي: النهي عن قتل المعاهد، قال: وفائدة ذكره هاهنا - بعد قوله: " ولا يقتل مسلم بكافر " - أي أنه لما نفى القود عن المسلم- إذا قتل الكافر - عقّبه بقوله: " ولا ذو عهد في عهده " لئلا يتوهم منهم أنه قد نفى عنه القود بقتله الكافر، فيظن أن المعاهد لو قتله كان حكمه كذلك، فقال: " ولا يقتل ذو عهدٍ في عهده " ويكون الكلام معطوفاً على ما قبله، منتظماً في سلكه، من غير تقدير شيء، وأما من ذهب إلى أن المسلم يقتل بالذمي - وهو أبو حنيفة - فاحتاج أن يضمر في الكلام [ص:257] شيئاً مقدراً، ويجعل فيه تقديماً وتأخيراً، فيكون التقدير: لا يقتل مسلم ولا ذو عهد في عهده بكافر، فكأنه قال: لا يقتل مسلم ولا كافر معاهَد بكافر، فإن الكافر قد يكون معاهداً، وغير معاهد.
__________
(1) رقم (4531) في الديات، باب أيقاد المسلم بالكافر، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/180) (6692) قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا محمد بن إسحاق. وفي (2/205) (6917) قال: حدثنا موسى بن داود، قال: حدثنا ابن أبي الزناد، عن عبد الرحمن بن الحارث. وفي (2/215) (7012) قال: حدثنا إبراهيم بن أبي العباس وحسين بن محمد، قالا: حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن عبد الرحمن بن الحارث يبن عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة. وفي (2/216) (7024) و (7026) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد، قال: حدثنا أبي، عن ابن إسحاق. وفيه (2/216) (7027) قال: حدثنا يعقوب وسعد، قالا: حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، يعني محمدا، قال: حدثني عبد الرحمن بن الحارث. والبخاري في الأدب المفرد (570) قال: حدثنا خالد بن مخلد، قال: حدثنا سليمان بن بلال، قال: حدثني عبد الرحمن بن الحارث. وأبو داود (1591) (2751) قال: حدثنا قتيبة سعيد، قال: حدثنا ابن أبي عدي، عن ابن إسحاق. وفي (2751) و (453) قال: حدثنا عبيد الله بن عمر، قال: حدثنا هشيم، عن يحيى بن سعيد. وابن ماجة (2659) و (2685) قال: حدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا حاتم بن إسماعيل، قال: حدثنا عبد الرحمن بن الحارث. والترمذي (1413) قال: حدثنا عيسى بن أحمد، قال: حدثنا ابن وهب، عن أسامة بن زيد. وفي (1585) قال: حدثنا حميد بن مسعدة، قال: حدثنا يزيد بن زريع، قال: حدثنا حسين المعلم. وابن خزيمة (2280) قال: حدثنا أبو الخطاب زياد بن يحيى الحساني قال: حدثنا عبد الأعلى، قال: حدثنا محمد بن إسحاق.
خمستهم - محمد بن إسحاق، وعبد الرحمن بن الحارث، ويحيى بن سعيد، وأسامة بن زيد، وحسين المعلم - عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، فذكره.
(شرحالغريب) :
يجير عليهم أقصاهم: يعني أن أبعد المسلمين دارا يجير عليهم ويمنعهم ممن يريدونه إذا كان قد أعطاه بذلك عهدا، وقيل: هو إذا وجه الإمام سرية فأجاروا أحدا أمضاه.
يرد مشدهم على مضعفهم، المشد: الذي دوابه شديدة قوية، والمضعف: الذي دوابه ضعاف.
ومتسريهم على قاعدهم: المتسري: الذي مضى في السرية إلى قصد العدو، وهم طائفة من الجيش يوجهون في الغزو، والمعنى: أنه يرد على القاعد منهم سهمه من الغنيمة التي يغنمها.
لا يقتل مسلم بكافر، ولا ذو عهد في عهد: الكافر هاهنا: هو المخالف للإسلام -عند الشافعي-، حربيا كان أو ذميا، وهو الظاهر من إطلاق هذا الاسم بلا خلاف في الشرع، وقد خصصه أبو حنيفة بالحربي دون الذمي، فإن من مذهبه: أن المسلم يقتل بالذمي، والشافعي لا يقتله به، وقوله: «ولا ذو عهد في عهده» أي ولا مشرك أعطي أمانا، فدخل دار الإسلام، فلا يقتل حتى يعود إلى مأمنه، وقيل: ولا ذو عهد في عهده بكافر، ومعنى ذلك وبيانه: أن له تأويلين بمقتضى اختلاف المذهبين، أما من ذهب إلى أن المسلم لا يقتل بالكافر مطلقا، معاهدا كان أو غير معاهد، فهو مذهب الشافعي فإنه حمل اللفظ على ظاهره، ولم يضمر له شيئا، فقال: «لا يقتل مسلم بكافر» والكافر من خالف ملة الإسلام، سواء كان مشركا أو كتابيا، معاهدا أو غير معاهد، وأما قوله: «ولا ذو عهد في عهده» فمعناه عند الشافعي: النهي عن قتل المعاهد، قال: وفائدة ذكره هاهنا، بعد قوله: «ولا يقتل مسلم بكافر» . أي أنه لما نفى القود عن المسلم، إذا قتل الكافر، عقبه بقوله: «ولا ذو عهد في عهده» لئلا يتوهم متوهم أنه قد نفى عنه القود بقتله الكافر، فيظن أن المعاهد لو قتله كان حكمه كذلك، فقال: «ولا يقتل ذو عهد في عهده» ويكون الكلام معطوفا على ما قبله، منتظما في سلكه، من غير تقدير شيء، وأما من ذهب إلى أن المسلم يقتل بالذمي، وهو أبو حنيفة فاحتاج أن يضمر في الكلام شيئا مقدرا، ويجعل فيه تقديما وتأخيرا، فيكون التقدير: لا يقتل مسلم ولا ذو عهد في عهده بكافر، فكأنه قال: لا يقتل مسلم ولا كافر معاهد بكافر، فإن الكافر قد يكون معاهدا، وغير معاهد.(10/255)
الفرع السادس: في المجنون والسكران
7782 - (ط) يحيى بن سعيد - رحمه الله - أن مروان كَتب إِلى معاويةَ بنِ أبي سفيان: «أنه أُتِيَ إليه بمجنون قد قتل رجلاً، فكتب إِليه معاويةُ: أن اعقِلْهُ، ولا تُقِدْ منه، فإنه ليس على مجنون قَوَد» . أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 2 / 851 في العقول، باب دية الخطأ في القتل، وإسناده منقطع.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده منقطع: أخرجه مالك في الموطأ بشرح الزرقاني (4/218) عن يحيى بن سعيد، فذكره.(10/257)
7783 - (ط) مالك بن أنس - رحمه الله - بلغه أن مروان بن الحكم كتب إلى معاويةَ: «أنه أُتِيَ بسكران قد قَتَل [رَجُلاً] ، فكتب إليه [معاويةُ] : أن اقتُله به» . أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 2 / 872 في العقول، باب القصاص في القتل بلاغاً، وإسناده معضل.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده معضل: أخرجه مالك في الموطأ بشرح الزرقاني (4/250) بلاغا.(10/257)
الفرع السابع: فيمن شتم النبي - صلى الله عليه وسلم -
7784 - (د) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - «أن يَهُودية كانت [ص:258] تشتِمُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، وتقع فيه، فخنقها رَجُل حتى ماتت، فأبطل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- دَمها» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (4362) في الحدود، باب الحكم فيمن سب النبي صلى الله عليه وسلم، وهو حديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه أبو داود (4362) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة وعبد الله بن الجراح، عن جرير، عن مغيرة، عن الشعبي، فذكره.(10/257)
7785 - (د س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - «أن أعمى كانت له أمُّ ولد تَشْتِم رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، وتقع فيه، فَيَنْهَاها فلا تنتهي، ويزجرُها فلا تَنْزجر، فلما كان ذات ليلة جعلت تقع في النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، فأخذ المِغْوَل فوضعه في بطنها واتَّكأ عليها فقتلها، وَوَقع بين رجليها طفل، فلَطَّخت ما هناك بالدم، فلما أصبح ذُكِر ذلك لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فجمع الناس، فقال: أنْشُدُ الله رجلاً فعل ما فعل لي عليه حق إلا قام، فقام الأَعمى يتخطَّى الناس، وهو يتزلزل (1) حتى قعد بين يدي النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، فقال: يا رسول الله، أنا صاحبها، كانت تَشْتِمك وتقع فيك، فأنهاها فلا تنتهي، وأزجرُها فلا تنزجر، ولي منها ابنان مثل اللؤلؤتين، وكانت بي رفيقة، فلما كانت البارحةَ جعلت تشتِمك وتقع فيك، فأخذتُ المغول فوضعته في بطنها، فاتكأْتُ عليها حتى قتلتُها، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: أَلا اشهدوا أن دَمَها هَدَر» أخرجه أبو داود والنسائي، ولم يذكر النسائي وقوع الطفل بين يديها وتلطخه بالدم (2) . [ص:259]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(المغول) : آلة ذات نَصْل دقيق يكون مخبوءاً في مثل سوط أو عكَّازة.
(هدر) ذهب دمه هدراً، وأهدر دمه: إذا لم يدرك ثأره ولا مكّن وليه من أخذ ثأره.
__________
(1) في نسخ النسائي المطبوعة: يتدلدل.
(2) رواه أبو داود رقم (4361) في الحدود، باب الحكم فيمن سب النبي صلى الله عليه وسلم، والنسائي 7 / 107 و 108 في تحريم الدم، باب الحكم فيمن سب النبي صلى الله عليه وسلم، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (4361) والنسائي (7/107) قال: أخبرنا عثمان بن عبد الله.
كلاهما - أبو داود، وعثمان بن عبد الله - قالا: حدثنا عباد بن موسى، قال: حدثنا إسماعيل بن جعفر، قال: حدثني إسرائيل، عن عثمان الشحام، عن عكرمة، فذكره.(10/258)
الفرع الثامن: في جناية الأقارب
7786 - (س) ثعلبة بن زهدم - رضي الله عنه - قال: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يخطُب، فجاء ناس من الأنصار، فقالوا: يا رسولَ الله، هؤلاء بنو ثعلبة بن يَرْبُوع، قتلوا فلاناً في الجاهلية، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم- وهتف بصوته -: ألا لا تجني نفس على الأخرى» .
وفي رواية «قتلوا فلاناً - رجلاً من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم- فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: لا تجني نفس على أخرى» .
وفي رواية: عن رجل من يَرْبوع، ولم يُسَمِّه. أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 8 / 53 في القسامة، باب هل يؤخذ أحد بجريرة غيره، وهو حديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (8/53) قال: أخبرنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا بشر بن السري. وفي (8/53) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان، قال: حدثنا معاوية بن هشام.
كلاهما - بشر، ومعاوية - عن سفيان عن أشعث بن أبي الشعثاء، عن الأسود بن هلال، فذكره.(10/259)
7787 - (س) طارق المحاربي - رضي الله عنه - قال: إن رجلاً قال: «يا رسولَ الله، هؤلاء بنو ثعلبة الذين قتلوا فلاناً في الجاهلية، فخُذْ لنا بثأْرنا [ص:260] فرفع يديه، حتى رأيتُ بياض إبطيه، وهو يقول: لا تجني أُمٌّ على ولد - مرتين» أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 8 / 55 في القسامة، باب هل يؤخذ أحد بجريرة غيره، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه ابن ماجة (2670) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبد الله بن نمير. والنسائي (8/55) قال: أخبرنا يوسف بن عيسى، قال: أنبأنا الفضل بن موسى.
كلاهما - ابن نمير، والفضل - عن يزيد، هو ابن زياد، ابن أبي الجعد، عن جامع بن شداد، فذكره.(10/259)
الفرع التاسع: فيمن قتل زانياً بغير بينة
7788 - (ط) سعيد بن المسيب - رحمه الله - «أن رجلاً من أَهل الشام وجد مع امرأته رجلاً، فَقَتَلَهُ - أو قتلهما - وأشكل على معاوية بن أبي سفيان القضاءُ فيه، فكتب إلى أبي موسى الأشعري، ليسأل له علي بن أبي طالب عن ذلك، فسأل أبو موسى الأشعري عن ذلك عليَّ بن أبي طالب، فقال له عليّ: إن هذا لشيء ما هو بأرضي، عزمتُ عليك لتخبرنَّي، فقال أبو موسى: كتب إِليَّ معاوية بن أبي سفيان: أن أسأَلك عن ذلك، فقال عليُّ: أنا أبو حسن، إن لم يأت بأربعة شهداء فليُعطَ برُمَّته» . أخرجه الموطأ (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(برمَّته) يقال: أخذت الشيء برُمَّته: إذا أخذته جميعه، والرُّمَّة: الحبل، كأنه أعطاه بحبله الذي يقتاده به.
__________
(1) 2 / 737 في الأقضية، باب القضاء فيمن وجد مع امرأته رجلاً، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في الموطأ بشرح الزرقاني (4/21) عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب، فذكره.(10/260)
الفرع العاشر: في القتل بالمثقَّل
7789 - (خ م د ت س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - «أن يهودياً قتل جارية على أوضاح لها، فقتلها بحجَر، فجيء بها [إلى] النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، وبها رَمَق، فقال لها: أقتلَكِ فلان؟ فأشارت برأسها: أن لا، ثم سألها الثانية، فأشارت برأسها: أن لا، ثم سألها الثالثة، فقالت: نعم، وأشارت برأسها، فقتله رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بحجرين» .
وفي رواية «فَرَضَخَ رأسه بين حَجَرَيْنِ» .
وفي رواية «أن يهودياً رَضَّ رَأْسَ جارية بين حَجَريْنِ، فأُخِذَ اليهوديُّ فأقرَّ، فأَمَرَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أن يُرَضَّ رأسهُ بالحجارة» وقال همام: «بحجرين» ، أخرجه البخاري ومسلم.
وللبخاري «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قَتَلَ يهودياً بجارية، قتلها على أوضاح لها» .
ولمسلم «أن رجُلاً من اليهود قَتَلَ جارية [من الأنصار] على حُليٍّ لها، ثم ألقاها في القَليب، ورضَخَ رأسها بالحجارة، فَأُخِذَ، فأُتيَ به رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، فأمر به أن يُرْجَم حتى يموتَ، فَرُجِمَ حتى مات» . [ص:262]
وفي رواية أبي داود قال: «خَرجَتْ جارية بالمدينة عليها أوضاح لها فرماها يهوديّ بحجر، فجيء بها وبها رَمَق، فقال لها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: فلان قتلَكِ؟ فرفَعَتْ رأسها، فأعاد عليها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: فلان قتلك؟ - لآخرَ - فَرَفَعَتْ رأسها، فقال في الثالثة: فلان قتلَكِ، لليهوديِّ؟ فَخَفَضَتْ رأسها، فَدَعا به رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، فَلَمْ يَزَلْ بِهِ حتى أقرَّ، فَرُضَّ رأسَهُ بالحجارة» وأخرج أبو داود أيضاً رواية مسلم.
وله في أخرى «أن جاريَة وُجِدَتْ قد رُضّ رأسُها بين حجرين، فقيل لها: مَنْ فَعَلَ بِكِ هذا؟ أفلان؟ أفلان؟ حتى سمى اليهوديَّ، فأومأت برأْسِهَا، فأُخِذ اليهوديُّ، فاعتَرَفَ، فأمر النبي - صلى الله عليه وسلم- أن يُرَضَّ رأسُه بالحجارة»
وأخرج النسائي روايات أبي داود جميعها.
وأخرج الترمذي نحواً من رواية أبي داود الأولى، وقال: «فَرُضِخَ رأسُهُ بين حجرين» (1) .
[ص:263]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أوضاح) الأوضاح: الحلي من النُقْرة، واحدها وضح.
(رمق) الرَّمق: آخر النفس وبقية الرُّوح.
(فرضخ) الرضخ: الدَّق والكسر، رضخت رأسه بالحجارة: إذا كسرته بها.
(رض) الرضُّ: دق الشيء بين حجرين، وما جرى مجراهما.
__________
(1) رواه البخاري 12 / 180 في الديات، باب من أقاد بالحجر، وباب سؤال القاتل حتى يقر والإقرار في الحدود، وباب إذا قتل بحجر أو عصا، وباب إذا أقر بالقتل مرة قتل به، وباب قتل الرجل بالمرأة، وفي الخصومات، باب الأشخاص والخصومة بين المسلم واليهودي، وفي الوصايا، باب إذا أومأ المريض برأسه إشارة بينة جازت، ومسلم رقم (1672) في القسامة، باب ثبوت القصاص في القتل بالحجر وغيره، وأبو داود رقم (4527) و (4528) و (4529) و (4535) في الديات، باب يقاد من القاتل، وباب القود بغير حديد، والترمذي رقم (1394) في الديات، باب ما جاء فيمن رضخ رأسه بصخرة، والنسائي 8 / 22 في القسامة، باب القود من الرجل للمرأة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (3/171) قال: حدثنا محمد بن جعفر، وحجاج.
2- وأخرجه أحمد (3/203) قال: حدثنا يزيد.
3- وأخرجه البخاري (9/5) قال: حدثنا محمد، هو ابن سلام. ومسلم (5/104) قال: حدثنا أبو كريب. وأبو داود (4529) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة.
ثلاثتهم - ابن سلام، وأبو كريب، وعثمان - عن عبد الله بن إدريس.
4- وأخرجه البخاري (9/6) ، وابن ماجة (2666) قالا: حدثنا محمد بن بشار. ومسلم (5/103) قال: حدثنا محمد بن المثنى، ومحمد بن بشار.
كلاهما قال: حدثنا محمد بن جعفر.
5- وأخرجه مسلم (5/104) قال: حدثني يحيى بن حبيب الحارثي. والنسائي (8/35) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود.
كلاهما - يحيى، وإسماعيل - قالا: حدثنا خالد بن الحارث.
6- وأخرجه ابن ماجة (2666) قال: حدثنا إسحاق بن منصور، قال: حدثنا النضر بن شميل.
ستتهم - محمد بن جعفر، وحجاج، ويزيد، وابن إدريس، وخالد، والنضر - عن شعبة، عن هشام بن زيد بن أنس، فذكره.(10/261)
الفرع الحادي عشر: في القتل بالطب والسُم
7790 - (د س) عمرو بن شعيب - رحمه الله - عن أبيه عن جده أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَنْ تَطَبَّبَ ولا يُعْلَمُ منه طِبّ، فهو ضامِن» أخرجه أبو داود والنسائي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(تطبّب) أي: من طبّ إنساناً وليس بطبيب، فآذاه: فهو ضامن.
__________
(1) رواه أبو داود رقم (4586) في الديات، باب فيمن تطبب بغير علم، والنسائي 8 / 52 و 53 في القسامة، باب صفة شبه العمد وعلى من دية الأجنة، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (3466) ، وهو حديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (4586) قال: حدثنا نصر بن عاصم الأنطاكي، ومحمد بن الصباح بن سفيان. وابن ماجة (3466) قال: حدثنا هشام بن عمار، وراشد بن سعيد الرملي. والنسائي (8/52) قال: أخبرني عمرو بن عثمان ومحمد بن مصفى.
سبعتهم - نصر، ومحمد بن الصباح، وهشام، وراشد، وعمرو، ومحمد بن مصفى، ومحمود - عن الوليد بن مسلم، قال: حدثنا ابن جريج، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، فذكره.
* قال أبو داود: هذا لم يروه إلا الوليد، لا ندري هو صحيح أم لا.
* أخرجه النسائي (8/53) قال: أخبرني محمود بن خالد، قال: حدثنا الوليد، عن ابن جريج، عن عمرو بن شعيب، عن جده، مثله سواء. ليس فيه عن أبيه.
وقع هذا الإسناد في المطبوع من سنن النسائي وفيه: عن أبيه والصواب حذفها. قال المزي: وليس في حديث محمود، يعني ابن خالد، عن أبيه. تحفة الأشراف (6/8746) وقال أبو بكر البيهقي: رواه محمود بن خالد، عن الوليد، عن ابن جريج، عن عمرو بن شعيب، عن جده، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، لم يذكر أباه. السنن الكبرى (8/141) .
قلت: فيه عنعنة ابن جريج ومع ذلك حسنه الألباني (3834) سنن أبي داود.(10/263)
7791 - (د) رجل من ولد عمر بن عبد العزيز قال: حدثني بعض [ص:264] مَن وَفَدَ على عمر [بن عبد العزيز] : أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «أيُّما رجل تَطَبَّبَ من غير أن يُعرَف له تطبُّبّ، فأعنَتَ، فهو ضامِن» أخرجه ... (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فأعنَت) العنت: الوقوع في أمرٍ شاقٍّ، وقد عنت هو، وأعنته غيره.
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه أبو داود، وهو الصواب، وقد رواه أبو داود رقم (4587) في الديات، باب فيمن تطبب بغير علم، بأطول منه، وهو حديث حسن يشهد له الحديث الذي قبله.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (4587) حدثنا محمد بن العلاء، ثنا حفص، ثنا عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، فذكره.
قلت: حسنه الألباني (3835) .(10/263)
7792 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه - «أن امرأة من اليهود أهدَت إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- شاة مسمُومَة، قال: فما عَرَض لها النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (4509) في الديات، باب فيمن سقى رجلاً سماً أو أطعمه فمات أيقاد منه، وهو حديث صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (4509) حدثنا داود بن رشيد، ثنا عباد بن العوام، (ح) وثنا هارون بن عبد الله، ثنا سعيد بن سليمان، ثنا عباد، عن سفيان بن حسين، عن الزهري، عن سعيد وأبي سلمة، قال هارون: عن أبي هريرة، فذكره.
قال أبو داود: هذه أخت مرحب اليهودية التي سمت النبي -صلى الله عليه وسلم-.
قلت: أصله في الصحيحين من حديث أنس. البخاري (2617) ومسلم (7/1514) .(10/264)
الفرع الثاني عشر: في الدابة والبئر والمعدن
7793 - (خ م ط ت د س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «العجماء: عَقْلها جُبَار، والبئر: جُبَار، والمعدِنُ: جُبَار، وفي الرِّكاز الخمس» .
وفي رواية «البئر جُرحُها جُبار، والمعدِن جرحه جبار، والعجماء جرحها جبار، وفي الركاز الخمس» أخرجه البخاري ومسلم والموطأ وأبو داود والترمذي والنسائي. [ص:265]
ولأبي داود قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «الرِّجلُ جُبَار» (1) قال أبو داود: الدابةُ تَضْرِبُ برجلها وهو راكب.
وفي أخرى له أنه قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «النار جُبَار» (2) .
وفي رواية ذكرها رزين: «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قَضى في الدابة تَنْفحُ بِرِجْلِهَا أنه جبار، والبئر جبار» .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(العجماء جُبار) العجماء: البهيمة، و (الجبار) : الهَدَر، والمعنى: أن من قتلته الدابة، فإنه يذهب دمه هَدَراً، ولهذا في الفقه تفصيل، إذا كانت الدابة مرسلة، أو كان عليها راكب، وغير ذلك من أنواع الهيئات، وكذلك من مات تحت المعدِن، وفي البئر من المستأجرين، وأما (النار جبار) فقال أبو داود: إذا سقطت بنفسها، فإن أوقدها رجل بالقرب مما تفسده متعمداً كان ضامِناً، [ص:266] وقال الخطابي: لم أزل أسمع أصحاب الحديث يقولون: غلط فيه عبد الرزاق، وإنما هو " والبئر جبار " حتى وجدته لأبي داود من طريق أخرى، فدل على أن عبد الرزاق لم ينفرد به، ومن قال: إنه تصحيف، احتج في ذلك بأن أهل اليمن يميلون النار، فتنكسر النون وتنقلب الألف في النطق ياء، فسمعه بعضهم على الإمالة فكتبه بالياء، ثم نقله الرواة مصحفاً بالباء، فإن كانت الرواية قد صحت من غير تصحيف، فإنه " النار " فيكون معناه: أنه متأول على النار يوقدها الرجل في ملكه لأرَبٍ له، فتطيِّرها الريح، فتشعلها في بناءٍ أو متاع لغيره من حيث لا يملك ردَّها، فيكون ذلك غير مضمون عليه.
(في الركاز الخمس) الركاز: قيل: هو المعدن، وقيل: هو المال المدفون من أموال الجاهلية، و " الخمس " هو الواجب في الفيء والغنيمة، فيلزم في الركاز مثله.
(الرِجْل جُبار) قال الخطابي: معنى " الرجل جبار ": هو غير محفوظ، وراويه سيء الحفظ، على أن أبا حنيفة وأصحابه ذهبوا إلى أن الراكب إذا رمحت دابته إنساناً برجلها فهو هَدَر، وبيدها، فهو ضامِنٌ، وسَوَّى الشافعي بين اليد والرِّجل.
__________
(1) إسناد هذه الرواية ضعيف، كما ذكر المؤلف في الغريب.
(2) رواه البخاري 3 / 289 في الزكاة، باب الركاز في الخمس، وفي الشرب، باب من حفر بئراً في ملكه لم يضمن، وفي الديات، باب المعدن جبار والبئر جبار، وباب العجماء جبار، ومسلم رقم (1710) في الحدود، باب جرح العجماء والمعدن والبئر جبار، والموطأ 2 / 868 و 869 في العقول، باب جامع العقل، وأبو داود رقم (4592) و (4593) و (4594) في الديات، باب الدابة تنفح برجلها، وباب العجماء والمعدن والبئر جبار، وباب في النار تعدى، والترمذي رقم (642) في الزكاة، باب ما جاء في العجماء جرحها جبار، وفي الركاز في الخمس، ورقم (1377) في الأحكام، باب ما جاء في العجماء جرحها جبار، والنسائي 5 / 44 - 46 في الزكاة، باب المعدن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/386) قال: حدثنا بهز. قال: حدثنا حماد. وفي (2/406) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا حماد. وفي (2/415) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا شعبة. وفي (2/454) قال: حدثنا حجاج. قال: حدثنا شعبة وفي (2/456) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. وفي (2/467) قال: حدثنا عبد الرحمن. قال: حدثنا حماد. وفي (2/482) قال: حدثنا وكيع، عن حماد. والبخاري (9/15) قال: حدثنا مسلم. قال: حدثنا شعبة. ومسلم (5/128) قال: حدثنا عبد الرحمن بن سلام الجمحي. قال: حدثنا الربيع، يعني ابن مسلم. (ح) وحدثنا عبيد الله ابن معاذ. قال: حدثنا أبي. (ح) وحدثنا ابن بشار. قال: حدثنا محمد بن جعفر. قالا: حدثنا شعبة. ثلاثتهم - حماد، وشعبة، والربيع بن مسلم - عن محمد بن زياد، فذكره.(10/264)
الفصل الثاني: في قصاص الأطراف والضرب
السّنّ
7794 - (خ م ت س) عمران بن حصين - رضي الله عنه - «أن رَجُلاً عَضَّ يَدَ رجل، فنزع يَدَهُ مِنْ فيه، فوقَعَتْ ثَنِيَّتَاهُ، فاختصموا إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، فقال: يَعَضُّ أحدُكم يَدَ أخيه، كما يَعَضُّ الفَحْلُ؟ لا ديةَ لك» .
وفي رواية: «فأبطله، وقال: أردتَ أن تأكل لحمه؟» . أخرجه البخاري ومسلم.
ولمسلم أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «ما تأمرني؟ [تأمرني أن] آمرُه: أن يدع يَدَهُ في فيك تقضَمها كما يقضَم الفحلُ؟ ادفع يَدَكَ حتى يَعَضَّها، ثم انتزِعْها» .
وأخرج الترمذي الرواية الأولى، وزاد «فأنزل الله تعالى {والجُرُوحَ قِصَاصٌ} [المائدة: 45] » وأخرجه النسائي (1) . [ص:268]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(تقضمها) القَضم: الأكل بأطراف الأسنان، قضمت الدابةُ تقضَم.
__________
(1) رواه البخاري 12 / 193 و 194 في الديات، باب إذا عض رجلاً فوقعت ثناياه، ومسلم رقم (1673) في القسامة، باب الصائل على نفس الإنسان أو عضوه إذا دفعه المصول عليه فأتلف نفسه أو عضوه لا ضمان عليه، والترمذي رقم (1416) في الديات، باب ما جاء في القصاص، والنسائي 8 / 28 و 29 في القسامة، باب القود من العضة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (4/427) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. (ح) وحجاج، قال: حدثني شعبة. وفي (4/428) قال: حدثنا محمد بن جعفر وابن نمير. قالا: حدثنا سعيد. (ح) ويزيد، قال: أخبرنا سعيد. وفي (4/435) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن شعبة. والدارمي (2381) قال: حدثنا هاشم بن القاسم، قال: حدثنا شعبة. والبخاري (9/9) قال: حدثنا آدم، قال: حدثنا شعبة. ومسلم (5/104) قال: حدثنا محمد بن المثنى، وابن بشار. قالا: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وأيضا في (5/104) قال: حدثني أبو غسان المسعمي، قال: حدثنا معاذ، يعني ابن هشام، قال: حدثني أبي. وابن ماجة (2657) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا عبد الله بن نمير، عن سعيد بن أبي عروبة. والترمذي (1416) قال: حدثنا علي بن خشرم، قال: أنبأنا عيسى بن يونس، عن شعبة. والنسائي (8/28) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد بن أبي عروبة. وفي (8/29) قال: أخبرنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. (ح) وأخبرنا سويد بن نصر، قال: أنبأنا عبد الله، عن شعبة. (ح) وأخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك، قال: حدثنا أبو هشام، قال: حدثنا أبان. وفي الكبرى الورقة (90-ب) قال: أخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد، قال: حدثنا شعبة.
أربعتهم - شعبة، وسعيد بن أبي عروبة، وهشام الدستوائي، وأبان - عن قتادة، قال: سمعت زرارة بن أوفى، فذكره.
تحرف في المطبوع إلى: محمد بن عبد الله بن نمير انظر تحفة الأشراف (8/10823) وبالرجوع إلى: «تهذيب الكمال» (11/الترجمة 2327) لم نجد لعبد الله بن نمير ولا لابنه محمد رواية عن سعيد بن أبي عروبة في الكتب الستة وفي ترجمة علي بن محمد، في تهذيب الكمال، الورقة (496) وجدنا روايته عن عبد الله بن نمير عند ابن ماجة.(10/267)
7795 - (خ م د س) يعلى بن أمية - رضي الله عنه - قال: «غَزَوتُ مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- جيش العُسرة، وكان من أوثَقِ أعمَالي في نفسي، فكان لي أجير، فقاتَل إنْساناً، فَعَضَّ أحدُهما يدَ صاحبه، فانتزع إصْبَعه، فأنْدَر ثَنِيَّتَهُ، فَسَقَطَتْ، فانْطَلَق إِلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، فأهدَرَ ثَنيَّتَه، وقال: أَيَدَع إِصبعَهُ في فيك تقْضَمُها كما يقضَم الفحل؟» .
وفي رواية «فَعَضَّ أحدهما يد الآخر» .
وفي أخرى قال صفوان: «إن أجيراً لِيَعلَى عَض رجل ذرَاعَهُ ... » وذكر الحديث بمعناه، أخرجه البخاري ومسلم.
وأخرج النسائي الرواية الأولى.
وله في أخرى قال: «قاتل رجل رجلاً، فَعَضَّ أحدُهما صاحبه، فانتزعَ يَدَهُ من فيه، فقلع ثنيَّتَهُ، فرُفع ذلك للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، فقال: أيَعَضُّ أحدكم أخاه، كما يَعَضُّ البَكْرُ؟ فأبطلها» .
وفي أخرى: «فأَطَلَّها، أي: أبطَلها» .
وله في أخرى: عن سلمة ويعلى ابني أمية، قالا: «خرجنا مع رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- في غزوة تَبُوكَ، ومعنا صاحب لنا، فقاتل رجلاً من المسلمين، فَعضَّ الرجلُ ذراعه، فجذبها من فيه، فطرحَ ثَنِيَّتَهُ، فأتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- يلتمس العقل، [ص:269] فقال: ينطلق أحدكم إلى أخيه، فيعضُّه كعضيض الفحل، ثم يأتي فيطلب العقل؟ لا عَقْلَ لها، فأبطلها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-» .
وفي رواية أبي داود قال: «قَاتَلَ أجير لي رجلاً، فَعَضَّ يدهُ، فانتزعها منه، فَنَدَرَتْ ثَنِيَّتُهُ، فأَتى النبي - صلى الله عليه وسلم- فأَهدَرَها، وقال: أتريد أن يضع يده في فيك تقضَمُها كالفحل؟» قال: وأخبرني عبد الرحمن بن أبي مُليكة عن جده «أن أبا بكر أهْدَرَها، وقال: بَعِدت سِنُّه (1) » (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فأندر ثنيته) أي: أخرجها من موضعها.
(البَكْر) : الفتيُّ من الإبل.
(فأطَلَّها) طُلَّ دمُه، أي: أُهدر، وأَطل السلطان دمه: إذا أبطله وأهدره.
(كعضيض الفحل) العضيض: اللزوم، يقال: عض فلان على فلان يعَض عضيضاً: إذا لزمه، والمراد به هاهنا: العض نفسه، وذلك: لأنه بِعَضِّه له يلزمه.
__________
(1) قال في " عون المعبود ": هكذا في أكثر النسخ: بعدت سنه، من البعد، دعاء عليه، وفي بعض النسخ: نفذت سنة، أي: هكذا جرت سنة النبي صلى الله عليه وسلم في حق العاض ولم يوجب له شيئاً، والله أعلم.
(2) رواه البخاري 12 / 195 في الديات، باب إذا عض رجلاً فوقعت ثناياه، وفي الإجارة، باب الأجير في الغزو، وفي الجهاد، باب الأجير، وفي المغازي، باب غزوة تبوك، ومسلم رقم (1674) في القسامة، باب الصائل على نفس الإنسان أو عضوه، وأبو داود رقم (4584) و (4585) في الديات، باب في الرجل يقاتل الرجل فيدفعه عن نفسه، والنسائي 8 / 29 و 30 في القسامة، باب الرجل يدفع عن نفسه، وباب ذكر الاختلاف على عطاء في هذا الحديث.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه الحميدي (788) قال: حدثنا سفيان. قال: حدثنا ابن جريج. وأحمد (4/222) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن ابن جريج. وفي (4/223) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة، عن قتادة. وفي (4/224) قال: حدثنا إسماعيل، عن ابن جريج. والبخاري (3/21) قال: حدثنا أبو الوليد. قال: حدثنا همام. وفي (3/116) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم. قال: حدثنا إسماعيل بن علية. قال: أخبرنا ابن جريج. وفي (4/65) قال: حدثنا عبد الله بن محمد. قال: حدثنا سفيان. قال: حدثنا ابن جريج. وفي (6/3) قال: حدثنا عبيد الله بن سعيد. قال: حدثنا محمد بن بكر. قال: أخبرنا ابن جريج. وفي (9/9) قال: حدثنا أبو عاصم، عن ابن جريج. ومسلم (5/104) قال: حدثنا محمد بن المثنى وابن بشار. قالا: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة، عن قتادة. وفي (5/105) قال: حدثنا شيبان بن فروخ. قال: حدثنا همام. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا أبو أسامة. قال: أخبرنا ابن جريج. (ح) وحدثناه عمرو بن زرارة. قال: أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم. قال: أخبرنا ابن جريج. وأبو داود (4584) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا يحيى، عن ابن جريج. والنسائي (8/30) قال: أخبرنا عبد الجبار بن العلاء بن عبد الجبار، عن سفيان، عن عمرو. (ح) وأخبرنا عبد الجبار مرة أخرى عن سفيان، عن عمرو. (ح) وابن جريج. وفي (8/31) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. قال: أنبأنا سفيان، عن ابن جريج. (ح) وأخبرنا يعقوب بن إبراهيم. قال: أخبرنا ابن علية. قال: أنبأنا ابن جريج. (ح) وأخبرنا سويد بن نصر في حديث عبد الله بن المبارك، عن شعبة، عن قتادة.
أربعتهم - ابن جريج، وقتادة، وهمام، وعمرو بن دينار - عن عطاء بن أبي رباح، عن صفوان بن يعلى، فذكره.
* أخرجه الحميدي (789) قال: حدثنا سفيان. قال: حدثنا عمرو، عن عطاء، أن أجيرا ولم يسنده، وكان سفيان ربما ضمهما فأدرج فيه الإسناد، فإذا فصلهما جعل حديث ابن جريج مسندا، وجعل حديث عمرو مرسلا.
* وأخرجه مسلم (5/105) قال: حدثني أبو غسان المسمعي. والنسائي (8/31) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم.
كلاهما - أبو غسان، وإسحاق - عن معاذ بن هشام. قال: حدثني أبي، عن قتادة، عن بديل، عن عطاء بن أبي رباح، عن صفوان بن يعلى، أن أجيرا ليعلى بن منية عض رجل ذراعه، فذكره. مرسلا.
* وأخرجه النسائي (8/32) قال: أخبرني أبو بكر بن إسحاق. قال: حدثنا أبو الجواب. قال: حدثنا عمار، عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن الحكم، عن محمد بن مسلم، عن صفوان بن يعلى، أن أباه غزا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في غزوة فاستأجر أجيرا فقاتل رجلا فعض الرجل ذراعه، فذكره مرسلا.
* وأخرجه أبو داود (4585) قال: حدثنا زياد بن أيوب. قال: أخبرنا هشيم. قال: حدثنا حجاج وعبد الملك، عن عطاء، عن يعلى بن أمية، فذكره. ليس فيه صفوان بن أمية.(10/268)
7796 - (خ م د س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - «أن الرُّبيِّعَ عَمَّتَهُ كَسَرَتْ ثَنِيَّةَ جارية، فطلبوا إليها العفو، فأبَوْا، فعرضُوا الأرشَ، فأبَوْا، فأتَوا رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، وأبَوا إلا القصاصَ، فأمرَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بالقصاص، فقال أنس بن النضر: يا رسولَ الله، أَتُكسرُ ثَنيَّةُ الرُّبيِّعِ؟ لا والذي بعَثَكَ لا تُكْسَرُ ثَنيَّتُهَا، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: يا أنس، أليس كتابُ الله القصاص، فَرَضِيَ القَوْمُ، فَعَفَوْا، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: إن من عِبادِ الله مَنْ لَوْ أقْسَمَ على الله لأبَرَّه» أخرجه البخاري.
وفي رواية مسلم «أن أخت الرُّبَيِّع أمَّ حارثة: جَرَحَتْ إنساناً، فاخْتَصَمُوا إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، فقال: القصاصَ القصاصَ، فقالت أم الرُّبَيِّعِ: يا رسولِ الله أيُقْتَصُّ من فُلانَةَ؟ والله لا يُقْتَصُّ منها، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: سبحان الله، يا أم الرُّبيِّعِ! القصاصُ كتابُ الله، قالت: واللهِ لا يُقْتَصُّ منها أبداً، قال: فما زالَتْ حتى قَبِلُوا، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: إنَّ من عبادِ الله مَنْ لو أقْسَمَ على الله لأبَرَّه» ، هذا الحديث أخرجه الحميديُّ في المتفق، وكأن كل واحد من روايتي البخاري ومسلم منفردة، لأن رواية البخاري «في السنِّ» ، ورواية مسلم «في الجرح» ورواية البخاري «قال أنس بن النضر» ورواية مسلم «قالت أُمُّ الرُّبيِّع» .
ورواية البخاري «أن الجاني الربيع» . [ص:271] ورواية مسلم «أن الجاني أخت الرُّبيِّع» .
وهذا اختلاف كثير، وحيث جعلهما حديثاً واحداً اتَّبعناه، ثم البخاري يروي الحديث عن حميد عن أنس، ومسلم يرويه عن ثابت عن أنس. وأخرج النسائي الروايتين معاً.
وأخرج أبو داود الأولى، ولم يذكر «عرض الأرش، وطلب العفو» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الأرش) الأرش هاهنا: الدية، أو ما يجب على الجاني من الغرم المقابل لجنايته، قال الخطابي: معنى ذلك: أن الغلام الجاني كان حُراً، وكانت جنايته خطأً، وكان عاقلته فقراء، وإنما تواسى العاقلة عن وجْدٍ وسعة، ولا شيء على الفقير منهم، ويشبه أن يكون الغلام المجني عليه أيضاً حراً، لأنه لو كان عبداً لم يكن لاعتذار أهله بالفقر معنى، لأن العاقلة لا تحمل عبداً، كما لا تحمل عمداً، ولا اغتراماً، فأما الغلام المملوك إذا جنى على عبدٍ أو حُرٍّ فجنايته في رقبته وللفقهاء في استيفائها من رقبته خلاف وهو مذكور في كتب الفقه.
__________
(1) رواه البخاري 12 / 197 في الديات، باب السن بالسن، وفي الصلح، باب الصلح في الدية، وفي تفسير سورة البقرة، باب {يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى} ، وفي تفسير سورة المائدة، باب قوله: {والجروح قصاص} ، ومسلم رقم (1635) في القسامة، باب إثبات القصاص في الأسنان وما في معناها، وأبو داود رقم (4695) في الديات، باب القصاص في السن، والنسائي 8 / 28 في القسامة، باب القصاص من الثنية.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (3/128) قال: حدثنا ابن أبي عدي.
2- وأخرجه أحمد (3/167) ، والبخاري (3/243 و6/29 و 9/10) قالا أحمد، والبخاري: حدثنا محمد بن عبد الله بن المثنى الأنصاري.
3- وأخرجه البخاري (4/23) قال: حدثنا محمد بن سعيد الخزاعي، قال: حدثنا عبد الأعلى.
4- وأخرجه البخاري (4/23) قال: حدثنا عمرو بن زرارة، قال: حدثنا زياد بن عبد الله.
5- وأخرجه البخاري (6/29) قال: حدثني عبد الله بن منير، سمع عبد الله بن بكر.
6- وأخرجه البخاري (6/65) قال: حدثني محمد بن سلام، قال: أخبرنا الفزاري.
7- وأخرجه أبو داود (4595) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا معتمر.
8- وأخرجه ابن ماجة (2649) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا خالد بن الحارث، وابن أبي عدي.
9- وأخرجه النسائي (8/27) قال: أخبرنا حميد بن مسعدة، وإسماعيل بن مسعود، قالا: حدثنا بشر بن المفضل.
10- وأخرجه النسائي (8/26) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أنبأنا سليمان بن حيان، أبو خالد الأحمر.
11- وأخرجه النسائي (8/27) ، وفي فضائل الصحابة (185) قال: أخبرنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا خالد بن الحارث.
جميعهم - ابن أبي عدي، والأنصاري، وعبد الأعلى، وزياد، وعبد الله بن بكر، والفزاري، ومعتمر، وخالد، وبشر، وأبو خالد الأحمر عن حميد، فذكره.(10/270)
الأُذُن
7797 - (د س) عمران بن حصين - رضي الله عنه - «أنَّ غُلاماً لأُناس فقراءَ قَطَعَ أُذُنَ غلام لأغنياءَ، فأتى أهْلهُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-، فقالوا: يا رسولَ الله إِنَّا نَاس فقراءُ، فَلم يجعلْ عليه شيئاً» أخرجه أبو داود والنسائي (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (4590) في الديات، باب في جناية العبد يكون للفقراء، والنسائي 8 / 26 في القسامة، باب سقوط القود بين المماليك فيما دون النفس، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/438) والدارمي (2373) قال: أخبرنا محمد بن يزيد الرفاعي. وأبو داود (4590) قال: حدثنا أحمد بن حنبل. والنسائي (8/25) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم.
ثلاثتهم - أحمد بن حنبل، والرفاعي، وإسحاق الحنظلي - عن معاذ بن هشام، قال: حدثني أبي، عن قتادة، عن أبي نضرة، فذكره.
قلت: صححه الألباني انظر أبا داود (3837) والنسائي (4751) .(10/272)
اللطمة
7798 - (س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - «أن رجلاً وقع في أبٍ كان له في الجاهلية، فلطمه العباسُ، فجاء قومُه، فقالوا: لَنَلْطمنَّه، كما لطمه، فَلَبِسُوا السلاح، فبلغ ذلك النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-، فَصَعِدَ المنبر، فقال: أيُّها الناس، أيّ أهل الأرض تعلمون أكرمَ على الله عز وجل؟ قالوا: أنت، قال: فإن العباسَ مني وأنا منه، لا تَسُبُّوا مَوتَانا فتُؤذوا أحياءنا، فجاء القوم فقالوا: يا رسولَ الله، نعوذ بالله من غضبك، فَاسْتَغْفِرْ لنا» أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 8 / 33 في القسامة، باب القود من اللطمة، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
ضعيف: أخرجه أحمد (1/300) (2734) قال: حدثني حجين بن المثنى والترمذي (3759) قال: حدثنا القاسم بن دينار الكوفي، قال: حدثنا عبيد الله. والنسائي (8/33) ، وفي فضائل الصحابة (70) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان، قال: أنبأنا عبيد الله.
كلاهما - حجين بن المثنى، وعبيد الله - عن إسرائيل، عن عبد الأعلى، عن سعيد بن جبير، فذكره.
رواية الترمذي، والنسائي في فضائل الصحابة، مختصرة على: «إن العباس مني، وأنا منه» .
قلت: انظر الضعيفة (2315) وهو أيضا في ضعيف الجامع الصغير وزيادته برقم (259) .(10/272)
الفصل الثالث: في استيفاء القصاص
7799 - (م ت) شداد بن أوس - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله [ص:273] صلى الله عليه وسلم- قال: «إنَّ الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قَتَلتم، فأحسنوا القِتْلة، وإذا ذبَحْتم فأحسنوا الذَّبحَ (1) ، وليُحِدَّ أحدُكم شَفرته، وليُرِحْ ذبيحتَهُ» . أخرجه مسلم والترمذي (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(القِتلة) بكسر القاف: هيئة القتل، وبفتحها: المرة الواحدة من القتل.
__________
(1) كذا في أكثر نسخ مسلم، وفي الترمذي وبعض نسخ مسلم: الذبحة، بكسر الذال، وبالهاء آخره.
(2) رواه مسلم رقم (1955) في الصيد، باب الأمر بالإحسان بالذبح والقتل، والترمذي رقم (1409) في الديات، باب ما جاء في النهي عن المثلة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1- أخرجه أحمد (4/123) قال: حدثنا إسماعيل. وفي (4/124) قال: حدثنا هشيم. وفي (4/125) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. والدارمي (1976) قال: حدثنا محمد بن يوسف، عن سفيان. ومسلم (6/72) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا إسماعيل بن علية. (ح) وحدثناه يحيى بن يحيى، قال: حدثنا هشيم. (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا عبد الوهاب الثقفي. (ح) وحدثنا أبو بكر بن نافع، قال: حدثنا غندر، قال: حدثنا شعبة. (ح) وحدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، قال: أخبرنا محمد بن يوسف، عن سفيان. (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا جرير، عن منصور. وأبو داود (2815) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم، قال: حدثنا شعبة. وابن ماجة (3170) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا عبد الوهاب. والترمذي (1409) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا هشيم. والنسائي (7/227) قال: أخبرنا علي بن حجر، قال: حدثنا إسماعيل. وفي (7/229) قال: أخبرنا الحسين بن حريث أبو عمار، قال: أنبأنا جرير، عن منصور. وفي (7/230) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن بزيع، قال: حدثنا يزيد، وهو ابن زريع. (ح) وأنبأنا عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن، قال: حدثنا غندر، عن شعبة. وفي الكبرى تحفة الأشراف (4817) عن أحمد بن سليمان، عن حسين بن علي الجعفي، عن زائدة، عن منصور.
سبعتهم - إسماعيل بن علية، وهشيم، وشعبة، وسفيان، وعبد الوهاب الثقفي، ومنصور، ويزيد بن زريع - عن خالد الحذاء.
2- وأخرجه أحمد (4/123) ، والنسائي (7/229) قال: أخبرنا محمد بن رافع.
كلاهما - أحمد، ومحمد بن رافع - قالا: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر، عن أيوب.
كلاهما - خالد الحذاء، وأيوب - عن أبي قلابة، عن أبي الأشعث الصنعاني، فذكره.
* وأخرجه النسائي (7/229) قال: أخبرنا إبراهيم بن يعقوب، قال: حدثنا عبيد الله بن موسى، قال: أنبأنا إسرائيل، عن منصور، عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن أبي أسماء الرحبي، عن أبي الأشعث، فذكره. زاد فيه: «عن أبي أسماء الرحبي» .(10/272)
7800 - (د) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «أعفُّ الناس قِتْلَة: أهلُ الإيمان» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (2666) في الجهاد، باب في النهي عن المثلة، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 1 / 393، وابن ماجة رقم (2681) و (2682) في الديات، باب أعف الناس قتلة أهل الإيمان، وهو حديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
ضعيف: أخرجه أبو داود (2666) قال: حدثنا محمد بن عيسى، وزياد بن أيوب، قالا: حدثنا هشيم. وابن ماجة (2682) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا غندر، عن شعبة.
كلاهما - هشيم، وشعبة - عن مغيرة، عن شباك، عن إبراهيم، عن هني بن نويرة، عن علقمة، فذكره.
* وأخرجه ابن ماجة (2681) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، قال: حدثنا هشيم، عن مغيرة، عن شباك، عن إبراهيم، عن علقمة، فذكره. ليس فيه هني بن نويرة.
* وأخرجه أحمد (1/393) (3728) قال: حدثنا محمد، عن شعبة، عن المغيرة، عن إبراهيم، عن هني بن نويرة، عن علقمة، فذكره. ليس فيه شباك.
* وأخرجه أحمد (1/393) (3729) قال: حدثنا سريج بن النعمان، قال: حدثنا هشيم، قال: أنبأنا مغيرة، عن إبراهيم، عن علقمة، فذكره. ليس فيه شباك، ولا هني بن نويرة.
قلت: انظر ضعيف الجامع الصغير (963) ، ضعيف سنن ابن ماجة (584/2682) .(10/273)
7801 - (خ) عبد الله بن يزيد الأنصاري - رضي الله عنه - «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-: نهى عن المُثلة، والنُّهبى» أخرجه البخاري (1) .
وقد رواه ابن جبير عن ابن عباس عن النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-.
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(المثلة) : تشويه خلقة القتيل، كجدع أطرافه، وجَبِّ مذاكيره، ونحو ذلك.
__________
(1) 5 / 86 في المظالم، باب النهبى بغير إذن صاحبه، وفي الذبائح والصيد، باب ما يكره من المثلة والمصبورة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/307) قال: حدثنا وكيع، وابن جعفر. وفي (4/307) قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم. والبخاري (3/177) قال: حدثنا آدم بن أبي إياس. وفي (7/122) قال: حدثنا حجاج بن منهال.
خمستهم - وكيع، وابن جعفر، وإسماعيل، وآدم، وحجاج - عن شعبة، قال: حدثنا عدي بن ثابت، فذكره.(10/273)
7802 - (س) أبو فراس - رحمه الله - عن عمر قال: «رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يُقِصُّ من نفسه» أَخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 8 / 34 في القسامة، باب القصاص من السلاطين، وإسناده ضعيف.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه النسائي (8/34) أخبرنا مؤمل بن هشام، قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، قال: حدثنا أبو مسعود، سعيد بن إياس الجريري، عن أبي نضرة، عن أبي فراس، فذكره.(10/274)
الفصل الرابع: في العفو
7803 - (د س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «ما رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- رُفع إِليه شيء فيه قِصاص إلا أمَرَ فيه بالعفو» . أخرجه أبو داود والنسائي (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (4497) في الديات، باب الإمام يأمر بالعفو في الدم، والنسائي 8 / 37 و 38 في القسامة، باب الأمر بالعفو عن القصاص، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/213) قال: حدثنا عبد الصمد. وفي (3/252) قال: حدثنا عفان. وأبو داود (4497) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. ابن ماجة (2692) قال: حدثنا إسحاق بن منصور، قال: أنبأنا حبان بن بلال. والنسائي (8/37) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أنبأنا عبد الرحمن بن مهدي. وفي (8/37) أيضا قال: أخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، وبهز بن أسد، وعفان بن مسلم.
ستتهم - عبد الصمد، وعفان، وموسى، وحبان، وابن مهدي، وبهز - عن عبد الله بن بكر المزني، عن عطاء بن أبي ميمونة، فذكره.
قلت: صححه الألباني انظر صحيح النسائي (3774) .(10/274)
7804 - (ت) أبو السفر - سعيد بن أحمد - (1) رحمه الله - قال: «دَقَّ رجل من قريش سِنَّ رجل من الأنصار، فاستعدَى عليه معاويةَ، فقال لمعاوية: يا أمير المؤمنين، إن هذا دقَّ سِنِّي، فقال له معاويةُ: إنَّا سَنُرضيك، وألحَّ الآخَرُ على معاويةَ، فأبْرَمَه، فقال معاويةُ: شأنَك بصاحبك - وأبو الدرداء جالس عنده - فقال أبو الدرداء: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: ما من رجل يُصَاب بشيء من جسده فَيَتَصَدَّق به إلا رفعه الله به درجة، [ص:275]
وحطَّ عنه به خطيئة، فقال الأنصاري: أنتَ سمعتَه من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-؟ قال: سمعتُه أُذُنايَ، وَوَعاهُ قلبي، قال: فإني أذَرُها له، قال معاويةُ: لا جرمَ لا أُخَيِّبُك، فأمر له بمال» أخرجه الترمذي (2) .
__________
(1) قال الحافظ في " التهذيب ": سعيد يحمد، ويقال: ابن أحمد.
(2) رقم (1293) في الديات، باب ما جاء في العفو، من حديث أبي السفر عن أبي الدرداء، وإسناده منقطع، فإن أبا السفر لم يسمع من أبي الدرداء، ولذلك قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، ولا أعرف لأبي السفر سماعاً من أبي الدرداء.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده منقطع: أخرجه أحمد (6/448) قال: حدثنا وكيع. وابن ماجة (2693) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا وكيع. والترمذي (1393) قال: حدثنا أحمد بن محمد، قال: حدثنا عبد الله بن المبارك.
كلاهما - وكيع، وابن المبارك - قالا: حدثنا يونس بن أبي إسحاق، عن أبي السفر، فذكره.
* قال الترمذي: هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه، ولا أعرف لأبي السفر سماعا من أبي الدرداء، وأبو السفر اسمه سعيد بن أحمد، ويقال: ابن يحمد، الثوري.
أبو السفر لم يسمع من أبي الدرداء وقد نص على ذلك الترمذي.(10/274)
7805 - (س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - «أن رجلاً أتى بقاتل وَليِّه رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: اعفُ عنه، فأبى، فقال: خُذِ الديةَ، فأبى، فقال: اذهب فاقتله فإنك مثلُهُ، فذهب، فلُحق الرجل، فقيل له: إنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: إنْ قَتَله فإنه مثله، فخلَّى سبيلَه، فمرَّ بي الرجلُ وهو يجرُّ نِسْعَتهُ» أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 8 / 17 في القسامة، باب القود، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه ابن ماجة (2691) قال: حدثنا أبو عمير عيسى بن محمد النحاس، وعيسى بن يونس والحسين بن أبي السري. والنسائي (8/17) قال: أخبرنا عيسى بن يونس.
ثلاثتهم - أبو عمير، وابن يونس، والحسين - قالوا: حدثنا ضمرة بن ربيعة، عن عبد الله بن شوذب، عن ثابت، فذكره.(10/275)
7806 - (س) بريدة - رضي الله عنه - «أن رجلاً جاء إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- فقال: إنَّ هذا قتل أخي، قال: اذهب فاقتله كما قتل أخاك، فقال له الرجل: اتَّق الله، واعف عني، فإنه أعظمُ لأجرك، وخَير لك ولأخيك يوم القيامة، قال: فخلَّى عنه، فأُخْبِر النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-، فسأله؟ فأخبره بما قال له، قال: فأعتقه، قال: أمَا إنَّه كان خيراً مما هو صانع بك يوم القيامة، يقول: يا رب، سلْ هذا فيم قتلني؟» أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 8 / 18 في القسامة، باب القود، وهو حديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (8/17) قال: أخبرنا الحسن بن إسحاق المروزي، قال: حدثني خالد بن خداش، قال: حدثنا حاتم بن إسماعيل، عن بشير بن المهاجر، عن عبد الله بن بريدة، فذكره.
قلت: قال أبو القاسم البغوي حدثني محمد بن علي الجوزجاني قال: قلت لأبي عبد الله يعني أحمد بن حنبل سمع عبد الله من أبيه شيئا قال ما أدري عامة ما يروى عن بريدة عنه وضعف حديثه، وقال إبراهيم الحربي: عبد الله أتم من سليمان ولم يسمعا من أبيهما وفيما روى عبد الله عن أبيه أحاديث منكرة.(10/275)
7807 - (م) وائل بن حجر - رضي الله عنه - قال: «أُتيَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- برجُل قتلَ رجلاً، فأقادَ وَلِيُّ المقتول منه، فانطلق به وفي عنقه نِسْعَة يَجُرُّها، فلما أدبر قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: القاتل والمقتول في النار، فأتى رجل الرجلَ، فقال له مقالة رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فَخَلَّى عنه» .
قال إسماعيل بن سالم: فذكرت ذلك لحبيب بن أبي ثابت، فقال: حدثني ابن أشوَعْ أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-: إنما سأله أن يعفوَ عنه، فأَبى. أخرجه مسلم (1) .
وهذه الزيادة لم يذكرها الحميديُّ في كتابه.
__________
(1) رقم (1680) في القسامة، باب صحة الإقرار بالقتل وتمكين ولي القتيل من القصاص.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الدارمي (2364) قال: أخبرنا أحمد بن عبد الهمداني. قال: حدثنا أبو أسامة، عن عوف، عن حمزة أبي عمرو. ومسلم (5/109) قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري: قال: حدثنا أبي. قال: حدثنا أبو يونس، عن سماك بن حرب. (ح) وحدثني محمد بن حاتم. قال: حدثنا سعيد بن سليمان. قال: حدثنا هشيم. قال: أخبرنا إسماعيل بن سالم. وأبو داود. (4499) قال: حدثنا عبيد الله بن عمر بن ميسرة الجشمي. قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن عوف. قال: حدثنا حمزة أبو عمر العائذي. وفي (4500) قال: حدثنا عبيد الله بن عمر بن ميسرة. قال: حدثنا يحيى بن سعيد. قال: حدثني جامع بن مطر. وفي (4501) قال: حدثنا محمد بن عوف الطائي. قال: حدثنا عبد القدوس بن الحجاج. قال: حدثنا يزيد بن عطاء الواسطي، عن سماك. والنسائي (8/14 و 244) قال: أخبرنا محمد بن بشار. قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن عوف بن أبي جميلة. قال: حدثني حمزة أبو عمر العائذي. وفي (8/15) قال: أخبرنا محمد بن بشار. قال: حدثنا يحيى. قال: حدثنا جامع بن مطر الحبطي. (ح) وأخبرنا عمرو بن منصور. قال: حدثنا حفص بن عمر، وهو الحوضي. قال: حدثنا جامع بن مطر. (ح) وأخبرنا إسماعيل بن مسعود. قال: حدثنا خالد. قال: حدثنا حاتم، عن سماك. وفي (8/16) قال: أخبرنا زكريا بن يحيى. قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ. قال: حدثنا أبي. قال: حدثنا أبو يونس، عن سماك بن حرب. وفي (8/17) قال: أخبرنا محمد بن معمر. قال: حدثنا يحيى بن حماد، عن أبي عوانة، عن إسماعيل بن سالم.
أربعتهم - حمزة أبو عمرو، وسماك، وإسماعيل بن سالم، وجامع بن مطر - عن علقمة بن وائل، فذكره.
* وأخرجه النسائي (8/13) قال: أخبرنا محمد بن إسماعيل بن إبراهيم. قال: حدثنا إسحاق، عن عوف الأعرابي، عن علقمة بن وائل الحضرمي، فذكره.(10/276)
7808 - (د س) عائشة - رضي الله عنها - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «على المُقْتَتِلِينَ أن يَنْحَجِزُوا، الأولَى فالأولى، وإن كانت امرأة» .
أخرجه أبو داود، وفي رواية النسائي «الأول فالأول (1) » (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أن ينحجزوا) الانحجاز - مطاوع حجزه: إذا منعه، والمعنى: أن لورثة القتيل أن يعفوا عن دمه رجالهم ونساؤهم، وبيانه: أن يُقتل رجل وله ورثة رجال ونساء، فأيهم عفا وإن كانت امرأة: سقط القود، واستحقوا [ص:277] الدية، وقوله: «الأولى فالأولى» يريد الأقرب فالأقرب، ويشبه أن يكون معنى المقتتلين هاهنا: أن يطلب أولياء القتيل القود، فتمتنع القتلة فينشأ بينهم الحرب والقتال من أجل ذلك، فجعلهم مقتتلين - بفتح التاءين - يقال: اقتَتَل، فهو مقتتل، غير أن هذا إنما يستعمل أكثره فيمن قتلته الحرب، قاله الخطابي.
__________
(1) الذي في نسخ أبي داود المطبوعة أيضاً: الأول فالأول.
(2) رواه أبو داود رقم (4538) في الديات، باب عفو النساء عن الدم، والنسائي 8 / 39 في القسامة، باب عفو النساء عن الدم، وفي سنده حصن بن عبد الرحمن، لم يوثقه غير ابن حبان، وباقي رجاله ثقات.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (4538) قال: حدثنا داود بن رشيد. والنسائي (8/38) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. (ح) وأنبأنا الحسين بن حريث.
ثلاتهم - داود، وإسحاق، والحسين - عن الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، عن حصن، عن أبي سلمة، فذكره.
تحرف في المطبوع من سنن النسائي إلى: حصين انظر تحفة الأشراف (12/17706) ، وتهذيب الكمال (6/509) (1353) وفيه: حصن بن عبد الرحمن، ويقال: ابن محصن التراعي.
قلت: حصن بن عبد الرحمن قال ابن القطان لا يعرف حاله وذكره ابن حبان في الثقات.(10/276)
الكتاب السادس: في القسامة
7809 - (خ س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: «إنَّ أوَّلَ قَسَامَة كانت في الجاهلية: لَفَينا بني هاشم، كان رجل من بني هاشم استأْجرَه رجل من قريش من فَخِذ أخرى، فانطلق معه في إبِلِهِ، فمَرَّ به رجل من بني هاشم، قد انْقَطَعَتْ عُرْوَةُ جَوَالِقِهِ، فقال: أغِثْني بعِقال أشُدُّ به عروةَ جَوَالِقي، لا تَنفِر الإبل، فأعطاه عِقَالاً، فَشَدَّ به عُروةَ جَوالِقِه، فلما نزلوا عُقِلَتْ الإبل إلا بَعيِراً واحداً، فقال الذي استأْجره: ما بال (1) هذا البعير لم يُعْقَلْ من بين الإبل؟ قال: ليس له عِقَال، قال: فأين عِقاله؟ [قال:] فحذفه [ص:278] بعَصا كان فيها أجلُهُ، فمرَّ به رجل من أهل اليمن، فقال: أتشهدُ الموسم؟ قال: ما أشهدُ، وربما شهدتُهُ، قال: هل أنت مُبَلِّغ عني رسالة مرة من الدهر؟ قال: نعم، قال: فإِذا شهدتَ الموسم فنادِ: يا آل قريش، فإِذا أجابوك، فنادِ: يا آل بني هاشم، فإِن أجابوك، فَسَلْ عن أبي طالب، فأَخبره أن فلاناً قتلني في عِقَال، ومات المستأجَر، فلما قَدِمَ الذي استأْجره، أتاه أبو طالب، فقال: ما فعل صاحبنا؟ قال: مَرِضَ، فأحسنْتُ القيام عليه وَوَليتُ دفْنَه، قال: قد كان أهلُ ذاك منك، فمكث حيناً، ثم إن الرجل الذي أوْصَى إليه أن يبلِّغ عنه وافَى الموسمَ، فقال: يا آل قريش، قالوا: هذه قريش، قال: يا آل بني هاشم، قالوا: هذه بنو هاشم، قال: أين أبو طالب؟ قالوا: هذا أبو طالب، قال: أمرني فلان أن أبَلِّغَكَ رسالة: أنَّ فلاناً قتله في عِقَال، فأتاه أبو طالب، فقال: اخْتَرْ مِنَّا إِحدى ثلاث: إن شئتَ أن تؤدِّيَ مائة من الإِبل، فإنك قتلتَ صاحبنا، وإنْ شئتَ حَلَفَ خمسون من قومكَ أنَّكَ لم تقتُلْهُ، فإن أبَيْتَ قتلناك به، فأتى قومَهُ فأخبرهم، فقالوا: نحلفُ، فأتته امرأة من بني هاشم - كانت تحت رجل منهم قد وَلَدَتْ منه - فقالتْ: يا أبا طالب، أُحِبُّ أن تجير ابني هذا برجل من الخمسين، ولا تَصْبُرْ يمينَه حيث تُصْبَرُ الأيمان، ففعل، فأتاه رجل منهم، فقال: يا أبا طالب، أردتَ منا خمسين رجلاً أن يحلفوا مكان مائة من الإبل، يصيب كلِّ رجل منهم بعيران، هذان بعيران، فاقبلهما [ص:279] مِني، ولا تَصْبُرْ يميني حيث تُصبرَ الأيمان، فقبلهما، وجاء ثمانية وأربعون فحلفوا» .
قال ابن عباس: «فوالذي نفسي بيده، ما حال الحول، ومن الثمانية وأربعين عين تَطْرِفُ» أخرجه البخاري والنسائي (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(القَسَامة) : الأيمان يقسم بها أولياء الدم على استحقاقهم دم صاحبهم، أو يقسم بها المتَّهمون على نفي القتل عنهم، وهي مصدر، يقال: أقسم يقسم قَسماً وقسامة: إذا حلف.
(فَخِذ) الفخذ: دون القبيلة.
(الموسم) : أراد به وقت الحج واجتماع الناس له.
(تجير ابني) قول المرأة: تجير ابني - بالراء غير المعجمة - معناه: أن تجيره باليمين، أي: يُؤمِّنه منها، فإن كان بالزاي المعجمة - فمعناه: الإذن، أي: يأذن له في ترك اليمين، والمجيز: هو الذي يقوم بأمر اليتيم.
(تصبر يمنه) يمين الصبر: هي التي يلزمها المأمور بها ويُكره عليها، ويحكم عليه بها.
__________
(1) وفي نسخ البخاري المطبوعة: ما شأن.
(2) رواه البخاري 7 / 118 و 119 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب أيام الجاهلية، والنسائي 8 / 2 - 4 في القسامة، باب ذكر القسامة التي كانت في الجاهلية.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه البخاري في أيام الجاهلية المناقب (87: 1) عن أبي معمر، عن عبد الوارث، عن قطن أبي الهيثم، عن أبي يزيد، عن عكرمة، عن ابن عباس، والنسائي في القسامة والقود والديات 1) عن محمد بن يحيى، عن أبي معمر نحوه..(10/277)
7810 - (م س) أبو سلمة بن عبد الرحمن وسليمان بن يسار عن رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم- أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- «أقَرَّ القَسَامةَ على [ص:280] ما كانت عليه في الجاهلية» .
وفي رواية عن أُنَاس من أصحاب رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-: «أن القَسامة كانت في الجاهلية، فأقرَّها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- على ما كانت عليه في الجاهلية، وقضى بها بين الناس من الأنصار في قتيل ادّعوه على يهود خيبر» . أخرجه مسلم والنسائي (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (1670) في القسامة والمحاربين، باب القسامة، والنسائي 8 / 5 في القسامة، باب القسامة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/62 و5/375) قال: حدثنا حجاج. قال: حدثنا ليث. قال: حدثني عقيل. وفي (5/432) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا ابن جريج. ومسلم (5/101) قال: حدثني أبو الطاهر وحرملة بن يحيى. قال أبو الطاهر: حدثنا، وقال حرملة: أخبرنا ابن وهب. قال: أخبرني يونس. (ح) وحدثنا محمد بن رافع. قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا ابن جريج. (ح) وحدثنا حسن بن علي الحلواني. قال: حدثنا يعقوب، وهو ابن إبراهيم بن سعد. قال: حدثنا أبي، عن صالح. والنسائي (8/4) قال: أخبرنا أحمد بن عمرو بن السرح ويونس بن عبد الأعلى. قال: أنبأنا ابن وهب. قال: أخبرني يونس. وفي (8/5) قال: أخبرنا محمد بن هاشم. قال: حدثنا الوليد. قال: حدثنا الأوزاعي.
خمستهم - عقيل، وابن جريج، ويونس، وصالح بن كيسان، والأوزاعي - عن ابن شهاب، عن أبي سلمة وسليمان بن يسار، فذكراه.
* في رواية صالح: «عن أناس من الأنصار» . وفي رواية الأوزاعي: «عن أناس من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-» . وفي رواية ابن جريج عند أحمد، «عن رجال من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- من الأنصار» .
* أخرجه النسائي (8/5) قال: أخبرنا محمد بن رافع. قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أنبأنا معمر، عن الزهري، عن ابن المسيب. قال: كانت القسامة في الجاهلية ... فذكره مرسلا.(10/279)
7811 - (س) سعيد بن المسيب قال: «كانت القَسامةُ في الجاهلية، فأقرَّها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في الأنصاريِّ الذي وُجِدَ مَقتولاً في جُبِّ اليهود، فقال الأنصار: قَتَلُوا صاحبنا» . أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 8 / 5 في القسامة، باب القسامة، وهو حديث صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (8/5) أخبرنا محمد بن رافع، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أنبأنا معمر، عن الزهري، عن ابن المسيب، فذكره.(10/280)
7812 - (خ م ط د ت س) سهل بن أبي حَثمة - رضي الله عنه - قال: «انطلق عبد الله بنُ سهل، ومُحَيِّصةُ بنُ مسعود إِلى خَيْبَرَ، وهي يومئذ صلح، فتفرَّقا، فأتَى محيِّصةُ إلى عبد الله بنِ سهل وهو يَتَشَحَّطُ في دَمِه قتيلاً، فدفنه، ثم قَدِمَ المدينةَ، فانطلقَ عبد الرحمنِ بنُ سهل، ومحيِّصةُ وحُويِّصة ابنا مسعود إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، فذهب عبد الرحمن يتكلَّم، فقال: كَبِّرْ كَبِّرْ - وهو أَحدَثُ القوم - فَسَكَتَ، فتكلّما، فقال: أتَحْلِفُونَ، وتستحقون قاتِلكم، [ص:281] أو صاحبكم؟ قالوا: وكيف نحلفُ ولم نَشْهَدُ، ولم نَرَ؟ قال: فتُبْرِئُكم يَهودُ بخمسين؟ قالوا: كيف نأخذ أيمان قوم كفار؟ فَعَقَلَهُ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- من عنده» .
وفي رواية: فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «يُقْسِمُ خمسون منكم على رجل منهم فيُدفَع بِرُمَّته، قالوا: أمْر لم نَشْهَدهُ، كيف نحلف؟ قال: فَتُبْرئكم يهودُ بأيمانِ خمسينَ منهم، قالوا: يا رسولَ الله، قوم كفار ... » وذكر الحديث نحوه.
وفي أخرى فقال لهم: «تأتونَ بالبيِّنةِ على مَنْ قَتَله؟ فقالوا: مَا لَنَا بَيِّنة، قال: فيحلفون، قالوا: لا نرضَى بأيْمان اليهود، فَكَرهَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أن يُبْطِلَ دمه، فوَدَاهُ بمائة من إبل الصدقة» .
وفي أخرى: «فجاءَ عبد الرحمنِ بنُ سهل، وحُويِّصة ومُحيِّصة ابنا مسعود، وهما عمَّاه» .
وفي أخرى «أن رجلاً من الأنصار من بني حارثة - يقال له: عبد الله بن سهل بن زيد - انطلق هو وابنُ عَمّ له، يقال له: محيِّصة بن مسعود بن زيد» .
وفي أخرى عن سهلِ بنِ أبي حَثْمةَ، ورافع بن خديج ... الحديث، وفيه: قال سهل: «دَخلتُ مِرْبداً لهم يوماً، فركضتني ناقة من تلك الإبل ركضة برجلها» .
وفي أخرى عن سهل بن أبي حَثْمَة عن رجال من كبراءِ قومه «أنَّ عبد الله بنَ سهل، ومحيّصةَ، خرجا إلى خيبر من جَهْد أصابهم، فأتى محيِّصةُ [ص:282] فأخبرَ أنَّ عبد الله بنَ سهل قد قُتلَ وطُرِحَ في عين أو فَقير، فأتى يهودَ، فقال: أَنتم والله قتلتموه، قالوا: والله ما قتلناه، ثم أقبل حتى قدم على قومه، فذكر لهم ذلك، ثم أقبل هو وأخوه حُوَيِّصة - وهو أكبر منه - وعبد الرحمن بنُ سهل، فذهبَ مُحَيِّصَةُ ليتكلم - وهو الذي كان بخيبر - فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- لمحيِّصة: كَبِّر، كَبِّرْ - يريدُ السِّنَّ - فتكلَّم حُوَيِّصة، ثم تكلَّم مُحَيِّصةُ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: إمَّا أنْ يَدُوا صاحبَكم، وإمَّا أن يُؤذِنوا بِحَرب، فكتبَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إليهم في ذلك، فكتبوا: إنَّا والله ما قتلناه، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- لحُويِّصةَ ومُحَيِّصَةَ، وعبد الرحمن: أتَحْلِفُونَ وتستحقُّون دَمَ صاحبكم؟ قالوا: لا، قال: فتحلف لكم يهودُ؟ قالوا: لَيْسوا مسلمين، فَوَدَاه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- من عنده، فبعث إليهم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- مائةَ ناقة حمراءَ، حتى أُدْخِلَتْ عليهم الدارَ، فقال سهل: فلقد ركضتني منها ناقة حمراءُ» [أخرجه البخاري ومسلم] .
وفي رواية [لمسلم] «فَوَدَاهُ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- من عنده، قال سهل: لقد ركضتني فريضة من تلك الفرائض بالمربَدِ» .
وفي رواية بنحو ما تقدَّم «فلما رأى ذلك رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أعطى عَقْلَه» .
وفي أخرى «كَبِّرِ الكُبْرَ، أو قال: لِيَبْدَأ الأكبرُ» .
وأخرج الموطأ الرواية التي قال فيها: «عن رجال من كبراءِ قومه» . [ص:283]
وفي أخرى له «أن عبد الله بنَ سهل الأنصاريَّ، ومُحَيِّصَةَ بن مسعود خرجا إِلى خيبر، فتفرَّقا في حوائجهما، فَقُتِلَ عبد الله بنُ سهل، فَقدِمَ محيِّصَةُ فأَتى هو وأخوه حويِّصةُ وعبد الرحمن بن سهل إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، فذهب عبد الرحمن ليتكلَّم، لمكانه من أخيه، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: كبِّرْ كبِّرْ، فتكلَّم محيِّصة وحويِّصة، فذكرا شأنَ عبد الله بن سهل، فقال لهم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: أتَحْلِفُونَ خمسين يميناً وتستحقُّونَ دَمَ صاحبكم، أو قاتلكم؟ فقالوا: لم نشهدْ يا رسولَ الله، ولم نَحْضُرْ، فقال لهم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: فتُبْرِئكم يهودُ بخمسين يميناً؟ فقالوا: يا رسولَ الله، كيف نقبل أيْمَانَ قوم كفار؟» قال يحيى بن سعيد: فزعم بُشَير بن يسار: «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- وَدَاهُ من عنده» .
وأخرج أبو داود رواية سَهلْ بن أبي حَثْمةَ، ورافعَ بن خديج بطولها، وهذا لفظه «أنَّ محيصةَ بنَ مسعود، وعبد الله بنَ سهل: انطلقا قِبلَ خَيْبرَ، فتفرَّقا في النخل، فقُتل عبد الله بنُ سهل، فاتَّهموا اليهود، فجاء أخوه عبد الرحمن بن سهل، وابنا عمّه حويصِّة ومُحَيِّصةَ، فأتوا النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-، فتكلَّم عبد الرحمن في أمر أخيه - وهو أصغرهم - فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: الكُبْرَ الكبر، أو قال: ليبدأ الأكبر، فتكلما في أمر صاحبهما، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: يُقْسم خمسون منكم على رجل منهم، فيُدفع برُمَّته، فقالوا: أمر لم نَشْهَدْهُ، كيف نحلف؟ قال: فتُبْرِئُكم يهودُ بأيْمانِ خمسينَ منهم، قالوا: يا رسولَ الله، [ص:284] قوم كُفَّار، قال: فَوَدَاهُ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- مِن قِبَلِهِ، قال: قال سهل: دخلت مِرْبداً لهم يوماً، فَركَضَتْني ناقة من تلك الإبل رَكضة برجلها» هذا أو نحوه، هكذا قال أبو داود.
وقال أبو داود: رواه بشر بن المفضل ومالك عن يحيى بن سعيد، قال: «أتَحْلِفُونَ خمسين يميناً وتستحقون دم صاحبكم، أو قاتلكم؟» ولم يذكر بشرٌ «دَمَ» .
وقال أبو داود: رواه ابن عيينة عن يحيى، فبدأ بقوله: «تُبْرِئُكم يهودُ بخمسين يميناً يحلفون» ولم يذكر الاستحقاق.
وأخرج الرواية التي هي «عن رجال من كبراء قومه» إِلا أنه قال: عن سهل بن أبي حثمة أنه أخبره هو ورجال من كبراء قومه، ولم يقل: «عن سهل عن رجال من كبراء قومه» .
وأخرج أيضاً التي آخرها «فَودَاه بمائة من إبل الصدقة» .
وله في أخرى عن عبد الرحمن بن بُجيد، قال: «إن سَهْلاً والله أوْهمَ الحديثَ، إِنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كتب إلى يهودَ: إِنَّه قد وُجِدَ بين أظهركم قَتيل، فَدُوهُ، فكتبوا يَحْلِفُونَ بالله خمسين يميناً ما قتلناه، ولا علمنا قاتِلاً، قال: فَوَدَاه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- من عنده مائة ناقة» .
وأخرج النسائي الرواية التي هي «عن رجال من كبراء قومه بتمامها» .
وأخرجها عن سهل بن أبي حثمة ولم يقل: «عن رجال من كبراء قومه» [ص:285] والرواية التي آخرها «فَوَدَاهُ بمائَة من إبل الصدقة» .
وأخرج الرواية الأولى، والرواية التي هي «عن سهل، ورافع بن خديج» مثل لفظ أبي داود فيها، والرواية الثانية التي هي للموطأ.
وأخرج الرواية التي في أولها فجاء أخوه وعمَّاه حويِّصةُ ومُحَيِّصَةُ، وهما عمّاه، والتي في آخرها «فركضَتْني فريضة من تلك الفرائض في مِرْبد لها» والرواية التي لأبي داود عن مالك عن يحيى.
وأخرج الترمذي نحواً من رواية سهل ورافع، وقال في آخرها: «فلما رأى ذلك رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- أعطى عقله» .
وأخرج رواية سهل ورافع، ولم يذكر لفظها، إنما قال: نحو هذا الحديث بمعناه (1) .
وفي رواية ذكرها رزين قال: «ينفل لكم يهودُ أيمان خمسين منهم، قالوا: ما يُبالون أن يقتلونا أجمعين؟ وينفلون بخمسين يميناً» .
[ص:286]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يتشحَّط) في دمه: أي يضطرب.
(الكُبْر، الكُبْر) جمع الأكبر،: أي: ليتكلم الأكبر منكم، وأما «كَبَّر» فإنه أمر بتقديم الأكبر.
(فوداه) وديت القتيل: إذا أعطيتَ ديته.
(المِرْبد) : موقف الإبل والمكان الذي تأوي إليه.
(أن يُؤذِنوا بحرب) آذنتُه بحرب: إذا أعلمتُه أنك تريد حربه وتقصد قتاله.
(فقير) الفقير: مخرج الماء من القناة، والفقير: حفيرة تحفر حولَ الفسيلة إذا غُرِسَتْ، والفقير: رَكي بعينه معروف، وإنما أراد في هذا الحديث حفيرة أو رَكيّاً.
(الفريضة) : الأمر المفروض الواجب فعلُه أو قوله في الشرع، وقد سمي البعير في هذا الحديث فريضة، لأنه مما قد افترض ووجب أداؤه على أولياء القاتل في الدية، ولأنه أيضاً مما وجب أخذه في الصدقة، وتعيّن على رب المال إعطاؤه.
__________
(1) رواه البخاري 12 / 203 - 206 في الديات، باب القسامة، وفي الصلح، باب الصلح مع المشركين، وفي الجهاد، باب الموادعة والمصالحة مع المشركين بالمال وغيره، وفي الأدب، باب إكرام الكبير ويبدأ الأكبر بالكلام والسؤال، وفي الأحكام، باب كتاب الحاكم إلى عماله والقاضي إلى أمنائه، ومسلم رقم (1669) في القسامة، باب القسامة، والموطأ 2 / 877 و 878 في القسامة، باب تبرئة أهل الدم في القسامة، وأبو داود رقم (4520) و (4521) و (4523) في الديات، باب القتل بالقسامة، باب ترك القود بالقسامة، والترمذي رقم (1422) في الديات، باب ما جاء في القسامة، والنسائي 8 / 5 - 12 في القسامة، باب تبرئة أهل الدم في القسامة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (4/142) قال: حدثنا يونس. وفي (4/142) قال: حدثنا خلف بن هشام. والبخاري (8/41) وفي الأدب المفرد (359) قال: حدثنا سليمان بن حرب. ومسلم (5/98) قال: حدثني عبيد الله بن عمر القواريري. وأبو داود (4520) قال: حدثنا عبيد الله بن عمر بن ميسرة، ومحمد بن عبيد. والنسائي (8/8) قال: أخبرنا أحمد بن عبدة.
ستتهم - يونس، وخلف، وسليمان، وعبيد الله، ومحمد بن عبيد، وأحمد بن عبدة - عن حماد بن زيد.
2- وأخرجه مسلم (5/98) والترمذي (1422) والنسائي (8/7) .
ثلاثتهم - مسلم، والترمذي، والنسائي - قال النسائي: أخبرنا، وقال الآخران: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا الليث بن سعد.
3- وأخرجه الترمذي (1422) قال: حدثنا الحسن بن علي الخلال، قال: حدثنا يزيد بن هارون.
ثلاثتهم - حماد، والليث، ويزيد - عن يحيى بن سعيد، عن بشير بن يسار، فذكره.
* في رواية الليث بن سعد: عن بشير بن يسار، عن سهل بن أبي حثمة. قال يحيى: وحسبت قال: وعن رافع بن خديج.
* وأخرجه الحميدي (403) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وأحمد (4/2) قال: أخبرنا سفيان، عن يحيى بن سعيد. وفي (4/3) قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثنا أبي، عن ابن إسحاق. والدارمي (2358) قال: حدثنا محمد بن عبد الله الرقاشي، قال: حدثنا يزيد بن زريع، قال: حدثنا محمد بن إسحاق. والبخاري (3/243 و4/123) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا بشر هو ابن المفضل، قال: حدثنا يحيى. وفي (9/11) قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا سعيد بن عبيد. ومسلم (5/99) قال: حدثنا القواريري، قال: حدثنا بشر بن المفضل، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. (ح) وحدثنا عمرو الناقد، قال: حدثنا سفيان بن عيينة. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا عبد الوهاب يعني الثقفي، جميعا عن يحيى بن سعيد. وفي (5/100) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا سعيد بن عبيد. وأبو داود (1638 و 4523) قال: حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح، قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثني سعيد بن عبيد الطائي. والنسائي (8/9) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود، قال: حدثنا بشر بن المفضل، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (8/10) قال: أخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الوهاب، قال: سمعت يحيى بن سعيد. وفي (8/11) قال: أخبرنا محمد بن منصور، قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. (ح) وأخبرنا أحمد بن سليمان، قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا سعيد بن عبيد الطائي، وفي الكبرى تحفة الأشراف (4644) عن محمد بن إسماعيل بن إبراهيم، عن أبي نعيم، عن سعيد بن عبيد الطائي وابن خزيمة (2384) قال: حدثنا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم، قال: حدثنا مالك -يعني ابن سعير بن الخمس- قال: حدثنا سعيد بن عبيد الطائي.
ثلاثتهم - يحيى، وابن إسحاق، وسعيد بن عبيد - عن بشير بن يسار، عن سهل بن أبي حثمة، فذكره. ليس فيه: رافع بن خديج.
* وأخرجه النسائي (8/9) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا بشر وهو ابن المفضل، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن بشير بن يسار، عن سهل بن أبي حثمة، ومحيصة بن مسعود بن زيد، أنهما أتيا خيبر وهي يومئذ صلح. فذكرا الحديث.
* أخرجه مسلم (5/100) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: أخبرنا هشيم، عن يحيى بن سعيد، عن بشير بن يسار، أن رجلا من الأنصار من بني حارثة يقال له: عبد الله بن سهل بن زيد انطلق هو وابن عم له يقال له: محيصة بن مسعود بن زيد. وساق الحديث بنحو حديث الليث، إلى قوله: فواده رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، من عنده.
قال يحيى: فحدثني بشير بن يسار، قال: أخبرني سهل بن أبي حثمة، قال: لقد ركضتني فريضة من تلك الفرائض بالمربد.
* أخرجه مالك الموطأ (547) ومسلم (5/99) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب، قال: حدثنا سليمان بن بلال. والنسائي (8/11) قال: قال الحارث بن مسكين، قراءة عليه وأنا أسمع عن ابن القاسم، قال: حدثني مالك.
كلاهما - ومالك، وسليمان بن بلال - عن يحيى بن سعيد، عن بشير بن يسار، أنه أخبره أن عبد الله بن سهل الأنصاري، ومحيصة بن مسعود خرجا إلى خيبر.. فذكره مرسلا.
في رواية سليمان بن بلال، قال: فزعم بشير بن يسار وهو يحدث عمن أدرك من أصحاب رسول الله، -صلى الله عليه وسلم- «أنه قال لهم تحلفون خمسين يمينا..» الحديث.
* وقع في المطبوع من سنن النسائي (8/9) [عن بشير بن يسار، عن سهل بن أبي حثمة، أن عبد الله بن سهل، ومحيصة بن مسعود بن زيد أنهما أتيا خيبر وصوابه: عن بشير بن يسار، عن سهل بن أبي حثمة، ومحيصة بن مسعود بن زيد، أنهما أتيا خيبر] انظر السنن الكبرى الورقة (90-أ) وتحفة الأشراف (4644) .(10/280)
7813 - (د) رافع بن خديج - رضي الله عنه - قال: «أصْبَحَ رَجُل مِنَ الأنصار مَقْتُولاً بخْيبَرَ، فَانْطَلَقَ أولياؤه إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، فذكروا ذلك له، فقال: لكم شاهدان (1) يشهدان على قاتل صاحبكم؟ قالوا: يا رسولَ الله، لم يكن ثَمَّ أحدٌ من المسلمين، وإنما هم يهود، وقد يجترئون على أعظم من [ص:287] هذا، قال: فاختاروا منهم خمسين فاسْتَحْلِفُوهم، فَوَدَاهُ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- مِنْ عنده» أخرجه أبو داود (2) .
__________
(1) في الأصل: شاهدين.
(2) رقم (4524) في الديات، باب ترك القود بالقسامة، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (4524) قال: حدثنا الحسن بن علي بن راشد، قال: أخبرنا هشيم، عن أبي حيان التيمي، قال: حدثنا عباية، فذكره.(10/286)
7814 - (س) عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدِّه «أنَّ ابنَ محيِّصةَ الأصغرَ أصبح قتيلاً على أبواب خيبر، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: أقِمْ شاهِدَين على مَنْ قتله، أدفَعُهُ إليك بِرُمَّتِهِ، قال: يا رسولَ الله، ومِنْ أيْنَ أصيبُ شاهدين، وإنما أصبح قتيلاً على أبوابهم؟ قال: فَتَحْلِفُ خمسين قَسامَة؟ قال: يا رسولَ الله، وكيف أحلف على ما لم أعلم؟ فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: فَنَسْتَحلِفُ منهم خمسين قَسَامَة؟ فقال: يا رسولَ الله، كيف نستحلفهم وهم اليهود؟ فَقَسَمَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- دِيَتَهُ عليهم، وأعانهم بنصفها» . أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 8 / 12 في القسامة، باب تبرئة أهل الدم في القسامة، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (8/12) أخبرنا محمد بن معمر، قال: حدثنا روح بن عبادة، قال: حدثنا عبيد الله بن الأخنس، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، فذكره.
قلت: عبيد الله بن الأخنس ذكره ابن حبان في الثقات وقال كان يخطئ كثيرا.(10/287)
7815 - (خ) أبو قلابة - رضي الله عنه - «أنَّ عمرَ بنَ عبد العزيز أبرزَ سريره يوماً للناس، ثم أَذِنَ لهم، فدَخَلُوا، فقال لهم: ما تقولون في القسامة؟ قالوا: نقول: القَسامةُ القَوَدُ بها حقّ، وقد أقادتْ بها الخلفاءُ، فقال لي: ما تقولُ يا أبا قلابةَ؟ - ونصبني للناس - فقلتُ: يا أمير المؤمنين، عندك رؤوسُ الأجناد، وأشرافُ العرب، أَرأَيتَ لو أن خمسين منهم شهدوا على [ص:288] رَجُل مُحْصَنٍ بِدمشقَ: أنه قد زنى ولم يَرَوْهُ، أكُنتَ ترْجُمه؟ قال: لا، قلتُ: أَرأَيتَ لو أنَّ خمسين منهم شهدوا على رجُل بحمص أنَّه قد سَرَقَ، أكنت تقطعُه ولم يَرَوْهُ؟ قال: لا، قلتُ: فوالله ما قَتَلَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أحداً قطّ إلا في إحدى ثلاثِ خصال: رجل قَتَلَ بجريرةِ نفسه فقُتِلَ، أو رجل زنى بعد إحصان، أو رجل حارَبَ الله ورسوله، وارتَدَّ عن الإسلام، فقال القومُ: أوَ لَيْسَ قَد حَدَّثَ أنسُ بن مالك: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قطع في السَّرَق، وسَمَر الأعينَ، ثم نَبَذَهُمْ في الشمس؟ فقلتُ: أنا أُحَدِّثكم حديث أنس: حدَّثني أنس أن نَفَراً من عُكْل ثمانية، قَدِمُوا على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فبايعوه على الإسلام، فاسْتَوخَمُوا المدينة (1) ، فَسَقِمَتْ أجسامُهم، فَشَكَوْا ذلك إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: ألا تخْرُجُونَ مع راعينا في إبله، فَتُصيبون من أبوالها وألبانها؟ قالوا: بلى، فخرجوا، فشربوا من ألبانها وأبوالها، فَصَحُّوا، فقتلوا راعيَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، وأطردوا النَّعَم، فبلغ ذلك رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- فأرسل في آثارهم، فَأُدْرِكوا، فجيء بهم، فَأَمَرَ بهم فَقُطِّعَتْ أيديهم، وسَمَر أعينَهم، ثم نَبَذَهُمْ في الشمس، حتى ماتوا، قلتُ: وأيُّ شيء أشَدُّ مما صنع هؤلاء؟ ارتدُّوا عَنِ الإسلام، وقَتَلُوا، وسَرَقوا، فقال عَنْبَسةُ بنُ سعيد: والله إِنْ سمعتُ كاليومِ قطّ، قلتُ: أتَرُدُّ عَلَيَّ حديثي يا عَنْبَسة؟ فقال: لا، ولكن جئتَ بالحديث على وجهه، [ص:289] والله لا يزال هذا الجُنْدُ بخير ما عاش هذا الشيخُ بين أظهرهم، قلتُ: وقد كان في هذا سُنَّة من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، دخل عليه نَفَر من الأنصار، فتحدَّثوا عنده، فخرج رجل منهم بينَ أيديهم فقتل، فخرجوا بعده، فإذا هم بصاحبهم يتشحَّط في الدم، فرجعوا إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقالوا: يا رسول الله، صاحِبُنا كان يتحدَّث معنا، فخرج بين أيدينا، فإذا نحن به يتشحَّط في الدم، فخرج رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: مَنْ تَظُنُّون؟ أو مَنْ تَرَوْنَ قتله؟ قالوا: نَرَى أن اليهودَ قتلتْهُ، فأرسل إلى اليهود، فدعاهم، فقال: أنتم قتلتم هذا؟ قالوا: لا، قال: أتَرْضَونَ نَفْلَ خمسينَ من اليهود ما قتلوه؟ قالوا: ما يبالون أن يقتلونا أجمعين ثم يَنْفِلون، قال: أفتستحقُّون الديةَ بأيمْانِ خمسينَ منكم؟ قالوا: ما كُنَّا لنحلفَ، فَوَدَاه، من عنده، قلتُ: وقد كانت هذيل خلعوا خليعاً لهم في الجاهلية، فطرقَ أهلَ بيت [من اليمن] بالبطحاء، فانتبه له رجل منهم، فحذَفه بالسيف فقتله، فجاءت هُذَيل، فأخذوا اليمانيَّ، ورفعوه إلى عُمَر بالموسِم، وقالوا: قتل صاحَبَنَا، فقال: إنهم قد خلعوه، فقال: يُقسِمُ خمسون من هذيل ما خلعوه، قال: فأقسم منهم تسعة وأربعون رجلاً، وقَدِمَ رجل منهم من الشام، فسألوه أن يقسم، فافتدى يمينه منهم بألف درهم، فأدخلوا مكانه رَجُلاً، فدفعوه إلى أخي المقتول، فَقُرنت يده [ص:290] بيده، قال: فانطلقا والخمسون الذين أقسموا، حتى إذا كانوا بِنَخُّلَة أخذتهم السماءُ، فدخلوا في غار في الجبل، فانْهَجَمَ الغار على الخمسين الذين أقسموا فماتوا جميعاً، وأُفْلتَ القرينان، واتَّبَعَهُما حَجَر، فكسر رِجْلَ أخي المقتول، فعاش حَوْلاً ثم مات، قلتُ: وقد كان عبد الملكِ بنُ مروان أقادَ رجلاً بالقَسَامة، ثم نَدِم بعدما صنع، فأَمَرَ بالخمسين الذين أقسموا فَمُحُوا مِنَ الديوان، وسيَّرهم إلى الشام» هكذا في رواية البخاري، من حديث أبي بِشْر إسماعيل بن إبراهيم الأسَدِي، وهو ابن عُلَيَّةُ عن حجاج الصواف بطوله، وفي حديثه: عن علي بن عبد الله المديني، عن الأنصاريِّ نحوه مختصراً، وفيه: فقال عنبسةُ: «حدَّثنا أنس بكذا، فقال: إيايَّ حَدَّث أنس ... » وذكر حديث العُرَنيِّينَ، ولم يخَرِّج مسلم منه إلا حديث العُرَنيِّين فقط، واختصر ما عداه، ولقلة ما أخرج منه لم نُثْبِتْ له علامة (2) .
[ص:291]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(بجريرة) الجريرة: الذَّنْب والجُرم الذي يجنيه الإنسان.
(السَّرَق) بفتح الراء، مصدر سَرَق يَسْرِقُ، والاسم: السرِق بالكسر، والسرِقة.
(سمرَ عَيْنَهُ) : إذا حمى لها مسماراً وكحلها به، ليذهب البصر.
(نبذهم) : ألقاهم ورماهم.
(فاستوخموا) استوخَمْتُ المكان: إذا لم يكن موافقاً ولا ملائماً لمزاجك.
(ثم يَنفِلون) أصل النَفْل هاهنا: النفي، يقال: نفلتُ الرجل عن نسبه، وانْتَفَلَ هو، وانفِلْ عن نفسك إن كنت صادقاً، أي: انْفِ ما قيل فيك ونُسِبَ إليك، والمعنى بقوله: «ينفلون» أي: يحلفون لكم، يقال: نفلته فنفل، أي: حلَّفته فحلف، وذلك لأن القصاص يُنفى بها.
(خليعاً لهم) الخليع: المخلوع، والمعنى: أن العرب كانوا يتحالفون على النصرة والإعانة، وأن يؤخذ كلٌّ منهم بصاحبه، فإذا أرادوا أن يتبرؤوا من إنسان يكونون قد حالفوه: أظهروا ذلك للناس، وسموا ذلك خَلعاً، والمتبرأ منه خليعاً، فلا يؤخذون بجريرته، ولا يؤخذ بجريرتهم، بعد أن خلعوه، فكأنهم قد خلعوا اليمين التي كانوا لَبِسُوها معه، ومنه يسمى الإمامُ والأمير إذا عزل خليعاً، يقال: خلع الإمام من الإمامة، والأمير من الإمارة.
__________
(1) في نسخ البخاري المطبوعة: فاستوخموا الأرض.
(2) رواه البخاري 12/ 211 - 214 في الديات، باب القسامة، وفي الوضوء، باب أبوال الإبل والدواب والغنم ومرابضها، وفي الزكاة، باب استعمال إبل الصدقة وألبانها لأبناء السبيل، وفي الجهاد، باب إذا حرق المشرك المسلم هل يحرق، وفي المغازي، باب قصة عكل وعرينة، وفي تفسير سورة المائدة، باب {إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً أن يقتلوا أو يصلبوا} ، وفي الطب، باب الدواء بألبان الإبل، وباب الدواء بأبوال الإبل، وباب من خرج من أرض لا تلائمه، وفي المحاربين في فاتحته، وباب لم يحسم النبي صلى الله عليه وسلم من أهل الردة حتى هلكوا، وباب لم يسق المرتدون والمحاربون حتى ماتوا، وباب سمر النبي صلى الله عليه وسلم أعين المحاربين.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه البخاري (6899) حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا أبو بشر إسماعيل بن إبراهيم الأسدي، حدثنا الحجاج بن أبي عثمان، حدثني أبو رجاء من آل أبي قلابة، حدثني أبو قلابة، فذكره.(10/287)
7816 - (د) عمرو بن شعيب - رحمه الله - عن أبيه عن جده «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- (1) : قَتَلَ بالقَسامة رجلاً من بني نضر (2) بن مالك بِبَحرةِ الرُّغاء على شَطِّ [لَيَّةِ] البَحرَةِ، قال: القاتلُ والمقتولُ منهم؟» أخرجه أبو داود (3) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ببحرة) البحرة: البلدة.
__________
(1) كذا في الأصول المخطوطة: عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، وفي نسخ أبي داود المطبوعة: عن عمرو بن شعيب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ... الحديث، وعلى هذا يكون الحديث معضلاً.
(2) وفي بعض النسخ: من بني نصر، بالصاد المهملة.
(3) رقم (4522) في الديات، باب القتل بالقسامة، وإسناده معضل.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده معضل: أخرجه أبو داود (4522) حدثنا محمود بن خالد وكثير بن عبيد، قالا: ثنا. (ح) وثنا محمد بن الصباح بن سفيان، أخبرنا الوليد، عن أبي عمرو، عن عمرو بن شعيب، فذكره.(10/292)
الكتاب السابع: في القِراض
7817 - (ط) زيد بن أسلم - رحمه الله - عن أبيه، قال: «خرج عبد الله وعبيدُ الله ابنا عمر بن الخطاب في جيش إلى العراق، فلما قَفَلا مَرَّا على أبي موسى الأشعريِّ وهو أمير البصرة، فَرَحَّبَ بهما، وسَهَّلَ، ثم قال: لو أقْدِرُ لكما على أمْر أنفعكما به، لفعلتُ، ثم قال: بلى، هاهنا مالٌ من مال الله، أريدُ أن أبعثَ به إلى أمير المؤمنين، فأسلفكماه، فتبتاعان به متاعاً من متاع العراق، ثم تبيعانه بالمدينة، فتؤدِّيان رأسَ المال إلى أمير المؤمنين، ويكون لكما الربح، فقالا: وَدِدنا، ففعل، وكتبَ إلى عمرَ بن الخطاب: أن يأخذَ منهما المال، فلما قدما باعا فأُربحا، فلما دفعا ذلك إلى عمر، قال: أكُلَّ الجيش أَسلفَهُ مثل ما أسلفَكما؟ قالا: لا، فقال عمر بن الخطاب: ابنا أمير المؤمنين، فأسلفَكما، أدِّيا المال ورِبحه، فأما عبد الله: فسكت، وأما عبيد الله: فقال: ما ينبغي لكَ يا أمير المؤمنين هذا، لو نَقَصَ المال أو هَلَك لضمِنّاه، فقال عمر: أَدِّياه، فسكتَ عبد الله، وراجعه عُبَيدُ الله، فقال رجل من جلساءِ عمرَ: يا أمير المؤمنين، لو جعلتَه قِرَاضاً، فقال عمرُ: قد [ص:294] جعلتُه قِرَاضاً، فأخذ عمرُ رأسَ المال ونصف ربحه، وأخذ عبد الله وعبيد الله ابنا عمر بن الخطاب نِصْفَ ربح المال» أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 2 / 687 و 688 في القراض، باب ما جاء في القراض، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في الموطأ، مع شرح الرزقاني (3/437) عن زيد بن أسلم، عن أبيه، فذكره.(10/293)
7818 - (ط) العلاء بن عبد الرحمن - رحمه الله - عن أبيه، عن جده: «أن عثمان بن عفان أعطاه مالاً قِراضاً يعملُ فيه على أَن الربح بينهما» . أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 2 / 688 في القراض، باب ما جاء في القراض، وفي سنده يعقوب المدني مولى الحرقة، وهو مجهول، ولكن يشهد له معنى الحديث الذي قبله.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في الموطأ مع شرح الزرقاني (3/439) عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن جده، فذكره.(10/294)
الكتاب الثامن: في القصص
قصة إبراهيم وإسماعيل وأمِّه عليهم السلام
7819 - (خ) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - من حديث أيوبَ بن أبي تميمة السَّختياني، وكثير بن كثير بن المطلب بن أبي وَداعة - يزيد أحدهما على الآخر - عن سعيد بن جبير، قال: قال ابن عباس: «أولُ ما اتخذَ النِّساءُ المِنْطَق: من قِبَلِ أم إسماعيل، اتخذت مِنْطَقاً - قال الأنصاريُّ عن ابن جريج (1) قال: أمَّا كثير بن كثير: فحدَّثني، قال: إني وعثمان بن أبي سليمان جلوسٌ مع سعيد بن جبير، فقال: ما هكذا حدَّثني ابنُ عباس، ولكنَّه قال: أقبل إبراهيم بإسماعيل وأمِّه وهي ترضعه، معها شَنَّة» لم يرفعه، ولم يزد الأنصاري على هذا.
قال الحميديُّ في أول هذا الحديث عند البرقانيِّ: من حديث عبد الرزاق [ص:296] عن معمر عن أيوب، وكثير، ولم يذكر البخاري «أن سعيد بن جبير، قال: سلوني يا معشر الشباب، فإني قد أوشَكْتُ أن أذهبَ [من] بين أظهركم، فأكثر الناس مسألتَه، فقال له رجل: أصلحكَ الله، أَرأَيت هذا المقام، أَهُوَ كما [كنَّا] نتحدث؟ قال: وما كنت تتحدّث؟ قال: كنا نقول: إِن إِبراهيم عليه السلام حين جاء عَرضت عليه امرأةُ إسماعيل النزولَ، فأَبَى أن ينزلَ، فجاءت بهذا الحجَر، فقال: ليس كذلك» (2) .
من هاهنا ذكر البخاري عن أيوب، وكثير عن سعيد بن جبير، قال ابن عباس: «أول ما اتخذتِ النساءُ المِنْطَق: من قِبَل أُمِّ إسماعيل، اتخذت مِنْطَقاً لِتُعفّي أثرها على سارَة، ثم جاء بها إبراهيم وبابنها إسماعيل، وهِيَ تُرضعه حتى وضعها عند البيت، عند دَوحَةٍ فوق زمزمَ في أعلى المسجد، وليس بمكة يومئذ أَحد، وليس بها ماء، فوضعهما هناك، ووضع عندهما جِراباً فيه تمر، وسِقاء فيه ماء، ثم قَفَّى إبراهيم مُنْطلقاً، فتَبعَته أمُّ إسماعيل، فقالت: يا إبراهيم، أين تذهبُ وتتركنا بهذا الوادي الذي ليس فيه أنيس (3) ، ولا شيء؟ ، فقالت له ذلك مِرَاراً، وجعل لا يلتفت إليها، فقالت له: آلله أمركَ بهذا؟ قال: نعم، قالت: إِذن لا يُضيِّعنا، ثم رجعتْ، فانطلق إبراهيم عليه السلام، حتى إذا كان عند الثنية - حيث لا يرونه [ص:297] استقبل بوجهه البيت، ثم دعا بهؤلاءِ الدعواتِ، فرفع يديه، فقال: {رَبَّنا (4) إِنِّي أسكنتُ من ذُرِّيَّتي بوادٍ غيرَ ذي زرعٍ} - حتى بلغ - {يشكرون} [إبراهيم: 37] وجَعَلَتْ أُمُّ إِسماعيل تُرْضِعُ إسماعيل، وتشربُ من ذلك الماء، حتى إذا نَفِد ما في السقاء عَطِشَتْ، وَعَطِش ابنُها، وجعلتْ تنظر إِليه يتلَوَّى - أو قال: يتلبَّط - فانطلقت كراهيةَ أن تنظر إليه، فوجدتِ الصفا أقرب جبل في الأرض يليها، فقامت عليه، ثم استقبلتِ الواديَ تنظر هل ترى أحداً؟ فلم تر أحداً، فهبطتْ من الصفا، حتى إذا بلغت الوادي رَفَعَتْ طرَف دِرْعها، ثم سَعَتْ سعيَ الإنسان المجهود، حتى جاوزت الوادي، ثم أتتِ المروَةَ، فقامت عليها، فنظرت، هل ترى أحداً؟ فلم تر أحداً، ففعلت ذلك سبع مرات - قال ابن عباس: قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: فلذلك سَعَى الناس بينهما - فلما أشرفَتْ على المروة سمعتْ صوتاً، فقالت: صَه - تريد نفسها - ثم تسمَّعت فسمعت أيضاً، فقالت: قد أسمعتَ إن كان عندك غُواث، فإذا هي بالملَكِ عند موضِع زمزم، فبحث بعقَبِه - أو قال: بجناحه - حتى ظهر الماءُ، تُحوِّضه، وتقول بيدها هكذا، وجعلت تَغْرِفُ من الماء في سقائها، وهو يفورُ بعدما تغرف - وفي رواية: بقدر ما تغرف -» قال ابن عباس: قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: «يَرْحَمُ الله أمَّ إسماعيل، لو تركت زمزم - أو قال: لو لم تغرِفْ من الماء - لكانت زمزمُ عيناً مَعِيناً، قال: فشربتْ وأرضعتْ ولدها، فقال لها [ص:298] المَلك: لا تخافوا الضيعةَ، فإن هاهنا بيتاً لله، يبنيه هذا الغلام وأبوه، وإن الله لا يُضِيع [أهله] ، وكان البيتُ مرتفعاً من الأرض كالرَّابية، تأتيه السيول، فتأْخذ عن يمينه، وعن شماله، فكانت كذلك، حتى مرَّتْ بهم رُفقةُ من جُرْهُم - أو أهلُ بيت من جرهم - مُقْبِلين من طريق كَدَاء، فنزلوا في أسفل مكة، فرأوا طائراً عائفاً، فقالوا: إنَّ هذا الطائر لَيَدُورُ على ماء، لَعَهْدُنا بهذا الوادي وما فيه ماء، فأرسلوا جَرِيَّاً أو جَرِيَّيْنِ، فإذا هم بالماء، فرجعوا فأخبروهم، فأقبلوا - وأُمُّ إسماعيل عند الماء - فقالوا: أتَأْذنين لنا أن ننزلَ عندَكِ؟ قالت: نعم، ولكن لاحقَّ لكم في الماء، قالوا: نعم. قال ابن عباس: قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: فألفَى ذلك أمَّ إسماعيل وهي تُحب الأُنْس، فنزلوا فأرسلوا إلى أهليهم، فنزلوا معهم، حتى إذا كان بها أهلُ أبيات منهم، وشَبَّ الغلام - وتعلم العربية منهم، وأنفسَهَم وأعجبهم حين شَبَّ - فلما أدركَ زوَّجوه امرأة منهم، وماتت أُمُّ إسماعيل، فجاء إبراهيم، بعدما تزوج إسماعيل، يطالع تَركته، فلم يجد إسماعيل، فسأل امرأتَه عنه؟ فقالت: خرج يبتغي لنا - وفي رواية: ذَهَبَ يصيد - ثم سألها عن عَيْشهم وهيئتهم؟ فقالت: نحن بِشَرٍّ، نحن في ضِيق وشِدَّة، وشكتْ إليه، قال: فإذا جاء زوجُكِ فاقْرَئي عليه السلامَ، وقولي له: يُغَيِّرْ عَتَبَة بابه، فلما جاء إسماعيل كأنه آنَس شيئاً، فقال: هل جاءكم من أحد؟ قالت: نعم، جاءنا شيخ كذا وكذا، فسألنا عنكَ، [ص:299] فأخبرتُهُ، فسألني: كيف عيشُنا؟ فأخبرتُه: أَنَّا في جَهد وشدة، قال: فهل أوصاكِ بشيء؟ قالت: نعم، أمرني أن أقرأ عليك السلام، ويقول لك: غَيِّر عَتَبَةَ بَابِكَ، قال: ذاكَ أبي، وقد أمرني أن أفارقَكِ، الحَقي بأهلِكِ، فطلَّقها، وتزوَّجَ منهم أخرى، فلبثَ عنهم إبراهيمُ ما شاء الله أن يلبثَ، ثم أتاهم بعدُ، فلم يجده، فدخل على امرأته، فسأل عنه؟ قالت: خَرَج يبتغي لنا، قال: كيف أنتم؟ وسألها عن عيشهم وهيئتهم، فقالت: نحن بخير وسَعَة، وأثنتْ على الله عز وجل، فقال: ما طعامُكم؟ قالت: اللحم، قال: فما شرابكم؟ قالت: الماءُ، قال: اللهم بارك لهم في اللحم والماء، قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: ولم يكن لهم يومئذ حَبّ، ولو كان لهم دعا لهم فيه، قال: فهما لا يخلو عليهما أحد بغير مكة إلا لم يوافقاه - وفي رواية: فجاء فقال: أين إسماعيل؟ فقالت امرأتُه: ذهب يصيد، فقالتْ امرأته: ألا تنزل فتَطْعَمَ وتَشرَبَ؟ قال: فما طعامكم، وما شرابكم؟ قالت: طَعامُنا اللحم، وشرابنا الماء، قال: اللهم بارك لهم في طعامهم وشرابهم، قال: فقال أبو القاسم - صلى الله عليه وسلم-: بركة دعوة إبراهيم - رجع إلى ما في الإسناد الأول - قال: فإذا جاء زوجُكِ فاقْرئي عليه السلام، ومُرِيه يُثْبِتْ عَتَبَةَ بابه، فلما جاء إسماعيل، قال: هل أتاكم من أحد؟ قالت: نعم، أتانا شيخ حَسَن الهيئة - وأثنت عليه - فسألني عنكَ؟ فأخبرته، فسألني، كيف عيشنا؟ فأخبرته أنَّا بخير، قال: فأوصاكِ بشيء؟ قالتْ: نعم، يقرأ عليك [ص:300] السلام، ويأمرك أن تُثبتَ عتبة بابك، قال: ذاكَ أبي، وأنتِ العتبةُ، أمَرني أن أُمْسِكَكِ، ثم لبث عنهم ما شاء الله، ثم جاء بعد ذلك وإسماعيل يَبرِي نَبْلاً له تحت دَوحة قريباً من زمزم، فلما رآه قام إليه، فصنعا كما يصنع الوالد بالولد، والولد بالوالد، ثم قال: يا إسماعيل، إن الله أمَرَني بأمْر، قال: فاصنع ما أمرك ربُّك، قال: وتُعينُني؟ قال: وأُعينُك، قال: فإن الله أمرني أن أبنيَ بيتاً هاهنا - وأشار إلى أكَمة مرتفعة على ما حَولها - فعِنْدَ ذلك رَفَعَ القواعدَ من البيت، فجعل إسماعيل يأْتي بالحجارة، وإبراهيم يبني، حتى إذا ارتفع البناءُ جاء إبراهيم بهذا الحجر فوضعه له، فقام عليه وهو يبني، وإسماعيل يناوله الحجارة، وهما يقولان: {رَبَّنا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السميعُ العَليمُ} [البقرة: 127] قال: فجعلا يبنيان، حتى يدورا حول البيت، وهما يقولان: {رَبَّنا تقبلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السميعُ العَليم} » . وفي رواية: عن إبراهيم بن نافع عن كثير بن كثير، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: لما كان من أمر إبراهيم ومن أهله ما كان: خرج بإسماعيل، وأم إسماعيل، ومعهم شَنَّة فيها ماء، فجعلتْ أُمُّ إسماعيل تشرب من الشَّنَّةِ، فيَدِرّ لبنها على صَبِيِّها، حتى قَدِمَ مكة، فوضعها تحت دوحة، ثم رجع إبراهيم إلى أهله، فاتَبَعَتْه أم إسماعيل، حتى لما بلغوا كَدَاءَ، نادته من ورائه: يا إبراهيم، إلى مَنْ تتركنا؟ قال: إلى الله، قالت: رضيتُ [ص:301]
بالله، قال: فرجعتْ، فجعلتْ تشربُ من الشَّنَّة، ويَدِرّ لبنها على صَبيِّها، حتى لما فَني الماءُ، قالت: لو ذهبتُ فنظرتُ، لعلي أُحِسُّ أحداً، قال: فذهبتْ، فَصَعدَتِ الصَّفا، فنظرتْ ونظرتْ هل تُحِسُّ أحداً؟ فلم تُحِسَّ [أحداً] ، فلما بَلغتِ الواديَ سَعَتْ، وأتتْ المروةَ، وفعلتْ ذلك أَشْواطاً، ثم قالت: لو ذهبتُ فنظرتُ ما يفعل الصبيُّ؟ فذهبتْ، فنظرتْ، فإذا هو على حاله كأنه يَنْشَغُ للموت، فلم تُقِرَّها نفسُها، فقالت: لو ذهبت، فنظرتُ، لعلي أُحِسُّ أحداً؟ فذهَبَتْ، فَصَعِدَت الصفا، فنظرتْ ونظرتْ، فلم تحسَّ أحداً، حتى أتَمَّتْ سبعاً، ثم قالت: لو ذَهبتُ فنظرتُ ما فعل؟ فإذا هي بصوت، فقالت: أغِثْ إن كان عندك خير، فإذا جبريل، قال: فقال بِعَقِبه هكذا - وغَمَزَ بعقبه على الأرض - فانبثقَ الماءُ، فَدُهِشَتْ أم إسماعيل، فجعلت تَحْفِن - وفي أخرى: تحفِر - ولو تركَتْهُ كان الماء ظاهراً، وكان عَيْناً مَعِيناً ... وذكر الحديث بطوله نحوه، أو قريباً منه، والأول أتم - إلى قوله: فوافى إسماعيلَ من وراءِ زمزم يصلح نَبْلاً له، فقال: يا إسماعيل، إن ربك أمرني أن أبني له بيتاً، قال: أطع ربك، قال: إِنه قد أمرني أن تعينني عليه، قال: إذن أفعل - أو كما قال – فقاما، فجعل إبراهيم يبني، وإسماعيل يناوله الحجارة ويقولان: {رَبَّنا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السميعُ العَليمُ} حتى ارتفع البناءُ، وضَعُفَ الشيخُ عن نقل الحجارة، فقام على حَجَرِ المقام، فجعل يناوله [ص:302] الحجارة، ويقولان: {رَبَّنا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السميعُ العليمُ} .
وأخرج في رواية طرفاً منه: قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: «يرحم الله أم إسماعيل، لولا أنها عَجِلَتْ لكان زمزمُ عيناً مَعيناً» أخرجه البخاري (5) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(المِنطَق) : هو ما تشد به المرأة وسطها عند عمل الأشغال لترفع ثوبها، وهو أيضاً النطاق.
(شَنَّة) الشَنَّة: القربة البالية يكون فيها الماء.
(دَوْحة) الدَّوحة: الشجرة العظيمة، وجمعها الدوح.
(قفَّى) الرجل: إذا ولاك قفاه راجعاً عنك.
(الثنية) : الطريق في العقبة، وقيل: هو المرتفع من الأرض فيها.
(التلبُّط) : الاضطراب والتقلُّب ظهراً لِبَطْنٍ.
(صه) اسكت، وقوله: تريد: «تَعني نفسها» معناه: لما سمعت الصوت سكّتت نفسها لتتحققه.
(غواث) الغواث والغياث والغوث: المعونة، وإجابة المستغيث.
(تحوِّضه) أي: تجعل له حوضاً يجتمع فيه الماء.
(معينا) المعين: الماء الظاهر الجاري الذي لا يتعذَّر أخذه. [ص:303]
(الضيعة) : الضياع والحاجة.
(كَداء) بالفتح والمد: الثنية من أعلى مكة مما يلي المقابر، وبالضم والقصر: من أسفلها مما يلي باب العمرة. (عائفاً) العائف: المتردِّد حول الماء.
(الجريُّ) : الرسول والوكيل.
(وأنْفَسَهم) أي: صار عندهم نفيساً مرغوباً فيه.
(تَرْكته) التركة: بسكون الراء - ولد الإنسان، وهو في الأصل: بيضة النعام، هكذا قاله الزمخشري في " الفائق "، ولو روى بكسر الراء، لكان وجهاً، والتركة: اسم للشيء المتروك.
(يبتغي لنا) قولها: يبتغي لنا: يطلب لنا الرزق ويسعى فيه.
(آنس) شيئاً أي: أبصر شيئاً، وأراد: كأنه رأى أثر أبيه وبركة قدومه.
(أكمة) الأكمة: ما ارتفع من الأرض كالرابية.
(النشغ) : الشهيق، حتى يكاد يبلغ له الغشي، يقال: نشغ ينشغ نشغاً، وإنما يفعل الإنسان ذلك أسفاً على صاحبه وشوقاً إليه، وقيل: نشغ الصبي: إذا امتص بفيه.
(انبثاق) الماء: انفتاحه وجريه.
__________
(1) قوله: " قال الأنصاري عن ابن جريج ... إلى قوله: معها شنة " قال الحافظ في " الفتح ": هكذا ساقه مختصراً ومعلقاً، وقد وصله أبو نعيم في " المستخرج " عن فاروق الخطابي عن عبد العزيز بن معاوية عن الأنصاري، وهو محمد بن عبد الله، لكنه أورده مختصراً أيضاً، وكذلك أخرجه عمر بن شبة في " كتاب مكة " عن محمد بن عبد الله الأنصاري.
(2) قال الحافظ في " الفتح ": ورواه الأزرقي من طريق مسلم بن خالد الزنجي، والفاكهي من طريق محمد بن جشعم كلاهما عن ابن جريج، وأخرجه الإسماعيلي من طرق عن معمر.
(3) وفي بعض النسخ: إنس.
(4) في رواية الكشميهني: رب، والرواية التي أثبتناها هي الموافقة للتلاوة.
(5) رواه البخاري 6 / 282 - 288 في الأنبياء، باب قول الله تعالى: {واتخذ الله إبراهيم خليلا} .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (1/253) (2285) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا حماد، قال: أخبرنا عطاء بن السائب. وفي (1/347) (3250) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر، عن أيوب، وكثير بن كثير بن المطلب بن أبي وداعة. والبخاري (3/147 و4/172) قال: حدثنا عبد الله بن محمد، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن أيوب، وكثير بن كثير. وفي (4/172) قال: حدثني أحمد بن سعيد أبو عبد الله، قال: حدثنا وهب بن جرير، عن أبيه، عن أيوب، عن عبد الله بن سعيد بن جبير مختصرا. وفي (4/175) قال: حدثنا عبد الله بن محمد، قال: حدثنا أبو عامر عبد الملك بن عمرو، قال: حدثنا إبراهيم بن نافع، عن كثير بن كثير. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (5600) عن محمد بن عبد الأعلى، عن محمد بن ثور، عن معمر، عن أيوب، وكثير بن كثير. (ح) وعن محمد بن عبد الله بن المبارك المخرمي، عن أبي عامر العقدي، وعثمان بن عمر.
كلاهما - عن إبراهيم بن نافع، عن كثير بن كثير.
أربعتهم - عطاء بن السائب، وأيوب، وكثير، وعبد الله بن سعيد - عن سعيد بن جبير، فذكره.
أخرجه أحمد (1/360) (3390) قال: حدثنا إسماعيل، قال: حدثنا أيوب، قال: أنبئت عن سعيد بن جبير، فذكره. مختصرا.(10/295)
أصحاب الأخدود
7820 - (م ت) صهيب - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «كانَ مَلِك فيمن كان قبلَكم، وكان له ساحِر، فلما كَبِرَ قال للملك: إِني قد كَبِرْتُ، فابعثْ إليَّ غلاماً أُعلِّمه السحر، فبعث إِليه غلاماً يُعلّمه، وكان في طريقه إذا سَلَك راهب، فقعد إِليه وسمع كلامه، فكان إذا أتى السَّاحر مرَّ بالراهب وقعد إليه، فإذا أتى الساحر ضربه، فشكا ذلك إلى الراهب، فقال: إذا خشيتَ الساحر فقل: حبسني أهلي، وإذا خشيتَ أهلك، فقل: حبسني الساحر، فبينما هو كذلك إذْ أتى على دابَّة عظيمة قد حبستِ الناسَ، فقال: اليومَ أعلمُ: السَّاحرُ أفضل، أم الراهبُ أفضل؟ فأخذ حجراً، فقال: اللهمَّ إنْ كان أمرُ الراهب أحبَّ إليك من أمر الساحر فاقتلْ هذه الدَّابة، حتى يمضيَ الناسُ، فرماها، فقتَلها، ومضى الناسُ، فأتى الراهبَ فأخبره، فقال له [الراهب] : أيْ بُنَيَّ، أنتَ اليومَ أفضلُ مني، وقد بلغَ مِن أمْرِك ما أرى، وإِنَّك ستُبْتَلى، فإن ابتُليتَ فلا تدلَّ علي، وكان الغلامُ يُبرِئ الأكمَه والأبرصَ، ويداوي الناسَ من سائر الأدْواء، فسمع جليس للملك - كان قد عمي - فأتاه بهدايا كثيرة، فقال: ما هاهنا لك أجمعُ إن أنت شَفَيتَني، قال: إِني لا أشفي أحداً، إنما يشفي الله عز وجل، فإن آمَنْتَ بالله دعوتُ الله فشفاك، فآمَنَ به، فشفاه الله،
فأتى الملك، فجلسَ إليه كما كان يجلس، [ص:305] فقال له الملِك: مَنْ رَدَّ عليك بَصرَك؟ قال: ربي، قال: ولك رَبّ غيري؟ ، قال: ربي وربُّكَ [الله] ، فأخذه، فلم يزلْ يعذِّبُهُ، حتى دلَّ على الغلام، فجيء بالغلام، فقال له الملك: أي بُنَيَّ، قد بلغ من سحْرِكَ ما تُبْرِئ الأكمَه والأبرصَ، وتفعلُ وتفعلُ؟ قال: فقال: إني لا أشفي أحداً، إِنما يشفي الله، فأخذه، فلم يزلْ يعذِّبُه، حتى دَلَّ على الراهب، فجيء بالراهب، فقيل له: ارجع عن دِينِكَ، فأبى، فدعا بالمنشار، فوضَع المنشار على مَفْرِق رأسه، فشقَّه به حتى وقع شِقَّاهُ، [ثم جيء بجليس الملك، فقيل له: ارجع عن دِينك، فأبى، فَوَضع المنشار في مَفْرِق رأسه، فشقّه به حتى وقع شقاه] ثم جيء بالغلام، فقيل له: ارجع عن دِينِكَ، فأبى، فدفعه إلى نَفَر من أصحابه، فقال: اذهبوا به إلى جبل كذا وكذا، فاصعَدوا به الجبل، فإذا بلغتم ذِرْوَته، فإن رجع عن دِينه، وإلا فاطرحوه، فذهبوا به، فصَعِدوا به الجبل، فقال: اللهم اكفنيهم بما شئتَ، فرجف بهم الجبلُ فسقطوا، وجاء يمشي إلى الملك، فقال له الملك: ما فعل أصحابك؟ قال: كفانيهم الله، فدفعه إلى نفر من أصحابه، فقال: اذهبوا به فاحملوه في قُرْقُور، وتوسّطوا به البحر، فإن رَجَعَ عن دِينه، وإلا فاقذفوه، فذهبوا به، فقال: اللهم اكفنيهم بما شئتَ، فانكفأَتْ بهم السفينةُ، فغَرِقُوا، وجاء يمشي إلى الملك، فقال له الملك: ما فعل أصحابك؟ قال: كفانيهم الله، فقال للملك: إنكَ لستَ بقاتلي حتى تفعلَ [ص:306] ما آمرك به، قال: ما هو؟ قال: تجمع الناس في صعيد واحد، وتصلُبُني على جِذْع، ثم خذْ سَهْماً من كِنانتي، ثم ضَع السهم في كَبِدِ القوس، ثم قل: بسم الله ربِّ الغلام، ثم ارمِ، فإنك إذا فعلتَ ذلك قتلتني، فجمع الناسَ في صعيد واحد، وصلبه على جذع، وأخذ سهماً من كنانته، ثم وضع السهم في كَبِدِ القوس، ثم قال: بسم الله ربِّ الغلام، ثم رماه، فوقع السهم في صُدغِهِ، فوضع يده في صُدغه، في موضِعِ السهم، فمات، فقال الناسُ: آمنَّا بربِّ الغلام، آمنَّا بربِّ الغلام، آمنا برب الغلام، فأُتِيَ الملكُ، فقيل له: أرأيتَ ما كنت تحذر؟ قَدْ والله نزلَ بكَ حَذَرك، قد آمن الناسُ، فأَمر بالأخدود بأفواه السكك، فخُدَّتْ، وأَضْرَم فيها النيرانَ، وقال: من لم يرجع عن دينه فأقحموه (1) فيها - أو قيل له: اقْتَحِم - ففعلوا، حتى جاءت امرأة، ومعها صبيّ لها، فتقاعَسَتْ أن تقع فيها، فقال لها الغلام: يا أُمّه، اصبري، فإنكِ على الحق» هذه رواية مسلم.
وفي رواية الترمذي قال: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: إذا صلى العصر هَمَسَ - والهمس في بعضهم قولهم: تَحرُّك شفتيه، كأنه يتكلم - فقيل [له] : يا رسولَ الله، إنك إذا صَلَّيتَ العصر همستَ؟ قال: إن نبيّاً من الأنبياء كان أُعجِبَ بأُمَّتِه، قال: مَنْ يقوم لهؤلاء؟ فأوحى الله إليه: أن خَيِّرْهُمْ بين أن [ص:307] أنتقِمَ منهم، وبين أن أسَلِّطَ عليهم عَدُوَّهم، فاختاروا النِّقمة، فسَلَّطَ الله عليهم الموتَ، فماتَ في يوم سبعون ألفاً» .
وكان إذا حدَّث بهذا الحديث حدَّث بهذا الحديث الآخر، قال: «كان ملك من الملوكِ، وكان لذلك الملك كاهِن يَكْهَنُ له، فقال الكاهن: انظروا لي غلاماً فَهِماً - أو قال: فَطِناً - لَقِناً فأُعلّمه عِلْمي [هذا] ، فإني أخافُ أن أموتَ، فَيَنْقَطِعَ مِنكم هذا العلم، ولا يكونَ فيكم مَنْ يَعْلَمُهُ، قال: فنظروا له على ما وَصَفَ، فأمروه أن يَحْضُرَ ذلك الكاهِن، وأن يختلف إليه، فجعل يختلف إليه، وكان على طريق الغلام راهب في صَوْمَعَة - قال معمر (2) : أحْسِبُ أنَّ أصحاب الصوامع كانوا يومئذ مسلمين - قال: فجعل الغلامُ يسأل ذلك الراهبَ كلَّما مرَّ به، فلم يزل حتى أخبره، فقال: إنما أعبد الله، قال: فجعل الغلام يمكثُ عند الراهب، ويبطئ عن الكاهن، فأرسل الكاهِنُ إلى أهل الغلام: أنه لا يكادُ يحضُرني، فأخبر الغلامُ الراهِبَ بذلك، فقال له الراهب: أين كنتَ؟ فأخبرهم أنَّكَ كنتَ عند الكاهِنِ، قال: فبينما الغلام على ذلك، إذ مَرَّ بجماعة من الناس كثير، قد حَبَسَتْهُمْ دابة - فقال بعضهم: إن تلكَ الدابةَ كانت أسَداً - فأخذ الغلامُ حَجَراً، فقال: اللهمَّ إن كان ما يقول الراهب حقاً، فأَسأَلك أن أقْتُلَهُ، ثم رَمَى به، فقتل الدابة، فقال الناس: مَنْ [ص:308] قتلها؟ فقالوا: الغلام، ففزِع الناسُ، وقالوا: قد عَلِمَ هذا الغلامُ علماً لم يعلمْه أحد، قال: فسمع به أعمى، فقال له: إن أنتَ رددتَ بصري، فلك كذا وكذا، قال: لا أُرِيد منك هذا، ولكن أرأيتَ إن رَجَعَ إليك بصرُك أتؤمنُ بالذي ردَّه عليك؟ قال: نعم، قال: فدعا الله، فردَّ عليه بَصَرُه، فآمَنَ الأعْمَى، فبلغ الملكَ أمرهُم، فدعاهم، فأُتِيَ بهم، فقال: لأقْتُلَنَّ كُلَّ واحد منكم قِتْلَة لا أقْتُلُ بها صاحبه، فأمر بالراهب والرجل الذي كان أعمى، فوضع المنشار على مفرِق أحدهما فقتله، وقَتل الآخرِ بِقِتْلَة أخرى،
ثم أَمَرَ بالغلام، فقال: انطلِقوا به إلى جبل كذا وكذا، فأَلقوهُ من رأسه، فانطَلقوا به إلى ذلك الجبل، فلما انتهَوْا إلى ذلك المكان الذي أرادوا أن يُلقُوهُ منه، جعلوا يتهافتون من ذلك الجبل، ويَتَرَدَّوْنَ، حتى لم يبق منهم إلا الغلام، ثم رجع، فأمر به الملك أن ينطلقوا به إلى البحر فيلقوه فيه، فانطلقوا به إلى البحر، فغرَّق الله الذين كانوا معه، وأنجاه، فقال الغلام للملك: إنَّكَ لا تقتلني حتى تصلُبني وترميَني، وتقول إذا رميتني: بسم الله ربِّ هذا الغلام، قال: فأمر به فصلب، ثم رماه فقال: بسم الله رب هذا الغلام، قال: فوضع الغلام يده على صُدغِه حين رُمِيَ، ثم مات، فقال الناسُ: لقد عَلِمَ هذا الغلامُ علماً ما علمه أحد، فإنا نؤمن برب هذا الغلام، قال: فقيل للملك: أجَزِعْتَ أن خالَفَكَ ثلاثة؟ فهذا العالَمُ كلُّهم قد خالَفُوك، قال: فخَدَّ أخْدُوداً ثم ألقى فيها الحطبَ والنارَ، ثم جمع الناسَ، فقال: مَنْ رَجَعَ عن دِينه تركناه [ص:309] ومن لم يرجع ألقيناه في النار، فجعل يُلقيهم في تلك الأخدود، قال: يقول الله تبارك وتعالى: {قُتِلَ أصحابُ الأخدود. النارِ ذاتِ الوَقُودِ} - حتى بلغ - {العَزِيزِ الحميدِ} [البروج: 4 - 8] قال: فأما الغلام، فإنه دُفن، قال: فيذكر أنه أُخْرِجَ في زَمن عمر بن الخطاب وإصبَعُهُ على صُدْغهِ، كما وضعها حين قُتِلَ» (3) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(بالمنشار) أشَرْتُ الخشبة بالمنشار: إذا شققتَها، ووشرتُها بالميشار - غير مهموز - لغة فيه، والميشار والمنشار سواء.
(قُرقُور) القُرقُور: سفينة صغيرة.
(فانكفأت) السفينة: أي انقلبت، ومنه: كفأتُ القدر: إذا كببتَها.
(الصعيد) : وجه الأرض، وأراد: أنه جمعهم في أرض واحدة منبسطةٍ ليشاهدوه.
(من كنانتي) الكنانة: الجعبة التي يكون فيها النشاب.
(كبد القوس) : وسطها، والمراد به: موضع السهم من الوَتَرِ والقوس.
(بالأخدود) الأُخدود: الشق في الأرض، وجمعه الأخاديد. [ص:310]
(السكك) جمع سِكة، وهي الطريق.
(أضْرَمتُ) النار: إذا أوقدتَها وأثرتَها.
(اقتحم) الاقتحام: الوقوع في الشيء من غير رؤية ولا تَثَبُّتٍ.
(فتقاعست) التقاعس: التأخُّر والمشي إلى وراء.
(الهمس) : الكلام الخفيُّ الذي لا يكاد يسمع.
(اللقِن) : الرجل الفَهِم الذكيُّ.
(التهافت) : الوقوعُ في الشيء مثل التساقط.
__________
(1) وفي بعض النسخ: فأحموه.
(2) أحد الرواة.
(3) رواه مسلم رقم (3005) في الزهد والرقائق، باب قصة أصحاب الأخدود والساحر والراهب والغلام، والترمذي رقم (3337) في التفسير، باب ومن سورة البروج.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1- أخرجه أحمد (6/16) قال: حدثنا عفان. ومسلم (8/229) قال: حدثنا هداب بن خالد. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (4969) عن أحمد بن سليمان، عن عفان.
كلاهما - عفان، وهداب - قالا: حدثنا حماد بن سلمة.
2- وأخرجه الترمذي (3340) قال: حدثنا محمود بن غيلان، وعبد بن حميد -المعنى واحد- قالا: حدثنا عبد الرزاق، عن معمر.
كلاهما - حماد، ومعمر - عن ثابت، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، فذكره.(10/304)
الأطفال المتكلمون في المهد
7821 - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «لم يتكلَّمْ في المهد إلا ثلاثة: عيسى بن مريم، وصاحب جُرَيج، وكان جريجُ رَجُلاً عابداً، فاتخذ صومعة، فكان فيها، فأتته أُمُّهُ وهو يصلّي، فقالت: يا جريج، فقال: يا ربِّ، أُمِّي وصلاتي، فأقبل على صَلاتِه، فانْصَرَفَتْ، فلما كان من الغَدِ، أتته وهو يُصَلِّي، فقالتْ: يا جريج، فقال: يا ربِّ، أُمِّي وصلاتي، فأقبل على صلاته، [فانصرفَتْ] ، فلما كان من الغَدِ أتته وهو يصلِّي، فقالت: يا جريج، فقال: يا ربِّ، أُمي وصلاتي، فأقبل على صلاته، فقالت: اللهمَّ لا تُمِتْهُ حتى ينظرَ إلى وجوهِ المومِسات، فتذاكر بنو إسرائيل جريجاً وعبادَتَه [ص:311] وكانت امرأة بغيّ يتمثَّل بحسنها، فقالت: إن شئتم لأَفْتِنَنَّهُ [لكم] ، قال: فتعرَّضَتْ له، فلم يَلْتَفِتْ إليها، فأتت رَاعياً كان يأوي إلى صومعتِهِ، فأمكنَتْهُ من نفسها، فوقع عليها، فَحَمَلَتْ، فلما وَلَدَتْ، قالت: هُوَ مِنْ جُرَيج، فأَتَوْهُ، فاستنزلوه، وهدَمُوا صومَعتَهُ، وجعلوا يضربونه، فقال: ما شأنُكم؟ قالوا: زنيتَ بهذه البغيِّ، فَوَلَدَتْ منك، فقال: أين الصبيُّ؟ فجاؤوا به، فقال: دَعُوني أُصَلِّي، فصلَّى، فلما انصرف أتى الصبيُّ فطعنَ في بطنه، وقال: يا غُلام، مَنْ أبوك؟ فقال: فلانُ الراعي، قال: فأقبلوا على جريج يُقبِّلونه، ويتمَسَّحُون به، وقالوا: نبني صومعتَكَ من ذَهَب، قال: لا، أعيدوها من لَبِن كما كانت، ففعلوا، وبينا صَبيّ يرضَعُ من أُمِّه، فمرَّ رَجُل راكب على دابَّة فَارِهَة وشارة حَسنَة، فقالت أُمُّه: اللهم اجعل ابني مثل هذا، فترك الثديَ، وأقْبَلَ إليه، فنظر إليه، فقال: اللهم لا تجعلني مثله، ثم أقبل على ثديه، فجعل يرتضع - قال: فكأني أنظر إِلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- وهو يحكي ارتضاعه بإِصبعه السبابة في فيه، فجعل يَمُصُّها - قال: ومَرُّوا بجارية وهم يضربونها، ويقولون: زنيتِ، سَرَقْتِ، وهي تقول: حسبي الله ونعم الوكيل، فقالت أُمُّه: اللهم لا تجعل ابني مثلها، فترك الرضاع، ونظر إِليها، فقال: اللهم اجعلني مثلها، فهناك تراجعا الحديث، فقالت: [حَلْقَى] (1) !! مَرَّ رَجُل حَسنُ الهيئة، فقلتُ: اللهم اجعل ابني مثلَه، فقلتَ: اللهمَّ لا تجعلني [ص:312] مثلَه، ومَرُّوا بهذه الأمَة وهم يضربونها، ويقولون: زنيتِ، سرقْتِ، فقلتُ: اللهم لا تَجْعل ابني مثلها، فقلتَ: اللهمَّ اجعلني مثلها؟ ! فقال: إن ذلك الرجل كان جبَّاراً، فقلتُ: اللهمَّ لا تجعلني مثلَه، وإنَّ هذه يقولون لها: زنيتِ، ولم تزن، وسرقتِ ولم تسْرِق، فقلت: اللهم اجعلني مثلها» هذا لفظ حديث مسلم.
وأخرج البخاري حديث المرأة وابنها خاصة، قال: «بَيْنا امرأة تُرضِع ابناً لها، إذ مَرَّ راكب وهي تُرضعه، فقالت: اللهم لا تمت ابني حتى يكونَ مثل هذا، فقال: اللهم لا تجعلني مثلَه، ثم رجع في الثدي، ومُرَّ بامرأة تُجَرَّرُ، ويُلعَبُ بها، فقال: اللهم اجعلني مثلها، فقال: أمَّا الراكب، [فإنه] كافِر، وأمَّا المرأة، فإنه يقال لها: تزني، وتقول: حَسْبيَ الله، ويقولون: تَسرق، وتقول: حَسْبيَ الله» .
وأخرج أيضاً حديث جريج وأُمِّه تعليقاً، قال: [قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-] : «نادتِ امرأة ابنَها وهو في صومعة له، قالت: يا جُريَج، قال: اللهم أُمي وصلاتي، فقالت: يا جريج، فقال: اللهم أمي وصلاتي، قالت: يا جريج، قال: اللهم أُمي وصلاتي، قالت: اللهم لا يموت جريج حتى ينظر في وجوه المياميس، وكانت تأوي إلى صومعته راعية ترعَى الغنم، فولدت، فقيل لها: ممن هذا الولد؟ قالت: من جريج، نزل من صومعته، قال جريج: أين هذه [ص:313] التي تزعم أن ولدها لي؟ قال: يا بابوس، مَنْ أبوكَ؟ قال: راعي الغنم» .
وأخرج مسلم أيضاً منه طرفاً في جريج خاصة، قال: «كان جريج يتعبَّد في صومعة، فجاءت أُمُّه - قال حميد بن هلال: فوصف لنا أبو رافع صفة أبي هريرة لصفة رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- أمَّه حين دَعَته، كيف جعلتْ كَفها فوق حاجبها، ثم رفعت رأسها إليه تدعوه – فقالت: يا جريج، أنا أُمُّك كلِّمني، فصادَفتهُ يصلِّي، فقال: اللهم أُمِّي وصلاتي، فاختار صلاته، [فرجَعَتْ، ثم عادت في الثانية، فقالت: يا جريج، أنا أُمُّك، فكلِّمني، قال: اللهم أُمي وصلاتي، فاختار صلاته] ، فقالت: اللهم إن هذا جريج، وهو ابني وإني كلّمتُهُ، فأبى أنْ يكلِّمني، فلا تُمِتهُ حتى تُرِيَهُ المومساتِ، قال: ولو دَعتْ عليه أن يُفْتَنَ لَفُتِنَ، قال: وكان راعِي ضأن يأوي إلى دَيْرِهِ، قال: فخرجت امرأة من القرية، فوقع عليها الراعي، فحملَت، فَوَلَدَتْ غلاماً، فقيل لها: ما هذا؟ قالت: مِنْ صاحبِ هذا الديرِ، قال: فجاؤوا بفؤوسهم ومساحيهم، فَنَادَوْهُ، فصادفُوه يُصلِّي، فلم يكلِّمهم، فأخذوا يَهْدِمُونَ ديْرَه، فلما رأى ذلك، نزل إليهم، فقالوا له: سَلْ هذه، قال: فتبسم، ثم مَسَحَ رأس الصبيِّ، فقال: مَنْ أبوك؟ قال: [أبي] راعي الضأن، فلما سمِعوا ذلك، قالوا: نبني ما هَدَمْنَا من دَيْرِكَ بالذهب والفضة؟ قال: لا، ولكن [ص:314] أعيدوه تراباً كما كان، ثم علاه» (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(المومسات) : الزواني، جمع مومسة، وهي الفاجرة، والمياميس كذلك.
(والبغيُّ) : الزانية أيضاً.
(يُتمثَّل بحسنها) أي يعجب به، ويقال لكل من يستحسن: هذا مثل فلانة في الحسن.
(والشارة الحسنة) : جمال الظاهر في الهيئة والملبس والمركب ونحو ذلك.
(الجبَّار) : العاتي المتكبِّر القاهر للناس.
(يا بابوس) كلمة تقال للصغير، كذا قاله الحميدي، وقال الهروي: قال ابن الأعرابي: البابوس: الصبي الرضيع، قال: وقد جاء هذا الحرف في شعر ابن الأحمر، ولم يعرف في شعر غيره، والحرف غير مهموز.
(ومساحيهم) المساحي جمع مَسحاة، وهي المجرفة التي رأسها من حديد.
__________
(1) أي أصابه الله تعالى بوجع في حلقه.
(2) رواه البخاري 6 / 371 في الأنبياء، باب ما ذكر عن بني إسرائيل، وتعليقاً 3 / 63 في الصلاة، باب إذا دعت الأم ولدها في الصلاة، قال الحافظ في " الفتح ": وصله الإسماعيلي من طريق عاصم بن علي أحد شيوخ البخاري عن الليث مطولاً، ومسلم رقم (2550) في البر والصلة، باب تقديم بر الوالدين على التطوع بالصلاة وغيرها.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/307) قال: حدثنا وهب بن جرير. وفي (2/308) قال: حدثنا حسين بن محمد. والبخاري (3/179 و4/201) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم. ومسلم (8/4) قال: حدثنا زهير بن حرب. قال: حدثنا يزيد بن هارون.
أربعتهم - وهب بن جرير، وحسين بن محمد، ومسلم بن إبراهيم، ويزيد بن هارون - عن جرير بن حازم. قال: حدثنا محمد بن سيرين، فذكره.(10/310)
أصحاب الغار
7822 - (خ م د) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «انطلقَ ثلاثةُ نَفَر ممن كان قبلكم، حتى آواهم [ص:315] المبيتُ إلى غار، فدخلوه، فانحدرتْ صَخرَة من الجبل، فسَدت عليهم الغارَ، فقالوا: إنه لا يُنجيكم من هذه الصخرة إلا أن تَدْعُوا الله بصالح أعمالكم، قال رجل منهم: اللهم كان لي أبوان شيخانِ كبيران، وكنتُ لا أَغْبُقُ قبلهما أهلاً ولا مالاً، فنأَى بي طلبُ شَجَرٍ يوماً، فلم أَرُحْ عليهما حتى ناما، فَحَلَبْتُ لها غَبوقَهُما، فوجدتهما نائمين، فكَرِهتُ أن أَغْبُقَ قبلهما أهلاً أو مالاً، فَلَبِثْتُ والقَدَحُ على يدي أنتظر استيقاظهما، حتى بَرَقَ الفَجْر- زاد بعض الرواة: والصِّبيَةُ يَتضاغَونَ عند قدَميَّ - فاستيقظا، فشرِبا غَبوقَهُما، اللهم إن كنتُ فعلتُ ذلك ابتغاءَ وجهك، ففرِّج عنا ما نحن فيه من هذه الصخرة، فانفرَجتْ شيئاً لا يستطيعون الخروج، قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: قال الآخر: اللهم كانت لي ابنةُ عمّ، كانت أحبَّ الناس إليَّ، فأردتُها على نفسها، وامتنعت مني، حتى ألمت بها سَنَة من السنين، فجاءتني، فأعطيتُها عشرين ومائةَ دينار، على أن تُخَلِّيَ بيني وبين نفسها، ففعلت، حتى إذا قَدَرْتُ عليها، قالت: لا أُحِلُّ لَكَ أن تَفُضَّ الخاتَمَ إلا بحقِّه، فتحَرَّجْتُ من الوقوع عليها، فانصرفتُ عنها وهي أحبُّ الناس إليّ، وتركتُ الذهب الذي أعطيتها، اللهم إن كنتُ فعلتُ ذلك ابتغاءَ وجهك فافْرُج عنا ما نحن فيه، فانفرجَتِ الصخرة، غير أنهم لا يستطيعون الخروج منها، قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: وقال الثالث: اللهم استأجَرْتُ أُجَرَاءَ، وأعطيتُهم أجرَهم، غير رَجُل واحد، تَركَ الذي له وذهب، فَثَمَّرتُ أجْرَهُ حتى [ص:316] كَثُرَتْ منه الأموال، فجاءني بعد حين، فقال: يا عبد الله، أدِّ إليَّ أجري، فقلت: كلُّ ما ترى من أجْرِكَ، من الإبل والبقر، والغنم، والرقيق، فقال: يا عبد الله، لا تستهزئُ بي، فقلتُ: إني لا أستهزئُ بك، فأخذه كلَّه، فاسْتاقه، فلم يتركْ منه شيئاً، اللهم فإن كنتُ فعلتُ ذلك ابتغاءَ وجهك فافْرُج عنا ما نحن فيه، فانفرجتِ الصخرة، فخرجوا يمشون» .
وفي رواية: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «بينما ثلاثة نَفَر ممن قبلكم يمشون، إذ أصابهم مَطَر، فأَوَوْا إلى غار، فانطبق عليهم، فقال بعضهم لبعض: إنه والله يا هؤلاء لا ينجيكم إلا الصدقُ، فليَدْعُ كلُّ رجل منكم بما يعلم أنه قد صدَق فيه، فقال أحدهم: اللهم إن كنتَ تعلم أنه كان لي أجير عَمِل لي على فَرَق من أَرُزّ، فذهب وتركه، وإني عَمَدْتُ إلى ذلك الفَرَق فزرعته، فصار من أمره إلى أن اشتريتُ منه بقراً، وإنه أتاني يطلب أجره، فقلت له: اعْمِدْ إلى تلك البقر، فَسُقْها، فقال لي: إنما لي عندك فَرَق من أَرُزّ، فقلت له: اعمد إلى تلك البقر، فإنها من ذلك الفَرَق، فساقها، فإن كنت تَعلم أني فعلتُ ذلك من خشيتك ففرّج عنا، فانساحت عنهم الصخرة ... » وذكر باقي الحديث بقريب من معنى ما سبق. أخرجه البخاري ومسلم.
ولهما روايات بنحو ذلك.
وأخرجه أبو داود مجملاً، وهذا لفظه، قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم [ص:317] يقول: «مَنِ استطاع منكم أن يكونَ مثل صاحب فرَقِ الأرزِّ فليكن مثله، قالوا: ومَنْ صاحب فرق الأرُزِّ يا رسول الله؟ ... فذكر حديث الغار حين سقط عليهم الجبل، فقال كلُّ واحد منهم: اذكروا أحْسَنَ عملكم، قال: فقال الثالث: اللهم إنك تعلم أني استأْجرت أجيراً بِفَرَقِ أرُزّ، فلما أمْسيْتُ عرضتُ عليه حقه، فأبى أن يأخذَهُ وذهب فثمّرْته له، حتى جمعتُ له بَقَراً ورِعاءها، فلقيني، فقال: أعطني حقِّي، فقلتُ: اذهب إلى البقر ورعائها، فخذها، فذهب فاستاقها» لم يخرج أبو داود سوى هذا (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الغَبوق) : شراب آخر النهار، والمراد: إنني ما كنت أقدِّم عليهما في شراب حظِّهما من اللبن أحداً.
(يتضاغون) أي: يضجون ويصيحون من الجوع. [ص:318]
(السّنة) : الجدب والقَحْط.
(ألمَّتْ) بها: إذا قرب منها ودنا الجدب.
(فأردتها) : أي راودتها وطلبت منها أن تمكّنني من نفسها.
(تفض) الخاتم: كناية عن الجماع والوطء.
(التحرّج) : الهرب من الحرَج، وهو الإثم والضيق.
(فرَق) الفَرق: مكيال يسع ستة عَشَرَ رِطْلاً.
(فانساحت) بالحاء المهملة، أي: انفسحت وتنحّت.
__________
(1) رواه البخاري 6 / 367 و 368 في الأنبياء، باب ما ذكر عن بني إسرائيل، وفي البيوع، باب إذا اشترى شيئاً لغيره بغير إذنه فرضي، وفي الإجارة، باب من استأجر أجيراً فترك أجره فعمل فيه المستأجر فزاد، وفي الحرث والمزارعة، باب إذا زرع بمال قوم بغير إذنهم، وفي الأدب، باب إجابة دعاء من بر والديه، ومسلم رقم (2743) في الذكر، باب قصة أصحاب الغار الثلاثة، وأبو داود رقم (3387) في البيوع، باب في الرجل يتجر في مال الرجل بغير إذنه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/116) (5973) قال: حدثنا مروان بن معاوية، قال: حدثنا عمر بن حمزة العمري. والبخاري (3/119) قال: حدثنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب، عن الزهري. ومسلم (8/91) قال: حدثني محمد بن سهل التميمي، وعبد الله بن عبد الرحمن بن بهرام، وأبو بكر بن إسحاق، قال ابن سهل: حدثنا، وقال الآخران: أخبرنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب، عن الزهري. وأبو داود (3387) قال: حدثنا محمد بن العلاء، قال: حدثنا أبو أسامة، قال: حدثنا عمر بن حمزة.
كلاهما - عمر بن حمزة، والزهري - عن سالم بن عبد الله، فذكره.(10/314)
قصة الكِفْل
7823 - (ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: سمعتُ رسولَ الله- صلى الله عليه وسلم- يقول: «كان فيمن كان قبلكم رجل اسمه الكِفْل، وكان لا ينزِعُ عن شيء، فأتى امرأة علم بها حاجة، فأعطاها عطاء كثيراً - وفي رواية: ستين ديناراً - فلما أرادها على نفسها: ارتَعَدَتْ وبكت، فقال: ما يُبْكيكِ؟ قالت: لأن هذا عمل ما عمِلتُه قطّ، وما حملني عليه إلا الحاجة، فقال: تفعلين أنتِ هذا من مخافة الله؟ فأنا أحرى، اذْهَبي فلَكِ ما أعطيتُكِ، ووالله لا أعصيه أبداً، فمات مِن ليلته، فأصبحَ مكتوب على بابه: إن الله تعالى قد غفر للكفْلِ، فعجب الناس من ذلك، حتى أوحَى الله تعالى إلى نَبيِّ زمانهم بشأنه» . [ص:319]
وفي رواية قال: «سمعتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- يحدِّث حديثاً، لو لم أسمْعه إلا مَرَّة أو مرتين، حتى عَدَّ سبع مرات، ولكنِّي سمعته أكثر من ذلك، سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: كان الكفل من بني إسرائيل لا يتورَّع من ذَنْب عَمِلَهُ، فأتته امرأة، فأعطاها ستين ديناراً على أن يطأَها. وذكر الحديث، ولم يذكر في آخره حديث الوحي إلى نبي زمانهم» . أخرج الثانية الترمذي (1) ، والأولى ذكرها رزين.
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(لا يَنزِع) فلان عما هو فيه: أي لا يقلع ولا يترك.
__________
(1) رقم (2498) في صفة القيامة، باب رقم (49) ، ورواه أيضاً ابن حبان رقم (2453) موارد، وقال الترمذي: هذا حديث حسن، وهو كما قال، وهو عند الحاكم 4 / 254 و 255 وصححه، ووافقه الذهبي.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
ضعيف: أخرجه أحمد (2/23) (4747) والترمذي (2496) قال: حدثنا عبيد بن أسباط بن محمد القرشي.
كلاهما - أحمد، وعبيد بن أسباط- قالا: حدثنا أسباط بن محمد، قال: حدثنا الأعمش، عن عبد الله بن عبد الله الرازي، عن سعد مولى طلحة، فذكره.
قلت: راجع الضعيفة (4083)(10/318)
قصة ريح عاد
7824 - (ت) أبو وائل - رحمه الله - عن رجل من ربيعة - وهو الحارث بن يزيد البكري – قال: «قدِمتُ المدينةَ، فدخلتُ على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- والمسجدُ غاصّ بأهله، وإذا رايات سُود تَخْفِقُ، وإذا بلال مُتَقلِّد السيف بين يَدَيْ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقلت: ما شأن الناس؟ قالوا: رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يريدُ أن يبعثَ عمرو بن العاص نحو ربيعة، فقلتُ: أعوذُ [ص:320] بالله أن أكونَ مثلَ وافدِ عَاد، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: وما وافدُ عاد؟ فقلت: على الخبير سَقطْتَ، إن عاداً لَمَّا أُقْحِطَتْ بَعثتْ قَيْلاً يستسقي لها، فنزل على بَكْر بن معاوية، فسقاه الخمر، وغَنَّتْهُ الجرادتان، ثم خرج يريد جبال مَهْرَة، فقال: اللهم إني لم آتك لمرض فأداويه، ولا لأسير فأفاديه فاسق عبدك ما كنتَ مُسقيه، واسق معه بكر بن معاوية - يشكر له الخمر الذي سقاه - فرُفعَ له ثلاثُ سحائب: حمراءَ، وبيضاءَ، وسوداءَ، فقيل له: اختر إحداهن، فاختار السوداءَ منهن، فقيل له: خُذها رَماداً رِمْدِداً، لا تَذَرُ من عاد أحداً، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: إنه لم يُرسل [من] الريح إلا مقدار هذه الحلقة - يعني حلقة الخاتم - ثم قرأ { [وفي عادٍ] إذْ أرسلنا عليهم الريحَ العقيم. ما تذرُ مِن شيء أتت عليه ... } الآية [الذاريات: 41، 42] » أخرجه الترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(خفقت) الرايات: إذا حركها الهواء وجاء صوتها.
(قحطت) القحط: الغلاء، وأصله من انقطاع المطر، وهو سبب الغلاء.
(رماداً) الرماد معروف، (والرِّمْدِدُ) : أدق ما يكون منه، ويقال: رماد رِمْدِدٌ، أي: هالك، جعلوه صفةً له. [ص:321]
(الريح العقيم) هي التي لا تلقح الشجر، ولا تأتي بالمطر.
__________
(1) رقم (3269) و (3270) في التفسير، باب ومن سورة الذاريات، وهو حديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي في التفسير (51) الذاريات (2) عن عبد بن حميد، عن زيد بن الحباب، عن أبي المنذر سلام بن سليمان النحوي، عن عاصم بن أبي النجود، عن أبي وائل، عن الحارث البكري. ولم ينسبه. (51: 1) عن محمد بن أبي عمر، عن سفيان، عن سلام، عن عاصم، عن أبي وائل، عن رجل من ربيعة، قال: قدمت المدينة فدخلت على رسول الله فذكرت عنده وافد عاد. فذكر الحديث، ولم يسم الرجل، والنسائي في السير في الكبرى عن إبراهيم بن يعقوب، عن عفان، عن سلام أبي المنذر، عن عاصم، عن أبي وائل، عن الحارث، مختصرا إلى قوله: يريد أن يبعث عمرو بن العاص وجها. وابن ماجة في الجهاد (20: 1) عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن أبي بكر بن عياش، عن الحارث ببعضه ولم يذكر أبا وائل، الأشراف (3/4 و5) .(10/319)
قصة الأقرع والأبرص والأعمى
7825 - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه - أنَّهُ سمعَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «إن ثلاثة من بني إسرائيل: أبرصَ، وأقرعَ، وأعمى، فأراد الله أن يبتليَهم، فبعث إليهم ملَكاً، فأتى الأبرَصَ، فقال: أيُّ شيء أحبُّ إليكَ؟ قال: لَون حَسَن، وجِلْد حسن، ويَذْهَبُ عني الذي قد قَذِرني الناسُ، قال: فمسحه فذهب عنه قَذرُه، وأُعطِيَ لوناً حسناً، وجلداً حسناً، قال: فأيُّ المال أحبُّ إليكَ؟ قال: الإبل - أو قال: البقر، شك إسحاق، إلا أن الأبرصَ والأقرعَ قال أحدهما: الإبل، وقال الآخر: البقر - قال: فأُعْطِيَ ناقة عُشَراءَ، فقال: بارك الله لك فيها، قال: فأتى الأقرعَ، فقال: أيُّ شيء أحبُّ إليكَ؟ قال: شعر حَسَن، ويذهب عني هذا الذي قد قَذِرَني الناسُ، قال: فمسحه فذهب عنه، قال: وأُعطي شعراً حسناً، قال: فأيُّ المال أحبُّ إليك؟ قال: البقر، فأُعطي بقرة حاملاً، قال: بارك الله لك فيها، قال: فأتى الأعمى، فقال: أي شيء أحبُّ إليكَ؟ قال: أن يَرُدَّ الله إليَّ بصري، فأُبصرَ به الناسَ، قال: فمسحه فردَّ الله إليه بصره، قال: فأيُّ المال أحبُّ إليكَ؟ قال: الغنم، فأُعْطِيَ شاة والداً، فأُنْتِجَ هذان، وَوَلَّدَ هذا، فكان لهذا وَاد من الإبل، ولهذا واد من البقر، ولهذا واد من الغنم، قال: ثم إنه [ص:322] أتى الأبرَصَ في صورته وهَيئته، فقال: رجل مسكين، قد انقطعت بي الحبال في سفري، فلا بلاغَ لي اليوم إلا بالله ثم بكَ، أَسألك بالذي أعطاك اللونَ الحسن، والجلد الحسن، والمال، بَعيراً أتَبَلَّغُ به في سفري، فقال: الحقوقُ كثيرة، فقال له: كأني أعرفك، ألم تكن أبرصَ يَقْذَرك الناس، فقيراً فأعطاك الله؟ فقال: إِنما وَرِثْتُ هذا المال كابراً عن كابر، فقال: إنْ كنتَ كاذباً فصيَّرك الله إلى ما كنتَ، قال: وأتى الأقرع في صورته، فقال له مثل ما قال لهذا، فَرَدَّ عليه مثل ما ردَّ على هذا، فقال: إن كنتَ كاذباً فصيَّرك الله إلى ما كنتَ، قال: وأتى الأعمى في صورته وهيئته، فقال: رجل مسكين، وابن سبيل، انقطعت بي الحبال في سفري، فلا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم بك، أسألك بالذي ردَّ عليك بصرك شاة أتبلّغ بها في سفري، فقال: قد كنتُ أعمى فردَّ الله إليَّ بصري، فخذ ما شئتَ، ودَع ما شئتَ، فوالله لا أجهَدك اليوم بشيء أخذتَه لله، فقال: أمْسِكْ مالَكَ، فإنما ابتُليتُم، فقد رُضِيَ عنك، وسُخِطَ على صاحبيك» . أخرجه البخاري ومسلم (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ناقة عُشَراء) إذا كانت حاملاً، وقيل: إذا أتى عليها لحملها عشرة أشهر. [ص:323]
(شاة والداً) الشاة الوالد: هي التي قد عُرِف منها كثرة الولد والنتاج.
(فأنتج) أنتجها: أي قبلها وافتقدها عند الولادة - هكذا جاء لفظ الحديث " أنتج " - وإنما يقال: نَتَجتُ الناقة أنتِجُها، والناتج للنوق كالقابلة للنساء وقوله: " ووَلّد هذا " أي فعل في شاته كما فعل ذلك في إبله وبقره.
(الحبال) جمع حَبْل، وهو العهد والذِّمام والأمان والوسيلة، وكل ما يرجو منه خيراً أو فرَجاً، أو يستدفع به ضرراً، والحبل: السبب، فكأنه قال: انقطعت بي الأسباب.
(فلا بلاغ) أي ليس لي ما أبلغ به غرضي.
(كابراً عن كابر) أي: ورِثته عن آبائي وأجدادي.
(لا أجهَدك) أي: لا أشق عليك في الأخذ والامتنان.
__________
(1) رواه البخاري 6 / 364 في الأنبياء، باب ما ذكر عن بني إسرائيل، ومسلم رقم (2964) في الزهد في فاتحته.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (4/208) قال: حدثني أحمد بن إسحاق. قال: حدثنا عمرو بن عاصم. (ح) وحدثني محمد. قال: حدثنا عبد الله بن رجاء. ومسلم (8/213) قال: حدثنا شيبان بن فروخ.
ثلاثتهم - عمرو بن عاصم، وعبد الله بن رجاء، وشيبان بن فروخ - عن همام. قال: حدثنا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة. قال: حدثني عبد الرحمن بن أبي عمرة، فذكره.(10/321)
قصة المقترض ألفَ دينارٍ
7826 - (خ) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- «ذكر رجلاً من بني إسرائيل، سأل بعضَ بني إسرائيل أن يُسلِفَه ألف دينار، فقال: ائتني بالشهداء أُشهدهم، فقال: كفى بالله شهيداً، قال: فائتني بالكفيل، قال: كفى بالله كفيلاً، قال: صدقتَ، فدفعها إليه إلى أجل مسمَّى، فخرج في البحر، فقضى حاجته، ثم التمس مركَباً يركبه يقدُم عليه للأَجل الذي أجّله، فلم يجد مَرْكَباً، فاتخذ خَشَبَة فنقَرها، فأدخلَ فيها [ص:324] ألفَ دينار، وصحيفة منه إلى صاحبه، ثم زجَّج موضعها، ثم أتى بها البحر، فقال: اللهم إِنك تعلم أنِّي تَسَلَّفْتُ فلاناً ألف دينار، فسألني كفيلاً، فقلت: كفى بالله كفيلا، فرضيَ بك، وسألني شهيداً، فقلتُ: كفى بالله شهيداً، فرضي بك، وإني جَهِدت أن أجِدَ مركباً أبعث إليه الذي له، فلم أقْدِرْ، وإني استودعتُكَها، فرمى بها في البحر حتى وَلَجتْ فيه، ثم انصرف، وهو في ذلك يلتمس مركباً يخرجُ إلى بلده، فخرج الرجل الذي كان أسلَفَهُ ينظر لَعَلَّ مركباً قد جاء بماله، فإذا بالخشبة التي فيها المال، فأخذها لأهلِهِ حطباً، فلما نشرها وجد المال والصحيفة، ثم قَدِمَ الذي كان أسلفه، وأتى بألف دينار، فقال: واللهِ ما زلتُ جاهداً في طلب مركب لآتيك بمالك، فما وجدتُ مركباً قبل الذي جئت به، قال: فإن الله قد أدَّى عنك الذي بعثته في الخشبة، فانصرف بالألف دينار راشداً» أخرجه البخاري (1) .
[ص:325]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(زجَّج) موضعها، أي: سوَّى موضع النَّقر وأصلحه، من تزجيج الحواجب، وهو حذف زوائد الشعر، ويحتمل أن يكون مأخوذاً من الزج بأن يكون النقر في طرف الخشبة، فيشد عليه زجاً ليمسكه ويحفظ ما في جوفه.
__________
(1) تعليقاً 4 / 384 و 385 في الكفالة، باب الكفالة في القرض والديون والأبدان وغيرها، وقد وصله أحمد في " المسند " 2 / 348 و 349، ورواه البخاري أيضاً مختصراً تعليقاً 4 / 255 في البيوع، باب التجارة في البحر، ثم وصله في آخره فقال: حدثني عبد الله بن صالح، حدثني الليث به، ورواه البخاري أيضاً تعليقاً 11 / 40 و 41 في الاستئذان، باب بمن يبدأ في الكتاب قال الحافظ في " الفتح ": وهذه الطريق وصلها المصنف في " الأدب المفرد " وابن حبان في " صحيحه ".
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/348) قال: حدثنا يونس بن محمد. والبخاري (3/هامش 73) قال: حدثني عبد الله بن صالح. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (10/13630) عن علي بن محمد بن علي، عن داود بن منصور.
ثلاثتهم - يونس، وعبد الله، وداود- عن الليث بن سعد، عن جعفر بن ربيعة، عن عبد الرحمن بن هرمز الأعرج، فذكره.
* أخرجه البخاري تعليقا في (2/159 و 3/124 و 156 و 164 و 258 و 8/72) قال: وقال الليث: حدثني جعفر بن ربيعة، عن عبد الرحمن بن هرمز، عن أبي هريرة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-.(10/323)
أحاديث متفرقة
7827 - (خ) سلمان - رضي الله عنه - قال: «فَتْرَةُ ما بين عيسى ومحمد عليهما الصلاة والسلام: ستمائة سنة» أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) 7 / 216 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب إسلام سلمان الفارسي.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه البخاري في الهجرة المناقب (113:3) عن الحسن بن مدرك، عن يحيى بن حماد، عن أبي عوانة، عن عاصم، عن عبد الرحمن بن مدرك، عن سلمان، فذكره.(10/325)
7828 - (د) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: «إِن أهلَ فارِسَ لما مات نبيُّهم: كتبَ لهم إبليسُ المجوسيةَ» أخرجه أبو داود (*) (1) .
__________
(1) لم أجده في نسخ أبي داود المطبوعة التي بين أيدينا.
(*) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: الحديث في سنن أبي داود كتاب الخراج والإمارة والفيء، باب في أخذ الجزية من المجوس، رقم (3042)
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إن أهل فارس.
قلت: هذا الحديث من زيادات رزين وقد رمز له مصنفه برمز أبي داود وهو وهم.(10/325)
7829 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا أدري: تُبَّع ألَعِين هو؟ - وفي نسخة: اللعين هو - أم لا؟ ولا أدري عُزَيْر نَبيّ هو، أم لا؟» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (4674) في السنة، باب في التخيير بين الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (4674) قال: حدثنا محمد بن المتوكل العسقلاني ومخلد بن خالد الشعيري، المعنى. قالا: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر، عن ابن أبي ذئب، عن سعيد بن أبي سعيد، فذكره.(10/325)
7830 - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله [ص:326] صلى الله عليه وسلم-: «لولا بَنو إسرائيل لم يَخْنَزِ اللحم، - وفي رواية: لم يَخْبُثِ اللحمُ -، ولولا حَوَّاءُ: لم تَخُنْ أُنثى زَوجها الدهرَ» . أخرجه البخاري ومسلم (1) .
وقال رزين: قال بعضهم: يعني في الكلام.
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(خنِز) اللحم يخنَز: إذا أنتن وتغيَّرت ريحه.
(لم تخن أنثى) خيانة حواء آدم: هي ترك النصيحة له في أمر الشجرة، لا في غيرها.
__________
(1) رواه البخاري 6 / 261 في الأنبياء، باب خلق آدم صلوات الله عليه وذريته، وباب قول الله تعالى: {وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر} ، ومسلم رقم (1470) في الرضاع، باب لولا حواء لم تخن أنثى زوجها الدهر.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/315) قال: حدثنا عبد الرزاق بن همام والبخاري (4/161) قال: حدثنا بشر بن محمد. قال: أخبرنا عبد الله. وفي (4/187) قال: حدثني عبد الله بن محمد الجعفي. قال: حدثنا عبد الرزاق. ومسلم (4/179) قال: حدثنا محمد بن رافع. قال: حدثنا عبد الرزاق.
كلاهما - عبد الرزاق، وعبد الله بن المبارك - قالا: أخبرنا معمر، عن همام بن منبه فذكره.(10/325)
الكتاب التاسع: في القيامة وما يتعلق بها أولاً وآخراً، وفيه أربعة أبواب
الباب الأول: في أشراطها وعلامتها، وفيه أحد عشر فصلاً
الفصل الأول: في المسيح والمهدي عليهما السلام
7831 - (خ م د ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «والذي نفسي بيده، ليوشكنَّ أنْ ينزلَ فيكم ابنُ مريم حَكَما مُقْسِطاً، فيكسرُ الصليبَ، ويقتلُ الخنزير، ويضعُ الجزية، ويَفيضُ المال حتى لا يقبلَه أحد» زاد في رواية: «وحتى تكون السجدةُ الواحدُة خيراً من الدنيا وما فيها، ثم يقول أبو هريرة: اقرؤوا إن شئتم {وَإِنْ مِنْ [ص:328] أَهلِ الكِتاب إِلا ليؤمِننَّ بِه قَبْلَ موته ... } الآية [النساء: 159] » .
وفي أخرى قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «كيف أنتم إذا نزلَ ابنُ مريمَ فيكم، وإمامُكم منكم؟» ، وفي رواية «فأمَّكم» ، وفي أخرى «فأمَّكم منكم» ، قال ابن أبي ذئب: تدري ما أمَّكم منكم؟ قلت: تخبرني، قال: فأمَّكم بكتاب ربِّكم - عز وجل - وسُنَّةِ نبيِّكم - صلى الله عليه وسلم-.
وفي أخرى قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «واللهِ لينزلنَّ ابنُ مريم حكماً عادلاً، فَلَيَكسِرَنَّ الصليب، وليَقْتُلنَّ الخنزيرَ، وليَضَعَنَّ الجزية، ولتُترَكَنَّ القِلاصُ فلا يُسْعَى عليها، ولَتَذْهَبَنّ الشحناءُ، والتباغضُ والتحاسدُ، ولَيُدَعَوُنّ إلى المال فلا يقبله أحد» أخرجه البخاري ومسلم، وانفرد مسلم بالرواية الآخرة.
وأخرج الترمذي الرواية الأولى إِلى قوله: «لا يقبله أحد» .
وفي رواية أبي داود: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «ليس بيني وبينه - يعني عيسى- نبيّ، وإنه نازل، فإذا رأيتموه فاعرفوه، فإنه رجل مربوع، إلى الحمرة والبياض، ينزل بين مَمَصّرتين، كأن رأسَه يقطرُ وإن لم يصبه بلل، فيقاتِلُ الناسَ على الإسلام، فيَدُقُّ الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزيةَ ويُهلِك الله في زمانه المللَ كلّها إلا الإِسلامَ، ويُهلِكُ المسيحَ الدجال، ثم [ص:329] يمكثُ في الأرض أربعين سنة ثم يُتَوفَّى، ويُصلّي عليه المسلمون» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أشراطها) : علاماتها ودلائلها التي تتقدَّم عليها، واحدها: شَرَط بالفتح.
(الحكَم) : الحاكم الذي يقضي بين الناس، والأمير الذي يلي أمورهم.
(مقسطاً) المقسِط: العادل، والقاسط: الجائر.
(وضع الجزية) هو إسقاطها عن أهل الكتاب، وإلزامهم بالإسلام، ولا يقبل منهم غيره، فذلك معنى وَضْعِها.
(القلاص) جمع قلوص، وهي الناقة.
(الشحناء) : العداوة.
(مُمَصَّرتين) ثوب ممصّر: إذا كان فيه صُفرة خفيفة يسيرة.
__________
(1) رواه البخاري 4 / 343 في البيوع، باب قتل الخنزير، وفي المظالم، باب كسر الصليب وقتل الخنزير، وفي الأنبياء، باب نزول عيسى بن مريم، ومسلم رقم (155) في الإيمان، باب نزول عيسى بن مريم حاكماً بشريعة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وأبو داود رقم (4324) في الملاحم، باب خروج الدجال، والترمذي رقم (2234) في الفتن، باب ما جاء في نزول عيسى بن مريم عليه السلام.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه الحميدي (1097) وأحمد (2/240) قالا: حدثنا سفيان. وفي (2/272) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال أخبرنا معمر. وفي (2/538) قال: أحمد: حدثنا هاشم. قال: حدثنا ليث. والبخاري (3/107) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا الليث. وفي (3/178) قال: حدثنا علي بن عبد الله. قال: حدثنا سفيان. وفي (4/204) قال: حدثنا إسحاق. قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم. قال: حدثنا أبي، عن صالح. ومسلم (1/93 و94) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا ليث. (ح) وحدثنا محمد بن رمح. قال: أخبرنا الليث. (ح) وحدثناه عبد الأعلى بن حماد وأبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب. قالوا: حدثنا سفيان بن عيينة. (ح) وحدثنيه حرملة بن يحيى. قال: أخبرنا ابن وهب. قال: حدثني يونس. (ح) وحدثنا حسن الحلواني وعبد بن حميد، عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد، قال: حدثنا أبي، عن صالح. وابن ماجة (4078) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا سفيان بن عيينة. والترمذي (2233) قال: حدثنا قتيبة قال: حدثنا الليث بن سعد.
خمستهم - سفيان بن عيينة، ومعمر بن راشد، وليث بن سعد، وصالح بن كيسان، ويونس بن يزيد - عن ابن شهاب الزهري. قال: أخبرني سعيد بن المسيب، فذكره.(10/327)
7832 - (م) جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «لا تزالُ طائفة من أُمّتي يقاتِلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة، فينزل عيسى، فيقول أميرُهم: تعالَ صلِّ لنا، فيقول: لا، إنَّ بعضَكم على [ص:330] بعض أمراءُ، تكرمةَ الله هذه الأمةَ» أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (156) في الإيمان، باب نزول عيسى بن مريم حاكماً بشريعة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1- أخرجه أحمد (3/345) قال: حدثنا موسى، قال: حدثنا ابن لهيعة.
2- وأخرجه أحمد (3/384) ومسلم (1/95) قال: حدثنا الوليد بن شجاع، وهارون بن عبد الله، وحجاج بن الشاعر. وفي (6/53) قال: حدثني هارون بن عبد الله، وحجاج بن الشاعر. أربعتهم - أحمد، وابن شجاع، وهارون، وابن الشاعر - عن حجاج بن محمد، عن ابن جريج.
كلاهما - ابن لهيعة، وابن جريج - عن أبي الزبير، فذكره.(10/329)
7833 - (د ت) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لوْ لَمْ يَبْقَ مِنَ الدنيا إلا يوم واحد لطوّل الله ذلك اليومَ حتى يبعثَ الله فيه رجلاً مِنِّي - أو من أهل بيتي - يواطيء اسمُه اسمي، واسمُ أبيه اسمَ أبي، يملأُ الأرضَ قِسْطاً وعدلاً، كما مُلئت ظُلماً وجَوْراً» .
وفي أخرى « [لا تذهب - أو] لا تنقضي - الدنيا حتى يملك العربَ رجل من أهل بيتي يواطئ اسمُه اسمي» أخرجه أبو داود.
وأخرج الترمذي الرواية الثانية.
وله في أخرى أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «يَلي رجل من أهل بيتي يُواطِئ اسمُه اسمي، قال: وقال أبو هريرة: لو لم يَبْقَ من الدنيا إِلا يوم لطوَّل الله ذلك اليوم حتى يَلِيَ» (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (4282) في المهدي، والترمذي رقم (2231) و (2232) في الفتن، باب ما جاء في المهدي، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (1/376) (3571) قال: حدثنا سفيان بن عيينة. وفي (1/376) (3572) و (1/448) (4279) قال: حدثنا عمر بن عبيد الطنافسي. وفي (1/377) (3573) و (1/430) (4098) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن سفيان. وأبو داود (4282) قال: حدثنا مسدد، أن عمر بن عبيد حدثهم. (ح) وحدثنا محمد بن العلاء، قال: حدثنا أبو بكر، يعني ابن عياش. (ح) وحدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى، عن سفيان. (ح) وحدثنا أحمد بن إبراهيم، قال: حدثنا عبيد الله بن موسى. قال: أخبرنا زائدة. (ح) وحدثنا أحمد بن إبراهيم. قال: حدثني عبيد الله، عن فطر. والترمذي (2230) قال: حدثنا عبيد بن أسباط بن محمد القرشي الكوفي، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا سفيان الثوري. وفي (2231) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء بن عبد الجبار العطار، قال: حدثنا سفيان بن عيينة.
ستتهم - سفيان بن عيينة، وعمر بن عبيد، وسفيان الثوري، وأبو بكر بن عياش، وزائدة، وفطر - عن عاصم بن أبي النجود، عن زر بن حبيش، فذكره.
* زاد في رواية فطر: «يملأ الأرض قسطا وعدلا، كما ملئت ظلما وجورا» .
قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.(10/330)
7834 - (د) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «لو لم يَبْقَ من الدهر إِلا يوم لَبَعَثَ الله رجلاً من أهل بيتي يملؤها عَدْلاً، كما مُلِئَتْ جَوْراً» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (4283) في المهدي، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (1/99) (773) قال: حدثنا حجاج وأبو نعيم. قالا: حدثنا فطر، عن القاسم ابن أبي بزة. (قال أبو نعيم) وسمعته مرة يذكره عن حبيب. وأبو داود (4283) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا الفضل بن دكين، قال: حدثنا فطر، عن القاسم بن أبي بزة.
كلاهما - القاسم، وحبيب - عن أبي الطفيل، فذكره.(10/330)
7835 - (د) أم سلمة - رضي الله عنها - قالت: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «المهدِيُّ من عِترتي من ولدِ فاطمةَ» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (4284) في المهدي، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (4284) قال: حدثنا أحمد بن إبراهيم. قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الرقي. وابن ماجة (4086) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة.
قال: حدثنا أحمد بن عبد الملك.
كلاهما - عبد الله بن جعفر، وأحمد بن عبد الملك - عن أبي المليح الرقي الحسن بن عمر، عن زياد بن بيان، عن علي بن نفيل، عن سعيد بن المسيب، فذكره.
قلت: ذكر الحافظ في ترجمة علي بن نفيل من التهذيب عن العقيلي أنه قال لا يتابع على حديثه في المهدي ولا يعرف إلا به وقال البخاري: في إسناده نظر.(10/331)
7836 - (د ت) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «المهديُّ مني، أَجْلى الجبهةِ، أقْنى الأنف، يملأُ الأرضَ قِسطاً وعَدْلاً، كما مُلِئَتْ جَوراً وظُلْماً، ويملك سبع سنين» . أخرجه أبو داود (1) .
وفي رواية الترمذي قال: «خشينا أنْ يكونَ بعدَ نبيِّنا حَدَث، فسألنا نبيَّ الله - صلى الله عليه وسلم-؟ فقال: إنَّ في أُمَّتي المهديُّ يخرج، يعيش خمساً، أو سبعاً، أو تسعاً - زيد العَمِّي الشاك - قال: قلنا: وما ذاك؟ قال: سنين، قال: فيجيء إليه الرجل فيقول: يا مهدي، أعطني، أعطني، قال: فيَحْثي له في ثوبه ما استطاع أن يحمله» (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أَجْلى الجبهة) يقال: رجل أجلى: إذا ذهب شعر رأسه إلى نصفه.
__________
(1) رواه أبو داود رقم (4285) في المهدي، وإسناده حسن.
(2) رواه الترمذي رقم (2233) في الفتن، باب رقم (53) ، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 3 / 21 و 22، وابن ماجة رقم (4083) في الفتن، باب خروج المهدي، وفي سنده زيد بن الحواري العمي، وهو ضعيف، وقال الترمذي: هذا حديث حسن، وقد روي من غير وجه عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (4285) قال: حدثنا سهل بن تمام بن بزيع، قال: حدثنا عمران القطان، عن قتادة، عن أبي نضرة، فذكره.
قلت: فيه سهل بن تمام قال عنه الحافظ صدوق يخطئ، وفيه عمران بن داور. قال ابن الجنيد قلت ليحيى بن معين عمران بن داور ثبت؟ قال: لا. قلت: ماحاله؟ قال: ضعيف الحديث.(10/331)
7837 - (د) أبو إسحاق، [عمرو بن عبد الله السبيعي]- رحمه الله - قال: قال عليّ - ونظر إلى ابنه الحسن - فقال: «إن ابني هذا سيِّد، كما سمَّاه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، وسيخرج من صُلْبهِ رجل يسمى باسم نبيِّكم، يُشْبِهُهُ في الخُلُق، ولا يُشْبِهه في الخَلْقِ ... ثم ذكر قصة، يملأ الأرض عَدْلاً» أخرجه أبو داود، ولم يذكر القصة (1) .
__________
(1) رقم (4290) في المهدي، وإسناده ضعيف، ولكن لأكثره شواهد تقدمت في الأحاديث التي قبله.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه أبو داود (4290) قال حدثت عن هارون بن المغيرة، قال: ثنا عمرو بن أبي قيس، عن شعيب بن خالد، عن أبي إسحاق، فذكره.(10/332)
الفصل الثاني: في الدَّجال
7838 - (م د ت) عامر بن شُراحيل الشعبي - رحمه الله - «أنه سأل فاطمةَ بنتَ قيس أُخْتَ الضحاك بن قيس - وكانت من المهاجرات الأُوَل – فقال: حدِّثيني حديثاً سمعتيه من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، لا تُسنِديه إلى أحد غيرِه، فقالت: لئن شئتَ لأَفْعَلَنَّ، فقال: أجل حدِّثيني، فقالت: نكحتُ ابن المغيرةَ وهو من خيار شباب قريش يومئذ، فأُصيب في أول الجهاد مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فلما تأيَّمتُ خطبني عبد الرحمن بن عوف في نَفَر من أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم-، وخطبني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- على مولاهُ أُسامةَ بن زيد، وكنتُ [ص:333] قد حُدِّثْتُ أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: من أحَبَّني فليُحِبَّ أُسامةَ، فلما كلَّمني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- قلتُ: أمري بيدكَ فأنْكحْني مَنْ شئتَ، فقال: انتقلي إلى أُم شريك - وأمُّ شريك امرأة غنيَّة من الأنصار، عظيمة النفقة في سبيل الله، ينزل عليها الضِّيفان - فقلتُ: سأفعلُ، قال: لا تفعلي، إِنَّ أمَّ شريك كثيرةُ الضيفان، فإني أُكره أن يسقط عنكِ خمارُك، أو ينكشف الثوبُ عن ساقَيكِ، فيرى القومُ منكِ بعضَ ما تكرهين، ولكن انتقلي إلى ابن عمِّكِ عبد الله بن عمرو بن أُمّ مكتوم، وهو رجل من بني فِهْر - فهر قريش - وهو من البطن الذي هي منه، فانتقلتُ إليه، فلما انقضتْ عدَّتي سمعتُ نداء المنادي - منادي رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ينادي: الصلاةَ جامعة، فخرجتُ إلى المسجد، فصلّيتُ مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فكنتُ في النساء التي تَلي ظهورَ القوم، فلما قضى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- صلاته، جلس على المنبر وهو يضحك، فقال: ليلزم كلُّ إنسان مُصَلاه، ثم قال: أتدرون لِمَ جَمَعْتُكم؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: إني واللهِ ما جَمَعْتكم لِرَغْبَة، ولا لِرَهبَة، ولكن جمعتُكم لأن تَميماً الداريَّ كان رجلاً نصرانياً، فجاء فبايَعَ وأسلم، وحدَّثني حديثاً وافَقَ الذي كنتُ أُحدِّثكم عن المسيح الدجال، حدَّثني أنه ركب في سفينة بَحرَّية مع ثلاثينَ رَجُلاً من لَخْم وجُذام، فلعب بهم الموج شهراً في البحر، ثم أرْفَؤُوا إلى جزيرة في البحر حتى مغرب الشمس، فجلسوا في [ص:334] أقْرُبِ السفينة، فدخلوا الجزيرةَ، فَلِقِيتْهم دابةٌ أهْلَبُ، كثيرُ الشعر، لا يدرون ما قُبُله من دُبُرِه، فقالوا: ويْلَكِ، ما أنتِ؟ قالت: أنا الجسَّاسَّةُ، قالوا: وما الجسَّاسَّةُ؟ قالت: أيُّها القوم، انطلقوا إلى هذا الرجل الذي في الدَّيْر، فإنه إلى خبركم بالأشواق، قال: لما سَمّت لنا رجلاً، فَرِقنا منها أن تكون شيطانة، قال: فانطلقنا سِراعاً حتى دخلنا الدَّيْر، فإذا فيه أعظمُ إنسان رأيناه قَطُّ خَلْقاً، وأشَدهُ وَثاقاً، مجموعة يداه إلى عنقه، ما بين ركبتيه إلى كعبيه بالحديد، قلنا: ويلك ما أنت؟ قال: قد قدرتم على خبري، فأخبروني: ما أنتم؟ قالوا: نحن أُناس من العرب، ركبنا في سفينة بحرية، فصادفنا البحر حين اغْتلَم، فلعب بنا الموجُ شهراً، ثم أرفأنا إلى جزيرتك هذه، فجلسنا في أقْرُبها فدخلنا الجزيرة، فلقيتنا دابةٌ أهْلَبُ، كثيرُ الشعر، لا ندري ما قُبله من دُبُره، من كثرة الشَّعَر، فقلنا: ويلكِ ما أنتِ؟ فقالت: أنا الجساسةُ، قلنا: وما الجساسةُ؟ قالت: اعمِدُوا إلى هذا الرجل الذي في الدَّيْر، فإنه إلى خَبَرِكم بالأشواق، فأقبلنا إليك سِرَاعاً، وفَزِعنا منها، ولم نَأْمَنْ أن تكونَ شيطانة، فقال: أخبروني عن نخل بَيْسان، قلنا: عن أيِّ شأنها تستخبر؟ قال: أسألكم عن نخلها هل يُثْمر؟ قلنا له: نعم، قال: أما إنَّه يوشك أن لا تثمر، قال: أخبروني عن بُحيرة الطَّبريِةِ، قلنا: عن أَيِّ شأنها تستخبر؟ قال: هل فيها ماء؟ قالوا: هي كثيرة الماء، قال: أما إنَّ ماءها يوشك أن يذهب، [ص:335] قال: أخبروني عن عين زُغَر، قالوا: عن أيِّ شأنها تستخبر؟ قال: هل في العين ماء، وهل يزرع أهلُها بماءِ العين؟ قلنا له: نعم، هي كثيرةُ الماء، وأهلُها يزرعون من مائها، قال: أخبروني عن نبيِّ الأُمِّيين، ما فَعَل؟ قالوا: [قد] خرج من مكة، ونزل يَثْرِبَ، قال: أقاتَلَهُ العرب؟ قلنا: نعم، قال: كيف صنع بهم؟ فأخبرناه أنه قد ظَهَرَ على من يليه من العرب، وأطاعوه، قال لهم: قد كان ذلك؟ قلنا: نعم، قال: أما إنَّ ذاك خَيْر لهم أن يطيعوه، وإني مُخْبركم عني، أنا المسيح، وإني أوشك أن يُؤذَنَ لي في الخروجِ، فأخرجَ فأسير في الأرض، فلا أَدَعُ قرية إلا هبطتُها في أربعينَ ليلة، غيرَ مكةَ وطيبةَ، فهما محرَّمتان عليَّ كلتاهما، كلما أردتُ أن أدْخلَ واحدة، أو واحداً منهما، استقبلني مَلَك بيده السيفُ صَلْتاً يَصُدُّني عنها، وإِنَّ على كل نَقْب منها ملائكة يحرسونها، قالت: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: وطعن بِمخْصرته في المنبر: هذه طيبة، هذه طيبة - يعني المدينة - ألا هل كنتُ حدَّثتكم عن ذلك؟ فقال الناس: نعم، قال: فإنه أعجبني حديث تميم: أنَّه وافق الذي كنتُ أُحدِّثكم عنه وعن المدينة ومكةَ، ألا إِنَّه في بحر الشام أو بحر اليمن، لا بل من قِبَل المشرق، ما هو؟ من قبل المشرق، ما هو؟ - وأومأ بيده إلى المشرق – قالت: فحفظتُ هذا من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-» .
وفي رواية طرف من ذكر الطلاق، ثم قالت: «فنودي في الناس: [ص:336] إنَّ الصلاة جامعة، قالت: فانطلقت فيمن انطلق من الناس، قالت: فكنتُ في الصف المقدَّم من النساء، وهو يلي المؤخَّرَ من الرجال، قالت: فسمعتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- وهو على المنبر يخطُبُ، فقال: إن بني عَمٍّ لتميم الداريِّ ركبوا في البحر ... وساق الحديث، وفيه: قالت: فكأنما أنظر إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- وأهوى بمخصرته إلى الأرض، وقال: هذه طيبة - يعني المدينةَ» .
وفي رواية قالت: «قَدِمَ على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- تميم الداريُّ، فأخبر رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-: أنَّهُ ركب البحر، فتاهَتْ به سفينته، فسقط إلى جزيرة، فخرج إليها يلتمس الماء، فلقي إنساناً يَجُرُّ شعره ... واقتص الحديث، وفيه: ثم قال: أما إِنَّه لو قد أُذن لي في الخروج قد وطئتُ البلادَ كلَّها غيرَ طيبةَ، فأخرجه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إلى الناس فحدَّثهم، وقال: هذه طَيبة، وذاك الدجال» .
وفي أخرى «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قعدَ على المنبر، فقال: أيُّها الناس، حدَّثني تميم الداريُّ: أن أُناساً من قومه كانوا في البحر في سفينة لهم، فانكسرت بهم، فركب بعضهم على لوح من ألواح السفينة، فخرجوا إِلى جزيرة في البحر ... وساق الحديث» أخرجه مسلم.
وفي رواية أبي داود: قالت: سمعتُ منادي رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ينادي: إن الصلاةَ جامعة ... وساق الحديث، نحو مسلم إلى قوله: «مجموعة يداه إلى [ص:337] عنقه، ثم قال ... فذكر الحديث، وسأَلهم عن نَخل بَيْسان، وعن عيون زُغَر، وعن النبيِّ الأُمِّي، قال: إني أَنا المسيح، وإنَّه يوشك أن يؤذَنَ لي في الخروج، قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: وإنَّه في بحر الشام، أو بحر اليمن، لا، بل من قبل المشرق [ما هو] (1) ؟ - مرتين - وقالتْ: حَفِظْتُ هذا من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ... وساق الحديث» هذا لفظ أبي داود.
وله في أخرى قال الشعبيُّ: «أخْبرَتني فاطمةُ بنتُ قيس: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- صلَّى الظهر، ثم صَعِد المنبر، وكان لا يصعَدُ عليه إلا يوم الجمعة قبلَ يومئذ ... » ثم ذكر هذه القصة. هكذا قال أبو داود.
وله في أخرى «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- أخَّرَ العشاءَ الآخرةَ ذاتَ ليلة، ثم خرج، فقال: إنه حَبَسني حديث كان يُحدِّثُنيه تميم الداريُّ عن رجل كان في جزيرة من جزائر البحر، فإذا بامرأة تجُرُّ شعرها، فقال: ما أنتِ؟ قالت: أنا الجسَّاسَةُ، اذهب إلى هذا القصر، فأتيته، فإذا رجل يجرُّ شعره، مسلسلٌ في الأغلال، ينْزُو فيما بين السماء والأرض، فقلتُ: مَنْ أنتَ؟ قال: أنا الدجال، خرج نبي الأُمِّيين بعدُ؟ قلت: نعم، قال: أطاعوه، أم عصَوهُ؟ قلت: بل أطاعوه، قال: ذلك خير لهم» .
وأخرجه الترمذي، وهذا لفظه: قالت: «إن نبيَّ الله - صلى الله عليه وسلم- صَعِدَ المنبر، فضحك، فقال: إن تميماً الداريَّ حدَّثني بحديث، ففرحت، [ص:338] فأحببتُ أن أحدِّثَكم، إن ناساً من أهل فِلَسْطين ركبوا سفينة في البحر، فجالت بهم حتى قذفتهم في جزيرة من جزائر البحر، فإذا هُمْ بدابَّة لَبَّاسة، ناشرة شعرها، فقالوا: ما أنتِ؟ قالت: أنا الجساسة، قالوا: فأخبرينا، قالت: لا أخبركم ولا أستخبركم، ولكن ائتوا أقصى القرية، فإنَّ ثَمَّ مَن يخبركم ويستخبركم، فأتينا أقصى القرية، فإذا رجلٌ موثَق بسلسلة، فقال: أخبروني عن عين زُغَرَ، قلنا: ملأى تَدْفِق، قال: أخبروني عن نخل بَيسان الذي بين الأردنِّ وفلسطين، هل أطعَمَ؟ قلنا: نعم، قال: أخبروني عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، هل بُعث؟ قلنا: نعم، قال: أخبروني، كيف الناس إليه؟ قلنا: سِراع، فنزا نَزْوة، حتى كاد (2) ، قلنا: فما أنت؟ قال: أنا الدجال، وإنَّه يدخل الأمصار كلَّها، إلا طيبةَ، وطيبةُ: المدينةُ» (3) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(تأيَّمت) المرأة: مات زوجها، أو فارقها.
(المسيح الدجال) الدَّجال: الكذَّاب، وهو اسم لهذا الرجل المشار إليه في الشرائع، وقيل: إنما سمي دجالاً، لأنه يقطع الأرض، ويسير في أكثر نواحيها، يقال: دَجَلَ الرجل: إذا فعل ذلك، وقيل سمي به لتمويهه على [ص:339] الناس وتلبيسه، يقال: دَجَلَ: إذا لبَّس ومَوَّه، وقيل: هو مأخوذ من الدَّجل، وهو طَلْيُ الجرب بالقَطِران وتغطيته به، فكأن الرجل يغطِّي الحق ويستره، وإنما سُمي مَسِيحاً، لأن إحدى عينيه ممسوحة لا يُبْصِر بها، والأعور يسمى مسيحاً، وأما تسمية عيسى عليه السلام بالمسيح، فقيل: لمسح زكريا عليه السلام إياه، وقيل: لأنه يمسح الأرض، أي يقطعها، وقيل: لأنه كان يمسح ذا العاهة فيبرأ، وقيل: المسيح: الصِّدِّيق.
(أرفأت) السفينة: قرَّبتها إلى الشط وأدنيتها من البر، وذلك الموضع مرفأ.
(أقْرُب) القارب: سفينة صغيرة تكون إلى جانب السفن البحرية يستعجلون بها حوائجهم من البَرِّ، وتكون معهم خوفاً من غَرق المركب، فيلجؤون إليها، فأما " أقرب " فلعله جمع قارب، وليس بمعروف في جمع فاعل أفعل، وقد أشار الحميدي في غريبه إلى إنكار ذلك، وقال الخطابي: إنه جمع على غير قياس.
(أهْلَب) الهلَب: ما غلُظ من الشعر، والأهلَب: الغليظ الشعر الخشن.
(الجسَّاسة) : فعَّالة من التجسس، وهو الفحص عن بواطن الأمور، وأكثر ما يقال ذلك في الشر. [ص:340]
(اغتلام) البحر: اضطراب أمواجه واهتياجه.
(الأُمي) الذي لا يعرف الكتابة، وكذلك كانت العرب، وسُمِّي رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أُمِّيّاً لذلك، وكأنه في الأصل منسوب إلى أمه، أي على حالته التي ولدته أُمُّه عليها.
(صَلْتاً) الصلت: المسلول من غمده، المهيَّأ للضرب به.
(أنقابها) النَّقب: الطريق في الجبل، وجمعه: أنقاب ونِقاب.
(المِخصَرَةُ) عَصاً، أو قضيب، أو سوط، كانت تكون بيد الخطيب أو الملِكِ إذا تكلم.
(النَّزْو) الوثوب: نزا ينزو نَزواً، والنَّزْوة: المرة الوحدة.
__________
(1) و " ما " زائدة، لا نافية، والمراد: إثبات أنه في جهة المشرق.
(2) أي أن يتخلص من الوثاق.
(3) رواه مسلم رقم (2942) في الفتن، باب قصة الجساسة، وأبو داود رقم (4325) و (4326) و (4327) في الملاحم، باب في خبر الجساسة، والترمذي رقم (2254) في الفتن، باب رقم (66) .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الحميدي (363و 364) قال: حدثنا سفيان. قال: حدثنا مجالد بن سعيد الهمداني. وأحمد (6/373 و 416) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. قال: حدثنا مجالد. وفي (6/374 و 418) قال: حدثنا يونس بن محمد. قال: حدثنا حماد، يعني ابن سلمة، عن داود، يعني ابن أبي هند. وفي (6/411) قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا زكريا. وفي (6/412) قال: حدثنا وكيع، عن أبي عاصم. وفي (6/412) قال: حدثنا عبد الرحمن. قال: حدثنا سفيان، عن سلمة، يعني ابن كهيل. وفي (6/412) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا حماد بن سلمة، قال: أخبرنا داود. وفي (6/415) قال: حدثنا علي بن عاصم. قال: قال حصين بن عبد الرحمن. وفي (6/415) قال: حدثنا هشيم، عن مجالد. وفي (6/416) قال: حدثنا هشيم. قال: حدثنا سيار وحصين ومغيرة وأشعث وابن أبي خالد وداود. وحدثناه مجالد وإسماعيل. يعني ابن سالم. وفي (6/416) قال: حدثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، عن مجالد. وفي (6/416) قال: حدثنا يزيد بن هارون. قال: حدثنا زكريا. وفي (6/416) قال: حدثنا يحيى بن آدم. قال: حدثنا عمار بن رزيق، عن أبي إسحاق، يعني السبيعي. والدارمي (2279) قال: أخبرنا محمد بن يوسف، قال: حدثنا سفيان، عن سلمة بن كهيل. وفي (2280) قال: أخبرنا معلى. قال: حدثنا زكريا. ومسلم (4/197) قال: حدثني زهير بن حرب. قال: حدثنا هُشَيم. قال: أخبرنا سيَّار وحصين ومغيرة وأشعث ومجالد وإسماعيل بن أبي خالد وداود. (ح) وحدثنا يحيى بن يحيى. قال: أخبرنا هشيم، عن حصين وداود ومغيرة وإسماعيل وأشعث، وفي (4/198) و (8/205) قال: حدثنا يحيى ابن حبيب. قال: حدثنا خالد بن الحارث الهجيمي. قال: حدثنا قرة. قال: حدثنا سيار أبو الحكم. وفي (4/198) قال: حدثنا محمد بن المثنى، وابن بشار. قالا: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. قال: حدثنا سفيان، عن سلمة بن كهيل. (ح) وحدثني إسحاق بن إبراهيم الحنظلي. قال: أخبرنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا عمار بن رزيق، عن أبي إسحاق. (ح) وحدثناه محمد بن عمرو بن جبلة. قال: حدثنا أبو أحمد. قال: حدثنا عمار بن رزيق، عن أبي إسحاق. (ح) وحدثنا أحمد بن عبدة الضبي. قال: حدثنا أبو داود. قال: حدثنا سليمان بن معاذ، عن أبي إسحاق، وفي (8/203) قال: حدثنا عبد الوارث بن عبد الصمد بن عبد الوارث وحجاج بن الشاعر، كلاهما عن عبد الصمد، واللفظ لعبد الوارث بن عبد الصمد. قال: حدثنا أبي، عن جدي، عن الحسين بن ذكوان. قال: حدثنا ابن بُريدة. وفي (8/206) قال: حدثنا الحسن بن علي الحُلْواني، وأحمد بن عثمان النوفلي. قالا: حدثنا وهب بن جرير. قال: حدثنا أبي. قال: سمعت غيلان بن جرير. (ح) وحدثني أبو بكر بن إسحاق. قال: حدثنا يحيى بن بُكير. قال: حدثنا المغيرة، يعني الحزامي، عن أبي الزناد. وأبو داود (2288) قال: حدثنا محمد بن كثير، قال: أخبرنا سفيان. قال: حدثنا سلمة بن كُهيل. وفي (4326) قال: حدثنا حجاج بن أبي يعقوب، قال: حدثنا عبد الصمد. قال: حدثنا أبي. قال: سمعت حُسينا المعلم. قال: حدثنا عبد الله بن بريدة. وفي (4327) قال: حدثنا محمد بن صُدْران. قال: حدثنا المعتمر. قال: حدثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن مجالد بن سعيد. وابن ماجة (2024) قال: حدثنا محمد بن رمح. قال: أنبأنا الليث بن سعد، عن إسحاق بن أبي فروة، عن أبي الزناد، وفي (2036) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا جرير، عن مغيرة. وفي (4074) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نُمير. قال: حدثنا أبي. قال: حدثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن مجالد، والترمذي (1180) قال: حدثنا هناد. قال: حدثنا جرير، عن مغيرة. (ح) وحدثنا أحمد بن منيع. قال: حدثنا هُشَيم. قال: أنبأنا حصين وإسماعيل ومجالد. قال هُشَيم: وحدثنا داود أيضا. وفي (2253) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا معاذ بن هشام. قال: حدثنا أبي، عن قتادة. والنسائي (6/70) قال: أخبرني عبد الرحمن بن محمد بن سلام، قال: حدثني عبد الصمد بن عبد الوارث. قال: سمعت أبي. قال: حدثنا حسين المعلم. قال: حدثني عبد الله بن بريدة. وفي (6/144) قال: أخبرنا أحمد بن يحيى. قال: حدثنا أبو نعيم. قال: حدثنا سعيد بن يزيد الأحمسي. وفي (6/144) قال: أخبرنا محمد بن بشار. قال: حدثنا عبد الرحمن. قال: حدثنا سفيان، عن سلمة. وفي (6/208) قال: أخبرنا يعقوب بن ماهان بصري، عن هشيم. قال: حدثنا سيار وحصين ومغيرة وداود بن أبي هند، وإسماعيل بن أبي خالد، وذكر آخرين. وفي (6/209) قال: أخبرني أبو بكر بن إسحاق الصاغاني، قال: حدثنا أبو الجواب. قال: حدثنا عمار، وهو ابن رزيق، عن أبي إسحاق، وفي الكبرى «تحفة الأشراف» (12/18024) عن ابن مثنى، عن حجاج، وهو ابن منهال، عن حماد، وهو ابن سلمة، عن داود بن أبي هند. وفي (12/18027) عن محمد بن قدامة، عن جرير، عن مغيرة.
جميعهم - مجالد بن سعيد، وداود بن أبي هند، وزكريا، وأبو عاصم، وسلمة بن كهيل، وحصين بن عبد الرحمن، وسيار أبو الحكم، ومغيرة، وأشعث، وإسماعيل بن أبي خالد، وإسماعيل بن سالم، وأبو إسحاق السبيعي، وعبد الله بن بريدة، وغيلان بن جرير، وأبو الزناد، وقتادة، وسعيد بن يزيد الأحمسي- عن عامر الشعبي، فذكره.
(*) الروايات مطولة ومختصرة.
(*) في رواية يحيى بن سعيد. ورواية مجالد عند الحميدي (364) .
قال عامر: فلقيت المحرر بن أبي هريرة فحدثته حديث فاطمة بنت قيس. فقال: أشهد على أبي أنه حدثني كما حدثتك فاطمة غير أنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إنه نحو المشرق» قال: ثم لقيت القاسم بن محمد فذكرت له حديث فاطمة. فقال: أشهد على عائشة أنها حدثتني كما حدثتك فاطمة غير أنها قالت: «الحرمان عليه حرام: مكة والمدينة» .
*) وأخرجه أبو داود (2291) قال: حدثنا نصر بن علي. قال: أخبرني أبو أحمد. قال: حدثنا عمار بن رزيق، عن أبي إسحاق، قال: كنت في المسجد الجامع مع الأسود. فقال: أتت فاطمة بنت قيس عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-. فقال: ما كنا لندع كتاب ربنا وسنة نبينا -صلى الله عليه وسلم- لقول امرأة لا ندري أحفظت أم لا.
(*) رواية حصين بن عبد الرحمن عند أحمد (6/415) مختصرة على قصة السكني والنفقة وفيه: قال عمر بن الخطاب: لا ندع كتاب الله عز وجل وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم- لقول امرأة لعلها نسيت.
(*) وفي رواية أبي إسحاق عند مسلم (4/198) قال: كنت جالسا مع الأسود بن يزيد في المسجد الأعظم ومعنا الشعبي، فحدث الشعبي بحديث فاطمة بنت قيس، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لم يجعل لها سكنى ولا نفقة. ثم أخذ الأسود كفّا من حصى فحصبه به فقال: ويلك، تحدث بمثل هذا. قال عمر: لا نترك كتاب الله وسنة نبينا -صلى الله عليه وسلم- لقول امرأة لا ندري لعلها حفظت أو نسيت.
لها السكنى والنفقة قال الله عز وجل: لا تخرجوهن من بيوتهن ولا يخرجن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة.
* وفي رواية مغيرة عند الترمذي. قال مغيرة: فذكرته لإبراهيم. فقال: قال عمر: لا ندع كتاب الله وسنة نبينا -صلى الله عليه وسلم- لقول امرأة لا ندري أحفظت أم نسيت. وكان عمر يجعل لها السكنى والنفقة.(10/332)
7839 - (د) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: سمعت رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول - وهو على المنبر -: «بينما أُناسٌ يسيرون في البحر، فَنَفِدَ طَعَامُهُم، فَرُفِعت لهم جزيرة، فخرجوا يريدون الخبز (1) ، فلقيتهم الجسَّاسةُ، قلت لأبي سلمة: ما الجساسة؟ قال: امرأة تَجُر شعر جلدها ورأسها، قالت: في هذا القصر ... فذكر الحديث، وسأل عن نخل بيسان، وعن عين زُغَرَ، قال: هو المسيح، فقال أبو سلمة (2) : إنَّ في هذا الحديث شيئاً ما حفظته، قال: شهد جابر أنه ابن صياد، قلت: فإنه قد مات، قال: وإن مات، قلت: [ص:341] فقد أسلم، قال: وإن أسلم، قلت: فإنه قد دخل المدينةَ، قال: وإن دخل المدينة» أخرجه أبو داود هكذا (3) .
__________
(1) وفي بعض النسخ: الخبر.
(2) كذا في أصولنا، وفي أصل خطي جيد من سنن أبي داود في دار الكتب الظاهرية " فقال لي أبو سلمة " وفي نسخ أبي داود المطبوعة: فقال لي ابن أبي سلمة، فلينظر.
(3) رقم (4328) في الملاحم، باب في خبر الجساسة، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (4328) قال: حدثنا واصل بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن فضيل، عن الوليد بن عبد الله بن جميع، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، فذكره.(10/340)
7840 - (م د ت) النواس بن سمعان - رضي الله عنه - قال: «ذكَرَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- الدَّجالَ ذاتَ غَداة، فخفَّضَ فيه ورَفَّع، حتى ظنناه في طائفة النخل، فلما رُحْنَا إليه عَرَفَ ذلك فينا، فقال: ما شأنكم؟ قلنا: يا رسول الله، ذكرتَ الدجال الغداةَ، فَخَفَّضْتَ فيه، ورفّعتَ، حتى ظنناه في طائفة النخل، فقال: غيرُ الدجال أخوفُني عليكم، إِن يخرجْ وأنا فيكم فأنا حجيجُه دونَكم، وإن يخرجْ ولست فيكم فامرؤ حجيج نفسه، والله خليفتي على كل مسلم، إنه شابٌّ قَطَط، عينُه طافئة، كأني أُشَبِّهه بـ «عبد العُزَى بن قَطَن» ، فمن أدركه منكم فليقرأ عليه فواتح (سورة الكهف) ، إِنه خارج خَلَّة بين الشام والعراق، فعاث يميناً، وعاث شمالاً، يا عباد الله، فاثْبُتوا،
قلنا: يا رسول الله، وما لَبْثُهُ في الأرض؟ قال: أربعون يوماً: يوم كسَنة، ويوم كشهر، ويوم كجمعة، وسائر أيامه كأيامكم، قلنا: يا رسول الله، فذاك اليوم الذي كسنة: أتكفينا فيه صلاة يوم؟ قال: لا، اقدُروا له قَدْره، قلنا: يا رسول الله، وما إسراعه في الأرض؟ قال: كالغيث استدبرَته الريحُ، فيأتي على القوم، فيدعوهم فيؤمنون به، [ص:342] ويستجيبون له، فيأمر السماء فتُمْطِرُ، والأرضَ فَتُنْبِتُ، فتروح عليهم سارِحَتهم أطولَ ما كانت دَرّاً (1) ، وأسْبَغُه ضُروعاً، وأمَدَّه خَواصِر، ثم يأتي القومَ فيدعوهم، فيردُّون عليه قوله، فينصرف عنهم، فيصبحون مُمْحِلين، ليس بأيديهم شيء من أموالهم، ويَمُرُّ بالخَرِبة، فيقول لها: أخرِجي كنوزك فَتَتْبَعُه كنوزُها كيعاسيب النحل، ثم يدعو رجلاً ممتلئاً شباباً، فيضربه بالسيف، فيقطعه جِزْلَتين، رَمْيَةَ الغَرَض، ثم يدعوه فيقبل، ويتهلل وجهه يضحك، فبينما هو كذلك، إذ بعث الله المسيح بن مريم عليه السلام، فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق، بين مَهْرُودَتين، واضعاً كَفَّيه على أجنحة ملَكين، إذا طأطأ رأسه قَطَر، وإذا رفعه تحدَّر منه جمان كاللؤلؤ، فلا يحل لكافر يجد ريح نَفَسِه إلا مات، ونَفَسُه ينتهي حيث ينتهي طَرْفُه، فيطلبه حتى يدركه بباب لُدٍّ، فيقتله، ثم يأتي عيسى [بن مريم] قومٌ قد عصمهم الله منه، فيمسح عن وجوههم، ويحدِّثهم بدرجاتهم في الجنة، فبينما هو كذلك إذ أوحى الله عز وجل إلى عيسى بن مريم: إني قد أخرجت عباداً لي، لا يَدانِ لأحد بقتالهم، فَحرِّزْ عبادي إلى الطور، ويبعث الله يأجوج ومأجوج، وهم من كل حَدَب يَنْسِلون، فيمرُّ أوائلهم على بحيرة طَبَرِيَّةَ، فيشربون ما فيها، ويمرُّ آخرهم، فيقولون: لقد كان بهذه مرَّةً ماء، ويُحْصَرُ نبيُّ الله عيسى عليه السلام، وأصحابه، حتى يكون رأسُ الثور لأحدهم خيراً من مائةِ دينار، فيَرغبُ نبي [ص:343] الله عيسى عليه السلام وأصحابه، فيُرسل الله عليهم النَّغَفَ في رقابهم، فيصبحون فَرْسَى، كموت نَفْس واحدة، ثم يهبط نبيُّ الله عيسى عليه السلام وأصحابه إلى الأرض، فلا يجدون في الأرض موضِعَ شِبْر إلا ملأهُ زَهَمُهم ونَتْنُهم، فيرغَبُ نبي الله عيسى وأصحابه إلى الله، فيرسل الله طيراً كأعناق البُخْتِ، فتحملهم فتطرحهم حيثما شاء الله، ثم يرسل الله مطراً لا يَكُنُّ منه بَيْتُ مَدَر ولا وَبَر، فيغسل الأرض حتى يتركها كالزَّلَفَة، ثم يقال للأَرض: أنْبتي ثمرتك، ورُدِّي بركتك، فيومئذ تأكل العصابةُ من الرُّمَّانة، ويستظلُّون بِقِحْفِها، ويبارَك في الرِّسْلِ، حتى إن اللقْحةَ من الإبل لتكفي الفئام من الناس، واللِّقْحة من البقر لتكفي القبيلة من الناس، واللقحة من الغنم لتكفي الفَخِذ من الناس، فبينما هم كذلك، إذ بعث الله ريحاً طيبة، فتأخذهم تحت آباطهم، فتقبض رُوحَ كلِّ مؤمن ومسلم، ويبقى شرارُ الناس، يتهارجون فيها تهارُج الحُمُرِ، فعليهم تقوم الساعة» .
وفي رواية نحوه، وزاد بعد قوله: «لقد كان بهذه مرة ماء» : «ثم يسيرون حتى ينتهوا إلى جبل الخمَر - وهو جبل بيت المقدس - فيقولون: لقد قَتَلنا مَنْ في الأرض، هَلُمَّ فلنقتل مَنْ في السماء، فيرمون بِنُشَّابهم إلى السماء، فيردُّ الله عليهم نُشَّابَهم مخضوبة دَماً» أخرجه مسلم.
وأخرجه الترمذي، وزاد في أوله بعد قوله: «في طائفة النخل» ، قال: «فانصرفنا من عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، ثم رُحْنا إليه» ، وقال فيه: «عينه قائمة» [ص:344] بدل «طافئة» ولم يقل: «خَلَّة» وقال: «فيأتي القوم فيدعُوَهم، فيكذِّبونه ويردُّون عليه قولَه، فينصرف عنهم فتتبعه أموالهم، ويُصبحون ليس بأيديهم شيء، ثم يأتي القومَ فيدعوهم فيستجيبون له ويُصَدِّقونه، فيأمر السماء أن تُمطِر فَتُمْطِر، ويأمر الأرض أن تُنْبِتَ فَتُنْبِت، فتروح عليهم سارحتُهم كأطول ما كانت دَرّاً (2) ، وأمَدِّه خَوَاصر، وأدَرِّه ضُرُوعاً، ثم يأتي الخَرِبة، فيقول لها: أخرجي كنوزَكِ، فينصرف عنها، فتتبعه كيعاسيب النحل ... وذكر الحديث بنحو ما سبق إلى قوله: لقد كان بهذه مرةً ماء، وقال: ثم يسيرون حتى ينتهوا إلى جبل بيت المقدس، فيقولون: لقد قَتَلنا من في الأرض، فَهَلُمَّ فلنقتل من في السماء، فيرمون بنُشَّابهم إلى السماء، فيردُّ الله عليهم نُشَّابَهم مُحْمَرّاً دَماً، ويُحاصَر عيسى بنُ مريم وأصحابه حتى يكون رأسُ الثور يومئذ خيراً لهم من مائة دينار لأحدكم اليوم ... » وذكر الحديث، وقال: «قد ملأتْهُ زَهمَتُهم ونَتْنُهم ودِماؤهم، قال: فيرغب عيسى إلى الله وأصحابه فيرسل الله عليهم طيراً كأعناقِ البُخْت، فتحملهم فتطرحهم بالمَهْبَلِ، ويستوقِدُ المسلمون من قِسِيِّهم ونُشّابهم وجِعابهم سَبْعَ سنين، ويرسل الله عليهم مطراً لا يَكُنُّ منه بيتُ وبر ولا مدر، فَيَغْسِل الأرضَ فيتركها كالزَّلَفة، قال: ثم يقال للأرض: اخرجي ثمرتَك، وردِّي بركتَكِ، فيومئذ تأكلُ العصابة الرُّمَّانة، ويستظلُّون بقِحفِها، ويبارك في الرِّسْلِ [ص:345] حتى إن الفئام من الناس ليكتفون باللِّقحة من الإبل، وإن القبيلة ليكتفون باللقحة من البقر، وإن الفخذ ليكتفون باللقحة من الغنم، فبينما هم كذلك، إذ بعث الله عليهم ريحاً، فقبضت روح كل مؤمن، ويبقى سائر الناس يتهارجون كما يتهارج الحمر، فعليهم تقوم الساعة» .
وأخرجه أبو داود مُختصراً، قال: «ذكر رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- الدجال، فقال: إِن يخرجْ وأنا فيكم فأنا حجيجُه دونَكم، وإن يخرجْ ولستُ فيكم، فامرُؤ حجيج نفسه، والله خليفتي على كلِّ مسلم، فمن أدركه منكم فليقرأ عليه فواتح سورة الكهف، فإنَّها جِوارُكم من فتنته، قلنا: وما لَبْثُهُ في الأرض؟ قال: أربعون يوماً، يوم كسنة، ويوم كشهر، ويوم كجمعة، وسائر أيامه كأيامكم، فقلنا: يا رسول الله، هذا اليوم الذي كسنة أيكفينا فيه صلاة يوم وليلة؟ قال: لا، اقْدُروا له قدره، ثم ينزل عيسى عند المنارة البيضاء شرقي دِمشق، فيدركه عند باب لُدّ، فيقتله» .
قال أبو داود: وحدثنا عيسى بن محمد، قال: حدثنا ضمرة عن الشيباني عن عمرو بن عبد الله عن أبي أمامة عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- نحوه (3) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(طائفة النخل) ناحيته وجانبه، والطائفة: القطعة من الشيء. [ص:346]
(الحجيج) : المحاجج، وهو المجادل والمخاصم الذي يطلب الحجة، وهي الدليل.
(القطط) : الشعر الجعد.
(طافئة) الحبة الطافئة من العنب: هي التي قد خرجت عن حدّ نباتِ أخواتها في العنقود ونتأت، قال الخطابي: مرَّ عليَّ زمان وأنا أعتقد أن معنى قوله: «كأنها عِنَبةٌ طافئة» أنه الحبة من العنب التي تسقط في الماء فيدخلها الماء، فتنتفخ فتطفو على الماء، إلى أن وقفت عليه في موضع أنه الحبة التي تخرج عن حَد أخواتها، والذي وقع له رحمه الله مُناسب. قوله: " إنه خارج خَلة " أي: أنه يخرج قصداً وطريقاً بين الجهتين والتخلُّل: الدخول في الشيء.
(فَعاثَ) العيث: أشد الفساد.
(أقدروا له) أي: قدروا قدر يوم من أيامكم المعهودة، وصلّوا فيه كل يوم بقدر ساعاته.
(سارحتهم) السارحة: الماشية، لأنها تسرح إلى المرعى.
(الممحل) : الذي قد أجدبت أرضه وقحطت وغلت أسعاره.
(درّاً) الدَّر: اللبن، وإنما يكثر بالخصب وكثرة المرعى.
(يعاسيب) جمع يعسوب، وهو فحل النحل ورئيسها. [ص:347]
(جِزلتين) الجزلة بالكسر: القطعة.
(الغَرض) : الهدف الذي يُرمى بالنشاب.
(مهرودتين) رويت هذه اللفظة بالدال والذال، يقال: إن الثوب إذا صبغ بالورس ثم بالزعفران، جاء لونه مثل زهرة الحوذانة، فذلك الثوب مهرود، وقيل: أراد بالمهرود: الثوب المصبوغ بالهُرْد، وهو صبْغ أصفر، قيل: إنه الكُرْكم، وقيل أراد في شُقتَّين من الهرد، وهو القطع.
(جُمان) جمع جمانة، وهي حبة تؤخذ من النقرة، كاللؤلؤة، وقد يُطلق على اللؤلؤ مجازاً.
(لا يَدَانِ لأحَدٍ بقتالهم) يقال: مالي بهذا الأمر يدان، أي: لا أقدر عليه وأنا عاجز عنه، كما يقال: لا طاقة لي به، لأن المباشرة والدفاع إنما يكون باليد، فكأن يديه معدومتان لعجزه عن دفعه.
(فحرِّز) أي: احرز واحفظ واجعلهم في الحرز.
(الحدَب) : الأكمة والمرتفع من الأرض. و «ينسلون» أي يسرعون.
(النغف) : دود يكون في أنوف الإبل والغنم، واحدها: نَغَفَة.
(فَرْسَى) جمع فريس، وهو القتيل.
(الزهمة) : الريح المنتنة، والزَهَم: مصدر زهمَتْ يده من ريح اللحم.
(المدر) : طين قد استحجر، والمراد به: البيوت المبنِيَّةُ دون الخيام. [ص:348]
(الزَّلَفة) المرآة، وجمعها زُلَف، وقيل: هي المُضْغَة من الماء، فمن شبهها بالمرآة: أراد لاستوائها ونظافتها، ومن شبهها بالمضغة: أراد امتلاءها من الماء، والأول أشبه لسياق الحديث.
(العصابة) : الجماعة من الناس قبل أن يبلغوا أربعين.
(القِحْفُ) للرأس: معروف. والمراد به في الحديث: قشر الرمّانة.
(رِسْل) الرِّسْل بكسر الراء: اللَّبَنُ.
(لِقحة) اللِّقحة: الناقة التي يكون لها لبن.
(الفئام) : الجماعة من الناس.
(الفخذ) من الناس: دون القبيلة.
(التهارج) : الاختلاف والاختلاط، وأصله، القتل.
__________
(1) كذا في الأصول المخطوطة، والمطبوع: دراً، من الدر، وهو اللبن، وفي نسخ مسلم المطبوعة: ذراً، جمع ذروة.
(2) في نسخ الترمذي المطبوعة: ذراً، جمع ذروة.
(3) رواه مسلم رقم (2937) في الفتن، باب ذكر الدجال وصفته وما معه، وأبو داود رقم (4321) و (4322) في الملاحم، باب خروج الدجال، والترمذي رقم (2241) في الفتن، باب ما جاء في فتنة الدجال.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/181) قال: حدثنا الوليد بن مسلم أبو العباس الدمشقي بمكة إملاء. ومسلم (8/196 و 197 و 198) قال: حدثنا أبو خيثمة زهير بن حرب. قال: حدثنا الوليد بن مسلم. (ح) وحدثني محمد بن مهران الرازي. قال: حدثنا الوليد بن مسلم. (ح) وحدثني علي بن حجر السعدي. قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر والوليد بن مسلم. قال ابن حجر دخل حديث أحدهما في حديث الآخر. وأبو داود (4321) قال: حدثنا صفوان بن صالح الدمشقي المؤذن. قال: حدثنا الوليد. وابن ماجة (4076) قال: حدثنا هشام بن عمار. قال: حدثنا يحيى بن حمزة. والترمذي (2240) قال: حدثنا علي بن حجر. قال: أخبرنا الوليد بن مسلم وعبد الله بن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر دخل حديث أحدهما في حديث الآخر. والنسائي في عمل اليوم والليلة (947) وفي فضائل القرآن (49) قال: أخبرنا علي بن حجر. قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر والوليد بن مسلم.
ثلاثتهم - الوليد، وعبد الله بن عبد الرحمن، ويحيى بن حمزة - عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن يحيى بن جابر الطائي، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير الحضرمي، عن أبيه، فذكره.
* وأخرجه ابن ماجة (4075) قال: حدثنا هشام بن عمار. قال: حدثنا يحيى بن حمزة. قال: حدثني عبد الرحمن بن يزيد بن جابر. قال: حدثني عبد الرحمن بن جبير بن نفير. قال: حدثني أبي، فذكره. ليس فيه يحيى بن جابر الطائي.
* الروايات مطولة ومختصرة. وهذا لفظ مسلم (8/197) وزاد علي بن حجر في روايته بعد قوله: لقد كان بهذه مرة ماء «ثم يسيرون حتى ينتهوا إلى جبل الخمر وهو جبل بيت المقدس. فيقولون: لقد قتلنا من في الأرض هلم فلنقتل من في السماء فيرمون بنشابهم إلى السماء فيرد الله عليهم نشابهم مخضوبة دما» .
(*) ورواية بن ماجه (4076) مختصرة على: «سيوقد المسلمون، من قسي يأجوج ومأجوج ونشابهم وأترستهم سبع سنين» .(10/341)
7841 - (خ م) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: «حدَّثنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- حديثاً طويلاً عن الدجال، فكان فيما حَدَّثنا به أن قال: يأتي الدجالُ وهو محرَّم عليه أن يدخل نِقاب المدينة، فينتهي إلى بعض السباخ التي بالمدينة، فيخرج إِليه يومئذ رجل هُوَ خَيْرُ الناس - أو مِنْ خَير الناس - فيقول: أشهَدُ أنَّكَ الدَّجال الذي حدَّثنا عنكَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- حديثَه، فيقول الدَّجال: أرأيتم إن قَتَلْتُ هذا، ثم أحْيَيْتَهُ، هَلْ تَشُكُّون في الأمر؟ فيقولون: لا، فيقتله، ثم يحييه، فيقول حين يحييه: واللهِ ما كنتُ قط [ص:349] أشدَّ بصيرة مني اليوم، فيقول الدجال: اقتله، ولا يُسَلَّط عليه» . أخرجه البخاري ومسلم.
ولمسلم قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «يخرجُ الدجال، فيتوجَّه قِبَلَه رجُلٌ من المؤمنين، فتلقاه المَسَالِحُ - مَسَالِحُ الدَّجال - فيقولون له: أين تَعْمِدُ؟ فقال: أعمِدُ إلى هذا الذي خرج، قال: فيقولون له: أوَمَا تُؤمِنُ بربِّنا؟ فيقول: ما بربِّنا خفاء، فيقولون: اقتلوه، فيقول بعضهم لبعض: ألَيْسَ نَهاكم ربُّكم أن تقتلوا أحداً دونه؟ قال: فينطلقون به إِلى الدجال، فإذا رآه المؤمن قال: يا أيُّها الناس، هذا الدجال الذي ذكر رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: فيأمر الدجال به فَيُشَجّ (1) ، فيقول: خذوه وشُجُّوه، فيوسَعُ ظَهْرُهُ وبطنه ضرباً، قال: فيقول: أما تؤمن بي؟ فيقول: أنت المسيح الكذَّاب؟ قال: فيؤمَر به، فيؤشَر بالمنشار مِن مَفْرِقِه حتى يُفَرَّق بين رجليه، قال: ثم يمشي الدجال بين القطعتين، قال: ثم يقول له: قم، فيستوي قائماً، قال: ثم يقول له: أتؤمن بي؟ فيقول: ما ازددتُ فيكَ إلا بَصِيرة؟ قال: ثم يقول: يا أَيها الناس: إنه لا يُفْعَل بعدي بأحَد من الناس، قال: فيأخذه الدجال ليذبَحه، فَيُجعَلُ ما بين رقبته إلى تَرقُوَتِهِ نُحَاساً، فلا يستطيع إليه سبيلا، قال: فيأخذ بيديه ورجليه فيقذف به، فيحسب الناس أنما قذفه إلى النار، وإنما [ص:350] أُلْقيَ في الجنة، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: هذا أعظم الناس شهادة عند ربِّ العالمين» (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(السباخ) : الأراضي التي لا تُنبتُ المرعى.
(بصيرة) البصيرة: المعرفة واليقين.
(المسالح) جمع مسلحة، وهم قوم معهم سلاح، والمَسلحة: كالثغر والمرقَب وهو الذي يكون فيه قوم يَرْقُبُون العدو، لئلا يهجم عليهم، ويسمى بالأعجمية: اليَزَك.
(فيؤشر) أشرته بالمنشار، وشرته: إذا شققته به، وقد ذكر.
__________
(1) وفي رواية: فيشبح: أي يمد على بطنه.
(2) رواه البخاري 13 / 89 - 91 في الفتن، باب لا يدخل الدجال المدينة، وفي فضائل المدينة، باب لا يدخل الدجال المدينة، ومسلم رقم (2938) في الفتن، باب صفة الدجال وتحريم المدينة عليه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (3/36) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. والبخاري (3/28) قال: حدثنا يحيى بن بكير، قال: حدثنا الليث، عن عقيل. وفي (9/76) قال: حدثنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب. ومسلم (8/199) قال: حدثني عمرو الناقد، والحسن الحلواني، وعبد بن حميد، قال عبد: حدثني، وقال الآخران: حدثنا يعقوب وهو ابن إبراهيم بن سعد، قال: حدثنا أبي، عن صالح. (ح) وحدثني عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، قال: أخبرنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب. والنسائي وفي الكبرى تحفة الأشراف (4139) عن أبي داود سليمان بن سيف، عن يعقوب بن إبراهيم، عن أبيه، عن صالح.
أربعتهم - معمر، وعقيل، وشعيب، وصالح - عن ابن شهاب، قال: أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، فذكره.(10/348)
7842 - (خ م د) حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه - قال ربعي بن حِراش: انطلقتُ أنا وعقبةُ بنُ عمرو إلى حذيفةَ، فقال عقبةُ: حدِّثني بما سمعتَ من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- في الدجال، فقال: سمعتُه يقول: «إنَّ مع الدجال إذا خرج ماء وناراً، فأما الذي يرى الناس أنه نار: فماء بارد، وأما الذي يرى الناس أنه ماء: فنار تحرق، فمن أدرك ذلك منكم فليقع في الذي يرى أنه نار، فإنَّه ماء عذب بارد، قال حذيفة: وسمعتُه يقول: إن رَجُلاً [ص:351]
مِمَّن كان قبلكم أتاه الملَكُ لِيَقْبِضَ روحه، فقال: هل عملتَ من خير؟ قال: ما أعلم، قيل له: انظر، قال: ما أعلَمُ شيئاً، غير أني كنتُ أبايع الناس في الدنيا، فأُنْظِرُ الموسر، وأتجاوز عن المعسر، فأَدخله الله الجنة، وسمعتُه يقول: إن رجلاً حضره الموت، فلما يئسَ من الحياة، أوصى أهله: إذا أنا مِتُّ فاجمعوا لي حَطَباً كثيراً، جَزْلاً، ثم أوقِدُوا فيه ناراً، حتى إذا أكلت لحمي، وخلصت إِلى عظمي، وامتُحِشْتُ، فخذوها فَاطحَنُوهَا، ثم انظروا يوماً راحاً فاذْرُوه في اليَمِّ، ففعلوا، فجمعه الله - عز وجل - إِليه، فقال: لم فعلتَ ذلك؟ قال: مِن خِشْيَتِكَ، قال: فغفر الله له، فقال عقبةُ: وأنا سمعتُه يقول ذلك، وكان نباشا» .
وفي رواية عن حذيفة مختصراً: أنه عليه السلام قال في الدجال: «إنَّ معه ماء وناراً، فناره ماء بارد، وماؤه نار، فلا تهلكوا» .
قال أبو مسعود: وأنا سمعتُه من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- أخرجه البخاري ومسلم.
ولمسلم: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لأنا أعلم بما مع الدجال منه، معه نهران يجريان، أحدهما: رأي العين ماء أبيض، والآخر: رأي العين نار تأجَّجُ، فإما أدركَنَّ أحَد فليأْتِ النهرَ الذي يراه ناراً، ولْيُغَمِّضْ، ثم ليُطَأْطِئ رأسَهُ فليشربْ منه، فإنه ماء بارد، وإِن الدجال ممسوح العين، [ص:352] عليها ظَفَرة غليظة، مكتوب بين عينيه كافر، يقرؤه كلُّ مؤمن، كاتب وغير كاتب» .
وفي رواية لمسلم قال: قال كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «الدجال أعورُ العين اليُسْرَى، جُفال الشَّعَر، معه جَنَّة ونار، فناره جَنَّة، وجنَّتُه نار» هذه الرواية أوردها الحميديُّ في أفراد مسلم، وهي من جملة روايات الحديث المتفق فأوردناها معها.
وفي رواية أبي داود قال: «اجتمع حذيفةُ، وأبو مسعود، فقال حذيفة: لأنا بما مع الدجال أعلم منه، إنَّ معهُ بحراً من ماء، ونهراً من نار، فالذي ترون أنه نار ماء، والذي ترون أنه ماء نار، فمن أدرك ذلك منكم فأراد الماءَ، فليشرب من الذي يرى أنَّه نار، فإنه سيجده ماء» قال أبو مسعود: هكذا سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(إنظار المعسر) : تأخير ما عليه من الدَّين إلى حال يساره.
(جزلاً) الحطب الجزْلُ: القوي الغليظ.
(الامتحاش) الاحتراق، امتحشت النار العظْم: إذا أَحرقَتْهُ. [ص:353]
(راحاً) يوم راح: كثير الريح شديده.
(فاذروه في اليم) أي: فرقوه في البحر وألقوه فيه، كما يذرى الطعام، واليمُّ: البحر.
(تأجج) النار: اتَّقادها.
(ظَفَرَة) الظفرة: بالتحريك جُلَيدة تغشى العين ناتئة من الجانب الذي يلي الأنف على بياض العين إلى سوادها.
(شعر جفال) : كثير ملتفٌّ.
__________
(1) رواه البخاري 13 / 87 في الفتن، باب ذكر الدجال، وفي الأنبياء، باب ما ذكر عن بني إسرائيل، ومسلم رقم (2934) و (2935) في الفتن، باب ذكر الدجال وصفته وما معه، وأبو داود رقم (4315) في الملاحم، باب خروج الدجال.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (5/395) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا أبو عوانة. وفي (5/399) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. والبخاري (4/205) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا أبو عوانة. وفي (9/75) قال: حدثنا عبدان، قال: أخبرني أبي عن شعبة. ومسلم (8/195) قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا شعبة. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (8/196) قال: حدثنا علي بن حجر، قال: حدثنا شعيب بن صفوان.
ثلاثتهم - أبو عوانة، وشعبة، وشعيب - عن عبد الملك بن عمير.
2- وأخرجه مسلم (8/196) قال: حدثنا علي بن حجر السعدي، وإسحاق بن إبراهيم، قال إسحاق: أخبرنا. وقال علي: حدثنا جرير، عن المغيرة، عن نعيم بن أبي هند.
كلاهما - عبد الملك، ونعيم - عنربعي بن حراش، فذكره.
* أخرجه أبو داود (4315) قال: حدثنا الحسن بن عمرو، قال: حدثنا جرير، عن منصور، عن ربعي ابن حراش. قال: اجتمع حذيفة وأبو مسعود. فقال: حذيفة ... فذكر الحديث موقوفا. قال أبو مسعود البدري: هكذا سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول.
محرف في المطبوع من مسند أحمد (5/399) إلى ربعي بن حراش، عن الطفيل، عن حذيفة. والصواب حذف عن الطفيل انظر جامع المسانيد والسنن (1/الورقة267) وأطراف المسند (1/الورقة 69) .(10/350)
7843 - (خ م) المغيرة بن شعبة - رضي الله عنه - قال: «ما سأل أحد رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- عن الدجال أَكثر ممن سألته، وإنَّه قال لي: ما يضرُّكَ منه؟ قلتُ: إنَّهم يقولون إنَّ معه جَبَلَ خُبز، ونهرَ ماء، قال: هو أهْوَنُ على الله من ذلك» .
وفي رواية: قال لي: «يَا بُنيَّ، وما يُنْصِبُكَ منه؟ إِنه لن يضرَّك، قال: قلتُ: إِنهم يزعمون أنَّ معه أنهارَ الماء، وجبالَ الخبز، قال: هو أهونُ على الله من ذلك» .
وفي أخرى: «إنهم يقولون: إنَّ معه جبالَ خبز ولحم، ونهرَ ماء، قال: هو أهونُ على الله من ذلك» أخرجه البخاري ومسلم (1) .
[ص:354]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ما ينصبك) النّصَب: التعب، أي ما يتعبك منه.
__________
(1) رواه البخاري 13 / 80 و 81 في الفتن، باب ذكر الدجال، ومسلم رقم (2939) في الفتن، باب في الدجال وهو أهون على الله عز وجل.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه الحميدي (764) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (4/246) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (4/248) قال: حدثنا يزيد، وفي (4/252) قال: حدثنا يحيى. والبخاري (9/74) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى. ومسلم (6/177) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وابن أبي عمر، قالا: حدثنا يزيد بن هارون. وفي (6/177و 8/200) قال: حدثنا ابو بكر بن أبي شيبة، وابن نمير، قالا: حدثنا وكيع. (ح) وحدثنا سريج بن يونس، قال: حدثنا هشيم. (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا جرير. (ح) وحدثني محمد بن رافع، قال: حدثنا أبو أسامة وفي (8/200) قال: حدثنا شهاب بن عباد العبدي، قال: حدثنا إبراهيم بن حميد الرؤاسي. (ح) وحدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا يزيد بن هارون. وابن ماجه (4073) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، وعلي بن محمد، قالا: حدثنا وكيع.
تسعتهم - سفيان بن عيينة، وشعبة، ويزيد، ويحيى القطان، ووكيع، وهشيم، وجرير، وأبو أسامة، وإبراهيم بن حميد - عن إسماعيل بن أبي خالد، قال: سمعت قيس بن أبي حازم، فذكره.(10/353)
7844 - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «ألا أُحدِّثكم حديثاً عن الدَّجَّال ما حدَّث به نبيّ قومَه؟ إنَّه أعورُ، وإنه يجيءِ بمثال الجنةِ والنار، فالتي يقول: إنها الجنةُ: هي النار، وإني أُنذركم به، كما أَنذر به نوح قومَه» أخرجه البخاري ومسلم (1) .
__________
(1) رواه البخاري 6 / 264 في الأنبياء، باب قول الله عز وجل: {ولقد أرسلنا نوحاً إلى قومه} ، ومسلم رقم (2936) في الفتن، باب ذكر الدجال وصفة ما معه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (4/163) قال: حدثنا أبو نعيم. ومسلم (8/196) قال: حدثني محمد بن رافع. قال: حدثنا حسين بن محمد.
كلاهما - أبو نعيم، وحسين بن محمد - قالا: حدثنا شيبان، عن يحيى، عن أبي سلمة، فذكره.(10/354)
7845 - (م ت) أبو الزبير - رحمه الله - سمع جابرَ بن عبد الله - رضي الله عنه - يقول: أَخْبَرَتْني أم شَريك: أنها سَمِعَتْ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «لَيَفِرّنَّ الناسُ من الدَّجَّالِ في الجبال» .
قالت أم شريك: قلت: يا رسول الله، فأيْن العرب يومئذ؟ قال: «هم قليل» أخرجه مسلم والترمذي (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (2945) في الفتن، باب في بقية أحاديث الدجال، والترمذي رقم (3926) في المناقب، باب فضل العرب.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (6/462) قال: حدثنا روح. ومسلم (8/207) قال: حدثنا هارون بن عبد الله. قال: حدثنا حجاج بن محمد. (ح) وحدثناه محمد بن بشار وعبد بن حميد. قالا: حدثنا أبو عاصم. والترمذي (3930) قال: حدثنا محمد بن يحيى الأزدي. قال: حدثنا حجاج بن محمد.
ثلاثتهم - روح، وحجاج، وأبو عاصم - عن ابن جريج. قال: أخبرني أبو الزبير. أنه سمع جابر بن عبد الله، فذكره.(10/354)
7846 - (د) عمران بن حصين - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَنْ سَمِعَ بالدَّجَّال، فَلْيَنْأَ منه (1) ، فوالله إن الرجل ليأتيه وهو يَحْسِبُ أنه مؤمن، فيتبعُه، مما يَبْعَثُ به من الشبهات، أو لما يَبعث به من [ص:355] الشبهات» أخرجه أبو داود (2) .
__________
(1) وفي نسخ أبي داود المطبوعة: عنه.
(2) رقم (4319) في الملاحم، باب خروج الدجال، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/438) قال: حدثنا صفوان بن عيسى. ومسلم (8/48) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، قال: حدثنا عثمان بن عمر.
كلاهما - صفوان، وعثمان - عن عزرة بن ثابت، عن يحيى بن عقيل، عن يحيى بن يعمر، عن أبي الأسود الدئلي، فذكره.(10/354)
7847 - (م) حميد بن هلال - رضي الله عنه - عن رهط - منهم أبو الدهماء وأبو قتادة - قالوا: «كُنَّا نَمرّ على هشام بن عامر، نأتِي عمرانَ بنَ حصين، فقال ذات يوم: إنَّكم لتجاوزونني إلى رجال ما كانوا بأحْضَرَ لرسول الله - صلى الله عليه وسلم- مِنِّي، ولا أعْلَمَ بحديثه مني، سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: ما بين خَلْقِ آدم إلى قيام الساعة: خلق أكْبَرُ من الدَّجَّال» وفي رواية: «أمر أكبر من الدجال» أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (2946) في الفتن، باب في بقية من أحاديث الدجال.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/19) قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن أيوب. وفي (4/20) قال: حدثنا حسين بن محمد. قال: حدثنا سليمان بن المغيرة.
كلاهما - أيوب، وسليمان - عن حميد بن هلال، فذكره.
* وأخرجه أحمد (4/19) قال: حدثنا إسماعيل. قال: أخبرنا أيوب، عن حميد بن هلال، عن بعض أشياخهم. قال: قال هشام بن عامر لجيرانه: إنكم لتخطون إلى رجال ما كانوا بأحضر لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولا أوعى لحديثه مني، فذكر الحديث.
* وأخرجه أحمد (4/21) قال: حدثنا أحمد بن عبد الملك. قال: حدثنا حماد، يعني ابن زيد، عن أيوب. عن حميد بن هلال، عن أبي الدهماء، عن هشام بن عامر. قال: إنكم لتجاوزون إلى رهط من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- ما كانوا أحصى ولا أحفظ لحديثه مني، فذكر الحديث.
* وأخرجه مسلم (8/207) قال: حدثني زهير بن حرب. قال: حدثنا أحمد بن إسحاق الحضرمي. قال: حدثنا عبد العزيز، يعني ابن المختار. قال: حدثنا أيوب، عن حميد بن هلال، عن رهط منهم أبو الدهماء وأبو قتادة. قالوا: كنا نمر على هشام بن عامر نأتي عمران بن حصين فقال ذات يوم إنكم لتجاوزوني إلى رجال ما كانوا بأحضر لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- مني ولا أعلم بحديثه. مني، فذكر الحديث.
* وأخرجه مسلم (8/207) قال: حدثني محمد بن حاتم. قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الرقي. قال: حدثنا عبيد الله بن عمرو، عن أيوب، عن حميد بن هلال، عن ثلاثة رهط من قومه فيهم أبو قتادة. قالوا: كنا نمر على هشام بن عامر إلى عمران بن حصين ... بمثل حديث عبد العزيز بن مختار.(10/355)
7848 - (خ م د ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- ذكر الدجال بين ظَهْرَاني الناس، فقال: «إن الله ليس بأعورَ، ألا إنَّ المسيح الدَّجَّال أعْوَرُ العين اليمنى، كأنَّ عينه عِنَبة طافئة» أخرجه مسلم.
وفي رواية الترمذي: «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- سُئل عن الدجال؟ فقال: ألا إنَّ ربكم ليس بأعورَ، ألا وإنَّه أعورُ، عَيْنُه اليمنى كأنها عنبة طافئة» .
وفي رواية البخاري: «أن المسيح ذُكِرَ بين ظهرانَي الناس، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: إنَّ الله ليس بأعورَ، ألا إنَّ المسيح الدجال أعورُ عين اليمنى، كأَنَّها عنبة طافئة» . [ص:356]
وفي أخرى له ولمسلم: أن النبَّي - صلى الله عليه وسلم- ذكر الدجال فقال: إنَّه أعورُ عين اليمنى، كأنَّها عنبة طائفة.
وفي رواية أبي داود قال: «قام رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في الناس، فأثنى على الله بما هو أهله ... فذكر الدجال، فقال: إني لأُنْذِرُكموه، وما من نبي إلا وقد أنذره قومَه، ولقد أنذره نوح قومَه، ولكني سأقول لكم فيه قولاً لم يقله نبي لقومه، تعلمون أنَّه أعورُ، وأنَّ الله ليس بأعورَ» .
وفي أخرى للترمذي: قال: «قام رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في الناس، فأثنى على الله بما هو أهله ... ثم ذكر الدجال، فقال: إني لأنذركموه، وما من نبي إلا وقد أنذر قومه، لقد أنذره نوح قومه، ولكني سأقول فيه قولاً لم يقله نبي لقومه: تعلمون أنَّه أعورُ، وأنَّ الله ليس بأعور» .
قال الزهري: فأخبرني عمر بن ثابت الأنصاري: أنه أخبره بعض أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال يومئذ للناس وهو يحذِّرهم فتنته: تعلمون أنَّه ليس يرى أحد منكم ربَّه حتى يموتَ، وأنَّه مكتوب بين عينيه: كافر، يقرؤه كلُّ من كَرِهَ عملَه» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 13 / 82 - 86 في الفتن، باب ذكر الدجال، وفي الأنبياء، باب قول الله تعالى: {واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها} ، وفي اللباس، باب الجعد، وفي التعبير، [ص:357] باب رؤيا الليل، وباب الطواف بالكعبة في المنام، ومسلم رقم (169) في الإيمان، باب ذكر المسيح بن مريم والمسيح الدجال، وفي الفتن، باب ذكر الدجال، وأبو داود رقم (4757) في السنة، باب خروج الدجال، والترمذي رقم (2236) و (2242) في الفتن، باب ما جاء في علامة الدجال، وباب ما جاء في صفة الدجال.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/27) (4804) و (2/33) (4879) قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا محمد بن إسحاق. وفي (2/37) (4948) قال: حدثنا حماد، قال: عبيد الله أخبرنا. (ح) ومحمد بن بشر، قال: حدثنا عبيد الله. وفي (2/124) (6070) قال: حدثنا يونس، قال: حدثنا حماد، يعني ابن سلمة، عن أيوب، وعبيد الله. وفي (2/131) (6144) قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثنا أبي، عن صالح. والبخاري (4/202) قال: حدثنا إبراهيم بن المنذر، قال: حدثنا أبو ضمرة، قال: حدثنا موسى. وفي (9/74) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا وهيب، قال: حدثنا أيوب. وفي (9/148) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا جويرية. ومسلم (1/107) قال: حدثنا محمد بن إسحاق المسيبي، قال: حدثنا أنس يعني ابن عياض، عن موسى وهو ابن عقبة. وفي (8/194) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو أسامة، ومحمد بن بشر، قالا: حدثنا عبيد الله. (ح) وحدثنا ابن نمير، قال: حدثنا محمد بن بشر، قال: حدثنا عبيد الله. وفي (8/195) قال: حدثني أبو الربيع، وأبو كامل، قالا: حدثنا حماد وهو ابن زيد، عن أيوب. (ح) وحدثنا محمد بن عباد، قال: حدثنا حاتم يعني ابن إسماعيل، عن موسى بن عقبة. والترمذي (2241) قال: حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني، قال: حدثنا المعتمر بن سليمان، عن عبيد الله بن عمر.
ستتهم - محمد بن إسحاق، وعبيد الله، وأيوب، وصالح، وموسى بن عقبة، وجويرية - عن نافع، فذكره.(10/355)
7849 - (خ م ت د) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «ما من نبي إلا وقد أنذر أُمَّته الأعورَ الكذَّابَ، ألا إنه أعورُ، وإنَّ ربَّكم عز وجل ليس بأعورَ، مكتوب بين عينيه (ك ف ر) » أخرجه البخاري ومسلم والترمذي وأبو داود.
وفي رواية لمسلم: أن نَبيَّ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «الدجال مكتوب بين عينيه (ك ف ر) أي كافر» .
وفي أخرى قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «الدجال ممسوح العين، مكتوب بين عينيه (كافر) ، ثم تهجَّاها (ك ف ر) يقرؤه كل مسلم» .
وفي رواية لأبي داود «بين عينيه كافر» .
وفي أخرى «يقرؤه كل مسلم» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 13 / 88 وفي الفتن، باب ذكر الدجال، في التوحيد، باب قول الله عز وجل: {ولتصنع على عيني} ، ومسلم رقم (2923) في الفتن، باب ذكر الدجال وصفة ما معه، وأبو داود رقم (4316) و (4317) و (4318) في الملاحم، باب خروج الدجال، والترمذي رقم (2246) في الفتن، باب رقم (4) .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (3/103) قال: حدثنا عمرو بن الهيثم. وفي (3/173و 276) قال: حدثنا محمد بن جعفر. وفي (3/173) قال: حدثنا حجاج. وفي (3/290) قال: حدثنا بهز والبخاري (9/75) قال: حدثنا سليمان بن حرب. وفي (9/148) قال: حدثنا حفص بن عمر. ومسلم (8/195) قال: حدثنا محمد بن المثنى، ومحمد بن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر. وأبو داود (4316) قال: حدثنا أبو الوليد الطيالسي. وفي (4317) قال: حدثنا محمد بن المثنى، عن محمد بن جعفر. والترمذي (2245) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر.
سبعتهم - عمرو، وابن جعفر، وحجاج، وبهز، وسليمان، وحفص، وأبو الوليد - عن شعبة.
2- وأخرجه أحمد (3/206 و233) قال: حدثنا عبد الوهاب. وفي (3/207) قال: حدثنا روح قالا: عبد الوهاب، وروح: حدثنا سعيد بن أبي عروبة.
3- وأخرجه أحمد (3/229) قال: حدثنا يونس، قال: حدثنا شيبان.
4- وأخرجه مسلم (8/195) قال: حدثنا محمد بن المثنى وابن بشار، قالا: حدثنا معاذ بن هشام، قال: حدثني أبي.
أربعتهم - شعبة، وسعيد، وشيبان، وهشام - عن قتادة، فذكره.(10/357)
7850 - (د) عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله [ص:358] صلى الله عليه وسلم- قال: «إني حدَّثْتُكُم عن الدجال، حتى خشيتُ أن لا تعقلوا، إن المسيحَ الدجالَ قصير أفْحَجُ، جَعْد أَعْوَرُ، مطموسُ العين، ليست بناتِئة، ولا جَحْراءَ، فإن التبِسَ عليكم، فاعلموا أنَّ رَّبكم ليس بأعورَ» . أخرجه أبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الفحج) : تباعد ما بين الفخذين، والرجل أفحج.
(عين جحراء) أي: غائرة مختفية، كأنها قد انجحرت، أي: دخلت في جحر، وهو الثقب، قال الهروي: وأقرأنيه الأزهري جَخْراء - بالجيم والخاء المعجمة - وأنكره بالحاء المهملة، قال: معناه: الضيقة فيها رَمَص وغَمَص.
__________
(1) رقم (4320) في الملاحم، باب خروج الدجال، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (5/324) قال: حدثنا حيوة بن شريح، ويزيد بن عبد ربه. وأبو داود (4320) قال: حدثنا حيوة بن شريح. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (5078) عن إسحاق بن إبراهيم.
ثلاثتهم - حيوة، ويزيد، وإسحاق - عن بقية بن الوليد، قال: حدثني بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن عمرو بن الأسود، عن جنادة بن أبي أمية، فذكره.(10/357)
7851 - (د ت) أبو عبيدة بن الجراح - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «إنه لم يكن نبيّ بعد نوح إلا وقد أنذر قومَه الدجال، وإني أنذركموه، فوصفه لنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: لعله سَيُدرِكُه بَعْضُ مَنْ رَآني، وسَمِعَ كلامي، قالوا: يا رسول الله، فكيف قلوبنا يومئذ؟ قال: مثلها - يعني اليومَ - أو خير» أخرجه أبو داود والترمذي (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (4756) في السنة، باب في الدجال، والترمذي رقم (2235) في الفتن، باب ما جاء في الدجال، وإسناده ضعيف، ولكن لأكثره شواهد بمعناه يقوى بها.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف:
1- أخرجه أحمد (1/195) (1692) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (1/195) (1693) قال: حدثنا عفان، وعبد الصمد، قالا: حدثنا حماد بن سلمة. وأبو داود (4756) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا حماد. والترمذي (2234) قال: حدثنا عبد الله بن معاوية الجمحي، قال: حدثنا حماد بن سلم.
كلاهما - شعبة، وحماد - عن خالد الحذاء، عن عبد الله بن شقيق، عن عبد الله بن سراقة، فذكره.(10/358)
7852 - () أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه -: أنه سأل رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم [ص:359] عن الدجال فقال: «هو يومه هذا قد أكل الطعام، وإني أعْهدُ إليكم فيه عهداً لم يعهده نبي إلى أُمَّته، إِنَّ عينه اليمنى ممسوحة جاحظة، لا حدقةَ لها، كأنها نُخاعة في حائط، وعينه اليسرى، كأنها كوكب دُرِّيٌّ، ومعه مِثلُ الجنة والنار، فناره جَنَّة، وماؤه نار، ألا وبين يديه رجلان يُنْذِرَان أهلَ القرى، فإذا خرجا من القرية دخلها أول أصحاب الدجال» أخرجه ... (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الجاحظة) : الناتئة العظيمة.
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، ولأكثره شواهد بمعناه في " الصحيحين " وغيرهما.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه رزين.(10/358)
7853 - () جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال في حجة الوداع: «استنصِتِ الناسَ، فَحمِد الله، وأثنى عليه، ثم ذكر المسيح الدجال، فأطنَبَ في ذِكْره، وقال: ما بعثَ الله من نبيّ إلا أنذره أُمته، أنذره نوح أمتَه، والنبيُّون من بعده، وإنَّه يخرجُ فيكم، فما خَفيَ عليكم من شأنه، فليس يخفى عليكم، إنَّ ربكم ليس يخفى عليكم - ثلاثاً - إنَّ ربكم ليس بأعورَ، وإنَّه أعورُ عين اليمنى، كأن عينه عنبة طافئة» أخرجه ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وهو حديث صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه رزين.(10/359)
7854 - () عبد الله بن مسعود قال: ذُكِرَ الدجالُ عندَ رسولِ الله [ص:360] صلى الله عليه وسلم- فقال: «إنَّ الله لا يخفى عليكم، إنَّ الله ليس بأعورَ، وأشار بيده إلى عينيه» أخرجه ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وهو بمعنى الذي قبله.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه رزين.(10/359)
7855 - (ت) مجمع بن جارية (1) الأنصاري - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «يَقتُل ابنُ مريم الدَّجالَ بباب لُدّ» أخرجه الترمذي (2) .
__________
(1) في المطبوع: مجمع بن حارثة، وهو خطأ.
(2) رقم (2245) في الفتن، باب ما جاء في قتل عيسى بن مريم الدجال، وقال الترمذي: هذا حديث صحيح، قال: وفي الباب عن عمران بن حصين، ونافع بن عتبة، وأبي برزة، وحذيفة بن أسيد، وأبي هريرة، وكيسان، وعثمان بن أبي العاص، وجابر، وأبي أمامة، وابن مسعود، وعبد الله بن عمرو، وسمرة بن جندب، والنواس بن سمعان، وعمرو بن عوف، وحذيفة بن اليمان.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الحميدي (828) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (3/420) قال: حدثنا هاشم بن القاسم، قال: حدثنا ليث، يعني ابن سعد. وفي (3/420) قال: حدثنا محمد بن مصعب، قال: حدثنا الأوزاعي. والترمذي (2244) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا الليث.
ثلاثتهم -سفيان، والليث والأوزاعي - عن ابن شهاب الزهري، قال: أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن ثعلبة، أنه سمع عبد الرحمن بن يزيد بن جارية، فذكره.
(*) في رواية الليث عند أحمد، والأوزاعي: عبد الله بن ثعلبة.
* وأخرجه أحمد (3/420) قال: حدثنا سفيان بن عيينة. وأحمد (3/420 و 4/226 و 390) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر.
كلاهما - سفيان، ومعمر - عن الزهري، عن عبد الله بن عبيد الله بن ثعلبة، عن عبد الله بن يزيد. قال: سمعت مجمع بن جارية، فذكره.
* في رواية أحمد (4/226) (390) عبد الله بن زيد الأنصاري.
* وفي رواية أحمد (3/226) عبيد الله بن عبد الله بن ثعلبة الأنصاري.
قال الترمذي: هذا حديث صحيح، قال: وفي الباب عن عمران بن حصين، ونافع بن عتبة، وأبي برزة، وحذيفة بن أسيد، وأبي هريرة، وكيسان، وعثمان بن أبي العاص، وجابر، وأبي أمامة، وابن مسعود، وعبد الله بن عمرو، وسمرة بن جندب، والنواس بن سمعان، وعمرو بن عوف، وحذيفة بن اليمان.(10/360)
7856 - (ت) أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - قال: حدَّثنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «الدجالُ يخرج من أرض بالمشرق، يقال لها: خراسان يتَّبعُه أقوام كأن وجوهَهم المِجانُّ المطْرَقةُ» أخرجه الترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(المجان المطرقة) المجان جمع مجنَّة - وهو الترس، والمُطْرَقة - التي ضوعف عليها العَقبُ وألبسته شيئاً فوق شيء، يقال: أطرقْتُ التُّرسَ: إذا فعلت به ذلك، وطارقت النعل: إذا جعلتها طبَقاً فوق طبق وخصفتها.
__________
(1) رقم (2238) في الفتن، باب ما جاء من أين يخرج الدجال، وهو حديث حسن، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، وفي الباب عن أبي هريرة وعائشة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (1/4) (12) و (1/7) (33) وعبد بن حميد (4) وابن ماجة (4072) قال: حدثنا نصر بن علي الجهضمي، ومحمد بن بشار، ومحمد بن المثنى. والترمذي (2237) قال: حدثنا محمد بن بشار، وأحمد بن منيع.
ستتهم - أحمد بن حنبل، وعبد بن حميد، ونصر بن علي، ومحمد بن بشار، ومحمد بن المثنى، وأحمد بن منيع - قالوا: حدثنا روح وهو ابن عبادة، قال: حدثنا سعيد بن أبي عروبة، عن أبي التياح، عن المغيرة بن سبيع، عن عمرو بن حريث، فذكره.
قلت: في سنده سعيد بن أبي عروبة وهو كثير التدليس وقد عنعن، وأيضا قد اختلط وقد أورده ابن الكيال في الكواكب النيرات في معرفة من اختلط من الرواة الثقات.(10/360)
7857 - (م) أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: [ص:361] «يتبع الدجال من يهودِ أصفهان (1) سبعون ألفاً عليهم الطَّيالسةُ» أخرجه مسلم (2) .
__________
(1) في نسخ مسلم المطبوعة: أصبهان، بالباء، وكلاهما صواب، قال النووي في " شرح مسلم ": وأصبهان، بفتح الهمزة وكسرها وبالباء وبالفاء.
(2) رقم (2944) في الفتن، باب في بقية من أحاديث الدجال.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مسلم (8/207) قال: حدثنا منصور بن أبي مزاحم، قال: حدثنا يحيى بن حمزة، عن الأوزاعي، عن إسحاق، فذكره.(10/360)
7858 - (ت) أبو بكرة - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «يمكثُ أبو الدجال وأُمُّه ثلاثين عاماً لا يولد لهما ولد، ثم يولد لهما غُلام أعْوَرُ، أضرُّ شيء، وأقلُّه منفعة، تنام عيناه، ولا ينام قلبه، ثم نَعَتَ لنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أبَويْهِ، فقال: طُوَال، ضَرْبُ اللحمِ، كأن أنْفَهُ مِنْقَار، وأُمُّه امرأة فِرضَاخِيَّة، طويلة الثَّدْيَيْنِ، قال أبو بكرة: فسمعنا بمولود قد ولد على هذه الصفة في يهود المدينة، قال: فذهبتُ أنا والزبيرُ بنُ العوام، حتى دخلنا على أبويه، فإذا نَعتُ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- فيهما، فقلنا: هل لكما ولد؟ فقالا: مكثنا ثلاثين عاماً لا يولد لنا ولد، ثم وُلِدَ لنا غلام أعورُ، أضرُّ شيء، وأقله منفعة، تنام عينه، ولا ينام قلبه، فخرجنا مِن عندهما، فإذا هو مُنْجَدِل في الشمس في قطيفة، وله هَمْهَمَة، فكشف عن رأسه، فقال: ما قلتما؟ قلنا: وهل سَمِعْتَ ما قلنا؟ قال: نعم، تنام عينايَ، ولا ينام قلبي» أخرجه الترمذي (1) .
[ص:362]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(طُوَالٌ ضَرْب اللحم) رجل طُوَالٌ، أي: طويل، وهو أبلغ من طويل، ورجل ضرب اللحم خفيفه.
(فِرْضاخية) الفرضاخية: هي الضخمة العظيمة.
(المنجدل) : المستلقي على الأرض، وهو من الجدالة، والجدالة: الأرض.
__________
(1) رقم (2949) في الفتن، باب ما جاء في ذكر ابن صائد، وفي سنده علي بن زيد بن جدعان، وهو ضعيف، ومع ذلك فقد قال الترمذي: حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث حماد بن سلمة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (5/40) قال: حدثنا يزيد. وفي (5/49) قال: حدثنا عفان. وفي (5/51) قال: حدثنا مؤمل. والترمذي (2248) قال: حدثنا عبد الله بن معاوية الجمحي.
أربعتهم - يزيد، وعفان، ومؤمل، وعبد الله - عن حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، فذكره.
تحرف في المطبوع إلى زيد انظر جامع المسانيد والسنن (5/الورقة53) وأطراف المسند (2/الورقة127) .
قلت: في سنده علي بن زيد بن الجدعان وهو ضعيف وذكر ابن كثير أنه منكر الحديث.(10/361)
الفصل الثالث: في ابن صياد
7859 - (خ م د) محمد بن المنكدر قال: رأيتُ جابرَ بنَ عبد الله - رضي الله عنهما - يحلف بالله: أنَّ ابنَ صيّاد الدجالُ، قال: قلت: أتَحْلفُ بالله؟ قال: فإني سمعتُ عمر يحلف بالله على ذلك عندَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فلا يُنْكرهُ. أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ابن صياد) قال الخطابي: قد اختلف الناس في أمر ابن صيَّاد اختلافاً [ص:363] شديداً، وأشكل أمره، حتى قيل فيه كل قول، فيقال: كيف بقّى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- رجلاً يدَّعي النبوة كاذباً، وتركه بالمدينة في داره يجاوره؟ وما معنى ذلك؟ وما وجه امتحانه إياه بما خبأ له من آية الدخان؟ وقوله بعد ذلك: «اخسأ، فلن تعدو قدرك» ؟ قال: والذي عندي، أن هذه القصة إنما جرت معه أيام مهادنته - صلى الله عليه وسلم- اليهود وحلفاءهم، وذلك: أنه بعد مقدمه المدينة كتب بينه وبين اليهود كتاباً صالحهم فيه على أن لا يهاجروا، وأن يتركوا على أمرهم، وكان ابن صياد منهم، أو دخيلاً في جملتهم - وكان يبلغ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- خَبَرُهُ، وما يدَّعيه من الكهانة ويتعاطاه من الغيب، فامتحنه النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- بذلك ليبرز أمره ويختبر شأنه، فلما كلَّمه علم أنه مبطل، وأنه من جملة السحرة أو الكهنة، أو ممن يأتيه رِئْي من الجن، أو يتعاهده شيطان، فيلقي على لسانه بعض ما يتكلم به، فلما سمع قوله: «الدخ» زبره، فقال: «اخسأ فلن تعدو قدرك» ، يريد أن ذلك شيء اطلع عليه الشيطان، فألقاه إليه وأجراه على لسانه، وليس ذلك من قبيل الوحي السماوي إذ لم يكن له قدر الأنبياء الذين يُوحى إليهم علم الغيب، ولا درجة الأولياء الذين يلهمون الغيب فَيُصِيبُون بنور قلوبهم، وإنما كانت له تارات يصيب في بعضها، ويخطئ في البعض، وذلك معنى قوله: «يأتيني صادق وكاذب» فقال له عند ذلك: «قد خلِّط عليك» والجملة من أمره: أنه كان فتنة امتَحَن الله به [ص:364] عباده المؤمنين {ليهلك مَنْ هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة} [الأنفال: 42] كما امتَحن الله قوم موسى بالعجل، فافتتن به قوم وهلكوا، ونجا من هداه الله وعصمه، وقد اختلفت الروايات في كفره، وفيما كان من شأنه بعد كبره، فروي أن تاب عن ذلك القول، ثم إنه مات بالمدينة، وأنهم لما أرادوا الصلاة عليه، كشفوا عن وجهه حتى رآه الناس، وقيل لهم: اشهدوا، وروي غير ذلك، وأنه فُقِد يوم الحرَّة فلم يجدوه، والله أعلم.
__________
(1) رواه البخاري 13 / 273 في الاعتصام، باب من رأى ترك النكير من النبي صلى الله عليه وسلم حجة لا من غير الرسول، ومسلم رقم (4929) في الفتن، باب ذكر ابن صياد، وأبو داود رقم في الملاحم، باب في خبر ابن صائد.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (9/133) قال: حدثنا حماد بن حميد. ومسلم (8/192) وأبو داود (4331) .
ثلاثتهم - حماد، ومسلم، وأبو داود - قالوا: حدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن محمد بن المنكدر، فذكره.(10/362)
7860 - (د) نافع - مولى عبد الله بن عمر أنَّ ابنَ عمر - رضي الله عنهما- كان يقول: «والله ما أَشُكُّ أن المسيح الدجال ابنُ صياَّد» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (3330) في الملاحم، باب في خبر ابن صائد، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (4330) حدثنا قتيبة بن سعيد، ثنا يعقوب، يعني ابن عبد الرحمن، عن موسى بن عقبة، عن نافع، قال: كان ابن عمر، فذكره.(10/364)
7861 - (خ م د ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما- قال: «إنَّ عمر بنَ الخطاب انطلق مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- في رَهْط من أصحابه قِبَلَ ابنِ صياد، حتى وجده يَلْعَبُ مع الصبيان عند أُطُمِ بني مَغالة، وقد قارب ابنُ صياد يومئذ الُحلم، فلم يَشْعُر حتى ضربَ رسولُ الله ظَهْرَه بيده، ثم قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- لابن صياد: أتشهد أنّي رسولُ الله؟ فنظر إليه ابنُ صياد، فقال: أشهدُ أنّكَ رسولُ الأُمِّيين، فقال ابنُ صياد لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-: أتشهد أني رسول الله؟ فرفضَهُ رسولُ - صلى الله عليه وسلم-، وقال: آمنتُ بالله وبرُسُلِه، [ص:365] ثم قال له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: ماذا ترى؟ قال ابنُ صياد، يأتيني صادق وكاذب، فقال له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- خُلِّطَ عليك الأمر، ثم قال له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: إني قد خبَأت لَكَ خبيئاً، فقال ابن صياد: هو الدُّخُّ، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: اخسأ، فلن تعُدوَ قدرَك، فقال عمر بن الخطاب: ذَرْني يا رسول الله أضرب عنقَه، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم- إن يَكُنْه فَلَنْ تُسَلَّطَ عليه، وإن لم يَكنْهُ، فلاَ خيْرَ لك في قَتلِهِ» .
وقال سالم: سمعت ابنَ عمر يقول: «انطلق بعد ذلك رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- وأُبيُّ بنُ كعبِ الأنصاريُّ إلى النخل التي فيها ابن فيها ابن صياد، حتى إذا دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم- النخلَ طَفِقَ يتَّقي بجذوع النخل، وهو يَخْتل أن يسمعَ من ابن صياد شيئاً قبل أن يراه ابنُ صياد، فرآه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- وهو مضطجع على فراش في قطيفة له فيها رَمْرَمة أو زَمْزَمة، فرأت أُمُّ ابن صياد رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- وهو يتَّقي بجذوع النخل، فقالت لابنِ صياد: يا صاف - وهو اسمُ ابنِ صياد - هذا محمد فثار ابنُ صياد، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: لو تَرَكَتْهُ بَيَّنَ.
قال سالم: قال عبد الله بن عمر: فقام رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في الناس، فأثنى على الله بما هو له أهل، ثم ذكر الدجال، فقال: إني لأُنذركموه، ما من نبيّ إلا قد أنذره قومَه، لقد أنذره نوح قومَه، ولكن أقول لكم فيه قولاً [ص:366] لم يقله نبيُّ لقومه: تعلَّموا (1) أنَّه أعورُ، وإنَّ الله تبارك وتعالى ليس بأعور» أخرجه البخاري ومسلم.
وزاد مسلم: قال ابن شهاب: وأخبرني عمرُ بن ثابت الأنصاريُّ: أنَّه أخبره بعض أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال - يوم حَذّر الناسَ الدجالَ - «إنه مكتوب بين عينيه كافر، يقرؤه كلّ من كَره عمله - أو يقرؤه كلُّ مؤمن - وقال: تعلَّموا (1) أنه لَنْ يَرى أحدُ منكم ربَّه حتى يموتَ» .
وفي رواية الترمذي «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- مَرَّ بابن صَيَّاد في نَفَر من أصحابه - منهم: عمرُ بن الخطاب - وهو يلعَبُ مع الغلمان، عند أُطُم بني مَغَاَلَهَ - وهو غلام - فلم يشعر حتى ضرب رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ظهره بيده ... وذكر الحديث إلى قوله: خُلِّط عليك الأمر - وقال: ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: إني قد خَبَأت خَبيئاً، وخبأ له {يوم تأتي السماء بدخانٍ مبين} [الدخان: 10] فقال ابن صياد: هو الدّخّ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: اخسأ، فلن تَعْدُوَ قَدْرَك، قال عمرُ: يا رسول الله ائذَن لي فأضرِبَ عنقه، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: إن يَكُ حقاً فَلَنْ تُسلْط عليه، وإن لا يَكُ، فلا خير لك في قتله» إلى هاهنا أخرج الترمذي، وقد أخرج مفرداً قول سالم عن أبيه: «فقام رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في الناس فأثنى على الله بما هو أهله ... إلى قوله: وإنَّ الله ليس بأعور» . [ص:367]
وأخرج زيادة مسلم إلى قوله: «يقرؤه كلُّ مَنْ كَرِهَ عملَهُ» .
وأخرجه أبو داود مثل الترمذي إلى قوله: «فلا خير لك في قتله» وزاد بعد قوله: «فَلَنْ تُسلّط عليه» قال: «يعني الدجالَ» .
وأخرج قول سالم عن أبيه: فقام رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في الناس ... إلى قوله: وإن الله ليس بأعور، وقد تقدَّم ذِكْرُ ما أخرجه هو والترمذي مفرداً في الفصل الثاني.
وفي رواية لمسلم «أنَّ ابن عمر قال: انطلقَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ومعه رَهْط من أصحابه - فيهم عمر بن الخطاب - حتى وجدَ ابنَ صياد غُلاماً قد ناهَزَ الحلُم يلعب مع الغلمان عند أُطُم بني مغالة» .
قال مسلم: وساق الحديث بمثل الرواية الأولى [حديث يونس] إلى منتهى حديث عمر بن ثابت.
وفي الحديث عن يعقوب قال: قال أبيُّ، يعني في قوله: «لو تركَتْهُ بَيَّنَ» : «لو تركته أُمُّه بَيّن أمره» . وله في أخرى «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-: مَرَّ بابن صياد في نَفر من أصحابه - فيهم عمر بن الخطاب - وهو يلعب مع الغلمان عند أطم بني مَغَاَلة، وهو غلام - بمعنى الحديث الأول» غير أنه لم يذكر حديث ابن عمر في انطلاق النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- مع أُبيِّ بن كعب إلى النخل، وفيه «ثم قال ابن صياد: أتشهد أني [ص:368] رسولُ الله؟ فَرفضه النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-، ثم قال: آمنتُ بالله ورسله ... » الحديث (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(اخسأْ) خسأتُ الكلبَ: إذا طردتَه، وقد جاء في الحديث غير مهموز كأنه حذف الهمزة وقلبها ألفاً، فلما أمر منه حذفها.
(يختل) الختل: الخداع والمراوغة.
(الأطم) : البناء المرتفع.
(ناهز) ناهز الصبي الحلم: إذا قاربَهُ.
__________
(1) أي اعلموا.
(2) رواه البخاري 3 / 175 في الجنائز، باب إذا أسلم الصبي فمات هل يصلى عليه، وفي الشهادات، باب شهادة المختبئ، وفي الجهاد، باب كيف يعرض الإسلام على الصبي، وفي الأدب، باب قول الرجل للرجل: اخسأ، وفي القدر، باب ما يحول بين المرء وقلبه، ومسلم رقم (2924) و (2930) في الفتن، باب ذكر ابن صياد، وأبو داود رقم (4329) في الملاحم، باب في خبر ابن صائد، والترمذي رقم (2250) في الفتن، باب ما جاء في ذكر ابن صائد، ورقم (2236) في الفتن، باب ما جاء في علامة الدجال.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/148) (6360) و (2/149) (6363 و 6365) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. وفي (2/148) (6361) ، (2/149) (6362) قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثنا أبي، عن صالح. وفي (2/149) (6364) قال: حدثنا أبو اليمان، قال: حدثنا شعيب. والبخاري (2/117 و 4/163) قال: حدثنا عبدان، قال: أخبرنا عبد الله، عن يونس. وفي (3/220 و 8/49) وفي الأدب المفرد (958) قال: حدثنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب. وفي (4/85) قال: حدثنا عبد الله بن محمد، قال: حدثنا هشام، قال: أخبرنا معمر. وفي (8/157) قال: حدثنا علي بن حفص، وبشر بن محمد، قالا: أخبرنا عبد الله، قال: أخبرنا معمر. وفي (9/75) قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله، قال: حدثنا إبراهيم، عن صالح. ومسلم (8/192) قال: حدثني حرملة بن يحيى بن عبد الله بن حرملة بن عمران التجيبي، قال: أخبرني ابن وهب، قال: أخبرني يونس. وفي (8/193) قال: حدثنا الحسن بن علي الحلواني، وعبد بن حميد، قالا: حدثنا يعقوب، وهو ابن إبراهيم بن سعد، قال: حدثنا أبي، عن صالح. (ح) وحدثنا عبد بن حميد، وسلمة بن شبيب، جميعا عن عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. وأبو داود (4329) قال: حدثنا أبو عاصم خشيش بن أصرم، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. وفي (4757) قال: حدثنا مخلد بن خالد، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. والترمذي (2235 و 2249) قال: حدثنا عبد بن حميد، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر.
أربعتهم - معمر، وصالح، ويونس، وشعيب - عن الزهري، عن سالم بن عبد الله، فذكره.
* في رواية أحمد (2/149) (6363) عن عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن سالم، أو عن غير واحد.
* رواية أحمد (2/148) (6360 و 6361) و (2/149) (6362) والبخاري (8/157) وأبو داود (4329) . والترمذي (2249) . مختصرة على القصة الأولى.
* ورواية أحمد (2/149) (6365) . والبخاري (4/163 و 9/75) وأبو داود (4757) والترمذي (2235) مختصرة على القصة الثالثة.
* ورواية أحمد (2/149) (6363 و 6364) والبخاري (3/220) مختصرة على القصة الثانية.(10/364)
7862 - (م) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: «كُنَّا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فمررنا بصبيان يلعبون، فيهم ابنُ صياد، ففرَّ الصبيان، وجلس ابنُ صيَاد، فكأنَّ رسول الله كره ذلك، فقال له النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: تَربَتْ يَدَاك، أتشهد أني رسول الله؟ فقال عمرُ بن الخطاب: ذرني يا رسول الله حتى أقْتُلَه، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: إنْ يكن الذي تُرَى فلن تستطيع قتله» .
وفي رواية [قال] : «كُنَّا نمشى مع النبي - صلى الله عليه وسلم-، فمررنا بابن صَيَّاد، [ص:369] فقال له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: قد خَبأتُ لك خبيئاً، فقال: دُخُّ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: اخْسأ، فلن تَعْدُوَ قدرك، فقال عمر: يا رسول الله: دَعْنِي فأضربَ عنقه، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: دْعهُ، فإن يَكُن الذي تخافُ لَنْ تستطيع قَتْلَهُ» أخرجه مسلم (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(تربت يداك) يقال: تربت يداك في الدعاء على الإنسان بالهلاك والفقر، وأصله: أن تلتصق يده بالتراب، وقد يقال ذلك في معنى التعجُّب، ولا يراد به الدعاء بالهلاك.
__________
(1) رقم (2924) في الفتن، باب ذكر ابن صياد.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:.
أخرجه أحمد (1/380) (3610) قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (1/457) (4371) قال: حدثنا يونس، قال: حدثنا المعتمر، عن أبيه. ومسلم (8/189) عن إسحاق بن إبراهيم بن إبراهيم، وأبو كريب، قال ابن نمير: حدثنا وقال الآخران: أخبرنا أبو معاوية.
ثلاثتهم - أبو معاوية، وسليمان التيمي والد المعتمر، وجرير - عن سليمان الأعمش، عن شقيق أبي وائل، فذكره.
في تحفة الأشراف (9270) أبو بكر بن أبي شيبة بدلا من أبي كريب.(10/368)
7863 - (م ت) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه- قال: «لقيه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- وأبو بكر وعمر - يعني ابنَ صياد - في بعض طرق المدينة، فقال له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: أتشهد أني رسولُ الله؟ فقال هو: أتشهدُ أني رسول الله؟ فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: آمنتُ بالله، وملائكته، وكتبه، ما ترى؟ قال: أرى عَرْشاً على الماء، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: ترى عرش إبليس على البحر، وما ترى؟ قال: أرى صادقَين وكاذباً - أو كاذَبين وصادقاً - فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: لُبِسَ عليه، دَعُوه» أخرجه مسلم والترمذي (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (2925) في الفتن، باب ذكر ابن صياد، والترمذي رقم (2248) في الفتن، باب ما جاء في ذكر ابن صائد.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (3/66) قال: حدثنا يونس. وفي (3/97) قال: حدثنا عفان. كلاهما - يونس، وعفان - قالا: حدثنا حماد بن سلمة، قال: أخبرنا علي بن زيد.
2 - وأخرجه مسلم (8/190) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا سالم بن نوح. والترمذي (2247) قال: حدثنا سفيان بن وكيع، قال: حدثنا عبد الأعلى. كلاهما - سالم، وعبد الأعلى - عن الجريري.
كلاهما - علي بن زيد، والجريري - عن أبي نضرة، فذكره.(10/369)
7864 - (م) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: «لَقَي نبيُّ الله - صلى الله عليه وسلم- ابنَ صياد ومعه أبو بكر وعمر، وابن صائد مع الغلمان ... » فذكر نحو الحديث الذي قبله، وهو حديث أبي سعيد - هكذا أخرجه مسلم عقيبه، ولم يذكر لفظه (1) .
__________
(1) رقم (2926) في الفتن، باب ذكر ابن صياد.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (3/66 و 388) قال: حدثنا مؤمل، قال: حدثنا حماد، قال: حدثنا علي - يعني ابن زيد -. ومسلم (8/190) قال: حدثنا يحيى بن حبيب، ومحمد بن عبد الأعلى، قالا: حدثنا معتمر، قال: سمعت أبي.
كلاهما - علي بن زيد، وسليمان التيمي - عن أبي نضرة، فذكره.(10/370)
7865 - (م) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- لابن صياد: «ما تُرْبةُ الجنةِ؟ قال: دَرْمَكةٌ بيضاء مسكٌ يا أبا القاسم، قال: صدقت» .
وفي رواية: «أن ابن صياد سأل النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- عن تربة الجنة؟ فقال: دَرْمكة بيضاءُ مِسْكٌ خالصُ» أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (2928) في الفتن، باب ذكر ابن صياد.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1 - أخرجه أحمد (3/4) قال: حدثنا روح. قال: حدثنا حماد. وفي (3/24 و 25) قال: حدثنا يونس بن محمد، قال: حدثنا حماد بن سلمة. وفي (3/43) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا حماد بن سلمة. وعبد بن حميد (876) قال: حدثنا روح بن عبادة، قال: حدثنا حماد بن سلمة. ومسلم (8/191) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو أسامة. كلاهما - حماد، وأبو أسامة - عن سعيد الجريري.
2 - وأخرجه مسلم (8/191) قال: حدثنا نصر بن علي الجهضمي، قال: حدثنا بشر - يعني ابن مفضل- عن أبي مسلمة.
كلاهما - الجريري، وأبو مسلمة - عن أبي نضرة، فذكره.(10/370)
7866 - (خ) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- لابن صياد: «قد خبأتُ لك خبيئاً، فما هو؟ قال: الدّخ، قال: اخسأ» أخرجه البخاري (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(دَرمكة) الدرمك: الدقيق الحُوَّارَى، والدَّرمكة: أخص منه.
__________
(1) 10 / 463 في الأدب، باب قول الرجل للرجل: اخسأ.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (8/49) قال: حدثنا أبو الوليد، قال: حدثنا سلم بن زرير، قال: سمعت أبا رجاء، فذكره.(10/370)
7867 - (م ت) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: «صَحِبْتُ ابنَ صياد إلى مكةَ، فقال لي: [أ] ما [قد] لقيتُ من الناس، يزعمون أني الدجال؟ ألستَ سمعتَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: إنه لا يولدَ له؟ قال: قلت: بلى، قال: فقد وُلدَ لي، أوَ ليس سمعتَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: لا يدخُلُ المدينةَ ولا مكةَ؟ قال: قلت: بلى، قال: فقد وُلدْتُ بالمدينة، وها أنا ذا أريدُ مكةَ، ثم قال في آخر قوله: أما والله إني لأعْلَمُ مَوْلِدهُ ومكانَه، وأين هو؟ قال: فلبَسَني» .
وفي رواية: قال: «قال لي ابن صائد - وأخذتني منه ذَمامة - هذا عَذَرتُ الناسَ، مالي ولكم يا أصحاب محمد؟ ألم يقل نبي الله: إنَّه يهوديٌّ، وقد أسلمتُ، وقال: لا يولَد له، وقد وُلدَ لي، وقال: إنَّ الله حَرَّم عليه مكة، وقد حَجَجْتُ؟ قال: فما زال حتى كاد أن يأخذَ فيَّ قولهُ، قال: فقال له: أما والله إني لأْعلَمُ الآن حيث هو، وأعرف أباه وأمه، قال: وقيل له: أيسرُّك أنك ذاك الرجلُ؟ قال: فقال: لو عُرِضَ عليَّ ما كرهتُ» .
وفي رواية قال: «خرجنا حُجَّاجاً - أو عُمَّاراً - ومعنا ابن صائد، قال: فنزلنا منزلاً، فتفرَّق الناس، وبقيتُ أنا وهو، فاستوحشتُ منه وحشة شديدة مما يقال عليه، قال: وجاء بمتاعه [فوضعه مع متاعي] ، فقلت: إنَّ الحرَّ شديدُ، فلو وضعتَه تحت تلك الشجرة؟ قال: ففعل، قال: فَرُفِعت لنا غنم [ص:372] فانطلق فجاء بُعّس، فقال: اشرب أبا سعيد، فقلت: إنَّ الحرَّ شديدُ، واللبنَ حارُّ، ما بي إلا أني أكرهُ أن أشربَ عن يده - أو قال: آخذ عن يده - فقال: أبا سعيد لقد هممتُ أن آخذ حَبْلاً فأعلّقه بشجرة ثم أخْتَنِقَ مما يقول لي الناسُ يا أبا سعيد، مَنْ خَفِيَ عليه حديثُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ما خَفِيَ عليكم مَعْشَرَ الأنصار، ألستَ من أعْلم الناس بحديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم-؟ [أليس] قد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: هو كافر؟ وأنا مسلم، أو ليس قد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-[هو عقيم] لا يولَد له ولد، وقد تركتُ ولدي بالمدينة، أوليس قد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: لا يدخل المدينةَ ولا مكة، وقد أقبلتُ من المدينة، وأنا أريدُ مكةَ؟ قال أبو سعيد: حتى كِدْتُ أن أَعْذِرَهُ، [ثم] قال: أما والله إني لأَعرفه، وأعرف مولده، وأين هو الآن؟ قال: قلت له: تَبّاً لك سائر اليوم» أخرجه مسلم، ولم يخرج الحميديُّ الرواية الآخرة وأخرج الترمذي الرواية الآخرة إلى قوله: «وقد تركتُ ولدي بالمدينة» ، وقال: «ألم يقل رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: إنَّه لا تحلّ له مكة؟ ألست من أهل المدينة، وهو ذا أنطلقُ معكَ إلى مكةَ؟ قال: فوالله ما زال يجيء بهذا، حتى قلتُ: فلعله مكذوبٌ عليه، ثم قال يا أبا سعيد، والله لأُخبرنَّك خبراً حقاً، واللَّه إني لأعرفه، وأعرف والده، وأين هو الساعة من الأرض؟ [ص:373] فقلت له: تبّاً لك سائر اليوم» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ذَمامة) الذَّمامة: بالذال المعجمة: الحياء والإشفاق من الذم، والمذمَّة: العار، وبالدال المهملة: قبح الوجه، والمراد الأول.
(العُسّ) : قدح ضخم يشرب فيه.
(التبّ) : الخسار والهلاك.
__________
(1) رواه مسلم رقم (2927) في الفتن، باب ذكر ابن صياد، والترمذي رقم (2247) في الفتن، باب ما جاء في ذكر ابن صائد.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (3/26) قال: حدثنا يحيى، قال: حدثني التيمي. وفي (3/43) قال: حدثنا سريج، قال: حدثنا حماد، عن الجريري. وفي (3/79) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا عوف. وفي (3/97) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا حماد بن سلمة، قال: أخبرنا سعيد الجريري. ومسلم (8/190) قال: حدثني عبيد الله بن عمر القواريري، ومحمد بن المثنى، قالا: حدثنا عبد الأعلى، قال: حدثنا داود. (ح) وحدثنا يحيى بن حبيب، ومحمد بن عبد الأعلى، قالا: حدثنا معتمر - وهو ابن سليمان التيمي -، قال: سمعت أبي. وفي (8/191) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا سالم بن نوح، قال: أخبرني الجريري. والترمذي (2246) قال: حدثنا سفيان بن وكيع، قال: حدثنا عبد الأعلى، عن الجريري.
أربعتهم - التيمي، والجريري، وعوف، وداود - عن أبي نضرة، فذكره.(10/371)
7868 - (م) نافع مولى عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: «لَقِيَ ابنُ عمر ابنَ صائد في بعض طرق المدينة، فقال له قولاً أغضَبَه، فانتفخ حتى ملأَ السِّكَّةَ، فدخل ابنُ عمر على حَفْصة - وقد بلغها - فقالت له: رَحِمَك الله، ما أردتَ من ابن صياد؟ أما علمتَ أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: إنما يخرج من غَضْبَة يغضبُها؟» .
وفي رواية: كان نافع يقول: ابن صياد، قال: قال ابن عمر: لقيته مرتين، فلقيته معَ قومه، فقلت لبعضهم: هل تَحدّثون أنه هو؟ قالوا: لا والله قال: قلتُ: كَذَبتُمُوني، والله لقد أخبرني بعضكم أنه لن يموتَ حتى يكون أكثركم مالاً وولداً، وكذلك هو زعموا اليومَ، قال: فتحدَّثنا، ثم [ص:374] فارقُته، قال: فلقيتُه لَقْيَة أخرى، قد نفَرت عينُه، قال: فقلتُ: متى فَعَلتْ عَيْنُك ما أرى؟ قال: لا أدري، قلت: لا تدري وهي في رأسك؟ قال: إن شاء الله خلقها في عصاك هذه، قال، فنخر كأشدِّ نخير حمار سمعتُ قال: فزعم بعض أصحابي: أني ضربْتُهُ بعصاً كانَتْ مَعي حتى تكَسَّرتْ، وأما أنا: فوالله ما شَعَرتُ، قالوا: وجاء حتى دخل على أم المؤمنين، فحدَّثها، فقالت: ما تريد إليه؟ ألم تعلم أن قد قال: إنَّ أولَ ما يبعثه على الناس غَضْبةُ يغضبها؟ أخرجه مسلم (1) . ولم يذكر الحميديُّ الرواية الثانية.
وذكر رزين رواية قال فيها: «لقيت ابنَ صياد يوماً، ومعه رجل من اليهود، فإذا عَيْنُهُ قد طُفِئتُ، وكانت عينه خارجة كعين الحمار، فقلت: ابنَ صياد، أَنشُدُكُ الله، متى فقدتَ عينك؟ فمسَّها بيده، فقال: لا أدري والرحمنِ، فقلت: كذبتَ لا تدري وهي في رأسكَ؟ فنخر ثلاثاً، ففجأني ما لم أكن أحببتُ، وزَعَم اليهوديُّ: أني ضربْتُ رأَسَهُ بالعصا حتى تكسَّرت، ولا أعْلَمُني فعلت ذلك، فقلت له: اخسأ، فلن تَعْدُوَ قَدركَ، قال: أجَل! لَعَمرِي، ولا أعدُو قدري، وكأنما كان في سقاء فَنَشَّ، فذكرت ذلك لحفصة، فقالت لي: اجتنب هذا الرَّجُلَ، فإنا كُنا نَتَحدَّثُ: أنما للدجال غضبةٌ يغضبها» .
[ص:375]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(سقاء) السِّقاء: ظرف الماء من الجلود.
(فَنَشَّ) نشَّ الشراب في السقاء: إذا غلا واشتد.
__________
(1) رقم (2932) في الفتن، باب ذكر ابن صياد.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (6/283) قال: حدثنا سريج وعفان ويونس. قالوا: حدثنا حماد بن سلمة، عن أيوب وعبيد الله. (ح) وحدثنا روح بن عبادة. قال: حدثنا ابن عون. وفي (6/284) قال: حدثنا عبد الوهاب الخفاف، عن ابن عون. ومسلم (8/194) قال: حدثنا عبد بن حميد. قال: حدثنا روح بن عبادة. قال: حدثنا هشام، عن أيوب. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى. قال: حدثنا حسين - يعني ابن حسن بن يسار -. قال: حدثنا ابن عون.
ثلاثتهم - أيوب، وعبيد الله، وابن عون - عن نافع، فذكره.(10/373)
7869 - (د) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: «فقدنا ابن صَيَّاد يوم الحَرَّة» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (4332) في الملاحم، باب في خبر ابن صائد، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (4332) حدثنا أحمد بن إبراهيم، ثنا عبيد الله - يعني ابن موسى - ثنا شيبان، عن الأعمش، عن سالم،فذكره.
قلت: فيه عنعنة الأعمش.(10/375)
الفصل الرابع: في الفتن والاختلاف أمام القيامة
7870 - (خ م د ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تقوم الساعةُ حتى تقاتلوا قوماً نِعالُهم الشَّعَر، ولا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوماً كأنَّ وجوههم الَمجانُّ المطرَقة» .
قال سفيان: زاد فيه في رواية: «صِغارَ الأعين، ذُلْفَ الأنوف، كأنَّ وجوهَهم المجانُّ المطرَقة» .
وفي رواية قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «تقاتلون بين يدي الساعة قوماً نعالُهم الشعر، كأنَّ وجوهَهم المجانُّ المطرَقة، حُمْرُ الوجوه، صغارُ الأعين» أخرجه البخاري ومسلم. [ص:376]
وللبخاري عن قيس بن أبي حازم قال: أتينا أبا هريرة، فقال: «صحبتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- ثلاث سنين، لم أكنْ في سِنيَّ أحرصَ على أن أعِي الحديث مِنِّي فيهنّ، سمِعتُه يقول - وقال هكذا بيده - بين يدي الساعة تقاتلون قوماً نعالهم الشعر، وهو هذا البارزُ. قال سفيان مرة: وهم أهل البارز، ويعني بأهل البارز أهل فارس، كذا هو بلغتهم» .
وللبخاري أيضاً: وزاد في آخره «وتجدون خير الناس أشَدّهم كراهية لهذا الأمر، حتى يقع فيه، والناسُ معادن، خيارُهم في الجاهلية خيارُهم في الإسلام، إذا فَقُهُوا، وليأتين على أحدكم زمان لأنْ يراني أحبَّ إليه من أن يكون له مثلُ أهله وماله» .
وله أيضاً: قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «لا تقوم الساعة حتى تقالوا خُوزاً وكِرْمانَ من الأعاجم، حُمْرَ الوجوه، فُطْسَ الأنوف، صغارَ الأعين، وجوههم المجانُّ المطرقة، نعالهم الشعر» .
ولمسلم: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون التركَ، قوماً وجوههم كالمجانِّ المطرَقة، يلبسون الشعر، ويمشون في الشعر» وأخرج أبو داود الأولى والآخرة، وأخرج الترمذي الأولى، وأخرج [أبو داود] والنسائي الآخرة، إلا أنَّ أبا داود لم يذكر «يمشون في الشعر» (1) . [ص:377]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ذُلْف الأنوف) الذلف في الأنف - بالذال المعجمة - استواء في طرفه وليس بالغليظ الكبير.
__________
(1) رواه البخاري 6 / 76 في الجهاد، باب قتال الذي ينتعلون الشعر، وباب قتال الترك، وفي [ص:377] الأنبياء، باب علامات النبوة في الإسلام، ومسلم رقم (2912) في الفتن، باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل، فيتمنى أن يكون مكان الميت من البلاء، وأبو داود رقم (4303) و (4304) في الملاحم، باب قتال الترك، والترمذي رقم (2216) في الفتن، باب ما جاء في قتال الترك، والنسائي 6 / 45 في الجهاد، باب غزوة الترك والحبشة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه الحميدي (1100) . وأحمد (2/239) . قالا: حدثنا سفيان. وفي (2/271) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر. والبخاري (4/52) قال: حدثنا علي بن عبد الله. قال: حدثنا سفيان. ومسلم (8/184) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وابن أبي عمر. قالا: حدثنا سفيان. (ح) وحدثني حرملة بن يحيى. قال: أخبرنا ابن وهب. قال: أخبرني يونس. وأبو داود (4304) قال: حدثنا قتيبة وابن السرح وغيرهما. قالوا: حدثنا سفيان. وابن ماجة (4096) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا سفيان بن عيينة. والترمذي (2215) قال: حدثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي، وعبد الجبار بن العلاء. قالا: حدثنا سفيان.
ثلاثتهم - سفيان بن عيينة، ومعمر بن راشد، ويونس بن يزيد - عن ابن شهاب الزهري، عن سعيد بن المسيب، فذكره.(10/375)
7871 - (خ) عمرو بن تغلب - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إنَّ من أشراط الساعة: أن تقاتلوا قوماً ينتعلون نعال الشعر، وإنَّ من أشراط الساعة: أن تقاتلوا قوماً عِراضَ الوجوه، كأنَّ وجوهَهم المجانُّ المطرَقةُ» أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) 6 / 75 في الجهاد، باب قتال الترك، وفي الأنبياء، باب علامات النبوة في الإسلام.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (5/69 و 70) قال: حدثنا وهب بن جرير. (ح) وحدثنا أسود بن عامر. (ح) وحدثنا عفان. والبخاري (4/51) قال: حدثنا أبو النعمان. وفي (4/239) قال: حدثنا سليمان بن حرب. وابن ماجة (4098) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أسود بن عامر.
خمستهم - وهب، وأسود، وعفان، وأبو النعمان، وسليمان - عن جرير بن حازم، عن الحسن، فذكره.(10/377)
7872 - (د) بريدة [بن الحصيب]- رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم- في حديث «يقاتلكم قوم صغار الأعين - يعني الترك - قال: تسوقونهم ثلاث مِرار، حتى تلحقوهم بجزيرة العرب، فأما في السياقة الأولى: فينجو من هَرَبَ منهم، وأما في الثانية: فينجو بعضٌ ويَهلكُ بعض، وأما في الثالثة، فيُصْطَلَمون» أو كما قال. أخرجه أبو داود (1) .
[ص:378]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يُصطلمون) الاصطلام: الاستئصال وأخذ الشيء جملة.
__________
(1) رقم (4305) في الملاحم، باب في قتال الترك، وفي إسناده بشير بن المهاجر الغنوي الكوفي، وهو صدوق لين الحديث، وباقي رجاله ثقات.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (4305) حدثنا جعفر بن مسافر التنيسي، ثنا خلاد بن يحيى، ثنا بشير بن المهاجر، ثنا عبد الله بن بريدة، فذكره.
قلت: في سنده بشير بن المهاجر الكوفي الغنوي، قال عنه الحافظ: صدق لين الحديث.(10/377)
7873 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تقوم الساعة حتى تنزل الروم بالأعماق - أو بدابِقَ (1) - فيخرج إليهم جيش من المدينة من خيار أهل الأرض يومئذ، فإذا تصافوا، قالت الروم: خلوا بيننا وبين الذين سُبُوا مِنَّا نقاتلْهم، فيقول المسلمون: لا والله، كيف نُخَلّي بينكم وبين إخواننا، فيقاتلونهم؟ فينهزم ثُلُثٌ ولا يتوب الله عليهم أبداً، ويُقتَل ثلثُهم أفضل الشهداء عند الله، ويَفتتحُ الثلث، لا يُفتَنون أبداً، فيفتَتحِون قسطنطينية، فبينما هم يقتسمون الغنائم، قد عَلَّقوا سُيوفَهُم بالزيتون، إذ صاح فيهم الشيطان: إنَّ المسيحَ الدَّجَّالَ فد خَلَفكم في أهاليكم، فيخرجون، وذلك باطل، فإذا جاؤوا الشام خرج، فبينا هم يُعِدّون للقتال، يُسَوُّون صفوفهم، إذ أقيمت الصلاة، فينزل عيسى ابن مريم، فأمَّهم، فإذا رآه عدو الله ذاب كما يذوب الملح في الماء، فلو تركه لانذاب حتى يهلك، ولكن يقتله الله بيده - يعني المسيح- فيريهم دَمه في حربته» . أخرجه مسلم (2) .
[ص:379]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(خَلَفَكم) خلفت الرجل في أهله: إذا قمت فيهم مقامه، وخلفهم العدو: إذا طرقهم وهم غائبون عنهم.
__________
(1) موضعان بالشام، بقرب حلب.
(2) رقم (2897) في الفتن، باب فتح قسطنطينية، ونزول عيسى ابن مريم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مسلم (8/175) قال: حدثني زهير بن حرب. قال: حدثنا معلى بن منصور، قال: حدثنا سليمان بن بلال. قال: حدثنا سهيل، عن أبيه، فذكره.(10/378)
7874 - (م) يسير بن جابر - أو أسير - رضي الله عنه - قال: «هاجَتْ ريِح حمراء بالكوفة، فجاء رجل ليس له هِجِّيرَي إلاَّ: يا عبد الله بن مسعود، جاءت الساعة، قال: فقعد - وكان متكئاً - فقال: إنَّ الساعةَ لا تقوم حتى لا يُقْسَم ميراث، ولا يُفْرَحُ بغنيمه، ثم قال بيده هكذا - ونَحَّاها نحو الشام - فقالَ: عَدو يجمعون لأهل الإسلام، ويجمع لهم أهلُ الإسلام، قلتُ: الرومَ تعني؟ قال: نعم، ويكون عند ذلكم القتالِ رِدَّةٌ شديدة، فيتشرَّط المسلمون شُرطةً للموت، لا ترجع إلا غالبة، فيقتتلون حتى يَحْجُزَ بينهم الليلُ، فَيفيء هؤلاء وهؤلاء، كلٌّ غير غالب، وتَفْنى الشرطة، ثم يتشرَّط المسلمون شُرطةً للموت، لا ترجع إلا غالبة، فيقتتلون حتى يَحْجز بينهم الليل، فيفيء هؤلاء، وهؤلاء كلٌّ غير غالب، وتفنى الشرطة، ثم يتشرَّط المسلمون شُرطةً للموت، لا ترجع إلا غالبة، فيقتتلون حتى يُمسُوا، فيفيء هؤلاء، وهؤلاء، كلٌّ غيرُ غالب، وتفنى الشرطةُ، فإذا كان اليومُ الرابعُ نَهَدَ إليهم بقيةُ أهل الإسلام، فيجعل الله الدائرة (1) عليهم، فيقتتلون مقتلة - إما قال: لاُ يرى مثلُها، وإما قال: لم يُرَ مثلُها - حتى إن الطائر لَيَمُرُّ [ص:380] بجنباتهم، فما يُخَلِّفهم حتى يَخرّ مَيتاً، فيتعادُّ بنو الأم (2) كانوا مائة، فلا يجدونه بقي منهم إلا الرجل الواحد، فبأيِّ غنيمة يُفرَح، أو أيِّ ميراث يُقْسَمُ؟ فبينما هم كذلك؟ إذ سَمِعُوا ببأس هوَ أكبر من ذلك، فجاءهم الصَّرِيخُ: إنَّ الدجال قد خَلَفهم في ذراريِّهم، فيرفضون ما بأيديهم، ويُقبلون، فيبعثون عَشَرة فوارس طَليعة، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: إني لأعرف أسماءهم، وأسماء آبائهم، وألوان خيولهم، هم خير فوارسَ على ظهر الأرض يومئذ، أو قال: من خير فوارسَ» أخرجه مسلم (3) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(هِجِّيرى) هجيراه، أي: عادته وديدنه.
(شرطة) الشرطة: أول طائفة من الجيش يشهد الوقعة، والتشرُّط: تَفَعُّلٌ منه.
(نهد) الجيش لقتال العدو: إذا نهضوا إليه.
(فيتعادُّ) التعادُّ: تفاعل من العدّ، أي يعدُّ بعضهم بعضاً.
(البأس) : الخوف والشدة.
__________
(1) وفي بعض النسخ: الدبرة.
(2) وفي نسخ مسلم المطبوعة: بنو الأب.
(3) رقم (2899) في الفتن، باب إقبال الروم في كثرة القتل عند خروج الدجال.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (1/384) (3643) و (1/435) (4146) قال: حدثنا إسماعيل، قال: حدثنا أيوب. ومسلم (8/177) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وعلي بن حجر، كلاهما عن ابن علية، عن أيوب. وفي (8/178) قال: حدثني محمد بن عبيد الغبري، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب. (ح) وحدثنا شيبان بن فروخ، قال: حدثنا سليمان - يعني ابن المغيرة.
كلاهما - أيوب، وسليمان بن المغيرة - عن حميد بن هلال، عن أبي قتادة العدوي، عن يسير بن جابر، فذكره.
(*) في رواية أيوب عند أحمد (4146) وأبي بكر بن أبي شيبة، وسليمان بن المغيرة: «أسير بن جابر» .(10/379)
7875 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «سمعتم بمدينة، جانب منها في البرِّ، وجانب منها في البحر؟ قالوا: [ص:381] نعم يا رسول الله، قال: لا تقوم الساعة حتى يغزوها سبعون ألفاً من بني إسحاق (1) ، فإذا جاؤوها نزلوا، فلم يقاتلوا بسلاح، ولم يرموا بسهم، قالوا: لا إله إلا الله، والله أكبر، فيسقط أحدُ جانبيها - قال ثور بن يزيد: لا أعلمه إلا قال: الذي في البحر - ثم يقولون الثانية: لا إله إلا الله، والله أكبر، فيسقط جانبها الآخر، ثم يقولون [الثالثة] : لا إله إلا الله، والله أكبر، فيُفْرَّج فيدخلونها فيغنمون، فبينما هم يقتسمون المغانم، إذ جاءهم الصريخ، فقال: إنَّ الدجالَ قد خرج، فيتركون كلَّ شيء ويرجعون» أخرجه مسلم (2) .
__________
(1) قال النووي في " شرح مسلم ": قال القاضي: كذا في جميع أصول " صحيح مسلم ": من بني إسحاق، قال: قال بعضهم: المعروف المحفوظ: من بني إسماعيل، وهو الذي يدل عليه الحديث وسياقه لأنه إنما أراد العرب، وهذه المدينة هي القسطنطينية.
(2) رقم (2920) في الفتن، باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيتمنى أن يكون مكان الميت.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مسلم في الفتن (18: 33) عن قتيبة، عن عبد العزيز بن محمد. و (18: 34) عن محمد بن مرزوق، عن بشر بن عمر، عن سليمان بن بلال. كلاهما عن ثور بن زيد، عن سالم، أبي هريرة، فذكره.(10/380)
7876 - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- «قال: لا تقوم الساعةُ حتى يقاتلَ المسلمون اليهود، [فيقتلهم المسلمون] ، حتى يختبئ اليهوديُّ من وراء الحجَر والشجرِ، فيقول الحجرُ أو الشجرُ: يا مسلم، يا عبد الله، هذا يهودِيٌّ خَلْفي، تعال فاقتلهُ إلا الغَرْقَدَ، فإنَّه من شجر اليهود» .
وفي رواية أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا اليهودَ، حتى يقول الحجرُ وراءه اليهوديُّ: يا مسلم هذا يهوديٌّ ورائي، [ص:382] فاقتله» أخرج الأولى مسلم، والثانية البخاري (1) .
__________
(1) رواه البخاري 6 / 75 في الجهاد، باب قتال اليهود، ومسلم رقم (2922) في الفتن، باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيتمنى أن يكون مكان الميت من البلاء.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (4/51) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم. قال: أخبرنا جرير. عن عمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة، فذكره.
وأخرجه أحمد (2/417) . ومسلم (8/188) قالا: حدثنا قتيبة بن سعيد قال: حدثنا يعقوب - يعني ابن عبد الرحمن - عن سهيل، عن أبيه، فذكره.(10/381)
7877 - (خ م ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «لتُقاتِلُنَّ اليهودَ، فلتَقْتُلُنّهم، حتى يقولَ الحجر: يا مسلم، هذا يهوديٌّ فتعال فاقتله» .
وفي أخرى قال: «تقتتلون أنتم ويهودُ، حتى يقول الحجرُ: يا مسلم، هذا يهوديٌّ ورائي، تعال فاقتله» .
وفي أخرى: «تقاتلكم اليهودُ فَتُسلَّطُون عليهم ... » الحديث أخرجه البخاري ومسلم والترمذي (1) .
__________
(1) رواه البخاري 6 / 75 في الجهاد، باب قتال اليهود، وفي الأنبياء، باب علامات النبوة في الإسلام، ومسلم رقم (2921) في الفتن، باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيتمنى أن يكون مكان الميت من البلاء، والترمذي رقم (2237) في الفتن، باب ما جاء في علامة الدجال.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (4/51) قال: حدثنا إسحاق بن محمد الفروي، قال: حدثنا مالك. ومسلم (8/188) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا محمد بن بشر، قال: حدثنا عبيد الله. (ح) وحدثناه محمد بن المثنى، وعبيد الله بن سعيد، قالا: حدثنا يحيى، عن عبيد الله.
كلاهما - مالك، وعبيد الله بن عمر - عن نافع، فذكره.(10/382)
7878 - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تقوم الساعةُ حتى تقتتل فئتان من المسلمين، فيكون بينهما مَقتلةٌ عظيمة دعواهما واحدة» أخرجه البخاري ومسلم (1) .
__________
(1) رواه البخاري 13 / 72 في الفتن، باب خروج النار، وفي الأنبياء، باب علامات النبوة في الإسلام، وفي استتابة المرتدين، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان دعوتهما واحدة "، ومسلم رقم (157) في الإيمان، باب بيان الزمن الذي لا يقبل فيه الإيمان، وفي الفتن، باب إذا تواجه المسلمان بسيفيهما.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (9/74) قال: حدثنا أبو اليمان. قال: أخبرنا شعيب. قال: حدثنا أبو الزناد. عن عبد الرحمن، فذكره بطوله.
(*) وأخرجه الحميدي (1104) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (2/530) قال: حدثنا علي، قال: أخبرنا ورقاء. والبخاري (9/22) قال: حدثنا علي. قال: حدثنا سفيان.
كلاهما - سفيان بن عيينة، وورقاء بن عمر - عن أبي الزناد، عن الأعرج، فذكره.
(*) وأخرجه أحمد (2/236) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن مالك. وفي (2/530) قال: حدثنا علي. قال: أخبرنا ورقاء. ومسلم (8/189) قال: حدثني زهير بن حرب وإسحاق بن منصور. قال إسحاق: أخبرنا. وقال: زهير حدثنا عبد الرحمن، وهو ابن مهدي، عن مالك.
كلاهما - مالك، وورقاء بن عمر - عن أبي الزناد، عن الأعرج، فذكره.
(*) وأخرجه أحمد (2/530) قال: حدثنا علي. قال: أخبرنا ورقاء، عن أبي الزناد، عن الأعرج، فذكره.
(*) وأخرجه أحمد (2/530) قال: حدثنا علي. قال: أخبرنا ورقاء. والبخاري (2/135) قال: حدثنا أبو اليمان. قال: أخبرنا شعيب.
كلاهما - ورقاء بن عمر، وشعيب بن أبي حمزة - عن أبي الزناد، عن عبد الرحمن الأعرج، فذكره.
(*) وأخرجه أحمد (2/530) قال: حدثنا علي. قال: أخبرنا ورقاء. والبخاري في «الأدب المفرد» (449) قال: حدثنا إسماعيل. قال: حدثني ابن أبي الزناد.
كلاهما - ورقاء بن عمر، وابن أبي الزناد - عن أبي الزناد، عن عبد الرحمن الأعرج، فذكره.
(*) وأخرجه مالك في «الموطأ» (165) . وأحمد (2/236) قال: حدثنا عبد الرحمن، عن مالك. وفي (2/530) قال: حدثنا علي. قال: أخبرنا ورقاء. والبخاري (9/73) قال: حدثنا إسماعيل. قال: حدثني مالك. ومسلم (8/182) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، عن مالك بن أنس - فيما قرئ عليه -.
كلاهما - مالك، وورقاء بن عمر - عن أبي الزناد، عن الأعرج، فذكره.
(*) وأخرجه أحمد (2/350) قال: حدثنا حسن. قال: حدثنا ابن لهيعة. وفي (2/530) قال: حدثنا علي. قال: أخبرنا ورقاء، عن أبي الزناد. ومسلم (1/95) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا حسين بن علي، عن زائدة، عن عبد الله بن ذكوان.
كلاهما - عبد الله بن لهيعة، وعبد الله بن ذكوان أبو الزناد - عن عبد الرحمن الأعرج، فذكره.
(*) وأخرجه الحميدي (1179) قال: حدثنا سفيان. قال: حدثنا أبو الزناد، عن الأعرج، فذكره.
(*) وأخرجه البخاري (2/41) قال: حدثنا أبو اليمان. قال: أخبرنا شعيب. قال: أخبرنا أبو الزناد. عن عبد الرحمن الأعرج، فذكره.
(*) وأخرجه الحميدي (1103) قال: حدثنا سفيان. قال: حدثنا أبو الزناد، عن الأعرج، فذكره.
(*) وأخرجه مسلم (8/210) قال: حدثني زهير بن حرب. قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن أبي الزناد، عن الأعرج، فذكره.
(*) وأخرجه أحمد (2/369) قال: حدثنا علي بن حفص. قال: أخبرنا ورقاء، عن أبي الزناد عن الأعرج، فذكره.
(*) وأخرجه البخاري (8/132) قال: حدثنا أبو اليمان. قال: أخبرنا شعيب. قال: حدثنا أبو الزناد، عن عبد الرحمن، فذكره.(10/382)
7879 - (ت) حذيفة بن اليمان (1) - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «والذي نفسي بيده لا تقوم الساعة حتى تقتلوا إمامَكم، وتجتلدوا بأسيافكم، وَيَرِثَ دُنياكم شِراركُم» أخرجه الترمذي (2) .
__________
(1) في المطبوع: أنس بن مالك، وهو خطأ.
(2) رقم (2171) في الفتن، باب ما جاء في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (4043) في الفتن، باب أشراط الساعة، وقال الترمذي: هذا حديث حسن، وهو كما قال.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (5/389) قال: حدثنا سليمان، قال: أخبرنا إسماعيل. وابن ماجة (4043) قال: حدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا عبد العزيز الدراوردي. والترمذي (2170) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد.
كلاهما - إسماعيل، وعبد العزيز - عن عمرو مولى المطلب، عن عبد الله بن عبد الرحمن الأنصاري، فذكره.
قال الترمذي: هذا حديث حسن إنما نعرفه من حديث عمرو بن أبي عمرو.
قلت: في سنده عمرو بن أبي عمرو مختلف فيه، وقد أورده ابن الجوزي في الضعفاء والمتروكين.(10/383)
7880 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تقوم الساعةُ حتى يَكْثُرَ الهَرْجُ، قالوا: وما اَلهرجُ يا رسولَ الله؟ قال: القَتلُ، القَتلُ» أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (157) في الفتن، باب إذا تواجه المسلمان بسيفيهما.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/313) . ومسلم (8/60) قال: حدثنا محمد بن رافع.
كلاهما أحمد بن حنبل، ومحمد بن رافع - عن عبد الرزاق بن همام، قال: حدثنا معمر، عن همام بن منبه، فذكره.(10/383)
7881 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «يكون بين يدي الساعة فِتَن كَقِطَع الليل المظلم، يُصبح الرجلُ مؤمناً، ويُمسي كافراً، ويمُسي مؤمناً، ويصبحُ كافراً، يبيع أقوام (1) ديِنَهم بِعرَض من الدنيا» أخرجه الترمذي (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(كقطع) قطع الليل: طائفة منه.
__________
(1) في نسخ الترمذي المطبوعة: يبيع أحدهم.
(2) رقم (2196) في الفتن، باب ما جاء ستكون فتن كقطع الليل المظلم، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (2197) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا الليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب، عن سعد بن سنان، فذكره.(10/383)
الفصل الخامس: في قرب مبعثِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - من الساعة
7882 - (خ م) سهل بن سعد - رضي الله عنه - قال: «رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال بأصبعيه هكذا الوسطى والتي تلي الإبهام، وقال: بُعثت أنا والساعة كهاتين» .
وفي رواية قال: «بُعثْتُ أنا والساعة كهاتين، ويشير بإصبعيه، يَمدُّهما» أخرجه البخاري ومسلم (1) .
__________
(1) رواه البخاري 11 / 299 في الرقاق، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " بعثت أنا والساعة كهاتين "، وفي تفسير سورة {والنازعات} ، وفي الطلاق، باب اللعان، ومسلم رقم (2950) في الفتن، باب قرب الساعة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه الحميدي (925) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (5/330 و 335) قال: حدثنا سفيان. وفي (5/331) قال: حدثنا أنس بن عياض. وفي (5/338) قال: حدثنا حسين، قال: حدثنا محمد بن مطرف. والبخاري (6/206) قال: حدثنا أحمد بن المقدام. قال: حدثنا الفضيل بن سليمان. وفي (7/68) قال: حدثنا علي بن عبد الله، قال: حدثنا سفيان. وفي (8/131) قال: حدثنا سعيد بن أبي مريم، قال: حدثنا أبو غسان. مسلم (8/208) قال: حدثنا سعيد بن منصور، قال: حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن، وعبد العزيز بن أبي حازم (ح) وحدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا يعقوب.
ستتهم - سفيان، وأنس بن عياض، ومحمد بن مطرف أبو غسان، والفضيل، ويعقوب، وعبد العزيز - عن أبي حازم، فذكره.(10/384)
7883 - (خ) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «بُعثتُ أنا والساعة كهاتين - يعني إصبعين» أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) 11 / 300 في الرقاق، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " بعثت أنا والساعة كهاتين ".
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:أخرجه البخاري (8/131) قال: حدثني يحيى بن يوسف. وابن ماجة (4040) قال: حدثنا هناد بن السري، وأبو هشام الرفاعي محمد بن يزيد.
ثلاثتهم - يحيى، وهناد، وأبو هشام - عن أبي بكر بن عياش. قال: حدثنا أبو حصين، عن أبي صالح، فذكره.(10/384)
7884 - (خ م ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «بُعِثْتُ أنا والساعة كهاتين، كفضل إحداهما على الأخرى وَضمَّ السبابة والوسطى» . [ص:385]
وفي رواية قال: «بُعِثْتُ في نَفَس الساعة، فسبقتُها كفضل هذه على الأخرى» أخرجه البخاري ومسلم (1) .
وفي رواية الترمذي قال: «بُعِثْتُ أنا والساعة كهاتين - وأشار أبو داود (2) - بالسبابة والوسطى، فما فَضل إحداهما على الأخرى؟» .
وفي أخرى [لمسلم] قال: «بُعِثْتُ أنا والساعة هكذا - وقَرَنَ شُعبة بين إصبعيه: المسَبِّحة والوسطى، يحكيه» (3) .
__________
(1) هذه الرواية لم نجدها بهذا اللفظ عند البخاري ولا عند مسلم، وإنما هي إحدى روايات الترمذي لهذا الحديث.
(2) هو أبو داود الطيالسي، أحد رواة الحديث، قال الترمذي: حدثنا محمود بن غيلان، قال: أخبرنا أبو داود يعني الطيالسي، أنبأنا شعبة عن قتادة عن أنس.
(3) رواه البخاري 11 / 299 في الرقاق، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " بعثت أنا والساعة كهاتين "، ومسلم رقم (2951) في الفتن، باب قرب الساعة، والترمذي رقم (2214) و (2215) في الفتن، باب ما جاء في قول النبي صلى الله عليه وسلم: " بعثت أنا والساعة كهاتين يعني السبابة والوسطى ".
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1 - تخريج الحديث من رواية أبي التياح، وقتادة وحمزة.
أخرجه أحمد (3/222) و (278) قال: حدثنا هاشم، حدثنا شعبة، عن أبي التياح، وقتادة، وحمزة الضبي، فذكروه.
2 - تخريجه من رواية حمزة الضبي وأبي التياح:
أخرجه مسلم (8/209) قال: حدثناه محمد بن بشار. قال: حدثنا ابن أبي عدي، عن شعبة، عن حمزة الضبي، وأبي التياح، فذكراه.
4- تخريجه من رواية أبي التياح:
أخرجه أحمد (3/131) قال: حدثنا محمد بن جعفر. والدارمي (2762) قال: حدثنا وهب بن جرير. ومسلم (8/209) قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ، قال: حدثنا أبي (ح) وحدثنا محمد بن الوليد، قال: حدثنا محمد بن جعفر. ثلاثتهم-ابن جعفر، ووهب، ومعاذ - قالوا: حدثنا شعبة، عن أبي التياح، فذكره.
5 - تخريجه من رواية قتادة:
أخرجه أحمد (3/123) قال: حدثنا يزيد. وفي (3/130 و 274) قال: حدثنا محمد بن جعفر. وفي (3/274) قال: حدثنا حجاج. وعبد بن حميد (1167) قال: أخبرنا يزيد بن هارون. ومسلم (8/208) قال: حدثنا محمد بن المثنى، ومحمد بن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر. والترمذي (2214) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا أبو داود.
أربعتهم - يزيد، وابن جعفر، وحجاج، وأبو داود - عن شعبة.
وأخرجه أحمد (3/193) قال: حدثنا بهز. وفي (3/283) قال: حدثنا عفان.
كلاهما - بهز، وعفان- قالا: حدثنا أبان - ابن يزيد العطار -.
وأخرجه أحمد (3/218) قال: حدثنا روح، قال: أخبرنا سعيد بن أبي عروبة.
ثلاثتهم - شعبة، وأبان، وسعيد - عن قتادة، فذكره.
(*) أخرجه أحمد (3/237) قال: حدثنا يعقوب، قال: أخبرنا أبي، عن ابن إسحاق، قال: حدثني زياد بن أبي زياد، فذكره.
(*) أخرجه أحمد (3/223) قال: حدثنا أبو المغيرة، قال: حدثنا الأوزاعي، قال: حدثنا إسماعيل، فذكره أخرجه مسلم (8/209) قال: حدثنا أبو غسان المشمعي، قال: حدثنا معتمر، عن أبيه، عن معبد- ابن هلال العنزي -، فذكره.(10/384)
7885 - (ت) المستورد بن شداد - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «بُعِثْتُ في نَفَس الساعة، فسبقتُها كما سبقت هذه لهذه - لإصبعيه: السبابةِ والوسطى» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2214) في الفتن، باب ما جاء في قول النبي صلى الله عليه وسلم: " بعثت أنا والساعة كهاتين يعني السبابة والوسطى "، وإسناده ضعيف، وقال الترمذي: هذا حديث غريب من حديث المستورد بن شداد، لا نعرفه إلا من هذا الوجه. أقول: ولكن له شواهد بمعناه يقوى بها.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه الترمذي (2213) حدثنا محمد بن عمر بن هياج الأسدي الكوفي،قال: حدثنا يحيى بن عبد الرحمن الأرحبي، قال حدثنا عبيدة بن الأسود، عن مجالد، عن قيس بن أبي حازم، فذكره.
قال أبو عيسى: هذا حديث غريب من حديث المستورد بن شداد لا نعرفه إلا من هذا الوجه.(10/385)
7886 - () سهل بن حنيف - رضي الله عنه (1) - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «بُعِثتُ في نَفَسِ الساعة، وإنما تقدَّمتها كما بين هاتين - ويشير [ص:386] بالسبابة والوسطى من أصابعه فيمدَّهما - وقال تعالى: {وما أمر الساعة إلا كلمْحِ البصر} [النحل: 77] » أخرجه ... (2) .
__________
(1) في المطبوع: بياض.
(2) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
من زيادات رزين..(10/385)
الفصل السادس: في خروج النار قبل الساعة
7887 - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «لا تقوم الساعة حتى تخرجَ نار من أرض الحجاز، تضيء أعناقَ الإبل بِبُصْرى» أخرجه البخاري ومسلم (1) .
__________
(1) رواه البخاري 13/ 68 و 69 في الفتن، باب خروج النار، ومسلم رقم (2902) في الفتن، باب لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من أرض الحجاز.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (9/73) قال: حدثنا أبو اليمان. قال: أخبرنا شعيب. ومسلم (8/180) قال: حدثني حرملة بن يحيى. قال: أخبرنا ابن وهب. قال: أخبرني يونس. (ح) وحدثني عبد الملك بن شعيب بن الليث. قال: حدثنا أبي، عن جدي. قال: حدثني عقيل بن خالد.
ثلاثتهم - شعيب، ويونس، وعقيل - عن ابن شهاب الزهري، قال: قال سعيد بن المسيب، فذكره.(10/386)
7888 - (ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «ستخرج نار من حَضْرموت - أو من بحر حضرموت - قبل القيامة تَحشُرُ الناس، قالوا: يا رسولَ الله، فما تأمرنا؟ قال: عليكم بالشام» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2218) في الفتن، باب لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من قبل الحجاز، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال: وفي الباب عن حذيفة بن أسيد، وأنس، وأبي هريرة، وأبي ذر.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (2217) قال:حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا حسين بن محمد البغدادي، قال:حدثنا شيبان، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي قلابة، عن سالم بن عبد الله بن عمر، فذكره.
قال أبو عيسى: وهذا حديث حسن غريب صحيح من حديث ابن عمر..(10/386)
7889 - (خ) أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «أولُ أشراط الساعة: نار تحشُرُ الناس من المشرق إلى المغرب» أخرجه البخاري في ترجمة باب (1) .
__________
(1) 13 / 68 في الفتن، باب خروج النار، قال الحافظ في " الفتح ": وصله المصنف في باب الهجرة في قصة إسلام عبد الله بن سلام موصولاً من طريق حميد عن أنس بلفظ: " وأما أول أشراط الساعة، فنار تحشرهم من المشرق إلى المغرب " ووصله أيضاً في الأنبياء من وجه آخر عن حميد بلفظ: " نار تحشر الناس ... ".
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: ذكره البخاري (13/68) في الفتن، باب خروج النار.
قال الحافظ في «الفتح» : وصله المصنف في باب الهجرة في قصة إسلام عبد الله بن سلام موصولا من طريق حميد عن أنس بلفظ: «وأما أول أشراط الساعة فنار تحشرهم من المشرق إلى المغرب» . ووصله أيضا في الأنبياء من وجه آخر عن حميد بلفظ: «نار تحشر الناس ... » .(10/387)
الفصل السابع: في انقضاء كل قرن
7890 - (م ت) أبو الزبير أنه سمع جابراً - رضي الله عنه - يقول: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول - قبل أن يموت بشهر -: «تسألوني عن الساعة؟ وإنما علمُها عند الله، وأقْسِمُ بالله ما على الأرض من نَفس منفوسة اليومَ يأتي عليها مائةُ سنة وهي حَيَّة يومئذ، قال: فَسَّرها عبد الرحمن صاحب السقاية، قال بعضهم: هو نَقْصُ العمر» .
وفي رواية قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «ماِ من منفوسة تبلغ مائة سنة - قال سالم بن أبي الجعد: وتذاكرنا ذلك عنده - إنما هي نفس [ص:388] مخلوقة يومئذ» أخرجه مسلم، وأخرج الترمذي الثانية (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(نفس منفوسة) النفس المنفوسة: هي المولودة، نفست المرأة - بفتح النون وضمها - إذا ولدت، والمعنى في الحديث: أن كل من هو موجود الآن، يعني ذلك الوقت إلى انقضاء ذلك الأمد المعين: يكونون قد ماتوا، ولا بقي منهم على الأرض أحد، لأن الغالب على أعمارهم لا يتجاوز ذلك الأمد الذي أشار إليه النبي - صلى الله عليه وسلم- فتكون قيامة أهل ذلك العصر قد قامت.
__________
(1) رواه مسلم رقم (2538) في فضائل الصحابة، باب قوله صلى الله عليه وسلم: " لا تأتي مائة سنة وعلى الأرض نفس منفوسة اليوم "، والترمذي رقم (2251) في الفتن، باب (64) .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1 - أخرجه أحمد (3/322) قال: حدثنا محمد بن بكر. وفي (3/383) قال: حدثنا حجاج. ومسلم (7/187) قال: حدثني هارون بن عبد الله، وحجاج بن الشاعر، قالا: حدثنا حجاج بن محمد (ح) وحدثنيه محمد بن حاتم، قال: حدثنا محمد بن بكر.
كلاهما - ابن بكر، وحجاج بن محمد - عن ابن جريج.
2 - وأخرجه أحمد (3/345) قال: حدثنا موسى، قال: حدثنا ابن لهيعة.
كلاهما - ابن جريج، وابن لهيعة - عن أبي الزبير، فذكره.(10/387)
7891 - (خ م د ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: «صلى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ذاتَ ليلة العشاءَ في آخر حياته، فَلَمَّا سلَّمَ قال: أَرأَيتَكمَ ليلتَكم هذه؟ فإنَّ على رأس مائة سنة منها لا يبقى ممن هو اليومَ على ظهر الأرض أحد» أخرجه البخاري ومسلم.
وزاد الترمذي وأبو داود: قال ابن عمر: «فَوَهَلَ الناسُ في مقالة رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- تلك، فيما يتحدَّثونه بهذه الأحاديث: نحو مائة سنة، وإنما قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: لا يبقى ممن هو اليوم على ظهر الأرض أحد، يريد بذلك أن ينخَرِم ذلك القَرن» (1) .
[ص:389]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فَوهَل) الوهَل: الفزع، وهِلْتُ أهِل وَهَلاً: إذا فجأك أمر لم تعرفه، فارتعت له، ووهَل يَهِل إلى الشيء وهْلاً: إذا ذهب وهْمه إليه.
(ينخرم القرن) القرن من الزمان: أهل زمان مخصوص، وانخرامه: انقضاؤه.
__________
(1) رواه البخاري 1 / 188 في العلم، باب السمر في العلم، وفي مواقيت الصلاة، باب ذكر العشاء [ص:389] والعتمة، وباب السمر في الفقه والخير بعد العشاء، ومسلم رقم (2537) في الفتن، باب قوله صلى الله عليه وسلم: " لا تأتي مائة سنة وعلى الأرض نفس منفوسة اليوم "، وأبو داود رقم (4348) في الملاحم، باب قيام الساعة، والترمذي رقم (2252) في الفتن، باب رقم (64) .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري في العلم (41: 1) عن سعيد بن عفير، عن الليث، عن عبد الرحمن بن خالد، عن الزهري، وأبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة، كلاهما عن ابن عمر، ومسلم في الفضائل (99: 2) تعليقا عقيب حديث شعيب بن أبي حمزة. ورواه الليث، عن عبد الرحمن بن مسافر، عن ابن شهاب، عن سالم، عن ابن عمر. الأشراف (5/380) .
وأخرجه أبو داود (4348) حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن الزهري، قال: أخبرني سالم بن عبد الله، وأبو بكر بن سليمان، أن عبد الله بن عمر، فذكره.
وأخرجه الترمذي (2251) حدثنا عبد بن حميد، أخبرنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن الزهري، عن سالم بن عبد الله، وأبي بكر بن سليمان وهو ابن أبي حثمة، عن عبد الله بن عمر، فذكره.(10/388)
7892 - (خ م) عائشة - رضي الله عنها - قالت: «كان الأعرابُ إذا قدموا على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- سألوه عن الساعة، متى الساعة؟ فينظر إلى أحدث إنسان منهم، فيقول: إن يَعَشْ هذا، لم يُدركْه الهرَمُ، حتى قامت عليكم الساعةُ، قال هشام: يعني موتَهم» أخرجه البخاري ومسلم (1) .
__________
(1) رواه البخاري 11 / 312 و 313 في الرقاق، باب سكرات الموت، ومسلم رقم (2952) في الفتن، باب قرب الساعة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (6511) حدثني صدقة، أخبرنا عبدة، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة.
وأخرجه مسلم (2952) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو كريب. قالا: حدثنا أبو أسامة، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة، فذكرته.(10/389)
7893 - (م) أنس بن مالك - رضي الله عنه - «أنَّ رجلاً سأل رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-: متى الساعة؟ فسكتَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- هُنَيْهَة، ثم نظر إلى غلام بين يديه من أزدْ شَنُوءة، فقال: إنْ عُمِّرَ هذا الغلام، لم يدركه الهرم حتى تقوم الساعة، قال أنس: وذلك الغلام من أترابي يومئذ» . [ص:390]
وفي رواية «وعنده غلام من الأنصار، يقال له: محمد ... » وذكر الحديث أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (2953) في الفتن، باب قرب الساعة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مسلم (2953) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا يونس بن محمد، عن حماد بن سلمة، عن ثابت، فذكره.(10/389)
7894 - (م) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: «لما رَجَع رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- من غزوة تبوك، سألوه عن الساعة؟ فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: لا تأتي مائة سنة وعلى الأرض نفس منفوسة اليوم» أخرجه ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه مسلم، وهو كذلك، فقد أخرجه رقم (2539) في فضائل الصحابة، باب قوله صلى الله عليه وسلم: " لا تأتي مائة سنة وعلى الأرض نفس منفوسة اليوم ".
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مسلم (2539) حدثنا ابن نمير،حدثنا أبو خالد،عن داود «واللفظ له» . (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة،حدثنا سليمان بن حيان،عن داود،عن أبي النضرة،عن أبي سعيد، فذكره.(10/390)
الفصل الثامن: في خروج الكَّذابين
7895 - (د ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «لا تقوم الساعة حتى يُبعثَ (1) كذَّابون دَجالون، قريباً من ثلاثين، كلُّهم يزعم أنه رسول الله» أخرجه الترمذي.
وفي رواية أبي داود «حتى يخرج ثلاثون دجَّالون كلُّهم يزعم أنه رسولُ الله» . [ص:391]
وفي أخرى «حتى يخرج ثلاثون كذَّاباً دجالاً، كلُّهم يكذب على الله وعلى رسوله» .
وفي رواية عَبيدة السَّلْماني بهذا الخبر ... ، فقلت له: «أترى هذا منهم؟ - يعني: المختار - فقال عَبِيدَة: أما إنَّه من الرؤوس» (2) .
__________
(1) ليس المراد بالبعث الإرسال المقارن للنبوة، بل هو كقوله تعالى: {إنا أرسلنا الشياطين على الكافرين} وليس المراد أيضاً من ادعى النبوة مطلقاً، فإنهم لا يحصون كثرة، لكون غالبهم ينشأ لهم ذلك عن جنون أو سوداء، وإنما المراد من قامت له شوكة وبدت لهم شبهة.
(2) رواه الترمذي رقم (2219) في الفتن، باب ما جاء لا تقوم الساعة حتى يخرج كذابون، وأبو داود رقم (4333) و (4334) و (4335) في الملاحم، باب في خبر ابن صائد، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/313) . والبخاري (4/243) قال: حدثني عبد الله بن محمد. ومسلم (8/189) قال: حدثنا محمد بن رافع. والترمذي (2218) قال: حدثنا محمود بن غيلان.
أربعتهم - أحمد بن حنبل، وعبد الله بن محمد، ومحمد بن رافع، ومحمود بن غيلان - عن عبد الرزاق بن همام، قال: أخبرنا معمر، عن همام بن منبه، فذكره.
وأخرجه أحمد (2/450) قال: حدثنا يزيد. وفي (2/527) قال: حدثنا عبد الصمد. قال: حدثنا حماد. وأبو داود (4334) قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ. قال: حدثنا أبي.
ثلاثتهم - يزيد بن هارون، وحماد بن سلمة، ومعاذ العنبري - عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، فذكره.(10/390)
7896 - (م) جابر بن سمرة (1) - رضي الله عنهما - قال: سمعتُ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «إن بين يدي الساعة كذَّابينَ» أخرجه مسلم (2) .
__________
(1) في الأصل والمطبوع: جابر، وإذا أطلق، فهو جابر بن عبد الله، وهو هنا جابر بن سمرة.
(2) رقم (2923) في الفتن، باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيتمنى أن يكون مكان الميت من البلاء.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (5/86و87) قال: حدثنا عبد الرزاق. وفي (5/107) قال: حدثنا وكيع. كلاهما - عبد الرزاق، ووكيع - عن إسرائيل.
2 - وأخرجه أحمد (5/88) قال: حدثنا محمد بن جعفر. وفي (5/101) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، وابن جعفر. وفي (5/101) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. ومسلم (8/189) قال: حدثني ابن المثنى، وابن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر. وعبد الله بن أحمد (5/95) قال: حدثنا خلاد بن أسلم أبوبكر، قال: أخبرنا النضر بن شميل.
ثلاثتهم - ابن جعفر، ويحيى، والنضر - عن شعبة.
3 - وأخرجه أحمد (5/89) قال: حدثنا عفان. ومسلم (8/189) قال: حدثنا أبو كامل الجحدري. كلاهما - عفان، وأبو كامل - قالا: حدثنا أبو عوانة.
4 - وأخرجه أحمد (5/90 و 100 و 106) قال: حدثنا بهز بن أسد، قال: حدثنا حماد بن سلمة.
5 - وأخرجه أحمد (5/92 و 94) قال: حدثنا أبو كامل، قال: حدثنا زهير.
6 - وأخرجه مسلم (8/188) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، وأبو بكر بن أبي شيبة. وعبد الله بن أحمد (5/96) قال: حدثني سويد بن سعيد.
ثلاثتهم - يحيى، وأبو بكر، وسويد - عن أبي الأحوص.
ستتهم - إسرائيل، وشعبة، وأبو عوانة، وحماد، وزهير، وأبو الأحوص - عن سماك بن حرب، فذكره.(10/391)
الفصل التاسع: في طلوع الشمس من مغربها
7897 - (خ م د) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «لا تقوم الساعة حتى تَطْلُع الشمس من مغربها، فإذا رآها الناسُ آمن مَنْ عليها» .
وفي رواية: «فإذا طلعت ورآها الناسُ، آمنوا أجمعون، فذلك حين [ص:392] لا ينفع نفساً إيمانُها لم تكن آمَنَت من قبلُ أو كَسَبَتْ في إيمانها خيراً» أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود (1) .
__________
(1) رواه البخاري 11 / 303 و 304 في الرقاق، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " بعثت أنا والساعة كهاتين "، وفي الاستسقاء، باب ما قيل في الزلازل والآيات، وفي الزكاة، باب الصدقة قبل الرد، ومسلم رقم (157) في الإيمان، باب بيان الزمن الذي لا يقبل فيه الإيمان، وأبو داود رقم (4312) في الملاحم، باب أمارات الساعة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (8/132) قال: حدثنا أبو اليمان. قال: أخبرنا شعيب. قال: حدثنا أبو الزناد، عن عبد الرحمن، فذكره.
وأخرجه مسلم (1/95) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا حسين بن علي، عن زائدة، عن عبد الله بن ذكوان عن الأعرج، فذكره.(10/391)
7898 - (خ م ت) أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه - قال: «دخلت المسجد حين غابت الشمس والنبيُّ - صلى الله عليه وسلم- جالس، فقال: يا أبا ذر، أين تذهب هذه؟ قال: قلتُ: الله ورسوله أعلم، قال: فإنها تذهب تستأذن في السجود، فيؤذَن لها، وكأنَّها قد قيل لها: اطْلُعِي من حيث جئتِ، فتطلُعُ من مغربها قال: ثم قرأ (1) {وذلك مُستَقَرٌّ لها} [يس: 38] وقال (2) : وذلك في قراءة عبد الله بن مسعود (3) » أخرجه الترمذي (4) .
وقد أخرج البخاري ومسلم هذا المعنى بأطول منه، وهو مذكور في تفسير سورة يس، وفي «خلق العالم» من حرف التاء والخاء (5) .
__________
(1) قال أبو ذر: ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(2) أي: أبو ذر.
(3) وكذلك قرأها عكرمة، وعلي بن الحسين، والشيزري عن الكسائي كما في " زاد المسير" 7 / 19، والقراءة المتواترة وهي قراءة حفص عن عاصم {والشمس تجري لمستقر لها} .
(4) رقم (3225) في التفسير، باب ومن سورة يس، وفي الفتن، باب ما جاء في طلوع الشمس من مغربها، وهو حديث صحيح.
(5) تقدم الحديث في الجزء 2 رقم الحديث (780) فليراجع.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (5/145) قال: حدثنا مؤمل. قال: حدثنا حماد - يعني ابن سلمة -. قال: حدثنا يونس. وفي (5/152) قال: حدثنا محمد بن عبيد. قال: حدثنا الأعمش. وفي (5/158 و 177) قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا الأعمش. وفي (5/165) قال: حدثنا يزيد. قال: حدثنا سفيان - يعني ابن حسين - عن الحكم. وفي (5/177) قال: حدثنا ابن نمير، ومحمد بن عبيد. قالا: حدثنا الأعمش. والبخاري (4/131) قال: حدثنا محمد بن يوسف. قال: حدثنا سفيان، عن الأعمش. وفي (6/154) قال: حدثنا أبو نعيم. قال: حدثنا الأعمش. وفي (6/154) قال: حدثنا الحميدي. قال: حدثنا وكيع. قال:حدثنا الأعمش. وفي (9/153) قال: حدثنا يحيى بن جعفر. قال: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش. وفي (9/155) قال: حدثنا عياش بن الوليد. قال: حدثنا وكيع، عن الأعمش. ومسلم (1/96) قال: حدثنا يحيى بن أيوب وإسحاق بن إبراهيم جميعا عن ابن علية. قال: حدثنا يونس (ح) وحدثني عبد الحميد بن بيان الواسطي، قال: أخبرنا خالد - يعني ابن عبد الله - عن يونس. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب. قالا: حدثنا أبو معاوية. قال: حدثنا الأعمش. (ح) وحدثنا أبو سعيد الأشج وإسحاق بن إبراهيم. قال إسحاق: أخبرنا. وقال الأشج: حدثنا وكيع. قال: حدثنا الأعمش. وأبو داود (4002) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، وعبيد الله بن ميسرة. قالا: حدثنا يزيد بن هارون. عن سفيان بن حسين، عن الحكم بن عتيبة. والترمذي (2186 و 3227) قال: حدثنا هناد. قال: حدثنا أبو معاوية. عن الأعمش. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (9/11993) عن إسحاق بن إبراهيم، عن إسماعيل بن علية، عن يونس بن عبيد. (ح) وعن إسحاق بن إبراهيم، عن أبي نعيم، عن الأعمش.
ثلاثتهم - يونس بن عبيد، والأعمش، والحكم بن عتيبة - عن إبراهيم بن يزيد التيمي، عن أبيه، فذكره.
(*) في رواية ابن علية قال: «حدثنا يونس، عن إبراهيم بن يزيد التيمي، سمعه فيما أعلم عن أبيه» .(10/392)
الفصل العاشر: في أشراط متفرقة
7899 - (ت) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «والذي نفسي بيده، لا تقوم الساعة حتى تُكلِّمَ السباعُ الإنسَ، وحتى تُكلِّمَ الرجلَ عذَبةُ سوطه وشراكُ نعله، وتخبره فخِذُه بما أحدَثَ أهلُهُ بَعْدَهُ» أخرجه الترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(عذَبة سوطه) : السير المعلق في طرفه.
__________
(1) رقم (2182) في الفتن، باب ما جاء في كلام السباع، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح وهو كما قال.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (2181) حدثنا سفيان بن وكيع، حدثنا أبي عن القاسم بن الفضل، حدثنا أبو نضرة العبدي، عن أبي سعيد الخدري، فذكره.
قال أبو عيسى: وفي الباب عن أبي هريرة، وهذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث القاسم بن الفضل، والقاسم بن الفضل ثقة مأمون عند أهل الحديث، وثقه يحيى بن سعيد القطان وعبد الرحمن بن مهدي.(10/393)
7900 - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: سمعت رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «لا تقوم الساعة حتى تضطربَ ألياتُ نساءِ دَوْس على ذي الخلصَةِ، وذو الخلَصة: طاغية دَوس التي كانوا يعْبُدون في الجاهلية» .
وفي رواية: «وذو الخلصة: صنم كان يعبده دَوْس في الجاهلية بتَبَالَة» أخرجه البخاري ومسلم (1) .
[ص:394]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أليات نساء دوس على ذي الخلصة) ذو الخلصة: بيت أصنام كان لدوس وخثعم وبَجيلة، ومن كان ببلادهم من العرب، وقيل: هو صنم، وكان عمرو بن لحيّ نَصبَه بأسفل مكة، حين نصب الأصنام في مواضع شتى، فكانوا يُلبسونه القلائد، ويعلِّقون عليه بَيض النعام، ويذبحون عنده، فكان معناهم في تسميتهم بذلك: أن عبَّاده خَلَصة، وقيل: هو الكعبة اليمانية، والمعنى: أنهم يرتدون ويرجعون إلى جاهليتهم في عبادة الأوثان، فترمل نساء دوس طائفاتٍ حولَه، فترتَجُّ أردافهنَّ.
__________
(1) رواه البخاري 13 / 66 في الفتن، باب تغيير الزمان حتى تعبد الأوثان، ومسلم رقم (2906) في الفتن، باب لا تقوم الساعة حتى تعبد دوس ذا الخلصة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/271) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر. والبخاري (9/73) قال: حدثنا أبو اليمان. قال: أخبرنا شعيب. ومسلم (8/182) قال: حدثني محمد بن رافع وعبد بن حميد. قال عبد: أخبرنا. وقال ابن رافع: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر.
كلاهما - معمر بن راشد، وشعيب بن أبي حمزة - عن الزهري. قال: قال سعيد بن المسيب، فذكره.(10/393)
7901 - (ت) [حذيفة بن اليمان]- رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تقوم الساعة حتى يكون أسعدَ الناس بالدنيا لُكَع بنُ لكع» . أخرجه الترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(لكع بن لكع) اللكع عند العرب: العبد، وقيل: هو اللئيم، وقيل: هو الوسِخ القذِر.
__________
(1) رقم (2210) في الفتن، باب (37) ، وأخرجه أحمد والبيهقي في " دلائل النبوة "، والضياء، وغيرهم، وهو حديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (2209) حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا عبد العزيز بن محمد، عن عمرو بن أبي عمرو، قال: وحدثنا علي بن حجر، أخبرنا إسماعيل بن جعفر، عن عمرو أبي عمرو، عن عبد الله، وهو ابن عبد الرحمن الأنصاري الأشهلي عن حذيفة بن اليمان، فذكره.
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب، إنما نعرفه من حديث عمرو بن أبي عمرو(10/394)
7902 - (م ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تقوم الساعة على أحد يقول: الله الله» . [ص:395]
وفي رواية «حتى لا يقال في الأرض: الله الله» أخرجه مسلم.
وأخرج الترمذي الثانية، وقال الترمذي: وروي عنه غير مرفوع وهو أصح (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (148) في الإيمان، باب ذهاب الإيمان آخر الزمان، والترمذي رقم (2208) في الفتن، باب رقم (35) .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1-أخرجه أحمد (3/162) . وعبد بن حميد (1247) . ومسلم (1/91) قال: حدثنا عبد بن حميد كلاهما - أحمد، وعبد - عن عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر.
2 - وأخرجه أحمد (3/259) قال: حدثنا أسود بن عامر. وفي (3/268) قال: حدثنا عفان. ومسلم (1/91) قال: حدثني حرب، قال: حدثنا عفان. كلاهما - أسود، وعفان - قالا: حدثنا حماد - ابن سلمة -.
كلاهما - معمر، وحماد - عن ثابت، فذكره.(10/394)
7903 - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تقوم الساعةُ حتى يقومَ رجل من قحطانَ يسوقُ الناس بعصاه» أخرجه البخاري ومسلم (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يسوق الناس بعصاه) لم يرد العصا نفسها، وإنما ضربها مثلاً لطاعتهم، واستيلائه عليهم، إلا أنَّ في ذِكرها دليلاً على ذلك، وعلى خشونته عليهم وعسفه بهم.
__________
(1) رواه البخاري 13 / 67 في الفتن، باب تغيير الزمان حتى تعبد الأوثان، وفي الأنبياء، باب ذكر قحطان، ومسلم رقم (2910) في الفتن، باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيتمنى أن يكون مكان الميت من البلاء.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/417) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا عبد العزيز. والبخاري (4/223) و (9/73) قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله. قال: حدثني سليمان بن بلال. ومسلم (8/183) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد قال: أخبرنا عد العزيز، يعني ابن محمد.
كلاهما - عبد العزيز بن محمد، وسليمان بن بلال - عن ثور بن زيد، عن أبي الغيث، فذكره.(10/395)
7904 - (خ) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: «بينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في مجلس يحدِّثُ القومَ، إذ جاءه أعرابي، فقال: متى الساعة؟ فمضى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في حديثه، فقال بعض القوم: سَمِعَ ما قال، فكَرِهَ ما قال، وقال بعضهم: بل لم يسمع، حتى إذا قضى حديثه، قال: أين السائل [ص:396] عن الساعة؟ قال: ها أنا ذا يا رسول الله، قال: إذا ضُيِّعتِ الأمانة فانتظرِ الساعة، قال: وكيف إضاعتها؟ قال: إذا وُسِّد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة» أخرجه البخاري (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(وُسِّد الأمر إلى غير أهله) إذا أسند إليه، هذا كناية عن استقامة الناس وانقيادهم إليه واتفاقهم عليه.
__________
(1) 1 / 132 في العلم، باب من سئل علماً وهو مشتغل في حديثه فأتم الحديث، وفي الرقاق، باب رفع الأمانة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/361) قال: حدثنا يونس وسريج. والبخاري (1/23) و (8/129) قال: حدثنا محمد بن سنان. وفي (1/23) قال: حدثني إبراهيم بن المنذر. قال: حدثنا محمد بن فليح.
أربعتهم - يونس، وسريج، ومحمد بن سنان، ومحمد بن فليح - عن فليح بن سليمان. قال: حدثنا هلال بن علي، عن عطاء بن يسار، فذكره.(10/395)
7905 - (خ م د ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «لا تقوم الساعةُ حتى يحْسِر الفُراتُ عن جَبل من ذهب يَقْتِتل الناس عليه فيُقتل من كل مائة تسعة وتسعون، فيقول كل رجل منهم: لعلِّي أكون أنا أنجو» .
وفي رواية: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «يوشِكُ الفُرات أن يَحْسِر عن كنز من ذهب، فمن حضره فلا يأخذ منه شيئاً» أخرجه البخاري ومسلم.
وأخرج أبو داود والترمذي الرواية الثانية، وفي رواية لأبي داود مثل الثانية وقال: «عن جَبل من ذهب» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 13 / 70 في الفتن، باب خروج النار، ومسلم رقم (2894) في الفتن، باب [ص:397] لا تقوم الساعة حتى يحسر الفرات عن جبل من ذهب، وأبو داود رقم (4313) و (4314) في الملاحم، باب في حسر الفرات عن كنز، والترمذي رقم (2572) و (2573) في صفة الجنة، باب رقم (26) .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (9/73) قال: حدثنا عبد الله بن سعيد الكندي. ومسلم (8/174) قال: حدثنا أبو مسعود سهل بن عثمان. وأبو داود (4313) قال: حدثنا عبد الله بن سعيد الكندي. والترمذي (2569) قال: حدثنا أبو سعيد الأشج.
كلاهما - عبد الله بن سعيد الكندي، أبو سعيد الأشج، وسهل بن عثمان - قالا: حدثنا عقبة بن خالد السكوني، عن عبيد الله بن عمر، عن خبيب بن عبد الرحمن، عن جده حفص بن عاصم، فذكره.(10/396)
7906 - (م) عبد الله بن الحارث بن نوفل - رضي الله عنه - قال: «كنتُ واقفاً مع أُبي ابن كعب، فقال: لا يزال الناسُ مختلفة أعناقهم في طلب الدنيا، قلتُ: أجل، قال: فإني سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: يوشِكُ الفرات أن يَحْسِر عن جبل ذهب، فإذا سمع به الناس ساروا إليه، فيقول مَنْ عِنده: لئن تركنا الناسَ يأخذون منه ليُذّهَبَنَّ به كلِّه، قال: فيقتتلون عليه، فيُقتَلُ من كلِّ مائة تسعة وتسعون» .
وفي رواية: «وقفت أنا وأُبي بنُ كعب في ظل أُجُم حَسان» أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (2895) في الفتن، باب لا تقوم الساعة حتى يحسر الفرات عن جبل من ذهب.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مسلم (2895) حدثنا أبو كامل، فضيل بن حسين، وأبو معن الرقاشي «واللفظ لأبي معن» قالا: حدثنا خالد بن الحارث، حدثنا عبد الحميد بن جعفر، أخبرني أبي عن سليمان بن يسار عن عبد الله بن الحارث بن نوفل، فذكره.(10/397)
7907 - (م ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «تَقِيءُ الأرضُ أفلاذَ كَبدها، مثل الأُسطُوان من الذهب والفضة، فيجيء القاتل، فيقول: في هذا قَتلتُ، ويجيء القاطع، فيقول: في هذا قطعتُ رحمي، ويجيء السارق، فيقول: في هذا قُطِعَتْ يدي، ثم يَدَعُونَهُ فلا يأخذون منه شيئاً» أخرجه مسلم. [ص:398]
وفي رواية الترمذي مثله، ولم يذكر السارقَ وقطعَ يدِه (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(تَقيء الأرض أفلاذ كبدها) الأفلاذ: القطع، جمع فلذة، والقيء: مستعار لهما في إخراج كنوزها، كما يخرج القيء الطعام من الجوف.
__________
(1) رواه مسلم رقم (1013) في الزكاة، باب الترغيب في الصدقة قبل أن لا يوجد من يقبلها، والترمذي رقم (2209) في الفتن، باب (36) .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مسلم (3/84) قال: حدثنا واصل بن عبد الأعلى وأبو كريب ومحمد بن يزيد الرفاعي. والترمذي (2208) قال: حدثنا واصل بن عبد الأعلى الكوفي.
ثلاثتهم - واصل، وأبو كريب، ومحمد بن يزيد - قالوا: حدثنا محمد بن فضيل، عن أبيه، عن أبي حازم. فذكره.(10/397)
7908 - (د) سلامة بنت الحر [أخت خرشة بن الحر]- رضي الله عنها - قالت: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «إنَّ من أشراط الساعة: أن يتدافع أهلُ المسجد الإمامةَ، فلا يجدون إماماً يصلِّي بهم» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (581) في الصلاة، باب في كراهية التدافع على الإمامة، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 6 / 381، وإسناده ضعيف.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه أبو داود (581) حدثنا هارون بن عباد الأزدي، ثنا مروان، حدثتني طلحة أم غراب، عن عقيلة امرأة من بني فزارة مولاة لهم، عن سلامة بنت الحر أخت فرشة بن الحر الفزاري، فذكرته.(10/398)
7909 - (خ) مرداس الأسلمي - رضي الله عنه - وكان من أصحاب الشجرة: سمعه قيْسُ بن أبي حازم يقول: «يُقْبَض الصالحون، الأولُ فالأولُ، ويبقى حُثالة كحثالةِ التمر والشعير، لا يعبأ الله بهم شيئاً» .
وفي رواية: قال النبيُ - صلى الله عليه وسلم-: «يذهَبُ الصالحون: الأولُ فالأولُ، وتبقى حثالة كحثالة الشعير أو التمرِ، لا يُباليهم الله بالَة» أخرجه البخاري، وقال: ويقال: حُفالة، وحُثالة (1) .
[ص:399]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(حُثالة) كل شيء: أردؤه وأرذله، وقد جاء في الحديث عند البخاري «حفالة» فإن صحت: فالفاء والثاء متقاربتان.
__________
(1) 11 / 214 في الرقاق، باب ذهاب الصالحين، وفي المغازي، باب غزوة الحديبية.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/193) قال: حدثنا محمد بن عبيد، قال: حدثنا إسماعيل. وفي (4/193) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، قال: حدثنا إسماعيل. وفي (4/193) قال: حدثنا يعلى، قال: حدثنا إسماعيل. والدارمي (2722) قال: حدثنا سعيد بن منصور، قال: حدثنا أبو عوانة، عن بيان - هو ابن بشر الأحمسي-والبخاري (8/114) قال: حدثني يحيى بن حماد، قال: حدثنا أبو عوانة، عن بيان.
كلاهما - إسماعيل بن أبي خالد، وبيان - عن قيس بن أبي حازم، فذكره.
(*) أخرجه البخاري (5/157) قال: حدثنا إبراهيم بن موسى، قال: أخبرنا عيسى، عن إسماعيل، عن قيس، أنه سمع مرداسا الأسلمي، يقول: وكان أصحاب الشجرة: يقبض الصالحون الأول فالأول، وتبقى حفالة، كحفالة التمر والشعير، لا يعبأ الله بهم شيئا. «موقوف» .(10/398)
7910 - (خ م ط) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «والذي نفسي بيده، لا تمرُّ الدنيا حتى يمرَّ الرجل بالقبر فيتمرَّغ عليه، ويقول: يا ليتني مكان صاحب هذا القبر، وليس به الدَّيْنُ، ما به إلا البلاءُ» .
وفي رواية: «قال: لا تقوم الساعة حتى يَمرُ الرجل بقبر الرجل، فيقول: يا ليتني مكانه» . أخرجه مسلم.
وأخرج البخاري الثانية، وأخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) رواه البخاري 13 / 65 في الفتن، باب لا تقوم الساعة حتى يغبط أهل القبور، ومسلم رقم (157) في الفتن، باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيتمنى أن يكون مكان الميت من البلاء، والموطأ 1 / 241 في الجنائز، باب جامع الجنائز.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مالك في «الموطأ» (165) . وأحمد (2/236) قال: حدثنا عبد الرحمن، عن مالك. وفي (2/530) قال: حدثنا علي. قال: أخبرنا ورقاء. والبخاري (9/73) قال: حدثنا إسماعيل. قال: حدثني مالك. ومسلم (8/182) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، عن مالك بن أنس - فيما قرئ عليه -
كلاهما - مالك، وورقاء بن عمر - عن أبي الزناد، عن الأعرج، فذكره.(10/399)
7911 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «لا تذهبُ الليالي والأيام حتى يملكَ رجل من الموالي، يقال له: الجهجاه» وفي نسخة: الجهجَلُ. أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (2911) في الفتن، باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيتمنى أن يكون مكان الميت من البلاء.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
أخرجه مسلم (2911) حدثنا محمد بن بشار العبدي، حدثنا عبد الكبير بن عبد المجيد، أبو بكر الحنفي، حدثنا عبد الحميد بن جعفر، قال: سمعت عمر بن الحكم يحدث عن أبي هريرة، فذكره.(10/399)
7912 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «لا تقوم الساعةُ حتى يتقاربَ الزمانُ، فتكون السنةُ كالشهر، والشهرُ كالجمعة، وتكون الجمعةُ كاليوم، ويكون اليومُ كالساعةِ، وتكون الساعةُ كالضَّرْمةِ من النار» أخرجه الترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(كالضَّرْمة) الضَّرْمة: الشعلة الواحدة من النار، والضَّرَمة بالتحريك: السَّعَفَةُ أو الشِّيحَةُ في طرفها نار.
__________
(1) رقم (2333) في الزهد، باب ما جاء في تقارب الزمن وقصر الأمل، وإسناده ضعيف، وقال الترمذي: هذا حديث غريب.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه الترمذي (2332) حدثنا عباس بن محمد الدوري، حدثنا خالد بن مخلد، حدثنا عبد الله بن عمر العمري، عن سعد بن سعيد الأنصاري، عن أنس، فذكره.
قال أبو عيسى: هذا حديث غريب من هذا الوجه، وسعد بن سعيد هو أخو يحيى بن سعيد.(10/400)
7913 - (ت) محمد بن أبي رزين - رحمه الله - عن أمِّه قال: «كانت أمُّ الحرير إذا مات أحد من العرب اشتدَّ عليها، فقيل لها: إنا نراكِ إذا مات رجل من العرب اشتد عليكِ؟ قالت: سمعتُ مولايَ يقول: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: من اقترابِ الساعةِ هلاكُ العرب» .
قال محمد بن أبي رَزين: ومولاها: طلحة بن مالك [الخزاعي] . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3925) في المناقب، باب في فضل العرب، وإسناده ضعيف، وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث سليمان بن حرب.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (3929) حدثنا يحيى بن موسى، قال: حدثنا سليمان بن حرب. حدثنا محمد بن أبي رزين، عن أمه، قالت، فذكرته.
قال الترمذي: هذا حديث غريب، إنما نعرفه من حديث سليمان بن حرب.(10/400)
7914 - (م) أبو سعيد وجابر (1) - رضي الله عنهما -: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-
[ص:401] قال: «يكون خليفة من خلفائكم في آخر الزمان، يحثو المال ولا يَعُدُّه» .
وفي رواية: «يعطي الناس بغير عدد» أخرجه مسلم (2) .
__________
(1) في المطبوع: أبو هريرة، وهو خطأ.
(2) رقم (2913) و (2914) في الفتن، باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيتمنى أن يكون مكان الميت من البلاء.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مسلم (2913و2914) حدثني زهير بن حرب، حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، حدثنا أبي، حدثنا داود، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد، وجابر بن عبد الله، فذكره.(10/400)
7915 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه – قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إن الله يبعث ريحاً من اليمن أليَنَ من الحرير، فلا تَدَعُ أحداً في قلبه مثقال حبَّة من إيمان إلا قبَضَتْهُ» .
وفي رواية: «مثقال ذَرَّة» أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (117) في الإيمان، باب في الريح التي تكون قرب القيامة تقبض من في قلبه شيء من الإيمان.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مسلم (117) حدثنا أحمد بن عبدة الضبي، حدثنا عبد العزيز بن محمد، وأبو علقمة الفروي، قالا: حدثنا صفوان بن سليم، عن عبد الله بن سليمان، عن أبيه، عن أبي هريرة، فذكره.(10/401)
7916 - (م) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «لا تقوم الساعة إلا على شرار الناس» أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (2949) في الفتن، باب قرب الساعة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مسلم (2949) حدثنا زهير بن حرب، حدثنا عبد الرحمن - يعني ابن مهدي - حدثنا شعبة، عن علي بن قمر، عن أبي الأحوص، عن عبد الله، فذكره.(10/401)
7917 - (م) عبد الرحمن بن شماسة - رضي الله عنه - قال: «كنتُ عند مسْلَمَة بن مُخلَّد وعنده عبد الله بن عمرو بن العاص، فقال عبد الله: لا تقوم الساعة إلا على شِرارِ الخلق، هم شر من أهل الجاهلية، لا يدْعُون الله بشيء إلا ردَّه عليهم، فبينما هم على ذلك أقبل عُقْبَةُ بن عامر، فقال له مسلمة: يا عقبةُ، اسمع ما يقول عبد الله، فقال عقبةُ: هو أعلم، وأما أنا، فسمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: لا تزال عِصابة من أمَّتي يقاتلون على [ص:402] أمر الله، قاهرين لعدوِّهم، لا يضُرُّهم منّ خالفهم حتى تأتيهم الساعة وهم على ذلك، قال عبد الله: أجل، ثم يبعثُ الله ريحاً كريح المسك، مسُّها مس الحرير، فلا تترك نفْساً في قلبه مثقال حَبَّة من إيمان إلا قبضتهُ، ثم يبقى شرار الناس، عليهم تقوم الساعة» أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (1924) في الإمارة، باب قوله صلى الله عليه وسلم: "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين عن الحق لا يضرهم من خالفهم ".
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مسلم (1924) حدثني أحمد بن عبد الرحمن بن وهب، حدثنا عمي عبد الله بن وهب، حدثنا عمرو بن الحارث، حدثني يزيد بن أبي حبيب، حدثني عبد الرحمن بن شماسة المهري، فذكره.(10/401)
7918 - (د) [عبد الله] بن زعب الإيادي (1) قال: «نزل عَلَيَّ عبد الله بن حَوالَة الأزديُّ، فقال لي: بعثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- لِنَغْنَم على أقدامنا، فَرجعْنا لم نَغْنَم شيئاً، وعَرَفَ الجهدَ في وجوهنا، فقام فينا، فقال: اللهم لا تكلهم إليَّ فأضعُفُ عنهم، ولا تكلْهم إلى أنفسهم فيعجزوا عنها، ولا تكلهم إلى الناس فيستأثروا عليهم، ثم وضع يَدَه على رأسي - أو قال: على هامتي - ثم قال: يا ابن حَوالةَ، إذا رأيتَ الخلافة قد نزلت الأرض المقدسة، فقد دنت الزلازل والبلابلُ، والأمور العظام، والساعة يومئذ أقربُ من الناس من يدي هذه من رأسك» أخرجه أبو داود (2) .
__________
(1) في المطبوع: جبير بن نفير، وهو خطأ.
(2) رقم (2535) في الجهاد، باب في الرجل يغزو يلتمس الأجر والغنيمة، وعبد الله بن زغب الأيادي، مختلف في صحبته، وساق له أبو نعيم عن الطبراني حديث من كذب علي متعمداً، صرح فيه بسماعه من النبي صلى الله عليه وسلم، قال الحافظ ابن حجر في " التهذيب ": والإسناد لا بأس به.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (2535) حدثنا أحمد بن صالح، ثنا أسد بن موسى، ثنا معاوية بن صالح، حدثني ضمرة، أن ابن زغب الإيادي حدثه، قال، فذكره.(10/402)
7919 - (ت) أنس بن مالك رضي الله عنه قال: «فتحُ القسطنطينية مع قيام الساعة» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2240) في الفتن، باب ما جاء في علامات خروج الدجال من حديث محمود بن غيلان عن أبي داود الطيالسي عن شعبة عن يحيى بن سعيد عن أنس، وقال محمود بن غيلان: هذا حديث غريب.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (2239) حدثنا محمود بن غيلان، حدثنا أبو داود، عن شعبة، عن يحيى بن سعيد، عن أنس بن مالك، فذكره.
قال محمود بن غيلان: هذا حديث غريب «كذا» .(10/403)
الفصل الحادي عشر: في أحاديث جامعة لأشراط متعددة (1)
7920 - (خ م) أبو هريرة رضي الله عنه - أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تقوم الساعة حتى يقتتل فئتان عظيمتان، يكون بينهما مَقْتَلة عظيمة دعواهما واحدة، وحتى يُبَعثَ دَّجالون كذابون، قريب من ثلاثين، كلّهم يزعم أنَّه رسول الله، وحتى يُقَبضَ العلمُ، وتكثُر الزلازلُ، ويتقارب الزمان، وتَظهر الفتن، ويكثُر الهرج - وهو القتلُ القتل- وحتى يكثر فيكم المال فيفيض حتى يُهِمَّ ربَّ المال مَنْ (2) يقبلُ صدقته، وحتى يَعْرضه، فيقول الذي عرضه عليه: لا أرب لي فيه، وحتى يتطاول الناس في البنيان، وحتى يَمُرَّ الرجل بقبر الرجل، فيقول: يا ليتني مكانه، وحتى تطلع الشمس من مغربها، فإذا طلعت ورآها الناس آمنوا أجمعون، فذلك حين لا ينفع نفساً [ص:404] إيمانها لم تكن آمنت من قبل، أو كسبت في إيمانها خيراً، ولتقومن الساعة وقد نشر الرجلان ثَوبَهمُا بينهما، فلا يتبايعانه، ولا يطويانه، ولَتقُومَنَّ الساعة وقد انصرف الرجل بَلَبَنِ لَقْحته، فلا يطعمه، ولتقومن الساعة وهو يَليطُ حوضه فلا يسقي فيه، ولتقومَنَّ الساعةُ وقد رَفَعَ أكلته إلى فيه، فلا يَطْعَمهُا» .
وفي رواية إلى قوله: «يزعم أنه رسول الله» أخرجه البخاري وأخرجه مسلم مفرَّقاً.
ولمسلم في رواية: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تقوم الساعةُ حتى يخرج قريب من ثلاثين كذّابين دجَّالين، كلُّهم يقول: إنه نبي، ولا تقوم الساعةُ حتى تطلعَ الشمس من مغربها، ويؤمن الناس أجمعون، فيومئذ لا ينفع نفسا إيمانُها لم تكن آمنتْ من قبْلُ أو كَسَبَتْ في إيمانها خيراً، ولا تقوم الساعةُ حتى تقاتلوا اليهودَ، فيفرُّ اليهوديُّ وراء الحجر، فيقول: يا عبد الله، يا مسلم، هذا يهودي ورائي، ولا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوماً نِعالهم الشَّعْرُ» .
وله في أخرى قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «لا تقوم الساعةُ حتى يكثر فيكم المال ويفيض، وحتى يَخرجَ الرجل بزكاة ماله، فلا يجدُ أحداً يقْبلها منه، وحتى تعودَ أرضُ العرب مُرُوجاً وأنهاراً» . [ص:405]
وفي أخرى قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «لا تقوم الساعةُ حتى يكْثُرَ فيكم المالُ ويفيضَ، حتى يُهِمَّ رب المال مَن يقبله منه صدقة، ويدعو إليه الرجل، فيقول: لا أرَبَ لي فيه» (3) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يليطه) لاط حوضَه يليطه ويلوطه لَيْطاً ولَوْطاً: إذا لطخه بالطين وأصلحه به.
(أُكْلته) الأُكلة بضم الهمزة: اللقمة.
__________
(1) في بعض النسخ: لأشراط جامعة.
(2) " من " فاعل يهم.
(3) رواه البخاري 13 / 72 - 78 في الفتن، باب خروج النار، وفي الأنبياء، باب علامات النبوة في الإسلام، وفي استتابة المرتدين، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان دعوتهما واحدة "، ومسلم رقم (157) في الزكاة، باب الترغيب في الصدقة قبل أن لا يوجد من يقبلها، وفي الإيمان، باب بيان الزمن الذي لا يقبل فيه الإيمان، ورقم (2912) و (2922) و (157) في الفتن، باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيتمنى أن يكون مكان الميت من البلاء.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/3) . والبخاري (4/243) قال: حدثني عبد الله بن محمد. ومسلم (8/170) قال: حدثنا محمد بن رافع.
ثلاثتهم - أحمد بن حنبل، وعبد الله بن محمد، ومحمد بن رافع - عن عبد الرزاق بن همام، قال: حدثنا معمر، عن همام بن منبه، فذكره.(10/403)
7921 - (م د ت) حذيفة بن أسيد الغفاري - رضي الله عنه - قال: «اطَّلَعَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- علينا ونحن نتذاكر، فقال: ما تذاكرون؟ قلنا: [نذكر] الساعةَ قال: إنها لن تقومَ حتى تَرَوْا قبلها عَشْرَ آيات، فذكر الدُّخانَ، والدَّجَّالَ، والدَّابَّةَ، وطلوعَ الشمس من مغربها، ونزولَ عيسى بن مريم، ويأجوجَ ومأجوجَ، وثلاثةَ خسوف: خسْف بالمشرق، وخسف بالمغرب، وخسف بجزيرة العرب، وآخِر ذلك نار تطْرُد الناس إلى محْشَرهم» . [ص:406]
وفي رواية قال: «كان النبي - صلى الله عليه وسلم- في غُرفة ونحن أسفلَ منه، فاطلع إلينا ... » وذكر نحوه.
وفي أخرى نحوه «وقال [أحدهما] في العاشرة: نزول عيسى ابن مريم، وقال آخر: وريح تُلقي الناسَ في البحر» أخرجه مسلم.
وفي رواية أبي داود، قال: «كُنَّا [قعوداً] في ظِلِّ غرْفَة لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فذكرنا الساعةَ، فارتفعت أصواتُنا، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: لن تكون - أو لن تقومَ - حتى يكونَ قبلَها عشْرُ آيات: طلوعُ الشمس من مغربها، وخروجُ الدابة، وخروجُ يأجوج ومأجوج، والدَّجال، وعيسى ابنُ مريم، والدُّخانُ، وثلاثُ خسوف: خسفٌ بالمغرب، وخسف بالمشرق، وخسف بجزيرة العرب، وآخِر ذلك تخرج نار من اليمن، من قَعْرِ عدَن، تَسوق الناس إلى المحشر» .
وفي رواية الترمذي نحو الأولى، وزاد في ذكر النار قال: «ونار تخرج من قعر عدَن، تسوق الناس - أو تحشر الناس - فتبيت معهم حيث باتوا، وتقيل معهم حيث قالوا» (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (2901) في الفتن، باب ما يكون من فتوحات المسلمين قبل الدجال، وأبو داود رقم (4311) في الملاحم، باب أمارات الساعة، والترمذي رقم (2184) في الفتن، باب ما جاء في الخسف.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مسلم في الفتن (13: 1) عن زهير بن حرب وإسحاق بن إبراهيم وابن أبي عمر، ثلاثتهم عن سفيان بن عيينة، عن فرات القزاز، عن أبي الطفيل، عن أبي سريحة، عن حذيفة بن أسيد، وأبو داود في الملاحم (12: 2) عن مسدد وهناد، كلاهما عن أبي الأحوص، عن فرات عن عامر بن واثلة وقال هناد: عن أبي الطفيل، عن حذيفة بن أسيد، والترمذي في الفتن (21: 1) عن بندار، عن ابن مهدي، حدثنا سفيان، عن فرات، عن أبي الطفيل، عن حذيفة بن أسيد. «الأشراف» (3/19) .(10/405)
7922 - (خ م ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال - عند قُرب وفاته -: «ألا أُحدِّثكم حديثاً عن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، لا يحدِّثكم به أحد عنه بعدي؟ سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: لا تقوم الساعة - أو قال: إن من أشراط الساعة - أن يُرفعَ العلم، ويَظهرَ الجهلُ، ويُشربَ الخمر، ويفشو الزنا، ويذهب الرجالُ، ويبقى النساءُ، حتى يكون لخمسين امرأة قيِّم واحد» .
وفي رواية: «يظهر الزنا، ويقل الرجال، ويكثر النساء» أخرجه البخاري ومسلم والترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(قيِّم واحد) قيم المرأة: زوجها، لأنه يقوم بأمرها، وبما تحتاج إليه من نفقة وغيرها.
__________
(1) رواه البخاري 1 / 162 و 163 في العلم، باب رفع العلم وظهور الجهل، وفي النكاح، باب يقل الرجال ويكثر النساء، وفي الأشربة في فاتحته، وفي المحاربين، باب إثم الزناة، ومسلم رقم (2671) في العلم، باب رفع العلم وقبضه، والترمذي رقم (2206) في الفتن، باب ما جاء في أشراط الساعة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (3/98 و 273) قال: حدثنا هشيم.
وفي (3/176 و 273) قال: حدثنا محمد بن جعفر.
وفي (3/176 و 202) قال: حدثنا يزيد بن هارون.
وفي (3/176 و 277) قال: حدثنا حجاج، والبخاري (1/30) .
وفي «خلق أفعال العباد» (43) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى.
ومسلم (8/58) . وابن ماجة (4045) قالا: حدثنا محمد بن المثنى، وابن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر.
والترمذي (2205) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا النضر بن شميل. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف (1240) عن عمرو بن علي،وأبي موسى عن محمد بن جعفر. ستتهم - هشيم، وابن جعفر، ويزيد، وحجاج، ويحيى، والنضر - عن شعبة.
2 - وأخرجه أحمد (3/120) قال: حدثنا وكيع. وفي (3/213) قال: حدثنا عبد الملك بن عمرو. والبخاري (7/47) قال: حدثنا حفص بن عمر الحوضي.
وفي (7/135) وفي «خلق أفعال العباد» (43) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم.
أربعتهم - وكيع، وعبد الملك، وحفص، ومسلم - قالوا: حدثنا هشام الدستوائي.
3 - وأخرجه أحمد (3/289) قال: حدثنا بهز.
والبخاري (8/203) قال: أخبرنا داود بن شبيب، قالا - بهز، وداود -: حدثنا همام بن يحيي.
4 - وأخرجه عبد بن حميد (1193) قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر.
5 - وأخرجه مسلم (8/58) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا محمد بن بشر (ح) وحدثنا أبو كريب، قال: حدثنا عبدة وأبو أسامة، كلهم عن سعيد بن أبي عروبة.
خمستهم - شعبة، وهشام، وهمام، ومعمر، وسعيد - عن قتادة، فذكره.(10/407)
7923 - (خ م ت) عبد الله بن مسعود وأبو موسى الأشعري - رضي الله عنهما -: قالا: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إنَّ بين يدي الساعة أياماً ينزلُ فيها الجهل، ويرفَعُ فيها العلمُ، ويكْثُر فيها الهرجُ، والهرْج: القتل» أخرجه البخاري ومسلم.
وللبخاري: «أن أبا موسى قال لعبد الله: أتعلمُ الأيامَ التي ذكر فيها النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- أيام الهرج؟» ... فذكر نحوه. [ص:408]
وقال عبد الله: «سمعت رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول ... » .
وأخرجه الترمذي عن أبي موسى وحدَه قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إنَّ من ورائكم أياماً يُرفَعُ فيها العلم، ويكْثرُ فيها الهرْجُ، قالوا: يا رسولَ الله، وما الهرْجُ؟ قال: القَتْلُ» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 13 / 15 في الفتن، باب ظهور الفتن، ومسلم رقم (2672) في العلم، باب رفع العلم وقبضه وظهور الجهل والفتن، والترمذي رقم (2201) في الفتن، باب ما جاء ستكون فتن كقطع الليل المظلم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (1/389) (3695) قال: حدثنا وكيع.
وفي (1/402) (3817) قال: حدثنا أبو النضر، قال: حدثنا الأشجعي، عن سفيان.
وفي (1/405) (3841) قال: حدثنا معاوية بن عمرو، قال: حدثنا زائدة. وفي (1/450) (4306) قال: حدثنا حسين بن علي، عن زائدة. والبخاري (9/61) . وفي «خلق أفعال العباد» صفحة (43) قال: حدثنا عبيد الله بن موسى.
ومسلم (8/58 و 59) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا وكيع، وأبي (ح) وحدثني أبو سعيد الأشج، قال: حدثنا وكيع. (ح) وحدثنا أبو بكر بن النضر بن أبي النضر، قال: حدثنا أبو النضر، قال: حدثنا عبيد الله الأشجعي، عن سفيان (ح) وحدثني القاسم بن زكرياء، قال: حدثنا حسين الجعفي، عن زائدة.
خمستهم - وكيع، وسفيان، وزائدة، وعبيد الله بن موسى، وعبد الله بن نمير - عن الأعمش، عن أبي وائل -شقيق - فذكره.
(*) أخرجه أحمد (4/392) قال: حدثنا محمد بن عبيد.
وفي (4/405) قال: حدثنا أبو معاوية. والبخاري (9/61) قال: حدثنا عمر بن حفص، قال: حدثنا أبي. (ح) وحدثنا قتيبة، قال: حدثنا جرير.
ومسلم (8/59) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو كريب، وابن نمير، وإسحاق الحنظلي، جميعا عن أبي معاوية. (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا جرير.
وابن ماجة (4051) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، وعلي بن محمد، قالا: حدثنا أبو معاوية. والترمذي (2200) قال: حدثنا هناد، قال: حدثنا أبو معاوية.
أربعتهم - محمد بن عبيد، وأبو معاوية، وحفص، وجرير - عن الأعمش، عن أبي وائل، قال: إني لجالس مع عبد الله وأبي موسى، فقال أبو موسى، فذكره.
(*) وأخرجه ابن ماجة (4050) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا أبي ووكيع، عن الأعمش، عن شقيق، عن عبد الله، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ... الحديث. ليس فيه «أبو موسى» .
(*) وأخرجه أحمد (1/439) (4183) . والبخاري (9/61) قال: حدثنا محمد بن بشار.
كلاهما - أحمد بن حنبل، وابن بشار - عن محمد بن جعفر غندر، قال: حدثنا شعبة، عن واصل، عن أبي وائل، عن عبد الله «قال: وأحسبه رفعه إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-» أنه قال ... فذكر الحديث. وقال في آخره: فقال أبو موسى: الهرج، بلسان الحبش: القتل.
(*) صرح الأعمش بالسماع في رواية البخاري (9/61) وهي التي أثبتناها أعلاه - من طريق حفص بن غياث.(10/407)
7924 - (خ م د) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إنَّ من أشراطِ الساعةِ أن يتقارب الزمانُ، وينْقُص العِلمُ، وتظهرَ الفتنُ، ويُلْقى الشُّحُّ، ويكثرَ الهرْجُ، قالوا: يا رسولَ الله، وما الهرجُ؟ قال: القتلُ القتلُ» .
وفي رواية: «أن يرفَع العلم، ويثبت الجهل - أو قال: ويظهر الجهل» أخرجه البخاري ومسلم.
وفي رواية أبي داود قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «يتقارب الزمان، وينقص العلم، وتظهر الفتن، ويلْقَى الشحُّ، ويكثر الهرجُ، قيل: يا رسولَ الله أيمَ هو؟ قال: القَتْلُ، القتْلُ» (1) .
[ص:409]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يتقارب الزمان) تقارب الزمان: كناية عن قصر الأعمار، وقلَّة البركة فيها، وقيل: هو أن الزمان يتقارب حتى تكون السنة كالشهر، والشهر كالجمعة، والجمعة كاليوم، واليوم كالساعة، والساعة كاحتراق السَّعَفة.
(يُلْقَى الشحُّ) قال الحميدي: لم يضبط الرواة هذا الحرف، ويحتمل أن يكون «يُلَقَّى» بمعنى يُتلقى ويُتعلَّم ويُتواصى به ويُدعى إليه، قال الله تعالى: {ولا يُلقَّاها إلا الصابرون} [القصص: 80] أي: ما يعلمها وينبه عليها. وقال تعالى: {فتلقَّى آدمُ من ربه كلمات} [البقرة: 37] أي: تقبَّلها وتعلَّمها، ولو قيل: يُلقى بمعنى يوجد، لم يستقم، لأن الشحَّ ما زال موجوداً قبل تقارب الزمان، ولو قيل: يلقى - مخففة القاف - لكان أبعد، لأنه لو أُلقى لترك، ولم يكن موجوداً، وكان يكون مَدْحاً، والحديث مبني على الذمِّ، إلا أن في بعض الروايات لهذا الحديث «لا تقوم الساعة حتى يكثر المال ويفيض، حتى يُهِمَّ ربَّ المال من يقبض صدقته» فيكون يُلقى - بالقاف مخففة - بمعنى الترك، هذا لفظ الحميدي.
(أيْمَ هو؟) يريد: ما هو؟ وأصله: أي ما هو، مخفف الياء، فحذف الألف، كما قيل: أيش هو، موضع أيُّ شيء هو؟ .
__________
(1) رواه البخاري 1 / 165 في العلم، باب من أجاب الفتيا بإشارة اليد والرأس، ومسلم رقم (157) في العلم، باب رفع العلم وقبضه وظهور الجهل والفتن في آخر الزمان، وأبو داود رقم (4255) في الفتن، باب ذكر الفتن ودلائلها.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/525) قال: حدثنا وهب. قال: حدثنا أبي. قال: سمعت يونس. والبخاري (8/17) قال: حدثنا أبو اليمان. قال: أخبرنا شعيب.
ومسلم (8/59) قال: حدثني حرملة بن يحيي. قال: أخبرنا ابن وهب. قال: أخبرني يونس. (ح) وحدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي. قال: أخبرنا أبو اليمان. قال: أخبرنا شعيب.
وأبو داود (4255) قال: حدثنا أحمد بن صالح. قال: حدثنا عنبسة. قال: حدثني يونس.
كلاهما - يونس، وشعيب - عن ابن شهاب الزهري، قال: أخبرني حميد بن عبد الرحمن، فذكره.(10/408)
7925 - (ت) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إذا فعلَتْ أُمَّتي خمسَ عشرَةَ خَصْلَة حلَّ بها البلاءُ، قيل: وما هي يا رسولَ الله؟ قال: إذا كان المغنمُ دُوَلاً، والأمانةُ مغْنماً، والزّكاةُ مغرَماً، وأطاع الرجل زوجتَهُ، وعقَّ أُمَّه، وبرَّ صديقَهُ، وجفا أباه، وارتفعتِ الأصواتُ في المساجد، وكان زَعيمُ القوم أرذَلَهم، وأْكرِمَ الرجل مخافة شرِّه، وشُرِبَ الخمرُ، ولبس الحريرُ، واتُّخِذَتِ القيان والمعازف، ولَعَنَ آخِرُ هذه الأمة أوَّلها، فلْيَرْتَقِبُوا عند ذلك ريحاً حمراءَ، وخسفاً أو مَسخاً (1) » .
أخرجه الترمذي (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(دُوَلاً) الدُّوَل جمع دُولةٍ، وهو ما يتداول من المال، فيكون لقوم دون قوم.
(الأمانة مغنماً، والزكاة مغرماً) يعني أنه يرى ما قد ائتمن أمانة أن الخيانة فيها غنيمة قد غنمها، ويرى ربُّ المال أن إخراج زكاته غرامةٌ يغرمها وخسارة.
(القيان) جمع قينة، وهي المغنِّية.
__________
(1) في نسخ الترمذي المطبوعة: أو خسفاً أو مسخاً.
(2) رقم (2211) في الفتن، باب ما جاء في علامة حلول المسخ، وفي سنده ضعف وانقطاع، وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه من حديث علي إلا من هذا الوجه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه الترمذي (2210) حدثنا صالح بن عبد الله الترمذي، حدثنا الفرج بن فضالة أبو فضالة الشامي، عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن عمرو بن علي، عن علي بن أبي طالب، فذكره.
قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه من حديث علي بن أبي طالب إلا من هذا الوجه، ولا نعلم أحدا رواه عن يحيى بن سعيد الأنصاري، غير الفرج بن فضالة،والفرج بن فضالة قد تكلم فيه بعض أهل الحديث وضعفه من قبل حفظه، وقد رواه عنه وكيع وغير واحد من الأئمة.(10/410)
7926 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إذا اتُّخذِ الفيءُ دُولاً، والأمانةُ مغنماً، والزكاة مغرماً، وتُعُلِّم العلم لغير الدِّين، وأطاع الرجل امرأتَه، وعقَّ أُمَّه، وأدَنى صديقَهُ، وأقصى أباه، وظَهرتِ الأصواتُ في المساجد، وسادَ القبيلةَ فاسقُهُم، وكان زعيمُ القوم أرذَلَهم، وأُكرِمَ الرجل مخافةَ شرِّه، وظهرتِ القيناتُ والمعازفُ، وشُربت الخمورُ، ولَعَنَ آخِرُ هذه الأمة أوَلها، فليرتقبوا عند ذلك ريحاً حمراءَ، وزلزلة، وخسفاً، ومسخاً، وقذفاً، وآياتٍ تتتابع كنظامٍ بالٍ قطع سلكه فتتابع» أخرجه الترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(النظام) : العِقد من الخرز وغيره.
(السِّلك) : الخيط الذي يُنظم فيه الخرز وغيره.
__________
(1) رقم (2212) في الفتن، باب ما جاء في علامة المسخ والخسف، وإسناده ضعيف، وقال الترمذي: هذا حديث غريب.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه الترمذي (2211) حدثنا علي بن حجر، حدثنا محمد بن يزيد الواسطي، عن المستلم بن سعيد، عن رميح الجذامي، عن أبي هريرة، فذكره.
قال أبو عيسى: وهذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه.(10/411)
7927 - (خ) عوف بن مالك - رضي الله عنه - قال: «أتيتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- في غزوة تبوك وهو في قُبَّةِ أدَم، فقال: اعدُدْ ستاً بين يدي الساعة: موتي، ثم فتحُ بيت المقدس، ثم مُوتانٌ يأخذ فيكم، كقُعَاص الغنم، ثم استفاضة المال، حتى يُعطَى الرجل مائة دينار فيظلُّ ساخطاً، ثم فتنة لا يبقى بيت من العرب إلا دَخَلَتْه، ثم هُدنَةٌ تكون بينكم وبين بني الأصفر، [ص:412] فيغدِرون، فيأتونكم تحت ثمانين غاية، تحت كل غاية اثنا عشر ألفاً» . أخرجه البخاري (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(مُوتان) الموتان بضم الميم: موت يقع في الماشية فيهلكها.
(القُعاصُ) : داء يأخذ الغنم، لا يُلبثها أن تموت.
(غاية) الغايةُ: بالغين المعجمة: الراية، ومنه غاية الخَمَّار، وهي خرقة يرفعها على بابه، ومن رواه بالباء، فإنه أراد الأجمة، شبه كثرة رماح العسكر بها.
__________
(1) 6 / 198 و 199 في الجهاد، باب ما يحذر من الغدر.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (3176) حدثنا الحميدي، حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا عبد الله بن العلاء بن زبر، قال: سمعت بسر بن عبيد الله، أنه سمع أبا إدريس، قال: سمعت عوف بن مالك، قال، فذكره.(10/411)
7928 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «بادروا بالأعمال ستاً: طلوعَ الشمس من مغربها، أو الدخانَ، أو الدجالَ، أو الدابةَ، أو خاصَّةَ أحدكم، أو أمرَ العامة» .
وفي رواية مثله، والجميع بواو العطف، وفي آخره: «وخُويْصَّة أحدكم» . أخرجه مسلم (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(خُوَيْصَّة) خُوَيْصَّة تصغير خاصَّة الإنسان، وهي ما يخصه دون غيره وأراد به الموت الذي يخصه ويمنعه من العمل إن لم يبادر به قبله.
__________
(1) رقم (2947) في الفتن، باب في بقية من أحاديث الدجال.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مسلم (2947) حدثنا يحيى بن أيوب، وقتيبة بن سعيد، وابن حجر، قالوا: حدثنا إسماعيل - يعنون ابن جعفر - عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة، فذكره.(10/412)
7929 - (م د) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال: حَفِظْتُ من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- حديثاً لم أنسَهُ بعدُ، سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم [ص:413] يقول: «إن أوَّل الآيات خُروجاً: طلوعُ الشمس من مغربها، وخروجُ الدابة على الناسُ ضُحى، وأيُّهما ما كانت قبل صاحبتها، فالأخرى على إثرها قريباً» .
وفي رواية «جَلَس إلى مروانَ بن الحكم بالمدينة ثلاثةُ نفر من المسلمين فسمعوه وهو يحدِّث عن الآيات: أنَّ أوَّلَها خروجاً: الدجال، فقال عبد الله بن عمرو: لم يقل مروانُ شيئاً، قد حَفِظْتُ من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- حديثاً لم أنْسَه بعدُ، سمعته يقول: أولُ الآيات خروجاً: طلوعُ الشمس من مغربها، وخروجُ الدابة على الناس ضُحى، وأيَّتُهما كانت قبل صاحبتها، فالأخرى على إثرها قريباً» أخرجه مسلم.
وأخرج أبو داود نحو الثانية، وقال في آخرها: قال عبد الله: وكان يقرأُ الكتب، وأظنُّ أوَّلَها خروجاً: طلوعُ الشمس من مغربها (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (2941) في الفتن، باب خروج الدجال ومكثه في الأرض، وأبو داود رقم (4310) في الملاحم، باب أمارات الساعة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/164) (6531) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان. وفي (2/201) (6881) قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، يعني ابن علية. وعبد بن حميد (326) قال: أخبرنا جعفر بن عون. ومسلم (8/202) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا محمد بن بشر. (ح) وحدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا أبي. (ح) وحدثنا نصر بن علي الجهضمي، قال: حدثنا أبو أحمد، قال: حدثنا سفيان. وأبو داود (4310) قال: حدثنا مؤمل بن هشام، قال: حدثنا إسماعيل. وابن ماجة (4069) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان.
خمستهم - سفيان، وإسماعيل، وجعفر، ومحمد بن بشر، وعبد الله بن نمير - عن أبي حيان التيمي، يحيى بن سعيد بن حيان، عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير، فذكره.(10/412)
7930 - () أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «أول الآيات طلوع الشمس من مغربها، أو خروج الدابة على الناس ضُحى، وأيَّتهما ما كانتْ قبل صاحبتها، فالأخرى على إثرها قريباً منها» أخرجه ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وهو بمعنى الحديث الذي قبله، وفي المطبوع جعله جزءاً من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص الذي قبله، وهو خطأ.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
هذه الرواية أخرجها رزين.(10/413)
7931 - (د ت) معاذ بن جبل - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله [ص:414] صلى الله عليه وسلم-: «عُمرانُ بيت المقدس: خرابُ يَثْرِبَ، وخرابُ يثربَ: [خروجُ] الملحمة، وخروجُ الملحمة: فتح قسطنطينية، وفتحُ القسطنطينية: خروجُ الدجال، ثم ضرب بيده على فخذ الذي حدَّثه - أو مَنْكِبه - ثم قال: إن هذا لحقٌّ، كما أنك قاعد هاهنا، - أو كما أنك قاعد - يعني معاذَ بنَ جبل» أخرجه أبو داود (1) .
وفي رواية له وللترمذي قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «الملحمةُ الكبرى، وفتحُ القسطنطينة، وخروجُ الدجال: في سبعة أشهر» (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الملحمة) : معظم القتال.
__________
(1) رقم (4294) في الملاحم، باب في أمارات الملاحم، وفي سنده عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، وقد ضعفه أكثر الأئمة.
(2) رواه أبو داود رقم (4295) في الملاحم، باب تواتر الملاحم، والترمذي رقم (2239) في الفتن، باب ما جاء في علامات خروج الدجال، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (4092) في الفتن، باب الملاحم، وإسناده ضعيف.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (5/245) قال: حدثنا أبو النضر. وأبو داود (4294) قال: حدثنا عباس العنبري، قال: حدثنا هاشم بن القاسم. قال: حدثنا عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، عن أبيه، عن مكحول، عن جبير بن نفير، عن مالك بن يخامر، فذكره.
(*) أخرجه أحمد (5/232) قال: حدثنا زيد بن الحباب، قال: حدثنا عبد الرحمن بن ثوبان، قال: حدثني أبي، عن مكحول، عن معاذ بن جبل، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: فذكر الحديث. «ليس فيه جبير بن نفير ولا مالك بن يخامر» . وجاء في آخره: وكان مكحول يحدث به عن جبير بن نفير، عن مالك بن يخامر، عن معاذ بن جبل، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، مثله.(10/413)
7932 - (د) عبد الله بن بسر - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «بين الملحمة وفتح المدينة سِتُ سنين، يخرجُ المسيحُ الدجال في السابعة» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (4296) في الملاحم، باب في تواتر الملاحم، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (4093) في الفتن، باب الملاحم، وإسناده ضعيف.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/189) . وأبو داود (4296) قالا: حدثنا حيوة بن شريح الحمصي، قال: حدثنا بقية، عن بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن ابن أبي بلال، فذكره.
(*) أخرجه ابن ماجة (4093) قال: حدثنا سويد بن سعيد، قال: حدثنا بقية، عن بحير بن سعد، عن خالد بن أبي بلال، عن عبد الله بن بسر. هكذا في سنن ابن ماجة، وهو وهم. والصواب الأول كما أشار المزي «تحفة الأشراف» حديث رقم (5194) .(10/414)
7933 - (ت) عمران بن حصين - رضي الله عنه - قال: أنَّ رسولَ الله [ص:415] صلى الله عليه وسلم- قال: «في هذه الأمة خسفٌ ومسْخٌ وقذْفٌ، فقال له رجلٌ من المسلمين: يا رسولَ الله، ومتى ذلك؟ قال: إذا ظهرتِ القِيَانُ والمعازف وشُرِبتِ الخمور» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2213) في الفتن، باب ما جاء في علامة حلول المسخ والخسف، وهو حديث حسن يشهد له الذي بعده.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (2212) قال: حدثنا عباد بن يعقوب الكوفي، قال: حدثنا عبد الله بن عبد القدوس، عن الأعمش عن هلال بن يساف، فذكره.(10/414)
7934 - (ت) عائشة - رضي الله عنها - قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «يكونُ في آخر هذه الأمَّة خسف ومسخ وقذْف، قالت: قلتُ: يا رسولَ الله، أنَهِلك وفينا الصالحون؟ قال: نعم، إذا ظَهَرَ الخَبَثُ» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2186) في الفتن، باب ما جاء في الخسف، وهو حديث حسن يشهد له الذي قبله.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (2185) قال: حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا صيفي بن ربعي، عن عبد الله بن عمر، عن عبيد الله بن عمر، عن القاسم بن محمد، فذكره.
(*) قال أبو عيسى: هذا حديث غريب من حديث عائشة. لا نعرفه إلا من هذا الوجه وعبد الله بن عمر تكلم فيه يحيى بن سعيد من قبل حفظه.(10/415)
7935 - (س) عمرو بن تغلب - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إنَّ من أشراط الساعة: أن يفشُوَ المالُ ويكثُرَ، وتفْشُوَ التجارةُ، ويظهرَ الجهلُ (1) ، ويبيعَ الرجلُ البيع، فيقول: [لا] ، حتى أستأمر تاجر بني فلان، ويُلْتَمَسُ في الحيِّ العظيم الكاتبُ لا يُوجدُ» أخرجه النسائي (2) .
__________
(1) وفي نسخ النسائي المطبوعة: ويظهر العلم، وما في أصولنا المخطوطة موافق لما في نسخ النسائي المخطوطة بدار الكتب الظاهرية، وهو الصواب.
(2) 7 / 244 في البيوع، باب التجارة، وإسناده ضعيف.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (7/244) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: أنبأنا وهب بن جرير، قال: حدثني أبي، عن يونس، عن الحسن، فذكره.(10/415)
7936 - (م) نافع بن عتبة بن أبي وقاص - رضي الله عنه - قال: «كُنَّا مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- في غزوة، فأتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قوم من قِبَلِ المغرب [ص:416] عليهم ثياب الصوف، فوافقوهُ عند أكمَة، فإنهم لَقِيام ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- قاعِد، قال: قالت لي نفسي: ائتِهِمْ فقُم بينهم وبينه لا يغتالونه، قال: ثم قلت: لعلَّه نجي معهم، فأتيتهم، فقمتُ بينهم وبينه، قال: فحفِظتُ منه أربعَ كلمات أعُدُّهن في يَدِي، قال: تغْزُونَ جزيرَة العرب، فيفتحها الله، ثم فارسَ، فيفتحها الله، ثم تغزون الرومَ، فيفتحها الله، ثم تغزون الدجال فيفتحُه الله، قال: فقال نافع: يا جابر - هو جابر بن سمرة - لا نُرَى الدجال يخرج حتى تفتح الروم» أخرجه مسلم (1) .
قال الحميديُّ: وقد أخرجه البخاري في «التاريخ» عن نافع بن عتبة: أنه سمع النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- يقول: «تغْزُون جزيرةَ العرب، فيفتحها الله عليكم، وتغزُونَ الدجال، فيفتح الله عليكم، وتغزون الرومَ، فيفتح الله عليكم، وتغزون فارس فيفتح الله عليكم» .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أكمة) الأكمة: الرابية، والموضع المرتفع من الأرض.
(يغتالونه) الاغتيال: هو أن يؤخذ الإنسان بغتةً من حيث لا يشعر.
(النجيُّ) : المناجي وهو المساور.
__________
(1) رقم (2900) في الفتن، باب ما يكون من فتوحات المسلمين قبل الدجال.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (1/178) (1540) قال: حدثنا حسين، عن زائدة (ح) وعبد الصمد، قال: حدثنا زائدة. وفي (1/178) (1541) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا أبو عوانة. وفي (4/337) قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا المسعودي. وفي (4/337) قال: حدثنا معاوية بن عمرو، قال: حدثنا أبو إسحاق - يعني الفزاري -. ومسلم (8/178) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا جرير. وابن ماجة (4091) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا الحسين بن علي، عن زائدة.
خمستهم - زائدة، وأبو عوانة، والمسعودي، وأبو إسحاق الفزاري، وجرير - عن عبد الملك بن عمير، عن جابر بن سمرة، فذكره.(10/415)
7937 - (خ د) أبو مالك - أو أبو عامر الأشعريان - رضي الله عنهما [ص:417] قال عبد الرحمن بن غنم الأشعري: حدَّثني أبو عامر - أو أبو مالك الأشعري - والله ما كذَبني، سمعَ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- يقول: «ليكونَنَّ من أُمَّتي أقوام يستَحِلُّونَ الخزَّ (1) والحرير والخمر والمعازف، ولَينزِلنَّ أقوام إلى جنب علَم تروح عليهم سارحةٌ لهم، فيأتيهم رجل لحاجة، فيقولون: ارجع إلينا غداً، فيُبَيِّتُهم الله، ويضَع العَلَمَ، ويمسْخُ آخرينَ (2) قِرَدة وخنازير إلى يوم القيامة» أخرجه البخاري.
وفي رواية أبي داود: أنه سمعَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «ليكونَنَّ من أُمَّتي أقوام يستحلون الخزَّ والحرير ... وذكر كلاماً، قال: يمسخُ منهم آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة» (3) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(العَلَم) : الجبل وما يُهتدى به في البرِّيَّة، من بناء أو جدار أو غير ذلك.
__________
(1) كذا في الأصل: الخز، بالمعجمتين، وفي أكثر نسخ البخاري: الحر، بكسر الحاء المهملة وفتح الراء، يعني الفرج، وهو الصواب.
(2) وفي بعض النسخ: ويمسخ منهم آخرون.
(3) رواه البخاري تعليقاً 10 / 45 - 49 في الأشربة، باب ما جاء فيمن يستحل الخمر ويسميه بغير اسمه، وقد وصله أبو داود دون قوله " والمعازف " رقم (4039) في اللباس، باب ما جاء في الخز، ووصله أيضاً الطبراني والبيهقي 10 / 221 مثل رواية البخاري، وغيرهم، وهو حديث صحيح، ومن ضعفه كابن حزم في " المحلى " وغيره فما أصاب، وانظر " الفتح " 10 / 45 - 49 و " تهذيب السنن " 5 / 271.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (4039) قال: حدثنا عبد الوهاب بن نجدة قال: حدثنا بشر بن بكر، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، قال: حدثنا عطية بن قيس، قال: سمعت عبد الرحمن بن غنم الأشعري، فذكره. والبخاري تعليقا في الأشربة - باب ما جاء فيمن يستحل الخمر ويسميه بغير اسمه. انظر الفتح (10/45، 49)(10/416)
7938 - (م) يعقوب بن عاصم بن عروة بن مسعود الثقفي قال: «سمعتُ عبد الله بنَ عمرو رضي الله عنه - وجاءه رجل - فقال: ما هذا [ص:418] الحديث الذي تحدِّث به الناس؟ تقول: إن الساعة تقوم إلى كذا وكذا، فقال: سبحان الله! - أو لا إله إلا الله، أو كلمة نحوها - لقد هممتُ أن لا أُحدِّث أحداً شيئاً أبداً، إنما قلتُ: إنكم ستروْنَ بعد قليل أمراً عظيماً: يُحرَّقُ البيتُ، ويكونُ، ويكونُ، ثم سمعتُه يقول: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: يخرج الدجال في أمَّتي، فيمكث أربعين، لا أدري - وفي رواية قال ابن عمرو: لا أدري أربعين يوماً، أو شهراً، أو عاماً - فيبعث الله عيسى بنَ مريم، كأنه عروة بن مسعود، فيطلبه فيهلكه، ثم يمكث الناس سبع سنين، ليس بين اثنين عداوة، ثم يُرسِل الله عز وجل ريحاً باردة من قِبل الشام، فلا يبقى على وجه الأرض أحدٌ في قلبه مثقال ذرَّة من خيرٍ أو إيمانٍ إلا قبَضتْهُ، حتى لو أنَّ أحدَكم دخل في كَبد جبل لدخلت عليه حتى تقْبِضَه، قال: سمعتُها من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، قال: فيبقى شرارُ الناس في خِفَّة الطير، وأحلام السباع، لا يعرفون معروفاً، ولا يُنكرون منكراً، فيتمثَّل لهم الشيطان، فيقول: ألا تسْتَحيُونَ (1) ؟ فيقولون: فما تأمرنا؟ فيأمرهم بعبادة الأوثان، وهم في ذلك دارٌّ رِزقُهم، حسَن عيشُهم، ثم يُنفخ في الصور، فلا يسمعه أحدٌ إلا أصغى لِيْتاً، [ورفعَ ليتا] ، فأول من يسمعه: رجلٌ يَلُوطُ حوضَ إِبِلِه، [قال] : فيصْعَق، ويُصْعَقُ الناس، قال: ثم يُرسِلُ الله - أو قال: يُنزل الله - مطراً كأنه الطَّلّ، أو الظِّل - نُعمانُ يشك (2) - فينبتُ منه أجساد الناس، ثم ينفخ [ص:419] فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون، ثم يقال: يا أيها الناس، هلُمُّوا إلى ربكم {وقفوهم إنهم مسؤولون} [الصافات: 24] ثم يقال لهم: أخرجوا بعثَ النار، فيقال: [مِنْ] كم؟ فيقال: من كل ألف تسعَمَائة وتسعة وتسعين، قال: فذاك يومَ يجعل الولدان شيباً، وذلك يومَ يُكشف عن ساق» أخرجه مسلم (3) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(كبد جَبَل) كبد الجبل: استعارة، والمراد: ما غمض من بواطنه.
(أصغى ليتاً) اللِّيت: صفحة العنق، وإصغاؤه: إمالتُه.
(يُصعَق) : يغشى عليه ويموت.
(الطَّل) : النَّدى الذي ينزل من السماء في الصحو.
__________
(1) في نسخ مسلم المطبوعة: ألا تستجيبون.
(2) أحد الرواة.
(3) رقم (2940) في الفتن، باب خروج الدجال ومكثه في الأرض ونزول عيسى وقتله إياه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/166) (6555) قال: حدثنا محمد بن جعفر. ومسلم (8/201) قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري، قال: حدثنا أبي. وفي (8/202) قال: حدثني محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (8952) عن محمد بن بشار، عن محمد بن جعفر.
كلاهما - محمد بن جعفر، ومعاذ بن معاذ - قالا: حدثنا شعبة، عن النعمان بن سالم، قال: سمعت يعقوب بن عاصم بن عروة بن مسعود الثقفي يقول، فذكره.(10/417)
الباب الثاني: من كتاب القيامة في أحوالها، وفيه ستة فصول
الفصل الأول: في النفخ في الصور والنشور
7939 - (ت) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «كيف أنْعَمُ وقد التقَم صاحبُ القرنِ القرنَ، وحنَا جبهته، وأصغى سمعَه، ينتظر أن يؤمَر فيَنفُخَ؟ فكأن ذلك ثقُلَ على أصحابه، فقالوا: فكيف نفعل يا رسولَ الله، أو نقول؟ قال: قولوا: حسبُنا الله ونعمَ الوكيلُ، على الله توكلنا، وربما قال: توكلنا على الله» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2433) في صفة القيامة، باب ما جاء في شأن الصور، وإسناده ضعيف، ولكن له شواهد يقوى بها، قال الحافظ في " الفتح " 11 / 317: بعد ذكر حديث أبي سعيد هذا: وأخرجه الطبراني من حديث زيد بن أرقم، وابن مردويه من حديث أبي هريرة، ولأحمد والبيهقي من حديث ابن عباس، وفيه جبريل عن يمينه، وميكائيل عن يساره، وهو صاحب الصور، يعني إسرافيل، وفي أسانيد كل منها مقال، وللحاكم بسند حسن عن يزيد بن الأصم عن أبي هريرة ورفعه: إن طرف صاحب الصور منذ وكل به مستعد، ينظر نحو العرش مخافة أن يؤمر قبل أن يرتد إليه طرفه كأن عينيه كوكبان دريان.. .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الحميدي (754) . وأحمد (3/7) قالا: حدثنا سفيان، قال: حدثنا مطرف. وأحمد (3/73) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا سفيان،
عن الأعمش. وفي (4/374) قال: حدثناه أبو أحمد، قال: حدثنا خالد بن طهمان أبو العلاء. وعبد بن حميد (886) قال: حدثنا روح بن عبادة، قال: حدثنا ابن عيينة، عن مطرف. والترمذي (2431) قال: حدثنا سويد، قال: أخبرنا عبد الله، قال: أخبرنا أبو العلاء. وفي (3243) قال: حدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان، عن مطرف.
ثلاثتهم - مطرف، والأعمش، وأبو العلاء خالد بن طهمان - عن عطية بن سعد العوفي، فذكره.(10/420)
7940 - (د ت) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال: «جاء أعرابي إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- فقال: ما الصُّورُ؟ قال: قرْن يُنفَخ فيه» . أخرجه أبو داود والترمذي (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (4742) في السنة، باب في ذكر البعث والصور، والترمذي رقم (2432) في صفة القيامة، باب ما جاء في شأن الصور، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال، ورواه أيضاً أحمد، والدارمي وابن حبان، والحاكم وغيرهم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/162) (6507) قال: حدثنا إسماعيل. وفي (2/192) (6805) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. والدارمي (2801) قال: حدثنا محمد بن يوسف، عن سفيان. وأبو داود (4742) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا معتمر. والترمذي (2430) قال: حدثنا سويد بن نصر، قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك. وفي (3244) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (8608) عن سويد بن نصر، عن ابن المبارك (ح) وعن قتيبة، عن ابن أبي عدي. (ح) وعن عمرو بن زرارة، عن إسماعيل. (ح) وعن عبيد الله بن سعيد، عن يحيى.
ستتهم - إسماعيل بن إبراهيم بن علية، ويحيى، وسفيان، ومعتمر، وابن المبارك، وابن أبي عدي - عن سليمان التيمي، عن أسلم العجلي، عن بشر بن شغاف، فذكره.(10/421)
7941 - (خ م ط د س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «ما بين النفختين أربعون، قيل: أربعون يوماً؟ قال أبو هريرة: أبَيْتُ، قالوا: أربعون شهراً؟ قال: أبيتُ، قالوا: أربعون سنة؟ قال: أبيتُ، ثم ينزل من السماء ماء، فينبتون كما ينْبتُ البَقْلُ، وليس من الإنسان شيء إلا بَليَ، إلا عظم واحد، وهو عجبُ الذَّنَب، منه يرَكَّبُ الخلْق يوم القيامة» أخرجه البخاري ومسلم.
ولمسلم طرف في ذكر عجبِ الذَّنب، قال: «إنَّ في الإنسان عظماً لا تأكلُه الأرض أبداً، فيه يركَّب يوم القيامة، قالوا: أيُّ عظم هو يا رسولَ الله؟ قال: عجبُ الذَّنَب» .
وفي رواية له وللموطأ وأبي داود والنسائي قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «كلُّ ابنِ آدمَ تأكله الأرضُ، إلا عجبَ الذَّنب، منه خُلقَ، وفيه يُرَكَّبُ» (1) .
[ص:422]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(عَجْب الذَّنَب) : هو عظم الصُّلب المستدير الذي يكون في أصل العَجُز، وأصلِ الذَّنَب.
__________
(1) رواه البخاري 8 / 424 في تفسير سورة الزمر، باب قوله: {ونفخ في الصور فصعق من في [ص:422] السماوات والأرض إلا من شاء الله} ، وفي تفسير سورة {عم يتساءلون} ، ومسلم رقم (2955) في الفتن، باب ما بين النفختين، والموطأ 1 / 239 في الجنائز، باب جامع الجنائز، وأبو داود رقم (4743) في السنة، باب في ذكر البعث والصور، والنسائي 4 / 111 في الجنائز، باب أرواح المؤمنين.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (6/158) قال: حدثنا عمر بن حفص. قال: حدثنا أبي. وفي (6/205) قال: حدثني محمد. قال: أخبرنا أبو معاوية. ومسلم (8/210) قال: حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء. قال: حدثنا أبو معاوية. وابن ماجة (4266) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثننا أبو معاوية. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (9/12508) عن أحمد بن حرب، عن أبي معاوية.
كلاهما - حفص بن غياث، وأبو معاوية محمد بن خازم - عن الأعمش، عن أبي صالح، فذكره.
ومالك (الموطأ) (568) عن أبي الزناد، عن الأعرج، فذكره..(10/421)
7942 - (ط س) كعب بن مالك - رضي الله عنه - قال: كان يحدِّثُ أَّن النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «إنما نسَمةُ المؤمن طير يَعْلَقُ في شجر الجنة، حتى يَرِجَعهُ الله في جَسَدِهِ يوم يبْعَثُهُ» . أخرجه الموطأ.
وأخرجه النسائي، ولم يذكر «يعْلَق» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(النَّسَمَة) : الرُّوح والنَّفْس، و «يعلق» أي يأكل.
__________
(1) رواه الموطأ 1 / 240 في الجنائز، والنسائي 4 / 108 في الجنائز، باب أرواح المؤمنين، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (4271) في الزهد، باب ذكر القبر والبلى، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك «الموطأ» (164) . والحميدي (873) قال: حدثنا سفيان. قال: حدثنا عمرو بن دينار. وأحمد (6/386) قال: حدثنا سفيان، عن عمرو. وفي (3/455) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر. (ح) وحدثنا محمد بن إدريس، يعني الشافعي، عن مالك. وفي (3/455) قال: حدثنا عثمان بن عمر. قال: أخبرنا يونس. وفي (3/456) قال: حدثنا أبو اليمان. قال: أنبأنا شعيب. وعبد بن حميد (376) قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. وابن ماجة (4271) قال: حدثنا سويد بن سعيد. قال: أنبأنا مالك بن أنس. والترمذي (1641) قال: حدثنا ابن أبي عمر. قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار. والنسائي (4/108) قال: أخبرنا قتيبة، عن مالك.
خمستهم - عمرو، ومعمر، ومالك، ويونس، وشعيب - عن الزهري، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، فذكره.
(*) في رواية عمرو، ومعمر «عند عبد بن حميد» : عن الزهري، عن ابن كعب بن مالك. «ولم يسمه» .
(*) رواية معمر عن الزهري، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، قال: قالت أم مبشر لكعب بن مالك، وهو شاك: اقرأ على ابني السلام - تعني مبشرا -. فقال: يغفر الله لك يا أم مبشر، أو لم تسمعي ما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إنما نسمة المسلم طير تعلق في شجر الجنة، حتى يرجعها الله عز وجل إلى جسده يوم القيامة» ؟ قالت: صدقت. فأستغفر الله.
(*) أخرجه أحمد (3/455) قال: حدثنا سعد بن إبراهيم، قال: حدثنا أبي، عن صالح. وفي (3/460) قال: حدثنا إبراهيم بن أبي العباس. قال: حدثنا أبو أويس.
كلاهما - صالح، وأبو أويس - قال صالح: عن ابن شهاب. قال: حدثني عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب، أنه بلغه، أن كعب بن مالك قال. فذكره.
وقال أبو أويس: قال الزهري: أخبرني عبد الرحمن بن عبد الله الأنصاري، أن كعب بن مالك كان يحدث، فذكره.(10/422)
7943 - () أبو رزين العقيلي - رضي الله عنه - قال: قلت: يا رسولَ الله «كيف يُعيدُ الله الخلقَ، وما آية ذلك في خلقه؟ قال: أما مررت بوادي قومك جدّباً، ثم مررتَ به يهّتزُّ خَضِراً؟ قلت: نعم، قال: فتلك آيةُ الله في خلقه [ص:423] كذلك يحيي الله الموتى» أخرجه ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وقد رواه أحمد بمعناه في " المسند " 4 / 11 وفي سنده وكيع بن عدس، ويقال: حدس، لم يوثقه غير ابن حبان، وقال ابن قتيبة في " اختلاف الحديث ": غير معروف، وقال ابن القطان: مجهول الحال.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
هذه الرواية من زيادات رزين، وقد رواه أحمد بمعناه في «المسند» (4/11) . وفي سنده وكيع بن عدس. ويقال: «حدس» ، لم يوثقه غير ابن حبان، وقال: ابن قتيبة في «اختلاف الحديث» غير معروف، وقال ابن القطان: مجهول الحال.(10/422)
7944 - (خ) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: «قال في قوله تعالى: {فَإِذَا نُقِرَ في الناقور} [المدثر: 8] الصور، قال: والراجفةُ: النفخة الأولى، والرَّادفةُ: الثانية» أخرجه البخاري في ترجمة باب (1) .
__________
(1) تعليقاً 11 / 317 و 318 في الرقاق، باب نفخ الصور، قال الحافظ في " الفتح ": وصله الطبري وابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه البخاري تعليقا (11/317 و 318) في الرقاق باب نفخ الصور، قال الحافظ في «الفتح» وصله الطبري وابن أبي حاتم، من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس.(10/423)
7945 - (د) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: «ذَكَر رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- صاحبَ الصور، وقال: عن يمينه جبريل، وعن يساره: ميكائيل» . أخرجه ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وقد رواه أبو داود رقم (3999) في الحروف والقراءات، وأحمد في " المسند " 3 / 10، وإسناده ضعيف، وانظر الحديث رقم (7939) .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
هذه الرواية أخرجها رزين، وقد رواه أبو داود رقم (3999) في الحروف والقراءات، وأحمد في «المسند» (3/10) وإسناده ضعيف.(10/423)
الفصل الثاني: في الحشر
7946 - (خ م) سهل بن سعد - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله [ص:424] صلى الله عليه وسلم-: «يُحْشَرُ الناس يوم القيامة على أرض بيضاءَ عفراءَ، كقُرْصَة النَّقِيِّ ليس فيها علَم لأحد» .
وفي رواية إلى قوله: «كقرْصَةِ النَّقِيِّ» ثم قال: قال سهل، أو غيره: «ليس فيها مَعْلم لأحد» أخرجه البخاري ومسلم (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(عفراء) أرض عفراء: بيضاء، والعفرة: البياض.
(النَّقيّ) : أراد به الخبز الأبيض الحُوَّارَى.
__________
(1) رواه البخاري 11 / 323 في الرقاق، باب يقبض الله الأرض، ومسلم رقم (2790) في المنافقين، باب في البعث والنشور وصفة الأرض يوم القيامة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (8/135) قال: حدثنا سعيد بن أبي مريم. ومسلم (8/127) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا خالد بن مخلد.
كلاهما - سعيد، وخالد - عن محمد بن جعفر بن أبي كثير، قال: حدثني أبو حازم، فذكره.(10/423)
7947 - (خ م ت س) عبد الله بن عباس- رضي الله عنهما - قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يخْطُبُ على المنبر يقول: «إنَّكُم ملاقو الله حُفاة عُراة غُرلاً» زاد في رواية في أوله: «مشاة» وزاد في رواية: قال سفيان: هذا مما يُعَدُّ أنَّ ابن عباس سمعه من النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-.
وفي أخرى قال: قام فينا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بموعظة، فقال: يا أيها الناس، إنَّكم محشورون إلى الله حفاة عراة غُرْلاً {كما بدأنا أول خَلْق نُعيده وعداً علينا إنَّا كنَّا فاعلين} [الأنبياء: 104] ألا إنَّ أولَ الخلائق يُكْسَى يوم القيامة: إبراهيمُ عليه السلام، ألا وإنه سَيُجاءُ برجال من أُمتي، فيؤخذ بهم ذات الشمال، [ص:425] فأقول: يا ربِّ، أصحابي، فيقول: إنَّك لا تدري ما أحدثوا بعدَك، فأقول كما قال العبد الصالح: {وكنتُ عليهم شهيداً ما دمتُ فيهم} - إلى قوله - {العزيز الحكيم} [المائدة: 117، 118] قال: فيقال لي: إنَّهم لم يزالوا مرْتَدِّين على أعقابهم منذ فارقتَهم.
زاد في رواية: «فأقول: فسُحْقاً، فسُحْقاً» أخرجه البخاري ومسلم.
وأخرج الترمذي والنسائي الثانية، وللنسائي مثل الأولى.
وله في أخرى: أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: يُحْشَر الناس يوم القيامة عُراة غُرلاً، أولُ الخلائق يُكْسَى: إبراهيمُ عليه السلام، ثم قرأ: {أولَ خلقٍ نُعيدُه} [الأنبياء: 104] .
وفي أخرى للترمذي: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: يُحْشَرُونَ حُفاة عُرَاة غُرْلاً، فقالت امرأة: أَيُبْصِرُ - أو يَرَى - بعضُنا عَوْرَةَ بعض؟ قال: يا فلانة {لكل امرئٍ منهم يومئذ شأنٌ يغنيه} [عبس: 37] (1) .
[ص:426]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(غرلاً) الغُرْلَة: القُلْفة التي تقطع من جلدة الذَّكَر، وهو موضع الختان.
(سُحقاً) أي: بُعداً.
__________
(1) رواه البخاري 11 / 331 - 333 في الرقاق، باب كيف الحشر، وفي الأنبياء، باب قول الله تعالى: {واتخذ الله إبراهيم خليلا} ، وباب {واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها} ، وفي تفسير سورة المائدة، باب {وكنت عليهم شهيداً ما دمت فيهم} ، وباب قوله: {إن تعذبهم فإنهم عبادك} ، وفي تفسير سورة الأنبياء، باب {كما بدأنا أول خلق نعيده وعداً علينا} ، ومسلم رقم (2860) في الجنة، باب فناء الدنيا وبيان الحشر يوم القيامة، والترمذي رقم (2425) في القيامة، باب ما جاء في شأن الحشر، ورقم (3329) في التفسير، باب ومن سورة عبس، والنسائي 4 / 114 في الجنائز، باب البعث.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1 - أخرجه الحميدي (483) . وأحمد (1/220) (1913) . والبخاري (8/136) قال: حدثنا علي (ح) وحدثنا قتيبة بن سعيد. ومسلم (8/156) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وزهير بن حرب، وإسحاق ابن إبراهيم، وابن أبي عمر. والنسائي (4/114) قال: أخبرنا قتيبة. ثمانيتهم - الحميدي، وأحمد، وعلي، وقتيبة، وأبو بكر، وزهير، وإسحاق، وابن أبي عمر - عن سفيان بن عيينة، عن عمرو.
2 - وأخرجه أحمد (1/223) (1950) و (1/229) (2027) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن سفيان. وفي (1/235) (2096) قال: حدثنا وكيع، وابن جعفر، قالا: حدثنا شعبة. وفي (1/253) (2281) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا شعبة. وفي (1/253) (2282) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. والدارمي (2805) قال: حدثنا أبو الوليد الطيالسي، قال: حدثنا شعبة. والبخاري (4/169) و (6/70) قال: حدثنا محمد بن كثير، قال: حدثنا سفيان. وفي (4/204) قال: حدثنا محمد بن يوسف، قال: حدثنا سفيان. وفي (6/69) قال: حدثنا أبو الوليد، قال: حدثنا شعبة. وفي (6/122) قال: حدثنا سليمان بن حرب، قال: حدثنا شعبة. وفي (8/136) قال: حدثني محمد بن بشار، قال: حدثنا غندر، قال: حدثنا شعبة. ومسلم (8/157) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيببة، قال: حدثنا وكيع (ح) وحدثنا عبيد الله بن معاذ، قال: حدثنا أبي. كلاهما - وكيع، ومعاذ - عن شعبة. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى، ومحمد بن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. والترمذي (2423) قال: حدثنا محمود بن غيلان. قال: حدثنا أبو أحمد الزبيري، قال: حدثنا سفيان. (ح) وحدثنا محمد بن بشار، ومحمد بن المثنى، قالا: حدثنا محمد بن جعفر، عن شعبة. وفي (3167) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا وكيع، ووهب بن جرير، وأبو داود، قالوا: حدثنا شعبة. (ح) وحدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. والنسائي (4/114) قال: أخبرنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا يحيى، عن سفيان. وفي (4/117) قال: أخبرنا محمود بن غيلان، قال: أخبرنا وكيع ووهب بن جرير وأبو داود، عن شعبة. وفي الكبرى «تحفة الأشراف» (5622) عن محمد بن إسماعيل بن إبراهيم، وبندار كلاهما عن إسحاق بن يوسف الأزرق، عن سفيان (ح) وعن سليمان بن عبيد الله، عن بهز، عن شعبة. كلاهما - سفيان، وشعبة - قالا: حدثنا المغيرة بن النعمان.
3 - وأخرجه أحمد (1/257) (2327) قال: حدثنا عثمان بن محمد - قال عبد الله بن أحمد: وسمعته أنا منه - قال: حدثنا جرير، عن ليث بن أبي سليم، عن عبد الملك بن سعيد.
ثلاثتهم - عمرو، والمغيرة، وعبد الملك - عن سعيد بن جبير، فذكره.
رواية عمرو بن دينار مختصرة على:
«إنكم ملاقوا الله حفاة عراة مشاة غرلا» .
والرواية الثانية:
أخرجها الترمذي (3332) قال: حدثنا عبد بن حميد، قال: حدثنا محمد بن الفضل، قال: حدثنا ثابت ابن يزيد، عن هلال بن خباب، عن عكرمة، فذكره.(10/424)
7948 - (خ م س) عائشة - رضي الله عنها - قالت: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «يُحْشَر الناسُ حفاة عراة غُرْلاً» ، قالت عائشةُ، فقلت: الرجالُ والنساء جميعاً ينظر بعضهم إلى بعض؟ قال: الأمرُ أشد من أن يُهِمَّهم ذلك.
وفي رواية: «من أن ينظر بعضهم إلى بعض» أخرجه البخاري ومسلم والنسائي وللنسائي في أخرى قال: «لكل امرِئ منهم يومئذ شأن يُغْنيه» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 11 / 334 في الرقاق، باب الحشر، ومسلم رقم (2859) في الجنة، باب فناء الدنيا وبيان الحشر يوم القيامة، والنسائي 4 / 114 في الجنائز، باب البعث.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (6/53) قال: حدثنا يحيى. (ح) وحدثنا روح. والبخاري (8/136) قال: حدثنا قيس بن حفص. قال: حدثنا خالد بن الحارث. ومسلم (8/156) قال: حدثني زهير بن حرب. قال: حدثنا يحيى بن سعيد. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وابن نمير. قالا: حدثنا أبو خالد الأحمر. وابن ماجة (4276) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا أبو خالد الأحمر. والنسائي (4/114) قال: أخبرنا عمرو بن علي. قال: حدثنا يحيى. وفي الكبرى «تحفة الأشراف» (12/17461) عن محمد بن عبد الأعلى، عن خالد بن الحارث.
أربعتهم - يحيى بن سعيد، وروح بن عبادة، وخالد بن الحارث، وأبو خالد الأحمر - عن حاتم بن أبي صغيرة أبي يونس القشيري، قال: حدثني ابن أبي مليكة، عن القاسم بن محمد، فذكره.
أخرجه أحمد (6/89) قال: حدثنا يزيد بن عبد ربه. والنسائي (4/114) قال: أخبرني عمرو بن عثمان.
كلاهما - يزيد بن عبد ربه، وعمرو بن عثمان - قالا: حدثنا بقية. قال: أخبرني الزبيدي، قال: أخبرني الزهري، عن عروة بن الزبير، فذكره.(10/426)
7949 - (خ م) أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن رجلاً قال: «يا رسولَ الله، قال الله تعالى: {الذين يُحْشَرون على وجوههم إلى جهنم} [الفرقان: 34] أيُحشَرُ الكافر على وجهه؟ قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: أليْس الذي أمْشَاه على رجليه في الدنيا قادر على أن يمشيَه على وجهه يوم القيامة؟» قال قتادة حين بَلَغه: بلَى، وعزَّةِ ربِّنا. أخرجه البخاري ومسلم (1) .
__________
(1) رواه البخاري 11 / 330 في الرقاق، باب الحشر، وفي تفسير سورة الفرقان، باب قوله: {الذين يحشرون على وجوههم إلى جهنم أولئك شر مكاناً وأضل سبيلاً} ، ومسلم رقم (2806) في المنافقين، باب يحشر الكافر على وجهه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (3/229) . وعبد بن حميد (1182) . والبخاري (6/137) و (8/136) قال: حدثنا عبد الله بن محمد. ومسلم (8/135) قال: حدثني زهير بن حرب، وعبد بن حميد. أربعتهم - أحمد، وعبد، وعبد الله، وزهير - قالوا: حدثنا يونس. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (1296) عن الحسين بن منصور، عن حسين بن محمد.
كلاهما - يونس، وحسين - عن شيبان، عن قتادة، فذكره.(10/426)
7950 - (ت) بهز بن حكيم - رحمه الله - عن أبيه عن جده قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «إنَّكم تحشرون رجالاً ورُكباناً، وتجرُّونَ على وجوهكم» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2426) في صفة القيامة، باب ما جاء في شأن الحشر، وفي التفسير، باب ومن سورة الإسراء وإسناده حسن، وقال الترمذي: هذا حديث حسن، وفي الباب عن أبي هريرة، وقال الحافظ في " الفتح ": أخرجه الترمذي والنسائي، وسنده قوي.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (2423) قال: حدثنا أحمد بن منيع، حدثنا يزيد بن هارون. أخبرنا بهز بن حكيم عن أبيه عن جده، فذكره.
وفي الباب عن أبي هريرة.
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.(10/427)
7951 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «يُحْشَرُ الناس يوم القيامة ثلاثةَ أصناف: صنفاً مشاةَ، وصِنْفاً ركباناً، وصنْفاً على وجوههم، قيل: يا رسولَ الله، وكيف يمْشُونَ على وجوههم؟ قال: إنَّ الذي أمشاهم على أقدامهم قادر [على] أن يُمْشِيَهم على وجوههم، أما إنهم يتَّقون بوجوههم كلّ حَدَب وشوك» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3141) في التفسير، باب ومن سورة بني إسرائيل، من حديث حماد بن سلمة عن علي بن زيد بن جدعان عن أوس بن خالد عن أبي هريرة، وإسناده ضعيف، ولكن للحديث شواهد بمعناه يقوى بها، وقال الترمذي: هذا حديث حسن، وقد روى وهيب عن ابن طاوس عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم شيئاً من هذا.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/354) قال: حدثنا حسن بن موسى وعفان. وفي (2/363) قال: حدثنا عفان. والترمذي (3142) قال: حدثنا عبد بن حميد. قال: حدثنا الحسن بن موسى وسليمان بن حرب. ثلاثتهم - حسن، وعفان، وسليمان - قالوا: حدثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن أوس بن خالد، فذكره.(10/427)
7952 - (س) أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه - قال: إن الصادق المصدوق حدَّثني: «أن الناس يحشَرون ثلاثةَ أفواج: فوجاً راكبين طاعمين كاسين، وفوجاً تسْحَبُهُم الملائكة على وجوههم، وتحشر [هم] النارُ، وفوجاً يمشون ويسْعَونَ، يُلقي الله الآفة على الظهر، فلا يبقى، حتى إن الرجل [ص:428] لتكون له الحديقةُ يعطيها بذات القَتب، لا يقدرُ عليها» أخرجه النسائي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الفوج) : الجماعة من الناس.
(حديقة) الحديقة: البستان الذي قد جعل عليه حائط يُحدِق به.
__________
(1) 4 / 116 في الجنائز، باب البعث، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (5/164) قال: حدثنا يزيد. والنسائي (4/116) قال: أخبرنا عمرو بن علي. قال: حدثنا يحيى.
كلاهما - يزيد بن هارون، ويحيى بن سعيد - عن الوليد بن جميع القرشي.(10/427)
7953 - (خ م س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «يُحْشَر الناس يوم القيامة على ثلاث طرائقَ: راغبين وراهبين، واثنان على بعير، وثلاثة على بعير، وأربعة على بعير، وعشرة على بعير، وتَحْشُرُ بقيَّتَهم النارُ، تَقيل معهم حيث قالوا، وتبيت معهم حيث باتوا، وتُصبِح معهم حيث أصبحوا، وتمسي معهم حيث أمْسَوْا» أخرجه البخاري ومسلم والنسائي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(طرائق) جمع طريقة، وهي الحالة.
(تقيل) من القائلة، والقيلولة: كسر الحرِّ.
__________
(1) رواه البخاري 11 / 326 في الرقاق، باب كيف الحشر، ومسلم رقم (2861) في الجنة، باب فناء الدنيا وبيان الحشر يوم القيامة، والنسائي 4 / 115 و 116 في الجنائز، باب البعث.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (8/135) قال: حدثنا معلى بن أسد. ومسلم (8/157) قال: حدثني زهير بن حرب. قال: حدثنا أحمد بن إسحاق. (ح) وحدثني محمد بن حاتم. قال: حدثنا بهز. والنسائي (4/115) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك. قال: حدثنا أبو هشام.
أربعتهم - معلى بن أسد، وأحمد بن إسحاق الحضرمي، وبهز بن أسد، وأبو هشام المغيرة بن سلمة المخزومي - عن وهيب بن خالد. قال: حدثنا عبد الله بن طاوس، عن أبيه، فذكره.(10/428)
7954 - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم [ص:429] قال: «يعرقُ الناسُ يوم القيامة، حتى يذهب في الأرض عرَقُهُم سبعين ذِراعاً، وإنه يُلجِمُهُم حتى يبلغَ آذانَهم» أخرجه البخاري ومسلم (1) .
__________
(1) رواه البخاري 11 / 341 في الرقاق، باب قول الله تعالى: {ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون. ليوم عظيم} ، ومسلم رقم (2863) في الجنة، باب في صفة يوم القيامة أعاننا الله على أهوالها.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/418) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد. والبخاري (8/138) قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله. قال: حدثني سليمان. ومسلم (8/158) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا عبد العزيز. يعني ابن محمد.
كلاهما - عبد العزيز بن محمد، وسليمان بن بلال - عن ثور بن زيد، عن أبي الغيث، فذكره.(10/428)
7955 - (خ م ت) نافع مولى ابن عمر «أن ابن عمر - رضي الله عنه - تلا {ألا يَظُنُّ أُولئك أنهم مبعوثون. ليوم عظيم. يوم يقوم الناس لرب العالمين} [المطففين: 4-6] قال: يقوم أحدُهم في رَشْحِهِ إلى أنصاف أذنيه» أخرجه البخاري ومسلم والترمذي.
ورواه الترمذي مرفوعاً وموقوفاً (1) .
__________
(1) رواه البخاري 11 / 340 في الرقاق، باب قوله تعالى: {ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون. ليوم عظيم} ، وفي تفسير سورة {ويل للمطففين} ، ومسلم رقم (2862) في الجنة، باب في صفة يوم القيامة، والترمذي رقم (2424) في القيامة، باب رقم (3) ، ورقم (3333) في التفسير، باب ومن سورة (المطففين) .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/13) (4613) و (2/19) (4697) قال: حدثنا يحيى، عن عبيد الله. وفي (2/31) (4862) قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا محمد بن إسحاق. وفي (2/64) (5318) قال: حدثنا حسين بن محمد، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب. وفي (2/70) (5388) قال: حدثنا حسن، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن أيوب. وفي (2/105) (5823) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا صخر بن جويرية. وفي (2/112) (5912) قال: حدثنا مؤمل، قال: حدثنا حماد - يعني ابن زيد- قال: حدثنا أيوب. وفي (2/125) (6075) قال: حدثنا سليمان بن حيان، قال: حدثنا ابن عون. وفي (2/126) (6086) قال: حدثنا يونس، قال: حدثنا حماد - يعني ابن زيد -. عن أيوب. وعبد بن حميد (763) قال: حدثني يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا أبي، عن صالح بن كيسان. والبخاري (6/207) قال: حدثنا إبراهيم بن المنذر، قال: حدثنا معن، قال: حدثني مالك. وفي (8/138) قال: حدثنا إسماعيل بن أبان، قال: حدثنا عيسى بن يونس، قال: حدثنا ابن عون. ومسلم (8/157) قال: حدثنا زهير بن حرب، ومحمد بن المثنى، وعبيد الله بن سعيد، قالوا: حدثنا يحيى، يعنون ابن سعيد - عن عبيد الله. وفي (8/158) قال: حدثنا محمد بن إسحاق المسيبي، قال: حدثنا أنس، -يعني ابن عياض -. (ح) وحدثني سويد بن سعيد، قال: حدثنا حفص بن ميسرة، كلاهما عن موسى بن عقبة. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو خالد الأحمر، وعيسى بن يونس، عن ابن عون. (ح) وحدثني عبد الله بن جعفر بن يحيى، قال: حدثنا معن، قال: حدثنا مالك (ح) وحدثنا أبو نصر التمار،قال:حدثنا حماد بن سلمة، عن أيوب. (ح) وحدثنا الحلواني، وعبد بن حميد، عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد، قال: حدثنا أبي، عن صالح. وابن ماجة (4278) قال: حدثنا ابو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عيسى بن يونس، وأبو خالد الأحمر، عن ابن عون. والترمذي (2422) و (3335) قال: حدثنا أبو زكريا يحيى بن دُرُسْت البصري، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب. وفي (2422 و 3336) قال: حدثنا هناد، قال: حدثنا عيسى بن يونس، عن ابن عون. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (7684) عن أبي داود، عن يعقوب بن إبراهيم، عن أبيه، عن صالح بن كيسان. وفي (7743) عن هناد، عن عيسى بن يونس، عن ابن عون. وفي (8183) عن عبيد الله بن سعيد، عن يحيى بن سعيد القطان، عن عبيد الله.
ثمانيتهم - عبيد الله، ومحمد بن إسحاق، وأيوب، وصخر بن جويرية، وابن عون، وصالح بن كيسان، ومالك، وموسى بن عقبة - عن نافع، فذكره.(10/429)
7956 - (م ت) المقداد بن الأسود - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «تُدنَى الشمسُ يوم القيامة من الخلق، حتى تكونَ منهم كمقدار ميل - زاد الترمذي: أو اثنين، قال سُلَيم بن عامر: فوالله ما أدري ما يعني بالميل: أمسافة الأرض، أو الميل الذي تُكْحلُ به العين؟ - قال: فيكون الناس على قدْرِ أعمالهم في العَرق، فمنهم من يكون إلى كعبيه، ومنهم من يكون إلى رُكبتيه، ومنهم من يكون إلى حقْويه، ومنهم من [ص:430] يُلْجِمُهُ العرق إلجاماً، وأشار رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بيده إلى فيه» . أخرجه مسلم والترمذي.
وفي رواية الترمذي قال: «فتَصْهَرُهُم الشمس، فيكونون في العرَق كقدر أعمالهم ... الحديث» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(حَقويه) الحقو: مشدُّ الإزار عند الخصر.
__________
(1) رواه مسلم رقم (2864) في صفة الجنة، باب صفة يوم القيامة، والترمذي رقم (2423) في صفة القيامة، باب رقم (3) .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (6/3) قال: حدثنا إبراهيم بن إسحاق. قال: حدثنا ابن المبارك. ومسلم (8/158) قال: حدثنا الحكم بن موسى أبو صالح، قال: حدثنا يحيى بن حمزة. والترمذي (2421) قال: حدثنا سويد بن نصر، قال: أخبرنا ابن المبارك.
كلاهما - عبد الله بن المبارك، ويحيى بن حمزة - عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، قال: حدثني سليم ابن عامر، فذكره.(10/429)
7957 - (م) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «يُبْعثُ كل عبدٍ على ما مات عليه» أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (2878) في الجنة، باب الأمر بحسن الظن بالله تعالى عند الموت.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح
1 - أخرجه أحمد (3/314) قال: حدثنا أبو معاوية، قال: حدثنا بعض أصحابنا.
2 - وأخرجه أحمد (3/331) قال: حدثنا أبو أحمد. وفي (3/366) قال: حدثنا أبو نعيم. وعبد بن حميد (1013) قال: أخبرنا مصعب بن مقدام الخثعمي، وأبو نعيم. ومسلم (8/165) قال: حدثنا أبو بكر بن نافع، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. أربعتهم - أبو أحمد، وأبو نعيم، ومصعب، وابن مهدي - عن سفيان.
3 - وأخرجه مسلم (8/165) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، وعثمان بن أبي شيبة، قالا: حدثنا جرير.
جميعهم - بعض أصحاب أبي معاوية، وسفيان، وجرير - عن الأعمش، عن أبي سفيان، فذكره.(10/430)
الفصل الثالث: في الحساب والحكم بين العباد، وفيه ستة انواع
نوع أول
7958 - (خ ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله [ص:431] صلى الله عليه وسلم-: «من كانت عنده مظلِمَة لأخيه، مِنْ عِرضِهِ أو شيء منه، فلْيَتَحلَّلَهُ منه اليومَ، من قبلِ أن لا يكون دينار ولا درهم، إن كان له عمل صالح أُخذَ منه بقدر مَظلمتِهِ، وإن لم يكن له حسنات أُخِذَ من سيئات صاحبه، فَحمِل عليه» أخرجه البخاري (1) .
وفي رواية الترمذي قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «رحِمَ الله عبداً كانت لأخيه عنده مظلمة ... » الحديث (2) .
__________
(1) في المطبوع: أخرجه البخاري ومسلم، وهو خطأ.
(2) رواه البخاري 5 / 73 في المظالم، باب من كانت له مظلمة عند الرجل فحللها له هل يبين مظلمته، وفي الرقاق، باب القصاص يوم القيامة، والترمذي رقم (2421) في صفة القيامة، باب ما جاء في شأن الحساب والقصاص.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/435) قال: حدثنا يحيى، عن مالك. (ح) وحجاج. قال: أخبرنا ابن أبي ذئب. وفي (2/506) قال: حدثنا يزيد. قال: أخبرنا ابن أبي ذئب. (ح) وحدثناه روح بإسناده ومعناه. والبخاري (3/170) قال: حدثنا آدم بن إياس. قال: حدثنا ابن أبي ذئب. وفي (8/138) قال: حدثنا إسماعيل. قال: حدثني مالك. والترمذي (2419) قال: حدثنا هناد ونصر بن عبد الرحمن الكوفي، قال: حدثنا المحاربي، عن أبي خالد يزيد بن عبد الرحمن، عن زيد بن أبي أنيسة.
ثلاثتهم - مالك، وابن أبي ذئب، وزيد - عن سعيد المقبري، فذكره.(10/430)
7959 - (م ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يوماً: «أتَدرُونَ ما المُفْلِسُ؟ قالوا: المفْلسُ فينا من لا درهم له ولا متاع، قال: إن المفْلسَ مَنْ يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي قد شَتَمَ هذا، وقذفَ هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيُعطَى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فَنيَتْ حَسَناتُهُ قبل أن يُقْضى ما عليه، أُخِذَ من خطايهم فطُرِحَتْ عليه، ثم يُطْرَحُ في النار» أخرجه مسلم والترمذي (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (2581) في البر، باب تحريم الظلم، والترمذي رقم (2420) في صفة القيامة، باب ما جاء في شأن الحساب والقصاص.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/303) قال: حدثا مؤمل وعبد الرحمن، عن زهير. وفي (2/334) قال: حدثنا أبو عامر. قال: حدثنا زهير. وفي (2/371) قال: حدثنا سليمان. قال: حدثنا إسماعيل. ومسلم (8/18) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد وعلي بن حجر. قالا: حدثنا إسماعيل، وهو ابن جعفر. والترمذي (2418) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد.
ثلاثتهم - زهير بن محمد، وإسماعيل بن جعفر، وعبد العزيز بن محمد - عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه، فذكره.(10/431)
7960 - (م ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لَتُؤدُّنَّ الحقوقَ إلى أهلها يوم القيامة، حتى يُقادَ للشاة الجلْحاء من الشاةِ القرْناءِ» أخرجه مسلم والترمذي (1) .
وزاد رزين «ويُسأل الَحجر الذي انكَبَّ على الحجَر، ولمِ نَكأ الرِّجْلُ الرِّجْلَ؟» .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الجلحاء) شاة جلحاء: لا قرن لها.
__________
(1) رواه مسلم رقم (2582) في البر، باب تحريم الظلم، والترمذي رقم (2422) في صفة القيامة، باب ما جاء في شأن الحساب والقصاص.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/335) قال: حدثنا ابن أبي عدي، عن شعبة. وفي (2/235 و 301) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. وفي (2/323) قال: حدثنا أبو عامر. قال: حدثنا زهير - يعني ابن محمد -. وفي (2/372) قال: حدثنا سليمان. قال: أنبأنا إسماعيل. وفي (2/411) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم. والبخاري في «الأدب المفرد» (183) قال: حدثنا أبو الربيع، قال: حدثنا إسماعيل. ومسلم (8/18) قال: حدثنا يحيى بن أيوب وقتيبة وابن حجر. قالوا: حدثنا إسماعيل - يعنون ابن جعفر -. والترمذي (2420) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد.
خمستهم - شعبة، وزهير بن محمد، وإسماعيل بن جعفر، وعبد الرحمن بن إبراهيم، وعبد العزيز بن محمد - عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، فذكره.(10/432)
7961 - () أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: «كنَّا نسمع أن الرجلَ يتعلق بالرجلِ يوم القيامة وهو لا يعرفه، فيقول له: مالك إليَّ وما بيني وبينك معرفة؟ فيقول: كنتَ تراني على الخطأ وعلى المنكرِ ولا تنهاني» أخرجه ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع جعله من تتمة رواية رزين، وهو خطأ.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
هذه الرواية أخرجها رزين.(10/432)
نوع ثان
7962 - (خ م ت د) عائشة - رضي الله عنها - قال ابن أبي مُليكة: «إن عائشة كانت لا تسمع شيئاً لا تعرفه إلا راجعتْ فيه حتى تعرفَهُ، وإن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: مَن نُوقشَ الحساب عُذِّب، فقلتُ: أليس يقول الله تعالى: {فأما مَنْ أُوتِيَ كتابه بيمينه. فسوف يُحاسَبُ حِسَاباً يسيراً. وينقلب إلى أهله [ص:433] مسروراً} [الانشقاق: 7- 9] ؟ فقال: إنما ذلك العرْضُ، وليس أحد يُحاسبُ يوم القيامة إلا هلك» .
وفي رواية «وليس أحد يناقش الحساب يوم القيامة إلا عُذِّب» .
وفي أخرى: قالت: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «ليس أحد يُحاسَبُ إلا هلَك، قلت: يا رسول الله، جعلني الله فداك، أليْسَ الله تعالى يقول: {فأمَّا مَنْ أُوتيَ كتابه بيمينه. فسوف يحاسب حسابا يسيراً} قال: ذلك العرْض تُعرَضُون، ومن نُوقِشَ الحسابَ هَلَكَ» أخرجه البخاري ومسلم.
وأخرج الترمذي الثانية.
وأخرج أبو داود هذا الحديث بمعناه في جملة حديث (1) .
وفد ذكر في تفسير (سورة النساء) من كتاب «تفسير القرآن» في حرف التاء.
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(نوقش) المناقشة في الحساب: تحقيقه وتدقيقه، والاستقصاء فيه.
__________
(1) رواه البخاري 1 / 176 في العلم، باب من سمع شيئاً فراجع حتى يعرفه، وفي تفسير سورة {إذا السماء انشقت} ، وفي الرقاق، باب من نوقش الحساب عذب، ومسلم رقم (2876) في الجنة، باب إثبات الحساب، وأبو داود رقم (3093) في الجنائز، باب عبادة النساء، والترمذي رقم (2428) في صفة القيامة، باب من نوقش الحساب عذب.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (6/108) قال: حدثنا سريج. قال: حدثنا عيسى بن يونس. عن عبيد الله بن أبي زياد. والبخاري (6/208) قال: حدثنا مسدد، عن يحيى، عن أبي يونس حاتم بن أبي صغيرة، عن ابن أبي مليكة. وفي (8/139) قال: حدثني إسحاق بن منصور. قال: حدثنا روح بن عبادة. قال: حدثنا حاتم بن أبي صغيرة. قال: حدثنا عبد الله بن أبي مليكة. ومسلم (8/164) قال: حدثنا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم العبدي. قال: حدثنا يحيي - يعني ابن سعيد القطان -. قال: حدثنا أبو يونس القشيري، قال: حدثنا ابن أبي مليكة.
كلاهما - عبيد الله بن أبي زياد، وابن أبي مليكة - عن القاسم بن محمد، فذكره.
(*) أخرجه أحمد (6/47) قال: حدثنا إسماعيل. قال: أخبرنا أيوب. وفي (6/91) قال: حدثنا يونس. قال: حدثنا نافع. - يعني ابن عمر -. وفي (6/108) قال: حدثنا سريج. قال: حدثنا نافع. وفي (6/127) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا بكار، يعني ابن عبد الله بن وهب الصنعاني. فذكر حديثا. وفي (6/206) قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا عبد الجبار بن ورد. والبخاري (1/37) قال: حدثنا سعيد بن أبي مريم. قال: أخبرنا نافع بن عمر الجمحي. وفي (6/207) و (8/139) قال: حدثني عمرو بن علي. قال: حدثنا يحيى، عن عثمان بن الأسود. وفي (6/208) قال: حدثنا سليمان بن حرب. قال: حدثنا حماد بن زيد. عن أيوب. وفي (8/139) قال: حدثنا عبيد الله بن موسى، عن عثمان بن الأسود. ومسلم (8/164) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعلي بن حجر. جميعا عن إسماعيل. قال أبو بكر: حدثنا ابن علية، عن أيوب. (ح) وحدثني أبو الربيع العتكي، وأبو كامل. قالا: حدثنا حماد بن زيد. قال: حدثنا أيوب. (ح) وحدثني عبد الرحمن بن بشر. قال: حدثني يحيى - وهو القطان -. عن عثمان بن الأسود. وأبو داود (3093) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى. (ح) وحدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا عثمان بن عمر. عن أبي عامر الخزاز. والترمذي (2426 و 3337) قال: حدثنا سويد بن نصر. قال: أخبرنا ابن المبارك. عن عثمان بن الأسود. وفي (3337) قال: حدثنا عبد بن حميد. قال: حدثنا عبيد الله بن موسى، عن عثمان بن الأسود. (ح) وحدثنا محمد بن أبان وغير واحد. قالوا: حدثنا عبد الوهاب الثقفي. عن أيوب. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (11/16231) عن زياد بن أيوب، عن إسماعيل بن علية، عن أيوب. وفي (11/16254) عن سويد بن نصر، عن ابن المبارك، عن عثمان بن الأسود. (ح) وعن يوسف بن عيسى، عن الفضل بن موسى، عن عثمان بن الأسود. وفي (11/16261) عن العباس بن محمد، عن يونس بن محمد، عن نافع بن عمر.
ستتهم - أيوب، ونافع بن عمر، وبكار بن عبد الله، وعبد الجبار بن ورد، وعثمان بن الأسود، وأبو عامر الخزاز - عن عبد الله بن أبي مليكة، عن عائشة، فذكره.
ليس فيه: «القاسم بن محمد» .(10/432)
7963 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «من حُوسِبَ عُذِّب» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3335) في التفسير، باب ومن سورة {إذا السماء انشقت} ، وهو حديث حسن يشهد له الذي قبله.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (3338) قال: حدثنا محمد بن عبيد الهمداني، قال: حدثنا علي بن أبي بكر، عن همام، عن قتادة، فذكره.(10/434)
نوع ثالث
7964 - (ت س) حريث بن قبيصة قال: «قدمتُ المدينةَ، فقلت: اللهم يسِّر لي جليساً صالحاً، قال: فجلستُ إلى أبي هريرة - رضي الله عنه - فقلت: إني سألتُ الله أن يرزقَني جليساً صالحاً، فحدِّثني بحديث سمعته من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، لعلَّ الله أن ينفعَني به، فقال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: إنَّ أَولَ ما يُحاسَبُ به العبد يوم القيامة من عَمَلِهِ: صلاَتُهُ، فإن صَلَحتْ، فقد أفلح وأنجح، وإن فسدَتْ، فقد خاب وخسر، فإن انتقص من فريضته شيئاً، قال الربُّ تبارك وتعالى: انظروا، هل لعبدي من تطوع؟ فيكمل بها ما انتقص من الفريضة، ثم يكون سائر عمله على ذلك» .
وفي أخرى عن أبي هريرة بمعناه أخصر منه، أخرجه الترمذي والنسائي (1) .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (413) في الصلاة، باب ما جاء أن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة، الصلاة، والنسائي 1 / 232 في الصلاة، باب المحاسبة على الصلاة، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 5 / 72 و 377، والحاكم 1 / 263، وهو حديث صحيح بشواهده.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (413) قال: حدثنا علي بن نصر بن علي الجهضمي، قال: حدثنا سهل بن حماد. والنسائي (1/232) قال: أخبرنا أبو داود. قال: حدثنا هارون - هو ابن إسماعيل الخزاز -.
كلاهما - سهل بن حماد، وهارون بن إسماعيل - قالا: حدثنا همام، عن قتادة، عن الحسن، عن حريث بن قبيصة، فذكره.(10/434)
7965 - (د) أنس بن حكيم الضبي: أنه خاف من زياد - أو ابن [ص:435] زياد - فأتى المدينةَ، فلقيَ أبا هريرة - رضي الله عنه - قال: فنسبني، فانتسبت له قال: يا بُنيَّ، ألا أحدِّثكَ حديثاً؟ قال: قلتُ: بلى يرحمك الله - قال يونس: وأَحْسِبُه ذَكَرَه عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «إنَّ أولَ ما يُحاسَبُ الناس به يوم القيامة من أعمالهم: الصلاةُ، قال: يقول ربنا عز وجل لملائكته: انظروا في صلاة عبدي، أتَمَّها أم نقصَها؟ فإن كانت تامّة، كتبت له تامة، وإن كان انتقص منها شيئاً، قال: انظروا، هل لعبدي من تطوع؟ فإن كان له تطوع، قال: أتمُّوا لعبدي فريضته من تطوعه، ثم تُؤخذُ الأعمالُ على ذلك» .
أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (864) و (865) في الصلاة، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " كل صلاة لا يتمها صاحبها تتم من تطوعه "، وهو حديث صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/290) . وابن ماجة (1425) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. ومحمد بن بشار.
ثلاثتهم - أحمد بن حنبل، وأبو بكر، ومحمد بن بشار - عن يزيد بن هارون، عن سفيان بن حسين، عن علي بن زيد، عن أنس بن حكيم الضبي، فذكره.
(*) وأخرجه أحمد (2/425) . وأبو داود (864) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم.
كلاهما - أحمد بن حنبل، ويعقوب - قالا: حدثنا إسماعيل. قال: أخبرنا يونس - يعني ابن عبيد -. عن الحسن، عن أنس بن حكيم الضبي، أنه خاف من زياد، أو ابن زياد، فأتى المدينة، فلقي أبا هريرة، فانتسبني فانتسبت له. فقال: يا فتى، ألا أحدثك حديثا لعل الله أن ينفعك به؟ قلت: بلى، رحمك الله. قال: إن أول ما يحاسب به الناس ... فذكره موقوفا.
قال يونس: وأحسبه قد ذكر النبي -صلى الله عليه وسلم-.
(*) وأخرجه أحمد (4/103) قال: حدثنا عفان. وأبو داود (865) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. وابن ماجة (1426) قال: حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح. قال: حدثنا عفان.
كلاهما - عفان، وموسى - قالا: حدثنا حماد، عن حميد، عن الحسن، عن رجل من بني سليط عن أبي هريرة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- بنحوه.
وفي رواية عفان: «عن رجل، عن أبي هريرة» .
(*) وأخرجه أحمد (4/103) قال: حدثنا حسن. قال: حدثنا حماد، عن حميد، عن الحسن، عن أبي هريرة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مثله. ليس فيه «عن رجل» .(10/434)
7966 - (د) تميم الداري - رضي الله عنه -: عن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- بهذا المعنى قال: «ثم الزكاة مثل ذلك، ثم تؤخذ الأعمالُ على حسبِ ذلك» أخرجه أبو داود هكذا (1) .
__________
(1) رقم (866) في الصلاة، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " كل صلاة لا يتمها صاحبها تتم من تطوعه "، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/103) قال: حدثنا عفان. والدارمي (1362) قال: أخبرنا سليمان بن حرب. وأبو د اود (866) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. وابن ماجة (1426) قال: حدثنا أحمد بن سعيد الدارمي. قال: حدثنا سليمان بن حرب (ح) وحدثنا الحسن بن محمد الصباح، قال: حدثنا عفان.
أربعتهم - حسن، وعفان، وسليمان، وموسى - عن حماد بن سلمة عن داود بن أبي هند، عن زرارة بن أوفى، فذكره.(10/435)
7967 - (ط) يحيى بن سعيد - رحمه الله - قال بلغني: «أن أولَ ما ينظر فيه من عمل المرء: الصلاةُ، فإن قُبلت منه نُظِرَ فيما بقي من عمله، وإن لم [ص:436] تُقْبَل منه، لم ينظر في شيء من عمله» أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) بلاغاً 1 / 173 في قصر الصلاة، باب جامع الصلاة، وإسناده منقطع، ولكن يشهد له معنى الحديث الذي قبله رقم (7964) .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده منقطع: أخرجه مالك (420) عن يحيى بن سعيد، فذكره بلاغا.
وقال الزرقاني في «شرح الموطأ» (1/501) : وقد روي معناه موقوفا من وجوه قاله أبو عمر.
قلت: انظر أحاديث الباب.(10/435)
7968 - (خ م ت س) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «أولُ ما يُقضَى بين الناس يوم القيامة في الدماء» أخرجه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي.
وللنسائي: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «أوَّلُ ما يحاسبُ عليه العبد: الصلاةُ، وأولُ ما يُقْضَى بين الناس: في الدماءِ» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 12 / 166 في الديات في فاتحته، وفي الرقاق، باب القصاص يوم القيامة، ومسلم رقم (1678) في القسامة، باب المجازاة بالدماء في الآخرة، والترمذي رقم (1396) في الديات، باب الحكم في الدماء، والنسائي 7 / 83 في تحريم الدم، باب تعظيم الدم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1 - أخرجه أحمد (1/388) (3674) قال: حدثنا محمد بن عبيد. وفي (1/440) (4200) و (1/442) (4214) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (1/442) (4213) قال: حدثنا وكيع. وحميد الرؤاسي. والبخاري (8/138) قال: حدثنا عمر بن حفص، قال: حدثنا أبي. وفي (9/3) قال: حدثنا عبيد الله بن موسى. ومسلم (5/107) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة،وإسحاق بن إبراهيم، ومحمد بن عبد الله بن نمير، جميعا عن وكيع (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبدة بن سليمان، ووكيع. (ح) وحدثنا عبيد الله بن معاذ، قال: حدثنا أبي (ح) وحدثني يحيى بن حبيب، قال: حدثنا خالد - يعني ابن الحارث - (ح) وحدثني بشر بن خالد، قال: حدثنا محمد بن جعفر (ح) وحدثنا ابن المثنى، وابن بشار، قالا: حدثنا ابن أبي عدي، كلهم عن شعبة. وابن ماجة (2615) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، وعلي بن محمد، ومحمد بن بشار، قالوا: حدثنا وكيع. والترمذي (1396) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا وهب بن جرير، قال: حدثنا شعبة. وفي (1397) قال: حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا وكيع. والنسائي (7/83) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى، عن خالد، قال: حدثنا شعبة. وفي الكبرى «تحفة الأشراف» (9246) عن ابن بشار، عن أبي عامر العقدي، عن سفيان.
ثمانيتهم - محمد بن عبيد، وشعبة، ووكيع، وحميد الرؤاسي، وحفص بن غياث، وعبيد الله بن موسى، وعبدة بن سليمان، وسفيان - عن الأعمش.
2 - وأخرجه ابن ماجة (2617) قال: حدثنا سعيد بن يحيى بن الأزهر الواسطي. والنسائي (7/83) قال: أخبرنا سريع بن عبد الله الواسطي الخصي. كلاهما - سعيد، وسريع - قالا: حدثنا إسحاق بن يوسف الأزرق، عن شريك، عن عاصم.
كلاهما - الأعمش، وعاصم بن بهدلة - عن شقيق أبي وائل، فذكره.
(*) لفظ رواية سريع بن عبد الله الواسطي الخصي: «أول ما يحاسب به العبد الصلاة، وأول ما يقضى بين الناس في الدماء.
(*) صرح الأعمش بالسماع في رواية شعبة عند أحمد، ورواية حميد الرؤاسي عنده، ورواية حفص بن غياث عند البخاري.
(*) أخرجه النسائي (7/83) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان، قال: حدثنا أبو داود،عن سفيان. وفي (7/84) قال: أخبرنا محمد بن العلاء، قال: حدثنا أبو معاوية.
كلاهما - سفيان، وأبو معاوية - عن الأعمش، عن شقيق أبي وائل، عن عبد الله، فذكره موقوفا.
(*) وأخرجه النسائي (7/83) قال: أخبرنا أحمد بن حفص، قال: حدثني أبي. قال: حدثني إبراهيم بن طهمان، عن الأعمش، عن شقيق، ثم ذكر كلمة معناها: عن عمرو بن شرحبيل، عن عبد الله. قال: أول ما يقضى بين الناس، يوم القيامة، في الدماء» «موقوف» .
(*) وأخرجه النسائي (7/84) قال: أخبرنا أحمد بن حرب. قال: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن عمرو بن شرحبيل، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «أول ما يقضى فيه بين الناس يوم القيامة في الدماء» «مرسل» .(10/436)
نوع رابع
7969 - (ت) أبو برزة [الأسلمي] رضي الله عنه: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تزولُ قدَمَا عبد يومَ القيامة، حتى يُسألَ عن أربع (1) : عن عُمُره فيما أفناه؟ وعن عِلْمِهِ ما عمِل به؟ وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه؟ وعن جسمه فيما أبلاه؟» أخرجه الترمذي (2) .
__________
(1) جملة " عن أربع " ليست في نسخ الترمذي المطبوعة.
(2) رقم (2419) في صفة القيامة، باب رقم (1) ، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الدارمي (543) والترمذي (2417) . قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن - الدارمي - قال: أخبرنا الأسود بن عامر، قال: حدثنا أبو بكر بن عياش، عن الأعمش عن سعيد بن عبد الله بن جريج، فذكره.(10/436)
7970 - (ت) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم [ص:437] قال: «لا تزول قدمَا ابنِ آدمَ يومَ القيامة من عند ربه، حتى يُسألَ عن خمس: عن عمُره فيما أفناه؟ وعن شبابه فيما أبلاه؟ وعن ماله من أين اكتسبه، وفيم أنفقه، وماذا عمل فيما علم؟» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2418) في صفة القيامة، باب رقم (1) ، وهو حديث حسن، يشهد له الذي قبله.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (2416) قال: حدثنا حميد بن مسعدة، قال: حدثنا حصين بن نمير أبو محصن، قال: حدثنا حسين بن قيس الرحبي، قال: حدثنا عطاء بن أبي رباح، عن ابن عمر، فذكره.
(*) قال الترمذي: هذا حديث غريب، لا نعرفه من حديث ابن مسعود، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- إلا من حديث الحسين بن قيس. وحسين بن قيس يضعف في الحديث من قبل حفظه.(10/436)
7971 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «يُجاءُ بابن آدم يوم القيامة كأنه بَذَج، فيوقَفُ بين يدي الله تعالى، فيقول الله تعالى: أعطيتك وخوَّلتُك، وأنعمتُ عليك، فماذا صنعتَ؟ فيقول: يا رب، جمعتُه وثمرتُه، وتركتُه أكثر ما كان، فارجعني آتِكَ به، فيقول له: أرني ما قدَّمْتَ، فيقول: ربِّ جمعتُه [وثمَّرتُه] وتركتُه أكثر ما كان، فارجعني آتكَ به، فإذا عبدٌ لم يُقدِّم خيراً، فيُمضَى به إلى النار» أخرجه الترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(بذج) البَذَجُ: كلمة فارسية، تكلمت بها العرب، وهو أضعف ما يكون من الحملانِ، يجمع على بَذَجان.
__________
(1) رقم (2429) في صفة القيامة، باب رقم (7) ، وإسناده ضعيف، ولكن يشهد له معنى الحديث الذي بعده.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (2427) قال: حدثنا سويد بن نصر، قال: أخبرنا ابن المبارك، قال: أخبرنا إسماعيل بن مسلم، عن الحسن، وقتادة، فذكراه.(10/437)
7972 - (ت) أبو سعيد الخدري، وأبو هريرة - رضي الله عنهما- قالا: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «يؤتَى بالعبد يوم القيامة، فيقول له: ألم أجعل لك [ص:438] سمعاً وبصراً ومالاً وولداً؟ وسخَّرتُ لك الأنعام والحرْث؟ وتركتك ترْأسُ وتربَعُ؟ فكنتَ تظنُّ أنَّك مُلاقِيَّ يومَكَ هذا؟ فيقول: لا، فيقول له: اليومَ أنساكَ كما نسيتني» أخرجه الترمذي، وقال: معنى قوله: «اليوم أنساك كما نسيتني» اليوم أتركك في العذاب (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ترأس) الترؤس: التقدُّم على القوم وأن يصير رئيسهم.
(وتربع) أي: تأخذ المرباع، وهو ما يأخذه رئيس الجيش لنفسه من المغانم وهو ربعها، وقد روي «ترتع» بتاءين من التنعم والرتع، يقال: رتعتِ الإبل، وأرتَعَها صاحبها: إذا كانت في موضعٍ خَصيب.
__________
(1) رواه الترمذي رقم (2430) في صفة القيامة، باب رقم (7) ، وإسناده حسن، وقال الترمذي: هذا حديث صحيح غريب. أقول: وهو بمعنى حديث مسلم الذي بعده.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (2428) قال: حدثنا عبد الله بن محمد الزهري البصري، قال: حدثنا مالك بن سعيد أبو محمد التميمي الكوفي، قال: حدثنا الأعمش، عن أبي صالح، فذكره.(10/437)
7973 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قالوا: «يا رسولَ الله هل نرى ربَّنا يوم القيامة؟ فقال: هل تُضارُّونَ في رؤية الشمس في الظهيرة ليست في سحابة؟ قالوا: لا، قال: فهل تضارُّونَ في رؤية القمر ليلة البدر ليس في سحابة؟ قالوا: لا، قال: فوالذي نفسي بيده لا تضارُّونَ في رؤية ربِّكم إلا كما تضارُّونَ في رؤية أحدهما، فيَلقى العبدُ ربَّه، فيقول: أيْ فُل، ألمْ أكرِمْك وأسَوِّدَك وأُزوِّجكَ، وأُسَخِّرْ لك الخيْلَ والإبلَ، وأذْرَكَ ترْأس [ص:439] وترْبَعُ؟ فيقول: بلى يا رب، فيقول: أظننتَ أنك ملاقيَّ؟ فيقول: لا، فيقول: فإني أنساك كما نسيتني، ثم يلقى الثاني، فيقول: أي فُل: ألم أُكرِمْك وأسوِّدكَ وأُزوجك، وأُسِّخرْ لك الخيل والإبل؟ وأَذرَك ترأسُ وتربعُ؟ فيقول: بلى يا رب، فيقول: أظننت أنك ملاقيَّ؟ فيقول: لا، فيقول: فإني أنساك كما نسيتني، ثم يلقى الثالث، فيقول: أي فل، ألم أُكرمْكَ، وأسَوِّدْك، وأُزَوِّجْكَ، وأسخِّر لك الخيل والإبلَ، وأذَرَك تَرْأسُ وتَرْبَعُ؟ فيقول: بلى يا رب فيقول: أظننت أنك ملاقيَّ؟ فيقول: أي رب: آمنتُ بك وبكتابك وبرسلك، وصلَّيتُ وصمتُ وتصدَّقتُ، ويثني بخير ما استطاع، فيقول: هاهنا إذن، ثم يقول: الآن نبعثُ شاهداً عليك، فيتفكر في نفسه: من ذا الذي يشهد عليه؟ فيُختم على فيه، ويقال لفخذه: انطقي، فتنطِق فخذه ولحمه وعظامه بعمله، وذلك ليُعذَر من نفسه، وذلك المنافق ذلك الذي يسخَطُ الله عليه» أخرجه مسلم (1) .
وهذا الحديث هو الحديث الذي قبله، إلا أنه أطول منه، وذلك عن أبي هريرة وأبي سعيد، وهذا عن أبي هريرة وحدَه، فلذلك أفردناه.
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(تُضارون) روي بتخفيف الراء من الضير، يقال: ضاره يضيره: [ص:440] إذا ضرَّه، وروي بتشديد الراء، من المضارَّة، يقال: ضارَّه يضارُّه، مثل ضرَّه يضرُّه، والمعنى فيهما سواء، أي: لا يُضايق بعضكم بعضاً في رؤيته، ولا ينازعه ولا يخالفه، بل يكونون متفقين في رؤيته، وقال الجوهري: يقال: أضرني فلان: إذا دنا مِنِّي دُنوّاً شديداً، وفي الحديث: «لا تضارون في رؤيته» وبعضهم يقول: لا تَضارون، بفتح التاء، أي: لا تضامُّون، فيكون من الانضمام عنده والازدحام، على ما ذهب إليه من تفسيره بالقرب والدنو، أي: لا يقرب بعضكم من بعض فتزدحمون.
(الظهيرة) : شدة الحر وقت الظهر.
(أيْ فُل) منقوص من فلان، كأنه قال: يا فلان، قال الجوهري: حذفت الألف والنون بغير ترخيم، ولو كان ترخيماً لقال: يا فلا، وقال الأزهري: ليست ترخيم فلان، ولكنها كلمة على حدة، فبنو أسدٍ يوقعونها على الواحد والاثنين والجمع والمؤنث بلفظ واحد، وغيرهم يثني ويجمع ويؤنث.
(أُسَوِّدْك) سوَّدْت الرجل: إذا جعلته سيِّداً في قومه.
(أذَرْك) أي: أتركك.
__________
(1) رقم (2968) في الزهد.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه الحميدي (1178) قال: حدثنا سفيان. قال: حدثنا سهيل بن أبي صالح. وأحمد (2/389) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا وهيب. قال: حدثنا مصعب بن محمد بن شرحبيل. وفي (2/492) قال: حدثنا بهز وعفان. قالا: حدثنا حماد. قال عفان في حديثه: أخبرنا إسحاق بن عبد الله. ومسلم (8/216) قال: حدثنا محمد بن أبي عمر. قال: حدثنا سفيان، عن سهيل ابن أبي صالح. وأبو داود (4730) قال: حدثنا إسحاق بن إسماعيل. قال: حدثنا سفيان، عن سهيل ابن أبي صالح. وابن ماجة (178) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير. قال: حدثنا يحيى بن عيسى الرملي، عن الأعمش. والترمذي (2554) قال: حدثنا محمد بن طريف الكوفي. قال: حدثنا جابر بن نوح الحماني، عن الأعمش.
أربعتهم - سهيل، ومصعب بن محمد، وإسحاق بن عبد الله، والأعمش - عن أبي صالح، فذكره.
(*) الروايات جاءت مطولة ومختصرة.(10/438)
نوع خامس
7974 - (خ م ت) سعيد بن المسيب، وعطاء بن يزيد الليثي أنَّ أبا [ص:441] هريرة أخبرهما: «أنَّ الناس قالوا: يا رسولَ الله، هل نرى ربَّنا يوم القيامة؟ قال: هل تمارون في القمر ليلة البدر ليس دونه سَحاب؟ قالوا: لا يا رسولَ الله، قال: فهل تمارون في الشمس ليس دونها سحاب؟ قالوا: لا، قال: فإنكم ترونه كذلك، يُحشَر الناس يوم القيامة، فيقول: من كان يعْبُدُ شيئاً فليتّبع، فمنهم منْ يتبع الشمس، ومنهم من يتَّبع القمر، ومنهم من يتبع الطواغيت، وتبقى هذه الأمَّةُ فيها منافقوها، فيأتيهم الله، فيقول: أنا ربُّكم، فيقولون: هذا مكانُنا حتى يأتينا ربُّنا، فإذا جاء ربُّنا عرفناه، فيأتيهم الله فيقول: أنا ربُكم، فيقولون: أنت ربُّنا؟ فيدعوهم، ويضرب الصراط بين ظهراني جهنم، فأكون أولَ من يجُوزُ من الرُّسلِ بأُمّته، ولا يتكلّم يومئذ أحد إلا الرُّسلُ، وكلام الرُّسُلِ يومئذ: اللهم سلّم سَلّم، وفي جهنم كلاليب، مثل شوكِ السَّعدان، هل رأيتم شوك السعدان؟ قالوا: نعم، قال: فإنها مثلُ شَوك السعدان، غير أنه لا يعلم قدْرَ عِظَمِها إلا الله تعالى، تخطَفُ الناس بأعمالهم، فمنهم من يُوبَق بعمله، ومنهم يُخَرْدَلُ، ثم ينجو، حتى إذا أراد الله رحمة من أراد من أهل النار - وفي رواية: فمنهم المؤمن بقي بعمله، ومنهم المجازى حتى يُنَجَّى - حتى إذا فرغ الله من القضاء بين العباد، وأراد أن يُخرج برحمته من أراد من أهل النار، أمر الملائكة أن يخرجوا من كان يعبد الله، فيخرجونهم، ويعرفونهم بآثار السجود، وحرَّم الله على النار أن تأكل أثر [ص:442] السجود، فيُخرجون من النار، [فكلُّ ابن آدمَ تأكله النار، إلا أثر السجود، فيخرجون من النار] قد امتُحِشُوا، فيُصَبُّ عليهم ماء الحياة، فيَنْبتُون كما تَنْبُتُ الحبَّةُ في حَميل السيل، ثم يَفرُغ الله من القصاص (1) بين العباد، ويبقى رجل بين الجنة والنار، وهو آخر أهلِ النار دخولاً الجنة - مقبلٌ (2) بوجهه قِبَل النار، فيقول: يا ربِّ، اصرف وجهي عن النار، قد قشَبني ريحُها، وأحرقني ذَكاها [فيدعو الله بما شاءَ أن يدعوه] فيقول: هل عسيتَ إن أفعل ذلك أن تسألَ غير ذلك؟ فيقول: لا وعِزَّتِكَ، فيعطي الله ما شاءَ الله من عهد وميثاق، فيصرفُ الله وجهه عن النار، فإذا أقبل بوجهه على الجنة، ورأى بهْجَتها، سكتَ ما شاء الله أن يسكت، ثم قال: يا ربِّ، قدِّمني عند باب الجنة، فيقول الله له: أليس قد أعطيتَ العهود والمواثيق (3) أن لا تسألَ غير الذي كنتَ سألتَ؟ فيقول: يا رب لا أكون أشقى خلْقكَ، فيقول: فما عَسيتَ إن أعطيْتَ ذلك أن تسأل غيره؟ فيقول: لا وعِزَّتِكَ، لا أسألك غير هذا، فيعطي ربَّه ما شاء من عهد وميثاق، فيقدِّمه إلى باب الجنة، فإذا بلغ بابها، رأى زهرتها وما فيها من النُّضْرة والسُّرور.
- وفي رواية: فإذا قام إلى باب الجنة انفهَقتْ له الجنة، فرأى ما فيها من الحبرة والسرور، فسكت ما شاء الله أن يسكتَ، - فيقول: يا رب [ص:443] أدخلني الجنة، فيقول الله: ويحك! يا ابنَ آدم ما أغْدَرَكَ؟ أليس قد أعطيت العهود أن لا تسأل غير الذي قد أُعطيت؟ فيقول: يا رب، لا تجعلني أشقى خلْقِكَ، فيضحك الله منه، ثم يأذنُ له في دخول الجنة، فيقول: تمَنَّ: فيتمنى، حتى إذا انقطع أمنيتُهُ، قال الله تعالى: تمَّن من كذا وكذا - يُذكِّره ربُّه - حتى إذا انتهت به الأماني قال الله: لك ذلك ومثله معه» .
قال أبو سعيد الخدري لأبي هريرة رضي الله عنهما: إنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «قال الله: لَكَ ذلك وعشرة أمثاله» قال أبو هريرة: لم أحْفَظْ من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- إلا قوله «لك ذلك ومثله معه» قال أبو سعيد: إني سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: لك ذلك وعشرة أمثاله، قال أبو هريرة: وذلك الرجل آخرُ أهل النار دخولاً الجنة.
أخرجه البخاري، وأخرجه مسلم عن عطاء بن يزيد.
وأخرجه عن عطاء وابن المسيب، وقال: قال أبو هريرة: «إنَّ الناس قالوا للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم-: يا رسولَ الله، هل نرى ربَّنا يوم القيامة؟ ... » وساق الحديث بمثله، هكذا قال مسلم، ولم يذكر لفظه، وأخرجه البخاري عن عطاء وحده بنحوه.
وأخرجه الترمذي عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة أخصر من هذا: «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: يجْمعُ الله الناس يوم القيامة [ص:444] في صعيد واحد، ثم يطَّلع عليهم ربّ العالمين، فيقول: ألا لِيَتْبَع كلُّ إنسان ما كان يعبُدُ، فيتمثل لصاحب الصليب صليبه، ولصاحب التصاوير تصاويره، ولصاحب النار ناره، فيتَّبعون ما كانوا يعبدون، ويبقى المسلمون، فيطَّلع عليهم ربُّ العالمين، فيقول: ألا تتَّبِعون الناس؟ فيقولون: نعوذ بالله منك [نعوذ بالله منك] الله ربُّنا، وهذا مكاننا حتى نرى ربَّنا، وهو يأمرهم ويُثَبِّتهم، [ثم يتوارى ثم يطلع، فيقول: ألا تتبعون الناس؟ فيقولون: نعوذ بالله منك نعوذ بالله منك، الله ربُّنا وهذا مكاننا حتى نرى ربّنا، وهو يأمرهم ويثبِّتُهم] قالوا: وهل نراه يا رسولَ الله؟ قال: وهل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر؟ قالوا: لا يا رسول الله، قال: فإنَّكم لا تضارُّون في رؤيته تلك الساعة، ثم يتوارَى، ثم يطلع، فيعرِّفهم نفسه، ثم يقول: أنا ربكم فاتَّبعوني فيقوم المسلمون، ويوضع الصراط، فيُمرُّ عليه مثل جياد الخيل والركاب وقولهم عليه: سَلّم سلم، ويبقى أهل النار، فيطرح منهم فيها فوج، فيقال: هل امتلأتِ؟ فتقول: هل من مزيد؟ [ثم يُطرح فيها فوج، فيقال: هل امتلأتِ؟ فتقول: هل من مزيد] ؟ حتى إذا أُوعِبُوا فيها وضع الرحمن قدمه فيها، وأزْويَ بعضُها إلى بعض، ثم قال: قط، قالت: قَطٍ قَطٍ، فإذا دخلَ أهلُ الجنةِ الجنة، وأهلُ النارِ النارَ: أُتي بالموتِ مُلَبَّباً، فيوقَف على السور الذي بين أهل الجنة وأهل النار، ثم يقال: يا أهل الجنة، فيطلعون خائفين، ثم يقال: يا أهل النار، فيطلعون مستبشرين، يرجون الشفاعة، [ص:445] فيقال لأهل الجنة و [أهل] النار: هل تعرفون هذا؟ فيقولون - هؤلاء وهؤلاء - قد عرفناه، هو الموت الذي وُكّلَ بنا، فيُضجَع، فيُضجَع، فيذبح ذبحاً على السور، ثم يقال لهم: يا أهل الجنة، خلودٌ لا موتَ، ويا أهل النار، خلودٌ لا موتَ» .
وأخرج النسائي منه طرفاً من وسطه، وهو قوله: «فتأتي الملائكةُ فتشفع ويشفع الرسل، وذكَرَ الصراط، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: فأكون أول من يجيز، فإذا فرغ الله من القضاء بين خلقه، وأخرج من النار مَنْ يريد أن يخرج، أمرَ الله الملائكة والرسل أن تشفَعَ، فيشفعون بعلاماتهم، إنَّ النار تأكل كلَّ شيء من بني آدم إلا موضع السجود، فيصب عليهم ماءُ الحياة، فينبتون كما تنبت الحِبة في السيل» هذا القدر أخرج منه النسائي، ولقلة ما أخرج منه لم نُثبت له علامة، على أن رواية الترمذي أيضاً مباينة لرواية البخاري ومسلم، فإن فيها زيادة ليست فيها، ونقصاً هو فيها، ولو أُفرِدَتْ عنها لجاز (4) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(السعدان) : نبت ذو شوك معقف من مراعي الإبل الجيدة.
(يوبق) أوبقتْه الذنوب، أي: أهلكته. [ص:446]
(يخردل) المخردل: المرمي المصروع، وقيل: هو المقطّع، والمعنى أنه تقطعه كلاليب الصراط، حتى يقع في النار.
(امتحشوا) الامتحاش: الاحتراق، وقيل: هو أن تُذهِبَ النارُ الجلد، وتبدي العظم.
(الحِبَّة) بكسر الحاء: البزورات، وبفتحها: كالحنطة والشعير.
(حميل السيل) : الزبد وما يلقيه على شاطئه، وهو فَعيل بمعنى مفعول.
(قَشَبني ريحها) : آذاني، والقشب: السّم، والقشيب: المسموم، فكأنه قال: قد سَمَّني ريحها.
(ذكاها) ذكا النار: مفتوح الأول مقصوراً: اشتعالها ولهبها.
(الزهرة) : الحسن والنضارة والبهجة.
(انفهقت) أي: انفتحت واتسعت.
(الحبرة) : السرور والنعمة.
(زويت) الشيء إلى الشيء: ضممت بعضه إلى بعض، وجمعته إليه.
(قط قط) بمعنى حسبي وكفاني.
(ملبَّباً) كأنه أخذ بتلابيبه، وهو استعارة، والأخذ بالتلابيب: أن يجمع على الإنسان ثوبه، ويأخذ بمقدَّمه فيجرُّ به.
__________
(1) في نسخ البخاري ومسلم المطبوعة: القضاء.
(2) في نسخ البخاري المطبوعة: مقبلاً.
(3) في الأصل: والميثاق.
(4) رواه البخاري 11 / 387 - 403 في الرقاق، باب الصراط جسر جهنم، وفي صفة الصلاة، باب فضل السجود، وفي التوحيد، باب قول الله تعالى: {وجوه يومئذ ناضرة. إلى ربها ناظرة} ، ومسلم رقم (182) في الإيمان، باب معرفة طريق الرؤية، والترمذي رقم (2560) في صفة الجنة، باب ما جاء في خلود أهل الجنة وأهل النار.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه الدارمي (2804) . والبخاري (1/204) و (8/146) . ومسلم (1/114) قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي.
كلاهما - عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، ومحمد بن إسماعيل البخاري - عن أبي اليمان، الحكم بن نافع، قال: أخبرنا شعيب، عن الزهري، قال: أخبرني سعيد بن المسيب وعطاء بن يزيد الليثي، فذكراه.
(*) أخرجه أحمد (2/775 و 533) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر. وفي (2/293) قال: حدثنا سليمان بن داود الهاشمي. قال: أخبرنا إبراهيم بن سعد. (ح) وأبو كامل. قال: حدثنا إبراهيم ابن سعد. والبخاري (8/147) قال: حدثني محمود. قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. وفي (9/156) قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله. قال: حدثنا إبراهيم بن سعد. ومسلم (1/112) قال: حدثني زهير بن حرب. قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم. قال: حدثنا أبي. وابن ماجة (4326) قال: حدثنا محمد بن عبادة الواسطي. قال: حدثنا يعقوب بن محمد الزهري. قال: حدثنا إبراهيم بن سعد. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (10/14213) عن عيسى بن حماد، عن ليث، عن إبراهيم ابن سعد. (ح) وعن محمد بن عبد الأعلى، عن محمد بن ثور، عن معمر.
كلاهما - معمر بن راشد، وإبراهيم بن سعد - عن ابن شهاب الزهري، عن عطاء بن يزيد الليثي، عن أبي هريرة، فذكره. ليس فيه «سعيد بن المسيب» .
(*) وأخرجه النسائي (2/229) . وفي الكبرى (639) قال: أخبرنا محمد بن سليمان لوين بالمصيصة، عن حماد بن زيد، عن معمر، والنعمان بن راشد، عن الزهري، عن عطاء بن يزيد، قال: كنت جالسا إلى أبي هريرة وأبي سعيد، فحدث أحدهما حديث الشفاعة والآخر منصت ... فذكر الحديث مختصرا.
(*) وأخرجه النسائي في الكبرى «الورقة 102» قال: أخبرنا عمرو بن يزيد. قال: حدثنا سيف بن عبيد الله قال: وكان ثقة عن سلمة بن عيار، عن سعيد بن عبد العزيز، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، فذكره. ليس فيه «عطاء بن يزيد» وهو مختصر على بداية الحديث.
أما رواية الترمذي عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه فقد أخرجها أحمد (2/368) قال: حدثنا هيثم. قال: حدثنا حفص بن ميسرة. (ح) وحدثنا قتيبة. قال: حدثنا عبد العزيز. والترمذي (2557) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (10/14055) عن قتيبة، عن عبد العزيز بن محمد.
كلاهما - حفص بن ميسرة، وعبد العزيز بن محمد - عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، فذكره.(10/440)
7975 - (خ م س) أبو سعيد الخدري- رضي الله عنه - قال: إن [ص:447] ناساً في زمن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- وفي رواية: قال قلنا - يا رسولَ الله، هل نرى ربَّنا يوم القيامة؟ قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: نعم، فهل تضارُّون في رؤية الشمس بالظهيرة صَحْواً ليس معها سحاب؟ وهل تضارُّونَ في رؤية القمر ليلة البدر صَحواً ليس فيها سحاب؟ قالوا: لا، يا رسولَ الله، قال: فما تضارُّون في رؤية الله تعالى يوم القيامة إلا كما تضارُّون في رؤية أحدهما، إذا كان يومُ القيامة أذَّن مؤذِّن: لِتَتَّبعْ كلُّ أُمَّة ما كانت تعبد، فلا يبقى أحد كان يعبُدُ غير الله - من الأصنام والأنصاب - إلا يتساقطون في النار، حتى إذا لم يبقَ إلا من كان يعبد الله مِنْ بَرٍّ وفاجر، وغُبَّرِ أهل الكتاب، فيُدَعى اليهودُ، فيقال لهم: ما كنتم تعبدون؟ قالوا: كنا نعبد عُزَيراً ابنَ الله، فيقال: كذبتم، ما اتخذَ الله من صاحبة ولا ولد، فماذا تبغون؟ قالوا: عطِشْنا يا ربَّنا فاسْقِنا، فيشار إليهم: ألا ترِدُونَ؟ فيُحْشَرون إلى النار كأنها سراب يحْطِم بعضها بعضاً، فيتساقطون في النَّار، ثم يُدعى النَّصارى، فيقال لهم: ما كنتم تعبدون؟ قالوا: كنَّا نعبد المسيح ابن الله، فيقال لهم: كذبتم، ما اتَّخذ الله من صاحبة ولا ولد، فماذا تبغون؟ فيقولون: عَطِشْنا يا ربَّنا فاسقنا، فيشار إليهم: ألا ترِدُونَ؟ فيُحْشَرون إلى جهنَّم كأنَّها سرَاب يحطِم بعضُها بعضاً، فيتساقطون في النار، حتى إذا لم يبق إلا من كان يعبد الله من برٍّ وفاجر، أتاهم الله في أدنى صورة من التي رَأوْها فيها، قال: فما تنظرون؟ تَتْبَعُ كلُّ أُمَّة [ص:448] ما كانت تعبد، قالوا: يا ربَّنا، فارقْنا الناس في الدنيا أفقرَ ما كُنَّا إليهم، ولم نصاحبهم، فيقول: أنا ربُّكم، فيقولون: نعوذ بالله منك، لا نُشرك بالله شيئاً - مرتين أو ثلاثاً - حتى إنَّ بعضهم ليكاد أن ينقلب، فيقول: هل بينكم وبينه آية فتعرفونه بها؟ فيقولون: نعم، فَيُكشَفُ عن ساق، فلا يبقى من كان يسجدُ لله من تلقاء نفسه إلا أذِن الله لهُ بالسجود، ولا يبقى من كان يسجد الله اتقاء ورياء، إلا جعل الله ظهره طبقة واحدة، كلما أراد أن يسجدَ خرَّ على قفاه، ثم يرفعون رؤوسهم وقد تحوَّل في صورته التي رأوه فيها أولَ مرة، فقال: أنا ربكُم، فيقولون: أنتَ ربُّنا، ثم يُضْرَبُ الجِسْرُ على جهنم، وتحل الشفاعة، ويقولون: اللهم سَلمْ سلمْ، قيل: يا رسولَ الله، وما الجِسْرُ؟ قال: دَحضٌ مَزِلَّة، فيه خطاطيف وكلاليبُ وحَسَكة تكون بِنَجد، فيها شُوَيْكة، يقال لها: السعدان، فيمرُّ المؤمنون كطرف العين، وكالبرق والريح، وكالطير، وكأجاويد الخيل والركاب، فناجٍ مسلَّم [ومخدوش مُرْسَل، ومَكْدوس في نار جهنم، حتى إذا خَلَصَ المؤمنون من النار، فوالذي نفسي بيده، ما من أحد منكم بأشدَّ مناشدةً لله في استيفاء (1) الحق من المؤمنين يوم القيامة لإخوانهم الذين في النَّار - وفي رواية: فما أنتم بأشد مناشدة في الحق قد تبين لكم من المؤمنين يومئذ للجبار، إذا رأَوّا أنَّهم قد نجوا في إخوانهم - فيقولون: ربَّنا كانوا يصومون معنا، ويصلُّون ويحجُّون، فيقال [ص:449] لهم: أخرجوا من عَرَفتم، فتحرم صورُهم على النّار، فيخرِجون خلقاً كثيراً قد أخذت النارُ إلى نصف ساقه، وإلى ركبتيه، ثم يقولون: ربّنا ما بقي فيها أحد ممن أمرتنا به، فيقول: ارجعوا، فمن وجدتم في قلبه مثقال دينار من خير فأخرجوه، فيُخرِجون خلقاً كثيراً، ثم يقولون: ربَّنا، لم نَذَرْ فيها أحداً ممن أمرتنا، ثم يقول: ارجعوا، فمن وجدتم في قلبه مثقال نصف دينار من خير فأخرجوه، فيُخرجون خلقاً كثيراً، ثم يقولون: ربَّنا لم نَذَر فيها ممن أمرتنا أحداً، ثم يقول: ارجعوا فمن وجدتم في قلبه مثقالَ ذرَّة من خيْر فأَخرجوه، فَيخْرِجونَ خلقاً كثيراً، ثم يقولون: رَبَّنا لم نَذَرْ فيها خيراً - وكان أبو سعيد يقول: إن لم تُصدِّقوني بهذا الحديث فاقرؤوا إن شئتم {إنَّ الله لا يَظْلِمُ مِثْقال ذرَّة وإن تَكُ حسنةً يُضَاعِفْهَا ويُؤتِ من لَدُنْهُ أجراً عظيماً} [النساء: 40]- فيقول الله عز وجل: شفعَتِ الملائكة، وشفعَ النبيون، [وشفعَ المؤمنون] ، ولم يبق إلا أرحم الراحمين، فيقبضُ قبضة من النار، فيُخرج منها قوماً لم يعْمَلُوا خيراً قط، قد عادوا حُمماً، فيلقيهم الله في نهر في أفواه الجنة، يقال له: نهر الحياة، فيخرجون كما تخرجُ الحبَّةُ في حميل السَّيل، ألا ترَونها تكون إلى الحجَر أو إلى الشجر، ما يكون إلى الشمس أُصَيْفِرُ وأُخَيْضرُ، وما يكون منها إلى الظل، يكون أبيضَ؟ فقالوا: يا رسولَ الله، كأنك كنتَ ترعى بالبادية، قال: فيخرجون [ص:450]
كاللؤلؤ، في رقابهم الخواتيم، يعرفهم أهلُ الجنة، هؤلاء عُتقاء الله الذين أدخلهم الجنة بغير عمل عمِلوه، ولا خير قدَّمُوه، ثم يقول: ادخلوا الجنة، فما رأيتموه فهو لكم، فيقولون: ربَّنا أعطيتنا ما لم تعط أحداً من العالمين، فيقول: «لكم عندي أفضل من هذا، فيقولون: يا ربَّنا أيُّ شيء أفضل من هذا؟ فيقول: رِضايَ، فلا أسخطُ عليكم بعده أبداً» .
قال مسلم: قرأت على عيسى بن حماد - زُغْبَة (2) - المصري هذا الحديث في الشفاعة، وقلتُ له: أحدِّث بهذا الحديث عنك، أنكَّ سمعتَهُ من الليث بن سعد؟ فقال: نعم.
وقال مسلم عن أبي سعيد: إنَّه قال: «قلنا: يا رسولَ الله، أنرى ربَّنا؟ قال: هل تضارُونَ في رؤية الشمس إذا كان يوم صحْو؟ قلنا: لا ... » وساق الحديث، حتى انقضى إلى آخره، وزاد بعد قوله: «بغير عمل عملوه، ولا قَدَم قدَّموه» : «فقال لهم: لكم ما رأيتم ومثله معه» . قال أبو سعيد: بلغني أن الجِسْرَ أدقُّ من الشعرة، وأحدُّ من السيف، وليس فيه «فيقولون: ربَّنا أعطيتنا ما لم تُعط أحداً من العالمين» وما بعده.
وفي رواية قال: «قلنا: يا رسولَ الله، هل نرى ربَّنا؟ قال: هل تضارُّون في رؤية الشمس إذا كانت صحْواً؟ قلنا: لا قال: فإنكم لا تضارُّون في رؤية ربكم يومئذ، إلا كما تضارُّون في رؤيتها؟ [ص:451] قال: ثم ينادي مُنادٍ: ليذهبْ كلُّ قوم إلى ما كانوا يعْبُدون، فيذهَبُ أصحابُ الصليب مع صليبهم، وأصحابُ الأوثان مع أوثانهم، وأصحابُ كلِّ آلهة مع آلهتهم، حتى يبقى من كان يعبد الله عز وجل من برٍّ وفاجر، وغُبَّرَاتٍ من أهل الكتاب، ثم يؤتى بجهنم تُعرَضُ كأنها السراب، فيقال لليهود: ما كنتم تعبدون؟ قالوا: كنا نعبد عزيراً ابنَ الله، فيقال: كذبتم، لم يكن لله صاحبة ولا ولد، فما تريدون؟ قالوا: نريد أن تسقِينا، فيقال: اشربوا، فيتساقطون في جهنم، ثم يقال للنصارى: ما كنتم تعبدون؟ فيقولون: كنا نعبد المسيح ابن الله، فيقال: كذبتم، لم يكن لله صاحبة ولا ولد، فما تريدون؟ فيقولون: نريد أن تسقينا، فُيقَال: اشربوا، فيتساقطون، حتى يبقى من كان يعبد الله من بَرٍّ وفاِجر، فيقال لهم: ما يحبسكم وقد ذهب الناس؟ فيقولون: فارقناهم ونحن أحوج منا إليهم اليومَ، فإنا سمعنا مُنادياً ينادي: لِيَلْحَقْ كلُّ قوم ما كانوا يعبدون، وإنما ننتظر ربَّنا، قال: فيأتيهم الجبّار في صورةٍ غيرِ صورته التي رَأَوه فيها أول مرة، فيقول: أنا ربُّكم، فيقولون: أنت ربُّنا؟ فلا يكلمه إلا الأنبياء، فيقال: هل بينكم وبينه آية تعرفونها؟ فيقولون: نعم، الساق، فيكشف عن ساقه، فيسجد له كلُّ مؤمن، ويبقى من كان يسجد لله رياء وسمُعة، فيذهب كيما يسجد، فيعود ظهره طبقاً واحداً، ثم يؤتى بالجسر، فيجعله بين ظهري جهنم، قلنا: يا رسولَ الله، وما الجسر؟ [ص:452] قال: مَدْحَضةٌ مَزِلَّة، عليها خطاطيفُ وكلاليبُ، وحَسَكةٌ مُفلْطَحة، لها شوكةٌ عقيفة تكون بنجد، يقال لها: السعدان، يمرُّ المؤمن عليها كالطَّرْف وكالبرق، وكالريح، وكأجاويد الخيل والركاب، فناجٍ مُسَلَّم، وناجٍ مَخْدُوش، ومَكدُوسٌ في نار جهنم، حتى يمرَّ آخرُهم، يُسحَب سَحباً، فما أنتم بأشدَّ لي مناشدة في الحق قد تبين لكم مِنَ المؤمن يومئذ للجبار، فإذا رأوْا أنهم قد نَجوْا شَفَعوا في إخوانهم، يقولون: ربَّنا، إخوانُنا كانوا يُصلَّون معنا، ويصومون معَنا، ويعملون معنا، فيقول الله عز وجل: اذهَبُوا، فمن وجدْتُم في قلبه مثقال دينار من إيمان فأخرجوه، ويحرّم الله صورهم على النار بذنوبهم، فبعضُهم قد غاب في النار إلى قدميه، وإلى أنصاف ساقيه، فيخرجون من عرفوا، ثم يعودون، فيقول: اذهبوا فمن وجدتم في قلبه مثقال نصف دينار فأخرجوه، فيخرجون من عرفوا، ثم يعودون، فيقول: اذهبوا، فمن وجدتم في قلبه مثقال ذرَّة من إيمان فأخرجوه، فيُخرِجون من عرَفُوا - قال أبو سعيد: فإن لم تصدَّقوني، فاقرؤوا {إن الله لا يظلم مثقال ذَرَّةٍ وإن تك حسنةً يضاعفْها} [النساء: 40]- فيشفع النبيون، والملائكة، والمؤمنون، فيقول الجبار: بقيتْ شفاعتي، فيقبض قبضة من النار، فيخرجُ أقواماً قد امتُحِشُوا، فيُلْقَوْن في نهر بأفواه الجنة، يقال له: ماءُ الحياة، فينبتون في حافَّتيه كما تنبت الحبَّة في حَميل السيل، قد رأيتموها إلى [ص:453] جانب الصخرة، فما كان إلى الشمس منها كان أخضر، وما كان إلى جانب الظل منها كان أبيض، فيخرجون كأنهم اللؤلؤ، فيجعل في رقابهم الخواتيم، فيدخلون الجنة فيقول أهل الجنة: هؤلاء عتقاءُ الرحمن، أدْخِلْهم الجنةَ بغير عمل عملوه، ولا خير قدَّموه، فيقال لهم: لكم ما رأيتم ومثله معه» أخرج الأولى مسلم، والثانية البخاري.
وفي رواية النسائي طَرَف منه، قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: ما مُجَادَلة أحدِكم في الحق يكون له في الدنيا بأشدَّ مجادلة من المؤمنين لربهم في إخوانهم الذين أُدِخلوا النار، قال: فيقول: ربَّنا، إخوانُنا كانوا يصلُّون مَعنَا، ويصومون معنا، ويحجُّون معنا، فأدخلتَهم النار؟ قال: فيقول: اذهبوا فأخرجوا من عرفتم منهم، قال: فيأتونهم فيعرفونهم بصورهم، فمنهم من أخذته النار إلى أنصاف ساقيه، ومنهم من أخذته إلى كعبيه، فيخرجونهم، فيقولون: ربَّنا قد أخرجنا من أمَرتنا، قال: ثم يقول: أخرِجوا مَنْ كان في قلبه وزن دينار من إيمان، ثم من كان في قلبه وزن نصف دينار، حتى يقول: مَنْ كان في قلبه [وزن] ذرَّة، قال أبو سعيد: فمن لم يصدِّق، فليقرأ هذه الآية {إنَّ الله لا يظلمُ مثقالَ ذَرَّةٍ وإن تَكُ حسنةً يُضَاعِفْها ويُؤتِ مِن لَدُنْه أجراً عظيماً} [النساء: 40] (3) .
[ص:454]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(غُبّر) جمع غابر، وهو الباقي، وغُبّرات جمع الجمع.
(الحطم) : الكسر والدق، أي: ينكسر بعضها على بعض.
(اتقاء) فَعَلْت ذلك اتقاءً، أي: خوفاً.
(طبقة) الطبقة والطبق: الصحيفة الواحدة.
(دحض) الدَّحضُ: الزلق، وهو الماء والطين.
(مزلّة) : موضع الزلل، وأن لا يثبت القدم على شيء فيسقط صاحبها.
(خطاطيف) الخطاطيف كالكلاليب المعقَّفة المعوجة.
(كأجاويد الخيل) الجواد: الفرس الرائع للذكر والأنثى، والجمع جياد وأجاويد، وكأنَّ أجاويد جمع الجمع.
(مخدوش) المخدوش: المجروح، و «المكدوس» قال الحميدي: كذا وقع في الروايات: مكدوس، وقد سمعت بعضهم يقول: إنه تصحيف من الرواة، وإنما هو مُكَردَس، فإن صَحَّت الرواية في مكدوس، فلعله من الكدس، وهو المجتمع من الطعام، فكأن الإنسان تجمع يداه ورجلاه ويشدُّ، ويُلقَى [ص:455] في النار، وهو بمعنى المكردس، وقد جاء في بعض نسخ مسلم «مكدوش» بالشين المعجمة، فإن صح، فهو من الكدش بمعنى الخدش، والكدش أيضاً: السوق الشديد، والكدس - بالسين المهملة - إسراع المثقل في السير، فيجوز أن يكون منه، كأنه مثقل بذنوبه، وله من يحثُّه على المشي، وذلك آكد في تعذيبه وتعبه.
(حمماً) جمع حممة، وهي الفحمة.
(مفلطحة) المفلطح: الذي فيه عرض.
(عقيفة) المعقَّف: الملويُّ مثل الصنَّارة، والتعقيف: التعويج.
(مناشدة) المناشدة: المسألة.
__________
(1) في نسخ مسلم المطبوعة: في استقصاء.
(2) في الأصول المخطوطة: ابن زغبة، والتصحيح نسخ مسلم المطبوعة، وكتب الرجال، و " زغبة " لقب له.
(3) رواه البخاري 13 / 358 - 360 في التوحيد، باب {وجوه يومئذ ناضرة. إلى ربها ناظرة} [ص:454] وفي تفسير سورة النساء، باب {إن الله لا يظلم مثقال ذرة} ، وفي تفسير سورة {ن والقلم} ، ومسلم رقم (183) في الإيمان، باب معرفة طريق الرؤية، والنسائي 8 / 112 و 113 في الإيمان، باب زيادة الإيمان.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1 - أخرجه أحمد (3/16) قال: حدثنا ربعي بن إبراهيم، قال: حدثنا عبد الرحمن بن إسحاق.
2 - وأخرجه أحمد (3/94) . وابن ماجة (60) قال: حدثنا محمد بن يحيى. والترمذي (2598) قال: حدثنا سلمة بن شبيب. والنسائي (8/112) قال: أخبرنا محمد بن رافع.
أربعتهم - أحمد، وابن يحيى، وسلمة، وابن رافع - قالوا: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر.
3 - وأخرجه البخاري (6/56) قال: حدثني محمد بن عبد العزيز. ومسلم (1/114) قال: حدثني سويد بن سعد. كلاهما 0 محمد، وسويد - عن أبي عمر حفص بن ميسرة.
4 - وأخرجه البخاري (6/198) قال: حدثنا آدم. وفي (9/158) قال: حدثنا يحيى بن بكير. ومسلم (1/117) قال: قرأت على عيسى بن حماد.
ثلاثتهم - آدم، وابن بكير، وعيسى - عن الليث، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال.
5 - وأخرجه مسلم (1/117) قال: حدثناه أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا جعفر بن عون، قال: حدثنا هشام بن سعد.
خمستهم - عبد الرحمن، ومعمر، وحفص، وسعيد، وهشام - عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، فذكره.
(*) رواية معمر، وآدم مختصرة.(10/446)
نوع سادس
7976 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «يُعْرَضُ الناسُ يوم القيامة ثلاث عرَضات، فأما عرْضتان، فجدال ومعَاذِيرُ [وأما العرْضةُ الثالثةُ] ، فعند ذلك تطير الصحُف في الأيدي، فآخِذ بيمينه، وآخذ بشماله» أخرجه الترمذي، وقال: لا يصح هذا الحديث، من قِبَلِ أن الحسن لم يَسمع من أبي هريرة، وقد رواه بعضهم عن الحسن عن أبي موسى (1) .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (2427) في صفة القيامة، باب ما جاء في العرض، وإسناده ضعيف، فإن الحسن البصري لم يسمع من أبي هريرة ولا من أبي موسى الأشعري، قال الحافظ في " الفتح " بعد نقل كلام الترمذي هذا: وأخرجه البيهقي في " البعث " بسند حسن عن عبد الله بن مسعود موقوفاً.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
مرسل: أخرجه الترمذي (2425) قال: حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا وكيع، عن علي بن علي، عن الحسن، فذكره.
(*) قال الترمذي: ولا يصح هذا الحديث من قبل أن الحسن لم يسمع من أبي هريرة. وقد رواه بعضهم عن علي الرفاعي، عن الحسن، عن أبي موسى، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-.
قال أبو عيسى الترمذي: ولا يصح هذا الحديث من قبل أن الحسن لم يسمع من أبي موسى.
-قلت: وعن أبي موسى الأشعري:
أخرجه أحمد (4/414) . وابن ماجة (4277) قال: حدثنا أبو بكر.
كلاهما - أحمد، وأبو بكر - قالا: حدثنا وكيع، قال: حدثنا علي بن علي بن رفاعة، عن الحسن، فذكره.(10/455)
7977 - (خ م) صفوان بن محرز المازني قال: «بينما ابنُ عمرَ- رضي الله عنه- يطوف، إذ عرضَ له رجل، فقال: يا أبا عبد الرحمن، أخبرني ما سمعتَ من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- في النجوى، قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: يُدنى المؤمن من ربه حتى يضَع عليه كنَفَه، فيقرِّرُه بذنوبه: تَعْرِفُ ذَنبَ كذا وكذا؟ فيقول: أعرف ربِّ، أعرفُ - مرتين - فيقول: سَتَرْتُها عليك في الدنيا، وأغْفِرُها لك اليومَ، ثم تُطوى صحيفةُ حسناته، وأما الآخرون - أو الكفار، أو المنافقون - فينادى بهم على رؤوس الخلائق: هؤلاء الذين كَذَبوا على ربهم، ألا لعنةُ الله على الظالمين» أخرجه البخاري ومسلم (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(النجوى) في الأصل: السَّرُّ، والمراد به: مناجاة الله تعالى للعبد يوم القيامة، وسياق الحديث يدل عليه.
(كنفه) كنف الإنسان: ظله وجانبه (*) ، والمراد به: قرب الله تعالى ودنوُّ رحمته وفضله من العبد، وتقول: أنا في كنف فلان، أي: في ظله وجانبه.
__________
(1) رواه البخاري 5 / 70 في المظالم، باب قول الله تعالى: {ألا لعنة الله على الظالمين} ، وفي تفسير سورة هود، باب قوله تعالى: {ويقول الأشهاد هؤلاء الذين كذبوا على ربهم} ، وفي الأدب، باب ستر المؤمن على نفسه، وفي التوحيد، باب كلام الرب عز وجل يوم القيامة مع الأنبياء وغيرهم، ومسلم رقم (2768) في التوبة، باب توبة القاتل وإن كثر قتله.
(*) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة:
ذكر المؤلف معنى الكنف في حق الإنسان والذي في الحديث " يُدنى المؤمن من ربه حتى يضَع عليه كنَفَه "
"ادعاء المجاز على أن معنى الكنف هو الجانب مردود وباطل، والصواب أن الكنف ثابت لله عز وجل على ما صح في الأحاديث الصحاح ومنها حديث الباب، ومن معاني الكنف عند السلف: الناحية والستر والحجاب. فلا حاجة لادعاء المجاز فيه لنفيه وتعطيله عن الله حقيقة؛ لأن ذلك لا يجوز في حق الله وأسمائه وصفاته، بل يجب إثباته لله على الوجه اللائق بالله من غير تعطيل ولا تحريف، ومن غير تمثيل ولا تكييف كباقي الصفات. والله أعلم." [التنبيه على المخالفات العقدية في الفتح - لعلي الشبل - ص 41]
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/74) (5436) قال: حدثنا بهز، وعفان، قالا: حدثنا همام. وفي (2/105) (5825) قال: حدثنا عبد الوهاب بن عطاء، قال: أخبرنا سعيد. وعبد بن حميد (846) قال: حدثني أبو الوليد، قال: حدثني همام بن يحيى. والبخاري (3/168) . وفي «خلق أفعال العباد» (41) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا همام. وفي (6/93) . وفي «خلق أفعال العباد» (41) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يزيد بن زريع، قال: حدثنا سعيد، وهشام. وفي (8/24) و (9/181) . وفي «خلق أفعال العباد» (41) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا أبو عوانة. وفي (9/181) . وفي «خلق أفعال العباد» (41) قال: قال آدم: حدثنا شيبان. وفي «خلق أفعال العباد» (41) قال: حدثنا محمد. قال: أخبرنا عبد الله. قال: أخبرنا محمد بن يسار. (ح) وحدثنا مسلم، قال: حدثنا أبان. ومسلم (8/105) قال: حدثنا زهير بن حرب، قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن هشام الدستوائي. ومسلم أيضا في «تحفة الأشراف» (7096) عن أبي موسى، عن ابن أبي عدي، عن سعيد. (ح) وعن بندار، عن ابن أبي عدي، عن سعيد، وهشام. وابن ماجة (183) قال: حدثنا حميد بن مسعدة، قال: حدثنا خالد بن الحارث، قال: حدثنا سعيد. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (7096) عن أحمد بن أبي عبيد الله، عن يزيد بن زريع، عن سعيد. (ح) وعن سويد بن نصر، عن عبد الله بن المبارك، عن محمد بن يسار.
سبعتهم - همام، وسعيد، وهشام الدستوائي، وأبو عوانة، وشيبان، ومحمد بن يسار، وأبان - عن قتادة، عن صفوان بن محرز، فذكره.(10/456)
7978 - (ت) عائشة - رضي الله عنها - قالت: «جاء رجل، فقعد [ص:457] بين يدي رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: يا رسولَ الله، إن لي مملوكين يكذبونني ويخونونني ويعصونني، وأشتِمهم وأضربهم، فكيف أنا منهم؟ فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: إذا كان يومُ القيامة يُحسَب ما خانوك وعصوك وكذَّبوك وعِقابُك إياهم، فإن كانَ عقابك إياهم بقدر ذنوبهم: كان كفافاً، لا لك، ولا عليك، وإن كان عِقابك إياهم دون ذنوبهم، كان فضلاً لك، وإن كان عقابك إياهم فوق ذُنُوبهم، اقتُصَّ لهم منك الفضلُ، فتنحَّى الرجل وجعل يهتف ويبكي، فقال له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: أما تقرأ قول الله تعالى: {وَنَضَعُ الموازينَ القِسْطَ ليوم القيامة فلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شيئاً وإن كان مثقالَ حبةٍ من خَرْدلٍ أتينا بها وكفى بنا حاسبين} [الأنبياء: 47] فقال الرجل: يا رسولَ الله، ما أجدُ لي ولهؤلاء شيئاً خيراً من مفارقتهم، أشْهدُك أنَّهم كلُّهم أحرار» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3163) في التفسير، باب ومن سورة الأنبياء، وهو حديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (3165) قال: حدثنا مجاهد بن موسى، بغدادي. والفضل بن سهل الأعرج بغدادي وغير واحد، قالوا: حدثنا عبد الرحمن بن غزوان أبو نوح، قال: حدثنا ليث بن سعد، عن مالك بن أنس، عن الزهري، عن عروة، فذكره.
وقال: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث عبد الرحمن بن غزوان، وقد روى ابن حنبل عن عبد الرحمن بن غزوان هذا الحديث.(10/456)
7979 - (م) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «كنَّا عندَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فضَحِكَ، فقال: هلْ تدرون مِمَّ أضحك؟ قلنا: الله ورسوله أعلم، قال: مِنْ مخاطبة العبدِ ربّه، فيقول: يا ربِّ ألمْ تُجِرْني من الظلم؟ [قال] : يقول بلى، فيقول: فإني لا أجيزُ اليوم على نفسي شاهداً إلا مني، فيقول: كفى بنفسك اليوم عليك شهيداً، والكرامِ الكاتبين شهوداً، قال: [ص:458] فيختم على فيه، ويقال لأركانه: انطقِي، فَتَنْطِقُ بأعماله، ثم يُخلَّى بينه وبين الكلام، فيقول: بُعدا لكنَّ وسُحقاً، فعَنْكُنَّ كُنْتُ أُناضلُ» . أخرجه مسلم (1) .
وزاد رزين «وعنْكُنَّ كنت أُجاحشُ» .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(لا أجيز اليوم) أي: لا أمضي ولا أقبل عليَّ شاهداً.
(المناضلة) النضال في السهام: أن ترمي أنت ورامٍ آخر، يطلب كلُّ منكما غَلَبَة صاحبه. والمراد به هاهنا: المجادلة والمخاصمة، وكذلك المجاحشة، بمعنى المحاماة والمدافعة.
__________
(1) رقم (2969) في الزهد.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مسلم (8/216) . والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (938) كلاهما عن أبي بكر بن النضر بن أبي النضر، قال: حدثني أبو النضر هاشم بن القاسم، قال: حدثنا عبيد الله الأشجعي، عن سفيان الثوري، عن عبيد المكتب، عن فضيل، عن الشعبي، فذكره.(10/457)
7980 - (ت) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: إنَّ الله سَيُخَلِّصَ رجُلاً مِنْ أُمتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة، فيَنْشُرُ له تسعة وتسعين سِجلاً، كلُّ سِجلٍّ مِثْلُ مدِّ البَصَر، ثم يقول: أتُنْكرُ من هذا شيئاً؟ أظلمَك كتبتي الحافظون؟ فيقول: لا، يا ربِّ، فيقول: أفلَك عذر؟ فيقول: لا يا رب، فيقول الله تعالى: «بلَى إنَّ لك عِندَنا حسنة، فإنه لا ظُلْمَ اليوم، فتُخرجُ بطاقةٌ فيها: أشهَدُ أنْ لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبدُه ورسوله، فيقول: احضُرْ وزنك، فيقول: يا ربِّ ما هذه البطاقة مع هذه السجلات؟ فيقول: فإنَّك لا تُظْلَمُ [ص:459] فتُوضَعُ السجلاتُ في كفَّة، والبطاقة في كفَّة، فطاشت السِّجلات، وثَقُلَتِ البطاقةُ، ولا يثْقُلُ مع اسمِ الله شيء» أخرجه الترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(سجل) السجل: الكتاب الكبير.
(بطاقة) البطاقة: رقيعة صغيرة، وهي ما تجعل في طي الثوب يكتب فيها ثمنه.
(طاشت) : خفَّت.
__________
(1) رقم (2641) في الإيمان، باب ما جاء فيمن يموت وهو يشهد أن لا إله إلا الله، وإسناده صحيح، ورواه أيضاً ابن ماجة، وابن حبان في " صحيحه " والحاكم والبيهقي وغيرهم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1 - أخرجه أحمد (2/213) (6994) قال: حدثنا إبراهيم بن إسحاق الطالقاني، قال: حدثنا ابن مبارك، عن ليث بن سعد. وفي (2/221) (7066) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا ابن لهيعة. وابن ماجة (4300) قال: حدثنا محمد بن يحيي، قال: حدثنا ابن أبي مريم، قال: حدثنا الليث. والترمذي (2639) ، قال: حدثنا سويد بن نصر، قال: أخبرنا عبد الله، عن ليث بن سعد. (ح) وحدثنا قتيبة، قال: حدثنا ابن لهيعة.
كلاهما - الليث، وعبد الله بن لهيعة - عن عامر بن يحيى.
2 - وأخرجه عبد بن حميد (339) قال: حدثنا عبد الله بن يزيد، قال: حدثنا عبد الرحمن بن زياد.
كلاهما - عامر، وعبد الرحمن - عن أبي عبد الرحمن الحبلي، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب.(10/458)
7981 - (م ت) أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إني لأعلم آخِرَ أهل الجنة دخولاً الجنة، وآخرَ أهل النار خروجاً منها: رجل يؤتى به يوم القيامة، فيقال: اعرِضُوا عليه صِغار ذنوبه، وارفعوا عنه كبارَها، فيُعْرضُ عليه صغارها، فيقال له: عمِلْتَ يوم كذا وكذا، كذا وكذا، وعملَت يوم كذا وكذا، كذا وكذا؟ فيقول: نعم، لا يستطيعُ أن يُنْكِر، وهو مشفِق من كبار ذنوبه أن تُعرضَ عليه، فيقال له: فإنَّ لك مكانَ كل سيئة حسنة، فيقول: ربِّ، قد عملْتُ أشياءَ لا أراها هاهنا، قال: فلقد رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- ضَحِكَ حتى بدَت نواجذُه» أخرجه مسلم والترمذي (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (190) في الإيمان، باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها، والترمذي رقم (2599) في صفة جهنم، باب رقم (10) .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (5/157) قال: حدثنا وكيع. وفي (5/170) قال: حدثنا أبو معاوية. ومسلم (1/121) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير. قال: حدثنا أبي. (ح) وحدثنا ابن نمير قال: حدثنا أبو معاوية ووكيع (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا وكيع (ح) وحدثنا أبو كريب. قال: حدثنا أبو معاوية. والترمذي (2596) قال: حدثنا هناد. قال: حدثنا أبو معاوية. وفي «الشمائل» (229) قال: حدثنا أبو عمار الحسين بن حريث، قال: حدثنا وكيع.
ثلاثتهم - وكيع، وأبو معاوية، وعبد الله بن نمير - قالوا: حدثنا الأعمش، عن المعرور بن سويد، فذكره.(10/459)
7982 - (خ م) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رجل «يا رسولَ الله، أنؤاخذُ بما عملناه في الجاهلية؟ قال: من أحسن في الإسلام لم يُؤاخذْ بما عِمل في الجاهلية، ومن أساء في الإسلام أُخِذ بالأول والآخر» أخرجه البخاري ومسلم (1) .
__________
(1) رواه البخاري 12 / 235 في استتابة المرتدين في فاتحته، ومسلم رقم (120) في الإيمان، باب هل يؤخذ بأعمال الجاهلية.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه الحميدي (108) قال: حدثنا سفيان. قال: حدثنا الأعمش. وأحمد (1/379) (3596) قال: حدثنا أبو معاوية. قال: حدثنا الأعمش. وفي (1/379) (3604) قال: حدثنا جرير، عن منصور. وفي (1/409) (3886) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا سفيان، عن منصور. وفي (1/429) (4086) قال: حدثنا يحيى، عن سفيان، قال: حدثنا منصور وسليمان. وفي (1/431) (4103) قال: حدثنا وكيع، وابن نمير، قالا: حدثنا الأعمش. وفي (1/431) (4103) و (1/462) (4408) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. عن سليمان. والدارمي (1) قال: حدثنا محمد بن يوسف، عن سفيان، عن الأعمش. والبخاري (9/17) قال: حدثنا خلاد بن يحيى، قال: حدثنا سفيان، عن منصور، والأعمش. ومسلم (1/77) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا جرير. عن منصور. (ح) وحدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا أبي، ووكيع (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع، عن الأعمش. وفي (1/78) قال: حدثنا منجاب بن الحارث التميمي، قال: أخبرنا علي بن مسهر، عن الأعمش. وابن ماجة (4242) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا وكيع، وأبي، عن الأعمش.
كلاهما - سليمان الأعمش، ومنصور - عن شقيق أبي وائل، فذكره.
(*) صرح الأعمش بالسماع في رواية شعبة عنه.(10/460)
7983 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «ما من داعٍ دعا إلى شيء إلا كان موقوفاً يوم القيامة، لازماً به لا يفارقه وإن دعا رجل رجلاً، ثم قرأ {وقِفُوهم إنهم مسؤولون} [الصافات: 24] » أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3226) في التفسير، باب ومن سورة الصافات، وإسناده ضعيف، وقال الترمذي: هذا حديث غريب.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الدارمي (522) قال: أخبرنا مالك بن إسماعيل، قال: حدثنا عبد السلام. والترمذي (3228) قال: حدثنا أحمد بن عبدة الضبي، قال: حدثنا معتمر بن سليمان.
كلاهما - عبد السلام، ومعتمر - عن ليث بن أبي سليم، عن بشر، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث غريب.(10/460)
الفصل الرابع: في الحوض، والصراط، والميزان، وفيه ثلاثة فروع
الفرع الأول: في صفة الحوض
7984 - (م ت) أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه - قال: قلت: «يا رسول الله، ما آنيةُ الحوض؟ قال: والذي نفس محمد بيده، لآنيتَه أكثرُ من عدد نجوم السماء وكواكبها، في الليلة المظلمة المصحِيَةِ (1) ، آنيةُ الجنة مَنْ شَرِبَ منها لم يظمأ آخرَ ما عليه، يَشْخُبُ فيه ميزابان من الجنة، [من شرِبَ منه لم يظمأْ] عرضه مثل طوله، ما بين عمّان إلى أيلَةَ، ماؤه أشدُّ بياضاً من اللبن، وأحلَى من العَسل» أخرجه مسلم والترمذي، وليس عند الترمذي «يشخُب فيه ميزابان من الجنة» (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يشخب) شَخَبَ يشخُبُ شَخْباً: سال وجرى كما يجري الميزاب.
__________
(1) في نسخ مسلم المطبوعة: ألا في الليلة المظلمة المصحية.
(2) رواه مسلم رقم (2300) في الفضائل، باب إثبات حوض نبينا صلى الله عليه وسلم، والترمذي رقم (2447) في صفة القيامة، باب ما جاء في صفة أواني الحوض.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (5/149) . ومسلم (7/69) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. وإسحاق بن إبراهيم وابن أبي عمر المكي. والترمذي (2445) قال: حدثنا محمد بن بشار.
خمستهم - أحمد بن حنبل، وأبو بكر، وإسحاق، وابن أبي عمر، ومحمد بن بشار - عن أبي عبد الصمد العمي عبد العزيز بن عبد الصمد، قال: حدثنا أبو عمران الجوني، عن عبد الله بن الصامت، فذكره.(10/461)
7985 - (خ م ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «ما بين ناحيتي حَوضي، كما بين صنعاء والمدينة» .
وفي رواية: «مثل ما بين المدينة وعمّان» .
وفي أخرى: «ما بين لابَتَي حوْضي» .
وفي أخرى قال: «يُرَى فيه أباريقُ الذهب والفضة، كعدد نجوم السماء» .
وفي أخرى مثله، وزاد: «أو أكثر من عدد نجوم السماء» .
وفي أخرى قال: «إن قدر حوضي كما بين أيْلَة وصنعاء اليمن، وإن فيه من الأباريق كعدد نجوم السماء» أخرجه البخاري ومسلم.
وقد تقدَّم لأنس في ذكر الحوض روايات كثيرة في تفسير سورة الكوثر وأخرجه أبو داود، والترمذي والنسائي، وروايتهم مذكورة هناك.
وقد أخرج الترمذي من هذه الروايات: الرواية الثانية، ولم نثبت هاهنا إلا علامة البخاري ومسلم والترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(لابَتَيْ حوضي) اللابة: الحرة، وأراد بها هاهنا: الجانب.
__________
(1) رواه البخاري 11 / 412 في الرقاق، باب ذكر الحوض، ومسلم رقم (2303) في الفضائل، باب إثبات حوض نبينا صلى الله عليه وسلم، والترمذي رقم (2444) في صفة القيامة، باب ما جاء في صفة الحوض.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1 - أخرجه أحمد (3/133) قال: حدثنا أبو عمر، وأزهر بن القاسم. وفي (3/216) قال: حدثنا أزهر ابن القاسم، وعبد الوهاب. وفي (3/219) قال: حدثنا عبد الوهاب. ومسلم (7/71) قال: حدثنا هارون بن عبد الله، قال: حدثنا عبد الصمد. وابن ماجة (4304) قال: حدثنا نصر بن علي، قال: حدثنا أبي. خمستهم - أبو عامر، وأزهر، وعبد الوهاب، وعبد الصمد، وعلي - قالوا: حدثنا هشام الدستوائي.
2 - وأخرجه مسلم (7/71) قال: حدثنا عاصم بن النضر، وهريم بن عبد الأعلى، قالا: حدثنا معتمر، قال: سمعت أبي.
3 - وأخرجه مسلم (7/71) قال: حدثنا حسن بن علي الحلواني، قال: حدثنا أبو الوليد، قال: حدثنا أبو عوانة.
ثلاثتهم - هشام، وسليمان التيمي، وأبو عوانة - عن قتادة، فذكره.
- وبلفظ: «يري فيه أباريق الذهب والفضة كعدد نجوم السماء» .
1 - أخرجه أحمد (3/238) . ومسلم (7/71) قال: حدثنيه زهير بن حرب.
كلاهما - أحمد،وزهير - قالا: حدثنا حسن بن موسى، قال: حدثنا شيبان بن عبد الرحمن.
2 - وأخرجه مسلم (7/71) قال: حدثني يحيى بن حبيب الحارثي، ومحمد بن عبد الله الرازي. وابن ماجة (4305) قال: حدثنا حميد بن مسعدة.
ثلاثتهم - يحيى، والرازي، وحميد - قالوا: حدثنا خالد بن الحارث، قال: حدثنا سعيد - ابن أبي عروبة -.
- وبلفظ: «إن قدر حوضي كما بين أيلة وصنعاء من اليمن ... » .
أخرجه البخاري (8/149) قال: حدثنا سعيد بن عفير. ومسلم (7/70) قال: حدثني حرملة بن يحيى.
كلاهما - سعيد، وحرملة - عن ابن وهب، عن يونس، عن ابن شهاب، فذكره.
- وبلفظ: «إن في حوضي من الأباريق بعدد نجوم السماء» .
أخرجه أحمد (3/225) . والترمذي (2442) قال: حدثنا محمد بن يحيى.
كلاهما - أحمد، ومحمد - قالا: حدثنا بشر بن شعيب، قال: حدثني أبي، عن الزهري، فذكره.(10/462)
7986 - (خ م) حارثة بن وهب - رضي الله عنه - أنَّه سمع النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: حوضه: ما بين صنعاء والمدينة، فقال المستورد: ألم تسمعه قال: [ص:463] «الأواني؟ قال: لا، قال المستورد: تُرى فيه الآنية مثلَ الكوكب» أخرجه البخاري ومسلم (1) .
__________
(1) رواه البخاري 11 / 415 في الرقاق، باب في الحوض، ومسلم رقم (2298) في الفضائل، باب إثبات حوض نبينا صلى الله عليه وسلم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (8/151) قال: حدثنا علي بن عبد الله. قال: حدثنا حرَمي بن عمارة. ومسلم (7/68) قال: حدثني محمد بن عبد الله بن بزيع، قال: حدثنا ابن أبي عدي. (ح) وحدثني إبراهيم بن محمد بن عرعرة، قال: حدثني حرمي بن عمارة.
كلاهما - حرمي، وابن أبي عدي - عن شعبة، عن معبد بن خالد، فذكره.
(*) رواية حرمي بن عمارة، ليس فيها حديث المستورد.(10/462)
7987 - (م) جابر بن سمرة - رضي الله عنه - أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «ألا إني فَرَط لكم على الحوضِ، وإنَّ بُعْدَ ما بين طرَفيه: كما بين صنعاءَ وأيْلَةَ، كأنَّ الأباريقَ فيه النجوم» أخرجه مسلم (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الفرَط) : المتقدِّم على القوم الواردين الماء.
__________
(1) رقم (2305) في الفضائل، باب إثبات حوض نبينا صلى الله عليه وسلم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مسلم (7/71) قال: حدثني الوليد بن شجاع بن الوليد السكوني، قال: حدثني أبي - رحمه الله - قال: حدثني زياد بن خيثمة، عن سماك بن حرب، فذكره.(10/463)
7988 - (خ م) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «حوضي مسيرةُ شهر، ماؤه أبيض من اللَّبن، وريحه أطيبُ من المِسْكِ، وكيِزانهُ كنجوم السماء، مَن شَرِبَ منه لا يظمأ أبداً» .
وفي رواية «مسيرة شهر، وزواياه سواء، وماؤه أبيض من الوَرِق ... » وذكر نحوه أخرجه البخاري ومسلم (1) .
__________
(1) رواه البخاري 11 / 409 - 412 في الرقاق، باب في الحوض، ومسلم رقم (2292) في الفضائل، باب إثبات حوض نبينا صلى الله عليه وسلم وصفاته.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (8/149) قال: حدثنا سعيد بن أبي مريم. ومسلم (7/66) قال: حدثنا داود بن عمرو الضبي.
كلاهما - سعيد، وداود - عن نافع بن عمر الجمحي، عن ابن أبي مليكة، فذكره.(10/463)
7989 - (خ م د) عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنَّ رسولَ الله [ص:464] صلى الله عليه وسلم- قال: «إن أمامكم حوضي، ما بين جنبيه كما بين جَرْبا وأذْرُحَ - قال بعض الرواة: هما قريتان بالشام، بينهما مسيرة ثلاث ليال» .
وفي رواية: «فيه أباريق كنجوم السماء، مَن ورده فشرب منه لم يظمأ بعدها أبداً» أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود (1) .
__________
(1) رواه البخاري 11 / 409 في الرقاق، باب في الحوض، ومسلم رقم (2299) في الفضائل، باب إثبات حوض نبينا صلى الله عليه وسلم وصفاته، وأبو داود رقم (4745) في السنة، باب في الحوض.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/21) (4723) قال: حدثنا يحيى، عن عبيد الله، وفي (2/125) (6079) قال: حدثنا يونس، قال: حدثنا حماد، يعني ابن زيد، عن أيوب. وفي (2/134) (6181) قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثنا عاصم بن محمد، عن أخيه عمر بن محمد. وعبد بن حميد (753) قال: أخبرنا محمد بن بشر العبدي، عن عبيد الله بن عمر. والبخاري (8/149) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى، عن عبيد الله. ومسلم (7/69) قال: حدثنا أبو الربيع الزهراني، وأبو كامل الجحدري، قالا: حدثنا حماد، وهو ابن زيد، قال: حدثنا أيوب. (ح) وحدثنا زهير بن حرب، ومحمد بن المثنى، وعبيد الله بن سعيد، قالوا: حدثنا يحيى، وهو القطان، عن عبيد الله. (ح) وحدثنا ابن نمير، قال: حدثنا أبي (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا محمد بن بشر، قالا: حدثنا عبيد الله. (ح) وحدثني سويد بن سعيد، قال: حدثنا حفص بن ميسرة، عن موسى بن عقبة. (ح) وحدثني حرملة بن يحيى، قال: حدثنا عبد الله بن وهب، قال: حدثني عمر بن محمد. وأبو داود (4745) قال: حدثنا سليمان بن حرب، ومسدد، قالا: حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب.
أربعتهم - عبيد الله، وأيوب، وعمر بن محمد، وموسى بن عقبة - عن نافع، فذكره.(10/463)
7990 - (م ت) ثوبان - رضي الله عنه - قال: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إنِّي لبِعُقْرِ حوضي أذود الناسَ لأهل اليمن، أضرِبُ بعصايَ حتى يرفض عليهم، فسُئلَ عن عَرْضِه؟ فقال: من مَقامي إلى عَمَّان، وسئل عن شرابه؟ فقال: أشدُّ بياضاً من اللَّبن، وأحلى من العسل، يَغُتُّ فيه ميزابان يَمُدُّانه من الجنة، أحدهما من ذَهَب، والآخر من وَرِق» أخرجه مسلم (1) .
وفي رواية الترمذي، عن أبي سلام الحبشي [مَمْطُور] ، قال: بعثَ إليَّ عمرُ بن عبد العزيز، فحُمِلْتُ على البريد، فلما دخلتُ إليه، قلتُ: يا أمير المؤمنين، لقد شَقّ عليّ مَرْكبي البريدَ، فقال: يا أبا سلام ما أردتُ أن أشقَّ عليك، ولكنْ بلغني عنك حديث تحدِّثُه عن ثوبان عن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- في الحوض، فأحببتُ أن تُشافهني به، فقلت: حدَّثني ثوبان: أنَّ [ص:465] رسولَ الله: - صلى الله عليه وسلم- قال: «حوضي مثلُ ما بين عدَن إلى عَمَّان البلقاء، ماؤه أشدُّ بياضاً من الثَّلج، وأحلى من العَسَلِ، وأكوابُه عدد نجوم السماء، مَن شَرِبَ منه شربة لم يظمأ بعدها أبداً، أولُ الناس وُرُوداً عليه فقراءُ المهاجرين الشُّعْثُ رُؤوساً، الدُّنُس ثياباً، الذين لا يَنْكحون المنعَّمات، ولا تُفتَح لهم أبواب السُّدَد، فقال عمر: قد أُنْكحتُ المنعَّمات - فاطمة بنت عبد الملك - وفُتحتُ لي أبوابُ السُّدَدِ، لا جرم لا أغْسِلُ رأسي حتى يَشْعَثَ، ولا ثوبي الذي يلي جسدي حتى يَتَّسخَ» (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(بعقر حوضي أذود) عُقْر الحوض: مؤخَّره، وقوله: «لأهل اليمن» أي: لأجل أن يرد أهل اليمن، والذود: الطرد والدفع.
(يرفضُّ) : يتفرَّق، وارفضَّ الدمع: إذا جرى متفرّقاً مترشِّشاً، والمراد: حتى يسيل عليهم ماء الحوض.
(يغتُّ) غَتَّ الماء يَغُتّ: إذا جرى جرياً له صوت، وقيل: يَدْفُق الماءُ فيه دفقاً مُتَتَابِعاً.
(البريد) خيل البريد: هي المرصدة في الطريق لحمل الأخبار من البلاد يكون منها في كل موضع شيء معدٌّ لذلك، وقد تقدَّم فيما مضى من الكتاب شرح ذلك مستوفى. [ص:466]
(الشُّعْث) جمع أشعث، وهو البعيد العهد بالدهن والغسل وتسريح الشعر.
(الدُّنُس) جمع دَنِس، وهو الوسِخُ الثوب.
(السُّدَد) جمع سُدَّة، وهي الباب هاهنا.
__________
(1) رقم (2301) في الفضائل، باب إثبات حوض نبينا صلى الله عليه وسلم.
(2) رواه الترمذي رقم (2446) في صفة القيامة، باب ما جاء في صفة أواني الحوض، وهو حديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (5/280) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا همام. وفي (5/281) قال: حدثنا عبد الصمد، قال: حدثنا هشام. وفي (5/282) قال: حدثنا بهز، قال: حدثنا بكير بن أبي السميط. وفي (5/283) قال: حدثنا عبد الوهاب، قال: حدثنا سعيد. وفي (5/283) قال: حدثنا عبد الوهاب، قال: حدثنا هشام بن عبد الله. ومسلم (7/70) قال: حدثنا أبو غسان المسمعي، ومحمد بن المثنى، وابن بشار، قالوا: حدثنا معاذ - وهو ابن هشام - قال: حدثني أبي. (ح) وحدثنيه زهير بن حرب، قال: حدثنا الحسن بن موسى. قال: حدثنا شيبان (ح) وحدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى بن حماد، قال: حدثنا شعبة.
ستتهم - همام، وهشام، وبكير، وسعيد، وشيبان، وشعبة - عن قتادة، عن سالم بن أبي الجعد الغطفاني، عن معدان بن أبي طلحة، فذكره.
في صحيح مسلم قال محمد بن بشار: قلت ليحيى بن حماد: هذا حديث سمعته من أبي عوانة؟ فقال: وسمعته أيضا من شعبة، فقلت: انظر لي فيه، فنظر لي فيه فحدثني به.
- ورواية الترمذي:
أخرجها أحمد (5/275) قال: حدثنا حسين بن محمد، قال: حدثنا ابن عياش. وابن ماجة (4303) قال: حدثنا محمود بن خالد الدمشقي، قال: حدثنا مروان بن محمد. والترمذي (2444) قال: حدثنا محمد بن إسماعيل، قال: حدثنا يحيى بن صالح.
ثلاثتهم - ابن عياش، ومروان، ويحيى - عن محمد بن المهاجر، عن العباس بن سالم اللخمي، عن أبي سلام الحبشي، فذكره.
في رواية ابن ماجة قال العباس بن سالم: نبئت عن أبي سلام.(10/464)
7991 - (د) [عبد السلام بن أبي حازم] أبو طالوت: قال: شهدت أبا بَرْزَة - رضي الله عنه - دخل على عبيد الله بن زياد، فحدَّثني فلان سماه مُسلِم [يعني ابنَ إبراهيم] (1) - وكان في السّماط، فلما رآه [عبيد الله] ، قال: «إن مُحَمَّدِيَّكم هذا الدَحْداحُ، ففهمها الشيخ، فقال: ما كنتُ أحسِبُ أن أبقى في قومٍ يُعَيِّرونني بصحبة محمد - صلى الله عليه وسلم-، فقال [له] عبيد الله: إنَّ صحبة محمد - صلى الله عليه وسلم- لكم زَيْن غيرُ شَيْن، ثم قال: إنما بعثت إليك لأسألك عن الحوض، هل سمعتَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يذكر فيه شيئاً؟ قال أبو برزة: [نعم] ، لا مرَّة، ولا مرتين، ولا ثلاثاً، ولا أربعاً، ولا خمساً، فمن كذَّب به فلا سقاه الله منه، ثم خرج مُغْضباً» أخرجه أبو داود (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(السماط) : الصف من الناس. [ص:467]
(الدحداح) : القصير.
__________
(1) أحد الرواة.
(2) رقم (4749) في السنة، باب في الحوض، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: أخرجه أبو داود (4749) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم، قال: حدثنا عبد السلام بن أبي حازم أبو طالوت، فذكره.(10/466)
7992 - (ت) سمرة بن جندب - رضي الله عنه - قال: «إنَّ لكلِّ نبيّ حوضاً ترِدُهُ أمَّته، وإنهم ليتباهوْنَ: أيُّهم أكثرُ واردة [وإني لأرجو أن أكونَ أكثرهم واردة] » أخرجه الترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(واردة) الوارِدة: الجماعة ترد الماء.
__________
(1) رقم (2445) في صفة القيامة، باب ما جاء في صفة الحوض، وإسناده ضعيف، وقال الترمذي: هذا حديث غريب، قال: وقد روى الأشعث بن عبد الملك هذا الحديث عن الحسن - يعني البصري - عن النبي صلى الله عليه وسلم، مرسلاً ولم يذكر فيه: عن سمرة، وهو أصح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
مرسل: أخرجه الترمذي (2443) قال: حدثنا أحمد بن محمد بن علي بن نيزك البغدادي، قال: حدثنا محمد بن بكار الدمشقي، قال: حدثنا سعيد بن بشير، عن قتادة، عن الحسن، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث غريب، وقد روى الأشعث بن عبد الملك هذا الحديث عن الحسن عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مرسلا، ولم يذكر فيه عن سمرة، وهو أوصح.(10/467)
7993 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: سُئل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «ما الكوثر؟ فقال: ذاك نهر أعطانيه الله - يعني في الجنة - أشدُّ بياضاً من اللبن، وأحلى من العسل، فيه طير أعناقها كأعناق الجُزُر، قال عمر: إنَّ هذه لناعمة قال: رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: أكلَتُها أنعمُ منها» . أخرجه الترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الجُزُر) جمع جزور، وهو البعير ذكراً أكان أو أنثى، إلا أن اللفظة مؤنثة.
__________
(1) رقم (2545) في صفة الجنة، باب ما جاء في صفة طير الجنة، وإسناده حسن، وقال الترمذي: هذا حديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/236) قال: حدثنا سليمان بن داود، قال: أخبرنا إبراهيم بن سعد، قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن مسلم. وفي (3/236) قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثنا أبو أويس، قال: أخبرني ابن شهاب. وفي (3/237) قال: حدثنا إبراهيم بن أبي العباس، قال: حدثنا أبو أويس، عن الزهري. وفي (3/237) قال: حدثنا إبراهيم، قال: حدثنا أبو أديس، عن محمد بن عبد الله بن مسلم. والترمذي (2542) قال: حدثنا عبد بن حميد،قال: أخبرنا عبد الله بن مسلمة، عن محمد بن عبد الله بن مسلم - ابن أخي الزهري -.
كلاهما - ابن أخي الزهري، والزهري - عن عبد الله بن مسلم، فذكره.
2 - وأخرجه أحمد (3/220) قال: حدثنا أبو سلمة الخزاعي. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (1511) عن محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، عن شعيب.
كلاهما - الخزاعي، وشعيب - عن الليث، عن يزيد بن الهاد، عن عبد الوهاب بن أبي بكر، عن عبد الله بن مسلم، عن ابن شهاب، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، وعبد الله بن مسلم قد روى عن ابن عمر، وأنس بن مالك.(10/467)
الفرع الثاني: في ورود الناس عليه
7994 - (خ م) جندب [بن عبد الله]- رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «أنا فرَطكم على الحوض» أخرجه البخاري ومسلم (1) .
__________
(1) رواه البخاري 11 / 414 في الرقاق، باب في الحوض، ومسلم رقم (2289) في الفضائل، باب إثبات حوض نبينا صلى الله عليه وسلم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1-أخرجه الحميدي (779) . وأحمد (4/313) . قالا - الحميدي، وأحمد -: حدثنا سفيان بن عيينة.
2- وأخرجه أحمد (4/313) قال: حدثنا وكيع. ومسلم (7/65) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا وكيع (ح) وحدثنا أبو كريب، قال: حدثنا ابن بشر.
كلاهما - وكيع، وابن بشر - عن مسعر.
3 - وأخرجه أحمد (4/313) قال: حدثنا عبد الرحمن. ومسلم (7/65) قال: حدثني أحمد بن عبد الله بن يونس.
كلاهما - عبد الرحمن، وابن يونس - قالا: حدثنا زائدة.
4 - وأخرجه البخاري (8/151) قال: حدثنا عبدان، قال: أخبرني أبي. ومسلم (7/65) قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ، قال: حدثنا أبي (ح) وحدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا محمد بن جعفر.
ثلاثتهم - عثمان بن جبلة والد عبدان، ومعاذ، وابن جعفر - عن شعبة.
أربعتهم - سفيان، ومسعر، وزائدة، وشعبة - عن عبد الملك بن عمير، فذكره.(10/468)
7995 - (خ م) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «أنا فرطكم على الحوض، وليُرْفعنَّ إليَّ رجال منكم، حتى إذا أهويتُ إليهم لأُناوِلَهُم اختلجوا دُوني، فأقول: أي ربِّ، أصحابي، فيقال: إنك لا تدري ما أحدثُوا بعْدَك؟» أخرجه البخاري ومسلم (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(اختُلِجُوا) أي: استلبوا، وأخذوا بسرعة.
__________
(1) رواه البخاري 11 / 408 في الرقاق، باب في الحوض، وفي الفتن، باب ما جاء في قول الله تعالى: {واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة} ، ومسلم رقم (2297) في الفضائل، باب إثبات حوض نبينا صلى الله عليه وسلم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1 - أخرجه أحمد (1/384) (3639) و (1/425) (4042) قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (1/455) (4351) قال: حدثنا عبد الله بن الوليد، قال: حدثنا سفيان. والبخاري (8/148) قال: حدثني يحيى بن حماد، قال: حدثنا أبو عوانة. ومسلم (7/68) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شببة، وأبو كريب، وابن نمير، قالوا:حدثنا أبو معاوية. (ح) وحدثناه عثمان بن أبي شيبة، وإسحاق بن إبراهيم،عن جرير. أربعتهم - أبو معاوية، وسفيان، وأبو عوانة، وجرير - عن سليمان الأعمش.
2 - وأخرجه أحمد (1/402) (3812) و (1/407) (3866) قال: حدثنا أسود بن عامر، قال: أنبأنا أبو بكر. وفي (1/406) (3850) قال: حدثنا هاشم وحسن بن موسى، قالا: حدثنا شيبان. وفي (1/453) (4332) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا حماد.
ثلاثتهم - أبو بكر بن عياش، وشيبان، وحماد - عن عاصم بن بهدلة.
3 - وأخرجه أحمد (1/439) (4180) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (5/393) قال: حدثنا سريج بن النعمان، قال: حدثنا هشيم. والبخاري (8/148) قال: حدثني عمرو بن علي، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (9/58) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا أبو عوانة. ومسلم (7/68) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، وإسحاق بن إبراهيم، كلاهما عن جرير (ح) وحدثنا ابن المثنى، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. أربعتهم - شعبة، وهشيم، وأبو عوانة، وجرير - عن المغيرة بن مقسم.
ثلاثتهم - الأعمش، وعاصم، والمغيرة - عن أبي وائل، فذكره.(10/468)
7996 - (خ م) أنس بن مالك - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «ليرِدنَّ عليَّ الحوضَ رجال مِمَّن صاحبني، حتى إذا [رأيتُهم، و] رُفِعُوا إليَّ اخْتُلِجُوا دوني، فلأقولنَّ: أي ربِّ، أصيحابي، أصيحابي، [ص:469] فليُقَالنَّ لي: إنَّك لا تدري ما أحدثوا بعدك» .
وفي رواية «لَيرِدَنَّ عليَّ ناسٌ من أُمَّتي ... الحديث، وفي آخره: فأقول: سُحقاً لِمن بدلَّ بعدي» أخرجه البخاري ومسلم (1) .
__________
(1) رواه البخاري 11 / 412 في الرقاق، باب في الحوض، ومسلم رقم (2304) في الفضائل، باب إثبات حوض نبينا صلى الله عليه وسلم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (3/281) قال: حدثنا عفان. وعبد بن حميد (1213) . والبخاري (8/149) قالا: حدثنا مسلم بن إبراهيم. ومسلم (7/70) قال: حدثني محمد بن حاتم، قال: حدثنا عفان.
كلاهما -عفان، ومسلم - قالا: حدثنا وهيب.
2- وأخرجه أحمد (3/140) قال: حدثنا أبو النضر، قال: حدثنا مبارك.
كلاهما - وهيب، ومبارك، عن عبد العزيز، فذكره.(10/468)
7997 - (خ م) أبو حازم - رحمه الله - عن سهل بن سعد - رضي الله عنه-، قال: سمعتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- يقول: «أنا فرطكم على الحوض، من ورَدَ شربَ، ومن شَرِبَ لم يظمأ أبداً، وليرِدنَّ عليَّ أقوام أعرفهم ويعرفوني، ثم يُحال بيني وبينهم، قال أبو حازم: فسمع النعمانُ بنُ أبي عيَّاش وأنا أحدِّثهم هذا الحديث، فقال: هكذا سمعتَ سهلاً يقول؟ فقلتُ: نعم، قال: وأنا أشهد على أبي سعيد الخدري لسمعتُه يزيدُ، فيقول: فإنهم منِّي، فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، فأقول: سُحقاً سُحقاً لمن بَدَّلَ بعدي» أخرجه البخاري ومسلم (1) .
__________
(1) رواه البخاري 11 / 412 و 413 في الرقاق، باب في الحوض، ومسلم رقم (2290) في الفضائل، باب إثبات حوض نبينا صلى الله عليه وسلم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (5/333) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن. وفي (5/339) قال: حدثنا هاشم بن القاسم، قال: حدثنا عبد الرحمن - يعني ابن عبد الله بن دينار -. والبخاري (8/149) قال: حدثنا سعيد بن أبي مريم، قال: حدثنا محمد بن مطرف. وفي (9/58) قال: حدثنا يحيى بن بكير، قال: حدثنا يعقوب بن بعد الرحمن. ومسلم (7/65) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا يعقوب - يعني ابن عبد الرحمن القاري -. وفي (7/66) قال: حدثنا هارون بن سعيد الأيلي، قال: حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني أسامة.
أربعتهم - يعقوب، وعبد الرحمن بن عبد الله، ومحمد بن مطرف، وأسامة بن زيد الليثي - عن أبي حازم، فذكره.
(*) وأخرجه أحمد (3/28) قال: حدثنا سليمان بن داود، قال: حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار، عن أبي حازم، عن النعمان بن أبي عياش الزرقي، عن أبي سعيد الخدري، فذكره. ليس فيه حديث «سهل بن سعد» .(10/469)
7998 - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «يَرِدُ عليَّ يوم القيامة رَهْط من أصحابي - أو قال: من أمَّتي - فيُحَلَّؤون عن الحوض، فأقول: يا ربِّ أصحابي، فيقول: إنه لا عِلْم لك بما أحدثوا [ص:470] بعدكَ، إنهم ارتدُّوا على أدبارهم القهقَرى» وفي رواية «فيُجْلَوْن» أخرجه البخاري ومسلم.
وللبخاري: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «بينا أنا قائم على الحوض، إذ زُمْرَة، حتى إذا عرَفْتُهُم خرج رجل من بيني وبينهم، فقال: هَلُمَّ، فقلتُ: إلى أين؟ فقال: إلى النار والله، فقُلْتُ: ما شأنُهم؟ فقال: إنَّهم قد ارتدُّوا على أدبارهم القهقرى، ثم إذا زُمرة أخرى، حتى إذا عرفتُهم خرج رجل من بيني وبينهم، فقال لهم: هلمَّ، قلتُ: إلى أين؟ قال: إلى النار والله، قلتُ ما شأنهم؟ قال: إنَّهم قد ارتدُّوا على أدبارهم، فلا أُراه يخلص منهم إلا مِثْلُ هَمَلِ النَعَمِ» .
ولمسلم: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «تَرِدُ عليَّ أمتي الحوض، وأنا أذودُ الناس عنه كما يذود الرجلُ إبل الرجل عن إبله، قالوا: يا نبيَّ الله تعْرِفنا؟ قال: نعم، لكم سيما ليست لأحد غيرِكم، ترِدُونَ غراً محجِّلين من آثار الوضوء، وليُصدَّن عني طائفة منكم، فلا يصلون، فأقول: يا ربِّ، هؤلاء من أصحابي، فيجيبني مَلَك، فيقول: وهل تدري ما أحدثوا بعدك؟» .
وفي أخرى قال: «إن حوْضِي أبْعدُ مِن أَيْلَةَ من عدَن، لَهُوَ أشد بياضاً من الثلج، وأحلَى مِنَ العسل باللبن، ولآنيتهُ أكثر مِن عَدد النجوم، وإني لأصدُّ الناس [عنه] كما يصُدُّ الرَّجُلُ إبلَ الناس عن حَوضِهِ، قالوا: يا رسولَ الله، أتعرِفُنا يومئذ؟ قال: نعم لكم سِيما ليست لأحد من الأمم، [ص:471] ترِدُون عليَّ غُرّاً مُحَجَّلِين من أثر الوضوء» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فَيُحَلَّؤُونَ) أي: يدفعون عن الماء، ويُطردون عن وروده، ومن رواه «فَيُجْلَوْنَ» بالجيم، فهو من الجلاء: النفي عن الوطن، وهو راجع إلى الطرد.
(زمرة) الزمرة: الجماعة من الناس.
(هَمَل النعم) النَّعَم الهمَل: الإبل الضالة، والمعنى: أن الناجي منها قليل كَهمَل النَّعم.
(لأصدُّ) الصَّدُّ: المنع.
(سيما) السِّيما: العلامة.
__________
(1) رواه البخاري 11 / 413 في الرقاق، باب في الحوض، ومسلم رقم (247) في الطهارة، باب استحباب إطالة الغرة والتحجيل في الوضوء.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مسلم (1/149 و 150) قال: حدثنا سويد بن سعيد وابن أبي عمر. جميعا عن مروان الفزاري، قال ابن أبي عمر: حدثنا مروان. (ح) وحدثنا أبو كريب وواصل بن عبد الأعلى، قالا: حدثنا ابن فضيل. وابن ماجة (4282) قال: حدثنا أبو بكر، قال: حدثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة.
ثلاثتهم - مروان الفزاري، ومحمد بن فضيل، ويحيى بن زكريا - عن أبي مالك الأشجعي سعد بن طارق عن أبي حازم، فذكره.
(*) رواية ابن أبي زائدة مختصرة.
- ورواية البخاري:
أخرجها (8/150) قال: حدثني إبراهيم بن المنذر، قال: حدثنا محمد بن فليح، قال: حدثنا أبي، قال: حدثني هلال بن علي، عن عطاء بن يسار، فذكره.(10/469)
7999 - (م) عائشة - رضي الله عنها - قالت: سمِعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول وهو بين ظهرانيْ أصحابه: «إني على الحوضِ أنظر مَن يَرِدُ عليَّ مِنْكُم، فوالله لَيُقْتطَعنَّ دُوني رجال، فلأقولنَّ: أي ربِّ، مِني ومن أُمَّتي، فيقول: إنك لا تدري ما عملوا بعدك، مازالوا يرجعون على أعقابهم» أخرجه مسلم (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ليقتطعن) الاقتطاع: أخذ طائفة من الشيء، تقول: اقتطعت طائفة [ص:472] من أصحابه: إذا أخذتهم دونه.
__________
(1) رقم (2294) في الفضائل، باب إثبات حوض نبينا صلى الله عليه وسلم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (6/121) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا وهيب. ومسلم (7/66) قال: حدثنا ابن أبي عمر. قال: حدثنا يحيى بن سليم.
كلاهما - وهيب، ويحيى بن سليم - عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة، فذكره.(10/471)
8000 - (خ م) أسماء بنت أبي بكر - رضي الله عنهما - قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «إني على الحوض أنْظر من يرِدُ عليَّ منكم، وسيؤخذُ ناس دُوني، فأقول: يا رب، مني ومن أمتي» .
وفي رواية «فأقول: أصحابي، فيقال: هل شعَرْتَ ما عمِلوا بعدك؟ والله ما بَرِحوا يرجعون على أعقابهم» أخرجه البخاري ومسلم (1) .
__________
(1) رواه البخاري 11 / 415 في الرقاق، باب في الحوض، وفي الفتن، باب قول الله تعالى: {واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة} ، ومسلم رقم (2293) في الفضائل، باب إثبات حوض نبينا صلى الله عليه وسلم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (8/151) قال: حدثنا سعيد بن أبي مريم. وفي (9/58) قال: حدثنا علي بن عبد الله، قال: حدثنا بشر بن السري. ومسلم (7/66) قال: حدثنا داود بن عمرو الضبي.
ثلاثتهم - سعيد، وبشر، وداود - عن نافع بن عمر الجمحي، عن ابن أبي مليكة، فذكره.(10/472)
8001 - (م) أم سلمة - رضي الله عنها - قالت: «كنتُ أسمعُ الناسَ يذكرون الحوض، ولم أسمع ذلك من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فلما كان يوماً من ذلك والجاريةُ تمشطُني، سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: أيها الناس، فقلت للجارية: استأخري عنِّي، قالت: إنما دعا الرجال، ولم يدْعُ النساء، فقلت: إني من الناس، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: إني لكم فرط على الحوض، فإيَّاي لا يأتينَّ أحدُكم فيُذبُّ عني كما يُذَبُّ البَعيرُ الضَّالُ، فأقول: فيم هذا؟ فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدَكَ، فأقول: سُحقاً» أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (2295) في الفضائل، باب إثبات حوض نبينا صلى الله عليه وسلم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (6/297) قال: حدثنا أبو عامر، قال: حدثنا أفلح بن سعيد. ومسلم (7/66) قال: حدثني يونس بن عبد الأعلى الصدفي، قال: أخبرنا عبد الله بن وهب، قال: أخبرني عمرو، وهو ابن الحارث، أن بكيرا حدثه، عن القاسم بن عباس الهاشمي. وفي (7/67) قال: وحدثني أبو معن الرقاشي وأبو بكر بن نافع وعبد بن حميد. قالوا: حدثنا أبو عامر، وهو عبد الملك بن عمرو. قال: حدثنا أفلح بن سعيد. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (13/18173) عن محمد بن حاتم، عن حبان بن موسى، عن عبد الله بن المبارك، عن أفلح بن سعيد.
كلاهما - أفلح بن سعيد، والقاسم بن عباس - عن عبد الله بن رافع، مولى أم سلمة، فذكره.(10/472)
8002 - (خ) سعيد بن المسيب - رحمه الله - كان يُحدِّث عن أصحاب النبيِّ أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «يَرِدُ عليَّ الحوض رجال من أصحابي، فيُحلؤون عنه [ص:473] فأقول: يا ربِّ، أصحابي، فيقول: إنَّك لا عِلْمَ لكَ بما أحدثوا بعْدَك، إنهم ارتدُّوا على أدبارهم القهقرَى» أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) 11 / 413 في الرقاق، باب في الحوض.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (8/150) قال: حدثنا أحمد بن صالح، قال: حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب، عن ابن المسيب، فذكره.(10/472)
8003 - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «والذي نفسي بيده: لأذودَنَّ رجالاً عن حوضِي، كما تُذاد الغريبة من الإبل عن الحوض» أخرجه البخاري ومسلم (1) .
__________
(1) رواه البخاري 11 / 413 في الرقاق، باب في الحوض، ومسلم رقم (2302) في الفضائل، باب إثبات حوض نبينا صلى الله عليه وسلم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/298) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. وفي (2/454) قال: حدثنا حجاج. قال: حدثنا شعبة. وفي (2/467) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، وأبو كامل. قالا: حدثنا حماد - يعني ابن سلمة -. والبخاري (3/147) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا غندر. قال: حدثنا شعبة. ومسلم (7/70) قال: حدثنا عبد الرحمن بن سلام الجمحي. قال: حدثنا الربيع - يعني ابن مسلم -. (ح) وحدثنيه عبيد الله بن معاذ. قال: حدثنا أبي. قال: حدثنا شعبة.
ثلاثتهم - شعبة، وحماد بن سلمة، والربيع بن مسلم - عن محمد بن زياد، فذكره.(10/473)
8004 - (م) حذيفة [بن اليمان]- رضي الله عنه -: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إن حوضِي لا بْعَدُ من أيلَةَ من عدَن، والذي نفسي بيده: إنِّي لأذودُ عنه الرجال، كما يذود الرجل الإبل الغريبة عن حوضه، قالوا: يا رسولَ الله، وتعرفُنا؟ قال: نعم تَرِدُونَ عليَّ غُرّاً مُحجَّلين من آثار الوضوء ليست لأحد غيركم» أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (248) في الطهارة، باب استحباب إطالة الغرة والتحجيل في الوضوء.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مسلم (1/150) . وابن ماجة (4302) قالا: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا علي بن مسهر، عن أبي مالك سعد بن طارق، عن ربعي، فذكره.(10/473)
8005 - (د) زيد بن أرقم - رضي الله عنه - قال: كنّا معَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فنزَلْنا منْزِلاً، فقال: ما أنتم جزء من مائة ألفِ جزء مِمَّن يَرِد عليَّ الحوض، قيل: كم كنتم يومئذ؟ قال: سبعُمائة، أو ثمانمائة. أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (4746) في السنة، باب في الحوض، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح:
1 - أخرجه أحمد (4/367) قال: حدثنا أبو معاوية. قال: حدثنا الأعمش.
2 - وأخرجه أحمد (4/369) قال: حدثنا هاشم بن القاسم. وفي (4/371) قال: حدثنا عفان. وفي (4/372) قال: حدثنا محمد بن جعفر. وعبد بن حميد (266) قال: حدثني أبو الوليد. وأبو داود (4746) قال: حدثنا حفص بن عمر النميري. خمستهم - هاشم، وعفان، ومحمد، وأبو الوليد، وحفص - عن شعبة.
كلاهما - الأعمش، وشعبة - عن عمرو بن مرة، عن طلحة مولى قرظة، فذكره.
(*) في باقي الروايات «سبعمائة، أو ثمانمائة» .(10/473)
الفرع الثالث: في الصراط والميزان
8006 - (ت) المغيرة [بن شعبة]- رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «شِعار المؤمنين على الصراط يوم القيامة: ربِّ سلّم سلّم» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2434) في صفة القيامة، باب ما جاء في شأن الصراط، وهو حديث حسن بشواهده.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه عبد بن حميد (394) قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا محمد بن الفضل. والترمذي (2432) قال: حدثنا علي بن حجر، قال: أخبرنا علي بن مسهر.
كلاهما - محمد بن الفضل، وعلي بن مسهر - عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن النعمان بن سعد، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث غريب من حديث المغيرة بن شعبة لا نعرفه إلا من حديث عبد الرحمن بن إسحاق(10/474)
8007 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «سألتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- أن يشفعَ لي يوم القيامة، فقال: أنا فاعل إن شاء الله، قلت: فأين أطلُبك؟ قال: أول ما تطلبني على الصراط، قلتُ: فإن لم ألقكَ على الصراط؟ قال: فاطلبني عند الميزان، قلتُ: فإن لم ألقك عند الميزان؟ قال: فاطلبني عند الحوض، فإني لا أخطئ هذه الثلاثة مواطن» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2435) في صفة القيامة، باب ما جاء في شأن الصراط، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/178) قال:حدثنا يونس بن محمد. والترمذي (2433) قال:حدثنا عبد الله بن الصباح الهاشمي،قال حدثنا بدل بن المحبر.
كلاهما - يونس،وبدل - قالا:حدثنا حرب بن ميمون أبو الخطاب،عن النضر بن أنس، فذكره.(10/474)
8008 - (د) عائشة - رضي الله عنها - قالت: «ذكرتُ النار فبَكيْتُ فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: ما يبكيك؟ قلتُ: ذَكرْتُ النار فَبَكَيْتُ، فهل تذكرون أهليكم يوم القيامة؟ قال: أمَّا في ثلاثة مَواطِنَ، فلا يذكر أحدٌ أحداً: عند الميزان حتى يعلم أيخِف ميزانُه، أم يثقل؟ وعند تطاير الصحف حتى يعلم أين يقع كتابه: في يمينه، أم في شماله، أم من وراء ظهره؟ وعند الصراط [ص:475] إذا وُضِع بين ظهري جهنم حتى يجوزَ (1) » أخرجه أبو داود (2) .
وفي رواية ذكَرها رزين، قالت: قلت - أو قيل - «يا رسولَ الله، هل تذكرون أهليكم يوم القيامة؟ قالت - أو قيل -: فأين نجدك؟ قال: لا أخطئ ثلاثةَ مواطن: عند الميزان، وعند الصراط، وعند الحوض» .
__________
(1) جملة " حتى يجوز " ليست في نسخ أبي داود المطبوعة.
(2) رقم (4755) في السنة، باب ذكر الميزان، وهو حديث حسن يشهد له الذي قبله.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (6/101) قال حدثنا، عفان. قال: حدثنا القاسم بن الفضل. وأبو داود (4755) قال: حدثا يعقوب بن إبراهيم وحميد بن مسعدة أن إسماعيل بن إبراهيم حدثهم، قال: أخبرنا يونس.
كلاهما - القاسم بن الفضل، ويونس - عن الحسن فذكره.(10/474)
الفصل الخامس: في الشفاعة
8009 - (خ م) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «كلُّ نبيّ سأل سؤالاً - أو قال: لكل نبيّ دعوة قد دعاها لأمته - وإني اختبأتُ دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة» أخرجه البخاري ومسلم.
ولمسلم قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «أنا أول الناس يشفع في الجنة، وأنا أكثر الأنبياء تبعاً يوم القيامة، وأنا أول من يقرع باب الجنة» (1) .
__________
(1) رواه البخاري تعليقاً 11 / 82 في الدعوات، باب لكل نبي دعوة، وقد وصله مسلم رقم (200) في الإيمان، باب اختباء النبي صلى الله عليه وسلم دعوة الشفاعة لأمته.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1- أخرجه أحمد (3/134) قال: حدثنا بهز، وعفان. وفي (3/258) قال:حدثنا عفان.
كلاهما قالا:حدثنا همام بن يحيى.
2- وأخرجه أحمد (3/208و 276) . ومسلم (1/132) قال:حدثنا زهير بن حرب،وابن أبي خلف.
ثلاثتهم - أحمد، زهير بن. وابن أبي خلف - قالوا:حدثنا روح،قال: حدثنا شعبة.
3- وأخرجه أحمد (3/218) قال:حدثنا جعفر بن عون،ومسلم (1/132) قال: حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا وكيع (ح) وحدثنيه إبراهيم بن سعيد الجوهري،قال:حدثنا أبو أسامة.
ثلاثتهم - جعفر، ووكيع، وأبو أسامة - عن مسعر.
4- وأخرجه أحمد (3/292) قال:حدثنا علي بن عبد الله. ومسلم (1/132) قال:حدثني أبو غسان المسعي ومحمد بن المثنى،وابن بشار.
أربعتهم قالوا:حدثنا معاذ بن هشام، قال:حدثني أبي.
أربعتهم - همام، وشعبة،ومسعر، وهشام - عن قتادة، فذكره.
5- وأخرجه أحمد (3/219) قال:حدثنا عارم ومسلم (1/132) قال:حدثني محمد بن عبد الأعلى.
قالا:- عارم. ومحمد -،حدثنا معتمر، عن أبيه، فذكره.
6-رواه البخاري تعليقا (11/82) في الدعوات، باب كل نبي دعوة.(10/475)
8010 - (م) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: [ص:476] «لكل نبي دعوة قد دعا بها في أمته، وخبأتُ دَعوَتي شفاعة لأُمَّتي يوم القيامة» أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (201) في الإيمان، باب اختباء النبي صلى الله عليه وسلم دعوة الشفاعة لأمته.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (3/384) . ومسلم (1/132) قال: حدثني محمد بن أحمد بن أبي خلف.
كلاهما - أحمد، وابن أبي خلف - قالا: حدثنا روح، قال: حدثنا ابن جريج، قال: أخبرني أبو الزبير، فذكره.
وأخرجه أحمد (3/396) قال: حدثنا يعمر، قال: أخبرنا عبد الله، قال: أخبرنا هشام، قال: سمعت الحسن، فذكره.(10/475)
8011 - (خ م ط ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لِكلِّ نبي دعوة مستجابة، فتعَجَّل كلُّ نبيِّ دعوتَه، وإني اختبأتُ دعوتي شفاعة لأمَّتي يوم القيامة، فهي نائلة إن شاء الله من مات من أُمَّتي لا يشرِك بالله شيئاً» .
وفي رواية أن أبا هريرة قال لكعب الأحبار: إنَّ نبيَّ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لِكُلِّ نبي دعوة يدعوها، فأريدُ إن شاء الله: أن أختبئ دعوتي شفاعة لأُمَّتي يوم القيامة، فقال كعب لأبي هريرة: أنتَ سمعتَ هذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم-؟ قال: نعم» أخرجه البخاري ومسلم، وأخرج الترمذي الأولى، وأخرج الموطأ المسند من الثانية (1) .
__________
(1) رواه البخاري 11 / 81 في الدعوات، باب لكل نبي دعوة، وفي التوحيد، باب المشيئة والإرادة {وما تشاؤون إلا أن يشاء الله} ، ومسلم رقم (198) في الإيمان، باب اختباء النبي صلى الله عليه وسلم دعوة الشفاعة لأمته، والموطأ 1 / 212 في القرآن، باب ما جاء في الدعاء، والترمذي رقم (3597) في الدعوات، باب رقم (141) .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك الموطأ (149) . وأحمد (2/486) قال:قرأت علي عبد الرحمن. (ح) وحدثنا إسحاق. والبخاري (8/82) قال:حدثنا إسماعيل.
ثلاثتهم - عبد الرحمن بن مهدي،وإسحاق بن عيسى،وإسماعيل بن أبي أويس - عن مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، فذكره.
أخرجه أحمد (2/275) قال:حدثنا عبد الرزاق. قال:حدثنا معمر،عن الزهري. قال: أخبرني القاسم بن محمد، فذكره.
وأخرجه أحمد (2/426) قال: حدثنا أبو معاوية ويعلي بن عبيد. ومسلم (1/131) قال:حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب. قالا:حدثنا أبو معاوية. وابن ماجة (4307) قال:حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو معاوية والترمذي (3602) قال:حدثنا أبو كريب. قال:حدثنا أبو معاوية.
كلاهما - أبو معاوية، ويعلى - قالا:حدثنا الأعمش، عن أبي صالح، فذكره
وأخرجه الدارمي (2809) قال: حدثنا الحكم بن نافع. قال: أخبرنا شعيب. ومسلم (1/131) قال:حدثني زهيز بن حرب وعبد بن حميد. قال:زهير:حدثنا يعقوب بن إبراهيم، قال حدثنا بن أخي ابن شهاب. (ح) وحدثني حرملة بن يحيى. قال: أخبرنا ابن شهاب. قال: أخبرني يونس.
ثلاثتهم - شعيب، وابن أبي بن شهاب، ويونس- عن ابن شهاب الزهزي، أن عمرو بن أبي سفيان بن أسيد بن جاربة الثقفي أخبره، فذكره.(10/476)
8012 - (ت د) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «شفاعتي لأهل الكبائر مِن أمَّتي» أخرجه الترمذي، وأبو داود (1) .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (2437) في صفة القيامة، باب ما جاء في الشفاعة، وأبو داود رقم (4739) في السنة، باب في الشفاعة، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (4310) في الزهد، باب ذكر الشفاعة، وهو حديث صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/213) . وأبو داود (4739) قالا:حدثنا سليمان بن حرب،قال:حدثنا بسطام ابن حريث، عن أشعث الحداي،فذكره.
أخرجه الترمذي (2435) قال:حدثنا العباس العنبري،قال: حدثنا عبد الرزاق، عن معمر عن ثابت، فذكره.(10/476)
8013 - (ت) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - مثله، وزاد فيه: قال الراوي: فقال لي جابر: «يا محمدُ مَن لم يكن من أهل الكبائر، فما له وللشفاعة؟» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2438) في صفة القيامة، باب رقم (12) ، وهو حديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه ابن ماجة (4310) قال:حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي، قال:حدثنا الوليد بن مسلم،قال:حدثنا زهير بن محمد، والترمذي (2436) قال:حدثنا محمد بن بشار قال:حدثنا أبو داود الطيالسي، عن محمد بن ثابت البناني.
كلاهما - زهير،ومحمد - عن جعفر بن محمد، عن أبيه، فذكره.
قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، يستغرب من حديث جعفر بن محمد.(10/477)
8014 - (ت) عوف بن مالك - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «أتاني آت من عند ربي، فخيَّرني بين أن يُدْخِلَ نِصف أُمَّتي الجنة، وبين الشفاعة، فاخترت الشفاعة، فهي نائلة من مات لا يشرك بالله شيئاً» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2443) في صفة القيامة، باب ما جاء في الشفاعة، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (6/23) قال:حدثنا عبد الصمد، قال:حدثنا محمد بن أبي المليح الهذلي، قال: حدثني زياد بن أبي المليح، عن أبيه، عن أبي بردة فذكره.
* أخرجه أحمد (6/28) قال:حدثنا بهز، قال:حدثنا أبو عوانة. وفي (6/29) قال:حدثنا بن بكر، قال:حدثنا سعيد. وفي (6/29) أيضا قال:حدثنا احسين، شيبان. والترمذي (2441) قال: حدثنا هناد،قال: حدثنا عبدة، عن سعيد (ح) وحدثنا قتيبة، قال:حدثنا أبو عوانة.
ثلاثتهم - أبوعوانة، وسعيد بن أبي عروبة، وشيبان - عن قتادة، عن أبي المليح، عن عوف. مالك الأشجعي، فذكره. ليس فيه - أبو بردة.(10/477)
8015 - (خ م) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال معْبَدُ بن هلال العَنزِي: «انطلقنا إلى أنس بن مالك، وتشفَّعنا بثابت، فانتهينا إليه وهو يصلِّي الضحى، فاستأذنَ لنا ثابت، فدخلنا عليه، وأجلَسَ ثابتاً معه على سريره فقال له: يا أبا حمزة، إن إخوانكَ من أهل البصرة يسألونك أن تُحدِّثَهم حديث الشفاعة، فقال: حدَّثنا محمد - صلى الله عليه وسلم-، قال: إذا كان يومُ القيامة ماجَ الناسُ بعضهم إلى بعض، فيأتون آدم، فيقولون: اشفع لذرِّيَّتك، فيقول: لست لها، ولكن عليكم بإبراهيم، فإنه خليل الله، فيأتون إبراهيم، فيقول: لست لها، ولكن عليكم بموسى، فإنه كليم الله، فيؤتى موسى، فيقول: لستُ لها، ولكن عليكم بعيسى، فإنه رُوح الله وكلمته، فيؤتى عيسى، [ص:478] فيقول: لستُ لها، ولكن عليكم بمحمد، فأُوتى فأقول: أنا لها، ثم أنطلِقُ فأستأذِنُ على ربي، فيؤذنَ لي، فأقوم بين يديه، فأحمده بمحامد لا أقدر عليها إلا أن يُلهمَنيها، ثم أخرُّ لربنا ساجداً، فيقول: يا محمد، ارفع رأسكَ، وقل يُسْمَع لك، وسلْ تُعْطَه، واشفع تُشَفَّع، فأقول: يا رب أُمَّتِي أُمَّتي، فيقول: انطلق، فمن كان في قلبه مثقال حبة من بُرَّة أو شعيرة من إيمان فأخرِجه منها، فأنطَلِقُ فأفعل، ثم أرجعُ إلى ربي فأحمده بتلك المحامد، ثم أخرُّ له ساجداً، فيقال لي: يا محمد، ارفع رأسك، وقل يُسْمَع لك، وسل تُعْطه، واشْفَع تُشَفَّع، فأقول: يا ربِّ، أُمَّتي أُمَّتي، فيقال لي: انطلق، فمن كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان فأخرجه منها، فأنطلق فأفعل، ثم أعود إلى ربي أحمده بتلك المحامد، ثم أخرُّ له ساجداً، فيقال لي: يا محمد، ارفع رأسك وقلُ يُسمَعُ لك، وسَلْ تُعطَه، واشفع تُشَفَّع، فأقول: يا ربِّ، أُمَّتي أُمَّتي، فيقال لي: انطلِق، فمن كان في قلبه أدنى أدنى أدنى من مثقال حبَّة من خردل من إيمان فأخرِجه من النار، فأنطلق فأفعل» هذا حديث أنس الذي أنبأنا به، فخرجنا من عنده، فلما كنَّا بظهر الجبَّان، قلنا: لو مِلنا إلى الحسن فسلَّمنا عليه وهو مستخفٍ في دار أبي خليفة؟ قال: فدخلنا عليه، فسلَّمنا عليه، قلنا: يا أبا سعيد، جئنا من عند أخيك أبي حمزة، فلم نسمع بمثل حديثٍ حدثَّناه في الشفاعة، قال: هيه، فحدَّثْناه الحديثَ، فقال: هيهِ، قلنا: ما زادنا؟ قال: قد حدَّثَنا به منذ عشرين سنة، وهو يومئذ جميع، ولقد ترك [ص:479] شيئاً ما أدري: أنسيَ الشيخ، أم كره أن يحدثكم فتتكلوا؟ قلنا له: حدثنا، فضحك، وقال: خُلِق الإنسان من عجل، ما ذَكرتُ لكم هذا إلا وأنا أُريد أن أحدِّثْكموه، قال: ثم أرجعُ إلى ربي في الرابعة، فأحمَدُه بتلك المحامد، ثم أخرُّ له ساجداً، فيقال لي: يا محمد، ارفع رأسك، وقل يُسمَع لك، وسل تعطَه، واشفع تُشفَّع، فأقول: يا ربِّ، ائذن لي فيمن قال: لا إله إلا الله، قال: فليس ذلك لك، أو قال: ليس ذلك إليك، ولكن وعِزَّتي وكبريائي وعظمتي لأخرجنَّ منها من قال: لا إله إلا الله» قال: فأشهد على الحسن أنَّه حدَّثنا به أنه سمع أنسَ بن مالك - أُراه قال: قبل عشرين سنة - وهو يومئذ جميع.
وفي رواية قتادة عن أنس قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «يجْمَعُ الله الناسَ يوم القيامة، فيهتمُّون لذلك - وفي رواية: فيُلْهَمُون لذلك - فيقولون: لو استشفعنا إلى ربِّنا، حتى يُرِيحنا من مكاننا هذا؟ قال: فيأتون آدم، فيقولون: أنتَ آدمُ أبو الخلق، خلقك الله بيده، ونفخ فيك من روحه، وأمر الملائكة فسجدوا لك، اشفع لنا عند ربك حتى يُرِيحنَا من مكاننا هذا، فيقول: لستُ هنَاكُم، فيذكر خطيئته التي أصاب، فيستحي ربَّه منها، ولكن ائتوا نوحاً أول رسول بعثه الله إلى أهل الأرض، قال: فيأتون نوحاً، فيقول: لستُ هناكم، فيذكر خطيئته التي أصاب، فيستحي ربَّه منها، ولكن ائتوا إبراهيم الذي اتخذه الله خليلا، فيأتون إبراهيم، فيقول: لستُ هناكم، وذكر خطيئته التي أصاب، فيستحي ربَّه منها، ولكن ائتوا موسى الذي كلَّمه الله [ص:480] وأعطاه التوراة، قال: فيأتون موسى فيقول: لستُ هناكم، ويذكر خطيئته التي أصاب، فيستحي ربَّه منها، ولكن ائتوا عيسى رُوحَ الله وكلمته، فيأتون عيسى رُوحَ الله وكلمته، فيقول: لستُ هناكم، ولكن ائتوا محمداً، عبداً غفرَ الله له ما تقدَّم من ذَنبِه وما تأخر، قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «فيأتونني، فأستأذن على ربي، فيؤذنَ لي، فإذا أنا رأيته وقعْتُ ساجداً، فيدَعُني ما شاء الله، فيقال: يا محمد، ارفع، قُلْ يُسْمَع، سل تُعْطَه، اشفع تشفَّع، فأرفعُ رأسي، فأحمد ربي بتحميد يُعلِّمُنيه ربِّي، ثم أشفع، فيُحَدُّ لي حداً، فأخرجُهم من النار، وأدخلهم الجنة، ثم أعود فأقع ساجداً، فيدعني ما شاء الله أن يدعني، ثم يقال لي: ارفع يا محمد، قل يسمع، سل تعطه، اشفع تشفع، فأرفع رأسي، فأحمد ربي بتحميد يعلَّمنيه، ثم أشفع، فيحدُ لي حداً، فأخرجهم من النار، وأدخلهم الجنة - قال: فلا أدري في الثالثة أو في الرابعة - فأقول: يا ربِّ، ما بقي في النار إلا من حبَسَه القرآن، أي وجب عليه الخلود» أخرجه البخاري ومسلم.
وأخرجه البخاري تعليقاً: عن قتادة عن أنس أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «يُحْبَس المؤمنين يوم القيامة ... » وذكر نحوه، وفي آخره: ما بقي في النار إلا من حَبَسَهُ القرآن - أي وجب عليه الخلود - ثم تلا هذه الآية {عَسَى أن يبعثكَ ربُّك مقاماً محموداً} [الإسراء: 79] قال: وهذا المقام المحمود الذي وعُدَه نبيُّكم - صلى الله عليه وسلم- زاد في رواية: فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: «يخرج من [ص:481] النار من قال: لا إله إلا الله وكان في قلبه من الخير ما يزن شعيرة، ثم يخرج من النار من قال: لا إله إلا الله وكان في قلبه من الخير ما يَزِنُ بُرَّة، ثم يخرج من النار من قال: لا إله إلا الله وكان في قلبه من الخير ما يَزِنُ ذَرَّة» .
قال يزيد بن زُريع: فلقيت شعبة، فحدَّثته بالحديث، فقال شعبة: حدَّثنا به قتادةُ عن أنس بن مالك عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- بالحديث، إلا أن شعبةَ جعَلَ مكان «الذَّرّة» «ذُرَة» قال يزيد: صَحّف فيها أبو بسطام، كذا في كتاب مسلم من رواية يزيد عن شعبة. قال البخاري: وقال أبان عن قتادة بنحوه. وفيه «من إيمان» مكان «خير» زاد في رواية: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال - في حديث سؤال المؤمنين الشفاعة - «فيأتوني فأستأذن على ربي في داره فيؤذَن لي عليه» وللبخاري طرف منه عن حميد عن أنس قال: سمعتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- يقول: «إذا كان يومُ القيامة شفَعْتُ، فقلت: يا ربِّ، أدخل الجنةَ من كان في قلبه خرْدَلة، فيدخلون، ثم أقول: أدخل الجنة من كان في قلبه أدنى شيء. قال أنس: كأني أنظر إلى أصابع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يلهمنيه) الإلهام: ضرب من الوحي الذي يلقيه الله في قلوب عبادة الصالحين.
(الجبّان) والجبّانة: المقابر. [ص:482]
(جَميعٌ) رجل جميع: أي مجتمع الخلق قوي، لم يهرم ولم يضعف.
(في داره) أي في حضرة قدسه. وقيل: في جنته، فإن الجنة تُسَمَّى دار السلام، والله هو السلام.
__________
(1) رواه البخاري 13 / 395 - 397 في التوحيد، باب كلام الرب تعالى يوم القيامة مع الأنبياء وغيرهم، وباب قول الله تعالى: {لما خلقت بيدي} ، وباب قوله تعالى: {وكلم الله موسى تكليما} ، وفي تفسير سورة البقرة، باب قول الله تعالى: {وعلم آدم الأسماء كلها} ، وفي الرقاق، باب صفة الجنة والنار، ومسلم رقم (193) في الإيمان، باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (9/179) قال: حدثنا سليمان بن حرب. ومسلم (1/125) قال: حدثنا أبو الربيع العتكي (ح) وحدثناه سعيد بن منصور. والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (1599) عن يحيى بن حبيب بن عربي.
أربعتهم - سليمان، وأبو الربيع، وسعيد، ويحيى - عن حماد بن زيد، قال: حدثنا معبد بن هلال، فذكره.
رواية النسائي ليس فيها حديث الحسن.
وفي الرواية الثانية:
1- أخرجه عبد بن حميد (1187) . والبخاري (6/21 و9/182) قالا: حدثنا مسلم بن إبراهيم. وفي (9/149) قال آلبخاري: حدثني معاذ بن فضالة. ومسلم (1/125) قال حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا معاذ بن هشام، والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (2357) عن إبراهيم بن الحسن، عن الحارث بن عطية.
أربعتهم - مسلم، ومعاذ بن فضالة، ومعاذ بن هشام، والحارث - عن هشام الدستوائي.
2- وأخرجه أحمد (3/116) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، والبخاري (6/21) قال: قال لي خليفة: حدثنا يزيد بن زريع. ومسلم (1/125) قال: حدثنا محمد بن المثنى، ومحمد بن بشار، قالا: حدثنا ابن أبي عدي. وابن ماجة (4312) قال: حدثنا نصر بن علي، قال: حدثنا خالد بن الحارث، والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (1171) عن أبي الأشعث عن خالد.
أربعتهم - يحيى، ويزيد، وابن أبي عدي، وخالد- عن سعيد بن أبي عروبة.
3- وأخرجه أحمد (3/244) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا همام.
4- وأخرجه البخاري (8/144) قال: حدثنا مسدد. ومسلم (1/123) قال حدثنا أبو كامل فضيل بن حسين الجحدري، ومحمد بن عبيد الغبري.
ثلاثتهم - مسدد، وفضيل، الغبري - قالوا: حدثنا أبو عوانة.
أربعتهم - هشام، وسعيد، وهمام، وأبو عوانة - عن قتادة، فذكره.(10/477)
8016 - (خ م ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: «كنّا مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- في دَعْوة، فرُفِع إليه الذِّراعُ - وكانت تعجبه - فنهس منها نهسة، وقال: أنا سيد الناس يوم القيامة، هل تدرون: ممَّ ذاك؟ يجمع الله الأولين والآخرين في صعيد واحد، فيُبْصِرُهم الناظر، ويسمَعُهم الداعي، وتدنو منهم الشمس، فيبلغ الناس من الغمِّ والكرب ما لا يُطيقون ولا يحتملون، فيقول الناس: ألا ترون إلى ما أنتم فيه، إلى ما بلغكم، ألا تنظرون من يشفع لكم إلى ربكم؟ فيقول بعض الناس لبعض: أبوكم آدم، فيأتونه، فيقولون: يا آدم، أنت أبو البشر، خلقك الله بيده، ونفخ فيك من روحه، وأمر الملائكة فسجدوا لك، وأسكنك الجنة، ألا تشفعُ لنا إلى ربك، ألا ترى ما نحن فيه وما بَلَغنَا؟ فقال: إن ربي غَضِبَ اليومَ غضباً لم يغْضب قبله مثله، ولا يغضب بعده مثله، وإنه نهاني عن الشجرة، فعصيتُ، نفسي، نفسي، نفسي، اذهبُوا إلى غيري، اذهبوا إلى نوح، فيأتون نوحاً، فيقولون: يا نوح، أنتَ أولُ الرسل إلى أهل الأرض، وقد سمّاك الله عبداً شكوراً، ألا ترى ما نحن فيه؟ ألا ترى إلى ما بلغنا؟ ألا تشفعُ لنا عند ربك؟ فيقول: إن ربي غضب اليوم غضباً [ص:483] لم يغضب مثله، ولن يغضَب بعده مثله، وإنَّه قد كان لي دعوةٌ دعوتُ بها على قومي، نفسي، نفسي، نفسي، اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى إبراهيم، فيأتون إبراهيم فيقولون: أنت نبيُّ الله، وخليله من أهلِ الأرض، اشفع لنا إلى ربِّك، أما ترى إلى ما نحن فيه؟ فيقول لهم: إنَّ ربي قد غضبَ اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله، وإني كنتُ كذبتُ ثلاث كَذَبات ... فذكرها - نفسي، نفسي، نفسي، اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى موسى، فيأتون موسى فيقولون: أنت رسول الله، فضّلك برسالاته وبكلامه على الناس، اشفع لنا إلى ربك، أما ترى إلى ما نحن فيه؟ فيقول: إن ربي قد غضبَ اليومَ غضباً لم يغضب قبله مثله، ولن يغضبَ بعده مثله، وإني قد قتَلْتُ نفْساً لم أُومَرْ بقتلها، نفسي، نفسي، نفسي، اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى عيسى، فيأتون عيسى، فيقولون: يا عيسى، أنتَ رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم، وروح منه، وكلمتَ الناس في المهد، اشفع لنا إلى ربك، ألا ترى إلى ما نحن فيه؟ فيقول عيسى، إن ربي قد غضبَ اليومَ غضباً لم يغضبْ قبله مثله، ولن يغضبَ بعده مثله، ولم يذكُر ذنباً، نفسي، نفسي، نفسي، اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى محمد، فيأتون محمداً - صلى الله عليه وسلم- وفي رواية: فيأتوني - فيقولون: يا محمد، أنت رسولُ الله وخاتم الأنبياء، قد غفر الله لك ما تقدَّم من ذنبك وما تأخر، اشفع لنا إلى ربك، ألا ترى إلى ما نحن فيه؟ فأنطلقُ، فآتي [ص:484] تحت العرش، فأقَعُ ساجداً لربّي، ثم يفتح الله عليَّ من محامده وحُسنِ الثناء عليه شيئاً لم يفتحه على أحدٍ قبلي، ثم يقال: يا محمد، ارفع رأسَك، سلْ تعطه، واشفع تُشفَّع، فأرفعُ رأسي، فأقول: أمتي يا رب، أمَّتي يا ربِّ، أمَّتي يا رب، فيقال: يا محمد، أدِخلْ من أمتك من لا حساب عليهم من الباب الأيمن من أبواب الجنَّة، وهم شركاءُ الناس فيما سوى ذلك من الأبواب، ثم قال: والذي نفسي بيده، إن ما بين المصراعين من مصاريع الجنة، كما بين مكة وهَجَر - أو كما بين مكةَ وبُصْرى - وفي كتاب البخاري: كما بين مكة وحمير» .
وفي رواية: قال: «وُضِعتْ بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قصعة من ثريد ولحم، فتناول الذراع - وكانت أحبَّ الشاة إليه - فنهس نهسة، فقال: أنا سيِّدُ الناس يوم القيامة، ثم نهسَ أخرى، فقال: أنا سيد الناس يوم القيامة، فلما رأى أصحابَه لا يسألونه، قال: ألا تقولون: كيفه؟ قالوا: كَيْفه يا رسول الله؟ قال: يقوم الناسُ لرب العالمين ... وساق الحديث بمعنى ما تقدَّم، وزاد في قصة إبراهيم، فقال: وذكر قوله في الكوكب: هذا ربي وقوله لآلهتهم: بل فعله كبيرهم هذا، وقوله: إني سقيم، وقال: والذي نفس محمد بيده، إن ما بين المصراعين من مصاريع الجنة إلى عِضادتي الباب لكما بين مكة وهَجر، أو هَجَر ومكة، لا أدري أيَّ ذلك قال» أخرجه البخاري ومسلم والترمذي، إلا أن في كتاب مسلم «نفسي نفسي» مرتين في قول كل نبي [ص:485] والحميديُّ ذكر كما نقلناه، وفي رواية الترمذي «نفسي، نفسي، نفسي» ثلاثاً في الجميع (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فنهس) النهس: أخذ اللحم بمقدَّم الأسنان.
__________
(1) رواه البخاري 6 / 264 و 265 في الأنبياء، باب قول الله عز وجل: {ولقد أرسلنا نوحاً إلى قومه} ، وباب قول الله تعالى: {واتخذ الله إبراهيم خليلا} ، وفي تفسير سورة بني إسرائيل، باب {ذرية من حملنا مع نوح إنه كان عبداً شكوراً} ، ومسلم رقم (194) في الإيمان، باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها، والترمذي رقم (2436) في صفة القيامة، باب ما جاء في الشفاعة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (2/31) قال: حدثنا أبو النضر. قال: حدثنا حدثنا أبوعقيل أبي (2/435) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. والبخاري (4/163) قال: حدثني إسحاق بن نصر، قال: حدثنا محمد بن بن عبيد. وفي (4/172) قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن نصر. قال: حدثنا أبو أسامة. وفي (6/105) قال: حدثنا محمد بن مقاتل. قال: أخبرنا عبد الله. ومسلم (1/127) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن عبد الله بن نمير. واتفقنا في سياق الحديث إلا ما يزيد أحدهما من الحرف بعد الحرف. قالا: حدثنا محمد بن بشر. وابن ماجة (3307) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا محمد بن بشر العبدي (ح) وحدثنا علي بن محمد. قال: حدثنا محمد بن فضيل. والترمذي (1837) وفي الشمائل (167) قال: حدثنا واصل بن عبد الأعلى. قال: حدثنا محمد بن فضيل. وفي (2434) قال أخبرنا عبد الله بن المبارك. والنسائي - في الكبرى (تحفة الأشراف) (10/14927) عن واصل بن عبد الأعلى، عن محمد بن فضيل (ح) وعن يعقوب بن إبراهبم الدورقي، عن يحيى بن سعيد.
سبعتهم - أبوعقيل، عبد الله بن عقيل، ويحيى بن سعيد، ومحمد بن عبيد، وأبو أسامة، حماد بن أسامة، وعبد بن المبارك، ومحمد بن بشر، ومحمد بن فضيل - عن أبي حيان التيمي.
2- وأخرجه مسلم (1/129) قال: حدثني زهير بن حرب. قال: حدثنا جرير. عن عمارة بن القعقاع.
كلاهما - أبو حيان، وعمارة - عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير، فذكره.
* الروايات مطولة ومختصرة، وأثبتنا لفظ مسلم (1/127) .
فنهس: النهس: أخذ اللحم بمقدم الأسنان.(10/482)
8017 - (م) حذيفة بن اليمان، وأبو هريرة - رضي الله عنهما - قالا: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «يجمع الله تبارك وتعالى الناس، فيقوم المؤمنون حتى تُزلَف لهم الجنة، فيأتون آدمَ، فيقولون: يا أبانا، استفتح لنا الجنةَ، فيقول: وهل أخرجكم من الجنة إلا خطيئةُ أبيكم؟ لست بصاحب ذلك، اذهبوا إلى ابني إبراهيم خليل الله، قال: فيقول إبراهيم: لست بصاحب ذلك، إنما كنت خليلاً من وراءَ وراءَ، اعمدُوا إلى موسى الذي كلمه تكليماً، قال: فيأتون موسى، فيقول: لست بصاحب ذلك، اذهبوا إلى عيسى كلمة الله وروحه، فيقول عيسى: لست بصاحب ذلك، فيأتون محمداً - صلى الله عليه وسلم-، فيقوم فيؤذن له، وترسلُ الأمانةُ والرحم، فتقومان جَنْبتي الصراط يميناً وشمالاً، فيمرُّ أولُكم كالبرق، قال: قلتُ بأبي وأمي، أيُّ شيء كالبرق، قال: ألم تروا [ص:486] إلى البرق كيف يمرُّ ويرجع في طرفة عين؟ ثم كمرِّ الريح، ثم كمرِّ الطير، وشدِّ الرِّجال، تجري بهم أعمالهم، ونبيُّكم قائم على الصراط، يقول: ربِّ سلّم سَلّم، حتى تعجِز أعمال العباد، حتى يجيء الرجل فلا يستطيع السير إلا زحفاً، قال: وفي حافَّتي الصراط كلاليبُ معلَّقة مأمورة، تأخذُ من أُمِرَتْ به، فمخدوشٌ ناجٍ، ومَكْدُوس (1) في النار، والذي نفسُ أبي هريرة بيده، إن قعْر جهنَّم لسبعين (2) خريفاً» أخرجه مسلم (3) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(تزلف) أي: تقرب وتدنى.
(كشدِّ) الشدُّ: العَدْو.
__________
(1) وفي بعض النسخ: ومكردس.
(2) وفي بعض النسخ: لسبعون، وكلاهما صحيح، وانظر ما قاله النووي في " شرح مسلم ".
(3) رقم (195) في الإيمان، باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مسلم (1/129) قال: حدثنا محمد بن طريف بن خليفة البجلي. قال: حدثنا محمد بن فضيل، قال: حدثنا أبو مالك الأشجعي، عن أبي حازم، عن أبي هريرة (ح) ومالك، عن ربعي، عن حذيفة، فذكره.
تزلف: أي: تقرب وتدني.
كشد: الشد: العدو.(10/485)
8018 - (ت) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «أنا سيدُ ولدِ آدم يومَ القيامة، ولا فخر، وبيدي لواء الحمد ولا فخر، وما من نبي يومئذ - آدمُ فمن سواه - إلا تحت لوائي، وأنا أول من تنشقُّ عنه الأرض ولا فخر، قال: فيفزع الناس ثلاث فزعات، فيأتون آدم، فيقولون: أنت أبونا آدم، فاشفع لنا إلى ربك، فيقول: إني أذنبتُ ذنباً فأُهبِطتُ به إلى الأرض، ولكن ائتوا نوحاً، فيأتون نوحاً، فيقول: إني [ص:487] دعوتُ على أهل الأرض دعوة فأُهلِكُوا، ولكن اذهبوا إلى إبراهيم، فيأتون إبراهيم، فيقول: إني كذبتُ ثلاث كذبات، ثم قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: ما منها كذبة إلا ماحلَ بها عن دين الله، ولكن ائتوا موسى، فيأتون موسى، فيقول: قد قتلت نفْساً، ولكن ائتوا عيسى، فيأتون عيسى، فيقول: إني عُبِدْتُ من دون الله، ولكن ائتوا محمداً - صلى الله عليه وسلم-، فيأتوني، فأنطلق معهم. قال ابن جُدْعان: قال أنس: فكأني أنظر إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، قال: فآخُذُ بِحلْقِة باب الجنة، فأُقَعْقِعها، فيقال: مَن هذا؟ فيقال: محمد، فيفتحون لي ويرَحبّون، فيقولون: مرحباً، فأخِرُّ ساجداً، فيُلهِمُني الله من الثناء والحمد، فيقال لي: ارفع رأسك، سلْ تُعْطَ، واشفع تُشَفَّع، وقل يُسمَع لقولك، وهو المقام المحمود الذي قال الله تعالى: {عسى أن يبعثكَ ربُّك مقاماً محموداً} [الإسراء: 79] » قال سفيان: ليس عن أنس إلا هذه الكلمة «فآخذُ بحلقة باب الجنة فأُقعْقِعُها» أخرجه الترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فيفزَع) فزِعتُ إلى فلان: إذا لجأتَ إليه، واعتمدتَ عليه.
(ماحَلَ) المماحلة: المخاصمة والمجادلة.
__________
(1) رقم (3147) في التفسير، سورة بني إسرائيل، وقال الترمذي: هذا حديث حسن، وهو كما قال.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/2) قال: حدثنا هشيم. وابن ماجة (4308) قال: مجاهد بن موسى، وأبو إسحاق الهروي إبراهيم بن عبد الله بن حاتم، قالا: حدثنا هشيم، والترمذي (3148 /3615) قال: حدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان.
كلاهما - هشيم، وسفيان - عن علي بن زيد بن جدعان، عن أبي نضرة، فذكره.
* رواية هشيم، والترمذي (3615) مختصرة علي أوله.
فيفزع: فزعت إلى فلان: إذا لجأت إليه، واعتمدت عليه.
ماحل: المماحلة: المخاصمة والمجادلة.(10/486)
8019 - (م) يزيد بن صهيب الفقير (1) قال: «كنتُ قد شَغَفَني رأي من رأي الخوارج، فخرجنا في عِصابة ذوي عدد - نريد أن نحج - ثم نخرج على الناس، قال: فمررنا على المدينة، فإذا جابر بن عبد الله جالسٌ إلى سارية يحدِّثُ عن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، وإذا هو قد ذكر الجهنَّمِيِّين، فقلت: يا صاحب رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ما هذا الذي تحدِّثوننا؟ والله يقول: {ربَّنا إنَّك مَنْ تُدْخِلِ النارَ فقد أخزيتَه} [آل عمران: 192] و {كُلَّمَا أَرادوا أن يَخْرُجوا منها أُعِيدُوا فيها} [السجدة: 20] فما هذا الذي تقولون؟ قال: أتقرأ القرآن؟ قلتُ: نعم، قال: فاقرأ ما قبله، إنه في الكفار، ثم قال: فهل سمعتَ بمقام محمد الذي يبعثه الله فيه؟ قلت: نعم، قال: فإنه مقام محمد - صلى الله عليه وسلم- المحمود الذي يُخرِج الله به مَن يُخرِج، قال: ثم نَعَت وَضْعَ الصراط، ومرَّ الناس عليه، قال: وأخاف أن لا أكونَ أحفظ ذاك، قال: غيرَ أنه قد زعم أن قوماً يَخْرُجون من النار بعد أن يكونوا فيها، قال - يعني - فيخرجون كأنهم عِيدانُ السَّماسِم، قال: فيدخلون نهراً من أنهار الجنة، فيغتسلون فيه، فيخرجون كأنهم القراطيسُ، فرجعنا، قلنا: ويحكم أترون هذا الشيخ يكذب على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-؟ فرجعنا، فلا والله ما خرج غيرُ رجلٍ واحد - أو كما قال» أخرجه مسلم، إلا قوله: «فاقرأ ما قبله إنه في [ص:489] الكفار» فإنه فيما ذكره رزين (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(شغفني) أي: دخل شغاف قلبي، وهو غلاف القلب.
(عيدان السماسم) السماسم: جمع سمسم، وعيدانه تراها إذا قلعت وتركت ليؤخذَ حبُّها سُوداً دِقاقاً كأنها محترقة، فشبَّه هؤلاء الذين يخرجون من النار بها.
__________
(1) أبو عثمان الكوفي، كان يشكو فقار ظهره.
(2) رواه مسلم رقم (191) في الإيمان، باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مسلم (1/123) قال: حدثنا حجاج بن الشاعر قال: حدثنا الفضل بن دكين. قال: حدثنا أبوعاصم - يعني محمد بن أبي أيوب - قال: حدثني يزيد الفقير، فذكره.(10/488)
8020 - (م) أبو الزبير - رضي الله عنه - سمع جابراً يُسأَل عن الورود؟ فقال: «نجيء نحن يوم القيامة عن كذا وكذا، انظُرْ - أي ذلك فوق الناس (1) - قال: فتُدعى الأُمم بأوثانها وما كانت تعبد: الأولُ فالأولُ، ثم يأتينا رَبُّنا بعد ذلك، فيقول: من تنظرون؟ فنقول: ننظر ربَّنا، فيقول: أنا ربُّكم، فيقولون: حتى ننظر إليك، فيتجلَّى لهم يضحك، قال: فينطلق بهم، ويتَّبعونه، ويُعطَى كلُّ إنسان منهم - منافق أو مؤمن - نوراً، ثم يتَّبعونه، وعلى جِسْرِ جهنم كلاليبُ وحَسَك، تأخذ من شاء الله، ثم يُطفَأُ نورُ المنافقين، ثم ينجو المؤمنون، فتنجو أول زمرة، وجوهُهم كالقمر ليلةَ البدر، سبعون ألفاً، لا يُحاسَبُونَ، ثم الذين يَلُونَهم كأضوإ نجم في السماء، ثم كذلك، ثم تحلُّ الشفاعة، ويشفعون حتى يخرج من النار من قال: لا إله إلا الله، وكان [ص:490] في قلبه من الخير ما يَزِن شعيرة، فيُجعلون بفناء الجنة، ويجْعل أهل الجنة يَرُشُّون عليهم الماء، حتى ينبُتوا نبات الشيء في السَّيل، ويذْهَبُ حُرَاقُهُ، ثم يسألُ حتى تُجعَلَ له الدنيا وعشرةُ أمثالها معها» أخرجه مسلم (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(حُرَاقُهُ) الحُرَاقةُ: الموضع المحترق من الجسم.
__________
(1) هنا تصحيف وتغيير، صوابه: نجيء يوم القيامة على كوم، أي: يحشر الناس على تل، وأمة محمد على تل، فيرقى محمد صلى الله عليه وسلم وأمته كوم فوق الناس، وانظر " شرح مسلم " للنووي.
(2) رقم (191) في الإيمان، باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/345) قال: حدثنا موسى بن داود قال: حدثنا ابن لهيعة وفي (3/383) قال: حدثنا روح بن عبادة، قال: حدثنا ابن جريج..
كلاهما - ابن لهيعة وبن جريج - عن أبي الزبير، فذكره.
* أخرجه مسلم (1/122) قال: حدثني عبيد الله بن سعيد وإسحاق بن منصور.
كلاهما - عن روح، قال عبيد الله حدثنا روح بن عبادة القيسي، قال: حدثنا ابن جريج قال: أخبرني أبو الزبير، أنه سمع جابر بن عبد الله بن يسأل عن الورود، فذكره موفوفا.(10/489)
الفصل السادس: في أحاديث مُفْرَدة، تتعلَّق بالقيامة
8021 - (م) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «يُؤتى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار يوم القيامة، فيصْبَغ في النار صبغة، ثم يقال: يا ابن آدم، هل رأيتَ خيراً قط؟ هل مرَّ بك من نعيم قط؟ فيقول: لا والله يا رب، ويُؤتى بأشد الناس بؤساً من أهل الجنة، فيصبَغُ صَبْغَة في الجنة، فيقال له: يا ابنَ آدمَ، هل رأيتَ بؤساً قط؟ هل مرَّ بك مِن شدَّة قط؟ فيقول: لا والله يا رب، ما مرَّ بي بُؤس قط، ولا رأيتُ شدِّة قط» أخرجه مسلم (1) . [ص:491]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فيُصبَغ) أي: يُغمس في النار أو الجنة غمسةً، كأنه يدخل إليها إدخالةً واحدة.
__________
(1) رقم (2807) في المنافقين، باب صبغ أنعم أهل الدنيا في النار، صبغ أشدهم بؤساً في الجنة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/203) قال: حدثنا يزيد بن هارون. وفي (3/253) حدثنا عفان. وعبد بن حميد (1313) قال: حدثنا حجاج بن منهال ومسلم (8/135) قال: حدثنا عمرو الناقد، قال: حدثنا يزيد بن هارون.
ثلاثتهم - يزيد، وعفان، وحجاج - عن حماد بن سلمة، عن ثابت، فذكره.
حراقة: الحراقة: الموضع المحترق من الجسم.(10/490)
8022 - (خ م) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «يقول الله تعالى لأهون أهلِ النار عذاباً: لو كانت لك الدنيا كلُّها، أكنتَ مُفتَدِياً بها؟ فيقول: نعم، فيقول: قد أردتُ مِنكَ أيْسَرَ مِن هذا، وأنت في صُلْب آدمَ: أن لا تُشْرِكَ بي ولا أُدخلُكَ النَّارَ، وأُدخِلُكَ الجنة، فأبيتَ إلا الشركَ» أخرجه مسلم.
وفي رواية له وللبخاري قال: «يُجاءُ بالكافر يوم القيامة، فيقال له: أرأيتَ لو كان لك مِلءُ الأرضِ ذَهباً، أكنُتَ تفتدي به؟ فيقول: نعم، فيقال له: لقد كنت سئلت ما هو أيسر من ذلك: أن لا تشرِكَ بي» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 11 / 367 في الرقاق، باب صفة الجنة والنار، وباب من نوقش الحساب عذب، وفي الأنبياء، باب خلق آدم صلوات الله عليه وذريته، ومسلم رقم (2805) في المنافقين، باب طلب الكافر الفداء بملء الأرض ذهباً.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (3/127) قال:حدثنا حجاج. وفي (3/129) قال: حدثنا محمد بن جعفر. والبخاري (4/162) قال:حدثنا قيس بن حفص،قال حدثنا خالد بن الحارث وفي (8/143) قال: حدثني محمد بن بشار،قال:حدثنا غندر، ومسلم (8/134) قال:حدثني عبيد الله بن معاذ العنبري، قال:حدثنا أبي. وفي (8/134) قال:حدثناه ابن بشار،قال:حدثنا محمد بن جعفر.
أربعتهم - حجاج،وابن جعفر، وخالد،ومعاذ - عن شعبة، عن أبي عمران، فذكره.(10/491)
8023 - (خ م) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إذا صار أهلُ الجنة إلى الجنة، وأهلُ النار إلى النار: جيء بالموت، حتى يُجْعَلَ بين الجنة والنار، فيُذبحَ، ثم يُنادِي منادٍ: يا أهلَ [ص:492] الجنة لا موت، يا أهل النار لا موت، فيزداد أهلُ الجنة فرحاً إلى فرحهم، وأهلُ النار حزْناً إلى حزْنِهم» .
وفي رواية: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «يُدْخِل الله أهلَ الجنةِ الجنةَ، وأهلَ النارِ النارَ، ثم يقوم مؤذِّن بينهم، فيقول: يا أهل الجنة لا موت، ويا أهلَ النار لا موت، كلٌّ خالدٌ فيما هو فيه» أخرجه البخاري ومسلم (1) .
__________
(1) رواه البخاري 11 / 361 و 362 في الرقاق، باب صفة الجنة والنار، وباب يدخل الجنة سبعون ألفاً بغير حساب، ومسلم رقم (2850) في الجنة، باب النار يدخلها الجبارون.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/130) (6138) قال: حدثنا يعقوب. (ح) وحدثناه سعد وعبد بن حميد (761) قال: حدثني يعقوب بن إبراهيم بن سعد الزهري، والبخاري (8/9141 قال: حدثنا علي بن عبد الله، قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم. ومسلم (8/153) قال: حدثنا زهير بن حرب، والحسن بن علي الحلواني، وعبد بن حميد، قال عبد: أخبرني، وقال الآخران: حدثنا يعقوب، وهو بن إبراهيم بن سعد.
كلاهما -يعقوب بن إبراهيم، وسعد بن إبراهيم بن سعد - عن أبيهما إبراهيم بن سعد، عن صالح بن كيسان، قال: حدثنا نافع، فذكره.(10/491)
8024 - (خ م ت) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «يُؤتَى بالموت كهيئةِ كبْش أملَح، فينادي منادٍ: يا أهلَ الجنة، فيَشرئبُّون وينظرون، فيقول لهم: هل تعرفون هذا؟ فيقولون: نعم، هذا الموت، وكلُّهم قد رآه، ثم ينادي مُنادٍ: يا أهل النار، فيشرئبُّون وينظرون، فيقول لهم: هل تعرفون هذا؟ فيقولون: نعم هذا الموت، وكلُّهم قد رآه، فيذْبَحُ بين الجنَّة والنار، ثم يقول: يا أهلَ الجنة خلود فلا موت، ويا أهل النار خلود فلا موت، ثم قرأ: {وأنذرهم يوم الحسرة إذ قُضِيَ الأمر وهم في غَفْلَةٍ وهم لا يؤمِنون} [مريم: 39] وأشار بيده إلى الدنيا» أخرجه البخاري ومسلم.
وأخرجه الترمذي قال: «إذا كان يوم القيامة أُتي بالموت كالكبش [ص:493] الأملح، فيُوقَفُ بين الجنة والنار، فيذبح وهم ينظرون، فلو أنَّ أحداً مات فرحاً لمات أهلُ الجنة، ولو أنَّ أحداً مات حُزْناً لمات أهلُ النار» وأخرجه أيضاً نحو الرواية الأولى، وذكر في آخره مثل ما ذكر في روايته المختصرة (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(كبش أملح) الأملح: المختلط البياض والسواد، وقوله: " فيذبح " شبَّه اليأس من مفارقة الحالتين في الجنة والنار والخلود فيهما بحيوانٍ يذبح فيموت، فلا يبقى يرجى له حياة ولا وجود، وكذلك حال أهل الجنة والنار بعد الاستقرار فيهما وإخراج من يخرجه الله من النار في اليأس من مفارقة حالتيهما وانقطاع الرجاء من زوالها (*) .
(فيشرئبُّون) اشرأبَّ إلى الشيء: إذا تطلع ينظر إليه، ومالت نحوه نفسه.
__________
(1) رواه البخاري 8 / 325 في تفسير سورة مريم، باب قوله تعالى: {وأنذرهم يوم الحسرة} ، ومسلم رقم (2849) في الجنة، باب النار يدخلها الجبارون والجنة يدخلها الضعفاء، والترمذي رقم (2561) في الجنة، باب ما جاء في خلود أهل الجنة وأهل النار.
(*) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: قال ابن القيم:
"وهذا الكبش والإضجاع والذبح ومعاينة الفريقين ذلك حقيقة لا خيال ولا تمثيل كما أخطأ فيه بعض الناس خطأ قبيحاً، وقال الموت عرَض، والعرَض لا يتجسَّم فضلاً عن أن يذبح.
وهذا لا يصح؛ فإن الله سبحانه ينشئ من الموت صورة كبش يذبح، كما ينشئ من الأعمال صوراً معاينة يثاب بها ويعاقب، والله تعالى ينشئ من الأعراض أجساماً تكون الأعراض مادة لها، وينشئ من الأجسام أعراضاً، كما ينشئ سبحانه وتعالى من الأعراض أعراضاً، ومن الأجسام أجساماً، فالأقسام الأربعة ممكنة مقدورة للرب تعالى، ولا يستلزم جمعاً بين النقيضين، ولا شيئاً من المحال، ولا حاجة إلى تكلف من قال إن الذبح لملك الموت، فهذا كله من الاستدراك الفاسد على الله ورسوله والتأويل الباطل الذي لا يوجبه عقل ولا نقل وسببه قله الفهم لمراد الرسول صلى الله عليه وسلم من كلامه. . . " [حادي الأرواح: 437] .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/423 /93) قال: حدثنا أبومعاوية، ومحمد بن عبيد، وعبد بن حميد (914) قال: حدثنا أخبرنا يعلى. والبخاري (6/117) قال: حدثنا عمر بن حفص بن غياث، قال: حدثنا أبي. ومسلم (8/152) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو كريب، قالا: حدثنا أبو معاوية. وفي (8/153) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا جرير، والترمذي (3156) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا النضر، وابن فضيل - عن الأعمش، عن أبي صالح، فذكره.(10/492)
8025 - (خ) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «يقال لأهل الجنة: خلود لا موت، ولأهل النار: خلود لا موت» أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) 11 / 360 في الرقاق، باب يدخل الجنة سبعون ألفاً بغير حساب.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/9344 قال:حدثنا قتيبة. وقال:حدثنا ليث،عن ابن عجلان. والبخاري (8/141) قال:حدثنا أبو اليمان. قال: أخبرنا شعيب.
كلاهما- محمد بن عجلان، وشعيب بن أبي حمزة - عن أبي الزناد، عن الأعرج، فذكره.
* في رواية موسى بن داود،عن ليث زاد في آخرة:قال: وذكر لي. خالد بن زيد، أنه سمع أبا الزبير يذكر مثله،عن جابر وعبد بن عمير إلا أنه يحدث عنهما أن ذلك بعد الشفاعات ومن يخرج من النار.(10/493)
الباب الثالث: في ذِكْر الجنة والنار، وفيه فصلان
الفصل الأول: في صفتهما، وفيه ثلاثة فروع
الفرع الأول: في صفة الجنة، وفيه عشرة انواع
نوع أول
8026 - (خ م ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «قال الله عز وجل: أعْدَدْتُ لعباديَ الصالحين مالا عين رأتْ، ولا أذن سمعتْ، ولا خطَر على قلب بشر، واقرؤوا إن شئتم: {فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لهم مِنْ قُرَّةِ أَعْيُن} [السجدة: 17] .
وفي رواية، قال أبو هريرة: اقرؤوا إن شئتم: {فلا تعلم نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لهم مِنْ قُرَّةِ أَعْيُن} » . [ص:495]
وفي أخرى، قال: يقول الله عز وجل: أعددْتُ لعبادي الصالحين مالا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطرَ على قلب بَشَر ذُخْراً، بَله ما أطلعكم عليه، ثم قرأ: {فلا تعلم نَفْسٌ ما أُخفي لهم من قُرَّةِ أعين} .
وفي رواية: «من قُرَّات أعين» (1) أخرجه البخاري ومسلم، وللبخاري إلى قوله: «على قلب بشر» ، ولمسلم نحو الثالثة، ولم يذكر الآية، وقال: «بَلْهَ أطلعكم الله عليه» .
وأخرج الترمذي الأولى، وله في أخرى زيادة «وفي الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها، واقرؤوا إن شئتم {وظِلٍّ مَمْدُودٍ} [الواقعة: 30] وموضع سوط في الجنة خير من الدنيا وما فيها، واقرؤوا إن شئتم {فمن زُحْزِحَ عَنِ النَّار وأُدْخِلَ الجنة فقد فاز وما الحياةُ الدنيا إلا متاعُ الغرور} [آل عمران: 185] » وهذه الزيادة قد أخرجها البخاري ومسلم مفردة، وسترِدُ في هذا الفرع، وقد أفردها الترمذي، وستِرد إن [ص:496] شاء الله (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(بَلْهَ ما أطلعكم عليه) بَلْه: من أسماء الأفعال، كرويد، ومَهْ، وصَهْ، يقال: بَلْهَ زيداً - بمعنى: دعه واتركه، وقد توضع موضع المصدر، فيقال: بَلْهَ زيدٍ، كأنه قال: تَرْكَ زيد، وقوله: «ما أطلعكم عليه» يجوز نصبه وجره على اختلاف التقديرين.
__________
(1) قال البخاري تعليقاً: وقال أبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح: قرأ أبو هريرة: قرات أعين، قال الحافظ في " الفتح ": وصله أبو عبيد القاسم بن سلام في كتاب " فضائل القرآن " له عن أبي معاوية بهذا الإسناد مثله سواء، وقال ابن الجوزي في " زاد المسير " 6 / 340: وقرأ أبو الدرداء، وأبو هريرة، وأبو عبد الرحمن السلمي، والشعبي، وقتادة: قرات أعين، وقال الحافظ في " الفتح " 8 / 396: وقال أبو عبيد: ورأيتها في المصحف الذي يقال له: الإمام " قرة " بالهاء على الوحدة، وهي قراءة أهل الأمصار.
(2) رواه البخاري 6 /230 في بدء الخلق، باب ما جاء في صفة الجنة، وفي تفسير سورة السجدة، باب {فلا تعلم نفس ما أخفي لهم} ، وفي التوحيد، باب قوله تعالى: {يريدون أن يبدلوا كلام الله} ، ومسلم رقم (2824) في الجنة في فاتحته، والترمذي رقم (3195) في التفسير، باب ومن سورة السجدة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/466) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. قال حدثنا سفيان. (ح) وحدثنا معاوية بن عمرو. قال: حدثنا زائدة. وفي (2/495) قال: حدثنا بن نمير، والبخاري (6/145) قال: حدثني إسحاق بن نصر، قال: حدثنا أبو أسامة. ومسلم (8/143) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو كريب. قالا: حدثنا معاوية. (ح) وحدثنا ابن نمير. قال: حدثنا أبي، وابن ماجة (4328) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا أبو معاوية.
خمستهم - سفيان الثوري، وزائدة بن قدامة، وعبد الله بن نمير، وأبو أسامة حماد بن أسامة، وأبو معاوية محمد بن خازم - عن الأعمش، عن أبي صالح، فذكره.
* صرح الأعمش بالسماع في رواية أبي أسامة عند البخاري (6/145) وفي التي أثبتناها.
والرواية الأخرى:
أخرجه الحميدي (1133) قال: حدثنا سفيان. والبخاري - (4/143) قال: حدثنا الحميدي، قال: حدثنا سفيان. وفي (6/145) قال: حدثنا علي بن عبد الله بن قال: حدثنا سفيان. ومسلم (8/143) قال: حدثنا سعيد بن عمرو بن الأشعثي، وزهير بن حرب. قال: حدثنا. وقال سعيد: أخبرنا سفيان (ح) وحدثني هارون بن سعيد الأيلي. قال: حدثنا ابن وهب، قال: حدثني مالك والترمذي (3197) قال: حدثنا بن أبي عمر. قال: حدثنا سفيان.
كلاهما - سفيان بن عيينة، ومالك بن أنس - عن أبي الهناد، عن الأعرج، فذكره.(10/494)
8027 - (خ) سهل بن سعد - رضي الله عنه - قال: «شَهِدْتُ مِنْ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- مَجْلساً وصفَ فيه الجنة، حتى انتهى، ثم قال في آخر حديثه: فيها ما لا عين رأتْ ولا أذن سَمِعتْ، ولا خطر على قلب بشر، ثم اقترأ هاتين الآيتين {تَتَجافى جنوبُهم عن المضاجع يَدْعُون ربَّهم خوفاً وطَمَعاً ومِمّا رزقناهم ينفقون. فلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أعْيُنٍ جزاءً بما كانوا يعملون} [السجدة: 16 و 17] » .
قال أبو صخر حُميد بن زياد: فأخبرتُ بها محمدَ بنَ كعب القرظَّي، فقال: أبو حازم حدَّثَك بهذا؟ قلتُ: نعم، قال: إن ثمَّ لكيساً كثيراً، [ص:497] إنهم أخفَوْا لله عمَلاً، فأخفى الله لهم ثواباً، ولو قدِمُوا عليه أقرَّ تلكَ الأعينَ. أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) كذا في الأصل والمطبوع: أخرجه البخاري، ولم نجده عند البخاري من حديث سهل بن سعد وذكره الشيخ عبد الغني النابلسي، وفي " ذخائر المواريث " ونسبه لمسلم فقط، وهو عند مسلم إلى قوله: {بما كانوا يعملون} ، رقم (2825) في الجنة في فاتحته، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 5 / 334، ورواه بالزيادة الحاكم في " المستدرك " 2 / 413 و 414 وصححه، ووافقه الذهبي.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (5/334) قال: حدثنا هارون بن معروف، قال: عبد الله بن أحمد بن حنبل: وسمعته أنا من هارون بن معروف - قال: أخبرنا ابن وهب، قال: حدثني أبو صخر. وعبد بن حميد (463) قال: حدثني زيد بن حباب، قال: حدثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي. ومسلم (8/43) قال: حدثنا هارون بن معروف، وهارون بن سعيد الأيلي، قالا: حدثنا ابن وهب، قال: حدثني أبو صخر.
كلاهما أبو صخر حميد بن زياد، وسعيد بن عبد الرحمن - عن أبي حازم فذكره.(10/496)
نوع ثان
8028 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قلتُ: «يا رسول الله ممَّ خلقَ الخلقُ؟ قال: من الماء، قلتُ: الجنةُ ما بناؤها؟ قال: لبنة [من] فِضَّة ولبنَة [من] ذَهب، ومِلاطُها المِسْكُ الأذْفر، وحَصباؤها اللؤلؤ والياقوت، وترْبتُها الزعفران، مَن يدخلها يَنْعَمْ ولا يبأس، ويخلُد ولا يموت، ولا تبْلَى ثيابُهم، ولا يفْنى شبابُهُم، ثم قال: ثلاثةَ لا تُرد دعوتهم: الإمامُ العادلُ، والصائم حين يفطِرُ، ودَعْوَة المظلوم يرفعها فوْقَ الغمام، وتُفْتَحُ لها أبوابُ السماء، ويقول الله تعالى: وعِزَّتي لأنْصُرنَّك ولو بعد حين» .
هذا الحديث أخرجه الترمذي (1) ، وله أول في معنى آخر، والحديث بطوله مذكور في «كتاب المواعظ» من «حرف الميم» .
[ص:498]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(وملاطها) الملاط: الطين يجعل بين ساقتي البناء، يملط به الحائط أي: يصلح.
(يَبْأس) بئس يبأس: إذا افتقر واشتدت حاجته فهو بائس.
(الأذفر) مسك أذفر: إذا كان طيب الريح، والذفر: يقال في الطيِّب والكريه.
__________
(1) رقم (2528) في صفة الجنة، باب ما جاء في صفة الجنة ونعيمها، وفي سنده جهالة وانقطاع، ولكن له طرق وشواهد يقوى بها، وهو مشتمل على عدة أحاديث، فمن أوله إلى قوله: " ولا يفنى شبابهم " رواه أحمد، والدارمي، وابن حبان في " صحيحه "، والطبراني في الأوسط، ورواه مسلم بلفظ " من يدخل الجنة ينعم، لا يبأس، لا تبلى ثيابه، ولا يفنى شبابه ". والفقرة الأخيرة " ثلاثة لا ترد دعوتهم ... " إلى آخره، رواه أحمد وابن ماجة والترمذي أيضاً في الدعوات وغيرهم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الحميدي (1150) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (2/304) قال: حدثنا أبوكامل وأبو النضر، قالا: حدثنا زهير. وفي (2/305) قال حدثنا حسن أبو موسى. قال حدثنا زهير. وفي (2/443و445و447) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سعدان الجهني، عبد بن حميد (1420) قال حدثنا سليمان بن داود، عن زهير بن معاوية الدارمي (2824) قال: أخبرنا أبوعاصم، عن سعدان الجهني، وابن ماجة (1752) قال: حدثنا علي بن محمد قال: حدثنا وكيع، عن سعدان الجهني. والترمذي (3598) قال: حدثنا أبو كريب. قال: حدثنا عبد الله بن نمير، عن سعدان القبي، وابن خزيمة (1901) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي. قال: حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن المحاربي، قال أخبرنا عمرو بن قيس الملائي.
أربعتهم - سفيان، وزهير بن معاوية، وسعدان الجهني القبي، وعمرو بن قيس - عن سعد بن عبيد أبي مجاهد الطائي، قال حدثني أبو المدلة، مولى أم المؤمنين، فذكره.
* رواية سعدان الجهني عند أحمد (2/443) مختصرة على: «الإمام العادل لا ترد دعوته» . وروايته عند أحمد (2/477) مختصرة على «الصائم لا ترد دعوته.» .
* وباقي الروايات جاءت مطولة ومختصرة. وأثبتنا رواية زهير بن معاوية عند عبد بن حميد.(10/497)
8029 - (خ م ت) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «جنَّتانِ من فِضة، آنيتُهما وما فيهما، وجنتَّان من ذَهب، آنيتُهما وما فيهما، وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رِداءُ الكبرياء على وجهه في جنة عدن» أخرجه البخاري ومسلم.
وفي رواية الترمذي: «إن في الجنة جنَّتين من فضة ... » وذكر الحديث (1) .
__________
(1) رواه البخاري 8 / 479 في تفسير سورة الرحمن، باب {ومن دونهما جنتان} ، وباب {حور مقصورات في الخيام} ، وفي بدء الخلق، باب ما جاء في صفة الجنة، وفي التوحيد، باب قول الله تعالى: {وجوه يومئذ ناضرة} ، ومسلم رقم (180) في الإيمان، باب قوله عليه السلام: " إن الله لا ينام "، والترمذي رقم (2530) في صفة الجنة، باب ما جاء في صفة غرف الجنة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (4/411) قال:حدثنا علي بن عبد الله،والبخاري (6/181) قال:حدثنا عبد الله بن أبي الأسود. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى وفي (9/162) قال: حدثنا علي بن عبد الله. ومسلم (1/112) قال: حدثنا نصر ابن علي الجهضمي،وأبو غسان المسمعي،وإسحاق بن إبراهيم،وابن ماجة (186) قال: حدثنا: محمد بن بشار،والترمذي (2528) قال:حدثنا محمد بن بشار،والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (9135) عن بنار (ح) عن إسحاق بن إبراهيم.
سبعتهم - علي بن عبد الله،وعبد الله بن أبي الأسود،ومحمد بن المثنى،ونصر بن علي،وأبوغسان بن مالك بن عبد الواحد، وإسحاق بن إبراهيم،ومحمد بن بشار بندار - عن أبي عبد الصمد عبد العزيز بن عبد الصمد.
2- وأخرجه أحمد (4/416) قال:حدثنا عبد الصمد. وعبد بن حمد (9545) قال:حدثنا أبو نعيم. والدارمي (2825) قال:حدثنا أبو نعيم.
كلاهما- عبد الصمد، وأبو نعيم - قالا:حدثنا أبو قدامة،والحارث بن عبيد الإيادي.
كلاهما - عبد العزيز بن عبد الصمد، أبو قدامة - قالا:حدثنا أبو عمران الجوني،عن أبي بكر بن عبد الله بن قيس،فذكره
* الروايات مطولة ومختصرة وأثبتنا لفظ الدارمي.(10/498)
8030 - () عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «جنَّتانِ من فضة، آنيتُهما وما فيهما، وجنتان من ذهب، آنيتُهما وما فيهما» أخرجه ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وهو بمعنى الحديث الذي قبله.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
هذه الرواية أخرجها رزين.(10/498)
نوع ثالث
8031 - (خ م د) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه - أن النبيَّ [ص:499] صلى الله عليه وسلم- قال: «إن للمؤمِن في الجنة لَخَيْمَة مِنْ لؤلؤة واحدة مجوفة، طولها في السماء ستون ميلاً - وفي رواية: عرضها - للمؤمن فيها أهلوُنَ، يطوف عليهم المؤمن فلا يرى بعضهم بعضاً» أخرجه البخاري ومسلم.
وفي رواية الترمذي: «إن في الجنة خيمة من لؤلؤة مجوّفة، عرضها ستون ميلاً، في كل زاوية منها للمؤمن أهل، ما يرون الآخرين، يطوف عليهم المؤمن» (1) .
وفي رواية ذكرها رزين: «إن في الجنةَ خيمَة من لؤلؤة مجوفة، عرضها ستون ملاً، ما فيها وَصْمٌ ولا فَصْم، في كلِّ زاوية منها للمؤمن أهل، ما يرون الآخرين، يطوف عليهم المؤمن، وجنّتان من فضة آنيتهما وما فيهما، وجنتان من ذهب آنيتُهما وما فيهما، وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربِّهم إلا رداءُ الكبرياء على وجهه في جنة عدن» .
وفي أخرى «مجوفة طولها في السماءِ ثلاثون ميلاً» (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(وصم - فصم) الوصم: الصدع في العُود ونحوه، والوصم: والعيب، [ص:500]
والفصم: كسر الشيء من غير أن تفصله.
__________
(1) رواه البخاري 6 / 229 في بدء الخلق، باب صفة الجنة، وفي تفسير سورة الرحمن، باب {ومن دونهما جنتان} ، وباب {حور مقصورات في الخيام} ، وفي التوحيد، باب قوله تعالى: {وجوه يومئذ ناضرة. إلى ربها ناظرة} ، ومسلم رقم (2838) في صفة الجنة، باب في صفة خيام الجنة، والترمذي رقم (2530) في صفة الجنة، باب ما جاء في صفة غرف الجنة.
(2) وهو بمعنى الأحاديث التي قبله.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1- أخرجه أحمد (4/400) قال: حدثنا عفان وفي (4/411) قال: حدثنا يزيد بن هارون. وفي (4/419) قال: حدثنا عبد الصمد. وعفان. وعبد بن حميد (544) قال: أخبرنا بن هارون. والدارمي (2836) قال: أخبرنا يزيد بن هارون. والبخاري (4/142) قال: حدثنا حجاج بن منهال. ومسلم - (8/9148) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا يزيد بن هارون.
أربعتهم - عفان، ويزيد بن هارون، وعبد الصمد، وحجاج بن منهال - عن همام بن يحيى.
2-وأخرجه أحمد (4/411) قال: حدثنا علي بن عبد الله. والبخاري (6/. 181) قال: حدثنا محمد بن المثنى. ومسلم (8. /148) قال: حدثني أبو غسان المسمعي. والترمذي (2528) قال: حدثنا محمد بن بشار. والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (9136) عن بندار.
أربعتهم - علي بن عبد الله ومحمد بن المثنى، وأبو غسان، ومحمد بن بشار بندار - عن عبد العزيز بن عبد الصمد بن أبي عبد الصمد.
3- وأخرجه مسلم (8/148) قال: حدثنا سعد بن منصور، عن أبي قدامة، وهو الحارث بن عبيد.
ثلاثتهم - همام، وعبد العزيز بن عبد الصمد، وأبو قدامة - عن أبي عمران الجوني، عن أبي بكر بن عبد الله بن قيس، فذكره.
* الروايات ألفاظها متقاربة. وأثبتنا رواية الحارث بن عبيد عن مسلم.(10/498)
نوع رابع
8032 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «في الجنة مائةُ درجة، ما بين كل درجتين مائةُ عام» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2531) في صفة الجنة، باب ما جاء في صفة درجات الجنة، وهو حديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/292) .والترمذي (2529) قال:حدثنا عباس العنبري.
كلاهما - أحمد بن حنبل، وعباس العنبري - عن يزيد بن هارون،قال: أخبرنا شريك، عن محمد بن جحادة، عن عطاء،فذكره.
أخرجه أحمد (5/316) قال:حدثنا يزيد (ح) وحدثنا عفان. وفي (5/321) قال: حدثا عبد الصمد. وعبد حميد (182) قال:حدثني أبوالوليد والترمذي (1537) قال:حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن،قال: أخبرنا يزيد بن هارون (ح) وحدثنا أحمد بن منيع،قال:حدثنا يزيد بن هارون.
أربعتهم - يزيد، وعفان، وعبد الصمد، وأبو الوليد - قالوا: حدثنا همام هو بن يحيى - قال:حدثنا زيد بن أسلم. قال: حدثنا عطاء بن يسار،فذكره.
أخرجه أحمد (3/29) قال:حدثنا حسن. والترمذي (2532) قال:حدثنا قتيبة.
كلاهما - حسن،وقتيبة - قالا:حدثنا ابن لهيعة، وعن دراج، عن أبي الهيثم، فذكره.(10/500)
8033 - (ت) عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «في الجنة مائة درجة، ما بين كلِّ درجة ودرجة كما بين السماء والأرض، والفردوس أعلاها درجة، منها تفَجَّر أنهارُ الجنة الأربعة، ومن فوقها يكون العرش، فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2533) في صفة الجنة، باب ما جاء في صفة درجات الجنة، وهو حديث صحيح، وهو عند البخاري بأتم منه.(10/500)
8034 - (ت) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «إنَّ في الجنة مائةَ درجة، لو أن العالمين اجتمعوا في إحداهنَّ لوسعتْهم» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2534) في صفة الجنة، باب ما جاء في صفة درجات الجنة، وإسناده ضعيف، وقال الترمذي: هذا حديث غريب.(10/500)
نوع خامس
8035 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم [ص:501] قال: «إن في الجنة شجرة يسير الراكب مائة عام في ظلها ما يقطعها، واقرؤوا إن شئتم: {وَظِلٍّ مَمْدُودٍ. وماءٍ مسْكُوب} [الواقعة: 30، 31] » . أخرجه الترمذي (1) .
وفي رواية ذكرها رزين: «إن في الجنة شجرة، حُضْرُ الجواد المضَمَّرِ السريع مائة عام» (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(حُضر الجواد المضمَّر) الجواد: الفرس الرائع، وحُضْره: عَدْوه. وتضمير الفرس: تمرينه وتدمينه على الجري والسِّباق، وقيل هو أن يشدَّ عليه سرجه ويجلَّل بالأجلّة، ويحرك حتى يعرق، فيذهب رَهَله، ويقوى لحمه ويخفَّ.
__________
(1) رقم (3289) في التفسير، باب ومن سورة الواقعة، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال.
(2) وهي بمعنى الرواية التي بعدها.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (3/235) قال: حدثنا عبد الوهاب. والبخاري (4/144) قال: حدثنا روح بن عبد المؤمن، قال: حدثنا يزيد بن زريع
كلاهما - عبد الوهاب، ويزيد - عن سعيد بن أبي عروبة.
2-وأخرجه أحمد (3/135و164) ، وعبد بن حميد (1183) والترمذي (3293) قال: حدثنا عبد بن حميد.
كلاهما - أحمد، وعبد - عن عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر.
3- وأخرجه أحمد (3/100و185) قال: حدثنا عبد الرحمن قال: حدثنا سليم بن حيان.
4- أحمد أحمد (3/207) قال: حدثنا يونس، قال: حدثنا شيبان.
أربعتهم - سعيد، ومعمر، وسليم، وشيبان - عن قتادة، فذكره.(10/500)
8036 - (خ م) أبو حازم - رحمه الله - عن سهل بن سعد: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال «إنَّ في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائةَ عام لا يقطعها» قال: فحدَّثْتُها النعمان بن أبي عياش الزُّرَقي، فقال: حدَّثني أبو سعيد الخدري عن النبي - صلى الله عليه وسلم-: «إن في الجنة شجرة يسير الراكبُ الجوادَ [ص:502] المضمَّرَ السريعَ مائةَ عام لا يقطعها» أخرجه البخاري ومسلم (1) .
__________
(1) رواه البخاري 11 / 366 في الرقاق، باب صفة الجنة والنار، ومسلم رقم (2827) في صفة الجنة والنار، باب إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (8/142) ومسلم (8/144) ..
كلاهما - عن إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، قال: أخبرنا المغيرة بن سلمة المخزومي، قال: حدثنا وهيب، وعن أبي حازم، فذكره.(10/501)
8037 - (خ م ت) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «إنَّ في الجنة شجرة يسير الراكب الجواد المضمَّر السريع مائةَ عام ما يقطعها» أخرجه البخاري ومسلم متصلاً بحديث سهل بن سعد.
وأخرجه الترمذي، وزاد: «وذلك الظِّل الممدود» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 11 / 366 في الرقاق، باب صفة الجنة والنار، ومسلم رقم (2828) في صفة الجنة والنار، باب إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها، والترمذي رقم (2526) في صفة الجنة، باب ما جاء في صفة شجر الجنة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (8/142) ومسلم (8/144) .
كلاهما - عن إسحاق بن إبراهيم الحنظلي،قال أخبرنا المغيرة بن سلمة المخزومي. قال: حدثنا وهيب،عن أبي حازم. عن النعمان بن أبي عياش، فذكره.
أخرجه الترمذي (2524) قال:حدثنا عباس الدوري،قال:حدثنا عبيد الله بن موسى،عن شيبان،عن فراس،عن عطية، فذكره.(10/502)
8038 - (ت) أسماء بنت أبي بكر - رضي الله عنهما - قالت: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وذكر سدرة المنتهى - قال «يسير الراكب في ظِل الفَنَن منها: مائة سنة، أو يستظلُّ بظلِّها مائة راكب - شك يحيى - فيها فِراش الذهب، كأن ثمرَها القِلالُ» أخرجه الترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الفَنَن) : الغُصْن، وجمعه أفنان.
(القِلال) جمع قُلَّة، وهي حُبّ يسع مَزادةً من الماء.
__________
(1) رقم (2544) في صفة الجنة، باب ما جاء في صفة ثمار الجنة، وهو حديث حسن، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، وفي بعض النسخ: حديث حسن صحيح غريب.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (2541) قال:حدثنا أبو كريب قال:حدثنا يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير،عن أبيه فذكره.(10/502)
8039 - (ت) أبو هريرة (1) - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «ما في الجنة شجرة إلا وساقُها من ذهب» أخرجه الترمذي (2) .
__________
(1) في المطبوع: أبو سعيد الخدري، وهو خطأ.
(2) رقم (2527) في صفة الجنة، باب ما جاء في صفة شجر الجنة، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (2525) قال:حدثنا أبو سعيد الأشج،قال:حدثنا زياد بن الحسن بن الفرات القزاز،عن أبيه،عن جده، عن أبي حازم،فذكره.(10/503)
8040 - (خ م ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إن في الجنة لشجرة يسير الراكب في ظلها مائةَ سنة، واقرؤوا إن شئتم {وظِلٍّ ممدود} [الواقعة:30] ولقابُ قوس أحدكم في الجنة خير مما طلعت عليه الشمس أو تغرب» .
وفي رواية يبلغ به النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظِلِّها مائةَ عام لا يقطعها، واقرؤوا إن شئتم: {وظِلٍّ ممدودٍ} » . أخرجه البخاري.
وفي رواية مسلم مثل الأولى إلى قوله: «سنة» ومثل الثانية إلى قوله: «يقطعها» وأخرج الترمذي إلى قوله: «سنة» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ولقاب) القابُ: القَدْر.
__________
(1) رواه البخاري 6 / 232 في بدء الخلق، باب ما جاء في صفة الجنة، وفي تفسير سورة الواقعة، باب {وظل ممدود} ، ومسلم رقم (2826) في صفة الجنة، باب إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها، والترمذي رقم (2525) في صفة الجنة، باب ما جاء في صفة شجر الجنة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/452) قال:حدثنا حجاج ومسلم (8/144) قال:حدثنا قتيبة بن سعيد، والترمذي (2523) قال:حدثنا قتيبة. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (10/14314) عن قتيبة.
كلاهما - حجاج بن محمد،وقتيبة - عن ليث بن سعد. قال:حدثنا سعيد بن أبي سعيد المقبري،عن أبيه، فذكره.
أخرجه أحمد (2/469) قال:حدثنا عبد الرحمن، عن حماد،عن محمد بن زياد،فذكره
وعن عبد الرحمن بن أبي عمرة، عن أبي هريرة، رضي الله عنه،عن النبي. أخرجه أحمد (2/482) قال:حدثنا سريج. والبخاري (4/144) قال:حدثنا محمد بن سنن.
كلاهما - سريج بن النعمان،ومحمد بن سنان - عن فليح بن سليمان قال:حدثنا هلال بن علي،عن عبد الرحمن بن أبي عمرة فذكره.
وعن أبي الضحاك،عن أزبي هريرة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال:(10/503)
نوع سادس
8041 - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم [ص:504] قال: «لقابُ قوس في الجنة خير مما طلعتْ عليه الشمس أو تغرب» .
وقال: «لَغَدْوَة أو رَوْحةٌ في سبيل الله خير مما تطلع عليه الشمس أو تغرب» أخرجه البخاري.
وأخرج مسلم ذكر «الغدوة والروحة» في حديث، قال: «ولَروحة في سبيل الله أو غَدوة خير من الدنيا وما فيها» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 6 / 11 في الجهاد، باب الغدوة والروحة في سبيل الله، ومسلم رقم (1822) في الإمارة، باب فضل الغدوة والروحة في سبيل الله.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/482) قال: حدثنا سريح، البخاري (4/20) قال: حدثنا إبراهيم بن المنذر. قال: حدثنا محمد بن فليح. وفي (4/144) قال: حدثنا محمد بن سنان.
ثلاثتهم -سريج بن النعمان، ومحمد بن فليح، ومحمد بن سنان - عن فليح بن سليمان. قال: حدثنا هلال بن علي، عن عبد الرحمن بن أبي عمرة فذكره.(10/503)
8042 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «غَدْوَة في سبيل الله، أو روحَة، خيرٌ من الدنيا وما فيها، ولَقابُ قوس أحدكم، أو موضع قِدِّه في الجنة، خير من الدنيا وما فيها، ولو أنَّ امرأة من نساء أهل الجنة اطَّلعت إلى أهل الأرض لأضاءت الدنيا، ولملأت ما بينهما ريحاً، ولنَصيفها - يعني خمارَها - خيرٌ من الدنيا وما فيها» أخرجه الترمذي (1) .
وفي رواية لرزين قال: «لقابُ قوس أحدكم في الجنة خير من الدنيا وما فيها، ولو أنَّ امرأة من أهل الجنة اطلعت إلى أهل الأرض لأضاءتها، ولطَمَستْ نور الشمس، ولملأتها ريحاً، ولَنَصيفها من رأسها خير من الدنيا [ص:505] وما فيها، وإنَّ مَن صرَعتهُ دابته في سبيل الله فمات فهو شهيد، وكذا من أتاه سهم غَرْب فقتله، قال الله تعالى: {ومَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهاجِراً إلى الله ورسوله ثم يُدْرِكْهُ الموتُ فقد وقع أجْرُهُ على الله} [النساء: 100] » .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(قِدِّه) القِدُّ: السّوط، والمعنى: لَقَدْرُ قوس أحدكم، والموضع الذي يسع سوطه من الجنة: خيرٌ من الدنيا وما فيها.
__________
(1) رقم (1651) في فضائل الجهاد، باب ما جاء في فضل الغدو والرواح في سبيل الله، وقال: هذا حديث صحيح، وهو كما قال، ورواه بنحوه أحمد والبخاري ومسلم وغيرهم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1 - أخرجه أحمد (3/141، 263) قال: حدثنا أبو النضر، قال: حدثنا محمد بن طلحة.
2 - وأخرجه أحمد (3/141، 263) قال: حدثنا سليمان بن داود الهاشمي. والبخاري (8/145) قال: حدثنا قتيبة. والترمذي (1651) قال: حدثنا علي بن حُجر.
ثلاثتهم - سليمان، وقتيبة، وعلي- عن إسماعيل بن جعفر.
3 - وأخرجه أحمد (3/147) قال: حدثنا حُجَين، قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي سلمة.
4 - وأخرجه أحمد (3/157) قال: حدثنا يحيى بن إسحاق، قال: حدثنا يحيى بن أيوب.
5 - وأخرجه البخاري (4/20) قال: حدثنا مُعلَّى بن أسد، قال: حدثنا وُهيب.
6 - وأخرجه البخاري (4/20) قال: حدثنا عبد الله بن محمد، قال: حدثنا معاوية بن عمرو، قال: حدثنا أبو إسحاق، هو الفزاري.
7- وأخرجه ابن ماجة (2757) قال: حدثنا نصر بن علي، ومحمد بن المثنى، قالا: حدثنا عبد الوهاب.
سبعتهم - محمد بن طلحة، وإسماعيل، وعبد العزيز، ويحيى بن أيوب، ووُهَيب، وأبو إسحاق الفزاري، وعبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي - عن حميد، فذكره.
رواية عبد العزيز بن أبي سلمة، مختصرة على: «وَلو أن امرأة ... » .
رواية وهيب، وعبد الوهاب، مختصرة على: «غَدوة في سبيل الله ... » الحديث.(10/504)
8043 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: إن موضعَ سوط في الجنة خير من الدنيا وما فيها، واقرؤوا إن شئتم {فمن زُحْزِحَ عَنِ النار وأُدْخِلَ الجنَّةَ فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاعُ الغرور} أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3017) في التفسير، باب ومن سورة آل عمران، ورواه أيضاً الدارمي 2 / 332 و 333، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/438) قال: حدثنا يحيى، يعني ابن سعيد، والدارمي (2823، 2831، 2841) مُقطَعا قال: أخبرنا يزيد بن هارون. وابن ماجة (4335) قال: حدثنا أبو عمر الضرير. قال: حدثنا عبد الرحمن بن عثمان. والترمذي (3013) قال: حدثنا عبد بن حميد. قال: حدثنا يزيد بن هارون وسعيد بن عامر. وفي (3292) قال: حدثنا أبو كُريب. قال: حدثنا عبدة بن سليمان وعبد الرحيم بن سليمان. والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (11/15031) عن محمد بن حاتم بن نعيم، عن سويد بن نصر، عن ابن المبارك، عن شريك.
سبعتهم - يحيى، ويزيد، وعبد الرحمن بن عثمان، وسعيد بن عامر، وعبدة بن سليمان، وعبد الرحيم بن سليمان، وشريك بن عبد الله - عن محمد بن عمرو. قال: حدثنا أبو سلمة، فذكره.
الروايات جاءت مطولة ومختصرة.(10/505)
8044 - (ت) سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لو أنَّ ما يُقِلُّ ظُفر مما في الجنة بَدَا لتَزَخْرفت له ما بين خوافِق السماوات والأرضِ، ولو أنَّ رجلاً من أهل الجنة اطَّلعَ، فبدا سِوارُه، لَطَمس ضوءَ الشمس، كما تطْمِس الشمسُ ضوْءَ النجوم» . [ص:506] أخرجه الترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يُقِلّ) أقلّ الشيء: يُقلُّه: إذا حمله.
(لتزخرفت) الزخرفة: الزِّينة، والزُّخرُف: الذَّهَبُ.
(خوافق) السماء: الجهات التي تخرج منها الرياح الأربع.
__________
(1) رقم (2541) في صفة الجنة، باب ما جاء في صفة نساء أهل الجنة، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 1 / 169 و 171 من حديث ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن داود بن عامر بن أبي وقاص، قال الترمذي: وقد روى يحيى بن أيوب هذا الحديث عن يزيد بن أبي حبيب، وقال: عن عمر بن سعد بن أبي وقاص عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهو حديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (1/169) (1449) قال: حدثنا حسن. وفي (1/171) (1467) قال: حدثنا علي ابن إسحاق، قال: أنبأنا عبد الله. والترمذي (2538) قال: حدثنا سويد بن نصر، قال: أخبرنا ابن المبارك كلاهما - حسن، وابن المبارك - عن ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن داود بن عامر بن أبي وقاص، عن أبيه، فذكره.(10/505)
8045 - (ت) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إن المرأةَ من نساءِ أهلِ الجنة ليُرَى بياضُ سَاقِها مِن وراءِ سبعينَ حُلَّةَ، حتى يُرى مخُّها، وذلك بأن الله عز وجلَّ يقول: {كأَنَّهن اليَاقوت والمرجان} [الرحمن: 58] فأما الياقوت، فإنه حجر لو أدخلت فيه سلكاً ثم استصفيته لأُرِيتَهُ من ورائها» أخرجه الترمذي، وقال: وروي عن ابن مسعود، ولم يرفعه، وهو أصح (1) .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (2535) و (2536) و (2537) في صفة الجنة، باب في صفة أهل الجنة، من حديث عبيدة بن حميد عن عطاء بن السائب عن عمرو بن ميمون عن عبد الله بن مسعود، ورواه أيضاً ابن حبان في " صحيحه " رقم (2632) " موارد " في صفة الجنة، باب نساء أهل الجنة، ورواه الترمذي من حديث أبي الأحوص عن عطاء بن السائب عن عمرو بن ميمون عن عبد الله بن مسعود نحوه بمعناه ولم يرفعه، وقال: هذا أصح من حديث عبيدة بن حميد، وهكذا روى جرير وغير واحد عن عطاء بن السائب، ولم يرفعوه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجة الترمذي (2633) قال:حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن،قال:حدثنا فروة بن أبي المغراء. (ح) وحدثنا هناد.
كلاهما - فروة،وهناد - عن عبيد بن عبيدة بن حميد، عن عطاء بن السائب، عن عمرو بن ميمون، فذكره.
* أخرجه الترمذي (2534) قال:حدثنا هناد،قال:حدثنا أبو الأحوص. (ح) وحدثنا قتيبة،وقال:حدثنا جرير.
كلاهما - أبو الأحوص، وجرير - عن عطاء بن السائب،عن عمرو بن ميمون،عن عبد الله بن مسعود، نحوه بمعناه ولم يرفعه.
* قال الترمذي: وهذا أصح يعني الوقوف - من حديث عبيدة بن حميد، ولم يرفعه أصحاب عطاء. وهذا أصح.(10/506)
نوع سابع
8046 - (ت) معاوية: هو جد بهز بن حكيم - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إن في الجنة بحْرَ العسل، وبَحْرَ الخمر، وبحرَ اللبن، وبحرَ الماء، ثم تنشق الأنهارُ بعدُ» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2574) في صفة الجنة، باب ما جاء في صفة أنهار الجنة، ورواه أيضاً الدارمي 2 / 337، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (5/5) قال:حدثنا يزيد بن هارون. وعبد بن حميد (410) قال حدثنا علي بن عاصم. والدارمي (2839) قال: أخبرنا يزيد بن هارون والترمذي (2571) قال:حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا يزيد بن هارون.
كلاهما - يزيد، وعلي بن عاصم - عن الجريري،عن حكيم بن معاوية القشيري،فذكره.(10/507)
8047 - (خ) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «رُفِعَتْ لي السدرة، فإذا أربعةُ أنهار: نهران ظاهران، ونهران باطنان، فأما الظاهران: فالنيل والفرات، وأما الباطنان: فنهران في الجنة، وأُتيتُ بثلاثة أقداح: قدح فيه لبن، وقدح فيه عسل، وقدح فيه خمر، فأخذتُ الذي فيه اللبنُ، فقيل لي: أصبتَ الفطرة» . أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) كذا في الأصل: أخرجه البخاري، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وقد رواه البخاري تعليقاً 10 / 63 و 64 في الأشربة، باب شرب اللبن، قال الحافظ في " الفتح ": وصله أبو عوانة والإسماعيلي والطبراني في " الصغير " من طريقه، ووقع لنا بعلو في غرائب شعبة لابن منده، ورواه مسلم بأطول من هذا رقم (164) في الإيمان، باب الإسراء برسول الله صلى الله عليه وسلم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
وفي المطبوع أخرجه رزين وقد أخرجه البخاري تعليقا في الأشربة باب شرب اللبن،قال الحافط في الفتح وصله أبوعوانة،الإسماعيلي الطبراني في الصغير من طريق.(10/507)
نوع ثامن
8048 - (ت) أبو أيوب الأنصاري - رضي الله عنه - قال: أتى النبيّ - صلى الله عليه وسلم- أعرابي فقال: «يا رسولَ الله، إني أحِبُّ الخيْلَ، أفي الجنة خيْل؟ [ص:508] قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: إن أُدخِلْتَ الجنة أُتيتَ بفرس من ياقوتة، له جناحان، فَحُمِلتَ عليه، ثم طار بك حيثُ شئتَ» .
قال الترمذي: سمعت محمد بن إسماعيل يقول: راوي هذا الحديث ضعيفٌ يروي المناكير عن أبي أيوب، فلا يُتابعُ عليها (1) .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (2547) في صفة الجنة، باب ما جاء في صفة خيل الجنة، وإسناده ضعيف، وقال الترمذي: هذا حديث ليس إسناده بالقوي.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (2544) قال: حدثنا محمد بن إسماعيل بن سمرة الأحمسي، قال: حدثنا أبومعاوية عن واصل هو ابن السائب - عن أبي سورة، فذكره.
* قال أبوعيسى الترمذي: هذا حديث ليس إسناده بالقوي، ولانعرفه من حديث أبي أيوب، إلا من هذا الوجه، وأبو سورة هو بن أخي أيوب يضعف في الحديث، ضعفه يحيى بن معين جدا. قال الترمذي: وسمعت محمد بن إسماعيل البخاري يقول: أبو سمرة هذا منكر الحديث، يروى مناكير عن أبي أيوب لايتابع عليها.(10/507)
8049 - (ت) بريدة (1) - رضي الله عنه - أن رَجُلاً سأل رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-: «هل في الجنة خيل؟ فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: إن الله أدخَلَكَ الجنةَ فلا تشاء أن تُحْمَلْ فيها على فَرَس من ياقوتة حمراءَ، تطيرُ بك في الجنة حيث شئتَ، إلا كان، فقال آخر: هل في الجنة من إبل؟ فلم يقل له ما قال لصاحبه، فقال إن يُدْخِلْكَ الله الجنةَ يكن لك فيها ما اشتهت نفسُك، ولذَّتْ عيْنُكَ» أخرجه الترمذي (2) .
__________
(1) في المطبوع: بريرة، وهو خطأ.
(2) رقم (2546) في صفة الجنة، باب ما جاء في صفة خيل الجنة، من حديث عاصم بن علي الواسطي عن المسعودي عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه بريدة، والمسعودي اختلط قبل موته، وضابطه أن من سمع منه ببغداد فبعد الاختلاط، وسماع عاصم منه بعد الاختلاط، والحديث رواه أيضاً الترمذي رقم (2547) من حديث ابن المبارك عن سفيان عن علقمة بن مرثد عن عبد الرحمن بن سابط عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً نحوه بمعناه، وقال الترمذي: وهذا أصح من حديث المسعودي.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (5/352) قال:حدثنا يزيد. والترمذي (2543) قال:حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن،قال: أخبرنا عاصم بن علي.
* أخرجه الترمذي (2543) قال:حدثنا سويد بن نصر،قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك عن سفيان،عن علقمة بن مرثد،عن عبد الرحممن بن سابط، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- نحوه بمعناه مرسلا.
قال الترمذي: وهذا أصح من حديث المسعودي.(10/508)
نوع تاسع
8050 - (ت) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إنَّ في الجنةَ لمجْتَمَعاً للحور العين، يرفَعْنَ بأصوات لم تسْمَعِ الخلائق بمثلها، يقلن: نحن الخالداتُ، فلا نَبِيدُ، ونحن الناعمات، فلا نبأَسُ، ونحن الراضياتُ، فلا نسْخَطُ، طَوبَى لمن كان لنا وكُنَّا له» أخرجه الترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الحور العين) الحور: جمع حَوْراء، وهي الشديدة بياض العين، الشديدة سوادها، والعَيناء: وجمعها العِين: الواسعة العَيْن.
(نبيد) باد الشيء يبيد: إذا هلك وتلف.
__________
(1) رقم (2567) في صفة الجنة، باب ما جاء في كلام الحور العين، وإسناده ضعيف، وقال الترمذي: هذا حديث غريب. أقول: ولكن له شواهد بمعناه ذكرها الحافظ المنذري في " الترغيب والترهيب " 4 / 266 في فضل غناء الحور العين، يمكن أن يرتقي بها، ولذلك قال الترمذي: وفي الباب عن أبي هريرة وأبي سعيد وأنس.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه (3550و456) قال:حدثنا أحمد بن منيع،وهناد،وبن وعبد الله بن أحمد (1/156) (1342) قال:حدثني أبو بكر بن أبي شببة.
ثلاثتهم - أحمد،وهناد بن أبي بكر - عن أبي معاوية، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن النعمان بن سعيد، فذكره.
* جعله الترمذي حديثين.
* أخرجه عبد الله بن أحمد (1/156) (1343) قال:حدثني زهير أبو خيثمة، قال:حدثنا أبو معاوية قال: حدثنا عبد الرحمن بن إسحاق عن علي، فذكره. ليس فيه - عن النعمان بن سعد - ولم نقف على هذه الرواية في أطراف المسند في ترجمته النعمان بن سعد بن علي،ولايجد يه أصلا ترجمه لعبد الرحمن بن إسحاق بن علي،والله أعلم.(10/509)
نوع عاشر
8051 - (م) أنس بن مالك - رضي الله عنه - أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إن في الجنة سُوقاً يأتونَها كلَّ جمعة، فتَهبُّ ريحُ الشمال، فتحثْو في وجوههم وثيابهم، فيزدادون حُسناً وجمالاً، فيرجعون إلى أهليهم وقد [ص:510] ازدادوا حُسناً وجمالاً، فيقول لهم أهلوهم: والله لقد ازددتم بعدنا حُسْناً وجمالاً، فيقولون: وأنتم والله لقد ازددتم بعدنا حسناً وجمالا» . أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (2833) في صفة الجنة، باب في سوق الجنة وما ينالون فيها من النعيم والجمال.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/284) قال: حدثنا عفان. والدارمي (2845) ومسلم (8/145) قالا: حدثنا سعيد بن عبد الجبار.
كلاهما - عفان، وسعيد - عن حماد بن سلمة، عن ثابت، فذكره.(10/509)
8052 - (ت) سعيد بن المسيب رحمه الله - قال: لقيتُ أبا هريرة، فقال لي: اسأل الله أن يجمعَ بيننا في سُوقِ الجنة، فقلت: أفيها سوق؟ قال: نعم، أخبرني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «أنَّ أهل الجنة إذا دخلوها نزلوا فيها بفضل أعمالهم، ثم يؤذَنُ لهم في مقدار يوم الجمعة من أيام الدنيا، فيزورون ربَّهم ويبْرزُ لهم عرشُهُ، ويتبدَّى لهم في روضة من رياض الجنة، فيوضع لهم منابِر من نور، ومنابر من لؤلؤ، ومنابرُ من ياقوت، ومنابرُ من زَبَرْجَد، ومنابرُ من ذهب، ومنابر من فضة، ويجلس أدناهم - وما فيهم دني - على كُثْبانِ المسك الكافور، وما يَرَوْن أنَّ أصحاب الكراسي أفضَلَ منهم مجلساً، قال أبو هريرة: قلتُ: يا رسولَ الله، هل نَرى ربَّنا؟ قال: نعم: هلْ تتمارَون في رؤية الشمس والقمر ليلة البدر؟ قلنا: لا، قال: كذلك لا تتمارون في رؤية ربِّكم، ولا يبقى في ذلك المجلس رجل إلا حاضَره الله تبارك وتعالى محاضرة، حتى يقول للرجل منهم: يا فلان بن فلان، أتذكر يوم كذا وكذا، إذ قلت كذا وكذا؟ فيُذَكّره ببعض غَدَراتِهِ في الدنيا، فيقول: يا ربِّ، أفلم تغفر لي؟ [ص:511] فيقول: بلى بسعَةَ مغفرتي بَلَغْتَ منزلتَك هذه، فبينما هم على ذلك غشِيتْهُم سحابَة من فوقهم، فأمطرَت عليهم طيباً لم يجدوا مثل ريحه شيئاً قط، ويقول ربُّنا تبارك وتعالى: قوموا إلى ما أعددتُ لكم من الكرامة، فخذوا ما اشتهيتم، فنأتي سُوقاً قد حفّتْ به الملائكة، فيه ما لم تنظر العيون إلى مثله، ولم تسمع الآذان، ولم يخطُرْ على القلوب، فيحمل لنا ما اشتهينا بغير بيع ولا شراء، وفي ذلك السوق يلْقى أهلُ الجنةِ بعضُهم بعضاً، فيقبل الرجل من منزلته المرتفعة فيلقى من هو دونه - وما فيهم دَني - فيَرُوعَهُ ما عليه من اللباس، فما ينقضي آخرُ سلامه (1) عليه حتى يصيرَ عليه ما هو أحسنُ منه، وذلك أنه لا ينبغي لأحد أن يحزَن فيها، ثم ننصرف إلى منازلنا فتتلقانا أزواجنا، فيَقُلْنَ: مَرْحباً وأهلاً، لقد جئت وإنَّ لك من الجمال أفْضَلَ مما فارقتَنَا عليه، فنقول: إنا زرْنا اليوم ربَّنا الجبار، ويحقُّ لنا أن ننقَلِبَ بمثل ما انقلبنا» . أخرجه الترمذي (2) .
[ص:512]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(كثبان) الكُثْبان: جمع كثيب: وهو الرَّمل المجتمع.
(فيروعه) راعَه الشيء يروعه: إذا أعجبه حسنه.
__________
(1) وفي بعض النسخ: حديثه.
(2) رقم (2552) في صفة الجنة، باب ما جاء في سوق الجنة، من حديث هشام بن عمار عن عبد الحميد بن حبيب بن أبي العشرين عن الأوزاعي عن حسان بن عطية عن سعيد بن المسيب، وإسناده ضعيف، وقال الترمذي: هذا حديث غريب، وقال المنذري في " الترغيب والترهيب ": وقد رواه ابن أبي الدنيا عن هقل بن زياد كاتب الأوزاعي أيضاً واسمه محمد، وقيل: عبد الله وهو ثقة ثبت احتج به مسلم وغيره عن الأوزاعي قال: نبئت أن سعيد بن المسيب لقي أبا هريرة ... فذكر الحديث.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه ابن ماجة (4336) ..والترمذي (2549) قال: حدثنا محمد بن إسماعيل.
كلاهما - ابن ماجة، ومحمد بن إسماعيل - قالا: حدثنا هشام بن عمار قال: حدثنا عبد الحميد بن حبيب بن أبي العشرين. قال: حدثني عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي. قال: حدثني حسان بن عطية. قال: حدثني سعيد بن المسيب، فذكره.(10/510)
8053 - (ت) على بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «إن في الجنة لسُوقاً ما فيها شراء ولا بيع إلا الصور من الرجال والنساء، فإذَا اشتهى الرجل صورة دخل فيها» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2553) في صفة الجنة، باب ما جاء في سوق الجنة، وإسناده ضعيف، وقال الترمذي: هذا حديث غريب، وفي بعض النسخ: حسن غريب.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
تقدم برقم (8050) وهو جزء بن هذا الحديث.(10/512)
الفرع الثاني: في صفة النار، وفيه سبعة انواع
نوع أول
8054 - (خ م ط ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «نارُكم هذه التي توقِدون: جزء من سبعين جزءاً من نار جهنم، قالوا: والله إن كانت لكافية يا رسولَ الله، قال: فإنها فضّلَتْ عليها بتسعة وستين جزءاً، كلُّها مثل حرها» . أخرجه البخاري ومسلم والموطأ والترمذي، وليس عند الموطأ «كلها مثل حرها» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 6 / 238 في بدء الخلق، باب صفة النار وأنها مخلوقة، ومسلم رقم (2843) في صفة الجنة، باب في شدة حر نار جهنم، والموطأ 2 / 994 في جهنم، والترمذي رقم (2592) في صفة جهنم، باب ما جاء في أن ناركم هذه جزء من سبعين جزءاً من نار جهنم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
وفي سفيان بن عيينة: «إن ناركم هذه جزء من سبعين جزءا من نار جهنم،وضربت بالبحر مرتين، ولولا ذلك ماجعل الله فيها منفعة لأحد.» .
أخرجه مالك (الموطأ) (614) والحميدي (1129) قال:حدثنا سفيان. والبخاري (4/174) قال:حدثنا إسماعيل بن أبي أويس. قال:حدثني مالك. ومسلم (8/149) قال:حدثنا قتيبة بن سعيد. قال:حدثنا المغيرة يعني بن عبد الرحمن الحزامي.
* أخرجه أحمد (2/244) قال:حدثنا سفيان، عن أبي الزناد عن الأعرج،عن أبي هريرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وعمرو عن يحيى بن جعدة، نحوه.
أخرجه أحمد (2/313) قال:حدثنا عبد الرزاق بن همام. ومسلم (8/150) قال:حدثنا محمد بن وافع، قال:حدثنا عبد الرزاق. والترمذي (2589) قال:حدثنا سويد بن. قال: أخبرنا عبد الله.
كلاهما - عبد الرزاق بن همام،وعبد الله بن المبارك- عن معمر عن همام بن منبه،فذكره.(10/512)
8055 - (ت) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «ناركم هذه: جزء من سبعين جزءاً من نار جهنم، لكل جزء منها حرُّها» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2593) في صفة جهنم، باب ما جاء أن ناركم هذه جزء من سبعين جزءاً من نار جهنم، وهو حديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (2590) قال:حدثنا العباس الدوري،قال: حدثنا عبيد الله بن موسى،قال: حدثنا شيبان،عن فراس، عن عطية، فذكره.
وقال: هذا حديث حسن غريب من حديث أبي سعيد.(10/513)
نوع ثان
8056 - (ت ط) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «أُوقِدَ على النار ألف سنة حتى احمَرّتْ، ثم أُوقِدَ عليها ألف سنة حتى ابْيَضَّتْ، ثم أُوقِدَ عليها ألفُ سنة حتى استودّت، فهي سوداءُ مظلمة» أخرجه الترمذي (1) .
وزاد رزين «فلو أنَّ أهل النار وجدوا مثل ناركم هذه لقالوا فيها» .
قال الترمذي: وروي موقوفاً على أبي هريرة، وهو أصح.
وفي أخرى لرزين: «أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ذكر النار، فقال: أترونها حمراء مثل ناركم هذه التي تُوقدون؟ إنها لأشدُّ سواداً من القار، ولو أن أهل النار أصابوا ناركم هذه لناموا فيها - أو قال: لقالوا فيها» .
وفي رواية الموطأ أنه قال: «أترونها حمراء كناركم هذه؟ لهي أسود من [ص:514] القار، والقارُ: الزفت» (2) .
__________
(1) رقم (2594) في صفة جهنم، باب رقم (8) ، وإسناده ضعيف.
(2) رواه مالك في الموطأ 2 / 994 في صفة جهنم، موقوفاً على أبي هريرة، وإسناده صحيح، وهو موقوف في حكم المرفوع، لأنه ليس للرأي فيه مجال.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
ضعيف مرفوعا: أخرجه ابن ماجة (4320) . والترمذي (2591) كلاهما عن العباس بن محمد الدوري البغدادي. قال: حدثنا يحيى بن أبي بكير. قال: حدثنا شريك، عن عاصم، هو ابن بهدلة، عن أبي صالح، فذكره.
أخرجه الترمذي (2591) قال: حدثنا سويد، قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك، عن شريك، عن عاصم، عن أبي صالح، أورجل أخره، عن أبي هريرة، نحوه. ولم يعرفه.
ورواية مالك أخرجها (1938) عن عمه أبي سهيل، عن أبي فذكره.(10/513)
نوع ثالث
8057 - (ت) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «لسرَادِق النار أربعُ جُدُر، كُثُف كلُّ جدار: مسيرةُ أربعين سنة» أخرجه الترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(جُدُر) الجُدر: جمع جدار، وهو الحائط.
(كُثُف) والكُثُف: جمع كثيف، وهو الثخين الغليظ.
__________
(1) رقم (2587) في صفة جهنم، باب ما جاء في صفة شراب أهل النار، وإسناده ضعيف.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (3/29) قال:حدثنا الحسن،قال:حدثنا ابن لهيعة. والترمذي (2584) قال: حدثنا سويد،قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك،قال: أخبرنا رشدين بن سعد،قال:حدثنا عمرو بن الحارث.
كلاهما - ابن لهيعة، وعمرو - عن دارج، عن أبي الهيثم،فذكره.
قلت: رواية دراج، عن أبي الهيثم، ضعيفة.(10/514)
8058 - (ت) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «لو أنَّ رَصاصَة مثل هذه - وأشار إلى مثل الجمجمةِ - أرسِلتْ من السماء إلى الأرض - وهي مسيرة خمسمائة سنة - لبَلَغتْ الأرض قبل الليل، ولو أنَّها أرسِلَتْ من رَأس السلسة لسارَت أربعين خريفاً الليل والنهار، قبل أن تبلغ أصلَها، أو قعرها» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2591) في صفة جهنم، باب رقم (6) ، وإسناده حسن، وقال الترمذي: هذا إسناد حسن صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/197) (6856) قال: حدثنا علي بن إسحاق. وفي (6857) قال:حدثنا الحسن بن عيسى،والترمذي (2588) قال:حدثنا سويد.
ثلاثتهم - علي،والحسن وسويد بن نصر - عن عبد الله بن المبارك، قال: أخبرنا سعيد بن أبو شجاع، عن أبي السمح. عن عيسى بن هلال بن الصدفي، فذكره.
* قال الترمذي: هذا حديث إسناده حسن.(10/514)
8059 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: «كُنَّا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: إذ سَمِع وجبَة، فقال: أَتَدْرُونَ ما هذا؟ قلنا: الله ورسولهُ أعلم، قال: هذا حجر رُميَ به في النار منذ سبعين خريفاً فهو يَهوي في النار الآن حيث انتهى إلى قعرها» زاد في رواية: «فسمعتم وجبَتَها» أخرجه مسلم (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(وَجْبة) الوَجْبَة: صوتُ وقعِ الشيء.
__________
(1) رقم (2844) في صفة الجنة، باب في شدة حر نار جهنم وبعد قعرها.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/371) قال:حدثنا حسين بن محمد،قال:حدثنا خلف،يعني ابن خليفة، ومسلم (8/105) قال: حدثنا يحيى بن أيوب،قال:حدثنا خلف بن خليفة. (ح) وحدثناه محمد بن عباد وابن أبي عمر،قالا:حدثنا مروان.
كلاهما - خلف بن خليفة، مروان بن معاوية - عن يزيد بن كيسان، عن أبي حازم، فذكره.(10/515)
8060 - (ت) الحسن [البصري] قال: قال عُتبةُ بنُ غزْوان على منبرنا هذا - منبر البصرة - إنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إن الصخرة العظيمةَ لَتُلْقَى مِن شَفير جهنم، فتهوي سبعين عاماً، تُفْضِي إلى قرارها، قال: وكان عمر يقول: أكثِرُوا ذكرَ النار، فإنَّ حرَّها شديد، وقعرَها بعيد، وإنَّ مقامعها حديد» أخرجه الترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(شفير) الشيء: جانبه.
__________
(1) رقم (2587) في صفة جهنم، باب ما جاء في صفة قعر جهنم، من حديث هشام بن حسان الأزدي القردوسي، عن الحسن البصري عن عتبة بن غزوان، وإسناده منقطع، قال الترمذي: لا نعرف للحسن سماعاً من عتبة بن غزوان، وقال الحافظ في " التقريب ": وفي رواية هشام عن الحسن مقال، لأنه قيل: كان يرسل عنه. أقول: ولكن يشهد له معنى الحديث الذي قبله.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده منقطع: أخرجه الترمذي (2575) قال:حدثنا عبد بن حميد،قال: حدثنا حسين بن علي الجعفي،عن فضيل بن عياض، عن هشام، عن الحسن، فذكره.
* قال الترمذي: لا نعرف للحسن سماعا من عتبة بن غزوان، وإنا قدم عتبة بن غروان البصرة في زمن عمر، ولد الحسن لسنتي بقيتا من خلافة عمر.(10/515)
8061 - (ت) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «ويل: واد في جهنم، يهوي فيه الكافر أربعين خريفاً قبل أن يبلُغَ قعره» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3164) في التفسير، باب ومن سورة الأنبياء، وإسناده ضعيف.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (3/75) وعبد بن حميد (924) والترمذي (3164) قال:حدثنا عبد بن حميد.
كلاهما - أحمد،وعبد - قالا:حدثنا الحسن بن موسى،قال:حدثنا بن لهيعة،قال:حدثنا دراج أبو الحسن،عن أبي الهيثم فذكره.(10/516)
نوع رابع
8062 - (ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-: «قرأ هذه الآية {اتَّقُوا الله حَقَّ تُقاته ولا تموتُنَّ إلا وأنتم مسلمون} [آل عمران: 102] فقال: لو أن قطْرَة من الزَّقُوم قطرت في الدنيا لأفسدَتْ على أهل الدنيا معايشهم، فكيف بمن يكون طعامهم؟» . أخرجه الترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الزَّقُّوم) : هو ما وصفه الله تعالى في كتابه فقال: {إنَّها شجرةٌ تخرج في أصل الجحيم. طلعها كأنه رؤوس الشياطين} [الصافات: 64، 65] .
__________
(1) رقم (2588) في صفة جهنم، باب ما جاء في صفة شراب أهل النار، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (1/300) (2735) قال حدثنا روح. وفي (1/338) (3136) قال:حدثنا محمد بن جعفر. وابن ماجة (4325) قال:حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا بن أبي عدي،والترمذي (2585) قال:حدثنا محمود بن غيلان، قال:حدثنا أبو داود. والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (6398) عن بشر بن خالد العسكري، عن غندر.
أربعتهم - روح، ومحمد بن جعفر غندر،وابن أبي عدي، أبو داود - عن شعبة،قال:سمعت سليمان هو الأعمش،عن مجاهد فذكره.
* أخرجه أحمد (1/338) (3138) قال:حدثنا القواريري،قال: حدثنا فضيل بن رياض،عن سليمان، يعني الأعمش،عن أبي يحيى،عن مجاهد، عن ابن عباس، قال: لو أن قطرة من الزقوم ... فذ كره (موقوفا) وزاد فيه (عن أبي يحيى) .
وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
قت: في إسناده الأعمش،رغم إمامته إلا أنه يدلس.(10/516)
8063 - (ت) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لو أن دَلْواً من غساق يُهراق في الدنيا لأنتَنَ أهلَ الدنيا» . [ص:517] أخرجه الترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(غساق) الغسَّاق: الزمهرير، وقيل: ما يسيل من غُسَالة أهل النار، يُخفَّف ويشدد، وقد قرئ بهما.
__________
(1) رقم (2587) في صفة جهنم، باب ما جاء في صفة شراب أهل النار، وإسناده ضعيف.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (3/28) قال: حدثنا حسن بن موسى قال: حدثنا ابن لهيعة. وفي (3/83) قال: حدثنا موسى بن داود، قال: أخبرنا بن لهيعة. والترمذي (2584) قال: حدثنا سويد قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك. قال: أخبرنا رشدين بن سعد، قال: حدثني عمرو بن الحارث.
كلاهما - ابن لهيعة، وعمرو - عن دارج، عن أبي الهيثم، فذكره.(10/516)
نوع خامس
8064 - (خ م ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «اشتكتِ النار إلى ربِّها، فقالت: ربِّ، أكلَ بعضي بعضاً، فأذِن لَها بنفسَينِ: نفَس في الشتاء، ونَفَس في الصيف، فهو أشدُّ ما تجدون من الحرّ، وأشدُّ ما ترون من الزمهرير» أخرجه البخاري ومسلم.
وللبخاري: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا اشتد الحرّ فأبردوا بالصلاة، فإن شدة الحرّ من فيْحِ جهنم، واشتكت النارُ إلى ربِّها، فأذن لها في كل عام بَنفَسَينِ: نفس في الشتاء، ونفَس في الصيف، فهو أشدُّ ما تجدون من الحرِّ، وأشدُّ ما تجدون من الزمهرير» .
ولمسلم قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «قالت النار: ربِّ أكل بعضي بعضاً، فائذن لي أتَنَفَّسَ، فأذِنَ لها بَنَفَسَينِ: نَفَسٍ في الشتاءِ، ونَفَسٍ [ص:518] في الصيف، فما وجدتم من بَرْدٍ أو زمهرير فمِن نَفَس جهنم، وما وجدتم من حرٍّ أو حَرور فمن نفس جهنم» .
وفي أخرى له: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا كان الحرُّ فأبرِدُوا عنِ الصلاة، فإن شدة الحر من فيْح جهنم، وذكر: أنَّ النار اشتكت إلى ربِّها، فأذن لها في كل عام بَنفَسَينِ: نَفَس في الشتاء، ونَفس في الصيف» .
وقد تقدَّم في «كتاب الصلاة» و «كتاب خلق العالم» - من حرفي الصاد والخاء - روايات لهذا الحديث.
وفي رواية الترمذي مثل الرواية الأولى، إلا أنَّه قال: «فأمَّا نَفَسَهُا في الشتاء: فزمهرير، وأمَّا نَفَسُها في الصيف: فسَمُوم» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 6 / 239 في بدء الخلق، باب صفة النار وأنها مخلوقة، ومسلم رقم (617) في المساجد، باب استحباب الإبراد بالظهر في شدة الحر لمن يمضي إلى جماعة، والترمذي رقم (2595) في صفة جهنم، باب ما جاء أن للنار نفسين، وما ذكر من يخرج من النار من أهل التوحيد.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: وقد تقدم تخريج رواية الباب.
والرواية الثانية أخرجه الحميدي (942) . وأحمد (2/238) . والبخاري (1/142) قال: حدثنا علي بن عبد الله.
ثلاثتهم - الحميدي، وأحمد بن حنبل، وعلي بن عبد الله - قالا: حدثنا سفيان قال: حدثنا الزهري، قال: أخبرني سعيد بن المسيب، فذكره.
ورواية الترمذي الأخيرة:
أخرجها الدارمي (2849) قال: أخبرنا حجاج، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن عاصم بن بهدلة، وابن ماجة (4319) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبد الله بن إديس، عن الأعمش، والترمذي (2592) قال حدثنا محمد بن عمر بن الوليد الكندي الكوفي. قال: حدثنا المفضل بن صالح، عن الأعمش.
كلاهما - عاصم، والأعمش -0 عن أبي صالح، فذكره.
وباقي الروايات تقدمت.(10/517)
نوع سادس
8065 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «يخرُجُ عُنُقٌ من النار يوم القيامة، له عينان تُبْصِران، وأُذُنان تَسمَعَان، ولِسانٌ ينطِقُ، يقول: إني وكِّلْتُ بثلاثة، بمن جَعَلَ مع الله إلهاً آخر، وبكل جبَّار عنِيد، وبالمصورين» أخرجه الترمذي (1) . [ص:519]
وفي رواية ذكرها رزين: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «من كذب عليَّ متَعمِّداً فليْتَبوَّأ بين عيني جهنم مقْعداً، قيل: يا رسولَ الله، ولها عينان؟ قال: أما سَمِعتم قول الله تعالى: {إذا رأَتْهُمْ من مكانٍ بعيدٍ سَمِعُوا لها تَغَيُّظاً وزفيراً} [الفرقان: 12] يخرج عنقٌ من النار، له عينان تبصران، ولسان ينطق، فيقول: وكِّلْتُ بَمن جعل مع الله إلهاً آخر، فلَهُوَ أبْصَرُ بهم من الطير بِحبِّ السمسم، فيلتقطهم، فيحبس بهم في جهنم» (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(عنق) العُنق: طائفة من الناس، والمراد به: طائفة من النار كالعنق.
(فيحبس بهم) أي: يغشيهم في النار ويتأخر عنهم.
(جبار عنيد) الجبَّار: القهَّار المتكبر: والعنيد: الجائر عن الحق، كالمعاند له.
__________
(1) رقم (2577) في صفة جهنم، باب ما جاء في صفة النار، وإسناده حسن، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب.
(2) هذه الرواية ذكرها السيوطي في " الدر المنثور " إلى قوله: أما سمعتم قول الله تعالى ... وذكر الآية، ونسبه للطبراني وابن مردويه من حديث أبي أمامة. أقول: ولفقرات هذه الرواية شواهد بمعناها منها الذي قبله، والحديث المتواتر: من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/336) قال: حدثنا عبد الصمد. والترمذي (2574) قال: حدثنا عبد الله بن معاوية الجمحي.
كلاهما - عبد الصمدبن عبد الوارث، وعبد الله بن معاوية - قالا: حدثنا عبد العزيز بن مسلم، عن سليمان الأعمش، عن أبي صالح، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب صحيح، وقد رواه بعضهم عن الأعمش، عن عطية، عن أبي سعيد بن النبي -صلى الله عليه وسلم- نحوه هذا.(10/518)
نوع سابع
8066 - (م ت) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «يؤتَى بالنار يومئذ لها سبعون ألف زمام، مع كل زمام [ص:520] سبعون ألف مَلَك يجرُّونها» أخرجه مسلم، وأخرجه الترمذي عنه مرفوعاً وغير مرفوع (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (2842) في صفة الجنة، باب في شدة حر نار جهنم، والترمذي رقم (2576) في صفة جهنم، باب ما جاء في صفة النار.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مسلم (8/149) . والترمذي (2573) قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن.
كلاهما مسلم، وعبد الله بن عبد الرحمن - عن عمر بن حفص بن غياث، قال: حدثنا أبي، عن العلاء بن خالد الكاهلي، عن شقيق، سلمة، فذكره.
* أخرجه الترمذي (2573) قال: حدثنا عبد بن حميد، قال: حدثنا عبد الملك بن عمرو أبو عامر العقدي، عن سفيان، عن العلاء بن خالد، بهذا الإسناد، نحوه، ولم يرفعه.(10/519)
8067 - (ت) مجاهد ين جبر قال: قال ابنُ عباس: «أتدري ما سَعةُ جهنم؟ قلت: لا، قال: أجلْ والله ما تدري، حدَّثتني عائشة: أنها سألت رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- عن قول الله تعالى: {والأرضُ جميعاً قَبْضَتُهُ يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه} [الزمر: 67] قالت: قلتُ: فأين الناس [يومئذ يا رسولَ الله] ؟ قال: على جسرِ جهنم» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3242) في التفسير، باب ومن سورة الزمر، وإسناده حسن، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (6/116) قال:حدثنا إبراهيم بن إسحاق الطالقاني وعلي بن إسحاق،والترمذي (3241) قال:حدثنا سويد بن نصر. والنسائي في الكبرى (6/447) (11453) قال: أخبرنا سويد بن نصر ثلاثتهم - إبراهيم،وعلي،وسويد - عن عبد الله بن المبارك، عن عنبة بن سعيد، عن حبيب بن أبي عمرة، عن مجاهد، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح من هذا الوجه.(10/520)
الفرع الثالث: فيما اشتركتا فيه
8068 - (ت د س) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لمَّا خلَق الله الجنة، قال لجبريل: اذهَبْ فانظر إليها، فذهب فنظر إليها، فقال: وعِزّتِكَ لا يسمع بها أحد إلا دَخَلَها، فَحَفَّها بالمكاره، فقال: اذهب فانظر إليها، فذهب فنظر إليها ثم جاء فقال: وعزّتك لقد خشيتُ أن لا يدخلها أحد، قال: ولما خلق الله النار، قال لجبريل: اذهب فانظر إليها، [ص:521] فذهب فنظر إليها، ثم جاء فقال: وعِزّتِكَ لا يسمع بها أحد فيدخُلَها فحفَّها بالشَّهوات، فقال: اذهب فانظر إليها، فذهب فنظر إليها، فلما رجع، قال: وعزَّتِكَ لقد خشيتُ أن لا يبقى أحد إلا دَخَلَها» أخرجه الترمذي وأبو داود.
وزاد النسائي في ذكر الجنة بعد قوله: «قال لجبريل: اذهب فانظر إليها» : «وإلى ما أعددْتُ لأهلها فيها» وكذلك زاد في ذِكْر النار مثله (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (4744) في السنة، باب في خلق الجنة والنار، والترمذي رقم (2563) في صفة الجنة، باب ما جاء حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات، والنسائي 7 / 3 في الأيمان والنذور، باب الحلف بعزة الله تعالى، ورواه أيضاً ابن حبان والحاكم، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: أخرجه أحمد (2/332) قال: حدثنا محمد بن بن بشر في (2/354) قال: حدثنا حسن. قال: حدثنا حماد بن سلمة. وفي (2/373) قال: حدثنا سلمان قال: أنبأنا إسماعيل وأبو داود (4744) قال: حدثنا موسى بن بن إسماعيل قال: حدثنا حماد. والترمذي (2560) قال: حدثنا أبو كريب قال: حدثنا عبدة بن سليمان. النسائي (7/3) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. قال: أنبأنا الفضل بن موسى.
خمستهم - محمد بن بشر، وحماد بن سلمة، وإسماعيل بن جعفر وعبدة بن سليمان، والفضل بن موسى - عن محمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو سلمة فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.(10/520)
8069 - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «حجبَتِ النارُ بالشهوات، وحُجِبَت الجنة بالمكاره» أخرجه البخاري ومسلم، ولمسلم «حفَّتْ» بدل «حُجِبَتْ» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 11 / 274 في الرقاق، باب حجبت النار بالشهوات، ومسلم رقم (2823) في صفة الجنة في فاتحته.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/260) قال:حدثنا علي بن حفص. قال: أخبرنا ورقاء. والبخاري (8/127) قال:حدثنا إسماعيل. قال: حدثني مالك. ومسلم (8/143) قال:حدثني زهير بن حرب قال: حدثنا شبابة. قال:حدثني ورقاء.
كلاهما - ورقاء، ومالك - عن أبي الزناد،عن الأعرج، فذكره.(10/521)
8070 - (م ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «حُفّت الجنَّةُ بالمكارِهِ، وحفَّتِ النار بالشهوات» . أخرجه مسلم والترمذي (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (2822) في صفة الجنة في فاتحته، والترمذي رقم (2562) في صفة الجنة، باب حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (3/245) قال:حدثنا غسان الربيع. وفي (3/284) قال:حدثنا عفان وعبد بن حيمد (1311) قال:حدثنا حجاج بن منهال. ومسلم (8/142) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب. والترمذي (2559) قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن،قال:أخبرنا عمرو بن عاصم.
خمستهم - غسان،وعفان،وحجاج،وعبد الله،وعمرو - عن حماد بن سلمة، عن ثابت وحميد، فذكراه.
* وأخرجه أحمد (3/153) قال:حدثنا حسن،والدارمي (2846) قال: أخبرنا سليمان بن حرب.
كلاهما - حسن،وسلمان - قالا:حدثنا حماد بن سلمة،عن ثابت، فذكره. ليس فيه حميد.(10/521)
8071 - (خ) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «الجنةُ أقربُ إلى أحدكم من شِراكِ نعْلِه، والنارُ مثل ذلك» أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) 11 / 275 في الرقاق، باب الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله والنار مثل ذلك.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (1/387) (3667) قال حدثنا ابن نمير عن الأعمش وفي (1/413) (3923) قال:حدثنا مؤمل،قال:حدثنا سفيان،عن منصور. وفي (1/442) (4216) قال:حدثنا وكيع،قال:حدثنا الأعمش. (ح) وعبد الرحمن، عن سفيان،عن منصور. والأعمس،البخاري (8/127) قال: حدثني موسى بن مسعود، قال:حدثنا سفيان،عن منصور،والأعمش.
كلاهما - الأعمش، ومنصور - عن شقيق أبي وائل، فذكره.(10/522)
8072 - (خ م ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تزال جهنمُ يلقَى فيها، وتقول: هل من مزيد؟ حتى يضع ربُّ العرش - وفي رواية: ربُّ العزةِ - فيها قدَمَه، فينزوي بعضها إلى بعض، وتقول: قَطْ قَطْ، بعزَّتِك وكرمك، ولا يزال في الجنة فَضْل، حتى يُنْشِئ لها خَلْقاً، فيُسْكِنَهُمّ فضْلَ الجنة» .
وفي رواية: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تزال جهنم تقول: هل مِن مزيد؟ حتى يضع رب العزَّة فيها قدَمَه، فتقول: قَطْ قَطْ وعِزَّتِكَ، ويُزْوَى بعضها إلى بعض» أخرجه البخاري ومسلم، وللبخاري نحو الأولى.
ولمسلم: «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: يبقى من الجنة ما شاء الله أن يبقى، ثم ينشئ لها خَلْقاً مما يشاء» ولمسلم نحو الثانية، وأخرج الترمذي الثانية (1) .
[ص:523]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(قدمه) قدم ربِّ العزة: كناية عن أهل النار الذين قدَّمهم الله لها من شرار خلقه، كما أن المؤمنين قدمه الذين قدَّمهم للجنة. (قطْ قطْ) بمعنى حسبي وكفايتي، وقد تقدم ذكره، وكذلك يزوى، وقد تقدم ذكره.
__________
(1) رواه البخاري 8 / 456 في تفسير سورة (ق) ، باب قوله تعالى: {وتقول هل من مزيد} ، وفي الأيمان والنذور، باب الحلف بعزة الله وصفاته وكلماته، وفي التوحيد، باب قوله تعالى: {وهو العزيز الحكيم} ، ومسلم رقم (2848) في الجنة، باب النار يدخلها الجبارون والجنة يدخلها الضعفاء، والترمذي رقم (3268) في التفسير، باب ومن سورة (ق) .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (3/143) قال: حدثنا بهز، وعفان، وفي (3/141) قال: حدثنا عبد الصمد. ومسلم (8/152) قال حدثني زهير بن حرب. قال: حدثنا عبد الصمد.
ثلاثتهم - بهز وعفان، وعبد الصمد - قالوا: حدثنا أبان بن يزيد العطار.
2-وأخرجه أحمد (3/229) . وعبد بن حميد (1183) قالا: حدثنا يونس. والبخاري (8/168) قال: حدثنا آدم. ومسلم (8/152) والترمذي (3272) قال: حدثنا عبد بن حيمد، قال: حدثنا يونس بن محمد والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (1295) عن الربيع بن محمد بن عيسى، عن آدم.
كلاهما- يونس، وآدم - قالا: حدثنا شيبان.
3- وأخرجه أحمد (3/234) قال: حدثنا عبد الوهاب. والبخاري (9/143) قال: قال لي خليفة: حدثنا يزيد بن زريع. ومسلم (8/152) قال حدثنا محمد بن عبد الله الرزي، قال: حدثنا عبد الوهاب بن عطاء، والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (1177) عن زكريا بن يحيى، عن عبد الأعلى بن حماد، عن يزيد بن زريع.
كلاهما - عبد الوهاب، ويزيد - عن سعيد.
4- وأخرجه البخاري (6/173) و9/43) قال: حدثنا عبد الله بن أبي الأسود. وعبد الله بن أحمد (3/279) قال: حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري. قالا: حدثنا حرمي بن عمارة، قال: حدثنا شعبة.
5- وأخرجه البخاري (9/143) قال: قال: لي خليفة: عن معتمر، سمعت أبي.
خمستهم - أبان، وشيبان، وسعيد، وشعبة، وسليمان التميمي - عن قتادة، فذكره.(10/522)
الفصل الثاني: في ذكر أهل الجنة والنار، وفيه ثلاثة فروع
الفرع الأول: في ذكر أهل الجنة، وفيه عشرة أنواع
نوع أول
8073 - (خ م) سهل بن سعد - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إن أهلَ الجنة ليَترَاءَونَ الغرف في الجنة، كما تراءون الكوكب في السماء» قال أبو حازم: فحدَّثْتُ بذلك النعمان بن أبي عَيَّاش، فقال: أشهَدُ لَسَمِعْتُ أبا سعيد الخدريَّ يُحدِّث به، ويزيد فيه: كما تراءون الكوكبَ الغارِبَ - وفي أخرى: الغابِر - في الأفق الشرقِّي [ص:524] والغربي. أخرجه البخاري ومسلم (1) .
__________
(1) رواه البخاري 11 / 366 و 367 في الرقاق، باب صفة الجنة والنار، ومسلم رقم (2830) في الجنة، باب ترائي أهل الجنة أهل الغرف.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (5/340) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن، والدارمي (2833 و2834) قال: أخبرنا مسلم بن إبراهيم، قال: حدثنا وهيب، والبخاري (8/143) قال حدثنا عبد الله بن مسلمة، قال: حدثنا عبد العزيز. ومسلم (8/144) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا يعقوب بن يعني بن عبد الرحمن القاري، وفي (8/145) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، قال: أخبرنا المخزومي، قال: حدثنا وهيب.
ثلاثتهم - يعقوب، ووهيب، وعبد العزيز - عن أبي حازم. فذكره.(10/523)
8074 - (خ م) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «إنَّ أهلَ الجنة ليتراءونَ أهل الغُرف من فوقهم، كما تتراءَوْنَ الكوكب الدُّرِّيَّ الغابر في الأفق من المشرق إلى المغرب (1) ، لتفاضل ما بينهم، قالوا: يا رسول الله تلك منازل الأنبياء، لا يبلغها غيرهم؟ قال: بلى، والذي نفسي بيده، رجال آمَنُوا بالله وصدَّقوا المرسلين» أخرجه البخاري ومسلم (2) .
__________
(1) في نسخ مسلم المطبوعة: أو المغرب.
(2) رواه البخاري 6 / 233 و 234 في بدء الخلق، باب صفة الجنة، ومسلم رقم (2831) في الجنة، باب ترائي أهل الجنة أهل الغرف.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (4/145) قال:حدثنا عبد العزيز بن عبد الله،ومسلم. (8/145) قال: حدثنا عبد الله بن جعفر بن يحيى بن خالد،قال:حدثنا معن (ح) وحدثني هارون بن سعيد الأيلى، قال: حدثنا عبد الله بن وهب.
ثلاثتهم - عبد العزيز، ومعن، وابن وهب - عن مالك بن أنس، عن صفوان بن سليم، عن عطاء بن يسار، فذكره.(10/524)
8075 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «إنَّ أهلَ الجنة ليتراءَونَ في الغرفة كما تتراءَونَ الكوكبَ الشرقيَّ، أو الكوكبَ الغربيَّ، الغارب في الأفق - أو الطالِعِ - في تفاضل الدرجات، قالوا: يا رسول الله، تلك منازل الأنبياء، لا يبلغها غيرهم؟ قال: بلى، والذي نفسي بيده، رجال آمنوا بالله وصدَّقوا المرسلين» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2559) في الجنة، باب ما جاء في ترائي أهل الجنة في الغرف، ورواه أيضاً أحمد في " المسند "، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/335) قال: حدثنا أبو عامر وسريج. وفي (2/339) قال:حدثنا فزازة. والترمذي (2556) قال حدثنا سويد بن نصر. قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك.
أربعتهم - أبو عامر المقعدي،وسريح بن النعمان،وفزارة بن عمرو، وعبد الله بن المبارك - عن فليح بن سليمان بن هلال بن علي،عن عطاء بن يسار،فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح:(10/524)
نوع ثان
8076 - (خ م ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «إن أوَّل زُمرَة يدخلون الجنة: على صُورِة القَمَرِ ليلةَ البدرِ، ثم الذين يلونهم على أشدِّ كوكب دُرِّيِّ في السماءِ إضاءة، لا يبولون، ولا يتغوَّطُون، ولا يتْفَلون، ولا يمتَخطُون، أمشاطُهُم الذهب، ورَشْحُهم المسك، ومجامِرُهم الألوَّةُ - الألنجوج عُود الطيب - أزواجهُم الحور العين، على خلْقِ رجُل واحد، على صورةِ أبيهم آدم سِتُّونَ ذِراعاً في السماء» .
وفي رواية قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «أولُ زمرَة تَلِجَ الجنةَ صُوَرُهم على صورة القمر ليلةَ البدر، لا يبصُقُون فيها، ولا يمتخطون، ولا يتغوَّطُون، آنيتهم فيها الذَّهب، أمشاطهم من الذهب والفضة، ومجامرهم الألوَّة، ورَشحُهُم المِسْكُ، ولكلِّ واحد منهم زوجتان، يُرَى مخُ سوقهما من وراء اللحم من الحُسْنِ، لا اختلافَ بينهم ولا تباغُضَ، قُلُوبُهم قلب واحد، يسبِّحون الله بُكرة وعشِيّاً» أخرجه البخاري ومسلم.
وللبخاري في رواية نحو الثانية وفيه «قُلُوبُهم على قلب رَجُل واحد» وفيه: «لا يسقمون ولا يمتخطون» وفيه: «وَوَقود مجامرهم الألُوَّة» قال أبو اليمان: يعني العودَ. [ص:526]
وفي أخرى: قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: «أولُ زُمرة تدخل الجنة: على صورة القمر ليلةَ البدر، والذين على آثارِهم كأحسَنِ كوكبِ دُرَّيِّ في السماءِ إضاءة، قلوبُهم على قلب واحد، لا تباغُضَ بينهم، ولا تحاسُدَ، لكل امرئ زوجتان من الحور العين، يُرى مخُّ سوقِهنَّ من وراء العظم واللحم» .
ولمسلم: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «أولُ زُمرة تدخل الجنة من أُمَّتي على صورة القمر ليلةَ البدرِ، ثم الذين يلونهم على أشدِّ نجم في السماء إضاءة، ثم هم بعد ذلك منازل» ثم ذكر نحو الأولى، وفيه قال ابن أبي شيبة: «على خُلُقِ رجل» وقال أبو كريب «على خَلْقِ رَجُل» .
وفي أخرى من رواية محمد بن سيرين قال: «إما تفاخروا، وإما تذاكروا: الرجالُ أكثر في الجنة، أم النساء؟ فقال أبو هريرة: أوَ لم يقُل أبو القاسم - صلى الله عليه وسلم-: إنَّ أولَ زُمرَة تدخل الجنة على صورة القمر ليلةَ البدرِ، والتي تليها على أضواء كوكب دُرِّيٍّ في السماء، لكل امرئ منهم زوجتان اثنتان، يُرَى مخ سُوقِهِما من وراء اللحم، وما في الجنة أعزبُ» .
وفي رواية ابن عُيَيْنةَ: «اختَصَمَ الرجال والنساء: أيُّهم في الجنة أكثر؟ فسألوا أبا هريرة، فقال: قال أبو القاسم - صلى الله عليه وسلم- ... » وذكر مثلَ ذلك. وأخرج الترمذي الرواية الثانية (1) .
[ص:527]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الألوَّةُ) الألنجوج: من أسماء العود الذي يتبخر به، ومن أسمائه: الكباء.
__________
(1) رواه البخاري 6 / 232 في بدء الخلق، باب ما جاء في صفة الجنة، وفي الأنبياء، باب خلق آدم وذريته، ومسلم رقم (2834) في الجنة، باب أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر، والترمذي رقم (2540) في صفة الجنة، باب ما جاء في صفة أهل الجنة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/231) قال: حدثنا محمد بن فضيل عن عمارة، وفي (2/253) قال: حدثنا أبو معاوية. قال: حدثنا الأعمش. ومسلم (8/164) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب قالا: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش. وابن ماجة (4333) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا أبومعاوية، عن الأعمش.
كلاهما - عمارة بن القعقاع، والأعمش - عن أبي صالح، فذكره.
وعن أبي زرعة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إن أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر، ثم الذين يلونهم على أشد كوكب دري في السماء إضاءة لا يبولون» .
أخرجه البخاري (4/160) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثا جرير ومسلم (8/146) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا عبد الواحد، يعني بن زياد. (ح) وحدثنا قتيبة ين سعيد بن زهير بن حرب قالا: حدثنا جرير. وابن (3433) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا محمد بن فضيل.
ثلاثتهم - جرير بن عبد الحميد، وعبد الواحد بن زياد، ومحمد بن فضيل.
عن عمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة، فذكرة.
أخرجه الحميدي (1110) قال: حدثنا سفيان. والبخاري (4/143) قال: حدثنا أبو اليمان. قال: أخبرنا شعيب.
كلاهما - سفيان بن عيينه، وشعيب بن أبي حمزة - قالا: حدثنا أبو الزناد عن الأعرج، فذكره.
* رواية سفيان مختصرة: على: «أهل الجنة أمشاطهم الذهب، ومجامرهم الألوة» . قال الحميدي: الألوة، والعود.
وبلفظ: «إن أول زمر تدخل الجنة على صورة القمر ليلة اللبدر، والتي تليها على أضواء كوكب دري في السماء، لكل امرئ منهم زوجتان اثنتان يرى مخ سوقهما من ورا اللحم، وما من الجنة أعزب» .
أخرجه الحميدي (1143) قال: حدثنا سفيان. قال: حدثنا أيوب السختاني. وأحمد (2/230) قال: حدثنا إسماعيل. قال: حدثنا أيوب. وفي (2/345) قال: حدثناعفان، قال: حدثنا حماد بن سلمة. قال: أخبرنا يونس. وفي (2/240و422) قال: حدثنا حسن بن موسى. قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن بن يونس بن عبيد. وفي (2/507) قال: حدثنا يزيد. قال: أخبرنا هشام، والدارمي (2835) قال: أخبرنا محمد بن المنهال. قال: حدثنا يزيد بن زريع. قال: حدثنا هشام القردوسي. ومسلم (8/145و 146) قال: حدثني عمرو الناقد ويعقوب بن إبراهيم الدورقي. جمعيا عن ابن علية. واللفظ ليعقوب - قال: حدثنا إسمايلي بن عليه. قال أخبرنا أيوب. (ح) وحدثنا بن أبي عمر. قال: حدثنا سفيان عن أيوب.
ثلاثتهم - أيوب السختياني، ويونس بن عبيد، وهشام بن حسان القردوسي - عن محمد بن سيرين، فذكره.
* رواية عفان مختصرة على: «للرجل من أهل الجنة زوجتان من حور العين، على كل واحدة سبعون حلة، يرى مخ ساقيها من وراء الثياب» .
* رواية يزيد بن زريع مختصرة على: «مافي الجنة أحد إلا له زوجتان، إنه يرى مخ ساقها من وراء سببعين حله، ما فيها من عزب.»
* أثبتنا لفظ الرواية لمسلم.
وبلفظ: «أول زمرة تلج الجنة صورتهم على صورة على صورة القمر ليلة البدر، لا يبصقون فيها، ولا يمتتخطون، ولا يتغوطون، آنيتهم فيها الذهب» .
أخرجه أحمد (2/316) قال: حدثنا عبد الرزاق بن همام. والبخاري (4/143) قال: حدثنا محمد بن مقاتل. قال: أخبرنا عبد الله. ومسلم (8/147) قال: حدثنا محمد بن رافع. قال: حدثنا عبد الرزاق والترمذي (2537) قال حدثنا سويد بن نصر. قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك.
كلاهما - عبد الرزاق بن همام، وعبد الله بن المبارك - عن معمر عن همام بن منبه، فذكروه.(10/525)
8077 - (ت) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «إنَّ أولَ زُمرَة يدخلون الجنة يوم القيامة: على مثل ضوءِ القمر ليلةَ البدرِ، والزمرة الثانية: على مثلِ أحسن كوكب درِّيٍّ في السماء، لكل امرئ منهم زوجتان، على كل زوجة سبعون حلَّة، يفرى مخ ساقها من ورائها» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2537) في صفة الجنة، باب في صفة أهل الجنة، وهو حديث حسن، يشهد له الذي قبله، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وأورده المنذري بنحوه في " الترغيب والترهيب " من رواية الطبراني عن عبد الله بن مسعود، وقال في آخره: رواه الطبراني بإسناد صحيح، والبيهقي بإسناد حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: أخرجه أحمد (3/16) قال: حدثنا يحيى بن آدم،قال:حدثنا فضيل والترمذي (2522) قال:حدثنا العباس الدوري. قال:حدثنا عبيد الله بن موسى،قال: أخبرنا شيبان، عن فراس وفي (2535) قال:حدثنا سفيان بن وكيع. قال:حدثنا أبي. عن فضيل بن مرزوق.
كلاهما - فضيل، وفراس - عن عطية، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وعن الرواية الثاني: هذا حديث حسن،وهي رواية الباب.(10/527)
8078 - (م د) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «إنَّ أهلَ الجنة يأكلون فيها ويشربون، ولا يتفلون، ولا يبولون، ولا يتغوَّطون، ولا يتمخطون، قالوا: فما بالُ الطعام؟ قال: جُشاءُ ورشْح كرشح المسك، يُلهمون التسبيح والتحميد، كما يُلهَمون النَّفَس» .
وفي رواية بدل «التحميد» «الحمد» وفي أخرى «التكبير» أخرجه مسلم، وأخرج أبو داود منه «إن أهل الجنة يأكلون ويشربون» لم يزد (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (2835) في صفة الجنة، باب في صفات الجنة وأهلها، وأبو داود رقم (4741) في السنة، باب في الشفاعة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (3/316) قال:حدثنا أبو معاوية. وفي (3/364) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا عبد الواحد وعبد بن أحمد (1030) قال:حدثنا قبيصة بن عقبة،قال:حدثنا سفيان ومسلم (8/147) قال حدثنا عثمان بن أبي شيبة إسحاق بن إبراهيم، عن جرير (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. وأبو كريب،قالا: حدثنا أبو معاوية،وأبو داود (4741) قال حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال:حدثنا جرير.
أربعتهم- أبو معاوية، وعبد الواحد، وسفيان،وجرير - عن الأعمش، عن أبي سفيان، فذكره.
وبلفظ: «يأكل أهل الجنة فهيا ويشربون ولا يتغوطون، ولا يمتخطون ولا يبولون، ولكن طعامهم ذلك جشاء كرشح المسك، يلهمون التسبيح والحمد، كما يلهمون النفس» .
1- أخرجه أحم د (3/349) قال:حدثنا موسى. قال: أخبرنا ابن لهيعة.
2- وأخرجه أحمد (3/384) قال:حدثنا روح،الدارمي (2830) قال: أخبرنا أبو عاصم. ومسلم (8/147) قال:حدثني الحسن بن علي الحلواني،وحجاج بن الشاعر، كلاهما عن أبي عاصم. وفي (8/148) قال:حدثني سعيد بن يحيى الأموى،قال:حدثني أبي.
ثلاثتهم - روح، أبو عاصم، ويحيى بن الأموى - عن بن جريج.
كلاهما - ابن لهيعة، ابن جريج - عن أبي الزبير،فذكره.(10/527)
نوع ثالث
8079 - (ت) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال [ص:528] رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَن ماتَ مِنّ أهل الجنة من صغير أو كبير، يدخلون الجنة [يُرَدُّون] بني ثلاثين في الجنة، لا يزيدون عليها أبداً، وكذا أهل النار» .
وبهذا الإسناد عن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «إنَّ عليهم التيجانَ، إن أدنى لؤلؤة منها لتُضيءُ ما بين المشرق والمغرب» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2565) في صفة الجنة، باب ما جاء لأدنى أهل الجنة من الكرامة، وإسناده ضعيف، ولكن جملة " يردون بني ثلاثين في الجنة " لها شواهد، منها الحديث الذي بعده.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه الترمذي (2562) قال: حدثنا سويد. قال: أخبرنا عبد الله بن، قال: أخبر رشدين بن سعد، قال: حدثني عمرو بن الحارث، عن دراج، عن أبي الهيثم، فذكره.
وقال: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث رشدين.(10/527)
8080 - (ت) معاذ بن جبل - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «يدخل أهلُ الجنة جُرْداً مُرداً مُكَحَّلين، أبناء ثلاثين، أو ثلاث وثلاثين سنة» أخرجه الترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(جرداً) الجُرْد: جمع أجرد، وهو الذي لا شعر عليه.
__________
(1) رقم (2548) في صفة الجنة، باب ما جاء في سن أهل الجنة، وهو حديث حسن بشواهده، منها الذي بعده.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (5/243) والترمذي (2545 قال:حدثنا أبو هريرة محمد بن فراس البصري.
كلاهما - أحمد، وأبو هريرة - عن أبي داود سليمان بن داود،قال:حدثنا عمران أبو العوام، عن قتادة، عن شهر بن حوشب، عن عبد الرحمن بن غنم، فذكره.
* أخرجه أحمد (5/232) قال:حدثنا يونس، في تفسير شيبان. وفي (5/239) قال:حدثنا عبد الوهاب بن عطاء الخفاف العجلي،عن سعيد.
كلاهما - شيبان،وسعيد بن أبي عروبة - عن قتادة، عن شهر بن حوشب. عن معاذ بن فذكره.
ليس فيه عبد الرحمن بن غنم.
وقال الترمذي هذا حديث حسن غريب، بوبض أصحاب قتادة روواه هذا عن قتادة مرسلا ولم يسندره.(10/528)
8081 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم-: «أهل الجنة جُرْد، مرد، كَحْلَى، لا يَفْنى شبابُهم، ولا تَبلى ثيابهم» . أخرجه الترمذي (1) .
[ص:529]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(كَحْلَى) إن صحت الرواية بكحلى، فهو جمع كحيل، مثل قتيل وقتلى، والكحيل: الذي تبين أجفانه كأنها مكحولة من غير كحل.
__________
(1) رقم (2542) في صفة الجنة، باب ما جاء في صفة ثياب أهل الجنة، وهو حديث حسن بشواهده، منها الذي قبله.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الدارمي (2829) قال: أخبرنا محمد بن يزيد الرفاعي الترمذي (2539) قال: حدثنا محمد بن بشار وأبو هشام الرفاعي.
كلاهما - محمد بن يزيد أبو هشام بن الرفاعي، ومحمد بن بشار - قالا: حدثنا معاذ بن هشام، عن أبيه، عن عامر الأحول، عن شهر بن حوشب، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب.
قلت: في سنده شهر بن حوشب.(10/528)
نوع رابع
8082 - (ت) أبو رزين [العقيلي]- رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا يكون لأهل الجنة ولد» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) أخرجه الترمذي عقب الحديث الذي قبله رقم (2566) في صفة الجنة، باب ما جاء لأدنى أهل الجنة منزلة، من غير سند، فقال: قال محمد - يعني البخاري صاحب الصحيح - وقد روي عن أبي رزين العقيلي عن النبي صلى الله عليه وسلم أن أهل الجنة لا يكون لهم فيها ولد، وقد روى أحمد في " المسند " 4 / 14 عن أبي رزين العقيلي حديثاً طويلاً فيه: الصالحات للصالحين تلذونهن مثل لذاتكم في الدنيا، ويلذذن بكم، غير أن لا توالد "، وإسناده ضعيف.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده منقطع: أخرجه الترمذي تعليقا عقب الحديث (2563) قال:وقال محمد، فذكره.(10/529)
8083 - (ت) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إن المؤمن إذا اشتهى الولد في الجنة، كان حملُه ووضعُهُ وسِنُّهُ في ساعة واحدة كما يشتهي» أخرجه الترمذي (1) ، وقال: قال إسحاق بن إبراهيم في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم-: «إذا اشتهى المؤمن الولد في الجنة كان في ساعة كما يشتهي، ولكن لا يشتهي» (2) .
__________
(1) رقم (2566) في صفة الجنة، باب ما جاء ما لأدنى أهل الجنة من الكرامة، وإسناده حسن، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، ورواه أيضاً أحمد وابن ماجة وابن حبان والدارمي وغيرهم.
(2) قال الترمذي: قال محمد - يعني البخاري - قال إسحاق بن إبراهيم ... الخ، وهذا ليس من الحديث، وظاهر قوله: " ولكن لا يشتهي " مخالف لقوله في الحديث " كما يشتهي " والله أعلم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1- أخرجه أحمد (3/9و80) قال:حدثنا علي بن عبد الله،والدارمي (2837) قال: أخبرنا ابن يزيد بن القروايري. وابن ماجة (4338) قال:حدثنا محمد بن بشار. الترمذي (2563) قال:حدثنا بندار.
ثلاتهم- علي -والقواريري،وابن بشار بندار - عن معاذ بن هشام، قال:حدثني أبي، عن عامر الأحول.
2- وأخرجه عبد بن حميد (939) قال:حدثنا قبيصة،قال:حدثا سفيان،عن أبان بن أبي عياش.
كلاهعما - عامر، وأبان - عن أبي الصديق، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب.(10/529)
8084 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «يُعْطى المؤمن في الجنة قوة كذا وكذا من الجماع، قيل: يا رسول الله أو يُطيق ذلك؟ قال: يعطَى قوةَ مائة» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2539) في صفة الجنة، باب ما جاء في صفة جماع أهل الجنة، وإسناده حسن، ورواه الدارمي بإسناد صحيح من حديث زيد بن أرقم 2 / 334.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن: أخرجه الترمذي (2536) قال:حدثنا محمد بن بشار ومحمد بن غيلان قالا:حدثنا أبو داود الطياليس، عن عمران القطان، عن قتادة، فذكره.
وقال الترمذي:هذا حديث صحيح غريب لا نعرفه من حديث قتادة عن أنس إلا من حديث عمران القطان،(10/530)
نوع خامس
8085 - (م) أنس وأبو هريرة - رضي الله عنهما - أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «من يدخل الجنةَ ينعمُ، ولا يبْأسُ، ولا تَبْلَى ثيابُهُ، ولا يَفنى شبابُه» .
قال الحميديُّ: أخرجه أبو مسعود الدمشقي، وخلفٌ الواسطي، لمسلم عن أنس، والذي رأيناه في كتاب مسلم عن أبي هريرة، قلتُ: وكذا وجدته في كتاب مسلم عن أبي هريرة (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (2836) في الجنة، باب في دوام نعيم أهل الجنة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/369) قال حدثنا يحيى بن إسحاق. وفي (2/407 و416) قال: حدثنا عفان. وفي (2/462) قال حدثنا عبد الرحمن. والدارمي (2822) قال:حدثنا حجاج بن منهال. ومسلم (8/148) قال:حدثني زهير بن حرب. قال:حدثنا عبد الرحمن بن مهدي.
أربعتهم - يحيى، وعفان،وعبد الرحمن بن مهدي، وحجاج - عن حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أبي رافع، فذكره.
* في رواية عفان: «عن أبي هريرة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-. فيما يحسب حماد» .(10/530)
8086 - (م ت) أبو سعيد الخدري، وأبو هريرة - رضي الله عنهما - «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: إذا دخل أهلُ الجنة، ينادي مُنَادٍ: إنَّ لكم أن تَحيَوْا فلا تموتوا أبداً، وإنَّ لكم أن تصِحوا فلا تسْقمُوا أبداً، وإنَّ لكم أن تَشِبُّوا فلا تهرَمُوا أبداً، وإنَّ لكم أن تَنْعَمُوا فلا تبأسوا - وفي رواية: تبتئسوا - فذلك قوله عز وجل: {ونُودُوا أنْ تِلكم الجنةُ أورثتموها بما كنتم [ص:531] تعملونَ} [الأعراف: 43] » أخرجه مسلم والترمذي (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (2837) في الجنة، باب في دوام نعيم أهل الجنة، والترمذي رقم (3241) في التفسير، باب ومن سورة الزمر.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (2/319 و3/39) . والدارمي (2827) قال: أخبرنا عبيد بن عيس. والنسائي في الكبرى تحفة الأشرا (3963) عن أبي حاتم محمد بن إدريس، عن عبيد بن يعيش.
كلاها- أحمد، وعبيد - قالا: حدثنا يحيى بن آدم، عن حمزة بن حبيب الزيات.
02-وأخرجه أحمد (3/95) . وعبد بن حميد (942) . ومسلم (8/148) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم وعبد بن حميد. والترمذي (3246) قال: حدثنا محمود بن غيلان، غير واحد.
جميعهم - أحمد، وعبد، وإسحاق، وابن غيلان- عن عبد الرزاق، قال: قال الثوري.
كلاهما - حمزة، والثوري - عن أبي إسحاق، أن الأغر حدثه، فذكره.(10/530)
نوع سادس
8087 - (خ م) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- «تكون الأرض يوم القيامةُ خُبْزة واحدة، يتكفَّؤها الجبَّارُ بيده كما يتكفَّؤ أحدُكم خبزتَه في السَّفَر، نُزُلاً لأهل الجنَّة، فأتى رجل من اليهود فقال: بارك الرحمن عليك يا أبا القاسم، ألا أخبركَ بنُزُلِ أهل الجنة يوم القيامة؟ قال: بلى، قال: تكونُ الأرضُ خُبزة واحدة كما قال النَّبي - صلى الله عليه وسلم- فنظر النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- إلينا، ثم ضَحِكَ حتى بَدَتْ نواجذه، ثم قال: ألا أخبِرُكَ بإدامهم؟ قال: بلى، قال: إدامُهم بالامٌ ونون، قالوا: وما هذا؟ قال: ثور ونُون، يأكل من زَائدة كبدِهما سبعون ألفاً» أخرجه البخاري ومسلم (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يتكفَّؤها الجبار) الجبَّار: اسم من أسماء الله عز وجل، ويتكفَّؤُها أي: يُقَلِّبها ويُميلها، من قولك: كفأت الإناء: إذا قلبته وكببته. [ص:532]
(نُزُلا) النُّزُل: ما يُعدُّ للضيف من الطعام والشراب.
(بالام) قد جاء في متن الحدث أنه الثور، ولعلّ اللفظة عبرانية، و «النون» : الحوت، وهو عربي.
__________
(1) رواه البخاري 11 / 321 و 322 في الرقاق، باب يقبض الله الأرض يوم القيامة، ومسلم رقم (2792) في صفات المنافقين، باب نزل أهل الجنة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه عبد بن حميد (962) قال: حدثني إبراهيم بن الأشعث، قال: حدثنا محمد بن فضيل بن عياض، والبخاري (8/135) قال: حدثنا يحيى بن بكير، ومسلم (8/128) قال: حدثنا عبد الملك بن شعيب بن الليث، قال: حدثني أبي.
ثلاثتهم - محمد بن الفضيل، ويحيى بن بكير، وشعيب - عن ليث بن سعد، قال: حدثني خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن زيد بن أسلم، عن عطا بن يسار، فذكره.(10/531)
نوع سابع
8088 - (ت) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «أدنى أهل الجنة: الذي له ثمانون ألفَ خادم، واثنتان وسبعون زوجة، وتُنْصبُ له قُبَّة من لؤلؤ وزَبَرْجد وياقوت، كما بيْنَ الجابية إلى صنعاءَ» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2565) في صفة الجنة، باب ما جاء ما لأدنى أهل الجنة من الكرامة، وإسناده ضعيف.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (3/75) قال:حدثنا حسن،قال:حدثنا ابن لهيعة والترمذي (2562) قال:حدثنا سويد، قال: أخبرنا عبد الله، قال: أخبرنا رشدين بن سعد،قال:حدثني عمرو بن الحارث.
كلاهما - ابن لهيعة، وعمرو - عن دارج، عن أبي الهيثم، فذكره.(10/532)
8089 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إن أدنى مقْعَدِ أحدِكُمْ من الجنة، مَنْ يقول له (1) : تمنَّ فيتمنَّى، ويتمنَّى، فيقول له: هل تمنيتَ؟ فيقول: نعم، فيقول له: فإنَّ لك ما تمنَّيتَ ومثلَه مَعَه» أخرجه مسلم (2) .
__________
(1) في نسخ مسلم المطبوعة: أن يقول له.
(2) رقم (182) في الإيمان، باب معرفة طريق الرؤية.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/315) .ومسلم (1/114) قال:حدثنا محمد بن رافع.
كلاهما - أحمد بن حنبل، ومحمد بن رافع - عن عبد الرزاق بن همام، قال: أخبرنا معمر، عن همام بن منبه،فذكره.(10/532)
8090 - (ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إن أدنى أهلِ الجنةِ منزلة: لَمَنْ ينظر إلى جنانه وأزواجه [ص:533] ونعيمهِ وخدمهِ وسُرُرِهِ مسيرةَ ألف سنة، وأكرمُهم على الله: مَن ينظر إلى وجهه غُدْوة وعَشِيَّة، ثم قرأ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: {وُجُوهٌ يَومَئِذٍ نَاضِرةٌ. إلى ربها نَاظِرةٌ} [القيامة: 22، 23] » أخرجه الترمذي، وقال: قد رُوي عن ابن عمر (1) ، ولم يرفعه (2) .
__________
(1) في المطبوع: عن عمر، وهو خطأ.
(2) رواه الترمذي رقم (2556) في صفة الجنة، باب رقم (17) ، ورقم (3327) في التفسير، باب ومن سورة القيامة، وإسناده ضعيف.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (2/13) (4623) قال: حدثنا أبو معاوية، قال: حدثنا عبد الملك بن أبجر. وفي (2/64) (5317) قال: حدثنا حسين بن محدم، قال: حدثنا إسرائيل. وعبد بن حميد (819) قال: أخبرني شبابة بن سوار، قال: حدثنا إسرائيل بن يونس. والترمذي (2553 و3330) قال: حدثنا عبد بن حميد، قال: أخبرني شبابة عن إسرائيل.
كلاهما - عبد الملك بن أبجر، إسرائيل - عن ثوير بن أبي فاختة، فذكره.
* قال الترمذي: روى الأشجعي عن سفيان عن ثوير، عن مجاهد، عن ابن عمر قوله ولم يرفعه، وما نعلم أحدا ذكر فيه عن مجاهد غير الثوري.(10/532)
8091 - () أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إن أدنى أهل الجنة منزلة: مَنْ ينظر في ملكه ألف عام - وفي رواية ألفي عام - يرى أقصاه كما يرى أدناه» أخرجه ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع جعله مع الحديث الذي قبله حديثاً واحداً وقال في آخره: أخرجه الترمذي، وهو خطأ، وهذا الحديث بمعنى الذي قبله.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
لم نقف عليه، وفي المطبوع كانا حدثنا واحدا، وهو خطأ.(10/533)
8092 - (م ت) المغيرة بن شعبة - رضي الله عنه - يرفعه إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- قال: سأل موسى عليه السلام ربَّه: ما أدنَى أهل الجنة منزلة؟ قال: هو رجل يجيء بعد ما أُدْخِلَ أهل الجنة الجنةَ، فيقال له: ادخُل الجنة، فيقول: أي ربِّ، كيف وقد نزلَ الناسُ منازلَهم، وأخذوا أخَذاتِهِم؟ فيقال له: أَما ترضى أن يكون لك مثلُ مُلْكِ مَلِكٍ من ملوك الدنيا؟ فيقول: رضيتُ ربِّ، فيقول: لك ذلك ومثلهُ ومثلهُ ومثلهُ ومثلهُ، فقال في الخامسة: رضيتُ ربِّ، فيقول: [ص:534] هذا لك وعشرة أمثاله: «ولك ما اشتهت نَفْسُكَ، ولذَّتْ عينُكَ، فيقول: رضيتُ ربِّ، قال ربِّ: فأعلاهم منزلة؟ قال: أولئك الذين أردتُ، غرَستُ كرامتَهم بيدي، وختمتُ عليها، فلم ترَ عين، ولم تسْمع أذُن، ولم يخطُرْ على قلْبِ بشر، قال: ومصْدَاقُهُ في كتاب الله عز وجل {فلا تعْلم نَفْسٌ ما أُخفيَ لهم من قُرَّةِ أَعْينٍ ... } الآية [السجدة: 17] » . ومن الرواة من قال عن المغيرة: إن موسى عليه السلام، ولم يسنده. أخرجه مسلم، وأخرجه الترمذي إلى قوله: «فيقول: رضيتُ ربِّ» في الثالثة (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أَخَذاتِهم) أخذ الناسُ أخذاتِهم، أي: نزلوا منازلَهم المختصة بهم، زاد الحميدي في غريبه: واستَوْفَوا مراتبهم، والإخَاذة: الأرض يأخذها الرجل لنفسه يحوزها، قاله ابن فارس.
__________
(1) رواه مسلم رقم (189) في الإيمان، باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها، والترمذي رقم (3196) في التفسير، باب ومن سورة السجدة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1- أخرجه الحميدي (761) . ومسلم (1/120و 121) قال: حدثنا سعيد بن عمرو الأشعثي. (ح) وحدثنا ابن عمر (ح) وحدثني بشر بن الحكم، الترمذي (3198) قال: حدثنا ابن أبي عمر.
أربعتهم - الحميدي، والأشعثي، وابن أبي عمر، وبشر - قالوا: حدثنا سفيان بن عيينة، قال: حدثنا مطرف بن طريف، وعبد الملك بن سعيد بن أبجر.
2-وأخرجه مسلم (1/121) قال: حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا عبيد الله الأشجعي، عن عبد الملك بن أبجر.
كلاهما - مطرف، وعبد الملك - سمعا الشعبي، فذكره.
* في رواية الأشعبي، قال: الشعبي: سمعت المغيره بن شعبة رواية إن شاء الله.
* وفي رواية بشر بن الحكم: قال سفيان: رفع أحدهما أراه بن أبجر.
* وفي روايحة عبيد الله الأشجعي: عن المغيرة: «أن موسى سأل ربه....فذكره» .(10/533)
نوع ثامن
8093 - (خ م ت) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إن الله عز وجل يقول لأهل الجنة: يا أهلَ الجنة، فيقولون: لبَّيْكَ ربَّنا وسَعدَيك، والخيرُ في يديك، فيقول: هل رضيتم؟ فيقولون: وما لنا لا نرضى يا ربَّنا وقد أعطيتَنا ما لم تُعْطِ أحداً مِنْ خَلْقِكَ؟ فيقول: [ص:535] ألا أعطيكم أفضلَ من ذلك؟ فيقولون: وأيُّ شيء أفضل؟ فيقول: أُحلُّ عليكم رضواني، فلا أسخطُ عليكم بعده أبداً» . أخرجه البخاري ومسلم والترمذي (1) .
__________
(1) رواه البخاري 11 / 363 و 364 في الرقاق، باب صفة الجنة والنار، وفي التوحيد، باب كلام الرب مع أهل الجنة، ومسلم رقم (2829) في صفة الجنة، باب إحلال الرضوان على أهل الجنة، والترمذي رقم (2558) في صفة الجنة، باب رقم (18) .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1-أخرجه أحمد (3/88) قال: حدثنا علي بن إسحاق. والبخاري (8/142) قال: حدثنا معاذ بن أسد. ومسلم (8/144) قال: حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن سهم. والترمذي (2555) قال حدثنا سويد بن نصر، النسائي في الكبرى تحفة الأشراف (4162) عن عمرو بن يحيى بن الحارث، عن أبي صالح سلمويه.
خمستهم - علي، ومعاذ، ومحمد بن عبد الرحمن - وسويد وسلمويه - عن عبد الله بن المبارك.
2- وأخرجه البخاري (9/184) قال: حدثنا يحيى بن سليمان. ومسلم (8/144) قال: حدثني هارون بن سعيد الأيلى.
كلاهما - يحيى، وهارون - عن عبد الله بن وهب.
كلاما - ابن المبارك، وابن وهب - قالا: أخبرنا مالك بن أنس، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، فذكره.(10/534)
نوع تاسع
8094 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «عرِضَ عليَّ أولُ ثلاثة يدخلون الجنة: شهيد، وعفيف متعفِّف، وعبْدٌ أحسَنَ عِبادَة الله ونصَح لمواليه» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (1642) في فضائل الجهاد، باب ما جاء في ثواب الشهداء، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 2 / 425، والحاكم في " المستدرك "، والبيهقي في " السنن " وقال الترمذي: هذا حديث حسن، وهو كما قال.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/425) قال:حدثنا إسماعيل بن إبراهيم. قال:حدثنا هشام الدستوائي. وفي (2/479) قال حدثناوكيع،عن علي بن مبارك. وعبد بن حميد (1446) قال:حدثنا مسلم بن إبراهيم. قال: حدثنا حميد بن مهران. والترمذي (1642) قال:حدثنا محمد بن بشار. قال:حدثنا عثمان بن عمر. قال أخبرنا علي بن المبارك. وابن خزيمة (2249) قال:حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى. قال:حدثنا معاذ بن هشام. قال:حدثني أبي.
ثلاثتهم - هشام الدستوائي،وعلي بن المبارك،وحميد بن مهران - عن يحيى بن أبي كثير،عن عامر العقيلي، عن أبيه، فذكره.(10/535)
8095 - (خ م) حارثة بن وهب - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «ألا أخبرُكم بأهل الجنة؟ قالوا: بلى، قال: كلُّ ضعيف متضَعِّف لو أقْسمَ على الله لأبرَّه» أخرجه البخاري ومسلم (1) .
__________
(1) رواه البخاري 8 / 507 في تفسير سورة (ن) ، باب قوله تعالى: {عتل بعد ذلك زنيم} ، وفي الأدب، باب الكبر، وفي الأيمان، باب قوله تعالى: {وأقسموا بالله جهد أيمانهم} ، ومسلم رقم (2853) في صفة الجنة، باب النار يدخلها الجبارون والجنة يدخلها الضعفاء، ورواه أيضاً الترمذي رقم (2608) في صفة جهنم، باب رقم (13) .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (4/306) قال:حدثنا وكيع وفيه (4/306) قال:حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. وفي (4/306) قال:حدثنا أبو نعيم،وعبد بن حميد (477) قال:حدثنا أبو نعيم والبخاري (6/198) قال:حدثنا أبو نعيم،قال وفي (8/24) قال حدثنا محمد بن كثير. ومسلم (8/154) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال:حدثنا وكيع. وابن ماجة (4116) قال حدثنا محمد بن بشار،قال:حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. والترمذي (265) قال:حدثنا محمود بن غيلان،قال:حدثنا أبو نعيم.
أربعتهم - وكيع،وعبد الرحمن، وأبو نعيم،ومحمد -عن سفيان.
2- وأخرجه البخاري (8/167) ومسلم (8/154) قالا:حدثنا محمد بن المثنى،قال حدثني غندر وفي (8/154) قال مسلم: حدثنا عبيد الله بن معاد العنبري،قال:حدثنا أبي. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (3285) عن محمد بن المثنى، عن غندر.
كلاهما - غندر، ومعاذ - قالا:حدثنا شعبة.(10/535)
8096 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «يدخل الجنةَ أقوام أفئدتهم مثلُ أفئدة الطير» أخرجه مسلم (1) .
وزاد رزين في رواية: «وأكثر أهل الجنة البُلْهُ» (2) .
وفي رواية: «كلُّ نُوْمة» (3) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(نُومة) رجل نُومَةٌ بضم النون وسكون الواو: لا يؤبه له، خاملٌ لا يعرف الشرّ وأهله، وفي حديث ابن عباس أنه قال لعلي رضي الله عنه: «ما النومة؟ فقال: الذي سكت في الفتنة فلا يبدو منه شيء، فأما النُّوَمة - بفتح الواو - فهو الكثير النوم» (4) .
__________
(1) رقم (2840) في صفة الجنة، باب يدخل الجنة أقوام أفئدتهم مثل أفئدة الطير.
(2) رواه البزار في " مسنده " عن أنس بن مالك رضي الله عنه، وهو حديث ضعيف.
(3) هذه الرواية لم نجدها بهذا اللفظ.
(4) انظر " لسان العرب " مادة " نوم ".
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/331) .ومسلم (9/149) قال:حدثنا حجاج بن الشاعر.
كلاهما - أحمد بن حنبل، وحجاج بن الشاعر - عن أبي النضر، هاشم بن القاسم الليثي،قال:حدثنا إبراهيم بن سعد،قال:حدثنا أبي، عن أبي سلمة، فذكره.
* أخرجه أحمد (2/331) قال حدثنا يعقوب. قال:حدثني أبي،عن أبيه،عن أبي سلمة. قال:قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: قال عبد الله أحمد بن حنبل: وهو الصواب، يعني لم يذكر أبا هريرة.(10/536)
8097 - (د) حارثة بن وهب - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- «لاَ يْدخُلُ الجنة الجَوَّاظ، ولا الجَعْظَرِيُّ، قال: والجَوَّاظ: الغليظ الفظُّ» أخرجه أبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الجَوَّاظ) : المنوع، وقيل: السمين المختال في مشيته، وقيل: القصير البطين. [ص:537]
(الجعظريُّ) : الفظُّ الغليظ.
__________
(1) رقم (4801) في الأدب، باب في حسن الخلق، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه عبد بن حميد (480) قال: حدثني بن أبي شيبة. وأبو داود (4801) قال: حدثنا أبو بكر، وعثمان ابنا أبي شيبة، قالا: حدثنا وكيع، عن سفيان، عن معبد بن خالد، فذكره.(10/536)
نوع عاشر
8098 - (خ) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-: «كان يتحدَّث - وعنده رَجُل من أهل البادية - أنَّ رَجُلاً استأذن ربّه في الزرع، فقال: ألستَ فيما شئتَ؟ يقول: بلى، ولكن أُحِبُّ ذلك، فيؤذَن له، فيبذُر، فيبادر الطرْفَ نباتُه واستحصاده، وتكويره أمثالَ الجبال، فيقول الرب سبحانه: دونَكَ يا ابن آدم، فإنه لا يشبِعُكَ شيء، فقال الأعرابيُّ: إنكَ لن تجدَه إلا قُرَشياً أو أنصارياً، فإنهم أصحاب زرع، فأما نحن: فَلَسْنا بأصحاب زرع، فضحك رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- حتى بَدَتْ نواجذه» . أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) 5 / 21 في الحرث والمزارعة، باب كراء الأرض بالذهب والفضة، وفي التوحيد، باب كلام الرب مع أهل الجنة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (2348) حدثنا محمد بن سنان حدثنا فليح، حدثنا هلال (ح) وحدثني عبد الله بن محمد، حدثنا أبو عامر، حدثنا فليح،عن هلال بن علي، عن عطاء بن يسار،عن، فذكره.(10/537)
الفرع الثاني: في ذكر أهل النار، وفيه خمسة أنواع
نوع أول
8099 - (خ م ت) النعمان بن بشير - رضي الله عنه - قال: سمعتُ [ص:538] رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «إن أهوَنَ أهلِ النار عذاباً يومَ القيامة: لرَجُل يُوضَعُ في أخْمَص قدَميهِ جمرتان، يغلي منهما دماغُهُ - وفي رواية: له نعْلان وشراكانِ من نار يغلي منهما دماغه - كما يغلي المرْجلُ، ما يَرَى أنَّ أحداً أشدُّ منه عذاباً، وإنه لأهوَنُهُم عذاباً» أخرجه البخاري ومسلم، وأخرج الترمذي الأولى (1) .
__________
(1) رواه البخاري 11 / 372 في الرقاق، باب صفة الجنة والنار، ومسلم رقم (213) في الإيمان، باب أهون أهل النار عذاباً، والترمذي رقم (2607) في صفة جهنم، باب رقم (12) .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (4/271) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن شعبة، وفي (4/374) قال: حدثنا محمد بن جعفر بن، قال: أخبرنا شعبة. والبخاري (8/144) قال: حدثني محمد بن بشار، قال: حدثنا غندر، قال: حدثنا شعبة. (ح) وحدثناه عبد الله بن رجاء، قال: حدثنا إسرائيل. ومسلم (1/135) قال: حدثنا محمد بن المثنى وابن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو أسامة، عن الأعمش. والترمذي (2604) قال: حدثنا محمود ابن غيلان، قال: حدثنا وهب بن جرير، عن شعبة.
ثلاثتهم - شعبة، وإسرائيل، والأعمش - عن إبي إسحاق، فذكره.(10/537)
8100 - (م) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إن أدْنى أهْلِ النار عذاباً: ينْتَعِل بنعلين من نار، يغْلِي منهما دِماغُه من حرارة نعليه» أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (211) في الإيمان، باب أهون أهل النار عذاباً.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (3/27) . ومسلم (1/120 و135) قال:حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة.
كلاهما - أحمد،وأبو بكر - قالا:حدثنا يحيى بن أبي بكير،قال:حدثنا زهير بن محمد،عن سهيل بن أبي صالح،عن النعمان بن أبي العياش، فذكره.
* رواية مسلم (1/135) مختصرة على: إن أدني أهل النار عذابا.(10/538)
8101 - (م) سمرة بن جندب - رضي الله عنه - أنه سمع رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «إنَّ منهم من تأخذُه النار إلى كعبيه، ومنهم من تأخذه إلى رُكبتيه، ومنهم من تأخذُه إلى حجزَتِه، ومنهم من تأخذه النار إلى ترْقُوَتِهِ» أخرجه مسلم.
وفي أخرى له: «إن منهم من تأخذه النار إلى كعبيه، ومنهم من تأخذُه إلى حُجْزَته، ومنهم من تأخذه إلى عنقه» . [ص:539]
وفي أخرى مثل الأولى، وجعل مكان «حُجْزته» : «حَقوَيه» (1) .
__________
(1) رقم (2845) في صفة الجنة، باب في شدة حر نار جهنم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1- أخرجه أحمد (5/10) قال: حدثنا يونس بن محمد، وحسين. ومسلم (8/150) قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال حدثنا يونس بن محمد.
كلاهما - يونس، وحسين - قالا: حدثنا شيبان بن عبد الواحد.
2- وأخرجه أحمد (5/10 و18) قال: حدثنا روح، ومسلم (8/150) قال: حدثني عمرو بن زرارة، قال: أخبرنا عبد الوهاب. يعني بن عطاء. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى، محمد بن بشار، قالا: حدثنا روح.
كلاهما - روح، وعبد الوهاب - عن سعيد.
كلاهما - شيبان، وسعيد - عن قتادة، قال: سمعت أبا نضرة، فذكره.(10/538)
نوع ثان
8102 - (ت) أبو الدرداء - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «يُلْقى على أهل النار الجوعُ، فيَعْدِل ما هم فيه من العذاب، فيستغيثون، فيُغاثون بطعام من ضريع لا يُسْمنُ ولا يغني من جوع، فيستغيثون بالطعام، فيغاثون بطعام ذي غُصَّة، فيتذكَّرون أنهم كانوا يُجِيُزون الغُصص في الدنيا بالشراب، فيستغيثون بالشراب، فيدفع إليهم الحميم بكلاليب الحديد، فإذا أُدْنِيَ من وجوههم، شَوَت وُجوههم، فإذا دخل بطونَهم، قطَّعْ ما في بطونهم، فيقولون: ادعوا خزَنَةَ جهنم، عساهُم يخفِّفون عنا، فيقولون لهم: {أولمْ تَكُ تأتيكُم رُسُلُكم بالبينات قالوا بلى قالوا فادعوا وما دعاءُ الكافرين إلا في ضلال} [غافر: 50] فيقولون: ادعوا مالكاً، فيقولون: {يَا مَالِكُ لِيَقْضِ علينا ربُّك} فيجيبهم: {إنَّكم ماكِثُون} [الزخرف: 77] » .
قال الأعمش: نُبِّئتُ أن بين دعائهم وإجابة مالك لهم: مقدار ألف عام، فيقولون: ادعوا ربَّكم، قال تجدون خيراً منه، فيقولون: {ربَّنا غَلَبَتْ علينا شِقْوَتُنا وكُنَّا قوماً ضالِّين. ربَّنا أخرجْنا منها فإنْ عدنا فإنَّا ظالمون} [ص:540][المؤمنون: 106، 107] قال: فيجيبهم {اخسئُوا فيها ولا تُكَلِّمون} [المؤمنون: 108] فعند ذلك يئسوا من كل خير، وعند ذلك يأخذون في الزفير والحسرة والويلِ. أخرجه الترمذي (1) .
وزاد رزين: «فيقال لهم: لا تدْعوا اليوم ثُبوراً واحداً، وادعُوا ثبُوراً كثيراً» .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الزفير) : إدخال النَّفَس إلى الجوف مع صوت. (ضريع) الضريع: نبت بالحجاز له شوك. (ثبوراً) الثبور: الهلاك.
__________
(1) رقم (2589) في صفة جهنم، باب ما جاء في صفة طعام أهل النار، وإسناده ضعيف، قال الترمذي: قال عبد الله بن عبد الرحمن - يعني الدارمي -: والناس لا يعرفون هذا الحديث، قال: إنما روي هذا الحديث عن الأعمش عن شمر بن عطية عن شهر بن حوشب عن أم الدرداء عن أبي الدرداء قوله، وليس بمرفوع، أقول: وإسناده ضعيف مرفوعاً وموقوفاً.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (2586) قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن. قال: أخبرنا عاصم بن يوسف، قال: حدثنا قطبة بن عبد العزيز، عن الأعمش، عن شمر بن عطية، عن شهر بن حوشب، فذكره. * قال عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي: والناس لا يرفعون هذا الحديث.
* وقال الترمذي: إنا نعرف هذا الحديث عن الأعمش، عن شمر بن عطية، عن شهر بن حوشب، عن أم الدرداء، قوله: وليس بمرفوع، وقطبة بن عبد العزيز هوثقة عند أهل الحديث.(10/539)
8103 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إن الحميم ليُصبُّ على رؤوسهم، فينفُذ حتى يخْلُصَ إلى جوفه، فَيَسْلُتَ ما في جوفه حتى يمرُق من قدميه: وهو الصَّهْر، ثم يُعاد كما كان» أخرجه الترمذي (1) .
[ص:541]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الحميم) : الماء الحارُّ المتناهي الحرارة.
(فينفذ) نفذ ينفُذ: إذا خرق وجاز في الشيء.
(فيسلت) أي: يحلق ويستأصل ما في جوفه.
(يمرق) مرق السهم يمرق: إذا نفذ في الرميَّة.
(الصَّهْر) : الإذابة، صَهَرْت الشحم أصهَرهُ: إذا أذبته.
__________
(1) رقم (2585) في صفة جهنم، باب ما جاء في صفة شراب أهل النار، وإسناده حسن، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/374) قال حدثنا إبراهيم. والترمذي (2582) قال: حدثنا سويد.
كلاهما - إبراهيم بن إسحاق، وسويد بن نصر - عن عبد الله بن المبارك قال: أخبرنا سعيد بن يزيد، عن أبي السمح، عن ابن حجيرة، فذكره.(10/540)
نوع ثالث
8104 - (م ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «ضِرْس الكافر- أو ناب الكافر - مثلُ أحد، وغلَظُ جلده: مسيرةُ ثلاث» أخرجه مسلم.
وفي رواية الترمذي قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «ضرْسُ الكافر يوم القيامة مثلُ أحد، وفخذه مثلُ البيضاء، ومقعده في النار مسيرة ثلاث مثلُ الرَّبذة» يعني كما بينها وبين المدينة، والبيضاء: جبل، وقيل: مدينة من مدائن المغرب.
وله في أخرى: «ضِرْسُ الكافر مِثْلُ أُحُد» .
وفي أخرى قال: «إن غِلَظَ جلد الكافر: اثنان وأربعون (1) ذراعاً، [ص:542] وإن ضِرْسَه مثلُ أُحُد، وإنَّ مجلسه من جهنم ما بين مكة والمدينة» (2) .
__________
(1) في الأصل: اثنين وأربعين.
(2) رواه مسلم رقم (2851) في صفة الجنة، باب النار يدخلها الجبارون والجنة يدخلها الضعفاء، والترمذي رقم (2580) و (2581) و (2582) في صفة جهنم، باب ما جاء في عظم أهل النار.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مسلم (8/153) قال: حدثنا سريج بن يونس. قال: حدثنا حميد بن عبد الرحمن، عن الحسن بن صالح، عن هارون بن سعيد. الترمذي (2579) قال: حدثنا أبو كريب. قال: حدثنا مصعب بن المقدام، عن فضيل ابن غزوان.
كلاهما - هارون بن سعد، وفضيل بن غزوان- عن أبي حازم، فذكره.
* رواية فضيل بن غزوان مختصرة في على: «ضرس الكافر مثل أحدِ» .(10/541)
8105 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه – يرفعه، قال: «ما بين منكبي الكافر في النار مسيرةُ ثلاثةِ أيام للراكب المسرع» .
وفي رواية لم يذكر «في النار» أخرجه مسلم (1) .
وهذا الحديث لم يذكره الحميديُّ في كتابه.
__________
(1) رقم (2582) في الجنة، باب النار يدخلها الجبارون والجنة يدخلها الضعفاء.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (8/142) قال:حدثنا معاذ بن أسد. قال:أخبرنا الفضل بن موسى. ومسلم (8/154) قال:حدثنا أبو كريب أحمد بن عمر الوكيعي.
قالا: حدثنا ابن فضيل.
كلاهما - الفضل بن موسى، ومحمد فضيل - عن الفضيل بن غزوان، عن أبي حازم، فذكره.(10/542)
8106 - (ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إن الكافرَ لَيَسْحَبُ لسانَهُ الفَرْسَخَ والفَرْسَخيْن، يتوَّطؤه الناس» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2583) في صفة جهنم، باب ما جاء في عظم أهل النار، وفي سنده أبو المخارق مغراء العبدي وهو مجهول.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (2580) قال:حدثنا هناد،قال:حدثنا علي بن مسهر، عن الفضل بن زيد،وعن أبي المخارق، فذكره.
وبلفظ: «يجر» أخرجه أحمد (2/92) (5671) .وعبد بن حميد (860) قال:حدثني ابن أبي شيبة.
كلاهما - أحمد بن حنبل، وابن أبي شيبة - عن أبي النضر هاشم بن القاسم،قال:حدثنا أبو عقيل،يعني عبد الله بن عقيل،عن الفضل بن يزيد بن الشمالي،قال:حدثني أبو العجلان،فذكره.(10/542)
نوع رابع
8107 - (خ) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «أولُ مَنْ يُدْعَى يوم القيامة: آدمُ عليه السلام، فتراءى ذرِّيتُه، فيقال لهم: هذا أبوكم آدمُ؟ فيقول: لَبَّيْكَ وسعْدَيْكَ، فيقول: أخْرِجْ بَعْثَ جهنم من ذُرِّيتك، فيقول: يا ربِّ كم أُخرِجُ؟ فيقول: أخرج من كلِّ مائة تسعة [ص:543] وتسعين، فقالوا: يا رسول الله، إذا أخذَ مِنَّا من كل مائة تسعة وتسعون (1) ، فماذا يبقى مِنَّا؟ قال: إنَّ أمَّتي في الأمم كالشعرَةِ البيضاء في الثور الأسود» أخرجه البخاري (2) .
__________
(1) في المطبوع: تسعة وتسعين.
(2) 11 / 336 في الرقاق، باب الحشر.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (2/378) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد. والبخاري (8/137) قال: حدثنا إسماعيل. قال: حدثني أخي، عن سليمان.
كلاهما - عبد العزيز بن محمد، وسليمان بن بلال- عن ثور بن زيد، عن أبي الغيث، فذكره.(10/542)
نوع خامس
8108 - (خ) أبو هريرة - رضي الله عنه - أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «إن إبراهيم عليه السلام يرى أباه يومَ القيامةِ، عليه الغَبَرَةُ والقَتَرَةُ» .
وفي رواية: قال: «يَلْقَى إبراهيم أباه آزرَ يومَ القيامة وعلى وجهِ آزرَ قَتَرَة وغَبَرَة، فيقول له إبراهيم: ألمْ أقل لك: لا تعصني (1) ؟ فيقول له أبوه: فاليوم لا أعصيك، فيقول إبراهيم: يا ربِّ، إنك وعدتَني أن لاُ تخْزِيني يوم يُبْعَثُون، فأيُّ خِزْي أخزى من أبي الأبعد؟ (2) فيقول الله: إني حرَّمتُ الجنةَ على الكافرين، ثم يقال: يا إبراهيم، ما تحتَ رِجْلَيْكَ؟ فنظر، فإذا هو بِذَيخ مُتَلطِّخ، فيؤخذ بقوائمه، فيُلْقى في النار» . [ص:544] أخرجه البخاري (3) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(القَتَرة) : غبرة معها سواد.
(بذِيخ) الذِّيخ: ذَكَر الضباع، والأنثى: ذِيخة.
__________
(1) في المطبوع: لا تعصيني، بإثبات الياء.
(2) قال الحافظ في " الفتح ": وصف نفسه - يعني إبراهيم عليه السلام - بالأبعد، على طريق الفرض، إذ لم تقبل شفاعته في أبيه.
(3) 6 / 276 في الأنبياء، باب قول الله تعالى: {واتخذ الله إبراهيم خليلا} ، وفي تفسير سورة الشعراء، باب {ولا تخزني يوم يبعثون} ، وفي هذا الحديث إشكالات أوردها الحافظ في " الفتح " وذكر من استشكل الحديث من العلماء، والأجوبة عليه، فانظر " الفتح " 8 / 384 و 385 في تفسير سورة الشعراء، باب {ولا تخزني يوم يبعثون} .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (4/169 و6/139) قال: حدثنا إسماعيل بن عبد الله. قال: أخبرني أخي عبد الحميد، عن ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، فذكره.
* أخرجه النسائي في الكبرى تحفة الأشراف (10/14324) عن أحمد بن حفص بن عبد الله، عن أبيه، عن إبراهيم بن طهمان، عن ابن أبي ذئب، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة، فذكره نحوه، فزاد، فيه: عن أبيه.(10/543)
الفرع الثالث: في ذكر ما اشتركا فيه، وفيه خمسة أنواع
نوع أول
8109 - (خ م ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «تحاجَّتِ الجنةُ والنار، فقالت النارُ: أُوثِرْتُ بالمتكبِّرين والمتجَّبرين، وقالت الجنةُ: فمالي لا يدخلني إلا ضعفاءُ الناس وسقَطُهُم؟ - زاد في رواية: وغِرّتُهم - فقال الله عز وجل للجنة: أنت رحمتي، أرحمُ بكِ مَن أشاء من عبادي، وقال للنار: إنما أنت عذابي، أُعذِّبُ بكِ من أشاء من عبادي، ولكل واحدة منهما ملْؤها، فأما النار: فلا تمتلئ حتى يضع رِجْلَه - وفي [ص:545] رواية: حتى يضع الله تبارك وتعالى رِجلَهُ - فتقول: قَطْ قَط قَطْ، فَهُنالِكَ تمتلئ، ويُزوَى بعضُها إلى بعض، ولا يظْلِمُ الله مِنْ خَلقْهِ أحداً، وأما الجنة فإن الله ينشئ لها خلقاً» أخرجه البخاري ومسلم.
وللبخاري قال: «اختصَمَتِ الجنةُ والنار [إلى ربِّهما] ، فقالت الجنة: يا ربِّ ماَ لَها لا يدخلها إلا ضعفاءُ الناس وسقَطُهم؟ وقالت النار (1) فقال [الله] للجنة: أنتِ رحمتي، وقال للنار: أنتِ عذابي أُصِيبُ بِكِ من أشاء، ولكلِّ واحدة منهما مِلؤها، فأما الجنة، فإن الله لا يظْلِمُ مِن خلْقهِ أحداً، وإنه يُنْشئ للنار من يشاء، فيُلْقَوْنَ فيها، فتقول: هل من مزيد؟ ويلقون فيها، فتقول: هل من مزيد، حتى يضع قدَمه فيها، فتمتلئ، ويُزْوَى بعضها إلى بعض، وتقول: قطْ قطْ قطْ» .
وله في أخرى: - وكان كثيراً ما يقفِهُ أبو سفيان الحميري، أحد رواته، قال: يقال لجهنم، هل امتلأت؟ وتقول: هل من مزيد؟ فيضع الرب قدمه عليها، فتقول: «قط قط» .
ولمسلم بنحو الأولى، وانتهى عند قوله: «ولكل واحدة منهما ملؤها» .
وقال في رواية: «فمالي لا يدخلني إلا ضعفاءُ الناس وسقَطُهم وغِرَّتُهم (2) ؟» .
وفي آخره: «فأما النار فلا تمتلئ حتى يضع قدمه عليها، فهنالك تمتلئ، [ص:546] ويُزوى بعضُها إلى بعض» وأخرجه الترمذي نحو الأولى (3) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(وسَقَطهم) السَّقَط في الأصل: المزدرَى به، ومنه السَّقَط: لرديء المتاع.
(وغِرَّتُهم) الغِرّ: الذي لم يجرِّب الأمور، فهو قليل الشرِّ، منقاد، والمعنى: أن من آثر الخمول وإصلاح نفسه والتزوُّدَ لمعاده، ونبذ أمور الدنيا، فليس غِرّاً فيما قصد له، ولا سَقَطاً ولا مذموماً بنوع من الذم، وقد جاء في الحديث " أكثر أهل الجنة البُلْهُ " (4) لأنهم أغفلوا أمر دنياهم، فجهلوا حذق التصرف فيها، وأقبلوا على آخرتهم، فأتقنوا أسبابها، وشغلوا أنفسهم بها، وليس من عجز عن كسب الدنيا وتخلف في الحذق بها، وأعرض عنها إلى اكتساب الباقيات الصالحات مذموماً، وهؤلاء الذين خصت بهم الجنة رحمةً من الله رحمهم بها؛ إذ وفَّقهم الله لها، كما خُصّت النار بالمتكبرين الذين يستحقرون الناس ويزدرونهم، ولا يرون لهم قدراً، ويرفعون أنفسهم عليهم.
__________
(1) كذا في الأصول المخطوطة. وفي النسخ المطبوعة: يعني: أوثرت بالمتكبرين، قال الحافظ في " الفتح ": كذا وقع هنا مختصراً، قال ابن بطال: سقط قول النار هنا من جميع النسخ، وهو محفوظ في الحديث، وانظر " الفتح " 13 / 367.
(2) وفي بعض النسخ: وعجزتهم.
(3) رواه البخاري 8 / 458 في تفسير سورة (ق) ، باب قوله تعالى: {وتقول هل من مزيد} ، وفي التوحيد، باب ما جاء في قول الله تعالى: {إن رحمة الله قريب من المحسنين} ، ومسلم رقم (2846) في الجنة، باب النار يدخلها الجبارون والجنة يدخلها الضعفاء، والترمذي رقم (2564) في صفة الجنة، باب ما جاء في احتجاج الجنة والنار.
(4) وهو حديث ضعيف.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/314) والبخاري (6/173) قال حدثنا عبد الله بن محمد. ومسلم (8/151) قال: حدثنا محمد بن رافع.
ثلاثتهم - أحمد بن حنبل، وعبد الله بن محمد، ومحمد بن رافع، عن عبد الرزاق بن همام. قال: حدثنا معمر، عن همام بن منبه، فذكره.(10/544)
8110 - (م) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «احتجّت الجنة والنار، فقالت النار: فيَّ الجبّارون والمتكبِّرون وقالت [ص:547] الجنةُ: فيَّ ضعفاء الناسِ ومساكينُهم، فقضى بينهما: أنَّكِ الجنةُ رحمتي، أرَحمُ بِكِ مَنْ أشاء، وأنَّكِ النَّارُ عذابي أُعذِّب بك من أشاء، ولكليكما عليَّ مِلؤها» أخرجه مسلم مُدْرجاً على حديث قبله لأبي هريرة في نحو معناه، ولم يذكر من أوله إلى قوله: «احتجت الجنة والنار» فقط (1) .
وهذا الذي أوردناه هو ما أورده الحميديُّ في كتابه، وزَعَمَ أنه الذي أورده البرقاني وأبو مسعود الدمشقي.
__________
(1) رواه مسلم رقم (2847) في الجنة، باب النار يدخلها الجبارون والجنة يدخلها الضعفاء.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/79) ومسلم (8/151) وعبد الله بن أحمد (3/79) .
ثلاثتهم عن عثمان بن محمد بن أبي شيبة، قال: حدثنا جرير، عن الأعمش، عن أبي صالح، فذكره.(10/546)
8111 - (خ م ت) حارثة بن وهب - رضي الله عنه - سمعَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ألا أخبركم بأهل الجنة؟ كلُّ ضعيف متضعِّف، لو أقسم على الله لأبره، ألا أُخبركم بأهل النار؟ كل عُتُلٍّ جوَّاظ مستكبر» أخرجه البخاري ومسلم والترمذي.
ولمسلم في رواية: «ألا أخبركم بأهل الجنة؟ قالوا: بلى ... وذكره، وكذلك في أهل النار، قالوا: بلى» . وله في أخرى مثله، وقال في ذكر أهل النار: «كلُّ جَوَّاظ زَنِيم متكبِّر» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(عتل) العُتلّ: الغليظ الجافي الذي لا ينقاد إلى الخير. [ص:548]
(زنيم) الزَّنيم: الدَّعِيُّ الملصَق بالقوم وليس منهم، وقيل: هو اللئيم.
__________
(1) تقدم تخريجه برقم (8095) .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (4/306) قال: حدثنا وكيع. وفيه (4/306) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. وفيه (4/306) قال: حدثنا أبو نعيم. وعبد بن حميد (477) قال: حدثنا أبو نعيم. والبخاري (6/198) قال: حدثنا أبو نعيم. وفي (8/24) قال: حدثنا محمد بن كثير. ومسلم (8/154) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا وكيع. وابن ماجه (4116) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. والترمذي (2605) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا أبو نعيم.
أربعتهم - وكيع، وعبد الرحمن، وأبو نعيم، ومحمد - عن سفيان.
2- وأخرجه البخاري (8/167) ومسلم (8/154) قالا: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثني غندر. وفي (8/154) قال مسلم: حدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري، قال: حدثنا أبي، والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (3285) عن محمد بن المثنى، عن غندر.
كلاهما - غندر، ومعاذ - قالا: حدثنا شعبة.
كلاهما - سفيان، وشعبة - عن معبد بن خالد، فذكره.(10/547)
نوع ثان
8112 - (م) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه -قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «أمَّا أهلُ النارِ الذين هم أهلها، فإنهم لا يموتون فيها ولا يحيَون، ولكن ناس أصابتهم النارُ بذنوبهم - أو قال: بخطاياهم - فأماتتهم إماتة، حتى إذا كانوا فحْماً أُذن بالشفاعة، فجيء بهم ضبائرَ ضبائرَ فبُثُّوا على أنهار الجنة، ثم قيل: يا أهل الجنة، أفيضوا عليهم، فينبتون نبات الحبَّةِ في حميل السيل، فقال رجل مِنَ القوْم: كأنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قد كان بالبادية» . أخرجه مسلم (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ضبائر ضبائر) الضبائر: جماعات الناس، تقول: رأيتهم ضبائر: أي جماعات في تفرقة، جمع ضِبارة.
__________
(1) رقم (185) في الإيمان، باب إثبات الشفاعة وإخراج الموحدين من النار.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1- أخرجه أحمد (3/5) قال: حدثنا ابن أبي عدي. وعبد بن حميد (865) قال: أخبرنا صفوان ابن عيسى.
كلاهما - ابن أبي عدي، وصفوان - عن سليمان التيمي.
2- وأخرجه أحمد (3/11) قال: حدثنا إسماعيل. وفي (3/78) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وعبد بن حميد (868) قال: أخبرنا النضر بن شميل، قال: أخبرنا شعبة. والدارمي (2820) قال: أخبرنا عمرو بن عون، عن خالد بن عبد الله. ومسلم (1/118) قال: حدثني نصر بن علي الجهضمي، قال: حدثنا بشر يعني ابن المفضل. (ح) وحدثناه محمد بن المثنى، وابن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وابن ماجه (4309) قال: حدثنا نصر بن علي، وإسحاق ابن إبراهيم بن حبيب، قالا: حدثنا بشر بن المفضل.
أربعتهم - إسماعيل، وشعبة، وخالد، وبشر - عن سعيد بن يزيد أبي مسلمة.
3- وأخرجه أحمد (3/20) وعبد بن حميد (863) .
كلاهما - عن يزيد بن هارون - قال: أخبرنا أبو مسعود الجريري.
4- وأخرجه أحمد (3/90) قال: حدثنا روح، قال: حدثنا عوف.
أربعتهم - التيمي، وأبو مسلمة، والجريري، وعوف - عن أبي نضرة، فذكره.(10/548)
8113 - (ت) جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «يُعذَّبُ ناس مِنْ أهل التوحيد في النار حتى يكونوا فيها حُمَماً، ثم تُدركهم الرحمة، فيُخْرَجون، فيُطْرَحُون على أبواب الجنة، قال: فيَرُشُّ [ص:549] عليهم أهلُ الجنة الماء، فيَنْبُتون كما ينْبُتُ الغُثاءُ (1) في حمَالةَ السيّل، ثم يدخلون الجنة» أخرجه الترمذي (2) .
__________
(1) في المطبوع: كما ينبت القثاء، وهو خطأ.
(2) رقم (2600) في صفة جهنم، باب رقم (10) . وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/391) والترمذي (2597) قال: حدثنا هناد.
كلاهما - أحمد، وهناد - قالا: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي سفيان، فذكره.
قلت: فيه عنعنة الأعمش وهو مدلس.(10/548)
8114 - (م) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إن قوماً يخرَجون من النار يحترقون فيها، إلا داراتِ وجوههم، حتى يدخلون الجنة» أخرجه مسلم (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(دارات) جمع دارة، وهي ما يحيط بالوجه من جوانبه، أراد: أن وجوههم لا تأكلها النار؛ لأنها محل السجود، وقد جاء في حديث آخر: «إن النار لا تأكل مواضع السجود» .
__________
(1) رقم (191) في الإيمان، باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/355) ومسلم (1/122) قال: حدثنا حجاج بن الشاعر.
كلاهما - أحمد، وحجاج - قالا: حدثنا أبو أحمد الزبيري، قال: حدثنا قيس بن سليم العنبري. قال: حدثني يزيد الفقير،فذكره.(10/549)
8115 - (خ) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «يخْلُصُ المؤمنون من النار، فيُحبَسُون على قنطرة بين الجنة والنار، فَيُقْتَصُّ لبعضهم من بعض مظالم كانت بينهم في الدنيا، حتى إذا هُذِّبوا ونقُّوا، أُذنَ لهم في دخول الجنة، فوالذي نفسُ محمد بيده لأحدُهمْ أهْدَى بمنزله في الجنة منه بمنزله كان في الدنيا» أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) 5 / 70 في المظالم، باب قصاص المظالم، وفي الرقاق، باب القصاص يوم القيامة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه البخاري (2440) حدثنا إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا معاذ بن هشام، حدثني أبي، عن قتادة، عن أبي المتوكل الناجي، عن أبي سعيد الخدري، فذكره.(10/549)
8116 - (خ م) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال [ص:550] رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «يدخل أهلُ الجنةِ الجنَّةَ، وأهلُ النارِ النّارَ ثم يقول: انظروا مَنْ وجدتم في قلبه مثقالَ حبَّة من خرْدَل من إيمان فأخرِجُوه، فيُخْرَجون منها حُمَماً قد امتُحِشُوا فيُلقَوْن في نهر الحياة - أو الحيا - فيَنبُتُونَ فيها كما تنبتُ الحبَّةُ إلى جانب السَّيْل، ألم ترَوْها كيف تخرُج صفراءَ ملتوية» هذا لفظ مسلم، وعند البخاري «فيُخرَجون منها قد اسودُّوا» وقال: «من خردلٍ من خير» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 1 / 68 في الإيمان، باب تفاضل أهل الإيمان، وفي الرقاق، باب صفة الجنة والنار، ومسلم رقم (184) في الإيمان، باب إثبات الشفاعة وإخراج الموحدين من النار.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (3/56) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا وهيب. والبخاري (1/12) قال: حدثنا إسماعيل، قال: حدثني مالك. وفي (8/143) قال: حدثنا موسى، قال: حدثنا وهيب، قال: أخبرني مالك بن أنس. وفي (1/118) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا وهيب. (ح) وحدثنا حجاج بن الشاعر، قال: حدثنا عمرو بن عون، قال: أخبرنا خالد.
ثلاثتهم - وهيب، ومالك، وخالد - عن عمرو بن يحيى المازني، عن أبيه، فذكره.(10/549)
نوع ثالث
8117 - (خ م) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «يَخْرُجُ من النار قوْم بالشفاعة، كأنهم الثَّعاريرُ، قلنا: ما الثَّعاريرُ؟ قال الضغابيس» وفي رواية: «إن الله يُخْرِجُ ناساً من النار فيدخلهم الجنةَ» ، وفي أخرى: «إن الله يُخْرِجُ قوماً من النار بالشفاعة» . أخرجه البخاري ومسلم (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الثعارير) : صِغار القِثَّاء، وهي الضغابيس أيضاً، واللفظة بالثاء المعجمة [ص:551] والعين المهملة، وذكرها الهَرَوي في حرف الغين المعجمة، وبعدها الراء المهملة، وبعدها الزاي المعجمة، «كما تنبت التغاريز» والتاء معجمة بنقطتين من فوق قبل الغين، وقال: هي فسيل النخل إذا حُوِّلَتْ من موضعٍ إلى موضع، فَغُرِزَت [فيه] ، الواحدة: تغريز وتنبيت، وقال مثله في التقدير: التناوير، لنَوْر الشجر، والتقاصيب لما قُصِّب من الشَّعَر، قال: وقد رويت «الثعارير» يعني الأول، والوجه الأول، وهو الرواية، وتعضده الرواية الأخرى التي قال فيها: «الضغابيس» .
__________
(1) رواه البخاري 11 / 367 - 371 في الرقاق، باب صفة الجنة والنار، ومسلم رقم (191) في الإيمان، باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه الحميدي (1245) وأحمد (3/308 و 381) ومسلم (1/122) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة.
ثلاثتهم - الحميدي، وأحمد، وأبو بكر - قالوا: حدثنا سفيان بن عيينة.
2- وأخرجه البخاري (8/143) قال: حدثنا أبو النعمان. ومسلم (1/122) قال: حدثنا أبو الربيع.
كلاهما - أبو النعمان، وأبو الربيع - قالا: حدثنا حماد بن زيد.
كلاهما - ابن عيينة، وحماد - عن عمرو، فذكره.(10/550)
8118 - (خ د ت) عمران بن حصين - رضي الله عنه - أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «يخرُجُ قوم من النار بشفاعة محمد - صلى الله عليه وسلم-، فيدخلون الجنةَ يُسمَّون الجَهَنَّميِّين» أخرجه البخاري وأبو داود والترمذي (1) .
__________
(1) رواه البخاري 11 / 384 في الرقاق، باب صفة الجنة والنار، وأبو داود رقم (4740) في السنة، باب في الشفاعة، والترمذي رقم (2603) في صفة جهنم، باب رقم (10) .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/434) والبخاري (8/145) قال: حدثنا مسدد. وأبو داود (4740) قال: حدثنا مسدد. وابن ماجه (4315) قال: حدثنا محمد بن بشار، والترمذي (2600) قال: حدثنا محمد بن بشار.
ثلاثتهم - أحمد بن حنبل، ومسدد، ومحمد بن بشار - عن يحيى بن سعيد القطان، عن الحسن بن ذكوان، قال: حدثنا أبو رجاء، فذكره.(10/551)
8119 - (خ) أنس بن مالك - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «يخرُجُ من النار قوم بعدما مسَّتهم منها سَفْعٌ، فيدخلون الجنة، فيُسمِّيهم أهلُ الجنةِ: الجهنميِّين» أخرجه البخاري (1) .
[ص:552]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(سَفْع) السَّفْع: حرق النار، سَفَعتْه النار: إذا أحرقته وسوَّدت لونَه.
__________
(1) 11 / 371 في الرقاق، باب صفة الجنة والنار، وفي التوحيد، باب ما جاء في قول الله تعالى: {إن رحمة الله قريب من المحسنين} .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (6559) حدثنا هدبة بن خالد، حدثنا همام، عن قتادة، فذكره.(10/551)
نوع رابع
8120 - (خ) أنس بن مالك - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «يخرُجُ من النَّار أربعة، فيُعْرَضون على الله عز وجل، فيلتَفِتُ أحدُهم فيقول: أي ربِّ، إذ أخرجتني منها فلا تُعدْني فيها، فينجيه الله منها» . أخرجه مسلم (1) .
قال الحميديُّ: وزاد البرقاني في هذا الحديث: «ثم يُؤمَر بهم إلى النار فيلتفت ... » وذكر الحديث.
__________
(1) رقم (192) في الإيمان، باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/221) قال: حدثنا حسن. وفي (3/285) قال: حدثنا عفان. ومسلم (1/123) قال: حدثنا هداب بن خالد.
ثلاثتهم - حسن، وعفان، وهداب - قالوا: حدثنا حماد بن سلمة، عن أبي عمران، وثابت، فذكره.(10/552)
8121 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: إنَّ رجلين مِمَّن يدخل النارَ يشتَدُ صياحهما فيها، فيقول الله تعالى: أخرجوهما، ثم يقال لهما: لأي شيء [اشتدَّ] صياحكما؟ فيقولان: فعلنا ذلك لترحَمَنا، فيقول: إن رحمتي لكما: أن تنطلقا فتُلقْيا أنفسَكما في النار حيث كنتما، فينطلقان، فيلقي أحدُهما نفسه في النار، فيجعلها الله عليه برداً وسلاماً، ويقوم الآخَر، فلا يُلقي نفسه، فيقول له الربُّ تبارك وتعالى: «ما مَنَعَك أن تُلقي [ص:553] نَفْسَكَ كما ألقى صاحِبُك نفسه؟ فيقول: ربِّ، إني لأرجو أن لا تعيدَني فيها بعدَ أنْ أخرجتني منها، فيقول الربُّ تبارك وتعالى: لك رجاؤك، فيدخلان معاً الجنة برحمة الله» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2602) في صفة جهنم، باب رقم (10) ، وإسناده ضعيف.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه الترمذي (2599) قال: حدثنا سويد بن نصر. قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا رشدين. قال: حدثني ابن أنعم، عن أبي عثمان، أنه حدثه، فذكره.
* قال الترمذي: إسناد هذا الحديث ضعيف، لأنه عن رشدين بن سعد، ورشدين بن سعد هو ضعيف عند أهل الحديث عن ابن أنعم، وهو الإفريقي، والإفريقي ضعيف عند أهل الحديث.(10/552)
نوع خامس
8122 - (خ م ت) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إنِّي لأعْلَمُ آخرَ أهلِ النار خرُوجاً منها، وآخرَ أهل الجنة دخولاً الجنة: رجل يخرجُ من النار حبواً، فيقول الله له: اذهبْ فادْخُل الجنة، فيأتيها، فيخيَّل إليه أنها ملأى، فيرجع فيقول: يا ربِّ، وجدتُها ملأى، فيقول الله عزَّ وجل: اذهبْ فادخل الجنةَ، قال: فيأتيها، فيُخيَّل إليه أنها ملأى، فيرجع فيقول: يا ربِّ وجدتُها ملأى، فيقول الله عز وجل له: اذهب فادخل الجنة، فإن لك مثلَ الدنيا، وعشرة أَمثالها (1) ، أو إنَّ لك مثلَ عشرةَ أمثال الدنيا، فيقول: أتَسْخَرُ بي - أو أتضحك بي - وأنت الملك؟ قال: فلقد رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- ضَحِكَ حتى بدَتْ نواجِذُه، فكان يقال: ذلك أدنى أهل الجنة منزلة (2) » أخرجه البخاري ومسلم. [ص:554]
ولمسلم قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إني لأعرف آخرَ أهلِ النار خروجاً من النار: رجُل يخرجُ منها زحْفاً، فيقال له: انطلق فادخل الجنة، قال: فيذهب فيدخل الجنة، فيجد الناسَ قد أخذوا المنازل، فيقال له: أتذكر الزمان الذي كنتَ فيه؟ فيقول: نعم، فيقال له: تمنَّ، فيتمنَّى، فيقال له: لك الذي تمنَّيتَ، وعشرةُ أضعاف الدنيا، فيقول: أتسخر بي وأنت الملِك؟ قال: فلقد رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يضحك حتى بدت نواجذُه» وفي رواية الترمذي مثل هذه التي لمسلم (3) .
__________
(1) في المطبوع: وعشرة أمثاله.
(2) قال الحافظ في " الفتح ": قائل: وكان يقال: هو الراوي، وأما قائل المقالة المذكورة فهو النبي صلى الله عليه وسلم، ثبت ذلك في أول حديث أبي سعيد عند مسلم، ولفظه: أدنى أهل الجنة منزلة رجل صرف الله وجهه عن النار ... وساق القصة.
(3) رواه البخاري 11/ 386 في الرقاق، باب صفة الجنة والنار، وفي التوحيد، باب كلام الرب عز وجل يوم القيامة مع الأنبياء وغيرهم، ومسلم رقم (186) في الإيمان، باب أخر أهل النار خروجاً، والترمذي رقم (2598) في صفة جهنم، باب رقم (10) .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (1/378) (3595) ومسلم (1/119) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو كريب. والترمذي (2595) وفي الشمائل (232) قال: حدثنا هناد بن السري.
أربعتهم - أحمد بن حنبل، وأبو بكر، وأبو كريب، وهناد - قالوا: حدثنا أبو معاوية، قال: حدثنا الأعمش.
2- وأخرجه أحمد (1/460) (4391) قال: حدثنا حسين بن محمد، قال: حدثنا شيبان. والبخاري (8/146) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا جرير. وفي (9/180) قال: حدثنا محمد بن خالد، قال: حدثنا عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل. ومسلم (1/118) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، وإسحاق بن إبراهيم الحنظلي.
كلاهما - عن جرير - وبن ماجه (4339) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا جرير.
ثلاثتهم - شيبان، وجرير، وإسرائيل - عن منصور.
كلاهما - الأعمش، ومنصور - عن إبراهيم، عن عبيدة السلماني، فذكره.(10/553)
8123 - (م) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «آخِرُ مَنْ يَدْخُلُ الجنةَ رجل، فهو يمشي مرَّة، ويكبُو مرَّة، وتسْفَعُهُ النار مرة، فإذا ما جاوزها التفتَ إليها، فقال: تبارك الذي نجَّاني مِنْك، لقد أعطاني الله شيئاً ما أعطاه أحداً مِنَ الأوَّلين والآخرين، فترفَعُ له شجرة، فيقول: يا ربِّ أدنني من هذه الشجرة فلأستظِلَّ بظلِّها، وأشربَ من مائها، فيقول الله عزَّ وجل: يا ابن آدمَ لعلِّي إن أعطيتُكها سألتني غيرها؟ فيقول: لا، يا ربِّ ويعاهِدُهُ أن لا يسأله غيرَها، قال: وربّه عزَّ وجل يعْذِرُه، [ص:555] لأنه يرى ما لا صبر [له] عليه، فيُدْنِيه منها، فَيَستَظِلُّ بظلها، ويشربُ من مائها، ثم تُرفَعُ له شجرة هيَ أحسن من الأُولى، فيقول: أي ربِّ، أدنِني مِن هذه لأشرب مِن مائها، وأستظِلَّ بِظلِّها، لا أسألُكَ غيرَها، فيقول: يا ابنَ آدمَ، ألم تعاهدني أنْ لا تسألَني غيرَها؟ فيقول: لعلِّي إن أدْنيتُك منها تسألني غيرَها؟ فيُعاهِدُهُ أن لا يسألَهُ غيرها، وربُّه تعالى يَعْذِرُه، لأنه يرى ما لا صْبرَ له عليه، فيدنيه منها، فيستْظِلُّ بظلِّها، ويشرب من مائها، ثم تُرفَعُ له شجرة عند باب الجنة، وهي أحسَنُ مِنَ الأُوليين، فيقول: أي ربِّ أدْنني من هذه لأستظِلَّ بظلِّها، وأشرب من مائها، لا أسألكَ غيرها، فيقول: يا ابنَ آدمَ ألم تعاهدني أن لا تسألني غيرها؟ قال: بلى، يا ربِّ، [هذه] لا أسألك غيرَها - وربُّه عز وجل يعذِرُه، لأنه يرى ما لا صبر له عليه، فيدنيه منها، فإذا أدناه منها سمع أصواتَ أهل الجنة، فيقول: أي ربِّ أدخلنيها، فيقول: يا ابنَ آدمَ، ما يَصْريني منك، أيُرْضيكَ أن أُعطِيَكَ الدنيا ومثلَها معها؟ قال: يا ربِّ، أتستهزئ مِني وأنتَ ربُّ العالمين؟ فضحكَ ابن مسعود فقال: ألا تسألوني ممَّ أضحكُ؟ فقالوا: ممَّ تَضْحكُ؟ فقال: هكذا ضَحِكَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقالوا: ممَّ تَضْحَكُ يا رسول الله؟ فقال: مِنْ ضحك ربِّ العالمين، حين قال: أتستهزئ مني وأنتَ ربُّ العالمين؟ فيقول: [ص:556] إني لا أستهزئ منك، ولكني على ما أشاءُ قادر» أخرجه مسلم (1) .
وهذا الحديث هكذا أخرجه الحميديُّ وحدَه في أفراد مسلم، والذي قبله في المتفق، وقال: إنما أفردناه للزيادة التي فيه.
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ما يَصْرِيني) منك: أي ما الذي يرضيك ويقطع مسألتك، وأصل التصرية: القطع والجمع، ومنه: الشاة المصرَّاة، وهي التي جمع لبنها وقطع حَلْبُه.
__________
(1) رقم (187) في الإيمان، باب آخر أهل النار خروجاً.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مسلم (187) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا عفان بن مسلم، حدثنا حماد بن سلمة، حدثنا ثابت، عن أنس، عن ابن مسعود، فذكره.(10/554)
8124 - (م) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إن أدْنى أهلِ الجنةِ منزلة: رَجُل صرَف الله وجهه عن النار قِبَلَ الجنة، ومثلَّ له شجرة ذاتَ ظِلّ، فقال: أيْ ربِّ، قرِّبني من هذه الشجرةَ لأكونَ في ظلِّها ... » وساق الحديث بنحو حديث ابن مسعود، ولم يذكر: «فيقول: يا ابن آدم، ما يَصْريني منك؟ ... » إلى آخر الحديث.
وزاد فيه: «ويُذَكِّره الله، سَلْ كذا وكذا، فإذا انقطعتْ به الأماني، قال الله: هو لك وعشرةُ أمثاله، قال: ثم يدخل بيته، فتدخل عليه زوجتاه من الحور العين، فيقولان: الحمد لله الذي أحياك لنا، وأحيانا لك، قال: فيقول: ما أعطيَ أحد مثلَ ما أعطيتُ» أخرجه مسلم هكذا عقيب حديث ابن مسعود (1) . [ص:557]
وقال الحميديُّ في كتابه: إن مسلماً لم يذكر من هذا الحديث إلا إلى قوله: «لأكون في ظلها» والذي رأيته في كتاب مسلم هو ما ذكرتُه، ولعلّ ذلك لم يَكُن في كتابه.
__________
(1) رواه مسلم رقم (188) في الإيمان، باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مسلم (188) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا يحيى بن أبي بكير، حدثنا زهير بن محمد، عن سهيل بن أبي صالح، عن النعمان بن أبي عياش، عن أبي سعيد الخدري، فذكره.(10/556)
الباب الرابع: في رؤية الله عز وجل
قد تقدَّم فيما مضى من هذا الكتاب أطراف في جملة أحاديثَ تتضمن ذِكْر الرؤية، وإنما أوردنا هاهنا أحاديث انفردت بذكر الرؤية، وجعلناها في آخر «كتاب القيامة» لأنها الغاية القصوى في نعيم الآخرة، والدرجة العليا من عطايا الله الفاخرة، بَلَّغنا الله منها ما نرجوه.
8125 - (خ م ت د) جرير بن عبد الله - رضي الله عنه - قال: كُنَّا عند رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فنظرَ إلى القمر ليلةَ البدر، وقال: إنكم ستَرَونَ ربكم عياناً، كما ترون هذا القمر، لا تضامون في رؤيته، فإن استطعتم أن لا تُغْلَبوا عن صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها، فافعلوا، ثم قرأ {وسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وقَبْلَ الغُروب} [ق: 39] .
أخرجه البخاري ومسلم والترمذي، وأخرجه أبو داود، وقال: «ليلة [ص:558] أربَع عشرة» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(لا تُضَامُون) روي بتخفيف الميم من الضَّيم: الظلم، المعنى: إنكم ترونه جميعكم لا يُظلم بعضكم في رؤيته، فيراه البعض دون البعض، وروي بتشديد الميم: من الانضمام والازدحام، أي: لا يزدحم بكم في رؤيته، ويضم بعضكم إلى بعض من ضيق، كما يجري عند رؤية الهلال مثلاً، دون رؤية القمر، إذ يراه كل منكم مُوَسَّعاً عليه منفرداً به، وكذلك الخلاف في " تضارون " بالتخفيف والتشديد، وقد تقدَّم ذكره فيما سبق من " كتاب القيامة ".
(كما ترون) قال: قد يخيَّل إلى بعض السامعين أن الكاف في قوله: " كما ترون " كاف التشبيه للمرئي، وإنما هو كاف التشبيه للرؤية، وهو فعل الرائي. ومعناه: ترون ربكم رؤيةً ينزاح معها الشك، كرؤيتكم القمر ليلة البدر، لا ترتابون فيه ولا تمترون.
__________
(1) رواه البخاري 2 / 27 في مواقيت الصلاة، باب فضل صلاة العصر، وباب فضل صلاة الفجر، وفي تفسير سورة (ق) ، وفي التوحيد، باب قول الله تعالى: {وجوه يومئذ ناضرة} ، ومسلم رقم (633) في المساجد، باب فضل صلاتي الصبح والعصر والمحافظة عليهما، وأبو داود رقم (4729) في السنة، باب في الرؤية، والترمذي رقم (2554) في صفة الجنة، باب ما جاء في رؤية الله تبارك وتعالى.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه الحميدي (799) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (4/360) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (4/362) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (4/365) قال: حدثنا وكيع. والبخاري (1/145) قال: حدثنا الحميدي، قال: حدثنا مروان بن معاوية. وفي (1/150) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى. وفي (6/173) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، عن جرير. وفي (9/156) قال: حدثنا عمرو بن عون، قال: حدثنا خالد، وهشيم. وفي (9/156) أيضا قال: حدثنا يوسف بن موسى، قال: حدثنا عاصم بن يوسف اليربوعي، قال: حدثنا أبو شهاب. وفي خلق أفعال العباد (12) قال: حدثني أبو جعفر، قال: سمعت يزيد بن هارون. ومسلم (2/113) قال: حدثنا زهير بن حرب، قال: حدثنا مروان بن معاوية الفزاري. وفي (2/114) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبد الله بن نمير، وأبو أسامة، ووكيع. وأبو داود (4729) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا جرير، ووكيع، وأبو أسامة. وابن ماجه (177) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا أبي، ووكيع. (ح) وحدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا خالي يعلى، ووكيع، وأبو معاوية. والترمذي (2551) قال: حدثنا هناد، قال: حدثنا وكيع. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (3223) عن محمد بن المثنى، عن يحيى بن سعيد. (ح) وعن محمد بن معمر، عن يحيى بن كثير، عن شعبة، وعبد الله بن عثمان. (ح) وعن يحيى بن محمد بن السكن، عن يحيى بن كثير، عن عبد الله بن عثمان. (ح) وعن يعقوب بن إبراهيم، عن عبد الله بن إدريس. وابن خزيمة (317) قال: حدثنا بندار محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد.
جميعهم - سفيان، وشعبة، ويحيى، ووكيع، ومروان، وجرير، وخالد، وهشيم، وأبو شهاب، ويزيد بن هارون، وعبد الله بن نمير، وأبو أسامة، ويعلى بن عبيد، وأبو معاوية، وعبد الله بن عثمان، وعبد الله بن إدريس - عن إسماعيل بن أبي خالد.
2- وأخرجه البخاري (9/156) والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (3223) عن عبدة بن عبد الله، قال: حدثنا حسين الجعفي، عن زائدة، قال: حدثنا بيان بن بشر. وروايته مختصرة.
كلاهما - إسماعيل، وبيان - عن قيس بن أبي حازم، فذكره.(10/557)
8126 - (ت د) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن ناساً سألوا [النبي - صلى الله عليه وسلم-] قالوا: «يا رسول الله، هل نرى ربَّنا يومَ القيامة؟ قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: هل [ص:559] تضَارُّونَ في القمر ليلة البدر؟ قالوا: لا يا رسول الله، قال: هل تضارُّون في الشمس ليس دونها سحاب؟ قالوا: لا، قال رسول الله: فإنَّكم ترونه كذلك» أخرجه أبو داود.
وأخرجه الترمذي، وليس في أوله: «أن ناساً سألوا النبي - صلى الله عليه وسلم-» ولا قوله: «ليس دونها سحاب» (1) وقال الترمذي: وقد روي مثل هذا الحديث عن أبي سعيد، وهو صحيح.
وهذا الحديث طرف من أول حديث قد أخرجه البخاري ومسلم والترمذي، وهو مذكور في «الباب الثاني» من هذا الكتاب.
__________
(1) رواه أبو داود رقم (4730) في السنة، باب في الرؤية، والترمذي رقم (2557) في صفة الجنة، باب ما جاء في رؤية الرب تبارك وتعالى، وهو حديث صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
تقدم.(10/558)
8127 - (د) أبو رزين العقيلي - رضي الله عنه - قال: قلت: «يا رسول الله، أكلُّنا يرى ربَّه مخْلياً به يوم القيامة؟ قال: نعم، قلت: وما آيةُ ذلك في خلقه؟ قال: يا أبا رزين، أليس كلُّكم يرى القمر ليلةَ البدرِ مخلياً به؟ قلتُ: بلى، قال: فالله أعظمُ، إنَّما هو خلق من خلق الله - يعني القمر - فالله أجلّ وأعظم» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (4731) في السنة، باب في الرؤية، وأيضاً ابن ماجة رقم (180) في المقدمة، باب فيما أنكرت الجهمية، وفي سنده وكيع بن عدس، ويقال: ابن حدس، لم يوثقه غير ابن حبان، وقال ابن القطان: مجهول الحال، وقال ابن قتيبة في " اختلاف الحديث ": غير معروف، وباقي رجاله ثقات.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (4/11) قال: حدثنا يزيد بن هارون. قال: أخبرنا حماد بن سلمة. وفي (4/11) قال: حدثنا بهز، قال: حدثنا حماد بن سلمة. وفي (4/12) قال: حدثنا عبد الرحمن، وبهز، قالا: حدثنا حماد بن سلمة. وأبو داود (4731) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا حماد، (ح) وحدثنا عبيد الله بن معاذ، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا شعبة. وابن ماجة (180) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا حماد بن سلمة.
كلاهما - حماد، وشعبة - عن يعلى بن عطاء، عن وكيع بن عدس - فذكره.
قلت: فيه وكيع بن عدس ويقال (حدس) ، ولم يوثقه غير ابن حبان وقال الحافظ في التهذيب (11/131) قال ابن قتيبة في اختلاف الحديث غير معروف، وقال ابن القطان: مجهول الحال.(10/559)
8128 - (م ت) صهيب [الرومي]- رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا دخل أهلُ الجنةِ الجنة، يقول تبارك وتعالى: تريدون شيئاً أزيدُكم؟ فيقولون: ألم تُبَيِّضْ وجوهَنا؟ ألم تُدخلْنا الجنةَ وتنجِّنا من النار؟ قال: فيكشف الحجابَ، فما أُعْطوا شيئاً أحبَّ إليهم من النظر إلى ربِّهم تبارك وتعالى» زاد في رواية: ثم تلا هذه الآية {للذين أحسنوا الحسنى وزِيادةٌ} [يونس: 26] أخرجه مسلم والترمذي (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (181) في الإيمان، باب إثبات رؤية المؤمنين في الآخرة ربهم عز وجل، والترمذي رقم (2555) في صفة الجنة، باب ما جاء في رؤية الرب تبارك وتعالى.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (4/332) و 6/15) قال: حدثنا يزيد بن هارون. وفي (4/332) قال: حدثنا عبد الرحمن بن عدي. وفي (4/333) قال: حدثنا عفان. ومسلم (1/112) قال: حدثنا عبيد الله بن عمر بن ميسرة، قال: حدثني عبد الرحمن بن مهدي. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا يزيد بن هارون. وابن ماجة (187) قال: حدثنا عبد القدوس بن محمد، قال: حدثنا حجاج. والترمذي (2552 و 3105) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي.
والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (4968) عن عمرو بن علي، عن ابن مهدي. (ح) وعن أحمد بن سليمان، عن عفان بن مسلم.
أربعتهم - يزيد، وابن مهدي، وعفان، وحجاج - عن حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، فذكره.(10/560)
8129 - (م ت) أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه - قال: «سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: هل رأيتَ ربَّك؟ قال: نُورٌ، أنَّى أرَاه؟» . أخرجه مسلم.
وفي رواية الترمذي عن عبد الله بن شقيق قال: «قلت لأبي ذر: لو رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-[لسألتُه، فقال: عمَّ كنْتَ تسألُه؟ قلت:] كنتُ أسألُه: هل رأيتَ ربَّك؟ فقال: أبو ذر: قد سألتُه، فقال: نور، أنَّى أراه» (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (178) في الإيمان، باب قوله عليه السلام: " نور أنا أراه "، والترمذي رقم (3278) في التفسير، باب ومن سورة النجم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (5/147) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا همام. وفي (5/157) قال: حدثنا وكيع وبهز، قالا: حدثنا يزيد بن إبراهيم. وفي (5/170) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن يزيد ابن إبراهيم. وفي (5/175) قال: حدثنا يزيد، يعني ابن هارون. قال: حدثنا يزيد بن إبراهيم ومسلم (1/111) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع، عن يزيد بن إبراهيم. (ح) وحدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا معاذ بن هشام، قال: حدثنا أبي. (ح) وحدثني حجاج بن الشاعر، قال: حدثنا عفان بن مسلم، قال: حدثنا همام. والترمذي (3282) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا وكيع ويزيد بن هارون، عن يزيد بن إبراهيم التستري.
ثلاثتهم - همام، ويزيد بن إبراهيم التستري، وهشام الدستوائي - عن قتادة، عن عبد الله بن شقيق، فذكره.(10/560)
8130 - (خ م ت) مسروق [بن الأجدع]- رحمه الله - قال: «قلتُ لعائشة: يا أمتاه، هل رأى محمد ربَّه؟ فقالت: لقد قفَّ شعري مما قلتَ، أيْنَ أنتَ من ثلاث من حدَّثكهن فقد كذَب، من حدَّثك أنَّ محمداً رأى ربَّه فقد كذَب، ثم قرأتْ: {لا تُدْرِكُهُ الأبصارُ وهو يُدْرِكُ الأبصارَ وهو اللطيفُ الخبير} [الأنعام: 103] و {وما كان لِبَشَرٍ أن يُكَلِّمَهُ اللهُ إلا وحياً أو مِنْ وراء حجاب أو يرسلَ رسولاً} [الشورى: 51] ومن حدَّثك أنه يعلم ما في غد، فقد كذَب، ثم قرأتْ: {وما تدري نَفْسٌ ماذا تكسبُ غداً} [لقمان: 34] ومن حدَّثك أنه كتم، فقد كذبَ، ثم قرأت {يا أيُّها الرسول بلِّغْ ما أُنْزِلَ إليك من ربك ... } الآية [المائدة: 67] ولكنَّه رأى جبريلَ عليه السلام في صورته مرتين» .
وفي رواية قال: قلتُ لعائشة: «فأين قوله: {ثم دنا فتدَّلى. فكان قاب قوسين أو أدنى} [النجم: 8 – 9] ؟ قالت: ذاك جبريل عليه السلام، كان يأتيه في صورة الرجل، وإنَّه أتاه هذه المرة في صورته، التي هي صورته، فسدَّ الأفق» .
وفي أخرى: ومن حدَّثك أنَّه يعلم الغيب، فقد كذَب، وهو يقول: لا يعلم الغيبَ إلا الله.
وفي أخرى: أن مسروقاً قال: كنتُ متَّكئاً عند عائشة، فقالت: [ص:562] يا أبا عائشة، ثلاث من تكلَّم بواحدة منهنَّ فقد أعظم على الله الفِرْيةَ، قلتُ: ما هن؟ قالت: من يزعم أن محمداً رأى ربَّه فقد أعظم على الله الفرية، قال: وكنتُ متكئاً فجلستُ، فقلتُ: يا أمَّ المؤمنين، أنظريني ولا تُعْجليني، ألم يقل الله عز وجل: {ولقد رآه بالأفق المبين} [التكوير: 23] ؟ {ولقد رآه نَزْلةً أُخرى} [النجم: 13] ؟ فقالت: أنا أوَّلُ هذه الأمة سأل عن ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فقال: إنما هو جبريل لم أره على صُورتِهِ التي خُلقَ عليها غيرَ هاتين المرتين، ورأيته مُنَهبِطاً من السماء، سادَّاً عِظَمُ خَلْقِهِ ما بين السماء إلى الأرض، فقالت: أو لم تسمعْ أنَّ الله يقول: {لا تُدْرِكهُ الأبصارُ وهو يدرك الأبصارَ وهو اللطيف الخبير} [الأنعام: 103] ؟ أولم تسمع أن الله يقول: {وما كان لبشر أن يُكَلِّمَهُ الله إلا وَحياً أم مِنْ وراء حجاب أو يرسلَ رسولاً} إلى قوله: {عليٌّ حكيم} [الشورى: 51] قالت: ومن زَعَمَ أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كتم شيئاً من كتاب الله فقد أعظم على الله الفرية، والله تعالى يقول: {يا أيُّها الرسول بَلِّغ ما أُنْزِلَ إليك من ربِّك وإن لم تفعلْ فما بلَّغْتَ رسالته} [المائدة: 67] قالت: ومن زعم أنه يخبر بما يكون في غد فقد أعظم على الله الفرية، والله تعالى يقول: {قل لا يعلم مَن في السماوات والأرض الغيبَ إلا الله} [النمل: 65] » .
زاد في رواية «قالت: ولو كان محمد كاتماً شيئاً مما أُنزِلَ عليه لكتم هذه [ص:563] الآية: {وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمتَ عليه أمْسِكْ عليك زَوجَكَ واتَّقِ الله وتُخْفي في نفسك ما الله مُبدِيه وتخشى الناسَ والله أحقُّ أن تخشاه} [الأحزاب: 37] » أخرجه البخاري ومسلم.
وللبخاري طرَفٌ منه عن القاسم عن عائشة قالت: «من زعم أن محمداً رأى ربَّه فقد أعظم، ولكن قد رأى جبريل في صورته وخَلْقِهِ سادّاً ما بين الأفق» .
وأخرج الترمذي الرواية التي أولها قال: «كنتُ متكئاً عند عائشة» (1) .
وقد أخرج الترمذي رواية لهذا الحديث بزيادة في أولها، وهي مذكورة في تفسير (سورة والنجم) من «كتاب تفسير القرآن» في حرف التاء.
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(قفَّ شعري) قفَّ الشعر: إذا قام في منابته، وأكثر ما يعرض عند سماعِ ما يخافه الإنسان أو يهابه ويعاينه.
(الفرية) : اختلاق الكذب.
__________
(1) رواه البخاري 8 / 206 في تفسير سورة المائدة، باب {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك} ، وفي بدء الخلق، باب ذكر الملائكة، وفي تفسير سورة {والنجم} ، في فاتحتها، وفي التوحيد، باب قول الله تعالى: {عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحداً} ، ومسلم رقم (177) في الإيمان، باب معنى قول الله عز وجل: {ولقد رآه نزلة أخرى} ، والترمذي رقم (3070) في التفسير، باب ومن سورة الأنعام.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (6/236) قال: حدثنا يزيد. قال: أخبرنا داود عن عامر. وفي (6/241) قال: حدثنا محمد بن أبي عدي، عن داود، عن الشعبي. والبخاري (4/140) قال: حدثني محمد بن يوسف. قال: حدثنا أبو أسامة. قال: حدثنا زكرياء بن أبي زائدة، عن ابن الأشوع، عن الشعبي. وفي (6/66و 9/142 و 190) قال: حدثنا محمد بن يوسف. قال: حدثنا سفيان، عن إسماعيل، عن الشعبي. وفي (6/175) قال: حدثنا يحيى. قال: حدثنا وكيع، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن عامر. وفي (9/190) قال: وقال محمد: حدثنا أبو عامر العقدي. قال: حدثنا شعبة، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي. ومسلم (1/110 و111) قال: حدثني زهير بن حرب. قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن داود، عن الشعبي. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى. قال: حدثنا عبد الوهاب. قال: حدثنا داود، بهذا الإسناد، نحو حديث ابن علية. (ح) وحدثنا ابن نمير. قال: حدثنا أبي. قال: حدثنا إسماعيل، عن الشعبي. (ح) وحدثنا ابن نمير. قال: حدثنا أبو أسامة. قال: حدثنا زكرياء، عن ابن أشوع، عن عامر. والترمذي (3068) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا إسحاق ابن يوسف. قال: حدثنا داود بن أبي هند، عن الشعبي. وفي (3278) قال: حدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان، عن مجالد، عن الشعبي. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (12/17606) عن إبراهيم بن يعقوب، عن جعفر بن عون، عن سعيد بن أبي عروبة، عن أبي معشر، عن إبراهيم بن يزيد النخعي. وفي الكبرى تحفة الأشراف (12/17613) عن محمد بن المثنى، عن عبد الوهاب الثقفي، عن داود، عن عامر. (ح) وعن محمد بن مثنى، عن ابن أبي عدي وعبد الأعلى ويزيد بن زريع.
ثلاثتهم - عن داود، عن عامر -. (ح) وعن عمرو بن علي، عن يزيد بن زريع، عن داود، عن عامر.
كلاهما - عامر الشعبي، وإبراهيم النخعي - عن مسروق، فذكره.
وبلفظ: «من زعم أن محمدا -صلى الله عليه وسلم- رأى ربه،» .
أخرجه البخاري (4/140) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن إسماعيل، قال: حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري، عن ابن عون، قال: أنبأنا القاسم، فذكره.(10/561)
حرف الكاف
ويشتمل على أربعة كتب
كتاب الكسب، كتاب الكذب، كتاب الكِبر والعجب، كتاب الكبائر
الكتاب الأول: في الكسب والمعاش، وفيه ثلاثة فصول
الفصل الأول: في الحث على الحلال واجتناب الحرام
8131 - (م ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «أيُّها الناس، إن الله طيِّب، لا يقبلُ إلا طيباً، وإنَّ الله أمرَ المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال: {يا أيُّها الرُّسُلُ كُلوا من الطيبات واعملوا صالحاً إني بما تعملون عليم} [المؤمنون: 51] وقال: {يا أيُّها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم} [البقرة: 172] ثم ذكرَ الرجلَ يُطيل السَّفر، أشعثَ أغْبَرَ، يمدّ يديه إلى السماء: يا ربِّ يا رب ومطْعمه حرام، ومشْرَبُه حرام، [ص:566] وملبَسَهُ حرام، وغُذِيّ بالحرام، فأنَّى يُستجَاب لذلك؟» .
أخرجه الترمذي، وأخرجه مسلم ولم يذكر: «الملبس» (1) .
وزاد رزين بعد قوله: « {ما رزقناكم} » ، وقال: {أَنْفِقُوا من طيبات ما كسبتم ومما أخْرَجنا لكم من الأرض ولا تيمَّمُوا الخبيث منه تنفقون} [البقرة: 267] .
__________
(1) رواه مسلم رقم (1015) في الزكاة، باب قبول الصدقة من الكسب الطيب وتربيتها، والترمذي رقم (2992) في التفسير، باب ومن سورة البقرة. أقول: والملبس مذكور عند مسلم والترمذي.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/328) قال: حدثنا أبو النضر. والدارمي (2720) قال: أخبرنا أبو نعيم. والبخاري (في رفع اليدين (91) قال: حدثنا أبو نعيم. ومسلم (3/85) قال: حدثني أبو كريب محمد بن العلاء. قال: حدثنا أبو أسامة، والترمذي (2989) قال: حدثنا عبد بن حميد. قال: حدثنا أبو نعيم.
ثلاثتهم - أبو النضر، وأبو نعيم، وأبو أسامة - قالوا: حدثنا فضيل بن مرزوق، عن عبد بن ثابت، عن أبي حازم، فذكره.(10/565)
8132 - (خ ت) خولة الأنصارية رضي الله عنها قالت: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «إنَّ رجالاً يتخوَّضون في مال الله بغير حق، فلهم النار يوم القيامة» أخرجه البخاري.
وفي رواية الترمذي: «إن هذا المال خَضِر حُلْو، منْ أصابه بحقِّه بُورِك له فيه، ورُبّ متخوِّض فيما شاءت نفسُهُ من مال الله ورسولُه ليس له يوم القيامة إلا النار» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أشعث) الأشعث: البعيد العهد بالدهن والغسل والنظافة، وكذلك الأغبر.
(يتخوَّضون في مال الله بغير حق) أي: يأخذونها ويتملَّكونها، كما يخوض الإنسان الماء يميناً وشمالاً.
__________
(1) رواه البخاري 6 / 153 في الجهاد، باب قول الله تعالى: {فأن لله خمسه} ، والترمذي رقم (2375) في الزهد، باب ما جاء في أخذ المال بحقه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (6/410) وعبد بن حميد (1587) والبخاري (4/103) .
ثلاثتهم - أحمد بن حنبل، وعبد بن حميد، والبخاري - قالوا: حدثنا عبد الله بن يزيد. قال: حدثنا سعيد بن أبي أيوب. قال: حدثني أبو الأسود، عن النعمان بن أبي عياش الزرقي فذكره.
ورواية الترمذي:
أخرجها الحميدي (353) قال: حدثنا سفيان. قال: حدثنا يحيى بن سعيد. قال: أخبرني عمر بن كثير ابن أفلح. وأحمد (6/364 و 410) قال: حدثنا يزيد بن هارون. قال: أخبرنا يحيى بن سعيد أن عمر بن كثير بن أفلح مولى أبي أيوب الأنصاري أخبره. وفي (6/364) قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن يحيى بن سعيد، عن عمر بن كثير بن أفلح. وفي (6/378) قال: حدثنا هاشم. قال: حدثنا ليث. قال: حدثني سعيد بن أبي سعيد. وعبد بن حميد (1588) قال: حدثنا محمد بن الفضل. قال: حدثنا حماد بن سلمة. قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن عمر بن كثير بن أفلح. والترمذي (2374) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا الليث، عن سعيد المقبري.
كلاهما - عمر بن كثير بن أفلح، مولى أبي أيوب الأنصاري، وسعيد بن أبي سعيد المقبري - عن عبيد سنوطى أبي الوليد، فذكره.(10/566)
8133 - (خ م د ت س) النعمان بن بشير - رضي الله عنه - قال: [ص:567] سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول - وأهوى النعمان بإصبعيه إلى أذنيهِ - «إنّ الحلال بيِّن، وإن الحرام بيِّن، وبينها أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات، استبرأ لدينه وعِرْضهِ، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام، كالراعي يرعى حول الحمى يَوشك أن يرتَعَ فيه، ألا ولكِّل ملك حمى، إلا وإنَّ حمى الله محارمُه، ألا وإنَّ في الجسد مضغة، إذا صلَحتْ صلَحَ الجسدُ كلُّه، وإذا فسدت فسدَ الجسدُ كلُّه، ألا وَهِي القلبُ» أخرجه البخاري ومسلم، وأخرجه الترمذي إلى قوله: «محارمه» وأخرجه أبو داود إلى قوله: «وقع في الحرام» .
ولأبي داود: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إن الحلالَ بيِّن والحرام بيِّن، وبينهما أمور مشتبهات، وسأضرِبُ لكم في ذلك مثلاً: إن الله حَمَى حِمى، وإن حِمَى الله ما حرَّم، وإنه مَن يرْتَعْ حول الحِمَى، يُوشِك أن يخالطه، وإنَّه مَن يُخالط الرِّيبة يُوشكُ أن يَجسُرَ (1) » وأخرج النسائي رواية أبي داود.
وفي رواية (2) «الحلال بيِّن والحرام بيِّن، وبينهما أمور مشتبهة، فمن ترك ما شُبّه عليه من الإثم، كان لما استبان عليه أترك، ومن اجترأ على ما يشك فيه من الإثم أوشكَ أن يُواقع ما استبان، والمعاصي حمى الله، ومن يرتَع حولَ الحِمى يُوشِكُ (3) أن يُخالِطَهُ» (4) .
[ص:568]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(استبرأ لدينه) أي: طلب التبرِّي من التهمة والخلاص منها.
(مضغة) المضغة: القطعة من اللحم بقدر اللقمة.
(الرِّيبة) : التهمة ومظانُّ الشُّبَه.
(يرتع) رتع حول الحمى: إذا طاف به ودار حوله.
(الاجتراء) : الإقدام على الشيء، وقِلَّة المبالاة به.
__________
(1) وفي بعض النسخ: يخسر.
(2) وهي للبخاري.
(3) في نسخ البخاري المطبوعة: أن يواقعه.
(4) رواه البخاري 1 / 117 في الإيمان، باب فضل من استبرأ لدينه، وفي البيوع، باب الحلال بين والحرام بين وبينهما أمور مشتبهات، ومسلم رقم (1599) في المساقاة، باب أخذ الحلال وترك الشبهات [ص:568] وأبو داود رقم (3329) و (3330) في البيوع، باب في اجتناب الشبهات، والترمذي رقم (1205) في البيوع، باب ما جاء في ترك الشبهات، والنسائي 7 / 241 في البيوع، باب اجتناب الشبهات في الكسب.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه الحميدي (918) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا أبو فروة الهمداني. وفي (919/2 و 4) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا مجالد. وأحمد (4/269) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن مجالد. وفي (4/270) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن زكريا. وفي (4/270) قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا زكريا. وفي (4/271) قال: حدثنا سفيان، قال: حفظته من أبي فروة أولا، ثم عن مجالد. وفي (4/274) قال: حدثنا سفيان، عن مجالد. وفي (4/275) قال: حدثنا مؤمل، قال: حدثنا سفيان، عن أبي فروة. والدارمي (2534) قال: أخبرنا أبو نعيم، قال: حدثنا زكريا. والبخاري (1/20) قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا زكريا. وفي (3/69) قال: حدثني محمد بن المثنى، قال: حدثنا ابن أبي عدي، عن ابن عون. (ح) وحدثنا علي بن عبد الله، قال: حدثنا ابن عيينة، عن أبي فروة. وحدثنا عبد الله بن قال: حدثنا ابن عيينة عن أبي فروة (ح) وحدثنا محمد بن كثير، قال: أخبرنا سفيان، عن أبي فروة. ومسلم (5/50 و 51) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير الهمداني، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا زكريا. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع. (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا عيسى بن يونس، قالا: حدثنا زكريا. (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا جرير، عن مطرف، وأبي فروة الهمداني. (ح) وحدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا يعقوب، يعني ابن عبد الرحمن القاري، عن ابن عجلان، عن عبد الرحمن بن سعيد. (ح) وحدثنا عبد الملك بن شعيب بن الليث بن سعد، قال: حدثني أبي، عن جدي، قال: حدثني خالد بن يزيد، قال: حدثني سعيد بن أبي هلال، عن عون بن عبد الله. وأبو داود (3329) قال: حدثنا أحمد بن يونس، قال: حدثنا أبو شهاب، قال: حدثنا ابن عون. وفي (3330) قال: حدثنا إبراهيم بن موسى الرازي، قال: أخبرنا عيسى، قال: حدثنا زكريا. وابن ماجة (3984) قال: حدثنا عمرو بن رافع، قال: حدثنا عبد الله بن المبارك، عن زكريا بن أبي زائدة، والترمذي (1205) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: أنبأنا حماد بن زيد، عن مجالد. (ح) وحدثنا هناد، قال: حدثنا وكيع، عن زكريا بن أبي زائدة. والنسائي (7/241) قال: حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني، قال: حدثنا خالد، وهو ابن الحارث، قال: حدثنا ابن عون. وفي (8/327) قال: أخبرنا حميد بن مسعدة، عن يزيد، وهو ابن زريع، عن ابن عون.
سبعتهم - أبو فروة، ومجالد، وزكريا، وابن عون، ومطرف، وعبد الرحمن بن سعيد، وعون بن عبد الله - عن عامر الشعبي، فذكره.
* وأخرجه أحمد (4/267) قال: حدثنا هاشم بن القاسم، قال: حدثنا شيبان، عن عاصم، عن خيثمة والشعبي، عن النعمان بن بشير، فذكره.
* الروايات مطولة ومختصرة.(10/566)
8134 - () سلمان وابن عباس - رضي الله عنهما - أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «الحلال ما أحلّ الله في كتابه، والحرام ما حرَّم الله في كتابه، وما سكت عنه فهو مما عفا عنه، فلا تتكلّفوه» أخرجه ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وقد رواه الترمذي رقم (1726) في اللباس، باب ما جاء في لبس الفراء، وابن ماجة رقم (3367) في الأطعمة، باب أكل الجبن والسمن، وأوله سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن السمن والجبن والفراء ... وذكره من حديث سلمان، وفي سنده سيف بن هارون البرجمي وهو ضعيف، وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، قال: وروى سفيان وغيره عن سليمان التيمي عن أبي عثمان النهدي عن سلمان قوله. وكأن الحديث الموقوف أصح، وذكر الترمذي في " العلل " عن البخاري أنه قال في الحديث المرفوع: ما أراه محفوظاً، وقال أحمد: هو منكر، وأنكره ابن معين أيضاً، وقال أبو حاتم الرازي: هو خطأ، رواه الثقات عن التيمي عن أبي عثمان النهدي عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً. [ص:569] أقول: وقد روي عن سلمان من قوله من وجوه أخر، ورواه البزار وابن أبي حاتم والحاكم عن أبي الدرداء مرفوعاً بمعناه، وقال الحاكم: صحيح الإسناد، وقال البزار: إسناده صالح، وبنحوه رواه أيضاً ابن مردويه والحاكم عن ابن عباس يرفعه، ورواه أبو داود موقوفاً على ابن عباس، وله شاهد بالمعنى، رواه الدارقطني وغيره من حديث أبي ثعلبة الخشني، فالحديث حسن بشواهده.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
في المطبوع أخرجه رزين، وتقدم بنحوه.(10/568)
8135 - (خ) المقدام [بن معد يكرب]- رضي الله عنه - أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «ما أكل أحد طعاماً قط خيراً من أن يأكلَ من عمل يده، وإن نبي الله داود: كان يأكل من عمل يده» أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) 4 / 259 في البيوع، باب كسب الرجل وعمله بيده.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (4/131) قال: حدثنا إبراهيم بن أبي العباس، قال: حدثنا بقية. قال: حدثنا بحير بن سعد. وفي (4/132) قال: حدثنا الحكم بن نافع، قال: حدثنا إسماعيل بن عياش عن بحير بن سعد. والبخاري (3/74) قال: حدثنا إبراهيم بن موسى. قال: أخبرنا عيسى بن يونس، عن ثور وفي، الأدب المفرد (82) قال: حدثنا حيوة بن شريح. قال: حدثنا بقية، عن بحير بن سعد. وفي (195) قال: حدثنا إبراهيم بن موسى. قال: أخبرنا بقية، عن بحير بن سعد. وابن ماجه (2138) قال: حدثنا هشام بن عمار. قال: حدثنا إسماعيل بن عياش، عن بحير بن سعد. والنسائي في الكبرى الورقة (124) قال: أخبرنا عمرو بن عثمان. قال: حدثنا بقية، عن بحير. وفيه أيضا قال: أخبرني عيسى بن أحمد العسقلاني بلخ. قال: حدثنا بقية. قال: حدثني بحير بن سعد.
كلاهما - بحير، وثور بن يزيد - عن خالد بن معدان، فذكره.(10/569)
8136 - (خ س) أبو هريرة - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «يأتي على الناس زمان لا يُبالي المرءُ ما أخذَ منه: أمِنَ الحلال، أم من الحرام؟» أخرجه البخاري والنسائي (1) .
وزاد رزين: «فإذ ذاك لا تجاب لهم دعوة» .
__________
(1) رواه البخاري 4 / 253 في البيوع، باب من لم يبال من حيث كسب المال، وباب قول الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا أضعافاً مضاعفة} ، والنسائي 7 / 243 في البيوع، باب اجتناب الشبهات في الكسب.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/435) قال: حدثنا يحيى. وفي (2/452) قال: حدثنا حجاج.
(ح) وحدثنا يزيد. وفي (2/505) قال: حدثنا يزيد. والدارمي (2539) قال: حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس. والبخاري (3/71 و 77) قال: حدثنا آدم. والنسائي (7/243) قال: حدثنا القاسم بن زكريا بن دينار. قال: حدثنا أبو داود الحفري، عن سفيان.
ستتهم - يحيى، وحجاج، ويزيد، وأحمد بن عبد الله، وآدم، وسفيان الثوري - عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، فذكره.
وبلفظ: «يأتي على الناس زمان، لا يبالي الرجل من أين أصاب المال، من حل أو حرام» .
أخرجه النسائي في الكبرى الورقة (79) قال: أخبرنا القاسم بن زكريا. قال: حدثنا أبو داود الحفري، عن سفيان، عن محمد بن عبد الرحمن، عن الشعبي. فذكره.(10/569)
الفصل الثاني: في المباح من المكاسب والمطاعم، وفيه ستة أنواع
[النوع] الأول: في مال الأولاد والأقارب
8137 - (ت س د) عائشة - رضي الله عنها - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إنَّ أطيبَ ما أكلتم من كسبكم، وإنّ أولادَكم من كسبكم» . أخرجه الترمذي والنسائي.
وفي رواية أبي داود: عن عمارة بن عمير، عن عمته أنها سألت عائشة، قالت: «في حجْري يتيم - تعني ابنَها - أفآكلُ من ماله؟ فقالت عائشة: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: إنَّ من أطيب ما أكل الرجلُ من كسبه، وولدُه من كسبه» .
وفي رواية: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «ولدُ الرجل من كسبه، مِنْ أطيَب كسبه، فكلوا من أموالهم» وأخرج النسائي هذه الرواية أيضاً (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (3528) في البيوع، باب في الرجل يأكل من مال ولده، والترمذي رقم (1358) في الأحكام، باب ما جاء أن الوالد يأخذ من مال ولده، والنسائي 7 / 241 في البيوع، باب اجتناب الشبهات في الكسب، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (2137) في التجارات، باب الحث على المكاسب، ورقم (2290) في التجارات، باب ما للرجل من مال ولده، وفي الباب عن جابر وعبد الله بن عمرو، وهو حديث صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: أخرجه الحميدي (246) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا الأعمش، وأحمد (6/31) قال: حدثنا إسحاق. قال: حدثنا سفيان، عن منصور. وفي (6/31 و 193) قال: حدثنا يحيى، عن سفيان. قال: حدثني منصور. وفي (6/41 و 201) قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن الأعمش. وفي (6/127) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا سفيان، عن منصور. وفي (6/220) قال: حدثنا إسحاق بن يوسف، عن شريك، عن الأعمش. والدارمي (2540) قال: أخبرنا قبيصة. قال: حدثنا سفيان، عن منصور. وأبو داود (3528) قال: حدثنا محمد بن كثير. قال: أخبرنا سفيان، عن منصور. والنسائي (7/240) قال: أخبرنا عبيد الله بن سعيد أبو قدامة السرخسي. قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن سفيان، عن منصور. وفي (7/241) قال: أخبرنا محمد بن منصور. قال: حدثنا سفيان. قال: حدثنا الأعمش. وفي الكبرى تحفة الأشراف (12/17992) عن أحمد بن حفص بن عبد الله، عن أبيه، عن إبراهيم بن طهمان، عن عمر بن سعيد، عن الأعمش.
كلاهما - الأعمش، ومنصور - عن إبراهيم، عن عمارة بن عمير، عن عمته، فذكرته.
* وأخرجه أحمد (6/162) قال: حدثنا يحيى بن زكريا. وفي (6/173) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. وابن ماجة (2290) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا ابن أبي زائدة. والترمذي (1358) قال: حدثنا أحمد بن منيع. قال: حدثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة.
كلاهما - يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، وشعبة - عن سليمان الأعمش، عن عمارة بن عمير، عن عمته، فذكرته. ليس فيه إبراهيم.
* وأخرجه أحمد (6/126) قال: حدثنا محمد بن جعفر. وفي (6/202) قال: حدثنا يحيى ومحمد بن جعفر. وأبو داود (3529) قال: حدثنا عبيد الله بن عمرة بن ميسرة وعثمان بن أبي شيبة. قالا: حدثنا محمد بن جعفر.
كلاهما - محمد بن جعفر، ويحيى - عن شعبة، عن الحكم، عن عمارة بن عمير، عن أمه، عن عائشة، فذكرته.
* الروايات متقاربة المعني.
وبلفظ: «إن أطيب ما أكل الرجل من كسبه. وإن ولده من كسبه.» .
أخرجه أحمد (6/42) قال: حدثنا أبو معاوية ويعلى. وفي (6/220) قال: حدثنا إسحاق بن يوسف، عن شريك. وابن ماجة (2137) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة،وعلي بن محمد،وإسحاق بن إبراهيم بن حبيب. قالوا: حدثنا أبو معاوية. والنسائي (7/241) قال: أخبرنا يوسف بن عيسى. قال: أنبأنا الفضل بن موسى. (ح) وأخبرنا أحمد بن حفص بن عبد الله النيسابوري. قال: حدثني أبي قال: حدثني إبراهيم بن طهمان، عن عمر بن سعيد.
خمستهم - أبو معاوية، ويعلى بن عبيد، وشريك، والفضل بن موسى، وعمر بن سعيد - عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وقد روى بعضهم هذا عن عمارة بن عمير، عن أمه، عن عائشة، وأكثرهم قالوا: عن عمته، عن عائشة.(10/570)
8138 - (د) سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - قال: «لما بايع رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- قامت امرأة جليلة، كأنَّها من نساء مُضرَ، فقالت: يا رسول الله إنا كَلٌّ على آبائنا [وأبنائنا] وأزواجنا، فما يحلُّ لنا من أموالهم؟ قال: الرطبُ تأَكُلْنَه وتُهدِينَهُ» أخرجه أبو داود (1) ، وقال أبو داود: «الرَّطْبُ يعني به: ما يفْسُدُ إذا بقي» .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(امرأة جليلة) أي: كبيرة القَدْر عظيمة.
__________
(1) رقم (1686) في الزكاة، باب المرأة تتصدق من بيت زوجها، وإسناده لا بأس به.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه عبد بن حميد (147) قال: حدثنا أبو نعيم. وأبو داود (1686) قال: حدثنا محمد بن سوار المصري.
كلاهما - أبو نعيم، ومحمد بن سوار - قالا: حدثنا عبد السلام بن حرب، عن يونس بن عبيد، عن زياد بن جبير، فذكره.
* قال أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني: يرويه يونس بن عبيد، عن زياد بن جبير، واختلف عنه.
فرواه الثوري، عن يونس بن عبيد، عن زياد، عن سعد.
وأرسله هشيم، عن يونس، عن زياد، «أن النبي -صلى الله عليه وسلم- بعث سعدا على الصدقة..» الحديث.
ويقال: إن سعدا هذا رجل من الأنصار، وليس بسعد بن أبي وقاص، وهو أصح إن شاء الله تعالى: العلل الورقة (1/170) .
وهذا الحديث أورده المزي في تحفة الأشراف رقم (3853) في مسند سعد بن أبي وقاص، رضي الله تعالى عنه، وعقب عليه صاحب النكت الظراف فقال: قال ابن المديني في العلل: سعد هذا ليس هو ابن أبي وقاص، والحديث مرسل. هكذا حكى عبد الحق في الأحكام. ثم قال صاحب النكت: لكن أورده البزار في مسند سعد بن أبي وقاص، فأخرجه من طريق سفيان الثوري، عن يونس بن عبيد، ورجح ذلك أبو الحسن بن القطان.(10/571)
8139 - (خ م د س) عائشة - رضي الله عنهما - قالت: قالت هندُ [بنتُ عتبةَ] لرسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «إنَّ أبا سفيان رجل شحيح، وليس يُعْطِيني ما يكفيني وَوَلدي، إلا ما أخذتُ منه وهو لا يعلم؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: خُذِي ما يكفيك بالمعروفِ» .
وفي رواية: «إنَّ أبا سفيان رجل مَسِيك، هلْ عليَّ حرجٌ أن أُطعِمَ من الذي له عِيالَنا؟ قال: لا [إلا] بالمعروف» أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي (1) . [ص:572]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(مَسيك) أي: بخيل يُمْسِك ما في يده، وبكسر الميم وتشديد السين: المبالغ في البخل.
__________
(1) رواه البخاري 4 / 338 في البيوع، باب من أجرى أمر الأمصار على ما يتعارفون بينهم، وفي المظالم، باب قصاص المظلوم إذا وجد مال ظالمه، وفي النفقات، باب نفقة المرأة إذا غاب عنها زوجها ونفقة الولد، وباب إذا لم ينفق الرجل فللمرأة أن تأخذ بغير علمه ما يكفيها وولدها بالمعروف، وباب {وعلى الوارث مثل ذلك} ، وفي الأيمان والنذور، باب كيف كانت يمين النبي صلى الله عليه وسلم، وفي الأحكام، باب من رأى للقاضي أن يحكم بعلمه في أمر الناس إذا لم يخف الظنون والتهمة، وباب القضاء على الغائب، ومسلم رقم (1714) في الأقضية، باب قضية هند، وأبو داود رقم (3532) في البيوع، باب في الرجل يأخذ حقه من تحت يده، والنسائي 8 / 246 باب قضاء الحاكم على الغائب إذا عرفه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه الحميدي (242) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (6/39) قال: حدثنا سفيان. وفي (6/50) قال: حدثنا يحيى ووكيع. وفي (6/206) قال: حدثنا وكيع. والدارمي (2264) قال: أخبرنا جعفر بن عون. والبخاري (3/103) قال: حدثنا أبو نعيم. قال: حدثنا سفيان. وفي (7/85) قال: حدثنا محمد بن المثنى. قال: حدثنا يحيى. وفي (7/86) قال: حدثنا محمد بن يوسف. قال: حدثنا سفيان. وفي (9/89) قال: حدثنا محمد بن كثير، قال: أخبرنا سفيان. ومسلم (5/129) قال: حدثني علي بن حجر السعدي. قال: حدثنا علي بن مسهر. (ح) وحدثناه محمد بن عبد الله بن نمير، وأبو كريب.
كلاهما - عن عبد الله بن نمير ووكيع. (ح) وحدثنا يحيى بن يحيى، قال: أخبرنا عبد العزيز بن محمد. (ح) وحدثنا محمد بن رافع. قال: حدثنا ابن أبي فديك. قال: أخبرنا الضحاك، يعني ابن عثمان. وأبو داود (3532) قال: حدثنا أحمد بن يونس. قال: حدثنا زهير. وابن ماجة (2293) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وعلي بن محمد وأبو عمر الضرير. قالوا حدثنا وكيع. والنسائي (8/246) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. قال: أنبأنا وكيع. وفي الكبرى تحفة الأشراف (12/17228) عن إسحاق بن إبراهيم، عن أبي معاوية. وفي (12/17314) عن يعقوب بن إبراهيم الدورقي، عن يحيى بن سعيد.
جميعهم - سفيان بن عيينة، ويحيى بن سعيد، ووكيع، وجعفر بن عون، وسفيان الثوري، وعلي بن مسهر، وعبد الله بن نمير، وعبد العزيز بن محمد، والضحاك بن عثمان، وزهير بن محمد، وأبو معاوية- عن هشام بن عروة.
2- وأخرجه أحمد (6/225) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر. والبخاري (3/172 و 9/82) قال: حدثنا أبو اليمان. قال: أخبرنا شعيب. وفي (7/84) قال: حدثنا ابن مقاتل، قال: أخبرنا عبد الله، قال: أخبرنا يونس. وفي (8/163) قال: حدثنا يحيى بن بكير. قال: حدثنا الليث، عن يونس. ومسلم (5/130) قال: حدثنا عبد بن حميد. قال: أخبرنا عبد الرزاق.
قال: أخبرنا معمر. (ح) وحدثنا زهير بن حرب. قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم. قال: حدثنا ابن أخي الزهري. وأبو داود (3533) قال: حدثنا خشيش بن أصرم. قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر. والنسائي في الكبرى. تحفة الأشراف (12/16633) عن محمد بن رافع، عن عبد الرزاق، عن معمر.
أربعتهم - معمر، وشعيب، ويونس، وابن أخي الزهري - عن الزهري.
كلاهما - هشام بن عروة، والزهري - عن عروة بن الزبير، فذكره.(10/571)
8140 - (ط) القاسم بن محمد - رحمه الله - قال: جاء رجل إلى ابن عباس فقال: «إن لي يتيماً، وله إبل، أفأشرب من لَبن إبله؟ فقال له ابن عباس: إن كنتَ تبْغِي ضالَّة إبله، وتهنَأُ جرْبَاها، وتليطُ حوضها، وتسْقِيها يوم وردها، فاشرب غير مُضِرٍّ بنَسْل، ولا ناهِك في الحلْب» . أخرجه الموطأ (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(تبغي ضالَّتها) الضَّالَّة: الشيء الضائع، وابتغاؤها: طلبها ونشدانها.
(تهنأ جرباها) الجرباء: التي بها جرب، وهنؤها: مداواتها بدواء الجرب، وهو القطران وما يضاف إليه.
(تليط حوضها) لاط الحوضَ يليطه ويلوطه لَيْطاً ولوطاً: إذا لطخه بالطين ليصلحه.
(ناهك في الحلب) النَّاهِك: المستقصي المبالغ فيه، حتى لا يبقى من اللبن شيئاً.
__________
(1) 2 / 934 في صفة النبي صلى الله عليه وسلم، باب جامع ما جاء في الطعام والشراب، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: أخرجه مالك الموطأ (1804) عن يحيى بن سعيد، أنه قال: سمعت القاسم بن محمد يقول، فذكره.(10/572)
8141 - (خ) عائشة - رضي الله عنها - قالت: «يأكل الوصِيُّ بقدر عمالته» أخرجه ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وقد رواه البخاري تعليقاً 13 / 134 في الأحكام، باب رزق الحاكم والعاملين عليها، قال الحافظ في " الفتح ": وصله ابن أبي شيبة من طريق هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
في المطبوع أخرجه رزين، وقد أخرجه البخاري تعليقا في الأحكام، باب رزق الحاكم والعاملين عليها.
وقال الحافظ في الفتح (13/161) وصله ابن أبي شيبة. من طريق هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة.(10/573)
[النوع] الثاني: أجرة كَتْبِ القرآن وتعليمه
8142 - (خ) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إنَّ أحقَّ ما أخذُتم عليه أجراً كتابُ الله» أخرجه البخاري في ترجمة باب (1) .
__________
(1) رواه البخاري تعليقاً 4 / 372 في الإجارة، باب ما يعطى في الرقية على أحياء العرب بفاتحة الكتاب، ووصله في كتاب الطب، باب الشروط في الرقية بفاتحة الكتاب.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري تعليقا في الإجارة، باب ما يعطي من الرقبة على أحياء العرب.
قلت: وقد ذكره موصولا، وقد تقدم.(10/573)
8143 - () عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - أنه سُئل عن أجرة كتابة المصحف؟ فقال: «لا بأس، إنما هم مُصوِّرون، وإنَّهم إنما يأكلون من عمل أيديهم» أخرجه ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
في المطبوع أخرجه رزين.(10/573)
[النوع] الثالث: في أرزاق العمال
8144 - (د) بريدة - رضي الله عنه - أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَنِ [ص:574] استعملناه على عمل، فرزقناه رزقاً، فما أخذَ بعد ذلك فهو غُلول» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (2943) في الخراج والإمارة، باب في أرزاق العمال، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن: أخرجه أبو داود (2943) وابن خزيمة (2369) قالا: حدثنا زيد بن أخزم أبو
طالب الطائي، قال: حدثنا أبو عاصم، عن عبد الوارث بن سعيد، عن حسين المعلم، عن عبد الله بن بريدة، فذكره.(10/573)
8145 - (د) المستورد بن شداد - رضي الله عنه - قال: سمعت رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: مَنْ كان لنا عامِلاً فليكتسب زوجَة، فإن لم يكن له خادم، فليكتسب خادماً، فإن لم يكن له مسكن، فليكتسب مسْكناً، قال أبو بكر - رضي الله عنه (1) -: أُخبِرْتُ أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «من اتخذ غير ذلك فهو غالٌّ أو سارق» أخرجه أبو داود (2) .
__________
(1) قال في " عون المعبود " قال: وأورد أحمد هذا الحديث من عدة طرق وليس فيه هذه الجملة " قال أبو بكر ".
(2) رقم (2945) في الخراج والإمارة، باب في أرزاق العمال، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن: أخرجه أحمد (4/229) قال: حدثنا موسى بن داود، قال: حدثنا ابن لهيعة، عن ابن هبيرة، والحارث بن يزيد. وفي (4/229) قال: حدثنا حسن بن موسى، قال: حدثنا ابن لهيعة، قال: حدثنا الحارث بن يزيد الحضرمي. وفي (4/229) قال: حدثنا يحيى بن إسحاق، قال: حدثنا ابن لهيعة، عن الحارث بن يزيد، وعبد الله بن هبيرة. وفي (4/229) قال: حدثنا حسن، قال: حدثنا ابن لهيعة، قال: حدثنا عبد الله بن هبيرة. وأبو داود (2945) قال: حدثنا موسى بن مروان الرقي، قال: حدثنا المعافى، قال: حدثنا الأوزاعي، عن الحارث بن يزيد. وابن خزيمة (2370) قال: حدثنا يحيي بن مخلد المفتي. قال: حدثنا معافى،هو ابن عمران الموصلي - عن الأوزاعي، قال: حدثنا حارث بن يزيد.
كلاهما - عبد الله بن هبيرة، والحارث بن يزيد- عن عبد الرحمن بن جبير، فذكره.(10/574)
8146 - (خ) عائشة رضي الله عنها قالت: «لما استُخلِفَ أبو بكر، قال: لقد علمَ قومي أن حرْفتي لم تكن تعْجزُ عن مؤونة أهلي، وشُغِلْتُ بأمر المسلمين، فسيأكل آلُ أبي بكر من هذا [المال] ، ويحترف للمسلمين فيه» أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) 4 / 258 في البيوع، باب كسب الرجل وعمله بيده.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري في البيوع (15:1) عن إسماعيل بن عبد الله - وهو ابن أبي أيس، عن ابن وهب، عن يونس، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، به. تحفة الأشراف (5/313) .(10/574)
8147 - (خ م د س) عبد الله بن السعدي - رضي الله عنه - «أنه قَدِمَ على عمرَ في خلافته، فقال له عمر: ألم أُحدث أنك تلي من أعمال الناس أعمالاً، [ص:575] فإذا أُعطيتَ العُمالة كرهتها؟ فقلت: بلى، قال عمر: ما تريد إلى ذلك؟ فقلت: إن لي أفراساً وأعبُداً وأنا بخير، وأريد أن تكون عمالتي صدقة على المسلمين، قال عمر: لا تفعل، فإني كنتُ أردتُ الذي أردتَ، وكان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يعطيني العطاءَ، فأقول: أعطِهِ أفقر إليه مني، حتى أعطاني مرَّة مالاً، فقلت: أعْطِهِ أفقر إليه مني، فقال لي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: خذه فتمَوَّلهُ وتَصدَّق به، فما جاءك من هذا المال من غير مسألة ولا إشراف فخذه، ومالا فلا تُتْبِعْهُ نَفْسكَ» أخرجه النسائي (1) .
وقد أخرج هو والبخاري ومسلم وأبو داود هذا المعنى نحوه، وهو مذكور في «كتاب القناعة» من حرف القاف.
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الإشراف) على الشيء: الاطِّلاع عليه، والميل إليه، والرغبة فيه، وقوله: «وما لا فلا تتبعه نفسك» أي: ما لا يكون بهذه الصفة، بل تكون نفسك له مؤثرة وأنتَ فيه طامع، فلا تتبعه نفسك واتركه.
__________
(1) 5 / 103 في الزكاة، باب من آتاه الله مالاً من غير مسألة، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: وقد تقدم.(10/574)
[النوع] الرابع: في الإقطاع
8148 - (د ت) وائل بن حجر - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله [ص:576] صلى الله عليه وسلم-: «أقْطَعَهُ أرضاً بِحَضْرمَوْتَ، وكَان معاويةُ أميراً بها إذْ ذاك، وكتبَ إليه لِيعْطِيَهُ إياها، فطلب معاوية أن يُرْدِفَهَ على دابته، فأبى، وقال: لَسْتُ من أرداف الملوك، ثم جاءه بعدُ في خلافته فأعطاه، فقال: ليتني حمَلْتُكَ إذْ ذاك» .
وفي رواية: «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- أقْطَعَهُ أرضاً بِحضْرَموْتَ» زاد في رواية: «وبعث معه معاوية ليُقطِعها إيَّاه» أخرج الأولى رزين، والتي بعدها أخرجها الترمذي، وأخرج أبو داود الثانية بغير الزيادة (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أرداف الملوك) : الذين يَخْلُفون الملوك إذا غابوا، وينوبون منابهم في أمور ملكهم، كانوا يُسمَّوْن في الجاهلية: أردافَ الملوك، وذلك الفعل: الرادفة.
__________
(1) الرواية الأولى التي أخرجها رزين هي عند أحمد في " المسند " 6 / 399، والرواية الثانية رواها أبو داود رقم (3058) و (3059) في الخراج والإمارة، باب إقطاع الأرضين، والترمذي رقم (1381) في الأحكام، باب ما جاء في القطائع، وإسناد الحديث حسن، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، قال: والعمل على هذا عند أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم في القطائع، يرون جائزاً أن يقطع الإمام لمن رأى ذلك.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن: أخرجه أحمد (6/399) قال: حدثنا حجاج، قال: أخبرنا شعبة، عن سماك بن حرب. والدارمي (2612) قال: أخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثنا غندر، قال: حدثنا شعبة، عن سماك بن حرب. والبخاري في رفع اليدين (43) قال: أخبرنا حفص بن عمر، قال: حدثنا جامع بن مطر. وأبو داود (3058) قال: حدثنا عمرو بن مرزوق، قال: أخبرنا شعبة، عن سماك. وفي (3059) قال: حدثنا حفص بن عمر، قال: حدثنا جامع بن مطر. والترمذي (1381) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا أبو داود، قال: أخبرنا شعبة، عن سماك. (ح) قال محمود: أخبرنا النضر، عن شعبة، عن سماك.
كلاهما - سماك، وجامع - عن علقمة بن وائل، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن.(10/575)
8149 - (ط د) كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف المزني عن أبيه عن جده: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- «أقطع بلال بنَ الحارث المزني مَعادن القبليَّة جلسِيَّها وغوريَّها - وفي رواية: جلْسَهَا وغورَها - وحيث يصلح الزرعُ [ص:577] من قُدْس، ولم يُعطِه حقَّ مسلم، وكتب له: بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما أعطى محمد رسولُ الله بلالَ بن الحارث، أعطاه مَعادِنَ القبِليَّة جَلْسيَّها وغَورِيَّها - وفي رواية: جَلْسَها وغَوْرَها، زاد في رواية: وجَرْسها وذات النصُب، ثم اتفقتا - وحيث يَصلح الزرع مِن قُدس، ولم يُعْطِهِ حقَّ مُسْلم» زاد في رواية: «وكَتَبَ أُبيُّ بن كعب» أخرجه أبو داود، وقال وفي رواية: «عن عكرمة عن ابن عباس مثله» (1) .
وفي رواية الموطأ ولأبي داود قال مالك: بلغني عن ربيعة بن عبد الرحمن عن غير واحد: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- «أقطع بلال بن الحارث مَعادَن القبَليَّة وهي من ناحية الفُرْع، وتلك المعادن لا يؤخذ منها إلا الزكاةُ حتى اليوم» (2) .
[ص:578]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(جَلْسيَّها وغَوْرِيَّها) الجَلسيُّ: منسوب إلى جلس: وهي أرض بنجد، ويقال لكل مرتفع من الأرض: جَلْس، و «الغَوْر» : ما انهبط من الأرض، أراد: أنه أقطعه جميع تلك الأرض نجدها وغَورها.
__________
(1) رواه أبو داود رقم (3062) و (3063) في الخراج والإمارة، باب إقطاع الأرضين، قال المنذري في " مختصر سنن أبي داود " رقم (2940) قال أبو عمر: وهو غريب من حديث ابن عباس، ليس يرويه غير أبي أويس عن ثور، وكثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف المزني لا يحتج بحديثه، وأبو أويس عبد الله بن عبد الله، أخرج له مسلم في الشواهد، وضعفه غير واحد. أقول: وعبد الله بن عمرو بن عوف المزني والد كثير لم يوثقه غير ابن حبان.
(2) رواه الموطأ 1 / 248 في الزكاة، باب الزكاة في المعادن، وأبو داود رقم (3061) في الخراج والإمارة، باب إقطاع الأرضين، وهو مرسل عندهما، قال الزرقاني في " شرح الموطأ ": وصله البزار من طريق عبد العزيز الدراوردي عن ربيعة عن الحارث بن بلال بن الحارث المزني عن أبيه. أقول: قال الذهبي في " الميزان " عن هذا السند في ترجمة الحارث: قال أحمد بن حنبل: ليس إسناده بالمعروف، وقال المنذري في " مختصر سنن أبي داود ": رقم (2938) ، وقال أبو عمر: هكذا في الموطأ عند جميع الرواة مرسلاً، ولم يختلف فيه عن مالك، وذكر أن الدراوردي رواه عن ربيعة بن الحارث بن بلال بن الحارث المزني عن أبيه، وقال أيضاً: وإسناده صالح حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن: أخرجه أحمد (1/306) (2786) وأبو داود (3062) قال: حدثنا العباس بن محمد بن حاتم وغيره.
كلاهما - أحمد بن حنبل، والعباس - عن حسين بن محمد، قال: حدثنا أبو أويس، قال: حدثنا كثير بن عبد الله بن عمرو، عن أبيه، فذكره.
* أخرجه أبو داود (3063) قال: حدثنا محمد بن النضر، قال: سمعت الحنيني. قال: قرأته غير مرة. يعني كتاب قطيعة النبي -صلى الله عليه وسلم-.
قال أبو داود: وحدثنا غير واحد عن حسين بن محمد، قال: أخبرنا أبو أويس، قال: حدثني كثير بن عبد الله، عن أبيه، عن جده، فذكره.
وهو في الموطأ (585) عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عن غير واحد، فذكره.(10/576)
8150 - (د ت) أبيض بن حَمال - رضي الله عنه - «أنه وفدَ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فاستقطعه الملح الذي بمأرِبَ، فقطعه له، فلما أن وَلَّى قال رجل من المجلس: أتدري ما قطعتَ له يا رسول الله؟ إنما قطعتَ له الماء العِدّ، قال: فانتزَعه منه، قال: وسألته عمَّا يُحمى مِنَ الأراك؟ قال: ما لم تَنَلْهُ أخفاف الإبل» قال أبو داود: «قال محمدُ بن الحسن المخزومي: يعني أن الإبلَ تأكل منتهى رؤوسها، ويُحْمَى ما فوقهُ أن يُنْقَص» .
وفي رواية: «أنه سأل رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- عن حمَى الأراك؟ فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: لا حِمَى في الأراكِ، فقال: أراكةٌ من حِظارِي؟ فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: لا حِمَى في الأراكِ» .
قال فرج [وهو ابن سعيد السبائي المأربي] يعني «بحظاري» : الأرضَ التي فيها الزرع المُحَاطُ عليها. أخرجه أبو داود، وأخرج الترمذي الأولى (1) .
[ص:579]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(العِدّ) الماءُ العِدُّ: الماء الدائم الذي لا انقطاع لمادَّته كثرةً وغزارَة.
(ما لم تبلغه أخفاف الإبل) قد جاء في متن الحديث له معنى، وقال الخطابي: وله معنى آخر، وهو أنه إنما يحمى من الأراك ما بَعُدَ عن العمارة فلا تبلغه الإبل السارحة إذا أُرْسِلَتْ في المرعى.
(حظاري) أراد بحظاره: ما قد حظره وحوَّط عليه، وكانت تلك الأراكة التي ذكرها في الحديث، في الأرض التي أحياها قبل أن يُحيْيها، فلم يَمْلِكْها بالإحياء، وملكَ الأرضَ دونها، إذ كانت مرعى للسّارحة، فأما الأراك إذا نَبَتَ في ملك رجل: فإنه مَحْمِي لصاحبه غير محظور عليه.
__________
(1) رواه أبو داود رقم (3064) و (3065) و (3066) في الخراج والإمارة، باب إقطاع الأرضين، والترمذي رقم (1380) في الأحكام، باب ما جاء في القطائع، وإسناده ضعيف، وقال الترمذي: حديث أبيض بن حمال حديث غريب، والعمل على هذا عند أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم في القطائع، يرون جائزاً أن يقطع الإمام لمن رأى ذلك، قال: وفي الباب عن وائل وأسماء بنت أبي بكر.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (3064) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، ومحمد بن المتوكل. والترمذي (1380) عن قتيبة، وابن أبي عمر.
ثلاثتهم - قتيبة، وابن المتوكل، وابن أبي عمر - قالوا: حدثنا محمد بن يحيى بن قيس المأربي، قال: حدثني أبي، عن ثمامة بن شراحبيل، عن سمي بن قيس، عن شمير بن عبد المدان، فذكره.
وقال الترمذي: حديث غريب.(10/578)
8151 - (د) عبد الله بن حسان العنبري قال: حدَّثني جدَّتايَ صفيَّةُ، ودُحَيبة، ابنتا عُلَيبَةَ - وكانتا ربيبتي قَيْلَةَ بنتِ مخرمَةَ، وكانت جدَّةَ أبيهما - أنها أخْبَرَتْهُما، قالت: «قدِمْنا على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فتقدَّم صاحبي - تعني حُرَيثَ بن حسان وافدَ بني بكر بن وائل - فبايعهُ على الإسلام، عليه وعلى قومه، ثم قال: يا رسول الله، اكتبْ بيننا وبين بني تميم بالدهناءِ: أن لا يجاوزَها إلينا منهم [أحدٌ] إلا مُسافِر أو مجاور، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: اكتب له يا غلامُ بالدهناءِ، قالتْ: فلما رأيتُه قد أمر له بها شُخِص بي، وهي داري ووطني، فقلت: يا رسولَ الله، إنه لم يسألك السَّوِيَّة إذ سألك، إنما هذه [ص:580] الدهناءُ عندك مُقيَّدُ الجمل، ومرْعى الغنم، ونساءُ تميم وأبناؤها وراءَ ذلك، فقال: أمِسك يا غلامُ، صدقتِ المسكينةُ، المُسِلمُ أخو المسلِمُ، يسعُهما الماءُ والشجرُ، ويتعاونان على الفَتَّانِ» قال أبو داود: الفَتَّانُ: الشيطانُ (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الدهناء) : موضع معروف ببلاد تميم.
(مقيَّد الجمل) : مرعى الجمل ومسرحه، فهو لا ينزاح عنه، ولا يتجاوزه في طلب المرعى، فكأنه مُقَيّد هناك.
(الفتان) بفتح التاء: الشيطان الذي يفتن الناس عن دِينهم ويضلُّهم، قال الخطابي: ويروى بضم الفاء، وهو جمع فاتن، مثل كاهن وكُهّان.
__________
(1) رواه أبو داود رقم (3070) في الخراج والإمارة، باب إقطاع الأرضين، وإسناده ضعيف، ورواه الترمذي مختصراً، وقال: هذا حديث لا نعرفه إلا من حديث عبد الله بن حسان.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (3070) قال: حدثنا حفص بن عمر وموسى بن إسماعيل. والترمذي (2814) ، وفي الشمائل (66) قال: حدثنا عبد بن حميد. قال: حدثنا عفان بن مسلم الصفار أبو عثمان.
ثلاثتهم - حفص، وموسى، وعفان - عن عبد الله بن حسان العنبري. قال: حدثتني جدتاي صفية ودحيبة ابنتا عليبة، فذكرتاه.
* في رواية عفان: «قدمنا على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ... » فذكرت الحديث بطوله. وزاد في آخره: «حتى جاء رجل وقد ارتفعت الشمس. فقال: السلام عليك يارسول الله. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: وعليك السلام ورحمة والله، وعليه - تعني النبي -صلى الله عليه وسلم-- أسمال مليتين كانتا بزعفران وقد نفضتا، ومع النبي -صلى الله عليه وسلم- عسيب نخلة.» .
وقال الترمذي: حديث قيلة لا نعرفه إلا من حديث عبد الله بن حسان.(10/579)
8152 - (د) سبرة بن عبد العزيز بن الربيع [بن سبرة] الجهني عن أبيه عن جدِّه «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- نزل في موضع المسجد تحتَ دَوْمَةَ، فأقام ثلاثاً، ثم خرج إلى تبوك، وإنَّ جُهينةَ لحقوه بالرّحْبَةِ، فقال لهم: مَن أهل ذي المروةِ؟ فقالوا: بنو رفاعة من جهينة، فقال: قد أقطعتَها لبني رفاعة، فاقتسَموها، فمنهم من باع، ومنهم من أمسكَ فعمل، ثم سألتُ أباه عبد العزيز عن هذا الحديث؟ فحدَّثني ببعضه، ولم يحدِّثني به كلّه» . [ص:581] أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (3068) في الخراج والإمارة، باب في إقطاع الأرضين، وإسناده ضعيف.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (3068) قال: حدثنا سليمان بن داود العمري، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: حدثنا سبرة بن عبد العزيز بن الربيع الجهني، عن أبيه، فذكره.
قلت: فيه سبرة بن عبد العزيز، ليس له غير هذا الحديث في السنن، وقال الحافظ في التهذيب (3/453) قال عثمان الدارمي عن ابن معين: ليس به بأس.(10/580)
8153 - (د) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- أقطع الزبيرَ حُضْرَ فرَسِه، فأجرى فرَسَهُ حتى قام، ثم رَمى سوْطَهُ، فقال: أعطوه من حيث بلغ السوطُ» أخرجه أبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(حُضْر) الفرس: عَدْوه.
__________
(1) رقم (3072) في الخراج والإمارة، باب في إقطاع الأرضين، وإسناده ضعيف.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه أبو داود (3072) قال: حدثنا أحمد بن حنبل، قال: حدثنا حماد بن خالد، عن عبد الله بن عمر، عن نافع، فذكره.
قلت: ذكره الشيخ الألباني في ضعيف السنن.(10/581)
8154 - (د) أسماء بنت أبي بكر - رضي الله عنهما - «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- أقطع الزبير نخلاً» . أخرجه أبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أقطع الزبير نخلاً) قال فيه الخطابي: إن النخل مالٌ ظاهر العين، حاضر النفع، كالمعادن الظاهرة، فلا يصح إقطاعه، قال: ويشبه أن يكون إنما أعطاه ذلك من الخمس الذي هو سهمه، قال: وكان أبو إسحاق المروزي يتأوَّل إقطاع النبي - صلى الله عليه وسلم- المهاجرين الدور على معنى العاريَّة.
__________
(1) رقم (3069) في الخراج والإمارة، باب في إقطاع الأرضين، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن: أخرجه أبو داود (3069) قال: حدثنا حسين بن علي، قال: حدثنا يحيى- يعني ابن آدم - قال: حدثنا أبو بكر بن عياش، عن هشام بن عروة، عن أبيه، فذكره.(10/581)
8155 - (د) عمرو بن حريث - رضي الله عنه - قال: «خطَّ لي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- داراً بالمدينة بقَوس، وقال: أزْيدُك؟ أزيدُك (1) ؟» . [ص:582] أخرجه أبو داود (2) .
__________
(1) وفي بعض النسخ: أزبدك، بالباء الموحدة، والزبد: العطاء.
(2) رقم (3060) في الخراج والإمارة، باب في إقطاع الأرضين، وإسناده ضعيف.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه أبو داود (3060) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا عبد الله بن داود، عن فطر، قال: حدثني أبي، فذكره.
قلت: فيه قطر، وهو ضعيف.(10/581)
[النوع] الخامس: في كسب الحجَّام
8156 - (خ م د) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - «أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم احْتَجمَ، وأَعطى الحجَّام أجْرَهُ، واستَعَطَ» أخرجه البخاري ومسلم.
ولمسلم قال: «حجَمَ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- عبدٌ لبني بياضَةَ، فأعطاه النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- أجرَهُ، وكلَّم سيِّدَهُ، فخفّفَ عنه من ضريبتَه، ولو كان سُحْتاً لم يُعْطِهِ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-» وفي رواية أبي داود: «ولو عَلِمَهُ خبيثاً لم يُعْطِهِ» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(سُحْتاً) السُّحْتُ: الحرام.
(الضريبة) : الخراج الذي يقرَّر على إنسان يؤدِّيه في كل يوم أو شهر أو سنة.
__________
(1) البخاري 4 / 377 في الإجارة، باب خراج الحجام، وفي البيوع، باب ذكر الحجام، وفي الطب، السعوط، ومسلم رقم (1202) في المساقاة، باب حل أجرة الحجامة، وأبو داود رقم (3423) في البيوع، باب في كسب الحجام، وقد اختلف العلماء في كسب الحجام، فذهب الجمهور إلى أنه حلال، واحتجوا بهذا الحديث وقالوا: هو كسب فيه دناءة، وليس بمحرم، فحملوا الزجر عنه على التنزيه، وانظر " الفتح " 4 / 377.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (1/250) (2249) و (1/327) (3020) قال: حدثنا أبو داود، قال: حدثنا زمعة.
2- وأخرجه أحمد (1/258) (2337) قال: حدثنا يحيى بن إسحاق. وفي (1/292) (2659) قال: حدثنا عفان. وفي (1/293) (2670) قال: حدثنا أبو سعيد. والبخاري (3/122) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. وفي (7/161) قال: حدثنا معلى بن أسد. ومسلم (5/39) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عفان بن مسلم. (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا المخزومي. وفي (7/22) قال: حدثني أحمد بن سعيد بن صخر الدارمي، قال: حدثنا حبان بن هلال. وأبو داود (3867) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا أحمد بن إسحاق. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (5709) عن محمد بن معمر، عن حبان.
ثمانيتهم - يحيى بن إسحاق، وعفان، وأبو سعيد، وموسى بن إسماعيل، ومعلى، والمخزومي، وحبان وأحمد بن إسحاق - عن وهيب بن خالد.
3- وأخرجه ابن ماجة (2162) قال: حدثنا محمد بن أبي عمر العدني، قال: حدثنا سفيان بن عيينة.
ثلاثتهم - زمعة، ووهيب، وابن عيينة - عن عبد الله بن طاووس، عن أبيه، فذكره.
رواية زمعة، وموسى بن إسماعيل، وابن عيينة، ليس فيها «واستعط» .
ورواية أحمد بن إسحاق مختصرة على: «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- استعط» .
وبلفظ: «احتجم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأعطى الحجام أجره، ولو كان سحتا، لم يعطه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-» .
أخرجه أحمد (1/333) (3085) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا هشام، عن محمد بن سيرين، فذكره.
وبلفظ: «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- احتجم وأعطى الحجام أجره» .
أخرجه أحمد (1/351) (3286) قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا الحجاج، عن الحكم، عن مقسم، فذكره.
وبلفظ «احتجم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الأخدعين، وبين الكتفين، حجمه عبد لبني بياضة، وكان أجره مدا ونصفا، فكلم أهله، حتى وضعوا عنه نصف مد» .
قال ابن عباس: وأعطاه أجره ولو كان حراما ما أعطاه.
أخرجه أحمد (1/333) (3078) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، فذكره.
عن عكرمة، عن ابن عباس، قال:
وبلفظ: «احتجم النبي -صلى الله عليه وسلم- وأعطى الحجام أجره، ولو علم كراهية، لم يعطه.» .
أخرجه أحمد (1/351) (3284) قال: حدثنا عبد الأعلى. والبخاري (3/82) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا خالد، هو ابن عبد الله. وفي (3/122) وأبو داود (3423) قالا البخاري، وأبو داود:حدثنا مسدد، قال: حدثنا يزيد بن زريع.
ثلاثتهم - عبد الأعلى، وخالد بن عبد الله، ويزيد- عن خالد الحذاء، عن عكرمة، فذكره.
وبلفظ: «احتجم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأعطى الحجام أجره، ولو كان حراما لم يعطه، وكان يحتجم في الأخدعين وبين الكتفين، وكان يحجمه عبد لبني بياضة، وكان يؤخذ منه كل يوم مد ونصف،فشفع له النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى أهله، فجعل مدا» .
1- أخرجه أحمد (1/234) (2091) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان. وفي (1/241) (2155) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (1/316) (2906) قال: حدثنا حجاج، قال: أخبرنا شريك. وفي (1/324) (2981) قال: حدثني هاشم، قال: حدثنا إسرائيل. والترمذي في الشمائل (362) قال: حدثنا هارون بن إسحاق الهمداني، قال: حدثنا عبدة، عن سفيان الثوري.
أربعتهم - سفيان الثوري، وشعبة، وشريك، وإسرائيل - عن جابر الجعفي.
2- وأخرجه أحمد (1/365) (3457) ومسلم (5/39) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، وعبد بن حميد.
ثلاثتهم - أحمد، وإسحاق، وعبد بن حميد - عن عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن عاصم الأحول.
كلاهما - جابر الجعفي، وعاصم الأحول - عن عامر الشعبي، فذكره.
زاد عاصم «.. وكلم سيده، فخفف عنه من ضريبته..»
في رواية شعبة: «وأعطى الحجام أجره مدا ونصفا، قال: وكلم مواليه، فحطوا عنه نصف مد، وكان عليه مدان.» .(10/582)
8157 - (خ م ط د ت) حميد الطويل قال: سمعتُ أنساً رضي [ص:583] الله عنه يقول: «دَعَا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- غلاماً لنَا حجَّاماً فحَجَمَهُ، فأمرَ له بِصاع أو صاعين، أو بمد أو مدَّين، وكلّم فيه فخفَّف من ضريبَتِهِ» .
وفي رواية قال: «سُئِلَ أنس عن أجر الحجَّام؟ فقال: احتجمَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، حجَمَهُ أبو طيْبَةَ، وأعطاه صاعين من طعام، وكلَّم مواليه فخفَّفوا عنه، وقال: إن أمْثلَ ما تدَاويتُم به الحجَامَةُ والقُسْطُ البحريُ، ولا تُعْذِّبوا صِبْيانكم بالغَمْزِ من العُذَرَةِ، عليكم بالقُسْطِ» . أخرجه البخاري ومسلم.
وأخرج الترمذي إلى قوله: «ما تَدَاويتم به الحجامة» .
وفي رواية الموطأ وأبي داود قال: «حجَمَ أبو طيبَةَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فأمرَ له بِصاع من تمر، وأمرَ أهله أن يُخفِّفُوا مِن خرَاجِهِ» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أمثل) أي: أشرف وأجود. [ص:584]
(العُذْرة) : وجع الحلق من الدم، وذلك الموضع أيضاً يسمى: عُذرة، وهو قريب من اللَّهاة.
__________
(1) البخاري 4 / 272 في البيوع، باب ذكر الحجام، وباب من أجرى أمر الأمصار على ما يتعارفون بينهم، وفي الإجارة، باب ضريبة العبد، وتعاهد ضرائب الإماء، وباب من كلم موالي العبد أن يخففوا من خراجه، وفي الطب، باب الحجامة من الداء، ومسلم رقم (1577) في المساقاة، باب حل أجرة الحجام، والموطأ 2 / 974 في الاستئذان، باب ما جاء في الحجامة وأجرة الحجام، وأبو داود رقم (3224) في البيوع، باب في كسب الحجام، والترمذي رقم (1278) في البيوع، باب ما جاء في الرخصة في كسب الحجام.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه مالك. الموطأ (603) والبخاري (3/82 و 103) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. وأبو داود (3424) قال: حدثنا القعنبي.
كلاهما - ابن يوسف، والقعنبي - عن مالك.
2- وأخرجه الحميدي (1217) قال: حدثنا سفيان بن عيينة.
3- وأخرجه أحمد (3/100) والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (779) عن إسحاق بن إبراهيم.
كلاهما - أحمد، وإسحاق - عن معتمر بن سليمان.
4- وأخرجه أحمد (3/107) قال: حدثنا ابن أبي عدي.
5- وأخرجه أحمد (3/182) قال: حدثنا يحيى بن سعيد.
6- وأخرجه أحمد (3/282) قال: حدثنا محمد بن جعفر.
والبخاري (3/122) قال: حدثنا آدم ومسلم (5/39) قال: حدثنا أحمد بن الحسن بن خراش، قال: حدثنا شبابة.
ثلاثتهم - ابن جعفر، وآدم، وشبابة - قالوا: حدثنا شعبة.
7- وأخرجه عبد بن حميد (1403) والدارمي (2625) قالا: أخبرنا يزيد بن هارون.
8- وأخرجه البخاري (3/122) قال: حدثنا محمد بن يوسف، قال: حدثنا سفيان الثوري.
9- وأخرجه البخاري (7/161) قال: حدثنا محمد بن مقاتل، قال: أخبرنا ابن المبارك.
10- وأخرجه مسلم (5/39) قال: حدثنا يحيى بن أيوب، وقتيبة، وعلي بن حجر. والترمذي (1278) وفي الشمائل (360) قال: حدثنا علي بن حجر. ثلاثتهم قالوا: حدثنا إسماعيل بن جعفر.
11- وأخرجه مسلم (5/39) قال: حدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا مروان بن معاوية.
جميعهم - مالك، وابن عيينة، ومعتمر، وابن أبي عدي، ويحيى بن سعيد، وشعبة، ويزيد، والثوري، وابن المبارك، وإسماعيل بن جعفر، ومروان - عن حميد، فذكره.
عن عمرو بن عامر، قال: سمعت أنسا يقول: «كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يحتجم، ولم يكن يظلم أحدا أجره.» .
1- أخرجه أحمد (3/120) قال: حدثنا وكيع، وفي (3/215) قال: حدثنا محمد بن عبيد. وفي (3/261) والبخاري (3/122) قالا: حدثنا أبو نعيم ومسلم (7/22) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو كريب.
كلاهما عن وكيع.
ثلاثتهم - وكيع، ومحمد بن عبيد، وأبو نعيم - عن مسعر.
2- وأخرجه أحمد (3/177) قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا سفيان الثوري.
كلاهما - مسعر، والثوري- عن عمرو بن عامر، فذكره.
وبلفظ: «أن النبي -صلى الله عليه وسلم- احتجم، وأعطى الحجام أجره» .
أخرجه ابن ماجة (2164) قال: حدثنا عبد الحميد بن بيان الواسطي، قال: حدثنا خالد بن عبد الله، عن يونس، عن ابن سيرين، فذكره.
وبلفظ: «أن أبا طيبة حجم النبي -صلى الله عليه وسلم-، فأمر له بصاع من تمر، وكلم أهله فوضعوا عنه من خراجه.» .
أخرجه أحمد (3/174) قال: حدثنا مؤمل، قال: حدثنا حماد، قال: حدثنا ثابت، فذكره.(10/582)
[النوع] السادس: في أشياء متفرقة
8158 - (د) رجل من المهاجرين من أصحاب النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «غزَوْتُ مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ثلاثاً، أسْمَعُه يقول: المسلمون شركاءُ في ثلاث: في الماء، والكلاءِ، والنارِ» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (3477) في البيوع، باب في منع الماء، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
تقدم.(10/584)
8159 - (د) أسمر بن مضرس [الطائي] قال: أتيتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- فبايعتُه، فقال: مَنْ سَبَقَ إلى ماء لم يَسبِقهُ إليه مسلم فهو له، فخرج الناس يتعادَوْنَ يتخاطُّون» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (3071) في الخراج والإمارة، باب في إقطاع الأرضين، وإسناده ضعيف.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف:أخرجه أبو داود (3071) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثني عبد الحميد بن عبد الواحد، قال: حدثتني أم جنوب بنت نميلة، عن أمها سويدة بنت جابر، عن أمها عقيلة، فذكرته.(10/584)
الفصل الثالث: في المكروه والمحظور من المكاسب والمطاعم، وفيه نوعان
[النوع الأول] منهيات مشتركة
8160 - (خ م ط د ت س) أبو مسعود - رضي الله عنه - قال: [ص:585] «نهى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عن ثمنِ الكلب، ومهر البغيِّ، وحُلْوَانِ الكاهِن» أخرجه الجماعة.
وقال مالك: يعني بمهر البغيِّ: ما تُعطى المرأةُ على الزنا، وحُلْوَان الكاهن: رِشوته، وما يعطى على أن يَتَكَهَّنَ (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(البَغِيُّ) : الزانية، ومهرها: أجرها.
(حُلوان الكاهن) الكاهن معروف، وحُلوانه: ما يعطى من الهدية والأجر إذا سئل عن شيء ليخبرهم به مما يجهلونه.
__________
(1) رواه البخاري 4 / 353 في البيوع، باب ثمن الكلب، وفي الإجارة، باب كسب البغي والإماء، وفي الطلاق، باب مهر البغي والنكاح الفاسد، وفي الطب، باب الكهانة، ومسلم رقم (1567) في المساقاة، باب تحريم ثمن الكلب، والموطأ 2 / 656 في البيوع، باب ما جاء في ثمن الكلب، وأبو داود رقم (3481) في البيوع، باب في أثمان الكلب، والترمذي رقم (1276) في البيوع، باب ما جاء في ثمن الكلب، والنسائي 7 / 309 في البيوع، باب بيع الكلب.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مالك الموطأ (407) والحميدي (450) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (4/118) قال: حدثنا هشام بن القاسم، قال: حدثنا اليث، يعني ابن سعد. وفي (4/119) قال: حدثنا إبراهيم بن أبي العباس، قال: حدثنا أبو أويس. وفي (4/120) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر. والدارمي (2571) قال: أخبرنا محمد بن يوسف، قال: حدثنا ابن عيينة. والبخاري (3/110) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: أخبرنا مالك. وفي (3/122) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، عن مالك. وفي (7/79) قال: حدثنا علي بن عبد الله، قال: حدثنا سفيان. وفي (7/176) قال: حدثنا عبد الله بن محمد، قال: حدثنا ابن عيينة. ومسلم (5/35) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: قرأت على مالك. (ح) وحدثنا قتيبة بن سعيد، ومحمد بن رمح، عن الليث بن سعد. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا سفيان بن عيينة. وأبو داود (3428 و 3481) قال: حدثنا قتيبة، عن سفيان. وابن ماجة (2159) قال: حدثنا هشام بن عمار، ومحمد بن الصباح، قالا: حدثنا سفيان بن عيينة. والترمذي (1133 و 1276 و 2071) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا الليث. وفي (1276) قال: حدثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي، وغير واحد، قالوا: حدثنا ابن عيينة. والنسائي (7/189 و309) قال: أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا الليث.
خمستهم - مالك، وسفيان بن عيينة، والليث، وأبو أويس عبد الله بن عبد الله، ومعمر - عن الزهري، أنه سمع أبا بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، فذكره.(10/584)
8161 - (م د ت س) رافع بن خديج - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «مهْرُ البغي خبيث، وثمن الكلب خبيث، وكسب الحجام خبيث» .
وفي أخرى: «شرّ الكسب: مهر البَغيِّ، وثمَنُ الكلبِ، وكَسبُ الحجَّامِ» أخرجه الترمذي وأبو داود، وأخرج النسائي الثانية (1) .
[ص:586]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(خبيث) الخبيث: الحرام، وهو يطلق على المكروه، وهو الذي عنى به في كسب الحجام، وأما قوله: «في ثمن الكلب ومهر البغي» فيريد به الحرام، قال الخطابي: وقد يجمع الكلام بين القرائن في اللفظ، ويفرق بينهما في المعنى، ويعرف ذلك من الأغراض والمقاصد.
__________
(1) رواه أبو داود رقم (3421) في البيوع، باب في كسب الحجام، والترمذي رقم (1275) في البيوع، باب ما جاء في ثمن الكلب، والنسائي 7 / 190 في الصيد، باب النهي عن ثمن الكلب، وقد أبعد المصنف النجعة، فالحديث عند مسلم رقم (1568) في المساقاة، باب تحريم ثمن الكلب.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (3/464) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا أبان. وفي (3/465 و4/141) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر. والدارمي (2624) قال: أخبرنا وهب بن جرير، قال: حدثنا هشام. ومسلم (5/35) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي. وفي (5/35) أيضا قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا النضر بن شميل، قال: حدثنا هشام. وأبو داود (3421) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: أخبرنا أبان. والترمذي (1275) قال: حدثنا محمد بن رافع، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (3555) عن هشام بن عمار، عن يحيى بن حمزة، عن الأوزاعي. (ح) وعن عبيد الله بن فضالة بن إبراهيم، عن محمد بن المبارك، عن معاوية بن سلام. (ح) وعن إسحاق بن منصور، عن معاذ بن هشام الدستوائي، عن أبيه.
خمستهم - أبان، ومعمر، وهشام، والأوزاعي، ومعاوية - عن يحيى بن أبي كثير، عن إبراهيم بن عبد الله بن قارظ.
2- وأخرجه أحمد (4/140) ومسلم (5/35) قال: حدثني محمد بن حاتم. والنسائي (7/190) قال: أخبرنا شعيب بن يوسف. وفي الكبرى تحفة الأشراف (3555) عن محمد بن المثنى.
أربعتهم - أحمد، وابن حاتم، وشعيب، وابن المثنى - عن يحيى بن سعيد القطان، قال: حدثنا محمد بن يوسف.
3- وأخرجه النسائي في الكبرى تحفة الأشراف (3555) عن الحسين بن حريث، عن الفضل بن موسى، عن الجعيد بن عبد الرحمن، عن يزيد بن خصيفة.
ثلاثتهم - إبراهيم، ومحمد، ويزيد - عن السائب بن يزيد، فذكره.
لفظ رواية محمد بن يوسف: «شر الكسب: مهر البغي، وثمن الكلب، وكسب الحجام» .
في رواية معاذ بن هشام، عن أبيه، عن يحيى بن أبي كثير، قال: عن عبد الله بن إبراهيم بن قارظ.(10/585)
8162 - (خ د) أبو جحيفة - رضي الله عنه - قال: «نَهَى رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- عن ثَمَنِ الدَّمِ، وثمَنِ الكلبِ، وكسب البغيِّ، ولَعَنَ الواشمَةَ والمستوشمة، وآكلَ الربا ومُوكِلهِ، والمصوِّرين» أخرجه البخاري.
وفي رواية: «نهى عنْ ثَمنِ الكلب، والدمِ، والوَشْم» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الواشمة) : التي تَعمَلُ الوَشْمَ في وجوه النساء، وهو تغريز الجلد بالإبرة، وحَشْوُ النيل في أماكن الغرز، والمستوشمة: التي تطلب أن يفعل بها ذلك.
__________
(1) رواه البخاري 4 / 353 في البيوع، باب ثمن الكلب، وباب موكل الربا، وفي الطلاق، باب مهر البغي والنكاح الفاسد، وفي اللباس، باب الواشمة، وباب من لعن المصور، ورواه أيضاً أبو داود رقم (3483) في البيوع، باب في أثمان الكلاب.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (4/308) قال: حدثنا عفان. وفي (4/309) قال: حدثنا محمد بن جعفر. والبخاري (3/78) قال: حدثنا أبو الوليد. وفي (3/110) قال: حدثنا حجاج بن منهال. وفي (7/79) قال: حدثنا آدم. وفي (7/214) قال: حدثنا سليمان بن حرب. وفي (7/217) قال:حدثنا محمد بن المثنى. قال: حدثني غندر. وأبو داود (3483) قال: حدثنا أبو الوليد الطيالسي.
سستتهم - عفان، ومحمد بن جعفر غندر، وأبو الوليد، وحجاج، وآدم، وسليمان بن حرب - قالوا: حدثنا شعبة. قال: أخبرني عون بن أبي جحيفة، فذكره.
* رواية أبي داود مختصرة على: «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى عن ثمن الكلب.» .(10/586)
8163 - (د س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «لا يَحلُّ ثمنُ الكلب، ولا حُلْوانُ الكاهن، ولا مَهر البَغيِّ» . أخرجه أبو داود والنسائي. [ص:587]
وفي أخرى للنسائي: «نهى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عن كَسْبِ الحجَّام، وعن ثَمَن الكلب، وعَسْبِ الفحلِ» (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (3484) في البيوع، باب في أثمان الكلاب، والنسائي 7 / 190 في الصيد، باب النهي عن ثمن الكلب، وهو حديث صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: أخرجه أبو داود (3484) قال: حدثنا أحمد بن صالح. والنسائي (7/189) قال: أخبرنا يونس بن عبد الأعلى.
كلاهما - أحمد، ويونس - قالا: حدثنا ابن وهب. قال: أنبأنا معروف بن سويد الجذامي، أن علي بن رباح اللخمي حدثه، فذكره.
وأخرجه أحمد (2/299) والنسائي (7/310) قال: حدثنا محمد بن بشار.
كلاهما - أحمد بن حنبل، وابن بشار - عن محمد بن جعفر غندر. قال: حدثنا شعبة، عن المغيرة. قال: سمعت ابن أبي نعم، فذكره.
وبلفظ: «نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن ثمن الكلب، وعسب الفحل» .
أخرجه الدارمي (2626) قال: أخبرنا محمد بن عيسى. قال: حدثنا ابن فضيل. وابن ماجة (2160) قال: حدثنا علي بن محمد ومحمد بن طريف. قالا: حدثنا محمد بن فضيل. والنسائي (7/311) قال: أخبرنا واصل بن عبد الأعلى. قال: حدثنا ابن فضيل. وفي الكبرى تحفة الأشراف (10/13407) عن محمد بن الحسن، عن محمد بن أبي عبيدة. (ح) وعن علي بن ميمون، عن ابن فضيل.
كلاهما - ابن فضيل، ومحمد بن أبي عبيدة - عن الأعمش، عن أبي حازم، فذكره.(10/586)
8164 - (م د ت س) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: «نهى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عن ثَمَنِ الكلبِ، والسِّنَّور» أخرجه مسلم وأبو داود والترمذي وزاد النسائي: «إلا كلبَ صيد (1) » (2) .
__________
(1) قال النسائي: وهذا منكر، يعني هذه الزيادة.
(2) رواه مسلم رقم (1569) في المساقاة، باب تحريم ثمن الكلب، وأبو داود رقم (3479) في البيوع، باب في ثمن السنور، والترمذي رقم (1279) في البيوع، باب ما جاء في كراهية ثمن الكلب والسنور، والنسائي 7 / 309 في البيوع، باب ما استثني من بيع الكلب.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (3/317) قال: حدثنا عباد بن العوام، عن الحسن بن أبي جعفر.
2- وأخرجه أحمد (3/339) قال: حدثنا إسحاق بن عيسى. وفي (3/349) قال: حدثنا موسى. وفي (3/386) قال: حدثنا حسن. وابن ماجة (2161) قال: حدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا الوليد بن مسلم.
أربعتهم - إسحاق، وحسن، والوليد بن مسلم، وموسى - عن ابن لهيعة.
3- وأخرجه مسلم (5/35) قال: حدثني سلمة بن شبيب، قال: حدثنا الحسن بن أعين، قال: حدثنا معقل.
4- وأخرجه النسائي (7/190 و 309) قال: أخبرني إبراهيم بن الحسن المقسمي، قال: حدثنا حجاج بن محمد، عن حماد بن سلمة.
أربعتهم - ابن أبي جعفر، وابن لهيعة، ومعقل، وحماد بن سلمة - عن أبي عن أبي الزبير، فذكره.
وأخرجه أبو داود (3479) قال: حدثنا إبراهيم بن موسى الرازي. (ح) وحدثنا الربيع بن نافع، أبو توبة، وعلي بن بحر. والترمذي (1279) قال: حدثنا علي بن حجر، وعلي بن خشرم.
خمستهم - إبراهيم بن موسى، وأبو توبة، وابن بحر، وابن حجر، وابن خشرم - عن عيسى بن يونس، عن الأعمش، عن أبي سفيان، فذكره.(10/587)
[النوع الثاني] منهيات مفردة
كسبُ الإماء
8165 - (خ د) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: «نهى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عن كسبِ الإماءِ» أخرجه البخاري وأبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(كسب الإماء) قد جاء في حديث أبي هريرة هكذا النهي مطلقاً، [ص:588] وجاء في حديث رافع مقيَّداً، فقال: «حتى يُعلم من أين هو؟» وفي الآخر «إلا ما عَمِلَتْ بيدها» قال الخطابي: ووجه حديث أبي هريرة: أنه كان لأهل مكة والمدينة إماءٌ عليهن ضرائب، يخدمن الناس، ويَأْخُذْنَ أجرهن ويعطين مواليهنَّ ما عليهنَّ من الضرائب، ومن تكون مُتَبذِّلَةً خارجة داخلة وعليها ضريبة وقرار لمولاها، فلا يؤمَنُ أن يبدوَ منها زلّةٌ، إما لاستزادة في المعاش وتحصيل الضريبة، وإما لشهوة تَغلب، أو لغير ذلك، والمعصوم قليل، فنهى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- عن كسبهنَّ تنزُّهاً عنه، هذا إذا كان للأمة وجه معلوم تكسب منه، فكيف إذا لم يكن لها جهة معلومة؟
__________
(1) رواه البخاري 4 / 378 في الإجارة، باب كسب البغي والإماء، وفي الطلاق، باب مهر البغي والنكاح الفاسد، وأبو داود رقم (3425) في البيوع، باب في كسب الإماء.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/287) قال: حدثنا يحيى بن زكريا. قال: حدثنا شعبة. وفي (2/347) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا همام. وفي (2/382) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. وفي (2/437) قال: حدثنا يحيى، عن شعبة. وفي (2/454) قال: حدثنا حجاج. قال: حدثنا شعبة. وفي (2/480) قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا شعبة. والدارمي (2623) قال: حدثنا سهل بن حماد. قال: حدثنا شعبة. والبخاري (3/122) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم. قال: حدثنا شعبة. وفي (7/79) قال: حدثنا علي بن الجعد. قال: أخبرنا شعبة. وأبو داود (3425) قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ. قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا شعبة.
كلاهما - شعبة، وهمام - عن محمد بن جحادة، عن أبي حازم، فذكره.(10/587)
8166 - (د) رافع بن خديج - رضي الله عنه - قال: «نهى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عن كسب الأمة حتى يُعْلَم مِنْ أينَ هو؟» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (3427) في البيوع، باب في كسب الإماء، وإسناده ضعيف.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه أبو داود (3427) قال: حدثنا أحمد بن صالح، قال: حدثنا ابن أبي فديك، عن عبيد الله يعني ابن هرير، عن أبيه، فذكره.(10/588)
8167 - (د) طارق بن عبد الرحمن القرشي قال: جاء رافعُ بنُ رِفَاعةَ - رضي الله عنه - إلى مجلسِ الأنصار، فقال: لقد نهانا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- اليوم ... فذكر شيئاً (1) ، ونَهانا عن كسب الإماء، إلا ما عمِلَتْ بيدها، وقال: «هكذا بأصابعه، نحو الخبزِ والغسل (2) والنَّقْشِ (3) » أخرجه أبو داود (4) .
__________
(1) في نسخ أبي داود المطبوعة: أشياء.
(2) كذا في الأصول المخطوطة: وفي نسخ أبي داود المطبوعة و " عون المعبود ": والغزل، وهو أصوب.
(3) قال في " عون المعبود ": وفي رواية: النقش، بالقاف، وهو التطريز.
(4) رقم (3426) في البيوع، باب في كسب الإماء، وإسناده صحيح، وانظر " عون المعبود " 3 / 279.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن: أخرجه أحمد (4/341) وأبو داود (3426) قال: حدثنا هارون بن عبد الله.
كلاهما - أحمد، وهارون بن عبد الله - قالا: حدثنا هاشم بن القاسم، قال: حدثنا عكرمة، يعني ابن عمار، قال: حدثني طارق بن عبد الرحمن القرشي، فذكره.(10/588)
8168 - (ط) أبو سهيل بن مالك عن أبيه أنَّه سمع عثمان بن عفّان يقول في خطبته حين ولَي: «ولا تكلِّفوا الصبيانَ الكسبَ، فإنَّكم متى كلّفتُمُوهم الكسبَ سَرَقوا، ولا تُكلِّفوا الأمَةَ غيْرَ ذاتِ الصَّنْعَةِ الكسبَ، فإنَّكم متى كلَّفْتُمُوها ذلكَ: كسبِتْ بفَرْجِها، وعِفُّوا إذْ أعفَّكُمُ الله، وعليكم من المطاعم بما طابَ منها» أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 2 / 981 في الاستئذان، باب الأمر بالرفق بالمملوك، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: أخرجه مالك (1904) عن عمه أبي سهيل بن مالك، عن أبيه، فذكره.(10/589)
ثمن الكلب
8169 - (د س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: «نهى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عن ثمن الكلب، وإن جاء يطلب ثمن الكلب فاملأْ كفَّهُ تراباً» أخرجه أبو داود.
وفي رواية النسائي قال: «قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في أشياءَ حرَّمها: وثمنُ الكلب» لم يزدْ (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فَامْلأ كَفَّه تراباً) التراب: كناية عن الحرمان هاهنا والخيبة، كما قال: «وللعاهِرِ الحَجَر» وقد استعملَ بعضُ السلف الحديثَ على ظاهره، فكان يملأُ كَفَّه تراباً.
__________
(1) رواه أبو داود رقم (3482) في البيوع، باب في أثمان الكلاب، والنسائي 7 / 309 في البيوع، باب بيع الكلب، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن: أخرجه أحمد (1/235) (2094) (1/355) (3344) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا إسرائيل. وفي (1/278) (2512) قال: حدثنا عبد الجبار بن محمد يعني الخطابي، قال: حدثنا عبيد الله يعني ابن عمرو. وفي (1/289) (2626) قال: حدثنا أحمد بن عبد الملك، قال: حدثنا عبيد الله. في (1/350) (3273) قال: حدثنا زكريا بن عدي، قال: أخبرنا عبيد الله. وفي (1/356) (3345) قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا إسرائيل. وأبو داود (3482) قال: حدثنا الربيع بن نافع أبو توبة، قال: حدثنا عبيد الله يعني ابن عمرو.
كلاهما - إسرائيل، وعبيد الله - عن عبد الكريم الجزري، عن قيس بن حبتر، فذكره.
رواية عبد الجبار بن محمد: «ثمن الكلب خبيث» ثم ذكر آخر الحديث.
ورواية إسرائيل ليس فيها آخر الحديث.
ورواية النسائي:
أخرجها (7/309) قال: أخبرنا عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم، قال: حدثنا سعيد بن عيسى، قال: أنبأنا المفضل بن فضالة، عن ابن جريج، عن عطاء، فذكره.(10/589)
8170 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: «نهى عن ثمن الكلب، إلا كلبَ صيد» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (1281) في البيوع، باب ما جاء في كراهية ثمن الكلب والسنور، من حديث حماد بن سلمة عن أبي المهزم التميمي البصري، عن أبي هريرة، وأبو المهزم متروك، كما قاله الحافظ في " التقريب ". وقال الترمذي: هذا حديث لا يصح من هذا الوجه، قال: وروي عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم نحو هذا، ولا يصح إسناده أيضاً. أقول: وقد روى حديث جابر النسائي 7 / 190 و 191 وقال النسائي: ليس هو بصحيح، وقد أخذ القوم بهذا الاستثناء فأجازوا بيع كلب الصيد، والجمهور على المنع، وأجابوا بأن الحديث ضعيف، أي باستثناء كلب الصيد، وإلا فالحديث رواه مسلم في " صحيحه " بلا استثناء لكلب الصيد.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه الترمذي (1281) قال: أخبرنا أبو كريب، قال: أخبرنا وكيع، عن حماد بن سلمة، عن أبي المهزم، فذكره.
* قال الترمذي: هذا حديث لا يصح من هذا الوجه. وأبو المهزم اسمه يزيد بن سفيان وتكلم فيه شعبة بن الحجاج وضعفه. وقد روي عن جابر، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- نحو هذا، ولا يصح إسناده أيضا.(10/590)
ثمن الهِرّ
8171 - (د ت) جابر عن عبد الله رضي الله عنهما قال: «نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عن أكل الهِرِّ وثمنه» أخرجه الترمذِي.
وفي رواية أبي داود: «نهى عن ثمنِ الهِرِّ» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ثمن الهرّ) النهي عن ثمن السّنّوْر، إما لأنه كالوحشي الذي لا يمكن تسليمه، لأنه ينتابُ دورَ الناس، ولا يقيم في مكان واحد، وإن حُبس أو رُبِط لم ينتفع به، وإما لكي لا يتمانع الناسُ فيه، ولا يتنازعوه إذا انتقل عنهم. [ص:591]
وقيل: إنما نهي عن بيع الوحشي منه دون الإنسي.
__________
(1) رواه الترمذي رقم (1280) في البيوع، باب ما جاء في كراهية ثمن الكلب والسنور، وأبو داود رقم (3480) في البيوع، باب في ثمن السنور، وإسناده ضعيف، وقال الترمذي: هذا حديث غريب.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه عبد بن حميد (1044) وأبو داود (3480) قال: حدثنا أحمد بن حنبل. وفي (3807) قال: حدثنا أحمد بن حنبل، ومحمد بن عبد الملك. وابن ماجة (3250) قال: حدثنا الحسين بن مهدي. والترمذي (1280) قال: حدثنا يحيى بن موسى. وعبد الله بن أحمد (3/297) قال: حدثني أبي، ويحيى بن معين.
ستتهم - عبد بن حميد، وأحمد، ومحمد بن عبد الملك، والحسين بن مهدي، ويحيى بن موسى، ويحيى بن معين - عن عبد الرزاق، قال: حدثنا عمر بن زيد الصنعاني، عن أبي الزبير، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث غريب. وعمر بن زيد، لا نعرف كبير أحد روى عنه، غير عبد الزراق.(10/590)
كسب الحجام
8172 - (ط د ت) ابن محيصة - رحمه الله - «أنه استأذن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- في أُجْرَةِ الحجام، فنهاه عنها، وكان له موْلى حجَّاماً فلم يزل يسأله ويستأذنه، حتى قال له آخِراً: اعْلِفْهُ ناضِحَكَ، وأطْعِمْهُ رَقِيقَكَ» . أخرجه الموطأ هكذا (1) .
وأخرجه أبو داود والترمذي عن ابن مُحَيِّصة عن أبيه (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ناضحك) النَّاضِح: البعير الذي يُستَقى عليه الماء.
(رقيقك) الرقيق: اسم يجمع العبيد والإماء.
__________
(1) 2 / 974 في الاستئذان، باب ما جاء في الحجامة وأجرة الحجام من حديث مالك عن ابن شهاب عن ابن محيصة الأنصاري، قال ابن عبد البر: كذا رواه يحيى وابن القاسم، وهو غلط لا إشكال فيه على أحد من العلماء، وليس لسعد بن محيصة صحبة، فكيف لابنه حرام، ولا خلاف أن الذي روى عنه الزهري هذا الحديث هو حرام بن سعد بن محيصة.
(2) رواه أبو داود رقم (3422) في البيوع، باب في كسب الحجام، والترمذي رقم (1277) في البيوع، باب ما جاء في كسب الحجام، من حديث الزهري عن ابن محيصة عن أبيه، وابن محيصة: هو حرام بن سعد بن محيصة، فيكون على هذا مرسلاً، وقد وصله أحمد في " المسند " 5 / 436 من حديث محمد بن إسحاق عن الزهري عن حرام بن سعد بن محيصة عن أبيه عن جده ورجاله ثقات، وقال الترمذي: حديث محيصة حديث حسن، والعمل على هذا عند بعض أهل العلم، وقال الترمذي: وفي الباب عن رافع بن خديج، وأبي جحيفة، وجابر، والسائب.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (5/435) قال: حدثنا إسحاق بن عيسى، قال: أخبرنا مالك. وفي (5/436) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. وفي (5/436) قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا ابن أبي ذئب. وأبو داود (3422) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي، عن مالك، وابن ماجة (2166) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا شبابة بن سوار، عن ابن أبي ذئب. والترمذي (1277) قال: حدثنا قتيبة،عن مالك بن أنس.
ثلاثتهم - مالك، ومعمر، وابن أبي ذئب - عن الزهري، عن ابن محيصة، حرام، فذكره.
* أخرجه الحميدي (278) قال: حدثنا سفيان. قال: حدثنا الزهري. قال: أخبرني حرام بن سعد قال سفيان: هذا الذي لا شك فيه. وأراه قد ذكر: عن أبيه، «أن محيصة سأل النبي -صلى الله عليه وسلم- عن كسب حجام له..» الحديث. مرسل.
* وأخرجه أحمد (5/436) قال: حدثنا سفيان، عن الزهري، عن حرام بن سعد بن محيصة، أن محيصة سأل النبي -صلى الله عليه وسلم- عن كسب حجام له. الحديث. مرسل.
* وأخرجه أحمد (5/436) قال: حدثنا يزيد بن هارون. قال: حدثنا محمد بن إسحاق، عن الزهري، عن حرام بن ساعدة بن محيصة بن مسعود، عن أبيه، عن جده محيصة بن مسعود، فذكره.
* تكرر إسناد يزيد بن هارون. قال: حدثنا محمد بن إسحاق، عن الزهري، عن حرام بن ساعدة بن محيصة بن مسعود. قال: كان له غلام حجام. يقال له: أبو طيبة.. مرسل.
وأخرجه مالك (1889) عن ابن شهاب، عن ابن محيصة، فذكره.
وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.(10/591)
عسب الفحل
8173 - (ت س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن رجُلاً من كلاب «سأل النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- عن عَسْبِ الفَحلِ؟ فنَهَاه، فقال: يا رسول الله، إنا نُطْرِقُ الفَحْلَ، فنُكرَمُ، فرَّخص له في الكرامة» أخرجه الترمذي، والنسائي ولم يذكر «الرخصة» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(عَسْبُ الفحل) : ماؤه، والمنهيُّ عنه هو ثمنه، والأجر الذي يؤخذ عليه، وإلا فإعارته حلال، وإطراقهُ مباح جائز، والعَسْبُ أيضاً: الكراء الذي يُؤخذ على ضراب الفحل، تقول: عَسَبَ فحلَه يعسِبه عَسْباً، أي أكراه، وعَسْب الفحل أيضاً: ضرابه.
(نُطرِق) إطراق الفحل: إعَارَتُهُ للضِّراب.
__________
(1) رواه الترمذي رقم (1274) في البيوع، باب ما جاء في كراهية عسب الفحل، والنسائي 7 / 310 في البيوع، باب بيع ضراب الجمل، وإسناده صحيح، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (1274) قال: حدثنا عبدة بن عبد الله الخزاعي. والنسائي (7/310) قال: أخبرنا عصمة بن الفضل.
كلاهما - الخزاعي، وعصمة - قالا: حدثنا يحيى بن آدم، عن إبراهيم بن حميد الرؤاسي، عن هشام بن عروة، عن محمد بن إبراهيم التيمي، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، ولا نعرفه إلا من حديث إبراهيم بن حميد، عن هشام بن عروة.(10/592)
8174 - (خ د ت س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: «نَهَى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عن عَسْبِ الفَحلِ» .
أخرجه البخاري وأبو داود والترمذي والنسائي (1) .
__________
(1) رواه البخاري 4 / 379 في الإجارة، باب عسب الفحل، وأبو داود رقم (3429) في البيوع، [ص:593] باب في عسب الفحل، والترمذي رقم (1273) في البيوع، باب ما جاء في كراهية عسب الفحل، والنسائي 7 / 310 في البيوع، باب بيع ضراب الجمل، وانظر ما قاله الحافظ في " الفتح " 4 / 379 حول هذا الحديث.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/14) (4630) قال: حدثنا إسماعيل. والبخاري (3/122) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا عبد الوارث، وإسماعيل بن إبراهيم. وأبو داود (3429) قال: حدثنا مسدد بن مسرهد، قال: حدثنا إسماعيل. والترمذي (1273) قال: حدثنا أحمد بن منيع، وأبو عمار، قالا: حدثنا إسماعيل بن علية. والنسائي (7/310) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: حدثنا إسماعيل ابن إبراهيم. (ح) وأنبأنا حميد بن مسعدة، قال: حدثنا عبد الوارث.
كلاهما - إسماعيل بن إبراهيم بن علية، وعبد الوارث - عن علي بن الحكم، عن نافع، فذكره.(10/592)
8175 - (س) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه -: «نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عن عَسْبِ الفحل» أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 7 / 311 في البيوع، باب بيع ضراب الجمل، وهو حديث صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (7/311) قال: أخبرني محمد بن علي بن ميمون، قال: حدثنا محمد. وفي الكبرى تحفة الأشراف (4135) عن محمد بن حاتم بن نعيم، عن حبان، عن عبد الله بن المبارك.
كلاهما - محمد يوسف الفريابي، وابن المبارك- عن سفيان، عن هشام، عن ابن أبي نعم، فذكره.(10/593)
القُسامة
8176 - (د) أبو سعيد الخدري (1) - رضي الله عنه -: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إياكم والقُسامة، قلنا: وما القُسامة؟ قال الشيءُ يكون بين الناس فينتَقصُ منه» .
وفي رواية نحوه قال: «الرجلُ يكون على الفِئام من الناس، فيأخذ من حظِّ هذا، وحظِّ هذا» . أخرجه أبو داود (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(القُسامة) بالضم: ما يأخذه القَسَّام من الأجرة، وبالكسر: صنعة القَسَّام، ونظيرهما: الجُزَارة، والجِزارة، والمعنى: ما يأخذه القَسَّام جرياً على عادة السماسرة، دون الرجوع إلى أجرة المثل، كتواضعهم على أن يأخذوا من كل ألف شيئاً معلوماً، وذلك حرام، وقال الخطابي: ليس في هذا تحريم [ص:594] إذا أخذ القَسَّام أجرته بإذن المقسوم لهم وإنما هو فيمن ولي أمرَ قوم، أو كان عريفاً، أو نقيباً، فإذا قسم بين أصحابه شيئاً أمسك منه نصيباً لنفسه ليستأثِرَ به عليهم، قال: وقد جاء في الرواية الأخرى «الرجل يكون على الفئام من الناس وهم الجماعة، فيأخذ من حظِّ هذا وحظِّ هذا» .
__________
(1) في المطبوع: عبد الله بن عباس، وهو خطأ.
(2) رقم (2783) و (2784) في الجهاد، باب في كراء المقاسم، وإسناده ضعيف.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أدو داود (2783) قال: حدثنا جعفر بن مسافر التنيسي، قال: حدثنا ابن أبي فديك، قال: حدثنا الزمعي -هو موسى بن يعقوب-، عن الزبير بن عثمان بن عبد الله بن سرافة، أن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان أخبره. فذكره.(10/593)
المعدِن
8177 - (د) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - «أن رجلاً لَزِمَ غَريماً له بعشرة دنانير، قال: والله ما أُفَارِقُكَ حتى تقضيني، أو تأتِيَني بحَمِيل، قال: فَتَحمَّل بها النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-، فأتاه بقَدْر ما وَعدَهُ، فقال له النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: مَنْ أين أصبْتَ هذه (1) ؟ قال: مِن مَعْدِن، قال: لا حاجة لنا فيها، ليس فيها خير، فقضاها عنه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-» أخرجه أبو داود (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الحميل) : الزعيم والكفيل.
__________
(1) في نسخ أبي داود المطبوعة: من أين أصبت هذا الذهب.
(2) رقم (3328) في البيوع، باب في استخراج المعادن، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (2406) في الصدقات، باب الكفالة، وهو حديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه عبد بن حميد (596) قال: حدثني القعنبي. وأبو داود (3328) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي. وابن ماجة (2406) قال: حدثنا محمد بن الصباح.
كلاهما - القعنبي، ومحمد بن الصباح، قالا: حدثنا عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن عمرو بن أبي عمرو، عن عكرمة، فذكره.(10/594)
عطاء السلطان
8178 - (د) سليم بن مطير: من أهل وادي القُرى عن أبيه، أنه [ص:595] حدَّثه (1) قال: سمعتُ رجلاً (2) يقول: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول في حجة الوداع أمرَ الناس ونهاهم، ثم قال: «هل بَلَّغْتُ؟ قالوا: اللهم نعم، ثم قال: إذا تجاحَفَتْ قريش المُلكَ فيما بينها، وعاد العطاءُ رُشَاً فدَعوهُ فقيل: مَنْ هذا؟ قالوا: هذا ذو الزوائد، صاحبُ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-» .
وفي رواية قال: حدَّثني أبي مُطَير: أنه خرج حاجّاً، حتى إذا كانوا بالسُّويدَاءِ إذا أنا برَجُل قد جاءَ، كأنه يطلب دواء - أو حُضَضاً - فقال: أخبرني منْ سمع رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- في حجة الوداع - وهو يَعِظُ الناس ويأمرهم وينهاهم - فقال: «يا أيها الناس، خذوا العطاء ما كان عطاء، فإذا تجاحَفَتْ قريش على المُلْكِ، وكان عن دِين أحدِكم فدَعُوهُ» أخرجه أبو داود (3) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(تجاحفت) تجاحفوا في القتال، بتقديم الجيم على الحاء: إذا تناول بعضهم بعضاً بالسيوف، والفرسان يتجاحفون بينهم الكُرَة بالصوالجة، أي: يتناولونها بها، والمراد من الحديث: أن قريشاً إذا تقاتلوا على الملك.
(رِشاً) جمع رشوة، وهي البِرْطيل.
__________
(1) قال في " عون المعبود ": قوله: أنه حدثه، كذا أورده في " الأطراف "، ثم قال: ورأيت في نسخة في حديث هشام عن سليم عن أبيه قال: سمعت رجلاً، وهو الصواب، أي: بحذف جملة " أنه حدثه ".
(2) في المطبوع: سمعت حذيفة، وهو خطأ.
(3) رقم (2958) و (2959) في الخراج والإمارة، باب في كراهية الافتراض في آخر الزمان، وإسناده ضعيف.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (2959) قال: حدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا سليم بن مطير من أهل وادي القرى - عن أبيه- أنه حدثه، فذكره.
* أخرجه أبو داود (2958) قال: حدثنا أحمد بن أبي الحواري، قال: حدثنا سليم بن مطير شيخ من أهل وادي القرى، قال: حدثني أبي مطير أنه خرج حاجا، حتى إذا كان بالسويداء إذا أنا برجل قد جاء كأنه يطلب دواء وحضضا، فقال: أخبرني من سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في حجة الوداع. فذكره، ولم يسم ذا الزوائد.
قال المزي: ورأيت في نسخة في حديث هشام، عن سليم، عن أبيه، قال: سمعت رجلا، يقول: سمعت رجلا. وهو الصواب. تحفة الأشراف (3546) .(10/594)
التَّكهُّنُ
8179 - (خ) عائشة - رضي الله عنها - قالت: «كان لأبي بكر غُلام يُخرِجُ له الخراجَ، وكان أبو بكر يأكل من خراجه، فجاء يوماً بشيء، ووافق من أبي بكر جوعاً، فأكل منه لُقمة قبل أن يسألَ عنه، فقال له الغلام: تدري ما هذا؟ فقال أبو بكر: وما هو؟ قال: كنتُ تُكهَّنت لإنسانٍ في الجاهلية، وما أُحْسِنُ الكَهانة، إلا أني خَدَعتُه، فلقيني فأعطاني بذلك، فهذا الذي أكلتَ منه، فأدخل أبو بكر إصبَعَه في فيه، فقاء كل شيء في بطنه» . أخرجه البخاري (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(تكهَّنت) التكهُّن: فِعْلُ الكاهن، وهو إخباره لمن يسأله عما يسأله عنه.
__________
(1) 7 / 117 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب أيام الجاهلية.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (3842) قال: حدثنا إسماعيل، قال: حدثني أخي، عن سليمان بن بلال، عن يحيى بن سعيد، عن عبد الرحمن بن القاسم،عن القاسم بن محمد، فذكره.(10/596)
المتباريان
8180 - (د) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: «نهى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عن أكل طعام المتباريين: السِّباقِ، والقِمار» .
وفي رواية قال: «كان ابن عباس يقول: إن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- نهى عن طعام المتباريين أن يؤكلَ» أخرجه أبو داود الثانية (1) . [ص:597]
والأولى ذكرها رزين.
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(المتباريين) بارى فلان فلاناً: إذا عارض فعلَه بفعله.
__________
(1) رقم (3754) في الأطعمة، باب في طعام المتبارين، وإسناده صحيح، ولكن العلماء صححوا [ص:597] إرساله، قال أبو داود: أكثر من رواه عن جرير لا يذكر فيه ابن عباس، وهارون النحوي ذكر فيه ابن عباس أيضاً، وحماد بن زيد لم يذكر ابن عباس. أقول: وله شاهد عند ابن السماك في جزء من حديثه ورقة 64 / 1 من حديث أبي هريرة مرفوعاً بلفظ: المترائيان، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (3754) قال: حدثنا هارون بن زيد بن أبي الزرقاء، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا جرير بن حازم، عن الزبير بن خريت، قال: سمعت عكرمة يقول. فذكره.
* قال أبو داود: أكثر من رواه عن جرير لا يذكر فيه ابن عباس.(10/596)
صنائعُ مَنْهيَّة
8181 - (د) أبو ماجدة وقيل: ابن ماجدة [السهمي] قال: قطعتُ من أذُن غلام: - أو قطعَ من أُذني غُلام - فقدِمَ علينا أبو بكر حاجّاً، فاجتمعنا إليه، فرفعَنا إلى عمر، فقال عمر: إن هذا قد بلغ القصاص، ادعوا لي حجَّاماً، ليقْتصَّ منه، فلما دُعي بالحجام قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «إني قد وهبتُ لخالتي غُلاماً، وأنا أرجوا أن يُبارَك لها فيه، فقلت لها: لا تُسَلِّميه حجَّاماً، ولا صائغاً، ولا قصَّاباً» أخرجه أبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(لا تسلِّمِيه حجَّاماً ولا صائغاً ولا قصَّاباً) إنما كره الصائغ لما يدخل صنعته من الغش، ولكثرة الوعد في فراغ ما يستعمل عنده، والكذب، لأنه [ص:598] يَصوغ الذهب والفضة، وربما كان منه شيء للرجال، وهو حرام، أو كان منه آنية، وهي حرام، وأما القصَّاب والحجَّام فلأجل النجاسة الغالبة على ثوب القصَّاب وبدنه مع تعذُّر الاحتزار، والحجَّام نحوه.
__________
(1) رقم (3430) و (3431) و (3432) في البيوع، باب في الصائغ، وإسناده ضعيف.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (1/17) (102) قال: حدثنا محمد بن يزيد، قال: حدثنا محمد بن إسحاق، قال: حدثنا العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب، عن رجل من قريش من بني سهم، عن رجل منهم يقال له ماجدة. فذكره.
* وفي (1/17) (103) قال أحمد: حدثنا يعقوب، قال: حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، قال: وحدثني العلاء بن عبد الرحمن، عن رجل من بني سهم، عن ابن ماجدة السهمي، فذكره.
* وأخرجه أبو داود (3430) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا حماد، قال: أخبرنا محمد بن إسحاق، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبي ماجدة، فذكره.
* وأخرجه أبو داود (3431) قال: حدثنا يوسف بن موسى، قال: حدثنا سلمة بن الفضل. وفي (3432) قال: حدثنا الفضل بن يعقوب، قال: حدثنا عبد الأعلى.
كلاهما - سلمة، وعبد الأعلى - عن محمد بن إسحاق، قال: حدثنا العلاء بن عبد الرحمن، عن ابن ماجدة السهمي، فذكره.(10/597)
المكس
8182 - (د) عقبة بن عامر - رضي الله عنه - قال: «سمعتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- يقول: لا يدخل الجنةَ صاحبُ مَكس» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (2937) في الخراج، باب في السعاية على الصدقة، وفيه عنعنة محمد بن إسحاق.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/143) قال: حدثنا محمد بن سلمة. وفي (4/150) قال: حدثنا يزيد. والدارمي (1673) قال: أخبرنا أحمد بن خالد. وأبو داود (2937) قال: حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي، قال: حدثنا محمد بن سلمة. وابن خزيمة (2333) قال: حدثنا علي بن المنذر، قال: حدثنا ابن فضيل (ح) وحدثنا محمد بن يحيى الأزدي، قال: حدثنا يزيد بن هارون.
أربعتهم - محمد بن سلمة، ويزيد بن هارون، وأحمد بن خالد، وابن فضيل - عن محمد بن إسحاق عن يزيد بن أبي حبيب، عن عبد الرحمن بن شماسة، فذكره.
* أخرجه أبو داود (2938) قال: حدثنا محمد بن عبد الله القطان، عن ابن مغراء، عن ابن إسحاق. قال: الذي يعشر الناس. يعني صاحب المكس.(10/598)
الكتاب الثاني: في الكذب، وفيه ثلاثة فصول
الفصل الأول: في ذمه وذم قائله
8183 - (ط) صفوان بن سليم رضي الله عنه قال: «قلنا: يا رسول الله أيكونُ المؤمن جباناً؟ قال: نعم، قيل: أيكون بخيلاً؟ قال: نعم، قيل: أيكون المؤمن كذَّاباً؟ قال: لا» أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 2 / 990 مرسلاً في الكلام، باب ما جاء في الصدق والكذب، قال أبو عمر بن عبد البر: لا أحفظه مسنداً من وجه ثابت وهو حديث حسن مرسل. أقول: وقد روي بمعناه مرفوعاً وموقوفاً، والموقوف أشبه، وهو موقوف في حكم المرفوع، وانظر " الترغيب والترهيب " 4 / 28.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في الموطأ (4/526) مع شرح الزرقاني (1928) عن صفوان بن سليم، فذكره.(10/598)
8184 - (ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا كذَبَ العبدُ تباعَدَ عنه المَلَكُ ميلاً من نَتن ما جاء به» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (1979) في البر والصلة، باب ما جاء في الصدق والكذب، وفي سنده عبد الرحيم بن هارون الغساني أبو هشام الواسطي، وهو ضعيف، ومع ذلك فقد قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (1972) قال: حدثنا يحيى بن موسى، قال: قلت لعبد الرحيم بن هارون الغساني: حدثكم عبد العزيز بن أبي روّاد، عن نافع، عن ابن عمر ... قال يحيى: فأقر به عبد الرحيم بن هارون؟ فقال: نعم. فذكره.(10/599)
8185 - (ط) مالك بن أنس بَلَغَهُ أنَّ ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: «إنَّه لا يزال العبد يكذبُ، ويتَحرَّى الكذبَ، فينكَتُ في قلبه نُكتةٌ سوداءُ حتى يَسْودَّ قلبُه فيُكْتَبَ عند الله من الكاذبين» . أخرجه الموطأ (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(التحرِّي) : القصد.
__________
(1) 2 / 990 بلاغاً في الكلام، باب ما جاء في الصدق والكذب، وإسناده منقطع، ولأكثره شاهد في " الصحيحين " من حديث ابن مسعود مرفوعاً.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في الموطأ بلاغا (4/526) (1927) مع شرح الزرقاني.(10/599)
8186 - (د ت) بهز بن حكيم - رحمه الله - عن أبيه عن جدِّه قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «ويل للذِي يُحدِّثُ بالحديث ليُضْحِكَ به القوم، فيَكذِبُ، ويلٌ له، ويلٌ له» أخرجه أبو داود والترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الويل) : الحُزْن والكرب، وإنما يقال ذلك عند المكروه، وقيل: [ص:600] هو شِدَّة العذاب، وقيل: هو اسم وادٍ في جهنم.
__________
(1) رواه أبو داود رقم (4990) في الأدب، باب في التشديد في الكذب، والترمذي رقم (2316) في الزهد، باب فيمن تكلم بكلمة ليضحك بها الناس، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (5/2) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر. وفي (5/5) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (5/5و 7) قال: حدثنا يزيد. والدارمي (2705) قال: أخبرنا يزيد بن هارون. وأبو داود (4990) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى. والترمذي (2315) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا يحيى بن سعيد. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (8/11381) عن علي بن حجر، عن إسماعيل بن إبراهيم. (ح) وعن سويد بن نصر، عن عبد الله بن المبارك.
خمستهم - معمر، ويحيى، ويزيد، وإسماعيل، وعبد الله بن المبارك - عن بهز بن حكيم، عن أبيه، فذكره.(10/599)
8187 - (د) سفيان بن أسيد (1) الحضرمي - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «كبُرتْ خيَانة أن تحدِّثَ أخاكَ حديثاً هوَ لك به مُصدِّق، وأنتَ له به كاذبُ» أخرجه أبو داود (2) .
__________
(1) بفتح الهمزة وكسر السين، ويقال: أسد.
(2) رقم (4971) في الأدب، باب في المعاريض، وإسناده ضعيف.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه البخاري في الأدب المفرد (393) . وأبو داود (4971) قالا: حدثنا حيوة بن شريح الحضرمي، قال: حدثنا بقية بن الوليد، عن ضبارة بن مالك الحضرمي، عن أبيه، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه، فذكره.(10/600)
8188 - (م د) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «كفى بالمرء كذباً أن يُحدِّثَ بكُلِّ ما سَمِعَ» أخرجه مسلم وأبو داود (1) .
__________
(1) رواه مسلم 1 / 10 في المقدمة، باب النهي عن الحديث بكل ما سمع، وأبو داود رقم (4992) في الأدب، باب في التشديد في الكذب.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مسلم في مقدمة كتابه (1/8) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. وأبو داود (4992) قال: حدثنا محمد بن الحسين.
كلاهما - أبو بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن الحسين - قالا: حدثنا علي بن حفص. قال: حدثنا شعبة، عن خبيب بن عبد الرحمن، عن حفص بن عاصم، فذكره.
* قال أبو داود: ولم يسنده إلا هذا الشيخ، يعني علي بن حفص المدائني.
* وأخرجه مسلم في مقدمة كتابه (1/8) قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري. قال: حدثنا أبي. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى. قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. وأبو داود (4992) قال: حدثنا حفص بن عمر.
ثلاثتهم - معاذ العنبري، وعبد الرحمن بن مهدي، وحفص بن عمر - قالوا: حدثنا شعبة، عن خبيب ابن عبد الرحمن، عن حفص بن عاصم، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: فذكره. ليس فيه أبو هريرة.(10/600)