6908 - (خ م) عمرو بن دينار - رحمه الله -: قال: سمعت جابر بن عبد الله يقول: «لما بنيت الكعبةُ ذهب رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- والعباسُ ينقلان الحِجارَةَ، فقال العباس للنبي - صلى الله عليه وسلم-: اجعل إزَارَك على رقبَتِكَ يَقِيكَ الحِجارةَ، - وفعل ذلك قبل أن يُبْعثَ - فَخَرَّ إلى الأرض، فطمَحَتْ عيناه في السماء، فقال: إزاري، إزاري، فشدَّه عليه» وفي رواية «فسقطَ مغشيّاً عليه، فما رؤي بعدُ عُرياناً» أخرجه البخاري ومسلم (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(طمحَتِ) العين إلى الشيء: امتدَّ نظرها إليه.
__________
(1) رواه البخاري 3 / 349 و 350 في الحج، باب فضل مكة وبنيانها، وفي الصلاة في الثياب، باب كراهية التعري في الصلاة وغيرها، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب بنيان الكعبة، ومسلم رقم (340) في الحيض، باب الاعتناء بحفظ العورة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (3/295) قال: حدثنا عبد الرزاق. وفي (3/380) قال: حدثنا محمد بن بكر. والبخاري (2/179) قال: حدثنا عبد الله بن محمد، قال: حدثنا أبو عاصم. وفي (5/51) قال: حدثني محمود، قال: حدثنا عبد الرزاق. ومسلم (1/184) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، ومحمد بن حاتم بن ميمون، جميعا عن محمد بن بكر (ح) وحدثني إسحاق بن منصور، ومحمد بن رافع، قال إسحاق: أخبرنا، وقال ابن رافع: حدثنا عبد الرزاق.
ثلاثتهم - عبد الرزاق، وابن بكر، وأبو عاصم - عن ابن جريج.
2- وأخرجه أحمد (3/310، 333) والبخاري (1/102) قال: حدثنا مطر بن الفضل. ومسلم (1/184) قال: حدثنا زهير بن حرب.
ثلاثتهم - أحمد، ومطر بن الفضل، وزهير - قالوا: حدثنا روح، قال: حدثنا زكريا بن إسحاق.
كلاهما - ابن جريج، وزكريا بن إسحاق - عن عمرو بن دينار، فذكره.(9/301)
6909 - (خ) عمرو بن دينار وعبيد الله بن أبي يزيد - رحمهما الله - قالا: «لم يكن على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم- للمسجد حَائِط، كانوا يصلُّون حولَ البيتِ، حتى كان عُمَرُ، فبنى حولَهُ حائِطاً، [قال عبيد الله] : جَدْرُه قصير، [ص:302] فعلاَّه ابن الزبير» أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) في الأصل بياض في آخره، ولم يرمز له في أوله بشيء، وهو عند البخاري 7 / 110 و 111 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب بنيان الكعبة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه البخاري (2/179) قال: حدثنا أبو النعمان، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن عمرو بن دينار وعبيد الله بن أبي يزيد، فذكراه.
وقال الحافظ في الفتح (7/181) : هذا مرسل، وقيل منقطع، لأن عمرو بن دينار، وعبيد الله بن أبي يزيد من أصاغر التابعين، وأما قوله حتى كان عمر، فمنقطع فإنهما لم يدركا عمر أيضا، وقوله: «فبناه ابن الزبير» هذا القدر هو الموصول من هذا الحديث، وقد أخرجه الإسماعيلي من طريق حماد بن زيد، عن عبيد الله بن أبي يزيد بتمامه.(9/301)
6910 - (خ م س) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «يُخَرِّبُ الكعبةَ ذو السُّوَيْقَتَيْنِ من الحبشة» وفي رواية قال: «ذو السُّوَيْقَتين من الحبشة، يُخَرِّبُ بيتَ الله» .
أخرجه البخاري ومسلم والنسائي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ذو السويقتين) الساق: ساق الإنسان، وهي مؤنثة، وتصغيرها: سُوَيقة بالتاء، على قياس تصغير أمثالها، وتثنيتها: سُوَيقتان، بإثبات التاء في التثنية، لأن تثنيتها مصغرة، وإنما صَغَّرها لأنه أراد ضعفها ودقتها، لأن عامة الحبشة في أسوقتهم دِقَّة وحموشة.
__________
(1) رواه البخاري 3 / 368 في الحج، باب هدم الكعبة، وباب قول الله تعالى: {جعل الله الكعبة البيت الحرام قياماً للناس} ، ومسلم رقم (2909) في الفتن، باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيتمنى أن يكون مكان الميت من البلاء، والنسائي 5 / 216 في الحج، باب بناء الكعبة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه الحميدي (1146) قال: حدثنا سفيان. قال: حدثنا زياد بن سعد أبو عبد الرحمن الخراساني. وأحمد (2/310) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر. والبخاري (2/182) قال: حدثنا علي بن عبد الله. قال: حدثنا سفيان. قال: حدثنا زياد بن سعد. وفي (2/183) قال: حدثنا يحيى بن بكير. قال: حدثنا الليث، عن يونس. ومسلم (8/183) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وابن أبي عمر. قالا: حدثنا سفيان بن عيينة، عن زياد بن سعد. (ح) وحدثني حرملة بن يحيى. قال: أخبرنا ابن وهب. قال: أخبرني يونس. والنسائي (5/216) قال: أخبرنا قتيبة. قال: حدثنا سفيان، عن زياد بن سعد.
ثلاثتهم - زياد بن سعد، ومعمر بن راشد، ويونس بن يزيد - عن ابن شهاب الزهري، عن سعيد بن المسيب، فذكره.
* لفظ رواية معمر: «في آخر الزمان يظهر ذو السويقتين على الكعبة. قال: حسبت أنه قال: فيهدمها.» . وبلفظ: «ذو الوسيقتين من الحبشة يخرب بيت الله عز وجل.» .
أخرجه أحمد (2/417) ومسلم (8/183) قالا: حدثنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا عبد العزيز، يعني، الدراوردي، عن ثور بن زيد، عن أبي الغيث، فذكره.(9/302)
6911 - (خ) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «كأني به أسوَدُ أفْحَجُ، يقلعها حَجَراً حَجَراً - يعني الكعبةَ» أخرجه البخاري (1) . [ص:303]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أفحج) الفَحَج: بعيد ما بين الساقين.
__________
(1) 3 / 368 في الحج، باب هدم الكعبة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (1/228) (2010) قال: حدثنا يحيى وعبد بن حميد (713) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم، قال: حدثنا الحارث بن عبيد. والبخاري (2/183) قال: حدثنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى بن سعيد.
كلاهما - يحيى بن سعيد، والحارث بن عبيد - قالا: حدثنا عبيد الله بن الأخنس، قال: حدثني ابن أبي مليكة، فذكره.(9/302)
6912 - (د) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «اتْرُكُوا الحبشةَ ما تَركوكم، فإنَّه لا يَستَخْرِجُ كَنْزَ الكَعْبة إلا ذُو السُّوَيْقَتَيْنِ من الحَبَشَةِ» أخرجه أبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(كنز) المال: المخبأ، وأراد به: مال الكعبة الذي كان مُعَدّاً فيها من النذور التي كانت تُحْمَلُ إليها قديماً وغيرها.
__________
(1) رقم (4309) في الملاحم، باب النهي عن تهييج الحبشة، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 5 / 371، وإسناده ضعيف، والفقرة الأولى منه " اتركوا الحبشة ما تركوكم " رواها أبو داود أيضاً رقم (4302) بلفظ: " دعوا الحبشة ما ودعوكم " وقد تقدم الكلام عليه رقم (6811) ، والفقرة الثانية " فإنه لا يستخرج كنز الكعبة إلا ذو السويقتين من الحبشة " لها شواهد بمعناها في " الصحيحين " و " مسند أحمد " وأبي قرة في " السنن "، تقوى بها، وانظر " الفتح " 3 / 369.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (4309) قال:حدثنا القاسم بن أحمد البغدادي،قال:حدثنا أبو عمار،عن زهير ابن محمد، عن موسى بن جبير، عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف، فذكره.(9/303)
الفصل الثاني: في فضل مدينة الرسول - صلى الله عليه وسلم -
الفرع الأول: في تحريمها
6913 - (خ م) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال عاصم بن سليمان الأحول: قلت لأنس: أحرَّم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- المدينة؟ قال: نعم، ما بين كذا إِلى كذا، فمن أحدَثَ فيها حَدَثاً، قال لي: هذه شديدة، من أحدث فيها حَدَثاً فعليه لعنةُ الله والملائكةِ والنَّاس أجمعين، لا يقبل الله منه يوم القيامة صَرْفاً ولا عَدْلاً» وفي رواية قال: «سألت أنساً أحرَّم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- المدينة؟ قال: نعم، هي حرام، لا يُخْتلى خَلاَها، فمن فعل ذلك: فعليه لعنةُ الله والملائكة والناس أجمعين» وفي رواية عن أنس - يتضَّمن ذِكرَ زواجه بصفية بنت حُيَي - وسيجيءُ في «كتاب النكاح» من حرف النون، وقال في آخره: «ثم أقبل حتى إذا بدا له أُحُد، قال: هذا جبل يحبُّنا ونُحبُّه، فلما أشرف على المدينة قال: «اللهم إني أُحَرِّمُ ما بين [ص:305] جَبَلَيْها مِثل ما حرَّم إبراهيم مكة، اللهم بارِكْ لهم في مُدِّهم وصَاعِهم» . أخرجه البخاري ومسلم (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الحَدَث) : الأمر الحادث المنكر الذي ليس بمعتاد ولا معروف في السُّنَّة، وأما المحدِث، فيروى بكسر الدال وهو فاعل الحدث وبفتحها وهو الأمر المبتدَع نفسُه.
(الصرف) : النافلة.
(العدل) : الفريضة.
__________
(1) رواه البخاري 4 / 69 - 72 في فضائل المدينة، باب حرم المدينة، وفي الاعتصام، باب إثم من آوى محدثاً، ومسلم رقم (1365) و (1366) و (1367) في الحج، باب فضل المدينة ودعاء النبي صلى الله عليه وسلم فيها بالبركة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (3/199) قال: حدثنا يزيد بن هارون. والبخاري (3/238) قال: حدثنا حسن بن موسى، قال: حدثنا حماد بن سلمة. والبخاري (3/25) قال: حدثنا أبو النعمان، قال: حدثنا ثابت بن يزيد. وفي (9/123) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا عبد الواحد. ومسلم (4/114) قال: حدثنا حامد بن عمر، قال: حدثنا عبد الواحد (ح) وحدثني زهير بن حرب، قال: حدثنا يزيد بن هارون.
أربعتهم - يزيد، وحماد، وثابت، وعبد الواحد - عن عاصم الأحول، فذكره.
وأخرجه أحمد (3/242) قال: حدثنا مؤمل، قال: حدثنا حماد، عن حميد، وعاصم، فذكراه.(9/304)
6914 - (خ م د ت س) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: ما كتبنا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- إلا القُرآن، وما في هذه الصَّحِيفَةِ، قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «المدينةُ حرام ما بين عَيْر إلى ثَوْر، فمن أحدثَ فيها حَدَثاً، أو آوَى مُحدِثاً، فعليه لعنةُ الله والملائكة والنَّاسِ أجمعين، لا يُقْبلُ منه عَدْل ولا صَرْف، ذِمَّةُ المسلمين واحدة، يسعى بها أدْناهم، فمن أخْفَرَ مُسلِماً، فعليه لعْنَةُ الله والملائِكَةِ والنَّاسِ أجْمَعِين، لا يُقْبَلُ منه عَدْل ولا صَرْف» . [ص:306]
أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي.
ولأبي داود - بهذه القصة - وقال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا يُختلى خَلاها، ولا يُنَفَّرُ صَيْدُها، ولا يَلتَقطُ لُقطَتَها، إلا من أشادَ بها، ولا يصلحُ لرجل أن يحمل فيها السِّلاح لقتال، ولا أن يَقْلَعَ منها شَجرة، إلا أن يَعْلِفَ رجل بعيرَهُ» .
وفي رواية البخاري قال: «خطبنا عليّ على منبر من آجُرّ وعليه سيف فيه صحيفة مُعلَّقَة، فقال: والله ما عندنا من كتاب يقرأ إلا كتاب الله عزَّ وجلَّ، وما في هذه الصحيفة، فَنَشَرَها، فإذا فيها: أسنانُ الإبل، وإذا فيها: المدينةُ حَرم، من عَيرٍ إلى كَدَاءَ، فمن أحدث فيها حَدَثاً، فعليه لعنةُ الله والملائكةِ والناس أجمعين، لا يقبلُ الله منه صَرْفاً ولا عَدْلاً» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(عَير، وثور) جبلان، فأما عَير: فبالمدينة، وأما ثور: فالمعروف [ص:307] بمكة، والحديث يُعْطِي أنه بالمدينة، وليس بالمدينة جبل يسمى ثوراً، ولعل الحديث «ما بين عَير إلى أُحُدٍ» والله أعلم (2) .
(خَفَرْت الرجُل) : إذا أمَّنته، وأخفرتُه: إذا نَقَضْتَ عهده.
(الإشادة) : رفعُ الصوت بالشيء، والمراد به: تعريف اللقطة وإنشادها.
__________
(1) رواه البخاري 4 / 73 في فضائل المدينة، باب حرم المدينة، وفي الجهاد، باب ذمة المسلمين وجوارهم واحدة، وباب إثم من عاهد ثم غدر، وفي الفرائض، باب إثم من تبرأ من مواليه، وفي الاعتصام، باب ما يكره من التعمق والتنازع في العلم والغلو في الدين والبدع، ومسلم رقم (1370) في الحج، باب فضل المدينة، وأبو داود رقم (2034) و (2035) في المناسك، باب في تحريم المدينة، والترمذي رقم (2128) في الولاء والهبة، باب ما جاء فيمن تولى غير مواليه أو ادعى إلى غير أبيه، والنسائي ... .
(2) الصواب ما قاله غير واحد من العلماء المحققين، منهم السمهودي في " خلافة الوفا في أخبار دار المصطفى صلى الله عليه وسلم ": إن بالمدينة جبلاً صغيراً خلف أحد يقال له: ثور، وهو معروف عند أهل المدينة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (1/81) (615) قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (1/126) (1037) قال: حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان. والبخاري (3/26) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا سفيان. وفي (4/122) قال: حدثني محمد، قال: أخبرنا وكيع. وفي (4/124) قال: حدثنا محمد بن كثير، قال: أخبرنا سفيان. وفي (8/192) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا جرير. وفي (9/119) قال: حدثنا عمر بن حفص بن غياث، قال: حدثنا أبي. ومسلم (4/115) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب وأبو كريب. جميعا عن أبي معاوية. (ح) وحدثني علي بن حجر السعدي، قال: أخبرنا علي بن مسهر. (ح) وحدثني أبو سعيد الأشج، قال: حدثنا وكيع. (ح) وحدثني عبيد الله بن عمر القواريري ومحمد بن أبي بكر المقدمي، قالا: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: حدثنا سفيان. وفي (4/217) قال: حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا أبو معاوية. وأبو داود (2034) قال: حدثنا محمد بن كثير، قال: أخبرنا سفيان. والترمذي (2127) قال: حدثنا هناد، قال: حدثنا أبو معاوية. والنسائي في الكبرى الورقة (56 أ) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود، قال: حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان.
ستتهم - أبو معاوية، وسفيان، ووكيع، وجرير، وحفص، وعلي بن مسهر - عن الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن أبيه، فذكره.
وبنحوه: أخرجه أحمد (1/151) (1297) . والنسائي في الكبرى الورقة (56/2) قال: أخبرنا بشر بن خالد.
كلاهما - أحمد بن حنبل، وبشر - عن محمد بن جعفر غندر، قال: حدثنا شعبة، عن سليمان الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن الحارث بن سويد، فذكره.(9/305)
6915 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه - أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «المدينةُ حَرَم، فمن أحدثَ فيها حَدَثاً، أو آوى مُحْدِثاً فعليهِ لعنة الله والملائكةِ والنَّاسِ أجمعين، لا يُقبَلُ منه يومَ القيامة عَدْل ولا صَرْف» زاد في رواية: «وذِمَّةُ المسلمينَ واحِدَة، يسعى بها أدناهُم، فمن أخْفَرَ مُسلماً: فعليه لعنةُ الله والملائكة والنَّاس أجْمَعِين، لا يُقْبلُ منه يومَ القيامة عَدْل ولا صَرف» وزاد في أخرى: «ومن تَوَلَّى قوماً بغير إذْنِ مَواليه، فعليه لعنة الله والملائكة والنَّاس أجمعين، ولا يقبلُ منه يومَ القيامة عَدل ولا صَرف» وفي رواية: «ومَن وَالى غير مَواليه بغير إذْنِهم» .
أخرجه مسلم (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(وَالَى قوماً بغير إذن مواليه) ظاهر هذا اللفظ: أنهم إذا أذِنوا له أن [ص:308] يواليَ غيرهم جاز له، وليس الأمر على هذا، فإنهم لو أذنوا له لم يجز له، وإنما ذلك على معنى التوكيد لتحريمه، والتنبيه على بطلانه، وذلك: أنه إذا استأذن أولياءه في موالاة غيرهم، منعوه من ذلك، وإذا استبدّ دونهم: خفي أمره عليهم، فربما ساغَ له ذلك، فإذا تطاول عليه الوقت وامتد الزمان، عُرف بولاء من انتقل إليهم، فيكون ذلك سبباً لبطلان حق مواليه، فهذا وجه ما ذكر من إذنهم.
__________
(1) رقم (1371) في الحج، باب فضل المدينة، ورقم (1508) في العتق، باب تحريم تولي العتيق غير مواليه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/526) قال: حدثنا يحيى بن آدم. قال: حدثنا قطبة. ومسلم (4/116) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا حسين بن علي الجعفي، عن زائدة. (ح) وحدثنا أبو بكر بن النضر بن أبي النضر. قال: حدثني أبو النضر. قال: حدثني عبيد الله الأشجعي، عن سفيان.
ثلاثتهم - قطبة، وزائدة، وسفيان - عن سليمان الأعمش، عن أبي صالح، فذكره.
وبنحوه: أخرجه أحمد (2/450) قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، فذكره.(9/307)
6916 - (خ م) عبد الله بن زيد المازني - رضي الله عنه - أنه سمع رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «إنَّ إبراهيم حَرَّمَ مَكَّةَ، ودعا لها - وفي رواية: ودعا لأهلها - وإني حرَّمْتُ المدينةَ، كما حرَّمَ إبراهيمُ مكَّةَ، وإني دعوتُ في صَاعِها ومُدِّها بمثلي ما دعا به إبراهيم لأهلِ مكة» . أخرجه البخاري ومسلم (1) .
__________
(1) رواه البخاري 4 / 290 في البيوع، باب بركة صاع النبي صلى الله عليه وسلم ومده، ومسلم رقم (1360) في الحج، باب فضل المدينة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (4/40) وعبد بن حميد (518) كلاهما عن عفان بن مسلم، قال: حدثنا وهيب بن خالد. والبخاري (3/88) قال: حدثنا موسى، قال: حدثنا وهيب. ومسلم (4/112) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا عبد العزيز -يعني الدراوردي (ح) وحدثنيه أبو كامل الجحدري، قال: حدثنا عبد العزيز -يعني ابن المختار- (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا خالد بن مخلد، قال: حدثني سليمان بن بلال. (ح) وحدثناه إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا المخزومي، قال: حدثنا وهيب.
أربعتهم - وهيب، وعبد العزيز الدراوردي، وعبد العزيز بن المختار، وسليمان - عن عمرو بن يحيى، عن عباد بن تميم، فذكره.(9/308)
6917 - (م) عتبة بن مسلم - رحمه الله - قال: قال نافع بن جبير: إنَّ مَرْوانَ ابن الحكم خطبَ النَّاسَ، فذكر مكة وأهلَها وحُرمَتَها، فناداه رافعُ بن خَديج، فقال: «ما لي أسمعك ذكرتَ مكةَ وأهلَها وحُرْمَتها، ولم تذكر المدينة، وأهلَها وحُرمَتها، وقد حرَّمَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ما بين لابَتَيْها وذلك عندنا في أديمٍ خَوْلانيّ، إن شئت أقرأتُكه؟ فسكتَ مَرْوان، ثم [ص:309] قال: قد سَمِعْتُ بعض ذلك» وفي رواية عن رافع [بن خديج] قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إنَّ إبراهيمَ حَرَّمَ مكة، وإني أحرِّم ما بينَ لابَتَيها» . يريد المدينة، أخرجه مسلم (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(اللابة) : الحَرَّة، وهي الأرض ذات الحجارة السود، والمدينة بين حَرَّتين.
__________
(1) رقم (1361) في الحج، باب فضل المدينة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (4/141) قال: حدثنا سريج، قال: حدثنا فليح. ومسلم (4/112) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب، قال: حدثنا سليمان بن بلال.
كلاهما - فليح، وسليمان - عن عتبة بن مسلم، عن نافع بن جبير، فذكره.
والرواية الثانية: أخرجها أحمد (4/141) قال: حدثنا يحيى بن غيلان، قال: حدثنا رشدين. وفي (4/141) ومسلم (4/112) قالا أحمد، ومسلم: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا بكر بن مضر.
كلاهما - رشدين، وبكر - عن يزيد بن عبد الله بن الهاد، عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن عبد الله بن عمرو، فذكره.(9/308)
6918 - (م) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - أنه سمع رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «إنِّي حرَّمْتُ ما بين لابَتَي المدينة، كما حرَّم إبراهيمُ مكة» ثم قال الراوي: كان أبو سعيد يأخذ - أو قال: يجد - أحدَنا في يده الطيرُ، فَيَفُكُّه من يده، ثم يُرْسِلُهُ. أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (1374) في الحج، باب فضل المدينة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مسلم (4/118) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن عبد الله بن نمير، وأبو كريب، جميعا عن أبي أسامة، عن الوليد بن كثير، قال: حدثني سعيد بن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري، أن عبد الرحمن أحدثه، فذكره.
وبنحوه: أخرجه أحمد (3/23) والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (4447) عن يعقوب بن إبراهيم.
كلاهما - أحمد، ويعقوب - عن يحيى بن سعيد، عن سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة، عن عمته زينب، فذكرته.(9/309)
6919 - (م) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إنَّ إبراهيمَ حرَّمَ مكةَ، وأني حَرَّمْتُ المدينةَ، ما بين لابَتَيْها، لا يُقطَع عِضَاهُها، ولا يُصَادُ صَيْدُها» أخرجه ... (1) .
__________
(1) في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه مسلم، وهو عنده رقم (1362) في الحج، باب فضل المدينة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (3/336 و 393) قال: حدثنا حسن، قال: حدثنا ابن لهيعة.
2- وأخرجه عبد بن حميد (1076) قال: حدثني ابن أبي شيبة، قال: حدثنا قبيصة بن عقبة. ومسلم (4/113) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وعمرو الناقد، عن أبي أحمد، محمد بن عبد الله الأسدي. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (2748) عن محمد بن بشار، عن عبد الرحمن.
ثلاثتهم - قبيصة، وأبو أحمد، وعبد الرحمن - عن سفيان.
كلاهما - ابن لهيعة، وسفيان - عن أبي الزبير، فذكره.(9/309)
6920 - (م د) عامر بن سعد بن أبي وقاص: «أن سعداً - رضي الله [ص:310] عنه - ركب إلى قصره بالعقيق، فوجد عبداً يقطعُ شَجَراً، أو يَخْبِطُهُ، فسَلَبَه فلما رجعَ سعد جاءه أهْلُ العَبْدِ، فكلَّمُوه أن يَرُدَّ على غلامهم - أو عليهم - ما أخذ من غلامهم، فقال معاذ الله أن أرُدَّ شيئاً نَفَّلَنِيه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- وأبى أن يردَّه عليهم» أخرجه مسلم.
وفي رواية أبي داود عن سعد [بن أبي وقاص] : «أنه وجد عبيداً من عبيد المدينة يقطعون من شَجَرِ المدينة، فأخذَ متاعَهُم، وقال لمواليهم: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- ينهى أن يُقطع من شَجَرِ المدينة شيء، وقال: من قَطَعَ منه شيئاً فَلِمَنْ أخَذَهُ سَلَبُهُ» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(خبطتُ) الشجر: إذا ضربتَها لينتثر ورقها.
(التنفيل) : الزيادة في العطاء، وأن يعطيه خاصة دون غيره.
__________
(1) رواه مسلم رقم (1364) في الحج، باب فضل المدينة، وأبو داود رقم (2038) في المناسك، باب في تحريم المدينة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (1/168) (1443) ومسلم (4/113) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، وعبد بن حميد. ثلاثتهم - أحمد، وإسحاق، وعبد - عن عبد الملك بن عمرو العقدي أبي عامر، قال: حدثنا عبد الله بن جعفر، عن إسماعيل بن محمد بن سعد، عن عامر بن سعد، فذكره.
ورواية أبي داود أخرجها (2038) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا ابن أبي ذئب، عن صالح مولى التوأمة، عن مولى لسعد، فذكره.(9/309)
6921 - (د) سليمان بن أبي عبد الله - رحمه الله - قال: رأيتُ سعدَ بنَ أبي وقاص أخذَ رجلاً يصيد في حرمِ المدينةِ الذي حرَّم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، فسَلَبَهُ ثِيابَهُ، فجاء مواليه فكلَّمُوهُ [فيه] ، فقال: «إن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- حرَّم هذا الحرَمَ، وقال: من أخذَ أحداً يصيد فيه فليسْلُبْه، فلا أرُدُّ عليكم [ص:311] طُعْمةً أطعمنيها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، ولكن إن شئتم دفعتُ إليكم ثَمَنَهُ» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (2037) في المناسك، باب في تحريم المدينة، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " رقم (1460) ، وهو حديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن: أخرجه أحمد (1/170) (1460) قال: حدثنا عفان. وأبو داود (2037) قال: حدثنا أبو سلمة.
كلاهما - عفان، وأبو سلمة موسى بن إسماعيل - قالا: حدثنا جرير يعني ابن حازم، قال: حدثني يعلى ابن حكيم، عن سليمان بن أبي عبد الله، فذكره.(9/310)
6922 - (ط) مالك بن أنس - رحمه الله -: عن رجل أنه قال: «دخل عليَّ زيدُ بن ثابت بالأسواف (1) ، وقد اصطدتُ نُهَساً، فأخذه من يدي، فأرسله» أخرجه «الموطأ» (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(النُّهَس) : طائر يشبه الصُّرَد، إلا أنه غير مُلَمَّعٍ، يُديم تحريكَ ذَنَبِه يَصِيدُ العصافير.
__________
(1) في المطبوع: بالأسواق، وهو خطأ.
(2) 2 / 890 في كتاب الجامع، باب ما جاء في تحريم المدينة، وفيه جهالة الرجل الذي دخل على زيد بن ثابت، وقد روى الحديث أحمد والطبراني وسميا الرجل بـ " شرحبيل بن سعد " وهو ضعيف، وقال الحافظ في " التقريب ": هو صدوق اختلط بأخرة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك (1713) عن رجل، فذكره.
وقال الزرقاني في شرح الموطأ (4/284) عن رجل: قال أبو عمر: يقال إنه شرحبيل بن سعد، وهو في مسند أحمد، ومعجم الطبراني عن شرحبيل بن سعد، وهو من موالى الأنصار.(9/311)
6923 - (ط) أبو أيوب الأنصاري - رضي الله عنه -: [أنه] «وجد غِلْماناً قد ألجؤوا ثعلباً إلى زاوية، فطردَهُم عنه، قال مالك: لا أعلم إلا أنه قال: أفي حَرَمِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- يُصْنَعُ هذا؟» أخرجه «الموطأ» (1) .
__________
(1) 2 / 890 في كتاب الجامع، باب ما جاء في تحريم المدينة، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: أخرجه مالك (1712) عن يونس بن يوسف، عن عطاء بن يسار، فذكره.(9/311)
6924 - (خ م ط ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: لو رأيتُ [ص:312] الظِّباء ترتَعُ بالمدينة ما ذَعَرْتُها، قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «ما بين لابَتَيْها حَرام» .
وفي رواية: قال: «حَرَّمَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ما بين لابَتَيْ المدينة» قال أبوهريرة: «فلو وجدتُ الظِّباءَ ما بين لابَتَيْها ما ذَعَرتُها، قال: وجعل اثني عشرَ ميلاً حول المدينة حِمى» أخرجه البخاري ومسلم، وأخرج «الموطأ» والترمذي إلى قوله: «حَرام» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 4 / 77 في الحج، باب بين لابتي المدينة، ومسلم رقم (1372) في الحج، باب فضل المدينة، والموطأ 2 / 889 في كتاب الجامع، باب ما جاء في تحريم المدينة، والترمذي رقم (3917) في المناقب، باب ما جاء في فضل المدينة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مالك الموطأ (555) وأحمد (2/236) قال: حدثنا عبد الرحمن، عن مالك. وفي (2/279) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر. في (2/487) قال: حدثنا إسماعيل. قال: حدثنا عبد الرحمن بن إسحاق. والبخاري (3/26) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. قال: أخبرنا مالك. ومسلم (4/116) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. قال: قرأت على مالك. (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم ومحمد بن رافع وعبد بن حميد. قال إسحاق: أخبرنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر. والترمذي (3921) قال: حدثنا الأنصاري. قال: حدثنا معن. قال: حدثنا مالك. (ح) وحدثنا قتيبة، عن مالك. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (10/13235) عن قتيبة، عن مالك.
ثلاثتهم - مالك، ومعمر، وعبد الرحمن بن إسحاق - عن ابن شهاب الزهري، عن سعيد بن المسيب، فذكره. زاد في رواية معمر: «وجعل اثني عشر ميلا حول المدينة حمى.» ..(9/311)
6925 - (د) جابر بن عبد الله- رضي الله عنهما - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا يُخْبَط ولا يُعضد حِمَى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ولكن يُهَشُّ هَشّاً رفيقاً» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (2039) في المناسك، باب تحريم المدينة، وإسناده ضعيف، ولكن له شواهد بمعناه منها حديث عدي بن زيد الذي سيأتي برقم (6927) .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (2039) قال: حدثنا محمد بن حفص أبو عبد الرحمن القطان، قال: حدثنا محمد بن خالد، قال: أخبرني خارجة بن الحارث الجهني، قال: أخبرني أبي، فذكره.(9/312)
6926 - (م) سهل بن حنيف - رضي الله عنه - قال: «أهوى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- بيده إلى المدينة، وقال: إنها حَرَم آمِن» أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (1375) في الحج، باب الترغيب في سكنى المدينة والصبر على لأوائها.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (3/486) قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أنبأنا العوام. ومسلم (4/118) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا علي بن مسهر.
كلاهما - العوام، وعلي - عن أبي إسحاق الشيباني، عن يسير بن عمرو، فذكره.(9/312)
6927 - (د) عدي بن زيد - رضي الله عنه - «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- حمى كلَّ ناحية من المدينة بَريداً بريداً، لا يُخبَط شجره، ولا يُعضَد، [ص:313] ولا يُقطع منها إلا ما يسوق به إنسان بعيره» . أخرجه ... (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(البريد) : المسافة التي كان يسكنها خيل البريد، وهي فرسخان، وقيل أربعة (2) ، والأصل فيه: أن البريد هو البغْلُ، وهي كلمة فارسية، أصلها: بُريده دَمْ: أي محذوف الذنب، لأن بغال البريد كانت محذوفات الأذناب، فعربت الكلمة وخفِّفَت، ثم سمّى الرسول الذي يركَبُهُ بريداً، والمسافة التي تكون بين السكّتين بريداً.
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه أبو داود، وهو عنده رقم (2036) في المناسك، باب في تحريم المدينة، وإسناده ضعيف، ولكن له شواهد بمعناه يقوى بها منها الذي بعده.
(2) وهو الأشهر، وقال الشاعر في تحديد المسافاة القديمة:
إن البريد من الفراسخ أربع ... ولفرسخ فثلاث أميال ضعوا
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (2036) قال: حدثنا محمد بن العلاء، أن زيد بن الحباب حدثهم، قال: حدثنا سليمان بن كنانة مولى عثمان بن عفان، قال: أخبرنا عبد الله بن أبي سفيان، فذكره.(9/312)
الفرع الثاني: في المقام بها، والخروج منها
6928 - (م) أبو سعيد مولى المهري: «أنه أصابهم بالمدينة جَهْد وشِدة، وأنه أتى أبا سعيد [الخُدَري - رضي الله عنه -] فقال له: إني كثير العيال، وقد أصابتنا شِدَّة، فأردتُ أن أنقلَ عيالي إلى بعض الرِّيف، فقال أبو سعيد: لا تَفْعَلْ، الزم المدينةَ، فإنا خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أظن أنه قال: حتى قَدِمْنا عُسْفانَ - فأقمنا بها لياليَ، فقال الناس: والله ما نحن هاهنا [ص:314] في شيء، وإن عيالنا لخُلُوف، ما نأمَنُ عليهم، فبلغ ذلك النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-، فقال: ما هذا الذي بلغني من حَدِيثكم؟ [ما أدري كيف؟ قال: والذي أحلف به - أو والذي نفسي بيده -] لقد هممتُ - أو إن شئتم - لا أدري أيتَهما قال: لآمُرَنَّ بناقتي فَتُرْحَل، ثم لا أحُلُّ لها عقدة حتى أقدم المدينة، وقال: اللهم إن إبراهيم حرَّم مكة، فجعلها حَراماً، وإني حَرَّمت المدينة حراماً ما بين مأزِميْها: أن لا يُهْرَاق فيها دَم، ولا يُحْمَل فيها سلاح لقتال، ولا تُخبَط فيها شجرة إلا لعلف، اللهم بارك لنا في مدينتنا، اللهم بارك لنا في صاعنا، اللهم بارك لنا في مُدِّنا، اللهم بارك لنا في صاعنا، [اللهم باركْ لنا في مُدِّنا] ، اللهم بارك لنا في مدينتنا، اللهم اجعل مع البركة بركتين، والذي نفسي بيده، ما من المدينة شِعْب ولا نَقْب إلا عليه مَلَكان يحرسانها، حتى تَقْدَموا إليها، ثم قال للناس: ارتَحِلوا، فارْتَحَلْنا، فأقْبَلْنا إلى المدينة، فوالذي نَحْلِفُ به - أو يُحْلَفُ به - ما وضعنا رحالنا حين دخلنا المدينة، حتى أغارَ علينا بنوعبد الله بن غطَفان، وما يَهِيجُهم قبل ذلك شيء» .
وفي رواية أنه جاء إلى أبي سعيد لياليَ الحَرَّة، فاستشاره في الجلاء من المدينة، وشكا إليه أسعارها، وكثرة عياله، وأخبره أنْ لا صبر له على جَهْد المدينة ولأوَائِها، فقال له: ويحك، لا آمرك، بذلك، إني سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «لا يصبر أحد على لأوائها فيموت إلا كنت له شفيعاً - أو شهيداً [ص:315] يوم القيامة، إذا كان مسلماً» أخرجه مسلم (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الرِّيف) : الخصب وكثرة النبات في الأرض.
(حَيٌّ خُلوف) : قد غاب رجاله عنه، وأقام النساء والأطفال.
(مأَزِميها) : كل طريق بين جبلين: مأزِم، ومنه سمّي الموضع الذي بين المشعر الحرام وبين عرفة: مأزمين.
(النَّقب) : المضيق بين الجبلين، والجمع: النقوب، والأنقاب، والنقاب.
(الَّلأواء) : الشدة والأمر العظيم الذي يشق على الإنسان، من عيش أو قحطٍ، أو خوفٍ ونحو ذلك.
(هاجَهُمُ) العدوُّ يَهيجُهُمْ: أي حرَّكهم وأخافهم وأزعجهم.
__________
(1) رقم (1374) في الحج، باب الترغيب في سكنى المدينة والصبر على لأوائها.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (3/34) قال: حدثنا أبو عامر، قال: حدثنا علي- يعني ابن المبارك-. وفي (3/47) قال: حدثنا عبد الصمد، قال: حدثنا حرب. وفي (3/91) قال: حدثنا إسماعيل، قال: حدثني علي ابن المبارك. (ح) وروح قال: حدثنا حسين المعلم. ومسلم (4/118) قال: حدثنا زهير بن حرب، قال: حدثنا إسماعيل بن علية، عن علي بن المبارك (ح) وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبيد الله بن موسى، قال: أخبرنا شيبان (ح) وحدثني إسحاق بن منصور، قال: أخبرنا عبد الصمد، قال: حدثنا حرب يعني ابن شداد.
أربعتهم - علي بن المبارك، وحرب، وحسين المعلم، وشيبان - عن يحيى بن أبي كثير.
2- وأخرجه مسلم (4/117) والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (4416) .
كلاهما - مسلم، والنسائي- عن حماد بن إسماعيل بن علية، قال: حدثنا أبي، عن وهيب، عن يحيى ابن أبي إسحاق.
كلاهما - ابن أبي كثير، وابن أبي إسحاق - عن أبي سعيد مولى المهري، فذكره.
* رواية يحيى بن أبي كثير مختصرة على «اللهم بارك لنا في صاعنا ومدنا، واجعل مع البركة بركتين» .
* وزاد في رواية أحمد (3/34، 91) «أن النبي -صلى الله عليه وسلم- بعث بعثا إلى لحيان بن هذيل، قال: لينبعث من كل رجلين أحدهما، والآخر بينهما» .
والرواية الثانية:
أخرجها أحمد (3/29) قال: حدثنا أبو أحمد الزبيري، قال: حدثنا أبو النعمان عبد الرحمن بن النعمان الأنصاري. وفي (3/58) قال: حدثنا حجاج، قال: حدثنا ليث (ح) وحدثنا الخزاعي، قال: أخبرنا ليث، قال: حدثني سعيد بن أبي سعيد. وفي (3/69) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الرازي، قال: حدثنا سلمة بن الفضل، قال: حدثنا محمد بن إسحاق، عن محمد بن ثابت بن شرحبيل. وعبد بن حميد (982) قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا عبد الرحمن بن النعمان. ومسلم (4/118) والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (4415) .
كلاهما - مسلم، والنسائي - عن قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا ليث، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري.
ثلاثتهم - عبد الرحمن بن النعمان، وسعيد، ومحمد بن ثابت - عن أبي سعيد المهري، فذكره.(9/313)
6929 - (م ط ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: يُحَنِّسُ مولى مصعب بن الزبير: إنه كان جالساً عند عبد الله بن عمر في الفتنة، فأتته مولاة له تُسَلِّم عليه، فقالت: إني أردتُ الخروج يا أبا عبد الرحمن، اشتدَّ علينا الزمان، فقال لها عبد الله: اقعدي لَكاعِ، فإني سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «لا يصبر على لأوائها وشِدتها أحد إلا كنت له شهيداً وشفيعاً يوم القيامة» يعني المدينة. [ص:316]
وفي رواية عن نافع عن ابن عمر: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَنْ صَبَرَ على لأوائِها [وشِدَّتها]- يعني المدينة - كنتُ له شفيعاً، أو شهيداً يوم القيامة» أخرجه مسلم.
وأخرج «الموطأ» الثانية، وأخرج الترمذي نحو الأولى، وفيه: قالت: «إني أُريدُ [أن] أخرجَ إلى العراق، قال: فهلاَّ إلى الشام أرضِ المَنْشَرِ؟ واصبري لَكاع» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(لَكاع) : رجل لكع وامرأة لكاع: إذا كانا لئيمين، وقيل: هو وصف بالحمق، وقيل: العبد عند العرب: لكع، والأمة: لكاع.
(أرض المنشر) : الموضع الذي ينشر الله الموتى فيه يوم القيامة، أي: يحييهم ويُخرجهم من القبور للعرض والحساب، وذلك الموضع هو بالأرض المقدسة، وهي من الشام.
__________
(1) رواه مسلم رقم (1377) في الحج، باب الترغيب في سكنى المدينة والصبر على لأوائها، والموطأ 2 / 885 و 886 في الجامع، باب ما جاء في سكنى المدينة والخروج منها، والترمذي رقم (3914) في المناقب، باب في فضل المدينة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مالك الموطأ (552) . وأحمد (2/113) (5935) قال: حدثنا إسحاق، قال: حدثني مالك. وفي (2/119) (6001) قال: حدثنا عثمان بن عمر، قال: أخبرني مالك. وفي (2/133) (6174) قال: حدثنا إسماعيل بن عمر، قال: حدثنا مالك، يعني ابن أنس. ومسلم (4/119) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: قرأت على مالك. (ح) وحدثنا ابن رافع، قال: حدثنا ابن أبي فديك، قال: أخبرنا الضحاك، والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (8561) عن قتيبة، عن مالك.
كلاهما - مالك، والضحاك بن عثمان - عن قطن بن وهب بن عويمر بن الأجدع، عن يحنس مولى الزبير، فذكره.
* في رواية إسحاق عن مالك: عن قطن بن وهب، أو وهب بن قطن، شك إسحاق.
* وفي رواية الضحاك: عن قطن الخزاعي، عن يحنس مولى مصعب. لم يذكر القصة التي في أول الحديث.
ورواية «من صبر على لأوائها، كنت له شفيعا أو شهيدا يوم القيامة.» .
أخرجها أحمد (2/155) (6440) قال: حدثنا عثمان بن عمر، قال: حدثنا عيسى بن حفص بن عاصم ابن عمر. ومسلم (4/119) قال: حدثني زهير بن حرب، قال: حدثنا عثمان بن عمر، قال: أخبرنا عيسى بن حفص بن عاصم.
والترمذي (3918) قال: حدثنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا المعتمر بن سليمان، قال: سمعت عبيد الله بن عمر.
كلاهما - عيسى، وعبيد الله - عن نافع، فذكره.(9/315)
6930 - (م ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا يصبرُ على لأواءِ المدينة، وشِدَّتها أحد من أمتي إلا كنتُ له [ص:317] شفيعاً يوم القيامة، أو شهيداً» أخرجه مسلم والترمذي (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (1378) في الحج، باب الترغيب في سكنى المدينة والصبر على لأوائها، والترمذي رقم (3920) في المناقب، باب ما جاء في فضل المدينة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/288) و (343) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا وهيب. ومسلم (4/119) قال: حدثنا يوسف بن عيسى. قال: حدثنا الفضل بن موسى. والترمذي (3924) قال: حدثنا محمود بن غيلان. قال: حدثنا الفضل بن موسى.
كلاهما - وهيب بن خالد، والفضل بن موسى - عن هشام بن عروة، عن صالح بن أبي صالح السمان، عن أبيه، فذكره.
* أخرجه أحمد (2/287) قال: حدثنا محمد بن بشر. قال: حدثنا هشام بن عروة. قال: حدثنا صالح ابن أبي صالح السمان، عن أبي هريرة، فذكره. ليس فيه: عن أبيه.(9/316)
6931 - (م) سعد - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إني أُحَرِّمُ ما بين لابَتَي المدينة: أن يُقْطَع عِضاهُها، أو يُقْتَلَ صيدُها، وقال: المدينةُ خير لهم لو كانوا يعلمون، لا يَدَعُها أحد رغبة عنها إلا أبدل الله فيها مَن هو خير منه، ولا يَثْبُتُ أحد على لأوائها وجَهْدها إلا كنتُ له شفيعاً - أو شهيداً - يوم القيامة، زاد في رواية: ولا يريد أحد أهلَ المدينة بسوء، إلا أذابه الله بالنار ذَوبَ الرصاص، أوذوب الملح في الماء» أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (1363) في الحج، باب فضل المدينة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (1/181) (1573) قال: حدثنا ابن نمير. وفي (1/184) (1606) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا عبد الواحد بن زياد. وعبد بن حميد (153) قال: حدثني ابن أبي شيبة، قال: حدثنا عبد الله بن نمير ومسلم (4/113) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبد الله بن نمير (ح) وحدثنا ابن نمير، قال: حدثني أبي (ح) وحدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا مروان بن معاوية. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (3885) عن أيوب بن محمد الوزان، عن مروان.
ثلاثتهم - عبد الله بن نمير، وعبد الواحد، ومروان- عن عثمان بن حكيم الأنصاري، قال: أخبرني عامر ابن سعد، فذكره.
* وزاد في رواية عبد الواحد، ومروان: «ولا يريد أحد أهل المدينة بسوء إلا أذابه الله في النار ذوب الرصاص، أو ذوب الملح في الماء» .(9/317)
6932 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «سيأتي على الناس زمان يدعو الرجل قريبَه وابنَ عمه: هَلُمَّ إلى الرَّخَاءِ، هَلُمَّ إلى الرَّخَاءِ، والمدينةُ خير لهم لو كانوا يعلمون، والذي نفسي بيده، لا يخرجُ منهم أحد رغبة عنها إلا أخلفَ الله فيها خيراً منه، ألا وإن المدينة كالكِيْرِ يُخْرِجُ الخبثَ، لا تقومُ السَّاعةُ حتى تَنْفي المدينةُ شرارها، كما ينفي الكيرُ خَبَثَ الحديد» أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) في الحج، باب المدينة تنفي شرارها.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مسلم (4/120) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا عبد العزيز، يعني الدراوردي، عن العلاء، عن أبيه، فذكره.
وبنحوه أخرجه أحمد (2/439) قال: حدثنا ابن نمير. قال: حدثنا هاشم بن هاشم، قال: حدثني أبو صالح مولى السعديين، فذكره.
وفي (2/238) قال: حدثنا يونس وسريج، قالا: حدثنا فليح، عن سعيد بن عبيد بن السباق، فذكره.(9/317)
6933 - (ط) عروة بن الزبير: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: [ص:318] «لا يخرجُ أحد من المدينة رغبة عنها إلا أبدلها الله خيراً منه» . أخرجه «الموطأ» (1) .
__________
(1) مرسلاً 2 / 887 في الجامع، باب ما جاء في سكنى المدينة والخروج منها، وهو حديث صحيح بطرقه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك (1706) عن هشام بن عروة، عن أبيه، فذكره. وقال الزرقاني في شرح الموطأ (4/277) قال أبو عمر: وصله معن بن عيسى وحده عن مالك، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة.(9/317)
6934 - (خ م ط) سفيان بن أبي زهير - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «تُفْتَحُ اليمن، فيأتي قوم يَبُسُّون، فيتحمَّلون بأهليهم ومن أطاعهم، والمدينةُ خير لهم لو كانوا يعلمون، وتُفتَحُ الشام، فيأتي قوم يَبُسُّون، فيتحمَّلون بأهليهم ومن أطاعهم، والمدينةُ خير لهم لو كانوا يعلمون، وتفتح العِرَاق، فيأتي قوم يَبُسُّون فيتحمَّلون بأهليهم ومن أطاعهم، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون» .
أخرجه البخاري ومسلم و «الموطأ» ولمسلم نحوها، وهذه أتم (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يَبُسُّون) تقول: بسَسْتُ الإبل وأبْسَسْتُها: إذا سُقْتَها وزجرتَها في السير، المعنى: أنهم يسوقون بهائمهم سائرين عن المدينة إلى غيرها، والأصل فيه: أنه بَسْ بَسْ: زجر للإبل.
__________
(1) رواه البخاري 4 / 78 - 80 في فضائل المدينة، باب من رغب عن المدينة، ومسلم رقم (1388) في الحج، باب الترغيب في المدينة عند فتح الأمصار، والموطأ 2 / 887 و 888 في الجامع، باب ما جاء في سكنى المدينة والخروج منها.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مالك الموطأ صفحة (554) . والحميدي (865) قال: حدثنا سفيان وأحمد (5/220) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا ابن جريج. وفيه (5/220) قال: حدثنا إسحاق بن عيسى، قال: أخبرني مالك. وفيه (5/220) قال: حدثنا يونس، قال: حدثنا حماد يعني ابن زيد. والبخاري (3/27) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: أخبرنا مالك. ومسلم (4/122) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع. (ح) وحدثنا محمد بن رافع، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا ابن جريج، والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (4477) عن محمد بن آدم، عن عبدة بن سليمان. (ح) وعن هارون بن عبد الله، عن معن، عن مالك.
ستتتهم - مالك.،وسفيان بن عيينة، وابن جريج، وحماد بن زيد، ووكيع، وعبدة بن سليمان - عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد الله بن الزبير، فذكره.(9/318)
6935 - (خ م ط ت س) جابر - رضي الله عنه - قال: جاء أعرابيّ إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- فبايعه على الإسلام، فجاء من الغد محموماً - وفي رواية: [ص:319] فأصاب الأعرابيَّ وَعَكٌ بالمدينة - فقال: أقِلْني بيعتي، فأبى، ثم جاءه، فقال: أقلني بيعتي، فأبى، فخرج الأعرابيُّ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إنما المدينة كالكير، تنفي خَبَثَها ويَنصَع طَيِّبُها» أخرجه البخاري ومسلم و «الموطأ» والترمذي والنسائي، ولم يذكر النسائي وعكه (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الوعك) : الألم، وقيل: هو ألم الحُمَّى.
(الإقالة) في البيع: وهو نَقض البيع المنعقد، والمراد به هاهنا: أنقض العهد الذي بيننا من الإسلام، حتى أرجع عنك إلى وطني، وذلك لما ناله من المرض بالمدينة.
(الناصع) : الخالص، والمراد به: ويظهر طيبها هكذا هي الرواية بالصاد المهملة والنون، وقد شرحه أهل الغريب كذلك فلم يبق للتصحيف مع الشرح وجهٌ، ورأيت الزمخشري - رحمه الله - قد ذَكَره في «الفائق» ، «ويبضع طيبها» بالباء والضاء المعجمة، قال: ومعناه: من البضاعة، يقال: أبضعته بضاعة: [ص:320] إذا دفعتها إليه ليتجر لك فيها، أراد: أن المدينة تُعطي طيبها بضاعة لساكنها ولعله قد رواها هو كذلك، فشرح ما رواه.
__________
(1) رواه البخاري 4 / 82 و 83 في فضائل المدينة، باب المدينة تنفي الخبث، وفي الأحكام، باب بيعة الأعراب، وباب من بايع ثم استقال البيعة، وباب من نكث بيعته، وفي الاعتصام، باب ما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم وحض على اتفاق أهل العلم، ومسلم رقم (1383) في الحج، باب المدينة تنفي شرارها، والموطأ 2 / 886 في الجامع، باب ما جاء في سكنى المدينة والخروج منها، والترمذي رقم (3916) في المناقب، باب ما جاء في فضل المدينة، والنسائي 7 / 151 في البيعة، باب استقال البيعة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه مالك الموطأ (553) وأحمد (3/306) قال: حدثنا عبد الرحمن والبخاري (9/98) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة. وفي (9/98) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف وفي (9/127) قال: حدثنا إسماعيل، ومسلم (4/120) قال: حدثني يحيى بن يحيى. والترمذي (3920) قال: حدثنا الأنصاري، قال: حدثنا معن (ح) وحدثنا قتيبة. والنسائي (7/151) قال: أخبرنا قتيبة.
سبعتهم - عبد الرحمن، وعبد الله بن مسلمة، وعبد الله بن يوسف، وإسماعيل، ويحيى، ومعن، وقتيبة - عن مالك بن أنس.
2- وأخرجه الحميدي (1241) وأحمد (3/307) قالا: حدثنا سفيان.
3- وأخرجه أحمد (3/365) قال: حدثنا أبو نعيم. وفي (3/392) قال: حدثنا عبد الرزاق. والبخاري (3/29) قال: حدثنا عمرو بن عباس، قال: حدثنا عبد الرحمن. وفي (9/100) قال: حدثنا أبو نعيم. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (3025) عن محمد بن بشار، عن عبد الرحمن.
ثلاثتهم - أبو نعيم، وعبد الرزاق، وعبد الرحمن - عن سفيان الثوري.
ثلاثتهم - مالك، وسفيان بن عيينة، والثوري - عن محمد بن المنكدر، فذكره.(9/318)
6936 - (خ م ط) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «أُمِرْتُ بقرية تأكلُ القُرَى، يقولون: يثربُ، وهي المدينةُ، تنفي الناسَ كما ينفي الكيرُ خَبَثَ الحديد» أخرجه البخاري ومسلم و «الموطأ» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أُمرتُ بقرية تأكل القُرى) أراد: أن الله ينصر الإسلام بأهل المدينة، وهم الأنصار، ويفتح على أيديهم القُرى، ويُغْنِمُها إياهم فيأكلونها، هذا من باب الاتساع والاختصار وحذف المضاف، التقدير: ويأكل أهلها أموال القرى.
(يثرب) : اسم أرض هي بها، فَغَيّرها رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: بـ: طَيْبَةَ وطابة، كراهة التثريب: وهو المبالغة في اللوم والتعنيف والتعيير، وطيبة وطابة من الطيب.
__________
(1) رواه البخاري 4 / 75 في فضائل المدينة، باب فضل المدينة وأنها تنفي الناس، ومسلم رقم (1382) في الحج، باب المدينة تنفي شرارها، والموطأ 1 / 886 في الجامع، باب ما جاء في سكنى المدينة والخروج منها.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مالك الموطأ (553) والحميدي (1152) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (2/237) قال: حدثنا عبد الرحمن. قال: حدثنا مالك. وفي (2/247) قال: حدثنا سفيان. وفي (2/384) قال: حدثنا عفان قال: حدثنا حماد والبخاري (3/26) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. قال: أخبرنا مالك ومسلم (4/120) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، عن مالك بن أنس فيما قرىء عليه. (ح) وحدثنا عمرو الناقد وابن أبي عمر. قالا: حدثنا سفيان. (ح) وحدثنا ابن المثنى. قال: حدثنا عبد الوهاب. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (10/13380) عن قتيبة، عن مالك.
أربعتهم - مالك، وسفيان، وحماد، وعبد الوهاب الثقفي - عن يحيى بن سعيد قال: سمعت أبا الحباب سعيد بن يسار يقول، فذكره.
* الروايات ألفاظها متقاربة.(9/320)
6937 - (م) زيد بن ثابت - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم [ص:321] قال: «إنَّها طيبة - يعني المدينة - وإنَّها تنفي الخَبَثَ كما تنفي النارُ خَبَثَ الفِضَّة» أخرجه مسلم (1) ، وهذه الرواية لم يذكرها الحميديُّ في كتابه.
__________
(1) رقم (1384) في الحج، باب المدينة تنفي شرارها.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مسلم (ح1384) قال: وحدثنا عبيد الله بن معاذ وهو العنبري قال: حدثنا أبي قال: حدثنا شعبة، عن عدي وهو ابن ثابت سمع عبد الله بن يزيد، عن زيد بن ثابت، فذكره.(9/320)
6938 - (ت) ابن عمر - رضي الله عنهما - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «من استطاع أن يموت بالمدينة فليمُتْ بها، فإني أشفعُ لمن يموتُ بها» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3913) في المناقب، باب ما جاء في فضل المدينة، ورواه أيضاً أحمد في " المسند "، وإسناده صحيح، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه من حديث أيوب السختياني، قال: وفي الباب عن سبيعة بنت الحارث الأسلمية.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: أخرجه أحمد (2/74) (5437) قال: حدثنا علي بن عبد الله، قال: حدثنا معاذ بن هشام، قال: حدثني أبي. وفي (2/104) (5818) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا الحسن ابن أبي جعفر. وابن ماجة (3112) قال: حدثنا بكر بن خلف، قال: حدثنا معاذ بن هشام، قال: حدثنا أبي. والترمذي (3917) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا معاذ بن هاشم، قال: حدثني أبي. كلاهما - هشام الدستوائي، والحسن بن أبي جعفر - عن أيوب، عن نافع، فذكره.
وفي رواية بكر بن خلف: «فإني أشهد لمن مات بها.» .
وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من حديث أيوب السختياني.(9/321)
6939 - (ط) يحيى بن سعيد - رحمه الله -: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان جالساً، وقبر يحفر في المدينة، فاطَّلع رجل في القبر، فقال: بئس مَضجَع المؤمن، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: بئس ما قلتَ؟ فقال الرجل: إني لم أُرِدْ هذا يا رسول الله، إنما أردتُ القتل في سبيل الله، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «لا مِثْل للقتل في سبيل الله، ما على الأرض بُقْعة [هي] أحبُّ إلى أن يكون قبري بها منها، ثلاث مرات» أخرجه «الموطأ» (1) .
__________
(1) 2 / 462 مرسلاً، في الجهاد، باب الشهداء في سبيل الله، وإسناده منقطع، قال ابن عبد البر: هذا الحديث لا أحفظه مسنداً، ولكن معناه موجود من رواية مالك وغيره.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك الموطأ (1020) عن يحيى بن سعيد، مرسلا، فذكره. وقال الزرقاني في شرح الموطأ (3/51) : قال ابن عبد البر: هذا الحديث لا أحفظه مسندا، ولكن معناه موجود من رواية مالك وغيره.(9/321)
6940 - (خ ط) حفصة بنت عمر وأسلم مولى عمر: قالا: قال عمر: [ص:322] «اللهم ارزقني شهادة في سبيلك، واجعل موتي في بلد رسولك» (1) وفي رواية عن حفصة: «فقلت: أنَّى يكون هذا؟ قال: يأتيني به الله إذا شاء» أخرجه البخاري و «الموطأ» (2) .
__________
(1) رواه البخاري 4 / 86 في فضائل المدينة، باب كراهية النبي صلى الله عليه وسلم أن تعرى المدينة، ورواه الموطأ مرسلاً 2 / 462 في الجهاد، باب ما تكون فيه الشهادة، وهو موصول عند البخاري.
(2) رواه البخاري تعليقاً 4 / 84 في فضائل المدينة، قال الحافط في " الفتح ": وصله الإسماعيلي عن إبراهيم بن هاشم عن أمية بن بسطام عن يزيد بن زريع به.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مالك (1021) عن زيد بن أسلم مرسلا. والبخاري (ح) (1890) قال: حدثنا يحيى بن بكير، قال: حدثنا الليث، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي بلال، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، فذكره، وقال ابن زريع عن روح بن القاسم، عن زيد بن أسلم، عن أمه، عن حفصة بنت عمر -رضي الله عنهما - قالت: «سمعت عمر،.. نحوه. وقال هشام، عن زيد، عن أبيه، عن حفصة، سمعت عمر رضي الله عنه.
قلت: لم أجد ذكرا للسند، المسند عند ابن حجر في الفتح كعادته، ولكنه تحدث عن الطريقين المعلقين، فقال عن الأول: وصله الإسماعيلي، عن إبراهيم بن هاشم، عن أمية بن بسطام، عن يزيد بن زريع به. والطريق الثاني: وصله ابن سعد عن محمد بن إسماعيل بن أبي فديك عنه.
وأراد البخاري بهذين التعليقين بيان الاختلاف فيه على زيد بن أسلم، فاتفق هشام بن سعد، وسعيد بن أبي هلال على أنه عن زيد، عن أبيه أسلم، عن عمر، وقد تابعهما حفص بن ميسرة، عن زيد عند عمر بن شبة، وانفرد روح بن القاسم عن زيد بقوله «عن أمه» وقد رواه ابن سعد، عن معن بن عيسى عن مالك عن زيد بن أسلم أن عمر، فذكره مرسلا، وللحديث طرق أخرى أخرجها البخاري في تاريخه. فتح الباري (4/121) .(9/321)
الفرع الثالث: في دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - لها
6941 - (خ م ط) عائشة - رضي الله عنها - قالت: «لما قَدِمَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- المدينة وُعِكَ أبو بكر وبلال، قالت: فدخلتُ عليهما، فقلت: يا أبتِ، كيف تَجِدُك؟ ويا بلال، كيف تَجِدُك؟ قالت: فكان أبو بكر إذا أخذتْه الحمَّى يقول:
كُلَّ امرئ مُصَبَّح في أهلِهِ ... والموتُ أدنَى من شِراكِ نَعْلِهِ
وكان بلال إذا أُقْلِع عنه، يرفع عقيرته (1) ويقول:
ألا ليت شِعْري هل أبيْتَنَّ ليلة ... بوادٍ وحولي إذْخِرٌ وجَليلُ؟
وهل أرِدَنْ يوماً مِيَاهَ مَجَِنَّة ... وهل يَبْدُوَنْ لي شامَة وطَفيلُ؟ [ص:323]
قالت عائشة: فجئتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- فأخبرتُه، فقال: اللهمَّ حَبِّبْ إلينا المدينة كحُبِّنا مكةَ أو أشَدَّ، اللهم صَحِّحْها، وبارك لنا في مُدِّها وصاعها، وانقل حُمَّاها فاجعلها بالجُحْفة» .
وفي رواية نحوه، وزاد بعد بيتَي بلال من قوله: «اللهم العن شيبةَ بن ربيعةَ، وعُتْبةَ بن ربيعةَ، وأمَيَّةَ بنَ خلف، كما أخرجونا من أرضنا إلى أرض الوباء، ثم قالت: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «اللهم حَبِّبْ إلينا المدينة ... وذكر باقي الدعاء. قالت: وقَدِمْنا المدينةَ وهي أوْبأ أرضِ الله، قالت: وكان بُطْحَانُ يجري نَجْلاً، تعني ماء آجنا» أخرجه البخاري ومسلم و «الموطأ» (2) .
وأخرج «الموطأ» عقيب هذا الحديث عن يحيى بن سعيد أن عائشة قالت: «وكان عامر بنُ فُهيرة يقول:
قد رأيتُ الموتَ قَبْلَ ذَوْقِه ... إن الجبانَ حَتْفُهُ من فَوْقِهِ (3)
[ص:324]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الجليل) : الثمام، وهو من نبت البادية.
(مَجِنَّة) : موضع معروف بينه وبين مكة ستة أميال، وكان للعرب فيه سُوقٌ.
(شامة وطَفيل) : جبلان بأرض مكة، وما والاها، وقال بعض العلماء: هما عَينان لا جبلان.
(النجل) : الماء القليل الذي ينِزُّ نَزّاً، وهو كالرشح.
(أجَنَ) : الماء يأجَنُ فهو آجِن: إذا تغير لونه وطعمه وريحه.
__________
(1) أي: صوته.
(2) رواه البخاري 4 / 85 و 86 في فضائل المدينة، باب كراهية النبي صلى الله عليه وسلم أن تعرى المدينة، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب مقدم النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه المدينة، وفي المرضى، باب عيادة النساء الرجال، وباب من دعا برفع الوباء والحمى، وفي الدعوات، باب الدعاء برفع الوباء والوجع، ومسلم رقم (1376) في الحج، باب الترغيب في سكنى المدينة والصبر على لأوائها، والموطأ 2 / 890 و 891 في الجامع، باب ما جاء في وباء المدينة.
(3) رواه الموطأ 2 / 891 في الجامع، باب ماجاء في وباء، وإسناده منقطع، يحيى بن سعيد لم يدرك عائشة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه مالك الموطأ (555) والحميدي (223) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (6/56) قال: حدثنا ابن نمير. وفي (6/82) قال: حدثنا خلف بن الوليد. قال: حدثنا عباد بن عباد. وفي (6/260) قال: حدثنا يونس. قال: حدثنا حماد، يعني ابن زيد (ح) وحدثنا إسحاق بن عيسى. قال: أخبرني مالك. والبخاري (3/29) قال: حدثنا عبيد بن إسماعيل. قال: حدثنا أبو أسامة. وفي (5/84) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. قال: أخبرنا مالك. في (7/151) قال: حدثنا قتيبة، عن مالك. وفي (7/158) ، وفي الأدب المفرد (525) قال: حدثنا إسماعيل بن أبي أويس. قال: حدثني مالك. وفي (8/99) قال: حدثنا محمد بن يوسف. قال: حدثنا سفيان. ومسلم (4/118و 119) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبدة. (ح) وحدثنا أبو كريب. قال: حدثنا أبو أسامة وابن نمير. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (12/17158) عن هارون بن عبد الله، عن معن. (ح) وعن الحارث ابن مسكين، عن ابن القاسم.
كلاهما - عن مالك -.
ثمانيتهم - مالك، وسفيان بن عيينة، وعبد الله بن نمير، وعباد بن عباد، وحماد بن زيد، وأبو أسامة حماد بن أسامة، وسفيان الثوري، وعبدة بن سليمان - عن هشام بن عروة،
2- وأخرجه أحمد (6/65) قال: حدثنا يونس. وفي (6/221) قال: حدثنا حجاج. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (12/16357) عن قتيبة.
ثلاثتهم - يونس بن محمد، وحجاج بن محمد، وقتيبة بن سعيد - عن ليث بن سعد. قال: حدثني يزيد ابن أبي حبيب، عن أبي بكر بن إسحاق بن يسار، عن عبد الله بن عروة.
كلاهما - هشام، وعبد الله - عن عروة بن الزبير، فذكره.
* في رواية سفيان بن عيينة، عن هشام بن عروة. ورواية عبد الله بن عروة: «لما دخل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المدينة حم أصحابه. فدخل النبي -صلى الله عليه وسلم- على أبي بكر يعوده.. وفيه: ودخل على عامر بن فهيرة. فقال: كيف تجدك» .
فقال:
وجدت طعم الموت قبل ذوقه إن الجبان حتفه من فوقه
كالثور يحمي جلده بروقه
الحديث. وليس في رواية عبد الله بن عروة الشطر الأخير من شعر عامر بن فهيرة. وفيه أن الذي سأل عامر ابن فهيرة عائشة.
* زاد في رواية عباد بن عباد وحماد بن زيد وأبي أسامة: «اللهم العن عتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة وأمية ابن خلف كما أخرجونا من مكة.
زاد حماد بن زيد في حديثه: «قال: فكان المولود يولد بالجحفة فما يبلغ الحلم حتى تصرعه الحمى» .
وزاد أبو أسامة في حديثه: «قالت: وقدمنا المدينة وهي أوبأ أرض الله قالت: فكان بطحان يجري نجلا، تعني ماء آجنا» .(9/322)
6942 - (ت) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: خَرجنا مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، حتى إذا كنا بحَرَّة السُّقْيا التي كانت لسعد بن أبي وقاص فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «ائْتوني بوَضوء، فتوضأ ثم قام، فاستقبل القبلة، فقال: اللهم إنَّ إبراهيمَ كان عبدَك وخليلك، ودعا لأهل مكة بالبركة، وأنا عبدُكَ ورسولُكَ، أدعوك لأهل المدينة أن تبارِكَ لهم في مُدِّهِم وصاعهم مثلي ما باركتَ لأهل مكة، مع البركة بركتين» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) وفي (3910) في المناقب، باب ما جاء في فضل المدينة، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال، وفي الباب عن عائشة، وعبد الله بن زيد، وأبي هريرة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: أخرجه أحمد (1/115) (936) قال: حدثنا حجاج. والترمذي (3914) قال: حدثنا قتيبة. والنسائي في الكبرى الورقة (55ب) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد. وابن خزيمة (209) قال: حدثنا الربيع بن سليمان، قال: حدثنا شعيب، يعني ابن الليث.
ثلاثتهم - حجاج، وقتيبة، وشعيب - عن الليث بن سعد، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن عمرو ابن سليم الزرقي، عن عاصم بن عمرو، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.(9/324)
6943 - (خ م ط) أنس - رضي الله عنه -: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «اللهم اجعل بالمدينة ضِعْفَي ما جعلتَ بمكةَ من البركة» . [ص:325]
وفي رواية: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «اللهم بارك لهم في مكْيالهم، وبارك لهم في صاعهم، وبارك لهم في مُدِّهم» أخرجه البخاري ومسلم، وأخرج «الموطأ» الثانية (1) .
__________
(1) رواه البخاري 4 / 290 في البيوع، باب بركة صاع النبي صلى الله عليه وسلم ومده، وفي الأيمان والنذور، باب صاع المدينة، ومد النبي صلى الله عليه وسلم وبركته، وفي الاعتصام، باب ما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم وحض على اتفاق أهل العلم، ومسلم رقم (1368) في الحج، باب فضل المدينة، والموطأ 2 / 884 و 885 في الجامع، باب الدعاء للمدينة وأهلها.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (3/142) والبخاري (3/29) قال: حدثنا عبد الله بن محمد. ومسلم (4/115) قال: حدثني زهير بن حرب، وإبراهيم بن محمد السامي.
أربعتهم - أحمد، وعبد الله، وزهير، وإبراهيم - قالوا: حدثنا وهب بن جرير، قال: حدثنا أبي، قال: سمعت يونس، عن الزهري، فذكره.
والرواية الثانية: أخرجها مالك الموطأ صفحة (552) ، والبخاري (3/89 و 9/129) قال: حدثنا عبد الله ابن مسلمة. وفي (8/181) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف ومسلم (4/114) والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف 203) . كلاهما عن قتيبة.
ثلاثتهم - ابن سلمة، وابن يوسف، وقتيبة، عن مالك، عن ابن إسحاق، فذكره.(9/324)
6944 - (خ م) سعد وأبو هريرة - رضي الله عنهما - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «اللهم باركْ لأهل المدينة في مُدِّهم ... وساق الحديث، وفيه: مَنْ أراد أهلها بسوء أذابه الله كما يذوب الملح في الماء» أخرجه مسلم هكذا، قال ... وساق الحديث.
وأخرج البخاري ومسلم عن سعد قال: سمعتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- يقول: «لا يكيدُ لأهل المدينة أحد إلا انْمَاع كما يَنْماعُ الملح في الماء» وقد تقدَّم في «الفرع الثاني» عن سعد نحو هذا في آخر حديث.
ولمسلم عن سعد: «من أراد أهل المدينة بسوء أذابه الله كما يذوب الملح في الماء» وفي أخرى «بِدَهْمٍ أو بسوء» (1) . [ص:326]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الكيد) : المكر والاحتيال.
(انماع) الشيء: إذا ذاب وتفرَّقتْ أجزاؤه.
(الدَّهمْ) : الجماعة من الناس، وأمر دَهْم، أي: عظيم، كأنه قد دَهَمَ، أي: جاء بغتةً، وهو من الدُّهمة، وهي السَّواد.
__________
(1) رواه البخاري 4 / 81 في فضائل المدينة، باب إثم من كاد لأهل المدينة عن عائشة عن سعد، ومسلم رقم (1386) و (1387) في الحج، باب من أراد أهل المدينة بسوء أذابه الله عن أبي هريرة وسعد.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: عن سعد بن أبي وقاص.
1- أخرجه أحمد (1/180) (1558) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. ومسلم (4/121) قال: حدثنا قتيبة ابن سعيد، قال: حدثنا حاتم يعني ابن إسماعيل. - وفي (4/122) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا إسماعيل- يعني ابن جعفر - والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (3849) عن عمرو بن علي، عن يحيى بن سعيد.
ثلاثتهم - يحيى، وحاتم، وإسماعيل - عن عمر بن نبيه الكعبي.
2- وأخرجه أحمد (1/183) (1593) و (2/330) (8355) قال: حدثنا عثمان بن عمر. ومسلم (4/122) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبيد الله بن موسى. كلاهما - عثمان، وعيد الله - قال: حدنثا أسامة بن زيد.
كلاهما- عمر بن نبيه، وأسامة - عن أبي عبد الله القراظ، فذكره.
* رواية عمر بن نبيه: عن سعد بن مالك فقط. ومختصرة على آخره.
عن عائشة (هي بنت سعد) ، قالت: سمعت سعدا رضي الله عنه، قال: سمعت النبي، -صلى الله عليه وسلم-، يقول: «لا يكيد أهل المدينة أحد، إلا انماع، كما ينماع الملح في الماء.» .
أخرجه البخاري (3/27) قال: حدثنا حسين بن حريث، قال: أخبرنا الفضل، عن جعيد، عن عائشة، فذكرته.
2- عن أبي هريرة.
أخرجه الحميدي (1167) قال: حدثنا سفيان. قال: حدثنا أبو هارون، موسى بن أبي عيسى المديني الحناط. وأحمد (2/279) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا ابن جريج. قال: أخبرني عمرو بن يحيى بن عمارة. وفي (2/309) قال: حدثنا عبد الرزاق قال: أخبرنا ابن جريج. قال: أخبرني عبد الله ابن عبد الرحمن بن بحنس. وفي (2/357) قال: حدثنا سليمان. قال: أخبرني إسماعيل قال: أخبرني محمد. ومسلم (4/121) قال: حدثني محمد بن حاتم وإبراهيم بن دينار. قالا: حدثنا حجاج ابن محمد (ح) وحدثني محمد بن حاتم وإبراهيم بن دينار. قالا: حدثنا حجاج بن محمد (ح) وحدثني محمد ابن رافع قال: حدثنا عبد الرزاق.
كلاهما - عن ابن جريج. قال: أخبرني عبد الله بن عبد الرحمن بن يحنس. (ح) وحدثني محمد بن حاتم وإبراهيم بن دينار. قالا: حدثنا حجاج. (ح) وحدثنيه محمد بن رافع. قال: حدثنا عبد الرزاق. جميعا عن ابن جريج. قال: أخبرني عمرو بن يحيى بن عمارة. (ح) وحدثنا ابن أبي عمر. قال: حدثنا سفيان، عن أبي هارون موسى بن أبي عيسى. (ح) وحدثنا ابن أبي عمر. قال: حدثنا الدراوردي، عن محمد بن عمرو. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (9/12307) عن أبي قدامة عبيد الله بن سعيد، عن عبد الرحمن بن مهدي، عن أبي مودود المدني.
خمستهم - أبو هارون موسى بن أبي عيسى، وعمرو بن يحيى بن عمارة، وعبد الله بن عبد الرحمن بن يحنس، ومحمد بن عمرو، وأبو مودود المدني عبد العزيز بن أبي سليمان - عن أبي عبد الله القراظ، فذكره.
* الروايات ألفاظها متقاربة، وأثبتنا لفظ عمرو بن يحيى بن عمارة، عند مسلم (4/121) .(9/325)
6945 - (م ط ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: كان الناس إذا رأوا أولَ الثمر جاؤوا به إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، فإذا أخذه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: اللهم باركْ لنا في ثَمَرِنا، وبارك لنا في مدينتنا، وبارك لنا في صاعنا، وبارك لنا في مُدِّنا، اللهم إن إبراهيم عبدُكَ وخليلُك ونبيُّك، وإني عبدُك ونبيُّكَ وإنه دعاك لمكة، وإني أدعو للمدينة بمثل ما دعاك لمكة ومِثْلِهِ معه، قال: ثم يدعو أصغرَ وليدٍ له فيعطيه ذلك الثمر.
وفي رواية: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- «كان يؤتَى بأول الثمر، فيقول: اللهم بارك لنا في مدينتنا، وفي ثمارنا، وفي مُدِّنا، وفي صاعنا، بركةً مع بركة، ثم يعطيه أصغر من يَحْضُرُ من الوِلْدَان» أخرجه مسلم.
وأخرج «الموطأ» والترمذي الرواية الأولى (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (1373) في الحج، باب فضل المدينة، والموطأ 2 / 885 في الجامع، باب الدعاء للمدينة وأهلها، والترمذي رقم (3450) في الدعوات، باب رقم (55) .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مسلم في الحج (85:22) عن يحيى بن يحيى، وابن ماجة في الأطعمة (39) عن محمد بن الصباح، ويعقوب بن حميد بن كاسب. ثلاثتهم - عن عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة، عن سهيل، عن أبيه، فذكره تحفة الأشراف (9/411-412) .
وأخرجه مسلم في الحج (85:21) عن قتيبة، والترمذي في الدعوات (55) عن قتيبة، و (55) عن إسحاق بن موسى الأنصاري، عن معن، وقال: حسن صحيح، والنسائي في اليوم والليلة (112:1) عن قتيبة و (112:1) عن الحارث بن مسكين، عن عبد الرحمن بن القاسم.
كلهم عن مالك بن أنس، عن سهيل، عن أبيه، فذكره. تحفة الأشراف (9/417) .
وأخرجه مالك (1702) عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، فذكره.(9/326)
6946 - (م) أبو سعيد - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: [ص:327] «اللهم بارك لنا في مُدِّنا وصاعنا، واجعلْ [مع] البركة بركتين» أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (1374) في الحج، باب الترغيب في سكنى المدينة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: وقد تقدم برقم (6928) .(9/326)
الفرع الرابع: في حفظها وحراستها
6947 - (خ م ط) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «على أنقابِ المدينة ملائكة لا يدخلها الطَّاعونُ، ولا الدَّجال» أخرجه البخاري ومسلم.
ولمسلم أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «يأتي المسيحُ من قِبَل المشرق، وهِمَّتُه المدينة، حتى ينزلَ دُبُر أُحُد، ثم تصرف الملائكة وجهه قِبَل الشام، وهناك يَهْلِكُ» وأخرج «الموطأ» الأولى.
وقد أخرج الترمذي رواية مسلم في جملة حديث يرد (1) .
__________
(1) رواه البخاري 4 / 82 في فضائل المدينة، باب لا يدخل الدجال المدينة، وفي الطب، باب ما يذكر في الطاعون، وفي الفتن، باب لا يدخل الدجال المدينة، ورواه مسلم رقم (1379) و (1380) في الحج، باب صيانة المدينة من دخول الطاعون والدجال إليها، والموطأ 2 / 892 في الجامع، باب ما جاء في وباء المدينة، والترمذي رقم (2244) في الفتن، باب ما جاء في الدجال لا يدخل المدينة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مالك الموطأ (556) وأحمد (2/237) قال: حدثنا عبد الرحمن. وفي (2/375) قال: حدثنا إسحاق بن عيسى. والبخاري (3/28) قال: حدثنا إسماعيل. وفي (7/169) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. وفي (9/76) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة. ومسلم (4/120) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (10/14642) عن الحارث بن مسكين. (ح) وعن قتيبة.
ثمانيتهم - عبد الرحمن بن مهدي، وإسحاق بن عيسى، وإسماعيل بن أبي أويس، وعبد الله بن يوسف، وعبد الله بن مسلمة، ويحيى بن يحيى، والحارث بن مسكين، وقتيبة بن سعيد - عن مالك، عن نعيم ابن عبد الله المجمر، فذكره.
والرواية الثانية: أخرجها أحمد (2/397) قال: حدثنا سليمان بن داود. قال: أخبرنا إسماعيل. وفي (2/407) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم. وفي (2/457) قال: حدثنا محمد ابن جعفر. قال: حدثنا شعبة. ومسلم (4/120) قال: حدثنا يحيى بن أيوب وقتيبة وابن حجر. جميعا عن إسماعيل بن جعفر. والترمذي (2243) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد.
أربعتهم - إسماعيل بن جعفر، وعبد الرحمن بن إبراهيم، وشعبة، وعبد العزيز - عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، فذكره.(9/327)
6948 - (خ) أبو بكرة - رضي الله عنه - قال: «لا يدخل المدينةَ رُعْبُ المسيح الدَّجَّال، لها يومئذ سبعةُ أبواب، على كلِّ باب مَلَكَان» أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) 4 / 82 في فضائل المدينة، باب لا يدخل الدجال المدينة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (5/43) قال: حدثنا يعقوب. قال: حدثنا أبي وفي (5/47) قال: حدثنا محمد بن بشر. قال: حدثنا مسعر. والبخاري (3/28 و 9/هامش75) قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله. قال: حدثني إبراهيم بن سعد. وفي (9/75) قال: حدثنا علي بن عبد الله. قال: حدثنا محمد بن بشر. قال: حدثنا مسعر.
كلاهما - إبراهيم بن سعد والد يعقوب، ومسعر - عن سعد بن إبراهيم، عن أبيه، فذكره.
* وأخرجه أحمد (5/43) قال: حدثنا سليمان بن داود الهاشمي. قال: أخبرنا إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن أبي بكرة، فذكره.(9/327)
6949 - (خ م) أنس - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «ليس من بلد إلا سيطؤه الدَّجالُ، إلا مكةَ والمدينةَ، وليس نَقْب من أنْقَابِها إلا عليه الملائكة صافّين، يحرسونها، فينزل السَّبخةَ، ثم تَرْجُف المدينةُ بأهلها ثَلاث رَجَفات، فيخرج إليه كل كافر ومنافق» .
وفي رواية نحوه، وقال: «فيأتي سَبَخة الجُرُف» وقال: «فيخرج إليه كل منافق ومنافقة» أخرجه البخاري ومسلم (1) .
__________
(1) رواه البخاري 4 / 82 في فضائل المدينة، باب لا يدخل الدجال المدينة، ومسلم رقم (2943) في الفتن، باب قصة الجساسة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (3/191) قال: حدثنا بهز، وعفان، قال: حدثنا حماد بن سلمة، وفي (3/238) قال: حدثنا حسن بن موسى، قال: حدثنا شيبان، عن يحيى. والبخاري (3/28) قال: حدثنا إبراهيم بن المنذر، قال: حدثنا الوليد. قال: حدثنا أبو عمرو. وفي (9/74) قال: حدثنا سعد بن حفص، قال: حدثنا شيبان، عن يحيى. ومسلم (8/206) قال: حدثني علي بن حجر السعدي، قال: حدثنا الوليد بن مسلم، قال: حدثني أبو عمرو.
وفي (8/206) قال: حدثناه أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا يونس بن محمد، عن حماد. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (175) عن إسحاق بن إبراهيم، عن عمر بن عبد الواحد، عن الأوزاعي.
ثلاثتهم - حماد، ويحيى بن أبي كثير، وأبو عمرو الأوزاعي- عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، فذكره.(9/328)
6950 - (خ ت) أنس - رضي الله عنه - أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «المدينةُ يأتيها الدَّجَّالُ، فيجدُ الملائكة يحرسونها، فلا يقرَبُها الدَّجالُ ولا الطاعونُ إن شاء الله» أخرجه البخاري والترمذي (1) .
وهذا الحديث أخرجه الحميدي في أفراد البخاري من «مسند أنس» ، وأخرج الذي قبله في المتفق عليه، وهما بمعنى، وحيث أفرده اتَّبعناه ونَبَّهنا عليه.
__________
(1) رواه البخاري 13 / 93 في الفتن، باب لا يدخل الدجال المدينة، وفي التوحيد، باب في المشيئة والإرادة وما تشاؤون إلا أن يشاء الله، والترمذي رقم (2243) في الفتن، باب ما جاء في الدجال لا يدخل المدينة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (3/123و 202 و 277) والبخاري (9/76) قال: حدثنا يحيى بن موسى. و (9/170) قال: حدثنا إسحاق بن أبي عيسى والترمذي (2242) قال: حدثنا عبدة بن عبد الله الخزاعي.
أربعتهم - أحمد، ويحيى، وإسحاق، وعبدة- عن يزيد بن هارون، قال: أخبرنا شعبة.
2- وأخرجه أحمد (3/206) قال: حدثنا روح، وعبد الوهاب. عن سعيد بن أبي عروبة.
3- وأخرجه أحمد (3/229) قال: حدثنا يونس، قال: حدثنا شيبان.
ثلاثتهم - شعبة، وسعيد، وشيبان - عن قتادة، فذكره.(9/328)
الفرع الخامس: في مسجد المدينة
وقد تقدم في «الفصل الأول» من الأحاديث ما يشتمل على فضله حيث كان مشتركاً بين المسجد الحرام وبينه، وحيث ذكرناها هنالك لم نعدها، ونذكر هاهنا ما هو مختص بمسجد المدينة.
6951 - (خ م ط س) عبد الله بن زيد - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «ما بين بيتي ومِنبري رَوْضة من رياض الجنة» . أخرجه البخاري ومسلم والنسائي و «الموطأ» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 3 / 57 في التطوع، باب فضل ما بين القبر والمنبر، ومسلم رقم (1390) في الحج، باب ما بين القبر والمنبر روضة من رياض الجنة، الموطأ 1 / 197 في القبلة، باب ما جاء في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، والنسائي 2 / 35 في المساجد، باب فضل مسجد النبي صلى الله عليه وسلم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه مالك في الموطأ (139) وأحمد (4/39) قال: دحثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: حدثنا سفيان. وفي (4/40) قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا مالك. وفي (4/40) قال: حدثنا يونس. قال: حدثنا فليح. والبخاري (2/77) .
قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: أخبرنا مالك، ومسلم (4/123) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، عن مالك بن أنس. والنسائي (2/35) وفي الكبرى (685) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، عن مالك.
ثلاثتهم - سفيان، ومالك، وفليح - عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم.
2- وأخرجه أحمد (4/41) قال: حدثنا منصور بن سلمة.
قال: أخبرنا بكر بن مضر. ومسلم (4/123) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: أخبرنا عبد العزيز بن محمد المدني.
كلاهما - بكر، وعبد العزيز - عن يزيد بن الهاد، عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم.
كلاهما - عبد الله، وأبو بكر - عن عباد بن تميم، فذكره.
* لفظ رواية فليح «ما بين هذه البيوت، يعني بيوته، إلى منبري روضة من رياض الجنة، والمنبر على ترعة من ترع الجنة» .(9/329)
6952 - (ت) علي وأبو هريرة - رضي الله عنهما - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة» . أخرجه الترمذي عنهما (1) . وأخرجه مرة أخرى عن أبي هريرة.
__________
(1) رواه الترمذي رقم (3911) و (3912) في المناقب، باب ما جاء في فضل المدينة، وهو حديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن: أخرجه الترمذي (3915) قال: حدثنا عبد الله بن أبي زياد، قال: حدثنا أبو نباتة يونس بن يحيى بن نباتة، قال: حدثنا سلمة بن وردان، عن أبي سعيد بن المعلى، فذكره.
وقال: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه من حديث علي، وقد من غير وجه عن أبي هريرة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-.
* في تحفة الأشراف (7/10327) أبو سعيد بن أبي المعلى. وعن أبي هريرة.
أخرجه الترمذي (3916) قال: حدثنا محمد بن كامل المروزي، قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم الزاهد، عن كثير بن زيد، عن الوليد بن رياح، فذكره.(9/329)
6953 - (ط خ م) أبو هريرة أو أبو سعيد - رضي الله عنهما -: أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة، ومنبري على حوضي» أخرجه «الموطأ» هكذا عن أبي هريرة أو أبي سعيد (1) . [ص:330]
وأخرجه البخاري ومسلم عن أبي هريرة بغير شك (2) .
__________
(1) رواه الموطأ 1 / 197 في القبلة، باب ما جاء في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا الحديث سقط من المطبوع.
(2) رواه البخاري 3 / 57 في التطوع، باب فضل ما بين القبر والمنبر، وفي فضائل المدينة، باب كراهية النبي صلى الله عليه وسلم أن تعرى المدينة، وفي الرقاق، باب في الحوض، وفي الاعتصام، باب ما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم وحض على اتفاق أهل العلم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/236) قال: حدثنا عبد الرحمن. قال: حدثنا مالك. وفي (2/376) قال: حدثنا محمد بن عبيد. قال: حدثنا عبيد الله. وفي (2/401) قال: حدثنا نوح بن ميمون. قال: أخبرنا عبد الله. وفي (2/438) قال: حدثنا يحيى، عن عبيد الله. والبخاري (2/77) (3/29) قال: حدثنا مسدد، عن يحيى، عن عبيد الله بن عمر. وفي (8/151) قال: حدثنا إبراهيم بن المنذر. قال: حدثنا أنس بن عياض، عن بعيد الله وفي (9/129) قال: حدثنا عمرو بن علي. قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. قال: حدثنا مالك. ومسلم (4/123) قال: حدثنا زهير بن حرب ومحمد ابن المثنى. قالا: حدثنا يحيى بن سعيد، عن عبيد الله. (ح) وحدثنا ابن نمير. قال: حدثنا أبي. قال: حدثنا عبيد الله.
ثلاثتهم - مالك، وعبيد الله بن عمر، وعبد الله بن عمر - عن حبيب بن عبد الرحمن، عن حفص بن عاصم، فذكره.
لفأخرجه مالك الموطأ (139) وأحمد (2/465) قال: قرأت على عبد الرحمن (ح) وحدثنا إسحاق. وفي (2/533) قال: قرأت على عبد الرحمن.
كلاهما - عبد الرحمن، وإسحاق - عن مالك، عن خبيب بن عبد الرحمن، عن حفص بن عاصم، عن أبي هريرة، أو عن أبي سعيد الخدري، فذكره.
* أخرجه أحمد (3/4) قال: حدثنا روح. قال: حدثنا مالك بن أنس، عن خبيب بن عبد الرحمن، أن حفص بن عاصم أخبره، عن أبي هريرة وأبي سعيد، فذكره ولم يشك.(9/329)
6954 - (س) أم سلمة - رضي الله عنها - أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «إن قوائم منبري هذا رواتِبُ في الجنة» أخرجه النسائي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(رواتب) : جمع راتب، وهي الشيء الثابت المقيم، رتب في المكان: إذا قام فيه وثبت.
__________
(1) 2 / 34 في المساجد، باب فضل مسجد النبي صلى الله عليه وسلم والصلاة فيه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: أخرجه الحميدي (290) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (6/289) قال: حدثنا سفيان. وفي (6/292) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. قال: حدثنا سفيان. وفي (6/292) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. قال: حدثنا سفيان. وفي (6/318) قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا سفيان، والنسائي (2/35) وفي الكبرى (686) قال: أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا سفيان. وفي الكبرى الورقة (56-2) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى، قال: حدثنا سفيان. وفي الكبرى الورقة (56-أ) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، والحارث بن مسكين، قراءة عليه وأنا أسمع عن سفيان.
كلاهما - سفيان بن عيينة، وسفيان بن سعيد الثوري - عن عمار الدهني، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، فذكره.(9/330)
6955 - (م ت س) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: «دخلتُ على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- في بيت بعض نسائه، فقلتُ: يا رسول الله أيُّ المسجد الذي أُسِّس على التقوى؟ قال: فأخذ كَفّاً من حصباءَ، فضرب به الأرض، ثم قال: هو مسجدكم هذا، لمسجدِ المدينة» أخرجه مسلم.
وفي رواية الترمذي والنسائي قال: تمارَي رجلان في المسجد الذي أُسِّس على التقوى من أول يوم، فقال رجل: هو مسجدُ قُباء، وقال الآخر: هو مسجدُ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «هو مسجدي هذا» . [ص:331]
قال الترمذي: وقد رُوِيَ هذا عن أبي سعيد من غير هذا الوجه (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(المماراة) : الجِدال والخِصام.
__________
(1) رواه مسلم رقم (1398) في الحج، باب بيان أن المسجد الذي أسس على التقوى هو مسجد النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة، والترمذي رقم (3098) في التفسير، باب ومن سورة التوبة، والنسائي 2 / 36 في المساجد، باب ذكر المسجد الذي أسس على التقوى.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (3/24) ومسلم (4/126) قال: حدثني محمد بن حاتم.
كلاهما - أحمد، وابن حاتم - قالا: حدثنا يحيى بن سعيد، عن حميد الخاراط، قال: سمعت أبا سلمة ابن عبد الرحمن، فذكره.
* وأخرجه مسلم (4/126) قال: حدثنا أبوبكر بن أبي شيبة، وسعيد بن عمرو الأشعثي، قال سعيد: أخبرنا، وقال أبو بكر: حدثنا حاتم بن إسماعيل، عن حميد، عن أبي سلمة، عن أبي سعيد، فذكره ولم يذكر عبد الرحمن بن في الإسناد.
والرواية الثانية: أخرجها أحمد (3/8) قال: حدثنا إسحاق بن عيسى. وفي (3/89) قال: حدثنا موسى ابن داود (ح) وحدثنا قتيبة. والترمذي (3099) قال: حدثنا قتيبة. والنسائي (2/36) ، وفي الكبرى (687) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد. ثلاثتهم - إسحاق، وموسى وقتيبة - قالوا: حدثنا الليث، عن عمران بن أبي أنس، عن ابن أبي سعيد، فذكره.
* في رواية موسى بن داود، سماه سعيد بن أبي سعيد - وفي رواية قتيبة عن الترمذي سماه: عبد الرحمن ابن أبي سعيد.(9/330)
الفرع السادس: في عمارتها وخرابها
6956 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «تبلغُ المساكن إهابَ - أو يَهَاب - قال زهير: قلتُ لسهيل: فكم ذلك من المدينة؟ قال: كذا وكذا ميلاً» أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (2903) في الفتن، باب في سكنى المدينة وعمارتها قبل الساعة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مسلم (2903) قال: حدثني عمرو الناقد، قال: حدثنا الأسود بن عامر، قال: حدثنا زهير، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، فذكره.(9/331)
6957 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم-: «آخرُ قرية من قرى الإسلام خراباً المدينة» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3915) في المناقب، باب ما جاء في فضل المدينة من حديث جنادة بن سلم عن هشام بن عروة عن أبيه عن أبي هريرة، وإسناده ضعيف، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث جنادة عن هشام.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه الترمذي (3919) قال: حدثنا أبو السائب، سلم بن جنادة. قال أخبرنا أبي جنادة بن سلم، عن هشام بن عروة، عن أبيه، فذكره.
* قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث جنادة، عن هشام بن عروة.
قال: تعجب محمد بن إسماعيل من حديث أبي هريرة هذا.(9/331)
6958 - (خ م ط) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: سمعتُ [ص:332] رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «يتركون المدينةَ على خير ما كانت، لا يغشاها إلا العوافي - يريد عوافيَ السباع والطير - فآخرُ من يُحشَر راعيان من مُزَينَةَ يريدان المدينة، ينعِقان بغنمها، فيجدانها مُلِئَتْ وحوشاً، حتى إذا بلغا ثَنِيَّةَ الوداع خَرَّا على وجوههما» .
وفي رواية «ليتركنَّها أهلُها على خير ما كانت مذللَّة للعوافي - يعني السباع والطير» أخرجه البخاري ومسلم.
وفي رواية «الموطأ» : أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لتتركنَّ المدينة على أحسن ما كانت، حتى يدخل الكلبُ أو الذئب، فيغذِّي على بعض سواري المسجد، أو على المنبر، فقالوا: يا رسول الله، فلمن تكون الثمار ذلك الزمان؟ فقال: للعوافي: الطير والسباع» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(العوافي) : جمع عافية، والعافية: كل طالب، سواء كان من السباع أو الطير أو الدواب أو الناس، إلا أنه قد كثر استعماله وغلب على السباع والطير.
(نعَق) الراعي بالغنم: إذا دعاها لتعود إليه.
(مذللة) بلدة مذللة، وأرض مذللة، وناقة مذللة، أي: متمكَّن منها غير محمية ولا ممتنعة، والمراد: أن المدينة تكون يومئذ مخلاةً تنتابها السباع [ص:333] والوحوش لخلوِّها من الساكنين، وقيل: أراد مذللةً قطوفها، يعني دانية، ممكِّناً منها، أي على أحسن أحوالها.
(غذَّى) الكلب ببوله تغذية: إذا رماه متقطِّعاً.
__________
(1) رواه البخاري 4 / 77 في فضائل المدينة، باب من رغب عن المدينة، ومسلم رقم (1389) في الحج، باب في المدينة حين يتركها أهلها، والموطأ 2 / 888 في الجامع، باب ما جاء في سكنى المدينة والخروج منها.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/234) قال: حدثنا عبد الأعلى، عن معمر. وفي (2/385) قال: حدثنا علي. قال: حدثنا أبو صفوان. قال: أخبرني يونس. والبخاري (3/27) قال: حدثنا أبو اليمان. قال: أخبرنا شعيب. ومسلم (4/122، 123) قال: حدثني زهير بن حرب. قال: حدثنا أبو صفوان، عن يونس بن يزيد. (ح) وحدثني حرملة بن يحيى. قال: أخبرنا ابن وهب. قال: أخبرني يونس. (ح) وحدثني عبد الملك بن شعيب بن الليث. قال: حدثنا أبي عن جدي. قال: حدثني عقيل بن خالد.
أربعتهم - معمر بن راشد، وويونس بن يزيد، وشعيب بن أبي حمزة، وعقيل بن خالد - عن ابن شهاب الزهري. قال: أخبرني سعيد بن المسيب، فذكره.
* الروايات مطولة ومختصرة.
ورواية مالك أخرجها (554) عن ابن حماس، عن عمه، فذكره.(9/331)
الفرع السابع: في أحاديث متفرقة
6959 - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إن الإيمان ليأرِزُ إلى المدينة، كما تأرِزُ الحيَّةُ إلى جُحْرِها» أخرجه البخاري ومسلم (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أرَزَت) الحية إلى ثقبها، تأرِز: إذا انضمت إليه والتجأت.
__________
(1) رواه البخاري 4 / 80 و 81 في فضائل المدينة، باب الإيمان يأرز إلى المدينة، ومسلم رقم (147) في الإيمان، باب بيان أن الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً وإنه يأرز بين المسجدين.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/286) قال: حدثنا حماد بن أسامة. وفي (2/422) قال: حدثنا يحيى بن سعيد الأموي. وفي (2/496) قال: حدثنا ابن نمير. والبخاري (3/27) قال: حدثنا إبراهيم ابن المنذر. قال: حدثنا أنس بن عياض. ومسلم (1/90) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا عبد الله بن نمير وأبو أسامة (ح) وحدثنا ابن نمير. قال: حدثنا أبي. وابن ماجة (3111) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا عبد الله بن نمير وأبو أسامة..
أربعتهم - أبو أسامة حماد بن أسامة، ويحيى، وعبد الله بن نمير، وأنس بن عياض - عن عبيد الله بن عمر، عن خبيب بن عبد الرحمن، عن حفص بن عاصم، فذكره.(9/333)
6960 - (م) جابر بن سمرة - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «إن الله سمَّى المدينةَ طابةَ» أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (1385) في الحج، باب المدينة تنفي شرارها.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (5/89) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا أبو عوانة وفي (5/101) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن شعبة. وفي (5/106) قال: حدثنا بهز، وسرج، قالا: حدثنا حماد بنسمة، في (5/108) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: حدثنا شعبة. وفي (5/108) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. ومسلم (4/121لاقال: حدثنا قتيبة بن سعيد، وهناد بن السري، وأبو بكر بن أبي شيبة، قالوا: حدثنا أبو الأحوص، وعبد الله بن أحمد (5/94) قال: حدثني أحمد بن إبراهيم أبو علي الموصلي، قال: حدثنا أبو الأحوص. وفي (5/96) قال: حدثنا شيبان بن أبي شيبة، قال: حدثنا حماد بن سلمة. وفي (5/97) قال: حدثنا خلف بن هشام، قال: حدثنا أبو الأحوص. وفي (5/98) قال: حدثني محمد بن أبي غالب، قال: حدثنا عمرو هو ابن طلحة. قال: حدثنا أسباط، والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (2171) عن قتيبة، عن أبي الأحوص.
خمستهم - أبو عوانة، وشعبة، وحماد وأبو الأحوص، وأسباط - عن سماك بن حرب، فذكره.(9/333)
6961 - (خ ت) أنس [بن مالك]- رضي الله عنه - قال: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إذا قدم من سفَر، فنظر إلى جُدُرات المدينة (1) ، أوْضَع [ص:334] راحلته، وإن كان على دابة حَرَّكها من حُبِّها» . [وفي رواية «دَوْحاتِ المدينة» ] أخرجه البخاري والترمذي (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(دوحات) : جمع دوحة، وهي الشجرة العظيمة.
(الراحلة) : البعير القوي على الأسفار والأحمال.
(والإيضاع) في سير الإبل: سرعة مع سهولة، وضعت هي، وأوضعها راكبها.
__________
(1) وفي رواية عند البخاري: درجات، وفي أخرى: دوحات، كما سيأتي، قال صاحب " المطالع ": جدرات أرجح من درجات ودوحات.
(2) رواه البخاري 4 / 84 في فضائل المدينة، باب المدينة تنفي الخبث، وفي الحج، باب من أسرع ناقته إذا بلغ المدينة، والترمذي رقم (3437) في الدعوات، باب رقم (44) .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (3/59) قال: حدثنا سليمان، قال: أخبرنا إسماعيل، وفي (3/159) قال: حدثنا إبراهيم، قال: حدثنا الحارث بن عمير، والبخاري (3/9) قال: حدثنا سعيد بن أبي مريم، قال: أخبرنا محمد بن جعفر. وفي (3/9، 29) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا إسماعيل. والترمذي (3441) قال: حدثنا على بن حجر، قال: حدثنا إسماعيل بن جعفر. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (574) عن علي بن حجر، عن إسماعيل بن جعفر.
ثلاثتهم - إسماعيل، والحارث، وابن جعفر - عن حميد، فذكره.(9/333)
6962 - () سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - قال: «لما رجع رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- من تبوك، تلقاه رجال من المتخلِّفين من المؤمنين، فأثاروا غُباراً، فَخَمَّرَ بعضُ من كان مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- أنْفَه، فأزال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- اللِّثَام عن وجهه، وقال: والذي نفسي بيده: إن في غُبارها شفاء من كل داء، قال: وأُراه ذكر: ومن الجذام والبرص» أخرجه ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
في المطبوع أخرجه رزين.(9/334)
6963 - (ط) عبد الرحمن بن القاسم: أن أسْلَمَ مَولَى عمر بن الخطاب - رضي الله عنه- أخبره: «أنه زارَ عبد الله بن عياش المخزوميَّ، فرأى عنده نبيذاً وهو بطريق مكة، فقال له أسلمُ: إن هذا لشَرَاب يحبُّه عمر بن [ص:335] الخطاب، فحمل عبد الله ابن عياش قَدَحاً عظيماً، فجاء به إلى عمر بن الخطاب، فوضعه في يده، فقرَّبه إلى فيه، ثم رفع رأسه، فقال عمر: إن هذا لشراب طيب فشرب منه، ثم ناوله رجلاً عن يمينه، فلما أدبر عبد الله بن عياش ناداه عمر بن الخطاب، فقال: أنت القائل: لَمكةُ خير من المدينة؟ [قال عبد الله] : فقلت: هي حَرَمُ الله وأمْنُهُ، وفيها بيتُه، فقال عمر: لا أقول في حرم الله ولا في بيته شيئاً، ثم قال عمر: أنت القائل: لَمَكَّةُ خير من المدينة؟ فقلت: هي حَرمُ الله وأمْنُهُ، وفيها بيتُه، فقال عمر: لا أقول في حرم الله ولا في بيته شيئاً، ثم انصرف» أخرجه «الموطأ» (1) .
__________
(1) 2 / 894 في الجامع، باب جامع ما جاء في أمر المدينة، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: أخرجه مالك (1719) عن يحيى بن سعيد، عن عبد الرحمن بن القاسم، فذكره.(9/334)
الفرع الثامن: في مسجد قباء
6964 - (خ م س ط د) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: «كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- يزور قُباءَ، أو يأتيَ قباءَ، راكباً وماشياً» زاد في رواية «فيصلِّي فيه ركعتين» .
وفي رواية: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- «كان يأتي مسجدَ قباءَ كل سَبْت راكباً وماشياً وكان عبد الله يفعله» . [ص:336]
وفي رواية «أن ابن عمر كان يأتي قباءَ كل سبت، وكان يقول: رأيتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- يأتيه كل سبت» .
وفي أخرى «كان يأتيه راكباً وماشياً» .
قال [عمرو] بن دينار: وكان ابنُ عمر يفعله.
أخرج الأولى والزيادة البخاري ومسلم، وأخرج الثانية البخاري والنسائي، وأخرج الثالثة والرابعة مسلم، وأخرج «الموطأ» الرابعة، وأخرج أبو داود الأولى (1) ، وقد تقدَّم في «صلاة الضحى» للبخاري رواية طويلة، فلم نُعِدْها.
__________
(1) رواه البخاري 3 / 56 في التطوع، باب من أتى مسجد قباء كل سبت، وباب إتيان مسجد قباء ماشياً وراكباً، وفي الاعتصام، باب ما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم وحض على اتفاق أهل العلم، ومسلم رقم (1399) في الحج، باب فضل مسجد قباء وفضل الصلاة فيه ... ، والموطأ 1 / 167 في الصلاة في السفر، باب العمل في جامع الصلاة، والنسائي 2 / 37 في المساجد، باب فضل مسجد قباء والصلاة فيه، وأبو داود رقم (2040) في المناسك، باب في تحريم المدينة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه مالك الموطأ (121) وأحمد (2/65) (5330) قال: حدثنا إسحاق بن عيسى، قال: أخبرنا مالك.
2- وأخرجه أحمد (2/57) (5199) قال: حدثنا يحيى. وفي (2/101) (5774) قال: حدثنا محمد ابن عبيد. والبخاري (2/77) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى. ومسلم (4/127) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبد الله بن نمير، وأبو أسامة (ح) وحدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا أبي (ح) وحدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا يحيى. وأبو داود (2040) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى (ح) وحدثنا عثمان بن أبي شيبة، عن ابن نمير.
أربعتهم - يحيى، وابن عبيد، وأبو أسامة، وابن نمير - عن عبيد الله بن عمر.
3- وأخرجه أحمد (2/58) (5219) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثني عبد الله بن نافع.
4- وأخرجه أحمد (2/155) (6432) قال: حدثنا أسباط بن محمد. ومسلم (4/127) قال: حدثني أبو معن الرقاشي، زيد بن يزيد الثقفي، بصري ثقة، قال: حدثنا خالد، يعني ابن الحارث.
كلاهما - أسباط، وخالد - عن محمد بن عجلان.
أربعتهم - مالك، وعبيد الله، وعبد الله، وابن عجلان - عن نافع، فذكره.
* قال عبد الله بن نمير في روايته: «فيصلي فيه ركعتين.» .
وعن نافع، أن ابن عمر رضي الله عنهما، كان لا يصلي من الضحى إلا في يومين، يوم يقدم بمكة، فإنه كان يقدمها ضحى، فيطوف بالبيت، ثم يصلي ركعتين خلف المقام، ويوم يأتي مسجد قباء، فإنه كان يأتيه كل سبت، فإذا دخل المسجد كره أن يخرج منه حتى يصلي فيه، قال: وكان يحدث، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يزوره راكبا وماشيا. قال: وكان يقول: إنما أصنع كما رأيت أصحابي يصنعون، ولا أمنع أحدا أن يصلي في أي ساعة شاء من ليل، أو نهار، غير أن لا تتحروا طلوع الشمس ولا غروبها.
أخرجه أحمد (2/4) (4485) قال: حدثنا إسماعيل. والبخاري (1/153) قال: حدثنا أبو النعمان، قال: حدثنا حماد بن زيد. وفي (2/76) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا بن علية. ومسلم (4/127) قال: حدثنا أبو جعفر أحمد بن منيع، قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم.
كلاهما - إسماعيل بن إبراهيم بن علية، وحماد بن زيد - عن أيوب، عن نافع، فذكره.
* رواية أحمد بن حنبل وأحمد بن منيع، مختصرة على «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يزور قباء راكبا وماشيا» . * رواية حماد بن زيد، مختصرة على قول ابن عمر: أصلي كما رأيت أصحابي يصلون لا أنهى أحدا يصلي بليل ولا نهار ما شاء، غير أن لا تحروا طلوع الشمس ولا غروبها.»
وبلفظ: «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يأتي قباء راكبا وماشيا» .
أخرجه الحميدي (658) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (2/30) (4846) قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا يحيى بن سعيد. وفي (2/58) (5218) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان (ح) وعبد الرحمن، عن سفيان. وفي (2/65) (5329) قال: قرأت على عبد الرحمن بن مهدي: مالك. وفي (2/72) (5403) قال: حدثنا أبو سلمة، قال: حدثنا ابن بلال، يعني سليمان. وفي (2/80) (5522) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا سفيان. وفي (2/107) (5860) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا عبد العزيز بن مسلم. وعبد بن حميد (790) قال: أخبرنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا يحيى بن سعيد الأنصاري. والبخاري (2/77) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا عبد العزيز بن مسلم. وفي (9/128) قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا سفيان. ومسلم (4/127) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: قرأت على مالك. (ح) وحدثنا يحيى بن أيوب. وقتيبة، وابن حجر. قال ابن أيوب: حدثنا إسماعيل بن جعفر. (ح) وحدثني زهير بن حرب، قال: حدثنا سفيان بن عيينة. (ح) وحدثناه ابن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان. (ح) وحدثنيه عبد الله بن هاشم، قال: حدثنا وكيع، عن سفيان. والنسائي (2/37) وفي الكبرى (688) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، عن مالك.
سبعتهم - سفيان بن عيينة، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وسفيان الثوري، ومالك، وسليمان بن بلال، وعبد العزيز بن مسلم، وإسماعيل بن جعفر - عن عبد الله بن دينار، فذكره.
لفلظ رواية سفيان بن عيينة، ورواية موسى بن إسماعيل، عن عبد العزيز بن مسلم: «أن ابن عمر كان يأتي قباء كل سبت، وكان يقول: رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- يأتيه كل سبت» .
* قال عبد الله بن أحمد عقب رواية عبد الرحمن بن مهدي، عن مالك، قال أبي: وكان في النسخة التي قرأت على عبد الرحمن: نافع فغيره. فقال: «عبد الله بن دينار» .(9/335)
6965 - (س) سهل بن حنيف - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «من خرجَ حتى يأتي هذا المسجد - مسجدَ قباء - فصلى فيه، فإن له كَعَدْلِ عُمرة» أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 2 / 37 في المساجد، باب فضل مسجد قباء والصلاة فيه، وفي سنده محمد بن سليمان الكرماني، لم يوثقه غير ابن حبان، وباقي رجاله ثقات، ويشهد له الحديث الذي بعده، فهو به حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف:
1- أخرجه أحمد (3/487) قال: حدثنا إسحاق بن عيسى، قال: حدثني مجمع بن يعقوب الأنصاري بقباء (ح) وحدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا مجمع ابن يعقوب الأنصاري (ح) وحدثنا علي بن بحر، قال: حدثنا حاتم. وابن ماجة (1412) قال: حدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا حاتم بن إسماعيل، وعيسى بن يونس. والنسائي (2/37) وفي الكبرى (689) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا مجمع بن يعقوب.
ثلاثتهم - مجمع وحاتم، وعيسى - عن محمد بن سليمان الكرماني.
2- وأخرجه عبد بن حميد (469) قال: حدثني ابن أبي شيبة، قال: حدثنا ابن نمير، عن موسى بن عبيدة، قال: أخبرني يوسف بن طهمان.
كلاهما - الكرماني، ويوسف - عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف، فذكره.
* رواية يوسف بن طهمان: من توضأ فأحسن وضوءه، ثم جاء مسجد قباء، فركع أربع ركعات، كان ذلك كعدل عمرة.
قلت: في إسناده محمد بن سليمان الكرماني، لم يوثقه غير ابن حبان، ويوسف بن طهمان ذكره الحافظ في اللسان (7/396) قال: واه، وذكر الحديث، وقال: ويروي نحوه بإسناد صالح.
قلت: لعله يقصد الطريق الأول.(9/336)
6966 - (ت) أسيد بن ظهير - رضي الله عنه - أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «الصلاةُ في مسجد قُباءَ كعُمْرة» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (324) في الصلاة، باب ما جاء في الصلاة في مسجد قباء، وفي سنده أبو الأبرد، وهو مجهول، ولكن يشهد له الحديث الذي قبله فهو به حسن، ولذلك قال الترمذي: وفي الباب عن سهل بن حنيف، يريد الحديث الذي قبله، قال الحافظ في " الفتح ": ومن فضائل مسجد قباء ما رواه عمر بن شبة في " أخبار المدينة " بإسناد صحيح عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: لأن أصلي في مسجد قباء ركعتين أحب إلي من أن آتي بيت المقدس مرتين، ولو يعلمون ما في قباء لضربوا إليه أكباد الإبل.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه الترمذي في الصلاة (126) عن أبي كريب وسفيان بن وكيع.
كلاهما عن أبي أسامة، عن عبد الحميد بن جعفر، عن أبي الأبرد مولى بني خطمة أنه سمع أسيد بن ظهير الأنصاري به، وقال: حسن صحيح، ولا نعرف لأسيد بن ظهير شيئا يصح غير هذا الحديث، ولا نعرفه إلا من حديث أبي أسامة، وأبو الأبرد اسمه زياد مدني، وابن ماجة في الصلاة (236) عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن أبي أسامة به.
قلت: من الحديث على أبي الأبرد مولى بني خطمة، وهو مجهول.(9/337)
الفرع التاسع: في جبل أُحُد
6967 - (خ م ط ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إن أُحُداً جَبَل يُحِبُّنا ونُحبُّه» .
وفي رواية قال: نظر رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إلى أحُد، فقال: «إن أحُداً جبل يُحبنا ونحبُّه» أخرجه البخاري ومسلم.
وفي رواية «الموطأ» والترمذي: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- طلع له أحد، فقال: «هذا جبل يحبنا ونحبُّه، اللهم إن إبراهيم حرَّم مكة، وإني أحرِّم ما بين لابَتَيها» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 6 / 62 في الجهاد، باب الخدمة في الغزو، وباب من غزا بصبي للخدمة، وفي الأنبياء، باب قول الله تعالى: {واتخذ الله إبراهيم خليلاً} وفي المغازي، باب أحد جبل يحبنا ونحبه، وفي الأطعمة، باب الحيس، وفي الدعوات، باب التعوذ من غلبة الرجال، وفي الاعتصام، باب ما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم وحض على اتفاق أهل العلم، ومسلم رقم (1393) في الحج، باب أحد جبل يحبنا ونحبه، والموطأ 2 / 889 في الجامع، باب ما جاء في تحريم المدينة، والترمذي رقم (3918) في المناقب، باب ما جاء في فضل المدينة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (3/140) قال: حدثنا حماد بن مسعدة. والبخاري (5/132) قال: حدثني نصر بن علي، قال: أخبرني أبي، ومسلم (4/124) قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ، قال: حدثني أبي. (ح) وحدثنيه عبيد الله بن عمر القواريري.، قال: حدثني حرمي بن عمارة.
أربعتهم - حماد، وعلي، ومعاذ، وحرمي - عن قرة بن خالد، عن قتادة، فذكره.
والرواية الثانية:
1- أخرجها مالك الموطأ (554) وأحمد (3/149) قال: حدثنا إسحاق بن عيسى. والبخاري (4/177) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة. وفي (5/132) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. وفي (9/129) قال: حدثنا إسماعيل. والترمذي (3922) قال: حدثنا قتيبة وابن مسلمة، وابن يوسف، وإسماعيل، وقتيبة، ومعن عن مالك.
2- وأخرجه أحمد (3/159) قال: حدثنا سليمان بن داود الهاشمي. والبخاري (7/99) (8/96) قال: حدثنا قتيبة. ومسلم (4/114) قال: حدثنا يحيى بن أيوب، وقتيبة بن سعيد، وابن حجر.
أربعتهم - سليمان، وقتيبة، ويحيى، وعلي بن حجر - عن إسماعيل بن جعفر.
3- وأخرجه أحمد (3/242) قال: حدثنا سريج، قال: حدثنا ابن أبي الزناد.
4- وأخرجه أحمد (3/240) قال: حدثنا أبو سعيد، قال: حدثنا سليمان بن بلال.
5- وأخرجه البخاري (3/110) (5/171) قال: حدثنا عبد الغفار بن داود. وفي (4/43) قال: حدثنا قتيبة. وفي (5/171) قال: حدثني أحمد بن عيسى، قال: حدثنا ابن وهب ومسلم (4/114) قال: حدثنا سعيد بن منصور، وقتيبة بن سعيد. وأبو داود (2995) قال: حدثنا سعيد بن منصور.
أربعتهم - عبد الغفار، وقتيبة، وابن وهب، وسعيد - قالوا: حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن.
6- وأخرجه البخاري (4/42) قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله، قال: حدثنا محمد بن جعفر بن أبي كثير.
ستتهم - مالك، وإسماعيل، وابن أبي الزناد، وسليمان، ويعقوب، ومحمد - عن عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب، فذكره.
* الروايات مطولة ومختصرة.(9/337)
6968 - (ط) عروة بن الزبير - رحمه الله - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- طلع له أُحد، فقال: هذا جبل يحبُّنا ونحبُّه. أخرجه «الموطأ» (1) .
__________
(1) 2 / 893 في الجامع، باب جامع ما جاء في أمر المدينة، من حديث هشام بن عروة عن عروة، وهو مرسل عند جميع رواة مالك، أقول: وهو موصول عند غيره كما في الحديث الذي قبله، وهو حديث صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك (1718) عن هشام بن عروة، عن أبيه، فذكره. وقال الزرقاني في شرح الموطأ (4/292) مرسلا عند جميع رواة الموطأ ومر قريبا أن مالكا رواه عن عمرو مولى المطلب عن أنس، فذكره.(9/338)
6969 - (خ) سهل بن سعد - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «أُحُد جَبَل يُحِبُّنا ونحِبُّه» أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) تعليقاً 3 / 273 في الزكاة، باب خرص الثمر، قال الحافظ في " الفتح ": هو موصول في فوائد علي بن خزيمة، أقول: وهو موصول أيضاً كما في حديث أنس الذي قبله رقم (6966) .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه البخاري تعليقا (ح) (1482) قال: وقال سليمان عن سعد بن سعيد،عن عمارة بن غزية، عن عباس، عن أبيه، فذكره.
وقال الحافظ في الفتح (3/405) وعباس هو ابن سهل بن سعد، وهي موصولة في فوائد علي بن خزيمة.(9/338)
6970 - (خ م) أبو حميد الساعدي - رضي الله عنه - قال: خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- غزوةَ تبوك ... وساق الحديث - وفيه: ثم أقبلنا حتى قَدِمنا واديَ القُرَى، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إني مُسْرِع، فمن شاءَ منكم فليسرع، ومن شاء فليمكثْ، فخرجنا حتى أشرفنا على المدينة، فقال: هذه طابة، وهذا أُحُد، وهو يحبنا ونحبه» .
أخرجه مسلم (1) هكذا، قال: وساق الحديث، والحديث بطوله قد أخرجه هو والبخاري، وهو مذكور في موضعه (2) .
__________
(1) رقم (1392) في الحج، باب أحد جبل يحبنا ونحبه.
(2) رواه البخاري 3 / 272 و 273 في الزكاة، باب خرص الثمر.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (5/424) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا وهيب بن خالد. والدارمي (2498) قال: أخبرنا عبد الله بن مسلمة، قال: حدثنا سليمان بن بلال. والبخاري (2/154) (4/119) قال: حدثنا سهل بن بكار، قال: حدثنا وهيب. وفي (3/26) و (5/41) و (6/9) قال: حدثنا خالد بن مخلد، قال: حدثنا سليمان. ومسلم (4/123) و (7/61) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب، قال: حدثنا سليمان بن بلال. وفي (7/61) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عفان. (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا المغيرة بن سلمة، قالا: حدثنا وهيب، وأبو داود (3079) قال: حدثنا سهل بن بكار، قال: حدثنا وهيب بن خالد، وابن خزيمة (2314) قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا عفان بن مسلم، قال: حدثنا وهيب.
كلاهما - وهيب بن خالد، وسليمان بن بلال - عن عمرو بن يحيى، عن عباس بن سهل، فذكره.
* والروايات مطولة ومختصرة.(9/338)
الفرع العاشر: في العقيق وذي الحُليفة
6971 - (خ م س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: «إن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- أُتِيَ وهو في مُعَرَّسِهِ من ذي الحليفة في بطن الوادي، فقيل له: إنك ببطحاءَ مباركة. قال موسى - هو ابن عقبة - وقد أناخ بنا سالم في المُناخ من المسجد الذي كان عبد الله يُنيخ به، يتحرَّى مُعرَّس رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، وهو أسفل من المسجد الذي ببطن الوادي، بينه وبين القبلة، وَسَطاً من ذلك» أخرجه البخاري ومسلم، وأخرج النسائي منه إلى قوله: «مباركة» وله في أخرى «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- أناخ بالبطحاء التي بذي الحليفة، وصلَّى بها» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(المعرَّس) : موضع التعريس، وهو نزول المسافر آخر الليل نزلةً للاستراحة والنوم. [ص:340]
(التحرِّي) : القصد والاعتماد لتحقيق الغرض المطلوب.
__________
(1) رواه البخاري 3 / 311 في الحج، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: العقيق واد مبارك، وفي الحرث والمزارعة، في باب من أحيا أرضاً مواتاً، وفي الاعتصام، باب ما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم وحض على اتفاق أهل العلم، ومسلم رقم (1346) في الحج، باب التعريس بذي الحليفة والصلاة بها إذا صدر من الحج أو العمرة، والنسائي 5 / 126 و 127 في الحج، باب التعريس بذي الحليفة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/87) (5595) قال: قرأت على أبي قرة موسى بن طارق. وفي (2/90) (5632) قال: حدثنا يحيى بن آدم. قال: حدثنا زهير. وفي (2/104) (5815) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا وهيب. وفي (2/136) (6205) قال: حدثنا سليمان بن داود الهاشمي، قال: أخبرنا إسماعيل. والبخاري (2/167) قال: حدثنا محمد بن أبي بكر، قال: حدثنا فضيل بن سليمان. وفي (3/140) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا إسماعيل بن جعفر. وفي (9/130) قال: حدثنا عبد الرحمن بن المبارك، قال: حدثنا الفضيل. ومسلم (4/106) قال: حدثنا محمد بن عباد، قال: حدثنا حاتم وهو ابن إسماعيل. (ح) وحدثنا محمد بن بكار بن الريان، وسريج بن يونس، قالا: حدثنا إسماعيل ابن جعفر. والنسائي (5/126) قال: أخبرنا عبدة بن عبد الله، عن سويد، عن زهير، وابن خزيمة (2616) قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا الخضر بن محمد بن شجاع، قال: أخبرنا إسماعيل ابن جعفر.
ستتهم - موسى بن طارق، وزهير بن معاوية، ووهيب، وإسماعيل بن جعفر، وفضيل بن سليمان، وحاتم بن إسماعيل - عن موسى بن عقبة، عن سالم بن عبد الله، فذكره.
* لم يذكر قول موسى بن عقبة الذي في آخر الحديث إلا إسماعيل بن جعفر.
وبلفظ: «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أناخ بالبطحاء التي بذي الحليفة فصلى بها» . وكان عبد الله بن عمر يفعل ذلك.
أخرجه مالك الموطأ (262) . وأحمد (2/28) (4819) قال: حدثنا روح. وفي (2/112) (5922) قال: حدثنا إسحاق بن عيسى. وفي (2/138) (6232) قال: قرأت على عبد الرحمن. والبخاري (2/166) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. ومسلم (4/106) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. وأبو داود (2044) قال: حدثنا القعنبي. والنسائي (5/127) قال: أخبرنا محمد بن سلمة، والحارث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع، عن ابن القاسم، وفي الكبرى تحفة الأشراف (8338) عن أبي الطاهر بن السرح، عن ابن وهب.
ثمانيتهم - روح بن عبادة، وإسحاق بن عيسى، وعبد الرحمن بن مهدي، وعبد الله بن يوسف، ويحيى ابن يحيى، وعبد الله بن مسلمة القعنبي، وعبد الرحمن بن القاسم، وعبد الله بن وهب - عن مالك، عن نافع، فذكره.
* أخرجه أحمد (2/119) (6004) قال: حدثنا هاشم. ومسلم (4/106) قال: حدثني محمد بن رمح ابن المهاجر المصري (ح) وحدثنا قتيبة.
ثلاثتهم - هاشم بن القاسم، ومحمد بن رمح، وقتيبة بن سعيد - قال ابن رمح: أخبرنا. وقال الآخران: حدثنا ليث، عن نافع، قال: «كان ابن عمر ينيخ بالبطحاء التي بذي الحليفة، التي كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ينيخ بها، ويصلي بها.» .
وعن نافع، وسالم، أن ابن عمر كان إذا مر بذي الحليفة، بات بها حتى يصبح. ويخبر أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يفعل ذلك.
أخرجه ابن خزيمة (2615) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الصواف، قال: حدثنا أحمد بن إسحاق الحضرمي، قال: حدثنا وهيب، قال: حدثني موسى بن عقبة، قال: حدثني نافع، وسالم، فذكراه.(9/339)
6972 - (خ د) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال عمر بن الخطاب: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- وهو بوادي العقيق - يقول: «أتاني الليلةَ آت من ربي، فقال: صلِّ في هذا الوادي المبارك، وقُلْ: عمرة في حَجَّة» . وفي رواية «وقل: عمرة وحجة» .
وفي أخرى قال: «عمرة في حجة» أخرجه البخاري وأبو داود (1) .
__________
(1) رواه البخاري 3 / 310 في الحج، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " العقيق واد مبارك "، وفي الحرث والمزارعة، باب من أحيا أرضاً مواتاً، وفي الاعتصام، باب ما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم وحض على اتفاق أهل العلم، وأبو داود رقم (1800) في المناسك، باب في الإقران.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه الحميدي (19) قال: حدثنا الوليد بن مسلم، وبشر بن بكر، قالا: حدثنا الأوزاعي. وأحمد (1/24) (161) قال: حدثنا الوليد بن مسلم، قال: حدثنا الأوزاعي. وعبد بن حميد (16) قال: حدثنا هارون بن إسماعيل الخزاز، قال: حدثنا علي بن المبارك. والبخاري (2/167) قال: حدثنا الحميدي، قال: حدثنا الوليد، وبشر بن بكر التنيسي، قالا: حدثنا الأوزاعي. وفي (3/140) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا شعيب بن إسحاق، عن الأوزاعي. وفي (9/130) قال: حدثنا سعيد بن الربيع، قال: حدثنا علي بن المبارك. وأبو داود (1800) قال: حدثنا النفيلي، قال: حدثنا مسكين، عن الأوزاعي. وابن ماجة (2976) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا محمد بن مصعب (ح) وحدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي، يعني حميدا، قال: حدثنا الوليد بن مسلم، قالا: حدثنا الأوزاعي. وابن خزيمة (2617) قال: حدثنا الربيع بن سليمان ومحمد بن مسكين اليمامي. قالا: حدثنا بشر بن بكر، قال: أخبرنا الأوزاعي.
كلاهما - الأوزاعي، وعلي بن المبارك - عن يحيى بن أبي كثير، قال: حدثني عكرمة، عن ابن عباس، فذكره.(9/340)
6973 - (د) مالك [بن أنس]- رحمه الله - قال: «لا ينبغي لأحد أن يجاوز المعرَّس، إذا قفل راجعاً إلى المدينة، حتى يصلِّيَ فيه ما بدا له، لأنه بلغني: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- عَرَّس به» . أخرجه أبو داود، وقال: «المعرَّس على ستة أميال من المدينة» (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (2045) في المناسك، باب زيارة القبور، بلاغاً، وإسناده منقطع، ولكن له شواهد بمعناه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده منقطع: أخرجه أبو داود (2045) قال: حدثنا القعنبي، قال: مالك،فذكره بلاغا.(9/340)
الفصل الثالث: في أماكن متعددة من الأرض
الحجاز
6974 - (ت) عمرو بن عوف - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إن الدِّين ليأرِزُ إلى الحجاز، كما تأرِزُ الحيةُ إلى جُحرها، وليَعْقِلَنَّ الدِّينُ من الحجاز مَعْقِل الأُرْوِيَّة من رأس الجبل، إن الدِّين بدأ غريباً، وسيعود كما بدأ (1) ، فطوبى للغرباء وهم الذين يُصْلحون ما أفسد الناسُ [من بَعْدي] من سُنَّتي» . أخرجه الترمذي (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ليعقلن) أي: ليعتصم ويلتجىء ويحتمي.
(الأُرْوِيَّة) : الشاة الواحدة من شياه الجبل، وجمعها: أروى.
(طوبى) : اسم الجنة، أي: فالجنة لأولئك المسلمين الذين كانوا غرباء في أول الإسلام، والذين يصيرون غرباء بين الكفار في آخره لصبرهم على أذى الكفار أولاً وآخراً، أو لزومهم دين الإسلام.
__________
(1) في نسخ الترمذي المطبوعة: ويرجع غريباً.
(2) رقم (2432) في الإيمان، باب ما جاء أن الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً، وفي سنده كثير ابن عبد الله المزني، وهو ضعيف، ولأوله وآخره شواهد، وقال الترمذي: هذا حديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (2630) قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن، قال: أخبرنا إسماعيل بن أبي أويس، قال: كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف بن زيد بن ملحة، عن أبيه، فذكره.
وقال: هذا حديث حسن صحيح.
قلت: فيه كثير بن عبد الله المزي، وهو ضعيف.(9/341)
6975 - (م) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «إنَّ الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً كما بدأ، وهو يأرِز المسجدين كما تأرِزُ الحية إلى جُحْرها» أخرجه مسلم (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(بدأ الإسلام غريباً) أي: كان في أول الأمر كالغريب الذي لا أهل له عنده لقلة المسلمين يومئذ، وسيعود كما بدأ، أي: يقل المسلمون في آخر الزمان، فيصيرون كالغرباء بين الكفار.
__________
(1) رقم (146) في الإيمان، باب بيان أن الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مسلم (1/90) قال: حدثني محمد بن رافع، والفضل بن سهل الأعرج، قالا: حدثنا شبابة بن سوار، قال: حدثنا عاصم وهو ابن محمد العمري، عن أبيه، فذكره.(9/342)
6976 - (ط) عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - كان يقول: «لَبَيْت بِرُكْبةَ أحبُّ إليَّ من عشرةِ أبيات بالشام» قال مالك: يريد لطول الأعمار والبقاء، ولشدة الوباء بالشام (1) . أخرجه «الموطأ» (2) .
__________
(1) إنما قال عمر رضي الله عنه ذلك حين وقع الوباء بالشام.
(2) 2 / 897 في الجامع، باب ما جاء في الطاعون بلاغاً، وإسناده معضل.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك (1724) بلاغا، فذكره.(9/342)
6977 - (م) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «غِلَظُ القلوب والجفاءُ: في المشرق، والإيمانُ في أهل الحجاز» أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (53) في الإيمان، باب تفاضل أهل الإيمان فيه ورجحان أهل اليمن فيه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (3/335) .ومسلم (1/53) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم.
كلاهما - أحمد، وإسحاق - عن عبد الله بن الحارث المخزومي، عن ابن جريج.
02 وأخرجه أحمد (3/345) قال: حدثنا موسى بن داود، قال: أخبرنا ابن لهيعة.
كلاهما - ابن جريج، وابن لهيعة - عن أبي الزبير، فذكره.
وبنحوه: أخرجه أحمد (3/332) قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا أبو عوانة، عن أبي بشر، عن سليمان، فذكره.(9/342)
جزيرة العرب
6978 - (م) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: سمعتُ [ص:343] رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «إن الشيطان قد يَئِسَ أن يَعْبُدَهُ المصَلُّون في جزيرة العرب، ولكن في التحريش بينهم» أخرجه مسلم (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(التحريش) : الإغراء وإيقاع الفتن بين الناس، وحمل بعضهم على بعض بإيقاع الفساد بينهم.
__________
(1) رقم (2812) في صفات المنافقين، باب تحريش الشيطان وبعثه سراياه لفتنة الناس.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (3/313) قال: حدثنا أبو معاوية، وابن نمير. ومسلم (8/138) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، وإسحاق بن إبراهيم، عن جرير. (ح) وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع (ح) وحدثنا أبو كريب، قال: حدثنا أبو معاوية. والترمذي (1937) قال: حدثنا هناد، قال: حدثنا أبو معاوية.
أربعتهم - أبو معاوية، وابن نمير، وجرير، ووكيع - عن الأعمش، عن أبي سفيان، فذكره.(9/342)
6979 - (ط) محمد بن شهاب الزهري: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا يجتمع دينان في جزيرة العرب» .
قال محمد بن شهاب: ففحَص عن ذلك عمر بن الخطاب، حتى أتاه الثلَج واليقين: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا يجتمع دِينان في جزيرة العرب» فأجلَى يهود خيبر (1) .
قال مالك: وقد أجلى عمر يهود نَجْران وفَدَك، فأما يهود خيبر: فخرجوا منها، ليس لهم من الثمر ولا من الأرض شيء، وأما يهود فدك: فكان لهم نصف الثمر ونصف الأرض، [لأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- كان صالحهم على نصف الثمر ونصف الأرض، فأقام لهم عمر بن الخطاب: نصف الثمر [ص:344] ونصف الأرض] قيمة من ذهبٍ وورِق وإبل، وحبال وأقتاب، ثم أعطاهم القيمة وأجلاهم منها. أخرجه «الموطأ» .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الفحص) : البحث عن حقيقة الأمر وكشفه.
(الثلَج) : اليقين، ثلَج الأمر في قلبي: إذا ثبتَ واطمأننتُ إليه، وثَلَجَتْ نفسي بالأمر تثلَج ثُلوجاً، وثلِجت تثلج ثلَجاً.
__________
(1) 2 / 892 و 893 في الجامع، باب ما جاء في إجلاء اليهود من المدينة مرسلاً، وهو موصول في " الصحيحين " من حديث ابن عباس رضي الله عنه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك (1717) عن ابن شهاب، فذكره. وقال الزرقاني في شرح الموطأ (4/290) : -مرسل، ورواه عبد الرزاق عن معمر عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب مرسلا، وهو موصول بنحوه من طرق في الصحيحين وغيرهما عن ابن عباس وعمر.(9/343)
6980 - (د) مالك بن أنس: قال: « [إن] عمر - رضي الله عنه - أجلى أهل نجران، ولم يُجْلَوْا من تَيماء، لأنها ليست من بلاد العرب، فأمَّا الوادي: فإني أرى أنما لم يُجْلَ مَن فيها من اليهود: أنهم لم يَرَوْها من أرض العرب» . وعن مالك قال: وقد أجلى عمر يهود نجران وفدك. أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (3033) و (3034) في الخراج والإمارة، باب في إخراج اليهود من جزيرة العرب، وإسناده منقطع.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده منقطع: أخرجه أبو داود (3033) قال: حدثنا محمود بن خالد، قال: حدثنا عمر، يعني ابن عبد الواحد، قال: قال سعيد، يعني ابن عبد العزيز، فذكره.
وفي (3034) قال: حدثنا ابن السرح، قال: حدثنا ابن وهب، قال: قال مالك، فذكره.(9/344)
6981 - (م د ت) عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أنه سمع رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «لأُخرجَنَّ اليهود والنصارى من جزيرة العرب فلا أتركُ فيها إلا مسلماً (1) » .
قال سعيد بن عبد العزيز: جزيرة العرب: ما بين الوادي إلى أقصى اليمن، إلى تُخوم العراق إلى البحر.
أخرجه مسلم وأبو داود والترمذي، ولم يذكر كلام سعيد بن عبد العزيز [ص:345][سوى أبي داود] (2) .
__________
(1) رواية مسلم: فلا أدع فيها إلا مسلماً.
(2) رواه مسلم رقم (1767) في الجهاد، باب إخراج اليهود والنصارى من جزيرة العرب، وأبو داود رقم (3030) في الخراج والإمارة، باب في إخراج اليهود والنصارى من جزيرة العرب، والترمذي رقم (1606) في السير، باب ما جاء في إخراج اليهود والنصارى من جزيرة العرب.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (1/29) (201) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أنبأنا ابن جريج. وفي (1/32) (219) قال: حدثنا روح ومؤمل. قالا: حدثنا سفيان الثوري. وفي (3/345) قال: حدثنا موسى، قال: حدثنا ابن لهيعة. ومسلم (5/160) قال: حدثني زهير بن حرب، قال: حدثنا الضحاك بن مخلد، عن ابن جريج. (ح) وحدثني محمد بن رافع، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا ابن جريج (ح) وحدثني زهير بن حرب، قال: حدثنا روح بن عبادة، قال: أخبرنا سفيان الثوري. (ح) وحدثني سلمة بن شبيب، قال: حدثنا الحسن بن أعين، قال: حدثنا معقل، وهو ابن عبيد الله. وأبو داود (3030) قال: حدثنا الحسن بن علي، قال: حدثنا أبو عاصم وعبد الرزاق. قالا: أخبرنا ابن جريج. وفي (3031) قال: حدثنا أحمد بن حنبل، قال: حدثنا أبو أحمد محمد بن عبد الله، قال: حدثنا سفيان. والترمذي (1606) قال: حدثنا موسى بن عبد الرحمن الكندي، قال: حدثنا زيد بن الحباب، قال: أخبرنا سفيان الثوري. وفي (1607) قال: حدثنا الحسن بن علي الخلال، قال: حدثنا أبو عاصم وعبد الرزاق. قالا: أخبرنا ابن جريج. والنسائي في الكبرى الورقة (116ب) قال: أخبرني عمرو بن هشام، قال: حدثني مخلد، عن سفيان.
أربعتهم - ابن جريج، وسفيان الثوري، وابن لهيعة، ومعقل - عن أبي الزبير، عن جابر، فذكره.
* أخرجه أحمد (1/32) (215) قال: حدثنا أبو أحمد الزبيري. قال: حدثنا سفيان، عن أبي الزبير، عن جابر، عن عمر، -رضي الله عنه-، قال: لئن عشت إن شاء الله لأخرجن اليهود والنصارى من جزيرة العرب.(9/344)
6982 - (د) عبد الله بن عباس وجويرية بن قدامة - رضي الله عنهما - قالا: أوصى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عند موته: «أخرجوا المشركين من جزيرة العرب، وأجيزوا الوفد بنحو ما كنتُ أجيزهم» .
قال يعقوب بن محمد: سألت المغيرة بن عبد الرحمن عن جزيرة العرب؟ فقال: مكة والمدينة واليمامة واليمن، وقال يعقوب: العَرْج أول اليمامة، قال يعقوب: وحُدِّثت: أن جزيرة العرب: ما بين وادي القرَى إلى أقصى اليمن، وما بين البحر إلى تخوم العراق في الأرض في العرض.
وفي رواية عن ابن عباس وحده: أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم- «أوصى بثلاثة، فقال: أخرجوا المشركين من جزيرة العرب، وأجِيزوا الوفد بنحو ما كنت أُجِيزهم» قال ابن عباس: وسكت عن الثالثة، أو قال: فأُنسيتها. أخرج أبو داود الثانية (1) ، والأولى ذكرها رزين.
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أجيزوا الوفد) الوفد: الجماعة الذين يقصدون الملوك والأمراء ومن [ص:346] يجري مجراهم، ينتجعونهم ويستنجدونهم، وإجازتهم: إعطاؤهم الجائزة، وهي ما جاؤوا يلتمسونه من العطاء، وأصل ذلك في اللغة: أن يعطي الرجلُ الرجلَ ماءً، ويعبره ليذهب في وجهه الذي يريد، يقول الرجل إذا ورد الماء لقيم الماء: أجزني ماء، أي: أعطني ماء حتى أذهب لوجهي، وأجوز عنك، ثم كثر هذا حتى استعمل في العطاء، فسموا العطية جائزة.
__________
(1) رقم (3029) في الخراج والإمارة، باب في إخراج اليهود والنصارى من جزيرة العرب، وهو حديث صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه الحميدي (526) . وأحمد (1/222) (1935) والبخاري (4/85) قال: حدثنا قبيصة. وفي (4/120) قال: حدثنا محمد. وفي (6/11) قال: حدثنا قتيبة. ومسلم (5/75) قال: حدثنا سعيد بن منصور، وقتيبة بن سعيد، وأبو بكر بن أبي شيبة، وعمرو الناقد. وأبو داود (3029) قال: حدثنا سعيد ابن منصور. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (5517) عن محمد بن منصور.
تسعتهم - الحميدي، وأحمد، وقبيصة، ومحمد بن سلام، وقتيبة، وسعيد، وأبو بكر، وعمرو، ومحمد بن منصور - عن سفيان بن عيينة، عن سليمان بن أبي مسلم الأحول.
2- وأخرجه أحمد (1/355) (3336) ومسلم (5/75) قال: حدنثا إسحاق بن إبراهيم. والنسائي في الكبرى- تحفة الأشراف 5524) عن محمد بن عبد الله المخرمي.
ثلاثتهم - أحمد، وإسحاق، ومحمد- عن وكيع، عن مالك بن مغول، عن طلحة بن مصرف.
كلاهما - سليمان، وطلحة- عن سعيد بن جبير، فذكره.(9/345)
6983 - (خ م) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: «أن عمر أجْلَى اليهودَ والنصارى من أرض الحجاز، وأنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- لما ظهر على خيبر أراد إخراج اليهود منها، وكانت الأرضُ لَمَّا ظهر عليها لله ولرسوله وللمسلمين، فأراد إخراج اليهود منها، فسألت اليهود رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- أن يُقِرّهم بها على أن يَكْفُوا العمل ولهم نصف الثمر، فقال لهم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: نقرّكم بها على لك ما شئنا، فَقُرُّوا بها حتى أجلاهم عمر في إمارته إلى تَيماءَ وأرِيحاء» .
زاد في رواية: «وأجْلَى أهل خيبر وأهل فدك، ونصارى نجران، ولم يُجْلِ أهل الوادي، ولا أهل تَيماء، لأنهما ليستا من جزيرة العرب» .
أخرجه البخاري ومسلم (1) .
__________
(1) رواه البخاري 6 / 181 في الجهاد، باب ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يعطي المؤلفة قلوبهم وغيرهم من الخمس ونحوه، ومسلم رقم (1551) في المساقاة، باب المساقاة والمعاملة بجزء من الثمر والزرع.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/149) (6368) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا ابن جريج. والبخاري (3/140) و (4/116) قال: حدثنا أحمد بن المقدام، قال: حدثنا فضيل بن سليمان، ومسلم (5/27) قال: حدثنا محمد بن رافع، وإسحاق بن منصور، قالا: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا ابن جريج.
كلاهما - ابن جريج، وفضيل - عن موسى بن عقبة، قال: أخبرنا نافع، فذكره.(9/346)
اليمن
6984 - (خ م ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «أتاكم أهلُ اليمن أرقُّ أفئدة، وألينُ قلوباً، الإيمان يَمان، والحكمةُ يمانية، ورأسُ الكفر قِبلَ المشرق، والفخرُ والخُيلاء في أصحاب الإبل، والسكينةُ والوقارُ في أهل الغنم» .
وفي رواية: قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «الفَخْرُ والخُيَلاَءُ في الفَدَّادين أهلِ الوبر، والسكينةُ في أهل الغنم، والإيمانُ يَمان، والحكمةُ يمانية» أخرجه البخاري ومسلم.
وفي رواية للبخاري قال: «أتاكم أهل اليمن أضعفُ قلوباً، وأرقُّ أفئدة، الفقهُ يمان، والحكمةُ يمانية» .
ولمسلم قال: «جاء أهل اليمن هم أرقُّ أَفئدة، وأضعفُ قلوباً، الإيمان يمانٍ، والفقهُ يمان، والحكمة يمانية» .
وفي رواية الترمذي: أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «الإيمانُ يمان، والكفرُ قِبل المشرق، والسكينة لأهل الغنم، والفخرُ والرِّياءُ في الفدَّادين أهلِ الخيل والوبَر، يأتي المسيح، حتى إذا جاء دُبُرَ أُحُد صرفت الملائكة وجهه قبل الشام، وهنالك يهلِك» (1) .
[ص:348]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أفئدة) : جمع فؤاد.
(الخيلاء) : الكبر والعجب.
(الفدَّادين) : قال الهروي: قال أبو عمرو: هي الفدادِين جمع فدان مشدداً وهي البقر التي يُحرَثُ بها، وأهلها أهل جفاء لبعدهم عن الأمصار، قال: وقال أبو بكر: أراد: في أصحاب الفدادين، فحذف «أصحاب» وأقام الفدادين مقامهم، قال: وقال الأصمعي: الفدَّادين مشدداً وهم الذين تَعْلُو أصواتهم في حروثهم وأموالهم ومواشيهم، يقال: فدَّ يفِد فديداً: إذا اشتد صوته، قال: وقال أبو عبيدة: الفدَّادين مشدداً: هم المكثرون من الإبل، وهم جُفَاةٌ أهل خيلاء، ويكون معنى «فدّادٍ» في هذا كمعنى بَزَّاز، وعطَّار، أي: أنه منسوبٌ إليه معروف به، وقال أبو العباس: الفدَّادون: الجمَّالون، والرُّعيان، والبَقَّارون، والحمَّارون.
(أهل الوبر) : الوبر، وبر الإبل، والمراد: أهل ذوات الوبر، أي: أصحاب الإبل.
__________
(1) رواه البخاري 6 / 387 في الأنبياء، باب قول الله تعالى: {يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى} ، وفي المغازي، باب قدوم الأشعريين، وفي بدء الخلق، باب قول الله تعالى: {وبث فيها من كل دابة} ، ومسلم رقم (52) في الإيمان، باب تفاضل أهل الإيمان، والترمذي رقم (2244) في الفتن، باب ما جاء في الدجال لا يدخل المدينة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: بلفظ: «أتاكم أهل اليمن. أضعف قلوبا، وأرق أفئدة. الفقه يمان، والحكمة يمانية.» .
زاد في رواية سفيان: «والجفاء والقسوة وعلظ القلوب في الفدادين أهل الوبر عند أصول أذناب الإبل من ربيعة ومضر.» .
أخرجه الحميدي (1049) قال: حدثنا سفيان. قال: حدثنا أبو الزناد. وأحمد (2/541) قال: حدثنا حسين. قال: حدثنا ابن أبي الزناد، عن أبيه. والبخاري (5/220) قال: حدثنا أبو اليمان. قال: أخبرنا شعيب قال: حدثنا أبو الزناد. ومسلم (1/52) قال: حدثني عمرو الناقد وحسن الحلواني. قالا: حدثنا يعقوب، وهو ابن إبراهيم بن سعد. قال: حدثنا أبي، عن صالح.
كلاهما - أبو الزناد، وصالح بن كيسان - عن الأعرج، فذكره.
وبلفظ: «جاء أهل اليمن، هم أرق أفئدة، الإيمان يمان، والفقه يمان، والحكمة يمانية.» .
أخرجه أحمد (2/235) قال: حدثنا محمد بن أبي عدي، عن ابن عون، وفي (2/267) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر، عن أيوب. وفي (2/277) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا هشام بن حسان. وفي (2/474) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن ابن عون. وفي (2/488) قال: حدثنا إسماعيل. قال: أخبرنا هشام بن حسان. (ح) وحدثنا حسين بن محمد. قال: حدثنا جرير بن حازم وفي (2/541) قال: حدثنا مؤمل بن إسماعيل. قال: حدثنا حماد، يعني ابن سلمة. قال: حدثنا هشام وحبيب بن الشهيد. ومسلم (1/51) قال: حدثنا أبو الربيع الزهراني. قال: أنبأنا حماد. قال: حدثنا أيوب. وفي (1/52) قال: حدثنا محمد بن المثنى. قال: حدثنا ابن أبي عدي. (ح) وحدثني عمرو الناقد. قال: حدثنا إسحاق بن يوسف الأزرق.
كلاهما عن ابن عون.
خمستهم - ابن عون، وأيوب، وهشام، وجرير، وحبيب - عن محمد بن سيرين، فذكره.
* في رواية هشام بن حسان عند أحمد (2/277) زاد في أول الحديث: «لما نزلت: إذا جاء نصر الله والفتح. ثم ذكر الحديث.
* الروايات ألفاظها متقاربة. وأثبتنا لفظ أيوب عند مسلم (1/51) .
وبلفظ: «الفخر والخيلاء في الفدادين أهل الوبر، والسكينة في أهل الغنم، والإيمان يمان، والحكمة يمانية.»
أخرجه البخاري (4/217) قال: حدثنا أبو اليمان. قال: أخبرنا شعيب. ومسلم (1/52) قال: حدثني حرملة بن يحيى. قال: أخبرنا ابن وهب. قال: أخبرني يونس. (ح) وحدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي. قال: أخبرنا أبو اليمان. قال: أخبرنا شعيب.
كلاهما - شعيب، ويونس - عن ابن شهاب الزهري. قال: أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن، فذكره.
* أخرجه أحمد (2/269) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر، عن الزهري، عن ابن المسيب وأبي سلمة، أو أحدهما، عن أبي هريرة، فذكراه.
وبلفظ: «أتاكم أهل اليمن، هم أضعف قلوبا، وأرق أفئدة، الإيمان يمان، والحكمة يمانية.» .
أخرجه أحمد (2/502) قال: حدثنا يزيد. والترمذي (3935) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد.
كلاهما - يزيد بن هارون، وعبد العزيز- عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، فذكره.
وبلفظ: «الإيمان يمان، والكفر قبل المشرق، والسكينة في أهل الغنم، والفخر والرياء في الفدادين أهل الخيل والوبر.» .
أخرجه أحمد (2/372) قال: حدثنا سليمان. قال: حدثنا إسماعيل. وفي (2/407) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم. وفي (2/457) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. وفي (2/484) قال: حدثنا عبد الرحمن، عن زهير. ومسلم (1/52) قال: حدثني يحيى بن أيوب وقتيبة وابن حجر، عن إسماعيل بن جعفر. قال ابن أيوب: حدثنا إسماعيل. والترمذي (2243) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد.
خمستهم - إسماعيل بن جعفر، وعبد الرحمن بن إبراهيم، وشعبة، وزهير بن محمد، وعبد العزيز بن محمد- عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، فذكره.
وبلفظ: «أتاكم أهل اليمن، هم أرق أفئدة، وألين قلوبا، الإيمان يمان، والحكمة يمانية، والفخر والخيلاء في أصحاب الإبل، والسكينة والوقار في أهل الغنم.» .
زاد في رواية أبي معاوية « ... رأس الكفر قبل المشرق.» .
أخرجه أحمد (2/252) قال: حدثنا أبو معاوية ويعلى. وفي (2/480) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. والبخاري (5/219) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا ابن أبي عدي، عن شعبة. (ح) وقال غندر، عن شعبة ومسلم (1/53) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب. قالا: حدثنا أبو معاوية. (ح) وحدثنا قتيبة بن سعيد وزهير بن حرب قالا: حدثنا جرير. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى. قال: حدثنا ابن أبي عدي. (ح) وحدثني بشر بن خالد قال: حدثنا محمد، يعني ابن جعفر. قالا: حدثنا شعبة.
أربعتهم - أبو معاوية، ويعلى، وشعبة، وجرير - عن سليمان الأعمش، عن أبي صالح ذكوان، فذكره. وبلفظ: «الإيمان يمان، الإيمان يمان، الإيمان يمان، رأس الكفر المشرق، والكبر والفخر في الفدادين أصحاب الوبر» .
أخرجه أحمد (2/425) قال: حدثنا إسماعيل. قال: أخبرنا الجريري، عن أبي مصعب، فذكره.
وبلفظ: «ألا إن الإيمان يمان، والحكمة يمانية، وأجد نفس ربكم من قبل اليمن. وقال أبو المغيرة. من قبل المغرب ألا إن الكفر والفسوق وقسوة القلب في الفدادين أصحاب الشعر والوبر الذين تغتالهم الشياطين على أعجاز الإبل.» .
أخرجه أحمد (2/541) قال: حدثنا عصام بن خالد. قال: حدثنا حريز، عن شبيب أبي روح، فذكره.
وبلفظ: «الإيمان يمان، والفقه يمان، والحكمة يمانية، أتاكم أهل اليمن، فهم أرق أفئدة، وألين قلوبا، والكفر قبل المشرق، والفخر والخيلاء في أهل الخيل والإبل والفدادين أهل الوبر، والسكينة في أهل الغنم» .
أخرجه أحمد (2/380) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا ابن لهيعة، عن الحارث بن يزيد، عن ثابت بن الحارث، فذكره.
وعن همام بن منبه. قال: قدمت المدينة فرأيت حلقة عند منبر النبي -صلى الله عليه وسلم-. فسألت؟ فقيل لي: أبو هريرة: قال: فسألت. فقال لي: ممن أنت؟ قلت: من أهل اليمن. فقال: سمعت حبي، أو قال: سمعت أبا القاسم -صلى الله عليه وسلم- يقول: «الإيمان يمان، والحكمة يمانية، هم أرق قلوبا، والجفاء في الفدادين أصحاب الوبر. وأشار بيده نحو المشرق.» .
أخرجه أحمد (2/258) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا عقيل بن معقل، عن همام بن منبه، فذكره.
وبلفظ: «الخيلاء والفخر في أهل الخيل والإبل، والسكينة في أهل الغنم.» .
أخرجه أحمد (2/319) قال: حدثنا عبد الرزاق بن همام. قال: حدنثا معمر، عن همام، فذكره.
وبلفظ: «جاء أهل اليمن، هم أرق أفئدة، وأضعف قلوبا، الإيمان يمان، والحكمة يمانية، السكينة في أهل الغنم، والفخر والخيلاء في الفدادين أهل الوبر قبل مطلع الشمس.» .
أخرجه مسلم (1/52) قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن. قال: أخبرنا أبو اليمان، عن شعيب، عن الزهري. قال: حدثني سعيد بن المسيب، فذكره.
* أخرجه أحمد (2/269) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر، عن الزهري، عن ابن المسيب وأبي سلمة، أو أحدهما، عن أبي هريرة، فذكراه نحوه.(9/347)
6985 - (خ م) أبو مسعود [البدري]- رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «الإيمانُ هاهنا - وأشار بيده إلى اليمن - والقسوةُ وغِلَظُ القلوب في الفَدَّادين عند أصول أذناب الإبل، حيث يطلُع قَرْنا الشيطان [ص:349] في ربيعة ومُضَر» أخرجه البخاري ومسلم (1) .
__________
(1) رواه البخاري 6 / 387 في الأنبياء، باب قول الله تعالى: {يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى} ، وفي بدء الخلق، باب قول الله تعالى: {وبث فيها من كل دابة} ، وفي المغازي، باب قدوم الأشعريين وأهل اليمن، وفي الطلاق، باب اللعان، ومسلم رقم (51) في الإيمان، باب تفاضل أهل الإيمان.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه الحميدي (458) قال: حدثنا سفيان وأحمد (4/118) قال: حدثنا يزيد (ح) ومحمد بن عبيد. وفي (5/273) قال: حدثنا يحيى. والبخاري (4/155) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى. وفي (4/217) قال: حدثنا علي بن عبد الله، قال: حدثنا سفيان. وفي (5/219) قال: حدثني عبد الله بن محمد الجعفي، قال: حدثنا وهب بن جرير، قال: حدثنا شعبة.
وفي (7/68) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. ومسلم (1/51) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو أسامة. (ح) وحدثنا ابن نمير، قال: حدثنا أبي (ح) وحدثنا أبو كريب، قال: حدثنا ابن إدريس (ح) وحدثنا يحيى بن حبيب الحارثي، قال: حدثنا معتمر.
تسعتهم - سفيان بن عيينة، ويزيد، ومحمد بن عبيد، ويحيى، وشعبة، وأبو أسامة، وعبد الله بن نمير، وابن إدريس، ومعتمر - عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، فذكره.(9/348)
6986 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- نظر قِبَلَ اليمن، فقال: «اللهم أقبِلْ بقلوبهم، وبارك لنا في صاعنا ومُدِّنا» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3930) في المناقب، باب في فضل اليمن، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن: أخرجه أحمد (5/185) والترمذي (3934) قال: حدثنا عبد الله بن أبي زياد القطواني، وغير واحد.
كلاهما - أحمد، وعبيد الله - عن أبي داود الطيالسي سليمان بن داود، قال: حدثنا عمران القطان، عن قتادة، عن أنس بن مالك.، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب، لا نعرفه من حديث زيد بن ثابت إلا من حديث عمران القطان.(9/349)
الشام
6987 - (د) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «ستكون هجرة بعد هجرة، فخيارُ أهل الأرض: ألزمهم مُهاجَرَ إبراهيم، ويبقى في كل أرض إذ ذاك شِرارُ أهلها، تَلفِظهم أرضُوهم، تَقْذَرُهم نَفْسُ الله عز وجل، وتحشرهم النار مع القِرَدةِ والخنازير» أخرجه أبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(المهاجَر) : الموضع الذي يهاجر إليه، ومهاجر إبراهيم خليل الله عليه [ص:350] السلام: هو الشام، فأراد بالهجرة الثانية في قوله: «ستكون هجرةٌ بعد هجرة» الهجرة إلى الشام، يرغب في المقام بها.
(لَفَظَتْهُم) الأرض تلفظهم، أي: تقذفهم كما تُرمَى اللفاظة من الفم.
(تقذرهم نفس الله) معناه أن الله عز وجل يكره خروجهم إليها ومقامهم بها، فلا يوفقهم لذلك، فصاروا بالرِّدة وترك القبول كالشيء الذي تقذره النفس فلا تقبله.
__________
(1) رقم (2482) في الجهاد، باب سكنى الشام، وفي سنده شهر بن حوشب، وهو ضعيف.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/198) (6871) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر. وفي (2/209) (6952) قال: حدثنا أبو داود وعبد الصمد، المعنى، قالا: حدثنا هشام. وأبو داود (2482) قال: حدثنا عبيد الله بن عمر، قال: حدثنا معاذ بن هشام، قال: حدثني أبي.
كلاهما - معمر، وهشام - عن قتادة، عن شهر بن حوشب، فذكره.
قلت: فيه شهر بن حوشب.(9/349)
6988 - (ت) زيد بن ثابت - رضي الله عنه - قال: كُنَّا يوماً عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم- نؤلِّف القرآن من الرِّقاع، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «طوبَى للشام، فقلت: لم ذلك يا رسول الله؟ قال: لأن الملائكة باسطة أجنحتَها عليها» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3949) في المناقب، باب في فضل الشام واليمن، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن: أخرجه أحمد (5/184) قال: حدثنا حسن، قال: حدثنا ابن لهيعة. وفي (5/184) قال: حدثنا يحيى بن إسحاق، قال: أخبرنا يحيى بن أيوب. والترمذي (3954) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا وهب بن جرير، قال: حدثنا أبي، قال: سمعت يحيى بن أيوب.
كلاهما - ابن لهيعة، ويحيى - عن يزيد بن أبي حبيب، عن عبد الرحمن بن شماسة، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، إنما نعرفه من حديث يحيى بن أيوب.(9/350)
6989 - (د) عبد الله بن حوالة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «سيصير الأمر إلى أن تكونوا جُنُوداً مُجَنَّدَة: جُنْد بالشام، وجند بالعراق، فقلت: خِرْ لي يا رسول الله إن أدركتُ ذلك، فقال: عليك بالشام، فإنها خِيَرةُ الله في أرضه، يَجتبِي إليها خيرتَه من عباده، فأما إن أبيتم فعليكم بيمَنِكم، واسقُوا من غُدُرِكم، فإن الله توكل [لي] بالشام وأهله» . [ص:351] أخرجه أبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(خِرْ لي) : اجعل لي من أمري خيراً، وألهمني فعله، أو اختر لي الأصلح.
(الاجتباء) : الاختيار والإصفاء.
__________
(1) رقم (2483) في الجهاد، باب في سكنى الشام، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/110) قال: حدثنا حيوة بن شريح، ويزيد بن عبد ربه، وأبو داود (2483) قال: حدثنا حيوة بن شريح الحضري.
كلاهما - حيوة، ويزيد - قالا: حدثنا بقية، قال: حدثني بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن أبي قتيلة، فذكره.
قلت: رجاله ثقات، وفي النفس شيء من تدليس بقية.(9/350)
6990 - (ت) بهز بن حكيم (1) عن أبيه عن جده قال: قلتُ «يا رسول الله أين تأمرني؟ قال: هاهنا، ونَحَا بيده نحو الشام» .
أخرجه الترمذي (2) .
__________
(1) في المطبوع: عمرو بن شعيب، وهو خطأ.
(2) رقم (2193) في الفتن، باب ما جاء في الشام، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: أخرجه أحمد (5/3) قال: حدثنا يزيد. قال: أخبرنا بهز. وفي (5/5) قال: حدثنا يحيى، عن بهز. والترمذي (2192) و (2424) و (3143) قال: حدثنا أحمد بن منيع. قال: حدثنا يزيد بن هارون. قال: أخبرنا بهز بن حكيم. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (8/11398، 11399) عن محمد بن إسماعيل بن إبراهيم، عن يحيى بن أبي بكير، عن شبل بن عباد، عن أبي قزعة. كلاهما - بهز بن حكيم، وأبو قزعة - عن حكيم بن معاوية، فذكره.
* فرقه الترمذي والنسائي إلى حديثين.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.(9/351)
دمشق
6991 - (د) أبو الدرداء - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إن فُسطَاط المسلمين يوم الملحمة بالغُوطَةِ إلى جانب مدينة يقال لها: دمشقُ، من خير مدائن الشام» أخرجه أبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الغوطة) : اسم البساتين والمياه التي عند دمشق، وهي غوطة دمشق. [ص:352]
(الفُسطاط) هاهنا: أراد به البلدة الجامعة للناس، ومنه سميت مصر الفسطاط.
(الملحمة) : الحرب والقتال، جمعها: الملاحم.
__________
(1) رقم (3298) في الملاحم، باب في المعقل من الملاحم، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: أخرجه أحمد (5/197) قال: حدثنا إسحاق بن عيسى وأبو داود (4298) قال: حدثنا هشام بن عمار.
كلاهما - إسحاق، وهشام - قالا: حدثنا يحيى بن حمزة، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، قال: حدثني زيد بن أرطأة، قال: سمعت جبير بن نفير، فذكره.(9/351)
6992 - (د) مكحول: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «موضع فُسطاط المسلمين في الملاحم: أرضٌ يقال لها: الغُوطَة» أخرجه أبو داود (1) .
وفي رواية عنه موقوفاً قال: «لَيَمْخَرَنَّ الرُّومُ الشَّامَ أربعين صباحاً لا يمتنع فيها إلا دمشق وعَمَّان» أخرجه أبو داود (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(المخْرُ) : شق السفينة الماء وجريها فيه، فنقل إلى كل من فَعل مثل ذلك في الماء والأرض وغيرهما، أراد: أن الرومَ تدخل الشام وتجوس خلاله وتطُوفُه.
__________
(1) مرسلاً رقم (4640) في السنة، باب في الخلفاء، وهو حديث صحيح بشواهده.
(2) مرسلاً رقم (4638) في السنة، باب في الخلفاء.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
مرسل: أخرجه أبو داود (4640) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا حماد، قال: حدثنا برد أبو العلاء، عن مكحول، فذكره.
والرواية الثانية:
أخرجها أبو داود (4638) قال: حدثنا علي بن سهل الرملي، قال: حدثنا الوليد، قال: حدثنا سعيد بن عبد العزيز، عن مكحول، فذكره.
قلت: مكحول لم يسمع من الرسول -صلى الله عليه وسلم-، فقوله مرسل.(9/352)
6993 - (د) عبد الرحمن بن سليمان: «سيأتي ملك من ملوك العجم يظهر على المدائن كلها إلا دمشق» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (4639) في السنة، باب في الخلفاء مرسلاً، وهو منقطع.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
مرسل: أخرجه أبو داود (4639) قال: حدثنا موسى بن عامر المري، قال: حدثنا الوليد، قال: حدثنا عبد العزيز بن العلاء، أنه سمع أبا عيسى عبد الرحمن بن سلمان يقول، فذكره.(9/352)
بيت المقدس
6994 - (د) ميمونة - مولاةُ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- رضي الله عنها - قالت: قلت: يا رسولَ الله، أفْتِنَا في بيت المقدس؟.
قال: ائتوه فصلُّوا فيه - وكانت البلاد إذ ذاك حَرْباً - فإن لم تأتوه [وتصلُّوا فيه] فابعثوا بزيت يُسْرَجُ في قناديله. أخرجه أبو داود (1) .
وقد تقدَّم في «فضل مكة» أحاديث «لا تشدُّ الرِّحال إلا لثلاثةِ مساجدَ» فلم نُعِدْ ذِكْرها هاهنا.
__________
(1) رقم (457) في الصلاة، باب في السرج في المساجد، وإسناده ضعيف.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
منكر: أخرجه أحمد (6/463) قال: حدثنا علي بن بحر. (ح) وحدثنا أبو موسى الهروي. وابن ماجة (1407) قال: حدثنا إسماعيل بن عبد الله الرقي.
ثلاثتهم - علي بن بحر، وأبو موسى الهروي. وإسماعيل بن عبد الله الرقي - قالوا: حدثنا عيسى بن يونس. قال: حدثنا ثور بن يزيد، عن زياد بن أبي سودة، عن أخيه عثمان بن أبي سودة. فذكره.
* وأخرجه أبو داود (457) قال: حدثنا النفيلي. قال: حدثنا مسكين، عن سعيد بن عبد العزيز، عن زياد بن أبي سودة، عن ميمونة مولاة النبي -صلى الله عليه وسلم-، فذكرته. ولم يذكر فيه: عثمان بن أبي سودة.
قال عنه الشيخ الألباني في ضعيف سنن ابن ماجة: منكر.(9/353)
وَجٌّ
6995 - (د) الزبير بن العوام - رضي الله عنه - قال: «لَمَّا أقبلنا مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- من لِيَّةَ، حتى إذا كُنَّا عند السِّدْرة، وقف رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في طَرَف القَرْن الأسود حَذْوها، واستقبل نَخِباً ببصره [وقال مرة: واديَه] ووقف حتى اتّقَفَ الناسُ كلُّهم، ثم قال: إن صيد وَجّ وعِضاهه حرم محرَّم لله، وذلك قبل نزوله الطائف وحصاره على ثقيف» أخرجه أبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(وَجّ) : وادٍ بين الطائف ومكة، قال الخطابي: ولست أعلم لتحريم [ص:354] «وج» معنى إلا أن يكون على سبيل الحمى لنوع من منافع المسلمين، أو أنه حرَّمه وقتاً مخصوصاً، ثم أحله، ويدل على ذلك قبل نزوله الطائف لحصار ثقيف، ثم عاد الأمر فيه إلى الإباحة.
(لِيَّة) : موضع، والقرن الأسود: جُبَيْلٌ صغيرٌ هناك.
(نَخِباً) : قال الخطابي: أراد جبلاً أو موضعاً، ولست أُحِقُّه.
(اتَّقَف) : مطاوع وقف، تقول: وقفته فاتَّقَف، مثل: وعدته فاتَّعدَ، والأصل فيه: ايْتَقَف وايْتَعَدَ، فلما ثقل النطق به أدغَمُوا.
__________
(1) رقم (2032) في المناسك، باب في مال الكعبة، وفي إسناده محمد بن عبد الله بن إنسان الطائفي وأبوه، وهما لينان في الحديث.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
ضعيف: أخرجه الحميدي (63) وأحمد (1/165) (1416) وأبو داود (2032) قال: حدثنا حامد بن يحيى.
ثلاثتهم - الحميدي، وأحمد، وحامد - قالوا: حدثنا عبد الله بن الحارث، عن محمد بن عبد الله بن إنسان الطائفي، عن أبيه، عن عروة، فذكره.
قلت: فيه محمد بن عبد الله بن إنسان، وقال الحافظ في التهذيب (9/248) وقال البخاري لما ذكر حديثه في صيدوج، لم يتابع عليه.(9/353)
مسجد العَشَّار
6996 - (د) إبراهيم بن صالح بن درهم: قال: سمعتُ أبي يقول: انطلقنا حاجِّين، فإذا رجل، فقال لنا: إلى جنبكم قرية يقال لها: الأُبُلَّة؟ قلنا: نعم، قال: مَن يضمن لي منكم أن يصلِّيَ لي في مسجد العَشَّار ركعتين، أو أربعاً، ويقول: هذه لأبي هريرة، سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «إن الله تبارك وتعالى يبعث من مسجد العَشَّار يوم القيامة شُهداءَ لا يقوم مع شهداء بدر غيرُهم» أخرجه أبو داود (1) .
وقال رزين: وقال أبو داود: المسجد هو مما على النهر.
__________
(1) رقم (4308) في الملاحم، باب في ذكر البصرة، وإسناده ضعيف، والحديث غير محفوظ.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/350) قال: حدثنا حسن. قال: حدثنا ابن لهيعة. وفي (2/418) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا حاتم بن إسماعيل. وفي (2/526) قال: حدثنا عبد الله بن يزيد. قال: حدثنا حيوة. وابن ماجة (227) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا حاتم بن إسماعيل.
ثلاثتهم - ابن لهيعة، وحاتم بن إسماعيل، وحيوة بن شريح - عن حميد بن صخر أبو صخر الخراط، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، فذكره.
أخرجه أبو داود (4308) قال: حدثنا محمد بن المثنى. قال: حدثني إبراهيم بن صالح بن درهم. قال: سمعت أبي يقول، فذكره. قال الشيخ الألباني في ضعيف سنن أبي داود:ضعيف.(9/354)
أنهار مخصوصة
6997 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «سَيْحان، وجَيْحان، والفُراتُ، والنِّيلُ: كلٌّ من أنهار الجنة» أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (2839) في الجنة، باب ما في الدنيا من أنهار الجنة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:أخرجه أحمد (2/289) قال: حدثنا ابن نمير. وفي (2/440) قال: حدثنا ابن نمير وأبو أسامة. ومسلم (8/149) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا أبو أسامة وعبد الله بن نمير وعلي بن مسهر. (ح) وحدثنا محمد بن عبد الله بن نمير. قال: حدثنا محمد بن بشر.
أربعتهم - عبد الله بن نمير، وأبو أسامة حماد بن أسامة، وعلي بن مسهر، ومحمد بن بشر - عن عبيد الله ابن عمر، عن خبيب بن عبد الرحمن، عن حفص بن عاصم، فذكره.
وبلفظ: «أربعة أنهار من الجنة: الفرات، وسيحان، وجيحان، والنيل» .
أخرجه الحميدي (1163) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (2/260) قال: حدثنا ابن نمير ويزيد.
ثلاثتهم - سفيان بن عيينة، وعبد الله بن نمير، ويزيد بن هارون - عن محمد بن عمرو بن علقمة، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، فذكره.(9/355)
الباب التاسع من كتاب الفضائل: في فضائل الأعمال والأقوال، وفيه ثلاثة عشر فصلاً
الفصل الأول: في فضل الإيمان والإسلام
6998 - (خ م ت) عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأنَّ محمداً عبدُه ورسولُه، وأن عيسى عبدُ الله ورسولُه، وكلمتُه ألقاها إلى مريم [ص:356] وروحٌ منه، والجنةُ والنار حق: أدخله [الله] الجنة على ما كان من العمل» .
وفي رواية «أدخله الله من أبواب الجنة الثمانية أيِّها شاء» أخرجه البخاري [ومسلم] .
وعند مسلم من حديث الصُّنابحي عن عبادة قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «من شهدَ أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسولُ الله حرَّمَ الله عليه النار» .
وفي رواية الترمذي قال الصنابحي: «دخلت على عبادة بنِ الصامت وهو في الموت، فَبَكَيْتُ، فقال: مهلاً، لِمَ تبكي؟ فوالله لَئِن استُشْهِدتُ لأشهدنَّ لك، ولَئنْ شُفِّعْتُ لأشفعنَّ لك، ولئن استطعتُ لأنفعنَّك، ثم قال: والله ما مِن حديث سمعتُهُ من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- لكم فيه خير إلا حدَّثتكموه، إلا حديثاً واحداً، وسأحدِّثكموه اليوم، وقد أُحيطَ بنفسي، سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «من شهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسولُ الله حرَّم الله عليه النار» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 6 / 342 في الأنبياء، باب قول الله تعالى: {يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق} ، ومسلم رقم (29) في الإيمان، باب الدليل على أن من مات على التوحيد دخل الجنة، والترمذي رقم (2640) في الإيمان، باب ما جاء فيمن يموت وهو يشهد أن لا إله إلا الله.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (5/313) قال: حدثنا الوليد بن مسلم، والبخاري (4/201) قال: حدثنا صدقة بن الفضل، قال: حدثنا الوليد. ومسلم (1/42) قال: حدثني أحمد بن إبراهيم الدورقي، قال: حدثنا مبشر بن إسماعيل. والنسائي في عمل اليوم والليلة (1131) قال: أخبرني محمود بن خالد، قال: حدثنا عمر.
ثلاثتهم - الوليد، ومبشر، وعمر بن عبد الواحد- عن الأوزاعي.
2- وأخرجه أحمد (5/314) قال: حدثنا الوليد. والبخاري (4/201) قال: حدثنا صدقة بن الفضل، قال: قال الوليد. ومسلم (1/42) قال: حدثنا داود بن رشيد، قال: حدثنا الوليد يعني ابن مسلم والنسائي في عمل اليوم والليلة (0311) قال: أخبرنا عمرو بن منصور، قال: حدثنا أبو مسهر، قال: حدثني صدقة بن خالد.
كلاهما - الوليد، وصدقة - عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر.
كلاهما - الأوزاعي، وعبد الرحمن - قال: حدثني عمر بن هانىء، قال: حدثني جنادة بن أبي أمية، فذكره.
* في رواية الأوزاعي: «أدخله الله الجنة على ما كان من العمل.»
ورواية الترمذي: أخرجها أحمد (5/318) قال: حدثنا يونس بن محمد. وفيه (5/318) قال: حدثنا قتيبة. ومسلم (1/42) ، والترمذي (2638) قالا: حدثنا قتيبة بن سعيد.
كلاهما - يونس. وقتيبة - قالا: حدثنا الليث، عن محمد بن عجلان، عن محمد بن يحيى بن حبان، عن ابن محيريز، عن الصنابحي، فذكره.
* أخرجه عبد بن حميد (186) قال: حدثني ابن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو خالد الأحمر سليمان بن حيان، عن محمد بن عجلان، عن محمد بن يحيى بن حبان، عن ابن محيريز، فقال: كنا جلوسا عند عبادة بن الصامت إذ جاءه الصنابحي. فبكى. فقال له: ما يبكيك. فذكره.
* أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (1128) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا الليث، عن ابن عجلان، عن محمد بن يحيى بن حبان، عن أبي محيريز، عن عبادة بن الصامت، قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «من شهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، حرم الله عليه النار» .(9/355)
6999 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم [ص:357] قال: قال هشام: «يَخْرُجُ من النار - وقال شعبة: أخرِجوا من النار - من قال: لا إله إلا الله، وكان في قلبه من الخير ما يَزِن شعيرة، أخرجوا من النار من قال: لا إله إلا الله، وكان في قلبه من الخير ما يزن بُرَّة، أخرجوا من النار من قال: لا إله إلا الله، وكان في قلبه من الخير ما يزن ذَرَّة» .
وقد أخرجه البخاري ومسلم في جملة حديث طويل يرد في «كتاب القيامة» من حرف القاف.
وقال شعبة: «ما يزن ذُرَة» مخففة. أخرجه الترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ذَرَّة) الذَّر: صغار النمل.
__________
(1) رقم (2596) في صفة جهنم، باب ما جاء أن للنار نفسين وما ذكر من يخرج من النار من أهل التوحيد، وإسناده صحيح، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وقال: وفي الباب عن جابر وعمران بن حصين.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: بلفظ: «يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وفي قلبه وزن شعيرة من خير، ويخرج من النار من قال لا إله إلا الله وفي قلبه وزن برة من خير، ويخرج من النار من قال لا إله إلا الله وفي قلبه وزن ذرة من خير.» .
1-أخرجه أحمد (3/173 و 276) قال: حدثنا محمد بن جعفر، وحجاج. وفي (3/276) وعبد بن حميد (1173) قالا: أحمد وعبد: حدثنا يزيد بن هارون. ومسلم (1/125) قال: حدثنا محمد بن منهال، قال: حدثنا يزيد بن زريع.
أربعتهم - ابن جعفر، وحجاج، وابن هارون، وابن زريع - عن شعبة.
2- وأخرجه أحمد (3/116) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وابن ماجة (4312) قال: حدثنا نصر بن علي، قال: حدثنا خالد بن الحارث.
كلاهما -يحيى، وخالد - عن سعيد بن أبي عروبة.
3- وأخرجه البخاري (1/17) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم. وفي (9/149) قال: حدثني معاذ بن فضالة. ومسلم (1/125) قال: حدثني أبو غسان المسمعي، ومحمد بن المثنى، قالا: حدثنا معاذ بن هشام. ثلاثتهم - مسلم، وابن فضالة، ومعاذ بن هشام - عن هشام الدستوائي.
4- وأخرجه مسلم (1/125) قال: حدثنا محمد بن منهال، قال: حدثنا يزيد بن زريع، قال: حدثنا سعيد وهشام.
5- وأخرجه الترمذي (2593) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا أبو داود، قال: حدثنا شعبة، وهشام.
ثلاثتهم - شعبة وهشام، وسعيد - عن قتادة، فذكره.(9/356)
7000 - (ت) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: يخرج من النار من كان في قلبه مثقال ذرَّة من الإيمان - قال أبو سعيد: فمن شك فليقرأ {إن الله لا يظلم مثقال ذَرَّة} [النساء: 40] . أخرجه الترمذي (1) .
وفي رواية ذكرها رزين: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «يدخل أهل [ص:358] الجنةِ الجنةَ، وأهلُ النارِ النارَ، ثم يقول الله: أخرجوا من النار من كان في قلبه مثقال حبة من خردلٍ من إيمان» .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(المثقال) : المقدار من الموزونات، قليلاً كان أو كثيراً، تقول: مثقال حبة، ومثقال ألفٍ، والناس يجعلونه للدينار خاصة، وليس كذلك.
__________
(1) رقم (2601) في صفة جهنم، باب رقم (10) ، وإسناده صحيح، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وقد أخرجه الشيخان مطولاً.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (3/94) ، وابن ماجة (60) قال: حدثنا محمد بن يحيى. والترمذي (2598) قال: حدثنا سلمة بن شبيب. والنسائي (8/112) قال: أخبرنا محمد بن رافع.
أربعتهم - أحمد، وابن يحيى، وسلمة، وابن رافع - قالوا: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
قلت: وهو جزء من حديث طويل في الصحيحين وسيأتي.(9/357)
7001 - (د) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «من قال: رضيتُ بالله رباً، وبالإسلام دِيناً، وبمحمد رسولاً، وَجَبَتْ له الجنةُ» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (1529) في الصلاة، باب في الاستغفار، وإسناده حسن، وأخرجه مسلم من حديث أبي عبد الرحمن الحبلي عن أبي سعيد الخدري أتم منه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن: أخرجه عبد بن حميد (999) قال: حدثني ابن أبي شيبة. وأبو داود (1529) قال: حدثنا محمد بن رافع. والنسائي في عمل اليوم والليلة (5) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان.
ثلاثتهم - ابن أبي شيبة، وابن رافع،وأحمد بن سليمان - عن أبي الحسين زيد بن الحباب، قال: حدثني عبد الرحمن بن شريح الإسكندراني، قال:حدثني أبو هانىء الخولاني، سمع أبا علي الجنبي، فذكره.(9/358)
7002 - (س) أبو سعيد الخدري (1) - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إذا أسلم العبد، فَحَسُن إسلامُه، كَتَبَ الله له كلَّ حسنة كان أزْلَفها، ومُحِيَتْ كلُّ سيئة كان أزلفها، وكان بعد ذلك القصاصُ، كلُّ حسنة بعشر أمثالها، إلى سبعمائة ضِعف، والسيئةُ بمثلها، إلا أن يتجاوزَ الله عنها» .
أخرجه النسائي (2) ، واختصره البخاري تعليقاً عن مالك، ولم يذكر الحسنة (3) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أزلفها) : أي قربَّها، والزُّلفة والزُّلْفى: القربى، والمراد به: ما تقرب [ص:359] العبد به إلى الله تعالى من أعمال الخير والأقوال الصالحة.
__________
(1) في المطبوع: أبو هريرة، وهو خطأ.
(2) 8 / 105 في الإيمان، باب حسن إسلام المرء، وإسناده حسن.
(3) رواه البخاري تعليقاً 1 / 91 في الإيمان، باب حسن إسلام المرء، وقد وصله غير واحد.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن: أخرجه النسائي (8/105) قال: أخبرنا أحمد بن المعلي بن يزيد، قال: حدثنا صفوان بن صالح، قال: حدثنا الوليد، قال: حدثنا مالك، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، فذكره.
والبخاري تعليقا (41) قال: قال مالك: أخبرني زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، فذكره.
وقال الحافظ في الفتح (1/122) قال: وقد وصله أبو ذر الهروي في روايته للصحيح فقال عقبة: أخبرناه النضروي هو العباس بن الفضل قال: حدثنا الحسن بن إدريس، قال: حدثنا هشام بن خالد، حدثنا الوليد ابن مسلم، عن مالك به.(9/358)
7003 - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا أحسن أحدُكم إسلامَه، فكلُّ حسنة يعملها تكتبُ له بعشر أمثالها إلى سبعمائة، وكلُّ سيِّئة يعملها تكتبُ بمثلها حتى يلقى الله» .
أخرجه البخاري ومسلم (1) .
__________
(1) رواه البخاري 1 / 91 و 92 في الإيمان، باب حسن إسلام المرء، ومسلم رقم (129) في الإيمان، باب إذا هم العبد بحسنة كتبت، وإذا هم بسيئة لم تكتب.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/317) والبخاري (1/17) قال: حدثنا إسحاق بن منصور. ومسلم (1/82) قال: حدثنا محمد بن رافع.
ثلاثتهم - أحمد بن حنبل، وإسحاق، ومحمد بن رافع - عن عبد الرزاق. بن همام، قال: حدثنا معمر، عن همام بن منبه، فذكره.(9/359)
7004 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: كُنَّا قعودا حولَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، معنا أبو بكر وعمر في نَفَر، فقام رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- من بين أظهرنا، فأبطأ علينا، فخشينا أن يُقْتَطَع دوننا، وفزعنا فكنتُ أولَ من فَزِع، فخرجتُ أبتغي رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، حتى أتيت حائطاً للأنصار لبني النجار، فدُرْت به هل أجد له باباً؟ فلم أجد، فإذا رَبيع يدخل في جوف حائط من بئر خارجةَ - والربيع: الجدول - قال: فاحتفزتُ، فدخلتُ على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: أبو هريرة؟ فقلت: نعم يا رسول الله، قال: ما شأنُك؟ قلت: كنتَ بين أظهرنا، فقمتَ فأبطأتَ علينا، فخشينا أن تُقتَطع دوننا، ففزعنا، فكنتُ أولَ من فَزِعَ، فأتيتُ هذا الحائط، فاحتفزتُ كما يحتفز الثعلب، فدخلتُ وهؤلاء الناس ورائي، فقال: يا أبا هريرة - وأعطاني نعليه - فقال: اذهب بنعليَّ هاتين، فمن لقيكَ من وراءِ هذا الحائط يشهدُ أن لا إله إلا الله، مستيقناً بها قلبُه، فبشِّره بالجنة، فكان أولَ من لقيتُ عمر، فقال: ما هاتان [ص:360] النعلان يا أبا هريرة؟ قلتُ: هاتان نعلا رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- بعثني بهما من لقيتُ يشهد أن لا إله إلا الله مستيقناً بها قلبُه بشَّرتُه بالجنة، فضربَ عمر بين ثديَيَّ، فخررتُ لاسْتي، فقال: ارجع يا أبا هريرة، فرجعتُ إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فأجهشْتُ بالبكاء، وركبني عمر، فإذا هو على أثري، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: ما لك يا أبا هريرة؟ فقلتُ: لقيتُ عمر، فأخبرتُه بالذي بعثتني به، فضرب بين ثَدْيَيَّ ضربة خرَرْتُ لاسْتي، فقال: ارجع، قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: يا عمر، ما حملك على ما فعلتَ؟ قال: يا رسول الله، بأبي أنت وأمي، أبعثتَ أبا هريرة بنعليك من لقي يشهدُ أن لا إله إلا الله مستيقناً بها قلبُه بشَّره بالجنة؟ قال: نعم، قال: فلا تفعل، فإني أخشى أن يتَّكِلَ الناسُ عليها، فخلِّهم يعملون، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «فخلِّهم» أخرجه مسلم (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(اقْتُطِعَ) بفلان: إذا انْفُرِدَ به، وأُخذَ غِيلة.
(فَزِعْتُ) لهذا الأمر: أي ارتَعْتُ لحدوثه، وفَزِعْتُ إلى فلان فأفزعني، أي: لجأت إليه فأغاثني.
(الربيع) : الساقية من الماء، وهو الجدْوَل أيضاً.
(الحائط) : البستان. [ص:361]
(أَجْهَشْتُ) أَجْهَشُ، وجَهَشْتُ أَجْهَش: إذا تهيأتَ للبكاء.
__________
(1) رقم (31) في الإيمان، باب الدليل على أن مات على التوحيد دخل الجنة قطعاً.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مسلم (1/44) قال: حدثني زهير بن حرب، قال: حدثنا عمر بن يونس الحنفي، قال: حدثنا عكرمة بن عمار، قال: حدثني أبو كثير، فذكره.(9/359)
7005 - (خ م ت) معاذ بن جبل - رضي الله عنه - قال: «كنتُ رِدْفَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، ليس بيني وبينه إلا مؤخِرة الرَّحْل، قال: يا معاذَ بنَ جبل، قلتُ: لبيك يا رسول الله وسعديك، ثم سار ساعة، ثم قال: يا معاذ بن جبل، قلتُ: لبيك يا رسول الله وسعديك، ثم سار ساعة، ثم قال: يا معاذ بن جبل، فقلتُ: لبيك يا رسول الله وسعديك، قال: هل تدري ما حقُّ الله على العباد؟ قال: قلت: الله ورسوله أعلم، قال: فإن حقَّ الله على العباد: أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً، ثم سار ساعة، ثم قال: يا معاذ بن جبل، قلتُ: لبيك يا رسول الله وسعديك، قال: هل تدري ما حقُّ العباد على الله إذا فعلوا ذلك؟ قلتُ: الله ورسوله أعلم، قال: حقُّ العباد على الله: أن لا يعذِّبَهم» .
وفي رواية قال: «كنتُ رِدْفَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- على حمار يقال له: عُفَير، فقال: يا معاذ، هل تدري ما حقُّ الله على العباد، وما حقُّ العباد على الله؟ قلتُ: الله ورسوله أعلم، قال: فإن حقَّ الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً، وحقُّ العباد على الله: أن لا يعذِّب من لا يشرك به شيئاً، فقلتُ: يا رسول الله: أفلا أبشِّرُ الناس، قال: لا تبشِّرْهم فيتَّكِلُوا» .
وفي رواية: قال معاذ: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «أتدري ما حقُّ الله على العباد؟ ... وذكر نحو الأولى» . [ص:362]
وفي رواية عن أنس «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- ومعاذ بن جبل رديفه على الرَّحْل، قال: يا معاذ، قال: لبيك يا رسول الله وسعديك - ثلاثاً - ثم قال: ما من عبد يشهدُ أن لا إله إلا الله، وأن محمداً عبدُه ورسولُه، إلا حرَّمه الله على النار، قال: يا رسول الله، أفلا أُخبر بها الناس فيستبشروا؟ قال: إذاً يتَّكلوا، فأخبر بها معاذ عند موته تأثُّماً» أخرجه البخاري ومسلم.
وهذه الزيادة الأخيرة جعلها من مسند أنس، كذا قال الحميديُّ.
وفي رواية الترمذي قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «أتدري ما حقُّ الله على العباد؟ فقلتُ: الله ورسوله أعلم، قال: فإن حقَّه عليهم: أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً، قال: فتدري ما حقُّهم على الله إذا فعلوا ذلك؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال: أن لا يعذِّبَهم» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(مُؤخِرة الرَّحل) الرَّحل: كور البعير، ومُؤْخِرته مخففاً مهموزاً: الخشبة التي في آخره يستند إليها الراكب. [ص:363]
(تأثُّماً) : يقال: فعل فلان ذلك تأثُّماً، أي: تَجَنُّباً للإثم وكفّاً عنه.
__________
(1) رواه البخاري 13 / 300 في التوحيد، باب ما جاء في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم أمته إلى توحيد الله تبارك وتعالى، وفي الجهاد، باب اسم الفرس والحمار، وفي اللباس، باب حمل صاحب الدابة غيره بين يديه، وفي الاستئذان، باب من أجاب بلبيك وسعديك، وفي الرقاق، باب من جاهد نفسه، وفي العلم، باب من خص بالعلم قوماً دون قوم، ومسلم رقم (30) في الإيمان، باب الدليل على أن من مات على التوحيد دخل الجنة قطعاً، والترمذي رقم (2645) في الإيمان، باب ما جاء في افتراق هذه الأمة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (5/228) قال: حدثنا وكيع، عن الأعمش، عن أبي سفيان. وفي (5/236) قال: حدثنا أبو معاوية، وهو الضرير، قال: حدثنا الأعمش، عن أبي سفيان. وفي (5/242) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا همام، قال: حدثنا قتادة. والبخاري (7/218) و (8/130) قال: حدثنا هدبة بن خالد، قال: حدثنا همام، قال: حدثنا قتادة. وفي (8/74) وفي الأدب المفرد (943) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا همام، عن قتادة. ومسلم (1/43) قال: حدثنا هداب بن خالد الأزدي، قال: حدثنا همام، قال: حدثنا قتادة. وعبد الله بن أحمد (5/242) قال: حدثنا هدبة بن خالد. قال: حدثنا همام. قال: حدثنا قتادة.
كلاهما - أبو سفيان، وقتادة - عن أنس بن مالك، فذكره.
وبلفظ: «كنت ردف النبي -صلى الله عليه وسلم- على حمار، يقال له: عفير.» .
أخرجه أحمد (5/228) قال: حدثنا وكيع، عن إسرائيل. وفي (5/228) قال: حدثناه عبد الرحمن، قال: حدثنا سفيان (ح) وعبد الرزاق، قال: حدثنا معمر. والبخاري (4/35) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، سمع يحيى بن آدم قال: حدثنا أبو الأحوص. ومسلم (1/43) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو الأحوص سلام بن سليم. وأبو داود (2559) قال: حدثنا هناد بن السري، عن أبي الأحوص. والترمذي (2643) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا أبو أحمد الزبيري، قال: حدثنا سفيان. والنسائي في الكبرى الورقة (76ب) قال: أخبرنا محمد بن المبارك، قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا عمار بن رزيق.
خمستهم - إسرائيل، وسفيان، ومعمر، وأبو الأحوص عمار بن رزيق، وأبو الأحوص سلام بن سليم - عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون، فذكره.
عن الأسود بن هلال، عن معاذ بن جبل، قال: «قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: يا معاذ، أتدري ما حق الله على العباد؟ قال: الله ورسوله أعلم، قال: أن يعبد الله ولا يشرك به شيء، قال: أتدري ما حقهم عليه إذا فعلوا ذلك؟ فقال: الله ورسوله أعلم. قال أن لا يعذبهم.» .
1- أخرجه أحمد (5/228) قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا سفيان. ومسلم (1/44) قال: حدثنا القاسم بن زكريا، قال: حدثنا حسين، عن زائدة.
كلاهما - سفيان، وزائدة - عن أبي حصين.
2- وأخرجه أحمد (5/229) والبخاري (9/140) قال: حدثنا محمد بن بشار. ومسلم (1/43) قال: حدثنا محمد بن المثنى، وابن بشار.
ثلاثتهم - أحمد، وابن بشار، وابن المثنى - عن محمد بن جعفر، غندر، قال: حدثنا شعبة، عن أبي حصين، والأشعث بن سليم.
كلاهما - أبو حصين، والأشعث بن سليم - عن الأسود بن هلال، فذكره
* واللفظ لمسلم (1/43) .
وبنحوه: أخرجه أحمد (5/230) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وابن ماجة (4296) قال: حدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، قال: حدثنا أبو عوانة.
كلاهما - شعبة، وأبو عوانة - عن عبد الملك بن عمير، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، فذكره.
وأخرجه أحمد (5/234) قال: حدثنا علي بن عاصم، عن خالد الحذاء، عن أبي عثمان النهدي، فذكره.
وأخرجه أحمد (5/234) قال: حدثنا عفان، وحسن بن موسى قالا: حدثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد قال حسن في حديثه: أخبرنا علي بن زيد عن أبي المليح، قال الحسن الهذلي، عن روح بن عابد، عن أبي العوام، فذكره.
وأخرجه أحمد (5/234) قال: حدثنا عفان، وحسن، قالا: حدثنا حماد، عن عطاء بن السائب، عن أبي رزين، فذكره.
وأخرجه أحمد (5/238) قال: حدثنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب، قال: حدثني عبد الله بن أبي حسين، قال: حدثني شهر بن حوشب، عن عبد الرحمن بن غنم، فذكره.(9/361)
7006 - (د) معاذ بن جبل - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «من كان آخرُ كلامه: لا إله إلا الله دخلَ الجنة» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (3116) في الجنائز، باب التلقين، ورواه الحاكم في " المستدرك " 1 / 351 وصححه، ووافقه الذهبي، وهو كما قالا.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: أخرجه أحمد (5/233) قال: حدثنا محمد بن بكر. وفي (5/247) قال: حدثنا أبو عاصم. وأبو داود (3116) قال: حدثنا مالك بن عبد الواحد المسمعي، قال: حدثنا الضحاك ابن مخلد.
كلاهما - محمد بن بكر، وأبو عاصم وهو الضحاك بن مخلد - عن عبد الحميد بن جعفر، قال: حدثني صالح بن أبي عريب، عن كثير بن مرة، فذكره.(9/363)
7007 - (خ م ت) أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه -: أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «أتاني جبريل فبشَّرَني، أنَّه مَنْ مات من أمَّتِكَ لا يُشْرِكُ بالله شيئاً دخل الجنةَ، فقلتُ: وإن زنى وإن سَرق؟ قال: وإن زنى وإن سرق» .
وفي رواية: أنَّه - صلى الله عليه وسلم- قال: «ما من عبد قال: لا إله إلا الله، ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة» قلتُ: وإن زنى وإن سرق؟ قال: وإن زنى وإن سرق، ثم قال في الرابعة: «على رَغْمِ أنفِ أبي ذر» وفيه «أتيتُه وعليه ثوب أبيضُ» أخرجه البخاري ومسلم.
وللبخاري: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «قال لي جبريل عليه السلام: مَنْ مات من أمَّتِك لا يُشْرِكُ بالله شيئاً دخلَ الجنةَ، ولم يَدْخُلِ النَّارَ» ، قلت: وإن زنى وإن سرق؟ قال: «نعم» ، وأخرج الترمذي الأولى (1) . [ص:364]
وقد تقدَّم في «الباب الخامس» من هذا الباب رواية طويلة تتضمَّن هذا الحديث عن أبي ذر للبخاري ومسلم.
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(رَغِمَ أنفه) أي: ذَلَّ وَهَانَ، وأصله من الرَّغام، وهو التراب، كأن أَنْفَه الْتَصَق بالتراب، والمراد به: وقوع الأمر على خلاف ما يختاره ويريده.
__________
(1) رواه البخاري 3 / 88 و 89 في الجنائز، باب في الجنائز ومن كان آخر كلامه لا إله إلا الله، وفي التوحيد، باب كلام الرب مع جبريل ونداء الله الملائكة، ومسلم رقم (94) في الإيمان، باب من مات لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة، والترمذي رقم (2646) في الإيمان، باب ما جاء في افتراق هذه الأمة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: وقد تقدم.
وبلفظ: «أتيت النبي -صلى الله عليه وسلم-، وهو نائم، عليه ثوب أبيض، ثم أتيته فإذا هو نائم، ثم أتيته وقد استيقظ، فجلست إليه. فقال: ما من عبد قال لا إله إلا الله، ثم مات على ذلك، إلا دخل الجنة. قلت: وإن زنى وإن سرق؟ قال: وإن زنى وإن سرق. قلت: وإن زنى وإن سرق؟ قال: وإن زنى وإن سرق. ثلاثا، ثم قال في الرابعة: على رغم أنف أبي ذر» .
قال: فخرج أبو ذر وهو يقول. وإن رغم أنف أبي ذر.
أخرجه أحمد (5/166) قال: حدثنا عبد الصمد. والبخاري (7/192) قال: حدثنا أبو معمر. ومسلم (1/66) قال: حدثني زهير بن حرب، وأحمد بن خراش، قالا: حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث.
كلاهما - عبد الصمد، وأبو معمر - عن عبد الوارث، عن حسين المعلم، عن عبد الله بن بريدة، عن يحيى بن يعمر، عن أبي الأسود الديلي، فذكره.(9/363)
7008 - (خ م) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ مات يُشْرِكُ بالله شيئاً دخلَ النَّارَ، وقلتُ [أنا] : مَنْ مات لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة» .
وفي رواية بالعكس أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَنْ مات لا يُشْرِك بالله شيئاً دخل الجنة، وقلت أنا: من مات يشرك بالله شيئاً دخل النار» .
وفي أخرى قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- كلمة، وقلت أخرى، قال: مَنْ مات يجعل لله ندّاً دخل النار، وقلت: من مات لا يَجْعَلُ لله نِدّاً دخل الجنة.
أخرج البخاري الأولى والثالثةَ، وأخرج مسلم الأولى والثانية (1) .
[ص:365]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(النِّدُّ) : المثل والنظير.
__________
(1) رواه البخاري 3 / 89 في الجنائز في فاتحته، وفي تفسير سورة البقرة، باب {ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً} ، وفي الأيمان والنذور، باب إذا قال: والله لا أتكلم اليوم فصلى أو قرأ أو سبح أو هلل فهو على نيته، ومسلم رقم (92) في الإيمان، باب من مات لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (1/374) (3552) قال: حدثنا هشيم، قال: أنبأنا سيار، ومغيرة.
2- وأخرجه أحمد (1/382) و (3625) (1/425) (4038) قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (1/425) (4043) قال: حدثنا ابن نمير. وفي (1/443) (4231) قال: حدثنا وكيع. وفي (1/443) (4232) (1/462) (4406) (1/464) (4425) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. والبخاري (2/90) قال: حدثنا عمر بن حفص، قال: حدثنا أبي. وفي (6/28) قال: حدثنا عبدان، عن أبي حمزة. وفي (8/173) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا عبد الواحد. ومسلم (1/65) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا أبي، ووكيع. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (9255) عن محمد بن عبد الأعلى، وإسماعيل بن مسعود.
كلاهما - عن خالد بن الحارث، عن شعبة - (ح) وعن إسحاق بن إبراهيم، عن النضر بن شميل، عن شعبة.
سبعتهم - أبو معاوية، وعبد الله بن نمير، ووكيع، وشعبة، وحفص بن غياث، وأبو حمزة، وعبد الواحد بن زياد - عن الأعمش.
3- وأخرجه أحمد (1/402) (3811) (1/407) (3865) قال: حدثنا أسود بن عامر، قال: أخبرنا أبو بكر، عن عاصم.
أربعتهم - سيار، ومغيرة، والأعمش، وعاصم - عن شقيق أبي وائل، فذكره.
* رواية سيار، ومغيرة، وعاصم عن أبي وائل، وكذلك رواية شعبة، وأبي حمزة، وعبد الواحد، عن الأعمش عن أبي وائل، عن عبد الله. قال: «قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كلمة، وأنا أقول أخرى: من مات وهو يجعل لله ندا أدخله الله النار. قال: وقال عبد الله: وأنا أقول: من مات وهو لا يجعل لله ندا أدخله الله الجنة.» وزاد عاصم في آخره من قول عبد الله بن مسعود: وإن هذه الصلوت كفارات لما بينهن ما اجتنب المقتل.
* صرح الأعمش بالتحديث في رواية حفص بن غياث عنه، عند البخاري.(9/364)
7009 - (م) جابر - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «ثِنْتَان مُوجِبَتان» قال رجل: يا رسول الله، ما الموجِبتان؟ قال: «مَن مات يُشْرِك شيئاً بالله دَخلَ النَّارَ، ومَنْ مات لا يُشْرِكُ شيئاً دَخَلَ الجنة» .
وفي رواية قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ لَقِيَ الله عزَّ وجلَّ لا يُشْرِكُ به شيئاً دخلَ الجنة، ومَنْ لَقِيَه يُشْرِك به دخل النَّار» أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) مسلم رقم (93) في الإيمان، باب من مات لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (3/391) قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (3/391) قال: حدثنا محمد ابن عبيد،ومسلم (1/65) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو كريب، قالا: حدثنا أبو معاوية.(9/365)
7010 - (خ م) محمد بن شهاب - رحمه الله - قال: أخبرني محمود بن الربيع: أنه عَقَلَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، وعَقَلَ مَجَّة مَجَّها في وجهه من بئر كانت في دارهم، وزعم أنه سمع عِتْبان بنَ مالك الأنصاريَّ - وكان ممن شهد بدراً مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- يقول: كنتُ أُصَلِّي لقومي بني سالم، وكان يَحُول بيني وبينهم واد، إذا جاءت الأمطارُ يَشُقُّ عليَّ اجتيازه قِبل مسجدهم، فجئتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقلتُ له: إني أنكرتُ بَصَرِي، وإن الوادي الذي بيني وبين قومي يسيل إذا جاءت الأمطار، فيشق عليَّ اجتيازه، فودِِدْتُ أنك تأتي فتصلِّي في بيتي مكاناً أتَّخِذُهُ مُصلّى، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: [ص:366] «سأفْعَلُ» فغدا عليَّ رسولُ الله وأبو بكر، بعدما اشتدَّ النهار، واستأذن النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-، فأذِنْتُ له، فلم يجلس، حتى قال: «أين تحبُّ أن أصلِّيَ من بيتك» ؟ فأشرتُ له إلى المكان الذي أحِبُّ أن يُصَلِّيَ فيه، فقام رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- فكبَّرَ، وصَفَفْنَا وراءه، فصلَّى ركعتين، ثم سَلَّم وسلَّمْنا حين سَلَّم، فحبَسْتُه على خَزِير يُصنَع له، فسمع أهلُ الدار أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- في بيتي، فثابَ رِجَال منهم، حتى كَثُرَ الرِّجال في البيت، فقال رَجُل: ما فَعَلَ مَالِك؟ لا أُراه! فقال رَجُل منهم: ذلك منافِق، لا يُحِبُّ الله ورسولَه، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «لا تَقُلْ ذلك، ألا تراه قال: لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجهَ الله عزَّ وجل» ؟ فقال: الله ورسوله أعلم، أمَّا نحن فوالله ما نرى وُدَّه ولا حديثه إلا إلى المنافقين، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «فإن الله قد حرَّم على النار من قال: لا إله إلا الله، يبتغي بذلك وجه الله» .
قال محمود: فحدَّثْتُها قوماً فيهم أبو أيُّوب صاحب رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- في غزوته التي تُوفي فيها، ويزيدُ بنُ معاوية عليهم بأرض الرُّوم، فأنكرها عليَّ أبو أيوب، وقال: والله ما أظنُّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال ما قلتَ ذلك قَطُّ، فكَبُر ذلك عليَّ، فجعلتُ لله عليَّ إن أسلمني الله حتى أقْفِل من غزوتي: أن أسأل عنها عتبان بنَ مالك، إن وجدتُه حَيّاً في مسجد قومِهِ، ففعلتُ، فأهلَلْتُ بِحَجَّة أو عُمْرَة، ثم سِرْتُ حتى قَدِمْتُ المدينةَ، فأتيتُ بني سالم، فإذا [ص:367] عِتبانُ شيخ أعمى يُصلِّي لقومه، فلما سلَّم من الصلاة، سَلَّمْتُ عليه، وأخبرتُه مَنْ أنا، ثم سألتُهُ عن ذلك الحديث؟ فحدَّثنيه كما حدَّثنيه أول مرة.
وفي رواية: قال ابن شهاب: ثم سألتُ الحصينَ بنَ محمد الأنصاريَّ، وهو أحد بني سالم، وهو من سَرَاتهم، عن حديث محمود بن الربيع، فصدَّقه بذلك.
وفي رواية: فقال رجل: أينَ مَالِكُ بنُ الدُّخْشُنِ، أو الدُّخَيْشِن؟ قال الزهري: ثم نزلتْ بعد ذلك فرائضُ وأمور نُرَى أن الأمر انتهى إليها، فمن استطاع أن لا يَغْتَرَّ فلا يَغْتَرَّ. أخرجه البخاري ومسلم.
ولمسلم قال: قَدِمْتُ المدينةَ، فلقيتُ عِتْبان بنَ مالك، فقلتُ: حديث بلغني عنكَ، فقال: أصابني في بَصَري بعضُ الشيء، فبعثتُ إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- أني أحِبُّ أن تأتيَني تصلِّي في منزلي، فأتَّخذُه مُصَلَّى، قال: فأتاني النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- ومن شاء الله من أصحابه، فدخل، فهو يصلِّي في منزلي، وأصحابه يتحدَّثون بينهم ثم أسندوا عُظْمُ ذلك وكِبْرَه إلى مالكِ بن دُخْشُم، قال: وَدُّوا أنه دعا عليه فهلك، ودُّوا أنه أصابه شَرّ، فقضى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- صلاتَه، وقال: «أليس يشهد: أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله؟» قال: إنه يقول ذلك وما هو في قلبه، قال: «لا يشهدُ أحد أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله، فيدخل النار، أو تَطْعَمه» قال أنس: فأعجبني هذا الحديث، فقلت لابني: [ص:368] اكْتُبه، فكتبه (1) .
وقد أخرج «الموطأ» والنسائي من هذا الحديث حديث الصلاة في البيت، وهو مذكور في «كتاب الصلاة» من حرف الصاد (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(مَجَّ) الماء من فيه: إذا رماه إلى الأرض أو غيرها.
(اشتد النهار) : إذا علا وارتفع.
(الخزير) والخزيرة: أن يجعل في القدر لحم مقطع صغاراً على ماء كثير، فإذا نضج ذُرَّ عليه الدقيق، وإن لم يكن فيها لحم، فهي عصيدة.
(ثاب) الناس إلى فلان: إذا رجعوا إليه، والمراد: أنهم اجتمعوا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم-.
__________
(1) رواه البخاري 2 / 132 في صلاة الجماعة، باب الرخصة في المطر والعلة، وباب إذا زار الإمام قوماً فأمهم، وفي المساجد، باب إذا دخل بيتاً يصلي حيث شاء وحيث أمر، وباب المساجد في البيوت، وفي صفة الصلاة، باب يسلم حين يسلم الإمام، وباب من لم يرد السلام على الإمام، وفي التطوع، باب صلاة النوافل جماعة، وفي المغازي، باب شهود الملائكة بدراً، وفي الأطعمة، باب الخزيرة، وفي الرقاق، باب العمل الذي ابتغى به وجه الله، وفي استتابة المرتدين والمعاندين، باب ما جاء في المتأولين، ومسلم رقم (33) في الإيمان، باب الدليل على من مات على التوحيد دخل الجنة قطعاً.
(2) تقدم الحديث في الجزء الخامس ص 571 برقم (3813) فانظره هناك.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: وقد تقدم برقم (3686) .(9/365)
7011 - (خ) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قلتُ: يا رسولَ الله [ص:369] مَنْ أسْعَدُ الناس بشفاعتك يوم القيامة؟ قال: «لقد ظننتُ أن لا يسألَني عن هذا أوَّلَ منك، لِمَا رأيتُ من حِرْصِك على الحديث، أسعدُ النَّاسِ بِشفاعتي يومَ القيامةِ مَن قال: لا إله إلا الله، خالصاً مُخْلِصاً من قلبه» . أخرجه البخاري (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أول منك) أي: قَبلَك.
__________
(1) 1 / 173 في العلم، باب الحرص على الحديث، وفي الرقاق، باب صفة الجنة والنار.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/373) قال: حدثنا سليمان، قال: أنبأنا إسماعيل. والبخاري (1/35) قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله، قال: حدثني سليمان. وفي (8/146) قال: حدثنا قتيبة ابن سعيد، قال: حدثنا إسماعيل بن جعفر. والنسائي في الكبرى الورقة (76/أ) قال: أخبرنا علي بن حجر، عن إسماعيل، وهو ابن جعفر.
كلاهما - إسماعيل، وسليمان بن بلال - عن عمرو بن أبي عمرو، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، فذكره.(9/368)
7012 - (م) صهيب - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «عَجَباً لأمر المؤمن! إنَّ أمْرَه كُلَّه له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابتْهُ سَرَّاءُ شكر، فكان خيراً له، وإن أصابتْهُ ضرَّاءُ صَبَر، فكان خيراً له» أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (2999) في الزهد، باب المؤمن أمره كله خير، والحديث في المطبوع ناقص غير تام.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (4/332) قال: حدثنا بهز، وحجاج. وفي (4/333) قال: حدثنا عفان من كتابه. وفي (6/15) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. ومسلم (8/227) قال: حدثنا هداب بن خالد الأزدي، وشيبان بن فروخ.
ستتهم - بهز، وحجاج، وعفان، وابن مهدي، وهداب، وشيبان - عن سليمان بن المغيرة.
2- وأخرجه أحمد (6/16) قال: حدثنا عفان. والدارمي (2780) قال: أخبرنا أبو حاتم البصري، روح ابن أسلم.
كلاهما - عفان، وأبو حاتم البصري - قالا: حدثنا حماد بن سلمة.
كلاهما - سليمان، وحماد - قالا: حدثنا ثابت، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، فذكره.(9/369)
7013 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «والذي نفسُ محمد بيده، لا يسمعُ بي أحد من هذه الأمَّةِ - يهودِيّ ولا نصرانيّ -[ثم] يموت [و] لم يُؤمِنْ بالذي أُرْسِلْتُ به، إلا كان من أصحابِ النَّار» أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (153) في الإيمان، باب وجوب الإيمان برسالة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم إلى جميع الناس ونسخ الملل بملته.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/350) قال: حدثنا حسن، قال: حدثنا عبد الله بن لهيعة. ومسلم (1/93) قال: حدثني يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: وأخبرني عمرو.
كلاهما - ابن لهيعة، وعمرو بن الحارث - عن أبي يونس سليم بن جبير، مولى أبي هريرة، فذكره.(9/369)
7014 - () يحيى بن طلحة [بن عبيد الله التيمي المدني - رحمه الله -] قال: «إنَّ عُمَرَ - رضي الله عنه - رأى طلحةَ كئيباً بعد ما تُوفِّي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- واسْتُخْلِفَ أبو بكر، فقال له: ما لكَ؟ لعلَّه ساءَك إمْرةُ ابنِ عَمِّكَ أبي بكر، قال: لا، وأثنى عليه خيراً، وقال: إني لأجْدَرُكم أن لا تسوؤنى إمْرَتُهُ، ولكن كلمة سمعتُها من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- يقولها، قال: إني لأعلمُ كلمة لا يقولها عبد عند موته إلا فرَّج الله عنه كُربته، وإنَّ جسدَه وروحَه ليجدان رَوْحاً، فما منعني أن أسأل عنها إلا القدرة عليها حتى مات، قال عمر: إني لأعرفها، قال: فلله الحمد، ما هي؟ قال: هل تعلم كلمة هي أعظمُ من كلمة عرَضَها على عَمِّه عند الموت؟ ولو علم أن شيئاً أعظم منها لأمره به، قال طلحة: هي والله» أخرجه ... (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الكئيب) : الحزين المغموم. [ص:371]
(الرَّوْح) : الراحة.
(كلمة) الكلمة هاهنا أراد بها كلمة الشهادة، فسمّى الجملة كلمة، والعرب تسمي القصيدة والخطبة كلمة.
(الإمْرَة) والإمارَة: بمعنى واحد.
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، ويحيى بن طلحة بن عبيد الله يرسل عن عمر رضي الله عنه، وقد رواه ابن ماجة رقم (3795) في الأدب، باب فضل لا إله إلا الله، من حديث الشعبي عن يحيى بن طلحة التيمي المدني عن أمه سعدى المرية قالت: مر عمر رضي الله عنه بطلحة بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: مالك كئيباً ... الحديث بمعناه. قال البوصيري في " الزوائد ": اختلف على الشعبي، فقيل: عنه هكذا، وقيل: عنه عن ابن طلحة عن أبيه، وقيل: عنه عن يحيى عن أمه سعدى عن طلحة، وقيل: عن طلحة مرسلاً.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
في المطبوع أخرجه رزين، وله شواهد: عن سعدى المرية، قالت: مر عمر بطلحة، بعد وفاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: مالك كئيبا؟ أساءتك إمرة ابن عمك؟ قال: لا. ولكن سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «إني لأعلم كلمة، لا يقولها أحد عند موته، إلا كانت نورا لصحيفته، وإن جسده وروحه ليجدان لها روحا عند الموت. فلم أسأله حتى توفي، قال: أنا أعلمها، هي التي أراد عمه عليها، ولو علم أن شيئا أنجى له منها، لأمره.» .
أخرجه ابن ماجة (3795) والنسائي في عمل اليوم والليلة (1101) قال ابن ماجة: حدثنا، وقال النسائي: أخبرنا هارون بن إسحاق الهمداني الكوفي، قال: حدثنا محمد بن عبد الوهاب، عن مسعر، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي، عن يحيى بن طلحة، عن أمه سعدى المرية، فذكرته.
وقال البوصيري في الزوائد اختلف على الشعبي، فقيل عنه، هكذا وقيل: عنه عن أبي طلحة عن أبيه، وقيل: عنه عن يحيى عن أمه سعدى عن طلحة. وقيل: عنه عن طلحة مرسلا.
وعن يحيى بن طلحة بن عبيد الله، عن أبيه، «أن عمر -رضي الله عنه - رآه كئيبا، فقال: مالك يا أبا محمد كئيبا، لعله ساءتك إمرة ابن عمك - يعني أبا بكر -؟ قال: لا. وأثنى على أبي بكر - رضي الله عنه - ولكني سمعت النبي، -صلى الله عليه وسلم- يقول: كلمة لا يقولها عبد عند موته إلا فرج الله عنه كربته، وأشرق لونه، فما منعني أن أسأله عنها إلا القدرة عليها حتى مات، فقال له عمر، رضي الله عنه: إني لأعلمها، فقال طلحة: وما هي؟ فقال له عمر، رضي الله عنه: هل تعلم كلمة هي أعظم من كلمة أمر بها عمه. لا إله إلا الله، فقال طلحة: هي والله هي.» .
أخرجه أحمد (1/161) (1384) قال: حدثنا أسباط. وفي (1/161) (1386) قال: حدثنا إبراهيم بن مهدي، قال: حدثنا صالح بن عمر والنسائي في عمل اليوم والليلة (1100) قال: أخبرنا علي بن حجر، قال: حدثنا علي بن مسهر.
ثلاثتهم - أسباط و، صالح بن عمر، وعلي بن مسهر - عن مطرف، عن عامر الشعبي، عن يحيى بن طلحة، فذكره.
* أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (1099) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: حدثنا جرير، عن مطرف، عن الشعبي، عن ابن لطلحة بن عبيد الله، فذكره.
وعن جابر بن عبد الله، قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول لطلحة بن عبيد الله: ما لي أراك قد شعثت واغبررت منذ توفي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، لعلك ساءك يا طلحة إمارة ابن عمك؟ قال: معاذ الله، إني لأحذركم أن لا أفعل ذلك، إني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، يقول: «إني لأعلم كلمة لا يقولها أحد عند حضرة الموت إلا وجد روحه لها روحا حين تخرج من جسده، وكانت له نورا يوم القيامة، فلم أسأل رسول الله، -صلى الله عليه وسلم- عنها، ولم يخبرني بها، فذلك الذي دخلني. قال عمر: فأنا أعلمها، قال: فلله الحمد. فما هي؟ قال: هي الكلمة التي قالها لعمه: لا إله إلا الله، قال طلحة: صدقت.» .
أخرجه أحمد (1/28) (187) والنسائي في عمل اليوم والليلة (1098) قال: أخبرنا يحيى بن موسى، خت البلخي.
كلاهما - أحمد ويحيى - قالا: حدثنا عبد الله بن نمير، قال: حدثنا مجالد، عن عامر الشعبي - عن جابر بن عبد الله، فذكره.
* أخرجه أحمد (1/37) (252) قال: حدثنا يحيى، عن إسماعيل (ح) وحدثنا محمد بن عبيد، قال: حدثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن رجل. والنسائي في عمل اليوم والليلة (1102) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان، قال: حدثنا محمد بن عبيد، قال: حدثنا إسماعيل، عن رجل.
كلاهما - إسماعيل، ورجل - عن الشعبي، قال: مر عمر بطلحة. فذكر معناه. ليس فيه جابر بن عبد الله.(9/370)
7015 - (خ) وهب بن منبه - رحمه الله - قيل له: أليس «لا إله إلا الله» مفتاح الجنة؟ قال: بلى، ولكن ليس مفتاح إلا لَهُ أسْنان، فإن جئتَ بمفتاح له أسنان فُتِحَ لك، وإلا لم يُفْتَحْ لك. أخرجه البخاري في ترجمة باب (1) .
__________
(1) رواه البخاري تعليقاً 3 / 88 في الجنائز في فاتحته، قال الحافظ في " الفتح ": وقد وصله المصنف في " التاريخ "، وأبو نعيم في " الحلية "، والحديث في المطبوع ناقص غير تام.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه البخاري تعليقا في الجنائز- باب في الجنائز -، ومن كان آخر كلامه لا إله إلا الله.
وقال الحافظ في الفتح (3/132) : وصله المصنف في التاريخ، وأبو نعيم في الحلية من طريق محمد بن سعيد بن رمانة بضم الراء وتشديد الميم،وبعد الألف نون قال: أخبرني أبي قال: قيل لوهب بن منبه، فذكره.(9/371)
7016 - () عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال له رجل: «ما الصِّراطُ المستقيم؟ قال: تركَنا محمد في أدناه، وطرفه في الجنة» .
زاد في رواية «وعن يمينه جَوَادُّ، وعن يساره جوادُّ، ثم رجال يَدعون مَن مَرَّ بهم، فمن أخذ في تلك الجوادِّ، انتهت به إلى النار، ومن أخذ على الصراط [المستقيم] ، انتهى به إلى الجنة، ثم قرأ ابنُ مسعود {وأنَّ هذا صراطي مستقيماً فاتَّبِعوه ولا تَتَّبِعوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بكُم عن سبيله ذلكم وَصَّاكم به لعلكم [ص:372] تتقون} [الأنعام: 153] » أخرجه ... (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الجواد) جمع جادَّة، وهي الطريق.
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وقد رواه ابن جرير الطبري برقم (14170) ، وفيه جهالة الرجل عن ابن مسعود، وذكره السيوطي في " الدر المنثور " وزاد نسبته لعبد الرزاق وابن مردويه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
في المطبوع: أخرجه رزين.
قلت: وذكره السيوطي في الدر المنثور (3/61) وقال: وأخرج عبد الرزاق، وابن جرير، وابن مردويه عن ابن مسعود، فذكره.(9/371)
الفصل الثاني: في فضل الوضوء
7017 - (م د ت س) عقبة بن عامر [الجهني]- رضي الله عنه - قال: «كانت علينا رِعايةُ الإبل، فجاءت نوبتي أرعاها، فروَّحْتُها بالعَشِيِّ، فأدركتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قائماً يُحدِّث الناسَ، وأدركتُ مِنْ قوله: مَا مِنْ مُسْلم يَتَوضَّأ فَيُحْسِنُ وُضُوءه، ثم يقوم فيصلِّي ركعتين يُقْبِل عليهما بقلبه ووجهه، إلا وَجَبَت له الجنة» فقلت: ما أجْوَدَ هذا؟ فإذا قائل بين يديَّ يقول: التي قبلها أجودُ، فنظرتُ، فإذا عُمرُ بنُ الخطاب، فقال: إني قد رأيتُك قد جئت آنفاً، قال: «ما منكم من أحد يتوضأ، فيُبْلِغُ الوضوءَ، أو يُسْبِغُ [ص:373] الوُضوءَ، ثم يقول: أشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهدُ أنَّ محمداً عبده ورسوله، إلا فُتِحَتْ له أبوابُ الجنة الثمانية، يدخل من أيِّها شاء» أخرجه مسلم.
وفي رواية أبي داود قال: كنا مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- خُدَّامَ أنفسنا، نتناوب الرعاية، رِعايةَ الإبل ... وذكر الحديث - وفيه: فأدركتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يَخْطُب - وفيه: فيُحْسِنُ الوُضُوءَ، وفيه: فقلت: بخٍ بخٍ، ما أجْوَدَ هذا.
وفي أخرى له: لم يذكر رعاية الإبل، وقال عند قوله: «فيُحسِنُ الوُضُوءَ» «ثم رفع طَرفه إلى السماء ... وساق الحديث» .
وفي رواية الترمذي عن أبي إدريس الخولانيِّ، وأبي عثمان [النَّهْدِيِّ] : أنَّ عمرَ بنَ الخطاب قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «من تَوَضَّأ فأحْسَنَ الوُضُوءَ ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأنَّ محمداً عبده ورسوله، اللهم اجْعَلني من التَّوَّابين، واجْعلني من المتطهِّرين، فُتحت له ثمانية أبواب الجنة يدخل من أيِّها شاء» .
وفي رواية النسائي عن عقبة بن عامر، أن عمر قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «من توضأ فأحسن الوضوء، ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، فُتِحَتْ له ثمانيةُ أبواب من الجنة، يدخل من [ص:374] أيِّها شاء» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(رَوَّحتُ) الإبل والغنم: إذا أعَدْتَها إلى مَرَاحِها، وهو موضع مبيتها.
__________
(1) رواه مسلم رقم (234) في الطهارة، باب الذكر المستحب عقب الوضوء، وأبو داود رقم (169) و (170) في الطهارة، باب ما يقول الرجل إذا توضأ، والترمذي رقم (55) في الطهارة، باب ما يقال بعد الوضوء، والنسائي 1 / 92 و 93 في الطهارة، باب القول بعد الفراغ من الوضوء.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (4/145) قال: حدثنا أبو العلاء الحسن بن سوار، قال: حدثنا ليث. وفي (4/153) قال: حدثنا عبد الرحمن. ومسلم (1/144) قال: حدثني محمد بن حاتم بن ميمون، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. وفي (1/145) قال: وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا زيد بن الحباب. وأبو داود (169) قال: حدثنا أحمد بن سعيد الهمداني، قال: حدثنا ابن وهب. وفي تحفة الأشراف (9914) عن وهب بن بيان، عن ابن وهب. وابن خزيمة (222) قال: حدثنا عبد الله بن هاشم، قال: حدثنا عبد الرحمن يعني ابن مهدي. (ح) حدثنا بحر بن نصر في عقب حديثه، قال: ابن وهب قال:
أربعتهم - ليث، وعبد الرحمن بن مهدي، وزيد بن الحباب، وابن وهب - عن معاوية بن صالح، عن ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس الخولاني، فذكره.
* أخرجه الترمذي (55) قال: حدثنا جعفر بن محمد بن عمران الثعلبي الكوفي، قال: حدثنا زيد بن الحباب، عن معاوية بن صالح، عن ربيعة بن يزيد الدمشقي، عن أبي إدريس الخولاني، وأبي عثمان، عن عمر بن الخطاب، فذكره. وزاد فيه «اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين» وليس فيه حديث عقبة» .
قال الترمذي: وهذا حديث في إسناده اضطراب. ولا يصح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في هذا الباب كبير شيء.
* وأخرجه ابن ماجة (470) قال: حدثنا علقمة بن عمرو الدارمي، قال: حدثنا أبو بكر بن عياش، عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن عطاء البجلي. والنسائي (1/92) وفي الكبرى (140) قال: أخبرنا محمد ابن علي بن حرب المروزي، قال: حدثنا زيد بن الحباب، قال: حدثنا معاوية بن صالح، عن ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس الخولاني، وأبي عثمان. وفي تحفة الأشراف (10609) عن الربيع بن سليمان، عن أسد بن موسى، عن معاوية بن صالح، عن ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس. وابن خزيمة (223) قال: حدثنا نصر بن مرزوق المصري، قال: حدثنا أسد يعني ابن موسى السنة - قال: حدثنا معاوية بن صالح، قال: حدثني ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس الخولاني.
ثلاثتهم - عبد الله بن عطاء، وأبو إدريس، وأبو عثمان - عن عقبة بن عامر، عن عمر بن الخطاب، فذكره. ليس فيه حديث عقبة..
وأخرجه أحمد (4/145) قال: حدثنا أبو العلاء الحسن بن سوار، قال: حدثنا ليث. وفي (4/153) قال: حدثنا عبد الرحمن. ومسلم (1/144) قال: حدثني محمد بن حاتم بن ميمون، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. وفي (1/145) قال: وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا زيد بن الحباب. وأبو داود (169) قال: حدثنا أحمد بن سعيد الهمداني، قال: حدثنا ابن وهب. وفي تحفة الأشراف (9914) عن وهب بن بيان، عن ابن وهب. وابن خزيمة (222) قال: حدثنا بحر ابن نصر بن سابق، قال: حدثنا ابن وهب. (ح) وحدثنا عبد الله بن هاشم، قال: حدثنا عبد الرحمن يعني بن مهدي.
أربعتهم - ليث، وعبد الرحمن بن مهدي، وزيد بن الحباب، وابن وهب - عن معاوية بن صالح، عن أبي عثمان، عن جبير بن نفير، فذكره.
* أخرجه أبو داود (906) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا زيد بن الحباب، قال: حدثنا معاوية بن صالح، عن ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس. والنسائي (1/95) وفي الكبرى (175) قال: أخبرنا موسى بن عبد الرحمن المسروقي، قال: حدثنا زيد بن الحباب، قال: حدثنا معاوية بن صالح، عن ربيعة بن يزيد الدمشقي، عن أبي إدريس، وأبي عثمان.
كلاهما - أبو إدريس، وأبو عثمان - عن جبير بن نفير الحضرمي، عن عقبة بن عامر الجهني، فذكره. ليس فيه حديث عمر، ولا قصة رعاية الإبل.
* وأخرجه النسائي في الكبرى تحفة الأشراف (10609) عن الربيع بن سليمان. وابن خزيمة (223) قال: حدثنا نصر بن مرزوق المصري.
كلاهما - الربيع، ونصر - عن أسد بن موسى السنة، قال: حدثنا معاوية بن صالح، عن أبي عثمان، عن جبير بن نفير، عن عقبة بن عامر، عن عمر بن الخطاب، فذكره. ليس فيه حديث عقبة.
ورواية النسائي: أخرجها أحمد (4/150) قال: حدثنا عبد الله بن يزيد، عن سعيد بن أبي أيوب. والدارمي (722) قال: أخبرنا عبد الله بن يزيد، قال: حدثنا حيوة. وأبو داود (170) قال: حدثنا الحسين بن عيسى، قال: حدثنا عبد الله بن يزيد المقرىء، عن حيوة بن شريح. وفي تحفة الأشراف (9974) عن هارون بن عبد الله، عن عبد الله بن يزيد المقرىء، عن سعيد بن أبي أيوب.
كلاهما - حيوة، وسعيد بن أبي أيوب - عن أبي عقيل زهرة بن معبد، عن ابن عمه فذكره.
* أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (84) قال: أخبرنا سويد بن نصر بن سويد، قال أخبرنا عبد الله، عن حيوة بن شريح، قال: أخبرني زهرة بن معبد، أن ابن عمه أخي أبيه لحا، أخبره أن عقبة بن عامر حدثه، قال: قال لي عمر بن الخطاب: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فذكره ليس فيه حديث عقبة بن عامر.(9/372)
7018 - (م ط ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا توضَّأ العبدُ المسلمُ - أو المؤمنُ - فغسل وجهه، خرج من وجهه كلُّ خَطِيئة نظر إليها بعينيه مع الماءِ، أو مع آخِرِ قَطْرِ الماءِ، فإذا غسل يديه خرج من يديه كلُّ خَطِيئَة بطَشَتْها يداه مع الماءِ، أو مع آخِرِ قَطْرِ الماءِ، فإذا غسل رِجْلَيْه خَرَجَتْ كلُّ خَطِيئَة مَشَتْها رِجْلاه مع الماء، أو مع آخِرِ قطرِ الماءِ، حتى يَخْرُجَ نَقِيَّا من الذُّنُوبِ» أخرجه مسلم.
وفي رواية «الموطأ» والترمذي مثله، إلى قوله في غَسْل اليد: «مع آخِرِ قَطْرِ الماءِ» ثم قال: «حتى يَخْرُجَ نَقِيَّاً من الذُّنُوبِ» ولم يذكر الرِّجْلَين (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (244) في الطهارة، باب خروج الخطايا مع ماء الوضوء، والموطأ 1 / 32 في الطهارة، باب جامع الوضوء، والترمذي رقم (2) في الطهارة، باب ما جاء في فضل الطهور.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مالك في الموطأ (46) وأحمد (2/303) قال: قرأت على عبد الرحمن. والدارمي (724) قال: أخبرنا الحكم بن المبارك، ومسلم (1/148) قال: حدثنا سويد بن سعيد (ح) وحدثنا أبو الطاهر، قال: أخبرنا عبد الله بن وهب. والترمذي (2) قال: حدثنا إسحاق بن موسى الأنصاري، قال: حدثنا معن بن عيسى القزاز (ح) وحدثنيه قتيبة. وابن خزيمة (4) قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى الصدقي، قال: أخبرنا ابن وهب.
ستتهم - عبد الرحمن، والحكم، وسويد، وابن وهب، ومعن، وقتيبة - عن مالك بن أنس، عن سهيل ابن أبي صالح، فذكره.(9/374)
7019 - (خ م) عثمان بن عفان - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «من توضَّأ فأحسنَ الوُضُوءَ، خرجتْ خطاياهُ من جَسَدِه، [ص:375] ثم تَخْرُجُ من تحتِ أظفاره» .
وفي رواية: «أن عثمانَ توضأ، ثم قال: رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- توضأ مثل وُضُوئي هذا، ثم قال: مَنْ توضأ هكذا غُفِرَ له ما تقدَّم من ذَنْبِهِ، وكانت صلاتُه ومَشْيُهُ إلى المسجدِ نافلة» أخرجه البخاري ومسلم (1) .
__________
(1) رواه البخاري 1 / 227 و 228 في الوضوء، باب الوضوء ثلاثاً ثلاثاً، ومسلم رقم (229) و (245) في الطهارة، باب فضل الوضوء والصلاة عقبه، وباب خروج الخطايا مع ماء الوضوء، ولفظ الروايتين لمسلم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: وقد تقدم برقم (5143) .(9/374)
7020 - (ط س) عبد الله الصنابحي - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا توضأ العبدُ المؤمنُ، فتمضمضَ: خرجتْ خطاياه من فيه، فإذا استنثرَ خَرَجَتْ الخطايا من أنْفِهِ، وإذا غسل وَجْهه خرجتْ الخطايا من وَجْهه، حتى تَخْرُجَ من تحت أشْفَارِ عينيه، فإذا غسل يَدَيْه خرجتْ الخطايا من يَدَيْهِ، حتى تَخْرجَ من تحتِ أظفارِ يديه، فإذا مسح برأسه خرجتْ الخطايا من رأسه، حتى تَخْرُجَ من أُذُنَيْهِ، فإِذا غسل رِجْلَيه، خرجَتْ الخطايا من رِجْليه، حتى تَخْرُجَ من تحت أظفار رِجْلَيه، ثم كان مَشْيُهُ إلى المسجدِ وصلاتُه نافلة له» أخرجه «الموطأ» والنسائي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أشفار العين) جمع شُفْر، وهو حرف الجفن الذي ينبُتُ عليه الشعر.
__________
(1) رواه الموطأ 1/31 في الطهارة، باب جامع الوضوء، والنسائي 1/74 و 75 في الطهارة، باب مسح الاذنين مع الرأس، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مالك (45) .وأحمد (4/348) قال: حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم، قال: حدثنا محمد بن مطرف أبو غسان. وفي (4/349) قال: حدثنا حسين بن محمد، قال: حدثنا محمد بن مطرف. وفي (4/349) قال: قرأت على عبد الرحمن: مالك (ح) وحدثنا إسحاق، قال: أخبرني مالك. وابن ماجة (282) قال: حدثنا سويد بن سعيد، قال: حدثني حفص بن ميسرة. والنسائي (1/74) وفي الكبرى (107) قال: أخبرنا قتيبة، وعتبة بن عبد الله، عن مالك.
ثلاثتهم - مالك، ومحمد بن مطرف، وحفص بن ميسرة- عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، فذكره.
* في رواية محمد بن مطرف عن أبي عبد الله الصنابحي. وفي رواية قتيبة: عن الصنابحي.(9/375)
7021 - (س) أبو أمامة الباهلي - رضي الله عنه - قال: «سمعت عمرو بن عَبَسَةَ يقول: قلتُ لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-: كيف الوُضُوءُ؟ قال: أمَّا الوضوءُ: فإنَّكَ إذا توضأتَ فغسلتَ كَفَّيْكَ فأنْقَيْتَهما، خرجتْ خطاياكَ من بين أظفارك وأنامِلِكَ، فإذا مضمضتَ واستنشقتَ منخريك، وغسلتَ وجهكَ ويديكَ إلى المرفقين، ومسحتَ رأسكَ، وغسلتَ رِجْلَيْكَ، اغتسلتَ من عامَّةِ خطاياكَ كيوم ولدْتك أُمُّك، قال أبو أمامة: فقلت: يا عمرو بن عَبَسَة، انظر ما تقولُ، أكُلَّ هذا يُعْطَى في مجلس واحد؟ فقال: أمَا واللهِ لقد كَبِرت سِنِّي، ودنا أجلي، وما بي مِنْ فَقْر فأكذبَ على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، ولقد سمعتْهُ أذُنايَ، ووعاه قلبي من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-» .
أخرجه النسائي (1) .
وقد أخرج مسلم هذا المعنى في حديث طويل يتضمَّن إسلام عمرو بن عَبَسة، وقد ذكرناه في «الباب الرابع» من هذا الكتاب.
__________
(1) 1 / 91 و 92 في الطهارة، باب ثواب من توضأ كما أمر، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:وقد تقدم..(9/376)
7022 - (ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «من توضأ على طُهر: كتبَ الله له به عَشْرَ حَسَنَات» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (59) في الطهارة، باب ما جاء في الوضوء لكل صلاة، ورواه أيضاً أبو داود وابن ماجة، وإسناده ضعيف.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
تقدم.(9/376)
7023 - () أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «من توضأ فقال: سبحانك اللهم وبحمدك، أستغفرك وأتوب إليك كتب في رَقّ، ثم طُبِعَ بِطَابَع، ثم رُفِعَ تحت العرش فلم يكسر إلى يوم القيامة» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) كذا في الأصل أخرجه الترمذي، وفي المطبوع: أخرجه رزين، ولم نجده عند الترمذي، وقد رواه ابن السني في " عمل اليوم والليلة " ص / 11، والحاكم 1 / 564 وصححه، وتعقبه الذهبي فقال: ووقفه ابن مهدي عن الثوري عن أبي هاشم، وذكره الهيثمي في " مجمع الزوائد " 1 / 239 ونسبه للطبراني في " الأوسط " وقال: ورجاله رجال الصحيح، إلا أن النسائي قال بعد تخريجه في " عمل اليوم والليلة ": هذا خطأ، والصواب: موقوفاً، ثم رواه من رواية الثوري وغندر عن شعبة موقوفاً.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
كذا في الأصل: أخرجه الترمذي، وفي المطبوع: أخرجه رزين، ولم نجده عند الترمذي، بل أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (81) قال: أخبرنا يحيى بن محمد بن السكن، قال: حدثنا يحيى ابن كثير أبو غسان، قال: حدثنا شعبة، قال حدثنا أبو هاشم، عن أبي مجلز، عن قيس بن عباد، فذكره.
* قال النسائي: هذا خطأ، والصواب موقوف، خالفه محمد بن جعفر فوقفه: أخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد، قال: حدثنا شعبة، عن أبي هاشم، قال: سمعت أبا مجلز، يحدث عن قيس بن عباد، عن أبي سعيد قوله.
* وقال النسائي: وكذلك رواه سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري: أخبرنا سويد بن نصر، قال: أخبرنا عبد الله، عن سفيان، عن أبي هاشم، عن أبي مجلز، عن قيس بن عباد، عن أبي سعيد، قال: من توضأ، ففرغ من وضوئه ... فذكره (عمل اليوم والليلة) . (82 و 83) .(9/377)
الفصل الثالث: في فضل الأذان والمؤذِّن
7024 - (خ م ط د س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إذا نُودي بالصلاة أدْبَرَ الشَّيطانُ له ضُراط حتى لا يسمعَ التأذِينَ، حتى إذا قُضِيَ التثويبُ، أقبل حتى يَخْطُِر بين المرء ونفسه، يقول: اذكر كذا، واذكر كذا، لِمَا لم يكنْ يذكر من قَبْلُ، حتى يَظَلَّ الرَّجُلُ ما يدري كم صلى؟» .
وفي رواية «حتى يَضِلَّ الرجل» . [ص:378]
وفي أخرى «إن الشيطان إذا سمع النِّداءَ بالصلاة: أحالَ له ضراط، حتى لا يسمعَ صَوتَهُ، فإذا انتهت رجع فوسوس، فإذا سمع الإقامة ذهب حتى لا يسمع صوته، فإذا انتهتْ رَجَعَ فوسوس» .
وفي أخرى: «إذا أذَّن المؤذِّنُ: أدبرَ الشيطانُ وله حُصاص» .
وفي أخرى قال سهيل بن أبي صالح: أرسلني أبي إلى بني حارثة ومعي غلام لنا، أو صاحب لنا، فناداه منادٍ من حائط باسمه، قال: وأشرف الذي معي على الحائط، فلم يرَ شيئاً، قال: فذكرت ذلك لأبي، قال: لو شعرتُ أنَّكَ تلقى هذا لم أُرْسِلْك، ولكنْ إذا سمعتَ صوتاً فنادِ بالصلاة، فإني سمعتُ أبا هريرة يحدِّثُ عن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «إن الشيطان إذا نودي بالصلاة ولَّى وله حُصاص» هذه روايات مسلم.
وللبخاري: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا نُودِيَ للصلاة أدبَر الشيطانُ له ضُرَاط حتى لا يسمع الأذانَ، فإذا قُضِيَ الأذانُ أقبل، فإذا ثُوِّب بها أدبرَ، فإذا قُضِيَ التثويب أقبلَ، حتى يخطر بين المرءِ ونفسِهِ، ويقول: اذكر كذا، اذكر كذا، لما لم يَذْكُرْ، حتى يَظَلَّ الرَّجُلُ لا يدري كم صلَّى» .
وقد تقدَّم لهما في سجود السهو من «كتاب الصلاة» روايات لهذا الحديث، يتضمَّن ذِكْرَ سجود السهو.
وأخرج «الموطأ» وأبو داود والنسائي مثل رواية البخاري (1) .
[ص:379]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(التثويب) : إقامة الصلاة هاهنا، وهو في موضع آخر قول المؤذن في أذان الفجر: «الصلاة خير من النوم» والأصل فيه الترجيع.
(خَطر) هذا الشيء في نفسي: إذا دَارَ في خَاطِرِك، والمراد: أن الشيطان يعرض بين المرء ونفسه، فيسوِّل له الأماني ويحدِّثه الأحاديث.
(الحُصَاص) : الضراط مع شدة العَدْو، وقيل: هو أن ينصب أذنيه ويرفع ذنبه، ثم يعدو.
__________
(1) رواه البخاري 2 / 69 و 70 في الأذان، باب فضل التأذين، وفي العمل في الصلاة، باب يفكر [ص:379] الرجل الشيء في الصلاة، وفي السهو، باب إذا لم يدر كم صلى ثلاثاً أو أربعاً سجد سجدتين وهو ساجد، وباب السهو في الفرض والتطوع، وفي بدء الخلق، باب صفة إبليس وجنوده، ومسلم رقم (389) في الصلاة، باب فضل الأذان وهرب الشيطان عند سماعه، وفي المساجد، باب السهو في الصلاة والسجود له، والموطأ 1 / 69 و 70 في الصلاة، باب ما جاء في النداء للصلاة، وأبو داود رقم (516) في الصلاة، باب رفع الصوت بالأذان، والنسائي 2 / 21 و 22 في الأذان، باب فضل التأذين.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: وقد تقدم.(9/377)
7025 - (م) جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «إن الشيطان إذا سَمِعَ النِّدَاءَ بالصلاة ذهبَ حتى يكونَ مكان الرَّوْحاءِ» .
قال الراوي: والرَّوْحاءُ من المدينة: على ستة وثلاثين ميلاً. أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (388) في الصلاة، باب فضل الأذان وهرب الشيطان عند سماعه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (3/316) قال: حدثنا أبو معاوية. وعبد بن حميد (1032) قال: حدثني ابن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو معاوية. ومسلم (2/5) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، وعثمان بن أبي شيبة،وإسحاق بن إبراهيم، عن جرير. وفي (2/5) قال: حدثناه أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو كريب، قالا: حدثنا أبو معاوية. وابن خزيمة (393) قال: حدثنا يوسف بن موسى، قال: حدثنا جرير، أبو معاوية.
كلاهما - أبو معاوية، وجرير - عن الأعمش، عن أبي سفيان. فذكره.(9/379)
7026 - (س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: كُنَّا معَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقام بلال يُنَادِي، فلما سَكَت، قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ قال مثل هذا يقيناً دخَلَ الجنة» أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 2 / 24 في الأذان، باب ثواب القول مثل ما يقول المؤذن ورجاله ثقات، غير النضر بن سفيان الدؤلي، لم يوثقه غير ابن حبان، وذكره ابن أبي حاتم في " الجرح والتعديل " ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً. وقال الحافظ في " التقريب ": مقبول.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (2/352) قال: حدثنا هارون بن معروف. وقال عبد الله بن أحمد: وسمعته أنا من هارون. والنسائي (2/24) وفي الكبرى (1567) قال: أخبرنا محمد بن سلمة.
كلاهما - هارون، ومحمد - قالا: حدثنا ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، أن بكير بن الأشجع حدثه: أن علي بن خالد الدؤلي حدثه: أن النضر بن سفيان الدؤلي حدثه. فذكره.
قلت: فيه النضر بن سفيان، قال عنه الحافظ في التقريب مقبول ولم أجده في نسخة التهذيب التي بين يدي.(9/380)
7027 - (م د ت س) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - أنه سمع رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا سمعتُم المؤذِّنَ فقولوا مثلَ ما يقول، ثم صلوا عليَّ، فإنه مَنْ صلَّى عليَّ صلاة صلى الله عليه بها عشراً، ثم سَلُوا الله لي الوسيلةَ، فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله، وأرجو أن أكونَ أنا هو، فمن سأل الله لي الوسيلةَ: حلَّت له الشفاعةُ» .
أخرجه مسلم والترمذي وأبو داود والنسائي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الوسيلة) : ما يتقرَّب به إلى الله تعالى من صالح القول والعمل، وقد جاء في الحديث «أنها منزلة من منازل الجنة» .
__________
(1) رواه مسلم رقم (384) في الصلاة، باب استحباب القول مثل قول المؤذن لمن سمعه كم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ثم يسأل الله له الوسيلة، وأبو داود رقم (523) في الصلاة، باب ما يقول إذا سمع المؤذن، والترمذي رقم (3619) في المناقب، باب رقم (3) ، والنسائي 2 / 25 في الأذان، باب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بعد الأذان.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/168) (6568) قال: حدثنا أبو عبد الرحمن، قال: حدثنا حيوة. وعبد بن حميد (354) قال: حدثنا عبد الله بن يزيد، قال: حدثنا سعيد بن أبي أيوب. ومسلم (2/4) قال: حدثنا محمد بن سلمة المرادي، قال: حدثنا عبد الله بن وهب، عن حيوة وسعيد بن أبي أيوب وغيرهما. وأبو داود (523) قال: حدثنا محمد بن سلمة، قال: حدثنا ابن وهب، عن ابن لهيعة وحيوة وسعيد بن أبي أيوب والترمذي (3614) قال: حدثنا محمد بن إسماعيل، قال: حدثنا عبد الله بن يزيد المقرئ، قال: حدثنا حيوة، والنسائي (2/25) وفي عمل اليوم والليلة (45) .وفي الكبرى (1568) قال: أخبرنا سويد بن نصر، قال: أخبرنا عبد الله، عن حيوة بن شريح. وابن خزيمة (418) قال: حدثنا محمد بن أسلم، قال: حدثنا عبد الله بن يزيد المقرئ، قال: حدثنا سعيد بن أبي أيوب (ح) وحدثنا أبو هارون موسى بن النعمان بالفسطاط، قال: حدثنا أبو عبد الرحمن يعني المقرئ، قال: حدثنا حيوة.
ثلاثتهم - حيوة، وسعيد، وابن لهيعة - عن كعب بن علقمة، أنه سمع عبد الرحمن بن جبير مولى نافع ابن عمرو القرشي، فذكره.(9/380)
7028 - (خ د ت س) جابر - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَنْ قال حين يسمَعُ النِّدَاءَ: اللهمَّ رَبَّ هذه الدعوةِ التامَّةِ، والصلاة القائمةِ، آتِ محمداً الوسيلةَ والفضيلةَ، وابعثْهُ مَقَاماً محموداً كما وعدته - وفي رواية: الذي وعدته (1) - حلت له شفاعتي يوم القيامة» أخرجه البخاري والترمذي وأبو داود والنسائي (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(مقاماً محموداً) المقام المحمود: هو الشفاعة يوم القيامة، لأن الخلائق يحمَدون ذلك المقام.
__________
(1) الذي في نسخ البخاري والترمذي وأبي داود والنسائي المطبوعة: الذي وعدته.
(2) رواه البخاري 2 / 77 و 78 في الأذان، باب الدعاء عند النداء، وفي تفسير سورة بني إسرائيل، باب {عسى أن يبعثك ربك مقاماً محموداً} ، وأبو داود رقم (529) في الصلاة، باب ما جاء في الدعاء عند الأذان، والترمذي رقم (211) في الصلاة، باب ما يقول الرجل إذا أذن المؤذن من الدعاء، والنسائي 2 / 27 في الأذان، باب الدعاء عند الأذان.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (3/354) والبخاري (1/159) وفي (6/108) وفي (خلق أفعال العباد (20) وأبو داود (529) قال: حدثنا أحمد بن حنبل. وابن ماجة (722) قال: حدثنا محمد بن يحيى، والعباس بن الوليد الدمشقي، ومحمد بن أبي الحسين، والترمذي (211) قال: حدثنا محمد بن سهل بن عسكر البغدادي، وإبراهيم بن يعقوب والنسائي (2/26) وفي عمل اليوم والليلة (46) قال: أخبرنا عمرو ابن منصور. وابن خزيمة (420) قال: حدثنا موسى بن سهل الرملي.
تسعتهم - أحمد، والبخاري، ومحمد بن يحيى، والعباس، ومحمد بن أبي الحسين، ومحمد بن سهل، وإبراهيم، وعمرو، وموسى - قالوا: حدثنا علي بن عياش، قال: حدثنا شعيب بن أبي حمزة، عن محمد بن المنكدر، فذكره.(9/381)
7029 - (م د) عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إذا قال المؤذن: الله أكبر، الله أكبر، فقال أحدُكم: الله أكبر، الله أكبر، ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله، قال: أشهد أن لا إله إلا الله، ثم قال: أشهد أنَّ محمداً رسولُ الله، قال: أشهدُ أنَّ محمداً رسولُ الله، ثم قال: حَيَّ على الصلاة، قال: لا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: حَيَّ على الفلاح، قال: لا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: الله أكبرُ، الله [ص:382] أكبر، قال: الله أكبر، الله أكبر، ثم قال: لا إله إلا الله، قال: لا إله إلا الله، مِنْ قلبه، دَخَلَ الجنة» أخرجه مسلم وأبو داود (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (385) في الصلاة، باب استحباب القول مثل قول المؤذن لمن سمعه، وأبو داود رقم (527) في الصلاة، باب ما يقول إذا سمع المؤذن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مسلم (2/4) قال: حدثني إسحاق بن منصور. وأبو داود (527) قال: حدثنا محمد بن المثنى. والنسائي في عمل اليوم والليلة (40) قال: أخبرنا إسحاق بن منصور. وابن خزيمة (417) قال: حدثنا يحيى بن محمد بن السكن.
ثلاثتهم - إسحاق، وابن المثنى، ويحيى - عن محمد بن جهضم، قال: حدثنا إسماعيل بن جعفر، عن عمارة بن غزية، عن خبيب بن عبد الرحمن بن إساف، عن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب، عن أبيه، فذكره.(9/381)
7030 - (م ت د س) سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَنْ قال حين يسمع المؤذن: وأنا أشهد أن لا إله إلا الله، وحدَهُ لا شريك له، وأنَّ محمداً عبدُه ورسولُه، رَضِيتُ بالله ربّاً، وبمحمد رسولاً - وفي رواية: نبياً - وبالإسلام دِيناً، غُفِرَ له ذَنْبُه» أخرجه مسلم والترمذي، وأبو داود والنسائي، وليس عند أبي داود «ذَنْبُه» (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (386) في الصلاة، باب استحباب القول مثل قول المؤذن لمن سمعه، وأبو داود رقم (525) في الصلاة، باب ما يقول إذا سمع المؤذن، والترمذي رقم (210) في الصلاة، باب ما جاء ما يقول الرجل إذا أذن المؤذن من الدعاء.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (1/181) (1565) قال: حدثنا يونس بن محمد. (ح) وحدثناه قتيببة. وعبد بن حميد (142) قال: حدثنا وهب بن جرير. ومسلم (2/4) قال: حدثنا محمد بن رمح. (ح) وحدثنا قتيبة بن سعيد. وأبو داود (525) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. وابن ماجة (721) قال: حدثنا محمد بن رمح المصري. والترمذي (210) قال: حدثنا قتيبة. والنسائي (2/26) وفي عمل اليوم والليلة (73) وفي الكبرى (1569) قال: أخبرنا قتيبة. وابن خزيمة (421) قال: حدثنا الربيع بن سليمان المرادي، قال: حدثنا شعيب -يعني ابن الليث- (ح) وحدثنا محمد بن عبد الله عبد الحكم، قال: حدثنا أبي، وشعيب.
ستتهم - يونس بن محمد، ووهب، ومحمد بن رمح، وقتيبة، وشعيب، وعبد الله بن عبد الحكم - عن الليث.
2- وأخرجه ابن خزيمة (422) قال: حدثنا زكريا بن يحيى بن إياس، قال: حدثنا سعيد بن عفير، قال حدثني يحيى بن أيوب، عن عبيد الله بن المغيرة.
كلاهما - الليث بن سعد، وعبيد الله - عن الحكيم بن عبد الله بن قيس، عن عامر بن سعد، فذكره.(9/382)
7031 - (خ) أبو أمامة أسعد بن سهل - رضي الله عنه - قال: «سمعتُ معاوية بنَ أبي سفيان وهو جالس على المنبر حين أذن المؤذن، فقال: الله أكبر، الله أكبر، قال معاويةُ: الله أكبر، الله أكبر، قال: أشهد أن لا إله إلا الله، قال معاويةُ: وأنا، قال: أشهدُ أن لا إله إلا الله، قال معاويةُ: وأنا، قال: أشهدُ أن محمداً رسولُ الله، قال معاوية: وأنا، قال: أشهدُ أنَّ محمداً رسولُ الله، قال معاويةُ: وأنا، فلما أنْ قضى التأذينَ، قال: يا أيُّها [ص:383] الناسُ، سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- على المنبر حين أذَّن المؤذِّن، يقول مثل ما سمعتُم من مقالتي» .
وفي رواية «أنه سمع معاويةَ يوماً وسمع المؤذن فقال مثله.. إلى قوله: وأشهد أنَّ محمداً رسولُ الله» .
وفي أخرى «أنه لما قال: حيَّ على الفلاح، قال: لا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: هكذا سمعنا نبيَّكم يقولُ» أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) 2 / 76 في الأذان، باب ما يقول إذا سمع المنادي، وفي الجمعة، باب يؤذن الإمام على المنبر إذا سمع النداء.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه الحميدي (606) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا مجمع بن يحيى الأنصاري. وأحمد (4/93 و 98) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا مجمع بن يحيى. وفي (4/95) قال: حدثنا يعلى، ويزيد بن هارون، قالا: حدثنا مجمع بن يحيى الأنصاري. والبخاري (2/10) قال: أخبرنا محمد ابن مقاتل، قال: أخبرنا عبد الله، قال: أخبرنا أبو بكر بن عثمان بن سهل بن حنيف والنسائي (2/24) . وفي الكبرى (1565) وفي عمل اليوم والليلة (350) قال: أخبرنا سويد بن نصر، قال: أنبأنا عبد الله بن المبارك، عن مجمع بن يحيى الأنصاري وفي (2/24) . وفي الكبرى (1564) . وفي عمل اليوم والليلة (346) قال: أخبرنا محمد بن قدامة، قال: حدثنا جرير، عن مسعر، عن مجمع. وفي عمل اليوم والليلة (351) قال: أخبرنا محمد بن منصور، قال: حدثنا سفيان، عن مجمع.
كلاهما - مجمع، وأبو بكر بن عثمان - عن أبي أمامة بن سهل، فذكره.
* رواية وكيع: «أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يتشهد مع المؤذنين» .(9/382)
7032 - (د) عائشة - رضي الله عنها - أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم- «كان إذا سمع المؤذنَ يَتَشَهَّدُ قال: وأنا، وأنا» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (526) في الصلاة، باب ما يقول إذا سمع المؤذن، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " من طريق أخرى، وإسناده صحيح، وله شاهد عنده.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: أخرجه أبو داود (526) قال: حدثنا إبراهيم بن مهدي، قال: حدثنا علي بن مسهر، عن هشام بن عروة، عن أبيه، فذكره.(9/383)
7033 - (خ م ط د ت س) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا سمعتم النِّدَاءَ، فقولوا مثلَ ما يقول المؤذِّنُ» أخرجه الجماعة (1) .
__________
(1) رواه البخاري 2 / 74 في الأذان، باب ما يقول إذا سمع المنادي، ومسلم رقم (383) في الصلاة، باب استحباب القول مثل قول المؤذن لمن سمعه، والموطأ 1 / 67 في الصلاة، باب ما جاء في النداء للصلاة، وأبو داود رقم (522) في الصلاة، باب ما يقول إذا سمع المؤذن، والترمذي رقم (208) في الصلاة، باب ما يقول الرجل إذا أذن المؤذن، والنسائي 2 / 23 في الأذان، باب القول مثل ما يقول المؤذن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه مالك في الموطأ صفحة (65) وأحمد (3/5) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. وفي (3/53) قال: حدثنا يحيى (ح) وحدثنا عبد الرحمان. وفي (3/78) قال: حدثنا محمد بن جعفر. غندر والبخاري (1/159) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. ومسلم (2/4) قال: حدثني يحيى بن يحيى. وأبو داود (522لاقال: حدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي وابن ماجة (720) قال: حدثنا أبو كريب، وأبو بكر بن أبي شيبة، قالا: حدثنا زيد بن الحباب. والترمذي (208) قال: حدثنا إسحاق بن موسى الأنصاري، قال: حدثنا معن (ح) وحدثنا قتيبة. وعبد الله بن أحمد (3/6) قال: حدثناه عبد الله بن عون الخراز، ومصعب الزبيري. والنسائي (2/23) وفي الكبرى (1563) قال: أخبرنا قتيبة. وفي عمل اليوم والليلة (34) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى. وابن خزيمة (411) قال: حدثنا عمرو ابن علي، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. جميعا - عبد الرحمن، ويحيى بن سعيد وغندر، وعبد الله بن يوسف، ويحيى بن يحيى، والقعنبي، وابن الحباب، ومعن، وقتيبة، وعبد الله بن عون، ومصعب - عن مالك بن أنس.
2- وأخرجه أحمد (3/90) قال: حدثنا عثمان بن عمر. وابن خزيمة (411) قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهب.
كلاهما - عثمان، وابن وهب - قالا: أخبرنا مالك، ويونس بن يزيد.
3- وأخرجه الدارمي (1204) . وابن خزيمة (411) قال: حدثنا عمرو بن علي.
كلاهما - الدارمي، وعمرو - عن عثمان بن عمر، قال: حدثنا يونس بن يزيد الأيلي.
كلاهما -مالك، ويونس - عن الزهري، عن عطاء بن يزيد الليثي، فذكره.(9/383)
المؤذن
7034 - (ت) ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «من أذَّن سبعَ سِنين محتسباً، كتبَ الله له براءة من النار» .
أخرجه الترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(المحتسب) : طالب الأجر والثواب على فعله من الله تعالى، المعتدُّ به عنده المدَّخر له.
__________
(1) رقم (206) في الصلاة، باب ما جاء في فضل الأذان، ورواه أيضاً أبو داود وابن ماجة، وفي سنده جابر الجعفي، وهو ضعيف، وقال الترمذي: حديث غريب.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه الترمذي (206) قال: حدثنا محمد بن حميد الرازي، قال: حدثنا أبو تميلة، قال: حدثنا أبو حمزة، عن جابر، عن مجاهد، فذكره.
وقال: حديث ابن عباس حديث غريب، وجابر بن يزيد الجعفي تركه يحيى بن سعيد، وعبد الرحمن بن مهدي.
وبنحوه أخرجه ابن ماجة (727) قال: حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا مختار بن غسان، قال: حدثنا حفص بن عمر الأزرق البرجمي. (ح) وحدثنا روح بن الفرج، قال: حدثنا علي بن الحسن بن شقيق، قال: حدثنا أبو حمزة.
كلاهما - حفص، وأبو حمزة السكري - عن جابر، عن عكرمة، فذكره.
قلت: فيه جابر الجعفي، وأغلب الأئمة على تضعيفه.(9/384)
7035 - (د س) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «المؤذِّن يُغْفَرُ له مدَى صوته، ويَشْهَدُ له كلُّ رَطْب ويابِس، وشاهدُ الصلاة في الجماعة: يُكْتَبُ له خَمْس وعشرون صلاة، ويُكَفَّرُ عنه ما بينهما» أخرجه أبو داود.
وفي رواية النسائي قال: «المؤذِّنُ يُغْفَرُ له مَدَى صوته، ويَشْهَدُ له كلُّ رَطْب ويابس (1) ، وله مثل أجر مَن صلَّى» (2) . [ص:385]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(مدى صوته) المدى: الأمدُ والغاية والمعنى: أنه يستوفي ويستكملُ مغفرة الله إذا استوفى وُسْعَه في رفع صوته، فيبلغُ الغايةَ من المغفرة، إذا بلغ الغايةَ من الصوت، وقيل: إنه تمثيل وتشبيه، يعني أن المكان الذي ينتهي إليه صوته لو قُدِّرَ أن يكون ما بين أوله وآخره ذنوب تملأُ تلك المسافة لغفر الله له.
__________
(1) إلى هنا انتهت رواية النسائي من حديث أبي هريرة في نسخ النسائي المطبوعة، والمخطوطة التي بدار الكتب الظاهرية، وجملة " وله مثل أجر من صلى " عند النسائي من حديث البراء بن عازب رضي الله عنه، كما في الحديث الذي بعده.
(2) رواه أبو داود رقم (515) و (516) في الصلاة، باب رفع الصوت بالأذان، والنسائي 2 / 13 في الأذان، باب رفع الصوت بالأذان، وهو حديث صحيح يشهد له الذي بعده.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: أخرجه أحمد (2/429) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (2/458) قال: حدثنا محمد بن جعفر. وفي (2/461) قال: حدثنا عبد الرحمن. والبخاري في خلق أفعال العباد (23و 24) قال: حدثنا آدم. (ح) وحدثنا سليمان. (ح) وحدثنا أبو الوليد. (ح) وحدثنا حفص بن عمر. وأبو داود (515) قال: حدثنا حفص بن عمر النمري. وابن ماجة (724) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا شبابة. والنسائي (2/12) وفي الكبرى (1525) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود، ومحمد ابن عبد الأعلى. قالا: حدثنا يزيد يعني ابن زريع. وابن خزيمة (390) قال: حدثنا بندار محمد. قال: حدثنا عبد الرحمن.
تسعتهم - يحيى، ومحمد بن جعفر، وعبد الرحمن، وآدم، وسليمان، وأبو الوليد، وحفص بن عمر، وشبابة، ويزيد بن زريع - عن شعبة، عن موسى بن أبي عثمان، عن أبي يحيى. فذكره(9/384)
7036 - (س) البراء بن عازب - رضي الله عنه - أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «إنَّ الله وملائِكَتَه يُصَلُّون على الصفِّ المقدَّم، والمؤذِّنُ يُغْفَرُ له بمدِّ صوته، ويصدِّقُه مَنْ سمعه مِن رَطْب ويابس، وله مثل أجرُ مَنْ صلَّى معه» أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 2 / 13 في الأذان، باب رفع الصوت بالأذان، ورواه أحمد في " المسند " 4 / 284، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
رسناده صحيح:
1- أخرجه أحمد (4/284) قال: حدثنا علي بن عبد الله. وقال عبد الله بن أحمد: وحدثني عبيد الله القواريري. والنسائي (2/13) قال: أخبرنا محمد بن المثنى.
ثلاثتهم - علي، وعبيد الله، وابن المثنى - قالوا: حدثنا معاذ بن هشام، قال: حدثني أبي، عن قتادة.
2- وأخرجه أحمد (4/298) قال: حدثنا يحيى بن آدم وحسين قالا: حدثنا إسرائيل.
كلاهما - قتادة، وإسرائيل - عن أبي إسحاق، فذكره.(9/385)
7037 - (د) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما -: أنَّ رجلاً قال: يا رسول الله، إن المؤذِّنين يَفْضُلوننا، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «قل كما يقولون، فإذا انتهيتَ فَسَلْ تُعْطَ» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (524) في الصلاة، باب ما يقول إذا سمع المؤذن، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن: أخرجه أحمد (2/172) (6601) قال: حدثنا حسن، قال: حدثنا ابن لهيعة. وأبو داود (524) قال: حدثنا ابن السرح ومحمد بن سلمة، قالا: حدثنا ابن وهب. والنسائي في عمل اليوم والليلة (44) قال: أخبرنا محمد بن سلمة، قال: حدثنا ابن وهب.
كلاهما - ابن لهيعة، وابن وهب - عن يحيى بن عبد الله، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، فذكره.(9/385)
7038 - (خ ط س) عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة: أنَّ [ص:386] أبا سعيد - رضي الله عنه - قال له: أراك تحب الغَنَم والبادية، فإذا كنت في غنمك أو باديتك، فأذَّنْتَ بالصلاة، فارفع صوتَك بالنِّداء، فإنه لا يَسمعُ مَدى صوتِ المؤذِّن جِنّ ولا إنْس ولا شيء، إلا شَهِدَ له يوم القيامة، قال أبو سعيد: سمعتُه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم-.
أخرجه البخاري و «الموطأ» والنسائي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(البادية) : البرِّيَّة والصحراء.
__________
(1) رواه البخاري 2 / 72 و 73 في الأذان، باب رفع الصوت بالنداء، وفي بدء الخلق، باب ذكر الجن وثوابهم وعقابهم، وفي التوحيد، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " الماهر بالقرآن مع الكرام البررة "، والموطأ 1 / 69 في الصلاة، باب ما جاء في النداء للصلاة، والنسائي 2 / 12 في الأذان، باب رفع الصوت بالأذان.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه مالك في الموطأ (66) وأحمد (3/35) قال: قرأت على عبد الرحمن. وفي (3/43) قال: حدثنا إسحاق، والخزاعي. والبخاري (1/158) وفي خلق أفعال العباد (23) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، وفي (4/154) قال: حدثنا قتيبة. وفي (9/194) ، وفي خلق أفعال العباد (23) قال: حدثنا إسماعيل. والنسائي (2/12) وفي الكبرى (1524) قال: أخبرنا محمد بن سلمة، قال: أنبأنا ابن القاسم.
سبعتهم- عبد الرحمن بن مهدي، وإسحاق بن عيسى، والخزاعي منصور بن سلمة، وعبد الله بن يوسف، وقتيبة، وإسماعيل بن أبي أويس، وابن القاسم- عن مالك.
2- وأخرجه الحميدي (742) وأحمد (3/6) وعبد بن حميد (997) قال: حدثني يحيى بن عبد الحميد. وابن ماجة (733) قال: حدثنا محمد بن الصباح. وابن خزيمة (389) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء.
خمستهم - الحميدي، وأحمد، ويحيى، وابن الصباح، وعبد الجبار - قالوا: حدثنا سفيان بن عيينة.
كلاهما - ومالك، وسفيان - عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة، عن أبيه، فذكره.
* في رواية سفيان: عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة، عن أبيه - قال أحمد: وسفيان مخطىء في اسمه، والصواب: عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة.(9/385)
7039 - (م) [عيسى بن طلحة] قال: سمعتُ معاويةَ يقول: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «المؤذِّنون أطولُ الناس أعناقاً يوم القيامة» .
وفي رواية قال راويه: «كنتُ عند معاويةَ بنِ أبي سفيان، فجاءهُ المؤذِّنُ يَدْعُوه إلى الصلاة، فقال معاويةُ: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- ... وذكره» أخرجه مسلم (1) . [ص:387]
وهذا الحديث لم يخرجه الحميديُّ في كتابه الذي قرأناه، وهو مقروءٌ على الرَّقِّي عنه.
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أطول أعناقاً) : قال الهروي: قال ابن الأعرابي: أطول أعناقاً: أكثر أعمالاً، يقال: لفلان عُنُقٌ من الخير، أي قِطْعة، وقال غيره: من طول الأعناق، وهي الرقاب؛ لأن الناس يوم القيامة يكونون في الكرب، والمؤذِّنُون في الروح مشرئبُّون لأن يؤذَن لهم في دخول الجنة، وقيل: إنهم يكونون يومئذ رؤوساً ومقدَّسين، والعرب تصف السادة بطول الأعناق، وروي إعناقاً بكسر الهمزة، أي: إسراعاً إلى الجنة، وهو العنق، وهو ضرب من سير الإبل سريع.
__________
(1) رقم (387) في الصلاة، باب فضل الأذان وهرب الشيطان عند سماعه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (4/95) قال: حدثنا ابن نمير، ويعلى. وفي (4/98) قال: حدثنا ابن نمير. وعبد بن حميد (418) قال: حدثنا يعلى. ومسلم (2/5) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا عبدة. (ح) وحدثنيه إسحاق بن منصور، قال: أخبرنا أبو عامر، قال: حدثنا سفيان. وابن ماجة (725) قال: حدثنا محمد بن بشار، وإسحاق بن منصور، قالا: حدثنا أبو عامر، قال: حدثنا سفيان.
أربعتهم - عبد الله بن نمير، ويعلى، وعبدة بن سليمان، وسفيان الثوري - عن طلحة بن يحيى، عن عيسى بن طلحة، فذكره.(9/386)
7040 - () عاصم بن بهدلة قال: «مرَّ رجل على زرّ بن حبيش وهو يُؤَذِّنُ، فقال: يا أبا مريم أتؤذِّنُ؟ إني لأرغبُ بك عن الأذان، فقال زرّ: أترغب بي عن الفضل؟ والله لا أكلِّمك» أخرجه ... (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(لا أرغب بك) رَغِبتُ بفلان عن هذا الأمر: إذا كَرِهتَه، وأبعدتَه عنه وزهدتَ له فيه.
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
في المطبوع أخرجه رزين.(9/387)
الفصل الرابع: في فضل الصلاة، وفيه عشرة فروع
الفرع الأول: في فضلها مجملاً
7041 - (خ م ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أنه سمع رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «أرأيتم لو أنَّ نهراً بباب أحدِكم يغتَسِلُ فيه كلَّ يوم خمس مرات، ما تقولون (1) ذلك يُبقي من درنِه؟ قالوا: لا يُبقي من دَرَنهِ شيئاً، قال: فذلك مَثَل الصلوات الخمسِ يمحو الله بها الخطايا» .
وفي رواية «مَثَلُ الصلوات الخمس، مَثَلُ نَهْر عظيم ببابِ أحدِكم يغتسلُ فيه كلَّ يوم خمسَ مرات، فإنه لا يُبقي من درنه شيئِاً» .
أخرج الأولى البخاري ومسلم، [والثانية] الترمذي والنسائي (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(درنه) الدَّرن: الوسخ.
__________
(1) وفي بعض النسخ: ما تقول، بإفراد المخاطب، والمعنى: ما تقول أيها السامع.
(2) رواه البخاري 2 / 9 في مواقيت الصلاة، باب الصلوات الخمس كفارة، ومسلم رقم (667) في المساجد، باب المشي إلى الصلاة تمحى به الخطايا وترفع به الدرجات، والترمذي رقم (2872) في الأمثال، باب مثل الصلوات الخمس، والنسائي 1 / 231 في الصلاة، باب فضل الصلوات الخمس.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/379) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا بكر بن مضر. (ح) وحدثنا قتيبة. قال: حدثنا ليث بن سعد. والدارمي (1187) قال: أخبرنا عبد الله بن صالح. قال: حدثني الليث. والبخاري (1/140) قال: حدثنا إبراهيم بن حمزة. قال: حدثني ابن أبي حازم والدراوردي. ومسلم (2/131) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا ليث. (ح) وقال قتيبة: حدثنا بكر يعني ابن مضر. والترمذي (2868) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا الليث. (ح) وحدثنا قتيبة. قال: حدثنا بكر بن مضر القرشي. والنسائي (1/230) وفي الكبرى (315) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا الليث.
أربعتهم- بكر بن مضر، والليث، وعبد العزيز بن أبي حازم، والدراوردي - عن يزيد بن عبد الله بن الهاد، عن محمد بن إبراهيم، عن أبي سلمة، فذكره.(9/388)
7042 - (م) جابر - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَثَلُ الصلوات الخمس كمثل نَهْر جار غَمْر على باب أحدكم، يغتسلُ منه كلَّ يوم خمس مرات. قال الحسن: وما يُبقي ذلك من الدَّرن؟» أخرجه مسلم (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(غمرٍ) الماء الغَمر: الكثير.
__________
(1) رقم (668) في المساجد، باب المشي إلى الصلاة تمحى به الخطايا وترفع به الدرجات.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (3/305) قال: حدثنا محمد بن فضيل، وفي (3/317) قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (3/357) قال: حدثنا عمار بن محمد وعبد بن حميد (1014) ، والدارمي (1186) .
كلاهما - عبد، والدارمي -عن يعلى بن عبيد. ومسلم (2/132) قال:حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو كريب، قالا:حدثنا أبو معاوية.
أربعتهم - ابن فضيل، وأبو معاوية، وعمار، ويعلى - عن الأعمش، عن أبي سفيان، فذكره.(9/389)
7043 - (ط) سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - قال: كان رجلان أخَوَانِ، فهلَك أحدُهما قبل صاحبه بأربعين ليلة، فَذُكِرَتْ فضيلةُ الأول منهما عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: ألم يكن الآخَر مسلماً؟ قالوا: بلى، وكان لا بأس به، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «وما يدريكم ما بلغت به صلاتُه؟ إنما مَثَلُ الصلاة كمَثَلِ نَهْر عَذْب غَمْر ببابِ أحدكم، يَقْتَحِم فيه كلَّ يوم خمس مرات، فما تَرَوْن ذلك يُبقي من درَنه؟ فإنكم لا تدرون ما بلغت به صلاتُه» أخرجه «الموطأ» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(اقْتَحَمْتُ) الأَمر وغيره: إذا دخَلتَ فيه وألقَيْتَ نَفْسك إليه من غير رويّة.
__________
(1) بلاغاً 1 / 174 في قصر الصلاة في السفر، باب جامع الصلاة، وإسناده منقطع، ولكن يشهد له الحديثان اللذان قبله، دون الجملة الأخيرة " فإنكم لا تدرون ما بلغت به صلاته ".
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك (422) بلاغ عن عامر بن سعد بن أبي وقاص، فذكره.(9/389)
7044 - (خ م ط س) حُمران مولى عثمان: قال: «كنتُ أضَعُ لعثمان طَهورَه، فما أتى عليه يومٌ إلا وهو يُفيض عليه نُطْفَة - يعني من ماء - وقال: قال عثمانُ: حدَّثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عند انصرافنا من صلاتنا - أُراه قال: العصر - فقال: ما أدري، أُحَدِّثكم، أو أسكتُ؟ قال: فقلنا: يا رسول الله، إن كان خيراً فحدِّثْنا، وإن كان غير ذلك فاللهُ ورسولُه أعلم، قال: ما من مسلم يتطَّهرُ فيُتِمُّ الطهارةَ التي كتبَ الله عليه، فيصلِّي هذه الصلوات الخمس، إلا كانت كفَّاراتٍ لما بينها» .
وفي رواية: أنَّ عثمانَ لما توضأ قال: واللهِ لأحدِّثنَّكم حديثاً لولا آية في كتاب الله ما حدَّثتكموه، سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «لا يتوضأ رَجُل وُضوءه، ثم يصلِّي الصلاةَ، إلا غُفِرَ له ما بينه وبين الصلاة التي تليها. قال عروة بن الزبير: الآية {إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البيِّنات والهدى} إلى قوله {اللاعنون} [البقرة: 159] » .
وفي أخرى: «أن عثمان توضأ، فأحسنَ الوُضَوء، ثم قال: رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- توضأ فأحسن الوُضُوءَ، ثم قال: من توضأ نحو هذا الوضوء، ثم أتى المسجد فركع ركعتين، ثم جَلَسَ، غُفِرَ له ما تقدَّم من ذَنْبه» .
وفي أخرى قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «مَنْ توضأ للصلاة [ص:391] فأسبغَ الوُضُوءَ، ثم مشى إلى الصلاة المكتوبة، فصلاَّها مع الناس، أو مع الجماعة، أو في المسجد، غُفِرَ له ذُنُوبه» .
وفي أخرى «أن عثمان توضأ يوماً وُضوءاً حسناً، ثم قال: رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- توضأ، فأحسنَ الوُضُوءَ، ثم قال: مَنْ توضأ هكذا، ثم خرج إلى المسجد، لا يَنْهَزُه إلا الصلاة، إلا غُفِر له ما خلا من ذَنْبِه» .
وفي أخرى عن عمرو بن سعيد بن العاص: أن عثمان دعا بطَهوره، فقال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «ما من امرئ مسلم تحضُره صلاة مكتوبة، فَيُحْسِنُ وُضُوءها، وخُشُوعَها ورُكُوعَها، إلا كانت كفارة لما قبلَها من الذُّنُوبِ، ما لم يأتِ كبيرة، وذلك الدهر كلَّه» أخرجه البخاري ومسلم، إلا أن البخاري انفرد بالرواية الثالثة، ومسلم بالرابعة والسادسة.
وفي رواية «الموطأ» : أن عثمانَ جلس يوماً على المقاعد، فجاءه المؤذِّنُ فآذنه بصلاةِ العصر، فدعا بماء، ثم قال: واللهِ لأُحَدِّثَنَّكم حديثاً لولا آية في كتاب الله ما حدَّثتكموه، ثم قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «مَا مِن امرئ يَتَوَضأ فَيُحْسِنُ وُضُوءه، ثم يصلِّي الصلاةَ إلا غُفِرَ له ما بينه وبين الصلاة الأخرى حتى يصلِّيها» .
قال مالك: أُراه يريد هذه الآية {وأقم الصلاة طَرَفَي النَّهار وزُلَفاً من اللَّيل إنَّ الحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السيئاتِ ذلك ذِكرى للذاكرين} [هود: 114] . [ص:392]
وفي رواية النسائي: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَنْ أتَمَّ الوضُوءَ كما أمره الله، فالصلواتُ الخمسُ كفَّارات لما بينهن» .
وفي أخرى قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «ما مِنْ امرئ يتوضأ، فَيُحْسِنُ وُضوءه، ثم يصلِّي الصلاة، إلا غُفِرَ له ما بينه وبين الصلاة الأخرى حتى يصلِّيها» وأخرج أيضاً الرواية الرابعة (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(نطفة) النطفة: الماء القليل، وقد يطلَق على الكثير، وقيل: هو الماء الذي لا كدَر فيه، وسواء قليله وكثيره.
(ينهزُه) نَهَزَهُ ينهزهُ: إذا دفعه وحمله على فعل الشيء.
(زُلَفاً) الزُلَف جمع: زُلْفة، وهي الطائفة من أول الليل.
__________
(1) رواه البخاري 1 / 228 في الوضوء، باب الوضوء ثلاثاً ثلاثاً، وباب المضمضة في الوضوء، وفي الصوم، باب سواك الرطب واليابس للصائم، وفي الرقاق، باب قول الله تعالى: {يا أيها الناس إن وعد الله حق} ، ومسلم رقم (226) و (227) و (228) و (229) و (230) و (231) و (232) في الطهارة، باب في صفة الوضوء وكماله، وباب فضل الوضوء والصلاة عقبه، والموطأ 1 / 30 و 31 في الطهارة، باب جامع الوضوء، والنسائي 1 / 91 في الطهارة، باب ثواب من توضأ كما أمر.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (1/59) (418) قال: حدثنا أبو كامل، قال: حدثنا إبراهيم -يعني ابن سعد- وفي (1/59) (419) قال: حدثنا إبراهيم بن نصر الترمذي، قال: حدثنا إبراهيم بن سعد. وفي (1/59) (421) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أنبأنا معمر. وفي (1/60) (428) قال: حدثنا محمد بن بكر، قال: أخبرنا ابن جريج. والدارمي (699) قال: أخبرنا نصر بن علي الجهضمي، قال: حدثنا عبد الأعلى عن معمر. والبخاري (1/51) قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله الأويسي، قال: حدثني إبراهيم بن سعد. وفي (1/52) قال: حدثنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب. وفي (3/40) قال: حدثنا عبدان، قال: أخبرنا عبد الله، قال: أخبرنا معمر. ومسلم (1/141) قال: حدثني أبو الطاهر أحمد بن عمرو بن عبد الله بن عمرو بن سرح، وحرملة بن يحيى التجيبي قالا: أخبرنا ابن وهب، عن يونس. (ح) وحدثني زهير بن حرب.، قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا أبي. وأبو داود (106) قال: حدثنا الحسن بن علي الحلواني، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. والنسائي (1/64) وفي الكبرى (103) قال: أخبرنا سويد بن نصر، قال: أنبأنا عبد الله، عن معمر، وفي (1/65) وفي الكبرى (91) قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن المغيرة الحمصي، قال: حدثنا عثمان وهو ابن سعيد بن كثير بن دينار الحمصي، عن شعيب، هو ابن أبي حمزة، وفي (1/80) قال: أخبرنا أحمد بن عمرو بن السرح والحارث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع، عن ابن وهب، عن يونس. وابن خزيمة (3) قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى الصدفي، قال: حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس. (ح) وأخبرني محمد بن عبد الله بن عبند الحكم، أن ابن وهب أخبرهم قال: أخبرني يونس. وفي (158) قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى الصدفي، قال: حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس.
خمستهم - إبراهيم بن سعد، ومعمر، وابن جريج، وشعيب، ويونس - عن ابن شهاب الزهري، عن عطاء بن يزيد الليثي، عن حمران، فذكره.
وعن حمران. قال: رأيت عثمان بن عفان توضأ فذكر نحوه، يعني نحو الحديث السابق، ولم يذكر المضمضة والاستنشاق، وقال فيه: ومسح رأسه ثلاثا، ثم غسل رجليه ثلاثا. ثم قال: «رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- توضأ هكذا. وقال: من توضأ دون هذا كفاه» .
ولم يذكر أمر الصلاة.
أخرجه أبو داود (107) قال: حدثنا محمد بن المثنى. قال: حدثنا الضحاك بن مخلد قال: حدثنا عبد الرحمن بن وردان، قال: حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن. قال: حدثني حمران، فذكره.
وعن أبي علقمة، أن عثمان دعا بماء فتوضأ فأفرغ بيده اليمنى على اليسرى ثم غسلهما إلى الكوعين، قال: ثم مضمض واستنشق ثلاثا، وذكر الوضوء ثلاثا، قال: ومسح برأسه، ثم غسل رجليه، وقال: رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- توضأ مثل ما رأيتموني توضأت.
ثم ساق نحو حديث الزهري وأتم. يعني الحديث السابق.
هكذا قال أبو داود ول يسق متن الحديث.
أخرجه أبو داود (109) قال: حدثنا إبراهيم بن موسى قال: أخبرنا عيسى، قال: أخبرنا عبيد الله -يعني ابن أبي زياد - عن عبد الله بن عبيد بن عمير، عن أبي علقمة، فذكره.
وعن حمران بن أبان، مولى عثمان بن عفان، - رضي الله عنه -. قال: «رأيت عثمان بن عفان - رضي الله عنه - دعا بوضوء، وهو على باب المسجد، فغسل يديه، ثم مضمض واستنشق واستنثر، ثم غسل وجهه ثلاث مرات، ثم غسل يديه إلى المرفقين ثلاث مرات، ثم مسح برأسه، وأمر بيده على ظاهر أذنيه، ثم مر بهما على لحيته، ثم غسل رجليه إلى الكعبين ثلاث مرات، ثم قام فركع ركعتين، ثم قال: توضأت لكم كما رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- توضأ، ثم ركعت ركعتين كما رأيته ركع. قال: ثم قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين فرغ من ركعتيه: «من توضأ كما توضأت، ثم ركع ركعتين لا يحدث فيهما نفسه، غفر له ما كان بينهما وبين صلاته بالأمس» .
أخرجه أحمد (1/68) (489) قال: حدثنا يعقوب. قال: حدثنا أبي، عن ابن إسحاق. قال: حدثني محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، عن معاذ بن عبد الرحمن التيمي، عن حمران بن أبان مولى عثمان ابن عفان، فذكره.
وعن حمران بن أبان. قال: أتيت عثمان بطهور، وهو جالس على المقاعد، فتوضأ، فأحسن الوضوء. ثم قال: «رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- توضأ، وهو في هذا المجلس، فأحسن الوضوء. ثم قال: من توضأ مثل هذا الوضوء، ثم أتى المسجد فركع ركعتين، ثم جلس، غفر له ما تقدم من ذنبه.» .
قال: وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «لا تغتروا.» .
* وفي رواية يزيد بن أبي حبيب عن عبد الله بن أبي سلمة ونافع بن جبير: «من توضأ فأسبغ الوضوء ثم مشى إلى صلاة مكتوبة، فصلاها، غفر له ذنبه» . مختصرا.
* وفي رواية الحكيم بن عبد الله عنهما: «من توضأ للصلاة فأسبغ الوضوء، ثم مشى إلى الصلاة المكتوبة، فصلاها مع الناس، أو مع الجماعة، أو في المسجد، غفر الله له ذنوبه.» .
1- أخرجه أحمد (1/64) (459) قال: حدثنا حسن بن موسى، قال: حدثنا شيبان، عن يحيى، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي. وفي (1/67) (483) قال: حدثنا شيبان، عن يحيى، عن محمد ابن إبراهيم بن الحارث التيمي. وفي (1/67) (483) قال: حدثنا حجاج، ويونس قالا: حدثنا ليث، قال حجاج: حدثني يزيد بن أبي حبيب، عن عبد الله بن أبي سلمة، ونافع بن جبير بن مطعم، وفي (1/71) (516) قال: حدثنا يونس، قال: حدثنا ليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عبد الله- يعني ابن أبي سلمة - ونافع بن جبير بن مطعم.
والبخاري (8/114) قال: حدثنا سعد بن حفص، قال: حدثنا شيبان، عن يحيى، عن محمد بن إبراهيم القرشي. ومسلم (1/143) قال: وحدثني أبو الطاهر، ويونس بن عبد الأعلى، قالا: أخبرنا عبد الله بن وهب، عن عمرو بن الحارث، أن الحكيم بن عبد الله القرشي، حدثه أن نافع بن جبير، وعبد الله بن أبي سلمة حدثاه. والنسائي (2/111) وفي الكبرى (840) قال: أخبرنا سليمان بن داود، عن ابن وهب، قال: أخبرني عمرو بن الحارث، أن الحكيم بن عبد الله القرشي، حدثه أن نافع بن جبير، وعبد الله بن أبي سلمة حدثاه. وفي الكبرى (172) قال: أخبرنا إسحاق بن منصور، قال: أخبرنا عبيد الله، عن شيبان، عن يحيى بن أبي كثير، عن محمد بن إبراهيم.
ثلاثتهم - محمد بن إبراهيم، وعبد الله بن أبي سلمة، ونافع بن جبير - عن معاذ بن عبد الرحمن التيمي. 2- وأخرجه أحمد (1/66) (478) قال: حدثنا أبو المغيرة. وابن ماجة (285) قال: حدثنا عبد الرحمن ابن إبراهيم، قال: حدثنا الوليد بن مسلم. والنسائي في الكبرى (173) قال: أخبرنا محمود بن خالد، قال: حدثنا الوليد.
كلاهما - أبو المغيرة، والوليد- قالا: حدثنا الأوزاعي، قال: حدثنا يحيى بن أبي كثير، قال: حدثني محمد بن إبراهيم، قال: حدثني شقيق بن سلمة.
3- وأخرجه ابن ماجة (285) قال: حدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا عبد الحميد بن حبيب، قال: حدثنا الأوزاعي، قال: حدثني يحيى، قال: حدثني محمد بن إبراهيم، قال: حدثني عيسى بن طلحة. ثلاثتهم - معاذ، وشقيق أبو وائل، وعيسى - عن حمران، فذكره.
وعن حمران مولى عثمان. قال: توضأ عثمان بن عفان يوما وضوءا حسنا. ثم قال: «رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- توضأ فأحسن الوضوء. ثم قال: من توضأ هكذا، ثم خرج إلى المسجد، لا ينهزه إلا الصلاة، غفر له ماخلا من ذنبه.» .
أخرجه مسلم (1/143) قال: حدثنا هارون بن سعيد الأيلي. قال: حدثنا ابن وهب. قال: وأخبرني مخرمة بن بكير، عن أبيه، عن حمران مولى عثمان، فذكره.
وعن حمران مولى عثمان، قال: سمعت عثمان بن عفان وهو بفناء المسجد فجاءه المؤذن عند العصر فدعا بوضوء فتوضأ ثم قال: والله لأحدثنكم حديثا لولا آية في كتاب الله ما حدثتكم إني سمعت رسول الله يقول: «لا يتوضأ رجل مسلم فيحسن الوضوء فيصلي صلاة إلا غفر الله له ما بينه وبين الصلاة التي تليها» . 1- أخرجه مالك في الموطأ صفحة (45) والحميدي (35) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (1/57) (400) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. ومسلم (1/141) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، وعثمان بن محمد بن أبي شيبة، وإسحاق بن إبراهيم الحنظلي واللفظ لقتيبة، قال إسحاق: أخبرنا وقال الآخران: حدثنا جرير. وفي (1/142) قال: حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا أبو أسامة (ح) وحدثنا زهير بن حرب، وأبو كريب، قالا: حدثنا وكيع (ح) وحدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان. والنسائي (1/91) وفي الكبرى (171) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، عن مالك. وابن خزيمة (2) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد القطان (ح) وحدثنا محمد بن العلاء بن كريب، قال: حدثنا أبو أسامة (ح) وحدثنا سعيد ابن عبد الرحمن المخزومي، قال: حدثنا سفيان.
ستتهم - مالك، وسفيان، ويحيى بن سعيد، وجرير، وأبو أسامة، ووكيع - عن هشام بن عروة.
2- وأخرجه البخاري (1/51) قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله الأويسي. ومسلم (1/142) قال: حدثنا زهير بن حرب، قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم.
كلاهما - عبد العزيز، ويعقوب- عن إبراهيم بن سعد، قال: قال صالح بن كيسان، قال: قال ابن شهاب.
كلاهما - هشام، وابن شهاب - عن عروة، أن حمران أخبره، فذكره.
وعن حمران، مولى عثمان - رضي الله عنه- أن عثمان توضأ بالمقاعد فغسل ثلاثا. ثلاثا. وقال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «من توضأ وضوئي هذا، ثم قام إلى الصلاة، سقطت خطاياه، يعني من وجهه ويديه ورجليه ورأسه.» .
أخرجه أحمد (1/68) (493) قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن هشام، عن أبيه، عن حمران مولى عثمان، فذكره.
وعن حمران، عن عثمان بن عفان. قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من توضأ فأحسن الوضوء، خرجت خطاياه من جسده، حتى تخرج من تحت أظفاره.» .
أخرجه أحمد (1/66) (476) قال: حدثنا عفان. ومسلم (1/149) قال: حدثنا محمد بن معمر بن ربعي القيسي. قال: حدثنا أبو هشام المخزومي.
كلاهما - عفان، والمغيرة بن سلمة أبو هشام - عن عبد الواحد بن زياد. قال: حدثنا عثمان بن حكيم. قال: حدثنا محمد بن المنكدر، عن حمران، فذكره.
وعن حمران مولى عثمان. قال: أتيت عثمان بن عفان بوضوء، فتوضأ. ثم قال: إن ناسا يتحدثون عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أحاديث، لا أدري ما هي، إلا أني، «رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- توضأ مثل وضوئي هذا. ثم قال: من توضأ هكذا غفر له ما تقدم من ذنبه، وكانت صلاته ومشيه إلى المسجد نافلة.» .
أخرجه مسلم (1/142) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد وأحمد بن عبدة الضبي. قالا: حدثنا عبد العزيز، وهو الدراوردي، عن زيد بن أسلم، عن حمران مولى عثمان، فذكره.
وعن حمران بن أبان، عن عثمان بن عفان -رضي الله عنه - أنه دعا بماء فتوضأ ومضمض واستنشق، ثم غسل وجهه ثلاثا، وذراعيه ثلاثا، ومسح برأسه، وظهر قدميه، ثم ضحك.. فقال لأصحابه: ألا تسألوني عما أضحكني؟ فقالوا: مم ضحكت يا أمير المؤمنين؟ قال:
«رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- دعا بماء قريبا من هذه البقعة فتوضأ كما توضأت، ثم ضحك. فقال: ألا تسألوني ما أضحكني؟ فقال: ما أضحك يا رسول الله؟ فقال: إن العبد إذا دعا بوضوء فغسل وجهه حط الله عنه كل خطيئة أصابها بوجهه. فإذا غسل ذراعيه كان كذلك، وإن مسح برأسه كان كذلك، وإذا طهر قدميه كان كذلك.» .
أخرجه أحمد (1/58) (415) قال: حدثنا محمد بن جعفر. وعبد الله بن أحمد (1/74) (553) قال: حدثني العباس بن الوليد النرسي. قال: حدثنا يزيد بن زريع.
كلاهما - محمد بن جعفر، ويزيد- قالا: حدثنا سعيد، عن قتادة، عن مسلم بن يسار، عن حمران بن أبان، فذكره.
وعن حمران بن أبان. قال: كنا عند عثمان بن عفان- رضي الله عنه- فدعا بماء، فتوضأ، فلما فرغ من وضوئه تبسم. فقال: هل تدرون مم ضحكت؟ قال: فقال: «توضأ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كما توضأت، ثم تبسم. ثم قال: هل تدرون مم ضحكت؟ قال: قلنا: الله ورسوله أعلم. قال: إن العبد إذا توضأ، فأتم وضوءه، ثم دخل في صلاته، فأتم صلاته، خرج من صلاته كما خرج من بطن أمه من الذنوب.» .
أخرجه أحمد (1/61) (430) قال: حدثنا إسحاق بن يوسف. قال: حدثنا عوف الأعرابي، عن معبد الجهني، عن حمران بن أبان، فذكره.(9/390)
7045 - (م د) أبو أمامة الباهلي - رضي الله عنه - قال: «بينما رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في المسجد ونحن قعود معه، إذ جاءه رجل فقال: يا رسولَ الله، إني أصبتُ حَدّاً، فأقِمْه عليَّ، فسكتَ عنه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، [ص:393] ثم أعادَ، فسكتَ عنه، وأُقيمتِ الصلاةُ، فلما انصرفَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- تَبِعه الرجل، فاتَّبَعْتُه، أنظُر ماذا يَرُدُّ عليه، فقال له: أرأيتَ حين خرجتَ من بيتك، أليس قد توضأتَ فأحسنتَ الوُضوءَ؟ قال: بلى يا رسولَ الله، قال: ثم شهدتَ الصلاة معنا؟ قال: نعم يا رسول الله، قال: فإن الله قد غفَر لك حدَّك - أو قال: ذَنْبَك» أخرجه مسلم.
وأخرج أبو داود مختصراً: «أن رجلاً أتى رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: يا رسولَ الله، إني أصبتُ حَدّاً، فأقمه عليَّ، قال: توضأتَ حين أقبلتَ؟ قال: نعم، قال: هل صلَّيتَ معنا حين صلَّيْنا؟ قال: نعم، قال: اذهبْ، فإن الله قد غَفَرَ لك» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(حدّاً) الحدّ: ما أمر به الله تعالى من العقاب لمن أذنب ذنباً، ومعنى قوله: «أصبت حدّاً» أي أصبْتُ ذنباً يوجب عليَّ حدّاً.
__________
(1) رواه مسلم رقم (2765) في التوبة، باب قوله تعالى: {إن الحسنات يذهبن السيئات} ، وأبو داود رقم (4381) في الحدود، باب في الرجل يعترف بحد ولا يسميه، وقد جزم النووي وجماعة أن الذنب الذي فعله كان من الصغائر، بدليل أن في بقية الخبر أنه كفرته الصلاة، بناء على أن الذي تكفره الصلاة من الذنوب الصغائر، لا الكبائر، وهو لم يزن، وإنما فعل أشياء دون ذلك، وظن ما ليس زنا زناً، فذلك كفرت ذنبه الصلاة، وانظر " الفتح " 12 / 118 و 119.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (5/251) قال: حدثنا زيد بن الحباب. وفي (5/262) قال: حدثنا أبو نوح، وعبد الصمد. ومسلم (8/103) قال: حدثنا نصر بن علي الجهضمي، وزهير بن حرب، قالا: حدثنا عمر بن يونس. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (4878) عن علي بن سعيد بن مسروق الكندي، عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة.
خمستهم - زيد، وأبو نوح، وعبد الصمد، وعمر بن يونس، وابن أبي زائدة - عن عكرمة بن عمار اليمامي.
2- وأخرجه أحمد (5/265) قال: حدثنا أبو المغيرة. وأبو داود (4381) قال: حدثنا محمود بن خالد، قال: حدثنا عمر بن عبد الواحد. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (4878) عن محمود بن خالد، عن عمر بن عبد الواحد (ح) وعن العباس بن الوليد بن مزيد، عن أبيه (ح) وعن عمران بن بكار، عن أبي المغيرة الخولاني. وابن خزيمة (311) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن ميمون بالإسكندرية، قال: حدثنا الوليد يعني ابن مسلم.
أربعتهم - أبو المغيرة، وعمر بن عبد الواحد، والوليد بن مزيد، والوليد بن مسلم- عن الأوزاعي.
كلاهما - عكرمة، والأوزاعي - عن شداد بن عبد الله أبي عمار، فذكره.(9/392)
7046 - (خ م) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «كنتُ عند [ص:394] النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، فجاءه رجل، فقال: يا رسول الله، إني أصَبْتُ حَدّاً فأقمه عليَّ، ولم يسألْه، قال: وحَضَرَتِ الصلاةُ، فصلَّى مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، فلما قضى النبيُّ الصلاةَ، قام إليه الرَّجُلُ، فقال: يا رسول الله إني أصَبْتُ حَدّاً، فأقم فيَّ كتابَ الله، قال: أليس قد صَلَّيتَ معنا؟ قال: نعم، قال: فإنَّ الله قد غَفَرَ لك ذَنْبَك، أو حَدَّك» . أخرجه البخاري ومسلم (1) .
__________
(1) رواه البخاري 12 / 118 في المحاربين، باب إذا أقر بالحد ولم يبين هل للإمام أن يستر عليه، ومسلم رقم (2764) في التوبة، باب قوله تعالى: {إن الحسنات يذهبن السيئات} .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (8/206) قال: حدثني عبد القدوس بن محمد ومسلم (8/102) قال: حدثنا الحسن بن علي الحلواني.
كلاهما قال: حدثنا عمرو بن عاصم، قال: حدثنا همام بن يحيى، قال: حدثنا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، فذكره.(9/393)
7047 - (س) عاصم بن سفيان الثقفي: قال: إنهم غَزَوا غَزْوةَ السلاسِل، ففاتهم العدوُّ، فرابطوا ثم رجعوا إلى معاويةَ وعنده أبو أيوب وعقبةُ بنُ عامر، فقال عاصم: يا أبا أيوب، فاتَنا العدوُّ العامَ، وقد أخبِرنا أنَّه مَنْ صَلَّى في المساجد الأربعةِ غُفِرَ له ذَنْبُه، فقال: يا ابن أخي، أدلُّك على أيسرَ من ذلك؟ إني سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «مَنْ توضأ كما أُمِر، وصلَّى كما أُمِرَ، غُفِرَ له ما قَدَّم من عمل، أكذلك يا عقبةُ؟ قال: نعم» أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 1 / 90 في الطهارة، باب ثواب من توضأ كما أمر، وفي سنده سفيان بن عبد الرحمن أو ابن عبد الله ابن عاصم بن سفيان الثقفي المكي، لم يوثقه غير ابن حبان، وفيه عنعنة أبي الزبير المكي.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (5/423) قال: حدثنا يونس بن محمد، وحجين، وعبد بن حميد (227) قال: حدثني أحمد بن يونس والدارمي (723) قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله. وابن ماجة (1396) قال: حدثنا محمد بن رمح. والنسائي (1/90) وفي الكبرى (139) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد.
خمستهم - يونس، وحجين، وأحمد بن عبد الله بن يونس، وابن رمح، وقتيبة - عن الليث بن سعد، عن أبي الزبير، عن سفيان بن عبد الرحمن، عن عاصم، فذكره.
في رواية الدارمي، وابن ماجه، سماه سفيان بن عبد الله بدلا من سفيان بن عبد الرحمن،قال المزي: والصواب: سفيان بن عبد الرحمن كما في حديث قتيبة. تحفة الأشراف (3462) .
قلت: فيه سفيان بن عبد الرحمن، ليس له إلا هذا الحديث الواحد، ولم يوثقه غير ابن حبان، وكذلك عنعنة أبي الزبير المكي.(9/394)
7048 - (د س) عقبة بن عامر - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «يَعجَبُ رَبُّكَ من راعي غَنَم في رأس شَظيَّة للجبل يؤذِّن بالصلاة ويصلِّي، فيقول الله عز وجل: انظروا إلى عبدي هذا، [ص:395] يؤذِّن ويقيمُ الصلاة، يخاف مِنِّي، قد غفرتُ لعبدي وأدخلتُه الجنةَ» . أخرجه أبو داود والنسائي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(شظية) الشظية من الجبل: قطعة انقطعت منه ولم تنفصل، كأنها انكسرت منه ولم تنكسر، والجمع: الشظايا.
__________
(1) رواه أبو داود رقم (1203) في الصلاة، باب الأذان في السفر، والنسائي 2 / 20 في الأذان، باب الأذان لمن يصلي وحده، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: أخرجه أحمد (4/145) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا ابن لهيعة. وفي (4/157) قال: حدثنا حسن، قال: حدثنا ابن لهيعة. وفي (4/158) قال: حدثنا هارون بن معروف، قال: حدثنا ابن وهب، عن عمرو بن الحارث. وأبو داود (1203) قال: حدثنا هارون بن معروف، قال: حدثنا ابن وهب، عن عمرو بن الحارث. والنسائي (2/20) وفي الكبرى (1556) قال: أخبرنا محمد بن سلمة، قال: حدثنا ابن وهب، عن عمرو بن الحارث.
كلاهما - ابن لهيعة، وعمرو بن الحارث- عن أبي عشانة المعافري، فذكره.(9/394)
7049 - (ط) مالك بن أنس: بلغَهُ أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «استقيموا ولن تُحْصُوا، واعلموا أنَّ خيرَ أعمالكم الصلاة، ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن» .
وفي رواية «واعملوا، وخير أعمالكم الصلاة» أخرجه «الموطأ» (1) .
__________
(1) بلاغاً 1 / 34 في الطهارة، باب ما جاء في المسح بالرأس والأذانين، وإسناده منقطع، ورواه أيضاً ابن ماجة من حديث سالم بن أبي الجعد عن ثوبان رقم (277) في الطهارة، باب المحافظة على الوضوء، وفيه انقطاع أيضاً بين سالم وثوبان، وقد رواه الدارمي وابن حبان من طريق ثوبان متصلاً، ورواه أحمد في " المسند "، فهو حديث صحيح بطرقه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك (65) بلاغا، فذكره.
وقال الزرقاني في شرح الموطأ (1/110) :جاء هذا صحيحا مسندا من حديث ابن عمر، وعند ابن ماجة والبيهقي إلا أن فيه واعلموا أن من أفضل أعمالكم الصلاة، ومن حديث ثوبان أخرجه أحمد وابن ماجة وابن حبان والحاكم وصححه على شرطهما والبيهقي إلا أن فيه واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة وسائره بلفظ الموطأ.
وبلفظ: «استقيموا ولن تحصوا، واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة، ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن.» ، عن ثوبان.
أخرجه أحمد (5/276) قال: حدثنا أبو معاوية، قال: حدثنا الأعمش. وفي (5/282) قال: حدثنا وكيع، ويعلى، قالا: حدثنا الأعمش، والدارمي (661) قال: حدثنا محمد بن يوسف، قال: حدثنا سفيان، عن منصور، والأعمش. وابن ماجة (277) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا وكيع، عن سفيان، عن منصور.
كلاهما - الأعمش، ومنصور - عن سالم بن أبي الجعد،فذكره.
وبلفظ: «استقيموا تفلحوا، وخير أعمالكم الصلاة، ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن.» .
أخرجه أحمد (5/280) قال: حدثنا علي بن عياش، وعصام بن خالد، قالا: حدثنا حريز بن عثمان، عن عبد الرحمن بن ميسرة، فذكره.
وبلفظ: «سددوا وقاربوا، وخير أعمالكم الصلاة، ولن يحافظ على الوضوء إلا مؤمن.» .
أخرجه أحمد (5/282) والدارمي (662) قال: حدثنا يحيى بن بشر.
كلاهما - أحمد، ويحيى - قالا: حدثنا الوليد بن مسلم، قال: حدثنا ابن ثوبان، قال: حدثني حسان ابن عطية، أن أبا كبشة السلولي حدثه، فذكره.
وقع في المطبوع من الدارمي: أبو ثوبان، وكذلك حسان عن عطية وهو خطأ.
وبلفظ: «استقيموا، ولن تحصوا، واعلموا، أن من أفضل أعمالكم الصلاة، ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن» .عن عبد الله بن عمرو.
أخرجه ابن ماجة (278) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن حبيب، قال: حدثنا المعتمر بن سليمان، عن ليث، عن مجاهد، فذكره.(9/395)
7050 - (د) حذيفة - رضي الله عنه - قال: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إذا حَزَبَه أمرٌ صلى» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (1319) في الصلاة، باب وقت قيام النبي صلى الله عليه وسلم من الليل، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 5 / 388، وإسناده ضعيف.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (5/388) قال: حدثنا إسماعيل بن عمر، وخلف بن الوليد. وأبو داود (1319) قال: حدثنا محمد بن عيسى.
ثلاثتهم - إسماعيل، وخلف، ومحمد - قالوا: حدثنا يحيى بن زكريا، عن عكرمة بن عمار، عن محمد بن عبد الله الدؤلي، عن عبد العزيز، فذكره.(9/395)
7051 - (س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «حُبِّب إليَّ النساءُ، والطِّيبُ، وجُعِلَتْ قُرَّةُ عَيني في الصلاة» . أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 7 / 61 في عشرة النساء، باب حب النساء، وإسناده حسن، ورواه أيضاً أحمد في " المسند "، والحاكم والبيهقي وغيرهم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن:
1- أخرجه أحمد (3/128 و 199) قال: حدثنا عبد الواحد، أبو عبيدة، وفي (3/128) قال: حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم. وفي (3/285) والنسائي (7/61) قال: أخبرنا الحسين بن عيسى القوسي.
كلاهما - أحمد، والحسين - قالا: حدثنا عفان.
ثلاثتهم - أبو عبيدة، وأبو سعيد، وعفان - عن سلام أبي المنذر.
2- وأخرجه النسائي (7/61) قال: أخبرنا علي بن مسلم الطوسي، قال: حدثنا سيار، هو ابن حاتم، قال: حدثنا جعفر، هو ابن سليمان.
كلاهما - سلام، وجعفر - عن ثابت، فذكره.(9/396)
7052 - (م د س) ربيعة بن كعب الأسلمي - رضي الله عنه - قال: «كنتُ أبيتُ مع رسولِ الله، فآتيه (1) بوَضوئه وبحاجته، فقال لي: اسألني، فقلتُ: إني أسألك مرافَقتكَ في الجنة، قال: أوَ غيرَ ذلك، قلتُ: هو ذاك، قال: فأعِنِّي على نَفْسِك بكثرةِ السجود» . أخرجه مسلم وأبو داود (2) .
__________
(1) في نسخ مسلم المطبوعة: فأتيته.
(2) رواه مسلم رقم (489) في الصلاة، باب فضل السجود والحث عليه، وأبو داود رقم (1320) في الصلاة، باب وقت قيام النبي صلى الله عليه وسلم من الليل، ورواه أيضاً النسائي 2 / 227 و 228 في افتتاح الصلاة، باب فضل السجود.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مسلم (2/52) قال: حدثنا الحكم بن موسى أبو صالح،وأبو داود (1320) قال: حدثنا هشام بن عمار والنسائي (2/227) وفي الكبرى (637) قال: أخبرنا هشام بن عمار.
كلاهما - الحكم، وهشام - قالا: حدثنا هقل بن زياد، قال: سمعت الأوزاعي، قال: حدثني يحيى بن أبي كثير، قال: حدثني أبو سلمة، فذكره.(9/396)
7053 - (م ت س) معدان بن أبي طلحة: قال: لقيتُ ثوبانَ مولى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقلتُ: أخبرني بعمل أعمَلُه يُدخلني الجنة - أو قلتُ: بأحبِّ الأعمال إلى الله- فسكتَ، [ثم سألتُه فسكت] ، ثم سألتُه الثالثة، فقال: سألتُ عن ذلك رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- فقال: عليكَ بكثرة السجود لله، فإنَّكَ لا تسجدُ لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة، وحَطَّ عنك بها خطيئة. [ص:397] قال معدان: ثم أتيتُ أبا الدرداء فسألته، فقال مثل ما قال لي ثوبان. أخرجه مسلم، والترمذي، والنسائي (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (488) في الصلاة، باب فضل السجود والحث عليه، والترمذي رقم (388) في الصلاة، باب ما جاء في كثرة الركوع والسجود وفضله، والنسائي 2 / 228 في الافتتاح، باب ثواب من سجد لله عز وجل سجدة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (5/276) . ومسلم (2/51) قال: حدثنا زهير بن حرب. وابن ماجة (1423) قال: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم. والترمذي (388) والنسائي (2/228) وابن خزيمة (316) قال الترمذي، وابن خزيمة، حدثنا وقال النسائي: أخبرنا أبو عمار الحسين بن حريث،
أربعتهم - أحمد، وزهير، وعبد الرحمن، وأبو عمار- عن الوليد بن مسلم.
2- وأخرجه أحمد (5/280) قال: حدثنا أبو المغيرة.
كلاهما - الوليد، وأبو المغيرة- قالا: حدثنا الأوزاعي، قال: حدثني الوليد بن هشام المعيطي، قال: حدثني معدان بن أبي طلحة، فذكره. رواية أبي المغيرة عند أحمد لا يوجد بها ذكر أبي الدرداء.
وقع في المطبوع من سنن الترمذي حدثنا أبو عمار، حدثنا الوليد، قال: وحدثنا أبو محمد رجاء، قال: حدثنا الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي - ومتابعة أبي محمد رجاء بن مرجى لا توجد في تحفة الأشراف حديث رقم (2112) وانظر تعليق محقق سنن الترمذي.(9/396)
الفرع الثاني: في فضل صلواتٍ مخصوصة
7054 - (م ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «الصلواتُ الخمسُ، والجمعةُ إلى الجمعةِ: كَفَّارات لما بينهنَّ» زاد في رواية «ما لم تُغْشَ الكبائر» وزاد في أخرى «ورمضان إلى رمضانَ: مُكَفِّرات لما بينهنَّ، إذا اجتنبت الكبائر» . أخرجه مسلم، وأخرج الترمذي الأولى (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (233) في الطهارة، باب الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن، والترمذي رقم (214) في الصلاة، باب ما جاء في فضل الصلوات الخمس.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (1/484) قال: حدثنا عبد الرحمن، عن زهير. ومسلم (1/144) قال: حدثنا يحيى بن أيوب، وقتيبة بن سعيد، وعلي بن حجر، كلهم عن إسماعيل، قال ابن أيوب: حدثنا إسماعيل بن جعفر. وابن ماجة (1086) قال: حدثنا محرز بن سلمة العدني. قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم. والترمذي (214) قال: حدثنا علي بن حجر. قال: أخبرنا إسماعيل بن جعفر. وابن خزيمة (314) و (1814) قال: حدثنا علي بن حجر السعدي، قال: حدثنا إسماعيل بن جعفر.
ثلاثتهم - زهير، وإسماعيل، وعبد العزيز بن أبي حازم - عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، فذكره. وبلفظ: «الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، كفارات لما بينهن ما اجتنبت الكبائر» .
أخرجه أحمد (2/359) قال: حدثنا أبو جعفر، قال: أخبرنا عباد بن العوام. ومسلم (1/144) قال: حدثني نصر بن علي الجهضمي. قال: أخبرنا عبد الأعلى.
كلاهما - عباد، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى - عن هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، فذكره.
وبلفظ: «الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفرات ما بينهن، إذا اجتنب الكبائر» .
أخرجه أحمد (2/400) قال:حدثنا هارون. ومسلم (1/144) قال:حدثني أبو الطاهر، وهارون بن سعيد الأيلي.
ثلاثتهم - هارون بن معروف، وأبو الطاهر، وهارون بن سعيد - عبد الله بن وهب، عن أبي صخر حميد ابن زياد، أن عمر بن إسحاق مولى زائدة، حدثه عن أبيه، فذكره.
وبلفظ: «الصوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، كفارات لما بينهن ما اجتنبت الكبائر» .
أخرجه أحمد (2/414) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا حماد بن سلمة. قال: أخبرنا علي بن زيد، وصالح المعلم وحميد ويونس، عن الحسن، فذكره.(9/397)
7055 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَنْ صلَّى الصبح فهو في ذِمَّةِ الله، فلا يُتْبِعَنَّكم الله بشيء من ذِمَّتِهِ» أخرجه الترمذي (1) . [ص:398]
وذكر رزين «فهو في ذمة الله، فانظروا أن تُخْفِرُوا الله من ذمته بشيء فإنه من يطلبْه يُدرِكْهُ، ثم لا يُفْلِتْهُ» (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(تُخفروا الله في ذمته) أخفرت العهد: إذا نقضتَه، والذِّمة: الأمان والعهد.
__________
(1) رقم (2165) في الفتن، باب من صلى الصبح فهو في ذمة الله، وهو حديث حسن، يشهد له الذي بعده، ولذلك قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، قال: وفي الباب عن جندب وابن عمر.
(2) وهو بمعنى حديث مسلم الذي بعده.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه ابن ماجة تحفة الأشراف (10/14138) والترمذي (2164) .
كلاهما - عن بندار، عن معدي بن سليمان - قال: حدثنا ابن عجلان، عن أبيه، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه.
وبنحوه: أخرجه الدارمي (1433) قال: أخبرنا يحيى بن حسان، قال: حدثنا سليمان بن بلال، عن إبراهيم بن أبي أسيد، عن جده، فذكره.(9/397)
7056 - (م ت) أنس بن سيرين: قال: سمعت جُنْدُب بن عبد الله يقول: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «من صَلَّى الصبح فهو في ذِمَّةِ الله، فلا يطلبنَّكم الله مِنْ ذِمَّتِهِ بِشيء، فإنه من يَطْلُبْهُ من ذِمَّتِه بشيء يُدْرِكْه، ثم يَكُبَّه على وجهه في نار جهنم» أخرجه مسلم. وفي رواية الترمذي مثله، وقال: «فلا تُخْفِروا الله في ذِمَّتِه» (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (657) في المساجد، باب فضل صلاة العشاء والصبح في جماعة، والترمذي رقم (222) في الصلاة، باب ما جاء في فضل العشاء والفجر في الجماعة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مسلم (2/125) قال: حدثني نصر بن علي الجهضمي، قال: حدثنا بشر يعني ابن المفضل (ح) وحدثنيه يعقوب بن إبراهيم الدورقي، قال: حدثنا إسماعيل.
كلاهما - بشر، وإسماعيل - عن خالد، عن أنس بن سيرين، فذكره.
ورواية الترمذي: أخرجها أحمد (4/312) قال: حدثنا أسود بن عامر، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، وحميد وفي (4/313) قال: حدثنا يزيد بن هارون، وإسحاق بن يوسف، قالا: أخبرنا داود -يعني ابن أبي هند- ومسلم (2/125) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا يزيد بن هارون، عن داود بن أبي هند. والترمذي (222) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا داود بن أبي هند.
ثلاثتهم - علي بن زيد، وحميد، وداود بن أبي هند - عن الحسن، فذكره.(9/398)
7057 - (خ س م ط) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل، وملائكة بالنهار، ويجتمعون في صلاة الفجر، وصلاة العصر، ثم يَعرُج الذين باتوا فيكم فيسألهم [ربُّهم] وهو أعلم بكم: كيف تركتم عبادي؟ فيقولون: تركناهم وهم يصلُّون، وأتيناهم وهم يُصلُّون» . [ص:399] أخرجه البخاري والنسائي ومسلم و «الموطأ» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يتعاقبون) التعاقب: هو أن يجيءَ واحد بعد واحد، أي: أن ملائكة الليل تصعَدُ، وتنزِل ملائكة النهار، وتصعد ملائكة النهار، وتنزل ملائكة الليل.
(يعرج) عَرَجَ يعرُج: إذا صَعِد.
__________
(1) رواه البخاري 2 / 28 و 29 في مواقيت الصلاة، باب فضل صلاة العصر، وفي بدء الخلق، باب ذكر الملائكة، وفي التوحيد، باب قول الله تعالى: {تعرج الملائكة والروح إليه} ، وباب كلام الرب مع جبريل ونداء الله الملائكة، ومسلم رقم (632) في المساجد، باب فضل صلاتي الصبح والعصر والمحافظة عليهما، والموطأ 1 / 170 في قصر الصلاة في السفر، باب جامع الصلاة، والنسائي 1 / 240 و 241 في الصلاة، باب فضل صلاة الجماعة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مالك الموطأ (123) وأحمد (2/486) قال: قرأت على عبد الرحمن. مالك. (ح) وحدثنا إسحاق. قال: أخبرنا مالك. والبخاري (1/145) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. قال: حدثنا مالك. وفي (4/138) قال: حدثنا أبو اليمان. قال: أخبرنا شعيب. وفي (9/154) قال: حدثنا إسماعيل. قال: حدثني مالك. وفي (9/174) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، عن مالك. ومسلم (2/113) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. قال: قرأت على مالك. والنسائي (1/240) وفي الكبرى (386) قال: أخبرنا قتيبة، عن مالك وفي الكبرى ورقة (102-أ) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، عن مالك. (ح) والحارث بن مسكين، قراءة عليه، عن ابن القاسم. قال: حدثني مالك. وفي الكبرى تحفة الأشراف (10/13727) عن عمران بن بكار، عن علي بن عياش، عن شعيب. وفي (10/13919) عن أحمد بن حفص بن عبد الله، عن أبيه، عن إبراهيم بن طهمان، عن موسى بن عقبة.
ثلاثتهم - مالك، وشعيب بن أبي حمزة، وموسى بن عقبة - عن أبي الزناد، عن الأعرج، فذكره.
وبلفظ: «الملاائكة يتعاقبون فيكم، ملائكة بالليل، وملائكة بالنهار. وقال: يجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر. ثم يعرج إليه الذين باتوا فيكم، فيسألهم وهو أعلم كيف تركتم عبادي؟ فقالوا: تركناهم وهم يصلون، وأتيناهم وهم يصلون.» .
أخرجه أحمد (2/312) ومسلم (2/113) قال: حدثنا محمد بن رافع.
كلاهما - أحمد، ومحمد بن رافع - عن عبد الرزاق بن همام. قال: حدثنا معمر، عن همام بن منبه. فذكره.
وبلفظ: «تجتمع ملائكة الليل والنهار في صلاة الفجر وصلاة العصر. قال: فيجتمعون في صلاة الفجر، قال: فتصعد ملائكة الليل، وتثبت ملائكة النهار. قال: ويجتمعون في صلاة العصر، قال: فيصعد ملائكة النهار وتثبت ملائكة الليل. قال: فيسألهم ربهم. كيف تركتم عبادي؟ قال: فيقولون: أتيناهم وهم يصلون وتركناهم وهم يصلون.» قال سليمان: ولا أعلمه إلا قد قال فيه: فاغفر لهم يوم الدين.
أخرجه أحمد (2/396) قال: حدثنا معاوية بن عمرو. قال: حدثنا زائدة. وابن خزيمة (321) قال: حدثنا يوسف بن موسى. قال: حدثنا جرير. وفي (322) قال: حدثناه يحيى بن حكيم، قال: حدثنا يحيى بن حماد. قال: حدثنا أبو عوانة.
ثلاثتهم - زائدة، وجرير، وأبو عوانة- عن سليمان الأعمش، عن أبي صالح، فذكره.
وبلفظ: «يجتمع ملائكة الليل وملائكة النهار، عند صلاة الفجر، وصلاة العصر، فإذا عرجت ملائكة النهار، قال الله عز وجل لهم: من أين جئتم؟ فيقولون: جئناك من عند عبادك، أتيناهم وهم يصلون، وجئناك وهم يصلون. فإذا عرجت ملائكة الليل، قال الله عز وجل لهم: من أين جئتم؟ قالوا: جئناك من عند عبادك، أتيناهم وهم يصلون، وجئناك وهم يصلون.» .
أخرجه أحمد (2/344) والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (10/14658) عن أحمد بن سليمان.
كلاهما - أحمد بن حنبل، وأحمد بن سليمان - عن عفان، عن حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أبي رافع، فذكره.
وبلفظ: «إن لله ملائكة يتعاقبون، ملائكة الليل وملائكة النهار فيجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر ثم يعرج إليه الذين كانوا فيكم فيسألهم وهو أعلم فيقول: كيف تركتم عبادي؟ فيقولون: تركناهم يصلون وأتيناهم يصلون.» .
أخرجه أحمد (2/257) قال: حدثنا يزيد. قال: أخبرنا محمد، عن موسى.(9/398)
7058 - (م د س) عمارة بن رويبة - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «لن يَلجَ أحد صلَّي قبل طلوع الشمس وقبل غروبها - يعني الفجر والعصر - فقال له رجل من أهل البصرة: أنتَ سمعتَ هذا من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-؟ قال: نعم، فقال الرجل: وأنا أشهدُ أني سمعتُه منْ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-» أخرجه مسلم.
وفي رواية أبي داود قال: «سأله رجل من أهل البصرة: أخبرني ما سمعتَ من رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ... فذكر الحديث، ولم يفسرهما بالفجر والعصر، فقال له رجل: أنتَ سمعتَه منه؟ - ثلاث مرات - قال: نعم، كُلُّ ذلك [ص:400] يقول: سمعتْهُ أُذُنَايَ، ووعاه قلبي، قال الرجل: وأنا سمعتُهُ - صلى الله عليه وسلم- يقول ذلك» وأخرج النسائي رواية مسلم إلى قوله: «وقبل غروبها» (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (634) في المساجد، باب فضل صلاتي الصبح والعصر والمحافظة عليهما، وأبو داود رقم (427) في الصلاة، باب في المحافظة على وقت الصلوات، والنسائي 1 / 241 في الصلاة، باب فضل صلاة الجماعة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الحميدي (862) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا إسماعيل بن أبي خالد. وأحمد (4/136) قال: حدثنا وكيع، عن سفيان. (ح) وحدثنا أبو الوليد هشام وعفان. قالا: حدثنا أبو عوانة. عن عبد الملك بن عمير. وفيه (4/136) قال: حدثنا حسن بن موسى، قال: حدثنا شيبان، عن عبد الملك. وفي (4/261) قال: حدثنا يحيى، عن إسماعيل. وفيه (4/261) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا ابن أبي خالد. قال وكيع: وحدثنا مسعر. قال: وحدثنا البختري بن المختار. ومسلم (2/114) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب وإسحاق بن إبراهيم. جميعا عن وكيع، عن ابن أبي خالد ومسعر، والبختري بن المختار. (ح) وحدثني يعقوب بن إبراهيم الدورقي، قال: حدثنا يحيى بن أبي بكير، قال: حدثنا شيبان، عن عبد الملك بن عمير. وأبو داود (427) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى، عن إسماعيل بن أبي خالد. والنسائي (1/235) . وفي الكبرى (338) قال: أخبرنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا مسعر وابن أبي خالد والبختري بن أبي البختري. وفي (1/241) قال: أخبرنا عمرو بن علي، ويعقوب بن إبراهيم، قالا: حدثنا يحيى بن سعيد، عن إسماعيل. وابن خزيمة (318) قال: حدثنا بندار، قال: حدثنا يحيى ويزيد بن هارون. قالا: حدثنا إسماعيل بن أبي خالد.
أربعتهم - إسماعيل، وعبد الملك، ومسعر، والبختري - عن أبي بكر بن عمارة، فذكره.
(*) أخرجه الحميدي (861) ، وأحمد (4/136) . وابن خزيمة (319) قال: حدثنا أحمد بن عبدة الضبي، وفي (320) قال: حدثناه عبد الجبار بن العلاء.
أربعتهم -الحميدي، وأحمد بن حنبل، وأحمد بن عبدة، وعبد الجبار - عن سفيان بن عيينة، عن عبد الملك بن عمير، عن عمارة بن رؤيبة، فذكره. «ليس فيه أبو بكر بن عمارة» .
* أخرجه النسائي في كتاب التفسير من السنن الكبرى تحفة الأشراف (7/10378) عن قتيبة، عن أبي الأحوص، عن أبي إسحاق، عن عمارة بن رؤيبة، فذكره.(9/399)
7059 - (خ م) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ صلَّى البَرْدَين دخل الجنة» أخرجه البخاري ومسلم (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(البَردين) البردان هاهنا الغَداة والعشي.
__________
(1) رواه البخاري 2 / 43 في مواقيت الصلاة، باب فضل صلاة الفجر، ومسلم رقم (635) في المساجد، باب فضل صلاتي الصبح والعصر والمحافظة عليهما.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه الدارمي (1432) قال: حدثنا عفان. والبخاري (1/150) قال: حدثنا هدبة ابن خالد (ح) وحدثنا إسحاق، عن حبان. ومسلم (2/114) قال: حدثنا هداب بن خالد الأزدي. (ح) حدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا بشر بن السري (ح) قال: وحدثنا ابن خراش، قال: حدثنا عمرو بن عاصم.
خمستهم - عفان، وهدبة، وحبان، وبشر، وعمرو - عن همام، عن أبي جمرة، عن أبي بكر بن أبي موسى، فذكره(9/400)
7060 - (د) معاذ الجهني - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «من قعد في مُصَلاَّه حين ينصرفُ من صلاة الصبح، حتى يُسَبِّح ركعتي الضُّحى، لا يقول إلا خيراً، غَفَرَ الله له خطاياه وإن كانتْ أكثر من زَبَدِ البحر» أخرجه أبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يُسَبِّحُ) التسبيح هاهنا: الصلاة النافلة.
__________
(1) رقم (1287) في الصلاة، باب صلاة الضحى، وإسناده ضعيف.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (3/438) قال: حدثنا حسن، قال: حدثنا ابن لهيعة. وأبو داود (1287) قال: حدثنا محمد بن سلمة المرادي، قال: حدثنا ابن وهب، عن يحيى بن أيوب.
كلاهما - ابن لهيعة، ويحيى بن أيوب - عن زبان بن فائد، عن سهل بن معاذ، فذكره.
قلت: فيه زبان بن فائد، قال عنه ابن حبان: منكر الحديث جدا يتفرد عن سهل بن معاذ بنسخة كأنها موضوعة لا يحتج به، وقال الساجي: عنده مناكير التهذيب (3/308) .(9/400)
7061 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ صَلَّى الفجر في جماعة، ثم قَعَدَ يذكرُ الله، حتى تطلُع الشمس، ثم صلى ركعتين، كانت له كأجر حجة وعمرة، قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: تامةٍ تامةٍ تامة» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (586) في الصلاة، باب ذكر ما يستحب من الجلوس في المسجد بعد صلاة الصبح حتى تطلع الشمس، وهو حديث حسن بشواهده.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه الترمذي (586) قال: حدثنا عبد الله بن معاوية الجمحي، قال: حدثنا عبد العزيز بن مسلم، قال: حدثنا أبو ظلال، فذكره.
وقال: هذا حديث حسن غريب.
قلت: فيه أبو ظلال قال عنه الحافظ في التهذيب (11/85) قال معاوية بن صالح عن ابن معين: أبو ظلال اسمه هلال ليس بشيء، وقال الدوري عن ابن معين: أبو ظلال هو هلال القسملي ضعيف ليس بشيء، وقال البخاري: مقارب الحديث، وقال الآجري سألت أبا داود عنه فلم يرضه وغمزه، وقال النسائي: ضعيف، وقال مرة ليس بثقة، وقال ابن عدي: عامة ما يرويه لا يتابعه عليه الثقات.(9/401)
7062 - (م د ت س) أم حبيبة - رضي الله عنها - قالت: سمعتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- يقول: «ما من عبد مسلم يُصلي لله تعالى كلَّ يوم ثنتي عشرةَ ركعة تطوعاً من غير الفريضة، إلا بنى الله له بيتاً في الجنة، قالت أم حبيبة: فما تركتُها بعدَ ما سمعتُ ذلك منه، وقال عَنْبَسة: ما تركتهُنَّ منذ سمعتُهُنَّ من أم حبيبة، وقال عمرو بن أوس: ما تركتُهنَّ منذ سمعتُهن مِن عَنْبَسَةَ، وقال النعمان بن سالم: ما تركتُهنَّ منذ سمعتهنَّ من عمرو بن أوس» أخرجه مسلم.
وله في أخرى «من صلى في يوم ثِنْتَي عشرةَ سجدة تطوُّعاً بنى الله له بيتاً في الجنة» .
وفي أخرى له قال: «ما من عَبْد يصلِّي لله كل يوم ثنتي عشرةَ ركعة تطوعاً غير فريضة، إلا بنى الله له بيتاً في الجنة - أو إلا بُني له بيتٌ في الجنة» .
وفي أخرى «ما من عبد مسلم توضأ فأسبغ الوضوء، ثم صلى لله كلَّ يوم ... فذكره» . [ص:402] وأخرج أبو داود والترمذي والنسائي نحواً من هذه الروايات (1) .
وقد ذُكِر الحديث في باب الرواتب من كتاب الصلاة.
__________
(1) رواه مسلم رقم (728) في صلاة المسافرين، باب فضل السنن الراتبة قبل الفرائض وبعدهن وبيان عددهن، وأبو داود رقم (1250) في الصلاة، باب تفريع أبواب التطوع وركعات السنة، والترمذي رقم (415) في الصلاة، باب ما جاء فيمن صلى في يوم وليلة ثنتي عشرة ركعة من السنة وما له فيه من الفضل، والنسائي 3 / 261 في قيام الليل، باب ثواب من صلى في اليوم والليلة ثنتي عشرة ركعة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: وقد تقدم برقم (4066)(9/401)
7063 - (س) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «من صلى في يوم ثنتي عشرة ركعة سوى الفريضة، بنى الله بيتاً في الجنة» أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 3 / 264 في قيام الليل، باب ثواب من صلى في اليوم والليلة ثنتي عشرة ركعة سوى المكتوبة، وهو حديث صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه ابن ماجة (1142) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. والنسائي (3/264) وفي الكبرى (1387) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك. قال: حدثنا يحيى بن إسحاق.
كلاهما - أبو بكر بن أبي شيبة، ويحيى بن إسحاق - عن محمد بن سليمان بن الأصبهاني، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، فذكره.
* قال أبو عبد الرحمن النسائي، في المجتبى (3/264) هذا خطأ ومحمد بن سليمان ضعيف، هو ابن الأصبهاني، وقد روي هذا الحديث من أوجه سوى هذا الوجه بغير اللفظ الذي تقدم ذكره.
وقال في الكبرى عقب الحديث (1387) . هذا الحديث عندي خطأ، ومحمد بن سليمان ضعيف، وقد خالفه فليح بن سليمان فرواه عن سهيل، عن أبي إسحاق. وقال في تحفة الأشراف (9/12747) عقب رواية فليح: وهذا أولى بالصواب، وفليح ليس بالقوي أيضا.(9/402)
7064 - (د) زيد بن خالد - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «من توضأ فأحسن وضوءه، ثم صلى ركعتين لا يسهو فيهما، غُفِر له ما تقدَّم من ذنبه» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (905) في الصلاة، باب كراهية الوسوسة وحديث النفس في الصلاة، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن: أخرجه أحمد (4/117) وعبد بن حميد (280) وأبو داود (905) قال: حدثنا أحمد بن محمد بن حنبل.
كلاهما - أحمد، وعبد بن حميد - عن أبي عامر عبد الملك بن عمرو، قال: حدثنا هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، فذكره.(9/402)
7065 - (د س) عقبة بن عامر الجهني - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «ما من أحد يتوضأ، فَيُحْسِنُ الوضوءَ ويصلِّي ركعتين يُقْبِلُ بقلبه ووجهه عليهما، إلا وجبتْ له الجنةُ» أخرجه أبو داود والنسائي (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (905) في الصلاة، باب كراهية الوسوسة وحديث النفس في الصلاة، والنسائي 1 / 95 في الطهارة، باب ثواب من أحسن الوضوء ثم صلى ركعتين، وإسناده صحيح، ورواه مسلم بأطول منه رقم (234) في الطهارة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: وقد تقدم (7017) .(9/402)
7066 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ صَلَّى بعد المغرب سِتَّ ركعات، لم يتكلَّمْ فيما بينهنَّ بسوء، عُدِلن له بعبادة ثِنتي عشرةَ سنة» أخرجه الترمذي (1) .
وقال: رُوي عن عائشة عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- «مَنْ صلَّى بعد المغرب عشرين ركعة بنى الله له بيتاً في الجنة» (2) .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (435) في الصلاة، باب ما جاء في فضل التطوع وست ركعات بعد المغرب، وفي سنده عمر بن أبي خثعم، وهو ضعيف، وقال الترمذي: هذا حديث غريب.
(2) ورواه ابن ماجة موصولاً رقم (1373) في إقامة الصلاة، باب ما جاء في الصلاة بين المغرب والعشاء، وفي سنده يعقوب بن الوليد، وهو ضعيف، وكذبه أحمد.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه ابن ماجة (1167) قال: حدثنا علي بن محمد. وفي (1374) قال: حدثنا علي بن محمد وأبو عمر حفص بن عمر. والترمذي (435) قال: حدثنا أبو كريب، يعني محمد بن العلاء الهمداني. وابن خزيمة (1195) قال: حدثناه أبو عمار الحسين بن حريث. (ح) وحدثناه حفص بن عمرو الربالي.
خمستهم - علي بن محمد، وحفص بن عمر، وأبو كريب، والحسين بن حريث، وحفص بن عمرو - عن زيد بن الحباب أبي الحسين العكلي، عن عمر بن أبي خثعم اليمامي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، فذكره.
* قال أبو عيسى الترمذي: حديث أبي هريرة حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث زيد بن الحباب عن عمر ابن أبي خثعم. قال: وسمعت محمد بن إسماعيل يقول: عمر بن عبد الله بن أبي خثعم منكر الحديث. وضعفه جدا.(9/403)
7067 - (ط) سعيد بن المسيب - رحمه الله - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «بيننا وبين المنافقين شهودُ العشاءِ والصبح، لا يستطيعونهما، أو نحو هذا» .
أخرجه «الموطأ» (1) .
__________
(1) 1 / 130 في صلاة الجماعة، باب ما جاء في العتمة والصبح مرسلاً، قال ابن عبد البر في " التمهيد ": هذا حديث مرسل في " الموطأ "، لا يحفظ عن النبي صلى الله عليه وسلم مسنداً، ومعناه محفوظ من وجوه ثابتة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك (290) عن عبد الرحمن بن حرملة الأسلمي، عن سعيد بن المسيب، فذكره.
وقال الزرقاني في شرح الموطأ (1/384) قال في التمهيد: هذا الحديث مرسل في الموطأ لا يحفظ عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مسندا، ومعناه محفوظ من وجوه ثابتة. وفي الاستذكار: وهو مرسل في الموطأ وهو مسند من طريق.(9/403)
الفرع الثالث: في صلاة المنفرد في بيته
7068 - (ط د ت) زيد بن ثابت - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «صلاةُ المرءِ في بيته أفضلُ؛ من صلاته في مسجدي هذا، إلا المكتوبة» . أخرجه أبو داود والترمذي.
وأخرج الترمذي أيضاً و «الموطأ» موقوفاً على زيد قالا: قال زيد: [ص:404] «أفضل الصلاة صلاتُكم في بيوتكم، إلا المكتوبة» (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (1044) في الصلاة، باب صلاة الرجل التطوع في بيته، ورقم (1447) في الصلاة، باب في فضل التطوع في البيت، والترمذي رقم (450) في الصلاة، باب ما جاء في فضل صلاة التطوع في البيت، والموطأ موقوفاً 1 / 130 في صلاة الجماعة، باب فضل صلاة الجماعة على صلاة الفذ، وهو حديث صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: وقد تقدم (4218) .(9/403)
7069 - (ت) كعب بن عُجرة - رضي الله عنه - قال: صلى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- في مسجد بني عبد الأشْهل المغربَ، فقام قوم يتنفَّلون، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: «عليكم بهذه الصلاةِ في البيوت» .
أخرجه الترمذي - يرفعه (1) .
__________
(1) رقم (604) في الصلاة، باب ما ذكر في الصلاة بعد المغرب أنه في البيت أفضل، وهو حديث حسن، وله شاهد عند أحمد في " المسند " 5 / 427.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (1300) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي الأسود، قال: حدثني أبو مطرف محمد ابن أبي الوزير، والترمذي (604) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا إبراهيم بن أبي الوزير البصري، ثقة. والنسائي (3/198) قال: أخبرنا محمد بن بشار، قال: أنبأنا إبراهيم بن أبي الوزير. وابن خزيمة (1201) قال: حدثنا بندار، قال: حدثنا إبراهيم بن أبي الوزير.
كلاهما - محمد، وإبراهيم بن أبي الوزير - عن محمد بن موسى الفطري، عن سعد بن إسحاق بن كعب ابن عجرة، عن أبيه، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث غريب من حديث كعب بن عجرة، لا نعرفه إلا من هذا الوجه، والصحيح ما روي عن ابن عمر قال: «كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يصلي الركعتين بعد المغرب في بيته»(9/404)
7070 - () عبد الواحد قال: «صلاة الرجل في الفلاة إذا أتمها تَضاعف على صلاته في الجماعة بمثلها» أخرجه ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وقد ذكره أبو داود عقب حديث أبي سعيد الخدري رقم (560) في الصلاة، باب ما جاء في فضل المشي إلى الصلاة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " الصلاة في جماعة تعدل خمساً وعشرين صلاة، فإذا صلاها في فلاة فأتم ركوعها وسجودها بلغت خمسين صلاة "، ورواه ابن حبان والحاكم، وهو حديث صحيح، قال أبو داود: قال عبد الواحد بن زياد في هذا الحديث ... وذكر حديث عبد الواحد هذا.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
في المطبوع أخرجه رزين.
وذكره أبو داود عقب الحديث (560) .(9/404)
الفرع الرابع: في صلاة الجماعة، والمشي إلى المساجد، وانتظار الصلاة، وفيه ثلاثة أنواع
[النوع] الأول: في فضل الجماعة، والحثِّ عليها
7071 - (خ م ط ت س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «صلاةُ الجماعةِ أفضلُ من صلاة الفَذِّ بسبع وعشرين درجة» أخرجه البخاري ومسلم و «الموطأ» والنسائي.
وللبخاري عن أبي هريرة عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «تفضُل صلاةُ الجميع على صلاةِ أحدِكم وحدَه بخمس وعشرين جزءاً» ثم قال: وقال شعيب: وحدثني نافع عن ابن عمر قال: «تفضُلُها بسبع وعشرينَ درجة» موقوف.
ولمسلم مرفوعاً وقال: «ببضع وعشرين» .
وفي رواية الترمذي: «صلاةُ الجماعة تَفْضُل على صلاةِ الرجل وحدَه بسبع وعشرينَ درجة» (1) . [ص:406]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الفذُّ) : الفرد.
(ببضع) البضع: ما بين الثلاثة إلى العشرة، وقيل: إلى التسعة.
__________
(1) رواه البخاري 2 / 109 و 110 في الجماعة، باب فضل صلاة الجماعة، وباب فضل صلاة الفجر في جماعة، ومسلم رقم (650) في المساجد، باب فضل صلاة الجماعة، والموطأ 1 / 129 في الجماعة، باب فضل صلاة الجماعة على صلاة الفذ، والترمذي رقم (215) في الصلاة، باب ما جاء في فضل صلاة الجماعة، والنسائي 2 / 103 في الإمامة، باب فضل الجماعة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مالك الموطأ (100) وأحمد (2/17) (4670) قال: حدثنا يحيى، عن عبيد الله وفي (2/65) (5332) قال: قرأت على عبد الرحمن: مالك. وفي (2/102) (5779) قال: حدثنا محمد بن عبيد، قال: حدثنا عبيد الله. وفي (2/112) (5921) قال: حدثنا إسحاق، قال: حدثنا مالك. وفي (2/156) (6455) قال: حدثنا حماد، قال: حدثنا مالك. والدارمي (1280) قال: أخبرنا مسدد، قال: حدثنا يحيى، عن عبيد الله. والبخاري (1/165) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: أخبرنا مالك. ومسلم (2/122) و (123) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: قرأت على مالك. (ح) وحدثني زهير بن حرب، ومحمد بن المثنى، قالا: حدثنا يحيى، عن عبيد الله. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو أسامة، وابن نمير (ح) وحدثنا ابن نمير، قال: حدثنا أبي، قالا: حدثنا عبيد الله (ح) وحدثناه ابن رافع، قال: أخبرنا ابن أبي فديك، قال: أخبرنا الضحاك. وابن ماجة (789) قال: حدثنا عبد الرحمن بن عمر رستة، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، قال: حدثنا عبيد الله بن عمر، والترمذي (215) قال: حدثنا هناد، قال: حدثنا عبدة، عن عبيد الله بن عمرو والنسائي (2/103) ، في الكبرى (822) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، عن مالك، وابن خزيمة (1471) قال: إن محمد بن بشار، ويحيى بن حكيم حدثانا، قالا: حدثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد، قال: حدثنا عبيد الله بن عمر. (ح) وحدثنا بندار، قال: حدثنا يحيى، قال: حدثنا عبيد الله.
ثلاثتهم - مالك، وعبيد الله بن عمر، والضحاك بن عثمان - عن نافع، فذكره.
أما رواية أبي هريرة، فانظر الحديث الذي يليه.(9/405)
7072 - (خ م ط ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «تفضُلُ صلاة الجميع صلاةَ أحدكم وحدَه بخمس وعشرين جزءاً وتجتمع ملائكةُ الليل وملائكةُ النهار في صلاة الفجر، ثم يقول أبو هريرة: اقرؤوا إن شئتم {وقُرْآنَ الفجر إنَّ قُرْآنَ الفجر كانَ مَشْهوداً} [الإسراء: 78] » .
قال البخاري: قال شعيب: وحدَّثني نافع عن ابن عمر «تفضُلُها بسبع وعشرين» .
وفي رواية لمسلم قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «صلاةُ الجماعة تَعدِل خمساً وعشرينَ صلاة من صلاةِ الفَذِّ» .
وفي أخرى له قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «صلاة مع الإمام أفضلُ من خمس وعشرينَ صلاة يصلِّيها وحدَهُ» .
وأخرج «الموطأ» والترمذي والنسائي الرواية الأولى، إلِى قوله: «جزءاً» ، وأخرجها النسائي أيضاً بتمامها، وقال الترمذي: «تزيد» بدل «تفضل» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 2 / 115 في صلاة الجماعة، باب فضل صلاة الفجر في جماعة، ومسلم رقم (649) في المساجد، باب فضل صلاة الجماعة، والموطأ 1 / 129 في الجماعة، باب فضل صلاة الجماعة على صلاة الفذ، والترمذي رقم (216) في الصلاة، باب ما جاء في فضل الجماعة، والنسائي 2 / 103 في الإمامة، باب فضل الجماعة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (1/166) وفي القراءة خلف الإمام (249) قال: حدثنا أبو اليمان. قال: أخبرنا شعيب. وفي (6/108) قال: حدثني عبد الله بن محمد، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، ومسلم (2/122) قال: حدثني أبو بكر بن إسحاق، قال: حدثنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (10/13147) عن عمرو بن عثمان بن سعيد، عن أبيه، وبقية بن الوليد كلاهما عن شعيب.
كلاهما - شعيب، ومعمر - عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، وأبي سلمة بن عبد الرحمن، فذكراه.
* 1- أخرجه مالك الموطأ (100) وأحمد (2/233) قال: حدثنا عبد الأعلى، عن معمر. وفي (2/264) قال: حدثنا أبو كامل. قال: حدثنا إبراهيم. وفي (2/396) قال: حدثنا إبراهيم بن أبي العباس. قال: حدثنا أبو أويس. وفي (2/473) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن مالك. وفي (2/486) قال: قرأت على عبد الرحمن: مالك. ومسلم (2/121) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. قال: قرأت على مالك. وفي (2/122) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا عبد الأعلى، عن معمر. وابن ماجة (787) قال: حدثنا أبو مروان، محمد بن عثمان العثماني. قال: حدثنا إبراهيم ابن سعد. والترمذي (216) قال: حدثنا إسحاق بن موسى الأنصاري. قال: حدثنا معن. قال: حدثنا مالك. والنسائي (1/241) قال: أخبرنا كثير بن عبيد. قال: حدثنا محمد بن حرب، عن الزبيدي. وفي (2/103) وفي الكبري (823) قال: أخبرنا قتيبة، عن مالك.
خمستهم - معمر، وإبراهيم بن سعد، وأبو أويس، ومالك، والزبيدي - عن الزهري.
2- وأخرجه الدارمي (1279) قال: أخبرنا يزيد بن هارون. وابن خزيمة (1472) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، قال: حدثنا عبد الأعلى.
كلاهما - يزيد، وعبد الأعلى - عن داود بن أبي هند.
كلاهما - الزهري، وداود- عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، فذكره. ليس فيه: أبو سلمة.
* وأخرجه أحمد (2/266) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر، عن الزهري. وفي (2/501) قال: حدثنا يزيد. قال: أخبرنا محمد.
كلاهما - الزهري، ومحمد- عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، فذكره. ليس فيه: سعيد بن المسيب.
* في رواية أبي كامل عند أحمد: قال إبراهيم: لا أعلمه إلا عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال أحمد بن حنبل: ولم يشك يعقوب.
* الروايات مطولة ومختصرة، وأثبتنا رواية البخاري (1/166) .
وبلفظ: «صلاة الجماعة تعدل خمسا وعشرين من صلاة الفذ» .
أخرجه أحمد (2/475) قال: حدثنا وكيع. ومسلم (2/122) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب. كلاهما - وكيع، وعبد الله بن مسلمة- عن أفلح بن حميد، عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن سلمان الأغر، فذكره.
* أخرجه أحمد (2/273) قال: حدثنا عبد الرزاق وابن بكر. وفي (2/529) قال: حدثنا روح. ومسلم (2/122) قال: حدثني هارون بن عبد الله ومحمد بن حاتم. قالا: حدثنا حجاج بن محمد.
أربعتهم - عبد الرزاق، وابن بكر، وروح، وحجاج - عن ابن جريج..قال: أخبرني عمر بن عطاء بن أبي الخوار أنه بينا هو جالس مع نافع بن جبير بن مطعم إذ مر بهم أبو عبد الله ختن زيد بن زبان مولى الجهنيين فدعاه نافع فقال: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «صلاة مع الإمام أفضل من خمس وعشرين صلاة يصليها وحده» .
* في رواية عبد الرزاق: «ختن زيد بن الريان» .(9/406)
7073 - (خ د) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «صلاة الجماعة تفضُلُ صلاةَ الفذِّ بخمس وعشرينَ درجة» .
وفي رواية أبي داود قال: «الصلاةُ في الجماعة تَعْدِل خَمْساً وعشرين صلاة، فإذا صلاها في فَلاة فأتم ركوعها وسجودها، بلغت خمسين» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 2 / 112 في صلاة الجماعة، باب فضل صلاة الجماعة، وأبو داود رقم (560) في الصلاة، باب ما جاء في فضل المشي إلى الصلاة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (3/55) قال: حدثنا هارون بن معروف، قال: حدثنا ابن وهب. قال: قال حيوة، وفيه (3/55) قال: حدثنا أحمد بن الحجاج، قال: أخبرنا عبد العزيز بن أبي حازم. والبخاري (1/هامش166) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: أخبرنا الليث.
ورواية أبي داود:
أخرجها عبد بن حميد (976) قال: حدثنا ابن أبي شيبة. وأبو داود (560) قال: حدثنا محمد بن عيسى. وابن ماجة (788) قال: حدثنا أبو كريب.
ثلاثتهم - ابن أبي شيبة، وابن عيسى، وأبو كريب - قالوا: حدثنا أبو معاوية، عن هلال بن ميمون، عن عطاء بن يزيد الليثي، فذكره.(9/407)
7074 - (س) عائشة - رضي الله عنها - أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «صلاةُ الجماعة تزيد على صلاةِ الواحد خمساً وعشرين [درجة] » أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 2 / 103 في الإمامة، باب فضل الجماعة، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: أخرجه أحمد (6/49) والنسائي. (2/103) وفي الكبرى (824) قال: أخبرنا عبيد الله بن سعيد.
كلاهما - أحمد بن حنبل، وعبيد الله بن سعيد - عن يحيى بن سعيد، عن عبد الرحمن بن عمار، قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: قال أبي: وكان ثقة ويقال له ابن عمار بن أبي زينب مديني، عن القاسم بن محمد، فذكره.(9/407)
7075 - (د س) أبو الدرداء - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «ما من ثلاثةِ في قَرْيَة ولا بَدْو لا تقامُ فيهم الصلاةُ، إلا قد استحوذَ عليهم الشيطانُ، فعليكَ (1) بالجماعة، فإنما يأكلُ الذِّئبُ من الغنم القاصية» .
قال السائب: يعني بالجماعة: الصلاة في الجماعة، زاد رزين «وإن ذئبَ الإنسان: الشيطانُ، إذا خلا به أكله» أخرجه أبو داود والنسائي (2) .
[ص:408]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(استحوذ) الاستحواذ: الاستيلاء على الشيء والغلبة.
(القاصية) القاصي: البعيد.
__________
(1) في النسائي: فعليكم.
(2) رواه أبو داود رقم (547) في الصلاة، باب التشديد في ترك الجماعة، والنسائي 2 / 106 في الإمامة، باب التشديد في ترك الجماعة، وهو حديث صحيح، صححه النووي وغيره.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن: أخرجه أحمد (5/196، 6/446) قال: حدثنا وكيع. وفي (5/196) قال: حدثنا أبو سعيد. وفي (6/446) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. وأبو داود (547) قال: حدثنا أحمد بن يونس. والنسائي (2/106) وفي الكبرى (831) قال: أخبرنا سويد بن نصر، قال: أنبأنا عبد الله بن المبارك. وابن خزيمة (1486) قال: حدثنا موسى بن عبد الرحمن المسروقي، قال: حدثنا أبو أسامة. (ح) وحدثنا علي بن مسلم، قال: حدثنا عبد الصمد.
سبعتهم - وكيع، وأبو سعيد، وعبد الرحمن، وابن يونس، وابن المبارك، وأبو أسامة، وعبد الصمد - عن زائدة بن قدامة، قال: حدثنا السائب بن حبيش الكلاعي، عن معدان بن أبي طلحة اليعمري، فذكره.(9/407)
7076 - (د ت) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: «جاء رجل وقد صلَّى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: أيُّكم يَتَّجِر على هذا؟ فقام رجل فصلَّى معه» أخرجه الترمذي.
وفي رواية أبي داود: «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- أبصر رجلاً يصلِّي وحدَهُ، فقال: ألا رَجُل يتصدَّق على هذا فيصلِّي معه؟» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أيُّكم يتجر) : الذي جاء في لفظ الحديث فيما قرأناه «أيُّكم يتَّجر على هذا» ، وهذا اللفظ إنما هو من التجارة؛ لأن الفعل من التجارة: تَجَرَ يتجُر، واتَّجر يتَّجِر، وله معنى، كأنه حيث قام يصلي معه فقد اتجر معه حيث حَصّل لنفسه بالصلاة معه مكسباً من الثواب، فسمّى ذلك تجارة، وأما بناء الفعل من الأجر، وهو الجزاء، فهو يأتجر، فيجوز أن يكون أراد: أيُّكم يحصّل [ص:409] لنفسه أجراً بالصلاة مع هذا، أو أيكم يعطيه الأجر بالصلاة معه، ويدل على صحة الثاني: ما جاء في الرواية الأخرى «ألا رجل يتصدَّقُ على هذا فيصلِّي معه؟» وقوله أيضاً في هذه الرواية «أيكم يتجر على هذا؟» والكل متقارب المعنى.
__________
(1) رواه الترمذي رقم (220) في الصلاة، باب ما جاء في الجماعة في مسجد قد صلي فيه مرة، وأبو داود رقم (574) في الصلاة، باب في الجمع في المسجد مرتين، ورواه أيضاً أحمد في " المسند "، والدارمي، والحاكم وصححه، ووافقه الذهبي، وهو كما قالا.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن:
1- أخرجه أحمد (3/5) قال: حدثنا محمد بن أبي عدي. وفي (3/45) قال: حدثنا محمد بن جعفر. وعبد بن حميد (936) قال: حدثنا محمد بن بشر العبدي. والترمذي (220) قال: حدثنا هناد، قال: حدثنا عبدة. وابن خزيمة (1632) قال: حدثنا هارون بن إسحاق الهمداني، قال: حدثنا عبدة -يعني ابن سليمان الكلاعي- (ح) وحدثنا بندار، قال: حدثنا عبد الأعلى.
خمستهم -ابن أبي عدي، وابن جعفر، وابن بشر، وعبدة، وعبد الأعلى - عن سعيد بن أبي عروبة.
2- وأخرجه أحمد (3/64) قال: حدثنا عفان. والدارمي (1375) قال: أخبرنا سليمان بن حرب. وفي (1376) قال: أخبرنا عفان وأبو داود (574) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل.
ثلاثتهم - عفان، وسليمان، وموسى - قالوا: حدثنا وهيب.
3- وأخرجه أحمد (3/85) قال: حدثنا علي بن عاصم.
ثلاثتهم - سعيد، ووهيب، وعلي - عن سليمان الأسود الناجي، عن أبي المتوكل، فذكره.
وقال الترمذي: حديث حسن.(9/408)
7077 - (م ط د ت) عثمان بن عفان - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «مَنْ صَلَّى العِشاء في جماعة فكأنَّما قام نِصْفَ الليل، ومن صلَّى الصبحَ في جماعة فكأنَّما صلَّى الليلَ كُلَّهُ» أخرجه مسلم.
وفي رواية «الموطأ» قال: «جاء عثمان إلى صلاةِ العِشَاءِ، فرأى أهلَ المسجد قليلاً، فاضطجع في مُؤخَّر المسجد ينتظر الناسَ أن يكثُروا، فأتاه ابنُ أبي عَمْرَةَ فجلس إليه، فسأله: مَنْ هو؟ فأخبره، فقال: ما مَعَكَ من القرآن؟ فأخبره: فقال له عثمان: مَنْ شَهِدَ العِشَاءَ فكأنَّما قام نصف ليلة، ومن شَهِدَ الصبح فكأنَّما قام ليلة» .
وفي رواية الترمذي وأبي داود قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ شَهِدَ العِشَاءَ في جماعة كان له قيامُ نصفِ ليلة، ومَنْ صلَّى العِشَاءَ والفجر في جماعة كان له كقيام ليلة» (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (656) في المساجد، باب فضل صلاة العشاء والصبح جماعة، والموطأ 1 / 132 في الجماعة، باب ما جاء في العتمة والصبح، وأبو داود رقم (555) في الصلاة، باب فضل صلاة الجماعة، والترمذي رقم (221) في الصلاة، باب ما جاء في فضل العشاء والفجر في الجماعة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (1/58) (408) قال: حدثنا عبد الرحمن (ح) وعبد الرزاق. وفي (1/68) (491) قال: حدثنا إسحاق بن يوسف. وعبد بن حميد (50) قال: حدثنا أبو نعيم. ومسلم (2/125) قال: حدثنيه زهير بن حرب. قال: حدثنا محمد بن عبد الله الأسدي (ح) وحدثني محمد بن رافع، قال: حدثنا عبد الرزاق، وأبو داود (555) قال: حدثنا أحمد بن حنبل، قال: حدثنا إسحاق بن يوسف. والترمذي (221) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا بشر بن السري. وابن خزيمة (1473) قال: حدثنا محمد بن رافع، قال: حدثنا الفضل بن دكين.
ستتهم - عبد الرحمن بن مهدي، وعبد الرزاق، وإسحاق بن يوسف، وأبو نعيم الفضل بن دكين، ومحمد بن عبد الله، وبشر - عن سفيان.
2- وأخرجه مسلم (2/125) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا المغيرة بن سلمة المخزومي، قال: حدثنا عبد الواحد وهو ابن زياد.
كلاهما - سفيان، وعبد الواحد - عن أبي سهل عثمان بن حكيم، قال: حدثنا عبد الرحمن بن أبي عمرة، فذكره.(9/409)
7078 - (ط) أبو بكر بن سليمان بن أبي حَثمة: «أن عمرَ بنَ الخطاب - رضي الله عنه - فَقَدَ سليمان بن أبي حَثْمَةَ في صلاة الصبح، وأن عمر غَدَا إلى السوق، ومَسْكنُ سليمان بين المسجد والسوق، فمرَّ على الشِّفاءِ أمِّ سليمانَ، فقال لها: لم أرَ سليمان في الصبح، فقالت: إنه بات يصلِّي، فغلبتْه عَيْنَاهُ، فقال عمرُ: لأنْ أشْهَدَ صلاةَ الصبح في جماعة أحبُّ إليَّ من أن أقومَ ليلة» أخرجه «الموطأ» (1) .
__________
(1) كذا في الأصل: أخرجه الموطأ، وفي المطبوع: أخرجه الموطأ وأبو داود والترمذي، ولم نجده عند أبي داود والترمذي، وهو عند الموطأ 1 / 131 في الجماعة، باب ما جاء في العتمة والصبح، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: أخرجه مالك (292) عن ابن شهاب، فذكره.(9/410)
7079 - (د س) أبي بن كعب - رضي الله عنه - قال: «صلَّى بنا النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- يوماً الصبحَ، فلما سلَّم قال: أشاهد فلان؟ قالوا: لا، قال: أشاهدٌ فلان؟ قالوا: لا، قال: إنَّ هاتين الصلاتين أثقلُ الصلوات على المنافقين، ولو تعلمون ما فيهما لأتَيْتُموهما ولو حَبْواً على الرُّكَبِ، وإن الصف الأول على مثل صفِّ الملائكة، ولو علمتم ما فضيلته لابْتَدَرتُموه، وإن صلاة الرجل مع الرجل أزكى من صلاته وحده، وصلاتُه مع الرجلين أزكى من صلاته مع الرجل، وما كثر فهو أحبُّ إلى الله عز وجل» أخرجه أبو داود والنسائي (1) .
[ص:411]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أشاهد) الشاهد هاهنا: الحاضر، شهد فلان الجماعة، أي: حضرها.
(أزكى) الزكاة: النَّماء والطهارة.
__________
(1) رواه أبو داود رقم (554) في الصلاة، باب فضل صلاة الجماعة، والنسائي 2 / 104 و 105 في الإمامة، باب الجماعة إذا كانوا اثنين، وهو حديث حسن بشواهده، وقد صححه غير واحد.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن:
1- أخرجه أحمد (5/140) قال: حدثنا أبو كامل. والدارمي (1274) قال: أخبرنا أبو غسان.
كلاهما - عن زهير، والدارمي (1275) قال: أخبرنا سعيد بن عامر، عن سعيد بن أبي عروبة، عن خالد ابن ميمون، وعبد الله بن أحمد (5/140) قال: حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن جعفر، قال: حدثنا أبو عون الزيادي، قال: حدثنا عبد الواحد بن زياد، عن الأعمش، وفي (5/141) قال: حدثنا يحيى بن عبد الله مولى بني هاشم، قال: حدثنا زهير، وابن خزيمة (1476) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن المبارك، قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا زهير.
ثلاثتهم - زهير، وخالد، والأعمش- عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن أبي بصير، عن أبيه، فذكره.
2- وأخرجه أحمد (5/140) قال: حدثنا محمد بن جعفر، وعبد بن حميد (173) والدارمي (1273) .
كلاهما - عن سعيد بن عامر - وأبو داود (554) قال: حدثنا حفص بن عمر، وعبد الله بن أحمد (5/140) ، قال: حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي، قال: حدثنا خالد بن الحارث، والنسائي (2/104) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود، قال: حدثنا خالد بن الحارث، وابن خزيمة (1477) قال: حدثنا بندار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، ومحمد بن جعفر.
خمستهم - ابن جعفر، وسعيد، وحفص، وخالد، ويحيى - عن شعبة.
وأخرجه أحمد (5/140) قال: حدثنا وكيع، عن سفيان، وعبد الله بن أحمد (5/141) قال: حدثنا شيبان، قال: حدثنا حماد بن سلمة، قال: حدثنا الحجاج بن أرطأة.
ثلاثتهم - شعبة، وسفيان، وحجاج - عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن أبي بصير، عن أبي بن كعب.
3- وأخرجه عبد الله بن أحمد (5/141) قال: حدثنا شيبان بن أبي شيبة، قال: حدثنا جرير بن حازم، وفي (5/140) قال: حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي، والنسائي (2/104) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود.
كلاهما - المقدمي، وإسماعيل - قالا: حدثنا خالد بن الحارث، قال: حدثنا شعبة.
كلاهما - شعبة، وجرير - عن أبي إسحاق، عن أبي بصير، فذكره.
4- وأخرجه عبد الله بن أحمد (5/141) قال: حدثنا خلف بن هشام، وأبو بكر بن أبي شيبة، قالا: حدثنا أبو الأحوص، عن أبي إسحاق، عن العيزار بن حريث، عن أبي بصير، عن أبي.
5- وأخرجه عبد الله بن أحمد (5/141) قال: حدثني عبيد الله بن عمر القواريري، قال: حدثنا جعفر ابن سليمان، قال: حدثنا حباب القطعي، عن أبي إسحاق، عن رجل من عبد القيس، عن أبي بن كعب.(9/410)
7080 - (خ م ط س) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لو يعلمُ الناسُ ما في النِّداءِ والصفِّ الأول، ثم لم يَجِدُوا إلا أن يَسْتَهَِموا عليه لاسْتَهَمُوا، ولو يعلمون ما في التَّهْجِيرِ لاسْتَبَقُوا إليه، ولو يعلمون ما في العَتَمة والصبح لأتوهما ولو حَبْواً» .
وفي رواية: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «بينما رجل يمشي بطريق وجَدَ غُصْنَ شوك على الطريق، فأخرَّهُ، فشكر الله له فغفر له، ثم قال: الشهداء خمسة: المطعونُ، والمبطونُ، والغريقُ، وصاحِبُ الهدم، والشهيدُ في سبيل الله، وقال: لو يعلم الناسُ ما في النداء والصفِّ الأول ... ثم ذكر الحديث إلى آخره - مثل ما تقدم» أخرجه البخاري، وأخرج مسلم الأولى، وفَرَّق الثانية، وأخرج «الموطأ» والنسائي الأولى، وأخرج «الموطأ» أول الثانية إلى قوله: «والشهيد في سبيل الله» (1) .
[ص:412]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يستهم) استهم القوم على الشيء: إذا اقترعوا عليه.
__________
(1) رواه البخاري 2 / 116 في الجماعة، باب فضل التهجير إلى الظهر، وفي المظالم، باب من أخذ الغصن وما يؤذن الناس في الطريق فرمي به، ومسلم رقم (437) في الصلاة، باب تسوية الصفوف وإقامتها، ورقم (1914) في الإمارة، باب بيان الشهداء، والموطأ 1 / 131 في الجماعة، باب ما جاء في العتمة والصبح، والنسائي 1 / 269 في المواقيت، باب الرخصة أن يقال للعشاء: العتمة و 2 / 23 في الأذان، باب الاستهام على التأذين.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: وقد تقدم (3877) .(9/411)
7081 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ صَلَّى أربعين يوماً في جماعة، لم تَفُتْهُ التكبيرة الأولى كَتَبَ الله له بَراءَتين: براءة من النار، وبراءة من النفاق» أخرجه الترمذي، وقال: قد روي موقوفاً على أنس (1) .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (241) في الصلاة، باب ما جاء في فضل التكبيرة الأولى، وهو حديث حسن، يشهد له الذي بعده.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
ضعيف مرفوعا: أخرجه الترمذي (241) قال: حدثنا عقبة بن مكرم، ونصر بن علي، قالا: حدثنا سلم بن قتيبة، عن طعمة بن عمرو، عن حبيب بن أبي ثابت، فذكره.
وقال: وقد روي هذا الحديث عن أنس موقوفا، ولا أعلم أحدا رفعه إلا ما روى سلم بن قتيبة عن طعمة بن عمرو عن حبيب بن أبي ثابت عن أنس.
وإنما يروى هذا الحديث عن حبيب بن أبي حبيب البجلي، عن أنس بن مالك قوله، حدثنا بذلك هناد، حدثنا وكيع عن خالد بن طهمان عن حبيب بن أبي حبيب البجلي،عن أنس نحوه، ولم يرفعه. وروى إسماعيل ابن أبي عياش هذا الحديث عن عمارة بن غزية عن أنس بن مالك،عن عمر بن الخطاب عن النبي -صلى الله عليه وسلم- نحو هذا.
وهذا حديث غير محفوظ، وهو حديث مرسل،وعمارة بن غزية لم يدرك أنس.
قال محمد بن إسماعيل: حبيب بن أبي حبيب يكنى «أبا الكشوثي» ويقال: «أبو عميرة» .
وبنحوه: أخرجه أحمد (3/155) قال: حدثنا الحكم بن موسى، قال عبد الله بن أحمد:وسمعته أنا من الحكم بن موسى قال: حدثنا عبد الرحمن بن أبي الرجال، عن نبيط، فذكره.(9/412)
7082 - (ت) عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ صلى في مسجد جماعة أربعين ليلة، لا تفوته الركعة الأولى من صلاة، كتب الله له عتقاً من النار» أخرجه الترمذي نحو حديث أنس، ولم يذكر لفظه، وقال: هذا الحديث مرسل (1) ، واللفظ ذكره رزين.
__________
(1) ذكره الترمذي تعليقاً على الحديث الذي قبله من حديث عمارة بن غزية عن أنس بن مالك عن عمر بن الخطاب، وإسناده منقطع، وقال الترمذي: وهذا حديث غير محفوظ وهو حديث مرسل، وعمارة بن غزية لم يدرك أنس، أقول: ولكن يشهد له الذي قبله فهو به حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
انظر الحديث السابق.(9/412)
7083 - (ت) [مجاهد - رحمه الله - قال:] : «سئل ابن عباس عن رجل يصوم النهار، ويقوم الليل، ولا يشهدُ الجماعةَ، ولا الجمعةَ؟ قال: هذا في النار» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (218) في الصلاة، باب ما جاء فيمن يسمع النداء فلا يجيب، وفي إسناده ليث بن أبي سليم، وهو ضعيف، ومع ذلك فقد صححه أحمد شاكر في تعليقه على الترمذي.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه الترمذي (218) قال: حدثنا هناد، قال: حدثنا المحاربي عن ليث، عن مجاهد، فذكره.(9/412)
7084 - (د ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «الإمام ضامِن، والمؤَذِّنُ مؤتَمَن، اللهم أرْشِدِ الأئمَةَ واغْفِرْ للمؤذِّنين» أخرجه أبو داود والترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ضامن) قوله: الإمام ضامن، أي: إن صلاة المقتدين به في عهدته، وصحتها مقرونة بصحة صلاته، فهو ضامن لهم صحة صلاتهم.
(مؤتمن القوم) : الذي يثقون إليه، يعني أن المؤذِّن أمينُ الناس على أوقات صلاتهم وصيامهم.
__________
(1) رواه أبو داود رقم (517) في الصلاة، باب ما يجب على المؤذن من تعاهد الوقت، والترمذي رقم (207) في الصلاة، باب ما جاء أن الإمام ضامن والمؤذن مؤتمن، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 2 / 377 و 378 و 419 و 514، وهو حديث صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1- أخرجه الحميدي (999) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (2/284) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر والثوري. وفي (2/382) قال: حدثنا عبد الله بن نمير. وفي (2/424) قال: حدثنا محمد ابن عبيد. (ح) وحدثناه أسود. قال: حدثنا شريك. (ح) وحدثناه معاوية، عن ابن فضيل وزائدة. وفي (2/461) قال: حدثنا عبد الرحمن. قال: حدثنا سفيان. وفي (2/472) قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا سفيان. وأبو داود (518) قال: حدثنا الحسن بن علي. قال: حدثنا ابن نمير. والترمذي (207) قال: حدثنا هناد. قال: حدثنا أبو الأحوص، وأبو معاوية. وابن خزيمة (852) قال: أخبرنا أحمد بن عبدة. قال: حدثنا عبد العزيز الدراوردي، عن سهيل. (ح) وحدثنا عبد الله بن سعيد الأشج، قال: حدثنا أبو خالد. (ح) وحدثنا علي بن خشرم. قال: أخبرنا عيسى. (ح) وحدثنا يوسف بن موسى قال: حدثنا جرير. (ح) وحدثنا سلم بن جنادة. قال: حدثنا وكيع، عن سفيان. (ح) وحدثنا محمد بن رافع. قال: حدثنا عبد الرزاق.
قال: أخبرنامعمر، والثوري. (ح) وحدثنا أبو موسى، عن مؤمل. قال: حدثنا سفيان. وفي (1529) قال: حدهنثا الأشج. قال: حدثنا ابن نمير..
جميعهم - سفيان بن عيينة، وسفيان الثوري، ومعمر، وابن نمير، ومحمد بن عبيد، وشريك، وابن فضيل، وزائدة، ومعاوية، وأبو الأحوص، وأبو معاوية، وسهيل، وأبو خالد،وعيسى، وجرير - عن الأعمش.
2- وأخرجه أحمد (2/377 و 514) وابن خزيمة (1530) قال: حدثنا موسى بن سهل الرملي.
كلاهما- أحمد بن حنبل، وموسى بن سهل قالا: حدثنا موسى بن داود قال: حدثنا زهير بن معاوية، عن أبي إسحاق.
كلاهما - الأعمش، وأبو إسحاق- عن أبي صالح، فذكره.
* في رواية ابن نمير. قال الأعمش: حدثت عن أبي صالح، ولا أراني إلا قد سمعته.
* أخرجه أحمد (2/232) وزبو داود (517) قال: حدثنا أحمد بن حنبل. قال: حدثنا محمد بن فضيل. قال: حدثنا الأعمش، عن رجل، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، فذكره.
* وأخرجه أحمد (2/419) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد. وابن خزيمة (1531) قال: حدثنا الحسين بن الحسن.
قال: أخبرنا يزيد بن زريع قال: حدثنا عبد الرحمن بن إسحاق (ح) وحدثنا علي بن حجر. قال: حدثنا محمد بن عمار.
ثلاثتهم - عبد العزيز، وعبد الرحمن، ومحمد بن عمار - عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه. فذكره. ليس فيه: الأعمش.
وقال الترمذي: وسمعت أبا زرعة يقول: حديث أبي صالح عن أبي هريرة أصح من حديث أبي صالح عن عائشة.
وقال: سمعت محمدا يقول: حديث أبي صالح عن عائشة أصح، وذكر عن علي بن المديني أنه لم يثبت حديث أبي صالح عن أبي هريرة، ولا حديث أبي صالح عن عائشة في هذا.(9/413)
[النوع] الثاني: المشي إلى المساجد
7085 - (خ م ط د ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «صلاةُ الرجل في الجماعة تُضعَّف على صلاته في بيته، وفي سوقه خمساً وعشرين ضعفاً، وذلك أنه إذا توضأ فأحسنَ الوُضُوءَ، ثم خرجَ إلى المسجد، لا يُخرِجُه إلا الصلاةُ، لم يَخْطُ خُطوة إلا رُفعت له بها درجة، [ص:414] وحطَّ عنه بها خطيئة، فإذا صلى لم تَزَل الملائكة، تُصلِّي عليه ما دام في مُصلاه، اللهم صلِّ عليه، اللهم ارحمه، ولا يزال أحدُكم في صلاة ما انتظرَ الصلاةَ» .
وفي رواية نحوه، إلا أنه فيه «فإذا دخل المسجدَ كان في الصلاة ما كانت الصلاة تَحْبِسُهُ» وزاد في دعاء الملائكة: «اللهم اغفر له، اللهم تُبْ عليه، ما لم يؤذِ فيه، ما لم يُحْدِثْ فيه» .
أخرجه البخاري ومسلم، وأخرج أبو داود الأولى، وذكر الزيادة.
وفي رواية «الموطأ» قال: «من توضأ فأحسنَ الوُضوءَ، ثم خرج عامداً إلى الصلاة، فإنه في صلاة ما كان يَعْمِد إلى صلاة، وإنه يُكتَب له بإحدى خُطوتيه حسنة، ويُمْحَى عنه بالأخرى سيئة، فإذا سمع أحدُكم الإقامة فلا يَسْعَ، فإن أعظمَكم أجراً أبعدُكم داراً، قالوا: لِمَ يا أبا هريرة؟ قال: من أجل كثرة الخُطَا» .
وفي رواية الترمذي قال: «إذا توضأ الرجل فأحسنَ الوضوء، ثم خرج إلى الصلاة، لا يخرِجُه - أو قال: لا يَنْهَزُه - إلا إياها، لم يَخْطُ خُطوة إلا رفعه الله بها درجة، وحَطَّ عنه بها خطيئة» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 2 / 113 في الجماعة، باب فضل صلاة الجماعة، وفي المساجد، باب الصلاة في مسجد السوق، وفي البيوع، باب ما ذكر في الأسواق، ومسلم رقم (649) في المساجد، باب فضل صلاة الجماعة وانتظار الصلاة، والموطأ 1 / 33 في الطهارة، باب جامع الوضوء، وأبو داود رقم (559) في الصلاة، باب ما جاء في فضل المشي إلى الصلاة، والترمذي رقم (603) في الصلاة، باب ما ذكر في فضل المشي إلى المسجد وما يكتب له.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (2/252) قال: حدثنا أبو معاوية. والبخاري (1/129) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (1/166) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل قال: حدثنا عبد الواحد. وفي (3/86) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا جرير. ومسلم (2/128و129) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب، جميعا عن أبي معاوية، قال أبو كريب: حدثنا أبو معاوية. (ح) وحدثنا سعيد بن عمرو الأشعثي. قال: أخبرنا عبثر. (ح) وحدثني محمد بن بكار بن الريان. قال: حدثنا إسماعيل بن زكريا (ح) وحدثنا ابن المثنى. قال: حدثنا ابن أبي عدي، عن شعبة. وأبو داود (559) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا أبو معاوية. وابن ماجة (281 و 774 و 786 و 799) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا أبو معاوية. والترمذي (603) قال: حدثنا محمود بن غيلان. قال: حدثنا أبو داود. قال: أنبأنا شعبة. وفي تحفة الأشراف (9/12502) عن هناد بن السري، عن أبي معاوية. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (9/12407) عن محمود بن غيلان، عن أبي داود، عن شعبة. وفي (9/12337) عن أحمد بن سعيد الرباطي، عن وهب بن جرير، عن أبيه. وفي (9/12379) عن أحمد بن سليمان والقاسم بن زكريا.
كلاهما - عن حسين بن علي، عن زائدة بن قدامة -وابن خزيمة (1490) قال: حدثنا يوسف بن موسى. قال: حدثنا جرير (ح) وحدثنا الدورقي، وسلم بن جنادة. قالا: حدثنا أبو معاوية. (ح) وحدثنا بندار، وأبو موسى. قالا: حدثنا ابن أبي عدي، عن شعبة. (ح) وحدثنا بشر بن خالد العسكري. قال: حدثنا محمد، يعني ابن جعفر، عن شعبة. وفي (1504) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، وسلم بن جنادة، قالا: حدثنا أبو معاوية.
ستتهم - أبو معاوية، وعبد الواحد بن زياد، وجرير، وعبثر، وإسماعيل بن زكريا، وشعبة - عن الأعمش.
2- وأخرجه أحمد (2/520) قال: حدثنا صفوان. قال: ابن عجلان أخبرنا، عن القعقاع.
3- وأخرجه النسائي في الكبرى (تحفة الأشراف9/12883) عن أبي بكر بن نافع، عن أمية بن خالد، عن وهيب، عن مصعب بن محمد بن شرحبيل.
ثلاثتهم - الأعمش، والقعقاع، ومصعب - عن أبي صالح، فذكره.
* روايات الأعمش مطولة ومختصرة.
* ورواية القعقاع: «صلاة الجمع تفضل ذات الفذ خمسا وعشرين درجة» .
ورواية مالك أخرجها في الموطأ (62) عن نعيم بن عبد الله المدني، فذكره.(9/413)
7086 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه - أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَنْ تطهَّر في بيته، ثم مضى إلى بيت من بيوت الله ليقضيَ فريضة من فرائض الله، كانت خطواتُه إحداهما تَحُطُّ خطيئة، والأخرى ترفع درجة» أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (666) في المساجد، باب المشي إلى الصلاة تمحي به الخطايا وترفع به الدرجات.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مسلم (2/131) قال: حدثني إسحاق بن منصور. قال: أخبرنا زكريا بن عدي. قال: أخبرنا عبيد الله، يعني ابن عمرو، عن زيد بن أبي أنيسة، عن عدي بن ثابت، عن أبي حازم الأشجعي، فذكره.(9/415)
7087 - (س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم-: «حين يخرج الرجل من بيته إلى مسجِدِه: فرِجل تَكتُب حسنة، ورِجل تمحو سيئة» أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 2 / 42 في المساجد، باب الفضل في إتيان المساجد، وهو حديث صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: أخرجه أحمد (2/319) قال: حدثنا هاشم. وفي (2/431) قال: حدثنا يحيى ابن سعيد. وفي (2/478) قال: حدثنا وكيع. وعبد بن حميد (1459) قال: حدثني أبو علي الحنفي. والنسائي (2/42) وفي الكبرى (695) قال: أخبرنا عمرو بن علي. قال: حدثنا يحيى.
أربعتهم - هاشم، ويحيى بن سعيد، ووكيع، وأبو علي الحنفي - عن ابن أبي ذئب، عن الأسود بن العلاء بن جارية، عن أبي سلمة، فذكره.(9/415)
7088 - (د) [سعيد] بن المسيب: قال: احْتُضِر رجل من الأنصار، فقال: إني مُحَدِّثكم حديثاً، ما أحدِّثكموه إلا احتساباً، سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «إذا توضأ أحدُكم فأحسن الوضوء، ثم خرج إلى الصلاة، لم يرفعْ قدَمه اليمنى إلا كتَبَ الله له حسنة، ولا وضع قدَمَه اليسرى إلا حَطَّ عنه سيِّئة، فَلْيُقَرِّب [أحدُكم] أو لِيُبَعِّدْ، فإن أتَى المسجد فصلى في جماعة غُفر له، وإن أتى المسجد وقد صلَّوْا بعضاً، وبقي بعض، صَلَّى ما أدرك وأتم ما بقي، كان كذلك، فإن أتى وقد صَلَّوْا، فصلى، وأتم الصلاة، كان كذلك» . أخرجه أبو داود (1) .
[ص:416]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(احتُضِر الإنسان) : إذا حضر أجله ونزل به الموت.
__________
(1) رقم (563) في الصلاة، باب ما جاء في الهدي في المشي إلى الصلاة، وفي سنده معبد بن هرمز وهو مجهول، ولكن يشهد له الحديث الذي بعده فهو به حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (563) قال: حدثنا محمد بن معاذ بن عباد العنبري، قال: حدثنا أبو عوانة، عن يعلى بن عطاء، عن معبد بن هرمز، عن سعيد بن المسيب، فذكره.
قلت: فيه معبد بن هرمز، لم يعرف إلا بهذا الحديث، وقال عنه الحافظ في التهذيب (10/224) ، ذكره ابن حبان في الثقات. قلت وقال ابن القطان لا يعرف حاله.(9/415)
7089 - (د س) أبو هريرة - رضي الله عنه - أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «من توضأ فأحسن وضوءه، ثمَّ راح إلى الصلاة، ووجد الناس قد صَلَّوْا أعطاه الله مثل أجر من صلَّى تلك الصلاة وحضرها، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً» . أخرجه أبو داود والنسائي (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (564) في الصلاة، باب فيمن خرج يريد الصلاة فسبق بها، والنسائي 2 / 111 في الإمامة، باب حد إدراك الجماعة، وفي سنده محصن بن علي الفهري، وهو مجهول الحال، ولكن يشهد له الحديث الذي قبله، فهو به حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/380) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، وعبد بن حميد (1455) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة. وأبو داود (564) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة. والنسائي (2/111) وفي الكبرى (839) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم.
ثلاثتهم - قتيبة، وعبد الله بن مسلمة، وإسحاق - قالوا: حدثنا عبد العزيز بن محمد، عن محمد بن طحلاء، عن محصن بن علي، عن عوف بن الحارث، فذكره.
قلت: فيه محصن بن علي قال عنه الحافظ في التهذيب (10/59) ذكره ابن حبان في الثقات.
قلت: وقال: يروي المراسيل، وقال أبو الحسن بن القطان الفاسي:مجهول الحال.(9/416)
7090 - (د) أبو أمامة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «من خرج من بيته متطهِّراً إلى صلاة مكتوبة كان أجره كأجر الحاجِّ المحرِم، ومن خرج إلى المسجد إلى تسبيح الضحى (1) - لا يُنْصِبُه إلا ذلك - كان أجرُه كأجر المعتمر، وصلاة على إثر صلاة، لا لَغْوَ بينهما كتاب في عليين» . أخرجه أبو داود (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ينصبه) النَّصَب: التعب، أنصبه يُنصِبه: إذا أتعبه.
(لا لَغْوَ) اللغو: الهَذْرُ من القول. [ص:417]
(عِلّيين) اسم علم لديوان الملائكة الحفظة، يرفع إليه أعمال الصالحين الأبرار. وقيل: هو أعلى مكان في الجنة، وقيل: هو السماء السابعة.
__________
(1) في نسخ أبي داود المطبوعة: ومن خرج إلى تسبيح الضحى.
(2) رقم (558) في الصلاة، باب ما جاء في فضل المشي إلى الصلاة، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن: أخرجه أحمد (5/263) قال: حدثنا محمد بن يزيد الواسطي، عن عثمان بن أبي العاتكة. وفي (5/268) قال: حدثنا أبو اليمان، قال: حدثنا إسماعيل بن عياش، عن يحيى بن الحارث الذماري. وأبو داود (558 و 1288) قال: حدثنا أبو توبة، الربيع بن نافع، قال: حدثنا الهيثم ابن حميد، عن يحيى بن الحارث.
كلاهما - ابن أبي العاتكة. ويحيى - عن القاسم، فذكره.(9/416)
7091 - (م د) أُبي بن كعب - رضي الله عنه - قال: كان رجل من الأنصار لا أعلم أحداً أبعدَ من المسجد منه، وكان لا تخطئه صلاة، قال: فقيل له - أو قلت له - لو اشتريت حماراً تركبُه في الظلماء وفي الرَّمضاء؟ قال: ما يسرُّني أن منزلي إلى جنب المسجد، إني أريدُ أن يُكتَب لي ممشايَ إلى المسجد، ورجوعي إذا رجَعْتُ إلى أهلي، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «قد جمع الله لك ذلك [كله] » وفي رواية نحوه، وفيها «فتوجَّعت له» ، فقلت له: يا فلان، لو أنك اشتريت حماراً يَقِيك الرمضاءَ وهَوامَّ الأرض؟ قال: أما والله ما أُحِبُّ أن بيتي مُطَنَّبٌ ببيت محمد - صلى الله عليه وسلم-، قال: فحملتُ به حِملاً حتى أتيت نبيَّ الله - صلى الله عليه وسلم- فأخبرته، فدعاه، فقال له مثل ذلك، فذكر أنه يرجو أثر الأجر، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: «إن ذلك لك ما احتسبتَ» أخرجه مسلم.
وفي رواية أبي داود قال: «فنمى الحديثَ إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فسأله رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عن قوله، فقال: أردت يا رسول الله أن يُكتَب لي إقبالي إلى المسجد، ورجوعي إلى أهلي، فقال: أعطاك الله ذلك كلَّهُ، أنْطَاك الله ما احتسبت كلَّه أجمع» (1) .
[ص:418]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الرَّمضاء) : شدة الحرّ ووقْعُ الشمس على الرَّمل.
(أنطاك) الإنطاء: الإعطاء بلغة أهل اليمن.
__________
(1) رواه مسلم رقم (663) في المساجد، باب فضل كثرة الخطا إلى المساجد، وأبو داود رقم (557) في الصلاة، باب ما جاء في فضل المشي إلى الصلاة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (5/133) قال: حدثنا سفيان، وفي (5/133) أيضا قال: حدثنا علي بن إسحاق، قال: حدثنا عبد الله بن المبارك، وفي (5/133) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، ومسلم (2/130) قال: حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي، قال: حدثنا عباد بن عباد، وفي (2/130) قال: حدثنا سعيد بن عمرو الأشعثي، ومحمد بن أبي عمر.
كلاهما - عن ابن عيينة- (ح) وحدثنا سعيد بن أزهر الواسطي، قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا أبي، وابن ماجة (783) قال: حدثنا أحمد بن عبدة، قال: حدثنا عباد بن عباد، وعبد الله بن أحمد في زياداته (5/133) قال: حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي، قال: حدثنا عباد بن عباد، وابن خزيمة (450) و (1500) قال: حدثنا أحمد بن عبدة، قال: أخبرنا عباد بن عباد.
خمستهم - ابن عيينة، وابن المبارك، وشعبة، وعباد، والجراح- عن عاصم الأحول.
2- وأخرجه أحمد (5/133) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وعبد بن حميد (161) والدارمي (1288) قالا: أخبرنا يزيد بن هارون، ومسلم (2/130) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: أخبرنا عبثر (ح) وحدثنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا المعتمر (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا جرير. وأبو داود (557) قال: حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي، قال: حدثنا زهير. وعبد الله بن أحمد (5/133) قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ، قال: حدثنا المعتمر. وابن خزيمة (1500) قال: حدثنا محمد ابن عبد الأعلى، قال: حدثنا المعتمر (ح) وحدثنا يوسف بن موسى، قال: حدثنا جرير.
ستتهم - يحيى، ويزيد، وعبثر، ومعتمر، وجرير، وزهير - عن سليمان التيمي.
كلاهما - عاصم الأحول، وسليمان التيمي - عن أبي عثمان النهدي، فذكره.(9/417)
7092 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «الأبْعدُ فالأبعدُ من المسجد: أعظمُ أجراً» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (556) في الصلاة، باب ما جاء في فضل المشي إلى الصلاة، وهو حديث صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: أخرجه أحمد (2/351) قال: حدثنا هارون بن معروف. قال: حدثنا عبد الله ابن وهب. وفي (2/428) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وعبد بن حميد (1458) قال: أخبرني أبو علي الحنفي. وأبو داود (556) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا يحيى. وابن ماجة (782) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا وكيع.
أربعتهم - عبد الله بن وهب، ويحيى بن سعيد، وأبو علي الحنفي، ووكيع - عن ابن أبي ذئب، عن عبد الرحمن بن مهران، عن عبد الرحمن بن سعد،. فذكره.(9/418)
7093 - (خ) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: «أن بني سَلِمَة أرادوا أن يَتَحَوَّلُوا عن منازلهم فينزلوا قريباً من النبي - صلى الله عليه وسلم-، فكره رسول الله أن تُعْرَى المدينةُ، فقال: ألا تحتسبون آثاركم؟ فأقاموا» أخرجه البخاري (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(تُعرى) عَرَوتُ الرجل أَعروه عَرواً: إذا ألممتَ به فأتيتَه طالباً، وفلان يَعروه الأضياف ويَعتريه: أي يغشاه، كأنه خَشِيَ أن يكثر الناس في المدينة فتضيق بهم.
(يحتسبون) الاحتساب: ادِّخار الأجر عند الله تعالى بفعل الخير.
(والآثار) : آثار مشيهم إلى المسجد.
__________
(1) 4 / 84 في فضائل المدينة، باب كراهية النبي صلى الله عليه وسلم أن تعرى المدينة، وفي الجماعة، باب احتساب الآثار.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (3/182) قال: حدثنا يحيى بن سعيد.
2- وأخرجه أحمد (3/106) قال: حدثنا ابن أبي عدي.
3- وأخرجه أحمد (3/263) قال: حدثنا عبد الله بن بكر.
4- وأخرجه البخاري (1/167) قال: حدثنا ابن أبي مريم، قال: أخبرنا يحيى بن أيوب.
5- وأخرجه البخاري (1/167) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن حوشب، قال: حدثنا عبد الوهاب.
6- وأخرجه البخاري (3/29) قال: حدثنا محمد بن سلام قال: أخبرنا مروان بن معاوية الفزاري.
7- وأخرجه ابن ماجة (784) قال: حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى، قال: حدثنا خالد بن الحارث.
سبعتهم - يحيى، وابن أبي عدي، وابن بكر، وابن أيوب، وعبد الوهاب، ومروان، وخالد - عن حميد، فذكره.(9/418)
7094 - (م) جابر - رضي الله عنه - قال: «خلت البقاعُ حول [ص:419] المسجد، فأراد بنو سَلِمَة أن ينتقلوا قُرب المسجد، فبلغ ذلك النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-، فقال لهم: بلغني أنكم تريدون أن تنتقلوا قرب المسجد، قالوا: نعم يا رسول الله، قد أردنا ذلك، فقال: [يا] بني سَلِمة، ديارَكم، تُكتَبْ آثارُكم، [ديارَكم تُكْتَبْ آثاركُم] فقالوا: ما كان يسرُّنا أنا كنَّا تحوَّلنا» وفي رواية بمعناه، وفي آخره «إن لكم بكل خطوة درجة» أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (665) في المساجد، باب فضل كثرة الخطا إلى المساجد.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1-أخرجه أحمد (3/332) قال: حدثنا عبد الصمد، قال: حدثنا أبي، وفي (3/371) قال: حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، قال: حدثنا شعبة، وفي (3/390) قال: حدثنا هاشم، قال: حدثنا شعبة، ومسلم (2/131) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، قال: سمعت أبي.
كلاهما - عبد الوارث، وشعبة - قالا: حدثنا الجريري.
2- وأخرجه مسلم (2/131) قال: حدثنا عاصم بن النضر التيمي، قال: حدثنا معتمر، قال: سمعت كهمسا.
3- وأخرجه ابن خزيمة (451) قال: حدثنا عمران بن موسى القزاز، قال: حدثنا عبد الوارث، قال: حدثنا داود.
ثلاثتهم - الجريري، وكهمس، وداود - عن أبي نضرة، فذكره.
ورواية مسلم بلفظ: «كانت ديارنا نائية عن المسجد، فأردنا أن نبيع بيوتنا فنقترب من المسجد، فنهانا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: إن لكم بكل خطوة درجة.» .
أخرجها أحمد (3/336) قال: حدثنا حسن، قال: حدثنا ابن لهيعة، وعبد بن حميد (1058) قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى، عن ابن أبي ليلى. ومسلم (2/131) قال: حدثنا حجاج بن الشاعر، قال: حدثنا روح بن عبادة، قال: حدثنا زكريا بن إسحاق.
ثلاثتهم - ابن لهيعة، وابن أبي ليلى، وزكريا - عن أبي الزبير، فذكره.(9/418)
7095 - (خ م) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «أعظم الناس أجراً في الصلاة أبعدهم فأبعدهم مَمْشى، والذي ينتظر الصلاة حتى يصلِّيَها مع الإمام: أعظم أجراً من الذي يصلِّي ثم ينام» . أخرجه ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وقد رواه البخاري 2 / 116 في الجماعة، باب فضل صلاة الفجر جماعة، ومسلم رقم (662) في المساجد، باب فضل كثرة الخطا إلى المساجد.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: في المطبوع أخرجه رزين. وقد أخرجه البخاري (1/1666) قال: حدثنا محمد بن العلاء. ومسلم (2/130) قال حدثنا عبد الله بن براد الأشعري، وأبو كريب. وابن خزيمة (1501) قال: حدثنا محمد بن العلاء بن كريب، وموسى بن عبد الرحمن المسروقي.
ثلاثتهم - محمد بن العلاء أبو كريب، وعبد الله بن براد، وموسى بن عبد الرحمن - قالوا: حدثنا أبو أسامة، وعن بريد بن عبد الله، عن أبي بردة، فذكره.(9/419)
7096 - (م د س) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: «من سَرَّه أن يلقى الله غداً مسلماً، فليحافظ على هذه الصلوات الخمس حيث يُنَادَى بهن، فإن الله شرع لنبيكم سُنَن الهدى، وإنهنَّ من سُنن الهدى، ولو أنكم صلَّيتم في بيوتكم، كما يصلِّي هذا المتخلف في بيته، لتركتم سنَّة نبيكم، ولو تركتُم سُنَّة نبيكُم لضَلَلْتم، وما من رجل يتطهر فيحسن الطُّهُور، ثم يَعمِد إلى مسجد [ص:420] من هذه المساجد، إلا كتب الله له بكل خطوة يخطوها حسنة، ويرفعه بها درجة، وحَطَّ عنه بها سيئة، ولقد رأيتُنا وما يتخلَّف عنها إلا منافق معلوم النفاق، ولقد كان الرجل يُؤتَى [به] يُهادى بين الرجلين، حتى يُقامَ في الصف» .
أخرجه مسلم والنسائي.
وأخرج أبو داود نحوه بمعناه، وقد ذكرت رواية أبي داود في «صلاة الجماعة» من كتاب الصلاة مضافاً إلى رواية أخرى لمسلم (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يُهادَى) جاء الرجل: يُهادَى بين رجلين: إذا جاء متكئاً عليهما، فهو يتمايل من ضعفه، وكل من فعل ذلك بأحد فهو يُهاديه.
__________
(1) رواه مسلم رقم (654) في المساجد، باب صلاة الجماعة من سنن الهدى، وأبو داود رقم (550) في الصلاة، باب في التشديد في ترك الجماعة، والنسائي 2 / 108 و 109 في الإمامة، باب المحافظة على الصلوات حيث ينادى بهن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (1/382 (3663) قال: حدثنا أبو معاوية. وابن ماجة (777) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة.
كلاهما - أبو معاوية، وشعبة - عن إبراهيم بن مسلم الهجري.
2- وأخرجه أحمد (1/414) (3936) قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا أبو عميس. وفي (1/419) (4379) قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا شريك وفي (1/455) (4355) قال: حدثنا أبو قطن، عن المسعودي. ومسلم (2/124) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا الفضل بن دكين، عن أبي العميس. وأبو داود (550) قال: حدثنا هارون بن عباد الأزدي، قال حدثنا وكيع، عن المسعودي. والنسائي (2/108) . وفي الكبرى (833) قال: أخبرنا سويد بن نصر، قال: أنبأنا عبد الله بن المبارك، عن المسعودي، وابن خزيمة (1483) قال: حدثنا سلم بن جنادة، قال: حدثنا وكيع، عن المسعودي كلاهما- أبو عميس المسعودي، وشريك - عن علي بن الأقمر.
3- وأخرجه مسلم (2/124) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا محمد بن بشر العبدي، قال: حدثنا زكريا بن أبي زائدة، قال: حدثنا عبد الملك بن عمير.
ثلاثتهم - إبراهيم الهجري، وعلي بن الأقمر، وعبد الملك بن عمير - عن أبي الأحوص، فذكره
* في رواية أبي معاوية، عن إبراهيم بن مسلم الهجري زاد في آخره: «وإن فضل صلاة الرجل في جماعة على صلاته وحده بخمس وعشرين درجة.» .(9/419)
7097 - (د ت) بريدة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «بَشِّر المشَّائين في الظُّلَم إلى المساجد بالنُّورِ التامِّ يوم القيامة» أخرجه أبو داود والترمذي (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (561) في الصلاة، باب ما جاء في المشي إلى الصلاة في الظلم، والترمذي رقم (223) في الصلاة، باب ما جاء في فضل العشاء والفجر في جماعة، ورواه أيضاً ابن ماجة من حديث سهل بن سعد، وأنس، وهو حديث صحيح بطرقه وشواهده.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (561) قال:حدثنا يحيى بن معين، قال: حدثنا أبو عبيد الحداد. والترمذي (223) قال:حدثنا عباس العنبري، قال: حدثنا يحيى بن كثير أبو غسان العنبري.
كلاهما - أبو عبيدة، ويحيى - عن إسماعيل أبي سليمان الكحال، عن عبد الله بن أوس، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث غريبمن هذا الوجه،مرفوع هو صحيح مسند وموقوف إلى أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- ولم يسند إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-.(9/420)
7098 - (م ط ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله [ص:421] صلى الله عليه وسلم- قال: «ألا أدُلُّكم على ما يمحو الله به الخطايا، ويرفع به الدرجات؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: إسباغُ الوُضوءِ على المكارِهِ، وكثرة الخُطَا إلى المساجد، وانتظارُ الصلاةِ بعد الصلاة، فذلكُمُ الرِّباطُ، فذلكم الرِّباطُ، فذلكم الرِّباطُ» .
وليس في رواية شعبة [ذكر «الرِّباط» ] (1) .
أخرجه مسلم و «الموطأ» والترمذي والنسائي (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الرباط) الرباط في الأصل: ربط الخيل وإعدادها للجهاد، أو مرابطة العدو وملازمتهم، فشبه هذه الأعمال بتلك ونزَّلها منزلتها.
__________
(1) في الأصل: وليس في رواية شعبة الثالثة، والتصحيح من " صحيح مسلم ".
(2) رواه مسلم رقم (251) في الطهارة، باب فضل إسباغ الوضوء على المكاره، والموطأ 1 / 161 في قصر الصلاة في السفر، باب انتظار الصلاة والمشي إليها، والترمذي رقم (51) في الطهارة، باب ما جاء في إسباغ الوضوء، والنسائي 1 / 89 و 90 في الطهارة، باب فضل إسباغ الوضوء.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مالك في الموطأ (118) . وأحمد (2/235) قال: حدثنا ابن أبي عدي، عن شعبة. وفي (2/277) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال حدثنا مالك. وفي (2 /301) قال: حدثنا محمد ابن جعفر. قال: حدثنا شعبة. وفي (2/303) قال: قرأت على عبد الرحمن: مالك (ح) وحدثنا إسحاق. قال: حدثنا مالك، وفي (2/438) قال: حدثنا يحيى، عن شعبة. ومسلم (1/151) قال: حدثنا: يحيى وأيوب وقتيبة وابن حجر، جميعا، عن إسماعيل بن جعفر، قال ابن أيوب: حدثنا إسماعيل. (ح) وحدثني إسحاق بن موسى الأنصاري، قال: حدثنا معن، قال: حدثنا شعبة. والترمذي (51) قال: حدثنا علي بن حجر، قال: أخبرنا سليمان بن جعفر وفي (52) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد. والنسائي (1/89) وفي الكبرى (138) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد عن مالك، وابن خزيمة (5) قال: حدثا علي بن جحر السعدي، قال: حدثنا إسماعيل، - يعني بن جعفر - (ح) وحدثنا بشر بن معاذ العقدي، قال: حدثنا يزيد بن زريع، قال: حدثنا روح بن القاسم. (ح) وحدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهب، أن مالكا حدثه.
خمستهم 0 مالك، وشعبة، إسماعيل بن جعفر، عبد العزيز بن محمد الدراوردي، وروح بن القاسم - عن العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب، عن أبيه، فذكره.(9/420)
[النوع] الثالث: انتظار الصلاة
7099 - (خ م ط د ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا يزال أحدُكم في صلاة ما دامت الصلاة تَحْبِسُهُ، لا يمنعه أن ينقلبَ إلى أهله إلا الصلاةُ» أخرجه البخاري ومسلم.
وفي أول حديث البخاري زيادة ليست عند مسلم بهذا الإسناد: أن [ص:422] رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «الملائكةُ تصلِّي على أحدكم ما دام في مصلاه، ما لم يُحْدِثْ، اللهم اغْفِرْ له، اللهم ارْحَمْه» ثم قال متَّصلاً به: «لا يزال أحدُكم في صلاة» وذكر الفَصْلَ إلى آخره.
وللبخاري أيضاً قال: « [لا يزالُ] أحدُكم في صلاة ما دامت الصلاة تَحْبِسُهُ، والملائكةُ تقولُ: اللهم اغْفِرْ له، اللهمَّ ارْحَمْه، ما لم يقم من مُصَلاَّه، أو يُحْدِثْ» .
وله في أخرى قال: «لا يزالُ العبدُ في صلاة ما كان في المسجد ينتظر الصلاة، ما لم يُحْدِثْ» فقال رجل أعجميّ: ما الحدَثُ يا أبا هريرة؟ قال: الصَّوْتُ - يعني الضَّرطةَ.
ولمسلم قال: «الملائكة تصلِّي على أحدِكم ما دام في مجلسه، تقول: اللهم اغْفِرْ له، اللهم ارْحَمْه، ما لم يُحْدِثْ، وأحدكم في صلاة ما كانت الصلاة تَحْبِسُهُ» .
وفي أخرى: «لا يزال العبدُ في صلاة ما كان في مصلاه ينتظرُ الصلاةَ، وتقول الملائكةُ: اللهمَّ اغْفِرْ له، اللهمَّ ارْحَمْهُ، حتى ينصرفَ أو يُحْدِثَ، قلتُ: ما يُحْدِثُ؟ قال: يَفْسُو أو يَضْرِطُ» .
وفي أخرى قال: «أحدُكم ما قعدَ ينتظرُ الصلاة في صلاة، ما لم يُحْدِثْ، تدعو له الملائكةُ: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه» وأخرج «الموطأ» الرواية الأولى.
وأخرج أبو داود الأولى، بزيادة البخاري، ولأبي داود الرواية التي آخرها «يَفْسُو أو يَضْرِطُ» . [ص:423]
وفي رواية الترمذي قال: «لا يزال أحدُكم في صلاة ما دام ينتظرها، ولا تزال الملائكة تُصلِّي على أحدِكم ما دام في المسجد، اللهم اغفرْ له، اللهمَّ ارْحَمْه، ما لم يُحْدِثْ، فقال رجل من حَضْرَمَوْتَ: ومَا الحَدَثُ يا أبا هريرة؟ قال: فُساء أو ضُرَاط» .
وفي رواية «الموطأ» عن نُعيم بن عبد الله المُجْمِرِ أنه سمعه يقول: «إذا صلى أحدُكم، ثم جلس في مُصَلاَّهُ، لم تزل الملائكةُ تصلِّي عليه: اللهم اغْفِرْ له، اللهمَّ ارْحَمْهُ، فإن قام من مصلاه، فجلس في المسجد ينتظر الصلاة، لم يزل في صلاة حتى يصلِّيَ» .
وفي أخرى له قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «الملائكةُ تصلي على أحدِكم ما دام في مصلاه الذي صلَّى فيه، ما لم يُحْدِثْ: اللهم اغْفِرْ له، اللهمَّ ارْحَمْهُ» .
قال مالك: لا أدري قوله: «ما لم يُحْدِثْ» إلا الإحداثَ الذي ينقضُ الوضوءَ، هذه الروايات كلُّها مرفوعة، إلا رواية نُعيم.
وأخرج النسائي رواية «الموطأ» الآخرة، ولم يذكر قول مالك في الإحداث (1) .
__________
(1) رواه البخاري 2 / 119 في الجماعة، باب من جلس في المسجد ينتظر الصلاة وفضل المساجد، وفي المساجد، باب الحدث في المساجد، وفي بدء الخلق، باب في ذكر الملائكة، ومسلم رقم [ص:424] (649) في المساجد، باب فضل صلاة الجماعة وانتظار الصلاة، والموطأ 1 / 160 و 161 في قصر الصلاة في السفر، باب انتظار الصلاة والمشي إليها. وأبو داود رقم (469) و (470) و (471) في الصلاة، باب فضل القعود في المسجد، والترمذي رقم (330) في الصلاة، باب ما جاء في القعود في المسجد وانتظار الصلاة في الفضل، والنسائي 2 / 55 في المساجد، باب الترغيب في الجلوس في المسجد وانتظار الصلاة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مالك الموطأ (117) . وأحمد (2/486) قال: قرأت على عبد الرحمن. والبخاري (1/168) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة ومسلم (2/129) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، وأبو داود (470) قال: حدثنا القعنبي.
ثلاثتهم - عبد الرحمن، وعبد الله بن مسلمة القعنبي، ويحيى بن يحيى - عن مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، فذكره.
وبلفظ: «الملائكة تصلي على أحدكم مادام في مصلاه الذي صلى فيه. مالم يحدث. اللهم اغفر له، واللهم ارحمه» .
أخرجه مالك الموطأ (117) . وأحمد (2/486) قال: قرأت على عبد الرحمن: مالك. والبخاري (1/121) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: أخبرنا مالك. وفي (1/ 168) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك. وأبو داود (469) قال: حدثنا القعنبي، عن مالك. والنسائي (2/55) وفي الكبرى (723) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، عن مالك. وفي الكبرى (تحفة الأشراف) (10/13779) عن محمد بن خالد بن خلي، عن بشر بن شعيب بن أبي حمزة، عن أبيه (ح) وعن عمران بن بكار. عن علي بن عياش، عن شعيب بن أبي حمزة، عن أبيه. وفي (10/13816) عن محمد بن سلمة، عن ابن القاسم، عن مالك. وفي (10/13909) عن قتيبة، عن المغيرة بن عبد الرحمن الحزامي. وفي (10/13779) عن محمد بن آدم بن سليمان، عن عبدة بن سليمان، عن هشالم بن عروة.
أربعتهم - مالك، وشعيب، والمغيرة، وهشام - عن أبي الزناد، عن الأعرج، فذكره.
وبلفظ: «إن أحدكم ما قعد ينتظر الصلاة في صلاة مالم يحدث، تدعو له الملائكة: اللهم اغفر له،. اللهم ارحمه» .
أخرجه أحمد (2/421) قال: حدثنا هارون. ومسلم (2/129) قال: حدثني حرملة بن يحيى. (ح) وحدثني محمد بن سلمة المرادي.
ثلاثتهم - هارون بن معروف، وحرملة، ومحمد بن سلمة - عن عبد الله بن وهب، عن يونس، عن ابن شهاب، عن ابن هرمز، فذكره.
وبلفظ: «لا يزال أحدكم في صلاة مادام ينتظرها، ولاتزال الملائكة أحدكم مادام في المسجد تصلى على: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه، مالم يحدث» .
فقال رجل من حضرموت: وما الحدث يا أبا هريرة؟ قال: فساء أو ضراط.
أخرجه أحمد (2/312 و319) . ومسلم (2/130) قال: حدثنا محمد بن رافع. والترمذي (330) قال: حدثنا محمود بن غيلان.
ثلاثتهم - أحمد بن حنبل، ومحمد بن رافع، ومحمون بن غيلان - عن عبد الرزاق بن همام قال: حدثنا معمر، عن همام بن منبه، فذكره.
* وأخرجه أحمد (2/289) قال: حدثنا إبراهيم بن خالد. قال: أخبرني عبد الرحمن بن بوذويه. قال: أخبرني من سمع وهبا يقول: أخبرني يعني هماما (قال عبد الله بن أحمد: كذا قال أبي) قال: أبو هريرة: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فذكر نحوه.
وبلفظ: «إذا صلى أحدكم، ثم جلس في مصلاه لم تزل الملائكة تقول: اللهم اغفر له اللهم ارحمه مالم يحدث أو يقوم» .
أخرجه أحمد (2/261) قال: حدثنا يعلى. قال: حدثنا محمد بن إسحاق. وفي (2/422) قال: حدثنا محمد بن عبيد. قال: حدثنا محمد - يعني بن إسحاق - وفي (2/500) قال: حدثنا يزيد. قال: أخبرنا محمد، يعني بن إسحاق، وابن خزيمة (756) قال: حدثنا هارون بن إسحاق. قال: حدثنا بن فضيل، عن محمد بن إسحاق (ح) وحدثنا عيسى بن إبراهيم. قال: حدثنا ابن وهب، عن حفص بن ميسرة.
كلاهما- محمد بن إسحاق، وحفص بن ميسرة - عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، فذكره.
وبلفظ: «لا تزال الملائكة تصلي على أحدكم مادام في مصلاه الذي صلى فيه مالم يقم أو يحدث. تقول: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه» .
أخرجه أحمد (2/502) . والدارمي (1414) قال أحمد: حدثنا. وقال الدارمي: أخبرنا يزيد بن هارون. قال: أخبرنا محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، فذكره.
وبلفظ: «لايزال أحدكم في صلاة مادام في مجلسه ينتظر الصلاة والملائكة يقولون: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه، مالم يحدث» .
أخرجه أحمد (2/394) قال حدثنا أبو أحمد. قال: حدثنا كثير بن زيد، عن الوليد بن رباح، فذكره.
وبلفظ: «إن أحدكم في صلاة مادامت الصلاة تحبسه، والملائكة تقول: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه، مالم يقم من صلاته، أو يحدث.» .
أخرجه البخاري (4/139) قال: حدثنا إبراهيم بن المنذر. قال: حدثنا محمد بن فليح. قال: حدثنا أبي، عن هلال بن علي، عن عبد الرحمن بن أبي عمرة، فذكره.
وبلفظ: «لايزال العبد المسلم في صلاة مادام في مصلاه قاعدا ولا يحبسه إلا انتظار الصلاة، والملائكة يقولون: اللهم اغفر له، واللهم ارحمه. مالم يحدث.» .
أخرجه أحمد (2/532) قال: حدثنا عبد الله بن الحارث، عن الضحاك. وفي (2/533) قال: حدثنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك. قال: حدثنا الضحاك بن عثمان. والبخاري (1/55) قال: حدثنا آدم بن أبي إياس. قال: حدثنا ابن أبي ذئب.
كلاهما - الضحاك بن عثمان، وابن أبي ذئب -عن سعيد بن أبي سعيد بن المقبري. فذكره.
* في رواية ابن أبي ذئب لم يذكر دعاء الملائكة.
وبلفظ: «لايزال العبد في مصلاة ماكان في صلاة ينتظر الصلاه، وتقول الملائكة: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه حتى ينصرف أو يحدث.» .
قلت: مايحدث؟ قال: يفسو أو يضرط.
أخرجه أحمد (2/415) قال: حدثنا عفان. وفي (2/528) قال: حدثنا عبد الصمد. ومسلم (2/129) قال حدثني محمد بن حاتم. قال حدثنا بهز. وأبو داود (471) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. وابن خزيمة (360) قال: حدثنا عبد الوارث بن عبد الصمد بن عبد الوارث العنبري. قال: حدثني أبي.
أربعتهم - عفان، وعبد الصمد، وبهز، وموسى بن إسماعيل - عن حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أبي رافع، فذكره.
وبلفظ: «إن الملائكة تصلي على أحدكم مادام في مجلسه، تقول: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه، مالم يحدث. وأحدكم في صلاة ماكانت الصلاة تحبسه.» .
أخرجه أحمد (2/266) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر.، عن أيوب. ومسلم (2/129) قال: حدثنا ابن أبي عمر.، قال: حدثنا سفيان، عن أيوب السختياني. والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف- (1/14411) عن عمرو بن زرارة، عن إسماعيل بن علية، عن أيوب. وفي (10 /14476) عن سليمان بن سلم، عن النضر بن شميل، عن ابن عون. وفي (10//14557) عن أحمد بن سليمان، عن يزيد بن هارون، عن هشام بن حسان. وفي (10/14584) عن إسحاق بن إبراهيم، عن خالد بن الحارث، عن يونس بن عبيد.
أربعتهم - أيوب، وعبد الله بن عون، وهشام، ويونس - عن محمد بن سيرين، فذكره.
وبلفظ: «لا يزال العبد في الصلاة ماكانت الصلاة تحبسه مالم يحدث» .
والإحداث أن يفسو أو يضرط، إني لا أستحي مما لم يستحي منه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
أخرجه ابن خزيمة (26) قال: حدثنا على بن خشرم، قال: أخبرنا عيسى -يعني ابن يونس - عن الأوزاعي، عن حسان (وهو ابن عطية) عن محمد بن أبي عائشة. فذكره
وبلفظ: «منتظر الصلاة من بعد الصلاة، كفارس اشتد به فرسه في سيبل الله على كشحة، تصلى عليه ملائكة الله مالم يحدث أو يقوم، وهو في الرباط الأكبر» .
أخرجه أحمد (2/352) قال: حدثنا هارون بن معروف، قال: حدثنا عبد الله بن وهب، عن سعيد بن أبي أيوب، عن نافع بن سليمان، عن عبد الرحمن بن مهران، فذكره.(9/421)
7100 - (س) سهل بن سعد - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «مَنْ كان في المسجد ينتظر الصلاة فهو في الصلاة» أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 2 / 56 في المساجد، باب الترغيب في الجلوس في المسجد وانتظار الصلاة، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: أخرجه أحمد (5/331) قال حدثنا أبو عبد الرحمن (ح) وأبو الحسين، زيد بن الحباب. وعبد بن حميد (465) قال: حدثنا عبد الله بن زيد. والنسائي (2/55) وفي الكبرى (724) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا بكر بن مضر.
ثلاثتهم - أبو عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرئ،وزيد،وبكر - عن عياش بن عقبة، أن يحيى بن ميمون حدثه، فذكره.(9/424)
7101 - (د) أبو أمامة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «صلاة في إثْر صلاة، لا لغو بينهما، كتاب في عِلِّيين» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (558) في الصلاة، باب ما جاء في فضل المشي إلى الصلاة، وقد تقدم الحديث بأطول من هذا برقم (7077) ، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 5 / 263 و 268، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
تقدم برقم (7077) .(9/424)
الفرع الخامس: في صلاة الجمعة
7102 - (خ م ط ت د س) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «من اغْتَسَلَ يوم الجمعة غُسْلَ الجنابة، ثم راح فكأنَّما قَرَّب بَدَنَة، ومن راح في الساعة الثانية، فكأنَّما قرَّبَ بقرة، ومن راح في الساعة الثالثة، فكأنَّما قرَّبَ كَبْشاً أقْرَنَ، ومن راح في الساعة [ص:425] الرابعة، فكأنَّما قَرَّبَ دَجاجة، ومن راح في الساعة الخامسة، فكأنَّما قرَّب بيضة، فإذا خرج الإمام حضرتِ الملائكةُ يستمعون الذِّكر» .
وفي رواية قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم-: «إذا كان يومُ الجمعة كان على كلِّ باب من أبواب المسجد ملائكة، يكتبون الأول فالأول، فإذا جلس الإمام طَوَوُا الصُّحُفَ، وجاؤوا يستمعون الذكر» .
وفي أخرى: «إِذا كان يوم الجمعة وقفتِ الملائكةُ على أبواب المسجد يكتبون الأول فالأول، ومَثَل المُهَجِّر كمثل الذي يُهْدِي بَدَنة، ثم كالذي يُهدي بقرة، ثم كَبْشاً، ثم دَجَاجَة، ثم بَيضة، فإِذا خَرجَ الإِمام طَوَوْا صُحُفَهم، و [جاؤوا] يستمعون الذِّكْرَ» . أخرجه البخاري، ومسلم.
ولمسلم أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «على كلِّ باب من أبواب المسجد مَلَك يكتب الأول فالأول، فالأولُ مثلَ الجَزور، ثم نزَّلهم حتى صَغَّر إِلى مثل البيضة، فإِذا جلس الإِمام طُوِيَتِ الصُّحُفُ، وحَضَرُوا الذِّكْرَ» .
وأخرج الموطأ، والترمذي، وأبو داود، والنسائي الرواية الأولى، وزاد الموطأ «في الساعة الأولى» .
وللنسائي أيضاً: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إِنَّما مَثَلُ المهجِّرِ إِلى الصلاة كمثلِ الذي يُهْدي بَدنَة، ثم الذي على إِثره كالذي يُهدي بقرة، ثم الذي على إِثره كالذي يُهْدِي الكبشَ، ثم الذي على إِثره كالذي يُهْدي الدجاجةَ، ثم [ص:426] الذي على إِثره كالذي يُهْدي البيضةَ» .
وللنسائي أيضاً نحو الأولى، وفيها: «ومثل المهجِّرِ إِلى الجمعة كالمهدي بدنة، ثم كالمهدي بقرة، ثم كالمهدي شاة، ثم كالمهدي بَطَّة، ثم كالمهدي دجاجة، ثم كالمهدي بيضة» .
وفي أخرى له نحوها، ولم يذكر: «البطة» .
وفي أخرى نحوها، وفيه بعد الدجاجة عصفور، وأسقط «البطةَ» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(راح في الساعة الأولى) قال الخطابي: قال مالك بن أنس: الرواح لا يكون إلا بعد الزوال، فحينئذ لا تكون هذه الساعات التي عددها النبي - صلى الله عليه وسلم- في الحديث إلا في ساعة واحدة من يوم الجمعة، وهي بعد الزوال، كقولك: قعدت عندك ساعة، إنا تريد جزءاً من الزمان، وإن لم تكن ساعة من النهار حقيقة التي هي جزء من أربعة وعشرين جزءاً، قال: وقيل: معناه: أنه أراد بالرواح: المضي إلى الجمعة بعد طلوع الشمس وما بعدها إلى [ص:427][ما] بعد الزوال، فإن الصلاة، وإن كانت لا تُصَلَّى إلا بعد الزوال، فإنه قد جعل القصد إليها رواحاً، وزعم بعضهم: أن الرائح: هو الخارج عن أهله، وكل من خرج في وقتٍ من الأوقات فقد راح، وعلى هذا يقولون: إذا أرادوا الرحيل أي وقت كان في ليل أو نهار: الروَاح الرواح، والأصل في الرواح الأول، وإن جاز هذا المعنى فعلى المجاز.
(قَرَّب بدنة) البدَنة: ما يُهدى إلى بيت الله الحرام من الإبل والبقر وقيل: من الإبل خاصة، أي: كأنما أهدى ذلك إلى الله عز وجل، وأما جعله الدجاجة والبيضة من الهدي وليسا بهدي إجماعاً، فإنما حمله على ما قبله تشبيهاً به وأعطاه حكمه مجازاً، وإلا فالهدي لا يكون إلا بقرة أو بدنة، والشاة فيها خلاف.
(كبشٌ أقرن) له قرنان.
(المُهَجِّر) : هو الذي يمشى إلى الصلاة في أول وقتها.
(الجزور) : البعير، ويقع على الذكر والأنثى.
__________
(1) رواه البخاري 2 / 304 في الجمعة، باب فضل الجمعة، وباب هل على من لم يشهد الجمعة غسل، وفي الأنبياء، باب ما ذكر عن بني إسرائيل، ومسلم رقم (850) في الجمعة، باب الطيب والسواك يوم الجمعة، وباب فضل التهجير يوم الجمعة، والموطأ 1 / 101 في الجمعة، باب العمل في غسل يوم الجمعة، وأبو داود رقم (351) في الطهارة، باب في الغسل يوم الجمعة، والترمذي رقم (499) في الصلاة، باب ما جاء في التبكير إلى الجمعة، والنسائي 3 / 97 - 99 في الجمعة، باب التبكير إلى الجمعة، وباب وقت الجمعة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه مالك (الموطأ) (84) . وأحمد (2/460) قال: قرأت على عبد الرحمن مالك (ح) وحدثنا إسحاق. قال: أخبرنا مالك. والبخاري (2/3) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. قال: أخبرنا مالك. ومسلم (3/4) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، عن مالك بن أنس فيما قرئ عليه، وأبو داود (351) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك والترمذي (499) قال: حدثنا إسحاق بن موسى الأنصاري. قال: حدثنا معن. قال: حدثنا مالك. والنسائي (3/98) . وفي الكبرى (1620) قال: أخبرنا الربيع بن سليمان. قال حدثنا شعيب بن الليث. قال: أنبأنا الليث، عن ابن عجلان. وفي (3/99) وفي الكبرى (1622) قال: أخبرنا قتيبة، عن مالك وفي الكبرى تحفة الأشراف (9/12569) عن محمد بن سلمة، والحارث بن مسكين، كلاهما عن ابن القاسم، عن مالك.
كلاهما- مالك وابن عجلان - عن سمي مولى أبي بكر بن عبد الرحمن.
2-وأخرجه مسلم (3/8) والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (9/12770) ، كلاهما -مسلم، والنسائي-عن قتيبة بن سعيد، عن يعقوب بن عبد الرحمن، عن سهيل.
كلاهما - سمي مولى أبي بكر، وسهيل- عن أبي صالح السمان، فذكره.
* لفظ رواية محمد بن عجلان: «تقعد الملائكة يوم الجمعة على أبواب المسجد يكتبون الناس على منازلهم، فالناس فيه كرجل قدم بدنة ... الحديث «وفيه: وكرجل قدم عصفورا.» .
ولم يذكر: فإذا خرج الإمام.
* ولفظ رواية سهيل: «على كل باب من أبواب المسجد مالك يكتب الأول فالأول (مثل الجزور، ثم نازلهم حتى صغر إلى مثل البيضة) فإذا جلس الإمام طويت الصحف، وحضروا الذكر.
وبلفظ: «على كل باب مسجد، يوم الجمعة ملائكة يكتبون، مجيء الرجل فإذا جلس الإمام، طويت الصحف، فالمهجر، كالمهدي جزورا، والذي يليه كمهدي البقرة، والذي يليه كمهدي الشاة، والذي يليه كمهدي الدجاجة، والذي يليه كمهدي البيضة.»
أخرجه أحمد (2/263) قال حدثنا أبو كامل. قال: حدثنا إبراهيم. وفي (2/264) قال: حدثناه يونس (يعني عن إبراهيم بن سعد) . وفي (2/512) قال: حدثنا روح قال: حدثنا محمد بن أبي حفصة. والبخاري (4/135) قال: حدثنا أحمد بن يونس. قال: حدثنا إبراهيم بن سعد. والنسائي (2/116) وفي الكبرى (847) قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن المغيرة، قال: حدثنا عثمان عن شعيب، وفي الكبرى (1616) قال: أخبرني محمد بن خالد، قال: حدثنا بشر بن شعيب، عن أبيه.
ثلاثتهم - إبراهيم بن سعد، ومحمد بن أبي حفصة، وشعيب - عن ابن شهاب الزهري، عن أبي سلمة ابن عبد الرحمن، وأبي عبد الله الأغر، فذكراه.
* أخرجه أحمد (2/259) قال: حدثنا عبد الأعلى، عن معمر. وفي (2/263) قال: حدثنا يعقوب. قال حدثنا أبي. وفي (2/280) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر. (ح) وحدثنا علي ابن إسحاق، قال: أخبرنا عبد الله. قال: أخبرنا يونس. وفي (2/280و505) قال: حدثنا يزيد. أخبرني ابن أبي ذئب. والدارمي (1552) قال: أخبرنا نصر بن علي. قال: حدثنا عبد الأعلى، عن معمر، البخاري (2/14) قال: حدثنا آدم. قال حدثنا ابن أبي ذئب. ومسلم (3/7) قال: حدثني أبو الطاهر وحرملة وعمرو ابن سواد العامري،. قال أبو الطاهر: حدثنا. وقال الآخران: أخبرنا ابن وهب قال: أخبرني يونس. والنسائي (3/97) وفي الكبري (1618) قال: أخبرنا نصر بن علي بن نصر، عن عبد الأعلى. قال: حدثنا معمر. وفي الكبرى (تحفة الأشراف) (10/13465) عن أحمد بن عمرو بن السرح والحارث بن مسكين وعمرو بن سواد - فرقهم-.
ثلاثتهم عن ابن وهب، عن يونس (ح) وعن سويد بن نصر، عن عبد الله بن المبارك، عن يونس (ح) وعن محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، عن شعيب بن الليث بن سعد، عن أبيه، عن خالد بن يزيد ابن سعيد بن أبي هلال.
خمستهم - معمر، وإيراهيم بن سعد والد يعقوب، ويونس، وابن أبي ذئب، وسعيد بن أبي هلال - عن الزهري، عن أبي عبد الله الأغر. عن أبي هريرة. فذكره، ليس منه: «أبو سلمة» .
* وأخرجه الدارمي (1551) قال: أخبرنا محمد بن يوسف، قال: حدثنا الأوزاعي، عن يحيى، والنسائي في الكبري (تحفة الأشراف) (11/15251) عن سليمان بن عبد الله بن محمد بن سليمان، عن جده، عن مالك، عن الزهري وابن خزيمة (1768) قال: حدثنا زياد بن أيوب أبو هاشم، قال: حدثنا مبشر - يعني ابن إسماعيل - عن الأوزاعي، قال: حدثني يحيى بن أبي كثير.
كلاهما - يحيى بن أبي كثير، والزهري - عن أبي سلمة، عن أبي هريرة فذكره. ليس فيه (أبو عبد الله الأغر) .
وبلفظ «لا تطلع الشمس ولاتغرب على يوم أفضل من يوم الجمعة، وما من دابة إلا تفزع ليوم الجمعة إلا هذين الثقلين من الجن والإنس وعلى كل باب من أبواب المسجد ملكان يكتبان الأول فالأول كرجل قدم بدنة، وكرجل قدم بقرة، وكرجل قدم شاة، وكرجل قدم طائرا، وكرجل قدم بيضة، فإذا قعد الإمام طويت الصحف.» .
أخرجه أحمد (2/272) قال: حدثنا عبد الرزاق وابن بكر، والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (9/12186) عن يوسف بن سعيد بن مسلم، وإبراهيم بن الحسن، كلاهما - عن حجاج.
ثلاثتهم - عبد الرزاق، وابن بكر، وحجاج - عن ابن جريج، عن العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب، عن أبي عبد الله إسحاق، فذكره.
وبلفظ: «ما تطلع الشمس بيوم ولا تغرب بأفضل أو أعظم من يوم الجمعة. وما من دابة إلا تفزع ليوم الجمعة إلا هذان الثقلان من الجن والإنس، وعلى كل باب ملكان يكتبان الأول فالأول، كرجل قدم بدنة، وكرجل قدم بقرة وكرجل قدم شاة، كرجل قدم طيرا، وكرجل قدم بيضة، فإذا قعد الإمام طويت الصحف.» .
أخرجه أحمد (2/457) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (10/14019) عن محمد بن عبد الأعلى، عن يزيد بن زريع، عن روح بن القاسم. وفي (10/14033) عن محمد بن بشار، عن محمد بن جعفر، عن شعبة، وفي (10/14082) عن قتيبة، عن عبد العزيز الدراوردي. وابن خزيمة (1727) قال: حدثنا محمد بن الوليد. قال: حدثنا يحيى بن محمد - يعني بن قيس المدني - وفي (1727) و (1770) قال: حدثنا علي بن حجر. قال: حدثنا إسماعيل - يعني ابن جعفر - (ح) وحدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. (ح) وحدثنا أبو موسى. قال: حدثني محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. (ح) وحدثنا محمد بن عبد الله بن بزيع. قال: حدثنا يزيد، يعني ابن زريع، قال: حدثنا روح بن القاسم.
خمستهم -شعبة، وروح بن القاسم، وعبد العزيز، ويحيى بن محمد، وإسماعيل بن جعفر - عن العلاء ابن عبد الرحمن - عن أبيه، فذكره.
* الروايات متقاربة المعنى وأثبتنا لفظ رواية أحمد.
وبلفظ: «إذا كان يوم الجمعة، كان على كل باب من أبواب المسجد، ملائكة يكتبون الناس على منازلهم الأول فالأول، فإذا خرج الإمام طويت الصحف واستمعوا الخطبة، فالمهجر إلى الصلاة كالمهدي بدنة، ثم الذي يليه كالمهدي بقرة، ثم الذي يليه كالمهدي كبشا، حتى ذكر الدجاجة والبيضة» .
أخرجه الحميدي (934) وأحمد (2/239) ومسلم (3/8) قال: حدثنا يحيى وعمرو الناقد. وابن ماجة (1092) قال: حدثنا هشام بن عمار. وسهل بن أبي سهل. والنسائي (3/98) وفي الكبرى (1619) قال: أخبرنا محمد بن منصور. وفي الكبرى (تحفة الأشراف) (10/13138) عن محمد بن عبد الله بن يزيد، وابن خزيمة (1769) قال: حدثنا عبد الجبار (ح) وحدثنا سعيد بن عبد الرحمن.
عشرتهم - الحميدي، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن يحيى، وعمرو الناقد، وهشام بن عمار، وسهل بن أبي سهل، ومحمد بن منصور، ومحمد بن عبد الله بن يزيد، وعبد الجبار، وسعيد بن عبد الرحمن - عن سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، فذكره.
* الروايات متقاربة المعنى وأثبتنا لفظ راوية محمد بن منصور، وعند النسائي.
وبلفظ: «المهجر يريد الجمعة كمقرب القربان، فمقرب جزورا، ومقرب بقرة، ومقرب شاة، ومقرب دجاجة، ومقرب بيضة» .
أخرجه أحمد (2/499) قال: حدثنا يونس بن محمد. قال: حدثنا محمد بن هلال المدني، قال: حدثنا أبي، فذكره.
وبلفظ: «لاتطلع الشمس ولاتغرب على يوم أفضل من يوم الجمعة، ومامن دابة إلا تفزع ليوم الجمعة إلا هذان الثقلان من الجن والإنس، على كل باب من أبواب المسجد ملكان يكتبان الأول فالأول، فكرجل قدم بدنة، وكرجل قدم بقرة، وكرجل قدم شاة، وكرجل قدم طائرا، وكرجل قدم بيضة، فإذا قعد الإمام طويت الصحف.» .
أخرجه عبد بن حميد (1443) قال: حدثنا روح بن عبادة، قال: حدثنا ابن جريج. قال: أخبرني العلاء ابن عبد الرحمن بن يعقوب، عن أبي عبد الله فذكره.
وعن أبي أيوب، وعن أبي هريرة، قال: دخلت معه المسجد يوم الجمعة، فرأى غلاما، فقال له: ياغلام اذهب العبب. قال: إنماجئت إلى المسجد. قال: ياغلام اذهب العب، قال: إنما جئت إلى المسجد. قال: فتقعد حتى يخرج الإمام؟ قال: نعم. قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «إن الملائكة تجيء يوم الجمعة فتقعد على أبواب المسجد فيكتبون السابق، والثاني والثالث، والناس على منازلهم حتى يخرج الإمام، فإذا خرج الإمام طويت الصحف» .
أخرجه أحمد (2/483) قال: حدثنا يونس، قال: حدثنا الخزرج، عن أبي أيوب، فذكره.
وبلفظ: «إن الملائكة يوم الجمعة على أبواب المساجد يكتبون الناس على منازلهم جاء فلان من الساعة كذا، جاء فلان من ساعة كذا، جاء فلان والإمام يخطب، جاء فلان فأدرك الصلاة، ولم يدرك الجمعة إذا لم يدرك الخطبة» .
أخرجه أحمد (2/343) قال: حدثنا عفان. وفي (2/490) قال: حدثنا بهز.
كلاهما - عفان، وبهز - عن حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن أوس بن خالد، فذكره.
وبلفظ: «إذا كان يوم الجمعة، كان على كل باب من أبواب المسجد ملائكة يكتبون الأول فالأول، فإذا جلس الإمام طووا الصحف، وجاؤوا يستمعون الذكر» .
أخرجه النسائى في الكبري (1615) قال: أخبرني الربيع بن سليمان بن داود، قال: حدثنا إسحاق بن بكر بن مضر، قال: حدثني أبي، عن عمرو بن الحارث. (ح) وأخبرنا عبد الملك بن شعيب بن الليث بن سعد، قال: حدثني أبي. قال: حدثنا جدي. قال: حدثني عقيل.
كلاهما - عمرو بن الحارث، وعقيل - عن ابن شهاب، عن عبد الرحمن بن هرمز الأعرج، فذكره.(9/424)
7103 - (خ س) سلمان الفارسي - رضي الله عنه -: قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «لا يغتسلُ رَجُل يومَ الجمعة ويتطهَّرُ ما استطاع من الطُّهور ويَدَّهن من دُهنه، ويَمَسُّ من طيب بيته، ثم يخرج، فلا يفرِّق بين اثنين، ثم يصلِّي ما كَتَبَ الله له، ثم يُنْصِت إِذا تكلَّم الإِمام، إِلا غُفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى» . أخرجه البخاري. [ص:428]
وفي رواية النسائي قال: قال لي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «ما مِنْ رَجُل يتطهَّرُ يومَ الجمعة كما أُمِرَ، ثم يخرُجُ من بيته حتى يأتيَ الجمعةَ، ويُنْصِتُ حتى يقضيَ صلاته، إِلا كانتْ كفارة لما قبله من الجمعة» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 2 / 208 و 209 في الجمعة، باب الدهن للجمعة، وباب لا يفرق بين اثنين يوم الجمعة، والنسائي 3 / 104 في الجمعة، باب فضل الإنصات وترك اللغو يوم الجمعة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (5/438) قال: حدثنا حجاج بن محمد. وفي (5/440) قال: حدثنا أبو النضر. والدارمي (1549) قال: أخبرنا عبيد الله بن عبد المجيد، والبخاري (2/4) قال: حدثنا آدم. وفي (2/9) قال: حدثنا عبدان، قال: أخبرنا عبد الله.
خمستهم - حجاج، وأبو النضر، وعبيد الله، وآدم، وعبد الله بن المبارك - عن ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، قال: أخبرني أبي، عن عبد الله بن وديعة، فذكره.
ورواية االنسائي
أخرجها أحمد (5/440) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا أبوعوانة، عن مغيرة. والنسائي (3/104) . وفي الكبرى (1590 و1650) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أنبأنا جرير، عن منصور، وفي الكبرى (1591و 1651) قال: أخبرني إبراهيم بن يعقوب، قال: حدثنا عفان بن مسلم، ويحيى بن حماد، قالا: حدثنا أبو عوانة، عن المغيرة، وابن خزيمة (1732) قال: حدثنا يوسف بن موسى، قال: حدثنا جرير، عن منصور.
كلاهما - مغيرة، ومنصور- عن أبي معشر زياد بن كليب، عن إبرهيم النخعي، عن علقمة بن قيس، عن القراثع الضبي، فذكره.
* وأخرجه أحمد (5/439) قال: حدثنا هشيم، عن مغيرة، عن أبي معشر، عن إبراهيم، عن قرثع، فذكره، ليس فيه (علقمة) .(9/427)
7104 - (م د ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أنَّ رسولَ الله قال: - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَنْ تَوضأ فَأحْسَنَ الوُضُوءَ، ثم أتى الجمعةَ، فاستمع وأنصتَ، غُفِرَ لَه ما بينهُ وبين الجمعة، وزيادةُ ثلاثة أيام، ومن مس الحصا فقد لَغَا» .
وفي رواية قال: «من اغتسل، ثم أتى الجمعةَ، فصلَّى ما قُدِّرَ له، ثم أنصتَ حتى يَفْرُغَ الإِمام من خطبته، ثم صلَّى معه، غُفِرَ له ما بينه وبين الجمعة الأخرى وفضلُ ثلاثة أيام» . أخرجه مسلم.
وأخرج أبو داود، والترمذي الرواية الأولى.
ولأبي داود أيضاً عن أبي هريرة، وأبي سعيد قالا: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَنِ اغتسلَ يومَ الجمعة، ولَبِس من أَحْسَنِ ثيابِهِ، ومَسَّ مِن طِيب إِن كان عنده، ثم أتى الجمعةَ فلم يَتَخَطَّ رِقَابَ النَّاسِ، ثمَّ صَلَّى ما كَتَبَ الله له، ثم أنصتَ إِذا خَرج إِمامُه حتى يَفْرُغَ من صلاته، كانتْ كفارة لما بينها، وبين الجمعة التي قبلها» . قال: ويقول أبو هريرة: «وزيادةُ ثلاثة أيام» . [ص:429] ويقول: «إِن الحسنةَ بعشرِ أمثالها» ، وفي رواية: لم يذكر كلام أبي هريرة (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(لغا) اللغو: التكلُّم بما لا يجوز، وقيل: هو الميل عن الصواب وقيل: لغا هاهنا بمعنى خاب، يقال: ألْغَيْتُهُ، أي: خيبته، وقوله: «من مسَّ الحصا فقد لغا» ، جعل المسَّ كاللغو، لأنه يشغله من سماع الخطبة كما يشغله الكلام.
__________
(1) رواه مسلم (857) في الجمعة، باب فضل من استمع وأنصت في الخطبة، وأبو داود رقم (343) في الطهارة، باب في الغسل يوم الجمعة، ورقم (1050) في الصلاة، باب فضل الجمعة، والترمذي رقم (498) في الصلاة، ما جاء في الوضوء يوم الجمعة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مسلم (3/8) قال: حدثنا أمية بن بسطام، قال: حدثنا يزيد، يعني ابن زريع، قال: حدثنا روح، عن سهيل، عن أبيه فذكره.
ورواية أبي داود أخرجها أحمد (3/81) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم قال: حدثنا أبي. وأبو داود (343) قال: حدثنا يزيد بن خالد بن يزيد بن عبد الله بن وهب الرملي الهمداني (ح) وحدثنا عبد العزيز ابن يحيى الحراني قالا:. حدثنا محمد بن سلمة (ح) وحدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا حماد، وابن خزيمة (1762) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم.
أربعتهم - إبراهيم بن سعد، ومحمد بن سلمة، وحماد، وإسماعيل - عن محمد بن إسحاق، قال: حدثنا محمد بن إبرهيم الحارث التيمي، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، وأبي أمامة بن سهل، فذكراه.
* في رواية حماد لم يذكر (أبا أمامة) .(9/428)
7105 - (د) عمرو بن العاص - رضي الله عنه -: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «من اغتسل يومَ الجمعة، ومسَّ من طِيبِ امرأتِهِ - إن كان لها - وَلَبِسَ مِن صالحِ ثيابِهِ، ثم لم يَتخطَّ رِقَابَ الناس، ولم يَلْغُ عندَ الموعظةِ، كانتْ كفارة لما بينها، ومن لَغا وتخطَّى رِقَابَ النَّاسِ كانتْ له ظُهْراً» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (347) في الصلاة، باب في الغسل يوم الجمعة، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن: أخرجه أبو داود (347) قال:حدثنا ابن أبي عقيل، ومحمد بن سلمة المصريان، وابن خزيمة ((1810) قال:حدثنا الربيع بن سليمان.
ثلاثتهم - عبد الغني بن رفاعة بن أبي عقيل، ومحمد بن سلمة، والربيع - قالوا: حدثنا ابن وهب قال: أخبرني أسامة -يعني ابن زيد - عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، فذكره.(9/429)
7106 - (د ت س) أوس بن أوس الثقفي - رضي الله عنه -: قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «مَن غَسَّل [يومَ الجمعة] واغْتَسَلَ، وبكَّر وابْتَكَرَ، ومشى ولم يَرْكَبْ، ودنا مِن الإِمام، ولم يَلْغُ واستمعَ: كانَ لهُ [ص:430] بكلِّ خُطوة أجرُ عمل سنة: صيامِها، وقيامِها» . أخرجه أبو داود، والنسائي. وللنسائي والترمذي: «مَن اغتسلَ يومَ الجمعة وغسَّل، وبكَّر وابتكر ودنا واستمع وأنصت، كان له بكل خطوة يخطوها أجر سنة، صيامها وقيامها» (1) . قال أبو داود: وسئل مكحول عن «غسَّل واغتسل» فقال: غسل رأسه وجسده، وكذلك قال سعيد بن عبد العزيز.
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(غَسَّل واغتسل) غَسَّل: جامع امرأته فأحوجها إلى الغُسْل، وذلك يكون أغضَّ لِطَرْفِهِ عند الخروج إلى الجمعة، واغتَسَل هو بعد الجماع، وقيل: غسَّل بمعنى اغتسل من الجماع، ثم اغتسل للجمعة، فكرر اللفظ لأجل الغُسْلَين، وقيل: أراد بقوله: «غَسَّل» إسباغ الطهور وإكماله، ثم اغتسل بعد الوضوء للجمعة، وروي في بعض الحديث «غَسَلَ» مخففاً، يقال: غسل الرجل امرأته: إذا جامعها.
(بكَّر وابتكر) بكَّر: أتى الصلاة في أول وقتها، وكُلُّ من أسْرَعَ [ص:431] إلى شيء فقد بكَّر إليه، وابتكر: أدرك أول الخطبة من ابتكر الرجل: إذا أكل باكورة الفاكهة وهو أولها.
__________
(1) رواه أبو داود رقم (345) و (346) و (349) و (350) في الطهارة، باب في الغسل يوم الجمعة، والترمذي رقم (496) في الصلاة، باب ما جاء في فضل الغسل يوم الجمعة، والنسائي 3 / 95 و 96 في الجمعة، باب فضل غسل يوم الجمعة، وهو حديث صحيح، وقال الترمذي: هذا حديث حسن، وقال المنذري في " الترغيب والترهيب ": ورواه أحمد، وأبو داود والترمذي والنسائي، وابن ماجة، وابن خزيمة، وابن حبان في " صحيحهما "، والحاكم وصححه، ورواه الطبراني في " الأوسط ": من حديث ابن عباس.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح:
1- أخرجه أحمد (4/9و4/104) قال: حدثنا حسين بن علي. والنسائى (3/97) قال: أخبرني عمرو بن عثمان بن سعيد بن كثير، قال: حدثنا الوليد. وفي الكبرى (تحفة الأشراف) (1735) عن محمود بن خالد، عن الوليد بن مسلم، وفيه عن موسى بن عبد الرحمن، عن حسين بن علي، وابن خزيمة (1758) قال: حدثنا محمد بن العلاء، ومحمد بن يحيى بن الضريس، وعبدة بن عبد الله الخزاعي، عن حسين ابن علي.
كلاهما -حسين بن علي الجعفي، والوليد - عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر.
2- وأخرجه أحمد (4/9و4/104) قال: حدثنا يحيى بن آدم. وفي (4/9) قال حدثنا إبراهيم بن إسحاق. وفي (4/104) قال: حدثنا علي بن إسحاق، وأبو داود (345) قال: حدثنا محمد بن حاتم الجرجرائي. وابن ماجة (1087) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة.
خمستهم قالوا: حدثنا عبد الله بن المبارك، عن الأوزاعي، عن حسان بن عطية.
3-وأخرجه أحمد (4/10) قال: حدثنا علي بن إسحاق، قال: أخبرنا علي بن المبارك، قال: أخبرنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، قال: حدثني عبد الرحمن الدمشقي.
4- وأخرجه أحمد (4/10) قال: حدثنا الحكم بن نافع، قال: حدثنا إسماعيل بن عياش، عن راشد بن داود الصنعاني.
5-وأخرجه أحمد (4/10) قال: حدثنا أبو أحمد الزبيري، قال: حدثنا سفيان، عن عبد الله بن عيسى. والدارمي (1555) قال: أخبرنا محمد بن المبارك، قال: حدثنا صدقة بن خالد. والترمذي (496) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان وأبو جناب يحيى بن أبي حية، عن عبد الله بن عيسى. والنسائي (3/95) قال: أخبرنا عمرو بن منصور، وهارون بن محمد بن بكار بن بلال، قالا: حدثنا أبو مسهر، قال: حدثنا سعيد بن عبد العزيز وفي (3/102) قال: أخبرنا محمود بن خالد، قال: حدثني عمر بن عبد الواحد. وابن خزيمة (1767) قال: حدثنا أبوموسى، قال: حدثنا أبو أحمد (ح) وحدثنا سعيد بن أبي يزيد، قال: حدثنا محمد بن يوسف. قالا: حدثنا سفيان. عن عبيد الله ابن عيسى.
أربعتهم- عبد الله بن عيسى، وصدقة، وسعيد، وعمر - عن يحيى بن الحارث.
خمستهم - عبد الرحمن، وحسان، والدمشقي، وراشد، ويحيى - عن أبي الأشعث، فذكره
وقال الترمذي: حديث حسن.
وبلفظ: «من غسل رأسه يوم الجمعة واغتسل ... » ثم ساق نحوه.
أخرجه أبو داود (346) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا الليث عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن عبادة بن نسي، فذكره (لم يذكر أبو داود الحديث بتمامه)(9/429)
7107 - (د) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنه -: قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «يحضُر الجمعة ثلاثةُ نَفَر، فرجل حَضَرَها يلغو، فذلك حَظُّه منها، ورجل حضرها بدعاء، فهو رجل دعا الله، إِن شاء أعطاه وإن شاء مَنَعَهُ، ورجل حضرها بإِنصات وسكوت، ولم يتخطَّ رَقَبة مسلم، ولم يُؤذِ أحداً، فهي كَفَّارَة إِلى الجمعة التي تليها، وزيادةُ ثلاثة أيام، وذلك: أنَّ الله عز وجل يقول: {من جاءَ بالحسنةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمثالِهَا} [الأنعام: 160] » أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (1113) في الصلاة، باب الكلام والإمام يخطب، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن: أخرجه أحمد (2/181) (6701) قال:حدثنا محمد بن جعفر،قال:حدثنا سعيد، عن يوسف. وفي (2/214) (7002) قال:حدثنا عفان، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا حبيب. وأبو داود (1113) قال:حدثنا مسدد،وأبو كامل،قالا: حدثنا يزيد، عن حبيب المعلم، وابن خزيمة (1813) قال:حدثنا محمد بن عبد الله، قال:حدثنا يزيد، يعني ابن زريع، قال: حدثنا حبيب المعلم.
كلاهما- يوسف، وحبيب المعلم - عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، فذكره.(9/431)
7108 - (د) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: قال وهو على المنبر في الكوفة يخطب: «إِذا كان يومُ الجمعة غَدَتِ الشياطين براياتها إِلى الأسواق فيرمون الناس بالتَّرابيث - أو الرَّبائِثِ - ويُبَطِّئُونهم عن الجمعة، وتغدو الملائكةُ، فيجلسون على أبواب المسجد، ويكتبون الرَّجُلَ من ساعة، والرَّجُلَ من ساعتين، حتى يخرجَ الإِمام، فإِذا جلس مجلساً يستمكن فيه من الاستماع والنظر، فأنصت ولم يَلْغُ، كان له كِفْلان من الأجر، فإن [ص:432] نأى حيثُ لا يستمع، فأَنصتَ، ولم يلغُ، كان له كِفْل من الأَجر، فإن جلسَ مجلِساً يَستَمكِن فيه مِن الاستِمَاع والنظر، فَلَغَا ولَم ينصِت، كانَ لهُ كِفْلانِ مِن وِزْر، فَإِن جَلسَ مَجلِساً لا يَستَمكِن فيه الاستماع والنظر وَلَغَا، كَانَ لَهُ كِفْل مِن وِزْر، قال: وَمَن قَالَ يومَ الجمعةِ لِصَاحِبِهِ: أنْصِتْ فقد لَغَا، ومَن لغا فَليسَ لَهُ في جمعتِهِ تِلكَ شيء، وقال في آخر ذلك: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول ذلك» . أخرجه أبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(بالترابيث أو الربائث) الربائث: جمع ربيثة، وهي الأمر الذي يحبس الإنسان عن مهامه، ويشغله عنها ويثبطه، والمراد أن الشيطان يَشْغَلهم ويُقْعِدُهُمْ عن الممر إلى الجمعة ويقيِّدُهم، قال الخطابي: «والترابيث» ليس بشيء قال: وقوله: «فيرمون الناس» إنما هو: فيربثون الناس» قال: وكذلك روي لنا في غير هذا الحديث.
(كِفْلان) الكِفْل: النصيب، وقيل: الضِّعف.
(وزر) الوِزر: الإثم المثقِل للظهر.
__________
(1) رقم (1051) في الصلاة، باب فضل الجمعة، وإسناده ضعيف.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (1/719093) قال: حدثنا علي بن إسحاق، قال أنبأنا عبد الله، قال: حدثنا الحجاج بن أرطأة. وأبو داود (1051) قال: حدثنا إبراهيم بن موسى، قال: أخبرني عيسى، قال: حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر.
كلاهما - الحجاج، وعبد الرحمن - عن عطاء الخراساني، عن مولى امرأته، فذكره.
* وفي رواية عبد الرحمن. قال: حدثني عطاء الخراساني، عن مولى امرأته أم عثمان.(9/431)
7109 - (خ ت س) يزيد بن أبي مريم: قال: لحقني عَبايةُ بن رِفاعة وأنا ماشٍ إِلى الجمعة، فقال لي: أبشر، فإِن خُطاك هذه في سبيل الله، سمعتُ [ص:433] أبا عبْس يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَنِ اغْبَرَّت قَدَمَاهُ في سبيل الله، فهو حرام على النار» . أخرجه الترمذي، والنسائي. وفي رواية البخاري: قال عَبايةُ: أدركني أبو عَبْس وأنا ذاهب إِلى الجمعة، فقال: سمعتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- يقول: «مَن اغبرت قدماه في سبيل الله حرَّمه الله على النار» . وفي رواية: «ما اغبرت قدما عبد في سبيل الله فتمسَّه النار» ، ولم يذكر البخاري قول عَبايةَ ليزيد (1) .
__________
(1) رواه البخاري 2 / 325 في الجمعة، باب المشي إلى الجمعة وقول الله جل ذكره: {فاسعوا إلى ذكر الله} ومن قال السعي والعمل والذهب، وفي الجهاد، باب من اغبرت قدماه في سبيل الله، والترمذي رقم (1632) في فضائل الجهاد، باب ما جاء في فضل من اغبرت قدماه في سبيل الله، والنسائي 6 / 14 في الجهاد، باب ثواب من اغبرت قدماه في سبيل الله.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (3/479) قال: حدثنا الوليد بن مسلم، والبخاري (2/9) قال: حدثنا علي ابن عبد الله، قال: حدثنا الوليد بن مسلم. وفي (4/25) قال: حدثنا إسحاق، قال: أخبرنا محمد بن المبارك، قال: حدثنا يحيى بن حمزة والترمذي (1632) قال: حدثنا أبو عمار الحسين بن حريث، قال: حدثنا الوليد بن مسلم، والنسائي (6/14) قال: أخبرنا الحسين بن حريث، قال: حدثنا الوليد بن مسلم.
كلاهما - الوليد، ويحيى بن حمزة - عن يزيد، بن أبي مريم، قال: حدثنا عبابة بن رفاعة، فذكره.(9/432)
الفرع السادس: في صلاة الليل
7110 - (ت) بلال، وأبو أمامة - رضي الله عنهما -: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «عليكم بقيام الليل، فإنه من دَأْبِ الصالحين (1) قَبْلَكم، وإِنَّ قيام الليل قُرْبَة إِلى الله، ومَنْهَاة عن الآثام، وتكفير للسيئات، ومَطْرَدة للدَّاءِ عن الجسد» . أخرجه الترمذي (2) . [ص:434]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(دأب) الدأب: العادة والشأن، وقد يُحرك.
(منهاة ومطردة) المنهاة، والمطردة: الخصلة والحالة التي من شأنها أن تنهى عن الشيء وتطرده.
__________
(1) في نسخ الترمذي المطبوعة: فإنه دأب الصالحين.
(2) رقم (3543) و (3544) في الدعوات، باب رقم (112) ، ورواه أيضاً أحمد والحاكم والبيهقي عن بلال، والحاكم والبيهقي عن أبي أمامة، وابن عساكر عن أبي الدرداء، والطبراني عن سلمان، وابن السني عن جابر، وهو حديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (3549) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا أبو النضر قال: حدثنا بكر ابن خنيس، عن محمد القرشي، عن ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس الخولاني، فذكره.
وقال: هذا حديث غريب لا نعرفه من حديث بلال إلا من هذا الوجه من قبل إسناده، قال: سمعت محمد بن إسماعيل يقول: محمد القرشي هو محمد بن سعيد الشامي، وهو ابن أبي قيس وهو محمد بن حسان وقد ترك حديثه.
وقد روى هذا الحديث معاوية بن صالح عن ربيعة بن يزيد بن أبي إدريس الخولاني عن أبي أمامة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حدثنا بذلك محمد بن إسماعيل، قال: نا عبد الله بن صالح، عن معاوية بن صالح ربيعة بن زيد عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي أمامة، فذكره.
وقال: وهذا أصح من حديث أبي إدريس عن بلال، قلت: ولرواية الترمذي الأخرى متابعة تامة.
أخرجها ابن خزيمة (1135) قال: حدثنا محمد بن سهل بن عسكر، قال: حدثنا عبد الله بن صالح (ح) وحدثنا زكريا بن يحيى بن أبان، قال: حدثنا أبو صالح، قال: حدثنا معاوية بن صالح، عن ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس، فذكره.(9/433)
7111 - (د) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنه -: قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ قام بعشرِ آيات لم يُكْتَبْ مِن الغافلين، ومَنْ قام بمائةِ آية، كُتِبَ مِن القانتين، ومَن قامَ بألفِ آية كُتِبَ مِن المقَنْطِرين» . أخرجه أبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(القانتين) القانت: الطائع، والعابد المخلص.
(المقنطرين) المقنطر: الذي قد أعطي قنطاراً من الأجر، وقد جاء في بعض الحديث «أن القنطار ألف ومائة أوقية، والأوقية خير مما بين السماء والأرض» .
__________
(1) رقم (1398) في الصلاة، باب تحزيب القرآن، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (1398) قال: حدثنا أحمد بن صالح. وابن خزيمة (1144) قال: حدثنا يونس ابن عبد الأعلى.
كلاهما - أحمد بن صالح، ويونس - عن ابن وهب، قال: أخبرني عمرو بن الحارث، أن أبا سوية حدثه، أنه سمع ابن حجيرة، يخبر،فذكره.(9/434)
7112 - (د) عبد الله بن حبشي: أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- «سُئل: أيُّ الأعمال أفضل؟ قال: طولُ القيام» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (1325) في الصلاة، باب افتتاح صلاة الليل بركعتين، ورواه أيضاً النسائي بأطول منه 5 / 58 في الزكاة، باب جهد المقل، وهو حديث صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
تقدم(9/434)
7113 - (خ د ت) عبادة بن الصامت - رضي الله عنه -: قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَن تَعارَّ مِن الليل، فقال: لا إله إلا الله وحدَهُ لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، الحمد لله، وسبحان الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: اللهم اغفر لي، أو دعا، استُجِيبَ له، فإن توضأ وصلى، قُبِلَتْ صَلاتُهُ» .
أخرجه البخاري وأبو داود والترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(تعار الرجل) : إذا انتبه من نومه مع صوت.
__________
(1) رواه البخاري 3 / 33 في التهجد، باب فضل من تعار من الليل، وأبو داود رقم (5060) في الأدب، باب ما يقول الرجل إذا تعار الليل، والترمذي رقم (3411) في الدعوات، باب ما جاء في الدعاء إذا انتبه من الليل.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (5/313) والدارمي (2690) قال: أخبرنا محمد بن يزيد الحزامي، والبخاري (2/68) قال: حدثنا صدقة بن الفضل. وأبو داود (5060) وا بن ماجة (3878) قالا: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي، والترمذي (3414) قال:حدثنا محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة. والنسائي في عمل اليوم والليلة (861) قال:أخبرنا محمد بن المصفي بن بهلول.
ستتهم - أحمد، والحزامي، وصدقة، وعبد الرحمن، وابن أبي رزمة،وأبي المصفى - عن الوليد بن مسلم، قال: حدثنا الأوزاعي، قال حدثني عمير بن هانئ العنسي، قال:حدثنا جنادة، بن أبي أمية، فذكره.(9/435)
الفرع السابع: في صلاة الضحى
7114 - (م د) أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «يُصْبح على كل سُلامَى من أحدِكم صدقة، فكلُّ تسبيحة صَدَقة، وكل تحميدة صَدَقة، وكلُّ تهليلة صدقة، وكلُّ تكبيرة صدقةٌ [ص:436] وأمرٌ بالمعروف صدقة، ونهيٌ عن المنكر صدقة، ويُجزِئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى» أخرجه مسلم.
وفي رواية أبي داود قال: «يُصبحُ على كلِّ سُلامَى من بني آدم صَدقة تسليمُه على من لقي صدقة، وأمره بالمعروف صدقة، ونهيُه عن المنكر صدقة، وإماطةُ الأذى عن الطريق صدقة، وبضْعَةُ أهله صدقة، ويجزئ من ذلك ركعتان من الضحى» زاد في رواية «قالوا: يا رسول الله أحدُنا يقضي شهوته، فتكون له صدقة؟ قال: أرأيتَ لو وضعَها في غير حِلّها، ألم يكن يأثم؟» .
وفي أخرى قال: «يُصبح على كل سُلامَى في كلِّ يوم صدقة، فله بكل صلاة صدقة، وصيام صدقة، وتسبيح صدقة، وتكبير صدقة، وتحميد صدقة، فعدَّ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- مِنْ هذه الأعمالِ الصالحةِ، ثم قال: يُجزئ أحدَكم من ذلك كلِّه ركعتا الضحى» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(سلامى) السُّلامَى: واحدة من السلاميات، وهي مفاصل الأصابع. [ص:437]
(الأذى) : كل شيء يؤذي الناس في طرقهم.
(إماطة) و «الإماطة» الإزالة: وتنحيته من الطريق.
(بضعة) البضْع: النكاح، وقيل: هو الفرج، فكنى به عن النكاح.
__________
(1) رواه مسلم رقم (720) في صلاة المسافرين، باب استحباب صلاة الضحى، وأبو داود رقم (1285) و (1286) في الصلاة، باب صلاة الضحى، ورقم (5243) في الأدب، باب في إماطة الأذى عن الطريق.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (5/167) قال: حدثنا عارم وعفان، قالا: حدثنا مهدي بن ميمون، ومسلم (2/158) قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن أسماء الضبعي، قال: حدثنا مهدي، وهو ابن ميمون، وأبو داود (1286و5244) قال: حدثنا وهب بن بقية، قال: أخبرنا خالد، وابن خزيمة (1225) قال: حدثنا عبد الوارث بن عبد الصمد، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا مهدي، وهو ابن ميمون.
كلاهما- مهدي بن ميمون وخالد بن عبد الله - عن واصل مولى أبي عيينة، عن يحيى بن عقيل، عن يحيى بن يعمر، عن أبي الأسود الدئلي، فذكره.
* وأخرجه أحمد (5/178) قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا هشام، وأبو داود (1285و5243) قال: حدثنا أحمد بن منيع، عن عباد بن عباد (ح) وحدثنا مسدد، قال: حدثنا حماد بن زيد. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (11928) عن أحمد بن سليمان بن يزيد بن بن هارون، عن هشام.
ثلاثتهم - عباد بن عباد، وحماد بن زيد، وهشام - عن واصل، عن يحيى بن عقيل، عن يحيى بن يعمر، عن أبي ذر، فذكره. (ولم يذكر أبا الأسود) .
* زاد يحيى بن يعمر في روايته عن أبي ذر: «تسليمه على من لقي صدقة وفيه «وإماطته الأذى عن الطريق صدقه وبضعته أهله صدقة. قالوا: يارسول الله، يأتي شهوة وتكون له صدقة؟ قال: أرأيت لو وضعها في غير حقها أكان يأثم، «الحديث»(9/435)
7115 - (د) بريدة - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «في الإنسان ثلاثُمائة وستون مَفْصِلاً، فعليه أن يتصدَّق عن كل مَفْصِل منه بصدقة، قالوا: ومَنْ يُطيق ذلك يا نبيَّ الله؟ قال: النُّخاعةُ في المسجد تَدْفِنُها، والشيءُ تُنحِّيه عن الطَّرِيق، فإن لم تجدْ، فركعتا الضُّحى تُجْزِئُك» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (5242) في الأدب، باب في إماطة الأذى عن الطريق، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 5 / 254، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: أخرجه أحمد (5/354) قال:حدثنا زيد. وفي (5/359) قال:حدثنا علي بن الحسن شقيق. وأبو داود (5242) قال حدثنا أحمد بن محمد المروزي قال: حدثني علي بن الحسين. وابن خزيمة (1226) قال:حدثنا أبو عمار الحسين بن حريث، قال:حدثنا علي بن الحسين.
ثلاثتهم - زيد، وعلي بن الحسن، وعلي بن الحسين - عن الحسين بن واقد، قال: حدثنا عبد الله بن بريدة، فذكره.(9/437)
7116 - (ت) أبو ذر وأبو الدرداء - رضي الله عنهما -: عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عن الله تبارك وتعالى أنه قال: « [ابنَ آدم] اركع لي أربع رَكَعات من أول النهار، أكْفِكَ آخرَه» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (475) في الصلاة، باب ما جاء في صلاة الضحى، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 6 / 440 و 451 بإسناد آخر، وهو حديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (475) قال:حدثنا أبو جعفر السماني،قال:حدثنا أبو مسهر، قال:حدثنا إسماعيل بن عياش، عن بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن جبير بن نفير، فذكره.
وقال:هذا حديث حسن غريب.
* في نسختنا المطبوعة من «سنن الترمذي» وفي «تحفة الأحوذي» ط الهند: «جبير بن نفير، عن أبي الدرداء وأبي ذر» وفي «تحفةالأشراف» » (8/109) : «جبير بن نفير عن أبي الدرداء، وعن أبي ذر» على الشك.(9/437)
7117 - (د) نعيم بن همار - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «قال الله عز وجل: يا ابن آدمَ لا تَعْجِز من أربع ركعات [ص:438] في أول نهارك، أكْفِكَ آخرَهُ» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (1289) في الصلاة، باب صلاة الضحى، وهو حديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن: نعيم بن همار الغطفاني.
عن قيس الجذامي. عن نعيم بن همار الغطفاني، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «قال الله تعالى: ابن آدم صل لي أربع ركعات من أول النهار أكفك آخره» .
أخرجه أحمد (5/287) قال: حدثنا معاوية بن عمرو، قال: حدثنا أبو زيد - يعني (ثابت بن زيد) والدارمي (1459) قال: أخبرنا أبو النعمان، قال: حدثنا معتمر بن سليمان والنسائى في الكبرى (392) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن بزيع، قال: حدثنا بشر.
ثلاثتهم- أبو زيد، ومعتمر، وبشر بن المفضل - عن برد بن سنان، عن سليمان بن موسى، عن مكحول، عن كثير بن مرة الحضرمي، عن قيس الجذامي، فذكره.
* أخرجه أحمد (5/286) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: حدثنا معاوية، يعني ابن صالح، عن أبي الزاهرية، وفي (5/287) قال: حدثنا أبو النضر، وعبد الصمد، قالا: حدثنا محمد بن راشد، عن مكحول. وفي (5/287) قال: حدثنا حماد بن خالد، قال: حدثنا معاوية، عن أبي الزاهرية، وفي (5/287) قال: حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم، قال: حدثنا محمد بن راشد الدمشقي، قال: حدثنا مكحول. وأبو داود (1289) قال: حدثنا داود بن رشيد، قال: حدثنا الوليد، عن سعيد بن عبد العزيز، عن مكحول، والنسائي. في الكبرى (391) قال: أخبرني عمرو بن عثمان، قال: حدثنا بقية، عن بحير، عن خالد وفي (تحفة الأشراف) (9/11653) عن هارون بن عبد الله، عن معن بن عيسى، عن معاوية بن صالح، عن أبي الزاهرية.
ثلاثتهم - أبو الزاهرية، ومكحول، وخالد بن معدان، عن كثير بن مرة الحضرمي عن نعيم بن همار، فذكره. ليس فيه (قيس الجذامي) .
* وأخرجه أحمد (5/286) قال: حدثنا الوليد بن مسلم، قال: حدثنا سعيد - يعني ابن عبد العزيز- قال: حدثنا مكحول، عن نعيم بن همار الغطفاني، فذكره ليس فيه (كثير بن مرة) (ولا قيس الجذامي) ..
* وأخرجه أحمد (5/287) قال: حدثنا يحيى بن إسحاق. قال: أخبرني سعيد بن عبد العزيز، عن مكحول، عن ابن مرة الغطفاني، قال: سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم-. ونحوه.(9/437)
7118 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «من حافظ على شفْعَةِ الضُّحى، غُفِرَتْ له ذُنُوبُهُ وإن كانت مثل زَبَدِ البحر» أخرجه الترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(شفعة الضحى) هي: صلاة الضحى، سمّاها شفعة، لأنها أكثر من ركعة واحدة، فهي ثنتان ثنتان فصاعداً.
__________
(1) رقم (476) في الصلاة، باب ما جاء في صلاة الضحى، وإسناده ضعيف.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/443) قال: حدثنا وكيع. وفي (2/497و499) قال: حدثنا علي بن عاصم. وعبد بن حميد (1422) قال: حدثنا عثمان بن عمر. وابن ماجة (1382) قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة.،قال حدثنا وكيع، والترمذي (476) قال:حدثنا محمد بن عبد الأعلى البصري، قال:حدثنا يزيد بن زريع.
أربعتهم - وكيع، وعلي بن عاصم، وعثمان بن عمر، ويزيد بن زريع - عن نهاس بن قهم، عن شداد أبي عمار، فذكره.
وقال الترمذي: وقد روى وكيع بن شميل وغير واحد من الأئمة هذا الحديث عن نهاس بن قهم،ولا نعرفه إلا من حديثه.(9/438)
7119 - (ت) أنس - رضي الله عنه -: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ صَلَّى الضُّحى ثنتي عشرةَ ركعة بنى الله له قصراً من ذهب في الجنة» .
أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (473) في الصلاة، باب ما جاء في صلاة الضحى، وإسناده ضعيف، وقال الترمذي: حديث أنس حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، أقول: ولكن للحديث شواهد يعتضد بها.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه ابن ماجة (1380) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، وأبو كريب والترمذي (473) قال:حدثنا أبو كريب، محمد بن العلاء، قالا: ابن نمير، وأبو كريب 0 حدثنا يونس بن بكير، قال حدثنا محمد بن إسحاق، عن موسى بن أنس،. (كذا في رواية ابن ماجة) وفي رواية الترمذي قال: ابن إسحاق:حدثني موسى بن فلان بن أنس،عن ثمامة، فذكره.
وقال:حديث غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه.(9/438)
الفرع الثامن: في قيام رمضان
7120 - (خ م ط ت د س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: «كان [ص:439] رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يُرغِّبُ في قيام رمضان، من غيرِ أن يأمرَهم فيه بعزيمة، فيقول: مَنْ قام رمضانَ إيماناً واحتساباً غُفِرَ له ما تقدَّم مِنْ ذَنْبِهِ، فَتُوفِّيَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- والأمرُ على ذلك، ثم كان الأمرُ على ذلك في خلافة أبي بكر وصدراً من خلافة عمر» .
وفي رواية قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول لرمضان: «من قامَهُ إيماناً واحتساباً غُفِرَ له ما تقدَّم من ذَنْبِهِ» .
وفي رواية قال: «من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غُفِرَ له ما تقدَّم من ذَنْبِهِ» أخرجه البخاري ومسلم.
وللبخاري: «مَنْ يَقُمْ ليلةَ القدر إيماناً واحتساباً غُفِرَ له ما تقدَّم من ذنبه» .
ولمسلم قال: «مَنْ يَقُمْ ليلةَ القدر فيوافقها - أُراه [قال] : إيماناً واحتساباً - غُفِرَ له ما تقدَّم من ذنبه» .
وأخرج «الموطأ» وأبو داود والترمذي والنسائي الرواية الأولى.
وأخرج أبو داود والنسائي الرواية الثانية.
وللنسائي: «من قامَ رمضانَ إيماناً واحتساباً غُفِرَ له ما تقدَّم مِنْ ذَنْبِهِ ومن قام ليلةَ القدر إيماناً واحتساباً غُفِرَ له ما تقدَّم من ذَنْبِهِ» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 4 / 217 في صلاة التراويح، باب فضل من قام رمضان، وباب فضل ليلة القدر، وفي الإيمان، باب قيام ليلة القدر من الإيمان، باب تطوع قيام رمضان من الإيمان، وباب صوم [ص:440] رمضان احتساباً من الإيمان، وفي الصوم، باب من صام رمضان إيماناً واحتساباً ونية، ومسلم رقم (759) في صلاة المسافرين، باب الترغيب في قيام رمضان وهو التراويح، والموطأ 1 / 113 و 114 في الصلاة في رمضان، باب الترغيب في الصلاة في رمضان , وأبو داود رقم (1371) و (1372) في الصلاة، باب تفريع أبواب شهر رمضان، والترمذي رقم (808) في الصوم، باب الترغيب في قيام رمضان وما جاء فيه من الفضل، والنسائي 4 / 155 - 157 في الصيام، باب ثواب من قام رمضان وصامه إيماناً واحتساباً.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
سيأتي تخريجه 7147.(9/438)
7121 - (س) عائشة - رضي الله عنها - مثل رواية أبي هريرة الأولى إلى قوله: «من ذنبه» ولها في أخرى قالت: «خرج رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في جوف الليل يصلِّي في المسجد ... وساق الحديث، وفيه: وكان يُرَغِّبُهم في قيام رمضان، من غيرِ أن يأمرَهم [فيه] بعزيمة، ويقول: مَنْ قامَ ليلةَ القدر إيماناً واحتساباً غُفِرَ له ما تقدَّم مِنْ ذَنْبِهِ، قالت: فتوفِّي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- والأمرُ على ذلك» أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 4 / 155 في الصيام، باب ثواب من قام رمضان وصامه إيماناً واحتساباً، وهو حديث صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (4/154) قال: أخبرنا محمد بن جبلة،قال: حدثنا المعافى، قال: حدثنا موسى، عن إسحاق بن راشد، عن الزهري، قال: أخبرني عروة بن الزبير، فذكره.
قال المزي عقب إيراده لهذا الحديث «تحفة الأشراف» (12/16411) ذكره (يعني النسائي) في جملة أحاديث، ثم قال: وكلها عندي خطأ، وينبغي أن يكون، وكان يرغبهم» من كلام الزهري، ليس عن عروة،عن عائشة،وإسحاق بن راشد ليس في الزهري بذاك القوى، وموسى بن أعين ثقة.
قلت: الرواية الأولى تقدمت.(9/440)
7122 - (س) عبد الرحمن بن عوف - رضي الله عنه -: «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- ذَكَرَ رمضانَ، ففضَّله على الشهور، فقال: مَنْ قام رمضانَ إيماناً واحتساباً خرجَ من ذُنُوبِه كيومِ ولدتْهُ أمُّهُ» أخرجه النسائي وقال: هذا خطأ، والصواب: أنَّه عن أبي هريرة.
وفي أخرى - فذكر مثله - وقال: «مَنْ صامَه وقامَه إيماناً واحتساباً» .
وفي أخرى قال: «إن الله فَرَضَ صيامَ رمضانَ، وسَنَنْتُ لكم قِيامَه، [ص:441] فمن صامه وقامه إيماناً واحتساباً خرَجَ من ذنوبه كيوم ولدتْه أمُّه» (1) .
__________
(1) رواه النسائي 4 / 158 في الصيام، باب ثواب من قام رمضان وصامه إيماناً واحتساباً، وهو حديث حسن بشواهده.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (4/158) قال: حدثنا الفضل بن دكين، قال: حدثنا نصر بن علي، قال: حدثني النضر بن شيبان، أنه لقي أبا سلمة بن عبد الرحمن فقال: حدثني بأفضل شيء سمعته يذكر في شهر رمضان، فقال أبو سلمة، فذكره.
وقال النسائي: هذا خطأ والصواب أبو سلمة عن أبي هريرة.(9/440)
الفرع التاسع: في صلاة الجنازة، وتشييعها
7123 - (خ م ت د س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ شَهِدَ الجنازة حتى يُصَلَّىَ عليها فله قِيراط، ومن شَهِدَها حتى تُدْفَنَ فله قيراطان، قيل: وما القيراطان؟ قال: مِثْلُ الجبلين العظيمين» .
زاد في رواية: قال: ابن شهاب قال سالم بن عبد الله: وكان ابنُ عمر يصلِّي عليها، ثم ينصرف، فلما بلغه حديثُ أبي هريرة قال: «لقد ضَيَّعْنا قراريطَ كثيرة» .
وفي رواية قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «من تَبِعَ جنازة فله قيراط من الأجر» فقال ابنُ عمر: أكثرَ علينا أبو هريرة، فبعثَ إلى عائشة فسألها، فصدَّقتْ أبا هريرة، فقال ابنُ عمر: لقد فَرَّطنا في قَراريطَ كثيرة.
وفي رواية مثل الأولى إلى قوله: «مِثْلُ الجبلين العظيمين» وقال: «حتى يفرُغَ منها» .
وفي أخرى: «حتى تُوضَعَ في اللحد» . [ص:442]
وفي أخرى «ومن اتَّبعَها حتى تُدْفَنَ» أخرجه البخاري ومسلم.
وللبخاري قال: «من تَبِعَ جنازةَ مسلم إيماناً واحتساباً وكان معها حتى يُصلَّى عليها ويُفرَغ من دفنها، فإنه يرجع من الأجر بقيراطين، كُلُّ قيراط مِثْلُ أُحُد، ومن صلَّى عليها ثم رجع قبل أن تُدْفَنَ فإنه يرجع بقيراط» .
ولمسلم قال: «من صلى على جنازة ولم يتبعها فله قيراط، فإنْ تَبِعَها فله قيراطان، قيل: وما القيراطان؟ قال: أصغرُهما مثل أُحُد» .
وفي أخرى قال: قلتُ لأبي هريرة: «وما القيراط؟ قال: مِثْلُ أُحُد» .
وفي أخرى: عن عامر بن سعد بن أبي وقاص: أنه كان قاعداً عندَ ابنِ عُمَرَ، إذ طلع خَبَّاب صاحبُ المقصورة، فقال: يا عبدَ الله بنَ عمر، ألا تسمعُ ما يقول أبو هريرة؟ يقول: إنه سمع رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: مَنْ خَرَجَ مع جنازة من بيتها، وصلَّى عليها، واتَّبعها حتى تُدْفَنَ، كان له قيراطان من أجر، كُلُّ قيراط مِثْلُ أحُد، ومن صلَّى عليها ثم رجع كان له من الأجر مِثْلُ أحُد، فأرسل ابنُ عمر خبّاباً إلى عائشةَ يسألها عن قول أبي هريرة، ثم يرجع إليه فيخبره بما قالت، وأخذ ابنُ عمر قبضة من حصى المسجد يقلِّبها في يده حتى رجع، فقال: قالت عائشةُ: صَدَقَ أبو هريرة، فضرب ابنُ عمر بالحصى الذي كان في يده الأرضَ، ثم قال: لقد فَرَّطْنا في قراريط كثيرة.
وأخرج أبو داود رواية مسلم الأولى، وزاد «أحدهما مثل أحد» وأخرج [ص:443] نحو روايته الآخرة، ولم يذكر فيها قصة الحصى، ولا قول ابن عمر.
وأخرج النسائي الرواية الأولى، والرواية التي للبخاري، وأخرج الترمذي الرواية الأولى (1) .
__________
(1) رواه البخاري 3 / 158 في الجنائز، باب من انتظر حتى يدفن، وباب فضل اتباع الجنائز، وفي الإيمان، باب اتباع الجنائز من الإيمان، ومسلم رقم (945) في الجنائز، باب فضل الصلاة على الجنازة واتباعها، وأبو داود رقم (3168) و (3169) في الجنائز، باب فضل الصلاة على الجنائز وتشييعها، والترمذي رقم (1040) في الجنائز، باب ما جاء في فضل الصلاة على الجنازة، والنسائي 4 / 76 و 77 في الجنائز، باب ثواب من صلى على جنازة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/401) قال: حدثنا علي بن إسحاق. قال: أخبرنا عبد الله (ح) وعتاب. قال: حدثنا عبد الله. والبخاري (2/110) قال: حدثنا أحمد بن شبيب بن سعيد. قال حدثني أبي. مسلم (3/51) قال: حدثني أبو الطاهر وحرملة بن يحيى وهارن بن سعيد الأيلي. قال هارون: حدثنا. وقال الآخران: أخبرنا ابن وهب. والنسائي (4/76) قال: أخبرنا سويد. قال: أخبرنا عبد الله.
ثلاثتهم - عبد الله بن المبارك، وشبيب بن سعيد، وابن وهب- عن يونس، عن الزهري، عن عبد الرحمن الأعرج، فذكره.
* الروايات متقاربة المعنى.
وعن عامر بن سعد بن أبي وقاص؛ أنه كان قاعدا عند عبد الله بن عمر إذا طلع خباب صاحب المقصورة، فقال: ياعبد الله بن عمر ألا تسمع ما يقول أبوهريرة، أنه سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «من خرج من جنازة من بيتها، وصلى عليها، ثم تبعها حتى تدفن، كان له قيراطان من أجر، كل قيراط مثل أحد، ومن صلى عليها ثم رجع، كان له من الأجر مثل أحد» .
فأرسل ابن عمر خبابا إلى عائشة يسألها عن قول أبي هريرة، ثم يرجع إليه فيخبره ماقالت: وأخذ ابن عمر قبضة من حصى المسجد يقبلها في يده حتى رجع إليه الرسول. فقال: قالت عائشة: صدق أبو هريرة فضرب ابن عمر بالحصى الذي كان في يده الأرض. ثم قال لقد فرطنا في قراريط كثيرة» .
أخرجه مسلم (3/52) قال حدثني محمد بن عبد الله بن نمير. وأبو داود (3169) قال: حدثنا هارون بن عبد الله وعبد الرحمن بن حسين الهروي.
ثلاثتهم - محمد، وهارون، وعبد الرحمن - عن عبد الله بن يزيد المقرئ، قال: حدثنا حيوة، قال: حدثني أبو صخر، وهو حميد بن زياد، أن يزيد بن عبد الله بن قسيط حدثه، عن داود بن عامر بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه فذكره.
وبلفظ: «من صلى على جنازة كان له قيراط، ومن اتبعها حتى يفرغ من أمرها كان له قيراطان. أحدهما مثل أحد» .
أخرجه الحميدي (1021) قال: حدثنا سفيان. قال حدثنا سمي مولى أبي بكر. وأحمد (2/246) قال: حدثنا سفيان، أنا سألته، عن سميي. ومسلم (3/51) قال: حدثني محمد بن حاتم. قال: حدثنا بهز. قال: حدثنا وهيب. قال حدثنا سهيل، وأبو داود (3168) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا سفيان عن سمي.
كلاهما - سمي مولى أبي بكر، وسهيل بن أبي صالح - عن أبي صالح فذكره.
وبلفظ: «من صلى على جنازة فله قيراط، ومن تبعها حتى يقضى دفنها قله قيراطان، أحدهما أو أصغرهما مثل أحد» .
فذكرت ذلك لابن عمر، فأرسل إلى عائشة فسألها عن ذلك؟ فقالت: صدق أبو هريرة. فقال ابن عمر: لقد فرطنا في قراريط كثيرة.
أخرجه أحمد (2/470) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (2/498و 503) قال: حدثنا يزيد. والترمذي (1040) قال: حدثنا أبو كريب. قال: حدثنا عبدة بن سليمان.
ثلاتتهم - يحيى بن سعيد، ويزيد وعبدة - عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، فذكره.
وبلفظ «من تبع جنازة وصلى عليها، فله قيراط، ومن انتظر حتى يقضى قضاءها، فله قيراطان. قالوا يارسول الله وما القيراطان؟ قال: أحدهما مثل أحد» .
أخرجه أحمد (2/521) قال: حدثنا عبد الصمد. قال: حدثنا هشام (ح) وعبد الوهاب. قال: أخبرنا هشام. والترمذي كتاب العلل (5/761) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا معاذ بن هشام. قال: حدثني أبي (ح) وحدثنا عبد الله بن عبد الرحمن. قال: أخبرنا مروان بن محمد، عن معاوية بن سلام.
كلاهما - هشام، ومعاوية بن سلام - عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي مزاحم، فذكره.
وبلفظ: «من اتبع جنازة مسلم إيمانا واحتسابا وكان معه حتى يصلى عليها، ويفرغ من دفنها، فإنه يرجع من الأجر بقيراطين، كل قيراط مثل أحد، ومن صلى عليها. ثم رجع قبل أن تدفن فإنه يرجع بقيراط» .
أخرجه البخاري (1/18) قال: حدثنا أحمد بن عبد الله بن علي المنجوفي. قال: حدثنا روح. قال: حدثنا عوف، عن الحسن ومحمد فذكراه.
* أخرجه أحمد (2/430) قال: حدثنا يحيى. وفي (2/493) قال: حدثنا محمد بن جعفر. (ح) وإسحاق، يعني ابن يوسف الأزرق. والنسائي (4/77) قال: أخبرنا محمد بن بشار. قال: حدثنا محمد ابن جعفر وفي (8/120) قال: أخبرنا عبد الرحمن بن محمد بن سلام. قال: حدثنا إسحاق، يعني ابن يوسف الأزرق.
ثلاثتهم - يحيى، ومحمد بن جعفر، وإسحاق بن يوسف الأزرق - عن عوف، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، فذكر نحوه. ليس فيه: «الحسن»
وبلفظ: «من صلى على جنارة فله قيراط، ومن اتبعها حتى توضع في القبر فقيراطان» .
قال: قلت: ياأبا هريرة، وما القيراط؟ قال: مثل أحد
أخرجه أحمد (2/474) . ومسلم (3/51) قال: حدثني محمد بن حاتم
كلاهما - أحمد، ومحمد بن حاتم - عن يحيى بن سعيد، عن يزيد بن كيسان، عن أبي حازم، فذكره.
وبلفظ: «من تبع جنازة فصلى عليها، أو قال: من صلى عليها - شعبة شك - فله قيراط، فإن شهد دفنها، فله قيراطان، القيراط مثل أحد» .
أخرجه أحمد (2/458) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة عن عبد الملك بن عمير. قال: سمعت سالما البراد. أبا عبد الله، فذكره.
وبلفظ: «من صلى على جنازة فاتبعها، فله قيراطان، مثلي أحد، ومن صلى ولم يتبعها فله قيراط مثل أحد» قال: أبو بكر: القيراط مثل أحد. أخرجه أحمد (2/273) قال: حدثنا عبد الرزاق. وابن بكر. قالا: أخبرنا ابن جرير. قال: أخبرني الحارث بن عبد المطلب.، وقال ابن بكر: ابن عبد الملك. أن نافع بن جبير أخبره، فذكره.
وبلفظ: «من شهد الجنارة حتى يصلي، فله قيراط، ومن شهد حتى تدفن، كان له قيراطان. قيل: وما القيراطان؟ قال: مثل الجبلين العظيمين.» .
أخرجه البخاري (2/110) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة. قال: قرأت على ابن أبي ذئب، عن سعيد ابن أبي سعيد المقبري، عن أبيه، فذكره.
وبلفظ: «من تبع جنازة يحمل من علوها، وحثا في قبرها، وقعد حتى يؤذن له، آب بقيراطين من الأجر، كل قيراط مثل أحد» .
أخرجه أحمد (2/320 و531) قال: حدثنا أبو عبد الرحمن، عبد الله بن يزيد. قال: حدثنا ابن لهيعة، عن عبد الله بن هبيرة، عن أبي تميم الجيشاني. قال: كتب إلى عبد الله بن هرمز، مولى من أهل المدينة، فذكره.
وبلفظ: «من تبع جنازة فصلى عليها فله قيراط، فإن شهد دفنها فله قيراطان، القيراط أعظم من أحد» .
فقال له ابن عمر - رضي الله عنه - أبا هر انظر ما تحدث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقام إليه أبو هريرة حتى انطلق به إلى عائشة فقال لها: ياأم المؤمنين أنشدك بالله أسمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول:: «من تبع جنازة فصلى عليها فله قيراط، فإن شهد دفنها فله قيراطان» .
فقالت: اللهم نعم. فقال: أبو هريرة: إنه لم يكن يشغلني عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- غرس الودي، ولا صفق بالأسواق،: إني إنما كنت أطلب من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كلمة يعلمنيها، وأكلة يطعمنيها، فقال. له ابن عمر: أنت يا أبا هريرة كنت ألزمنا لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأعلمنا بحديثه.
أخرجه أحمد (2/2) قال: حدثنا هشيم: عن يعلي بن عطاء، عن الوليد بن عبد الرحمن القرشي، عن ابن عمر رضي الله عنه - فذكره..
* أخرجه أحمد (2/387) قال: حدثنا بهز. قال: حدثنا حماد بن سلمة عن يعلى بن عطاء، عن الوليد بن عبد الرحمن، أن أبا هريرة حدث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- فذكر نحوه. ليس في إسناده: «ابن عمر» .
وبلفظ: «من تبع جنازة، فصلى عليها، ثم انصرف، فله قيراط من الأجر، ومن تبعها فصلى عليها، ثم قعد حتى يفرغ من دفنها فله قيراطان، من الأجر، كل واحد منها أعظم من أحد» .
أخرجه النسائي (4/77) قال: أخبرنا الحسن بن قزعة..قال: حدثنا مسلمة بن علقمة. قال: أنبأنا داود، عن عامر، فذكره.
وبلفظ: «من صلى على جنازة، فله قيراط، ومن انتظرها حتى توضع في اللحد فله قيراطان، والقيراطان مثل الجبلين العظيمين.» .
أخرجه أحمد (2/233) . قال: حدثنا عبد الأعلى. وفي (2/280) قال: حدثنا عبد الرزاق. والبخاري (2/هامش (110) قال: حدثني عبد الله بن محمد قال: حدثنا هشام. ومسلم (3/51) قال: حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة، قال: حدثنا عبد الأعلى. (ح) وحدثنا ابن رافع وعبد بن حميد، عن عبد الرزاق. وابن ماجة (1539) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبد الأعلى. والنسائي (4/76) قال: أخبرنا نوح بن حبيب. قال: أنبأنا عبد الرزاق.
ثلاثتهم - عبد الأعلى، وعبد الرزاق، وهشام بن يوسف - عن معمر، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، فذكره
وأخرجه مسلم (3/51) قال: حدثني عبد الملك بن شعيب بن الليث قال: حدثني أبي، عن جدي، قال: حدثني عقيل بن خالد، عن ابن شياب، أنه قال: حدثني رجال عن أبي هريرة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- بمثل حديث معمر..قال: من اتبعها متى تدفن. * الروايات متقاربة المعنى، وأثبتنا لفظ رواية النسائي.(9/441)
7124 - (م) ثوبان - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَنْ صَلَّى على جنازة فله قيراط، فإن شَهِدَ دَفْنَها فله قيراطان، القيراطُ مِثْل أحُد» .
وفي رواية: «سئل النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- عن القيراط؟ فقال: مِثْلُ أحُد» . أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (946) في الجنائز، باب فضل الصلاة على الجنازة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (5/276) قال:حدثنا أبو قطن، قال:حدثنا هشام وفي (5/277 و282) قال:حدثنا يحيى بن سعيد، قال: شعبة حدثنا. وفي (5/283) قال:حدثنا عبد الملك بن عمرو، قال: حدثنا هشام يعني ابن أبي عبد الله (ح) وابن جعفر يعني غندر، قال:حدثنا سعيد وفي (5/284) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا أبان. وفي (5/284) قال: حدثنا أبان. وفي (5/284) قال:حدثنا عبد الوهاب الخفاف، قال: أخبرنا سعيد. ومسلم (3/52) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال:حدثنا يحيى بن سعيد. قال: حدثنا شعبة. (ح) وحدثني ابن بشار. قال:حدثنا معاذ بن هشام، قال: حدثني أبي (ح) وحدثنا ابن المثنى. قال:حدثنا ابن أبي عدي، عن سعيد (ح) وحدثني زهير بن حرب، قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا أبان. وابن ماجة (1540) قال:حدثنا حميد بن مسعدة،قال: حدثنا خالد بن الحارث. قال: حدثنا سعيد.
أربعتهم - هشام، وشعبة، وسعيد،وأبان - عن قتادة، عن سالم بن أبي الجعد، عن معدان بن أبي طلحة، فذكره.(9/443)
7125 - (س) البراء بن عازب - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ تَبِعَ جنازة حتى يُصَلَّى عليها كان له من الأجر قيراط، ومَنْ مشى مع الجنازة حتى تُدْفَنَ، كان له من الأجر قيراطان، والقيراطُ مِثْلُ أحُد» أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 4 / 54 و 55 في الجنائز، باب فضل من يتبع جنازة، وهو حديث صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: أخرجه أحمد (4/294) قال:حدثنا قتيبة بن سعيد (قال عبد الله بن أحمد) : وكتب به إلى قتيبة، قال عبد الله: وحدثناه صالح بن عبد الله الترمذي، وأبو معمر. والنسائي (4/54) قال: أخبرنا قتيبة.
ثلاثتهم - قتيبة، وصالح،وأبو معمر - قالوا:حدثنا عبثر بن القاسم، عن برد أخي يزيد بن أبي زياد، عن المسيب، فذكره.(9/443)
7126 - (س) [عبد الله] بن مغفَّل - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ تَبِعَ جنازة حتى يُفرَغ منها فله قيراطان، فإن رجع قبل أن يُفْرَغَ منها، فله قيراط» أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 4 / 55 في الجنائز، باب فضل من يتبع جنازة، وهو حديث صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: أخرجه أحمد (4/86) قال:حدثنا أبو النضر،قال:حدثنا المبارك. وفي (5/57) قال: حدثنا روح، قال: حدثنا أشعث. والنسائي (4/55) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا خالد، قال: حدثنا أشعث.
كلاهما - المبارك بن فضالة، وأشعث - عن الحسن، فذكره.(9/444)
الفرع العاشر: في فضل التأمين وأدعية الصلاة
التأمين
7127 - (خ م ط د ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا أمَّنَ الإمام فأمِّنُوا، فإن من وافق تَأمينُهُ تأمينَ الملائكةِ، غُفِرَ له ما تقدَّم من ذَنْبِهِ» .
قال ابن شهاب: وكان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «آمين» .
أخرجه البخاري ومسلم.
وللبخاري أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا أمَّن القارئُ فأمِّنُوا، فإنَّ الملائكةَ تُؤَمِّن، فمن وافق تأمينُه تأمينَ الملائكة، غُفِرَ له ما تقدَّم من ذَنْبِهِ» . [ص:445]
وفي أخرى قال: «إذا قال أحدكم: آمين، وقالت الملائكة في السماءِ: آمين، فوافقت إحداهما الأخرى، غُفِرَ له ما تقدَّم من ذَنْبِهِ» .
ولمسلم مثل هذه الرواية.
وللبخاري قال: «إذا قال الإمام: {غير المغضوب عليهم ولا الضالين} فقولوا: آمين، فإنه من وافق قولُه قولَ الملائكةِ، غُفِرَ له ما تقدَّم من ذنبه» .
ولمسلم قال: «إذا قال القارئُ: {غير المغضوب عليهم ولا الضالين} وقال مَنْ خلفه: آمين، فوافق قولُه قولَ أهل السماء، غُفِرَ له ما تقدَّم مِنْ ذَنبه» .
وأخرج «الموطأ» وأبو داود والنسائي الأولى والثالثة والرابعة، وأخرج الترمذي الأولى (1) .
__________
(1) رواه البخاري 2 / 218 و 219 في صيغة الصلاة، باب جهز الإمام بالتأمين، وفي الدعوات، باب التأمين، ومسلم رقم (409) و (410) في الصلاة، باب التسميع والتحميد والتأمين، والموطأ 1 / 87 في الصلاة، باب ما جاء في التأمين خلف الإمام، وأبو داود رقم (934) و (935) و (936) في الصلاة، باب التأمين وراء الإمام، والترمذي رقم (250) في الصلاة، باب ما جاء في فضل التأمين، والنسائي 2 / 143 و 144 في الافتتاح، باب جهر الإمام بآمين، وباب الأمر بالتأمين خلف الإمام.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: بلفظ: «إذا قال الإمام {غير المغضوب عليهم ولا الضالين} فقولوا: آمين، فإنه من وافق قوله قول الملائكة، غفر له ما تقدم من ذنبه» .
1-أخرجه مالك (الموطأ) (76) . وأحمد (2/459) قال: قرأت على عبد الرحمن. (ح) وحدثنا إسحاق. والخباري (1/198) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة. وفي (6/21) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. وفي القراءة خلف الإمام (233) قال: حدثني إسماعيل. وأبو داود (935) قال: حدثنا القعنبي. والنسائي (2/144) وفي الكبرى (911) قال: أخبرنا قتيبة. وفي الكبري (تحفة الأشراف) (9/12576) عن سويد ابن نصر، عن عبد الله بن المبارك (ح) وعن الحارث بن مسكين، عن عبد الرحمن بن القاسم.
ثمانيتهم - عبد الرحمن بن مهدي، وإسحاق، وعبد الله بن مسلمة القعنبي، وعبد الله بن يوسف وإسماعيل، وقتيبة، وعبد الله بن المبارك، وعبد الرحمن بن القاسم - عن مالك عن سمي.
2- وأخرجه مسلم (2/18) قال حدثنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا يعقوب، يعني ابن عبد الرحمن. وابن خزيمة (570) قال: أخبرنا أحمد بن عبدة الضبي. قال: أخبرنا عبد العزيز - يعني ابن محمد الدراوردي. كلاهما - يعقوب وعبد العزيز - عن سهيل.
كلاهما - سمي مولى أبي بكر، وسهيل - عن أبي صالح السمان، فذكره.
وبلفظ: «إذا قال أحدكم: آمين. وقالت الملائكة في السماء: آمين. فوافقت إحداهما الأخرى، غفر له ماتقدم من ذنبه» .
أخرجه مالك (الموطأ) (76) . وأحمد (2/459) قال: قرأت على عبد الرحمن: مالك. والبخاري (1/198) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. قال: أخبرنا مالك. ومسلم (2/17) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة قال القعنبي. قال: حدثنا المغيرة. والنسائي (2/144) وفي الكبرى (912) قال: أخبرنا قتيبة، عن مالك. وفي الكبرى (تحفة الأشراف (10/13826) عن محمد بن سلمة، عن ابن القاسم، عن مالك، وفي (10/13641) عن عبد الملك بن شعيب بن الليث بن سعد، عن أبيه، عن جده، عن جعفر بن ربيعة.
ثلاثتهم - مالك، والمغيرة بن عبد الرحمن الحزامي، وجعفر 0 عن أبي الزناد، عن الأعرج - فذكره.
وبلفظ: «إذ أمن الإمام فأمنوا، فإنه من وافق تامينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه.» .
أخرجه مالك (الموطأ) (76) . وأحمد (2/233) قال: حدثنا عبد الأعلى، عن معمر. وفي (2/459) قال: قرأت على عبد الرحمن بن مهدي: مالك والدارمي (1249) قال: أخبرنا نصر بن علي، قال: حدثنا عبد الأعلى، عن معمر. والبخاري (1/198) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. قال: أخبرنا مالك، ومسلم (2/17) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. قال: قرأت على مالك. (ح) وحدثني حرملة بن يحيى. قال: أخبرنا ابن وهب. قال: أخبرني يونس. وأبو داود (936) قال: حدثنا القعنبي، عن مالك. وابن ماجة (852) قال: حدثنا بكر بن خلف، وجميل بن الحسن. قالا: حدثناعبد الأعلى. قال: حدثني معمر. (ح) وحدثنا أحمد بن عمرو بن السرح المصري وهاشم بن القاسم الحراني. قالا: حدثنا عبد الله بن وهب. عن يونس. والترمذي (250) قال: حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء. قال: حدثنا زيد ابن حباب. قال: حدثنا مالك بن أنس. والنسائي (2/144) وفي الكبرى (910) قال: أخبرنا قتيبة، عن مالك. وفي الكبرى (تحفة الأشراف) (10/13327) . عن سويد بن نصر، عن عبد الله بن المبارك، عن يونس بن يزيد (وابن خزيمة (1583) قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى الصدفي، قال: حدثنا ابن وهب. قال: أخبرني يونس.
ثلاثتهم - ومالك، ومعمر، ويونس - عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، وأبي سلمة بن عبد الرحمن، فذكراه.
* أخرجه الحميدي (933) قال: حدثنا سفيان بن عيينة، وأحمد (2/238) قال: حدثنا سفيان بن عيينة. وفي (2/270) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر. والبخاري (8/106) قال: حدثنا علي بن عبد الله. قال: حدثنا سفيان. وابن ماجة (851) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وهشام بن عمار. قالا: حدثنا سفيان بن عيينة. والنسائي (2/143) وفي الكبري (908) قال: أخبرنا محمد بن منصور قال: حدثنا سفيان. وافي (2/144) وفي الكبرى (909) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود. قال: حدثنا يزيد بن زريع. قال: حدثنا معمر. وابن خزيمة (569) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء وسعيد بن عبد الرحمن المخزومي وعلي بن خشرم. قالوا: حدثنا سفيان 0 وفي (575) قال: حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني، وعمرو بن علي. قالا: حدثنا يزيد، وهو ابن زريع. قال: أخبرنا معمر.
كلاهما - سفيان بن عيينة، معمر - عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، فذكره (ليس فيه أبو سلمة) .
* وأخرجه أحمد (2/449) قال: حدثنا يزيد. قال: أخبرنا محمد. والدارمي (1248) قال: أخبرنا يزيد ابن هارون. قال: أخبرنا محمد بن عمرو. والنسائي (2/143) . وفي الكبرى (907) قال: أخبرنا عمرو ابن عثمان. قال: حدثنا بقية. عن الزبيدي. قال: أخبرني الزهري، وفي الكبرى (تحفة الأشراف -11/15153) عن سعيد بن عبد الرحمن، عن سفيان بن عيينة، عن الزهري. وفي (11/15209) عن عمرو بن عثمان.، عن الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، عن الزهري، وفي (11/15236) عن العباس بن الوليد بن مزيد، عن أبيه، عن الأوزاعي، عن قرة بن عبد الرحمن، عن الزهري.
كلاهما - محمد بن عمرو، والزهري - عن أبي سلمة، فذكره.، ليس فيه (سعيد بن المسيب)
وبلفظ: «إذا قال أحدكم: آمين. والملائكة في السماء. فيوافق إحداهما الأخرى، غفر له ماتقدم من ذنبه» .
أخرجه أحمد (2/312) . ومسلم (2/18) قال: حدثنا محمد بن رافع.
كلاهما - أحمد، ومحمد بن رافع - قالا: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر. عن همام، فذكره.
وبلفظ: «إذا قال الإمام: ولا الضالين فقولوا: آمين.» .
أخرجه البخاري في القراءة خلف الإمام (236) قال: حدثنا محمود، قال: أنبأنا أبو داود. قال: أنبأنا شعبة، عن يعلى بن عطاء، قال: سمعت أبا علقمة الهاشمي. فذكره.
وبلفظ: «إذا قال أحدكم في الصلاة: آمين. والملائكة في السماء آمين. فوافق إحداهما الأخرى. غفر له ما تقدم من ذنبه.» .
أخرجه مسلم (2/17) قال: حدثني حرملة بن يحيى. قال: حدثني ابن وهب. قال: أخبرني عمرو، أن أبا يونس حدثه، فذكره.
وبلفظ: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا تلا: {غير المغضوب عليهم ولا الضالين} قال: آمين حتى يسمع من يليه من الصف الأول.» .
أخرجه أبو داود (934) قال: حدثنا نصر بن علي. وابن ماجة (853) قال: حدثنا محمد بن بشار.
كلاهما - نصر بن علي، ومحمد بن بشار - عن صفوان بن عيسى، عن بشر بن رافع، عن أبي عبد الله، فذكره.(9/444)
الدعاء
7128 - (خ ط د ت س) رفاعة بن رافع الزرقي - رضي الله عنه - قال: «كنا نصلِّي وراءَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، فلما رفع رأسه من الركعة الأولى قال: سمع الله لمن حمده، وقال رجل وراءه: ربَّنا ولك الحمد، حمداً كثيراً طيباً مبارَكاً [ص:446] فيه، فلما انصرف قال: مَنِ المتكلِّمُ؟ قال: أنا، قال: لقد رأيتُ بِضعة وثلاثين ملَكاً يَبْتدرونها، أيُّهم يكتبها أولَ» أخرجه البخاري وأبو داود و «الموطأ» والنسائي.
وفي رواية الترمذي - وأخرجها أبو داود أيضاً - قال: «صَلَّيتُ خَلْفَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فَعَطَسْتُ، فقلتُ: الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مبارَكاً فيه، مبارَكاً عليه، كما يُحِبُّ ربُّنا ويَرْضى، فلما صلَّى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- انصرف، فقال: من المتكلِّمُ في الصلاة؟ فلم يتكلَّمْ أحد، ثم قالها الثانية: مَنِ المتكلِّمُ في الصلاة؟ فلم يتكلَّم أحد، ثم قالها الثالثةَ: من المتكلِّم في الصلاة؟ فقال رِفاعةُ: أنا يا رسول الله، قال: كيف قلتَ؟ قال: قلتُ: الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، مباركاً عليه، كما يُحِبُّ ربُّنا ويَرْضى، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: والذي نفسي بيده، لقد ابتدرها بِضْعة وثلاثون مَلَكاً أيُّهم يَصْعَدُ بها» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 2 / 237 و 238 في صفة الصلاة، باب فضل ربنا لك الحمد، والموطأ 1 / 211 و 212 في القرآن، باب ما جاء في ذكر الله تبارك وتعالى، وأبو داود رقم (770) و (773) في الصلاة، باب ما يستفتح به الصلاة من الدعاء، والترمذي رقم (404) في الصلاة، باب ما جاء في الرجل يعطس في الصلاة، والنسائي 2 / 196 في الافتتاح، باب ما يقول المأموم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: وقد تقدم برقم (2173)
والرواية الثانية:
أخرجها أبو داود (773) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، وسعيد بن عبد الجبار والترمذي (404) قال: حدثنا قتيبة. والنسائي (2/145) وفي الكبرى (913) قال: أخبرنا قتيبة.
كلاهما - قتيبة، وسعيد بن عبد الجبار - عن رفاعة بن يحيى بن عبد الله بن رفاعة بن رافع الزرقي، عن عم أبيه معاذ بن رفاعة بن رافع، فذكره.(9/445)
7129 - (م ت س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: «إنَّ رجلاً جاءَ قد حفَزَهُ النَّفَسُ، ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- قد ركع، فقال: الله أكبر كبيراً، والحمد لله كثيراً، وسبحان الله بكْرة وأصيلاً، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: عَجِبْتُ لها، فُتِحَتْ لها أبوابُ السماء» . [ص:447]
وفي رواية «أن الرجل قال: الحمد لله، حمداً كثيراً طيباً مبارَكاً فيه، قال ابن عمر: فما تركتُها منذ سمعتُ من النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-» أخرجه مسلم.
وفي رواية الترمذي: قال: بينما نحن نصلِّي مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، إذ قال رجل من القوم: الله أكبر كبيراً، والحمدُ لله كثيراً، وسبحان الله بكرة وأصيلاً، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَن القائل كذا وكذا؟ فقال رجل من القوم: أنا يا رسولَ الله، قال: عجبتُ لها، فُتِحَتْ لها أبوابُ السماء، قال ابن عمر: فما تركتهن منذ سمعتُ من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-» .
وفي رواية النسائي قال: «قام رجل خلفَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- فقال: الله أكبر ... وذكر الحديث إلى قوله: فقال رجل: أنا يا نبيَّ الله، فقال: لقد رأيتُها ابتدَرها اثنا عشر مَلَكاً» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(حفزه النفس) حفزه يحفِزه: إذا دفعه وساقه، وحفزه النَّفَس: إذا تتابع وتدارك، فكأن النَّفَس قد دفعه بتتابعه.
__________
(1) رواه مسلم رقم (601) في المساجد، ومواضع الصلاة، باب ما يقال بين تكبيرة الإحرام والقراءة، والترمذي رقم (3586) في الدعوات، باب رقم (137) ، والنسائي 2 / 125 في الافتتاح، باب القول الذي يفتتح به الصلاة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1-أخرجه أحمد (2/14) (4627) قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، قال: حدثنا الحجاج بن أبي عثمان. وفي (2/97) (5722) قال: حدثنا حسن بن موسى قال: حدثنا ابن لهيعة. ومسلم (2/99) قال: حدثنا زهير بن حرب. والترمذي (3592) قال: حدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي، قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم. قال: حدثنا الحجاج بن أبي عثمان، والنسائي (2/125) وفي الكبرى (870) قال: أخبرنا محمد بن شجاع المروزي، قال: حدثنا إسماعيل، عن حجاج.
كلاهما - الحجاج، بن أبي عثمان، وابن لهيعة - عن أبي الزبير.
2- وأخرجه النسائي (2/125) وفي الكبرى (869) قال: أخبرني محمد بن وهب، قال: حدثنا محمد ابن سلمة، عن أبي عبد الرحيم، قال: حدثني زيد، وهو ابن أبي أنيسة عن عمرو بن مرة.
كلاهما - أبو الزبير، وعمرو بن مرة - عن عون بن عبد الله بن عتبة، فذكره.
* في رواية عمرو بن مرة. «لقد ابتدرها اثنا عشر ملكا» .
وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه. وحجاج بن أبي عثمان هو حجاج بن ميسرة الصواف ويكني أبا الصلت، وهو ثقة عند أهل الحديث.(9/446)
7130 - (س) وائل بن حجر - رضي الله عنه (1) - قال: «صلَّيتُ [ص:448] خلفَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فلما كبَّر رفع يديه أسفلَ من أذُنيه، فلما قرأ {غيرِ المغضوب عليهم ولا الضَّالين} قال: آمين، فسمعتُه وأنا خلفَهُ، فسمع رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- رجلاً يقول: الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، فلما سلَّم النبيُّ من صلاته، قال: مَنْ صاحب الكلمة في الصلاة؟ قال الرجلُ: أنا يا رسول الله، وما أردتُ بها بأساً، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: لقد ابتدرها اثنا عشر مَلَكاً، فما نهنهها شيءٌ دون العرش» . أخرجه النسائي (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(نهنهها) نهنهتُ فلاناً: إذا كَفَفْتَه وزجرته وأخَّرته
__________
(1) كذا في الأصل: وائل بن حجر، وفي المطبوع بياض.
(2) كذا في الأصل أخرجه النسائي، وفي المطبوع بياض، وقد رواه النسائي 2 / 145 و 146 في الافتتاح، باب قول المأموم إذا عطس خلف الإمام، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (3802) في الأدب، باب فضل الحامدين، وهو حديث صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (4/315) قال: حدثنا عبد القدوس. قال: أخبرنا الحجاج وفي (4/317) قال: حدثنا يحيى بن آدم. قال حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، وابن ماجة (855) قال: حدثنا محمد بن الصباح، وعمار بن خالد الواسطي. قالا: حدثنا أبو بكر بن عياش، عن أبي إسحاق، وفي (3802) قال: حدثنا علي بن محمد. قال: حدثنا يحيى بن آدم. قال: حدثنا، إسرائيل عن أبي إسحاق. والنسائى (2/145) وفي الكبرى (914) قال: أخبرنا عبد الحميد بن محمد. قال: حدثنا مخلد قال: حدثنا يونس بن أبي إسحاق، عن أبيه.
كلاهما - الحجاج، وأبو إسحاق - عن عبد الجبار بن وائل، فذكره.
* الروايات مطولة ومختصرة.(9/447)
7131 - () سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه -: «أن رجلاً جاء إلى الصلاة ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يُصَلِّي، فقال حين انتهى إلى الصف: اللهم إني أسألُكَ أفضلَ ما تُؤتي عبادَك الصالحين، فلما سلَّم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: مَنِ المتكلِّمُ آنفاً؟ قال الرجل: أنا يا رسول الله، قال: إذاً يُعْقَرُ جوادُك، وتُسْتَشْهَدُ في سبيل الله» . أخرجه ... (1) . [ص:449]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(تعقر جوادك) الجواد: الفرس، وعقْره: قتله في الحرب، كذا أراد به هاهنا.
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
في المطبوع أخرجه رزين.(9/448)
7132 - (خ م ط د ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا قال الإمام: سمع الله لمن حمده، فقولوا: اللهمَّ ربَّنا لك الحمد، فإنه مَنْ وافق قولُه قولَ الملائكة غُفِرَ له ما تقدَّم من ذنبه» أخرجه الجماعة (1) .
__________
(1) رواه البخاري 2 / 235 و 236 في صفة الصلاة، باب فضل اللهم ربنا لك الحمد، وفي بدء الخلق، باب ذكر الملائكة، ومسلم رقم (409) في الصلاة، باب التسميع والتحميد والتأمين، والموطأ 1 / 88 في الصلاة، باب ما جاء في التأمين خلف الإمام، وأبو داود رقم (848) في الصلاة، باب ما يقول إذا رفع رأسه من الركوع، والترمذي رقم (267) في الصلاة، باب ما يقول الرجل إذا رفع رأسه من الركوع، والنسائي 2 / 196 في الافتتاح، باب قوله: ربنا لك الحمد.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه مالك (الموطأ) (76) .وأحمد (2/459) قال: قرأت على عبد الرحمن. (ح) وحدثنا إسحاق. والبخاري (1/201) قال:حدثنا عبد الله بن يوسف. وفي (4/139) قال:حدثنا إسماعيل. ومسلم (2/17) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. وأبو داود (848) قال:حدثنا عبد الله بن مسلمة. والترمذي (267) قال: حدثنا إسحاق بن موسى الأنصاري. قال:حدثنا معن. والنسائي (2/196) وفي الكبرى (563) قال: أخبرنا قتيبة. وفي الكبري تحفة الأشراف (9/12568) عن سويد بن نصر عن عبد الله بن المبارك (ح) وعن محمد بن سلمة، عن ابن القاسم.
عشرتهم - عبد الرحمن، وإسحاق، وعبد الله بن يوسف، وإسماعيل، ويحيى بن يحيى، وعبد الله ابن مسلمة، ومعن بن عيسى، وقتيبة،وعبد الله بن المبارك، وابن القاسم - عن مالك، عن سمي مولى أبي بكر.
2- وأخرجه أحمد (2/417) .ومسلم (2/17) .والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (9/12771) .
ثلاثتهم -أحمد،مسلم،والنسائي - عن قتيبة بن سعيد بن يعقوب بن عبد الرحمن، عن سهيل.
كلاهما - سمى مولى أبي بكر،وسهيل بن أبي صالح- عن أبي صالح السمان،فذكره.(9/449)
7133 - (م ت س) كعب بن عجرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «مُعقِّبات لا يَخيب قَائِلُهُنَّ، أو فَاعِلُهنَّ، دُبُرَ كلِّ صلاة مكتوبة، ثلاث وثلاثونَ تَسبيحة، وثلاث وثلاثون تحميدة، وأربع وثلاثون تكبيرة» أخرجه مسلم والترمذي والنسائي (1) .
وقد تقدَّم في «كتاب الدعاء» من حرف الدال أحاديث تتضمَّن أشياءَ من هذا الفَنِّ كثيرة، فلم نُعِدْ ذكرها، فلتطلب من هناك.
__________
(1) رواه مسلم رقم (596) في المساجد، باب ما يستعاذ منه في الصلاة، والترمذي رقم (3409) في الدعوات، باب رقم (25) ، والنسائي 3 / 75 في السهو، باب نوع آخر من عدد التسبيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مسلم (2/98) قال: حدثنا الحسن بن عيسى، قال: أخبرنا ابن المبارك،قال: أخبرنا مالك بن مغول. (ح) وحدثنا نصر بن علي الجهضمي، قال:حدثنا أبو أحمد، قال:حدثنا حمزة الزيات (ح) وحدثني محمد بن حاتم،قال: حدثنا أسباط بن محمد، قال: حدثنا عمرو بن قيس الملائي. والترمذي (3412) قال:حدثنا محمد بن إسماعيل بن سمرة الأحمش الكوفي، قال:حدثنا أسباط ابن محمد،قال:حدثنا عمرو بن قيس الملائي، والنسائي (3/75) وفي الكبرى (1181) وفي (عمل اليوم والليلة) (155) قال:أخبرنا محمد بن إسماعيل بن سمرة، عن أسباط، قال:حدثنا عمرو بن قيس وأخرجه النسائي في الكبرى تحفة الأشراف (8/1115) عن محمود بن غيلان، عن قبيصة، عن سفيان، عن منصور.
أربعتهم - مالك بن مغول، وحمزة الزيات، وعمرو بن قيس، ومنصور - عن الحكم بن عيينة، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، فذكره.
* وأخرجه النسائي في (عمل اليوم والليلة) (156) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا أبو الأحوص، عن منصور، عن الحكم، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن كعب بن عجرة، فذكره موقوفا.(9/449)
الفصل الخامس: في فضائل الصوم
7134 - (خ م ط د ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «كلُّ عملِ ابنِ آدمَ يضاعَفُ: الحسنةُ عشر أمثالها إلى سبعمائةِ ضِعْف، قال الله عزَّ وجلَّ: إلا الصوم، فإنه لي، وأنا أجزي به، يَدَع شهوتَهُ وطعامَه من أجْلي، للصائم فرحتان، فرحة عند فِطْره، وفرحة عند لقاءِ ربِّه، ولَخُلُوفُ فيه أطيب عند الله من ريح المسكِ» .
وفي رواية قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «كلُّ عملِ ابنِ آدمَ له، إلا الصيامُ، فإنه لي، وأنا أجْزِي به، الصيامُ جُنَّة، فإذا كان يومُ صومِ أحدِكم فلا يَرْفُثْ يومئذ ولا يَصْخَبْ، فإن شاتَمه أحَد أو قاتَلَهُ، فليقلْ: إني صائم، إني صائم، والذي نفسُ محمد بيده، لَخَلُوفُ فم الصائم أطيبُ عند الله من ريح المسك، وللصائم فرحتان يفرحهما، إذا أفطر فرح بفطره، وإذ لقي ربَّه فرح بصومه» .
وفي أخرى مختصراً: «كلُّ عملِ ابنِ آدمَ له، إلا الصيامُ، هو لي، وأنا أجزي به، ولَخَلُوف فم الصائم أطيبُ عند الله من ريح المسك» . [ص:451]
وفي رواية «فوالذي نفسُ محمد بيده لخلوف فم الصائم» .
وفي أخرى «فوالذي نفسي بيده لَخِلْفة فم الصائم» أخرجه البخاري ومسلم.
وللبخاري عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- يرويه عن ربِّكم - قال: «لِكُلِّ عملِ ابنِ آدمَ كفارة، والصوم لي، وأنا أجْزي به، ولَخَلُوفُ فم الصائم أطيبُ عند الله من ريح المسك» .
وفي أخرى له قال: «الصيامُ جُنَّة، فلا يرفُثْ ولا يَجْهل، وإنِ امرؤ قاتله أو شاتَمه، فليقل: إني صائم - مرتين - والذي نفسي بيده، لخلوف فم الصائم أطيبُ عند الله من ريح المسك، يَتْرُكُ طعامَه وشهوتَه من أجْلي، الصيام لي، وأنا أجْزِي به، والحسنةُ بعشر أمثالها» .
ولمسلم عن أبي هريرة رواية قال: «إذا أصبحَ أحدُكم صائماً، فلا يَرفُثْ ولا يَجْهَلْ، وإن امرؤ شاتمه، أو قاتله، فليقل: إني صائم [إني صائم] » .
وفي أخرى قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «الصيام جُنَّة، فإذا كان أحدُكم صائماً ... الحديث» .
قال الحميديُّ: كذا حكى أبو مسعود، وفي أخرى عن أبي هريرة وأبي سعيد قالا: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إنّ الله يقول: إن الصوم لي، وأنا أجْزِي به، وإن للصائم فرحتين: إذا أفطر فرح، وإذا لقي الله عزَّ وجلَّ [ص:452] فَرِح، والذي نفسُ محمد بيده، لَخَلُوفُ فم الصائم أطيبُ عند الله من ريح المسك» .
وفي رواية «إذا لقي الله عز وجل فجزاه، فَرِح» .
وفي رواية «الموطأ» : أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «الصيامُ جُنَّة، فإذا كان أحدُكم صائماً فلا يَرْفُثْ ولا يَجْهَلْ، فإن امرؤ قاتله أو شاتمه، فليقلْ: إني صائم» .
وفي أخرى: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «والذي نفسي بيده لخَلُوف فم الصائم أطيبُ عند الله من ريح المسك، إنما يَذَر شهوتَه وطعامَه وشرابَه من أجْلي، فالصيامُ لي، وأنا أجْزِي به، كلُّ حسنة بعشرِ أمثالها، إلى سبعمائةِ ضِعف، إلا الصيامُ، فهو لي، وأنا أجْزِي به» .
وفي رواية أبي داود قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «الصيامُ جُنَّة، فإذا كان أحدُكم صائماً، فلا يَرْفُثْ» وذكر رواية «الموطأ» الأولى.
وفي رواية الترمذي قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إنَّ ربَّكم يقول: كلُّ حسنة بعشر أمثالها، إلى سبعمائة ضِعْف، والصوم لي، وأنا أجْزِي به، والصومُ جُنَّة من النار، ولَخَلُوفُ فم الصائم أطيبُ عند الله من ريح المسك، فإن جَهِل على أحدكم جاهل، وهو صائم، فليقل: إني صائم» . [ص:453]
وفي رواية قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «للصائم فرحتان: فرحة حين يفطر، وفرحة حين يلقى ربه» .
وأخرج النسائي الرواية الثانية، ورواية أبي هريرة وأبي سعيد، وأخرج رواية الترمذي الأولى. وللنسائي: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «الصومُ جُنَّة» لم يزد (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ولخَلُوف) خَلفَ فم الصائم يخل خُلوفاً: إذا تَغَيَّرت ريحه من ترك الأكل والشرب، والخِلفَة منه.
(يرفث) الرفث: كلمة جامعة لكل ما يريده الرجل من المرأة، وقيل: هو التصريح بذكر الجماع، وهو الحرام في الحج على المحرم، فأما الرفث في الكلام إذا لم يخاطب به امرأة، فلا يحرم عليه، ولكن يستحب له تركه.
(يصخب) الصخب: الضجة والجَلَبة. [ص:454]
(الصوم لي وأنا أجزي به) إنما خص الصَّوم والجزاء عليه بنفسه عزَّ وجلَّ وإن كانت العبادات كلُّها له، وجزاؤها منه، لأن جميع العبادات التي يتقرَّب بها العباد إلى الله عز وجل، من صلاة، وحج، وصدقة، وتبتُّلٍ واعتكافٍ ودعاء وقربان وهدي، وغير ذلك من أنواع العبادات، قد عَبَدَ المشركون بها آلهتهم، وكانوا يتَّخذونه من دون الله أنْداداً، ولم يُسمع أن طائفة من طوائف المشركين وفي الأزمان المتقادمة عَبَدَت آلهتها بالصوم، ولا تقرَّبَتْ إليها به، ولا دانَتْهَا به، ولا عُرِفَ الصوم في العبادات إلا من جهة الشرائع، فذلك قال الله عز وجل: «الصوم لي» أي: لم يشاركني فيه أَحَد، ولا عُبِدَ به غيري، فأنا حينئذ أجزي به على قدر اختصاصه بي، وأنا أتولَّى الجزاء عليه بنفسي، لا أكِلُه إلى أحد [غيري] من مَلَك مُقَرَّبٍ أو غيره، وقد ذكر العلماء في معنى هذا الحديث وجوهاً من التأويل، لا تداني هذا القول ولا تقارِبُهُ، إذ ما من قول منها إلا وباقي العبادات تشاركه فيه وهذا القول أخبرني به الأمير مجاهد الدين أبو منصور قايماز بن عبد الله - أدام الله سعادته - وذكر أنه مما وقع له ابتكاراً، ولم يسمعه من أحد، ولا وقف عليه في كتاب، ولم أسمعه أنا من غيره، ولقد أصاب فيما وقع له وأحسن، وفَّقَه الله بعِرْفانه.
__________
(1) رواه البخاري 4 / 88 - 94 في الصوم، باب فضل الصوم، وباب يقول: إني صائم إذا شتم، وفي اللباس، باب ما يذكر في المسك، وفي التوحيد، باب قول الله تعالى: {يريدون أن يبدلوا كلام الله} ، وباب ذكر النبي صلى الله عليه وسلم وروايته عن ربه، ومسلم رقم (1151) في الصيام، باب حفظ اللسان، وباب فضل الصيام، والموطأ 1 / 310 في الصيام، باب جامع الصيام، وأبو داود رقم (2363) في الصوم، باب الغيبة للصائم، والترمذي رقم (764) في الصوم، باب ما جاء في فضل الصوم، والنسائي 4 / 162 - 165 في الصوم، باب فضل الصيام وذكر الاختلاف على أبي صالح في هذا الحديث.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (2/266) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا سفيان وفي (2/393) قال: حدثنا أبو نعيم. وفي (2/443و477) قال: حدثنا وكيع. وفي (2/461و477) قال: حدثنا عبد الرحمن. قال: حدثنا سفيان. وفي (2/474) قال: حدثنا أسباط بن محمد. وفي (2/477و495) قال: حدثنا ابن نمير. وفي (2/480) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. والدارمي (1778) قال أخبرنا أبو نعيم. والبخاري (9/175) قال: حدثنا أبو نعيم ومسلم (3/158) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا أبو معاوية ووكيع. (ح) وحدثنا زهير بن حرب. قال: حدثنا جرير. ح وحدثنا أبو سعيد الأشج. قال حدثنا وكيع. وابن ماجة (1638) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا أبو معاوية، ووكيع. وفي (1691) قال: حدثنا محمد بن الصباح. قال: أنبأنا جرير والنسائي (4/162) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. قال: أنبأناجرير. وابن خزيمة (1992) قال: حدثنا علي بن خشرم. قال: أخبرنا عيسى (ح) وحدثنا عبد الله بن سعيد الأشج. قال: حدثنا ابن نمير.
تسعتهم - سفيان الثوري، وأبونعيم الفضل بن دكين، ووكيع، وأسباط، وعبد الله بن نمير، وشعبة، وأبو معاوية، وجرير بن عبد الحميد، وعيسى بن يونس - عن الأعمش.
2- وأخرجه أحمد (2/273) قال: حدثنا عبد الرزاق وابن بكر. وفي (2/516، 6/244) قال: حدثنا روح. والبخاري (3/34) قال: حدثنا إبراهيم بن موسى. قال: أخبرنا هشام بن يوسف. ومسلم (3/157) قال: حدثني محمد بن رافع. قال: حدثنا عبد الرزاق. والنسائي (4/163 و166) قال: أخبرني إبراهيم بن الحسن، عن حجاج. وابن خزيمة (1890) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا روح بن عبادة. وفي (1896) قال: حدثنا محمد بن الحسين بن تسنيم. قال: حدثنا محمد، يعني ابن بكر البرساني.
خمستهم - عبد الرزاق، ومحمد بن بكر، وروح بن عبادة، وهشام بن يوسف، وحجاج بن محمد- عن ابن جرير. قال: أخبرني عطاء.
3- وأخرجه أحمد (2/286) . قال: حدثنا محمد بن بكر. قال: أخبرني إسرائيل. وفي (2/356) قال: قال أسود: حدثنا إسرائيل. وفي 20/399) قال حدثنا يحيى بن إسحاق. قال: أخبرنيه أبو بكر بن عياش وفي (2/511) قال: حدثنا روح. قال: حدثنا إسرائيل كلاهما - إسرائيل، وأبو بكر بن عياش - عن أبي حصين.
4- وأخرجه: أحمد (2/419) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. والترمذي (766) قال: حدثنا قتيبة. وابن خزيمة (1897و1993) قال: حدثنا أحمد بن عبدة.
كلاهما - قتيبة، وأحمد بن عبدة - عن عبد العزيز بن محمد بن الدراوردي، عن سهيل بن أبي صالح.
5-وأخرجه النسائي (4/162) قال: أخبرنا سليمان بن داود، عن ابن وهب. قال: أخبرني عمرو، أن المنذر بن عبيد حدثه.
خمستهم - الأعمش، وعطاء بن أبي رباح، وأبو حصين عثمان بن عاصم، وسهيل بن أبي صالح، والمنذر بن عبيد - عن أبي صالح، فذكره.
* أخرجه النسائى (4/164 و166) قال: أخبرنا محمد بن حاتم، قال: أنبأنا سويد. قال: أنبأناعبد الله، عن ابن جريج. قراءة عليه. عن عطاء بن أبي رباح. قال: أخبرنا عطاء الزيات. أنه سمع أبا هريرة يقول: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: فذكر نحوه.
* وأخرجه النسائي في الكبرى (الورقة 43- أ) قال: أخبرنا هناد بن السري، عن أبي بكر، عن أبي حصين، واسمه عثمان بن عاصم كوفي، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ... فذكره موقوفا. ورواية الصيام جنة فإذا كان أحدكم صائما....
أخرجه مالك (الموطأ) صفحة (206) . والحميدي (1014) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (2/245) قال: حدثنا سفيان، وفي (2/257) قال: حدثنا يزيد. قال: أخبرنا محمد. وفي (2/465) قال: حدثنا إسحاق. قال: حدثنا مالك. والبخاري (3/31) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك. ومسلم (3/157) قال: حدثني زهير بن حرب. قال: حدثنا سفيان بن عيينة. وفي (3/157) قال: حدثنا عبد الله ابن مسلمة بن قعنب وقتيبة بن سعيد قالا: حدثنا المغيرة وهو الحزامي، وأبو داود (2363) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي. عن مالك. والنسائي في الكبرى (الورقة 43-2) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا المغيرة. (ح) وأخبرنا قال: أخبرنا ابن القاسم، عن مالك، (ح) وأخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا سفيان.
أربعتهم - مالك، وسفيان بن عيينة، ومحمد بن إسحاق، والمغيرة، والحزامي - عن أبي الزناد، عن الأعرج، فذكره.
* الروايات مطولة ومختصرة.(9/450)
7135 - (س) معاذ بن جبل - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «الصَّوْمُ جُنَّة» أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 4 / 166 في الصوم، باب فضل الصيام، وهو حديث صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (4/166) قال: أخبرنا محمد بن إسماعيل بن سمرة، قال: حدثنا المحاربي،عن فطر،قال: أخبرني حبيب بن أبي ثابت، عن الحكم بن عتيبة، عن ميمون بن أبي شبيب، فذكره.
(*) أخرجه النسائي (4/166) قال: أخبرنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا يحيى بن حماد، قال:حدثنا أبو عوانة، عن سليمان، عن حبيب بن أبي ثابت والحكم، عن ميمون بن أبي شبيب، فذكره.
(*) أخرجه النسائي (4/166) قال: أخبرني إبراهيم بن الحسن، عن حجاج وعن شعبة،قال: قال:لي الحكم: سمعته منه من أربعين سنة، ثم قال الحكم: وحدثني به ميمون بن أبي شبيب، فذكره.(9/455)
7136 - (س) أبو عبيدة بن الجراح - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «الصوم جُنَّة، ما لم يَخْرِقْها» أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 4 / 167 و 168 في الصيام، باب فضل الصيام، ورواه أيضاً الدارمي 2 / 15 وقال الدارمي: ما لم يخرقها، يعني بالغيبة، وهو حديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (1/196) (1701) قال:حدثنا يزيد، قال: أنبأنا جرير بن حازم، والدارمي (2766) قال: أخبرنا عمرو بن عون، قال: أخبرنا خالد بن عبد الله، عن واصل مولى أبي عيينة. والنسائي (4/167) قال: أخبرنا يحيى بن حبيب بن عربي، قال: حدثنا حماد. قال: حدثنا واصل. وابن خزيمة (1892) قال: حدثنا يحيى بن نصر بن سابق الخولاني، قال: حدثنا ابن وهب،قال: أخبرني جرير بن حازم.
كلاهما- جرير، وواصل - عن بشار بن أبي سيف،عن الوليد بن عبد الرحمن، عن عياض بن غطيف، فذكره.
(*) أخرجه أحمد (1/195) (1690) قال: حدثنا زياد بن الربيع، أبو خداش،قال: حدثنا واصل مولى أبي عيينة، عن بشار بن أبي يوسف الجرمي، عن عياض بن غطيف، فذكره، ليس فليه الوليد بن عبد الرحمن.
(*) وأخرجه أحمد (1/196) (1700) قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أنبأنا هشام، عن واصل، عن الوليد بن عبد الرحمن،عن عياض،فذكره،ليس فيه بشار بن أبي سيف.
(*) أخرجه النسائي (4/168) قال: أخبرنا محمد بن حاتم، قال: أنبأنا حبان،قال: أنبأنا عبد الله، عن مسعر، عن الوليد بن أبي مالك، قال: حدثنا أصحابنا، عن أبي عبيدة، قال:الصيام جنة مالم يخرقها. موقوفا.(9/455)
7137 - (س) عائشة - رضي الله عنها -: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال «الصِّيام جُنَّة من النار، فمَنْ أصبحَ صائماً فلا يَجْهَلْ يومئذ، وإن امرؤ جهل عليه فلا يَشْتِمْهُ ولا يَسُبَّه، وليقلْ: إني صائم، والذي نفسُ محمد بيده لخَلُوفُ فم الصائم أطيبُ عند الله من ريح المسكِ» أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 4 / 168 في الصوم، باب فضل الصيام، وهو حديث صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (4/167) قال: أخبرنا محمد بن يزيد بن الأدمي.. قال: حدثنا معن، عن خارجة بن سليمان، عن يزيد بن رومان،عن عروة، فذكره.(9/455)
7138 - (س) عثمان بن أبي العاص - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «الصِّيامُ جُنَّة كجُنَّةِ أحدِكم من القتال» . أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 4 / 167 في الصوم، باب فضل الصيام، وهو حديث حسن، ورواه أيضاً ابن خزيمة في " صحيحه ".
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1- أخرجه أحمد (4/21) قال: حدثنا يونس. قال:حدثنا حماد - يعني بن زيد - عن محمد بن إسحاق. وفي (4/22) قال: حدثنا حجاج، قال: حدثنا ليث بن سعد قال: حدثني يزيد بن أبي حبيب. وفي (4/217) قال:حدثنا هاشم، قال: حدثنا ليث. قال: حدثني يزيد بن حبيب. وابن ماجة (1639) قال: حدثنا محمد بن رمح المصري، قال: أنبأنا الليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب. والنسائي (4/167و219) قال: أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا الليث، عن يزيد بن أبي حبيب وفي (4/167) قال: أخبرنا علي بن حسين، قال:حدثنا ابن أبي عدي،عن ابن إسحاق،وابن خزيمة (1891) قال:حدثنا محمد بن بشار،قال: حدثنا ابن أبي عدي، قال: أنبأنا محمد بن إسحاق. وفي (2125) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، قال: أخبرنا أبي، وشعيب، قالا: أخبرنا الليث، عن يزيد بن أبي حبيب.
كلاهما - محمد بن إسحاق، ويزيد بن أبي حبيب - عن سعيد بن أبي هند.
2- وأخرجه أحمد (4/217) قال: حدثنا عفان. وفي (4/218) قال:حدثنا يونس..
كلاهما -عفان،ويونس - عن حماد بن سلمة، قال:أخبرنا سعيد الجريري،عن أبي العلاء.
كلاهما - سعيد بن أبي هند،وأبو العلاء - عن مطرف، فذكره.
(*) أخرجه النسائي (4/167 و219) قال: أخبرنا زكريا بن يحيى، قال: أنبأنا أبو مصعب، عن مغيرة ابن عبد الرحمن، عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند، عن محمد بن إسحاق،عن سعيد بن أبي هند، قال عثمان أبي العاص نحوه مرسل.(9/455)
7139 - (س) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إن الله تعالى يقول: الصوم لي، وأنا أجْزي به، وللصائم فرحتان [ص:456] حين يفطر، وحين يلقَى ربه، والذي نفسي بيده لخَلُوفُ فَمِ الصائم أطيبُ عند الله من ريح المِسْكِ» أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 4 / 159 و 160 في الصيام، باب فضل الصيام، وهو حديث صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (4/159) قال: أخبرني هلال بن العلاء، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا عبيد الله، عن زيد، عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن الحارث، فذكره.
(*) أخرجه النسائي (4/161) قال: أخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد، قال: حدثنا شعبة، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، قال: قال عبد الله. موقوف.
(*) قال النسائي: هذا هو الصواب عندنا، وحديث العلاء خطأ. وقد رأيت للعلاء أحاديث مناكير. «تحفة الأشراف» (7/10166) .(9/455)
7140 - (س) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال الله عزَّ وجلَّ: «الصومُ لي، وأنا أجْزِي به، وللصائم فرحتان: فَرْحة حين يلقى رَبَّهُ، وفرحة عند إفطاره، ولخَلُوفُ فم الصائم أطيبُ عندَ الله مِن ريح المسك» أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 4 / 161 في الصوم، باب فضل الصيام، وإسناده صحيح، وهو بمعنى حديث أبي هريرة المتقدم برقم (7134) .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (4/161) أخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد، قال: حدثنا شعبة، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، قال: عبد الله، فذكره.(9/456)
7141 - (س) أبو أمامة - رضي الله عنه - قال: «أتيتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- فقلتُ: يا رسول الله، مُرْني بأمر ينفعني الله به، قال: عليك بالصيام، فإنه لا مِثْلَ له» .
وفي رواية أنه سأله: أيُّ العمل أفضل؟ فقال: «عليك بالصوم، فإنه لا عِدْل له» .
وفي أخرى: قال: قلت: يا رسولَ الله مرني بعمل، قال: «عليك بالصوم، فإنه لا عِدل له، قلت: يا رسول الله مرني بعمل، فقال: عليك بالصوم فإنه لا عدل له» أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 4 / 165 في الصوم، باب فضل الصيام، وإسناده صحيح، ورواه أيضاً ابن خزيمة وابن حبان في " صحيحهما "، والحاكم وصححه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1- أخرجه أحمد (5/248) قال: حدثنا روح،عن هشام، عن واصل مولى أبي عيينة وفي (5/249) قال: حدثنا روح قال: حدثنا مهدي بن ميمون. وفي (5/249) قال: حدثنا فطر بن حماد بن واقد،قال: حدثنا مهدي بن ميمون. وفي (5/255) قال: حدثنا بهز بن أسد، قال: حدثنا مهدي بن ميمون. وفي (5/257) قال:حدثنا يزيد،قال: أخبرنا مهدي بن ميمون. والنسائي (4/165) قال: أخبرنا عمرو بن علي، عن عبد الرحمن قال: حدثنا مهدي بن ميمون (ح) وأخبرنا الربيع بن سليمان قال: أنبأنا ابن وهب، قال: أخبرني جرير بن حازم.
ثلاثتهم - واصل، ومهدي، وجرير - عن محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب.
(*) أخرجه أحمد (5/249) قال: حدثنا عبد الصمد. والنسائي (4/165) قال:أخبرني عبد الله بن محمد الضعيف، شيخ صالح، والضعيف لقب،لكثرة عبادته، قال: أخبرنا يعقوب الحضرمي. وفي (4/165) قال: أخبرنا يحيى بن محمد -هو ابن السكن - أبوعبيد الله، قال: حدثنا يحيى بن كثير. وابن خزيمة (1893) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال:حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث.
ثلاثتهم - يعقوب الحضرمي،ويحيى بن كثير، وعبد الصمد - قالوا:حدثنا شعبة، عن محمد بن أبي يعقوب الضبي، عن أبي نضر الهلالي،عن رجاء بن حيوة فذكره،وزاد فيه (عن أبي نصر الهلالي) ..
(*) أخرجه أحمد (5/264) قال: حدثنا سليمان بن داود،قال: حدثنا شعبة عن محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب، سمع أبا نصر،عن أبي أمامة، قال..... فذكره. ليس فيه (رجاء بن حيوة) .(9/456)
7142 - (ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم [ص:457] قال: «مَنْ صامَ يوماً في سبيل الله زَحْزَحه الله عز وجل عن النَّارِ سبعين خريفاً» وفي رواية «أربعين» أخرجه الترمذي والنسائي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(زحزحه) عن هذا الأمر، أي: باعده ونَحَّاه.
(خريفاً) الخريف: هو الزمان المعروف من السنة، وقد كنى به هاهنا عن جميع السّنة، لأنه كُلَّما مرَّ خريف، قد انْقَضَتْ سنة.
__________
(1) رواه الترمذي رقم (1622) في فضائل الجهاد، باب في فضل الصوم في سبيل الله، والنسائي 4 / 172 و 173 في الصوم، باب ثواب من صام يوماً في سبيل الله عز وجل، وهو حديث صحيح، يشهد له الحديث الذي بعده.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/300) قال: حدثنا أنس بن عياض، عن سهيل بن أبي صالح. وفي (2/357) قال: حدثنا إسحاق. قال: حدثنا عبد الرحمن بن زيد عن أبيه. والنسائي (4/172) قال: أخبرني يونس ابن عبد الأعلى. قال: أخبرني أنس، عن سهيل بن أبي صالح، في (4/173) قال: أخبرنا إبراهيم ابن يعقوب قال: حدثنا ابن أبي مريم. قال: حدثنا سعيد بن عبد الرحمن. قال: أخبرني سهيل.
كلاهما - سهيل بن أبي صالح. وزيد بن أسلم - عن أبي صالح، فذكره.(9/456)
7143 - (خ م ت س) أبو سعيد - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «ما مِنْ عبد يَصُومُ يوماً في سبيل الله إلا باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفاً» أخرجه البخاري ومسلم، والترمذي، والنسائي، وللنسائي «باعده الله» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 6 / 35 في الجهاد، باب فضل الصوم في سبيل الله، ومسلم رقم (1153) في الصوم، باب فضل الصيام في سبيل الله لمن يطيقه، والترمذي رقم (1622) في فضائل الجهاد، باب ما جاء في فضل الصوم في سبيل الله، والنسائي 4 / 173 في الصوم، باب ثواب من صام يوماً في سبيل الله عز وجل.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (3/26و59) .والنسائي (4/174) قال: أخبرنا عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل، قال: قرأت على أبي: حدثكم ابن نمير،قال:حدثنا سفيان،عن سمي.
2- وأخرجه أحمد (3/83) قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا حماد بن سلمة وعبد بن حميد (977) قال: حدثنا روح بن عبادة، قال: حدثنا حماد بن سلمة. والدارمي (2404) قال: أخبرنا حجاج بن منهال، قال:حدثنا حماد بن سلمة ومسلم (3/159) قال: حدثنا محمد بن رمح بن المهاجر، قال: أخبرني الليث، عن ابن الهاد، (ح) وحدثناه محمد قتيبة بن سعيد،قال: حدثنا عبد العزيز (يعني الدراوردي) وابن ماجة (1717) قال: حدثنا محمد بن رمح بن المهاجر، قال: أنبأنا الليث بن سعد، عن ابن الهاد. والترمذي (1623) قال: حدثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي، قال: حدثنا عبد الله بن الوليد العدني، قال: حدثنا سفيان الثوري (ح) وحدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا عبيد الله بن موسى عن سفيان، والنسائي (4/173) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، عن شعيب، قال: أنبأنا الليث، عن ابن الهاد (ح) وأخبرنا الحسن بن قزعة، عن حميد بن الأسود. وفي (4/174) قال: أخبرنا عبد الله بن منير، نيسابوري قال: حدثنا يزيد العدني قال: حدثنا سفيان (ح) وأخبرنا أحمد بن حرب، قال: حدثنا قاسم، عن سفيان،وابن خزيمة (2112) قال: حدثنا أبو بشر الواسطي،قال: حدثنا خالد، (يعني ابن عبد الله) وفي (2113) قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا حجاج بن منها ل، قال: حدثنا حماد.
ستتهم - حماد بن سلمة، وابن الهاد،وعبد العزيز، وسفيان الثوري،وحميد بن الأسود، وخالد - عن سهيل بن أبي صالح.
3- وأخرجه البخاري (4/31) قال: حدثنا إسحاق بن نصر. ومسلم (3/159) قال: حدثني إسحاق بن منصور، وعبد الرحمن بن بشر العبدي،والنسائي (4/173) قال: أخبرنا مؤمل بن إهاب.
أربعتهم - ابن نصر،وابن منصور، وعبد الرحمن بن بشر،ومؤمل - قالوا: حدثنا عبد الرزاق،قال: أخبرنا ابن جريج، قال: أخبرني يحيى بن سعيد،وسهيل بن أبي صالح.
ثلاثتهم - سمي، وسهيل، ويحيى - عن النعمان بن أبي عياش الزرقي، فذكره.(9/457)
7144 - (ت) أبو أمامة - رضي الله عنه -: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «من صام يوماً في سبيل الله جَعَلَ الله بينه وبين النار خَنْدقاً كما بين السماء [ص:458] والأرض» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (1624) في فضائل الجهاد، باب ما جاء في فضل الصوم في سبيل الله، وإسناده حسن، وذكره المنذري في " الترغيب والترهيب " من حديث أبي الدرداء وقال: رواه الطبراني في " الأوسط " و " الصغير " بإسناد حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (1624) قال: حدثنا زياد بن أيوب، قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا الوليد بن جميل، عن القاسم، فذكره.(9/457)
7145 - (س) عقبة بن عامر - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «من صام يوماً في سبيل الله باعد الله منه جهنم مسيرة مائة عام» أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 4 / 174 في الصوم، باب ما يكره من الصيام في السفر، وإسناده صحيح، قال المنذري في " الترغيب والترهيب ": ورواه أيضاً الطبراني في " الكبير " و " الأوسط " بإسناد لا بأس به من حديث عمرو بن عبسة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائى (4/174) قال:أخبرنامحمود بن خالد، عن محمد بن شعيب، قال: أخبرني يحيى بن الحارث. عن القاسم أبي عبد الرحمن أنه حدثه، فذكره.(9/458)
7146 - (خ م ت س) سهل بن سعد - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إنَّ في الجنة باباً يقال له: الرَّيان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخلُ منه أحد غيرُهم، يقال: أين الصائمون؟ فيقومون، لا يدخل منه أحد غيرهم، فإذا دخلوا أغْلِق فلم يَدْخُل منه أحد» .
وفي رواية «إنَّ في الجنة ثمانيةَ أبواب، منها باب يسمى الريان، لا يدخله إلا الصائمون» أخرجه البخاري ومسلم.
وعند الترمذي قال: «في الجنة باب يُدْعَى الريان، يُدْعَى له الصائمون، فمن كان من الصائمين دخله، ومن دخله لم يظمأ أبداً» وأخرج النسائي الرواية الأولى (1) .
__________
(1) رواه البخاري 4 / 95 و 96 في الصوم، باب الريان للصائمين، وفي بدء الخلق، باب صفة أبواب الجنة، ومسلم رقم (1152) في الصيام، باب فضل الصيام، والترمذي رقم (765) في الصوم، باب ما جاء في فضل الصوم، والنسائي 4 / 168 في الصوم، باب فضل الصيام.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (5/333) قال: حدثنا أحمد بن عبد الملك.، قال: حدثنا حماد بن زيد. وفي (5/333) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا بشر بن المفضل، قال: حدثنا عبد الرحمن بن إسحاق. وفي (5/335) قال: حدثنا سليمان بن داود الهاشمي، وإسحاق بن عيسى، قالا:حدثنا سعيد ابن عبد الرحمن. وعبد بن حميد (455) قال:حدثني خالد بن مخلد، قال: حدثني سليمان بن بلال، والبخاري (3/32) قال: حدثنا خالد بن مخلد، قال: حدثنا سليمان بن بلال، وفي (4/145) قال: حدثنا سعيد بن أبي مريم،قال: حدثنا محمد بن مطرف. ومسلم (3/158) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة،قال: حدثنا خالد بن مخلد، وهو القطواني،عن سليمان بن بلال، وابن ماجة (1640) قال: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي، قال: حدثنا ابن أبي فديك، قال: حدثني هشام بن سعيد. والترمذي (765) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا أبو عامر العقدي، عن هشام بن سعد. والنسائي (4/168) قال: أخبرنا علي بن حجر، قال: أنبأنا سعيد بن عبد لرحمن، وابن خزيمة (1902) قال: حدثنا علي بن حجر السعدي، قال: حدثنا سعيد بن عبد الرحمن الجمحي. وغيره.
ستتهم - حماد، وعبد الرحمن بن إسحاق،وسعيد بن عبد الرحمن، وسليمان بن بلال، ومحمد بن مطرف، وهشام - عن أبي حازم، فذكره.(9/458)
7147 - (خ م ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم [ص:459] قال: «من قام رمضان إيماناً واحتساباً غُفِرَ له ما تقدَّم مِنْ ذَنْبِهِ، ومن قام ليلةَ القَدْرِ إيماناً واحتساباً غُفِرَ له ما تقدَّم مِنْ ذَنْبِهِ» أخرجه البخاري ومسلم.
وللبخاري «من صام رمضانَ إيماناً واحتساباً غُفِرَ له ما تقدَّم من ذَنْبِهِ» (1) .
وفي رواية الترمذي «مَنْ صامَ رمضان وقامه إيماناً واحتساباً غُفِرَ له ما تقدَّم مِنْ ذَنْبِهِ» . وأخرج النسائي رواية البخاري (2) .
__________
(1) وكذلك هي عند مسلم.
(2) رواه البخاري 4 / 99 في الصوم، باب من صام رمضان إيماناً واحتساباً، وفي الإيمان، باب قيام ليلة القدر من الإيمان، وباب تطوع قيام رمضان من الإيمان، وباب صوم رمضان احتساباً من الإيمان، وفي صلاة التراويح، باب فضل من قام رمضان، وباب فضل ليلة القدر، ومسلم رقم (759) في صلاة المسافرين، باب الترغيب في قيام رمضان وهو التراويح، والترمذي رقم (683) في الصوم، باب ما جاء في فضل شهر رمضان، والنسائي 4 / 155 - 157 في الصوم، باب ثواب من قام رمضان إيماناً واحتساباً.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه الحميدي (950 و1007) وأحمد (2/241) والبخاري (3/59) قال: حدثنا علي بن عبد الله، وأبو داود (1372) قال: حدثنا مخلد بن خالد، وابن أبي خلف. والنسائي (4/156) قال: أخبرنا قتيبة ومحمد بن عبد الله بن يزيد. وفي (4/157 و8/117) قال: أخبرنا قتيبة. وفي (4/157) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، وابن خزيمة (1894) قال: حدثنا عمرو بن علي. وفي (2199) قال: حدثنا عبد الجبار ابن العلاء ح وحدثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي وعمرو بن علي.
جميعهم - الحميدي - وأحمد بن حنبل، وعلي بن عبد الله، ومخلد بن خالد، ومحمد بن أحمد بن أبي خلف، وقتيبة، ومحمد بن عبد الله بن يزيد، وإسحاق بن إبراهيم، وعمرو بن علي، وعبد الجبار بن العلاء، وسعيد بن عبد الرحمن المخزومي - عن سفيان بن عيينة عن الزهري.
2- وأخرجه أحمد (2/347 408،) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا همام (ح) قال: وقال عفان: وحدثنا أبان، وفي (2/423) قال: حدثنا حسن بن موسى. قال: حدثنا شيبان. وفي (2/473) قال: حدثنا يحيى، عن هشام (ح) وحدثنا عبد الصمد وأبو عامر. قالا: حدثنا هشام. والدارمي (1783) قال: حدثنا وهب بن جرير، قال: حدثنا هشام. والبخاري (3/33) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم. قال: حدثنا هشام، ومسلم (2/177) قال: حدثني زهير بن حرب. قال: حدثنا معاذ بن هشام. قال: حدثني أبي. والنسائي (4/157) قال: أخبرني محمد بن عبد الأعلى، ومحمد بن هشام وأبو الأشعث. قالوا: حدثنا خالد. قال: حدثنا هشام (ح) وأخبرني محمود بن خالد، عن مروان. قال: أنبأنا معاوية بن سلام. وفي (8/118) قال: حدثنا أبو الأشعث. قال: حدثنا خالد، يعني ابن الحارث. قال: حدثنا هشام. وفي الكبرى (الورقة 45) قال: أخبرنا عبد الحميد بن سعيد. قال: حدثنا مبشر، عن الأوزاعي (ح) وأخبرنا عمرو بن عثمان ومحمد بن المصفى. قالا: حدثنا بقية، عن الأوزاعي ستتهم - همام، وأبان، وشيبان، وهشام، ومعاوية، والأوزاعي - عن يحيى بن أبي كثير.
3- وأخرجه أحمد (2/232) . والبخاري (1/16) قال: حدثنا ابن سلام وابن ماجة (1641) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. والنسائي (4/157) قال: أخبرنا علي بن المنذر.
أربعتهم - أحمد بن حنبل، ومحمد بن سلام، وأبو بكر بن أبي شيبة، وعلي بن المنذر - عن محمد بن فضيل بن عن يحيى، بن سعيد الأنصاري..
4- وأخرجه أحمد (2/385) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا حماد بن سلمة. وفي (2/503) قال: حدثنا يزيد.، وابن ماجة (1326) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا محمد بن بشر. والترمذي (683) قال: حدثنا هناد. قال: حدثنا عبدة والمحاربي.
خمستهم - حماد بن سلمة، ويزيد بن محمد بن بشر، وعبدة، وعبد الرحمن بن محمد المحاربي - عن محمد بن عمرو.
أربعتهم - الزهري، ويحيى بن أبي كثير، ويحيى بن سعيد، ومحمد بن عمرو - عن أبي سلمة، فذكره.(9/458)
7148 - (ت) زيد بن خالد الجهني - رضي الله عنه (1) - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «من فطَّر صائماً كان له مثلُ أجره، غيرَ أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئاً» . أخرجه الترمذي (2) .
__________
(1) في الأصل والمطبوع: أبو هريرة، وهو خطأ، والتصحيح من " سنن الترمذي " وابن ماجة و " مسند أحمد ".
(2) رقم (807) في الصوم، باب ما جاء في فضل من فطر صائماً، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 4 / 114 وابن ماجة رقم (1746) في الصيام، باب صيام أشهر الحرم، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (807) قال:حدثنا هناد، حدثنا عبد الرحيم، عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن عطاء عن زيد بن خالد الجهني، فذكره.
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.(9/459)
7149 - (ت) الحسن بن علي - رضي الله عنهما - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «تُحْفَةُ الصائم: الدُّهْنُ والمجمَر» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (801) في الصوم، باب ما جاء في تحفة الصائم، وإسناده ضعيف، وقال الترمذي: هذا حديث غريب، ليس إسناده بذاك.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (801) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا أبو معاوية، عن سعد بن طريف،عن عمير بن مأمون،فذكره.
قال أبو عيسى.: هذا حديث غريب: ليس إسناده بذاك، لا نعرفه إلا من حديث سعد بن طريف، وسعد بن طريف يضعف.(9/459)
الفصل السادس: في فضل الحج والعمرة
7150 - (خ س) عائشة - رضي الله عنها - قالت: قلتُ: يا رسولَ الله نرى الجهادَ أفضلَ الأعمال، أفلا نجاهد؟ قال: لكنْ أفضل الجهاد وأجملُه: حَجّ مَبْرُور، ثم لزوم الحُصر، قالت: فلا أدَعُ الحج بعدَ إذ سمعتُ هذا من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-.
وفي رواية قالت: قلتُ: يا رسولَ الله، ألا نخرجُ فنجاهدَ معك؟ وإني لا أرى عملاً في القرآن أفضل من الجهاد، قال: «لا، ولكن أحسن الجهاد وأجمله: حج البيت، حج مبرور» أخرج البخاري الأولى، إلى قوله: «حج مبرور» وأخرج النسائي الثانية (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(حج مبرور) أي: متقبل، مثاب عليه بالجنة.
(لزوم الحُصر) قوله - صلى الله عليه وسلم- لنسائه: هذه ثم لزوم الحصر، أي: إنكن لا تعدن تخرجن من بيوتكن وتلزمن الحصر.
__________
(1) رواه البخاري 3 / 302 في الحج، باب فضل الحج المبرور، وباب حج النساء، وفي الجهاد، باب فضل الجهاد، وباب جهاد النساء، والنسائي 5 / 114 و 115 في الحج، باب ما جاء في فضل الحج وثوابه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (6/67) قال: حدثنا عبد الله بن الوليد. قال: حدثنا سفيان. وفي (6/68) قال: حدثنا أسود. قال: حدثنا شريك. وفي (6/ 120) قال:حدثنا عفان،قال: حدثنا عبيدة بن أبي رائطة المجاشعي. وفي (6/165) قال: حدثنا أبو أحمد. قال:حدثنا سفيان. وفي (6/166) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا سفيان. والبخاري (4/39) قال:حدثنا محمد بن كثير. قال: أخبرنا سفيان (ح) وحدثنا قبيصة. قال: حدثنا سفيان.
ثلاثتهم - سفيان،وشريك،وعبيدة بن أبي رائطة - عن معاوية بن إسحاق.
2- وأخرجه أحمد (6/71) قال:حدثنا حسين. قال: حدثنا يزيد، يعني ابن عطاء. وفي (6/79) قال: حدثنا يونس. قال:حدثنا عبد الواحد. وفي (6/165) قال:حدثنا محمد بن فضيل. والبخاري (2/164) قال: حدثنا عبد الرحمن بن المبارك قال: حدثنا خالد. وفي (3/24) قال:حدثنا مسدد. قال: حدثنا عبد الواحد. وفي (4/18) قال:حدثنا مسدد. قال: حدثنا خالد. وفي (4/39) قال: حدثنا قبيصة. قال: حدثنتا سفيان، وابن ماجة (2901) قال:حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا محمد بن فضيل. والنسائي (5/114) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم،قال: أنبأنا جرير. وابن خزيمة (3074) قال: حدثنا علي بن المنذر. قال:حدثنا ابن فضيل.
ستتهم - يزيد بن عطاء، وعبد الواحد بن زياد،ومحمد بن فضيل، وخالد بن عبد الله، وسفيان، وجرير- عن حبيب بن أبي عمرة.
كلاهما - معاوية بن إسحاق، وحبيب بن أبي عمرة - عن عائشة بنت طلحة، فذكرته.(9/460)
7151 - (ت س) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «تَابِعوا بين الحج والعمرة، فإنهما يَنْفِيان الذُّنُوبَ والفَقْرَ، كما ينفي الكِيرُ خَبَثَ الحديد والذهب والفضة، ولَيسَ لِحجَّة مبرورة ثواب إلا الجنة، وما من مؤمن يَظَلُّ يومه محرماً إلا غابت الشمس بذنوبه» أخرجه الترمذي. وانتهت رواية النسائي عند قوله: «إلا الجنة» (1) .
وزاد رزين «وما من مؤمن يُلبِّي الله بالحج إلا شهد له ما على يمينه وشماله إلى منقطَع الأرض» .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (810) في الحج، باب ما جاء في ثواب الحج والعمرة، والنسائي 5 / 115 في الحج، باب فضل المتابعة بين الحج والعمرة، وإسناده حسن، والحديث صحيح بشواهده.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (1/387) (3669) . والترمذي (810) قال:حدثنا قتيبة وأبو سعيد الأشج. والنسائي (5/115) قال: أخبرنا محمد بن يحيى بن أبوب. وابن خزيمة (2512) قال:حدثنا عبد الله بن سعيد الأشج.
أربعتهم - أحمد بن حنبل، وقتيبة،وعبد الله بن سعيد الأشج، ومحمد بن يحيى - عن سليمان بن حيان أبي خالد الأحمر، عن عمرو بن قيس، عن عاصم بن بهدلة، عن شقيق، فذكره.
(*) قال الترمذي:حسن غريب، من حديث ابن مسعود.(9/461)
7152 - (ت) سهل بن سعد - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «ما من مسلم يُلَبِّي، إلا لبَّى ما على يمينه وشماله من حجر أو شجر أو مَدَر حتى تنقطعَ الأرض من هاهنا وهاهنا» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (828) في الحج، باب ما جاء في فضل التلبية والنحر، وهو حديث صحيح بشواهده.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي في الحج (14:2) عن هناد بن السري، عن إسماعيل بن عياش،عن عمارة بن غزية، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد. و (14: 3) عن الحسن بن محمد الزعفراني، وأبي عمرو عبد الرحمن بن الأسود البصري، كلاهما - عن عبيدة بن حميد،عن عمارة بن غزية، عن أبي حازم، عن سهيل بن سعد، وابن ماجة في (المناسك 15:4) عن هشام بن عمار، عن إسماعيل بن عياش عن عمارة بن غزية، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد. الأشراف (4/117) .(9/461)
7153 - (س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «تَابِعُوا بين الحج والعمرة، فإنهما يَنْفِيان الذُّنُوبَ كما ينفي الكيرُ خَبَثَ الحديدِ» أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 5 / 115 في الحج، باب فضل المتابعة بين الحج والعمرة، وهو حديث صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (5/115) قال: أخبرنا أبو داود،قال: حدثنا أبو عتاب،قال: حدثنا عزرة بن ثابت،عن عمرو بن دينار، فذكره.(9/461)
7154 - (خ م ط ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «العُمرةُ إلى العُمرةِ، كَفَّارة لما بينهما، والحجُّ المبرور: ليس له جزاء إلا الجنة» . [ص:462]
وفي رواية قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «من حج لله عز وجل فلم يَرْفُثْ ولم يَفْسُقْ، رجع كيوم وَلَدَتْهُ أمُّه» أخرجه البخاري ومسلم.
وأخرج «الموطأ» الأولى، وأخرج الترمذي الأولى، وقال في الثانية: «غُفِرَ له ما تقدَّم مِنْ ذَنْبِه» .
وأخرج النسائي الأولى والثانية، وله في أخرى مثل الأولى، إلا أنه قدَّم الحج على العمرة (1) .
__________
(1) رواه البخاري 3 / 476 في الحج، باب وجوب العمرة وفضلها، ومسلم رقم (1349) في الحج، باب في فضل الحج والعمرة ويوم عرفة، والموطأ 1 / 346 في الحج، باب جامع ما جاء في العمرة، والترمذي رقم (933) في الحج، باب ما ذكر في فضل العمرة، والنسائي 5 / 112 و 115 في الحج، باب فضل الحج المبرور، وباب فضل العمرة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مالك الموطأ (228) . والحميدي (1002) قال: حدثنا سفيان وأحمد (2/246) قال: حدثنا سفيان. وفي (2/461) قال: حدثنا عبد الرحمن قال: حدنثا سفيان. وفي (2. 462) قال: حدثنا عبد الرحمن عن مالك والدارمي (1802) قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى، عن سفيان والبخاري (3/2) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. قال: أخبرنا مالك. ومسلم (4/107) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: قرأت على مالك (ح) وحدثناه سعيد بن منصور وأبو بكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد وزهير بن حرب. قالوا: حدثنا سفيان بن عيينة. (ح) وحدثني محمد بن عبد الملك الأموي. قال: حدثنا عبد العزيز بن المختار، عن سهيل (ح) وحدثنا ابن نمير. قال: حدثنا أبي قال: حدثنا عبيد الله. (ح) وحدثنا أبوكريب. وقال: حدثنا وكيع. (ح) وحدثني محمد بن المثنى. قال: حدثنا عبد الرحمن. جميعا - وكيع، وعبد الرحمن بن مهدي - عن سفيان. وابن ماجة (2888) قال: حدثنا أبو مصعب. قال: حدثنا مالك بن أنس. والترمذي (933) قال: حدثنا أبو كريب. قال::حدثنا وكيع، عن سفيان، والنسائي (5/112) قال: أخبرنا عبدة بن عبد الله الصفار البصري، قال: حدثنا سويد، وهو ابن عمر الكلبي، عن زهير، قال: حدثنا سهيل (ح) وأخبرنا عمرو بن منصور، قال: حدثنا حجاج. قال: حدثنا شعبة. قال: أخبرني سهيل. وفي (5/115) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، عن مالك وابن خزيمة (2513) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء، قال: حدثنا سفيان (ح) وحدثنا الحسن بن محمد الزعفراني. قال: حدثنا ابن عيينة. (ح) وحدثنا علي بن المنذر. قال: حدثنا عبد الله بن نمير، عن عبيد الله.
خمستهم - مالك، وسفيان بن عيينة، وسفيان الثوري، وسهيل بن أبي صالح، وعبيد الله بن عمر - عن سمي مولى أبي بكر بن عبد الرحمن، عن أبي صالح السمان. فذكره.(9/461)
7155 - (ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ طاف بالبيت سبعينَ (1) مرة خَرََجَ مِنْ ذُنُوبِه كيومِ ولدتْهُ أمُّهُ» أخرجه الترمذي (2) .
__________
(1) في نسخ الترمذي المطبوعة: خمسين.
(2) رقم (866) في الحج، باب ما جاء في فضل الطواف، وإسناده ضعيف.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (866) قال: حدثنا سفيان بن وكيع. قال: حدثنا يحيى بن يمان، عن شريك، عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن سعيد بن جبير عن أبيه، فذكره.
قال الترمذي:حديث ابن عباس حديث غريب. سألت محمدا (البخاري) عن هذا الحديث؟ فقال: إنما يروى هذا عن ابن عباس قوله. وإسناده ضعيف.(9/462)
7156 - (د) أم سلمة - رضي الله عنها - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَنْ أهَلَّ بِحَجَّة أو عُمْرة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام، غُفِرَ له ما تقدَّم مِنْ ذَنْبِهِ وما تأخَّرَ، أو وَجَبَتْ له الجنةُ» شَك الراوي، أيتهما قال. أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (1741) في المناسك، باب في المواقيت، وإسناده ضعيف.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (6/299) قال: حدثنا حسن. قال: حدثنا ابن لهيعة. قال: حدثنا جعفر بن ربيعة، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة. وفي (6/299) قال:حدثنا يعقوب. قال: حدثني أبي،عن ابن إسحاق. قال: حدثني سليمان بن سحيم، مولى آل جبير، عن يحيى بن أبي سفيان الأخنسي وأبو داود (1741) قال: حدثنا أحمد بن صالح، قال: حدثنا ابن أبي فديك عن عبد الله بن عبد الرحمن بن يحنس، عن يحيى بن أبي سفيان الأخنسي وفي «تحفة الأشراف» (13/18253) عن الحسين ابن عيسى البسطامي،عن أبي ابن فديك، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن يحنس، عن يحيى بن أبي سفيان الأخنسي.
كلاهما - عبد الله بن عبد الرحمن، ويحيى بن أبي سفيان - عن حكيمة أم حكيم بنت أمية،فذكرته ووإسناده ضعيف.(9/462)
7157 - (خ م س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم- قال لامرأة من الأنصار يقال لها: أم سنان: «ما مَنَعَكِ أن تكوني حججت معنا؟ قالت: ناضحان كانا لأبي فلان زوجها، حج هو وابنه على أحدهما، وكان الآخر يسقي أرضاً لنا، قال: فعمرة في رمضان تقضي حجة، أو حجة معي» .
وفي رواية: «فإذا جاء رمضان فاعتمري، فإن عمرة فيه تعدل حجة» أخرجه البخاري ومسلم، وفي رواية النسائي قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- لامرأة من الأنصار: «إذا كان رمضانُ فاعتمري فإنَّ عمرة فيه تعدلُ حجة» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 3 / 480 و 481 في الحج، باب عمرة في رمضان، وباب حج النساء، ومسلم رقم (1256) في الحج، باب فضل العمرة في رمضان، والنسائي 4 / 130 و 131 في الصيام، باب الرخصة في أن يقال لشهر رمضان رمضان.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (1/921) (2025) قال: حدثنا يحيى، عن ابن جريج،وفي (1/308) (2809) قال: حدثنا عبد الله بن نمير، قال:حدثنا ابن أبي ليلى. وفي (1/308) (2810) قال: حدثنا عبد الله بن نمير، قال: أخبرنا حجاج والدارمي (1866) قال: أخبرنا أبو عاصم، عن ابن جريج. والبخاري (3/4) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا يحيى، عن ابن جريج. وفي (3/24) قال: حدثنا عبدان، قال: أخبرنا يزيد بن زريع. قال: أخبرنا حبيب المعلم - ومسلم (4/61) قال: حدثني محمد بن حاتم بن ميمون، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. عن ابن جريج (ح) وحدثنا أحمد بن عبدة الضبي،قال: حدثنا يزيد، يعني ابن زريع،قال:حدثنا حبيب المعلم. وابن ماجة (2994) قال:حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا أبو معاوية عن حجاج. والنسائي (4/130) قال: أخبرنا عمران بن يزيد ابن خالد،قال: حدثنا شعيبة،قال: أخبرني ابن جريج. وفي الكبرى (تحفة الأشراف) (5913) عن حميد ابن مسعدة، عن سفيان بن حبيب،عن ابن جريج.
أربعتهم - ابن جريج، وابن أبي ليلى، وحجاج،وحبيب - عن عطاء فذكره(9/463)
7158 - (خ) جابر - رضي الله عنه - قال: «لما رجع النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- من حَجَّتِهِ، قال لأمِّ سِنَان الأنصاريَّةِ: ما مَنَعَك من الحج؟ قالت: ليس لنا إلا ناضحان، أبو فلان - تعني زوجَها - حجَّ على أحدِهما، والآخرُ يسقي أرضاً [لنا] ، قال: فإن عُمْرَة في رمضان تقضي حجة، أو حَجة معي» .
أخرجه البخاري تعليقاً، بعد حديث ابن عباس، قاله الحميديُّ (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ناضحان) الناضح: البعير الذي يستقى عليه.
__________
(1) رواه البخاري تعليقاً 4 / 67 في الحج، باب حج النساء، وقد وصله أحمد وابن ماجة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
رواه البخاري تعليقا (4/67) في الحج، باب حج النساء،وقد وصله أحمد وابن ماجة.(9/463)
7159 - (د) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: إنه حين أراد رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- الحجَّ: قالت امرأة لزوجها: أحِجَّني مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: ما عندي ما أحِجُّك عليه، فقالت: أحِجَّني على جملك فلان، قال: ذَاكِ حَبيس في سبيل الله، قالت: فائتِ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، فسَلْه، فأتى رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: إن امرأتي تقرأ عليك السلام ورحمةَ الله، وإنها سألتني الحج معك، فقلتُ: ما عندي ما أحجك عليه، قالت: أحجني على جملك فلان، فقلتُ: ذاك حَبِيس في سبيل الله، فقال: أما إنَّكَ لو أحججتَها عليه كان في سبيل الله، قال: وإنها أمرتني أن أسألَكَ: ما يَعدِلُ حَجَّة معك؟ فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «اقرأها مني السلام ورحمة الله، وأخْبِرْها أنها تَعْدِلُ حَجَّة معي: عمرة في رمضان» أخرجه أبو داود، ولم يذكر قولها «فائتِ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- فسله» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(حبيس) الحبيس: البعير أو الفرس الذي جعل مُعَدّاً للجهاد، يركب في سيبل الله فهو موقوف على الغزاة، قد أخرجه من ماله.
(أحجني) أحَجَّهُ يُحِجُّه، أي: حج به، أو مكّنه من الحج.
__________
(1) رواه أبو داود رقم (1990) في المناسك، باب العمرة، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (1990) حدثنا مسدد،ثنا عبد الوارث، عن عامر الأحول، عن بكر بن عبد الله، عن ابن عباس،فذكره.(9/464)
7160 - (د ت) يوسف بن عبد الله بن سلام - رحمه الله -: عن جدته أمِّ معقِل أنها قالت: «لما حجَّ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- حَجَّةَ الوداع، وكان لنا جمل، فجعله أبو مَعْقِل في سبيل الله، قالت: وأصابنا مَرَض، وهلك أبو مَعْقِلْ، قالت: فلما قَفَلَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- من حَجَّتِهِ جئتُه، فقال: يا أمَّ مَعقِل، ما مَنَعَكِ أن تخرجي معنا؟ قالت: لقد تهيأنا، فَهَلَكَ أبو معقل، وكان لنا جَمَل هو الذي يحج عليه، فأوصى به أبو معقل في سبيل الله، فقال: فهلاَّ خرجتِ عليه؟ فإن الحجَّ في سبيل الله، فأما إذ فاتتكِ هذه الحجة معنا، فاعتمري في رمضان، فإنها كَحَجَّة» أخرجه أبو داود.
وأخرج الترمذي مختصراً «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: عُمْرة في رمضانَ تَعْدِلُ حَجَّة» (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (1989) في المناسك، باب في العمرة، والترمذي رقم (939) في الحج، باب ما جاء في عمرة رمضان، وهو حديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الدارمي (1867) قال: أخبرنا أحمد بن خالد. وأبو داود (1989) قال: حدثنا محمد بن عوف الطائي. قال: حدثنا أحمد بن خالد الوهبي،وابن خزيمة (2376) قال: حدثنا محمد بن إسماعيل ابن سمرة بن الأحمسي،قال:حدثنا المحاربي.
كلاهما - أحمد بن خالد،والمحاربي - عن محمد بن إسحاق، عن عيسى بن معقل بن أبي معقل الأسدي، أسد خزيمة،عن يوسف بن عبد الله بن سلام عن جدته أم معقل فذكرته.(9/465)
7161 - (ط د) أبو بكر بن عبد الرحمن - رحمه الله - قال: «جاءت امرأة إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- فقالت: إني كنتُ قد تجهَّزْت للحج، فاعْترِض لي، فقال لها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: اعتمري في رمضانَ، فإن عمرة فيه كحجة» أخرجه «الموطأ» هكذا مرسلاً.
وأخرجه أبو داود عن أبي بكر بن عبد الرحمن قال: أخبرني رسولُ [ص:466] مَرْوَانَ الذي أُرْسِلَ إلى أمِّ معقل، قال: جاء أبو معقل حاجاً مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- فلما قَدِمَ قالت أمُّ معقل: قد علمتَ أن عليَّ حَجَّة، فانطلقا يمشيان، حتى دخلا عليه، قال: فقالت: يا رسولَ الله، إنَّ عليَّ حَجَّة، وإن لأبي معقل بَكراً، قال أبو معقل: صدقتْ، جعلتُه في سبيل الله، قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «أعطها فلْتَحُجَّ عليه، فإنه في سبيل الله، فأعطاها البَكر، فقالت: يا رسولَ الله، إني امرأة قد كَبِرْتُ وسَقِمتُ، فهل من عَمَل يُجْزِئ عني من حَجَّتِي؟ فقال: عمرة في رمضان تجزئ حَجَّة» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(بَكراً) البَكر: الفتيُّ من الإبل.
__________
(1) رواه الموطأ 1 / 346 و 367 مرسلاً في الحج، باب ما جاء في العمرة، وأبو داود رقم (1988) في المناسك، باب العمرة، وهو حديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (1988) حدثنا أبو كامل، ثنا أبو عوانة، عن إبراهيم بن مهاجر، عن أبي بكر بن عبد الرحمن، أخبرني رسول مروان الذي أرسل إلى أم معقل قالت: كان أبو معقل حاجا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فذكرته.(9/465)
7162 - (ت) عائشة - رضي الله عنها - قالت: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «ما عمِل آدميّ يوم النحر أحبَّ إلى الله من إهراقه الدماء، إنها لتأتي يوم القيامة بقُرونها وأشعارها وأظلافها، وإن الدمَ ليقع من الله بمكان قبل أن يقعَ في الأرض، فَطيبوا بها نفساً» أخرجه الترمذي.
وزاد رزين «وإن لصاحب الأضحية بكل شعرة حَسَنَة» (1) .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (1493) في الأضاحي، باب ما جاء في فضل الأضحية، وفي سنده أبو المثنى سليمان بن يزيد المدني، وهو ضعيف، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه من حديث هشام بن عروة إلا من هذا الوجه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه ابن ماجة (3126) قال: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي. والترمذي (1493) قال: حدثنا أبو عمر ومسلم بن عمرو بن مسلم الحذاء المدني.
كلاهما - عبد الرحمن بن إبراهيم، وأبو عمر ومسلم بن عمرو - عن عبد الله بن نافع الصائغ أبو محمد، عن أبي المثنى، عن هشام بن عروة،عن أبيه، فذكره.
وفي سنده أبو المثنى سليمان بن يزيد المدني، وهو ضعيف، قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرف من حديث هشام بن عروة إلا من هذا الوجه.(9/466)
7163 - (ت) أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم [ص:467] سئل: أيُّ الحج أفضلُ؟ قال: «العَجُّ والثَّجُّ» أخرجه الترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(العجُّ) : رفع الصوت بالتلبية.
(والثجُّ) : إراقة دماء الهدي والضحايا.
__________
(1) رقم (827) في الحج، باب ما جاء في فضل التلبية والنحر، وهو حديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الدارمي (1804) قال: حدثنا محمد بن العلاء. وابن ماجة (2924) قال: حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي ويعقوب بن حميد بن كاسب. والترمذي (827) قال: حدثنا محمد بن رافع (ح) وحدثنا إسحاق بن منصور وابن خزيمة (2631) قال: حدثنا محمد بن رافع.
خمستهم- محمد بن العلاء، وإبراهيم بن المنذر، ويعقوب، وابن رافع، وإسحاق - عن محمد بن إسماعيل بن أبي فديك، قال: أخبرنا الضحاك بن عثمان عن محمد بن المنكدر، عن عبد الرحمن بن يربوع، فذكره.
(*) قال الترمذي: حديث غريب، لا نعرفه إلا من حديث ابن أبي فديك عن الضحاك بن عثمان، ومحمد ابن المنكدر لم يسمع من عبد الرحمن بن يربوع.
قلت ذكر الترمذي الحديث وقال: وسمعت محمدا يقول «وذكرت له حديث ضرار بن صرد عن ابن أبي فديك» .
فقال هو خطأ. فقلت: قد رواه غيره عن ابن أبي فديك أيضا مثل روايته. فقال: لا شيء: إنما رواه عن ابن أبي فديك ولم يذكروا فيه - عن سعيد بن عبد الرحمن - ورأيته يضعف ضرار بن صرد.
وذكر الحافظ الزيلعي في نصب الراية (3/112) نقلا عن الدارقطني في العلل قال: هذا حديث يرويه محمد ابن المنكدر، واختلف عنه، فرواه ابن أبي فديك عن الضحاك بن عثمان، عن محمد بن المنكدر، عن عبد الرحمن بن يربوع، عن أبي بكر، وقال: ضرار بن صرد عن ابن أبي فديك عن الضحاك، عن ابن المنكدر، عن سعيد بن عبد الرحمن بن يربوع عن أبيه(9/466)
7164 - (س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «جِهَادُ الكبيرِ والصغيرِ والضعيفِ والمرأةِ: الحَجُّ والعمرةُ» . أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 5 / 113 و 114 في الحج، باب فضل الحج، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (5/113) قال: أخبرني محمد بن عبد الله بن عبد الحكم،عن شعيب، عن الليث، قال: حدثنا خالد، عن ابن أبي هلال،عن يزيد بن عبد الله عن محمد بن إبراهيم،عن أبي سلمة، فذكره.
(*) أخرجه أحمد (2/421) قال: حدثنا هارون، قال: حدثني ابن وهب عن حيوة، عن ابن الهاد، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي،عن أبي هريرة،عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: إن كان قاله، فذكره. ليس في إسناده أبو سلمة.(9/467)
7165 - (ط) محمد بن يحيى بن حبَّان (1) - رحمه الله - قال: إن رجلاً مرَّ على أبي ذر بالرَّبَذَةِ، فقال: أين تريدُ؟ قال: الحَجَّ، قال: هل نَزَعَكَ غيرُه؟ قال: لا، قال: فائتَنِف العمل، قال: فأتيتُ مكةَ، فمكثتُ ما شاء الله، فلما كان بعدَ ذلك، رأيتُ الناس مُنقصفين على رجل يحدِّثهم عن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فضاغَطْتُ عليه الناس، فإذا الشيخ الذي وَجَدْتُ بالرَّبَذة - يعني أبا ذَر - فلما رآني عرفني، وقال: هو الذي حدَّثْتُكَ. أخرجه «الموطأ» ، ولم يذكر «يحدِّثُهم عن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-» (2) .
[ص:468]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(نزعك) نزعني إلى كذا أمر: أي: ساقني وحرَّكني، ونزعت إلى كذا: اشتهيته.
(فائتنف العمل) ائتنف العمل، أي: استأنفه واعمل من رأس، فإن الذي تقدَّم قد غفره الله لك بهذه الفَعلة.
(منقصفين) أي: مزدحمين، و (المضاغطة) أيضاً، المزاحمة.
__________
(1) في المطبوع: ابن خباب، وهو خطأ.
(2) رواه الموطأ 1 / 424 و 425 في الحج، باب جامع الحج، وفي سنده انقطاع.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في الموطأ بشرح الزرقاني (2/532) عن يحيى بن سعيد عن محمد بن يحيى بن حبان، فذكره. وفي إسنده انقطاع.(9/467)
الفصل السابع: في فضل الجهاد والشهادة، وفيه فرعان
الفرع الأول: في فضل الجهاد والمجاهدين، وفيه ثمانية أنواع
نوع أول
7166 - (ت س) عثمان بن عفان - رضي الله عنه - قال يوماً على المنبر: إني كنتُ كتمتكم حديثاً سمعتُه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، مَخافةَ - أو [ص:469] قال: كراهية - تَفَرُّقِكُم عني، ثم إني قد بدا لي أن أحدِّثكموه، ليختارَ امرُؤ لنفسه ما بدا له، سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «رِباطُ يوم في سبيل الله خير من ألف يوم فيما سواه من المنازل» أخرجه الترمذي، وأخرج النسائي المسند منه فقط (1) .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (1667) في فضائل الجهاد، باب ما جاء في فضل المرابط، والنسائي 6 / 40 في الجهاد، باب فضل الرباط، وهو حديث حسن، وله شواهد بمعناه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (1/62) (442) قال: حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم، قال: حدثنا ابن لهيعة. وفي (1/65) (470) و1/75 (558) قال: حدثنا هاشم بن القاسم، قال: حدثنا ليث. والدارمي (2429) قال: أخبرنا أبو الوليد. قال: حدثنا ليث بن سعد. والترمذي (1667) قال: حدثنا الحسن بن علي الخلال، قال: حدثنا هشام بن عبد الملك، قال: حدثنا ليث بن سعد. وعبد الله بن أحمد (1/66) (477) قال: حدثناه سويد بن سعيد سنة ست وعشرين، قال: حدثنا رشدين بن سعد، والنسائي (6/39) قال: أخبرنا عمرو بن منصور، قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: حدثنا ليث. وفي (6/40) قال: أخبرنا عمرو بن علي قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: حدثنا ابن المبارك، قال: حدثنا أبو معن.
أربعتهم 0- ابن لهيعة، وليث، ورشدين وأبو معن - عن أبي عقبل زهرة بن معبد، عن أبي صالح مولى عثمان، فذكره.
قلت أبا صالح مولى عثمان، وثقه العجلي وابن حبان.(9/468)
7167 - (م ت س) [محمد] بن المنكدر - رحمه الله - قال: مرَّ سلمانُ الفارسيُّ بشُرَحْبِيل بن السِّمْطِ وهو في مُرابَط له، وقد شَقَّ المقام عليه وعلى أكثر أصحابه، فقال لهم سَلْمان: ألا أحدِّثكم بحديث سمعتُه من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-؟ قالوا: بلى، قال: سمعتُه يقول: رباط يوم في سبيل الله أفضل - أو قال: خير - من صيام شهر وقيامه، ومَنْ مات مرابطاً وُقِيَ من فتنة القبر وفَتَّانَيْهِ، ونَما له عمل إلى يوم القيامة. أخرجه الترمذي، ولم يذكر «فتانيه» .
وأخرج مسلم والنسائي المسند فقط، وهذا لفظهما، قال سلمان: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «رِباطُ يوم وليلة خير مِِن صيامِ شهر وقيامِهِ، وإن مات جَرَى عليه عمله الذي كان يعمله، وأجري عليه رِزْقُه، وأمِن الفَتَّان» .
ورفي رواية للنسائي قال: «من رابط يوماً وليلة في سبيل الله، كان له [ص:470] كأجر صيام شهر وقيامه، ومن مات مرابطاً جرى له مِثْلُ ذلك من الأجر، وأُجري عليه الرزق، وأمن الفُتَّان» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(مرابط) المرابَط بفتح الباء: موضع الرباط، وهو ملازمة العدوّ في الجهاد.
(فتَّانيه) فَتَّانا القبر: هما منكر ونكير.
__________
(1) رواه مسلم رقم (1913) في الإمارة، باب فضل الرباط في سبيل الله عز وجل، والترمذي رقم (1665) في فضائل الجهاد، باب ما جاء في فضل الرباط، والنسائي 6 / 39 في الجهاد، باب فضل الرباط، وإسناده صحيح، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرخه أحمد (5/441) قال: حدثنا أبو المغيرة، قال: حدثنا ابن ثوبان قال: حدثني من سمع خالد بن معدان. ومسلم (6/50) قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن بن بهرام الدارمي. قال: حدثنا أبو الوليد الطيالسي، قال: حدثنا ليث -يعني ابن سعد- عن أيوب بن موسى. عن مكحول. وفي (6/51) قال: حدثني أبو الطاهر، قال: أخبرنا ابن وهب، عن عبد الرحمن بن شريح، عن عبد الكريم مسكين - قراءة عليه وأنا أسمع -: عن ابن وهب، قال: أخبرني عبد الرحمن بن شريح، عن عبد الكريم بن الحارث، عن أبي عبيدة بن عقبة. وفيه (6/39) قال: أخبرنا عمرو منصور، قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: حدثنا الليث، قال: حدثني أيوب بن موسى، عن مكحول. ثلاثتهم- خالد بن معدان، ومكحول، وأبو عبيدة - عن شرحبيل بن السمط، فذكره. قلت: ابن المنكدر لم يدرك سلمان.(9/469)
7168 - (د ت) فضالة بن عبيد - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «كلُّ ميت يختم على عمله، إلا المرابطُ في سبيل الله، فإنه يَنْمِي له عملُه إلى يوم القيامة، ويُؤمَّن من فتنة القبر» وسمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «المجاهدُ مَنْ جاهد نفسه» أخرجه الترمذي. وأخرج أبو داود منه إلى قوله: «فتنة القبر» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ينمي) نمى الشيء: ينمي [وينمو] : إذا كثر.
__________
(1) رواه أبو داود رقم (2500) في الجهاد، باب في فضل الرباط، الترمذي رقم (1621) في فضائل الجهاد، باب ما جاء في فضل من مات مرابطاً.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (6/20) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال:حدثنا ابن المبارك عن حيوة بن شريح، وفي (6/20) قال: حدثنا معاوية بن عمرو، قال: حدثنا رشدين. وفي (6/22) قال:حدثنا علي بن إسحاق، قال: أخبرنا عبد الله، يعني ابن المبارك،قال: أخبرنا حيوة بن شريح. وأبو داود (2500) قال: حدثنا سعيد بن منصور، قال:حدثنا عبد الله بن وهب. والترمذي (1621) قال: حدثنا أحمد بن محمد، قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك، قال: أخبرنا حيوة بن شريح،والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (8/11038) عن سويد بن نصر،عن عبد الله بن المبارك، عن حيوة بن شريح.
ثلاثتهم - حيوة، ورشدين بن سعد،وعبد الله بن وهب- عن أبي هانئ، عن عمرو بن مالك الجنبي، فذكره.(9/470)
7169 - (خ م ت) سهل بن سعد - رضي الله عنه - أن رسولَ الله [ص:471] صلى الله عليه وسلم- قال: «رِباطُ يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها، وموضع سَوْط أحدكم من الجنة خير من الدنيا وما عليها، والرَّوْحة يروحها العبد في سبيل الله، أو الغدوة، خير من الدنيا وما عليها» .
وفي رواية «وما فيها» أخرجه البخاري ومسلم والترمذي (1) .
__________
(1) رواه البخاري 6 / 11 و 63 في الجهاد، باب الغدوة والروحة في سبيل الله، وباب فضل رباط يوم في سبيل الله، وفي بدء الخلق، باب ما جاء في صفة الجنة، وفي الرقاق، باب مثل الدنيا والآخرة، ومسلم رقم (1881) في الإمارة، باب فضل الغدوة والروحة في سبيل الله، والترمذي رقم (1664) في فضائل الجهاد، باب ما جاء في فضل الرباط.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه الحميدي (930) قال: حدثنا سفيان (ابن عيينة) . وأحمد (3/433و5/335) قال: حدثنا وكيع بن الجراح، وعبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان الثوري. وفيث (3/433) قال: حدثنا أبو كامل الجحدري، فضيل بن حسين، أملاه علي من كتبه الأصل، قال: حدثنا عمر بن علي. وفي (3/433و5/330) قال: حدثنا سفيان بن عيينة. وفي (3/433و5/337) قال: حدثنا يونس بن محمد، قال: حدثنا العطاف بن خالد. وفي (3/433 و5/337) قال: حدثناحسين بن محمدد، قال: حدثنا محمد بن مطرف، وهو أبو غسان. وفي (3/433 5، /338) قال: حدثنا عصام بن خالد. وأبو النضر، قالا: حدثنا العطاف بن خالد. وفي (5/339) قال: حدثنا هاشم بن القاسم، قال: حدثنا عبد الرحمن (يعني ابن عبد الله بن دينار) وعبد بن حميد (456) قال: حدثني خالد بن مخلد، قال: حدثني سليمان ابن بلال. والدارمي (2403) قال: حدثنا محمد ابن بوسف، عن سفيان الثوري. والبخاري (4/20) قال: حدثنا قبيصة، قال: حدثنا سفيان الثوري، وفي (4/43) قال: حدثناعبد الله بن منير، سمع أبا النضر، قال: حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار. وفي (4/144) قال: حدثنا علي بن عبد الله قال: حدثنا سفيان ابن عيينة. وفي (8/110) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة، قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم. ومسلم (6/36) قال: حدثنا يحيى بن يحيى قال: أخبرنا عبد العزيز بن أبي حازم (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وزهير بن حرب، قالا: حدثا وكيع. عن سفيان الثوري وابن ماجة (2756و4330) قال: حدثنا هشام بن عمار، قال حدثنا زكريا بن منظور، والترمذي (1648) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا العطاف بن خالد المخزومي. وفي (4612) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي النضر، قال: حدثنا أبو النضر البغدادي، قال: حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار. وعبد الله بن أحمد في زياداته على المسند (3/433) قال: حدثني الليث بن خالد البلخي أبو بكر، قال: حدثنا عمر بن علي (ح) وحدثنا أبو بشر عاصم بن عمر بن علي المقدمي، قال: حدثنا أبي (ح) وحدثنا سويد بن سعيد، وأبو إبراهيم الترجماني، قالا: حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم. (ح) وحدثني محمد بن أبي بكر المقدمي، قال: حدثنا فضيل بن سليمان النميري. وفي (3/433) أيضا قال: حدثنا جعفر بن أبي هريرة، أملاه من كتابه، قال: حدثنا سعيد بن عبد الرحمن الجمحي. والنسائي (6/15) قال: أخبرنا عبدة ابن عبد الله، ن قال: حدثنا حسين بن علي، عن زائدة، عن سفيان - الثوري.
جميعهم - سفيان بن عيينة، وسفيان الثوري، وعمر بن علي، والعطاف بن خالد، ومحمد بن مطرف أبو غسان، عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار، وسليمان بن بلال، وعبد العزيز بن أبي حازم، وزكريا بن منظور، وفضيل بن سليمان وسعيد بن عبد الرحمن المخزومي - عن أبي حازم فذكره.
(*) زاد عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار في روايته: «رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها ... » .
(*) لفظ رواية سفيان الثوري، وفضيل بن سليمان النميري: «غدوة، أو روحة، في سبيل الله خير من الدنيا وما فيها» .(9/470)
نوع ثانٍ
7170 - (خ م ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لَغَدْوة في سبيل الله، أو روحة، خير من الدنيا وما فيها» أخرجه البخاري ومسلم.
وأخرج الترمذي هذا الحديث في أول حديث مذكور في صفة الجنة من «كتاب القيامة» من حرف القاف، وهذا القدر متفق عليه بينهم (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(لغَدوة أو رَوْحة) الغدوة: المرة الواحدة من الذهاب، والروحة: المرة الواحدة من المجيء [يقال] : غدا غدوة، وراح روحة.
__________
(1) رواه البخاري 6 / 11 في الجهاد، باب الغدوة والروحة في سبيل الله، ومسلم رقم (1880) في الإمارة، باب فضل الغدوة والروحة في سبيل الله، والترمذي رقم (1651) في فضائل الجهاد، باب ما جاء في الغدو والرواح في سبيل الله.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (3/141و263) قال: حدثنا أبو النضر،قال: حدثنا محمد بن طلحة.
2- وأخرجه أحمد (3/141و263) قال: حدثنا سليمان بن داود الهاشمي، والبخاري (8/145) قال: حدثنا قتببة،والترمذي (1651) قال: حدثنا علي بن حجر.
ثلاثتهم - سليمان، وقتيبة، وعلي - عن إسماعيل بن جعفر.
3- وأخرجه أحمد (3/147) قال: حدثنا حجين،قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي سلمة.
4- وأخرجه أحمد (3/157) قال: حدثنا يحيى بن إسحاق قال: حدثنا يحيى بن أيوب.
5- وأخرجه البخاري (4/20) قال: حدثنا معلى بن أسد،قال:حدثنا وهيب.
6- وأخرجه البخاري (4/20) قال:حدثنا عبد الله بن محمد، قال:حدثنا معاوية بن عمرو،قال:حدثنا أبو إسحاق،هو الفزاري.
7- وأخرجه ابن ماجة (2757) قال:حدثنا نصر بن علي، ومحمد بن المثنى، قالا: حدثنا عبد الوهاب.
سبعتهم - محمد بن طلحة، وإسماعيل وعبد العزيز،ويحيى بن أيوب ووهيب، وأبو إسحاق الفزاري، وعبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي - عن حميد،فذكره.(9/471)
7171 - (م س) أبو أيوب - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «غَدْوَة في سبيل الله، أو روحة خير مما طَلَعَتْ عليه الشمس وغَرَبَتْ» أخرجه مسلم والنسائي (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (1883) في الإمارة، باب فضل الغدوة والروحة في سبيل الله، والنسائي 6 / 15 في الجهاد، باب فضل الغدوة والروحة في سبيل الله.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1- أخرجه أحمد (5/422) وعبد بن حميد (225) . ومسلم (6/37) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وإسحاق بن إبراهيم، وزهير بن حرب. والنسائي (6/15) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن يزيد. ستتهم -أحمد، وعبد وأبو بكر، وإسحاق، وزهير، ومحمد بن عبد الله - عن عبد الله بن يزيد المقرئ، أبن عبد الرحمن، قال: حدثنا سعيد بن أبي أيوب.
2- وأخرجه مسلم (6/37) قال: حدثني محمد بن عبد الله بن قهزاد، قال: حدثنا على بن الحسن، عن عبد الله بن المبارك، قال: أخبرنا سعيد بن أبي أيوب،وحيوة بن شريح.
كلاهما - سعيد، وحيوة - عن شرحبيل بن شريك المعافري،عن أبي عبد الرحمن الحبلي، فذكره.(9/472)
7172 - (ت) أبو هريرة وابن عباس - رضي الله عنهما - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «غَدْوَة أو رَوْحَة في سبيل الله، خير من الدنيا وما فيها» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (1649) في فضائل الجهاد، باب ما جاء في الغدو والرواح في سبيل الله، وهو حديث صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه ابن ماجة (2755) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعبد الله بن سعيد. والترمذي (1649) قال: حدثنا أبوسعيد الأشج.
كلاهما- أبو بكر،وعبد الله بن سعيد أبو سعيد الأشج - قالا: حدثنا أبو خالد الأحمر، عن ابن عجلان، عن أبي حازم،فذكره.
قال أبوعيسى: هذا حديث حسن غريب وأبو حازم الذي روى عنه سهل بن سعد هو أبو حازم الزاهد وهو مدني واسمه سلمة بن دينار،وأبو حازم هذا الذي روى عن أبي هريرة هو أبو حازم والأشجعي الكوفي واسمه سلمان وهو مولى عزة الأشجعية.(9/472)
7173 - (م س) سهل بن سعد - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «غَدْوَة أو رَوْحَة في سبيل الله، خير من الدنيا وما فيها» أخرجه مسلم والنسائي (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (1881) في الإمارة، باب فضل الغدوة والروحة في سبيل الله، والنسائي 6 / 15 في الجهاد، باب فضل غدوة في سبيل الله.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه البخاري في الرقاق (2) عن القعنبي،عن عبد العزيز، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد،،ومسلم في الجهاد (3/2) عن يحيى بن يحيى، عن عبد العزيز،عن أبي حازم عن سهل بن سعد (الأشراف (4/113) .
وأخرجه النسائي (6/15) أخبرنا عبدة بن عبد الله، قال: حدثنا حسين بن علي، عن زائدة، عن سفيان ابن أبي حازم، عن سهل بن سعد، فذكره.(9/472)
7174 - (د) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال: إن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «قَفْلة في سبيل الله كَغَزْوَة» أخرجه أبو داود (1) .
[ص:473]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(قفلة) القفول: الرجوع من السفر، وله معنيان، أحدهما: أن أجر المجاهد في انصرافه إلى بيته كأجرة في إقباله إلى الجهاد، لأن في ذهابه من ضرر أهله ما يزيله رجوعه إليهم، وفيه إراحة النفس، والاستعداد بالقوة والعدة للرجوع، والآخر: أنهم إذا انصرفوا من مغزاهم ظاهرين، لم يأمنوا أن يقفوَ العدوّ أثرَهم، فيوقع بهم وهم غارُّون، فإن كانوا مستعدين للقائهم، وإلا فقد سلموا وأحرزوا الغنيمة.
__________
(1) رقم (2487) في الجهاد، باب في فضل القفل في سبيل الله، ورواه أحمد في " المسند " 2 / 174، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/174) (6625) قال: حدثنا إسحاق وأبو داود (2487) قال: حدثنا محمد المصفي، قال: حدثنا علي بن عياش.
كلاهما - إسحاق، وعلي- عن ليث بن سعد، قال: حدثني حيوة بن شريح، عن ابن شفي الأصبحي، عن أبيه فذكره.(9/472)
7175 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: «مرَّ رجل مِنْ أصحابِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- بشِعْب، فيه عُيَيْنَة من ماء عَذْب، فأعجبته لطيبها فقال: لو أقمتُ في هذا المكان أعبد الله، وأعزِل شَرِّي عن الناس؟ سأستأذن في ذلك رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، فذكر ذلك له، فقال له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: لا تفعل فإن مَقامَ أحدِكم في سبيل الله ساعة، أفضلُ من صلاتِهِ في بيته سبعين عاماً، ألا تُحِبُّون أن يَغْفِرَ الله لكم فيدخلَكم الجنة؟ قالوا: بلى، قال: فاغزُوا في سبيل الله، فإنه مَنْ قاتل في سبيل الله فُواقَ ناقة، لتكون كلمةُ الله هي العليا، وجبتْ له الجنةُ، والغَدْوَةُ في سبيل الله، أو الرَّوْحةُ، خير مِنَ الدنيا وما فيها أو قال: [خير] مما طلعت عليه الشمس» .
أخرجه الترمذي - إلى قوله: «وجبت له الجنة» وليس في روايته ذكر [ص:474] «ساعة» ولا «لتكون كلمة الله هي العليا» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فواق ناقة) فُواق الناقة: قَدْرُ الزمان الذي تُحلَب فيه.
__________
(1) رواه الترمذي رقم (1650) في فضائل الجهاد، باب ما جاء في فضل الغدو والرواح في سبيل الله، وإسناده حسن، وقال الترمذي: هذا حديث حسن، وأخرجه الحاكم وصححه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/446) قال: حدثنا وكيع. وفي (2/524) قال: حدثنا عد الملك بن عمرو. والترمذي (1650) قال: حدثنا عبيد بن أسباط بن محمد القرشي الكوفي. قال: حدثنا أبي.
ثلاثتهم -وكيع، وعبد الملك بن عمرو، وأسباط بن محمد - عن هشام بن سعد، عن سعيد بن أبي هلال، عن ابن أبي ذباب، فذكره.(9/473)
7176 - (د ت س) معاذ بن جبل - رضي الله عنه -: أنه سمع رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «مَنْ قاتَل في سبيل الله فُواقَ ناقة وَجَبَتْ له الجنةُ، ومَن سأل الله القَتْلَ في سبيل الله صادقاً مِنْ نَفْسِهِ، ثم مات أو قُتل، كان له أجرُ شهيد، ومَنْ جُرِحَ جُرْحاً في سبيل الله، أو نُكِبَ نَكْبة، فإنها تجيء يوم القيامة كأغزَرِ ما كانت، لونُها لونُ الزعفران، ورِيحُها ريحُ المسك، ومَن خَرَجَ به خُرَّاج في سبيل الله، فإنَّ عليه طابَعُ الشُّهداء» . أخرجه أبو داود والنسائي، وأخرجه الترمذي مفرَّقاً في موضعين (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (2541) في الجهاد، وباب فيمن سأل الله تعالى الشهادة، والترمذي رقم (1657) في فضائل الجهاد، باب ما جاء فيمن يكلم في سبيل الله، والنسائي 6 / 25 و 26 في الجهاد، باب ثواب من قاتل في سبيل الله، وقال الترمذي: هذا حديث صحيح، وهو كما قال، ورواه أيضاً ابن ماجة، وابن حبان في صحيحه، والحاكم في " المستدرك " وصححه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (5/230) قال: حدثنا عبد الرزاق،قال أنبأنا ابن جريج. قال: قال سليمان بن موسى وفي (5/235) قال: حدثنا الحكم بن نافع، قال: حدثنا ابن عياش، عن بحير بن سعيد، عن خالد بن معدان. وفي (5/243) قال:حدثنا زيد بن يحيى الدمشقي قال: حدثنا ابن ثوبان، عن أبيه،عن مكحول، عن كثير بن مرة، وفي (5/244) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: أخبرنا ابن جريج (ح) وروح،قال: حدثنا ابن جريج،قال:قال سليمان بن موسى. والدارمي (2399) قال: أخبرنا نعيم بن حماد قال:حدثنا بقية، عن بحير، عن خالد بن معدان، وابن ماجة (2792) قال: حدثنا بشر بن آدم قال:حدثن الضحاك بن مخلد،قال: حدثنا ابن جريج، قال: حدثنا سليمان بن موسى. والترمذي (1654 و1657) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا روح بن عبادة، قال: حدثنا ابن جريج، عن سليمان بن موسى. والنسائي (6/25) قال: أخبرنا سفيان بن سعيد، قال:سمعت حجاجا،قال: أنبأنا ابن جريج، قال: حدثنا سليمان بن موسى.
ثلاثتهم - سليمان بن موسى،وخالد بن معدان، وكثير بن مرة - عن مالك بن يخامر، فذكره.
(*) أخرجه أبو داود (254) قال: حدثنا هشام بن خالد أبو مروان، وابن المصفى، قالا: حدثنا بقية، عن ابن ثوبان، عن أبيه، يرده إلى مكحول،|إلى مالك بن يخامر، فذكره. ليس فيه (كثير بن مرة) كما في رواية أحمد. (5/243) .(9/474)
نوعٌ ثالث
7177 - (خ م ط ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال [ص:475] رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «ما مِنْ مَكْلُوم يُكلَمُ في سبيل الله إلا جاء يوم القيامة، وكَلْمهُ يَدمى، اللونُ لونُ دم، والرِّيحُ رِيحُ مِسْك» .
وفي رواية قال: «كلُّ كَلْم يُكْلَمُهُ المُسْلِمُ في سبيل الله يكون يوم القيامة كهيئتها إذا طُعِنَتْ، تَفَجَّرُ دماً، اللونُ لونُ دم، والعَرْفُ عَرْف المِسْك» .
وفي أخرى قال: «لا يُكْلَمُ أحد في سبيل الله - والله أعلم بمن يكْلَم في سبيله - إلا جاءَ يوم القيامة واللونُ لونُ دم، والرِّيحُ ريحُ المِسْك» أخرجه البخاري.
وأخرج مسلم الأولى والثانية، إلا أنَّ الأولى أخرجها في جملة حديث يَرِد آنفاً، وأخرج «الموطأ» والترمذي والنسائي الرواية الثالثة.
وفي رواية لمسلم قال: «لا يُكْلَمُ أحد في سبيل الله - والله أعلم بمن يُكْلَمُ في سبيله - إلا جاءَ يومَ القيامة وجُرْحُه يَثْعَب، اللونُ لونُ الدَّم، والرِّيحُ رِيحُ المِسْكِ» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(مكلوم) الكَلْم: الجرح، والمكلوم: المجروح. [ص:476]
(العَرْف) : الرائحة، طيبة كانت أو خبيثة، والمراد به هاهنا: الطيبة لأنه قال: والعَرْف عَرف المسك.
(يثعَب) ثَعَبَ الجرح يثعَب: إذا سالَ دماً.
__________
(1) رواه البخاري 6 / 15 في الجهاد، باب من يجرح في سبيل الله، وفي الوضوء، باب ما يقع من النجاسات في السمن والماء، وفي الذبائح، باب المسك، ومسلم رقم (1876) في الإمارة، باب فضل الجهاد والخروج في سبيل الله، والموطأ 2 / 461 في الجهاد، باب الشهداء في سبيل الله، والترمذي رقم (1656) في فضائل الجهاد، باب ما جاء فيمن يكلم في سبيل الله، والنسائي 6 / 28 و 29 في الجهاد، باب من كلم في سبيل الله.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مالك في الموطأ (285) عن أبي الزناد. والحميدي (1092) قال: حدثنا سفيان، عن أبي الزناد. وأحمد (2/242) قال: حدثنا سفيان عن أبي الزناد وابن عجلان. (قال أحمد بن حنبل: وأفرده سفيان مرة عن أبي الزناد) ، وفي تحفة الأشراف (10/13837) عن إسماعيل بن عن مالك عن أبي الزناد والبخاري (4/22) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. قال: أخبرنا مالك، عن أبي الزناد، ومسلم (6/34) قال: حدثنا عمرو الناقد وزهير بن حرب. قالا: حدثنا سفيان بن عيينة، عن الزناد والنسائي (6/28) قال: أخبرنا محمد بن منصور، قال: حدثنا سفيان، عن أبي الزناد.
كلاهما 0 أبو الزناد، ومحمد بن عجلان - عن الأعرج، فذكره.(9/474)
7178 - (خ م ط س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «تَضَمَّن الله لمن خرج في سبيله - لا يُخْرجه إلا جهاداً في سبيلي، وإيماناً بي، وتصديقاً برسُلي (1) - فهو عليَّ ضامن أنْ أدْخِلَهُ الجنة، أو أرْجِعَهُ إلى مسكنه الذي خرج منه، نائلاً ما نال من أجر أو غنيمة، والذي نفسُ محمد بيده، ما مِنْ كَلْم يُكلَمُ في سبيل الله، إلا جاء يومَ القيامةِ كهيئتِه حين كلم، لونُه لونُ دَم، ورِيحُهُ رِيحُ مِسك، والذي نفس محمد بيده، لولا أن يَشُقَّ على المسلمين ما قَعَدْتُ خِلافَ سَرِيّة تغزو في سبيل الله أبداً، ولكنْ لا أجدُ سَعَة فأحملهم، ولا يجدون سَعَة، ويَشُقُّ عليهم أن يتخَلَّفوا عني، والذي نفس محمد بيده، لودِدْتُ أن أغزوَ في سبيل الله، فأُقْتَل، ثم أغزو فأقتل، ثم أغْزُو فأقتل» هذا لفظ حديث مسلم.
وأخرج البخاري الفصل الأول، قال: «تَكَفَّل الله لمن جاهد في سبيله - لا يُخْرِجُه مِنْ بيته إلا الجهادُ في سبيل الله وتصديقٌ بكلماته - أن يدخله الجنةَ، أو يَرُدَّهُ إلى مسكنه بِما نال من أجر أو غنيمة» .
وله في أخرى قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «مَثَلُ المجاهد [ص:477] في سبيل الله - والله أعلم بمن جاهد في سبيله - كَمَثَلِ الصَّائمِ القائم، وتوكَّل الله للمجاهد في سبيله بأن يَتَوَفَّاهُ: أنْ يُدخِلَهُ الجنة، أو يَرْجِعَه سالماً مع أجر أو غنيمة» .
وأخرجه مسلم أيضاً بنحو رواية البخاري الأولى.
وله في أخرى «تَضَمَّنَ الله لمن خرج في سبيله - وذكر مع الفصل الذي أوله: لولا أن أشُقَّ على المسلمين ما تخلَّفْتُ خِلافَ سَرِيَّة - بنحو ما تقدَّم» .
وفي رواية لهما قال: «انْتَدَبَ الله لمن خَرَجَ في سبيله - لا يُخرِجُه إلا جهاد في سبيلي، وإيمان بي، وتصديق برسولي - فهو عليَّ ضامن أن أدخلَه الجنةَ، أو أرجعه إلى مسكنه الذي خرج منه، نائلاً ما نال من أجر أو غنيمة» .
وفي رواية «الموطأ» قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «تكفّل الله لِمَنْ جاهد في سبيله» وذكر رواية البخاري الأولى، وأخرج النسائي روايتي البخاري الأولى والثانية.
وفي أخرى له قال: «انتدب الله لمن يخرج في سبيله - لا يخرجه إلا الإيمان بي، والجهاد في سبيلي - أنَّه ضَامِن حتى أدْخِلَه الجنةَ، بأيِّها كان، إما بقتل، أو وفاة، أو أردَّه إلى مسكنه الذي يخرج منه، نال ما نال من أجر أو غنيمة» (2) .
[ص:478]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(خلاف سرية) السرِيَّة: طائفة في العسكر ينفذون في الغزو، وخلافهم: التخلُّف عنهم والقعود.
(انتدب) بمعنى أجاب: يقال: ندبتُ الرجل لهذا الأمر، فانتدب، أي: هيأته له ودعوته إليه فأجاب، وقد جاء هذا الحديث بألفاظ متقاربة في المعنى، قال: انتدَب الله، وتضمّن، وتكفَّل.
__________
(1) هكذا جاء في الأصل ونسخ مسلم المطبوعة: جهاداً: وإيماناً، وتصديقاً، بالنصب، وفي البخاري ورواية لمسلم: بالرفع فيها، وهي أصوب.
(2) رواه البخاري 6 / 154 في الجهاد، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " أحلت لكم الغنائم، [ص:478] وفي الإيمان، باب الجهاد من الإيمان، وفي التوحيد، باب قول الله تعالى: {ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين} ، وباب قول الله تعالى: {قل لو كان البحر مداداً لكلمات ربي} ، ومسلم رقم (1876) في الإمارة، باب فضل الجهاد والخروج في سبيل الله، والموطأ 1 / 443 و 444 في الجهاد، باب الترغيب في الجهاد، والنسائي 8 / 119 في الإيمان، باب الجهاد، وفي الجهاد، باب ما تكفل الله عز وجل لمن يجاهد في سبيله.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/231) قال: حدثنا محمد بن فضيل، وفي (2/384) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا عبد الواحد، يعني ابن زياد (يثعب) : ثعب الجرح يثعب: إذا سال دما. والبخاري (1/15) قال: حدثنا حرمي بن حفص. قال: حدثنا عبد الواحد. وفي (7/125) قال: حدثنا مسدد، عن عبد الواحد. ومسلم (6/33و34) قال: حدثني زهير بن حرب. قال: حدثنا جرير (ح) وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب. قالا: حدثنا ابن فضيل. وابن ماجة (2753) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا محمد بن الفضيل، والنسائي (8/199) قال: أخبرنا محمد بن قدامة قال: حدثنا جرير. ثلاثتهم - محمد بن فضل، وعبد الواحد بن زياد، وجرير - عن عمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة ابن عمرو بن جرير. فذكره.(9/476)
7179 - (خ م ط س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «لولا أن أشُقَّ على المسلمين ما تخلَّفْتُ عن سَرِيَّة، ولكنْ لا أجدُ حَمولة، ولا أجد ما أحملهم عليه، ويَشُقُّ عليَّ أن يتخلَّفوا عني، فَلَوَدِدْتُ أني قاتلتُ في سبيل الله فَقُتِلْتُ، ثم أحييتُ ثم قُتِلْتُ، ثم أُحْيِيتُ» هذا لفظ حديث البخاري، وقد أدرجه مسلم على ما قبله.
وللبخاري قال: سمعتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- يقول: «والذي نفسي بيده، لولا أنَّ رِجالاً من المؤمنين لا تَطِيب أنفسُهم بأنْ يتخلَّفوا عَنِّي، ولا أجدُ [ص:479] ما أحملهم عليه، ما تخلَّفْتُ عن سَرِيَّة تَغْزُو في سبيل الله، ولَوَدِدْتُ أني أُقْتَلُ في سبيل الله، ثم أُحيا، ثم أُقتل، ثم أُحيا، ثم أقتل ثم أحيا، ثم أقتل» .
وله في أخرى قال: «والذي نفسي بيده، لَوَدِدْتُ أنِّي أُقَاتِلُ في سبيل الله، فَأُقْتَلُ، ثم أحيا، ثم أقْتَلُ، ثم أحْيا، ثم أُقْتلُ» فكان أبو هريرة يقولهن ثلاثاً «أشهد بالله» وأخرجاه معاً.
أما البخاري فأخرجه في «كتاب الإيمان» متصلاً بحديث آخر، أوله «انْتَدَبَ الله لمن خرج في سبيله» وقد ذُكِرَ، وأما مسلم: فأخرجه في «كتاب الجهاد» مع حديثين مُتَّصِلَين به، قال: «والذي نفسي بيده، لولا أن يَشُقَّ على المسلمين ما قعدتُ خِلافَ سَرِيَّة ... » الحديث، وقد ذكرناه.
ولمسلم أيضا قال: والذي نفس محمد بيده لولا أن أشق على أمتي ما قعدت خلف سرية تغزو في سبيل الله، ولكن لا أجدُ سَعَة فأحملهم، ولا يجدون سَعَة فيتَّبعوني، ولا تَطِيب أنفسُهم أن يقعدوا بعدي» .
وأخرج «الموطأ» الرواية الأولى، وأخرج الرواية الثانية من روايتي البخاري، وأخرج النسائي الرواية الأولى من أفراد البخاري (1) .
قلتُ: هذه الأحاديث الثلاثة المتتابعة عن أبي هريرة: مشتركة المعنى [ص:480] في فضيلة الجهاد، ما يكاد ينفرد كلُّ واحد منها بمعنى، فيجوز أن تكون حديثاً واحداً، إلا أن الحميديَّ - رحمه الله - قد أخرجها هكذا متفرقة في ثلاثة مواضع من المتفق عليه، فاقتدينا به.
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(حَمولة) الحمولة: التي يُحمل عليها، كالركوبة التي تركب.
__________
(1) رواه البخاري 13 / 187 في التمني، باب ما جاء في التمني ومن تمنى الشهادة، وفي الجهاد، باب تمني الشهادة، وباب الجعائل والحملان في السبيل، ومسلم رقم (1876) في الإمارة، باب فضل الجهاد والخروج في سبيل الله، والموطأ 1 / 460 في الجهاد، باب الشهداء في سبيل الله، والنسائي 6 / 20 في الجهاد، باب درجة المجاهدين في سبيل الله عز وجل.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مالك (الموطأ) (288) وأحمد (2/424) قال: حدثنا أبو معاوية وفي (2/473) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (2/ 496) قال: حدثنا ابن نمير. والبخاري (4/64) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا يحيى بن سعيد. ومسلم (6/34و35) قال: حدثنا محمد بن المثنى. قال: حدثنا عبد الوهاب، يعني الثقفي. (ح) وحدثناه مروان بن معاوية. والنسائى (6/32) قال: حدثنا أخبرنا عبيد الله بن سعيد. قال: حدثنا مروان بن معاوية. والنسائي (6/32) قال: أخبرنا عبيد الله بن سعيد، قال: حدثنا يحيى يعني ابن سعيد القطان. وفي الكبرى «تحفة الأشراف» (9/12885) عن محمد بن سلمة والحارث بن مسكين، كلاهما - عن ابن القاسم، عن مالك..
ستتهم - مالك وأبو معاوية الضرير، ويحيى بن سعيد القطان، وعبد الله ابن نمير، وعبد الوهاب الثقفي، مروان بن معاوية - عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن أبي صالح السمان، فذكره.(9/478)
7180 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: - يعني يقول الله: «المجاهد في سبيلي هو علي ضمان إن قبضته أورثته الجنة، وإن رَجَعْتُهُ رَجَعْتُهُ بأجر أو غنيمة» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (1620) في فضائل الجهاد، باب ما جاء في فضل الجهاد، وهو حديث صحيح، وهو في " الصحيحين " وغيرهما بنحوه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (1620) حدثنا محمد بن عبد الله بن بزيع، حدثنا المعتمر بن سليمان، حدثني مرزوق أبو بكر،عن قتادة، عن أنس، فذكره.
وقال الترمذي:هو صحيح غريب من هذا الوجه.(9/480)
7181 - (س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- فيما يحكي عن ربِّه - قال: «أيُّما عبد من عبادي خرج مجاهداً في سبيل الله، ابتغاءَ مرضاتي، ضمنتُ له، إن رجعته أرجِعه بما أصاب مِنْ أجر أو غنيمة، وإن قبضتُه غفرتُ له ورحمتُه» أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 6 / 18 في الجهاد، باب ثواب السرية التي تخفق، وهو حديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/177) (5977) قال:حدثنا روح،والنسائى (6/18) قال: أخبرني إبراهيم بن يعقوب، قال: حدثنا حجاج.
كلاهما - روح، وحجاج - قالا:حدثنا حماد بن سلمة، عن يونس، عن الحسن، فذكره.(9/480)
نوع رابع
7182 - (خ م ط س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: «قيل: [ص:481] يا رسول الله، ما يَعْدِل الجهادَ في سبيل الله؟ قال: لا تستطيعونه، فأعادوا عليه مرتين، أو ثلاثاً، كلُّ ذلك يقول: لا تستطيعونه، ثم قال: مَثَلُ المجاهد في سبيل الله، كمثل الصائم القانِتِ بآيات الله، لا يَفْتُر من صيام ولا صلاة، حتى يرجعَ المجاهدُ في سبيل الله» أخرجه مسلم والترمذي.
وفي رواية «الموطأ» : أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَثَلُ المجاهدِ في سبيل الله، كَمَثَلِ الصائمِ الدائمِ لا يَفْتُر من صلاة ولا صيام حتى يرجع» .
وفي رواية النسائي قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «مَثَلُ المجاهد في سبيل الله - والله أعلم بمن يجاهد في سبيله، كمثل الصائمِ القائمِ الخاشعِ الراكعِ السَّاجِدِ» .
وفي رواية البخاري: أن رجلاً قال: «يا رسول الله، دُلَّني على عمل يَعدِل الجهاد: قال: لا أجدُه، ثم قال: هل تستطيع إذا خرج المجاهد أن تَدْخُلَ مسجدك، فتقومُ ولا تفتُر، وتصومُ ولا تُفْطِر؟ فقال: ومَنْ يستطيع ذلك؟ فقال أبو هريرة: فإنَّ فرس المجاهدِ ليَسْتَنُّ يَمْرَح في طِوَلهِ، فيُكتَبُ له حسنات» أخرجه البخاري.
وفي رواية النسائي: قال: «جاء رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: دُلَّني على عمل يَعْدِل الجهادَ، قال: لا أجدُه، هل تستطيع إذا خرج المجاهدُ: [ص:482] تدخل مسجداً، فتقومُ ولا تفترُ، وتصوم ولا تفطر؟ قال: من يستطيع ذلك؟» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(لِيَسْتَنُّ) استَنَّ الفرس: إذا عدا.
(الطِوَل) : الحبل الذي يشد في الدابة ويُمسك رأسه لترعى.
__________
(1) رواه البخاري 6 / 3 في الجهاد، باب فضل الجهاد والسير، ومسلم رقم (1878) في الإمارة، باب فضل الشهادة في سبيل الله تعالى، والموطأ 1 / 443 في الجهاد، باب الترغيب في الجهاد، والنسائي 6 / 19 في الجهاد، باب ما يعدل الجهاد في سبيل الله عز وجل.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/344) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا همام قال: حدثنا محمد بن جحادة، أن أبا حصين حدثه. وفي (2/424) قال: حدثنا أبو معاوية. قال حدثنا سهيل. وفي (2/459) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. عن سهيل بن أبي صالح. والبخاري (4/18) قال: حدثنا إسحاق بن منصور. قال: أخبرنا عفان، قال: حدثنا همام، قال: حدثنا محمد بن حجادة، قال: أخبرني أبو حصين. ومسلم (6/35) قال: حدثنا سعيد بن منصور قال: حدثناخالد بن عبد الله الواسطي، عن سهيل بن أبي صالح (ح) وحدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا أبو عوانة. (ح) وحدثني زهير ابن حرب. قال: حدثنا جرير (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا أبو معاوية. كلهم عن سهيل. والترمذي (1619) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا أبو عوانة، عن سهيل بن أبي صالح، والنسائي (6/19) قال: أخبرنا عبيد الله بن سعيد، قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا همام، قال: حدثنا محمد بن جحادة. قال: حدثني أبو حصين.
كلاهما - عثمان بن عاصم أبو حصين، وسهيل بن أبي صالح -عن ذكوان أبي صالح، فذكره.(9/480)
7183 - (خ م د ت س) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: أتى رجل رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: «أيُّ الناس أفضل؟ قال: مؤمن يجاهد بنفسه وماله في سبيل الله، قال: ثم مَن؟ قال: ثُمَّ رجل في شِعْب من الشعاب يعبد الله - وفي رواية: يتقي الله - ويَدَعُ الناسَ من شَرِّه» أخرجه البخاري ومسلم والترمذي.
وفي رواية أبي داود: «أيُّ المؤمنين أكمَلُ؟ قال: رجل يجاهد في سبيل الله بنفسه وماله، ورجل يعبد الله في شِعب من الشِّعاب، قد كَفَى الناسَ شَرَّهُ» .
وأخرج النسائي الأولى (1) .
__________
(1) رواه البخاري 6 / 4 في الجهاد، باب أفضل الناس مؤمن يجاهد بنفسه وماله في سبيل الله، ومسلم رقم (1888) في الإمارة، باب فضل الجهاد والرباط، وأبو داود رقم (2485) في الجهاد، باب في ثواب الجهاد، والترمذي رقم (1660) في فضائل الجهاد، باب ما جاء أي الناس أفضل، والنسائي 6 / 11 في الجهاد، باب فضل من يجاهد في سبيل الله بنفسه وماله.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (3/16) قال:حدثنا وهب بن جرير، قال:حدثنا أبي،قال: سمعت النعمان. وفي (3/37) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر، وفي (3/56) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا سليمان بن كثير. وفي (3/88) قال: حدثنا أبو اليمان،قال: أخبرنا شعيب. وفي (3/88) أيضا قال: حدثنامعاوية، قال: حدثنا أبو إسحاق، عن الأوزاعي. وعبد بن حميد (975) قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. والبخاري (4/18 و8/129) قال:حدثنا أبو اليمان،قال: أخبرنا شعيب. وفي (8/129) قال: قال محمد بن يوسف: حدثنا الأوزاعي. ومسلم (6/39) قال:حدثنا منصور بن أبي مزاحم، قال: حدثنا يحيى بن حمزة، عن محمد بن الوليد الزبيدي. (ح) وحدثنا عبد بن حميد،قال: أخبرنا عبد الرزاق،قال: أخبرنا معمر (ح) وحدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، قال: أخبرنا محمد بن يوسف، عن الأوزاعي،وأبو داود (2485) قال:حدثنا أبو الوليد الطيالسي، قال:حدثنا سليمان بن كثير وابن ماجة (3978) قال:حدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا يحيى بن حمزة،قال:حدثنا الزبيدي، والترمذي (1660) قال: حدثنا أبو عمار،قال: حدثنا الوليد بن مسلم،عن الأوزاعي، والنسائي (6/11) قال: أخبرنا كثير بن عبيد،قال: حدثنا بقية، عن الزبيدي.
ستتهم - النعمان بن راشد، ومعمرو و، سليمان بن كثير، وشعيب بن أبي حمزة، والأوزاعي، ومحمد ابن الوليد الزبيدي - عن الزهري، عن عطاء بن يزيد، فذكره.(9/482)
7184 - (س) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عام تبوك يخطُب الناسَ وهو مسند ظهره إلى راحلته، فقال: «ألا أخبركم بخيرِ الناس، وشرَّ الناس؟ إنَّ مِنْ خير الناس: رجلاً عمل في سبيل الله على ظهر فرسه، أو على ظهر بعيره، أو على قدمه، حتى يأتيَه الموت، وإن من شَرِّ الناس رجلاً يقرأ كتاب الله لا يرعوي إلى شيء منه» أخرجه النسائي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(لا يرعوي) فلان لا يرعوي، أي: لا ينكفُّ ولا ينزجر، وأصل هذه اللفظة،: من رعا يرعو: إذا كفَّ عن الأمور، يقال: فلان حسنُ الرَّعْوة والرُّعْوة والرُّعْوى والارعواء، وقد ارعوى عن القبيح، وتقديره: افْعَوَل، ووزنه: افعلل، وإنما لم تدغم لسكون الياء، والاسم الرُّعيا والرَّعوى بالضم والفتح.
__________
(1) 6 / 11 و 12 في الجهاد، باب فضل من عمل في سبيل الله على قدمه، وفي إسناده أبو الخطاب المصري، وهو مجهول، ولكن يشهد لأوله الحديث الذي بعده.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/37) قال: حدثنا هاشم بن القاسم. وفي (3/41) قال: حدثنا يونس بن محمد،.وفي (3/57) قال: حدثنا حجاج، وعبد بن حميد (989) قال: حدثنا الحسن بن موسى، والنسائي (6/11) قال: أخبرنا قتيبة.
خمستهم- هاشم، ويونس، وحجاج، والحسن، وقتيبة - قالوا: حدثنا الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير، عن أبي الخطاب، فذكره.(9/483)
7185 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «منْ خَيْرِ مَعَاش الناس لهم: رَجُل مُمسِك بعِنان فرسه في سبيل الله، يَطِيرُ على مَتْنه، كلما سمع هَيْعة، أو فَزْعة، طار على مَتنه يبتغي القتل أو الموت مَظانَّه، أو رجل في غُنَيمة في شَعَفة من هذه الشِّعاف، أو بطن وادٍ [ص:484] من هذه الأودية، يُقيم الصلاةَ ويُؤتي الزكاةَ، ويعبُد ربَّه حتى يأتيَه اليقين، ليس من الناس إلا في خير» أخرجه مسلم (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يطير على متنه) متن الفرس أراد به: ظهره، والمراد بالطيران عليه إجراؤه في سبيل الله تعالى.
(الهيعة) : كلُّ ما أفزعك من صوت وخَبَرٍ يجيئك من جانب العدو.
(مَظَانَّه) مَظِنَّة الشيء: موضعه الذي يعرَف به، ويُطلَب منه، والجمع مظان.
(الشعَفة) بتحريك العين: رأس الجبل، والجمع: شَعَف.
(يأتيه اليقين) اليقين هاهنا: الموت، لأنه مستَيقَن المجيء.
__________
(1) رقم (1889) في الإمارة، باب فضل الجهاد والرباط.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/443) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا أسامة بن زيد ومسلم (6/39 و40) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه. (ح) وحدثناه قتيبة بن سعيد، عن عبد العزيز التميمي ابن أبي حازم، ويعقوب، يعني ابن عبد الرحمن القاري، كلاهما - عن أبي حازم (ح) وحدثناه أبوبكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب وأبو كريب. قالوا: حدثنا وكيع، عن أسامة بن زيد وابن ماجة (3977) قال: حدثنا محمد بن الصباح قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم. قال: أخبرني أبي. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (9/12224) عن قتيبة، عن يعقوب، عن أبي حازم.
كلاهما- أسامة بن زيد، وأبو حازم- عن بعجة بن عبد الله بن بدر الجهني، فذكره.(9/483)
7186 - (ط ت س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «ألا أُخْبِرُكم بخيرِ النَّاسِ؟ رجل ممسك بعِنان فرسِه في سبيل الله، ألا أُخْبِرُكم بالذي يتلوه؟ رجل معتزِل في غُنَيمة له يؤدِّي حق الله فيها، ألا أُخْبِرُكم بشَرِّ الناس؟ رجل يسأل بالله ولا يُعْطِي به» أخرجه الترمذي عن عطاء بن يسار عن ابن عباس.
وأخرجه «الموطأ» عن عطاء بن يسار عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، مرسلاً قال: «ألا أُخْبِرُكم بخير الناس منزلاً؟ رجل آخِذ بعِنان فرسه يجاهد في سبيل الله، [ص:485] ألا أخْبِرُكم بخير الناس منزلة بعدَه؟ رجل معتزِل في غُنَيمة يُقيم الصلاة، ويُؤتي الزكاة، ويعبدُ الله لا يُشْرِك به شيئاً» .
وفي رواية النسائي: «ألا أُخْبِرُكم بخير الناس منزلاً؟ قلنا: بلى يا رسول الله، قال: رجل آخِذ برأس فرسه في سبيل الله، حتى يموتَ أو يُقْتَلَ، ألا أخْبِرُكم بالذي يليه؟ قلنا: نعم يا رسولَ الله، قال: رجل معتزل في شِعب من الشِّعاب، يُقيم الصلاةَ، ويؤتي الزكاةَ، ويعتزلُ شرَّ الناس، وأخْبِرُكم بشرِّ الناس؟ قلنا: نعم يا رسولَ الله، قال: الذي يسأل بالله ولا يُعطِي به» (1) .
__________
(1) رواه الموطأ 2 / 445 في الجهاد، باب الترغيب في الجهاد، مرسلاً، وقد وصله الترمذي رقم (1652) في فضائل الجهاد، باب ما جاء أي الناس خير، والنسائي 5 / 83 في الزكاة، باب من يسأل بالله عز وجل ولا يعطي به، وهو حديث حسن، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه قال: ويروى هذا الحديث من غير وجه عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1- أخرجه أحمد (1/237) (2116) قال: حدثنا يزيد. وفي (1/319) (2930) قال: حدثنا أبوالنضر. وفي (1/319) (2931) قال: حدثنا حسين. وفي (1/322) (2961) قال: حدثناعثمان بن عمر. وعبد بن حميد (668) قال: أخبرنا عثمان بن عمر، والدارمي (2400) قال: أخبرنا عاصم بن علي. والنسائي (5/83) قال: أخبرنا محمد بن رافع، قال: حدثنا ابن أبي فديك.
ستتهم - يزيد، وأبو النضر، وحسين، وعثمان بن عمر، وعاصم بن علي، وابن أبي فديك - عن ابن أبي ذئب، عن سعيد بن خالد القارظي، عن إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي ذؤيب.
2- وأخرجه الترمذي (1652) قال: حدثنا قتيبة قال: حدثنا ابن لهيعة، عن بكير بن عبد الله بن الأشج.
كلاهما - إسماعيل بن عبد الرحمن، وبكير بن عبد الله - عن عطاء بن يسار، فذكره.(9/484)
7187 - (د) أبو أمامة - رضي الله عنه -: أن رجلاً قال: يا رسول الله ائذَنْ لي في السياحة، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «سَيَاحَةُ أُمَّتي الجهاد في سبيل الله» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (2486) في الجهاد، باب في النهي عن السياحة، وهو حديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (2476) حدثنا محمد بن عثمان التنوخي [أبو الجماهر] ثنا الهيثم بن حميد، أخبرني العلاء بن الحرث عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبي أمامة،فذكره. قلت: العلاء بن الحارث أبو وهب اختلط.(9/485)
نوع خامس
7188 - (ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله [ص:486] صلى الله عليه وسلم-: «لا يَلِجُ النارَ رجل بكى من خشية الله، حتى يعودَ اللَّبَنُ في الضرْع ولا يَجْتَمِعُ على عبد غُبار في سبيل الله ودُخَانُ جهنَّم» .
أخرجه الترمذي والنسائي.
وزاد النسائي في أخرى «في مِنْخَرَيْ مسلم أبداً» . وللنسائي أيضاً قال: «لا يجتمع غبار في سبيل الله ودُخَانُ جهنَّم في جوف عبد أبداً، ولا يجتمع الشُّح والإيمان في قلب عبد أبداً» وفي أخرى «في قلب مسلم» في الموضعين (1) .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (1633) في فضائل الجهاد، باب ما جاء في فضل الغبار في سبيل الله، والنسائي 6 / 12 في الجهاد، باب فضل من عمل في سبيل الله على قدمه، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الحميدي (1091) قال: حدثنا مسعر. وأحمد (2/505) قال: حدثنا يزيد وأبو عبد الرحمن، قال يزيد: أخبرنا المسعودي. وابن ماجة (774) قال: حدثنا يعقوب بن حميد بن كاسب قال: حدثنا سفيان بن عيينة والترمذي (1633و2311) قال: حدثنا هناد. قال: حدثنا ابن المبارك، عن عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي. والنسائي (6/12) قال: أخبرنا هناد بن السري، عن ابن المبارك، عن المسعودي..
ثلاثتهم - مسعر بن كدام، وعبد الرحمن بن عبد الله المسعودي، وسفيان ابن عيينة عن محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة، عن عيسى بن طلحة، فذكره.
(*) أخرجه النسائى (6/12) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان. قال: حدثنا جعفر بن عون. قال: حدثنا مسعر، عن محمد بن عبد الرحمن، عن عيسى بن طلحة، عن أبي هريرة، قال: لايبكي أحد من خشية الله فتطعمه النار....فذكر نحوه موقوفا.(9/485)
7189 - (خ ت س) أبو عبس - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «ما اغبرَّتْ قدما عبد في سبيل الله، فتَمَسَّه النارُ» أخرجه البخاري.
وقد أخرجه هو والترمذي والنسائي بزيادة في أوله، وقد ذكر في «فضل صلاة الجمعة» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 6 / 23 في الجهاد، باب من اغبرت قدماه في سبيل الله، وفي الجمعة، باب المشي إلى الجمعة، والترمذي رقم (1632) في فضائل الجهاد، باب ما جاء في فضل من اغبرت قدماه في سبيل الله، والنسائي 6 / 14 في الجهاد، باب ثواب من اغبرت قدماه في سبيل الله.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/479) قال: حدثنا الوليد بن مسلم والبخاري (2/9) قال:حدثنا علي بن عبد الله، قال: حدثنا الوليد بن مسلم،وفي (4/25) قال:حدثنا إسحاق، قال: أخبرنا محمد بن المبارك، قال:حدثنا يحيى بن حمزة. والترمذي (1632) قال:حدثنا أبو عمار الحسين بن حريث، قال: حدثنا الوليد ابن مسلم،والنسائى (6/14) قال: أخبرنا الحسين بن حريث،قال: حدثنا الوليد بن مسلم.
كلاهما -الوليد، ويحيى بن حمزة - عن يزيد بن أبي مريم قال: حدثنا عباية بن رفاعة، فذكره.(9/486)
7190 - (ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «عينان لا تمسهُما النار: عَين بَكَتْ من خشية الله، وعَيْن [ص:487] باتت تحرُس في سبيل الله» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (1639) في فضائل الجهاد، باب ما جاء في فضل الحرس في سبيل الله، وهو حديث صحيح بشواهده.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (1639) حدثنا نصر بن علي الجهضمي، حدثنا بشر بن عمر: حدثنا شعيب بن رزيق أبو شيبة حدثنا عطاء الخراساني، عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عباس، فذكره.
قال الترمذي: وحديث ابن عباس حديث حسن لانعرفه إلا من حديث شعيب بن رزيق.
قلت: وقال الحافظ في شعيب بن رزيق يعتبر حديثه من غير روايته عن عطاء الخراساني، وهذا الحديث من روايته عن عطاء الخراساني.(9/486)
7191 - (س) أبو ريحانة - رضي الله عنه - قال: سمعت النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- يقول: «حُرِّمت عَيْن على النار سَهِرت في سبيل الله» أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 6 / 15 في الجهاد، باب ثواب عين سهرت في سبيل الله، وهو حديث حسن بشواهده.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخبرنا أحمد (4/134) قال: حدثنا زيد بن الحباب. والدارمي (2405) قال: أخبرنا القاسم بن كثير. والنسائي (6/15) قال:حدثنا عصمة بن الفضل. قال: حدثنا زيد بن الحباب. وفي الكبرى (تحفة الأشراف) (12040) عن الحارث بن مسكين،عن ابن وهب.
ثلاثتهم - زيد، والقاسم وعبد الله بن وهب - عن عبد الرحمن بن شريح، عن محمد بن شمير الرعيني، عن أبي علي التجيبي،فذكره.
(*) في رواية:أحمد (أبو عامر التجيبي) قال أحمد قال غيره: الجنبي (يعني غير زيد) : أبو علي الجنبي. وفي رواية الدارمي: أبو علي الهمداني: ورواية عصمة بن الفضل عن زيد: أبو علي التجيبي،،رواية ابن وهب: أبو علي الجنبي.
(*) وفي روايتي أحمد والدارمي: محمد بن سمير،وفي روايتي النسائي ومحمد بن شمير.(9/487)
7192 - (م د س) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «اثنان لا يجتمعان في النار اجتماعاً يضرُّ أحدُهما الآخر، قيل: مَنْ هم يا رسولَ الله؟ قال: مؤمن قَتَلَ كافراً، ثم سَدَّد» .
وفي رواية «لا يجتمع كافر وقاتله في النار أبداً» أخرجه مسلم.
وأخرج أبو داود الثانية، وفي رواية النسائي قال: «لا يجتمعان في النار: مسلم قتل كافراً، ثم سدَّدَ وقارب، ولا يجتمعان في جوف مؤمن: غُبَار في سبيل الله، وفَيحُ جَهَنَّمَ، ولا يجتمعان في قلب عبد: الإيمان والحَسَدُ» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(سَدَّدَ) : إذا فعل السَّداد وقاله، والمراد به: الإيمان.
__________
(1) رواه مسلم رقم (1891) في الإمارة، باب من قتل كافراً ثم سدد، وأبو داود رقم (2495) في الجهاد، باب في فضل من قتل كافراً، والنسائي 6 / 12 و 13 في الجهاد، باب فضل من عمل في سبيل الله على قدمه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/263) قال:حدثنا أبو كامل. قال:حدثنا حماد. وفي (2/340) قال:حدثنا يونس. قال:حدثنا ليث،عن محمد، يعني ابن عجلان. وفي (2/353) قال:حدثنا حسن. قال: حدثنا حماد بن سلمة. وفي (2/399) قال:حدثنا معاوية. قال: حدثنا أبو إسحاق. ومسلم (6/40) قال: حدثنا عبد الله بن عون الهلالي. قال: حدثنا أبو إسحاق الفزاري إبراهيم بن محمد. والنسائي (6/12) قال: أخبرنا عيسى بن حماد. قال: حدثنا الليث، عن ابن عجلان.
ثلاثتهم - حماد بن سلمة،ومحمد بن عجلان، وأبو إسحاق الفزاري - عن سهيل بن أبي صالح،عن أبيه، فذكره.(9/487)
نوع سادس
7193 - (م س) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: من رضي بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد رسولاً، وجبت له الجنة، فعجب لها أبو سعيد، فقال: أعِدْها عليِّ يا رسول الله، فأعادها عليه، ثم قال: «وأخرى يَرْفَعُ الله بها العبدَ مائةَ درجة في الجنة، ما بين كُلِّ درجتين كما بين السماء والأرض» . قال: وما هي يا رسولَ الله؟ قال: «الجهاد في سبيل الله، الجهاد في سبيل الله» أخرجه مسلم والنسائي (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (1884) في الإمارة، باب بيان ما أعده الله تعالى للمجاهد في الجنة من الدرجات، والنسائي 6 / 19 و 20 في الجهاد، باب درجة المجاهد في سبيل الله عز وجل.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (3/14) قال:حدثنا يحيى بن إسحاق، قال: أخبرنا ابن لهيعة، عن خالد بن أبي عمران.
2- وأخرجه مسلم (6/37) قال: حدثنا سعيد بن منصور. والنسائي (6/19) قال: قال الحارث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع. وفي عمل اليوم الليلة (6) قال: أخبرنا يونس بن عبد الأعلى،والحارث بن مسكين قراءة عليه.
ثلاثتهم - سعيد، والحارث،ويونس - عن عبد الله بن وهب، قال: حدثني أبو هانئ الخولاني.
كلاهما - خالد، وأبو هانئ - عن أبي عبد الرحمن الحبلي،فذكره.(9/488)
7194 - (م ت) أبو موسى - رضي الله عنه - قال ابْنُهُ أبو بكر: سمعتُ أبي وهو بحضرة العَدُوِّ يقول: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إن أبواب الجنة تَحْتَ ظِلالِ السُّيوفِ» فقام رجل رَثُّ الهيئة، فقال: يا أبا موسى، أنت سمعتَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول هذا؟ قال: نعم، فرجع إلى أصحابه، فقال: أقرأ عليكم السلام، ثم كسر جَفْن سيفه، فألقاها، ثم مشى بسيفه إلى العدو فضرب به حتى قُتِل. أخرجه مسلم والترمذي (1) . [ص:489]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ظلال السيوف) : جعل ظلال السيوف في القتال: شاملةً للجنة لأن من دخل تحت ظل السيف في سبيل الله، فقد دخل الجنة، ومعناه: الدُّنو من القِرْن، حتى يعلوه ظل السيف ولا يفرّ منه.
__________
(1) رواه مسلم رقم (1902) في الإمارة، باب ثبوت الجنة للشهيد، والترمذي رقم (1659) في فضائل الجهاد، باب ما جاء في أي الأعمال أفضل.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/396) قال: حدثنا بهز. وفي (4/410) قال: حدثنا عفان وعبد الصمد. ومسلم (6/45) قال: حدثنا يحيى بن يحي التميمي، وقتيبة بن سعيد، والترمذي (1659) قال: حدثنا قتيبة.
خمستهم 0 بهز، وعفان، وعبد الصمد، ويحيى بن يحيى، وقتيبة بن سعيد - عن جعفر بن سليمان الضبعي، عن أبي عمران الجوني، عن أبي بكر بن عبد الله بن قيس، فذكره.(9/488)
7195 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أن عمرو بن أُقَيش: «كان له رِباً في الجاهلية، فكره أن يُسْلِمَ حتى يأخذَه، فجاء يومَ أحد، فقال: أين بَنُو عمي؟ قالوا: بأحُد، قال: أين فلان، قالوا: بأحُد، فلبس لأْمَتَه، وركب فرسه، وتوجَّه قِبَلهم، فلما رآه المسلمون قالوا: إليكَ عَنَّا يا عمرو، قال: إني قد آمنتُ، فقاتل حتى جرِحَ، فحمل إلى أهله جريحاً، فجاءه سعدُ بن معاذ، فقال لأخته: سَلِيهِ أحَمِيَّةً لقومك، أم غضباً لهم، أم غضباً لله تبارك وتعالى؟ قال: بل غضباً لله ولرسوله، فماتَ فدخلَ الجنة، وما صلَّى لله تبارك وتعالى صلاة» . أخرجه أبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الحَميَّة) : الغضب للأهل والأقارب، والأنفة من العار.
__________
(1) رقم (2537) في الجهاد، باب فيمن يسلم ويقتل مكانه في سبيل الله عز وجل، ورواه بمعناه ابن إسحاق عن الحصين بن عبد الرحمن عن أبي سفيان مولى عبد الله بن أبي أحمد بن جحش عن أبي هريرة، كما في " سيرة بن هشام " ونقله الحافظ في " الإصابة " عن السيرة وقال: إسناده حسن رواه جماعة من طريق ابن إسحاق.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (2537) قال:حدثنا موسى بن إسماعيل. قال:حدثنا حماد. قال: أخبرنا محمد ابن عمرو عن أبي سلمة، فذكره.(9/489)
7196 - (خ م د) عبد الله بن أبي أوفى - رضي الله عنه (1) -: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «الجنةُ تحت ظلال السيوف» أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود في جملة حديث (2) .
__________
(1) في المطبوع: ابن أبي ليلى رحمه الله، وهو خطأ.
(2) في المطبوع: أخرجه رزين وهو خطأ، وقد رواه البخاري 6 / 25 و 26 في الجهاد، باب الجنة تحت بارقة السيوف، وباب الصبر عند القتال، وباب كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا لم يقاتل أول النهار أخر القتال حتى تزول الشمس، وباب لا تتمنوا لقاء العدو، وفي التمني، باب كراهية تمني لقاء العدو، ومسلم رقم (1742) في الجهاد، باب كراهية تمني لقاء العدو والأمر بالصبر عند اللقاء، وأبو داود رقم (2631) في الجهاد، باب في كراهية تمني لقاء العدو.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه البخاري (4/26و30 و62 وفي (9/105) قال:حدثنا عبد الله بن محمد، قال:حدثنا معاوية ابن عروة، وفي (4/77) قال:حدثنا يوسف بن موسى،قال: حدثنا عاصم بن يوسف اليربوعي. وأبو داود (2631) قال:حدثنا أبو صالح محبوب بن موسى.
ثلاثتهم -معاوية،وعاصم،ومحبوب - عن أبي إسحاق الفزاري.
2- وأخرجه مسلم (5/143) قال:حدثنا محمد بن رافع، قال:حدثنا عبد الرزاق،قال: أخبرنا ابن جريج.
كلاهما - أبو إسحاق،وابن جريج - عن موسى بن عقبة،عن سالم أبي النضر،فذكره.(9/490)
7197 - (س د ت) أبو نجَيح السلمي - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «من بلَّغ بِسَهْم فهو له درجة في الجنة، فبلَّغتُ يومئذ ستة عشر سَهْماً» قال: وسمعت النبيّ - صلى الله عليه وسلم- يقول: «من رمى بِسَهْم في سبيل الله، فهو له عِدْل مُحرَّر» أخرجه النسائي.
وأخرجه أبو داود في أول حديث يتضمن فضل العتق ويَرِدُ في بابه.
وفي رواية الترمذي مثل الرواية الثانية، وقال: «عِدْل رقبة محرّرة» (1) . [ص:491]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(عدل محرَّر) المحرر: المعتق.
(وعِدْل الشيء) : مثله، وكذلك عدله.
__________
(1) رواه أبو داود رقم (3965) في العتق، باب أي الرقاب أفضل، والترمذي رقم (1638) في فضائل الجهاد، باب ما جاء في فضل الرمي في سبيل الله، والنسائي 6 / 26 و 27 في الجهاد، باب ثواب من رمى بسهم في سبيل الله عز وجل، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد: (4/113) قال حدثنا روح. قال: حدثنا هشام بن أبي عبد الله. وفي (4/384) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن هشام. (ح) وحدثنا عبد الوهاب، عن سعيد. وأبو داود (3965) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا معاذ بن هشام. قال: حدثني أبي. والترمذي (1638) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا معاذ بن هشام، عن أبيه، والنسائي (6/26) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى. قال: حدثنا خالد، قال: حدثنا هشام. وفي الكبرى (الورقة 64- أ) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود، عن خالد، قال: حدثنا هشام.
كلاهما - هشام الدستوائي، وسعيد بن أبي عروبة - عن قتادة عن سالم بن أبي الجعد، عن معدان بن أبي طلحة، فذكره.(9/490)
7198 - (خ م ط س) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «يضحك الله تعالى إلى رجلين يَقْتُلُ أحدُهما الآخر، كلاهما يدخلُ الجنة، يُقَاتِلُ هذا في سبيل الله، ثم يُسْتَشْهَدُ فيتوبُ الله على القاتل، فَيُسلِمُ فيقاتل في سبيل الله، فَيُسْتَشْهَدُ» . أخرجه البخاري ومسلم و «الموطأ» والنسائي (1) .
__________
(1) رواه البخاري 6 / 29 و 30 في الجهاد، باب الكافر يقتل المسلم ثم يسلم، ومسلم رقم (1890) في الإمارة، باب بيان الرجلين يقتل أحدهما الآخر يدخلان الجنة، والموطأ 2 / 460 في الجهاد، باب الشهداء في سبيل الله، والنسائي 6 / 38 و 39 في الجهاد، باب اجتماع القاتل والمقتول في سبيل الله في الجنة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مالك في الموطأ (285) .والحميدي (1122) وأحمد (2/244) قالا:حدثنا سفيان. وفي (2/464) قال:حدثنا وكيع. قال: حدثنا سفيان، والبخاري (4/28) قال: حدثنا عبد الله ابن يوسف. قال: أخبرنا مالك. ومسلم (6/40) قال: حدثنا محمد بن أبي عمر المكي،قال: حدثنا سفيان (ح) وحدثنا أبوبكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب وأبو كريب. قالوا:حدثنا وكيع، عن سفيان. وابن ماجة 0919 قال:حدنثا أبو بكر بن أبي شيبة. قال:حدثنا وكيع عن سفيان والنسائي (6/38) قال: أخبرنا محمد بن منصور. قال: حدثنا سفيان (ح) وأخبرنا محمد بن سلمه الحارث بن مسكين - قراءة عليه وأنا أسمع -عن ابن القاسم -.قال:حدثني مالك.
ثلاثتهم -مالك، وسفيان بن عيينة، وسفيان الثوري - عن أبي الزناد، عن الأعرج، فذكره.(9/491)
7199 - (خ) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ آمنَ بالله ورسوله، وأقامَ الصَّلاةَ، وآتى الزَّكاةَ، وصامَ رمضانَ، وحجَّ: كان حَقّاً على الله أن يُدْخِلَه الجنةَ، جاهد في سبيل الله، أو جلس في أرضه التي وُلِد فيها، فقالوا: أوَلا نُبَشِّرُ الناسَ بقولك؟ فقال: إن في الجنة مائةَ درجة، أعدَّها الله للمجاهدين في سبيل الله، ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض، فإذا سألتُم الله فاسألوه الفِرْدَوس، فإنه أوسطُ الجنة [ص:492] وأعلى الجنة، وفوقَه عرش الرحمن، ومنه تَفَجَّرُ أنهار الجنة» .
أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) 6 / 9 في الجهاد، باب درجات المجاهدين في سبيل الله، وفي التوحيد، باب وكان عرشه على الماء وهو رب العرش العظيم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/335) قال: حدثنا سريج. والبخاري (4/19) قال: حدثنا يحيى بن صالح. وفي (9/153) قال: حدثنا إبراهيم بن المنذر. قال: حدثني محمد بن فليح.
ثلاثتهم - سريج بن النعمان، ويحيى بن صالح، ومحمد بن فليح، عن فليح بن سليمان، عن هلال ابن علي، عن عطاء بن يسار. فذكره.
(*) أخرجه أحمد (2/335) قال: حدثنا يونس قال: حدثنا فليح، عن هلال بن علي، عن عطاء بن يسار، أو ابن أبي عمرة، قال فليح: ولا أعلمه إلا عن ابن أبي عمرة فذكر الحديث وقال في آخره ثم حدثناه به فلم يشك، يعني فليحا قال: عطاء بن يسار.(9/491)
نوع سابع
7200 - (خ س) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «من احتَبَس فرساً في سبيل الله إيماناً بالله، وتصديقاً بوعده، فإن شِبَعَهُ ورِيَّه ورَوْثه وبَوْلَهُ في ميزانه يوم القيامة» يعني حسنات. أخرجه البخاري والنسائي (1) .
__________
(1) رواه البخاري 6 / 43 في الجهاد، باب من احتبس فرساً في سبيل الله، والنسائي 6 / 225 في الخيل، باب علف الخيل.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/374) قال: حدثنا إبراهيم. قال:حدثنا ابن المبارك. والبخاري (4/34) قال: حدثنا علي بن حفص. قال:حدثنا ابن المبارك. والنسائي (6/225) قال: قال الحارث بن مسكين - قراءة عليه وأنا أسمع - عن ابن وهب.
كلاهما -ابن المبارك،وابن وهب - عن طلحة بن أبي سعيد. قال: سمعت سعيدا المقبري يحدث، فذكره.(9/492)
7201 - (م س) أبو مسعود البدري - رضي الله عنه - قال: جاء رجل بناقة مَخْطومة إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: هذه في سبيل الله، فقال [رسولُ الله]- صلى الله عليه وسلم-: لك بها يوم القيامة سبعُمائة ناقة كلُّها مخطومة. أخرجه مسلم.
وفي رواية النسائي: أن رجلاً تصدَّق بناقة مخطومة في سبيل الله، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «لَيَأتِيَنَّ يوم القيامة بسَبْعمائة ناقة مخطومة» (1) . [ص:493]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ناقة مخطومة) : لها خطام تُقاد به. كالرَّسَن للدابة، فيتمكّن صاحبها منها ولا تَفِرُّ منه.
__________
(1) رواه مسلم رقم (1892) في الإمارة، باب فضل الصدقة في سبيل الله، والنسائي 6 / 49 في الجهاد، باب فضل الصدقة في سبيل الله.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/121و5/274) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثا شعبة. وفي (5/274) قال: حدثنا وهب بن جرير، قال: حدثنا شعبة. والدارمي (2407) قال: حدثنا عبد الله بن محمد، قال: حدثنا جرير. ومسلم (6/41) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنطلي، قال: أخبرنا جرير (ح) وحدثنا أبوبكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو أسامة، عن زائدة ح وحدثني بشرابن خالد، قال: حدثنا محمد -يعني ابن جعفر- قال: حدثنا شعبة، والنسائي (6/49) قال: أخبرنا بشر بن خالد، قال: حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا شعبة.
ثلاثتهم -شعبة، وجرير، وزائدة - عن سليمان الأعمش، قال: حدثنا سمعت أبا عمرو الشيباني، فذكره.(9/492)
7202 - (ت) عدي بن حاتم - رضي الله عنه -: سأل رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- «أيُّ الصدقة أفضلُ؟ قال: إخدامُ عبد في سبيل الله، أو إظلالُ فُسْطَاط، أو طَروقَةُ فحل في سبيل الله» أخرجه الترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(طَرُوقَةُ فحل) أي: أنها قد كَبرتْ وصَلُحَت أن يعلوَها الفحل، وهي الحِقّة من الإبل التي تم لها ثلاث سنين، ودَخَلَتْ في الرابعة إلى آخرها.
__________
(1) رقم (1626) في فضائل الجهاد، باب ما جاء في فضل الخدمة في سبيل الله، وهو حديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (1626) قال:حدثنا محمد بن رافع،قال: حدثنا زيد بن حباب،.قال: حدثنا معاوية بن صالح، عن كثير بن الحارث،عن القاسم أبي عبد الرحمن، فذكره.
قال: أبو عيسى: وقد روي عن معاوية بن صالح هذا الحديث مرسلا وخولف زيد في بعض إسناده قال: وروى الوليد بن جميل هذا الحديث عن القاسم أبي عبد الرحمن عن أبي أمامة عن النبي-صلى الله عليه وسلم-،حدثنا بذلك زياد بن أيوب.(9/493)
7203 - (ت) أبو أمامة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «أفضلُ الصَّدقات: ظِلُّ فُسْطَاط في سبيل الله، ومَنِيحةُ خادم في سبيل الله أو طَرُوقَةُ فحل في سبيل الله» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (1627) في فضائل الجهاد، باب ما جاء في فضل الخدمة في سبيل الله، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (5/269) قال: حدثنا الحكم بن موسى، قال عبد الله: وجدت في كتاب أبي بخط يده، وأظن أني قد سمعته أنا من الحكم قال: حدثنا إسماعيل ابن عياش، عن مطرح بن يزيد الكناني، عن عبيد الله بن زحر، عن علي بن زيد،والترمذي (1627) قال: حدثنا زياد بن أيوب، قال: حدثنا يزيد بن هارون،قال: أخبرنا الوليدبن جميل.
كلاهما - علي،والوليد - عن القاسم أبي عبد الرحمن، فذكره.(9/493)
7204 - (ت س) خُريم بن فاتك - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ أنفق نفقة في سبيل الله، كُتِبَتْ له بِسَبْعمائةِ [ص:494] ضِعْف» أخرجه الترمذي والنسائي (1) .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (1625) في فضائل الجهاد، باب ما جاء في فضل النفقة في سبيل الله، والنسائي 6 / 49 في الجهاد، باب فضل النفقة في سبيل الله، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1- أخرجه أحمد (4/345) قال: حدثنا معاوية بن عمرو، قال: حدثنا زائدة. وفي (4/345) قال: حدثنا حسين بن علي، عن زائدة. والترمذي (1625) قال: حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا الحسين بن علي الجعفي، عن زائدة. والنسائي (6/49) قال: أخبرنا أبو بكر بن أبي النضر، قال: حدثنا أبو النضر، قال: حدثنا عبيد الله الأشجعي، عن سفيان الثوري. وفي الكبرى (تحفة الأشراف) (3526) عن محمد بن حاتم بن نعيم. عن حبان بن موسى، عن بن المبارك، عن زائدة.
كلاهما - زائدة، والثوري - عن الركين بن الربيع بن عميلة الفزاري، عن أبيه، عن يسير بن عميلة، فذكره.(9/493)
7205 - (خ م ت د س) زيد بن خالد الجهني - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «من جهَّز غازياً في سبيل الله فقد غزَا، ومن خَلَّف غازياً في أهله بخير فقد غزا» أخرجه الجماعة إلا «الموطأ» .
وفي أخرى للترمذي إلى قوله: «فقد غزا» في المرة الأولى (1) .
__________
(1) رواه البخاري 6 / 37 في الجهاد، باب فضل من جهز غازياً، ومسلم رقم (1895) في الإمارة، باب فضل إعانة الغازي في سبيل الله، وأبو داود رقم (2509) في الجهاد، باب ما يجزئ من الغزو، والترمذي رقم (1627) و (1629) و (1630) و (1631) في فضائل الجهاد، باب ما جاء في فضل من جهز غازياً، والنسائي 6 / 46 في الجهاد، فضل من جهز غازياً.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (4/116) قال: حدثنا روح، قال: حدثنا حسين المعلم. وفي (4/117) قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، قال: حدثنا علي بن مبارك الهنائي، بصري ثقة. وفي (5/193) قال: حدثنا عبد الصمد، قال: حدثنا حرب،وعبد بن حميد (277) قال: حدثنا أبو نعيم، قال:حدثنا شيبان والبخاري (4/32) قال: حدثنا أبو معمر،قال:حدثنا عبد الوارث، قال: حدثنا الحسين،ومسلم (6/42) قال: حدثنا أبو الربيع الزهراني،قال: حدثنا يزيد - يعني ابن زريع- قال: حدثنا حسين المعلم. وأبو داود (2509) قال:حدثنا عبد الله بن عمرو بن أبي الحجاج أبو معمر، قال:حدثنا عبد الوارث،قال: حدثنا الحسين. والترمذي (1628) قال:حدثنا أبو زكريا يحيى بن درست البصري،قال:حدثنا أبو إسماعيل القناد. وفي (1631) قال:حدثنا محمد بن بشار،قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال:حدثنا حرب ابن شداد. والنسائي (6/46) قال: أخبرنا محمد بن المثنى، عن عبد الرحمن بن مهدي، قال: حدثنا حرب بن شداد.
خمستهم - حسين،وعلي،وحرب،وشيبان وأبو إسماعيل - عن يحيى بن أبي كثير. قال: حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن.
2- وأخرجه أحمد (4/115) قال:حدثنا معاوية بن عمرو، ومسلم (6/41) قال:حدثنا سعيد بن منصور، وأبو الطاهر. والنسائي (6/46) قال: أخبرنا سليمان بن داود،والحارث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع.
خمستهم- معاوية،وسعيد،وأبو الطاهر، وسليمان، والحارث - عن ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن بكير بن الأشج.
كلاهما- أبو سلمة، وبكير - عن بسر بن سعيد، فذكره.(9/494)
7206 - (د) عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «للغَازي أجرُه، وللجاعِلِ أجرُه وأجرُ الغازي» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) في الجهاد، باب الرخصة في أخذ الجعائل، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/174) (6624) قال:حدثنا إسحاق بن عيسى. وأبو داود (2526) قال:حدثنا إبراهيم بن الحسن المصيصي، قال:حدثنا حجاج، يعني بن محمد. (ح) وحدثنا عبد الملك بن شعيب، قال:حدثنا ابن وهب.
ثلاثتهم - إسحاق، وحجاج، وابن وهب - عن الليث بن سعد،عن حيوة ابن شريح، عن ابن شفي، عن أبيه، فذكره.(9/494)
نوع ثامن
7207 - (خ) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «تعِسَ عبدُ الدِّينار، وعَبْدُ الدِّرهم، والقَطيفةِ، والخميصةِ، إن أُعطيَ رَضِيَ، وإن لم يُعْطَ لم يَرْضَ» قال البخاري: وزاد عمرو بن مرزوق - عن عبد الرحمن بن دينار عن أبيه عن أبي صالح عن أبي هريرة، عن [ص:495] النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «تَعِسَ عبدُ الدِّينار، وعبدُ الدِّرهم، وعَبْدُ الخميصة، إن أُعْطِيَ رَضِيَ، وإن لم يُعْطَ سَخِطَ، تَعِسَ وانْتَكَسَ، وإذا شِيكَ فلا انْتُقِشَ، طوبى لعبدٍ آخذ بعِنان فرسه في سبيل الله، أشْعَثَ رأسُه، مُغْبَرَّة قدماه، إن كان في الحراسة كان في الحراسة، وإن كان في الساقَة كان في الساقة، إن استأذَن لم يُؤذَن له، وإن شَفَعَ لم يُشَفَّع» أخرجه البخاري (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(تَعِسَ) : دعا عليه بالهلاك، وهو الوقوع على الوجه من العَثار.
(القطيفة) : كساء له خمل.
(والخميصة) : ثياب خَزٍّ أو صوف مُعْلَمة.
(الانتكاس) : الانقلاب على الرأس، وفي الأمر. وهذا دعاءٌ عليه أيضاً بالخيبة، لأن من انتكس في أمره، فقد خاب وخسر.
(وإذا شيك) شاكته الشوكة: إذا دخلت في جسمه، وشيك: فعل لم يسمَّ فاعله.
(فلا انتقش) الانتقاش: إخراج الشوكة من الجسم، نَقَشتُه أنا وانتقش هو. [ص:496]
(طوبى) : اسم الجنة، وقيل اسم شجرة فيها، وقيل: فُعلى من الطيب.
(الحراسة) : فعل الحارس. وهو الذي يحفظك وأنت نائم.
(الساقة) : الذين يسوقون الجيش يحفظونه من ورائه.
__________
(1) و (61) في الجهاد، باب الحراسة في الغزو في سبيل الله، وفي الرقاق، باب تبقى من فتنة المال.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه زحمد (4/41 و8/114) قال: حدثنا يحيى بن يوسف، قال: أخبرنا أبو بكر، عن أبي حصين. وفي (4/41) قال: وزادنا عمرو، قال: أخبرنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار، عن أبيه. وابن ماجة (4135) قال: حدثنا الحسن بن حماد، قال: حدثنا أبو بكر بن عياش، عن أبي حصين. وفي (4136) قال: حدثنا يعقوب بن حميد، قال: حدثنا إسحاق بن سعيد، عن صفوان، عن عبد الله بن دينار. كلاهما - أبو حصين، وعبد الله بن دينار - عن أبي صالح، فذكره.
(*) قال أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري (4/41) : لم يرفعه إسرائيل ومحمد بن جحادة عن أبي حصين.(9/494)
7208 - (د) أبو أيوب - رضي الله عنه -: أنه سمع رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «ستفتح عليكم الأمصارُ، وستكون جنود مُجَنَّدة، يُقطَع عليكم فيها بُعوث، يكره الرجل منكم البَعْث فيها، فيتخلَّص من قومه، ثم يتصفَّح القبائلَ، يَعْرِض نفسَه عليهم، يقول: مَنْ أكْفِه بَعْثَ كذا؟ من أكفه بَعْثَ كذا؟ ألا فذلك الأجيرُ إلى آخِرِ قَطْرة من دمه» أخرجه أبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(بعوثاً) البعوث: جمع بعث، وهم طائفة من الجيش يُبعثون في الغزو كالسريَّة.
__________
(1) رقم (2525) في الجهاد، باب في الجعائل في الغزو، وفي سنده أبو سورة ابن أخي أبي أيوب الأنصاري، وهو ضعيف.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (5/413) قال:حدثنا يزيد بن عبد ربه. وفي (5/413) قال:حدثنا علي بن بحر، هو ابن بري. وأبو داود (2525) قال:حدثنا إبراهيم بن موسى الرازي (ح) وحدثنا عمرو بن عثمان.
أربعتهم - يزيد،وعلي، وإبراهيم،وعمرو- عن محمد بن حرب الخولاني قال:حدثنا أبو سلمة، سليمان بن سليم، عن يحيى بن جابر،قال:سمعت ابن أخي أبي أيوب،فذكره. في سنده أبو سورة بن أخي أبي أيوب الأنصاري وهو ضعيف.(9/496)
7209 - (س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: «وعدَنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- غَزوة الهند، فإن أدركتُها أُنفِق فيها نفسي ومالي، فإن قتلتُ كنتُ أفضلَ الشهداء، وإن رجعتُ فأنا أبو هريرة المحرَّر» أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 6 / 42 في الجهاد، باب غزوة الهند، وفي سنده جبر بن عبيدة، قال الحافظ في " التهذيب ": قرأت بخط الذهبي: لا يعرف من ذا، والخبر منكر.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/228) قال:حدثنا هشيم. والنسائي (6/42) قال:أخبرنا أحمد بن عثمان بن حكيم. قال:حدثنا زكريا بن عدي.. قال:حدثنا عبيد الله بن عمرو، عن زيد بن أبي أنيسة. (ح) قال: وأنبأنا هشيم. وفي (6/42) قال: حدثني محمد بن إسماعيل بن إبراهيم. قال: حدثنا يزيد. قال:أنبأنا هشيم.
كلاهما - هشيم، وزيد بن أبي أنيسة - عن سيار أبي الحكم، عن جبر بن عبيدة، فذكره. وفي سنده جبر ابن عبيدة، قال الحافظ في «التهذيب» قرأت بخط الذهبي، لا يعرف من ذا، والخبر منكر.(9/496)
7210 - (ط) زيد بن أسلم - رحمه الله -: قال: كَتَبَ أبو عبيدةَ بنُ الجرَّاح إلى عمر بن الخطاب يذكر له جموعاً من الروم، وما يتخوَّفُ منهم، فكتب إليه عمر: «أما بعدُ، فإنه مهما ينزلُ بعبد مؤمن من منزِلِ شِدَّة يجعل الله بعده فرجاً، وإنه لن يَغْلِبَ عُسْر يُسْرَيْن، وإن الله يقول في كتابه: {يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون} [آل عمران: 200] » أخرجه «الموطأ» (1) .
__________
(1) 2 / 446 في الجهاد، باب الترغيب في الجهاد، وإسناده منقطع، ورواه ابن مردويه من طريق عطية عن جابر موصولاً، وإسناده ضعيف، وفي الباب عن أنس مرفوعاً أخرجه البيهقي، ورواه الحاكم والبيهقي في " شعب الإيمان " من طريق عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن الحسن مرسلاً، وهو مرسل صحيح، وفي الباب عن ابن عباس من قوله، وعن ابن مسعود موقوفاً ومرفوعاً، وفي الباب عن عمر موقوفاً، وانظر " المقاصد الحسنة " للحافظ السخاوي.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في الموطأ بشرح الزرقاني (3/13) عن زيد بن أسلم،فذكره.
وإسناده منقطع، وقد رواه ابن مردويه عن جابر مرفوعا وإسناده ضعيف.(9/497)
الفرع الثاني: في فضل الشهادة والشهداء، وفيه ستة أنواع
نوع أول
7211 - (د) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال لأصحابه: «إنه لمَّا أُصِيبَ إخوانُكم بأحُد، جَعلَ الله أرواحهم في [ص:498] جَوفِ طير خضْر، تَرِدُ أنهارَ الجنة، تأكل من ثمارها، وتأوي إلى قناديلَ من ذهب معلَّقة في ظل العرش، فلما وجدوا طِيبَ مأكَلِهم ومشرَبِهم ومَقِيلهم، قالوا: مَنْ يُبَلِّغُ إخواننا عنا أننا أحياء في الجنة، لئلاَّ يزهَدوا في الجنة، ولا يَنْكُلوا عند الحرب؟ فقال الله تعالى: «أنا أُبلِّغهم عنكم، فأنزل الله عزَّ وجل: {ولا تحسَبنَّ الذين قُتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحْياءٌ ... } إلى آخر الآيات» [آل عمران: 169 - 171] أخرجه أبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(نكل) عن العمل ينكُل بالضم: إذا جَبُن وفَتَرَ وضَعُفَ.
__________
(1) رقم (2520) في الجهاد، باب في فضل الشهادة، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " رقم (2389) ، والحاكم 2 / 88 وصححه ووافقه الذهبي.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (1/266) (2389) . وأبو داود (2520) قالا: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبد الله بن إدريس، عن محمد بن إسحاق، عن إسماعيل بن أمية بن عمرو بن سعيد، عن أبي الزبير عن سعيد بن جبير، فذكره.
(*) أخرجه أحمد (1/265) (2388) قال: حدثنا يعقوب (بن إبراهيم بن سعد) قال: حدثنا أبي. وعبد بن حميد (679) قال: حدثني يوسف بن بهلول، قال: حدثنا عبد الله بن إدريس.
كلاهما - إبراهيم بن سعد - وعبد الله بن إدريس - عن محمد بن إسحاق، عن إسماعيل بن أمية، عن أبي الزبير، عن ابن عباس ليس فيه (سعيد بن جبير) .(9/497)
7212 - (ت) كعب بن مالك - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إنَّ أرْواحَ الشُّهَدَاءِ في حواصلِ طير خُضْر، تَعْلُق من ثمر الجنة، أو شجرِ الجنة» أخرجه الترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(عَلَقت) تَعلُقُ: أي أكلت، وذلك في الإبل، إذا أكلتِ العِضاه فنقل إلى الطير.
__________
(1) رقم (1641) في فضائل الجهاد، باب ما جاء في ثواب الشهداء، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك (الموطأ) (164) .والحميدي (873) قال:حدثنا سفيان. قال:حدثنا عمرو بن دينار. وأحمد (6/386) قال: حدثنا سفيان، عن عمرو. وفي (3/455) قال:حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر. (ح) وحدثنا محمد بن إدريس - يعني الشافعي - عن مالك. وفي (3/455) قال:حدثنا عثمان بن عمر. قال: أخبرنا يونس. وفي (3/456) قال:حدثنا أبو اليمان. قال: أنبأنا شعيب. وعبد بن حميد (376) قال: أخبرنا عبد الرزاق،قال: أخبرنا معمر. وابن ماجة (4271) قال: حدثنا سويد بن سعيد. قال: أنبأنا مالك بن أنس. والترمذي (1641) قال:حدثنا ابن أبي عمر. قال: حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار. والنسائي (4/108) قال: أخبرنا قتيبة، عن مالك.
خمستهم - عمرو، ومعمر، ومالك،ويونس،وشعيب - عن الزهري، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك،فذكره
(*) في رواية عمرو، ومعمر - عند عبد بن حميد -: عن الزهري، عن ابن كعب بن مالك. ولم يسمه.
(*) رواية معمر عن الزهري، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، قال: قالت أم بشر لكعب بن مالك، وهو شاك: اقرأ على ابني السلام - تعني مبشرا - فقال: يغفر الله لك ياأم مبشر، أو لم تسمعي ما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إنما نسمة المسلم طير تعلق في شجر الجنة، حتى يرجعها الله عز وجل إلى جسده يوم القيامة» .؟ قالت: صدقت؛.فأستغفر الله.
(*) أخرجه أحمد (3/455) قال:حدثنا سعد بن إبراهيم، قال: حدثنا أبي، صالح. وفي (3/460) قال: حدثنا إبراهيم بن أبي العباس، قال: حدثنا أبو أويس.
كلاهما - صالح، وأبو أويس- قال صالح: عن ابن شهاب. قال:حدثني عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب، أنه بلغه،أن كعب بن مالك قال. فذكره.
وقال أبو أويس، قال الزهري: أخبرني عبد الرحمن بن عبد الله الأنصار،أن كعب بن مالك كان يحدث، فذكره.(9/498)
7213 - (م ت) مسروق - رحمه الله - قال: «سَألْنا عبدَ الله بنَ مسعود عن هذه الآية {ولا تحسَبَنَّ الذين قُتِلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياءٌ عند ربِّهم يُرزَقون} [آل عمران: 169] فقال: أمَا إنَّا قد سألْنَا عن ذلك رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-؟ فقال: أرواحُهم في جوف طَير خُضْر، لها قناديلُ مُعَلَّقَة بالعرش، تَسْرَح من الجنة، حيث شاءت، ثم تأوي إلى تلك القناديل، فاطَّلع إليهم ربُّهم اطِّلاعَة، فقال: [هل] تَشْتَهُون شيئاً؟ قالوا: أيَّ شيء نَشْتَهِي ونحن نَسْرح من الجنة حيث شِئْنا؟ ففعل ذلك بهم ثلاث مرات، فلما رأوْا أنهم لم يُترَكوا من أن يُسألُوا، قالوا: يا رب، نُريدُ أن تَرُدَّ علينا أرواحَنا في أجسادنا حتى نُقْتَلَ في سبيلك مرة أخرى، فلما رأى أن ليس لهم حاجة تُرِكوا» أخرجه مسلم.
وفي رواية الترمذي «أنه سُئل عن قوله {ولا تَحْسَبَنَّ الذين قُتِلوا في سبيل الله أمواتاً بل أَحْيَاءٌ عند ربِّهم} فقال: أما إنَّا قد سأَلْنا عن ذلك؟ فأُخْبِرْنا أنَّ أرْواحَهم في طير خُضْر، تَسْرَحُ في الجنة حيث شاءَتْ، وتأوي إلى قناديل مُعَلَّقة بالعرش، فاطَّلع ربك اطِّلاعة، فقال: هل تَسْتَزِيدون شيئاً، فأزيدكم؟ قالوا: ربنا، وما نَسْتَزيد ونحن في الجنة نَسْرح حيث شِئْنا؟ ثم اطَّلَعَ إليهم الثانيةَ، فقال: هل تَسْتَزِيدُون شَيئاً، فأزيدكم؟ فلما رأوْا أنَّهم لا يُترَكون، قالوا: تُعيدُ أرواحَنا في أجْسادنا حتى نرجعَ إلى الدنيا فَنُقْتَل في سبيلك مرة أخرى» . [ص:500]
وللترمذي في رواية أخرى - مثله - وزاد «وتُقْرِئُ نبينا السلام، وتُخْبِرُه أنْ قد رَضِينا، ورُضِيَ عنا» هكذا أخرجه الترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(سَرَحَتِ) الماشية: إذا ذهبت للرعي، فاستعاره للطير.
__________
(1) رواه مسلم رقم (1887) في الإمارة، باب بيان أن أرواح الشهداء في الجنة وأنهم أحياء عند ربهم يرزقون، والترمذي رقم (3014) و (3015) في التفسير، باب ومن سورة آل عمران.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الحميدي (120) قال: حدثنا سفيان، والدارمي (2415) قال: أخبرنا سعيد بن عامر، عن شعبة. ومسلم (6/38) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، وأبو بكر بن أبي شيبة، كلاهما عن أبي معاوية (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا جرير، وعيسى بن يونس (ح) وحدثنا محمد بن عبد الله ابن نمير، قال: حدثنا أسباط، وأبو معاوية. وابن ماجة (2801) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا أبو معاوية، والترمذي (3011) قال: حدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان.
ستتهم - سفيان بن عيينة، وشعبة، وأبو معاوية، وجرير، وعيسى، وأسباط بن محمد - عن سليمان الأعمش، عن عبد الله بن مرة، عن مسروق، فذكره.(9/499)
نوع ثانٍ
7214 - (خ م ت س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «ما أحد يَدْخل الجنة يُحِبُّ أن يرجعَ إلى الدنيا وله ما على الأرض من شيء، إلا الشهيدُ، يَتَمنَّى أن يرجعَ إلى الدنيا فَيُقْتَلَ عشر مرات، لما يَرى من الكرامة» وفي رواية «لما يَرى من فضل الشهادة» .
أخرجه البخاري ومسلم، ولمسلم نحوه.
وفي رواية الترمذي قال: «ما من عبد يموت له عند الله خير، يُحِبُّ أن يرجعَ إلى الدنيا، وأن له الدنيا وما فيها، إلا الشهيدُ، لما يَرَى من فضل الشهادة، فإنه يُحِبُّ أن يرجعَ إلى الدنيا فَيُقتَلَ مرة أخرى» .
وله في رواية أخرى أنه قال: «ليس أحد من أهل الجنة يَسُرُّه أن يرجعَ إلى الدنيا إلا الشهيد» . [ص:501]
وفي رواية النسائي قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «يُؤتَى بالرجل من أهل الجنة، فيقول الله تعالى: يا ابنَ آدم، كيف وجدتَ منزِِلَك؟ فيقول: أيْ ربِّ، خيرَ مَنْزِل، فيقول: سَلْ وتَمَنَّ، فيقول: أسألك أن تَرُدَّني إلى الدنيا فأُقْتَلَ في سبيلك عشر مرات، لما يرى من فضل الشهادة» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 6 / 12 في الجهاد، باب الحور العين وصفتهن، وباب تمني المجاهد أن يرجع إلى الدنيا، ومسلم رقم (1877) في الإمارة، باب فضل الشهادة في سبيل الله، والترمذي رقم (1643) في فضائل الجهاد، باب ما جاء في ثواب الشهداء، والنسائي 6 / 36 في الجهاد، باب ما يتمنى أهل الجنة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (3/103) قال: حدثنا عمرو بن الهيثم أبو قطن. وفي (3/173و276) قال: حدثنا محمد بن جعفر وحجاج. وعبد بن حميد (1168) قال: أخبرنا يزيد بن هارون. والدارمي (2414) قال: أخبرنا أبو علي الحنفي. والبخاري (4/26) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا غندر. ومسلم (6/35) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو خالد الأحمر (ح) وحدثنا محمد بن المثنى وابن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر. والترمذي (1662) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر، وعبد الله بن أحمد المسند (3/278) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو خالد الأحمر.
ستتهم - أبو قطن، وابن جعفر، وحجاج، ويزيد، وأبو علي، وأبو خالد - عن شعبة.
2-وأخرجه أحمد (3/251) قال: حدثنا عفان وبهز. وفي (3/289) قال: حدثنا بهز.
كلاهما -عفان، وبهز - قالا: حدثنا همام بن يحيى.
3- وأخرجه الترمذي (1661) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا معاذ بن هشام، قال: حدثني أبي.
ثلاثتهم - شعبة، وهمام، وهشام - عن قتادة، فذكره.(9/500)
7215 - (س) [عبد الرحمن] بن أبي عميرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «ما من نَفْس مُسْلِمَة يَقْبِضُها ربُّها تُحِبُّ أن ترجعَ إليكم وأنَّ لها الدنيا وما فيها، غيرُ الشهيد» .
قال ابن أبي عميرة: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «لأن أُقْتَلَ في سبيل الله أحَبُّ إليَّ من أن يكونَ لي أهل الوبَر والمدر» أخرجه النسائي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أهل الوبر) : هم الأعراب الذين في البادية، ومن لا يأوي إلى جدار.
(وأهل المدَر) : أهل القرى والأمصار، والمدر: الطِّين المستحجر.
__________
(1) 6 / 33 في الجهاد، باب تمني القتل في سبيل الله تعالى، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 4 / 216، وسنده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/216) قال: حدثنا حيوة بن شريح، قال:حدثنا بقية،قال: حدثني بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن جبير بن نفير،فذكره.
وأخرجه النسائي (6/33) أخبرنا عمرو بن عثمان،قال:حدثنا بقية، عن بحير بن سعد، عن خالد بن معدان،عن جبير بن نفير،عن ابن أبي عميرة، فذكره.(9/501)
7216 - (س) عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «ما على الأرض مِنْ نَفْس تموتُ ولها عند الله خير، تحبُّ أن ترجعَ إليكم ولها الدنيا، إلا القَتِيلُ، فإنه يُحِبُّ أن يرجعَ فَيُقْتَلَ مرة أخرى» أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 6 / 35 و 36 في الجهاد، باب ما يتمنى في سبيل الله عز وجل، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1- أخرجه أحمد (5/318) قال:حدثنا محمد بن بكر، وروح، وعبد الرزاق وفي (5/332) قال:حدثنا عبد الرزاق.
ثلاثتهم - ابن بكر،وروح، وعبد الرزاق - قالوا: أخبرنا ابن جريج، قال: قال سليمان بن موسى.
2- وأخرجه النسائي (6/35) قال: أخبرنا هارون بن محمد بن بكار، قال: حدثنا محمد بن عيسى - وهو ابن القاسم بن سميع - قال: حدثنا زيد بن واقد.
كلاهما - سليمان، وزيد - عن كثير بن مرة، فذكره.(9/502)
7217 - (خ) المغيرة بن شعبة - رضي الله عنه - قال: أخبرنا نَبِيُّنا عن رسالة ربِّنا «أنه من قُتل منَّا صار إلى الجنة، فَلَنَحْنُ أحبُّ في الموت منكم في الحياة» أخرجه البخاري في ترجمة باب (1) .
__________
(1) كذا في الأصل: أخرجه البخاري في ترجمة باب، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وهو موصول عند البخاري 6 / 189 و 192 في الجهاد، باب الجزية والموادعة مع أهل الحرب، وفي التوحيد، باب قول الله عز وجل: {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك} .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخبرنا البخاري (4/118 و9/189) .وفي خلق أفعال العباد (53) قال:حدثنا الفضل بن يعقوب، قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الرقي،قال: حدثنا المعتمر بن سليمان، قال:حدثنا سعيد بن عبيد الله الثقفي، قال:حدثنا بكر بن عبد الله المزني،وزياد بن جبير،عن جبير بن حية، فذكره.(9/502)
نوع ثالث
7218 - (م ت س ط) أبو قتادة - رضي الله عنه - «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قام فيهم، فَذَكَر لهم أنَّ الجهادَ في سبيل الله، والإيمان بالله أفضل الأعمال، فقام رجل فقال: يا رسول الله، أرأيتَ إن قُتِلْتُ في سبيل الله، أتُكفَّر عني خطاياي؟ فقال له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: نعم إن قُتِلْتَ في سبيل الله وأنتَ صابر مُحْتَسِب، مُقبِل غيرَ مُدْبِر، ثم قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: كيف قلتَ؟ قال: أرأيتَ إن قُتِلْتُ في سبيل الله، أتكفَّر عَنِّي خطاياي؟ فقال [ص:503] رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: نعم، إن قتلتَ في سبيل الله وأنتَ صابر مُحْتَسِب، مُقْبِل غير مدبر، إلا الدَّينَ، فإن جبريل عليه السلام قال لي ذلك» .
أخرجه مسلم والترمذي والنسائي.
وفي رواية «الموطأ» قال: جاء رجل إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: يا رسول الله، إنْ قُتِلْتُ في سبيل الله، صابراً محتسباً، مُقْبلاً غيرَ مُدْبِر، أيكفِّرُ الله عَنِّي خطاياي؟ فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «نعم، فلما أدبر الرجلُ، ناداهُ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ... وذكر باقي الحديث» وأخرجه النسائي أيضاً مثل «الموطأ» (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (1885) في الإمارة، باب من قتل في سبيل الله كفرت خطاياه إلا الدين، والموطأ 2 / 461 في الجهاد، باب الشهداء في سبيل الله، والترمذي رقم (1712) في الجهاد، باب ما جاء فيمن يستشهد وعليه دين، والنسائي 6 / 34 في الجهاد، باب من قاتل في سبيل الله عز وجل وعليه دين.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
سعيد. وفي (5/303) قال: حدثنا حجاج. قال: حدثنا ليث. وعبد بن حميد (192) قال: حدثنا سليمان بن داود، عن ابن أبي ذئب. والدارمي (2417) قال: أخبرنا عبيد الله بن عبد المجيد. قال: حدثنا ابن أبي ذئب. ومسلم (6/37) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا ليث. وفي (6/38) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن المثنى. قالا: حدثنا يزيد بن هارون. قال: أخبرنا يحيى، يعني ابن سعيد والترمذي (1712) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا الليث. والنسائي (6/34) قال: أخبرنا محمد بن سلمة والحارث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع، عن ابن القاسم. قال: حدثني مالك، عن يحيى ابن سعيد. (ح) وأخبرنا قتيبة. قال: حدثنا الليث.
ثلاثتهم - يحيى بن سعيد، والليث بن سعد، وابن أبي ذئب - عن سعيد بن أبي سعيد المقبري.
2- وأخرج الحميدي (425) قال: حدثنا سفيان. قال: حدثنا محمد بن عجلان. ومسلم (6/38) قال: حدثنا سعيد بن منصور،. قال: حدثنا سفيان. قال: حدثنامحمد بن عجلان. والنسائي (6/35) قال: أخبرنا عبد الجبار بن العلاء. قال: حدثنا سفيان، عن عمرو.
كلاهما -محمد بن عجلان، عمرو بن دينار - عن محمد بن قيس.
كلاهما - سعيد المقبري، ومحمد بن قيس - عن عبد الله بن أبي قتادة، فذكره.
(*) أخرجه البخاري (426) . ومسلم (6/38) قال: حدثنا سعيد بن منصور.
كلاهما -الحميدي، وسعيد بن منصور - قالا: حدثنا سفيان. قال: حدثنا عمرو، عن محمد بن قيس، عن النبي مرسلا.(9/502)
7219 - (س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: «جاء رجل إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- وهو يَخْطُب على المنبر، فقال: أرأيتَ إن قُتلتُ في سبيل الله صابراً مُحْتَسباً. مقبلاً غير مدبر، أيُكفِّرُ الله عني سيئآتي؟ قال: نعم، ثم سَكَتَ ساعة، فقال: أين السائل آنِفاً؟ فقال الرجل: فها أنَا ذَا، قال: ما قُلْتَ؟ قال: أرأيتَ إن قُتِلْتُ في سبيل الله صابراً مُحتَسباً مُقْبلاً غير مُدْبر أيكفِّرُ [الله] عَنِّي سيئآتي؟ قال: نعم، إلا الدَّين، سَارَّني به جبريل آنفاً» أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 6 / 33 في الجهاد، باب من قاتل في سبيل الله تعالى وعليه دين، وهو حديث صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (6/33) قال: أخبرنا محمد بن بشار. قال: حدثنا أبو عاصم. قال: حدثنا محمد بن عجلان،عن سعيد المقبري،فذكره.(9/503)
7220 - (م) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «يُغْفَرُ للشهيد كلُّ ذَنْب إلا الدَّيْنَ» أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (1886) في الإمارة، باب من قتل في سبيل الله كفرت خطاياه إلا الدين.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/220) (7051) قال: حدثنا يحيى بن غيلان،قال:حدثني المفضل. ومسلم (6/38) قال: حدثنا زكريا بن يحيى بن صالح المصري،قال:حدثنا المفضل، يعني ابن فضالة. (ح) وحدثني زهير بن حرب،قال:حدثنا عبد الله بن يزيد المقرئ،قال: حدثنا سعيد بن أبي أيوب.
كلاهما - المفضل،وسعيد - عن عياش بن عباس القتباني،عن عبد الله بن يزيد بن أبي عبد الرحمن الحبلي،فذكره.(9/504)
7221 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «القَتْلُ في سبيل الله يكفِّر كلَّ خطيئة» ، فقال له جبريل: إلا الدَّين، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إلا الدَّين» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (1640) في فضائل الجهاد، باب ما جاء في ثواب الشهداء، وهو حديث صحيح، ورواه مسلم بنحوه من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص، وهو أحد روايات الحديث الذي قبله.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (1640) قال: حدثنا يحيى بن طلحة اليربوعي، قال:حدثنا أبو بكر بن عياش، عن حميد،فذكره.(9/504)
نوع رابع
7222 - (ت) المقدام بن معدي كرب - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لِلشَّهيد عندَ الله ستُّ خِصال: يَغْفِرُ الله له في أول دُفْعَة، ويُرَى مَقْعَده من الجنة، ويُجارُ من عذاب القبر، ويأمَنُ مِنَ الفزَعِ الأكبر ويُوضَعُ على رأسه تاج الوقار، الياقُوتةُ منه خير من الدنيا وما فيها، ويزوَّج ثنتين وسبعين زوجة من الحور العين، ويُشفَّع في سبعين من أقاربه» . أخرجه الترمذي (1) . [ص:505]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الحُور) : جمع حَوْرَاء، وهي الشديدة بياض العين في شدة سوادها.
(والعِين) : جمع عَيْناء، وهي الواسعة العَيْن.
__________
(1) رقم (1663) في فضائل الجهاد، باب ثواب الشهيد، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (2799) في الجهاد، باب فضل الشهادة في سبيل الله، وإسناده حسن، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/131) قال: حدثنا إسحاق بن عيسى، والحكم بن نافع، قالا: حدثنا إسماعيل بن عياش، وابن ماجة (2799) قال: حدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا إسماعيل بن عياش. والترمذي (1663) قال: حدثناعبد الله بن عبد الرحمن، قال: حدثنا نعيم بن حماد، قال: حدثنا بقية بن الوليد.
كلاهما - إسماعيل، وبقية - عن بحير بن سعد. وعن خالد بن معدان، فذكره.(9/504)
7223 - (د) نمران بن عتبة الذماري - رحمه الله -: قال: دخلْنا على أم الدَّرداءِ ونحن أيتام، قُتِلَ أبونا في سبيل الله، فقالتْ: أبْشِروا، فإني سمعتُ أبا الدرداء يقول: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «يشفع الشهيد في سبعين من أهل بيته» أخرجه أبو داود ولم يذكر «قُتِلَ أبونا في سبيل الله» (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (2522) في الجهاد، باب في الشهيد يشفع، ورواه أيضاً ابن حبان في " صحيحه " رقم (161) موارد، ونمران بن عتبة الذماري لم يوثقه غير ابن حبان، وباقي رجاله ثقات.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (2522) قال:حدثنا أحمد بن صالح،قال:حدثنا يحيى بن حسان،قال:حدثنا الوليد بن رباح الذماري،قال:حدثني عمي نمران بن عتبة الذماري. قال:دخلنا على أم الدرداء،ونحن أيتام. فقالت: أبشروا،فإني سمعت أبا الدرداء يقول. فذكره.
(*) قال أبو داود: صوابه رباح بن الوليد.(9/505)
7224 - (ت) فضالة بن عبيد - رضي الله عنه - قال: سمعتُ عمرَ بنَ الخطاب يقول: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «الشُّهداءُ أربعة: رَجُل مُؤمِن جَيِّدُ الإيمان، لقِيَ العَدُوَّ فَصَدَقَ الله حتى قُتل، فذلك الذي يَرْفَع الناسُ إليه أعيُنَهم يوم القيامة هكذا - ورفع رأسَهُ حتى سَقطت قَلَنْسُوتُه، فلا أدري أقَلَنْسُوةَ عُمر أراد أم قَلَنْسُوَةَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-؟ - قال: ورجُل مُؤمِن جَيِّدُ الإيمان، لَقِيَ العَدُوَّ فكأنَّما ضُرب جِلدُهُ بِشَوْك طَلْح من الجُبْنِ، أتاه سَهْمُ غَرب فَقَتَلَهُ، فهو في الدرجة الثانية، ورَجُل مُؤمِن خَلَطَ عملاً صالحاً وآخَر سيئاً، لَقِيَ العَدُوَّ، فَصَدَقَ الله حتى قُتِلَ [ص:506] فذلك في الدرجة الثالثة، ورجل مُؤمِن أسْرَفَ على نفسه، لقي العَدُوَّ، فَصَدَقَ الله حتى قُتِلَ، فذلك في الدرجة الرابعةِ» أخرجه الترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(طلحاً) الطلح: نوع من أشجار الشوك.
(سَهْم غَرْب) أصابه سهم غرب بالإضافة، وبغير الإضافة، وبفتح الراء وسكونها: إذا لم يدر من أين جاء.
(أسرف الرجل على نفسه) : إذا أكثر من اعتقاب الأوزار والآثام.
__________
(1) رقم (1644) في فضائل الجهاد، باب ما جاء في الشهداء عند الله، وهو حديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (1644) حدثثنا قتيبة، قال: حدثنا ابن لهيعة، عن عطاء بن دينار، عن أبي يزيد الخولاني، أنه سمع فضالة بن عبيد، يقول: سمعت عمر بن الخطاب، فذكره.
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث عطاء بن دينار، قال: سمعت محمدا يقول: قد روى سعيد بن أبي أيوب هذا الحديث عن عطاء بن دينار وقال: عن أشياخ بن خولان ولم يذكر فيه عن أبي يزيد، وقال عطاء بن دينار. ليس به بأس.(9/505)
نوع خامس
7225 - (ط) يحيى بن سعيد - رحمه الله - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- «رغَّبَ في الجهاد، وذكر الجنة ورجل من الأنصار يأكل تمرات في يده - فقال: إني لحريص على الدنيا إن جَلَسْتُ حتى أفْرُغَ مِنْهُنَّ، ورمى ما في يده، فحمل بسيفه فقاتل حتى قُتلَ» أخرجه «الموطأ» (1) .
__________
(1) 2 / 466 في الجهاد، باب الترغيب في الجهاد، وإسناده منقطع، ولكن رواه البخاري ومسلم موصولاً من حديث جابر بن عبد الله، فهو حديث صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في (الموطأ) (2/466) في الجهاد، باب الترغيب في الجهاد،وإسناده منقطع، ولكن رواه البخاري ومسلم موصولا من حديث جابر بن عبد الله.(9/506)
7226 - (خ م) البراء بن عازب - رضي الله عنه - قال: جاء رجل من بني النَّبِيت قَبيلِ من الأنصار إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- فقال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأنَّك عبدُه ورسوله، ثم تقدَّم فقاتل حتى قُتِل، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «عَمِلَ هذا يسيراً وأُجِرَ كثيراً» أخرجه مسلم. [ص:507]
وفي رواية البخاري قال: أتَى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- رَجُل مُقنَّع بالحديد، فقال: يا رسول الله، أقاتِلُ أو أُسْلِمُ؟ قال: أسلِمْ ثم قاتِلْ، [فأسلمَ ثم قاتلَ] فَقُتِلَ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «عَمِلَ قليلاً وأُجِرَ كثيراً» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(مقنَّع بالحديد) رجل مقنَّع: إذا كان على رأسه بيضة وهي الخوذة.
__________
(1) رواه البخاري 6 / 19 في الجهاد، باب عمل صالح قبل القتال، ومسلم رقم (1900) في الإمارة، باب ثبوت الجنة للشهيد.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (4/290) قال: حدثنا وكيع، عن إسرائيل. وفي (4/293) قال: حدثنا يحيى بن آدم، وأبو أحمد، قالا: حدثنا إسرائيل. والبخاري (4/24) قال: حدثنا محمد بن عبد الرحيم، قال: حدثنا شبابة، قال: حدثنا إسرائيل. ومسلم (6/43) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو أسامة، عن زكريا. (ح) وحدثنا أحمد بن جناب، قال: حدثنا عيسى، عن زكريا. والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (1854) عن هلال بن العلاء، عن حسين بن عياش، وعن بقية عن زهير بن معاوية. ثلاثتهم -إسرائيل، وزكريا، وزهير - عن أبي إسحاق، فذكره.(9/506)
نوع سادس
7227 - (س) راشد بن سعد - رحمه الله -: عن رجل من أصحاب النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-: أن رجلاً قال: «يا رسول الله، ما بالُ المؤمنينَ يُفْتَنون في قبورهم إلا الشهيد؟ قال: كَفَى ببارقةِ السُّيوف على رأسِهِ فتنة» . أخرجه النسائي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ببارقة السيوف) بَرَقَ السَّيف: إذا لمع، تشبيهاً بلموع البرق.
__________
(1) 4 / 99 في الجنائز، باب الشهيد، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (4/99) أخبرنا إبراهيم بن الحسن قال: حدثنا حجاج، عن ليث بن سعد، عن معاوية ابن صالح،أن صفوان بن عمر، وحدثه، عن راشد بن سعد، عن رجل من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-، فذكره.(9/507)
7228 - (ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «ما يجدُ الشهيدُ من مَسِّ القتلِ إلا كما يجدُ أحدُكم من القَرْصَةِ» أخرجه الترمذي.
وعند النسائي «الشهيد لا يجد من مَسِّ القتل إلا كما يجدُ أحدكم [ص:508] القَرْصةَ يُقْرَصُها» (1) .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (1668) في فضائل الجهاد، باب ما جاء في فضل الرباط، والنسائي 6 / 36 في فضائل الجهاد، باب ما يجد الشهيد من الألم، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب صحيح، وهو كما قال.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/297) قال: حدثنا صفوان. والدارمي (2413) قال: أخبرنا محمد بن يزيد الرفاعي. قال: حدثنا صفوان بن عيسى. وابن ماجة (2802) قال: حدثنا محمد بن بشار وأحمد بن إبرهيم الدورقي وبشر بن آدم. قالوا: حدثنا صفوان بن عيسى. والترمذي (1668) قال: حدثنامحمد بن بشار وأحمد بن نصر النيسابوري وغير واحد. قالوا: حدثنا صفوان بن عيسى. والنسائي (6/36) قال: أخبرنا عمران بن يزيد بن قال: حدثنا حاتم بن إسماعيل. كلاهما - صفوان بن عيسى، وحاتم بن إسماعيل - عن محمد بن عجلان، عن القعقاع بن حكيم، عن أبي صالح، فذكره.(9/507)
7229 - (د) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «عَجِبَ ربُّنا تبارك وتعالى من رَجُل غَزا في سبيل الله، فَانْهَزَمَ أصحابه فعلم ما عليه، فَرَجَعَ حتى أُهريق دَمُه، فيقول الله عزَّ وجلَّ لملائكته: انظروا إلى عبدي، رجع رَغْبَة فيما عندي، وشَفَقة مما عندي، حتى أُهريق دَمُهُ» أخرجه أبو داود، وزاد رزين «أُشْهِدُكم أني غَفَرتُ لَه» (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (2536) في الجهاد، باب في الرجل الذي يشري نفسه، وهو حديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (2536) حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، أخبرنا عطاء بن السائب، عن مرة الهمداني،عن ابن مسعود،فذكره.(9/508)
7230 - (د) عبد الخبير بن ثابت بن قيس بن شماس: عن أبيه عن جده - رضي الله عنه - قال: «جاءت امرأة إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، يقال لها: أم خلاَّد، وهي تسأل عن ابن لها قتل في سبيل الله؟ فقال لها بعضُ أصحاب رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-: جِئْتِ تسألينَ عن ابنك وأنت مُنتقبة؟ فقالت: إنْ أُرْزَأ ابْني، فلم أُرْزَأ حَيَائي، فقال لها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: ابنُك له أجْرُ شهيدين، قالتْ: ولم؟ قال: لأنه قتلهُ أهلُ الكتاب» أخرجه أبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الرزء) : المصيبة، وأرزأ: أصاب بمصيبة، وتقول: ما رزأته شيئاً، أي: ما نقصته.
__________
(1) رقم (2488) في الجهاد، باب فصل قتال الروم على غيرهم من الأمم , وإسناده ضعيف.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (2488) حدثنا عبد الرحمن بن سلام، ثنا حجاج بن محمد، عن فرج بن فضالة، عن عبد الخبير بن ثابت بن قيس بن شماس، عن أبيه، عن جده، قال:فذكره. وإسناده ضعيف.(9/508)
7231 - (م ت د س) سهل بن حُنيف - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «من سألَ الله الشهادةَ بِصِدْق بلَّغهُ الله منازلَ الشهداء وإن مات على فراشه» أخرجه مسلم والترمذي وأبو داود والنسائي (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (1909) في الإمارة، باب استحباب طلب الشهادة في سبيل الله، وأبو داود رقم (1520) في الصلاة، باب في الاستغفار، والترمذي رقم (1653) في فضائل الجهاد، باب ما جاء فيمن سأل الشهادة، والنسائي 6 / 36 و 37 في الجهاد، باب مسألة الشهادة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الدارمي (2412) قال: أخبرنا القاسم بن كثير. ومسلم (6/48) قال: حدثني أبو طاهر. وحرملة بن يحيى،قال أبو الطاهر: أخبرنا. وقال حرملة: حدثنا عبد الله بن وهب. وابن ماجة (2797) قال:حدثنا حرملة بن يحيى،وأحمد بن عيسى والمصريان،قالا: حدثنا عبد الله بن وهب. والترمذي (1653) قال:حدثنا محمد بن سهل بن عسكر البغدادي،قال: حدثنا القاسم بن كثير المصري،والنسائي (6/36) قال: أخبرنا يونس بن عبد الأعلى، قال: حدثنا ابن وهب.
كلاهما - القاسم،وابن وهب - قالا:حدثنا عبد الرحمن بن شريح، أن سهل بن أبي أمامة بن سهل بن حنيف حدثه،عن أبيه، فذكره.
(*) وأخرجه أبو داود (1520) قال: حدثنا يزيد بن خالد الرملي،قال:حدثنا ابن وهب،قال: حدثناعبد الرحمن بن شريح،عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف، عن أبيه، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من سأل الشهادة..» الحديث ولم يذكر (سهل بن أبي أمامة) .(9/509)
7232 - (د) أبو مالك الأشعري - رضي الله عنه - أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «من فَصَلَ في سبيل الله، فمات أو قتل، فهو شَهيد، أو وقَصَهُ فرسه أو بعيرُه، أو لَدَغَته هَامَّة، أو مات على فراشِه، بأيِّ حَتْف شاءَ الله، فإنَّهُ شَهِيد، وإن له الجنة» . أخرجه أبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فَصل) أي: خرج، وفصل فلان عن المدينة: إذا خرج عنها.
(وقَصَه فَرَسُه) رمى به، فكسر عنقه.
(الحتف) الموت: يقال: مات فلان حتف أنفه: إذا مات من غير قتل ولا ضرب، ولا يُبْنَى منه فعل.
__________
(1) رقم (2499) في الجهاد، باب ما جاء فيمن مات غازياً، وإسناده ضعيف.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبود اود (2499) قال: حدثنا عبد الوهاب بن نجدة. قال: حدثنا بقية بن الوليد،عن ابن ثوبان، عن أبيه، يرد إلى مكحول، إلى عبد الرحمن بن غنم الأشعري، فذكره وإسناده ضعيف،قلت فيه بقية بن الوليد وهو يدلس عن الضعفاء وقد عنعن.(9/509)
7233 - (د) حسناء بنت معاوية الصريمية - رضي الله عنها - قالت: [ص:510] حدَّثنا عمي قال: قلتُ للنبي - صلى الله عليه وسلم- «مَنْ في الجنة؟ قال: النبيُّ في الجنة، والشهيدُ في الجنة، والمولود والوئيد في الجنة» أخرجه أبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الوئيد) : هو المولود الصغير يدفن وهو حي، وقد ذُكِرَ.
__________
(1) رقم (2521) في الجهاد، باب في فضل الشهادة، وإسناده ضعيف.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبوداود (2521) حدثنا مسدد، ثنا يزيد بن زريع، ثنا عوف، حدثتنا حسناء بنت معاوية الصريمية، قالت: ثنا عمي، قال: فذكره. وإسناده ضعيف.(9/509)
7234 - (ط) أبو النضر - رحمه الله - بلغه أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال لشهداء أحد: «هؤلاء أشهد عليهم، فقال أبو بكر الصِّدِّيق - رضي الله عنه - ألَسْنَا يا رسول الله بإخوانهم؟ أسْلَمْنا كما أسلموا، وجاهدنا كما جاهدوا؟ قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: بلى، ولكن لا أدري ما تُحْدِثون بعدي؟ فبكى أبو بكر، ثم بكى، [ثم] قال: إنَّا لكائنون بعدك» أخرجه «الموطأ» (1) .
__________
(1) بلاغاً 2 / 461 و 462 في الجهاد، باب الشهداء في سبيل الله، وإسناده منقطع، وقال ابن عبد البر، مرسل عند جميع الرواة، لكن معناه يستند من وجوه صحاح كثيرة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في (الموطأ) (3/49) شرح الزرقاني عن أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله بلاغا: فذكره. وإسناده منقطع، وقال ابن عبد بن البر: مرسل عن جميع الرواة، لكن معناه يستند من وجوه صحاح كثيرة.(9/510)
الفصل الثامن في فضل الدُّعاء والذِّكر
قد تقدَّم من فضائلهما في «كتاب الدعاء» من حرف الدال، و «كتاب الذكر» من حرف الذال، وفي غيرهما من الكتب في ضمن أحاديث، ما دعت [ص:511]
الضرورة إلى ذِكْره هنالك، واستغنينا عن إعادته، ونذكر هاهنا ما لم نذكره هنالك إن شاء الله تعالى.
7235 - (د ت) النعمان بن بشير - رضي الله عنهما - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «الدعاء هو العبادة» ثم قرأ {وقال ربُّكمُ ادْعُونِي أسْتَجِبْ لَكُمْ إنَّ الّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عن عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} [غافر: 60] أخرجه الترمذي.
وفي رواية أبي داود، قال: «الدُّعاء هو العبادة {وقال ربكم ادعوني أسْتَجِبْ لكم} » (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (1479) في الصلاة، باب الدعاء، والترمذي رقم (3244) في التفسير، باب ومن سورة المؤمن، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/267) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا سفيان عن الأعمش ومنصور..وفي (4/271) قال: حدثنا أبو معاوية، قال: حدثنا الأعمش. وفي (4/271) قال حدثنا ابن نمير، قال: حدثنا الأعمش. وفي (4/276) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا الأعمش. وفي (4/276) قال: حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان، عن منصور والأعمش. وفي (4/277) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن منصور. والبخاري في الأدب المفرد (714) قال: حدثنا أبو الوليد، قال: حدثنا شعبة، عن منصور. وأبو داود (1479) قال: حدثنا حفص بن عمر، قال: حدثنا شعبة، عن منصور، وابن ماجة (3828) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا وكيع، عن الأعمش. والترمذي (2969) قال: حدثنا هناد، قال: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، وفي (3247) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: حدثنا سفيان، عن منصور، والأعمش. وفي (3372) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا مروان بن معاوية، عن الأعمش. والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (9/11643) ، عن هناد، عن أبي معاوية، عن الأعمش (ح) وعن سويد بن نصر، عن عبد الله، عن شعبة، عن منصور.
كلاهما - الأعمش، ومنصور - عن ذر بن عبد الله الهمداني، عن يسيع الحضرمي، فذكره.(9/510)
7236 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «ليس شيء أكرمَ على الله من الدُّعاءِ» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3367) في الدعوات، باب ما جاء في فضل الدعاء، وهو حديث حسن، ورواه أيضاً أحمد، والبخاري في " الأدب المفرد "، وابن ماجة، وابن حبان، والحاكم وصححه، وأقره الذهبي.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/362) قال:حدثنا سليمان بن داود. والبخاري (في الأدب المفرد) (712) قال: حدثنا عمرو بن مرزوق،وابن ماجة (3829) قال:حدثنا محمد بن يحيى،قال:حدثنا أبو داود. والترمذي (3370) قال:حدثنا عباس بن عبد العظيم العنبري،قال:حدثنا أبو داود الطيالسي (ح) وحدثنا محمد بن بشار،قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي.
ثلاثتهم - سليمان بن داود الطيالسي،وعمرو وابن مهدي - عن عمران القطان،عن قتادة، عن سعيد بن أبي الحسن، فذكره.(9/511)
7237 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «الدُّعاءُ مُخُّ العبادةِ» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3368) في الدعوات، باب رقم (2) ، وإسناده ضعيف، وقال الترمذي: هذا حديث غريب.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (3371) قال: حدثنا علي بن حجر،قال: أخبرنا الوليد بن مسلم، عن ابن لهيعة، عن عبيد الله بن أبي جعفر، عن أبان بن صالح، فذكره.
قلت: الوليد بن مسلم مدلس،وقد عنعن وابن لهيعة وهو مخلط وفيه ضعف من قبل حفظه وخصوصا في روايته عن غير العبادلة الأربعة.(9/511)
7238 - (ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم [ص:512] قال: «من فُتِحَ له باب الدُّعاءِ، فُتِحَتْ له أبوابُ الرَّحمةِ، وما سُئِلَ الله شيئاً أحبَّ إليه من أن يُسأل العافيةَ، وإن الدُّعاء يَنْفَعُ مما نَزَلَ ومما لم يَنْزِلْ ولا يردُّ القضاءَ إلا الدُّعاءُ، فعليكم بالدُّعاء» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3542) في الدعوات، باب رقم (112) ، وإسناده ضعيف، وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث عبد الرحمن بن أبي بكر القرشي المكي المليكي، وهو ضعيف في الحديث.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (3515 و3549) قال: حدثنا القاسم بن دينار الكوفي، قال: حدثنا إسحاق بن منصور الكوفي، عن إسرائيل. وفي (3548) قال: حدثنا الحسن بن عرفة، قال: حدثنا يزيد بن هارون.
كلاهما - إسرائيل، ويزدي - عن عبد الرحمن بن أبي بكر القرشي المليكي، عن موسى بن عقبة، عن نافع، فذكره.
(*) رواية إسرائيل مختصرة على «ماسئل الله شيئا أحب إليه من أن يسأل العافية.» .
(*) قال الترمذي: هذا حديث غريب. لا نعرفه إلا من حديث عبد الرحمن بن أبي بكر القرشي، وهو ضعيف في الحديث، ضعفه بعض أهل العلم من قبل حفظه.(9/511)
7239 - (ت) سلمان الفارسي - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا يردُّ القَضاءَ إلا الدُّعاءُ، ولا يزيد في العُمُر إلا البرُّ» .
أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2140) في القدر، باب ما جاء لا يرد القدر إلا الدعاء، وهو حديث حسن، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (2139) قال: حدثنا محمد بن حميد الرازي، وسعيد بن يعقوب، قالا: حدثنا يحيى بن الضريس،عن أبي مودود، عن سليمان التيمي، عن أبي عثمان النهدي،فذكره.
قلت: محمد بن حميد الرازي،قال الحافظ «حافظ ضعيف» الجمهور على تضعيفه وكذبه أبو حاتم والنسائي وأبو زرعة وقال صالح بن محمد الأسدي «كل شيء كان يحدثنا ابن حميد كنا نتهمه فيه» فالرجل مع حفظه فهو كذاب والكذب من أقوى أسباب الجرح وأبينها.(9/512)
7240 - (ت) عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «ما على الأرض مسلم يَدْعُو الله بدعوة إلا آتَاهُ الله إياها، أو صَرف عنه من السُّوء مثلَها، ما لم يَدْعُ بإثم أو قَطيعةِ رحم، فقال رجل من القوم: إذا نُكْثِرُ، قال: الله أكثرُ» أخرجه الترمذي (1) .
قال الجراحي: يعني أكثرُ إجابة.
__________
(1) رقم (3568) في الدعوات، باب في انتظار الفرج، ورواه أيضاً أحمد في " المسند "، وهو حديث صحيح، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (3573) قال:حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن. و «عبد الله بن أحمد» (5/329) قال: حدثنا إسحاق بن منصور الكوسج.
كلاهما - عبد الله، وإسحاق- قالا: أخبرنا محمد بن يوسف، قال: حدثنا ابن ثوبان، عن أبيه، عن مكحول،عن جبير بن نفير، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب صحيح.(9/512)
7241 - (ت) جابر - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «ما من عبد مسلم يدعو بدعاء، إلا آتاه الله ما سأل، أو ادَّخَرَ له في الآخرة خيراً منه، أو كَفَّ عنه من السُّوءِ مِثْلَه، ما لم يَدْعُ بإثم أو قَطيعةِ رَحِم» .
وفي رواية «ما من أحد يدعو بدعاء إلا آتاه الله ما سأل، أو كَفَّ عنه من السُّوءِ مثلَه، ما لم يَدْعُ بإثم أو قَطيعةِ رَحِم» .
أخرج الترمذي الرواية الثانية، والأولى ذكرها رزين (1) .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (3378) في الدعوات، باب ما جاء أن دعوة المسلم مستجابة، وهو حديث صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/360) .والترمذي (3381) .
كلاهما - أحمد، والترمذي - قالا: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا ابن لهيعة، عن أبي الزبير فذكره.
قلت: فيه عنعنة أبي الزبير عن جابر والراجح عدم الاعتداد بها إلا من رواية الليث عنه،وابن لهيعة وهو مخلط وفيه ضعيف من قبل حفظه.(9/513)
7242 - (ط) زيد بن أسلم - رحمه الله - كان يقول: «ما من داع يدعو إلا كان بين إحْدى ثلاث خِلال: إما أن يُستجابَ له عاجلاً، وإما أن يُدَّخَرَ له، وإما أن يكفَّر عنه» أخرجه «الموطأ» (1) .
__________
(1) موقوفاً 1 / 217 في القرآن، باب ما جاء في الدعاء، قال ابن عبد البر: مثل هذا يستحيل أن يكون رأياً واجتهاداً، وإنما هو موقوف، وهو خبر محفوظ عن النبي صلى الله عليه وسلم، أقول: وهذا الحديث بمعنى الحديثين اللذين قبله.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في (الموطأ) بشرح الزرقاني (2/58) عن زيد بن أسلم، فذكره.
قال ابن عبد البر:مثل هذا يستحيل أن يكون رأيا واجتهادا وإنما هو موقوف، وهو خبر محفوظ عن النبي -صلى الله عليه وسلم-.(9/513)
7243 - (ط ت) أبو الدرداء - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم-: «ألا أخْبِرُكم بخيرِ أعمالِكم، وأرفَعِها في درجاتكم، وأزكاها عند مليكِكم، وخير لكم من الوَرِق والذهب، وخير لكم من أن تَلْقَوا عَدُوَّكم، فتضربوا [ص:514] أعناقهم، ويضربوا أعناقَكم؟ قالوا: بلى، قال: ذِكْرُ الله» أخرجه «الموطأ» والترمذي، إلا أن «الموطأ» وقفه على أبي الدرداء (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أزكاها) : خيرُها وأطهرها.
__________
(1) رواه الموطأ موقوفاً 1 / 211 في القرآن، باب ما جاء في ذكر الله تعالى، والترمذي مرفوعاً رقم (3374) في الدعوات، باب رقم (6) ، ورواه أيضاً مرفوعاً أحمد في " المسند "، وابن ماجة، والحاكم، والطبراني في " الكبير "، والبيهقي في " شعب الإيمان "، وهو حديث صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (5/195) قال: حدثنا يحيى بن سعيد (ح) ومكي، وابن ماجة (3790) قال: حدثنا يعقوب بن حميد بن كاسب، قال: حدثنا المغيرة بن عبد الرحمن. والترمذي (3377) قال: حدثنا الحسين بن حريث، قال: حدثنا الفضل بن موسى.
أربعتهم - يحيى، ومكي بن إبراهيم، ومغيرة، والفضل - عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند، عن زياد ابن أبي زياد، مولى ابن عياش، عن أبي بحرية، فذكره.
(*) أخرجه أحمد (5/195) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا وهيب. وفي (6/447) قال: حدثنا حجاج ابن محمد، قال: حدثنا أبومعشر.
كلاهما - وهيب، وأبو معشر نجيح بن عبد الرحمن - عن موسى بن عقبة عن زياد بن أبي زياد مولى ابن عياش، عن أبي الدرداء، فذكره. ليس فيه أبو بحرية.(9/513)
7244 - (ط ت) معاذ بن جبل - رضي الله عنه - قال: «ما عَمِل ابنُ آدمَ من عَمَل أنْجَى له من عذابِ الله من ذِكْرِ الله» .
أخرجه «الموطأ» والترمذي (1) .
__________
(1) رواه الموطأ تعليقاً على حديث أبي الدرداء الذي قبله 1 / 211 في القرآن، باب ما جاء في ذكر الله تبارك وتعالى، والترمذي تعليقاً أيضاً على (3374) في الدعوات، باب رقم (6) ، فقال مالك في " الموطأ ": قال زياد بن أبي زياد: وقال أبو عبد الرحمن معاذ بن جبل: " ما عمل ابن آدم من عمل أنجى له من عذاب الله من ذكر الله "، وهو منقطع، فإن زياد ابن أبي زياد لم يدرك معاذاً، قال الهيثمي: وقد رواه الطبراني عن جابر يرفعه بسند رجاله رجال الصحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (5/239) قال: حدثنا حجين بن المثنى. قال:حدثنا عبد العزيز - يعني ابن أبي سلمة -عن زياد بن أبي زياد مولى عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة، فذكره
ورواه الإمام مالك تعليقا على حديث أبي الدرداء الذي قبله (1/211) في القرآن: باب ما جاء في ذكر الله تبارك وتعالى والترمذي تعليقا أيضا على (3374) في الدعوات باب رقم (6) فقال مالك في الموطأ: قال زياد بن أبي زياد. وقال أبو عبد الرحمن معاذ بن جبل: ما عمل ابن آدم من عمل أنجي له من عذاب الله من ذكر الله، وهو منقطع، فإن زياد بن أبي زياد لم يدرك معاذا،قال الهيثمي: وقد رواه الطبراني عن جابر يرفعه بسند رجاله رجال الصحيح.(9/514)
7245 - (ت) أنس - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «يقول الله: أخْرِجُوا من النار مَنْ ذكَرني يوماً، أو خافني في مقام» .
أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2597) في أبواب صفة جهنم، باب ما جاء أن للنار نفسين وما ذكر من يخرج من النار من أهل التوحيد، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، وهو كما قال، ورواه أيضاً البيهقي في كتاب " البعث والنشور ".
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
يقول الترمذي (2594) حدثنا محمد بن رافع،حدثنا أبو داود، عن مبارك بن فضالة، عن عبيد الله بن أبي بكر بن أنس، عن أنس، فذكره.
قال: حديث حسن غريب.
قلت: المبارك بن فضالة ضعفه الجمهور وهو ليس بالحافظ الضابط وهو أيضا مدلس وقد عنعنه.(9/514)
7246 - (د) معاذ بن جبل - رضي الله عنه - أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «ما من مسلم يَبِيتُ على طُهْر ذَاكراً، فَيَتَعارَّ من الليل يسألُ الله خيراً من الدنيا والآخرة، إلا أعطاه الله إياه» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (5042) في الأدب، باب في النوم على طهارة، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 5 / 235 و 241 و 244، وابن ماجة رقم (3881) في الدعاء، باب ما يدعو إذا انتبه من الليل، وهو حديث صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (5/244) قال: حدثنا أبو كامل، وابن ماجة (3881) قال: حدثنا علي بن محمد. قال: حدثنا أبو الحسين.
كلاهما - أبو كامل، وزيد بن الحباب أبو الحسين- عن حماد بن سلمة،عن عاصم بن بهدلة، عن شهر بن حوشب، عن أبي ظبية، فذكره.
(*) وأخرجه أحمد (5/234) قال:حدثنا روح وحسن بن موسى. قالا:حدثنا حماد بن سلمة، عن عاصم بن بهدلة، عن شهر بن حوشب، عن أبي ظبية، عن معاذ بن جبل. نحوه.
قال حسن في حديثه: قال ثابت البناني: فقدم علينا هاهنا،فحدث بهذا الحديث، عن معاذ، قال أبو سلمة:أظنه عني (أبا ظبية) .
(*) وأخرجه أحمد (5/235) قال:حدثنا روح. قال: حدثنا حماد، عن ثابت، قال: قدم علينا أبو ظيبة، فحدثنا، فذكر مثل هذا الحديث.
قلت: فيه شهر بن حوشب،هو ضعيف لا يحتج به لكثرة خطئه وكأنه لذلك أنما خرج له مسلم مقرونا بغيره كما في «خاتمة الترغيب» للمنذري (4/284) وقال الحافظ فيه: «صدوق كثير الإرسال والأوهام» .(9/515)
7247 - () جابر - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا دخل الرجل بيتَهُ، أو أوى إلى فراشه، ابتدرَهُ مَلَك وشيطان، يقول الملَك: افتح بخير، ويقول الشيطان: افْتح بِشرّ، فإن ذكر الله طَرَدَ الملَكُ الشيطانَ، وظلَّ يَكْلَؤُهُ، وإذا انتبه من منامه قالا ذلك، فإن هو قال: الحمد لله الذي رَدَّ نفسي إليَّ بعد موتها، ولم يُمتْها في منامها، الحمد لله الذي يُمْسِكُ السموات السبع أن تقعَ على الأرض إلا بإذنه، فإن خرَّ من فراشِهِ فمات كان شهيداً، وإن قام وصلَّى صلَّى في فضائل» أخرجه ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
هذا الخبر من زيادات رزين على الأصول.(9/515)
7248 - (د) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «لأن أقعدَ مع قوم يذكرون الله عزَّ وجلَّ من صلاةِ الغداة حتى تطلُعَ الشَّمْسُ، أحبُّ إليَّ من [أن] أعْتِق أربعة من ولد إسماعيل، ولأن أقعدَ مع قوم يذكرون الله عز وجل من صلاة العصر إلى أن تغرب الشمس [ص:516] أحبُّ إليَّ من [أن] أعتق أربعة» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (3667) في العلم، باب في القصص، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (3667) قال: حدثنا محمد بن المثنى. قال: حدثني عبد السلام بن مطهر، قال: حدثنا موسى بن خلف العمي، عن قتادة، فذكره.
قلت: موسى بن خلف قال الحافظ صدوق عايد له أوهام، وقد نقل ابن عدي في الكامل في ترجمته أن موسى بن خلف عن قتادة بن أنس غيرهذا يرويه عن موسى بن خلف وغير ابنه ولا أرى بروايته بأسا.(9/515)
7249 - (م ت) حنظلة بن الربيع - رضي الله عنه - قال: «كنا عندَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- فذكر النار، ثم جئتُ إلى البيت، فضاحكتُ الصبيان ولاعبتُ المرأةَ، فخرجت فلقيتُ أبا بكر، فذكرتُ ذلك له، فقال: وأنا قد فَعَلْتُ مثل ما تذكر، فلقينا رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقلت: يا رسولَ الله، نافَقَ حنظلةُ، فقال: مَه؟ فحدَّثْتُه بالحديث، فقال أبو بكر: وأنا قد فعلتُ مثل ما فعل، فقال: يا حنظلةُ، ساعة وساعة، لو كانت قلوبُكم كما تكون عند الذِّكر لصافحتكم الملائكةُ، حتى تُسلِّم عليكم في الطرق» .
أخرجه مسلم، وأخرج الترمذي نحوه (1) .
وقد تقدَّم في «كتاب الاعتصام» من حرف الهمزة ذِكْره.
__________
(1) رواه مسلم رقم (2750) في كتاب التوبة، باب فضل دوام الذكر والفكر في أمور الآخرة، والترمذي رقم (2516) في صفة القيامة، باب رقم (60) ، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 2 / 305 و 3 / 175 و 4 / 178 و 346، وابن ماجة رقم (4239) في الزهد، باب المداومة على العمل.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (4/178) قال: حدثنا أبو نعيم. وفي (4/346) قال: حدثنا أبو أحمد الزبيري. ومسلم (8/95) قال: حدثني زهير بن حرب،قال:حدثنا الفضل بن دكين،وابن ماجة (4239) قال:حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة،قال: حدثنا الفضل بن دكين.
كلاهما - أبو نعيم الفضل بن دكين، وأبو أحمد - قالا: حدثنا سفيان.
2- وأخرجه مسلم (8/94) قال:حدثنا يحيى بن يحيى التميمي، وقطن بن نسير،والترمذي (2514) قال: حدثنا بشر بن هلال البصري (ح) وحدثنا هارون بن عبد الله البزاز،قال: حدثنا سيار.
أربعتهم - يحيى، وقطن، وبشر، وسيار - عن جعفر بن سليمان.
3- وأخرجه مسلم (8/95) قال:حدثني إسحاق بن منصور،قال: أخبرنا عبد الصمد،قال: سمعت أبي.
ثلاثتهم - سفيان، وجعفر، وعبد الوارث - عن سعيد الجريري،عن أبي عثمان النهدي،فذكره.(9/516)
الفصل التاسع: في فضل الصدقة
7250 - (خ م ط ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «ما تصدَّقَ أحد بصدقة من طَيِّب - ولا يقبل الله إلا الطَّيبَ - إلا أخذها الرحمن بيمينه، وإن كانت تَمْرَة، فتربو في كَفِّ الرحمن حتى تكونَ أعظمَ من الجبل، كما يُربِّي أحدُكم فَلُوَّه أو فَصيلَه» هذا لَفْظ حديث مسلم.
وأخرجه البخاري، قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ تَصَدَّق بعَدْل تمرة من كَسْب طيِّب - ولا يصعَدُ إلى الله -» وفي رواية «ولا يقبل الله - إلا الطَّيِّبَ، فإن الله يتقبَّلُها بيمينه، ثم يُربِّيها لصاحِبِها كما يربِّي أحدُكم فَلُوَّهُ، حتى تكون مثل الجبل» .
ولمسلم قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «لا يتصدَّق أحَد بتمرة من كَسْب طَيِّب إلا أخَذَها الله بيمينه، يُربِّيها كما يربي أحَد فَلُوَّه، أو قَلوصَه، حتى تكون مثل الجبل، أو أعظم» .
وفي أخرى له «من الكَسْبِ الطيبِ، فَيَضَعُها في حَقِّها» . [ص:518]
وفي أخرى «فَيَضَعُها موضِعَها» .
وفي رواية «الموطأ» عن سعيد (1) بن يَسَار - مرسلاً - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «من تصدَّق بصدقة من كَسْب طَيِّب - ولا يقبلُ الله إلا طَيِّباً - كان إنما يَضَعُها في كفِّ الرحمن، يُرَبِّيها كما يُرَبِّي أحدكم فَلُوَّهُ، أو فَصيلَه، حتى تكونَ مثل الجبل» وسعيد (1) بن يَسَار، هو راوي الحديث عن أبي هريرة.
وأخرج الترمذي [[عن]] سعيد (1) بن يسار: أنه سمع أبا هريرة يقول ... وذكر نحو رواية «الموطأ» .
وأخرج في رواية أخرى عن القاسم بن محمد، قال: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إن الله يَقْبَلُ الصدقة، ويأخذها بيمينه، فيُربِّيها كما يُربِّي أحدكم مُهْرَهُ، حتى إن اللقْمَة تصير مثل أحُد، وتصديق ذلك في كتاب الله {ألم تعلموا (*) أنَّ الله هو يَقْبَلُ التوبةَ عن عباده ويأخذُ الصدقاتِ} [التوبة: 104] و {يمحق الله الرِّبَى ويُرْبِي الصدقات} [البقرة: 276] » وأخرج النسائي الرواية الأولى (2) . [ص:519]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(كف الرحمن) : كناية عن محل قبول الصدقة، لأنَّ من عادة الفقير: أن يأخذ الصدقة بكفِّه، فكأن المتصدِّق قد وضع صدقته في محل القبول والإثابة، وإلا فلا كفَّ لله (**) ولا جارحة، تعالى الله عما يقول المشبِّهون والمجسِّمون علواً كبيراً (3) .
(ربا الشيء) يربو: إذا زاد وكثر.
(الفَلُو) : المُهر أول ما يولد.
(الفصيل) : ولد الناقة إلى أن يُفْصَل عن أمه.
(القلوص) : الناقة، فهو للأنثى كالجمل للذكر.
__________
(1) في المطبوع سعد، وهو خطأ.
(2) رواه البخاري 3 / 220 - 222 في الزكاة، باب لا يقبل الله صدقة من غلول، ومسلم رقم (1014) في الزكاة، باب قبول الصدقة من الكسب الطيب وتربيتها، والموطأ 2 / 995 في الصدقة، باب الترغيب في الصدقة، والترمذي رقم (661) و (662) في الزكاة، باب ما جاء في فضل الصدقة، والنسائي 5 / 57 في الزكاة، باب الصدقة من غلول.
(3) والسلف يكلون علم ذلك إلى الله، ولا يؤولون.
(*) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: في المصحف {ألم يعلموا} . وفي قراءة بالتاء
(**) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة:
" إنكار المؤلف لصفة الكف واليد وتأويلها لها غلط بيَّن، وهي ثابتة بنصوص كثيرة من الكتاب والسنة لا يمكن دفعها ولا إنكارها ولا يساعد السياق في كثير منها على تأويلها بما ذهب إليه المؤلف، فلله يد لا تشبه أيد المخلوقين كما أن له تعالى قدرة وإرادة لا كقدرة وإرادة المخلوقين، والكلام في الصفات فرع عن الكلام في الذات.
والذي دفعه إلى هذا ظنه أن إثباتها يكون تجسيماً فشبه أولاً في ذهنه ثم ذهب ينفي ما تخيله، وليس يلزم أهل السنة حين يثبتون الصفات ما خطر له من ذلك. والله أعلم. " [الشيخ عبد الرحمن بن صالح السديس]
وقال الترمذي في سننه عقب هذا الحديث:
"وَقَدْ قَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ فِى هَذَا الْحَدِيثِ وَمَا يُشْبِهُ هَذَا مِنَ الرِّوَايَاتِ مِنَ الصِّفَاتِ وَنُزُولِ الرَّبِّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا قَالُوا قَدْ تَثْبُتُ الرِّوَايَاتُ فِى هَذَا وَيُؤْمَنُ بِهَا وَلاَ يُتَوَهَّمُ وَلاَ يُقَالُ كَيْفَ. هَكَذَا رُوِىَ عَنْ مَالِكٍ وَسُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ أَنَّهُمْ قَالُوا فِى هَذِهِ الأَحَادِيثِ أَمِرُّوهَا بِلاَ كَيْفٍ. وَهَكَذَا قَوْلُ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ. وَأَمَّا الْجَهْمِيَّةُ فَأَنْكَرَتْ هَذِهِ الرِّوَايَاتِ وَقَالُوا هَذَا تَشْبِيهٌ. وَقَدْ ذَكَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِى غَيْرِ مَوْضِعٍ مِنْ كِتَابِهِ الْيَدَ وَالسَّمْعَ وَالْبَصَرَ فَتَأَوَّلَتِ الْجَهْمِيَّةُ هَذِهِ الآيَاتِ فَفَسَّرُوهَا عَلَى غَيْرِ مَا فَسَّرَ أَهْلُ الْعِلْمِ وَقَالُوا إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَخْلُقْ آدَمَ بِيَدِهِ. وَقَالُوا إِنَّ مَعْنَى الْيَدِ هَا هُنَا الْقُوَّةُ. وَقَالَ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ إِنَّمَا يَكُونُ التَّشْبِيهُ إِذَا قَالَ يَدٌ كَيَدٍ أَوْ مِثْلُ يَدٍ أَوْ سَمْعٌ كَسَمْعٍ أَوْ مِثْلُ سَمْعٍ. فَإِذَا قَالَ سَمْعٌ كَسَمْعٍ أَوْ مِثْلُ سَمْعٍ فَهَذَا التَّشْبِيهُ وَأَمَّا إِذَا قَالَ كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى يَدٌ وَسَمْعٌ وَبَصَرٌ وَلاَ يَقُولُ كَيْفَ وَلاَ يَقُولُ مِثْلُ سَمْعٍ وَلاَ كَسَمْعٍ فَهَذَا لاَ يَكُونُ تَشْبِيهًا وَهُوَ كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى فِى كِتَابِهِ (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) . " ا. هـ كلام الترمذي رحمه الله
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه الحميدي (1154) قال: حدثنا سفيان. قال: حدثنا محمد بن عجلان. وأحمد (2/331) قال: حدثنا أبو النضر وحسن بن موسى. قالا: حدثنا ورقاء، عن عبد الله بن دينار. وفي (2/418) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا بكر بن مضر، عن ابن عجلان. وفي (2/431) قال: حدثنا يحيى. قال ابن عجلان. وفي (2/538) قال: حدثنا هاشم. قال: حدثنا ليث. قال: حدثني سعيد المقبري. والدارمي (1682) قال: أخبرنا سعيد بن المغيرة، عن عيسى بن يونس، عن يحيى بن سعيد. ومسلم (3/85) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا ليث، عن سعيد بن أبي سعيد. وابن ماجة (1842) قال: حدثنا عيسى بن حماد المصري. قال: أنبأنا الليث بن سعد، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري والترمذي (661) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا الليث بن سعيد بن أبي سعيد المقبري. والنسائي (5/75) قال: أخبرنا قتيبة. قال: حدثنا الليث، عن سعيد بن أبي سعيد. وفي الكبرى (الورقة 101- ب) قال: أخبرنا علي بن شعيب. قال: حدثنا معن. قال: حدثنا مالك، عن يحيى بن سعيدد. وفي (الورقة 102-) قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم. قال: حدثنا يحيى. عن ابن عجلان، وفي الكبرى تحفة الأشراف (10/13379) عن سويد بن نصر، عن ابن المبارك، عن عبيد الله بن عمر. عن سعيد المقبري. وابن خزيمة (2425) قال: حدثنا الحسين بن الحسن المروزي وعتبة بن عبد الله. قالا: حدثنا ابن المبارك. قال: أخبرنا عبيد الله بن عمر. عن سعيد المقبري.
أربعتهم - ابن عجلان، وعبد الله بن دينار، وسعيد المقبري، ويحيى بن سعيد - عن سعيد بن يسار أبي الحباب، فذكره.(9/517)
7251 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «بَيْنا رجل في فلاة من الأرض، فسمع صوتاً في سَحَابة: اسْقِ حديقةَ فلان، فتنحَّى ذلك السحابُ، فأفرغَ ماءه في حَرة، فإذا شَرْجة من تلك الشِّراج قد استوعبتْ ذلك الماء كُلَّه، فتتبَّع الماءَ، فإذا رجل قائم في حديقة يُحَوِّلُ الماء بِمِسْحَاته، فقال [له] : يا عبدَ الله، ما اسْمُك؟ قال: فلان - للاسم الذي سمع في السحابة - فقال له: يا عبد الله لم سألتني عن اسمي؟ قال: [إني] سمعتُ صوتاً في السحاب الذي هذا ماؤهُ يقول: اسق حديقة فلان - لاسمك - فما تصنعُ فيها؟ قال: أمَّا إذ قُلْتَ هذا فإني أنظرُ إلى ما يخرج منها، [ص:520] فأتصدق بثلثه، وآكلُ أنا وعيالي ثُلُثاً، وأرَدُّ فيها ثُلُثَهُ» وفي رواية «وأجعل ثُلُثَه في المساكين والسائلين وابن السبيل» أخرجه مسلم (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(حديقة) الحديقة: البستان الذي عليه حائط.
(الحرَّة) : الأرض ذات الحجارة السُّود.
(الشَرجة) واحدة الشِّراج: وهي مسايل الماء إلى السهل من الأرض.
(المسحاة) : المجرفة من الحديد.
__________
(1) رقم (2984) في الزهد، باب الصدقة في المساكين.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/296) قال: حدثنا يزيد ومسلم (8/222و223) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب. قالا: حدثنا يزيد بن هارون. (ح) وحدثناه أحمد بن عبدة الضبي. قال: أخبرنا أبو داود.
كلاهما -يزيد بن هارون. وأبو داود الطيالسي - عن عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون، عن وهب بن كيسان، عن عبيد بن عمير الليثي، فذكره.(9/519)
7252 - (س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «سَبق دِرْهَم مائةَ ألف دِرْهم، قال: وكيف؟ قال: كان لرجل دِرْهمان، فتصدَّق بأجودِهما، وانطلق رجل إلى عُرض ماله، فأخذ منه مائةَ ألف درهم فتصدَّق بها» .
وفي أخرى مثله، وفيها: «وكان رجل له مال كثير، فأخذ من عُرض ماله ... الحديث» أخرجه النسائي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(عُرض الشيء) : جانبه وناحيته.
__________
(1) 5 / 59 في الزكاة، باب جهد المقل، ورواه أيضاً ابن حبان والحاكم من حديث أبي هريرة، والنسائي أيضاً من حديث أبي ذر، وهو حديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/379) .والنسائي (5/59) .كلاهما، عن قتيبة، عن ليث، عن ابن عجلان، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري والقعقاع بن حكيم فذكراه.(9/520)
7253 - (ت) ابن عباس - رضي الله عنه - جاءه سائل، فقال له ابن عباس: أتَشْهَدُ أن لا إله إلا الله، وأنَّ محمداً رسولُ الله؟ قال: نعم، قال: وتصومُ، قال: نعم، قال: سألتَ، وللسائل حق، إنه لَحَقّ علينا أن نصلك، فأعطاه ثوباً، ثم قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «مَا مِنْ مسلم يكسُو مسلماً ثوباً إلا كان في حفظ الله ما دام عليه منه خِرْقَة» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2486) في صفة القيامة، باب رقم (42) ، وفي سنده خالد بن طهمان الكوفي وهو صدوق اختلط، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (2484) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا حدثنا أبو أحمد الزبيري، قال: حدثنا خالد بن طهمان أبو العلاء. قال:حدثنا حصين فذكره قلت: في سنده خالد بن طهمان قال الحافظ «صدوق رمي بالتشيع ثم اختلط» وأورده ابن الكبل في كتابه «الكواكب النيرات في معرفة من اختلط من الرواة الثقات» .(9/521)
7254 - (خ م د س) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - أن أعرابيّاً قال: «يا رسول الله، أخبرني عن الهجرة، قال: ويحك، إنَّ شَأنَ الهجرة شديد، فهل لكَ من إبل؟ قال: نعم، قال: فهل تؤدِّي صَدَقَتَها؟ قال: نعم، قال: فاعْمَل من وراءِ البحار، فإنَّ الله لن يَتِرَكَ من عملك شيئاً» .
وفي رواية «فهل لك من إبل؟ قال: نعم، قال: فتُعطي صَدَقَتَها؟ قال: نعم، قال: فهل تَمْنَحُ منها؟ قال: نعم، قال: فتَحْلِبُها يوم وِرْدِها؟ قال: نعم، قال: فاعمل من وراء البحار، فإن الله لن يَتِرَكَ من عملكَ شيئاً» أخرجه البخاري ومسلم والنسائي، وأخرج أبو داود الأولى (1) . [ص:522]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(لن يترك) : لن ينقصك شيئاً.
__________
(1) رواه البخاري 10 / 457 في الأدب، ما جاء في قول الرجل ويلك، وفي الزكاة، باب زكاة [ص:522] الإبل، ومسلم رقم (1865) في الإمارة، باب المبايعة بعد فتح مكة على الإسلام والجهاد والخير، وأبو داود رقم (2477) في الجهاد، باب ما جاء في الهجرة، والنسائي 7 / 143 و 144 في البيعة، باب شأن الهجرة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (3/14) قال: حدثنا معاوية بن عمرو، قال: حدثنا إسحاق الفزاري. وفي (3/14) قال: حدثنا عبد الله بن الحارث. وفي (3/64) قال: حدثنا محمد بن مصعب. والبخاري (2/145) و (5/83) قال: حدثنا علي بن عبد الله، قال: حدثنا الوليد بن مسلم. وفي (3/217 و5/83) قال: محمد بن يوسف، وفي (8/48) قال: حدثنا سليمان بن عبد الرحمن، قال: حدثنا الوليد ومسلم (6/28) قال: حدثنا أبو بكر بن خلاد الباهلي، قال: حدثنا الوليد بن مسلم. وفي (6/29) قال: وحدثناه عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، قال: حدثنا محمد بن يوسف. وأبو داود (2477) قال: حدثنا مؤمل بن الفضل، قال: حدثنا الوليد- يعني ابن مسلم -. والنسائي (7/143) قال: أخبرنا الحسين بن حريث، قال: حدثنا الوليد بن مسلم.
خمستهم - أبو إسحاق، وعبد الله بن الحارث، ومحمد بن مصعب، والوليد، ومحمد بن يوسف - عن عبد الرحمن بن عمرو بن الأوزاعي، عن الزهري، عن عطاء بن يزيد الليثي، فذكره.(9/521)
7255 - (ت) أنس (1) - رضي الله عنه - أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «إن الصدقَةَ تُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ، وتَدْفَعُ مِيتَة السُّوءِ» أخرجه الترمذي (2) .
__________
(1) في الأصل: أبو هريرة، وهو خطأ، والتصحيح من الترمذي وكتب الحديث.
(2) رقم (664) في الزكاة، باب ما جاء في فضل الصدقة، وإسناده ضعيف.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (644) قال:حدثنا عقبة بن مكرم العمي البصري،قال:حدثنا عبد الله بن عيسى الخزاز البصري،عن يونس بن عبيد، عن الحسن، فذكره.
قلت: فيه عنعنة الحسن البصري وهو على جلالة قدره لم يصرح بسماعه من أنس فهو منقطع، وفي سنده أيضا عبد الله بن عيسى أبو خلف البصري الخزاز ذكره ابن الجوزي في الضعفاء والمتروكين وقال: قال ابن عدي: يروي عن أنس بن عبد وداود بن أبي هند مالا يوافقه عليه الثقات وهو مضطرب الحديث،وليس ممن يحتج به (2/134) .(9/522)
الفصل العاشر: في فضل النفقة
7256 - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَا مِنْ يوم يُصبِحُ فيه العبادُ إلا مَلَكانِ يَنْزِلان، يقول أحدُهما: اللهم أعْطِ مُنْفِقاً خَلَفاً، ويقول الآخر: اللهم أعْطِ مُمْسِكاً تَلَفاً» .
أخرجه البخاري ومسلم (1) .
__________
(1) رواه البخاري 3 / 241 في الزكاة، باب قول الله تعالى: {فأما من أعطى واتقى. وصدق بالحسنى} ، ومسلم رقم (1010) في الزكاة، باب في المنفق والممسك.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (2/142) قال:حدثنا إسماعيل. قال:حدثني أخي. ومسلم (3/83) قال:حدثني القاسم بن زكريا. قال:حدثنا خالد بن مخلد. والنسائي في الكبرى (الورقة 124 -أ) قال: أخبرنا محمد بن نصر،قال: حدثنا أيوب بن سليمان بن بلال. قال: حدثني أبو بكر. وفي الكبرى (تحفة الأشراف) (10/13381) عن العباس بن محمد، عن خالد بن مخلد.
كلاهما - أبو بكر بن أبي أويس أخو إسماعيل، وخالد بن مخلد - عن سليمان بن بلال، عن معاوية بن أبي مزرد، عن سعيد بن يسار بن أبي الحباب،فذكره.(9/522)
7257 - (خ م س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله [ص:523] صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ أنْفَقَ زوجين في سبيل الله، دعاهُ خَزَنَةُ الجنَّةِ، كلُّ خَزَنَةِ باب: أيْ فُلُ، هَلُمَّ، فقال أبو بكر: يا رسول الله، ذاك الذي لا تَوَى عليه، قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: إني لأرجو أن تكون منهم» .
وفي رواية: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «من أنفق زوجين في سبيل الله، نُودي من أبواب الجنة» .
وفي رواية «نودي في الجنة: يا عبد الله، هذا خير، فمن كان من أهل الصلاة، دُعِيَ من باب الصلاة، ومَنْ كان من أّهل الجهاد، دُعِيَ من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصدقة، دُعِي من باب الصدقة ... الحديث» وسيَجِيءُ في موضعه، أخرجه البخاري ومسلم (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(زوجين) أي: صنفين: والزوج: الصنف من الأشياء والنوع منها والزوج الذي معه آخر من جنسه مثله.
(أي فُلْ) : منقوص من «فلان» كأنه قال: يا فلان: قال الأزهري: ليس ترخيم «فلان» ولكنها كلمة على حدة، فبنو أسد يوقعونها على الواحد والاثنين والجمع والمؤنث بلفظ واحد، وغيرهم، يثني ويجمع ويؤنث، وقال [ص:524] الجوهري: حذفت الألف والنون لغير ترخيم، ولو كان ترخيماً، لقال: يا فُلا.
(التَّو) : الهلاك.
__________
(1) رواه البخاري 6 / 36 في الجهاد، باب فضل النفقة في سبيل الله، وفي بدء الخلق، باب ذكر الملائكة، ومسلم رقم (1027) في الزكاة، باب من جمع الصدقة وأعمال البر، ورواه النسائي 6 / 48 في الجهاد، باب فضل النفقة في سبيل الله.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (4/32) قال: حدثني سعد بن حفص. وفي (4/136) قال: حدثنا آدم. ومسلم (3/91) قال: حدثني محمد بن رافع. قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن الزبير. (ح) وحدثني محمد بن حاتم. قال: حدثنا شبابة.
أربعتهم - سعد بن حفص، وآدم ومحمد بن عبد الله، وشبابة بن سوار - عن شيبان بن عبد الرحمن عن
(*) أخرجه النسائي (6/48) قال: أخبرنا عمرو بن عثمان. قال: حدثنا بقية، عن الأوزاعي. قال: حدثني يحيى، عن محمد بن إبراهيم. قال: أنبأنا أبو سلمة، عن أبي هريرة، فذكراه. زاد فيه: (محمد بن إبراهيم) .(9/522)
7258 - (س) أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «ما من عبد مسلم يُنْفِقُ من كلِّ مال له زوجين في سبيل الله، إلا استقبله حَجَبةُ الجنة، كلُّهم يَدْعُوهُ إلى ما عندَه، قلتُ: وكيفَ ذلك؟ قال: إن كانتْ إبلاً فَبَعِيرينِ، وإن كانت بَقَراً فبقرتين» أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 6 / 48 في الجهاد، باب فضل النفقة في سبيل الله، وفيه عنعنة الحسن البصري.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (6/48) أخبرنا إسماعيل بن مسعود، قال:حدثنا بشر بن المفضل،عن يونس، عن الحسن عن صعصعة بن معاوية قال: لقيت أبا ذر فذكره.
قلت: وفيه عنعه الحسن البصري.(9/524)
7259 - (خ م ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: قال الله تعالى: أنْفِقْ يُنْفِقْ عليك.
وفي أخرى «نحن الآخِرون السَّابِقون يوم القيامة ... وذكره، وفيه: يَدُ الله مَلأى لا يَغِيضُها نفقة، سَحَّاءُ الليلَ والنهار، وقال: أرأيتم ما أنفق مُنْذُ خلق السموات والأرض؟ فإنه لم يَغِضْ ما في يده، وكان عرشُهُ على الماء، وبيده الميزان يَخْفِضُ ويَرفَعُ» .
وفي أخرى: وبيده الأخرى: الفَيْضُ - أو القَبْضُ - يرفع ويَخْفِضُ» أخرجه البخاري. وأخرج مسلم عن أبي هريرة - يَبْلُغُ به النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «قال الله [ص:525] تبارك وتعالى: يا ابن آدم، أنْفِقْ أُنْفِقْ عليك، وقال: يمين الله [مَلأى] سَحَّاء، لا يَغِيضُها شيءٌ الليل والنهار» . وفي رواية له عن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- «إن الله قال لي: أنْفِقْ أُنْفِقْ عليك وقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «يد الله ملأى ... وذكر الحديث، وفي آخره: وبيده الأخرى القَبْضُ، يرفع ويخفض» وأخرج الترمذي نحوه (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يغيضها) غاض الماء يغيض: إذا نقص، أي لا ينقصها شيء من كثرة العطاء.
(سَحَّاء) سَحَّ السحاب: يَسُحّ: إذا هطل، والسحابة سَحَّاء.
(الفيض) جَرْي الماء: إذا امتلأ الإناء وجرى.
__________
(1) رواه البخاري 8 / 265 في تفسير سورة هود، باب قوله: {وكان عرشه على الماء} ، وفي النفقات في فاتحته، وفي التوحيد، باب {وكان عرشه على الماء} {وهو رب العرش العظيم} ، وباب قول الله تعالى: {يريدون أن يبدلوا كلام الله} ، ومسلم رقم (993) في الزكاة، باب الحث على النفقة وتبشير المنفق بالخلف، والترمذي رقم (3048) في التفسير، باب ومن سورة المائدة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه الحميدي (1067) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (2/242) قال: حدثنا سفيان. وفي (2/464) قال: حدثنا إسماعيل بن عمر ومعاوية بن هشام. قالا: حدثنا سفيان. وفي (2/500) قال: حدثنا يزيد. قال: أخبرنا محمد والبخاري (6/92و9/150و175) قال: حدثنا أبو اليمان. قال: أخبرنا شعيب. وفي (7/80) قال: حدثنا إسماعيل. قال: حدثني مالك. ومسلم (3/77) قال: حدثنا زهير بن حرب ومحمد بن عبد الله بن نمير. قالا: حدثنا سفيان بن عيينة. وابن ماجة (197) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا يزيد بن هارون. قال: أنبأنا محمد بن إسحاق. وفي (2123) قال: حدثنا أحمد بن يوسف. قال: حدثنا عبيد الله، عن سفيان. والترمذي (3045) قال: حدثنا أحمد بن منيع. قال: حدثنا يزيد بن هارون. قال: أخبرنا محمد بن إسحاق. والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (10/13740) عن عمران بن بكار، عن علي بن عياش، عن شعيب.
خمستهم - سفيان بن عيينة، وسفيان الثوري، ومحمد بن إسحاق، وشعيب، ومالك - عن أبي الزناد، عن الأعرج، فذكره.(9/524)
7260 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «دِينار أنفقتَه في سبيل الله، ودِينار أنفقتَهُ في رقبة، ودينار تصدَّقْتَ به على مسكين، ودِينار أنفقتَهُ على أهلك، أعظَمُها أجراً الذي تنفقه على أهلك» أخرجه مسلم (1) . [ص:526]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(في رقبة) أراد بقوله: «ودينار أنفقته في رقبة» أي: في فك رقبة مأسورة.
__________
(1) رقم (995) في الزكاة، باب فضل النفقة على العيال والمملوك.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/476) قال: حدثنا وكيع. وفي (2/473) قال: حدثنا يحيى. والبخاري في الأدب المفرد (751) قال: حدثنا محمد بن يوسف ومسلم (3/78) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير ابن حرب وأبوكريب. قالوا: حدثنا وكيع. والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (10/14347) عن عمرو ابن علي، عن يحيى.
ثلاثتهم- وكيع، ويحيى بن سعيد، ومحمد بن يوسف - عن سفيان عن مزاحم بن زفر، عن مجاهد، فذكره. في رواية يحيى عند أحمد: عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، فيما أعلم - شك يحيى.(9/525)
7261 - (م ت) ثوبان - رضي الله عنه - قال: «قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «أفضل دِينار ينفقُه الرجل: دينار يُنْفِقْهُ على عياله، ودِينار يُنفِقُه [الرجل] على دَابته في سبيل الله، ودينار يُنْفِقُه على أصحابه في سبيل الله» . قال أبو قِلابة: بدأ بالعِيال، ثم قال أبو قِلابة: وأيُّ رجل أعظم أجراً من رَجل يُنْفِقُ على عيال صغار، يُعِفُّهم الله - أو يَنفَعهم الله - به، ويغنيهم؟» . أخرجه مسلم والترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يُعفُّهم الله) العِفَّة: كف النفس عما لا يحل، أي: يجعلهم ذوي عفاف وتُقى لا يتبذَّلون.
__________
(1) رواه مسلم رقم (994) في الزكاة، باب فضل النفقة على العيال والمملوك، والترمذي رقم (1967) في البر والصلة، باب ما جاء في النفقة في الأهل.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (5/279) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. وفي (5/284) قال: حدثنا عفان. والبخاري في الأدب المفرد (748) قال:حدثنا حجاج. ومسلم (3/78) قال: حدثنا أبو الربيع الزهراني، وقتيبة بن سعيد. وابن ماجة (2760) قال:حدثنا عمران بن موسى الليثي. والترمذي (1966) ،والنسائي في الكبري (تحفة الأشراف) (2101) كلاهما - الترمذي،والنسائي - عن قتيبة.
ستتهم - ابن مهدي، وعفان، وحجاج، وأبو الربيع، وقتيبة،وعمران - عن حماد بن زيد، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أبي أسماء،فذكره.
(*) أخرجه أحمد (5/277) قال:حدثنا إسماعيل، قال:حدثنا أيوب،عن أبي قلابة،عمن حدثه، عن ثوبان (لم يذكر أبا أسماء) .(9/526)
7262 - (خ م ت س) أبو مسعود البدري - رضي الله عنه - عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «إن المسلم إذا أنفق على أهله نفقة وهو يَحْتَسِبُها، كانت له صدقة» أخرجه البخاري ومسلم والنسائي. [ص:527]
ولفظ الترمذي: أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «نفقةُ الرجل على أهله صدقة» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 1 / 126 في الإيمان، باب ما جاء أن الأعمال بالنية والحسبة، وفي المغازي، باب شهود الملائكة بدراً، وفي النفقات في فاتحته، ومسلم رقم (1002) في الزكاة، باب فضل النفقة والصدقة على الأقربين والزوج، والترمذي (1965) في البر والصلة، باب ما جاء في النفقة على الأهل، والنسائي 5 / 69 في الزكاة، باب أي الصدقة أفضل.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/120) قال: حدثنا عفان. وفي (4/122) قال: حدثنا محمد بن جعفر، وبهز. وفي (5/273) قال: حدثنا وكيع. والدارمي (2667) قال: حدثنا أبو الوليد. والبخاري (1/21) وفي «الأدب المفرد» (749) قال: حدثنا حجاج بن منهال. وفي (5/107) قال: حدثنا مسلم. وفي (7/80) قال: حدثنا آدم بن أبي إياس. ومسلم (3/81) قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري، قال: حدثنا أبي. (ح) وحدثناه محمد بن بشار، وأبو بكر بن نافع، كلاهما عن محمد بن جعفر (ح) وحدثناه أبو كريب، قال: حدثنا وكيع. والترمذي (1965) قال: حدثنا أحمد بن محمد، قال: أخبرنا عبد الله ابن المبارك. والنسائي (5/69) قال: أخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد. وفي الكبرى «الورقة 124 - ب» قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود، قال: حدثنا بشر بن المفضل.
جميعهم - عفان، ومحمد بن جعفر، وبهز، ووكيع، وأبو الوليد ووحجاج، ومسلم بن إبراهيم، وآدم، ومعاذ العنبري، وعبد الله بن المبارك، وبشر - عن شعبة، عن عدي بن ثابت، قال: سمعت عبد الله بن يزيد الأنصاري، فذكره.(9/526)
7263 - () عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «من وسَّعَ على عياله في النفقة يومَ عاشوراء، وسَّعَ الله عليه سائر سَنَتِهِ» قال سفيان: إنا قد جربناه، فوجدناه كذلك. أخرجه ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وقد ذكره السيوطي في " الجامع الصغير " ونسبه للطبراني في " الأوسط " والبيهقي من طريق الهيصم بن شداخ عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله بن مسعود، قال المناوي في " الفيض ": قال ابن حجر في " أماليه ": اتفقوا على ضعف الهيصم وعلى تفرده به، وقال البيهقي في موضع: أسانيده كلها ضعيفة، وقال ابن رجب في " اللطائف ": لا يصح إسناده، وقد روي من وجوه أخرى لا يصح شيء منها.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
هذا الحديث من زيادات رزين، لم أهتد إليه.(9/527)
الفصل الحادي عشر: في فضل العتق
7264 - (خ م ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال لي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «أيُّما رجل أعتق امْرءاً مسلماً اسْتَنْقَذَ الله بكل عضو منه عضواً منه من النار» . [ص:528]
قال سعيد بن مُرجانة: فانطلقت به إلى علي بن الحُسَيْنِ، فعمَد علي بن الحسين إلى عبد له، قد أعطاه به عبدُ الله بن جعفر عشرةَ آلاف درهم - أو ألف دينار - فأعتقه.
وفي رواية قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: «من أعتق رقبة مسلمة، أعتق الله بكل عضو منه عضوا من النار، حتى فَرْجَه بِفَرْجِهِ» .
وفي أخرى «من أعتق رقبة مؤمنة، أعتق الله بكل إرْب منهُ إرْباً منه من النار» أخرجه البخاري ومسلم، وأخرج الترمذي الثانية (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(إرب) الإرب: العضو، وجمعه: آراب.
__________
(1) رواه البخاري 5 / 103 و 104 في العتق، باب ما جاء في العتق وفضله، والأيمان والنذور، باب قول الله تعالى: {أو تحرير رقبة} وأي الرقاب أزكى، ومسلم رقم (1509) في العتق، والترمذي رقم (1451) في الأيمان والنذور، باب ما جاء في ثواب من أعتق رقبة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/420 و 422) قال: حدثنا مكي بن إبراهيم. قال: حدثنا عبد الله - يعني ابن سعيد بن أبي هند - عن إسماعيل بن أبي حكيم مولى آل الزبير. وفي (2/430) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، قال: حدثنا عبد الله بن سعيد بن أبي هند. قال: حدثنا إسماعيل بن أبي حكيم. وفي (2/429) قال عبد الله بن أحمد: حدثني أبي ويحيى بن معين. قالا: حدثنا يحيى بن سعيد. قال: حدثنا عبد الله بن سعيد، يعني بن أبي هند. قال: حدثني إسماعيل بن أبي حكيم. وفي (2/447) قال: حدثنا وكيع. قال: حدثني عبد الله بن سعيد، يعني ابن أبي هند، عن سعيد بن مرجانة، أنه حدبث علي بن حسين، عن أبي هريرة. وفي (2/525) قال: حدثنا يحيى بن آدم. قال: حدثنا عاصم - يعني ابن محمد- والبخاري (3/188) قال: حدثنا أحمد بن يونس. قال: حدثنا عاصم بن محمد. قال: حدثني واقد بن محمد. وفي (8/181) قال: حدثنا محمد بن عبد الرحيم. قال: حدثنا داود بن رشيد. قال: حدثنا الوليد بن مسلم، عن أبي غسان محمد بن مطرف، عن زيد بن أسلم، عن علي بن حسين. ومسلم (4/217) قال: حدثنا محمد بن المثنى العنزي، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن عبد الله بن سعيد، وهو ابن أبي هند. قال: حدثني إسماعيل بن أبي حكيم. (ح) وحدثنا داود بن رشيد. قال: حدثنا الوليد بن مسلم، عن محمد بن مطرف أبي غسان المدني، عن زيد بن أسلم، عن علي بن حسين. (ح) وحدثنا: قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا ليث، عن ابن الهاد، عن عمر بن علي بن حسين. (ح) وحدثني حميد بن مسعدة، قال: حدثنابشر بن المفضل. قال: حدثنا عاصم، وهو ابن محمد العمري. قال: حدثنا واقد، يعني أخاه. والترمذي (1541) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا الليث، عن ابن الهاد، عن عمر بن علي ابن الحسين بن علي بن أبي طالب.
والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (9/13088) عن قتيبة، عن ليث، عن يزيد بن الهاد.
عن عمر بن علي بن الحسين (ح) وعن عمرو بن علي، عن يحيى بن سعيد، عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند، عن إسماعيل بن أبي حكيم. (ح) وعن مجاهد بن موسى، عن مكي بن إبراهيم، عن عبد الله ابن سعيد بن أبي هند، عن إسماعيل بن أبي حكيم.
خمستهم - إسماعيل بن أبي حكيم، وعاصم بن محمد، وواقد بن محمد، وعلي بن حسين، وعمر بن علي بن حسين - عن سعيد بن مرجانة، فذكره.(9/527)
7265 - (ت) أبو أمامة - رضي الله عنه - وغيره من أصحابِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «أيُّما امرِئ مسلم أعتقَ امرءاً مسلماً، كان فكاكَهُ في النار، يُجْزِئُ كلُّ عضو منه عضوا منه، وأيُّما امْرِئ مسلم أعتق امرأتين مُسْلمتين، كانت فَكاكَه من النار، يُجْزِئُ كلُّ عضو منهما عضواً منه، وأيُّما امرأة مسلمة أعتقتْ امرأة، كانتْ فكاكَها من النار، يُجْزِئ كلُّ عضو منها عضواً منها» . [ص:529]
أخرجه الترمذي، ومن قوله: «أيُّما امرأة ... إلى آخره» زيادة قد نقلت من بعض النسخ، وسياق لفظ الترمذي عقيب الحديث يدل على أنها ليست من الحديث (1) .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (1547) في الأيمان والنذور، باب رقم (19) ، وهو حديث صحيح، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (1547) قال: حدثنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا عمران بن عيينة - وهو أخو سفيان بن عيينة - عن سالم بن أبي الجعد، فذكره.(9/528)
7266 - (د س) أبو نجيح السلمي - رضي الله عنه - قال: حاصَرْنا مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- بقصر الطائف - وفي رواية: بحصن الطائف - فسمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «من بَلَغَ بِسَهْم في سبيل الله، فله درجة ... وساق الحديث» ولم يذكره أبو داود، ثم قال: وسمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «أيُّما رَجُل مسلم أعتق رجلاً مسلماً، فإن الله عز وجلَّ جاعل وِقاءَ كلِّ عظم من عظامه عظماً من عظام مُحَرَّرِهِ من النار، وأيُّما امرأة أعتقتْ امرأة مسلمة، فإنَّ الله تبارك وتعالى جَاعِل وِقاءَ كلِّ عظم من عظامِها عظماً من عظام محررَّها من النار يوم القيامة» .
وفي رواية: قال شُرحبيل بن السِّمط لعمرو بن عَبَسة - هو أبو نَجيح - حدِّثْنا حديثا سمعتَه من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «مَنْ أعتق رقبة مؤمنة كانت فِداءه من النار» أخرجه أبو داود (1) . [ص:530]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(وِقاء الشيء) : الذي يقي من الأذى ويمنع الضر.
__________
(1) رواه أبو داود رقم (3965) في العتق، باب أي الرقاب أفضل، والنسائي 6 / 27 في الجهاد، باب ثواب من رمى بسهم في سبيل الله، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (3965) حدثنا محمد بن المثنى، ثنا معاذ بن هشام، حدثني أبي، عن قتادة، عن سالم بن أبي الجعد، عن معدان بن أبي طلحة اليعمري، عن أبي نجيح السلمي، فذكره.
وأخرجه النسائي (6/26) أخبرنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا خالد، قال: حدثنا هشام، قال: حدثنا قتادة، عن سالم بن أبي الجعد، عن معدان بن أبي طلحة، عن أبي نجيح السلمي، قال: فذكره.(9/529)
7267 - (د) شرحبيل بن السمط - رضي الله عنه -: قال لكعب بن مُرَّةَ - أو مرةَ بنِ كعب - حدِّثنا حديثاً سمعتَه من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فذكر معنى حديث معاذ [إلى] قوله: أيُّما امْرئ أعتق مسلمِاً، وأيُّما امرأة أعتقت امرأة - وزاد: أيُّما رجل أعتق امرأتين مُسلمتين، إلا كانتا فَكاكه من النار، يُجزِئُ مكان [كلِّ] عظمين مِنْهُما عظماً من عظامِهِ. أخرجه أبو داود هكذا، ومعاذ هو ابن هشام، أحد رواة حديث أبي نَجيح (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (3967) في العتق، باب أي الرقاب أفضل، وهو حديث صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/235) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (4/235) قال: حدثنا أبو معاوية. قال: حدثنا الأعمش. وعبد بن حميد (372) قال: حدثني أبو الوليد. قال: حدثنا شعبة. وأبو داود (3967) قال: حدثنا حفص بن عمر. قال: حدثنا شعبة. وابن ماجة (2522) قال: حدثنا أبو كريب. قال: حدثنا أبو معاوية. عن الأعمش. والنسائي في الكبرى «الورقة 64 - أ» قال:أخبرنا محمد بن العلاء. قال: حدثنا أبو معاوية. قال: حدثنا الأعمش.
كلاهما - شعبة، والأعمش - عن عمرو بن مرة، عن سالم بن أبي الجعد، عن شرحبيل بن السمط، فذكره.
(*) في رواية الأعمش: «كعب بن مرة» ولم يشك.
(*) قال أبو داود: سالم لم يسمع من شرحبيل. مات شرحبيل بصفين.
* وأخرجه أحمد (4/234) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة، عن منصور، عن سالم ابن أبي الجعد، عن مرة بن كعب، أو كعب بن مرة السلمي، قال شعبة: قد حدثني به منصور وذكر ثلاثة بينه وبين مرة بن كعب. ثم قال بعد، عن منصور، عن سالم، عن مرة، أو عن كعب، فذكره.
* وأخرجه أحمد (4/321) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا سفيان، عن منصور، عن سالم بن أبي الجعد، عن رجل، عن كعب بن مرة البهزي، قال: سألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أي الليل أجوب «وقال سفيان مرة: أسمع» قال: جوف الليل الآخر. ومن أعتق رقبة أعتق الله بكل عضو منها عضوا منه من النار.
* وأخرجه النسائي في الكبرى «الورقة 64 - أ» قال: أخبرنا أحمد بن سليمان. قال: حدثنا حسين بن علي، عن زائدة، عن منصور، عن سالم بن أبي الجعد. قال: حدثت عن كعب بن مرة البهزي، قال: سألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أي الليل أسمع؟ قال: جوف الليل الآخر. قال: وكان يقول: أيما امرئ مسلم أعتق امرا مسلما فهو فكاكه من النار..» الحديث.
* وأخرجه النسائي في الكبرى «الورقة 64 - أ» قال: أخبرني محمد بن رافع. قال: حدثني يحيى بن آدم. قال: حدثنا مفضل. (ح) وأخبرنا محمد بن منصور. قال: حدثنا سفيان.
كلاهما - مفضل بن مهلهل، وسفيان - عن منصور، عن سالم بن أبي الجعد، عن كعب بن مرة، فذكره، ليس فيه «شرحبيل بن السمط» .(9/530)
7268 - (د) الغريف بن [عياش بن فيروز] الديلمي - رحمه الله -: قال: أتَيْنَا واثلةَ بنَ الأسقع، فقلنا: حدِّثْنا حديثاً ليس فيه زيادة ولا نقصان، فَغَضِبَ، وقال: إن أحدَكم لَيَقْرَأ ومُصْحَفه معلَّق في بيتِه، فيزيدُ ويَنْقصُ، فقلنا: إنما أردنا حديثاً سَمِعْتَه من النبيّ - صلى الله عليه وسلم-، فقال: «أتينا رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- في صاحب لنا أوجبَ - يعني النار - بالقتل، فقال: أعتقوا عنه، يُعْتِق الله بكل عضو منه عضواً منه في النار» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (3964) في العتق، باب في ثواب العتق، والغريف لم يوثقه غير ابن حبان وباقي رجاله ثقات، وللحديث شواهد بمعناه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/490) قال: حدثنا إبراهيم بن إسحاق. قال: حدثنا ضمرة بن ربيعة. وفي (4/107) قال: حدثنا عارم بن الفضل. قال: حدثنا عبد الله بن المبارك. وأبو داود (3964) قال: حدثنا عيسى بن محمد الرملي. قال: حدثنا ضمرة. والنسائي في الكبرى «الورقة 64 - أ» قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ، قال: حدثنا أبي. قال: حدثنا ابن المبارك.
كلاهما - ضمرة، وابن المبارك - عن إبراهيم بن أبي عبلة، عن الغريف بن عياش الديلمي، فذكره.
* وأخرجه النسائي في الكبرى «الورقة 64 - أ» قال: أخبرنا علي بن حجر. قال: أخبرنا مالك بن مهران الدمشقي، عن إبراهيم بن أبي عبلة، عن رجل. قال: قلنا لواثلة: حدثنا حديثا ليس فيه زيادة ولا نقصان، فذكره.
* وأخرجه النسائي في الكبرى «الورقة 64 - أ» قال: أخبرنا الربيع بن سليمان صاحب الشافعي. قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. قال: حدثنا عبد الله بن سالم. قال: حدثني إبراهيم بن أبي عبلة قال: كنت بأريحا فمر واثلة بن الأسقع متوكئا على عبد الله بن الديلمي فأجلسه، ثم جاء إليّ، فقال: عجب ما حدثني الشيخ- يعني واثلة-. قلت: ما حدثك؟ قال، فذكره.
* وأخرجه أحمد (3/490) قال: حدثنا أبو النضر هاشم. قال: أخبرنا ابن علاثة. قال: حدثنا إبراهيم ابن أبي عبلة. عن واثلة بن الأسقع، فذكره. ليس فيه «الغريف بن الديلمي» .
قلت: في سنده الغريف بن عياش قال الحافظ في «التهذيب» : ذكره ابن حبان في الثقات وقال: من أهل الشام له عندهما حديث واحد في فضل العتق وقال ابن حزم: مجهول.
والقلب أميل لما قاله ابن حزم لما عرف عن ابن حبان من توثيق المجهولين.(9/530)
الفصل الثاني عشر: في فضل عيادة المريض
7269 - (د ت) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: «مَا مِنْ رَجُل يَعُودُ مريضاً مُمْسياً، إلا خرج معه سبعون ألف ملك، يستغفرون له حتى يصبحَ، وكان له خَريف في الجنة، ومن أتاه مُصبحاً، خرج معه سبعون ألف ملك يستغفرون له حتى يُمْسِيَ، وكان له خَرِيف في الجنة» .
وفي رواية عنه عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- بمعناه، ولم يذكر الخريف، أخرجه أبو داود، وقال: وقد روي من غير وجه عن علي عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-.
وفي رواية أخرى قال: جاء أبو موسى إلى الحسنِ بنِ عليّ يعودُه، قال أبو داود ... وساق الحديث، معنى قول علي - رضي الله عنه -.
وفي رواية الترمذي عن ثُوَيْر عن أبيه، قال: أخذ عليُّ بنُ أبي طالب بيدي، فقال: انطلق بنا إلى الحسن نعوده، فوجدنا عنده أبا موسى، فقال له عليّ: أعائداً جئتَ يا أبا موسى، أم زائراً؟ قال: بل عائداً، قال عليّ: فإني سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «مَا مِنْ مسلم يعودُ مسلماً مريضاً غُدْوَة، إلا صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يُمْسِيَ، وإن عاده عَشية صلَّى عليه سبعون [ص:532] ألف ملك حتى يصبحَ، وكان له خريف في الجنة» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(خريف الجنة) الخريف الثمر الذي يُخترف، أي: يجنى ويقطف، فعِيل بمعنى مفعول.
__________
(1) رواه أبو داود رقم (3098) و (3099) و (3100) في الجنائز، باب فضل العيادة، والترمذي رقم (969) في الجنائز، باب ما جاء في عيادة المريض، وهو حديث صحيح، وقال أبو داود: وأسند هذا عن علي رضي الله عنه من غير وجه صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (1/120) (975) قال: حدثنا عبد الله بن يزيد، قال: حدثنا شعبة، عن الحكم، عن عبد الله بن نافع، فذكره.
* أخرجه أحمد (1/121) (976) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وأبو داود (3098) قال: حدثنا محمد بن كثير، قال: أخبرنا شعبة. وفي (3100) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا جرير، عن منصور. كلاهما - شعبة، ومنصور - عن الحكم، عن عبد الله بن نافع، عن علي، قال: ما من رجل يعود مريضا ... فذكره موقوفا.
قال أبو داود: وأسند هذا عن علي من غير وجه صحيح عن النبي -صلى الله عليه وسلم-.(9/531)
7270 - (م ت) ثوبان - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «عائِدُ المريضِ في مَخْرَفَةِ الجنة» .
وفي رواية قال: «من عاد مريضاً، لم يزل في خُرْفَةِ الجنة حتى يرجعَ» .
وفي أخرى «لم يزل في خُرفة الجنة، قيل: يا رسول الله، وما خُرفة الجنة؟ قال: جناها» . أخرجه مسلم.
وفي رواية الترمذي «أن المسلم إذا عَادَ أخاه المسلم لم يزل في خُرْفَةِ الجنة» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(في مَخرفة) المخرفة: سكّة بين صَفَّين من نَخيلٍ يخترف من أيهما شاء، [ص:533] أي يجتنى من ثمار أيهما أراد، وقيل: هو الطريق، والمخارف: جمع مَخرَف وهي جنَى النخيل.
(في خُرفة) الخُرفة: ما يخترف منها أيضاً، أي يجني من ثمرها، المعنى أن عائد المريض على طريق تؤديه إلى طريق الجنة، أو عائد المريض في بساتين الجنة وثمارها.
__________
(1) رواه مسلم رقم (2568) في البر والصلة، باب فضل عيادة المريض، والترمذي رقم (967) في الجنائز، باب ما جاء في عيادة المريض.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (5/276) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة، عن عاصم الأحول. وفي (5/276) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن خالد. وفي (5/279) قال: حدثنا علي بن عاصم، عن خالد. وفي (5/279) قال: حدثنا يونس، وعفان، قالا: حدثنا حماد، عن أيوب. وفي (5/282) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: حدثنا حماد - يعني ابن زيد - عن أيوب. وفي (5/283) قال: حدثنا يونس، قال: حدثنا يزيد بن زريع، عن خالد الحذاء. وفي (5/283) قال: حدثنا عبد الوهاب الخفاف، قال: حدثنا خالد. ومسلم (9/12) قال: حدثنا سعيد بن منصور، وأبو الربيع الزهراني، قالا: حدثنا حماد - ابن زيد -، عن أيوب. (ح) وحدثنا يحيى بن يحيى التميمي، قال: أخبرنا هشيم، عن خالد. وفي (8/13) قال: حدثنا يحيى بن حبيب الحارثي، قال: حدثنا يزيد بن زريع، قال: حدثنا خالد. والترمذي (967) قال: حدثنا حميد بن مسعدة، قال: حدثنا يزيد بن زريع، قال: حدثنا خالد الحذاء، وفي (968) قال: حدثنا أحمد بن عبدة الضبي، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب.
ثلاثتهم - عاصم، وخالد، وأيوب - عن أبي قلابة، عن أبي أسماء، فذكره.
أخبرنا عاصم. وفي (5/283) قال: حدثنا حسن بن موسى. قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن عاصم الأحول. والبخاري في «الأدب المفرد» (521) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا عبد الواحد، قال: حدثنا عاصم. وفيه قال: حدثنا ابن حبيب بن أبي ثابت، قال: حدثنا أبو أسامة، عن المثنى، أظنه ابن سعيد. ومسلم (8/13) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وزهير بن حرب. جميعا عن يزيد هارون، قال: أخبرنا عاصم الأحول. (ح) وحدثني سويد بن سعيد، قال: حدثنا مروان بن معاوية، عن عاصم. والترمذي (968) قال: حدثنا محمد بن وزير الواسطي، قال: حدثنا يزيد بن هارون، عن عاصم الأحول.
كلاهما - عاصم، والمثنى - عن عبد الله بن زيد أبي قلابة، عن أبي الأشعث الصنعاني، عن أبي أسماء، فذكره.
* أخرجه أحمد (5/283) قال: حدثنا إسماعيل، قال: حدثنا أيوب، عن أبي قلابة، عمن حدثه، عن ثوبان.(9/532)
7271 - (ط) أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «من توضَّأ فأحْسَنَ الوضوء، وعاد أخاه المسلم محتسباً، بُوعِدَ عن النار مَسيرةَ ستين خريفاً» قال ثابت: قلت: وما الخريف يا أبا حمزة؟ قال أنس: العام. أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (3097) في الجنائز، باب في فضل العيادة على وضوء، وفي سنده الفضل بن دلهم الواسطي وهو لين كما قال الحافظ في " التقريب ".
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (3097) حدثنا محمد بن عوف الطائي، ثنا الربيع بن روح بن خليد، ثنا محمد ابن خالد، ثنا الفضل بن دلهم الواسطي، عن ثابت البناني، عن أنس، فذكره.
قلت: في سنده الفضل بن دلهم الواسطي قال الحافظ في «التقريب» قال: لين.(9/533)
7272 - (ط) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا عاد الرجل المريضَ، خاض الرحمة، حتى إذا قعد عِنْدَهُ، قرَّت فيه» أو نحو هذا، أخرجه «الموطأ» (1) .
__________
(1) بلاغاً 2 / 946 في العين، باب عيادة المريض والطيرة، وإسناده منقطع، ولكن قد رواه أحمد في " المسند " من حديث جابر 3 / 304، ومن حديث كعب 3 / 460، ومن حديث أنس 3 / 174 و 255، وهو حديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في «الموطأ» بشرح الزرقاني (4/423) بلاغا. وإسناده منقطع.(9/533)
7273 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: [ص:534] «مَنْ عاد مريضاً، أو زَارَ أخاً له في الله، ناداه مناد: أنْ طبتَ، وطابَ مَمْشاك، وتَبوَّأتَ من الجنة منزلاً» أخرجه الترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(تبوأتُ المنزل) : اتخذتُه منزِلاً ومكاناً.
__________
(1) رقم (2009) في البر والصلة، باب ما جاء في زيارة الإخوان، ورواه أيضاً ابن ماجة في " سننه " رقم (1443) في الجنائز، باب ما جاء في ثواب من عاد مريضاً، وفي سنده أبو سنان القسملي واسمه عيسى بن سنان، وهو لين كما قال الحافظ في " التقريب "، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، وقد روى حماد بن سلمة عن ثابت عن أبي رافع عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم شيئاً من هذا.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/326) قال: حدثنا موسى بن داود. قال: حدثنا حماد بن سلمة. وفي (2/344) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا حماد بن سلمة. وفي (2/354) قال: حدثنا حسن وعفان. قالا: حدثنا حماد بن سلمة. وعبد بن حميد (1451) قال: حدثنا الحسن بن موسى. قال: حدثنا حماد ابن سلمة. والبخاري في «الأدب المفرد» (345) قال: حدثنا عبد الله بن عثمان. قال: حدثنا عبد الله ابن المبارك. قال: أخبرنا حماد بن سلمة. وابن ماجة (1443) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا يوسف بن يعقوب. والترمذي (2008) قال: حدثنا محمد بن بشار، والحسين بن أبي كبشة البصري. قالا: حدثنا يوسف بن يعقوب السدوسي.
كلاهما - حماد بن سلمة، ويوسف بن يعقوب - عن أبي سنان القسملي الشامي، عن عثمان بن أبي سودة، فذكره.(9/533)
الفصل الثالث عشر: في فضل أعمال وأقوال مشتركة الأحاديث ومتفرقة، وفيه خمسة عشر نوعاً
نوع أول
7274 - (ت) معاذ بن جبل - رضي الله عنه - قال: «كنت مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- في سفر، فأصبحتُ يوماً قريباً منه ونحنُ نسيرُ، فقلتُ: يا رسولَ الله، أخبرني بعمل يدخلني الجنة، ويباعدني من النار، قال: لقد سألتني عن عظيم، وإنه لَيَسير على من يَسَّرَهُ الله عليه، تعبدُ الله، ولا تشرك به [ص:535] شيئاً، وتقيمُ الصلاة، وتؤتي الزكاةَ، وتصومُ رمضان، وتحجُّ البيتَ، ثم قال: ألا أدلُّك على أبواب الخير؟ قلتُ: بلى يا رسولَ الله، قال: الصومُ جُنَّة، والصدقةُ تُطفئُ الخطيئةَ كما يُطفئُ الماءُ النار، وصلاةُ الرجل في جَوف الليل شعارُ الصالحين (1) ، ثم تلا قوله تعالى: {تتجافى جنوبُهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفاً وطمعاً ... } الآية [السجدة: 16] ثم قال: ألا أخْبِرُك برأس الأمرِ وعَمودِه، وذِرْوَةِ سَنامه؟ قلتُ: بلى يا رسول الله، قال: رأْس الأمرِ الإِسلامُ، وعمودُه الصلاةُ، وذِروَةُ سَنامه الجهادُ، ثم قال: أَلا أُخبرك بملاك ذلك كلِّه؟. قلتُ: بلى يا رسولَ الله، قال: كُفَّ عليك هذا - وأشار إلى لسانه - قلتُ: يا نبيَّ الله، وإنَّا لمؤاخذونَ بما نتكلم به؟ قال: ثَكِلتْك أمُّك معاذ، وهل يَكُبُّ الناسَ في النار على وجوههم - أو قال: على مَناخِرهم - إلا حصائدُ ألسنتهم؟» . أخرجه الترمذي (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(شعار الصالحين) الشعار: العلامة، وهو ما يتنادى به الناس في الحرب مما يكون بينهم علامة يتعارفون بها. [ص:536]
(ذِروة سَنامه) سَنام الناقة: معروف، وذِروته أعلاه، والمراد: أعلى موضع في الإسلام، وأشرفه.
(بملاك ذلك) ملاك الأمر، قِوَامه، وما يتم به، تفتح ميمه وتكسر.
(حصائد ألسنتهم) الحصائد: جمع حصيدة، وهي ما يحصد من الزرع، شبه اللسان وما يقتطع به من القول بحدّ المنجل وما يقطع به من النبات.
__________
(1) جملة " شعار الصالحين " ليست في أكثر نسخ الترمذي.
(2) رقم (2619) في الإيمان، باب ما جاء في حرمة الصلاة، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " وابن ماجة في " سننه "، وهو حديث صحيح بطرقه، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (5/231) قال: حدثنا عبد الرزاق. وعبد بن حميد (112) قال: أخبرنا عبد الرزاق. وابن ماجة (3973) قال: حدثنا محمد بن أبي عمر العدني، قال: حدثنا عبد الله بن معاذ. والترمذي (2616) قال: حدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا عبد الله بن معاذ الصنعاني. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (11311) عن محمد بن عبد الأعلى، عن محمد بن ثور.
ثلاثتهم - عبد الرزاق، وعبد الله بن معاذ، ومحمد بن ثور - عن معمر، عن عاصم بن أبي النجود، عن أبي وائل، فذكره.
قلت: في حديث معمر عن أهل العراق شيء وقد قال يحيى بن معين: إذا حدثك معمر عن العراقيين فخالفه إلا عن الزهري وابن طاوس فإن حديثه عنهما مستقيم. فأما أهل الكوفة وأهل البصرة فلا؟ وابن أبي النجود «بهدلة» كوفي.
وقال يحيى: وحديث معمر عن ثابت وعاصم بن أبي النجود وهشام بن عروة وهذا الضرب مضطرب كثير الأوهام وأيضا عاصم بن بهدلة له أوهام وحديثه في الصحيحين مقرون كما قال الحافظ، فالعجب ممن صححه.(9/534)
7275 - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه - أنَّ أعرابياً جاء إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: يا رسول الله، دُلَّني على عمَِل إذا عملتُه دَخَلْتُ الجنةَ، قال: تعبدُ الله، ولا تُشرك به شيئاً، وتقيمُ الصلاةَ المكتوبةَ، وتُؤدِّي الزَّكاة المفروضةَ، وتصومُ رمضانَ، قال: والذي نفسي بيده لا أزيدُ على هذا شيئاً، ولا أنقص منه، فلما ولَّى قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ سَرَّه أن ينظرَ إلى رجل من أهل الجنة، فلينظر إلى هذا» أخرجه البخاري ومسلم (1) .
__________
(1) رواه البخاري 3 / 210 في الزكاة، باب وجوب الزكاة، ومسلم رقم (14) في الإيمان، باب بيان الإيمان الذي يدخل به الجنة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/342) . والبخاري (2/130) قال: حدثني محمد بن عبد الرحيم. ومسلم (1/33) قال: حدثني أبو بكر بن إسحاق.
ثلاثتهم - أحمد بن حنبل، ومحمد بن عبد الرحيم، وأبو بكر - عن عفان بن مسلم، قال: حدثنا وهيب، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، وهو أبو حيان التيمي، عن أبي زرعة، فذكره.
* أخرجه البخاري (2/131) قال: حدثنا مسدد، عن يحيى، عن أبي حيان، قال: أخبرني أبو زرعة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- به مرسلا.(9/536)
7276 - (خ م س) أبو أيوب الأنصاري - رضي الله عنه -: أن رجلاً أتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- فقال: «أخبرني بعمل يُدْخِلُني الجنَّةَ، ويباعدني من النار، فقال القوم: ما لَهُ؟ ما لَهُ؟ فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: أرَبَّ ما لَهُ؟ تعبدُ [ص:537] الله لا تُشْرك به شيئاً، وتقيمُ الصلاةَ، وتُؤتي الزكاةَ، وتَصِلُ الرَّحِمَ، ذَرْهَا، كأنه كان على راحلته» .
زاد في رواية: فلما أدبر قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إنْ تَمَسَّك بما أمرتُهُ به دخل الجنة» .
وفي أخرى «أن أعرابيّاً عَرَض للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم- وهو في سفر، فأخذ بخِطام ناقتِهِ - أو بزمامِها - ثم قال: يا رسولَ الله - أو يا محمد - أخبرني بما يُقَرِّبني من الجنة، ويُباعدُني من النار، قال: فكفَّ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-، ثم نظر في أصحابه، ثم قال: لقد وُفِّقَ - أو لقد هُدِيَ - قال: كيف قلتَ؟ قال: فأعاد، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: تعبدُ الله ... وذكر الحديث، وقال في آخره: دع الناقة» . أخرجه البخاري ومسلم.
وفي رواية النسائي: أن رجلاً قال: يا رسولَ الله، أخبرني بعمل يُدخِلُني الجنة، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «تعبدُ الله ولا تشركُ به شيئاً، وتقيم الصلاة» وذكر باقي الرواية الأولى (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أرب) قد روي هذا الحديث «أَرِبَ» بوزن علم، على أنه فعل [ص:538] ماض، و «أرِب» بوزن حَذر، وأَرَبٌ بوزن حَسَنٌ على أنهما اسمان، فمعنى الأول: دعا عليه بالافتقار من الأرب، وهو الحاجة، أو بتساقط الآراب وهي الأعضاء، ويكون الدعاء عليه بمعنى التعجب منه. كما يقال: تَرِبَتْ يداك، لمن يكون قد فعل ما يستحسن ويتعجَّب منه، ولا يُراد به الذم، وإنما يراد به المدح، على أن دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم- على الناس في حالة الغضب مأمون العاقبة، لأنه اتخذ عند الله عز وجل عهداً أن يجعل دعاءه على من دعا عليه رحمة له وبركة، وقيل: المراد به التعجب من حرص السائل، فجرى مجرى قول الرجل: لله درُّه، وأما أَرِب- بوزن حَذِر - فهو الرجل الفَطِنُ الحاذِق الخبير، وهو مرفوع، لأنه خبر مبتدأ محذوف، تقديره: هو أرِبٌ، وأما أرَب - بوزن حَسَن - فهو الحاجة، وأما قوله: «ماله» ، فعلى الروايتين الأوليين: معناها الاستفهام، أي: ما خَطْبُهُ، وما شَأنُهُ؟ ويكون التقدير: أنه دعاء عليه أو تعجُّب منه، أو أخبر عنه بالفِطْنَة على ما فسرنا، ثم قال: «ماله» أي: لم يستفتى عما هو ظاهر بيِّن لكل فَطِنٌ، ثم التفت إليه، فقال: تعبد الله، وعدَّد الأشياء التي أمره بها في الحديث، وعلى الرواية الثالثة: تكون «ما» زائدة تفيد معنى التقليل، وتقديره: له حاجة ما، قال الهروي: قال الأزهري: معناه: حاجةٌ جاءت به، ثم قال له: «تعبد الله ... الحديث» .
(ذرها) : اتركها، ذَرْتُه عن كذا، أي: دفعته عنه.
__________
(1) رواه البخاري 3 / 208 في الزكاة، باب وجوب الزكاة، وفي الأدب، باب فضل صلة الرحم، ومسلم رقم (13) في الإيمان، باب بيان الإيمان الذي يدخل به الجنة، والنسائي 1 / 234 في الصلاة، باب ثواب من أقام الصلاة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (5/417) قال: حدثنا يحيى. والبخاري في «الأدب المفرد» (49) قال: حدثنا أبو نعيم. ومسلم (1/32) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا أبي. ثلاثتهم - يحيى، وأبو نعيم، وعبد الله بن نمير - قالوا: حدثنا عمرو بن عثمان بن عبد الله بن موهب.
2 - وأخرجه أحمد (5/418) . والبخاري (8/6) قال: حدثني عبد الرحمن. ومسلم (1/33) قال: حدثني محمد بن حاتم. وعبد الرحمن بن بشر. والنسائي (1/234) وفي الكبرى (320) قال: أخربنا محمد بن عثمان بن أبي صفوان الثقفي. أربعتهم - أحمد، وعبد الرحمن، وابن حاتم، وابن عثمان - قالوا: حدثنا بهز بن أسد، قال: حدثنا شعبة، قال: حدثنا محمد بن عثمان بن عبد الله بن موهب، وأبوه عثمان بن عبد الله.
3 - وأخرجه البخاري (2/130) قال: حدثنا حفص بن عمر. وفي (8/5) قال: حدثنا أبو الوليد. كلاهما - حفص، وأبو الوليد - قالا: حدثنا شعبة، عن ابن عثمان بن عبد الله بن موهب.
4 - وأخرجه مسلم (1/33) قال: حدثنا يحيى بن يحيى التميمي، قال: أخبرنا أبو الأحوص. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو الأحوص، عن أبي إسحاق.
أربعتهم - عمرو، ومحمد، وعثمان، وأبو إسحاق - عن موسى بن طلحة، فذكره.(9/536)
7277 - () أنس بن مالك - رضي الله عنه -: «أن رجلاً أتى رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- بعرفةَ، فدنا منه حتى اختلفت عنق راحلته مع عنق راحلة رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: يا رسولَ الله، أنبئني بعمل يُنَجِّيني من عذاب الله، ويدخلني الجنة، فقال له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: اعبُدِ الله، ولا تشرك به شيئاً، وأقِم الصلاة، وأدِّ الزكاةَ، وصُمْ رمضان، وحُجَّ، واعتمرْ، وانظر ما تحبُّ من الناس أن يأتوك به فافعله بهم، وما تكره من الناس أن يأتوه إليك فَذَرْهُ عنهم» أخرجه ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، ويشهد لأكثره معنى الحديث الذي قبله.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
هذا الحديث من زيادات رزين،لم أهتد إليه.(9/539)
7278 - (ت) معاذ بن جبل - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «من صام رمضان، وصلَّى الصلوات، وحجَّ البيتَ - لا أدري أذكَرَ الزكاةَ أم لا - كان حقاً على الله أن يَغْفِرَ له، إن هاجر في سبيل الله، أو مكث بأرضِهِ التي وُلِدَ فيها» ، قال معاذ: ألا أُخْبِرُ بها الناس؟ فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «ذَرِ الناسَ يعملون، فإن في الجنة مائةَ درجة، ما بين كلِّ درجتين كما بين السماء والأرض، والفردوسُ أعلى الجنة وأوسطُها، وفوق ذلك عرشُ الرحمن، ومنها تفجَّرُ أنهار الجنة، فإذا سألتم الله، فاسألوه الفردوسَ» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3532) في صفة الجنة، باب ما جاء في صفة درجات الجنة، وهو حديث حسن، يشهد له الذي بعده.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (5/232) قال:حدثنا روح، قال: حدثنا زهير بن محمد. وفي (5/240) قال: حدثنا سريج بن النعمان، قال: حدثنا عبد العزيز - يعني الدراوردي -.وابن ماجة (4331) قال: حدثنا سويد بن سعيد، قال: حدثنا حفص بن ميسرة. والترمذي (2530) قال: حدثنا قتيبة وأحمد بن عبدة الضبي البصري، قالا: حدثنا عبد العزيز بن محمد.
ثلاثتهم - زهير، وعبد العزيز بن محمد الدراوردي، وحفص بن ميسرة - عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، فذكره.
قلت: في سماع عطاء بن يسار من معاذ نظر كما نص على ذلك الحافظ.(9/539)
7279 - (س) أبو الدرداء - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ أقامَ الصلاةَ، وآتى الزكاةَ، ومات لا يشرك بالله شيئاً، كان حقاً على الله أن يَغْفِرَ له، هاجر أو مات في مولده، فقلنا: يا رسولَ الله، ألا نُخْبِرُ بها الناس فيَسْتبْشِروا بها؟ قال: إنَّ في الجنة مائةَ درجة، ما بين كلِّ درجتين كما بين السماء والأرض، أعَدَّها الله للمجاهدين في سبيله، ولولا أن أشقَّ على المؤمنين، ولا أجِد ما أحملهم عليه، ولا تطيب أنفسهم أن يتخلّفوا بعد، ما قعدتُ خلف سَرِية، ولَوَدِدْتُ أني أُقْتَلُ، ثم أُحْيا ثم أُقتَل» أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 6 / 20 في الجهاد، باب درجة المجاهد في سبيل الله عز وجل، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (6/20) . وفي «عمل اليوم والليلة» (1127) قال: أخبرنا هارون بن محمد بن بكار بن بلال، قال: حدثنا محمد بن عيسى بن القاسم بن سميع، قال: حدثنا زيد بن واقد، قال: حدثني بسر بن عبيد الله، عن أبي إدريس الخولاني، فذكره.
قلت: فيه محمد بن عيسى بن القاسم بن سميع قال أبو حاتم الرازي: لا يحتج به وأورده ابن الجوزي في الضعفاء والمتروكين.(9/540)
7280 - (س) سَبرة بن أبي فاكه (1) - رضي الله عنه - قال: سمعتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- يقول: «إنَّ الشيطانَ قَعَدَ لابن آدم بأطْرُقه، قَعَدَ في طريق الإسلام، فقال: تُسْلِمُ وتَذَرُ دِينَك ودِين آبائك وآباء آبائِك؟ فعصاه وأسلم، وقَعَدَ له بطريق الهجرة، فقال: تُهاجِرُ وتَذَرُ أرضك وسماءَك؟ وإنما مَثَلُ المهاجر كَمَثَلِ الفرس في الطِّوَل، فعصاه فهاجر، ثم قَعَدَ له بطريق الجهاد، فقال: تُجاهِدُ؟ فهو جهد النفس والمال، فتُقاتِل فتُقْتَل، فتُنكَح المرأة ويُقسَم المال؟ فعصاه فجاهد، قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «فَمَنْ فَعَلَ ذلك كان حقَّاً على الله أن يُدْخِلَهُ الجنة، وإن غَرِق كان حقَّاً على الله [ص:541] أن يدخله الجنة، أو وقصَته دابته كان حقّاً على الله أن يُدْخِلَهُ الجنة» . أخرجه النسائي (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(إن الشيطان قَعَد) قد جاء في لفظ الحديث، قال: «قعد الشيطان لابن آدم بأطْرُقِهِ» يريد جمع طريق، والمعروف في جمع طريق: أطرِقة، وهو جمع قلة، والكثرة: طرق، فأما «أطرق» في جمع طريق فلم أسمعه ولا رأيته، وأما أفْعِلَةُ في جمع فَعِيل، فقد جاء كثيراً، قالوا: رَغِيف وأرغفة، وجَرِيب وأجْرِبة، وكثيب وأكثبة، وسَرير وأسِرَّة، فأما أفعل في جمع فعيل: فلم يَجِيء إلا فيما كان مؤنثاً نحو: يمين وأيْمُن، فإن كان نظر في جمع طريق إلى جواز تأنيثها، فجمعها جمع المؤنث، فقال: طريق وأطرق، فيجوز، فإن الطريق يذكر ويؤنث، تقول: الطريق الأعظم، والطريق العظمى.
(الطِّوَل) : الحبلى.
__________
(1) في المطبوع: سبرة بن أبي فاكهة، وهو خطأ.
(2) 6 / 21 و 22 في الجهاد، باب ما جاء لمن أسلم وهاجر وجاهد، وإسناده حسن، قال الحافظ في " الإصابة ": إسناده حسن، إلا أن في إسناده اختلافاً، وصححه ابن حبان.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/483) . والنسائي (6/21) قال: أخبرني إبراهيم بن يعقوب.
كلاهما - أحمد، وإبراهيم - قالا: حدثنا هاشم بن القاسم، قال: حدثنا أبو عقيل عبد الله بن عقيل، قال: حدثنا موسى بن المسيب، عن سالم بن أبي الجعد، فذكره.(9/540)
7281 - (س) فضالة بن عبيد - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «أنا زعيم - والزعيم الحَميل - لمن آمن بي وأسلم وهاجر ببيت في ربض الجنة، وببيت في وسط الجنة، وأنا زعيم لمن آمن بي وجاهد في سبيل الله ببيت في رَبَضِ الجنة، وبيت في وسط الجنة، وبيت في أعلى [ص:542] غرف الجنة، من فعل ذلك، لم يَدَعْ للخير مطلباً، ولا من الشر مهرباً، يموت حيث شاء أن يموتَ» أخرجه النسائي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(زعيم) الزعيم: الكفيل، وكذلك الحميل.
(ربض الجنة) : أدناها، وربَضُ المدينة: ما حولها.
__________
(1) 6 / 21 في الجهاد، باب ما لمن أسلم وهاجر وجاهد، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (6/21) قال: قال الحارث بن مسكين، قراءة عليه وأنا أسمع، عن ابن وهب، قال: أخبرني أبو هانئ، عن عمرو بن مالك الجنبي، فذكره.(9/541)
7282 - (خ) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «قال الله تعالى: من عادى لي وَلِيّاً، فقد آذَنتُه بحرب، وما تقرَّب إليَّ عبدي بشيء أحبَّ إليَّ مِنْ أداءِ ما افترضتُ عليه، ولا يزال عبدي يتقرَّب إليَّ بالنوافل حتى أُحِبَّهُ، فإذا أحببتُهُ كُنتُ سمعَه الذي يسمع به، وبصرَه الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألَني أعْطَيتُه، وإن استَعَاذَ بي أعَذْتُه، وما تردَّدتُ عن شيء أنا فاعله، تردّدي عن نفس المؤمن، يكره الموت وأنا أكره مَساءَتَه» . أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) 11 / 292 - 295 في الرقاق، باب التواضع، وانظر " الفتح "، وما قاله الحافظ ابن رجب الحنبلي في " جامع العلوم والحكم " حول هذا الحديث.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه البخاري (6502) حدثني محمد بن عثمان بن كرامة، حدثنا خالد بن مخلد، حدثنا سليمان بن بلال، حدثني شريك بن عبد الله بن أبي نمر، عن عطاء، عن أبي هريرة، فذكره.(9/542)
7283 - (د س) عبيد بن خالد السلمي - رضي الله عنه - قال: آخى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بين رجلين، فقُتِل أحدُهما، وماتَ الآخَرُ بعده بجمعة [ص:543] أو نحوها، فصلَّيْنَا عليه، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: ما قلتم؟ فقالوا: دَعَوْنا له، وقلنا: اللهم اغْفِرْ له، وألْحِقه بصاحبه، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «فأين صلاتُهُ بعد صلاتِهِ، وصومُهُ بعد صومِهِ - شك شُعبة في صومِهِ - وعملَهُ بعد عملِهِ؟ فإن بينهما كما بين السماء والأرض» أخرجه أبو داود، وأخرجه النسائي وقال: «ومات الآخَر بعده، فصلَّينا عليه» ولم يذكر الصوم (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (2524) في الجهاد، باب في النور يرى عند قبر الشهيد، والنسائي 4 / 74 في الجنائز، باب الدعاء، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/500) و (4/219) قال: حدثنا أبو النضر. وفي (4/219) قال: حدثنا محمد بن جعفر. وفي (4/219) قال: حدثنا عفان. وأبو داود (2524) قال: حدثنا محمد بن كثير. والنسائي (4/74) قال: أخبرنا سويد بن نصر، قال: أنبأنا عبد الله.
خمستهم - أبو النضر، ومحمد بن جعفر، وعفان، ومحمد بن كثير، وعبد الله بن المبارك - عن شعبة، عن عمرو بن مرة، قال: سمعت عمرو بن ميمون، عن عبد الله بن ربيعة السلمي، فذكره.(9/542)
7284 - (س) أبو سعيد وأبو هريرة - رضي الله عنهما - قالا: خطبنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- فقال: «والذي نفسي بيده - ثلاث مرات، ثم أكَبَّ، فأكبَّ كلُّ رجل منَّا يبكي، لا يدري: على ماذا حلف، ثم رفع رأسه وفي وجهه البُشْرَى، فكانت أحبَّ إلينا من حُمْرِ النَّعَم، قال: ما من عبد يُصَلِّي الصلواتِ الخمس، ويصومُ رمضانَ، ويُخْرِجُ الزكاةَ، ويجتنبُ الكبائرَ السبعَ، إلا فُتِحَتْ له أبوابُ الجنة، وقيل له: ادخل بسلام» أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 5 / 8 في الزكاة، باب وجوب الزكاة، وهو حديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (5/8) أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، عن شعيب، عن الليث، قال: أنبأنا خالد، عن ابن أبي هلال عن نعيم المجمر أبي عبد الله، قال: أخبرني صهيب أنه سمع من أبي هريرة ومن أبي سعيد يقولان، فذكره.(9/543)
7285 - (د) أبو أمامة الباهلي - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «ثلاثة كلُّهم ضامن على الله: رجل خَرَجَ غازياً في سبيل الله، فهو ضامِن على الله عزَّ وجلَّ، حتى يتوفَّاه الله، فيدخله الجنة، أو يَرُدُّهُ بما نال من [ص:544] أجر أو غنيمة، ورجل راح إلى المسجد، فهو ضامن على الله عز وجل، حتى يتوفَّاه الله فيدخله الجنة، ورجل دخل بيته بسلام، فهو ضامن على الله عز وجل» أخرجه أبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ضامن على الله) ضامن فاعل بمعنى مفعول، كقوله تعالى: {عيشة راضية} [القارعة: 7] أي: مرضية، المعنى: مضمون على الله، وقوله: «كلهم» أي: كل منهم.
(دخل بيته بسلام) إذا دخل بيته يسلّم، أو أراد به لزوم البيت وطلب السلامة من الفتن، يرغِّبه في العزلة والإقلال من الخلطة.
__________
(1) رقم (2494) في الجهاد، باب فضل الغزو في البحر، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه البخاري في «الأدب المفرد» (1094) قال: حدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا صدقة ابن خالد، قال: حدثنا أبو حفص عثمان بن أبي العاتكة. وأبو داود (2494) قال: حدثنا عبد السلام بن عتيق، قال: حدثنا أبو مسهر، قال: حدثنا إسماعيل بن عبد الله، قال: حدثنا الأوزاعي.
كلاهما - عثمان، والأوزاعي - عن سليمان بن حبيب، فذكره.(9/543)
7286 - (د) معاذ بن أنس الجهني - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إن الصلاةَ والصيامَ والذِّكْرَ تُضاعفُ على النفقة في سبيل الله بسبعمائة ضِعْف» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (2498) في الجهاد، باب في تضعيف الذكر في سبيل الله تعالى، وفي سنده زبان بن فائدة، وهو ضعيف.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/438) قال: حدثنا حسن، قال: حدثنا ابن لهيعة. (ح) وحدثنا يحيى بن غيلان، قال: حدثنا رشدين عن زبان. وفي (3/440) قال: حدثنا إسحاق بن عيسى، قال: حدثنا ابن لهيعة، عن خير بن نعيم الحضرمي. وأبو داود (2498) قال: حدثنا أحمد بن عمرو بن السرح، قال: حدثنا ابن وهب، عن يحيى بن أيوب، وسعيد بن أبي أيوب، عن زبان بن فائد.
كلاهما - زبان، وخير بن نعيم - عن سهل بن معاذ بن أنس، فذكره.
وفي سند أبي داود زبان بن فائدة وهو ضعيف.(9/544)
7287 - (م) جابر - رضي الله عنه - قال: قال النعمان بن قَوْقَل: «يا رسول الله أرأيتَ إذا صليتُ المكتوبة، وحَرَّمْتُ الحرامَ، وأحْلَلْتُ [ص:545] الحلالَ، ولم أزِدْ على ذلك شيئاً، أدخلُ الجنةَ؟ فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: نعم» .
وفي رواية: «أن رجلاً سأل النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- فقال: أرأيتَ إذا صليتُ المكتوبةَ وصمتُ رمضانَ، وأحْلَلْتُ الحلالَ، وحرَّمْتُ الحرامَ، ولم أزدْ على ذلك شيئاً، أدخلُ الجنةَ؟ قال: نعم، قال: والله لا أزيدُ على ذلك شيئاً» .
وفي أخرى مثل الأولى، ولم يذكر «ولم أزد على ذلك شيئاً» .
أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (15) في الإيمان، باب بيان الإيمان الذي يدخل به الجنة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مسلم (15) حدثني سلمة بن شبيب، حدثنا الحسن بن أعين، حدثنا معقل - وهو ابن عبيد الله - عن أبي الزبير، عن جابر، فذكره.(9/544)
7288 - (ت) أبو أمامة - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يَخْطُبُ في حَجَّةِ الوَدَاعِ، فقال: «اتَّقُوا الله، وصَلُّوا خمسَكم، وصوموا شهْرَكم، وأدُّوا زكاةَ أموالكم، وأطيعوا ذَا أمركم، تدخلوا جَنَّةَ ربِّكم» قال الراوي: قلت لأبي أُمامة: مُنذُ كم سمعتَ هذا الحديثَ؟ قال: سمعتُه وأنا ابنُ ثلاثين سنة. أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) في الصلاة، باب ما ذكر في فضل الصلاة، وقال: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 5 / 251، والحاكم في " المستدرك " 1 / 9 وصححه ووافقه الذهبي.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (616) حدثنا موسى بن عبد الرحمن الكوفي، حدثنا زيد بن الحباب، أخبرنا معاوية بن صالح، حدثني سليم بن عمار، قال: سمعت أبا أمامة، فذكره.(9/545)
7289 - () أبو قلابة: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- خَطَبَ الناس، فقال: «اعبُدوا الله، ولا تشركوا به شيئاً، وأقيموا الصلاةَ، وآتوا الزكاةَ، وحُجُّوا، واعْتَمِرُوا، واستقيموا يُسْتَقَمْ لكم» أخرجه ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وإسناده منقطع، ومعناه صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه رزين، وإسناده منقطع.(9/545)
7290 - (ت) الحارث الأشعري - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: إن الله تبارك وتعالى أمر يحيى بنَ زكريا بخمس كلمات: أن يعملَ بها، ويأمرَ بني إسرائيل أن يعملوا بها، وإنه كاد أن يُبطِئ بها، فقال له عيسى: إن الله أمرك بخمس كلمات: أن تعملَ بها، وتأمر بني إسرائيل أن يعملوا بها، فإما أن تأمرَهم، وإما أن آمرَهم، فقال يحيى: [أخْشَى إن سبقتني بها] أن يُخْسَفَ بي أو أُعَذّب، فَجَمَع الناسَ في بيت المقدس، فامتلأ المسجدُ، وقعدوا على الشُّرَف، فقال: إن الله أمرني بخمس كلمات: أن أعملَ بهنَّ، وآمرَكم أن تعملوا بهنَّ، أوَّلُهنَّ: أن تعبُدوا الله، ولا تشرِكوا به شيئاً، فإنَّ [مَثَل] مَنْ أشرك بالله شيئاً كمثلِ رجل اشترى عبداً من خالص ماله بذهب أو وَرِق، فقال: هذه داري، وهذا عملي، فاعملْ وأدِّ إليَّ، فكان يعمل ويؤدِّي إلى غير سيده، فأيُّكم يرضى أن يكون عبدُه كذلك؟ وإن الله أمرَكم بالصلاة، فإذا صلَّيتُم فلا تلتفتوا، فإنَّ الله يَنْصِب وجهه لوجه عبده في صلاته، ما لم يلتفتْ، وآمرُكم بالصيام، فإنَّ مَثَل ذلك كمثل رجل في عصابة معه صُرَّة فيها مِسك، كلهم يعجب - أو يعجبه - ريحها، وإنَّ ريح الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، وآمرُكم بالصدَقةِ، فإن مَثَلَ ذلك كمثلِ رجل أسَره العدوُّ، فأوثقوا يديه إلى عنقه، وقَدَّمُوه ليضربوا عنقه، فقال: أنا أفْدِي نفسي منكم بالقليل، والكثير، ففَدَى نَفْسَه منهم، وآمرُكم أن [ص:547] تَذْكروا الله، فإن مَثَل ذلك كمثل رجل خرج العدوُّ في أثره سِراعاً، حتى إذا أتى على حِصْن حصين أحرز نفسه منهم، وكذلك العبدُ لا يُحْرِزُ نفسه من الشيطان إلا بِذِكر الله، وقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «وأنا آمركم بخمس الله أمرني بِهِنَّ: السمعُ والطاعةُ والجهادُ، والهجرةُ، والجماعة، فإنه من فارق الجماعة قِيْدَ شِبْر، فقد خَلَعَ رِبْقَةَ الإسلام من عُنُقِهِ، إلا أن يُراجِعَ، ومن دعا دعوى الجاهلية، فإنه من جُثَى جهنم، فقال رجل: يا رسول الله وإن صام وإن صلَّى؟ قال: وإن صام وإن صلَّى، فادْعوا بدعوى الله التي سماكم المؤمنين عبادَ الله» أخرجه الترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(العصابة) : الجماعة من الناس، قيل: تبلغ الأربعين.
(الرِّبْقَة) في الأصل: حَبْلٌ فيه عُرى كثيرة تُشَدّ به الغنم، الواحدة منها رِبْقة، فاستعار للإسلام رِبقَة، يعني بها: العروة يَشُدَّ بها المسلم نفسه من عُرى الإسلام.
(جُثى) جمع جثوة بالضم، وهي الشيء المجموع من جماعات جهنم، هذا فيمن رواها مخففة، ومن رواها «جُثِّي» - مشددة - فإنه أراد [ص:548] الذين يجثون على الركب، واحدها: جاثٍ، من قوله تعالى: {حَوْلَ جهنم جِثيّاً} [مريم: 68] قال الهروي: وهذا أحب إلى أبي عبيد.
__________
(1) رقم (2867) في الأمثال، باب ما جاء في مثل الصلاة والصيام والصدقة، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب، وهو كما قال، وأخرجه أيضاً ابن خزيمة وابن حبان في " صحيحيهما "، والحاكم في " المستدرك " وصححه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (2863) حدثنا محمد بن إسماعيل، حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا أبان بن يزيد، حدثنا يحيى بن أبي كثير، عن زيد بن سلام، أن أبا سلام حدثه أن الحارث الأشعري حدثه، فذكره.(9/546)
7291 - (ت) ابن عباس - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «أتاني الليلة آتٍ من ربي - وفي رواية: [أتاني] ربي - في أحسن صورة، فقال لي: يا محمد، قلتُ: لبيك ربي وسعديك، قال: هل تدري فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلتُ: لا أعلم، قال: فوضع يده بين كَتِفَيَّ حتى وجدتُ بَرْدَها بين ثَدْيَيَّ - أو قال: في نَحْرِي - فَعَلِمْتُ ما في السماوات وما في الأرض - أو قال: ما بين المشرق والمغرب- قال: يا محمد، أتدري فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت: نعم في الدَّرَجاتِ والكفَّاراتِ، ونقلِ الأقدام إلى الجماعات، وإسباغِ الوضوء في السَّبَراتِ المكروهات (1) ، وانتظارِ الصلاة بعد الصلاة، ومن حافظ عليهن عاش بخير، ومات بخير، وكان من ذنوبه كيوم ولدته أمه، قال: يا محمد، قلتُ: لبيك وسعديكَ، فقال: إذا صليتَ، فقل: اللهم إني أسألكَ فِعْلَ الخيراتِ، وتَرْكَ المنكراتِ، وحُبَّ المساكين، وإذا أردتَ بعبادك فِتنة فاقبِضْني إليك غير مفتون، قال: والدَّرجاتُ: إفشاءُ السلام، وإطعامُ الطعام، والصلاةُ بالليل والناس نيام» أخرجه الترمذي (2) . [ص:549]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(في أحسن صورة) : الصورة ترد في كلام العرب على ظاهرها، وعلى معنى حقيقة الشيء وهيئته، وعلى معنى صفته، يقال: صورة الفعل كذا وكذا، أي: هيئته، وصورة الأمر كذا وكذا، أي: صفته، فيكون المراد بها بما جاء في الحديث: أنه أتاه في أحسن صفة (*) ، ويجوز أن يعود المعنى إلى النبي - صلى الله عليه وسلم-، أي: أتاني ربي وأنا في أحسن صورة، ويجري في معاني الصورة كلها عليه إن شئت ظاهر الصورة والهيئة والحقيقة أو الصفة، فأما إطلاق ظاهر الصورة على الله، فلا، تعالى الله عن ذلك علوّاً كبيراً.
(الملأ الأعلى) الملأ: أشراف الناس وسادتهم، وأراد بالملأ الأعلى: الملائكة المقربين.
(السبَرات) جمع سَبرة، وهي شدة البرد.
وقوله: «المكروهات» أراد به: البرد الشديد، أو العلة تصيب الإنسان، فيتأذَّى بمسّ الماء، ويتضرَّرُ به، وقيل: أراد به إعواز الماء وقِلَّته حتى لا يقدر عليه إلا بالغالي من الثمن.
وأما قوله «فذلكم الرباط» : فمعناه أن يكون الرباط مصدراً، من قولك: رابطتُ: إذا لازمت الثغرَ وأقمت به رباطاً، جعل المواظبةَ على الصلاة والمحافظة على أوقاتها كرباط المجاهد، وقيل: هو أن يجعل الرِّباط [ص:550] اسماً لما يُربَط به الشيء، كالعقال لما يُعقَل به، يريد أن هذه الخلال تربط صاحبها عن المعاصي وتكفُّه عن المحارم.
(التعقيب) أراد بالتعقيب: الإقامة في المساجد بعد قضاء الصلاة، والصلاة بعد الصلاة، وكلُّ من فعل شيئاً بعد شيء فقد عقَّب.
__________
(1) في نسخ الترمذي المطبوعة: وإسباغ الوضوء في المكروهات.
(2) رقم (3231) و (3232) في التفسير، باب ومن سورة (ص) ، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 1 / 368 وهو حديث صحيح، وفي الباب عن معاذ بن جبل، وعبد الرحمن بن عائش، وللحافظ ابن رجب الحنبلي رسالة في شرح هذا الحديث، سماها " اختيار الأولى في شرح حديث اختصام الملأ الأعلى " فلتراجع فإنها قيمة.
(*) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة:
" تأويل الصورة في النصوص بالصفة ليس بجيد، بل لله صورة حقيقة لائقة به، كما أن له صفات كاملة حقيقة لائقة به أيضاً، وإثبات الصورة لربنا لا يلزم منه أن تكون مشابهة لصورة المخلوقين، كما أن إثبات وجه له سبحانه لا يلزم منه مُماثلة وجهه سبحانه لوجوه المخلوقين ولا حياته لحياتهم، وهذا باب مطرد في جميع الصفات بل والأسماء، لقوله سبحانه: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} . ويجب الإيمان بذلك كله من غير تمثيل ولا تعطيل ولا تكييف ولا تحريف للآية المذكورة وغيرها من النصوص وقد بسط شيخ الإسلام ابن تيمية الكلام على مسألة الصورة في آخر بيان تلبيس الجهمية، وتتبع تأويلات المؤولين مبطلاً لها فراجعه فإنه دقيق مفيد. والله أعلم. "
[التنبيه على المخالفات العقدية في الفتح - لعلي الشبل ص 41]
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (3233) حدثنا سلمة بن شبيب، وعبد بن حميد، قالا: حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن ابن عباس، قال، فذكره.
قال أبو عيسى: وقد ذكروا بين أبي قلابة وبين ابن عباس في هذا الحديث رجلا، وقد رواه قتادة عن أبي قلابة عن خالد بن اللجلاج عن ابن عباس.(9/548)
7292 - () الحسن بن علي - رضي الله عنهما - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «سألني رَبِّي - وهو أعلم - فقال: يا محمد، فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت: في الكفَّارات والدَّرَجاتِ، قال: ومَا الكفَّاراتُ؟ قلتُ: المَشْيُ على الأقدام إلى الجماعات، وإسْباغُ الوضوء في السَّبَرات، والتعقيبُ في الصلاة بانتظار الصلاة بعد الصلاة، قال: ومَا الدرجات؟ قلت: إفْشاءُ السلام، وإطعامُ الطعام، والصلاةُ بالليل والناس نيام» أخرجه ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وقد رواه أيضاً أحمد في " المسند " 5 / 243 من حديث معاذ بن جبل، و 4 / 66 و 5 / 338 من حديث عبد الرحمن بن عائش عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وهو بمعنى الحديث الذي قبله.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
رواه أحمد في «المسند» (5/243) من حديث معاذ بن جبل. و (4/66) و (5/338) من حديث عبد الرحمن بن عائش، عن بعض أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-.(9/550)
نوع ثانٍ
7293 - (ت) علي - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إن في الجنة غُرَفاً يُرى ظُهورها من بطونِها، وبطونها من ظهورها، فقام أعرابيٌّ فقال: لمن هي يا رسول الله؟ قال: لِمَنْ أطابَ الكلامَ، وأطعمَ [ص:551] الطعامَ، وأدامَ الصيامَ، وصلى بالليل والناسُ نيام» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (1985) في البر والصلة، باب ما جاء في قول المعروف، وهو حديث حسن، ورواه أحمد في " المسند " 5 / 343 من حديث أبي مالك الأشعري، والحاكم في " المستدرك " من حديث ابن عمر، وصححه ووافقه الذهبي.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (1984 و 2527) قال: حدثنا علي بن حجر، قال: حدثنا علي بن مسهر. وعبد الله بن أحمد (1/155) (1337) قال: حدثني عباد بن يعقوب الأسدي أبو محمد، قال: حدثنا محمد بن فضيل. وابن خزيمة (2136) قال: حدثنا ابن المنذر، قال: حدثنا ابن فضيل. كلاهما - علي ابن مسهر، ومحمد بن فضيل - عن عبد الرحمن بن إسحاق الكوفي، عن النعمان بن سعد، فذكره.
قال ابن خزيمة في القلب من عبد الرحمن بن إسحاق أبي شيبة الكوفي.
قلت: عبد الرحمن بن إسحاق ضعيف.(9/550)
7294 - (ت) ابن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «اعبُدوا الرحمن، وأطْعِمُوا الطعامَ، وأفْشُوا السلامَ، تدخلوا الجنةَ بسلام» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (1856) في الأطعمة، باب في فضل إطعام الطعام، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/170) (6587) قال: حدثنا يحيى بن حماد، قال: حدثنا أبو عوانة. (ح) وعبد الصمد، قال: حدثني أبي. وفي (2/196) (6848) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا همام. وعبد بن حميد (355) قال: حدثنا حسين الجعفي، عن زائدة. والدارمي (2087) قال: حدثنا إبراهيم بن موسى، قال: حدثنا جرير. والبخاري في «الأدب المفرد» (981) قال: حدثنا محمد بن سلام، قال: حدثنا محمد بن فضيل بن غزوان. وابن ماجة عن أبي كريب، عن إسماعيل بن علية، ومحمد بن فضيل، وأبي يحيى التميمي، وابن الأجلح. وفي (3694) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا محمد ابن فضيل. والترمذي (1855) قال: حدثنا هناد، قال: حدثنا أبو الأحوص.
عشرتهم - أبو عوانة، وعبد الوارث والد عبد الصمد، وهمام، وزائدة بن قدامة، وجرير بن عبد الحميد، ومحمد بن فضيل، وإسماعيل بن علية، وأبو يحيى التيمي، وعبد الله بن الأجلح، وأبو الأحوص - عن عطاء بن السائب، عن أبيه، فذكره.
قلت: عطاء بن السائب ممن اختلط في آخر عمره.
وقال الطحاوي: وإنما حديث عطاء الذي كان منه قبل تغيره يؤخذ من أربعة لا من سواهم وهم شعبة، وسفيان الثوري، وحماد بن سلمة، وحماد بن زيد.(9/551)
7295 - (ت) عبد الله بن سلام - رضي الله عنه - قال: «أول ما قدم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- المدينةَ انْجَفَل الناس إليه، فكنتُ فيمن جاءه، فلما تأمَّلْتُ وجهه واسْتَثْبَتُّه، عرفتُ أنَّ وجهه ليس بوجهِ كَذَّاب، قال: فكان أولَ ما سمعتُ من كلامِهِ أن قال: يا أيُّها الناس، أفْشُوا السلام، وأطعموا الطعام، وصَلُّوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنةَ بسلام» أخرجه الترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(انجفل) وَجَفَلَ: إذا أسرع.
(استثبَتُّه) استثبتُّ الشيء: إذا تحققته وتبيَّنته.
__________
(1) رقم (2487) في صفة القيامة، باب رقم (43) ، وإسناده صحيح، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (5/451) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. (ح) وحدثنا محمد بن جعفر. وعبد بن حميد (496) قال: حدثني سعيد بن عامر. والدارمي (1468) و (2635) قال: أخبرنا سعيد بن عامر. وابن ماجة (1334) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، وابن أبي عدي، وعبد الوهاب، ومحمد بن جعفر. وفي (3251) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو أسامة. والترمذي (2485) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الوهاب الثقفي، ومحمدبن جعفر، وابن أبي عدي، ويحيى بن سعيد.
ستتهم - يحيى، ومحمد، وسعيد، وابن أبي عدي، وعبد الوهاب، وأبو أسامة - عن عوف بن أبي جميلة الأعرابي، عن زرارة بن أوفى، فذكره.(9/551)
7296 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «أفْشُوا السلامَ، وأطْعِمُوا الطعامَ، واضْرِبوا الهامَ، تُورَثوا الجنان» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) في الأطعمة، باب ما جاء في فضل إطعام الطعام، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (1854) قال: حدثنا يوسف بن حماد المعني البصري، قال: حدثنا عثمان بن عبد الرحمن الجمحي، عن محمد بن زياد، فذكره.(9/552)
نوع ثالث
7297 - (د س) عبد الله بن حُبشي الخثعميّ - رضي الله عنه - قال: «سُئِلَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: أيُّ الأعمال أفضلُ؟ قال: طولُ القيام، قيل: فأيُّ الصدقةِ أفضلُ؟ قال: جُهْدُ المُقِلِّ، قيل: فأيُّ الهجرة أفضلُ؟ قال: مَنْ هَجَرَ ما حَرَّمَ الله عليه، قيل: فأيُّ الجهادِ أفضلُ؟ قال: مَنْ جاهدَ المشركين بماله ونفْسِه، قيل: فأيُّ القتلِ أشرف؟ قال: مَنْ أُهْرِيقَ دَمُهُ وعُقِر جَوادُه» أخرجه أبو داود.
وفي رواية النسائي: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- سئل: «أيُّ الأعمال أفضلُ؟ قال: إيمان لا شك فيه، وجِهاد لا غُلولَ فيه، وحَجَّة مبرورة، قيل: فأيُّ الصلاة أفضلُ؟ قال: طُول القُنوتِ، قيل: فأيُّ الصدقة أفضلُ؟ قال: جُهْدُ المقلِّ، قيل: فأيُّ الهجرةِ أفضل؟ قال: مَنْ هَجَرَ ما حرَّم الله عليه، قيل: فأيُّ الجهادِ أفضل؟ قال: مَنْ جاهدَ المشركين بنفسه وماله، قيل: فأيُّ القتل [ص:553] أشرفُ؟ قال: من أُهْرِيقَ دَمُهُ، وعقر جواده» (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (1449) في الصلاة، باب فضل التطوع في البيت، والنسائي 5 / 58 في الزكاة، باب جهد المقل، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/411) . والدارمي (1431) قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله. وأبو داود (1325و 1449) قال: حدثنا أحمد بن حنبل. والنسائي (5/58) قال: أخبرنا عبد الوهاب بن عبد الحكم. وفي (8/94) قال: أخبرنا هارون بن عبد الله.
أربعتهم - أحمد بن حنبل، وأحمد بن عبد الله، وعبد الوهاب، وهارون - عن حجاج قال: قال ابن جريج: حدثني عثمان بن أبي سليمان، عن علي الأزدي، عن عبيد بن عمير، فذكره.(9/552)
7298 - (خ م ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: سُئِل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «أيُّ العمل أفْضَل؟ قال: إيمان بالله ورسوله، قيل: ثم ماذا؟ قال: الجهادُ في سبيل الله، قيل: ثم ماذا؟ قال: حَجّ مبرور» . أخرجه البخاري ومسلم والنسائي.
وفي أخرى للنسائي: «أيُّ الأعمال أفضل؟ قال: الإيمان بالله ورسوله» لم يزد.
وفي رواية الترمذي، قال: سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «أيُّ الأعمال خير؟ ... وذكر الحديث» وفيه قال: «الجهادُ سَنَام العَمَل» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 1 / 73 في الإيمان، باب من قال: إن الإيمان هو العمل، وفي الحج، باب فضل الحج المبرور، ومسلم رقم (83) في الإيمان، باب بيان كون الإيمان بالله تعالى أفضل الأعمال، والترمذي رقم (1658) في فضائل الجهاد، باب ما جاء في أي الأعمال أفضل، والنسائي 5 / 113 في الحج، باب فضل الحج.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/264) قال: حدثنا أبو كامل، قال: حدثنا إبراهيم. وفي (2/268) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر. والدارمي (2398) قال: أخبرنا عبد الله بن صالح، قال: حدثني إبراهيم بن سعد. والبخاري (1/13) . وفي «خلق أفعال العباد» (20) قال: حدثنا أحمد بن يونس وموسى بن إسماعيل، قالا: حدثنا إبراهيم بن سعد. وفي (2/164) . و «خلق أفعال العباد» (20) قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله، قال: حدثنا إبراهيم بن سعد. وفي «خلق أفعال العباد» (20) قال: حدثنا أبو اليمان، قال: أنبأنا شعيب. (ح) وحدثنا يحيى بن قزعة، قال: حدثنا إبراهيم بن سعد. (ح) وحدثنا عبد الله بن محمد، قال: حدثنا هشام، قال: أنبأنا معمر. ومسلم (1/62) قال: حدثنا منصور بن أبي مزاحم، قال: حدثنا إبراهيم بن سعد (ح) وحدثني محمد بن جعفر بن زياد، قال: أخبرنا إبراهيم - يعني ابن سعد - (ح) وحدثنيه محمد بن رافع وعبد بن حميد، عن عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. والنسائي (5/113) قال: أخبرنا محمد بن رافع. قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أنبأنا معمر. وفي (6/19) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أنبأنا عبد الرزاق، قال: حدثا معمر. وفي (8/93) قال: أنبأنا عمرو بن علي، قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا إبراهيم بن سعد.
ثلاثتهم - إبراهيم، ومعمر، وشعيب بن أبي حمزة - عن ابن شهاب الزهري، عن سعيد بن المسيب، فذكره.
(*) رواية شعيب: «سئل النبي -صلى الله عليه وسلم- أي الأعمال أفضل؟ قال: إيمان بالله، وجهاد في سبيله» .
(*) رواية النسائي (8/93) : «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سئل: أي الأعمال أفضل؟ قال: الإيمان بالله ورسوله» .(9/553)
7299 - (خ م س) أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه - قال: «سألْتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-: أيُّ العمل أفضل؟ قال: الإيمان بالله، والجهادُ في سبيله، قلت: فأيُّ الرقاب أفضل؟ قال: أغْلاها ثمناً، وأنْفَسُها عند أهلها، قلتُ: فإن لم أفعل؟ قال: تُعين ضائعاً، أو تَصْنَع لأخْرَقَ، قلتُ: يا رسول الله [ص:554] أرأيتَ إن ضَعُفْتُ عن بعض العمل؟ قال: تَكُفُّ شرَّك عن الناس، فإنها صدقة تتصدَّقُ بها على نفسك» أخرجه البخاري ومسلم.
وفي رواية النسائي: أنه سأل النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-: «أيُّ العمل خير؟ قال: إيمان بالله، وجهاد في سبيل الله» . لم يزد (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أنفَسها) الشيء النفيس: الجيِّد من كل شيء، المرغوب فيه، وحقيقته: الشيء الذي يتنافس فيه.
(تعين ضائعاً (2) أي: ذا ضياع من فَقْرٍ أو عيال، أو حال قصر عن القيام بها.
(لأخرق) الخرَق: ضد الرفق، والرجل أَخْرَق، والمرأة خَرْقاء.
__________
(1) رواه البخاري 5 / 105 في العتق، باب أي الرقاب أفضل، ومسلم رقم (84) في الإيمان، باب بيان كون الإيمان بالله تعالى أفضل الأعمال، والنسائي 6 / 19 في الجهاد، باب ما يعدل الجهاد في سبيل الله عز وجل.
(2) كذا لجميع الرواة في البخاري وأكثر الرواة في مسلم ضائعاً، بالضاد المعجمة، وفي رواية السمرقندي عند مسلم: صانعاً، بالصاد المهملة والنون، وانظر في توجيه ذلك " الفتح " 5 / 106.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه الحميدي (131) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا هشام بن عروة. وأحمد (5/150) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا هشام بن عروة. وفي (5/163) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن الزهري، عن حبيب مولى عروة بن الزبير. وفي (5/171) قال: حدثنا يحيى ابن سعيد، قال: حدثنا هشام. والدارمي (2741) قال: أخبرنا جعفر بن عون، قال: حدثناهشام بن عروة. والبخاري (3/188) وفي «خلق أفعال العباد» (21) قال: حدثنا عبيد الله بن موسى عن هشام بن عروة. وفي «الأدب المفرد» (220 و 305) قال: حدثنا إسماعيل بن أبي أويس، قال: حدثني عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن أبيه. وفي (226) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا يحيى، عن هشام بن عروة. وفي «خلق أفعال العباد» (21) قال: حدثنا يحيى بن بكير، قال: حدثني الليث، عن عبيد الله ابن أبي جعفر. ومسلم (1/62) قال: حدثني أبو الربيع الزهراني، قال: حدثنا حماد بن زيد، قال: حدثنا هشام بن عروة. (ح) وحدثنا خلف بن هشام، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن هشام بن عروة. (ح) وحدثنا محمد بن رافع، وعبد بن حميد، قال عبد: أخبرنا، وقال ابن رافع: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن الزهري، عن حبيب مولى عروة بن الزبير. وابن ماجة (2523) قال: حدثنا أحمد بن سنان، قال: حدثنا أبو معاوية، قال: حدثنا هشام بن عروة. والنسائي في الكبرى (لورقة64-أ) قال: أخبرنا عبيد الله بن سعيد، قال: حدثنا يحيى، عن هشام. (ح) وأخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، قال: حدثني أبي، وشعيب بن الليث، عن الليث، عن عبيد الله بن أبي جعفر.
أربعتهم - هشام بن عروة، وحبيب مولى عروة، وأبو الزناد، وعبيد الله بن أبي جعفر - عن عروة بن الزبير، عن أبي مراوح، فذكره.(9/553)
7300 - (خ م ت س) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال أبو عمرو الشيباني - واسمه سعد بن إياس- حدَّثني صاحب هذه الدار - وأشار بيده إلى دار عبد الله قال: سألتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-: «أيُّ العملِ أحبُّ إلى [ص:555] الله تعالى؟ قال: الصلاة لميقاتها، قلتُ: ثم أيُّ؟ قال: بِرُّ الوالدين، قلتُ: ثم أيُّ؟ قال: الجهاد في سبيل الله، قال: حدَّثني بِهنَّ، ولو استزدتُه لزادَني» .
أخرجه البخاري ومسلم والنسائي.
وفي رواية الترمذي «أيُّ العملِ أفضلُ؟» .
وفي رواية لمسلم «فما تركتُ أستزيده إلا إرعاءً عليه» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 2 / 7 في مواقيت الصلاة، باب فضل الصلاة لوقتها، وفي الجهاد، باب فضل الجهاد، وفي الأدب، باب قول الله تعالى: {ووصينا الإنسان بوالديه} ، وفي التوحيد، باب وسمى النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة عملاً، ومسلم رقم (85) في الإيمان، باب بيان كون الإيمان بالله تعالى أفضل الأعمال، والترمذي رقم (1899) في البر والصلة، باب رقم (2) ، والنسائي 1 / 193 و 194 في المواقيت، باب فضل الصلاة لمواقيتها.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1 - أخرجه الحميدي (103) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (1/442) (4223) قال: حدثنا وكيع. والنسائي (1/292) قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن، قال: حدثنا سفيان. كلاهما - سفيان، ووكيع - عن عمرو بن عبد الله أبي معاوية النخعي.
2 - وأخرجه أحمد (1/409) (3890) قال: حدثنا عفان بن مسلم. قال: حدثنا شعبة. وفي (1/439) (4186) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. (ح) وحجاج، قال: حدثنا شعبة. وفي (1/451) (4313) قال: حدثنا يزيد، وأبو النضر، قالا: حدثنا المسعودي. والدارمي (1228) قال: أخبرنا أبو الوليد الطيالسي، قال: حدثنا شعبة. والبخاري (1/140) و (8/2) . وفي «الأدب المفرد» (1) قال: حدثنا أبو الوليد هشام بن عبد الملك، قال: حدثنا شعبة. وفي (4/17) قال: حدثنا الحسن بن صباح، قال: حدثنا محمد بن سابق، قال: حدثنا مالك بن مغول. وفي (9/191) قال: حدثني سليمان، قال: حدثنا شعبة. (ح) وحدثني عباد بن يعفور الأسدي، قال: أخبرنا عباد بن العوام، عن الشيباني. ومسلم (1/62) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا علي بن مسهر، عن الشيباني. وفي (1/63) قال: حدثنا محمد بن أبي عمر المكي، قال: حدثنا مروان الفزاري، قال: حدثنا أبو يعقوب. (ح) وحدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا شعبة. (ح) وحدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. والترمذي (173) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا مروان بن معاوية الفزاري، عن أبي يعفور. وفي (1898) قال: حدثنا أحمد ابن محمد، قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك. عن المسعودي. والنسائي (1/292) . وفي الكبرى (1497) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى، قال: حدثنا شعبة. وابن خزيمة (327) قال: حدثنا بندار بن بشار، قال: حدثنا عثمان بن عمر، قال: حدثنا مالك بن مغول. خمستهم - شعبة، والمسعودي، ومالك بن مغول، وأبو إسحاق الشيباني، وأبو يعفور عبد الرحمن بن عبيد بن نسطاس - عن الوليد بن العيزار.
3 - وأخرجه مسلم (1/63) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا جرير، عن الحسن بن عبيد الله.
ثلاثتهم - أبو معاوية النخعي، والوليد بن العيزار، والحسن بن عبيد الله - عن سعد بن إياس أبي عمرو الشيباني، فذكره.(9/554)
نوع رابع
7301 - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه - أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «قال الله عز وجل: إذا تقرَّب عبدي مني شِبراً، تقرَّبْتُ منه ذِراعاً، وإذا تقرَّب مني ذِراعاً، تقرَّبتُ منه باعاً - أو بُوعاً - وإذا أتاني يمشي أتيته هَرْوَلَة» .
وفي رواية قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «يقول الله عز وجل: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه حين يذكرني، فإن ذكرني في نفسِه ذَكَرْتُه في نفسي، وإن ذكرني في مَلإ، ذَكَرْتُه في ملإ هم خير منهم، وإن تقرَّب إليَّ [ص:556] شبراً، تقرَّبتُ إليه ذراعاً، وإن تقرَّب إليَّ ذراعاً تقرَّبت إليه باعاً، وإن أتاني يمشي أتيتُه هَرْوَلَة» .
وفي رواية للبخاري - مختصراً - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «أنا عندَ ظنِّ عبدي بي» لم يزد، وأخرجها مسلم، وزاد «وأنا معه إذا دعاني» .
ولمسلم أيضاً: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «قال الله عز وجل: أنا عند ظَنِّ عبدي بي، وأنا معه حيث يَذْكُرُني، واللهِ للهُ أفرحُ بتوبةِ عبدِهِ من أحدِكم يجدُ ضالَّته بالفلاة، ومن تقرَّب إليَّ شِبْراً تقرَّبتُ إليه ذِراعاً، ومن تقرَّب إليَّ ذراعاً تقرَّبتُ إليه باعاً، وإذا أقبل إليَّ يمشي، أقبلتُ إليه أُهَرْوِلُ» .
وفي أخرى له قال: «إن الله قال: إذا تلقَّاني عبدي بشبْر، تَلقَّيتُهُ بِذِراع، وإذا تلَقَّانِي بذراع تلقَّيتُه بباع، وإذا تَلقَّاني بباع أتيتُهُ بأسرعَ» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 13 / 325 و 326 في التوحيد، باب قول الله تعالى: {ويحذركم الله نفسه} وباب قول الله تعالى: {يريدون أن يبدلوا كلام الله} ، ومسلم رقم (2675) في الذكر، باب الحث على ذكر الله تعالى، وفي التوبة، باب في الحض على التوبة والفرح بها.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/251) قال: حدثنا أبو معاوية وابن نمير. قالا: حدثنا الأعمش. وفي (2/413) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا عبد الواحد. قال: حدثنا سليمان الأعمش. وفي (2/480) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة، عن سليمان. وفي (2/516 و 517 و 534) قال: حدثنا روح. قال: حدثنا زهير بن محمد. قال: حدثنا زيد بن أسلم. وفي (2/524) قال: حدثنا عبد الملك بن عمرو. قال: حدثنا زهير، عن زيد بن أسلم. والبخاري (9/147) قال: حدثنا عمر بن حفص. قال: حدثنا أبي. قال: حدثنا الأعمش. وفي «خلق أفعال العباد» (55) قال: حدثنا يحيى بن بشر. قال: حدثنا روح. قال: حدثنا زهير بن محمد. قال: حدثنا زيد بن أسلم. ومسلم (8/62) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد وزهير بن حرب. قالا: حدثنا جرير، عن الأعمش. وفي (8/63 و 67) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب. قالا: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش. وفي (8/91) قال: حدثني سويد بن سعيد. قال: حدثنا حفص بن ميسرة، قال: حدثني زيد بن أسلم. وابن ماجة (3822) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وعلي بن محمد. قالا: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش. والترمذي (3603) قال: حدثنا أبو كريب. قال: حدثنا ابن نمير وأبو معاوية، عن الأعمش. والنسائي في «الكبرى / الورقة 101 - ب» قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك. قال: حدثنا أبو معاوية. قال: حدثنا الأعمش.
كلاهما - سليمان الأعمش، وزيد بن أسلم - عن أبي صالح ذكوان، فذكره.
(*) صرح الأعمش بالتحديث في رواية عبد الواحد بن زياد، وصرح بالسماع في رواية حفص بن غياث.(9/555)
7302 - (خ) أنس بن مالك - رضي الله عنه - عن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- يرويه عن ربِّه تبارك وتعالى - قال: «إذا تقرَّبَ العبدُ إليَّ شِبراً، تقرَّبت [ص:557] إليه ذِراعاً، وإذا تقرَّب إليَّ ذِراعاً، تقرَّبتُ منه باعاً، وإذا أتاني يمشي، أتيتُهُ هَرْوَلَة» أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) 13 / 427 في التوحيد، باب ذكر النبي صلى الله عليه وسلم وروايته عن ربه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه البخاري (7536) حدثني محمد بن عبد الرحيم، حدثنا أبو زيد سعيد بن الربيع الهروي، حدثنا شعبة، عن قتادة، عن أنس، فذكره.(9/556)
7303 - (م) أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم-: «يقول الله عز وجل: مَنْ جاءَ بالحسنة فله عشر أمثالها، أو أزيدُ، ومن جاء بالسيئة، فجزاؤه سيئة مثلُها، أو أغْفِر، ومن تقرَّب مني شبراً، تقرَّبت منه ذِرَاعاً، ومن تقرَّب مني ذراعاً، تقرَّبت منه باعاً، ومن أتاني يمشي أتيتُه هَرولة، ومن لقيني بقُراب الأرض خطيئة لا يشركُ بي شيئا، لَقِيتُهُ بمثلها مَغْفِرة» أخرجه مسلم (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(بقراب الأرض) قراب الأرض: هو ما يقارب ملأها.
__________
(1) رقم (2687) في الذكر، باب فضل الذكر والدعاء والتقرب إلى الله تعالى.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (5/147) قال: حدثنا محمد بن سابق. قال: حدثنا إبراهيم بن طهمان، عن منصور، عن ربعي بن حراش. وفي (5/148) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا همام. قال: حدثنا عاصم. وفي (5/153 و 169) قال: حدثنا أبو معاوية. قال: حدثنا الأعمش. وفي (5/155) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا أبو عوانة، عن عاصم. وفي (5/180) قال: حدثنا هاشم. قال: حدثنا شيبان، عن عاصم. والبخاري في «خلق أفعال العباد» (56) قال: حدثنا عمرو بن علي. قال: حدثنا عمر بن علي بن المقدم. قال: حدثنا موسى بن المسيب. قال: سمعت سالم بن أبي الجعد. (ح) وحدثنا محمد بن أبي بكر. قال: حدثنا عمر بن علي. قال: حدثنا موسى بن المسيب. قال: سمعت سالم بن أبي الجعد. ومسلم (8/67) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا الأعمش. (ح) وحدثنا أبو كريب. قال: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش. وابن ماجة (3821) قال: حدثنا علي بن محمد. قال: حدثنا وكيع، عن الأعمش.
أربعتهم - ربعي بن حراش، وعاصم، والأعمش، وسالم بن أبي الجعد - عن المعرور بن سويد، فذكره.(9/557)
نوع خامس
7304 - (م ت س) أبو مالك الأشعري - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «الطُّهور شَطْرُ الإيمان، والحمدُ لله تملأُ الميزان، وسبحانَ الله والحمد لله تملآن - أو تملأ - ما بين السموات والأرض، والصلاةُ نور، والصدقةُ بُرْهَان، والصبرُ ضِياء، والقرآنُ حُجَّة لكَ أو عليكَ، كلُّ الناس يغدو، فبائع نَفْسَهُ فمعتقُها، أو مُوبِقها» أخرجه مسلم والترمذي، [ص:558] وأخرج النسائي إلى قوله: «أو عليك» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(موبقها) أوبَقَتْهُ الذُّنوب والخطايا: إذا قَيَّدتْه وحَبَسته، وقيل: إذا أهلكته.
__________
(1) رواه مسلم رقم (223) في الطهارة، باب فضل الوضوء، والترمذي رقم (3512) في الدعوات، باب رقم (91) ، والنسائي 5 / 5 و 6 في الزكاة، باب وجوب الزكاة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه ابن ماجة (280) قال: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي. والنسائي (5/5) . وفي «عمل اليوم والليلة» (169) قال: أخبرنا عيسى بن مساور.
كلاهما - عبد الرحمن، وعيسى - قالا: حدثنا محمد بن شعيب بن شابور، عن معاوية بن سلام، عن أخيه زيد بن سلام أنه أخبره، عن جده أبي سلام، عن عبد الرحمن بن غنم. فذكره.
* أخرجه أحمد (5/342) قال: حدثنا يحيى بن إسحاق. وفي (5/342 و 343) قال: حدثنا عفان. والدارمي (659) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم. ومسلم (1/140) . والترمذي (3517) قالا - مسلم، والترمذي -: حدثنا إسحاق بن منصور. قال: حدثنا حبان بن هلال. والنسائي في «عمل اليوم والليلة» (168) قال: أخبرنا عمرو بن علي. قال: حدثنا عبد الرحمن.
خمستهم - يحيى بن إسحاق، وعفان، ومسلم بن إبراهيم، وحبان، وعبد الرحمن بن مهدي - عن أبان ابن يزيد العطار، عن يحيى بن أبي كثير، أن زيد بن سلام، حدثه، أن أبا سلام حدثه، عن أبي مالك الأشعري، فذكره. ليس فيه «عبد الرحمن بن غنم» .
* وأخرجه أحمد (5/344) قال: حدثنا سريج بن النعمان. قال: حدثنا أبو إسحاق يحيى بن ميمون، يعني العطار. قال: حدثني يحيى بن أبي كثير. قال: حدثني زيد بن سلام. عن أبي سلام، حدثه عبد الرحمن الأشعري. قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نحوه.(9/557)
7305 - (ت) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «التسبيحُ نِصْفُ الميزان، والحمدُ لله تملؤُهُ، ولا إله إلا الله، ليس لها دون الله حجاب حتى تخلُص إليه» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3513) في الدعوات، باب رقم (92) ، وفي سنده عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الأفريقي، وهو ضعيف، وقال الترمذي: هذا حديث غريب من هذا الوجه وليس إسناده بالقوي.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (3518) قال: حدثنا الحسن بن عرفة، قال: حدثنا إسماعيل بن عياش، عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم، عن عبد الله بن يزيد، فذكره.
قلت: في سنده عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الإفريقي.
قال الحافظ في «التقريب» : ضعيف في حفظه. وضعفه الترمذي فقال عقب الحديث: إنما نعرفه من حديث الإفريقي، وهو ضعيف عند أهل الحديث» .(9/558)
7306 - (ت) رجل من بني سليم: قال: عَدَّهُنَّ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في يدي - أو في يَدِه - قال: «التسبيحُ نِصْفُ الميزان، والحمدُ لله تملؤه، والتكبيرُ يملأ ما بين السماء والأرض، والصومُ نِصْفُ الصبر، والطّهورُ نصف الإيمان» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3514) في الدعوات، باب رقم (92) ، وقال الترمذي: هذا حديث حسن وهو كما قال.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (3519) حدثنا هناد، حدثنا أبو الأحوص، عن أبي إسحاق، عن حري النهدي، عن رجل من بني سليم، قال، فذكره.
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن، وقد رواه شعبة،وسفيان الثوري عن أبي إسحاق.(9/558)
نوع سادس
7307 - (خ م ط ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله [ص:559] صلى الله عليه وسلم- قال: «من أنْفَقَ زَوْجَينِ في سبيل الله، نُودِيَ من أبواب الجنة» .
وفي رواية: نودي في الجنة: يا عبدَ الله، هذا خير، فَمَنْ كان من أهلِ الصلاة، دُعِيَ من باب الصلاة، ومَنْ كان من أهلِ الجهادِ، دُعِيَ من باب الجهاد، ومَنْ كان من أهل الصدقةِ، دُعِيَ من باب الصدقة، ومَنْ كان من أهل الصِّيام، دُعِيَ من باب الرَّيَّانِ، فقال أبو بكر الصِّدِّيق - رضي الله عنه - يا رسول الله، ما على أحد يُدعَى من تلك الأبواب من ضرورة، فهل يُدعى أحد من تلك الأبواب كلِّها؟ قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «نعم، وأرجو أن تكونَ منهم يا أبا بكر» .
وفي رواية «مَنْ أنفقَ زَوْجَيْنِ من شيء في الأشياء في سبيل الله، دُعِيَ من أبواب الجنة ... وذكر نحوه» أخرجه الجماعة إلا أبا داود (1) .
__________
(1) رواه البخاري 4 / 96 في الصوم، باب الريان للصائمين، وفي فضائل النبي صلى الله عليه وسلم، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " لو كنت متخذاً خليلاً "، ومسلم رقم (1027) في الزكاة، باب جمع الصدقة وأعمال البر، والموطأ 2 / 469 في الجهاد، باب ما جاء في الخيل والمسابقة بينهما والنفقة في الغزو، والترمذي رقم (3675) في المناقب، باب رقم (40) ، والنسائي 6 / 22 و 23 في الجهاد، باب فضل من أنفق زوجين في سبيل الله عز وجل.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مالك «الموطأ» (290) . وأحمد (2/268) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر. وفي (2/449) قال: حدثنا يزيد. قال: أخبرنا محمد بن عمرو. والبخاري (3/32) قال: حدثنا إبراهيم بن المنذر. قال: حدثني معن. قال: حدثني مالك. وفي (5/7) قال: حدثنا أبو اليمان. قال: حدثنا شعيب. ومسلم (3/91) قال: حدثني أبو الطاهر وحرملة بن يحيى التجيبي. قالا: حدثنا ابن هب. قال: أخبرني يونس. (ح) وحدثني عمرو الناقد والحسن الحلواني وعبد بن حميد. قالوا: حدثنا يعقوب، وهو ابن إبراهيم بن سعد. قال: حدثنا أبي، عن صالح. (ح) وحدثنا عبد بن حميد. قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر. والترمذي (3674) قال: حدثنا الأنصاري. قال: حدثنا معن. قال: حدثنا مالك بن أنس. والنسائي (4/168) قال: أخبرنا أحمد بن عمرو بن السرح والحارث بن مسكين، قراءة عليه وأنا أسمع، عن ابن وهب. قال: أخبرني مالك ويونس. وفي (5/9) وفي «فضائل الصحابة» (7) قال: أخبرني عمرو بن عثمان بن سعيد بن كثير. قال: حدثنا أبي. عن شعيب. وفي (6/22) قال: أخبرنا عبيد الله بن سعد بن إبراهيم. قال: حدثنا عمي. قال: حدثنا أبي، عن صالح. وفي (6/47) قال: أخبرنا محمد بن سلمة، والحارث بن مسكين، قراءة عليه وأنا أسمع، عن ابن القاسم، قال: حدثني مالك. وابن خزيمة (2480) قال: حدثنا محمد بن يحيى. قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر.
ستتهم - مالك، ومعمر، ومحمد بن عمرو، وشعيب، ويونس، وصالح بن كيسان - عن ابن شهاب، عن حميد بن عبد الرحمن، فذكره.(9/558)
7308 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال يوماً: «من أصبحَ منكم اليوم صائماً؟ قال أبو بكر الصِّدِّيق: أنا، قال: فمن تَبِع منكم اليوم جنازة؟ قال أبو بكر: أنا، قال: فَمَنْ أطعم منكم اليومَ [ص:560] مِسْكِيناً؟ قال أبو بكر: أنا، قال: فمن عاد منكم اليوم مريضاً؟ قال أبو بكر: أنا، قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: ما اجْتَمَعْنَ في رجل إلا دخل الجنة» . أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (1028) في الزكاة، باب من جمع الصدقة وأعمال البر، وفي فضائل الصحابة، باب من فضائل أبي بكر رضي الله عنه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه البخاري في «الأدب المفرد» (515) قال: حدثنا محمد بن عبد العزيز. ومسلم (3/92) و (7/110) قال: حدثنا محمد بن أبي عمر المكي. والنسائي في «فضائل الصحابة» (6) قال: أخبرنا عبد الرحمن بن إبراهيم. وابن خزيمة (2131) قال: حدثنا العباس بن يزيد البحراني أملى ببغداد.
أربعتهم - محمد بن عبد العزيز، ومحمد بن أبي عمر، وعبد الرحمن بن إبراهيم، والعباسي بن يزيد - عن مروان بن معاوية الفزاري. قال: حدثنا يزيد بن كيسان، عن أبي حازم الأشجعي، فذكره.
(*) في رواية محمد بن عبد العزيز: قال مروان: بلغني أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ما اجتمع هذه الخصال في رجل في يوم إلا دخل الجنة» .(9/559)
نوع سابع
7309 - (م) أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه -: «أن ناساً من أصحاب النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- قالوا للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم- يا رسول الله، ذهبَ أهل الدُّثُورِ بالأُجُورِ، يصلُّون كما نصلِّي، ويصومون كما نصومُ، ويتصدَّقون بفُضولِ أموالهم، قال: أوَلَيْسَ قد جَعلَ الله لكم ما تَصَدّقون به؟ إن بكلِّ تسبيحة صدقة، وكلِّ تكبيرة صدقة، وكلِّ تحميدة صدقة، وكلِّ تهليلة صدقة، وأمر بمعروف صدقة، ونهي عن منكر صدقة، وفي بُضْعِ أحدِكم صدقة، قالوا: يا رسول الله، أيأتي أحدُنا شهوتَهُ، ويكون له فيها أجر؟ قال: أرأيتم لو وضعها في حرام، أكان عليه وِزْر؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال، كان له أجر» أخرجه مسلم (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الدُّثُور) جمع دَثْر، وهو المال الكثير.
__________
(1) رقم (1006) في الزكاة، باب بيان أن اسم الصدقة يقع على كل نوع من المعروف.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (5/167) قال: حدثنا عارم وعفان. وفي (5/168) قال: حدثنا وهب بن جرير. والبخاري في «الأدب المفرد» (227) قال: حدثنا أبو النعمان. ومسلم (3/82) قال: حدثنا عبد الله ابن محمد بن أسماء الضبعي.
ثلاثتهم - محمد بن الفضل أبو النعمان عارم، وعفان، ووهب بن جرير، وعبد الله بن محمد - عن مهدي بن ميمون، عن واصل مولى أبي عيينة، عن يحيى بن عقيل، عن يحيى بن يعمر، عن أبي الأسود، فذكره.
* وأخرجه أحمد (5/167) قال: حدثنا أبو النضر، قال: حدثنا مهدي [به] ولم يذكر أبا الأسود.(9/560)
7310 - (ت) أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «تَبَسُّمُكَ في وجه أخيك صدقة، وأمْرُك بالمعروف ونَهْيُكَ عن المنكَرِ صدقة، وإرشادُك الرجل في أرض الضلال، لك صدقة، [وبَصَرُك للرجل الرديء البصر، لك صدقة] وإماطتكَ الحجَرَ والشوكَ والعظمَ عن الطريق، لك صدقة، وإفراغُكَ من دَلْوِكَ في دَلْوِ أخيك صدقة» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (1957) في البر والصلة، باب ما جاء في صنائع المعروف، وهو حديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه البخاري في «الأدب المفرد» (891) قال: حدثنا محمد، قال: أخبرنا عبد الله بن رجاء. والترمذي (1956) قال: حدثنا عباس بن عبد العظيم العنبري، قال: حدثنا النضر بن محمد الجرشي اليمامي.
كلاهما - عبد الله بن رجاء، والنضر بن محمد - عن عكرمة بن عمار. قال: حدثنا أبو زميل، عن مالك بن مرثد، عن أبيه، فذكره.
(*) قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، وأبو زميل اسمه سماك بن الوليد الحنفي.(9/561)
7311 - (م) عبد الله بن فروخ: أنه سمع عائشةَ - رضي الله عنها - تقول: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: « [إنَّهُ] خُلِق كلُّ إنْسان من بني آدمَ على ستين وثلاثمائة مَفْصِل، فمن كبَّر الله، وحَمِد الله، وهلَّل الله، وسبَّح الله، واستغفر الله، وعَزَل حَجَراً عن طريق الناس، أو شوكة، أو عَظْماً، أو أمرَ بمعروف، أو نهى عن منكر، عدَّد تلك الستِّين والثلاثمائة السُّلاَمَى، فإنه يُمْسي يومئذ وقد زَحْزَحَ نَفْسَهُ عن النار» أخرجه مسلم، وفي رواية «يَمْشِي» . وزاد [رزين] بعد قوله: «منكر» : «أو عَلَّم خيراً أو تَعلَّمَهُ» (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (1007) في الزكاة، باب بيان أن اسم الصدقة يقع على كل نوع من المعروف.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مسلم (3/82 و 83) قال: حدثنا حسن بن علي الحلواني، قال: حدثنا أبو توبة الربيع ابن نافع. قال: حدثنا معاوية، يعني ابن سلام. (ح) وحدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي. قال: أخبرنا يحيى بن حسان. قال: حدثني معاوية. (ح) وحدثني أبو بكر بن نافع العبدي. قال: حدثنا يحيى بن كثير. قال: حدثنا علي - يعني ابن المبارك - قال: حدثنا يحيى. والنسائي في «عمل اليوم والليلة» (837) قال: أخبرني محمود بن خالد، عن مروان. قال: حدثنا معاوية بن سلام.
كلاهما - معاوية، ويحيى بن أبي كثير - عن زيد بن سلام،أنه سمع أبا سلام يقول: حدثني عبد الله بن فروخ، فذكره.(9/561)
نوع ثامن
7312 - (ت) جابر - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: [ص:562] «ثلاثة من كنَّ فيه نَشَرَ الله عليه كَنَفَهُ، وأدْخَلَه جنَّتَهُ، رِفْق بالضعيف، والشَّفَقَةُ على الوالدين، والإحْسانُ إلى المَمْلُوكِ» أخرجه الترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(كَنَفُ) الإنسان: ظِلُّه وحماه الذي يأوي إليه الخائف (*) .
__________
(1) رقم (2496) في صفة القيامة، باب رقم (49) ، وإسناده ضعيف، وقال الترمذي: هذا حديث غريب.
(*) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة:
ذكر المؤلف معنى الكنف في حق الإنسان والذي في الحديث نشر الله كنفه عليه
" ادعاء المجاز على أن معنى الكنف هو الجانب مردود وباطل، والصواب أن الكنف ثابت لله عز وجل على ما صح في الأحاديث الصحاح ومنها حديث الباب، ومن معاني الكنف عند السلف: الناحية والستر والحجاب. فلا حاجة لادعاء المجاز فيه لنفيه وتعطيله عن الله حقيقة؛ لأن ذلك لا يجوز في حق الله وأسمائه وصفاته، بل يجب إثباته لله على الوجه اللائق بالله من غير تعطيل ولا تحريف، ومن غير تمثيل ولا تكييف كباقي الصفات. والله أعلم. " [التنبيه على المخالفات العقدية في الفتح - لعلي الشبل - ص 41]
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (2494) قال: حدثنا سلمة بن شبيب، قال: حدثنا عبد الله بن إبراهيم الغفاري المدني، قال: حدثني أبي، عن أبي بكر بن المنكدر، فذكره.
قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب.
وإسناده ضعيف.(9/561)
7313 - (ت) [عبد الله] بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «ثلاثة على كُثْبانِ المِسْكِ - أراهُ قال: يوم القيامة - عبد أدَّى حقَّ الله وحقَّ مواليه، ورجل أمَّ قوماً وهم به راضون، ورجل يُنادي بالصلوات الخمس في كلِّ يوم وليلة» ، وفي رواية نحوه، وزاد فيه «يَغْبِطُهُم الأوَّلون والآخِرُون» أخرجه الترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الكُثْبان) جمع كثرة لكثيب الرمل، وهو ما اجتمع منه مرتفعاً.
__________
(1) رقم (2569) في صفة الجنة، باب رقم (25) ، ورواه أيضاً أحمد في " المسند "، وإسناده ضعيف، وفي نسخ الترمذي المطبوعة: وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، وفي " المشكاة " للتبريزي: وقال الترمذي: هذا حديث غريب.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (2566) حدثنا أبو كريب، حدثنا وكيع، عن سفيان، عن أبي اليقظان، عن زاذان، عن عبد الله بن عمر، قال، فذكره.
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث سفيان الثوري، وأبو اليقظان اسمه عثمان ابن عمير، ويقال: ابن قيس.
وإسناده ضعيف.(9/562)
7314 - (ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «ثلاثة حقّ على الله عَوْنُهم: المجاهدُ في سبيل الله، والمُكَاتِبُ الذي يريد [ص:563] الأداءَ، والناكحُ الذي يريد العَفَافَ» وفي رواية بدل «المكاتب» : «المِدْيان الذي يريدُ الأداءَ» أخرجه الترمذي، وأخرج النسائي الأولى (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(المديان) : الكثير الدَّين، الذي يَدّان أموال الناس.
__________
(1) رواه الترمذي رقم (1655) في فضائل الجهاد، باب ما جاء في المجاهد والناكح والمكاتب وعون الله إياهم، والنسائي 6 / 61 في النكاح، باب معونة الله الناكح الذي يريد العفاف، وإسناده حسن، وقال الترمذي: هذا حديث حسن، أقول: ورواه أيضاً أحمد وابن ماجة وابن حبان في صحيحه، والحاكم وصححه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/251 و 437) قال: حدثنا يحيى. وابن ماجة (2518) قال: حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة وعبد الله بن سعيد. قالا: حدثنا أبو خالد الأحمر. والترمذي (1655) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا الليث. والنسائي (6/15) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن يزيد، عن أبيه، قال: حدثنا عبد الله بن المبارك. وفي (6/61) قال: أخبرنا قتيبة. قال: حدثنا الليث. وفي الكبرى «تحفة الأشراف» (9/13039) عن ابن السرح، عن ابن وهب، عن ليث.
أربعتهم - يحيى بن سعيد، وأبو خالد الأحمر، والليث بن سعد، وعبد الله بن المبارك - عن محمد بن عجلان، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، فذكره.(9/562)
7315 - (ت س) أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «ثلاثة يحبُّهم الله، وثلاثة يُبْغِضُهم الله، فأمَّا الذين يحبُّهم الله: فرجل أتى قوماً فسألهم بالله، ولم يسألْهم لقرابة بينَهُ وبينهم، فَمَنَعُوه، فتخلَّفَ رجل بأعْقابهم (1) ، فأعْطاهُ سِرّاً، لا يعلم بعَطيَّتِه إلا الله والذي أعطاه، وقوم سارُوا لَيْلَتَهُمْ، حتى إذا كان النومُ أحَبَّ إليهم مما يعدَل به فوضَعوا رؤوسَهُمْ، فقام [أحدُهم] يتملَّقني، ويتلو آياتي، ورجل كان في سَرِيَّة، فَلَقيَ العَدُوَّ فَهُزِموا، فأقبلَ بصَدْرِه حتى يُقْتَل، أو يُفتَح له، والثلاثة الذين يُبْغِضُهم الله: فالشيخ الزاني، والفقير المُختالُ، والغَنيُّ الظَّلُومُ» أخرجه الترمذي والنسائي، وللنسائي مِثْلُه، ولم يذكر «وثلاثة يُبْغِضُهم الله» ولا ذكرهم [ص:564] في آخر الحديث (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(المختال) : المعجَب بنفسه المتكبِّر.
__________
(1) في نسخ الترمذي المطبوعة: بأعيانهم.
(2) رواه الترمذي رقم (2571) في صفة الجنة، باب رقم (25) ، والنسائي 5 / 84 في الزكاة، باب ثواب من يعطي، من حديث شعبة عن منصور بن المعتمر عن ربعي بن حراش عن زيد بن ظبيان عن أبي ذر رضي الله عنه، وهو حديث حسن، وقال الترمذي: هذا حديث صحيح، ورواه أيضاً الحاكم وصححه ووافقه الذهبي.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (5/153) قال: حدثنا محمد بن جعفر. والترمذي (2568) قال: حدثنا محمد ابن بشار ومحمد بن المثنى. قالا: حدثنا محمد بن جعفر. (ح) وحدثنا محمود بن غيلان. قال: حدثنا النضر بن شميل. والنسائي (3/201) و (5/84) وفي الكبرى (1223) قال: أخبرنا محمد بن المثنى. قال: حدثنا محمد. وابن خزيمة (2456 و 2564) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا محمد بن جعفر.
كلاهما - محمد بن جعفر، والنضر بن شميل - عن شعبة، عن منصور قال: سمعت ربعي بن حراش، يحدث عن زيد بن ظبيان، فذكره.
* وأخرجه أحمد (5/153) قال: حدثنا مؤمل، قال: حدثنا سفيان، عن منصور، عن ربعي، عن رجل، عن أبي ذر، فذكره.
* وأخرجه أحمد (5/153) قال: حدثنا عبد الملك بن عمرو. والنسائي في الكبرى (1224) قال: أخبرني محمد بن علي الرقي. قال: حدثنا محمد، وهو ابن يوسف الفريابي.
كلاهما - عبد الملك بن عمرو، والفريابي -قالا: حدثان سفيان، عن منصور، عن ربعي بن حراش، عن أبي ذر، فذكره. ليس فيه «زيد بن ظبيان» .(9/563)
7316 - (ت) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - يَرْفَعُه - قال: «ثلاثة يُحِبُّهمُ الله عز وجل: رجُل قام من الليل يَتْلُو كتاب الله، ورجل تصدَّق صَدَقَة بيمينِه يُخفِيها - أُراهُ قال: عن شماله - ورجل كان في سَرِيَّة فانْهَزَمَ أصحابُه، فاستقبل العدوَّ» أخرجه الترمذي، وقال: هذا حديث غير محفوظ، أحد رُواتِهِ: أبو بكر بن عياش، كثير الغلط (1) .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (2570) في صفة الجنة، باب رقم (25) من حديث أبي بكر بن عياش عن الأعمش عن منصور بن المعتمر عن ربعي بن حراش عن ابن مسعود رضي الله عنه، وقال الترمذي: هذا حديث غريب من هذا الوجه غير محفوظ، والصحيح ما روى شعبة وغيره عن منصور عن ربعي بن حراش عن زيد بن ظبيان عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم، يريد الحديث الذي قبله، وأبو بكر بن عياش كثير الغلط، أقول: ولفقرات الحديث شواهد بمعناه، منها الذي قبله، والذي بعده.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (2567) قال: حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا يحيى بن آدم، عن أبي بكر بن عياش، عن الأعمش، عن منصور، عن ربعي بن حراش، فذكره.
قال الترمذي: هذا حديث غريب من هذا الوجه غير محفوظ والصحيح ما رواه شعبة وغيره عن منصور عن ربعي بن حراش عن زيد بن ظبيان عن أبي ذر عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، يريد الحديث الذي قبله، وأبو بكر بن عياش كثير الغلط.(9/564)
7317 - (خ م ط ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «سَبْعَة يظِلُّهمُ الله في ظِلِّهِ يوم لا ظِلَّ إلا [ص:565] ظِلُّه: الإمامُ العادلُ، وشابّ نشأ في عبادة الله عز وجل، ورجل قلبه مُعَلَّق بالمسجد، إذا خرج منه حتى يعودَ إليه، ورجلان تحابَّا في الله، اجتمعا على ذلك وتفرَّقا عليه، ورجل دَعَتْهُ امرأة ذاتُ مَنْصِب وجمال، فقال: إني أخافُ الله، ورجل تَصدَّق بصدقة فأخْفاها حتى لا تعلم شمالُهُ ما تُنْفِقُ يمينه، ورجل ذَكَرَ الله خالياً ففاضت عيناه» .
أخرجه البخاري ومسلم عن أبي هريرة، وأخرجاه من حديث مالك عن حَفْص ابن عاصِم عن أبي سعيد، أو عن أبي هريرة نحوه، وأخرجه «الموطأ» والترمذي عن أبي هريرة أو أبي سعيد - بالشَّكِّ من حفص بن عاصم - وأخرجه النسائي مُرسلاً (1) عن حفص (2) .
__________
(1) وهذا خطأ، وهو موصول عند النسائي من حديث حفص بن عاصم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
(2) رواه البخاري 2 / 119 - 124 في الجماعة باب من جلس في المسجد ينتظر الصلاة وفضل المساجد، وفي الزكاة، باب الصدقة باليمين، وفي الرقاق، باب البكاء من خشية الله، وفي المحاربين، باب فضل ترك الفواحش، ومسلم رقم (1031) في الزكاة، باب فضل إخفاء الصدقة، والموطأ 2 / 952 و 953 في الشعر، باب ما جاء في المتحابين في الله، والترمذي رقم (2392) في الزهد، باب ما جاء في الحب في الله، والنسائي 8 / 222 و 223 في القضاة، باب الإمام العادل.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/439) قال: حدثنا يحيى، والبخاري (1/168) و (8/125) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا يحيى. وفي (2/138) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا يحيى. وفي (8/203) قال: حدثنا محمد بن سلام. قال: أخبرنا عبد الله. ومسلم (3/93) قال: حدثني زهير ابن حرب ومحمد بن المثنى، جميعا عن يحيى القطان. «قال زهير: حدثنا يحيى بن سعيد» . والترمذي (2391) قال: حدثنا سوار بن عبد الله العنبري ومحمد بن المثنى. قالا: حدثنا يحيى بن سعيد، والنسائي (8/222) قال: أخبرنا سويد بن نصر. قال: أنبأنا عبد الله. وابن خزيمة (358) قال: حدثنا بندار. قال: حدثنا يحيى.
كلاهما - يحيى بن سعيد القطان، وعبد الله بن المبارك - عن عبيد الله بن عمر، عن خبيب بن عبد الرحمن الأنصاري، عن حفص بن عاصم، فذكره.
* أخرجه مالك «الموطأ» (591) . ومسلم (3/93) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. والترمذي (2391) قال: حدثنا الأنصاري. قال: حدثنا معن.
كلاهما - يحيى، ومعن - عن مالك، عن خبيب بن عبد الرحمن الأنصاري، عن حفص بن عاصم، عن أبي سعيد الخدري، أو عن أبي هريرة، فذكره.(9/564)
نوع تاسع
7318 - (م ت د ط) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَنْ دعا إلى هُدى كان له من الأجرِ مِثْلُ أجور مَنْ تَبِعَهُ، [ص:566] لا ينقصُ ذلك من أجورهم شيئاً، ومن دعا إلى ضَلالَة كان عليه من الإثمِ مِثْلُ آثام من تَبِعَهُ، لا يَنْقُص ذلك من أوزارهم شيئاً» أخرجه مسلم والترمذي وأبو داود.
وأخرجه «الموطأ» مرسلاً: وقال: ما من داع يدعو إلى هُدى، وما من داع يدعو إلى ضلالة ... وذكر الحديث (1) .
__________
(1) رواه مسلم (2674) في العلم، باب من سن سنة حسنة أو سيئة، ومن دعا إلى هدى أو ضلالة، والترمذي رقم (2676) في العلم، باب ما جاء فيمن دعا إلى هدى فاتبع أو ضلالة، وأبو داود رقم (4609) في السنة، باب لزوم السنة، والموطأ 1 / 218 في القرآن، باب العمل في الدعاء.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/397) قال: حدثنا سليمان بن داود الهاشمي. قال: أخبرنا إسماعيل - يعني ابن جعفر -. والدارمي (519) قال: أخبرنا الوليد بن شجاع. قال: حدثنا إسماعيل بن جعفر. ومسلم (8/62) قال: حدثنا يحيى بن أيوب وقتيبة بن سعيد وابن حجر. قالوا: حدثنا إسماعيل- يعنون ابن جعفر - وأبو داود (4609) قال: حدثنا يحيى بن أيوب. قال: حدثنا إسماعيل - يعني ابن جعفر-. وابن ماجة (206) قال: حدثنا أبو مروان، محمد بن عثمان العثماني. قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم. والترمذي (2674) قال: حدثنا علي بن حجر. قال: أخبرنا إسماعيل بن جعفر.
كلاهما - إسماعيل، وعبد العزيز - عن العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب مولى الحرقة، عن أبيه، فذكره.(9/565)
7319 - (ت) جرير بن عبد الله البجلي - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ سَنَّ سُنَّةَ خَيْر فاتُّبِعَ عليها، فله أجرُهُ، ومِثْلُ أجورِ من اتّبَعَه، غيرَ منْقُوص من أجورِهم شيئاً، ومَنْ سَنَّ سُنَّةَ شَرّ، فاتُّبِع عليها، كان عليه وِزْرُه ومِثْلُ أوزارِ من اتَّبعَه، غير منقوص من أوزارهم شيئاً» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2677) في العلم، باب ما جاء فيمن دعا إلى هدى فاتبع أو إلى ضلالة، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال، وأخرجه مسلم مطولاً.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (2675) حدثنا أحمد بن منيع، حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا المسعودي، عن عبد الملك بن عمير، عن ابن جرير بن عبد الله، عن أبيه قال، فذكره.
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.(9/566)
7320 - (ت) عمرو بن عوف - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال لبلال ابن الحارث يوماً: «اعلم يا بلال، قال: ما أعلم يا رسولَ الله؟ قال: اعلم أنَّ من أحيا سُنَّة من سُنَّتي أمِيتَتْ بعدي، كان له من الأجرِ مِثْلُ مَنْ [ص:567] عمل بها، مِنْ غير أن يَنْقُص ذلك من أجورهم شيئاً، ومن ابتدَع بِدْعَة ضلالَة لا يرضاها الله ورسولُه كان عليه مِثْلُ آثام مَنْ عمل بها، لا ينقصُ ذلك من أوزارِ الناس شيئاً» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2679) في العلم، باب ما جاء في الأخذ في السنة واجتناب البدع، من حديث كثير بن عبد الله المزني عن أبيه عن جده، وإسناده ضعيف، وقال الترمذي: هذا حديث حسن، وقد اعترض على تحسين الترمذي له، وقال المنذري في " الترغيب والترهيب " 1 / 46 طبع منير الدمشقي: كثير بن عبد الله متروك واهٍ، ولكن للحديث شواهد.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (2677) حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن، أخبرنا محمد بن عيينة، عن مروان ابن معاوية الفزاري، عن كثير بن عبد الله هو ابن عمرو بن عوف المزني، عن أبيه، عن جده، فذكره.
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن. ومحمد بن عيينة هو مصيصي شامي، وكثير بن عبد الله هو ابن عمرو بن عوف المزني،
قلت: في سنده كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف المزني قال: أحمد: لا يحدث عنه، وقال مرة: منكر الحديث ليس بشيء، وقال: مره: لايساوي شيئا، وضرب على حديثه في المسند ولم يحدثه به، قال يحيى: ليس حديثه بشىء ولا يكتب وأورده ابن الجوزي في الضعفاء والمتروكين (3/23) .(9/566)
7321 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «يا بُنَيَّ إن قَدَرْتَ أن تُصْبِحَ وتُمْسِيَ ولَيس في قلبك غِشّ لأحد فَافْعَل، ثم قال: يا بُنَيَّ، وذلك من سُنَّتي، ومن أحيا سُنَّتِي فقد أحْياني، ومن أحياني كان مَعي في الجنة (1) » أخرجه الترمذي، وقال: وفي الحديث قصة طويلة (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(غش) الغِش: خلاف النصح.
__________
(1) أورد التبريزي صاحب " مشكاة المصابيح " هذا الحديث نقلاً عن الترمذي بلفظ: " من أحب سنتي فقد أحبني، ومن أحبني كان معي في الجنة " ولعله وقع في بعض نسخ الترمذي هكذا.
(2) رقم (2680) في العلم، باب ما جاء في الأخذ في السنة واجتناب البدع، وفي سنده زيد بن علي ابن جدعان، وهو ضعيف، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (2678) قال:حدثنا مسلم بن حاتم الأنصاري البصري،قال:حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري، عن أبيه،عن علي بن زيد، عن سعد بن المسيب، فذكره.
قلت في مسنده علي بن يزيد وهو ابن جدعان ضعيف كما قال الحافظ في «التقريب» وقال شعبة بن الحجاج كما نقل عنه شيخنا العلامة الألباني في الضعيفة: (حدثنا علي بن زيد وكان رفاعا) يعني أنه كان يخطئ فيرفع الحديث الموقوف.(9/567)
7322 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «أتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- رَجُل يَسْتَحمِلُه، فلم يجدْ عنده ما يتحمَّله، فدَلَّه على آخرَ فحمَلَهُ، فأتى [ص:568] النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- فأخبره، فقال: الدَّال على الخير كفاعله» أخرجه الترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يستحمله) استحملت فلاناً: إذا طلبت منه أن يعطيَك ما تركبُه ويحملك عليه.
__________
(1) رقم (2672) في العلم، باب ما جاء في أن الدال على الخير كفاعله، وهو حديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (2670) حدثنا نصر بن عبد الرحمن الكوفي، حدثنا أحمد بن بشير، عن شعيب بن بشر، عن أنس بن مالك، فذكره.
قال أبو عيسى.: هذا حديث غريب من هذا الوجه من حديث أنس، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-(9/567)
7323 - (م د ت) أبو مسعود البدري - رضي الله عنه - قال: «كنت جالساً عندَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فجاءه رجُل، فقال: إني أُبْدِعَ بي يا رسولَ الله، فاحْمِلْني، فقال: ما عندي ما أحملكَ عليه، فقال رجل: أنا أدُلُّهُ على مَن يَحْمِلُه، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «من دَلَّ على خيْر فله مِثْلُ أجرِ فاعِلِه» أخرجه مسلم.
وفي رواية الترمذي وأبي داود: فقال له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «ائْتِ فلاناً، فأتاه فحمله، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: مَنْ دَلَّ على خير فله مِثْلُ أجرِ فاعِلِه، أو قال: عامِلِه» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أُبدِعَ بي) أُبدِعَ بفلان: إذا أعيَتْ راحلته: وأبدعتِ الراحلة: إذا أعيت وكَلَّت.
__________
(1) رواه مسلم رقم (1893) في الإمارة، باب فضل إعانة الغازي في سبيل الله بمركوب وغيره، وأبو داود رقم (5139) في الأدب، باب في الدال على الخير، والترمذي رقم (2673) في العلم، باب ما جاء في الدال على الخير كفاعله.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/120) قال: حدثنا ابن نمير،ويعلي، ومحمد يعني ابن عبيد. وفي (4/120) قال:حدثنا عبد الرزاق،قال: أخبرنا سفيان. وفي (5/272) قال:حدثنا أبو معاوية. وفي (5/273) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال:حدثنا شعبة. وفي (5/274) قال:حدثنا أسود بن عامر، قال:حدثنا شريك. والبخاري في الأدب المفرد (242) قال: حدثنا محمد بن كثير، قال: أخبرنا سفيان. ومسلم (6/41) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو كريب، وابن أبي عمر قالوا: حدثنا أبو معاوية (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا عيسى بن يونس وحدثني بشر بن خالد، قال: أخبرنا محمد ابن جعفر، عن شعبة (ح) وحدثني محمد بن رافع، قال:حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا سفيان،وأبو داود (5129) قال:حدثنا محمد بن كثير، قال: أخبرنا سفيان،والترمذي (2671) قال:حدثنا محمود بن غلان، قال:حدثنا أبو داود، قال: أنبأنا شعبة (ح) وحدثنا الحسن بن علي الخلال،قال:حدثنا عبد الله ابن نمير.
ثمانيتهم - عبد الله بن نمير،ويعلى بن عبيد، ومحمد بن عبيد، وسفيان، وأبو معاوية، وشعبة، وشريك، وعيسى بن يونس - عن الأعمش، قال: سمعت أبا عمرو الشيباني، فذكره(9/568)
نوع عاشر
7324 - (خ م ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «يقولُ الله عزَّ وجلَّ: إذا أراد عبدي أنْ يَعْمَلَ سيئة، فلا تكتبوها عليه حتى يَعْمَلَها، فإن عَمِلَها فاكتبوها بمثلها، وإن تَركَها من أجلي فاكتبوها له حسنة، وإذا أراد أن يَعْمَلَ حسنة، فلم يَعْمَلْها، فاكتبوها له حسنة، فإن عملها فاكتبوها بِعَشْرِ أمثالها إلى سبعمائة» أخرجه البخاري.
وفي رواية مسلم قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «يقول الله: إذا هَمَّ عَبْدِي بسيئة فلا تكتبوها عليه، فإن عَمِلَها فاكتبوها سَيئة، وإذا هَمَّ بحسنة فلم يَعْمَلْها فاكتبوها حسنة، فإن عَمِلها فاكتبوها عشراً» .
وله في أخرى قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ هَمَّ بحسنة فلم يعمَلْها كُتِبَتْ له حسنة، ومَنْ هَمَّ بحسنة فَعَمِلَها، كُتِبَتْ له إلى سبعمائةِ ضِعْف، ومَن همَّ بسيئة فلم يَعْمَلْها لم تُكْتَبْ، وإن عَمِلَها كُتِبَتْ» .
وله في أخرى: عن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- «قال الله عز وجل: إذا تحدَّث عبدي بأن يَعْمَلَ حسنة، فأنا أكتُبها له حسنة، ما لم يعمَلْها، فإذا عملها فأنا أكتُبُها بعشرِ أمثالها، وإذا تحدَّث بأن يعمل سيئة، فأنا أغفرها له؛ ما لم يعمَلْها، فإذا عَمِلَها فأنا أكتُبُها له بمثلها، وقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: قالت الملائكةُ: [ص:570] ربِّ، ذاك عُبيْدُكَ، يريد أن يعملَ سيئة، وهو أبْصَرُ به، فقال: ارقُبُوه، فإن عَمِلَها فاكتبوها له بمثلها، وإن تَرَكَها فاكتبوها له حسنة، إنما تركها من جَرَّايَ» .
وفي أخرى قال: [قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-] : «قال الله عز وجلَّ: إذا هَمَّ عَبدي بحسنة فلم يعمَلْها كتبتُها له حسنة، وإن عملها كتبتُها عشرَ حَسَنَات إلى سبعمائةِ ضِعْف، وإن هَمَّ بِسَيئة ولم يعْمَلها، لم أكتبْها عليه، فإن عملها كتبتُها سيئة واحدة» .
وفي رواية الترمذي نحو ذلك، وفي آخِرها: ثم قرأ {من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها} [الأنعام: 160] (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(جَرَّايَ) فعلت هذا من جَرَّاه، أي: من أجله.
__________
(1) رواه البخاري 13 / 391 في التوحيد، باب قول الله تعالى: {يريدون أن يبدلوا كلام الله} ، ومسلم رقم (128) و (129) في الإيمان، باب إذا هم العبد بحسنة كتبت وإذا هم بسيئة لم تكتب، والترمذي رقم (3075) في التفسير، باب ومن سورة الأنعام.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/242) قال: حدثنا سفيان. والبخاري (9/177) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا المغيرة بن عبد الرحمن، ومسلم (1/82) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب إسحاق بن إبراهيم. قال: إسحاق: أخبرنا سفيان، قال الآخران: حدثنا ابن عيينه، والترمذي (3073) قال: حدثنا ابن أبي عمر. قال: حدثنا سفيان. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (10/13679) عن قتيبة، عن سفيان.
كلاهما - سفيان بن عيينه، والمغيرة بن عبد الرحمن - عن أبي الزناد، عن الأعرج، فذكره.(9/569)
7325 - (خ م) ابن عباس - رضي الله عنهما - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال - فيما يروي عن ربِّهِ -: «إنَّ الله تعالى كَتَبَ الحسناتِ والسيئاتِ، ثم بيَّن ذلك، فَمَنْ هَمَّ بحسَنة فلم يعملْها كَتَبها الله له عنده حسنة كاملة، فإن هَمَّ بها وعَمِلها، كَتَبَها الله له عنده عَشْرَ حسنات إلى سبعمائة ضِعْف، إلى أضعاف [ص:571] كثيرة، ومَنْ هَمَّ بسيئة فلم يعمَلْها، كَتَبَها الله عنده حسنة، وإن هو هَمَّ بها فَعَمِلها، كَتَبَها الله له سيئة واحدة» .
زاد في رواية «أو محاها، ولا يَهْلِك على الله إلا هَالِك» .
أخرجه البخاري ومسلم (1) .
__________
(1) رواه البخاري 11 / 277 في الرقاق، باب من هم بحسنة أو سيئة، ومسلم رقم (130) و (131) في الإيمان، باب إذا هم العبد بحسنة كتبت وإذا هم بسيئة لم تكتب.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (1/227) (2110) قال: حدثنا يحيى، قال: حدثنا الحسن ابن ذكوان.
2- وأخرجه أحمد (1/279 (2519) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا جعفر بن سليمان. وفي (1/310) و (2828) قال: حدثنا أبو كامل، قال: حدثنا سعيد بن زيد. وفي (1/360 (3402) قال: حدثنا بهز. قال: حدثنا عبد الوارث. وعبد بن حميد (716) قال: أخبرني يحيى بن عبد الحميد قال: حدثنا جعفر بن سليمان، والدامي (2789) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا جعفر بن سليمان. والبخاري (8/128) قال: حدثنا أبو معمر، قال: حدثنا عبد الوراث. ومسلم (1/83) قال: حدثنا شيبان بن فروخ، قال: حدثنا عبد الوارث (ح) وحدثنا يحيى بن يحيى، قال: حدثنا جعفر بن سليمان. والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (6318) عن قتيبة، عن جعفر.
ثلاثتهم - جعفر، وسعيد، وعبد الوارث - عن الجعد أبي عثمان.
كلاهما - الحسن، والجعد - عن أبي رجاء، فذكره.(9/570)
7326 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «ما مِنْ حافظين رَفعا إلى الله تعالى ما حَفِظا من عَمَلِ العَبْدِ في ليل أو نهار، فيجدُ الله تعالى في أول الصحيفة وآخرِها خيراً إلا قال الله تعالى لملائكته: أشْهِدُكم أنِّي قد غَفَرْتُ لعبدي ما بين طَرَفَي الصحيفة» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (981) في الجنائز، باب رقم (9) ، وإسناده ضعيف.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (981) قال: حدثنا زياد بن أيوب، حدثنا مبشر بن إسماعيل الحلي، عن تمام بن نجيح، عن الحسن عن أنس، فذكره.
وإسناده ضعيف.(9/571)
نوع حادي عشر
7327 - (ت س د) شرحبيل بن السمط - رضي الله عنه - قال لعمرو بن عَبَسَةَ حَدِّثْني حديثاً سمعتَه من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «من شاب شيبة في الإسلام كانت له نُوراً يوم القيامة، ومَنْ رَمَى بِسَهْم في سبيل الله فبلَغ العدوَّ، أو لم يَبْلُغْ، كان له كعتق رقبة مؤمنة، ومَن [ص:572] أعتق رقبة مؤمنة كانت فِداءه من النار عُضواً عُضواً» أخرجه النسائي.
وأخرج الترمذي ذكر الشَّيْبِ وحْدَهُ.
وأخرج أبو داود منه ذِكْر العِتق وحدَهُ.
وأخرج النسائي من طريق أخرى نحوه، إلا أنه قَدَّمَ رَمي السهم، وقال فيه: «أخطأ أم أصاب» وثَنَّى بالعِتْق، وثلَّثَ بالشَّيْبِ، وقال فيه: «في سبيل الله» (1) .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (1634) في فضائل الجهاد، باب ما جاء في فضل من شاب شيبة في سبيل الله، والنسائي 6 / 26 في الجهاد، باب ثواب من رمى في سبيل الله، وأبو داود رقم (3966) في العتق، باب أي الرقاب أفضل، وهو حديث صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/113) قال: حدثنا محمد بن بكر، النسائي في الكبرى (الورقة 64- أ) قال: أخبرنا محمد بن إبراهيم، يقال له: ابن صدران، بصري، قال: حدثنا خالد بن عبد (ح) وأخبرنا يزيد بن سنان، قال: حدثنا عبد الله بن حمران.
ثلاثتهم - ابن بكر، وخالد، وابن حمران - عن عبد الحميد بن جعفر، قال: حدثني الأسود بن العلاء، عن حوى، مولى سليمان بن عبد الملك، عن رجل أرسل إليه عمر بن العزيز وهو أمير المؤمنين، قال: كيف الحديث الذي حدثني عن الصنابحي؟ قال أخبرني الصنابحي، فذكره..
في رواية خالد بن الحارث: (عن مولى سليمان بن عبد الملك) لم يذكر اسمه. ورواه عن شرحبيل، سليم ابن عامر.
أخرجه أحمد (4/113) قال: حدثنا الحكم بن نافع، وعبد بن حميد (299) قال: أخبرنا يزيد بن هارون، النسائي في الكبرى (الورقة 64- أ) قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن تميم المصيصي، قال: حدثنا حجاج بن محمد.
ثلاثتهم - الحكم، ويزيد، وحجاج - عن حريز، عن عثمان، عن سليم ابن عامر، فذكره.
أخرجه أبو داود (3966) قال: حدثنا عبد الوهاب بن نجده، قال: حدثنا بقية، قال: حدثنا صفوان بن عمرو، قال حدثني سليم بن عامر. والنسائي (6/26) قال: أخبرنا عمور بن عثمان بن سعيد بن كثير، قال: حدثنا بقية، عن صفوان، قال: حدثني سليم بن عامر، وفي (6/27) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا المعتمر، قال: سمعت خالدا، يعني ابن زيد، أبا عبد الرحمن، الشامي.
كلاهما - سليم، وخالد بن زيد 0 عن شرحبيل بن السمط، عن عمرو بن عبسة، فذكره.
وأخرجه أحمد (4/386) قال: حدثنا أبو المغيرة. والنسائي (في الكبري (الورقة 64-أ) قال: أخبرنا سعيد بن عمرو بن الحمصص، قال: حدثنا بقية.
كلاهما - أبو المغيرة، وبقية - قالا: حدثنا حريز، قال: سمعت سليم بن عامر يحدث شرحبيل بن السمط حين قال: لعمرو بن عبسه: حدثنا حديثا ليس في تزيد ولا نقصان ... الحديث.(9/571)
7328 - (س) شرحبيل بن السمط - رضي الله عنه - قال لكَعْبِ بنِ مُرَّةَ: «يا كعبُ، حدثْنا حديثاً عن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، واحْذَرْ، قال: سمعتُهُ يقول: مَنْ شابَ شيبة في سبيل الله، كانتْ له نُوراً يوم القيامة، فقال له: حَدِّثنا عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- واحْذَرْ، قال: سمعتُهُ يقول: ارموا، مَنْ بَلَغ العَدُوَّ بسهم رَفَعَهُ الله به درجة، فقال ابن النَّحَام: يا رسولَ الله، وما الدَّرَجَةُ؟ قال: أمَا إنَّها ليستْ بعَتَبة أمِّكَ، ولكنْ ما بين الدرجتين مائةُ عام» أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 6 / 27 في الجهاد، باب ثواب من رمى في سبيل الله، وهو حديث صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (6/27) أخبرنا محمد بن العلاء، قال:حدثنا أبومعاوية، قال: حدثنا الأعمش، عن عمرو بن مرة عن سالم بن أبي الجعد،عن شرحبيل بن السمط: فذكره قلت الأعمش وهو سليمان بن مهران مدلس وقد عنعنه.(9/572)
نوع ثاني عشر
7329 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه -: عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إنَّ الله عزَّ وجلَّ يقول يومَ القيامة: يا ابنَ آدمَ مَرِضْتُ فلم تَعُدْني، قال: يارب كَيْفَ أعُودُكَ وأنتَ ربُّ العالمين؟ قال: أمَا علمتَ أنَّ عبدي فلاناً مَرِضَ فلم تَعُدْهُ؟ أما علمتَ أنَّكَ لو عُدْتَهُ لوجَدتني عنده؟ يا ابنَ آدمَ، اسْتَطْعَمْتُكَ فلم تُطعمني، قال: يارب، كيف أطعِمُكَ وأنتَ ربُّ العالمين؟ قال: أمَا علمتَ أنه استطعمكَ عبدي فلان فلم تُطْعِمْهُ، أمَا علمتَ أنَّكَ لو أطعمته لوجدتَ ذلك عندي؟ يا ابنَ آدم، استَسقيْتُكَ فلم تَسْقني، قال: يارب، وكيف أسقِيكَ وأنتَ ربُّ العالمين؟ قال: اسْتَسقَاك عبدي فلان، فلم تَسْقِه، أما إنَّك لو سَقَيْتَهُ وجدتَ ذلك عندي» أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (2569) في البر والصلة، باب فضل عيادة المريض.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه البخاري في الأدب المفرد (517) قال: حدثنا إسحاق. قال:أخبرنا النضر بن شميل ومسلم (8/13) قال:حدثني محمد بن حاتم بن ميمون. قال: حدثنا بهز.
كلاهما - النضر،وبهز - عن حماد بن سلمة، عن ثابت البنانى،عن أبي رافع، فذكره.(9/573)
7330 - (د ت) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «أيُّما مؤمن أطعمَ مؤمناً على جُوع أطعمه الله يوم القيامة مِن ثمار الجنة، وأيُّما مؤمن سقى مؤمناً على ظمإ سقاهُ الله يوم القيامة من الرحيق المختوم، وأيُّما مؤمن كسى مؤمناً على عُرْي كَساهُ الله يوم القيامة، من حُلل الجنة» أخرجه الترمذي، وقال: قد روي موقوفاً على أبي سعيد، وهو أصح [ص:574] وأشبه، وأخرجه أبو داود، وقدَّم الكسوةَ، ثم الطعام، ثم الشراب (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الرحيق) : من أسماء الخمر.
و (المختوم) : الذي لم يبتذل لأجل ختامه.
__________
(1) رواه أبو داود (1682) في الزكاة، باب في فضل سقي الماء، والترمذي رقم (2451) في صفة القيامة، باب رقم (18) ، وإسناده ضعيف، وقال الترمذي: هذا حديث غريب، وقد روي هذا عن عطية عن أبي سعيد موقوفاً، وهو أصح عندنا وأشبه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/13) قال: حدثنا حسن، قال: حدثنا زهير، عن سعد أبي المجاهد الطائي، والترمذي (2449) قال: حدثنا محمد بن حاتم المؤدب، قال: حدثنا عمار بن محمد بن أخت سفيان الثوري، قال: حدثا أبو الجارود الأعمي (وأسمه زياد بن الممنذر الهمداني.) .
كلاهما - أبو المجاهد، وأبو الجارود - عن عطية بن سعد العوفي، فذكره.،
في رواية أبي المجاهد، قال: عن عطية بن سعد العوفي، عن أبي سعيد الخدري، أراه قد رفعه إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-.
قال الترمذي: هذا حديث غريب، وقد روى هذا عن عطية، عن أبي سعيد موقوف، هو أصح عندنا وأشبه.
أخرجه أبو داود (1682) قال: حدثنا علي بن حسين، قال حدثنا أبو بدر، قال: حدثنا أبو خالد الذي كان ينزل في بني دالان، عن نبيح، فذكره.
قلت في سنده عطيه العوفي قال الحافظ فى «التقريب» صدوق يخطيء كثيرا كان شيعيا مدلسا أما تدليسه فقد نقل ابن حبان في «الضعفاء» مانصه «سمع من أبي سعيد أحاديث فما مات جعل يجالس الكبي يحضر بصفته، فإذا قال الكبي، قال: رسول الله كذا، فيحفظه (وكناه أبا سعيد) ويروى عنه، فإذا قيل به من حدثك هذا؟ فيقول: حدثني «أبو سعيد» فيتوهمون أنه يريد أبا سعيد الخدري، وإنما أراد الكبي: قال: لا يحل كتب حديثه إلا على التعجب» ذكره الألباني في الضعيفة الجزء الأول(9/573)
7331 - (ت) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ أكلَ طَيباً، وعَمِلَ في سُنَّة، وأمِنَ الناسُ بوائِقَهُ، دخل الجنة، قال رجل: يا رسولَ الله، إن هذا اليومَ في الناس كثير، قال: فسيكون في قرون بعدي» أخرجه الترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(بوائقه) جمع بائقة، وهي الداهية، والمراد: غوائله وشروره وقيل: ظلمه وغشمه.
__________
(1) رقم (2522) في صفة القيامة، باب رقم (61) ، وفي سنده مجهول، وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث إسرائيل.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (2520) قال:حدثنا هناد،وأبو زرعة، وغير واحد، قالوا: أخبرنا قبيصة (ح) وحدثنا عباس الدوري قال: حدثنا يحيى بن أبي بكير.
كلاهما - قبيصة، ويحيى - عن إسرائيل، عن هلال بن مقلاص الصيرفي،عن أبي بشر، عن أبي وائل، فذكره.
قال الترمذي:هذا حديث غريب لانعرفه إلا من هذا الوجه من حديث إسرائيل.
وفي سنده مجهول.(9/574)
7332 - (ت) البراء بن عازب - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «من مَنَحَ منيحةَ لبن أو وَرِق، أو هَدَى زُقاقاً، كان له [ص:575] مِثْلُ عِتْق رقبة» أخرجه الترمذي (1) .
وذكر رزين «مَنْ مَنَحَ مِنْحة لبن أو وَرِق، أو هدى ضالاً طريقاً، أو أعمى زقاقاً ... الحديث» .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(منحة لبن) المنحة: العطية، والمنيحة: الناقة، أو الشاة تعار لينتفع بلبنها وتعاد.
__________
(1) رواه الترمذي رقم (1958) في البر والصلة، باب ما جاء في المنحة، وإسناده حسن، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب، وقال: وفي الباب عن النعمان بن بشير.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1- أخرجه أحمد (4/285) قال: حدثناعفان. قال: حدثنا شعبة، وفي (4/285) قال حدثنا عفان، قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا محمد بن طلحة. وفي (4/296) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا سفيان، عن منصور، والأعمش، وفي (4/300) قال حدثنا وكيع، قال: حدثنا الأعمش. وفي (4/304) قال: حدثنا يحيى، ومحمد بن جعفر، قالا: حدثنا شعبة، والترمذي (1957) قال: حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا، قال: حدثنا إبراهيم بن يوسف بن أبي إسحاق، عن أبيه، عن أبي إسحاق.
خمستهم - شعبة، و، محمد بن طلحة، ومنصور، والأعمش، وأبو إسحاق - عن طلحة بن مصرف.
2- وأخرجه أحمد (4/286) قال: حدثنا أبو معاوية، والبخاري في الأدب المفرد (890) قال: حدثنا محمد بن سلام، قال: حدثنا الفزاري.
كلاهما- أبو معاوية، والفزاري - عن قنان بن عبد الله.
كلاهما - طلحة، وقنان - عن عبد الرحمن بن عوسجة، فذكره..(9/574)
نوع ثالث عشر
7333 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أن رجلاً قال: يا رسولَ الله، الرجلُ يَعْمَلُ العمل فَيُسِرُّهُ، فإذا اطُّلِع عليه أعجبه ذلك؟ فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «له أجران: أجر السِّرِّ، وأجْرُ العلانية» . أخرجه الترمذي (1) .
وقال: قد فسَّرَ بعض أهل العلم هذا الحديث إذ اطُّلِع عليه وأعْجَبه: إنما معناه يعجبه ثناءُ الناس عليه بالخير، لقول النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-: «أنتم شهداء الله في [ص:576] الأرض، فيعجبه ثناء الناس عليه لهذا، فأما إذا أعجبه ليعلم الناس منه الخير ويُكرَم ويُعَظمَ على ذلك، فهذا رِياء» وقال بعض أهل العلم: إذا اطُّلع [عليه] فأعجبه رجاء أن يعمل بعمله، فيكونُ له مثلُ أجورهم، فهذا له مذهب أيضاً.
__________
(1) رقم (2385) في الزهد، باب رقم (49) ، من حديث أبي سنان الشيباني الأصغر عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال الترمذي: هذا حديث غريب، وقال: وقد رواه الأعمش وغيره عن حبيب بن أبي ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (2384) حدثنا محمد بن المثنى، حدثنا أبو داود، حدثنا أبو سنان الشيباني، عن حبيب عن ثابت، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، فذكره.
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب. وقد روى الأعمش وغيره عن حبيب بن أبي ثابت، عن أبي صالح، عن النبي مرسلا وأصحاب الأعمش لم يذكروا فيه عن أبي هريرة.(9/575)
7334 - (م) أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه - قال: قيل لرسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «أرأيْتَ الرجلَ يَعمَلُ من الخير، ويَحمَده الناس عليه؟ قال: تِلْكَ عاجِلُ بُشْرَى المؤمن» أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (2641) في البر والصلة، باب المرء مع من أحب.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مسلم (2642) حدثنا يحيى بن يحيى التميمي، وأبو الربيع، وأبو كامل، وفضيل بن حسين - واللفظ ليحيى - قال يحيى: أخبرنا وقال الآخران:حدثنا - حماد بن بزيد بن عن أبي عمران الجوني - عن عبد الله بن الصامت، عن أبي ذر، فذكره.(9/576)
نوع رابع عشر
7335 - (ت) أبو أمامة - رضي الله عنه -: عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «لَيْسَ شَيء أحبَّ إلى الله من قطرتين، وأثرَين: قطرةِ دموع من خَشْيَة الله، وقطرةِ دَم تُهْرَاق في سبيل الله، وأما الأثران: فأثَر في سبيل الله، وأثَر في فريضة من فرائض الله» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (1669) في فضائل الجهاد، باب رقم (26) ، وإسناده حسن، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (1669) قال: حدثنا زياد بن أيوب،قال:حدثنا يزيد بن هارون،قال:أنبأنا الوليد بن جميل الفلسطيني،عن القاسم، فذكره.(9/576)
7336 - (س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «وَفْدُ الله ثلاثة: الغازي، والحاجُّ، والمعتمرُ» أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 5 / 113 في الحج، باب فضل الحج، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائى (5/113و6/16) قال: أخبرنا عيسى بن إبراهيم بن مثرود،وابن خزيمة (5211) قال: حدثنا عيسى بن إبراهيم الغافقي وإبرهيم بن منقد عبد الله الخولاني.
كلاهما - عيسى بن إبراهيم الغافقي، وإبراهيم بن منقد،عن ابن وهب، عن مخرمة، عن أبيه، قال: سمعت سهيل بن أبي صالح يقول: سمعت أبي يقول،فذكره.
قلت أورد الحديث ابن أبي حاتم في كتابه العلل وقال: قال أبي ورواه سليمان بن بلال عن سهيل عن أبيه عن مرداس الجندعي عن كعب قوله. ورواه عاصم عن أبي صالح عن كعب قوله.(9/576)
نوع خامس عشر
7337 - (خ م ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «ما من مُسلم يَغْرِسُ غَرْساً، أو يَزْرَعُ زَرْعاً، فيأكلَ منه طَير، أو إنسان، أو بَهِيمة، إلا كان له به صدقة» . أخرجه البخاري ومسلم والترمذي (1) .
__________
(1) رواه البخاري 5 / 2 في الحرث والمزارعة، باب فضل الزرع والغرس إذا أكل منه، وفي الأدب، باب رحمة الناس والبهائم، ومسلم رقم (1553) في المساقاة، باب فضل الغرس والزرع، والترمذي رقم (1382) في الأحكام، باب ما جاء في فضل الغرس.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري في المزارعة (1) عن قتيبة -وعبد الرحمن بن المبارك - وفي الأدب (27:5) عن أبي الوليد، ومسلم في البيوع (23:6) عن يحيى بن يحيى، وقتيبة، ومحمد بن عبيد بن حسان -.
خمستهم - عن الوضاح أبي عوانة، عن قتادة عن أنس والترمذي في الأحكام (40) عن قتيبة عن الوضاح، عن قتادة عن أنس، قال: حسن صحيح: الأشراف (1/364) .(9/577)
7338 - (م) جابر - رضي الله عنه - أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم- دخل على أمِّ مَعبَد - أو أمِّ مُبَشِّر - الأنصارية في نَخل لها، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: «مَن غَرَسَ هذا النَّخِلَ؟ أمُسلم، أم كافِر؟ فقالت: بل مسلم، فقال: لا يَغْرِسُ مسلم غَرْساً، ولا يَزْرَعُ زَرْعاً، فيأكلَ منه إنسان، ولا دابة، ولا شيء، إلا كانت له صدقة» . أخرجه مسلم.
وله في أخرى قال: «دخل النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- على أمِّ مَعْبَد حائطاً، فقال: يا أمَّ مَعبَد، مَنْ غَرَسَ هذا النخل؟ أمُسلم، أم كافر؟ فقالت: مُسلم، فقال: لا يَغرِسُ المسلم غَرساً فيأكلَ منه إنسان، ولا دابَّة، ولا طائِر، إلا كان له صدقة إلى يوم القيامة» . [ص:578]
وله في أخرى أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «ما مِنْ مُسلم يَغْرِس غرْساً إلا كان ما أُكل منه له صدقة، وما سُرِقَ منه له صدقة، [وما أكلَ السَّبُعُ منه فهو له صدقة، وما أكلَتِ الطيرُ فهو له صدقة] ولا يَرْزَؤُهُ أحَد إلا كان له صدقة» .
وله في أخرى قال: «لا يَغْرِسُ رجل مسلم غَرْساً ولا زَرْعاً، فيأكلَ منه سَبُع، أو طائر، أو شيء، إلا كان له فيه أجْر» .
ومن الرواة من قال: عنه عن امرأة زيد بن حارثة (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يرزَؤه) أي: ينقصه.
__________
(1) رقم (1552) في المساقاة، باب فضل الغرس والزرع.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مسلم (5/28) قال: أحمد بن سعيد بن إبراهيم، قال حدثنا روح بن عبادة، قال: حدثنا زكريا بن إسحاق، قال: أخبرني عمرو بن دينار، فذكره.(9/577)
7339 - (م) أم مبشر - رضي الله عنها -: من رواية جابر عنها، أدرجه مسلم على ما قبله، وقال: بنحو حديث عطاء وأبي الزُّبير، وعمرو بن دينار، يعني: الرواية الأولى والثانية والثالثة، من حديث جابر المذكور.
__________
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: تقدم تخريجه.(9/578)
الباب العاشر من كتاب الفضائل: في فضل المرض والنوائب والموت، وفيه ثلاثة فصول
الفصل الأول: في المرض والنوائب
7340 - (خ م ت) عطاء بن يسار: عن أبي سعيد وأبي هريرة - رضي الله عنهما - أنَّهُما سَمِعا رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «ما يُصيب المؤمنَ من وَصَب ولا نَصَب ولا سَقَم ولا حَزَن، حتى الهم يَهُمُّه، إلا كَفَّر الله به سيئاته» أخرجه البخاري ومسلم والترمذي. وذكره الحميديُّ في مسند أبي هريرة (1) . [ص:580]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(نَصَب) النَّصَب: التعب.
و (الوَصب) : المرض والوَجع.
__________
(1) رواه البخاري 10 / 91 في المرضى، باب ما جاء في كفارة المرض، ومسلم رقم (2573) في البر، باب ثواب المؤمن فيما يصيبه من مرض، والترمذي رقم (966) في الجنائز، باب ما جاء في ثواب المريض.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (3/4و61) قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، قال: حدثنا أخبرنا محمد بن إسحاق. وفي (3/24) قال: حدثنا يحيى، عن أسامة. وفي (3/81) قال: حدثنا يعقوب، قال حدثنا أبي، عن محمد بن إسحاق. ومسلم (8/16) قال حدثنا أبوبكر بن أبي شيبة، وأبو كريب، قالا: حدثنا أبو أسامة، عن الوليد ابن كثير، والترمذي (966) قال: حدثنا سفيان بن وكيع، قال: حدثنا أبي، عن أسامة بن زيد.
ثلاثتهم - ابن إسحاق، وأسامة، والوليد - عن محمد بن عمرو بن عطاء.
2- وأخرجه أحمد (2/335و3/18) قال: حدثنا أبو عامر. وفي (2/103و3/48) قال: حدثنا عبد الرحمن ابن مهدي، وعبد بن حميد (961) قال: حدثني موسى بن مسعود، والبخاري (7/148) ، وفي الأدب المفرد (492) قال: حدثني عبد الله بن محمد، قال: حدثنا عبد الملك بن عمرو.
ثلاثتهم - عبد الملك بن عمرو أبو عامر، وابن مهدي، وموسى - قالوا: حدثنا زهير بن محمد، عن محمد بن عمرو حلحلة.
كلاهما - محمد بن عمرو بن عطاء، ومحمد بن عمرو بن حلحلة - عن عطاء ابن يسار، فذكره.(9/579)
7341 - (خ م ط ت) عائشة - رضي الله عنها - قالت: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَا مِنْ مُصيبة تُصِيبُ المسلم إلا كفَّر الله عنه بها، حتى الشَّوكةِ يُشاكُها» .
وفي أخرى «لا يُصِيبُ المؤمن شوكة فما فوقها إلا نقص الله بها من خطيئته» .
وفي أخرى «إلا رفعه الله بها درجة، وحطَّ عنه بها خطيئة» .
وفي أخرى «لا يُصِيبُ المؤمنَ من مصيبة - حتى الشوكة - إلا قُصَّ بها أو كُفِّر بها من خطاياه» لا يدري الراوي أيتهما قال عروة.
وفي أخرى قال: «دخل شاب من قريش على عائشة وهي بِمنى وهم يَضْحَكُون، فقالت: ما يُضْحِكُكم؟ قالوا: خَرَّ فلان على طنُبِ فُسطاطِ، فكادَتْ عُنُقُهُ - أو عينه - أن تذهبَ، فقالت: لا تضحكوا، فإني سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَا مِنْ مُسلم يُشاكُ شوكة فما فوقها إلا كُتبتْ له بها درجة، ومُحِيَتْ عنه بها خطيئة» هذه الرواية لم يذكرها [ص:581] الحميديُّ في كتابه، أخرجه مسلم، وأخرج البخاري الأولى، وأخرج الترمذي الثالثة، وأخرج «الموطأ» الرابعة (1) .
__________
(1) رواه البخاري 10 / 89 و 90 في المرضى، باب ما جاء في كفارة المرض، ومسلم رقم (2572) في البر والصلة، باب ثواب المؤمن فيما يصيبه من مرض أو حزن، والموطأ 2 / 941 في العين، باب ما جاء في أجر المريض، والترمذي رقم (965) في الجنائز، باب ما جاء في ثواب المريض.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مالك (الموطأ 9 (584: عن يزيد بن خصيفة. وأحمد (6/88) قال: حدثنا أبو اليمان. قال: أخبرنا شعيب، عن الزهري. وفي (6/113) قال: حدثنا إبراهيم بن أبي العباس. قال: حدثنا أبو أويس. قال: قال الزهري. وفي (6/120) قال: حدثنا على بن إسحاق. قال: أخبرنا عبد الله. قال أخبرنا يونس، عن الزهري. وفي (6/167) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر، عن الزهري، وفي (6/279) قال: حدثنا عامر بن صالح. قال: حدثني هشام بن عروة، والبخاري (7/148) قال: حدثنا أبو اليمان الحكم بن نافع. قال: أخبرنا شعيب، عن الزهري. وفي الأدب المفرد (498) قال: حدثنا بشر. قال: حدثنا عبد الله. وقال: أخبرنا يونس، عن الزهري. ومسلم (8/15) قال: حدثنامحمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا محمد بن بشر، قال: حدثنا هشام. (ح) وحدثنا أبوكريب. قال: حدثنا أبو معاوية. قال: حدثنا هشام (ح) وحدثني أبو الطاهر. قال: أخبرنا بن وهب قال: أخبرني مالك بن أنس ويونس بن يزيد، عن ابن شهاب (ح) وحدثنا أبو الطاهر. قال: أخبرنا ابن وهب. قال: أخبرني مالك بن أنس، عن يزيد بن خصيفة. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (12/16714) عن وهب بن بيان، عن بن وهب، عن يونس، عن الزهري. وفي (12/17362) عن إسحاق بن إبراهيم، عن أبي معاوية، عن هشام. وفي (12/17362) عن قتيبة بن سعيد (ح) وعن إسحاق بن إبراهيم، عن بشر بن عمر.
كلاهما - عن مالك، وعن يزيد بن خصيفة.
ثلاتهمه - يزيد بن خصيفة، وابن شهاب الزهري، وهشام، وعروة - عن عروة بن الزبير، فذكره.(9/580)
7342 - (خ م) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: أتَيْتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- وهو يُوعَك، فَمسِسْتُهُ بيدي، فقلتُ: يا رسول الله، إنك تُوعَك وَعْكاً شديداً، قال: أجل، إني أُوعَك كما يُوعَكُ رجلان منكم، قلتُ: ذلك بأن لك أجْرين؟ قال: «أجل، ما مِنْ مسلم يُصيبه أذى - من مَرَض فما سواه - إلا حَطَّ الله به سَيِّئاته كما تَحُطُّ الشجرةُ ورقَها» أخرجه البخاري ومسلم (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الوعك) : الألم، وقيل: ألم الحمى.
__________
(1) رواه البخاري 10 / 96 في المرضى، باب شدة المرض، وباب أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل، وباب وضع اليد على المريض، وباب ما يقال للمريض وما يجيب، وباب قول المريض: إني وجع أو وارأساه، ومسلم رقم (2571) في البر والصلة، باب ثواب المؤمن فيما يصيبه من المرض أو الحزن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري في «الطب» (لا، بل في المرضى 2:2) عن محمد بن يوسف. و (14:1) عن قبيصة، كلاهما عن سفيان و (3) عن عبدان، عن أبي حمزة و (13:2) عن قتيبة، وعن جرير، (16:3) عن موسى بن إسماعيل، عن عبد العزيز بن مسلم - ومسلم في الأدب (14:3) عن عثمان بن أبي شيبة، وإسحاق بن إبراهيم بن وزهير بن حرب.
ثلاثتهم - عن جرير - و (14:4) عن أبي بكر بن أبي شيبة، وأبي كريب،كلاهما عن أبي معاوية و (14:4) عن إسحاق، وإبراهيم، عن عيسى بن يونس ويحيى بن عبد الملك بن بن أبي غنية - و (14:4) عن محمد ابن رافع،عن عبد الرزاق، عن سفيان،والنسائي في «الطب» الكبرى (17) عن أبي كريب، عن أبي معاوية، (5:1) عن يعقوب بن إبراهيم، عن يحيى بن سعيد، عن سفيان- و (19:1) عن بشر بن خالد، عن غندر، عن شعبة -
ثمانيتهم - عن الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن الحارث بن سويد، عن ابن مسعود. (الأشراف (7/16) .(9/581)
7343 - (م) جابر - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- «دخل على أمِّ السائب - أو أمِّ المسيَّب - فقال: ما لَكِ تُزَفْزِفين؟ قالت: الحُمَّى، [ص:582] لا بارك الله فيها، فقال: لا تَسُبِّي الحُمَّى، فإنها تُذْهِبُ خطايا بني آدم، كما يُذْهِبُ الكِيرُ خَبَثَ الحديد» أخرجه مسلم (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(تزفزفين) أصل الزفيف: الحركة السريعة، ومنه: زَفَّ الظليم: إذا أسرع حتى يُسْمَعَ لجناحه حركة، فكأنما سمع ما عَرَض لها من رِعْدَة الحمى، هذا [على] من رواه بالزاي المعجمة، ومن رواه بالراء المهملة، فعنى به رفرفة جناح الطائر، وهو تحريكه عند الطيران، فشبَّه حركه رِعْدتها به، والزاي أكثر رواية.
__________
(1) رقم (2575) في البر والصلة، باب ثواب المؤمن فيما يصيبه من مرض أو حزن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه البخاري في «الأدب المفرد» (516) قال: حدثنا أحمد بن أيوب قال: حدثنا أحمد بن أيوب، قال: حدثنا شبابة، قال: حدثني المغيرة بن مسلم. ومسلم (8/16) قال حدثني عبيد الله بن عمرو القواريري، قال: حدثنا يزيد بن زريع، قال: حدثنا الحجاج الصواف. والنسائي في عمل اليوم والليلة (1063) قال: أخبرنا إبراهيم بن يعقوب. قال حدثنا ابن أبي مريم، عن نافع بن يزيد، قال: حدثني خالد ابن يزيد. ثلاثتهم - المغيرة، والصواف، وخالد - عن أبي الزبير - فذكره.(9/581)
7344 - (د) أم العلاء - رضي الله عنها - قالت: «عادني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- وأنا مَريضة فقال: أبْشِرِي يا أمَّ العلاء، فإن مَرَض المسلم يُذهِبُ الله به خطاياه، كما تُذْهِبُ النارُ خَبَثَ الفِضَّةِ» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (3092) في الجنائز، باب عيادة النساء، وهو حديث حسن بشواهده.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (3092) حدثنا سهل بن بكار عن أبي عوانة، عن عبد الملك بن عمير،عن أبي العلاء، فذكرته.
قلت في سنده عبد الملك بن عمير قال أحمد مضطرب الحديث وفي رواية عنه أنه ضعفه جدا، وقال يحيى: هو مخلط وأورده ابن الجوزي في الضعفاء والمتروكين.(9/582)
7345 - () أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- «عاد محموماً، فقال: أبْشِرْ، فإن الله تعالى يقول: هي ناري، أُسَلطُها على عبدي المؤمن، لتكون حَظَّهُ من النار» . أخرجه ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وقد رواه أحمد في " المسند " 2 / 440، وهو حديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/440) .وابن ماجة (3470) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. والترمذي (2088) قال حدثنا هناد ومحمود بن غيلان.
أربعتهم - أحمد، وأبو بكر، وهناد، ومحمود بن غيلان - قالوا:حدثنا أبو أسامة، عن عبد الرحمن بن زيد بن جابر، عن إسماعيل بن عبيد الله، عن أبي صالح الأشعري، فذكره.(9/582)
7346 - (ط) يحيى بن سعيد - رحمه الله (1) -: أن رجلاً جاءه الموت في زمن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال رجل: هنيئاً له، مات ولم يُبْتَل بمرض، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «وَيْحَك، ما يُدْرِيك لو أن الله ابْتلاهُ بمرض فكفَّر عنه من سيئاتِه؟» أخرجه «الموطأ» (2) .
قال رزين: وزاد في النسائي «إن المؤمن إذا مَرِضَ، فأصَابَه السَّقَم ثم مات، كان كفارة لما مَضَى من ذُنوبه، وإن أعفاه الله منه، كان كفارة لما مضى وموعظة لما يَسْتَقْبل، وإن المنافق إذا مَرِضَ ثم أُعْفِيَ كان كبعير عَقَلَهُ أهْلُهُ ثم أرسلوه، فلم يَدْر: لم عَقَلُوه، ولا لم أرْسَلوه؟» وهذه الزيادة لم أجِدها في النسائي (3) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أعفاه) أعفى الله المريض وعافاه بمعنى واحد.
__________
(1) في المطبوع: أبو سعيد رضي الله عنه، وهو خطأ.
(2) 2 / 942 في العين، باب ما جاء في أجر المريض مرسلاً، وهو مرسل صحيح الإسناد.
(3) هذه الزيادة ذكرها أبو داود في جملة حديث طويل رقم (3089) في الجنائز، باب الأمراض المكفرة للذنوب، وإسناده ضعيف.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في (الموطأ) بشرح الزرقاني (4/415) عن يحيى بن سعيد، فذكره.
والحديث مرسل.(9/583)
7347 - (ت) أنس - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا أراد الله بعَبْد خيراً عَجَّل له العُقُوبَةَ في الدُّنيا، وإذا أراد بعبده الشَّرَّ، أمسك عنه حتى يُوَافَى به يوم القيامة» (1) .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (2398) في الزهد، باب ما جاء في الصبر على البلاء، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (2396) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن سيعد بن سنان، فذكره.(9/583)
7348 - (ت) وبهذا الإسناد عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «إنَّ عِظَم الجزاءِ مع عِظَم البلاء، وإنَّ الله تعالى إذا أحبَّ قوماً ابْتلاهُم، فَمَن رَضيَ فله الرِّضى، ومن سَخِطَ فله السَّخَطُ» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2398) في الزهد، باب ما جاء في الصبر على البلاء، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
راجع الحديث السابق.(9/584)
7349 - (ت) جابر - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم-: «يَوَدُّ أهل العَافِية يوم القيامة، حين يُعْطَى أهلُ البلاء الثَّواب، لو أن جُلودَهم كانت قُرِضت في الدنيا بالمقاريض» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2404) في الزهد، باب رقم (59) ، وهو حديث حسن بشواهده.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (2402) قال:حدثنا محمد بن حميد الرازي، ويوسف بن موسى القطان البغدادي، قالا:حدثنا عبد الرحمن بن مغراء أبو زهير عن الأعمش، عن أبي الزبير، فذكره.
قلت في سنده محمد بن حميد بن الرازي والجمهور على تضعيفه بل كذبه كثيرون وقال صالح بن محمد الأسدي «كل شيء كان يحدثنا ابن حميد كنا نتهمه فيه» وقال في موضع آخر «كانت أحاديثه يزيد، ومارأيت أحدا أجرأ على الله منه» ذكر هذا النصوص الألباني في الضعيفة الجزء الأول.(9/584)
7350 - (ط ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «ما يَزَالُ البلاء بالمؤمن والمؤْمِنة، في نَفْسِهِ وولده ومالِه، حتى يلقَى الله ومَا عَلَيه من خطيئة» أخرجه الترمذي (1) .
وفي رواية «الموطأ» «ما يزال المؤمنُ يُضارُّ في وَلَده وحامَّتِه، حتى يلقى الله وليست له خطيئة» (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(وحامَّتِه) حامَّة الإنسان: خاصَّته وقرابته.
__________
(1) رقم (2401) في الزهد، باب ما جاء في الصبر على البلاء، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال.
(2) بلاغاً 1 / 236 في الجنائز، باب الحسنة في المصيبة، وإسناده منقطع، ولكن يشهد له حديث الترمذي الذي قبله.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/287) قال: حدثنا محمد بن بشر وفي (2/450) قال: حدثنا يزيد، والبخاري في «الأدب المفرد» (494) قال: حدثنا موسى، قال:حدثنا حماد، (ح) وحدثنا محمد بن عبيد، قال: حدثنا عمر بن طلحة والترمذي (2399) قال: حدثنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا يزيد بن زريع.
خمستهم - محمد بن بشر، ويزيد بن هاررن، وحماد، وعمر بن طلحة ويزيد بن زريع- عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، فذكره.
ورواية الموطأ بلاغا (1/236 في الجنائز، باب الحسنة في المصيبة، وإسنادها منقطع.(9/584)
7351 - (د) محمد بن خالد السلمي - رحمه الله - عن أبيه عن جده: وكانت له صُحْبَة، قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «إن العبد إذا سَبَقَتْ له من الله مَنْزِلة فلم يَبْلُغْها، ابتلاه الله تعالى في جسده، أو في ماله، أو في ولَدِه - زاد في رواية: ثم صَبَّرهُ على ذلك، ثم اتفقا - حتى يُبَلِّغَه المنزلةَ التي سبقت له من الله عز وجل» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (3090) في الجنائز، باب الأمراض المكفرة للذنوب، ومحمد بن خالد مجهول كما قال الحافظ في " التقريب "، أقول: ولكن يشهد لمعناه الحديث الذي قبله.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (3090) حدثنا عبد الله بن محمد بن النفيلي،وإبراهيم بن مهدي المصيصي المعنى،وقالا:ثنا أبو المليح، عن محمد بن خالد، قال: أبو داود ثنا أبو المليح، عن محمد بن خالد، قال أبوداود قال: إبراهيم بن مهدي: السلمي، عن أبيه، عن جده، وكانت له صحبة من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فذكره. قلت محمد بن خالد هو الجندي،قال الحافظ عنه في التقريب إنه مجهول.(9/585)
7352 - (ت) مصعب بن سعد: عن أبيه - رضي الله عنه - قال: قلت: «يا رسول الله، أيُّ الناس أشَدُّ بلاء؟ قال: الأنبياءُ، ثم الأمثلُ فالأمثلُ، يُبْتَلَى الرَّجُلُ على حَسْبِ دِينه، فإن كان دِينُهُ صُلْباً اشتَدَّ بلاؤه، وإن كان في دِينه رِقَّة على حَسبِ دِينه، فما يَبْرَحُ البلاءُ بالعبد حتى يتركَهُ يَمْشِي على الأرض وما عليه خطيئة» أخرجه الترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الأمثل فالأمثل) جاء القوم الأمثل فالأمثل، أي: جاء أشرفهم وأجلُّهم وخيرُهم واحداً بعد واحدٍ في الرتبة والمنزلة.
__________
(1) رقم (2400) في الزهد، باب ما جاء في الصبر على البلاء، وقال الترمذي: هذا حديث صحيح، وهو كما قال، ورواه أيضاً أحمد والدارمي وابن ماجة وابن حبان والحاكم وغيرهم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (2398) حدثنا قتيبة، حدثنا حماد بن زيد، عن عصام بن بهدلة، عن مصعب ابن سعيد، عن أبيه،فذكره. قال أبوعيسى: هذا حديث حسن صحيح.(9/585)
7353 - (خ ط) أبو هريرة - رضي الله عنه - أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: [ص:586] «مَنْ يُرِدِ الله به خيراً يُصَِبْ منه» أخرجه البخاري و «الموطأ» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 10 / 93 و 94 في المرضى، باب ما جاء في كفارة المرض، والموطأ 2 / 941 في العين، باب ما جاء في أجر المريض.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه البخاري: في «الطب» (بل في المرضى 1: 5) عن عبد الله بن يوسف - والنسائي فيه «الطب الكبرى» (1: 2) عن سويد بن نصر، عن عبد الله بن المبارك و (2: 1) عن الحارث بن مسكين عن ابن القاسم -جميعا عن مالك، عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة - عن سعيد بن يسار عن أبي هريرة تحفة الأشراف (10/77) .(9/585)
7354 - () أنس - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إنَّ الرَّبَّ سُبحانه، يقول: وعِزَّتي وجَلالي، لا أخرِج أحَدا من الدُّنيا أريدُ أن أغفرَ له، حتى أستوْفِيَ كلَّ خطيئة في عُنقه، بِسُقْم في بَدَنه، وإقتار في رِزْقِه» . أخرجه ... (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(إقتار) الإقتار: التَّضْييق على الإنسان في رزقه.
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
هذا الحديث من زيادات رزين، لم أهتد إليه.(9/586)
7355 - () شقيق بن عبد الله - رحمه الله -: قال: مَرِضَ عبدُ الله [بن مسعود] ، فعدناهُ، فجعل يَبكي، فعوتب، فقال: إني لا أبكي لأجل المرض، لأني سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «المرض كفارة، وإنما أبكي أنه أصابَني على حال فترة، ولم يُصِبْني في حال اجتهاد، لأنه يُكتَب لِلْعبد من الأجر إذا مَرِض ما كان يُكتب له قبل أن يَمرض فَمَنَعَهُ منه المرض» . أخرجه ... (1) . [ص:587]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فترة) الفترة: مابين الرسولين من رسل الله تعالى من الزمان، والمراد هاهنا: على سكون وترك من العبادات والمجاهدات.
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
هذا الحديث من زيادات رزين، لم أهتد إليه.(9/586)
7356 - (خ د) أبو موسى - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-غَيْرَ ما مَرَّة ولا مرتين - يقول: «إذا كان العَبْدُ يَعْملُ عملاً صالحاً، فَشَغَلَه عنه مرض، أو سَفَر، كتب الله له كصالح ما كان يَعْمَلُ وهو صحيح مقيم» أخرجه البخاري وأبو داود (1) .
__________
(1) رواه البخاري 6 / 95 في الجهاد، باب يكتب للمسافر ما كان يعمل في الإقامة، وأبو داود رقم (3091) في الجنائز، باب إذا كان يعمل عملاً صالحاً فشغله عنه مرض أو سفر.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري في الجهاد (133) عن مطر بن الفضل، عن يزيد بن هارون، عن العوام ابن حوشب عن إبراهيم بن عن الرحمن عن أبي بردة بن أبي موسى. وأبو داود في الجنائز (2) عن محمد ابن عيسى بن الطباع، ومسدد، كلاهما عن هشيم، عن العوام بن حوشب عن إبراهيم بن عبد الرحمن، عن أبي بردة، عن أبي موسى الأشراف (6/434) .(9/587)
7357 - (ت) أنس - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إنما مثَلُ المؤمن إذا مَرِض وصَحَّ كالبَرَدَةِ تقع من السَّماء في صَفَائها وخلوصها» .
أخرجه ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وقد رواه الترمذي رقم (2087) في الطب، باب رقم (34) ، وإسناده ضعيف.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (2086) حدثنا على بن حجر،قال أخبرنا الوليد بن محمد الموقري،عن الزهري، عن أنس بن مالك،فذكره.
والحديث إسناده ضعيف.(9/587)
7358 - (خ) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «يَقول الله تعالى: ما لِعَبدي المؤمن عندي جَزَاء إذا قَبضتُ صَفِيَّهُ من أهل الدُّنيا ثم احْتَسَبَهُ، إلا الجنَّة» أخرجه البخاري (1) . [ص:588]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(صفيَّه) صفيُّ الإنسان: خليلُه وخاصَّته الذي يصطفيه ويختاره دون الناس.
(احتسبه) قوله: ثم احتسبه، أي ادَّخر أجره عند الله تعالى.
__________
(1) 11 / 207 في الرقاق، باب العمل الصالح الذي يبتغي به وجه الله.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/417) والبخاري (8/112) . كلاهما - عن قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا يعقوب ابن عبد الرحمن عن عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب. عن سعيد المقبري، فذكره.(9/587)
الفصل الثاني: في موت الأولاد
7359 - (خ م) أبو سعيد - رضي الله عنه - قال: قال النِّساءُ لِلنَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم-: «غَلَبَنا عليك الرجالُ، فاجعل لنا يوماً من نَفْسِك، فوعَدَهن يوماً لَقِيهُنَّ فيه، فوعَظَهُنَّ وأمرهنَّ، فكان فيما قال لهنَّ: ما مِنكُن امرأة تقدِّم من ولدِها إلا كان لها حجاباً [من النار] ، فقالت: امرأة: واثنين؟ فقال: واثنين» .
وفي رواية قال: «جاءت امرأة إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقالت: يا رسولَ الله، ذَهَبَ الرجالُ بحَديثكَ، فاجعل لنا من نَفْسِكَ يوماً نأتي فيه تُعلِّمنا مما عَلَّمَك الله، فقال: اجْتَمعن في يوم كذا وكذا، في مكان كذا وكذا، فاجتمعن، فأتاهُنَّ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، فعلَّمهنَّ مما علمه الله، ثم قال: [ص:589] ما مِنْكُنَّ امرأة تقدِّم بين يَدَيْها [من ولدها] ثلاثة إلا كان لها حجاباً من النار فقالت امرأة مِنْهن: يا رسول الله، واثنين؟ فأعادتها مرتين، قال: واثنين، واثنين واثنين» قال البخاري: وقال شَريك عن ابن الأصبهاني، قال: حدَّثني أبو صالح عن أبي سعيد وأبي هريرة عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- قال أبو هريرة: «لم يبلُغوا الحِنْثَ» أخرجه البخاري ومسلم (1) .
وزاد رزين «وإن السِّقْط لَمُحْبَنْطِئ عند باب الجنة، حتى يجيءَ أبواهُ ثم قال: يا مَعْشَر النساء، تصدَّقن، فإنِّي أرِيتُكُنَّ - وفي رواية: رأيتُكُنَّ - أكثرَ أهل النار، ما رأيتُ من ناقصاتِ عقل ودِين أذْهَبَ للبِّ الرجل الحازم من إحْدَاكن، فقالت: ما لنا يا رسول الله أكثرُ أهل النار؟ قال: تَكْفُرْنَ العشيرَ، وتَكْفرنَ الإحسان» .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(لم يبلغوا الحنث) الحنث: الذنب والإثم، المعنى: أنهم لم يبلغوا حتى تُكْتَب عليهم الذنوب التي يعملونها.
(السِّقط) : ما تَضَعُه الحامل من حملها قبل أن يتم.
(لمحبنطئ) المُحْبَنْطِىء: المتغضِّب المستبطىء للشيء، يقال: احبنطأتُ واحبنطيت.
__________
(1) رواه البخاري 1 / 175 في العلم، باب هل يجعل للنساء يوماً على حدة في العلم، وفي الجنائز، باب فضل من مات له ولد فاحتسب، وفي الاعتصام، باب تعليم النبي صلى الله عليه وسلم أمته من الرجال والنساء مما علمه الله ليس برأي ولا تمثيل، ومسلم رقم (2633) في البر والصلة، باب فضل من يموت له ولد فيحتسبه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (3/14) قال: حدثنا حسين بن محمد، قال: حدثنا سليمان بن قرم.
2- وأخرجه أحمد (3/34) قال: حدثنا محمد بن جعفر. وفي (3/72) قال: حدثنا بهز. والبخاري (1/36) قال: حدثنا أدم. وفي (1/36) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا غندر. وفي (2/92) قال: حدثنا مسلم. ومسلم (8/39) قال: حدثنا محمد بن المثنى، وابن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر، (ح) وحدثنا عبيد الله بن معاذ، قال: حدثنا أبي. والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (4028) عن أبي موسى، وبندار، كلاهما عن غندر.
ستتهم - محمد بن جعفر غندر، وبهز، وآدم، ومسلم، ومعاذ - قالوا: حدثنا شعبة.
3- وأخرجه عبد بن حميد (916) . والنسائى في الكبرى (تحفة الأشراف) (4028) عن أحمد بن سليمان كلاهما - عبد وابن سليمان 0 عن عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل.
4- وأخرجه البخاري (9/124) قال: حدثنا مسدد. ومسلم (8/39) قال: حدثنا أبو كامل الجحدي فضيل ابن حسين.
كلاهما - مسدد، وأبو كامل قالا: حدثنا أبو عوانة.
أربعتهم - ابن قرم، وشعبة، وإسرائل، وأبو عوانة - عن عبد الرحمن بن الأصبهاني، عن أبي صالح، فذكره.(9/588)
7360 - (خ م ط ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم-: «لا يموتُ لأحَد من المسلمين ثلاثة من الولد فَتَمَسَّهُ النار، إلا تَحِلَّةَ القَسَم» وفي رواية: «فيلجَ النار، إلا تَحِلَّة القَسَم» أخرجه البخاري ومسلم. ولمسلم أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال لِنسْوَة من الأنصار: «لا يموتُ لإحْداكنَّ ثلاثة من الولد، فَتَحْتَسِبُه، إلا دخلتِ الجنة، فقالت امرأة منهنَّ: أو اثنان يا رسول الله؟ قال: أو اثنان» .
قال البخاري: وقال شريك، عن الأصبهاني: حدَّثنا أبو صالح عن أبي هريرة عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- يعني نحوه - وقال أبو هريرة: «لم يَبْلُغوا الحِنْثَ» .
ولمسلم عن أبي هريرة قال: «ثلاثة لم يبلغوا الحِنْثَ» .
وفي أخرى لمسلم قال: «أتتِ امرأة بصبيّ لها، فقالت: يا نبيَّ الله، ادع الله لي، فلقد دفنتُ ثلاثة، فقال: دفنتِ ثلاثة؟ قالت: نعم، قال: لقد احْتَظَرتِ بحظار شديد من النار» .
وله في أخرى عن أبي حَسَّان قال: قلتُ لأبي هريرة: «إنه قد مات لي ابنان، أفما أنتَ محدِّثي عن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- بحديث يُطَيِّب أنفسنا عن موتانا؟ قال: نعم، صِغارُهم دَعَاميصُ الجنة، يتلقَّى أحدُهم أباه - أو قال: أبويه، فيأخذ بثوبه، أو قال: بيده - كما آخُذُ أنا بِصَنِفَةِ ثوبك هذا، فلا يتناهى - أو قال: لا ينتهِي - حتى يُدْخِلَه الله وأباهُ الجنة» . [ص:591]
وفي أخرى: «فهل سمعتَ من رسول الله - صلى الله عليه وسلم- شيئاً تُطِيِّبُ به أنفسنا عن مَوتانا؟ قال: نعم» ... وذكره.
وفي رواية النسائي: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَا مَنْ مُسْلِمَيْنِ يموت بينهما أولاد لم يبلُغُوا الحِنثَ، إلا أدخلَهم الله بفضل رحْمَتِه إياهم الجنَّة، قال: يقال لَهُم: ادخلوا الجنة، فيقولون: حتى يدخل آباؤنا، فيقال لهم: ادخلوا الجنة أنتم وآباؤكم» .
وله في أخرى قال: «جاءت امرأة إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- بابن لها يَشْتَكي، فقالت: يا رسول الله، أخافُ عليه، وقد قَدَّمتُ ثلاثة، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «لقد احْتَظرتِ بحظار شديد من النار» .
وأخرج «الموطأ» والترمذي والنسائي أيضاً الرواية الأولى (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(تَحِلَّة القسم) : هي تحلَّة قوله تعالى: {وإنْ منكم إلا واردُها} [مريم: 71] والقسم، وقوله تعالى: {فوربِّك لنحشرَنّهم والشياطين} [مريم: 68] والعرب تقسم وتضمر المقسم به، تقديره: فوربِّك، وإن منكم والله إلا [ص:592] واردها، أو نحوه، وقيل: معنى الحديث من قول العرب: ضربه تحليلاً، وضربه تعزيزاً: إذا لم يبالغ في ضربه، وهذا مثل في القليل المفرط القلَّة، وهو أن يباشر من الفعل الذي يُقْسِم عليه المقدار الذي يَبَرُّ به، مثل: أن يحلف على النزول بمكان، فلو وقع به وقعةً خفيفة أجزأة، فتلك تحلَّة القسم، فالمعنى: لا تمسه النار إلا مَسّةً يسيرة، مثل تحليل قسم الحالف.
(احتظرتِ بحظار) : الحظيرة تعمل للإبل من شجر ليقيها البرد والريح، والإحتظار: فِعْلُ ذلك، أراد لقد احتميتِ بحمى عظيم من النار، يقيكِ حرَّها، ويؤمِّنُكِ من دخولها.
(دعاميص) جمع دُعْمُوص، وهي دُوَيِبَّة من دوابِّ الماء، تضرب إلى السواد، شَبَّه الطفل بها لصغره وسرعة حركته.
(بِصنِفَة ثوبك) صَنِفَةُ الثوب: حاشيته وطرفه الذي لا هَدَبَ له.
__________
(1) رواه البخاري 3 / 98 و 99 في الجنائز، باب فضل من مات له ولد فاحتسب، وفي الأيمان، باب قول الله تعالى: {وأقسموا بالله جهد أيمانهم} ، ومسلم رقم (2632) ورقم (2634) و (2635) في البر والصلة، باب فضل من يموت له ولد فيحتسبه، والموطأ 1 / 235 في الجنائز، باب الحسبة في المصيبة، والترمذي رقم (1060) في الجنائز، باب ما جاء في ثواب من قدم ولداً، والنسائي 4 / 25 في الجنائز، باب من يتوفى له ثلاثة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
.صحيح: أخرجه مالك (الموطأ) (162) . والحميدي (1020) قال: حدثنا سفيان وأحمد (2/239) قال: حدثنا سفيان. وفي (2/276) قال: حدثنا عبد الرزاق قال: قال معمر. وفي 20/473) قال: حدثنا يحيى، عن مالك. وفي (2/479) قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا زمعة. والبخاري (2/93) قال: حدثنا على. قال: حدثنا سفيان. وفي (8/167) وفي الأدب المفرد (143) قال: حدثنا إمساعيل. قال: حدثني مالك. ومسلم (8/39) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. قال: قرأت على مالك (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وعمرو الناقد وزهير بن حر ب. قالوا:: حدثناسفيان بن عيينة (ح) وحدثنا عبد ابن حميد وابن رافع، عن عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر..وابن ماجة (1603) قال: حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة. قال: حدثنا سفيان بن عيينة. والترمذي (1060) قال: حدثنا قتيبة، عن مالك بن أنس. (ح) وحدثنا الأنصاري. قال حدثنا معن. قال: حدثنا مالك بن أنس. والنسائي (4/25) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، عن مالك. وفي الكبري (تحفة الأشراف) (10/13133) ، عن محمد بن عبد الله بن يزيد، عن سفيان.
أربعتهم - مالك، وسفيان بن عيينة، ومعمر، وزمعة - عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، فذكره.(9/590)
7361 - (ت) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «من قَدَّم ثلاثة لم يَبْلغُوا الحِنْثَ كانوا له حِصْناً حَصيناً.
قال أبو ذر: قَدَّمت اثنين؟ قال: واثنين، فقال أُبَيُّ بنُ كعب سَيّدُ القُرَّاءِ: قَدَّمْتُ واحداً؟ قال: وواحداً، ولكن إنما ذلك عند الصدمة الأولى» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (1061) في الجنائز، باب ما جاء في ثواب من قدم ولداً، من حديث أبي محمد مولى عمر بن الخطاب، عن أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن عبد الله بن مسعود، وأبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود لم يسمع من أبيه وأبو محمد مولى عمر مجهول، وقال الترمذي: هذا حديث غريب وأبو عبيدة لم يسمع من أبيه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (1/375) (3554) (1/429) (4078) قال:حدثنا هشيم. وفي (1/429) (4077) قال: حدثنا محمد بن يزيد. وفي (1/429) (4078) و (1/451) (4324) قال حدثنا يزيد يعني ابن هارون، وفي (1/420) (4079) قال:حدثنا محمد، ويزيد، وابن ماجة (1606) والترمذي (1061) . قالا:حدثنا نصر بن علي الجهضمي، قال:حدثنا إسحاق بن يوسف.
أربعتهم - هشيم، ومحمد بن يزيد، ويزيد بن هارون، وإسحاق بن يوسف - عن العوام بن حوشب، عن أبي محمد مولى عمر بن الخطاب، عن أبي عبيدة بن عبد الله، فذكره.
قال الترمذي: هذا حديث غريب وأبو عبيدة لم يسمع من أبيه،وأبو محمد مولى عمر مجهول.(9/592)
7362 - (خ س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَا مِن الناس مُسلم يموتُ له ثلاثة من الولد، لم يبلغوا الحِنْثَ، إلا أدخله الله الجنةَ بفضل رحمته» أخرجه البخاري والنسائي.
وفي أخرى للنسائي: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «من احْتَسَب ثلاثة من صُلْبِهِ دخل الجنة، فقامت امرأة، فقالت: أو اثنان؟ فقال: أو اثنان، فقالت المرأة: يا ليتني قلتُ واحداً» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 3 / 95 و 96 في الجنائز، باب فضل من مات له ولد فاحتسب، وباب ما قيل في أولاد المسلمين، والنسائي 4 / 24 في الجنائز، باب ثواب من احتسب ثلاثة من صلبه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه البخاري (2/92) قال:حدثنا أبو معمر،قال:حدثنا عبد الوارث. وفي (2/152) قال حدثنا يعقوب بن إبراهيم،قال:حدثنا ابن عليه. وفي (الأدب المفرد) قال:حدثنا عبد الله بن أبي الأسود. قال:حدثنا زكريا بن عمارة، وابن ماجة ((1065) .والنسائي (4/24) كلاهما عن يوسف بن حماد،قال:حدثنا عبد الوارث.
ثلاثتهم - عبد الوارث، وإسماعيل بن عليه، وزكريا - وعن عبد العزيز، فذكره.(9/593)
7363 - (س) أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَا مِنْ مُسلميْنِ يموت بينهما ثلاثةُ أولاد لم يبلُغوا الحِنْثَ، إلا غَفَرَ الله لهما بفضل رحمته إياهم» أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 4 / 34 في الجنائز، باب من يتوفى له ثلاثة، وهو حديث صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائى في الجنائز (25:2) عن إسماعيل بن مسعود، عن بشر بن المفضل، عن يونس، عن الحسن، عن أبي ذر، فذكره.(9/593)
7364 - (ط) أبو النضر السلمي - رضي الله عنه - أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا يموتُ لأحد من المسلمين ثلاثة من الوَلَد فيحتسبهم، إلا كانوا له جُنَّة من النار فقالت امرأة عند رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-: يا رسول الله، أو اثنان؟ قال: أو اثنانِ» أخرجه الموطأ (1) . [ص:594]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(جُنَّة) الجنة: الوقاية، ومنه: المِجَنُّ للترس، لأنه يقي صاحبه ويستره.
__________
(1) 1 / 235 في الجنائز، باب الحسبة في المصيبة، وهو حديث صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مالك (الموطأ) (162) عن محمد بن أبي بكر بن عمرو بن حزم، عن أبيه. فذكره.(9/593)
7365 - (س) معاوية بن قرة: عن أبيه - رضي الله عنه - «أن رجلاً أتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- ومعه ابن له، فقال [له] : أتحبُّهُ؟ فقال: أحبَّكَ الله كما أحِبُّهُ، فمات، فَفَقَدَهُ، فسأل عنه؟ فقال: ما يَسُرُّكَ أن لا تأتيَ باباً من أبواب الجنة إلا وجدتَهُ عنده يسعى يفتحُ لك؟» .
وفي رواية قال: «كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- إذا جَلَس [يجلس] إليه نفر من أصحابه فيهم رجل له ابن صغير يأتيه من خَلْف ظَهْرِهِ فَيُقْعِدهُ بين يَدَيه، فهلك، فامتنع الرجل أن يحضُر الحلْقَةَ، لذكرِ ابنه، فَفَقَدَهُ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-، فقال: ما لي لا أرى فلاناً؟ قالوا: يا رسول الله، بُنَيُّهُ الذي رأيتَه هلك، فَلَقيه النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-، فسأله عن بُنَيِّه؟ فأخبره أنَّه هلك، فعزَّاه عليه، ثم قال: يا فلان، أيُّما كان أحبُّ إليك: أن تتمتَّع به عُمرَكَ، أو لا تأتيَ إلى باب من أبواب الجنة إلا وجدتَهُ قد سَبَقكَ إليه يَفْتَحهُ لك؟ قال: يا نبيَّ الله، بل يَسْبِقُني إلى باب الجنة فيفتحها [لي] لهو أحب إليَّ، قال: فذاك لك» أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 4 / 23 و 118 في الجنائز، باب الأمر بالاحتساب والصبر عند نزول المصيبة، وباب في التعزية، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (4/23) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال:حدثنا يحيى،قال:حدثنا شعبة، قال: حدثنا أبو إياس، وهو معاوية بن قرة، عن أيه، فذكره.(9/594)
7366 - (ت) ابن عباس - رضي الله عنه -: أنه سمع رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «من كان له فَرَطانِ من أمَّتِي دخل الجنة بهما، قالت عائشةُ: فمن كان له فَرَط من أمِّتك؟ قال: ومن كان له فَرَط يا مُوَّفقَةُ، قالت: فمن لم يكن له فَرَط من أمتك؟ قال: أنا فَرَطُ أمَّتِي، لم يصابوا بمثلي (1) » أخرجه الترمذي (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فرطان) الفرَط: السابق المقدَّم على القوم في طلب الماء والمنزل، وإذا مات للإنسان ولد صغير، فهو فَرَط له.
__________
(1) في نسخ الترمذي المطبوعة: لن يصابوا بمثلي.
(2) رقم (1062) في الجنائز، باب ما جاء في ثواب من قدم ولداً، وإسناده حسن، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (1/334) (3089) قال:حدثنا عبد الصمد. الترمذي (1062) .وفي الشمائل (398) قال: حدثنا نصر بن علي الجهضمي،وأبو الخطاب زياد بن يحيى البصري، وفي الترمذي (1062) أيضا قال: حدثنا أحمد بن سعيد المرابطي، قال:حدثنا بن هلال.
أربعتهم - عبد الصمد، ونصر الجهضمي، وأبو الخطاب، وحبان - عن عبد ربه بن بارق الحنفي، قال: سمعت جدي أبا أمي سماك بن الوليد، فذكره.(9/595)
الفصل الثالث: في حُبِّ الموت ولقاء الله تعالى
7367 - (خ م ت س) عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «من أحبَّ لقاءَ الله أحبَّ الله لقاءه، ومن كَرِهَ لقاءَ الله كَرِهَ الله لِقاءه» زاد البخاري في رواية من طريق همام عن قتادة: فقالت عائشة - أو بعض أزواجِهِ -: «إنَّا لنكرهُ الموتَ، قال: ليس ذلك، ولكن [ص:596] المؤمن إذا حَضَرَهُ الموتُ بُشِّرَ برضوان الله وكرامته، فليس شيء أحبَّ إليه مما أمامه، فأحبَّ لقاءَ الله، فأحبَّ الله لِقاءه، وإن الكافر إذا حُضر بُشِّر بعذاب الله وعُقُوبته، فليس شيء أكْرَهَ إليه مما أمامه، كَرِهَ لِقاءَ الله، وكَرِهَ الله لقاءه» أخرجه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(حُضِرَ) الإنسان: واحتُضِر: إذا نَزل به الموت.
__________
(1) رواه البخاري 11 / 308 في الرقاق، باب من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومسلم رقم (2683) في الذكر والدعاء، باب من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، والترمذي رقم (1066) في الجنائز، باب ما جاء فيمن أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، والنسائي 4 / 10 في الجنائز، باب فيمن أحب لقاء الله.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (5/316) قال: حدثنا محمد بن جعفر. ومسلم (8/65) قال: حدثنا محمد بن المثنى وابن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر. والترمذي (2309) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا أبو داود. والنسائى (4/10) قال: أخبرنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا محمد.
كلاهما - محمد بن جعفر، وأبو داود - عن شعبة.
2- وأخرخه أحمد (5/321) قال: حدثنا عفان. (ح) وحدثنا بهز. وعبد بن حميد (184) قال: حدثني أبو الوليد. والدارمي (2759) قال: أخبرنا حجاج بن منهال. والبخاري (8/132) قال: حدثنا حجاج. ومسلم (8/65) قال: حدثنا هداب بن خالد.
خمستهم - عفان، وبهز، وأبو الوليد، وحجاج، وهداب - قالوا: حدثنا همام - هو ابن يحيى -.
3-وأخرجه الترمذي (1066) . والنسائى (4/10) . كلاهما - الترمذي، والنسائى - عن أحمد بن مقدام، أبي الأشعث العجلي، قال: حدثنا المعتمر بن سليمان، قال: سمعت أبي.
ثلاثتهم - شعبة، وهمام، وسليمان التيمي - عن قتادة، عن أنس، فذكره.(9/595)
7368 - (خ م ت س) عائشة - رضي الله عنها - قالت: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ أحبَّ لقاء الله أحبَّ الله لِقاءه، ومن كَرِهَ لِقاءَ الله كَرِهَ الله لقاءه، فقلت: يا نبيَّ الله، أكَرَاهِيَةُ الموت، فكلُّنا نكره الموتَ؟ قال: ليس كذلك، ولكنَّ المؤمنَ إذا بُشِّرَ برحمة الله ورضوانِهِ وجنَّتِهِ: أحبَّ لقاء الله، فأحبَّ الله لقاءه، وإن الكافِرَ إذا بُشِّر بعذاب الله وسَخَطِهِ، كَرِهَ لِقاءَ الله، فكره الله لقاءه» أخرجه البخاري ومسلم.
ولمسلم قالت: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ أحبَّ لقاءَ الله أحبَّ الله لِقاءه، ومَنْ كَرِهَ لِقَاء الله كَرِهَ الله لِقاءه، والموتُ قبلَ لقاء الله» . [ص:597]
وفي رواية: قال شُرَيح بن هانيء: قال أبو هريرة: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ أحبَّ لِقاء الله أحبَّ الله لِقاءه، ومن كَرِهَ لِقاء الله كَرِهَ الله لِقاءه» قال شُريح: فأتيتُ عائشةَ، فقلتُ: يا أمَّ المؤمنين، سَمِعتُ أبا هريرة يذكر عن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- حديثاً، إن كان كذلك، فقد هَلَكْنَا، فقالت: إن الهالِكَ مَنْ هَلك بقول رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، وماذا [كَ] ؟ قلتُ: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ أحبَّ لقاءَ الله أحبَّ الله لقاءه، ومن كَرِهَ لقاءَ الله كَرِهَ الله لِقاءه» وليس منا أحد إلا وهو يكرهُ الموت، فقالت: قد قاله رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، وليس الذي تذهب إليه، ولكن إذا شَخَص البَصَر، وحَشْرَجَ الصَّدْرُ، واقْشَعَرَّ الجِلْدُ، وتَشَنَّجتِ الأصابع، فعند ذلك مَنْ أحبَّ لقاء الله أحبَّ الله لقاءه، ومن كَرِهَ لقاء الله كَره الله لقاءه. وأخرج الترمذي الرواية الأولى، وأخرج النسائي الأولى والثالثة (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(شخص) شخوص البصر: امتداده إلى السماء، والميت إذا أشرف على مفارقة الدنيا شَخص بصره إلى السماء. [ص:598]
(حشْرَجَ) الحشْرَجَة: الغرغرة عند الموت وتردُّد النَّفَس.
(تشنَّجت) تَشَنُّج الأصابع: اجتماعها وانقباضها متقلِّصة.
__________
(1) رواه البخاري ضمن حديث عبادة المتقدم، ورواه أيضاً تعليقاً 11 / 311 في الرقاق، باب من أحب لقاء الله، وقد وصله مسلم (2684) و (2685) في الذكر والدعاء، باب من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، والترمذي رقم (1067) في الجنائز، باب ما جاء فيمن أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، والنسائي 4 / 10 في الجنائز، باب فيمن أحب لقاء الله.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مسلم (8/65) قال حدثنا محمد بن عبد الله الرزي، قال: حدثنا خالد بن الحارث الهجيمي. (ح) وحدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا محمد ابن بكر. ابن ماجة (4264) قال: حدثنا يحيى بن خلف أبو أسامة. قال: حدثنا عبد الأعلى. والترمذي (1067) قال حدثنا حميد بن مسعدة قال: حدثنا خالد بن الحارث (ح) وحدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا محمد بن بكر. والنسائي (4/10) قال: أخبرنا عمرو بن علي. قال: حدثنا عبد الأعلى. (ح) وأخبرنا حميد بن مسعدة، عن خالد ابن الحارث ثلاثتهم - خالد بن الحارث، ومحمد بن بكر، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى - عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن زرارة بن أوفي، عن سعد بن هشام، فذكره.(9/596)
7369 - (خ م ط س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «قال الله عز وجل: إذا أحبَّ عبدي لقائي أحببتُ لقاءه، وإذا كره لقائي كرهتُ لقاءه» أخرجه البخاري.
وفي حديث مسلم قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ أحبَّ لقاءَ الله أحبَّ الله لقاءه، ومن كَرِهَ لقاءَ الله كَرِهَ الله لقاءه» .
وأخرج «الموطأ» والنسائي الرواية الأولى (1) .
__________
(1) رواه البخاري 13 / 392 في التوحيد، باب قول الله تعالى: {يريدون أن يبدلوا كلام الله} ، ومسلم رقم (2685) في الذكر والدعاء، باب من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، والموطأ 1 / 240 في الجنائز، باب جامع الجنائز، والنسائي 4 / 10 في الجنائز، باب فيمن أحب لقاء الله.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مالك (الموطأ) (165) .وأحمد (2/418) قال:حدثنا قتيبة. وقال:حدثنا المغيرة ابن عبد الرحمن القرشي، والبخاري (9/177) قال: حدثنا إسماعيل، قال:حدثني مالك. والنسائي (4/10) قال: قال الحارث بن مسكين. قراءة عليه وأنا أسمع، عن ابن القاسم. قال:حدثني مالك (ح) وحدثنا قتيبة، قال:حدثنا المغيرة، وفي الكبرى (تحفة الأشراف) (10/13831) عن محمد بن سلمة، عن بن القاسم، عن مالك.
كلاهما - مالك،والمغيرة بن عبد الرحمن - عن أبي الزناد - عن الأعرج، فذكره.(9/598)
7370 - (خ م) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه -: أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَنْ أحبَّ لِقاءَ الله أحبَّ الله لقاءه، ومَنْ كره لقاءَ الله كره الله لقاءه» أخرجه البخاري ومسلم (1) .
هذا آخر كتاب الفضائل، والحمد لله رب العالمين، وهو الكتاب الأول من حرف الفاء.
__________
(1) رواه البخاري 11 / 311 في الرقاق، باب من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومسلم رقم (2685) في الذكر والدعاء، باب من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (8/321) قال:حدثني محمد بن العلاء. ومسلم (8/66) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو عامر الأشعري، وأبو كريب.
ثلاثتهم - محمدبن العلاء أبو كريب، وأبوبكر، أبو عامر - قالوا: حدثنا أبو أسامة، عن بريد، عن أبي بردة،فذكره.(9/598)
الكتاب الثاني من حرف الفاء: في الفرائض والمواريث، وفيه ثلاثة فصول
الفصل الأول: في أسباب الميراث وموانعه
7371 - (خ م ط د ت) أسامة بن زيد - رضي الله عنهما -: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا يرثُ المسلمُ الكافرَ، ولا الكافرُ المسلمَ» أخرجه الجماعة إلا النسائي، ولم يذكر «الموطأ» «ولا الكافرُ المسلم» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 12 / 43 في الفرائض، باب لا يرث المسلم الكافر ولا الكافر المسلم، ومسلم رقم (1614) في الفرائض، في فاتحته، والموطأ 2 / 519 في الفرائض، باب ميراث أهل الملل، وأبو داود رقم (2909) في الفرائض، باب هل يرث المسلم الكافر، والترمذي رقم (2108) في الفرائض، باب ما جاء في إبطال الميراث بين المسلم والكافر.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه الحميدي (541) ،وأحمد 50/.200) والدارمي (3005) قال: حدثنا عمرو بن عون. ومسلم (5/59) قال:حدثنا يحيى بن يحيى بن وأبو بكر بن أبي شيبة،وإسحاق بن إبراهيم وأبوداود (2909) قال:حدثنا مسدد، وابن ماجة (2829) قال:حدثنا هشام بن عمار، محمد بن الصباح، والترمذي (2107) قال:حدثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي، والنسائي في الكبري (تحفة 133) عن قتيبة بن سعد،والحارث بن مسكين.
جميعهم - عن سفيان بن عيينة.
2-وأخرجه أحمد (5/201) قال:حدثنا روح. والبخاري (6/187) قال:حدثنا سليمان بن عبد الرحمن. قال: حدثنا سعدان بن يحيى.
كلاهما - روح، وسعدان - عن محمد بن أبي حفصة.
3- وأخرجه أحمد (5/208) قال:حدثنا عبد الأعلى، وفي (5/209) قال:حدثنا محمد بن جعفر، والدارمي (3002) قال:حدثنا نصر بن علي،قال:حدثنات عبد الأعلى، والنسائى في الكبرى (تحفة 113) عن محمد بن عبد الأعلى،عن يزيد بن زريع.
ثلاثتهم - عبد الأعلى وابن جعفر، ويزيد - عن معمر.
4- وأخرجه أحمد (5/208) قال:حدثنا عبد الرزاق. والبخاري (8/194) قال:حدثنا أبو عاصم
كلاهما عبد الرزاق، وأبوعاصم - عن ابن جريج.
5- وأخرجه ابن ماجة (2730) قال:حدثنا أحمد بن عمرو بن السرج والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (113) عن وهب بن بيان كلاهما عن عبد الله بن وهب، عن يونس.
6- وأخرجه الترمذي (2107) ،والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (113) كلاهما - عن علي بن حجر قال: أخبرنا هشيم
7- وأخرجه النسائى في الكبري (تحفة 113) عن قتيبة عن ليث، عن يزيد بن الهاد (ح) وعن يوسف بن سعيد بن مسلم، عن حجاج بن محمد، عن ليث، عن عقيل (ح) وعن إبراهيم بن عبد الله الخلال عن عد الله بن المبارك، عن أحمد بن سليمان بن معاوية بن هشام، وزيد بن الحباب.
ثلاثتهم - ابن المبارك،ومعاوية،وزيد - عن مالك. (قال:النسائى والصواب من حديث مالك (عن عمر بن عثمان) .
تسعتهم - ابن عيينة، وابن أبي حفصة، ومعمر، وابن جريج، ويونس، وهشيم، وابن الهاد، وعقيل ومالك - عن الزهري، عن علي بن الحسين، عن عمرو بن عثمان، فذكره.(9/599)
7372 - (ت) جابر - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تَوَارُثَ بين أهلِ مِلَّتين» أخرجه الترمذي عن جابر وحده (1) .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (2109) في الفرائض، باب لا يتوارث أهل ملتين، وهو حديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (2108) حدثنا حميد بن مسعدة، حدثنا حصين بن نمير، عن ابن أبي ليلى، عن أبي الزبير، عن جابر، فذكره.
قال أبو عيسى: هذا حديث لا نعرفه من حديث جابر جابر إلا من حديث ابن أبي ليلى(9/599)
7373 - (د) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا يتوارثُ أهلُ مِلَّتَيْن شَتَّى» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (2911) في الفرائض، باب هل يرث المسلم الكافر، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (2911) حدثنا موسى بن إسماعيل ثنا حماد، عن حبيب العلم،عن عمرو بن شعيب، عن أبيه عن جده عبد الله بن عمرو، فذكره.(9/600)
7374 - (خ م د) أسامة بن زيد - رضي الله عنهما -: أنه قال: «يا رسول الله أين تنزِلُ غداً، في دَارِك بمكَّةَ؟ فقال: وهل ترك لنا عَقيل من رِباع أو دُور؟ وكان عقيل وَرِثَ أبا طالب هو وطالب، ولم يَرِثْهُ جعفر ولا عليّ شيئاً، لأنهما كانا مسلمَين، وكان عقيل وطالب كافرَين، وكان عمر بن الخطاب يقول: لا يرثُ المؤمنُ الكافِرَ» .
قال ابن شهاب: وكانوا يتأوَّلُونَ قول الله: {إن الذين آمنوا وهاجروا وجَاهَدُوا بأمْوالِهم وأنفسهم في سبيل الله} - إلى - {أولئكَ بَعْضُهُمْ أَوْليَاءُ بَعْضٍ ... } [الأنفال: 72] .
وفي رواية قال: «قلت: يا رسول الله، أين تنزل غداً؟ - وذلك في حَجّتِهِ، حين دَنَوْنا من مَكَّةَ - فقال: وهل ترك لنا عقيل منزلاً؟» وزاد في رواية «ثم قال: نحن نازلونَ غداً بخَيف بني كِنانة المحصَّب، حيث تقاسمت قريش على الكفر، وذلك: أن بني كنانة حالفت قُريشاً على بني هاشم ألاَّ يبايعوهم، ولا يُؤوُوهم» قال الزهري: الخيف: الوادي، وفي أخرى: أن أسامة قال: «يا رسول الله، أين تنزل غداً؟ وذلك زمن الفتح، قال: وهل [ص:601] ترك لنا عقيل من منزل؟» أخرجه البخاري ومسلم، وأخرج أبو داود الرواية الثانية بالزيادة، وزاد فيه «ولا يُناكِحُوهم» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 3 / 360 و 361 في الحج، باب توريث دور مكة وبيعها وشرائها، وفي الجهاد، باب إذا أسلم قوم في دار الحرب ولهم مال وأرضون فهي لهم، وفي المغازي، باب أين ركز النبي صلى الله عليه وسلم الراية يوم الفتح، ومسلم رقم (1351) في الحج، باب النزول بمكة للحاج وتوريث دورها، وأبو داود رقم (2910) في الفرائض، باب هل يرث المسلم الكافر.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: 1- أخرجه البخاري (2/181) قال: حدثنا أصبغ.، ومسلم (4/108) قال: حدثني أبو الطاهر. وحرملة بن يحيى وابن ماجة (2730) قال: حدثنا أحمد بن عمرو بن السرح خمستهمه عن عبد الله بن وهب، عن يونس بن زيد.
2-وأخرجه مسلم (4/108) قال: حدثنيه محمد بن حاتم، قال: حدثنا روح بن عبادة، قال: حدثنا محمد بن أبي حفصة، وزمعة.
ثلاثتهم - يونس، وابن أبي حفصة وزمعة - عن الزهري، عن علي بن الحسين، عن عمرو بن عثمان، فذكره.(9/600)
7375 - (ط) علي بن الحسين بن علي - رحمهما الله -: قال: «إنما ورث أبا طالب عَقيل وطالب، ولم يرثْه عليّ، فلذلك تركْنا نصيبنا من الشِّعْبِ» .
أخرجه «الموطأ» (1) .
__________
(1) 2 / 519 في الفرائض، باب ميراث أهل الملل، وإسناده منقطع.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في الموطأ بشرح الزرقاني (3/155) عن ابن شهاب عن علي بن حسين بن علي بن أبي طالب فذكره.
والحديث إسناده منقطع.(9/601)
7376 - (ط) محمد بن الأشعث - رحمه الله -: «أن عمَّة له يهوديّة - أو نصرانية - تُوُفِّيَت، فذكر محمد ذلك لعمر بن الخطاب، وقال له: مَن يرثها؟ فقال له عمر: يرثُها أهْلُ دِينها، ثم أتى عثمان بن عفان، فسأله عن ذلك، فقال له عثمان: أترَاني نسيت ما قال لك عمر بن الخطاب؟ يرثها أهْلُ دِينها» .
أخرجه «الموطأ» (1) .
__________
(1) 2 / 519 في الفرائض، باب ميراث أهل الملل، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في الموطأ بشرح الزرقاني (3/156) عن يحيى بن سعيد بن سليمان بن يسار، أن محمد بن الأشعث فذكره.(9/601)
7377 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «القاتل لا يرثُ» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2210) في الفرائض، باب ما جاء في إبطال ميراث القاتل، وفي سنده إسحاق بن عبد الله [ص:602] ابن أبي فروة، وهو متروك، وقال الترمذي: هذا حديث لا يصح، لا يعرف هذا إلا من هذا الوجه، وإسحاق بن عبد الله بن أبي فروة قد تركه بعض أهل العلم، منهم أحمد بن حنبل، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (2645) في الديات، باب العاقل لا يرث، ورقم (2735) في الفرائض، باب ميراث القاتل. أقول: لكن رواه أبو داود في جملة حديث طويل في الديات، باب ديات الأعضاء رقم (4564) بإسناد لا بأس به من حديث محمد بن راشد الدمشقي المكحولي، عن سليمان بن موسى عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، ورواه ابن ماجة بمعناه رقم (2646) في الديات، باب القاتل لا يرث، فالحديث حسن، وقد ساق البيهقي في الباب آثاراً عن عمر وابن عباس وغيرهما تفيد كلها أنه لا ميراث للقاتل مطلقاً.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه ابن ماجة (2645و2735) قال: حدثنا محمد بن رمح المصري. والترمذي (2109) قال: حدثنا قتيبة. والنسائى في الكبرى (تحفة الأشراف) (9/12286) عن قتيبة
كلاهما - ابن رمح، وقتيبة - عن الليث بن سعد، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة، عن الزهري، عن حميد بن عبد الرحمن، فذكره قال الترمذي: هذا حديث لا يصح، لا يعرف إلا من هذا الوجه وإسحاق بن عبد الله بن أبي فروة قد تركه بعض أهل الحديث، منهم أحمد بن حنبل وقال النسائى: إسحاق متروك، وإنما أخرجته لئلا يسقط من الوسط.(9/601)
7378 - (ط) عروة بن الزبير - رحمه الله -: «أن رجلاً من الأنصار - يقال له أحَيْحَةُ بن الجُلاح - كان له عمّ صغير، أصغرُ منه، وكان عند أخْواله - فأخذه أُحَيْحَةُ فقتله ليرثه، فقال أخْوَاله: كنا أهْلَ ثُمِّهِ ورُمِّهِ، حتى إذا استوى على عُمُمِّهِ، غلبَنا حَقُّ امرئ في عَمِّه، قال عروة: فلذلك لا يرث قاتلٌ مَنْ قَتَلَ» . أخرجه «الموطأ» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أهل ثُمِّة ورُمِّه) : الرواية بضم الثاء والراء، وأنكر أرباب اللغة ذلك وإنما هو بفتحها قالوا: الثَّمَ - بالفتح - الجمع، والرَّم: الإصلاح، فأما بالضم: فلا يخلو أن يكون مصدرين، كالشُّكر والكُفر، أو بمعنى المفعول، كالذُّخر، والعُرف، ومعنى الحديث: كنا أهل تربيته، والمتولّين لجميع أمره، وإصلاح [ص:603] شأنه، أو ما كان يرتفع من أمره مجموعاً مُصلَحاً فإنه نحن كنا المخلصين له على تلك الصفة.
(عُمُمِّه) العُمُمّ: صفه، بمعنى العميم، وهو التام الطويل، ويجوز أن يكون جميع عَميم، كسرير وسُرر، وقولهم نخل عُمٌّ، تخفف عُمُم، والمعنى حتى استوى على قَدِّه التام، أو على عظامه أو على أعضائه التامة، وأما التشديدة التي فيها: فإنها التي تزاد في الوقف في قولهم: هذا عمرّ وفرجّ، وإنما زادها مجرياً للوصل مجرى الوقف، وروي بالتخفيف، وروي عَمَمه - بالفتح والتخفيف- وهو مصدر العميم، ومنه قولهم: منكب عَمَم، وصف بالمصدر.
__________
(1) 2 / 868 في العقول، باب ما جاء في ميراث القتل والتغليظ فيه، وهو بمعنى الحديث الذي قبله وانظر ما قاله الزرقاني في " شرح الموطأ " حول هذا الحديث والكلام في أحيحة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في الموطأ بشرح الزرقاني (4/242) عن يحيى بن سعيد، عن عروة بن الزبير، فذكره.(9/602)
7379 - (ط) ربيعة بن أبي عبد الرحمن - رحمه الله -: عن غير واحد من علمائهم «أنهم لم يورّثوا من قُتل يوم الجمل، ولا يوم صفين، ولا يوم الحَرَّة، ثم كان يوم قُدَيد، فلم يورَّث بعضُهم من بعض، إلا من عُلم أنه قتل قبل صاحبه ببيِّنة» أخرجه «الموطأ» (1) .
__________
(1) 2 / 520 في الفرائض، باب من جهل أمره بالقتل أو غير ذلك، ورجاله ثقات. قال مالك: وذلك الأمر الذي لاختلاف فيه ولا شك عند أحد من أهل العلم ببلدنا، وكذلك العمل في كل متوارثين هلكا بغرق أو قتل أو غير ذلك من الموت، إذا لم يعلم أيهما مات قبل صاحبه لم يرث أحد منهما من صاحبه شيئاً، وكان ميراثهما لمن بقي من ورثتهما، يرث كل واحد منهما ورثته من الأحياء.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في الموطأ بشرح الزرقاني (3/157) عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، فذكره.(9/603)
7380 - (ط) سعيد بن المسيب - رحمه الله -: قال: «أبى عمرُ أن [ص:604] يورِّث أحداً من الأعاجم، إلا أحداً ولدَ في العرب» أخرجه «الموطأ» (1) .
وزاد رزين «أو امرأة جاءت حامِلاً، فولَدَت في العرب، فهو يَرِثُها إن ماتت وتَرِثُه إن مات ميراثَهُ في كتاب الله» .
__________
(1) 2 / 520 في الفرائض، باب ميراث أهل الملل، وقد اختلف في سماع سعيد من عمر، ولهذا المعنى شواهد.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في الموطأ بشرح الزرقاني (3/9156 عن الثقة عنده، أنه سمع سعيد بن المسيب، فذكره اختلف في سماع سعيد بن المسيب من عمر.(9/603)
7381 - (د) أبو الأسود الدؤلي - رحمه الله -: قال: أُتِي معاذ بميراث يهودي، فورَّثه ابناً له مُسلماً، وقال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «الإسلام [يعلُو و] لا يُعْلى، ويزيد ولا يَنْقُص» .
وفي رواية عن عبد الله بن بُريدة: أن أخَوين اختصما إلى يحيى بن يَعْمَر، أحدهما مسلم، والآخر يهودي، فورَّث المسلمَ منهما، وقال: حدَّثني أبو الأسود: أن رجلاً حدَّثه أن مُعاذاً قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «الإسلام يزيدُ ولا يَنْقُص، فورَّث المسلم» .
وفي أخرى «أن معاذاً أُتيَ بميراث يهوديّ وارِثُهُ مسلم، بمعناه عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-» . أخرج أبو داود الثانية والثالثة (1) والأولى ذكرها رزين.
__________
(1) رقم (2912) و (2913) في الفرائض، باب هل يرث المسلم الكافر، وهو حديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (2912) حدثنا مسدد،ثنا عبد الوارث، عن عمرو بن أبي حكيم الواسطي، ثنا عبد الله بن بريدة، فذكره.(9/604)
7382 - (ت) عمرو بن شعيب: عن أبيه عن جده - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «أيُّما رجل عاهَرَ بِحُرَّة أو أمَة، فالولد ولَد زِناً، [ص:605] لا يرث من أبيه، ولا يرثُهُ» أخرجه الترمذي، ولم يذكر «ولا يرثه» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(عاهر) المعاهرة: الزنا، والعاهر: الزاني والزانية، وعَهَر بها: إذا زنى.
__________
(1) رقم (2114) في الفرائض، باب رقم (21) ، وفي سنده عبد الله بن لهيعة، وهو ضعيف، وقال الترمذي: وقد روى غير ابن لهيعة هذا الحديث عن عمرو بن شعيب، والعمل على هذا عند أهل العلم أن ولد الزنا لا يرث من أبيه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (2113) حدثنا قتيبة، حدثنا ابن لهيعة، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، فذكره.
قال أبو عيسى: وقد روى غير ابن لهيعة هذا الحديث عن عمرو بن شعيب، والعمل على هذا عند أهل العلم أو ولد الزنا لا يرث من أبيه.
قلت: وفي سنده عبد الله بن لهيعة وهو ضعيف لسوء حفظه.(9/604)
الفصل الثاني: في أحكام الفرائض، وذكر الوارثين، وفيه أربعة عشر فرعاً
الفرع الأول: في الجَد والجدَّة
7383 - (خ) عبد الله بن الزبير - رضي الله عنهما -: كتب أهل الكوفة [إلى ابن الزبير] في الجَدِّ، فقال: أمَّا الذي قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «لو كنتُ مُتَّخِذاً من هذه الأمة خليلاً لاتَّخذتُهُ، فأنزلَه أباً - يعني أبا بكر» .
أخرجه البخاري (1) . [ص:606]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فأنزله أباً) : أي جعل الجد في منزلة الأب وأعطاه من الميراث ما يأخذه الأب.
__________
(1) 7 / 16 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " لو كنت متخذاً خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً ".
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/4و5) قال: حدثنا يحيى بن سيعد، عن ابن جريج، البخاري (5/5) قال: حدثنا سليمان بن حرب. قال: أخبرنا حماد بن زيد، عن أيوب.
كلاهما- ابن جريج، وأيوب - عن عبد الله بن أبي مليكة، فذكره.(9/605)
7384 - (خ) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: «أمَّا الذي قال فيه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- لو كنتُ مُتَّخِذاً من هذه الأمة خليلاً لاتَّخذتُهُ، ولكن خُلَّةُ الإسلام أفضل - أو قال: خير - فإنه أنزلَه أباً، أو قال: قضاه أباً - يعني أبا بكر» قال البخاري: وقال أبو بكر وابن عباس وابن الزبير «الجَدُّ أبٌ» ولم يُذكر أن أحداً خالف أبا بكر في زمانه، وأصحابُ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- مُتَوافِرُون، وقال ابن عباس «يَرِثُني ابن أبي، دونَ إخْوتي، ولا أرث أنا ابنَ أبي» ويذكر عن عمر، وعلي، وابن مسعود، وزيد، أقاويل مختلفة (1) .
__________
(1) رواه البخاري 7 / 15 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " لو كنت متخذاً خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً "، وفي الفرائض، باب ميراث الجد مع الأب والإخوة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (1/359) (3385) قال:حدثنا إسماعيل. والدارمي (2913) والبخاري (5/5) قالا: الدارمي، والبخاري) حدثنا مسلم بن إبراهيم،قال:حدثنا وهيب،والبخاري (5/5) قال:حدثنا معلى. وموسى، قالا:حدثنا وهيب. (ح) وحدثنا قتيبة،قال:حدثنا عبد الوهاب. وفي (8/189) قال: حدثنا أبو معمر، قال: حدثنا عبد الوارث.
أربعتهم - إسماعيل،ووهيب،وعبد الوهاب،وعبد الوارث - عن أيوب عن عكرمة، فذكره.(9/606)
7385 - (د ت) عمران بن حصين - رضي الله عنه -: أن رجلاً جاء رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- فقال: إن ابني مات، فما ليَ من ميراثِهِ؟ قال: لك السُّدُسُ، فلما وَلَّى دعاهُ، فقال: «لك سُدُس آخرُ، فلما وَلَّى دعاه، فقال: إن السُّدُسَ الأخرَ طُعمة» أخرجه أبو داود والترمذي. [ص:607]
قال أبو داود: قال قتادة: فلا يَدْرُون مع أي شيء ورَّثَهُ؟ قال قتادة: أقل شيء وُرِّث الجدُّ: السُّدس (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(طُعمة) : أعطاه هذا الشيء طعمة: إذا أعطاه زيادة على حقه، أو أعطاه شيئاً لا يعطي غيره مثله.
__________
(1) رواه أبو داود رقم (2896) في الفرائض، باب ما جاء في ميراث الجد، والترمذي رقم (2100) في الفرائض، باب ما جاء في ميراث الجد، وإسناده ضعيف، لأنه من رواية الحسن عن عمران بن حصين ولم يسمع منه، وقد عنعنه، ومع ذلك فقد قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/428) قال: حدثنا بهز. وفي (4/436) قال: حدثنا يزيد وأبو داود (2896) قال: حدثنا محمد بن كثير. والترمذي (2099) قال: حدثنا (82-أ) قال: أخبرنا محمد بن بشار بندار، قال: حدثنا أبو داود، يعني سليمان ابن داود الطيالسي، وعفان بن مسلم (ح) وأخبرنا عبد الرحمن بن محمد بن سلام الطرسوسي، قال: حدثنا يزيد بن هارون.
خمستهم - بهز، ويزيد بن هارون، ومحمد بن كثير، وسليمان بن داود، وعفان - عن همام بن يحيى، وعن قتادة، عن الحسن، فذكره.
وإسناده ضعيف لأنه من رواية الحسن عن عمران بن حصين ولم يسمع منه، وقد عنعنه.(9/606)
7386 - (د) الحسن البصري - رحمه الله (1) -: أن عمرَ بنَ الخطاب قال للناس يوماً: «أيُّكم يعلم ما وَرَّثَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- الجَدَّ؟ قال معقل بن يسار: أنا شهدتُهُ وَرَّثَهُ السدسَ، قال: مع من؟ قال: لا أدري، قال: لا دَرَيتَ، فما تغني إذاً؟» أخرجه أبو داود (2) .
__________
(1) في المطبوع: الحسن بن علي رضي الله عنهما، وهو خطأ.
(2) رقم (2897) في الفرائض، باب ما جاء في ميراث الجد، وإسناده منقطع.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (2897) حدثنا وهب بن بقية، عن خالد، عن يونس، عن الحسن، أن عمر، فذكره وإسناده الحديث منقطع.(9/607)
7387 - (ط) معاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنه -: كتب إلى زيد بن ثابت يسأله عن الجَدِّ؟ فكتب إليه زيد «إنكَ كتبتَ إليَّ تسألُني عن الجَدِّ؟ فالله أعلم، وإن ذلك ما لم يكن يقضي فيه إلا الأمراءُ - يعني الخلفاءَ - وقد حضرتُ الخليفتين قبلكَ يعطيانه النصفَ مع الأخِ الواحدِ، والثُّلُثَ مع [ص:608] الاثنين فصاعداً، لا ينقص من الثُّلُثِ وإن كَثُرَ الإخوَةُ» أخرجه «الموطأ» (1) .
__________
(1) 2 / 510 في الفرائض، باب ميراث الجد، وإسناده منقطع، قال الزرقاني في " شرح الموطأ ": وروى البيهقي بسند صحيح، أن عمر قضى أن الجد يقاسم الإخوة للأب والإخوة للأم ما كانت المقاسمة خيراً له من الثلث، فإن كثرت الإخوة أعطي الجد الثلث.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في الموطأ بشرح الزرقاني (3/142) عن يحيى بن سعيد، أنه بلغه أن معاوية بن أبي سفيان، فذكره وإسناده منقطع قال الزرقاني: في شرح الموطأ وروى البيهقي بسند صحيح، أن عمر قضى أن الجد يقام الأخوة للأب والأخوة للأم ما كانت المقاسمة خيرا له من الثلث، فإن كثرت الأخوه أعطى الجد الثلث(9/607)
7388 - (ط) قبيصة بن ذؤيب - رضي الله عنه -: أن عمر بن الخطاب «فرض للجَدِّ الذي يفرِض له الناسُ اليومَ» أخرجه «الموطأ» (1) .
__________
(1) 2 / 511 في الفرائض، باب ميراث الجد، وإسناده منقطع.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في الموطأ مع شرح الزرقاني (3/142) عن ابن شهاب، عن قبيصة بن ذؤيب،فذكره.
وإسناده منقطع.(9/608)
7389 - (ط) سليمان بن يسار - رحمه الله -: أن عمر وعثمان وزيداً «فرضوا لِلجَدِّ الثُّلثَ مع الإخوة إذا كَثُرُوا» أخرجه «الموطأ» (1) .
__________
(1) بلاغاً 2 / 511 في الفرائض، باب ميراث الجد، وإسناده منقطع.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في الموطأ بشرح الزرقاني (3/142) أنه بلغه، فذكره، الحديث إسناده منقطع.(9/608)
7390 - (ت) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال في الجدَّة مع ابنها: «إنَّها أولُ جَدّة أطْعَمها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- سُدساً مع ابنها وابنُها حَيّ» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2103) في الفرائض، باب ما جاء في ميراث الجدة مع ابنها، وفي سنده محمد بن سالم الهمذاني وهو ضعيف، وقال الترمذي: هذا حديث لا نعرفه مرفوعاً إلا من هذا الوجه، وقد ورث بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الجدة مع ابنها ولم يورثها بعضهم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (2102) حدثنا الحسن بن عرفة، حدثنا يزيد بن هارون، عن محمد بن سالم، عن الشعبي، عن مسروق، عن ابن مسعود، فذكره.
قال أبو عيسى: هذا حديث لا نعرفه مرفوعا إلا من هذا الوجه، وقد ورث بعض أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- وسلم الجده مع ابنتها ولم يورثها بعضهم.
قلت في سنده محمد بن سالم الهمداني، وهو أبو سهل الكوفي وهو ضعيف مطرح انظر ترجمته من التهذيب (9/176) .(9/608)
7391 - (ط ت د) قبيصة بن ذؤيب - رضي الله عنه - قال: «جاءت الجَدَّةُ أمُّ الأمِّ - وفي رواية: أمّ الأب - إلى أبي بكر، تسأله ميراثَها، فقال: ما لَكِ في كتاب الله شَيء، وما علمتُ لكِ في سُنَّةِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- شيئاً، فارجعي حتى أسألَ الناس، فسأل الناسَ، فقال المغيرة بن شعبة: [ص:609] حضرتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- أعطاها السُّدسَ، فقال أبو بكر: هل معكَ غيرُك؟ فقال محمد بن مَسْلمة، فقال مثل ما قال المغيرةُ، فأنْفَذَه لها أبو بكر، ثم جاءتْ الجدَّةُ الأخرى إلى عمرَ تسألُه ميراثَها، فقال: مالكِ في كتاب الله شَيء، وما كان القضاء الذي قُضِي به إلا لغيرك، وما أنا بزائد في الفرائض شيئاً، ولكن هو ذاكِ السُّدُس، فإن اجتمعتما فيه، فهو بينكما، وأيَّتُكما خَلَتْ به، فهو لها» أخرجه «الموطأ» والترمذي وأبو داود (1) .
__________
(1) رواه الموطأ 2 / 513 في الفرائض، باب ميراث الجدة، والترمذي رقم (2101) في الفرائض، باب ما جاء في ميراث الجدة، وأبو داود رقم (2894) في الفرائض، باب ميراث الجدة، وإسناده منقطع، رواية قبيصة بن ذؤيب عن أبي بكر مرسلة، وحديث الباب يدل على أن فرض الجدة الواحدة السدس، وكذلك فرض الجدتين والثلاث، وقد نقل محمد بن نصر من أصحاب الشافعي اتفاق الصحابة والتابعين على ذلك، حكى ذلك عنه البيهقي، وانظر " الفتح " 12 / 15 و 16.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في موطئه صفحة (317) . وأحمد (4/225) قال: حدثنا إسحاق بن سليمان، يعني الرزاي (ح) وإسحاق بن عيسى، وأبو داود (2894) قال: حدثنا القعنبي، وابن ماجة (2724) قال: حدثنا سويد بن سعيد، والرمذي (2101) قال: حدثنا الأنصاري، قال: حدثنا معن، وعبد الله بن أحمد (4/225) قال: حدثنا مصعب الزبيري، والنسائى (في الكبرى (الورقة 83-أ) قال: أخبرني هارورن بن عبد الله الحمال، قال: حدثنا معن (يعني ابن عيسى) .
ستتهم - إسحاق بن سليمان، وإسحاق بن عيسى، والقعنبي، وسويد بن سعيد، ومعن، ومصعب الزبيري- عن مالك بن أنس، عن ابن شهاب الزهري، عن عثمان بن إسحاق بن خرشة، عن قبيصة بن ذؤيب، فذكره.
* أخرجه أحمد (4/225) قال: حدثناعبد الرزاق، قال: حدثنا معمر وابن ماجة (2724) قال: حدثنا أحمد بن عمرو بن السرح المصري، قال: أنبأنا عبد الله بن وهب، قال: أنبأنا يونس. والترمذي (2100) قال: حدثنا بن أبي عمرو، قال: حدثنا سفيان. والنسائي في الكبرى (ورقة 83- ء) قال: أخبرنا أبو داود سليمان بن سيف الحراني، قال: حدثنا يعقوب (يعني ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عوف) قال: حدثنا أبي، عن صالح (ح) وأخبرني محمود بن خالد الدمشقي، قال: حدثنا عمر (يعني ابن عبد الواحد الدمشقي) عن الأوزاقي (ح) وأخبرنا نصر بن علي بن نصر الجهضمي، قال: أخبرنا عبد الأعلى يعني ابن عبد الأعلى، قال: حدثنا معمر (ح) وأخبرني محمد بن جبلة الرافقي، قال: حدثنا عبد الله بن سليم، قال: حدثنا عبيد الله يعني ابن عمرو الرقي، عن إسحاق، يعني ابن راشد. (ح) وأخبرني عمران ابن بكار البراد، قال: حدثنا أبو اليمان - يعني الحكم بن نافع-، قال: أخبرنا شعيب. (ح) وأخبرنا هارون ابن سعد بن الهثيم الأيلي، قال: حدثا خالد بن نزار، قال: أخبرنا القاسم بن مبرور، عن يونس.
سبعتهم - معمر، ويونس، وسفيان، وصالح، والأوزاعي، إسحاق بن راشد، وشعيب - عن ابن شهاب الزهري، عن قبيصة بن ذؤيب، فذكره.
* أخرجه الترمذي (2100) قال: حدثنا ابن أبي عمر، والنسائى في الكبرى (الورقة -83 أ) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ.
كلاهما -ابن أبي عمر،، ومحمد بن عبد الله بن يزيد- قالا: حدثنا سفيان، قال: حدثنا الزهري، عن رجل، عن قبيصة بن ذؤيب، فذكراه.
* أخرجه الدارمي (2942) قال: أخبرنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا الأشعث، عن الزهري، فذكراه.
* قال النسائي: الزهري لم يسمعه من قبيصة.(9/608)
7392 - (ط) القاسم بن محمد - رحمه الله -: قال: «أتت الجدتان إلى أبي بكر، فأراد أن يجعل السدس لِلتي من قِبل الأمِّ، فقال له رجل من الأنصار: أما إنك تركتَ التي إن ماتت وهو حيّ كان إياها يرث، فجعل أبو بكر السُّدْسَ بينهما» أخرجه «الموطأ» (1) .
__________
(1) 2 / 513 في الفرائض، باب ميراث الجدة، وإسناده منقطع.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في الموطأ بشرح الزرقاني (3/146) عن يحيى بن سعيد، عن القاسم بن محمد، فذكره.(9/609)
7393 - (د) بريدة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- «جعل للجدَّةِ السُّدُسَ إذا لم يكن دونها أمّ» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (2895) في الفرائض، باب في الجدة، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (7393) حدثنا محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة، أخبرني أبي،ثنا عبيد الله أبو المنيب العتكي، عن ابن بريدة، عن أبيه، فذكره.(9/609)
الفرع الثاني: في البنات والأخوات
7394 - (خ د) الأسود بن يزيد - رحمه الله -: قال: «أتانا معاذ بن جبل باليمنِ معلِّما وأميراً، فسألناه عن رجل تُوفِّي وترك ابنة وأخْتاً؟ فَقَضَى: أن للابنة النصفَ وللأخت النصف، ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- حَيّ» أخرجه البخاري. وعند أبي داود: «أن معاذ بن جبل وَرَّث أخْتاً وابنة، جعل لكل واحدة منهما النصف، وهو باليمن، ونبي الله - صلى الله عليه وسلم- يومئذ حَيّ» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 12 / 12 و 13 في الفرائض، باب ميراث البنات، وباب ميراث الأخوات مع البنات عصبة، وأبو داود رقم (2893) في الفرائض، باب ما جاء في ميراث الصلب.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه البخاري (8/189) قال:حدثنا بشر بن خالد. قال:حدثنا محمد بن جعفر،عن شعبة، عن سليمان، عن إبراهيم، عن الأسود، فذكره.
* أخرجه البخاري (8/188) قال:حدثني محمود. قال:حدثنا أبو النصر. قال: حدثنا أبو معاوية شيبان، عن أشعث، عن الأسود بن يزيد، قال: أتانا معاذ بن جبل باليمن، معلما وأميرا، فسألناّ: عن رجل توفى وترك ابنته وأخته؟ فأعطى الأبنة النصف، والأخت النصف.
* وأخرجه أبو داود (2893) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا أبان. قال:حدثنا قتادة قال: حدثني أبو حسان، عن الأسود بن يزيد،أن معاذ بن جبل أختا وابنة،فجعل لكل واحدا منهما النصف. وهو باليمن، ونبي الله يومئذ حي.(9/610)
7395 - (خ د ت) هزيل بن شرحبيل - رحمه الله - قال: «سئل أبو موسى عن ابنة، وابنة ابن، وأخت؟ فقال: للابنة النصف، وللأخت النصف، وائْتِ ابنَ مسعود، [فسيُتابِعُنِي] ، فسئِل ابن مسعود، وأُخبر بقول أبي موسى، فقال ابنُ مسعود، لقد ضَللْتُ إذاً، وما أنا من المهتدين، ثم قال: أقضي فيها بقضاء رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، للابنة النصف، ولابنة الابن السدس، تكملة الثلثين، وما بقي فللأخت، فأُخْبِر أبو موسى فقال: لا تسألوني ما دام هذا الحَبرُ فيكم» . أخرجه البخاري. [ص:611]
وفي رواية الترمذي وأبي داود: «جاء رجل إلى أبي موسى وسلمان بن ربيعة (1) ، فسألهما عن ابنة، وابنة ابن، وأخت لأب وأمّ ... وذكر نحوه» (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الحَبْرُ) : بفتح الحاء وكسرها: العالم.
__________
(1) في الأصل: سلمان بن أبي ربيعة، والتصحيح من الترمذي وأبي داود وكتب الرجال.
(2) رواه البخاري 12 / 13 و 14 في الفرائض، باب ميراث ابن الابن إذا لم يكن ابن، وباب ميراث الأخوات مع البنات عصبة، وأبو داود رقم (2890) في الفرائض، باب ما جاء في ميراث الصلب، والترمذي رقم (2094) في الفرائض، باب ما جاء في ميراث ابنة الابن مع ابنة الصلب.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه البخاري في الفرائض (ح) عن آدم، عن شعبة - و (12: 2) عن عمرو بن العباس، عن عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، وأبو داود فيه (الفرائض 4: 1) عن عبد الله بن عامر بن زرارة، عن علي بن مسهر عن الأعمش -
ثلاثتهم -. عن أبي قيس الأودي عن هزيل بن شرحبيل عن ابن مسعود، والترمذي في الفرائض 4) عن الحسن بن عرفه، عن يزيد بن هارون، عن سفيان الثوري عن هزيل بن شرحبيل، عن ابن مسعود، وقال: حسن صحيح والنسائي. وفي (الفرائض، الكبرى 8) عن محمود بن غيلان، عن وكيع عن سفيان، عن هزيل عن شرحبيل، عن ابن مسعود. و (9) عن محمد بن عبد الأعلى، عن خالد بن الحارث وفي. (10) ع محمد بن بشار عن غندر.
كلاهما عن شعبة عن هزيل بن شرحبيل عن ابن مسعود، وابن ماجة فيه (الفرائض 2: 2) عن علي بن محمد، عن وكيع، عن هزيل بن شرحبيل، عن ابن مسعود. الأشراف (7/153) .(9/610)
الفرع الثالث: في الإخوة
7396 - (ت) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: «إنكم تَقْرؤون هذه الآية {مِنْ بَعْدِ وَصيَّةٍ تُوصونَ بِها أو دَيْنٍ} [النساء: 12] وإن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قضى بالدَّين قبل الوصية، وإن أعيان بني الأم يتوارثون دون بني العَلاَّت: الرجلُ يرث أخاه لأبيه وأمه، دون أخيه لأبيه» . أخرجه الترمذي (1) . [ص:612]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أعيان) الأعيان: الإخوة من الأب والأم.
(العلات) : الذي أبوهم واحد، وأُمُّهاتهم شَتَّى.
__________
(1) رقم (2095) في الفرائض، باب ما جاء في ميراث الإخوة من الأب والأم، وفي سنده الحارث الأعور وهو ضعيف، وقال الترمذي: هذا حديث لا نعرفه إلا من حديث أبي إسحاق عن الحارث عن علي، وقد تكلم بعض أهل العلم في الحارث والعمل على هذا عند أهل العلم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (2094) حدثنا بندار، حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن الحاراث، عن علي، فذكره.
قلت: في سنده الحارث بن عبد الله وهو الأعور، وفد ضعفه الجمهور، قال ابن المديني «كذاب» وقال شعبة: لم يسمع أبو إسحاق منه إلا أربعة أحاديث.(9/611)
الفرع الرابع: في الجنين
7397 - (خ م ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: «قضى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في جنين امرأة من بني لَحْيان - سقط ميتاً - بغُرَّة عبد، أو أمة، ثم توفيت المرأة التي قضي لها بالغُرَّة، فقضى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بأن ميراثها لبنيها وزوجِها، وأن العَقْلَ على عَصَبَتِها» أخرجه البخاري ومسلم والترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(بِغُرَّةِ عبد أو أمة) الغرة عند العرب: هو العبد والأمة، وعند الفقهاء: ما بلغ ثمنه من العبيد والإماء نصفَ عشرِ الدية، وفي اعتبار نَفَاسَةِ الغُرَّة عند الشافعي وجهان: أحدهما: لا تعتبر، ولو كان قيمتها ديناراً. والثاني: تعتبر، [ص:613] ولا ينقص بها عن خمس من الإبل أو خمسين ديناراً، وذلك نصف عشر الدية أيضاً، والنبي - صلى الله عليه وسلم- كني بالغُرَّة عن الجسم جميعه، والغُرَّة: بياض يكون في وجْهِ الفرَس.
(العقل) الدية، و (العاقلة) : أقارب الرجل الذين يؤدُّون عنه ما يلزمه من الدية.
__________
(1) رواه البخاري 12 / 20 في الفرائض، باب ميراث المرأة والزوج مع ولد غيره، وفي الطب، باب الكهانة، وفي الديات، باب جنين المرأة، ومسلم رقم (1681) في القسامة، باب دية الجنين ووجوب الدية في قتل الخطأ وشبه العمد على عاقلة الجاني، والترمذي رقم (1410) في الديات، باب ما جاء في دية الجنين، ورقم (2112) في الفرائض، باب ما جاء أن الأموال للورثة والفضل على العصبة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري الفرائض (11) عن قتيبة - وفي الديات (26: 1) عن عبد الله بن يوسف، - كلاهما عن ليث بن سعيد، عن عمرو بن الحارث، عن الزهري، عن سعيد، عن أبي هريرة ومسلم في الحدود (11: 2) وأبو داود في الديات (21: 1) والترمذي في الفرائض (19) والنسائي في الديات (34: 5) جميعا عن قتيبة بن عمرو بن الحارث، عن الزهري، عن سعيد عن أبي هريرة. وقال الترمذي: روى يونس هذا الحديث عن الزهري، عن سعيد وأبي سلمة، وروى مالك، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، وعن الزهري، عن سعيد، عن النبي مرسلا الأشراف (10: 38) .(9/612)
7398 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قضى أن المولود إذا استَهَلَّ ثم مات، ورِث ووُرِّثَ، وإذا لم يُسْتَهِلَّ فلا يرِث ولا يورَث» أخرجه أبو داود - وهذا لفظه - قال: «إذا استهل المولود وَرِث» لم يزد (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(استهل المولود) : إذا بكى عند ولادته، فجعل استهلاله كنايةً عن ولادته حياً، وإن لم يستهل: لم يوجد منه أمارة تدل على الحياة.
__________
(1) رواه أبو داود رقم (2920) في الفرائض، باب في المولود يستهل ثم يموت، وفيه عنعنة ابن إسحاق.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبوداود (2920) حدثنا حسين بن معاذ، ثنا عبد الأعلى، ثنا محمد - يعني ابن إسحاق، عن يزيد بن عبد الله قسيط، عن أبي هريرة، فذكره،وفيه عنعنه ابن إسحاق.(9/613)
الفرع الخامس: في ولد الملاعنة
7399 - (د) مكحول الشامي - أبو عبد الله - رحمه الله -: قال: [ص:614] «جَعَلَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ميراث ابن الملاعنة لأمِّه، ثم لورثتها من بعدها» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (2907) في الفرائض، باب ميراث ابن الملاعنة، وإسناده منقطع، ولكن له شواهد بمعناه يرقى بها.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (2907) حدثنا محمود بن خالد وموسى بن عامر، قالا: حدثنا الوليد، أخبرنا ابن جابر، ثنا مكحول، فذكره.
وإسناده منقطع.(9/613)
7400 - (د) عمرو بن شعيب - رحمه الله -: «عن أبيه عن جده عن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- مثله» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (2908) في الفرائض، باب ميراث ابن الملاعنة، وهو حديث حسن بشواهده.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (2908) حدثنا موسى بن عامر، ثنا الوليد، أخبرين عيسى أبو محمد بن،عن العلاء بن الحرث، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، فذكره.
قلت في سنده موسى بن عامر أبو عامر قال: ابن عدي في الكامل (6/350) ولموسى هذا غير حديث مما يعز وجوده عن والوليد وعن غيره ويروى إفرادات وكان يروى عن الوليد ما كان يروى عنه تقدمون من لم يحلق هشاما ودحيما عوضا منهما، وذكر الحافظ ترجمته في التهذيب ولم ينقل إلا ثوثيق ابن حبان له.(9/614)
7401 - (د ت) واثلة بن الأسقع - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «المرأة تَحوزُ ثلاثة مواريث: عتيقَها، ولَقيطَها، وولدَها الذي لاعَنَت عنه» أخرجه أبو داود والترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(لقيطاً) اللقيط: الطفل الذي يُوجد مَرْميّاً على الطرق، لا يُعرَف أبوه ولا أمه، واللقيط في قول عامة الفقهاء: حرّ، وإذا كان حُرّاً فلا ولاء عليه لأحدٍ والميراث إنما يستحق بنسب أو نكاح أو ولاء، وليس بين اللقيط وملقتطه واحد من هذه الثلاثة، وقد ذهب بعضهم إلى أن ولاء اللقيط لملتقطه، احتجاجاً بهذا الحديث، وليس حجة عند الأكثر، وهو ثابت عند الأكثر من أهل النقل. [ص:615]
(لاعنت) : ميراث ابن الملاعنة: فيه خلاف بين الفقهاء، وظاهر لفظ الحديث، يقتضى أن جميع ماله لأمه في حياتها، ولورثتها بعد وفاتها.
__________
(1) رواه أبو داود رقم (2906) في الفرائض، باب ميراث ابن الملاعنة، والترمذي رقم (2116) في الفرائض، باب ما جاء ما يرث النساء من الولاء، وهو حديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/480) قال: حدثنا إبراهيم بن أبي العباس. قال: حدثني محمد بن حرب الخولاني. وفي (4/490) قال: حدثنا أبو النضر. قال: حدثنا بقية بن الوليد الحمصي، عن أبي سلمة الحمصى. وفي (4/106) قال: حدثنا يزيد بن عبدربه. قال: حدثنا محمد بن حرب الخولاني. وأبو داود (2906) قال: حدثنا إبراهيم بن موسى الرازي. قال: حدثنا محمد بن حرب. وابن ماجة (2742) قال: حدثنا هشام بن عمار. قال: حدثنا محمد بن حرب. والترمذي (2115) قال: حدثنا هارون أبو موسى المستملي البغدادي. قال: حدثنا محمد بن حرب. والنسائي في الكبرى (الورقة 83-أ) قال: أخبرنا إسحاق ابن إبراهيم بن راهويه. قال: أخبرنا بقية، يعني بن الوليد. قال: حدثني أبو سلمة الحمصى (ح) أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. قال: أخبرنا محمد ابن حرب وفي (الورقة 84- أ) قال: أخبرني عمرو بن عثمان سعيد بن كثير بن دينار. قال: حدثنا بقية، يعني ابن الوليد. قال: حدثني أبو سلمة سليمان بن سليم
كلاهما - محمد بن حرب، وأبو سلمة الحمصي- عن عمر بن رؤبة التغلبي، عن عبد الواحد بن عبد الله النصرى، فذكره.
تحرف في المطبوع من سنن الترمذي إلى: البصري انظر الحديث الأشراف (9/1744) ..(9/614)
الفرع السادس: في المعتدة (1)
7402 - (ط) محمد بن يحيى بن حبان - رحمه الله - قال: «كانت عند جدي حَبَّان امرأتان، هاشمية وأنصارية، فطلّق الأنصاريةَ وهي تُرضِعُ، فَمرتْ بها سنة، ثم هَلَك ولم تَحِض، فقالت: أنا أرِثُهُ، لم أحِضْ فاختصَمُوا إلى عثمان بن عفّان، فقضى لها بالميراث، فلامَتِ الهاشميةُ عثمانَ، فقال: هذا عَمَلُ ابنِ عمك، هو أشار علينا بهذا - يعني عليَّ بن أبي طالب» . أخرجه «الموطأ» (2) .
__________
(1) في المطبوع: في مطلقة المريض.
(2) 2 / 572 في الطلاق، باب طلاق المريض، وإسناده منقطع، ولكن يشهد له ما بعده.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في الموطأ مع شرح الزرقاني (3/253) عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن يحيى ابن حيان، فذكره.
والحديث إسناده منقطع.(9/615)
7403 - (ط) [عبد الرحمن] الأعرج - رحمه الله -: «أن عثمان بن عفان رضي الله عنه ورَّثَ نِساءَ ابنِ مُكْمِل منه، وكان طلَّقهُنَّ وهو مريض» . أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 2 / 572 في الطلاق، باب طلاق المريض، وإسناده منقطع، لكن يشهد له الذي بعده.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في الموطأ مع شرح الزرقاني (3./252) عن عبد الله بن الفضل،عن الأعرج، فذكره.
والحديث إسناده منقطع.(9/615)
7404 - (ط) ربيعة بن أبي عبد الرحمن - رضي الله عنه - قال: [ص:616] «سألت امرأةُ عبد الرحمن بن عوف منه الطلاقَ، فقال: إذا طَهُرْتِ فآذنيني، فآذَنتْهُ، فطلَّقَها ألْبَتَّةَ، أو تطليقة كانت بَقِيَتْ لها وهو مريض يومئذ، فَوَرَّثَها عثمان من زوجها ميراثَها بعد انقضاء عِدَّتها» . وفي رواية: «أن عبد الرحمن بنِ عوف طلَّقَ امرأتَهُ ألبَتَّةَ وهو مريض يومئذ، فورَّثها عثمان بعد انقضاءِ عِدَّتها» أخرجه «الموطأ» (1) .
__________
(1) 2 / 571 و 572 في الطلاق، باب طلاق المريض، وهو حديث صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في الموطأ مع شرح الزرقاني (3/253) أنه سمع ربيعة بن أبي عبد الرحمن، فذكره.(9/615)
الفرع السابع: في الكَلالة
7405 - (ط) زيد بن أسلم - رحمه الله -: أن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - سأل رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- عن الكَلالة، فقال له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «يكفيكَ من ذلك الآيةُ التي أنزلت في الصيف في آخر سورة النساء» أخرجه «الموطأ» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(كلالة) الكلالة: هي أن يرث الميِّتَ أقاربُه، وليس فيهم ولد له ولا والد.
(آية الصيف) أراد بآية الصيف: الآية التي في آخر سورة النساء، فإنها نزلت في الصيف وهي قوله تعالى: {يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة} [ص:617][النساء: 176] والآية التي في أولها نزلت في الشتاء.
__________
(1) 2 / 515 في الفرائض، باب ميراث الكلالة، وإسناده منقطع، وقد وصله مسلم رقم (1617) في الفرائض، باب ميراث الكلالة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في الموطأ مع شرح الزرقاني (3/. 148) عن زيد بن أسلم، فذكره.
والحديث إسناده منقطع وقد وصله مسلم رقم (1617) في الفرائض باب مراث الكلالة.(9/616)
7406 - (ت د) البراء بن عازب - رضي الله عنه - قال: «جاء رجل إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: يا رسول الله {يَسْتَفْتُونَكَ قُل الله يُفْتِيكم في الكَلالةِ} [النساء: 176] فقال له النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: «تُجْزيك آية الصيف» .
أخرجه الترمذي.
وفي رواية أبي داود قال: «يا رسولَ الله {يَسْتَفْتُونَكَ قُل اللهُ يُفْتِيكم في الكلاَلَةِ} ما الكلالة؟ ... وذكر الحديث» قال راويه: قلت لأبي إسحاق: هُوَ من ماتَ ولم يَدَع ولَداً ولا والِداً؟ قال: كذلك ظَنُّوا أنَّه كَذلِك» وفي أخرى، قال البراء: «نزلت في الكلالة {يَسْتَفْتُونَكَ قُل اللهُ يُفتِيكم في الكَلاَلَةِ} » (1) .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (3045) في التفسير، باب ومن سورة النساء، وأبو داود رقم (2888) و (2889) في الفرائض، باب من كان ليس له ولد وله أخوات، وهو حديث صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود في الفرائض (3:3) عن منصر بن أبي مزاحم والترمذي في التفسير (النسائي: 4/29) عن عبد بن حميد عن أحمد بن يونس -.كلاهما عن أبي بكر عياش، عن أبي إسحاق عن البراء ابن عازب، فذكره.
قلت: أبا بكر بن عياش اختلط بأخره وأورده ابن الكيال في الكواكب النيرات في معرفة من اختلط من الرواية الثقات.(9/617)
الفرع الثامن: في ذوي الأرحام
7407 - (ت) عائشة - رضي الله عنها - قالت: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «الخَالُ وَارِثُ مَن لا وَارِثَ لَهُ» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2105) في الفرائض، باب ما جاء في ميراث الخال، وهو حديث حسن، وقال الترمذي: [ص:618] هذا حديث حسن غريب، وقد أرسله بعضهم ولم يذكر فيه عن عائشة، واختلف فيه أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فورث بعضهم الخال والخالة والعمة، وإلى هذا الحديث ذهب أكثر أهل العلم في توريث ذوي الأرحام، وأما زيد بن ثابت فلم يورثهم وجعل الميراث في بيت المال.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (2104) أخبرنا إسحاق بن منصور، أخبرنا أبو عاصم عن ابن جريج، عن عمرو بن مسلم، عن طاووس عن عائشة، فذكرته.
قال الترمذي: وهذا حديث حسن غريب. وقد أرسله بعضهم ولم يذكر فيه عن عائشة.
قلت: فيه عنعنه ابن جريج وكان يدلس ويرسل.(9/617)
7408 - (د) المقدام بن معد يكرب - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «الخَالُ وارِثُ من لا وارِثَ له، يَعْقِلُ عنه، ويَفُكُّ عنه عانَه، ويَرِثُهُ» أخرجه أبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يفك عانه) : أراد عانيه، وهو أسيره، فحذف الياء، وأما عُنِيُّهُ: فهو مصدر عنا الرجل يعنو عُنُوّاً وعُنِيّاً، وفيه لغة أخرى: عَنِيَ يَعنَى، ومعنى «الأسر» هاهنا: ما تتعلق به ذمته، ويلزمه بسبب الجنايات التي سبيلها أن تتحملها العاقلة.
__________
(1) رقم (2899) و (2900) و (2901) في الفرائض، باب في ميراث ذوي الأرحام، وهو حديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبوداود (2899) قال: حدثنا حفص بن عمر، قال: حدثنا شعبة، عن بديل، عن علي بن أبي صلحة واشد بن سعد، عن أبي عامر الهروزني عبد الله بن يحيى، عن المقدام، فذكره.(9/618)
7409 - (ت) سهل بن حنيف - رضي الله عنه - قال: كتب معي عمر بن الخطاب إلى أبي عبيدة: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «الله ورسولُه مَوْلى من لا مَوْلى له، والخال وَارِثُ من لا وارثَ له» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2104) في الفرائض، في ميراث الخال، وهو حديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (2103) قال:حدثنا بندار، قال: حدثنا أبو أحمد بن الزبيري،قال: حدثنا سفيان، عن عبد الرحمن بن الحارث، عن حكيم بن حكيم بن عباد بن حنيف، عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف، فذكره.
وقال الترمذي:وهذا حديث حسن صحيح.(9/618)
7410 - (ط) عبد الرحمن بن حنظلة الزرقي: عن مولى لقريش [ص:619] كان قديماً يقال له: ابن مِرْسَى، أنه قال: «كنت جالساً عند عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - فلما صلى الظهر قال: يا يَرْفا، هَلمّ ذلك الكتاب - لكتاب كتبه في شَأنِ العَمَّة - فنسألَ عنها ونستَخْبِرَ فيها، فأتى به يَرْفا، فدعا بتَوْر أو قدَح فيه ماء، فمحا ذلك الكتابَ فيه، ثم قال: لَوْ رَضِيَكِ الله [وَارِثَة] أقرَّكِ، لو رضيكِ الله أقرَّكِ» أخرجه «الموطأ» (1) .
__________
(1) 2 / 516 في الفرائض، باب ما جاء في العمة، وفي سنده جهالة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في الموطأ بشرح الزرقاني (3/150) عن محمد بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن عبد الرحمن بن حنظلة الزرقي، فذكره. وفي سنده جهالة.(9/618)
7411 - (ط) محمد بن أبي بكر بن حزم - رحمه الله -: أنه سمع أباهُ كَثَيْراً يقول: كان عمرُ بنُ الخطاب - رضي الله عنه - يقول: «عَجَباً لِلْعَمَّةِ تُورَثُ ولا تَرِثُ» أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 2 / 517 في الفرائض، باب ما جاء في العمة، وإسناده منقطع.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في الموطأ بشرح الزرقاني (3/15) عن محمد بن أبي بكر بن حزم أنه سمع أباه كثيرا يقول: فذكره. والحديث إسناده منقطع.(9/619)
7412 - (د) أبو موسى الأشعري (1) - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «ابنُ أختِ القومِ منهم» أخرجه أبو داود (2) .
__________
(1) في المطبوع: أنس بن مالك، وهو خطأ.
(2) رقم (5122) في الأدب، باب في العصبية، وهو حديث صحيح، وقد رواه البخاري ومسلم مختصراً ومطولاً.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/396) قال: حدثنا محمد بن جعفر. (ح) وحماد بن أسامة. وأبو داود (5122) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو أسامة.
كلاهما - محمد بن جعفر، وحماد بن أسامة، أبو أسامة - عن عوف، عن زياد بن مخراق، عن أبي كنانة، فذكره.
* رواية أبي بكر بن أبي شيبة مختصرة على: ابن أخت القوم منهم.(9/619)
7413 - (س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «ابنُ أختِ القومِ من أنفسهم» أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 5 / 106 في الزكاة، باب ابن أخت القوم منهم، وإسناده صحيح، ورواه أيضاً البخاري 12 / 41 في الفرائض، باب مولى القوم من أنفسهم وابن أخت القوم منهم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (5/106) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أنبأنا وكيع، قال: حدثنا شعبة، عن قتادة، فذكره.(9/619)
الفرع التاسع: في ميراث الدِّية
7414 - (د ت) سعيد بن المسيب - رحمه الله - قال: كان عمرُ بن الخطاب يقول: «الدِّيةُ على العاقلة، وهُمْ يرثونها، ولا تَرِثُ المرأةُ من دِيَةِ زوجِها، فقال الضحاك بن سفيان: إنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كتب إليَّ: أنْ وَرِّثِ امرأةَ أشْيَمِ الضِّبَابيّ من دِيّةِ زوجِها، وكانت من قَوْم آخرين، فرجع عمرُ» أخرجه أبو داود، وقال: «وكان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- استعمل الضحاك على الأعراب» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (2927) في الفرائض، باب في المرأة ترث من دية زوجها، والترمذي رقم (2111) في الفرائض، باب ما جاء في ميراث المرأة من دية زوجها، وله شاهد من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عند أحمد وأبي داود وابن ماجة وغيرهم أن العقل ميراث بين ورثة القتيل، والزوجة من جملتهم، ولذلك قال الترمذي عن حديث سعيد بن المسيب، هذا حديث حسن صحيح، ورواه أيضاً الترمذي في الديات، باب ما جاء أن المرأة ترث من دية زوجها، وقال الترمذي: والعمل على هذا عند أهل العلم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1- أخرجه أحمد (3/452) .وأبوداود (2927) قال:حدثنا بن صالح.
كلاهما - أحمد بن حنبل، وأحمد بن صالح - قالا:حدنثا عبد الرزاق، قال:حدثنا معمر.
2- وأخرجه أحمد (3/452) .وأبو داود (2927) قال:حدثنا أحمد بن صالح. وابن ماجة (2642) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. والترمذي (1415) قال:حدثنا قتيبة، وأحمد بن منيع، وأبو عمار، وغير واحد. وفي (2110) قال:حدثنا قتيبة، وأحمد بن منيع، وغير واحد. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (4973) عن قتيبة. (ح) وعن محمد بن منصور
جميعهم- أحمد بن حنبل، وأحمد بن صالح، وأبو بكر، وقتيبة، وأحمد بن منيع، وأبو عمار، ومحمد بن منصور - عن سفيان بن عيينة.
3-وأخرجه النسائي في الكبرى تحفة الأشراف (4973) عن محمد بن منصور، عن سفيان، عن يحيى بن سعيد.
ثلاثتهم - معمر، وابن عيينه، ويحيى - عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، فذكره.
* أخرجه مالك الموطاة (540) .والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (4973) عن محمد بن معدان بن عيسى بن الحراني، عن الحسن بن محمد بن أعين، عن زهير بن معاوية، عن يحيى بن سعيد.
كلاهما-مالك، ويحيى بن سعيد -عن ابن شهاب، أن عمر سأل الناس.. فذكر نحوه ليس فيه (سعيد ابن المسيب) .(9/620)
الفرع العاشر: في ميراث الصدقة
7415 - (م د ت) بريدة - رضي الله عنه -: «أن امرأة أتَتْ [ص:621] رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- فقالت: كُنتُ تصَدَّقْتُ على أمِّي بِوَليدة، وإنَّها ماتتْ، وتركَتِ الوليدةَ، قال: قد وَجَبَ أجْرُكِ ورَجَعتِ الوليدةُ إليكِ في الميراث» هذا لفظ أبي داود.
وقد أخرجه مسلم والترمذي، وهو عندهما طرف من أول حديث، وهو بتمامه مذكور في «كتاب برّ الوالدين» من حرف الباء، و «كتاب الصوم» من حرف الصاد، وقد أخرجه أبو داود أيضاً مِثْلَهُما (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(بوليدة) الوليدة: الأمَة.
__________
(1) رواه مسلم رقم (1149) في الصيام، باب قضاء الصيام عن الميت، والترمذي رقم (667) في الزكاة، باب ما جاء في المتصدق يرث صدقته، وأبو داود (2877) في الوصايا، باب ما جاء في الرجل يهب الهبة، ورقم (1656) في الزكاة، باب من تصدق بصدقة ثم ورثها، وقد تقدم الحديث في الجزء الأول ص 404 رقم (200) .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: وقد تقدم.(9/620)
7416 - (ط) مالك بن أنس - رحمه الله - قال: بَلَغَني «أن رجلاً من الأنصار من بلحارث بن الخزرج تصَدَّق على أبَوَيْه بِصَدَقَة، فهلَكا، فَوَرِثَ ابنُهما المالَ، وهو نَخْل، فسأل عن ذلك رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-؟ فقال: لقد أُجرْتَ في صدَقَتِكَ، وردَّها عليكَ الميراثُ» أخرجه «الموطأ» (1) .
__________
(1) بلاغاً 2 / 760 في الأقضية، باب صدقة الحي عن الميت، وإسناده منقطع، قال الزرقاني في " شرح الموطأ ": قال ابن عبد البر: روي هذا الحديث من وجوه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في الموطأ بشرح الزرقاني (4/72) بلاغا.
والحديث إسناده منقطع، قال الزرقاني في شرح الموطأ قال ابن عبد البر: روي هذا الحديث من وجوه.(9/621)
الفرع الحادي عشر: في جماعة من الوُرَّاث
7417 - (خ) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: «لما كان المالُ للولد، وكانتِ الوصيةُ للوالدين، فنسخ الله من ذلك ما أحبَّ، فجعل للذَّكَرِ مثلَ حظِّ الأنثيين، وجعل للأبوين لكلِّ واحد منهما السدسَ والثلثَ، وجعل للمرأةِ الثُّمُنَ والرُّبُع، وللزوجِ: الشَّطْرَ والرُّبُعَ» .
أخرجه البخاري (1) .
وفي رواية ذكرها رزين قال: «كان أولاً نزلَ قوله تعالى في سورة البقرة: {كُتِبَ عَلَيْكُمْ إذَا حَضَرَ أَحَدَكم الموتُ إنْ تَرَكَ خَيْراً الوَصِيَّةُ للوالِدَين والأقربينَ بالمعْرُوفِ حَقّاً على المتَّقين} [البقرة: 180] فكانت الوصيةُ للوالدين، والمالُ للولد، فأنزل الله بعد ذلك آيةَ الفرائض، فجعل للذَّكَرِ مثلَ حَظِّ الأنثيين، وجعلَ للأبوين لكلِّ واحد منهما السدسَ مع الولد، وجعلَ للمرأةِ مع الولدِ الثُّمُنَ والرُّبعَ إذا لم يكن له وَلَد، وللزوجِ الرُّبُعَ إذا كان للمرأة ولد منه، أو من غيره، والشطرَ إذا لم يكن لها ولد، وقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «لا وصيةَ لوارث» فبطلَتِ الوصية للوالدين» .
__________
(1) 5 / 278 في الوصايا، باب لا وصية لوارث، وفي تفسير سورة النساء، باب قوله: {ولكم نصف ما ترك أزواجكم} ، وفي الفرائض، باب ميراث الزوج مع الولد وغيره.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (2747) حدثنا محمد بن يوسف، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن عطاء، فذكره.(9/622)
7418 - (خ) زيد بن ثابت - رضي الله عنه - قال: «إذا ترك رجل أو امرأة بنتاً، فلها النصف، وإن كانتا اثنتين أو أكثر، فلهنَّ الثُّلثانِ، وإن كان مَعَهُنَّ ذَكَر، بُدِئَ بمن شَرَكَهم، فيعطَى فريضتَهُ، فما بقي فللذَّكَرِ مثلُ حَظِّ الأُنْثَيَيْنِ» أخرجه البخاري في ترجمة باب (1) .
__________
(1) كذا في الأصل: أخرجه البخاري في ترجمة باب، وفي المطبوع: جعله جزءاً من رواية رزين التي قبله، وقد رواه البخاري تعليقاً 12 / 8 في الفرائض، باب ميراث الولد من أبيه وأمه، قال الحافظ في " الفتح ": وصله سعيد بن منصور عن عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه عن خارجة بن زيد بن ثابت عن أبيه ... فذكر مثله سواء، إلا أنه قال بعد قوله: وإن كان معهن ذكر: فلا فريضة لأحد منهن، ويبدأ بمن شركهم فيعطى فريضته، فما بقي بعد ذلك فللذكر مثل حظ الأنثيين.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
رواه البخاري تعليقا (12/8) في الفرائض، باب ميراث الولد من أبيه وأمه.
وقال الحافظ في الفتح وصله سعيد بن منصور، عن عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن أبيه، عن خارجة بن زيد بن ثابت، عن أبيه.(9/623)
7419 - (خ) زيد بن ثابت - رضي الله عنه - قال: ولدُ الأبناءِ بمنزلةِ الأبناءِ إذا لم يكن دونَهُنَّ ابن، ذكَرُهم كَذَكَرِهِمْ، وأُنثاهم كأنثاهم، يَرِثُون كما يَرِثُون، ويَحْجُبُون كما يَحْجُبُون، ولا يَرِثُ ولدُ ابن مع ابن ذَكَر، فإن ترك ابنَة وابن ابن ذكراً، كان للبنتِ النصفُ، ولابن الابن ما بَقيَ، لقولِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-: «ألْحِقُوا الفَرَائَِض بأهْلِها، فما بَقِيَ فهو لأولَى رَجُل ذَكَر» أخرجه البخاري نحوه أخصر منه في ترجمة باب (1) .
[ص:624]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(لأوْلَى) أقرب، والولي: القريب، يريد أقرب العصبة إلى الميت، كالأخ والعم، فإن الأخ أقرب من العم، ولو كان قوله «أوْلَى» بمعنى أحق لبقي الكلام مُبْهَماً لا يُستفاد منه بيان الحكم، إذ كان لا يُدرى مَن الأحق ممَّن ليس بأحق، فَعُلِم أن معناه: أقرب النسب إليه.
__________
(1) في المطبوع: أخرجه رزين، وقد رواه البخاري تعليقاً 12 / 13 في الفرائض، باب ميراث ابن الابن إذا لم يكن ابن. قال الحافظ في " الفتح ": وصله سعيد بن منصور عن عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه عن خارجة بن زيد عن أبيه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
رواه البخاري تعليقا (12/13) في الفرائض، باب ميراث ابن الابن إذا لم يكن ابن.
وقال الحافظ في الفتح وصله سعيد بن منصور، عن عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن أبيه، عن خارجة بن زيد، عن أبيه.(9/623)
7420 - (خ) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: «سُئِلَ عن ابْنَيْ عَمّ، أحدهما: أخ لأمّ، والآخر: زوج، فقال: للزوج النصف، وللأخ من الأم: السدسُ، وما بقي بينهما نصفان (1) » أخرجه ... (2) .
__________
(1) في الأصل: نصفين.
(2) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وقد رواه البخاري تعليقاً 12/22 في الفرائض، باب ابني عم أحدهما أخ للأم والآخر زوج، قال الحافظ في " الفتح ": وصله سعيد بن منصور.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
رواه البخاري تعليقا (12/22) في الفرائض، باب ابني عم أحدهما أخ للأم والأخر زوج.
وقال الحافظ في الفتح وصله سعيد بن منصور.(9/624)
7421 - (خ م ت د) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «ألحِقُوا الفَرَائِضَ بأهلِها، فما بَقيَ فهو لأوْلى رَجُل ذكر» .
وفي رواية «اقسِمُوا المالَ بين أهْلِ الفرائض على كتاب الله، فما تركت الفرائضُ فَلأوْلَى رَجُل ذَكَر» . أخرجه البخاري ومسلم والترمذي وأبو داود (1) .
__________
(1) رواه البخاري تعليقاً 12 / 8 في الفرائض، باب ميراث الولد من أبيه وأمه، وباب ميراث ابن الابن [ص:625] إذا لم يكن ابن، ومسلم رقم (1615) في الفرائض، باب ألحقوا الفرائض بأهلها فما بقي فلأولى رجل ذكر، والترمذي رقم (2099) في الفرائض، باب ميراث العصبة، وأبو داود رقم (2898) في الفرائض، باب في ميراث العصبة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (1/292) (2657) قال: حدثنا عفان. وفي (1/325) (2995) قال: حدثنا يحيى بن آدم، والبخاري (8/187) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. وفي (8/188) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم. وفي (8/189) قال: حدثنا سليمان بن حرب. ومسلم (5/59) قال: حدثنا عبد الأعلى بن حماد وهو النرسي. والترمذي (2098) قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن، قال: أخبرنا مسلم بن إبراهيم. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (5705) عن محمد بن معمر، عن حبان.
سبعتهم - عفان، ويحيى بن آدم، وموسى بن إسماعيل، ومسلم بن إبراهيم، وسليمان بن حرب، وعبد الأعلى بن حماد، وحبان - عن وهيب بن خالد.
2- وأخرجه أحمد (1/313) (2862) . ومسلم (5/59) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، ومحمد بن رافع، وعبد بن حميد. وأبو داود (2898) قال: حدثنا أحمد بن صالح، ومخلد بن خالد. وابن ماجه (2740) قال: حدثنا العباس بن عبد العظيم العنبري. والترمذي (2098) قال: حدثنا عبد بن حميد.
سبعتهم - أحمد بن حنبل، وإسحاق، ومحمد بن رافع، وعبد بن حميد، وأحمد بن صالح، ومخلد، والعباس بن عبد العظيم - عن عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر.
3- وأخرجه البخاري (8/190) . ومسلم (5/59) قالا: حدثنا أمية بن بسطام -العيشي- قال: حدثنا يزيد ابن زريع، قال: حدثنا روح بن القاسم.
4- وأخرجه مسلم (5/60) قال: حدثنيه محمد بن العلاء أبو كريب الهمداني، قال: حدثنا زيد بن حباب، عن يحيى بن أيوب.
أربعتهم - وهيب، ومعمر، وروح بن القاسم، ويحيى بن أيوب - عن عبد الله بن طاووس، عن أبيه، فذكره.
* أخرجه النسائي في الكبرى تحفة الأشراف (5705) عن أحمد بن سليمان، عن أبي داود الحفري، عن سفيان الثوري، عن عبد الله بن طاووس، عن أبيه. مرسلا.
قال النسائي: كأن حديث الثوري قال: أشبه بالصواب.(9/624)
7422 - (د) زينب [زوج ابن مسعود]- رضي الله عنهما -: «أنها كانت تَفْلي رأسَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، وعنده امرأةُ عثمانَ بنِ عفَّان، ونِساءٌ من المهاجرات، وهُنَّ يشتكين منازلَهنَّ: أنها تضيقُ عليهنَّ، ويُخرَجْنَ منها، فأمر رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: أن تورَّث دورُ المهاجرين النساءَ، فمات عبد الله بن مسعود فورِثَتهُ امرأتُه داراً بالمدينة» أخرجه أبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(تورَّث دور المهاجرين النساء) قال الخطابي: تخصيص نساء المهاجرين بتوريث الدُّور، يشبه أن يكون ذلك على معنى القسمة بين الورثة، وإنما خصهن بالدور، لأنهن بالمدينة غرائب لا عشيرة لهن، فاختار لهن المنازل، لما رأى من المصلحة، قال: ويجوز أن تكون الدُّور في أيديهن على سبيل الرفق بهن للسكنى فيهن لا للتمليك، كما كانت حُجَر النبي - صلى الله عليه وسلم- في أيدي نسائه بعده.
__________
(1) رقم (3080) في الخراج والإمارة، باب في إحياء الموات، وفي سنده عبد الواحد بن زياد العبدي، في حديثه عن الأعمش مقال، وحديثه هنا عنه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (3080) حدثنا عبد الواحد بن غياث،قال: ثنا عبد الواحد بن زياد،حدثنا الأعمش، عن جامع بن شداد، عن كلثوم، عن زينب، فذكرته.
قلت: ذكر الحافظ في التذهيب في ترجمة عبد الواحد بن زياد قال: قال أبو داود ثقة عمد إلى أحاديث كان يرسلها الأعمش فوصلها.(9/625)
الفرع الثاني عشر: في الولاء
7423 - (ت) عمرو بن شعيب - رحمه الله - عن أبيه عن جده أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «يَرِثُ الولاءَ مَن يرثُ المال» أخرجه الترمذي. وقال: ليس إسناده بالقوي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الولاء) : ولاء العبد إذا عتق، فمتى مات ورثه معتقه.
__________
(1) رواه الترمذي رقم (2115) في الفرائض، باب ما جاء فيمن يرث الولاء، وفي سنده ابن لهيعة، وهو ضعيف، ولذلك قال الترمذي: ليس إسناده بالقوي.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (2114) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا ابن لهيعة، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، فذكره.
* قال أبو عيسى الترمذي: هذا حديث ليس إسناده بالقوي.
قلت: هو كما قال الإمام الترمذي فإن في إسناده ابن لهيعة وهو ضعيف لسوء حفظه.(9/626)
7424 - () وعنه عن أبيه عن جده: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «مِيراثُ الولد للأكبر من الذكور، ولا يَرِث النساءُ من الولاء، إلا ولاءَ من اعتَقْنَ، أو أعتقَ من اعتَقْنَ» أخرجه ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع جعله مع الحديث الذي قبله حديثاً واحداً.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
لم أقف عليه.(9/626)
7425 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: «أرادت عائشة - رضي الله عنها - أن تشتريَ جارية تعتقها، فأبى أهلُها إلا أن يكونَ لهم الولاءُ، فذكرتْ ذلك لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: لا يمنَعُكِ ذلك، فإنما الولاءُ لمن أعتقَ» أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (1505) في العتق، باب إنما الولاء لمن أعتق.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مسلم (1505) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا خالد بن مخلد، عن سليمان بن بلال قال: حدثني سهيل ين أبي صالح، عن أبيه، فذكره.(9/626)
7426 - (خ م ط د ت س) عائشة - رضي الله عنها - أرادت عائشة أن تشتريَ بَريرةَ، فاشترطُوا الولاء، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: «الولاءُ لمن أعطى الثمن، أوْ وَلِي النِّعْمَةَ» هذه رواية الترمذي.
وقد أخرج الجماعة كلُّهم أحاديثَ بَرِيرةَ من طُرُق عِدَّة، ذُكِرَ بعضُها في «كتاب البيع» ، وبعضها في «كتاب العتق والكتابة» ، وبعضها في «كتاب الطلاق» ، وبعضها في «كتاب الصدقة» .
فمن جملة رواياتها: ما أخرجه البخاري من حديث أيْمن المكي، قال: دَخَلْتُ على عائشةَ، فقلتُ: كنتُ غلاماً لعُتْبَةَ بن أبي لهب، ومات وَوَرِثَني بَنُوه، وإنَّهم باعوني من ابن [أبي] عمرو، واشترط بنو عُتْبَةَ الولاءَ فقالت: دخلتْ عَلَيَّ بريرةُ، فقالت: اشتريني وأعتقيني، قلتُ: نعم، قالت: لا يبيعوني حتى يشترطوا وَلائي، قلتُ: لا حاجةَ لي فيكِ، فسمع بذلك النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-، أو بَلَغَهُ، فقال: ما شأنُ بَرِيرةَ؟ فذكرتْ عائشةُ ما قالتْ، فقال: اشتريها فأعتقيها، وليشترطوا ما شاؤوا، قال: فاشترتها فأعتقتْها، واشترط أهلُها ولاءها، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: «الولاءُ لمن أعتق، وإن اشترطوا مائةَ شرط» والروايات فيها كثيرة فلم نُعِدْها.
وأخرج أبو داود من جملتها عن ابن عمر عن عائشةَ، مثل رواية أبي [ص:628] هريرة المذكورة قبل هذا (1) .
__________
(1) تقدم الحديث وتخريجه في الجزء الأول ص / 520 و 521 برقم (341) ، وفي الجزء الثامن ص / 94 - 97 برقم (5945) فليراجع.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: تقدم تخريجه.(9/627)
7427 - (ط) أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام - رحمه الله -: «أن العاص ابن هشام هَلَكَ، وترك بنين ثلاثة: اثنان لأمّ، وآخرَ لِعَلَّة (1) ، فهلك أحَدُ اللذين لأمّ، وترك مالاً ومَوَاليَ، فَوَرِثَهُ أخوه الذي لأبيه وأمِّه المالَ وولاءَ مواليه، ثم هلك الذي ورِثَ المال، ووَلاءَ الموَالِي، وترك ابنَهُ وأخاً لأبيه، فقال ابنُ المتوفَّى: قد أحرزتُ ما كان أحرز أبي من المال والولاء، وقال أخوه: ليس كذلك إنما أحرزت المال فقط، وأما ولاءُ الموالي، فلا، أرأيتَ لو هلك أخي اليوم، ألستُ أرِثُهُ أنا؟ فاختصما إلى عثمان بن عفان، فقضى بالولاءِ لأخي الميت، وبالمال لأبي الموالي (2) » أخرجه «الموطأ» (3) .
[ص:629]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(لِعَلَّة) [يقال] : هؤلاء إخوة لِعَلَّة: إذا كانوا ذوي أب واحد وأمهاتٍ متفرقة.
__________
(1) أي لامرأة أخرى، مأخوذ من العلل، وهو الشرب بعد الشرب، لأن الأب لما تزوج امرأة بعد أخرى صار كأنه شرب مرة بعد أخرى.
(2) في نسخ الموطأ المطبوعة: فقضى لأخيه بولاء الموالي.
(3) 2 / 784 في العتق، باب ميراث الولاء، ورجاله ثقات، قال الزرقاني في " شرح الموطأ ": وفي هذه القصة إشكال، لأن العاصي قتل يوم بدر كافراً، فكيف يموت في زمن عثمان ويتحاكم إليه في إرثه، والذي يرفع الإشكال أن يكون التحاكم في الإرث تأخر إلى زمن عثمان، لكن من يقتل يوم بدر كافراً لا يتحاكم في إرثه إلى عثمان في خلافته، ثم وجدت أن الذي تحاكم إلى عثمان ولد العاصي بن هشام، فيحتمل أنه سعيد الذي ذكره ابن أبي حاتم، كذا قال الحافظ في " تعجيل المنفعة " وسهوه ظاهر، فإنه لم يتخاصم في إرث العاصي، وإنما ذكر في صور الخبر لبيان أنه خلف شقيقين وواحداً من أم أخرى، والذي تخاصم إلى عثمان إنما هو ابن العاصي وابن ابنه الذي مات أبوه قبل ذلك، وقد كان ورث شقيقه ماله وولاء مواليه لموته بلا ولد، فاختصما في ولاء مواليه دون إرثه ولا ذكر لميراث العاصي أصلاً، فلا إشكال.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في الموطأ بشرح الزرقاني (4/123) عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن عبد الملك بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، عن أبيه، أنه أخبره، فذكره.(9/628)
7428 - (د) عمرو بن شعيب - رحمه الله -: عن أبيه عن جده «أنَّ رِيابَ بنَ حُذَيفةَ تزوج امرأة، فَوَلَدَتْ له ثلاثة غِلْمَة، فماتت أمُّهم، فورثوها رِباعَها وولاءَ مواليها، وكان عمرو بنُ العاص عَصَبَةَ بنيها، فأخرجهم إلى الشام، فماتوا، فَقَدِمَ عمرو بن العاص، ومات مولى لها، وترك مالاً، فخاصمه إخوتُها إلى عمر بن الخطاب، فقال عمرُ: قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: «ما أحرز الولدُ والوالد (1) فهو لعصبته مَنْ كان» قال: فَكَتَبَ له كتاباً فيه شهادةُ عبدِ الرحمن بن عوف، وزيدِ بنِ ثابت ورجل آخرَ، فلما استُخْلِف عبدُ الملك بنُ مروان، اختصموا إلى هشام بن إسماعيل - أو إلى إسماعيل بن هشام - فدفعهم إلى عبد الملك [بن مروان] ، فقال: هذا من القضاء الذي ما كنتُ أراه، فقضى بكتاب عمر بن الخطاب، قال: فنحنُ فيه إلى الساعة» أخرجه أبو داود (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الغِلْمة) جمع غلام، وأراد به: الأولاد.
__________
(1) في نسخ أبي داود المطبوعة: ما أحرز الولد أو الوالد.
(2) رقم (2917) في الفرائض، باب في الولاء، وإسناده حسن، ورواه أيضاً ابن ماجة، والنسائي مسنداً ومرسلاً، وصححه ابن المديني وابن عبد البر.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (2917) قال: حدثنا عبد الله بن عمرو بن أبي الحجاج أبو معمر،قال: حدثنا عبد الوارث، عن حسين المعلم، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، فذكره.(9/629)
الفرع الثالث عشر: في العصبة
7429 - (خ م د ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «أنا أوْلَى بالمؤمنين من أنفسهم، فمن مات وعليه دَين، ولم يترك وفاء، فعلينا قضاؤه، ومن ترك مالاً فلورثته» .
وفي رواية: أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «ما مؤمن، إلا وأنا أوْلى به في الدنيا والآخرة، واقرؤوا إن شئتم {النبيُّ أَوْلى بالمؤمنين من أنفسهم} [الأحزاب: 6] فأيُّما مؤمن مات وترك مالاً فلْيَرِثْه عصبتُه مَنْ كانوا، ومن تَرَك دَيْناً أو ضَياعاً فلْيأتِني، فأنا مولاه» .
وفي أخرى: أنه قال: «أنا أوْلَى بالمؤمنين من أنفسهم، فمن مات وتَرَكَ مالاً، فمالُهُ لموالي العصبة، ومن تركَ كلاًّ، أو ضَياعاً فأنا وليُّه، فلأدْعَ (1) له» .
وفي أخرى قال: «والذي نفس محمد بيده، إنَّ ما على الأرض من مؤمن إلا أنا أوْلى الناس به، فأيُّكم ترك دَيْناً أو ضَياعاً فأنا مولاه، وأيُّكم ترك مالاً، فإلى العصبة من كان» . وفي أخرى: «أنا أوْلى بالمؤمنين في كتاب الله، فأيُّكم ما ترك دَيْناً أو ضَيعة، فادعوني، فأنا وَليه، وأيُّكم ما ترك مالاً، فليؤثَر بماله عصبتُه من كان» . [ص:631]
وفي أخرى أنه قال: «من ترك مالاً فلورثته، ومن ترك كَلاًّ فإلينا» .
وفي أخرى «ومن ترك كَلاًّ وَليْتُه» .
أخرج الأولى والثانية والثالثة البخاري.
وأخرج الرابعة والخامسة مسلم، وأخرجا الباقي.
وفي رواية الترمذي «من ترك مالاً فلأهْلِه، ومن ترك ضَياعاً فإليَّ» .
وفي رواية أبي داود مثل الرواية السادسة (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ضياعاً) : الضَّياع، بفتح الضاد: العيال.
(الكلّ) : العيال والثقل.
__________
(1) كذا في الأصل: فلأدع، بحذف الألف، وفي نسخ البخاري المطبوعة: فلأدعى، بإثبات الألف، وكلاهما جائز.
(2) رواه البخاري 12 / 7 في الفرائض، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " من ترك مالاً فلأهله "، وباب ابني عم أحدهما أخ للأم والآخر زوج، وباب ميراث الأسير، وفي الكفالة، باب الدين، وفي الاستقراض، باب الصلاة على من ترك ديناً، وفي التفسير، باب سورة الأحزاب وفاتحتها، وفي النفقات، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " من ترك ضياعاً فإلي "، ومسلم رقم (1619) في الفرائض، باب من ترك مالاً فلورثته، والترمذي رقم (2091) في الفرائض، باب ما جاء من ترك مالاً فلورثته ورقم (1070) في الجنائز، باب الصلاة على المديون، وأبو داود رقم (2955) في الخراج والإمارة، باب في أرزاق الذرية.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/455) قال: حدثنا محمد بن جعفر وبهز. والبخاري (3/155 و 8/193) قال: حدثنا أبو الوليد. ومسلم (5/63) قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري. قال: حدثنا أبي. (ح) وحدثنيه أبو بكر بن نافع، قال: حدثنا غندر. (ح) وحدثني زهير بن حرب. قال: حدثنا عبد الرحمن، يعني ابن مهدي. وأبو داود (2955) قال: حدثنا حفص بن عمر.
ستتهم - محمد بن جعفر غندر، وبهز، وأبو الوليد، ومعاذ العنبري، وابن مهدي، وحفص - قالوا: حدثنا شعبة، عن عدي بن ثابت، عن أبي حازم، فذكره.(9/630)
7430 - (د) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «أنا أوْلَى بالمؤمنين من أنفسهم، مَنْ تَرَكَ مالاً فلأهله، ومن ترك ضَياعاً فإليَّ وعَليَّ» . [ص:632]
وفي رواية «أنا أولى بكل مؤمن من نفسه، فأيُّما رجل مات وترك دَيناً فإليَّ، ومن مات وترك مالاً، فلورثته» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (2956) في الخراج والإمارة، باب في أرزاق الذرية، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (2956) قال: حدثنا أحمد بن حنبل، قال: حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة، فذكره.(9/631)
الفرع الرابع عشر: فيمن لا وارث له
7431 - (د) المقدام بن معد يكرب - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ تَرَكَ كَلاًّ فإليَّ - وربما قال: فإلى الله ورسوله - ومن ترك مالاً فلورثته، وأنا وارثُ مَنْ لا وارثَ له، أعْقِلُ عنه وأرِثُه، والخال وارثُ مَن لا وارثَ له، يَعْقِلُ عنه ويرثُه» .
وفي أخرى: أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «أنا أولى بكل مؤمن من نفسه، فمن ترك دَيناً أو ضَيْعَة فإليَّ، و [من] ترك مالاً فلورثته، وأنا مولى من لا مولى له، أرِث مالَه وأفُكُّ عانه، والخال مَوْلَى من لا مولى له، يرث ماله ويَفُكُّ عانه» أخرجه أبو داود، وقال: معنى الضيعة هنا: العيال (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (2900) في الفرائض، باب ميراث ذوي الأرحام، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (2900) حدثنا سليمان بن حرب في آخرين، قالوا: حدثنا حماد، عن بديل -يعني ابن ميسرة - عن علي بن أبي طلحة، عن راشد بن سعد، عن أبي عامر الهوزني، فذكره.
قال أبو داود: رواه الزبيدي عن راشد بن سعد، عن ابن عائذ، عن المقدام، ورواه معاوية بن صالح، عن راشد، قال: سمعت المقدام ...(9/632)
7432 - (د ت) عائشة - رضي الله عنها -: أن مولى لرسول الله - صلى الله عليه وسلم- مات، وترك شيئاً ولم يدَع حَميماً ولا ولداً، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «أعطوا ميراثه رجلاً من أهل قريته» . [ص:633]
وفي رواية قال: «هاهنا رجل من أهل أرضه؟ قالوا: نعم، قال: فأعطوه ميراثَه» أخرجه أبو داود.
وفي رواية الترمذي: أنه وقع من عِذْق نخلة، فمات، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «انظروا، هل له مَن وارث؟ قالوا: لا، قال: فادفعوه إلى بعض أهل القرية» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(عذق) العذق، بفتح العين: النخلة، وبكسرها: الذي يكون فيه الرطب من الشماريخ والعرجون.
__________
(1) رواه أبو داود رقم (2902) في الفرائض، باب ميراث ذوي الأرحام، والترمذي رقم (2106) في الفرائض، باب ما جاء في الذي يموت وليس له وارث، وقال الترمذي: هذا حديث حسن، وهو كما قال.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: أخرجه أحمد (6/137) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان. وفي (6/174) قال: حدثنا محمد بن جعفر وبهز وحجاج. قالوا: حدثنا شعبة، قال حجاج وبهز. أخبرني شعبة. وفي (6/181) قال: حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان. وفي (6/181) قال: حدثنا عمر بن سعد، عن سفيان. وأبو داود (2902) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى، قال: حدثنا شعبة. (ح) وحدثنا عثمان بن أبي شيبة. قال: حدثنا وكيع بن الجراح، عن سفيان. وابن ماجه (2733) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعلي بن محمد، قالا: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان. والترمذي (2105) قال: حدثنا بندار. قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا سفيان. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (12/16381) عن محمد بن عبد الأعلى، عن خالد بن الحارث، عن شعبة. (ح) وعن عبد الله بن محمد بن تميم، عن حجاج بن محمد، عن شعبة (ح) وعن ابن المثنى وابن بشار. كلاهما عن عبد الرحمن، عن سفيان.
كلاهما - سفيان، وشعبة - عن عبد الرحمن بن الأصبهاني، عن مجاهد بن وردان، عن عروة، فذكره.(9/632)
7433 - (د) بريدة - رحمه الله - قال: «أتى رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- رجل، فقال: إنَّ عندي ميراث رجل من الأزد، ولستُ أجد أزديّاً أدفعه إليه، قال: فاذهبْ فالتمس أزَدِيّاً حَوْلاً، فأتاه بعد الحول، فقال: لم أجد أزَديّاً أدفعه إليه، قال: [فانطلق] ، فانظروا أول خُزاعيٍّ تلقاه فادفعه إليه، فلما ولَّى قال: عليَّ بالرجل، فلما جاءه قال: انظر كُبْرَ خُزاعةَ فادفعه إليه» .
وفي رواية قال: «مات رجل من خزاعةَ، فأُتِيَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- بميراثه، فقال: التمسوا له وارثاً، أو ذا رحم، فلم يجدوا له وارثاً، ولا ذا رحم، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «أعطوه الكُبْرَ من خزاعة» . [ص:634]
وفي أخرى «انظروا أكبرَ رجل من خزاعة» أخرجه أبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الكُبْر) : هم المشايخ، وهو جمع الأكبر، وقيل: أراد به: أقربهم إلى الجد الأول، ولم يرد كبر السن.
__________
(1) رقم (2903) و (2904) في الفرائض، باب ميراث ذوي الأرحام، وهو حديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (2903) قال: حدثنا عبد الله بن سعيد الكندي، قال: حدثنا المحاربي، عن جبريل بن أحمر، عن عبد الله بن بريدة، فذكره.
قلت: في سماع ابن بريدة من أبيه مقال.(9/633)
7434 - (د ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - أن رجلاً مات ولم يدَعْ وارثاً، إلا غلاماً له كان أعتقه، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «هل له أحد؟ قالوا: لا، إلا غلام له أعتقه، قال: فجعل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ميراثه له» أخرجه أبو داود.
وأخرجه الترمذي مختصراً، قال: «إن رجلاً مات، ولم يَدَعْ وارثاً إلا غلاماً له كان أعتقه، فجعل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ميراثه له» (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (2905) في الفرائض، باب ميراث ذوي الأرحام، والترمذي رقم (2107) في الفرائض، باب رقم (14) وقال الترمذي: هذا حديث حسن، وهو كما قال، قال الترمذي: والعمل عند أهل العلم في هذا الباب إذا مات رجل ولم يترك عصبة أن ميراثه يجعل في بيت مال المسلمين.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الحميدي (523) . وأحمد (1/221) (1930) قالا: حدثنا سفيان. وأحمد (1/358) (3369) قال: حدثنا روح، قال: حدثنا ابن جريج. وأبو داود (2905) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا حماد وابن ماجه (2741) قال: حدثنا إسماعيل بن موسى، قال: حدثنا سفيان ابن عيينة. والترمذي (2106) قال: حدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (6326) عن قتيبة، عن سفيان.
ثلاثتهم - سفيان بن عيينة، وابن جريج، وحماد بن سلمة- عن عمرو بن دينار، عن عوسجة، فذكره.
* أخرجه النسائي في الكبرى تحفة الأشراف (6326) عن أبي داود الحراني، عن أبي عاصم، عن ابن جريج، عن عمرو بن دينار: أن رجلا مات، فقال النبي، -صلى الله عليه وسلم-.. فذكره. قلت: من حدثك؟ قال: عوسجة، عن ابن عباس.
* قال النسائي: عوسجة ليس بالمشهور، ولا نعلم أحدا يروي عنه غير عمرو.(9/634)
7435 - (د ت) تميم الداري - رضي الله عنه - قال: «قلتُ: يا رسول الله ما السُّنَّةُ في الرجل من المشركين يُسلِم على يدي رجل من المسلمين؟ فقال لي: هو أولى الناس بمحياه ومماته» . أخرجه الترمذي وأبو داود (1) .
[ص:635]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(هو أولى الناس بمحياه ومماته) : قد احتج قوم بهذا الحديث على توريث الرجل مِمَّن يُسلِمُ على يده من الكفار، واشترط آخرون أن يضيف إلى الإسلام على يده المعاقدة والموالاة، وأكثر الفقهاء ذهب إلى خلاف ذلك، وجعلوا هذا الحديث بمعنى الإيثار بالبرِّ ورَعي الذِّمام والصلة ونحو ذلك، وضعفوا هذا الحديث.
__________
(1) رواه أبو داود رقم (2918) في الفرائض، باب في الرجل يسلم على يدي الرجل، والترمذي رقم (2113) في الفرائض، باب ما جاء في ميراث الذي يسلم على يدي الرجل، وقال الترمذي: [ص:635] هذا حديث لا نعرفه إلا من حديث عبد الله بن وهب، ويقال: ابن موهب عن تميم الداري، وقد أدخل بعضهم بين عبد الله بن وهب وبين تميم الداري قبيصة بن ذؤيب، ورواه يحيى بن حمزة عن عبد العزيز بن عمر، وزاد فيه، عن قبيصة بن ذؤيب، وهو عندي ليس بمتصل، وقال الترمذي: والعمل على هذا عند بعض أهل العلم، وقال بعضهم: يجعل ميراثه في بيت المال، وهو قول الشافعي، واحتج بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: " أن الولاء لمن أعتق ".
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1- أخرجه أحمد (4/102) قال: حدثنا إسحاق بن يوسف الأزرق، وفي (4/103) قال: حدثنا وكيع. وفي (4/103) قال: حدثنا أبو نعيم. والدارمي (3037) قال: حدثنا أبو نعيم. وابن ماجة (2752) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع. والترمذي (2112) قال: حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا أبو أسامة، وابن نمير، ووكيع. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (2052) عن محمد بن عبد الله ابن عبيد بن عقيل، عن جده، عن يونس بن أبي إسحاق. (ح) وعن عمرو بن علي، عن عبد الله بن داود.
سبعتهم - إسحاق، ووكيع، وأبو نعيم، وأبو أسامة، وابن نمير، ويونس، وعبد الله - عن عبد العزيز ابن عمر بن عبد العزيز.
2- وأخرجه النسائي في الكبرى تحفة الأشراف (2052) عن محمد بن مثنى، عن أبي بكر الحنفي، عن يونس بن أبي إسحاق، عن أبيه.
كلاهما - عبد العزيز بن عمر، وأبو إسحاق - عن عبد الله بن موهب، فذكره.
* في رواية الترمذي عن عبد الله بن موهب. وقال بعضهم: ابن وهب، وفي رواية أبي إسحاق عند النسائي: عبد الله بن وهب.
* أخرجه أبو داود (2918) قال: حدثنا يزيد بن خالد بن موهب الرملي، وهشام بن عمار، قالا: حدثنا يحيى قال أبو داود: وهو ابن حمزة، عن عبد العزيز بن عمر، قال: سمعت عبد الله بن موهب يحدث عمر بن عبد العزيز، عن قبيصة بن ذؤيب قال هشام: عن تميم الداري، وقال يزيد إن تميما قال: يا رسول الله، فذكره.
قال الترمذي: وهذا حديث لا نعرفه إلا من حديث عبد الله بن وهب، ويقال ابن موهب عن تميم الداري، وقد أدخل بعضهم بن عبد الله بن وهب وبن تميم الداري،. قبيصة بن ذؤيب، ورواه يحيى بن حمزة، عن عبد العزيز بن عمر، وزاد فيه: عن قبيصة بن ذؤيب، والعمل على هذا الحديث عند بعض أهل العلم وهو عندي ليس بمتصل.(9/634)
7436 - () عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال: «اللقيطُ حُرّ، وميراثُه لبيت المال، وكذا السائبة حر، وميراثه لبيت المال» . أخرجه ... (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(السائبة) : كان الرجل في الجاهلية إذا أعتق عبداً فقال: هو سائبة [ص:636] فلا عقل بينهما ولا ميراث، وأصله: من تسييب الدواب، وهو إرسالها حيث شاءت.
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وقد روى القسم الأول من الحديث البخاري تعليقاً 12 / 34 في الفرائض، باب الولاء لمن أعتق وميراث اللقيط، وقد وصله مالك في " الموطأ " من حديث ابن شهاب عن سنين بن أبي جميلة رجل من بني سليم، أنه وجد منبوذاً في زمان عمر بن الخطاب، قال: فجئت به إلى عمر بن الخطاب فقال: ما حملك على أخذ هذه النسمة؟ فقال: وجدتها ضائعة فأخذتها، فقال له عريفه: يا أمير المؤمنين إنه رجل صالح، فقال له عمر: أكذلك؟ قال: نعم، فقال عمر: اذهب فهو حر، ولك ولاؤه وعلينا نفقته، وكذا وصله البيهقي من طريق يحيى بن سعيد عن الزهري عن أبي جميلة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
روى القسم الأول من الحديث البخاري تعليقا (12/34) في الفرائض، باب الولاء لمن أعتق وميراث اللقيط وقد وصله مالك في الموطأ من حديث ابن شهاب عن سنين بن أبي جميلة رجل من بنى سليم، أنه وجد منبوذا في زمان عمر بن الخطاب، قال: فجئت به إلى عمر بن الخطاب فقال: ما حملك على أخذ هذه النسمة؟ فقال: وجدتها ضائعة فأخذتها، فقال له عريفة: يا أمير المؤمنين إنه رجل صالح، فقال له عمر: أكذلك؟ قال: نعم، فقال عمر اذهب فهو حر، ولك ولاؤه وعلينا نفقته، وكذا وصله البيهقي من طريق يحيى بن سعيد، عن الزهري، عن أبي جميلة.(9/635)
الفصل الثالث: في ميراث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وما خلّفه، وفيه فرعان
الفرع الأول: في أحكام ميراثه وتركته
7437 - (خ م ط د) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تَقْتَسِمُ ورثتي ديناراً، ما تركتُ بعدَ نفقة نسائي ومَؤُونةِ عاملي فهو صدقة» .
وفي رواية أنه قال: «لا نُورَثُ، ما تركنا صدقَة» أخرجه البخاري ومسلم، وأخرج «الموطأ» وأبو داود الأولى (1) .
__________
(1) رواه البخاري 12 / 5 في الفرائض، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " لا نورث ما تركنا صدقة "، وفي الوصايا، باب نفقة القيم للوقف، وفي الجهاد، باب نفقة نساء النبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته، ومسلم رقم (1760) و (1761) في الجهاد، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " لا نورث ما تركنا صدقة "، والموطأ 2 / 993 في الكلام، باب ما جاء في تركة النبي صلى الله عليه وسلم، وأبو داود رقم (2974) في الخراج والإمارة، باب صفايا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه مالك الموطأ صفحة (614) .والحميدي (1134) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (2/242) قال: حدثنا سفيان. وفي (2/376) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا سفيان. وفي (2/463) قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا سفيان. وفي (2/464) قال: حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان. والبخاري (4/15، 99) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: أخبرنا مالك. وفي (8/186) قال: حدثنا إسماعيل. قال: حدثني مالك. ومسلم (5/156) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: قرأت على مالك. (ح) وحدثنا محمد بن يحيى بن أبي عمر المكي، قال: حدثنا سفيان. وأبو داود (2974) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك. والترمذي في الشمائل (403) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. قال: حدثنا سفيان.
ثلاثتهم - مالك، وسفيان بن عيينة، وسفيان الثوري - عن أبي الزناد.
2- وأخرجه مسلم (5/156) قال: حدثني ابن أبي خلف، قال: حدثنا زكريا بن عبد،قال: أخبرنا ابن المبارك، عن يونس. وابن خزيمة (2488) قال: حدثنا محمد بن عزيز الأيلي، أن سلامة حدثهم، عن عقيل.
كلاهما - يونس، وعقيل - عن الزهري.
كلاهما - أبو الزناد، والزهري - عن الأعرج، فذكره.
* لفظ رواية يونس: «لا نورث ما تركنا صدقة» .(9/636)
7438 - (م د س) عائشة - رضي الله عنها -: «أن فاطمةَ بنتَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- سألَتْ أبا بكر الصِّدِّيق، بعدَ وفاةِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- أن يَقْسِمَ لها مِيراثَها مما ترك رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، مما أفاء الله عليه، فقال لها أبو بكر: إنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا نُورَثُ، ما تركنا صَدَقَة» ، فغضبت فاطمةُ، فَهَجَرَتْهُ، فَلَمْ تَزَلْ بذلك حتى تُوُفِّيَتْ، وعاشَتْ بعدَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ستةَ أشهر إلا ليالي، وكانت تسأله أن يقسمَ لها نصيبها مما أفاء الله على رسوله من خَيْبَرَ وفدك، ومن صدقته بالمدينة، فقال لها أبو بكر: لستُ بالذي أقسم من ذلك شيئاً، ولستُ تاركاً شيئاً كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يعمل به فيها إلا عَمِلتُهُ، فإنِّي أخْشَى إن تركتُ شيئاً من أمره أن أزيغَ، ثم فعل ذلك عمرُ، فأمَّا صدقتُه بالمدينة: فدفعها عمر إلى عليّ والعباس، وأمْسَكَ خَيْبَرَ وفَدَك، وقال: هما صدقةُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، كانت لحقوقه التي تَعْرُوه ونوائبِه، وأمرُهما إلى من وَلِيَ الأمرَ، قال: فهما على ذلك إلى اليوم» أخرجه مسلم، ولم يخرج منه البخاري إلا قوله: إنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا نُورَثُ، ما تركنا صدقة» ولقلة ما أخرج منه لم نُعْلِمْ له علامة، وأخرج أبو داود نحو مسلم.
وله في أخرى: «أنَّ فاطمة بنتَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- أرسلَتْ إلى أبي بكر تسأله ميراثها من رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، مما أفاء الله عليه بالمدينة وفَدَك، وما [ص:638] بقي من خُمُسِ خيْبَر، فقال أبو بكر: إنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: لا نُورَث ما تركنا صدقة، إنما يأكل آلُ محمد من هذا المال، وإني والله لا أغَيِّر شيئاً من صَدَقَةِ رسولِ الله عن حالتها التي كانت عليها في عهد رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، ولأعْمَلَنَّ فيها بما عَمِلَ به رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، فأبى أبو بكر أن يدفعَ إلى فاطمةَ منها شيئاً» .
وفي أخرى له نحوه بمعناه، وفيه: وفاطمةُ تطلب صدقةَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- التي بالمدينة وفدك، وما بقي من خمس خيبر، فقال أبو بكر: إنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا نُورَث، ما تركنا صدقة، إنما يأكل آلُ محمد في هذا المال - يعني مالَ الله - ليس لهم أن يزيدوا على المأكل» .
وأخرج النسائي مختصراً: أن فاطمةَ أرسلتْ إلى أبي بكر تسأله ميراثها من النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- من صدقته، ومما ترك من خمس خيبر، فقال أبو بكر: إنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا نُورَثُ» لم يزد على هذا (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أزيغ) الزيغ: الميل عن الحق. [ص:639]
(عراه يعروه) : إذا أتاه يطلب منه شيئاً.
(نوائبه) : ما ينوب الإنسان من الحاجات والملمَّات التي يحتاج أن ينفق فيها.
__________
(1) رواه مسلم رقم (1759) في الجهاد، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " لا نورث ما تركنا صدقة "، وأبو داود رقم (2968) و (2969) في الخراج والإمارة، باب صفايا رسول الله صلى الله عليه وسلم، والنسائي 7 / 132 في قسم الفيء، ورواه أيضاً البخاري 12 / 4 في الفرائض، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " لا نورث ما تركنا صدقة ".
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (1/4) (9) و (1/10) (58) قال: حدثنا عبد الرزاق. والبخاري (5/115) قال: حدثنا إبراهيم بن موسى، قال: أخبرنا هشام. وفي (8/185) قال: حدثنا عبد الله بن محمد، قال: حدثنا هشام. ومسلم (5/155) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، ومحمد بن رافع، وعبد بن حميد، قال ابن رافع: حدثنا، وقال الآخران: أخبرنا عبد الرزاق.
كلاهما - عبد الرزاق، وهشام - قالا: أخبرنا معمر.
2- وأخرجه أحمد (1/6) (25) قال: حدثنا يعقوب. والبخاري (4/96) قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله. ومسلم (5/155) قال: حدثنا ابن نمير، قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم. (ح) وحدثنا زهير بن حرب، والحسن بن علي الحلواني، قالا: حدثنا يعقوب وهو ابن إبراهيم. وأبو داود (2970) قال: حدثنا حجاج بن أبي يعقوب، قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد.
كلاهما - يعقوب، وعبد العزيز - قالا: حدثنا إبراهيم بن سعد، عن صالح.
3- وأخرجه أحمد (1/9) (55) قال: حدثنا حجاج بن محمد. والبخاري (5/177) قال: حدثنا يحيى ابن بكير. ومسلم (5/153) قال: حدثني محمد بن رافع، قال: أخبرنا حجين. وأبو داود (2968) قال: حدثنا يزيد بن خالد بن عبد الله بن موهب الهمداني.
أربعتهم - حجاج، ويحيى، وحجين، ويزيد - قالوا: حدثنا الليث وهو ابن سعد، قال: حدثني عقيل ابن خالد.
4- وأخرجه البخاري (5/25) قال: حدثنا أبو اليمان. وأبو داود (2969) قال: حدثنا عمرو بن عثمان الحمصي، قال: حدثنا أبي. والنسائي (7/132) قال: أخبرنا عمرو بن يحيى بن الحارث، قال: حدثنا محبوب، يعني ابن موسى، قال أنبأنا أبو إسحاق هو الفزاري.
ثلاثتهم - أبو اليمان، وعثمان، وأبو إسحاق - عن شعيب بن أبي حمزة.
أربعتهم - معمر، وصالح، وعقيل، وشعيب - عن ابن شهاب، قال: أخبرني عروة بن الزبير، عن عائشة، فذكرته.(9/637)
7439 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: «جاءتْ فاطمةُ إلى أبي بكر، فقالت: مَنْ يرِثُكَ؟ فقال: أهلي وولدي، قالت: فما ليَ لا أرثُ أبي؟ فقال أبو بكر: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «لا نُورَثُ» ولكني أعولُ مَنْ كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يَعُولُه، وأُنْفِق على مَنْ كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يُنْفِقُ عليه» أخرجه الترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أعول) عال الرجل أهله يعولُهم: إذا قام بأمورهم وأنفق عليهم.
__________
(1) رقم (1608) في السير، باب ما جاء في تركة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو حديث حسن، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، إنما أسنده حماد بن سلمة وعبد الوهاب ابن عطاء بن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة، قال: وقد روي هذا الحديث من غير وجه عن أبي بكر الصديق عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقال الترمذي: وفي الباب عن عمر وطلحة والزبير وعبد الرحمن بن عوف وسعد وعائشة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (1608) قال: حدثنا محمد بن المثنى،قال: حدثنا أبو الوليد،قال: حدثنا حماد ابن سلمة، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، إنما أسنده حماد بن سلمة وعبد الوهاب بن عطاء ابن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة، قال: وقد روى هذا الحديث من غير وجه عن أبي بكر الصديق عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وقال الترمذي: وفي الباب عن عمر وطلحة. والزبير وعبد الرحمن بن عوف وسعد وعائشة.(9/639)
7440 - (د) أبو الطفيل - رضي الله عنه - قال: جاءتْ فاطمةُ إلى أبي بكر تطلبُ ميراثَها من أبيها، فقال لها: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «إنَّ الله إذا أطعمَ نَبيّاً طُعْمَة فهي للذي يقوم مِنْ بعده» .
أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (2973) في الخراج والإمارة، باب في صفايا رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأموال، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (2973) قال:حدثنا عثمان بن أبي شيبة،قال:حدثنا محمد بن الفضيل، عن الوليد بن جميع، عن أبي الطفيل، فذكره.(9/639)
7441 - (خ م ط د) عائشة - رضي الله عنها -: أن أزواجَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- حين تُوُفِّيَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أرَدْنَ أن يَبْعَثنَ عثمانَ إلى أبي بكر، يسألنه مِيراثَهُنَّ، فقالت عائشة - رضي الله عنها -: أليس قد قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «لا نُورَثُ، ما تركنا صدقة؟» أخرجه البخاري ومسلم و «الموطأ» وأبو داود، وقد مرَّ شيء من هذا الفصل في «ذِكْرِ الفَيء» وهو في «كتاب الجهاد» من حرف الجيم.
وفي أخرى لأبي داود نحوه، وفيه قلت: ألا تَتَّقِين الله؟ ألَمْ تسمَعْنَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «لا نُورَثُ، ما تركنا فهو صدقة، وإنما هذا المال لآل محمد، لنائِبتهم ولِضَيفِهم، فإذا مِتُّ فهو إلى وليِّ الأمر مِنْ بعدي» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 12 / 5 في الفرائض، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " لا نورث ما تركنا صدقة "، ومسلم رقم (1758) في الجهاد، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " لا نورث ما تركنا صدقة "، والموطأ 2 / 993 في الكلام، باب ما جاء في تركة النبي صلى الله عليه وسلم، وأبو داود رقم (2976) و (2977) في الخراج والإمارة، باب في صفايا رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأموال.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مالك الموطأ صفحة (614) .وأحمد (6/145) قال: حدثنا صفوان بن عيسى، قال: أخبرنا أسامة بن زيد. وفي (6/262) قال: حدثنا إسحاق بن عيسى، قال: أخبرنا مالك. والبخاري (5/115) قال: حدثنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب. وفي (8/185) قال: حدثنا إسماعيل ابن أبان. قال: أخبرنا بن المبارك، عن يونس. وفي (8/187) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك. ومسلم (5/153) قال: حدثنا يحيى بن يحيى،قال: قرأت على مالك وأبو داود (2976) قال: حدثنا القعنبي، عن مالك. وفي (2977) قال: حدثنا محمد بن يحيى بن فارس،قال: حدثنا إبراهيم بن حمزة،قال: حدثنا حاتم بن إسماعيل، عن أسامة بن زيد. والترمذي في الشمائل (402) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا صفوان بن عيسى، عن أسامة بن زيد. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (12/16592) عن قتيبة، عن مالك.
أربعتهم - مالك، وأسامة بن زيد، وشعيب بن أبي حمزة، ويونس بن يزيد - عن ابن شهاب الزهري، عن عروة بن الزبير، فذكره.(9/640)
الفرع الثاني: فيما خلَّفه بعده، وما كان له من الآلات في حياته
7442 - (خ س) عمرو بن الحارث الخزاعي - رضي الله عنه - قال: «ما تَرَكَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ديناراً ولا درْهماً، ولا عَبْداً ولا أمَةً، ولا شيئاً [ص:641] إلا بَغْلَتَهُ البيضاء التي كان يركبُها وسِلاحَهُ وأرضاً جعلها لابن السبيل صَدَقة» وفي رواية قال: «ما ترك رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إلا بَغْلَتَهُ البيضاءَ، وسِلاحاً وأرْضاً تركها صَدَقَة» .
أخرجه النسائي، وأخرج البخاري الأولى (1) .
__________
(1) رواه البخاري 5 / 267 في الوصايا، وفي الجهاد، باب بغلة النبي صلى الله عليه وسلم البيضاء، وباب من لم ير كسر السلاح عند الموت، وباب نفقة نساء النبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته، وفي المغازي، باب مرض النبي صلى الله عليه وسلم، والنسائي 6 / 229 في الأحباس.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/279) قال: حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان. (ح) وإسحاق، يعني الأزرق، قال: حدثنا سفيان. والبخاري (4/2) قال: حدثنا إبراهيم بن الحارث، قال: حدثنا يحيى بن أبي بكير، قال: حدثنا زهير بن معاوية الجعفي. وفي (4/39) قال: حدثنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى، قال: حدثنا سفيان. وفي (4/48) قال: حدثنا عمرو بن عباس، قال: حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان. وفي (4/99) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى عن سفيان. وفي (6/18) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا أبو الأحوص. والترمذي في الشمائل (399) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا حسين بن محمد، قال: حدثنا إسرائيل. والنسائي (6/229) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا أبو الأحوص. (ح) وأخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، قال: حدثنا سفيان. (ح) وأخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا أبو بكر الحنفي، قال: حدثنا يونس بن أبي إسحاق. وابن خزيمة (2489) قال: حدثنا يزيد بن سنان، قال: حدثنا حسين بن الحسن الأشقر، قال: حدثنا زهير.
خمستهم - سفيان الثوري، وزهير، وأبو الأحوص، وإسرائيل، ويونس - عن أبي إسحاق، فذكره.(9/640)
7443 - (خ) عبد العزيز بن رفيع - رحمه الله - قال: دخلت أنا وشداد بن معقل على ابن عباس، فقال له شدَّاد: «أتَرَك النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- من شيء؟ قال: ما ترك من شيء، إلا ما بين الدَّفَّتَيْنِ، قال: ودخلنا على محمد بن الحنفية فسألناه، فقال: ما ترك إلا ما بين الدَّفَّتين» أخرجه البخاري (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ما بين الدَّفَّتين) أراد بقوله: ما بين الدَّفَّتين: كتاب الله تعالى، وما هو مكتوب بين دَفَّتي المصحف من القرآن العزيز.
__________
(1) 9 / 58 في فضائل القرآن، باب من قال: لم يترك النبي صلى الله عليه وسلم إلا ما بين الدفتين.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (5019) قال:حدثنا قتيبة بن سعيد،قال:حدثنا سفيان، عن عبد العزيز بن رفيع، فذكره(9/641)
7444 - (م د س) عائشة - رضي الله عنها - قالت: «ما ترك رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- دِيناراً ولا درهماً، ولا شاةً، ولا بعيراً، ولا أوصى بشيء» .
أخرجه مسلم وأبو داود والنسائي (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (1635) في الوصية، باب ترك الوصية لمن ليس له شيء يوصي فيه، وأبو داود رقم (2863) في الوصايا، باب ما جاء في ما يؤمر به من الوصية، والنسائي 6 / 240 في الوصايا، باب هل أوصى النبي صلى الله عليه وسلم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (6/44) قال: حدثنا أبو معاوية وابن نمير. ومسلم (5/75) قال:حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة، قال: حدثنا عبد الله بن نمير وأبو معاوية. (ح) وحدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا أبي وأبو معاوية. (ح) وحدثنا زهير بن حرب وعثمان بن أبي شيبة وإسحاق بن إبراهيم كلهم عن جرير (ح) وحدثنا علي بن خشرم، قال: أخبرنا عيسى، وهو ابن يونس. وأبو داود (2863) قال: حدثنا مسدد ومحمد بن العلاء، قالا: حدثنا أبو معاوية. وابن ماجه (2695لاقال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا أبي وأبو معاوية. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعلي بن محمد،قالا: حدثنا أبو معاوية، قال أبو بكر: وعبد الله بن نمير. والنسائي (6/240) قال: أخبرنا محمد بن رافع، قال: حدثنا يحي بن آدم، قال: حدثنا مفضل. (ح) وأنبأنا محمد بن العلاء وأحمد بن حرب، قالا: حدثنا أبو معاوية. (ح) وأخبرني محمد بن رافع، قال: حدثنا مصعب،قال: حدثنا داود. وفي الكبرى تحفة الأشراف (12/17610) عن هناد بن السري، عن أبي معاوية.
ستتهم - أبو معاوية، وعبد الله بن نمير، وجرير، وعيسى بن يونس، ومفضل بن مهلهل، وداود بن نصير الطائي - عن الأعمش، عن شقيق أبي وائل، عن مسروق، فذكره.(9/641)
7445 - (ت) محمد بن سيرين - رحمه الله - قال: «صنعتُ سيفي على سَيْفِ سَمُرَةَ، وزعم سمرةُ: أنه صنع سَيفَهُ على سيفِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، وكان حَنَفِيّاً» أخرجه الترمذي (1) .
قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وقد تكلم يحيى ابن سعيد القطان في عثمان بن سعد الكاتب، وضعفه من قبل حفظه.
__________
(1) رقم (1683) في الجهاد، باب ما جاء في صفة سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي سنده عثمان بن سعد البصري، وهو ضعيف.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (1683) حدثنا محمد بن شجاع البغدادي، حدثنا أبو عبيدة الحداد، عن عثمان ابن سعد، عن ابن سيرين، فذكره.
قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وقد تكلم يحيى بن سعيد القطان في عثمان ابن سعد الكاتب وضعفه من قبل حفظه.(9/642)
7446 - (د ت) يونس بن عبيد الثقفي: مولى محمد بن القاسم قال: «بعثني محمد بن القاسم إلى البراءِ بنِ عازب لأسألَهُ عن رَايَةِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، ما كانت؟ فقال: كانت سوداءَ مُربَّعة من نَمِرَة» . أخرجه الترمذي وأبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(نَمِرة) النَّمِرة واحدة النمار، وهي بردة من صوف يلبسها الأعراب.
__________
(1) رواه الترمذي رقم (1680) في الجهاد، باب ما جاء في الرايات، وأبو داود رقم (2591) في الجهاد، باب الرايات، وفي سنده ضعف، قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، وفي الباب عن علي، والحارث بن حسان، وابن عباس.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود في الجهاد (76:1) عن إبراهيم بن موسى والترمذي فيه (الجهاد 36:1) . والنسائي في السير في الكبرى جميعا عن أحمد بن منيع.
كلاهما عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، عن أبي يعقوب الثقفي، عن يونس بن عبيد عن البراء وقال الترمذي حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث ابن أبي زائدة، وأبو يعقوب اسمه إسحاق بن إبراهيم. الأشراف (2/66) .(9/642)
7447 - (ت) جابر - رضي الله عنه - قال: «إن لِوَاءَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- يوم دَخَلَ مكَّةَ كان أبيضَ» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (1679) في الجهاد، باب ما جاء في الألوية، ورواه أيضاً أبو داود رقم (2952) في الجهاد، باب الرايات والألوية، وفي سنده شريك القاضي، وهو صدوق يخطئ كثيراً، تغير حفظه منذ ولي القضاء، وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا حديث يحيى بن آدم عن شريك، [ص:643] وسألت محمداً - يعني البخاري - عن هذا الحديث فلم يعرفه إلا من حديث يحيى بن آدم عن شريك، وقال غير واحد: عن شريك عن عمار عن أبي الزبير عن جابر: أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل مكة وعليه عمامة سوداء.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (1679) قال: حدثنا محمد بن عمر بن الوليد الكندي الكوفي، وأبو كريب، ومحمد ابن رافع قالوا: حدثنا يحيى بن أدم، عن شريك، عن عمار يعني الدهني، عن أبي الزبير، فذكره.
قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث يحيى بن آدم عن شريك، وقال سألت محمدا يعني البخاري عن هذا الحديث فلم يعرفه إلا من حديث يحيى بن آدم عن شريك وقال غير واحد: عن شريك، عن عمار عن أبي الزبير عن جابر: أن النبي دخل مكه وعليه عمامة سوداء قال محمد: والحديث هو هذا.(9/642)
7448 - (ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: «رأيت رايةَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: كانت سوداءَ، ولواؤُهُ أبيضَ» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (1681) في الجهاد، باب ما جاء في الرايات، وفي سنده انقطاع، ومع ذلك فقد قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (1681) قال:حدثنا محمد بن رافع،قال: حدثنا يحيى بن إسحاق وهو السالحاني، قال: حدثنا يزيد بن حبان، قال: سمعت أبا مجلز لاحق بن حميد يحدث عن ابن عباس، فذكره.
والحديث في سنده انقطاع.
وقال أبو عيسى: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. من حديث ابن عباس.(9/643)
7449 - (د) سماك [بن حرب]- رحمه الله -: عن رجل من قومه عن آخر منهم، قال: «رأيت رايةَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- صفراءَ» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (2593) في الجهاد، باب في الرايات والألوية، وفي سنده جهالة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (2593) قال: حدثنا عقبة بن مكرم،قال:حدثنا سلم بن قتيبة الشعيري، عن شعبة، عن سماك، عن رجل من قومه، عن آخر منهم، فذكره.
وفي سنده جهاله.(9/643)
7450 - (خ) عاصم [بن سليمان] الأحول - رحمه الله - قال: «رأيتُ قَدَح رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- عند أنَس، وكان قد انْصَدَعَ، فَسَلْسَلَهُ بِفِضَّة، قال: وهو قَدَح عريض من نُضَار - قال معمر: والنُّضارُ: شَجَر بِنَجْد - وقال أنس: لقد سَقَيْتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- في هذا القَدَحِ ما لا أحصِي» ، وفي رواية: «أكثر من كذا وكذا» ، قال ابن سيرين: «وقد رأيتُ ذاك القدحَ، وكان فيه حَلْقَة من حديد، فأراد أنس أن يجعلَ مكانها حَلْقَة من فِضَّة أو ذَهَب، فقال أبو طلحة: لا تُغَيِّرْه عَمَّا كان عند رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم [ص:644] أو قال: لا تُغَيِّرْ شَيئاً صَنَعَهُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فتركه» وفي رواية: قال أنس: «لقد سقيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- بقَدَحي هذا الشَّرَابَ كلَّهُ، العَسَلَ، والنبيذَ، والماءَ» أخرجه البخاري (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(نُضار) النُّضَار: خشب، قيل: هو من أثْل يكون بالغَوْر.
__________
(1) 10 / 76 و 87 في الأشربة، باب الشرب من قدح النبي صلى الله عليه وسلم وآنيته، وفي الجهاد، باب ما ذكر من درع النبي صلى الله عليه وسلم وعصاه وسيفه وقدحه، والرواية الأخيرة لم نجدها عند البخاري، وهي عند أحمد 3 / 247.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:.
1- أخرجه البخاري (7/147) قال: حدثنا الحسن بن مدرك، قال: حدثني يحيى بن حماد، قال: أخبرنا أبو عوانة.
2- وأخرجه أحمد (3/139و155و259) قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا شريك.
كلاهما - أبو عوانة، وشريك - عن عاصم الأحول، فذكره.(9/643)
7451 - (خ) أبو بردة [الأسلمي]- رضي الله عنه - قال: قال لي عبدُ الله بن سلام: «لا أسْقِيكَ في قدح شَرِبَ فيه النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-؟ قال: فاتَّبعْتُهُ إلى بيتِه، وسقاني في قدح، وأطعمني فيه سَويقاً، فقال: صَلِّ في هذا المسجد، فقد صلَّى فيه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-» . وفي أخرى قال: «قال لي: انطلق إلى المنزل فأسْقِيكَ في قدح شرب فيه النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-، وتُصَلِّي في مسجد صلى فيه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، فانطلقتُ معه، فأسقاني سويقاً، وأطعمني تَمْراً، وصليت في مسجده» أخرجه ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وقد رواه البخاري 13 / 262 في الاعتصام، باب ما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم وحض عليه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
رواه البخاري (13/262) في الاعتصام، باب ما ذكر النبي -صلى الله عليه وسلم- وحض عليه.(9/644)
7452 - (خ) سهل بن سعد - رضي الله عنه - قال: «كان للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم [ص:645] في حائِطِنا فَرس يقالُ له: اللَّحِيف» قال البخاري: قال بعضهم: «اللَّخِيفُ» بالخاء (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(اللَّحِيف) بالحاء المهملة، فعيل بمعنى فاعل، كأنه يَلْحَفُ الأرضَ بذنبه لطوله، أي يغطِّيها، ومن رواه بالخاء المعجمة فقليل، والصحيح: أنه بالحاء المهملة، والله أعلم.
تم - بعون الله تعالى وتوفيقه - الجزء التاسع من «كتاب جامع الأصول في أحاديث الرسول - صلى الله عليه وسلم -» ويليه الجزء العاشر ويبدأ بـ: كتاب الفتن
__________
(1) رواه البخاري 6 / 43 في الجهاد، باب اسم الفرس والحمار.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه البخاري (2855) حدثنا علي بن عبد الله بن جعفر، حدثنا معن بن عيسى، حدثني أبي بن عباس بن سهل، عن أبيه، عن جده، فذكره.(9/644)
الكتاب الثالث: من حرف الفاء في الفتن والأهواء والاختلاف، ويشتمل على ستة فصول
الفصل الأول: في الوصية عند وقوع الفتن وحدوثها
7453 - (د ت) أبو أمامة الشعباني قال: سألتُ أبا ثعلبةَ الخُشَنيَّ - رضي الله عنه- قال: قلت: «يا أبا ثعلبةَ، كيف تقول في هذه الآية: {عَلَيْكُم أَنْفُسَكُم} ؟ [المائدة: 105] قال: أمَا والله لقد سألتَ عنها خبيراً، سألتُ عنها رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: ائتَمِروا بالمعروف، وانْتَهُوا عن المُنْكَرِ، حتى إِذا رأَيتم شُحَّاً مُطَاعاً، وهوى مُتَّبَعاً ودُنيا مُؤثَرة، وإعجابَ كلِّ ذي رأي برأيِه، فعليكَ بنفسِكَ، ودَعْ عَنْكَ العَوَامَّ، فإن من ورائِكم أيامَ الصَّبْرِ، الصَّبْرُ فيهنَّ مثلُ القَبْضِ على الجَمرْ، للعاملِ فيهنَّ مثلُ أجر خمسينَ رَجُلاً يعملونَ مِثلَ عَمِلكُم» أخرجه الترمذي وأبو داود، وزاد أبو داود في حديثه: «قيل: يا رسول الله، أجرُ خمسينَ رجلاً منَّا، أو منهم؟ قال: [ص:4] بل أجرُ خَمْسينَ رجلاً منكم» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الشُحُّ) : البخل الشديد، وطاعته: أن يتبع الإنسان هوى نفسه لبخله، وينقاد له.
(دنيا مؤثَرة) أي: محبوبة مشتهاة.
__________
(1) رواه الترمذي رقم (3060) في التفسير، باب ومن سورة المائدة، وأبو داود رقم (4341) في الملاحم، باب الأمر والنهي، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (4014) في الفتن، باب قول الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم} ، وإسناده ضعيف، ولكن له شواهد يرتقي بها، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، ورواه أيضاً ابن جرير وابن أبي حاتم والحاكم والبيهقي في " شعب الإيمان " وانظر " مجمع الزوائد " 7 / 282.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه البخاري في خلق أفعال العباد (155) قال: حدثنا به عبدان، عن عبد الله. وأبو داود (4341) قال: حدثنا أبو الربيع سليمان بن داود العتكي، قال: حدثنا ابن المبارك. وابن ماجة (4014) قال: حدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا صدقة بن خالد. والترمذي (3058) قال: حدثنا سعيد بن يعقوب الطالقاني، قال: حدثنا عبد الله بن المبارك.
كلاهما - عبد الله بن المبارك، وصدقة بن خالد - عن عتبة بن أبي حكيم، عن عمه عمرو بن جارية اللخمي، عن أبي أمية الشعباني، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب.(10/3)
7454 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه- أن رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إنَّكم في زَمان مَن تَرَكَ فيه عُشْرَ ما أْمِرَ بهِ هَلَكَ، ثم يأتي زمان مَنْ عَمِلَ فيه بعُشْرِ ما أُمر به نَجا، وإنَّ مِنْ ورائِكم أيامَ الصبرِ، الصَّبْرُ فيهنَّ كالقَبض على الجَمْرِ، وإنَّ العِبادَةَ في الهَرْج كهجرة إليَّ» . أخرجه الترمذي، إلى قوله: «نجا» (1) .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (2268) في الفتن، باب رقم (79) ، وفي سنده نعيم بن حماد وهو صدوق يخطئ كثيراً، ولكن لفقراته شواهد يرتقي بها، منها الذي قبله، والتي ستأتي، ولآخره شاهد عند مسلم من حديث معقل بن يسار رضي الله عنه وسيأتي، وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث نعيم بن حماد عن سفيان بن عيينة وفي الباب عن أبي ذر وأبي سعيد، وانظر " مسند " أحمد 5 / 155.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (2267) قال: حدثنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني. قال: حدثنا نعيم بن حماد قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن أبي الزناد، عن الأعرج، فذكره.
* قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث نعيم بن حماد، عن سفيان بن عيينة.(10/4)
7455 - (ت) أنس بن مالك- رضي الله عنه- قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «يأتي على الناس زمان، الصابر فيه على دِينه، كالقابض على الجمر» . [ص:5] أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2261) في الفتن، باب رقم (73) ، وفي سنده عمر بن شاكر البصري، وهو ضعيف، وقال الترمذي: هذا حديث غريب من هذا الوجه. أقول: ولكن له شواهد يرتقي بها.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (2260) قال: حدثنا إسماعيل بن موسى الفزاري، قال: حدثنا عمر بن شاكر، فذكره.
وقال: هذا حديث غريب من هذا الوجه، وعمر بن شاكر شيخ بصري، قد روى عنه غير واحد من أهل العلم.(10/4)
7456 - (خ) واقد بن محمد - رحمه الله- عن أبيه عن ابن عُمَرَ - أو ابن عَمرو- قال: «شَبَّكَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- أَصابعه، وقال: كيف أنت يا عبد الله بن عمرو، إذا بقيتَ في حُثالة قد مَرِجَتْ عهودهم وأماناتهم، واختلفوا فصاروا هكذا، قال: فكيف [أصنع] يا رسول الله؟ قال: تأخذُ ما تعرِف، وتَدَعُ ما تُنْكِرُ، وتُقبل على خاصتك، وتَدَعُهم وعوامَّهم» وفي حديث عاصم بن محمد بن زيد قال: سمعت هذا من أبي، فلم أحفظه، فَقوَّمَهُ لي واقد عن أبيه، قال: سمعت أبي وهو يقول: قال عبد الله: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «يا عبد الله بن عمرو، كيف أنت إذا بقيت ... وذكر الحديث» . أخرجه البخاري (1) .
قال الحميدي: وليس هذا الحديث في أكثر النسخ، وإنما حكى أبو [ص:6] مسعود: أنه رآه في كتاب ابن رُميح عن الفِرَبْري، وحماد بن شاكر عن البخاري.
وفي رواية أوردها رزين: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «كيف بكم وبزمان تُغَرْبلُ الناس في غَرْبلة، ثم تبقى حُثَالَة من الناس قَدْ مَرِجَتْ عُهُودهم وأماناتُهُم، واختلفوا هكذا - وشبك بين أصابعه - قالوا: كيف بنا يا رسول الله؟ قال: تأخذون ما تعرفون، وتذَرون ما تُنكِرون، وتُقْبِلون على أمرِ خاصَّتكم، وتذَرون أمر عامَّتكم» (2) .
وفي أخرى ذكرها أيضاً قال: «بينما نَحْنُ جُلُوس عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، إذ ذَكر الفتنة، فقال: إذا رأيتم الناس مرِجت عهودهم، وَخفّت أماناتهم، وكانوا هكذا - وشبَّك بين أصابعه- قال ابن عمرو: فقمت إليه، فقلت: كيف أفعل عند ذلك، جعلني الله فداك؟ قال: الزَمْ بيتك، وامْلِكْ عليك لسَانَكَ، وخذ ما تعرف، ودَعْ ما تنكر، وعليك بأمر خاصَّةِ نَفْسِكَ، ودَعْ عَنْكَ أمر العامة» (3) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(حُثالة) الحثالة: ما يسقط من قشر الشعير والأرز والتمر، وكل ذي [ص:7] قشر إذا نُقي، وحثالة الدهن: ثُفْله، وكأنه الرديء من كل شيء.
(المرج) : الاختلاط والاختلاف، مرِجت عهودهم: إذا اختلفت.
(غربلة) الناس: إماتة الأخيار، وبقاء الأشرار، كما ينقِّي الغِربال من حثالة ما يغربله ورديئه.
__________
(1) رواه البخاري تعليقاً 1 / 468 في المساجد، باب تشبيك الأصابع في المسجد وغيره، قال: وقال عاصم بن علي: حدثنا عاصم بن محمد، سمعت هذا الحديث من أبي فلم أحفظه، فقدمه لي واقد عن أبيه قال: سمعت أبي وهو يقول: قال عبد الله: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا عبد الله بن عمرو كيف بك إذا بقيت في حثالة من الناس بهذا، قال الحافظ في " الفتح ": وصله إبراهيم الحربي في غريب الحديث له، أقول: واللفظ الذي أورده المصنف رواه أحمد في " المسند " رقم (6508) ، وهو حديث صحيح.
(2) هذه الرواية هي عند ابن ماجة برقم (3957) في الفتن، باب التثبت في الفتنة، رواه أيضاً أحمد في " المسند " رقم (7049) ، وهو حديث صحيح.
(3) هذه الرواية رواها أبو داود برقم (4343) في الملاحم، باب الأمر والنهي، وأحمد، والحاكم وصححها، ووافقه الذهبي، وهو كما قالا.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه البخاري تعليقا (480) قائلا: وقال عاصم بن علي، قال: حدثنا عاصم بن محمد سمعت هذا الحديث الحديث من أبي فلم أحفظه، فقومه لي واقد، عن أبيه، فذكره.
وقال الحافظ في «الفتح» (1/674) : وصله إبراهيم الحربي في غريب الحديث.(10/5)
7457 - (د) أبو ذر الغفاري- رضي الله عنه- قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «يا أبا ذرّ، قلت: لَبَّيْكَ يا رسول الله وسعديك ... » فذكر الحديث كذا قال أبو داود، ولم يذكر لفظه، وقال فيه: «كيف أنت إذا أصابَ الناسَ موت يكون البيت [فيه] بالوَصيف؟ قلت: الله ورسوله أعلم - أو قال: ما خارَ الله لي ورسوله - قال: عليك بالصبر - أو قال: تَصْبرُ - ثم قال لي: يا أبا ذرِّ، قلت: لبيك وسعديك، قال: كيف أنت إذا رأيت أحجارَ الزيت قد غَرِقَتْ بالدَّم؟ قلت: ما خار الله لي ورسوله، قال: عليك بمن أنتَ منه، قلت: يا رسول الله: أفلا آخُذُ سيفي فأضَعُهُ على عاتقي؟ قال: شاركتَ القوم إذاً، قلت: فما تأمرني؟ قال: تَلْزَمُ بَيْتَكَ، قلت: فإِن دُخل على بيتي؟ قال: إن خشيت أن يَبْهَرَكَ شعاعُ السيف، فألقِ ثوبك على وجهك، يبوء بإثمِكَ وإثمِهِ» أخرجه أبو داود (1) . [ص:8]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(البيت) أراد بالبيت هاهنا: القبر.
(والوصيف) العبد: والوصيفة: الأمة، والمعنى أن الفتن تكثر، فتكثر القتلى، حتى إنه ليشترى موضع قبر يُدفن فيه الميت بعبد، من ضيق المكان عنهم، مبالغة في كثرة وقوع الفتن، أو أنه لاشتغال بعضهم ببعض وبما حدث من الفتن لا يوجد من يحفر قبر ميت ويدفنه، إلا أن يُعطيَ وصِيفاً أو قيمته.
(يَبْهَرك) ضوء باهر: يغلب عينك ويغشى بصرها.
(يبوء) باء بالإثم يبوء: إذا رجع به حاملاً له.
__________
(1) رقم (4261) في الفتن، باب في النهي عن السعي في الفتنة، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (3958) في الفتن، باب التثبت في الفتنة، وهو حديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (4261 و 4409) قال: حدثنا مسدد. وابن ماجة (3958) قال: حدثنا أحمد بن عبدة.
كلاهما - مسدد، وأحمد بن عبدة - قالا: حدثنا حماد بن زيد، عن أبي عمران الجوني، عن المشعث بن طريف، عن عبد الله بن الصامت، فذكره.
* قال أبو داود: لم يذكر المشعث في هذا الحديث غير حماد بن زيد.
* وأخرجه أحمد (5/149) قال: حدثنا مرحوم. وفي (5/163) قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الصمد العمي.
كلاهما - مرحوم بن عبد العزيز، وعبد العزيز بن عبد الصمد - قالا: حدثنا أبو عمران الجوني، عن عبد الله بن الصامت، فذكره. ليس فيه المشعث.(10/7)
7458 - (د) أبو ذر الغفاري رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «كيف أنتم وأئمة من بعدي يستأثرون بهذا الفَيء؟ قلت: أما والذي بعثك بالحق، أضع سيفي على عاتقي، ثم أضرب به حتى ألقاك، أو ألْحَقَكَ قال: أوَلا أدُلُّك على خير من ذلك؟ تصبر حتى تلقاني» أخرجه أبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الفيء) : ما يحصل للمسلمين من أموال الكفار وأملاكهم عن غير قتال ولا حرب، والاستئثار: الانفراد بالشيء، والتخصص به.
__________
(1) رقم (4759) في السنة، باب في قتل الخوارج، وفي سنده مجهول.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (5/179) قال: حدثنا يحيى بن آدم ويحيى بن أبي بكير قالا: حدثنا زهير. وأبو داود (4759) قال: حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي. قال: حدثنا زهير. وعبد الله بن أحمد (5/180) قال: حدثنا أبو جعفر أحمد بن محمد بن أيوب. قال: حدثنا أبو بكر، يعني ابن عياش.
كلاهما - زهير بن معاوية، وأبو بكر بن عياش - عن مطرف بن طريف، عن أبي الجهم، عن خالد بن وهبان، فذكره.
قلت: فيه خالد بن وهبان، لم يروله ابن داود إلا حديثين أحدهما هذا والآخر في التحذير من مخالفة الجماعة، وقال الحافظ في التهذيب (3/125) ذكره ابن حبان في الثقات، وقال أبو حاتم: مجهول.(10/8)
7459 - (ت) عُديسة بنت أهبان بن صيفي الغفاري قالت: «جاء [ص:9] عليٌّ إلى أبي، فدعاه إلى الخروج معه، فقال له: إن خليلي وابنَ عمك عَهِد إليَّ، إِذا اختلف الناسُ: أن أتَّخِذَ سَيْفاً من خَشَب، فقد اتخذتُه، فإِن شئت خرجت به معك، فتركه» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2204) في الفتن، باب رقم (33) ، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 5 / 69 و 6 / 393 من حديث عديسة و 4 / 225 من حديث محمد بن مسلمة، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، وهو كما قال، قال: وفي الباب عن محمد بن مسلمة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن: أخرجه أحمد (5/69) قال: حدثنا روح، قال: حدثنا عبد الله بن عبيد الديلي.
وفي (5/69) قال: حدثنا عفان ما قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن أبي عمرو القسملي. وفي (6/393) قال: حدثنا سريج بن النعمان، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن عبد الكبير بن الحكم الغفاري، وعبد الله بن عبيد. وفي (6/393) قال: حدثنا مؤمل، قال: حدثنا حماد بن سلمة، قال: حدثنا شيخ يقال له أبو عمرو. وفي (6/39_) قال: حدثنا أسود بن عامر، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن أبي عمرو القسملي. وابن ماجة (3960) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا صفوان بن عيسى، قال: حدثنا عبد الله بن عبيد. والترمذي (2203) قال: حدثنا علي بن حجر، قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن عبد الله بن عبيد.
ثلاثتهم - عبد الله بن عبيد، وأبو عمرو، وعبد الكبير - عن عديسة، فذكرته.
* رواية عفان ومؤمل عن حماد بن سلمة: جاء فيها عن ابنة أهبان.
* رواية أسود بن عامر عن حماد، فيها عن أبي عمرو، عن أبيه أهبان.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث عبد الله بن عبيد.(10/8)
7460 - (د ت) أبو موسى الأَشعري رضي الله عنه أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال في الفتنة «كسِّرُوا فيها قِسِيَّكم، وقَطِّعُوا فيها أوتاركم، والزموا فيها أجوافَ بيوتكم، وكونوا كابن آدم» أخرجه الترمذي، وأخرجه أبو داود بزيادة في أوله، قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إن بينَ يدي الساعة فِتَناً كقِطَع الليل المظلم، يُصبح الرجل فيها مؤمناً، ويُمسي كافراً، ويمسي مؤمناً ويصبح كافراً، القاعد فيها خير من القائم، والماشي فيها خير من الساعي، فَكَسِّرُوا قِسِيّكم، وقطّعوا أوتاركم، واضربوا سيوفكم بالحجارة، فإن دُخِلَ على أحد منكم فليكن كخير ابنَيْ آدم» وأخرجه أبو داود أيضاً إلى قوله: «خير من السَّاعي، قالوا: فما تأمرنا؟ قال: كونوا أحلاسَ بُيُوتِكم» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(قِطَع الليل) طائفة منه، وجمعها: قِطَع، أراد: فتنة مظلمة سوداء، تعظيماً لشأنها. [ص:10]
(كابن آدم) أراد بقوله: كابن آدم، وقوله: (كخير ابني آدم) هو ابن آدم لصلبه هابيل الذي قتله أخوه قابيل، وما قال الله تعالى في أمرهما: {لئن بسطت إليَّ يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك} [المائدة: 28] وقوله: {إنِّي أُرِيدُ أن تبوءَ بإثمي وإثمكَ فتكون من أصحاب النار} [المائدة: 29] .
(أحلاس بيوتكم) فلان حلس بيته: إذا لزمه لا يفارقه، مأخوذ من الحِلس، وهو الكساء الذي يكون على ظهر البعير.
__________
(1) رواه الترمذي رقم (2205) في الفتن، باب رقم (33) ، وأبو داود رقم (4259) و (4262) في الفتن، باب في النهي عن السعي في الفتنة، وهو حديث صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: أخرجه أحمد (4/408) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا همام. وفي (4/416) قال: حدثنا عبد الصمد، قال: حدثنا أبي. وأبو داود (4259) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا عبد الوارث بن سعيد. وابن ماجة (3961) قال: حدثنا عمران بن موسى الليثي، قال: حدثنا عبد الوارث بن سعيد. والترمذي (2204) قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن، قال: حدثنا سهل بن حماد، قال: حدثنا همام.
كلاهما - همام، وعبد الوارث - قالا: حدثنا محمد بن جحادة، عن عبد الرحمن بن ثروان، عن هزيل ابن شرحبيل، فذكره.
* الروايات مطولة ومختصرة.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب صحيح، وعبد الرحمن بن ثروان هو أبو قيس الأودي.(10/9)
7461 - (خ م) أبو هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «ستكون فِتَن، القاعِدُ فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشي، والماشي فيها خير من السَّاعي، مَنْ تَشَرَّفَ لها تَسْتَشْرِفْهُ، ومَن وَجَدَ مَلْجأ أو مَعاذاً فَلْيَعُذْ به» .
قال ابن شهاب: وحدثني أبو بكر بن عبد الرحمن عن عبد الرحمن بن مطيع [بن الأسود] عن نوفل بن معاوية بمثل حديث أبي هريرة، إلا أن أبا بكر زاد «من الصلاة صلاة من فاتته، فكأنما وُتِرَ أهله وماله» .
وفي أخرى قال: «تكون فتنة، النائم فيها خير من اليقظان، واليقظان فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الساعي، فمن وجد ملجأ أو معاذاً فليستعذ» أخرجه البخاري ومسلم، وانفرد مسلم بالثالثة (1) .
[ص:11]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(من تشرَّف لها تستشرفه) أي: من تطلّع إليها وتعرض لها أتته، ووقع فيها.
(الملجأ والمعاذ) أخوان، وهما الشيء الذي يحتمى به ويركن إليه.
(وُتِرَ أهله وماله) وترته: إذا نقَصتَه، وقيل: أصله: الجناية التي يجنيها الرجل على غيره، من قتله قريبه وأخذه ماله، فشبه ما يلحق هذا الذي تفوته هذه الصلاة بمن قتل قريبه وأخذ ماله، هذا إذا رفعت أهله وماله، ومن نصبهما جعلهما مفعولاً ثانياً لـ " وتر " وأضمر فيها مفعولاً لم يسم فاعله، عائداً إلى الذي فاتته الصلاة، ومن رفعهما لم يضمر، وأقام الأهل مقام الفاعل، لأنهم المصابون المأخوذون، واختصار هذا القول: أن من ردَّ النقص إلى الأهل وإلى المال رفعهما، ومن رده إلى الرجل نَصَبَهما.
__________
(1) رواه البخاري 13 / 25 في الفتن، باب تكون فيها فتنة القاعد فيها خير من القائم، وفي الأنبياء، باب علامات النبوة في الإسلام، ومسلم (2886) في الفتن، باب نزول الفتن كمواقع القطر.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (4/241) قال: حدثنا عبد العزيز الأويسي. ومسلم (8/168) قال: حدثني عمرو الناقد، والحسن الحلواني، وعبد بن حميد. قال عبد: أخبرني. وقال الآخران: حدثنا يعقوب، وهو ابن إبراهيم بن سعد.
كلاهما - عبد العزيز بن عبد الله الأويسي، ويعقوب - عن إبراهيم بن سعد، عن صالح بن كيسان، عن ابن شهاب، قال: حدثني ابن المسيب وأبو سلمة بن عبد الرحمن، فذكراه.
* أخرجه أحمد (2/282) قال: حدثنا إبراهيم بن خالد، قال: حدثني رباح، عن معمر، عن الزهري. (ح) وحدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر، عن الزهري. والبخاري (9/64) قال: حدثنا محمد بن عبيد الله. قال: حدثنا إبراهيم بن سعد، عن أبيه. (ح) وحدثنا أبو اليمان. قال: أخبرنا شعيب، عن الزهري. ومسلم (8/169) قال: حدثني إسحاق بن منصور. قال: أخبرنا أبو داود الطيالسي. قال: حدثنا إبراهيم بن سعد، عن أبيه.
كلاهما - الزهري، وسعد بن إبراهيم - عن أبي سلمة بن عبد الرحمن فذكره. ليس فيه سعيد بن المسيب. وأخرجه البخاري (9/64) قال: حدثنا محمد بن عبيد الله. قال: حدثنا إبراهيم بن سعد. قال: وحدثني صالح بن كيسان، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، فذكره. ليس فيه أبو سلمة بن عبد الرحمن.(10/10)
7462 - (م د) أبو بكرة رضي الله عنه قال عثمان الشحام: انطلقت أنا وفَرقَد السَّبَخي إلى مسلم بن أبي بكرة وهو في أرضه، فدخلنا عليه، فقلت: هل سمعت أباك يحدِّث في الفتن حديثاً؟ فقال: نعم، سمعت أبا بكرة يحدِّث قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إنها ستكون فِتَن، ألا ثم تكون فِتنة، القاعد خير من الماشي فيها، والماشي فيها خير من السَّاعى إليها، ألا فإذا نَزَلتْ، أوْ وَقَعتْ، فمن كان له إبل فليلحق بإبله، ومن كان له غَنَم [ص:12] فليلحق بغنمه، ومن كانت له أرض فليلحق بأرضه، قال: فقال رجل: يا رسولَ الله، أرأَيت من لم تكن له إبل ولا غنم ولا أرض؟ قال: يَعْمِد إلى سيفِهِ فَيَدُقُّ على حَدِّه بحجر ثم لْيَنْجُ إن استطاع النجاءَ، اللهم هل بَلَّغتُ؟ اللهم هل بلغت؟ اللهم هل بلغت؟ قال: فقال رجل: يا رسولَ الله، أَرأَيتَ إِن أُكرِهتُ حتى يُنْطَلق بي إلى أحد الصفَّين، أو إحدى الفئتين، فضربني رجل بسيفه، أو يجيءُ سَهْم فيقتلني؟ قال: يبوء بإِثمه وإِثمك، ويكون من أصحاب النار» أخرجه مسلم.
وأخرجه أبو داود قال: «إنها ستكون فِتْنَة يكون المضطجع فيها خيراً من الجالس، والجالس خيراً من القائم، والقائم خيراً من الماشي، والماشي خيراً من الساعي، قالوا: يا رسولَ الله، ما تأمرنا؟ قال: من كانت له إبل فليلحق بإبله، ومن كانت له غنم فليلحق بغنمه، ومن كانت له أرض فليلحق بأرضه، قال: فمن لم يكن له شيء من ذلك؟ قال: يَعْمِدُ إلى سيفه، فيضرب بحدِّه على حَرَّة، ثم لينجُ ما استطاع النجاءَ» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الحرة) : الأرض ذات الحجارة السود، والمراد به هاهنا: نفس [ص:13] الحَجَر، أي: ضرب حَدّ سيفه بحجر يَفُلُّ غَرْبه لئلا يقاتل.
__________
(1) رواه مسلم رقم (2887) في الفتن، باب نزول الفتن كمواقع القطر، وأبو داود رقم (4256) في الفتن، باب في النهي عن السعي في الفتنة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (5/39) قال: حدثنا وكيع. وفي (5/48) قال: حدثنا روح. ومسلم (8/169) قال: حدثني أبو كامل الجحدري فضيل بن حسين، قال: حدثنا حماد بن زيد. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو كريب. قالا: حدثنا وكيع. (ح) وحدثني محمد بن المثنى، قال: حدثنا ابن أبي عدي. وأبو داود (4256) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع.
أربعتهم - وكيع، وروح، وحماد بن زيد، وابن أبي عدي - عن عثمان الشحام، قال: حدثني مسلم بن أبي بكرة، فذكره.
* انتهى حديث وكيع عند قوله: «إن استطاع النجاة» ولم يذكر ما بعده.(10/11)
7463 - (د) وابصة [بن معبد] الأسدي أن ابن مسعود رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم-[يقول] : - فذكر بعض حديث أبي بكرة - وقال: «قَتْلاها كلُّهم في النار» وقال فيه: قلت: «متى ذاك يا ابن مسعود؟ قال: تلك أيام الهرْج، حيث لا يأمن الرجل جليسه، قلت: فما تأمرني إن أدركني ذلك الزمان؟ قال: تَكُفُّ لسانك ويدك، وتكون حِلْساً من أحلاس بيتك، قال: فلما قُتِلَ عثمان: طار قلبي مَطاره، فركبت حتى أتيت دِمَشقَ، فلقيت خُرَيم بن فاتك، فحدَّثتُهُ، فحلف بالله الذي لا إله إِلا هو، لسمعتُه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، كما حدثنيه ابن مسعود» . أخرجه أبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الهرج) : الاختلاف والفتن، وقد جاء في بعض الحديث أنه القتل، والقتل فإنما سببه الفتن والاختلاف.
(طار قلبي مطاره) أي: مال إلى جهة يهواها وتعلق بها.
__________
(1) رقم (4258) في الفتن، باب في النهي عن السعي في الفتنة، وفي سنده القاسم بن غزوان، لم يوثقه غير ابن حبان، وباقي رجاله ثقات.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (1/448) (4286) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن رجل، عن عمرو بن وابصة الأسدي، عن أبيه، فذكره.
* وأخرجه أحمد (1/449) (4287) قال: حدثنا علي بن إسحاق، قال: أخبرنا عبد الله، يعني ابن المبارك، قال: أخبرنا معمر، عن إسحاق بن راشد، عن عمرو بن وابصة الأسدي، عن أبيه، فذكره. سمى الرجل إسحاق بن راشد.
* وأخرجه أبو داود (4258) قال: حدثنا عمرو بن عثمان، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا شهاب بن خراش، عن القاسم بن غزوان، عن إسحاق بن راشد الجزري، عن سالم، قال: حدثني عمرو بن وابصة الأسدي، عن أبيه وابصة، فذكره. زاد فيه سالما. قلت: في إسناده القاسم بن غزوان لم يوثقه غير ابن حبان.(10/13)
7464 - (ت د) سعد بن أبي وقاص- رضي الله عنه - قال: عند فتنة عثمان بن عفان - أشهد أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إنها ستكون فِتْنَة، [ص:14] القاعد فيها خير من القائم، والقائم خير من الماشي، والماشي خير من الساعي، قال: أفرأَيتَ إن دَخَلَ علَيَّ بَيْتي، وبَسَط يَدَهُ إليَّ ليقتلني، قال: كن كابنيْ آدم» أخرجه الترمذي، وأخرجه أبو داود بمثل حديث قبله، وهو حديث أبي بكرة، وهذا لفظ أبي داود عن حسين بن عبد الرحمن الأشجعي: أنه سمع سعد بن أبي وقاص عن النبي - صلى الله عليه وسلم-، في هذا الحديث، قال: فقلت: يا رسول الله، أرأَيت إن دَخَل عليَّ بيتي، وبسط يده إليَّ ليقتلني؟ قال: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «كن كابَنْي آدم، وتلا يزيد - يعني ابن خالد الرملي - {لئن بَسَطْتَ إليَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي ... } الآية [المائدة: 28] » (1) .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (2195) في الفتن، باب ما جاء أنه تكون فيها فتنة القاعد فيها خير من القائم، وأبو داود رقم (4257) في الفتن، باب في النهي عن السعي في الفتنة، وهو حديث صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن:
* وأخرجه أحمد (1/168) (1446) قال: حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم، قال: حدثنا عبد الله بن لهيعة، قال: حدثنا بكير بن عبد الله بن الأشج، أنه سمع عبد الرحمن بن حسين، فذكره (لكن ابن لهيعة قلب اسمه) .
* وأخرجه أحمد (1/185) (1609) . والترمذي (2194) قالا: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا ليث بن سعد، عن عياش بن عباس، عن بكير بن عبد الله، عن بسر بن سعيد، أن سعد بن أبي وقاص قال.. فذكره. ليس فيه: حسين بن عبد الرحمن.
ورواية أبي داود:
أخرجها (4257) قال: حدثنا يزيد بن خالد الرملي، قال: حدثنا مفضل، عن عياش، عن بكير، عن بسر بن سعيد، عن حسين، وبن عبد الرحمن الأشجعي، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن وروى بعضهم هذا الحديث عن الليث بن سعد، وزاد في الإسناد رجلا.(10/13)
7465 - (م) عامر بن سعد قال: «كان سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - في إبله، فجاءه ابنه عمر، فلما رآه سعد، قال: أعوذ بالله من شر هذا الراكب، فجاء فنزل، فقال له: أنَزَلتَ في إِبلك، وغنمك وتركت الناس يتنازعون الملكَ بينهم؟ فضرب سعد في صدره، وقال: اسكت، سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: إن الله يحب العبد التَّقيَّ الغنيَّ الخفيَّ» . أخرجه مسلم (1) .
[ص:15]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الخفيَّ) أراد بالخفي: المعتزل عن الناس الذي يخفى عليهم مكانه.
__________
(1) رقم (2965) في الزهد، باب الزهد والرقائق.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (1/168) (1441) . ومسلم (8/214) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، وعباس بن عبد العظيم.
ثلاثتهم - أحمد، وإسحاق، وعباس - عن أبي بكر الحنفي عبد الكبير بن عبد المجيد، قال: حدثنا بكير بن مسمار، عن عامر بن سعد، فذكره.(10/14)
7466 - (خ ط د س) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «يُوشِكُ أن يكون خيرَ مال المسلم غَنَم يَتْبَعُ بها شَعَفَ الجبال ومواقع القَطْرِ، يَفِرُّ بدينه من الفتن» أخرجه البخاري، والموطأ وأبو داود والنسائي، وللبخاري قال عبد الرحمن بن أبي صعصعة: قال لي أبو سعيد: «إني أراك تُحِبُّ الغنم وتتخذها، فأصْلِحْها وأصلح رُعَامَهَا، فإني سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم- يقول: يأتي على الناس زمان تكون الغنم فيه خير مال المسلم، يَتْبَعُ بها شَعَفَ الجبال، ومواقع القطر، يَفِرُّ بدينه من الفتن» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(مواقع القَطْر) : المواضع التي ينزل بها المطر. [ص:16]
(رُعامها) الرعام: المخاط الذي يسيل من أنف الشاة من داء أصابها، والشاة رَعُوم.
__________
(1) رواه البخاري 1 / 65 و 66 في الإيمان، باب من الدين الفرار من الفتن، وفي بدء الخلق، باب قول الله تعالى: {وبث فيها من كل دابة} ، وفي الأنبياء، باب علامات النبوة في الإسلام، وفي الرقاق، باب العزلة راحة من خلاط السوء، وفي الفتن، باب التعرب في الفتنة، والموطأ 2 / 970 في الاستئذان، باب ما جاء في أمر الغنم، وأبو داود رقم (4267) في الفتن، باب ما يرخص من البداوة في الفتنة، والنسائي 8 / 123 و 124 في الإيمان، باب الفرار بالدين من الفتن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه مالك الموطأ (60) . وأحمد (3/43) قال: حدثنا إسحاق بن عيسى. وفي (3/57) قال: حدثنا عبد الرزاق. والبخاري (1/11) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة. وفي (4/155) قال: حدثنا إسماعيل بن أبي أويس. وفي (9/66) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. وأبو داود (4267) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة. والنسائي (8/123) قال: أخبرنا هارون بن عبد الله، قال: حدثنا معن (ح) والحارث بن مسكين -قراءة عليه وأنا أسمع، عن ابن القاسم.
سبعتهم - إسحاق، وعبد الرزاق، وعبد الله بن مسلمة، وإسماعيل، وعبد الله بن يوسف، ومعن، وابن القاسم - عن مالك.
2- وأخرجه الحميدي (733) . وأحمد (3/6) قالا: حدثنا سفيان.
3- وأخرجه أحمد (3/30) . وابن ماجة (3980) قال: حدثنا أبو كريب.
كلاهما - أحمد، وأبو كريب - قالا: حدثنا عبد الله بن نمير، عن يحيى بن سعيد.
4- وأخرجه عبد بن حميد (993) . والبخاري (4/241) (8/129) قالا: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون.
أربعتهم - مالك، وسفيان، ويحيى، والماجشون - عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة، عن أبيه، فذكره.
* في رواية سفيان، ويحيى بن سعيد، وعبد الرزاق: عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة، عن أبيه وصوابه عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة، عن أبيه. انظر تحفة الأشراف (4103) .(10/15)
7467 - (ت) أم مالك البهزية - رضي الله عنها - قالت: «ذكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فِتْنَة، فَقَرَّبها، قالت: قلت: يا رسول الله، مَنْ خَيْرُ الناس فيها؟ قال: رجل في ماشية يُؤدِّي حقَّها، ويَعْبُدُ رَبَّهُ، ورَجُل آخِذ برأْس فَرَسِهِ يُخيفُ العَدُوّ ويُخَوِّفونَهُ» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2178) في الفتن، باب ما جاء كيف يكون الرجل في الفتنة، وفي سنده جهالة، وقال الترمذي: هذا حديث غريب من هذا الوجه. وقال أيضاً وفي الباب عن أم مبشر، وأبي سعيد الخدري، وابن عباس أقول: وللفقرة الأولى منه شاهد عند البخاري من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، وللفقرة الثانية منه شاهد عند الترمذي من حديث ابن عباس رضي الله عنه، فالحديث حسن بشواهده.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (6/419) قال: حدثنا يونس بن محمد. قال: حدثنا عبد الواحد بن زياد، قال: حدثنا ليث، يعني ابن أبي سليم. والترمذي (2177) قال: حدثنا عمران بن موسى القزاز البصري، قال: حدثنا عبد الوارث بن سعيد، قال: حدثنا محمد بن جحادة، عن رجل.
كلاهما - ليث بن أبي سليم، ورجل لم يسم - عن طاووس، فذكره.(10/16)
7468 - (خ) محمد بن علي - رحمه الله - أن حرملة - مولى أسامة - أخبره قال: «أرسلني أسامة إلى عليٍّ ليعطيني، وقال: إنه سَيَسْأَلك الآن، فيقول: ما خَلَّفَ صاحبُك؟ فقل له: يَقول لَكَ: لو كنت في شِدْق الأسد لأحببتُ أن أكونَ معك فيه، ولكن هذا أمر لم أرَهُ، قال حرملة: فسألني؟ فأخبرتُهُ، فلم يعطني شيئاً، فذهبتُ إلى حسن وحُسيْن وابن جعفر، فأوْقَروا لي رَاحِلَتي» أخرجه البخاري (1) .
[ص:17]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فأوقَروا لي راحلتي) الوقر: الحمل والثقل، والراحلة: البعير القوي على الأسفار والأعمال.
__________
(1) 13 / 58 في الفتن، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم للحسن: إن ابني هذا سيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (ح7110) قال: حدثنا علي بن عبد الله، قال: حدثنا سفيان، قال: قال عمرو: أخبرني محمد بن علي، فذكره.(10/16)
7469 - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «يُهْلِكُ أُمَّتي هذا الحَيُّ مِنْ قُرَيش، قالوا: فما تأمرنا يا رسول الله؟ قال: لو أن الناسَ اعْتَزَلُوهم؟» أخرجه البخاري ومسلم (1) .
__________
(1) رواه البخاري 6 / 453 في الأنبياء، باب علامات النبوة في الإسلام، وفي الفتن، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " هلاك أمتي على أيدي أغلمة سفهاء "، ومسلم رقم (2917) في الفتن، باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيتمنى أن يكون مكان الميت من البلاء.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/301) قال: حدثنا محمد بن جعفر. والبخاري (4/242) قال: حدثني محمد بن عبد الرحيم. قال: حدثنا أبو معمر إسماعيل بن إبراهيم. قال: حدثنا أبو أسامة. (ح) وقال محمود: حدثنا أبو داود. ومسلم (8/186) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا أبو أسامة. (ح) وحدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي، وأحمد بن عثمان النوفلي. قالا: حدثنا أبو داود.
ثلاثتهم - محمد بن جعفر، وأبو أسامة حماد بن أسامة، وأبو داود الطيالسي- عن شعبة، عن أبي التياح. قال: سمعت أبا زرعة، فذكره.(10/17)
7470 - (د) ثعلبة بن ضبيعة قال: دَخَلْنا على حُذَيفَةَ - رضي الله عنه -، فقال: «إني لأعْرِفُ رجلاً لا تضره الفتنة، قلنا: من هو؟ قال: صاحب ذلك الفُسطاط، قال: فخرجنا، فإذا فُسطاط مضروب، فدخلنا، فإذا فيه محمد بن مَسْلمة، فسألناه عن ذلك؟ فقال: ما أريد أن يَشْتَمِلَ عليَّ من أمصاركم شيء، حتى تنجليَ عما انجلت» .
وفي رواية عن حذيفة قال: «ما أحد من الناس تدركه الفتنة إِلا أنا أخافها عليه، إلا محمد بن مسلمة، فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: لا تضركَ الفتنةُ» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (4663) و (4664) و (4665) في السنة، باب ما يدل على ترك الكلام في الفتنة، وهو حديث صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن: أخرجه أبو داود (4664) قال: حدثنا عمرو بن مرزوق، قال: أخبرنا شعبة، عن الأشعث بن سليم، عن أبي بردة، عن ثعلبة بن ضبيعة، فذكره. وفي (4665) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا أبو عوانة، عن أشعث بن سليم، عن أبي بردة، عن ضبيعة بن حصين الثعلبي، فذكره والرواية الثانية أخرجها (4663) قال: حدثنا الحسن بن علي، قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا هشام، عن محمد، فذكره.(10/17)
7471 - (م ت) معقل بن يسار - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «العِبَادَةُ في الهرج كهجرة إليَّ» أخرجه مسلم والترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(تنجلي) انجلتِ الفتنة: إذا سكنت وزالت.
__________
(1) رواه مسلم رقم (2948) في الفتن، باب فضل العبادة في الهرج، والترمذي رقم (2202) في الفتن، باب ما جاء في الهرج والعبادة فيه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (5/25) قال: حدثنا أبو كامل، قال: حدثنا حماد بن زيد. وعبد بن حميد (402) قال: حدثنا روح بن عبادة، وسليمان بن حرب، قالا: حدثنا حماد بن زيد. ومسلم (8/208) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: أخبرنا حماد بن زيد. (ح) وحدثناه قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا حماد. (ح) وحدثنيه أبو كامل، قال: حدثنا حماد. وابن ماجة (3985) قال: حدثنا حميد بن مسعدة، قال: حدثنا جعفر بن سليمان. والترمذي (2201) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا حماد بن زيد.
كلاهما - حماد بن زيد، وسليمان عن المعلى بن زياد.
2- وأخرجه أحمد (5/27) قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا مسلم بن سعيد الثقفي، عن منصور بن زاذان.
كلاهما - المعلى، ومنصور - عن معاوية بن قرة، فذكره.(10/18)
7472 - (د) المقداد بن الأسود - رضي الله عنه - قال: وايْمُ الله لقد سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «إن السعيد لَمَن جُنِّبَ الفِتَن، قالها ثلاثاً، ولَمنِ ابْتُلِيَ فصبر، فَواهاً» أخرجه أبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فواهاً) واهاً كلمة يقولها المتأسِّف على الشيء والمتعجِّب منه.
__________
(1) رقم (4263) في الفتن، باب في النهي عن السعي في الفتنة، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: أخرجه أبو داود (4263) قال: حدثنا إبراهيم بن الحسن المصيصي، قال: حدثنا حجاج - يعني ابن محمد - قال: حدثنا الليث بن سعد، قال:حدثني معاوية بن صالح، أن عبد الرحمن بن جبير حدثه، عن أبيه، فذكره.(10/18)
7473 - (خ م س) - يزيد بن أبي عبيد - رضي الله عنه - قال: «لَمَّا قُتِلَ عثمانُ خرج سَلَمة بن الأكوع إلى الرَّبَذة، وتزوج هناك امرأة، وَوَلَدَت له أولاداً، فلم يزل بها، حتى قبل أن يموت بليال نزل المدينة، فمات بها» أخرجه البخاري، وأخرج هو ومسلم «أن سلمة دخل على الحجاج، فقال: يا ابن الأكوع، ارتَدَدْتَ على عَقِبَيْكَ، تعزَّبتَ؟ قال: لا، ولكن رسول الله [ص:19] صلى الله عليه وسلم- أذِن لي في البدْو» وأخرجه النسائي إلى قوله: «عقبيك» قال: وذكر كلمة معناها «وبَدَيْتَ» وذكر باقيه (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(تعزَّبت) تعزَّب: بعد، تقول: عزب الشيء يعْزُب، ويعزِبُ: إذا بَعُدَ، والمراد: بَعُدت عن الجماعات والجمعات بالتزامك سُكنى البادية، هكذا شرحه الحميدي في كتابه، وقال الأزهري: تعرَّب - الرجل بالراء المهملة - إذا عاد إلى الأعراب بعد الهجرة، وأقام بالبادية، والذي جاء في كتاب مسلم الذي قرأناه: تعرَّبت - بالراء المهملة -.
(وبديت) البدوُّ: الخروج إلى البادية، وهي البريَّة، تقول: بدوت أبدو، وقد جاء في هذا الحديث «بديت» بالياء، ولعله سهوٌ من الراوي، أو الكاتب، والأصل ما ذكرناه.
__________
(1) رواه البخاري 13 / 34 و 35 في الفتن، باب التعرب في الفتنة، ومسلم رقم (1862) في الإمارة، باب تحريم رجوع المهاجر إلى استيطان وطنه، والنسائي 7 / 151 في البيعة، باب المرتد أعرابياً بعد الهجرة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري في الفتن (14: 1) . ومسلم في المغازي (72) . والنسائي في البيعة (23) .
ثلاثتهم عن قتيبة، عن حاتم بن إسماعيل، عن يزيد بن أبي عبيد المدني، فذكره.
تحفة الأشراف (4/44 و 45) .
وقال الحافظ في «النكت الظراف» : عند البخاري فيه زيادة عن سلمة أنه أقام بالربذة وتزوج بها، وأنه قبل موته نزل المدينة فمات بها، ولم يقع كذلك في «مسلم» .(10/18)
7474 - (د) أبو هريرة (1) - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «وَيْل للعرب من شَرٍّ قد اقترب، أفلح من كفّ يده» أخرجه أبو داود (2) .
__________
(1) في الأصل والمطبوع:عبد الله بن عباس، وهو خطأ.
(2) رقم (4249) في الفتن، باب ذكر الفتن ودلائلها، وإسناده صحيح، والفقرة الأولى منه في " الصحيحين " وغيرهما.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/441) قال: حدثنا محمد بن عبيد. وأبو داود (4249) قال: حدثنا محمد بن يحيى بن فارس، قال: حدثنا عبيد الله بن موسى عن شيبان.
كلاهما - محمد بن عبيد، وشيبان بن عبد الرحمن - عن الأعمش، عن أبي صالح، فذكره.
قلت: الفقرة الأولى في الصحيحين وغيرهما عن زينب بن جحش.(10/19)
الفصل الثاني: فيما ورد ذكره من الفتن، والأهواء الحادثة في الزمان، وفيه فرعان
الفرع الأول: في ذكر ما سمي من الفتن
7475 - (خ م ت) حذيفة بن اليمان - رضي الله عنهما - قال: «كنا عند عمر، فقال: أيُّكم يحفظ حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في الفتنة؟ فقلت: أنا أحفظه كما قال، قال: هات، إنكَ لجريء، وكيف قال؟ قلت: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: فِتْنَةُ الرجل في أهلِه وماله ونفسه وولده وجاره، يكفِّرها الصيامُ والصلاة والصدقة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فقال عمر: ليس هذا أريد، إنما أريد التي تموج كموج البحر، قال: قلت: مالكَ ولها يا أمير المؤمنين؟ إن بينك وبينها باباً مُغْلَقاً، قال: فيُكْسَرُ الباب أو يفتح؟ قال: قلت: لا، بل يُكْسَرُ، قال: ذاك أحرَى أن لا يُغْلَق أبداً، قال: فقلنا لحذيفة: هل كان عمر يعلم منِ البابُ؟ قال: نعم، كما يعلم أن دُون غَد الليلةَ، إني حَدَّثته حديثاً ليس بالأغاليط، قال: فَهِبْنا أن [ص:21] نسألَ حذيفة: مَنِ الباب؟ فقلنا لمسروق: سَلْهُ، فسأله، فقال: عمر» ، أخرجه البخاري ومسلم، وأخرجه الترمذي إلى قوله: «بل يُكْسَرُ، قال: إذاً لا يُغْلَق إلى يوم القيامة» قال أبو وائل: فقلت لمسروق: «سَل حذيفة عن الباب، فسأله؟ فقال: عمر» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(لجَريء) الجرأة: الإقدام على الأمر العظيم.
(بالأغاليط) جمع أغلوطة، وهي المسائل التي يغلَّط بها، والأحاديث التي تذكر للتكذيب.
__________
(1) رواه البخاري 2 / 7 في مواقيت الصلاة، باب الصلاة كفارة، وفي الزكاة، باب الصدقة تكفر الخطيئة، وفي الصوم، باب الصوم كفارة، وفي الأنبياء، باب علامات النبوة في الإسلام، وفي الفتن، باب الفتنة التي تموج كموج البحر، ومسلم رقم (144) في الفتن، باب في الفتنة التي تموج كموج البحر، والترمذي رقم (2259) في الفتن، باب رقم (71) .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه الحميدي (447) . ومسلم (8/174) قال: حدثنا ابن أبي عمر.
كلاهما - الحميدي، وابن أبي عمر - قالا: حدثنا سفيان، قال: حدثنا جامع بن أبي راشد، وسليمان الأعمش.
2- وأخرجه أحمد (5/401) قال: حدثنا يحيي بن سعيد. (ح) وحدثنا وكيع. (ح) وحدثنا محمد بن عبيد. والبخاري (1/140) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى. وفي (2/141) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا جرير. وفي (4/238) قال: حدثني بشر بن خالد، قال: حدثنا محمد، عن شعبة. وفيه (4/238) قال: حدثني بشر بن خالد، قال: حدثنا محمد، عن شعبة. وفي (4/238) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا ابن أبي عدي، عن شعبة. وفي (9/68) قال: حدثنا عمر بن حفص بن غياث، قال: حدثنا أبي. ومسلم (8/173) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، ومحمد بن العلاء أبو كريب. جميعا عن أبي معاوية. (ح) وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو سعيد الأشج، قالا: حدثنا وكيع. (ح) وحدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا جرير. (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا عيسى بن يونس. (ح) وحدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا يحيى بن عيسى. وابن ماجة (3955) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا أبو معاوية، وأبي. والنسائي في الكبرى (319) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: حدثنا عيسى بن يونس.
عشرتهم - يحيى بن سعيد، ووكيع، ومحمد بن عبيد، وجرير، وشعبة، وحفص، وأبو معاوية، وعيسى، ويحيى بن عيسى، وعبد الله بن نمير - عن الأعمش.
3- وأخرجه البخاري (3/31) قال: حدثنا علي بن عبد الله، قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا جامع ابن أبي راشد.
4- وأخرجه الترمذي (2258) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا أبو داود، قال: أنبأنا شعبة، عن الأعمش، وحماد، وعاصم بن بهدلة.
أربعتهم - جامع، والأعمش، وحماد بن أبي سليمان، وعاصم - عن شقيق، فذكره.
* رواية مسلم (8/173) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، ومحمد بن العلاء أبو كريب. أشار المزي في تحفة الأشراف (3337) إلى أن شيوخ مسلم: ابن نمير، وأبو بكر. ثم قال ابن حجر في النكت الظراف: إنما هو عند مسلم: عن ابن نمير، وأبي موسى، وأبي كريب.(10/20)
7476 - (م) حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه - قال: كنا عند عمر فقال: أيكم سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يذكر الفتن؟ فقال قوم: نحن سمعناه، فقال: لعلَّكم تَعْنُون فتنة الرجل في أهل وجاره؟ قالوا: أجل، قال: تلك يُكَفِّرها الصلاة والصيام والصدقة، ولكن أيُّكم سمع النبي - صلى الله عليه وسلم- يذكر التي تموج موجَ البحر؟ قال حذيفة: فأسكتَ القومُ، فقلت: أنا، قال: أنت لله أبوك، قال حذيفة: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: تُعْرَض الفتن على القلوب كالحصير عَوداً عَوداً (1) ، فأيُّ قلب أُشْربَها نُكِتَ فيه نُكتة سوداء؟ [ص:22] وأي قلب أنكرها نُكِتَ فيه نكتة بيضاء، حتى تصير على قلبين: أبيضَ مثل الصَّفا، فلا تَضره فتنة، ما دامت السماوات والأرضُ، والآخر: أسود مُرْباداً، كالكوزِ مُجَخِّياً، لا يعرف معروفاً، ولا ينكر منكراً، إلا ما أُشرب من هواه، قال: وحدَّثته: أن بينك وبينها باباً مُغْلَقاً، يُوشِك أن يُكْسَرَ قال عمر: أكسراً؟ لا أبالك، فلو أنه فتح؟ لعله كان يعاد، قال: لا، بل يُكْسَرُ، وحدَّثته أن ذلك الباب رجل يقتل أو يموت، حديثاً ليس بالأغاليط، قال ربعي: «فقلت: يا أبا مالك - هو سعد بن طارق - ما أسودُ مِربادَّاً؟ قال: شدة البياض في سواد، قلت: فما الكوز مُجَخِياً؟ قال: منكوساً» أخرجه مسلم (2) .
قال الحميديُّ: قد تقدم في المتفق عليه سؤال عمر عن الفتنة - يعني الحديث الذي قبل هذا - بألفاظ أُخر، لا يتفق مع هذا إلا في يسير، فلذلك أفردنا هذا، قلت: ولو أضافه إلى المتفق لكان أولى، فإن هذا رواية من ذلك الحديث.
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(كالحصير عَوداً عَوداً) قال الحميدي: في بعض الروايات «عرض [ص:23] الحصير» والمعنى فيهما: أنها تحيط بالقلوب كالمحصور المحبوس، يقال: حصره القوم: إذا أحاطوا به، وضيَّقوا عليه، قال: وقال الليث: حصير الجَنْب: عِرْق يمتد معترضاً على الجَنْب إلى ناحية البطن، شَبَّه إحاطتَها بالقلب بإحاطة هذا العِرق بالبطن، وقوله " عَوْداً عَوْداً " أي مرَّة بعد مرة، تقول: عاد يعودُ عودَة وعَوْداً.
(أُشْرِبَها) أُشْرِب القلب هذا الأمر: إذا دخل فيه وقَبِلَهُ وسَكِنَ إليه، كأنه قد شَرِبه.
(نُكِتَ فيه نكتة سوداء) أي أثر فيه أثر أسود، وهو دليل السخط ولذلك قال في حالة الرضى: نكت فيه نكتة بيضاء، حتى تصير القلوب على قلبين، أي على قسمين.
(مربادَّاً) المرْبادُّ والمُرْبَدُّ: الذي في لونه رُبْدة، وهي بين السواد والغُبرة.
(كالكوز مجخياً) المُجَخِّي: المائل عن الاستقامة والاعتدال هاهنا، وجَخَّى الرجل في جلوسه: إذا جلس مستوفزاً، وجَخَّى في صلاته: إذا جافَى عضديه عن جوفه ورفع جوفه عن الأرض وخَوى.
(فتنة الأحلاس) شبه هذه الفتنة التي أشار إليها بالأحلاس، وهي جمع حلس، وهو كساء يكون على ظهر البعير لدوام هذه الفتنة ولزومها.
__________
(1) ويقال: عوداً عوداً، بالضم، وهو أصوب.
(2) رقم (144) في الإيمان، باب بيان أن الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (5/386) (405) قال: حدثنا يزيد بن هارون. ومسلم (1/89) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا أبو خالد-يعني سليمان بن حيان -. وفي (1/90) قال: حدثني ابن أبي عمر، قال: حدثنا مروان الفزاري.
ثلاثتهم - يزيد، وأبو خالد، ومروان - عن أبي مالك.
2- وأخرجه مسلم (1/90) قال: حدثني محمد بن المثنى، وعمرو بن علي، وعقبة بن مكرم العمي، قالوا: حدثنا محمد بن أبي عدي، عن سليمان التيمي، عن نعيم بن أبي هند.
كلاهما - أبو مالك، ونعيم - عن ربعي، فذكره.(10/21)
7477 - (د) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: «كنا قُعوداً عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فذكر الفتن، فأكثر في ذكرها، حتى ذكر فتنة [ص:24] الأحلاس، فقال قائل: يا رسول الله، وما فتنة الأحلاس؟ قال: هي هَرَبٌ وَحَرب، ثم فتنة السَّرَّاء، دَخَنُها من تحت قَدَمَيْ رَجُلٍ من أهل بيتي، يزعم أنه مني، وليس مني، وإِنما أوليائي المتقون، ثم يصطلح الناس على رجل كوَرِك على ضِلَع، ثم فتنة الدُّهَيْماء، لا تَدَعُ أحداً مِنْ هذه الأمة إلا لَطَمَتْهُ لَطْمة، فإذا قيل: انْقَضَتْ تمادَتْ، يُصْبحُ الرجلُ فيها مؤمناً ويمسي كافراً، حتى يصير الناس إلى فُسطاطين، فُسطاط إيمانٍ لا نفاق فيه، وفسطاطِ نفاقٍ لا إيمان فيه، فإِذا كان ذَاكُمُّ فانتظروا الدَّجَّال من يومِه، أو من غده» أخرجه أبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(وحَرَب) الحَرَب بفتح الراء: ذهاب المال والأهل، يقال: حَرَبَ الرجل، فهو حريب: إذا سُلِبَ أهله وماله.
(دَخَنها) : إثارتها وهَيْجُها، شبهها بالدخان الذي يرتفع، أي: أن أصل ظهورها من هذا الرجل وقوله " من تحت قدمي رجل " يعني: أنه يكون سبب إثارتها.
(كورِك على ضِلع) مثل، أي: أنه لا يستقل بالملك، ولا يلائمه، كما أن الورك لا تلائم الضلع.
(فتنة الدهيماء) أراد بالدهيماء: السوداء المظلمة، وقيل: أراد بالدهيماء: [ص:25] الداهية يذهب بها إلى الدُّهيم، وهي في زعم العرب: اسم ناقة، قالوا: كان من قصتها: أنه غزا عليها سبعة إخوة، فقُتِلوا عن آخرهم، وحملوا على الدُّهَيم، حتى رجعت بهم فصارت مثلاً في كل داهية.
(فسطاطين) الفُسطاط: الخيمة الكبيرة، وتسمى مدينة مصر: الفسطاط، والمراد به في هذا الحديث: الفرقة المجتمعة المنحازة عن الفرقة الأخرى، تشبيهاً بانفراد الخيمة عن الأخرى، أو تشبيهاً بانفراد المدينة عن الأخرى، حَمْلاً على تسمية مصر بالفسطاط، ويروى بضم الفاء وكسرها.
__________
(1) رقم (4242) في الفتن، باب ذكر الفتن ودلائلها، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: أخرجه أحمد (2/133) (6168) . وأبو داود (4242) قال: حدثنا يحيى بن عثمان بن سعيد الحمصي.
كلاهما - أحمد، ويحيى بن عثمان قالا: حدثنا أبو المغيرة، قال: حدثنا عبد الله بن سالم، قال: حدثنا العلاء بن عتبة الحمصي أو اليحصبي، عن عمير بن هانئ، فذكره.(10/23)
7478 - (د) أبو بكرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «ينزل ناس من أُمتي بغائط يسمونه البصرة، عند نهر يقال له: دِجْلَة، يكون عليه جسر، يكثر أهلها، وتكون من أمصار المهاجرين - وفي رواية: المسلمين - فإِذا كان في آخر الزمان جاء بنو قَنْطوراءَ، عِراضُ الوجوه، صِغارُ الأعيُنِ، حتى ينزلوا على شَطِّ النهرِ، فيتفرق أهلها ثلاث فرق: فرقة يأخذون أذناب البقر والبَرِّيَّة، وهلكوا، وفرقة يأخذون لأنفسهم، وكفروا، وفرقة يجعلون ذراريهم خلف ظهورهم ويقاتلونهم، وهُم الشهداء» أخرجه أبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(بغائط) الغائط: المطمئن من الأرض. [ص:26]
(البصرة) : الحجارة البيض الرخوة، وبها سميت البصْرة.
(بنو قَنطوراء) هم الترك، يقال: إن قنطوراء اسم جارية كانت لإبراهيم الخليل عليه السلام ولدت له أولاداً، جاء من نسلهم الترك.
__________
(1) رقم (4306) في الملاحم، باب في ذكر البصرة، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن: أخرجه أحمد (5/40) قال: حدثنا يزيد بن هارون. وفي (5/40) قال: حدثنا محمد بن يزيد.
كلاهما - يزيد، ومحمد - عن العوام بن حوشب، عن سعيد بن جمهان، عن ابن أبي بكرة، فذكره.
* وأخرجه أحمد (5/44) قال: حدثنا أبو النضر هاشم بن القاسم، قال: حدثنا الحشرج بن نباتة القيسي الكوفي، قال: حدثني سعيد بن جمهان، قال: حدثنا عبد الله بن أبي بكرة، قال: حدثني أبي، فذكره.
* وأخرجه أحمد (5/45) قال: حدثنا سريج قال: حدثنا حشرج، عن سعيد، عن عبد الله، أو عبيد الله بن أبي بكرة، قال: حدثني أبي، فذكره.
* وأخرجه أبو داود (4306) قال: حدثنا محمد بن يحيى بن فارس، قال: حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا سعيد بن جمهان، قال: حدثنا مسلم بن أبي بكرة، قال: سمعت أبي يحدث، فذكره.(10/25)
7479 - (د) حسان بن عطية قال: مال مكحول وابن أبي زكريا إلى خالد بن معدان، ومِلْتُ معهما، فحدثنا عن جبير بن نُفير، قال: قال لي جبير بن نفير: انطلق بنا إلى بني ذي مِخْبَرٍ - رجل من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: فأتيناه، فسأله جبير عن الهدنة؟ فقال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «ستصالحون الروم صلحاً آمناً، فتغزون أنتم وهم عدوَّاً من ورائكم، فَتُنصَرونَ وتَغْنَمُونَ وتَسْلَمُونَ ثم تَرْجِعون، حتى تنزلوا بمرجٍ ذي تُلُول، فيرفع رجلٌ من أهل النصرانية الصَّليبَ، فيقول: غَلَبَ الصَّليب، فيغضَبُ رجلٌ من المسلمين فيدُقُّهُ، فعند ذلك تَغدِرُ الرُّوم وتُجمَع للملْحَمة - زاد في رواية: ويثور المسلمون إلى أسلحتهم، فَيقْتَتِلُون، فَيُكْرِمُ الله تلك العصابة بالشهادة» أخرجه أبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الهدنة) : الصلح الذي ينعقد بين الكفار والمسلمين، وهو في الأصل: [ص:27] السكون، كأنهم سكنوا عن القتال وقد يكون بين كل طائفتين اقتتلتا إذا تركتا القتال عن صلح.
(الملحمة) : معظم القتال.
__________
(1) رقم (4292) و (4293) في الملاحم، باب ما يذكر من ملاحم الروم، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: أخرجه أحمد (4/91) قال: حدثنا محمد بن مصعب، هو القرقساني وأبو داود (4293) قال: حدثنا مؤمل بن الفضل الحراني، قال: حدثنا الوليد بن مسلم. وابن ماجة (4089) قال: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي، قال: حدثنا الوليد بن مسلم.
كلاهما - القرقساني، والوليد - قالا: حدثنا الأوزاعي، عن حسان بن عطية، عن خالد بن معدان، عن جبير بن نفير، فذكره.
* وأخرجه أحمد (4/91 و 5/409) قال: حدثنا روح، قال: حدثنا الأوزاعي، عن حسان بن عطية، عن خالد بن معدان، فذكره، ولم يذكر جبير بن نفير.
* وأخرجه أبو داود (4292) قال: حدثنا النفيلي. وابن ماجة (4089) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. كلاهما -النفيلي، وأبو بكر - قالا: حدثنا عيسى بن يونس، قال: حدثنا الأوزاعي، عن حسان بن عطية، قال: مال مكحول وابن أبي زكريا إلى خالد بن معدان وملت معهما، فحدثنا عن جبير بن نفير، قال: قال لي جبير انطلق بنا إلى ذي مخمر- وكان رجلا من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- فانطلقت معهما، فذكره.(10/26)
7480 - (د) أم سلمة - رضي الله عنها - قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «يكون اختلاف عند مَوتِ خليفة، فيخرجُ رجل من أهل المدينة هارباً إلى مكَّةَ، فيَأُتِيهِ ناس من أهلِ مكة، فيُخرِجونه وهو كاره، فيبايعونه بين الركن والمقام، ويُبْعَثُ إليه بَعْث من الشام، فيُخْسَفَ بهم بالبيداءِ بين مكة والمدينة، فإذا رأى الناسُ ذلك أتاهُ أبدال الشام، وعصائب أهْلِ العراق فيبايعونه، ثم ينشأ رجل من قريش، أخواله كَلْب، فيَبْعثُ إليه بَعْثاً، فيظهرون عليهم، وذلك بعث كلب، والخيبةُ لمن لم يشهدْ غنيمةَ كلب، فيقسم المال، ويعمل في الناس بسُنَّة نبيِّهم، ويُلْقِي الإسلامُ بجِرانِهِ إلى الأَرْض، فيلبَثُ سَبْعَ سنين - وقال بعض الرواة عن هشام، [يعني الدَّستَوائي]-: تسع سنين، ثم يُتَوَفَّى، ويصلي عليه المسلمون، وفي رواية بقصة جيش الخسف قالت: قلت: يا رسول الله، كيف بمن كان كارهاً؟ قال: يُخْسَفُ بهم، ولكن يُبْعَثُ يوم القيامة على نيته» أخرجه أبو داود (1) .
وقد أخرج مسلم والترمذي معنى الخسف بالجيش الذي يؤمُّ البيت، مفرداًَ من هذه القصة عن أُم سلمة، وهو مذكور في فضل البيت من كتاب [ص:28] الفضائل من حرف الفاء، فلم نعده هنا، لاشتمال هذا على معنى غير ما اشتمل عليه ذلك الحديث.
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(بجرانه) الجِرَان: باطن العنق، والجمع: جُرُن، والمعنى: أنه قد قرَّ قراره واستقام، كما أن البعير إذا برك واستراح مَدَّ جِرَانَهُ على الأرض.
__________
(1) رقم (4286) و (4288) و (4289) في المهدي، وهو حديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن: أخرجه أحمد (6/316) قال: حدثنا عبد الصمد وحرمي -المعنى- قالا: حدثنا هشام. وأبو داود (4286) قال: حدثنا محمد بن المثنى. قال: حدثنا معاذ بن هشام. قال: حدثني أبي. وفي (4287) قال: حدثنا هارون بن عبد الله. قال: حدثنا عبد الصمد، عن همام.
كلاهما - هشام الدستوائي، وهمام- عن قتادة، عن صالح أبي الخليل، عن صاحب له، فذكره.
* وأخرجه أبو داود (4288) قال: حدثنا ابن المثنى. قال: حدثنا عمرو بن عاصم. قال: حدثنا أبو العوام. قال: حدثنا قتادة، عن أبي الخليل، عن عبد الله بن الحارث، عن أم سلمة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، بهذا الحديث، وحديث معاذ أتم.(10/27)
7481 - (د) ثوبان - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «يوشكُ الأُمَمُ أنْ تَدَاعَى عليكم كما تَدَاعَى الأَكَلةُ إلى قَصْعَتِها، فقال قائل: من قِلَّة نحن يومئذ؟ قال: بل أنتم يومئذ كثير، ولكنَّكم غُثاء كَغُثَاءِ السَّيْلِ، ولَيَنْزِعَنَّ الله مِنْ صدور عدوِّكم المهابةَ منكم، وليقذفنَّ في قُلُوبكم الوَهْنَ، قيل: وما الوْهنُ يا رسول الله؟ قال: حُبُّ الدُّنيا، وكراهيَةُ الموتِ» أخرجه أبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(تداعى) التداعي: التتابع، أي: يدعو بعضها بعضاً فتجيب.
(الأكَلة) : جمع آكل.
(غُثاء) الغُثَاء: ما يلقيه السّيل.
__________
(1) رقم (4297) في الملاحم، باب في تداعي الأمم على الإسلام، وفي سنده أبو عبد السلام صالح بن رستم الهاشمي، وهو مجهول، لكن قد رواه أحمد 5 / 278 من طريق آخر وسنده قوي.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن: أخرجه أبو داود (4297) قال: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي قال: حدثنا بشر بن بكر، قال: حدثنا ابن جابر، قال: حدثني أبو عبد السلام، فذكره.
وبنحوه أخرجه أحمد (5/278) قال: حدثنا أبو النضر، قال: حدثنا بن المبارك، قال: حدثنا مرزوق أبو عبد الله الحمصي، قال: أخبرنا أبو أسماء الرحبي، فذكره.
قلت: في مسند أبي داود: صالح بن رستم الهاشمي - أبو عبد السلام الدمشقي-،قال عنه الحافظ في التهذيب (4/390) قال ابن أبي حاتم سألت أبي عنه فقال:مجهول لا نعرفه، وذكره ابن حبان في الثقات.(10/28)
7482 - (م) أبو إدريس الخولاني قال: حذيفة رضي الله عنه «والله إنِّي لأعلمُ الناس بكلِّ فِتْنَة هي كائنة فيما بيني وبين الساعة، وما بي [إلا] أن يكون رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أَسَرَّ إليَّ في ذلك شيئاً لم يُحَدِّثْهُ غيري، ولكنْ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- قال يوماً - وهو في مجلس يَتَحدَّثُ فيه عَنِ الفتن وَيَعُدُّهُنَّ - منها ثلاث لا يَكَدْنَ يَذَرنَ شيئاً، ومنها فِتَنٌ كرياحِ الصيف، منها صغار، ومنها كبار، فذهب أولئك الرهط الذين سمعوه معي كلُّهم غيري» أخرجه مسلم (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(كرياح الصيف) يريد أن فيها بعض الشدة، وإنما خصَّ الصيف، لأن رياح الشتاء أقوى.
__________
(1) رقم (2891) في الفتن، باب إخبار النبي صلى الله عليه وسلم فيما يكون إلى قيام الساعة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (5/388) قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثنا أبي، عن صالح يعني ابن كيسان. وفيه (5/388) قال: حدثنا فزارة بن عمرو، قال: حدثنا إبراهيم بن سعد، قال: حدثنا صالح بن كيسان. وفي (5/407) قال: حدثنا أبو اليمان، قال: وأخبرنا شعيب. ومسلم (8/172) قال: حدثني حرملة بن يحيى التجيبي، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس.
ثلاثتهم - صالح، وشعيب، ويونس - عن ابن شهاب، عن أبي إدريس الخولاني، فذكره.(10/29)
7483 - (د) حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه - قال: «والله ما أَدْرِي أنَسِي أصحابي، أم تناسَوْا؟ والله ما ترك رسول الله - صلى الله عليه وسلم- من قائد فتنة إلى انقضاء الدنيا، يبلغَ من معه ثلاثمائة فصاعداً، إلا قد سمَّاه لنا باسمه واسم أبيه واسم قبيلته» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (4243) في الفتن، باب ذكر الفتن ودلائلها، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن: أخرجه أبو داود (4243) قال: حدثنا محمد بن يحيى بن فارس، قال: حدثنا ابن أبي مريم، قال: أخبرنا ابن فروخ، قال: أخبرني أسامة بن زيد، قال: أخبرنا بن لقبيصة بن ذؤيب، عن أبيه، فذكره.(10/29)
7484 - (د) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله [ص:30] صلى الله عليه وسلم-: «يُوِشكُ المسلمون أن يحاصرُوا إلى المدينة، حتى يكون أبعدَ مَسالحهم: سَلاحُ» قال الزهري: سلاح: قريب من خيبر، أخرجه أبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(مسالحهم) المسالح جمع مَسْلحة، وهم قوم ذوو سلاح، والمسلحة أيضاً كالثغر والمرقَب، يكون فيه أقوام يرقبون العدو لئلا يطرقهم، فإذا رأوه: أعلموا أصحابهم ليتأهَّبُوا له.
__________
(1) رقم (4250) في الفتن، باب ذكر الفتن ودلائلها، و (4299) و (4300) ، باب في العقل من الملاحم، وفيه جهالة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن: أخرجه أبو داود (4250 و 4299) قال: حدثت عن ابن وهب، قال: حدثنا جرير بن حازم، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، فذكره.
وفي (4251) قال: حدثنا أحمد بن صالح، عن عنبسة، عن يونس، عن الزهري، قال: وسلاح قريب من خيبر.(10/29)
الفرع الثاني: فيما لم يذكر اسمه من الفتن، وفيه عشرة أنواع
نوع أول
7485 - (م ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «بادروا بالأعمال فِتناً كَقِطَع الليْلِ المظلم، يُصبحُ الرجلُ مؤمِناً ويُمْسِي كافِراً، ويُمسِي مُؤمِناً ويُصبْحُ كافِراً، يَبيعُ دِينَهُ بِعَرَضِ من الدُّنْيا» أخرجه مسلم والترمذي (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (118) في الإيمان، باب الحث على المبادرة بالأعمال قبل تظاهر الفتن، والترمذي رقم (2196) في الفتن، باب ما جاء ستكون فتن كقطع الليل المظلم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/303) قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا زهير، وفي (2/372) قال: حدثنا سليمان، قال: أنبأنا إسماعيل. وفي (2/523) قال: حدثنا عبد الملك بن عمرو، قال: حدثنا زهير. ومسلم (1/76) قال: حدثني يحيى بن أيوب، وقتيبة، وابن حجر، جميعا عن إسماعيل بن جعفر، قال ابن أيوب: حدثنا إسماعيل. والترمذي (2195) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد.
ثلاثتهم - زهير بن محمد، وإسماعيل بن جعفر، وعبد العزيز بن محمد الدراوردي - عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، فذكره.(10/30)
7486 - (د) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «يكون في هذه الأمة أربع فتن، في آخرها القتل (1) » أخرجه أبو داود (2) .
__________
(1) في نسخ أبو داود المطبوعة: في آخرها الغناء.
(2) رقم (4241) في الفتن، باب ذكر الفتن ودلائلها، وفي سنده رجل مجهول.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (4241) قال: حدثنا هارون بن عبد الله، قال: حدثنا أبو داود الحفري، عن بدر ابن عثمان، عن عامر، عن رجل، فذكره.
قلت: في سنده رجل مجهول.(10/31)
7487 - (م د س) عرفجة - رضي الله عنه - سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «ستكونُ هَنات وَهنات، فمن أراد أن يفرِّقَ أمَر هذه الأُمَّةِ وهي جميع، فاضرُبوهُ بالسيف كائناً من كان» .
وفي رواية «فاقتلوه» أخرجه مسلم.
وفي رواية أبي داود «وهَنات» مَرَّة أخرى.
وأخرجه النسائي، وله في أخرى قال: «رأيتُ النبي - صلى الله عليه وسلم- على المنبر يَخْطُبُ النَّاس، فقال: إنَّها ستكونُ بعدي هَنات وَهنات، فمن رأيتموه فَارَقَ الجماعة - أو يريد أن يفرِّق أُمةَ محمد - كائناً من كان فاقتلوه، فإن يَدَ الله على الجماعة، والشيطانُ مع من فارق الجماعة يركُضُ» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(هَنات) جمع هَنة، وهي الخصلة من الشَّر، ولا تقال في الخير. [ص:32]
(يد الله على الجماعة) أي سكينته ورحمته مع القوم المتفقين المجتمعين. فإذا تفرقوا واختلفوا: أزال السكينة عنهم وأوقع بأسهم بينهم.
__________
(1) رواه مسلم رقم (1852) في الإمارة، باب حكم من فرق أمر المسلمين وهو مجتمع، وأبو داود رقم (4762) في السنة، باب في قتل الخوارج، والنسائي 7 / 93 في تحريم الدم، باب قتل من فارق الجماعة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (4/261) قال: حدثنا يحيى، عن شعبة. (ح) وحدثنا هاشم بن القاسم، قال: حدثنا شعبة. وفي (4/341) قال: حدثنا أبو النضر، قال: حدثنا شيبان. وفي (4/143 و 5/23) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. ومسلم (6/22) قال: حدثني أبو بكر بن نافع، ومحمد بن بشار. قال ابن نافع: حدثنا غندر. وقال ابن بشار: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. (ح) وحدثنا أحمد بن خراش، قال: حدثنا حبان، قال: حدثنا أبو عوانة (ح) وحدثني القاسم بن زكريا، قال ك دحثنا عبيد الله بن موسى، عن شيبان. وفي (6/23) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا المصعب بن المقدام الخثعمي، قال: حدثنا إسرائيل. (ح) وحدثني حجاج، قال: حدثنا عارم بن الفضل، قال: حدثنا حماد بن زيد، قال: حدثنا عبد الله بن المختار، ورجل سماه. وأبو داود (4762) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيي، عن شعبة. والنسائي (7/92) قال: أخبرني أحمد بن يحيى الصوفي، قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا يزيد بن مردانبة. وفي (7/93) قال: أخبرنا أبو علي محمد بن علي المروزي، قال: حدثنا عبد الله بن عثمان، عن أبي حمزة. (ح) وأخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى، قال: حدثنا شعبة.
سبعتهم - شعبة، وشيبان، وأبو عوانة، وإسرائيل، وعبد الله بن المختار، ويزيد بن مردانبة، وأبو حمزة السكري - عن زياد بن علاقة، فذكره.
* في رواية شيبان: عرفجة بن شريح الأسلمي، وفي رواية يزيد بن مردانبة عرفجة بن صريح الأشجعي، وفي رواية أبي حمزة: عرفجة بن شريح.(10/31)
7488 - (س) أسامة بن شريك - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «أَيما رَجُل [خَرَجَ] يفَرِّقُ أُمَّتي فاضربُوا عُنُقَهُ» أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 7 / 93 في تحريم الدم، باب قتل من فارق الجماعة، وفي سنده زيد بن عطاء بن السائب، لم يوثقه غير ابن حبان وباقي رجاله ثقات، ولكن يشهد له الحديث الذي قبله.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (7/93) قال: أخبرنا محمد بن قدامة، قال: حدثنا جرير، عن زيد بن عطاء بن السائب، عن زياد بن علاقة، فذكره.
قلت: فيه زيد بن عطاء بن السائب، قال عنه الحافظ في التهذيب (3/418) : قال أبو حاتم: شيخ ليس بالمعروف، وذكره ابن حبان في الثقات.(10/32)
نوع ثان
7489 - (د) معاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنه - قال: قام فينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فقال: «ألا إنَّ مَن كان قبلكم من أهل الكتاب افترقوا على ثنتينِ وسبعينَ مِلَّة، وإن هذه الأمة ستفترق على ثلاث وسبعين، ثِنْتان وسبعون في النار، وواحدة في الجنة، وهي الجماعة» زاد في رواية «وإنه سيخرج في أُمَّتي أقْوَام تتجارَى بهم الأَهواء، كما يتجارى الكَلَبُ بصاحبه، لا يبقى منه عِرْق ولا مَفْصِل إلا دَخَلَه» أخرجه أبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ستفترق) قال الخطابي: قوله - صلى الله عليه وسلم-: «ستفترق أمتي» فيه دلالة على أن هذه الفِرَق غير خارجة عن الملة والدين، إذ جعلهم من أمَّته. [ص:33]
(يتجارى الكَلَب) التجاري، تفاعل من الجَري، وهو الوقوع في الأهواء الفاسدة، والتداعي فيها، تشبيهاً بجري الفرس، والكَلَب: داءٌ معروف يعرِض للكلْب، إذا عَضَّ حيواناً عَرَض له أعراض رديئة فاسدة قاتلة، فإذا تجارى بالإنسان وتمادى هلك.
__________
(1) رقم (4597) في السنة، باب شرح السنة، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " (1024) ، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: أخرجه أحمد (4/102) قال: حدثنا أبو المغيرة. والدارمي (2521) قال: أخبرنا أبو المغيرة. وأبو داود (4597) قال: حدثنا أحمد بن حنبل، ومحمد بن يحيى، قالا: حدثنا أبو المغيرة. (ح) وحدثنا عمرو بن عثمان، قال: حدثنا بقية.
كلاهما - أبو المغيرة، وبقية بن الوليد- قالا: حدثنا صفوان، قال: حدثني أزهر بن عبد الله الحرازي، عن أبي عامر، فذكره.
* في رواية أحمد (أزهر بن عبد الله الهوزني) وقال: قال أبو المغيرة. في موضع آخر: الحرازي.(10/32)
7490 - (د ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «تَفَّرَّقَتِ اليهودُ على إحدى وسبعين فِرْقَة، أو اثنتين وسبعين، والنصارى مثل ذلك، وستفترق أُمَّتي على ثلاث وسبعين فرقة» أخرجه الترمذي.
وفي رواية أبي داود قال: «وتفرَّقَت النصارى على إحدى وسبعين، أو اثنتين وسبعين فرقة ... » وذكر الحديث (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (4596) في السنة، باب شرح السنة، والترمذي رقم (2642) في الإيمان، باب ما جاء في افتراق هذه الأمة، وقال الترمذي: حديث أبي هريرة حسن صحيح، وهو كما قال، وفي الباب عن سعد، وعبد الله بن عمرو، وعوف بن مالك.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: أخرجه أحمد (2/332) قال: حدثنا محمد بن بشر. وأبو داود (4596) قال: حدثنا وهب بن بقية، عن خالد. وابن ماجة (3991) قال:حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا محمد بن بشر. والترمذي (2640) قال: حدثنا الحسين بن حريث أبو عمار. قال: حدثنا الفضل بن موسى.
ثلاثتهم - محمد بن بشر، وخالد بن عبد الله، والفضل بن موسى - عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، فذكره. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.(10/33)
7491 - (ت) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «ليأتينَّ على أَمَّتي ما أتى على بني إسرائيل حَذْوَ النَّعْلِ بالنَّعْل، حتى إن كان منهم من أتى أُمَّهُ علانية، ليَكُوننَّ في أمتي مَنْ يصنع ذلك، وإن بني إسرائيل تفرَّقت على ثنتين وسبعين ملة، وستفترق أُمَّتي على ثلاث وسبعين ملة، كُلُّها في النار، إلا ملة واحدة، قالوا: مَن هي [ص:34] يا رسول الله؟ قال: مَنْ كان على ما أنا عليه وأصحابي» أخرجه الترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(حَذْو النعل بالنعل) أي: مثل النعل، لأن إحدى النعلين يُقْطَع، وتقدَّر على قدر النعل الأخرى، والحذو: التقدير، وكلُّ من عمِل عملاً مثل عمل رجلاً آخر من غير زيادة ولا نقصان، قيل: عَمَلَ فلان حَذْوَ النعل بالنعل.
__________
(1) رقم (2643) في الإيمان، باب ما جاء في افتراق هذه الأمة، وفي سنده عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الأفريقي، وهو ضعيف، أقول: ولكن يشهد له معنى الحديثين اللذين قبله، فهو بهما حسن، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب مفسر، لا نعرفه مثل هذا إلا من هذا الوجه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه الترمذي (2641) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا أبو داود الحفري، عن سفيان الثوري، عن عبد الرحمن بن زياد الإفريقي، عن عبد الله بن يزيد، فذكره.
وقال: هذا حديث مفسر غريب لا نعرفه مثل هذا إلا من هذا الوجه.
قلت: في إسناده عبد الرحمن بن زياد الإفريقي.(10/33)
نوع ثالث
7492 - (ت) أبو واقد الليثي - رضي الله عنه - أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- «لما خرج إلى غزوة حُنَيْن مَرَّ بِشَجَرَة للمشركين كانوا يُعَلِّقُونَ عليها أسلحتَهُمْ، يقال لها: ذاتُ أنواط، فقالوا: يا رسول الله، اجعل لنا ذاتَ أنواطٍ، كما لهم ذَاتُ أنواط، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: سبحان الله! هذا كما قال قومُ موسى: اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة، والذي نفسي بيده: لَتركَبُنَّ سَنَنَ من كان قبلَكم» أخرجه الترمذي (1) .
وزاد رزين «حَذْوَ النعل بالنعل، والقُذَّة بالقُذَّة، حتى إنْ كان فيهم [ص:35] من أتى أُمَّهُ يكون فيكم، فلا أدري: أتعبدون العِجْل، أم لا؟» .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أنواط) جمع نَوْط، وهو مصدر نُطْتُ به كذا وكذا أنُوط نَوْطاً: إذا علقتَه به، ويسمَّى المَنْوط بالنَّوْط.
(القُذَّة) : ريشة السهم، وجمعها قُذَذ، وتكون أيضاً متساوية الأقدار، تُقَصّ كل ريشة على قدر الأخرى.
__________
(1) رقم (2181) في الفتن، باب ما جاء لتركبن سنن من كان قبلكم، وإسناده صحيح، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: أخرجه الحميدي (848) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (5/218) قال: حدثنا حجاج، قال: حدثنا ليث - يعني ابن سعد - قال: حدثني عقيل بن خالد. وفي (5/218) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. وفي (5/218) قال: حدثنا أبو إسحاق بن سليمان، قال: حدثنا مالك ابن أنس. والترمذي (2) قال: حدثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي، قال: حدثنا سفيان. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (11/15516) عن محمد بن رافع، عن عبد الرزاق، عن معمر.
أربعتهم - سفيان بن عيينة، وعقيل، ومعمر، ومالك - عن ابن شهاب الزهري، عن سنان بن أبي سنان الدؤلي، فذكره.
* في رواية سعيد بن عبد الرحمن، عن سفيان أن: «رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لما خرج إلى خيبر ... » .
وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.(10/34)
7493 - (خ م) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لتَتَّبِعُنَّ سَنَن مَنْ كان قبلكم شِبْراً بِشِبر، وَذِرَاعاً بِذِراع حتى لو دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَتَبِعْتُموهُمْ، قلنا: يا رسول الله اليهودُ والنصارى؟ قال: فَمَنْ؟» أخرجه البخاري ومسلم (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(جُحْرَ ضبٍّ) الضّب: هذا الحيوان المعروف.
(وجُحْرُهُ) ثُقْبُه الذي يأوي إليه، يعني لو دخلوا إلى ثقب الضبِّ مبالغةً لدخلتموه.
__________
(1) رواه البخاري 13 / 255 في الاعتصام، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " لتتبعن سنن من كان قبلكم "، وفي الأنبياء، باب ما ذكر عن بني إسرائيل، ومسلم رقم (2669) في العلم، باب اتباع سنن اليهود والنصارى.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (3/84و 89) قال: حدثنا روح، قال: حدثنا زهير بن محمد. والبخاري (4/206) قال: حدثنا سعيد بن أبي مريم، قال: حدثنا أبو غسان. وفي (9/126) قال: حدثنا محمد بن عبد العزيز، قال: حدثنا أبو عمر هو حفص بن ميسرة الصنعاني من اليمن. ومسلم (8/57) قال: حدثني سويد بن سعيد، قال: حدثنا حفص بن ميسرة. (ح) وحدثنا عدة من أصحابنا، عن سعيد بن أبي مريم، قال: أخبرنا أبو غسان وهو محمد بن مطرف.
ثلاثتهم - زهير، وأبو غسان، وحفص - عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، فذكره.
* أخرجه أحمد (3/94) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن زيد بن أسلم، عن رجل، عن أبي سعيد، فذكره.
* رواه أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن سفيان، (راوي صحيح مسلم) ، قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا ابن أبي مريم، قال: حدثنا أبو غسان، قال: حدثنا زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، وذكر الحديث نحوه. صحيح مسلم (8/58) وإنما ذكرنا هذا لئلا يظن أحد أن هذا الإسناد ساقه مسلم وإنما هو من زيادات أحد الرواة عنه.(10/35)
7494 - (خ) أبو هريرة - رضي الله عنه - أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تقومُ الساعة حتى تأخذَ أُمَّتي مأخذ (1) القُرونِ قَبْلَها شِبْراً بِشِبر، وَذِرَاعاً بِذِرَاع، قيل له: يا رسول الله، كفَارِسَ والروم؟ قال: مَنِ الناسُ إلا أولئك؟» أخرجه البخاري (2) .
__________
(1) هذه رواية النسفي، وفي رواية الأصيلي: بما أخذ، وفي بعض الروايات: بأخذ.
(2) 13 / 254 في الاعتصام، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " لتتبعن سنن من كان قبلكم ".
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/325 و367) قال: حدثنا روح. قال: حدثنا ابن أبي ذئب. وفي (2/327) قال: حدثنا حجاج. قال: أخبرني ابن جريج. قال: أخبرني زياد بن سعد، عن محمد بن زيد بن المهاجر بن قنفذ. وفي (2/336) قال: حدثنا عثمان بن عمر أبو محمد. قال: أخبرنا ابن أبي ذئب وفي (2/367) قال: حدثنا سريج. قال: حدثنا عبد الله بن نافع، عن ابن أبي ذئب. والبخاري (9/126) قال: حدثنا أحمد بن يونس. قال: حدثنا ابن أبي ذئب.
كلاهما - ابن أبي ذئب، ومحمد بن زيد بن المهاجر - عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، فذكره.
* لفظ رواية محمد بن زيد بن المهاجر: «والذي نفسي بيده، لتتبعن سنن الذين من قبلكم شبرا بشبر، وذراعا بذراع، وباعا فباعا، حتى لودخلوا جحر ضب لدخلتموه. قالوا: ومن هم يا رسول الله؟ أهل الكتاب؟ قال فمه» .(10/36)
7495 - (م) عائشة - رضي الله عنها - قالت: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «لا يَذْهَبُ الليلُ والنهار، حتى تُعبد اللاَّتُ والعُزَّى، قلت: يا رسول الله، إن كنتُ لأُظنُّ حِينَ أنزل الله تعالى: {هو الذي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ على الدِّينِ كلِّهِ [وَلَوْ كَرِهَ المُشْرِكُونَ] } [الصف: 9] أن ذلك تامُّ، قال: إنَّه سَيَكونُ من ذلك ما شاء الله، ثم يَبْعَثُ الله ريحاً طَيِّبَة، فَتتَوفَّى كلَّ من كان في قلبه مثقالُ حَبة من خَرْدل من إيمان، فيبقى من لا خير فيه، فيرجعونَ إلى دِينِ آبائهم» أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (2907) في الفتن، باب لا تقوم الساعة حتى تعبد دوس ذا الخلصة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مسلم (8/182) قال: حدثنا أبو كامل الجحدري، وأبو معن زيد بن يزيد الرقاشي- واللفظ لأبي معن - قالا: حدثنا خالد بن الحارث. (ح) وحدثناه محمد بن المثنى، قال: حدثنا أبو بكر، وهو الحنفي.
كلاهما - خالد بن الحارث، وأبو بكر الحنفي - قالا: حدثنا عبد الحميد بن جعفر، عن الأسود بن العلاء، عن أبي سلمة، فذكره.(10/36)
7496 - (م د ت) ثوبان - رضي الله عنه-: أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إنَّما أخاف على أُمَّتي الأئمةَ المضِلِّين، فإذا وُضِعَ السيفُ في أُمتي، لم يُرفَع عنها إلى يوم القيامة، ولا تقوم الساعة حتى تلتحق قبائلُ من أمتي بالمشركين، وحتى تعبد قبائلُ من أُمتي الأوثان، وانَّه يكون في أمتي ثلاثون [ص:37] كذَّابون، كُلُّهم يزعم أنه نبيّ، وأنا خاتَم النبيين، ولا نبيَّ بعدي، ولا تزال طائفة من أمتي على الحق، لا يضرُّهم مَنْ خالفهم حتى يأتيَ أمر الله» قال علي بن المديني: هم أصحاب الحديث.
هذا الحديث أورده رزين هكذا، وأخرج مسلم بعضه، وهو مذكور في «فضائل الأمة» من كتاب الفضائل.
وأخرجه أبو داود في جملة حديث وهو مذكور في المعجزات من «كتاب النبوة» من حرف النون، وأخرجه الترمذي مفرَّقاً في ثلاثة مواضع (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (1920) في الإمارة، باب قوله صلى الله عليه وسلم: " لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق "، وأبو داود رقم (4252) في الفتن، باب ذكر الفتن ودلائلها، والترمذي رقم (2203) و (2220) و (2230) في الفتن، باب رقم (32) ، وباب ما جاء لا تقوم الساعة حتى يخرج كذابون، وباب ما جاء في الأئمة المضلين.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: ولكنه أتى مفرقا في المصادر:
فبلفظ: «إنما أخاف على أمتي الأئمة المضلين.» .
1- أخرجه أحمد (5/278) قال: حدثنا عبد الرحمن. وفي (5/278) قال: حدثنا سليمان بن حرب. وفي (5/284) قال: حدثنا عفان. والدارمي (215) و (2755) قال: أخبرنا سليمان بن حرب. وأبو داود (4252) قال: حدثنا سليمان بن حرب، ومحمد بن عيسى. والترمذي (2229) قال: حدثنا قتيبة.
خمستهم - عبد الرحمن، وسليمان، وعفان، ومحمد، وقتيبة- عن حماد بن زيد، عن أيوب.
2- وأخرجه ابن ماجة (3952) قال: حدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا محمد بن شعيب بن شابور، قال: حدثنا سعيد بن بشير، عن قتادة.
كلاهما - أيوب، وقتادة - عن أبي قلابة، عن أبي أسماء، فذكره
وبلفظ: «إذا وضع السيف في أمتي لم يرفع عنها إلى يوم القيامة» .
1- أخرجه أحمد (5/278) قال: حدثنا سليمان بن حرب. وفي (5/284) قال: حدثنا عفان. وأبو داود (4252) قال: حدثنا سليمان بن حرب، ومحمد بن عيسى. والترمذي (2202) قال: حدثنا قتيبة.
أربعتهم - سليمان، وعفان، ومحمد، وقتيبة - عن حماد بن زيد، عن أيوب.
2- وأخرجه ابن ماجه (3952) قال: حدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا محمد بن شعيب بن شابور، قال: حدثنا سعيد بن بشير، عن قتادة.
كلاهما - أيوب، وقتادة - عن أبي قلابة، عن أبي أسماء، فذكره.
وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وبلفظ: «لا تقوم الساعة حتى تلحق قبائل من أمتي بالمشركين، وحتى يعبدوا الأوثان» .
1- أخرجه أحمد (5/278) قال: حدثنا سليمان بن حرب. وفي (5/284) قال: حدثنا عفان. وأبو داود (4252) قال: حدثنا سليمان بن حرب، ومحمد بن عيسى. والترمذي (2219) قال: حدثنا قتيبة.
أربعتهم - سليمان، وعفان، ومحمد، وقتيبة - عن حماد بن زيد، عن أيوب.
2- وأخرجه ابن ماجه (3952) قال: حدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا محمد بن شعيب بن شابور، قال: حدثنا سعيد بن بشير، عن قتادة. وبلفظ: «وإنه سيكون في أمتي ثلاثون كذابا، كلهم يزعم أنه نبي، وأنا خاتم النبين لا نبي بعدي» .
1- أخرجه أحمد (5/278) قال: سليمان بن حرب. وأبو داود (4252) قال: حدثنا سليمان بن حرب، ومحمد بن عيسى. والترمذي (2219) قال: حدثنا قتيبة.
ثلاثتهم - سليمان، ومحمد، وقتيبة - عن حماد بن زيد، عن أيوب.
2- وأخرجه ابن ماجة (3952) قال: حدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا محمد بن شعيب بن شابور، قال: حدثنا سعيد بن بشير، عن قتادة.
كلاهما - أيوب، وقتادة - عن أبي قلابة، عن أبي إسماء، فذكره.
وبلفظ: «لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين، لا يضرهم من يخذلهم حتي يأتي أمر الله» .
تقدم برقم (6446) .(10/36)
نوع رابع
7497 - (د) سعيد بن زيد - رضي الله عنه -: قال: «كنَّا عندَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فذكر فتنة عَظَّمَ أمرها، فقلنا - أو قالوا - يا رسول الله، لئن أدْرَكَتْنا هذه لَنَهْلِكنَّ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: كَلاَّ إنَّ بحسبِكم القتلَ»
قال سعيد: «فرأيت إخواني قُتِلوا» . أخرجه أبو داود (1) .
[ص:38]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(بِحَسْبِكم القتل) أي: إن القتل كافيكم ومقنِعُكم.
__________
(1) رقم (4277) في الفتن، باب ما يرجى في القتل، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن:
* أخرجه أحمد (1/189) (1647) قال: حدثنا حماد بن أسامة، قال: أخبرني مسعر، عن عبد الملك بن ميسرة، عن هلال بن يساف، عن عبد الله بن ظالم، فذكره.
* أخرجه أبو داود (4277) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا أبو الأحوص سلام بن سليم، عن منصور، عن هلال بن يساف، عن سعيد بن زيد، فذكره. ولم يذكر عبد الله بن ظالم.
وأخرجه النسائي في فضائل الصحابة رقم (102) قال: أخبرني ابن عبد الله بن عمار، قال: حدثنا قاسم الجرمي، قال: حدثنا سفيان، عن منصور، عن هلال بن يساف، عن فلان بن حيان، عن عبد الله بن ظالم، فذكره.(10/37)
7498 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «لَيأْتينَّ على الناس زمان، لا يدري القَاتِلُ في أَيِّ شيء [قَتَلَ] ، ولا يدري المقتولُ في أَي شيء قُتِلَ؟ قيل: وكيف؟ قال: الهَرْجُ، القَاتِلُ والمقتولُ في النار» أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (2908) في الفتن، باب لا تقوم الساعة حتى تعبد دوس ذا الخلصة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مسلم (2908) قال: وحدثنا ابن أبي عمر المكي، قال: حدثنا مروان، عن يزيد- وهو ابن كيسان - عن أبي حازم، فذكره. وبنفس الرقم قال: وحدثنا عبد الله بن عمر بن أبان وواصل بن عبد الأعلى، قالا: حدثنا محمد بن فضيل، عن أبي إسماعيل الأسلمي، عن أبي حازم، فذكره.
وقال: وفي رواية ابن أبان قال: هو يزيد بن كيسان عن أبي إسماعيل. لم يذكر الأسلمي.(10/38)
7499 - (خ م) أسامة بن زيد - رضي الله عنهما -: قال: «أشرفَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- على أُطُم من آطام المدينة، فقال: هل تَرَوْنَ ما أرَى؟ قالوا: لا، قال: فإني لأرى مواقعَ الفِتنِ خِلال بيوتكم كمواقع القَطْرِ» . أخرجه البخاري ومسلم (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الأُطُم) : بناءٌ مرتفع، وجمعه آطام.
__________
(1) رواه البخاري 4 / 81 في فضائل المدينة، باب آطام المدينة، وفي المظالم، باب الغرفة والعلية المشرفة وغير المشرفة في السطوح وغيرها، وفي الأنبياء، باب علامات النبوة في الإسلام، وفي الفتن، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " ويل للعرب من شر قد اقترب "، ومسلم (2885) في الفتن، باب نزول الفتن كمواقع القطر.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1-أخرجه الحميدي (542) . وأحمد (5/200) . والبخاري (3/27) قال: حدثنا علي، وفي (3/174) قال: حدثنا عبد الله بن محمد. وفي (4/240) و (9/60) قال: حدثنا أبو نعيم. ومسلم (8/168) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وعمرو الناقد، وإسحاق بن إبراهيم، وابن أبي عمر.
تسعتهم - عن سفيان بن عيينة.
2- وأخرجه أحمد (5/208) والبخاري (9/60) قال: حدثني محمود. ومسلم (8/168) قال: حدثنا عبد بن حميد.
ثلاثتهم - عن عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر.
كلاهما - سفيان، ومعمر - عن الزهري، قال: أخبرني عروة، فذكره.(10/38)
7500 - (د ت) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال: [ص:39] قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «إنَّها ستكونُ فِتْنَة تَسْتِنطِف العربَ، قتلاها في النار، اللسانُ فيها أشدُّ من وَقْعِ السيف» أخرجه الترمذي وأبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(تستنطفُ) [استنطفتُ] الشيءَ: إذا أخذته كُلَّه.
__________
(1) رواه أبو داود رقم (4265) في الفتن، باب في كف اللسان، والترمذي رقم (2179) في الفتن، باب رقم (16) ، وإسناده ضعيف، وقال الترمذي: هذا حديث غريب.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (2/211) (6980) قال: حدثنا أسود بن عامر، قال: حدثنا حماد بن سلمة. وأبو داود (4265) قال: حدثنا محمد بن عبيد، قال: حدثنا حماد بن زيد. وابن ماجة (3967) والترمذي (2178) قالا - ابن ماجه، والترمذي - حدثنا عبد الله بن معاوية الجمحي، قال: حدثنا حماد بن سلمة.
كلاهما - حماد بن سلمة، وحماد بن زيد - عن ليث، عن طاووس، عن زياد سيمين كوش، فذكره.
* في رواية أحمد. اسمه زياد بن سيما كوش.
* في رواية الترمذي. اسمه: زياد بن سيمين كوش.
* في رواية حماد بن زيد. قال: عن رجل يقال له زياد.
* قال أبو داود: رواه الثوري عن ليث، عن طاووس، عن الأعجم.
* قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، سمعت محمد بن إسماعيل يقول: لا يعرف لزياد بن سيمين كوش غير هذا الحديث، رواه حماد بن سلمة عن ليث فرفعه، ورواه حماد بن زيد عن ليث فأوقفه.
* قال أبو داود (4266) حدثنا محمد بن عيسى بن الطباع، قال: حدثنا عبد الله بن عبد القدوس. قال: زياد سيمين كوش.(10/38)
7501 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «سَتَكُون فِتْنَة صَمَّاءُ بَكْماءُ عمياءُ، مَنْ أَشْرَفَ لها استشرفت [له] وإشرافُ اللسان فيها كوقوع السيف» أخرجه أبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(صماء بكماء عمياء) البَكَم: الخَرَس في أصل الخلقة، والصمم: الطرش أراد أن هذه الفتنة لا تسمع ولا تبصر، ولا تقلع ولا ترتفع، لأنها لا حواس لها فترعوي إلى الحق، أو أنه شبَّهها -لاختلاطها وقتل البريء فيها والسقيم - بالأعمى الأصم الأخرس، الذي لا يهتدي إلى شيء، فهو يخبط خبط عشواء.
__________
(1) رقم (4264) في الفتن، باب في كف اللسان، وإسناده ضعيف، ولبعضه شواهد.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناه ضعيف: أخرجه أبو داود (4264) قال: حدثنا عبد الملك بن شعيب بن الليث. قال: حدثني ابن وهب. قال: حدثني الليث، عن يحيى بن سعيد. قال: قال خالد بن أبي عمران، عن عبد الرحمن بن البيلماني، عن عبد الرحمن بن هرمز، فذكره.(10/39)
7502 - (د) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال «تَمْرُقُ مارِقَة عند فُرقة من المسلمين يقتلها أَوْلَى الطائفتين بالحق» . أخرجه أبو داود (1) .
[ص:40]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(تمرُق مارقة) مَرَق السهم في الهدَف: إذا نَفَذَ منه وخرج، والمراد: أنه تخرج طائفة من الناس على المسلمين فتحاربهم، والمارِق: الخارج عن الطاعة المفارق للجماعة.
__________
(1) رقم (4667) في السنة، باب ما يدل على ترك الكلام في الفتنة، وإسناده صحيح، ورواه أيضاً مسلم رقم (1065) في الزكاة، باب ذكر الخوارج وصفاتهم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: أخرجه أحمد (3/25) قال: حدثنا يحيى، عن عوف. وفي (3/32، 48) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا القاسم بن الفضل. وفي (3/45) قال: حدثنا بهز، قال: حدثنا أبو عوانة، عن قتادة. وفي (3/64) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا أبو عوانة، عن قتادة، وفي (3/79) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال حدثنا عوف. وفي (3/97) قال: حدثنا عفان، قال: أخبرنا القاسم بن الفضل. ومسلم (3/113) قال: حدثنا شيبان بن فروخ، قال: حدثنا القاسم وهو ابن الفضل الحداني. (ح) وحدثنا أبو الربيع الزهراني، وقتيبة بن سعيد، قال قتيبة: حدثنا أبو عوانة عن قتادة (ح) وحدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا عبد الأعلى، قال: حدثنا داود وأبو داود (4667) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم، قال: حدثنا القاسم بن الفضل.
أربعتهم - عوف، والقاسم، وقتادة، وداود- عن أبي نضرة، فذكره.(10/39)
نوع خامس
7503 - (ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «إذا مشَتْ أمتي المُطَيْطَاءَ، وخَدَمَتْها أبناءُ الملوك وفارسُ والروم: سُلِّطَ شِرارُها على خيارِها» أخرجه الترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(المطيطاء) بضم الميم والمد: المشي بتبختُرٍ، وهي مشية المتكبِّرين المفتخرين، من مطّ يَمُطّ: إذا مدَّ.
__________
(1) رقم (2262) في الفتن، باب رقم (74) ، وإسناده ضعيف، وقال الترمذي: هذا حديث غريب.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه الترمذي (2261) قال: حدثنا موسى بن عبد الرحمن الكندي الكوفي، قال: حدثنا زيد بن حباب، قال: أخبرني موسى بن عبيدة. (ح) وحدثنا محمد بن إسماعيل الواسطي، قال: حدثنا أبو معاوية، عن يحيى بن سعيد.
كلاهما - موسى بن عبيدة، ويحيى بن سعيد الأنصاري - عن عبد الله بن دينار، فذكره.
* قال الترمذي عقب حديث موسى بن عبيدة: هذا حديث غريب. ثم قال: ولا يعرف لحديث أبي معاوية، عن يحيى بن سعيد، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر أصل، إنما المعروف حديث موسى بن عبيدة. وقد روى مالك بن أنس هذا الحديث عن يحيى بن سعيد مرسلا، ولم يذكر فيه عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر.(10/40)
7504 - (م) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «إذا فُتِحَتْ عليكم خَزَائِنُ فارسَ والروم: أَيُّ قوم أنتم؟ قال عبد الرحمن بن عوف: نكون كما أمرنا الله عزَّ وجلَّ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: تتنافَسُونَ، ثم تتحاسدون، ثم تتدابرون، أو تتَباغضون، أو غير ذلك، ثم تنطلقون إلى مساكين المهاجرين، فَتَحْمِلُونَ بَعْضُهمْ على رقاب بعض» أخرجه مسلم (1) .
[ص:41]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(تتنافسون) المنافسة على الشيء: المبالغة عليه، والانفراد به.
(تتدابرون) التدابر: كناية عن الاختلاف والافتراق، وأصله: أن يولي كلُّ واحد ظهره لأخيه، فإذا أعطاه ظهره فقد فارقه وخالفه، وبضده: إذا أقبل عليه وأعطاه وجهه.
__________
(1) رقم (2962) في الزهد والرقاق في فاتحته.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مسلم (8/212) وابن ماجة (3996) .
كلاهما - مسلم، وابن ماجة- عن عمرو بن سواد العامري، قال: أخبرنا عبد الله بن وهب، قال: أخبرني عمرو بن الحارث، أن بكر بن سوادة حدثه، أن يزيد بن رباح، هو أبو فراس مولى عبد الله بن عمرو بن ابن العاص حدثه، فذكره.(10/40)
7505 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «إذا كانَت أُمراؤُكم خيارَكم، وأغنياؤُكم سُمحاءَكم، وأمورُكم شورَى بينكم، فَظَهْرُ الأَرضِ خَير [لكم] من بطنها، وإذا كانت أمراؤُكم شِرارَكم، وأغنياؤُكم بُخَلاءَكم، وأُمورُكم إلى نسائكم، فبطنُ الأَرض خير لكم من ظهرها» أخرجه الترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أمركم شورى) أي: مما تشاورون فيه.
__________
(1) رقم (2267) في الفتن، باب رقم (78) ، وفي سنده صالح المري، وهو ضعيف، وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث صالح المري، وصالح في حديثه غرائب لا يتابع عليها، وهو رجل صالح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه الترمذي (2266) قال: حدثنا أحمد بن سعيد الأشقر. قال: حدثنا يونس بن محمد وهاشم بن القاسم. قالا: حدثنا صالح المري، عن سعيد الجريري، عن أبي عثمان النهدي، فذكره.
قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث صالح المري، وصالح المري في حديثه غرائب ينفرد بها لا يتابع عليها، وهو رجل صالح.(10/41)
نوع سادس
7506 - () علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «كيف بكم إذ فَسَقَ فِتْيانُكم، وطغى نِساؤُكم؟ قالوا: يا رسول الله، [ص:42] وإنَّ ذلك لكائن؟ قال: نعم، وأشدُّ، كيف بكم إذا لمْ تأمروا بالمعروفِ ولم تَنْهَوْا عن المنكر؟ قالوا: يا رسول الله، وإنَّ ذلك لكائن؟ قال: نعم، وأشدُ، كيف بكم إذا أمرتُم بالمنكر، ونهيُتم عن المعروف؟ قالوا: يا رسول الله وإنَّ ذلك لكائن؟ قال: نعم، وأَشدُّ، كيف بكم إذا رأيتُمُ المعروفَ منكراً، والمنكرَ معروفاً» أخرجه ... (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(طغى) الماء: إذا زاد، وطغى الإنسان: إذا تجاوز الحدَّ في الواجب، وفعل مالا يناسب محله.
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، ورواه بأخصر منه أبو يعلى والطبراني في " الأوسط " من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال الهيثمي في " مجمع الزوائد " 7 / 281 وفي إسناد أبي يعلى موسى بن عبيدة، وهو متروك، وفي إسناد الطبراني جرير بن مسلم ولم أعرفه، والراوي عنه شيخ الطبراني همام بن يحيى لم أعرفه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
في المطبوع أخرجه رزين.
قلت: ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (7/280 و 281) عن أبي هريرة، قال: رواه أبو يعلى، والطبراني في الأوسط إلا أنه قال: فسق شبابكم، وفي إسناد أبي يعلى موسى بن عبيدة، هو متروك، وفي إسناد الطبراني جرير بن المسلم ولم أعرفه، والرازي عن شيخ الطبراني همام بن يحيى لم أعرفه.(10/41)
7507 - (خ) أبو مالك الأشعري - رضي الله عنه - أو أبو عامر قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «ليكونَنَّ من أمتي قوم يَسْتَحِلُّون الحِرَ، والحريرَ، والخمرَ، والمعازفَ، ولَينزلَنَّ أقوام إلى جَنْبِ عَلَمِ، تروح عليهم سارحة لهم، فيأتيهم رجل لحاجة، فيقولون: ارجع إلينا غَداً، فيُبَيِّتهم الله، ويَضَعُ العَلَمَ، ويَمْسَخُ آخرين قِرَدة وخنازير إلى يوم القيامة» أخرجه البخاري (1) .
[ص:43]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(سارحة) القوم: مواشيهم، لأنها تَسْرح إلى المرعى، ثم تروح على أهلها بالعشيِّ.
(العلَم) : الجبل والعلامة.
(فَيُبَيِّتهم) بيَّتهم العدُّو: إذا طرقهم ليلاً وهم غافلون.
__________
(1) رواه البخاري 10 / 45 في الأشربة، باب ما جاء فيمن يستحل الخمر ويسميه بغير اسمه، بصيغة التعليق قال: وقال هشام بن عمار، قال الحافظ في " الفتح ": هكذا في جميع النسخ من [ص:43] الصحيح من جميع الروايات مع تنوعها عن الفربري، وكذا من رواية النسفي وحماد بن شاكر، وذهل الزركشي في توضيحه فقال: معظم الرواة يذكرون هذا الحديث في البخاري معلقاً، وقد أسنده أبو ذر عن شيوخه فقال: قال البخاري حدثنا الحسين بن إدريس، حدثنا هشام بن عمار، قال: فعلى هذا يكون الحديث صحيحاً على شرط البخاري، وبذلك يرد على ابن حزم دعواه بالانقطاع. اهـ. قال الحافظ: وهذا الذي قاله خطأ نشأ عن عدم تأمل، وذلك أن القائل: حدثنا الحسين بن إدريس هو العباس بن الفضل شيخ أبي ذر لا البخاري، وإنما الذي وقع في رواية أبي ذر من الفائدة أنه استخرج هذا الحديث من رواية نفسه من غير طريق البخاري إلى هشام على عادة الحفاظ إذا وقع لهم الحديث عالياً عن الطريق التي في الكتاب المروي لهم، يوردونها عالية عقب الرواية النازلة، وكذلك إذا وقع في بعض أسانيد الكتاب المروي خلل ما، من انقطاع أو غيره، وكان عندهم من وجه آخر سالماً أوردوه، فجرى أبو ذر على هذه الطريقة، فروى الحديث عن شيوخه الثلاثة عن الفربري عن البخاري قال: وقال هشام بن عمار، ولما فرغ من سياقه قال أبو ذر: حدثنا أبو منصور الفضل بن العباس النضروي، حدثنا الحسين بن إدريس حدثنا هشام بن عمار به، وانظر بقية كلام الحافظ في " الفتح " 10 / 45.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه البخاري تعليقا (ح5590) قال: وقال هشام بن عمار، قال: حدثنا صدقة بن خالد، قال: حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، قال: حدثنا عطية بن قيس الكلابي، قال: حدثنا عبد الرحمن بن غنم الأشعري، فذكره.
وقال الحافظ في الفتح (10/54) هكذا في جميع النسخ من الصحيحين من جميع الروايات مع تنوعها عن الفربري، وكذا من رواية النسفي وحماد بن شاكر.
وفي (10/55) قال: وقد ذكر شيخنا في شرح الترمذي وفي كلامه على علوم الحديث أن حديث هشام بن عمار جاد عنه موصولا في مستخرج الإسماعيلي، قال: حدثنا الحسن بن سفيان حدثنا هشام بن عمار، وأخرجه الطبراني في مسند الشاميين، فقال: حدثنا محمد بن يزيد بن عبد الصمد، حدثنا هشام بن عمار، وقال: وأخرجه أبو داود في سننه فقال: حدثنا عبد الوهاب بن نجده، حدثنا بشر بن بكر حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، بسنده انتهى.
وننبه فيه على موضعين: أحدهما: أن الطبراني أخرج الحديث في معجمه الكبير عن موسى بن سهل الجويني وعن جعفر بن محمد الفريابي. كلاهما عن هشام، والمعجم الكبير أشهر من مسند الشاميين فعزوه إليه أولى.
وأيضا فقد أخرجه أبو نعيم في مستخرجه على البخاري من رواية عبدان بن محمد المروزي، ومن رواية أبي بكر الباغندي كلاهما عن هشام، وأخرجه ابن حبان في صحيحه، عن الحسين بن عبد الله القطان عن هشام.
ثانيهما: قوله إن أبا داود أخرجه يوهم أنه عند أبي داود باللفظ الذي وقع فيه النزاع، وهو المعازف وليس كذلك بل لم يذكر فيه الخمر الذي وقعت ترجمة البخاري لأجله؛ فإن لفظه عند أبي داود بالسند المذكور إلى عبد الرحمن بن يزيد حدثنا عقبة بن قيس سمعت عبد الرحمن بن غنم الأشعري يقول: «حدثني أبو عامر وأبو مالك الأشعري والله ما كذبني أنه سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر. وذكر كلاما قال يمسخ منهم قردة وخنازير إلى يوم القيامة» نعم ساق الإسماعيلي الحديث من هذا الوجه من رواية دحيم عن بشر بن بكر بهذا الإسناد فقال: «يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف» الحديث قلت: هو عند أبي داود برقم (4039) .(10/42)
7508 - (د) يزيد بن عميرة وكان من أصحاب معاذ بن جبل - رضي الله عنه- أنه قال: «كان لا يجلس مجلساً للذِّكْر، إلا قال حين يجلس: الله حَكَمٌ قِسْط، هلَكَ المرتابون، فقال معاذُ بن جبل يوماً: إن ورائَكم فِتَناً يَكْثُرُ فيها المال، ويُفتَح فيها القرآنُ حتى يأخذَه المؤمنُ والمنافقُ، والرجلُ والمرأةُ، والعبدُ والحرُّ، والصغيرُ والكبيرُ، فيوشكُ قائلٌ أن يقول: [ص:44] ما للناس لا يتَّبعوني وقد قرأت القرآن؟ وما هم بِمُتَّبِعيَّ حتى أبتدعَ لهم غيرَه، فإياكم وما ابْتَدَع، فإنما ابتدَع ضلالة، وأحذِّركم زَيغة الحكيم، فإن الشيطان قد يقول كلمة الضلالة على لسان الحكيم، وقد يقول المنافقُ كلمةَ الحق، قال: قلت لمعاذ: وما تدري (1) رحمك الله أن الحكيم قد يقول كلمة الضلالة، وأنَّ المنافق يقول كلمة الحق؟ قال: بلى، اجتنِبْ من كلام الحكيم المشْتَهِراتِ التي يقال: ما هذه؟ ولا يَثْنِينَّك ذلك عنه، فإنه لعله يُراجع، وتَلَقَّ الحق إذا سمعته، فإن على الحق نوراً» .
وفي رواية «ولا يُنْبِئَنَّك ذلك عنه» وفيها «بالمشتبِهات» عوض «المشتهرات» .
وفي أخرى قال: «بَلَى، ما تشابَهَ عليكم من قول الحكيم، حتى تقول ما أراد بهذه الكلمة؟» أخرجه أبو داود (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(القِسط) : العدل.
(زيغة الحكيم) الزَّيغ، وأراد به: الميل عن الحق، والحكيم: العالم العارف، أراد به: الزلل والخطأ الذي يعرض للعالم العارف، أو يتعمَّده لقلة دِينه.
__________
(1) في نسخ أبي داود المطبوعة: وما يدريني.
(2) رقم (4611) في السنة، باب لزوم السنة، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن: أخرجه أبو داود (4611) قال: حدثنا يزيد بن خالد بن عبد الله بن موهب الهمداني، قال: حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب، أن يزيد بن عميرة - وكان من أصحاب معاذ بن جبل - أخبره، فذكره(10/43)
نوع سابع
7509 - (خ م د) [بسر بن عبيد الله] قال: قال أَبو إدريس الخولاني: إنه سمع حذيفة - رضي الله عنه - قال: «كان الناس يسألون رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- عن الخير، وكنتُ أسأله عن الشر مخافةَ أن يدركَني، فقلتُ: يا رسولَ الله، إنَّا كنا في جاهليةِ وشرِّ، فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخيرِ من شرِّ؟ قال: نعم، قلتُ: وهل بعد ذلك الشر من خير؟ قال: نعم، وفيه دَخَن، قلت: وما دخنه؟ قال: قوم يَستَنُّون بغير سُنَّتي، وَيهدُون بغير هَدْيي، تَعْرِفُ منهم وتُنْكِرُ، فقلت: فهل بعد ذلك الخيرِ من شرِّ؟ قال: نعم، دُعاة على أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها، فقلت: يا رسول الله، [صِفْهم لنا، قال: نعم من جِلْدتنا، ويتكلَّمون بألسنتنا] فقلتُ: يا رسول الله، فما ترى - وفي رواية: فما تأمرني - إن أدركني ذلك؟ قال: تَلْزَم جماعة المسلمين وإمامَهم، قلتُ: فإن لم يكن لهم جماعةُ ولا إمام؟ قال: فاعتزل تِلك الفِرَقَ كُلَّها، ولو أن تَعَضَّ بأصلِ شجرة، حتى يدرككَ الموتُ وأنت على ذلك» . أخرجه البخاري ومسلم.
ولمسلم نحوه، وفيه قلتُ: «ما دَخنُهُ؟ قال: قوم لا يستنُّون بِسُنَّتي، وسيقوم فيهم رِجَال قُلوبُهم قلوبُ الشياطين في جُثمان إنْس، قلت: كيف أصنع يا رسول الله إن أدركتُ ذلك؟ قال: تَسْمَعُ وتُطيع، وإن [ص:46] ضُرِبَ ظهرُك، وأُخذ مالك، فاسمع وأطع» وأخرجه البخاري أيضاً مختصراً، قال حذيفة: «تعلَّم أصحابي الخيرَ وتعلَّمتُ الشرَّ» .
وفي رواية أبي داود قال سُبيع بن خالد: أتيت الكوفة في زَمن فُتِحَتْ تُسْتَرُ، أجلبُ منها بِغَالاً، فدخلتُ المسجد، فإذا صَدْعٌ من الرجال، وإذا رجل جالس، تعرِفُ إذا رأيتَهُ أَنَّه من رجال الحجاز، قلتُ: مَنْ هذا؟ فَتَجَهَّمني القومُ، وقالوا: ما تعرفه؟ هذا حذيفة صاحبُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فسمعته يقول: «إن الناس كانوا يسألون رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- عن الخير، وكنتُ أسأله عن الشر، فأحدَقَهُ القوم بأبصارهم، فقال: إني قد أرى الذي تنكرون إني قلتُ: يا رسول الله، أرأَيتَ هذا الخير الذي أعطاناه الله، أيكون بعده شرّ، كما كان قبلَه؟ قال: نعم، قلت: فما العِصْمَة من ذلك؟ قال: السيفُ، قلتُ: فهل للسَّيفِ مِنْ تَقيَّة (1) ؟ قال: نعم.
وفي رواية: بعد السيف: تَقيَّة (1) على أَقذاء، وهدنة على دخن، قال: قلتُ: يا رسول الله، ثم ماذا؟ قال: إن كان لله خليفةٌ في الأرض فضرب ظهرك، وأخذ مالك، فأطِعْهُ، وإلا فَمُتْ وأنتَ عاضٌّ بجِذْلِ شجرة: قلت: ثم ماذا؟ قال: ثم يخرج الدجال، معه نهرٌ ونار، فمن وقع في ناره، وجب أجره وحُطَّ وِزْرُه، ومن وقع في نهره وجب وِزْرُهُ، وُحطَّ أجْرُهُ، قال: قلت: ثم ماذا؟ قال: ثم هي قيام الساعة» . [ص:47]
وفي رواية بهذا الحديث، وقال: «فإن لم تجد يومئذ خليفة، فاهْرُبْ حتى تموتَ وأنتَ عاضٌّ - وقال في آخره: قلتُ فما يكون بعد ذلك؟ قال: لو أن رَجُلاً نَتَجَ فرساً لم تُنْتَجْ له حتى تقوم القيامة» .
وفي أخرى له: قال نصر بن عاصم الليثي: أتينا اليشكريَّ في رهط من بني ليث، فقال: مَن القوم؟ فقلنا: بنو الليث، أتيناك نَسأَلُكَ عن حديثِ حذيفَةَ، قال: أقبلنا مع أبي موسى قافلين، وغَلتِ الدوابُّ بالكوفة، فسألتُ أبا موسى أنا وصاحبٌ لي، فأذِنَ لنا، فَقَدْمنا الكوفَةَ، فقلتُ لصاحبي: أنا داخل المسجد، فإذا قامت السّوقُ خرجتُ إليك، قال: فدخلتُ المسجدَ، فإذا فيه حَلْقَة، كأنما قُطِعَتْ رؤوسهم، يستمعون إلى حديث رجل، قال: فقمتُ عليهم، فجاء رجل، فقام إلى جنبي، فقلتُ: من هذا؟ قال: أَبَصْرِيٌّ أنتَ؟ قلت: نعم، قال: قد عرفتُ، ولو كنتَ كوِفيَّاً، لم تسأل عن هذا، قال: فدنوتُ منه، فسمعتُ حُذَيفةَ يقول: «كان الناسُ يسألونَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عن الخير، وكنتُ أسأله عن الشر، وعرفتُ أن الخيرَ لن يسبقَني، قلتُ: يا رسول الله، هل بعد هذا الشر خير؟ قال: يا حذيفة تعَلَّم كتابَ الله، واتَّبِعْ ما فيه - ثلاث مرات - قلتُ: يا رسولَ الله [هل] بعد هذا الخير شرّ؟ قال: فتنةٌ وشَرّ، قال: قلتُ: يا رسول الله [هل] بعدَ هذا الشَّرِّ خير؟ قال: يا حذيفة، تعلَّم كتاب الله، واتَّبِع ما فيه - ثلاث مرات - قلتُ: يا رسولَ الله، [هل] بعد هذا الشَّرِّ خير؟ قال: هُدْنَةٌ على دَخَن، [ص:48] وجماعة على أقذاء فيها، أو فيهم، قلتُ: يا رسول الله، الهدنة على الدَخن ما هي؟ قال: لا ترجع قلوبُ أقوام على الذي كانت عليه، قلت: يا رسول الله هل بعد هذا الخير شر؟ قال: يا حذيفة، تعَلَّمْ كتاب الله، واتَّبِعْ ما فيه - ثلاث مرات - قلتُ: يا رسول الله، بعد هذا الخير شرّ؟ قال: نعم فِتْنَة عَمْياءُ صَمَّاءُ، عليها دُعَاةٌ على أبواب النار، فإن مُتَّ يا حذيفة وأنتَ عاضٌّ على جِذْلِ شجرةِ خير لك من أن تَتَّبعَ أحداً منهم» .
وفي نسخة قال: أتينا اليَشْكُرِيَّ في رَهْط، فقلنا: أتيناك نسألك عن حديث حذيفة ... فذكر الحديث هكذا - ولم يذكر لفظه، قال: قلتُ: «يا رسول الله، هل بعد هذا الخير شر؟ قال: فتنةٌ وشر، قال: قلت: يا رسول الله، بعد هذا الشر خير؟ قال: يا حذيفة تعلَّمْ كتابَ الله، واتَّبِعْ ما فيه - ثلاث مرات - قلتُ: يا رسولَ الله، هل بعد هذا الشر خير؟ قال: هُدْنَة على دَخَنٍ، وجماعةٌ على أقذاءٍ، قلتُ: يا رسول الله، الهدنة على الدَّخَنِ ما هي؟ قال: لا ترجعُ قلوب أقوام على الذي كانت عليه، قال: قلتُ: يا رسولَ الله، بعد هذا الخير شر؟ قال: فِتْنَةٌ عمياءُ صَمَّاءُ ... » الحديث (2) .
[ص:49]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الصَّدْع) [بسكون الدال، وربما حُرِّك] : الخفيف من الرجال الدقيق، فأما في الوُعُول: فلا يقال إلا بالتحريك، والخطابي لم يفرق بينهما في التحريك، وقال: هو من الرجال: الشاب المعتدل القناة، ومن الوعول: الفتى.
(تجهَّمت فلاناً) أي: كلحت في وجهه، وتقبّضت عند لقائه.
(فأحدقوه) يقال: أحدق به الناس، أي: أطافوا به، وأحدقوه بأبصارهم، أي: حقَّقوا النظر إليه، وجعلوا أبصارهم محيطة به.
(العصمة) : ما يعتصم به، أي: يستمسك.
(تَقِيَّةٌ) : التَّقية والتقاة بمعنى، تقول: اتقى يتقي تُقاةً وتَقية.
(أقذاء) جمع القذى، والقذاء جمع القذاة، وهو ما يقع في العين من الأذى، وفي الشراب والطعام من تراب أو تبن، أو غير ذلك، والمراد به في الحديث: الفَسَاد الذي يكون في القلوب، أي: إنهم يتقون بعضهم بعضاً، ويظهرون الصلح والاتفاق: ولكن في باطنهم خلاف ذلك.
(هدنة على دخن) الهدنة والدخن، قد ذكرا، وقد جاء في الحديث تفسير الدخن، قال: «لا ترجع قلوب قوم على ما كانت عليه» وأصل الدَخن: أن يكون في لون الدابة كُدورة إلى سواد، ووجه الحديث: أن تكون القلوب كهذا اللون، لا يصفوا بعضها لبعض. [ص:50]
(جِذْل الشجرة) : أصلها، وجذل كل شيء: أصله.
__________
(1) في نسخ أبي داود: بقية.
(2) رواه البخاري 11 / 30 و 31 في الفتن، باب كيف الأمر إذا لم تكن جماعة، وفي الأنبياء، باب علامات النبوة في الإسلام، ومسلم رقم (1847) في الإمارة، باب وجوب ملازمة جماعة المسلمين عند ظهور الفتن وفي كل حال، وأبو داود رقم (4244) و (4245) و (4246) و (4247) في الفتن، باب ذكر الفتن ودلائلها.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (4/242) قال: حدثنا يحيى بن موسى. وفي (9/65) ومسلم (6/20) قالا -البخاري ومسلم -: حدثنا محمد بن المثنى. وابن ماجة (3979) مختصرا قال: حدثنا علي بن محمد.
ثلاثتهم - يحيى، ومحمد، وعلي -قالوا: حدثنا الوليد بن مسلم. قال: حدثني عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، قال: حدثني بسر بن عبيد الله، قال: حدثني أبو إدريس الخولاني، فذكره.
ورواية مسلم: أخرجها (6/20) قال: حدثني محمد بن سهل بن عسكر التميمي (ح) وحدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي.
كلاهما - محمد، وعبد الله - قال محمد: حدثنا، وقال عبد الله: أخبرنا يحيى بن حسان، قال: حدثنا معاوية - يعني ابن سلام -قال: حدثنا زيد بن سلام، عن أبي سلام، فذكره.
ورواية أبي داود:
1- أخرجها أحمد (5/386) قال: حدثنا بهز، وأبو النضر، قالا: حدثنا سليمان بن المغيرة، قال: حدثنا حميد بن هلال. وفي (5/403) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة. وفي (5/404) قال: حدثنا بهز، قال: حدثنا أبو عوانة، قال: حدثنا قتادة. وأبو داود (4244) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا أبو عوانة، عن قتادة. وفي (4245) قال: حدثنا محمد بن يحيى بن فارس، قال: حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن قتادة. وفي (4246) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي، قال: حدثنا سليمان- يعني ابن المغيرة - عن حميد بن هلال. والنسائي في فضائل القرآن (57) قال: أخبرنا محمد بن عثمان، قال: حدثنا بهز - يعني ابن أسد -. قال: حدثنا سليمان بن المغيرة، قال: حدثنا حميد بن هلال.
كلاهما - حميد، وقتادة- عن نصر بن عاصم الليثي.
2- وأخرجه أحمد (5/403) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفيه (5/403) قال: حدثنا عبد الصمد، قال: حدثني أبي. وفيه (5/403) قال: حدثنا يونس، قال: حدثنا حماد. وأبو داود (4247) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا عبد الوارث. ثلاثتهم - شعبة، وعبد الوارث، وحماد ابن سلمة - عن أبي التياح، قال: حدثني صخر بن بدر العجلي.
3- وأخرجه أحمد (5/406) قال: حدثنا عبد الصمد، قال: حدثنا حماد، قال: حدثنا علي بن زيد.
ثلاثتهم - نصر، وصخر، علي - عن خالد بن خالد اليشكري، فذكره.
* رواية علي بن زيد مختصرة على: «قلت: يا رسول الله، هل بعد هذا الخير شر كما كان قبله شر؟ قال: يا حذيفة: اقرأ كتاب الله واعمل بما فيه. فأعرض عني فأعدت عليه ثلاث مرات، وعلمت أنه إن كان خيرا اتبعته وإن كان شرا اجتنبته. فقلت: هل بعد هذا الخير من شر؟ قال: نعم. فتنة عمياء صماء، ودعاة ضلالة، على أبواب جهنم، من أجابهم قذفوه فيها» .
رواية حميد بن هلال. ليس فيها ذكر السيف، ولا الدجال. وزاد: «تعلم كتاب الله واتبع ما فيه» ثلاث مرات.
في رواية أبي عوانة، عن قتادة، عن نصر. ورواية صخر. اسمه سبيع بن خالد.(10/45)
7510 - (م د س) عبد الرحمن بن عبد رب الكعبة قال: دَخَلْتُ المسجدَ، فإذا عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - جالس في ظل الكعبة، والناس مجتمعون إليه، فأتيتُهم، فجلست إليه، فقال: «كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في سفر، فنزلنا منزلاً، فمنا من يُصْلِحُ خِبَاءه، ومِنَّا مَنْ يَنْتَضِلُ، ومنا مَنْ هو في جَشَرِه، إذ نادى منادي رسول الله - صلى الله عليه وسلم- الصلاة جامعة، فاجتمعنا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: إنه لم يَكُنْ نَبيّ قبلي، إلا كان حقاً عليه أن يدلّ أُمته على خير ما يعلمه لهم، ويُنذِرَهم شَرَّ ما يعلمه لهم، وإن أُمَّتكم هذه جُعِلَ عَافيتُها في أولها، وسيصيبُ آخرَها بلاء وأُمور تُنْكِرُونها، وتجيءُ فتنة فيُزِلقُ (1) بعضُها بعضاً، وتجيء الفتنة، فيقول المؤمن: هذه مُهلكتي، ثم تنكشفُ، وتجيء الفتنة، فيقول المؤمن: هذه هذه، فمن أحبَّ أن يُزَحْزَحَ عن النار، ويُدْخل الجنة، فلتأته مَنِيَّتُهُ وهو مؤمن بالله واليوم الآخر، وليأت إلى الناس الذي يحبُّ أن يؤتَى إليه، ومن بايَعَ إماماً فأعطاه صَفْقَةَ يده وثمرة قَلْبِهِ، فليُطِعْهُ ما استطاعَ، فإن جاء آخَرُ ينازعه فاضربوا عُنُقَ الآخرَ، قال: فَدَنَوْتُ منه، فقلتُ: أَنْشُدُكَ الله، أنتَ سَمِعتَ هذا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم-؟ فأهْوَى إلى أُذُنَيه وقلبه بيديه، وقال: سمعَتْهُ أُذنايَ، ووعاهُ قلبي، فقلت له: هذا ابن عَمِّك معاوية يأمرنا أن نأكل أموالنا بيننا [ص:51] بالباطل، ونقتل أنفسنا، والله تعالى يقول: {يا أيُّها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالَكم بينكم بالباطلِ إلاَّ أن تكونَ تجارةً عن تَرَاضٍ مِنكم ولا تقتلوا أنفسَكم إنَّ الله كان بكم رحيماً} [النساء: 29] فسَكَتَ عني ساعة، ثم قال: أَطِعهُ في طاعة الله، واعصِه في معصية الله» أخرجه مسلم.
وأخرج أبو داود طرفاً من آخره من قوله: «من بايَعَ إماماً ... » إلى آخره وقد ذكرنا هذا الطرف في «كتاب الخلافة» من حرف الخاء.
وأخرجه النسائي بطوله إلى قوله: «أنت سمعتَه من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: نعم» (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يَنْتَضِلُ) الانتضال: الرمي بالسهام.
(جَشَره) الجشر: المال من المواشي التي ترعى أمام البيوت والديار، وقال: «جَشَرٌ يرعى في مكانه لا يراجع إلى أهله» يقال: جَشَرنا دَوابَّنا: أخرجناها إلى المرعى نجشرها جشراً، ولا نروح إلى أهلنا.
(فيزلق) أزلقَتْ بعضها بعضاً: دَفَع بعضها بعضاً، كأن الثانية تزحم [ص:52] الأولى، لسرعة ورودها عليها، ويزلق بعضها بعضاً: يعجِّلها، والإزلاق: الإعجال، في هذا الحديث إخبار من النبي - صلى الله عليه وسلم- بما لم يكن، وهو في علم الله أمر كائن، فخرج لفظه على لفظ الماضي، تحقيقاً لوقوعه وحدوثه، وفي إعلامه به قبل وقوعه دليلٌ من دلائل النبوة، وفيه دليل على ما وظَّفَهُ عمر بن الخطاب رضي الله عنه على الكفرة في الأمصار من الجزية ومقدارها.
__________
(1) في نسخ مسلم المطبوعة: فيرقق، وفي بعض النسخ: فيرفق، وفي بعضها: فيدفق.
(2) رواه مسلم رقم (1844) في الإمارة، باب وجوب الوفاء ببيعة الخلفاء الأول فالأول، وأبو داود رقم (4248) في الفتن، باب ذكر الفتن ودلائلها، والنسائي 7 / 153 في البيعة، باب ذكر من بايع الإمام وأعطاه صفقة يده وثمرة قلبه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: وقد تقدم.(10/50)
نوع ثامن
7511 - (م) جابر - رضي الله عنه - قال: «يُوشِكُ أهلُ العراق أن لا يُجبى إِليهم قَفِيز ولا دِرْهم، قال أبو نضرة: قلنا: من أين ذاك؟ قال: من قِبَلِ العَجَمِ يمنعون ذاك، ثم قال: يوشِكُ أهلُ الشام أن لا يُجبى إليهم دينار ولا مُدْي، قلنا: من أين ذاك؟ قال: من قِبَلِ الرُّومِ، ثم سكت هُنيَّة، ثم قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: يكون في آخر أمتي خليفة يَحْثي المال حَثْياً، لا يَعُدُّه عدّاً، قال: قلتُ لأبي نضرة، وأبي العلاء: أَتُرَيان أنه عمر بن عبد العزيز؟ قالا: لا» أخرجه مسلم (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(المُدْيُ) : مكيال لأهل الشام يسع خمسة وأربعين رطلاً، و «القفيز» [ص:53] لأهل العراق ثمانية مكاكيك، و «الإردَبُّ» لأهل مصر أربعة وستون مَنَّاً وأربعة وعشرون صاعاً على أن الصاع خمسة أرطالٍ وثلث.
__________
(1) رقم (2913) في الفتن، باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيتمنى أن يكون مكان الميت من البلاء.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (3/317) قالا: حدثنا إسماعيل هو ابن علية. ومسلم (8/184) قال: حدثنا زهير بن حرب، وعلي بن حجر، قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم. وفي (8/185) قال: حدثنا ابن المثنى، قال: حدثنا عبد الوهاب.
كلاهما - ابن علية، وعبد الوهاب- عن الجريري، عن أبي نضرة، عن جابر، فذكره.
* وأخرجه أحمد (3/38 و 333) ومسلم (8/581) قال: حدثني زهير بن حرب.
كلاهما - أحمد، وزهير - قالا: حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا داود، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد، وجابر بن عبد الله، فذكراه.(10/52)
7512 - (م د) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَنَعَتِ العراق دِرْهَمَها وقَفيزها، ومنعت الشامُ مُدْيهَا ودينارها، ومنعت مصر إِرْدَبَّها ودينارها، وعدتم من حيث بدأتم، وعدتم من حيث بدأتم، وعدتم من حيث بدأتم» . شَهدَ على ذلك لَحْمُ أبي هريرة ودَمُهُ. أخرجه مسلم.
وفي رواية أبي داود قال: «منعت العراق قفيزها ودرهمها، ومنعت الشام مُدْيَها ودينارها، ومنعت مصر إِردَبَّها ودينارها، ثم عدتم من حيث بدأتم، ثم قالها زهير ثلاث مرات، شهد على ذلك لحمُ أبي هريرة ودمُه» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(منعت) وأما قوله: «مَنَعَتْ» فله معنيان، أحدهما: أن النبي- صلى الله عليه وسلم- أخبر أنهم سيسلمون وسيسقط ما وظَّف عليهم بإسلامهم، فصاروا بإسلامهم مانعين ما كان عليهم من الوظائف، واستدل على هذا بقوله: «وعُدتم من حيث بدأتم» لأن بدءهم في علم الله وفي قضائه وقدره: أنهم سيسلمون، فعادوا [ص:54] من حيث بدؤوا، والوجه الثاني: أنهم يرجعون عن الطاعة، ويعضده الحديث الذي أورده البخاري في «صحيحه» عن أبي هريرة قال: «كيف أنتم إذا لم تَجْبُوا ديناراً ولا دِرهماً؟ فقيل: وكيف تُرى ذلك كائناً؟ قال: إي والذي نفسي بيده عن قول الصادق المصدوق قيل: عمّ ذاك؟ قال: تُهتك حرمة الله وذمة رسوله فَيَشُدُّ الله على قلوب أهل الذمة فيمنعون ما في أيديهم» .
__________
(1) رواه مسلم رقم (2896) في الفتن، باب لا تقوم الساعة حتى يحسر الفرات عن جبل من ذهب، وأبو داود رقم (3035) في الخراج، باب في إيقاف أرض السواد وأرض العنوة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/262) قال: حدثنا أبو كامل. ومسلم (8/175) قال: حدثنا عبيد بن يعيش، وإسحاق بن إبراهيم. قالا: حدثنا يحيى بن آدم بن سليمان مولى خالد بن خالد. وأبو داود (3035) قال: حدثنا أحمد بن يونس.
ثلاثتهم - أبو كامل، ويحيى بن آدم، وأحمد بن يونس - عن زهير بن معاوية، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، فذكره.(10/53)
نوع تاسع
7513 - (م) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: «سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: إن عَرْشَ إبليس على البحر، فَيَبعثُ سراياه: فَيَفْتِنُونَ النَّاسَ، فأعظمهم عنده: أعظمهم فتنة، يجيء أحدُهم، فيقول: فعلت كذا وكذا، فيقول: ما صَنَعتَ شيئاً، ثم يجيء أحدهم، فيقول: ما تركته حتى فَرَّقتُ بينه وبين امرأته، فَيُدنِيهِ منه، ويلتزمه، ويقول: نِعمَ أنت» أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) في صفات المنافقين، باب تحريش الشيطان وبعثه سراياه لفتنة الناس وأن مع كل إنسان قريناً.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (3/314) قال: حدثنا أبو معاوية. وعبد بن حميد (1033) قال: حدثني ابن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو معاوية ومسلم (8/138) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، وإسحاق بن إبراهيم، عن جرير (ح) وحدثنا أبو كريب محمد بن العلاء، وإسحاق بن إبراهيم قالا: أخبرنا معاوية.
كلاهما - أبو معاوية، وجرير - عن الأعمش، عن أبي سفيان، فذكره.(10/54)
7514 - (م) محمد بن سيرين قال: قال جندب - رضي الله عنه -: «جئت يوم الجَرْعَةِ، فإذا رجل جالس، فقلت: لَيُهْرَاقَنَّ اليومَ هاهنا دماء، فقال ذلك الرجل: كلا والله، فقلت: بلى والله، قال: كلا والله، قلت: بلى والله، قال: كلا والله، إنه لحديث رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- حَدَّثنيه، قلت له: بئسَ [ص:55] الجليسُ لي أَنت منذُ اليوم، تسمعني أحالفك (1) ، وقد سمعته من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فلا تنهاني، ثم قلت: ما هذا الغضب؟ فأقبلتُ عليه وأسأله، فإذا الرجل حُذَيفة» أخرجه مسلم (2) .
وزاد رزين قال: وسمعتُه يقول: «إِذا كان كذا وكذا - يعني لِفتَن تكون - فقد آن لكم أن يخرج بكم الشُّرْف الجُون» .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أحالفك) المحالفة: مفاعلة من الحَلف، وهي اليمين.
(الشُرْف) جمع شارف، وهي الناقة الهرمة، وقال الخطابي: الشُرُف - بضم الشين والراء - والأول أكثر، و (الجُوْنُ) السود - جمع جَون - شبه الفتن في اتصالها وامتداد أوقاتها بالشُرُف لطول أعمارها، وروي «الشُرُق» جمع شارق، وهو الذي يأتي من قبل الشرق.
__________
(1) قال النووي وقع في جميع نسخ بلادنا المعتمدة: أخالفك، قال القاضي عياض: ورواية شيوخنا كافة: أحالفك.
(2) رقم (2893) في الفتن، باب في الفتنة التي تموج كموج البحر.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مسلم في الفتن (7/4) عن أبي موسى، ومحمد بن حاتم، كلاهما عن معاذ بن معاذ، عن ابن عون، عن محمد بن سيرين، قال: قال جندب. فذكره. تحفة الأشراف (3/22-23) .(10/54)
7515 - (د) أبو البختري - رحمه الله - قال: أخبرني مَنْ سمع النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- وفي رواية: حدَّثني رجل من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لَنْ يَهْلِكَ الناسُ، أو يُعذِروا من أنفسهم» . أخرجه أبو داود (1) .
[ص:56]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أعذر فلان من نفسه) إذا أُتي من نفسه، كأنها هي التي قامت بعذرِ من لامَهَا، والمعنى: حتى تكثر ذنوبهم وعيوبهم، فتقوم الحجة عليهم، ويتضح عذر من يعاقبهم، يقال: أعذَر الرجلُ وعذر: إذا صار ذا عيب.
__________
(1) رقم (4347) في الملاحم، باب الأمر والنهي، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن: أخرجه أحمد (4/260) قال: حدثنا محمد بن جعفر. وفي (5/293) قال: حدثنا حسين بن محمد. وأبو داود (4347) قال: حدثنا سليمان بن حرب، وحفص بن عمر.
أربعتهم - محمد بن جعفر، وحسين بن محمد، وسليمان بن حرب، وحفص - قالوا: حدثنا شعبة، عن عمرو بن مرة، عن أبي البختري، فذكره.
* في رواية سليمان بن حرب: حدثني رجل من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-.(10/55)
نوع عاشر
7516 - (م) سلمة بن الأكوع - رضي الله عنه - أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَنْ سَلَّ علينا السيف فليس منَّا» أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (99) في الإيمان، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: "من حمل علينا السلاح فليس منا ".
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (4/46) قال: حدثنا بهز. والدارمي (2523) قال: أخبرنا أبو الوليد. ومسلم (1/69) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وابن نمير، قالا: حدثنا مصعب وهو ابن المقدام.
ثلاثتهم - بهز، وأبو الوليد، ومصعب - قالوا: حدثنا عكرمة بن عمار.
- وأخرجه أحمد (4/54) قال: حدثنا أبو النضر، قال: حدثنا أيوب بن عتبة.
كلاهما - عكرمة، وأيوب - قالا: حدثنا إياس بن سلمة، فذكره.(10/56)
7517 - (خ م ت) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه - أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «من حَمَل علينا السلاح فليس منا» . أخرجه البخاري ومسلم والترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(مَنْ حَمَلَ علينا السلاح فليس منا) معناه: حمل السلاح على المسلمين لكونهم مسلمين، فليس بمسلم، وأما إذا لم يحمل لأجل الإسلام، فقد اختلف [ص:57] في معنى قوله: «فليس منا» فقيل: ليس متخلِّقاً بأخلاقنا وأفعالنا، وقيل: ليس مثلنا.
__________
(1) رواه البخاري 13 / 20 في الفتن، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: "من حمل علينا السلاح فليس منا "، ومسلم رقم (100) في الإيمان، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: "من حمل علينا السلاح فليس منا "، والترمذي رقم (1459) في الحدود، باب ما جاء فيمن شهر السلاح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (9/62) وفي الأدب المفرد (1281) قال: حدثنا محمد بن العلاء. ومسلم (1/69) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وعبد الله بن براد الأشعري، وأبو كريب. وابن ماجه (2577) قال: حدثنا محمود بن غيلان، وأبو كريب، ويوسف بن موسى، وعبد الله بن برادة. والترمذي (1459) قال: حدثنا أبو كريب، وأبو السائب سلم بن جنادة.
ستتهم - محمد بن العلاء أبو كريب، وأبو بكر بن أبي شيبة، وعبد الله بن براد، ومحمود بن غيلان، ويوسف بن موسى، وأبو السائب - عن أبي أسامة، عن بريد بن عبد الله بن أبي بردة، عن أبي بردة، فذكره.(10/56)
7518 - (خ م ت س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «من حَمَل علينا السلاح فليس منا» أخرجه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي (1) .
__________
(1) رواه البخاري 13 / 20 في الفتن، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: "من حمل علينا السلاح فليس منا "، وفي الديات، باب قول الله تعالى: {ومن أحياها} ، ومسلم رقم (98) في الإيمان، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " من حمل علينا السلاح فليس منا "، وهو ليس عند الترمذي، ورواه النسائي 7 / 117 و 118 في تحريم الدم، باب من شهر سيفه ثم وضعه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (2/3) (4467) قال: حدثنا معتمر. وفي (2/16) (4649) و (2/53) (5149) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (2/142) (6277) قال: حدثنا ابن نمير، ومحمد بن عبيد. ومسلم (1/69) قال: حدثني زهير بن حرب، ومحمد بن المثنى، قالا: حدثنا يحيى، وهو القطان. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو أسامة، وابن نمير. وابن ماجة (2576) قال: حدثنا عبد الله بن عامر بن البراد بن يوسف بن بريد بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري، قال: حدثنا أبو أسامة. خمستهم - معتمر، ويحيى، وابن نمير، وابن عبيد، وأبو أسامة - عن عبيد الله.
2- وأخرجه أحمد (2/53) (5149) قال: حدثنا عبد الرحمن. والبخاري (9/62) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. ومسلم (1/69) قال: حدثنا يحيى بن يحيى.
ثلاثتهم - عبد الرحمن، وعبد الله، ويحيى - عن مالك.
3- وأخرجه أحمد (2/150) (6381) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر، عن أيوب.
4- وأخرجه البخاري (9/5) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا جويرية.
5- وأخرجه النسائي (7/117) قال: أخبرنا أحمد بن عمرو بن السرح، قال: أنبأنا ابن وهب، قال: أخبرني مالك، وعبد الله بن عمر، وأسامة بن زيد، ويونس بن زيد.
سبعتهم - عبيد الله، ومالك، وأيوب، وجويرية، وعبد الله بن عمر العمري، وأسامة، ويونس - عن نافع، فذكره.(10/57)
7519 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «من حَمل علينا السلاح فليس منا، ومَن غشَّنا فليس منا» . أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (101) في الإيمان، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " من غشنا فليس منا ".
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/417) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا يعقوب. والبخاري في الأدب المفرد (1280) قال: حدثنا خالد بن مخلد. قال: حدثنا سليمان بن بلال. ومسلم (1/69) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا يعقوب، وهو ابن عبد الرحمن القاري. (ح) وحدثنا أبو الأحوص محمد بن حيان. وقال: حدثنا ابن أبي حازم. وابن ماجة (2575) قال: حدثنا يعقوب بن حميد بن كاسب. قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم.
ثلاثتهم - يعقوب بن عبد الرحمن، وسليمان بن بلال، وعبد العزيز بن أبي حازم - عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، فذكره.
* رواية سليمان بن بلال وعبد العزيز بن أبي حازم، عند ابن ماجة مختصرة على أوله.
بطرفه الأول:
أخرجه أحمد (2/329) قال: حدثنا أبو عاصم. وابن ماجة (2575) قال: حدثنا يعقوب بن حميد بن كاسب، قال: حدثنا المغيرة بن عبد الرحمن.
كلاهما - أبو عاصم النبيل، والمغيرة بن عبد الرحمن - عن ابن عجلان، عن أبيه، فذكره.(10/57)
7520 - (س) عبد الله بن الزبير (1) - رضي الله عنه - أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَن شَهَرَ سَيْفَهُ ثم وَضَعَهُ، فَدمُه هَدْر» .
وفي رواية: «مَنْ رَفَعَ السلاح ثم وَضَعَهُ، فَدَمُهُ هَدَر» .
وفي رواية موقوفاً عليه. أخرجه النسائي (2) .
[ص:58]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فدمه هدر) ذهب دمه هدراً، وأهدر دمه: إذا لم يطلب بثأره.
__________
(1) في المطبوع: الزبير بن العوام، وهو خطأ.
(2) 7 / 117 في تحريم الدم، باب من شهر سيفه ثم وضعه في الناس، مرفوعاً وموقوفاً، والذي وصله ثقة، وأخرجه أيضاً الطبراني مرفوعاً، والحاكم وغيرهما، وهو حديث صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (7/117) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أنبأنا الفضل بن موسى، قال: حدثنا معمر، عن ابن طاووس، عن أبيه، فذكره. وأخرجه النسائي (7/117) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أنبأنا عبد الرزاق، عن معمر. (ح) وأخبرنا أبو داود، قال: حدثنا أبو عاصم، عن ابن جريج.
كلاهما - معمر، وابن جريج - عن ابن طاووس، عن أبيه، عن ابن الزبير، فذكره موقوفا.(10/57)
الفصل الثالث: في ذكر العصبية والأهواء
7521 - (م س) جندب بن عبد الله - رضي الله عنه - قال: قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: «من قُتِلَ تحت راية عِمِّيَّة يَدْعُو عَصَبيَّة، أو ينصر عَصَبيَّة، فَقِتْلة جَاهِليَة» أخرجه مسلم والنسائي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(العَمِّيّة) بتشديدتين: الجهالة والضلالة، وهي فعيلة من العمى.
(فقِتلة) بكسر القاف: حالة القتيل، أي فقتلُه قتلٌ جاهلي.
(عصبية) العصبية: المحاماة والمدافعة عن الإنسان الذي يلزمك أمره، أو تلتزمه لغَرضٍ.
__________
(1) رواه ومسلم رقم (1850) في الإمارة، باب وجوب ملازمة جماعة المسلمين عند ظهور الفتن، والنسائي 7 / 123 في تحريم الدم، باب التغليظ فيمن قتل تحت راية عمية.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مسلم (6/22) قال: حدثنا هريم بن عبد الأعلى، قال: حدثنا المعتمر، قال: سمعت أبي. والنسائي (7/123) قال: أخبرنا محمد بن المثنى، عن عبد الرحمن، قال: حدثنا عمران القطان، عن قتادة.
كلاهما - سليمان التيمي، وقتادة - عن أبي مجلز، فذكره.(10/58)
7522 - (د) جبير بن مطعم - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «ليس مِنَّا مَنْ دعا إلى عصبيَّة، وليس منا من قاتل عصبيَّة، وليس منا [ص:59] من مات على عصبيَّة» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (5121) في الأدب، باب في العصبية، وإسناده ضعيف، ولكن يشهد له معنى الحديث الذي قبله، وهو عند مسلم رقم (1848) بأطول منه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، فالحديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه أبو داود (5121) قال: حدثنا ابن السرح، قال: حدثنا ابن وهب، عن سعيد بن أبي أيوب، عن محمد بن عبد الرحمن المكي- يعني ابن أبي لبيبة -، عن عبد الله بن أبي سليمان، فذكره.
* قال أبو داود: هذا مرسل، عبد الله بن أبي سليمان لم يسمع من جبير. تحفة الأشراف (3188) وجامع المسانيد والسنن (1/الورقة 198-أ) .(10/58)
7523 - (د) سراقة بن مالك بن جعشم - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- خطبنا فقال: «خَيْرُكم المدافِعُ عن عشيرته، ما لَمْ يأثم» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (5120) في الأدب، باب في العصبية، وفي سنده أيوب بن سويد ضعفه أحمد وابن معين والنسائي وغيرهم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه أبو داود (5120) قال: حدثنا أحمد بن عمرو بن السرح، قال:حدثنا أيوب بن سويد، عن أسامة بن زيد، أنه سمع سعيد بن المسيب، فذكره.
* قال أبو داود: أيوب بن سويد ضعيف.(10/59)
7524 - (د) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: «مَنْ نَصَرَ قومه على غير الحق، فهو كالبعير الذي رُدِّيَ في مَهْوَاة (1) ، فهو يَنْزِع بذَنبه»
وفي رواية قال: «انتهيتُ إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، وهو في قُبة من أَدَم» فذكر نحوه أخرجه أبو داود (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(مَهْواة) الحفرة في الأرض، وكل مهلكة مهواة.
(التردِّي) : الوقوع من العلو.
__________
(1) جملة " في مهواة " ليست في نسخ أبي داود المطبوعة.
(2) رقم (5117) في الأدب، باب في العصبية، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
منقطع: أخرجه أحمد (1/389) (3694) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا المسعودي. وفي (1/393) (3726) قال: حدثنا محمد، قال: حدثنا شعبة. وفي (1/401) (3801) قال: حدثنا عبد الملك بن عمرو، ومؤمل، قالا: حدثنا سفيان. وفي (1/436) (4156) قال: حدثنا محمد بن جعفر، وحجاج، قالا: حدثنا شعبة. (ح) ويزيد، قال: أخبرنا المسعودي. وفي (1/449) (4292) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا إسرائيل. وأبو داود (5118) قال: حدثنا بن بشار، قال: حدثنا أبو عامر، قال: حدثنا سفيان. وابن ماجة (30) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وسويد بن سعيد، وعبد الله بن عامر بن زاررة، وإسماعيل بن موسى، قالوا: حدثنا شريك. والترمذي (2257) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا أبو داود، قال: أنبأنا شعبة. والنسائي في الكبرى. تحفة الأشراف (9359) عن عمرو بن علي الفلاس، عن أبي عامر عبد الملك بن عمرو، عن سفيان.
خمستهم - المسعودي، وشعبة، وسفيان، وإسرائيل، وشريك - عن سماك بن حرب، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، فذكره.
* أخرجه أبو داود (5117) قال: حدثنا النفيلي، قال: حدثنا زهير، قال: حدثنا سماك بن حرب، عن عبد الرحمن بن عبد الله مسعود، عن أبيه، قال: من نصر قومه، على غير الحق، فهو كالبعير الذي ردي، فهو ينزع بذنبه. موقوف.
قلت: أكثر العلماء على عدم سماع عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، عن أبيه، إلا حديثا واحدا ليس هذا.(10/59)
7525 - (د) واثلة بن الأسقع - رضي الله عنه - قال: قلت: يا رسول الله، ما العصبية؟ قال: «أن تُعِينَ قَومَكَ على الظُّلْمِ» . [ص:60] أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (5119) في الأدب، باب في العصبية، وفي سنده سلمة بن بشر الدمشقي، وابنة واثلة بن الأسقع، لم يوثقهما غير ابن حبان، وباقي رجاله ثقات.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/107) . والبخاري في الأدب المفرد (396) قال: حدثنا زكريا. قال: حدثنا الحكم بن المبارك. وابن ماجة (3949) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة.
ثلاثتهم - أحمد بن حنبل، والحكم، وأبو بكر - عن زياد بن الربيع اليحمدي، عن عباد بن كثير الشامي، عن امرأة منهم يقال لها: فسيلة. فذكرته.
* وأخرجه أبو داود (5119) قال: حدثنا محمود بن خالد الدمشقي.. قال: حدثنا الفريابي، قال: حدثنا سلمة بن بشر الدمشقي، عن بنت واثلة بن الأسقع، أنها سمعت أباها يقول: «قلت: يارسول الله ما العصبية؟ قال: أن تعين قومك على الظلم» .
قلت: فيه سلمة بن بشر، وبنت واثلة بن الأسقع، لم يوثقهما. غير ابن حبان.(10/59)
7526 - (د) عمرو بن أبي قرة - رحمه الله - قال: «كان حُذَيفةُ بالمدائن، فكان يذكر أَشياءَ قالها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- لأُناس من أصحابه في الغضب فينطلق ناس ممن سمع ذلك من حذيفة، فيأتون سلمان، فيذكرون له قولَ حذيفة، فيقول سلمان: حذيفةُ أَعْلَمُ بما يقول، فيرجعون إلى حذيفة، فيقولون له: قد ذكرنا قولك لسلمان، فما صَدَّقَكَ ولا كذَّبك، فأتى حذيفةُ سلمانَ وهو في مَبْقَلة، فقال: يا سلمان، ما منعك أن تصدِّقني بما سمعتُ من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-؟ فقال سلمان: إِن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يغضب فيقول في الغضب لناسٍ من أصحابه، ويرضى فيقول في الرضى لناس من أصحابه، ثم قال لحذيفة: أمَا تَنْتَهي حتى تُورِثَ رجالاً حُبَّ رجال، ورجالاً بغض رجال، وحتى توقع اختلافاً وفُرقَة، ولقد علمتَ أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- خطب، فقال: أيُّما رَجُل من أُمَّتي سَبَبْتُه سَبَّة أو لَعَنْتُهُ لَعنَة في غضبي، فإنما أنا من ولد آدم أغضب كما يغضبون، وإنما بعثني رحمة للعالمين، فاجْعَلْها عليهم صلاةً يوم القيامة، والله لَتَنْتَهِيَنَّ أو لأكْتُبَنَّ إلى عمر» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (4659) في السنة، باب في النهي عن سب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن: أخرجه أحمد (5/437) قال: حدثنا معاوية بن عمرو، قال: حدثنا زائدة. وفي (5/439) قال: حدثنا أبو أسامة، قال: أخبرني مسعر. والبخاري في الأدب المفرد (234) قال: حدثنا إسحاق بن مخلد، عن حماد بن أسامة، عن مسعر. وأبو داود (4659) قال: حدثنا أحمد بن يونس، قال: حدثنا زائدة بن قدامة الثقفي.
كلاهما - زائدة، ومسعر - عن عمر بن قيس الماصر، عن عمرو بن أبي قرة، فذكره.(10/60)
7527 - (م) سفيان الثوري قال: سمعتُ رَجُلاً سأل جابراً الجُعفِي عن قوله تعالى: {فَلَن أَبْرَحَ الأرضَ حتى يَأذَنَ لي أَبي أو يحكُمَ الله [ص:61] لِي وهو خيرُ الحاكمين} [يوسف: 80] قال جابر: لم يجئْ تأويلها بعدُ، قال سفيان: كذَبَ، قيل لسفيان: ما أراد بهذا؟ فقال: طائفة من الرافضة يقولون: إن عَليّاً في السحاب، فلا تخرج مع من خَرَجَ من ولده حتى يُنادي مُناد من السماء - يريدون علياً - اخرجوا مع فلان، فذلك تأويل هذه الآية عندهم، وكذب جابر، وكذبوا هم، إنما كانت هذه الآية في إِخوة يوسف عليه السلام، وقال تعالى: {وَحَرام على قَرية أَهلَكناهَا أَنَّهُم لا يَرجعون} [الأَنبياء: 95] . أخرجه مسلم في مقدمة كتابه (1) .
__________
(1) رواه مسلم ج 1 / ص 20 في المقدمة، باب بيان أن الإسناد من الدين.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مسلم في المقدمة (1/20) قال: حدثني سلمة بن شبيب، قال: حدثنا الحميدي، قال: حدثنا سفيان، فذكره.(10/60)
الفصل الرابع: من أي الجهات تجيء الفتن، وفيمن تكون
7528 - (خ م ط) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «رأسُ الكُفْرِ نَحْو المشرقِ، والفخر والخُيَلاءُ في أهل الخيل والإِبل: الفَدَّادين أهْلِ الوَبَرِ، والسكينةُ في أهل الغنم» . أخرجه البخاري ومسلم والموطأ.
وللبخاري أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «الإيمان يَمان، والفتنة هاهنا حيث يطلعُ قَرْن الشيطان» .
ولمسلم أنه قال: «الإيمانُ يمان، والكفر قبل المشرق، والسكينة في [ص:62] أهل الغنم، والفخر والرياء في الفدَّادين أهلِ الخيل والوبر» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 6 /250 في بدء الخلق، باب خير مال المسلم غنماً يتبع به شعف الجبال، وفي الأنبياء، باب قول الله تعالى: {يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى} ، وفي المغازي، باب قدوم الأشعريين، ومسلم رقم (52) في الإيمان، باب تفاضل أهل الإيمان فيه، والموطأ 2 /970 في الاستئذان، باب ما جاء في أمر الغنم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: وقد تقدم.(10/61)
7529 - (خ م ط ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: سمعت رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول وهو على المنبر: «ألا إِن الفتنة هاهنا يشير إلى المشرق من حيث يَطلُعُ قَرْن الشيطان» وفي رواية قال - وهو مستقبل المشرق -: «هَا، إن الفتنة هاهنا - ثلاثاً- وذكره»
وفي أخرى أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم- وهو مستقبل المشرق - يقول: «ألا إن الفتنة هاهنا من حيث يطلُع قرن الشيطان» أخرجه البخاري ومسلم.
وللبخاري قال: «قام النبي - صلى الله عليه وسلم- خطيباً، فأشار نحو مسكن عائشة، فقال: هنا الفتنة - ثلاثاً - من حيث يطلع قرن الشيطان» .
وللبخاري بزيادة في أوله: أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «اللهم بارك لنا في شامنا، اللهم بارك لنا في يَمَننا، قالوا: وفي نجدنا، قال: اللهم بارك لنا في شامنا، اللهم بارك لنا في يمننا، قالوا: وفي نجدنا؟ قال: اللهم بارك لنا في شامنا، اللهم بارك لنا في يمننا، قالوا: يا رسول الله، وفي نجدنا؟ فأظنه قال في الثالثة: هنالك الزلازل والفتن، ومنها يطلع قرن الشيطان» ، وقد اختُلف على ابن عَوْن فيه، فروي عنه مسنداً، وروي عنه موقوفاً على ابن عمر من قوله. [ص:63]
وله في أخرى قال: «رأيتُ النبي - صلى الله عليه وسلم- يشير إلى المشرق، ويقول: ألا إن الفتنة هاهنا من حيث يطلع قرن الشيطان» ، ولمسلم قال: «خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم- من بيت عائشة، فقال: رأس الكفر من هاهنا، من حيث يطلع قرن الشيطان» .
وفي أخرى له عن سالم: أنه قال: «يا أهل العراق، ما أسألكم عن الصغيرة، وأركَبكم للكبيرة!! سمعت أبي عبد الله بن عمر يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: إن الفتنة تجيء من هاهنا - وأومأ بيده نحو المشرق- من حيث يطلُعُ قَرْن الشيطان، وأنتم يضرب بعضكم رقابَ بعض، وإنما قَتل موسى الذي قَتَلَ من آل فرعون خطأ، فقال الله له: {وَقَتلتَ نَفساً فَنجَّيناكَ من الغَمِّ وَفَتَنَّاكَ فُتونا} [طه: 40] » .
وفي أخرى له «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قام عند باب حفصة - وقال بعض الرواة: عند باب عائشة - فقال بيده، نحو المشرق: الفتنة هاهنا، من حيث يطلع قرن الشيطان- قالها مرتين أو ثلاثاً» .
وأخرج الموطأ الرواية الثانية من أفراد البخاري، وأخرج الترمذي الأولى من أفراد البخاري.
وله في أخرى «أنه قام على المنبر، فقال: هاهنا أرضُ الفتن - وأشار إلى المشرق- من حيث يطلع قرن الشيطان» (1) . [ص:64]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الإيمان يمان) أضاف الإيمان إلى اليمن، لأن أصل ظهوره من مكة، والكعبة تسمى: الكعبة اليمانية.
(وفتناك فتوناً) : خلّصناك من الفتن والشر، فتن الصائغ الفضة: إذا خلَّصها مما فيها من غيرها.
__________
(1) رواه البخاري 6 / 241 في بدء الخلق، باب صفة إبليس وجنوده، وفي الجهاد، باب ما جاء [ص:64] في بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وما نسب إليهن من البيوت، وفي الأنبياء، نسبة اليمن إلى إسماعيل، وفي الطلاق، باب الإشارة في الطلاق وفي الأمور، وفي الفتن، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " الفتنة من قبل المشرق "، ومسلم رقم (2905) في الفتن، باب الفتنة من المشرق من حيث يطلع قرنا الشيطان، والموطأ 2 / 975 في الاستئذان، باب ما جاء في المشرق، والترمذي رقم (2269) في الفتن، باب رقم (79) .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مالك (الموطأ) (603) . وأحمد (2/23) (4754) قال: حدثنا وكيع، عن سفيان. وفي (2/50) (5109) قال: حدثنا محمد بن عبد الله الزبيري قال: حدثنا سفيان. وفي (2/73) (5428) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا عبد العزيز بن مسلم. وفي (2/111) (5905) قال: حدثنا مؤمل، قال: حدثنا سفيان. والبخاري (4/150) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك. وفي (7/66) قال: حدثنا قبيصة، وقال: حدثنا سفيان.
ثلاثتهم - مالك، وسفيان الثوري، وعبد العزيز بن مسلم - عن عبد الله بن دنيار، فذكره.
وبلفظ: «ألا إن الفتنة ها هنا، ألا إن الفتنة ها هنا، من حيث يطلع قرن الشيطان» .
أخرجه أحمد (2/18) (4679) قال: حدثنا يحيى، عن عبيد الله. وفي (2/91) (5659) قال: حدثنا أبو النضر، قال: حدثنا ليث. والبخاري (4/100) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. قال: حدثنا جويرية. وفي (9/. 67) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا ليث. ومسلم (8/180) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا ليث (ح) وحدثني محمد بن رمح، قال: أخبرنا الليث. وفي (8/181) قال: حدثني عبد الله بن عمر القواريري، ومحمد بن المثنى (ح) وحدثنا عبيد الله بن سعيد، كلهم عن يحيى القطان، عن عبيد الله بن عمر.
ثلاثتهم - عبيد الله بن عمر، وليث، وجويرية - عن نافع، فذكره.
وبلفظ: «ألا إن الفتنة ها هنا - يشير إلى المشرق -من حيث يطلع قرن الشيطان» .
أخرجه أحمد (2/23) (4751) و (2/26) (4802) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثني عكرمة بن عمار. وفي (2/40) (4980) قال: حدثنا إسحاق بن سليمان، قال: سمعت حنظلة. وفي (2/72) (5410) قال: حدثنا أبو سعيد بن مولى بني هاشم، قال: حدثنا عقبة بن أبي الصهباء. وفي (32/121) (6031) قال: حدثنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب. عن الزهري. وفي (2/140) (6249) قال: حدثنا حجاج، قال: حدثنا ليث، قال: حدثنا عقيل، عن ابن شهاب. وفي (2/143) (6302) قال: حدثنا ابن نمير، قال: حدثنا حنظلة. وعبد بن حميد (739) قال: حدثنا أبو عاصم، عن عمر بن محمد. والبخاري (4/220) قال: حدثنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب، عن الزهري. وفي (9/67) قال: حدثني عبد الله بن محمد، قال: حدثنا هشام بن يوسف، عن معمر، عن الزهري. ومسلم (8/181) قال: حدثني حرملة بن يحيى، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع، عن عكرمة بن عمار. (ح) وحدثنا ابن نمير، قال: حدثنا إسحاق، يعني ابن سليمان، قال: أخبرنا حنظلة. (ح) وحدثنا عبد الله بن عمر بن أبان، وواصل بن عبد الأعلى، وأحمد بن عمر الوكيعي، قالوا: حدثنا ابن فضيل عن أبيه. والترمذي (2268) قال: حدثنا عبد بن حميد، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن الزهري.
ستتهم - عكرمة بن عمار، وحنظلة، وعقبة، والزهري، وعمر بن محمد، وفضيل بن غزوان - عن سالم بن عبد الله، فذكره.
ورواية: «اللهم بارك لنا في شامنا..» .
أخرجها أحمد (2/90) (5642) قال: حدثنا أبو عبد الرحمن، قال: حدثنا سعيد، قال: حدثنا عبد الرحمن بن عطاء. وفي (2/118) (5987) قال: حدثنا أزهر بن سعد أبو بكر بن السمان، قال: أخبرنا ابن عون. والبخاري (9/67) قال: حدثنا علي بن عبد الله، قال: حدثنا أزهر بن سعد، عن ابن عون. والترمذي (3953) قال: حدثنا بشر بن آدم بن بنت أزهر السمان، قال: حدثني أزهر السمان، عن ابن عون.
كلاهما - عبد الرحمن بن عطاء، وابن عون - عن نافع، فذكره.
* أخرجه البخاري (2/41) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا حسين بن الحسن، قال: حدثنا ابن عون، عن نافع، عن ابن عمر، فذكره. موقوفا.(10/62)
7530 - (خ) أبو مسعود البدري - رضي الله عنه - يبلغ به النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «من هاهنا جاءتِ الفِتَنُ نحو المشرق، والجَفْاءُ والقَسْوَةُ وغِلَظ القلوب في الفَدَّادين، أهلِ الوَبر عند أصول أذناب الإبل والبقر، في ربيعة ومضر» . أخرجه ... (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الجفاء) : الغِلظة والقسوة والصلابة.
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه البخاري، وهو عنده 6 / 386 و 387 في الأنبياء، باب قول الله تعالى: {يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى} ، وفي بدء الخلق، باب قول الله تعالى: {وبث فيها من كل دابة} ، وفي المغازي، باب قدوم الأشعريين وأهل اليمن، وفي الطلاق، باب اللعان.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
قلت: في المطبوع أخرجه البخاري، والذي عند البخاري عن أبي هريرة.(10/64)
الفصل الخامس: في قتال المسلمين بعضهم لبعض
7531 - (خ م د س) الأحنف بن قيس - رحمه الله - قال: «خرجت أنا أريد هذا الرجل، فلقيني أبو بَكرة، فقال: أين تريد يا أحنف؟ قال: قلت: أريد نصرَ ابن عَمّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: يا أحنف ارِجعْ، فإنِّي سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: إذا توَّجه المسلمان بسيفيهما، فالقاتل والمقتول في النار، قال: فقلت: - أو قيل: - يا رسول الله، هذا القاتل فما بالُ المقتول؟ قال: إنه قد أراد قتل صاحبه» .
وفي رواية مختصراً، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار» .
وفي أخرى «إذا المسلمان حَمَلَ أحدهما على أخيه السلاحَ، فهما على جُرف جهنم، فإذا قتل أحدُهما صاحبَه دخلاها جميعاً» . أخرجه البخاري ومسلم. وأخرج أبو داود والنسائي المسنَدَ من الأولى. وأخرجه النسائي أيضاً الرواية الآخرة. [ص:66]
وله في أخرى نحوها، وقال: «فإذا قتل أحدهما الآخر فهما في النار» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(على جرف) جُرف الوادي: الموضع الذي يجرفه السيلُ، أي يهدمه ويخربه فلا يكون له ثبات.
__________
(1) رواه البخاري 1 / 81 في الإيمان، باب {وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما} ، وفي الديات، باب قول الله تعالى: {ومن أحياها} ، وفي الفتن، باب إذا التقى المسلمان بسيفيهما، ومسلم رقم (2888) في الفتن، باب إذا توجه المسلمان بسيفيهما، وأبو داود رقم (4268) في الفتن، باب النهي عن القتال في الفتنة، والنسائي 7 / 125 في تحريم الدم، باب تحريم القتل.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (5/43 و 51) قال: حدثنا مؤمل بن إسماعيل، قال: حدثنا حماد بن زيد، قال: حدثنا المعلى بن زياد، ويونس، وأيوب، وهشام والبخاري (1/14 و 9/5) قال: حدثنا عبد الرحمن بن المبارك، قال: حدثنا حماد بن زيد، قال: حدثنا أيوب، ويونس. ومسلم (8/169و 170) قال: حدثني أبو كامل فضيل بن حسين الجحدري، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، ويونس. (ح) وحدثناه أحمد بن عبدة الضبي، قال: حدثنا حماد، عن أيوب، ويونس، والمعلى بن زياد. (ح) وحدثني حجاج بن الشاعر، قال: حدثنا عبد الرزاق - (من كتابه) ، قال: أخبرنا معمر، عن أيوب. وأبو داود (4268) قال: حدثنا أبو كامل، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، ويونس. وفي (4269) قال: حدثنا محمد بن المتوكل العسقلاني، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر، عن أيوب. والنسائي (7/125) قال: أخبرنا أحمد بن فضالة، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أنبأنا معمر، عن أيوب. (ح) أخبرنا أحمد بن عبدة، عن حماد، عن أيوب، ويونس، والمعلى بن زياد.
أربعتهم - المعلى، ويونس، وأيوب، وهشام - عن الحسن، عن الأحنف بن قيس، فذكره.
* وأخرجه أحمد (5/46) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة. وفي (5/51) قال: حدثنا هاشم، قال: حدثنا المبارك. والنسائي (7/125) قال: أخبرنا علي بن محمد بن علي المصيصي، قال: حدثنا خلف، عن زائدة، عن هشام. (ح) أخبرنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا الخليل بن عمر بن إبراهيم، قال: حدثني أبي، قال: حدثني قتادة.
ثلاثتهم - قتادة، والمبارك، وهشام - عن الحسن، عن أبي بكرة، فذكره ليس فيه «الأحنف بن قيس» .
* وأخرجه البخاري (9/64) قال: حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب. (ح) وحدثنا سليمان.
كلاهما - عبد الله، وسليمان بن حرب- قالا: حدثنا حماد، عن رجل لم يسمه، عن الحسن، قال: خرجت بسلاحي ليالي الفتنة، فاستقبلني أبو بكرة. فذكره.
قال: حماد بن زيد: فذكرت هذا الحديث لأيوب، ويونس بن عبيد، وأنا أريد أن يحدثاني به، فقالا: إنما روى هذا الحديث الحسن، عن الأحنف بن قيس، عن أبي بكرة.
وبرواية: «إذا المسلمان حمل أحدهما على أخيه السلاح فهما في جرف جهنم، فإذا قتل أحدهما صاحبه دخلاها جميعا» .
وفي رواية أبي داود: «إذا أشار المسلم على أخيه المسلم بالسلاح، فهما على جرف جهنم، فإذا قتله خرا جميعا فيها» .
أخرجه أحمد (5/41) قال: حدثنا محمد بن جعفر. ومسلم (8/170) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا غندر (ح) وحدثنا محمد بن المثنى، وابن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر. وابن ماجة (3965) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر. والنسائي (7/124) قال: أخبرنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا أبو داود.
كلاهما - محمد بن جعفر غندر، وأبو داود - عن شعبة، عن منصور، عن ربعي بن خراش، فذكره.
* وأخرجه النسائي (7/124) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان، قال: حدثنا يعلى، قال: حدثنا سفيان، عن منصور، عن ربعي، عن أبي بكرة. قال: «إذا حمل الرجلان المسلمان السلاح، أحدهما على الآخر، فهما على جرف جهنم» . «موقوف» .
وبلفظ: «إذا اقتتل المسلمان فالقاتل والمقتول في النار» .
أخرجه أحمد (5/48) قال: حدثنا عبد الصمد، قال: حدثنا سعيد أبو عثمان الشحام في مربعة الأحنف. قال: حدثنا مسلم بن أبي بكرة، فذكره.(10/65)
7532 - (س) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه - أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا تواجه المسلمان بسيفيهما، فقتل أحدهما صاحبه، فهما في النار، قيل: يا رسول الله، هذا القاتل، فما بال المقتول؟ قال: أراد قتل صاحبه» . أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 7 /124 و 125 في تحريم الدم، باب تحريم القتل، وهو حديث صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/401) قال: حدثنا إسماعيل، عن يونس. وفي (4/403) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا همام، عن قتادة. وفي (4/410) قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا سليمان. وفي (4/418) قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا سعيد، عن قتادة. وعبد بن حميد (543) قال: أخبرنا يزيد بن هارون، قال: حدثنا سليمان التيمي. وابن ماجة (3964) قال: حدثنا أحمد بن سنان، قال: حدثنا يزيد بن هارون، عن سليمان التيمي، وسعيد بن أبي عروبة، عن قتادة. والنسائي (7/124) قال: أخبرني محمد بن إسماعيل بن إبراهيم، عن يزيد، عن سليمان التيمي. (ح) وأخبرني محمد بن إسماعيل بن إبراهيم، قال: حدثنا يزيد - وهو ابن هارون - قال: أنبأنا سعيد، عن قتادة. وفي (7/125) قال: أخبرنا مجاهد بن موسى، قال: حدثنا إسماعيل - وهو ابن علية- عن يونس.
ثلاثتهم - يونس بن عبيد، وقتادة، وسليمان التيمي - عن الحسن، فذكره.
قلت: الراجح عدم سماع الحسن من أبي موسى الأشعري، فعلى ذلك فهو مرسل.(10/66)
7533 - (خ م ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «لا يُشِيرُ أحدكم إلى أخيه بالسلاح، فإنه لا يدري، لعل الشيطان يَنزع في يده، فيقع في حُفرة من النار» أخرجه البخاري ومسلم.
ولمسلم قال: سمعت أبا القاسم - صلى الله عليه وسلم- يقول: «من أشار إلى أخيه بحديدة، فإن الملائكةَ تَلَعنُهُ» زاد في رواية لم يرفعها: «وإن كان أخاهُ لأبيهِ [ص:67] وأمِّه» وأخرج الترمذي الرواية الثانية (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ينزع) النزع: الفساد، فنهي عن الإشارة بالحديدة إلى أخيه، خوفاً من أن يتفق من الشيطان فساد في ذلك، فيصيبه بما يؤذيه، فيأثم بتلك الإشارة التي آلت إلى الأذى.
__________
(1) رواه البخاري 13 / 20 و 21 في الفتن، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " من حمل علينا السلاح فليس منا "، ومسلم رقم (2617) في البر والصلة، باب النهي عن الإشارة بالسلاح إلى مسلم، والترمذي رقم (2163) في الفتن، باب ما جاء في إشارة المسلم إلى أخيه في السلاح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/317) والبخاري (9/62) قال: حدثنا محمد. ومسلم (8/34) قال: حدثنا محمد بن رافع.
ثلاثتهم - أحمد بن حنبل، ومحمد - غير منسوب - ومحمد بن رافع، عن عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن همام، فذكره.
والرواية الثانية: أخرجها أحمد (2/256 و505) قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا ابن عون ومسلم (8/33) قال: حدثني عمرو الناقد، وابن أبي عمر. قال عمرو: حدثنا سفيان بن عيينة، عن أيوب. وفي (8/34) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا يزيد بن هارون، عن ابن عون. والترمذي (2162) قال: حدثنا عبد الله بن الصباح العطار الهاشمي. قال: حدثنا محبوب بن الحسن. قال: حدثنا خالد الحذاء والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (10/14436) عن سعيد بن عبد الرحمن المخزومي، عن سفيان بن عيينة، عن أيوب. وفي (10/14472) عن شعيب بن يوسف، عن يزيد بن هارون، عن ابن عون. (ح) وعن أحمد بن سليمان الرهاوي، عن يزيد بن هارون، عن ابن عون، وهشام بن حسان.
أربعتهم - ابن عون، وأيوب، وخالد الحذاء، وهشام بن حسان - عن محمد بن سيرين، فذكره.
* أخرجه الترمذي (2162) قال: أخبرنا قتيبة. قال: حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (10/14416) عن قتيبة، ويحيى بن حبيب بن عربي.
كلاهما عن حماد بن زيد، عن أيوب ويونس.
وفي (10/14472) عن أحمد بن عبدة، عن سليم بن أخضر، عن ابن عون.
ثلاثتهم - أيوب، ويونس، وابن عون - عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، فذكر نحوه «موقوفا» .
* قال أحمد بن حنبل عقب روايته لهذا الحديث (2/256) : لم يرفعه ابن أبي عدي.(10/66)
7534 - (س) سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «قِتالُ المسلم كُفْر، وسِبابُهُ فِسْق» أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 7 / 121 في تحريم الدم، باب قتال المسلم، وهو حديث صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: أخرجه أحمد (1/178) (1537) قال: حدثنا علي بن بحر، قال: حدثنا عيسى بن يونس، عن زكريا والبخاري في الأدب المفرد (429) قال: حدثنا إبراهيم بن موسى، قال: أخبرني يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، عن زكريا. وابن ماجة (3941) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا وكيع، عن شريك. والنسائي في الكبرى. تحفة الأشراف (3923) عن ابن منصور، عن أبي همام الدلال، عن إسرائيل.
ثلاثتهم - زكريا، وشريك، وإسرائيل - عن أبي إسحاق، عن محمد بن سعد، فذكره.
* رواية البخاري مختصرة على «سباب المسلم فسوق» .(10/67)
7535 - (خ م ت س) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «سِبابُ المسلم فُسُوق، وقِتاله كُفْر» . أخرجه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي (1) .
[ص:68]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(سباب المسلم فُسوق، وقتاله كفر) قيل: هذا محمول على من سَبَّ مسلماً أو قاتله من غير تأويل، وقيل: إنما قال ذلك على جهة التغليظ، لا أن قتاله كفر يُخرج عن الملة.
__________
(1) رواه البخاري 13 / 22 في الفتن، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض "، وفي الإيمان، باب خوف المؤمن من أن يحبط عمله وهو لا يشعر، وفي الأدب، باب ما ينهى من السباب واللعن، ومسلم رقم (64) في الإيمان، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " سباب المسلم فسوق وقتاله كفر "، والترمذي رقم (2636) في الإيمان، باب ما جاء في أن سباب المؤمن فسوق، والنسائي 7 / 122 في تحريم الدم، باب قتال المسلم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه الحميدي (104) قال: حدثنا الفضيل بن عياض. والبخاري (8/18) قال: حدثنا سليمان بن حرب، قال: حدثنا شعبة. ومسلم (1/58) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وابن المثنى، عن محمد بن جعفر، عن شعبة. والنسائي (7/122) قال: أخبرنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا معاوية، قال: حدثنا سفيان. وفي الكبرى تحفة الأشراف (9299) عن محمد بن المثنى، عن غندر، عن شعبة.
ثلاثتهم - الفضيل، وشعبة، وسفيان - عن منصور.
2- وأخرجه أحمد (1/385) (3647) قال: حدثنا يحيى، عن شعبة. وفي (1/433) (4126) قال: حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان. والبخاري (1/19) قال: حدثنا محمد بن عرعرة، قال: حدثنا شعبة. وفي الأدب المفرد (431) قال: حدثنا سليمان بن حرب، قال: حدثنا شعبة. ومسلم (1/57) قال: حدثنا محمد بن بكار بن الريان، وعون بن سلام، قالا: حدثنا محمد بن طلحة (ح) وحدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: حدثنا سفيان (ح) وحدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. والترمذي (1983) (2635) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان. والنسائي (7/122) قال: أخبرنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان. وفي الكبرى تحفة الأشراف (9243) عن عمرو بن علي، عن ابن أبي عدي، عن شعبة.
ثلاثتهم - شعبة، وسفيان، ومحمد بن طلحة - عن زبيد بن الحارث.
3- وأخرجه أحمد (1/411) (3903) (1/454) (4345) قال: حدثنا عفان. والنسائي (7/122) قال: أخبرنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا أبو داود.
كلاهما - عفان، وأبو داود- قالا: حدثنا شعبة، قال: زبيد، ومنصور، وسليمان أخبروني.
4- وأخرجه أحمد (1/439) (4178) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن منصور، وزبيد.
5- وأخرجه البخاري (9/63) قال: حدثنا عمر بن حفص، قال: حدثني أبي. ومسلم (1/58) قال: حدثنا ابن نمير، قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا شعبة. وابن ماجة (69) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا شعبة. (ح) وحدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا عيسى بن يونس. وفي (3939) قال: حدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا عيسى بن يونس.
ثلاثتهم - حفص بن غياث، وشعبة، وعيسى بن يونس - عن الأعمش.
ثلاثتهم - منصور، وزبيد، وسليمان الأعمش - عن شقيق أبي وائل، فذكره.
* أخرجه النسائي (7/122) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا جرير، عن منصور. (ح) وأخبرنا محمد بن العلاء، عن أبي معاوية، عن الأعمش.
كلاهما - منصور، والأعمش - عن أبي وائل، قال: قال عبد الله: «سباب المسلم فسوق وقتاله كفر» . «موقوف» .
* قال زبيد: قلت لأبي وائل مرتين: أأنت سمعته من عبد الله، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-؟ قال: نعم.
وبلفظ: «قتال المسلم آخاه كفر، وسبابه فسوق» .
أخرجه أحمد (1/417) (3957) قال: حدثنا هشام بن عبد الملك، قال: حدثنا أبو عوانة. وفي (1/460) (4394) قال: حدثنا حسن بن موسى، قال: حدثنا شيبان. والترمذي (2634) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن بزيع، قال: حدثنا عبد الحكيم بن منصور الواسطي. والنسائي (7/122) قال: أخبرنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا وهب بن جرير، قال: حدثنا أبي.
أربعتهم - أبو عوانة، وشيبان، وعبد الحكيم، وجرير بن حازم - عن عبد الملك بن عمير، عن عبد الرحمن بن عبد الله، فذكره.
وبلفظ: «سباب المسلم أخاه فسوق، وقتاله كفر، وحرمة ماله كحرمة دمه» .
أخرجه أحمد (1/446) (4262) قال عبد الله بن أحمد: قرأت على أبي: حدثك علي بن عاصم، قال: حدثنا إبراهيم الهجري، عن أبي الأحوص، فذكره.
* أخرجه النسائي (7/121، 122) قال: أخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا شعبة، عن أبي إسحاق. (ح) وأخبرنا يحيى بن حكيم. قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن شعبة، عن أبي إسحاق. (ح) وأخبرنا أحمد بن حرب، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن أبي الزعراء.
كلاهما - أبو إسحاق، وأبو الزعراء - عن أبي الأحوص، عن عبد الله، قال: «سباب المسلم فسوق وقتاله كفر «موقوف» .
* قال شعبة -في رواية يحيى بن حكيم - فقال له- يعني لأبي إسحاق أبان -: يا أبا إسحاق، أما سمعته إلا من أبي الأحوص؟ فقال: بل سمعته من الأسود وهبيرة.(10/67)
7536 - (خ) سعيد بن جبير - رحمه الله - قال: «خرج علينا عبد الله بنُ عمر رضي الله عنه، فرَجوْنا أن يُحَدِّثنا حديثاً حَسناً، فبادَرَنا إليه رجل يقال له: حكيم، فقال: يا أبا عبد الرحمن، حدِّثْنا عن القتال في الفتنة وعن قوله تعالى: {وقاتِلُوهُم حتَّى لا تكونَ فِتْنةٌ} [البقرة: 193] قال: وهل تدري ما الفتنةُ؟ ثَكِلِتْكَ أُمُّكَ، إنَّما كان محمد - صلى الله عليه وسلم- يقاتل المشركين، وكان الدخول في دينهم فِتنَة، وليس كقتالكم على المُلْكِ» أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) 13 / 39 و 40 في الفتن، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " الفتنة من قبل المشرق "، وفي تفسير سورة البقرة، باب قوله تعالى: {وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله} ، وفي تفسير سورة الأنفال، باب قوله: {وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله} .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/70) (5381) قال: حدثنا حسن، قال: حدثنا زهير. وفي (2/94) (5690) قال: حدثنا هشام بن سعيد، قال: حدثنا خالد يعني الطحان. والبخاري (6/79) قال: حدثنا أحمد بن يونس، قال: حدثنا زهير. وفي (9/68) قال: حدثنا إسحاق الواسطي، قال: حدثنا خالد. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (7059) عن عمرو بن علي، عن ابن مهدي، عن خالد. (ح) وعن عبدة بن عبد الله، عن سويد بن عمرو الكلبي، عن زهير.
كلاهما - زهير، وخالد الطحان - عن بيان، عن وبرة بن عبد الرحمن، عن سعيد بن جبير، فذكره.(10/68)
7537 - (خ ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض» أخرجه الترمذي (1) .
[ص:69]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(لا ترجعوا بعدي كُفَّاراً) قال الخطابي: له تأويلان، أحدهما: أنه أراد بالكفر: المتكفِّرين في السلاح، أي: المستترين فيه، وأصل الكفر: الستر وقيل: معناه: لا ترجعوا بعدي فرقاً مختلفة يقتل بعضكم بعضاً، فتشبهون الكفار، يريد أن الكفار يقتل بعضهم بعضاً لعداوتهم، بخلاف المسلمين، فإنهم مأمورون بحقن دمائهم، وأن لا يقتل بعضهم بعضاً، وقيل: هم أهل الرِّدَّة الذين قتلوا في زمن أبي بكر - رضي الله عنه -.
__________
(1) هذا الحديث سقط من المطبوع، وقد رواه الترمذي رقم (2194) في الفتن، باب ما جاء لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض، وقد رواه البخاري أيضاً 13 / 25 في الفتن، باب لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (1/230) (2036) قال: حدثنا ابن نمير. والبخاري (2/215) وفي خلق أفعال العباد (39 و50) قال: حدثنا علي بن عبد الله، قال: حدثني يحيى بن سعيد. وفي (9/63) قال: حدثنا أحمد بن إشكاب، قال: حدثنا محمد بن الفضيل. والترمذي (2193) قال: حدثنا أبو حفص عمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى بن سعيد.
ثلاثتهم - ابن نمير، ويحيى، ومحمد بن فضيل - عن فضيل بن غزوان، عن عكرمة، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.(10/68)
7538 - (خ م د س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا ترِجعوا بعدي كُفَّاراً يضربُ بعضُكم رِقابَ بعض» أخرجه أبو داود والنسائي.
وزاد النسائي في رواية أخرى: «ولا يُؤخَذُ الرَّجلُ بجنايَةِ أبيهِ ولا جِنايَةِ أخيهِ» (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (4686) في السنة، باب الدليل على زيادة الإيمان ونقصانه، والنسائي 7 / 136 في تحريم الدم، باب تحريم القتل، ورواه البخاري 13 / 22 في الفتن، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض "، ومسلم رقم (66) في الإيمان، باب بيان معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: " لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض ".
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه النسائي (7/126) قال: أخبرنا محمد بن رافع، قال: حدثنا أبو أحمد الزبيري، قال: حدثنا شريك. وفي (7/127) قال: أخبرنا إبراهيم بن يعقوب، قال: حدثنا أحمد بن يونس، قال: حدثنا أبو بكر بن عياش.
كلاهما - شريك، وأبو بكر - عن الأعمش، عن مسلم أبي الضحى، عن مسروق، فذكره. وفي رواية أبي بكر بن عياش: عن عبد الله. ولم ينسبه.
* قال النسائي: هذا خطأ، والصواب مرسل.
* أخرجه النسائي (7/127) قال: أخبرنا محمد بن العلاء، قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (7/127) قال: أخبرني إبراهيم بن يعقوب، قال: حدثنا يعلى.
كلاهما - أبو معاوية ويعلى - عن الأعمش، عن مسلم أبي الضحى، عن مسروق، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فذكره مرسلا.(10/69)
7539 - (س) عبد الله بن مسعود (1) - رضي الله عنهما - أن رسول الله [ص:70] صلى الله عليه وسلم- قال: «لا ترِجعوا بعدي كُفَّاراً يضربُ بعضكُم رِقابَ بعض، ولا يؤخذُ الرجلُ بجريرَةِ أبيه، لا جرَيرةِ أخيه» في أخرى: «لا تَرِجعوا بعدي ضُلاَّلاً، يَضْرِبُ بعضكم رقابَ بعض» أخرجه النسائي (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(بجريرة) الجريرة: الجناية والذنب الذي يفعله الإنسان فيطالب به.
__________
(1) في المطبوع: عبد الله بن عباس، وهو خطأ.
(2) 7 / 127 في تحريم الدم، باب تحريم القتل، وهو حديث صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (7/127) قال: أخبرنا إبراهيم بن يعقوب، قال: حدثنا أحمد بن يونس، قال: حدثنا أبو بكر بن عياش، عن الأعمش، عن مسلم، عن مسروق، فذكره.
وقال أيضا في (7/127) : أخبرنا محمد بن العلاء، قال: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن مسلم، عن مسروق، فذكره مرسلا وقال: هذا الصواب. وقال أيضا: أخبرني إبراهيم بن يعقوب، قال: حدثنا يعلى، قال: حدثنا الأعمش، عن أبي الضحى، عن مسروق، فذكره مرسلا.(10/69)
7540 - (خ م س) جرير [بن عبد الله البجلي]- رضي الله عنه - قال: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في حجة الوداع: «استَنْصِتْ لِيَ الناسَ، ثم قال: لا ترجعوا بعدي كُفَّاراً، يضربُ بعضكم رِقابَ بعض» . أخرجه البخاري ومسلم والنسائي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(استنصتُّ القوم) : إذا قلت لهم: أنصتوا، أي: اسكتوا لتستمعوا.
__________
(1) رواه البخاري 13 / 25 في الفتن، باب " لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض "، وفي العلم، باب الإنصات للعلماء، وفي المغازي، باب حجة الوداع، وفي الديات، باب قول الله تعالى: {ومن أحياها} ، ومسلم رقم (65) في الإيمان، باب بيان معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: " لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض "، والنسائي 7 / 127 و 128 في تحريم الدم، باب تحريم القتل.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (4/358) قال: حدثنا حجاج. وفي (4/363) قال: حدثنا محمد بن جعفر. وفي (4/366) قال: حدثنا عبد الرحمن. والدارمي (1927) قال: أخبرنا أبو الوليد، وحجاج. والبخاري (1/41) قال: حدثنا حجاج. وفي (5/224) قال: حدثنا حفص بن عمر. وفي (9/3) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا غندر. وفي (9/63) قال: حدثنا سليمان بن حرب. ومسلم (1/58) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن المثنى، وابن بشار، جميعا عن محمد بن جعفر (ح) وحدثنا عبيد الله بن معاذ، قال: حدثنا أبي. وابن ماجة (3942) والنسائي (7/127) قال ابن ماجة: حدثنا. وقال النسائي: أخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر، وعبد الرحمن بن مهدي. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (3236) عن محمد بن عثمان بن أبي صفوان، عن عبد الرحمن بن مهدي.
سبعتهم - حجاج، ومحمد بن جعفر، وعبد الرحمن، وأبو الوليد، وحفص، وسليمان، ومعاذ - قالوا: حدثنا شعبة، قال: أخبرني علي بن مدرك، قال: سمعت أبا زرعة، فذكره.(10/70)
7541 - (ط) زيد بن أسلم - رحمه الله - أن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - كان يقول: «اللهمَّ لا تجعل قَتْلي بيد رجل صلّى لك سَجْدَة واحِدَة، يُحاجُّني بها عِندكَ يومَ القِيامَةِ» أخرجه الموطأ (1) .
[ص:71]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يحاجُّني) المحاجَّة: المخاصمة والمجادلة وإظهار الحجة.
__________
(1) 2 / 461 في الجهاد، باب الشهداء في سبيل الله، وإسناده منقطع.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده منقطع: أخرجه مالك (1017) عن زيد بن أسلم، فذكره.(10/70)
7542 - (د) عبد الرحمن بن سُمير (1) قال: «كنتُ آخذاً بيد ابن عمرَ رضي الله عنه في طريق من طُرُقِ المدينةِ، إذ أتَى على رأس منصوب، فقال: شَقِيَ قاتِلُ هذا، فلما أن مضى، قال: وما أرى هذا إلا قد شِقِيَ، سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: من مَشَى إلى رجل من أمتي ليقتله، فليقل هكذا، فالقاتل في النار، والمقتول في الجنة» أخرجه أبو داود (2) .
__________
(1) ويقال له: ابن سميرة، ويقال: ابن أبي سميرة، ويقال: ابن سمرة، ويقال: ابن سبرة، ويقال: ابن سمية.
(2) رقم (4260) في الفتن، باب في النهي عن السعي في الفتنة، وعبد الرحمن بن سمير لم يوثقه غير ابن حبان، وقال الدارقطني: تفرد به أبو عوانة عن رقبة بن مصقلة، عن عون بن أبي جحيفة عن عبد الرحمن بن سمير.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/96) (5708) قال: حدثنا يحيى بن حماد، قال: حدثنا أبو عوانة، عن رقبة. وفي (2/100) (5754) قال: حدثنا إسماعيل بن عمر، قال: حدثنا سفيان. وأبو داود (4260) قال: حدثنا أبو الوليد الطيالسي، قال: حدثنا أبو عوانة، عن رقبة بن مصقلة. (ح) قال أبو داود: قال لي الحسن بن علي. حدثنا أبو الوليد - يعني بهذا الحديث- عن أبي عوانة، عن رقبة بن مصقلة.
كلاهما - رقبة بن مصقلة، وسفيان - عن عون بن أبي جحيفة، عن عبد الرحمن بن سميرة، فذكره.
* في رواية الحسن بن علي. قال أبو الوليد: هو في كتابي «ابن سبرة» وقالوا: ابن سمرة، وقالوا: سميرة.
قلت: فيه عبد الرحمن بن سميرة، لم يوثقه غير ابن حبان.(10/71)
7543 - () سالم -[مولى عبد الله بن عمر]- رحمه الله - أن رَجُلاً من أهل العراق سأل ابن عمر عن قتل مُحْرِم بَعوضاً؟ فقال: «يا أهل العراق ما أسأَلَكُم عن الصغيرةِ، وأجْرأَكم على الكبيرةِ! يَقْتُلُ أحدُكم من الناس ما لو كان لي عَدَدُهم سُبُحات لرأيت أنه إسراف، وإنَّا كنَّا نسير مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فنزلنا منزِلاً، فنامَ رجل من القوم، فَفَزَّعَهُ رجل، فَسَمِعَ ذلك رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: لا يحلُّ لمسلم تَفزِيعُ مِسْلم» . أخرجه ... (1) .
[ص:72]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(البعوض) : صغار البق.
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وقد رواه مسلم بمعناه مختصراً وقد تقدم برقم (7529) .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
في المطبوع أخرجه رزين، وقد تقدم بمعناه برقم (7529) .(10/71)
الفصل السادس: في القتال الحادث بين الصحابة والتابعين رضي الله عنهم والاختلاف
قتل عثمان رضي الله عنه
7544 - (ت) ابن أخي عبد الله بن سلام قال: لما أريد عثمان - رضي الله عنه- جاء عبد الله بن سلام، فقال له عثمان: ما جاء بك؟ قال: جئت في نُصْرتك، قال: اخرج إلى الناس فاطردُهمْ عني، فإنَّك خارجاً خير لي منك داخلاً، قال: فخرج عبد الله بن سَلامَ، فقال: أيُّها الناسُ، إنه كان اسمي في الجاهلية فلاناً، فَسمَّاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عبد الله، ونزل فيَّ آيات من كتاب الله، نزل فيَّ {وشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ بني إسرائيل على مثله فآمَنَ واسْتَكْبَرْتُم إنَّ اللهَ لا يهدي القَوْمَ الظَّالمينَ} [الأحقاف: 10] ونزلت فيَّ {قُلْ كَفى باللهِ شَهِيداً بَيني وبَيْنَكُم ومَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الكتابِ} [الرعد: 43] إنَّ لله سَيْفاً مَغْمُوداً عنكم، وإن الملائِكَةَ قد جاوَرَتْكم في بَلِدكم هذا الذي نزل فيه نَبِيُّكُم، فاللهَ الله في هذا الرُجل أن تقتلوه، فواللهِ لَئِن [ص:73] قَتَلتُمُوه لَتَطْرُدُنّ جيرانَكُم الملائكةَ، ولَتَسُلُّنَّ سَيْفَ الله المغمودَ عنكم فلا يُغْمَد إلى يوم القيامة، قال: فقالوا: اقتلوا اليَهودِيَّ، واقْتُلُوا عثمان. أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3253) في التفسير، باب ومن سورة الأحقاف، وإسناده ضعيف، وقال الترمذي: هذا حديث غريب.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه الترمذي (3256 و 3803) قال: حدثنا علي بن سعيد الكندي، قال: حدثنا أبو محياة، عن عبد الملك بن عمير، عن ابن أخي عبد الله بن سلام، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث غريب، إنما نعرفه من حديث عبد الملك بن عمير.(10/72)
7545 - (خ) نافع [مولى عبد الله بن عمر]- رضي الله عنهما - أن رُجلاً أتى ابن عمرَ، فقال: «يا أبا عبد الرحمن، ما حَمَلك على أن تَحُجَّ عاماً، وتَعْتَمِرَ عاماً، وتترُكَ الجهاد في سبيلِ الله، وقد عملتَ ما رَّغبَ الله فيه؟ قال: يا ابن أخي، بُني الإسلام على خمس: إيمان بالله ورسوله، والصلاةِ الخمس، وصيام رمضان، وأداءِ الزَّكاةِ، وحجِّ البيت، فقال: يا أبا عبد الرحمن، ألا تسْمَعُ ما ذكر الله في كتابه: {وإنْ طَائِفَتان مِنَ المؤْمِنينَ اقْتَتَلوا} - إلى قوله - {إلى أمْرِ اللهِ} [الحجرات: 9] ، وقال: {وقاتِلوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فتْنَةٌ} [البقرة: 193] قال: فَعَلْنَا على عَهْدِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- وكان الإسلام قليلاً، فكان الرجلُ يُفتَنُ فيِ دينه، إمَّا قتَلوه، وإما عذَّبوه، حتى كَثُرَ الإسلامُ، فلم تكن فِتنةٌ، قال: فما قولك في علي وعثمان؟ قال: أمَّا عثمان: فكان الله عفا عنه، وأمَّا أنتم: فكرِهْتم أن تَعْفُوا عنه، وأما علي: فابنُ عمِّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وخَتَنُهُ - وأشار بيده - فقال: هذا بيته [ص:74] حيث تَرَوْنَ» وفي رواية: «أنَّ رَجُلاً جاءهُ، فقال: يا أبا عبد الرحمن ألا تسمع ما ذكر الله عز وجل في كتابه؟ {وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا ... } إلى آخر الآية، فما يمنعك أن تقاتل كما ذكر الله عز وجل في كتابه، فقال: يا ابن أخي، أَغْتَرُّ - وفي نسخة: أُعَيَّرُ – بهذه الآية، ولا أقاتِلُ، أحبُّ إليَّ من أن أَغْتَرَّ بالآية التي يقول الله عز وجل: {ومَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً ... } إلى آخرها [النساء: 93] قال: فإن الله عز وجل يقول: {وقَاتِلوهم حتى لا تكونَ فِتْنةٌ} ، قال ابن عمر: قد فعلنا على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ... » وذكر الحديث، وفيه: «فلما رأى أنه لا يوافِقه فما يريد، قال: فما قولك في علي وعثمان؟ ... » الحديث أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) 8 / 137 و 138 في تفسير سورة البقرة، باب قوله تعالى: {وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة} ، وفي سورة الأنفال، باب قوله تعالى: {وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة} .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: البخاري في تفسير سورة الأنفال (التفسير 168) عن الحسن بن عبد العزيز، عن عبد الله بن يحيى المصري، عن حيوة، عن بكر بن عمرو المعافري، وقال: في تفسير البقرة (التفسير (2/30) تعليقا عقيب حديث عبد الوهاب عن عبد الله، عن نافع، عن ابن عمر، وزاد عثمان بن صالح، عن ابن وهب، أخبرني فلان، وحيوة بن شريح.
كلاهما - عن بكر بن عمرو ... فذكر نحوه.
كلاهما - عن بكير، عن نافع، فذكره ... فلان. قيل: إنه ابن لهيعة.(10/73)
وقعة الجمل
7546 - (خ) عبد الله بن زياد قال: «لما سَارَ طلحةُ والزبيرُ وعائشةُ - رضي الله عنهم- إلى البصرة، بعثَ عليُّ عمارَ بن ياسر وحَسَناً، فقدِما علينا الكوفة، فصعِدا المنبر، وكان حسنُ بن علي في أعلاه، وعمَّار أسفل منه، فاجتمعْنا إليهما، فسمعتُ عَمَّاراً يقول: إنَّ عائشةَ قد سارت إلى البصرة، والله إنَّها لَزَوْجَةُ نبيِّكم في الدنيا والآخِرَة، ولكنَّ الله ابتلاكم لِيَعْلَمَ إيَّاه تُطيعون، أمْ هِيَ؟» أخرجه البخاري، وفي أخرى له عن شقيق قال: «لما [ص:75]
بعثَ عليٌّ عمَّاراً والحسنَ بن علي إلى الكوفة ليستَنْفِرَهُم، خَطَبَ عمارُ، فقال: إني لأَعلمُ أنَّها زوجةُ نبيِّكم - صلى الله عليه وسلم- في الدُّنيا والآخرة، ولكنَّ الله ابتلاكم بها، لينظر إيَّاه تَتَّبعونَ، أو إيَّاها؟» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ليستنفرهم) استنفر الناس: دعاهم إلى أن ينفروا معه إلى نصرته ودفع عدوه.
__________
(1) رواه البخاري 7 / 83 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب فضل عائشة، وفي الفتن، باب الفتنة التي تموج كموج البحر.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري في الفتن (18/2) عن عبد الله بن محمد، عن يحيى بن آدم، عن أبي بكر بن عياش، عن أبي حصين. والترمذي في المناقب (135: 11) عن بندار، عن ابن مهدي، عن أبي بكر بن عياش، نحوه سمعت عمارا يقول: هي زوجته في الدنيا الآخرة. وقال: حسن صحيح.
كلاهما عن عبد الله بن زياد، فذكره. (تحفة الأشراف 7/476) .(10/74)
7547 - (خ) شقيق بن عبد الله قال: «دخلَ أبو موسى وأبو مسعود على عمارِ حيث أتى الكوفة ليستَنْفِرَ الناسَ، فقالا: ما رأينا منك أمراً منذ أسْلَمْتَ أكرهَ عندنا من إسْراعِكَ في هذا الأمر؟ فقال: ما رأيتُ منكما أمراً منذ أسلمتما أكرهَ عندي من إبطائِكما عن هذا الأمر، قال: ثم كساهما حُلَّة» . وفي أخرى قال: «كنتُ جالساً مع أَبي موسى وأبي مسعود وعمار، فقال أبو مسعود: مَا مِن أصحابِكَ من أحد إلا لو شِئْتُ لقلت فيه، غيرَك، وما رأيتُ مِنكَ شيئاً منذ صحبتَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أعيبَ عندي من اسْتِسْراعِكَ في هذا الأمر؟ فقال عمار: يا أبا مسعود، وما رأيتُ منك ولا من صَاِحبِك هذا شيئاً منذ صحبتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- أعيبَ عندي من إِبطائِكما في هذا الأمر، فقال أبو مسعود - وكان موسراً - يا غلام! هاتِ حُلَّتَيْنِ، فأعطى إحداهما أبا موسى، والأخرى عماراً، وقال: روحا فيهما إلى [ص:76] الجمعة» أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) 13 / 47 - 50 في الفتن، باب الفتنة التي تموج كموج البحر، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب فضل عائشة رضي الله عنها.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري في الفتن (19: 2) عن بدل بن المحبر عن شعبة، عن عمرو بن مرة و (19: 3) عن عبدان، عن أبي حمزة، عن الأعمش، كلاهما عن شقيق بن سلمة، فذكره..(10/75)
7548 - (د) قيس بن عباد - رحمه الله - قال: قلت لِعَلي: «أخبِرني عن مَسيرِك هذا، أعَهْد عَهِدَهُ إليك رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، أم رأي رأيتَه؟ قال: ما عَهِدَ إليَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بشيء؟ ولكنَّه رأي رأَيتُه؟» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (4666) في السنة، باب ما يدل على ترك الكلام في الفتنة، وفيه عنعنة الحسن البصري.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (4666) قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم الهذلي، قال حدثنا بن علية، عن يونس عن الحسن. فذكره قلت: فيه عنعنة الحسن.(10/76)
الخوارج
7549 - (م د) زيد بن وهب [الجهني]- رضي الله عنه -: أنه كان في الجَيْشِ الذينَ كانُوا مع عليّ، الذينَ سارُوا إلى الخَوارج - فقال عليٌّ: «أيُّها الناسُ: إني سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: يَخرجُ قوم من أُمَّتي، يقرؤون القُرْآنَ، ليس قِراءَتُكُم إلى قِراءَتِهم بشيء، ولا صلاتُكُم إلى صلاتهم بشيء، ولا صيامُكم إلى صيامهم بشيء، يقرؤون القرآنَ يحسبون أنه لهم وهو عليهم، لا تُجاوِزُ صلاتُهم تراقيَهمُ، يَمْرُقُون من الإسلام كما يمرُق السَّهم من الرَّمِيَّة، لو يعلم الجيشُ الذين يصيبونهم ما قُضِيَ لهم على لسان نبيهم - صلى الله عليه وسلم- لَنَكَلُوا عن العمل، وآية ذلك: أن فيهم رجُلاً له عَضَد، ليس له ذراع، على عَضُدِهِ مثلُ حَلمَة الثَّدْي، عليه شَعَرات بيض، فتذهبون إلى [ص:77] معاويةَ وأهلِ الشام، وتتركون هؤلاء يَخْلُفونكم في ذراريكم وأموالكم؟ والله إني لأرجو أن يكونوا هؤلاء القومَ، فإنَّهم قد سفكُوا الدَّمَ الحرامَ، وأغاروا في سَرْحِ الناسِ، فَسيروا. قال سلمةُ بن كُهيل: فَنَزَّلَني زيد بن وهب منِزلاً (1) ، حتى قال: مَرَرْنا على قنطرة، فلما التقينا - وعلى الخوارج يومئذ: عبد الله بن وهب الراسبي - فقال لهم: ألقُوا الرِّماحَ، وسُلُّوا سيوفكم من جُفُونها، فإني أخاف أن يناشدوكم، كما ناشدوكم يوم حروراء، فرجعوا فوَّحشوا برِماحِهم وسَلُّوا السُّيُوفَ، وشَجَرُهُم الناسُ برماحهم، قال: وقُتل بعضهم على بعض، وما أصيب من الناس يؤمئذ إلا رجلان، فقال عليٌّ: التمسوا فيهم المخدَج، فالتمسوه، فلم يجدوه، فقام عليٌّ بنفسه، حتى أتى ناساً، قد قُتل بعضهم على بعض، قال: أخِّرُوهم، فوجدوه مما يلي الأرضَ، فكَّبر ثم قال: صدق الله، وبلَّغ رسولُهُ، قال: فقام إليه عَبيدةُ السَّلْمانيُّ، فقال: يا أمير المؤمنين، آلله الذي لا إله إلا هو، لَسمعتَ هذا الحديث من رسول الله - صلى الله عليه وسلم-؟ قال: إي والله الذي لا إله إلا هو، حتى استَحْلَفه ثلاثاً وهو يحلف له» أخرجه مسلم وأبو داود. [ص:78]
وفي أخرى لأبي داود عن أبي الوَضِيء قال: قال عليٌّ: «اطلبوا المخدَج ... » فذكر الحديث واستَخْرَجوه من تحت قتلَى في الطين، قال أبو الوضيء: فكأني أنظر إليه، حَبَشِي عليه قُريطِق له، إحدى يديه مثل ثَدي المرأة، عليها شُعَيْرات مثل الشُّعَيْراتِ التي تكون على ذَنبِ اليَرْبوع. قال أبو مريم: إنْ كان ذلك المخدج لمعَنا يومئذ في المسجد، نُجالسه بالليل والنهار، وكان فقيراً، ورأيته مع المساكين يشهد طعام عليٍّ مع الناس، وقد كَسَوُته بُرنُساً لي، قال أبو مريم: وكان المخدَج يسمَّى نافِعاً، ذا الثُدَيَّة،، وكان في يده مثل ثدي المرأة، على رأسه حَلَمة مثل حلمةِ الثدي، عليه شُعيرات مثلُ سُبالة السِّنَّوْر (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(تراقيهم) التراقي: جمع تُرْقُوة، وهي العظم الذي بين ثغرة النحر والعاتق.
(الرمِيَّة) : ما يرمى من صيد أو نحوه، قال الخطابي: وقد أجمع علماء المسلمين على أن الخوارج على ضلالتهم فرقة من فرق المسلمين، ورأوا مناكحتهم وأكل ذبائحهم، وأجازوا شهادتهم، وسُئِل عنهم علي بن أبي طالب، فقيل: «أكفارٌ هم؟ قال: مِنَ الكفر فرُّوا، فقيل: فمنافقون هم؟ قال: [ص:79] إن المنافقين لا يذكرون الله إلا قليلاً، وهؤلاء يذكرون الله بكرة وأصيلاً، قيل: من هم؟ قال: قوم أصابتهم فتنة فعموا وصمّوا» قال الخطابي: فمعنى قوله - صلى الله عليه وسلم-: «يمرقون من الدين» أراد بالدِّين: أنهم يخرجون من طاعة الإمام المفترض الطاعة، وينسلخون منها، والله أعلم.
(نكلت) عن العمل أنكل: إذا فترتَ عنه وجبُنتَ عن فعله.
(وآية ذلك) الآية: العلامة التي يستدل بها.
(جفون السيوف) : أغمادها.
(وَحَّشْتُ بِسِلاحي) وبثوبي: إذا رميتَ به وألقيته من يدك.
(التشاجر بالرماح) : التطاعن بها، وشجره برمحه: إذا طعنه.
(المخدَج) الناقص، والخِداج: النقص.
(قُريطق) تصغير قَرْطَق، وهو شبيه بالقباء، فارسي معرب.
(ذو الثُّدَيَّة) تصغير الثنْدُوَة، بتقدير حذف الزائد الذي هو النون، لأنها من تركيب الثدي، وانقلاب الياء فيها واواً لضمة ما قبلها.
(السَّبَالَةُ) : الشارب، والجمع السِّبال، والهاء في «سبالة» لتأنيث اللفظة.
__________
(1) قال النووي في " شرح مسلم ": هكذا في معظم النسخ، وفي نادر منها: " منزلاً منزلاً "، وكذا ذكره الحميدي في الجمع بين " الصحيحين "، وهو وجه الكلام، أي: ذكر لي مراحلهم بالجيش منزلاً منزلاً حتى بلغ القنطرة التي كان القتال عندها.
(2) رواه مسلم رقم (1066) في الزكاة، باب التحريض على قتل الخوارج، وأبو داود رقم (4768) و (4769) و (4770) في السنة، باب في قتال الخوارج.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مسلم (3/114) قال: حدثنا عبد بن حميد، قال: حدثنا عبد الرزاق بن همام. أبو داود (4768) قال: حدثنا الحسن بن علي، قال: حدثنا عبد الرزاق. وعبد الله بن أحمد 1/91 (706) قال: حدثنا أحمد بن جميل أبو يوسف، قال: أخبرنا يحيى بن عبد الملك بن حميد بن أبي غنية.
كلاهما - عبد الزراق، ويحيى بن عبد الملك - عن عبد الملك بن أبي سليمان، قال: حدثنا سلمة بن كهيل، قال: حدثني زيد بن وهب الجهني. فذكره.(10/76)
7550 - (م) عبيد الله بن أبي رافع - مولى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- «أن الحَرُورَّية لمَّا خرجت على عليِّ بن أبي طالب، فقالوا: لا حُكمَ إلاَّ لله، قال عليّ: كلمة حق أُريدَ بها باطل، إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وصفَ لنا ناساً، إني [ص:80] لأعْرِفُ صفتهم في هؤلاءِ، يقولون الحقَّ بألسنتِهم، لا يجاوزُ هذا منهم - وأشار إلى حَلْقِهِ - مِن أبْغَضِ خلق الله إليه، منهم أسْودُ، في إحدى يديه طُبْيُ شَاة، أو حَلَمةُ ثدي، فلما قتلهم علي بن أبي طالب، قال: انظروا، فنظروا، فلم يجدوا شيئاً، فقال: ارجعوا، فوالله ما كذَبتُ ولا كُذِبتُ - مرتين أو ثلاثاً - ثم وجدوه في خَربة فأتَوا به، حتى وَضعُوهُ بين يَدِيْهِ، قال عبيد الله: وأنا حاضر ذلك من أمرهم وقولِ عليِّ فيهم» زاد في رواية: قال ابن حُنين: «رأيتُ ذلك الأسودَ» .
أخرجه مسلم، هذا الحديث أفرده الحميديُّ في كتابه عن الذي قبله وجعله حديثاً مفرداً، وهو رواية منه، وذلك بخلاف عادته في جميع روايات الحديث، وحيث أفرده اتبعناه، وتركنا الأولى، ولعله قد أدرك منه معنى اقتضى له أن يفرده (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الطُّبْيُ) : لذوات الحافر والسباع كالضرع لغيرها، وقد يكون لذوات الخف.
__________
(1) رواه مسلم رقم (1066) في الزكاة، باب التحريض على قتل الخوارج.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مسلم (3/116) قال: حدثني أبو الطاهر، ويونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا عبد الله بن وهب، قال: أخبرني عمرو بن الحارث، عن بكير بن الأشج، عن بسر بن سعيد، عن عبيد الله بن أبي رافع، فذكره(10/79)
7551 - (م) عَبيدة بن عمرو [السلماني] عن علي - رضي الله عنه [ص:81] أنه ذكر الخوارج فقال: «فيهم رجل مُخْدَج اليَد، أو مَثْدُونَ اليد، أو مُودَنُ اليد، لولا أن تَبْطَروا لَحَدَّثتكم بما وعدَ الله الذين يقتلونَهُم على لسانِ محمد - صلى الله عليه وسلم-، قال: فقلتُ: أنتَ سمعتَ هذا من محمد - صلى الله عليه وسلم-؟ قال: إي، وربِّ الكعبة - قالها ثلاثاً -» أخرجه مسلم، وهذا الحديث أيضاً أخرجه الحميدي مفرداً، وهو رواية من روايات الحديث الأول (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(مثدون اليد) روي «مثدون اليد» و «مُثْدَن اليد» ومعناهما: صغير اليد مجتمعها، بمنزلة ثُندُوة الثدي، وأصله: مثند، فقدمتِّ الدال على النون.
(أو مودَن اليد) رجل مُودَن ومودون اليد، أي: صغيرها وناقصها، من قولهم: أوْدَنتُ الشيء إذا نقصتَه، وودنته فهو مُودَنٌ ومودُون.
__________
(1) رقم (1066) في الزكاة، باب التحريض على قتل الخوارج.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مسلم في الزكاة (49: 4) عن أبي بكر بن أبي شيبة، وزهير بن حرب، كلاهما عن إسماعيل بن عليه و (49: 4) عن قتيبة، عن حماد بن زيد. و (49: 4) عن محمد بن أبي بكر المقدسي، عن ابن علية، وحماد بن زيد، كلاهما عن أيوب و (49: 5) عن محمد بن مثني، عن ابن أبي عدي، عن ابن عون، كلاهما عن محمد بن سيرين، وأبو داود في السنة (31: 1) عن محمد بن عبيد، ومحمد بن عيسى، كلاهما عن حماد، وابن ماجة فيه «السنة المقدمة» (12: 1) عن أبي بكر بن أبي شيبة. كلهم عن عبيدة بن عمرو السلماني، فذكره. (تحفة الأشراف (7/430) .(10/80)
7552 - (خ م د س) - سويد بن غفلة قال: قال عليّ - رضي الله عنه -: «إذا حدَّثْتكُم عن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- حَديثاً، فواللهِ لأنْ أخِرَّ من السماء أحبُّ إليَّ من أكذبَ عليه.
وفي رواية: من أنْ أقولَ عليه ما لم يَقُل، وإذا حَدَّثْتكُم فيما بيني وبينَكم، فإن الحرْب خَدْعَة، وإني سمعتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- يقول: سيخرُجُ قوم [ص:82] في آخِرِ الزَّمانِ حُدَثَاءُ الأسنانِ، سُفهاءُ الأحلام، يقولون من قول خير البرَّيةِ، يقرؤون القُرآن، لا يجاوِزُ إيمانُهم حَنَاجِرَهُمْ، يمرُقُون من الدِّين كما يمرُقُ السَّهمُ من الرَّميةِ، فأينما لِقَيْتمُوهم فاقتلُوهُم، فإنَّ في قَتْلِهم أجراً لمن قَتَلَهُم عندَ الله يومَ القيامةِ» أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود.
وأخرجه النسائي قال: قال علي: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «يخرج قوم في آخرِ الزَّمان ... وذكر الحديث» .
وهذا الحديث أيضاً: يجوز أن يكون من جملة روايات الحديث الأول، فإنه أيضاً في صفة الخوارج (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أَخر) خرّ من السطح يَخِر: إذا وقع، وكلُّ من سَقَطَ من موضع عالٍ فقد خرّ.
(حُدثاء الأسنان) أي: شباب لم يكبروا حتى يعرفوا الحق.
(سفهاء الأحلام) الأحلام: العقول، والسفه: الخِفةُ في العقلِ والجهلُ.
__________
(1) رواه البخاري 9 / 86 في فضائل القرآن، باب إثم من راءى بقراءة القرآن أو تأكل به، وفي الأنبياء، باب علامات النبوة في الإسلام، وفي استتابة المرتدين، باب قتل الخوارج والملحدين بعد إقامة الحجة عليهم، ومسلم رقم (1066) في الزكاة، باب التحريض على قتل الخوارج، وأبو داود رقم (4767) في السنة، باب في قتال الخوارج، والنسائي 7 / 119 في تحريم الدم، باب من شهر سيفه ثم وضعه في الناس.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (1/81) (616) و (1/113) (912) قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (1/131) (1086) قال: حدثنا وكيع. (ح) وعبد الرحمن، عن سفيان. والبخاري (4/224 و 6/243) قال: حدثنا محمد بن كثير، قال: أخبرنا سفيان. وفي (9/21) قال: حدثنا عمر بن حفص بن غياث، قال: حدثنا أبي. ومسلم (3/113 و 114) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، وعبد الله بن سعيد الأشج. جميعا عن وكيع. (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا عيسى بن يونس. (ح) وحدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي وأبو بكر بن نافع. قالا: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: حدثنا سفيان. (ح) وحدثنا عثمان بن أبي شيبة. قال: حدثنا جرير (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. وأبو كريب وزهير بن حرب. قالوا: حدثنا أبو معاوية. وأبو داود (4767) قال: حدثنا محمد بن كثير، قال: أخبرنا سفيان. والنسائي (7/119) قال: أخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن. قال: حدثنا سفيان.
ستتهم - أبو معاوية، ووكيع، وسفيان، وحفص بن غياث، وعيسى، وجرير - عن الأعمش، عن خيثمة، عن سويد بن غفلة، فذكره.(10/81)
7553 - (خ م ط د س) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - من رواية أبي سلمة وعطاء بن يسار، أنهما أتيَا أبا سعيد الخدري، فسألاه عن الحرُورَّية، هل سمعتَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يذكرها؟ قال: لا أدريَ مَنِ الحروريةُ؟ ولكني سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «يخرج في هذه الأمَّةِ - ولم يقل: منها - قوم، تَحقِرونَ صَلاتَكُم مع صلاتِهِم، يقرؤون القرآن، لا يجاوِزُ حُلُوقَهم - أو حَناجِرَهُم - يمرُقُونَ من الدِّين مُرُوق السَّهْمِ من الرَّمِيةِ، فينظر الرامي إلى سهمِهِ، إلى نَصْله، إلى رِصَافِهِ، فيتمارَى في الفُوَقة: هل عَلِق بها من الدم شيء؟» .
وفي رواية أبي سَلَمةَ والضَّحَّاك الهَمْداني: أن أبا سعيد الخدري قال: «بينما نحن عند رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- وهو يَقْسِم قَسْماً، أتاه ذو الخُوَيَصِرة - وهو رجل من بني تَميم - فقال: يا رسولَ الله، اعدِلْ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: ويلَكَ، ومن يَعْدِلُ إذا لم أعْدِلْ؟ - زاد في رواية: قد خِبْتُ وَخسِرْتُ إن لم أعْدِلْ - فقال عمر بن الخطاب: ائذن لي فيه فَأضرِب عنقه، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: دَعْهُ، فإن له أصْحَاباً يحقِر أحَدُكم صلاتَه مع صلاتِهِم، وصيامه مع صيامهم» زاد في رواية «يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقُون من الإسلام. وفي رواية: من الدِّين - كما يمرق السهمُ الرَّمِيةِ، ينظر أحدهم [ص:84] إلى نصلِه فلا يوجد فيه شيء، ثم ينظر إلى رِصافِه فلا يوجد فيه شيء، ثم ينظر إلى نَضِيَّه فلا يوجد فيه شيء - وهو القِدْح - ثم ينظر إلى قُذَذه فلا يوجد فيه شيء، سبقَ الفَرْثَ والدَّم، آيتهُمْ: رجل أسودُ، إحدى عضديه - وفي رواية: إحدى يديه - مثلُ البَضْعة تَدَردَرُ، يخرجون على حين فُرْقةِ من النَّاس» قال أبو سعيد: «فأشهد أني سمعت هذا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، وأشهد أن علي بن طالب قاتلهم وأنا معه، فأمرَ بذلك الرجلِ، فالتُمِسَ فوِجدَ، فأُتِيَ به حتى نَظَرتُ إليه على نَعتِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- الذي نعتَ» .
قال الحميدي: ألفاظ الرواة عن الزهري متقاربة، إلا فيما بَيَّنَا من الزيادة.
وفي أخرى: قال أبو سعيد: «بعث علي- رضي الله عنه - وهو باليمن إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- بذُهَيْبَة في تُرْبتها، فَقَسَمَها بين أربعة: الأقرعِ بن حابس الحْنظَلي، ثم أحدِ بَني مُجاشِع، وبين عُيَيْنَةَ بن بدر الفزاري، وبين عَلْقمة بن عُلاثَةَ العامري، ثم أحدِ بني كلاب، وبين زيد الخيل الطائي، ثم أحد بني نَبْهان، فتغضَّبتْ قريش والأنصار، فقالوا: يُعطيه صناديدَ أهل نجد ويَدُعنا؟ قال [رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-] : إنما أتألَّفُهم، فأقَبَل رجل غائرُ العينين، ناتئُ الجبين كَثّ اللحية، مشرفُ الوَجنتين، محلوق الرأْس، فقال: يا محمد، اتق الله، فقال: فمن يطيع الله، إذا عَصيْتُه؟ أفيأمنني على أهل الأرض، ولا تأمنوني؟ [ص:85] فسأل رجل من القوم قتلَه - أُراه خالد بن الوليد - فمنعه، فلما ولَّى، قال: إن من ضِئضيء هذا قوماً يقرؤون القرآن، لا يجاوز حناجرهم، يمرُقون من الإسلام مُروقُ السهم من الرمية، يقتلون أهل الإسلام، ويَدَعون أهل الأوثان، لئن أدركتُهم لأقتلنَّهم قتل عاد» أخرجه البخاري ومسلم.
ولمسلم نحوه بزيادة ألفاظ، وفيها «بِذُهَيْبَة في أديم مَقْروظ، لم تُحَصَّل من ترابها - وفيها - والرابع: إما علقمة بن عُلاثة، وإما عامر بن الطفيل - وفيها - ألا تأمنوني وأنا أمين مَنْ في السماء، يأتيني خبر السماء صباحاً ومساءً - وفيها - فقال: يا رسول الله، اتق الله، فقال: ويلك! أولستُ أحقَّ أهل الأرض أن يتقَي الله؟ قال: ثم ولَّى الرجل، فقال خالد بن الوليد: يا رسول الله: ألا أضرب عنقه؟ فقال: لا، لعلّه أن يكونَ يصلي، قال خالد: وكم من مصلِّ يقول بلسانه ما ليس في قلبه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: إني لم أُومَرْ أن أُنَقِّبَ عن قلوب الناس، ولا أُشقَّ بطونهم، قال: ثم نظر إليه وهو مُقَفٍّ، فقال: إنَّه يخرج من ضِئْضِي هؤلاء قوم يتلون كتاب الله رَطْباً، لا يجاوز حناجرهم، يمرُقون من الدين كما يمرق السَّهم من الرمية، قال: أظنه قال: لئن أدركتُهم لأقتلنَّهم قتل ثمود» .
وفي رواية «فقام إليه عمر بن الخطاب فقال: يا رسول الله، ألا أضرب عنقه؟ قال: لا، فقام إليه خالد سيف الله، فقال: يا رسول الله، ألا أضرب عنقه؟ قال: لا» . [ص:86]
وفي رواية البخاري أنه قال: سمعت رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «يخرج فيكم قوم تَحْقِرون صلاتَكم مع صلاتهم، وصيامَكم مع صيامهم، وعملَكم مع عملهم، ويقرؤون القرآن، لا يجاوز حَناجرهم، يمرُقون من الدِّين كما يمرُق السهم من الرمية، ينظر في النَّصْل فلا يرى شيئاً، وينظر في القِدْح فلا يرى شيئاً، وينظر في الريش فلا يرى شيئاً، ويتمارى في الفُوق» .
وللبخاري طرف منه أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «يخرج ناس من قِبل المشرق يقرؤون القرآن، لا يجاوز تراقيهم، يمرُقون من الدِّين كما يمرُق السهم من الرمية، ثم لا يعودون فيه حتى يعود السهم إلى فُوقه، قيل: ما سِيماهم؟ قال: سيماهم التحليق - أو قال: التَّسْبيدُ» .
ولمسلم في أخرى «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- ذكر قوماً يكونون في أمته، يخرجون في فُرقة من الناس، سيماهم التحالق، قال: هم شرُّ الخلق - أو من أشَرِّ الخلق - يقتلهم أدنى الطائفتين إلى الحق، قال: فَضَرب النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- لهم مثلاً - أو قال قولاً - الرجل يرمي الرمية - أو قال: الغرض - فينظر في النصل فلا يرى بَصيرة، وينظر في الفُوق فلا يرى بصيرة، قال أبو سعيد: وأنتم قتلتموهم يا أهل العراق» .
وله في أخرى أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «تمرُق مارقة عند فرقة من المسلمين، يقتلها أَوْلى الطائفتين بالحق» . [ص:87]
وفي أخرى: وذكر فيه «قوماً يخرجون على فُرقة مختلفة، يقتلهم أقرب الطائفتين من الحق» . وأخرج الموطأ الرواية الأولى من أفراد البخاري وقال: «تحقِرون صلاتَكم مع صلاتهم، وصيامَكم مع صيامهم، وأعمالَكم مع أعمالهم» .
وأخرج أبو داود والنسائي الرواية الثالثة التي فيها ذكر «الذهيبة» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(قِدْح) القِدْح: السهم قبل أن يعمل فيه الريش والنصل، وقبل أن يُبْرَى.
(الرِّصاف) : العَقبُ الذي يكون فوق مدخل النصل في السهم، واحدها: رَصَفة، بالتحريك.
(التماري) : تفاعل من المرية: الشك، والمراد: الجدال.
(الفُوقة) والفُوق: موضع وقوع الوَتر من السهم.
(النَّضِيُّ) بالضاد المعجمة - بوزن النقيِّ: القِدْحُ أول ما يكون قبل [ص:88] أن يعمل، ونَضِيُّ السهم: ما بين الريش والنصل، ونِضْو السهم: قِدْحه، وهو ما جاوز الريش إلى النصل، وقيل: النضي: نَصْل السهم، والمراد به في الحديث: ما بين الريش والنصل.
(الفَرْثُ) : السِّرجين وما يكون في الكَرِش.
(البَضْعة) : القطعة من اللحم.
(تَدَرْدَرُ) التدردر: التحرُّك والترجرج مارّاً أو جائياً.
(الذُّهَبْيَة) : تصغير الذهب، وهو في الأصل مؤنث، والقطعة منه ذهبة، فلمَّا صُغرَ أضاف إليه الهاء، كما يقال في تصغير قوس: قوَيسة، وفي تصغير قدر: قديرة.
(الأديم) : المقروظ المدبوغ بالقَرظ.
(الصناديد) : جمع صنديد، وهو السيد الشريف.
(التألُّف) : الإيناس والتحبب، والمراد: لأحبِّب إليهم الإسلامَ وأزيل نفورهم منه.
(الضِئْضِئ) بالهمز: الأصل، والمراد: يخرج من صُلبه ونَسله.
(أُنَقِّبُ) التنقيب: التفتيش.
(مُقَفٍّ) قفّى الرجلُ الرجلَ يقفِّي، فهو مقفٍّ: إذا أعطاك قفاه وولى. [ص:89]
(التسبيد) : حلق الشعر واستئصاله، وقيل: هو ترك التدهن وغسل الرأس.
(التحليق) والتحالق: حلق شعر الرأس، وهو تفاعل منه، كأن بعضهم يحلق بعضاً.
(الغرض) : الهدف.
(البَصِيرة) الدليل والحجة الذي يستدل به، لأن الدليل يوضح المعنى ويُحققِّه، فكأن صاحبه يبصر به، والبصيرة: هو شيء من الدم يستدل به على الرمية.
__________
(1) رواه البخاري 9 / 86 في فضائل القرآن، باب إثم من راءى بقراءة القرآن أو تأكل به، وفي الأنبياء، باب علامات النبوة في الإسلام، وفي الأدب، باب ما جاء في قول الرجل: ويلك، وفي استتابة المرتدين، باب قتال الخوارج، وباب من ترك قتال الخوارج للتألف وأن لا ينفر الناس عنه، ومسلم رقم (1064) في الزكاة، باب ذكر الخوارج وصفاتهم، والموطأ 1 / 204 و 205 في القرآن، باب ما جاء في القرآن، وأبو داود رقم (4764) في السنة، باب في قتال الخوارج، والنسائي 5 / 87 في الزكاة، باب في المؤلفة قلوبهم، وفي تحريم الدم، باب من شهر سيفه ثم وضعه في الناس.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1 - أخرجه مالك «الموطأ» (144) . وأحمد (3/60) قال: قرأت على عبد الرحمن. والبخاري (6/244) . وفي «خلق أفعال العباد» (22) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. وفي «خلق أفعال العباد» (22) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة. والنسائي في «فضائل القرآن» (114) قال: أخبرنا محمد بن سلمة، عن ابن القاسم. (ح) والحارث بن مسكين، قراءة عليه، عن ابن القاسم.
أربعتهم - عبد الرحمن بن مهدي، وعبد الله بن يوسف، وعبد الله بن مسلمة، وابن القاسم - عن مالك، عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي.
2- أخرجه أحمد (3/33) وابن ماجة (169) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. كلاهما - أحمد، وأبو بكر - قالا: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أنبأنا محمد بن عمرو.
3 - وأخرجه أحمد (3/56) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر. وفي (3/65) قال: حدثنا محمد بن مصعب، قال: حدثنا الأوزاعي. والبخاري (4/243) قال: حدثنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب. وفي (8/47) قال: حدثني عبد الرحمن بن إبراهيم، قال: حدثنا الوليد، عن الأوزاعي. وفي (9/21) قال: حدثنا عبد الله بن محمد، قال: حدثنا هشام، قال: أخبرنا معمر. ومسلم (3/112) قال: حدثني أبو الطاهر، قال: أخبرنا عبد الله بن وهب، قال: أخبرني يونس (ح) وحدثني حرملة بن يحيى، وأحمد بن عبد الرحمن الفهري، قالا: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (4421) عن محمد بن عبد الأعلى، عن محمد بن ثور، عن معمر. أربعتهم - معمر، وشعيب، والأوزاعي، ويونس - عن الزهري.
ثلاثتهم - محمد بن إبراهيم، ومحمد بن عمرو، والزهري - عن أبي سلمة، فذكره.
* أخرجه البخاري (9/21) . ومسلم (3/112) قالا: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا عبد الوهاب، قال: سمعت يحيى بن سعيد، يقول: أخبرني محمد بن إبراهيم، عن أبي سلمة، وعطاء بن يسار، فذكراه.
(*) في رواية الأوزاعي. وحرملة بن يحيى، وأحمد بن عبد الرحمن: عن أبي سلمة، والضحاك الهمداني.
(*) جاءت الروايات مطولة ومختصرة.
1 - أخرجه أحمد (3/4) قال: حدثنا محمد بن فضيل. والبخاري (5/207) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا عبد الواحد. ومسلم (3/110) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا عبد الواحد. وفي (3/111) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا جرير. (ح) وحدثنا ابن نمير، قال: حدثنا ابن فضيل. وابن خزيمة (2373) قال: حدثنا أبو هشام الرفاعي، قال: حدثنا ابن فضيل.
ثلاثتهم - ابن فضيل، وعبد الواحد، وجرير - عن عمارة بن القعقاع بن شبرمة.
2 - وأخرجه أحمد (3/31) قال: حدثنا وكيع «ابن الجراح» قال: حدثنا أبي. وفي (3/68 و 72 و73) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا سفيان. والبخاري (4/166 و 6/84) قال: حدثنا محمد بن كثير، قال: أخبرنا سفيان. وفي (9/155) قال: حدثنا قبيصة، قال: حدثنا سفيان. (ح) وحدثني إسحاق بن نصر، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا سفيان. ومسلم (3/110) قال: حدثنا هناد بن السري، قال: حدثنا أبو الأحوص. وأبو داود (4764) قال: حدثنا محمد بن كثير، قال: أخبرنا سفيان. والنسائي (5/87) قال: أخبرنا هناد بن السري، عن أبي الأحوص. وفي (7/118) قال: أخبرنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أنبأنا الثوري. ثلاثتهم - الجراح، وسفيان بن سعيد بن مسروق الثوري، وأبو الأحوص - عن سعيد بن مسروق.
كلاهما - عمارة، وسعيد - عن عبد الرحمن بن أبي نعم، فذكره.
- وبلفظ: «يخرج ناس من قبل المشرق، ويقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم ... » .
أخرجه أحمد (3/64) قال: حدثنا عفان. والبخاري (9/189) قال: حدثنا أبو النعمان.
كلاهما - عفان، وأبو النعمان - قالا: حدثنا مهدي بن ميمون، قال: سمعت محمد بن سيرين، يحدث عن معبد بن سيرين، فذكره.
وبلفظ: «أن النبي -صلى الله عليه وسلم- ذكر قوما يكونون في أمته ... » .
أخرجه أحمد (3/5) . ومسلم (3/113) قال: حدثني محمد بن المثنى. كلاهما - أحمد، وابن المثنى - قالا: حدثنا ابن أبي عدي، عن سليمان، عن أبي نضرة، فذكره.
وبلفظ: «تمرق مارقة عند المسلمين، يقتلها أولى الطائفتين بالحق» .
أخرجه أحمد (3/25) قال: حدثنا يحيى، عن عوف. وفي (3/32 و 48) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا القاسم بن الفضل. وفي (3/45) قال: حدثنا بهز، قال: حدثنا أبو عوانة، عن قتادة. وفي (3/64) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا أبو عوانة، عن قتادة، وفي (3/79) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا عوف. وفي (3/97) قال: حدثنا عفان، قال: أخبرنا القاسم بن الفضل. ومسلم (3/113) قال: حدثنا شيبان بن فروخ، قال: حدثنا القاسم - وهو ابن الفضل الحداني -. (ح) وحدثنا أبو الربيع الزهراني، وقتيبة بن سعيد، قال: حدثنا أبو عوانة عن قتادة (ح) وحدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا عبد الأعلى، قال: حدثنا داود. وأبو داود (4667) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم، قال: حدثنا القاسم بن الفضل.
أربعتهم - عوف، والقاسم، وقتادة، وداود - عن أبي نضرة، فذكره.(10/83)
7554 - (د) أبو سعيد الخدري، وأنس بن مالك - رضي الله عنهما - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «سيكونُ في أمتي اختلاف وفُرقة، قوم يُحسِنُون القيل، ويسيئونَ الفعل، يقرَؤونَ القرْآن، لا يجاوز تَراقيهم، يمْرُقون من الدِّين كما يمْرُق السهم من الرَّمية، ثم لا يرجعونَ حتى يرتدْ على فُوقِهِ، هُمْ شر الخلق، طُوبى لمن قتلهم وقتلوه، يدعون إلى كتاب الله، وليسوا منه في شيء، مَن قاتلهم كان أولى بالله منهم، قالوا: يا رسول الله، ما سيماهم؟ قال: التحليق» .
وفي رواية عن أنس نحوه قال: «سيماهم التحليق والتسبيد، فإذا رأيتموهم فأنِيموهم» أخرجه أبو داود (1) .
[ص:90]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(القيل) : هو القول.
(الإنامة) : القتل، يقال: ضربه فأنامه: إذا قتله.
__________
(1) رقم (4765) في السنة، باب في قتال الخوارج، وهو حديث صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1 - أخرجه أحمد (3/224) قال: حدثنا أبو المغيرة. وأبو داود (4765) قال: حدثنا نصر بن عاصم الأنطاكي، قال: حدثنا الوليد بن مسلم، ومبشر بن إسماعيل. ثلاثتهم - أبو المغيرة، والوليد، ومبشر - عن الأوزاعي.
2 - وأخرجة أحمد (3/197) قال: حدثنا إبراهيم بن خالد، قال: حدثنا رباح. وأبو داود (4766) قال: حدثنا الحسن بن علي، قال: حدثنا عبد الرزاق. وابن ماجة (175) قال: حدثنا بكر بن خلف، قال: حدثنا عبد الرزاق. كلاهما - رباح، وعبد الرزاق - عن معمر.
كلاهما - الأوزاعي، ومعمر - عن قتادة، فذكره.
رواية معمر عن قتادة عن أنس فقط:، ومختصرة.(10/89)
7555 - (ت) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال: رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «يخرج في آخر الزمان قوم أحداث الأسنان، سفهاء الأحلام، يقرؤون القرآن، لا يجاوز تراقيهم، يقولون من خير قول البرية، يمرُقون من الدين كما يمرُق السهم من الرمية» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2189) في الفتن، باب في صفة المارقة، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: أخرجه أحمد (1/404) (3831) قال: حدثنا يحيى بن أبي بكير. وابن ماجة (168) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وعبد الله بن عامر بن زرارة. والترمذي (2188) قال: حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء.
أربعتهم - يحيى بن أبي بكير، وأبو بكر بن أبي شيبة، وعبد الله بن عامر، وأبو كريب - قالوا: حدثنا أبو بكر بن عياش، عن عاصم، عن زر، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.(10/90)
7556 - (خ م) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: «أتى رجل بالجِعْرانة - مُنْصَرفَنا من حنين - وفي ثوب بلال فِضة، ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يَقْبِضُ منها ويعطي الناس، فقال: يا محمد، اعدل، فقال: ويلك، ومن يعدل إذا لم أعدل؟ لقد خبت وخسرت إن لم أكن أعدل، فقال عمر بن الخطاب: دعني يا رسول الله فأقتل هذا المنافق، فقال: معاذ الله أن يتحدث الناس أن محمداً يْقُتلُ أصحابه، إنَّ هذا وأصحابه يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرَّمِيَّةِ» . أخرجه مسلم.
وأخرجه البخاري قال: «بينما رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقسم غنيمة بالجعْرانَةِ [ص:91] إذ قال له رجل: أعدل، فقال: لقد شَقِيتُ إن لم أَعْدِلْ» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 6 / 172 في فرض الخمس، باب من الدليل على أن الخمس لنوائب المسلمين ما سأل هوازن النبي صلى الله عليه وسلم برضاعة فتحلل من المسلمين، ومسلم رقم (1063) في الزكاة، باب ذكر الخوارج وصفاتهم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1 - أخرجه الحميدي (1271) . والبخاري في «الأدب المفرد» (774) قال: حدثنا علي. وابن ماجة (172) قال: حدثنا محمد بن الصباح. ثلاثتهم - الحميدي، وعلي، وابن الصباح - عن سفيان بن عيينة.
2 - وأخرجه أحمد (3/353) قال: حدثنا حسن بن موسى، قال: أخبرنا أبو شهاب. وفي (3/354) قال: حدثنا علي بن عياش، قال: حدثنا إسماعيل بن عياش. ومسلم (3/109) قال: حدثنا محمد بن رمح بن المهاجر، قال: أخبرنا الليث. وفي (3/110) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا عبد الوهاب الثقفي. والنسائي في «فضائل القرآن» (112) قال: أخبرنا عيسى بن حماد، قال: حدثنا الليث. وفي (113) قال: الحارث بن مسكين- قراءة عليه وأنا أسمع - عن يوسف بن عمرو، عن ابن وهب، عن مالك. خمستهم - أبو شهاب، وإسماعيل، والليث، والثقفي، ومالك - عن يحيى بن سعيد.
3 - وأخرجه أحمد (3/354) قال: حدثنا أبو المغيرة، قال: حدثنا معاذ بن رفاعة.
4 - وأخرجه مسلم (3/110) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا زيد بن الحباب، قال: حدثني قرة بن خالد.
أربعتهم - ابن عيينة، ويحيى بن سعيد، ومعاذ بن رفاعة، وقرة بن خالد - عن أبي الزبير، فذكره.
والرواية الثانية:
أخرجها أحمد (3/332) قال: حدثنا أبو عامر العقدي. والبخاري (4/111) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم.
كلاهما - العقدي، ومسلم بن إبراهيم - قالا: حدثنا قرة بن خالد، قال: حدثنا عمرو بن دينار، فذكره.(10/90)
7557 - (م) - أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «إنَّ بعدي من أَمَّتى - أو سيكون بعدي من أُمتي - قوم، يقرؤون القرآن لا يجاوز حَلاقِيمَهم، يَخرجون من الدِّين كما يخُرجُ السهم من الرَّمِيَّةِ، ثم لا يعودون فيه، هم شَرُّ الخَلْق والخَلِيقَةِ» .
قال ابن الصامت: فلقيتُ رافع بن عمرو الغفاري [أخا الحكم الغفاري قلتُ: ما حديث سمعتُهُ من أبي ذر كذا وكذا؟] فذكرت له هذا الحديث؟ فقال: وأنا سمعُتهُ من رسول الله - صلى الله عليه وسلم-. أخرجه مسلم (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الخَلْق والخليقة) اسمان بمعنى: وهم الخلائق كلُّهم، وقيل: الخلق: الناس، والخليقة: الدواب والبهائم.
__________
(1) رقم (1067) في الزكاة، باب الخوارج شر الخلق والخليقة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (5/31) قال: حدثنا بهز، وأبو النضر، وعفان. وفي (5/31) قال: حدثنا عفان. والدارمي (2439) قال: أخبرنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب. ومسلم (3/116) قال: حدثنا شيبان بن فروخ. وابن ماجة (170) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو أسامة.
ستتهم - بهز، وأبو النضر، وعفان، وعبد الله بن مسلمة، وشيبان، وأبو أسامة - عن سليمان بن المغيرة، قال: حدثنا حميد بن هلال، عن عبد الله بن الصامت، فذكره.(10/91)
7558 - (س) شريك بن شهاب قال: كنتُ أتمَّنى أن ألقى رجُلاً من أصحاب النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، أسأله عن الخوارج، فلقيتُ أبا بَرزَةَ في يوم عيد في نَفَر من أصحابه، فقلتُ له: هل سمعتَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يذكر الخوارج؟ [ص:92] قال: «نعم، سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بأْذنيَّ، ورأيتُهُ بِعَيْنيَّ، أُتِيَ رسولُ الله بمال، فَقَسمه، فأعطى مَنْ عن يمينه، ومَنْ عن شماله، ولم يُعطِ مَنْ وراءه شيئاً، فقام رجل من ورائه، فقال: يا محمد، ما عدلتَ في القسمة - رجل أسودُ مطمومُ الشَّعر، عليه ثوبان أبيضان - فغضب رسولُ الله غضباً شديداً وقال: والله لا تجدون بعدي رجلاً هو أعدل مني، ثم قال: يخرج في آخر الزمان قوم، كأنَّ هذا منهم، يقرؤون القرآن، لا يجاوز تراقيهم، يمرُقُون من الإسلام كما يمْرُقُ السّهم من الرمية، سيماهم التحليقُ، لا يزالون يخرجون حتى يخرجَ آخرهم مع المسيح الدجال، فإذا لقيتموهم هم شَرُّ الخَلْق والخَلِيقَةِ» أخرجه النسائي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(مطموم الشعر) كثيره، قد طَمَّ رأسه، أي: غطاه، والطمُّ: الشيء الكثير.
__________
(1) 7 / 119 في تحريم الدم، باب من شهر سيفه ثم وضعه في الناس، وهو حديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن: أخرجه أحمد (4/421 و 425) قال: حدثنا عفان. وفي (4/424) قال: حدثنا عبد الصمد، ويونس. والنسائي (7/119) قال: أخبرنا محمد بن معمر البصري الحراني، قال: حدثنا أبو داود الطيالسي.
أربعتهم - عفان، وعبد الصمد، ويونس، وأبو داود الطيالسي - قالوا: حدثنا حماد بن سلمة، عن الأزرق بن قيس، عن شريك بن شهاب، فذكره.
(*) قال أبو عبد الرحمن النسائي - رحمه الله -: شريك بن شهاب ليس بذلك المشهور.(10/91)
7559 - (خ م) يسير بن عمرو - رضي الله عنه - قال: قلتُ لسهل بن حُنيف: هل سمعتَ النبي - صلى الله عليه وسلم- يقول في الخوارج شيئاً؟ قال: سمعتُهُ يقول: - وأهوى بيده قِبَلَ العراق - «يخرج منه قوم يقرؤون القرآن، لا يجاوز تراقيهم، يمرُقون من الإسلام مُروق السهم من الرمية» . [ص:93]
وفي رواية قال: «يَتِيُه قَوم قِبل المشرق، محلَّقَة رؤوسهم» . أخرجه البخاري ومسلم (1) .
__________
(1) رواه البخاري 12 / 269 في استتابة المرتدين، باب من ترك قتال الخوارج للتألف، ومسلم رقم (1068) في الزكاة، باب الخوارج شر الخلق والخليقة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (3/486) قال: حدثنا أبو النضر، قال: حدثنا حزام بن إسماعيل العامري. والبخاري (9/22) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا عبد الواحد. ومسلم (3/116) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا علي بن مسهر. وفي (3/117) قال: حدثناه أبو كامل، قال: حدثنا عبد الواحد. والنسائي في «فضائل القرآن» (115) قال: أخبرنا محمد بن آدم بن سليمان، عن محمد بن فضيل.
أربعتهم - حزام، وعبد الواحد، وعلي، وابن فضيل - عن أبي إسحاق الشيباني، قال: حدثنا يسير بن عمرو، فذكره.(10/92)
7560 - (خ) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أنه ذكر الحرورَّية، فقال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «يمرقون من الإسلام مروقَ السَّهم من الرمية» أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) 12 / 257 في استتابة المرتدين، باب قتل الخوارج والملحدين.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري في استتابة المرتدين (6: 3) عن يحيى بن سليمان، عن ابن وهب، عن عمر بن محمد، عن أبيه «محمد بن زيد» ، فذكره.
«تحفة الأشراف» (6/40) .(10/93)
أمر الحَكَمْين
7561 - (خ) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: «دخلتُ على حَفْصَةَ - وَنَوَساتُها تَنْطِفُ - قلت: قد كان من أمر الناس ما تَرَيْنَ، فلم يُجْعَلْ لي من الأمر شيء، فقالت: الحقْ، فإنهم ينتظرونك، وأخشى أن يكونَ في احتباسِك عنهم فُرقة، فلم تَدَعْهُ حتى ذهبَ، فلما تفرَّق الناس خَطَبَ معاويةُ، فقال: من كان يريدُ أن يتكلمَ في هذا الأمر فَلْيُطْلِعْ لنا قَرْنه، فَلَنَحْنُ أحقُّ به منه ومِنْ أبيه، قال حَبيب بن مَسْلَمةَ: فَهَلاَّ أجَبْتَه؟ قال عبد الله: فَحَللْتُ حَبوَتي، وهَمَمْتُ أنْ أَقولَ: أحقُّ بهذا الأمر منك من قَاتَلَك وأباك على الإسلام، فخشيتُ أن أقولَ كلمة تُفَرِّق بين الجمع [ص:94] وتَسْفِكُ الدَّمَ، ويُحْمَلُ عنّي غيرُ ذلك، فذكرتُ ما أعدَّ الله تعالى في الجنان قال حَبِيب: حُفِظْتَ وعُصِمتَ» أخرجه البخاري (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(قَرنُ الإنسان) : جانب رأسه.
__________
(1) 7 / 309 و 310 في المغازي، باب غزوة الخندق.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري في المغازي (30: 12) عن إبراهيم بن موسى، عن هشام، عن معمر، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه، وعن ابن طاوس، عن عكرمة بن خالد، عن ابن عمر، فذكره.
وقال بعده: قال محمود، عن عبد الرزاق: ونوساتها.
«تحفة الأشراف» (9/397) .(10/93)
أيام ابن الزبير
7562 - (خ) أبو المنهال قال: «لما كان ابنُ زياد بالبَصْرَةِ، ومَرْوَانُ بالشام، ووثَبَ ابنُ الزبير بمكةَ، ووثبَ القُرَّاءُ بالبصرة، انطلق أبي إلى أبي بَرزةَ الأسلمي، وذهبْتُ معه، فدخلنا عليه في داره وهو جالس في ظِلِّ علِّيَّة له من قَصَب، فجلسنا إليه، فجعل أبي يستطعمُهُ الحديث، فقال: يا أبا برَزةَ، ألا ترى إلى ما وقع فيه الناسُ؟ فأولُ شيء سمعتُهُ يتكلَّمُ به أنْ قال: إني أحتَسِبُ عند الله أني أصبحتُ ساخطاً على أحياءِ قُرَيش، إنكم يا معشر العرب كنتم على الحال التي قد عَلِمْتم، من القِلّة والذّلَّةِ والضَّلالة، وإن الله أنقذكم بالإسلام، وبمحمد عليه السلام، حتى بلغ بكم ما ترون، وهذه الدنيا التي أفْسَدَتْ بينكم، إن ذلك الذي بالشام، والله إنْ يقاتلُ إلاَّ على الدنيا» . أخرجه البخاري. [ص:95]
وزاد رَزين «والذي بمكة إنْ يقاتلُ إلا على الدنيا» .
وزاد في رواية للبخاري: أنه سمع أبا برزةَ قال: «إنَّ الله نَعشَكُمْ بالإسلام وبمحمد- صلى الله عليه وسلم-» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(استطعمته) الحديث: إذا جاريته فيه وجذبته إليك ليحدِّثك.
__________
(1) رواه البخاري 13 / 63 في الفتن، باب إذا قال عند قوم شيئاً ثم خرج فقال بخلافه، وفي الاعتصام، في فاتحته.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري في الفتن (22: 2) عن أحمد بن يونس، عن أبي شهاب الحناط. وفي الاعتصام (1: 4) عن عبد الله بن الصباح، عن معتمر بن سليمان.
كلاهما عن عوف، عن أبي المنهال سيار بن سلامة الرياحي، فذكره.
«تحفة الأشراف» (9/14) .(10/94)
7563 - (خ) نافع - مولى ابن عمر - رحمه الله -: أن ابنَ عمر «أتاه رُجلان في فِتنةِ ابنِ الزُّبير، فقالا: إن الناس صَنَعُوا ما ترى، وأنت ابن عمر، وصاحبُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فما يمنعك أن تخرج؟ فقال: يمنعني أنَّ الله حرَّم عَلَيَّ دمَ أخي المسلم، قالا: ألَم يَقُلِ الله تعالى: {وقاتلوهم حتى لا تكون فتنةٌ [ويكونَ الدِّينُ كلُّه لله] } [الأنفال: 39] ؟ فقال ابن عمر: قد قاتلنا حتى لم تكن فتنة، وكان الدين لله، وأنتم تريدون أن تقاتلوا حتى تكون فتنة، ويكون الدِّين لغير الله» أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) 8 / 137 في تفسير سورة البقرة، باب قوله تعالى: {وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة} .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (6/32) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الوهاب، قال: حدثنا عبيد الله. وفي (6/78) قال: حدثنا الحسن بن عبد العزيز، قال: حدثنا عبد الله بن يحيى، قال: حدثنا حيوة، عن بكر بن عمرو، عن بكير.
كلاهما - عبيد الله بن عمر، وبكير بن عبد الله الأشج - عن نافع، فذكره.(10/95)
7564 - (م) أبو نوفل قال: رأيتُ عبد الله بن الزُّبَير عَلى عَقَبَة المدينة، فجعلتْ قَرَيْش تمرُّ عليه والناس، حتى مرَّ عليه عبد الله ابنُ [ص:96] عمر، فوقَفَ عليه عبد الله، فقال: السلام عليك أبا خُبَيْب، السلام عليك أبا خُبَيْب السلام عليك أبا خبيب، أما والله لقد كنتُ أنهاك عن هذا، أما والله لقد كنتُ أنهاك عن هذا، أما والله لقد كنتُ أنهاك عن هذا، ثلاثاً [أما] والله إن كنتَ ما علمتُ: صَوَّاماً قوَّاماً وَصُولاً للرَّحِم، أما والله لأُمَّة أنت أشرُّها لأُمَّة سوء (1) ، ثم نفذَ عبد الله بن عمر، فبلغ الحجَّاجَ موقِفُ عبد الله وقولُه، فأرسل إليه، فأُنْزِلَ عن جذْعه، فأُلقي في قبور اليهود، ثم أرسل إلى أُمه أسماءَ بنت أبي بكر، فأبَتْ أن تأتِيَه، فأعاد عليها الرسولَ: لتأتينِّي، أو لأبعثنَّ إليكِ من يَسْحَبُكِ بقرونك، قال: فأبت، وقالت: والله لا آتيك حتى تبعثَ إليَّ من يسحَبُني بقروني، قال: فقال: أروني سِبْتَيَّ، فأخذ نعليه، ثم انطلق يتوذَّفُ، حتى دخل عليها، قال: كيف رأيتني صنَعتُ بَعَدُوِّ الله؟ قالت: رأيتُكُ أفسدتَ عليه دنياه، وأفْسَدَ عليك آخرتَكَ، بلغني أنكَ تقولُ: يا ابنَ ذاتِ النِّطاقَيْن، أنا والله ذاتُ النطاقين، أمَّا أحدُهما: فكنتُ أرفع به طعامَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- وطعامَ أبي من الدواب، وأما الآخر: فَنِطاق المرأة الذي لا تستغني عنه، وأما إنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- حَدَّثنا: أن في ثقيف كذَّاباً ومُبيراً، فأما الكذَّابُ: فرأيناه، وأما المبيرُ: فلا إخَالُكَ إلا إياه، قال: فقام عنها ولم يُراجِعْها. أخرجه مسلم (2) .
[ص:97]
وزاد رزين: وقال: " دخلت لأُخبرها فخبَّرتني ".
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(قرون) المرأة: ضفائرها، واحدها: قَرْن.
(سِبتَيَّ) السِّبْتِيَّان: النعلان، وأصله من السِّبْت، وهي جلود البقر المدبوغة بالقَرَظ تُعمل منها النعال، كأنها نُسِبَتْ إليها، وقيل: هو من السبِّت: حَلق الشعر، لأن شعر الجلود يرمى عنها، ثم يُعمل منها النِّعال.
(يَتوَذَّفُ) مشى يتوذَّف، أي: يتبختر، وقيل: يُسرِع.
__________
(1) كذا في الأصل: لأمة سوء، وفي نسخ مسلم المطبوعة: لأمة خير، قال النووي في " شرح مسلم ": هكذا هو في كثير من نسخنا: لأمة خير، وكذا نقله القاضي عن جمهور رواة " صحيح مسلم " وفي أكثر نسخ بلادنا: لأمة سوء، ونقله القاضي عن رواية السمرقندي، قال: وهو خطأ وتصحيف.
(2) رقم (2545) في فضائل الصحابة، باب ذكر كذاب ثقيف ومبيرها.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مسلم (7/190) قال: حدثنا عقبة بن مكرم العمي، قال: حدثنا يعقوب، يعني ابن إسحاق الحضرمي، قال: أخبرنا الأسود بن شيبان، عن أبي نوفل، فذكره.(10/95)