6290 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم [ص:502] قال: «يجيء صاحبُ القرآن يوم القيامة، فيقول: يا رب حَلِّه، فيُلبَس تاجَ الكرامة، ثم يقول: يا رب زِده، فيُلبَس حُلَّة الكرامة، ثم يقول: يا رب ارضَ عنه، فيقول: رضيتُ عنه، فيقال له: اقرأ وَارْقَ، ويعطى بكل آية حسنة» أخرجه الترمذي.
وله في أخرى نحوه، ولم يرفعه، قال: وهذا أصح عندنا (1) .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (2916) في ثواب القرآن، باب رقم (18) من حديث عبد الصمد بن عبد الوارث عن شعبة عن عاصم عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعاً، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، كما رواه الترمذي أيضاً من حديث محمد بن جعفر عن شعبة عن عاصم عن أبي صالح عن أبي هريرة نحوه، ولم يرفعه، وقال: هذا أصح عندنا من حديث عبد الصمد عن شعبة، يريد أن الموقوف الذي رواه محمد بن جعفر عن شعبة أصح من حديث عبد الصمد بن عبد الوارث عن شعبة المرفوع المذكور، وذلك لأن عبد الصمد وإن كان ثقة في شعبة، لكن محمد بن جعفر المعروف بغندر أوثق وأتقن منه في شعبة، لأنه روى عن شعبة فأكثر وجالسه نحواً من عشرين سنة، وكان ربيبه، فهو من أثبت الناس في شعبة، وقد قال ابن المبارك: إذا اختلف الناس في حديث شعبة، فكتاب غندر حكم بينهم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
معلول، والصواب وقفه: أخرجه الترمذي (2915) قال: حدثنا نصر بن علي. قال: حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث. قال: أخبرنا شعبة، عن عاصم، عن أبي صالح، فذكره.
* أخرجه أحمد (2/471) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، أو عن أبي سعيد، شك الأعمش، قال: يقال: لصاحب القرآن يوم القيامة: اقرأ وارقه، فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها. موقوفا.
* وأخرجه الترمذي (2915) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. عن عاصم بن بهدلة، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، نحوه ولم يرفعه.
(*) قال الترمذي: وهذا أصح من حديث عبد الصمد، عن شعبة.(8/501)
6291 - (د ت) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «يقال لصاحب القرآن: اقرأْ وَارْقَ ورَتِّلْ كما كنت تُرتِّل في دار الدنيا، فإن منزلك عند آخر آية تقرأ بها» . أخرجه الترمذي وأبو داود (1) .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (2915) في ثواب القرآن، باب رقم (17) ، وأبو داود رقم (1464) في الصلاة، باب استحباب الترتيل في القراءة، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 2 / 192، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن: أخرجه أحمد (2/192) (6799) قال: حدثنا عبد الرحمن. وأبو داود (1464) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا يحيى. والترمذي (2914) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا أبو داود الحفري، أبو نعيم (ح) وحدثنا بندار، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. والنسائي في «فضائل القرآن» (81) قال: أخبرنا إسحاق بن منصور، قال: أنبأنا عبد الرحمن.
أربعتهم - عبد الرحمن بن مهدي، ويحيى بن سعيد، وأبو داود الحفري، وأبو نعيم - عن سفيان. قال: حدثني عاصم بن بهدلة، عن زر، فذكره.(8/502)
6292 - (خ م د ت) عائشة - رضي الله عنها - قالت: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «الماهِرُ بالقرآن مع السَّفَرَةِ الكِرَامِ البَرَرَةِ، والذي يقرأ القرآن ويَتَتَعْتَعُ فيه وهو عليه شاق، له أجران» أخرجه البخاري ومسلم.
وفي رواية أبي داود والترمذي «الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به ... » الحديث. وليس فيه لفظة «يتتعتع» ، وقال أبو داود «وهو يشتد عليه» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الماهر) : الحاذِق بالشيء العارف به.
(السَّفَرة) جمع سافر، وهو الكاتب، والمراد بهم الملائكة الحفظة.
(البررة) جمع بارٍّ، وهو الصادق، والمراد بهم أيضا الملائكة.
(يتتعتع) التَّتعتُع في القول: التردُّد فيه.
__________
(1) رواه البخاري 8 / 532 في تفسير سورة عبس، ومسلم رقم (798) في صلاة المسافرين، باب فضل الماهر بالقرآن والذي يتتعتع فيه، والترمذي رقم (2906) في ثواب القرآن، باب ما جاء في فضل قارئ القرآن، وأبو داود رقم (1454) في الصلاة، باب في ثواب قراءة القرآن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (6/48) قال: حدثنا إسماعيل. قال: أخبرنا هشام. وفي (6/94) قال: حدثنا بهز. قال: حدثنا همام. وفي (6/98 و 170) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا سعيد إملاء، وفي (6/110) قال: حدثنا أسود بن عامر. قال: حدثنا شعبة. وفي (6/192) قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا هشام. وفي (6/239) قال: حدثنا يزيد. قال: أخبرنا هشام. وفي (6/266) قال: حدثنا عبد الوهاب، عن سعيد. والدارمي (3371) قال: أخبرنا مسلم بن إبراهيم. قال: حدثنا هشام وهمام. والبخاري (6/206) . وفي «خلق أفعال العباد» (37) قال: حدثنا آدم. قال: حدثنا شعبة. ومسلم (2/195) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد ومحمد بن عبيد الغبري. جميعا عن أبي عوانة. قال ابن عبيد: حدثنا أبو عوانة (ح) وحدثنا محمد بن المثنى. قال: حدثنا ابن أبي عدي، عن سعيد. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا وكيع، عن هشام الدستوائي. وأبو داود (1454) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم، قال: حدثنا هشام وهمام. وابن ماجة (3779) قال: حدثنا هشام بن عمار. قال: حدثنا عيسى بن يونس. قال: حدثنا سعيد بن أبي عروبة. والترمذي (2904) قال: حدثنا محمود بن غيلان. قال: حدثنا أبو داود. قال: حدثنا شعبة وهشام. والنسائي في «فضائل القرآن» (70) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا أبو عوانة. (ح) وأخبرنا عمران بن موسى. قال: حدثنا يزيد، يعني ابن زريع، قال: حدثنا سعيد. وفي (71) قال: أخبرنا هارون بن إسحاق، عن عبدة، عن سعيد. وفي (72) قال: أخبرنا عبيد الله بن سعيد. قال: حدثنا معاذ بن هشام. قال: حدثنا أبي. وفي الكبرى «تحفة الأشراف» (11/16102) عن أبي الأشعث أحمد بن المقدام، عن خالد بن الحارث، عن شعبة.
خمستهم - هشام الدستوائي، وهمام بن يحيى، وسعيد بن أبي عروبة، وشعبة، وأبو عوانة - عن قتادة. قال: سمعت زرارة بن أوفى يحدث، عن سعد بن هشام، فذكره.(8/503)
6293 - (خ) أسيد بن حضير - رضي الله عنه - قال: «بينما هو يقرأ من الليل سورة البقرة، وفرسهُ مربوطة عنده، إذْ جَالَتْ الفرسُ، فَسكتَ، فَسكنَت الفرس، فقرأ، فجالت، فسكت، فسكنت الفرس، ثم قرأ فجالت الفرس، فانصرف، وكان ابنه يحيى قريباً منها، [فأشفق أن تُصيبه] ولما أخَّره (1) رفع رأسه إِلى السماء، فإذا مِثلُ الظُّلَّة، فيها أمثالُ المصابيح، فلما أصبح [ص:504] حدَّثَ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-، فقال: اقرأ يا ابنَ حُضَير [اقرأ يا ابْنَ حُضَير] قال: أَشْفَقْتُ يا رسولَ الله أن تطأَ يحيى (2) ، وكان منها قريباً، فانصرفتُ إليه، ورفعتُ رأسي إلى السماء، فإِذا مِثْلُ الظُّلَّة فيها أمثالُ المصابيح، فخرجت حتى لا أراها، قال: وتدري ما ذاك؟ قال: لا، قال: تلك الملائكةُ دَنَتْ لصوتك، ولو قرأتَ لأصبحتْ ينظر الناسُ إليها، لا تتوارى منهم» . أخرجه البخاري (3) .
__________
(1) وفي بعض النسخ: اجتره.
(2) يريد ابنه.
(3) رواه البخاري تعليقاً 9 / 56 في فضائل القرآن، باب نزول السكينة والملائكة عند قراءة القرآن، قال البخاري: وقال الليث: حدثني يزيد بن الهاد عن محمد بن إبراهيم عن أسيد بن حضير، وقال في آخره: وقال ابن الهاد: وحدثني هذا الحديث عبد الله بن خباب عن أبي سعيد الخدري عن أسيد بن حضير، قال الحافظ في " الفتح ": وصله أبو عبيد في " فضائل القرآن " عن يحيى بن بكير عن الليث بالإسنادين جميعاً، ومحمد بن إبراهيم هو التيمي، وهو من صغار التابعين، ولم يدرك أسيد بن حضير، فروايته عنه منقطعة، لكن الاعتماد في وصل الحديث المذكور على الإسناد الثاني. قال الإسماعيلي: محمد بن إبراهيم عن أسيد بن حضير مرسل، وعبد الله بن خباب عن أبي سعيد متصل، ثم ساقه من طريق عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه عن يزيد ابن الهاد بالإسنادين جميعاً وقال: هذه الطريق على شرط البخاري.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (3/81) قال: حدثنا يعقوب، قال: سمعت أبي. ومسلم (2/194) قال: حدثنا حسن بن علي الحلواني. وحجاج بن الشاعر. قالا: حدثني يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا أبي. والنسائي في «فضائل الصحابة» (140) قال: أخبرنا أحمد بن سعيد، قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا أبي. وفي «فضائل القرآن» (41 و 99) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، عن شعيب، عن الليث، قال: أخبرنا خالد بن يزيد، عن ابن أي هلال. وفي (99) أيضا قال: أخبرنا علي بن محمد بن علي، قال: حدثنا داود بن منصور، قال: حدثنا الليث، عن خالد بن يزيد، عن ابن أبي هلال.
كلاهما - إبراهيم بن سعد، والد يعقوب، وسعيد بن أبي هلال - عن يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد، عن عبد الله بن خباب، عن أبي سعيد الخدري، فذكره.(8/503)
6294 - (م) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - «أن أَسَيْد بنَ حضير بينما هو ليلة يقرأ في مِرْبَدِهِ، إذْ جالتْ فرسُه، فقرأ، ثم جالتْ أُخرى، فقرأ، ثم جالتْ أيضاً، قال أُسَيد: فخشيتُ أن تطأَ يحيى، فقمت إليها، فإذا مثلُ الظُّلَّة فوق رأسي، فيها أمثال السُّرُج عَرَجَتْ في الجوِّ حتى ما أراها، قال: فغدوتُ على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقلتُ: يا رسولَ الله، [ص:505] بينما أنا البارحةَ من جوف الليل أَقرأُ في مِرْبَدِي، إذ جالتْ فرسي، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: اقرأ ابنَ حضير، قال: فقرأتُ، ثم جالت أيضاً، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: اقرأ ابنَ حضير، قال: فقرأت ثم جالت أيضاً، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: اقرأ ابن حضير، قال: فانصرفتُ، وكان يحيى قريباً منها، فخشيتُ أن تطأَه، فرأيتُ مثل الظُّلَّة، فيها أَمثال السُّرُج عرجتْ في الجوِّ حتى ما أراها، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: تلك الملائكةُ كانت تستمع لك، ولو قرأَتَ لأصبحتْ يراها الناسُ ما تستتر منهم» . أخرجه مسلم (1) ، وأورده الحميديُّ في أفراد مسلم من مسند أبي سعيد الخدري، وأورد الحديث الذي قبله في أفراد البخاري من مسند أُسَيد بن حُضَير، وقال: وأورده أبو مسعود الدمشقي في مسند أبي سعيد، وهو عندي أحق بمسند أُسَيْد بنِ حضير، وأن يكون متفقاً بين البخاري ومسلم.
قلتُ: والحق في يدي الحميديِّ، فإن البخاري أيضاً إنما أخرج هذا الحديث عن [أبي سعيد] الخدري عن أُسَيد، وقد أوردنا الحديثين مفردين، كما أورداه، ونبَّهنا على ما ذكره الحميديُّ.
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(المِربَد) : موقف الإبل، والمراد: موضعه الذي كان فيه. [ص:506]
(العُروج) : الصعود إلى فوق.
__________
(1) رقم (796) في صلاة المسافرين، باب نزول السكينة لقارئ القرآن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: راجع تخريج الحديث المتقدم.(8/504)
6295 - (خ م ت) البراء بن عازب - رضي الله عنه - قال: «كان رجل يقرأ (سورة الكهف) وعنده فرس مربوطة بشَطَنَيْن، فَتَغَشَّتْه سَحابة فجعلت تدنو، وجعل فرسه يَنْفِرُ منها، فلما أصبح أتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-، فذكر له ذلك، فقال: تلك السكينةُ تَنَزَّلَتْ للقرآن» وفي رواية «اقرأ فلان، فإنها السكينة تنزَّلتْ عند القرآن» «أو للقرآن» ، وفي رواية «تنزَّلتْ بالقرآن» أخرجه البخاري ومسلم والترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الشَطَن) : الحبْل.
__________
(1) رواه البخاري 9 / 52 في فضائل القرآن، باب فضل سورة الكهف، وفي الأنبياء، باب علامات النبوة في الإسلام، وفي تفسير سورة الفتح، باب هو الذي أنزل السكينة، ومسلم رقم (795) في صلاة المسافرين، باب نزول السكينة لقارئ القرآن، والترمذي رقم (2887) في ثواب القرآن، باب ما جاء في فضل سورة الكهف.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1 - أخرجه أحمد (4/281) قال: حدثنا محمد بن جعفر. وفي (4/284) قال: حدثنا عفان. والبخاري (4/245) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا غندر. ومسلم (2/193) قال: حدثنا ابن المثنى، وابن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر. وفي (2/194) قال: حدثنا ابن المثنى، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، وأبو داود. والترمذي (2885) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا أبو داود. أربعتهم - ابن جعفر، وعفان، وعبد الرحمن، وأبو داود- قالوا: حدثنا شعبة.
2 - وأخرجه أحمد (4/293) قال: حدثنا يحيى بن آدم. والبخاري (6/232) قال: حدثنا عمرو بن خالد. ومسلم (2/193) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (1836) عن هلال بن العلاء، عن حسين بن عياش.
أربعتهم - ابن آدم، وعمرو، وابن يحيى، وحسين - عن زهير بن معاوية.
3 - وأخرجه أحمد (4/298) قال: حدثنا حجين. والبخاري (6/170) قال: حدثنا عبيد الله بن موسى. كلاهما حجين، وعبيد الله بن إسرائيل.
ثلاثتهم - شعبة، وزهير، وإسرائيل - عن أبي إسحاق، فذكره.(8/506)
6296 - (د) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَثَلُ المؤمن الذي يقرأُ القرآن، مَثَل الأُتْرُجّة، رِيحها طيّب، وطعمها طيِّب، ومثلُ المؤمن الذي لا يقرأُ القرآن، مثل التمرة، طَعْمُها طَيِّب، ولا ريح لها، ومثل الفاجر الذي يقرأُ القرآن، كمثل الرَّيْحَانة، رِيحها طَيِّب، وطعمها مُرّ، ومثل الفاجر الذي لا يقرأْ القرآن، كمثل الحنظلة، [ص:507] طعمها مُرّ، ولا ريح لها، ومثل جليس الصالح، كمثل صاحب المِسْك، إِن لم يُصِبْك منه شيء، أَصابك من ريحه، ومثل جليس السوء، كمثل صاحب الكِير، إن لم يصبْك منه من سواده أَصابك من دخانه» . أخرجه أبو داود (1) ، وقد تقدَّم لأبي موسى في «كتاب تلاوة القرآن» مثل هذا.
__________
(1) رقم (4829) في الأدب، باب من يؤمر أن يجالس، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: أخرجه أبو داود (4829) قال: ثنا مسلم بن إبراهيم، قال: حدثنا أبان، عن قتادة، فذكره.(8/506)
6297 - (م) عامر بن واثلة - رحمه الله - «أن نافع بن عبد الحارث لَقي عمرَ بِعُسْفان، وكان عمرُ استعمله على أهل مكة، فقال: مَن استعملتَ على أهل الوادي؟ قال: ابنَ أَبْزَى، قال: ومَنِ ابنُ أَبْزَى؟ قال: مولى من موالينا، قال: فاسْتَخْلَفتَ عليهم مولى؟ قال: إنه قارئ لكتاب الله عز وجل، وإنه عالم بالفرائض، قال عمر: أمَا إنَّ نبيَّكم - صلى الله عليه وسلم- قد قال: إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً، ويضع به آخرين» أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (817) في صلاة المسافرين، باب فضل من يقوم بالقرآن وتعليمه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (1/35) (232) قال: حدثنا أبو كامل، قال: حدثنا إبراهيم بن سعد. (ح) وحدثنا عبد الرزاق، قال: أنبأنا معمر. والدارمي (3368) قال: أخبرنا الحكم بن نافع، عن شعيب بن أبي حمزة. ومسلم (2/201) قال: حدثني زهير بن حرب، قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثني أبي. (ح) وحدثني عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي وأبو بكر بن إسحاق، قالا: أخبرنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب. وابن ماجة (218) قال: حدثنا أبو مروان محمد بن عثمان العثماني، قال: حدثنا إبراهيم بن سعد.
كلاهما - إبراهيم بن سعد، وشعيب - عن الزهري، عن عامر بن واثلة، فذكره.(8/507)
6298 - (خ ت د) عثمان بن عفان - رضي الله عنه - أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «خيرُكم مَن تعلَّم القرآنَ وعلَّمه» . أخرجه البخاري، والترمذي، وأبو داود، وزاد الترمذي: قال [ص:508] أبو عبد الرحمن السُّلَمي: «فذاك الذي أقعدني مقعدي هذا» وعلَّم القرآن في زمن عثمان، حتى بلغ الحجاج بن يوسف.
وفي أخرى للبخاري «أو علّمه» ، وفي أخرى للترمذي: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «خيرُكم - أو أَفضلُكم - مَن تعلَّم القرآن» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 9 / 66 و 67 في فضائل القرآن، باب خيركم من تعلم القرآن وعلمه، وأبو داود رقم (1452) في الصلاة، باب في ثواب قراءة القرآن، والترمذي رقم (2909) و (2910) في ثواب القرآن، باب ما جاء في تعليم القرآن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: تقدم تخريجه في التفسير، المجلد الثاني.(8/507)
6299 - (ت) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «خيرُكم من تعلَّم القرآن وعلّمه» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2911) في ثواب القرآن، باب ما جاء في تعليم القرآن، وإسناده ضعيف، لكن يشهد له الذي قبله فهو به حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن لغيره: أخرجه الدارمي (3340) قال: أخبرنا مسلم بن إبراهيم. والترمذي (2909) قال: حدثنا قتيبة. وعبد الله بن أحمد (1/154) (1317) قال: حدثنا أبو كامل فضيل بن حسين. (ح) وحدثنا محمد بن عبيد بن حساب.
أربعتهم - مسلم، وقتيبة، وأبو كامل، ومحمد بن عبيد - عن عبد الواحد بن زياد، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن النعمان بن سعد، فذكره.
قلت: النعمان بن سعد، مقبول، قاله الحافظ.(8/508)
6300 - (ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إن الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخَرِبِ» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2914) في ثواب القرآن، باب رقم (18) ، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " رقم (1947) ، وفي سنده قابوس بن أبي ظبيان وفيه لين، ومع ذلك فقد قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، ورواه الحاكم 1 / 554 وصححه وتعقبه الذهبي بأن قابوس فيه لين.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (1/223) (1947) . والدارمي (3309) قال: حدثنا عمرو بن زرارة. والترمذي (2913) قال: حدثنا أحمد بن منيع.
ثلاثتهم - أحمد بن حنبل، وعمرو، وابن منيع - قالوا: حدثنا جرير، عن قابوس بن أبي ظبيان، عن أبيه، فذكره.
قلت: رواه الحاكم في «المستدرك» (1/544) من هذا الطريق وصححه وتعقبه الذهبي بأن قابوس فيه لين.(8/508)
الفصل الرابع: في أحاديث متفرقة
6301 - (د) سعد بن عبادة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «ما من امرئ يقرأ القرآن ثم يَنساه إلا لَقِيَ الله عز وجل يوم القيامة أَجْذَمَ» . أخرجه أبو داود (1) ، زاد رزين «واقرؤوا إن شئتم {قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيراً. قالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ اليَوْمَ تُنْسَى} [طه: 125 - 126] »
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الأجذم) : المقطوع اليد، أو الذي به الجُذَام، والأول أوجه.
__________
(1) رقم (1474) في الصلاة، باب التشديد فيمن حفظ القرآن ثم نسيه، وإسناده ضعيف، وقال الحافظ في " تهذيب التهذيب " بعد أن ذكر هذا الحديث: قال ابن عبد البر: هذا إسناد رديء بهذا المعنى.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه عبد بن حميد (307) قال: حدثنا حسين الجعفي، عن زائدة. وأبو داود (1474) قال: حدثنا محمد بن العلاء، قال: أخبرنا ابن إدريس.
كلاهما - زائدة، وابن إدريس - عن يزيد بن أبي زياد، عن عيسى بن فائد، فذكره.
* أخرجه أحمد (5/284) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (5/285) قال: حدثنا خلف بن الوليد، قال: حدثنا خالد. وعبد بن حميد (306) قال: أخبرنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا شعبة. والدارمي (3343) قال: حدثنا سعيد بن عامر، عن شعبة.
كلاهما - شعبة، وخالد - عن يزيد بن أبي زياد، عن عيسى بن فائد، عن رجل، عن سعد بن عبادة، فذكره.(8/509)
6302 - (د ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «عُرِضَتْ عليَّ أُجُورُ أُمَّتي، حتى القَذَاةَ يُخرِجُها الرجل من [ص:510] المسجد، وعُرِضتْ عليَّ ذنوبُ أُمَّتي، فلم أرَ فيها ذنباً أعظمَ من سورة من القرآن - أو آية - أُوتيها [رجل] ، ثم نَسِيَها» أخرجه أبو داود والترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(القذاة) : ما يقع في العين من تراب أو قشر أو نحو ذلك من الأشياء القليلة المقدار.
__________
(1) رواه أبو داود رقم (461) في الصلاة، باب في كنس المسجد، والترمذي رقم (2917) في ثواب القرآن، باب ما تقرب العبد بمثل القرآن، من حديث عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد عن ابن رواد عن ابن جريج عن المطلب بن عبد الله بن حنطب عن أنس بن مالك، وعبد العزيز بن عبد المجيد فيه مقال، وفيه عنعنة ابن جريج، وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه وذاكرت به محمد بن إسماعيل - يعني البخاري - فلم يعرفه واستغربه، قال الترمذي: قال محمد: ولا أعرف للمطلب بن عبد الله بن حنطب سماعاً من أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلا قوله: حدثني من شهد خطبة النبي صلى الله عليه وسلم، وسمعت عبد الله بن عبد الرحمن يقول: لا نعرف للمطلب سماعاً من أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، قال عبد الله: وأنكر علي المديني أن يكون المطلب سمع من أنس، قال الحافظ في " الفتح " 9 / 76: وقد أخرج ابن أبي داود من وجه آخر مرسل نحوه، ولفظه: " أعظم من حامل القرآن وتاركه " ومن طريق أبي العالية موقوفاً: كنا نعد من أعظم الذنوب أن يتعلم الرجل القرآن ثم ينام عنه حتى ينساه، وإسناده جيد، ومن طريق ابن سيرين بإسناد صحيح في الذي ينسى القرآن كانوا يكرهونه، ويقولون فيه قولاً شديداً.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه أبو داود (461) . والترمذي (2916) . وابن خزيمة (1297) ثلاثتهم قالوا: حدثنا عبد الوهاب بن عبد الحكم الخزاز، قال: أخبرنا عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد، عن ابن جريج، عن المطلب، فذكره.
قلت: الصواب وقفه على أنس. راجع فتح الباري (9/76) .(8/509)
6303 - (ت) عمران بن حصين - رضي الله عنه -[أنه] «مرَّ على قارئ يقرأ القرآن، ثم يسأل الناس به، فاسترجع عِمرانُ، وقال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: مَن قرأ القرآن، فليسأل الله به، فإنه سيجيء أقوام يقرؤون [القرآن] ويسألون به الناس» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2918) في ثواب القرآن، باب اسألوا الله بالقرآن، من حديث الأعمش عن خيثمة بن أبي [ص:511] خيثمة عن الحسن عن عمران، وخيثمة هذا لين الحديث، والحسن لم يسمع من عمران، وقال الترمذي: هذا حديث حسن، وهو كما قال، فإن له شواهد بمعناه يرتقي بها إلى درجة الحسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: تقدم تخريجه.(8/510)
6304 - (ت) صهيب - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «ما آمَن بالقرآن من استحلَّ مَحارِمَهُ» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2919) في ثواب القرآن، باب اسألوا الله بالقرآن، وإسناده ضعيف، وقال الترمذي: هذا حديث ليس إسناده بالقوي.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه الترمذي (2918) قال: حدثنا محمد بن إسماعيل الواسطي. قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا أبو فروة، يزيد بن سنان، عن أبي المبارك، فذكره.
(*) قال الترمذي: هذا الحديث ليس إسناده بالقوي، وأبو المبارك رجل مجهول.(8/511)
6305 - (خ م ط د) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- «نهى أن يُسافَر بالقرآن إلى أرض العدوّ» . أخرجه البخاري، ومسلم، والموطأ، وأبو داود.
قال مالك: وإنما ذلك مخافةَ أن يناله العدو.
ولمسلم: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تُسافِروا بالقرآن، فإني لا آمن أن يَنَالَه العدو» .
وفي أخرى «فإني أخافُ أن ينالَه العدو» .
وقال أيوب: «فقد ناله العدوُّ وخاصموكم [به] » (1) .
__________
(1) رواه البخاري 6 / 93 في الجهاد، باب كراهية السفر بالمصاحف إلى أرض العدو، ومسلم رقم (1869) في الإمارة، باب النهي أن يسافر بالمصحف إلى أرض الكفار إذا خيف وقوعه بأيديهم، والموطأ 2 / 446 في الجهاد، باب النهي أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدو، وأبو داود رقم (2610) في الجهاد، باب في المصحف يسافر به إلى أرض العدو.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مالك «الموطأ» (277) . والحميدي (699) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا أيوب. وأحمد (2/6) (4507) قال: حدثنا إسماعيل، قال: حدثنا أيوب. وفي (2/7) (4525) و (2/63) (5293) قال: حدثنا عبد الرحمن - يعني ابن مهدي -. قال: حدثنا مالك. وفي (2/10) (4576) قال: حدثنا سفيان، عن أيوب. وفي (2/55) (5170) قال: حدثنا يحيى، عن عبيد الله. وفي (2/76) (5465) قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا محمد بن إسحاق. وعبد بن حميد (766) قال: حدثني سليمان بن حرب، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب. وفي (768) قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا عبد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب. والبخاري (4/68) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك. وفي «خلق أفعال العباد» (48) قال: حدثنا إسماعيل، قال: حدثني مالك. (ح) وحدثنا أحمد بن خالد، عن ابن إسحاق. ومسلم (6/30) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: قرأت على مالك. (ح) وحدثنا قتية، قال: حدثنا ليث. (ح) وحدثنا ابن رمح، قال: أخبرنا الليث. (ح) وحدثنا أبو الربيع العتكي، وأبو كامل، قالا: حدثنا حماد، عن أيوب. (ح) وحدثني زهير بن حرب، قال: حدثنا إسماعيل، يعني ابن علية. (ح) وحدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان، واثيقفي. كلهم عن أيوب. (ح) وحدثنا ابن رافع، قال: حدثنا ابن أبي فديك، قال: أخبرنا الضحاك، يعني ابن عثمان. وأبو داود (2610) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي، عن مالك. وابن ماجة (2879) قال: حدثنا أحمد بن سنان، وأبو عمر، قالا: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن مالك بن أنس. وفي (2780) قال: حدثنا محمد بن رمح، قال: أنبأنا الليث بن سعد. والنسائي في «فضائل القرآن» (85) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا الليث.
سبعتهم - مالك، وأيوب، وعبيد الله بن عمر، ومحمد بن إسحاق، وعبد الله بن عمر العمري، والليث بن سعد، والضحاك بن عثمان - عن نافع، فذكره.(8/511)
الباب الثاني من كتاب الفضائل: في فضل جماعة من الأنبياء ورد ذِكْر فضلهم عليهم السلام
إبراهيم [عليه السلام] وولده
6306 - (م د ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: جاء رجل إِلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال له: يا خَيْرَ البَرِيَّةِ (1) ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: ذاك إِبراهيم خليلُ الله (2) . أخرجه مسلم، والترمذي، وأبو داود، وليس عند أبي داود «خليلُ الله» .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(البَرِيَّة) : الخَلْق، وأصله الهمز، وجمعها: البرايا، والبرِيَّات، هذا [ص:513] إن أخذ من البرء، وهو الخلق، فإن أخذ من البرى، وهو التراب، فأصله غير الهمز، تقول من الأول: برأ الله الخلق يبرأهم بَرْءاً [وبُرُوءاً] ، ومن الثاني: براهم يبرُوهم بَرْوَاً، أي: خَلَقَهم.
__________
(1) إنما قال صلى الله عليه وسلم هذا تواضعاً واحتراماً لإبراهيم صلى الله عليه وسلم لخلته وأبوته، وإلا فنبينا صلى الله عليه وسلم أفضل كما قال صلى الله عليه وسلم: أنا سيد ولد آدم، أو المراد: أفضل البرية الموجودين في عصره.
(2) رواه مسلم رقم (2369) في الفضائل، باب من فضائل إبراهيم الخليل صلى الله عليه وسلم، والترمذي رقم (3349) في التفسير، باب من سورة لم يكن، وأبو داود رقم (4672) في السنة، باب في التخيير بين الأنبياء عليهم الصلاة والسلام.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (3/187) قال: حدثنا وكيع عن سفيان. وفي (3/184) قال: حدثنا عبد الرحمن بن سفيان. وفي (3/184) قال: حدثنا أبو نعيم. قال: حدثنا سفيان. ومسلم (7/97) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا علي بن مسهر وابن فضيل (ح) وحدثني علي بن حجر، قال: حدثنا على بن مسهر. (ح) وحدثنا أبو كريب. قال: حدثنا ابن إدريس. (ح) وحدثنا محمد بن المثني، قال: حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان. وأبو داود (4672) قال: حدثنا زياد بن أيوب، قال: حدثنا عبد الله بن إدريس. والترمذي (3352) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: حدثنا سفيان. والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف -1574) عن على بن حجر، عن علي بن مسهر، وفيه أيضا عنه زياد بن أيوب ومحمد بن العلاء والحسن بن إسماعيل.
ثلاثتهم عن ابن إدريس.
أربعتهم - سفيان، وعلي بن مسهر، وابن فضيل، وعبد الله بن إدريس - عن المختار بن فلفل، فذكره.(8/512)
6307 - (خ) عبد الله بن عمر بن الخطاب - رضي الله عنهما - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إن الكريم بنَ الكريم بنِ الكريم بنِ الكريم: يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم» أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) 6 / 298 في الأنبياء، باب قول الله تعالى: {لقد كان في يوسف وإخوته آيات للسائلين} ، وفي تفسير سورة يوسف، باب قوله تعالى: {ويتم نعمته عليك وعلى آل يعقوب كما أتمها على أبويك من قبل} .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/96) (5712) .والبخاري (4/181) قال: ثنا إسحاق بن منصور. وفي (4/184) قال: أخبرني عبدة. وفي (6/95) قال:حدثنا عبد الله بن محمد.
أربعتهم - أحمد وإسحاق، وعبده بن عبد الله الصفار، وعبد الله بن محمد - عن عبد الصمد، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار،عن أبيه، فذكره.(8/513)
موسى [عليه السلام]
6308 - (خ م ت د) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: «اسْتَبَّ رجل من المسلمين، ورجل من اليهود، فقال المسلم: والذي اصطفى محمداً على العالمين - في قَسَم يُقْسِمُ به - فقال اليهوديُّ: والذي اصطفى موسى على العالمين، فرفع المسلم عند ذلك يده، فلطم اليهوديَّ، فذهب اليهوديُّ إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فأخبره الذي كان من أَمْرِهِ وأمْرِ المسلمِ، فقال: لا تُخَيِّروني على موسى، فإن الناسَ يَصْعَقُون، فأكون أول مَن يُفيق، فإذا موسى باطش بجانب العرش، فلا أدري أكان فيمن صَعِقَ فأفاق، أو كان ممن استثنى الله عز وجل؟» . [ص:514]
وفي رواية قال: «بينما يهوديّ يعرِض سِلْعَتَه أُعطِيَ بها شيئاً كرهه، فقال: لا والذي اصطفى موسى على البشر، فسمعه رجل من الأنصار، فقام فلطم وجهه، وقال: تقول والذي اصطفى موسى على البشر والنبيُّ - صلى الله عليه وسلم- بين أظهرنا؟ فذهب إليه، فقال: يا أبا القاسم، إن لي ذِمَّة وعهداً، فما بالُ فلان لطمني؟ فقال: لِمَ لَطَمْتَ وجهه؟ فذكره، فَغَضِبَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- حتى رُئِيَ في وجهه (1) ، ثم قال: لا تُفضِّلوا بين أنبياء الله (2) ، فإنه يُنْفَخ في الصور، فيَصْعَقُ مَن في السماوات ومن في الأرض إِلا من شاء الله، ثم يُنفَخ فيه أخرى فأكون أولَ من يُبعَثُ، فإذا موسى آخِذ بالعرش، فلا أدري: أحُوسِبَ بِصَعْقَةِ الطُّور، أم بُعث قَبلي؟ ولا أقول: إن أحداً أفضل من يونس بن مَتّى» أخرجه البخاري ومسلم.
وللبخاري طرف: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «إني لأوَّلُ مَنْ يَرفع رأسه بعد النفخة، فإذا موسى مُتعلّق بالعرش» .
وأخرج أبو داود نحو الأولى مختصراً، ولم يذكر السبب، وأخرج [ص:515] الترمذي نحو الثانية، ولم يذكر عَرْض السِّلْعة، وقال في آخره: «ومن قال: أنا خير من يونس بن مَتَّى فقد كذب» (3) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(اصطفى) : اختار، وهو افتعل: أخذ الصفوة، وهي خِيَار الشيء.
(الذِّمَّة) : العهد والأمان.
(الصعقة) : الموت والغَشْي.
(يُفيق) : أفاق المريض، والمغشيّ عليه: إذا عاد إلى حال صحته.
(باطش) أي: آخذ بقائمة العرش، وبطش بفلان، أي: أخذه أخذاً سريعاً شديداً.
__________
(1) في مسلم: حتى عرف الغضب في وجهه.
(2) قال النووي في " شرح مسلم ": جوابه من خمسة أوجه، أحدها: أنه صلى الله عليه وسلم قال ذلك قبل أن يعلم أنه سيد ولد آدم، فلما علم أخبر به، والثاني: قاله أدباً وتواضعاً، والثالث: أن النهي إنما هو عن تفضيل يؤدي إلى تنقيص المفضول، والرابع: إنما نهي عن تفضيل يؤدي إلى الخصومة والفتنة كما هو المشهور في سبب الحديث، والخامس: أن النهي مختص بالتفضيل في نفس النبوة، فلا تفاضل فيها، وإنما التفاضل بالخصائص وفضائل أخرى، ولا بد من اعتقاد التفضيل، فقد قال الله تعالى: {تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض} .
(3) رواه البخاري 5 / 52 في الخصومات، باب ما يذكر في الأشخاص والخصومة بين المسلم واليهودي، وفي الأنبياء، باب وفاة موسى وذكره بعده، وباب قول الله تعالى: {وإن يونس لمن المرسلين} ، وفي الرقاق، باب نفخ الصور، وفي التوحيد، باب في المشيئة والإرادة وقول الله تعالى: {تؤتي الملك من تشاء} ، ومسلم رقم (2373) في الفضائل، باب من فضائل موسى صلى الله عليه وسلم، وأبو داود رقم (4679) في السنة، باب في التخيير بين الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، والترمذي رقم (3240) في التفسير، باب ومن سورة الزمر.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (4/192) قال: حدثنا أبو اليمان. قال: أخبرنا شعيب وفي (9/170) قال: حدثنا إسماعيل. قال: حدثني أخي، عن سليمان، عن محمد بن أبي عتيق، ومسلم (7/101) قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، وأبو بكر بن إسحاق، قالا: أخبرنا أبو اليمان. قال: أخبرنا شعيب.
كلاهما - شعيب، ومحمد بن أبي عتيق - عن شهاب الزهري. قال أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن وسعيد بن المسيب، فذكراه.(8/513)
6309 - (خ م) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: «جاء رجل من اليهود إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- قد لُطِمَ وجهه، فقال: يا محمد، إِن رجلاً من الأنصار من أصحابك لطم وجهي، فقال: ادْعُوه، فَدَعَوْهُ، فقال: لِمَ لطمتَ وجهه؟ قال: يا رسولَ الله، إني مررتُ باليهوديِّ، فسمعتُه يقول: والذي اصطفى [ص:516] موسى على البشر، فقلتُ: وعلى محمد؟ فأخذتْني غضبة، فلطمتُه، فقال: لا تخيِّروني من بين الأنبياء، فإن الناس يَصْعَقون يوم القيامة، فأكون أول من يُفيق، فإذا أنا بموسى آخذ بقائمة من قوائم العرش، فلا أدري: أفاق قبلي، أو جُوزِي بصَعْقة الطور» .
وفي رواية «فأكون أول من تنشق عنه الأرض، فإذا أنا بموسى، آخذ بقائمة من قوائم العرش ... وذكر نحوه» أخرجه البخاري ومسلم (1) .
__________
(1) رواه البخاري 5 / 52 في الخصومات، باب ما يذكر في الأشخاص والخصومة بين المسلم واليهودي، وفي الأنبياء، باب قول الله تعالى: {وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر} ، وفي تفسير سورة الأعراف، باب {ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه قال رب أرني أنظر إليك} ، وفي الديات، باب إذا لطم المسلم يهودياً عند الغضب، وفي التوحيد، باب وكان عرشه على الماء وهو رب العرش العظيم، ومسلم رقم (2374) في الفضائل، باب من فضائل موسى صلى الله عليه وسلم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرحه أحمد (3/31 و33) قال: حدثنا وكيع. والبخاري (4/187، 6/74و9/16و154) قال: حدثنا محمد بن يوسف. وفي (9/16) قال: حدثنا أبو نعيم. ومسلم (7/102) قال: حدثني عمرو الناقد، قال: حدثنا أبو أحمد الزبيري. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع (ح) وحدثنا ابن نمير، قال: حدثنا أبي (هو عبد الله بن نمير) .
خمستهم - وكيع، وابن يوسف، وأبو نعيم، والزبير، وعبد الله بن نمير - عن سفيان.
2- وأخرجه أحمد (3/40) قال: حدثنا أبو النضر، قال: حدثنا ورقاء.
3- وأخرجه البخاري (3/158) وأبو داود (4668) قالا: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا وهيب.
ثلاثتهم - سفيان، وورقاء، ووهيب - عن عمرو بن يحيى المازني، عن أبيه فذكره.
(*) الروايات مطولة ومختصرة.(8/515)
6310 - (خ م س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «أُرْسِلَ مَلَكُ الموتِ إلى موسى، فلما جاءه صَكّه فَفَقَأ عينَه، فرجع إلى ربه، فقال: أَرْسَلْتَني إلى عبد لا يريد الموتَ، فردَّ الله إليه عينَه، فقال: ارْجِعْ إليه، فقل له: يضعْ يده على مَتْنِ ثَوْر فله بكل ما غطَّتْ يدُه من شعرة سَنَة، قال: أيْ ربِّ، ثم ماذا؟ قال: ثم الموت، قال: فالآن، فسأل الله أنْ يُدْنِيَه من الأرضِ المقدسة رَمْية بحَجر، قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: فلو كنتُ ثَمَّ لأريتُكم قبرَه إلى جانب الطريق عند الكَثِيبِ الأحمر» أخرجه البخاري، ومسلم، والنسائي. [ص:517]
ولمسلم قال: «جاء مَلَكُ الموتِ إلى موسى، فقال له: أَجِبْ ربَّك، قال: فلطم عين مَلَك الموت، ففقأها ... ثم ذكر معناه» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الصَّك) : الضرب باليد، كاللَّطْم ونحوه.
(فَقَأ) عينه: إذا بَخَصَها وقَلَعَها.
(الكثيب) : المجتمع من الرَّمْل.
__________
(1) رواه البخاري 3 / 166 في الجنائز، باب من أحب الدفن في الأرض المقدسة، وفي الأنبياء، باب وفاة موسى وذكره بعده، ومسلم رقم (2372) في الفضائل، باب من فضائل موسى صلى الله عليه وسلم، والنسائي 4 / 118 و 119 في الجنائز، باب نوع آخر في التعزية، قال الحافظ في " الفتح " 6 / 316: قال ابن خزيمة: أنكر بعض المبتدعة هذا الحديث، وقالوا: إن كان موسى عرفه فقد استخف به، وإن كان لم يعرفه فكيف لم يقتص له من فقء عينه، والجواب أن الله تعالى لم يبعث ملك الموت لموسى وهو يريد قبض روحه حينئذ، وإنما بعثه اختباراً، وإنما لطم موسى ملك الموت، لأنه رأى آدمياً دخل داره بغير إذنه، ولم يعلم أنه ملك الموت، وقد أباح الشارع فقء عين الناظر في دار المسلم بغير إذن، وانظر بقية كلام الحافظ في " الفتح " 6 / 316 و 317.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/269) . والبخاري (2/113) قال: حدثنا محمود. وفي (4/191) قال: حدثنا يحيى بن موسى. ومسلم (7/99) قال: حدثني محمد بن رافع، وعبد بن حميد. والنسائي (4/118) قال: أخبرنا محمد بن رافع.
خمستهم - أحمد بن حنبل، ومحمود بن غيلان، ويحيى بن موسى، ومحمد بن رافع، وعبد بن حميد - عن عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر. عن ابن طاووس، عن أبيه، فذكره.
وعن همام بن منبه. قال: هذا ما حدثنا أبو هريرة، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. فذكر أحاديث منها: وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «جاء ملك الموت إلى موسى عليه السلام فقال له: أجب ربك قال: فلطم موسى عليه السلام عين ملك الموت ففقأها»
أخرجه أحمد (2/315) . والبخاري (4/191) قال: حدثنا يحيى بن موسى. ومسلم (7/100) قال: حدثنا محمد بن رافع.
ثلاثتهم - أحمد بن حنبل، ويحيى بن موسى، وابن رافع - عن عبد الرزاق بن همام قال: حدثنا معمر، عن همام بن منبه، فذكره.
(*) جاء في صحيح مسلم عقب هذا الحديث: قال أبو إسحاق: حدثنا محمد بن يحيى. قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر.... بمثل هذا الحديث.
وعن عمار بن أبي عمار، عن أبي هريرة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وقال يونس: رفع الحديث إلِى النبي -صلى الله عليه وسلم-: «قد كان ملك الموت يأتي الناس عيانا. قال: فأتى موسى فلطمه، ففقأ عينه، فأتى ربه عز وجل. فقال: يا رب، موسى فقأ عيني» .
أخرجه أحمد (2/533) قال: حدثنا أمية بن خالد ويونس. (ح) وحدثنا مؤمل.
ثلاثتهم - أمية، ويونس، ومؤمل - عن حماد بن سلمة، عن عمار بن أبي عمار فذكره.(8/516)
يُونُس [عليه السلام]
6311 - (خ م د) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا ينبغي لعبد أن يقول: أنا خير من يونس بن متَّى (1) ونَسَبَه إلى أبيه» . [ص:518] أخرجه البخاري، ومسلم، وأبو داود، ولم يذكر أبو داود نسبه إلى أبيه (2) .
__________
(1) قال العلماء: إنما قال ذلك صلى الله عليه وسلم تواضعاً، أو أن النهي إنما هو عن تفضيل يؤدي إلى تنقيص المفضول.
(2) رواه البخاري 6 / 324 في الأنبياء، باب قول الله تعالى: {وإن يونس لمن المرسلين} ، وباب {هل أتاك حديث موسى} ، وفي تفسير سورة الأنعام، باب قوله: {ويونس ولوطاً وكلاً فضلنا على العالمين} ، وفي التوحيد، باب ذكر النبي صلى الله عليه وسلم وروايته عن ربه، ومسلم رقم (2377) في الفضائل، باب في ذكر يونس عليه السلام، وأبو داود رقم (4669) في السنة، باب في التخيير بين الأنبياء عليهم الصلاة والسلام.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (1/242) (2167) قال: حدثنا عبد الرحمن وفي (1/254) (2298) قال: حدثنا عفان. (ح) وبهز. وفي (1/342) (3179) قال: حدثني حجاج. وفي (1/342) (3180) قال: حدثنا محمد بن جعفر، والبخاري (4/186) قال: حدثني محمد بن بشار، قال: حدثنا غندر. وفي (4/193و9/192) قال: حدثنا حفص بن عمر وفي (6/71) قال: حدثنا محمد بن بشار قال: حدثنا ابن مهدي ومسلم (7/102) قال: حدثنا محمد بن المثنى، وابن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر. وأبو داود (4669) قال: حدثنا حفص بن عمر.
ستتهم- عبد الرحمن بن مهدي، وعفان، وبهز، وحجاج، ومحمد بن جعفر غندر، وحفص - قالوا: حدثنا شعبة.
2- وأخرجه أحمد (1/348) (3252) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر.
3- وأخرجه البخاري (9/192) قال: وقال لي خليفة: حدثنا يزيد بن زريع، عن سعيد.
ثلاثتهم - شعبة، ومعمر، وسعيد - عن قتادة، عن أبي العالية، فذكره.
(*) في رواية حجاج عن شعبة، ورواية سعيد بن أبي عروبة: «قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال الله عز وجل: ما ينبغي لعبد أن يقول: أنا خير من يونس بن متى، ونسبه إلى أبيه» .
(*) في رواية معمر زيادة « ... أصاب ذنبا ثم اجتباه ربه» .(8/517)
6312 - (خ) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «ما ينبغي لأحد أن يكونَ خيراً من يونس بن متَّى» .
وفي أخرى «لا يقولنَّ أحدُكم» أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) 6 / 324 في الأنبياء، باب {وإن يونس لمن المرسلين} ، وفي تفسير سورة النساء، باب قوله: {إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح} ، وفي تفسير سورة الصافات، باب قوله: {وإن يونس لمن المرسلين} .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (1/390) (3703) و (1/443) (4227) قال: حدثنا وكيع. وفي (1/440) (4196) قال:حدثنا عبد الرحمن. وفي (1/440) (4197) قال: وحدثناه أبو أحمد الزبيري. والبخاري (4/193) و (6/62) قال:حدثا مسدد،قال:حدثنا يحيى. وفي (4/193) قال:حدثنا نعيم،والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (9266) عن محمود بن غيلان، عن وكيع.
خمستهم - وكيع، وعبد الرحمن،وأبو أحمد،ويحيى، وأبو نعيم - عن سفيان.
2- وأخرجه البخاري (6/155) قال:حدثنا قتيبة بن سعيد، قال:حدثنا جرير.
كلاهما - سفيان،وجرير - عن الأعمش، عن أبي وائل فذكره.(8/518)
6313 - (د) عبد الله بن جعفر - رضي الله عنه - قال: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: ما ينبغي لنبي [أن] يقول: أنا خير من يونس بن متَّى» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (4670) في السنة، باب في التخيير بين الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وفيه عنعنة ابن إسحاق، وهو بمعنى الذي قبله، فهو حديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (1/205) (1757) قال:حدثنا أحمد بن عبد الملك. قال عبد الله بن أحمد: وحدثناه هارون بن معروف. وأبو داود (4670) قال:حدثنا عبد العزيز بن يحيى الحراني.
ثلاثتهم - أحمد بن عبد الملك، وهارون، وعبد العزيز - عن محمد بن سلمة،عن محمد بن إسحاق، عن إسماعيل بن أبي حكيم،عن القاسم بن محمد، فذكره. قلت:مداره على ابن إسحاق وقد عنعنه.(8/518)
6314 - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «قال الله تعالى: لا ينبغي لعبد لي - وفي رواية: لعبدي - أن [ص:519] يقول: أنا خير من يونس بن متَّى» أخرجه البخاري ومسلم.
وللبخاري: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «من قال: أنا خير من يونس بن متَّى فقد كَذَبَ» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 6 / 325 في الأنبياء، باب {وإن يونس لمن المرسلين} ، وفي تفسير سورة النساء، باب قوله: {إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح} ، وفي تفسير سورة الأنعام، باب قوله: {ويونس ولوطاً وكلاً فضلنا على العالمين} ، وفي تفسير سورة الصافات، باب قوله: {وإن يونس لمن المرسلين} ، ومسلم رقم (2376) في الفضائل، باب في ذكر يونس عليه السلام.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (6/62) قال: حدثنا محمد بن سنان. وفي (6/155) قال: حدثني إبراهيم بن المنذر. قال: حدثنا محمد بن فليح.
كلاهما- محمد بن سنان، ومحمد بن فليح - عن فليح، عن هلال بن علي من بني عامر بن لؤي، عن عطاء بن يسار، فذكره.،(8/518)
داود [عليه السلام]
6315 - (خ) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «خُفِّفَ على داودَ القرآنُ، فكانَ يَأْمُرُ بدوابِّه أن تُسرَجَ، فيقرؤه قبل أن تُسرج دوابُّه، ولا يأكلُ إلا من عمل يديه» .
وفي رواية مختصراً قال: «إنَّ داود عليه السلام كان لا يأكل إلا من عمل يديه» أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) رواه البخاري 6 / 326 و 327 في الأنبياء، باب قول الله تعالى: {وآتينا داود زبوراً} ، وفي البيوع، باب كسب الرجل وعمله بيده، وفي تفسير سورة بني إسرائيل، باب قوله: {ذرية من حملنا مع نوح إنه كان عبداً شكوراً} .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/314) .والبخاري (3/74) قال:حدثنا يحيى بن موسى. وفي (4/194) وفي خلق أفعال العباد (75) قال: حدثنا عبد الله بن محمد. وفي (6/107) وفي (خلق أفعال العباد) (75) قال: حدثني إسحاق بن نصر.
أربعتهم - أحمد بن حنبل،ويحيى بن موسى،وعبد الله بن محمد، وإسحاق - عن عبد الرزاق بن همام. قال: أخبرنا معمر، عن همام بن منبه، فذكره.(8/519)
سُلَيْمان [عليه السلام]
6316 - (م خ س) أبو هريرة - رضي الله عنه - أنه سمعَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «كانت امرأتان معهما ابناهما، جاء الذئبُ فذهبَ بابن إِحداهما، فقالت [هذه] لصاحبتها: إِنما ذهب بابنكِ، وقالت الأخرى: إِنما ذهب بابنكِ، فتحاكمتا إلى داود، فقضى به للكبرى، فخرجتا على سليمان بن داود، [ص:520] فأخبرتاه، فقال: ائتوني بالسِّكِّين أشُقُّه بينهما، فقالت الصغرى، لا تفعل - رحمك الله - هو ابنُها، فقضى به للصغرى. قال أبو هريرة: [والله] إنْ سمعتُ بالسكين إلا يومئذ، وما كنا نقول إلا المُدْية» . أخرجه البخاري، وأخرج مسلم بنحوه، وأخرجه النسائي أيضاً مثله ونحوه (1) .
__________
(1) رواه البخاري 12 / 47 في الفرائض، باب إذا ادعت المرأة ابناً، ورواه أيضاً تعليقاً 6 / 434 في الأنبياء، باب قول الله تعالى: {ووهبنا لداود سليمان نعم العبد إنه أواب} ، ورواه مسلم رقم (1720) في الأقضية، باب بيان اختلاف المجتهدين، والنسائي 8 / 235 في القضاة، باب حكم الحاكم بعلمه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/322) قال: حدثنا علي بن حفص. قال: أخبرنا ورقاء وفي (2/340) قال: حدثنا يونس. قال: حدثنا ليث، عن محمد. والبخاري (4/197و8و194) قال: حدثنا أبو اليمان. قال: أخبرنا شعيب. ومسلم (5/133) قال: حدثني زهير بن حرب قال: حدثني شبابة. قال: حدثني ورقاء (ح) وحدثنا سويد بن سعيد قال: حدثني حفص، يعني ابن ميسرة الصنعاني، عن موسى ابن عقبة (ح) وحدثنا أمية بن بسطام. قال: حدثنا يزيد بن زريع. قال: حدثنا روح. وهو ابن القاسم، عن محمد بن عجلان. والنسائي (8/234) قال: أخبرنا عمران بن بكار بن راشد. قال: حدثنا علي بن عياش. قال: حدثنا شعيب. وفي (8/236) قال: أخبرنا الربيع بن سليمان قال: حدثنا شعيب بن الليث. قال: حدثنا الليث، عن ابن عجلان. (ح) وأخبرنا المغيرة بن عبد الرحمن. قال حدثنا مسكين بن بكير. قال حدثنا شعيب بن أبي حمزة.
أربعتهم - ورقاء، ومحمد بن عجلان، وشعيب، وموسى بن عقبة - عن أبي الزناد، عن عبد الرحمن الأعرج. فذكره.(8/519)
6317 - (س) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - عن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-: «أن سليمان لما بَنى بيتَ المقدس سأل الله عز وجلَّ خِلالاً ثلاثة: سأل الله عزَّ وجلَّ حُكْماً يُصادِفُ حكمه، فأُوتيه، وسأل الله عز وجل مُلْكاً لا ينبغي لأحد من بعدِهِ، فأُوتيه، وسأل الله عز وجلّ - حين فرغ من بناء المسجد - أن لا يأتِيَهُ أحد لا يَنْهَزُه إلا الصلاةُ فيه: أن يُخرِجَه من خطيئته كيومَ ولدته أُمُّه» أخرجه النسائي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ينهزه) نَهَزَه ينهزُه: دفعه وحرَّكه.
__________
(1) 2 / 34 في المساجد، باب فضل المسجد الأقصى والصلاة فيه، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 2 / 176 وابن ماجة رقم (1408) في إقامة الصلاة، باب ما جاء في الصلاة في بيت المقدس، والحاكم 2 / 434، وهو حديث صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه ابن ماجة (408) قال:حدثنا عبيد الله بن الجهم الأنماطي، قال: حدثنا أيوب بن سويد، عن أبي زرعة السيباني يحيى بن أبي عمرو. والنسائي (2/34) وفي الكبرى (683) قال: أخبرنا عمرو بن منصور، قال: حدثنا أبو مسهر، قال:حدثنا سعيد بن عبد العزيز، عن ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس الخولاني. وابن خزيمة (1334) قال:حدثنا عبيد الله بن الجهم الأنماطي. قال: حدثنا أيوب بن سويد، عن أبي زرعة السيباني يحيى بن أبي عمرو (ح) وحدثنا إبراهيم بن منقذ بن عبد الله الخولاني،قال:حدثنا أيوب (يعني ابن سويد) ، عن أبي زرعة، وهو يحيى بن أبي عمرو السيباني.
كلاهما - أبو زرعة السيباني، وأبو إدريس الخولاني - عن عبد الله بن الديلمي، فذكره.
(*) أخرجه أحمد (2/176) (6644) قال:حدثنا معاوية بن عمرو،قال:حدثنا إبراهيم بن محمد بن إسحاق الفزاري، قال:حدثنا الأوزاعي،قال:حدثني ربيعة بن يزيد، عن عبد الله بن الديلمي، فذكره. ليس فيه: (أبو إدريس الخولاني) .(8/520)
أيُّوب [عليه السلام]
6318 - (خ س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «بينما أيوب يغتسل عُرْياناً خَرَّ عليه رِجْلُ جَراد من ذهب، فجعل يَحْثِي في ثوبه، فناداه ربُّه: يا أيوبُ، ألم أكن أَغْنَيْتُكَ عما ترى؟ قال: بلى يا ربِّ، ولكنْ لا غِنى لي عن بَرَكَتِكَ» . أخرجه البخاري، والنسائي، وعنده: «بركاتك» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(خَرَّ) : إذا سقط من فوق.
(رِجْل جراد) الرِّجل: القطيع من الجراد.
__________
(1) رواه البخاري 1 / 331 في الغسل، باب من اغتسل عرياناً وحده في الخلوة، وفي الأنبياء، باب قول الله تعالى: {وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين} ، وفي التوحيد، باب قول الله تعالى: {يريدون أن يبدلوا كلام الله} ، والنسائي 1 / 200 و 201 في الغسل، باب الاستتار عند الاغتسال.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/314) .والبخاري (1/78) قال:حدثنا إسحاق بن نصر. وفي (4/184 و9/175) قال:حدثنا عبد الله بن محمد بن الجعفي.
ثلاثتهم - أحمد بن حنبل، وإسحاق، وعبد الله بن محمد - عن عبد الرزاق بن همام، قال: أخبرنا معمر. عن همام بن منبه،فذكره.(8/521)
عيسى [عليه السلام]
6319 - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «ما من بني آدمَ من مولود إلا نَخَسَهُ الشيطان حين يولَدُ، فَيَسْتَهِلُّ صارخاً من نَخْسِه إيَّاه، إلا مريمَ وابنَها» . [ص:522]
وفي رواية «إلا والشيطان يمسّه حين يولَد، فيستهلُّ صارخاً من مسِّ الشيطان إياه، إلا مريمَ وابنَها - ثم يقول أبو هريرة: اقرؤوا إن شئتم: {وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيم} [آل عمران: 36] » أخرجه البخاري ومسلم.
وللبخاري قال: «كلُّ ابن آدم يَطْعُنُ الشيطانُ في جَنْبَيهِ بإصْبِعَيْه حين يولَد، غيرَ عيسى ابن مريم، ذهب يَطْعُنُ فطعَن في الحجاب» .
ولمسلم قال: «كل بني آدم يمسُّه الشيطان يوم ولدته أُمُّه، إلا مريمَ وابنَها» .
وفي أخرى له قال: «صِياحُ المولود حين يقع نَزْغَة مِن الشيطان» .
وفي أخرى له قال: «كلُّ إنسان تَلِدُهُ أُمُّه على الفِطْرة، وأبواه [بعدُ] يُهَوِّدَانِهِ، ويُنَصِّرَانِه، ويُمَجِّسانِه، فإن كانا مُسلمَين فمسْلِم، وكلُّ إِنسان تلدُه أُمُّه يَلْكُزُهُ الشيطان في حِضْنَيْهِ (1) ، إلا مريمَ وابنَها» (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فيستهِلُّ صارخاً) الاستهلال: صياح المولود عند الولادة، والصراخ: الصِّياح والبكاء. [ص:523]
وقوله: (فطعن في الحجاب) أي: في المشِيمة، وهي التي يكون فيها المولود.
(نزغة) النَّزْغ: النَّخْس.
(الفطرة) : الخِلْقَة، وأراد به: مِلَّة الإسلام.
__________
(1) تثنية حضن، وهو الجنب، وقيل الخاصرة.
(2) رواه البخاري 6 / 338 و 339 في الأنبياء، باب قول الله تعالى: {واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها مكاناً شرقياً} ، وفي بدء الخلق، باب صفة إبليس وجنوده، وفي تفسير سورة آل عمران، باب قوله تعالى: {وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم} ، ومسلم رقم (2366) في الفضائل، باب فضل عيسى صلى الله عليه وسلم، وفي القدر، باب معنى " كل مولود يولد على الفطرة ".
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: عن سعيد بن المسيب. قال: قال أبو هريرة، رضي الله عنه: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «ما من بني آدم مولود إلا يمسه الشيطان حين يولد ... » .
أخرجه أحمد (2/233) قال: حدثنا عبد الأعلى عن معمر. وفي (2/274) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر، والبخاري (4/199) قال: حدثنا أبو اليمان. قال: أخبرنا شعيب. وفي (6/42) قال: حدثني عبد الله بن محمد قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر. ومسلم (7/96) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا عبد الأعلي. عن معمر (ح) وحدثنيه محمد بن رافع، قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر (ح) وحدثني عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي. قال: حدثنا أبو اليمان. قال: أخبرنا شعيب.
كلاهما - معمر، وشعيب -عن الزهري. قال: حدثني سعيد بن المسيب، فذكره.
وعن الأعرج عن أبي هريرة، رضي الله عنه. قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «كل بني آدم يطعن الشيطان في جنبيه بإصبعه حين يولد، غير عيسى بن مريم ذهب يطعن فطعن في الحجاب» .
وفي رواية سفيان: «ما من مولود إلا يطعن الشيطان في نغض كتفه، إلا عيسى وأمه فإن الملائكة حفت بهما. واقرؤوا إن شئتم: وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم» .
أخرجه الحميدي (1042) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (2/523) قال: حدثنا عبد الملك بن عمرو، قال: حدثنا المغيرة، والبخاري (4/151) قال: حدثنا أبو اليمان. قال: أخبرنا شعيب.
ثلاثتهم - سفيان، والمغيرة بن عبد الرحمن، وشعيب - عن أبي الزناد، عن الأعرج، فذكره.
وعن عجلان مولى المشمعل، عن أبي هريرة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «كل مولود من بني آدم يمسه الشيطان بإصبعه، إلا مريم ابنة عمران وابنها عيسى عليهما السلام» ..
ثلاثتهم - إسماعيل، ويزيد، وهاشم - عن ابن أبي ذئب، عن عجلان مولى المشمعل، فذكره.
وعن عبد الرحمن بن يعقوب، عن أبي هريرة، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «كل إنسان تلده أمه يلكزه الشيطان بحضنيه، إلا ملكان من مريم وابنها ألم تروا إلى الصبي حين يسقط كيف يصرخ؟. قالوا: بلى، يا رسول الله. قال: فذاك حين يلكزه الشيطان بحضنيه» .
أخرجه أحمد (2/368) قال: حدثنا هيثم. قال: حدثنا حفص بن ميسرة عن العلاء، بن عبد الرحمن، عن أبيه، فذكره.
وعن أبي يونس سليم مولى أبي هريرة، عن أبي هريرة، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، أنه قال: «كل بني آدم يمسه الشيطان يوم ولدته أمه، إلا مريم وابنها» .
أخرجه مسلم (7/97) قال: حدثني أبو الطاهر. قال: أخبرنا ابن وهب قال: حدثني عمرو بن الحارث، أن أبا يونس سليمان مولى أبي هريرة حدثه، فذكره.(8/521)
6320 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: «يُلَقَّى عيسى حُجَّتهُ، لَقَّاه الله في قوله: {وَإِذْ قَالَ اللهُ يَا عِيسى ابنَ مريمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُوني وَأُمِّيَ إِلهَيْنِ مِنْ دُونِ اللهِ} قال أبو هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم-: فَلَقَّاهُ الله {سُبْحَانَكَ مَا يكونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ ... } الآية كُلُّها [المائدة: 116] » . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3064) في التفسير، باب ومن سورة المائدة، وإسناده حسن، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن صحيح: أخرجه الترمذي (3062) .والنسائي في الكبرى 0 تحفة الأشراف (10/13531) عن زكريا بن يحيى.
كلاهما- الترمذي،وزكريا بن يحيى - عن محمد بن أبي عمر. قال:حدثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار،عن طاووس، فذكره.(8/523)
6321 - (خ م د) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «أنا أَوْلَى الناس بابن مريم في الدنيا والآخرة، ليس بيني وبينه نَبِيّ، والأنبياءُ إخْوَةٌ، أبناءُ عَلات، أُمَّهَاتُهم شَتَّى، ودِينُهم واحد» . [ص:524] أخرجه البخاري ومسلم، وأخرجه أبو داود أخصر من هذا (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أبناء عَلاّت) : إذا كان الإخوة لأب واحد، وأمهاتٍ شتى كانوا أبناء عَلات، وإذا كانوا لأم واحدة وآباء شتى، فهم أبناء أخياف، وإذا كان لأب واحد، وأم واحدة، فهم أعيان.
__________
(1) رواه البخاري 6 / 353 و 354 في الأنبياء، باب قول الله تعالى: {واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها مكاناً شرقياً} ، ومسلم رقم (2365) في الفضائل، باب فضل عيسى صلى الله عليه وسلم، وأبو داود رقم (4675) في السنة، باب التخيير بين الأنبياء عليهم السلام.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/482) قال: حدثنا سريج. والبخاري (4/203) قال: حدثنا محمد بن سنان.
كلاما -سريج، ومحمد بن سنان - عن فليح بن سليمان، قال: حدثنا هلال بن علي، عن عبد الرحمن بن أبي عمرة، فذكره(8/523)
الخَضِر [عليه السلام]
6322 - (خ ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إنما سُمي الخَضِرَ، لأنه جلس على فَرْوَة بَيْضاءَ، فإذا هي تَهْتَزُّ من خَلْفِه خضراءَ» أخرجه البخاري والترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فروة) الفروة: قِطْعة نبات مجتمعة يابسة.
__________
(1) رواه البخاري 6 / 309 في الأنبياء، باب حديث الخضر مع موسى عليهما السلام، والترمذي رقم (3150) في التفسير، باب ومن سورة الكهف.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/321) قال:حدثني يحيى بن آدم. قال:حدثنا ابن مبارك. وفي (2/318) قال:حدثنا عبد الرزاق بن همام. والبخاري (4/190) قال: حدثنا محمد بن سعيد بن الأصبهاني. قال: أخبرنا ابن المبارك. والترمذي (3151) قال:حدثنا يحيى بن موسى. قال:حدثنا عبد الرزاق.
كلاهما - ابن المبارك،وعبد الرزاق - عن معمر، عن همام بن منبه، فذكره.(8/524)
التَّخْيير بين الأنبياء
6323 - (د) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «لا تُخَيِّرُوا بين الأنبياء» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (4668) في السنة، باب في التخيير بين الأنبياء عليهم السلام، وإسناده حسن، وقد تقدم بأتم منه من حديث أبي سعيد الخدري في " الصحيحين ".
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: تقدم تخريجه بأتم من هذا.(8/524)
الباب الثالث: في فضائل النبي - صلى الله عليه وسلم - ومناقبه، وفيه ثمانية أنواع
نوعٌ أول
6324 - (ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: «جلس ناس من أصحاب النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- يتذاكرون، وهم ينتظرون خروجه، قال: فخرج حتى إذا دَنَا منهم سمعهم يتذاكرون، فَسَمِعَ حديثهم، فقال بعضُهم: عَجَباً! إِن الله تبارك وتعالى اتَّخذ من خلقه خليلاً، اتخذ [من] إبراهيم خليلا، وقال آخر: ماذا بأعجب من كلام موسى، كَلَّمه [الله] تكليماً، وقال آخر: ماذا بأعجب من جَعله عيسى كلمةَ الله وروحَه، وقال آخر: ماذا بأعجب من آدم، اصطفاه الله عليهم.
زاد رزين: وخلقَه بيده، ونفخ فيه من روحه، وأسجد له ملائكته، ثم اتفقا، فسلَّم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- على أصحابه، وقال: قد سمعتُ كلامكم وعجبكم: إن إِبراهيم خليلُ الله، وهو كذلك، وإن موسى نَجيُّ الله، وهو كذلك، وإن عيسى رُوحُ الله وكلمتُه، وهو كذلك، وإن آدم اصطفاه الله، فهو كذلك، ألا وأنا حبيبُ الله ولا فخر، وأنا حامل لواءِ الحمد يوم القيامة [ص:526] ولا فخر، وأنا أكرمُ الأولين والآخرين على الله ولا فخر، وأنا أَوَّلُ شافِع وأول مُشَفَّع يوم القيامة ولا فخر، وأنا أول من يُحرِّك حَلَق الجنة، فيفتح الله لي فيُدخلنيها ومعي فقراءُ المؤمنين ولا فخر» . أخرجه الترمذي نحو ذلك بتقديم وتأخير (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الخليل) : الصديق، فعيل، من المخاللة: المصادقة، وأصله من الخُلَّة: الصداقة، أو من الخَلَّة: الحاجة، كأن كلّ واحد منهما يَسُدّ خَلّة صاحبه أي: يكفيه فقره وحاجته (*) .
(النَجِيُّ) : المناجي، وهو المسارُّ والمحادِث.
__________
(1) رقم (3620) في المناقب، باب رقم (3) ، وفي سنده زمعة بن صالح وهو ضعيف، وقال الترمذي: هذا حديث غريب، أقول: ولبعضه شواهد.
(*) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة:
ينظر في معنى الخلة أيضاً عند الحديث (6405) في هذا الجزء.
"الخلة هي أعلى مراتب المحبة، وقد ذكر ابن القيم في مدارج السالكين 3 / 27: "مراتب المحبة" وجعلها عشرة وذكر أن الخلة أعلاها.
والخلة هي التي انفرد بها الخليلان محمد وإبراهيم عليهم الصلاة والسلام.
لكن المؤلف هنا لم يثبت محبة الله وخلته لنبيه إبراهيم صلى الله عليه وسلم وهي الأهم والنص جاء لبيانها.
والله تعالى يُحِب ويُحَب كما قال تعالى: {يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} (54) سورة المائدة.
والله أعلم. "
[الشيخ عبد الرحمن بن صالح السديس]
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه الدارمي (48) . والترمذي (3616) قال: حدثنا علي بن نصر بن على.
كلاهما - الدارمي، وعلي بن نصر - عن عبيد الله بن عبد الحميد، قال: حدثنا زمعة بن صالح، عن سلمة بن وهرام، عن عكرمة، فذكره
قلت: زمعة بن صالح يضعف في الحديث، قال الترمذي: غريب.(8/525)
6325 - (ت) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «أنا سَيِّدُ ولدِ آدمَ يوم القيامة ولا فخر، وبيدي لواءُ الحمد ولا فخر، وما من نبي يومئذ - آدم فمن سواه - إلا تحت لوائي، وأنا أوَّل مَن تَنْشَقُّ عنه الأرضُ ولا فخر» وفي الحديث قصة. أخرجه الترمذي (1) ، وقد أخرج الحديث والقصة أيضاً، وهو بطوله مذكور في «كتاب القيامة» من حرف القاف. [ص:527]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(سَيِّد ولد آدم) قال - صلى الله عليه وسلم- في هذا الحديث: «أنا سَيِّد ولد آدم» وقال في ذِكْر يونس عليه السلام: «لا ينبغي لعبد أن يقول: أنا خير من يونس بن متى» وقال: «لا تفضِّلوني على يونس» ووجه الجمع بينهما: أن قوله: «أنا سيد ولد آدم» إنما هو إخبار عما أكرمه الله تعالى به من الفضل والسُّؤْدُد، وتحدُّثٌ بنعمه الله عنده، وإعلامٌ لأمَّته بذلك ليكون إيمانهم به على حسب ذلك، أما قوله في يونس عليه السلام، فيحتمل أن يكون أراد بقوله: «لا ينبغي لعبدٍ» أو لأحد، غير نفسه، أو أن يكون عاماً فيه وفي غيره من الناس، فيكون هذا على سبيل الهضم وإظهار التواضع لربه، يقول: لا ينبغي لي أن أقول: أنا خير منه، لأن الفضيلة التي نلتها كرامة من الله وخصوصية منه، لم أنلها من قبل نفسي، ولا بلغتها بقوتي، فليس لي أن أفتخر بها، وإنما يجب [عليَّ] أن أشكر عليها ربي، وإنما خص يونس بالذكر لما قصه الله علينا من شأنه، وما كان من قِلة صبره على أذى قومه، فخرج مغاضباً، ولم يصبر كما صبر أولو العزم من الرسل.
__________
(1) رقم (3618) في المناقب، باب رقم (3) ، وقال الترمذي: هذا حديث حسن، وهو كما قال.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن: أخرجه أحمد (3/2) قال: حدثنا هشيم. وابن ماجة (4308) قال: حدثنا مجاهد بن موسى، وأبو إسحاق الهروي إبرهيم بن عبد الله بن حاتم قالا: حدثنا هشيم. والترمذي (3148 و3615) قال: حدثنا ابن أبي عمرو، قال: حدثنا سفيان.
كلاهما -هشيم، وسفيان - عن علي بن زيد بن جدعان، عن أبي نضرة، فذكره.
(*) رواية هشيم، والترمذي (3615) مختصرة على أوله.
قلت: أمشي في هذا الحديث الجدعاني والله أعلم.(8/526)
6326 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «أنا أول الناس خروجاً إِذا بُعِثُوا، وأنا خطيبُهم إذا وَفَدُوا، وأنا مُبَشِّرُهم إِذا أَيِسُوا، ولواءُ الحمدِ يومئذ بيدي، وأنا أَكرمُ ولدِ آدمَ على رَبي، [ص:528] ولا فخر» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3614) في المناقب، باب رقم (2) وقال الترمذي: هذا حديث حسن، وهو كما قال.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الدارمي (49) قال: حدثنا سعيد بن سفيان، عن منصور بن أبي الأسود. والترمذي (3610) قال: حدثنا الحسين بن يزيد الكوفي، قال: حدثنا عبد السلام بن حرب.
كلاهما - منصور، وعبد السلام - عن ليث، هو ابن أبي سليم، عن الربيع، فذكره.(8/527)
6327 - (ت) أُبيّ بن كعب - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا كان يومُ القيامة كنتُ إمامَ النَّبيِّين وخطيبَهم، وصاحبَ شفاعتهم، غيرَ فخر» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3617) في المناقب، باب رقم (3) وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن:
1-أخرجه أحمد (5/137) والترمذي (3613) قال:حدثنا محمد بن بشار.
كلاهما - أحمد، ومحمد - قالا:حدثنا أبو عامر،قال:حدثنا زهير بن حرب.
2-وأخرجه أحمد (5/137) ،وعبد بن حميد (171) قالا:حدثنا زكريا بن عدي، وابن ماجة (4314) قال: حدثنا إسماعيل بن عبد الله الرقي، وعبد بن حميد (5/138) قال: حدثنا هاشم بن الحارث.
ثلاثتهم - زكريا، وإسماعيل،وهاشم، قالوا: حدثنا عبيد الله بن عمرو الرقي.
3- وأخرجه أحمد (5/137) .وعبد الله بن أحمد (5/138) قال:حدثنا عبيد الله عمر القواريري.
كلاهما - أحمد، وعبيد الله - قالا:حدثنا أبو أحمد الزبيري، قال حدثنا شريك.
ثلاثتهم - زهير،عبيد الله الرقي، وشريك - عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن الطفيل، فذكره.(8/528)
6328 - (م ت د) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «أنا سَيِّدُ ولدِ آدمَ يوم القيامة، وأولُ مَنْ تَنْشَقُّ عنه الأرضُ، وأولُ شافع وأولُ مُشَفَّع» . أخرجه مسلم وأبو داود، ولم يقل أبو داود: «يوم القيامة» .
وفي رواية الترمذي قال: «أَنا أَولُ من تَنْشَقُّ عنه الأرض فأُكْسَى الحُلّةَ من حُلَل الجنة، ثم أقوم عن يمين العرش، فليس أَحد من الخلائق يقوم ذلك المقام غيري» (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (2278) في الفضائل، باب تفضيل نبينا صلى الله عليه وسلم على جميع الخلائق، وأبو داود رقم (4763) في السنة، باب في التخيير بين الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، والترمذي رقم (3615) في المناقب، باب ما جاء في فضل النبي صلى الله عليه وسلم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مسلم (7/59) قال:حدثنا الحكم بن موسى أبو صالح. قال:حدثنا هقيل، يعني ابن زياد. وأبو داود (4673) قال:حدثنا عمرو بن عثمان قال:حدثنا الوليد.
كلاهما - هقل، والوليد بن مسلم - عن الأوزاعي. قال: حدثنا أبو عمار.
قال: حدثني عبد الله بن فروخ، فذكره.
قلت: الترمذي: (3615) في المناقب.(8/528)
نوعٌ ثانٍ
6329 - (خ م س) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: قال [ص:529] رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «أُعطيتُ خمساً لم يُعْطَهُنَّ أَحد قبلي: كان كلُّ نبيّ يُبْعَثُ إلى قَومِهِ خَاصَّة، وبعثتُ إلى كُلِّ أَحمرَ وأَسودَ، وأُحِلَّتْ لِيَ الغنائمُ، ولم تَحِلَّ لأحد قبلي، وجُعِلَتْ لِيَ الأرضُ طَيِّبَة وطَهوراً ومسجداً، فَأيُّما رَجُل أدركَتْهُ الصلاة صلّى حيث كان، ونُصِرْتُ بالرعب على العدوِّ بين يَدَيْ مَسِيرةِ شَهْر، وأُعطيتُ الشفاعةَ» .
وفي رواية: «أُعطيتُ خَمْساً لم يُعْطَهُنَّ أحد من الأنبياء قبلي: نُصِرْتُ بالرُّعبِ مسيرةَ شهر، وجُعلتْ ليَ الأرضُ مسجداً وطَهوراً، فأَيُّمَا رَجُل من أُمَّتي أدركته الصلاة فليصلّ، وأحِلّت ليَ الغنائمُ، ولم تَحِلَّ لأحد قبلي، وأُعْطِيتُ الشفاعةَ، وكان النبيُّ يبعثُ إلى قومه خاصة، وبعثت إِلى الناس عامة» . أخرجه البخاري ومسلم، وأخرج النسائي نحو الثانية، ولم يذكر فيها «من الأنبياء» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أحمر وأسود) : أراد بالأسود والأحمر: جمع العالم، فالأسود: [ص:530] معروف، وهم الحُبْوش والزُّنوج وغيرهم، والأحمر: هو الأبيض، والعرب تسمي الأبيض أحمر.
(الطَّهور) بفتح الطاء: ما يُتَطَهَّرُ به من الماء والتراب.
__________
(1) رواه البخاري 1 / 369 و 370 في التيمم، باب التيمم، وفي المساجد، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " جعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً "، وفي الجهاد، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " أحلت لكم الغنائم "، ومسلم رقم (521) في المساجد في فاتحته، والنسائي 1 / 210 و 211 في الغسل، باب التيمم بالصعيد.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (3/304) وعبد بن حميد (1145) قال: حدثني محمد بن أبي شيبة. والدارمي (1396) قال: أخبرنا يحيى بن حسان. والبخاري (1/91و119 و (4. /104) قال: حدثنا محمد بن سنان. وفي (1/91) قال: حدثني سعيد بن النضر. ومسلم (2/63) قال: حدثنا يحيى بن يحيي، (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. والنسائي (1/209و 2/56) قال: أخبرنا الحسن بن إسماعيل بن سليمان.
سبعتهم - أحمد، وابن أبي شيبة، ويحيى بن حسان، ومحمد بن بن سنان، وسعيد بن النضر، ويحيى بن يحيى، والحسن - عن هشيم، قال: أخبرنا سيار أبو الحكم، قال: حدثنا يزيد بن صهيب الفقير، فذكره.(8/528)
6330 - (خ م ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «بُعِثْتُ بجوامع الكلم، ونُصِرْتُ بالرُّعْبِ، وبينا أنا نائم رأيتُني أُتِيتُ بمفاتيح خزائن الأرض، فَوُضِعَتْ فِي يَديَّ» قال أبو هريرة: «فقد ذهبَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- وأنتم تَنْتثِلونها»
قال البخاري: بلغني أن جوامع الكلم: أن الله عز وجل يَجْمَعُ له الأُمورَ الكثيرةَ التي كانت تُكْتَبُ في الكتب قَبْلَهُ في الأمرِ الواحدِ أو الاثنين. أخرجه البخاري ومسلم.
وللبخاري قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «أُعْطِيتُ مفاتيحَ الكلم، ونُصِرْتُ بالرُّعْبِ، وبينا أَنا نائم البارحةَ، إِذ أُوتِيتُ بمفاتيح خزائن الأرض، حتى وُضِعَتْ في يَديَّ. قال أبو هريرة: فذهب رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- وأَنتم تَنْتَقِلُونَها - وفي رواية -: تَلْغَثُونَها، أَو تَرْغَثُونها، أو كلمة تشبهها- وفي نسخة: تلعبون بها» .
ولمسلم: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «فُضّلتُ على الأنبياء بسِتّ: أُعْطِيتُ جَوَامعَ الكَلِم، ونُصْرتُ بالرُّعْب، وأُحِلّت ليَ الغنائمُ، وجعلت لي الأرضُ طَهوراً ومسجداً، وأُرسِلْتُ إلى الخلق كَافَّة، وخُتِم بيَ النَّبيُّونَ» [ص:531]
وله في أخرى قال: «نُصِرْتُ بالرُّعْب، وأُوتيتُ جوامع الكلم» .
وله في أخرى قال: «نُصِرْتُ بالرُّعْبِ على العَدُوِّ، وأوتيتُ جوامع الكلم، وبينا أنا نائم أُوتيتُ بمفاتيح خزائن الأرض، فَوُضِعَتْ في يديَّ» .
وأخرج الترمذي رواية مسلم الأولى، وأخرج النسائي رواية البخاري (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(نُصِرْت بالرعب) الرُّعب: الفزع والخوف، وذلك: أن أعداء النبي - صلى الله عليه وسلم- كان قد أوقع الله في قلوبهم الرعب، فإذا كان بينه وبينهم مسيرة شهرٍ هابوه وفزعوا منه، فلا يقدمون على لقائه.
(جوامع الكلم) : أراد به القرآن: جمع الله بلطفه الألفاظ اليسيرة منه معاني كثيرة، وكذلك ألفاظه - صلى الله عليه وسلم- كانت قليلة الألفاظ، كثيرة المعاني.
(ومفاتيح الكلم) المفاتيح: كلُّ ما يتوصل به إلى استخراج المغلقات [ص:532] التي يتعذَّرُ الوصول إليها، فأخبر عليه السلام أنه أُوتِيَ مفاتيح الكلم، وهو ما سَهَّل الله عليه من الوصُول إلى غوامِضِ المعاني، وبدائع الحكم التي أُغلِقَت على غيره وتعذَّرَتْ.
وقوله (مفاتيح خزائن الأرض) : أراد به ما سَهَّل الله تعالى له ولأُمَّته من استخراج الممتنعات وافتتاح البلاد المتعذِّرات، ومن كان في يده مفاتيح شيء سَهَّلَ الله عليه الوصول إليه.
(تنتثلونها) الانتثال: نثر الشيء، يقال: نَثَلْتُ كِنانتي: إذا استخرجت ما فيها جميعه ونثرتَه، والمراد: أنكم تأخذونها جميعاً.
(ترغثونها) الرَّغْث: الرَّضْع: رَغَثَ الجَدْي أمَّه: أي رَضَعها، وأرغثتِ النعجة ولدها: أرضَعَتْه.
__________
(1) رواه البخاري 6 / 90 في الجهاد، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " نصرت بالرعب مسيرة شهر "، وفي التعبير، باب رؤيا الليل، وباب المفاتيح في اليد، وفي الاعتصام، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " بعثت بجوامع الكلم "، ومسلم رقم (523) في المساجد في فاتحته، والترمذي رقم (1553) في السير، باب ما جاء في الغنيمة، والنسائي 6 / 3 و 4 في الجهاد، باب وجوب الجهاد.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/268) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر. ومسلم ((2/64) قال: حدثنا حاجب بن الوليد. قال حدثنا محمد بن حرب عن الزبيدي (ح) وحدثنا محمد بن رافع وعبد بن حميد. قالا: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر. والنسائي (6/4) قال: أخبرنا كثير بن عبيد. قال حدثنا محمد بن حرب، عن الزبيدي.
كلاهما - معمر، ومحمد بن الوليد الزبيدي - عن الزهري. قال: أخبرني سعيد بن المسيب وأبو سلمة بن عبد الرحمن، فذكراه.
(*) وأخرجه أحمد (2/264) قال: حدثنا أبو كامل. قال: حدثنا إبراهيم وفي (2/455) قال: حدثنا حجاج. قال: حدثنا ليث. قال حدثني عقيل بن خالد، والبخاري (4/65) قال: حدثنا يحيى بن كير. قال: حدثنا الليث، عن عقيل. وفي (9/47) قال: حدثنا سعيد بن عفير. قال: حدثنا الليث. قال: حدثني عقيل. وفي (9/13) قال: حدثني يونس. والنسائي (6/3) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلي. قال: حدثنا معتمر. قال: سمعت معمر. (ح) وأنبأنا أحمد بن عمرو بن السرح والحارث بن مسكين - قراءة عليه وأنا أسمع - قالا: حدثنا ابن وهب، عن يونس.
ثلاثتهم - إبراهيم بن سعد، وعقيل بن خالد، ويونس بن يزيد - عن ابن شهاب الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، فذكره. ليس فيه، أبو سلمة بن عبد الرحمن.
(*) أخرجه أحمد (2/250و442) قال حدثنا عبدة بن سليمان. قال: حدثنا محمد بن عمرو. وفي (2/501) قال: حدثنا يزيد قال: أخبرنا محمد بن عمرو، والنسائي (6/4) قال: أخبرنا هارون بن سعيد، قال خالد بن نزار. قال: أخبرنا القاسم بن مبرور، عن يونس، عن ابن شهاب.
كلاهما - محمد بن عمرو، وابن شهاب - عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، فذكره. ليس فيه: (سعيد بن المسيب) .
(*) الروايات مطولة ومختصرة، وأثبتنا لفظ محمد بن الوليد بن الزبيدي، عن الزهري، عند النسائي (6/4) .
(*) زاد محمد بن عمرو: «وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا ... » .
أخرجه البخاري (9/43) قال: حدثنا أحمد بن المقدام العجلي. قال: حدثنا محمد بن عبد الرحمن الطفاوي، قال: حدثنا أيوب، عن محمد فذكره.(8/530)
6331 - (م) حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «فُضِّلْنا على الناس بثلاث: جُعلتْ صفوفُنا كصفوف الملائكة، وجُعِلتْ لنا الأرضُ كُلُّها مسجداً، وجعلتْ تُرْبَتُها لنا طَهوراً إذا لم نجد الماء ... » وذكر خصلة أخرى، كذا في الكتاب. أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (522) في المساجد في فاتحته.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرحه أحمد (5/383) قال:حدثنا أبو معاوية. ومسلم (2/63) قال:حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال:حدثنا محمد بن فضيل. وفي (2/64) قال: حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء. قال: أخبرنا ابن أبي زائدة. والنسائي في فضائل القرآن (47) قال:أخبرنا عمرو بن منصور، قال:حدثنا آدم بن أبي إياس. قال:حدثنا أبو عوانة. وابن خزيمة (263) قال:حدثنا سلم بن جنادة القرشي، قال:حدثنا أبو معاوية. وفي (264) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد،قال:حدثنا ابن فضيل.
أربعتهم - أبو معاوية،ومحمد بن فضيل، ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة، وأبو عوانة - عن أبي مالك الأشعبي،عن ربعي بن حراش، فذكره.(8/532)
6332 - (ت) أبو أمامة الباهلي - رضي الله عنه - أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: [ص:533] «إنَّ الله فَضَّلني على الأنبياء - أو قال: أُمَّتي على الأمم - وأحَلَّ لنا الغنائمَ» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (1553) في السير، باب ما جاء في الغنيمة، وهو حديث حسن، وقال الترمذي: وفي الباب عن علي وأبي ذر وعبد الله بن عمرو وأبي موسى وابن عباس.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن صحيح: «فضلني ربي على الأنبياء عليهم الصلاة والسلام. أو قال: علي الأمم بأربع، قال: أرسلت إلى الناس كافة، وجعلت الأرض كلها لي ولأمتي مسجدا وطهوررا، فأينما أدركت رجلا من أمتي الصلاة فعنده مسجده، وعنده طهوره، ونصرت بالرعب مسيرة شهر يقذفه في قلوب أعدائي، وأحل لنا الغنائم» .
أخرجه أحمد (5/248) قال: حدثنا محمد بن أبي عدي. وفي (5/256) قال: حدثنا يزيد. والترمذي (1553) قال: حدثنا محمد بن عبيد المحاربي، قال: حدثنا أسباط بن محمد.
ثلاثتهم - ابن أبي عدي، ويزيد، وأسباط- عن سليمان التيمي، عن سيار، فذكره.
(*) رواية أسباط مختصرة على الغنائم.(8/532)
6333 - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «ما من نبيّ من الأنبياء إلا أُعْطِيَ من الآياتِ ما مثلُه آمَن عليه البشر، وإنَّما كان الذي أُوتيتُه وَحْياً أوْحَاهُ الله إِليَّ، فأرجو أن أَكون أكثرَهم تابعاً يوم القيامة» أخرجه البخاري ومسلم (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(آمنَ عليه البشر) أي: آمنوا عند معاينة ما آتاه الله من الآيات والمعجزات والدلائل الواضحات، أراد إعجاز القرآن الذي خص به رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، وإن كان كل نبي من الأنبياء قد أوتي من المعجزات ما يوجب على البشر الإيمان به.
(وحياً أوحاه الله) ولكنه أراد بالوحي: القرآن، فإنه ليس شيء من كتب [الله] المنزلة كان معجزاً إلا القرآن.
__________
(1) رواه البخاري 9 / 5 و 6 في فضائل القرآن، باب كيف نزول الوحي وأول ما نزل، وفي الاعتصام، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " بعثت بجوامع الكلم "، ومسلم رقم (152) في الإيمان، باب وجوب الإيمان برسالة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/341) قال:حدثنا يونس. وحجاج. وفي (2/451) قال حدثنا حجاج. والبخاري (6/224) قال:حدثنا عبد الله بن يوسف. وفي (139) قال:حدثنا عبد العزيز بن عبد الله. ومسلم (1/92) قال:حدثنا قتيبة بن سعيد، والنسائي في فضائل القرآن (2) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد. خمستهم - يونس، وحجاج، وعبد الله بن يوسف، وعبد العزيز بن عبد الله، وقتيبة- قالوا: حدثنا الليث، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري،عن أبيه، فذكره.(8/533)
6334 - (د) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما – قال: «أُوتِيَ [ص:534] رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- سبعاً من المثاني الطُّوَلِ، وأُوتيَ موسى عليه السلام سِتّاً، فلما أَلْقَى الأَلْوَاحَ رُفِعَتْ ثِنْتَانِ وبقين أربع» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (1459) في الصلاة، باب من قال: فاتحة الكتاب هي من الطول، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
تقدم تخريجه.(8/533)
6335 - (خ) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «جُعِلَ رِزْقي تحت ظِلِّ رُمْحِي، وجُعِلَ الذِّلَّةُ والصَّغَارُ على مَن خالف أمري» أخرجه البخاري في ترجمة باب (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الصَّغَار) : الذُّل والهوان.
__________
(1) تعليقاً 6 / 72 في الجهاد، باب ما قيل في الرماح، قال الحافظ في " الفتح ": هو طرف من حديث أخرجه أحمد من طريق أبي منيب الجرشي، عن ابن عمر بلفظ " بعثت بين يدي الساعة مع السيف، وجعل رزقي تحت ظل رمحي، وجعلت الذلة والصغار على من خالف أمري، ومن تشبه بقوم فهو منهم "، وإسناده حسن، وله شاهد مرسل بإسناد حسن أخرجه ابن أبي شيبة من طريق الأوزاعي عن سعيد بن جبلة عن النبي صلى الله عليه وسلم ... بتمامه، وللحافظ ابن رجب الحنبلي رسالة في شرح هذا الحديث بعنوان " الحكم الجديرة بالإذاعة من قول النبي صلى الله عليه وسلم: " بعثت بالسيف بين يدي الساعة " " فارجع إليها، فإنها قيمة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: تقدم تخريجه.(8/534)
نوعٌ ثالث
6336 - (خ) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «بُعِثْتُ من خير قُرون بني آدم قَرْناً فَقَرْناً، حتى كنتُ من القرن الذي كنتُ منه» أخرجه البخاري (1) . [ص:535]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(القرون) : جمع قرن، وهو الأُمَّة في عصر من الأعصار، كلما انقضى عصر سُمّي أهله قرناً، سواء طال أو قصر.
__________
(1) 6 / 418 في الأنبياء، باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/373) قال: حدثنا سليمان قال: أنبأنا إسماعيل. وفي (2/416) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد القاري من قبيلة يقال لها: قارة من الأنصار. ونزل الإسكندرية بلد بباب مصر فقيل له: الإسكندراني، والبخاري (4/229) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن.
كلاهما- إسماعيل، ويعقوب - عن عمرو بن أبي عمرو، عن سعيد بن المقبري، فذكره.(8/534)
6337 - (م ت) واثلة بن الأسقع - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «إن الله اصطفى كِنَانَةَ من وَلَد إِسماعيل، واصطفى قريشاً من كنانة، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم» أخرجه مسلم والترمذي.
وللترمذي في أخرى «إن الله اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل، واصطفى من ولد إسماعيل بني كنانة ... » وذكر الباقي (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (2276) في الفضائل، باب فضل نسب النبي صلى الله عليه وسلم وتسليم الحجر عليه قبل النبوة، والترمذي رقم (3609) و (3612) في المناقب، باب ما جاء في فضل النبي صلى الله عليه وسلم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (4/107) قال:حدثنا أبو المغيرة. وفي (4/107) قال: حدثنا محمد بن مصعب. ومسلم (7/58) قال:حدثنا محمد بن مهران الرازي ومحمد بن عبد الرحمن بن سهم. جميعا عن الوليد. والترمذي (3605) قال:حدثنا خلاد بن أسلم. قال: حدثنا محمد بن مصعب. وفي (6/360) قال حدثنا محمد بن إسماعيل. قال:حدثنا سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي حدثنا الوليد بن مسلم. ثلاثتهم - أبو المغيرة، ومحمد بن مصعب،والوليد - قالوا:حدثنا الأوزاعي،عن شداد أبي عمار، فذكره.(8/535)
6338 - (ت) العباس بن عبد المطلب - رضي الله عنه - قال: قلتُ: «يا رسولَ الله، إنَّ قريشاً جلسوا فتذاكروا أحْسَابَهم بينهم، فجعلوا مَثَلَكَ كمَثل نَخْلة في كَبْوة من الأرض، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: إِن الله خلق الخلق، فجعلني من خير فِرَقِهم، وخَيْرِ الفريقين، ثم خَيْرِ القبائل، فجعلني في خير قبيلة، ثم خَيْرِ البيوتِ، فجعلني في خير بيوتهم، فأنا خيرُهم نَفْساً وخيرُهم بيتاً» أخرجه الترمذي (1) . [ص:536]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(كبوة من الأرض) قال الهروي في كتابه: قال شِمرٌ: لم نسمع الكبوة، ولكنَّا سمعنا الكُبَى والكُبَةَ، وهما الكُناسة والتراب الذي يكنس من البيت، وقال غير شِمر: الكُبَة من الأسماء الناقصة، أصلها: الكَبْوة، وهي المزْبَلة، مثل قُلَة وثُبَة. أصلها: قُلْوة، وثُبوة، وقال أبو بكر: الكُبَى: جمع كُبَة، وهي البعْر، ويقال: المزبلة، وقيل في جمعها: كُبُون، مثل لُغة ولُغُون، انتهى كلام الهروي. وقال الزمخشري: الكُبَى: الكُناسة وجمعها: أكباء، والكُبة - بوزن قُلَة وظُبَة - قال: وقال أصحاب الفَرَّاء: الكُبَة: المزبلة، وجمعها: كُبُون، كقُلُون، وأصلها: كبوة، من كبوتُ البيت: إذا كنستَه، وعلى الأصل جاء الحديث، إلا أن المحدّث لم يضبط الكلمة، فجعلها كَبْوة - بفتح الكاف - فإن صحت الرواية، فوجهها أن تطلق الكبوة - وهي الكَسْحة، والمرة الواحدة من الكنس - على الكُناسة والكُسَاحة، انتهى كلام الزمخشري.
__________
(1) رقم (3610) في المناقب، باب ما جاء في فضل النبي صلى الله عليه وسلم، وقال الترمذي: هذا حديث حسن، وهو كما قال.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن:
أخرجه أحمد (1/210) (1788) قال: حدثنا أبو نعيم، عن سفيان، عن يزيد بن أبي زياد، وعن عبد الله بن الحارث بن نوفل، عن المطلب بن أبي وداعة، فذكره.
(*) أخرجه الترمذي (3607) قال: حدثنا يوسف بن موسى البغدادي، قال: حدثنا عبيد الله بن موسى، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن يزيد بن أبي زايد عن عبد الله بن الحارث، عن العباس بن عبد المطلب، فذكره (ليس فيه المطلب ابن أبي وداعة) .(8/535)
6339 - (ت) المطلب بن أبي وداعة - رضي الله عنه - قال: «جاء العباسُ إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، وكأنه سمع شيئاً، فقام النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- على المنبر، فقال: من أنا؟ فقالوا: أنتَ رسولُ الله، قال: أنا محمدُ بنُ عبد الله بن عبد المطلب، إن الله خلق الخلق، فجعلني في خيرهم، ثم جعلهم فِرقتين، فجعلني [ص:537] في خيرِهِم فِرقة، ثم جعلهم قبائلَ، فجعلني في خيرهم قبيلة، ثم جعلهم بُيوتاً، فجعلني في خيرهم بيتاً، وخيرِهِم نَفْسَاً» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3611) في المناقب، باب ما جاء في فضل النبي صلى الله عليه وسلم، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن: راجع تخريج الحديث السابق.(8/536)
نوعٌ رابع
6340 - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إن مَثَلي وَمَثَلَ الأنبياءِ من قبلي، كمثل رجل بنى بُنْياناً فَأحْسَنَه وأَجْمَلَه، إلا موضعَ لَبِنَة من زاوية من زواياه، فجعل الناسُ يطوفون به، ويَعْجَبون له، ويقولون: هلا وُضِعَتْ هذه اللَّبِنَةُ؟ قال: فأنا اللَّبِنَةُ وأنا خَاتَم النَّبيِّين» وقد رواه أبو صالح أيضاً عن أبي سعيد الخدري. أخرجه البخاري ومسلم.
ولمسلم بنحوه إلى قوله «فكنتُ أنا اللَّبِنةَ» .
وفي أخرى له «مثلي ومثلُ الأنبياء قبلي كمثلِ رجل ابْتَنى بيوتاً فَأحْسَنها وأجملها وأكملها، إلا موضعَ لَبِنَة من زاوية من زواياها، فجعل الناسُ يطوفون ويُعْجِبُهم البنيان، فيقولون: ألا وَضَعْتَ هاهنا لبنة فَيَتِمَّ بنيانُك؟ فقال محمد - صلى الله عليه وسلم-: فكنتُ أنا اللَّبنةَ» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 6 / 408 في الأنبياء، باب خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم، ومسلم رقم (2286) في الفضائل، باب ذكر كونه صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/398) قال:حدثنا سليمان بن داود،والبخاري (4/226) قال:حدثنا قتيبة بن سعيد. ومسلم (7/64) قال:حدثنا يحيى بن أيوب وقتيبة وابن حجر والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (9/12817) عن علي بن حجر.
أربعتهم - سليمان، وقتيبة،ويحيى، وعلي بن حجر - عن إسماعيل بن جعفر، عن عبد الله بن دينار، عن أبي صالح السمان،فذكره.
والرواية الثانية:
أخرجها الحميدي (1037) .وأحمد (2/244) ومسلم (7/64) قال: حدثنا عمرو بن محمد الناقد.
ثلاثتهم -الحميدي،وأحمد، وعمرو - عن سفيان بن عيينة، عن أبي الزناد،عن الأعرج، فذكره.(8/537)
6341 - (خ م ت) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: «مثلي ومثلُ الأنبياء كرجل بنى داراً فأكملها وأحسنها، إلا مَوْضِعَ لَبِنَة، وجعل الناسُ يدخلونها ويَعْجَبُون، ويقولون: لولا موضعُ تلك اللَّبِنَةِ» أخرجه البخاري والترمذي.
وزاد مسلم في حديثه قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «فأنا موضع اللَّبِنَةِ جِئْتُ فختمتُ الأنبياءَ» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 6 / 407 في الأنبياء، باب خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم، ومسلم رقم (2287) في الفضائل، باب كونه صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين، والترمذي رقم (2866) في الأمثال، باب ما جاء في مثل النبي صلى الله عليه وسلم والأنبياء قبله.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (3/361) قال:حدثنا عفان. والبخاري (4/226) قال:حدثنا محمد بن سنان. ومسلم (7/65) قال:حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال:حدثنا عفان (ح) وحدثنيه محمد بن حاتم، قال: حدثنا ابن مهدي. والترمذي (2862) قال:حدثنا محمد بن إسماعيل، قال:حدثنا محمد بن سنان.
ثلاثتهم 0 عفان، وابن سنان، وابن مهدي - قالوا:حدثنا سليم بن حيان قال: حدثنا سعيد بن ميناء، فذكره.(8/538)
6342 - (ت) أبي بن كعب - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «مثلي في النبيين، كمثل رجل بنى داراً، فأحسنها وأكملها وأجملها، وترك [منها] موضع لَبِنة، فجعل الناس يطوفون بالبناء ويعجَبون منه ويقولون: لو تَمَّ موضعُ تلك اللبنة، وأنا في النبيين موضع تلك اللبنة» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3617) في المناقب، باب رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال، وهو بمعنى الحديث الذي قبله.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (5/136) قال:حدثنا عبد الرحمن بن مهدي،وأبو عامر. وعبد بن حميد (172) قال: حدثني موسى بن مسعود. والترمذي (3613) قال:ثنا محمد بن بشار،قال: ثنا أبو عامر ثلاثتهم عن زهير بن محمد.
2-وأخرجه عبد الله بن أحمد (5/137) قال:حدثنا سعيد بن الأشعث، قال:أخبرنا سعيد بن سلمة. كلاهما - زهير، وسعيد - عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن الطفيل، فذكره.(8/538)
6343 - (م) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «مثلي ومثلُ النبيين ... » فذكر نحوه. [ص:539] أخرجه مسلم (1) ، هكذا أدرجه على حديث قبله، والذي قبله: هو حديث أبي هريرة، وقد تقدَّم ذِكره (2) .
قال الحميديُّ: وقد بيَّن ذلك أبو بكر البرقاني، وأبو مسعود الدمشقي - يعني رواية أبي سعيد - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «مثلي ومثلُ النبيين كمثل رجل بنى داراً، فأتمها، إِلا لَبِنة، فجئتُ أنا فأتممت تلك اللبنة» وحديثُ أبي هريرة الذي أدرج مسلم عليه أتمُّ من هذا، وأكثرُ لفظاً ومعنى.
__________
(1) رقم (2286) في الفضائل، باب ذكر كونه صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين.
(2) تقدم حديث أبي هريرة رقم (6340) .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (3/9) . ومسلم (7/65) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب.
ثلاثتهم - أحمد، ابن أبي شيبة، وأبو كريب - قالوا: حدثنا أبو معاوية، قال: حدثنا الأعمش. عن أبي صالح، فذكره.(8/538)
نوعٌ خامس
6344 - (م) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- «آتي بابَ الجنة يوم القيامة فَأَسْتَفْتِحُ، فيقول الخازنُ: من أنتَ؟ فأقول: محمد، فيقولُ: بك أُمِرْتُ أن لا أفْتَحَ لأحد قبلك» . أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (197) في الإيمان، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: أنا أول الناس يشفع في الجنة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (3/136) ، وعبد بن حميد (1271) ومسلم (1/130) قال:حدثني عمرو الناقد وزهير بن حرب.
أربعتهم - أحمد،وعبد،والناقد، وزهير- قالوا:حدثنا هاشم بن القاسم، قال:حدثنا سليمان بن المغيرة، عن ثابت، فذكره.(8/539)
6345 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- «سَلُوا الله ليَ الوَسِيلةَ، قالوا: يا رسولَ الله، وما الوسيلةُ؟ قال: أعلى درجة في الجنة، لا ينالُها إلا رجل واحد، أرجو أن أكونَ [أنا] هو» . [ص:540] أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3616) في المناقب، باب رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين، وإسناده ضعيف لكن يشهد له ما رواه مسلم من حديث عبد الله بن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول، ثم صلوا علي، فإنه من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشراً، ثم سلوا لي الوسيلة فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة ".
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: وصح بنحوه عنه ابن عمرو، رواه من حديثه مسلم:
أخرجه أحمد (2/465) قال: حدثنا عبد الرزاق قال: أخبرنا سفيان. وفي (2/365) قال: حدثنا حسين بن محمد، قال: حدثنا شريك. والترمذي (3612) قال: حدثنا بندار. قال: حدثنا أبو عاصم. قال: حدثنا سفيان.
كلاهما - سفيان، وشريك - عن ليث بن أبي سليم، قال: حدثني كعب. فذكره.
(*) في أول حديث عبد الرزاق: «إذا صليتم عليَّ فاسألوا الله لي الوسيلة ... » . وفي حديث شريك: «صلوا على فإنها زكاة لكم....» الحديث. وأثبتنا لفظ الترمذي.
(*) قال الترمذي: هذا حديث غريب، إسناده ليس بالقوى، وكعب ليس هو بمعروف، ولا نعلم أحدا روى عنه غير ليث بن أبي سليم.(8/539)
نوع سادس
6346 - (ت) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: «صلى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- العِشَاءَ، ثم انْصَرفَ فأخذ بيد عبد الله بن مسعود، حتى خرج به إلى بطحاءِ مكةَ، فأجْلَسَهُ، ثم خطَّ عليه خطاً، ثم قال: لا تَبْرَحَنَّ خطَّك، فإنه سينتهي إليك رجال فلا تُكلِّمْهم، فإنهم لن يُكلِّموك، ثم مضى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- حيث أراد، فبينا أنا جالس في خَطِّي، إِذْ أتاني رجال كأنهم الزُّطُّ أَشْعَارهم وأَجسامهم، لا أرى عَوْرَة، ولا أرى قِشْراً، وينتهون إليَّ، لا يُجاوزون الخَطَّ، ثم يصدُرون إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، حتى إذا كان من آخر الليل جاءني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- وأنا جالس، فقال: لقد أُراني مُنْذُ الليلة، ثم دخل عليَّ في خطِّي، فَتَوسَّدَ فخذي فَرَقَدَ، وكان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إِذا رقد نفخ، فبينا أنا قاعد ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- مُتَوَسِّد فخذي، إذ أتى رجال عليهم ثياب بيض، الله أعلم ما بهم من الجمال، فَانْتَهَوا إليه، فجلس [ص:541] طائفة منهم عند رأسِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، وطائفة منهم عند رِجليه، ثم قالوا بينهم: ما رأينا عبداً قطُّ أُوتيَ مثل ما أُوتيَ هذا النبيُّ، إن عينيه تنامان، وقلبُه يقظانُ، اضربوا له مثلاً: مثلُ سَيِّد بنى قصراً ثم جعل مائدة، فدعا الناس إلى طعامه وشرابه، فمن أجابه أكل من طعامه وشرب من شرابه، ومن لم يُجِبْهُ عاقبه - أو قال: عَذَّبَه - ثم ارْتَفَعُوا، واسْتَيْقَظَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عند ذلك، فقال: سمعتَ ما قال هؤلاء؟ وهل تدري مَن هم؟ قلتُ: الله ورسوله أعلم، قال: هم الملائكة، فتدري ما المثَل الذي ضربوه؟ قلتُ: الله ورسوله أعلم. قال: المثلُ الذي ضربوه: الرحمنُ بنى الجنةَ، ودعا إليها عِبَادَه، فمن أجابَهُ دخل الجنة، ومن لم يُجِبْه عاقبه وعَذَّبه» أخرجه الترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(قِشراً) أراد بالقشر: الثوب، وذلك أنه قال: لا أرى عورة منكشفة منهم، ولا أرى عليهم ثياباً تغطي عوراتهم.
__________
(1) رقم (2865) في الأمثال، باب ما جاء في مثل الله لعباده، ورواه أحمد في " المسند " رقم (3788) ، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب صحيح، وهو كما قال.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (8261) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا ابن أبي عدي، عن جعفر بن ميمون، عن أبي تميمة الهجيمي، عن أبي عثمان، فذكره.
(*) أخرجه الدارمي (12) قال: أخبرنا الحسن بن علي. قال: حدثنا أبو أسامة، عن جعفر بن ميمون التميمي، عن أبي عثمان النهدي، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خرج إلى البطحاء ومعه ابن مسعود، فذكره. وليس فيه (أبو تميمة) .(8/540)
6347 - (خ) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: «جاءت ملائكة إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، وهو نائم، فقال بعضُهم: إنه نائم، وقال بعضهم: العينُ نائمة والقلبُ يقظان، فقالوا: إن لصاحبكم هذا مثلاً، فاضربوا له مثلاً، [ص:542] فقالوا: مثله كمثل رجل بنى داراً، وجعل فيها مائدة [وفي رواية: مأدُبة] وبعث داعياً، فمن أجاب الداعي دخل الدار، وأكل من المائدة، ومن لم يجب الداعي لم يدخل الدار، ولم يأكل من المائدة، فقالوا: أَوِّلُوها يَفْقَهْهَا، فقال بعضهم: إن العين نائمة، والقلبَ يقظان، فالدارَ: الجنة، والداعي: محمد - صلى الله عليه وسلم-، فمن أطاع محمداً - صلى الله عليه وسلم- فقد أطاع الله، ومن عصى محمداً - صلى الله عليه وسلم- فقد عصى الله، ومحمد فَرْق بين الناس» .
قال البخاري: تابعه قُتَيْبَةُ عن اللَّيْث عن خالد عن سعيد بن أبي هلال عن جابر قال: «خرج علينا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-» لم يَزِدْ (1) .
قال الحميديُّ: وذكر أبو مسعود أوَّلَه فقال: «خرج علينا النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-، فقال: إِني رأيتُ في المنام كأن جبريلَ عند رأسي وميكائيلَ عند رجليَّ يقول أحدهما لصاحبه: اضربْ له مثلاً» .
وفي رواية الترمذي هذه التي أخرج أولها أبو مسعود وأتمها الترمذي: «فقال: اسْمَعْ، سَمِعَتْ أُذُنُكَ، واعْقِلْ عَقَلَ قَلْبُكَ: إنما مثَلك ومثل أمتك كمثل ملك اتخذ داراً، ثم بنى فيها بيتاً، ثم جعل فيها مائدة، ثم بعث رسولاً يَدْعُو الناس إلى طعامه، فمنهم مَن أجاب الرسول، ومنهم من تركه، فالله: [ص:543] هو المَلِكُ، والدارُ: الإِسلامُ، والبيتُ: الجنةُ، وأنتَ يا محمد رسول، فمن أجابك دخل الإِسلام، ومن دخل الإسلام دخل الجنةَ، ومَنْ دخل الجنةَ أكل مما فيها» (2) .
__________
(1) رواه البخاري 6 / 213 - 216 في الاعتصام، باب الاقتداء بسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(2) رواه الترمذي رقم (2864) في الأمثال، باب ما جاء في مثل الله لعباده، من حديث سعيد بن أبي هلال عن جابر رضي الله عنه، وإسناده منقطع، فإن سعيد بن أبي هلال، لم يدرك جابر بن عبد الله، قال الترمذي: وفي الباب عن ابن مسعود، وقد روي هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم من غير هذا الوجه بإسناد أصح من هذا، قال الحافظ في " الفتح ": وقد اعتضد هذا المنقطع بحديث ربيعة الجرشي عند الطبراني بنحوه فإن سياقه وسنده جيد.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري 90/114) قال: حدثنا محمد بن عبادة، قال: أخبرنا يزيد، قال: حدثنا سليمان بن حبان - وأثنى عليه - قال: حدثنا سعيد بن ميناء، فذكره. قلت: ورواية الترمذي (2864) منقطعة. فإنها من طريق سعيد بن أبي هلال عن جابر.(8/541)
نوعٌ سابع
6348 - (خ) عبد الله بن هشام - رضي الله عنه - قال: «كُنَّا مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- وهو آخذ بيدِ عمرَ بنِ الخطاب، فقال له عمرُ: يا رسولَ الله، لأنْتَ أَحَبُّ إليَّ من كل شيء، إلا نَفْسي، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: لا والذي نَفْسي بيده حتى أكون أحبَّ إِليكَ من نَفْسِكَ، فقال له عُمَرُ: فإنَّه الآن، [والله] لأنت أحبُّ إليَّ من نَفْسي، فقال له النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: الآنَ يا عمرُ» أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) 7 / 43 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب مناقب عمر بن الخطاب، وفي الاستئذان، باب المصافحة، وفي الأيمان والنذور، باب كيف كانت يمين النبي صلى الله عليه وسلم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (4/233و336) قال:حدثنا قتيبة بن سعيد،قال:حدثنا ابن لهيعة. وفي (5/293) قال:حدثنا حسن بن موسى، قال:حدثنا ابن لهيعة. والبخاري (5/16و8/73و161) قال: حدثنا يحيى بن سليمان،قال:حدثني ابن وهب، قال: أخبرني حيوة.
كلاهما - عبد الله بن لهيعة، وحيوة بن شريح- عن أبي عقيل زهرة بن معبد، فذكره.(8/543)
6349 - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «والذي نفس محمد بيده، لَيأتِينَّ على أحدكم يوم ولا يراني، ثم لأنْ يراني أحبُّ إليه من أهله وماله معهم» فأوَّلوه على أنه نَعَى نَفْسَهُ إليهم، [ص:544] وعَرَّفهم ما يحدثُ لهم بَعْدَهُ من تمنِّي لقائه عند فقدهم ما كانوا يشاهدون من بركاته عليه السلام» أخرجه مسلم (1) .
وأخرج البخاريُّ منه طرفاً في جملة حديث طويل يجيء في موضعه، وهذا ما أخرج منه: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لَيَأْتِيَنَّ على أحدِكم زمان لأن يراني أحبُّ إِليه من أن يكون له مِثْلُ أهلهِ ومالِه» .
__________
(1) رقم (2364) في الفضائل، باب فضل النظر إليه صلى الله عليه وسلم ويمينه إلى قوله: " أحب إليه من أهله وماله معهم "، وليست الزيادة عنده، ولم نجد رواية البخاري التي أشار إليها المصنف بعد هذه، والله أعلم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/313) ، ومسلم (7/96) قال: حدثنا محمد بن رافع.
كلاهما -أحمد بن حنبل، وابن رافع - عن عبد الرزاق بن همام، قال: أخبرنا معمر، عن همام بن منبه، فذكره.
وعن أبي صالح، عن أبي هريرة، أن رسول الله قال: «من أشد أمتي لي حبا ناس يكونون بعدي يود أحدهم لو رآني بأهله وماله» . أخرجه أحمد (2/417) . ومسلم (8/145) . قالا: حدثنا قتيبة بن سعيد قال: حدثنا يعقوب، يعني ابن عبد الرحمن، عن سهيل، عن أبيه، فذكره.
وعن الأعرج، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «والذي نفس محمد بيده، ليأتين على أحدكم يوم لأن يراني ثم لأن يراني، أحب إليه من أن يكون له مثل أهله وماله» .
أخرجه أحمد (2/449و504) قال: حدثنا يزيد. قال: أخبرنا محمد يعني ابن إسحاق، عن أبي الزناد، عن الأعرج، فذكره.
قلت: وهم المصنف في العزو للبخاري والله أعلم حيث لم نجد الرواية التي أشار إليها في الصحيح.(8/543)
نوعٌ ثامن متفرق
6350 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قالوا: يا رسولَ الله متى وَجَبتْ لك النُّبوةُ؟ قال: «وآدمُ بين الرُّوحِ والجسدِ» أخرجه الترمذي (1) .
وزاد رزين «وآدمُ مُنْجَدِل في طينته بين الروح والجسدِ» (2) . [ص:545]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(منجدل) المنجدل: الذي قد أُلقي على الأرض، وأصله من الجَدالة، وهي الأرض، والمراد: أن آدم عليه السلام كان بعد تراباً لم يُصوَّر ولم يخلَق.
__________
(1) رقم (3613) في المناقب، باب ما جاء في فضل النبي صلى الله عليه وسلم، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 4 / 66 و 5 / 379 من حديث عبد الله ابن شقيق عن رجل قال: قلت: يا رسول الله ... فذكره و 5 / 59 من حديث عبد الله بن شقيق عن ميسرة الفجر قال: قلت: يا رسول الله ... فذكره، ورواه أيضاً من حديث ميسرة، الطبراني، وقال الهيثمي: ورجالهما رجال الصحيح.
(2) رواه أحمد في " المسند " 5 / 127 و 128 وابن حبان في " صحيحه " رقم (2093) ، والحاكم 2 / 600 وصححه، وفي سنده سعيد بن سويد الكلبي لم يوثقه غير ابن حبان وباقي رجال أحمد ثقات.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (3609) قال: حدثنا أبو همام الوليد بن شجاع بن الوليد البغدادي. قال: حدثنا الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، فذكره.
قلت: اللفظ الذي ذكره رزين، أخرجه أحمد (5/127و128) وابن حبان (2093/موارد) والحاكم وصححه (2/600) كلهم من طريق سعيد بن سويد الكلبي ولم يوثقه غير ابن حبان.(8/544)
6351 - (م) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «ما منكم من أحد إلا وقد وُكِّلَ به قرينُه من الجنِّ وقرينُه من الملائكة، قالوا: وإيّاك يا رسول الله؟ قال: وإيايَ، إِلا أنَّ الله أعانني عليه فأَسْلَمَ، فلا يأمرني إلا بخير» أخرجه مسلم (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(القرين) : المصاحب: وكل إنسان فإنَّ معه قَرِيناً من الملائكة، وقريناً من الشياطين، فقرينه من الملائكة يأمره بالخير ويحثه عليه، وقرينه من الشياطين يأمره بالشر ويحثه عليه، وفقنا الله لاتباع قرين الخير ومخالفه قَرِين الشّر.
__________
(1) رقم (2814) في صفات المنافقين، باب تحريش الشيطان وبعثه سراياه لفتنة الناس.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (1/385 (3648) قال:حدثنا يحيى، عن سفيان. وفي (1/397) (3779) قال:حدثنا أسود بن عامر،قال:حدثنا سفيان بن سعيد الثوري. وفي (1/401) (3802) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان. وفي (1/460) (4392) قال:حدثنا زياد بن عبد البكائي، والدارمي (2737) قال: أخبرنا محمد بن يوسف، عن سفيان ومسلم (8/139) قال:حدثنا عثمان بن أبي شيبة، وإسحاق بن إبراهيم. قال إسحاق: أخبرنا، وقال عثمان:حدثنا جرير (ح) وحدثنا ابن المثنى، وابن بشار، قالا:حدثنا عبد الرحمن، يعنيان ابن مهدي، عن سفيان (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا يحيى بن آدم، عن عمار بن رزيق. وابن خزيمة (658) قال:حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن يعني ابن مهدي،قال:حدثنا سفيان.
أربعتهم - سفيان الثوري،وزياد بن عبد الله، وجرير، وعمار بن رزيق - عن منصور، عن سالم بن أبي الجعد، عن أبيه، فذكره.(8/545)
6352 - (د) أبو هريرة (1) - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «ما من أحد يُسَلِّم عليَّ إلا ردَّ الله تبارك وتعالى عليَّ رُوحي حتى أرُدَّ عليه [ص:546]
السلامَ» أخرجه أبو داود (2) .
__________
(1) في الأصل والمطبوع: أنس بن مالك، والتصحيح من " سنن أبي داود ".
(2) رقم (2041) في المناسك، باب زيارة القبور، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 2 / 527، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/527) . وأبو داود (2041) قال: حدثنا محمد بن عوف.
كلاهما - أحمد بن حنبل،، ومحمد بن عوف - عن عبد الله بن يزيد المقرئ، قال حدثنا حيوة، عن أبي صخر حميد بن زياد، عن يزيد بن عبد الله بن قسيط، فذكره.(8/545)
6353 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «لما كان اليومُ الذي دخل فيه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- المدينةَ، أَضاءَ منها كُلُّ شيء، فلما كان اليومُ الذي ماتَ فيه، أظْلمَ منها كلُّ شيء، وما نَفَضْنَا الأيديَ من دفنِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- وإنا لَفي دَفْنه - حتى أَنكرْنا قلوبَنا» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3622) في المناقب، باب رقم (3) ، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (1631) في الجنائز، باب ذكر وفاته ودفنه صلى الله عليه وسلم، وإسناده حسن، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
قال الحافظ المزي: أخرجه الترمذي في المناقب (3:8) وابن ماجة في الجنائز (65:5) جميعا عن بشر بن هلال الصواف عن جعفر بن سليمان الضبعي عن ثابت، فذكره. التحفة (1/106) (268) ونقل قول الترمذي: صحيح غريب.(8/546)
6354 - (م) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال: «تلا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- قولَ الله تعالى: {رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِّنَ الناسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحيمٌ} [إبراهيم: 36] وقولَ عيسى عليه السلام: {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ العَزِيزُ الْحَكيمُ} [المائدة: 118] فرفع يديه، وقال: اللهمَّ أُمَّتي أُمَّتي، وبكى، فقال الله عز وجل: [يا جبريل] ، اذهب إلى محمد - وربُك أعْلم - فَسَلْه: ما يُبكيه (1) ؟ فأتاه جبريل فسأله؟ فأخبره بما قال - وهو أعلم- فقال الله: يا جبريل، اذهب إلى محمد، فقل له: إنا سَنُرْضِيكَ [ص:547] في أُمَّتِكَ ولا نَسُوؤُكَ» أخرجه مسلم (2) .
__________
(1) في نسخ مسلم المطبوعة: فسله ما يبكيك.
(2) رقم (202) في الإيمان، باب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لأمته وبكائه شفقة عليهم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مسلم (1/132) . والنسائى في الكبرى (تحفة الأشراف) (8873) .
كلاهما - مسلم، والنسائي - عن يونس بن عبد الأعلى الصدفي، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني عمرو بن الحارث، أن بكر بن سوادة حدثه، عن عبد الرحمن بن جبير، فذكره.(8/546)
الباب الرابع: في فضائل الصحابة رضي الله عنهم ومناقبهم، وفيه خمسة فصول
الفصل الأول: في فضائلهم مجملاً، وفيه ثلاثة أنواع
نوعٌ أول
6355 - (خ م ت د س) عمران بن حصين - رضي الله عنه - أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «خَيْرُ الناس قَرْني، ثم الذين يَلُونَهم، ثم الذين يَلُونَهم، قال عمران: فلا أدري أذكر بعد قَرْنِه: قرنين أو ثلاثة؟ - ثم إنَّ بعدَهم قوماً يَشْهدون ولا يُسْتَشْهدون، ويَخُونون ولا يُؤتَمنون، ويَنْذِرون ولا يُوفُون، ويَظهر فيهم السِّمَنُ» .
زاد في رواية «ويحلفون ولا يُستَحلَفون» . [ص:548] أخرجه البخاري ومسلم والترمذي.
وللترمذي أيضاً قال: «خيرُ الناس قرني، ثم الذين يَلُونهم، ثم الذين يَلونهم، ثم يأتي من بعدِهم قوم يَتَسَمَّنُون، ويحِبُّون السِّمَنَ، يُعطُون الشهادة قبل أن يُسْأَلوها» .
وفي رواية أبي داود قال: «خيرُ أُمَّتي القرنُ الذي بُعثْتُ فيهم، ثم الذين يَلونهم، ثم الذين يَلونهم - والله أعلم: أذكر الثالث، أم لا؟ - ثم يظهر قوم يَشْهدون ولا يُسْتَشهدون، ويَنْذِرون ولا يُوفُون، ويَخُونُون ولا يُؤْتَمَنون ويَفْشُو فيهم السِّمَنُ» .
وفي رواية النسائي «خيرُكم قرني، ثم الذين يَلونهم، ثم الذين يلونهم، فلا أدري: أذكر مرتين أو ثلاثاً؟ - ثم ذكر قوماً يَخُونون ولا يُؤتَمَنون، ويَشْهدون ولا يُسْتَشْهدون، ويَنْذِرون ولا يُوفُون، ويَظْهَرُ فيهم السِّمَنُ» (1) . [ص:549]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(القرْن) قد ذُكِرَ، وأراد: به أصحابه - صلى الله عليه وسلم-.
(ويظهر فيهم السِّمَن) يحتمل أنه أراد: أنهم يُحِبُّون التَّوَسُّع في المآكل والمشارب، وهي أسباب السِّمَن، وقيل: المعنى: أنهم يريدون الاستكثار من الأموال، ويدعون ما ليس لهم من الشرف، ويفخرون بما ليس فيهم من الخير، كأنه استعار السِّمَن إلى الأحوال عن السّمن في الأبدان.
(فشا) الشيء يفشو: إذا ظهر وانتشر.
__________
(1) رواه البخاري 5 / 190 في الشهادات، باب لا يشهد على شهادة جور إذا شهد، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وفي الرقاق باب ما يحذر من زهرة الدنيا والتنافس فيها، وفي الأيمان والنذور، باب إثم من لا يفي بالنذر، ومسلم رقم (2535) في فضائل الصحابة، باب فضل الصحابة ثم الذي يلونهم ثم الذي يلونهم، والترمذي رقم (2222) في الفتن، باب ما جاء في القرن الثالث، ورقم (2303) في الشهادات، باب خير القرون، وأبو داود رقم (4657) في السنة، باب في فضل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، والنسائي 7 / 17 و 18 في الأيمان النذور، باب الوفاء بالنذر.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: عن زهدم بن مضرب، قال: سمعت عمران بن حصين رضي الله عنهما. قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «خيركم قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم. قال: عمران: لا أدري أذكر النبي -صلى الله عليه وسلم- بعد قرنه قرنين أو ثلاثة» ...
أخرجه أحمد (4/427) قال: حدثنا محمد بن جعفر، وحجاج. (ثم أعاد حديث حجاج وحده) وفي (4/436) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. والبخاري (3/224) قال: حدثنا آدم. وفي (5/2) قال: حدثنا إسحاق. قال: حدثنا (8/176) قال: حدثنا مسدد، عن يحيى. ومسلم (7/185و186) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن المثنى وابن بشار. جميعا عن غندر. (ح) وحدثني محمد بن حاتم، قال: حدثنا يحيى بن سعيد (ح) وحدثنا عبد الرحمن بن بشر العبدي، قال: حدثنا بهز (ح) وحدثني محمد بن رافع، قال: حدثنا شبابة. والنسائي (7/17) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا خالد.
ثمانيتهم - محمد بن جعفر، غندر، وحجاج، ويحيى بن سعيد، وآدم، والنضر بن شميل، وبهز بن أسد، وشبابة، وخالد بن الحارث - عن شعبة قال: حدثنا أبو حمزة، قال: سمعت زهدم بن مضرب، فذكره.
وعن زرارة بن أوفى، عن عمران بن حصين قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «خير أمتي القرن الذي بعثت فيهم، ثم الذين يلونهم. قال: ولا أعلم ذكر الثالث أم لا» .
وزاد في حديث هشام عن قتادة عند مسلم: «ويحلفون ولا يستحلفون» .
أخرجه أحمد (4/426) قال: حدثنا عبد الملك بن عمرو بن عبد الصمد. قالا: حدثنا هشام. وفي (4/440) قال: حدثنا عفان، وبهز. قالا: حدثنا عفان وبهز. قالا: حدثنا أبو عوانة ومسلم (7/186) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد ومحمد بن عبد الملك الأموى. قالا: حدثنا أبو عوانة. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى وابن بشار، قالا: حدثنا معاذ بن هشام. قال: حدثنا أبي. وأبو داود «4657) قال حدثنا عمرو بن عون. قال: أنبأنا (ح) وحدثنا مسدد، قال: حدثنا أبو عوانة، والترمذي (2222) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا أبو عوانة.
كلاهما - هشام الدستوائي، وأبو عوانة - عن قتادة، عن زرارة بن أوفي فذكره.
وعن هلال بن يساف، عن عمران بن حصين، قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «خير الناس قرني ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يأتي من بعدهم قوم يتسمنون ويحبون السمن يعطون الشهادة قبل أن يسألوها» .
أخرجه أحمد (4/426) . والترمذي (2221و2302) قال: حدثنا أبو عمار الحسين بن حريث.
كلاهما - أحمد، وحسين - قالا: حدثنا وكيع. قال: حدثنا الأعمش، قال: حدثنا هلال بن يساف، فذكره.
«*» أخرجه الترمذي (2221و2302) قال: حدثنا واصل بن عبد الأعلى، قال: حدثنا محمد بن فضيل، عن الأعمش، عن علي بن مدرك، عن هلال بن يساف، فذكره.
زاد فيه محمد بن فضيل، علي بن مدرك.(8/547)
6356 - (خ م ت) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «خيرُ الناسِ قرني، ثم الذين يَلونهم، ثم الذين يَلونهم، ثم يجيء قوم تَسْبِقُ شهادةُ أحدهم يمينَهُ، ويمينُهُ شهادتَه» . أخرجه البخاري ومسلم والترمذي (1) .
__________
(1) رواه البخاري 5 / 191 في الشهادات، باب لا يشهد على شهادة جور إذا شهد، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وفي الرقاق باب ما يحذر من زهرة الدنيا والتنافس فيها، وفي الأيمان والنذور، باب إذا قال: أشهد بالله أو شهدت بالله، ومسلم رقم (2533) في فضائل الصحابة، باب فضل الصحابة ثم الذي يلونهم، والترمذي رقم (3858) في المناقب، باب ما جاء في فضل من رأى النبي صلى الله عليه وسلم وصحبه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (1/378) (3594) قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (1/442) (4217) قال:حدثنا وكيع. والبخاري (8/113) قال:حدثنا عبدان، عن أبي حمزة. والترمذي (3859) قال:حدثنا هناد، قال: حدثنا أبو معاوية.
ثلاثتهم - أبو معاوية، ووكيع، وأبو حمزة - عن الأعمش.
2-وأخرجه أحمد (1/417) (3963) .ومسلم (7/185) قال:حدثني الحسن بن علي الحلواني. والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (9403) عن أحمد بن عثمان النوفلي.
ثلاثتهم - أحمد بن حنبل،والحسن بن علي، وأحمد بن عثمان - عن أزهر بن سعد السمان، عن ابن عون.
3-وأخرجه أحمد (1/434) (4130) قال: حدثنا عبد الرحمن، قال:حدثنا سفيان،والبخاري (3/224و335) قال:حدثنا محمد بن كثير،قال: أخبرنا سفيان. وفي (8/167) قال:حدثنا سعد بن حفص، قال:حدثنا شيبان،ومسلم (7/184) قال:حدثا قتيبة بن سعيد، وهناد بن السري، قالا:حدثنا أبو الأحوص. (ح) وحدثنا عثمان بن أبي شيبة، وإسحاق بن إبراهيم الحنظلي، قال إسحاق: أخبرنا، وقال عثمان: حدثنا جرير. وفي (7/185) قال حدثنا محمد بن المثنى. وابن بشار، قال:حدثنا محمد بن جعفر،قال:حدثنا شعبة (ح) وحدثنا محمد بن المثنى، وابن بشار،قالا:حدثنا عبد الرحمن، قال:حدثنا سفيان،وابن ماجة (2362) قال:حدثنا عثمان بن أبي شيبة، وعمرو بن رافع، قالا: حدثنا جرير. والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (9403) عن قتيبة، عن أبي الأحوص (ح) وعن إسحاق بن إبراهيم، عن جرير، (ح) وعن ابن مثنى، وابن بشار،كلاهما عن غندر، عن شعبة (ح) وعن عمرو بن علي، عن يحيى، عن سفيان.
خمستهم - سفيان،وشيبان، وأبو الأحوص، وجرير، وشعبة - عن منصور.
4-وأخرجه أحمد (1/438) (4173) .والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (9403) عن بشر بن خالد.
كلاهما - أحمد، وبشر - عن محمد بن جعفر غندر، قال: حدثنا شعبة، عن منصور وسليمان.
ثلاثتهم - الأعمش، وابن عون،ومنصور - عن إبراهيم بن يزيد، عن عبيدة السلماني، فذكره.(8/549)
6357 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: [ص:550] «خيرُ أُمتي القرنُ الذي بعثتُ فيه (1) ، ثم الذين يَلونهم، ثم الذين يَلونهم - والله أعلم: أذكر الثالث أم لا؟ - قال: ثم يَخْلُفُ قوم يُحِبُّون السِّمانَةَ، يَشْهَدون قبل أن يُسْتَشهدوا» أخرجه مسلم (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يخلف) قوم، أي: يجيء قوم بعد قوم، كل من جاء بعد غيره فهو خَلَفٌ منه، والخَلَف بالتحريك: في الخير، وبالسكون: في الشر.
__________
(1) في نسخ مسلم المطبوعة: الذي بعثت فيهم.
(2) رقم (2534) في فضائل الصحابة، باب فضل الصحابة ثم الذي يلونهم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/228) قال: حدثنا هشيم. وفي (2/410 و479) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. ومسلم (7/185) قال: حدثني يعقوب بن إبراهيم. قال: حدثنا هشيم. (ح) وإسماعيل بن سالم. قال: أخبرنا هشيم (ح) وحدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا محمد بن جعفر. (ح) وحدثني أبو بكر بن نافع. قال: حدثنا غندر، عن شعبة. (ح) وحدثني حجاج بن الشاعر. قال: حدثنا أبو الوليد. قال: حدثنا أبو عوانة.
ثلاثتهم - هشيم، وشعبة، وأبو عوانة - عن أبي بشر، عن عبد الله بن شقيق، فذكره.(8/549)
6358 - (م) عائشة - رضي الله عنها - قالت: سأل رجل النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-: «أيُّ الناس خير؟ قال: القرنُ الذي أنا فيه، ثم الثاني، ثم الثالث» أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (2536) في فضائل الصحابة، باب فضل الصحابة ثم الذي يلونهم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (1566) .ومسلم (7/186) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وشجاع بن مخلد.
ثلاثتهم - أحمد بن حنبل، وأبو بكر بن أبي شيبة، وشجاع بن مخلد - قالوا:حدثنا حسين، وهو أبو علي الجعفي، عن زائدة، عن السدي، عن عبد الله البهي، فذكره.(8/550)
6359 - (ت) جابر - رضي الله عنه - قال: قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: «لا تَمسُّ النارُ مسلماً رآني، أو رأى من رآني، قال طلحةُ: فقد رأيتُ جابر بنَ عبد الله، وقال موسى: قد رأيتُ طلحةَ، وقال يحيى: وقال لي موسى: وقد رأيتني، ونحن نرجو الله» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2857) في المناقب، باب ما جاء في فضل من رأى النبي صلى الله عليه وسلم وصحبه، قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث موسى بن إبراهيم الأنصاري، أقول: موسى بن إبراهيم لم يوثقه غير ابن حبان، قال الحافظ في " التهذيب ": وتتمة كلام ابن حبان: يخطئ.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
منكر: أخرجه الترمذي (3858) قال:ثنا يحيى بن حبيب بن عربي، قال: حدثنا موسى بن إبراهيم بن كثير الأنصاري، قال: سمعت طلحة بن خراش. فذكره.
قال الترمذي: حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث موسى بن إبراهيم.
قلت: قال ابن حبان: يخطئ.(8/550)
6360 - (خ م) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «يأتي على الناس زمان، يغزو فيه فِئام من الناس، فيقولون: هل فيكم مَن صَاحبَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-؟ فيقولون: نعم، فَيُفْتَحُ لهم، ثم يأتي على الناس زمان، فيغزو فِئام من الناس، فيقال: هل فيكم من صَاحب أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم-؟ فيقولون: نعم، فَيُفْتَحُ لهم، ثم يأتي على الناس زمان، فيغزو فِئام من الناس، فيقال: هل فيكم مَن صاحَب مَن صاحَب أصحابَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-؟ فيقولون: نعم، فيُفتَح لهم» .
وفي رواية «هل فيكم مَن رأى رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-؟ وفي الثانية: من رأى من صَحِبَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-؟ وفي الثالثة: فيكم من رأى من صَحِبَ من صَحِبَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-؟» أخرجه البخاري ومسلم.
ولمسلم قال جابر: زعم أبو سعيد الخدري قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «يأتي على الناس زمان يُبْعَثُ فيهم البعث، فيقولون: انظروا، هل تجدون فيكم أحداً من أصحابِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-؟ فيوجدُ الرجلُ، فيفتَح لهم به، ثم يُبعَثُ البَعْثُ الثاني فيقولون: هل فيهم من رأى أصحاب النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-؟ فَيُفْتَح لهم، ثم يُبْعَثُ البَعْثُ الثالث، فيقال: انظروا، هل ترون فيهم مَنْ رأَى أصحابَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-؟ ثم يكون بَعْث رابع، فيقال: انظروا: هل ترون فيهم أحداً رأى من رأى أحداً رأى أصحابَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-؟ [ص:552] فيوجد، فَيُفتَحُ لهم» (1) وأخرج الترمذي الأولى.
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فئام) الفئام: الجماعة من الناس.
__________
(1) كذا في الأصل والمطبوع: وأخرج الترمذي الأولى، ولم نجده عند الترمذي، وتشير المصادر التي بين أيدينا أنه لم يروه سوى البخاري ومسلم، وقد رواه البخاري 8 / 4 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وفي الجهاد، باب من استعان بالضعفاء والصالحين في الحرب، وفي الأنبياء، باب علامات النبوة والإسلام، ومسلم رقم (2532) في فضائل الصحابة، باب فضل الصحابة ثم الذين يلونهم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1 - أخرجه الحميدي (743) . وأحمد (3/7) ، والبخاري (4/44) قال: حدثنا عبد الله بن محمد. وفي (4/239) قال: حدثنا قُتيبة بن سعيد. وفي (5/2) قال: حدثنا علي بن عبد الله. ومسلم (7/183) قال: حدثنا أبو خيثمة زهير بن حرب، وأحمد بن عَبدة الضبّيّ.
سبعتهم - الحميدي، وأحمد بن حنبل، وعبد الله بن محمد، وقتيبة، وعلي، وأبو خيثمة، وأحمد بن عبدة- قالوا: حدثنا سُفيان بن عيينة، قال: حدثنا عمرو بن دينار.
2 -وأخرجه مسلم (7/184) قال: حدثني سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا ابن جُريج، عن أبي الزبير.
كلاهما - عمرو، وأبو الزبير - عن جابر، فذكره.(8/551)
نوعٌ ثان
6361 - (خ م ت د) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «لا تَسُبُّوا أصحابي (1) فلو أن أحداً أنفَقَ مثلَ أُحُد ذَهباً ما بلغ مُدَّ أحدهم ولا نَصيِفَهُ» .
وفي رواية قال: «كان بينَ خالدِ بنِ الوليد وبينَ عبد الرحمن بنِ عوف شيء، فسبّه خالد، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: لا تسبُّوا أصحابي، فإن أحدَكم لو أنفق ... » وذكر الحديث. أخرجه البخاري، ومسلم، وأبو داود، والترمذي، وزاد: «فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم ... » الحديث (2) .
[ص:553]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(المُدّ) : ربع الصاع.
(والنصيف) : نصف المدِّ، والتقدير: ما بلغ هذا القَدْر اليسير من فضلهم، ولا نصفه.
__________
(1) وفي رواية مسلم: لا تسبوا أحداً من أصحابي.
(2) رواه البخاري 7 / 27 و 28 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " لو كنت متخذاً خليلاً "، ومسلم رقم (2541) في فضائل الصحابة، باب تحريم سب الصحابة رضي الله عنهم، وأبو داود رقم (4658) في السنة، باب النهي عن سب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، والترمذي رقم (3860) في المناقب، باب فيمن سب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (3/11) قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (3/54) قال: حدثنا وكيع. وفي (3/54) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شُعبة. وفي (3/55) قال: حدثنا أبو النّضر، قال: حدثنا شُعبة. وفي (3/63) قال: حدثنا هاشم، قال: حدثنا شُعبة. وعبد بن حُميد (918) قال: حدثني أحمد بن يونس، قال: أخبرنا أبو بكر بن عياش، والبخاري (5/10) قال: حدثنا آدم بن أبي إياس، قال: حدثنا شعبة. ومسلم (7/188) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا جرير. (ح) وحدثنا أبو سعيد الأشج، وأبو كريب، قالا: حدثنا وكيع. (ح) وحدثنا عُبيد الله بن معاذ، قال: حدثنا أبي، عن شعبة (ح) وحدثنا ابن المُثنى، وابن بشار، قالا: حدثنا ابن أبي عدي، عن شعبة. وأبو داود (4658) قال: حدثنا مُسَدَّد، قال: حدثنا أبو معاوية. والترمذي (3861) قال: حدثنا محمود بن غَيلان، قال: حدثنا أبو داود، قال: أنبأنا شعبة. (ح) وحدثنا الحسن بن علي الخَلال- وكان حافظا- قال: حدثنا أبو معاوية. والنسائي في فضائل الصحابة (203) قال: أخبرنا محمد بن هشام، عن خالد - وهو ابن الحارث - قال: حدثنا شُعبة.
خمستهم - أبو معاوية، ووكيع، وشُعبة، وأبو بكر بن عياش، وجرير- عن الأعمش، عن أبي صالح، فذكره.
(*) وأخرجه مسلم (7/188) قال: حدثنا يحيى بن يحيى التميمي، وأبو بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن العلاء، قال يحيى: أخبرنا، وقال الآخران: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لا تسبوا أصحابي ... » الحديث. قال المِزّي: وهم عليهم في ذلك، إنما رووه عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد، كذلك رواه الناس عنهم. -ثم ساق المزي أدلته على ذلك.
(*) أخرجه ابن ماجة (161) قال: حدثنا محمد بن الصباح، قال: حدثنا جرير (ح) وحدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا وكيع. (ح) وحدثنا أبو كريب، قال: حدثنا أبو معاوية -جميعا عن الأعمش- عن أبي صالح، عن أبي هريرة. فذكر الحديث. قال المزي: وقد وقع في بعض نسخ ابن ماجة (عن أبي هريرة) وهو وهم أيضا، وفي رواية إبراهيم بن دينار، عند ابن ماجة (عن أبي سعيد) على الصواب، لكن ابن دينار لم يذكره إلا من رواية وكيع وحده.
انظر للمزيد (تحفة الأشراف) (4001) .(8/552)
6362 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تسبُّوا أصحابي، لا تَسُبُّوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده لو أنَّ أحدَكم أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُد ذَهَباً ما بلغ مُدّ أحدِهم ولا نَصِيفَهُ» أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (2540) في فضائل الصحابة، باب تحريم سب الصحابة رضي الله عنهم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مسلم (7/188) قال: حدثنا يحيى بن يحيى التميمي،وأبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن العلاء. قال يحيى: أخبرنا. وقال الآخران: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش. وابن ماجة (161) قال: حدثنا محمد بن الصباح. قال: حدثنا جرير. (ح) وحدثنا علي بن محمد. قال: حدثنا وكيع. (ح) وحدثنا أبو كُريب. قال: حدثنا أبو معاوية. جميعا عن الأعمش. والنسائي في فضائل الصحابة (204) قال: أخبرنا حفص بن عمر. قال: حدثنا حسين بن علي، عن زائدة، عن عاصم.
كلاهما - الأعمش، وعاصم - عن أبي صالح، فذكره.(8/553)
6363 - (ت) عبد الله بن مغفل - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «لِيُبَلِّغ الحاضرُ الغائبَ، اللهَ اللهَ في أصحابي، لا تَتَّخِذُوهُم غَرَضاً بعدي، فمن أحبَّهم فَبحبِّي أحبَّهم، ومَنْ أبغضَهم فببغضي أبغضهم، ومن آذاهم فقد آذاني، ومن آذاني، فقد آذى الله، ومن آذى الله، فيوشك أن يأخذه، ومن يأخذه الله فيوشك أَن لا يُفْلِتَه» . أخرجه الترمذي، ولم يذكر «لِيُبلّغ الحاضر الغائب» ، وانتهى حديثه عند قوله: «فيوشك أن يأخذه» (1) . [ص:554]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الغرض) : الهدف، أي: لا تجعلوهم هدفاً ترمونهم بأقوالكم.
(أوشك) يوشك: إذا أسرع وقارب، والإيشاك والوَشْك: السرعة.
__________
(1) رواه الترمذي رقم (3861) في المناقب، باب فيمن سب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 4 / 87، وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/87) قال: حدثنا يونس، قال: حدثنا إبراهيم - يعني ابن سعد- وفي (5/54، 57) قال: حدثنا سعد بن إبراهيم بن سعد. وفي (5/55) قال: حدثنا عبد الله بن عون الخراز، قال: حدثنا إبراهيم بن سعد. والترمذي (3862) قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد.
ثلاثتهم - إبراهيم بن سعد، وسعد، ويعقوب - عن عبيدة بن أبي رائطة، عن عبد الرحمن بن زياد، أو عبد الرحمن بن عبد الله، فذكره.
(*) في رواية يونس سماه - عبد الله بن عبد الرحمن.
(*) في رواية يعقوب سماه -عبد الرحمن بن زياد.
قال الترمذي: غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه.(8/553)
6364 - (ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إِذا رأيتم الذين يسبّون أصحابي، فقولوا: لعنةُ الله على شَرِّكم» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3865) في المناقب، باب فيمن سب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، من حديث النضر بن حماد عن سيف بن عمر عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر، وإسناده ضعيف، قال الترمذي: هذا حديث منكر لا نعرفه من حديث عبيد الله ابن عمر إلا من هذا الوجه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه الترمذي (3866) قال: حدثنا أبو بكر محمد بن نافع، قال: حدثنا النضر ابن حماد، قال: حدثنا سيف بن عمر، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، فذكره.
(*) قال الترمذي: هذا حديث منكر، لا نعرفه من حديث عبيد الله بن عمر إلا من هذا الوجه. والنضر مجهول. وسيف مجهول.(8/554)
6365 - (م) عائشة - رضي الله عنها - قال عروةُ: قالت لي عائشة: «يا ابنَ أُختي، أُمِرُوا أَن يستغفِروا لأصحابِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فَسَبُّوهم» أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (3022) في التفسير.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مسلم (8/241) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: أخبرنا أبو معاوية (ح) وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو أسامة.
كلاهما - أبو معاوية، وأبو أسامة - عن هشام بن عُروة، عن أبيه، فذكره.(8/554)
6366 - () جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: قيل لعائشةَ: «إن ناساً يَتَنَاوَلون أصحابَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، حتى أبا بكر وعمر، فقالتْ: وما تَعْجَبون من هذا؟ انقطع عنهم العملُ، فأحبَّ الله أن لا يقطعَ عنهم الأجْرَ» أخرجه ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
هذا الأثر من زيادات رزين، لم أهتد إليه.(8/554)
نوعٌ ثالث
6367 - (م) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال: «صلّينا المغربَ معَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، ثم قلنا: لو جلسنا حتى نُصَلِّيَ معه العشاءَ، قال: فجلسنا، فخرج علينا، فقال: ما زلتم هاهنا؟ قلنا: يا رسولَ الله، صلَّيْنا مَعَكَ المغربَ، ثم قلنا: نجلس حتى نصلِّي مَعَكَ العشاءَ، قال: أحسنتم - أو أَصَبْتُم - قال: فرفع رأسَهُ إِلى السماء - وكان كثيراً ما (1) يرفع رأسه إلى السماء - فقال: النجومُ أمَنَةُ السماءِ، فإذا ذهبت النجومُ أتى السماءَ ما تُوعَدُ، وأَنا أمَنَة لأصحابي، فإذا ذهبتُ أَتى أَصحابي ما يوعَدون، وأصحابي أمَنة لأمَّتي، فإذا ذهبَ أصحابي أَتَى أُمَّتي ما يُوعَدُونَ» . أخرجه مسلم (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أمَنَة السماء) : الأمَنَةُ: جمع أمين، وهو الحافِظُ، أي: إن الملائكة حفظة السماء.
(أتى السماء ما توعد) : إشارة إلى انشقاقها وذهابها.
(أتى أصحابي ما يوعدون) إشارة إلى وقوع الفتن، ومجيء الشر عند ذهاب أهل الخير، فإنه لما كان - صلى الله عليه وسلم- بين أظهرهم كان يبيِّن لهم ما يختلفون [ص:556] فيه، فلما فُقِد جَالت الآراء واختلفت، فكان الصحابة يُسنِدون الأمر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في قول أو فعل أو دَلالة حال، فلما فُقد الصحابة قلَّ النور وقويت الظلمة.
__________
(1) في نسخ مسلم المطبوعة: وكان كثيراً مما.
(2) رقم (2531) في فضائل الصحابة، باب بيان أن بقاء النبي صلى الله عليه وسلم أمان لأصحابه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه عبد بن حميد (539) ، ومسلم (7/183) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وإسحاق بن إبراهيم، وعبد الله بن عمر بن أبان.
أربعتهم - عبد بن حميد، وأبو بكر، وإسحاق، وعبد الله - عن حسين بن علي الجعفي، عن مجمع بن يحيى، عن سعيد بن أبي بردة، عن أبي بردة، فذكره.
(*) أخرجه أحمد (4/398) قال: حدثنا علي بن عبد الله، قال: حدثنا حسين بن علي الجعفي، عن مجمع بن يحيى، عن زيد بن جارية الأنصاري، قال: سمعته يذكره عن سعيد بن أبي بردة، عن أبي بردة، فذكره. زاد فيه -زيد بن جارية.(8/555)
6368 - (ت) بريدة [بن الحصيب] (1) - رضي الله عنه - قال: قال لي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «ما من أحد من أصحابي يموتُ بأرض إلا بُعِثَ لهم نوراً وقائداً يومَ القيامة» أخرجه الترمذي (2) .
__________
(1) في المطبوع: أبو موسى الأشعري، وهو خطأ.
(2) رقم (3864) في المناقب، باب فيمن سب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وقال الترمذي: هذا حديث غريب، وقد روي هذا الحديث عن عبد الله بن مسلم أبي طيبة عن ابن بريدة عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً، وهذا أصح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه الترمذي (3865) قال: ثنا أبو كريب، قال: ثنا عثمان بن ناجية، عن عبد الله بن مسلم بن أبي طيبة، عن عبد الله بن بريدة، فذكره.
قال الترمذي: غريب، وقد روي هذا الحديث عن عبد الله بن مسلم بن أبي طيبة،عن ابن بريدة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مرسلا، وهذا أصح.(8/556)
6369 - () سعيد بن المسيب - رحمه الله - أن عمرَ بنَ الخطاب قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «سألتُ رَبِّي عن اختلافِ أصحابي من بَعدي؟ فأوحى إِليَّ: يا محمدُ، إنَّ أصحابَكَ عندي بمنزلة النجوم في السماء، بعضُها أقوى من بعض، ولكلّ نُور، فمن أخذ بشيء مما هم عليه من اختلافهم فهو عندي على هُدى» .
قال: وقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «أصحابي كالنجومِ، فبأيِّهِم اقتديتم اهتديتم» أخرجه ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، والشطر الأول من الحديث إلى قوله: " فهو عندي على هدى "، ذكره السيوطي في " الجامع الصغير " ونسبه [ص:557] للسجزي في " الإبانة " وابن عساكر، وهو حديث ضعيف، والشطر الثاني من الحديث: " أصحابي كالنجوم "، رواه ابن عبد البر في " جامع العلم " 2 / 91 من حديث سلام بن سليم عن الحارث ابن غصين عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ... فذكره، وإسناده ضعيف، وقد روي الحديث من عدة وجوه ولا يخلو إسناده من ضعف.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
هذا الحديث من زيادات رزين على الأصول.
عزاه السيوطي في الجامع الصغير للسجزي في الإبانة ولابن عساكر.(8/556)
الفصل الثاني: في تفصيل فضائلهم ومناقبهم، وفيه فرعان
الفرع الأول: فيما اشترك فيه جماعة منهم، وفيه سبعة أنواع
نوعٌ أول
6370 - (د ت) سعيد بن زيد (1) - رضي الله عنه - قال رِياح (2) بن الحارث: «كنتُ قاعداً عند فلان (3) في الكوفة في المسجد، وعنده أهلُ الكوفة، فجاء سعيدُ بنُ زيد بن عمرو بن نُفيل، فرّحب به وحيَّاه، وأقعده عند رجله على السرير، فجاء رجل من أهل الكوفة يقال له: قيسُ بنُ علقمةَ، فاستقبله، فسَبَّ وسَبَّ، فقال سعيد: من يَسُبُّ هذا الرجلُ؟ قال: يَسُبُّ [ص:558] علياً، فقال: ألا أرى أصحابَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- يُسَبُّون عندك، ثم لا تُنكِرُ ولا تُغَيِّر؟ أنا سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول - وإني لَغَنِيّ أن أقول عليه ما لم يقل، فيسأَلني عنه غداً إذا لقيتُهُ -: أبو بكر في الجنةِ، وعمرُ في الجنة، وعثمانُ في الجنةِ، وعليّ في الجنة، وطلحةُ في الجنة، والزبيرُ في الجنة، وسعدُ بنُ مالك في الجنة، وعبد الرحمن بنُ عوف في الجنةِ، وأبو عُبَيْدَةَ بنُ الجرَّاح في الجنةِ، وسكت عن العاشر.
قالوا: ومن هو العاشر؟ فقال سعيدُ بنُ زيد - يعني نَفْسَهُ - ثم قال: والله لَمشْهَدُ رجل منهم مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يَغْبَرُّ فيه وجهُه خير من عَمَلِ أحدِكم ولو عُمِّر عُمُرَ نوح» .
زاد رزين: ثم قال: «لا جَرَمَ لمَّا انقطعتْ أعمارهم: أرادَ الله أن لا يَقْطَعَ الأجرَ عنهم إلى يوم القيامة، والشَّقِيّ من أَبْغَضَهم، والسعيدُ مَن أحبَّهم» .
وفي رواية عبد الرحمن بن الأخنس (4) «أنه كان في المسجد، فذكر رجل عليّاً، فقام سعيدُ بنُ زيد، فقال: أشْهَدُ على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- أني سمعتُه يقول: عشرة في الجنة: النبيُّ في الجنة، وأبو بكر في الجنة، وعمرُ في الجنة، وعثمانُ في الجنة، وعليّ في الجنة، وطلحةُ بنُ عبيد الله في الجنة، والزبيرُ بنُ العوام في [ص:559] الجنة، وعبد الرحمن بنُ عوف في الجنة، وسعدُ بنُ مالك في الجنة، ولو شئتُ لَسمَّيتُ العاشر، قال (5) : فقالوا: مَن هو؟ فسكتَ (6) ، فقالوا: مَنْ هو؟ قال: سعيدُ بنُ زيد» .
وفي رواية عبد الله بن ظالم المازني (7) قال: سمعتُ سعيدَ بنَ زيد [بن عمرو بن نُفَيل] «لما قَدِمَ فلان الكوفة قامَ فلان خطيباً (8) ، فأخذ بيدي سعيد بن زيد (9) ، فقال: ألا تَرى إلى هذا الظالم (10) ؟ فأَشْهَدُ على التسعة أنهم في الجنة، ولو شهدتُ على العاشر لم إِيْثَمْ - قال ابن إدريس: والعربُ تقول: إِيثم، وآثم - قلتُ: ومَنِ التسعةُ؟ قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- وهو على حِرَاء: أثبتْ حِرَاءُ، إنه ليس عليك إلا نبي أو صِدِّيق أو شهيد. قلتُ: ومن التسعة؟ قال: رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، وأبو بكر، وعمرُ، وعثمان، وعليّ، وطلحةُ، والزبيرُ، وسعدُ بن أبي وَقَّاص، وعبد الرحمن بنُ عوف، قلتُ: ومَن العاشر؟ فَتَلَكَّأ هُنَيْهَة، ثم قال: أنا» أخرجه أبو داود. [ص:560]
وأَخرج الترمذي الرواية الآخرة، وأول حديثه قال: «أشْهَدُ على التسعة أنهم في الجنة ... » وذكره.
وله في أخرى عن عبد الرحمن بن الأخنس عن سعيد بن زيد عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- نحوه بمعناه، هكذا قال، ولم يذكر لفظه.
وله في أخرى: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «عشرة في الجنة: أبو بكر في الجنة، وعمرُ في الجنة، وعلي، وعثمان، والزبير، وطلحةُ، وعبد الرحمن، وأبو عبيدَة، وسعدُ بنُ أبي وقَّاص، قال: فعدَّ هؤلاء التسعة، وسكتَ عن العاشر، فقال القوم: نَنْشُدُكَ الله يا أَبا الأعور (11) ، مَن العاشر؟ قال: نشدتموني بالله، أَبو الأعور في الجنة، قال: هو سعيدُ بنُ زيد بن عمرو بن نفيل» ، قال الترمذي: وسمعتُ محمدَ بن إسماعيل يقول: هذا الحديث أصح من الأول - يعني به: الحديث الذي يجيء بعدَ هذا عن عبد الرحمن بن عوف (12) . [ص:561]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(لم إيثم) لغة لبعض العرب، يقولون: إيثَم مكان: آثَم.
(فتلكأ) أي: توقَّف في الشيء يريد أن يقوله أو يفعله.
(نَنْشُدُك) ، نشدتُه أنشُدُه: إذا سألتَه وأقسمت عليه.
(حراء) جبل بمكة، وأصحاب الحديث يقصرونه، وأكثرهم يفتح الحاء، ويكسر الراء، كذا قال الخطابي، قال: وذلك غلط منهم في ثلاثة مواضع يفتحون الحاء وهي مكسورة، ويكسرون الراء وهي مفتوحة، ويقصرون الكلمة وهي ممدودة.
__________
(1) هو سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل أبو الأعور رضي الله عنه، أحد العشرة المبشرين بالجنة.
(2) في المطبوع: رباح، بالموحدة، وفتح الراء، وهو خطأ.
(3) قال في " فتح الودود ": هو المغيرة بن شعبة.
(4) هو عبد الرحمن بن الأخنس الكوفي الذي يروي عن سعيد بن زيد رضي الله عنه.
(5) أي عبد الرحمن بن الأخنس.
(6) أي سعيد بن زيد رضي الله عنه.
(7) في المطبوع: عبد الله بن زيد المازني، وهو خطأ، والتصحيح من " سنن أبي داود ".
(8) فلان الأول: معاوية بن أبي سفيان، وفلان الخطيب: المغيرة بن شعبة.
(9) القائل: عبد الله بن ظالم التميمي المازني الراوي عن سعيد بن زيد.
(10) يعني المغيرة بن شعبة الخطيب، قال بعض العلماء: كان في الخطبة تعريض بسب علي رضي الله عنه، أو بتفضيل معاوية عليه، ولذلك قال سعيد ما قال.
(11) هي كنية سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل أحد العشرة المبشرين بالجنة رضي الله عنه.
(12) رواه أبو داود رقم (4648) و (4649) و (4650) في السنة، باب في الخلفاء، والترمذي رقم (3749) و (3758) في المناقب، باب مناقب عبد الرحمن بن عوف أحد العشرة المبشرين بالجنة، وباب مناقب سعيد بن زيد، وهو حديث صحيح، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح وقد روي من غير وجه عن سعيد بن زيد عن النبي صلى الله عليه وسلم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1 - أخرجه أحمد (1/188) (1631) قال: حدثنا وكيع. وفي (1/188) (1637) قال: حدثنا محمد بن جعفر، وحجاج. وأبو داود (4649) قال: حدثنا حفص بن عُمر النِمري، والترمذي (3757) قال: حدثنا أحمد بن مَنيع، قال: حدثنا الحجاج بن محمد. والنسائي في فضائل الصحابة (106) قال: أخبرنا حَاجب بن سُليمان، عن وكيع.
أربعتهم - وكيع، ومحمد بن جعفر، وحجاج بن محمد، وحفص بن عمر - قالوا: حدثنا شُعبة.
2 - وأخرجه النسائي في فضائل الصحابة (53) قال: أخبرنا عَبدة بن عبد الله، والقاسم بن زكريا، عن حسين، عن زائدة. وفي (100) قال: أخبرنا قُتيبة بن سعيد، قال: حدثنا عبد الواحد.
كلاهما - زائدة، وعبد الواحد - عن الحسن بن عُبيد الله.
كلاهما - شعبة، والحسن بن عبيد الله - عن الحُرِّ بن الصَّيَّاح، عن عبد الرحمن بن الأخنس، فذكره.
(*) رواية زائدة: «اهتز حراء. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: اثبت حراء، فليس عليك إلا نبي، أو صديق، أو شهيد. وعليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وأبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وطلحة، والزبير، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص، وأنا» .
(*) وقع في المطبوع من سنن الترمذي: (الحر بن الصَّبَّاح - بالموحدة - وسعيد بن يزيد، وصوابه: الحر بن الصياح- بالمثناة - وسعيد بن زيد) . تحفة الأشراف (4459) .
(*) وقع في المطبوع من فضائل الصحابة في رواية زائدة قال: عن حسين بن عبيد الله. وفي رواية عبد الواحد: عن الحسن بن عُبيد، والظاهر أن كلاهما خطأ. والصواب عن الحسن بن عبيد الله، كما في تحفة الأشراف حديث رقم (4459) ولا يوجد في رُواة الكتب الستة أحد باسم حسين بن عُبيد الله، أو الحسن بن عُبيد.
وعن رِياح بن الحارث، سمع سعيد بن زيد بن عمرو بن نُفَيل يقول:
أخرجه أحمد (1/187) (1629) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وأبو داود (4650) قال: حدثنا أبو كامل، قال: حدثنا عبد الواحد بن زياد. وابن ماجة (133) قال: حدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا عيسى بن يونس، والنسائي في فضائل الصحابة (115) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا محمد بن عُبيد. وفي الكبرى تحفة الأشراف (4455) عن محمد بن المثنى، عن يحيى بن سعيد.
أربعتهم - يحيى، وعبد الواحد، وعيسى بن يونس، ومحمد بن عُبيد- عن صدقة بن المثنى النخعي، قال: حدثني جدي رياح بن الحارث، فذكره.
وعن حميد بن عبد الرحمن، أن سعيد بن زيد حدثه، في نفر، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال....
أخرجه الترمذي (3748) قال: حدثنا صالح بن مِسمار المَروزي. والنسائي في الكبرى. تحفة الأشراف (4454) عن محمد بن أبان البلخي.
كلاهما - صالح، ومحمد بن أبان - عن ابن أبي فديك، عن موسى بن يعقوب، عن عمرو بن سعيد، عن عبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه، فذكره.
وعن عبد الله بن ظالم المازني، عن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، أنه قال: أشهد على التسعة، إنهم في الجنة، ولو شهدت على العاشر لم آثم.
أخرجه الحميدي (84) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (1/188) (1638) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (1/189) (1644) قال: حدثنا علي بن عاصم. وفي (1/189) (1645) قال: حدثنا مُعاوية بن عمرو، قال: حدثنا زائدة. وأبو داود (4648) قال: حدثنا محمد بن العلاء، عن ابن إدريس. وابن ماجة (134) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا ابن أبي عدي، عن شعبة. والترمذي (3757) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا هشيم. والنسائي في فضائل الصحابة (101) قال: أخبرنا محمد بن المثنى، ومحمد بن بشار، قالا: حدثنا ابن أبي عدي، عن شعبة. وفي (104) قال: أخبرنا محمد بن العلاء، قال: حدثنا ابن إدريس. وفي الكبرى (الورقة 108- أ) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا جرير. (ح) وأخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا ابن إدريس.
سبعتهم - سفيان، وشعبة، وعلي بن عاصم، وزائدة، وابن إدريس، وهُشيم، وجرير- عن حصين بن عبد الرحمن السلمي، عن هلال بن يساف، عن عبد الله بن ظالم المازني، فذكره.
(*) أخرجه أبو داود (4648) ، والنسائي في فضائل الصحابة (104) . قال أبو داود: حدثنا. وقال النسائي: أخبرنا محمد بن العلاء، قال: حدثنا ابن إدريس، عن سفيان، عن منصور، عن هلال بن يساف، عن عبد الله بن ظالم، وذكر سفيان رجلا فيما بينه وبين عبد الله بن ظالم، قال: سمعت سعيد بن زيد ... فذكر الحديث.
(*) أخرجه النسائي في فضائل الصحابة (102) قال: أخبرني محمد بن عبد الله بن عمار، قال: حدثنا قاسم الجرمي، وفي الكبرى (الورقة 108- أ) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا عُبيد الله بن سعيد.
كلاهما - قاسم الجرمي، وعبيد الله بن سعيد- قالا: حدثنا سفيان، عن منصور، عن هلال بن يساف، عن ابن حَيان، عن عبد الله بن ظالم، فذكره.
(*) وأخرجه أحمد (1/187) (1630) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سُفيان، عن حصين، ومنصور، عن هلال بن يساف، عن سعيد بن زيد، قال وكيع مرة: قال منصور، عن سعيد بن زيد، وقال مرة: حصين، عن ابن ظالم، عن سعيد بن زيد ... فذكر الحديث.(8/557)
6371 - (ت) عبد الرحمن بن عوف - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «أَبو بكر في الجنة، وعمرُ في الجنة، وعثمانُ في الجنة، وعليّ في الجنة، وطلحةُ في الجنة، والزُّبيرُ في الجنة، وعبد الرحمن بنُ عوف في الجنة، وسعدُ بنُ أبي وَقَّاص في الجنة، وسعيدُ بنُ زيد في الجنة، وأبو عبيدةَ بنُ الجراح في الجنة» .
وفي رواية عن عبد الرحمن بن حميد عن أبيه عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-[نحوه] ، ولم يذكر عبد الرحمن بن عوف. أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3748) في المناقب، باب مناقب عبد الرحمن بن عوف أحد العشرة المبشرين بالجنة، وهو حديث صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (1/193) (1675) ، والترمذي (3747) . والنسائي في فضائل الصحابة (91) ثلاثتهم عن قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن عبد الرحمن بن حميد، عن أبيه، فذكره.
(*) أخرجه الترمذي (3748) قال: أخبرنا أبو مصعب قراءة عن عبد العزيز بن محمد، عن عبد الرحمن بن حميد، عن أبيه، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- نحوه، ولم يذكر فيه -عن عبد الرحمن بن عوف.(8/561)
6372 - (خ م ت) أبو موسى الأَشعري - رضي الله عنه - أخبر أنه «توضأ في بيته، ثم خرج، فقال: لأَلْزَمَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- ولأكوننّ معه يومي هذا، قال: فجاء المسجدَ، فسأَلَ عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-؟ فقالوا: خرج وَجْهَ هاهنا، قال: فخرجتُ على إثْرِهِ أسأَلُ عنه، حتى دخل بئرَ أرِيس، قال: فجلستُ عند الباب - وبابُها من جريد - حتى قضى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- حاجَتَهُ وتوضأ، فقمتُ إليه، فإذا هو قد جلس على بئر أريس، وتوَّسط قُفَّها، وكشفَ عن ساقيه، ودلاهما في البئر، قال: فسلَّمتُ عليه، ثم انصرفتُ فجلستُ عند الباب، فقلتُ: لأكوننَّ بوَّابَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- اليومَ، فجاء أبو بكر فدفع البابَ، فقلتُ: مَن هذا؟ فقال: أبو بكر، فقلتُ: على رِسْلِك، قال: ثم ذهبتُ فقلتُ: يا رسول الله، هذا أبو بكر يستأذِنُ؟ فقال: ائذن لَهُ، وَبَشِّرْهُ بالجنة، فأقبلتُ حتى قلتُ لأبي بكر: ادخل، ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يُبشِّرُك بالجنة، قال: فدخل أبو بكر فجلس عن يمينِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- معه في القُّفّ، ودَلَّى رِجْليه في البئر، كما صنع رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، وكشفَ عن ساقيه، ثم رجعتُ فجلستُ، وقد تركتُ أخي يتوضأ ويلحقني، فقلتُ: إن يُرِد الله بفلان - يعني أخاه - خيراً يأتِ به، فإِذا إنسان يحرِّك الباب، فقلتُ: من هذا؟ فقال: عمرُ بنُ الخطاب، فقلتُ: على رِسْلك، ثم جئتُ إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فسلَّمتُ عليه، [ص:563] وقلتُ: هذا عمرُ يستأذن؟ فقال: ائذن له، وبَشِّرْهُ بالجنة، فجئتُ عمر، فقلتُ: ادن ادخل، ويبشِّرُك رسولُ الله بالجنة، فدخل فجلس معَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- في القُفِّ عن يساره، ودلَّى رِجْلَيْهِ في البئر، ثم رَجَعْتُ فجلستُ، فقلتُ: إِن يُردِ الله بفلان خيراً - يعني أخاه - يأتِ به، فجاء إنسان، فحرَّك الباب، فقلتُ: من هذا؟ فقال: عثمانُ بنُ عفّان، فقلتُ: على رِسْلِك، قال: وجئتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، فأخبرتُه فقال: ائذن له، وبشِّره بالجنة مع بَلْوَى تُصيبُه، قال: فجئتُ فقلتُ: ادخُل، ويبشِّركَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بالجنة بعد بلوى تصيبك، قال: فدخل فوجد القُفَّ قد مُلِئَ، فجلس وِجَهاهم من الشِّقِّ الآخر» .
قال سعيد بن المسيب: فأوَّلت ذلك قبورَهم اجتمعتْ هاهنا، وانفرد عثمانُ عنهم.
وفي رواية قال: «خرج النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- إلى حائط من حوائطِ المدينةِ لحاجته، وخرجتُ في أثره، فلما دخلَ الحائطَ جلستُ على بابه، وقلتُ: لأكوننَّ اليومَ بوَّابَ رَسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فلم يأمرني، وذهب النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- وقضى حاجتَه، وجلس على قُفّ البئر ... » وذكر الحديث.
وفي رواية «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- دخل حائطاً، وأمرني بحفظ باب الحائط، فجاء رجل ... » وذكر الحديث، وفيه «أن عثمانَ قال - حين بشّره -: اللهم صبراً، أو الله المستعان» وفيه «أن كُلَّ واحد منهم قال حين بشره [بالجنة] : [ص:564] الحمد لله» وفيه «أن عثمان قال: الحمدُ لله، الله المُستعان» وفيه «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان قد كشف عن ركبتيْه، فلما دخل عثمان غطّاهما» .
وفي أخرى: «بينما أنا مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- في حائط من حوائط المدينة ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- قاعد في مكان فيه ماء، مُتّكئ يَرْكُزُ بعود معه بين الماء والطين، إِذ استفتح رجل ... » وساق الحديث. أخرجه البخاري ومسلم.
وفي رواية الترمذي قال: «انطلقتُ مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فدخل حائطاً للأنصار، فقضى حاجته، فقال لي: يا أبا موسى، امْلِكْ عليَّ البابَ، لا يدخلنَّ عليَّ أحد إِلا بإِذْن، فجاء رجل، فضربَ البابَ، فقلتُ: مَن هذا؟ قال: أبو بكر، فقلتُ: يا رسول الله، هذا أبو بكر يستأذن، فقال: ائذن له، وبشّره بالجنة، فدخل، وجاء رجل آخَرُ، فضربَ الباب، قلتُ: من هذا؟ قال: عمرُ، فقلتُ: هذا عمرُ يا رسول الله يستأذن، فقال: افْتَحْ له، وبشره بالجنة، فجاء رجل آخَرُ فضرب الباب، فقلتُ: من هذا؟ فقال: عثمان، قلتُ: يا رسول الله، هذا عثمان يستأذن، قال: افتح له، وبشِّره بالجنة على بلوى تُصيبُه» (1) . [ص:565]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(جريد) الجريد، جمع جريدة، وهي سَعَف النَّخْل. (قُفُّها) القُفُّ: ما ارتفع من متن الأرض، وهو هاهنا: جدار مبنيٌّ مرتفع حول البئر كالدكة، يتمكَّن الجالس عليه من الجلوس. (على رِسْلِك) تقول: افعل هذا على رِسْلك - بكسر الراء - وكُنْ على رِسلك، أي: على هينتك وتأنِّيك. (وجاههم) وِجاه الشيء - بكسر الواو وضمها - مقابله وحذاؤه.
__________
(1) رواه البخاري 13 / 42 في الفتن، باب الفتنة تموج كالبحر، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " لو كنت متخذاً خليلاً "، وباب مناقب عمر ابن الخطاب، وباب مناقب عثمان، وفي الأدب، باب نكت العود في الماء والطين، ومسلم رقم (2403) في فضائل الصحابة، باب من فضائل عثمان بن عفان رضي الله عنه، والترمذي رقم (3711) في المناقب، باب رقم (61) .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (5/10) قال: حدثنا محمد بن مسكين أبو الحسن. قال: حدثنا يحيى بن حسان. قال: حدثنا سليمان. وفي (9/69) ، وفي الأدب المفرد (1151) قال: حدثنا سعيد بن أبي مريم، قال: أخبرنا محمد بن جعفر. ومسلم (7/118، 119) قال: حدثنا محمد بن مسكين اليمامي، قال: حدثنا يحيى بن حسان. قال: حدثنا سليمان، وهو ابن بلال. (ح) وحدثنيه أبو بكر بن إسحاق، قال: حدثنا سعيد بن عفير. قال: حدثني سليمان بن بلال. (ح) وحدثنا حسن بن علي الحلواني، وأبو بكر ابن إسحاق. قالا: حدثنا سعيد بن أبي مريم. قال: حدثنا محمد بن جعفر بن أبي كثير.
كلاهما - سليمان، ومحمد بن جعفر - عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر، عن سعيد بن المسيب، فذكره.
وعن أبي عثمان النهدي، عن أبي موسى الأشعري. قال: «بينما رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في حائط من حائط المدينة وهو متكئ..» .
أخرجه أحمد (4/393) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة. وفي (4/406) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن سعد، عن عثمان بن غياث. وفي (4/406) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا عثمان - يعني ابن غياث -وعبد بن حميد (555) قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. عن قتادة والبخاري (5/16) قال حدثنا يوسف بن موسى، قال: حدثنا أبو أسامة قال: حدثني عثمان بن غياث. وفي (5/17) قال: حدثنا سليمان بن حرب، قال: حدثنا حماد. عن أيوب (ح) قال حماد: وحدثنا عاصم الأحول، وعلي بن الحكم. وفي (8/59) وفي الأدب المفرد (965) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى. عن عثمان بن غياث. وفي (9/110) قال: حدثنا سليمان بن حرب، قال: حدثنا حماد، عن أيوب. ومسلم (7/117) قال: حدثنا محمد بن المثنى العنزي، قال: حدثنا ابن أبي عدي، عن عثمان بن غياث. وفي (7/118) قال: حدثنا أبو الربيع العتكي، قال: حدثنا حماد، عن أيوب.(8/562)
6373 - (ت) عقبة بن علقمة اليشكري قال: سمعتُ علي بن أبي طالب يقول: سمعتْ أُذُني من في رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وهو يقول: «طلحةُ والزبيرُ جَارَايَ في الجنة» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3741) في المناقب، باب مناقب طلحة بن عبيد الله، وإسناده ضعيف، وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه الترمذي (3741) قال:ثنا أبو سعيد الأشج، قال: حدثنا أبو عبد الرحمن ابن منصور العنزي، عن عقبة بن علقمة اليشكري، فذكره قال الترمذي: غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه.(8/565)
6374 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إن الجنة تَشْتَاقُ إلى ثلاثة: عليّ، وعمّار، وسَلْمَانَ» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3798) في المناقب، باب مناقب سلمان الفارسي رضي الله عنه، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث الحسن بن صالح. أقول: وفي سنده أبو ربيعة الأيادي، قال الحافظ في " لسان الميزان ": قال أبو حاتم: منكر الحديث، والحسن البصري رواه بالعنعنة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه الترمذي (3797) قال ثنا سفيان بن وكيع،قال:ثنا أبي، عن الحسن بن صالح، عن أبي ربيعة الإيادي، عن الحسن، فذكره.
قال الترمذي: حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث الحسن بن صالح. قلت: وشيخه قال فيه أبو حاتم: منكر الحديث.(8/565)
نوعٌ ثان
6375 - (م ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «كان على حِرَاء، هو وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير، فتحركتِ الصخرةُ، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: اهدأْ، فما عليكَ إِلا نبيّ، أو صِدِّيق، أو شهيد» .
وفي رواية «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان على جبلِ حراء، فتحرَّك، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: اسْكنْ حِراءُ، فما عليك إلا نبيّ، أو صِدِّيق، أو شهيد، وعليه النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-، وأبو بكر، وعمر، وعثمانُ، وطلحةُ، والزبيرُ، وسعدُ بنُ أبي وقَّاص» زاد في رواية بعد «عثمان» : «وعليّ» أخرجه مسلم.
وفي رواية الترمذي مثل الأولى، وقال: «اهدأْ، فما عليكَ إلا نبيّ، أو صِدِّيق، أو شَهيد» (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (2417) في فضائل الصحابة، باب من فضائل طلحة والزبير، والترمذي رقم (3698) في المناقب، باب مناقب عثمان بن عفان رضي الله عنه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/419) قال:حدثنا قتيبة. قال:حدثنا عبد العزيز. ومسلم (7/128) قال:حدثنا قتيبة بن سعيد، قال:حدثنا عبد العزيز- يعني ابن محمد-. (ح) وحدثنا عبيد الله بن محمد بن يزيد بن خنيس وأحمد بن يوسف الأزدي. قالا:حدثنا إسماعيل بن أبي أويس. قال:حدثني سليمان ابن بلال، عن يحيى بن سعيد. والترمذي (3696) قال:حدثنا قتيبة بن سعيد. قال حدثنا عبد العزيز بن محمد. والنسائي في فضائل الصحابة (103) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا عبد العزيز.
كلاهما - عبد العزيز بن محمد، ويحيى بن سعيد- عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، فذكره.
(*) في رواية يحيى بن سعيد زاد: (وسعد بن أبي وقاص) .(8/566)
6376 - (خ د ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- «صَعِد أُحُداً وأبو بكر وعمر وعثمان، فَرَجَفَ بهم، فقال: اثبتْ أحُدُ - أُراه ضربه برجله - فإنما عليك نبيّ وصِدِّيق وشَهيدَانِ» .
وفي رواية «اثْبُتْ، فما عليك إِلا نبيّ أو صِدِّيق أو شهيد» أخرجه [ص:567] البخاري، وأبو داود، والترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(اهدَهْ) اهده: أمر للجبل بالهدوء، وهو السكون والهاء للسكت.
__________
(1) رواه البخاري 7 / 32 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: لو كنت متخذاً خليلاً، وباب مناقب عمر بن الخطاب، وباب مناقب عثمان بن عفان وأبو داود رقم (4651) في السنة، باب في الخلف، والترمذي رقم (3697) في المناقب، باب مناقب عثمان بن عفان رضي الله عنه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (3/112) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، قال: حدثنا شعبة.
2- وأخرجه البخاري (5/11) والترمذي (3697) قالا: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى. والبخاري (5/14) . وأبو داود (4651) قالا: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يزيد بن زريع. والبخاري (5/19) وأبو داود (4651) قالا: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى. والبخاري (5/14) قال قال لي خليفة: حدثنا محمد بن سواء. كهمس بن المنهال. والنسائي في (فضائل الصحابة) (32) قال: أخبرنا عبيد الله بن سعيد، قال: حدثنا يحيى. (ح) وأخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يزيد بن زريع، ويحيى.
أربعتهم - يحيى، ويزيد، وابن سواء، وكهمس - عن سعيد بن أبي عروبة.
كلاهما - شعبة، وسعد - عن قتادة، فذكره.(8/566)
نوعٌ ثالث
6377 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «أَرْحَمُ أُمَّتي بأُمَّتي أبو بكر، وأشدُّهم في أمرِ الله عمرُ، وأشدُّهم حَياء عثمانُ، وأقْضَاهم عليّ، وأعلمهم بالحلال والحرام مُعاذ بن جبل، وأفرضُهم زيدُ بنُ ثابت، وأَقرؤهم أُبيُّ بنُ كعب، ولكلِّ قوم أمين، وأمينُ هذه الأُمَّة أبو عبيدةَ بنُ الجرَّاح، وما أظلّت الخضراءُ، ولا أقلَّت الغبراءُ أصدقَ لهجة من أبي ذرّ، أشبهَ عيسى عليه السلام في وَرَعِه، قال عمر: أَفَنَعْرِفُ له ذلك يا رسول الله؟ قال: نعم، فاعرِفوا له» . أخرجه الترمذي مفرَّقاً في موضعين، أحدهما إلى قوله: «أبو عبيدة بن [ص:568] الجراح» (1) والآخر إلى آخره عن أبي ذرّ (2) .
وأورده رزين هكذا حديثاً واحداً.
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أظلَّت الخضراء) الخضراء: السماء، وإظلالها: تغطيتها لما تحتها.
(أقلَّت الغبراء) الغبراء: الأرض، لأن الغُبرة لونها، كما أن الخُضْرة لون السماء حيث هي زرقاء، والزُّرقة البعيدة كالخضرة، وإقلال الأرض: حملها لما فوقها.
(لهجة) اللهجة: اللسان والنُّطق.
__________
(1) رواه الترمذي رقم (3793) و (3794) في المناقب، باب مناقب أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، وباب مناقب معاذ وزيد وأبي بن كعب وأبي عبيدة، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال.
(2) رواه الترمذي رقم (3804) في المناقب، باب مناقب أبي ذر رضي الله عنه، وقال الترمذي: هذا حديث حسن، وهو كما قال، ورواه بنحوه أيضاً الترمذي رقم (3803) ، في المناقب، وأحمد في " المسند " 2 / 164 من حديث عبد الله بن عمرو، و 5 / 197 و 6 / 442 من حديث أبي الدرداء.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
حسن صحيح: أخرجه أحمد (3/184) قال: حدثنا وكيع، عن سفيان. وفي (3/281) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا وهيب. وابن ماجة (154) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد. وفي (155) قال: حدثنا على بن محمد، قال: حدثنا وكيع، عن سفيان، والترمذي (3791) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا عبد الوهاب. والنسائي في فضائل الصحابة (138) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان. قال: حدثنا عفان بن مسلم، قال: حدثنا وهيب. وفي (182) قال: أخبرنا محمد بن يحيى بن أيوب بن إبراهيم، قال: حدثنا عبد الوهاب.
ثلاثتهم -سفيان، ووهيب، وعبد الوهاب - عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، فذكره.(8/567)
6378 - (خ م ت) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - ذُكِرَ عنده عبد الله بنُ مسعود، فقال: لا أزال أُحِبُّه، سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «خُذوا القرآن من أربعة: من عبد الله، وسالم، ومعاذ، وأُبيِّ بن كعب» . [ص:569]
وفي رواية «اسْتَقْرِئُوا القرآنَ من أربعة: من ابنِ مسعود - فبدأَ به - وسالم مولى أبي حذيفةَ، ومعاذ، وأُبيّ» أخرجه البخاري ومسلم.
وأخرجه الترمذي قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «خُذُوا القرآنَ من أربعة: من ابنِ مسعود، وأُبيِّ بن كعب، ومعاذِ بن جبل، وسالم مولى أبي حذيفةَ» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 9 / 42 و 43 في فضائل القرآن، باب القراء من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب مناقب سالم، وباب مناقب معاذ بن جبل، وباب مناقب أبي بن كعب، ومسلم رقم (2464) في فضائل الصحابة، باب من فضائل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه وأمه، والترمذي رقم (3812) في المناقب، باب مناقب عبد الله بن مسعود.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (2/163) (5623) قال: حدثنا يعلى. وفي (2/189) (6767) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (2/190) (6786) قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (2/190) (6790) . و (2/191) (6795) قال: حدثنا وكيع. والبخاري (5/34) قال: حدثنا حفص بن عمر قال: حدثنا شعبة. ومسلم (7/147) و (149) قالا: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. ومحمد بن عبد الله بن نمير، قالوا: حدثنا وكيع (ح) وحدثنا قتيبة بن سعيد، وزهير بن حرب، وعثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا جرير (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو كريب، قالا: حدثنا أبو معاوية. (ح) وحدثنا ابن المثنى، وابن بشار قالا: حدثنا ابن أبي عدي (ح) وحدثني بشر بن خالد، قال: أخبرنا محمد، يعني ابن جعفر.
كلاهما عن شعبة. والترمذي (3810) قال: حدثنا هناد، قال: حدثنا أبو معاوية. والنسائى في فضائل الصحابة (137) قال: أخبرنا محمد بن آدم بن سليمان، عن أبي معاوية. وفي فضائل الصحابة (174) . وفضائل القرآن (26) قال: أخبرنا بشر بن خالد، قال: حدثنا غندر، عن شعبة.
خمستهم- يعلى بن عبيد، وشعبة، وأبو معاوية، ووكيع، وجرير بن عبد الحميد - عن سليمان الأعمش، قال: سمعت أبا وائل.
2- وأخرجه أحمد (2/195) (6838) قال: حدثنا محمد بن جعفر، وهاشم بن القاسم. والبخاري (5/34) قال: حدثنا سليمان بن حرب. وفي (5/45) قال: حدثني محمد بن بشار. قال: حدثنا غندر. (ح) وحدثنا أبو الوليد. وفي (6/229) قال: حدثنا حفص بن عمر. ومسلم (7/149) قال: حدثنا محمد بن المثنى وابن بشار. قالا: حدثنا محمد بن جعفر (ح) وحدثنا عبيد الله بن معاذ، قال: حدثنا أبي. والنسائي في فضائل الصحابة (125) قال: أخبرنا عمرو بن يزيد، قال: حدثنا بهز بن أسد. وفي (155) قال: أخبرنا إبراهيم بن الحسن وعبد الله بن محمد، عن حجاج. وفي فضائل القرآن (21) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود قال: حدثنا خالد.
تسعتهم - محمد بن جعفر غندر، وهاشم، وسليمان بن حرب، وأبو الوليد، وحفص، ومعاذ بن معاذ، وبهز، وحجاج بن محمد، وخالد بن الحارث- عن شعبة، عن عمرو بن مرة، عن إبراهيم.
كلاهما عن مسروق، فذكره.(8/568)
6379 - (ت) يزيد بن عَميرةَ - رحمه الله - قال: لما حضر معاذَ بن جبل الموتُ قيل له: يا أبا عبد الرحمنِ، أَوْصِنا، قال: «أَجلسُوني ففعلنا، فقال: إنَّ العلمَ والإيمانَ مكانَهما، مَن ابْتَغاهما وجدَهما - يقول ذلك ثلاث مرات - التمسوا العلم عند أربعةِ رَهْط: عندَ عُوَيمر أبي الدَّرْدَاءِ، وعند سَلْمَانَ الفارسيِّ - زاد رزين: صاحبِ الكتابين: الإنجيل والقرآنِ، ثم اتفقا - وعندَ [عبد الله] بنِ مسعود، و [عبد الله] بنِ سَلام الذي كان يهودياً فأسلم: فإني سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: إنه عَاشِرُ عشرة في الجنة» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3806) في المناقب، باب مناقب عبد الله بن سلام رضي الله عنه، وإسناده حسن، وقال الترمذي هذا حديث حسن غريب وفي الباب عن سعد.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (5/242) .والترمذي (3804) والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (11368) .
ثلاثتهم - أحمد،والترمذي، والنسائى - عن قتيبة بن سعيد، قال:حدثنا ليث بن سعد، عن معاوية بن صالح، عن ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس الخولاني، عن يزيد بن عميرة، فذكره.
(*) قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب.(8/569)
6380 - (خ م) علقمة - رحمه الله - قال: «قَدِمتُ الشامَ، فصلَّيتُ رَكْعَتين، ثم قلتُ: اللهم يَسِّر لي جليساً صالحاً، فأتيتُ قوماً فجلستُ إليهم، فإذا شيخ قد جاء جلس إلى جنبي، قلتُ: من هذا؟ قالوا: أبو الدرداءِ، فقلتُ: إني دَعَوْتُ الله أن يُيَسِّرَ لي جليساً صالحاً، فيسَّرَكَ لي، قال: ممن أنتَ؟ قلتُ: من أهل الكوفة، قال: أو ليس فيكم ابنُ أمِّ عبد صاحبُ النَّعلين والوِسادة والمِطْهرة - يعني: ابنَ مسعود -؟ وفيكم الذي أجاره الله من الشيطان على لسان نبيّه - يعني: عماراً؟ - أو ليس فيكم صاحبُ سِرِّ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- الذي لا يعلمه أَحَد غيرُه - يعني حُذيفةَ -؟ ثم قال: كيف يقرأ عبد الله {وَاللَّيْلِ إذَا يَغْشَى} فقرأتُ {وَاللَّيْلِ إذا يَغْشَى. وَالذَّكَرِ وَالأُنثَى} (1) ، قال: والله لقد أقرأَنِيها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- من فيه إلى فيَّ» أخرجه البخاري ومسلم.
وللبخاري نحوه، وفيه «أليس فيكم - أو منكم - صاحب السِّرِّ الذي لا يعلم غيره، يعني حذيفة، قال: قلتُ: بلى، قال: أليس فيكم - أو منكم - الذي أجاره الله على لسان نبيه، يعني من الشيطان؟ - يعني عماراً - قال: بلى، قال: أو ليس فيكم - أو منكم - صاحبُ السِّوَاك؟ - أو السِّوَاد - قال: بلى، [ص:571] قال: كيف كان عبد الله يقرأ: {وَاللَّيلِ إِذا يَغْشَى. والنَّهارِ إِذا تَجَلَّى} ؟ قلتُ: {وَالذَّكَرِ وَالأُنثى} قال: ما زال بي هؤلاء حتى كادوا يَسْتَنْزِلُوني (2) عن شيء سمعتُه من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-» (3) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(السِّواد) السِّواد، بكسر السين: السِّرار، تقول: ساوَدْتُه مساوَدَةً وسِواداً، فكأنه من إدناء سوادِك من سوَاده، وهو الشخص.
__________
(1) قال الحافظ في " الفتح " 8 / 543: وفي رواية سفيان، فقرأت: {والليل إذا يغشى. والنهار إذا تجلى. والذكر والأنثى} وهذا صريح في أن ابن مسعود كان يقرؤها كذلك، وفي رواية إسرائيل عن مغيرة {والليل إذا يغشى. والذكر والأنثى} بحذف {والنهار إذا تجلى} كذا في رواية أبي ذر، وأثبتها الباقون.
(2) وفي رواية عند البخاري ومسلم: وهؤلاء يريدونني على أن اقرأ {وما خلق الذكر والأنثى} والله لا أتابعهم، قال الحافظ في " الفتح " 8 / 543: هذه القراءة لم تنقل إلا عمن ذكر هنا، ومن عداهم قرؤوا {وما خلق الذكر والأنثى} وعليه استقر الأمر، مع قوة إسناد ذلك إلى أبي الدرداء ومن ذكر معه، ولعل هذا ممن نسخت تلاوته، ولم يبلغ النسخ أبا الدرداء ومن ذكر معه، والعجب من نقل الحفاظ من الكوفيين هذه القراءة عن علقمة وعن ابن مسعود، وإليهما تنتهي القراءة بالكوفة، ثم لم يقرأ بها أحد منهم، وكذا أهل الشام حملوا القراءة عن أبي الدرداء، ولم يقرأ أحد منهم بهذا، فهذا مما يقوي أن التلاوة بها نسخت.
(3) رواه البخاري 7 / 71 - 73 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب مناقب عمار وحذيفة رضي الله عنهما، ومناقب عبد الله بن مسعود، وفي بدء الخلق، باب صفة إبليس وجنوده، وفي الاستئذان، باب من ألقى له وسادة، وأخرج مسلم الجزء الذي يتعلق بالقراءة فقط رقم (824) في صلاة المسافرين، باب ما يتعلق بالقراءات، ورواه الترمذي أيضاً بمثل رواية مسلم (2940) في القراءات، باب ومن سورة الليل.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: تقدم تخريجه.
قلت: ولا يروي علقمة عن أبي الدرداء في الأصول غير هذا الحديث.(8/570)
6381 - (ت) خيثمة بن أبي سَبرة - رحمه الله - قال: «أتيتُ المدينة فسألت الله أن يُيَسِّر لي جليساً صالحاً، فيسَّرَ لي أبا هريرة، فجلستُ إليه، فقلت له: إني سألتُ الله أن يُيَسِّر لي جليساً صالحاً، فَوُفِّقْتَ لِي، فقال لي: من أين أنتَ؟ قلت: من أهل الكوفة، جئتُ ألتمس الخيرَ وأطلُبه، فقال: [ص:572] أليس فيكم سعدُ بنُ مالك مُجابُ الدعوة؟ وابنُ مسعود، صاحبُ طَهورِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ونعليه؟ وحذيفةُ، صاحبُ سِرِّ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-؟ وعَمَّارُ الذي أجاره الله من الشيطان على لسان نبيِّه؟ وسَلْمَانُ، صاحبُ الكتابين؟ قال قتادة: والكتابان: الإنجيل والقرآن» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3813) في المناقب، باب مناقب عبد الله بن مسعود، وإسناده حسن، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن: أخرجه الترمذي (3811) قال: حدثنا الجراح بن مخلد البصري. قال: حدثنا معاذ بن هشام. قال: حدثني أبي، عن قتادة، عن خيثمة بن أبي سبرة، فذكره.(8/571)
6382 - (ت) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «رَحِمَ الله أبا بكر، زوَّجني ابنتَه، وَحَمَلَني إلى دار الهجرة، وصحبني في الغار، وأَعتَقَ بلالاً من ماله، رحم الله عمر، يقول الحق وإن كان مُرّاً، تَرَكه الحقُّ [وما له من صديق] ، رحم الله عثمان، تَسْتَحِي منه الملائكة، رحم الله علياً، اللهم أَدِرِ الحقَّ معه حيث دار» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3715) في المناقب، باب مناقب علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وإسناده ضعيف، وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه الترمذي (3714) قال:حدثنا أبو الخطاب زياد بن يحيى البصري، قال: حدثنا أبو عتاب سهل بن حماد،قال:حدثنا المختار بن نافع،قال: حدثنا أبو حيان التيمي، عن أبيه، فذكره.
(*) قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. والمختار بن نافع شيخ بصري كثير الغرائب. وأبو حيان التيمي اسمه يحيى بن سعيد بن حيان التيمي، كوفي، ثقة.(8/572)
6383 - (ت) حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه - قال: «كُنَّا جلوساً عند النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، فقال: إني لا أدري ما قَدْرُ بقائي فيكم، فَاقتَدُوا باللَّذَين من بعدي، وأشار إلى أبي بكر وعمرَ، واهتدوا بهدي عَمَّار، وما حدَّثكم [ص:573] ابنُ مسعود فصدِّقوه» أخرجه الترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الهدي) : السَّمْت والطريقة والسِّيرة.
__________
(1) رقم (3804) في المناقب، باب في مناقب عمار بن ياسر رضي الله عنه، ورواه أحمد في " المسند " 5 / 385 و 399 و 402، والحاكم 3 / 75، وقال الترمذي: هذا حديث حسن، وهو كما قال.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1- أخرجه الحميدي (449) وأحمد (5/382) قالا: حدثنا سفيان بن عيينة عن زائدة. والترمذي (3662) قال: حدثنا الحسن بن الصباح البزار، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن زائدة. (ح) وحدثنا أحمد بن منيع، وغير واحد قالوا: حدثنا سفيان بن عيينة. كلاهما - زائدة، وسفيان - عن عبد الملك بن عمير.
2- وأخرجه أحمد (5/385و402) قال: حدثنا وكيع. وابن ماجة (97) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا وكيع. (ح) وحدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا مؤمل. والترمذي (تحفة الأحوذي) (4/345) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا وكيع.
كلاهما - وكيع، ومؤمل - قالا: حدثنا سفيان، عن عبد الملك بن عمير، عن مولى لربعي بن خراش.
3- وأخرجه الترمذي (3663) قال: حدثنا سعيد بن يحيى بن سعيد بن الأموي، قال حدثنا وكيع، وابن سالم أبي العلاء المرادي، عن عمرو بن هرم..
ثلاثتهم - عبد الملك، ومولى ربعي، وعمرو - عن ربعي، فذكره.
(*) وأخرجه أحمد (5/399) قال: حدثنا محمد بن عبيد، قال: حدثنا سالم المرادي، عن عمرو بن هرم الأزدي، عن أبي عبد الله، وربعي بن حراش، عن حذيفة، به.
(*) زاد مولى ربعي، وعمرو: إني لست أدري ما قدر بقائي فيكم.
(*) قال الترمذي: هذا حديث حسن. وكان سفيان بن عيينة يدلس في هذا الحديث، فربما ذكره عن زائدة، عن عبد الملك بن عمير، وربما لم يذكر فيه عن زائدة.(8/572)
6384 - (ت) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «اقْتَدُوا بالَّلذَيْن من بعدي من أصحابي: أبي بكر وعمر، واهْتَدُوا بِهَدْي عَمَّار، وتَمَسَّكُوا بعهدِ ابنِ مسعود» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3807) في المناقب، باب مناقب عبد الله بن مسعود، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 5 / 399 من حديث حذيفة وهو حديث حسن كما قال الترمذي.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (3805) قال:حدثنا إبراهيم بن إسماعيل بن يحيى بن سلمة بن كهيل، قال: حدثني أبي، عن أبيه،عن سلمة بن كهيل، عن أبي الزعراء، فذكره.
(*) قال الترمذي:هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، من حديث ابن مسعود لا نعرفه إلا من حديث يحيى بن سلمة بن كهيل، ويحيى بن سلمة يضعف في الحديث، وأبو الزعراء اسمه عبد الله بن هانئ.(8/573)
نوعٌ رابع
6385 - (د) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «أُرِيَ الليلةَ رَجُل صَالح، كأنَّ أبا بكر نِيطَ برسول الله، ونيط عمر بأبي بكر، ونيط عثمان بعمر، قال جابر: فلما قُمنا من عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، قلنا: أمَّا الرجلُ الصالحُ، فرسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، وأما نَوْطُ بعضهم ببعض، فهم وُلاةُ الأمر الذي بعث الله به نبيّه - صلى الله عليه وسلم-» أخرجه أبو داود (1) . [ص:574]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(نيط) نُطت هذا الأمر بفلان: أي علّقتُه به وضممتُه إليه.
__________
(1) رقم (4636) في السنة، باب في الخلفاء من حديث الزهري عن عمرو بن أبان بن عثمان عن جابر، وعمرو بن أبان لم يوثقه غير ابن حبان وباقي رجاله ثقات. قال الحافظ في " التهذيب ": قال ابن حبان: روى عن جابر ولا أدري أسمع منه أم لا، وقال أبو داود: ورواه يونس وشعيب ولم يذكرا عمرو بن أبان، قال المنذري: فعلى هذا فالإسناد منقطع لأن الزهري لم يسمع من جابر.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (3/355) قال: حدثنا يزيد بن عبد ربه. وأبو داود (4636) قال: حدثنا عمرو بن عثمان.
كلاهما - يزيد، وعمرو - قالا: حدثنا محمد بن حرب، عن الزبيدي، عن ابن شهاب، عن عمرو بن أبان بن عثمان، فذكره.(8/573)
6386 - (ت د) أبو بكرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال ذاتَ يوم: «مَن رأى الليلةَ رُؤْيا؟ فقال رجل: أنا، رأيتُ كأنَّ ميزاناً أُنزلَ من السماء، فَوُزِنْتَ أَنتَ وأبو بكر، فرَجَحْتَ أنتَ بأبي بكر، وَوُزِنَ عمرُ وأبو بكر، فرجحَ أبو بكر بعمرَ، وَوُزِنَ عمرُ بعثمان فرجح عمرُ بعثمانَ، ثم رُفعَ الميزان، قال: فرأينا الكراهيةَ في وجه النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-» أخرجه أبو داود والترمذي (1) .
وفي أخرى لأبي داود إلى قوله «ثم رفع الميزان» ، ثم قال: «فَاسْتاءَ لها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يعني: فساءه ذلك - فقال: خِلافةُ نُبُوَّة، ثم يؤتي الله عزَّ وجلَّ المُلْكَ مَن يشاء» (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فاستاء لها) استاء لهذا الأمر، أي: ساءه وحزنه، وهو افتعل من السوء، وقد جاء في بعض الحديث قال: «فاستالها» أي: أوَّلها، والوجه الأول.
__________
(1) رواه أبو داود رقم (4634) في السنة، باب في الخلفاء، والترمذي رقم (2288) في الرؤيا، باب ما جاء في رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم في الميزان والدلو، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال.
(2) رواه أبو داود رقم (4635) في السنة، باب في الخلفاء، وإسناده ضعيف.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (4634) قال:حدثنا محمد بن المثنى. والترمذي (2287) قال:حدثنا محمد بن بشار. والنسائي في فضائل الصحابة (33) قال: أخبرنا محمد بن بشار.
كلاهما - ابن المثنى،وابن بشار - عن محمد بن عبد الله الأنصاري، قال: حدثنا أشعث، عن الحسن، فذكره. قلت: والرواية الثانية:
أخرجها أحمد (5/44) قال:حدثنا عبد الصمد. وفي (5/50) قال:حدثنا عفان. وفي (5/50) قال أبو عبد الرحمن: وجدت هذا الأحاديث في كتاب أبي بخط يده حدثنا هوذة بن خليفة. وأبو داود (4635) قال:حدثنا موسى بن إسماعيل.
أربعتهم - عبد الصمد، وعفان، وهوذة،وموسى - عن حماد بن سلمة، قال: حدثنا علي بن زيد، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة،فذكره.(8/574)
6387 - (د) سمرة بن جندب - رضي الله عنه - أن رجلاً قال: «يا رسولَ الله، رأيتُ كأنَّ دَلْواً دُلِّيَ من السماء، فجاء أبو بكر، فأَخذ بِعَراقِيْها، فشرب شُرْباً ضعيفاً، ثم جاء عمرُ، فأخذ بعراقِيْها، فشرب حتى تَضلَّعَ، ثم جاء عثمانُ، فأخذ بعراقِيْها، فشرب حتى تضلَّعَ، ثم جاء عليّ، فأخذ بعراقِيْها، فَانْتشُطِتْ، وانْتُضِح عليه منها شيء» أخرجه أبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(بعراقِيْها) عراقي الدلو: عُراها، وهي جمع عَرْقُوة.
(تضلع) شرب حتى تضلَّع، أي: حتى امتلأ رِيّاً.
(فانتشطت) الأنشوطة: العقدة، والانتشاط: انحلال العقدة، ومنه أنشطت عقال البعير: إذا حللته.
(انتضح) الانتضاح: رشاش الماء على الثوب ونحوه.
__________
(1) رقم (4637) في السنة، باب في الخلفاء، وفي سنده عبد الرحمن الجرمي الأزدي والد أشعث لم يوثقه غير ابن حبان وباقي رجاله ثقات، ورواه أيضاً أحمد في " المسند "، والضياء في " المختارة "، وذكره الحافظ في " الفتح " وسكت عليه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (5/21) قال:حدثنا عبد الصمد،وعفان. وأبو داود (4637) قال:حدثنا محمد بن المثنى. قال: حدثني عفان بن مسلم. كلاهما - عبد الصمد، وعفان - قالا:حدثنا حماد بن سلمة، قال: أخبرنا الأشعث بن عبد الرحمن الجرمي، عن أبيه، فذكره.(8/575)
6388 - (خ م) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم-: «رأيتُنِي دَخلْتُ الجنة، فإذا أنا بالرُّمَيْصَاءَ امرأةِ أبي طلحةَ، وسمعت خَشَفَة، فقلت: مَن هذا؟ فقالوا: هذا بلال، ورأيتُ قصراً بفِنائه [ص:576] جارية، فقلت: لمن هذا؟ فقالوا: لعمر بن الخطاب، فأردتُ أن أدخُلَه فأنظرَ إليه، فذكرتُ غيرتَك، [قال] : فولّيتُ مدبراً، فبكى عمرُ، وقال: أعليك أغارُ يا رسول الله؟» أخرجه البخاري ومسلم (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(خَشَفَة) الخَشَف، والخَشَفة: الصوت ليس بالعالي المرتفع، وقيل: الخَشْفَة - بالسكون - الصوت، وبالتحريك: الحركة.
__________
(1) رواه البخاري 12 / 366 في التعبير، باب القصر في المنام، وباب الوضوء في المنام، وفي بدء الخلق، باب صفة الجنة، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب مناقب عمر بن الخطاب، وفي النكاح، باب الغيرة، ومسلم رقم (2395) في فضائل الصحابة، باب من فضائل عمر رضي الله عنه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: تقدم تخريجه.(8/575)
6389 - (ت) بريدة - رضي الله عنه - قال: «أصْبح رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، فدعا بلالاً، فقال: [يا] بلال، بم سبقتني إلى الجنة؟ ما دخلتُ الجنة [قَطُّ] إلا سمعتُ خَشْخَشتك أمامي، دخلتُ البارحةَ، فسمعتُ خَشْخَشتك أمامي، فأتيتُ على قصر مُرَبَّع مشرِف من ذهب، فقلتُ: لمن هذا القصر؟ قالوا: لرجل من العرب، فقلتُ: أنا عربيّ، لمن هذا القصر؟ قالوا: لرجل من قريش، قلتُ: أنا قرشي، لمن هذا القصر؟ قالوا: لرجل من أُمَّةِ محمد، قلتُ: أنا محمَّد، لمن هذا القصر؟ قالوا: لعمرَ بنِ الخطاب، فقال بلال: يا رسول الله، ما أذّنتُ قَطُّ إلا صلَّيتُ ركعتين، وما أصابني [ص:577] حَدَث قَطُ إلا تَوضَّأتُ عنده (1) ، ورأيتُ أن لله عليَّ رَكْعتين، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: بهما» .
قال الترمذي: ومعنى قوله: «دخلتُ الجنة البارحةَ» ، يعني: رأيتُ في المنام كأني دخلتُ الجنةَ، هكذا روي في بعض الحديث. أخرجه الترمذي (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(خشخشتك) الخشخشة أيضاً: الصوت والحركة.
(مشرِف) بناء مشرِف: له شُرَف في أعلاه.
__________
(1) في نسخ الترمذي المطبوعة: عندها.
(2) رقم (3690) في المناقب، باب مناقب عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وإسناده حسن، وقال الترمذي: وهو هذا حديث حسن صحيح، وفي الباب عن جابر ومعاذ وأنس وأبي هريرة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن: أخرجه أحمد (5/354) قال: حدثنا زيد بن الحباب. وفي (5/360) قال: حدثنا علي بن الحسن - وهو ابن شقيق -والترمذي (3689) قال حدثنا الحسين بن حريث أبو عمار، قال: حدثنا علي بن الحسين بن واقد. وابن خزيمة (1209) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، قال: حدثنا علي بن الحسين بن شقيق. ثلاثتهم - زيد، وعلي بن الحسن، وعلي بن الحسين - عن الحسين بن واقد، قال: حدثنا عبد الله بن بريدة، فذكره.(8/576)
نوعٌ خامس
6390 - (ت) عبد الله بن شقيق - رحمه الله - قال: «قلتُ لعائشة: أيُّ أصحابِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- كان أحَبَّ إِلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-؟ قالت: أبو بكر، قلتُ: ثُمَّ مَن؟ قالت: عمرُ، قلتُ: ثُمَّ مَنْ؟ قالت: أبو عُبيدةَ بنُ الجراح، قلتُ: ثُمَّ مَن؟ فسكتت» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3658) و (3760) في المناقب، باب مناقب أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وباب مناقب أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (102) في المقدمة، وإسناده حسن، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن صحيح: أخرجه أحمد (6 /218) قال:حدثنا إسماعيل، ويزيد. وابن ماجة (102) قال:حدثنا حدثنا علي بن محمد قال:حدثنا أبو أسامة. والترمذي (3657) قال:حدثنا أحمد ابن إبراهيم الدورقي. قال:حدثنا إسماعيل بن إبراهيم. والنسائي في فضائل الصحابة (97) قال: أخبرنا عمران بن موسى، عن عبد الوارث.
أربعتهم - إسماعيل بن إبراهيم بن علية، ويزيد بن هارون، وأبو أسامة حماد بن أسامة، وعبد الوارث بن سعيد - عن الجريري، عن عبد الله بن شقيق، فذكره.(8/577)
6391 - (خ م ت) عمرو بن العاص - رضي الله عنه - «أَن رسول الله [ص:578] صلى الله عليه وسلم- بعثه على جيش ذاتِ السَّلاسِل، قال: فأتيتُه فقلتُ: أيُّ الناس أحبُّ إليك؟ قال: عائشةُ، فقلتُ: مِنَ الرجال؟ فقال: أبوها، قلتُ: ثم مَنْ؟ قال: عُمرُ بنُ الخطاب، فعدَّ رجالاً» .
زاد في رواية: قال: «فسكتُّ مخافةَ أن يجعلَني في آخرهم» .
وفي رواية قال: «قلتُ: لَسْتُ أسألكَ عن أهلك، إنما أسألُكَ عن أصحابك؟ قال: أبوها، قلتُ: ثم مَنْ؟ قال: عمرُ» (1) أخرجه البخاري ومسلم.
وأخرج الترمذي إلى قوله «أبوها» (2) .
__________
(1) هذه الرواية الأخيرة لم نجدها عند البخاري ومسلم والترمذي، ولعلها من زيادات الحميدي.
(2) رواه البخاري 7 / 19 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " لو كنت متخذاً خليلاً "، وفي المغازي، باب غزوة ذات السلاسل، ومسلم رقم (2384) في فضائل الصحابة، باب من فضائل أبي بكر رضي الله عنه، والترمذي رقم (3879) في المناقب، باب من فضل عائشة رضي الله عنها.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: تقدم تخريجه.(8/577)
6392 - (ت) أسامة بن زيد - رضي الله عنهما - قال: «كنتُ جالساً إذْ جاء عليّ والعباسُ يستأذنان، فقالا: يا أسامةُ، استأذِنْ لنا على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقلتُ: يا رسولَ الله، عليّ والعباسُ يستأذنان، قال: أتدري ما جاء بهما؟ قلتُ: لا، قال: لكني أدري، ائْذَن لهما، فدخلا، فقالا: يا رسولَ الله، جئناك نسألك: أيُّ أهْلِكَ أحبُّ إليك؟ قال: فاطمةُ بنتُ محمد، قالا: ما جئناك (1) نسألك عن أهلك، قال: أحبُّ أهلي إليَّ: مَن [قد] أنْعَمَ [ص:579] الله عليه وأنعمتُ عليه: أسامةُ بنُ زيد، قالا: ثم مَنْ؟ قال: [ثم] عليّ بن أبي طالب، فقال العباسُ: يا رسول الله جَعَلْتَ عمَّكَ آخرَهم، قال: إن علياً سبقَكَ بالهجرة» أخرجه الترمذي (2) .
__________
(1) في بعض النسخ الترمذي: جئناك.
(2) رقم (3821) في المناقب، باب مناقب أسامة بن زيد رضي الله عنهما، وقال الترمذي: هذا حديث حسن، وهو كما قال.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (3819) قال: حدثنا أحمد بن الحسن، قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا أبو عوانة، قال: حدثنا عمر بن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبيه، فذكره.(8/578)
6393 - (ت) بريدة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إن الله تبارك وتعالى أمرني بحُبِّ أربعة، وأخبرني أنه يُحِبُّهم، قيل: يا رسولَ الله سَمِّهِمْ لنا، قال: عليٌّ منهم - يقول ذلك ثلاثاً - وأبو ذر، والمقدادُ، وسلمانُ، أمرني بحبِّهم، وأَخبرني أنه يُحِبُّهم» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3720) في المناقب، باب مناقب علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (149) في المقدمة، والحاكم 3 / 130 وقال: صحيح على شرط مسلم، وتعقبه الذهبي فقال: ما خرج مسلم لأبي ربيعة، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث شريك.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (5/351) قال:حدثنا ابن نمير. وفي (5/356) قال:حدثنا أسود بن عامر. وابن ماجة (149) قال:حدثنا إسماعيل بن موسى، وسويد بن سعيد،والترمذي (3718) قال: حدثنا إسماعيل بن موسى الفزاري بن بنت السدي.
أربعتهم - ابن نمير، وأسود، وإسماعيل،وسويد - عن شريك، عن أبي ربيعة الإيادي، عن ابن بريدة، فذكره.
قلت:تقدم الكلام في أبي ربيعة الإيادي.(8/579)
نوعٌ سادس
6394 - (خ د ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: «كُنَّا نُخَيِّر [بين الناس] في زمانِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، نُخيِّر أبا بكر، ثم عمَر، ثم عثمانَ» أخرجه البخاري. وله في رواية قال: «كُنَّا زمنَ النبي - صلى الله عليه وسلم- لا نَعْدِلُ بأبي بكر أحداً، ثم عمر، ثم عثمان، ثم نتركُ أصحابَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، لا نُفاضل بينهم» . وأخرج أبو داود الثانية، ولأبي داود «كنا نقولُ ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم [ص:580] حَيّ: أَفْضَلَ أُمَّةِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- بعدَهُ: أبو بكر، ثم عمرُ، ثم عثمان» . وفي رواية الترمذي «كنا نقول ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- حي: أبو بكر، وعمرُ، وعثمانُ» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 7 / 14 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب فضل أبي بكر بعد النبي صلى الله عليه وسلم، وباب مناقب عثمان بن عفان، وأبو داود رقم (4627) و (4628) في السنة، باب في التفضيل، والترمذي رقم (3707) في المناقب، باب مناقب عثمان بن عفان رضي الله عنه، وانظر " الفتح " في شرح هذا الحديث 7 / 14 و 15.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: ورواية يحيى بن سعيد «كنا نخير بين الناس في زمن النبي -صلى الله عليه وسلم-، فنخير أبا بكر، ثم عمر بن الخطاب، ثم عثمان بن عفان، رضي الله عنهم» .
ورواية الحارث بن عمير: «كنا نقول ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- حي: أبو بكر، وعمر، وعثمان» .
أخرجه البخاري (5/5) قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله، قال: حدثنا سليمان، عن يحيى بن سعيد. وفي (5/18) قال: حدثني محمد بن حاتم بن بزيع، قال: حدثنا شاذان، قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون، عن عبيد الله. وأبو داود (4627) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا أسود بن عامر، قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي سلمة، عن عبيد الله. والترمذي (3707) قال: حدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي، قال: حدثنا العلاء بن عبد الجابر قال: حدثنا الحارث بن عمير، عن عبيد الله بن عمر.
كلاهما - يحيى بن سعيد الأنصاري، وعبيد الله - عن نافع، فذكره.(8/579)
نوعٌ سابع
6395 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «نِعْمَ الرجلُ أبو بكر، نعم الرَّجُلُ عُمَرُ، نعم الرجل أبو عبيدةَ بنُ الجراح، نعم الرجل أُسَيْدُ ابنُ حُضَيْر، نعم الرجلُ ثابتُ بنُ قيس بن شمَّاس، نعم الرجل مُعاذُ بنُ جبل، نعم الرجل معاذ بن عمرو بن الجَموح» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3797) في المناقب، باب مناقب معاذ وزيد وأبي بن كعب وأبي عبيدة رضي الله عنهم، وإسناده حسن، وقال الترمذي: هذا حديث حسن إنما نعرفه من حديث سهيل، يعني سهيل ابن أبي صالح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن صحيح: أخرجه أحمد (2/419) قال: حدثنا قتيبة. قال:حدثنا عبد العزيز. والبخاري في الأب المفرد (337) قال:حدثنا عبد العزيز بن عبد الله، قال: حدثني عبد العزيز بن أبي حازم. والترمذي (3795) قال:حدثنا قتيبة. قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد. والنسائي في فضائل الصحابة (261) قال: أخبرنا عبيد الله بن سعيد. قال:حدثنا عبد الرحمن،.قال:حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم..وفي (139) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن عمار. قال:حدثنا معافى بن عمران، عن سليمان بن بلال. ثلاثتهم - عبد العزيز بن محمد، وعبد العزيز بن أبي حازم، وسليمان بن بلال - عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، فذكره
(*) زاد في رواية عبد العزيز بن عبد الله، عن عبد العزيز بن أبي حازم: « ... قال: وبئس الرجل فلان. وبئس الرجل فلان» حتى عد سبعة.
(*) في رواية عبد الرحمن:عن عبد العزيز بن أبي حازم: « ... نعم الرجل سهل بن بيضاء.» . قال عبد الرحمن: كذا قال: سهل بن بيضاء.(8/580)
6396 - (ت) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إن كلَّ نَبيّ أُعطيَ سبعةَ نُجَبَاءَ رفقاء - أو [قال] : رُقَبَاءَ - وأعطيتُ أنا أربعةَ عَشَرَ، قلنا: مَنْ هم؟ قال: أنا، وابنايَ، وجعفر، وحمزةُ، [ص:581] وأبو بكر، وعمرُ، ومُصْعَب بنُ عُمَير، وبلال، وسلمانُ، وعمارُ بنُ ياسر، وعبد الله بنُ مسعود، [وأبو ذر، والمقداد] » أخرجه الترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(نجباء) النجباء: جمع نجيب، وهو الكريم من الرجال، المختار. (رقباء) الرقباء جمع رقيب، وهو الحافظ.
__________
(1) رقم (3787) في المناقب، باب مناقب الحسن والحسين ابني علي ابن أبي طالب رضي الله عنهم، وفي سنده كثير بن إسماعيل النواء وهو ضعيف، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، وقد روي هذا الحديث عن علي موقوفاً.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه الترمذي (3785) قال: حدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان، عن كثير النواء، عن أبي إدريس، عن المسيب بن نجبة، فذكره.
قلت: كثير النواء، ضعفوه، قال الترمذي: وقد روي هذا الحديث عن علي موقوفا.(8/580)
6397 - (خ) عمار بن ياسر - رضي الله عنه - قال: «رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وما معه إلا خمسة أعْبُد وامرأتان وأبو بكر» أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) 7 / 17 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " لو كنت متخذاً خليلاً "، وباب إسلام أبي بكر الصديق رضي الله عنه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (5/5) قال:حدثني أحمد بن أبي الطيب،وفي (5/58) قال:حدثني عبد الله بن جاد الآملي،قال:حدثني يحيى بن معين.
كلاهما- أحمد، وابن معين - عن إسماعيل بن مجالد، عن بيان بن بشر، عن وبرة بن عبد الرحمن، عن همام بن الحارث، فذكره.(8/581)
6398 - (م) عائذ بن عمرو (1) «أن أبا سفيان أتى على سلمانَ وصهيب وبلال في نَفَر بالمدينة، فقالوا: ما أخذَتْ سُيوفُ الله من عُنُقِ عَدُوِّ الله مأخذها، فقال أبو بكر: أتقولون هذا لشيخِ قريش وسيِّدِهم؟ فأتى أبو بكر النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-، فأخبره، فقال: يا أبا بكر لعلَّك أغضبتَهم، لئن كنتَ أغضبتَهم لقد أغضبتَ ربك، فأتاهم أبو بكر، فقال: يا إِخْوَتَاه أغضبتُكم؟ قالوا: لا، ثم قالوا: يغفر الله لَكَ يا أخي» . [ص:582] أخرجه مسلم (2) .
__________
(1) في المطبوع: عائذ الله بن عبد الله بن عمرو، وهو خطأ.
(2) رقم (2504) في فضائل الصحابة، باب من فضائل سلمان وصهيب وبلال رضي الله عنهم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (5/64) قال: حدثنا مهنى بن عبد الحميد أبو شبل، وحسن - يعني ابن موسى -. وفي (5/65) قال: حدثنا هدبة. وفي (5/65) قال: حدثنا عفان. ومسلم (7/173) قال: حدثنا محمد بن حاتم، قال: حدثنا بهز. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (5057) عن إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، وأبي محمد، وإسحاق بن يعقوب بن إسحاق البغدادي، كلاهما عن عفان.
خمستهم - مهنى، وحسن، وهدبة، وعفان، وبهز - قالوا: حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن معاوية بن قرة، فذكره.(8/581)
6399 - (خ م) أبو موسى الأشعري (1) - رضي الله عنه - قال: «كنتُ عندَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، وهو نازل بالجِعْرَانة، بين مكة والمدينة، ومعه بلال، فأتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- أعرابيّ، فقال: ألا تُنْجِزُ لي يا محمد ما وعدتني؟ فقال له: أبشرْ، فقال: قد أكثرتَ عليَّ من «أبشِرْ» ، فأقبلَ عَليَّ وعلى بلال كهيئة الغضبان، فقال: إن هذا رَدَّ البشرى، فاقْبَلا أنتما، فقلنا: قَبِلنا، ثم دعا بقدح فيه ماء، فغسل وجهه ويديه وفيه، ومَجَّ فيه، ثم قال: اشربا، وأَفْرِغا على وُجوهِكما ونُحُورِكما، وأبْشِرَا، فأخذنا القدح، ففعلنا، فنادت أمُّ سَلمة من وراء السِّتْر: أن أفْضِلا لأُمِّكما في إنائكما، فأفضلنا لها منه طائفة» أخرجه البخاري ومسلم (2) .
__________
(1) في المطبوع: علي بن أبي طالب، وهو خطأ.
(2) رواه البخاري 8 / 37 في المغازي، باب غزوة الطائف، ومسلم رقم (2497) في فضائل الصحابة، باب من فضائل أبي موسى وأبي عامر الأشعريين رضي الله عنهما.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (1/60 و5/199) قال:حدثنا محمد بن العلاء. ومسلم (7/169) قال: حدثنا أبو عامر الأشعري، وأبو كريب.
كلاهما - محمد بن العلاء، وأبو كريب، وأبو عامر الأشعري - قالا: حدثنا أبو أسامة، عن بريد بن عبد الله، عن أبي بردة، فذكره.(8/582)
6400 - (خ) أنس بن مالك - رضي الله عنه - «أن رَجُلَيْن من أصحاب النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- خرجا من عند النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- في ليلة مُظْلِمة، ومعهما مثل المصباحين [يُضيئان] بين أيديهما، فلما افترقا صار مع كل واحد منهما واحد، حتى أتى أهلَه» . [ص:583]
وفي رواية قال: «كان أُسَيْدُ بنُ حُضَير وعَبَّادُ بنُ بِشْر عند النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، فخرجا في ليلة مظلمة، فإذا نُور بين أيديهما ... » وذكر نحوه. أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) 1 / 463 في المساجد، باب إدخال البعير في المسجد، وفي الأنبياء، باب سؤال المشركين أن يريهم النبي صلى الله عليه وسلم انشقاق القمر، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب منقبة أسيد بن حضير وعباد بن بشر.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (3/190) قال: حدثنا بهز بن أسد. وفي (3/272) قال: حدثنا عفان. والنسائي في فضائل الصحابة (141) قال: أخبرنا أبو بكر بن نافع، قال: حدثنا بهز.
كلاهما - بهز، وعفان - قالا: حدثنا حماد بن سلمة.
2- وأخرجه أحمد (3/137) ، وعبد بن حميد (1244) كلاهما عن عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر.
كلاهما - حماد، ومعمر - عن ثابت، فذكره.
وعن قتادة، قال: حدثنا أنس: «أن رجلين من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- خرجا من عند النبي -صلى الله عليه وسلم- في ليلة مظلمة» . أخرجه البخاري (1/125 و4/251) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا معاذ، قال: حدثني أبي وفي (5/44) قال: حدثنا علي بن مسلم، قال: حدثنا حبان بن هلال، قال: حدثنا همام. كلاهما- هشام، وهمام - عن قتادة، فذكره.(8/582)
6401 - (م) ابن أبي مُليكة - رضي الله عنه - قال: «سمعتُ عائشةَ وَسُئِلَت: مَن كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- مُسْتَخْلِفاً لو استخلف؟ قالت: أبو بكر، فقيل لها: ثم مَنْ بعد أبي بكر؟ قالتْ: عمر، قيل لها: مَنْ بعد عمر؟ قالت: أبو عبيدة بن الجراح، ثم انتهت إلى هذا» أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (2385) في فضائل الصحابة، باب من فضائل أبي بكر رضي الله عنه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: تقدم تخريجه.(8/583)
6402 - (خ) سعد بن عبيدة - رحمه الله - قال: «جاء رجل إلى ابنِ عمر، فسأله عن عثمان، فذكر مَحَاسِنَ عمله، فقال: لعلَّ ذاك يَسوؤُكَ؟ قال: نعم، قال: فأرغم الله أنفك، ثم سأله عن عليّ؟ فذكر محاسن عمله، قال: هو ذاك، بيتُه أوسط بيوتِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، قال: لعل ذاكَ يَسوؤُك؟ قال: أجل، قال: فأرغم الله أنفك، انطلق فَاجْهَدْ عَلَيَّ جَهْدَكَ» أخرجه البخاري (1) . [ص:584]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فأرغم الله أنفك) أي: أهانك وأذلك، وأصله من الرّغام، وهو التراب، كأنه ألصق أنفه بالتراب.
__________
(1) 7 / 58 و 59 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب مناقب علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (5/23) قال: ثنا محمد بن رافع، قال: ثنا حسين، عن زائدة، عن أبي حصين، عن سعد بن عبيدة، فذكره.(8/583)
الفرع الثاني: في فضائلهم على الانفراد، بذكر أسمائهم، وفيه قسمان
القسم الأول: في الرجال، وأولهم:
أبو بكر الصِّدِّيق - رضي الله عنه-
6403 - (ت) عائشة - رضي الله عنها - قالت: «دخلَ أبو بكر [الصدِّيق] على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: أبْشِرْ، فأنت عَتيق الله من النار، قلت: فمن يومئذ سُمّي عتيقاً» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3679) في المناقب، باب مناقب أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وإسناده ضعيف، وقال الترمذي: هذا حديث غريب. أقول: لكن للحديث شواهد بمعناه يرقى بها، ذكر بعضها الهيثمي في " مجمع الزوائد " 9 / 40 و 41.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه الترمذي (3679) قال:حدثنا الأنصاري،قال:حدثنا معن. قال:حدثنا إسحاق بن يحيى بن طلحة، عن عمه إسحاق بن طلحة، فذكره.
(*) قال الترمذي: هذا حديث غريب.
قلت: إسحاق بن يحيى بن طلحة، ضعفوه. التقريب (1/62) .(8/584)
6404 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «أتاني جبريلُ، فأخذَ بيدي، فأراني بابَ الجنة الذي تدخل منه [ص:585] أُمَّتي، فقال أبو بكر: يا رسولَ الله، وَدِدْتُ أني كنتُ مَعَكَ حتى أَنظر إِليه، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: أمَا إِنَّك يا أبا بكر أولُ من يدخل الجنة من أُمَّتي» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (4652) في السنة، باب في الخلفاء، وإسناده ضعيف.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه أبو داود (4652) قال: حدثنا هناد بن السري، عن عبد الرحمن بن محمد المحاربي، عن عبد السلام بن حرب، عن أبي خالد الدالاني، عن أبي خالد مولى آل جعدة، فذكره.
قلت: أبو خالد مولى آل جعدة، مجهول، والراوي عنه أبو خالد يزيد بن عبد الرحمن يخطئ كثيرا ويدلس وقد عنعن.(8/584)
6405 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «ما لأحد عندنا يَد إلا وقد كافأْناه، ما خلا أبو بكر، فإن له عندنا يداً يُكافئُه الله بها يوم القيامة، وما نفعني مالُ أحد قطُّ ما نفعني مالُ أبي بكر، ولو كنتُ مُتَّخِذاً خليلاً من الناس لاتَّخَذْتُ أبا بكر خليلاً، ألا وإنَّ صاحبكم خليلُ الله» أخرجه الترمذي (1) .
وزاد رزين «وما عرضتُ الإسلام على أحد إلا كانت له كَبْوَة، إلا أبو بكر، فإنه لم يَتَلَعْثَم في قوله» (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(كبوة) كبا الفرس يكبو: إذا خرّ لوجهه، والمراد: أن أبا بكر رضي الله عنه لم يتوقف في تصديقه النبي - صلى الله عليه وسلم- كما يجري للعاثر، إنما بادر إلى التصديق. [ص:586]
(التلعثم) : التردُّد في القول والفعل والتَّتعتع فيه، وهو قريب من الكبْوة في الاستعارة.
(لو كنت متخذاً خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً) قد ذكرنا معنى الخَلَّة (*) وأنها من المودَّة، وقيل: هو من تخللها القلب، أي دخولها فيه، والمقصود من الحديث: أن الخَلَّة تلزم فضل مراعاة للخليل، وقيام بحقه، واشتغال القلب بأمره، فأخبر- صلى الله عليه وسلم- أنه ليس عنده فضلٌ مع خَلَّة الحق للخلق، لاشتغال قلبه بمحبة الله سبحانه، فلا يحتمل مَيْلاً إلى غيره.
__________
(1) رقم (3662) في المناقب، باب مناقب أبي بكر رضي الله عنه، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، وهو كما قال، فإنه حسن بشواهده، وقد ذكره الحافظ في " الفتح " وسكت عليه.
(2) ورواه بمعناه الديلمي في " مسند الفردوس " عن ابن مسعود رضي الله عنه.
(*) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة:
"الخلة هي أعلى مراتب المحبة، وقد ذكرابن القيم في مدارج السالكين 3 / 27: "مراتب المحبة" وجعلها عشرة وذكر أن الخلة أعلاها.
والخلة هي التي انفرد بها الخليلان محمد وإبراهيم عليهم الصلاة والسلام.
لكن المؤلف هنا أثبت محبة نبينا صلى الله عليه وسلم لله تعالى ولم يثبت محبة الله وخلته لنبيه صلى الله عليه وسلم وهي الأهم والنص جاء لبيانها.
والله تعالى يُحِب ويُحَب كما قال تعالى: {يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} (54) سورة المائدة.
والله أعلم. "
[الشيخ عبد الرحمن بن صالح السديس]
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه الترمذي (3661) قال: حدثنا علي بن الحسن الكوفي. قال: حدثنا محبوب بن محرز القواريري، عن داود بن يزيد الأودي، عن أبيه. فذكره.(8/585)
6406 - (خ م ت) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: «خَطَب النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-، وقال: إن الله عز وجل خَيَّرَ عبداً بين الدنيا، وبين ما عندَه، فاختار ذلك العبدُ ما عندَه، قال: فبكى أبو بكر، فَعَجِبْنَا لبكائه أن يُخبِر رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عن عبد خُيِّرَ، فكان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- هو المُخَيَّرُ، وكان أبو بكر هو أعلمنا، وقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: إن مِن أَمَنِّ الناس عليَّ في صحبته وماله أبا بكر، ولو كنتُ مُتخذاً خليلاً غير ربي لاتخذتُ أبا بكر خليلا، ولكن أُخُوَّة الإسلام ومودَّتُه، لا يبقينَّ في المسجد باب إِلا سُدَّ، إلا بابَ أبي بكر» أخرجه البخاري ومسلم.
وعند الترمذي «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- جلس على المنبر، فقال: إِن عبداً خيَّره الله بين أن يؤتيه [من] زَهرة الدنيا ما شاء، وبين ما عندَه، فاختار ما عنده، [ص:587] فقال أبو بكر: فديناك يا رسولَ الله بآبائنا وأمَّهَاتنا، قال: فَعَجِبنَا، فقال الناسُ: انظروا إِلى هذا الشيخ، يخبِر رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عن عبد خيَّره الله بين أن يؤتيه [من] زهرة الدنيا ما شاء، وبين ما عنده، وهو يقول: فديناك بآبائنا وأُمَّهاتنا، قال: فكان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- هو المُخَيَّر، وكان أبو بكر هو أعلمنا به، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: مِن أمَنِّ الناس عليَّ في صحبته وماله أبو بكر، ولو كنتُ متَّخذاً خليلاً لاتَّخذتُ أبا بكر [خليلاً] ، ولكنْ أَخُوَّةُ الإسلام، لا تبقينَّ في المسجد خوخة إلا خوخة أبي بكر» .
وفي رواية مسلم «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- جلس على المنبر، فقال: عبد خيَّره الله بين أن يؤتيه زهرة الدنيا، وبين ما عنده [فاختار ما عنده] : فبكى أبو بكر وبكى، فقال: فديناك بآبائنا وأُمَّهاتنا، قال: فكان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- هو المخيَّرُ، وكان أبو بكر أعلمنا به، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: مِنْ أمَنِّ الناس عليَّ في ماله وصُحْبَتِه أبو بكر، ولو كنتُ متخذاً خليلاً، لاتَّخذتُ أبا بكر خليلاً، ولكنْ أُخُوةُ الإسلام، لا تَبقينَّ في المسجد خوخة إِلا خوخةَ أبي بكر» (1) . [ص:588]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(زهرة الدنيا) : زينتها ومتاعها، وما هو محبوب إلى النفوس من موجوداتها.
(الخوخة) : مَنْفَذ يكون بين منزلين يجعل عليه باب.
__________
(1) رواه البخاري 7 / 10 و 11 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " سدوا الأبواب إلا باب أبي بكر "، وباب هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، وفي المساجد، باب الخوخة والممر في المسجد، ومسلم رقم (2382) في فضائل الصحابة، باب من فضائل أبي بكر رضي الله عنه، والترمذي رقم (3661) في المناقب، باب مناقب أبي بكر الصديق رضي الله عنه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (3/18) قال: حدثناه سريج، قال: حدثنا فليح. والبخاري (5/73) قال: حدثنا إسماعيل بن عبد الله، قال: حدثني مالك. ومسلم (7/108) قال: حدثنا عبد الله بن جعفر بن يحيى بن خالد، قال: حدثنا معن، قال: حدثنا مالك. والترمذي (3660) قال: حدثنا أحمد بن الحسن، قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة. عن مالك بن أنس. والنسائي في فضائل الصحابة (2) قال: أخبرنا عبد الملك بن عبد الحميد، قال: حدثنا القعنبي، عن مالك.
كلاهما - فليح، ومالك - عن سالم أبي النضر، عن عبيد بن حنين، فذكره.
(*) أخرجه أحمد (3/18) قال: حدثنا يونس. ومسلم (7/9108 قال: حدثنا سعيد بن منصور.
كلاهما - يونس، وسعيد - عن فليح بن سليمان، وعن سالم أبي النضر، عن عبيد بن حنين، وبسر بن سعيد، عن أبي سعيد الخدري، فذكره.
(*) وأخرجه أحمد (3/18) . والبخاري (5/4 9 قال: حدثني عبد الله بن محمد.
كلاهما - أحمد، وعبد الله - قالا: حدثنا أبو عامر، قال: حدثنا فليح، عن سالم أبي النضر، عن بسر بن سعيد، عن أبي سعيد، فذكره.
(*) أخرجه البخاري (1/126) قال: حدثنا محمد بن سنان، قال: حدثنا فليح، قال: حدثنا أبو النضر، عن عبيد بن حنين، عن بسر بن سعيد، عن أبي سعيد الخدري، فذكره.
(*) قال ابن حجر: قال ابن السكن في روايته عن الفربري: قال البخاري: هكذا حدث به محمد بن سنان ابن فليح، وهو خطأ، وإنما هو عن عبيد بن حنين، وعن بسر بن سعيد. يعني بواو العطف: «النكت الظراف» (4145) . وهدي الساري صفحة (349) وانظر للمزيد «تحفة الأشراف» . (4145) .(8/586)
6407 - (ت) [سعيد] بن أبي المعلى - رحمه الله - عن أبيه «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- خطب يوماً، فقال: إن رجلاً خيَّرهُ ربُّه بين أن يعيشَ في الدنيا ما شاء أن يعيشَ، ويأكلَ في الدنيا ما شاءَ أن يأْكلَ، وبين لِقَاءِ رَبِّه، فاختار لقاء رَبِّه، [قال] : فبكى أبو بكر، فقال أصحابُ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-: ألا تعجَبون من هذا الشيخ إذ ذكر النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- رجلاً صالحاً خيَّره الله بين الدنيا ولقاء ربِّه؟ فاختار لقاءَ ربه، قال: فكان أبو بكر أعلمهم بما قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-، فقال أبو بكر: بل نَفْديك بآبائنا وأموالنا، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: ما من الناس أحد أَمَنَّ إلينا في صحبته وذات يده من ابن أبي قُحافة، ولو كنتُ متخذاً خليلاً لاتخذتُ ابنَ أبي قُحَافة خليلاً، ولكن وُدٌّ وَإخَاءُ إيمان - مرتين أو ثلاثاًَ - وإن صاحبَكم خليلُ الله عز وجل» .
أخرجه الترمذي (1) وقال: ومعنى قوله: «أمَنَّ إلينا» يعني: أمَنَّ علينا
__________
(1) رقم (3660) في المناقب، باب مناقب أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وهو حديث حسن بشواهده، منها الذي قبله، وقال الترمذي: هذا حديث حسن، وفي الباب عن أبي سعيد، يريد به الحديث الذي قبله.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/478) و (4/211) قال:حدثنا أبو الوليد هشام. والترمذي (3659) قال: حدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب.
كلاهما - أبو الوليد، وابن أبي الشوارب - قالا: حدثنا أبو عوانة، عن عبد الملك بن عمير،عن ابن أبي يعلى فذكره.(8/588)
6408 - (خ) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «لو كنتُ متخذاً من أُمَّتي خليلاً لاتَّخذتُ أبا بكر، ولكن أخي وصاحبي» وفي رواية «ولكنْ أُخُوةُ الإسلام أفضلُ» .
وفي أخرى قال: «خرج رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في مرضه الذي مات فيه عَاصباً رأسَه بخِرْقَة، فَقَعَدَ على المنبر، فَحَمِدَ الله وأثنى عليه، ثم قال: إنَّه ليس من الناس أحد أمَنَّ عليَّ في نفسه وماله من أبي بكر بن أبي قُحافة، ولو كنتُ مُتَّخِذاً من الناس خليلاً لاتَّخَذتُ أَبا بكر خليلاً، ولكن خَلَّة الإسلام أفضلُ، سُدُّوا عني كلَّ خوخة في هذا المسجد، غيرَ خوخة أبي بكر» .
وفي أخرى «أمَّا الذي قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: لو كنتُ مُتَّخِذاً من هذه الأمة خليلاً لاتَّخذتُه، ولكن خَلَّة الإسلام أفضلُ - أو قال: خير - فإنه أنزله أباً - أو قال: قضاه أباً - يعني الجدَّ» أخرجه البخاري (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(من أمَنّ الناس عليَّ) أي: أسمح بماله وأبذل له، ولم يُرِدْ به معنى الامتنان، لأن المنّة تُفسِدُ الصّنيعة، ولا مِنَّة لأحدٍ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، [ص:590] بل له المِنّة على الأمة قاطبة، والمنّ في كلام العرب: الإحسان إلى من تستثيبه، ومنه قوله تعالى: {ولا تمنُن تستكثر} [المدثر: 6] أي: لا تعط لتأخذ أكثر مما أعطيت.
__________
(1) 7 / 15 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " لو كنت متخذاً خليلاً "، وفي المساجد، باب الخوخة والممر في المسجد، وفي الفرائض، باب ميراث الجد مع الأب والإخوة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (1/270) (2432) قال: حدثنا إسحاق بن عيسى. والبخاري (1/126) قال: حدثنا عبد الله بن محمد الجعفي، قال: حدثنا وهب بن جرير. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (6277) عن عمرو بن علي، عن وهب بن جرير.
كلاهما - إسحاق، ووهب - قالا: حدثنا جرير، قال: سمعت يعلى بن حكيم، عن عكرمة، فذكره.(8/589)
6409 - (م ت) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «لو كنتُ متخذاً خليلاً لاتخذتُ أبا بكر خليلاً، ولكنَّه أخي وصاحبي، وقد اتخذ الله صاحبكم خليلاً» .
زاد بعضهم في أوله: «ألا إني أبْرَأ إلى [كُلِّ] خِلٍّ من خَلِّهِ» .
وفي أُخرى «ولو كنتُ مُتَّخذاً من أهل الأرض خليلاً لاتَّخذتُ ابن أبي قُحافة خليلاً، ولكن صاحبكم خليل الله عز وجل» . أخرجه مسلم، وأخرج الترمذي الرواية الأولى بالزيادة (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (2383) في فضائل الصحابة، باب مناقب أبي بكر الصديق رضي الله عنه، والترمذي رقم (3656) في المناقب، باب مناقب أبي بكر الصديق رضي الله عنه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه الحميدي (113) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (1/377) (3580) قال: حدثنا سفيان. وفي (1/389) (3689) و (1/433) (4121) قال: حدثنا وكيع. وفي (1/408) (3880) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أنبأنا سفيان. ومسلم (7/109) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو معاوية، ووكيع (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا جرير. (ح) وحدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان (ح) وحدثنا محمد بن عبد الله بن نمير،وأبو سعيد الأشج،قالا:حدثنا وكيع. وابن ماجة (93) قال: حدثنا علي بن محمد، قال:حدثنا وكيع. والنسائي في فضائل الصحابة (4) قال: أخبرنا عمرو بن علي، عن عبد الرحمن،قال: حدثنا سفيان.
خمستهم - سفيان بن عيينة، ووكيع، وسفيان الثوري، وأبو معاوية، وجرير - عن الأعمش عن عبد الله بن مرة.
2- وأخرجه أحمد (1/408) (3878) قال:حدثنا عبد الرزاق، قال: أنبأنا معمر. وفي (1/412) (3909) قال:حدثنا عفان، قال: حدثنا شعبة. وفي (1/434) (4136) قال:حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا سفيان. وفي (1/437) (4161) قال:حدثنا محمد بن جعفر،قال: حدثنا شعبة. وفي (1/454) (4355) قال:حدثنا أبو سعيد وابن جعفر،قالا:حدثنا شعبة. ومسلم (7/108) قال: حدثنا محمد بن المثنى،وابن بشار،قالا:حدثنا محمد بن جعفر،قال:حدثنا شعبة. وفي (7/109) قال:حدثنا محمد بن المثنى،وابن بشار، قالا:حدثنا عبد الرحمن، قال:حدثنا سفيان. والترمذي (3655) قال: حدثنا محمود بن غيلان،قال:حدثنا عبد الرزاق،قال: أخبرنا الثوري.
ثلاثتهم - معمر، وشعبة، وسفيان الثوري - عن أبي إسحاق.
3- وأخرجه أحمد (1/439) (4182) قال:حدثنا محمد بن جعفر، قال:حدثنا شعبة، عن إسماعيل بن رجاء. وفي (1/462) قال:حدثنا عفان،قال:حدثنا شعبة، عن إسماعيل بن رجاء. ومسلم (7/108) قال:حدثنا محمد بن بشار العبدي،قال:حدثنا محمد بن جعفر،قال:حدثنا شعبة، عن إسماعيل بن رجاء. وفي (7/109) قال:حدثنا عثمان بن أبي شيبة،وزهير بن حرب، وإسحاق بن إبراهيم،قال إسحاق: أخبرنا وقال الآخران: حدثنا جرير،عن مغيرة، عن واصل بن حيان. والنسائي في فضائل الصحابة (3) قال: أخبرنا أزهر بن جميل،قال:حدثنا خالد بن الحارث،قال:حدثنا شعبة، عن إسماعيل بن رجاء.
كلاهما - إسماعيل بن رجاء، وواصل بن حيان - عن عبد الله بن أبي الهذيل.
ثلاثتهم - عبد الله بن مرة، وأبو إسحاق،وعبد الله بن أبي الهذيل - عن أبي الأحوص، فذكره.
(*) في رواية عد الله بن مرة في أوله: «قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلا إني أبرأ إلى كل خلّ من خله.... الحديث» ..
(*) ورواية أبي إسحاق مختصرة على: «لو كانت متخذا من أمتي أحدا خليلا لاتخذت أبا بكر....» .
وعن ابن أبي مليكة، عن عبد الله،قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لو كنت متخذا خليلا لا تخذت ابن أبي قحافة خليلا» .
أخرجه مسلم (7/109) قال:حدثنا عبد بن حميد،قال: أخبرنا جعفر بن عون،قال: أخبرنا أبو عميس عن أبي أبي مليكة، فذكره.
جاء هذا الحديث في المطبوع من صحيح مسلم. ولم يذكره المزي في (تحفة الأشراف) ، ولا يوجد لابن أبي مليكة رواية عن ابن مسعود في الكتب الستة، وجاء على هامش صحيح مسلم ما نصه: (هذا السند غير موجود في المتون التي بأيدينا غير المتن الذي طبع بمصر، والمتن الذي طبع في هامش الآبي، إلا أن فيه (ح) إشارة إلى تحويل السند،وهذا ظاهر على كون السند المذكور موجودا،ولهذا وضعناها، والله أعلم.(8/590)
6410 - (م) جندب بن عبد الله - رضي الله عنه - قال: سمعتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قبل أن يموتَ بخمس وهو يقول: «إني أَبْرَأُ إلى الله أن يكون لي منكم خليل، وإن الله قد اتخذني خليلاً، كما اتَّخذ إبراهيم خليلاً، ولو كنتُ متخذاً من أُمَّتي خليلاً لاتَّخذتُ أبا بكر خليلاً، ألا وإنَّ من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجدَ، ألا فلا تتخذوا القبور مساجدَ، [ص:591] إني أنهاكم عن ذلك» أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (532) في المساجد، باب النهي عن بناء المساجد على القبور.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: تقدم تخريجه.(8/590)
6411 - (ت) عائشة - رضي الله عنها - «أن النبي - صلى الله عليه وسلم- أمر بسدِّ الأبواب، إلا باب أبي بكر» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3678) في المناقب، باب مناقب أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وهو حديث حسن بشواهده، وقال الترمذي: هذا حديث غريب من هذا الوجه، وفي الباب عن أبي سعيد.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (3678) قال:ثنا محمد بن حميد، قال: ثنا إبراهيم بن المختار، عن إسحاق بن راشد، عن الزهري، عن عروة، فذكره.
(*) قال الترمذي: هذا حديث غريب.
قلت: إسحاق بن راشد في حديثه عن الزهري بعض الوهم،وهو هنا يحدث عنه،والراوي عنه صدوق في نفسه ضعيف الحفظ، قاله الحافظ (1/43) .(8/591)
6412 - (د ت) عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال: «أمرنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أن نتصدَّق، ووافق ذلك مني مالاً، فقلتُ: اليوم أَسْبِقُ أبا بكر - إن سَبقتُه - قال: فجئتُ بنصف مالي، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: ما أَبقيتَ لأهلك؟ قلتُ: مثلَه، وأتى أبو بكر بكلِّ ما عندَه، فقال: يا أبا بكر، ما أبقيتَ لأهلك؟ قال: أَبقيتُ لهم الله ورسولَه، قلتُ: لا أسبقه إلى شيء أبداً» أخرجه أبو داود والترمذي (1) .
وزاد فيها رزين «فأتى أبو بكر بكلِّ ما عنده، وقد تَخَلّل بعباءَة» .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (1678) في الزكاة، باب في الرخصة في الرجل يخرج من ماله، والترمذي رقم (3676) في المناقب، باب مناقب أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وإسناده حسن، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن: أخرجه عبد بن حميد (14) ،والدارمي (1667) .وأبو داود (1678) قال:حدثنا أحمد بن صالح،وعثمان بن أبي شيبة. والترمذي (3675) قال:حدثنا هارون بن عبد الله البزار البغدادي. خمستهم - عبد بن حميد، والدارمي عبد الله بن عبد الرحمن، وأحمد بن صالح، وعثمان، وهارون - عن أبي نعيم الفضل بن دكين، قال: حدثنا هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، فذكره.(8/591)
6413 - (ت) عائشة - رضي الله عنها - أن عمرَ بنَ الخطاب قال: «أبو بكر سيِّدُنا، وخيرُنا، وأَحبُّنا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم-» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3657) في المناقب، باب مناقب أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وإسناده حسن، وقال الترمذي: هذا حديث صحيح غريب.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (5/7) والترمذي (3656) قال: حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري (مختصرا) . كلاهما - البخاري، وإبراهيم بن سعيد- عن إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس، قال: حدثنا سليمان بن بلال، عن هشام بن عروة، عن عروة بن الزبير، عن عائشة، فذكرته.
قلت: رواه البخاري بأطول من هذا - إنما رواية إبراهيم بن سعيد مختصرة جدّا.(8/591)
6414 - (خ) أبو الدرداء - رضي الله عنه - قال: «كنتُ جالساً عند النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- إذْ أَقْبَل أبو بكر آخذاً بطرف ثوبه، حتى أبْدَى عن ركبته، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: أَمَّا صاحبُكم فقد غامر فسلّم، فقال: إِني كان بيني وبين ابن الخطاب شيء، فأسرعتُ إليه، ثمَّ نَدِمْتُ فسألته أن يغفر لي، فأبى عليَّ، فأقبلتُ إليك، فقال: يغفر الله لك يا أبا بكر - ثلاثاً - ثمَّ إِنَّ عمر نَدِمَ، فأتى منزل أبي بكر، فقال: أَثَمَّ أبو بكر؟ قالوا: لا، فأتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-، فجعل وَجْهُ النبيّ - صلى الله عليه وسلم- يَتَمَعَّر، حتى أَشْفَق أبو بكر، فجَثا على ركبتيه، وقال: يا رسول الله، وَاللهِ أنا كنتُ أَظلم - مرتين - فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: إنَّ الله بعثني إليكم، فقلتُم: كذبتَ، وقال أبو بكر: صدقَ، ووَاسَاني بنفسه وماله، فهل أنتم تاركون لي صاحبي؟ - مرتين - فما أُوذِيَ بعدها» .
وفي أخرى قال: «كانت بين أبي بكر وعمر مُحاوَرة، فأغْضبَ أبو بكر [عمَر] ، فانصرف عمر مغضباً، فاتَّبعه أبو بكر يسأله أن يستغفر له، فلم يفعل، حتى أغلق بابه في وجهه، فأقبل أبو بكر إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال أبو الدرداء: - ونحن عنده - فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: أمَّا صاحبكم هذا فقد غامر، قال: ونَدِمَ عمر على ما كان منه، فأقبل حتى سلّم، وجلس إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، فَقصَّ على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- الخَبَر، قال أبو الدرداء: وغَضِبَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، وجعل أبو بكر يقول: والله يا رسول الله لأنا كنتُ [ص:593] أَظلَمَ، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: هل أنتم تاركون لي صاحبي؟ هل أنتم تاركون لي صاحبي؟ إِني قلتُ: يا أَيُّها الناس إني رسولُ الله إليكم جميعاً، فقلتم: كَذبتَ، وقال أبو بكر: صدقتَ» أخرجه البخاري (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(غامر) أي: خاصم، وقد جاء في تفسيره في متن الحديث كذلك، والمغامرة: المقابلة، ورجل مغامر: يقتحم المهالِكَ، ولا يبالي الموتَ.
(التمعُّر) : تغيُّر اللون من الغضب.
__________
(1) 7 / 17 و 18 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " لو كنت متخذاً خليلاً "، وفي تفسير سورة الأعراف، باب {قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعاً} .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (5/6) قال: حدثني هشام بن عمار، قال: حدثنا صدقة بن خالد، قال: حدثنا زيد بن واقد. وفي (6/75) قال: حدثنا عبد الله، قال: حدثنا سليمان بن عبد الرحمن، وموسى بن هارون. قالا: حدثنا الوليد بن مسلم، قال: حدثنا عبد الله بن العلاء بن زبر.
كلاهما - زيد بن واقد، وعبد الله بن العلاء - عن بُسر بن عُبيد الله. قال: حدثني أبو إدريس الخولاني، فذكره.(8/592)
6415 - (ت) عائشة - رضي الله عنها - قالت: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «لا ينبغي لقوم فيهم أبو بكر أن يَؤُمَّهم غيرُه» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3674) في المناقب، باب مناقب أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وإسناده ضعيف، وقال الترمذي: هذا حديث غريب، أقول: لكن له شواهد بمعناه يرقى بها منها التي بعده.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه الترمذي (3673) قال: حدثنا نصر بن عبد الرحمن الكوفي. قال: حدثنا أحمد بن بشير، عن عيسى بن ميمون الأنصاري، عن القاسم بن محمد، فذكره.
قلت: عيسى بن ميمون، ضعفوه.(8/593)
6416 - (د) عبد الله بن زمعة - رضي الله عنه - قال: «لما اسْتُعِزَّ بالنبيِّ - صلى الله عليه وسلم- وأنا عنده في نَفَر من الناس - دعاه بلال إِلى الصلاة، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: مُرُوا أبا بكر يُصلِّي بالناس، قال: فخرجنا، فإذا عمرُ [ص:594] في الناس، وكان أبو بكر غائباً، فقلتُ: يا عمر، قم فصلِّ للناس، فتقدَّم فكبَّر، فلما سمع النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- صوتَه - وكان عمر رجلاً مِجْهَراً - قال: فأين أبو بكر؟ يأبى الله ذلك والمسلمون، يأبى الله ذلك والمسلمون، يأبى الله ذلك والمسلمون، فبعث إلى أبي بكر، فجاء بعد أن صلى عمر تلك الصلاة، فصلى بالناس» (1) .
زاد في رواية قال: «لَمَّا أَنْ سمع النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- صوت عمر [قال ابن زمعة] : خرج النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- حتى أَطلع رأْسه من حجرته، ثم قال: لا، لا، لا، ليُصلِّ بالناس ابنُ أبي قحافة، يقول ذلك مغضَباً» أخرجه أبو داود (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(استُعِزَّ) بالمريض: إذا غلب على نفسه من شدة المرض، وأصله من العِزَّة، وهي الغلبة والاستيلاء على الشيء. (مجهراً) رجل مجهر، أي: صاحبُ جَهْرٍ ورفعٍ لصوته، يقال: جهر الرجل صوته وأجهر: إذا عرف بالجهر، فهو جاهر ومجهر.
(يأبى الله ذلك والمسلمون) فيه نوع دَلالة على خلافة أبي بكر - رضي الله عنه -، لأن هذا القول يُعلم منه: أن المراد به ليس نفي جواز الصلاة خلفَ عمر، كيف وهي جائزة خلفَ غيره من آحاد المسلمين ممن هو دون عمر؟ [ص:595] وإنما أراد به الإمامة التي هي الخلافة والنيابة عن النبي - صلى الله عليه وسلم-، فلذلك قال فيه: «يأبى الله ذلك والمسلمون» ، وعلى أنه يجوز أن يكون أراد بهذا القول: أن الله يأبى والمسلمون أن يتقدم في الصلاة أحد على جماعة فيهم أبو بكر، حيث هو أكبرهم قَدراً ومنزلة وعلماً، فإن التقدُّم عليه في مثل الصلاة التي هي أكبر أعمال الإسلام وأشرفُها مما يأباه الله والمسلمون، وهذا صريح في الدلالة، والأول مفهوم من اللفظ.
__________
(1) رواه أبو داود رقم (4660) و (4661) في السنة، باب استخلاف أبي بكر رضي الله عنه، وهو حديث حسن.
(2) رقم (4661) في السنة، باب استخلاف أبي بكر رضي الله عنه، وهو حديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
حسن: أخرجه أبو داود (4/4660) قال: حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي، ثنا محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق. قال: حدثني الزهري، حدثني عبد الملك بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، عن أبيه، عن عبد الله بن زمعة، فذكره.(8/593)
6417 - (س) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: «لما قُبض رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- قالت الأنصار: مِنَّا أمير، ومنكم أمير، فأتاهم عمر، فقال: ألستم تعلمون أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قد أمر أبا بكر - رضي الله عنه - أن يُصَلِّيَ بالناس، فأيُّكم تَطيبُ نفسُه أن يتقدَّم أبا بكر؟ فقالوا: نعوذ بالله أن نتقدَّم أبا بكر» أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 2 / 74 و 75 في الإمامة، باب ذكر الإمامة والجماعة، وإسناده حسن، ورواه الحاكم 3 / 67 وصححه ووافقه الذهبي.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
حسن: أخرجه أحمد (1/21) (133) و (1/405) (3842) قال: حدثنا معاوية بن عمرو. وفي (1/21) (133) و (1/396) (3765) قال: حدثنا حسين بن علي. والنسائي (2/74) . وفي الكبرى (764) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم وهناد بن السري. عن حسين بن علي.
كلاهما - معاوية، وحسين - عن زائدة. عن عاصم بن أبي النجوز. عن زر، عن عبد الله، فذكره.(8/595)
6418 - (خ م) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال: «مَرِضَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- فَاشْتَدَّ مرَضُه، فقال: مُروا أبا بكر فَلْيُصَلِّ بالناس، قالت عائشةُ: يا رسولَ الله، إنَّه رجل رقيق، إذا قام مقامك لم يستطع أن يصلِّي بالناس، فقال: مُرِي أبا بكر فليصلِّ بالناس، فعادتْ، فقال: [ص:596] مُرِي أبا بكر فليصلِّ بالناس، فإنكنَّ صَواحِبُ يوسفَ، فأتاه الرسولُ، فصلَّى بالناس في حياةِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-» أخرجه البخاري ومسلم (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(رقيق) رجل رقيق، أي: هيّن ليّن.
(صواحب يوسف) الصواحب: جمع صاحبة، وهي المرأة، ويوسف هو يوسف النبي - صلى الله عليه وسلم- وصواحبه: امرأة العزيز، والنساء اللاتي قطعن أيديهن، أراد: إنكن تُحَسِّنّ للرجل ما لا يجوز، وتغلبن على رأيه.
__________
(1) رواه البخاري 6 / 299 في الأنبياء، باب قول الله تعالى: {لقد كان في يوسف وإخوته آيات للسائلين} ، وفي الجماعة، باب أهل العلم والفضل أحق بالإمامة، ومسلم رقم (420) في الصلاة، باب استخلاف الإمام إذا عرض له عذر من مرض وسفر وغيرهما.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (4/412) قال: حدثنا حسين بن علي. وفي (4/413) قال: حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم. والبخاري (1/172) قال: حدثنا إسحاق بن نصر، قال: حدثنا حسين، وفي (4/182) قال: حدثنا الربيع بن يحيى البصري. ومسلم (2/25) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا حسين بن علي. ثلاثتهم - حسين، وأبو سعيد، والربيع - عن زائدة، عن عبد الملك بن عمير، عن أبي بردة بن أبي موسى، فذكره.(8/595)
6419 - (خ) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: «لما اشْتَدَّ برسول الله - صلى الله عليه وسلم- وَجَعُه، قيل له في الصلاة، فقال: مُروا أبا بكر فليصلِّ بالناس، قالت عائشةُ: إنَّ أبا بكر رجل رقيق، إذا قرأ غلبه البكاء، قال: مُروه فليصلِّ، فعاودَتْهُ، فقال: مروه فليصلِّ، فإنكنَّ صواحبُ يوسف» . أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) 2 / 138 في الجماعة، باب أهل العلم والفضل أحق بالإمامة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (1/73) قال:حدثنا يحيى بن سليمان، قال:حدثنا ابن وهب، قال: حدثني يونس. والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (6705) عن صفوان بن عمرو، عن بشر بن شعيب، عن أبيه.
كلاهما - يونس بن يزيد، وشعيب بن أبي حمزة - عن ابن شهاب الزهري، عن حمزة بن عبد الله، أنه أخبره، فذكره.
(*) قال البخاري:تابعه الزبيدي وابن أخي أبي الزهري،وإسحاق بن يحيى الكلبي، عن الزهري، وقال عقيل ومعمر: عن الزهري، عن حمزة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-.(8/596)
6420 - (خ م ط ت س) عائشة - رضي الله عنها - أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال في مرضه: «مُروا أبا بكر يصلِّي بالناس، قالت عائشةُ: قلتُ: إن [ص:597] أبا بكر إذا قام مقامَكَ لم يُسمِع الناسَ من البكاء، فمُرْ عمر فليُصلِّ، فقال: مُروا أبا بكر فليصلِّ بالناس، فقالت عائشةُ: فقلتُ لحفصةَ: قولي [له] : إن أبا بكر إِذا قام في مقامكَ لم يُسمِع الناسَ من البكاء، فمُرْ عمرَ فليصلّ بالناس، ففعلتْ حفصةُ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: إنكنَّ لأنْتُنّ صواحِبُ يوسف، مُروا أبا بكر فليصلِّ بالناس، فقالتْ حفصةُ لعائشةَ: ما كنتُ لأصِيبَ منكِ خيراً» .
وفي رواية قال: «أمرَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أبا بكر أن يُصلِّيَ بالناس في مرضه، فكان يصلِّي بهم، قال عروةُ: فوجد رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- من نفسه خِفَّة فخرج، فإذا أبو بكر يَؤُمُّ الناس، فلما رآه أبو بكر اسْتأخَرَ، فأشار إليه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: أنْ كما أنتَ، فجلس رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- حِذاءَ أبي بكر إلى جَنْبه، فكان أبو بكر يُصلِّي بصلاة رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- والناسُ يُصلُّون بصلاة أبي بكر» .
وفي رواية: قال الأسودُ بنُ يزيد: «كُنَّا عند عائشةَ، فذكرنا المُوَاظَبةَ على الصلاة والتعظيم لها، فقالت: لما مَرِضَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- مرضَه الذي مات فيه، فحضرتِ الصلاةُ، فأُذّنَ، فقال: مُروا أبا بكر فليصلِّ بالناس، فقيل: إن أبا بكر رجل أسِيف، إِذا قام مقامك لم يستطع أن يصلِّيَ بالناس، وأعادَ، فأعادُوا، وأعادَ الثالثة، فقال: إِنكنَّ صواحبُ يُوسفَ، مُروا أبا بكر فليصلِّ للناس، فخرج أبو بكر يُصلِّي، فوجدَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- من [ص:598] نفسه خِفَّة، فخرج يُهادَى بين رجلين، كأني أنظر رِجْلَيْه تَخُطَّان من الوجع، فأراد أبو بكرِ أَن يتأخَّرَ، فأوْمَأ إليه النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: أنْ مكانَكَ، ثم أُتِيَ به حتى جلس إلى جَنْبِهِ، فقيل للأعمش: فكان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- يُصلِّي، وأبو بكر يصلِّي بصلاته، والناسُ يُصلون بصلاة أبي بكر؟ فقال برأسه: نعم» ، قال البخاري: وزاد معاوية «جلس عن يسار أبي بكر، وكان أبو بكر قائماً» .
وفي رواية للبخاري، وفيه «جاء بلال يُؤذِنُه بالصلاة، فقال: مُروا أبا بكر يُصلِّي بالناس، قالتْ: فقلتُ: يا رسولَ الله، إنَّ أبا بكر رَجُل أسِيف، وإنه متى يقوم مقامك لا يُسمِع الناسَ، فلو أمرتَ عمرَ؟ فقال: مُروا أبا بكر يصلِّي بالناس ... ثم ذكر قولها لحفصة، وقولَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-: إنكن لأنتنَّ صواحبُ يوسفَ، وأنه عليه السلام وَجَدَ خِفَّة فخرج ... ثم ذكر إلى قوله: حتى جلس عن يسار أبي بكر، فكان أبو بكر يُصلي قائماً، وكان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يصلي قاعداً، يقتدي أبو بكر بصلاة رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، والناس بصلاة أبي بكر» .
وفي أخرى نحوه، وفيه «إنَّ أبا بكر رَجُل أَسِيف، إِنْ يَقُمْ مقامك يَبْكِ، ولا يَقْدِرُ على القراءة» ، ولم يذكر قولها لحفصة. وفي آخره «فتأخّر أبو بكر، وقَعَدَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- إلى جنبه، وأبو بكر يُسمِع الناسَ التكبيرَ» . [ص:599]
وفي أخرى لهما: أن عائشةَ قالت: «لقد راجعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في ذلك، وما حملني على كثرة مراجعته إِلا أنه لم يَقَعْ في قلبي أن يُحِبَّ الناسُ بعده رجلاً قام مقامه أبداً، وأني كنتُ أرى أنه لن يقومَ مَقامَه أحد إلا تشاءم الناسُ به، فأردتُ أَن يَعْدِلَ ذلك رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عن أبي بكر» .
وفي أخرى لهما قالت: «لما دخل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بيتي، قال: مُروا أبا بكر فليصلِّ بالناس، قالت: فقلتُ: يا رسول الله، إنَّ أبا بكر رجل رقيق، إذا قرأ القرآن لا يملك دَمْعَهُ، فلو أَمرتَ غير أبي بكر؟ قالتْ: والله ما بي إلا كراهيةُ أن يتشاءم الناسُ بأوّل من يقوم في مقام رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، قالتْ: فراجعتُهُ مرتين أو ثلاثاً، فقال: ليُصلِّ بالناس أبو بكر، فإنكنَّ صواحبُ يوسفَ» .
هذه روايات البخاري ومسلم، وسيجيء لهما روايات في مرض النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- وموته في «كتاب الموت» من حرف الميم.
وأخرج الموطأ الرواية الأولى، وأخرج الرواية الثانية عن عروة مُرسلاً، وأخرج الترمذي الرواية الأولى، وأخرج النسائي الأولى.
وله في أخرى قالت: «إِنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- أمر أبا بكر يُصلِّي بالناس، قالت: وكان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بين يدي أبي بكر قاعداً، وأبو بكر يصلِّي بالناس، والناسُ خلف أبي بكر» .
وفي أخرى له قالت: «إنَّ أبا بكر صلَّى للناس ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في الصف» . [ص:600]
وأخرج أيضاً هاتين الروايتين حديثاً واحداً، وقال فيه: «إن أبا بكر رجل أَسِيف، إذا قام في مقامك لم يسمع - وقال في آخره: فقام عن يسار أبي بكر جالساً، فكان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يصلِّي بالناس جالساً، والناسُ يقتدون بصلاة أبي بكر» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أسيف) رجل أَسِيف: شديد الحزن والبكاء من الأسف: الحزن.
(يهادى بين اثنين) يقال: جاء فلان يهادى بين اثنين: إذا كان يمشى بينهما معتمداً عليهما من ضعفه وتمايله.
__________
(1) رواه البخاري 2 / 137 و 138 في الجماعة، باب أهل العلم والفضل أحق بالإمامة، وباب حد المريض أن يشهد الجماعة، وباب من قام إلى جنب الإمام لعلة، وباب إنما جعل الإمام ليؤتم به، وباب من أسمع الناس تكبير الإمام في الصلاة، وفي الوضوء، باب الغسل والوضوء في المخضب والقدح والخشب، وفي الهبة، باب هبة الرجل لامرأته والمرأة لزوجها، وفي الجهاد، باب ما جاء في بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وما نسب من البيوت إليهن , وفي الأنبياء، باب قول الله تعالى: {لقد كان في يوسف وإخوته آيات للسائلين} ، وفي المغازي، باب مرض النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته، وفي الطب، باب اللدود، وفي الاعتصام، باب ما يكره من التعمق والتنازع والغلو في الدين والبدع، ومسلم رقم (418) في الصلاة، باب استخلاف الإمام إذا عرض له عذر من مرض وسفر وغيرهما، والموطأ 1 / 170 و 171 في قصر الصلاة، باب جامع الصلاة، والترمذي رقم (3673) في المناقب، باب مناقب أبي بكر الصديق رضي الله عنه والنسائي 2 / 98 - 100 في الإمامة، باب الائتمام بالإمام يصلي قاعداً.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: تقدم تخريجه في الصلاة.(8/596)
6421 - ( [خ م] س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - «أنَّ أبا بكر كان يصلِّي لهم في وَجَعِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- الذي تُوفِّي فيه، حتى إذا كان يومُ [ص:601] الاثنين - وهم صُفُوف في الصلاة - كشفَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- سِتْرَ الحُجْرَةِ، فنظر إلينا وهو قائم كأن وجهَه وَرَقَةُ مُصحف، ثم تَبَسَّمَ يضحك، فهممنا أن نَفْتَتِنَ من الفرح برؤية النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، فنكص أبو بكر على عَقِبِه، ليَصِلَ الصَّفَّ، وظنَّ أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- خارج إلى الصلاة، فأشار إلينا النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: أنْ أتِمُّوا صلاتكم، وأرْخَى السِّتْرَ فتُوفِّيَ من يومه» [أخرجه البخاري ومسلم] .
وفي أخرى قال: «لم يخرجْ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ثلاثاً وأبو بكر يصلِّي بالناس، فأقيمت الصلاةُ، فذهب أبو بكر يتقدَّمُ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بالحِجاب، فرفعه (1) فلما وضَح وجهُ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، ما نظرْنا منظراً كان أعجبَ إلينا من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- حين وضح لنا، فأوْمأ بيده إلى أبي بكر أن يتقدَّم، وأرْخى الحِجَابَ، فلم نَقْدِرْ عليه حتى ماتَ» .
وفي أخرى «أنَّ المسلمين بينما هم في صلاة الفجر من يوم الاثنين، وأبو بكر يصلِّي بهم، لم يَفْجأْهم إلا [و] رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- قد كشف سِتْرَ حُجْرةِ عائشةَ، فنظر إليهم وهم صُفوف في الصلاة، ثم تبسَّم يضحك، فنكص أبو بكر على عقبيه ليَصِلَ الصفَّ، وظنَّ أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يريدُ أن يخرجَ إلى الصلاة، قال أنس: وهَمَّ المسلمون أن يَفْتَتِنُوا في صلاتهم، فرحاً برسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فأشار إليهم بيده: أن أتمّوا صلاتكم، ثم دخل الحجرة، وأَرْخى السِّتْرَ» . [ص:602]
وفي أخرى قال: «آخِرُ نَظْرَة نظرتُها إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- كشفُ السِّتَارةِ يوم الاثنين ... » وذكر نحوه والذي قبله أَتَمُّ.
وأخرج النسائي هذه الآخرة، وهذا لفظه «وقال: آخِرُ نظرة نظرتُها إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، كَشَفَ الستارة والناس صُفوف خلف أبي بكر، فأراد أبو بكر أن يرتدَّ، فأشار إِليهم: امْكثُوا، وألقى السِّجْفَ، وتُوُفِّيَ من آخرِ ذلك اليوم الاثنين» (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(نكص) على عقبيه، أي: رجع إلى ورائه من حيث جاء.
(السِّجف) : السِّتر والغطاء.
__________
(1) أي: فأخذ بالحجاب فرفعه، ففيه إطلاق القول على الفعل.
(2) رواه البخاري 2 / 138 في الجماعة، باب أهل العلم والفضل أحق بالإمامة، وفي صفة الصلاة باب هل يلتفت لأمر ينزل به، وفي العمل في الصلاة، باب من رجع القهقرى في صلاته، وفي المغازي، باب مرض النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته، ومسلم رقم (419) في الصلاة، باب استخلاف الإمام إذا عرض له عذر من مرض وسفر وغيرهما، والنسائي 4 / 7 في الجنائز، باب الموت يوم الاثنين.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه الحميدي (1188) وأحمد (3/110) . ومسلم (2/2) قال حدثنيه عمرو الناقد، وزهير بن حرب. وابن ماجة (1624) قال: حدثنا هشام بن عمار. والترمذي في الشمائل (385) قال: حدثنا أبو عمار الحسين بن حريث، وقتيبة بن سعيد، وغير واحد. والنسائي (4/7) قال: أخبرنا قتيبة. وابن خزيمة (1650) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء وسعيد بن عبد الرحمن المخزومي.
تسعتهم - الحميدي، وأحمد، والناقد، وزهير، وهشام، وابن حريث، وقتيبة، وعبد الجبار، والمخزومي- قالوا: حدثنا سفيان بن عيينة.
2- وأخرجه أحمد (3/196) ، والبخاري (1/173) قالا - أحمد والبخاري -: حدثنا أبو اليمان قال: أخبرنا شعيب بن أبي حمزة.
3- وأخرجه أحمد (3/197) . ومسلم (2/24) قال: حدثني عمرو الناقد، وحسن الحلواني، وعبد بن حميد.
أربعتهم - أحمد، والناقد، والحلواني، وعبد - عن يعقوب، قال: حدثنا أبي، عن صالح بن كيسان.
4- وأخرجه أحمد (3/196) وعبد بن حميد (1163) ومسلم (2/24) قال: حدثني محمد بن رافع، وعبد بن حميد.
ثلاثتهم - أحمد، وعبد، وابن رافع - عن عبد الرزاق، وقال: أخبرنا معمر.
5- وأخرجه أحمد (3/163) قال: حدثنا عبد الرزاق، ومحمد بن بكر، قالا: أخبرنا ابن جريج.
6- وأخرجه أحمد (3/102) قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا سفيان بن حسين.
7- وأخرجه البخاري (1/191) قال: حدثنا يحيى بن كثير. وفي (6/15) قال: حدثنا سعيد بن عفير.
كلاهما - يحيى، وابن عفير - قالا: حدثنا الليث بن سعد، وابن خزيمة (867 و1650) قال: أخبرنا محمد بن عزيز الأيلي، أن سلامة بن روح حدثهم. كلاهما - الليث، وسلامة - عن عقيل بن خالد.
8- وأخرجه البخاري (2/80) قال: حدثنا بشر بن محمد، قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك، قال: قال يونس.
ثمانيتهم -ابن عيينة، وشعيب، وصالح، ومعمر، وابن جريج، وسفيان بن حسين، وعقيل، ويونس - عن الزهري، فذكره. وما أثبتناه فهو لفظ سفيان بن عيينة، وباقي الروايات ذكرت زيادات على رواية ابن عيينة: «فنكص أبو بكر على عقبيه ليصل الصف، وظن أن النبي -صلى الله عليه وسلم- خارج إلى الصلاة، فأشار إلينا النبي -صلى الله عليه وسلم- أن أتموا صلاتكم، وأرخى الستر، فتوفي من يومه» .
وعن عبد العزيز بن صهيب، عن أنس بن مالك، قال: «لم يخرج النبي -صلى الله عليه وسلم- ثلاثا.» .
أخرجه أحمد (3/211) قال: حدثنا عبد الصمد. والبخاري (1/173) قال: حدثنا أبو معمر. ومسلم (2/24) قال: حدثنا محمد بن المثنى، وهارون بن عبد الله، قالا: حدثنا عبد الصمد. وابن خزيمة (1488و1650) قال: حدثنا عمران بن يونس القزاز (بخبر غريب غريب) .
ثلاثتهم - عبد الصمد، وأبو معمر. والقزاز - قالوا: حدثنا عبد الوارث، عن عبد العزيز، فذكره.(8/600)
6422 - (ت) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال أبو بكر: «ألَستُ أحقَّ الناس بها؟ ألستُ أوَّلَ من أسلم؟ ألستُ صاحب كذا؟ ألستُ [صاحبَ] كذا؟» أخرجه الترمذي (1) . [ص:603]
وفي رواية عن أبي نَضْرَة (2) قال: قال أبو بكر - ولم يذكر أبا سعيد - قال الترمذي: وهذا أصح (3) .
__________
(1) رقم (3668) في المناقب، باب مناقب أبي بكر رضي الله عنه، من حديث شعبة عن الجريري، عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال: قال أبو بكر ... الخ، وهذا إسناد حسن، وقال الترمذي: هذا حديث قد رواه بعضهم: عن شعبة عن الجريري عن أبي نضرة، قال: قال أبو بكر، وهذا أصح يريد أن المرسل أصح من الموصول.
(2) في المطبوع: عن أبي بصرة، وهو تصحيف.
(3) رواه الترمذي مرسلاً رقم (3668) في المناقب، باب مناقب أبي بكر الصديق رضي الله عنه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (3667) قال: حدثنا أبو سعيد الأشج، قال: حدثنا عقبة بن خالد، قال: حدثنا شعبة عن الجريري، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد، فذكره.
(*) وأخرجه الترمذي (3667) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن شعبة، عن الجريري، عن أبي نضرة، قال: قال أبو بكر، فذكر نحوه بمعناه ولم يذكر فيه (عن أبي سعيد) قال الترمذي: وهذا أصح.(8/602)
6423 - (ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: «إن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال لأبي بكر: أنتَ صاحبي على الحَوْض، وصاحبي في الغار» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3671) في المناقب، باب مناقب أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وفي سنده كثير بن إسماعيل النواء وهو ضعيف، ولبعضه شواهد، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه الترمذي (3667) قال:حدثنا يوسف بن موسى القطان البغدادي، قال حدثنا مالك بن إسماعيل، عن منصور بن أبي الأسود،قال: حدثني كثير أبو إسماعيل، عن جميع بن عمير، فذكره.
قلت: في إسناده كثير النواء،ضعفوه.(8/603)
6424 - (خ) عروة بن الزبير - رضي الله عنهما - قال: «سألتُ عبد الله بنَ عمر عن أشَدِّ ما صنع المشركون برسول الله - صلى الله عليه وسلم-؟ قال: رأيتُ عُقْبةَ بن أبي مُعَيْط جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم- وهو يصلِّي، فوضع رِدَاءه في عُنُقِه، فَخَنقَهُ خَنْقاً شديداً، فجاء أبو بكر حتى دفعه عنه، ثم قال: {أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بالبَيِّنَاتِ مِنْ ربِّكُمْ} [غافر: 28] » .
وفي رواية «بينا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بفِناء الكعبة، إذْ أقْبَلَ عقبةُ بنُ أبي معيط، فأخذ بمنكب رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- فلفَّ ثوبَه في عُنُقِه، فخنقه خنقاً شديداً، فجاء أبو بكر فأخذ بمنكبيه، ودفعه [ص:604] عن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ... وذكر الحديث» أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) 7 / 34 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " لو كنت متخذاً خليلاً "، وباب ما لقي النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من المشركين بمكة، وفي تفسير سورة المؤمن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (2/204) (6908) قال: حدثنا علي بن عبد الله. والبخاري (5/12) قال: حدثني محمد بن يزيد الكوفي. وفي (5/58) قال: حدثنا عياش بن الوليد. وفي (6/159) قال: حدثنا علي بن عبد الله.
ثلاثتهم - علي، ومحمد، وعياش - عن الوليد بن مسلم قال: حدثني الأوزاعي، قال: حدثني يحيى بن أبي كثير، قال: حدثني محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي.
2- وأخرجه أحمد (2/218) (7036) قال: قال يعقوب: حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، قال: وحدثني يحيى بن عروة بن الزبير.
كلاهما - محمد بن إبراهيم، ويحيى - عن عروة، فذكره.
(*) رواية محمد بن إبراهيم: «بينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصلي بفناء الكعبة إذ أقبل عقبة بن أبي معيط، فأخذ بمنكب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولوى ثوبه في عنقه، وخنقه خنقا شديدا، فأقبل أبو بكر، فأخذ بمنكبه ودفعه عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقال: أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله، وقد جاءكم بالبينات من ربكم» .(8/603)
6425 - (خ) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «قَدِمَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- وليس في أصحابه أشْمَطُ غيرَ أبي بكر، فغلَّفها (1) بالحِنَّاءِ والكَتَم» أخرجه البخاري (2) .
زاد رزين «حتى قَنأ لَوْنُها (3) ، وكان أسَنَّ أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم-» .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أشمط) رجل أشمط: قد شاب بعض شعره.
(الكَتم) : نبت يُختضَب به مخلوطاً مع غيره.
(قنأ) الأحمر القانىء: هو الشديد الحمرة.
__________
(1) أي خضبها، والمراد اللحية وإن لم يقع لها ذكر.
(2) 7 / 200 و 201 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلى المدينة.
(3) رواه البخاري تعليقاً 7 / 201 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلى المدينة، قال البخاري: قال دحيم: حدثنا الوليد حدثنا الأوزاعي حدثني أبو عبيد عن عقبة بن وساج حدثني أنس ... فذكره، قال الحافظ في " الفتح ": ودحيم هو عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي، وصله الإسماعيلي عن الحسن بن أبي سفيان عنه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: تقدم تخريجه في الزينة، من حرف الزاى.(8/604)
6426 - () عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - «ذُكِرَ عنده أبو بكر، فبكى، وقال: وَدِدْتُ أن عملي كلَّه مثلُ عمله يوماً واحداً من أيامه، وليلة واحدة من لياليه، أما ليلتُه، فالليلةُ التي سار مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- إِلى الغار فلما انتهيا إليه قال: والله لا تدخلَه حتى أدخله قبلكَ، فإن كان فيه شيء أصابني دُونَكَ، فدخل فكسَحَه، فوجد في جانبه ثُقَباً، فَشَقَّ إزاره، وسدَّها به، فبقي منها اثنان، فألْقَمُهما رِجْليه، ثم قال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم-: ادخل، فدخل النبي - صلى الله عليه وسلم-، وَوَضع رأْسه في حَجْرهِ ونام، فلُدِغَ أبو بكر في رِجْله من الجُحر، ولم يتحرَّكْ مخافةَ أن ينتبه النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-، فسقطت دُمُوعُه على وجه النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-، فقال: ما لك يا أبا بكر؟ قال: لُدِغتُ، فِداك - أَبي وأُمِّي - فتفل عليه النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-، فذهب ما يجده، ثم انتقض عليه، وكان سببَ موته، وَأَما يومُه، فلما قُبض النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- ارتدت العرب، وقالوا: لا نُؤَدِّي زكاة، فقال: لو منعوني عِقالاً لجاهدتُهم عليه، فقلتُ: يا خليفةَ رسولِ الله، تأَلَّفِ الناسَ، وارْفُقْ بهم، فقال لي: أجَبَّار في الجاهلية وخَوَّار في الإسلام؟ إنه قد انقطع الوحيُ، وتَمَّ الدِّينُ، أَيَنْقُصُ وأنا حَيّ؟» أخرجه ... (1) . [ص:606]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الكسح) : الكنس والمِكَسحة: المِكنسة.
(الجُحْر) : بضم الجيم: الثقب، وجمع جِحَرة.
(التَّفْل) : من أقل ما يكون من البزق، والنفث: أقل منه.
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وقد ذكره المحب الطبري في كتابه " الرياض النضرة في مناقب العشرة " وقال: خرجه النسائي، ولعله في " الكبرى " فإنا لم نجده في " المجتبى " من النسائي.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
هذا الحديث من زيادات رزين، وقد عزاه المحب الطبري في مناقب العشرة للنسائي.(8/605)
عُمَر بن الخطاب رضي الله عنه
6427 - (ت) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال عمرُ لأبي بكر: يا خيرَ الناس بعدَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال أبو بكر: أما إِنَّك إنْ قلتَ ذاك، فلقد سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «ما طلعتِ الشمسُ على رجل خير من عُمَرَ» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3685) في المناقب، باب مناقب عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وإسناده ضعيف، وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وليس إسناده بذاك، ورواه الحاكم 3 / 90 وصححه، وتعقبه الذهبي فقال: والحديث شبه الموضوع. أقول: وهو مخالف للأحاديث الصحيحة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه الترمذي (3684) قال:حدثنا محمد بن المثنى،قال حدثنا عبد الله بن داود الواسطى أبو محمد،قال: حدثني عبد الرحمن ابن أخي محمد بن المنكدر،عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله، فذكره.
(*) قال أبو عيسى الترمذي: هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وليس إسناده بذاك.(8/606)
6428 - (ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «اللهم أعِزَّ الإِسلام بأحب هذين الرَّجُلَيْن إليك: بأبي جهل [بن هشام] ، أو بعمرَ بن الخطاب، قال: وكان أحبُّهما إِليه عمرُ» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3682) في المناقب، باب مناقب عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وإسناده حسن، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب من حديث ابن عمر، ورواه أيضاً أحمد في " المسند "، وابن سعد في " الطبقات "، والبيهقي في " دلائل النبوة "، وصححه ابن حبان ويشهد له حديث ابن عباس الذي بعده.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/95) (5696) .وعبد بن حميد (769) ،والترمذي (3681) قال:حدثنا محمد بن بشار، ومحمد بن رافع. أربعتهم - أحمد، وعبد بن حميد،ومحمد بن بشار،ومحمد بن رافع - عن عبد الملك بن عمرو أبي عامر العقدي، قال:حدثنا خارجة بن عبد الله الأنصاري عن نافع، فذكره.(8/606)
6429 - (ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «اللهم أعزَّ الإسلام بأبي جهل بنِ هشام، أو بعمرَ بنِ الخطاب، فأصبح، فغدا عمرُ على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- فأسلم» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3684) في المناقب، باب مناقب عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وهو حديث حسن، يشهد له حديث ابن عمر الذي قبله.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (3683) قال: حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا يونس بن بكير، عن النضر أبي عمر، عن عكرمة، فذكره.(8/607)
6430 - (خ) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: «بينما هو: يعني - أباه عمر- في الدار خائفاً، إذْ جاءه العاص بن وائل السهمي أبو عمرو وعليه حُلَّة حِبَرة، وقميص مكفوف بحرير، وهو من بني سَهْم، وهم حُلفاؤنا في الجاهلية، فقال له: ما بالكَ؟ قال: زعم قومُك أنهم سيقتلونني إن أسلمتُ، قال: لا سبيل إليك -[بعد أن قالها] : أمِنْتُ - فخرج العاص، فلقيَ الناسَ قد سَالَ بهم الوادي، فقال: أين تريدون؟ قالوا: نريد هذا ابن الخطابِ الذي صَبَأَ، قال: لا سبيل إِليه، فكبَّر الناس» .
وفي رواية قال: «لما أسلم عمرُ اجتمع الناس عند داره، فقالوا: صبأ عمر - وأنا غلام فوق ظهر بيتي - فجاء رجل عليه قَباء من ديباج، فقال: صبأ عمر، فما ذاك؟ فأنا له جار، فرأيتُ الناس تَصَدَّعُوا عنه، فقلتُ: من هذا؟ قالوا: العاص بن وائل» . [ص:608]
أخرجه البخاري (1) ، وأورد الحميديُّ الرواية الأولى في «مسند عمر» ، والثانية في «مسند ابن عمر» ، وكلاهما عن ابن عمر.
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الحِبَرة) كعِنَبة: بُرْد يماني، والجمع: حِبَر وحِبرات.
(الحُلَفَاء) جمع حَليف: وهو الذي يحَلِف لك وتحلف له على التعاضد والتناصر.
(جارٌ) أنا لفلان جار، أي: حامٍ، وفلان في جواري: في حِمَاي وحِفْظِي.
__________
(1) 7 / 135 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب إسلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (5/60) قال: حدثنا يحيى بن سليمان، قال: حدثني ابن وهب، قال: حدثني عمر بن محمد، قال: فأخبرني جدي زيد بن عبد الله بن عمر، فذكره.(8/607)
6431 - (ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إنَّ الله تعالى جعل الحقَّ على لسانِ عمرَ وقلبِهِ» ، قال: وقال ابن عمر: «ما نزل بالناس أمر قط، فقالوا فيه، وقال فيه عمر - أو قال: ابن الخطاب شَكَّ خارجةُ - إِلا نزل فيه القرآن على نحو ما قال عمر» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3683) في المناقب، باب مناقب عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وإسناده حسن، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب، قال: وفي الباب عن الفضل بن عباس، وأبي ذر، وأبي هريرة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن: أخرجه أحمد (2/53) (5145) قال:حدثنا عبد الملك بن عمرو،قال:حدثنا نافع بن أبي نعيم. وفي (2/95) (5697) قال:حدثنا أبو عامر،قال:حدثنا خارجة بن عبد الله الأنصاري، وعبد بن حميد (758) قال:حدثنا عبد الملك بن عمرو،قال: حدثنا نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم،والترمذي (3682) قال:حدثنا محمد بن بشار،قال:حدثنا أبو عامر العقدي،قال:حدثنا خارجة بن عبد الله.
كلاهما - نافع بن أبي نعيم، وخارجة - عن نافع، فذكره.
(*) زاد خارجة بن عبد الله في روايته: «وقال ابن عمر: ما نزل بالناس أمر قط فقالوا فيه وقال فيه عمر بن الخطاب أو قال عمر- إلا نزل القرآن على نحو مما قال عمر» .(8/608)
6432 - (د) أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه - قال: سمعتُ [ص:609] رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «إن الله وضع الحق على لسان عمر، يقول به» . أَخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (2962) في الخراج والإمارة، باب في تدوين العطاء، وهو حديث حسن، يشهد له حديث ابن عمر الذي قبله.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1- أخرجه أحمد (5/145) قال: حدثنا يونس وعفان، قالا: حدثنا حماد بن سلمة، عن برد أبي العلاء، عن عبادة بن نسي.
2- وأخرجه أحمد (5/165) قال: حدثنا يزيد. وفي (5/177) قال: حدثنا يعلى بن عبيد. وأبو داود (2962) قال: حدثنا أحمد بن يونس. قال: حدثنا زهير. وابن ماجة (108) قال: حدثنا أبو سلمة. يحيى بن خلف، قال: حدثنا عبد الأعلى.
أربعتهم - يزيد، ويعلى، وزهير، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى - عن محمد بن إسحاق، عن مكحول.
كلاهما - عباد بن نسي، ومكحول - عن غضيف بن الحارث، فذكره.(8/608)
6433 - (ت) عقبة بن عامر - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «لو كان بعدي نبيّ لكان عمرَ بن الخطاب» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3687) في المناقب، باب مناقب عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، وهو كما قال، ورواه أيضاً أحمد في " المسند "، وابن حبان، والطبراني في " الأوسط "، والحاكم 3 / 85 وصححه، ووافقه الذهبي، وهذا الحديث سقط من المطبوع.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/154) .والترمذي (3686) قال:حدثنا سلمة بن شبيب. كلاهما - أحمد، وسلمة- عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرئ، عن حيوة بن شريح، عن بكر بن عمرو، عن مشرح بن هاعان،فذكره.
(*) قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث مشرح بن هاعان.(8/609)
6434 - (خ م) أبو هريرة (1) - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «لقد كان فيمن كان قبلكم من الأمم ناس مُحَدَّثون من غير أن يكونوا أنبياءَ، فإن يكن في أُمَّتي أحد فإنَّه عمرُ» .
وفي رواية مثله، ولم يذكر «من غير أن يكونوا أنبياءَ، فإن يكن [ص:610] في أُمَّتي أحَد فإنه عُمَرُ» قال ابن وهب: تفسير «محدَّثون» : ملهَمون. أَخرجه البخاري ومسلم (2) .
قال الحميديُّ: أخرجه أبو مسعود في المتفق بين البخاري ومسلم، ولم يخرجه مسلم عن أبي سلمة عن أبي هريرة، وإنما أخرجه عن أبي سلمة عن عائشة.
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(محدَّثون) : أراد بقوله: محدَّثون: أقواماً يصيبون إذا ظنوا وحدَسُوا، فكأنهم قد حُدِّثوه بما قالوا، وقد جاء في الحديث تفسيره: «أنهم ملهَمُون» والملهَم: الذي يُلقَى في نفسه الشيء، فيخبِر به حَدْساً وظَنّاً وفِراسَة، وهو نوع يختص الله به من يشاء من عباده الذين اصطفى، مثل عمر رضي الله عنه.
__________
(1) قال الحافظ في " الفتح ": قوله: عن أبي هريرة كذا قال أصحاب إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه عن أبي سلمة وخالفهم ابن وهب فقال: عن إبراهيم بن سعد بهذا الإسناد عن أبي سلمة عن عائشة، قال أبو مسعود: لا أعلم أحداً تابع ابن وهب على هذا، والمعروف عن إبراهيم بن سعد أنه عن أبي هريرة لا عن عائشة، قال الحافظ: وقال محمد بن عجلان: عن سعد بن إبراهيم عن أبي سلمة عن عائشة، أخرجه مسلم والترمذي والنسائي، قال أبو مسعود: وهو مشهور عن ابن عجلان، فكأن أبا سلمة سمعه من عائشة ومن أبي هريرة جميعاً، قال الحافظ: وله أصل من حديث عائشة أخرجه ابن سعد من طريق ابن أبي عتيق عنها، وأخرجه من حديث خفاف بن أسماء أنه كان يصلي مع عبد الرحمن بن عوف، فإذا خطب عمر سمعه يقول: أشهد أنك مكلم.
(2) رواه البخاري 7 / 40 و 41 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب مناقب عمر بن الخطاب رضي الله عنه، مسنداً ومعلقاً، وفي الأنبياء، باب ما ذكر عن بني إسرائيل، ومسلم (2398) في فضائل الصحابة، باب من فضائل عمر بن الخطاب رضي الله عنه من حديث عائشة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/339) قال: حدثنا فزارة بن عمرو. والبخاري (4/211) قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله. وفي (5/15) قال: حدثنا يحيى بن قزعة. والنسائي في فضائل الصحابة (19) قال: أخبرنا محمد بن رافع، والحسن بن محمد قالا: حدثنا سليمان بن داود.
أربعتهم - فزارة، وعبد العزيز، ويحيى، وسليمان - عن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، فذكره.
(*) أخرجه أحمد (2/339) قال: حدثناه يعقوب. قال: حدثنا أبي، عن أبيه. قال: حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ... فذكره مرسلا.(8/609)
6435 - (م ت) عائشة - رضي الله عنها - قالت: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «قد كان يكون في الأُمم قبلكم مُحَدَّثُون، فإن يكن في أُمتي أحد، فعمرُ بنُ الخطاب» أخرجه مسلم والترمذي، وقال ابن عيينة: «محدَّثون» أي: مُفهَّمون (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (2398) في فضائل الصحابة، باب ومن فضائل عمر بن الخطاب رضي الله عنه، والترمذي رقم (3694) في المناقب، باب مناقب عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه الحميدي (253) قال:حدثنا سفيان. قال:حدثنا محمد بن عجلان. وأحمد (6/55) قال: حدثنا يحيى، عن ابن عجلان. ومسلم (7/115) قال:حدثنا أبو الطاهر أحمد بن عمرو ابن سرح. قال:حدثنا عبد الله بن وهب، عن إبراهيم بن سعد. (ح) وحدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا ليث. (ح) وحدثنا عمرو الناقد، وزهير بن حرب. قالا:حدثنا ابن عيينة.
كلاهما عن ابن عجلان. والترمذي (3693) قال:حدثنا قتيبة. قال:حدثنا الليث عن ابن عجلان.. والنسائي في فضائل الصحابة (18) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال:حدثنا الليث، عن ابن عجلان.
كلاهما - محمد بن عجلان، وإبراهيم بن سعد - عن سعد بن إبراهيم،عن أبي سلمة، فذكره.(8/610)
6436 - (خ) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: «ما زلنا أعِزَّة منذ أسلم عمر (1) » أخرجه البخاري (2) .
__________
(1) قال الحافظ في " الفتح ": وروى ابن شيبة والطبراني من طريق القاسم بن عبد الرحمن قال: قال عبد الله بن مسعود: كان إسلام عمر عزاً، وهجرته نصراً، وإمارته رحمة، والله ما استطعنا أن نصلي حول البيت ظاهرين حتى أسلم عمر.
(2) 7 / 38 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب مناقب عمر بن الخطاب، وباب إسلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وفي الأصل: أخرجه البخاري ومسلم، ولم نجده عند مسلم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (5/14) قال:حدثنا محمد بن المثنى،قال:حدثنا يحيى وفي (5/60) قال:حدثني محمد بن كثير، قال: أخبرنا سفيان.
كلاهما عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، فذكره.(8/611)
6437 - (م) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «رأيتُني دَخلْتُ الجنةَ، ورأَيتُ قصراً بفِنائه جارية، فقلتُ: لمن هذا؟ فقيل: لعمر، فأردتُ أن أدخلَهُ، فذكرتُ غَيْرَتَكَ، فقال عمرُ: بأبي أنتَ وأُمِّي يا رسولَ الله، أعليك أغار؟» . أخرجه مسلم هكذا (1) ، وقد تقدَّم له وللبخاري مثله بزيادة تتضمَّن ذِكْرَ بلال، وقد ذكرناه في الفرع الأول من هذا الفصل.
__________
(1) رقم (2394) في فضائل الصحابة، باب من فضائل عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (3/372) قال:حدثنا هاشم بن القاسم. وفي (3/372) قال:حدثنا أبو سعيد. وفي (3/389) قال:حدثنا سريج. والبخاري (5/12) قال: حدثنا حجاج بن منهال. ومسلم (7/145) قال: حدثني أبو جعفر محمد بن الفرج، قال:حدثنا زيد بن الحباب. والنسائي في فضائل الصحابة (23و131،792) قال: أخبرنا نصير بن الفرج،قال:حدثنا شعيب بن حرب.
ستتهم - هاشم،وأبو سعيد، وسريج، وحجاج، وزيد، وشعيب بن حرب - عن عبد العزيز أبي سلمة عن محمد بن المنكدر، فذكره.(8/611)
6438 - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «بينا أنا نائم رأيتُني في الجنة، فإذا امرأة تتوضأ إلى جانب قصر، فقلتُ: لمن هذا القصر؟ قالوا: لعمر، فذكرتُ غيرتَه، فوّليتُ مُدْبِراً، فبكى عمرُ، وقال: أعليك أَغارُ يا رسولَ الله؟» . [ص:612]
وفي رواية «فذكرت غَيْرَةَ عمر، فولَّيت مُدبراً.
قال أبو هريرة: فبكى عمر ونحن جميعاً في ذلك المجلس مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، ثم قال عمر: بأبي أنت يا رسولَ الله، أعليك أغَارُ؟» . أخرجه البخاري ومسلم (1) .
__________
(1) رواه البخاري 7 / 35 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب مناقب عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وفي بدء الخلق، باب ما جاء في صفة الجنة، وفي النكاح، باب الغيرة، وفي التعبير، باب القصر في المنام، وباب الوضوء في المنام، ومسلم رقم (2395) في فضائل الصحابة، باب فضائل عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/339) قال: حدثنا يعقوب. قال: حدثنا أبي، عن صالح. والبخاري (4/142، 5/12) قال: حدثنا سعيد بن أبي مريم. قال: حدثنا الليث، قال: حدثني عقيل. وفي (7/46) قال: حدثنا عبدان. قال أخبرنا عبد الله، عن يونس. وفي (9/49) قال: حدثنا سعيد بن عفير. قال: حدثني الليث. قال: حدثنا عقيل. وفي (9/50) قال: حدثني يحيى بن بكير. قال: حدثنا الليث عن عقيل. ومسلم (7/114) قال: حدثنا حرملة بن يحيى. قال: أخبرنا ابن وهب. قال: أخبرني يونس. (ح) وحدثنيه عمرو الناقد وحسن الحلواني وعبد بن حميد. قالوا: حدثنا يعقوب بن إبراهيم. قال: حدثنا أبي، عن صالح. وابن ماجة (107) قال: حدثنا محمد بن الحارث المصري. قال: أنبأنا الليث بن سعد. قال: حدثني عقيل. والنسائي في فضائل الصحابة (27) قال أخبرنا عمرو بن عثمان. قال: حدثني محمد بن حرب، عن الزبيدي (ح) وأخبرني عمرو بن عثمان، قال: حدثنا بقية، عن الزبيدي.
أربعتهم - صالح بن كيسان، وعقيل بن خالد، ويونس بن يزيد، ومحمد بن الوليد الزبيدي - عن ابن شهاب الزهري، قال: أخبرني سعيد بن المسيب، فذكره.(8/611)
6439 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «دَخَلْتُ الجنةَ فإذا أنا بقصر من ذهب، فقلتُ: لمن هذا؟ فقالوا: لشابّ من قريش، فظننتُ أني أنا هو، فقلت: ومن هو؟ قالوا: عمرُ بنُ الخطاب» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3689) في المناقب، باب مناقب عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال، ورواه أيضاً أحمد في " المسند "، وابن حبان في " صحيحه " رقم (2188) " موارد ".
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن صحيح: أخرجه أحمد (3/107) قال:حدثنا ابن أبي عدي. وفي (3/179) قال: حدثنا يحيى. وفي (3/263) قال:حدثنا عبد الله بن بكر. والترمذي (3688) والنسائي في فضائل الصحابة (26) كلاهما عن علي بن حجر، قال:حدثنا إسماعيل بن جعفر.
أربعتهم - ابن أبي عدي، ويحيى،وابن بكر،وإسماعيل - عن حميد، فذكره.(8/612)
6440 - (خ م ت س) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «بينا أنا نائم رأيتُ الناس يُعْرَضون وعليهم قُمُص، فمنها ما يبلغ الثَّدْيَ، ومنها ما يَبْلُغُ دون ذلك، وعُرِضَ عليَّ ابنُ الخطاب وعليه قميص يجترُّه، قالوا: فما أوَّلته يا رسولَ الله؟ قال: الدِّين» . [ص:613] أخرجه البخاري ومسلم والنسائي والترمذي (1) .
وأخرجه الترمذي أيضاً عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن بعض أصحاب النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- ولم يُسَمِّه (2) .
__________
(1) رواه البخاري 1 / 69 في الإيمان، باب تفاضل أهل الإيمان في الأعمال، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب مناقب عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وفي التعبير، باب القميص في المنام، وباب جر القميص في المنام، ومسلم رقم (2390) في فضائل الصحابة، باب من فضائل عمر بن الخطاب رضي الله عنه، والترمذي رقم (2287) في الرؤيا، باب ما جاء في رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم اللبن والقمص، والنسائي 8 / 113 في الإيمان، باب زيادة الإيمان.
(2) رواه الترمذي رقم (2286) في الرؤيا، باب ما جاء في رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم اللبن والقميص، وهو حديث صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (3/87) قال: حدثنا يعقوب. والدارمي (2157) قال: أخبرنا عبد الله بن صالح. والبخاري (1/12) قال: حدثنا محمد بن عبيد الله. وفي (9/45) قال: حدثنا علي بن عبد الله قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم. ومسلم (7/112) قال: حدثنا منصور بن أبي مزاحم (ح) وحدثنا زهير ابن حرب، والحسن بن علي الحلواني، وعبد بن حميد قالوا: حدثنا يعقوب بن إبراهيم. والترمذي (2286) قال: حدثنا عبد بن حميد، قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد. والنسائي (8/113) وفي فضائل الصحابة (20) قال: أخبرنا محمد بن يحيى بن عبد الله قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد. وفي الكبرى (تحفة الأشراف) (3961) عن محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، عن شعيب بن الليث، عن أبيه، عن زيد بن الهاد.
خمستهم - يعقوب، وعبد الله بن صالح، ومحمد بن عبيد الله، ومنصور، ويزيد - عن إبراهيم بن سعد، عن صالح بن كيسان.
2-وأخرجه البخاري (5/15) قال: حدثنا يحيى بن بكير، وفي (9/46) قال: حدثنا سعيد بن عفير.
كلاهما - يحيى، وسعيد- عن الليث، عن عقيل.
كلاهما - صالح، وعقيل - عن ابن شهاب، قال: حدثني أبو أمامة بن سهل بن حنيف، فذكره.
(*) أخرجه الترمذي (2285) قال: حدثنا الحسين بن محمد الجريري البلخي، قال: حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن أبي أمامة، عن بعض أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-، فذكره، وأشار الترمذي إلى أنه أصح، يعني أبا أمامة عن أبي سعيد.(8/612)
6441 - (خ م ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «بينا أنا نائم أُوتيتُ بقَدَح لبن، فشربتُ منه، حتى إِني لأَرى الرِّيَّ يخرج من أظفاري، ثم أعْطَيْتُ فَضْلي عمرَ بنَ الخطاب، قال مَنْ حولَه: فما أوَّلتَ ذلك يا رسولَ الله؟ قال: العِلْمُ» (1) . أخرجه البخاري ومسلم والترمذي (2) .
__________
(1) المراد بالعلم هنا: العلم بسياسة الناس بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، واختص عمر بذلك لطول مدته واتفاق الناس على طاعته.
(2) رواه البخاري 7 / 36 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب مناقب عمر بن الخطاب، وفي العلم، باب فضل العلم، وفي التعبير، باب اللبن، وباب إذا جرى اللبن في أطرافه وأظافره وباب إذا أعطى فضله غيره في النوم، وباب القدح في النوم، ومسلم رقم (2390) في فضائل الصحابة، باب من فضائل عمر بن الخطاب رضي الله عنه، والترمذي رقم (2285) في الرؤيا، باب رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم اللبن والقمص.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/83) (5554) و (2/154) (6426) قال:حدثنا وهب بن جرير، قال: حدثنا أبي، قال: سمع يونس. وفي (2/108) (5868) قال:حدثنا قتيبة بن سعيد،قال:حدثنا ليث بن سعد، عن عقيل. وفي (2/130) (6142) و (2/147) (6344) قال:حدثنا يعقوب،قال: حدثنا أبي،عن صالح، والدارمي (2160) قال:أخبرنا محمد بن الصلت، قال:حدثنا ابن المبارك، عن يونس. والبخاري (1/31) قال: حدثنا سعيد بن عفير، قال: حدثني الليث، قال:حدثني عقيل. وفي (5/12) قال:حدثني محمد بن الصلت أبو جعفر الكوفي،قال:حدثنا ابن المبارك، عن يونس. وفي (9/45) قال:حدثنا عبدان، قال: أخبرنا عبد الله، قال: أخبرنا يونس (ح) وحدثنا علي بن عبد الله، قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا أبي،عن صالح. وفي (9/50) قال:حدثنا يحيى بن بكير، قال:حدثنا الليث،عن عقيل. وفي (9/52) قال:حدثنا قتيبة بن سعيد،قال:حدثنا الليث، عن عقيل،ومسلم (7/112) قال:حدثني حرملة بن يحيى، قال: أخبرنا ابن وهب،قال: أخبرني يونس. (ح) وحدثناه قتيبة بن سعيد،قال:حدثنا ليث، عن عقيل (ح) وحدثنا الحلواني، وعبد بن حميد، كلاهما عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد،قال:حدثنا أبي عن صالح. والترمذي (2284و3687) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد،قال:حدثنا الليث عن عقيل،والنسائى في فضائل الصحابة (22) قال: أخبرني عمرو بن عثمان قال: حدثنا بقية،قال:حدثني الزبيدي. وفي الكبرى (تحفة الأشراف) (6700) عن قتيبة، عن الليث،وعن عقيل (ح) وعن عبيد الله بن سعد، عن عمه يعقوب، عن أبيه، عن صالح.
أربعتهم - يونس،وعقيل، وصالح،والزبيدي - عن ابن شهاب الزهري، عن حمزة بن عبد الله،فذكره.(8/613)
6442 - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «بينا أنا نائم رأيتُني على قَلِيب عليها دَلْو، فنزعتُ منها ما شاء الله، ثم أخذها ابن أبي قُحَافةَ، فنزعَ منها ذَنُوباً أو ذَنُوبَيْنِ، وفي نَزْعه ضَعْف، واللهُ يغفِرُ له، ثم اسْتَحَالَتْ غَرْباً، فأخذها ابنُ الخطاب، فلم أرَ عَبْقَرياً من الناس ينزِعُ نَزْعَ عُمَرَ، حتى ضرب الناسُ بعَطَن» . أخرجه البخاري ومسلم.
وللبخاري: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «بينما أنا نائم رأيتُ أني على حَوضي أسقي الناس، فأتاني أبو بكر فأخذ الدَّلْوَ من يدي ليُرِيحَني، فنزع ذَنوبَيْنِ، وفي نزعه ضَعْف، واللهُ يغفر له، فأتى ابنُ الخطاب، فأخذه منه، فلم يزل ينزع حتى تولَّى الناسُ والحوضُ يتَفَجَّر» .
ولمسلم أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «رأيتُ ابنَ أبي قُحافةَ ينزع ... » وذكر نحو الأولى.
وله في أخرى قال: «بينا أنا نائم أُرِيتُ أني أنْزِعُ على حوضي أسْقي الناسَ، فجاءني أبو بكر، فأخذ الدَّلْوَ من يدي ليُرِيحني، فنزع دَلْوَيْنِ، وفي نزعه ضَعْف، والله يغفر له، فجاء ابنُ الخطاب، فأخذه منه، فلم أرَ نزع رجل قطُّ أقوى حتى تولى الناسُ والحوض ملآنُ يتفجر» (1) . [ص:615]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(القليب) : البئر إذا لم تكن مطوية.
(نَزَعْت) الدَّلْو من البئر: إذا جذبتها واستقيت الماء بها.
(الذَّنَوب) بفتح الذال: الدلو العظيمة.
(الغَرْب) : الدلو العظيمة.
(العبقري) : الرجل القوي الشديد، وفلان عبقري القوم، أي: سيِّدُهم وكبيرهم.
(العَطَن) : الموضع الذي تُناخ فيه الإبل إذا رَوِيَت، يقال: عطَنتِ الإبل، فهي عاطنة، وعواطن: إذا شربت فبركت عند الحوض لتعاد إلى الشرب مرة أخرى، وأعطنتُها أنا، والمراد بقوله: «حتى ضرب الناس بعطن» ، حتى رَوَوا وأرْوَوْا إبلهم، فأبركوها وضربوا لها عَطَناً.
__________
(1) رواه البخاري 11 / 365 في التعبير، باب نزع الذنوب والذنوبين من البئر بضعف، وباب الاستراحة [ص:615] في المنام، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " لو كنت متخذاً خليلاً "، وفي التوحيد، باب في المشيئة والإرادة وما تشاؤون إلا أن يشاء الله، ومسلم رقم (2392) في فضائل الصحابة، باب في فضائل عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (5/7) قال: حدثنا عبدان. قال: أخبرنا عبد الله، عن يونس. وفي (9/49) قال: حدثنا سعيد بن عفير، قال: حدثني الليث. قال: حدثني عقيل. وفي (9/170) قال: حدثنا يسرة بن صفوان بن جميل اللخمي. قال: حدثنا إبراهيم بن سعد. ومسلم (7/112) قال: حدثنا حرملة. قال أخبرنا ابن وهب. قال: أخبرني يونس. وفي (7/113) قال: حدثني عبد الملك بن شعيب بن الليث. قال: حدثني أبي، عن جدي. قال: حدثني عقيل بن خالد (ح) وحدثنا عمرو الناقد والحلواني وعبد بن حميد، عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد. قال: حدثنا أبي، عن صالح. والنسائي في فضائل الصحابة (15) قال: أخبرني عمرو بن عثمان. قال: حدثنا محمد بن حرب، عن الزبيدي.
خمستهم- يونس، وعقيل، وإيراهيم بن سعد، وصالح بن كيسان، ومحمد بن الوليد الزبيدي - عن ابن شهاب الزهري، أن سعيد بن المسيب أخبره، فذكره.
وعن الأعرج وغيره، أن أبا هريرة قال: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «رأيت ابن أبي قحافة ينزع ... » بنحو حديث الزهري.
أخرجه مسلم (7/113) قال: حدثنا الحلواني، وعبد بن حميد. قالا: حدثنا يعقوب. قال: حدثنا أبي، عن صالح. قال: قال الأعرج، غيره، فذكراه.
وعن أبي يونس مولى أبي هريرة، عن أبي هريرة، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. قال: «بينا أنا نائم أريت أني أنزع على حوضي أسقي الناس، فجاءني أبو بكر فأخذ الدلو من يدي ليريحني، فنزع دلوين، وفي نزعه ضعف والله يغفر له، فجاء ابن الخطاب فأخذ منه، فلم أر نزع رجل قط أقوى منه، حتى تولى الناس والحوض ملآن يتفجر» .
أخرجه مسلم (7/113) قال: حدثني أحمد بن عبد الرحمن بن وهب قال: حدثنا عمي عبد الله بن وهب. قال: أخبرني عمرو بن الحارث، أن أبا يونس مولى أبي هريرة حدثه، فذكره.(8/614)
6443 - (خ م ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «أُريتُ كأني أنزع بدلو بكرة على قليب، فجاء أبو بكر فنزع ذَنوباً أو ذَنوبين نزعاً ضعيفاً، والله يغفر له، ثم جاء عمر فاستقى فاستحالت غرباً، فلم [ص:616] أَرَ عَبْقَرياً من الناس يَفري فَرْيَهُ، حتى رَوي الناس، وضربوا بعَطن» .
وفي رواية عن رؤيا النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- في أبي بكر وعمر قال: «رأيتُ الناس اجتمعوا، فقام أبو بكر، فنزع ذَنُوباً أو ذَنُوبَيْنِ، وفي نزعه ضعف ... » ثم ذكر نحوه.
وفي أخرى «رأيت الناس مجتمعين في صعيد، فقام أبو بكر ... » وذكره. أخرجه البخاري ومسلم والترمذي، وللبخاري نحو الأولى (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يَفْرِيَ فَرْيه) أي: يعمل عمله، وفرى يفري: إذا قطع. تقول العرب: فلان يفري الفَرْي: إذا عَمِل العمل وأجاده، تعظيماً لإحسانه وهذا الحديث أريه رسول الله - صلى الله عليه وسلم- مثلاً لأيام خلافتهما، وأن أبا بكر رضي الله عنه قَصُرت مدة خلافته، ولم يفرُغ من قتال أهل الرِّدَّة، لافتتاح [ص:617] الأمصار، وأن عمر رضي الله عنه طالت مدته حتى تيسرت له الفتوح، وأفاء الله عليه الغنائم، وكنوز الأكاسرة.
__________
(1) رواه البخاري 7 / 36 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب مناقب عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وباب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " لو كنت متخذاً خليلاً "، وفي الأنبياء، باب علامات النبوة في الإسلام، وفي التعبير، باب نزع الماء من البئر حتى يروى الناس، وباب نزع الذنوب والذنوبين من البئر بضعف، ومسلم رقم (2393) في فضائل الصحابة، باب من فضائل عمر بن الخطاب رضي الله عنه، والترمذي رقم (2290) في الرؤيا، باب ما جاء في رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم في الميزان والدلو.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (2/27) (4814) قال: حدثنا روح، قال حدثنا ابن جريج. وفي (2/89) (5629) قال: حدثنا يحيى بن آدم. قال: حدثنا زهير. وفي (2/104) (5817) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا وهيب. والبخاري (4/250) قال: حدثني عبد الرحمن بن شيبة، قال: حدثنا عبد الرحمن بن المغيرة. عن أبيه. وفي (9/49) قال: حدثنا أحمد بن يونس، قال: حدثنا زهير. ومسلم (7/114) قال: حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس. قال: حدثنا زهير. والترمذي (2289) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا أبو عاصم، قال: أخبرنا ابن جريج. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (7022) عن يوسف بن سعيد، عن حجاج، عن ابن جريج.
أربعتهم - ابن جريج، وزهير، ووهيب، والمغيرة - عن موسى بن عقبة.
2- وأخرجه أحمد (2/39) (4972) . والبخاري (5/13) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير. ومسلم (7/113) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن عبد الله بن نمير.
ثلاثتهم - أحمد بن حنبل، ومحمد بن عبد الله، وأبو بكر بن أبي شيبة - قالوا: حدثنا محمد بن بشر، قال: حدثنا عبيد الله بن عمر. قال: حدثني أبو بكر بن سالم.
كلاهما - موسى بن عقبة، وأبو بكر بن سالم - عن سالم بن عبد الله، فذكره.
عن نافع، أن عبد الله بن عمر، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «بينما أنا على بئر أنزع منها، جاءني أبو بكر وعمر، فأخذ أبو بكر الدلو، فنزع ذنوبا أو ذنوبين..» .
أخرجه أحمد (2/107) (5859) قال: حدثنا عفان. والبخاري (5/11) قال: حدثني أحمد بن سعيد أبو عبد الله، قال: حدثنا وهب بن جرير. وفي (9/48) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن كثير، قال: حدثنا شعيب بن حرب.
ثلاثتهم - عفان، ووهب، وشعيب - عن صخر بن جويرية، قال: حدثنا نافع، فذكره.(8/615)
6444 - (د ت) عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال: «اسْتَأْذَنْتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- في العُمْرة، فأذِنَ لي، وقال لي: لا تَنْسَنا يا أُخَيَّ من دُعائك - أو قال: أشْرِكْنا يا أُخَيَّ في دعائك - قال عمر: فقال كلمة ما يَسُرُّني أنَّ لي بهذا الدنيا» أخرجه أبو داود.
وعند الترمذي «أنه استأذن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- في العمرة، فقال: أيْ أخي، أشْرِكْنا في دعائك ولا تَنْسَنا» ، لم يزد (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (1498) في الصلاة، باب في الدعاء، والترمذي رقم (3557) في الدعوات باب رقم (121) ، وفي سنده عاصم بن عبيد الله بن عاصم بن عمر الخطاب، وهو ضعيف، ومع ذلك فقد قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (1/29) (195) قال:حدثنا محمد بن جعفر،قال:حدثنا شعبة، وأبو داود (1498) قال: حدثنا سليمان بن حرب،قال:حدثنا شعبة. وابن ماجة (2894) قال:حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال:حدثنا وكيع، عن سفيان. والترمذي (3562) قال:حدثنا سفيان بن وكيع، قال: حدثنا أبي، عن سفيان.
كلاهما - شعبة، وسفيان - عن عاصم بن عبيد الله، عن سالم بن عبد الله بن عمر، عن أبيه،فذكره.
قلت: في إسناده عاصم بن عبيد الله العمري، ضعفوه.(8/617)
6445 - (ت) بريدة - رضي الله عنه - قال: «خرج رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في بعض مغازيه، فلما انْصرَفَ جاءتْ جُويْرِية سَوْداءُ، فقالت: إني كنتُ نَذَرْتُ إنْ رَدَّكَ الله سالِماً أنْ أضْرِبَ بين يديك بالدُّفِّ وأَتَغَنَّى، فقال لها: إن كنتِ نذرتِ فاضربي، وإلا فلا، فقالت: نذرتُ، وجعلت تضرب.
زاد رزين: وتقول:
طَلَع البَدْرُ علينا ... من ثَنيَّاتِ الوَداعِ [ص:618]
وجب الشُّكرُ علينا ... ما دعا لله داعِ
ثم اتفقا - فدخل أبو بكر وهي تضرب، ثم دخل عليٌّ وهي تضرب، ثم دخل عثمان وهي تضرب، ثم دخل عمر، فأَلْقَتِ الدُّفَّ تحتَ اسْتِها وقعدتْ عليه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: إن الشيطان لَيَخافُ منكَ يا عمر، إني كنتُ جالساً وهي تضرب، فدخل أبو بكر وهي تضرب، ثم دخل عليٌّ وهي تضرب، ثم دخل عثمان وهي تضرب، فلما دخلتَ أنتَ يا عمرُ أَلْقَتِ الدُّفَّ وجلستْ عليه» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3691) في المناقب، باب مناقب عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وإسناده حسن دون زيادة رزين، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وأقول: ويشهد له الذي بعده.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن: أخرجه أحمد (5/353) قال: حدثنا زيد بن الحباب. وفي (5/356) قال: حدثنا أبو تميلة يحيى بن واضح. والترمذي (3690) قال: حدثنا الحسين بن حريث، قال: حدثنا علي بن الحسين بن واقد.
ثلاثتهم - زيد، وأبو تميلة، وعلي - عن الحسين بن واقد، قال: حدثني عبد الله بن بريدة، فذكره.(8/617)
6446 - (ت) عائشة - رضي الله عنها - قالت: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- جالساً، فسمعنا لَغَطاً وصَوْتَ صِبْيان، فقام النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-، فإذا حبشيّة تَزْفِنُ، والصبيانُ حولها، فقال: يا عائشة، تعالَيْ فانظري، فجئتُ فوضعتُ لَحْيي على مَنكِبِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فجعلت أنظر إليها ما بين المنكب إلى رأسه، فقال لي: أما شَبِعْتِ؟ أما شبعتِ؟ قالتْ: فجعلتُ أقولُ: لا، لأنظر منزلتي عنده، إِذْ طلع عمر، قالت: فَارْفَضَّ الناس عنها، قالت: فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: إني لأنظر إلى شياطين الجنّ والإِنس قد فَرُّوا من عمر، قالت: فرجعتُ» أخرجه الترمذي (1) . [ص:619]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(اللغط) : الأصوات المختلفة والضَّجَّة.
(الزفن) : الرّقص، ورجل زفَّان: رقّاص.
(ارفضّ) القوم: أي تفرَّقوا. (فَظُّ) رجل فَظٌّ: سيء الخُلق، وفلان أفظّ من فلان: أي أسوَأُ خُلُقاً.
__________
(1) رقم (3692) في المناقب، باب مناقب عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وإسناده حسن، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه، أقول: ويشهد له الذي قبله.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (3691) قال: حدثنا الحسن بن صباح البزار. والنسائى في الكبرى تحفة الأشراف (12/17355) عن عبد الله بن محمد الضعيف.
كلاهما - الحسن بن صباح، وعبد الله بن محمد - عن زيد بن حباب، عن خارجة بن عبد الله بن سليمان بن زيد بن ثابت، قال: أخبرنا يزيد بن رومان، عن عروة، فذكره.(8/618)
6447 - (خ م) سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - قال: «استأذن عمرُ على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- وعنده نسوة من قريش يُكلِّمْنَه - وفي رواية: يَسْألْنَه، ويَسْتَكْثِرْنَه - عَالِية أصواتُهنَّ على صوته، فلما استأْذن عمرُ قُمْنَ يَبْتَدِرْنَ الحِجاب، فأذن له النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-، فدخل عمر والنبيُّ - صلى الله عليه وسلم- يضحك، فقال عمر: أضحَك الله سِنَّكَ (1) ، بأبي وأُمِّي - قال الحميديُّ: زاد البرقاني: ما أضحَكك؟ ثم اتفقا - قال: عجبتُ من هؤلاء اللاتي كُنَّ عندي، فلما سَمِعْنَ صوتَك ابْتَدَرْنَ الحِجاب، قال عمر: فأَنتَ يا رسولَ الله لأحق أن يَهَبْنَ، ثم قال عمر: أيْ عَدُوَّاتِ أنفسهنَّ، أتَهَبْنَنِي ولا تَهَبْنَ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-؟ قلن: [ص:620] نعم، أنت أفظُّ وأغلظ (2) من النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: إِيهٍ (3) يا ابن الخطاب، والذي نفسي بيده، ما لَقِيَكَ الشيطانُ سالكاً فجّاً إلا سلك فجّاًَ غير فجِّك» . أخرجه البخاري ومسلم بغير زيادة البرقاني (4) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الفجّ) : المسْلَكُ والطَّرِيق.
__________
(1) قال الحافظ في " الفتح ": لم يرد به الدعاء بكثرة الضحك، بل لازمه وهو السرور، أو نفي ضد لازمه وهو الحزن.
(2) أفعل تفضيل من الفظاظة والغلظة، وهو يقتضي الشركة في أصل الفعل، ويعارضه قوله تعالى: {ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك} فإنه يقتضي أنه لم يكن فظاً ولا غليظاً وانظر " الفتح " 7 / 37 و 38.
(3) بالكسر والتنوين، ومعناها: حدثنا ما شئت، وبغير التنوين: زدنا مما حدثتنا، وفي بعض النسخ: إيهاً، بالفتح والنصب، ومعناها: لا تبدئنا بحديث.
(4) رواه البخاري 7 / 37 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب مناقب عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وفي بدء الخلق، باب صفة إبليس وجنوده، وفي الأدب، باب التبسم والضحك، ومسلم رقم (2396) في فضائل الصحابة، باب من فضائل عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (1/171) (1472) قال: حدثنا يعقوب وفي (1/182) (1581) قال: حدثنا يزيد، وهاشم بن القاسم. وفي (1/187) (1624) قال: حدثنا أبو داود سليمان. والبخاري (4/153، 5/13) قال: حدثنا علي بن عبد الله قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم. وفي (5/13) قال: حدثني عبد العزيز بن عبد الله، وفي (8/28) قال: حدثنا إسماعيل، ومسلم (7/114) قال: حدثنا منصور بن أبي مزاحم. (ح) وحدثنا حسن الحلواني، وعبد بن حميد. قال عبد: أخبرني، وقال الحسن: حدثنا يعقوب (وهو ابن إبراهيم بن سعد) . والنسائي في عمل اليوم والليلة (207) ، وفي فضائل الصحابة (28) قال: أخبرني محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، عن شعيب، قال: حدثنا الليث، عن يزيد بن الهاد.
ثمانيتهم - يعقوب، ويزيد، وهاشم، وأبو داود، وعبد العزيز، وإسماعيل، ومنصور، ويزيد بن الهاد- عن إبراهيم بن سعد، عن صالح بن كيسان، عن ابن شهاب، قال: أخبرني عبد الحميد بن عبد الرحمن ابن زيد، أن محمد بن سعد بن أبي وقاص، أخبره، فذكره.(8/619)
6448 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: «إِن عمرَ بنَ الخطاب جاء إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- وعندهُ نسوة قد رَفَعْنَ أصواتهنَّ على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، فلما استأذن عمرُ ابْتَدَرْنَ الحجاب ... ثم ذكر نحو حديث قبله، وفيه: - فأذِنَ له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يعني فدخل - ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يضحك، فقال عمر: أضْحَكَ الله سِنّك يا رسول الله، فقال رسولُ الله [ص:621] صلى الله عليه وسلم-: عجبت من هؤلاء اللاتي كنّ عندي، فلما سمعن صوتك ابتدرن الحجاب، فقال عمر: فأنتَ يا رسول الله أحق أن يَهَبْنَ، ثم قال عمرُ: أيْ عَدوَّاتِ أنفسِهنَّ أتهبنني ولا تَهَبْنَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-؟ قلن: نعم، أنت أغلظُ وأفظُّ من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: والذي نفسي بيده، ما لقيك الشيطان قطُّ سالكاً فجّاً إلا سلك فَجّاً غير فَجِّك» أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (2397) في فضائل الصحابة، باب من فضائل عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: تقدم تخريجه.(8/620)
6449 - (خ م) أنس بن مالك - رضي الله عنه - أَن عمر قال: «وافقتُ ربي في ثلاث، قلتُ: يا رسولَ الله، لو اتَّخَذْنا من مقام إبراهيم مُصلى؟ فنزلت: {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلَّى} [البقرة: 125] وقلتُ: يا رسولَ الله: يدخل على نسائِكَ البَرُّ والفاجر، فلو أمرتَهنَّ أن يحتجِبْنَ؟ فنزلتْ آيةُ الحجاب، واجتمع نساء النبي - صلى الله عليه وسلم- في الغَيرة، فقلتُ: {عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجاً خَيراً مِنكُنَّ} [التحريم: 5] فنزلت كذلك» .
وفي رواية لابن عمر قال: قال عمر: «وافقتُ ربي في ثلاث: في مقام إِبراهيم، وفي الحجاب، وفي أسارى بدر» .
وفي أخرى مثل الأولى، وقال: وقلتُ: يا رسول الله، لو حَجَبْتَ [ص:622] نِساءَك؟ فنزلتْ آيةُ الحجاب، قال: وبلغني مُعاتبةُ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- بعضَ نسائه، فدخلتُ عليهنَّ، فقلتُ: إن انْتهَيْتُنَّ، أو ليُبْدِلَنَّ الله رسولَهُ خيراً منكنَّ، حتى أتتْ إحدى نسائه، فقالت: يا عمر، أما في رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ما يَعِظُ نساءه، حتى تَعِظهنَّ أنتَ؟ فأنزل الله: {عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ....} الآية [التحريم: 5] . أخرجه البخاري ومسلم (1) .
__________
(1) رواه البخاري 1 / 423 في القبلة، باب ما جاء في القبلة ومن لا يرى الإعادة على من سها وصلى لغير القبلة، وفي تفسير سورة البقرة، باب قوله تعالى: {واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى} ، وفي تفسير سورة الأحزاب، باب قول الله تعالى: {لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم} ، وفي تفسير سورة التحريم، ومسلم رقم (2399) في فضائل الصحابة، باب من فضائل عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (1/23) (157) قال: حدثنا هشيم وفي (1/24) (160) قال: حدثنا ابن أبي عدي، وفي (1/36) (250) قال: حدثنا يحيى. والبخاري (1/111) و (6/197) قال: حدثنا عمرو ابن عون، قال: حدثنا هشيم. وفي (1/111و6/24) قال: وقال ابن أبي مريم. أخبرنا يحيى بن أيوب. وفي (6/24 و148) قال: حدثنا مسدد، عن يحيى بن سعيد، وابن ماجة (1099) قال: حدثنا محمد بن الصباح، قال: حدثنا هشيم. والترمذي (2960) قال حدثنا أحمد بن منيع قال: حدثنا هشيم. والنسائي في الكبري تحفة الأشراف (8/10409) عن هناد، عن يحيى بن أبي زائدة، وعن محمد بن مثنى، عن خالد بن الحارث، عن يعقوب بن إبراهيم الدورقي، عن هشيم.
ستتهم - هشيم، وابن أبي عدي، ويحيى بن سعيد، ويحيى بن أيوب، ويحيى بن أبي زائدة، وخالد - وعن حميد عن أنس، فذكره.
(*) رواه حماد بن سلمة عن حميد، عن أنس، «أن عمر قال: يا رسول الله، لو صلينا خلف المقام. فنزلت: واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى» .(8/621)
6450 - (خ) المسور بن مخرمة - رضي الله عنه - قال: «لما طُعِنَ عمر جعل يأْلَمُ، فقال له ابنُ عباس وكأنه يُجَزِّعه: يا أمير المؤمنين، ولا كلَّ ذلك، لقد صَحبتَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، فأحسنتَ صحبتَهُ، ثم فارقك وهو عنك رَاض، ثم صحبتَ أبا بكر، فأَحسنتَ صحبته، ثم فارقك وهو عنك رَاض، ثم صحبتَ المسلمين، فأحسنتَ صحبتهم، ولئن فارقتهم لتفارقنَّهم وهم عنك راضون، قال: أمَّا ما ذكرتَ من صُحْبة رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ورِضاه فإنما ذلك مَنٌّ مَنَّ [الله] به عليَّ، وأما مَا ذكرتَ من صحبةِ أبي بكر ورضاه، فإنما ذلك مَنٌّ مَنَّ الله به عليَّ، وأما ما ذكرتَ من جَزَعي، فهو [ص:623] من أجلك ومن أجل أصحابك، واللهِ لو أن لي طِلاع الأرض ذهباً لافتديتُ به من عذاب الله قبل أن أراه» أخرجه البخاري (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(جَزَّعَتُ) الرجل: أي نَسَبْتُه إلى الجزع، ويجوز أن يكون: أذهبْتُ عنه الجزع بما تسلِّيه.
(طِلاعُ الأرض) : مِلؤها كأنه قد مَلأها حتى تطلع وتَسيل.
__________
(1) 7 / 42 و 43 في فضائل النبي صلى الله عليه وسلم، باب مناقب عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: قال الحافظ المزي: البخاري في فضل عمر (المناقب 35: 15) عن الصلت بن محمد عن إسماعيل بن أيوب، عن ابن أبي مليكة، عن المسور بن مخرمة، عن ابن عباس، وقال عقبة، وقال حماد بن زيد. ثنا أيوب، عن ابن أبي مليكة، عن ابن عباس.(8/622)
6451 - (خ م) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: «إني لواقف في قوم يَدْعُون الله لعمر، وقد وُضِع عمرُ على سريره، فتكنَّفه الناس يَدْعُون ويصلُّون قبل أن يُرْفَعَ، وأنا فيهم، فلم يَرُعْني إِلا رجل آخذ بمنكبي - وفي رواية: إذا رجل خلفي قد وَضَع مِرْفَقَه على مَنْكبِي - فإذا عليّ، فترَّحم على عمر، وقال: ما خلَّفت أحداً أحبّ إليَّ أن ألقى الله بمثل عمله منكَ، وايْمُ الله، إن كنتُ لأظنُّ أن يجعلك الله مع صاحِبيك، لأني كنتُ كثيراً أسمعُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: ذهبتُ أنا وأبو بكر وعمر، ودخلتُ أنا وأبو بكر وعمر، [وخرجتُ أنا وأبو بكر وعمر] ، فإِن كنتُ لأرجو- أَو لأظنَّ - أن يجعلَكَ الله معهما» أخرجه البخاري ومسلم (1) .
[ص:624]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فتكنَفَّه) تكنفّت فلاناً: إذا أحطت به وصرت حوله.
(لم يَرُعْني) إلا وفلان قائم: أي لم أشعر، وإن لم يكن من لفظه، والرَّوْع: الفَزَع، فكأنه فاجأه بغتة من غير مَوعِد ولا معرفة، فراعَهُ ذلك وأفزعه.
__________
(1) رواه البخاري 7 / 33 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " لو كنت متخذاً خليلاً "، وباب مناقب عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ومسلم رقم (2389) في فضائل الصحابة، باب من فضائل عمر رضي الله عنه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (1/112) (898) قال: حدثنا علي بن إسحاق قال: أخبرنا عبد الله، يعني ابن المبارك. والبخاري (5/11) قال: حدثني الوليد بن صالح، قال: حدثنا عيسى بن يونس. وفي (5/14) قال: حدثنا عبدان، قال: أخبرنا عبد الله. ومسلم (7/111) قال: حدثنا سعيد بن عمرو الأشعثي، وأبو الربيع العتكي، وأبو كريب محمد بن العلاء. قال أبو الربيع: حدثنا. وقال الآخران: أخبرنا ابن المبارك. وفي (7/211) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا عيسى بن يونس. وابن ماجة (98) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا يحيى بن آدم. قال: حدثنا ابن المبارك. والنسائى في الكبرى (الورقة 107- أ) قال: أخبرني محمد بن آدم، قال: حدثنا ابن المبارك.
كلاهما - ابن المبارك، وعيسى - عن عمر بن سعيد بن أبي حسين، عن ابن أبي مليكة، قال: سمعت ابن عباس. فذكره.(8/623)
6452 - (خ) أسلم - مولى عمر - رحمه الله - قال: «سألني ابنُ عمر عن بعض شأنه؟ - يعني: عمرَ - فأخبرتُه، فقال: ما رأيتُ [أحداً] قَطُّ بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم- من حين قُبض كان أجدَّ وأجودَ (1) ، حتى انتهى: من عمر» أخرجه البخاري (2) .
__________
(1) من الاجتهاد والجود، أي: لم يكن أحد أجد من عمر في الأمور، ولا أجود بالأموال، والحديث محمول على وقت مخصوص، وهو مدة خلافته ليخرج النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر من ذلك.
(2) 7 / 40 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب مناقب عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (5/14) قال:حدثنا يحيى بن سليمان، قال:حدثني ابن وهب،قال: حدثني عمر - هو ابن محمد- أن زيد بن أسلم حدثه، عن أبيه فذكره.(8/624)
6453 - (ط) يحيى بن سعيد «أن عمرَ - رضي الله عنه - كان يحمل في العام الواحد على أربعين ألف بعير، يحملُ الرجل إلى الشام على بعير (1) والرجلين إلى العراق على بعير (2) فجاء رجل من أهل العراق، فقال: احملني [ص:625] وسُحَيماً، فقال له عمر: أنْشُدُكَ الله، أسحيم زِقّ؟ قال: نعم (3) » أخرجه الموطأ (4) .
__________
(1) لكثرة العدو بها، وأنها أكثر الجهات جهاداً ورباطاً.
(2) لقلة العدو.
(3) قال الباجي: أراد الرجل التحيل على عمر ليوهمه أن له رفيقاً يسمى سحيماً فيدفع إليه ما يحمل رجلين فينفرد هو به، وكان عمر رضي الله عنه يصيب المعنى بظنه فلا يكاد يخطئه فسبق إلى ظنه أن سحيماً الذي ذكره هو الزق.
(4) 2 / 464 في الجهاد، باب ما يكره من الشيء يجعل في سبيل الله، وإسناده منقطع.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده منقطع: أخرجه مالك (1025) قال: عن يحيى بن سعيد، به.(8/624)
6454 - (خ) عبد الله بن هشام - رضي الله عنه - قال: «كُنَّا مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- وهو آخذ بيدِ عمرَ بن الخطاب» ، لم يزد على هذا القدر. أخرجه البخاري هكذا طرفاً، وأخرجه بطوله (1) ، وقد ذُكِرَ في «كتاب فضائل النبي - صلى الله عليه وسلم-» .
__________
(1) رواه البخاري 7 / 43 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب مناقب عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وفي الاستئذان، باب المصافحة، وفي الأيمان والنذور، باب كيف كانت يمين النبي صلى الله عليه وسلم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: تقدم تخريجه وفيه: «الآن يا عمر» .(8/625)
وهذه أحاديث جاءت مشتركة بين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما
6455 - (خ م ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -[قال] : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «بينما راع في غنمه، عدا الذئبُ، فأخذ منها شاة، فطلبها حتى استنقذها منه، فالتفت إليه الذئب، فقال [له] : مَنْ لها يومَ السَّبُع يوم ليس لها راعٍ غيري؟ فقال الناسُ: سبحان الله! فقال رسولُ الله [ص:626] صلى الله عليه وسلم-: فإني أُومِنُ بهِ، وأبو بكر وعمرُ، وما ثَمَّ أبو بكر وعمر» . كذا عند البخاري.
وعند مسلم: أن أبا هريرة قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «بينما رَجُل يَسُوقُ بَقَرَة قد حَمَلَ عَليها، التَفَتَتْ إليه [البقرةُ] ، فقالتْ: إني لم أُخْلَقْ لهذا، ولكني خُلِقْتُ لِلْحَرْثِ، فقال الناس: سبحان الله! تَعجُّباً وفَزَعاً أَبَقَرَة تَكَلَّمُ؟ فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: فَإني أُومِن به، وأبو بكر وعمرُ»
قال أبو هريرة: وقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «بينما راعٍ في غنمه، عدا عليه الذئب، فأخذ منها شاة، فطلبه الراعي، حتى استنقذها منه ... » . وذكر الحديث بنحو ما تقدَّم، وليس فيه عنده «وما ثمَّ أبو بكر وعمر» .
وفي رواية لهما قال: صلَّى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- صلاةَ الصبح، ثم أقْبَلَ على الناس، فقال: بينا رَجُل يَسُوقُ بَقَرَة، إذْ رَكِبَها فضربها، فقالت: إنا لم نُخْلَقْ لهذا، إنا خُلقنا للحرث، فقال الناس: سبحان الله! بقرة تَكَلَّمُ؟ فقال: إني أُومِنْ بهذا أنا وأبو بكر وعمر، وما هما ثَمَّ، ثُمَّ ذكر باقي الحديث في الشاة والذئب بنحو ما تقدَّم إلى قوله: «فإني أُومِنُ بهذا أَنا وأبو بكر وعمر، وهما ثَمَّ» لفظ الحديث للبخاري.
وفي أخرى لهما في قصة الشاة والبقرة بمثل الرواية التي قبلها.
وأخرج الترمذي الرواية الأولى والثالثة، وقال في أولهما: «بينما رَجُل [ص:627] راكب بَقَرَة، إذ قالت: لَم أُخْلَقْ لهذا ... الحديث» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(عدا عليه) : اعتدى وتجاوز في ظلمه.
(يوم السَّبُّع) قال ابن الأعرابي: السبْع، بسكون الباء: الموضع الذي يحبس الناس فيه يوم القيامة، أراد: من لها يوم القيامة؟ وهذا [التأويل] يَفْسُدُ بقول الذئب: «يوم لا راعي لها غيري» والذئب لا يكون لها راعياً يوم القيامة، وقيل: السَّبْع: الشدة والذُّعر، يقال: سَبَعْتُ الأسد: إذا ذعرته، والمعنى: من لها يوم الفزع؟ وقيل: مَن لها عند الفتن حين يتركها الناس هملاً لا راعيَ لها، نُهبةً للذئاب والسباع؟ فجعل السَّبُع لها راعياً، إذ هو منفرد بها [ويكون حينئذ بضم الباء] ، وهذا إنذار بما يكون من الشدائد والفتن التي يهمل الناس فيها أنعامهم ومواشيهم فتستمكن منها السباع بلا مانع.
__________
(1) رواه البخاري 7 / 42 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب مناقب عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وباب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " لو كنت متخذاً خليلاً "، وفي الحرث والزراعة، باب استعمال البقر للحراثة، وفي الأنبياء، باب ما ذكر عن بني إسرائيل، ومسلم رقم (2388) في فضائل الصحابة، باب من فضائل أبي بكر الصديق رضي الله عنه، والترمذي رقم (3681) و (3696) في المناقب، باب مناقب أبي بكر، وباب مناقب عمر بن الخطاب رضي الله عنهما.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (5/15) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. قال: حدثنا الليث، قال: حدثنا عقيل. ومسلم (7/110و111) قال: حدثني أبو الطاهر أحمد بن عمرو بن سرح، وحرملة بن يحيى قالا: أخبرنا ابن وهب. قال: أخبرني يونس. (ح) وحدثنا عبد الملك بن شعب بن الليث، قال: حدثني أبي، عن جدي. قال: حدثني عقيل بن خالد. والنسائي في فضائل الصحابة (13) قال: أخبرنا سليمان بن داود، عن ابن وهب. قال: أخبرني يونس.
كلاهما - عقيل بن خالد، ويونس بن يزيد - عن ابن شهاب، قال: حدثني سعيد بن المسيب، أبو سلمة بن عبد الرحمن، فذكراه.
(*) أخرجه الحميدي (1054) قال: حدثنا سفيان. قال: حدثنا أبو الزناد. قال: أخبرني الأعرج. وفي (1055) قال: حدثنا سفيان. قال: حدثنا مسعر، عن سعد بن إبراهيم. وأحمد (2/245) قال: حدثنا سفيان، عن أبي الزناد، عن الأعرج. وفي (2/382) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة، عن سعيد بن إبراهيم. وفي (2/502) قال: حدثنا يزيد. قال: أخبرنا محمد. والبخاري (3/136) قال: حدثنا: محمد بن بشار. قال: حدثنا غندر قال: حدثنا شعبة. عن سعد بن إبراهيم. وفي (4/212) قال: حدثنا علي بن عبد الله. قال: حدثنا سفيان. قال: حدثنا أبو الزناد، عن الأعرج. (ح) وحدثنا علي. قال: حدثنا سفيان، عن مسعر، عن سعيد بن إبراهيم. وفي (5/6) قال: حدثنا أبو اليمان. قال: أخبرنا شعيب، عن الزهري. وفي (الأدب المفرد) (902) قال: حدثنا يحيى بن صالح المصري، عن إسحاق بن يحيى الكلبي. قال: حدثنا الزهري. ومسلم (7/111) قال: حدثنا محمد بن عباد. قال: حدثنا سفيان بن عُيينة. (ح) وحدثني محمد بن رافع. قال: حدثنا أبو داود الحفري، عن سفيان.
كلاهما عن أبي الزناد، عن الأعرج. (ح) وحدثناه محمد بن المثنى، وابن بشار. قالا: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. (ح) وحدثنا محمد بن عباد. قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن مِسْعر. كلاهما عن سعد بن إبراهيم، والترمذي (3677 و3695) قال: حدثنا محمود بن غيلان. قال: حدثنا أبو داود. قال: أنبأنا شعبة، عن سعد بن إبراهيم، وفي (3677 و3695) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شُعبة، عن سعد بن إبراهيم. والنسائي في فضائل الصحابة (10) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا أبو داود الحفري عُمر بن سعد. قال: حدثنا سفيان، عن أبي الزناد، عن عبد الرحمن الأعرج، وفي (11) قال: أخبرنا هارون بن محمد بن بكار بن بلال، عن محمد بن عيسى، وهو ابن القاسم بن سميع، قال: حدثنا عُبيد الله بن عُمر، عن الزهري.
أربعتهم - عبد الرحمن الأعرج، وسعد بن إبراهيم، والزهري، ومحمد بن عمرو - عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، فذكره. وليس فيه - سعيد بن المسيب.
(*) وأخرجه النسائي في فضائل الصحابة (12) قال: أخبرنا الربيع بن سليمان. قال: حدثنا شُعيب بن الليث، عن أبيه، عن عُقيل، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، فذكره. ليس فيه: (أبو سلمة بن عبد الرحمن) .
(*) الروايات مطولة ومختصرة وألفاظها متقاربة.(8/625)
6456 - (د ت) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إن أهل الدرجات العُلَى لَيَرَاهم مَنْ تَحْتَهُمْ، كما تَرَوْنَ النَّجْمَ [ص:628] الطالع في أُفُقِ السماء، وإِن أبا بكر وعمر منهم، وأَنْعَمَا» . أخرجه أبو داود والترمذي.
ولفظ أبي داود: «إن الرجل من أَهْلِ عِلِّيِّينَ لَيُشْرِفُ على أهل الجنَّة، فَتُضِيءُ الجنَّةُ لوجهه، كأنه كوكب دُرِّيّ، قال - وهكذا جاء في الحديث «دُرِّيّ» مرفوع الدال لا يُهمز، وإن أبا بكر وعمر منهم، وأَنعَما» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(وأنعما) : أنعم فلان النظر في الأمر: إذا بالغ في تَدَبُّره، والتفكُّر فيه، وأحسن فلان إليَّ وأنعم، أي: أفضل [وزاد] في الإحسان، وكذلك هنا، أي: هما منهم، وزادا في هذا الأمر، وتناهيا فيه إلى غايته.
(الكوكب الدُّريُّ) هو الكبير المضيء، كأنه نُسِب إلى الدُّرِّ، تشبيهاً بها.
__________
(1) رواه أبو داود رقم (3987) في الحروف والقراءات، والترمذي رقم (3659) في المناقب، باب مناقب أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وفي سنده عطية العوفي وهو صدوق يخطئ كثيراً ويدلس، وقال الترمذي: هذا حديث حسن، وقد روي من غير وجه عن عطية عن أبي سعيد وذكره الهيثمي في " مجمع الزوائد " من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن الرجل من أهل عليين يشرف على أهل الجنة كأنه كوكب دري، وإن أبا بكر وعمر منهما وأنعما "، وقال الهيثمي: رواه الطبراني في " الأوسط " ورجاله رجال الصحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه الحميدي (755) قال: حدثنا سُفيان، قال: حدثنا مالك بن مِغْوَل، وأحمد (3/27) قال: حدثنا ابن نُمير. قال: حدثنا الأعمش. وفي (3/50) قال: حدثنا محمد بن عُبيد، قال: حدثنا إسماعيل - يعني ابن أبي خالد -. وفي (3/61) قال: حدثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، قال: فقال إسماعيل بن أبي خالد، وهو جالس مع مُجالد على الطنفسة. وفي (3/72) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا سفيان، عن الأعمش، وفي (3/93) قال: حدثنا ابن فضيل، قال: حدثنا سالم - يعني ابن أبي حفصة-، والأعمش، وعبد الله بن صهبان، وكثير النوّاء، وابن أبي ليلى. وفي (3/98) قال: حدثنا وكيع، عن الأعمش. وعبد بن حميد (887) قال: حدثنا محمد بن عبيد، قال: حدثنا إسماعيل بن أبي خالد، وسالم المُرادي. وأبو داود (3987) قال: حدثنا يحيى بن الفضل، قال: حدثنا وُهَيب - يعني ابن عمرو النمري - قال: أخبرنا هارون، قال: أخبرني أبان بن تغلب. وابن ماجة (96) قال: حدثنا علي بن محمد، وعمرو بن عبد الله، قالا: حدثنا وكيع، قال: حدثنا الأعمش. والترمذي (3658) قال: حدثنا قُتيبة، قال: حدثنا محمد بن فُضيل، عن سالم بن أبي حفصة، والأعمش، وعبد الله بن صُهبان، وابن أبي ليلى، وكثير النواء.
تسعتهم - مالك بن مِغْول، والأعمش، وابن أبي خالد، وسالم بن أبي حفصة، وابن صُهبان، وكثير، وابن أبي ليلى، وسالم المُرادي، وأبان - عن عطية العَوفي، فذكره.
قلت: في إسناده عطية العوفي.(8/627)
6457 - (ت) حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إني لا أدري ما بقائي فيكم؟ فاقتدُوا باللَّذَيْنِ من بعدي: أبي بكر [ص:629] وعمرَ» أخرجه الترمذي.
وفي رواية: «وأشار إلى أبي بكر وعمر» (1) .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (3663) و (3664) في المناقب، باب مناقب أبي بكر رضي الله عنه، وقال الترمذي: هذا حديث حسن، وهو كما قال.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن صحيح: تقدم تخريجه.(8/628)
6458 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال لأبي بكر وعمر: «هذان سَيِّدا كُهُولَ أهْلِ الجنة من الأوَّلين والآخرين، إلا النبيين والمرسَلين» أَخرجه الترمذي.
مثله، وزاد: قال عَليٌّ: قال لي: «لا تخبرهما يا عَليُّ» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (3666) في المناقب، باب مناقب أبي بكر رضي الله عنه، وإسناده حسن، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، ورواه الترمذي أيضاً رقم (3665) و (3667) في المناقب، باب مناقب أبي بكر الصديق رضي الله عنه من حديث علي رضي الله عنه، وهو حديث صحيح بشواهده.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (3664) قال: حدثنا الحسن بن الصباح البزار. قال: حدثنا محمد بن كثير المصيصي، عن الأوزاعي، عن قتادة فذكره.
قلت: له شاهد من حديث علي عند الترمذي (3665 و3667) .(8/629)
6459 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يخرج على أصحابه من المهاجرين والأنصار، فلا يرفع طَرْفَهُ أوَّلاً إلا إلى أبي بكر وعمر، كانا ينظران إليه، وينظر إليهما، وَيَتَبَسَّمانِ إليه، وَيَتَبَسَّمُ إليهما خاصة، وإلى سائر أصحابه عامَّة» .
أخرجه الترمذي، وفي حديثه «فلا يرفع إليه أحد منهم بَصَرَهُ إلا أبو بكر وعمر ... الحديث» وآخره «وَيَتَبَسَّمُ إليهما» (1) .
__________
(1) رقم (3669) في المناقب، باب مناقب أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وإسناده حسن، وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث الحكم بن عطية، وقد تكلم بعضهم في الحكم بن عطية.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/150) ، وعبد بن حميد (1298) ، والترمذي (3668) قال: ثنا محمود بن غيلان.
ثلاثتهم - أحمد، وعبد، ومحمود - قالوا: ثنا سليمان بن داود، قال: حدثنا الحكم بن عطية، عن ثابت، فذكره.
قلت: الحكم بن عطية مختلف فيه.(8/629)
6460 - (ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- خرج ذات يوم، فدخل المسجد، وأبو بكر وعمر، أحدُهما عن يمينه، والآخَر عن شماله، وهو آخذ بأيديهما، وقال: هكذا نُبْعَثُ يوم القيامة» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3670) في المناقب، باب مناقب أبي بكر الصديق رضي الله عنه من حديث سعيد بن مسلمة عن إسماعيل بن أمية عن نافع عن ابن عمر، وإسناده ضعيف، وقال الترمذي: هذا حديث غريب، وسعيد بن مسلمة ليس عندهم بالقوي، وقد روي هذا الحديث أيضاً من غير هذا الوجه عن نافع عن ابن عمر. أقول: وروي هذا الحديث من حديث أبي هريرة، ذكره الهيثمي في " المجمع " ونسبه للطبراني في " الأوسط " وقال: وفيه خالد بن يزيد العمري وهو كذاب.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه ابن ماجة (99) قال: حدثنا علي بن ميمون الرقي. والترمذي (3669) قال: حدثنا عمر بن إسماعيل بن مجالد.
كلاهما - علي، وعمر - قالا: حدثنا سعيد بن مسلمة، عن إسماعيل بن أمية، عن نافع، فذكره.
(*) قال الترمذي: غريب، وسعيد بن مسلمة ليس عندي بالقوي. تحفة الأشراف (6/7499) .(8/630)
6461 - (ت) عبد الله بن حنطب - رضي الله عنه - قال: «رأى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أبا بكر وعمر، فقال: هذان السمعُ والبصرُ» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3672) في المناقب، باب مناقب أبي بكر الصديق رضي الله عنه مرسلاً، فإن عبد الله بن حنطب لم يدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم، لكن للحديث شاهد عند الطبراني من حديث عبد الله بن عمرو، ذكره الهيثمي في " مجمع الزوائد " وقال: وفيه محمد مولى بني هاشم، ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات، ولذلك قال الترمذي: وفي الباب عن عبد الله بن عمرو، ورواه الحاكم 3 / 69 وصححه، وتعقبه الذهبي فقال: حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده منقطع:
قال الحافظ المزي: الترمذي في المناقب (40) عن قتيبة، عن ابن أبي فديك، عن عبد العزيز بن المطلب عن أبيه عن جده به، وقال: مرسل - عبد الله بن حنطب لم يدرك النبي -صلى الله عليه وسلم- رواه أبو الربيع الحارثي، عن ابن أبي فديك عن عبد العزيز عن أبيه عن جده، ورواه علي بن مسلم الطوسي، ويوسف بن يعقوب الصفار، عن ابن أبي فديك، قال: حدثني غير واحد منهم - فذكر بعضهم - عن عبد العزيز بن عبد الله بن حنطب، عن أبيه، عن جده - التحفة (4/314) .(8/630)
6462 - (ت) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «ما من نبي إلا له وزيران من أهل السماء، ووزيران من أهل الأرض، فأما وزيرايَ من أهل السماء، فجبريل وميكائيل، وأما وزيرايَ [ص:631] من أهل الأرض، فأبو بكر وعمر» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3680) في المناقب، باب مناقب أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وإسناده ضعيف، وذكره الهيثمي في " المجمع " من حديث ابن عباس ونسبه للطبراني والبزار، وفي سند الطبراني محمد بن مجيب الثقفي وهو كذاب، وفي سند البزار عبد الرحمن بن مالك بن المغول، وهو كذاب، ورواه أبو نعيم في " الحلية " 8 / 160 والخطيب في " تاريخه " 3 / 298، وفي سندهما محمد بن مجيب الثقفي، وهو كذاب، ومع ذلك فقد قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه الترمذي (3680) قال: ثنا أبو سعيد الأشج، قال: ثنا تليد بن سليمان، عن أبي الجحاف، عن عطية، فذكره.
قلت: عطية تقدم الكلام فيه آنفا.(8/630)
6463 - (ت) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «يَطّلِعُ عليكم رجل من أهل الجنة، فاطَّلع أبو بكر، ثم قال: يطَّلع عليكم رجل من أهل الجنة، فاطَّلع عمر» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3695) في المناقب، باب مناقب عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وقال الترمذي: هذا حديث غريب، ورواه الحاكم في " المستدرك " 3 / 73 مقتصراً على ذكر أبي بكر، وصححه ووافقه الذهبي، كما رواه أحمد في " المسند " 3 / 356 و 380 من حديث جابر، وفيه ذكر أبي بكر وعمر وعلي، وكذا رواه الطبراني في " الأوسط " والبزار. أقول: وهو حديث حسن بشواهده.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (3694) قال: حدثنا محمد بن حُميد، قال: حدثنا عبد الله بن عبد القدوس، قال: حدثنا الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن عبد الله بن سلمة، عن عبيدة السلماني، فذكره.(8/631)
6464 - (خ د) محمد بن الحنفية - رحمه الله - قال: «قلتُ لأبي: أيُّ الناس خَيْر بعد رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-؟ قال: أبو بكر، قلتُ: ثُمَّ مَن؟ قال: عمر، وخشيتُ أن أقول: ثم مَن؟ فيقول: عثمان، قلتُ: ثم أنتَ؟ قال: ما أنا إلا رَجُل من المسلمين» أخرجه البخاري وأبو داود (1) .
__________
(1) رواه البخاري 7 / 26 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " لو كنت متخذاً خليلاً "، وأبو داود رقم (4629) في السنة، باب في التفضيل.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
قال الحافظ المزي: البخاري في فضل أبي بكر (المناقب 24:10) ، وأبو داود في السنة (8:3) جميعا عن محمد بن كثير، عن سفيان، عن جامع بن أبي شداد، عن منذر أبي يعلى الثوري، عن محمد بن الحنفية، فذكره.(8/631)
6465 - (ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله [ص:632] صلى الله عليه وسلم-: «أَنا أولُ مَنْ تَنْشَقُّ عنه الأرضُ يوم القيامة، ثم أبو بكر، ثم عمر، فنأتي البقيعَ فيُحشرون معي، ثم ننتظرُ أهل مَكَّةَ، حتى نحشر بين أهل الحرمين» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3693) في المناقب، باب مناقب عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وفي سنده عاصم بن عمر ابن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب، وهو ضعيف، ورواه الحاكم 3 / 68 وصححه، وتعقبه الذهبي وقال: عاصم ضعفوه، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، وعاصم بن عمر العمري ليس بالحافظ عندي وعند أهل الحديث.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه الترمذي (3692) قال: ثنا سلمة بن شبيب، قال: ثنا عبد الله بن نافع الصائغ، قال: ثنا عاصم بن عمر العمري، عن عبد الله بن دينار، فذكره.
قال الترمذي: حسن غريب، وعاصم بن عمر العمري ليس بالحافظ عندي وعند أهل الحديث.(8/631)
6466 - () عائشة - رضي الله عنها - قالت: «بينا رأسُ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- في حَجري في ليلة ضاحية، إذْ قلتُ: يا رسولَ الله، هل يكون لأحد من الحسنات عَدَدُ نجوم السَّماء؟ قال: نعم، عمر، قلتُ: فأين حسناتُ أبي بكر؟ قال: إنما جميع حسناتُ عمر كحسنة واحدة من حسنات أبي بكر» أخرجه ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، ورواه الخطيب في " تاريخ بغداد " 7 / 135 في ترجمة برية بن محمد بن أبي القاسم البيع بسنده إلى عائشة، وقال: حديث برية عن إسماعيل بن محمد الصفار أحاديث باطلة موضوعة، ونقل السيوطي في " اللآلئ المصنوعة " 1 / 304 عن الخطيب أنه قال: حديث موضوع، وأقره.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
هذا الحديث من زيادات رزين، وقد أخرجه الخطيب في تاريخه (7/135) وقال: موضوع، وانظر اللآليء المصنوعة (1/304) .(8/632)
عُثْمَان بن عَفَّان رضي الله عنه
6467 - (م) سعيد بن العاص - رضي الله عنه - أن عثمانَ وعائشةَ حدّثاه «أنَّ أبا بكر الصِّدِّيق استأذن على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- وهو مضطجع [ص:633] على فراشِه، لابس مِرْطَ عائشة، فأَذِنَ لأبي بكر وهو كذلك، فقضى إِليه حاجتَه ثم انصرف، ثم استأذن عمرُ، فأذِن له وهو على تلك الحال، فقضى إليه حاجته ثم انصرف، قال عثمانُ: ثم استأذْنتُ عليه، فجلس وقال لعائشة: اجمعي عَلَيْكِ ثِيابَكِ، قال: فقضيتُ إليه حاجتي، ثم انصرفتُ، فقالت عائشةُ: يا رسولَ الله، ما لي لَمْ أَركَ فَزِعتَ لأبي بكر وعمر، كما فَزِعْتَ لعثمان؟ فقال: إن عثمان رَجُل حَييّ، وإني خَشيتُ إنْ أذِنتُ له على تلك الحال: أن لا يَبْلُغَ إِليَّ في حاجته» أخرجه مسلم (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(المِرط) : الكساء من الخزِّ والصوف يُؤتَزر به.
(فزعت) لمجيء فلان، أي: تأهَّبتُ له متحوِّلاً من حال إلى حال، يقال: فزع من نومه: إذا استيقظ، فانتقل من حال النوم إلى حال اليقظة.
__________
(1) في فضائل الصحابة، باب من فضائل عثمان بن عفان رضي الله عنه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (1/71) (514) و (6/155) قال: حدثنا حجاج، قال: حدثنا ليث، قال: حدثني عُقيل. وفي (1/71) (515) قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثنا أبي، عن صالح. والبخاري في الأدب المفرد (600) قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله، قال: حدثنا إبراهيم بن سعد، عن صالح. ومسلم (7/117) قال: حدثنا عبد الملك بن شعيب بن الليث بن سعد، قال: حدثني أبي، عن جدي، قال: حدثني عُقيل بن خالد. (ح) وحدثناه عمرو الناقد، والحسن بن علي الحلواني، وعبد بن حميد، كلهم عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد، قال: حدثنا أبي، عن صالح بن كيسان.
كلاهما - عُقيل، وصالح - عن ابن شهاب، قال: أخبرني يحيى بن سعيد بن العاص، أن سعيد بن العاص، أخبره، فذكره.
(*) أخرجه أحمد (6/155) قال: حدثنا عثمان بن عمر. قال: أخبرنا ابن أبي ذئب. وفي (6/167) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر.
كلاهما - ابن أبي ذئب، ومعمر- عن الزهري، عن يحيى بن سعيد بن العاص، عن عائشة، فذكرته. وفي رواية ابن أبي ذئب: يحيى بن سعيد بن العاص، عن أبيه، عن عائشة.(8/632)
6468 - (م) عائشة - رضي الله عنها - قالت: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- مُضْطَجِعاً في بيته، كاشفاً عن فخذيه - أو ساقيه - فاستأذن أبو بكر، فأذن له وهو على تلك الحال، فتحدَّث، ثُمَّ استأذن عُمر، فأذن له وهو كذلك، فتحدَّث، ثم استأذن عثمان، فجلس رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- وسَوَّى ثيابه، قال [ص:634] محمد - يعني ابن أبي حَرْملةَ - ولا أقول ذلك في يوم واحد، فدخل فتحدَّث، فلما خرج قالت عائشة: دخل أبو بكر، فلم تَهِشَّ ولم تُبالِهِ، ثم دخل عمر، فلم تَهِشَّ له ولم تباله، ثم دخل عثمان، فجلسْتَ وسوّيتَ ثيابكَ؟ فقال: ألا أستَحيي ممن تستَحي منه الملائكة» أخرجه مسلم (1) .
وقد جعل الحميديُّ هذا الحديث والذي قبله حديثاً واحداً، وقال: ومنهم من أخرج الرواية الأولى في مسند عثمان.
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(هَشَّ) لهذا الأمر، واهتش: إذا ضحك له وفرح به.
(لم تُباله) أي: لم تحتشم له وتتأهَّب لحضوره.
__________
(1) في فضائل الصحابة، باب من فضائل عثمان بن عفان رضي الله عنه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري في الأدب المفرد (603) قال: حدثنا أبو الربيع. ومسلم (7/116) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، ويحيى بن أيوب وقتيبة وابن حجر.
خمستهم - أبو الربيع، ويحيى بن يحيى، ويحيى بن أيوب، وقُتيبة، وابن حُجر- عن إسماعيل بن جعفر. قال: حدثني محمد بن أبي حرملة، عن عطاء وسليمان ابني يسار وأبي سلمة بن عبد الرحمن، فذكروه.(8/633)
6469 - (خ ت) عثمان بن عبد الله بن موهب - رحمه الله - قال: «جاء رجل من أهل مِصْرَ يريد حجَّ البيت، فرأى قوماً جلوساً، فقال: مَنْ هؤلاء القوم؟ قالوا: هؤلاء قريش، قال: فَمَنِ الشيخُ منهم؟ قالوا: عبد الله بنُ عمر، قال: يا ابنَ عمر، إني سائلك عن شيء، فحدِّثْني: هَلْ تعلم أن عثمان فَرَّ يومَ أُحد؟ قال: نعم، قال: هَلْ تعلم أنَّهُ تغيَّبَ عن بَدْر ولم يشهدْ؟ قال: نعم، قال: [هل] تعلم أنه تغيَّب عن بيعة الرِّضوان فلم يشهدها؟ قال: نعم، قال: الله أكبر، قال ابنُ عمر: تعالَ أُبَيِّنْ لك، أمَّا فِرَارُهُ يومَ [ص:635] أُحد، فأشهدُ أنَّ الله عفا عنه [وغفر له] ، وأما تَغَيُّبُهُ عن بدر، فإنه كان تحته رُقيِّةُ بنتُ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، وكانت مريضة، فقال له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: إن لكَ أَجْرَ رَجُل مِمَّن شهد بدراً وسهمَه، وأما تَغَيُّبُهُ عن بَيْعَةِ الرضوان، فلو كان أحَد أعزَّ ببطنِ مكة من عثمان لبعثه، فبعثَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عثمان، وكانت بيعةُ الرضوان بعدما ذهب عثمان إلى مكةَ، فقالَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بيده اليمنى: هذه يَدُ عثمان، فضرب بها على يده، وقال: هذه لعثمان، ثم قال ابن عمر: اذهب بها الآن معك» . أخرجه البخاري والترمذي - وزاد الترمذي بعد قوله: «فأشهدُ أنَّ الله عفا عنه» قال: «وغَفَرَ له» (1) .
وزاد رزين، وتلا {إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ التَقَى الجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا الله عَنْهُمْ} [آل عمران: 155] .
__________
(1) رواه البخاري 7 / 48 و 49 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب مناقب عثمان بن عفان رضي الله عنه، وفي الجهاد، باب إذا بعث الإمام رسولاً في حاجة أو أمر بالمقام هل يسهم له؟ ، وفي المغازي، باب قول الله تعالى: {إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان} ، والترمذي رقم (3709) في المناقب، باب مناقب عثمان بن عفان رضي الله عنه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/101) (5772) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا أبو عوانة وفي (2/120) (6011) قال: حدثنا هاشم، قال: حدثنا أبو معاوية يعني شيبان. والبخاري (4/108و5/18) قال: حدثني موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا أبو عوانة. وفي (5/125) قال: حدثنا عبدان، قال: أخبرنا أبو حمزة. والترمذي (3706) قال: حدثنا صالح بن عبد الله، قال: حدثنا أبو عوانة.
ثلاثتهم - أبو عوانة، وأبو معاوية، وأبو حمزة - عن عثمان بن عبد الله بن موهب، فذكره.(8/634)
6470 - (ت) عبد الرحمن بن سمرة (1) - رضي الله عنهما - قال: «جاء [ص:636]
عثمانُ إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- بألفِ دِينار - قال الحسن بن واقع في موضع آخر من كتابي: في كُمِّه - حين جَهَّزَ جيشَ العُسْرة، فنثرها في حَجْره.
قال عبد الرحمن: فرأيتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- يُقلِّبها في حَجره، ويقول: ما ضَرَّ عثمانَ ما عمل بعد اليوم - مرتين» أخرجه الترمذي (2) .
__________
(1) في الأصل: عبد الله بن سمرة، والتصحيح من الترمذي وكتب الرجال.
(2) في المناقب، باب مناقب عثمان بن عفان رضي الله عنه، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 3 / 63، وإسناده حسن، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن: أخرجه أحمد (5/63) قال: حدثنا هارون بن معروف (قال عبد الله بن أحمد) وسمعته أنا من هارون بن معروف. والترمذي (3701) قال: حدثنا محمد بن إسماعيل، قال: أخبرنا الحسن بن واقع الرملي.
كلاهما - هارون والحسن - عن ضمرة، قال: حدثنا عبد الله بن شوذب، عن عبد الله بن القاسم، عن كثير مولى عبد الرحمن بن سمرة، فذكره.(8/635)
6471 - (ت) عبد الرحمن بن خباب - رضي الله عنه - قال: «شهدتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- وهو يَحُثُّ على تجهيز جيش العسرة، فقام عثمانُ بنُ عفان، فقال: يا رسولَ الله، عليَّ مائةُ بعير بأحْلاسِها وأقْتَابها في سبيل الله، ثم حضَّ على الجيش، فقام عثمانُ فقال: يا رسولَ الله، عليَّ مائتا بعير بأحلاسها وأقتابها في سبيل الله، ثم حضَّ على الجيش، فقام عثمان بن عفان، فقال: عليَّ ثلاثمائة بعير بأحلاسها وأقتابها في سبيل الله، فأنا رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- ينزل عن المنبر، وهو يقول: ما على عثمان ما فعل بعد هذه، ما على عثمان ما عمل بعد هذه؟» . أخرجه الترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الأحلاس) : الأكسية التي تكون على ظهور الإبل تحت الرِّحال [ص:637] والأقتاب، واحدها: حِلس.
__________
(1) رقم (3701) في المناقب، باب مناقب عثمان بن عفان رضي الله عنه، وفي سنده مجهول، وقال الترمذي: هذا حديث غريب من هذا الوجه، وفي الباب عن عبد الرحمن بن سمرة - يعني الحديث الذي قبله -. أقول: فهو شاهد له بالمعنى، وهو به حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه عبد بن حميد (311) قال: حدثنا سليمان بن داود، والترمذي (370) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا أبو داود، وعبد الله بن أحمد في زياداته على مسند أبيه (4/75) قال: حدثني أبو موسى العنزي، قال: حدثنا عبد الصمد بن عبد الوراث.
كلاهما - سليمان بن داود أبو داود الطيالسي، وعبد الصمد - عن السكن عن المغيرة، قال: حدثني الوليد بن أبي هشام، عن فرقد أبي طلحة، فذكره.
(*) أخرجه عبد الله بن أحمد (4/75) قال: حدثني أبو موسى العنزي. قال: حدثنا عثمان بن عمر. قال: حدثنا سكن بن المهغيرة، قال: حدثنا الوليد بن هشام، وطلحة، عن عبد الرحمن بن خباب السلمى، فذكره الحديث.(8/636)
6472 - (ت) طلحة بن عبيد الله - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «لكلِّ نبي رفيق، ورفيقي يعني في الجنة عثمانُ» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3699) في المناقب، باب مناقب عثمان بن عفان رضي الله عنه، وفي سنده جهالة وانقطاع وقال الترمذي: هذا حديث غريب، وليس إسناده بالقوي، وهو منقطع، ورواه الحاكم 3 / 97 في جملة حديث في قصة حصر عثمان، وصححه، وتعقبه الذهبي وقال: قاسم بن الحكم، قال البخاري: لا يصح حديثه، وقال أبو حاتم: مجهول، وذكره الحافظ في " الفتح " ونسبه لابن مندة وسكت عليه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه الترمذي (3698) قال:حدثنا أبو هشام الرفاعي،قال:حدثنا يحيى بن اليمان، عن شيخ من بني زهرة، عن الحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذباب فذكره.
(*) قال الترمذي: هذا حديث غريب، ليس إسناده بالقوي،وهو منقطع.(8/637)
6473 - (س) الأحنف بن قيس - رضي الله عنه - قال: «خرجنا حُجَّاجاً، فَقَدِمنَا المدينةَ ونحن نريدُ الحجَّ، فبينا نحنُ في منازلنا نَضَعُ رِحَالَنَا إذْ أتانا آت، فقال: إن الناسَ قد اجتمعوا في المسجد وفزِعوا، فانطلقنا، فإذا الناسُ مجتمعون على بئر في المسجد، فإذا عليّ والزبيرُ وطَلحةُ وسعدُ بنُ أبي وقاص؛ فإنَّا لكذلك إذْ جاء عثمان وعليه مُلاءَة صَفراءُ، قد قَنَّع بها رأسه، فقال: أَهاهنا عليّ؟ [أهاهنا طلحة] ؟ أهاهنا الزبير؟ أهاهنا سعد؟ قالوا: نعم، قال: فإني أنْشُدُكم بالله الذي لا إله إلا هو، أتعلمون أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: مَنْ يبتاع مِرْبدَ بني فُلان غَفَر الله له؟ فابتعتُه بعشرين ألفاً - أو بخمسة وعشرين ألفاً - فأتيتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- فأخبرتُه، فقال: اجعله في مسجدنا وأجرُه لك؟ قالوا: اللهم نعم، قال: أنْشُدُكم بالله الذي [ص:638] لا إِله إلا هو، أتعلمون أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: مَنْ يَبتاع بِئر رُومَةَ، غَفَرَ الله له؟ فابتعتُها بكذا وكذا، فأتيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقلتُ: قد ابتعتُها بكذا وكذا، قال: اجعلها سقاية للمسلمين وأجرُها لك؟ قالوا: اللهم نعم، قال: أنْشُدُكم بالله الذي لا إله إلا هو، أتعلمون أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- نظر في وجوه القوم، فقال: مَنْ يُجَهِّز هؤلاء غَفَرَ الله له؟ - يعني جيشَ العسرة - فجهزتُهم، حتى لم يَفقِدوا عِقالاً، ولا خِطاماً؟ قالوا: اللهم نعم، قال: اللهم اشهدْ، اللهم اشهدْ، اللهم اشهدْ» أخرجه النسائي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(المِرْبَد) : موقف الإبل.
(المُلاءة) : الإزار يرتَدى به، ويُتَّشَحُ به.
(أَنْشُدُكم) أي: أسألكم وأُقسم عليكم.
__________
(1) 6 / 46 و 47 في الجهاد، باب فضل من جهز غازياً، وفي إسناده عمرو بن جاوان التميمي البصري، لم يوثقه غير ابن حبان، وباقي رجاله ثقات. أقول: ولكن يشهد له معنى حديث أبي عبد الرحمن السلمي الآتي رقم (6463) فهو به حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (1/70) (511) قال: حدثنا بهز، قال: حدثنا أبو عوانة. والنسائي (6/46و234) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: حدثناعبد الله بن إدريس. وفي (6/233) ، قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أنبأنا المعتمر بن سليمان، قال: سمعت أبي. وابن خزيمة (2487) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، قال: حدثنا عبد الله بن إدريس.
ثلاثتهم - أبو عوانة، وعبد الله، وسليمان - عن حصين بن عبد الرحمن بن عمر بن جاوان، عن الأحنف بن قيس.
(*) في رواية أبي عوانة، ورواية النسائي (6/46) اسمه (عمرو بن جاوان) .
قلت: عمرو بن جاوان، ولم يويقه غير ابن حبان.(8/637)
6474 - (ت س) ثمامة بن حَزْن القشيري - رحمه الله - قال: «شهدتُ يومَ الدارِ، حين أشرَف عليهم عثمان، فقال: ائتوني بصاحِبَيْكم اللَّذَيْنِ أَلَّبا [كم] عليّ، فجيءَ بهما كأنهما جملان - أو كأنهما حِمَاران -[قال: فأشرف عليهم [ص:639] عثمانُ] ، فقال: أَنْشُدُكم بالله والإسلام - زاد رزين: ولا أَنْشُدُ إلا أصحابَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-: هل تَعْلَمُونَ أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قَدِمَ المدينةَ وليس بها ماء يُستَعذَبُ إِلا بئرَ رُومةَ؟ فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: مَنْ يشتريها ويجعلُ دَلْوَه فيها مع دِلاءِ المسلمين بخير له منها في الجنة؟ فاشتريتُها مِنْ [صُلْبِ] مالي، وأنا اليوم أُمنَعُ أنْ أشربَ منها حتى أشربَ من ماءِ الملح (1) ؟ قالوا: اللهم نعم، قال: وأنْشُدُكم بالله والإسلام: هل تعلمون أن المسجد ضاق بأهله، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: مَنْ يشتري بُقْعَةَ آل فلان، فيزيدها في المسجد بخير له منها في الجنة؟ فاشتريتُها من صلب مالي، وأنا اليومَ أُمْنَعُ أن أُصلِّيَ فيه ركعتين؟ قالوا: اللهم نعم، قال: وأَنْشُدُكم [بالله والإِسلام] ، هل تعلمون أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: مَنْ جَهَّزَ جيش العُسْرَة وجبت له الجنة، وجهزتهُ؟ قالوا: اللهم نعم، قال: وأنْشُدُكم بالله [والإسلام] ، هل تعلمون أني كنتُ على ثَبِير مكة مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- وأبي بكر وعمرَ، فتحرَّكَ الجبلُ، حتى تساقطت حجارته بالحضيض، فركضَهُ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- برجله، وقال: اسْكُنْ ثبيرُ، فإنما عليك نبيّ وصِدِّيق وشَهيدانِ؟ فقالوا: اللهم نعم، فقال: الله أكبر، شَهِدُوا لي بالجنة وربِّ الكعبة - ثلاثاً» .
وفي رواية «شهدوا لي وربِّ الكعبة أني شهيد - ثلاثاً» .
أخرجه الترمذي والنسائي، ولم يذكر النسائي قوله: «ائتوني بصاحبيكم [ص:640] ... إلى قوله: كأنهما حِمارَانِ» (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أَلّبْتُ) عليه الناس، أي: جمعتُهم عليه، وحملتهم على قصده، وصار القوم على فلان ألْباً واحداً، أي: اجتمعوا عليه يقصدونه.
(ماءٌ ملح) أي: شديد الملوحة، ويقال أيضاً: ماءٌ مالح، والأول أفصح.
(استُعذِب الماء) أي: وُجد عَذباً، وهو الماء الشروب الحُلْو الطيِّب.
(الحضيض) : ضد الأوج، وهو أسفل كل عالٍ، كما أن الأوج: أعلاه.
__________
(1) في نسخ الترمذي المطبوعة: حتى أشرب من ماء البحر.
(2) رواه الترمذي رقم (3704) في المناقب، باب مناقب عثمان بن عفان رضي الله عنه، والنسائي 6 / 235 في الأحباس، باب وقف المساجد، وإسناده ضعيف، ولكن له شواهد بمعناه، منها الذي قبله والذي بعده، ولذلك قال الترمذي: هذا حديث حسن، وقد روي من غير وجه عن عثمان.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه الترمذي (3703) قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن، وعباس بن محمد الدوري، وغير واحد، قالوا: حدثنا سعيد بن عامر، عن يحيى بن أبي حجاج المنقري، وعبد الله بن أحمد (1/74) (555) قال: حدثني محمد ابن أبي بكر بن علي المقدمي. قال: حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري، قال: حدثنا هلال بن حق. والنسائي (6/235) قال: أخبرني زياد بن أيوب. قال: حدثنا سعيد بن عامر، عن يحيى بن أبي الحجاج. وابن خزيمة (2492) قال: حدثنا إبراهيم بن محمد الحلبي، قال: حدثنا يحيى بن أبي الحجاج.
كلاهما - يحيى، وهلال - عن أبي مسعود الجريري، عن ثمامة بن حزن، القشيري، فذكره.(8/638)
6475 - (ت خ س) أبو عبد الرحمن السلمي قال: «لمَّا حُصِرَ عثمان - رضي الله عنه- أشرفَ عليهم فوق دَارِهِ، ثم قال: أُذكِّرِكم بالله، هل تعلمونَ [أن] حِراءَ حين انتفض قال له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: اثبُتْ حراءُ، فليس عليك إلا نبيّ أو صِدِّيق أو شهيد؟ قالوا: نعم، قال: أُذكِّركم بالله، هل تعلمونَ أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال في جيش العُسرة: مَن يُنْفِقُ نفقة مُتَقَبَّلة - والناس مُجْهَدُونَ مُعْسِرُونَ - فجهزتُ ذلك الجيش؟ قالوا: نعم، ثم قال: [ص:641] أذكِّركم بالله، هل تعلمون أن رُومَةَ، لم يكن يشرب منها أحد إلا بثمن، فابتعتُها فجعلتُها للغني والفقير وابنِ السبيل؟ قالوا: اللهم نعم، وأشياءَ عدَّها» هذه رواية الترمذي (1) .
وفي رواية البخاري «أن عثمانَ حين حُوصِرَ أشْرَفَ عليهم، فقال: أَنْشُدُكم بالله - ولا أَنشُدُ إلا أصحابَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، ألستُم تعلمون أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: مَنْ جَهَّزَ جيش العسرة فله الجنة، فجهَّزتُهم؟ ألستم تعلمونَ أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: مَن حفر بِئر رُومة فله الجنة، فحفرتُها؟ قال: وصَدَّقوه بما قال» (2) .
وفي رواية النسائي قال: «لما حُصِرَ عثمان في داره اجتمع الناس حول داره، [قال:] فأشرف عليهم ... » وساق الحديث. هكذا قال النسائي ولم يذكر لفظه (3) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(جَهَدَ) الرجل فهو مجهود: إذا وجد مشقة، وهو من الجَهد، وجهد [ص:642] الناس: إذا قحطوا فهم مجهودون، فأما أجْهَد فهو مُجْهَد، فإنما يكون على تقدير أنه وقع في الجهد، وهو المشقة، وكذلك مجهِد - بالكسر - أي: إنه ذو جَهد ومشقة، أو هو من أَجْهَدَ دابته: إذا حمل عليها في السير فوق طاقتها، ورجل مجهَد ومجهِد: إذا كان ذا دابة ضعيفة، فاستعاره للحال في قلة المال ونحوه.
(وابنُ السبيل) السبيل: الطريق، وابن السبيل: هو المسافر، كأنه للزومه السفر والطريق نسب إليها.
__________
(1) رقم (3700) في المناقب، باب مناقب عثمان بن عفان رضي الله عنه، وإسناده حسن، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه من حديث أبي عبد الرحمن السلمي عن عثمان رضي الله عنه.
(2) ذكره البخاري تعليقاً 5 / 305 في الوصايا، باب إذا وقف أرضاً أو بئراً أو اشترط لنفسه مثل دلاء المسلمين، قال الحافظ في " الفتح ": وقد وصله الدارقطني والإسماعيلي وغيرهما من طريق القاسم بن محمد المروزي عن عبدان بتمامه.
(3) 6 / 236 و 237 في الأحباس، باب وقف المساجد، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح أخرجه البخاري (4/15) قال: وقال عبدان، أخبرني أبي، عن شعبة. والترمذي (3699) قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن، قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر الرقي، قال: حدثنا عبيد الله بن عمرو، عن زيد، وهو ابن أبي أنيسة والنسائي (6/236) قال: أخبرني محمد بن وهب، قال: حدثني محمد بن سلمة، قال: حدثني أبو عبد الرحيم، قال: حدثني زيد بن أبي أنيسة. وابن خزيمة (2491) قال: حدثنا إسماعيل بن أبي إسرائيل الملائي بالرملة: قال: حدثنا عمرو بن عثمان، وعبد الله بن جعفر قالا: حدثنا عبيد الله وهو ابن عمرو عن زيد، وهو ابن أبي أنيسة.
كلاهما- شعبة، وزيد - عن أبي إسحاق، عن أبي عبد الرحمن السلمى، فذكره.(8/640)
6476 - (س) أبو سلمة بن عبد الرحمن «أَنَّ عثمانَ أشْرَفَ عليهم حين حصروه، فقال: أنشُد بالله رجلاً سمع من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ يَومَ الجبَل، حين اهتزَّ فركله برجله، فقال: اسكُن، فإِنه ليس عليك إلا نبيّ أو صديق أو شهيدان، وأنا معه؟ فأَنشد معه رجال، ثم قال: أنشُد بالله رجلاً شهد رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يوم بيعة الرضوان يقول: هذه يد الله، وهذه يد عثمان، فانتشد له رجال، ثم قال: أنشد بالله رجلاً سمعَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يومَ جيش العسرة يقول: مَنْ يُنفق نفقة متقبَّلَة، فجهزتُ نصفَ الجيش من مالي؟ فانتشد له رجال، ثم قال: أنشُد بالله رجلاً سمع رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: مَنْ يزيد في هذا المسجد ببيت في الجنة؟ فاشتريته من مالي، فانتشد له رجال، ثم قال: أنشُد بالله رجلاً شهد رُومة تباع، [ص:643] فاشتريتها من مالي فأبحتها لابن السبيل، فانتشد له رجال» أخرجه النسائي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(رَكَلَه برجله) : رَفَسه وركضه.
(نشده) : إذا سأله وأقسم عليه.
(انتشد له) : أجاب كأنه رفع نشيده، أي: أزاله، وهذه الألِفُ تسمى ألفَ الإزالة، تقول: قسط الرجل: إذا جار، وأقسط: إذا عدل كأنه أزال جوره.
__________
(1) 6 / 236 في الأحباس، باب وقف المساجد، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن: أخرجه أحمد (1/59) (420) قال: حدثنا أبو قطن. والنسائي (6/236) قال: أخبرنا عمران بن بكار بن راشد، قال: حدثنا خطاب بن عثمان، قال: حدثنا عيسى بن يونس.
كلاهما - أبو قطن، وعيسى - عن يونس (يعني ابن أبي إسحاق) عن أبي إسحاق، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، فذكره.(8/642)
6477 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «لمَّا أَمر رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ببيعة الرضوان، كان عثمانُ بنُ عفان رسولَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- إلى أهل مكة، قال: فبايع الناس، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: إن عثمان في حاجةِ الله وحاجةِ رسوله، فضرب بإحدى يديه على الأخرى، فكانت يدُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- لعثمان خيراً من أيديهم لأنفسهم» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3703) في المناقب، باب مناقب عثمان بن عفان رضي الله عنه، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب وهو كما قال، وشاهده في الصحيح من حديث ابن عمر في فضائل عثمان.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (3702) قال:ثنا أبو زرعة،قال:ثنا الحسن بن بشر قال: ثنا الحكم بن عبد الملك، عن قتادة، فذكره.(8/643)
6478 - (ت) أبو الأشعث الصنعاني - رحمه الله - «أن خطباءَ قامت بالشام، وفيهم رجال من أصحاب رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقام آخِرَهم رجل [ص:644] يقال له: مُرّةُ بنُ كعب، فقال: لولا حديث سمعتُه من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ما قمتُ، وذكر الفتن فقرّبها، فمر رجل مُقَنَّع في ثوب، فقال: هذا يومئذ على الهدَى، فقمتُ إليه، فإذا هو عثمان بن عفّان، فأقْبلتُ عليه بوجهه، فقلتُ: هذا؟ قال: نعم» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3705) في المناقب، باب مناقب عثمان بن عفان رضي الله عنه، وإسناده صحيح، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وفي الباب عن ابن عمر وعبد الله بن حوالة وكعب بن عجرة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/236) قال: حدثنا محمد بن بكر - يعني البرساني- قال: أخبرنا وهيب بن خالد. والترمذي (3704) قال: حدثنا محمد بن بشار،. قال: حدثنا عبد الوهاب الثقفي.
كلاهما - وهيب، وعبد الوهاب - قالا: حدثنا أيوب، عن أبي قلابة، عن أبي الأشعث الصنعاني، فذكره.
(*) وأخرجه أحمد (4/235) قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم. قال: حدثنا أيوب، عن أبي قلابة (قال: لما قتل عثمان رضي الله عنه. قام خطباء بإيلياء فقام من آخرهم رجل من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- يقال له: مرة ابن كعب، فذكره، (ليس فيه أبو الأشعث) .
(*) رواه عبد الله بن شقيق، عن هرمي بن الحارث، وأسامة بن خريم.(8/643)
6479 - (ت) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: «أُتِيَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- بجنازة رجل ليُصلِّيَ عليها، فلم يُصلّ عليه، فقيل: يا رسول الله، ما رأَيناك تركتَ الصلاة على أحد قبل هذا؟ قال: إنه كان يَبْغُضُ عثمان، فأَبغضه الله» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3710) في المناقب، باب مناقب عثمان بن عفان رضي الله عنه، وفي سنده محمد بن زياد اليشكري الطحان كذبوه، وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، ومحمد بن زياد هذا هو صاحب ميمون بن مهران ضعيف في الحديث جداً.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (3709) قال:حدثنا الفضل بن أبي طالب البغدادي، وغير واحد. قالوا:حدثنا عثمان بن زفر،قال:حدثنا محمد بن زياد، عن محمد بن عجلان، عن أبي الزبير، فذكره.(8/644)
6480 - (ت) عائشة - رضي الله عنها - قالت: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «يا عثمان، لعلَّ الله يُقَمِّصك قميصاً، فإن أرادوك على خَلْعِه، فلا تَخْلَعْهُ حتى يَخْلَعُوه» أخرجه الترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(قمّصتُه) هذا الأمر: أي فَوَّضُته إليه، وجعلتُه في عهدته، وألبسته [ص:645] إياه مثل القميص، وأراد به الخلافة.
__________
(1) رقم (3706) في المناقب، باب مناقب عثمان بن عفان رضي الله عنه، وإسناده صحيح، وقال الترمذي: وهذا حديث حسن غريب.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: أخرجه أحمد (6/86) قال: حدثنا أبو المغيرة. قال: حدثنا الوليد بن سليمان. قال: حدثني ربيعة بن يزيد، عن عبد الله بن عامر. وفي (6/149) قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا معاوية، عن ربيعة - يعني ابن يزيد - عن عبد الله بن أبي قيس. والترمذي (3705) قال: حدثنا محمود بن غيلان. قال: حدثنا حجين بن المثنى، قال: حدثنا الليث بن سعد، عن معاوية بن صالح، عن ربيعة بن يزيد، عن عبد الله بن عامر.
كلاهما - عبد الله بن عامر، وعبد الله بن أبي قيس - عن النعمان بن بشير.
(*) أخرجه ابن ماجة (112) قال: حدثنا علي بن محمد. قال: حدثنا أبو معاوية..قال: حدثنا الفرج بن فضالة، عن ربيعة بن يزيد الدمشقي، عن النعمان بن بشير، فذكره نحوه، وليس فيه (عبد الله بن عامر) .
(*) الروايات مطولة ومختصرة وألفاظها متقاربة.(8/644)
6481 - (ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- ذكر فِتْنة، فقال: «يُقْتَلُ هذا فيها - مظلوماً - يعني: عثمانَ» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3708) في المناقب، باب مناقب عثمان بن عفان رضي الله عنه، وإسناده حسن، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/115) (5953) .والترمذي (3708) قال:حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري.
كلاهما - أحمد، وإبراهيم بن سعد - عن شاذان الأسود بن عامر، قال:حدثنا سنان بن هارون، عن كليب بن وائل، فذكره.(8/645)
6482 - (ت) أبو سهلة - رحمه الله - قال: سمعتُ عثمانَ - رضي الله عنه- يقول يوم الدَّار: «إنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- عَهِدَ إليَّ عهداً، فأنا مُمْتَثِل له، وصابر عليه إن شاء الله، فصبر حتى قُتِلَ رحمه الله شهيداً» .
أخرجه الترمذي، وهذا لفظه، قال: قال لي عثمان يوم الدار: «إنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- عهد إليَّ عهداً، فأنا صابر عليه» لم يزد (1) .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (3712) في المناقب، باب مناقب عثمان بن عفان رضي الله عنه، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (113) في المقدمة، باب فضل عثمان بن عفان رضي الله عنه، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (1/57) (407) و1/69) (501) قال: حدثنا وكيع.وابن ماجة (113) قال:حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير،وعلي بن محمد،قالا:حدثنا وكيع. والترمذي (3711) قال:حدثنا سفيان بن وكيع. قال:حدثنا أبي ويحيى بن سعيد.
كلاهما -وكيع، ويحيى - عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، قال:حدثني أبو سهلة، فذكره.(8/645)
6483 - (خ م) عبيد الله بن عدي بن الخيار أن المِسْوَرَ بنَ مَخرمة وعبد الرحمن بنَ الأسود قالا له: «ما يمنعُكَ أن تكلّم أميرَ المؤمنين عثمانَ في شأن أخيه الوليد بن عقبة (1) ، فقد أكثر الناس فيه (2) ، فقصدتُ [ص:646] لعثمان حين خرج إلى الصلاة، وقلتُ: إن لي إِليك حاجة وهي نصيحة [لك] ، قال: يا أيها المرءُ، أعوذ بالله منك، فانصرفتُ، [فرجعتُ إليهما] ، إذْ جاء رسولُ عثمان، فأتيتُه، فقال: ما نصيحتُك؟ فقلتُ: إن الله عز وجل بعث محمداً - صلى الله عليه وسلم- بالحق، وأنزل عليه الكتاب، وكنتَ ممن استجابَ لله ورسوله، فهاجرتَ الهجرتين، وصحبتَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، ورأيتَ هَدْيَهُ، وقد أكثر الناس في شأن الوليد، قال: أدركتَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-؟ قال: قلتُ: لا، ولكن خَلَصَ إليَّ من عمله ما يخلص إلى العَذْراء في سِتْرِها. قال: فقال: أمَّا بعدُ، فإنَّ الله تبارك وتعالى بعثَ محمداً - صلى الله عليه وسلم-[بالحق] ، فكنتُ ممن استجاب لله ولرسوله، وآمنتُ بما بعث به، ثم هاجرتُ الهجرتين كما قلتَ، وصحبتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، وبايَعتُه، فوالله ما عَصَيْتُه، ولا غَشَشتُه حتى توفاه الله عز وجل، ثم أبو بكر مثله، ثم عمر مثله، ثم استُخْلِفْتُ، أفليس لي من الحق مثل الذي لهم؟ قلتُ: بلى، قال: فما هذه الأحاديث التي تبلُغني عنكم (3) ؟ أَمَّا ما ذكرتَ من شأن الوليد، فسنأخذ فيه بالحق إن شاء الله، ثم دعا عليّاً، فأمره أن يجلده، فجلده ثمانين (4) » . [ص:647] أخرجه البخاري (5) .
قال الحميديُّ: وفي أفراد مسلم من مسند عليّ «أن الوليد لما جُلد أَربعين قال عليٌّ: أمْسِكْ، جَلَد النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- أربعين، وجلد أبو بكر أربعين، وعمر ثمانين، وكلٌّ سُنَّة، وهذا أحبُّ إليّ» (6) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الهجرة) : فراق الرجل وطنه إلى بلد آخر فراراً بدينه من الكفر، والهجرتان: هما: الهجرة الأولى، وهي هجرة المسلمين في صدر الإسلام إلى الحبشة، فراراً من أذى قريش، وهِجْرة ثانية، وهي هجرة النبي - صلى الله عليه وسلم- والمسلمين قبله ومعه وبعده وإلى المدينة، فكان عثمان رضي الله عنه ممن هاجر الهجرتين.
(الهَدْي) : السَّمْتُ والطَّريقة والسِّيرة.
(العذراء) : البِكرُ المخدَّرة التي لم تتزوج بعد.
__________
(1) هو الوليد بن عقبة بن أبي معيط، وكان أخا عثمان لأمه.
(2) أي في شأن الوليد، أي من القول.
(3) كأنهم يتكلمون في سبب تأخيره في إقامة الحد عليه، قال الحافظ في " الفتح ": وإنما أخر إقامة الحد عليه ليكشف عن حال من شهد عليه بذلك، فلما وضح الأمر أمر بإقامة الحد عليه.
(4) قال الحافظ في " الفتح ": في رواية معمر: فجلد الوليد أربعين جلدة، وهذه الرواية أصح من رواية يونس، والوهم فيه من الراوي عن شبيب بن سعيد، ويرجح رواية معمر ما أخرجه مسلم من طريق أبي ساسان قال: شهدت عثمان أتي بالوليد وقد صلى الصبح ركعتين، ثم قال: أزيدكم [ص:647] فشهد رجلان، أحدهما حمران يعني مولى عثمان أنه قد شرب الخمر، فقال عثمان: يا علي قم فاجلده، فقال علي: قم يا حسن فاجلده، فقال الحسن: ولِّ حارها من تولى قارها، فكأنه وجد عليه فقال: يا عبد الله بن جعفر قم فاجلده فجلده وعلي يعد حتى بلغ أربعين، فقال: أمسك، ثم قال: جلد النبي صلى الله عليه وسلم أربعين، وأبو بكر أربعين، وعمر ثمانين، وكل سنة، وهذا أحب إليَّ، وانظر تتمته في " الفتح " 8 / 46 و 47.
(5) 7 / 44 - 46 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب مناقب عثمان بن عفان رضي الله عنه، وباب هجرة الحبشة.
(6) رواه مسلم (1706) في الحدود، باب حد الخمر.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: قال الحافظ المزي: البخاري في فضائل عثمان المناقب (36: 2) عن أحمد بن شبيب بن سعيد عن أبيه، عن يونس، وفي هجرة النبي -صلى الله عليه وسلم- وفي هجرة الحبشة (097: 1) عن عبد الله بن محمد، عن هشام بن يوسف، عن معمر وقال يونس ابن أخي الزهري وفي هجرة الحبشة (بل في هجرة النبي -صلى الله عليه وسلم-) (106: 4 تعليقا) وقال: بشر بن شعيب عن أبيه، وقال في عقبه: وتابعه إسحاق الكلبي - خمستهم عن الزهري عن عرورة، فذكره.(8/645)
عليُّ بن أبي طالب كرم الله وجهه (*)
6484 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «بُعث رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يومَ الاثنين، وصلَّى عليّ يومَ الثلاثاء» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3730) في المناقب، باب مناقب علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ورواه الحاكم 3 / 112 وسكت عنه هو والذهبي، وإسناده ضعيف، وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث مسلم الأعور ومسلم الأعور ليس عندهم بالقوي، وقد روي هذا الحديث عن مسلم عن حبة عن علي نحو هذا، أقول: وحديث جته بن جوين عن علي رواه الحاكم 3 / 112 وتعقبه الذهبي فقال: هذا باطل، وروى الحاكم أيضاً وصححه من حديث عبد الله بن بريدة عن أبيه بهذا المعنى، وتعقبه الذهبي فقال: بل حديث باطل.
(*) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: ذُكر هكذا كرم الله وجهه ولم يعلق عليه الشيخ عبد القادر رحمه الله
وهو مذكور فقط في هذا الموضع أما في بقية الكتاب فابن الاثير رحمه الله يترضى عن علي رضي الله عنه
يقول ابن كثير رحمه الله في تفسيره 6 / 478 - 479
"وقد غلب هذا في عبارة كثير من النساخ للكتب، أن يفرد علي، رضي الله عنه، بأن يقال: "عليه السلام"، من دون سائر الصحابة، أو: "كرم الله وجهه" وهذا وإن كان معناه صحيحاً، لكن ينبغي أن يُسَاوى بين الصحابة في ذلك؛ فإن هذا من باب التعظيم والتكريم، فالشيخان وأمير المؤمنين عثمان [بن عفان] أولى بذلك منه، رضي الله عنهم أجمعين. "
وسئلت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
" السؤال الأول فقرة (د) من الفتوى رقم (3627) :
س1: لم لقب علي بن أبي طالب بتكريم الوجه؟
ج1: تلقيب علي بن أبي طالب بتكريم الوجه وتخصيصه بذلك من غلو الشيعة فيه، ويقال: إنه من أجل أنه لم يطلع على عورة أحد أصلا، أو لأنه لم يسجد لصنم قط، وهذا ليس خاصا به، بل يشاركه غيره فيه من الصحابة الذين ولدوا في الإسلام.
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو، عضو، نائب رئيس اللجنة، الرئيس
عبد الله بن قعود، عبد الله بن غديان، عبد الرزاق عفيفي، عبد العزيز بن عبد الله بن باز "
[فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء 3 / 402]
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه الترمذي (3702) قال: ثنا إسماعيل بن موسى، قال:ثنا علي بن عابس، عن مسلم الملائي، فذكره.
قلت: ومسلم الملائي ضعفوه، والحديث أخرجه الحاكم (3/112) من طريق الملائي،وسكت عنه.
قال الترمذي: غريب لا نعرفه إلا من حديث مسلم الأعور وهو ليس عندهم بالقوى.(8/648)
6485 - (ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: «أولُ من صلَّى عليّ» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3735) في المناقب، باب مناقب علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وقال الترمذي: هذا حديث غريب من هذا الوجه، لا نعرفه من حديث شعبة عن أبي بلج إلا من حديث محمد بن حميد وقال بعض أهل العلم: أول من أسلم من الرجال أبو بكر الصديق وأسلم علي وهو غلام ابن ثمان سنين، وأول من أسلم من النساء خديجة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (1/373) (3542) قال:حدثنا سليمان بن داود، قال: حدثنا أبوعوانة والترمذي (3734) قال:حدثنا محمد بن حميد،قال:حدثنا إبراهيم بن المختار،عن شعبة.
كلاهما - أبو عوانة، شعبة - عن أبي بلج،عن عمرو بن ميمون، فذكره.
قلت: رواية أبي عوانة مطولة، واللفظ المذكور لشعبة قال الترمذي: غريب لا نعرفه من حديث شعبة عن أبي بلج إلا من حديث محمد بن حميد، قال بعض أهل العلم:أول من أسلم من الرجال أبو بكر الصديق، وأسلم على وهو غلام ابن ثمان سنين،وأول من أسلم من النساء خديجة.(8/648)
6486 - (ت) زيد بن أرقم - رضي الله عنه - قال: «أوَّل من أسلمَ عليّ. قال عمرو بن مُرَّة: فذكرت ذلك لإبراهيم النخعي، فأنكره (1) ، وقال: أولُ من أسلم أبو بكر الصِّدِّيق» أخرجه الترمذي (2) .
__________
(1) لا وجه للإنكار، فإن أبا بكر أول من أسلم من الرجال، وإن علياً أول من أسلم من الصبيان.
(2) رقم (3736) في المناقب، باب مناقب علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: أخرجه أحمد (4/368) قال:حدثنا وكيع. وفي (4/368) قال:حدثنا يزيد بن هارون. وفي (4/370) قال:حدثنا حسين. وفي (4/371) قال:حدثنا محمد بن جعفر. والترمذي (3735) قال:حدثنا محمد بن بشار، ومحمد بن المثنى، قالا:حدثنا محمد بن جعفر. والنسائي في فضائل الصحابة (34) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود،عن خالد.
خمستهم - وكيع، ويزيد، وحسين، ومحمد، وخالد بن الحارث - عن شعبة،عن عمرو بن مرة، عن أبي حمزة، فذكره.
(*) وفي بعض الروايات (أول من صلى) .
قلت: وهذا المحفوظ من رواية شعبة، والله أعلم.(8/648)
6487 - (ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: «لَمَّا آخَى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بين أصحابه، جاءه عليٌّ تَدْمَعُ عيناه، فقال له: يا رسولَ الله آخيتَ بين أصحابِك ولم تُؤَاخ بيني وبين أحد، قال: فسمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول له: أنت أخي في الدنيا والآخرة» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3722) في المناقب، باب مناقب علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وإسناده ضعيف، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: تقدم تخريجه.(8/649)
6488 - (ت) زيد بن أرقم - أو أبو سريحة حذيفة - شك شعبة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَن كنتُ مولاه، فعليٌّ مولاه» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3714) في المناقب، باب مناقب علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 4 / 368 و 370 و 382، وهو حديث صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه الترمذي (3713) قال: حدثنا محمد بن بشار،وقال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة، عن سلمة بن كهيل، قال:سمعت أبا الطفيل،فذكره.(8/649)
6489 - (خ م ت) سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- خَلَّفَ عليَّ بنَ أبي طالب في غزوة تبوك، فقال: يا رسولَ الله، تُخَلِّفُني في النساء والصبيان؟ فقال: أما ترضى أن تكونَ مني بمنزلة هارون من موسى، غيرَ أنه لا نبيَّ بعدي؟» .
وفي رواية مثله، ولم يقل فيه: «غيرَ أنه لا نبيَّ بعدي» . أخرجه البخاري ومسلم.
ولمسلم: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال لعليٍّ: «أنت مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبيَّ بعدي» . [ص:650]
قال ابن المسيب: أَخبرني بهذا عامر بن سعد عن أبيه، فأَحْبَبْتُ أَنْ أُشَافِهَ به سعيداً، فلقيتُه، فقلتُ: أنتَ سمعتَه من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-؟ فوضع إصبعيه على أُذُنَيْه، فقال: نعم، وإلا فاسْتَكّتا.
وفي رواية الترمذي مختصراً: أنه قال لعلي: «أنتَ مني بمنزلة هارون من موسى» (1) .
__________
(1) رواه البخاري في المغازي، باب غزوة تبوك، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب مناقب علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ومسلم رقم (2404) في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب من فضائل علي بن أبي طالب رضي الله عنه، والترمذي رقم (3731) في المناقب، باب مناقب علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (1/182) (1583) قال: حدثنا محمد بن جعفر. والبخاري (6/3) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى. ومسلم (7/120) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا غندر (ح) وحدثنا محمد بن المثنى، وابن بشار قالا: حدثنا محمد بن جعفر (ح) وحدثنا عبيد الله بن معاذ، قال: حدثنا أبي والنسائى في (فضائل الصحابة) (38) قال: أخبرنا محمد بن المثنى، ومحمد بن بشار، قالا: حدثنا محمد.
ثلاثتهم - محمد بن جعفر غندر، ويحيى، ومعاذ - عن شعبة، عن الحكم، عن مصعب بن سعد، فذكره.(8/649)
6490 - (ت) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال لعليٍّ: «أَنت مني بمنزلة هارون من موسى، إلا إنَّه لا نبيَّ بعدي» ، أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3732) في المناقب، باب مناقب علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وهو حديث صحيح بشواهده، منها الذي قبله.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن: أخرجه أحمد (3/338) قال:ثنا شاذان أن أسود بن عامر،والترمذي (3730) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا أبو أحمد.
كلاهما - شاذان، وأبو أحمد - قالا:حدثنا شريك، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، فذكره.(8/650)
6491 - (م ت) سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - «أن معاويةَ بن أبي سفيان أَمَرَ سعداً، فقال: ما يمنعُك أن تَسُبَّ أبا تُراب (1) ؟ فقال: [ص:651] أَمَّا ما ذكرتُ ثلاثاً قالهنَّ له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- فلن أسُبَّه، لأَنْ تكون لي واحدة منهنَّ أحبُّ إِليَّ من حُمْر النَّعَم، سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول له - وقد خَلّفه في بعض مغازيه - فقال له عليٌّ: يا رسول الله، خَلَّفْتَني مع النساء والصبيان؟ فقال له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى؟ إِلا أنه لا نُبُوَّةَ بعدي، وسمعتُه يقول يوم خيبرَ: لأُعْطِيَنَّ الرَّايةَ غداً رجلاً يُحبُّ الله ورسولَه، ويُحبُّه الله ورسولُه، قال: فتطاولنا، فقال: ادُعوا لي عليّاً، فأُتِيَ به أَرْمَدَ، فَبَصَقَ في عينه، ودفع الراية إليه، ففتح الله عليه، ولمّا نزلت هذه الآية: {نَدْعُ أَبْنَاءَنا وَأَبْنَاءَكُمْ} [آل عمران: 61] دعا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عليّاً وفاطمةَ وحَسَناً وحُسَيْناً، فقال: اللهم هؤلاء أهلي» أخرجه مسلم والترمذي (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الرَّمَد) : مرض في العين، والرجل أرمد، والعين رَمِدة.
__________
(1) أبو تراب كنية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، والسبب في تكنيته بأبي تراب: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء بيت فاطمة ابنته رضي الله عنها فلم يجد علياً رضي الله عنه، فقال: أين ابن عمك؟ فقالت: كان بيني وبينه شيء، فغاضبني فخرج فلم يقل عندي (من القيلولة) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لإنسان: انظر أين هو؟ فجاء فقال: يا رسول الله هو في المسجد راقد، [ص:651] فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مضطجع قد سقط رداؤه عن شقه فأصابه تراب، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح عنه ويقول: قم أبا التراب، قم أبا التراب. أقول: وعلي رضي الله عنه فضائله كثيرة، ومناقبه جمة، فلا يجوز سبه ولا التعرض له بأذى، وهو أمير المؤمنين حقاً، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه الشيخان عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: " لا تسبوا أصحابي، فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهباً ما بلغ مدّ أحدهم ولا نصيفه ".
(2) رواه مسلم رقم (2404) في فضائل الصحابة، باب من فضائل علي بن أبي طالب رضي الله عنه، والترمذي رقم (3726) في المناقب، باب مناقب علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (1/185) (1608) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، ومسلم (7/120) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، ومحمد بن عباد. والترمذي (2999و3724) قال: حدثنا قتيبة.
كلاهما - قتيبة، ومحمد بن عباد - قالا: حدثنا حاتم (وهو ابن إسماعيل) ، وعن بكير بن مسمار، عن، عامر بن سعد، فذكره.(8/650)
6492 - (ت) عمران بن حصين - رضي الله عنه - قال: «بعث رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- جيشاً، فاستعمل عليهم عليَّ بن أبي طالب، فمضى في السَّرِيَّةِ، فأصاب جارية، فأنكروا عليه، وتَعاقَدَ أربعة من أصحاب النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، فقالوا: إذا لقينا رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- أخبرناه بما صنع عليّ، وكان المسلمون إذا رجعوا من سفر بَدَؤوا برسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فَسَلَّمُوا عليه، ثم انصرفوا إلى رِحالهم، فلما قدمتْ السريّةُ، فسلَّموا على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، قام أحدُ الأربعة، فقال: يا رسول الله، ألم تَرَ إلى عليّ بن أبي طالب، صنع كذا وكذا؟ فأعْرض عنه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، ثم قام الثاني، فقال مثل مقالته، فأعرض عنه، ثم قام إِليه الثالثُ، فقال مثل مقالته، فأعرض عنه، ثم قام الرابع فقال مثل ما قالوا، فأقبل إليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم- والغَضَبُ يُعرَف في وجهه - فقال: ما تُريدون من عليّ؟ ما تريدون من عليّ؟ ما تريدون من عليّ؟ إن عليّاً مني وأنا منه، وهو وَلِيُّ كُلِّ مؤمن بعدي» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3713) في المناقب، باب مناقب علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث جعفر بن سليمان.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/437) قال:حدثنا عبد الرزاق وعفان. والترمذي (3712) قال: حدثنا قتيبة. والنسائي في فضائل الصحابة (43) قال: أخبرنا قتبة بن سعيد.
ثلاثتهم - عبد الرزاق، وعفان،وقتيبة - عن جعفر بن سليمان، قال: حدثني يزيد الرشك، عن مطرف بن عبد الله بن، فذكره.
(*) قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، لانعرفه إلا من حديث جعفر بن سليمان.(8/652)
6493 - (ت) حبشي بن جنادة - رضي الله عنه - أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «عليٌّ مِنِّي، وأنا من عليّ، ولا يؤدّي عنِّي إلا أنا أو عليّ» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3721) في المناقب، باب مناقب علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ورواه أحمد في " المسند " 4 / 164 و 165، وهو حديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1 - أخرجه أحمد 4/164) قال:حدثنا يحيى بن آدم،وابن أبي بكير. وفي (4/164 و165) قال:حدثنا الزبيري،والنسائى في فضائل الصحابة (44) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان،قال:حدثنا يحيى بن آدم.
ثلاثتهم - ابن آدم، وابن أبي بكير، والزبيري - قالوا:حدثنا إسرائيل.
2- وأخرجه أحمد (4/165) قال: حدثنا يعني الزبيري، وفي (4/165) قال:حدثنا أسود بن عامر. وفي (4/165) قال:حدثنا يحيى بن آدم. وابن ماجة (119) قال:حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وسويد بن سعيد، وإسماعيل بن موسى، والترمذي (3719) قال: حدثنا إسماعيل بن موسى.
ستتهم - الزبير، وأسود،ويحيى، وأبو بكر، وسويد،وإسماعيل - عن شريك.
كلاهما - إسرائيل، وشريك- عن أبي إسحاق، فذكره.(8/652)
6494 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «كان عند رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- طَيْر، فقال: اللهمَّ ائتني بأحَبِّ خلقِك إليك يأكلُ معي هذا الطير، فجاء عليّ، فأكل معه» أخرجه الترمذي (1) .
وقال رزين: قال أبو عيسى: في هذا الحديث قصّة، وفي آخرها «أن أنَساً قال لعليّ: استغفر لي، ولك عندي بشارة، ففعل، فأخبره بقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم-» .
__________
(1) رقم (3723) في المناقب، باب مناقب علي بن أبي طالب رضي الله عنه، من طريق عيسى بن عمر عن إسماعيل بن عبد الرحمن السدي عن أنس رضي الله عنه، وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه من حديث السدي إلا من هذا الوجه، وقد روي هذا الحديث من غير وجه عن أنس، وأخرجه الحاكم بمعناه من طريق سلمان بن بلال عن يحيى بن سعيد عن أنس، وقال الحاكم: رواه عن أنس أكثر من ثلاثين نفساً، ثم ذكر له شواهد عن جماعة من الصحابة، قال الحافظ ابن حجر: وفي الطبراني منها عن سفينة وابن عباس، وسند كل منهما متقارب.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
باطل: أخرجه الترمذي (3721) قال:حدثنا سفيان بن وكيع. قال: حدثنا عبيد الله بن موسى، عن عيسى بن عمر، عن السدي، فذكره.(8/653)
6495 - (خ م) سلمة بن الأكوع - رضي الله عنه - قال: «كان عليّ قد تَخَلّفَ عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- في خيبرَ، وكان رَمِداً، فقال: أنا أتَخَلَّفُ عن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-؟ فخرج فَلَحِقَ بالنبي - صلى الله عليه وسلم-، فلما كان مَسَاءَ الليلة التي فتحها الله في صباحها، قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: لأُعْطِيَنَّ الراية - أو لَيأْخُذنَّ الرايةَ - غداً رجل يحبه الله ورسولُه - أو قال: يحب الله ورسولَه - يفتح الله عليه، فإذا نحن بعليٍّ، وما نرجوه، فقالوا: هذا عليّ، فأعطاه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- الراية، ففتح الله عليه» أخرجه البخاري ومسلم (1) .
__________
(1) رواه البخاري 7 / 58 في فضائل الصحابة، باب مناقب علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وفي الجهاد، باب ما قيل في لواء النبي صلى الله عليه وسلم، وفي المغازي، باب غزوة خبير، ومسلم رقم (4407) في فضائل الصحابة، باب من فضائل علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (4/64 و5/23) قال:حدثنا قتيبة بن سعيد. وفي (5/171) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة. ومسلم (7/122) .قال:حدثنا قتيبة بن سعيد.
كلاهما - قتيبة، وعبد الله- عن حاتم بن إسماعيل، عن يزيد بن أبي عبيد، فذكره.(8/653)
6496 - (خ م) سهل بن سعد - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال يوم خيبر: «لأعطينَّ الراية غداً رَجُلاً يفتح الله على يديه، يُحِبُّ الله ورسولَه، ويحبُّه الله ورسولُهُ، قال: فبات الناس يَدُوكون ليلتهم: أيُّهم يُعطَاها، فلما أصبح الناس غَدَوْا على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، كُلُّهم يرجو أن يُعطَاها، فقال: أين عليُّ بنُ أبي طالب؟ فقيل: هو يا رسولَ الله يشتكي عينه، قال: فأَرسِلوا إليه، فَأُتِيَ به فبصق في عينه، ودعا له، فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع، فأَعطاه الراية، فقال عليٌّ: يا رسولَ الله أُقاتلُهم حتى يكونوا مثلنا؟ قال: انْفُذْ على رِسْلك، حتى تنزلَ بساحتهم، ثُمَّ ادْعُهم إلى الإسلام، وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله عز وجل فيهم، فوالله لأن يهديَ الله بك رجلاً واحداً خير لك من حُمْر النَّعَم» أخرجه البخاري ومسلم (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يدوكون) بات القوم يدوكون دوكاً: إذا وقعوا في أخلاطٍ ودوران وخاضوا في أمر.
(نَفَذ) في الأمر: إذا مضى فيه. [ص:655]
(وعلى رسلك) أي: على حالتك وهينتك.
__________
(1) رواه البخاري 7 / 57 و 58 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب مناقب علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وفي الجهاد، باب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام والنبوة، وباب فضل من أسلم على يديه رجل، وفي المغازي، باب غزوة خبير، ومسلم رقم (2406) في فضائل الصحابة، باب من فضائل علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (5/333) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن. والبخاري (4/57) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي، قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم. وفي (4/73 و5/171) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن عبد القاري. وفي (5/22) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا عبد العزيز. ومسلم (7/121) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا عبد العزيز، يعني ابن أبي حازم (ح) وحدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا يعقوب (يعني ابن عبد الرحمن) . وأبو داود (3661) قال: حدثنا سعيد بن منصور، قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم. والنسائى (في فضائل الصحابة) (46) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا يعقوب.
كلاهما- يعقوب، وعبد العزيز- عن أبي حازم، فذكره.(8/654)
6497 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال يوم خيبر: «لأُعطينَّ هذه الرايةَ رَجُلاً يحبُّ الله ورسولَه، يفتح الله على يديه، قال عمرُ بنُ الخطاب: ما أحْبَبْتُ الإمارة إلا يومئذ، قال: فتساورتُ لها رجاءَ أن أُدْعَى لها، فدعا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عليَّ بنَ أبي طالب، فأعطاه إياها، وقال: امْشِ، ولا تلتفت حتى يفتح الله عليك، قال: فسار عليّ شيئاً، ثم وقف ولم يلتفتْ، فصرخ: يا رسول الله، على ماذا أقاتل الناس؟ قال: قاتِلهم حتى يشهدوا أن لا إِله إلا الله، وأنَّ محمداً رسولُ الله، فإذا فعلوا ذلك فقد مَنَعُوا منكَ دِمَاءهم وأَموالَهم إِلا بحقِّها، وحسابُهم على الله» أخرجه مسلم (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(تَسَاوَرت لها) أي: ثُرْتُ وانزعجت وتطلَّعت، والسَّورة: الثورة والحركة بِحدَّة، يقال: سار الرجل يسور، وهو سَوَّار: إذا ثار وزال عنه السكون الذي كان عليه، هذا أصله، ثم قد يكون عن غضب أو عن شيء يُتْبِعُه نفسه، فيريد أن يقف عليه.
__________
(1) رقم (2405) في فضائل الصحابة، باب من فضائل علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/384) قال:حدثنا عفان، قال: حدثنا وهيب. ومسلم (7/121) قال:حدثنا قتيبة بن سعيد. قال:حدثنا يعقوب، يعني ابن عبد الرحمن القاري. والنسائى في الكبري (تحفة الأشراف) (9/4/12777) عن قتيبة، عن يعقوب بن عبد الرحمن.
كلاهما - وهيب، ويعقوب - عن سهيل، عن أبيه، فذكره..(8/655)
6498 - (ت) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: «إنْ كنا لَنَعْرِفُ المنافقين - نحن معاشر الأنصار - ببغضهم عليَّ بن أبي طالب» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3718) في المناقب، باب مناقب علي بن أبي طالب رضي الله عنه، من حديث جعفر بن سليمان عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري، وأبو هارون اسمه: عمارة بن جوين متروك، وقال الترمذي: هذا حديث غريب، وقد تكلم شعبة في أبي هارون العبدي، وقال الترمذي: وقد روي هذا عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد. أقول: ويشهد لمعناه الحديثان اللذان بعده.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: قال الحافظ المزي:الترمذي في المناقب (68) عن قتيبة بن سعيد، عن جعفر بن سليمان بن عمارة بن جوين،فذكره.
قال الترمذي: غريب، وقد تكلم شعبة في أبي هارون العبدي - عمارة بن جوين - وقد روى هذا عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد.(8/656)
6499 - (ت) أم سلمة - رضي الله عنها - قالت: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «لا يُحبُّ عليّاً منافق، ولا يبغضه مؤمن» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3719) في المناقب، باب مناقب علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وإسناده ضعيف، ولكن يشهد له الحديث الذي بعده، فهو به حسن، ولذلك قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، وقال: وفي الباب عن علي، يريد الحديث الذي بعده.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (6/292) قال حدثنا عثمان بن محمد بن أبي شيبة قال عبد الله بن أحمد: وسمعته أنا من عثمان بن محمد. والترمذي (3717م) قال:حدثنا واصل بن عبد الأعلى.
كلاهما - عثمان بن محمد بن أبي شيبة، وواصل بن عبد الأعلى- قالا:حدثنا محمد بن فضيل، عن عبد الله بن عبد الرحمن أبي النضر، عن المساور الحميري،عن أمه. فذكرته.(8/656)
6500 - (م ت س) زر بن حبيش قال: سمعتُ عليّاً - رضي الله عنه - يقول: «والذي فَلَقَ الحبَّة، وبرأ النسمة، إِنه لعهدُ النبيِّ الأُميِّ إليَّ: أنه لا يحبُّني إلا مؤمن، ولا يُبْغِضُني إلا منافق» . أخرجه مسلم والترمذي والنسائي (1) . [ص:657]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الحَِبَّة) بفتح الحاء: حبة الحنطة والشعير ونحوهما، وبكسرها: البزورات.
(وفلقُها) : شقها للإنبات.
(النسمة) : كل شيء فيه روح.
(وبرأَها) : خَلَقها.
__________
(1) رواه مسلم رقم (78) في الإيمان، باب الدليل على أن حب الأنصار وعلي رضي الله عنهم من الإيمان، والترمذي رقم (3737) في المناقب، باب مناقب علي بن أبي طالب رضي الله عنه، والنسائي 8 / 117 في الإيمان، باب علامة المنافق.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح أخرجه الحميدي (58) قال: حدثنا يحيى بن عيسى. وأحمد (1/84) (642) قال: حدثنا ابن نمير. وفي (1/95) (731) و (1/128) (1062) قال: حدثنا وكيع. ومسلم (1/60) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع وأبو معاوية. (ح) وحدثنا يحيى بن يحيى، قال: أخبرنا أبو معاوية، وابن ماجة (114) قال: حدثنا على بن محمد، قال: حدثنا وكيع وأبو معاوية، وعبد الله بن نمير، والترمذي (3736) قال: حدثنا عيسى بن عثمان بن أخي يحيى بن عيسى، قال: حدثنا أبو زكريا، الرملي. والنسائي (8/115) قال: أخبرنا يوسف بن عيسى، قال: أنبأنا الفضل بن موسى، وفي (8/117) قال: أخبرنا واصل بن عبد الأعلى، قال: حدثنا وكيع. في فضائل الصحابة (50) قال: أخبرنا محمد بن العلاء قال: حدثنا أبو معاوية.
خمستهم - أبو زكريا الرملي يحيى بن عيسى، وعبد الله بن نمير، ووكيع، وأبو معاوية، والفضل - عن الأعمش، عن عدي بن ثابت، عن زر بن حبيش، فذكره.(8/656)
6501 - (ت) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: أَن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «أنا مدينةُ العلم، وعليّ بابُها» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3725) في المناقب، باب مناقب علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ولفظه عند الترمذي: " أنا دار الحكمة وعلي بابها "، وإسناده ضعيف، وقال الترمذي: هذا حديث غريب منكر، ورواه أيضاً الحاكم 3 / 126 من حديث ابن عباس وجابر، وأسانيده ضعيفة، قال الدارقطني في " العلل ": إنه حديث مضطرب غير ثابت، وانظر كلام الحافظ ابن حجر عليه في رسالة طبعت عقب " المشكاة " 3 / 314 و 315 طبع المكتب الإسلامي، و " المقاصد الحسنة " للحافظ السخاوي.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
مضطرب لا يثبت: أخرجه الترمذي (3723) قال:حدثنا إسماعيل بن موسى،قال:حدثنا محمد بن عمر بن الرومي،قال: حدثنا شريك، عن سلمة بن كهيل، عن سويد بن غفلة، عن الصنابحي، فذكره.
(*) قال الترمذي:هذا حديث غريب منكر.
قلت: لفظه في جامع الترمذي: أنا دار الحكمة..(8/657)
6502 - (ت) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- لعليّ: «يا عليُّ، لا يَحِلُّ لأحد [أن] يُجنِبَ في هذا المسجد غيري، وغيرَك» .
أخرجه الترمذي [وقال] : قال علي بن المنذر: قلت لضرار بن صُرَد: ما معنى هذا الحديث؟ قال: لا يحل لأحد يستطرقه جُنُباً غيري وغيركَ (1) .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (3729) في المناقب، باب مناقب علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وإسناده [ص:658] ضعيف، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، قال النووي: إنما حسنه الترمذي بشواهده. وقال الحافظ ابن حجر: في أجوبة وقعت عن أحاديث وقعت في مصابيح السنة ووصفت بالوضع، وهي رسالة طبعت عقب " المشكاة " 3 / 316 طبع المكتب الإسلامي: وورد لحديث أبي سعيد شاهد نحوه من حديث سعد بن أبي وقاص أخرجه البزار من رواية خارجة بن سعد عن أبيه ورواته ثقات، والله أعلم، وانظر تعليل الحديث في " الفتح " 7 / 12 و 13.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (3727) قال: حدثنا علي بن المنذر، قال: حدثنا محمد بن فضيل، عن سالم بن أبي حفصة، عن عطية، فذكره.
(*) قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وسمع مني محمد بن إسماعيل (البخاري) هذا الحديث فاستغربه.(8/657)
6503 - (س) بريدة - رضي الله عنه - قال: «خطب أبو بكر وعمرُ فاطمةَ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: إِنَّها صغيرة، فخطبها عليّ، فزوجها منه» أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 6 / 62 في النكاح، باب تزوج المرأة مثلها في السن، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن: أخرجه النسائى (6/62) قال: أخبرنا الحسين بن حريث، قال:حدثنا الفضيل بن موسى عن الحسين بن واقد، عن عبد الله بن بريدة، فذكره.(8/658)
6504 - (ت) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: «كنتُ إذا سألتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- أعطاني، وإذا سكتُّ ابتدأني» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3724) في المناقب، باب مناقب علي بن أبي طالب رضي الله عنه، من حديث عبد الله بن عمرو بن هند الجملي عن علي رضي الله عنه، وعبد الله بن عمرو بن هند الجملي لم يثبت سماعه من علي رضي الله عنه، كما قال الحافظ في " التقريب ". أقول: ومع ذلك فقد قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، وأخرجه ابن خزيمة في " صحيحه "، والحاكم 3 / 985 وصرح فيه عبد الله بن عمرو بن هند الجملي بسماعه من علي رضي الله عنه، وصححه، ووافقه الذهبي.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده منقطع: أخرجه الترمذي (3722 و3729) قال:حدثنا خلاد بن أسلم أبو بكر البغدادي، قال:حدثنا النضر بن شميل، قال: أخبرنا عوف الأعرابي، عن عبد الله، بن عمرو بن هند الجملي فذكره.
قلت: الراوي عن علي رضي الله عنه، لم يسمع منه. راجع التهذيب الحافظ.(8/658)
6505 - (ت) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: «دعا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- علياً يوم الطائف فانْتَجاه، فقال الناس: لقد طال نَجواه مع ابن عَمِّه، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: ما انتجيتُه، ولكنَّ الله انْتَجَاهُ» أخرجه الترمذي (1) . [ص:659]
وقال: ومعنى قوله: «ولكن الله انتجاه» ، يقول: إن الله أمرني أن أَنتجيَ معه.
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ناجاه وانتجاه) أي حادثه وسارَّه.
__________
(1) رقم (3728) في المناقب، باب مناقب علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وإسناده حسن، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث الأجلح، وقد رواه غير ابن فضيل عن الأجلح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (3726) قال: حدثنا علي بن المنذر الكوفي، قال: حدثنا محمد بن فضيل، عن الأجلح، عن أبي الزبير، فذكره.(8/658)
6506 - (ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- أمر بسدِّ الأبواب إلا بابَ عليّ» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3733) في المناقب، باب مناقب علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وإسناده ضعيف، وقال الترمذي: هذا حديث غريب. أقول: ولكن له شواهد بمعناه يقوى بها، منها حديث سعد بن أبي وقاص قال: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: بسد الأبواب الشارعة في المسجد وترك باب علي، أخرجه أحمد والنسائي، قال الحافظ في " الفتح ": وإسناده قوي، وله شواهد أخرى ذكرها الحافظ في " الفتح " ثم قال في آخرها: وهذه الأحاديث يقوي بعضها بعضاً، وكل طريق منها صالح للاحتجاج فضلاً عن مجموعها، وانظر تعليل ذلك في " الفتح " 7 / 12 و 13.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه الترمذي (3733) قال: ثنا محمد بن حميد الرازي، ثنا إبرهيم بن المختار عن شعبة عن أبي بلج عن ابن عباس، فذكره.
قال الترمذي: غريب لا نعرفه عن شعبة إلا من هذا الوجه.(8/659)
6507 - (س) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: «كانت لي منزلة من رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، لم تكن لأحد من الخلائق، فكنتُ [آتيه] كُلَّ سَحَر، فأقول: السلام عليك يا نبيَّ الله، فإن تنحنح انصرفتُ إلى أهلي، وإلا دخلتُ عليه» أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 3 / 12 في السهو في الصلاة، باب التنحنح في الصلاة، وفي سنده نجي الحضرمي، لم يوثقه غير ابن حبان والعجلي، وباقي رجاله ثقات، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " رقم (608) و (647) ، وابن ماجة رقم (3708) في الأدب، باب الاستئذان، ومداره على عبد الله بن نجي، قال الحافظ في " التلخيص ": واختلف عليه، فقيل: عنه عن علي، وقال يحيى بن معين: لم يسمع عبد الله من علي، بينه وبين علي أبوه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
قال الحافظ المزي: النسائى في الصلاة (3470) عن القاسم بن زكريا بن دينار عن أبي أسامة عن شرحبيل بن مدرك، عن عبد الله بن نجي، عن أبيه، به وروي عن عبد الله بن نجي، عن علي، وقد مضي (10302) راجع التحفة (7/416 و 451) .(8/659)
6508 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «بعث النبي - صلى الله عليه وسلم- بـ (براءة) مع أبي بكر، ثم دعاه فقال: لا ينبغي لأحد أن يبُلِّغَ هذا إلا رَجُل من أهلي، فدعا عليّاً، فأعطاه إياها» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3089) في التفسير، باب ومن سورة التوبة، وإسناده حسن، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من حديث أنس.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن: أخرجه أحمد (3/212) قال:ثنا عبد الصمد وعفان. وفي (3/283) قال:حدثنا عفان. والترمذي (3090) قال:ثنا محمد بن بشار،قال:ثنا عفان وعبد الصمد.
كلاهما - قالا: ثنا حماد بن سلمة، عن سماك، فذكره.(8/660)
6509 - (ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: «بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أبا بكر، وأمره أن يناديَ بهؤلاء الكلمات، ثم أتبعه عليّاً فبينا أبو بكر ببعض الطريق، إذْ سمع رُغَاء ناقةِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- القَصْواء، فقام (1) أبو بكر فَزِعاً يظن أنه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، فإذا عليّ، فدفع إليه كتاباً من رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، وأمر عليّاً أن يناديَ بهؤلاء الكلمات - زاد رزين: فإنه لا ينبغي لأحد أن يبلِّغ عني إلا رجل من أهلي، ثم اتفقا - فانطلقا، [فحجَّا] ، فقام عليّ أيام التشريق ينادي: ذِمَّةُ الله ورسوله بريئةٌ من كل مشرك، فسيحوا في الأرض أربعة أشهر، ولا يَحُجَّنَّ بعد العام مشرك، ولا يطوفنَّ بعد اليوم عُرْيَان، ولا يدخل الجنة إِلا نفس مؤمنة، قال: فكان عليّ ينادي بهؤلاء الكلمات، فإذا عَييَ قام أبو بكر، فنادى بها» أخرجه الترمذي (2) . [ص:661]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الرُّغاء) : صوت البعير.
(القصواء) بالمدّ: لقب ناقة رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، ولم تكن قصواء، فإن القصواء: هي المشقوقة الأذن من النوق.
(ذمة الله) : الذِّمَّة: العهد والأمان.
(ساح) في الأرض: إذا ذهب منها حيث أراد.
__________
(1) في نسخ الترمذي المطبوعة: فخرج.
(2) رقم (3090) في التفسير، باب ومن سورة التوبة، وإسناده حسن، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه من حديث ابن عباس.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن: أخرجه الترمذي (3091) قال: حدثنا محمد بن إسماعيل قال: حدثنا سعيد بن سليمان، قال: حدثنا عباد بن العوام، قال: حدثنا سفيان بن حسين، عن الحكم بن عتيبة، عن مقسم، فذكره.(8/660)
6510 - (ت) أم عطية - رضي الله عنها - قالت: بعث النبي - صلى الله عليه وسلم- جيشاً فيهم عليّ، قالت: فسمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول [وهو رافع يديه] : «اللهم لا تُمِتْني حتى تُرِيَني عليّاً» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3738) في المناقب، باب مناقب علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وفي سنده جهالة، ومع ذلك فقد قال الترمذي: هذا حديث حسن إنما نعرفه من هذا الوجه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (3737) قال:حدثنا محمد بن بشار،ويعقوب بن إبراهيم، وغير واحد،قالوا: أخبرنا أبو عاصم، عن أبي الجراح،قال:حدثني جابر بن صبيح. قال:حدثتني أم شراحيل، فذكرته.(8/661)
6511 - (خ) أبو إسحاق [السبيعي]- رحمه الله - قال: «سأل رجل البَرَاءَ - وأنا أسمع - قال: أشَهِد عليّ بدراً؟ قال: [و] بَارَزَ، وظاهر» . أخرجه البخاري (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(المظاهرة) : النُّصرَة والإعانة.
__________
(1) 7 / 232 في المغازي، باب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم على كفار قريش، قال الحافظ في " الفتح ": حديث البراء هذا من مراسيل الصحابة، لأنه لم يشهد بدراً، فكأنه تلقى ذلك عمن شهدها من الصحابة، أو سمع من النبي صلى الله عليه وسلم ما يدل على ذلك.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (5/96) قال: حدثني أحمد بن سعيد أبو عبد الله، قال: حدثنا إسحاق بن منصور. قال حدثنا إبراهيم بن يوسف، عن أبيه، عن أبي إسحاق، فذكره.(8/661)
6512 - (ت) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: «كنتُ شاكياً، فمرَّ بي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- وأنا أقول: اللهم إِن كان أَجلي قد حَضَرَ فأَرِحْني، وإنْ كان متأخِّراً، فارفعني، وإن كان بلاء فصبِّرني، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: كيف قلتَ؟ فأعاد عليه [ما] قال، فضربه برجله، وقال: اللهم عافِهِ، أو اشْفِهِ - شك شعبة - قال: فما اشتكيتُ وجعي بعدُ» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3559) في الدعوات، باب في دعاء المريض، وإسناده حسن، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، ورواه أيضاً أحمد في " المسند "، والحاكم في " المستدرك "، وابن حبان في " صحيحه ".
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (1/83) (637) قال:حدثنا يحيى. وفي (1/84) (638) قال:حدثنا عفان. وفي (1/107) (841) قال:حدثنا محمد بن جعفر. وفي (1/128) (1057) قال: حدثنا وكيع،.وعبد بن حميد (73) قال: أخبرنا يزيد بن هارون. والترمذي (3564) قال:حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا محمد بن جعفر. والنسائي في عمل اليوم والليلة (1058) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود،قال:حدثنا خالد.
ستتهم- يحيى، وعفان، ومحمد بن جعفر، ووكيع، ويزيد، وخالد بن الحارث - عن شعبة،عن عمرو بن مرة، عن عبد الله بن سلمة،فذكره.(8/662)
6513 - (م) سهل بن سعد - رضي الله عنه - قال: «اسْتُعْمِلَ على المدينةِ رجل من آل مَرْوانَ، قال: فدعا [سهلَ بنَ سعد، فأمره أن يَشْتُم عليّاً، قال: فأبى سَهْل، فقال له: أَمَّا إِذا أبيتَ فقل] : لعنَ الله أبا التُّرَاب (1) ، فقال سَهْل: ما كان لعليّ اسم أحبَّ إليه من أبي التراب، وإِن كان ليفرحُ إذا دُعِيَ بها، فقال له: أخبرنا عن قِصَّتِه، لم سُمِّيَ أبا التراب؟ قال: جاء رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بيتَ فاطمة، فلم يَجِدْ عَليّاً في البيت، فقال: أيْن ابنُ عمِّك؟ قالت: كان بيني وبينه شيء، فغاضَبَني، فخرج، فلم يَقِلْ عندي، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- لإنسان: انظر أين هو؟ فجاء، فقال: يا رسول الله، هو في [ص:663] المسجد راقد، فجاءه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، وهو مضطجع، قد سقط رداؤه عن شِقِّه، فأصابه تراب، فجعلَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يمسحه عنه ويقول: قُم أبا التراب، قُم أبا التراب» . أخرجه مسلم (2) ، وقد أخرج هو والبخاري رواية أخرى، وقد ذُكِرَتْ في «كتاب الأسامي» من حرف الهمزة.
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(لم يَقِلْ) : من القائلة، وهو حَرُّ وسط النهار.
__________
(1) لا يجوز شتم علي رضي الله عنه، ولا لعنه، وهو أمير المؤمنين حقاً باتفاق أهل السنة والجماعة.
(2) رقم (2409) في فضائل الصحابة، باب من فضائل علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرج البخاري (1/120 (8/77) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم. وفي (5/23) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم. وفي (8/55) وفي (الأدب المفرد) (852) قال: حدثنا خالد مخلد، قال: حدثنا سليمان بن بلال، ومسلم (7/123) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا عبد العزيز (يعني ابن أبي حازم) .
كلاهما - عبد العزيز، وسليمان- عن أبي حازم، فذكره.(8/662)
6514 - () محمد بن كعب القرظي قال: «افتخر طلحةُ بن شيبة بن عبد الدار، وعباس بن عبد المطلب، وعلي بن أبي طالب، فقال طلحةُ: أنا صاحبُ البيت، ومعي مفتاحُه - وفي رواية: ومعي مفتاح البيت - ولو أشاءُ بتُّ فيه، وقال عباس: أنا صاحبُ السِّقَاية، ولو أشاء بتُّ في المسجد، وقال عليّ: ما أدري ما تقولان؟ لقد صَلَّيتُ إِلى القبلة ستَّة أشهر قبل الناس، وأنا صاحبُ الجهاد، فأنزل الله تعالى: {أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ المَسْجِدِ الحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ باللهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ وَجَاهَدَ في سَبِيلِ اللهِ لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللهِ وَاللهُ لا يَهْدِي القَوْمَ الظَّالِمينَ} [التوبة: 19] » . [ص:664]
وفي رواية قال: «افْتَخَرَ عليّ وعبَّاس وشيبة، فقال عباس: أنا أسْقي حاجَّ بيت الله، وقال شيبة: أنا أعْمُر مسجد الله، وقال عليّ: أنا هاجرتُ مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فأنزل [الله] تعالى هذه الآية» أخرجه ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وروى الرواية الأولى ابن جرير الطبري في " التفسير " رقم (16563) وقال: حدثني يونس قال: أخبرني ابن وهب قال: أخبرت عن أبي صخر قال: سمعت محمد بن كعب القرظي ... فذكرها، وفي " تفسير ابن كثير ": قال ابن جرير: حدثني يونس، أخبرنا ابن وهب أخبرني ابن لهيعة عن أبي صخر قال: سمعت محمد بن كعب القرظي، وإسناده عند ابن كثير إلى محمد بن كعب القرظي حسن، والرواية الثانية رواها أيضاً ابن جرير الطبري رقم (16565) عن السدي.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
هذا الأثر من زيادات رزين على الأصول، وقد رواه ابن جرير الطبري في تفسيره (16563) .(8/663)
6515 - () عبد الله بن سلام - رضي الله عنه - قال: أتيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، ورَهْط من قومي، فقلنا: إن قومنا حَادُّونَا لما صدَّقْنا الله ورسوله، وأقسموا لا يُكلِّمونا، فأنزل الله تعالى {إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ والَّذِينَ آمَنُوا} [المائدة: 55] ثم أذَّن بلال لصلاة الظهر، فقام الناس يُصَلُّون، فمن بين ساجد وراكع وسائل، إذا سائل يسأل، فأعْطاه عليٌّ خاتَمه وهو راكع، فأخبر السائلُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقرأ علينا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- {إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ والَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقيمون الصَّلاةَ ويُؤْتُونَ الزَّكاةَ وهم رَاكِعُونَ. وَمَنْ يَتَوَلَّ اللهَ ورسولَهُ والذين آمنوا فَإِنَّ [ص:665] حِزْبَ اللهِ هُمُ الغَالِبُونَ} [المائدة: 55 - 56] » أخرجه ... (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(المحادّة) : المخالفة والمنازعة.
تم - بعون الله تعالى وتوفيقه - الجزء الثامن من «جامع الأصول في أحاديث الرسول - صلى الله عليه وسلم -» ويليه الجزء التاسع، وأوله مناقب طلحة ابن عبيد الله - رضي الله عنه -
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وقد رواه بنحوه ابن مردويه من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس، وإسناده ضعيف.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
هذا الأثر من زيادات رزين على الأصول. ولم أهتد إليه.(8/664)
بسم الله الرحمن الرحيم
[فضائل] طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه
6516 - (ت) جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «مَنْ سَرَّهُ أن يَنْظُرَ إلى شهيد يمشي على وجه الأرض، فلينظرْ إلى طلحةَ بنِ عبيدِ الله» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3740) في المناقب , باب مناقب طلحة بن عبيد الله , ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (125) في المقدمة , وفي سنده الصلت بن دينار , وهو متروك , وقال الترمذي: هذا حديث غريب.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
ضعيف: أخرجه ابن ماجة (125) قال: حدثنا علي بن محمد، وعمرو بن عبد الله الأودي، قالا: حدثنا وكيع. والترمذي (3739) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا صالح بن موسى الطلحي من ولد طلحة بن عبيد الله.
كلاهما - وكيع، وصالح - عن الصلت بن دينار، عن أبي نضرة، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث الصلت، وقد تكلم بعض أهل العلم في الصلت ابن دينار وفي صالح بن موسى من قبل حفظهما.(9/3)
6517 - (ت) الزبير بن العوام - رضي الله عنه -: كان على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- دِرْعان يومَ أُحُد، فنهضَ إلى الصخرة، فلم يستطعْ، فأقعدَ طلحةَ تحتَهُ، وصَعِد النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- حتى استوى على الصخرة، قال: فسمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «أوْجَبَ طَلْحَةُ» أخرجه الترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أوجبَ طلحة) : أوجب فلان: إذا فعل فعلاً تجب له به الجنة، أو النار، والمراد به هاهنا: الجنة.
__________
(1) في المناقب , باب مناقب طلحة بن عبيد الله , ورواه أيضاً الحاكم في " المستدرك " 1 / 374 وصححه , وسكت عليه الذهبي، وفيه عنعنة ابن إسحاق.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (1/165) (1417) قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثنا أبي -هو إبراهيم بن سعد- والترمذي (1692) و (3738) وفي الشمائل (110) قال: حدثنا أبو سعيد الأشج، قال: حدثنا يونس ابن بكير.
كلاهما - إبراهيم، ويونس - عن محمد بن إسحاق، عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، عن جده عبد الله بن الزبير، فذكره.
وقال الترمذي: وهذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث محمد بن إسحاق، وقال في الموضع آخر: هذا حديث حسن صحيح غريب.(9/3)
6518 - (خ) قيس بن أبي حازم - رحمه الله - قال «رأيتُ يدَ [ص:4] طلحةَ التي وقَى بها النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قد شُلَّتْ» وفي رواية «رأيتُ يَدَ طلحةَ شَلاَّءَ وقى بها النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- يَوْمَ أُحُد» أخرجه البخاري (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(شُلَّتْ) : الشلل: فساد اليد بمرض أو قطع، ورَجل أشلُّ، ويد شلاَّء، وشلت يده، فهي مشلولة.
__________
(1) 3 / 66 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم , باب ذكر طلحة بن عبيد الله , وفي المغازي , باب {إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا والله وليهما وعلى الله فليتوكل المؤمنون} .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (3724) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا خالد. وفي (4063) قال: حدثني عبد الله بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع.
كلاهما - خالد، ووكيع - عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، فذكره.(9/3)
6519 - (خ م) أبو عثمان النهدي - رحمه الله -: قال: لم يبق مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- في بعض تلك الأيام - التي قاتل فيها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- غيرُ طلحة وسعد، عن حديثهما (1) . أخرجه البخاري ومسلم (2) .
__________
(1) أي: هما حدثاني بذلك.
(2) رواه البخاري 7 / 66 في فضائل أصحاب النبي صلى الله علي وسلم , باب ذكر طلحة بن عبيد الله , وفي المغازي، باب {إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا والله وليهما وعلى الله فليتوكل المؤمنون} ، ومسلم رقم (2414) في فضائل الصحابة , باب من فضائل طلحة والزبير.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (5/27) قال: حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي. وفي (5/124) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. ومسلم (7/127) قال: حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي، وحامد بن عمر البكراوي، ومحمد بن عبد الأعلى.
أربعتهم - محمد بن أبي بكر، وموسى، وحامد، ومحمد بن عبد الأعلى - قالوا: حدثنا المعتمر - وهو ابن سليمان - قال: سمعت أبي، عن أبي عثمان، فذكره.(9/4)
6520 - (ت) موسى بن طلحة، وأخوه عيسى عن أبيهما (1) «أن أصحابَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- قالوا لأعرابيّ جَاهِل: سَلْ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- عمن {قَضَى نَحْبَه} [الأحزاب: الآية 23] من هو؟ وكانوا لا يجتَرِئُون على مَسْألَتِهِ، وكانوا يُوَقِّرونه ويَهابُونَه، فسأله الأعرابيُّ، فأعرض عنه، ثم سأله، فأعرض عنه، قال طلحةُ: ثم طلعتُ من باب المسجد وعليَّ ثياب خُضْر، فلما رآني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، قال: أين السائلُ عَمَّن قَضَى نَحْبَهُ؟ [ص:5] قال الأعرابي: أنا يا رسولَ الله، فقال: هذا مِمن قَضى نحْبَهُ» . أخرجه الترمذي (2) .
وزاد فيها رزين - بعد قوله «على مسألته» - لما نزل قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُم} [المائدة: الآية 101] .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(النَّحب) : النذر، وقيل: الموت، وذلك أن طلحة بن عبيد الله ألزم نفسه إذا لقي العدو، أن يَصُدَقه القتال فَفَعَل.
(الاجتراء) : الإقدام على الأمر، والجسارة عليه.
__________
(1) في المطبوع: عن أسماء رضي الله عنها , وهو خطأ.
(2) رقم (3743) في المناقب , باب مناقب طلحة بن عبيد الله , وهو حديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (3203) و (3742) قال: حدثنا أبو كريب، محمد بن العلاء، قال: حدثنا يونس بن بكير، قال: حدثنا طلحة بن يحيى، عن موسى، وعيسى، ابني طلحة، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث يونس بن بكير. وقال في الموضع الآخر: وقد رواه غير واحد من كبار أهل الحديث عن أبي كريب هذا الحديث. وسمعت محمد بن إسماعيل يحدث بهذا عن أبي كريب، ووضعه في كتاب الفوائد.(9/4)
6521 - (ت) موسى بن طلحة - رحمه الله -: قال: دخلتُ على معاويةَ فقال: ألا أُبَشِّرُكَ؟ قلتُ: بلى، قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «طَلْحَةُ ممن قَضَى نَحْبَهُ» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3742) في المناقب , باب مناقب طلحة بن عبيد الله , ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (126) و (127) في المقدمة , وهو حديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه ابن ماجة (126) قال: حدثنا أحمد بن الأزهر، قال: حدثنا عمرو بن عثمان، قال: حدثنا زهير بن معاوية. وفي (127) قال: حدثنا أحمد بن سنان، قال: حدثنا يزيد بن هارون. والترمذي (3202) ، (3740) قال: حدثنا عبد القدوس بن محمد العطار البصري، قال: حدثنا عمرو بن عاصم.
ثلاثتهم - زهير، ويزيد، وعمرو بن عاصم - عن إسحاق بن يحيى بن طلحة، عن موسى بن طلحة، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وإنما روي عن موسى بن طلحة عن أبيه.(9/5)
الزبير بن العوام - رضي الله عنه-
6522 - (ت) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إن لكلِّ نبيّ حواريّاً، وإن حواريَّ الزبيرُ بنُ العوَّام» . [ص:6] أخرجه الترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الحواريُّ) : خالصة الإنسان وصفيه المختص به، كأنه أخلص ونقي من كل عيب؛ لأن تحوير الثياب: تبييضها وغسلها، ومنه سمي الحواريُّون أصحاب المسيح عليه السلام، لأنهم كانوا قَصّارين، وقيل: الحواريُّ: الناصر، فلما انضم هؤلاء إلى المسيح وتابعوه ونصروه سُمُّوا حوارِيَّين.
__________
(1) رقم (3745) في المناقب , باب مناقب الزبير بن العوام , وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال , وأخرجه الشيخان مطولاَ كما في الذي بعده.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
حسن صحيح: أخرجه أحمد (1/89) (680) قال: حدثنا هاشم وحسن. قالا: حدثنا شيبان. وفي (681) قال: حدثنا معاوية بن عمرو، قال: حدثنا زائدة. وفي (1/102) (799) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا حماد. وفي (1/103) (813) قال: حدثنا يونس، قال: حدثنا حماد، -يعني ابن سلمة-. والترمذي (3744) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا معاوية بن عمرو، قال: حدثنا زائدة.
ثلاثتهم - شيبان، وزائدة، وحماد - عن عاصم بن بهدلة، عن زر، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.(9/5)
6523 - (خ م ت) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يوم الأحزاب: «مَنْ يأتينا بخبر القوم؟ فقال الزُّبَيْرُ: أنا، ثم قال: من يأتينا بخبر القوم؟ فقال الزُّبَيْرُ: أنا، ثم قال في الثالثة: إنَّ لكلِّ نبيّ حواريّاً، وإن حَوَارِيَّ الزُّبَيْرُ» .
وفي رواية قال: «نَدَب رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- الناسَ يوم الخندق، فانتَدَب الزبيرُ ثلاثاً ... » وذكره.
أخرجه البخاري ومسلم والترمذي (1) .
__________
(1) رواه البخاري 7 / 64 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم , باب مناقب الزبير بن العوام رضي الله عنه , وفي الجهاد , باب فضل الطليعة , وباب هل يبعث الطليعة وحده , وباب السير وحده , وفي المغازي , باب غزوة الخندق , وفي خبر الواحد , باب بعث النبي صلى الله [ص:7] عليه وسلم الزبير طلعة وحده , ومسلم رقم (2415) في فضائل الصحابة , باب من فضائل طلحة والزبير , والترمذي رقم (3746) في المناقب , باب مناقب الزبير بن العوام رضي الله عنه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه الحميدي (1231) . وأحمد (3/307) . والبخاري (4/33) قال: حدثنا صدقة. وفي (4/70) قال: حدثنا الحميدي. وفي (9/110) قال: حدثنا علي بن عبد الله. ومسلم (7/127) قال: حدثنا عمرو الناقد. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (3031) عن عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن الزهري.
ستتهم - الحميدي، وأحمد، وصدقة، وعلي بن عبد الله، والناقد، وعبد الله بن محمد الزهري - عن سفيان بن عيينة.
2- وأخرجه مسلم (7/127) قال: حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا أبو أسامة. والنسائي في الكبرى الورقة (119-أ) قال: أخبرنا يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني سعيد بن عبد الرحمن.
كلاهما - أبو أسامة، وسعيد- عن هشام بن عروة.
3- وأخرجه أحمد (3/338) قال: حدثنا يونس. وفي (3/345) قال: حدثنا سريج. والبخاري (5/27) قال: حدثنا مالك بن إسماعيل.
ثلاثتهم - يونس، وسريج، ومالك بن إسماعيل - قالوا: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة.
4- وأخرجه أحمد (3/365) . وعبد بن حميد (1088) . والبخاري (4/33) ثلاثتهم قالوا: حدثنا أبو نعيم. والبخاري (5/141) قال: حدثنا محمد بن كثير. ومسلم (7/127) قال: حدثنا أبو كريب، وإسحاق بن إبراهيم، جميعا عن وكيع. وابن ماجة (122) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا وكيع. والترمذي (3745) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا أبو داود الحفري، وأبو نعيم.
أربعتهم- أبو نعيم، ومحمد بن كثير، ووكيع، وأبو داود الحفري - عن سفيان الثوري.
5- وأخرجه النسائي في فضائل الصحابة (107) قال: أخبرنا القاسم بن زكريا، قال: حدثنا أبو أسامة، عن هشام بن عروة، وسفيان بن سعيد.
أربعتهم - ابن عيينة، وهشام، وعبد العزيز، وسفيان بن سعيد الثوري - عن محمد بن المنكدر، فذكره. وبلفظ:» الزبير هو ابن عمتي، وحواري من أمتي» .
أخرجه أحمد (3/314) . والنسائي في فضائل الصحابة (108) قال: أخبرنا أحمد بن حرب.
كلاهما - أحمد بن حنبل، وابن حرب - قالا: حدثنا أبو معاوية، قال: حدثنا هشام بن عروة، عن ابن المنكدر. فذكره.
وبلفظ: «اشتد الأمر يوم الخندق، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ألا رجل يأتينا بخبر بني قريظة، فانطلق الزبير، فجاء بخبرهم، ثم اشتد الأمر أيضا، فذكر ثلاث مرات، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إن لكل نبي حواريا والزبير حواري.» .
أخرجه أحمد (3/314) . والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (3132) عن محمد بن عبد الله بن المبارك.
كلاهما - أحمد، ومحمد- عن سليمان بن حرب، قال: حدثنا حماد بن زيد، قال: قال هشام: وحدثت به وهب بن كيسان، فذكره.(9/6)
6524 - (خ م ت) عبد الله بن الزبير - رضي الله عنهما - قال: «كنتُ يوم الأحزاب جُعِلْتُ أنا وعمرُ بنُ أبي سلمةَ مع النساءِ - يعني نسوةَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- في أُطُمِ حَسَّان بنِ ثابت، فنظرتُ، فإذا أنا بالزبير على فرسه يختلف إلى بني قريظة، فلما رجع قلتُ: يا أبَتِ، رأيتُكَ تختلف؟ قال: وهل رأيتني يا بنيَّ؟ قلتُ: نعم، قال: كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: من يأتي بني قُريظة فيأتيني بخبرهم؟ فانطلقتُ، فلما رَجَعتُ جمعَ لي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أبويه، قال: فداك أبي وأمي» وفي رواية «في أُطُمِ حَسانَ، فكان يُطأطئ لي مرة فأنظر، وأُطأطئ له مرة فينظر ... » وذَكَرَهُ. أخرجه البخاري ومسلم.
وأخرج منه الترمذي قال: «جمع لي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أبويه يوم قريظة، فقال: بأبي وأمِّي» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
الأُطم: بناء مرتفع، وجمعه آطام.
__________
(1) رواه البخاري 7 / 65 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم , باب مناقب الزبير بن العوام , ومسلم رقم (2416) في فضائل الصحابة , باب من فضائل طلحة والزبير , ورواه الترمذي مختصراً رقم (3744) في المناقب , باب مناقب الزبير بن العوام رضي الله عنه , وانظر ما قاله الحافظ في " الفتح " 7 / 65 حول رواية مسلم لهذا الحديث.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (1/164) (1408) قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (1/164) (1409) قال: حدثنا أبو أسامة. وفي (1/166) (1423) قال: حدثنا عتاب بن زياد، قال: حدثنا عبد الله- يعني ابن المبارك-. والبخاري (5/27) قال: حدثنا أحمد بن محمد، قال: أخبرنا عبد الله. ومسلم (7/128) قال: حدثنا إسماعيل بن الخليل، وسويد بن سعيد. كلاهما عن ابن مسهر (ح) وحدثنا أبو كريب، قال: حدثنا أبو أسامة. وابن ماجة (123) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا أبو معاوية. والترمذي (3743) قال: حدثنا هناد، قال: حدثنا عبدة. والنسائي في عمل اليوم والليلة (201) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك المخرمي، قال: حدثنا سليمان بن حرب، قال: حدثنا حماد بن زيد. وفي (200) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: حدثنا أبو معاوية. وفي فضائل الصحابة (109) قال: أخبرنا محمد بن حاتم بن نعيم، قال: أخبرنا حبان، قال: أخبرنا عبد الله.
ستتهم - أبو معاوية، وأبو أسامة، وعبد الله، وابن مسهر، وعبدة، وحماد - عن هشام بن عروة، عن أبيه.
2- وأخرجه مسلم (7/128) قال: حدثنا إسماعيل بن الخليل، وسويد بن سعيد. كلاهما عن ابن مسهر. والنسائي في عمل اليوم والليلة (199) وفي فضائل الصحابة (110) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا عبدة بن سليمان.
كلاهما - ابن مسهر، وعبدة - عن هشام بن عروة، عن عبد الله بن عروة.
كلاهما - عروة، وعبد الله بن عروة - عن عبد الله بن الزبير، فذكره.
* في حديث أبي معاوية يوم أحد بدلا من [بني قريظة] .(9/7)
6525 - (ت) عروة بن الزبير - رحمه الله - قال: «أوصى الزبيرُ إلى ابنِه عبدِ الله (1) ، صَبيحةَ يومِ الجمل، فقال: ما مِنِّي عُضْو إلا وقد جُرِحَ مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، حتى انتهى ذلك مني إلى الفرج (2) » أخرجه الترمذي (3) .
__________
(1) في نسخ الترمذي المطبوعة: هشام بن عروة قال: أوصى الزبير إلى ابنه عبد الله.
(2) في نسخ الترمذي المطبوعة: حتى انتهى ذالك إلى فرجه , أي: إلى فرج الزبير , فعلى هذا يكون ذلك قول عبد الله بن الزبير.
(3) رقم (3747) في المناقب , باب مناقب الزبير بن العوام رضي الله عنه , وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (3746) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن صخر بن جويرية، عن هشام بن عروة، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من حديث حماد بن زيد.(9/8)
6526 - (خ) عروة بن الزبير - رحمه الله - قال: «أخبرني مَرْوانُ بنُ الحكم قال: أصاب عثمانَ رُعاف شديد، سَنةَ الرُّعَافِ، حتى حَبَسَهُ عن الحج، وأوصى، فدخل عليه رَجُل من قريش، فقال: استَخْلِفْ، قال: نعم، قال: ومَنْ؟ فسكتَ، فدخل عليه رَجُل آخرُ، فقال: استخلفْ، فقال عثمان: أوَ قالوه؟ قال: نعم، قال: ومَنْ هو؟ فسكتَ، قال: فلعلهم قالوا: الزبيرَ؟ قال: نَعَم، قال: أمَا والذي نفسي بيده، إنه لخيرُهم ما علمتُ، وإنْ كان لأحَبَّهم إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-» أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) رقم 7 / 64 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم , باب مناقب الزبير بن العوام رضي الله عنه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (1/64) (455) قال: حدثنا زكريا بن عدي، قال: حدثنا علي بن مسهر. والبخاري (5/26) قال: حدثنا خالد بن مخلد، قال: حدثنا علي بن مسهر. (ح) وحدثني عبيد ابن إسماعيل، قال: حدثنا أبو أسامة. وعبد الله بن أحمد (1/64) (456) قال: حدثنا سويد، قال: حدثنا علي بن مسهر. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (9838) عن معاوية بن صالح، عن زكريا بن عدي، عن علي بن مسهر.
كلاهما - علي، وأبو أسامة - عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: أخبرني مروان بن الحكم، فذكره.(9/8)
6527 - (خ) عروة بن الزبير - رحمه الله -: قال: «كان في الزبير ثلاثُ ضَرَبات، إحداهن في عاتقه، إن كنتُ لأُدْخِلُ أصابعي فيها، ألعبُ بها وأنا صغير، قال له أصحابُ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- يوم اليَرْمُوك: ألا تَشُدُّ فنشدَّ معك؟ قال: إني إن شَدَدْتُ كذبتم، قالوا: لا نفعل، فحمل عليهم، حتى [ص:9] شَقَّ صفوفهم فجاوزهم، وما معه أحد، ثم رجع مقبلاً، [فأخذوا بلجامه] فضربوه ضربتين على عاتقه، بينهما ضربة ضُرِبَها يَوْمَ بَدْر، قال عروةُ: وكان معه عبدُ الله [بن الزبير] يوم اليرموك وهو ابنُ عشرِ سنين، فحمله على فرس، ووكَّل به رجلاً» أخرجه البخاري (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(اليرموك) : اسم موضع بالشام، ويومه يوم حَرْب كان بين المسلمين وبين الروم في خلافة عمر - رضي الله عنه -، وكانت الدولة فيه للمسلمين، وأَبْلَى فيه الزبير بلاءً حسناً.
(الشدُّ) : في الحرب: الحَملة والجَولة.
__________
(1) 7 / 65 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم , باب مناقب الزبير بن العوام , وفي المغازي , باب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم على كفار قريش.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: وقد تقدم.(9/8)
6528 - (خ) عروة بن الزبير - رحمه الله - قال: قال لي عبدُ الملك بنُ مَرْوَان، حين قُتِلَ عبدُ الله «يا عُروة، هل تَعْرِفُ سيفَ الزبير؟ قلتُ: نعم، قال: فما فيه؟ قلت: [فيه] فَلَّة فُلَّها يوم بدر، قال: صدقتَ.
بِهِنَّ فُلُول مِنْ قِرَاع الكَتَائِب (1) .
ثم رده على عروة، قال هشامُ: فأقمناه [بيننا] بثلاثة آلاف، فأخذه بعضنا، وودت أني كنتُ أخذتُه، وكان عليَّ بعضُهُ» أخرجه البخاري (2) . [ص:10]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فَلَّةً) : الفَلَّة: الثلمة في السيف.
(قراع الكتائب) : الكتائب: جمع كتيبة، وهي القطعة من الجيش.
(وقراعها) : قتالها وكفاحها ومحاربتها.
__________
(1) والشطر الأول منه: ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم , وهو للنابغة الذبياني.
(2) 7 / 233 في المغازي , باب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم على كفار قريش , وليس في آخره جملة: وكان علي بعضه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (3973) قال: أخبرني إبراهيم بن موسى، قال: حدثنا هشام بن يوسف، عن معمر، عن هشام، عن عروة، فذكره.(9/9)
سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه-
6529 - (خ م ت) سعيد بن المسيب - رحمه الله - قال: سمعتُ سعدا يقول: «جمع لي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أبَوَيْهِ يوم أُحُد» .
أخرجه البخاري ومسلم والترمذي (1) .
__________
(1) رواه البخاري 7 / 66 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم , باب مناقب سعد بن أبي وقاص , وفي المغازي , باب {إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا} , ومسلم رقم (2412) في فضائل الصحابة , باب من فضائل سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه , والترمذي رقم (3755) , في المناقب , باب مناقب سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (1/174) (1495) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (1/180) (1562) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. والبخاري (5/27) قال: حدثني محمد بن المثنى، قال: حدثنا عبد الوهاب. وفي (5/124) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى. وفي (5/124) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا ليث. ومسلم (7/125) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب، قال: حدثنا سليمان - يعني ابن بلال - (ح) وحدثنا قتيبة بن سعيد،وابن رمح، عن الليث بن سعد (ح) وحدثنا ابن المثنى،قال:حدثنا عبد الوهاب. وابن ماجة (130) قال: حدثنا محمد بن رمح، قال: أنبأنا الليث بن سعد (ح) وحدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا حاتم بن إسماعيل، وإسماعيل بن عياش، والترمذي (2830) و (3754) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا الليث بن سعد، وعبد العزيز بن محمد. والنسائي في عمل اليوم والليلة (195) وفي فضائل الصحابة (112) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا الليث. وفي عمل اليوم والليلة (196) وفي فضائل الصحابة (112) قال: أخبرنا علي بن خشرم، قال: حدثنا عيسى، هو ابن يونس. وفي فضائل الصحابة (111) قال: أخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد.
تسعتهم - شعبة، ويحيى بن سعيد القطان، وعبد الوهاب، وليث، وسليمان بن بلال، وحاتم، وإسماعيل بن عياش، وعبد العزيز، وعيسى - عن يحيى بن سعيد الأنصاري، قال: سمعت سعيد بن المسيب، فذكره.
وبلفظ: «سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، يوم أحد يقول: أنبلوا سعدا، ارم رمى الله لك، ارم فداك أبي وأمي» .أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (203) قال: أخبرنا عبيد الله بن سعد بن إبراهيم بن سعد، قال: حدثنا عمي هو يعقوب بن إبراهيم، قال: سمعت عبد الله بن جعفر. قال يعقوب: وكان أبي يزيد في إسناده: قال: حدثنا عبد الله بن جعفر. وفي (204) قال: أخبرنا أحمد بن عثمان بن حكيم الأودي، قال: حدثنا زكريا بن عدي، قال: حدثنا إبراهيم بن سعد، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن سعد بن مخرمة.
كلاهما - عبد الله بن جعفر، وعبد الله بن عبد الرحمن - عن إسماعيل بن محمد بن سعد، عن عامر بن سعد، فذكره.(9/10)
6530 - (خ م ت) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: «ما سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يُفَدّي أحداً غيرَ سعد بن أبي وقاص، سمعته يوم أحد يقول: ارْمِ، فداك أبي وأمِّي» وفي رواية «ما سمعت رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- جمع أبويه لأحد إلا لسعد بن مالك....» الحديث. أخرجه البخاري ومسلم.
وزاد الترمذي في آخره «وقال له: ارم، أيُّها الغلامُ الحَزَوَّرُ» (1) . [ص:11]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الحزوَّر) : الغلام المشتدُّ.
__________
(1) رواه البخاري 7 / 286 في المغازي , باب {إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا} , وفي الجهاد باب [ص:11] المجن ومن يترس بترس غيره , وفي الأدب , باب قول الرجل: فداك أمي وأبي , ومسلم رقم (2411) في فضائل الصحابة , باب من فضائل سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه , والترمذي رقم (3756) في المناقب , باب مناقب سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: تقدم.(9/10)
6531 - (خ) سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - قال: «رأيتُني وأنا ثالث الإسلام» وفي رواية «ما أسلم أحد إلا في اليوم الذي أسلمتُ [فيه] ، ولقد مكثت سبعة أيام، وإني لثالث الإسلام» أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) 7 / 66 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم , باب مناقب سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه , وباب إسلام سعد بن أبي وقاص.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (5/28) قال: حدثني إبراهيم بن موسى، قال: أخبرنا ابن أبي زائدة. وفي (5/58) قال: حدثني إسحاق، قال: أخبرنا أبو أسامة. وابن ماجة (132) قال: حدثنا مسروق بن المرزبان، قال: حدثنا يحيى بن أبي زائدة. كلاهما - ابن أبي زائدة، وأبو أسامة حماد بن أسامة - عن هاشم بن هاشم بن عتبة بن أبي وقاص، قال: سمعت سعيد بن المسيب، فذكره.
وبلفظ: «لقد رأيتني وأنا ثلث الإسلام.» .
أخرجه البخاري (5/28) قال: حدثنا مكي بن إبراهيم، قال: حدثنا هاشم بن هاشم، عن عامر بن سعد، فذكره.(9/11)
6532 - (ت) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: كنتُ جالساً مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فأقبل سعد إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «هذا خالي، فليُرِني امْرؤ خَالَهُ» . أخرجه الترمذي (1) ، وقال: كان سعد من بني زُهرة، وكانت أمُّ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- من بني زهرة، فلذلك قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- «هذا خالي» .
__________
(1) رقم (3753) في المناقب , باب مناقب سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه , وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب , ورواه أيضاً الحاكم 3 / 498 وصححه ووافقه الذهبي.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (3752) قال: حدثنا أبو كريب، وأبو سعيد الأشج، قالا: حدثنا أبو أسامة، عن مجالد، عن عامر الشعبي، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث مجالد.(9/11)
6533 - (م ت) سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - قال: «أُنزلت فيَّ أربعُ آيات من القرآن، قال: حَلَفَتْ أمُّ سَعْد أن لا تكلِّمَه أبدا حتى [ص:12] يَكفُر بدينه، ولا تأكلَ ولا تشربَ، قالت: زعمتَ أن الله وصَّاكَ بوالديك فأنا أمُّك، وأنا آمرُك بهذا، قال: مكثتْ ثلاثاً حتى غُشيَ عليها من الجَهد فقام ابن لها يقال له: عُمارة، فسقاها، فجعلت تدعو على سعد، فأنزل الله عز وجل في القرآن هذه الآية {ووصينا الإنسان بوالديه حُسناً} [العنكبوت: الآية 8] {وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفاً} [لقمان: الآية 15] قال: وأصاب رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- غنيمة عظيمة، فإذا فيها سيف، فأخذتُه، فأتيتُ به رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقلتُ: نَفلْني هذا السيف، فأنا مَنْ قد علمتَ حالَه، فقال: رُدَّه [من] حيث أخذتَه، فانطلقتُ حتى [إذا] أردتُ أن ألقيه في القَبَض، لامتني نفسي، فرجعتُ إليه، فقلتُ: أعْطِنيهِ، قال: فشدَّ لي صَوْتَه: رُدَّهُ من حيث أخذتَهُ، قال: فأنزل الله عزَّ وجلَّ {يسألونك عن الأنفال} [الأنفال: الآية 1] ومرضتُ، فأرسلتُ إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، فأتاني، فقلتُ: دَعْني أقْسِم مالي حيث شئتُ، قال: فأبى، قلتُ: فالنصفُ، قال: فأبى، قلتُ: فالثلثَ، قال: فسكت، فكان بعدُ الثلث جائزاً، قال: وأتيتُ على نَفَر من الأنصار والمهاجرين، فقالوا: تعالَ نُطْعمك، ونسقيكَ خمراً- وذلك قبل أن تحرَّم الخمر - قال: فأتيتُهم في حَشٍّ - والحَشُّ: البستان - فإذا رأس جَزور مشويّ عندهم، وزِقّ من خمر، فأكلتُ وشربتُ معهم، قال: فذُكرت الأنصار والمهاجرون عندهم، فقلتُ: المهاجرون خير من الأنصار، قال: فأخذ [ص:13] رجل أحد لَحْيي الرأس، فضربني به، فجَرح أنفي، فأتيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- فأخبرتُه، فأنزل الله فيَّ - يعني نفسه - شأنَ الخمر {إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان} » [المائدة: الآية 90] .
وفي رواية في قصة أم سعد «فكانوا إذا أرادوا أن يطعموها شَجَروا فاها بعصاً، ثم أوْجَرُوها» .
وفي آخرها «فضرب به أنف سَعْد ففَزره، فكان أنف سعد مفزوراً» أخرجه مسلم.
واختصره الترمذي قال: نزلت فيَّ أربع آيات، فذكر قصة، وقالت أم سعد: «أليس قد أمر الله بالبِرِّ؟ والله لا أطْعَمُ طعاماً، ولا أشربُ شراباً حتى أموتَ، أوتَكْفُرَ، قال: فكانوا إذا أرادوا أن يطعموها شَجَرُوا فاها، فنزلت هذه الآية {ووصينا الإنسان بوالديه حسناً وإن جاهداك ... } الآية (1) [العنكبوت: 8] » .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(نَفَّلني) : نَفَّلتُه كذا، أي: أعطيته نافلةً وزيادة على سهمه من الغنيمة.
(القبض) : بسكون الباء: مصدر قبضت الشيء قبضاً: أخذته إليك، [ص:14] فصار في قبضتك، أي: في يدك وتحت تصرفك، وبفتح الباء: الشيء المقبوض، وأراد به: ما يجمع من الغنائم ويُحرَز، وهو المراد في الحديث.
(الجَزُور) : البعير، ذكراً كان أو أنثى، وأصله: البعير يُنْحَرُ ويُقطع لحمه، إلا أن اللفظة مؤنثة.
(الميسر) : القمار.
(الأنصاب) : الأصنام أو الحجارة التي كانوا يذبحون عليها لآلهتهم.
(والأزلام) : القداح، واحدها: زَلَم، وزُلَم - بفتح الزاي وضمها - وهي سهام بلا نصول ولا ريش، كانوا يضربون بها في القمار لِيعْرِفُوا نصيب كل واحدٍ منهم، وكانوا يضربون بها أيضاً عند الشروع في الأمر يعرِض لهم من سفر أو زواج أو بيع أو نحو ذلك، يعرفون بها في زعمهم ما هو الأصلح لهم، فإن خرج لهم «افْعَل» فعلوا، وإن خرج «لا تفْعَل» لم يفعلوا.
(رجس) : الرجس: النجس.
(شَجَرُوا فاها) : أي: فتحوه كُرهاً.
(أوجَرتُ) الدواء في فيه: إذا ألقيتَه فيه، فشَبَّه إلقاء الطعام في فيها كرهاً بإلقاء الدواء عن غير اختيار.
__________
(1) رواه مسلم رقم (1748) في الجهاز، باب الأنفال , وفي فضائل الصحابة , باب من فضائل سعد ابن أبي وقاص رضي الله عنه , والترمذي رقم (3188) في التفسير , باب ومن سورة العنكبوت.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (1/178) (1538) قال: حدثنا أسود بن عامر. وأبو داود (2740) قال: حدثني هناد ابن السري. والترمذي (3079) قال: حدثنا أبو كريب. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (3930) عن هناد.
ثلاثتهم - أسود، وهناد، وأبو كريب - عن أبي بكر بن عياش، عن عاصم بن أبي النجود.
2- وأخرجه أحمد (1/181) (1567) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن شعبة. وفي (1/185) (1614) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وعبد بن حميد (132) قال: حدثنا سلم بن قتيبة، قال: حدثنا شعبة. والبخاري في الأدب المفرد (24) قال: حدثنا محمد بن يوسف، قال: حدثنا إسرائيل. ومسلم (5/146) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا أبو عوانة. وفي (5/146) و (7/126) قال: حدثنا محمد بن المثنى، ومحمد بن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (7/125) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وزهير بن حرب، قالا: حدثنا الحسن بن موسى، قال: حدثنا زهير. والترمذي (3189) قال: حدثنا محمد بن بشار، ومحمد بن المثنى، قالا: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة.
أربعتهم - شعبة، وإسرائيل، وأبو عوانة، وزهير - عن سماك بن حرب.
كلاهما - عاصم، وسماك - عن مصعب بن سعد، فذكره.
* رواية عاصم، وأبي عوانة مختصرة على قصة الأنفال.(9/11)
6534 - (خ) جابر بن سمرة - رضي الله عنه - قال: «شكا أهل [ص:15] الكوفة سعداً إلى عمرَ بن الخطاب، فعزله، واستعمل عليهم عماراً، فَشَكَوْا حتى ذكروا أنه لا يُحْسِنُ يُصَلِّي، فأرسل إليه، فقال: يا أبا إسحاق، إنَّ هؤلاء يزعمون أنك لا تُحْسِنُ تُصَلِّي، قال: أمَّا أنا فوالله إني كنت أصلِّي بهم صلاةَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، لا أخْرِم عنها: أُصلِّي صلاتي العشي، فأركُد في الأُوليين، وأُخَفِّف في الأُخريين، قال: فإن ذاك الظنّ بك يا أبا إسحاق، فأرسل معه رجلاً - أو رجالاً - إلى الكوفة، يسأل عنه أهل الكوفة، فلم يَدَعْ مسجداً إلا سأل عنه؟ ويثنون [عليه] معروفاً، حتى دخل مسجداً لبني عبس، فقام رجل منهم يقال له: أُسامة بن قتادة - يكنى أبا سَعْدة - فقال: أمَّا إِذ نشدتنا فإنَّ سعداً كان لا يسير بالسَّرية، ولا يقسم بالسوية، ولا يَعْدِلُ في القَضِية، قال سعد: أما واللهِ، لأدْعُونَّ بثلاث: اللهم إن كان عبدُك هذا كاذباً، قام رياءاً وسُمعة، فأطِلْ عُمُرَهُ، وأطِلْ فَقْرَهُ، وعَرِّضْه للفتن، فكان بعد ذلك إذا سُئل يقول: شيخ كبير مفتون، أصابتني دعوة سعد» قال عبد الملك بن عمير - الراوي عن جابر بن سمرة - فأنا رأيتُه بعدُ قد سقط حاجباه على عينيه من الكِبَر، وإنه ليتعرَّض للجواري في الطرق، فيغمزهنَّ.
أخرجه البخاري (1) ، وقد أخرج هو ومسلم معنى الصلاة، وقد ذكرناه [ص:16] في «كتاب الصلاة» من حرف الصاد.
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(لا أخرم عنها) : ماخرمت منه شيئاً، أي: ما نقصت.
(صلاتي العشيِّ) : صلاتا العشيِّ هاهنا: هما صلاة الظهر والعصر، فإن العشي: هو من لدن زوال الشمس إلى آخر النهار، وقيل: إلى طلوع الفجر.
(الركود) : كناية عن السكون والثبات.
(لا يسير بالسَّرية) : قوله: لا يسير بالسرية، أي: لا يخرج بنفسه معها في الغزو، ويجوز أن يريد: لا يسير فينا بالقضية السرية، أي: النفيسة.
(رياء وسمعة) : يقال: فعل فلان كذا وكذا رياء وسمعة، أي: ليُرى فعله ويسمع عنه ذلك.
__________
(1) 2 / 197 و 198 في صفة الصلاة , باب وجوب القراءة للإمام والمأموم في الصلوات كلها في الحضر والسفر وما يجهر وما يخافت , وباب القراءة في الظهر , وباب يطول في الأوليين ويخفف في الآخريين.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه الحميدي (72) قال: حدثنا سفيان. وفي (73) قال: حدثنا جرير بن عبد الحميد. وأحمد (1/176) (1518) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أنبأنا سفيان الثوري. وفي (1/179) (1548) قال: حدثنا سفيان بن عيينة، وفي (1/180) (1557) قال: حدثنا جرير بن عبد الحميد. والبخاري (1/192) قال: حدثنا موسى، قال: حدثنا أبو عوانة. وفي (1/هامش193) قال: حدثنا أبو النعمان، قال: حدثنا أبو عوانة. ومسلم (2/38) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: أخبرنا هشيم. (ح) وحدثنا قتيبة بن سعيد، وإسحاق بن إبراهيم، عن جرير. والنسائي (2/174) . وفي الكبري (985) قال: أخبرنا حماد بن إسماعيل بن إبراهيم بن علية أبو الحسن، قال: حدثنا أبي، عن داود الطائي. وابن خزيمة (508) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، قال: حدثنا هشيم. (ح) وحدثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي، قال: حدثنا سفيان بن عيينة.
ستتهم - ابن عيينة، وجرير، والثوري، وأبو عوانة، وهشيم، وداود الطائي - عن عبد الملك بن عمير.
2- وأخرجه أحمد (1/175) (1510) قال: حدثنا محمد بن جعفر. (ح) وبهز، وعفان. والبخاري (1/194) قال: حدثنا سليمان بن حرب. ومسلم (2/38) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. وأبو داود (803) قال: حدثنا حفص بن عمر. والنسائي (2/147) . وفي الكبرى (984) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى بن سعيد.
سبعتهم - محمد بن جعفر، وبهز، وعفان، وسليمان بن حرب، وابن مهدي، وحفص بن عمر، ويحيى بن سعيد - عن شعبة، عن أبي عون محمد بن عبيد الله.
3- وأخرجه مسلم (2/38) قال: حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا ابن بشر، عن مسعر، عن عبد الملك، وأبي عون.
كلاهما - عبد الملك بن عمير، وأبو عون - عن جابر بن سمرة، فذكره.(9/14)
6535 - (ت) سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «اللهم استجب لسعد إذا دعاك» .
أخرجه الترمذي (1) ، وقال: وقد روي هذا الحديث عن قَيْسِ بنِ سَعْد: أن النبيّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «اللهم اسْتَجِبْ لِسَعْد إذا دعاك» .
__________
(1) رقم (3752) في المناقب , باب مناقب سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه , وإسناده صحيح , ورواه أيضاً ابن حبان في صحيحه رقم (2215) موارد , والحاكم 3 / 499 وصححه ووافقه الذهبي.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (3751) قال: حدثنا رجاء بن محمد العدوي بصري، قال: حدثنا جعفر بن عون، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، فذكره.
* قال الترمذي: وقد روي هذا الحديث عن إسماعيل، عن قيس، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: اللهم استجب لسعد إذا دعاك. وهذا أصح. يعني المرسل.(9/16)
6536 - (خ م ت) قيس بن أبي حازم - رحمه الله -: قال: سمعتُ سعدَ بنَ أبي وقاص يقول: «إني لأولُ رَجُل رمى بسهم في سبيل الله، ورأيتُنا نغزو مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ومالنا طعام إلا الحُبْلة ووَرَق السَّمُر، وإن كان أحدُنا ليَضَعُ كما تضع الشاة، ماله خِلْط، ثم أصبحتْ بنو أسد تُعزِّرني على الإسلام، لقد خِبْتُ إذاً وضَلَّ عملي.
وكانوا وَشَوْا به إلى عُمَرَ، وقالوا: لا يُحْسِنُ يُصَلِّي» .
أخرجه البخاري ومسلم والترمذي، وزاد الترمذي في أوله في رواية أخرى «إني لأول رجل أهْراق دماً في سبيل الله» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الحُبْلة) : ثمر العِضاه.
(والسَّمُر) : شجر معروف من شجر البادية وأشجار الشوك.
(يضع كما تضع الشاة) : أراد أن نَجْوَهم يخرج بَعْراً، ليبسه وعدم الغذاء المألوف. [ص:18]
(ماله خِلْط) أي: لا يختلط بعضه ببعض، لجفافه ويبسه.
(تُعَزِّرني) على الإسلام، أي: توقِّفني وتوبِّخني على التقصير فيه، وقيل: معناه: يعلّمونني الفقه.
__________
(1) رواه البخاري 7 / 67 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب مناقب سعد بن أبي وقاص، وفي الأطعمة، باب ما كان النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه يأكلون، وفي الرقاق، باب كيف كان يعيش النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وتخليهم عن الدنيا، ومسلم رقم (2966) في الزهد، في فاتحته، والترمذي رقم (2366) و (2367) في الزهد، باب ما جاء في معيشة النبي صلى الله عليه وسلم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه الحميدي (78) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (1/174) (1498) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (1/181) (1566) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (1/186) (1618) قال: حدثنا يزيد بن هارون. والدارمي (2420) قال: أخبرنا يعلى. والبخاري (5/28) قال: حدثنا عمرو بن عون، قال: حدثنا خالد بن عبد الله. وفي (7/96) قال: حدثنا عبد الله بن محمد، قال: حدثنا وهب بن جربر، قال: حدثنا شعبة. وفي (8/121) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى ومسلم (8/215) قال: حدثنا يحيى بن حبيب الحارثي، قال: حدثنا المعتمر (ح) وحدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا أبي، وابن بشر. (ح) وحدثناه يحيى بن يحيى، قال: أخبرنا وكيع. وابن ماجة (131) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا عبد الله بن إدريس، وخالي يعلى، ووكيع. والترمذي (2366) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. والنسائي في فضائل الصحابة (114) قال: أخبرنا محمد بن المثنى، عن يحيى بن سعيد. وفي الكبرى تحفة الأشراف (3913) عن قتيبة، عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة.
جميعا - سفيان، وشعبة، ويحيى بن سعيد، ويزيد، ويعلى، وخالد، والمعتمر، وعبد الله بن نمير، وابن بشر، ووكيع، وعبد الله بن إدريس، ويحيى بن زكريا - عن إسماعيل بن أبي خالد.
2- وأخرجه الترمذي (2365) . وفي الشمائل (373) قال: حدثنا عمر بن إسماعيل بن مجالد بن سعيد، قال: حدثنا أبي، عن بيان. كلاهما - إسماعيل بن أبي خالد، وبيان - عن قيس بن أبي حازم، فذكره.
* الروايات مطولة ومختصرة.(9/17)
6537 - (خ م ت) عبد الله بن عامر - رحمه الله -: قال: سمعتُ عائشةَ تقول: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- سَهِرَ مَقْدَمه المدينة ليلة، فقال: ليتَ رجلاً من أصحابي يحرسُني الليلةَ، قالت: فبينا نحن كذلك، إذ سَمِعْنا خَشْخَشةَ سلاح، فقال: من هذا؟ قال: سعدُ بنُ أبي وقاص، فقال له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: ما جاء بك؟ قال: وقع في نفسي خوفٌ على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فجئتُ أحرسه، فدعا له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، ثم نام» .
وفي رواية نحوه، وفي آخره «فنام رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- حتى سمعتُ غطيطه» ، أخرجه البخاري ومسلم والترمذي (1) .
__________
(1) رواه البخاري 6 / 60 في الجهاد، باب الحراسة في سبيل الله، وفي التمني، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: ليت كذا وكذا، ومسلم رقم (2410) في فضائل الصحابة، باب مناقب سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، والترمذي رقم (3757) في المناقب، باب مناقب سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (6/140) قال: حدثنا يزيد. والبخاري (4/41) قال: حدثنا إسماعيل ابن خليل. قال: أخبرنا علي بن مسهر. وفي (9/103) . وفي الأدب المفرد (878) قال: حدثنا خالد بن مخلد، قال: حدثنا سليمان بن بلال. ومسلم (7/124) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب. قال: حدثنا سليمان بن بلال. (ح) وحدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا ليث. (ح) وحدثنا محمد بن رمح، قال: أخبرنا الليث. (ح) وحدثناه محمد بن المثنى، قال:حدثنا عبد الوهاب. والترمذي (3756) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا الليث.
والنسائي في فضائل الصحابة (113) قال: أخبرنا عمرو بن يحيى بن الحارث،قال: أخبرنا أبو صالح. قال: حدثنا أبو إسحاق. وفي الكبرى تحفة الأشراف (11/16225) عن قتيبة، عن الليث.
ستتهم - يزيد بن هارون، وعلي بن مسهر، وسليمان بن بلال، وليث بن سعد، وعبد الوهاب، وأبو إسحاق الفزاري - عن يحيى بن سعيد، عن عبد الله بن عامر، فذكره.(9/18)
سعيد بن زيد - رضي الله عنه -
6538 - (خ) قيس بن أبي حازم - رحمه الله - قال: سمعتُ سعيدَ بنَ زيد بن عمرو في مسجد الكوفة يقول: «والله لقد رأيتُني وإنَّ عُمَرَ [ص:19] لَمُوثِقي على الإسلام أنا وأختَه قبل أن يسلم عمرُ، ولو أن أحداً انقضَّ - وقيل: ارفضَّ - للذي صنعتم بعثمان لكان محقوقاً أن يَنْقَضَّ» أخرجه البخاري (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(انقض) : الانقضاض: الهويُّ والسقوط.
(ارفضّ) : والارفضاض: التفرُّق.
__________
(1) 7 / 134 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب إسلام سعيد بن زيد رضي الله عنه، وباب إسلام عمر بن الخطاب، وفي الإكراه، باب من اختار الضرب والقتل والهوان على الكفر.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (5/60) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا سفيان. وفي (5/61) قال: حدثني محمد بن المثنى، قال: حدثنا يحيى. وفي (9/25) قال: حدثنا سعيد بن سليمان، قال: حدثنا عباد.
ثلاثتهم - سفيان بن عيينة، ويحيى بن سعيد، وعباد بن العوام - عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس ابن أبي حازم، فذكره.(9/18)
عبد الرحمن بن عوف - رضي الله عنه -
6539 - (ت) عائشة - رضي الله عنها -: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يقول لنسائه: «إن أمرَكُنَّ مما يُهِمُّني من بعدي، ولن يصبرَ عليكنَّ إلا الصابرون الصِّدِّيقون - قالت عائشة: يعني المتصدِّقين - ثم قالت عائشةُ لأبي سلمة بنِ عبد الرحمن: سقى الله أباك من سلسبيل الجنة، وكان ابنُ عوف قد تصدَّق على أمهات المؤمنين بحديقة بيعت بأربعين ألفاً» أخرجه الترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(سلسبيل) السلسبيل: اسم عين في الجنة، ويقال: شرابٌ سَلْسَل [ص:20] وسَلسال وسَلسبيل: إذا كان سائغاً سَلِساً في الحَلْق، وهو صفة لما كان في غاية السلاسة.
(الحديقة) : البستان عليه حائط أحدق به.
__________
(1) رقم (3750) في المناقب، باب مناقب عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب، وهو كما قال، وليس في نسخ الترمذي المطبوعة: جملة " الصديقون، قالت عائشة: يعني المتصدقين "، ورواه أيضاً ابن حبان في " صحيحه " رقم (2216) موارد، والحاكم 3 / 311 وصححه، ووافقه الذهبي.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (6/77) قال: حدثنا أبو سلمة، قال: حدثنا بكر بن مضر، قال: حدثنا صخر ابن عبد الرحمن بن حرملة. وفي (6/120) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا أبو عوانة، عن عمر بن أبي سلمة. والترمذي (3749) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا بكر بن مضر، عن صخر بن عبد الله.
كلاهما - صخر بن عبد الرحمن بن حرملة، أو صخر بن عبد الله، وعمر بن أبي سلمة - عن أبي سلمة ابن عبد الرحمن فذكره.
وقال أحمد بن حنبل عقيب الحديث (6/77) قال قتيبة: صخر بن عبد الله.
وقال الترمذي. هذا حديث حسن صحيح غريب.(9/19)
6540 - (ت) أبو سلمة بن عبد الرحمن - رضي الله عنهما -: «أن عبد الرحمن بن عوف أوصى بحديقة لأمهات المؤمنين بيعت بأربعمائة ألف (1) » . أخرجه الترمذي (2) .
__________
(1) الذي في الحاكم: بأربعين ألفاً.
(2) رقم (3751) في المناقب، باب مناقب عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، ورواه أيضاً الحاكم في " المستدرك " 3 / 311 وصححه ووافقه الذهبي.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (3750) قال: حدثنا أحمد بن عثمان البصري وإسحاق بن إبراهيم بن حبيب البصري،قالا: حدثنا قريش بن أنس عن محمد بن عمرو بن أبي سلمة، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب.(9/20)
أبو عبيدة بن الجراح - رضي الله عنه -
6541 - (خ م) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إن لكلِّ أمَّة أميناً، وإن أمينَنا أيَّتُها الأمَّةُ أبو عبيدةَ بنُ الجراح» أخرجه البخاري ومسلم.
ولمسلم «أنَّ أهل اليمن قَدِمُوا على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقالوا: ابعث معنا رجلاً يعلِّمنَا السُّنَّةَ والإسلامَ، قال: فأخذ بيد أبي عبيدةَ [بنِ الجراح] ، فقال: هذا أمينُ هذه الأمة» .
وزاد رزين في الأولى «وفيه نزل {لا تجد قوماً يُؤمنون بالله واليوم [ص:21] الآخر يُوَادُّون من حادَّ الله ورسوله ولو كانوا آباءَهم أو أبناءَهم ... } الآية [المجادلة: الآية 22] وكان قَتَلَ أباه - وهو من جملة أُسارى بدر - بيده، لما سمع منه في رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ما يكره، ونهاه فلم يَنْتَهِ» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 7 / 73 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب مناقب أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه، وفي المغازي، باب قصة أهل نجران، وفي إجازة خبر الواحد في فاتحته، ومسلم رقم (2419) في فضائل الصحابة، باب من فضائل أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (3/133) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: حدثنا شعبة. وفي (3/189) قال: حدثنا إسماعيل. وفي (3/245) قال: حدثنا عفان. والبخاري (5/32) قال: حدثنا عمرو بن علي، قال: حدثنا عبد الأعلى، وفي (5/217) قال: حدثنا أبو الوليد، قال: حدثنا شعبة. وفي (9/109) قال: حدثنا سليمان بن حرب، قال: حدثنا شعبة. ومسلم (7/129) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا إسماعيل بن علية. (ح) وحدثني زهير بن حرب، قال: حدثنا إسماعيل. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (948) عن حميد بن مسعدة عن بشر بن الفضل. وعن قتيبة، عن ابن أبي عدي.
ستتهم - شعبة، وإسماعيل، وعفان، وعبد الأعلى، وبشر، وابن أبي عدي - عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، فذكره.
وبلفظ: «أن أهل اليمن لما قدموا على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سألوه أن يبعث معهم رجلا يعلمهم، فبعث معهم أبا عبيدة، وقال: هو آمين هذه الأمة» .
أخرجه أحمد (3/125) قال: حدثنا يزيد بن هارون. وفي (3/146) قال: حدثنا حسن. وفي (3/175) قال: حدثنا مؤمل. وفي (3/212) قال: حدثنا عبد الصمد. وفي (3/286) قال: حدثنا عفان. وعبد بن حميد (1345) قال: حدثني سليمان بن حرب. ومسلم (7/129) قال: حدثني عمرو الناقد، قال: حدثنا عفان.
ستتهم - يزيد، وحسن، ومؤمل، وعبد الصمد، وعفان، وسليمان - عن حماد بن سلمة، عن ثابت، فذكره.(9/20)
6542 - (خ م ت) حذيفة بن اليمان - رضي الله عنهما - قال: «جاء أهلُ نَجران إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقالوا: يا رسول الله، ابعث إلينا رجلاً أميناً، فقال: لأبعثن إليكم رجلاً أميناً حقَّ أمين، فاستشرف لها الناسُ، قال: فبعث أبا عبيدة بن الجراح» أخرجه البخاري ومسلم.
وعند مسلم «حقَّ أمين، حقَّ أمين - مرتين» .
وفي رواية الترمذي قال: «جاء العاقبُ والسَّيِّدُ إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، فقالا: ابعث معنا أمينَك، قال فإني سأبعثُ معكم ... » وذكر الحديث.
قال: وكان أبو إسحاق إذا حدَّث بهذا الحديث عن صِلَة [بن زُفر وهو الراوي عن حذيفة] قال: سمعتُه منذ ستين سنة (1) .
[ص:22]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(السَّيد) : مقدَّمُ القوم وكبيرهم.
(والعاقب) : هو الذي يخلفه ويكون من بعده.
__________
(1) رواه البخاري 7 / 73 و 74 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب مناقب أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه، وفي المغازي، باب قصة أهل نجران، وفي إجازة خبر الواحد في فاتحته، ومسلم رقم (2420) في فضائل الصحابة، باب ومن فضائل أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه، والترمذي رقم (3759) في المناقب، باب مناقب أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (5/385، 401) قال: حدثنا وكيع. ومسلم (7/129) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا أبو داود الحفري. وابن ماجة (135) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا وكيع. والترمذي (3796) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا وكيع. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (3350) عن إسحاق بن إبراهيم، عن أبي داود الحفري.
كلاهما - وكيع، وأبو داود - قالا: حدثنا سفيان.
2- وأخرجه أحمد (5/398) قال: حدثنا محمد بن جعفر. وفي (5/400) قال: حدثنا عفان. والبخاري (5/32) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم. وفي (5/217) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر. وفي (9/109) قال: حدثنا سليمان بن حرب. ومسلم (7/129) قال: حدثنا محمد بن المثنى، وابن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر. وابن ماجة (135) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (3350) عن نصر بن علي، وإسماعيل بن مسعود. كلاهما - عن خالد بن الحارث.
خمستهم - ابن جعفر، وعفان، ومسلم، وسليمان، وخالد - عن شعبة.
3- وأخرجه البخاري (5/217) قال: حدثنا عباس بن الحسين، قال: حدثنا يحيى بن آدم، عن إسرائيل ثلاثتهم - سفيان، وشعبة، وإسرائيل - عن أبي إسحاق، عن صلة بن زفر، فذكره.
وعن زيد بن وهب. قال: كنت جالسا مع حذيفة وأبي موسى. وساق الحديث. يعني مثل أبي مسعود: ما أعلم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ترك بعده أعلم بما أنزل الله من هذا القائم. فقال أبو موسى: أما لئن قلت ذاك، لقد كان يشهد إذا غبنا، ويؤذن له إذا حجبنا - يعنيان ابن مسعود-
أخرجه مسلم (7/148) قال: حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا محمد بن أبي عبيدة، قال: حدثنا أبي، عن الأعمش، عن زيد بن وهب، فذكره.(9/21)
العباس بن عبد المطلب - رضي الله عنه -
6543 - (ت) عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب - رضي الله عنه-: أن العباس دخل على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- مُغْضَباً، فقال له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «ما أغْضَبَكَ؟ فقال: يا رسولَ الله، أرى قوماً من قريش يَتَلاقَوْنَ بينهم بوجوه مُسْفِرَة، وإذا لَقُونا بغير ذلك [قال] : فغضب رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- حتى احمرَّ وجهُهُ، وقال: والذي نفسي بيده، لا يدخل قلبَ رجل إيمان حتى يُحِبَّكم لله ورسوله، ثم قال: أيُّها الناس، من آذَى عَمِّي فقد آذاني، إنما عَمُّ الرجل صِنْوُ أبيه» أخرجه الترمذي عن عبد المطلب وحدَه (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(وجه مسفر) أي: مستبشر.
(الصِنْو) : المثل، يقال لكل نخلتين طلعتا في منبت واحد: هما صنوان.
__________
(1) رقم (3762) في المناقب، باب مناقب العباس رضي الله عنه، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (1/207) و (1773) و (1777) و (4/165) قال: حدثنا جرير بن عبد الحميد. وفي (4/165) قال: حدثنا حسين بن محمد، قال: حدثنا يزيد يعني ابن عطاء. والترمذي (3758) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا أبو عوانة. والنسائي في فضائل الصحابة (73) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا أبو عوانة.
ثلاثتهم - جرير، ويزيد بن عطاء، وأبو عوانة - عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الله بن الحارث، فذكره.
* في رواية النسائي المطلب بن ربيعة.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.(9/22)
6544 - (ت) علي بن أبي طالب (1) - رضي الله عنه -: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال لعمر في العباس: «إنَّ عَمَّ الرَّجُلِ صِنْوُ أبيه، وكان عمر كلَّمه في صدقة» أخرجه الترمذي (2) ، وهو طرف من حديث طويل يتضمَّن ذِكْر الزكاة، وقد ذكر في «كتاب الزكاة» من حرف الزاي.
__________
(1) في المطبوع: أبو هريرة، وهو خطأ.
(2) رقم (3764) في المناقب، باب مناقب العباس رضي الله عنه، وقال الترمذي: هذا حديث حسن، وهو كما قال.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (1/94) (725) . والترمذي (3760) قال: حدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي. كلاهما - أحمد بن حنبل، وأحمد بن إبراهيم - قالا: حدثنا وهب بن جرير، قال: حدثنا أبي، قال: سمعت الأعمش، يحدث عن عمرو بن مرة، عن أبي البختري، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وفي المطبوع: هذا الحديث عن أبي هريرة، والصواب عن علي بن أبي طالب وهو عند الترمذي عن أبي هريرة بدون ذكر قصة عمر.
أخرجه (3761) قال: حدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي. قال: حدثنا شبابة. قال: حدثنا ورقاء. عن أبي الزناد، عن الأعرج، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب لا نعرفه من حديث أبي الزناد إلا من هذا الوجه.(9/23)
6545 - (ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «يا عَمُّ، إذا كان غداةَ الاثنين فائتني أنتَ وولدُك، حتى أدعوَ لكم بدعوة ينفعك الله بها وولدَك، قال: فغدا وغَدَوْنا معه، فألبَسنا كِسَاء، ثم قال: اللهم اغفر للعباس ووَلَدِه، مغفرة ظاهرة وباطنة، لا تغادِرُ ذنباً، اللهم احفظه في وَلَدِهِ» أخرجه الترمذي (1) . وزاد رزين «واجعل الخلافة باقية في عقبه» (2) .
__________
(1) رقم (3766) في المناقب، باب مناقب العباس بن عبد المطلب عم النبي صلى الله عليه وسلم، وهو حديث حسن، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه.
(2) وهي زيادة منكرة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (3762) قال: حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري، قال: حدثنا عبد الوهاب بن عطاء، عن ثور بن يزيد، عن مكحول، عن كريب، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه.(9/23)
6546 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «تَخْرُجُ من خراسان رايات سود، فلا يردُّها شيء حتى تنصبَ بإيلياءَ» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2270) في الفتن، باب رقم (79) ، وفي سنده رشدين بن سعد، وهو ضعيف.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/365) قال: حدثنا يحيى بن غيلان وقتيبة بن سعيد. والترمذي (2269) قال: حدثنا قتيبة.
كلاهما - يحيى، وقتيبة - قالا: حدثنا رشدين بن سعد، عن يونس بن يزيد، عن ابن شهاب الزهري، عن قبيصه بن ذؤيب، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث غريب.(9/23)
جعفر بن أبي طالب - رضي الله عنه -
6547 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «رأيت جعفراً يطير في الجنة مع الملائكة» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3767) في المناقب، باب مناقب جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه، وفي سنده عبد الله بن جعفر بن نجيح السعدي، وهو ضعيف، وقال الترمذي: وفي الباب عن ابن عباس، نقول: وهو عند الحاكم 3 / 209 وصححه، قال الحافظ في " الفتح ": وله شاهد من حديث علي عند ابن سعد، وقال: أخرجه الطبراني باسناد حسن أن رسول الله صلى عليه وسلم قال: لعبد الله بن جعفر بن أبي طالب: هنيئاً لك أبوك يطير مع الملائكة في السماء.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (3763) قال: حدثنا علي بن حجر، قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، فذكره.
* قال الترمذي: هذا حديث غريب من حديث أبي هريرة، لانعرفه إلا من حديث عبد الله بن جعفر، وقد ضعفه يحيى بن معين وغيره، وعبد الله بن جعفر هو والد علي بن المديني.(9/24)
6548 - (خ ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: «إن الناسَ يقولون: أكثر أبو هريرة! وإني كنت ألزم رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- لشبع بطني، حين لا آكل الخمير، ولا ألبس الحرير - وفي رواية: الحبير - ولا يخدُمني فلان ولا فلانة، وكنتُ أُلصِق بطني بالحصى من الجوع، وإن كنتُ لأستقرئ الرجل الآية وهي معي فيطعمني، وكان خيرُ الناس للمساكين جعفر بن أبي طالب، كان ينقلب بنا فيطعمنا ما كان في بيته، حتى إن كان ليخرج إلينا بالعُكَّةَ التي ليس فيها شيء، فيشقُّها فنَلْعَق ما فيها» أخرجه البخاري (1) .
وفي رواية الترمذي قال: «إن كنتُ لأسألُ الرجل من أصحاب رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- عن الآيات من القرآن، أنا أعلم بها منه، ما أسأله إلا [ص:25] ليطعمني شيئاً، وكنتُ إذا سألتُ جعفر بن أبي طالب لم يُجبني حتى يذهب بي إلى منزله، فيقول لامرأته: يا أسماءُ أطْعِمينا، فإذا أطعمتنا أجابني، وكان جعفر يحب المساكين، ويجلس إليهم، ويحدِّثهم ويحدِّثونه، وكان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يَكْنيه بأبي المساكين» (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الخمير) : الطعام المختمِر.
(الحبير) : الثياب المنقوشة المخطَّطة.
(استقرأت) فلاناً آية كذا، أي: طلبت إليه أن يقرئنيها ويأخذها عليَّ.
(العُكَّة) : ظرف السمن.
(اللعق) : أخذ الطعام بالأصابع ولحسها، وذلك لقلة الشيء.
__________
(1) 7 / 61 و 62 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب مناقب جعفر بن أبي طالب، وفي الأطعمة، باب الحلواء والعسل.
(2) رواه الترمذي رقم (3770) في المناقب، باب مناقب جعفر بن أبي طالب، وفي سنده إبراهيم ابن الفضل المدني أبو إسحاق المخزومي، وهو متروك.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (5/24) قال: حدثنا أحمد بن أبي بكر، قال: حدثنا محمد بن إبراهيم بن دينار أبو عبد الله الجهني. وفي (7/100) قال: حدثنا عبد الرحمن بن شيبة، قال: أخبرني ابن أبي الفديك.
كلاهما - محمد بن إبراهيم، وابن أبي الفديك - عن ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، فذكره.
والرواية الثانية:
أخرجها ابن ماجة (4125) والترمذي (3766) . كلاهما - عن أبي سعيد الأشج، عبد الله بن سعيد الكندي، قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم أبو يحيى التيمي. قال: حدثنا إبراهيم أبو إسحاق المخزومي، عن سعيد المقبري، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث غريب. وأبو إسحاق المخزومي هو إبراهيم بن الفضل المدني. وقد تكلم فيه بعض أهل الحديث من قبل حفظه، وله غرائب.
ورواية ابن ماجة مختصرة على آخره.(9/24)
6549 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أنه كان يقول: «ما احتذى النعال، ولا ركب المطايا، ولا ركب الكُورَ - بعد رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- أفضل من جعفر ابن أبي طالب» أخرجه الترمذي (1) . [ص:26]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الاحتذاء) : لبس الحذاء، وهو النعل.
(المطايا) جمع مطية، وهي ما يركب من الإبل، أي: يركب مطاها وهو ظهرها.
(الكُور) : بضم الكاف: سَرجُ البعير، واسمه الرَّحْل.
__________
(1) رقم (3768) في المناقب، باب مناقب جعفر بن أبي طالب، ورواه أيضاً الحاكم 3 / 209 وصححه ووافقه الذهبي، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال: وصحح إسناده الحافظ في " الفتح ".
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/413) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا وهيب. والترمذي (3764) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الوهاب. والنسائي في فضائل الصحابة (54) قال: أخبرنا محمد ابن بشار، قال: حدثنا عبد الوهاب.
كلاهما - وهيب بن خالد، وعبد الوهاب الثقفي - عن خالد الحذاء، عن عكرمة، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب.(9/25)
6550 - (خ) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - كان إذا سلَّم على عبد الله بن جعفر قال: «السلام عليك يا ابن ذي الجناحين» أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) 7 / 62 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب مناقب جعفر بن أبي طالب، وفي المغازي، باب غزوة مؤتة من أرض الشام.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:وقد تقدم.(9/26)
6551 - (خ م ت) البراء بن عازب - رضي الله عنه - أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم- قال لجعفر بن أبي طالب: «أشبهتَ خَلْقي وخُلُقي» .
أخرجه الترمذي، قال: وفي الحديث قصة، ولم يذكرها (1) ، وهذا طرف من حديث طويل قد أخرجه البخاري ومسلم، وهو مذكور في «عمرة القضاء» في «كتاب الغزوات» من حرف الغين (2) .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (3769) في المناقب، باب مناقب جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه، وهو حديث صحيح.
(2) رواه البخاري 7 / 385 - 391 في المغازي، باب عمرة القضاء، ومسلم رقم (1783) في الجهاد، باب صلح الحديبية في الحديبية.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: وقد تقدم.(9/26)
الحسن والحسين ابنا علي بن أبي طالب عليهم السلام (*)
6552 - (خ م ت) البراء بن عازب - رضي الله عنه - قال: «رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- والحسنُ بنُ عليّ على عاتقه، يقول: اللهم إني أُحِبُّه فَأحِبَّه» أخرجه البخاري ومسلم والترمذي. وللترمذي أيضا: «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- أبْصَرَ حَسَناً وحُسَيْناً فقال: اللهم إني أُحبُّهما فأحِبَّهما» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 7 / 75 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب مناقب الحسن والحسين رضي الله عنهما، ومسلم رقم (2422) في فضائل الصحابة، باب فضائل الحسن والحسين رضي الله عنهما، والترمذي رقم (3784) في المناقب، باب مناقب الحسن والحسين رضي الله عنهما.
(*) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة:
قال ابن القيم رحمه الله: " أن الصلاة على غير النبي صلى الله عليه وسلم: إما أن يكون على آله وأزواجه وذريته أو غيرهم، فإن كان الأول، فالصلاة عليهم مشروعة مع الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وجائزة مفردة.
وأما الثاني: فإن كان الملائكة وأهل الطاعة عمومًا الذين يدخل فيهم الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وغيرهم، جاز ذلك أيضًا، فيقال: اللهم صل على ملائكتك المقربين وأهل طاعتك أجمعين.
وإن كان شخصًا معينًا أو طائفة معينة كُرِهَ أن يتخذ الصلاة عليه شعارًا لا يخل به، ولو قيل بتحريمه لكان له وجه، ولا سيما إذا جعلها شعارًا له، ومنع منها نظيره، أو من هو خير منه، وهذا كما تفعل الرافضة بعليّ رضي الله عنه، فإنهم حيث ذكروه قالوا: عليه الصلاة والسلام، ولا يقولون ذلك فيمن هو خير منه، فهذا ممنوع منه، ولا سيما إذا اتخذ شعارًا، لا يُخِلُّ به، فَتَرْكُهُ حينئذ متعيِّن. وأما إن صلى عليه أحيانًا، بحيث لا يجعل ذلك شعارًا، كما يُصلَّى على دافع الزكاة، وكما قال ابن عمر للميت: " صلى الله عليك "، وكما صلى النبي صلى الله عليه وسلم على المرأة وزوجها، وكما روي عن علي مِن صلاته على عمر، فهذا لا بأس به ". [جلاء الأفهام: 573 - 574]
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (4/283) قال: حدثنا بهز. وفي (4/292) قال: حدثنا محمد بن جعفر. والبخاري (5/33) قال: حدثنا حجاج بن منهال. وفي الأدب المفرد (86) قال: حدثنا أبو الوليد. ومسلم (7/130) قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ، قال: حدثنا أبي وفيه (7/130) قال: حدثنامحمد بن بشار، وأبو بكر بن نافع، قالا: حدثنا غندر. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (1793) عن علي ابن الحسين الدرهمي، عن أمية بن خالد.
ستتهم - بهز، وابن جعفر (غندر) ، وحجاج، وأبو الوليد، ومعاذ، وأمية - عن شعبة، عن عدي بن ثابت، فذكره.
وبنحوه: أخرجه أحمد (4/283) قال: حدثنا أبو أحمد، قال: حدثنا سفيان عن أبي إسحاق، فذكره.(9/27)
6553 - (ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- حاملَ الحسنِ بن عليّ على عاتقه، فقال رجُل: نعم المركَب ركبتَ يا غلام، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم-: ونعم الراكبُ هو» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3785) في المناقب، باب مناقب الحسن والحسين رضي الله عنهما، وفي سنده زمعة بن صالح وهو ضعيف.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (3784) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا أبو عامر العقدي، قال: حدثنا زمعة بن صالح، عن سلمة بن وهرام، عن عكرمة، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. وزمعة بن صالح قد ضعفه بعض أهل الحديث من قبل حفظه.(9/27)
6554 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «سُئل النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- أيُّ أهلِ بيتك أحبُّ إليك؟ فقال: الحسنُ والحسين، وكان يقول لفاطمة: ادعي لي ابنيّ، فَيَشُمُّهما، ويضمُّهما إليه» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3774) في المناقب، باب مناقب الحسن والحسين رضي الله عنهما، وفي سنده يوسف بن إبراهيم التميمي، وهو ضعيف.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (3772) قال: حدثنا أبو سعيد الأشج، قال: حدثنا عقبة بن خالد، قال: حدثني يوسف بن إبراهيم، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث غريب من هذا الوجه من حديث أنس.(9/27)
6555 - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: خرجتُ مع النبي - صلى الله عليه وسلم- في طائفة من النهار، لا يكلِّمني، ولا أكلِّمه، حتى جاء سُوقَ بني قَيْنُقَاعَ، ثم انصرف حتى أتى مَخبأ فاطمة، فقال: أثَمَّ لُكَعُ؟ - يعني حَسَناً - فظننا أنَّه إنَّما تحبسه أُمُّه لأن تغسله، أو تُلْبِسَه سِخَاباً، فلم يلبثْ أن جاء يسعى حتى اعتنق كلُّ واحد منهما صاحبَه، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «اللهم إني أحِبُّه فأحبَّه وأحبَّ مَنْ يُحبُّه» .
وفي رواية قال: «كنتُ مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- في سوق من أسواق المدينة، فانصرف وانصرفتُ، فقال: أي لُكَع، ثلاثاً، ادْعُ الحسنَ بن عليِّ، فقام الحسن بنُ عليّ يمشي في عنقه السِّخَابُ، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- بيده هكذا فالتزمه، وقال: اللهم إني أحبُّه وأحبُّ مَنْ يُحبُّه» قال أبو هريرة: فما كان أحد أحبَّ إليَّ من الحسن بن عليّ بعد ما قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ما قال. أخرجه البخاري ومسلم (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(مخبأ) المخبأ: المخْدَع والبيت.
(أثمَّ) أي: أهنالِكَ [ص:29]
(لُكَع) يريد به الصغير، يقال للصغير: لكع، فإن أُطلق على الكبير، أريد به الصغير العِلم.
(السِّخاب) : القلادة.
__________
(1) رواه البخاري 4 / 286 و 287 في البيوع، باب ما ذكر في الأسواق، وفي اللباس، باب السخاب للصبيان، ومسلم رقم (2421) في فضائل الصحابة، باب فضائل الحسن والحسين رضي الله عنهما.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه الحميدي (1043) . وأحمد (2/249) قالا: حدثنا سفيان. وفي (2/331) قال أحمد حدثنا أبو النضر، قال: حدثنا ورقاء. والبخاري (3/87) . وفي الأدب المفرد (1152) قال: حدثنا علي بن عبد الله. قال: حدثنا سفيان. وفي (7/204) قال: حدثني إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، قال: أخبرنا يحيى بن آدم. قال: حدثنا ورقاء بن عمر. ومسلم (7/129) قال: حدثني أحمد بن حنبل، قال: حدثنا سفيان بن عيينة (ح) وحدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان. وابن ماجة (142) قال: حدثنا أحمد بن عبدة. قال: حدثنا سفيان بن عيينة. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (10/14634) عن حسين بن حريث، عن سفيان.
كلاهما - سفيان بن عيينة، وورقاء بن عمر - عن عبيد الله بن أبي يزيد، عن نافع بن جبير بن مطعم، فذكره.
* الروايات مطولة ومختصرة وألفاظها متقاربة.(9/28)
6556 - (ت) أسامة بن زيد - رضي الله عنه - قال: «طرقتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- ذات ليلة في بعض الحاجة، فخرج النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- وهو مشتمل على شيء، لا أدري ما هو؟ فلما فرغتُ من حاجتي قلتُ: ما هذا الذي أنتَ مشتمل عليه؟ فكشفه، فإذا حَسَن وحُسَين على وَرِكَيْه، فقال: هذان ابْنَاي وابنا ابنتي، اللهم إني أحبُّهما فأحبَّهما وأحبَّ مَن يُحبُّهما» . أخرجه الترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الطُّروق) : إتيان المنزل ليلاً.
__________
(1) رقم (3772) في المناقب، باب مناقب الحسن والحسين رضي الله عنهما، وهو حديث حسن، وصححه ابن حبان والحاكم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (3769) قال: حدثنا سفيان بن وكيع، وعبد بن حميد، قالا: حدثنا خالد بن مخلد،قال: حدثنا موسى بن يعقوب الزمعي، عن عبد الله بن أبي بكر بن زيد بن المهاجر، قال: أخبرني مسلم بن أبي سهل النبال، قال: أخبرني الحسن بن أسامة بن زيد، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب.(9/29)
6557 - (ت) يعلى بن مرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «حُسَيْن مِنِّي، وأنا من حُسَيْن، أحبَّ الله من أحَبَّ حُسَيْناً، حسين سِبْط من الأسباط» أخرجه الترمذي (1) . [ص:30]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(السبط) : ولد الولد، وأسباط بني إسرائيل: هم أولاد يعقوب عليه السلام، وهم فيهم كالقبائل في العرب، وقد جعل النبي - صلى الله عليه وسلم- حسيناً - رضي الله عنه- واحداً من أولاد الأنبياء، يعني أنه من جملة الأسباط الذين هم أولاد يعقوب عليه السلام.
__________
(1) رقم (3777) في المناقب، باب مناقب الحسن والحسين رضي الله عنهما، ورواه أيضاً ابن ماجة [ص:30] رقم (144) في المقدمة، باب في فضل الحسن والحسين، والحاكم في " المستدرك " 3 / 177 وصححه ووافقه الذهبي، وقال الترمذي: هذا حديث حسن، وهو كما قال، وصححه ابن حبان رقم (2240) " موارد ".
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/172) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا وهيب. وابن ماجة (144) قال: حدثنا يعقوب بن حميد بن كاسب. قال: حدثنا يحيى بن سليم والترمذي (3775) قال: حدثنا الحسن بن عرفة، قال: حدثنا إسماعيل بن عياش..
ثلاثتهم - وهيب، ويحيى، وإسماعيل - عن عبد الله بن عثمان بن خيثم، عن سعيد بن أبي راشد، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن، وإنما نعرفه من حديث عبد الله بن عثمان بن خثيم. وقد رواه غير واحد عن عبد الله بن عثمان بن خثيم.
وبنحوه أخرجه البخاري في الأدب المفرد (364) قال: حدثنا عبد الله بن صالح، قال: حدثنا معاوية بن صالح، عن راشد بن سعد، فذكره.(9/29)
6558 - (ت) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال لي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3778) في المناقب، باب مناقب الحسن والحسين رضي الله عنهما، وقال الترمذي: هذا حديث صحيح حسن، وهو كما قال.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1- أخرجه أحمد (3/3) قال: حدثنا محمد بن عبد الله الزبيري، قال: حدثنا يزيد بن مردانبة.
2- وأخرجه أحمد (3/62، 82) قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا سفيان. وفي (3/64) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا خالد بن عبد الله. وفي (3/80) قال: حدثنا عثمان بن محمد -قال عبد الله ابن أحمد: وسمعته أنا من عثمان - قال: حدثنا جرير. والترمذي (3768) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا أبو داود الحفري، عن سفيان. (ح) وحدثنا سفيان بن وكيع، قال: حدثنا جرير، ومحمد بن فضيل.
أربعتهم - سفيان، وخالد، وجرير، وابن فضيل - عن يزيد بن أبي زياد.
3- وأخرجه النسائي في الكبرى تحفة الأشراف (4134) عن محمد بن آدم بن سليمان، عن مروان بن معاوية الفزاري، عن الحكم بن عبد الرحمن بن أبي نعم.
ثلاثتهم - ابن مردانبة، وابن أبي زياد، والحكم - عن عبد الرحمن بن أبي نعم، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
* الروايات مطولة ومختصرة.(9/30)
6559 - (خ ت) عبد الرحمن بن أبي نعم البجلي الكوفي - رحمه الله - قال: كنتُ شاهداً لابن عمرَ وسأله رجُل عن دَمِ البعوض؟ فقال: ممن أنتَ؟ قال: مِنْ أهل العراق، فقال: انظروا إلى هذا، يسألُني عن دَمِ البعوض، وقد قتلوا ابنَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، وسمعتُ النبي الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «هما رَيْحَانَتَاي من الدنيا!» .
وفي رواية شعبة قال: «وأحسبه سأل عَنِ المُحْرِمِ يقتل الذباب؟ قال: يا أهل العراق، تسألونا عن قتل الذباب، وقد قتلتُم ابن بنتِ [ص:31] رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ... وذكر الحديث» .
وفي رواية «ما أسألَهم عن صغيرة، وأجرأهم على كبيرة!! ... وذكر الحديث» وفي آخره «وهما سيدا شباب أهل الجنة» .
أخرجه البخاري، وأخرج الترمذي الأولى، وزاد فيها «عن دم البعوض يصيب الثوب» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(البعوض) جمع بعوضة، وهو صغار البقِّ.
(الريحان والريحانة) : الرزق والرَّاحة، ويسمى الولد ريحاناً وريحانة لذلك.
__________
(1) رواه البخاري 7 / 77 و 78 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب مناقب الحسن والحسين رضي الله عنهما، وفي الأدب، باب رحمة الولد وتقبيله ومعانقته، والترمذي رقم (3773) في المناقب، باب مناقب الحسن والحسين رضي الله عنهما.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/77) (5479) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا وهيب. والبخاري (6/145) قال: حدثنا معلى بن أسد، قال: حدثنا عبد العزيز بن المختار. ومسلم (7/130) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن القارئ. وفي (7/131) قال: حدثني أحمد ابن سعيد الدارمي، قال: حدثنا حبان، قال: حدثنا وهيب. والترمذي (3209 و 3814) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (7021) عن قتيبة، عن يعقوب بن عبد الرحمن. (ح) وعن الحسن بن محمد، عن حجاج، عن ابن جريج.
أربعتهم - وهيب، وعبد العزيز بن المختار، ويعقوب، وابن جريج - عن موسى بن عقبة، عن سالم بن عبد الله، فذكره.(9/30)
6560 - (س) عبد الله بن شداد - رحمه الله -: عن أبيه قال: «خرج علينا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في إحدى صلاتي العشيِّ، وهو حامل حسناً - أو حُسَيناً - فتقدَّم النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- فوضعه، ثم كبَّر للصلاة فصلى، فسجد بين ظَهْرَانَيْ صلاة سجدة أطالها، قال أبي: فرفعتُ رأسي، فإذا الصبيُّ على ظهر رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- وهو ساجد، فَرَجَعْتُ إلى سجودي، فلما قضى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- الصلاة قال الناس: يا رسولَ الله، إنك سَجَدْتَ بين ظَهْرَانَيْ صلاتك [ص:32] سجدة أطلتها، حتى ظننا أنه قد حدث أمر، أو أنه يُوحَى إليكَ، قال: كلُّ لم يكن، ولكن ابني ارتحلني، فكرهتُ أن أُعجلَه حتى يقضيَ حاجَتَهُ» . أخرجه النسائي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ظَهْرَانَيْ) القوم والأمر، أي: وسطه وفيما بينه.
__________
(1) 2 / 229 و 230 في افتتاح الصلاة، باب هل يجوز أن تكون سجدة أطول من سجدة، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 3 / 494، وإسناده صحيح، ورواه الحاكم 3/166 و 167 وصححه ووافقه الذهبي.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/493 و 6/467) . والنسائي (2/229) . وفي الكبرى (640) قال: أخبرنا عبد الرحمن بن محمد بن سلام
كلاهما - أحمد، وعبد الرحمن بن محمد بن سلام - قالا: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أنبأنا جرير بن حازم، قال: حدثنا محمد بن أبي يعقوب البصري، عن عبد الله بن شداد، فذكره(9/31)
6561 - (ت د س) بريدة - رضي الله عنه - قال: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يَخْطُبُنا، فجاء الحسن والحسين عليهما السلام (*) ، وعليهما قميصان أحمران يمشيان ويَعْثُران، فنزل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- من المنبر، فحملهما، ووضعهما بين يديه، ثم قال: صدق الله {إنَّما أَمْوَالُكُم وَأَوْلاَدُكم فِتْنَةٌ} [التغابن: 15] نظرت إلى هذين الصبيّين يمشيان ويعثران، فلم أصبر حتى قطعتُ حديثي ورفعتُهما» .
أخرجه الترمذي، ولم يذكر أبو داود «ووضعهما بين يديه» وقال في آخره: «رأيت هذين فلم أصْبِر - ثم أخذ في الخُطبة» ولم يذكر النسائي «ووضعهما بين يديه» أيضاً (1) .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (3776) في المناقب، باب مناقب الحسن والحسين رضي الله عنهما، وأبو [ص:33] داود رقم (1109) في الصلاة، باب قطع الخطبة للأمر يحدث، والنسائي 3 / 108 في الجمعة، باب نزول الإمام عن المنبر قبل فراغه من الخطبة وقطعه كلامه ورجوعه إليه يوم الجمعة، وإسناده حسن، ورواه أيضاً ابن حبان في " صححه " رقم (2231) " موارد ".
(*) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: قوله " عليهما السلام " وردت في إحدى روايات النسائي أما في رواية الترمذي وأبو داود وإحدى روايات النسائي - رضي الله عنهما - بدل عليهما السلام
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن:
1- أخرجه أحمد (5/354) . وأبو داود (1109) قال: حدثنا محمد بن العلاء. وابن ماجة (3600) قال: حدثنا أبو عامر عبد الله بن عامر بن براد الأشعري. وابن خزيمة (1456، 1801) قال: حدثنا عبدة بن عبد الله الخزاعي.
أربعتهم - أحمد، ومحمد، وأبو عامر، وعبدة - عن زيد بن الحباب.
2- وأخرجه الترمذي (3774) قال: حدثنا الحسين بن حريث، قال: حدثناعلي بن حسين بن واقد.
3- وأخرجه النسائي (3/108) قال: أخبرنا محمد بن عبد العزيز، قال: حدثنا الفضل بن موسى.
4- وأخرجه النسائي (3/192) قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم. وابن خزيمة (1456) قال: حدثنا عبد الله ابن سعيد الأشج. وفي (1802) قال: حدثنا عبد الله بن سعيد الأشج، وزياد بن أيوب.
ثلاثتهم - يعقوب، وعبد الله، وزياد - عن أبي تميلة - يحيى بن واضح-.
أربعتهم - زيد بن الحباب، وعلي بن حسين، والفضل بن موسى، وأبو تميلة - عن حسين بن واقد، قال: حدثنا عبد الله بن بريدة، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، إنما نعرفه من حديث الحسين بن واقد.(9/32)
6562 - (خ س ت د) الحسن البصري - رحمه الله - قال: «سمعتُ أبا بكرة يقول: رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- على المنبر، والحسنُ بن عليّ إلى جنبه، وهو يُقْبِلُ على الناس مَرَّة، وعليه أخرى، ويقول: إن ابني هذا سيِّد، ولعلَّ الله أن يُصْلِحَ به بين فئتين من المسلمين عظيمتين» أخرجه النسائي.
وفي رواية الترمذي قال: «صعِد النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- المنبر، فقال: إن ابني هذا سيِّد، يُصْلحُ الله به بين فئتين» .
وفي رواية أبي داود قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- للحسن بن عليّ، «إنَّ ابني هذا سَيِّد، وإني لأرجو أن يصلحَ الله به بين فئتين من أمتي» .
وفي رواية «ولعلَّ الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين» (1) . [ص:34]
وأخرجه البخاري في جملة حديث طويل، يتضمن ذكر الصلح بين الحسن بن علي، وبين معاوية بن أبي سفيان، وقد ذكر في «كتاب الخلافة» من حرف الخاء (2) .
__________
(1) رواه البخاري 7 / 74 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب مناقب الحسن والحسين رضي الله عنهما، وفي الصلح، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم للحسن بن علي: إن ابني هذا سيد ولعل الله يصلح به بين فئتين عظيمتين، وفي الأنبياء، باب علامات النبوة في الإسلام، وفي العتق، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم للحسن بن علي: " إن ابني هذا لسيد "، والترمذي رقم (3775) في المناقب، باب مناقب الحسن والحسين رضي الله عنهما، والنسائي 3 / 107 في الجمعة، باب مخاطبة الإمام رعيته وهو على المنبر، وأبو داود رقم (4662) في السنة، باب ما يدل على ترك الكلام في الفتنة.
(2) تقدم في الجزء الرابع ص 130 و 131 برقم (2089) فليراجع.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: وقد تقدم.(9/33)
6563 - (خ ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «لم يكن أحد أشْبَهَ برسول الله - صلى الله عليه وسلم- من الحسين بن عليّ» .
وفي رواية «من الحسن» أخرجه البخاري (1) والترمذي (2) .
__________
(1) في المطبوع: أخرجه البخاري ومسلم، وهو خطأ.
(2) رواه البخاري تعليقاً 7 / 75 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب مناقب الحسن والحسين رضي الله عنهما، وقد وصله الترمذي رقم (3778) في المناقب، باب مناقب الحسن والحسين رضي الله عنهما، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (3/164) قال: حدثنا عبد الرزاق. وفي (3/19) قال: حدثنا عبد الأعلى. وعبد بن حميد (1161) قال: أخبرنا عبد الرزاق. والبخاري (5/33) قال: حدثنا إبراهيم بن موسى، قال: أخبرنا هشام بن يوسف (ح) وقال: عبد الرزاق. والترمذي (3776) قال: حدثنا محمد ابن يحيى. قال: حدثنا عبد الرزاق.
ثلاثتهم - عبد الرزاق، وعبد الأعلى، وهشام، عن معمر، عن الزهري، فذكره.
* زاد عبد الرزاق في روايته عند أحمد (3/164) وفاطمة.(9/34)
6564 - (ت) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: «الحسنُ أشْبَهَ برسول الله - صلى الله عليه وسلم- ما بين الصدر إلى الرأس، والحسينُ أشبه به فيما كان أسفلَ من ذلك» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3781) في المناقب، باب مناقب الحسن والحسين رضي الله عنهما، وحسنه الترمذي، وهو كما قال، وأخرجه ابن حبان وصححه رقم (2235) " موارد ".
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (1/99) (774) قال: حدثنا حجاج. وفي (1/108) (854) قال: حدثنا أسود ابن عامر. والترمذي (3779) قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن، قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى.
ثلاثتهم - حجاج، وأسود، وعبيد الله - عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن هانىء بن هانىء، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب.(9/34)
6565 - (ت) أبو جحيفة - رضي الله عنه - قال: «رأيت رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- وكان الحسن بنُ عليّ يُشْبِهُه» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3779) في المناقب، باب مناقب الحسن والحسين رضي الله عنهما، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال، قال: وفي الباب عن أبي بكر الصديق وابن عباس وابن الزبير.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه الحميدي (890) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (4/307) قال: حدثنا يزيد. والبخاري (4/227) قال: حدثنا أحمد بن يونس. قال: حدثنا زهير (ح) وحدثني عمرو بن علي. قال: حدثنا ابن فضيل. ومسلم (7/85) قال: حدثنا واصل بن عبد الأعلى، قال: حدثنا محمد بن فضيل. (ح) وحدثنا سعيد بن منصور. قال: حدثنا سفيان وخالد بن عبد الله (ح) وحدثنا ابن نمير. قال: حدثنا محمد بن بشر. والترمذي (2826) قال: حدثنا واصل بن عبد الأعلى الكوفي، قال: حدثنا محمد بن فضيل. وفي (3827، 3777) قال: حدثنا محمد بن بشار،قال: حدثنا يحيى بن سعيد. والنسائي في فضائل الصحابة (59) قال: أخبرنا عمرو بن علي قال: حدثنا يحيى.
سبعتهم - سفيان، ويزيد، وزهير، ومحمد بن فضيل، وخالد، ومحمد بن بشر، ويحيى- عن إسماعيل بن أبي خالد، فذكره.
* وزاد ابن فضيل في روايته: «قلت لأبي جحيفة: صفه لي. قال: كان أبيض قد شمط، وأمر لنا النبي -صلى الله عليه وسلم- بثلاث عشرة قلوصا. قال: فقبض النبي -صلى الله عليه وسلم- قبل أن نقبضها.» .(9/34)
6566 - (خ) عقبة بن الحارث (1) - رضي الله عنه - قال: «صَلَّى أبو بكر العصر، ثم خرج يمشي ومعه عليّ، فرأى الحسن يلعب مع الصبيان، فحمله على عاتقه، وقال: بأبي، شَبِيه بالنبيِّ، ليس شبيه بعليّ، وعليّ يضحك» أخرجه البخاري (2) .
__________
(1) في الأصل: عقبة بن عامر، وهو خطأ، والتصحيح من " صحيح البخاري ".
(2) 7 / 75 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب مناقب الحسن والحسين رضي الله عنهما، وفي الأنبياء، باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم، وانظر كلام الحافظ في " الفتح " حول جملة " ليس شبيه ".
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (1/8) (40) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن الزبير. والبخاري (4/227) قال: حدثنا أبو عاصم. وفي (5/33) قال: حدثنا عبدان، قال: أخبرنا عبد الله. والنسائي في فضائل الصحابة (58) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك، قال: حدثنا أبو داود، عن سفيان. أربعتهم - محمد، وأبو عاصم، وعبد الله بن المبارك، وسفيان - عن عمر بن سعيد بن أبي حسين، عن ابن أبي مليكة، عن عقبة بن الحارث، فذكره.(9/35)
6567 - (ت) سلمى - امرأة من الأنصار -: - رضي الله عنها - قالت: دخلتُ على أمِّ سلمةَ وهي تبكي، فقلت: ما يُبْكيكِ؟ قالت: رأيتُ الآن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- تعني في المنام- وعلى رأسه ولحيته الترابُ وهو يبكي، فقلتُ: ما لك يا رسول الله؟ فقال: شهدتُ قَتْل الحسين آنفاً. أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3774) في المناقب، باب مناقب الحسن والحسين رضي الله عنهما، وفيه جهالة سلمى امرأة من الأنصار، وقال الترمذي: هذا حديث غريب.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (3771) قال: حدثنا أبو سعيد الأشج. قال: حدثنا أبو خالد الأحمر. قال: حدثنا رزين. قال: حدثتني سلمى فذكرته.
* وقال الترمذي: هذا حديث غريب.(9/35)
6568 - (خ ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «أُتِيَ عُبيد الله بن زياد برأس الحسين، فجُعل في طَسْت، فجعل ينكُتُ، وقال في حُسْنِه شيئاً، قال أنس: فقلت: والله، إنه كان أشبَههم برسول الله - صلى الله عليه وسلم- وكان مخضوباً بالوَسْمة» . [ص:36]
وفي رواية قال: «كنت عند ابن زياد، فجيء برأس الحسين، فجعل يضرب بقضيب في أنفه، ويقول: ما رأيتُ مثل هذا حُسْناً، فقلت: أما إنَّه كان من أشبَههم برسول الله - صلى الله عليه وسلم-» . أخرج الأولى البخاري، والثانية الترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(النَّكْت) بالقضيب: أن يضرب الأرض بطرفه ليؤثر فيه.
(الوَسْمة) : شيء أسود يصبغ به الشعر.
__________
(1) رواه البخاري 7 / 75 في فضائل أًصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب مناقب الحسن والحسين رضي الله عنهما، والترمذي رقم (3780) في المناقب، باب مناقب الحسن والحسين رضي الله عنهما.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (3/261) . والبخاري (5/32) قال: حدثنا محمد بن الحسن بن إبراهيم ابن إشكاب.
كلاهما - أحمد، وابن إشكاب - قالا: حدثنا حسين بن محمد، قال: حدثنا جرير - ابن حازم -، عن محمد، -ابن سيرين -، فذكره.
ورواية الترمذي أخرجها (3778) قال: حدثنا خلاد بن أسلم، قال: حدثنا النضر بن شميل، قال: أخبرنا هشام بن حسان، عن حفصة، فذكرته.(9/35)
6569 - (ت) عمارة بن عمير - رحمه الله - قال: «لما جيء برأس عبيد الله ابن زياد وأصحابه نُضِدَتْ في المسجد في الرحبة، فانتهيتُ إليهم وهم يقولون: قد جاءت، قد جاءت، فإذا حيّة قد جاءت تُخلّل الرؤوسَ، حتى دخلتْ في مَنْخَرِ عُبيدالله بن زياد، فمكثت هُنَيْهَة، ثم خرجتْ فذهبت حتى تَغَيَّبتْ، ثم قالوا: قد جاءتْ قد جاءتْ، فَفَعَلَتْ ذلك مرتين أو ثلاثاً» . أخرجه الترمذي (1) . [ص:37]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(نَضَدْت) المتاع: جعلتُ بعضه فوق بعض مرتَّباً.
__________
(1) رقم (3782) في المناقب، باب مناقب الحسن والحسين رضي الله عنهما، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (3780) قال: حدثنا واصل بن عبد الأعلى، قال: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن عمارة بن عمير، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.(9/36)
زيد بن حارثة وابنه أُسامة رضي الله عنهما
6570 - (ت) عائشة - رضي الله عنها - قالت: قدم زيد بن حارثة المدينةَ ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في بيتي، فَقَرَعَ الباب، فقام إليه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عُرْياناً يَجُرُّ ثوبه، والله ما رأيتُهُ عُرْياناً قبلَه ولا بعدَه، فاعْتَنَقَهُ وقبَّله. أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2733) في الاستئذان، باب ما جاء في المعانقة والقبلة، وإسناده ضعيف، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه من حديث الزهري إلا من هذا الوجه، وقد ذكر هذا الحديث الحافظ في " الفتح " ونقل تحسين الترمذي له وسكت عنه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (2732) قال: حدثنا محمد بن إسماعيل، قال: حدثنا إبراهيم بن يحيى بن محمد بن عباد المدني. قال: حدثني أبي يحيى بن محمد، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن مسلم الزهري، عن عروة بن الزبير، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه من حديث الزهري إلا من هذا الوجه.
قلت: فيه ابن إسحاق، وهو مدلس، وقد عنعنه.(9/37)
6571 - (ت) جبلة بن حارثة - رضي الله عنه - قال: «قَدِمْتُ على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقلتُ: يا رسول الله، ابْعَثْ معي أخي زيداً، قال: هو ذاك، انطلق إليه، فإن ذهب معك لم أمنعْه، فجاء زيد فقال: يا رسولَ الله، أوَ أخْتَارُ عليك أحداً؟ قال جبلةُ: فأقمتُ أنا مع أخي، ورأيتُ أنَّ رَأْيَ أخي أفضلُ من رأيي» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3817) في المناقب، باب مناقب زيد بن حارثة، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث ابن الرومي عن علي بن مسهر، وقد ذكر الحديث الحافظ ابن حجر في " الفتح " وسكت عنه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (3815) قال: حدثنا الجراح بن مخلد البصري، وغير واحد، قالوا: حدثنا محمد بن عمر بن الرومي، قال: حدثنا علي بن مسهر، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي عمرو الشيباني، فذكره.
قال الترمذي: هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من حديث ابن الرومي.(9/37)
6572 - (خ م ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: بعث رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بَعْثاً، وأمَّرَ عليهم أسامةَ بنَ زيد، فطعن بعضُ الناس في إمارته، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إن تَطْعنوا في إمارته فقد كنتم تطعنون في إمارة أبيه من قبل، وَايْمُ الله، إنْ كان لخليقاً للإمارة، وإن كان لَمِنْ أحَبَّ الناس إليّ، وإنَّ هذا لَمِنْ أحبِّ الناس إليَّ بعدَه» .
أخرجه البخاري ومسلم والترمذي.
ولمسلم أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال وهو على المنبر: «إنْ تطعنوا في إمارته ... وذكر نحوه» وفي آخره «وأُوصيكم به، فإنه من صالحيكم» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(خليق) فلان خليق بهذا الأمر: إذا كان أهلاً له، وأن ذلك من خُلُقِه وهو به حقيق.
__________
(1) رواه البخاري 7 / 69 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب مناقب زيد بن حارثة، وفي المغازي، باب غزوة زيد بن حارثة، وباب بعث النبي صلى الله عليه وسلم أسامة بن زيد في مرضه الذي توفي فيه، وفي الأيمان والنذور، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: وايم الله، وفي الأحكام، باب من لم يكترث بطعن من لا يعلم في الأمراء، ومسلم رقم (2426) في فضائل الصحابة، باب فضائل زيد بن حارثة وأسامة بن زيد رضي الله عنهما، والترمذي رقم (3819) في المناقب، باب مناقب أسامة بن زيد رضي الله عنه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/20) (4701) قال: حدثنا يحيى، عن سفيان. وفي (2/110) (5888) قال: حدثنا سليمان، قال: أخبرنا إسماعيل. والبخاري (5/29) قال: حدثنا خالد بن مخلد، قال: حدثنا سليمان. وفي (5/179) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، قال: حدثنا سفيان بن سعيد. وفي (6/19) قال: حدثنا إسماعيل، قال: حدثنا مالك. وفي (8/160) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، عن إسماعيل بن جعفر. وفي (9/91) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا عبد العزيز بن مسلم. ومسلم (7/131) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، ويحيى بن أيوب، وقتيبة، وابن حجر، قال يحيى بن يحيى: أخبرنا، وقال الآخرون: حدثنا إسماعيل - يعنون ابن جعفر- والترمذي (3816) قال: حدثنا أحمد بن الحسن، قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك بن أنس. (ح) وحدثنا علي بن حجر، قال: حدثنا إسماعيل بن جعفر. والنسائي في فضائل الصحابة (78) قال: أخبرنا علي بن حجر، عن إسماعيل.
خمستهم - سفيان الثوري، وإسماعيل بن جعفر، وسليمان بن بلال، ومالك، وعبد العزيز بن مسلم - عن عبد الله بن دينار، فذكره.(9/38)
6573 - (ت) أسامة بن زيد - رضي الله عنهما - قال: «كان [ص:39] رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- قد عقد لي لِوَاءا في مرضه الذي مات فيه، وبَرَزْتُ بالناس فلما ثَقُل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أتيتُه يوماً، فجعل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يضع يدَه عليَّ ويَرْفَعُها، فعرفتُ أنه كان يدعو لي، فلما بويع لأبي بكر، كان أول ما صنع، أمر بإنْفاذِ تلك الراية التي كان عقدها لي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، إلا أنه كان سألني في عمر: أن أتركه له، ففعلتُ» .
هذه الرواية ذكرها رزين.
وفي رواية الترمذي قال: «لما ثَقُل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- هَبَطْتُ، وهبطَ الناسُ إلى المدينة، فدخلتُ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، وقد أُصْمِتَ فلم يتكلَّم، فجعل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يضع يديه عليّ ويرفعهما، فعرفتُ أنه يدعو لي» (1) .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (3819) في المناقب، باب مناقب أسامة بن زيد رضي الله عنه، وفيه عنعنة محمد بن إسحاق صاحب المغازي، ومع ذلك فقد قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (5/201) قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثنا أبي. والترمذي (3817) قال: حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا يونس بن بكير.
كلاهما - إبراهيم بن سعد، ويونس - عن محمد بن إسحاق، قال: حدثني سعيد بن عبيد بن السباق، عن محمد بن أسامة، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب.(9/38)
6574 - (خ) أسامة بن زيد - رضي الله عنهما - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يأخذه والحسنَ بنَ عليّ، فيقول: «اللهم أحِبَّهما، فإني أُحِبُّهما» أو كما قال.
وفي رواية: كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- يأخذني فَيُقْعِدُني على فَخِذِه، ويُقْعِدُ الحسنَ على فخذه الأخرى، ثم يَضُمُّهما، ثم يقول: «اللهم إني أرْحَمُهُا، [ص:40] فَارْحَمْهُما» أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) 7 / 70 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب ذكر أسامة بن زيد، وباب مناقب الحسن والحسين، وفي الأدب، باب وضع الصبي على الفخذ.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (5/205) قال: حدثنا عارم بن الفضل. والبخاري (8/10) قال: حدثنا عبد الله بن محمد، قال: حدثنا عارم. والنسائي في الكبرى تحفة (102) عن سوار بن عبد الله.
كلاهما - عارم، وسوار - عن معتمر بن سليمان، عن أبيه، قال: سمعت أبا تميمة.
2- وأخرجه أحمد (5/210) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. والبخاري (5/30) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا معتمر. وفي (5/32) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا معتمر. وفي (8/10) قال: عن علي، قال: حدثنا يحيى. والنسائي في الكبرى تحفة (102) عن أبي قدامة عبيد الله بن سعيد، عن يحيى القطان، وعن الحسن بن قزعة، عن سفيان بن حبيب. وعن قتيبة، عن ابن أبي عدي.
أربعتهم - يحيى، ومعتمر، وسفيان بن حبيب، وابن أبي عدي - عن سليمان التيمي. كلاهما - أبو تميمة، وسليمان - عن أبي عثمان، فذكره.
حدث به سليمان التيمي عن أبي تميمة، قال سليمان: فنظرت فوجدته عندي مكتوبا فيما سمعت - يعني من أبي عثمان صحيح البخاري (8/10) .(9/39)
6575 - (ت) عائشة - رضي الله عنها - قالت: أراد رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أن يُنَحِّيَ مخاطَ أسامةَ، قالت عائشة: دعني حتى أنا الذي أفعل، فقال: يا عائشة، أَحِبِّيه، فإني أُحِبُّه. أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3820) في المناقب، باب مناقب أسامة بن زيد رضي الله عنه، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، وهو كما قال.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (3818) قال: حدثنا الحسين بن حريث. قال: حدثنا الفضل بن موسى، عن طلحة بن يحيى، عن عائشة بنت طلحة، فذكرته.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب.(9/40)
6576 - (ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أن عمر فرض لأسامةَ في ثلاثة آلاف وخمسمائة، وفرض لعبد الله بن عمر في ثلاثة آلاف، فقال عبد الله بن عمر لأبيه: لِمَ فَضَّلْتَ أُسامةَ عليَّ، فوالله، ما سبقني إلى مَشْهَد، قال: لأن زيداً كان أحَبَّ إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- من أبيك، وكان أسامةُ أحَبَّ إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- منك، فآثَرْتُ حِبَّ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- على حِبِّي. أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3815) في المناقب، باب مناقب زيد بن حارثة رضي الله عنه، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، وهو كما قال.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (3813) قال: حدثنا سفيان بن وكيع، قال: حدثنا محمد بن بكر، عن ابن جريج، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، فذكره. وقال: هذا حديث حسن غريب.(9/40)
6577 - (خ) عبد الله بن دينار - رحمه الله - قال: «نَظَرَ ابنُ عُمرَ يوماً - وهو في المسجد - إلى رجل يَسْحَبُ ثِيابَهُ في ناحية من المسجد، فقال: انظروا مَنْ هذا؟ فقال له إنسان: أما تعرف هذا يا أبا عبد الرحمن؟ [ص:41] هذا محمدُ بنُ أسامة، قال: فَطَأطَأ ابنُ عمر رأسه، ثم قال: لو رآهُ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- لأحَبَّه» أخرجه البخاري (1) .
وزاد رزين بعد قوله: «مَن هذا؟ قال: ليت هذا عندي» وبعد قوله «فطأطأ ابن عمر رأسه» ، و «نَقَرَ بيده الأرض» (2) .
__________
(1) 7 / 70 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب ذكر أسامة بن زيد رضي الله عنه.
(2) هذه الزيادة عند البخاري 7 / 70 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب ذكر أسامة بن زيد.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (ح) (3734) قال: حدثنا الحسن بن محمد، قال: حدثنا أبو عباد -يحيى بن عباد- قال: حدثنا الماجشون، قال: أخبرنا عبد الله بن دينار، فذكره.(9/40)
6578 - (خ) محمد بن شهاب الزهري - رحمه الله -: قال: أخبرني حَرْمَلَةُ مولى أسامة بن زيد: أن الحجَّاجَ بنَ أيمن، ابن أمِّ أيمن - وكان أيمن أخاً أسامة لأمه - وهو رجل من الأنصار، رآه ابنُ عمر لم يتمَّ ركوعه، فقال: أعِدْ، فقال ابنُ عمر لحرملةَ - وكان معه -: مَنْ هذا؟ قلتُ: الحجاجُ بنُ أيمن، ابن أم أيمن، فقال: لو رأى هذا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- لأحَبَّهُ ... فذكر حِبَّه، وما ولدته أمُّ أيمن.
زاد في رواية «وكانت حاضِنة النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-» أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) 7 / 70 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب ذكر أسامة بن زيد رضي الله عنه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (ح) (3737) قال أبو عبد الله: وحدثني سليمان بن عبد الرحمن،قال: حدثنا الوليد بن مسلم، قال: حدثنا عبد الرحمن بن نمر، عن الزهري، قال: حدثني حرملة مولى أسامة ابن زيد، فذكره.(9/41)
عَمَّار بن ياسر - رضي الله عنه -
6579 - (ت) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: «جاء عمارُ بنُ ياسر، يَسْتَأذِنُ على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، فقال: ائذنوا له، مرحبا بالطيِّب [ص:42] المُطيَّب» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3799) في المناقب، باب مناقب عمار بن ياسر رضي الله عنه، وإسناده حسن، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (1/99) (779) و (1/130) (1079) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان. وفي (1/123) (999) قال: حدثنا يحيى، عن شعبة. وفي (1/125) (1033) قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا سفيان. وفي (1/137) (1160) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. والبخاري في الأدب المفرد (1031) قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدنثا سفيان. وابن ماجة (146) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة وعلي بن محمد، قالا: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان. والترمذي (3798) قال: حدثنا محمد بن بشار قال: أخبرنا عبد الرحمن بن مهدي. قال: حدثنا سفيان. كلاهما - سفيان، وشعبة - عن أبي إسحاق، عن هانيء بن هانيء، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.(9/41)
6580 - (م) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: «أخبرني مَن هو خَيْر مِنِّي - أبو قَتادة - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال لعمَّار حين جعل يَحْفِرُ الخَنْدَقَ، وجعل يَمْسَحُ رأسَه، ويقول: بؤس ابن سُمَيَّة، تقتُلك فئة باغية» .
وفي رواية «مَن هو خير منِّي، ولم يُسمه» ، وفي أخرى «ويقول: وَيْسَ، أو يا وَيْسَ ابن سميّة» أخرجه مسلم (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(البؤس) : الشدة في الأمر، وشدة الحاجة.
(وَيْسَ) : كلمة تقال لمن يترحم عليه، ويرفق به، مثل: ويح، وذلك في حال الشفقة والتعطُّف.
__________
(1) رقم (2915) في الفتن، باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيتمنى أن يكون مكان الميت من البلاء.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (5/306) قال: حدثنا محمد بن جعفر. وفي (5/306) قال: حدثنا حسن بن يحيى، من أهل مرو. قال: أخبرنا النضر بن شميل. ومسلم (8/185، 186) قال: حدثنا محمد بن المثنى وابن بشار. قالا: حدثنا محمد بن جعفر. (ح) وحدثني محمد بن معاذ بن عباد العنبري وهريم بن عبد الأعلى، قالا: حدثنا خالد بن الحارث. (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم وإسحاق بن منصور ومحمود بن غيلان ومحمد بن قدامة. قالوا: أخبرنا النضر بن شميل. والنسائي في الكبرى الورقة (114) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. قال: حدثنا النضر بن شميل. ثلاثتهم - محمد بن جعفر، والنضر، وخالد بن الحارث - عن شعبة، عن أبي مسلمة. قال: سمعت أبا نضرة يحدث، عن أبي سعيد الخدري، فذكره.
* في رواية النضر بن شميل: أخبرني من هو خير مني أبو قتادة - وفي رواية خالد بن الحارث قال: أراه يعني أبا قتادة.
وبلفظ: «أمرنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ببناء المسجد، فجعلنا ننقل لبنة لبنة، وكان عمار ينقل لبنتين لبنتين، فتترب رأسه، قال: فحدثني أصحابي، ولم أسمعه من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، أنه جعل ينفض رأسه، ويقول: ويحك يا ابن سمية، تقتلك الفئة الباغية.» .
أخرجه أحمد (3/5) قال: حدثنا ابن أبي عدي، عن داود، عن أبي نضرة، فذكره.
وبلفظ: «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال لعمار: تقتلك الفئة الباغية..» .
أخرجه أحمد (3/28) قال: حدثنا سليمان بن داود، قال: حدثنا شعبة، عن عمرو بن دينار، عن أبي هشام، فذكره.(9/42)
6581 - (م) أم سلمة - رضي الله عنها - قالت: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- لِعَمَّار: «تقتُلُك الفئةُ الباغيةُ» .
وفي رواية قال: «تَقْتُلُ عمّاراً الفئة الباغيةُ» أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (2916) في الفتن، باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيتمنى أن يكون مكان الميت من البلاء.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (6/300) قال: حدثنا سليمان بن داود الطيالسي. قال: حدثنا شعبة، عن خالد الحذاء، أو أيوب، عن الحسن. وفي (6/311) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. قال: سمعت خالدا يحدث عن سعيد بن أبي الحسن. ومسلم (8/186) قال: حدثني محمد بن عمرو بن جبلة، قال: حدثنا محمد بن جعفر. (ح) وحدثنا عقبة بن مكرم العمي وأبو بكر بن نافع،قال عقبة: حدثنا، وقال أبو بكر: أخبرنا غندر. قال: حدثنا شعبة. قال: سمعت خالدا يحدث عن سعيد بن أبي الحسن (ح) وحدثني إسحاق بن منصور. قال: أخبرنا عبد الصمد بن عبد الوارث، قال: حدثنا شعبة قال: حدثنا خالد الحذاء، عن سعيد بن أبي الحسن والحسن. (ح) وحدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة. قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن ابن عون، عن الحسن. والنسائي في فضائل الصحابة (170) قال: أخبرنا الحسين بن حريث، قال: أخبرنا ابن علية، عن ابن عون، عن الحسن.
كلاهما - الحسن، وسعيد بن أبي الحسن - عن أمهما، فذكرته.(9/42)
6582 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال لعمار: «أبْشِرْ [عمار] ، تقتلك الفئة الباغية» (1) .
واستَسْقى يومَ صِفِّين، فأُتِيَ بِقَعْب فيه لبن، فلما أن نظَر إليه كَبّر، ثم قال: أخبرني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أنَّ آخِرَ رِزْقي من الدنيا ضَيَاحُ لبن في مثل هذا القَعْب، ثم حَمَل، فلم يَنثنِ حتى قُتِلَ.
أخرج الترمذي المسند منه فقط، والباقي ذكره رزين.
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الضَّياح) بالفتح: اللبن الرقيق الممزوج.
__________
(1) رواه الترمذي رقم (3802) في المناقب، باب مناقب عمار بن ياسر، وهو حديث صحيح، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب، قال: وفي الباب عن أم سلمة، وعبد الله ابن عمر، وأبي اليسر، وحذيفة، قال الحافظ ابن حجر: روى حديث " تقتل عماراً الفئة الباغية " جماعة من الصحابة منهم: قتادة بن النعمان، وأم سلمة عند مسلم، وأبو هريرة عند الترمذي، وعبد الله بن عمرو بن العاص عند النسائي، وعثمان بن عفان، وحذيفة، وأبو أيوب وأبو رافع، وخزيمة بن ثابت، ومعاوية، وعمرو بن العاص، وأبو اليسر، وعمار نفسه، وكلها عند الطبراني وغيره، وغالب طرقها صحيحة، أو حسنة، وفيه عن جماعة آخرين يطول عددهم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (3800) قال: حدثنا أبو مصعب المدني، قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب من حديث العلاء بن عبد الرحمن.(9/43)
6583 - (خ) عِكرمة - مولى ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال لِي ابنُ عباس ولابنه عليّ: «انْطَلِقا إلى أبي سعيد، فَاسْمَعا من حديثه، فانطلقنا، فإذا هوفي حائط يُصْلِحُه، فأخذ رِدَاءه فاحْتَبَى، ثم أنْشَأ [ص:44] يُحدِّثنا حتى أتى على ذِكْر بناء المسجد، فقال: كُنَّا نَحمل لَبِنَة لَبِنَة، وعمار [يحمل] لَبِنَتَيْن لبنتيْن، فرآه النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-، فجعل النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- يَنْفُضُ الترابَ عنه ويقول: وَيْحَ عَمّار، يَدْعُوهم إلى الجنة، ويَدْعُونه إلى النَّار، قال: ويقول عمار: أعوذ بالله من الفِتنِ» أخرجه البخاري.
وفي رواية له: أنَّ ابن عباس قال له ولعليّ بن عبد الله: «ائتِيا أبا سعيد فاسمعا من حديثه، قال: فأتيناه وهو وأخوه في حائط لهما، [فسلّمنا] ، فلما رآنا، جاء فاحْتَبَى وجلس. وقال: كنا نَنْقُل لَبِنَ المسجد لَبِنَة لَبنة، وكان عمار ينقل لبِنتين لبِنتين، فمرَّ به النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- ومسح عن رأسِه الغُبار، وقال: ويح عمّار، يدعوهم إلى الجنة، ويدعونه إلى النار، فقال عمار: أعوذ بالله من الفتن» (1) .
قال الحميديُّ: في هذا الحديث زيادة مشهورة، لم يذكرها البخاريُّ أصلاً من طريقَيْ هذا الحديث، ولعلها لم تقع إليه فيهما، أو وقعت فحذفها لغرض قصده في ذلك، وأخرجها أبو بكر البُرْقانيُّ، وأبو بكر الإسماعيلي قبله، وفي هذا الحديث عندهما «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: وَيْحَ عَمَّار، تَقْتُلُهُ الفِئَةُ الباغية، يدعوهم إلى الجنة، ويدعونه إلى النار» قال أبو مسعود [ص:45] الدمشقي في كتابه: لم يذكر البخاري هذه الزيادة، وهي في حديث عبد العزيز بن المختار، وخالد بن عبد الله الواسطي، ويزيد ابن زريع، ومحبوب بن الحسين، وشعبة، كلهم عن خالد الحذَّاء عن عكرمة، ورواه إسحاق عن عبد الوهاب، هكذا. وأما حديث عبد الوهاب الذي أخرجه البخاري، دون هذه الزيادة، فلم يقع إلينا من غير حديث البخاري، هذا آخر ما قاله أبو مسعود الدمشقي، وهو آخر ما قاله الحميديُّ في كتابه.
قلت أنا: والذي قرأته في كتاب البخاري - من طريق أبي الوقت عبد الأول السِّجْزي - رحمه الله - من النسخة التي قرئت عليه، عليها خَطُّه: أمَّا في متن الكتاب، فبحذف الزيادة، وقد كتب في الهامش هذه الزيادة، وصحح عليها وجعلها في جملة الحديث، وأنها من رواية أبي الوقت هكذا، بإضافتها إلى الحديث، وذلك في موضعين من الكتاب، أولهما: في «باب التعاون في بناء المسجد» من «كتاب الصلاة» والثاني: فى «باب مسح الغبار عن الناس في السبيل» في «كتاب الجهاد» وما عدا هذه النسخة، فلم أجد الزيادة فيها، كما قاله الحميدي ومن قبله، والله أعلم.
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الاحتباء) : أن يجمع الرجل بين ركبتيه وظهره بحبل أو نحوه، وهي الحُِبْوة بالضم والكسر، وقد يكون الاحتباء باليدين.
__________
(1) رواه البخاري 1 / 450 و 451 في الصلاة، باب التعاون في بناء المساجد، وفي الجهاد، باب مسح الغبار عن الناس في السبيل.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (3/22) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (3/90) قال: حدثنا محبوب بن الحسن. والبخاري (1/121) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا عبد العزيز بن مختار. وفي (4/25) قال: حدثنا إبراهيم بن موسى، قال: أخبرنا عبد الوهاب.
أربعتهم - شعبة، ومحبوب، وعبد العزيز، وعبد الوهاب - عن خالد الحذاء، عن عكرمة، فذكره.
* رواية شعبة مختصرة على «عمار تقتله الفئة الباغية» .
* أشار المزي في تحفة الأشراف (4248) إلى أن رواية البخاري ليس فيها: «تقتل عمارا الفئة الباغية.» وهي ثابتة في النسخة المطبوعة في الموضعين، ولم يتعقبه ابن حجر في النكت الظراف. والصواب أن هذه اللفظة لم تكن موجودة أصلا في صحيح البخاري، والذي يظهر لنا أن بعض النساخ المتأخرين أدخلوها على الأصل. انظر فتح الباري (1/542) حيث قال الحافظ ابن حجر:
واعلم أن هذه الزيادة لم يذكرها الحميدي في الجمع، وقال: إن البخاري لم يذكرها أصلا، وكذا قال ابن مسعود: قال الحميدي: ولعلها لم تقع للبخاري، أو وقعت فحذفها عمدا قال: وقد أخرجها الإسماعيلي والبرقاني في هذا الحديث. قلت: ويظهر لي أن البخاري حذفها عمدا وذلك لنكتة خفية، وهي أن أبا سعيد الخدري اعترف أنه لم يسمع هذه الزيادة من النبي -صلى الله عليه وسلم- فدل على أنها في هذه الرواية مدرجة، والرواية التي بينت ذلك ليست على شرط البخاري، وقد أخرجها البزار من طريق داود بن أبي هند عن أبي نضرة عن أبي سعيد فذكر الحديث في بناء المسجد وحملهم لبنة لبنة وفيه فقال أبو سعيد: فحدثني أصحابي، ولم أسمعه من رسول الله-صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «يا ابن سمية تقتلك الفئة الباغية. اهوابن سمية هو عمار وسمية اسم أمه. وهذا الإسناد على شرط مسلم، وقد عين أبو سعيد من حدثه بذلك، ففي مسلم والنسائي من طريق أبي سلمة عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال: حدثني من هو خير مني أبو قتادة، فذكره، فاقتصر البخاري على القدر الذي سمعه أبو سعيد من النبي -صلى الله عليه وسلم- دون غيره، وهذا دال على دقة فهمه وتبحره في الاطلاع على علل الأحاديث.
(فائدة) : روى حديث «تقتل عمارا الفئة الباغية» جماعة من الصحابة: منهم قتادة بن النعمان كما تقدم، وأم سلمة عند مسلم، وأبو هريرة عند الترمذي وعبد الله بن عمرو بن العاص عند النسائي، وعثمان بن عفان، وحذيفة وأبو أيوب وأبو رافع وخزيمة بن ثابت ومعاوية وعمرو بن العاص وأبو اليسر وعمار نفسه،
وكلها عند الطبراني وغيره، وغالب طرقها صحيحة أو حسنة، وفيه عن جماعة يطول عدهم.(9/43)
6584 - (ت) عائشة - رضي الله عنها - قالت: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «ما خُيِّرَ عَمَّار بين أمرين إلا اختار أرْشَدَهما» أخرجه الترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أرشد الأمرين) : أصوبهما وأقربهما إلى الحق.
__________
(1) رقم (3800) في المناقب، باب مناقب عمار بن ياسر، ورواه أيضاً أحمد في " المسند "، والحاكم في " المستدرك " من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، وهو حديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (6/113) قال: حدثنا أبو أحمد. قال: حدثنا عبد الله بن حبيب. وابن ماجة (148) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة،قال: حدثنا عبيد الله بن موسى. (ح) وحدثنا علي بن محمد وعمرو بن عبد الله،قالا جميعا: حدثنا وكيع، عن عبد العزيز بن سياه. والترمذي (3799) قال: حدثنا القاسم بن دينار الكوفي،قال: حدثنا عبيد الله بن موسى، عن عبد العزيز بن سياه كوفي. والنسائي في فضائل الصحابة (171) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان،قال: حدثنا عبيد الله بن موسى، قال: أخبرنا عبد العزيز بن سياه.
كلاهما - عبد الله بن حبيب، وعبد العزيز بن سياه - عن حبيب بن أبي ثابت، عن عطاء بن يسار، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه من هذا الوجه من حديث عبد العزيز بن سياه، وهو شيخ كوفي.
وله شاهد عن سالم بن أبي الجعد الأشجعي، عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ابن سمية، ماعرض عليه أمران قط، إلا اختار الأرشد منهما» .
أخرجه أحمد (1/389) (3693) و (1/445) (4249) قال: حدثنا وكيع، عن سفيان، عن عمار بن معاوية الدهني، عن سالم بن أبي الجعد، فذكره.(9/46)
6585 - (س) عمرو بن شرحبيل - رحمه الله - عن رجل من أصحاب رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «مُلئَ عَمَّار إيماناً إلى مُشَاشِهِ» أخرجه النسائي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(مُشاشه) المشاش: جمع مشاشة: وهي رؤوس العظام اللينة التي يمكن مضغها.
__________
(1) 8 / 111 في الإيمان، باب تفاضل أهل الإيمان، وإسناده صحيح، صححه الحافظ وغيره، قال الحافظ في " الفتح ": وروى البزار من حديث عائشة: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " ملئ إيماناً إلى مشاشه "، يعني عماراً، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (8/111) . وفي فضائل الصحابة (168) قال: أخبرنا إسحاق بن منصور وعمرو ابن علي، عن عبد الرحمن، قال: حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن أبي عمار، عن عمرو بن شرحبيل، فذكره.
في فضائل الصحابة لم يذكر: عمرو بن علي.(9/46)
عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -
6586 - (ت) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «لو كنتُ مُؤمِّراً أحداً منهم من غير مشورة لأمَّرتُ عليهم ابنَ أمِّ عبد» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3810) في المناقب، باب مناقب عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، وإسناده ضعيف.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
ضعيف: أخرجه أحمد (1/76) (566) قال: حدثنا أبو سعيد، قال: حدثنا إسرائيل. وفي (1/95) (739) قال: حدثنا وكيع، عن سفيان. وفي (1/107) (846) قال: حدثنا موسى بن داود، قال: حدثنا زهير، عن منصور بن المعتمر. وفي (1/108) (852) قال: حدثنا حسن بن موسى، قال: حدثنا زهير، قال: حدثنا منصور بن المعتمر. وابن ماجة (137) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان. والترمذي (3808) قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن، قال: أخبرنا صاعد الحراني، قال: حدثنا زهير، قال: حدثنا منصور. وفي (3809) قال: حدثنا سفيان بن وكيع، قال: حدثنا أبي، عن سفيان الثوري.
ثلاثتهم - إسرائيل، وسفيان، ومنصور - عن أبي إسحاق، عن الحارث، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث غريب إنما نعرفه من حديث الحارث عن علي.
وبلفظ: «لو كنت مستخلفا أحدا على أمتي عن غير مشورة لاستخلفت عليهم عبد الله بن مسعود.» .
أخرجه النسائي الكبرى الورقة (109/2) قال: أخبرنا عمر بن يحيى بن الحارث، قال: حدثنا المعافى، قال: حدثنا القاسم وهو ابن معن، عن منصور بن المعتمر، عن أبي إسحاق السبيعي، عن عاصم بن ضمرة، فذكره.
قلت: في سند الأول الحارث بن عبد الله الأعور، وفي سند الثاني عاصم بن ضمرة، وهما ضعيفان.(9/46)
6587 - (خ ت) عبد الرحمن بن يزيد (1) - رحمه الله - قال: «سألتُ حذيفةَ عن رجل قريب السَّمْتِ والهَدي والدَّلِّ من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- حتى نأخذَ عنه؟ فقال: ما نعلم أحداً أقربَ سَمْتاً وهَدْياً ودَلاًّ بالنبيِّ - صلى الله عليه وسلم- من ابنِ أمِّ عبد، حتى يتوارى بجدار بيته، ولقد عَلِمَ المحفُوظُون من أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم-: أن ابن أم عبد أقربُهم إلى الله وسيلة» أخرجه البخاري.
وعند الترمذي «أقربهم إلى الله زُلفى» (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(السَّمت والدَّلُّ والهَدْي) : متقاربات، وهي بمعنى السيرة والحالة.
(حتى يتوارى) : قوله: حيى يتوارى: احتراز من الشهادة على الباطل المستور.
(لقد علم المحفوظون) وقوله: لقد علم المحفوظون: يعني: الذين حفظهم الله من تخريف أو تحريف في قولٍ أو فعلٍ.
__________
(1) في الأصل المطبوع: عبد الله ين يزيد وهو خطأ.
(2) رواه البخاري 7 / 80 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب مناقب عبد الله بن مسعود، وفي الأدب، باب الهدي الصالح، والترمذي رقم (3809) في المناقب، باب مناقب عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (5/389) قال: حدثنا حسين بن محمد. وفي (5/401) قال: حدثنا وكيع. والترمذي (3807) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي.
ثلاثتهم - حسين، ووكيع، وعبد الرحمن - عن إسرائيل.
2- وأخرجه أحمد (5/395) قال: حدثنا عفان. وفي (5/402) قال: حدثنا يحيى. والبخاري (5/35) قال: حدثنا سليمان بن حرب. والنسائي في فضائل الصحابة (161) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى.
ثلاثتهم - عفان، ويحيى، وسليمان- عن شعبة.
كلاهما - إسرائيل، وشعبة - عن أبي إسحاق، عن عبد الرحمن بن يزيد، فذكره.
* زاد إسرائيل في روايته: حتى يتوارى منا في بيته، ولقد علم المحفوظون من أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم-، أن ابن أم عبد هو أقربهم إلى الله زلفى.
وبلفظ: «إن أشبه الناس دلا، وسمتا، وهديا، برسول الله -صلى الله عليه وسلم-، لابن أم عبد، من حين يخرج من بيته إلى أن يرجع إليه، لا ندري ما يصنع في أهله إذا خلا.» .
أخرجه أحمد (5/394) قال: حدثنا زائدة. وفي (5/394) أيضا قال: حدثنا محمد بن عبيد. والبخاري (8/31) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: قلت لأبي أسامة: حدثكم.
ثلاثتهم - زائدة، ومحمد بن عبيد، وأبو أسامة - عن الأعمش، قال: سمعت شقيقا، فذكره.
وبلفظ: «ما أعلم أحدا أقرب سمتا، وهديا، ودلا، برسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى يواريه جدار بيته، من ابن أم عبد» .
أخرجه أحمد (5/395) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا شعبة، عن وليد بن العيزار، عن أبي عمرو الشيباني، فذكره.(9/47)
6588 - (خ م س) مسروق وشقيق - رحمهما الله - قال مسروق: قال عبد الله: «والذي لا إله غيره، ما أُنزلت سورة من كتاب الله إلا أنا أعلم [ص:48] أين أنزلت، ولا أنزلت آية من كتاب الله إلا أنا أعلم فيم أُنزلت، ولو أعلم أحداً أعلم مني بكتاب الله تبلغُه الإبل لركبتُ إليه» .
وفي رواية شقيق قال: «خطبنا عبدُ الله بنُ مسعود، فقال: على قراءة من تأمروني أن أقرأ؟ والله لقد أخذت القرآن من فيّ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-» .
وفي رواية: «لقد قرأت على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- بضعاً وسبعين سورة، ولقد علم أصحاب رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- أنِّي من أعلمهم بكتاب الله، وما أنا بخيرهم، ولو أعلَمُ أن أحداً أعلم مني لرَحلْتُ إليه» .
قال شقيق: «فجلستُ في الحلَقِ أسْمَعُ ما يقولون، فما سمعتُ رادّاً يقول غير ذلك، ولا يعيبه» أخرجه مسلم، وأخرج البخاري الثانية.
وفي رواية النسائي قال: «خطبنا ابن مسعود فقال: كيف تأمرونني أن أقرأ على قراءة زيد بن ثابت، بعد ما قرأتُ مِنْ فِيّ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- بِضْعاً وسبعين سورة، وإنَّ زيداً مع الغلمان له ذؤابتان» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 9 / 43 و 44 في فضائل القرآن، باب القراءة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومسلم رقم (2462) في فضائل الصحابة، باب من فضائل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، والنسائي 8 / 134 في الزينة، باب الذؤابة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (6/230) قال: حدثنا عمر بن حفص، قال: حدثنا أبي. ومسلم (7/148) قال: حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا قطبة.
كلاهما - حفص بن غياث، وقطبة بن عبد العزيز - عن الأعمش، قال: حدثنا مسلم، عن مسروق، فذكره.
والرواية الثانية:
أخرجها البخاري (6/229) قال: حدثنا عمر بن حفص، قال: حدثنا أبي. ومسلم (7/148) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، قال: أخبرنا عبدة بن سليمان. والنسائي في فضائل القرآن (22) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا عبدة.
كلاهما - حفص بن غياث، وعبدة - عن سليمان الأعمش، عن شقيق أبي وائل، فذكره.
* صرح الأعمش بالتحديث في رواية حفص بن غياث عند البخاري.
وبلفظ: «لقد أخذت من في رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بضعا وسبعين سورة، وزيد بن ثابت غلام له ذؤابتان، يلعب مع الغلمان.» .
أخرجه أحمد (1/411) (3906) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا عبد الواحد. والنسائي (8/134) قال: أخبرني إبراهيم بن يعقوب، قال: حدثنا سعيد بن سليمان، قال: حدثنا أبو شهاب.
كلاهما- عبد الواحد بن زياد، وعبد ربه بن نافع أبو شهاب الحناط - عن الأعمش، عن أبي وائل شقيق ابن سلمة، فذكره.
وبلفظ: «قرأت من في رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سبعين سورة، وزيد بن ثابت له ذؤابة في الكتاب» .
أخرجه أحمد (1/389) (3697) و (1/405) (3846) و (1/442) و (4218) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان. وفي (1/414) (3929) قال: حدثنا أسود بن عامر، قال: أخبرنا إسرائيل.
كلاهما - سفيان، وإسرائيل - عن أبي إسحاق، عن خمير بن مالك، فذكره.
* رواية إسرائيل: «قرأت من فم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سبعين سورة. أفأترك ما أخذت من في رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟» . وبلفظ: «على قراءة من تأمروني أقرأ؟ لقد قرأت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بضعا وسبعين سورة، وإن زيدا لصاحب ذؤابتين يلعب مع الصبيان.» ..
أخرجه النسائي (8/134) قال: أخبرنا الحسن بن إسماعيل بن سليمان، قال: حدثنا عبدة بن سليمان، عن الأعمش، عن أبي إسحاق، عن هبيرة بن يريم، فذكره.(9/47)
6589 - (خ م ت) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال: «قَدِمْتُ أنا وأخي من اليمن، فمكثنا حِيناً، وما نرى أن ابن مسعود وأمه إلا من أهل بيت رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- من كثرة دخولهم على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، [ص:49] ولزومهم له» أخرجه البخاري ومسلم والترمذي (1) .
__________
(1) رواه البخاري 7 / 80 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب مناقب عبد الله بن مسعود، وفي المغازي، باب قدوم الأشعريين وأهل اليمن، ومسلم رقم (2460) في فضائل الصحابة، باب من فضائل عبد الله بن مسعود وأمه رضي الله عنهما، والترمذي رقم (3808) في المناقب، باب مناقب عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (4/401) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: حدثنا سفيان. والبخاري (5/35) قال: حدثني محمد بن العلاء، قال: حدثنا إبراهيم بن يوسف بن أبي إسحاق، قال: حدثني أبي. وفي (5/218) قال: حدثني عبد الله بن محمد، وإسحاق بن نصر، قالا: حدثنا يحيى ابن آدم، قال: حدثنا ابن أبي زائدة، عن أبيه. ومسلم (7/147) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، ومحمد بن رافع، قال إسحاق: أخبرنا، وقال ابن رافع: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا ابن أبي زائدة عن أبيه. (ح) وحدثنيه محمد بن حاتم، قال: حدثنا إسحاق بن منصور، قال: حدثنا إبراهيم بن يوسف، عن أبيه. (ح) وحدثنا زهير بن حرب ومحمد بن المثنى وابن بشار، قالوا: حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان. والترمذي (3806) قال: حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا إبراهيم بن يوسف بن أبي إسحاق، عن أبيه. والنسائي في فضائل الصحابة (159) قال: أخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا سفيان. وفي (282) قال: النسائي أخبرنا عبدة بن عبد الله، قال: أخبرنا يحيى -هو ابن آدم - قال: أخبرنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، عن أبيه.
ثلاثتهم - سفيان، ويوسف بن أبي إسحاق، وزكريا بن أبي زائدة - عن أبي إسحاق، عن الأسود بن يزيد، فذكره.(9/48)
6590 - (م) أبو الأحوص عوف بن مالك - رحمه الله - قال: «شهدت أبا موسى وأبا مسعود الأنصاري - رضي الله عنهما - حين مات ابن مسعود، فقال أحدهما لصاحبه: أتُراه ترك بعده مثله؟ فقال: إن قلتَ ذلك إن كان ليؤذَنُ له إذا حُجِبْنا، ويشهدُ إذا غِبنا» .
وفي رواية قال: «كنَّا في دار أبي موسى مع نَفَر من أصحاب عبد الله وهم ينظرون في مُصحف، فقام عبد الله، فقال أبو مسعود: ما أعلمُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- ترك بعده أعلم بما أنزل الله من هذا القائم، فقال أبو موسى: [أما] لئن قلتَ ذلك لقد كان يؤذَنُ له إذا حُجبنا، ويشهدُ إذا غِبنا» .
وفي رواية: قال زيد بن وهب الجهني: «كنتُ جالساً مع حذيفة وأبي موسى ... وساق الحديث» أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (2461) في فضائل الصحابة، باب من فضائل عبد الله مسعود رضي الله عنه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مسلم (7/147) قال: حدثنا محمد بن المثنى وابن بشار، قالا: حدثنا محمد ابن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن أبي إسحاق. (ح) وحدثنا أبو كريب محمد بن العلاء، قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا قطبة، هو ابن عبد العزيز، عن الأعمش، عن مالك بن الحارث. وفي (7/148) قال: حدثني القاسم بن زكرياء، قال: حدثنا عبيد الله - هو ابن موسى- عن شيبان، عن الأعمش، عن مالك بن الحارث. والنسائي في فضائل الصحابة (156) قال: أخبرنا محمد بن رافع، قال حدثنا يحيى بن آدم،قال حدثنا قطبة، عن الأعمش، عن مالك بن الحارث.
كلاهما - أبو إسحاق، ومالك بن الحارث - عن أبي الأحوص، فذكره.(9/49)
6591 - ( [م] ت) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: لما نزلَتْ [هذه الآية] {لَيْسَ على الَّذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيما [ص:50] طَعِمُوا ... } إلى آخر الآية [المائدة: 93] قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «قيل لي: أنتَ منهم» [أخرجه مسلم] .
وفي رواية الترمذي قال [عبد الله بن مسعود] : لما نَزَلَتْ - وقرأ الآية - قال لي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «أنتَ منهم» (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (2459) في فضائل الصحابة، باب من فضائل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، والترمذي رقم (3056) في التفسير، باب ومن سورة المائدة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مسلم (7/147) قال: حدثنا منجاب بن الحارث التميمي، وسهل بن عثمان، وعبد الله بن عامر بن زرارة الحضرمي، وسويد بن سعيد، والوليد بن شجاع. والترمذي (3053) قال: حدثنا سفيان بن وكيع، قال: حدثنا خالد بن مخلد. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (9427) عن أحمد بن عثمان بن حكيم الأودي، عن خالد بن مخلد.
ستتهم - منجاب، وسهل، وعبد الله بن عامر، وسويد، والوليد، وخالد - عن علي بن مسهر، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، فذكره.(9/49)
أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه-
6592 - (ت) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «ما أظلَّتِ الخضراء، ولا أقلَّتِ الْغَبْرَاءُ أصدَقَ مِنْ أبي ذرّ» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3803) في المناقب، باب مناقب أبي ذر الغفاري رضي الله عنه، وقال الترمذي: هذا حديث حسن، وهو كما قال.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/163) (6519) قال: حدثنا ابن نمير. وفي (2/175) (6630) و (2/223) (7078) قال: حدثنا يحيى بن حماد، قال: حدثنا أبو عوانة. وابن ماجة (156) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا عبد الله بن نمير. والترمذي (3801) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا ابن نمير.
كلاهما - ابن نمير، وأبو عوانة - عن الأعمش، عن عثمان بن عمير أبي اليقطان، عن أبي حرب بن أبي الأسود الديلي، فذكره.
* في رواية أبي عوانة. عثمان بن قيس - وهو عثمان بن عمير - انظر تهذيب التهذيب (7/الترجمة 292) .
وقال الترمذي: هذا حديث حسن.(9/50)
6593 - (ت) أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه - قال: قال [لي] رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «ما أظلَّتِ الخضراءُ، ولا أقلَّتِ الغبراءُ مِنْ ذِي لَهْجَة أصْدَقَ ولا أوْفى مِن أبي ذرّ، شبهِ عيسى ابن مريم، فقال عمرُ بنُ الخطاب كالحاسد (1) : يا رسولَ الله أفنعرِفُ ذلك له؟ قال: نعم فاعرِفوه» .
أخرجه الترمذي، وقال: وقد روى بعضهم هذا الحديث فقال: «أبو ذر يمشي في الأرض بزهد عيسى ابن مريم» (2) .
__________
(1) أي: حسد غبطة، وهو حسد محمود.
(2) رواه الترمذي رقم (3804) في المناقب، باب مناقب أبي ذر الغفاري رضي الله عنه، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، وهو كما قال.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (3802) قال: حدثنا العباس العنبري. قال: حدثنا النضر بن محمد. قال: حدثنا عكرمة بن عمار. قال: حدثني أبو زميل - هو سماك بن الوليد الحنفي - عن مالك بن مرثد، عن أبيه، فذكره.
* قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه.(9/50)
6594 - (خ م) أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه - قال عبدُ الله بن الصامت: قال أبو ذر: خرجنا من قومنا غِفار، وكانوا يُحِلُّون الشهر الحرام قال: فخرجتُ أنا وأخي أُنَيْس وأمُّنا، فنزلنا على خالٍ لنا، فأكرمنا خالُنا وأحسنَ إلينا، فَحسدَنا قومُه، فقالوا: إنك إذا خرجتَ عن أهلِكَ خالَفَ إليهم أنيس، فجاء خالُنا فَنَثَا علينا الذي قيل له، فقلتُ: أمَّا ما مضى من معروفك، فقد كدَّرتَه، ولا جِمَاعَ لنا فيما بعد، فقرَّبْنا صِرْمَتَنَا، فاحتملنا عليها، وتغطَّى خالنا بثوبه، فجعل يبكي، فانطلقنا حتى نزلنا بحَضْرة مكة، فَنافَر أُنيس عن صِرْمَتِنا وعن مثلها، فأتيا الكاهِنَ فَخَيّرَ أُنَيْساً، فأتانا أنيس بصِرْمتِنا ومثلها معها، قال: وقد صلّيتُ يا ابن أخي قبل أن ألقى رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- بثلاث سنين، قلتُ: لِمَنْ؟ قال: لله تعالى، قلتُ: فأين تَوَجَّهُ؟ قال: أتوجه حيث يُوجِّهُني رَبِّي أصَلِّي عشاء، حتى إذا كان من آخر الليل أُلقِيتُ كأني خِفاء، حتى تَعلُوَني الشمسُ، فقال أُنَيْس: إن لي حاجة بمكة، فاكفِني، فانطلق أُنَيْس، حتى أتى مكة، فراثَ عليَّ، ثم جاءَ، فقلتُ: ما صنعتَ؟ قال: لقيتُ رجلاً بمكةَ على دينِكَ يزعُمُ أن الله أرسلَه، قلتُ: فما يقول الناس؟ قال: يقولون: شاعر، كاهن، ساحر، وكان أُنيس، أحدَ الشعراء، قال أنيس: لقد سمعتُ قولَ الكهنة، فما هو بقولهم، ولقد وضعتُ قوله على أقراء الشعر، فما يلتئم على لسان أحد بعدي أنه شعر، والله إنه لصادق، [ص:52] وإنهم لكاذبون، قال: قلتُ: فاكْفِني حتى أذهبَ فأنظُرَ، قال: فأتيتُ مكةَ فتضعَّفْتُ رجلاً منهم (1) ، فقلت: أين هذا الذي تدعونه الصّابئَ؟ فأشار إليَّ، فقال: الصَّابئ؟ فمال عَلَيَّ أهلُ الوادي بكل مَدَرة وعَظْم، حتى خررتُ مغشياً عليَّ، قال: فارتفعتُ [حين ارتفعتُ] كأني نُصُب أحمرُ، قال: فأتيت زَمْزَمَ، فَغَسَلْتُ عنِّي الدماءَ، وشَرِبْتُ من مائها، ولقد لبثتُ يا ابن أخي ثلاثين، بين ليلة ويوم، وما كان لي طعام إلا ماء زمزم، فسمنتُ حتى تكسَّرتْ عُكَنُ بطني، وما وجَدْتُ على كبدي سُخْفةَ جوع، قال: فبينما أهل مكة في ليلة قَمراءَ إضْحيانَ، إذ ضُرب على أصمختهم، فما يطوف بالبيت أحد، إلا امرأتان منهم تَدْعُوَان إسافا ونائلة، قال: فأتتا عَليَّ في طوافهما، فقلت: أنكحا أحدهما الأخرى، قال: فما تَناهتا عن قولهما، قال: فأتتا عليَّ، فقلتُ: هَن مثل الخشبة - غير أني لا أكْنِي - فانْطَلقتا تُوَلْوِلاَن، وتقولان: لو كان هاهنا أحد من أنفارنا؟ قال: فاسْتَقبَلهما رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- وأبو بكر، وهما هابِطان، قال: ما لكما؟ قالتا: الصَّابيُ بين الكعبة وأستارها، قال: ما قال لكما؟ قالتا: إنه قال لنا كلمة تملأ الفم، وجاء رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- حتى اسْتَلم الحجَر، وطاف بالبيت هو وصاحبُه، ثم صلى، فلما قضى صلاته، قال أبو ذرّ، فكنتُ أوَّلَ من حَيَّاه بتحية الإسلام، [قال: فقلت: السلام عليك يا رسول الله] فقال: وعليك ورحمةُ الله، ثم قال: ممن [ص:53] أنت؟ قلت: من غِفار، قال: فأهْوَى بيده، فوضع أصابعه على جبهته، فقلتُ في نفسي: كره أن انْتَمَيْتُ إلى غِفار، فذهبتُ آخُذُ بيده، فَقَدَعني صاحبُه، وكان أعلمَ به مني، ثم رفع رأسه، فقال: متى كنت هاهنا؟ قال: [قلت] : كنتُ هاهنا منذ ثلاثين، بين ليلة ويوم، قال: فمن كان يُطعمك؟ قال: قلتُ: ما كان لي طعام إلا ماءُ زمزم، فَسَمِنْتُ حتى تكسَّرتْ عُكَنُ بطني، وما أجد على كبدي سَخْفَةَ جوعِ، قال: إنها مباركة، إنها طعامُ طُعْم، فقال أبو بكر: يا رسولَ الله، ائْذَنْ لي في طعامه الليلةَ، فانطلق رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- وأبو بكر، وانطلقتُ معهما، ففتح أبو بكر باباً، فجعل يقبض لنا من زبيب الطائف، وكان ذلك أولَ طعام أكلته بها، ثم غَبَرْتُ ما غَبَرْتُ، ثم أتيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: إنه قد وُجِّهَتْ لي أرض ذات نخل، لا أراها إلا يَثْربَ، فهل أنت مُبلّغ عني قومَك، عسى الله أن ينفعَهم بك، ويأجُرَك فيهم؟ فأتيتُ أُنَيْسَاً، فقال: ما صَنَعْتَ؟ قلتُ: صنعتُ أني قد أسلمتُ وصدَّقتُ، قال: ما بي رغبة عن دينك، فإني قد أسلمتُ وصدَّقتُ، فأتينا أُمَّنا، فقالت: ما بي رغبة عن دينكما، فإني قد أسلمتُ وصدَّقت، فاحْتَمَلْنا حتى أتينا قومَنا غِفاراً، فأسْلَم نصفُهم، وكان يؤمُّهم أيْمَاءُ ابن رَحَضَة الغفاري، وكان سيِّدَهم، وقال نصفُهم: إذا قَدِمَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- المدينة أسلمنا، فَقَدِمَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-[المدينة] ، فأسلم نصفُهم الباقي، وجاءتْ [ص:54] أسْلَمُ، فقالوا: يا رسول الله، إخوانُنا نُسلمُ على الذي أسلموا عليه، فأسلموا، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «غِفَارُ غَفَر الله لها، وأسلَمُ سالمها الله» .
زاد بعض الرواة - بعد قول أبي ذر لأخيه: «فاكْفِني حتى أذْهَب فأنظرَ» - «قال: نعم، وكن على حذر من أهل مكة، فإنهم قد شَنِفُوا له وتَجَهَّموا» .
وفي رواية قال: «فتنافرا إلى رجل من الكهَّان، [قال] : فلم يزل أخي [أُنَيْس] يمدحه حتى غلبه، فأخذنا صِرْمته [فضممناها إلى صِرْمتنا] » .
أخرجه مسلم، وأعاد مسلم طرفاً منه، وهو قوله: «أسْلَمُ سالمها الله، وغِفَارُ غفر الله لها» .
وفي رواية البخاري ومسلم عن عبد الله بن عباس قال: «ألا أخبركم بإسلام أبي ذر؟ قلنا: بلى، قال: قال أبو ذر: كنتُ رجلاً من غفار، فبلغَنا أن رجلاً خرج بمكة يزعم أنه نبيّ، فقلتُ لأخي: انطلق إلى هذا الرجل فكلِّمْه، وائْتِني بخبره» .
وفي رواية: أنَّ ابن عباس قال: «لما بلغ أبا ذرّ مبعثُ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- بمكة، قال لأخيه: اركب إلى هذا الوادي، فَاعْلَمْ لي عِلْمَ هذا الرجل الذي يزعم أنه نبيّ يأتيه الخبرُ من السماء، واسمع من قوله، ثم ائْتِني، فانطَلق حتى قَدِمَ مكة، وسمع من قوله، ثم رجع إلى أبي ذر، فقال: رأيتُه يأمر بمكارم [ص:55] الأخلاق، وكلاماً ما هو بالشِّعر، فقال: ما شَفَيْتَني فيما أردتُ، فتَزَوَّدَ وحمل شَنَّة له فيها ماء، حتى قَدِمَ مكةَ، فأتى المسجد، فالتمس النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- ولا يعرفُه، وكره أن يسأل عنه، حتى أدركه الليل، فَاضْطَجَع، فرآه عليّ، فعرف أنه غريب، فلما رآه تَبِعه، فلم يسأل واحد منهما صاحبه عن شيء حتى أصبح، ثم احْتَمل قِرْبتَه وزاده إلى المسجد، فظل ذلك اليوم، ولا يرى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- حتى أمسى، فعاد إلى مَضْجَعِه، فمرَّ به عليّ، فقال: ما آن للرجل أن يعلم منزله؟ فأقامه فذهب [به] معه، ولا يسأل واحد منهما صاحبه عن شيء، حتى إذا كان يوم الثالث فعل مثل ذلك، فأقامه عليّ معه، فقال: ألا تحدِّثني ما الذي أقْدَمَك هذا البلدَ؟ قال: إن أعطيتَني عهداً وميثاقاً لَتُرشِدَنِّي فعلتُ، ففعل، فأخبره، فقال: إنه حق، وهو رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- فإذا أصبحتَ فاتَّبعني، فإني إن رأيتُ شيئاً أخافه عليك قمتُ كأني أُرِيق الماءَ، فإن مضيتُ فاتَّبعني حتى تدخل مَدْخَلي، ففعل، فانطلق يَقْفُوه حتى دخل على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، ودخل معه، فسمع من قوله، فأسلم مكانَه، فقال له النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: ارْجِع إلى قومك فأخبرهم، حتى يأتيك أمري، فقال: والذي نفسي بيده، لأصْرُخَنَّ بها بين ظَهرانَيْهم، فخرج حتى أتى المسجد، فنادى بأعلى صوته: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً رسولُ الله، وثار القومُ، فضربوه حتى أضْجَعوه، وأتى العبّاسُ، فأكبَّ عليه، وقال: ويلكم، ألستم [ص:56] تعلمون أنه من غفار، وأن طريق تُجَّاركم إلى الشام عليهم؟ فأنقَذه منهم، ثم عاد من الغد بمثلها، وثاروا إليه فضربوه، فأكبَّ عليه العباس فأنقذه» .
وفي الرواية الأخرى «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال له لما أسلم: يا أبا ذر، اكْتم هذا [الأمر] ، وارجع إلى بلدك، فإذا بلغك ظهورُنا فأقْبِلْ، قال: فقلت: والذي بعثك بالحق، لأصرُخَنَّ بها بين أظهرهم ... وذكر نحوه» .
قال: فكان هذا أول إسلام أبي ذر - رضي الله عنه - (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(نثا) الحديث ينثُوه نثواً: إذا أظهره.
(لا جماع) أي: لا مجامعة لنا معك ولا مُقام.
(صِرمتنا) الصِّرمة: القطعة من الإبل نحو الثلاثين.
(فنافر) المنافرة: المحاكمة تكون في تفضيل أحد الشيئين على الآخر، يقال: نافرته، فنفَرته، أي: حاكمته، فغلبته، ونفَّره الحاكم في المنافرة، أي: غَلَبه وحكم له.
(خِفاء) الخفاء بالخاء المعجمة وكسرها: كساء يطرح على السقاء [ص:57] وبالجيم المضمومة - ما رمى به السيل مما يطفو على رأسه من زبد وغيره، والذي في الحديث هو الأول.
(فراث) راث فلان علينا: أبطأ.
(أقراء الشعر: طرائقه وأنواعه، واحدها: قرء - بفتح القاف.
(مدرة) المَدَرَة: الطينة المستحجرة.
(نصب) النُّصُب: الحجر أو الصنم الذي كانوا ينصبونه في الجاهلية ويذبحون عليه، فيحمر من كثرة دم القربان والذبائح، أراد: أنهم ضربوه حتى أدموه، فصار كأنه نُصُب أحمر.
(سَخفة جوع) سَخفة الجوع: رقته وهزاله.
(ليلة إضحيان) وإضحيانة، أي: مضيئة لا غيم فيها، فقمرها ظاهر يظيئُها.
(ضرب على أصمختهم) الأصمخة: جمع صماخ، وهو ثقب الأذن، والضرب هاهنا: المنع من الاستماع، وذلك كناية عن النوم المفرط.
(إسافاً ونائلة) إساف ونائلة: صنمان تزعم العرب أنهما كانا رجلاً وامرأة زنيا في الكعبة فَمُسِخا.
(هَنٌ) الهن: عنى به الذَّكَر.
(لا أَكني) قوله: «غير أني لا أكني» يعني: أنه أفصح باسمه، ولم [ص:58] يَكْنِ عنه، فيكون قد قال: أيْرٌ مثل الخشبة، فلما أراد أن يحكي قوله كنى فقال: «هَنٌ مثل الخشبة، غير أني لا أكني» .
(تولولان) الوَلولة: الاستغاثة والصياح.
(أنفارنا) الأنفار: الجماعة، أي: من أصحابنا وجماعتنا، وهو من النفر الذي هو من الثلاثة إلى العشرة.
(تملأ الفم) قولها: تملأ الفم، أي: أنها عظيمة.
(قَدَعته) لا يجوز أن يقال: قدعته، أي: منعته وكففته.
(طعامُ طعمٍ) يقال: هذا طعامُ طعم، أي: طعام شبع، يعني، أنه يُشْبِع ويكفُّ الجوع ويكفي منه.
(غبرت) الغابر هاهنا: الباقي، وهو من الأضداد.
(شَنِفوا له) أي: أبغضوه ونفروا منه، والشَّنَف: البغض، تقول: شنِفتُه، وشنِفت له.
(تجهَّموا) تجهمت لفلان، أي: تنكَّرْتُ له واستقبلته بما يكره، وفلان جهم المحيَّا، أي: كريه المنظر.
(الشَّنَّة) : الزق البالي الذي يحمل فيه الماء.
__________
(1) أي: نظرت إلى أضعفهم فسألته.
(2) رواه البخاري 7 / 132 و 133 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب قصة إسلام أبي ذر، وفي الأنبياء، باب قصة إسلام أبي ذر، ومسلم رقم (2473) في فضائل الصحابة، باب من فضائل أبي ذر رضي الله عنه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (5/174) قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا سليمان بن المغيرة. وفي (5/175) قال: حدثنا هدبة، قال: حدثنا سليمان بن المغيرة. والدارمي (2527) و (2642) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة، قال: حدثنا سليمان بن المغيرة. والبخاري في الأدب المفرد (1035) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة. قال: حدثنا سليمان بن المغيرة. ومسلم (7/152 و 176) قال: حدثنا هداب ابن خالد الأزدي. قال: حدثنا سليمان بن المغيرة. وفي (7/155) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي. قال: أخبرنا النضر بن شميل. قال: حدثنا سليمان بن المغيرة. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى العنزي، قال: حدثنا ابن أبي عدي. قال: أنبأنا ابن عون. والنسائي في عمل اليوم والليلة (339) قال: أخبرنا محمد بن إدريس، قال: حدثنا آدم. قال: حدثنا سليمان بن المغيرة.
كلاهما - سليمان بن المغيرة، وعبد الله بن عون - عن حميد بن هلال، عن عبد الله بن الصامت، فذكره الروايات ألفاظها متقاربة، ومطولة ومختصرة.
والبخار (3861) قال: حدثني عمرو بن عباس، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: حدثنا المثنى، عن أبي جمرة، عن ابن عباس، فذكره.(9/51)
حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه-
6595 - (ت) حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه - قال: «سألتني أمي: [ص:59] متى عَهْدُك برسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-؟ فقلت: مالي به عهد منذ كذا وكذا، فَنَالتْ مني، فقلتُ لها: دعيني آتي رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، فأُصلِّي معه المغرب، وأسأله أن يستغفر لي ولك، فأتيتُه، فصلّيتُ معه المغرب، ثم قام فصلَّى حتى صلى العشاءَ، ثم انْفَتََلَ، فَتبِعتُه، فسمع صوتي، فقال: مَن هذا، حذيفة؟ قلت: نعم، فقال: ما حاجتُك؟ غفر الله لك ولأُمِّك، [قال] : إن هذا مَلَكٌ لم ينزل إلى الأرض قطّ قبل هذه الليلة، استأذن ربه أن يُسلّم عليَّ ويبشِّرَني أن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة، وأن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3783) في المناقب، باب مناقب الحسن والحسين رضي الله عنهما، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، وهو كما قال.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (5/391) قال: حدثنا حسين بن محمد. وفي (5/404) مختصرا قال: حدثنا زيد ابن الحباب. والترمذي (3781) قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن، وإسحاق بن منصور، قالا: أخبرنا محمد بن يوسف. والنسائي في فضائل الصحابة (193) قال: أخبرنا الحسين بن منصور قال: حدثنا الحسين بن محمد، أبو أحمد. وفي (260) قال: أخبرنا القاسم بن زكرياء بن دينار، قال: حدثني زيد بن حباب. وفي الكبرى (357) مختصرا قال: أخبرنا أحمد بن سليمان، قال: حدثنا زيد بن حباب. وابن خزيمة (1194) مختصرا قال: حدثنا أبو عمر، حفص بن عمرو الربالي، قال: حدثنا زيد ابن حباب.
ثلاثتهم - حسين، وزيد، ومحمد بن يوسف - عن إسرائيل بن يونس، عن ميسرة بن حبيب، عن المنهال ابن عمرو، عن زر بن حبيش، فذكره.
قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، لا نعرفه إلا من حديث إسرائيل.
وبنحوه: أخرجه أحمد (5/392) قال: حدثنا أسود بن عامر، قال: حدثنا إسرائيل، عن ابن أبي السفر، عن الشعبي، فذكره.(9/58)
6596 - (ت) حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه - قال: «قالوا: يا رسول الله لو اسْتَخْلَفْتَ؟ قال: إني إن اسْتَخْلَفْتُ فعصَيْتُم خليفتي عُذِّبْتُم، ولكن ما حدَّثكم حذيفةُ فصدّقوه، وما أقرَأكم عبد الله بن مسعود فَاقْرؤوه» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3814) في المناقب، باب مناقب حذيفة بن اليمان رضي الله عنه، وإسناده ضعيف، ومع ذلك فقد حسنه الترمذي.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (3812) قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن، قال: أخبرنا إسحاق بن عيسى، عن شريك، عن أبي اليقظان، عن زادان، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن، وهو حديث شريك.(9/59)
سعد بن معاذ - رضي الله عنه-
6597 - (خ م ت) أبو إسحاق - رضي الله عنه - قال: قال البراء [ص:60] بن عازب: «أُهْديَ للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم- ثوبُ حرير، فجعلنا نَلْمَسُه ونتعجِب منه، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: أتعجبون من هذا؟ قلنا: نعم، قال: مناديلُ سعد بن معاذ في الجنة خير من هذا» .
وفي رواية: «أتعجبون من لِينِ هذه؟ لَمناديلُ سعد بن معاذ في الجنة خير منها وألْيَنُ» .
وفي أخرى «والذي نفسي بيده، لَمناديلُ سعد في الجنة خير من هذا» أخرجه البخاري ومسلم، وأخرج الترمذي الأولى (1) .
__________
(1) رواه البخاري 10 / 245 في اللباس، باب من مس الحرير من غير لبس، وفي بدء الخلق، باب ما جاء في صفة الجنة، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب مناقب سعد بن معاذ، وفي الأيمان والنذور، باب كيف كانت يمين رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومسلم رقم (2468) في فضائل الصحابة، باب فضائل سعد بن معاذ، والترمذي رقم (3846) في المناقب، باب مناقب سعد بن معاذ رضي الله عنه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (4/289) قال: حدثنا يحيى. وفي (4/301) قال: حدثنا وكيع. والبخاري (4/144) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى بن سعيد.
والترمذي (3847) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا وكيع.
والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (1850) عن محمد بن المثنى، عن يحيى.
كلاهما - يحيى، ووكيع - عن سفيان الثوري.
2- وأخرجه أحمد (4/294) قال: حدثنا أسود بن عامر. والبخاري (7/194) قال: حدثنا عبيد الله بن موسى.
كلاهما - أسود، وعبيد الله - عن إسرائيل. قال أسود: أخبرنا إسرائيل أو غيره.
3- وأخرجه أحمد (4/302) قال: حدثنا محمد بن جعفر. والبخاري (5/44) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا غندر. ومسلم (7/150) قال: حدثنا محمد بن المثنى، وابن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر. وفي (7/151) قال: حدثنا أحمد بن عبدة الضبي، قال: حدثنا أبو داود. وفيه (7/151) قال: حدثنا محمد بن عمرو بن جبلة، قال: حدثنا أمية بن خالد.
ثلاثتهم - ابن جعفر غندر، وأبو داود، وأمية عن شعبة.
4- وأخرجه البخاري (8/163) قال: حدثنا محمد هو ابن سلام- وابن ماجة (157) قال: حدثنا هناد بن السري. قالا (ابن سلام، وهناد) حدثنا أبو الأحوص.
أربعتهم - سفيان، وإسرائيل، وشعبة، وأبو الأحوص - عن أبي إسحاق، فذكره.(9/59)
6598 - (خ م ت س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «أُهديَ لرسول الله - صلى الله عليه وسلم- جُبَّة من سُندس - وكان ينهى عن الحرير - فَعجِبَ الناسُ منها، فقال: والذي نَفْسُ محمد بيده، إن مناديل سعد بن معاذ في الجنة أحسن من هذا» .
قال البخاري: وقال سعيد عن قتادة عن أنس: «إن أُكيْدرَ دُومَةَ أهْدى» وأخرج مسلم «أن أُكيدرَ دُومةِ الْجَنْدَلِ أهدى ... بنحوه» ولم [ص:61] يذكر فيه «وكان ينهى عن الحرير» وفي أخرى له بنحوه.
وفي رواية الترمذي والنسائي عن واقد بن عمرو بن سعد بن معاذ قال: «قدم أنس بن مالك فأتيتُه، فقال: مَن أنت؟ فقلت: أنا واقد بن عمرو [بن سعد بن معاذ] قال: فبكى، وقال: إنك لَشَبِيهٌ بسعد، وإن سعداً كان من أعظم الناس وأطولهم، وإنه بُعِثَ إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- جُبَّة من ديباج، مَنْسُوج فيها الذهب، فلبسها رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فصعِد المنبر، فقام - أو قعد - فجعل الناس يلمسونها، فقالوا: ما رأينا كاليوم ثَوباً قطُّ، فقال: أتعجبون من هذا؟ لَمَناديل سعد في الجنة خير مما ترون» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(السُّندس) : الحرير، وما رقّ من الإبريسيم.
(دُومة الجندل) بضم الدال وفتحها: موضع.
(وأُكيدر) : مقدَّمه وصاحبه، وهو أُكيدر بن عبد الملك.
__________
(1) رواه البخاري 5 / 169 في الهبة، باب قبول الهدية من المشركين، وفي بدء الخلق، باب ما جاء في صفة الجنة، ومسلم رقم (2469) في فضائل الصحابة، باب من فضائل سعد بن معاذ رضي الله عنه، والترمذي رقم (1723) في اللباس، باب رقم (3) ، والنسائي 8 / 199 في الزينة، باب لبس الديباج المنسوج بالذهب.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (3/206) قال: حدثنا روح. وفي (3/209) و (277) قال: حدثنا سليمان بن داود، أبو داود. ومسلم (7/151) قال: حدثنا أحمد بن عبدة، قال: أخبرنا أبو داود. (ح) وحدثنا محمد بن عمرو بن جبلة، قال: حدثنا أمية بن خالد.
ثلاثتهم - روح، وأبو داود، وأمية - عن شعبة.
2- وأخرجه أحمد (3/229) وعبد بن حميد (1200) ، والبخاري (3/214) و (4/144) قال: حدثنا عبد الله بن محمد، ومسلم (7/151) قال: حدثنا زهير بن حرب.
أربعتهم - أحمد، وعبد، وعبد الله، وزهير - قالوا: حدثنا يونس بن محمد، قال: حدثنا شيبان.
3- وأخرجه أحمد (3/234) قال: حدثنا عبد الوهاب، عن سعيد بن أبي عروبة.
4- وأخرجه مسلم (7/151) قال: حدثناه محمد بن بشار. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (1316) عن عمرو بن علي.
كلاهما - عن سالم بن نوح، قال: حدثنا عمر بن عامر.
أربعتهم - شعبة، وشيبان، وسعيد، وعمر - عن قتادة، فذكره وبلفظ «أهدي أكيدر دومة لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- جبة، فتعجب الناس من حسنها»
1- أخرجه الحميدي (1203) وأحمد (3/111) قالا: حدثنا سفيان.
2- وأخرجه أحمد (3/229) قال: حدثنا يونس، وإسحاق بن عيسى، وفي (3/251) قال: حدثنا عفان. وأبو داود (4047) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل.
أربعتهم - يونس، وإسحاق، وعفان، وموسى - قالوا: حدثنا حماد بن سلمة.
كلاهما - سفيان، وحماد - عن علي بن زيد بن جدعان، فذكره. وبلفظ «إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعث إلى أكيدر صاحب دومة بعثا» .
أخرجه أحمد (2/121) قال: حدثنا يزيد، والترمذي (1723) قال: حدثنا أبو عمار، قال: حدثنا الفضل بن موسى. والنسائي (8/199) قال: أخبرنا الحسن بن قزعة، عن خالد يعني ابن الحارث.
ثلاثتهم - يزيد، والفضل، وخالد - عن محمد بن عمرو، عن واقد بن عمرو، فذكره.
وبنحوه: أخرجه أحمد (3/238) قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، قال: حدثني عاصم بن عمر بن قتادة، فذكره.(9/60)
6599 - (خ م ت) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «اهْتَزَّ العَرْشُ لموت سعد بن معاذ» زاد البخاري [ص:62] فقال رجل لجابر: إن البراء يقول: اهتَزَّ السَّرير؟ فقال: إنه كان بين هذين الحيَّيْن ضغائنُ، سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «اهتزَّ عرشُ الرحمن لموت سعد بن معاذ» .
وفي رواية لمسلم قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- وجنازة سعد بن معاذ بين أيديهم-: «اهتز لها عرش الرحمن عز وجل» . وأخرج الترمذي رواية مسلم (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(اهتزاز العرش) كناية عن ارتياحه بروحه حين صعد بها لكرامته على ربه، وكل من خف لأمر وارتاح له، فقد اهتز له، والمعنى: فرح أهل العرش (*) بقدومه على الله لما رأوا من منزلته وكرامته وفضله.
(ضغائن) الضغائن: الحقود والعداوات، واحدتها: ضَغينة.
__________
(1) رواه البخاري 7 / 93 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب مناقب سعد بن معاذ، ومسلم رقم (2467) في فضائل الصحابة، باب من فضائل سعد بن معاذ، والترمذي رقم (3847) في المناقب، باب مناقب سعد بن معاذ رضي الله عنه.
(*) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة:
" الصحيح أن العرش هو الذي اهتز ولا موجب لهذا التأويل الذي ذكره المؤلف رحمه الله، واهتزازه لفاجعة ومصيبة موت هذا الرجل العظيم. والله أعلم. "
[الشيخ عبد الرحمن بن صالح السديس]
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (3/316) قال: حدثنا أبو معاوية. والبخاري (5/44) قال: حدثني محمد بن المثنى، قال: حدثنا فضل بن مساور - ختن أبي عوانة. قال: حدثنا أبو عوانة. ومسلم (7/150) قال: حدثنا عمرو الناقد، قال: حدثنا عبد الله بن إدريس الأودي. وابن ماجة (158) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا أبو معاوية.
ثلاثتهم - أبو معاوية، وأبو عوانة، وابن إدريس - عن الأعمش، عن أبي سفيان، فذكره.
وأخرجه البخاري (5/44) قال: حدثني محمد بن المثنى، قال: حدثنا فضل بن مساور، ختن أبي عوانة، قال: حدثنا أبو عوانة، عن الأعمش، قال: حدثنا أبو صالح، فذكره.
وله شاهد عن أبي سعيد الخدري.
بلفظ: «اهتز العرش لموت سعد بن معاذ» .
أخرجه أحمد (3/23) قال: حدثنا يحيى. وعبد بن حميد (871) قال: أخبرنا روح بن عبادة. والنسائي في فضائل الصحابة (121) قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا يحيى.
كلاهما - يحيى، وروح - وقالا: حدثنا عوف. قال: حدثني أبو نضرة، فذكره.(9/61)
6600 - (م) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: أن نبيَّ الله - صلى الله عليه وسلم- قال - وجنازته موضوعة-: «اهتز لها عرش الرحمن» يعني: سعد بن معاذ، ذكره مسلم في عقيب حديث قبله (1) .
__________
(1) رقم (2467) في فضائل الصحابة، باب من فضائل سعد بن معاذ، وفي المطبوع عزاه للترمذي ورمز في أوله بـ " ت " وهو خطأ، فإنه عند الترمذي من حديث جابر، لا من حديث أنس.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (3/234) ومسلم (7/150) قال: حدثنا محمد بن عبد الله الرزي.
كلاهما- أحمد، ومحمد- قالا: حدثنا عبد الوهاب بن عطاء، عن سعيد، عن قتادة، فذكره.(9/62)
6601 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: لما حُمِلَتْ جنازةُ سعد ابن معاذ قال المنافقون: ما أخفَّ [ما كانت] جنازته - يعني لحكمه في بني قريظة - فبلغ ذلك رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- فقال: «إن الملائكة كانت تحمله» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3848) في المناقب، باب مناقب سعد بن معاذ رضي الله عنه، وإسناده صحيح، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه عبد بن حميد (1195) والترمذي (3849) قال: حدثنا عبد بن حميد، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب.(9/63)
عبد الله بن العباس رضي الله عنهما
6602 - (خ م ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: ضَمَّني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إلى صدره، وقال: «اللهم عَلِّمْه الكتابَ» وفي رواية «الحكمةَ» أخرجه البخاري.
وفي رواية «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- أتى الخلاءَ، فوضعتُ له وَضوءاً، فلما خرج قال: من وضع هذا؟ فأُخبِر، قال: اللهم فَقِّهْهُ في الدِّين» كذا عند البخاري.
وعند مسلم: «اللهم فقِّهه» قال الحميدي: وحكى أبو مسعود قال: «اللهم فَقِّهه في الدِّين وعَلِّمْه التأويلَ» قال: ولم أجده في الكتابين (1) . [ص:64]
وفي رواية الترمذي قال: «ضمني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- وقال: اللهم عَلِّمْه الحكمةَ» .
وفي أخرى قال: «دعا لي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أن يؤتيَني الحكمة» .
وفي أخرى قال: «إنه رأى جبريل مرتين، ودعا له النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- مرتين» (2) .
__________
(1) وإنما هي عند أحمد في " المسند " 1 / 264 و 314 و 328 و 335، ورواها أيضاً ابن حبان والطبراني، وليست في الصحيحين بهذا اللفظ، ولذلك قال المصنف رحمه الله، ولم أجده في الكتابين، وقال الحميدي: هذه الزيادة ليست في الصحيحين، وقال الحافظ في " الفتح "، وهو كما قال.
(2) رواه البخاري 7 / 78 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب ذكر ابن عباس رضي الله عنهما، وفي العلم، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " اللهم علمه الكتاب "، وفي الوضوء، باب وضع الماء عند الخلاء، وفي الاعتصام في فاتحته، ومسلم رقم (2477) في فضائل الصحابة، باب فضائل عبد الله بن عباس، والترمذي رقم (3823) و (3824) في المناقب، باب مناقب عبد الله بن عباس رضي الله عنهما.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (1/214) (1840) قال: حدثنا هشيم. وفي (1/359) (3379) قال: حدثنا إسماعيل. والبخاري (1/29) (5/34) قال: حدثنا أبو معمر، قال: حدثنا عبد الوارث. وفي (5/34) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا عبد الوارث. وفي (5/34، 9/113) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا وهيب. وابن ماجة (166) قال: حدثنا محمد بن المثنى، وأبو بكر بن خلاد الباهلي، قالا: حدثنا عبد الوهاب. والترمذي (3824) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الوهاب الثقفي. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (6049) عن عمران بن موسى، عن عبد الوارث.
خمستهم - هشيم، وإسماعيل، وعبد الوارث، ووهيب، وعبد الوهاب - عن خالد الحذاء.
2- وأخرجه أحمد (1/269) (2422) قال: حدثنا أبو سعيد، قال: حدثنا سليمان بن بلال، قال: حدثنا حسين بن عبد الله.
كلاهما - خالد، وحسين - عن عكرمة، فذكره.
الروايات ألفاظها متقاربة.
وبلفظ: «أن النبي، -صلى الله عليه وسلم-، دخل الخلاء، فوضعت له وضوءا، قال: من وضع هذا؟ فأخبر. فقال: اللهم فقهه في الدين.» .
أخرجه أحمد (1/327) (3023) والبخاري (1/48) قال: حدثنا عبد الله بن محمد. ومسلم (7/158) قال: حدثنا زهير بن حرب، وأبو بكر بن النضر. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (5865) عن أبي بكر بن النضر.
أربعتهم - أحمد، وعبد الله، وزهير، وأبو بكر - قالوا: حدثنا هاشم بن القاسم، قال: حدثنا ورقاء ابن عمر اليشكري، قال: سمعت عبيد الله بن أبي يزيد، فذكره.
وبلفظ: «دعا لي رسول الله، -صلى الله عليه وسلم-، أن يؤتيني [الله] الحكمة مرتين.» .
أخرجه الترمذي (3823) والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (5910) .
كلاهما - عن محمد بن حاتم المكتب المؤدب، عن القاسم بن مالك المزني، عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن عطاء، فذكره.
وبلفظ: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في بيت ميمونة، فوضعت له وضوءا من الليل، فقالت له ميمونة: وضع لك هذا عبد الله بن عباس، فقال: اللهم فقهه في الدين، وعلمه التأويل.» .
أخرجه أحمد (1/266) (2397) قال: حدثنا حسن بن موسى، قال: حدثنا زهير أبو خيثمة. وفي (1/314) (2881) قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا زهير. وفي (1/328) (3033) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا حماد بن سلمة. وفي (1/335) (3102) قال: حدثنا عبد الصمد، قال: حدثنا حماد.
كلاهما - زهير، وحماد - عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن سعيد بن جبير، فذكره.
رواية زهير: «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وضع يده على كتفي، أو على منكبي، ثم قال: اللهم فقهه في الدين، وعلمه التأويل.» .(9/63)
عبد الله بن عمر رضي الله عنهما
6603 - (خ م ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: «رأيتُ في المنام كأن بيدي قِطعةَ إسْتَبْرَق، وليس مكان أُريدُه من الجنة إلا طارت بي إليه، قال: فَقَصَصْتُه على حَفْصةَ، فقصَّتْه حفصةُ على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: أُرَى عبدَ الله رجلاً صالحاً» أخرجه البخاري ومسلم.
وفي رواية الترمذي «فقال: إن أخاكِ رَجُل صالح - أو [قال] : إن عبدَ الله رجل صالح» (1) وقد تقدم لهذا الحديث روايات في كتاب «تعبير [ص:65] الرؤيا» من حرف التاء.
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الاستبرق) : ما غلظ من الحرير.
__________
(1) رواه البخاري 7 / 71 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب مناقب عبد الله بن عمر، في المساجد، باب نوم الرجل في المسجد، وفي التهجد، باب فضل قيام الليل، وباب من تعار من الليل فصلى، وفي التعبير، باب الإستبرق ودخول الجنة في المنام، وباب الأمن وذهاب الروع في المنام، وباب الأخذ على اليمين في النوم، ومسلم رقم (2478) في فضائل الصحابة، باب من فضائل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، والترمذي رقم (3825) في المناقب، باب مناقب عبد الله بن عمر رضي الله عنهما.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: وقد تقدم.(9/64)
6604 - (خ) نافع - مولى ابن عمر - رحمه الله -: قال: «الناسُ يتحدَّثون أنَّ ابنَ عمر أسلم قَبلَ عمر، وليس كذلك، ولكن عمر عامَ الحديبية أرسل عبد الله إلى فرس له عند رجل من الأنصار يأتي به ليقاتل عليه، ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يُبايعُ تحت الشجرة، وعمرُ لا يدري بذلك، فبايعه عبد الله، ثم ذهب إلى الفرس، فجاء به إلى عمرَ وعمرُ يَسْتَلْئِمُ للقتال، فأخبره أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يُبايع تحت الشجرة، قال: فانطلق فذهب معه حتى بايع رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، فهو الذي يتحدَّث الناسُ أن ابنَ عمرَ بايعَ قَبْلَ عمر» أخرجه البخاري (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(استلأم المحارب) : إذا لبس لأمته، وهي الدِّرع وآلة الحرب.
__________
(1) 7 / 350 في المغازي، باب غزوة الحديبية.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (ح4186) قال: حدثني شجاع بن الوليد سمع النضر بن محمد، قال: حدثنا صخر عن نافع، فذكره.(9/65)
عبد الله بن الزبير - رضي الله عنه-
6605 - (خ) ابن أبي مليكة - رحمه الله - قال: «كان بين ابن العباس [ص:66] وابن الزبير شيء، فغدوتُ على ابن عباس، فقلتُ: أتريد أن تُقاتلَ ابنَ الزبير، فَتُحِلَّ ما حرَّم الله؟ فقال: معاذَ الله، إن الله كتب ابنَ الزبير وبني أُميَّة مُحِلِّين للحرم، وإني [والله] لا أُحِلُّه أبداً، قال ابنُ عباس: قال الناسُ: بَايِعْ لابن الزبير، فقلتُ: وأنَّى (1) بهذا الأمر عنه؟ أمَّا أبوه: فَحَوارِيُّ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- يريد: الزبير - وأما جدُّه: فصاحب الغار - يريد: أبا بكر - وأمَّا أمه: فذاتُ النِّطاقين - يريد: أسماء - وأما خالتُه: فأُمُّ المؤمنين - يريدَ عائشةَ - وأما عمتُه، فزوج النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- يريد خديجةَ - وأما عَمَّة النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- فجدَّتُه - يريد صفيَّةَ - ثم هو عَفِيف في الإسلام، قارئ للقرآن، والله إن وَصَلوني وَصَلوني من قريب، وإن رَبُّوني رَبَّني (2) أكْفَاء كِرام، فآثَرَ التُّوَيتاتِ والأُسامات والحُمَيدات - يعني: أبطُناً من بني أسد بن تُوَيت، وبني أسامة، وبني أسد، أن ابنَ أبي العاص برز يمشي القُدَمِيَّة، يعني عبد الملك بن مَرْوان - وإنه لَوَّى بذنبه - يعني ابنَ الزبير» .
وفي رواية: أن ابن عباس قال حين وقع بينه وبين ابن الزبير: «قلتُ: أبوه الزبير، وأمُّه أسماءُ، وخالته عائشة، وجدّه أبو بكر، وجدته صفية» . [ص:67]
وفي أخرى قال: «دخلنا على ابن عباس، فقال: ألا تعجبون لابن الزبير، قام في أمره هذا؟ فقلت: لأُحاسِبَنَّ نفسي له حساباً ما حاسبته لأبي بكر ولا عمر، ولهما كانا أوْلى بكل خير منه، فقلتُ: ابنُ عَمَّةِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، وابنُ الزبير، وابنُ بنت أبي بكر، وابنُ أخي خديجة، وابنُ أُختِ عائشةَ، فإذا هو يتعلَّى عليَّ، ولا يريد ذلك، فقلتُ: ما كنتُ أظنُّ أني أعْرِض هذا من نفسي فيدعه، وما أُراه يريد خيراً، وإن كان لابد يَرُبَّني، بنو عمي أحبُّ إليَّ من أن يَرُبَّني غيرهم» أخرجه البخاري (3) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ربُّوني) أي: كانوا لي أرباباً، يعني رؤوساً وأصحاباً مقدَّمين.
(أكفاء) الأكفاء النظراء والأمثال.
(القُدَمية) الذي جاء في الحديث فيما رواه البخاري «القُدَمية» ومعناها: أنه يقدَّم في الشرف والفضل على أصحابه، وقد جاء في كتب غير الحديث (4) «مشي التَّقدمِيَّة واليَقْدُمية» : بالتاء والياء، والقُدَمية، والكل بمعنى واحد، إلا أن التاء والياء زائدتان، أما الأزهري فلم يرو في كتابه إلا بالتاء المعجمة من فوق، قال الميداني صاحب كتاب «الأمثال» : إن اليقدمية، بالياء المعجمة [ص:68] من تحت، وهو التقدَّم بهمَّته وأفعاله، يقال: مشى فلان التقدمية، واليقدمية: إذا تقدَّم في الشرف والفضل ولم يتأخَّر عن غيره في الإفضال عن الناس، وقال: قال أبو عمرو: معناه: التبختر، ولم يرد المشي بعينه، كذا رواه القوم: اليقدمية، بالياء، وأورده الجوهري بالياء المنقوطة من تحت، كما رواه هؤلاء.
قلت: والذي حكاه الميداني عن الجوهري صحيح، وما حكاه الجوهري عن سيبويه أيضاً من زيادة التاء صحيح، وكذلك أورده سيبويه بالتاء المعجمة من فوق، وقال: والتاء زائدة، والله أعلم.
__________
(1) في نسخ البخاري المطبوعة: وأين.
(2) وفي بعض الروايات: ربوني.
(3) 8 / 245 - 248 في تفسير سورة براءة، باب قوله: {ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا} .
(4) الذي في المطبوع من " جامع الأصول ": وقد جاء في كتب غريب الحديث، والذي في " النهاية " للمصنف: والذي جاء في كتب الغريب.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (6/83) قال: حدثنا عبد الله بن محمد، قال: حدثنا ابن عيينة، عن ابن جريج. (ح) وحدثني عبد الله بن محمد، قال: حدثني يحيى بن معين، قال: حدثنا حجاج، قال: قال ابن جريج. وفي (6/84) قال: حدثنا محمد بن عبيد بن ميمون، قال: حدثنا عيسى بن يونس، عن عمر بن سعيد.
كلاهما - ابن جريج، وعمر بن سعيد - عن ابن أبي مليكة، فذكره.
* في رواية ابن عيينة: قال عبد الله بن محمد: فقلت لسفيان: إسناده؟ فقال: حدثنا. فشغله إنسان ولم يقل: ابن جريج.(9/65)
6606 - (خ م) عائشة - رضي الله عنها - قالت: «أولُ مولود في الإسلام: عبدُ الله ابن الزبير، أتوْا به النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-، فأخذ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- تمرة فَلاَكَها، ثم أدخلها في فيه، فأوَّلُ ما دخل بطنَه رِيقُ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-» .
وفي رواية لعروةَ وفاطمةَ بنتِ المنذر قالا: «خرجتْ أسماءُ بنت أبي بكر حين هاجرتْ، وهي حُبْلى بعبد الله بن الزبير، فقدمت قُبَاءَ، فنُفِست بعبد الله بقباء، ثم خرجت حين نُفِسَتْ إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ليُحنِّكَه، فأخذه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- فوضعه في حَجْره، قال: قالت عائشة: فمكثنا ساعة نلتمسها - يعني تمرة - قبل أن نجدَها، فمضغها ثم بصقها في فيه، فأوَّلُ شيء دخل بطنه لَرِيقُ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، قالت أسماء: ثم مسحه، وصلَّى عليه، وسمَّاه عبدَ الله، ثم جاء وهو ابن سبع سنين - أو ثمان - ليُبايع رسولَ الله [ص:69] صلى الله عليه وسلم-، وأمره بذلك الزبيرُ، فتبسَّم رسول الله - صلى الله عليه وسلم- حين رآه مُقْبِلاً، ثم بايعه» .
وفي رواية قالت: «جئنا بعبد الله بن الزبير إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- يُحنِّكه، فطلبنا تمرة، فَعَزَّ علينا طلبُها» أخرجه البخاري ومسلم (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(نُفِسَت المرأة) : بضم النون وفتحها: إذا وَلَدَت.
__________
(1) رواه البخاري 7 / 195 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب هجرة النبي صلى الله عليه وسلم، ومسلم رقم (2146) في الآداب، باب استحباب تحنيك المولود عند ولادته.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (5/79) قال: حدثنا قتيبة، عن أبي أسامة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، فذكره.
ورواية مسلم.
أخرجها (6/176) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا أبو خالد الأحمر، عن هشام، عن أبيه، فذكره.(9/68)
6607 - (خ م) أسماء بنت أبي بكر - رضي الله عنهما -: «أنها حملتْ بعبد الله بن الزبير بمكة، قالت: فخرجتُ وأنا مُتِمّ، فأتيتُ المدينةَ، فنزلتُ قُباءَ، فَوَلَدْتُ بقباءَ، ثم أتيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، فوضعه في حِجره، ثم دعا بتمرة فمضغها، ثم تَفَلَ في فيه، فكان أولَ شيء دخل جوفَه ريقُ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، ثم حنَّكه بالتمرة، ثم دعا له، وبَرَّكَ عليه، وكان أولَ مولود وُلد في الإسلام بالمدينة من المهاجرين» زاد في رواية «فَفَرِحُوا به فرحاً شديداً، لأنهم قيل لهم: إن اليهود سحرتْكم، فَلا يُولَدُ لكم» أخرجه البخاري ومسلم (1) . [ص:70]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(مُتِمٌ) أتمت الحبلى، فهي مُتِم: إذا تمّت أيام حملها.
__________
(1) رواه البخاري 7 / 194 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلى المدينة، وفي العقيقة، باب تسمية المولود غداة يولد، ومسلم رقم (2146) في الآداب، باب استحباب تحنيك المولود عند ولادته.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (6/347) قال: حدثنا أبو أسامة. والبخاري (5/78) قال: حدثني زكريا بن يحيى، عن أبي أسامة. وفي (7/108) قال: حدثنا إسحاق بن نصر، قال: حدثنا أبو أسامة. ومسلم (6/175 و 176) قال: حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء. قال: حدثنا أبو أسامة. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا خالد بن مخلد، عن علي بن مسهر.
كلاهما - أبو أسامة، وعلي بن مسهر - عن هشام بن عروة، عن أبيه، فذكره.
* أخرجه مسلم (6/175) قال: حدثنا الحكم بن موسى أبو صالح، قال: حدثنا شعيب، يعني ابن إسحاق. قال: أخبرني هشام بن عروة. قال: حدثني عروة بن الزبير وفاطمة بنت المنذر بن الزبير، أنهما قالا: خرجت أسماء بنت أبي بكر حين هاجرت وهي حبلى بعبد الله بن الزبير ... الحديث وفيه قال: قالت عائشة: فمكثنا ساعة نلتمسها قبل أن نجدها.. الحديث وفيه: ثم قالت أسماء: ثم مسحه وصلى عليه وسماه عبد الله. ثم جاء وهو ابن سبع سنين، أو ثمان ليبايع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأمره بذلك الزبير. فتبسم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين رآه مقبلا إليه ثم بايعه.
* في رواية إسحاق بن نصر، زاد: «ففرحوا به فرحا شديدا لأنهم قيل لهم: إن اليهود قد سحرتكم فلا يولد لكم.» .(9/69)
6608 - (ت) عائشة - رضي الله عنها -: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- «رأى في بيت الزبير مصباحاً، فقال: يا عائشةُ، ما أرى أسماءَ إلا قد نُفِسَتْ، فلا تُسَمُّوه حتى أُسَمِّيَه، فسمّاه عبدَ الله، وحنّكه بتمرة» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3826) في المناقب، باب مناقب عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما، وإسناده ضعيف، ولبعضه شاهد، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (3826) قال: حدثنا عبد الله بن إسحاق الجوهري،قال: حدثنا أبو عاصم،عن عبد الله بن المؤمل، عن ابن أبي مليكة، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب وله شاهد. وبلفظ: «أتيت النبي -صلى الله عليه وسلم- بابن الزبير، فحنكه بتمرة. وقال: هذا عبد الله، وأنت أم عبد الله» .
أخرجه أحمد (6/93) قال: حدثنا عبد الله بن محمد،قال عبد الله: وسمعته أنا من عبد الله بن محمد، قال: حدثنا حفص، عن هشام بن عروة، عن عباد بن حمزة بن عبد الله بن الزبير، فذكره.(9/70)
بلال بن رباح - رضي الله عنه-
6609 - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- لبلال صلاةَ الغداة: «حَدِّثْني بأرْجَى عمل عملتَه عندك في الإسلام منفعة، فإني سمعتُ الليلة خَشْفَ نعليك بين يديَّ في الجنة، قال بلال: ما عملتُ عملاً في الإسلام أرْجى عندي منفعة من أنِّي لا أتطهَّرُ طُهوراً تاماً في ساعة من ليل أو نهار إلا صليتُ بذلك الطُّهور ما كتب الله لي أن أصليَ» .
وفي رواية «فإني سمعتُ دفَّ نعليك، والدَّفُ: التحريك» .
أخرجه البخاري ومسلم (1) . [ص:71]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(دف) الدفيف: الدبيب، وهو السير اللَّيِّن.
__________
(1) رواه البخاري 3 / 28 في التهجد، باب فضل الطهور بالليل والنهار وفضل الصلاة بعد الوضوء بالليل، ومسلم رقم (2458) في فضائل الصحابة، باب من فضائل بلال رضي الله عنه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري في صلاة الليل الصلاة (494) عن إسحاق بن نصر، عن أبي أسامة. ومسلم في الفضائل (67: 1) عن عبيد بن يعيش وأبي كريب محمد بن العلاء.
كلاهما عن أبي أسامة (67: 1) عن محمد بن عبد الله بن نمير، عن أبيه. كلاهما - عن أبي حيان التيمي به، والنسائي في المناقب الكبرى (27: 2) عن محمد بن عبد الله المخزومي، عن أبي أسامة،
عن أبي حيان، عن أبي زرعة، عنه. تحفة الأشراف (10/451) .(9/70)
6610 - (خ) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: «كان عمرُ يقولُ: أبو بكر سيدنا، وأعتق سيِّدَنا - يعني بلالاً» أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) 7 / 78 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب مناقب بلال بن رباح رضي الله عنه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (5/33) قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي سلمة، عن محمد بن المنكدر، قال: أخبرنا جابر بن عبد الله، فذكره.(9/71)
6611 - (خ) قيس بن عاصم: «أن بلالاً قال لأبي بكر: إن كنتَ إنما اشتريتَني لنفسك فأمسكني، وإن كنتَ إنما اشتريتَني لله فَدَعْني وعمل الله» . أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) 7 / 78 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب مناقب بلال بن رباح مولى أبي بكر رضي الله عنهما.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (3755) قال: حدثنا ابن نمير، عن محمد بن عبيد، قال: حدثنا إسماعيل، عن قيس، فذكره.(9/71)
أُبَيُّ بن كعب - رضي الله عنه-
6612 - (خ م ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم- لأُبَيّ: «إن الله عز وجل أمرني أن أقرأَ عليك {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا} قال: وسمَّاني؟ قال: نعم، فبكى» .
وفي رواية مثله، ولم يسمّ سورة، وفيه قال: «الله سمَّاني لك؟ قال: الله سمَّاك لي؟ قال: فجعل أُبيّ يبكي» أخرجه البخاري ومسلم.
وللبخاري أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال لأُبيِّ بن كعب: «إن الله أمرني أن [ص:72] أُقْرِئكَ القرآن، قال: الله سمَّاني لك؟ قال: نعم، قال: وقد ذُكِرْتُ عِنْدَ رَبِّ العالمين؟ قال: نعم، فَذَرَفَتْ عيناه» وأخرج الترمذي الأولى (1) .
__________
(1) رواه البخاري 7 / 96 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب مناقب أُبي بن كعب، وفي تفسير سورة {لم يكن} ، ومسلم رقم (799) في فضائل الصحابة، باب ومن فضائل أُبي ابن كعب، والترمذي رقم (3894) في المناقب، باب فضل أُبي بن كعب رضي الله عنه، قال الحافظ في " الفتح ": ويؤخذ من هذا الحديث مشروعية التواضع في أخذ الإنسان العلم من أهله وإن كان دونه، وقال القرطبي: خص هذه السورة بالذكر، لما اشتلمت عليه من التوحيد والرسالة والإخلاص والصحف والكتب المنزلة على الأنبياء، وذكر الصلاة والزكاة، والمعاد وبيان أهل الجنة والنار مع وجازتها.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (3/130) قال: حدنثا محمد بن جعفر. وفي (3/273) قال: حدثنا محمد بن جعفر، وحجاج. والبخاري (5/45) و (6/216) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا غندر. ومسلم (2/195) و (7/150) قال: حدثنا محمد بن المثنى، وابن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر. وفي (2/195) و (7/150) قال: حدثنا يحيى بن حبيب الحارثي، قال: حدثنا خالد بن الحارث. والترمذي (3792) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر. والنسائي في فضائل الصحابة (134) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا خالد. وفي الكبرى تحفة الأشراف (1247) عن إبراهيم بن الحسن، عن حجاج.
ثلاثتهم - ابن جعفر، وحجاج، وخالد - قالوا: حدثنا شعبة.
2- وأخرجه أحمد (3/137) ، وعبد بن حميد (1193) والنسائي في فضائل القرآن (24) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم.
ثلاثتهم - أحمد، وعبد، وإسحاق - عن عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر.
3- وأخرجه أحمد (3/185) قال: حدثنا عبد الرحمن وبهز. وفي (3/284) قال: حدثنا عفان وبهز. والبخاري (6/217) قال: حدثنا حسان بن حسان. ومسلم (2/195) و (7/150) قال: حدثنا هداب بن خالد.
خمستهم - عبد الرحمن، وعفان، وبهز، وحسان، وهداب - عن همام بن يحيى.
4- وأخرجه أحمد (3/218) قال: حدثنا روح. وفي (3/233) قال: حدثنا عبد الوهاب. والبخاري (6/217) قال: حدثنا أحمد بن أبي داود أبو جعفر المنادي، قال: حدثنا روح.
كلاهما - روح، وعبد الوهاب - قالا: حدثنا سعيد بن أبي عروبة.
أربعتهم - شعبة، ومعمر، وهمام، وسعيد - عن قتادة، فذكره.(9/71)
6613 - (ت) أبي بن كعب - رضي الله عنه -: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال له: «إن الله أمرني أن أقرأ عليك القرآن» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3894) في المناقب، باب مناقب أُبي بن كعب رضي الله عنه، وهو حديث صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (5/131) قال: حدثنا محمد بن جعفر، وحجاج. والترمذي (3793) و (3898) قال: حدنثا محمود بن غيلان، قال: حدثنا أبو داود، وعبد الله بن أحمد (5/132) قال: حدثني عبيد الله بن عمر القواريري قال: حدثنا مسلم بن قتيبة.
أربعتهم - ابن جعفر، وحجاج، وأبو داود. ومسلم - عن شعبة، عن عاصم بن بهدلة، عن زر، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وقال في الموضع الآخر: هذا حديث حسن.
* وهي قراءة ابن كثير وأبي عمرو.(9/72)
6614 - (خ) عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال: «أقْرَؤُنا أُبيُّ، وأقضانا عليّ، وإنا لَنَدَعُ كثيراً من لَحْنِ أُبَيّ، وذلك أن أُبيّاً يقول: لا أدَعُ شيئاً سمعته من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، وقد قال الله تعالى: {مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نَنْسَأْهَا (1) } [البقرة: 106] » .
وفي رواية «وأُبَيّ يقول: أخذتُه من في رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فلا أتركه لشيء» أخرجه البخاري (2) . [ص:73]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(لحن) اللحن: الطريقة واللغة، والمراد به روايته وقراءته.
__________
(1) وهي قراءة ابن كثير وأبي عمرو، وقراءة حفص عن عاصم ونافع: ننسها، بضم النون الأولى وسكون الثانية.
(2) 9 / 49 في فضائل القرآن، باب القراء من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وفي تفسير سورة البقرة، باب قول الله تعالى: {ما ننسخ من آية أو ننسأها نأت بخير منها أو مثلها} .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (5/113) قال: حدثنا وكيع. وفي (5/113) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. والبخاري (6/23) قال: حدثنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى. وفي (6/230) قال: حدثنا صدقة بن الفضل، قال: أخبرنا يحيى والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (71) عن عمرو بن علي، عن يحيى.
كلاهما - وكيع، ويحيى - عن سفيان.
2- وأخرجه أحمد (5/113) قال: حدثنا سويد بن سعيد، قال: حدثنا علي بن مسهر، عن الأعمش.
كلاهما - سفيان، والأعمش - عن حبيب بن أبي ثابت، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن عمر، فذكره.(9/72)
أبو طلحة الأنصاري - رضي الله عنه-
6615 - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: جاء رجل إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: إني مَجْهُود، فأرسَل إلى بعض نسائه، فقالت: والذي بعثك بالحق، ما عندي إلا ماء، ثم أرسل إلى أخرى، فقالت: مثل ذلك، وقُلْن كُلُّهُنَّ مثل ذلك، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَن يُضيفه يرحمه الله؟» فقام رجل من الأنصار يقال له: أبو طلحة، فقال: أنا يا رسول الله، فانطلق به إلى رَحْله، فقال لامرأته: هل عندكِ شيء؟ قالت: لا، إلا قوت صبياني، قال: فعَلّليهم بشيء ونَوِّمِيهم، فإذا دخل ضيفنا فأرِيه أنَّا نأكل، فإذا أهْوى بيده ليأكل فقومي إلى السِّراج كي تُصلحيه فأطْفئيه، ففعلتْ، فقعدوا فأكل الضّيف، وباتا طَاوِيَيْن، فلما أصْبح غدا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «لقد عَجِبَ الله - أو ضَحِكَ الله - من فلان وفلانة» .
وفي رواية مثله، ولم يُسَمِّ أبا طلحة، إنما قال: «مَنْ يُضيفُ هذا الليلةَ، رحمه الله؟ فقام رجل من الأنصار، فقال: أنا يا رسول الله ... وذكر نحوه» . [ص:74]
وفي آخره: فأنزل الله عز وجل {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} [الحشر: 9] .
وفي أخرى «فانطلق به إلى رَحْلِه، فقال لامرأته: أكْرِمي ضَيْفَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-» .
وفي أخرى «فقال: قد عَجِب الله من صنيعكما بضيفكما الليلة» .
قال الحميديُّ: وألفاظ الرواة - فيما عدا ما ذكرناه - متقاربة. أخرجه البخاري ومسلم (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(مجهود) : رجل مجهود: مهزول جائع.
(فعلِّليهم) تعليل الطفل: وعده وتسويفه وتمنيته، وشغله عما يراد صرفه عنه.
(طاويين) طوى الصائم: إذا نام ولم يُفطر فهو طاوٍ.
(خصاصة) الخَصاصة: الحاجة والفاقة.
__________
(1) رواه البخاري 7 / 43 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب {ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة} ، وفي تفسير سورة الحشر، باب {ويؤثرون على أنفسهم} ، ومسلم رقم (2054) في الأشربة، باب إكرام الضيف وفضل إيثاره.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: وقد تقدم.(9/73)
المقداد بن عمرو - وهو ابن الأسود - رضي الله عنه
6616 - (م ت) المقداد بن عمرو - وهو ابن الأسود - رضي الله عنه [ص:75] قال: أقبلتُ أنا وصاحبان لي، وقد ذهبت أسماعنا وأبصارُنا من الجَهْدِ، فجعلنا نَعْرِض أنفسنا على أصحاب رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فليس أحد منهم يَقْبَلُنا فأتينا النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-، فانطلق بنا إلى أهله، فإذا ثلاثةُ أعْنُز، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم-: «احْتَلِبُوا هذا اللَّبَن بيننا، قال: فكنا نحتلب، فيشرب كل إنسان منا نصيبه، ونرفع لرسول الله - صلى الله عليه وسلم- نصيبه، قال: فيجيء من الليل، فيُسلِّم تسليماً لا يوقظ نائماً ويُسْمِعُ اليقظانَ، قال: ثم يأتي إلى المسجد فيصلِّي، قال: ثم يأتي شرابَه فيشرب، فأتاني الشيطانُ ذاتَ ليلة وقد شربتُ نصيبي، فقال: محمد يأتي الأنصارَ فيُتْحفونه، ويُصيب عندهم، ما به حاجة إلى هذه الجَرْعة، فأتيتُها فشربتُها، فلما أن وَغَلَتْ في بطني، وعلمتُ أن ليس إليها سبيل، نَدَّمَني الشَّيْطان، فقال: ويحك: ما صنعتَ؟ أشرِبْتَ شرابَ محمد، فيجيء فلا يجده، فيدعو عليك فَتَهْلكُ، فتذهب دنياك وآخرتُك؟ وعليَّ شَمْلة إذا وضعتها على قَدَميَّ خرج رأسي، وإذا وضعتها على رأسي خرج قدماي، وجعل لا يجيئني النومُ، وأما صاحبايَ، فناما، ولم يصنعا ما صنعتُ، قال: فجاء النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-[فسلَّم] كما كان يُسلم، ثم أتى المسجدَ فصلَّى، ثم أتى شرابَه فكشف عنه، فلم يجد فيه شيئاً، فرفع رأسه إلى السماء، فقلتُ: الآن يدعو عليَّ فأهلك، فقال: اللهم أطْعِمْ مَن أطعمني، واسْقِ مَن سقاني، قال: فعمَدت إلى الشملة فشددتها عليَّ، وأخذت الشّفرة، وانطلقتُ إلى الأعْنُزِ، أيّتُها أسْمَنُ فأذبحها [ص:76] لرسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فإذا هي حَافِل، وإذا هُنَّ حُفَّل كلُّهن، فَعَمَدتُ إلى إناء لآل محمد - صلى الله عليه وسلم-، ما كانوا يطمَعون أن يَحْتَلبُوا فيه، قال: فحلبت فيه، حتى عَلَتْه رغْوَة، فجئتُ إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: أشربتُم شرابَكم الليلة؟ قلتُ: يا رسولَ الله، اشْربْ، فشربَ، ثم ناولني» زاد في رواية رزين: فقلت: يا رسول الله، اشربْ، فشربَ، ثم ناولني» ثم اتفقا «فلما عَرَفْتُ أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قد رَوِيَ وأصَبْتُ دعوته، ضحكت حتى أُلقيت إلى الأرض، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «احدى سَوْآتِك يا مقدادُ» ، فقلت: يا رسولَ الله، كان من أمري كذا وكذا، وفعلت كذا وكذا، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «ما هذه إلا رحمة من الله، أفلا كنت آذنتني، فنوقظَ صاحبينا، فيُصيبان منها معنا؟ قال: فقلت: والذي بعثك بالحق، إذا أصَبْتَها وأصَبْتُها معك لا أُبالي مَنْ أخطأتُه من الناس» أخرجه مسلم.
وأخرج منه الترمذي طرفاً من أوله إلى قوله: «ثم يأتي شرابه فيشربه» لم يزد عليه، وذلك لحاجته إليه في باب كيفية السلام (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الجَهد) بالفتح: المشقة. [ص:77]
(فيتحفونه) التُحْفة: الهديَّة والبِرُّ، وتُسَكَّن حاؤها وتفتح، والسكون أكثر.
(وَغلت) وغَلَ الرُجل يَغِل: إذا دخل في السّحر، فاستعار الوغول لدخول اللبن البطن.
(شملة) الشَّمْلة: كل مِئزر من مآزر الأعراب.
(حافل) ضرع حافل، أي: ممتلىء لبناً، والجمع حُفَّل.
__________
(1) رواه مسلم رقم (2055) في الأشربة، باب إكرام الضيف وفضل إيثاره، والترمذي رقم (2720) في الاستئذان، باب كيف السلام.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (6/2) قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا حماد بن سلمة. وفي (6/3) قال: حدثنا هاشم بن القاسم، قال: حدثنا سليمان، يعني ابن المغيرة.
وفي (6/4) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا حماد بن سلمة. والبخاري في الأدب المفرد (1028) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا سليمان بن المغيرة. ومسلم (6/128) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا شبابة بن سوار، قال: حدثنا سليمان بن المغيرة. وفي (6/129) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا النضر بن شميل، قال: حدثنا سليمان بن المغيرة. والترمذي (2719) قال: حدثنا سويد، قال: أخبرنا عبد الله، قال: أخبرنا سليمان بن المغيرة. والنسائي في عمل اليوم والليلة (323) قال: أخبرنا محمد بن حاتم، قال: أخبرنا حبان، قال: أخبرنا عبد الله، عن سليمان ابن المغيرة.
كلاهما - حماد بن سلمة، وسليمان بن المغيرة - عن ثابت البناني، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، فذكره.
* الروايات مطولة ومختصرة.(9/74)
أبو قَتَادة الأنصاري - رضي الله عنه-
6617 - (م د) أبو قتادة - رضي الله عنه (1) -: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- «كان في سَفَر له، فَعَطِشُوا، فانْطلق سَرَعَانُ الناس، فَلَزِمْتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- تلك الليلة، فقال: حَفِظَكَ الله بما حفظت به نَبِيَّه» . أخرجه أبو داود، وهو طرف من حديث طويل قد أخرجه مسلم وأبو داود أيضاً (2) ، وهو مذكور في «المعجزات» من «كتاب النبوة» من حرف النون. [ص:78]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(سرعان القوم) : أولهم ومقدَّموهم.
__________
(1) في المطبوع: أبو هريرة، وهو خطأ.
(2) رواه مسلم رقم (681) في المساجد ومواضع الصلاة، باب قضاء الصلاة الفائتة، وأبو داود رقم (5228) في الأدب، باب في الرجل يقول للرجل: حفظك الله، وقد عزاه في المطبوع لأبي داود فقط، وهو قصور.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: وقد تقدم.(9/77)
سَلْمان الفارسي - رضي الله عنه-
6618 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: «تلا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- هذه الآية {وَإنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لاَ يَكُونُوا أمْثَالَكُمْ} [محمد: 38] قالوا: ومن يُسْتَبْدَلُ بنا؟ قال: فضرب رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- على مَنْكِب سَلمانَ، ثم قال: هذا وقومه» .
وفي رواية قال: «قال ناس من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم- مَن هؤلاء الذين ذكر الله: إنْ تولَّينا اسْتُبْدلوا بنا، ثم لا يكونوا أمثالنا؟ قال: وكان سلمان بجنب رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، قال: فضرب رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- على فَخِذِ سلمان، وقال: هذا وأصحابه، والذي نفسي بيده، لو كان الإيمانُ مَنُوطاً بالثُّرَيَّا لَتَنَاوَلَه رجال من فارس» (1) أخرجه الترمذي (2) . [ص:79]
وقد أخرج البخاري ومسلم نحو هذا إلا أنه في ذكر غير هذه الآية، وسيجيء في ذكر فضل العَجَم.
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(منوطاً) المنوط: المعَلَّق بالشيء.
__________
(1) الذي في " الصحيحين " أن ذلك كان عند نزول آية الجمعة {وآخرين منهم لما يلحقوا بهم} ، قال الحافظ في " الفتح " 8/493: وفي بعض طرق الحديث عند أبي نعيم عن أبي هريرة أن ذلك كان عند نزول قوله تعالى: {وإن تتولوا يستبدل قوماً غيركم} ، قال: ويحتمل أن ذلك صدر عند نزول كل من الآيتين.
(2) رقم (3256) و (3257) في التفسير، باب ومن سورة محمد، من حديث عبد الله بن جعفر عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة، وعبد الله بن جعفر ضعيف، ورواه ابن أبي [ص:79] حاتم والطبري من حديث مسلم بن خالد الزنجي عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة، ومسلم بن خالد الزنجي، صدوق كثير الأوهام: وقال الحافظ ابن جحر في " تخريج الكشاف ": رواه الترمذي وابن حبان والحاكم والطبري وابن أبي حاتم وغيرهم من طريق العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة، وله طرق عنه وعن غيره.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه الترمذي (3260) قال: حدثنا عبد بن حميد. قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا شيخ من أهل المدينة، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث غريب في إسناده مقال.
والرواية الثانية:.
أخرجها (3261) قال: حدثنا علي بن حجر، قال: أنبأنا إسماعيل بن جعفر. (ح) وحدثنا بشر بن معاذ.
كلاهما - إسماعيل، وبشر - عن عبد الله بن جعفر بن نجيح، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، فذكره.(9/78)
6619 - (خ) أبو عثمان النهدي - رضي الله عنه - قال: سمعت سلمان يقول: «أنا على رامَهُرمُز» أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) 7 / 216 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب إسلام سلمان الفارسي.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (3947) قال: حدثنا محمد بن يوسف، قال: حدثنا سفيان، عن عوف، عن أبي عثمان، فذكره.(9/79)
6620 - (خ) أبو عثمان النهدي - رضي الله عنه - قال: عن سلمان الفارسي «أنه تَدَاوَلَه بضْعةَ عشر، من ربٍّ إلى رب» أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) 7 / 216 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب إسلام سلمان الفارسي.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (3946) قال: حدثنا الحسن بن عمر بن شقيق، قال: حدثنا معتمر قال أبي (ح) . وحدثنا أبو عثمان فذكره.(9/79)
أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه-
6621 - (خ م ت) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «لو رأيتني البارحة، وأنا أسمعُ لقراءتك؟ لقد أُعْطِيتَ مِزْماراً من مزامير آل داود» (1) . [ص:80]
قال الحميديُّ: زاد البرقاني «قلتُ: والله يا رسولَ الله، لو علمتُ أنك تسمع قراءتي لَحَبَّرْتُه لك تحبيراً» قال: وحكي أن مسلماً أخرجه.
ولم أجد هذه الزيادة عندنا من كتاب مسلم (2) ، وليس عند البخاري والترمذي قوله: «لو رأيتُني وأنا أسمع قراءتك البارحة» .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(مزماراً) المزمار: واحد المزامير، وهو من ألات الغناء، وقد ضرب رسول الله - صلى الله عليه وسلم- المزمار مثلاً لحسن صوت داود - عليه السلام- وحلاوة نغمته، كأن في حلقه مزامير يزمر بها، والآل في قوله: «آل داود» مقحمة، ومعناه: الشخص.
(لحبَّرته) التحبير: التحسين.
__________
(1) رواه البخاري 9 / 81 في فضائل القرآن، باب حسن الصوت بالقراءة للقرآن، ومسلم رقم (793) في صلاة المسافرين، باب استحباب تحسين الصوت بالقرآن، والترمذي رقم (3854) في المناقب، باب مناقب أبي موسى الأشعري رضي الله عنه.
(2) هذه الزيادة ذكرها الهيثمي في: " مجمع الزوائد " 7 / 171 ونسبها لأبي يعلى عن أبي موسى أن النبي صلى الله عليه وسلم هو وعائشة مرا بأبي موسى وهو يقرأ في بيته، فقاما يسمعان لقراءته، ثم إنهما مضيا، فلما أصبح لقي أبا موسى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا أبا موسى مررت بك البارحة ومعي عائشة وأنت تقرأ في بيتك، فقمنا واستمعنا، فقال له أبو موسى: أما إني يا رسول الله لو علمت لحبرته لك تحبيراً، قال الهيثمي: وفيه خالد بن نافع الأشعري، وهو ضعيف، قال الحافظ في " الفتح ": بعد أن ذكر هذه الرواية: ولابن سعد من حديث أنس بإسناد على شرط مسلم أن أبا موسى قام ليلة يصلي فسمع أزواج النبي صلى الله عليه وسلم صوته وكان حلو الصوت فقمن يستمعن، فلما أصبح قيل له، فقال: لو علمت لحبرته لهن تحبيراً، وللروياني من طريق مالك بن مغول عن عبد الله بن بريدة عن أبيه وقال فيه: لو علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يستمع قراءتي لحبرتها تحبيراً.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (6/241) وفي خلق أفعال العباد صفحة (33) قال: حدثنا محمد بن خلف أبو بكر. قال: حدنثا أبو يحيى الحماني. قال: حدثنا بريد بن عبد الله بن أبي بردة. ومسلم (2/193) قال: حدثنا داود بن رشيد. قال: حدثنا يحيى بن سعيد. قال: حدثنا طلحة. والترمذي (3855) قال: حدثنا موسى بن عبد الرحمن الكندي قال: حدثنا أبو يحيى الحماني، عن بريد بن عبد الله ابن أبي بردة.
كلاهما - بريد، وطلحة بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله- عن أبي بردة، فذكره.(9/79)
6622 - (م) بريدة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إن عبد الله بن قيس الأشعري أُعْطِيَ مزماراً من مزامير آل داود» . أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (793) في صلاة المسافرين، باب استحباب تحسين الصوت بالقرآن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (5/349) قال: حدثنا عثمان بن عمر. وفي (5/351) قال: حدثنا ابن نمير. وفي (5/359) قال: حدثنا زيد بن الحباب. والدارمي (3501) قال: حدثنا عثمان بن عمر. ومسلم (2/192) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا عبد الله بن نمير (ح) وحدثنا ابن نمير، قال: حدثنا أبي. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (1999) عن طليق بن محمد بن السكن، عن أبي معاوية.
أربعتهم - عثمان، وابن نمير، وزيد، وأبو معاوية - عن مالك بن مغول.
2- وأخرجه البخاري في الأدب المفرد (805، 1087) قال: حدثنا علي بن الحسن، قال: أخبرنا الحسين.
كلاهما - مالك، والحسين - عن عبد الله بن بريدة، فذكره.(9/81)
6623 - (س) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- «سمع قراءةَ أبي موسى، فقال: لقد أُوتِيَ [هذا] من مزامير آل داود» . أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 2 / 180 في افتتاح الصلاة، باب تزيين القرآن بالصوت، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: أخرجه أحمد (2/354) قال: حدثنا حسن. قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن محمد بن عمرو. وفي (2/369) قال: حدثنا روح. قال: حدثنا محمد بن أبي حفصة. قال: حدثنا الزهري. وفي (2/450) قال: حدثنا يزيد. قال: أخبرنا محمد. والدارمي (3502) قال: أخبرنا يزيد ابن هارون، عن محمد بن عمرو. وابن ماجة (1341) قال: حدثنا محمد بن يحيى. قال: حدثنا يزيد ابن هارون. قال: أخبرنا محمد بن عمرو. والنسائي (2/180) وفي الكبرى (1001) قال: أخبرنا سليمان بن داود، عن ابن وهب. قال: أخبرني عمرو بن الحارث، أن ابن شهاب أخبره.
كلاهما - محمد بن عمرو، وابن شهاب الزهري- عن أبي سلمة، فذكره.
* أخرجه الدارمي (3495) قال: حدثنا عبد الله بن صالح. قال: حدثني الليث. قال: حدثني يونس، عن ابن شهاب. قال: أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يقول لأبي موسى، وكان حسن الصوت بالقرآن: لقد أوتي هذا مزمارا من مزامير آل داود. مرسل.(9/81)
عبد الله بن سَلام - رضي الله عنه-
6624 - (خ م) سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - قال: ما سمعتُ رسولَ الله يقول لحيّ يمشي على الأرض: إنه من أهل الجنة إلا لعبد الله بن سلام، قال: وفيه نزلت: {وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ ... } الآية [الأحقاف: 10] قال الراوي: لا أدري، قال مالكٌ: الآية، أو في الحديث؟ أخرجه البخاري ومسلم (1) .
__________
(1) رواه البخاري 7 / 97 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب مناقب عبد الله بن سلام رضي الله عنه، ومسلم رقم (2483) في فضائل الصحابة، باب من فضائل عبد الله بن سلام رضي الله عنه، وانظر شرح الحديث في " الفتح " 7 / 97.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (1/169) (1453) (1/177) (1533) قال: حدثنا إسحاق بن عيسى. والبخاري (5/46) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. ومسلم (7/160) قال: حدثني زهير بن حرب، قال: حدثنا إسحاق بن عيسى. والنسائي في فضائل الصحابة (148) قال: أخبرنا عمرو بن منصور، قال: حدثنا أبو مسهر.
ثلاثتهم - إسحاق، وعبد الله بن يوسف، وأبو مسهر - عن مالك بن أنس، عن سالم أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله، عن عامر بن سعد، فذكره.(9/81)
6625 - (خ م) قيس بن عُباد - رضي الله عنه - قال: «كنتُ [ص:82] جالساً في مسجد المدينة، في ناس فيهم بعضُ أصحاب رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فجاء رجُل في وجهه أثَر من خشوع، فقال بعض القوم: هذا رجل من أهل الجنة، هذا رجل من أهل الجنة، فصلَّى ركعتين تجوَّز فيهما، ثم خرج، فاتَّبَعتُه، فدخل منزله ودخلت فتحدَّثْنا، فلما اسْتَأنَسَ قلتُ [له] : إنَّك لما دخلتَ قبلُ قال رجل كذا وكذا، قال: سبحان الله! ما ينبغي لأحد أن يقولَ ما لا يعلم، وسأحدِّثك ما ذاك؟ رأيتُ رُؤيا على عهدِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فَقَصَصْتُها عليه: رأيتُني في رَوْضَة - ذَكَرَ سَعَتَها وعُشْبَها وخُضْرَتَها - ووسْطَ الروضة عمود من حديد، أسفلُه في الأرض، وأعْلاه في السماء، في أعلاه عُروة، فقيل لي: ارْقَهْ، فقلت: لا أستطيع، فجاءني مِنْصَف - قال ابنُ عَون، والمنصِفُ: الخادمُ - فقال بثيابي من خلفي - وصَفَ أنَّه رفعه من خلفه بيده - فرقِيتُ حتى كنتُ في أعلى العمود، فأخذتُ بالعُرْوَةِ، فقيل لي: اسْتَمْسِكْ، فلقد اسْتَيْقَظْتُ، وإنها لفي يدي، فَقَصَصْتُها على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، فقال: تلك الروضة: الإسلامُ، وذلك العَمُودُ، عمودُ الإسلام، وتلك العروة، عروةُ الوُثْقى، وأنت على الإسلام حتى تموتَ، والرجل: عبدُ الله بن سلام» .
وفي رواية قُرَّة بن خالد قال: «كنتُ في حَلْقة فيها سَعدُ بنُ مالك وابنُ عمر، فمرَّ عبدُ الله بن سلام، فقالوا: هذا رجُل من أهل الجنة ... [ص:83] فذكر نحوه، وفيه: والمنصِف: الوصيف» أخرجه البخاري ومسلم.
ولمسلم أيضاً من رواية خَرَشَة بن الحُرّ قال: «كنتُ جالساً في حلقة في مسجد المدينة، قال: وفيها شيخ حَسَنُ الهيئة، وهو عبدُ الله بن سلام، قال: فجعل يحدِّثهم حديثاً حَسَناً، قال: فلما قدم قال القومُ: مَن سرَّه أن ينظرَ إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا، قال: قلتُ: والله لأتْبَعَنَّهُ، فَلأعْلَمَنَّ مكان بيته، قال: فَتَبِعْتُه، فانطلق، حتى كاد أن يخرج من المدينة، ثم دخل منزله، قال: فاستأذنت عليه، قال: فأذن لي، فقال: ما حاجتُك يا ابنَ أخي؟ قال: فقلت له: سمعت القوم يقولون لك - لما قمت- مَن سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا، فأعْجَبني أن أكونَ معك، قال: الله أعلم بأهل الجنة، وسأحدِّثك مِمَّ قالوا ذاك؟ إني بينا أنا نائم إذْ أتاني رجل فقال لي: قم، فأخذ بيدي، فانطلقت معه، قال: فإذا أنا بجوَاد على شمالي، قال: فأخذتُ لآخذَ فيها، فقال لي: لا تأخذُ فيها، فإنها طُرُق أصحاب الشمال، وإذا جَوَادُّ منهج على يميني، فقال لي: خذ هاهنا، قال: فأتى بي جَبَلاً، فقال لي: اصعد، قال: فجعلتُ إذا أردتُ أن أصعَد خَرَرْتُ [على اسْتِي] قال: حتى فعلتُ ذلك مراراً، قال: ثم انطلق بي حتى أتى بي عموداً، رأسُه في السماء وأسفُله في الأرض، في أعلاه حَلْقة، فقال لي: اصعد فوق هذا، قال: قلتُ: كيف أصعَدُ هذا، ورأسُه في السماء؟ [قال] : فأخذ بيدي، فَزَجَل [ص:84] بي، قال: فإذا أنا مُتعلِّق بالحلْقة، قال: ثم ضرب العمودَ فخرَّ، قال: وبقِيتُ متعلِّقاً بالحلقة، حتى أصبحتُ، قال: فأتيتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- فقصصتُها عليه، فقال: أمَّا الطُّرُق التي رأيتَ عن يسارك: فهي طرق أصحاب الشمال، وأمَّا الطرق التي رأيتَ عن يمينك: فهي طرق أصحاب اليمين، وأما الجبلُ، فهو منزل الشهداء، ولن تنالَهُ، وأما العمودُ: فهو عمودُ الإسلام، وأما العروة: فهي عُروة الإسلام، ولن تزال مُتَمَسِّكاً بها حتى تموت» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(تجوَّز) في صلاته: إذا اختصرها وقصرها.
(مِنصف) المِنصف بكسر الميم: الخادم.
(بجوادّ) الجوادّ جمع جادَّة، وهي الطريق.
(المنهج) : الطريق الواضح المطروق.
(خررت) خَرّ يخرّ: إذا وقع من فوق إلى أسفل.
(فزجل) زجَلْتُه وزجلت به: إذا دفعته ورميته.
__________
(1) رواه البخاري 7 / 98 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب مناقب عبد الله بن سلام، وفي التعبير، باب الخضر في المنام والروضة الخضراء، وباب التعلق بالعروة والحلقة، ومسلم رقم (2484) في فضائل الصحابة، باب من فضائل عبد الله بن سلام رضي الله عنه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (5/452) قال: حدثنا إسحاق بن يوسف. والبخاري (5/46) و (9/47) قال: حدثني عبد الله بن محمد، قال: حدثنا أزهر السمان. وفي (5/47) قال: وقال لي خليفة: حدثنا معاذ. وفي (9/47) قال: وحدثني خليفة، قال: حدثنا معاذ. ومسلم (7/160) قال: حدثنا محمد بن المثنى العنزي، قال: حدثنا معاذ بن معاذ.
ثلاثتهم - إسحاق، وأزهر، ومعاذ- عن عبد الله بن عون.
2- وأخرجه البخاري (9/46) قال: حدثنا عبد الله بن محمد الجعفي. ومسلم (7/161) قال: حدثنا محمد بن عمرو بن عباد بن جبلة بن أبي رواد.
كلاهما - الجعفي، ومحمد بن عمرو - قالا: حدثنا حرمي بن عمارة، قال: حدثنا قرة بن خالد.
كلاهما - ابن عون، وقرة - عن محمد بن سيرين، عن قيس بن عباد، فذكره.(9/81)
6626 - (خ) أبو بردة - رحمه الله - قال: «قَدِمْتُ المدينة، [ص:85] فَلَقِيتُ عبدَ الله ابنَ سلام، فقال: ألا تجيء فأُطعمَك سَويقاً وتمراً، وتدخل في بيت؟ وفي رواية: انطلق إلى المنزل، فأسقيكَ في قَدَح شَرِبَ فيه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، وتصلِّي في مسجد صلَّى فيه النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- فانطلقتُ معه، فسقاني سويقاً، وأطعمني تمراً، وصلَّيتُ في مسجده» .
وفي حديث شعبة «ثم قال لي: إنك بأرضٍ (1) ، الربا فيها فاشٍ، فإذا كان لك على رجل حقٌّ فأهْدى إليك حِمْلَ تِبْنٍ أو حِمْلَ شعيرٍ، أو حمل قَتٍّ، فلا تأخذْه، فإنه ربا (2) » أخرجه البخاري (3) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فاشٍ) الفاشي: الظاهر، فشا الشيء يفشو: إذا ظهر.
(قت) القتّ: الفِصْفِصة وهي التي تسميها الناس: الرطبة من عَلَف الدواب.
__________
(1) يعني أرض العراق.
(2) قال الحافظ في " الفتح ": يحتمل أن يكون ذلك رأي عبد الله بن سلام، وإلا فالفقهاء على أنه إنما يكون ربا إذا شرطه نعم الورع تركه.
(3) 7 / 98 و 99 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب مناقب عبد الله بن سلام، وفي الاعتصام، باب ما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم وحض على اتفاق أهل العلم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري في فضل عبد الله بن سلام المناقب (79: 3) عن سليمان بن حرب، عن شعبة، عن سعد بن أبي بردة، عن أبيه.
وفي الاعتصام (17: 20) عن أبي كريب، عن أبي أسامة، عن يزيد بن عبد الله بن أبي بردة، عن جده أبي بردة، فذكره. تحفة الأشراف (4/356-357) .(9/84)
جرير بن عبد الله البجلي - رضي الله عنه-
6627 - (خ م ت) جرير بن عبد الله - رضي الله عنه - قال: [ص:86] «ما حَجَبني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- منذُ أسملتُ (1) ، ولا رآني إلا تَبَسَّم في وجهي» .
وفي رواية «ولقد شكوتُ إليه: أني لا أثْبُتُ على الخيل، فضرب بيده في صَدْري، وقال: اللهم ثَبِّتْهُ، واجعله هادياً مهديّاً» .
أخرجه البخاري ومسلم، وأخرج الترمذي الأولى (2) .
__________
(1) أي: ما منعني من الدخول إليه إذا كان في بيته فاستأذنت عليه.
(2) رواه البخاري 7 / 99 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب ذكر جرير بن عبد الله رضي الله عنه، ومسلم رقم (2475) في فضائل الصحابة، باب من فضائل جرير بن عبد الله رضي الله عنه، والترمذي رقم (3822) ، في المناقب، باب مناقب جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه الحميدي (800) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (4/358 و359) قال: حدثنا محمد بن عبيد. وفي (4/362) قال: حدثنا أبو أسامة. وفي (4/365) قال: حدثنا يحيى. والبخاري (4/79) (8/29) قال: حدثني محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا ابن إدريس. وفي الأدب المفرد (250) قال: حدثني علي بن عبد الله، قال: حدثنا سفيان. ومسلم (7/157) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع، وأبو أسامة. (ح) وحدثنا ابن نمير، قال: حدثنا عبد الله بن إدريس. وابن ماجة (159) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا عبد الله بن إدريس. والترمذي (3821) . وفي الشمائل (231) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا معاوية بن عمرو، قال: حدثنا زائدة. والنسائي في فضائل الصحابة (197) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا سفيان.
سبعتهم - سفيان، وابن عبيد، وأبو أسامة، ويحيى، وابن إدريس، ووكيع، وزائدة - عن إسماعيل ابن أبي خالد.
2- وأخرجه أحمد (4/359) قال: حدثنا معاوية بن عمرو، قال: حدثنا زائدة. والبخاري (5/49) قال: حدثنا إسحاق الواسطي، قال: حدثنا خالد. ومسلم (7/157) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: أخبرنا خالد بن عبد الله. (ح) وحدثني عبد الحميد بن بيان، قال: حدثنا خالد. والترمذي (3820) .
وفي الشمائل (230) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا معاوية بن عمرو الأزدي، قال: حدثنا زائدة. كلاهما - زائدة، وخالد- عن بيان.
كلاهما - إسماعيل، وبيان - عن قيس، فذكره.
زاد عبد الله بن إدريس: ولقد شكوت إليه أني لا أثبت على الخيل فضرب بيده في صدري وقال: اللهم ثبته واجعله مهديا.
لفظ رواية سفيان: «ما رآني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- منذ أسلمت إلا تبسم في وجهي. وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: يدخل من هذا الباب رجل من خير ذي يمن على وجهه مسحة ملك، فدخل جرير.» .(9/85)
جابر بن عبد الله الأنصاري وأبوه رضي الله عنهما
6628 - (ت) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: «لقد اسَتَغْفَرَ لي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ليلةَ البعير (1) خمساً وعشرين مرة» .
أخرجه الترمذي (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ليلة البعير) : وهي التي اشترى فيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم- من جابر بن عبد الله جمله وهم في السفر، وحديث الجمل مشهور.
__________
(1) حديث جابر في ليلة البعير أخرجه الشيخان مطولاً، والترمذي مختصراً، أنه كان مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر، فباع بعيره من النبي صلى الله عليه وسلم واشترط ظهره إلى المدينة يقول جابر: ليلة بعت من النبي صلى الله عليه وسلم البعير استغفر لي خمساً وعشرين مرة.
(2) رقم (3851) في المناقب، باب مناقب جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، وهو كما قال.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح:
أخرجه الترمذي (3852) قال: حدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا بشر بن السري. والنسائي في فضائل الصحابة (144) قال: أخبرنا سليمان بن سلم، قال: أخبرنا النضر.
كلاهما - ابن السري، والنضر - عن حماد بن سلمة، عن أبي الزبير، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب.(9/86)
6629 - (ت) جابر - رضي الله عنه - قال: «جاءني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، ليس براكب بَغْل، ولا بِرْذَون» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3850) في المناقب، باب مناقب جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: أخرجه الترمذي (3851) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: حدثنا سفيان، عن محمد بن المنكدر، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.(9/87)
6630 - (ت) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: «لَقِيني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- وأنا مُهْتَمّ، فقال: ما لي أراك منكسراً؟ قلتُ: اسْتُشْهِدَ أبي يومَ أُحُد، وترك عيالاً ودَيْناً، فقال: ألا أُبَشِّرُكَ بما لقي الله به أباك؟ قلتُ: بلى، قال: ما كلَّم الله أحداً قطُّ إلا من وراء حجاب، وإنه أحْيىَ أباك، فكلَّمه كِفاحاً، فقال: يا عبدي، تمنَّ عليَّ أُعْطِكَ، قال: يا ربِّ، تحييني فأُقتل ثانية، قال سبحانه: قد سبق مني أنَّهم إليها لا يرجعون، فنزلت {وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا في سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} [آل عمران: 169] » أخرجه الترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(كِفاحاً) : يقال: كلَّمته كفاحاً، أي: مواجهة ليس بيننا حجاب.
__________
(1) رقم (3013) في التفسير، باب ومن سورة آل عمران، وإسناده حسن، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن: أخرجه ابن ماجة (190) قال: حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي، ويحيى بن حبيب ابن عربي. وفي (2800) قال: حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي، والترمذي (3010) قال: حدثنا يحيى ابن حبيب بن عربي.
كلاهما - إبراهيم، وابن عربي - قالا: حدثنا موسى بن إبراهيم بن كثير الأنصاري الحزامي، قال: سمعت طلحة بن خراش، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه.
وقد روى عبد الله بن محمد بن عقيل، عن جابر شيئا من هذا، ولا نعرفه إلا من حديث موسى بن إبراهيم، ورواه علي بن عبد الله بن المديني، وغير واحد من كبار أهل الحديث، هكذا عن موسى بن إبراهيم.(9/87)
6631 - (خ) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: «شَهِدَ [بي][ص:88] خالاي العَقَبَةَ» قال ابنُ عُيينة: أحدهما: البراء بن معرور (1) .
وفي رواية قال: « [أنا و] أبي وخالاي من أصحاب العقبة» . أخرجه البخاري (2) .
__________
(1) البراء بن معرور، من أقارب أم جابر، وأقارب الأم يسمون أخوالاً مجازاً.
(2) 7 / 173 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب وفود الأنصار إلى النبي صلى الله عليه وسلم بمكة وبيعة العقبة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (5/70) قال: حدثني إبراهيم بن موسى، قال: أخبرنا هشام، أن ابن جريج أخبرهم، قال: قال عطاء، فذكره.(9/87)
6632 - (م) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: «غَزَوْتُ مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- تِسعَ عَشْرةَ غزوة، لم أشْهدْ بدراً، ولا أحُداً، منعني أبي، فلما قُتل عبد الله يوم أحد لم أتخلف عن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-» أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (1813) في الجهاد، باب عدد غزوات النبي صلى الله عليه وسلم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (3/329) قال: حدثنا روح. وعبد بن حميد (1065) قال: حدثني سعيد بن سلام. ومسلم (5/199) قال: حدثنا زهير بن حرب، قال: حدثنا روح بن عبادة.
كلاهما - روح، وسعيد بن سلام - قالا: حدثنا زكريا بن إسحاق، قال: أخبرنا أبو الزبير، فذكره.(9/88)
أنس بن مالك - رضي الله عنه-
6633 - (خ م ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «قالتْ أمُّ سُلَيم: يا رسولَ الله، خادمُك أنس، ادْعُ الله له، فقال: اللهم أكْثر مالَه وولدَه، وبَارِكْ له فيما أعْطَيْتَه» .
وفي رواية عنه، عن أمِّ سُلَيم - جعله من مسندها - قالت: «يا رسولَ الله خادُمك أنس، ادعُ الله له، فقال: اللهم أكثر مالَه وولده، وبارِكْ له فيما أعطيتَه» أخرجه البخاري ومسلم. [ص:89]
وللبخاري قال: «دخل النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- على أُمِّ سُلَيم، فَأتَتْهُ بِتَمْر وسَمْن، فقال: أعِيدُوا سَمْنَكم في سِقَائِه، وتَمْرَكم في وِعَائه، [فإني صائم] ، ثم قام إلى ناحية من البيت، فصلَّى غير المكتوبة، فدعا لأمِّ سُلَيم، وأهل بيتها، فقالت أمُّ سُلَيم: يا رسولَ الله، إن لي خُويصَة، قال: ما هي؟ قالت: خادمُك أنس، قال: فما ترك [لي] خيرَ دُنيا ولا آخرة إلا دعا لي به: اللهم ارْزُقْه مالاً وولداً، وبارك له، فإني لمن أكثر الأنصار مالاً، وحدَّثتني ابنتي أُمَيْنَةُ: أنه دُفِنَ لصُلْبي إلى مَقْدَم الحجاج البَصْرَةَ: بضع وعشرون ومائة» .
ولمسلم: أنَّ أمَّ سُلَيم قالت: يا رسول الله، خادمُك أنس: ادْعُ الله له ... وذكر نحو الأولى.
وله في أخرى قال: «دخل النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- علينا، وما هو إلا أنا، وأمِّي وأمُّ حرام، خالتي، فقال لنا أهل البيت: قوموا لأصليَ لكم، في غير وقت صلاة، فصلى بنا - فقال رجل لثابت: أين جعلَ أنَساً منه؟ قال: جعله عن يمينه - ثم دعا لنا أهلَ البيت بكل خير من خير الدنيا والآخرة، فقالت أمي: يا رسولَ الله، خويدِمُكَ، ادعُ الله له، فدعا لي بكل خير، وكان في آخر ما دعا لي، أن قال: اللهم أكثر ماله وولده، وبارك له فيه» .
وله في أخرى قال: «جاءت بي - أمُّ سليم - إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- قد أزَّرَتني بنصف خمارها، ورَدَّتني بنصفه، فقالت: يا رسولَ الله، هذا [ص:90] أُنيس ابني، أتيتُك به يخدُمُك، فادعُ الله له، فقال: اللهم أكثر ماله وولده، قال: فوالله إنَّ مالي لكثير، وإن ولدي وولد ولدي ليتعادُّون على نحو المائة اليوم» .
وله في أخرى قال: «مَرَّ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، فسمعت أُمِّي أُمُّ سُلَيم صوتَه، فقالت: بأبي وأمِّي يا رسولَ الله، أُنَيس، فدعا لي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ثلاث دعوات، قد رأيتُ منها اثنتين في الدنيا، وأنا أرجو الثالثة في الآخرة» وأخرج الترمذي الرواية الأولى (1) والرواية الآخرة (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(خويصة) تصغير خاصة: وهي ما يخص به الإنسان.
__________
(1) في المطبوع: أخرجه البخاري ومسلم ولم يعلم علامة الترمذي.
(2) رواه البخاري 11 / 117 في الدعوات، باب قول الله تعالى: {وصل عليهم} ، وباب دعوة النبي صلى الله عليه وسلم لخادمه بطول العمر وبكثرة ماله، وباب الدعاء بكثرة المال مع البركة، وباب الدعاء بكثرة الولد مع البركة، وفي الصوم، باب من زار قوماً فلم يفطر عندهم، ومسلم رقم (660) في المساجد، باب جواز الجماعة في النافلة، ورقم (2480) و (2481) في فضائل الصحابة، باب من فضائل أنس بن مالك رضي الله عنه، والترمذي رقم (3827) و (3828) في المناقب، باب مناقب أنس بن مالك رضي الله عنه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (6/430) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. (ح) وحجاج. قال: حدثني شعبة. قال: سمعت قتادة. والبخاري (8/100) قال: حدثني محمد بن بشار،. قال: حدثنا غندر، قال: حدثنا شعبة، قال: سمعت قتادة. (ح) وعن هشام بن زيد. ومسلم (7/159) قال: حدثنا محمد بن المثنى وابن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة، قال: سمعت قتادة. وفيه (7/159) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن هشام بن زيد. والترمذي (3829) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، قال: سمعت قتادة.
كلاهما - قتادة، وهشام - عن أنس، فذكره.
وأخرجه البخاري (8/91، 101) قال: حدثنا سعيد بن الربيع. وفي (8/93) قال: حدثنا عبد الله بن أبي الأسود، قال: حدثنا حرمي. ومسلم (7/159) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا أبو داود.
ثلاثتهم - سعيد، وابن أبي الأسود، وأبو داود - عن شعبة، عن قتادة، فذكره.
وبلفظ: «دخل النبي -صلى الله عليه وسلم- على أم سليم، فأتته بتمر وسمن ... »
أخرجه أحمد (3/108) قال: حدثنا ابن أبي عدي. وفي (3/188) قال: حدثنا عبيد - ابن حميد - والبخاري (3/54) قال: حدثنا ابن أبي مريم، قال: أخبرنا يحيى بن أبي أيوب. وفي (3/53) . والنسائي في «فضائل الصحابة» (187) قال البخاري: حدثنا، وقال النسائي: أخبرنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا خالد ابن الحارث.
أربعتهم - ابن أبي عدي، وعبيدة، ويحيى، وخالد - عن حميد، فذكره.(9/88)
6634 - (ت) ثابت البناني - رحمه الله -: أن أنساً قال له: «خُذْ عَنِّي فإنك لن تأخذَ عن أحد أوثقَ مني، أخذتُه عن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، وأخذه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عن جبريل، وأخذه جبريل عن الله عز وجل» . [ص:91]
وفي رواية نحوه، ولم يذكر فيه «أخذه النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- عن جبريل» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3830) في المناقب، باب مناقب أنس بن مالك رضي الله عنه، وفي سنده ميمون بن أبان الهذلي أبو عبد الله البصري، لم يوثقه غير ابن حبان، وباقي رجاله ثقات، وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث زيد بن الحباب.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه الترمذي (3831) قال: حدثنا إبراهيم بن يعقوب. وفي (3832) قال: حدثنا أبو كريب.
كلاهما - إبراهيم، وأبو كريب - قالا: حدثنا زيد بن حباب، قال: حدثنا ميمون أبو عبد الله، قال: حدثنا ثابت، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث زيد بن حباب.
قلت: وفيه ميمون أبو عبد الله لم يوثقه غير ابن حبان.(9/90)
6635 - (د ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال له: «يا بُنَيَّ» أخرجه أبو داود (1) والترمذي (2) .
__________
(1) في المطبوع: أخرجه أبو داود فقط.
(2) رواه أبو داود رقم (4964) في الأدب، باب في الرجل يقول لابن غيره: يا بني، والترمذي رقم (2833) في الأدب، باب ما جاء في يا بني، وقال الترمذي: هذا حديث صحيح غريب، وهو كما قال، وقال الترمذي: وفي الباب عن المغيرة بن شعبة، وعمر بن أبي سلمة. أقول حديث المغيرة بن شعبة رواه مسلم عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأنس: " أي بني ".
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (3/285) قال: حدثنا عفان. ومسلم (6/177) قال: حدثنا محمد بن عبيد الغبري. وأبو داود (4964) قال: حدثنا عمرو بن عون، ومسدد، ومحمد بن محبوب. والترمذي (2831) قال: حدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب.
ستتهم - عفان، ومحمد بن عبيد، وعمرو، ومسدد، وابن محبوب، ومحمد بن عبد الملك - عن أبي عوانة، عن أبي عثمان - الجعد بن عثمان - أو ابن دينار، البصري، فذكره.(9/91)
6636 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «كَنَاني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بِبَقْلة كنت أَجْتَنِيها» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3829) في المناقب، باب مناقب أنس بن مالك رضي الله عنه من حديث جابر بن يزيد الجعفي عن أبي نصر خيثمة بن أبي خيثمة البصري، وإسناده ضعيف، وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث جابر الجعفي عن أبي نصر.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف:
1- أخرجه أحمد (3/127) قال: حدثنا حجاج. وفي (3/260) قال: حدثنا أسود.
كلاهما - حجاج، وأسود - قالا: حدثنا شريك.
2- وأخرجه أحمد (3/161) قال: حدثنا عبد الرزاق. وفي (3/232) قال: حدثنا عبد الله بن واقد.
كلاهما - عبد الرزاق، وابن واقد - قالا: حدثنا سفيان الثوري.
3- وأخرجه الترمذي (3830) قال: حدثنا زيد بن أخزم الطائي، قال: حدثنا أبو داود، عن شعبة.
ثلاثتهم - شريك، وسفيان، وشعبة - عن جابر الجعفي، عن أبي نصر، خيثمة، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث لا نعرفه إلا من حديث جابر الجعفي، عن أبي نصر، وأبو نصر هو خيثمة البصري روى عن أنس أحاديث.(9/91)
6637 - (ت) أبو خلدة - رحمه الله -: قال: قلتُ لأبي العالية: سمع أنس من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-؟ قال: خَدَمَهُ عشر سنين، ودعا له النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-، وكان له بُستَان يحمل في السنة الفاكهة مرتين، وكان [ص:92] فيها رَيحان يجيء منه رِيح المسك. أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3832) في المناقب، باب مناقب أنس بن مالك رضي الله عنه، ورجاله ثقات، وقال الترمذي: هذا حديث غريب.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن: أخرجه الترمذي (3833) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا أبو داود عن أبي خلدة، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن، وأبو خلدة اسمه خالد بن دينار، وهو ثقة عند أهل الحديث، وقد أدرك أبو خلدة أنس بن مالك وروى عنه.(9/91)
6638 - (خ) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «لم يَبْقَ مِمَّنْ صَلَّى القبلتين (1) غيري» أخرجه البخاري (2) .
__________
(1) يعني الصلاة إلى بيت المقدس وإلى الكعبة، وفي هذا إشارة إلى أن أنساً آخر من مات ممن صلى القبلتين، والظاهر أن أنساً قال ذلك وبعض الصحابة ممن تأخر إسلامه موجود، ثم تأخر أنس إلى أن كان آخر من مات بالبصرة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، قاله علي بن المديني والبزار وغيرهما، بل قال ابن عبد البر: هو آخر الصحابة موتاً مطلقاً، لم يبق بعده غير أبي الطفيل، كذا قال، وفيه نظر، فقد ثبت لجماعة ممن سكن البوادي من الصحابة تأخرهم عن أنس.
(2) 8 / 131 في تفسير سورة البقرة، باب قوله تعالى: {قد نرى تقلب وجهك في السماء ... } الآية.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (4489) قال:حدثنا علي بن عبد الله، قال: حدثنا معتمر، عن أبيه، فذكره.(9/92)
البراء بن مالك - رضي الله عنه-
6639 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «كم من أشْعَثَ أغْبَرَ ذي طِمْرَيْنِ لا يُؤبَه له، لو أقسم على الله لأبَرَّه، منهم: البراء بنُ مالك» أخرجه الترمذي (1) .
وزاد رزين قال: «وقُتِلَ يوم اليمامة - رضي الله عنه -» . [ص:93]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أشعث) الأشعث: البعيد العهد بالدهن والتسريح والغَسل.
(ذي طمرين) الطِّمر: الثوب الخَلق، وذو الطِّمرين: الذي عليه ثوبان خَلَقان.
(لا يؤبه له) فلان لا يؤبه له، أي: لا يُعرَف ولا يعلم به لحقارته.
(لأبَرَّه) أبرَّ قسمه، أي: صدَّقه وجعله بارّاً فيه لا يحنث.
__________
(1) رقم (3853) في المناقب، باب مناقب البراء بن مالك رضي الله عنه، وإسناده حسن، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، وفي بعض النسخ: صحيح حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن: أخرجه الترمذي (3854) قال: حدثنا عبد الله بن أبي الزناد، قال: حدثنا سيار، قال: حدثنا جعفر بن سليمان، قال: حدثنا ثابت وعلي بن زيد، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث صحيح حسن من هذا الوجه.(9/92)
ثابت بن قيس بن شَمَّاس - رضي الله عنه-
6640 - (خ م) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- «افْتَقَدَ ثابتَ ابنَ قيس (1) ، فقال رجل: يا رسول الله أنا أعلم لك عِلْمَه، فأتاه، فوجده جالساً في بيته مُنَكِّساً رأسه، فقال: ما شأنُك؟ قال: شَرٌّ، كان يرفع صوته فوق صوت النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، فقد حَبِطَ عَمَلُهُ، وهو من أهل النار، فأتى الرجلُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-، فأخبره أنه قال كذا وكذا، فقال موسى بن أنس: فرجع إليه المرةَ الآخرةَ ببشارة عظيمة، فقال: اذهب إليه، فقل له: إنك لستَ من أهل النار، ولكنك من أهل الجنة» هذه رواية البخاري.
وفي رواية مسلم «أنه لما نزلت هذه الآية {يَا أيُّهَا الَّذِيْنَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا [ص:94] أصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبيِّ ... } الآية [الحجرات: 2] جلس ثابت في بيته، وقال: أنا من أهل النار، واحتُبِس عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، فسأل النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- سعدَ بنَ معاذ، فقال: يا أبا عمرو، ما شأنُ ثابت؟ اشتكى؟ فقال سعد: إنه لجاري، وما علمت له شكوى، قال: فأتاه سعد، فذكر له قولَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، فقال ثابت: أُنزلت هذه الآية، وقد علمتم أنِّي من أرفعكم صوتاً على رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فأنا من أهل النار، فذكر ذلك سعد للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم- فقال: بل هو من أهل الجنة» هذا لفظ رواية حَمَّاد عن أنس.
ورواه سليمان التيمي، وجعفر بن سليمان، وسليمان بن المغيرة، جميعاً عن ثابت بنحو حماد، وليس عندهم ذكرُ سعد بن معاذ، وأول حديث جعفر بن سليمان: كان ثابتُ بنُ قيس بن شمَّاس خطيبَ الأنصار، فلما نزلت هذه الآية - وذكر قول ثابت - زاد في حديث سليمان التيمي «فكنا نراه يمشي بين أظهرنا رَجُل من أهل الجنة» (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(حَبِط عمله) : إذا بطل أجره ولم يُثَبْ عليه.
__________
(1) هو خطيب رسول الله صلى الله عليه وسلم وخطيب الأنصار.
(2) رواه البخاري 6 / 456 و 457 في الأنبياء، باب علامات النبوة في الإسلام، وفي تفسير سورة الحجرات، ومسلم رقم (119) في الإيمان، باب مخافة المؤمن أن يحبط عمله.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (4/244) و (6/171) قال: حدثنا علي بن عبد الله، قال: حدثنا أزهر بن سعد، قال: أخبرنا ابن عون، قال: أنبأني موسى بن أنس، فذكره.
والرواية الثانية:
1- أخرجها أحمد (3/145) قال: حدثنا حسن. وفي (3/287) قال: حدثنا عفان. ومسلم (1/77) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا الحسن بن موسى.
كلاهما - حسن، وعفان - قالا: حدثنا حماد بن سلمة.
2- وأخرجها أحمد (3/137) . وعبد بن حميد (1209) قالا: حدثنا هاشم. والبخاري في خلق أفعال العباد (70) قال: حدثنا موسى. ومسلم (1/77) قال: حدثنيه أحمد بن سعيد بن صخر الدارمي، قال: حدثنا حبان.
ثلاثتهم - هاشم، وموسى، وحبان - قالوا: حدثنا سليمان بن المغيرة.
3- وأخرجها مسلم (1/77) قال: حدثنا قطن بن نسير، قال: حدثنا جعفر بن سليمان.
4- وأخرجها مسلم (1/77) قال: حدثنا هريم بن عبد الأعلى الأسدي. والنسائي في فضائل الصحابة (123) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى.
كلاهما - هريم، ومحمد - قالا: حدثنا معتمر بن سليمان، قال: سمعت أبي.
أربعتهم - حماد، وسليمان بن المغيرة، وجعفر، وسليمان التيمي - عن ثابت، فذكره.(9/93)
أبو هريرة - رضي الله عنه-
6641 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: «قلت: يا رسولَ الله أسمع منك أشياءَ فلا أحفظُها، قال: ابْسُطْ رداءَك، فَبَسَطْتُهُ، فحدّث حديثاً كثيراً، فما نسيتُ شيئاً حدَّثني [به] » .
هكذا أخرجه الترمذي، وهو طرف من حديث قد أخرجه البخاري ومسلم، وهو مذكور في «كتاب العلم» من «حرف العين» .
وللترمذي في أخرى قال: «أتيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- فَبَسطْتُ ثوبي عنده، ثم أخذه، فجمعه على قلبي، فما نسيتُ بعده» (1) .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (3833) و (3834) في المناقب، باب مناقب أبي هريرة رضي الله عنه، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال، وقال الترمذي: وقد روي من وجه عن أبي هريرة، وقد تقدم ذكره في الجزء الثامن صفحة (21) برقم (5855) .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
تقدم.(9/95)
6642 - (ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -[أنه] قال لأبي هريرة: كنتَ ألزَمنا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم-، وأحفظَنا لحديثه. أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3835) في المناقب، باب مناقب أبي هريرة رضي الله عنه، وقال الترمذي: هذا حديث حسن، وهو كما قال.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن: أخرجه أحمد (2/2) (4453) . والترمذي (3836) قال: حدثنا أحمد بن منيع. كلاهما - أحمد بن حنبل، وأحمد بن منيع - قالا: حدثنا هشيم، قال: أخبرنا يعلى بن عطاء، عن الوليد بن عبد الرحمن، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن.(9/95)
6643 - (ت) مالك بن عامر - رحمه الله -: قال: «جاء رجل إلى طلحةَ بنِ عُبَيد الله، فقال: يا أبا محمد، أرأيتَ هذا اليمانيَّ - يعني أبا هريرة [ص:96] أهو أعلمُ بحديثِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- منك؟ نَسْمَعُ منه ما لم نسمعْ منكم، أو يقولُ على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ما لم يَقُلْ؟ قال: أمَّا أن يكون سمع من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ما لم نسمعْ، فذاك أنه كان مسكيناً لا شيء له، ضيفاً لرسول الله - صلى الله عليه وسلم- يدُه مع يدِ رسولِ الله، وكُنَّا نحنُ أهلَ بيوتات وغِنى، وكُنَّا نأتي رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- طَرَفَي النهار، لا أشك إلا أنَّه سمع من رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ما لم نسمعْ، ولا نجدُ أحداً فيه خير يقول على رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ما لم يَقُلْ» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3836) في المناقب، باب مناقب أبي هريرة رضي الله عنه، وقد رواه أيضاً البخاري في " التاريخ " وأبو يعلى، وهو حديث حسن، وقد حسنه الترمذي والحافظ في " الفتح " وغيرهما.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن: أخرجه الترمذي (3837) قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن، قال: أخبرنا أحمد بن أبي شعيب الحراني، قال: حدثني محمد بن سلمة الحراني، عن محمد بن إسحاق، عن محمد ابن إبراهيم، عن مالك بن أبي عامر، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث محمد بن إسحاق، وقد رواه يونس بن بكير وغيره عن محمد بن إسحاق.(9/95)
6644 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال لي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «ممن أنتَ؟ قلتُ: من دَوس، قال: ما كنتُ أُرى أن في دَوس أحداً فيه خير» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3837) في المناقب، باب مناقب أبي هريرة رضي الله عنه، وإسناده حسن، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن: أخرجه الترمذي (3838) قال: حدثنا بشر بن آدم، ابن بنت أزهر السمان،قال: حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث. قال: حدثنا أبو خلدة. قال: حدثنا أبو العالية، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب، وأبو خلدة اسمه خالد بن دينار، وأبو العالية اسمه رفيع.(9/96)
6645 - (ت) عبد الله بن رافع - رضي الله عنه - قال: «قلت لأبي هريرة: لم كُنِيتَ بأبي هريرة؟ قال: أما تَفْرَقُ مِنِّي؟ قلت: بلى، والله إني لأهابك، قال: كنت أرعى غَنَم أهلي، وكانت لي هُريرة صغيرة، فكنت أضَعُها باللَّيل في شجرة، فإذا كان النهار وسَرَّحْتُ الغنم ذهبتُ بها [ص:97] معي، فَلَعِبتُ بها، فَكَنَوْنِي أبا هريرة» أخرجه الترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(تفرَق) الفَرَق: الفزَع والخوف.
(هُريرة) الهريرة: تصغير الهِرَّة، وهي السِّنَّور.
__________
(1) رقم (3839) في المناقب، باب مناقب أبي هريرة رضي الله عنه، وإسناده حسن، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن: أخرجه الترمذي (3840) قال: حدثنا أحمد بن سعيد المرابطي، قال: حدثنا روح بن عبادة، قال: حدثنا أسامة بن زيد، عن عبد الله بن رافع، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب.(9/96)
حاطب بن أبي بلتعة - رضي الله عنه-
6646 - (م ت) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: أن عبداً لحاطب جاء إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- يشكو حاطباً إليه، فقال: يا رسول الله لَيَدْخُلَنَّ حاطب النار، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «كذبتَ لا يدخلُها، فإنه قد شهد بَدْراً والحُدَيْبِيَةَ» أخرجه مسلم والترمذي (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (2195) في فضائل الصحابة، باب من فضائل أهل بدر رضي الله عنهم، والترمذي رقم (3863) في المناقب، باب فيمن سب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يعزه في المطبوع لمسلم، وهو قصور.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (3/325) قال: حدثنا حجاج، قال: حدثنا ابن جريج، قال أخبرني أبو الزبير، فذكره. جامع المسانيد (25/259) .
2- وأخرجه أحمد (3/349) . ومسلم في الفضائل عن قتيبة ومحمد بن رمح، والترمذي في المناقب والنسائي فيه وفي التفسير.
-كلاهما في الكبرى- جميعا عن قتيبة.
كلهم - عن حجين،ويونس - قالا: حدثنا الليث، عن سعد، عن أبي الزبير،فذكره. جامع المسانيد (25/302) .(9/97)
جُلَيْبِيب - رضي الله عنه-
6647 - (م) أبو برزة الأسلمي - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- «كان في مَغزى له، فأفاءَ الله عليه، فقال لأصحابه: هل تَفْقِدُون من أحد؟ قالوا: نعم، فلاناً وفلاناً وفلاناً، ثم قال: هل تَفْقِدون من أحد؟ [ص:98] قالوا: نعم، فلاناً وفلاناً [وفلاناً] ، ثم قال: هل تَفْقِدُون من أحد؟ قالوا: لا، قال: لكنِّي أفْقِدُ جُلَيْبِيباً، فاطْلُبوه، فطُلب، فوُجد في القتلى، فوجدوه إلى جنب سَبْعة قد قتلهم ثم قتلوه، فأتى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-، فوقف عليه، ثم قال: قتلَ سبعة ثم قتلوه، هذا منِّي، وأنا منه [هذا مني، وأنا منه] قال: فوضعه على ساعِدَيهِ، ليس له سرير إلا ساعِدَا النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، قال: فحُفِر له ووُضع في قبره، ولم يذكر غَسْلاً» أخرجه مسلم (1) .
قال الحميديُّ: وهو طرف من حديث طويل قد أخرجه البرقاني، وأوَّل حديثه «أن جُلَيْبِيباً كان امرءاً من الأنصار، وكان يدخل إلى النساء، ويتحدَّث إليهن، قال أبو برزة: فقلت لامرأتي: لا يدخلْ عليكن جليبيب، وكان أصحابُ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- إذا كان لأحدهم أيِّم لم يُزوِّجْها حتى يَعْلَم ألِرَسول الله - صلى الله عليه وسلم- فيها حاجة، أما لا؟ فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ذات يوم لرجل من الأنصار: يا فلان، زوِّجْني ابنتَك، قال: نعم ونُعْمة عين، قال: إني لست لنفسي أُريدها، قال: فلمَن؟ قال: لجليبيب، قال: يا رسول الله، حتى أسْتَأمِرَ أمَّها، فأتاها، فقال: إنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يخطب ابنتكِ، قالت: نعم، ونُعْمَةُ عين، نُزَوِّجُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، قال: إنه ليس لنفسه يريدها، قالت: فلمن يريدها؟ قال: لجليبيب، قالت: حَلْقَى، لجليبيب [ص:99] الابنةُ؟ لا، لعَمْرُ الله، لا أزوِّجُ جُليْبيباً، فلما قام أبوها لِيأتي النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قالت الفتاةُ من خِدْرها لأبويها: مَن خطبني إليكما؟ قالا: رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، قالت: أفَتَرَدُّونَ على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- أمْره؟ ادْفَعُوني إلى رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- فإنه لن يُضَيِّعَني، فذهب أبوها إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، فسأله؟ فقال: شأنُك بها، فَزوَّجَها جُليبياً.
قال حماد: قال إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة لثابت: هل تدري ما دعا لهما به؟ قال: اللهم صُبَّ الخيرَ عليهما صَبّاً، ولا تجعل عيشهما كَدّاً.
قال ثابت: فزوّجها إياه، فبينما رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في مَغْزى له، فأفاء الله عليهم، فقال: هل تَفْقِدُون من أحد؟ ... فذكر نحو مسلم» وقال في آخره: قال ثابت: «فما كان في الأنصار أيِّم أنْفَقُ منها» (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أفاء الله عليه) أي: أعطاه فيئاً، وهو ما يحصل للمسلمين من أموال الكفار وأهلهم وديارهم بغير قتال ولا حرب.
(أيِّم) الأيّم: المرأة التي لا زوج لها، بكراً كانت أو ثيباً.
(حَلْقى) : كلمة يدعى بها على الإنسان، وأصلها: أن يصاب بوجع في [ص:100] حلقه، والمحدِّثون يروونه غير منون، وهو عند أهل اللغة منون.
(كَدّاً) : الكدُّ: الشدة والتعب.
__________
(1) رقم (2472) في فضائل الصحابة، باب من فضائل جليبيب رضي الله عنه، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 4 / 421.
(2) رواه أحمد في " المسند " 4 / 422، وإسناده صحيح، وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل في آخر الحديث: ما حدث به في الدنيا إلا حماد بن سلمة، ما أحسنه من حديث.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (4/421) قال: حدثنا سليمان بن داود. وفي (4/422) قال: حدثنا عفان. وفي (4/425) قال: حدثنا عبد الصمد. ومسلم (7/152) قال: حدثنا إسحاق بن عمر بن سليط. والنسائي في فضائل الصحابة (142) قال: أخبرنا عبد الله بن الهيثم، قال: حدثنا هشام بن عبد الملك.
خمستهم - سليمان، وعفان، وعبد الصمد، وإسحاق، وهشام - قالوا: حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن كنانة بن نعيم العدوي، فذكره.
* رواية سليمان، وإسحاق، وهشام مختصرة على: قصة الغزو.
* قال أبو عبد الرحمن، عبد الله بن أحمد بن حنبل عقب رواية عفان: ما حدث به في الدنيا أحد إلا حماد بن سلمة ما أحسنه من حديث.(9/97)
حارثة بن سراقة - رضي الله عنه-
6648 - (خ ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: أن أمَّ الرُّبَيِّع بنت البراء (1) - وهي أمُّ حارثةَ بنِ سُراقة - أتتِ النبي - صلى الله عليه وسلم-، فقالت: «يا نبيَّ الله ألا تحدِّثُني عن حارثة - وكان قُتل يوم بدر، أصابه سهمُ غَرْب - فإن كان في الجنة صَبَرْتُ، وإن كان غير ذلك اجتهدتُ عليه في البكاء؟ قال: يا أمَّ حارثة، إنها جِنان في الجنة، وإن ابنَك أصابَ الفِرْدَوْسَ الأعلى» .
وفي رواية: قال أنس: «أُصِيبَ حارثةُ يوم بدر وهو غلام، فجاءت أمُّه إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، فقالت: يا رسولَ الله، قد عرفت منزلةَ حارثة مني، فإنْ يَكُ في الجنة أصْبِرُ وأحْتَسِبُ، وإن تَكُ الأخرى ترى ما أصنع، فقال: ويحكِ - أو هَبِلْتِ - أوَ جَنَّة واحدة هي؟ إنها جِنان كثيرة، وإنه في جنة الفردوس [الأعلى] أخرجه البخاري، وأخرج الترمذي نحوه (2) . [ص:101]
وزاد رزين: وإنه في الفردوس الأعلى، وسَقْفُه عرشُ الرحمن، ومنه تفَجّر أنهار الجنة، وإنَّ غَدْوة في سبيل الله أو رَوْحَة خير من الدنيا وما فيها، ولَقَابُ قَوْسِ أحدِكم - أو موضعُ قِدِّه - من الأرض في الجنة خير من الدنيا وما فيها، ولو أن امرأة من نساء أهل الجنة اطّلعت إلى الأرض لأضاءت الدنيا وما فيها، ولَنَصيفُها - يعني خمارَها - خير من الدنيا وما فيها» (3) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(سهم غرْب) يقال: أصابه سهم غرب، يضاف ولا يضاف، وتحرك الراء وتسكن إذا لم يُدْرَ من أين أتاه.
(وَلَقَابُ قوس أحدكم أو موضع قِدِّه) القاب: القَدْر، والقِدُّ: السوط، يعني لَقَدْرُ قوسه وسوطه من الجنة خير من الدنيا وما فيها.
__________
(1) كذا في الأصل وفي نسخ البخاري المطبوعة: أن أم الربيع بنت البراء، وهو وهم، وفي المطبوع من " جامع الأصول ": أن الربيع بنت البراء، وهو خطأ، والذي في الترمذي: أن الربيع بنت النضر، وهو الصواب، لأن الربيع بنت النضر عمة أنس بن مالك، هي أم حارثة ابن سراقه، وانظر ما قاله الحافظ في " الفتح " حول هذا الموضوع 6 / 20.
(2) كذا في الأصل، وفي المطبوع: أخرجه البخاري والترمذي والنسائي، ولم نجده عند النسائي، [ص:101] وقد رواه البخاري 6 / 20 في الجهاد، باب من أتاه سهم غرب فقتله، وفي المغازي، باب فضل من شهد بدراً، وفي الرقاق، باب صفة الجنة والنار، والترمذي رقم (3173) في التفسير، باب ومن سورة المؤمنين.
(3) زيادة زرين هذه رواها أحمد والبخاري والترمذي، وليس فيه عندهم، وسقفة عرش الرحمن ومنه تفجر أنهار الجنة، وهي عند البخاري 6 / 12 و 11 / 384، وأحمد 3 / 141 و 264 والترمذي في الجهاد، باب الغدو والرواح في سبيل الله.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1-أخرجه أحمد (3/264) قال: حدثنا سليمان بن داود. والبخاري (8/145) قال: حدثنا قتيبة. والنسائي في فضائل الصحابة (127) قال: أخبرنا علي بن حجر.
ثلاثتهم - سليمان، وقتيبة، وعلي - عن إسماعيل بن جعفر.
2- وأخرجه البخاري (5/98، 8/142) قال: حدثني عبد الله بن محمد، قال: حدثنا معاوية بن عمرو، قال: حدثنا أبو إسحاق الفزاري.
كلاهما - إسماعيل، والفزاري - عن حميد، فذكره.
وبلفظ: «أن حارثة خرج نظارا، فأتاه سهم فقتله، فقالت أمه: يا رسول الله، قد عرفت موقع حارثة مني، فإن كان في الجنة صبرت، وإلا رايت ما أصنع، قال: يا أم حارثة، إنها ليست بجنة واحدة، ولكنها جنان كثيرة، وإن حارثة لفي أفضلها أو قال: في أعلى الفردوس» .
1-أخرجه أحمد (3/124) قال: حدثنا يزيد بن هارون وفي (3/272) قال: حدثنا عفان.
كلاهما - يزيد، وعفان - عن حماد بن سلمة.
2- وأخرجه أحمد (3/215) قال: حدثنا عبد الله بن يزيد. وفي (3/282) قال: حدثنا عفان. والنسائي في فضائل الصحابة (128) قال: أخبرنا محمد بن حاتم بن نعيم، قال: أخبرنا حبان، قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك.
ثلاثتهم - عبد الله، وعفان، وابن المبارك - عن سليمان بن المغيرة.
كلاهما - حماد بن سلمة، وسليمان - عن ثابت، فذكره.
وبلفظ: «كان حارثة أصيب يوم بدر، فقالت أم حارثة: يا نبي الله، إن كان ابني أصاب الجنة وإلا أجهدت عليه البكاء. قال: يا أم حارثة، إنها جنان كثيرة، وإن حارثة أصاب الفردوس الأعلى.» .
1-أخرجه أحمد (3/210) قال: حدثنا عبد الصمد، قال: حدثنا أبو هلال الراسبي.
2- وأخرجه أحمد (3/260) . والبخاري (4/24) قال: حدثنا محمد بن عبد الله.
كلاهما - أحمد، ومحمد- قالا: حدثنا حسين بن محمد، قال: حدثنا شيبان.
3- وأخرجه أحمد (3/283) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا أبان.
4- وأخرجه الترمذي (3174) قال: حدثنا عبد بن حميد، قال: حدثنا روح بن عبادة، عن سعيد.
أربعتهم - أبو هلال، وشيبان، وأبان، وسعيد - عن قتادة، فذكره.(9/100)
قيس بن سعد بن عبادة - رضي الله عنه-
6649 - (خ ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «كان قيس [ص:102] ابنُ سعد بن عبادة بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بمنزلة صاحب الشُّرَط من الأمير» . قال الأنصاري (1) : يعني مما يلي أموره» .
أخرجه البخاري والترمذي (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الشُّرَط) : أعوان السلطان المرتَّبون لتتبُّع أحوال الناس، سُمُّوا بذلك لأنهم كانوا يُعْلِمون على أنفسهم بعلامات يُعْرَفون بها، والأشراط: العلامات.
__________
(1) هو محمد بن عبد الله الأنصاري أحد الرواة في سند الحديث، وهذه الزيادة مدرجة من كلام الأنصاري، وانظر " الفتح " 13 / 119.
(2) رواه البخاري 13 / 119 في الأحكام، باب الحاكم يحكم بالقتل على من وجب عليه دون الإمام الذي فوقه، والترمذي رقم (3849) في المناقب، باب مناقب قيس بن عبادة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (9/81) . والترمذي (3850) . كلاهما - عن محمد بن يحيى بن خالد الأهلي. والترمذي (3850) قال: حدثنا محمد بن مرزوق البصري.
كلاهما - الأهلي، والبصري - قالا: حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري، قال: حدثنا أبي، عن ثمامة، فذكره.(9/101)
6650 - () أبو مالك [الأشعري] : قال: «كان صاحبَ لِوَاءِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- بعد مُصْعَب: قيسُ بنُ سَعْد» أخرجه ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وقد روى البخاري 6 / 89 من حديث ثعلبة بن أبي مالك القرظي أن قيس بن سعد الأنصاري رضي الله عنه وكان صاحب لواء النبي صلى الله عليه وسلم أراد الحج فرجل.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
في المطبوع أخرجه رزين، ولم أقف عليه.(9/102)
خالد بن الوليد - رضي الله عنه-
6651 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: «نزلنا مع [ص:103] رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- منزِلاً، فجعل الناس يمرُّون، فيقول رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: مَن هذا يا أبا هريرة؟ فأقول: فلان، فيقول: نِعْمَ عبدُ الله هذا، ويقول: مَن هذا؟ فأقول: فلان، فيقول: بئس عبد الله هذا، حتى مرَّ خالد بن الوليد، فقال: من هذا؟ فقلت: خالد بن الوليد، فقال: نعم عبدُ الله خالدُ بن الوليد، سيفٌ من سيوف الله» .
أخرجه الترمذي (1) ، وقال: هو مرسل.
__________
(1) رقم (3845) في المناقب، باب مناقب خالد بن الوليد رضي الله عنه، من حديث زيد بن أسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، وقال الترمذي: هذا حديث غريب، ولا نعرف لزيد بن أسلم سماعاً من أبي هريرة، وهو حديث مرسل عندي. أقول: ولكن للحديث شواهد بمعناه يقوى بها، منها ما رواه أحمد في " المسند " 1 / 8 أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه عقد لخالد بن الوليد على قتال أهل الردة، وقال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: نعم عبد الله وأخو العشيرة خالد بن الوليد، سيف من سيوف الله، سله الله عز وجل على الكفار والمنافقين، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 4 / 90 من حديث أبي عبيدة بن الجراح قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " خالد سيف من سيوف الله عز وجل، ونعم فتى العشيرة "، فهو حديث صحيح بشواهده، وانظر " مجمع الزوائد " 9 / 348 فإنه ذكر له شواهد أخرى.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
مرسل: أخرجه الترمذي (3846) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا الليث، عن هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، ولا نعرف لزيد بن أسلم سماعا من أبي هريرة، وهو عندي حديث مرسل.
وبنحوه أخرجه أحمد (2/360) قال: حدثنا مكي، قال: حدثنا هاشم بن هشام، عن إسحاق بن عبد الله بن الحارث بن كنانة، فذكره.(9/102)
عمرو بن العاص - رضي الله عنه-
6652 - (ت) عقبة بن عامر - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «أسْلَمَ الناسُ، وآمَن عمرو بن العاص» .
أخرجه الترمذي، وقال: ليس إسناده بالقوي (1) .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (3843) في المناقب، باب مناقب عمرو بن العاص رضي الله عنه، من حديث [ص:104] قتيبة بن سعيد عن أبي لهيعة عن مشرح بن هاعان عن عقبة بن عامر رضي الله عنه، وابن لهيعة ضعيف، ولذلك قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث ابن لهيعة عن مشرح وليس إسناده بالقوي. أقول: ولكن رواية العبادلة عن ابن لهيعة تصحح حديثه، وقد رواه أحمد في " المسند " 4 / 155 من حديث أبي عبد الرحمن واسمه عبد الله بن يزيد المقرئ وهو أحد العبادلة عن ابن لهيعة عن مشرح عن عقبة بن عامر، وهذا إسناد حسن، وله شواهد أخرى بمعناه، فالحديث صحيح بشواهده.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/155) قال: حدثنا أبو عبد الرحمن. والترمذي (3844) قال: حدثنا قتيبة.
كلاهما - أبو عبد الرحمن، وقتيبة- قالا: حدثنا ابن لهيعة، قال: حدثني مشرح بن هاعان، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث ابن لهيعة عن مشرح بن هاعان، وليس إسناده بالقوي.(9/103)
6653 - (ت) طلحة بن عبيد الله - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «عمرو بن العاص من صالحي قريش» أخرجه الترمذي، وقال: إسناده ليس بمتصل، ابن أبي مليكة لم يدرك طلحة (1) .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (3844) في المناقب، باب مناقب عمرو بن العاص رضي الله عنه، من حديث نافع ابن عمر الحجمي عن ابن أبي مليكة عن طلحة، وإسناده منقطع، فإن ابن أبي مليكة لم يدرك طلحة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده منقطع: أخرجه أحمد (1/161) (1382) قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا نافع ابن عمر، وعبد الجبار بن الورد. والترمذي (3845) قال: حدثنا إسحاق بن منصور، قال: أخبرنا أبو أسامة، عن نافع بن عمر الجمحي.
كلاهما - نافع، وعبد الجبار - عن ابن أبي مليكة، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث إنما نعرفه من حديث نافع بن عمر الجمحي، ونافع ثقة، وليس إسناده بمتصل، وابن أبي مليكة لم يدرك طلحة.(9/104)
6654 - (م) عبد الرحمن بن شماسة المهدي - رحمه الله -: قال: «حضرنا عمرو بن العاص [وهو] في سِياقِ الموت، فبكى طويلاً، وحول وجهه إلى الجدار، فجعل ابنُه يقول: ما يبكيك يا أبتاه؟ أمَا بشَّرَك رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بكذا وكذا؟ فأقبل بوجهه، فقال: إن أفضلَ ما نُعِدُّ: شهادةُ أن لا إله إلا الله، وأنَّ محمداً رسولُ الله، إني كنتُ على أطْباق ثلاث: لقد رأيتُني وما أحد أشدَّ بُغْضاً لرسول الله - صلى الله عليه وسلم- مني، ولا أحبّ إليَّ أن أكونَ قد استمكنتُ منه فقتلتُه، فلو مِتُّ على تلك الحال لكنتُ من أهل النار، فلما جعل الله الإسلام في قلبي، أتيتُ النبيَّ، فقلتُ: ابْسُطْ يمينك [ص:105] فَلأبايعْك، فبسطَ يمينه، قال: فقبضتُ يدي، فقال: مالك يا عمرو؟ [قال] : قلتُ: أردتُ أن أشْتَرِطَ، فقال: تشترطُ ماذا؟ قلتُ: أن يُغْفَر لي، قال: أما علمتَ أن الإسلامَ يهدِم ما كان قبله، وأن الهجرةَ تهدِم ما كان قبلها، وأن الحج يهدم ما كان قبله؟ وما كان أحد أحبّ إليّ من رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، ولا أحْلَى (1) في عيني منه، وما كنت أُطِيقُ أن أمْلأ عينيَّ منه إجلالاً [له] ، ولو قيل لي: صِفْهُ لما استطعتُ أن أصِفَه، لأني لم أكن أمْلأ عيني منه، ولو متُّ على تلك الحال لرجوتُ أن أكون من أهل الجنة، ثم وَلِينا أشياءَ، ما أدري ما حالي فيها؟ فإذا أنا مِتُّ فلا تَصْحَبني نائحة ولا نار، فإذا دفنتموني فسُنّوا عليَّ التراب سَنّاً (2) ، ثم أقيموا حولَ قبري قدرَ ما تُنحر جزور ويُقسم لحمها، حتى استأنس بكم، وأنظر ماذا أراجعُ به رُسُل ربي؟» أخرجه مسلم (3) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(سياق الموت) : وقت حضور الأجل، كأنَّ روحه تُساق لتخرج من جسده. [ص:106]
(أطباق) جمع طبَق، وهو الحالة.
(تجبُّ) التوبة تجبّ ما قبلها: أي تقطع وتمحو الذنوب فلا يؤاخَذ بها.
(فَسُنُّوا) سننت التراب على الميت: إذا رميتَهُ فوقه برفقٍ ولطفٍ.
__________
(1) في نسخ مسلم المطبوعة: ولا أجل.
(2) وفي بعض النسخ: فشنوا علي التراب شناً، قال النووي في " شرح مسلم ": ضبطناه بالسين والمهملة وبالمعجمة، وكذا قال القاضي عياض: إنه بالمعجمة والمهملة، قال: وهو الصب، وقيل بالمهملة: الصب في سهولة، وبالمعجمة: التفريق، قال النووي: وفي الحديث من الفوائد: إثبات فتنة القبر، وسؤال الملكين، وهو مذهب أهل الحق، ومنها استحباب المكث عند القبر بعد الدفن لحظة نحو ما ذكر لما ذكر، وفيه أن الميت حينئذ يسمع من حول القبر.
(3) رقم (121) في الإيمان، باب كون الإسلام يهدم ما قبله وكذا الهجرة والحج.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (4/199) قال: حدثنا علي بن إسحاق، قال: أخبرنا عبد الله، يعني ابن المبارك، قال: أخبرنا ابن لهيعة. وفي (4/205) قال: حدثنا يحيى بن إسحاق، قال: أخبرنا ليث ابن سعد. ومسلم (1/78) قال: حدثنا محمد بن المثنى العنزي وأبو معن الرقاشي وإسحاق بن منصور. كلهم عن أبي عاصم، قال: أخبرنا حيوة بن شريح. وابن خزيمة (2515) قال: حدثنا علي بن مسلم، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: أخبرنا حيوة بن شريح.
ثلاثتهم - ابن لهيعة، وليث، وحيوة - عن يزيد بن أبي حبيب، عن ابن شماسة، فذكره.
وبنحوه أخرجه أحمد (4/204) قال: حدثنا حسن، قال: حدثنا ابن لهيعة، قال: حدثنا يزيد بن أبي حبيب، قال: أخبرني سويد بن قيس، عن قيس بن سمي، فذكره.(9/104)
أبو سفيان بن حرب - رضي الله عنه-
6655 - (م) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: «كان المسلمون لا ينظرون إلى أبي سفيان ولا يُقاعدونه، فقال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم-: يا نبيّ الله، ثلاث أعْطِنِيِهِنَّ، قال: نعم، قال: عندي أحسنُ العرب وأجملُه: أمُّ حبيبة، أزوِّجُكَها، قال: نعم، قال: ومعاويةُ تجعلُه كاتباً بين يديك، قال: نعم، قال: وتؤَمِّرُني حتى أقاتلَ الكُفَّار كما كنتُ أقاتل المسلمين، قال: نعم، قال أبو زُمَيل: ولولا أنه طلب ذلك من رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ما أعْطاه إياه، لأنه لم يكن يُسْأل شيئاً إلا قال: نعم» أخرجه مسلم (1) . قال الحميديُّ - رحمه الله -: قال لنا بعضُ الحفَّاظ: هذا الحديث وَهِمَ فيه بعض الرواة، لأنه لا خلاف فيه بين اثنين من أهل المعرفة بالأخبار: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- تزوَّج أمَّ حبيبة قبل الفتح بدهر، وهي بأرض الحبشة، وأبوها كافر [ص:107] يومئذ، وفي هذا نظر (2) .
__________
(1) رقم (2501) في فضائل الصحابة، باب من فضائل أبي سفيان بن حرب رضي الله عنه.
(2) قال النووي في " شرح مسلم ": واعلم أن هذا الحديث من الأحاديث المشهورة بالاشكال، ووجه الاشكال أن أبا سفيان إنما أسلم يوم فتح مكة سنة ثمان من الهجرة، وهذا مشهور لا خلاف فيه، وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد تزوج أم حبيبة قبل ذلك بزمان طويل، قال أبو عبيدة وخليفة بن خياط وابن عبد البر والجمهور: تزوجها سنة ست، وقيل: سنة سبع، قال القاضي عياض: اختلفوا أين تزوجها، فقيل بالمدينة بعد قدومها من الحبشة، وقال الجمهور: بأرض الحبشة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مسلم (ح2501) قال: حدثني عباس بن عبد العظيم العنبري، وأحمد بن جعفر المقري، قالا: حدثنا النضر وهو ابن محمد اليمامي قال: حدثنا عكرمة، قال: حدثنا أبو زميل، فذكره.(9/106)
معاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنه-
6656 - (ت) عبد الرحمن بن أبي عميرة - رضي الله عنه - قال: إن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال لمعاوية: «اللهم اجعلْه هادياً مهدياً، واهدِ به» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3841) في المناقب، باب مناقب معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 4 / 216، وفي سنده سعيد بن عبد العزيز التنوخي الدمشقي، وهو ثقة إمام، ولكن اختلط في آخر عمره، فلم يتميز حديثه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن: أخرجه أحمد (4/216) قال: حدثنا علي بن بحر، قال: حدثنا الوليد بن مسلم. والترمذي (3842) قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: أخبرنا أبو مسهر.
كلاهما - الوليد، وأبو مسهر - عن سعيد بن عبد العزيز، عن ربيعة بن يزيد، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب.(9/107)
6657 - (ت) أبو إدريس الخولاني - رحمه الله -: قال: لما عزل عمر بن الخطاب عُمَيْرَ بنَ سعد عن حِمْصَ وَوَلَّى معاويةَ، قال الناس: عزل عُمَيْراً، وولَّى معاوية، فقال عُمَير: لا تذكروا معاوية إلا بخير، فإني سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «اللهم اهْدِ به» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3842) في المناقب، باب مناقب معاوية بن أبي سفيان، وفي سنده عمرو بن واقد الدمشقي أبو حفص، وهو متروك.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه الترمذي (3843) قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي، قال: حدثنا عمرو بن واقد، عن يونس بن حلبس، عن أبي إدريس الخولاني، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث غريب، وعمرو بن واقد يضعف.(9/107)
6658 - (م) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: «كنتُ ألْعَبُ مع الصبيان، فجاء رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، فَتَوَارَيتُ خلف باب، قال: فجاء فَحَطأنِيَ حطأة، وقال: اذهبْ، فادعُ لي معاويةَ، قال: فجئتُ، فقلتُ هو يأكل، ثم قال لي: اذهب، فادعُ لي معاوية، قال: فجئتُ، فقلتُ: هو يأكل، فقال: لا أشْبَع الله بطنه، قال ابن المثنى: فقلتُ: لأميةَ: ما معنى حطأني؟ قال: قَفَدني قَفدة» أخرجه مسلم (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فحطَأني) الحَطْءُ بالهمز: الدفع بوسط الكتف بين الكتفين، وقد جاء في الحديث غير مهموز، وهو أن تحرك الشيء وتزعزعه، قد جاء في الحديث قال: «قلت: ما حطاني» قال: قَفَدني، والقَفْد: صفع الرأس بِبَسْط الكف من قبل القفا، تقول: قَفَدْتُه قَفْداً.
__________
(1) رقم (2604) في البر والصلة، باب من لعنه النبي صلى الله عليه وسلم وسبه أو دعا عليه وليس هو أهلاً لذلك، كان له زكاة وأجراً ورحمة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (1/240) (2150) و (1/338) (3131) قال: حدثنا محمد بن جعفر. ومسلم (8/27) قال: حدثنا محمد بن المثنى العنزي. (ح) وحدثنا ابن بشار، قالا: حدثنا أمية بن خالد. (ح) وحدثني إسحاق بن منصور، قال: أخبرنا النضر بن شميل.
أربعتهم - محمد بن جعفر، وابن المثنى، وابن بشار، والنضر - قالوا: حدثنا شعبة.
2- وأخرجه أحمد (1/291) (2651) قال: حدثنا عفان. وفي (1/335) (3104) قال: حدثنا بكر بن عيسى أبو بشر الراسبي.
كلاهما - عفان، وأبو بشر - قالا: حدثنا أبو عوانة.
كلاهما- شعبة، وأبو عوانة - قالا: أخبرنا أبو حمزة، فذكره.(9/108)
سُنَين أبو جميلة - رضي الله عنه-
6659 - (خ) محمد بن شهاب الزهري - رحمه الله - قال: «زعم أبو [ص:109] جميلة أنه أدرك النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-، وخرج معه عام الفتح» أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) 7 / 18 في المغازي، باب مقام النبي صلى الله عليه وسلم بمكة زمن الفتح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (ح4301) قال: حدثني إبراهيم بن موسى، قال: أخبرنا هشام، عن معمر، عن الزهري، فذكره.(9/108)
عَبَّاد بن بشر - رضي الله عنه-
6660 - (خ) عائشة - رضي الله عنها - قالت: «تهجَّد النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- في بيتي، فسمع صَوتَ عبَّاد يُصلِّي في المسجد، فقال: يا عائشة أصَوتُ عباد هذا؟ قلتُ: نعم، قال: اللهم ارحم عبَّاداً» أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) في الأصل: رواه مسلم. وليس هو عند مسلم، وقد رواه البخاري تعليقاً 5 / 195 في الشهادات، باب الأعمى ونكاحه وأمره وإنكاحه ومبايعته، قال الحافظ في " الفتح ": وصله أبو يعلى من طريق محمد بن إسحاق عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن عائشة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه البخاري تعليقا (ح2655 قائلا: وزاد عباد بن عبد الله عن عائشة، فذكره.
وقال الحافظ في الفتح (5/314) : وصله أبو يعلى من طريق محمد بن إسحاق، عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، فذكره.(9/109)
ضِماد بن ثعلبة الأزدي - رضي الله عنه-
6661 - (م) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: أن ضِماداً قدم مكة، وكان من أزْدِ شَنُوءة، وكان يَرْقي من هذه الريح، فسمع سُفَهاءَ مكةَ يقولون: إنَّ محمداً مجنون، فقال: لو أني أتيتُ هذا الرجل، لعَلَّ الله يَشْفِيه على يَدَيَّ، فلقيه، فقال: يا محمد، إنِّي أرْقي من هذه الريح، وإن الله يشفي على يديَّ من شاءَ، فهل لك؟ فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: إن الحمد لله نحمده، ونستعينُه، مَن يهده الله فلا مُضِلَّ له، ومَنْ يُضْلِلْ فلا هادي له، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأنَّ محمداً عبدُه ورسولُه، [ص:110] أما بعدُ، قال ضماد: فقلت له: أعِدْ عَلَيَّ كلماتِك هؤلاء، فأعادهنَّ عليه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ثلاث مرات، فقال: لقد سمعت قول الكهنة، وقول السحرة، وقول الشعراء، فما سمعتُ مثل كلماتِك هؤلاء، وقد بلغن قاموسَ البحر (1) ، هاتِ يَدَك أُبَايِعْكَ على الإسلام، فبايعه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: وعلى قومك؟ قال: وعلى قومي. فبعث رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- سَرِيَّة بعد مقدَمه المدينة، فمرُّوا على قومه، فقال صاحب السَّرِيَّةِ للجيش: هل أصبتم من هؤلاء شيئاً؟ فقال رجل من القوم: أصبتُ منهم مِطْهرة - وفي نسخة: إدَاوَة - فقال: رُدُّوها، فإن هؤلاء قومُ ضِماد. أخرجه مسلم (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(قاموس) قاموس البحر: معظمه ووسطه.
(سَرِية) السرية: طائفة من الجيش ينفذون في طلب العدو، سُمُّوا بذلك: لأنهم ينفذون ليلاً لينكتم أمرهم، فهم يسرون إلى العدو سُرى، والسُّرَى: سير الليل.
(مِطهرة) المطهرة والإداوة: السطيحة.
__________
(1) وفي بعض النسخ: ناعوس البحر، وقال القاضي عياض: أكثر نسخ " صحيح مسلم " وقع فيها: قاعوس، قال أبو عبيد: قاموس البحر: وسطه، وقال ابن دريد: لجته، وقال صاحب " كتاب العين ": قعره الأقصى.
(2) رقم (868) في الجمعة، باب تخفيف الصلاة والخطبة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (1/302) (2749) قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا حفص بن غياث. وفي (1/350) (3275) قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا ابن أبي زائدة. ومسلم (3/11) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، ومحمد بن المثنى.
كلاهما عن عبد الأعلى - وهو أبو همام - وابن ماجة (1893) قال: حدثنا بكر بن خلف أبو بشر، قال: حدثنا يزيد بن زريع. والنسائي (6/89) قال: أخبرنا عمرو بن منصور، قال: حدثنا محمد بن عيسى، قال: حدثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة.
أربعتهم - حفص، وابن أبي زائدة، وعبد الأعلى، ويزيد - عن داود بن أبي هند، عن عمرو بن سعيد، عن سعيد بن جبير، فذكره.
*الروايات مطولة ومختصرة.(9/109)
عدي بن حاتم - رضي الله عنه-
6662 - (خ م ت) عدي بن حاتم - رضي الله عنه - قال: «أتيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- وهو جالس في المسجد، فقال القوم: هذا عدي [بن حاتم] ، وكنتُ جئتُ بغير أمان، ولا كتاب، فلما دُفعتُ إليه أخذ بيدي، وقد كان بلغني أنه قال: إني لأرجو أن يجعل الله يدَه في يدي، قال: فقام بي، فلقينا امرأة معها صبيّ، فقالا: إنَّ لنا إليك حاجة، فقام معهما، حتى قضى حاجتهما ثم أخذ بيدي حتى أتى [بي] داره، فألقت له الوليدة وسَادَة، فجلس عليها وأنا بين يديه، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال لي: يا عديُّ، ما يُفِرُّك من الإسلام؟ أن تقولَ: لا إله إلا الله، فهل تَعْلَمُ من إله سوى الله؟ قال: قلت: لا، ثم تكلّم ساعة، ثم قال: أتفِرُّ من أن يقال: الله أكبر؟ فهل تعلم شيئاً أكبر من الله؟ قال: قلت: لا، قال: اليهودُ مغضوب عليهم، و [إنَّ] النصارى ضُلاَّل، قلت: فإني حَنِيف مسلم، قال: فرأيتُ وَجْهَهُ تَبَسَّطَ فرحاً، ثم أمر بي، فأُنْزِلتُ عند رجل من الأنصار، وجعلتُ أغشاه، آتيه طرفي النهار، قال: فبينما أنا عنده عَشِيَّة، إذْ جاءه قوم في ثياب من الصوف من هذه النِّمار، قال: فصلّى، وقام فَحَثَّ عليهم، ثم قال: ولو صاع، ولو بنصف صاع، ولو قُبْضَة، ولو ببعض قُبضة، يقي أحدُكم وجهَه من حرِّ جهنم - أو النار - ولو بتمرة، ولو بشِقِّ تمرة، فإن أحدكم لاقي الله وقائل له ما أقول [ص:112] لكم: ألم أجعل لك سمعاً وبصراً؟ فيقول: بلى، فيقول: ألم أجعل لك مالاً وولداً؟ فيقول: بلى، فيقول: أين ما قَدَّمْتَ لنفسِك؟ فينظر قُدّامَه وبَعْدَه، وعن يمينه وعن شماله، ثم لا يجد شيئاً يقي به وجهه حر جهنم، لِيَقِ أحدُكم وجهه النار ولو بشِقِّ تمرة، فإن لم يجد فبكلمة طيبة، فإني لا أخاف عليكم الفاقة، فإن الله ناصرُكم ومعطيكم، حتى تسير الظعينة فيما بين يثرب والحِيْرة [أو] أكثر، ما يُخاف على مطيَّتِها السَّرَقُ، فجعلت أقول في نفسي: فأين لصوص طَيِّء؟» أخرجه الترمذي هكذا بطوله (1) .
وقد أخرج البخاري ومسلم منه طرفاً في معنى الصدقة، وأخرجه البخاري بلفظ آخر وزيادة ونقصان يرد في المعجزات من «كتاب النبوة» من حرف النون.
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ما يُفِرُّك) أفررتُ الرجل: إذا فعلت به فعلاً يَفِرُّ منك لأجله، أي: ما يهربك من الإسلام؟.
(حنيف) الحنيف في الأصل: المائل، وهو في الوضع الشرعي: المائل عن الأديان كلها إلى دين الإسلام. [ص:113]
(النمار) جمع نِمرة، وهي كل شَملة من مآزر الأعراب مخطَّطة، وقيل: هي أكسية كان يلبسها الإماء.
(الظعينة) المرأة ما دامت في الهودج، ثم سميت زوجة الرجل ظعينةً توسُّعاً.
(السَّرَق) السَّرقة: إلا أنه المصدر، سرق يسرِق سرَقاً.
__________
(1) رقم (2956) في التفسير، باب ومن سورة فاتحة الكتاب، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 4 / 378، وفي سنده عباد بن حبيش لم يوثقه غير ابن حبان وباقي رجاله ثقات، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث سماك بن حرب، وقال ابن كثير في التفسير: وقد روي حديث عدي هذا من طرق، وله ألفاظ كثيرة يطول ذكرها.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/378) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. والترمذي (2953) قال: أخبرنا عبد بن حميد، قال: أخبرنا عبد الرحمن بن سعد، قال: أنبأنا عمرو بن أبي قيس. وفي (2954) قال: حدثنا محمد بن المثنى، وبندار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة.
كلاهما - شعبة، وعمرو بن أبي قيس - عن سماك بن حرب، عن عباد بن حبيش، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث سماك بن حرب، وروى شعبة عن سماك ابن حرب عن عباد بن حبيش عن عدي بن حاتم عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، الحديث بطوله.(9/111)
6663 - (خ م) عدي بن حاتم - رضي الله عنه - قال: «أتينا عُمَر في وفْد، فجعل يدعو رَجُلاً رَجُلاً، ويُسَمِّيهم، فقلت: أما تعرفني يا أمير المؤمنين؟ قال: بلى، أسلمتَ إذ كفروا، وأقبلتَ إذ أدبروا، ووفَيْتَ إذ غَدَروا، وعَرَفْتَ إذ أنْكَرُوا، قلت: فلا أبالي إذاً» أخرجه مسلم (1) .
وفي رواية البخاري قال: «أتيت عمرَ بن الخطاب في أُناس من قومِي، فجعل يَفْرِضُ للرجل من طَيِّء في ألفين، ويُعْرِضُ عنِّي، قال: فاستقبلته فأعرض عنِّي، ثم أتيتُه من حِيال وجهه، فأعرض عني، قال: فقلت: يا أمير المؤمنين، أتعرفني؟ قال: فضحك، ثم قال: نَعَمْ، والله إنِّي لأعرفك، آمنتَ إذ كفروا، وأقبلتَ إذ أدبروا، ووفيتَ إذ غَدَروا، وإنَّ أولَ صدقة بَيَّضَتْ وجهَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ووجوه أصحابه صدقةُ طيء، جئتَ بها إلى [ص:114] النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، ثم أخذ يعتذر، ثم قال: إنما فرضت لقوم أجْحَفَتْ بهم الفاقةُ، وهم سادةُ عشائرهم، لما ينوبهم من الحقوق، فقال عديّ: فلا أُبالي إذاً» (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يفرض في ألفين) : أي يوجب له هذا المقدار من المال في العطاء.
(حيال الشيء) : تلقاؤه وما يواجهه.
(أجحفت) به الحاجة: إذا أفقرَته وأذهبت ماله، وجعلته محتاجاً إلى غيره، والفاقة: الفقر والحاجة.
(ينوبهم) نابهم الأمر: أي طرقهم وعَرَض لهم، والمراد به: ما يتجدد من الحوادث التي يحتاجون أن ينفقوا فيها.
__________
(1) كذا في الأصل: أخرجه مسلم، ولم نجد هذه الرواية عنده، وإنما هي رواية البخاري 8 / 79 في المغازي، باب قصة وفد طيء وحديث عدي بن حاتم.
(2) هذه الرواية ليست عند البخاري كما ذكر المصنف، وقد تقدمت روايته، وهي عند أحمد في " المسند " رقم (316) وقد رواه مسلم مختصراً رقم (2523) في فضائل الصحابة، باب من فضائل غفار وأسلم وجهينة وأشجع ومزينة وتميم ودوس وطيء من حديث عدي بن حاتم قال: أتيت عمر بن الخطاب، فقال لي: إن أول صدقة بيضت وجه رسول صلى الله عليه وسلم ووجوه أصحابه، صدقة طيء، جئت بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (1/45) (316) قال: حدثنا بكر بن عيسى، قال: حدثنا أبو عوانة، عن المغيرة، عن الشعبي. والبخاري (5/221) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا أبو عوانة، قال: حدثنا عبد الملك، عن عمرو بن حريث. ومسلم (7/180) قال: حدثني زهير بن حرب، قال: حدثنا أحمد بن إسحاق، قال: حدثنا أبو عوانة، عن مغيرة، عن عامر.
كلاهما - عامر الشعبي، وعمرو بن حريث - عن عدي بن حاتم، فذكره.
* الروايات مطولة ومختصرة.(9/113)
ثمامة بن أُثال - رضي الله عنه-
6664 - (خ م د س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: بعث رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- خَيْلاً قِبَلَ نَجْد، فجاءت بِرَجُل من بني حَنيفة يقال له: ثُمامة بن أُثال، سَيِّدُ أهلِ اليمامة، فربطوه بِسارِية من سواري المسجد، [ص:115] فخرج إليه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: ماذا عندكَ يا ثُمامةُ؟ فقال: عندي خير يا محمد، إن تَقْتُلْ ذا دم، وإن تُنْعِم على شاكر، وإن كنْتَ تريدُ المالَ فَسَلْ تُعْطَ منه ما شئتَ، فتركه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، حتى إذا كان الغَدُ، قال له: ما عِنْدَك يا ثمامة؟ فقال مثل ذلك، فتركه حتى إذا كان بَعْد الغَدِ، فقال: ماذا عندك يا ثمامة؟ قال: عندي ما قُلتُ لك ... وذكر مثله، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «أطْلِقُوا ثمامة، فأطلَقوه، فانْطَلَقَ إلى نخل قريب منَ المسجد، فاغتسل، ثم دَخَلَ المسجد، فقال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً رسول الله، يا محمد، والله ما كان على الأرض [وجه] أبْغَضَ إليَّ من وجهك، فقد أصبح وجْهُكَ أحبَّ الوجوه كلِّها إليَّ، والله ما كان من دِين أبْغَضَ إليَّ من دينِك، فقد أصبح دِينُك أحبَّ الدِّين كلِّه إليَّ، والله ما كان من بلد أبْغَضَ إليَّ من بَلَدِك، فقد أصبح بَلَدُك أحبَّ البلاد كلِّها إليَّ، وإنَّ خَيْلَكَ أخذتْني، وأنا أُريدُ العُمْرةَ، فماذا ترى؟ فبشَّره رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، وأمره أن يعتمر، فلما قَدِمَ مكة قيل له: أصَبأتَ؟ قال: لا، ولكن أسلمتُ مع محمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، ولا واللهِ لا يأتيكم من اليمامة حبَّةُ حِنْطة، حتى يأذن فيها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-» هذا لفظ حديث مسلم.
وأخرجه البخاري مختصراً. [ص:116]
وأخرج منه أبو داود إلى قوله: «وأن محمداً رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-» ثم قال ... وساق الحديث، ولم يذكر لفظه. قال أبو داود: وقد روي «ذا ذِمٍّ» (1) .
وأخرج النسائي منه طرفاً في غُسل الكافر إذا أراد أن يُسْلِمَ، وهذا لفظه، قال أبو هريرة: «إنَّ ثمامةَ بن أُثال انطلق إلى نَخْل قريب من المسجد، فاغتسل، ثم دخل المسجد، فقال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأنَّ محمداً عبده ورسوله، يا محمد، والله ما كان على وجه الأرض [وجه] أبْغَضَ إليَّ من وجْهِك، فقد أصبح وَجْهُكَ أحبَّ الوجوه كلِّها إليَّ، وإن خَيْلَكَ أخَذَتْنِي، وأنا أُريدُ العُمْرةَ، فماذا ترى؟ فبشّره رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، وأمرهُ أن يعتمر» (2) .
__________
(1) أي: ذا ذمام وحرمة في قومه.
(2) رواه البخاري 1 / 462 في المساجد، باب الاغتسال إذا أسلم وربط الأسير في المسجد، وباب دخول المشرك المسجد، وفي الخصومات، باب التوثق ممن تخشى معرته، وباب الربط والحبس في الحرم، وفي المغازي، باب وفد بني حنيفة، ومسلم رقم (1764) في الجهاد، باب ربط الأسير وحسبه وجواز المن عليه، وأبو داود رقم (2679) في الجهاد، باب في الأسير يوثق، والنسائي 1 / 110 في الطهارة، باب تقديم غسل الكافر إذا أراد أن يسلم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/304) قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا عبد الله بن عمر. وفي (2/452) قال: حدثنا حجاج، قال: حدثنا ليث. وفي (2/483) قال: حدثنا سريج، قال: حدثنا عبد الله، يعني ابن عمر. والبخاري (1/125) و (3/161) و (5/214) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: حدثنا الليث. وفي (1/127) و (3/161) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا الليث. ومسلم (5/158) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا ليث. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا أبو بكر الحنفي، قال: حدثني عبد الحميد بن جعفر. وأبو داود (2679) قال: حدثنا عيسى بن حماد المصري وقتيبة، قال قتيبة: حدثنا الليث. والنسائي (1/109، 2/46) . وفي الكبرى (190) و (702) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا الليث. وابن خزيمة (252) قال: حدثنا الربيع بن سليمان المرادي، قال: حدثنا شعيب، يعني ابن الليث، عن أبيه. وفي (253) قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا عبد الله وعبيد الله ابنا عمر.
أربعتهم - عبد الله بن عمر، والليث، وعبد الحميد بن جعفر، وعبيد الله بن عمر - عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، فذكره.
* أخرجه أحمد (2/246) قال: حدثنا سفيان، عن ابن عجلان. وقرىء على سفيان، عن سعيد، عن أبي هريرة، إن شاء الله، قال سفيان: الذي سمعناه منه، عن ابن عجلان. لا أدري عمن سئل سفيان، عن ثمامة بن أثال؟ فقال: كان المسلمون أسروه، فذكر نحوه. قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: وسمعته يقول: عن سفيان سمعت ابن عجلان، عن سعيد عن أبي هريرة، أن ثمامة بن أثال قال لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-.(9/114)
عمرو بن عَبَسَة السُّلَمِي - رضي الله عنه-
6665 - (م) أبو أمامة الباهلي - رضي الله عنه - قال: «قال عمرو بن عَبَسَةَ السُّلَميُّ: كُنْتُ وأنا في الجاهلية أظُنُّ أنَّ الناس على ضلالة، وأنهم لَيْسُوا على شيء، وهم يَعْبُدُون الأوثان، فسمعتُ برَجُل بمكةَ يُخْبِرُ [ص:117] أخْباراً، فَقَعَدْتُ على رَاحِلتي، فَقَدِمْتُ عليه، فإذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- مُسْتَخْفِياً، حِرَاء (1) ، عليه قومه، فَتَلَطَّفتُ، حتى دخلت عليه بمكة، فقلت له: ما أنتَ (2) ؟ فقال: أنا نبي، فقلت: وما نبي؟ قال: أرسلني الله، فقلت: فَبِأيِّ شيء [أرسلك] ؟ قال: [أرسلني] بصلة الأرحام، وكسر الأوثان، وأن يُوَحَّدَ الله ولا يشرك به شيء، قلت له: فمن معك على هذا؟ قال: حُر وعبد، قال: ومعه يومئذ مِمَّنْ آمَنَ به: أبو بكر وبلال، قلتُ: إنِّي مُتَّبِعُك، قال: إنك لا تستطيع ذلك يومَك هذا، ألا ترى حالي وحالَ الناس؟ ولكن ارجع إلى أهلك، فإذا سمعتَ بي قد ظهرتُ فائتني، قال: فذهبتُ إلى أهلي، وقدِمَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- المدينةَ، وكنتُ في أهْلي، فجعلتُ أتخبَّر الأخبار، وأسأل الناس حين قَدِمَ المدينة، حتى قدم عليَّ نَفَر من أهل يثرب [من أهل المدينة] فقلت: ما فعل هذا الرجل الذي قَدِمَ المدينة؟ فقالوا: الناسُ إليه سِرَاع، وقد أراد قومه قَتْلَهُ، فلم يستطيعوا ذلك، فقدمتُ المدينة، فدخلتُ عليه فقلت: يا رسولَ الله، أتعرفني؟ قال: نعم، أنتَ الذي لقيتَني بمكة؟ [قال: فقلت: بلى] فقلتُ: يا رسولَ الله، أخبرني عَمَّا علَّمك الله وأجهلُه (3) أخبرني عن الصلاة؟ قال: صَلِّ صلاة الصبح، ثم أقْصِرْ عن الصلاة [ص:118] حتى تطلع الشمس، حتى ترتفع، فإنها تطلع حين تطلُع بين قَرْنَي شيطان، وحينئذ يسجد لها الكفار، ثم صلِّ، فإن الصلاة مشهودة محضورة، حتى يستقلَّ الظِّل بالرُّمح، ثم أقصر عن الصلاة، فإن حينئذ تُسْجَرُ جهنمُ، فإذا فاء الفيء فصلِّ فإن الصلاة مشهودة محضورة، حتى تصلِّيَ العصر، ثم أقصر عن الصلاة حتى تغربَ الشمس، فإنها تغرب بين قرني شيطان، وحينئذ يسجد لها الكفار، قال: ثم صَلِّ ما بدا لك، فقلت: يا نبيَّ الله فالوضوء حدِّثني عنه، قال: ما منكم من رجل يُقَرِّب وَضوءه فيُمضمضُ ويستنشق ويستنثر إلا خَرّت خطايا وجهه وفيه وخياشيمه مع الماء، ثم إذا غسل وجهه، كما أمره الله تعالى، إلا خَرَّت خطايا وجهه من أطراف لحيته مع الماء، أو مع آخر قطرة من الماء، ثم يغسل يديه إلى المرفقين إلا خَرَّت خطايا يديه من أنامله مع الماء، ثم يمسح رأسه إلا خرَّت خطايا رأسه من أطراف شعره ومن أُذنيه مع الماء، ثم يَغسل قدميه إلى الكعبين إلا خرت خطايا رجليه من أنامل رجليه مع الماء، فإن هو قام فصلَّى، فحمد الله وأثنى عليه، ومجَّده بالذي هو له أهل، وفَرَّغ قلبه لله في صلاته، إلا انصرف من خطيئته كهيئته يوم ولدته أمه» .
فحدَّث عمرو بن عبَسة بهذا الحديث أبا أمامة صاحبَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فقال له أبو أمامة: يا عمرو، انظر ما تقول؟ [في مَقام واحد يعطى هذا الرجل؟] فقال [عمرو: يا أبا أمامة] ، لقد كَبِرَت سِنِّي، وَرَقَّ عَظْمِي، واقترب [ص:119] أجلي، وما بي حاجة أن أكذبَ على الله، و [لا] على رسوله، ولو لم أسمعْهُ منه إلا مرتين أو ثلاثاً - حتى عدّ سبعاً - ما حدَّثتُ به أبداً، ولكنِّي سمعته منه أكثر من ذلك. أخرجه مسلم (4) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(حِرَاء) قوم حِرَاء: غضاب مغمومون قد انتقصهم أمرٌ، وعيل صبرهم به حتى أثَّر في أجسامهم، وهو من قولهم: حَرَى جسمه يَحْرِي: إذا نقص من ألم وغمّ.
(مشهودة) تشهدها الملائكة ويحضُرونها.
(يستقل الظل بالرمح) استقلال الظل بالرمح: كناية عن وقت الظهر، وهو أن يصير الظل مثل ذي الظل.
(تسجر) سَجَرت النار: إذا أوقدتها.
(قرني شيطان) قرنا الشيطان: كناية عن جنبي رأسه، وقيل: هو مَثل، معناه: أنه في هذا الوقت يتحرك الشيطان فيتسلط، وقيل: القرن: القوة.
(فاء) الفيء: أي رجع من جانب الغرب إلى جانب الشرق.
(مجدَّه) التمجيد: التعظيم، و «المجيد» الكريم الشريف.
__________
(1) في نسخ مسلم المطبوعة: جرآء، بوزن علماء، جمع جريء، أي: متسلطين غير هائبين له، قال المصنف في " النهاية ": هكذا رواه وشرحه بعض المتأخرين، والمعروف: حِرَاء.
(2) هكذا هو في الأصول " ما أنت " ولم يقل: من أنت، لأنه سأله عن صفته، لا عن ذاته، الصفات مما لا يعقل.
(3) وفي هامش الأصل: وفي نسخة لمسلم: مما علمك الله وأجهله.
(4) رقم (832) في صلاة المسافرين، باب إسلام عمرو بن عبسة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مسلم (1/569) قال: حدثني أحمد بن جعفر المعقري، قال: حدثنا النضر بن محمد، قال: حدثنا عكرمة بن عمار، قال: حدثنا شداد بن عبد الله وأبو عمار، ويحيى بن أبي كثير، عن أبي أمامة، فذكره.(9/116)
القسم الثاني من الفرع الثاني من الفصل الثاني من الباب الرابع: في فضائل النساء الصحابيات - رضي الله عنهن-
خديجة بنت خُوَيْلِد - رضي الله عنها-
6666 - (خ م) إسماعيل بن أبي خالد قال: قلتُ لعبد الله بن أبي أوفَى: «أكان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بَشَّرَ خَديجةَ بِبَيْت في الجنة؟ قال: نعم، بَشَّرَها ببيت في الجنة من قَصَب، لا صَخَبَ فيه ولا نَصَب» أخرجه البخاري ومسلم (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(قصب) القصب هاهنا اللؤلؤ المجوف، وقيل: هو جوهر طويل مجوف.
(صخب) الصَّخَب: الضجة والغلبة. [ص:121]
(نصب) النصب: التعب.
__________
(1) كذا في الأصل: أخرجه البخاري ومسلم، وفي المطبوع: أخرجه البخاري ومسلم والترمذي وعلم عليه علامة الترمذي، وليس هو عند الترمذي، فقد رواه البخاري 7 / 104 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب تزويج النبي صلى الله عليه وسلم خديجة وفضلها، ومسلم رقم (2433) في فضائل الصحابة، باب من فضائل خديجة أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه الحميدي (720) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (4/355) قال: حدثنا ابن نمير ويعلى. وفي (4/356) قال: حدثني أبو عبد الرحمن صاحب الهروي، واسمه عبيد الله بن زياد. وفيه (4/356) قال: حدثنا يزيد بن هارون. وفي (4/381) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. والبخاري (3/7) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، عن جرير. وفي (5/48) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى. ومسلم (7/133) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا أبي ومحمد بن بشر العبدي. (ح) وحدثنا يحيى بن يحيى، قال: أخبرنا أبو معاوية (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع. (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا المعتمر بن سليمان وجرير (ح) وحدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان. والنسائي في فضائل الصحابة (255) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا المعتمر.
جميعهم - سفيان، وابن نمير، ويعلى، وأبو عبد الرحمن، ويزيد، ويحيى، وجرير، ومحمد بن بشر، وأبو معاوية، ووكيع، والمعتمر - عن إسماعيل بن أبي خالد، فذكره.(9/120)
6667 - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: «أتى جبريلُ عليه السلام إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسولَ الله، هذه خديجة قد أتت، ومعها إناء فيه إدَام - أو طعام أو شراب - فإذا هي أتَتْكَ فَاقْرَأْ عليها السلام من ربِّها، [ومنِّي] وبَشِّرها ببيت في الجنة من قَصَب، لا صَخَبَ فيه ولا نَصَبَ» أخرجه البخاري ومسلم (1) .
__________
(1) رواه البخاري 7 / 605 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب تزويج النبي صلى الله عليه وسلم خديجة وفضلها، وفي التوحيد، باب قول الله تعالى: {يريدون أن يبدلوا كلام الله} ، ومسلم رقم (2432) في فضائل الصحابة، باب فضائل خديجة أم المؤمنين رضي الله عنها.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/230) . والبخاري (5/48) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. ومسلم (7/133) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب وابن نمير. والنسائي في فضائل الصحابة (253) قال: أخبرنا عمرو بن علي.
ستتهم - أحمد بن حنبل، وقتيبة، وأبو بكر، وأبو كريب، وابن نمير، وعمرو - عن محمد بن فضيل، عن عمارة، عن أبي زرعة، فذكره.
* أخرجه البخاري (9/176) قال: حدثنا زهير بن حرب قال: حدثنا ابن فضيل، عن عمارة، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة. فقال: هذه خديجة أتتك بإناء فيه طعام، أو إناء فيه شراب.. فذكر الحديث نحوه. ولم يذكر النبي -صلى الله عليه وسلم-.(9/121)
6668 - (خ م ت) عائشة - رضي الله عنها - قالت: ما غِرْتُ على أحد من نساء النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- ما غِرْتُ على خديجة قطّ، وما رأيتُها قط، ولكن كان يُكثر ذِكرها، وربما ذبح الشاة، ثم يُقَطِّعها أعضاءَ، ثم يَبْعَثُها في صدائق خديجة، وربما قلتُ له: كأنه لم يكن في الدنيا امرأة إلا خديجة، فيقول: إنها كانت، وكانت، وكان لي منها ولد. وفي رواية قالت: «وتزوَّجني بعدها بثلاث سنين، وأمره ربُّه عز وجل: أن يبشِّرَها ببيت في الجنة من قصب» قال في رواية «وأمره الله عز وجل أن يبشرها ببيت من قصب، وإن كان ليذبح الشاة، فيهدي في خلائلها منها ما يَسَعُهنّ» . [ص:122]
وفي أخرى «وكان إذا ذبح الشاة يقول: أرسلوا بها إلى أصدقاء خديجة، قالت: فأغْضَبْتُه يوماً، فقلت: خديجة عجوز، فقال: إني رُزِقْتُ حُبَّها» .
وفي أخرى قالت: «استأذنتْ هَالَةُ بنت خويلد - أختُ خديجةَ - على رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فعرف استئذان خديجةَ، فَارْتَاعَ لذلك، فقال: اللهم هالةُ بنت خويلد، فغِرتُ، فقلت: ما تذكر من عجوز من عجائز قريش حَمْراء الشِّدْقَيْنِ، هلكت في الدهر، قد أبدلك الله خيراً منها» أخرجه البخاري ومسلم.
ولمسلم: قالت: «ما غِرْتُ على امرأة ما غرت على خديجة، لكثرة ذِكرِهِ إياها، وما رأيتُها قَطُّ، وقالت: لم يتزوج النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- على خديجة حتى ماتت» .
وفي رواية الترمذي قالت: «ما غِرْتُ على أحد من أزواج النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- ما غِرْتُ على خديجة، وما بي أن أكون أدْرَكْتُها، وما ذاك إلا لكثرةِ ذِكْرِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- لها، وإن كان ليذبح الشاة، فيَتتبَّعُ بها صدائق خديجةَ، فيهديها لهنَّ» .
وفي أخرى قالت: «ما حسدت امرأة ما حسدت خديجة، وما تزوجني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إلا بعد ما ماتت، وذلك أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- بشّرها ببيت في الجنةِ من قَصَب - يعني: من قصب اللؤلؤ - لا صَخَبَ فيه ولا نصب» (1) . [ص:123]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أعضاء) الذي جاء في روايات حديث عائشة في فضل خديجة - رضي الله عنها - في جميع النسخ والكتب التي قرأناها وسمعناها ورويناها «أن النبي - صلى الله عليه وسلم- كان يُقَطِّع الشاة أعضاء، فيقسمها في صدائق خديجة» وكذا قرأناها في كتاب الحميدي: «أعضاء» ورأيت في الغريب الذي جمعه الحميدي في شرح كتابه عند ذكر هذا الحديث - ما هذا حكايته.
(أحِصَّاء) قال: «أَحِصَّاء» جمع حِصة وهي النصيب، يقال في الجمع: حِصص، وهو أكثر استعمالاً، وليس في الحديث لفظة تشبه أحِصَّاء إلا «أعضاء» فإن العين إذا ضُمَّ أولها صارت حاء، وكون الحميدي قد شرح «أحصَّاء» وذكر أنها جمع «حصة» دليل منه على أنه قد رواه «أحِصَّاء» كما شرحها، والتصحيف مع ما شرحه الحميدي ما بقي يتطرق إلى نسخة الغريب، وماعرفت أن «حصة» جمع على «أحصاء» إلا فيما ذكره الحميدي هاهنا وفِعلة لم أعرف لجمعها وزناً على أفعلاء. وتطلبته في كتب اللغة والنحو، فلم أجدها والله أعلم. [ص:124]
(خلائلها) الخلائل: جمع خليلة، وهي الصديقة، والخليل: الصديق.
(فارتاع) ارتاع: افتعل من الرَّوْع، وهو الفزع، كأنه طار لُبُّه لمَّا سمع صوت أخت خديجة.
__________
(1) رواه البخاري 7 / 102 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب تزويج النبي صلى الله عليه وسلم خديجة وفضلها، وفي النكاح، باب غيرة النساء ووجدهن، وفي الأدب [ص:123] حسن العهد من الإيمان، وفي التوحيد، باب قول الله تعالى: {ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له} ، ومسلم رقم (2434) و (2435) و (2436) و (2437) في فضائل الصحابة، باب فضائل خديجة أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها، والترمذي رقم (3885) و (3886) في المناقب، باب مناقب خديجة رضي الله عنها.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (6/58، 202) قال: حدثنا أبو أسامة حماد بن أسامة. وفي (6/279) قال: حدثنا عامر بن صالح. والبخاري (5/47) قال: حدثنا سعيد بن عفير. قال: حدثنا الليث. وفي (5/48) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد قال: حدثنا حميد بن عبد الرحمن. (ح) وحدثنا عمر بن محمد بن حسن. قال: حدثنا أبي. قال: حدثنا حفص. وفي (7/47) قال: حدثني أحمد بن أبي رجاء. قال: حدثنا النضر. وفي (8/10) و (9/173) قال: حدثنا عبيد بن إسماعيل. قال: حدثنا أبو أسامة. ومسلم (7/133) (134) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة. قال: حدثنا عبدة (ح) وحدثنا أبو كريب محمد بن العلاء. قال: حدثنا أبو أسامة (ح) وحدثنا سهل بن عثمان. قال: حدثنا حفص بن غياث. (ح) وحدثنا زهير بن حرب وأبو كريب. جميعا عن أبي معاوية. وابن ماجة (1997) قال: حدثنا هارون بن إسحاق. قال: حدثنا عبدة بن سليمان. والترمذي (2017) ، (3875) قال: حدثنا أبو هشام الرفاعي. قال: حدثنا حفص بن غياث. وفي (3876) قال: حدثنا الحسين بن حريث، قال: حدثنا الفضل بن موسى. والنسائي في فضائل الصحابة (256) قال: أخبرنا سليمان بن سلم، قال: أخبرنا النضر. وفي (257) قال: أخبرنا الحسين بن حريث، قال: أخبرنا الفضل بن موسى. وفي (258) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد. قال: أخبرنا حميد، وهو ابن عبد الرحمن.
تسعتهم - أبو أسامة حماد بن أسامة، وعامر بن صالح، والليث بن سعد، وحميد بن عبد الرحمن، والنضر بن شميل، وحفص بن غياث، وعبدة بن سليمان، وأبو معاوية الضرير، والفضل بن موسى - عن هشام بن عروة.
2- وأخرجه مسلم (7/134) قال: حدثنا عبد بن حميد، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن الزهري.
كلاهما - هشام، والزهري - عن عروة، فذكره.
* الروايات ألفاظها متقاربة. وبعضهم يزيد على بعض في اللفظ.
وبلفظ: «ذكر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوما خديجة فأطنب في الثناء عليها، فأدركني ما يدرك النساء من الغيرة، فقلت: لقد أعقبك الله يا رسول الله من عجوز من عجائز قريش، حمراء الشدقين، قالت: فتغير وجه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تغيرا لم أره تغير عند شيء قط إلا عند نزول الوحي، أو عند المخيلة حتى يعلم: رحمة، أو عذاب» .
أخرجه أحمد (6/150) قال: حدثنا عفان وبهز. وفي (6/154) قال: حدثنا مؤمل أبو عبد الرحمن.
ثلاثتهم - عفان، وبهز، ومؤمل أبو عبد الرحمن - عن حماد بن سلمة، عن عبد الملك بن عمير، عن موسى بن طلحة، فذكره.
وبلفظ: «كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا ذكر خديجة أثنى عليها فأحسن الثناء، قالت: فغرت يوما، فقلت: ما أكثر ما تذكرها، حمراء الشدق قد أبدلك الله عز وجل بها خيرا منها. قال: ما أبدلني الله عز وجل خيرا منها، قال آمنت بي إذ كفر بي الناس، وصدقتني إذ كذبني الناس، وواستني بمالها إذ حرمني الناس، ورزقني الله عز وجل ولدها إذ حرمني أولاد النساء» .
أخرجه أحمد (6/117) قال: حدثنا علي بن إسحاق، قال: أخبرنا عبد الله، قال: أخبرنا مجالد، عن الشعبي، عن مسروق، فذكره.
وبلفظ: «استأذنت هالة بنت خويلد أخت خديجة على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فعرف استئذان خديجة، فارتاح لذلك، فقال: اللهم هالة بنت خويلد فغرت، فقلت: وما تذكر من عجوز من عجائز قريش حمراء الشدقين هلكت في الدهر فأبدلك الله خيرا منها» .
أخرجه مسلم (7/134) قال: حدثنا سويد بن سعيد، قال: حدثنا علي بن مسهر، عن هشام، عن أبيه، فذكره.
وبلفظ: «لم يتزوج النبي -صلى الله عليه وسلم- على خديجة حتى ماتت» .
أخرجه عبد بن حميد (1475) . ومسلم (7/134) قال: حدثنا عبد بن حميد، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن الزهري، عن عروة، فذكره.(9/121)
وهذه أحاديث مشتركة بينها وبين غيرها
6669 - (خ م ت) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «خَيْرُ نسائها: مريمُ بنتُ عمران، وخيرُ نسائها: خديجة بنتُ خويلد» أخرجه البخاري ومسلم والترمذي.
قال أبو كريب: «وأشار وكيع إلى السماء والأرض» (1) .
زاد رزين: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «كَمُلَ من الرجال كثير، ولم يكمُل من النساء إلا مريمُ بنتُ عمران، وآسِيَةُ امرأةُ فرعون، وخديجةُ بنتُ خويلد، وفاطمةُ بنت محمد، وفَضْلُ عائشة على النساء كفضل الثريد على [ص:125] سائر الطعام» (2) .
__________
(1) رواه البخاري 7 / 101 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب تزويج النبي صلى الله عليه وسلم خديجة وفضلها، وفي الأنبياء، باب قول الله تعالى: {وإذ قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك} ، ومسلم رقم (2430) في فضائل الصحابة، باب فضائل خديجة أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها، والترمذي رقم (3887) في المناقب، باب مناقب خديجة رضي الله عنها.
(2) هذه الرواية هي من حديث أبي موسى الأشعري، وهي عند البخاري 6 / 340 في الأنبياء، باب قول الله تعالى: {وإذ قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك} ، ومسلم رقم (2431) في فضائل الصحابة، باب فضائل خديجة أم المؤمنين رضي الله عنها، والترمذي رقم (1835) في الأطعمة، باب ما جاء في الثريد.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (1/84) (640) قال: حدثنا عبد الله بن نمير. وفي (1/132) (1109) قال: حدثنا وكيع. وفي (1/143) (1211) قال: حدثنا محمد بن بشر. والبخاري (4/200) قال: حدثني أحمد بن أبي رجاء، قال: حدثا النضر. وفي (5/47) قال: حدثني محمد، قال: أخبرنا عبدة. وفي (5/47) قال: حدثني صدقة، قال: أخبرنا عبدة. ومسلم (7/132) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا عبد الله بن نمير وأبو أسامة. (ح) وحدثنا أبو كريب، قال: حدثنا أبو أسامة وابن نمير، ووكيع وأبو معاوية. (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا عبدة بن سليمان. (ح) وحدثنا أبو كريب، قال: حدثنا أبو أسامة. والترمذي (3877) قال: حدثنا هارون بن إسحاق الهمداني، قال: حدثنا عبدة. وعبد الله بن أحمد (1/116) (938) قال: حدثنا أبو خيثمة زهير ابن حرب، قال: حدثنا وكيع. (ح) وحدثنا إسحاق بن إسماعيل، قال: حدثنا أبو معاوية ووكيع. والنسائي في الكبرى الورقة (110-ب) قال: أخبرنا أحمد بن حرب، قال: حدثنا أبو معاوية.
سبعتهم - عبد الله بن نمير، ووكيع، ومحمد بن بشر، والنضر بن شميل، وعبدة بن سليمان، وأبو أسامة، وأبو معاوية - عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد الله بن جعفر، فذكره.(9/124)
6670 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «حَسبُك من نساء العالمين: مريمُ بنتُ عمران، وخديجةُ بنتُ خويلد، وفاطمةُ بنتُ محمد - صلى الله عليه وسلم-، وآسِيَةُ امرأة فرعون» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3888) في المناقب، باب مناقب خديجة أم المؤمنين رضي الله عنها، ورواه أيضاً أحمد في " المسند "، وابن حبان رقم (2222) " موارد "، والحاكم 3 / 157 وصححه ووافقه الذهبي، وقال الترمذي: هذا حديث صحيح، وهو كما قال.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: أخرجه أحمد (3/135) . والترمذي (3878) قال: حدثنا أبو بكر بن زنجويه.
كلاهما - أحمد، وأبو بكر - قالا: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث صحيح.(9/125)
فاطمة بنت محمد - صلى الله عليه وسلم- رضي الله عنها-
6671 - (ت) جميع بن عمير التيمي - رحمه الله -: قال: دخلتُ مع عمتي على عائشة، فَسُئلتْ «أيُّ الناس كان أحبَّ إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-؟ قالت: فاطمة، قيل: من الرجال؟ قالت: زوجُها، إنْ كان ما علمتُ صَوَّاماً قَوَّاماً» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3873) في المناقب، باب مناقب فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم، وإسناده حسن، ويشهد له الحديث الذي بعده، ورواه الحاكم وصححه، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن: أخرجه الترمذي (3874) قال: حدثنا حسين بن يزيد الكوفي، قال: حدثنا عبد السلام بن حرب بن أبي الجحاف عن جميع بن عمير التيمي، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. وقال: أبو الجحاف اسمه داود بن أبي عوف، ويروى عن سفيان الثوري: حدثنا أبو الجحاف وكان مرضيا.(9/125)
6672 - (ت) بريدة - رضي الله عنه - قال: «كان أحبَّ النساء إلى [ص:126] رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- فاطمةُ، ومن الرجال عليّ» .
قال إبراهيم النخعي: يعني: من أهل بيته. أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3867) في المناقب، باب مناقب فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم، وهو حديث حسن يشهد له الذي قبله.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (3868) قال: حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري، قال: حدثنا الأسود بن عامر، عن جعفر الأحمر، عن عبد الله بن عطاء، عن ابن بريدة، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه.(9/125)
6673 - (ت) حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه - قال: «سألَتني أمي: متى عهدُك برسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ... وذكر الحديث» وقد تقدَّم في فضل حذيفة، وفي آخره: «ثم قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: هذا مَلَك نزل من السماءِ، لم يَنزِل الأرضَ قط قبل هذه الليلة، استأذن ربَّه أن يُسلِّم عليَّ، ويبشَّرني أن فاطمة سيدةُ نساء أهل الجنة، وأن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3783) في المناقب، باب مناقب الحسن والحسين رضي الله عنهما، وإسناده حسن، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (5/391) قال: حدثنا حسين بن محمد. وفي (5/404) مختصرا قال: حدثنا زيد ابن الحباب. والترمذي (3781) قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن، وإسحاق بن منصور، قالا: أخبرنا محمد بن يوسف. والنسائي في فضائل الصحابة (193) قال: أخبرنا الحسين بن منصور، قال: حدثنا الحسين بن محمد، أبو أحمد. وفي (260) قال: أخبرنا القاسم بن زكريا بن دينار، قال: حدثني زيد بن حباب. وفي الكبرى (357) مختصرا قال: أخبرنا أحمد بن سليمان، قال: حدثنا زيد بن حباب. وابن خزيمة (1194) مختصرا قال:حدثنا أبو عمر،حفص بن عمرو الربابي، قال: حدثنا زيد بن حباب. ثلاثتهم - حسين، وزيد، ومحمد بن يوسف - عن إسرائيل بن يونس، عن ميسرة بن حبيب، عن المنهال ابن عمرو، عن زر ين حبيش، فذكره.
وقال الترمذي، هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، لا نعرفه. إلا من حديث إسرائيل.(9/126)
6674 - (خ م ت د) محمد بن شهاب الزهري - رحمه الله -: أن علي بن الحسين بن علي حدَّثهم: «أنهم حين قدموا المدينة من عند يزيد بن معاوية مقتلَ الحسين بن عليّ لَقِيه المِسْوَرُ، فقال له: هل لك إليَّ حاجة تأمرني بها؟ قال: فقلتُ له: لا، فقال: هل أنت مُعْطِيَّ سيفَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فإني أخافُ أن يَغْلِبَكَ القوم عليه؟ وايْمُ الله، لئن أعطيتنيه لا يُخْلَصُ إليه أبداً، حتى تُبْلَغَ نفسي، إن علي بن أبي طالب خطبَ بنتَ أبي جهل على فاطمةَ، فسمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يخطب الناس في ذلك على منبره [هذا]- وأنا يومئذ [ص:127] مُحْتَلِم - فقال: إن فاطمة مِنِّي، وأنا أتخوَّفُ أن تُفتنَ في دينها، ثم ذكر صِهراً له من بني عبد شمس، فأثنى عليه في مصاهرته إياه، قال: حدَّثني فصَدَقني ووعدني فوفاني، وإني لستُ أحرِّم حلالاً، ولا أحِلُّ حراماً، ولكنْ والله، لا تجتمع بنتُ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- وبنتُ عدوِّ الله مكاناً واحداً أبداً» .
وفي رواية علي بن الحسين: أن المسور بن مَخْرمة قال: إن علياً خطب بنت أبي جهل، وعنده فاطمة بنتُ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، فسمعتْ بذلك فاطمةُ فأتتْ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقالت: يزعُمُ قومك أنك لا تغضب لبناتك، وهذا عليّ ناكحاً ابْنَةَ أبي جهل، فقام رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، فسمعتُه حين تشهَّد يقول: «أما بعدُ، فإني أنْكَحْتُ أبا العاص بن الربيع، فحدَّثني فصَدقني، وإن فاطمةَ بَضْعة مني، وأنا أكره أن يَسُوؤها - وفي رواية: أن يَفْتنُوها - والله، لا تجتمعُ بنتُ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- وبنتُ عدوِّ الله عند رجل واحد أبداً» . فترك عليّ الخِطبة.
وفي أخرى قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول وهو على المنبر: «إنَّ بنيَّ هشام ابن المغيرة استأذنوني في أن يُنكحوا ابنتَهم عليَّ بن أبي طالب، فلا آذنُ لهم، ثم لا آذن، إلا أن يريد ابنُ أبي طالب أن يُطلِّقَ ابنتي، وينكحَ ابنتهم، فإنما هي بَضْعَة مني، يَريبُني ما رابها، ويؤذيني ما آذاها» .
وفي رواية مختصراً: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «فاطمةُ بَضْعة مني، [ص:128] فمن أغْضَبها فقد أغضبني» .
وفي أخرى «إن فاطمة بَضْعَة مني، يؤذيني ما آذاها» . أخرجه البخاري ومسلم. وأخرج الترمذي الرواية الثالثة، وأخرج أبو داود الأولى والثالثة (1) .
__________
(1) رواه البخاري 7 / 67 و 68 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب أصهار النبي صلى الله عليه وسلم، وباب مناقب قرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وباب مناقب فاطمة، وفي الجمعة، باب من قال في الخطبة بعد الثناء: أما بعد، وفي الجهاد، باب ما ذكر من درع النبي صلى الله عليه وسلم وعصاه وسيفه وقدحه وخاتمه، وفي النكاح، باب ذب الرجل عن ابنته في الغيرة والانصاف، وفي الطلاق، باب الشقاق، ومسلم رقم (2449) في فضائل الصحابة، باب فضائل فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم، وأبو داود رقم (2069) و (2070) و (2071) في النكاح، باب ما يكره أن يجمع بينهن من النساء، والترمذي رقم (3866) في المناقب، باب مناقب فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (4/326) قال: حدثنا وهب بن جرير، قال: حدثنا أبي، قال: سمعت النعمان. وفي (4/326) قال: حدثنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب. وفي (4/326) قال: حدثنا يعقوب، يعني ابن إبراهيم، قال: حدثنا أبي، عن الوليد بن كثير، قال: حدثني محمد بن عمرو ابن حلحلةالدؤلي. والبخاري (2/14، 5/28) قال: حدثنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب. وفي (4/101) قال: حدثنا سعيد بن محمد الجرمي، قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا أبي، أن الوليد بن كثير حدثه، عن محمد بن عمرو بن حلحلة الدؤلى. ومسلم (7/141) قال: حدثني أحمد بن حنبل، قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا أبي، عن الوليد بن كثير، قال: حدثني محمد ابن عمرو بن حلحلة الدؤلي. (ح) وحدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، قال: أخبرنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب، وفي (7/142) قال: وحدثنيه أبو معن الرقاشي، قال: حدثنا وهب، يعني ابن جرير، عن أبيه، قال: سمعت النعمان، يعني ابن راشد. وأبو داود (2069) قال: حدثنا أحمد بن محمد بن حنبل، قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد، قال: حدثني أبي، عن الوليد بن كثير، قال: حدثني محمد بن عمرو بن حلحلة. وابن ماجه (1999) قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا أبو اليمان، قال: أنبأنا شعيب. والنسائي في فضائل الصحابة (267) قال: أخبرنا عبيد الله بن سعد بن إبراهيم ابن سعد، قال: حدثنا عمي، قال: حدثنا أبي، عن الوليد بن كثير، عن محمد بن عمرو بن حلحلة.
ثلاثتهم - النعمان بن راشد، وشعيب، ومحمد بن عمرو بن حلحلة الدؤلي - عن ابن شهاب الزهري، عن علي بن الحسين، فذكره.(9/126)
6675 - (ت) عبد الله بن الزبير - رضي الله عنهما - قال: «إن عليّاً ذكر بنْتَ أبي جهل، فبلغ ذلك النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-، فقال: إنما فاطمةُ بَضْعة مني يؤذيني ما آذاها، ويُنْصِبُني ما أنصبَها» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3868) في المناقب، باب مناقب فاطمة بنت محمد النبي صلى الله عليه وسلم، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/5) . والترمذي (3869) قال: حدثنا أحمد بن منيع.
كلاهما - أحمد بن حنبل، وأحمد بن منيع - عن إسماعيل بن إبراهيم بن علية، عن أيوب، عن ابن أبي مليكة، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهكذا قال أيوب عن ابن أبي مليكة عن ابن الزبير، وقال غير واحد عن ابن أبي ملكية، عن المسور بن مخرمة، ويحتمل أن يكون ابن أبي مليكة روى عنهما جميعا.(9/128)
6676 - (ت) أم سلمة - رضي الله عنها -: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- دعا فاطمة عام الفتح (1) ، فناجاها فبكتْ، ثم حدّثها فضحكت، قالت: فلما [ص:129] تُوُفِّي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- سألتُها عن بكائها وضحكها؟ قالت: أخبرني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أنه يموتُ، فَبَكَيْتُ، ثم أخبرني: أني سيدةُ نساءِ أهلِ الجنة، إلا مريم ابنةَ عمران، فضحكت. أخرجه الترمذي (2) .
__________
(1) قال ملا علي القاري: الظاهر أن هذا وهم، إذ لم يثبت عند أرباب السير وقوع هذه القضية [ص:129] عام الفتح، بل كان هذا في عام حجة الوداع، أو حال مرض موته عليه السلام، وانظر الحديث الذي بعده.
(2) رقم (3872) في المناقب، باب مناقب فاطمة بنت محمد النبي صلى الله عليه وسلم، وهو حديث حسن، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (3873) و (3893) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا محمد بن خالد بن عثمة. قال: حدثني موسى بن يعقوب الزمعي، عن هاشم بن هاشم، أن عبد الله بن وهب بن زمعة أخبره، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه.(9/128)
6677 - (خ م دت) عائشة - رضي الله عنها - قالت: دعا النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- فاطمةَ في شكواه الذي قُبض فيه، فسارَّها بشيء فبكت، ثم دعاها فسارَّها فضحكت، فسألتُها عن ذلك؟ فقالت: سارَّني النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- أنه يُقْبَض في وجعه الذي تُوفي فيه، فَبَكَيْتُ، ثم سارَّني أني أولُ أهله يَتْبَعُه، فضحكتُ.
وفي رواية قال: «كنّ أزواجَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- عنده لم يُغادِرْ منهنّ واحدة فأقبلتْ فاطمة تمشي، ما تُخْطئ مِشْيَتُها من مَشيةِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-[شيئاً] ، فلما رآها رَحَّب بها، وقال: مَرْحَباً بابْنَتي، ثم أجْلَسَهَا عن يمينه - أو عن شماله - ثم سارَّها، فبكت بكاء شديداً، فلما رأى جَزَعَها سارَّها الثانية، فضحكت، فقلتُ لها: خَصَّكِ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- من بين نسائه بالسِّرار، ثم أنتِ تبكين؟ فلما قام رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- سألتُها: ما قال لكِ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-؟ [ص:130] قالت: ما كنتُ لأفْشِيَ على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- سِرَّه، قالت: فلما تُوفِّي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- قلتُ: عَزَمْتُ عليكِ بما لي عليك من الحق، لَمَا حَدَّثْتِني ما قال لكِ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، قالت: أمَّا الآن فنعم، أمَّا حين سارَّني في المرة الأولى، فأخبرني أن جبريل عليه السلام كان يُعارِضُه القرآن في كل سنة مرة، وإنه عارضه الآن مرتين، وإني لا أرى الأجل إلا [قد] اقترب، فاتقي الله واصبري، فإنه نعم السلفُ أنا لكِ، قالت: فَبَكَيْت بكائي الذي رأيتِ، فلما رأى جَزَعِي سارَّني الثانية، فقال: يا فاطمةُ، أما تَرْضَيْنَ أن تكوني سيّدةَ نساءِ المؤمنين - أو سيدةَ نساءِ هذه الأمة -؟ قالت: فضحكت ضحكي الذي رأيت» اللفظ لحديث مسلم.
وفي أخرى قالت: «لما كان يومُ الاثنين الذي تُوفِّي فيه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: أصبح رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- كأنه وجَدَ خِفَّة، فَافْتَرق الناسُ عنه، واجْتمع نساؤه عنده، لم يُغادر منهنَّ امرأة، ثم أقْبَلَت فاطمة، فلا والله ما تخفى مِشْيَتُها من مِشْيَةِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فلما رآها اسْتَبْشَرَ وتهلّل وجهُه، فسارّها فبكت، ثم سارها فضحكت، فقلت: ما رأيت كاليوم أقْرَبَ فرحاً من بكاء، ثم سألتُها عما سارَّها به؟ فقالت: ما كنت لأفْشِيَ سِرَّ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فلما مات رسول الله - صلى الله عليه وسلم- سألتها، وقلت لها: بما لي عليك من الحق إلا ما أخبرتِني، فقالت: أسَرَّ إليَّ: أيْ بُنَيَّةُ، إن جبريل - عليه السلام- كان [ص:131] يُعارِضني بالقرآن في كل عام مرة، وإنه عارضني به الآن مرتين، وما أُراني إلا قد اقترب أجلي، فلا تكوني دون امرأة صبراً، فَبَكَيْت، فقال: أما تَرْضَيْنَ أن تكوني سيدةَ نساءِ أهل الجنة، وأنَّكِ أوَّلُ أهلي لُحُوقاً بي؟ فضحكت» أخرجه البخاري ومسلم.
وفي رواية الترمذي قالت: «ما رأيت أحداً أشبه سَمْتاً ودَلاً وهدياً برسول الله - صلى الله عليه وسلم- في قيامها وقعودها - من فاطمة بنتِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، قالت: وكانت إذا دخلت على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- قام إليها، فقبَّلها وأجْلَسَها في مجلسه، وكان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- إذا دخل عليها قامت من مجلسها، فقبَّلته وأجلسته في مجلسها، فلما مرض النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-، دخلت فاطمةُ فأكبَّت عليه، فقبَّلتْه، ثم رفعت رأسها، فبكت، ثم أكبّت عليه ثم رفعت رأسها فضحكت، فقلت: إن كنت لأظنُّ أنَّ هذه من أعْقَلِ نسائِنا، فإذا هي من النساء، فلما تُوُفِّيَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- قلت لها: أرأيت حين أكبَبْت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فرفعتِ رأسكِ فبكَيْتِ ثم أكببتِ عليه، فرفعتِ رأسكِ فضحكتِ: ما حَمَلَكِ على ذلكِ؟ قالت: إني إذا لَبَذِرَة، أخْبَرَني أنه ميت من وجعه هذا فبكَيتُ، ثم أخبرني: أني أسْرَعُ أهله لُحُوقاً به، فذلك حين ضحكتُ» .
وأخرج أبو داود من رواية الترمذي إلى قوله: «وأجلسها في [ص:132] مجلسه» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(لم يغادر) أي: لم يترك.
(بالسِّرار) السِّرار: المسارَّة.
(وتهلّل) تهلَّلَ وجهه، أي: استنار واستبشر.
(يعارضني القرآن) أي: يدارسني في كل عام مرة واحدة بجميع القرآن الذي نزل.
(عزمت عليكِ) أي: أقسمت.
(نِعْم السلف) السلف: الماضون، أي: نعم ما تقدَّم لك مني، لأن السلف: ما تقدَّم من الآباء والأجداد.
(لبَذِرَة) البَذِر: الذي يفشي السر، ويظهر ما يسمَعُه.
__________
(1) رواه البخاري 6 / 462 في الأنبياء، باب علامات النبوة في الإسلام، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب مناقب قرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي المغازي، باب مرض النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته، وفي الاستئذان، باب من ناجى بين يدي الناس ومن لم يخبر بسر صاحبه فإذا مات أخبر به، ومسلم رقم (2450) في فضائل الصحابة، باب فضائل فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم، والترمذي رقم (3871) في المناقب، باب مناقب فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم، وأبو داود رقم (5217) في الأدب، باب ما جاء في القيام.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (6/77) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم. وفي (6/240 و282) قال: حدثنا يزيد بن هارون. والبخاري (4/284، 5/26) قال: حدثنا يحيى بن قزعة. وفي (6/12) قال: حدثنا يسرة بن صفوان بن جميل اللخمي. ومسلم (7/142) قال: حدثنا منصور بن أبي مزاحم. (ح) وحدثني زهير بن حرب، قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم. والنسائي في فضائل الصحابة (262) قال: أخبرني محمد بن رافع، قال: حدثنا سليمان بن داود.
ستتهم - يعقوب بن إبراهيم، ويزيد بن هارون، ويحيى بن قزعة، ويسرة بن صفوان، ومنصور بن أبي مزاحم، وسليمان بن داود - عن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، أن عروة بن الزبير حدثه، فذكره.
وبلفظ: «مرض رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فجاءت فاطمة فأكبت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فسارها فبكت، ثم أكبت، عليه، فسارها فضحكت، فلما توفي النبي -صلى الله عليه وسلم- سألتها فقالت: لما أكببت عليه أخبرني أنه ميت من وجعه ذلك فبكيت، ثم أكببت عليه فأخبرني أني أسرع أهله به لحوقا، وأني سيدة نساء أهل الجنة إلامربم بنت عمران فرفعت رأسي فضحكت» .
أخرجه النسائي في فضائل الصحابة (261) قال: أخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الوهاب، قال: حدثنا محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، فذكره.
وبلفظ: «اجتمع نساء النبي -صلى الله عليه وسلم- فلم يغادر منهن امرأة، فجاءت فاطمة تمشي كأن مشيتها مشية رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: مرحبا بابنتي فأجلسها عن يمينه، أو عن شماله، ثم إنه أسر إليها حديثا فبكت فاطمة، ثم إنه سارها فضحكت أيضا، فقلت لها: ما يبكيك؟ فقالت: ما كنت لافشي سر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقلت: ما رأيت كاليوم فرحا أقرب من حزن، فقلت لها حين بكت: أخصك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بحديثه دوننا ثم تبكين؟ وسألتها عما قال فقالت: ما كنت لأفشي سر رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. حتى إذا قبض سألتها فقالت: إنه كان حدثني أن جبريل كان يعارضه بالقرآن كل عام مرة. وإنه عارضه به في العام مرتين، ولا أراني إلا قد حضر أجلي، وإنك أول أهلي لحوقا بي، ونعم السلف أنا لك. فبكيت لذلك، ثم إنه سارني فقال: ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء المؤمنين، أو سيدة نساء هذه الأمة؟ فضحكت لذلك» .
أخرجه أحمد (6/282) قال: حدثنا أبو نعيم الفضل بن دكين، قال: حدثنا زكريا بن أبي زائدة. والبخاري (4/247) . وفي الأدب المفرد (1030) قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا زكريا. وفي (8/79) قال: حدثنا موسى، عن أبي عوانة ومسلم (7/142) و (143) قال: حدثنا أبو كامل الجحدري فضيل بن حسين. قال: حدثنا أبو عوانة. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبد الله بن نمير، عن زكريا. (ح) وحدثنا ابن نمير، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا زكريا. وابن ماجة (1621) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبد الله بن نمير، عن زكريا. والنسائي في فضائل الصحابة (263) قال: أخبرنا علي بن حجر، قال: حدثنا سعدان بن يحيى، عن زكريا. وفي الكبرى تحفة الأشراف (12/17615) عن محمد بن معمر، عن أبي داود، عن أبي عوانة.
كلاهما - زكريا بن أبي زائدة، وأبو عوانة - عن فراس، عن عامر الشعبي، عن مسروق، فذكره.(9/129)
عائشة بنت أبي بكر [الصِّدِّيق] رضي الله عنهما
6678 - (خ م ت د س) أبو سلمة بن عبد الرحمن (1) : عن عائشة [ص:133] قالت: «قال لي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يوماً: يا عائشُ، هذا جبريل يُقرئِكِ السلام، قلتُ: وعليه السلامُ ورحمةُ الله وبركاته، قالت: - وهو يرى ما لا أرى - تريد: رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-» أخرجه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي.
وفي رواية أبي داود والترمذي «فقالتْ: وعليه السلام ورحمة الله» .
وفي أخرى للنسائي قالت: «أوحَى الله عز وجل إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- وأنا معه، فقمتُ فأجَفْتُ البابَ بيني وبينه، فلما رُفِّهَ عنه قال: يا عائشة إن جبريل يقرئك السلام» (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أَجَفْتُ الباب) : إذا أغْلقَته.
(رفّه عنه) تقول: رفَّه فلان عني: إذا أراحني، وإذا كان الإنسان في ضيق فنفَّست عنه، قلت: رفَّهتُ عنه.
__________
(1) في المطبوع: عبد الرحمن بن عوف وهو خطأ.
(2) رواه البخاري 7 / 83 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب فضل عائشة، وفي بدء الخلق، باب ذكر الملائكة، وفي الأدب، باب من دعا صاحبه فنقص من اسمه حرفاً، وفي الاستئذان، باب تسليم الرجال على النساء والنساء على الرجال، وباب إذا قال: فلان يقرئك السلام، ومسلم رقم (2447) في فضائل الصحابة، باب فضائل عائشة رضي الله عنها، وأبو داود رقم (5232) في الأدب، باب في الرجل يقول: فلان يقرئك السلام، والترمذي رقم (3876) في المناقب، باب مناقب عائشة رضي الله عنها، والنسائي 7 / 69 في عشرة النساء، باب حب الرجل بعض نسائه أكثر من بعض.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (6/55) قال: حدثنا يحيى. وفي (6/112) قال: حدثنا أبو نعيم. وفي (6/208) قال: حدثنا وكيع. (ح) ويزيد. وفي (6/224) قال: حدثنا يعلى. والبخاري (8/69) ، وفي الأدب المفرد (1116) قال: حدثنا أبو نعيم. ومسلم (7/139) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبد الرحيم بن سليمان ويعلى بن عبيد. (ح) وحدثناه إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا الملائي. (ح) وحدثناه إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا أسباط بن محمد. وأبو داود (5232) قال: حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة، قال: حدثنا عبد الرحيم بن سليمان. وابن ماجة (3686) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا عبد الرحيم بن سليمان. والترمذي (2693) قال: حدثنا علي بن المنذر الكوفي، قال: حدثنا محمد بن فضيل. وفي (3882) قال: حدثنا سويد، قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك.
تسعتهم - يحيى بن سعيد، وأبو نعيم الملائي، ووكيع، ويزيد بن هارون، ويعلى بن عبيد، وعبد الرحيم ابن سليمان، وأسباط بن محمد، ومحمد بن فضيل، وعبد الله بن المبارك - عن زكريا بن أبي زائدة، عن عامر الشعبي.
2- وأخرجه أحمد (6/88) قال: حدثنا أبو اليمان، قال: أنبأنا شعيب. وفي (6/117) قال: حدثنا إبراهيم بن إسحاق، قال: حدثنا بن مبارك، عن يونس. والدارمي (2641) قال: أخبرنا الحكم بن نافع، عن شعيب بن أبي حمزة. والبخاري (4/136) قال: حدثنا عبد الله بن محمد، قال: حدثنا هشام، قال: أخبرنا معمر. وفي (5/36) قال: حدثنا يحيى بن بكير، قال: حدثنا الليث، عن يونس. وفي (8/55) وفي الأدب المفرد (827) قال: حدثنا أبو اليمان. قال: أخبرنا شعيب. وفي (8/68) قال: حدثنا ابن مقاتل، قال: أخبرنا عبد الله، قال: أخبرنا معمر. وفي الأدب المفرد (1036) قال: حدثنا عبد الله. قال: حدثني الليث. قال: حدثني يونس. ومسلم (7/139) قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، قال: أخبرنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب. والترمذي (3881) قال: حدثنا سويد ابن نصر، قال: حدثنا عبد الله بن المبارك، قال: أخبرنا معمر. والنسائي (7/69) وفي عمل اليوم والليلة (377) قال: أخبرنا عمرو بن منصور، قال: حدثنا الحكم بن نافع، قال: أنبأنا شعيب. وفي عمل اليوم والليلة (376) قال: أخبرنا محمد بن حاتم، قال: أخبرنا حبان، قال: أخبرنا عبد الله. عن معمر. وفي الكبرى تحفة الأشراف (12/17766) عن أحمد بن يحيى بن الوزير بن سليمان، عن سعيد ابن عفير، عن الليث، عن عبد الرحمن بن خالد بن مسافر.
أربعتهم - شعيب بن أبي حمزة، ويونس بن يزيد الأيلي، ومعمر بن راشد، وعبد الرحمن بن خالد - عن ابن شهاب الزهري.
كلاهما - عامر الشعبي، والزهري- عن أبي سلمة بن عبد الرحمن فذكره.
* الروايات ألفاظها متقاربة.
* في رواية محمد بن فضيل وابن المبارك، عن الشعبي. ورواية يونس، عن الزهري، وهشام بن يوسف وابن المبارك، عن معمر، عن الزهري.
ورواية عمرو بن منصور، عن أبي اليمان، عن شعيب، عن الزهري: «هذا جبريل يقرأ عليك السلام. فقالت: وعليه السلام ورحمه الله وبركاته ... » .
وبلفظ «أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لها: هذا جبريل عليه السلام، وهو يقرأ عليك السلام. فقالت: وعليه السلام ورحمة الله وبركاته، ترى مالا نرى.» .
أخرجه أحمد (6/150) وعبد بن حميد (1480) والنسائي (7/69) . وفي عمل اليوم والليلة (375) قال: أخبرنا نوح بن حبيب.
ثلاثتهم - أحمد بن حنبل، وعبد بن حميد، ونوح بن حبيب- عن عبد الرزاق،. قال: أخبرنا معمر، عن الزهري، عن عروة، فذكره.
وبلفظ: «أوحى الله إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- وأنا معه فقمت فأجفت الباب بيني وبيه فلما رفه عنه قال لي: ياعائشة، إن جبريل يقرئك السلام» .
أخرجه النسائي (7/69) . وفي فضائل الصحابة (277) قال: أخبرنا محمد بن آدم بن سليمان، عن عبدة، عن هشام، عن صالح بن ربيعة بن هدير، فذكره.
وبلفظ: «رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- واضعا يديه على معرفه فرس وهو يكلم رجلا، قلت: رأيت واضعا يديك علي معرفة فرس دحية الكبي وأنت تكلمة، قال: ورأيتيه؟ قالت: نعم، قال: ذاك جبريل عليه السلام وهو يقرئك السلام، قالت: وعليه السلام ورحمه الله وبركاته، جزاه الله خيرا من صاحب ودخيل، فنعم الصاحب ونعم الدخيل.» .
أخرجه الحميدي (277) . وأحمد (6/74و146) . قالا: حدثنا سفيان، عن مجالد بن سعيد، عن الشعبي، عن أبي سلمة، فذكره.(9/132)
6679 - (خ م ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال [ص:134] رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «فضلُ عائشة على النساءِ كفضل الثريد على سائر الطعام» أخرجه البخاري ومسلم والترمذي (1) .
__________
(1) في المطبوع: أخرجه النسائي فقط، وهو خطأ، وقد رواه البخاري 7 / 73 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب فضل عائشة، وفي الأطعمة، باب الثريد، وباب ذكر الطعام، ومسلم رقم (2446) في فضائل الصحابة، باب فضل رضي الله عنها، والترمذي رقم (3881) في المناقب، باب مناقب عائشة رضي الله عنها.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (3/56ا) قال: حدثنا معاوية بن عمرو، قال: حدثنا زائدة. وفي (3/264) قال: حدثنا سليمان بن داود، قال: حدثنا إسماعيل بن جعفر. والدارمي (2075) قال: حدثنا عمرو بن عون، قال: حدثنا خالد. والبخاري (5/36) قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله، قال: حدثني محمد بن جعفر. وفي (7/97) قال: حدثنا عمرو بن عون، قال: حدثنا خالد بن عبد الله. وفي (7/100) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا خالد ومسلم (7/138) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب، قال: حدثنا سليمان- يعني ابن بلال- (ح) وحدثنا يحيى بن يحيى، وقتيبة وابن حجر، قالوا: حدثنا إسماعيل- يعنون ابن جعفر-. (ح) وحدثنا قتيبة، قال: حدثنا عبد العزيز- يعني ابن محمد-. وابن ماجة (3281) قال: حدثنا حرملة بن يحيى، قال: حدثنا عبد الله بن وهب، قال: أنبأنا مسلم بن خالد. والترمذي (3887) . وفي الشمائل (175) قال: حدثنا علي بن حجر، قال: حدثنا إسماعيل بن جعفر. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (970) عن إسحاق بن إبراهيم، عن حسين الجعفي، عن زائدة.
سبعتهم - زائدة، وإسماعيل، وخالد، ومحمد بن جعفر، وسليمان، وعبد العزيز، ومسلم - عن عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر بن حزم، أبي طوالة، فذكره.(9/133)
6680 - (خ م س ت) أبو موسى وعائشة - رضي الله عنهما - قالا: قال النبي - صلى الله عليه وسلم-: «فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام» أخرجه النسائي (1) .
وفي رواية البخاري ومسلم والترمذي عن أبي موسى وحده أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «كَمُلَ من الرجال كثير، ولم يَكْمُلْ من النساء إلا مريم بنت عمران، وآسية امرأة فرعون، وفضلُ عائشةَ على النساءِ كفضل الثريد على سائرالطعام» (2) .
__________
(1) 7 / 68 في عشرة النساء، باب حب الرجل بعض نسائه أكثر من بعض، وهو حديث صحيح.
(2) في المطبوع خلط هذا الحديث وحديث أنس الذي قبله في حديث واحد، وقد تقدم تخريجه في الحديث رقم (6669) .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
عن أبي موسى:
أخرجه أحمد (4/394) قال: حدثنا وكيع وابن جعفر. وفي (4/409) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، ومحمد بن جعفر. وعبد بن حميد (566) قال: حدثنا سعيد بن الربيع. والبخاري (4/193) قال: حدثنا يحيى بن جعفر، قال:حدثنا وكيع. وفي (4/200) و (5/36) قال: حدثنا آدم. وفي (5/36) قال: حدثنا عمرو. وفي (7/97) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا غندر. ومسلم (7/132) و (133) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو كريب، قالا: حدثنا وكيع. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى، وابن بشار. قالا: حدثنا محمد بن جعفر. (ح) وحدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري، قال: حدثنا أبي. وابن ماجة (3280) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر. والترمذي (1834) . وفي الشمائل (174) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا محمد بن جعفر. والنسائي (7/68) . وفي فضائل الصحابة (275) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود، قال: حدثنا بشر، وهو ابن المفضل. وفي فضائل الصحابة (248) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى. وفي (251) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا غندر.
سبعتهم - وكيع، ومحمد بن جعفر غندر، وسعيد بن الربيع، وآدم، وعمرو بن مرزوق، ومعاذ العنبري، وبشر بن المفضل - عن شعبة، عن عمرو بن مرة الجملي، عن مرة الهمداني، فذكره.
وعن عائشة:
أخرجه أحمد (6/159) قال: حدثنا عثمان بن عمر. والنسائي (7/68) قال: حدثنا علي بن خشرم. قال: أنبأنا عيسى بن يونس.
كلاهما - عثمان بن عمر، وعيسى بن يونس - عن ابن أبي ذئب، عن الحارث بن عبد الرحمن، عن أبي سلمة، فذكره.(9/134)
6681 - (ت) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال: «ما أشْكلَ علينا أصحابَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- حديث قطّ، فسألنا عائشةَ إلا وجدنا عندها منه علماً» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3877) في المناقب، باب مناقب عائشة رضي الله عنها، وإسناده صحيح، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (3883) قال: حدثنا حميد بن مسعدة، قال: حدثنا زياد بن الربيع، قال: حدثنا خالد بن سلمة المخزومي، عن أبي بردة، فذكره.
وقال: هذا حديث حسن صحيح.(9/134)
6682 - (ت) عمرو بن العاص (1) - رضي الله عنه - قال: «قيل: يا رسولَ الله مَن أحبُّ الناس إليك؟ قال: عائشة، قيل: من الرجال؟ قال: أبوها» أخرجه الترمذي (2) .
__________
(1) في الأصل: أبو موسى الأشعري، وفي المطبوع: عمرو بن غالب، وكلاهما خطأ , والتصحيح من الترمذي.
(2) رقم (3879) في المناقب، باب مناقب عائشة رضي الله عنها، وهو حديث صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه الترمذي (3886) قال: حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري، قال: حدثنا يحيى ابن سعيد الأموي. والنسائي في فضائل الصحابة (5) قال: أخبرنا محمد بن عيسى، عن ابن المبارك.
كلاهما - يحيى، وعبد الله بن المبارك- عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه من حديث إسماعيل عن قيس.
وبلفظ: «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعثه على جيش ذات السلاسل، فأتيته. فقلت: أي الناس أحب إليك؟ قال: عائشة. قلت: من الرجال؟ قال: أبوها. قلت: ثم من؟ قال: عمر. فعد رجالا.» .
أخرجه أحمد (4/203) .وعبد بن حميد (295) قال: حدثنا يحيى بن حماد، قال: أخبرنا عبد العزيز ابن المختار. والبخاري (5/6) قال: حدثنا معلى بن أسد، قال: حدثنا عبد العزيز بن المختار. وفي (5/209) قال: حدثنا إسحاق، قال: أخبرنا خالد بن عبد الله. ومسلم (7/109) قال: حدثنا يحيى ابن يحيى، قال: أخبرنا خالد بن عبد الله. والترمذي (3885) قال: حدثنا إبراهيم بن يعقوب،ومحمد ابن بشار. قالا: حدثنا يحيى بن حماد، قال:حدثنا عبد العزيز بن المختار. والنسائي في فضائل الصحابة (16) قال: أخبرنا عبيد الله بن سعيد، قال: حدثنا يحيى بن حماد، قال: أخبرنا عبد العزيز بن المختار.
كلاهما - عبد العزيز، وخالد بن عبد الله - عن خالد الحذاء، عن أبي عثمان، فذكره.(9/135)
6683 - (ت) عمرو بن غالب - رحمه الله (1) -: «أنَّ رجلاً نال من عائشةَ عند عمّار بن ياسر - رضي الله عنه -، فقال: اغْرُبْ مَقْبُوحاً مَنْبُوحاً، تؤذي حبيبة رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-؟» أخرجه الترمذي (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(اغرب) اغرب: بمعنى ابعد، كأنه أمره بالغروب والاختفاء.
(مقبوحاً) : المقبوح: الذي يردُّ ويطرد، ويقال: قبَّحه الله، أي: أبعده.
(منبوحاً) : المنبوح: الذي يضرب له مثل الكلب.
__________
(1) في المطبوع: عبد الله بن زياد الأسدي، وهو خطأ.
(2) رقم (3882) في المناقب، باب مناقب عائشة رضي الله عنها، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (3888) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: حدثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن غالب، فذكره.
وقال: هذا حديث حسن.(9/135)
6684 - (ت) عبد الله بن زياد الأسدي - رحمه الله -: قال: سمعتُ عمَّارَ ابن ياسر - رضي الله عنه - يقول: «هي زوجته في الدنيا والآخرة - يعني [ص:136] عائشة» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3883) في المناقب، باب مناقب عائشة رضي الله عنها، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (9/70) قال: حدثنا عبد الله بن محمد، قال: حدثنا يحيى بن آدم. والترمذي (3889) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي.
كلاهما - يحيى، وابن مهدي - قالا: حدثنا أبو بكر بن عياش، قال: حدثنا أبو حصين، قال: حدثنا أبو مريم عبد الله بن زياد الأسدي، فذكره.(9/135)
6685 - (خ) أبو وائل الأنصاري - رضي الله عنه - قال: «لمَّا بَعَثَ عَليّ عَمَّاراً والحسنَ إلى الكوفة ليستنفرهم، خَطَبَ عمارُ، فقال: إني لأعْلَمُ أنها زوجةُ نبيِّكم في الدنيا والآخرة، ولكنَّ الله ابتلاكم بها لينظر إياهُ تتَّبعون أو إياها (1) » أخرجه البخاري (2) .
__________
(1) في نسخ البخاري المطبوعة: ولكن الله ابتلاكم لتتبعوه أو إياها.
(2) 7 / 83 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب فضل عائشة، وفي الفتن، باب الفتنة التي تموج كموج البحر.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (4/265) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. والبخاري (5/36) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا غندر، قال: حدثنا شعبة. وفي (9/70) قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا ابن أبي غنية.
كلاهما - شعبة، وعبد الملك بن أبي غنية - عن الحكم، قال: سمعت أبا وائل، فذكره.(9/136)
6686 - (خ م ت س) عائشة - رضي الله عنها - قالت: إنَّ النَّاسَ كانوا يتحرَّون هداياهم يوم عائشة يبتغون بها - أو يبتغون بذلك - مرضاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم-.
وفي رواية عن عائشة قالت: «إن نساءَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- كُنَّ حزبين، فحزب فيه: عائشة وحفصةُ وصفيةُ وسودةُ، والحزب الآخر: أمُّ سلمةَ وسائرُ أزواج النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، وكان المسلمون قد علموا حُبَّ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- عائشة، فإذا كانت عند أحدهم هديَّة يريد أن يُهديَها إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- أخَّرها، حتى إذا كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في بيت عائشة ذهب صاحب الهدية بها إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- في بيت عائشة، فكلَّم حزبُ أمِّ سلمة أمَّ سلمة، فقلن لها: كَلِّمي رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يُكَلِّمُ الناس، فيقول: من أراد [ص:137] أن يُهْدِي إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- هدية فَلْيُهْدِ إليه حيثُ كان مِنْ نسائه، فَكَلَّمَتْهُ أمُّ سلمةَ بما قُلْنَ، فلم يقل لها شيئاً، فسألنها، فقالت: ما قال لي شيئاً، فقلن لها: كَلِّميه، قالت: فكلَّمْتُه حين دار إليها أيضاً، فلم يقل لها شيئاً، فسألنها فقالت: ما قال لي شيئاً، فَقُلْنَ لها، كَلِّميه حتى يكلِّمَكِ، فدار إليها فكلَّمته، فقال لها: لا تؤذيني في عائشة، فإن الوَحْيَ لم يأتني وأنا في ثوب امرأة إلا عائشة، قالت: فقلتُ: أتوبُ إلى الله مِنْ أذاك يا رسولَ الله ثم إنهنَّ دَعَونَ فاطمة بنتَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فأرسلنها إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- تقول: إن نساءك يسألْنَك العَدْلَ في بنت أبي بكر، فكلمتْهُ، فقال: يا بُنَيَّةُ، ألا تُحِبِّينَ ما أُحِبُّه؟ فقالت: بلى، فَرَجَعَتْ إليهن، فأخْبرَتْهُنَّ، فقلن: ارجِعِي [إليه] ، فأبت أن ترجع، فأرسَلْنَ زينبَ بنتَ جحش، فأتته فأغْلَظَتْ، وقالت: إن نساءك يَنْشُدنَكَ الله العدلَ في بنت أبي قحافة، فرفعتْ صوتها ثلاثاً، حتى تَنَاوَلت عائشةَ، وهي قاعدة، فَسَبَّتْها، حتى إنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- لَيَنْظُرُ إلى عائشة: هَلْ تكلَّمُ؟ قال: فتكلمتْ عائشةُ تَرُدُّ على زينبَ، حتى أسكتتها، قال: فنظر النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- إلى عائشة، فقال: إنها ابنةُ أبي بكر» .
وفي أخرى قال: «كان الناس يَتَحَرَّون بِهدَاياهم يومَ عائشةَ، قالت عائشة: فاجتمع صواحبي إلى أمِّ سلمةَ، فقلن: يا أم سلمة، إن الناس يتحرَّون [ص:138] بهداياهم يوم عائشةَ، وإنا نريد الخير، كما تريدُ عائشةُ، فَمُرِي رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- أن يأمرَ الناس أن يُهدوا إليه حيثما كان، أو حيثما دار، قالت: فذكرت ذلك أمُّ سلمة للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم- قالت: فأعرض عني، قالت: فلما عادَ إليَّ ذكرتُ ذلك له، فأعرض عني، فلما كان في الثالثة ذكرت ذلك له، فقال: يا أمَّ سَلمةَ: لا تؤذيني في عائشة، فإنه والله ما نزل عليَّ الوحي وأنا في لحاف امرأة منكن غيرها» .
وفي أخرى قالت: «أرسل أزواجُ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- فاطمةَ بنتَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فاستأذنت عليه وهو مضطجع في مِرْطي، فأذِن لها، فقالت: يا رسول الله، إن أزواجَك أرْسَلْنَني يَسْألْنَك العدل في ابنة أبي قحافة، وأنا سَاكِتَة، قالت: فقال لها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: أي بنيَّةُ، ألَسْتِ تُحِبِّينَ ما أحِبُّ؟ فقالت: بلى، قال: فأحِبِّي هذه، قالت: فقامت فاطمةُ حين سمعَتْ ذلك من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فرجعت إلى أزواج النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، فأخْبَرَتْهُنَّ بالذي قالت، والذي قال لها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقلن لها: ما نُراكِ أغْنَيْت عَنَّا من شيء، فارجعي إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- فقولي له: إن أزواجَك يَنْشُدنَكَ العدلَ في ابنة أبي قحافة، فقالت فاطمةُ: لا والله لا أكلِّمُه فيها أبداً، قالت عائشةُ: فأرسل أزواجُ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- زينبَ بنتَ جَحش، زوجَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، وهي التي كانت تُسَامِيني منهنَّ في المنزلة عند [ص:139] رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، ولم أرَ قَطُّ خيراً في الدِّين مِنْ زَيْنبَ، وأتْقَى لله، وأصْدَقَ حديثاً، وأوْصَلَ للرحم، وأعظمَ صدقة، وأشدَّ ابتذالاً لنفسها في العمل الذي تَصَدَّقُ به، وتَقَرَّبُ به إلى الله عز وجل، ما عدا سَوْرَة من حَدٍّ كانت فيها، تُسْرِع منها الفَيئَةُ، قالت: فاستأذنت على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- مع عائشةَ في مِرْطها على الحال التي دَخَلَتْ فاطمةُ عليها وهو بها، فأذِنَ [لها] رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقالت: يا رسولَ الله: إن أزواجك أرسَلنَني يسألْنَكَ العَدْلَ في ابنة أبي قحافة، قالت: ثم وقَعَتْ بي، فاستطالت عَليَّ، وأنا أرقُبُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- وأرقُبُ طَرْفَه، هل يأذن لي فيها؟ قالت: فلم تبرح زينبُ حتى عرفتْ أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- لا يكره أن أنتصِر، قالت: فلما وقَعَتُ لم أنْشَبْها حتى أثْخَنت عليها - وفي رواية: لم أنشبْها أن أثخنتها غَلَبَة - فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، وتَبَسَّمَ: إنها ابنة أبي بكر!!» .
أخرج الأولى والثانية والثالثة البخاري، وأخرج مسلم الأولى والرابعة ولم يخرج البخاري من الرابعة إلا طرفاً تعليقاً، قال: قالت عائشةُ: «كنت عند النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- فاستأذنت فاطمةُ» لم يزد. وأخرج الترمذي الرواية الثالثة، وأخرج النسائي الأولى والرابعة، وأخرج طرفاً من الثالثة، وهو قوله: «إن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال لأم سلمة: يا أمَّ سلمةَ، لا تؤذيني في عائشةَ، فإنه [ص:140] والله ما أتاني الوحي، وأنا في لحاف امرأة منكن، إلا هذه» (1) .
وله في أخرى قالت عائشةُ: «ما علمتُ حتى دخلت عليَّ زينبُ بغير إذن وهي غَضْبى، ثم قالت لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-: حَسْبُكَ إذ قَلَبتْ لَكَ ابنةُ أبي قحافة ذُرَيْعَتَيْها، ثم أقبلت عَليَّ، فأعرضت عنها حتى قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: دُونَك فانتصري، فأقْبَلْتُ عليها حتى رأيتُها قد يَبِسَ رِيقُها في فيها، ما تَرُدُّ عليَّ شيئاً، فرأيت النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- يتهلَّل وجهه» (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يتحرَّون) التحري: القصد والاعتماد للشيء، والاجتهاد في تحصيل الأمر المطلوب.
(مِرطي) المِرْط: الكساء من الخز والصُّوف يُتغَطَّى به.
(تساميني) المساماة: المناظرة والمناصبة، وهو مفاعلة من السُّمُوِّ، وهو العلوُّ. [ص:141]
(سورة من حدّ) السَّورة: الوثوب والثوران، والحَدّ: الحِدّة في الإنسان.
(الفيئة) مثال الفيعة، بكسر الفاء: الرجوع عن الشيء الذي يكون قد لابسه الإنسان.
(لم أنشبها) أي: لم ألبَثها.
(وقعت به) إذا وقعت في عرضه وشتمته، من الوقيعة في الناس.
(أثخنت) الإثخان على الجريح: هو المبالغة في جرحه، وأثخنه المرض: إذا اشتد عليه، والإثخان أيضاً: التمكن من الشيء، فكأنها أرادت: أنها تمكنت منها وبالغت في جوابها.
(الذُّرَيعة) تصغير الذراع، ثم ثَنَّاها مصغَّرة، وأراد بها ساعديها.
__________
(1) رواه البخاري 7 / 84 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب فضل عائشة، وفي الهبة، باب قبول الهدية، وباب من أهدى إلى صاحبه وتحرى بعض نسائه دون بعض، ومسلم رقم (2441) و (2442) في فضائل الصحابة، باب فضائل عائشة رضي الله عنها، والترمذي رقم (3874) في المناقب، باب مناقب عائشة رضي الله عنه، والنسائي 7 / 65 - 69 في عشرة النساء، باب حب الرجل بعض نسائه أكثر من بعض.
(2) هذه الرواية لم نجدها عند النسائي، وهي عند أحمد في " المسند " 6 / 93 وابن ماجة رقم (1981) في النكاح، باب حسن معاشرة النساء، وفي سنده زكريا بن زائدة وهو مدلس، وقد رواه بالعنعنة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (3/203) قال: حدثنا إبراهيم بن موسى. ومسلم (7/135) قال: حدثنا أبو كريب. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (12/17044) عن إسحاق بن إبراهيم.
ثلاثتهم - إبراهيم، وأبو كريب، وإسحاق - عن عبدة بن سليمان. قال: حدثنا هشام، عن أبيه، فذكره.
والرواية الثانية: أخرجها البخاري (3/204) قال: حدثنا سليمان حرب. وفي (5/37) قال: حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب. والترمذي (3879) قال: حدثنا يحيى بن درست بصري. والنسائي (7/68) . وفي فضائل الصحابة (276) قال: أخبرنا أبو بكر بن إسحاق الصاغاني. قال: حدثنا شاذان.
أربعتهم - سليمان بن حرب، وعبد الله بن عبد الوهاب، ويحيى بن درست، وشاذان - عن حماد بن زيد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، فذكره.(9/136)
6687 - (س) أم سلمة - رضي الله عنها -: «أن نساءَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- كلَّمْنَ أمَّ سلمةَ أن تُكلِّم النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-: أن الناس كانوا يتحرَّون بهداياهم يومَ عائشةَ، ويَقُلْنَ: إنا نُحِبُّ الخير كما تحبُّ عائشة، فكلَّمته، فلم يجبها، فلما دار عليها كلمته، فلم يجبها، فقلْن: ما ردَّ عليكِ؟ قالت: لم يجبني، قُلْن: لا تَدَعِيه حتى يردَّ عليكِ، أو تنْظُري ما يقول، فلما دار عليها كلّمته، فقال: لا تؤذيني في عائشة، فإنه لم ينزل عليَّ الوحي وأنا في لحاف امرأة منكنَّ، إلا في لحاف [ص:142] عائشةَ» أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 7 / 68 و 69 في عشرة النساء، باب حب الرجل بعض نسائه أكثر من بعض، وهو حديث صحيح يشهد له روايات الحديث الذي قبله.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن: أخرجه أحمد (6/293) قال: حدثنا أبو أسامة. (ح) وحدثنا عفان. قال: حدثنا حماد بن سلمة. والنسائي (7/68) قال: أخبرني محمد بن آدم، عن عبدة.
ثلاثتهم - أبو أسامة، وحماد بن سلمة، وعبدة - عن هشام بن عروة، عن عوف بن الحارث، عن أخته رميثة بنت الحارث أم عبد الله بن محمد بن أبي عتيق، فذكرته.
* في رواية عبدة بن سليمان: «لا تؤذيني في عائشة، فإنه لم ينزل علي الوحي وأنا في لحاف امرأة منكن إلا في لحاف عائشة.» .(9/141)
6688 - (خ) القاسم بن محمد: «أن عائشة اشتكتْ فجاء ابنُ عباس، فقال: يا أمَّ المؤمنين، تَقْدَمين على فَرَطِ صِدْق، على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، وعلى أبي بكر» أخرجه البخاري (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فرط) الفرَط: المتقدِّم على القوم في المسير، وفي طلب الماء، فجعل ابن عباس رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وأبا بكر متقدِّمين عليها في المقصد، وأضافهما إلى «صدق» وصفاً لهما ومدحاً، كما قال الله تعالى: {قَدَم صدق} [يونس:2] .
__________
(1) 7 / 83 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب فضل عائشة، وفي تفسير سورة النور، باب: {ولولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا} .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (5/36) قال: حدثني محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد، قال: حدثنا ابن عون، عن القاسم بن محمد، فذكره.(9/142)
6689 - (خ) ابن أبي مليكة - رحمه الله -: قال: «استأذن ابنُ عباس على عائشةَ قُبيل موتها وهي مغلوبَة، فقالت: أخْشَى أن يُثْني عليَّ، فقيل: ابن عمِّ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، ومِنْ وجوه المسلمين، فقالت: ائذنوا له، فقال: كيف تَجِدينَكِ؟ قالت: بخير، إن اتقيتُ الله، قال: فأنت بخير إن شاء الله، زوجةُ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، ولم يَنْكِحْ بِكراً غيركِ، ونزل عُذْرُك من [ص:143] السَّماءِ، ودخل ابن الزبير خلافَه فقالت: دخل ابنُ عباس فأثنى عليَّ، ووَدِدْتُ أني كنت نَسياً مَنْسياً» .
أخرجه البخاري (1) ، وله في أخرى نحوه، ولم يذكر «نسياً مَنْسياً» .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(نسياً منسيّاً) : أي شيئاً حقيراً، متروكاً مطَّرحاً لا يلتفت إليه، والعرب إذا ارتحلوا من المنزل قالوا: انظروا أَنساءَكم وافتقِدوها، يعنون بذلك ما يكون من أشيائِهم التي ربما نسوها في المنزل مما لا تكون عندهم ببال، كالعصا ونحوها، وهم يسمون أيضاً خِرقة الحائض: نَسْياً، لأنها مما يطرح ويترك.
__________
(1) رواه البخاري 8 / 371 و 372 في تفسير سورة النور، باب {ولولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا} .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (1/220) (1905) قال: حدثنا سفيان، عن معمر، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، والبخاري (6/231) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا يحيى، عن عمر بن سعيد بن أبي حسين.
كلاهما - عبد الله، وعمر - عن ابن أبي مليكة، فذكره.
والرواية الثانية: أخرجها البخاري (6/133) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد، قال: حدثنا ابن عون، عن القاسم، فذكره.(9/142)
6690 - (ت) موسى بن طلحة - رحمه الله - قال: «ما رأيت أحداً أفْصَحَ من عائشة» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3878) في المناقب، باب مناقب عائشة رضي الله عنها، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب، وهو كما قال، وذكره الهيثمي في " مجمع الزوائد " ونسبه للطبراني وقال: ورجاله رجال الصحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: أخرجه الترمذي (3884) قال: حدثنا القاسم بن دينار الكوفي، قال: حدثنا معاوية بن عمرو، عن زائدة، عن عبد الملك بن عمير، فذكره. وقال: حديث حسن صحيح غريب.(9/143)
صَفِيّة بنت حُيَيّ - رضي الله عنها-
6691 - (ت) صفية بنت حيي - رضي الله عنها - قالت: دخل عليَّ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، وقد بلغني كلام عن حفصة وعائشةَ، فذكرتُ ذلك له، [ص:144] فقال: ألا قُلتِ: كيف تكونان خيراً مني، وزوجي محمد، وأبي هارون، وعمِّي موسى؟ وكان الذي قالتا: نحن على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- أكرم منها، وقالوا: نحنُ أزْواجُ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، وبناتُ عمِّه» (1) .
وفي أخرى قالت: «دخل عليَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وأنا أبكي، وكانت حفصة قالت لها: يا ابنةَ يهودَ، فأخبرتُه، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «ألا تَتَّقِينَ الله يا حفصة؟ إنها لابنةُ نبيّ، وإن عمَّها نبيّ، وإنها لَتَحْتَ نبيّ، فَبِمَ تَفْخَرينَ عليها؟ قالت: بنت يهوديّ» أخرجه الترمذي (2) .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (3891) في المناقب، باب مناقب أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، وفي سنده هاشم بن سعيد الكوفي، وهو ضعيف، وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث هاشم الكوفي وليس إسناده بذاك، وفي الباب عن أنس، يريد به الحديث الذي بعده.
(2) هذه الرواية لم نجدها عند الترمذي وهي بمعنى الحديث الذي قبله.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه الترمذي (3892) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا عبد الصمد ابن عبد الوارث. قال: حدثنا هاشم هو ابن سعيد الكوفي. قال: حدثنا كنانة، فذكره.
* قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه من حديث صفية إلا من حديث هاشم الكوفي، وليس إسناده بذلك القوي.(9/143)
6692 - (ت س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «بلغ صفية: أن حفصة قالت: بنت يهوديّ، فبكت، فدخل عليها النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- وهي تبكي، فقال: ما يُبكِيكِ؟ قالت: قالت لي حفصة: أنت ابنة يهوديّ، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: إنك لابنة نبيّ، وإن عمَّكِ لنبيّ، وإنك لتحت نبي، فبم تفخَرُ عليكِ؟ ثم قال: اتق الله يا حفصة» أخرجه الترمذي والنسائي (1) .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (3891) في المناقب، باب مناقب أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، ولم نجده عند النسائي، ولعله في الكبرى، ورواه أحمد في " المسند " 3 / 136، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (3892) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، قال: حدثنا هاشم هو ابن سعد الكوفي، قال: حدثنا كنانة، عن صفية، فذكره.
وقال: وفي الباب عن أنس، وهذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث صفية إلا من حديث هاشم الكوفي، وليس إسناده بذلك القوي.
قلت: وهو عن أنس في زوائد المسند (3/135-136) قال: حدثني أبي قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر، عن ثابت، فذكره.
وإسناده صحيح، ولم أقف عليه عند النسائي.(9/144)
سَوْدَةُ بنت زَمْعَة - رضي الله عنها-
6693 - (ت د) - عكرمة -[مولى ابن عباس]- رحمه الله -: قال: قيل لابن عباس بعد صلاة الصبح: ماتت فلانة - لبعض أزواج رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فسجد، فقيل له: أتَسْجُدُ هذه الساعة؟ فقال: أليس قد قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إذا رأيتُم آية فاسْجُدُوا؟ وأيُّ آية أعظم من ذَهابِ أزواج النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-؟» .
أخرجه أبو داود والترمذي، ولم يُسميّاها (1) .
وذكر رزين رواية وسمَّاها، وقال في آخرها: «وأيُّ آيةِ أعظم من ذهاب أم المؤمنين؟» .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (1197) في الصلاة، باب السجود عند الآيات، والترمذي رقم (3889) في المناقب، باب في فضل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن: أخرجه أبو داود (1197) قال: حدثنا محمد بن عثمان بن أبي صفوان الثقفي. والترمذي (3891) قال: حدثنا عباس العنبري.
كلاهما - محمد بن عثمان، وعباس العنبري - عن يحيى بن كثير العنبري أبي غسان، قال: حدثنا سلم ابن جعفر، عن الحكم بن أبان، عن عكرمة، فذكره.
في رواية عباس: سلم بن جعفر وكان ثقة.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه.(9/145)
أسماء بنت أبي بكر - رضي الله عنها-
6694 - (خ) وهب بن كيسان - رحمه الله - قال: «كان أهلُ الشام يعَيِّرون ابنَ الزبير، يقولون: يا ابنَ ذات النِّطَاقَيْنِ، فقالت له أسماء: يا بنيَّ، إنهم يعيِّرونَك بالنِّطاقَيْنِ، وهل تدري ما ذاك؟ إنما كان نِطاقي شَقَقْتُه نِصْفَين، فَأوْكَيْتُ قِرْبَةَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- بأحَدِهما، وجعلتُ في سُفْرتِه آخَرَ، فكان ابنُ الزبير إذا عَيَّرَهُ أهل الشام يقول: إيْهاً والإله: [ص:146] تلك شَكاةٌ ظاهر عنكَ عارُها» .
أخرجه البخاري (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ذات النطاقين) النطاق: ما تشد به المرأة وسطها عند معاناة الأشغال لترفع به ثوبها، و «ذات النطاقين» : هي أسماء بنت أبي بكر الصديق، أم عبد الله بن الزبير، سميت بذلك، لأنها قطعت نطاقها نصفين عند مهاجرة رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فشدت بأحدهما قربته، وبالآخر سفرته، فسماها رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يومئذ: ذات النطاقين، وقيل: شدت بأحدهما سفرته، وبالآخر وسطها لعمل الشغل.
(فأوكيت) أوكيت الوعاء: إذا شددته.
(إيهاً) زجر، ونهي «وإيه» بمعنى الاستزادة، فكأنه قال: زيدوني من قولكم هذا، فإنه مما يزيدني فخراً وشرفاً، أو أنه زجر عما بنوا عليه قولهم من إرادة عيبه وذمّه، فقال: كفوا عن جهلكم.
(والإله) قَسَم، أي: والله إن الأمر كما تزعمون، أو أنه استعطاف، كما تقول: بالله أخبرني، لما تريد أن تستعلمه منه.
(شكاة) الشَّكاة: الذم والعيب. [ص:147]
(ظاهر عنك عارها) : بعيد عنك، مجاوز لك، والبيت لأبي ذؤيب الهذلي، وأوله:
وعَيّرها الواشون: أني أُحِبُّها ... وتلك شَكاة ظاهر عنك عارها (2)
__________
(1) رواه البخاري 9 / 465 في الأطعمة، باب الخبز المرقق والأكل على الخوان، وفي الجهاد، باب حمل الزاد في الغزو، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلى المدينة.
(2) وهذا البيت من قصيدة أولها:
هل الدهر إلا ليلة ونهارها ... وإلا طلوع الشمس ثم غيارها
أبى القلب إلا أم عمرو فأصبحت ... تحرق ناري بالشكاة ونارها
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (7/91) قال: حدثنا محمد، قال: أخبرنا أبو معاوية، قال: حدثنا هشام، عن أبيه، وعن وهب بن كيسان، فذكراه.(9/145)
أمُّ حَرَام بنت مِلْحَان - رضي الله عنها-
6695 - (خ م ط ت د س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إذا ذهبَ إلى قُباء يدخل على أمِّ حرام بنتِ مِلْحَان فتُطعمُه، وكانت تحت عُبادة ابن الصامت، فدخل عليها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يوماً فأطْعَمَتْه، ثم جعلت تَفْلي رأسَه، فنام رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، ثم استيقظ وهو يضحك، قالت: فقلت: ما يُضْحِكك يا رسول الله؟ قال: ناسٌ من أمتي عُرِضوا عليَّ غُزَاة في سبيل الله، يركبون ثَبَجَ هذا البحر، مُلوكاً على الأسِرَّة - أو قال: مثلَ الملوك على الأسِرَّةِ - شك إسحاق، هو ابن عبد الله بن أبي طلحة - قالت: فقلت: يا رسول الله، ادْعُ الله أن يجعلني منهم، فدعا لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، ثم وضع رأسه [فنام] ، ثم استيقظ وهو يضحك، قالت: [ص:148] فقلتُ: ما يُضْحِكُك يا رسول الله؟ قال: ناسٌ من أمتي عُرِضوا عليَّ غزاة في سبيل الله - كما قال في الأولى - قالت: فقلت: يا رسول الله، ادْعُ الله أن يجعلَني منهم، قال: أنت من الأولين، فركبت أمُّ حرام بنت مِلْحان البحرَ في زمن معاوية بن أبي سفيان (1) ، فصُرِعت عن دابتها حين خرجت من البحر، فَهَلَكَت.
وفي رواية عن أنس عن خالته أمِّ حرام بنت ملحان قالت: «نام النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- يوماً قريباً مني، ثم استيقظ يتبسَّم، فقلت: ما أضْحكك؟ قال: ناسٌ من أمتي عُرِضوا عليَّ، يركبون هذا البحر الأخضر (2) ، كالملوك على الأسرة (3) ، قلت: فقالت: ادع الله أن يجعلني منهم، فدعا لها ... ثم ذكر نحوه بمعناه» وفيه «فخرجت مع زوجها عبادة بن الصامت، أوَّلَ ما ركب المسلمون البحر مع معاوية، فلما انصرفوا من غزوتهم قافلين فنزلوا الشام، قُدِّمت إليها [ص:149] دابة لتركَبها، فَصَرعتْها، فماتت» .
وفي أخرى: «ما يضحكك - بأبي أنت وأمي؟ -[قال: أُريت قوماً من أمتي] وفيه: يركبون ظهر هذا البحر الأخضر - وفيه - فإنكِ منهم، وفيه: فتزوجها عُبادة بن الصامت بعدُ، فغزا في البحر، فحملها معه، فلما جاءت قُرِّبت لها بغلة فركبتْها، فصرعتها، فاندقَّت عُنُقُها» .
وفي أخرى قال: «أتى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ابْنَةَ ملحان خالةَ أنس، فوضع رأسه عندها - وعند البخاري: فاتَّكأ عندها - ثم ضحك، فقالت: مِمَّ تضحك يا رسول الله؟ قال: ناسٌ من أمتي يركبون البحر الأخضر في سبيل الله، مَثَلُهم مثلُ الملوك على الأسِرَّةِ، قلتُ: يا رسولَ الله، ادعُ الله أن يجعلَني منهم، قال: اللهم اجعلها منهم، ثم عاد فضحك، فقالت له مثل ذلك، فقالت: ادع الله أن يجعلني منهم، قال: أنتِ من الأولين، ولستِ من الآخِرين، قال أنس: فتزوجت عبادةَ بنَ الصامت، فركبت البحرَ مع بنت قَرظة. فلما قفَلَت ركبت دابتها، فَوُقِصَت بها، فسقطت عنها فماتت» اللفظ في هذه الرواية لحديث البخاري، وأدرجه مسلم على ما قبله.
هذه روايات البخاري ومسلم، أخرجها الحميدي في «مسند أمِّ حرام» وقد أخرج بعضها في «مسند أنس» أيضَاً، وقال: أخرج أبو مسعود [الدمشقي][ص:150] هذه الرواية الأخيرة في «مسند أم حرام» وأخرجها البُرْقاني في «مسند أنس» ، وأخرج الموطأ والترمذي والنسائي الروايةالأولى، وأخرج أبو داود نحو الثالثة.
وفي أخرى لأبي داود مثل الأولى إلى قوله: «تَفْلي رأسه» ثم قال ... وساق الحديث. وقال أبو داود: «وماتت بنت مِلحان بقُبْرُس» وأخرج النسائي نحو الرواية الآخرة أخصر منها.
وفي أخرى لأبي داود: عن عطاء بن يسار: أن الرُّمَيصاء أخت أم سليم قالت: «نام النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- فاستيقظ، وكانت تغسل رأسها، فاستيقظ وهو يضحك، فقالت: يا رسولَ الله، أتضحك من رأسي؟ قال: لا ... وساق هذا الخبر يزيد وينقص» هكذا قال أبو داود. ولم يذكر لفظه، وقال: الرميصاء، أخت أم سليم من الرضاعة (4) . [ص:151]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ثَبَج البحر) : وسطه، وثبج كل شيء: وَسطه.
(وَقَصَت بها دابتُها) أي: دقّت عنقها، يقال: وَقصت عنقه، فهي موقوصة. قال الحميدي: كذا في هذه الرواية بالواو، وكذا فُسِّر، ولعله على المآل، وقال: ومنهم رواه «رقصت» بالراء، أي: أسرعت وزادت في المشي، وإنما وقع الخلاف لقوله: «فوقصت بها دابتها، فسقطت» فظاهره: أن الوقص قبل السقوط، وإنما الوقص من السقوط وبعده، لاقبله، قال: وقال الهروي في تفسير الحديث الذي فيه «فركب فرساً فجعل يتوقَّص به» أي ينزو ويثب، فجعل النزو والوثوب توقصاً، لا دقّاً للعنق، فعلى هذا يحتمل ما في الرواية الأولى، والذي ذكره الهروي صحيح، فإن التوقص في اللغة: هو وثوب الدابة ونَزْوُها يقال: مرَّ فلان تتوقص به دابته، أي: تَثِبُ به وثباً متقارب الخطو.
__________
(1) قوله: في زمن معاوية. قال القاضي عياض: قال أكثر أهل السير والأخبار: إن ذلك كان في خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه، وإن فيها ركبت أم حرام وزوجها إلى قبرص فصرعت عن دابتها هناك فتوفيت ودفنت هناك، وعلى هذا يكون قوله: في زمن معاوية، معناه: في زمان غزوة في البحر، لا في أيام خلافته.
(2) قال الحافظ في " الفتح ": قال الكرماني: هي صفة لازمة للبحر، لا مخصصة.
(3) قوله: كالملوك على الأسرة: قيل: هو صفة لهم في الآخرة إذا دخلوا الجنة، والأصح أنه صفة لهم في الدنيا، أي: يركبون مركب الملوك لسعة حالهم واستقامة أمرهم، وكثرة عددهم.
(4) رواه البخاري 6 / 8 في الجهاد، باب الدعاء بالجهاد والشهادة للرجال والنساء، وباب فضل من يصرع في سبيل الله فمات فهو منهم، وباب غزو المرأة البحر، وباب ركوب البحر، وفي الاستئذان، باب من زار قوماً فقال عندهم، وفي التعبير، باب رؤيا النهار، ومسلم رقم (1912) في الإمارة، باب فضل الغزو في البحر، والموطأ 2 / 464 و 465 في الجهاد، باب الترغيب في الجهاد، وأبو داود رقم (2490) و (2491) و (2492) في الجهاد، باب فضل الغزو في البحر، والترمذي رقم (1645) في فضائل الجهاد، باب ما جاء في غزو البحر، والنسائي 6 / 40 و 41 في الجهاد، باب فضل الجهاد في البحر.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (6/361) قال: حدثنا روح، قال: حدثنا حماد، يعني ابن سلمة. وفي (6/361) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا حماد بن سلمة. وفي (6/423) قال: حدثنا عبد الصمد. قال: حدثني أبي. وفي (6/423) قال: حدثنا سليمان بن حرب. قال: حدثنا حماد بن زيد. والدارمي (2426) قال: أخبرنا سليمان بن حرب، قال: حدثنا حماد بن زيد. والبخاري (4/21) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: حدثني الليث. وفي (4/44) قال: حدثنا أبو النعمان، قال: حدثنا حماد بن زيد. ومسلم (6/50) قال: حدثنا خلف بن هشام، قال: حدثنا حماد بن زيد. (ح) وحدثناه محمد بن رمح بن المهاجر ويحيى بن يحيى. قالا: أخبرنا الليث. وأبو داود (2490) قال: حدثنا سليمان ابن داود العتكي. قال: حدثنا حماد، يعني ابن زيد. وابن ماجة (2776) قال: حدثنا محمد بن رمح، قال: أنبأنا الليث. والنسائي (6/41) قال: أخبرنا يحيى بن حبيب بن عربي، قال: حدثنا حماد.
أربعتهم - حماد بن سلمة، وعبد الوارث والد عبد الصمد، وحماد بن زيد، وليث - عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن يحيى بن حبان، عن أنس بن مالك، فذكره.
وبلفظ: «نام النبي -صلى الله عليه وسلم- فاستيقظ وكانت تغسل رأسها فاستيقظ وهو يضحك. فقالت: يا رسول الله أتضحك من رأسي؟ قال: لا. وساق هذا الخبر يزيد وينقص.
أخرجه أبو داود (2492) قال: حدثنا يحيى بن معين. قال: حدثنا هشام بن يوسف، عن معمر، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، فذكره.
وبلفظ: أول جيش من أمتي يغزون البحر قد أوجبوا، قالت أم حرام: قلت يا رسول الله أنا فيهم؟..
أخرجه البخاري (4/51) قال: حدثنا إسحاق بن يزيد الدمشقي، قال: حدثنا يحيى بن حمزة، قال: حدثني ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، أن عمير بن الأسود العنسي حدثه، فذكره.
وبلفظ: «ذكر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- غزاة البحر للمائد أجر الشهيد ... » .
أخرجه الحميدي (349) . وأبو داود (2493) قال: حدثنا محمد بن بكار العيشي. (ح) وحدثنا عبد الوهاب ابن عبد الرحيم الجويري الدمشقي.
ثلاثتهم - الحميدي، ومحمد بن بكار، وعبد الوهاب بن عبد الرحيم - عن مروان بن معاوية، قال: حدثنا هلال بن ميمون الجهني الرملي، عن يعلى بن شداد، فذكره.(9/147)
أُم سليم بنت ملحان - رضي الله عنها-
6696 - (خ م) أنس - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان لا يدخل في المدينة بيت امرأة، غير بيت أمِّ سُلَيم، إلا على أزواجه، فقيل له: فقال: إني أرحَمُها، قُتِلَ معي أخُوها. [ص:152]
وفي رواية: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- لا يدخل على أحد من النِّساء إلا على أزواجه، إلا أمَّ سُلَيم، فإنه كان يدْخُلُ عليها، فقيل له في ذلك، فقال: أرحمُها، قُتِلَ مَعِي أخوها» . وأمُّ سُلَيم: هي أمُّ أنس بن مالك، ولعله أراد: على الدوام، فإنه كان يدخل على أم حرام، وهي خالة أنس (1) ، أخرجه البخاري ومسلم (2) .
__________
(1) والفقرة الأخيرة من الحديث " وأم سليم.. " إلى آخره، من زيادات الحميدي، كما في الفتح 6 / 37.
(2) رواه البخاري 6 / 37 في الجهاد، باب فضل من جهز غازياً أخلفه بخير، ومسلم رقم (2455) في فضائل الصحابة، باب فضائل أم سليم أم أنس بن مالك.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري في الجهاد (38) عن موسى بن إسماعيل. ومسلم في الفضائل (62) عن حسن الحلواني، عن عمرو بن عاصم.
كلاهما عن همام بن يحيى العوذي البصري، عن إسحاق، فذكره تحفة الأشراف (1/91) .(9/151)
6697 - (خ م) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «رأيتُني دخلتُ الجنَّة، فسمعتُ خَشْفَة، فإذا أنا بالرُّمَيْصَاء امرأة أبي طلحة» أخرجه البخاري ومسلم (1) .
__________
(1) رواه البخاري 7 / 34 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب مناقب عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وفي النكاح، باب الغيرة، وفي التعبير، باب رؤيا القصر، ومسلم رقم (2457) في فضائل الصحابة، باب فضائل أم سليم أم أنس بن مالك وبلال رضي الله عنهم، وهذا اللفظ الذي ساقه المصنف هنا مختصر، وقد تقدم بطوله من حديث جابر في مناقب مشتركة برقم (6378) فليراجع.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (3/372) قال: حدثنا هاشم بن القاسم. وفي (3/372) قال: حدثنا أبو سعيد. وفي (3/389) قال: حدثنا سريج. والبخاري (5/12) قال: حدثنا حجاج بن منهال. ومسلم (7/145) قال: حدثني أبو جعفر، محمد بن الفرج، قال: حدثنا زيد بن الحباب. والنسائي في فضائل الصحابة (23، 131، 279) قال أخبرنا نصير بن الفرج، قال: حدثنا شعيب بن حرب.
ستتهم - هاشم، وأبو سعيد، وسريج، وحجاج، وزيد، وشعيب بن حرب - عن عبد العزيز بن أبي سلمة، عن محمد بن المنكدر، فذكره.
2- وأخرجه الحميدي (1235، 1236) . وأحمد (3/309) . ومسلم (7/114) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير. (ح) وحدثنا زهير بن حرب. (ح) وحدثناه إسحاق بن إبراهيم. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. (ح) وحدثناه عمرو الناقد. والنسائي في فضائل الصحابة (24) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد.
ثمانيتهم - الحميدي، وأحمد، وابن نمير، وزهير، وإسحاق، وأبو بكر، وعمرو الناقد، وقتيبة - عن سفيان بن عيينة.
* في رواية الحميدي (1235) ، وأبي بكر بن أبي شيبة: عن سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار، قال: سمعت جابر بن عبد الله يقول ... فذكره.
* وفي رواية الحميدي (1236) ، وعمرو الناقد: عن سفيان، عن محمد بن المنكدر قال: سمعت جابر بن عبد الله.
* وفي رواية قتيبة: قال: حدثنا سفيان عن عمرو، عن جابر، وابن المنكدر، عن جابر.
* وفي رواية أحمد، وابن نمير، وزهير، وإسحاق. عن سفيان، عن عمرو، وابن المنكدر سمعا جابرا. 3- وأخرجه البخاري (7/46) قال: حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي. وفي (9/50) قال: حدثنا عمرو ابن علي. والنسائي في فضائل الصحابة (25) قال: أخبرنا عمرو بن علي.
كلاهما - المقدمي، وعمرو بن علي - قالا: حدثنا معتمر، قال: حدثنا عبيد الله بن عمر، عن محمد ابن المنكدر، عن جابر، فذكره مختصرا على قصة القصر.
رواية سفيان بن عيينة، أيضا مختصرة على قصة القصر.(9/152)
6698 - (م) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «دخلتُ الجنة، فسمعتُ خَشْفَة، قلت: من هذا؟ قالوا: هذه [ص:153] الرُّمَيْصَاء (1) بنت ملحان، أم أنس بن مالك» أخرجه مسلم (2) .
__________
(1) وفي بعض النسخ: الغميصاء، وهو أشهر.
(2) رقم (2456) في فضائل الصحابة، باب من فضائل أم سليم أم أنس بن مالك رضي الله عنهما.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (3/239) قال: حدثنا حسن. وفي (3/268) قال: حدثنا عفان وعبد ابن حميد (1346) قال: حدثني سليمان بن حرب. ومسلم (7/145) قال: حدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا بشر -يعني ابن السري-.
أربعتهم - حسن، وعفان، وسليمان، وبشر - عن حماد بن سلمة، عن ثابت، فذكره.(9/152)
هند بنت عتبة - رضي الله عنها-
6699 - (خ م) عائشة - رضي الله عنها - قالت: جاءت هندُ بنت عتبة، فقالت: [والله] يا رسول الله، ما كان على ظهر الأرض من أهلِ خِباء أحبَّ إليَّ من أن يَذِلُّوا من أهل خبائك، ثم ما أصبح اليومَ على ظهر الأرض أهلُ خِباء أحبّ إليَّ [من] أن يَعِزّوا من أهل خبائك، قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: وأيضاً، والذي نفسي بيده، [ثم] قالت: يا رسول الله، إن أبا سفيان رَجُلٌ مَسِيك، فهل عليَّ حرج أن أُطعِم مِنَ الذي له عيالَنا؟ قال: لا حرج عليكِ أن تطعميهم بالمعروف. أخرجه البخاري (1) ومسلم (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(مَسيك) رجل مَسيك: بوزن شريف، إذا كان بخيلاً شديداً يمسك ماله، ومِسِّيك، بالكسر والتشديد: المبالغ في البخل.
__________
(1) رواه البخاري تعليقاً 7 / 107 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب ذكر هند بن عتبة، قال الحافظ في " الفتح ": كذا للجميع بصيغة التعليق، وكلام أبي نعيم في " المستخرج " يقتضي أن البخاري أخرجه موصولاً عن عبدان، وقد وصله أيضاً من طريق أبي الموجه عن عبدان.
(2) رقم (1714) في الاقضية، باب قضية هند.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: قال البخاري في الأحكام: حدثنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب، عن الزهري، قال: حدثني عروة، فذكره. رواه في المظالم بهذا الإسناد. جامع المسانيد (35/150-151) .
ورواه مسلم في الأحكام عن عبد بن حميد. وأبو داود في البيوع عن خشيش بن أصرم. والنسائي في عشرة النساء الكبرى عن محمد بن رافع،نحوه..
كلاهم عن عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن عروة، فذكره. جامع المسانيد (35/270) .(9/153)
الفصل الثالث من الباب الرابع: في فضائل أهل البيت
6700 - (ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «أحِبُّوا الله لما يَغْذوكم من نعمه، وأحِبُّوني لحُبِّ الله، وأحِبُّوا أهلَ بيتي لحُبِّي» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3792) في المناقب، باب مناقب أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، وفي سنده عبد الله ابن سليمان النوفلي وهو مجهول، ومع ذلك فقد حسنه الترمذي، ورواه أيضاً الحاكم 3 / 150 وصححه ووافقه الذهبي.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (3789) قال: حدثنا أبو داود سليمان بن الأشعث، قال: أخبرنا يحيى بن معين، قال: حدثنا هشام بن يوسف، عن عبد الله بن سليمان النوفلي، عن محمد بن علي بن عبد الله ابن عباس، عن أبيه، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، إنما نعرفه من هذا الوجه.(9/154)
6701 - (ت) سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - قال: لما نزلت هذه الآية { [فَقُلْ تَعَالَوْا] نَدْعُ أَبْناءَنَا وأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا ونِسَاءَكُمْ ... } الآية [آل عمران: 61] دعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عليّاً وفاطمة وحسناً وحُسيناً فقال: «اللهم هؤلاء أهلي» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3002) في التفسير، باب ومن سورة آل عمران، وإسناده حسن، ورواه أيضاً الحاكم 3 / 150 وصححه ووافقه الذهبي، وهو جزء من حديث طويل رواه مسلم رقم (2404) في فضائل الصحابة، باب من فضائل علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (1/185) (1608) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. ومسلم (7/120) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، ومحمد بن عباد. والترمذي (2999، 3724) قال: حدثنا قتيبة.
كلاهما - قتيبة، ومحمد بن عباد - قالا: حدثنا حاتم وهو ابن إسماعيل - عن بكير بن مسمار، عن عامر ابن سعد، فذكره.
قلت: رواية مسلم أتم من رواية البخاري.(9/154)
6702 - (ت) أم سلمة - رضي الله عنها - قالت: «إن هذه الآية نزلت في بيتي {إنَّمَا يُرِيدُ الله لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أهل البيتِ ويطهِّرَكم تطهيراً} [الأحزاب: الآية 33] قالت: وأنا جالسة عند الباب، فقلت: يا رسول الله: ألَسْتُ من أهل البيت؟ فقال: إنكِ إلى خير، أنتِ من أزواجِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، قالت: وفي البيت رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، وعليّ وفاطمة، وحسن، وحسين، فجَلَّلَهُمْ بكساء، وقال: اللهم هؤلاء أهل بيتي، فأذهِبْ عنهم الرِّجْس وطهِّرهم تطهيراً» (1) . وفي رواية: «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- جَلَّلَ على الحسنِ والحسينِ وعليّ وفاطمةَ، ثم قال: اللهم هؤلاء أهلُ بيتي [وحامَتي] ، فأذهب عنهم الرجس، وطهِّرهم تطهيراً، قالت أم سلمة: وأنا معهم يا رسول الله؟ قال: إنكِ إلى خير» أخرج الترمذي الرواية الأخيرة (2) ، والأولى ذكرها رزين.
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(حامتي) الحامة: القرابة القريبة وخاصة الإنسان.
(الرجس) النجس، وكل ما يستقذر، وقيل: هو الإثم.
__________
(1) هذه الرواية ذكرها ابن كثير في " التفسير " ونسبها لابن جرير، وهو حديث حسن.
(2) رواه الترمذي رقم (3870) في المناقب، باب مناقب فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم، وهو حديث حسن، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو أحسن شيء روي في الباب، وفي الباب عن أنس وعمر بن أبي سلمة وأبي الحمراء.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (6/298) قال: حدثنا أبو النضر هاشم بن القاسم، قال: حدثنا عبد الحميد - يعني ابن بهرام. وفي (6/304) قال: حدثنا أبو أحمد الزبيري، قال: حدثنا سفيان، عن زبيد. وفي (6/323) قال: حدثنا عفان،قال: حدثنا حماد بن سلمة،قال: حدثنا علي بن زيد. والترمذي (3871) قال: حدثنا محمود بن غيلان،قال: حدثنا أبو أحمد الزبيري، قال: حدثنا سفيان، عن زبيد.
ثلاثتهم - عبد الحميد بن بهرام، وزبيد، وعلي بن زيد - عن شهر بن حوشب، فذكره.
وبنحوه: أخرجه أحمد (6/296) قال: حدثنا محمد بن جعفر. وفي (6/304) قال: حدثنا عبد الوهاب ابن عطاء.
كلاهما - محمد بن جعفر، وعبد الوهاب بن عطاء - قالا: حدثنا عوف، عن أبي المعدل عطية الطفاوي، عن أبيه فذكره.
وبنحوه:أخرجه أحمد (6/292) قال: حدثنا عبد الله بن نمير، قال: حدثنا عبد الملك، يعني ابن أبي سليمان، عن عطاء بن أبي رباح قال: حدثني من سمع أم سلمة، فذكره.
* قال عبد الملك: وحدثني أبو ليلى، عن أم سلمة، مثل حديث عطاء سواء
* قال عبد الملك: وحدثني داود بن أبي عوف أبو الجحاف عن شهر بن حوشب، عن أم سلمة، بمثله سواء.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن، وهو أحسن شيء روي في هذا الحديث.(9/155)
6703 - (ت) عمر بن أبي سلمة - رضي الله عنه - قال: «نزلت هذه الآية على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهِّركم تطهيراً} [الأحزاب: 33] في بيت أم سلمة، فدعا النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- فاطمةَ وحَسَناً وحُسَيناً، فجلَّلهم بكساء، وعليّ خلفَ ظهره، ثم قال: اللهم هؤلاء أهل بيتي، فأذْهِبْ عنهم الرجس، وطهِّرهم تطهيراً، قالت أمُّ سلمة: وأنا معهم يا نبيَّ الله؟ قال: أنتِ على مكانِكِ، وأنت على خير» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (3203) في التفسير، باب ومن سورة الأحزاب ورقم (3789) في المناقب، باب مناقب أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، وهو حديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (3205، 3787) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا محمد بن سليمان بن الأصبهاني، عن يحيى بن عبيد، عن عطاء بن أبي رباح، عن عمر بن أبي سلمة، فذكره.
وقال: هذا حديث غريب من حديث عطاء، عن عمر بن أبي سلمة.(9/156)
6704 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يمر بباب فاطمة إذا خرج إلى الصلاة حين نزلت هذه الآية، قريباً من ستة أشهر، يقول: الصلاةَ أهلَ البيت: {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً} . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3204) في التفسير، باب ومن سورة الأحزاب، وهو حديث حسن، ورواه أيضاً الحاكم 3 / 158 وصححه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1- أخرجه أحمد (3/259) قال: حدثنا أسود بن عامر.
2- وأخرجه أحمد (3/285) وعبد بن حميد (1223) والترمذي (3206) قال: حدثنا عبد بن حميد.
كلاهما - أحمد، وعبد - قالا: حدثنا عفان.
كلاهما - أسود، وعفان - قالا: حدثنا حماد بن سلمة، قال: أخبرنا علي بن زيد، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث غريب من هذا الوجه، إنما نعرفه من حديث حماد بن سلمة.(9/156)
6705 - (م) عائشة - رضي الله عنها - قالت: خرج النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-، وعليه مِرط مُرَحَّل أسودُ، فجاء الحسن فأدخله، ثم جاء الحسين، فأدخله، ثم جاءتْ فاطمةُ فأدخَلَها، ثم جاء عليّ فأدخلَه، ثم قال: {إنما [ص:157] يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً} - الآية [الأحزاب: 33] أخرجه مسلم (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(مرط) المرط: الكساء، وقد ذكر، والمرَّحل: الموشَّى المنقوش الذي فيه صور الرجال، وقال الجوهري: هو إزار خَزٍّ فيه عَلَم.
__________
(1) رقم (2424) في فضائل الصحابة، باب فضائل أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (6/162) قال: حدثنا يحيى بن زكريا. ومسلم (6/145) قال: حدثني سريج بن يونس. قال: حدثنا يحيى بن زكرياء بن أبي زائدة. (ح) وحدثني إبراهيم بن موسى. قال: حدثنا ابن أبي زائدة (ح) وحدثنا أحمد ابن حنبل. قال: حدثنا يحيى بن زكرياء. وفي (7/130) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن عبد الله بن نمير. قالا: حدثنا محمد بن بشر. وأبو داود (4032) قال: حدثنا يزيد بن خالد بن يزيد بن عبد الله الرملي وحسين بن علي. قالا: حدثنا ابن أبي زائدة..والترمذي (2813) وفي الشمائل (69) قال: حدثنا أحمد بن منيع. قال: حدثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة.
كلاهما - يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، ومحمد بن بشر - عن زكريا بن أبي زائدة، عن مصعب بن شيبة، عن صفية بنت شيبة، فذكرته. * رواية يحيى بن زكريا بن أبي زائدة مختصرة على أول الحديث.(9/156)
6706 - (ت) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- أخذ بيد حسن وحسين، وقال: من أحَبَّني وأحَبَّ هذين وأباهما وأمَّهما كان معي في درجتي يوم القيامة» أخرجه الترمذي (1) .
وذكر رزين بعد قوله: «وأمهما» : «ومات مُتَّبِعاً لسنّتي غيرَ مُبْتَدع، كان معي في الجنة» .
__________
(1) رقم (3734) في المناقب، باب مناقب علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " رقم (576) ، وهو حديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (3733) . وعبد الله بن أحمد (1/77) (576) .
كلاهما - عن نصر بن علي الأزدي الجهضمي، قال: حدثنا علي بن جعفر بن محمد بن علي، قال: أخبرني أخي موسى بن جعفر بن محمد، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه من حديث جعفر بن محمد إلا من هذا الوجه.(9/157)
6707 - (ت) زيد بن أرقم - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- لعليّ وفاطمةَ والحسنِ والحسينِ: «أنا حَرْب لمن حاربتم، وسِلْمٌ لمن سالَمتم» أخرجه الترمذي (1) . [ص:158]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(سِلْم) السِّلْم: ضد الحرب، تقول أنا سِلْم لفلان، إذا كنت مهادنه وصديقه، ولم يكن بينك وبينه حرب ولا عداوة.
__________
(1) رقم (3869) في المناقب، باب مناقب فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم من حديث صبيح مولى أم سلمة عن زيد بن أرقم قال الترمذي: هذا حديث غريب إنما نعرفه من هذا الوجه، وصبيح مولى أم سلمة ليس بمعروف، قال الحافظ: قال البخاري: لم يذكر سماعاً من زيد بن أرقم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه ابن ماجة (145) قال: حدثنا الحسن بن علي الخلال، وعلي بن المنذر، قالا: حدثنا أبو غسان. والترمذي (3870) قال: حدثنا سليمان بن عبد الجبار البغدادي، قال: حدثنا علي بن قادم.
كلاهما - أبو غسان، وعلي - قالا: حدثنا أسباط بن نصر، عن السدي، عن صبيح، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث غريب إنما نعرفه من هذا الوجه. وصبيح مولى أم سلمة ليس بمعروف.
قلت: وصبيح هذا لم يوثقه غير ابن حبان، وقال الحافظ في التهذيب (4/409) قال البخاري: لم يذكر سماعا من زيد.(9/157)
6708 - (م) يزيد بن حيان: قال: انطلقْتُ أنا وحُصينُ بنُ سَبْرةَ وعمرُ بنُ مسلم إلى زيد بن أرقم، فلما جلسنا إليه قال له حُصين: لقد لقيتَ يا زيدُ خيراً كثيراً رأيتَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، وسمعتَ حديثَه، وغزوتَ معه، وصلّيتَ خلفَه، لقد لقيتَ يا زيدُ خيراً كثيراً، حدِّثْنا يا زيدُ ما سمعتَ من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، قال: يا ابنَ أخي، والله لقد كَبِرتْ سِنِّي، وقَدُمَ عهدي، ونسيتُ بعض الذي كنتُ أعِي من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فما حدَّثتُكم فاقْبلوا، ومالا فلا تُكلِّفونيه، ثم قال: قام رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يوماً فينا خطيباً بماء يُدعى: خُمّاً، بين مكةَ والمدينةِ، فَحمِد الله وأثنى عليه، ووعظ وذكَّر، ثم قال: «أما بعدُ، ألا أيُّها الناس، إنما أنا بشر، يُوشِكُ أن يأتيَ رسولُ ربي فأُجيبَ، وإني تارِك فيكم ثَقَلَيْن، أولُهما: كتابُ الله، فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله، واستمسكوا به، فحثَّ على كتاب الله، ورغَّب فيه، ثم قال: وأهلُ بيتي، أُذَكِّرُكُم الله في أهل بيتي، أُذَكِّركم الله في أهل بيتي، [أذكِّركم الله في أهل بيتي] » فقال له حصين: ومَن أهلُ بيته يا زيد؟ أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال: نساؤه من أهل بيته، [ص:159] ولكن أهلُ بيته مَن حُرِمَ الصدقةَ بعدَه، قال: ومَن هم؟ قال: هم آلُ عليّ، وآلُ عقيل، وآلُ جعفر، وآلُ عباس، قال: كلُّ هؤلاء حُرِمَ الصدقة؟ قال: نعم.
زاد في رواية «كتابُ الله، فيه الهدى والنور، مَن اسمتسك [به] وأخذ به كان على الهدى، ومن أخطأه ضلّ» .
وفي أخرى نحوه، غير أنه قال: ألا وإني تارك فيكم ثَقَلين، أحدهما: كتابُ الله، وهو حبل الله، فمن اتَّبعه كان على الهدى، ومن تركه كان على ضلالة، وفيه «فقلنا: مَن أهل بيته؟ نساؤه؟ قال: لا، وايْمُ الله، إن المرأةَ تكون مع الرجل العصر من الدهر، ثم يطلِّقُها، فترجع إلى أبيها وقومها، أهلُ بيتِه: أصْلُه وعَصَبَتُه الذين حُرِموا الصدقةَ بعدَه» أخرجه مسلم (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ثَقَلين) سمى النبي - صلى الله عليه وسلم- القرآن العزيز وأهل بيته ثقلين، لأن الأخذ بهما والعمل بما يجب لهما ثقيل، وقيل: العرب تقول لكل خطير نفيس: ثقل، فجعلهما ثقلَيْن إعظاماً لقدرهما، وتفخيماً لشأنهما. [ص:160]
(عصبته) عصبة الإنسان: أهله من قبل الآباء والأجداد، لا من قبل الأمهات.
__________
(1) رقم (2408) في فضائل الصحابة، باب من فضائل علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (4/366) قال: حدثنا إسماعيل بن إ براهيم. وعبد بن حميد (265) قال: أخبرنا جعفر ابن عون. والدارمي (3319) قال: حدثنا جعفر بن عون. ومسلم (7/122) قال: حدثني زهير بن حرب، وشجاع بن مخلد، عن ابن علية. وفي (7/123) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا محمد بن فضيل. (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا جرير، وأبو داود (4973) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا محمد بن فضيل مختصرا على: أما بعد. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (3688) عن زكريا بن يحيى السجزي، عن إسحاق بن إبراهيم، عن جرير. وابن خزيمة (2357) قال: حدثنا يوسف بن موسى، قال: حدثنا جرير، ومحمد بن فضيل. أربعتهم - إسماعيل ابن علية، وجعفر، ومحمد بن فضيل، وجرير - عن أبي حيان التيمي.
2- وأخرجه مسلم (7/123) قال: حدثنا محمد بن بكار بن الريان، قال: حدثنا حسان يعني- ابن إبراهيم - عن سعيد وهو ابن مسروق. كلاهما - أبو حيان، وسعيد - عن يزيد بن حيان، فذكره.(9/158)
6709 - (خ) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: «أن أبا بكر قال: ارْقُبُوا محمداً في أهل بيته» أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) 7 / 63 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب مناقب قرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وباب مناقب الحسن والحسين رضي الله عنهما.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري في فضل الحسن والحسين (المناقب 52:6) عن يحيى بن معين، وصدقة ابن الفضل. كلاهما عن غندر، وفي فضل أهل البيت المناقب (41:2) عن عبد الله بن عبد الوهاب، عن خالد بن الحارث. كلاهما عن شعبة - عن واقد بن محمد، عن أبيه، عن عبد الله بن عمر، فذكره. تحفة الأشراف (5/296) .(9/160)
الفصل الرابع: في فضائل الأنصار
6710 - (خ) غيلان بن جرير - رحمه الله - قال: «قلت لأنس: أرأيتَ اسم الأنصار، أكنتم تُسمَّون، أم سمّاكم الله تبارك وتعالى؟ قال: بل سمَّانا الله عز وجل، قال غيلان: كنا ندخل على أنس، فيحدِّثنا بمناقب الأنصار ومشاهدهم، ويُقبل عليَّ، أو على رجل من الأزد، فيقول: فعل قومك يوم كذا: كذا وكذا» أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) 7 / 86 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب مناقب الأنصار، وباب أيام الجاهلية.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري في مناقب الأنصار (المناقب 61:1) عن موسى، هو ابن إسماعيل، وفي آخر أيام الجاهلية (المناقب 86/13) عن أبي النعمان محمد بن الفضل.
كلاهما عن مهدي هو ابن ميمون، والنسائي في التفسير في الكبرى عن إسحاق بن إبراهيم، عن المخزومي، عن مهدي، عن غيلان بن جرير، فذكره. تحفة الأشراف (1/297) .(9/160)
6711 - (خ) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال أبو القاسم - صلى الله عليه وسلم-: «لو أن الأنصار سلكوا وادياً أو شِعباً لسلكتُ واديَ الأنصار، ولولا [ص:161] الهجرةُ لكنتُ امرءاً من الأنصار، فقال أبو هريرة: ما ظَلَمَ، بأبي وأُمِّي، آوَوْهُ ونصرُوه، وكلمة أخرى» أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) 7 / 86 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " لولا الهجرة لكنت امرءاً من الأنصار "، وفي التمني، باب ما يجوز من اللو.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (3/67) قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا محمد بن إسحاق. والبخاري (9/106) قال: حدثنا أبو اليمان. قال: أخبرنا شعيب.
كلاهما - ابن إسحاق، وشعيب - عن أبي الزناد، عن الأعرج، فذكره.
وبلفظ: «لولا الهجرة لكنت امرءا من الأنصار، ولو يندفع الناس في شعبة، أو في واد والأنصار في شعبة لاندفعت في شعبهم.» .
أخرجه أحمد (2/315) قال: حدثنا عبد الرزاق بن همام، قال: حدثنا معمر عن همام بن منبه، فذكره.
وبنحوه: أخرجه أحمد (2/501) . والدارمي (2517) قال أحمد: حدثنا وقال الدارمي: أخبرنا يزيد بن هارون. قال: أخبرنا محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، فذكره.(9/160)
6712 - (ت) أبي بن كعب (1) - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «لولا الهجرةُ لكنتُ امرءاً من الأنصار» .
وبهذا الإسناد عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- «لو سلك الناسُ وادياً أو شِعباً لكنتُ مع الأنصار» أخرجه الترمذي (2) .
__________
(1) في المطبوع: أبو هريرة، وهو خطأ.
(2) رقم (3895) في المناقب، باب فضل الأنصار وقريش، وهو حديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1- أخرجه أحمد (5/137) قال: حدثنا أبو عامر، والترمذي (3899) (3900) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا أبو عامر. وعبد الله بن أحمد (5/138) قال: حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي، قال: حدثنا أبو حذيفة موسى.
كلاهما - أبو عامر، وأبو حذيفة، عن زهير بن محمد.
2- وأخرجه أحمد (5/137، 138) قال: حدثنا زكريا بن عدي. وفي (5/138) قال: حدثنا أحمد بن عبد الملك الحراني. وعبد الله بن أحمد (5/138) قال: حدثنا هاشم بن الحارث.
ثلاثتهم - زكريا، والحراني، وهاشم - قالوا: حدثنا عبيد الله بن عمرو.
كلاهما - زهير، وعبيد الله - عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن الطفيل، فذكره.
* في سنن الترمذي قسم الحديث إلى قسمين بإسناد واحد، ولكن الثاني منه وقع تحت حديث عدي بن ثابت عن البراد بن عازب. ثم قال: وبهذا الإسناد. وذكر حديث «لو سلك الناس واديا أو شعبا» مما يشعر أنه من حديث البراء بن عازب، ولم يذكره المزي في مسند البراء بن عازب من تحفة الأشراف، ولكن استدركه عليه صاحب النكت الظراف فظنه من مسند البراء.(9/161)
6713 - (خ م ت) البراء بن عازب - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول في الأنصار: «لا يُحِبُّهم إلا مؤمن، ولا يبغضهم إلا منافق، فمن أحبَّهم أحبَّه الله، ومن أبغضهم أبغضه الله» .
أخرجه البخاري ومسلم والترمذي (1) .
__________
(1) رواه البخاري 7 / 87 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب حب الأنصار، ومسلم رقم (75) في الإيمان، باب الدليل على أن حب الأنصار وعلي رضي الله عنهم من الإيمان، والترمذي رقم (3896) ، في المناقب، باب مناقب الأنصار وقريش.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (4/283) قال: حدثنا بهز. وفي (4/292) قال: حدثنا محمد بن جعفر. والبخاري (5/39) قال: حدثنا حجاج بن منهال. ومسلم (1/60) قال: حدثني زهير بن حرب، قال: حدثني معاذ بن معاذ. (ح) وحدثنا عبيد الله بن معاذ، قال: حدثنا أبي. وابن ماجة (163) قال: حدثنا علي بن محمد، وعمرو بن عبد الله، قالا: حدثنا وكيع. والترمذي (3900) قال: حدثنا بندار، قال: حدثنا محمد بن جعفر. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (1972) عن محمد بن المثنى، وعبد الله ابن محمد بن عبد الرحمن. كلاهما - عن معاذ بن معاذ.
خمستهم - بهز، وابن جعفر، وحجاج، ومعاذ، ووكيع - عن شعبة، عن عدي بن ثابت، فذكره.(9/161)
6714 - (خ م س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «آيةُ الإيمان: حبُّ الأنصار، وآيةُ النفاق بغض الأنصار» . [ص:162]
وفي رواية: «آية المنافق بغض الأنصار، وآية المؤمن حب الأنصار» أخرجه البخاري ومسلم والنسائي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(آية) الآية: العلامة.
__________
(1) رواه البخاري 7 / 78 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب حب الأنصار، وفي الإيمان، باب علامة الإيمان حب الأنصار، ومسلم رقم (74) في الإيمان، باب الدليل على أن حب الأنصار وعلي رضي الله عنهم من الإيمان، والنسائي 8 / 116 في الإيمان، باب علامة الإيمان.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (3/130) قال: حدثنا محمد بن جعفر. وفي (3/134) قال: حدثنا بهز. وفي (3/249) قال: حدثنا عفان. والبخاري (1/11) قال: حدثنا أبو الوليد وفي (5/40) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم. ومسلم (1/60) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي وفيه (1/60) قال: حدثنا يحيى بن حبيب الحارثي، قال: حدثنا خالد بن الحارث. والنسائي (8/116) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود، قال: حدثنا خالد. وفي فضائل الصحابة (226) قال: أخبرنا إسحاق ابن منصور، عن عبد الرحمن.
سبعتهم - ابن جعفر، وبهز، وعفان، وأبو الوليد، ومسلم، وابن مهدي، وخالد - عن شعبة، عن عبد الله بن عبد الله بن جبر، فذكره.(9/161)
6715 - (ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا يُبغض الأنصار أحد يؤمن بالله واليوم الآخر» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3903) في المناقب، باب مناقب الأنصار وقريش، وإسناده صحيح، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح:
1- أخرجه أحمد (1/309) (2819) قال: حدثنا عبد الرحمن. والترمذي (3906) قال: حدثنا محمود ابن غيلان، قال: حدثنا بشر بن السري، والمؤمل.
ثلاثتهم - عبد الرحمن، وبشر، والمؤمل - عن سفيان، عن حبيب بن أبي ثابت.
2- وأخرجه النسائي في فضائل الصحابة (228) قال: أخبرنا محمد بن آدم بن سليمان، ومحمد بن العلاء، عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن عدي بن ثابت.
كلاهما - حبيب، وعدي - عن سعيد بن جبير، فذكره.
لفظ رواية عبد الرحمن: «لا يبغض الأنصار رجل يؤمن بالله ورسوله، أو إلا أبغضه الله ورسوله» .
وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.(9/162)
6716 - (م) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «لا يُبغض الأنصار رجل يؤمن بالله واليوم الآخر» أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (77) في الإيمان، باب الدليل على أن حب الأنصار وعلي رضي الله عنهم من الإيمان.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (3/34) قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا سفيان. وفي (3/45) قال: حدثنا محمد بن جعفر، وهاشم بن القاسم، قالا: حدثنا شعبة. وفي (3/72) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا سفيان. وفي (3/93) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا سفيان (ح) وهاشم، قال: حدثنا شعبة. ومسلم (1/60) قال: حدثنا عثمان بن محمد بن أبي شيبة، قال: حدثنا جرير (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو أسامة.
أربعتهم - سفيان، وشعبة، وجرير، وأبو أسامة - عن الأعمش، عن أبي صالح، فذكره.
* رواية سفيان: «لا يبغض الأنصار رجل يؤمن بالله، ورسوله.» .(9/162)
6717 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا يبغض الأنصار رجل يؤمن بالله واليوم الآخر» . أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (76) في الإيمان، باب الدليل على أن حب الأنصار وعلي رضي الله عنهم من الإيمان.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/419) .ومسلم (1/60) . والنسائي في فضائل الصحابة (218) .
ثلاثتهم - أحمد بن حنبل، ومسلم، والنسائي- عن قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا يعقوب، يعني ابن عبد الرحمن القاري، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، فذكره.(9/162)
6718 - (خ م) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «جاءت امرأة من الأنصار إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، ومعها صبي لها، فكلَّمها رسولُ الله [ص:163] صلى الله عليه وسلم-، وقال: والذي نفسي بيده، إنكم لأحبُّ الناس إليَّ - مرتين - وفي رواية: ثلاث مرات» أخرجه البخاري ومسلم. وفي رواية قال: «رأى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- النساءَ والصبيان، مقبلين، قال: حسبتُ أنه قال: من عُرْس - فقام النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- مُمْثِلاً، وقال: اللهم أنتم من أحب الناس إليَّ - قالها ثلاث مرات» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 7 / 87 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم للأنصار: " أنتم أحب الناس إليّ "، وفي النكاح، باب ذهاب النساء والصبيان إلى العرس، ومسلم رقم (2508) في فضائل الصحابة، باب من فضائل الأنصار رضي الله عنهم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (3/129) قال: حدثنا محمد بن جعفر، وعفان. وفي (3/129) أيضا قال: حدثنا سليمان بن داود. وفي (3/258) قال: حدثنا عفان. والبخاري (5/40) قال: حدثنا يعقوب ابن إبراهيم بن كثير، قال: حدثنا بهز بن أسد. وفي (7/48) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا غندر. وفي (8/164) قال: حدثنا إسحاق، قال: حدثنا وهب بن جرير. ومسلم (7/174) قال: حدثنا محمد بن المثنى، وابن بشار، جميعا عن غندر. (ح) وحدثنيه يحيى بن حبيب، قال: حدثنا خالد ابن الحارث. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب، قالا: حدثنا ابن إدريس. والنسائي في فضائل الصحابة (224) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى. قال: حدثنا خالد. وفي (225) قال: أخبرنا محمد بن العلاء قال: حدثنا ابن إدريس.
سبعتهم - ابن جعفر، وعفان، وسليمان، وبهز، ووهب، وخالد، وابن إدريس - عن شعبة، عن هشام بن زيد، فذكره.
والرواية الثانية.
1- أخرجها أحمد (3/175) . ومسلم (7/174) قال: حدثني أبو بكر بن أبي شيبة، وزهير بن حرب. ثلاثتهم - أحمد، وأبو بكر، وزهير - عن إسماعيل بن علية.
2- وأخرجه البخاري (5/40) قال: حدثنا أبو معمر. وفي (7/32) قال: حدثنا عبد الرحمن بن المبارك. قالا - أبو معمر، وعبد الرحمن - حدثنا عبد الوارث.
كلاهما - إسماعيل، وعبد الوارث - عن عبد العزيز بن صهيب. فذكره.(9/162)
6719 - (خ م ت) زيد بن أرقم - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم-: «اللهم اغفِرْ للأنصار، ولأبناء الأنصار، ولأبناءِ أبناءِ الأنصار» . أخرجه مسلم، وزاد الترمذي «ولنساء الأنصار» .
وفي رواية البخاري عن عبد الله بن الفضل: أنه سمع أنسَ بن مالك يقول: حَزِنْتُ على من أُصيب من أهلي بالحَرَّة، فكتب إليَّ زيد بن أرقم - وبلغه شدَّة حزني - يذكر أنه سمع النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- يقول: «اللهم اغفر للأنصار، ولأبناء الأنصار - وشك ابن الفضل في أبناء أبناء الأنصار - فسأل أنساً بعضُ من كان عنده عن زيد؟ فقال: هو الذي يقول له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: هذا الذي أوْفَى الله له بأُذُنه» . [ص:164]
وللترمذي أيضاً: أن زيد بن أرقم كتب إلى أنس بن مالك يُعزِّيه فيمن أُصيب من أهله وبني عمّه يوم الحَرَّة، فكتب إليه: إني أبشّرك ببشرى من الله، إني سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «اللهم اغْفِر للأنصار، ولذراريِّ الأنصار، ولذراريِّ ذراريهم» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(بالحرة) يوم الحرة: يوم معروف، وهو يوم أغزى يزيد بن معاوية أهل الشام المدينة، وأمرهم بنهبها وقتل رجالها، وأمَّر عليهم مُسْلم بن عقبة المُرِّي في سنة ثلاث وستين، وقال بن الكلبي: سنة اثنتين وستين والحرة: أرضٌ ذات حجارة سود، وكانت الوقعة بها شَرِقيَّ المدينة.
(أوفى الله بأُذُنه) أظهر صدقه في أخباره عما سمعت أُذُنه.
__________
(1) رواه مسلم رقم (2506) في فضائل الصحابة، باب من فضائل الأنصار رضي الله عنهم، والترمذي رقم (3905) ورقم (3898) في المناقب، باب مناقب الأنصار وقريش، والبخاري 8 / 499 في تفسير سورة المنافقين، باب قوله: {هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا} .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (4/369) قال: حدثنا سليمان بن داود. وفي (4/372) قال: حدثنا محمد بن جعفر (ح) وحجاج. وفي (4/372) قال: حدثنا بهز. ومسلم (7/173) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا محمد بن جعفر، وعبد الرحمن بن مهدي. (ح) وحدثنيه يحيى بن حبيب، قال: حدثنا خالد يعني ابن الحارث.
ستتهم - سليمان، ومحمد، وحجاج، وبهز، وعبد الرحمن، وخالد - عن شعبة، عن قتادة.
2- وأخرجه أحمد (4/370) قال: حدثنا حسن بن موسى، قال: حدثنا حماد بن سلمة. وفي (4/373) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. والترمذي (3902) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا هشيم.
ثلاثتهم - حماد، وشعبة، وهشيم - عن علي بن زيد بن جدعان.
كلاهما - قتادة، وعلي - عن النضر بن أنس، فذكره.
وعن أنس بن مالك، قال: حزنت على من أصيب بالحرة، فكتب إلي زيد بن أرقم، وبلغه شدة حزني، يذكر أنه سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «اللهم اغفر للأنصار، ولأبناء الأنصار.» .
«وشك ابن الفضل في أبناء أبناء الأنصار» فسأل أنسا بعض من كان عنده. فقال: هو الذي يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «هذا الذي أوفى الله له بأذنه.» .
أخرجه البخاري (6/192) قال: حدثنا إسماعيل بن عبد الله، قال: حدثني إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، عن موسى بن عقبة، قال: حدثني عبد الله بن الفضل، أنه سمع أنس بن مالك، فذكره.
وبنحوه: أخرجه أحمد (4/374) قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن أبي بكر بن أنس، فذكره.(9/163)
6720 - (م) أنس بن مالك - رضي الله عنه - «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- استغفر للأنصار، قال: وأحسبه قال: ولذراريّ الأنصار، ولموالي الأنصار» لا أشك فيه. أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (2507) في فضائل الصحابة، باب من فضائل الأنصار رضي الله عنهم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مسلم (7/173) قال: حدثني أبو معن الرقاشي، قال: حدثنا عمر بن يونس، قال: حدثنا عكرمة وهو ابن عمار، حدثنا إسحاق، وهو ابن عبد الله بن أبي طلحة، فذكره.
وبلفظ: «اللهم اغفر للأنصار، ولأبناء الأنصار، ولأبناء أبناء الأنصار، ولنساء الأنصار» .
أخرجه الترمذي (3909) قال: حدثنا القاسم بن دينار الكوفي، قال: حدثنا إسحاق بن منصور عن جعفر الأحمر، عن عطاء بن السائب، فذكره.
وبلفظ: «اللهم اغفر للأنصار، ولأبناء الأنصار، ولأبناء أبناء الأنصار» .
أخرجه أحمد (3/162) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر. والنسائي في فضائل الصحابة (245) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يزيد بن زريع، قال: حدثنا سعيد.
كلاهما - معمر، وسعيد - عن قتادة، فذكره.(9/164)
6721 - (خ) زيد بن أرقم - رضي الله عنه - قال: قالت الأنصار: «يا نبيَّ الله، لكل نبيّ أتباع، وإنَّا قد اتَّبعناك، فادْعُ الله أن يجعلَ أتْباعنا منا، فدعا به» .
وفي رواية: فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: «اللهم اجعل أتباعهم منهم» .
قال عمرو بن مُرَّةَ: «فَنَمَيْتُ ذلك إلى ابن أبي ليلى، فقال: قد زعم ذلك زيد» . أخرجه البخاري (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(نميت) الحديث أنميه: إذا نقلته وحدَّثتَ به.
__________
(1) 7 / 87 و 88 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب أتباع الأنصار.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (4/373) . والبخاري (5/40) قال: حدثنا محمد بن بشار.
كلاهما - أحمد، وابن بشار - عن محمد بن جعفر غندر، قال: حدثنا شعبة، عن عمرو بن مرة، قال: سمعت أبا حمزة، فذكره.
* قال عمرو: فذكرته لابن أبي ليلى، قال: قد زعم ذاك زيد. قال شعبة: أظنه زيد بن أرقم.
* أخرجه البخاري (5/40) قال: حدثنا آدم، قال: حدثنا شعبة، قال: حدثنا عمرو بن مرة، قال: سمعت أبا حمزة، رجلا من الأنصار، قالت الأنصار. فذكره، ولم يقل عن زيد بن أرقم، وفيه قول عمرو لابن أبي ليلى.(9/165)
6722 - (خ م ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إن الأنصار كَرِشي وعَيْبَتي، وإن الناس سيكثرون ويَقِلُّون، فاقْبلوا من مُحْسِنِهم، وتجاوزوا عن مُسِيئهم» .
أخرجه البخاري ومسلم والترمذي.
وفي رواية للبخاري قال: «مرَّ أبو بكر بمجلس من مجالس الأنصار وهم يبكون، فقال: ما يُبكيكم؟ قالوا: ذكرنا مجلسَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- مِنَّا، فدخل على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، فأخبره بذلك، قال: فخرج النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- وقد عصبَ [ص:166] على رأسه حاشيةَ بُرْد، قال: فصعِد النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- المنبر - ولم يصعده بعد ذلك اليوم - فحمدَ الله وأثنى عليه، ثم قال: أوصيكم بالأنصار، فإنهم كَرِشي وعَيْبَتي، وقد قَضَوْا الذي عليهم، وبقي الذي لهم، فاقْبَلوا من محسنهم، وتجاوزوا عن مسيئهم» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(كَرِشي وعَيبتي) أراد بقوله: الأنصار كرشي وعيبتي، أي: موضع سِرِّي وأمانتي، فاستعار الكَرِش والعيبة، لأن المجترَّ يجمع عَلَفه في كرشه، والرجل يضع ثيابه في عيبته، قال الهروي: قال أبو عبيد: يقال: عليه كَرِش من الناس، أي: جماعة، كأنه أراد: جماعتي وصحابتي الذين بهم أثِق، وعليهم أعتمِد.
__________
(1) رواه البخاري 7 / 91 و 92 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب قول: النبي صلى الله عليه وسلم: " اقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم "، ومسلم رقم (2510) في فضائل الصحابة، باب من فضائل الأنصار رضي الله عنهم، والترمذي رقم (3901) في المناقب، باب مناقب الأنصار وقريش.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (3/176و272) قال: حدثنا محمد بن جعفر، وحجاج. والبخاري (5/43) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا غندر. ومسلم (7/174) قال: حدثنا محمد بن المثنى، ومحمد بن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر. والترمذي (3907) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر. والنسائي في فضائل الصحابة (220) قال: أخبرنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا محمد بن جعفر.
كلاهما - ابن جعفر، وحجاج - قالا: حدثنا شعبة، عن قتادة، فذكره.
والرواية الثانية: أخرجها البخاري (5/43) . والنسائي في فضائل الصحابة (241) قال البخاري: حدثني، وقال النسائي، أخبرنا محمد بن يحيى أبو علي المروزي، قال: حدثنا شاذان بن عثمان أخو عبدان، قال: حدثنا أبي، قال: أخبرنا شعبة، عن هشام بن زيد، فذكره.(9/165)
6723 - (خ) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: «خرج النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- في مرضه الذي مات فيه، وعليه مِلْحَفَة مُتعَطِّفاً بها على منكبيه، وعليه عصابة دَسْماءُ، حتى جلس على المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أمَّا بعدُ، أيُّها الناس، فإن الناس يكثرون، وتَقِلُّ الأنصار، حتى يكونوا [ص:167] كالملح في الطعام، فمن وَلِيَ منكم أمراً يَضُرُّ فيه أحداً أو ينفعُه، فَلْيَقْبَلْ من محسنهم، ويتجاوز عن مسيئهم» .
وفي رواية مثله، وفيه «بملحفة وقد عصب رأسه بعصابة دهماءَ ... وذكره، وقال: فمن وَلِيَ منكم شيئاً يَضرُّ فيه قوماً، وينفع فيه آخرين، فليقبل من محسنهم، ويتجاوز عن مسيئهم، فكان آخرَ مجلس جلس فيه النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-» أخرجه البخاري (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(دسماء) الدُّسْمَة من الألوان: ما يضرب إلى السواد، أراد: عصابة سوداء، وقيل: أراد أنها قد اغبرَّ لونها من الوَسخ.
__________
(1) 7 / 92 و 93 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " اقبلوا من محسنهم، وتجاوزوا عن مسيئهم "، وفي الجمعة، باب من قال في الخطبة بعد الثناء: أما بعد، وفي الأنبياء، باب علامات النبوة في الإسلام.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (1/333) (2074) قال: حدثنا وكيع. وفي (1/289) (2629) قال: حدثنا موسى بن داود. والبخاري (2/14) قال: حدثنا إسماعيل بن أبان. وفي (4/248) قال: حدثنا أبو نعيم. وفي (5/43) قال: حدثنا أحمد بن يعقوب. والترمذي في الشمائل (118) قال: حدثنا يوسف بن عيسى، قال: حدثنا وكيع.
خمستهم - وكيع، وموسى، وإسماعيل، وأبو نعيم، وأحمد - عن عبد الرحمن بن سليمان بن حنظلة ابن الغسيل، قال: سمعت عكرمة، فذكره.(9/166)
6724 - (ت) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «ألا إن عَيْبَتي التي آوِي إليها: أهلُ بيتي، وإن كَرِشي الأنصارُ فَاعْفُوا عن مسيئهم، واقبلوا من محسنهم» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3900) في المناقب، باب مناقب الأنصار وقريش، وهو حديث حسن، وقال الترمذي: هذا حديث حسن، وفي الباب عن أنس، نقول: وقد تقدم حديث أنس من رواية البخاري ومسلم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد مطولا (3/89) قال: حدثنا يحيى بن أبي بكير، قال: حدثنا الفضيل بن مرزوق. والترمذي (3904) قال: حدثنا الحسين بن حريث، قال: حدثني الفضل بن موسى، عن زكريا بن أبي زائدة.
كلاهما - الفضيل، وزكريا- عن عطية، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن.(9/167)
6725 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن أبا طلحة قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «أقْرِيء قومَك السلام، فإنهم ما علمتُ: أعِفَّة صُبُر» أخرجه الترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أعِفَّة) جمع عفيف، والعفة: كفُّ النفس عما لا يحلُّ لها.
(صُبُر) جمع صبور، وهو الكثير الصبر، وفَعول من أبنية المبالغة.
__________
(1) رقم (3899) في المناقب، باب مناقب الأنصار وقريش، وفي سنده محمد بن ثابت البناني، وهو ضعيف، ومع ذلك فقد قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/150) قال: حدثنا عبد الصمد. والترمذي (3903) قال: حدثنا عبدة بن عبد الله الخزاعي البصري. قال: حدثنا أبو داود وعبد الصمد.
كلاهما - أبو داود، وعبد الصمد - قالا: حدثنا محمد بن ثابت البناني، عن أبيه، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب.
قلت: فيه محمد بن ثابت البناني، أكثر الأئمة على تضعيفه.(9/168)
6726 - (خ م ت س) أُسيد بن حضير - رضي الله عنه - أن رجلاً من الأنصار قال: «يا رسول الله، ألا تستعملُني كما استعملت فلاناً؟ فقال: إنكم ستلقون بعدي أثَرَة، فاصبروا حتى تلقَوني على الحوض» .
أخرجه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الأثَرة) : اسم من آثر يؤثر إيثاراً، والمراد به: يستأثر عليكم غيركم [ص:169] فَيُفضَّلُ عليكم في العطاء.
__________
(1) رواه البخاري 7 / 89 و 90 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم للأنصار: " اصبروا حتى تلقوني على الحوض "، وفي الفتن، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " سترون بعدي أموراً تنكرونها "، ومسلم رقم (1845) في الإمارة، باب الأمر بالصبر عند ظلم الولاة، والترمذي رقم (2190) في الفتن، باب ما جاء في الأثرة، والنسائي 8 / 224 و 225 في القضاة، باب ترك استعمال من يحرض على القضاء.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (4/351) قال: حدثنا يزيد بن هارون. وفي (4/352) قال: حدثنا محمد بن جعفر. والبخاري (5/41) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا غندر. وفي (9/60) قال: حدثنا محمد بن عرعرة. ومسلم (6/19) قال: حدثنا محمد بن المثنى، ومحمد بن بشار قالا: حدثنا محمد بن جعفر. (ح) وحدثني يحيى بن حبيب الحارثي، قال: حدثنا خالد بن الحارث. (ح) وحدثنيه عبيد الله بن معاذ، قال: حدثنا أبي. والترمذي (2189) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا أبو داود. والنسائي (8/224) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا خالد.
ستتهم - يزيد بن هارون، وابن جعفر، وابن عرعرة، وخالد، ومعاذ، وأبو داود - عن شعبة، عن قتادة - عن أنس، فذكره.(9/168)
6727 - (خ) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «دعا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- الأنصارَ لِيَكْتُبَ لهم بالبَحرين، فقالوا: لا واللهِ حتى تكتبَ لإخواننا من قريش بمثلها، فقال: ذلك لهم ما شاء الله، كُلُّ ذلك يقولون له، قال: فإنكم سترون بعدي أثَرَة، فاصبروا حتى تلقَوني» .
وفي رواية «دعا الأنصارَ إلى أن يُقْطِعَ لهم البحرين، فقالوا: لا، إلا أن تُقْطِعَ لإخواننا من المهاجرين مِثْلَها، فقال: إمَّا لا، فاصبروا حتى تلقَوني، فإنه سَيُصِيبكم أثرة بعدي» .
وفي رواية: أنه قال للأنصار: «إنكم ستلقَون بعدي أثرَة، فاصبروا حتى تلقَوني على الحوض» . أخرج الثانية والثالثة البخاري (1) ، والأولى ذكرها رزين (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(إما لا) فافعل كذا، المعنى: إن كنت لا تفعل هذا، فافعل هذا، [ص:170] والتقدير في «إما» إن ما، فإن: للشرط، وما: زائدة، ومن العرب من يميل «لا» إمالة خفيفة، والعامة تُشبعها الكسرة.
__________
(1) رواه البخاري 5 / 36 في الشرب، باب القطائع، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم للأنصار: " اصبروا حتى تلقوني على الحوض ".
(2) وهذه الرواية هي أيضاً عند البخاري 7 / 192 في الجهاد، باب ما أقطع النبي صلى الله عليه وسلم من البحرين وما وعد من مال البحرين والجزية.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (3/171) . والبخاري (5/41) قال: حدثنا محمد بن بشار.
كلاهما - أحمد، ومحمد- قالا: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن هشام بن زيد، فذكره.(9/169)
6728 - (خ) قتادة قال: «ما نَعلَمُ حيّاً من أحياء العرب أكثرَ شهيداً وأعزّ يوم القيامة من الأنصار، قال: وقال أنس - رضي الله عنه -: قُتِلَ منهم يوم أُحُد سبعون، ويوم بئر مَعونةَ سبعون، ويوم اليمامة على عهد أبي بكر سبعون» أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) 7 / 288 في المغازي، باب ما قتل من المسلمين يوم أحد.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (5/130) قال: حدثنا عمرو بن علي، قال: حدثنا معاذ بن هشام، قال: حدثني أبي، عن قتادة، فذكره.(9/170)
6729 - (خ) عائشة - رضي الله عنها - قالت: كان يومُ بُعاث يوماً قَدَّمه الله لرسوله، فقَدِم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- وقد افْتَرَقَ مَلَؤُهم، وقُتِلَتْ سَرَوَاتُهم، وجُرحوا، فقدمه الله لرسوله في دخولهم في الإسلام. أخرجه البخاري (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يوم بُعاث) بضم الباء والعين غير المعجمة، يومٌ كان بين الأوس والخزرج فيه قتال قبل الإسلام.
(الملأ) الأشراف والجماعة من الناس الذين يكونون رؤوس القوم. [ص:171]
(السروات) جمع سَراة، [وسَراة: جمع سَرِي] ، وهو الشريف الكبير من الناس، وسراة جمعٌ عزيزٌ، قال الجوهري: لا يعرف غيره، وهو أن يجمع فعيل على فَعلة.
__________
(1) 7 / 85 و 86 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب مناقب الأنصار، وباب أيام الجاهلية، وباب مقدم النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه المدينة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (6/61) . والبخاري في الهجرة المناقب عن عبيد الله بن سعيد، وفي مناقب الأنصار المناقب عن عبيد بن إسماعيل.
كلاهما - عن أبي أسامة، قال: أخبرنا هشام، عن أبيه، فذكره، وقال عبيد الله بن سعيد أغفله أبو مسعود الجامع المسانيد (35/389) .(9/170)
6730 - () أنس بن مالك - رضي الله عنه (1) - قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: يُسَمِّي خَيْلَنا: خَيْلَ الله، ويقول: «يا خَيْل الله اركبي» أخرجه ... (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(خيل الله) هذا على حذف مضاف، تقديره: خيل أولياء الله وجند الله.
__________
(1) كذا في الأصل: أنس بن مالك، وفي المطبوع: بياض.
(2) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، والشطر الأول من الحديث إلى قوله: " خيل الله " رواه أبو داود رقم (2560) في الجهاد، باب في النداء عند النفير: " يا خيل الله اركبي " من حديث سمرة بن جندب، وإسناده ضعيف، والشطر الأخير من الحديث، وهو قوله: " يا خيل الله اركبي " ذكره السخاوي في " المقاصد الحسنة " ونسبه لأبي الشيخ في " الناسخ والمنسوخ " من حديث سعيد بن جبير عن قصة المحاربين قال: كان ناس أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فنودي في الناس: يا خيل الله اركبي، فركبوا لا ينتظر فارس فارساً، وللعسكري من حديث عبد الله بن المثنى عن ثمامة عن أنس في حديث ذكره قال: فنادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا خيل الله اركبي، ومن حديث يوسف بن عطية عن ثابت عن أنس، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لحارثة بن النعمان: كيف أصحبت ... الحديث، وفيه أنه قال: يا نبي الله ادع الله لي بالشهادة، فدعا له، قال: فنودي يوماً بالخيل: يا خيل الله اركبي، قال: فكان أول فارس ركب وأول فارس استشهد، ثم ذكر الحافظ السخاوي روايات كثيرة بهذا المعنى، يدل مجموعها على أن الحديث حسن، وقال السخاوي: قال العسكري: قوله: يا خيل الله اركبي، هذا على المجاز والتوسع، أراد: يا فرسان خيل الله اركبي، فاختصر لعلم المخاطب بما أراد.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
ذكره السخاوي في المقاصد الحسنة (ح6730) :
قال أبو الشيخ في الناسخ والمنسوخ: من طريق أبي حمزة السكري، وللعسكري من حديث عبد الله بن المثنى عن ثمامة، عن أنس في حديث ذكره، ومن حديث يوسف بن عطية عن ثابت، عن أنس فذكر نحوه، ولابن عائذ في المغازي عن الوليد بن مسلم عن سعيد بن بشير، عن قتادة، وعزى السهيلي في غزوة حنين من الروض هذه اللفظة لصحيح مسلم فيحرر، وقال أبو داود في السنن، باب النداء عند النفير: يا خيل الله اركبي، وساق في الباب حديث سمرة ابن جندب أن النبي -صلى الله عليه وسلم- سمي خيلنا خيل الله..(9/171)
6731 - () أنس بن مالك - رضي الله عنه (1) - قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول للأنصار: «أنتم خير من أبنائكم، وأبناؤكم خير من أبنائهم» أخرجه ... (2) .
__________
(1) كذا في الأصل: أنس بن مالك، وفي المطبوع بياض.
(2) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
في المطبوع بياض.(9/172)
6732 - (خ م ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «خيرُ دُورِ الأنصار: بنو النجار، ثم بنو عبد الأشهل، ثم بنو الحارث بن الخزرج، ثم بنو ساعدة، وفي كُلِّ دور الأنصار خير» أخرجه البخاري ومسلم.
وفي رواية الترمذي قال قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «ألا أخْبرُكم بخير دور الأنصار؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: بنو النجار، ثم الذين يلونهم بنو عبد الأشْهَل، ثم الذين يلونهم بنو الحارث بن الخزرج، ثم الذين يلونهم بنو ساعدة، ثم قال بيده-فقَبض أصابعَه، ثم بسطهنَّ كالرامي بيديه - وقال: وفي دور الأنصار كلِّها خير» (1) .
قال الترمذي: وقد روي هذا الحديث عن أنس عن أبي أُسيد الساعدي. [ص:173]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(دور الأنصار) أراد بالدور: القبائل تجتمع في محلة، فتسمى المحلة: دوراً، ومثله قوله: ما بقيت دار إلا بنى فيها مسجداً، أي قبيلة.
__________
(1) رواه البخاري 7 / 88 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب فضل دور الأنصار، ومسلم رقم (2511) في فضائل الصحابة، باب في خير دور الأنصار رضي الله عنهم، والترمذي رقم (3906) في المناقب، باب ما جاء في أي دور الأنصار خير.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الحميدي (1197) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (1/56) قال: حدثنا إسحاق بن عيسى، قال: أخبرني مالك. وفي (3/202) قال: حدثنا يزيد بن هارون. والبخاري (7/68) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا الليث ومسلم (7/175) قال: حدثنا قتيبة، وابن رمح، عن الليث بن سعد. (ح) وحدثنا قتيبة، قال: حدثنا عبد العزيز يعني ابن محمد. (ح) وحدثنا ابن المثنى وابن أبي عمر، قالا: حدثنا عبد الوهاب الثقفي.
والترمذي (3910) . والنسائي في فضائل الصحابة (231) .
كلاهما عن قتيبة بن سعيد، عن الليث.
ستتهم - سفيان، ومالك، ويزيد، والليث، وعبد العزيز، وعبد الوهاب - عن يحيى بن سعيد بن قيس الأنصاري، فذكره.
* وأخرجه أحمد (3/105) قال: حدثنا ابن أبي عدي. والنسائي في فضائل الصحابة (233) قال: أخبرنا علي بن حجر، قال: أخبرنا إسماعيل.
كلاهما - ابن أبي عدي، وإسماعيل بن جعفر - عن حميد، فذكره.
* وأخرجه عبد بن حميد (1400) قال: أخبرنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا حميد، ويحيى الصواف.
كلاهما عن أنس.(9/172)
6733 - (خ م ت) أبو أسيد الأنصاري - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «خيرُ دور الأنصار: بنو النجار، ثم بنو عبد الأشهل، ثم بنو الحارث بن الخزرج، ثم بنو ساعدة، وفي كلِّ دُور الأنصار خير، قال سعد - هو ابنُ عُبَادة - ما أرى رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- إلا قد فضَّل علينا، فقيل: قد فضَّلكم على كثير.
وفي رواية: زاد بعد قوله: «وفي كلِّ دور الأنصار خير» قال أبو سلمة: قال أبو أسيد: «أُتَّهُم أنا على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-؟ لو كُنتُ كاذباً لَبَدَأتُ بقومي بني ساعدة» وبلغ ذلك سعدَ بن عبادة، فوَجَدَ في نفسه، وقال: خُلِّفنا فكنَّا آخرَ الأربع، أسْرِجُوا لي حماري آتي رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، فكلَّمه ابنُ أخيه سهل بن سعد، فقال: أتذهَبُ لتردَّ على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أعْلَمُ؟ أوَ ليسَ حَسْبُكَ أن تكون رابعَ أربع؟ فرجع، وقال: الله ورسولُه أعلم، وأمر بحماره، فَحُلَّ عنه» أخرجه البخاري ومسلم.
ولمسلم: قال إبراهيم بن محمد بن طلحة: سمعت أبا أسيد خطيباً عند ابنِ عُتْبَةَ، فقال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «خيرُ دور الأنصار: دارُ بني النجار، [ص:174] ودار بني عبد الأشهل، ودار بني الحارث [بن] الخزرج، [ودار بني ساعدة] ، والله لو كنتُ مُؤثِراً بها أحداً لآثَرْتُ بها عشيرتي» وأخرج الترمذي الرواية الأولى (1) .
__________
(1) رواه البخاري 7 / 88 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب فضل دور الأنصار، وباب منقبة سعد بن عبادة، وفي الأدب، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " خير دور الأنصار "، ومسلم رقم (2511) في فضائل الصحابة، باب في خير دور الأنصار رضي الله عنهم، والترمذي رقم (3907) في المناقب، باب ما جاء في أي دور الأنصار خير.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (3/496) قال: حدثنا حجاج. والبخاري (5/40) قال: حدثني محمد ابن بشار، قال: حدثنا غندر. وفي (5/45) قال: حدثنا إسحاق، قال: حدثنا عبد الصمد. ومسلم (7/174) قال: حدثنا محمد بن المثنى وابن بشار. قالا: حدثنا محمد بن جعفر. (ح) وحدثناه محمد ابن المثنى، قال: حدثنا أبو داود. والترمذي (3911) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد ابن جعفر. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (11189) عن محمد بن المثنى عن غندر.
أربعتهم - حجاج، ومحمد بن جعفر، وغندر، وعبد الصمد، وأبو داود - عن شعبة، قال: سمعت قتادة، قال: سمعت أنس بن مالك، فذكره.
ورواية مسلم أخرجها (7/175) قال: حدثنا محمد بن عباد، ومحمد بن مهران الرازي واللفظ لابن عباد قال: حدثنا حاتم، وهو ابن إسماعيل، عن عبد الرحمن بن حميد، عن إبراهيم بن محمد بن طلحة، فذكره.(9/173)
6734 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- وهو في مجلس عظيم من المسلمين -: أُحدّثكم بخير دور الأنصار؟ قالوا: نعم يا رسول الله، قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «بنو عبد الأشهل، قالوا: ثم مَن يا رسول الله؟ قال: ثم بنو النجار، قالوا: ثم مَن يا رسول الله؟ قال: ثم بنو الحارث بن الخزرج، قالوا: ثم مَن يا رسولَ الله؟ قال: ثم بنو ساعدة، قالوا: ثم مَن يا رسول الله؟ قال: ثم في كل دور الأنصار خير، فقام سعد بن عُبادة مُغْضَباً، فقال: أنحن آخرُ الأربع؟ - حين سَمَّى رسولُ الله دارهم - فأراد كلام رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال له رجل من قومه: اجْلِسْ، ألا ترضى أنْ سَمَّى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- دارَكم في الأربع الدُّور التي سمَّى فمن تَرَك فلم يُسَمِّ أكْثَرُ ممَّن سمّى، فانتهى سعد بن عبادة عن كلام رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-» أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (2512) في فضائل الصحابة، باب في خير دور الأنصار رضي الله عنهم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/267) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر. ومسلم (7/176) قال: حدثني عمرو الناقد وعبد بن حميد، قالا: حدثنا يعقوب، وهو ابن إبراهيم بن سعد. قال: حدثنا أبي، عن صالح. والنسائي في فضائل الصحابة (238) قال: أخبرنا عبيد الله بن سعد بن إبراهيم بن سعد. قال: حدثني عمي. قال: حدثنا أبي، عن صالح.
كلاهما - معمر، وصالح بن كيسان- عن ابن شهاب الزهري. قال: قال أبو سلمة وعبيد الله بن عبد الله ابن عتبة بن مسعود، فذكراه.
* في رواية معمر، قال: أخبرني ثابت وقتادة، أنهما سمعا أنس بن مالك يذكر هذا الحديث، إلا أنه قال: «بنو النجار، ثم بنو عبد الأشهل» .
* الروايات مختصرة عدا رواية صالح عند مسلم.(9/174)
6735 - (ت) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «خيرُ دِيارِ الأنصار: بنو النجار» .
وفي رواية قال: «خيرُ الأنصار: بنو عبد الأشهل» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3908) و (3909) في المناقب، باب ما جاء في أي دور الأنصار خير، وهو حديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن: أخرجه الترمذي (3912) قال: حدثنا أبو السائب، سلم بن جنادة، قال: حدثنا أحمد بن بشير، عن مجالد، عن الشعبي، فذكره.
وقال: هذا حديث غريب من هذا الوجه.
والرواية الثانية: أخرجها الترمذي (3913) قال: حدثنا أبو السائب، سلم بن جنادة، قال: حدثنا أحمد ابن بشير، عن مجالد، عن الشعبي، فذكره.
وقال: هذا حديث غريب من هذا الوجه.(9/175)
الفصل الخامس من الباب الرابع: في فضائل أهل العقبة، وبَدْر، والشجرة
6736 - (خ) رفاعة بن رافع الزرقي - وكان من أهل بدر - رضي الله عنه - قال: «جاء جبريل عليه السلام إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، فقال: ما تعدُّون أهل بدر فيكم؟ قال: من أفضل المسلمين - أو كلمة نحوها - قال: وكذلك من شهد بدراً من الملائكة» .
وفي حديث حماد بن زيد «وكان رفاعة من أهل بدر، وكان رافع من أهل العقبة، وكان يقول لابنه: ما يَسُرُّني أني شهدتُ بدراً بالعقبة، قال: سأل جبريل النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- يعني فقال: ما تعدُّون أهل بدر فيكم؟ ... وذكر باقي الحديث نحوه» . [ص:176]
وفي رواية «أن مَلَكاً سأل النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-» أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) 7 / 242 في المغازي، باب شهود الملائكة بدراً.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (5/103) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا جرير، عن يحيى بن سعيد، عن معاذ بن رفاعة بن رافع، فذكره.
* وأخرجه البخاري (5/103) قال: حدثنا سليمان بن حرب، قال: حدثنا حماد، عن يحيى، عن معاذ ابن رفاعة بن رافع، وكان رفاعة من أهل بدر، وكان رافع من أهل العقبة، فكان يقول لابنه: ما يسرني أني شهدت بدرا بالعقبة. قال: سأل جبريل النبي -صلى الله عليه وسلم- بهذا.
وقال البخاري: حدثنا إسحاق بن منصور، قال: أخبرنا يزيد، قال: أخبرنا يحيى، سمع معاذ بن رفاعة أن ملكا سأل النبي -صلى الله عليه وسلم- نحوه.
وعن يحيى أن يزيد بن الهاد أخبره أنه كان معه يوم حدثه معاذ هذا الحديث، فقال يزيد: فقال معاذ: إن السائل هو جبريل عليه السلام.
وبنحوه عن رافع بن خديج:
أخرجه أحمد (3/465) . وعبد بن حميد (425) قال: حدثني ابن أبي شيبة. وابن ماجه (160) قال: حدثنا علي بن محمد، وأبو كريب.
أربعتهم - أحمد، وابن أبي شيبة، وعلي، وأبو كريب - قالوا: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان، عن يحيى بن سعيد، عن عباية، فذكره.(9/175)
6737 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «اطَّلع الله على أهل بدر، فقال: اعملوا ما شئتم، فقد غفرتُ لكم» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (4654) في السنة، باب في الخلفاء، وهو حديث صحيح، وهذا الفصل أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي في الحديث الطويل من حديث علي رضي الله عنه في قصة حاطب ابن أبي بلتعة والكتاب الذي كتبه لقريش وبعث به مع الظعينة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/295) قال: حدثنا يزيد. والدارمي (2764) قال: حدثنا عمرو بن -عاصم. وأبو داود (4654) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. (ح) وحدثنا أحمد بن سنان، قال: حدثنا يزيد ابن هارون.
ثلاثتهم - يزيد بن هارون، وعمرو بن عاصم، وموسى بن إسماعيل - عن حماد بن سلمة، عن عاصم ابن أبي النجود، عن أبي صالح، فذكره.(9/176)
6738 - (خ) قيس بن أبي حازم - رحمه الله (1) -: قال: «كان عطاءُ البَدْرِيين خمسةَ آلاف، خمسةَ آلاف، وقال عمر: لأُفَضِّلَنَّهُم على من بعدَهم» أخرجه البخاري (2) .
__________
(1) في المطبوع: أبو هريرة، وهو خطأ.
(2) 7 / 249 في المغازي، باب شهود الملائكة بدراً.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (ح4022) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم سمع محمد بن فضيل، عن إسماعيل عن قيس، فذكره.(9/176)
6739 - (م د ت) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «لا يدخل النارَ أحد ممن بايع تحت الشجرة» .
أخرجه مسلم وأبو داود والترمذي (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (2496) في فضائل الصحابة، باب من فضائل أصحاب الشجرة أهل بيعة الرضوان، وأبو داود رقم (4653) في السنة، باب في الخلفاء، والترمذي رقم (3859) في المناقب، باب ما جاء في فضل من بايع تحت الشجرة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/350) قال: حدثنا حجين، ويونس. وأبو داود (4653) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، ويزيد بن خالد الرملي. والترمذي (3860) قال: حدثنا قتيبة. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (2918) عن قتيبة.
أربعتهم - حجين، ويونس، وقتيبة، ويزيد بن خالد - قالوا: حدثنا الليث بن سعد، عن أبي الزبير، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
أما رواية مسلم فهي عن جابر، عن أم بشر الأنصارية، وقد تقدمت برقم (717) .(9/176)
6740 - (ت) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: قال رسولُ الله [ص:177] صلى الله عليه وسلم-: «لَيَدْخُلَنَّ الجنَّةَ من بايع تحتَ الشجرة، إلا صاحبَ الجمل الأحمر (1) » أخرجه الترمذي (2) .
__________
(1) انظر خبر صاحب الجمل الأحمر في " صحيح مسلم " رقم (2880) في صفات المنافقين وأحكامهم.
(2) رقم (3862) في المناقب، باب فيمن سب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، وهو كما قال.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (3863) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا أزهر السمان، عن سليمان التيمي، عن خداش، عن أبي الزبير، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب.(9/176)
الباب الخامس من كتاب الفضائل والمناقب في فضل هذه الأمة الإسلامية
ويرد فيه ذكر فضل المؤمنين والمسلمين
وفيه أحد عشر نوعاً
النوع الأول
6741 - (خ) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه - أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَثَلُ المسلمين واليهود والنصارى، كمثلِ رجل استأجر قوماً يعملون له عملاً إلى الليل على أجر معلوم، فعملوا له إلى نصف النهار، فقالوا: لا حاجة لنا إلى أجرك الذي شرطتَ لنا، وما عَمِلْنا باطل، فقال: لا تفعلوا، أكملوا بقية عملكم، وخُذُوا أجركم كاملاً، فأبَوْا وتركوا، واستأجر آخَرين بعدهم، فقال: أكملوا بقية يومكم، ولكم الذي شرطتُ لهم من الأجر،، فعملوا حتى إذا كان حين صلاة العصر، قالوا: لك ما عملنا باطل، ولك [ص:178] الأجر الذي جعلت لنا، فقال: أكملوا بقية عملكم، فإنَّ ما بَقِيَ من النهار شيء يسير، فأبَوْا، فاستأجر قوماً أن يعملوا بقية يومهم، فعملوا بقية يومهم، حتى غابت الشمس، فاستكملوا أجر الفريقين كليهما، فذلك مَثَلُهم ومَثَلُ ما قبلوا من هذا النُّور» أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) 4 / 368 في الإجارة، باب الإجارة من العصر إلى الليل، وفي مواقيت الصلاة، باب من أدرك ركعة من العصر قبل الغروب.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (1/146 و 3/118) قال: حدثنا محمد بن العلاء أبو كريب، قال: حدثنا أبو أسامة، عن بريد، عن أبي بردة، فذكره.(9/177)
6742 - (خ ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: «سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- وهو قائم على المنبر يقول: إنما بقاؤكم فيمن سلف قبلكم من الأمم، كما بين صلاة العصر إلى غروب الشمس، أُوتيَ أهلُ التوراة التوراة فعملوا بها حتى انتصف النهار، ثم عَجَزوا، فأُعطوا قيراطاً قيراطاً، ثم أُوتيَ أهلُ الإنجيل الإنجيلَ، فعملوا إلى صلاة العصر فعَجَزوا، فأُعطوا قيراطاً قيراطاً، ثم أوتينا القرآن، فعملنا إلى غروب الشمس، فأعطينا قيراطين قيراطين، فقال أهل الكتابين: أيْ ربَّنا، أعطيتَ هؤلاءِ قيراطين قيراطين، وأعطيتَنا قيراطاً قيراطاً، ونحن كُنَّا أكثر عملاً؟ ! قال الله عز وجل: هل ظلمتكم من أجركم من شيء؟ قالوا: لا، قال: فهو فَضلي أوتِيه مَن أشاء» . وفي رواية قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَثَلكم ومَثَلُ أهلِ الكتابين كمثل رجل استأجر أُجَرَاءَ، فقال: من يعمل لي من غَدْوة إلى نصف النهار [ص:179] على قيراط؟ فعملتِ اليهودُ، ثم قال: مَنْ يعمل لي من نصف النهار إلى صلاة العصر على قيراط؟ فعملتِ النصارى، ثم قال: من يعمل لي من العصر إلى أن تغيبَ الشمس على قيراطين؟ فأنتم هم، فغضبت اليهود والنصارى، فقالوا: ما لنا أكثرُ عملاً، وأقلُّ عطاء؟ قال: هل نقصتكم من حقكم؟ قالوا: لا، قال: فذلك فَضْلي أوتيه مَن أشاء» . وفي أخرى قال: «إنما أجلُكم في أجَلِ مَن خلا من الأمم، كما بين صلاة العصر إلى مغرب الشمس، وإنما مثلكم ومثلُ اليهود والنصارى، كرجل استعمل عُمَّالاً، فقال: من يعمل لي إلى نصف النهار على قيراط قيراط ... فذكر نحوه، وفي آخره: ألا فأنتم الذين تعملون من صلاة العصر إلى مغرب الشمس، ألا لكم الأجْر مرتين، فغضبت اليهود والنصارى ... وذكر نحو ما قبله» .
وفي أخرى «إنما مَثَلُكم ومَثَلُ اليهود والنصارى كرجل استعمل عُمَّالاً ... وذكر نحوه» .
أخرجه البخاري، وأخرج الترمذي نحو الرواية الثالثة (1) .
__________
(1) رواه البخاري 4 / 367 في الإجارة، باب الإجارة إلى نصف النهار، وباب الإجارة إلى صلاة العصر وفي مواقيت الصلاة، باب من أدرك ركعة من العصر قبل الغروب، وفي الأنبياء، باب ما ذكر عن بني إسرائيل، وفي فضائل القرآن، باب فضل القرآن على سائر الكلام، وفي التوحيد، باب في المشيئة والإرادة، وباب قول الله تعالى: {قل فأتوا بالتوراة فاتلوها} ، والترمذي رقم (2875) في الأمثال، باب ما جاء في مثل ابن آدم وأجله وأمله.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/111) (5902 و 5904) و (2/112) (5911) قال: حدثنا مؤمل، قال: حدثنا سفيان. وفي (2/111) (5903) قال: سمعت من يحيى بن سعيد هذا الحديث فلم أكتبه: عن سفيان. والبخاري (3/117) قال: حدثنا إسماعيل بن أبي أويس، قال: حدثني مالك. وفي (6/235) قال: حدثنا مسدد، عن يحيى، عن سفيان. والترمذي (2871) قال: حدثنا إسحاق بن موسى، قال: حدثنا معن، قال: حدثنا مالك.
كلاهما - سفيان، ومالك - عن عبد الله بن دينار، فذكره.
ووعن سالم بن عبد الله، عن أبيه: أخرجه أحمد (2/121) (6029) قال: حدثنا أبو اليمان، قال: حدثنا شعيب. وفي (2/129) (6133) قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثنا أبي. والبخاري (1/146) ، وفي خلق أفعال العباد (78) قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله، قال: حدثني إبراهيم بن سعد. وفي (9/169) ، وفي خلق أفعال العباد (78) قال: حدثنا الحكم بن نافع، قال: أخبرنا شعيب. وفي (9/191) ، وفي خلق العباد (78) قال: حدثنا عبدان، قال: أخبرنا عبد الله، قال: أخبرنا يونس. وفي خلق أفعال العباد (78) قال: حدثنا سليمان بن داود الهاشمي، قال: حدثنا إبراهيم بن سعد. (ح) وحدثني أحمد بن صالح، قال: حدثنا عتبة، قال: حدثنا يونس.
ثلاثتهم -شعيب، وإبراهيم بن سعد، ويونس- عن ابن شهاب الزهري، قال: أخبرني سالم بن عبد الله فذكره. وعن نافع، عن ابن عمر: وأخرجه أحمد (2/6) (4508) قال: حدثنا إسماعيل، قال: أخبرنا أيوب. وفي (2/124) (6066) قال: حدثنا يونس، قال: حدثنا حماد، يعني ابن زيد، عن أيوب. وعبد ابن حميد (773) و (778) قال: حدثني سليمان بن حرب، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب. والبخاري (3/117) قال: حدثنا سليمان بن حرب، قال: حدثنا حماد، عن أيوب. وفي (4/207) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا ليث. كلاهما - أيوب، وليث - عن نافع، فذكره.(9/178)
النوع الثاني
6743 - (خ م ت س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «مُرَّ على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- بجنازة، فأثْنَوْا عليها خيراً، فقال: وَجَبَتْ، ثم مُرَّ بأخرى فَأثْنَوْا عليها شراً - أو قال غير ذلك - فقال: وجبت، فقيل: يا رسول الله، قلت لهذا: وجبت؟ ولهذا: وجبت؟ قال: شهادةُ القوم، المؤمنون شهداءُ الله في الأرض» .
وفي رواية قال: «مَرُّوا بجنازة، فأثْنَوْا عليها خيراً ... وذكر نحوه، فقال عمر: ما وجبتْ؟ قال: هذا أثنَيْتُم عليه خيراً، فوجبت له الجنةُ، وهذا أثنيتم عليه شرّاً، فوجبتْ له النارُ، أنتم شهداءُ الله في الأرض» .
أخرجه البخاري.
وعند مسلم: قال: مُرَّ بجنازة، فأُثْنِيَ عليها خير (1) ، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: وجبتْ، وجبت، وجبت، ومُرَّ بجنازة، فأُثْنِيَ عليها شرّ (2) ، فقال نبيُّ الله - صلى الله عليه وسلم-: وجبت، وجبت، وجبت، فقال عمر: فِدىً لك أبي وأمِّي، مُرَّ بجنازة فأثني عليها خير (1) ، فقلتَ: وجبت وجبت وجبتْ، ومُرَّ بجنازة فأُثني عليها شرّ (2) ، فقلت: وجبت وجبت وجبت؟ فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «من أثنيتم عليه خيراً وجبت له الجنة، ومن أثنيتُم عليه شرّاً وجبت له النار، أنتم شهداءُ الله في الأرض، أنتم شهداء الله في الأرض» . [ص:181]
ولمسلم في أخرى نحوه بمعناه، غير أن هذه أتمُّ.
واختصره الترمذي قال: مُرَّ على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- بجنازة، فأثْنَوْا عليها خيراً، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «وجبت ثم قال: أنتم شهداء الله في الأرض» .
وأخرجه النسائي نحو الرواية الثانية (3) .
__________
(1) وفي بعض النسخ: خيراً بالنصب، وكلاهما صواب.
(2) وفي بعض النسخ: شراً بالنصب، وكلاهما صواب.
(3) رواه البخاري 3 / 181 في الجنائز، باب ثناء الناس على الميت، وفي الشهادات، باب تعديل كم يجوز، ومسلم رقم (949) في الجنائز، باب فيمن يثنى عليه خير أو شر من الموتى، والترمذي رقم (1058) في الجنائز، باب ما جاء في الثناء على الميت، والنسائي 4 / 49 و 50 في الجنائز، باب الثناء.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (3/186) قال: حدثنا يونس بن محمد. وعبد بن حميد (1382) قال: حدثنا محمد ابن الفضل. والبخاري (3/221) قال: حدثنا سليمان بن حرب. ومسلم (3/53) قال: حدثني أبو الربيع الزهراني. وابن ماجة (1491) قال: حدثنا أحمد بن عبدة.
خمستهم - يونس، وابن الفضل، وسليمان، والزهراني، وأحمد بن عبدة - قالوا: حدثنا حماد بن زيد. 2- وأخرجه أحمد (3/197) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر.
3- وأخرجه أحمد (3/211) قال: حدثنا عبد الصمد، قال: حدثنا سليمان بن المغيرة.
4- وأخرجه أحمد (3/245) قال: حدثنا عفان. وعبد بن حميد (1357) قال: حدثني أبو الوليد.
كلاهما - عفان، وأبو الوليد - قالا: حماد بن سلمة.
5- وأخرجه مسلم (3/53) قال: حدثني يحيى بن يحيى، قال: أخبرنا جعفر بن سليمان.
خمستهم - حماد بن زيد، ومعمر، وسليمان، وحماد بن سلمة، وجعفر - عن ثابت، فذكره.
والرواية الثانية:
1-أخرجها أحمد (3/281) قال: حدثنا محمد بن جعفر. والبخاري (2/121) قال: حدثنا آدم.
كلاهما - ابن جعفر، وآدم - قالا: حدثنا شعبة.
2- وأخرجه أحمد (3/186) . ومسلم (3/53) قال: حدثنا يحيى بن أيوب، وأبو بكر بن أبي شيبة، وزهير بن حرب، وعلي بن حجر. والنسائي (4/49) قال: أخبرني زياد بن أيوب.
ستتهم - أحمد بن حنل، ويحيى بن أيوب، وأبو بكر، ووزهير، وابن حجر، وزياد - عن إسماعيل بن علية.
كلاهما - شعبة، وإسماعيل - عن عبد العزيز، فذكره.
ورواية الترمذي:
أخرجها أحمد (3/179) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. والترمذي (1058) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا يزيد بن هارون.
كلاها - يحيى، ويزيد - عن حميد، فذكره.(9/180)
6744 - (س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - مثل رواية النسائي التي أخرجها عن أنس، وفيه «قالوا: يا رسولَ الله، قَوْلُك الأولى والأخرى: وجبت؟ فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: الملائكة شهداءُ الله في السماء، وأنتم شهداءُ الله في الأرض» أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) هذا الحديث جعله الشيخ حامد الفقي في جملة روايات حديث أنس الذي قبله، وهو خطأ، وقد رواه النسائي 4 / 50 في الجنائز، باب الثناء، ورواه أيضاً أبو داود رقم (3233) في الجنائز، باب في الثناء على الميت، وهو حديث صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: أخرجه أحمد (2/466) قال: حدثنا وكيع، عن سفيان ومسعر. وفي (2/470) قال: حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان. وأبو داود (3233) قال: حدثنا حفص بن عمر، قال: حدثنا شعبة. والنسائي (4/50) قال: أخبرنا بن بشار، قال: حدثنا هشام بن عبد الملك. قال: حدثنا شعبة.
ثلاثتهم - سفيان، ومسعر، وشعبة - عن إبراهيم بن عامر بن مسعود الجمحي، عن عامر بن سعد البجلي، فذكره.
* في رواية مسعر قال: أظنه عن عامر بن سعد.(9/181)
6745 - (خ ت س) أبو الأسود - رحمه الله -: قال: أتيتُ المدينة وقد وقع بها مرض، والناس يموتون موتاً ذَرِيعاً، فجلستُ إلى عمرَ بن الخطاب، فمرُّوا بجنازة، فأثْنَوا عليها خيراً، فقال عمر: وجبت، قال: [ص:182] ومَرُّوا بأخرى، فأثنَوا عليها خيراً، فقال: وجبت، ثم مَرُّوا بثالثة فأُثنيَ على صاحبها شرّ (1) ، فقال: وجبتْ، قال أبو الأسود: فقلت: يا أمير المؤمنين، ما وجبتْ؟ قال: كما قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «أيُّما مسلم شهد له أربعةُ نفر بخير أدخله الله الجنة، قال: فقلنا: واثنان؟ قال: واثنان، قال: ثم لم نسأله عن الواحد» أخرجه البخاري.
وأخرجه النسائي، ولم يذكر المرض والموت، والباقي نحوه، وأخرجه الترمذي ولم يذكر الموت، ولا ذِكْر الجنازة الثانية، وقال: «كما قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: ما مِن مسلم يشهد له ثلاثة إلا وجبت له الجنة ... وذكره» (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ذريعاً) : ساروا سيراً ذريعاً، وماتوا موتاً ذريعاً، أي: سريعاً.
__________
(1) وفي بعض النسخ: شراً بالنصب، وكلاهما صواب.
(2) رواه البخاري 3 / 182 في الجنائز، باب ثناء الناس على الميت، وفي الشهادات، باب تعديل كم يجوز، والترمذي رقم (1059) في الجنائز، باب ما جاء في الثناء على الميت، والنسائي 4 / 51 في الجنائز، باب الثناء.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (1/21) (139) قال: حدثنا يونس بن محمد. وفي (1/30) (204) قال: حدثنا عبد الله بن يزيد. وفي (1/45) (318) قال: حدثنا عبد الصمد وعفان. والبخاري (2/121) قال: حدثنا عفان بن مسلم. وفي (3/221) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. والترمذي (1059) قال: حدثنا يحيى بن موسى وهارون بن عبد الله البزاز، قالا: حدثنا أبو داود الطيالسي. والنسائي (4/50) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: حدثنا هشام بن عبد الملك وعبد الله بن يزيد.
سبعتهم - يونس، وعبد الله بن يزيد، وعبد الصمد، وعفان، وموسى، وأبو داود الطيالسي، وهشام- عن داود بن أبي الفرات، عن عبد الله بن بريدة، عن أبي الأسود، فذكره.
* أخرجه أحمد (1/54) (389) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا عمر بن الوليد الشني، عن عبد الله ابن بريدة، قال: جلس عمر مجلسا.. فذكر الحديث. وليس فيه عن أبي الأسود.(9/181)
النوع الثالث
6746 - (خ م س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: «قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «نحن الآخِرون السابقون يوم القيامة، أُوتوا الكتابَ مِن قبلنا، وأُوتِيناه من بعدهم، فهذا اليومُ الذي اختلفوا فيه، فهدانا الله [له][ص:183] فغداً لليهود، وبعد غدٍ للنصارى، فسكت، ثم قال: حقٌّ على كل مسلم أن يغتسلَ في كل سبعةِ أيام يوماً، يَغْسِلُ فيه رأسَهُ وجسده» ليس فيه عند مسلم ذكر الغسل.
وفي رواية نحوه، وفيه ذِكْرُ الغسل.
وفي رواية للبخاري «نحن الآخرون السابقون ... لم يزد» .
وفي أخرى لمسلم «نحن الآخِرون الأوَّلون يوم القيامة، ونحنُ أولُ من يدخل الجنة ... » وذكر نحوه.
وفي أخرى له قال: «أضَلَّ الله عز وجل عن الجمعة مَنْ كان قبلنا، فكان لليهود يومُ السبت، وكان للنصارى يومُ الأحد، فجاء الله بنا، فهدانا الله ليوم الجمعة، فجعل الجمعة والسبت والأحد، وكذلك هم تَبَع لنا يومَ القيامة، نحن الآخرون من أهل الدنيا، والأولون يوم القيامة، المقضيُّ [لهم] قبل الخلائق» .
وفي رواية للبخاري ومسلم والنسائي قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «نحن الآخِرون السابقون، بَيدَ أنهم أوتوا الكتاب مِنْ قبلِنا، ثم هذا يومهم الذي فرض الله عليهم، فاختلفوا فيه فهدانا الله له» .
زاد النسائي: يعني يوم الجمعة، ثم اتفقوا، فالناس لنا تَبَع، اليهود [ص:184] غداً، والنصارى بعد غدٍ» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(بَيْد أنهم) بيد بمعنى غير، تقول: هو كثير المال، بَيْدَ أنه بخيل، أي: غير أنه بخيل.
__________
(1) رواه البخاري 2 / 292 - 294 في الجمعة، باب فرض الجمعة، وباب هل على من لم يشهد الجمعة غسل، وفي الأنبياء، باب ما ذكر عن بني إسرائيل، ومسلم رقم (855) في الجمعة، باب هداية هذه الأمة ليوم الجمعة، والنسائي 3 / 85 - 87 في الجمعة، باب إيجاب الجمعة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/274 و 312) . والبخاري (8/159 و 9/53) قال: حدثنا إسحاق ابن إبراهيم. ومسلم (3/7) قال: حدثنا محمد بن رافع.
ثلاثتهم - أحمد بن حنبل، وإسحاق بن إبراهيم، ومحمد بن رافع - عن عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر، عن همام بن منبه، فذكره.
* رواية إسحاق بن إبراهيم مختصرة على أوله. وباقي الروايات متقاربة المعنى.
وبلفظ: «نحن الآخرون الأولون يوم القيامة، ونحن أول من يدخل الجنة، بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا وأوتيناه من بعدهم، فاختلفوا فهدانا الله لما اختلفوا فيه من الحق، فهذا يومهم الذي اختلفوا فيه هدانا الله له، قال: يوم الجمعة، فاليوم لنا، وغدا لليهود، وبعد غد للنصارى» .
أخرجه أحمد (2/249) قال: حدثنا ابن إدريس. وفي (2/274) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر. ومسلم (3/6) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد وزهير بن حرب. قالا: حدثنا جرير.
ثلاثتهم - ابن إدريس، ومعمر، وجرير- عن الأعمش، عن أبي صالح، فذكره.
* الروايات متقاربة المعنى وأثبتنا لفظ رواية مسلم.
وبلفظ: «نحن الآخرون السابقون يوم القيامة، بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا وأوتيناه من بعدهم، وهذا يومهم الذي فرض عليهم فاختلفوا فيه، فهدانا الله له، فالناس لنا فيه تبع، اليوم لنا، ولليهود غدا، واللنصارى بعد غد.»
أخرجه أحمد (2/502) قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا محمد، عن أبي سلمة، فذكره.
وبلفظ: «أضل الله عن الجمعة من كان قبلنا، فكان لليهود يوم السبت، وكان للنصارى يوم الأحد، فجاء الله بنا، فهدانا الله ليوم الجمعة، فجعل الجمعة والسبت والأحد، وكذلك هم تبع لنا يوم القيامة، نحن الآخرون من أهل الدنيا، والأولون يوم القيامة المقضي لهم قبل الخلائق.» .
أخرجه مسلم (3/7) قال: حدثنا أبو كريب وواصل بن عبد الأعلى. وابن ماجة (1083) قال: حدثنا علي بن المنذر. والنسائي (2/87) ، وفي الكبرى (1578) قال: أخبرنا واصل بن عبد الأعلى.
ثلاثتهم - أبو كريب، وواصل بن عبد الأعلى، وعلي بن المنذر - عن ابن فضيل، عن أبي مالك الأشجعي، عن أبي حازم، فذكره.
وبلفظ «إن الله عز وجل كتب الجمعة على من كان قبلنا فاختلف الناس فيها، وهدانا الله لها فالناس لنا فيها تبع فاليوم لنا ولليهود غدا والنصارى بعد غد، لليهود يوم السبت، وللنصارى يوم الأحد.» .
أخرجه أحمد (2/236) قال: حدثنا ابن أبي عدي، عن شعبة. وفي (2/388) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا همام وفي (2/491) قال: حدثنا بهز، قال: حدثنا همام. وفي (2/509) قال: حدثنا يزيد قال: أخبرنا همام بن يحيى. وفي (2/512) قال: حدثنا روح، قال: حدثنا سعيد. (ح) وعبد الوهاب، عن سعيد. (ح) وحدثنا روح. قال: حدثنا عبد الصمد، قال: حدثنا همام.
ثلاثتهم - شعبة، وهمام، وسعيد - عن قتادة، عن عبد الرحمن بن أمام مولى أم برثن، فذكره.(9/182)
6747 - (م س) حذيفة بن اليمان - رضي الله عنهما - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «أضلَّ الله عن الجمعة مَنْ [كان] قبلنا، فكان لليهود يومُ السبت، وكان للنصارى يومُ الأحد، فجاء الله بنا، فهدانا ليوم الجمعة، فجعل الجمعةَ والسبتَ والأحدَ، وكذلك هم تبع لنا يوم القيامة، نحن الآخرون من أّهل الدنيا، والأولون يوم القيامة، المقضيُّ لهم يوم القيامة قبل الخلائق» أخرجه مسلم والنسائي (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (856) في الجمعة، باب هداية هذه الأمة ليوم الجمعة، والنسائي 3 / 87 في الجمعة، باب إيجاب الجمعة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مسلم (3/7) قال: حدثنا أبو كريب، وواصل بن عبد الأعلى، قالا: حدثنا ابن فضيل. (ح) وحدثنا أبو كريب، قال: أخبرنا ابن أبي زائدة. وابن ماجة (1083) قال: حدثنا علي ابن المنذر، قال: حدثنا ابن فضيل. والنسائي (3/87) وفي الكبرى (1578) قال: أخبرنا واصل بن عبد الأعلى، قال: حدثنا ابن فضيل.
كلاهما - ابن فضيل، وابن أبي زائدة - عن أبي مالك الأشجعي، عن ربعي بن حراش، فذكره.
* رواية ابن فضيل: قال: عن أبي مالك الأشجعي، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، وعن ربعي، عن حذيفة.(9/184)
النوع الرابع
6748 - (ت) عمران بن حصين - رضي الله عنه - «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال لما نزلت {يا أيُّها الناسُ اتَّقُوا ربَّكُمْ إنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ} - إلى [ص:185] قوله -: {ولَكِنَّ عذابَ الله شديد} [الحج: 1و2] قال: أنزلت عليه هذه الآية وهو في سفر، فقال: أتدرون أيُّ يوم ذاك؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: ذلك يوم يقول الله لآدم: ابْعَثْ بَعْثَ النار، قال: ياربّ، وما بعثُ النار؟ قال: تسعمائة وتسعة وتسعون إلى النار، وواحد إلى الجنة، فأنشأ المسلمون يبكون، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: قاربُوا وسَدِّدوا، فإنَّه لم تكن نُبُوَّة قطُّ إلا كان بين يديها جاهِليَّة، فتؤخذ العِدَّة من الجاهلية، فإن تمت وإلا كملت من المنافقين، وما مَثَلُكم ومثل الأمم إلا كَمَثَلِ الرَّقْمَة في ذراع الدابة، أو كالشامة في جنب البعير، ثم قال: إني لأرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة، فكبَّروا، ثم قال: إني لأرجو أن تكونوا ثلث أهل الجنة، فكبَّروا، ثم قال: إني لأرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة، فكبَّروا، قال: ولا أدري: أقال الثُّلُثين، أم لا؟» .
وفي رواية قال: «كنا مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- في سفر، فتفاوت أصحابه في السير، فرفع رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- صوته بهاتين الآيتين {يا أيُّها النَّاسُ اتَّقُوا ربَّكم إنَّ زلزلةَ الساعة شيءٌ عظيم} - إلى قوله - {عذابَ الله شديد} فلما سمع ذلك أصحابُه حثُّوا المطيَّ، وعرفوا أنَّه عند قولٍ يقوله، فقال: أتدرون أيّ يوم ذلك؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: ذلك يومٌ ينادي الله فيه آدم، فيناديه ربه، فيقول: يا آدم، ابعثْ بعثَ النار، فيقول: أيْ ربّ [ص:186] وما بعثُ النار؟ فيقول: من كلِّ ألف تسعمائة وتسعة وتسعون إلى النار، وواحد إلى الجنة، فيَئِس القوم حتى ما أبْدَوْا بضاحكة، فلما رأى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- الذي بأصحابه، قال: اعْمَلوا وأبْشِرُوا، فوالذي نفس محمد بيده، إنكم لَمَع خَلِيقَتَيْن، ما كانتا مع شيء إلا كثَّرتاه - يأجوج ومأجوج، ومن مات من بني آدم، ومن بني إبليس - فسُرِّي عن القوم بعضُ الذي يجدون، قال: اعملوا وأبْشِروا، فوالذي نفس محمد بيده، ما أنتم في الناس إلا كالشَّامة في جنب البعير، أو كالرَّقّمَةِ في ذراع الدابة» أخرجه الترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(قاربوا وسدِّدوا) المقاربة في الفعل: القصد والعدل، والسداد: الصواب من القول والفعل، أي: اطلبوا القصد والصواب، واتركوا الغُلُّو والإفراط.
(الرَّقْمة) : الهَنة التي [تكون] في باطن عَضُدي الحمار، وهما رقمتان في عَضُديه.
(حثُّوا) حثُّ الدابة: الإسراع بها في السير، وحملُها عليه.
(المطي) جمع مطية، وهي الإبل. [ص:187]
(أبدَوا بضاحكة) يقال: ما أبدى القوم بضاحكة، أي: ما تبسموا حتى تبدو منها السِّن الضاحكة، فإن من تبسَّم أدنى تبسُّم بَدَتْ أسنانه. ويقال في المبالغة: ضَحِك حتى بدت نواجذه، وهي أواخر الأَضراس.
(كثرتاه) تقول: كاثرتُهُ فكثَّرته: إذا غَلَبْتَه بالكثرة، وكنت أكثر منه.
(فسُرِّي) سُري عن الحزين والمغموم ونحوهما: إذا كشف عنه ما به وزَال.
__________
(1) رقم (3168) في التفسير، باب ومن سورة الحج، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
مرسل: أخرجه الحميدي (831) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا ابن جدعان. وأحمد (4/432) قال: حدثنا سفيان، عن ابن جدعان. وفي (4/435) قال: حدثنا يحيى، عن هشام، قال: حدثنا قتادة. (ح) وحدثنا روح، قال: حدثنا سعيد وهشام بن أبي عبد الله، عن قتادة. والترمذي (3168) قال: حدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن ابن جدعان. وفي (3169) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، قال: حدثنا هشام بن عبد الله، عن قتادة. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (8/10802) عن محمد بن بشار، عن يحيى، عن هشام الدستوائي، عن قتادة. كلاهما -عي علي بن زيد بن جدعان، وقتادة - عن الحسن، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
قلت: الراجح عدم سماع الحسن من عمران بن حصين.(9/184)
6749 - (خ م ت) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: «كُنَّا مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- في قُبَّة نحواً من أربعين، فقال: أترضَوْنَ أن تكونوا رُبُعَ أهل الجنة؟ قلنا: نعم، قال: أترضَوْنَ أن تكونوا ثُلُثَ أهل الجنة؟ قلنا: نعم، قال: والذي نفس محمد بيده، إني لأرجو أن تكونوا نصفَ أهل الجنة، وذلك: أن الجنة لا يدخلها إلا نفسٌ مُسْلمة، وما أنتم في أهل الشرك إلا كالشَّعرة البيضاء في جلد الثور الأسود، أو كالشعرةِ السوداءِ في جلد الثورِ الأحمرِ» أخرجه البخاري ومسلم.
وفي رواية الترمذي مثله، إلا أنه قال: «أترضَوْنَ أن تكونوا شَطْرَ أهل الجنة؟ إن الجنة لا يدخُلُها إلا نفس مسلمة ... وذكره» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 11 / 335 و 336 في الرقاق، باب كيف الحشر، وفي الأيمان والنذور، كيف كانت يمين النبي صلى الله عليه وسلم، ومسلم رقم (221) في الإيمان، كون هذه الأمة نصف أهل الجنة، والترمذي رقم (2550) في صفة الجنة، باب ما جاء في كم صف أهل الجنة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (1/386) (3661) قال: حدثنا يحيى، عن شعبة. وفي (1/437) (4166) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. (ح) ويحيى، عن شعبة. وفي (1/445) (4251) قال: حدثنا وكيع، عن إسرائيل. والبخاري (8/136) قال: حدثني محمد بن بشار، قال: حدثنا غندر، قال: حدثنا شعبة. وفي (8/163) قال: حدثني أحمد بن عثمان، قال: حدثنا شريح ابن مسلمة، قال: حدثنا إبراهيم، عن أبيه. ومسلم (1/138) قال: حدثنا هناد بن السري، قال: حدثنا أبو الأحوص. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى، ومحمد بن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (1/139) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا مالك بن مغول. وابن ماجه (4283) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. والترمذي (2547) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا أبو داود، قال: أنبأنا شعبة.
خمستهم - شعبة، وإسرائيل، ويوسف بن إسحاق والد إبراهيم، وأبو الأحوص، ومالك بن مغول - عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون، فذكره.
* صرح أبو إسحاق بالسماع في رواية البخاري (8/163) . والترمذي (2547) .(9/187)
6750 - (خ م) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: «يقول الله عز وجل يوم القيامة: يا آدم، فيقول: لَبَّيْك وسعديك» - زاد في رواية: والخيرُ في يديك - فيُنادَى بصوت: إن الله يأمركَ أن تُخْرِجَ من ذُرِّيَّتِك بَعْثاً إلى النار، قال: يا رب، وما بَعثُ النار؟ قال: من كل ألف تسعُمائة وتسعة وتسعون، فحينئذ تَضَعُ الحامل حملَها، ويشيبُ الوليدُ {وترى الناسَ سُكَارى وما هم بسكارى ولكنَّ عذابَ الله شديد} [الحج: 2] فشقَّ ذلك على الناس حتى تغيَّرت وجوههم.
زاد بعضُ الرواة: قالوا: يا رسول الله، أيُّنا ذلك الرجل؟ فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «من يأجوج ومأجوج تسعمائة وتسعة وتسعون، ومنكم واحد - ثم أنتم في الناس كالشعرة السوداء في جنب الثور الأبيض، أو كالشعرة البيضاء في جنب الثور الأسود» .
وفي رواية: «أو كالرَّقْمةِ في ذراع الحمار - وإني لأرجو أن تكونوا ربعَ أهل الجنة، فكبَّرنا، ثم قال: ثُلثَ أهل الجنة، فكبّرنا، ثم قال: شَطْر أهل الجنة، فكبَّرنا» أخرجه البخاري ومسلم، واللفظ للبخاري (1) . [ص:189]
وفي رواية ذكرها رزين أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «والذي نفسي بيده، أني لأطمع أن تكونوا ثلث أهل الجنة، فحمِدنا وكبَّرنا، فقال: والذي نفسي بيده، إني لأطمع أن تكونوا شَطر أهل الجنة، إن مَثَلَكم في الأمم كَمَثَلِ الشعرة البيضاء في جلد الثَّوْر الأسود، أوكالرَّقْمة في ذراع الحمار، وإنه ليدخل الجنة من أمتي سبعون ألفاً لا حساب عليهم، وقال بعضهم - شك - أو سبعمائة ألف» (2) .
__________
(1) رواه البخاري 8 / 335 في تفسير سورة الحج، باب قوله: {وترى الناس سكارى} ، وفي الأنبياء، باب قصة يأجوج ومأجوج، وفي الرقاق، باب قول الله عز وجل: {إن زلزلة الساعة شيء عظيم} ، وفي التوحيد، باب قول الله تعالى: {ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له} ، ومسلم رقم (222) في الإيمان، باب قوله: " يقول الله لآدم: أخرج بعث النار من ألف تسعمائة وتسعة وتسعين ".
(2) هذه الرواية عند البخاري 11 / 339 و 340 في الرقاق، باب {إن زلزلة الساعة شيء عظيم} ، إلى قوله: " أو كالرقمة في ذراع الحمار "، والشطر الأخير من الحديث ورد من عدة وجوه وطرق، منها في الصحيحين ومنها في غيره وستأتي.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (3/32) قال: حدثنا وكيع. وعبد بن حميد (917) قال: حدثني محاضر ابن المورع. والبخاري (4/168) قال: حدثني إسحاق بن نصر، قال: حدثنا أبو أسامة. وفي (6/122) و (9/173) وفي خلق أفعال العباد (60) قال: حدثنا عمر بن حفص بن غياث، قال: حدثنا أبي. وفي (8/137) قال: حدثني يوسف بن موسى، قال: حدثنا جرير. ومسلم (1/139) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة العبسي، قال: حدثنا جرير. وفي (1/140) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع. (ح) وحدثنا أبو كريب، قال: حدثنا أبو معاوية. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (4005) عن أبي كريب، عن أبي معاوية.
ستتهم - وكيع، ومحاضر، وأبو أسامة، وحفص بن غياث، وجرير، وأبو معاوية - عن الأعمش، عن أبي صالح، فذكره.(9/188)
6751 - (خ) سهل بن سعد - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «لَيدخُلنَّ الجنة من أمتي سبعون ألفاً - أو سبعمائة ألف -سِماطَيْن (1) آخذ بعضُهم ببعض، حتى يدخل أوّلُهم وآخرُهم الجنة ووجوهُهم على صورة القمر ليلة البدر» أخرجه البخاري (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(سماطين) السِّماطان من النخل ومن الناس: الجانبان، يقال: مشى بين السّماطين: إذا مشى بين صفين من الناس.
__________
(1) بالنصب على الحال، ويجوز فيه: سماطان، وفي نسخ البخاري المطبوعة: متماسكين، وفي بعض الروايات: متماسكون.
(2) 11 / 359 في الرقاق، باب يدخل الجنة سبعون ألفاً بغير حساب، وباب صفة الجنة والنار، وفي بدء الخلق، باب في صفة الجنة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (5/335) قال: حدثنا علي بن بحر، قال: حدثنا هشام بن يوسف، قال: حدثنا معمر. وعبد بن حميد (460) قال: حدثني عبد الله بن مسلمة، قال: حدثنا عبد العزيز ابن أبي حازم، والبخاري (4/144) قال: حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي، قال: حدثنا فضيل بن سليمان. وفي (8/141) قال: حدثنا سعيد بن أبي مريم، قال: حدثنا أبو غسان. وفي (8/143) قال: حدثنا: قتيبة، قال: حدثنا عبد العزيز. ومسلم (1/137) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا عبد العزيز يعني ابن أبي حازم. وعبد الله بن أحمد (5/335) قال: حدثنا يحيى بن معين، قال: حدثنا هشام بن يوسف، عن معمر.
أربعتهم - معمر، وعبد العزيز، وفضيل، وأبو غسان - عن أبي حازم، فذكره.(9/189)
6752 - (ت) أبو أمامة الباهلي - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «وعدني ربي أنْ يُدْخِلَ الجنَّةَ من أمتي سبعين ألفاً لا حسابَ عليهم ولا عذاب، ومع كل ألف سبعون ألفاً، وثلاثُ حَثَيَات من حَثَيات ربي» أخرجه الترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(حَثَيات) الحثيات جمع حَثْية، وهي الغَرْفة بالكفّ، يقال: حثا يحثو ويحثي.
__________
(1) رقم (2439) في صفة القيامة، باب يدخل من هذه الأمة سبعون ألفاً دون حساب، وإسناده حسن، ورواه ابن حبان في " صحيحه " والطبراني، وقال: هذا حديث حسن غريب.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (5/268) قال: حدثنا أبو اليمان. وابن ماجة (4286) قال: حدثنا هشام بن عمار. والترمذي (2437) قال: حدثنا الحسن بن عرفة.
ثلاثتهم - أبو اليمان، وهشام، وابن عرفة - قالوا: حدثنا إسماعيل بن عياش، قال: حدثنا محمد بن زيدا الألهاني، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب.
وبنحوه مطولا: أخرجه أحمد (5/250) قال: حدثنا عصام ابن خالد، قال: حدثني صفوان بن عمرو، عن سليم بن عامر الخبائري، وأبي اليمان الهويني، فذكراه.(9/190)
6753 - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «يدخل الجنة من أمتي زُمْرة - هم سبعون ألفاً - تُضيءُ وجوههم إضاءةَ القمر ليلة البدر» ، قال أبو هريرة: فقام عُكّاشة بنُ مِحْصن الأسديّ فرفع نَمِرَة عليه، فقال: يا رسول الله، ادْعُ الله أن يجعلني منهم، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «اللهم اجعله منهم، ثم قام رجل من الأنصار، فقال: يا رسول الله، ادع الله - عز وجل - أن يجعلني منهم فقال: سبقك [بها] عُكّاشةُ» أخرجه البخاري ومسلم.
ولمسلم: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «يدخل من أمتي الجنة سبعون ألفاً بغير حساب، فقال رجل: يا رسول الله، ادْعُ الله أن يجعلني منهم، فقال: [ص:191] اللهم اجعله منهم، ثم قام آخر، فقال: يا رسولَ الله، ادعُ الله أن يجعلني منهم، قال: سبقك بها عكاشة» . وفي أخرى قال: «يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفاً، زمرة واحدة منهم على صورة القمر» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(زمرة) الزمرة: الطائفة من الناس والجماعة منهم.
(نَمِرة) النمرة: جمعها: أنمار، وقد ذكرت.
__________
(1) رواه البخاري 11 / 359 في الرقاق، باب يدخل الجنة سبعون ألفاً بغير حساب، وفي اللباس، باب البرود والحبرة والشملة، ومسلم رقم (216) في الإيمان، باب الدليل على دخول طوائف من المسلمين الجنة بغير حساب ولا عذاب.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/400) قال: حدثنا إبراهيم بن إسحاق الطالقاني. قال: أخبرنا ابن المبارك، عن يونس. والبخاري (7/189) قال: حدثنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب. وفي (8/140) قال: حدثنا معاذ بن أسد. قال: أخبرنا عبد الله. قال: أخبرنا يونس. ومسلم (1/136) قال: حدثني حرملة بن يحيى. قال: أخبرنا ابن وهب. قال: أخبرني يونس.
كلاهما - يونس، وشعيب - عن ابن شهاب الزهري. قال: حدثني سعيد بن المسيب، فذكره.
ورواية مسلم: أخرجها أحمد (2/302) قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا حماد بن سلمة. وفي (2/456) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. والدارمي (2810) قال: حدثنا أبو الوليد، قال: حدثنا شعبة. ومسلم (1/136) قال: حدثنا عبد الرحمن بن سلام بن عبيد الله الجمحي. قال: حدثنا الربيع - يعني ابن مسلم-. (ح) وحدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. ثلاثتهم - حماد، وشعبة، والربيع - عن محمد بن زياد، فذكره.
والرواية الأخرى لمسلم: أخرجها أحمد (2/351) قال: حدثنا حسن. قال: حدثنا ابن لهيعة. ومسلم (1/137) قال: حدثني حرملة بن يحيى. قال: حدثنا عبد الله بن وهب. قال: أخبرني حيوة.
كلاهما - ابن لهيعة، وحيوة بن شريح - قالا: حدثنا أبو يونس، فذكره.
وبلفظ: «إن أول زمرة يدخلون الجنة من أمتي على صورة القمر ليلة البدر، ثم الذين يلونهم على أحسن كوكب إضاءة في السماء، فقام عكاشة، هو ابن محصن. فقال: يا رسول الله، ادع الله أن يجعلني منهم. فقال: اللهم اجعله منهم. ثم قام رجل آخر فقال: يا رسول الله، ادع الله أن يجعلني منهم. فقال: سبقك بها عكاشة.» .
أخرجه أحمد (2/502) والدارمي (2826) قال أحمد: حدثنا، وقال الدارمي: أخبرنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا محمد بن عمرو، عن أبي سلمة. فذكره.
وبلفظ: «نحن الآخرون السابقون يوم القيامة. أول زمرة من أمتي يدخلون الجنة سبعون ألفا لا حساب عليهم، كل رجل منهم على صورة القمر ليلة البدر، ثم الذين يلونهم على أشد ضوء كوكب في السماء، ثم هي بعد ذلك منازل.» .
أخرجه أحمد (2/473) قال: حدثنا يحيى. وفي (2/504) قال: حدثنا يزيد.
كلاهما - يحيى بن سعيد، ويزيد بن هارون - عن إسماعيل بن أبي خالد، عن زياد المخزومي، فذكره.(9/190)
6754 - (ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «باب أمتي - الذي يدخلون منه الجنة - عرضُه مسيرة الراكب المسرع المجَوِّد ثلاثاً، ثم إنهم يَتَضَاغَطُون عليه، حتى تكادُ مناكبهم تزول» .
وزاد رزين «وهم شركاء الناس في سائر الأبواب» أخرجه الترمذي (1) .
وقال: سألت محمداً [يعني البخاري] عن هذا الحديث؟ فلم يعرفه، وقال: لخالد ابن أبي بكر مناكير عن سالم بن عبد الله. [ص:192]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يتضاغطون) : يزدحمون، ضغطه: إذا زحمه إلى حائط أو في باب أو نحو ذلك.
__________
(1) رقم (2551) في صفة الجنة، باب ما جاء في صفة أبواب الجنة، وفي سنده خالد بن أبي بكر، وفيه لين، وقال الترمذي: هذا حديث غريب.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه الترمذي (2548) قال: حدثنا الفضل بن الصباح البغدادي، قال: حدثنا معن بن عيسى القزاز، عن خالد بن أبي بكر، عن سالم بن عبد الله، فذكره.
* قال الترمذي: هذا حديث غريب. سألت محمدا عن هذا الحديث فلم يعرفه. وقال: لخالد بن أبي بكر مناكير عن سالم بن عبد الله.(9/191)
6755 - (ت) بريدة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «أهلُ الجنة عشرون ومائة صفّ، ثمانون منها من هذه الأمة، وأربعون من سائر الأمم» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2549) في صفة الجنة، باب ما جاء في صفة أبواب الجنة، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 5 / 347 من حديث بريدة، وإسناده صحيح، و 1 / 453 من حديث عبد الله بن مسعود.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1- أخرجه أحمد (5/347) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا عبد العزيز بن مسلم. وفي (5/355 و 361) قال: حدثنا عبد الصمد، قال: حدثنا عبد العزيز بن مسلم. والترمذي (2546) قال: حدثنا حسين ابن يزيد الطحان الكوفي، قال: حدثنا محمد بن فضيل.
كلاهما - عبد العزيز بن مسلم، ومحمد بن فضيل - عن أبي سنان ضرار بن مرة، عن محارب بن دثار.
2- وأخرجه الدارمي (2838) قال: أخبرنا محمد بن العلاء، قال: حدثنا معاوية بن هشام. وابن ماجة (4289) قال: حدثنا عبد الله بن إسحاق الجوهري، قال: حدثنا حسين بن حفص الأصبهاني.
كلاهما - معاوية، والأصبهاني - عن سفيان، عن علقمة بن مرثد.
كلاهما - محارب، وعلقمة - عن ابن بريدة.، فذكره.
* في رواية علقمة سماه سليمان بن بريدة.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن. وقد روي هذا الحديث عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مرسلا، ومنهم من قال: عن سليمان بن بريدة، عن أبيه.(9/192)
النوع الخامس
6756 - (خ م) أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه - قال: «خرجتُ ليلة من الليالي، فإذا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يمشي وحده، ليس معه إنسان، قال: فظنَنتُ أنه يكره أن يمشيَ معه أحد، قال: فجعلتُ أمشي في ظل القمر، فالتفتَ فرآني، فقال: مَن هذا؟ فقلت: أبو ذر، جعلني الله فِداك، قال: يا أبا ذر، تَعَالَهْ، قال: فمشيتُ معه ساعة، فقال: إن المُكْثِرينَ هم المُقِلُّون يوم القيامة إلا من أعطاه الله خيراً، فنفح فيه عن يمينه، وشماله، وبين يديه، ووراءه، وعمل فيه خيراً، قال: فمشَيْتُ معه ساعة، فقال لي: اجلس هاهنا، حتى أرْجِع إليك، قال: فأجْلَسَني في قَاع حوله حجارة، فقال لي: اجلس هاهنا، حتى [ص:193] أرجع إليك، قال: فانطلق في الحرَّة، حتى لا أراه، فَلَبِثَ عني، فأطال اللُّبثَ ثم إني سمعتُه يقول وهو مُقبل: وإن سرق، وإن زنى؟ قال: فلما جاء لم أصْبِرْ، فقلت: يا نبيَّ الله جعلني الله فداك، مَن تُكلِّمُ في جانب الحرَّة، ما سمعتُ أحداً يرجع إليك شيئاً؟ قال: ذاك جبريل، عرض لي في جانب الحرة، فقال: بَشِّرْ أمَّتك أنَّه مَن مات لا يُشرك بالله شيئاً دخل الجنة، فقلتُ: يا جبريل، وإن سرق، وإن زنى؟ قال: نعم، قلتُ: يا رسولَ الله وإن سرق وإن زنى؟ قال: نعم، قال: قلت: وإن سرق وإن زنى؟ قال: نعم، وإن شرب الخمر» أخرجه البخاري ومسلم (1) .
قال الحميديُّ: ليس عندنا في كتاب مسلم «يا رسول الله» وصح في رواية البخاري، وبإسقاطه يحتمل أن يكون من مخاطبة جبريل عليه السلام.
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(تعالَهْ) تعال، أي: أُدْنُ، والهاء لبيان حركة اللام، وتسمى هاء السكت.
(فنفح) نفح بيده: إذا أشار بها إلى جهة، ونفحت الدابة: إذا رَمحت والمراد به هاهنا: أنه فرَّق المال بيديه يميناً وشمالاً. [ص:194]
(قاع) القاع: الأرض المستوية.
__________
(1) رواه البخاري 11 / 222 و 223 في الرقاق، باب المكثرون هم المقلون، وباب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " ما أحب أن لي مثل أحد ذهباً "، وفي الاستقراض، باب أداء الديون، وفي بدء الخلق، باب ذكر الملائكة، وفي الاستئذان، باب من أجاب بلبيك وسعديك، ومسلم رقم (94) في الإيمان، باب من مات لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة، ومن مات مشركاً لم يدخل الجنة، وفي الزكاة، باب الترغيب في الصدقة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (5/152) قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (5/161) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. والبخاري (3/152) قال: حدثنا أحمد بن يونس، قال: حدثنا أبو شهاب. وفي (8/74) قال: حدثنا عمر بن حفص، قال: حدثنا أبي. وفي (8/117) قال: حدثنا الحسن بن الربيع، قال: حدثنا أبو الأحوص. ومسلم (3/75) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، وأبو بكر بن أبي شيبة، وابن نمير، وأبو كريب كحلهم عن أبي معاوية. والنسائي في عمل اليوم والليلة (1119) قال: أخبرنا بشر بن خالد، قال: حدثنا غندر، عن شعبة.
خمستهم - أبو معاوية، وشعبة، وأبو شهاب، وحفص بن غياث، وأبو الأحوص - عن الأعمش.
2- وأخرج أحمد (5/166) قال: حدثنا أبو داود. والترمذي (2644) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا أبو داود. والنسائي في عمل اليوم واليلة (1121) قال: أخبرنا عبدة بن عبد الرحيم، قال: أخبرنا ابن شميل.
كلاهما - أبو داود، وابن شميل - عن شعبة، عن حبيب بن أبي ثابت، وعبد العزيز بن رفيع، والأعمش.
3- وأخرجه البخاري (4/137) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا ابن أبي عدي، عن شعبة. والنسائي في عمل اليوم والليلة (1118) قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا عبد الله بن بكر، قال: حدثنا حاتم. وفي (1120) قال: أخبرني حسين بن منصور، قال: حدثنا يحيى بن أبي بكير، قال: حدثنا شعبة.
كلاهما - شعبة، وحاتم بن أبي صغيرة - عن حبيب بن أبي ثابت.
4- وأخرجه البخاري (8/116) . ومسلم (3/76) قالا: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا جرير، عن عبد العزيز بن رفيع.
5- وأخرجه البخاري في الأدب المفرد (803) قال: حدثنا معاذ بن فضالة.
والنسائي في عمل اليوم والليلة (1123) قال: أخبرنا عبيد الله بن سعيد، قال: حدثنا معاذ بن هشام.
كلاهما - معاذ بن فضالة، ومعاذ بن هشام - عن هشام، عن حماد.
6- وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (1122) قال: أخبرني عمران بن بكار، قال: حدثنا يزيد بن عبد ربه، قال: حدثنا بقية، عن شعبة، عن حبيب، وعبد العزيز بن رفيع، وسليمان بن مهران، وبلال.
خمستهم - الأعمش، وحبيب بن أبي ثابت، وعبد العزيز بن رفيع، وحماد بن أبي سليمان، وبلال - عن زيد بن وهب، فذكره.
وبلفظ: «أتاني جبريل -عليه السلام- فبشرني أنه من مات من أمتك لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة. قلت: وإن زنى، وإن سرق؟ قال: وإن زنى، وإن سرق.» .
وأخرجه أحمد (5/159) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا مهدي. وفي (5/161) قال: حدثنا محمد ابن جعفر. قال: حدثنا شعبة. والبخاري (2/89) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا مهدي ابن ميمون. وفي (9/174) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا غندر، قال: حدثنا شعبة. ومسلم (1/66) قال: حدثنا محمد بن المثنى، وابن بشار، قال ابن المثنى: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. والنسائي في عمل اليوم والليلة (1116) قال: أخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد، قال: حدثنا شعبة وفي. (1117) قال: أخبرنا محمد بن إسماعيل بن إبراهيم، قال: حدثنا السهمي - وهو عبد الله بن بكر- قال: حدثني مهدي بن ميمون.
كلاهما - مهدي بن ميمون، وشعبة - عن واصل الأحدب، عن المعرور بن سويد، فذكره.(9/192)
6757 - (خ) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم-: «كلُّ أُمَّتي يدخلون الجنة إلا مَن أبى، فقالوا: [يا رسولَ الله] مَن يأبى؟ قال: مَن أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى» أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) 13 / 214 في الاعتصام، باب الاقتداء بسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/361) قال: حدثنا يونس وسريج والبخاري (9/114) قال: حدثنا محمد بن سنان.
ثلاثتهم - يونس بن محمد، وسريج بن النعمان، ومحمد بن سنان - قالوا: حدثنا فليح، قال: حدثنا هلال بن علي، عن عطاء بن يسار، فذكره.(9/194)
النوع السادس
6758 - (م) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه -: عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا يموتُ رجل مسلم إلا أدخل الله مكانه النارَ يهودياً، أو نصرانياً، قال: فاستحْلَفَ عمرُ بنُ عبد العزيز أبا بُردة بالذي لا إله إلا هو ثلاث مرات: أن أباه حدثه عن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-؟ قال: فحلف له، فلم يحدِّثني سعيد - هو ابن أبي بُردة - أنه استحلفه، ولم ينكر على عَوْن - هو ابن عتبة - قولَه» . وفي رواية «إذا كان يومُ القيامة دفع الله إلى كل مسلم يهودياً أو نصرانياً فيقول: هذا فَكَاكُك من النار» .
وفي أخرى قال: «يجيء يوم القيامة ناس من المسلمين بذنوب أمثال الجبال، فيغفرها الله لهم، ويضعُها على اليهود والنصارى - فيما أحسب [أنا]- قال أبو رَوْح: لا أدري ممن الشك؟ قال أبو بردة: فحدَّثتُ به عمر بن [ص:195] عبد العزيز، فقال: أبوك حدَّثك بهذا عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-؟ قلتُ: نعم» أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (2767) في التوبة، باب قبول توبة القاتل وإن كثر قتله.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: بلفظ: «يجمع الله عز وجل الأمم في صعيد يوم القيامة، فإذا بدا الله عز وجل أن يصدع بين خلقه، مثل لكل قوم ما كانوا يعبدون، فيتبعونهم حتى يقحمونهم النار. ثم يأتينا ربنا عز وجل، ونحن على مكان رفيع، فيقول: من أنتم؟ فنقول: نحن المسلمون. فيقول: ما تنتظرون؟ فيقولون: ننتظر ربنا عز وجل. قال: فيقول: وهل تعرفونه إن رأيتموه؟ فيقولون: نعم، فيقول: كيف تعرفونه ولم تروه؟ فيقولون: نعم، إنه لا عدل له. فيتجلى لنا ضاحكا. فيقول: أبشروا أيها المسلمون، فإنه ليس منكم أحد إلا جعلت مكانه في النار يهوديا أو نصرانيا.»
أخرجه أحمد (4/391) قال: حدثنا عبد الصمد، قال: حدثنا همام، قال: حدثنا قتادة، عن سعيد بن أيي بردة. وفي (4/391) قال: حدثنا عبد الصمد، قال: حدثنا همام، قال: حدثنا قتادة، عن سعيد ابن أبي بردة، وعون بن عتبة. وفي (4/398) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا همام، قال: حدثنا قتادة، أن عونا، وسعيد بن أبي بردة حدثاه. وفي (4/402) قال: حدثنا أبو المغيرة، وهو النضر بن إسماعيل، يعني القاص، قال: حدثنا بريد. وفي (4/407) قال: حدثنا خلف بن الوليد، قال: حدثنا أبو معشر، عن مصعب بن ثابت، عن محمد بن المنكدر. وفي (4/407) قال: حدثنا حسن بن موسى، وعفان، قالا: حدثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن عمارة. وفي (4/408) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا حماد بن سلمة، قال: أخبرنا علي بن زيد بن جدعان، عن عمارة القرشي. وفي (4/408) قال: حدثنا محمد بن سابق، قال: حدثنا ربيع - يعني أبا سعيد النصري، عن معاوية بن إسحاق. وفي (4/409و 410) قال: حدثنا أبو أسامة، عن طلحة بن يحيى. وعبد بن حميد (537) قال: حدثني عبيد الله بن موسى، عن طلحة بن يحيى. وفي (540) قال: حدثنا الحسن بن موسى، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن عمارة ومسلم (8/104) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو أسامة، عن طلحة بن يحيى. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عفان بن مسلم، قال: حدثنا همام، قال: حدثنا قتادة، أن عونا وسعيد بن أبي بردة حدثاه. وفي (8/105) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، ومحمد بن المثنى، جميعا عن عبد الصمد بن عبد الوارث، قال: أخبرنا همام، قال: حدثنا قتادة بهذا الإسناد نحو حديث عفان. وقال: عون بن عتبة. وابن ماجة (4291) قال: حدثنا جبارة بن المغلس، قال: حدثنا عبد الأعلى بن أبي المساور.
سبعتهم - سعيد بن أبي بردة، وعون بن عتبة، وبريد، ومحمد بن المنكدر، وعمارة، ومعاوية بن إسحاق، وطلحة بن يحيى - عن أبي بردة، فذكره.
* رواية سعيد بن أبي بردة، وعون، وبريد، ومحمد بن المنكدر، وكذلك أبي أسامة عن طلحة بن يحيى مختصرة على: «لا يموت مسلم إلا أدخل الله عز وجل مكانه النار يهوديا أو نصرانيا.» .
* رواية معاوية بن إسحاق، وعبيد الله بن موسى مختصرة على: «إن هذه الأمة مرحومة جعل الله عز وجل عذابها بينها. فإذا كان يوم القيامة دفع إلى كل امرىء منهم رجل من أهل الأديان. فقال: هذا يكون فداءك من النار.» .(9/194)
6759 - (ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- تلا قوله تعالى: {وإنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ. لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بابٍ مِنْهُم جُزْءٌ مَقْسُومٌ} [الحجر: 43 و44] وقال: باب منها لمن سلَّ السيف على أمتي، أو قال: على أمة محمد» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3122) في التفسير، باب ومن سورة الحجر، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 2 / 64 من حديث مالك بن مغول عن جنيد عن ابن عمر، قال الحافظ في " التهذيب ": قال أبو حاتم: حديث جنيد عن ابن عمر مرسل. أقول: ومع ذلك فقد صحح إسناده العلامة أحمد شاكر رحمه الله في تعليقه على " مسند أحمد " رقم (5689) .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
مرسل: أخرجه أحمد (2/94) (5689) . والترمذي (3123) قال: حدثنا عبد بن حميد.
كلاهما - أحمد بن حنبل، وعبد بن حميد - قالا: حدثنا عثمان بن عمر، قال: أخبرنا مالك بن مغول، عن جنيد. فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث مالك بن مغول.
قلت: فيه جنيد، قال عنه الحافظ في التهذيب (2/120) قال: أبو حاتم حديثه عن ابن عمر مرسل، قلت: وذكره ابن حبان في الثقات.(9/195)
النوع السابع
6760 - (د) أبو مالك الأشعري - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «قد أجاركم الله من ثلاث خِلال (1) : أن لا يدعُوَ عليكم نبيُّكم فَتَهْلِكُوا جميعاً، وأن لا يُظْهِرَ أهلَ الباطلِ على أهل الحقِّ، وأن لا تجتمعوا على ضلالة» أخرجه أبو داود (2) .
__________
(1) في نسخ أبي داود المطبوعة: إن الله أجاركم من ثلاث خلال.
(2) رقم (4253) في الفتن، باب ذكر الفتن ودلائلها، وفي سنده محمد بن إسماعيل بن عياش، قال أبو حاتم الرازي: لم يسمع من أبيه شيئاً، وقال المناوي: قال ابن حجر: في إسناده انقطاع [ص:196] وله طرق لا يخلو واحد منها من مقال، قال المناوي: وقال في موضع آخر، يعني: ابن حجر: سنده حسن، فإنه من رواية ابن عياش عن الشاميين وهي مقبولة، وله شاهد عند أحمد، رجاله ثقات، لكن فيه راوٍ لم يسم. أقول: ويشهد للفقرة الأخيرة منه الفقرة الأولى من الحديث الذي بعده.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه أبو داود (4253) قال: حدثنا محمد بن عوف الطائي. قال: حدثنا محمد بن إسماعيل. قال: حدثني أبي. قال ابن عوف: وقرأت في أصل إسماعيل، قال: حدثني ضمضم، عن شريح. فذكره.
قلت: فيه محمد بن إسماعيل بن عياش، قال عنه الحافظ في التهذيب (9/60) قال أبو حاتم: لم يسمع من أبيه شيئا، وقال الآجري بسند أبو داود عنه فقال: لم يكن بذاك القوي قد رأيته ودخلت حمص غير مرة وهو حي وسألت عمرو بن عثمان عنه، فذمه.(9/195)
6761 - (ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إن الله لا يجمع أمَّتي - أو قال: أمة محمد - على ضلالة، ويَدُ الله على الجماعة، ومن شَذَّ شَذَّ إلى النار» أخرجه الترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يد الله على الجماعة) أراد بيد الله: سكينته وأَمْنَه ورحمته (*) ، أي: إن الجماعة بعيدة من الأذى والخوف واضطراب الحال، ومثله قوله «يد الله على الفُسطاط» يعني المصر، فإن الأذى مع الفرقة، والفساد مع الاختلاف، والخوف مع الانفراد.
(شذ) الشذوذ: الانفراد والتوحُّد.
__________
(1) رقم (2168) في الفتن، باب ما جاء في لزوم الجماعة، وفي سنده سليمان بن سفيان التيمي المدني، وهو ضعيف، ولكن للحديث شواهد بمعناه، قال الحافظ السخاوي في " المقاصد ": وبالجملة فهو حديث مشهور المتن ذو أسانيد كثيرة متعددة في المرفوع وغيره، فمن الأول: أنتم شهداء الله في الأرض، ومن الثاني: قول ابن مسعود: إذا سئل أحدكم فلينظر في كتاب الله، فإن لم يجد ففي سنة رسول الله، فإن لم يجده فيها فلينظر فيما اجتمع عليه المسلمون، وإلا فليجتهد.
(*) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة:
" المفهوم من هذا السياق: أن الله معهم بنصره وتأييده، كما أن فيها إثبات لصفة اليد لله تعالى. وهذا الحديث في مفهومه يشبه قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ} (10) سورة الفتح. والله أعلم. " [الشيخ عبد الرحمن بن صالح السديس]
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (2167) قال: حدثنا أبو بكر بن نافع البصري، قال: حدثني المعتمر بن سليمان، قال: حدثنا سليمان المدني، عن عبد الله بن دينار، فذكره.
* قال الترمذي: هذا حديث غريب من هذا الوجه، وسليمان المدني هو عندي سليمان بن سفيان، وقد روى عنه أبو داود الطيالسي وأبو عامر العقدي وغير واحد من أهل العلم.(9/196)
6762 - (د) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال: قال [ص:197] رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «أمتي هذه أمة مَرْحُومَة، ليس عليها عذاب في الآخرة، عذابُها في الدنيا: الفِتَنُ والزلازل والقتل» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (4278) في الفتن، باب ما يرجى في القتل، وفي إسناده المسعودي، وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة بن مسعود الهذلي الكوفي المسعودي، قال ابن حبان: اختلط حديثه فلم يتميز فاستحق الترك.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (4/410) قال: حدثنا يزيد. وهاشم، يعني ابن القاسم. وفي (4/418) قال: حدثنا يزيد. وعبد بن حميد (536) قال: أخبرنا يزيد بن هارون وأبو داود (4278) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة. قال: حدثنا كثير بن هشام.
ثلاثتهم - يزيد بن هارون، وهاشم، وكثير بن هشام - عن عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي، عن سعيد ابن أبي بردة، عن أبيه، فذكره.
* وفي رواية: «القتل، والبلابل، والزلازل.» .
قلت: أصله في مسلم دون هذا الزيادة [عذابها في الدنيا ... ] وهذه الزيادة من طريق المسعودي.(9/196)
6763 - (د) عوف بن مالك - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لَنْ يجمعَ الله على هذه الأمة سيفين: سَيْفاً منها، وسَيْفاً من عَدُوِّها» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (4301) في الملاحم، باب ارتفاع الفتنة في الملاحم، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (6/26) وأبو داود (4301) قال: حدثنا هارون بن عبد الله.
كلاهما - أحمد بن حنبل، وهارون - عن الحسن بن سوار، قال: حدثنا إسماعيل بن عياش، عن سليمان بن سليم، عن يحيى بن جابر الطائي، فذكره.
* رواية أبي داود وقعت هكذا: حدثنا عبد الوهاب بن نجدة. حدثنا إسماعيل (ح) وحدثنا هارون بن عبد الله، حدثنا الحسن بن سوار، حدثنا إسماعيل، حدثنا سليمان بن سليم، عن يحيى بن جابر الطائي، قال هارون في حديثه: عن عوف بن مالك.
فظهر من هذا أن رواية هارون متصلة، ورواية عبد الوهاب مرسلة. لكننا لم نقف عليها في المراسيل في تحفة الأشراف والله أعلم.(9/197)
6764 - (ت) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إن الله أنزل عليَّ أمانين لأمتي {وما كان الله لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وما كان الله مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُون} [الأنفال: 33] فإذا مَضَيْتُ تركتُ فيهم الاستغفار إلى يوم القيامة» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3082) في التفسير، باب ومن سورة الأنفال، وفي إسناده إسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر ابن جابر البجلي الكوفي وهو ضعيف، وقال الترمذي: هذا حديث غريب، وإسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر يضعف في الحديث.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه الترمذي (3082) قال: حدثنا سفيان بن وكيع، قال: حدثنا ابن نمير، عن إسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر، عن عباد بن يوسف، عن أبي بردة، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث غريب، وإسماعيل بن مهاجر يضعف في الحديث.(9/197)
6765 - (م) عامر بن سعد بن أبي وقاص - رحمه الله -: عن أبيه «أنه أقْبل مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- ذاتَ يوم من العالية، حتى إذا مرَّ بمسجد بني معاويةَ دخل فركع فيه ركعتين، وصلَّيْنا معه، ودعا ربَّه طويلاً، ثم انصرف [ص:198] إلينا، فقال: سألتُ ربي ثلاثاً، فأعْطاني اثنتين، ومنعني واحدة، سألتُ ربي أن لا يُهلِكَ أمتي بالسَّنَة؟ فأعْطانيها، وسألته أن لا يُهلِك أمتي بالغرَق؟ فأعطانيها، وسألته أن لا يجعل بأسَهم بينهم، فَمَنَعَنِيها» أخرجه مسلم (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(بالسنة) السَّنَة: الجدب والقحط.
__________
(1) في الفتن وأشراط الساعة، باب هلاك هذه الأمة بعضهم ببعض.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (1/175) (1516) قال: حدثنا يعلى. وفي (1/181) (1574) قال: حدثنا عبد الله بن نمير. ومسلم (8/171) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبد الله بن نمير (ح) وحدثنا ابن نمير، قال: حدثنا أبي. وفي (8/172) قال: حدثناه ابن أبي عمر، قال: حدثنا مروان بن معاوية.
ثلاثتهم - يعلى، وعبد الله بن نمير، ومروان - قالوا: حدثنا عثمان بن حكيم الأنصاري، قال: أخبرني عامر بن سعد، فذكره.(9/197)
6766 - (ط) عبد الله بن عبد الله بن جابر بن عتيك - رحمه الله - قال: «جاءنا عبدُ الله ابنُ عمر في بني معاوية - وهي قرية من قرى الأنصار - فقال: هل تدرون أين صلَّى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في مسجدكم هذا؟ فقلت له: نعم - وأشرتُ إلى ناحية منه - فقال لي: هل تدري ما الثلاثُ التي دعا بهنَّ فيه؟ قلت: نعم، قال: فأخبرني بهنَّ، فقلت: دعا بأن لا يُظْهِر عليهم عدوّاً من غيرهم، ولا يُهلكهم بالسنين، فأُعطيهما، ودعا بأن لا يَجعلَ بأسَهم بينهم، فمُنِعَها، قال: صَدَقْتَ، قال ابنُ عمر: فلن يزال الهَرْجُ إلى يوم القيامة» أخرجه «الموطأ» (1) . [ص:199]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الهرج) قد جاء في الحديث: أنه القتل، وهو الاختلاط والاختلاف، وذلك سبب القتل.
__________
(1) 1 / 216 في القرآن، باب ما جاء في الدعاء من حديث عبد الله بن عبد الله بن جابر بن عتيك أنه قال: جاء عبد الله بن عمر ... الحديث، وإسناده صحيح، وهو بمعنى حديث مسلم الذي قبله مرفوعاً عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك (504) عن عبد الله بن عبد الله بن جابر بن عتيك، فذكره وقال الزرقاني في «شرح الموطأ» (2/57) : هكذا رواه يحيى وطائفة لم يجعلوا بين عبد الله شيخ مالك وبين ابن عمر أحدا. ومنهم من أدخل بينهما عتيك بن الحارث بن عتيك، وهي رواية ابن القاسم ومنهم من جعل بينهما جابر بن عتيك، وهي رواية القعنبي ومطرف. قال ابن عبد البر: ورواية يحيى أولى بالصواب.(9/198)
6767 - (ت س) خباب بن الأرت - رضي الله عنه - قال: «صلَّى بنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- صلاة فأطالها، فقالوا: يا رسول الله، صلَّيْتَ صلاة لم تكن تصلِّيها؟ قال: أجل؛ إنها صلاةُ رَغْبة ورَهْبَة، إني سألتُ الله فيها ثلاثاً، فأعطاني اثنتين، ومنعني واحدة، سألتُه أنه لا يُهلك أمتي بِسَنَة، فأعطانيها، وسألْتُه أن لا يُسَلِّط عليهم عدوّاً من غيرهم، فأعطانيها، وسألته أن لا يُذِيق بعضَهم بأسَ بعض، فمنعنيها» أخرجه الترمذي.
وفي رواية النسائي: «أن خبّاباً رَقَب رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- في ليلة صلاَّها، فلما فرغ من صلاته جاءه خبّاب، فقال: يا رسول الله، بأبي أنت وأمِّي، لقد صلَّيتَ الليلةَ صلاة ما رأيتُك صلَّيتَ نحوها؟ قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: أجل؛ إنها صلاةُ رَغَب ورَهَب، سألت ربي عز وجل ثلاث خصال، فأعطاني اثنتين، ومنعني واحدة، سألت ربي: أن لا يهلكنا بما أهلك به الأمم، فأعطانيها، وسألت ربي: أن لا يُظهِر علينا عدوّاً من غيرنا، فأعطانيها، وسألت ربي أن لا يُلْبِسَنا [ص:200] شِيَعاً، فمنعنيها» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(رغبة) الرَّغَب: الرَّغْبة، وهو حبُّ الشيء وإيثاره.
(والرَّهب) الرهبة، وهو الخوف.
(يلبسنا) أي يختلط أمرنا خلط اضطراب واختلاف أهواء.
(شِيَعاً) : الشيع: الفرق: جمع شيعة.
__________
(1) رواه الترمذي رقم (2176) في الفتن، باب ما جاء في سؤال النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثاً في أمته، والنسائي 3 / 217 في قيام الليل، باب إحياء الليل، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال، ويشهد له الروايتان اللتان قبله.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن:
1- أخرجه أحمد (5/108) قال: حدثنا علي بن عياش الحمصي (ح) وحدثنا أبو اليمان. والنسائي (3/216) وفي الكبرى (1241) قال: أخبرنا عمرو بن عثمان بن سعيد بن كثير، قال: حدثنا أبي، وبقية.
أربعتهم - علي، وأبو اليمان، وعثمان، وبقية - عن شعيب بن أبي حمزة.
2- وأخرجه أحمد (5/109) والنسائي في الكبرى (1242) قال: أخبرنا محمد بن يحيى بن عبد الله النيسابوري.
كلاهما - أحمد، والنيسابوري - عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن صالح بن كيسان.
3- وأخرجه الترمذي (2175) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا وهب بن جرير، قال: حدثنا أبي، قال: سمعت النعمان بن راشد.
ثلاثتهم - شعيب، وصالح، والنعمان - عن الزهري، قال: أخبرني عبيد الله بن الحارث بن نوفل، عن عبد الله بن خباب، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، صحيح.(9/199)
النوع الثامن
6768 - (ت) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إن من أمتي مَن يشفع في الفِئامِ من الناس، ومنهم من يشفع للقبيلة، ومنهم مَن يشفع للعُصْبةِ، ومنهم يشفع للواحد، حتى يدخلوا الجنة» أخرجه الترمذي (1) .
وزاد رزين «وإنما شفاعتي في أهل الكبائر (2) ، وإنه ليؤمَرُ برجل [ص:201] إلى النار، فَيَمُرّ برجل كان قد سقاه شَرْبة ماء على ظمأ، فيقول: ألا تشفع لي؟ فيقول: ومَن أنت؟ فيقول: ألستُ أنا سقيتُك الماء يوم كذا وكذا؟ فيعرفه، فيشفع فيه، فَيُرَدُّ من النار إلى الجنة» .
__________
(1) رقم (2442) في صفة القيامة، باب شفاعة الرسول لمن لا يشرك بالله شيئاً، وإسناده ضعيف، ولكن يشهد له معنى الحديث الذي بعده، وقال الترمذي: هذا حديث حسن.
(2) هذه الفقرة من الحديث رواها الترمذي رقم (2437) في صفة القيامة، باب رقم (12) من حديث أنس وجابر، وأبو داود رقم (4739) في السنة، باب في الشفاعة، وأحمد في " المسند " 3 / 212 من حديث أنس رضي الله عنه، وهو حديث صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/20) قال حدثنا يزيد، قال: أخبرنا زكريا. وفي (3/63) قال: حدثنا عثمان ابن عمر، قال: أخبرنا مالك بن مغول. وعبد بن حميد (903) قال: حدثني ابن أبي شيبة، قال: حدثنا محمد بن بشر، قال: حدثنا زكريا. والترمذي (2440) قال: حدثنا أبو عمار الحسين بن حريث، قال: أخبرنا الفضل بن موسى، عن زكريا بن أبي زائدة.
كلاهما - زكريا، ومالك بن مغول - عن عطية، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن.(9/200)
6769 - (ت) عبد الله بن شقيق - رحمه الله -: كنت مع رهط بإيلياءَ، فقال عبد الله ابن أبي الجدعاء: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «يدخل الجنةَ بشفاعة رجل من أمتي: أكثرُ من بني تميم، قلنا: سواك يا رسول الله؟ قال: نعم سوايَ» . أخرجه الترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الفئام) : الجماعة من الناس.
__________
(1) رقم (2440) في صفة القيامة، باب يدخل من هذه الأمة سبعون ألفاً دون حساب، وقال الترمذي: هذا حديث صحيح غريب، وهو كما قال.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: أخرجه أحمد (3/469) قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، وفي (3/470) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا وهيب. وفي (5/366) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، والترمذي (2438) قال: حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم. وابن ماجة (4316) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا وهيب.
ثلاثتهم - إسماعيل، ووهيب، وشعبة - عن خالد الحذاء، عن عبد الله بن شقيق فذكره.
* في رواية شعبة: رجل من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- يقال له: ابن أبي الجدعاء.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب، وابن أبي الجدعاء هو عبد الله وإنما يعرف له هذا الحديث الواحد.(9/201)
النوع التاسع
6770 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَثَلُ أمتي مثلُ المطر: لا يُدرى آخِرُه خير، أم أوَّلُه؟» .
أخرجه الترمذي (1) . [ص:202]
زاد رزين «وإنه لا مهديَّ إلا عيسى ابن مريم، وأنا أولى الناس به، ليس بيني وبينه نبيّ، قال: وسمعته يقول: لن تهلك أمة أنا أوَّلُها، ومهديُّها أوْسَطُها، والمسيحُ آخِرُها» (2) .
__________
(1) رقم (2873) في الأمثال، باب مثل أمتي مثل المطر، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 3 / 130 و 143 من حديث أنس و 4 / 319 من حديث عمار بن ياسر، وهو حديث صحيح بطرقه، وقال الترمذي: هذا حديث حسن، وفي الباب عن عمار، وعبد الله بن عمرو، وابن عمر.
(2) قوله: " لن تهلك أمة أنا أولها ... " الخ، ذكره السيوطي في " الجامغ الصغير " من حديث ابن عباس ونسبه لأبي نعيم في " أخبار المهدي "، والفقرة الأولى منه " لا مهدي إلا عيسى " جزء من حديث رواه ابن ماجة رقم (4039) في الفتن، باب شدة الزمان، وإسناده ضعيف، وهو خبر منكر مخالف للإحاديث الصحيحة في كون المهدي من هذه الأمة كما قال أبو الحسن الخسعي فيما نقله عنه الحافظ في " الفتح " 6 / 352.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/130، 143) قال: حدثنا حسن بن موسى. والترمذي (2869) قال: حدثنا قتيبة.
كلاهما - حسن، وقتيبة - قالا: حدثنا حماد بن يحيى الأبح، قال: حدثنا ثابت، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث غريب من هذا الوجه. قال: وروي عن عبد الرحمن بن مهدي أنه كان يثبت حماد بن يحيى الأبح، وكان يقول: هو من شيوخنا.(9/201)
6771 - (س) ثوبان - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «عصابتان من أمتي أحرزهما الله من النار: عصابة تَغْزُو الهندَ، وعصابة تكون مع عيسى ابن مريم» أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 6 / 42 و 43 في الجهاد، باب غزوة الهند، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 5 / 272، وإسناده ضعيف.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (5/278) قال: حدثنا أبو النضر، قال: حدثنا بقية، قال: حدثنا عبد الله بن سالم، وأبو بكر بن الوليد الزبيدي. والنسائي (6/42) قال: أخبرني محمد بن عبد الله بن عبد الرحيم، قال: حدثنا أسد بن موسى، قال: حدثنا بقية، قال: حدثني أبو بكر الزبيدي.
كلاهما - عبد الله بن سالم، وأبو بكر - عن محمد بن الوليد الزبيدي، عن لقمان بن عامر الوصابي، عن عبد الأعلى بن عدي، فذكره.(9/202)
6772 - () جعفر [بن محمد] عن أبيه عن جده: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «أبْشِرُوا وأبْشِروا، إنما مثلُ أمتي مثلُ الغيثِ: لا يُدرَى آخرُه خير أم أوَّلُه؟ أو كحديقة أُطْعِمَ منها فَوْج عاماً، ثم أُطْعِمَ منها فوج عاماً، لعل آخرَها فوجاً أن يكون أعْرَضُها عَرْضاً، وأعْمَقُها عُمْقاً، وأحْسنها حُسناً، كيف تهلك أمة أنا أوَّلُها، والمهديُّ وسَطُها، والمسيحُ آخرها، ولكن بين ذلك فَيْج أعْوَج، ليسوا مني، ولا أنا منهم» أخرجه ... (1) [ص:203]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فيج) الفيج والفوج: الجماعة من الناس، فأما الفيج: فإنه مخفف من الفيِّج، تقول: فاج يفوج فهو فَيِّج، كما تقول: هان يهون فهو هيِّن، ثم تخففه فتقول: هَيْن، هكذا قال الأزهري، وأما الفوج، فهو على أصله من الواو بغير تخفيف، وإنما احتاج إلى التقدير المذكور في الفيج لأجل الياء.
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
في المطبوع أخرجه رزين.
قلت: ذكر السخاوي في المقاصد الحسنة طرف منه بلفظ: «مثل أمتي مثل المطر لا يدري أوله خير أم آخره» . وقال الترمذي من حديث حماد بن يحيى الأبح، وأبو يعلى في مسنده من حديث يوسف الصفار. كلاهما - عن ثابت البناني عن أنس به مرفوعا -، وذكره الدارقطني في سنده حديث مالك من رواية هشام ابن عبد الله عن مالك عن الزهري عن أنس به، وكذا أورده أبو الحسن بن القطان صاحب ابن ماجة في العلل له من حديث هشام وقال: انفرد به ولا نعلم له علة، وأخرجه الخطيب أيضا في الرواة عن مالك له كذلك، وقال: إنه غريب جدا من حديث مالك تفرد به هشام يعني عنه، ولم يتابع عليه، وله شاهد عن عمر بن ياسر أخرجه ابن حبان في «صحيحه» من حديث عبيد بن سليمان الأغر، عن أبيه عنه مرفوعا به، وفي لفظ عند الطبراني في الكبير من حديث عمار: مثل أمتي كالمطر يجعل الله في أوله خيرا وفي آخره خيرا. وفي الباب أيضا عن عمران بن حصين أخرجه البزار بسند حسن، قال إنه لا يروى عن النبي -صلى الله عليه وسلم- بإسناد أحسن من هذا، وعن ابن عمر عند الطبراني، وعن عبد الله بن عمرو عند الطبراني أيضا وأشار إليه ابن عبد البر، وقال: إن الحديث حسن، وقول النووي في فتاويه: إنه ضعيف متعقب، ولابن عساكر في تاريخه من جهة ابن أبي مليكة عن عمرو بن عثمان رفعه مرسلا: أمتي أمة مباركة لا يدري أولها خير أو آخرها.(9/202)
6773 - () أبي بن كعب - رضي الله عنه - قال: «بَشِّرهذه الأمة - وروي: بشر الأئمة - بالسَّناء والنَّصر والتمكين، ومَن عمل منهم عمل الآخرة للدنيا، لم يكن له في الآخرة نصيب» أخرجه ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وقد رواه أحمد في " المسند " 5 / 134، وابن حبان في " صحيحه "، والحاكم 4 / 311، وهو حديث صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن: في المطبوع أخرجه رزين.
قلت: وهو عند أحمد.
1- أخرجه (5/134) قال: حدثنا عبد الرزاق. وفيه قال: حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي، قال: حدثنا معتمر بن سليمان، وعبد الله بن أحمد (5/134) قال: حدثنا علي بن الحسين الواسطي، قال: حدثنا يحيى بن يمان. ثلاثتهم - عبد الرزاق، ومعتمر، ويحيى - عن سفيان، عن أبي سلمة المغيرة بن مسلم السراح. وأخرجه أحمد (5/134) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، وعبد الله بن أحمد (5/134) قال: حدثني عبد الواحد بن غياث. كلاهما - قال: حدثنا عبد العزيز بن مسلم -. كلاهما المغيرة بن مسلم، وعبد العزيز - عن الربيع بن أنس.
2-وأخرجه عبد الله بن أحمد (5/134) قال: حدثنا محمد بن عبد الرحيم البزاز، قال: حدثنا قبيصة، قال: حدثنا سفيان، عن أيوب. كلاهما - الربيع، وأيوب - عن أبي العالية، فذكره.(9/203)
النوع العاشر
6774 - (خ م) المغيرة بن شعبة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «لا يزال ناس من أمتي ظاهرين حتى يأتيَهم أمْرُ الله وهم ظاهرون» .
قال أبو عبد الله: هم أهل العلم. أخرجه البخاري ومسلم.
وفي رواية «لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين ... وذكره» . [ص:204]
وفي أخرى «لن يزال قوم من أمتي ظاهرين على الناس ... وذكره» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 13 / 249 في الاعتصام، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق يقاتلون "، وفي الأنبياء، باب سؤال المشركين أن يريهم النبي صلى الله عليه وسلم آية فأراهم انشقاق القمر، وفي التوحيد، باب قول الله تعالى: {إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون} ، ومسلم رقم (1921) في الإمارة، باب قوله صلى الله عليه وسلم: " لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين عل الحق لا يضرهم من خالفهم ".
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (4/244) قال: حدثنا يعلى بن عبيد أبو يوسف. وفي (4/248) قال: حدثنا يزيد. وفي (4/252) قال: حدثنا يحيى. والدارمي (2437) قال: أخبرنا جعفر بن عون. والبخاري (4/252) قال: حدثنا عبد الله بن أبي الأسود، قال: حدثنا يحيى. وفي (9/125) وفي خلق أفعال العباد (29) قال: حدثنا عبيد الله بن موسى. وفي (9/166) قال: حدثنا شهاب بن عباد، قال: حدثنا إبراهيم بن حميد. ومسلم (6/53) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع (ح) وحدثنا ابن نمير، قال: حدثنا وكيع، وعبدة (ح) وحدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا مروان، يعني الفزاري. (ح) وحدثنيه محمد بن رافع، قال: حدثنا أبو أسامة.
عشرتهم - يعلى، ويزيد، ويحيى القطان، وجعفر بن عون، وعبيد الله، وإبراهيم بن حميد، ووكيع، وعبدة بن سليمان، ومروان، وأبو أسامة - عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، فذكره.(9/203)
6775 - (م) سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «لا يزال أهل الغرب (1) ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعة» أخرجه مسلم (2) .
__________
(1) قال ابن المديني: المراد بهم: العرب، وقال آخرون: المراد به: الغرب من الأرض، وقال معاذ: هم بالشام، وجاء في حديث آخر: ببيت المقدس.
(2) رقم (1925) في الإمارة، باب قوله صلى الله عليه وسلم: " لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق ".
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مسلم (6/54) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: أخبرنا هشيم، عن داود بن أبي هند، عن أبي عثمان، فذكره.(9/204)
6776 - (م ت د) ثوبان: قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق، لا يضرُّهم مَن خَذَلهم حتى يأتيَ أمْرُ الله وهم كذلك» أخرجه مسلم.
وأخرجه أبو داود في جملة حديث، وهو مذكور في «المعجزات» من «كتاب النبوة» . وأخرجه الترمذي في جملة حديث، وهو مذكور في «كتاب الفِتَن» (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (1920) في الإمارة، باب قوله صلى الله عليه وسلم: " لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق "، وأبو داود رقم (4252) في الفتن، باب ذكر الفتن ودلائلها، والترمذي رقم (2177) و (2230) في الفتن، باب ما جاء في سؤال النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثاً لأمته، وباب ما جاء في الأئمة المضلين.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1-أخرجه أحمد (5/278) قال: حدثنا سليمان بن حرب. وفي (5/279) قال:حدثنا يونس. ومسلم (6/52) قال: حدثنا سعيد بن منصور، وأبو الربيع العتكي،وقتيبة بن سعد، وأبو داود (4252) قال: حدثنا سليمان بن حرب، ومحمد بن عيسى،والترمذي (2229) قال:حدثنا قتية بن سعيد.
ستتهم (سليمان، ويونس،وسعيد،وأبو الربيع، وقتيبة ومحمد بن عيسى - عن حماد بن زيد، عن أيوب.
2- وأخرجه ابن ماجة (10و3952) قال:حدثنا هشام بن عمار، قال:حدثنا محمد شعيب، قال:حدثنا سيعد بن بشير، عن قتادة.
كلاهما - أيوب وقتادة - عن أبي قلابة،عن أبي أسماء،فذكره.(9/204)
6777 - (خ م) معاوية [بن أبي سفيان - رضي الله عنه -] قال - وهو يخطب - سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «لا تزال من أمتي أمَّة قائمة بأمر الله لا يضرهم مَن خَذَلهم ولا مَن خالَفَهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك» .
قال ابن يُخامِر: سمعت معاذاً يقول: هم أهل الشام - أو بالشام - فقال معاوية: هذا مالك بن يخامر يزعم أنه سمع معاذا يقول: وهم بالشام.
وفي رواية قال: قال لي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَن يُرِدِ الله به خَيْراً يُفَقِّهْهُ في الدِّين، ولا تزالُ عِصَابة من المسلمين يقاتلون على الحق: ظاهرين على من ناوَأهُمْ إلى يوم القيامة» أخرجه البخاري ومسلم (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ناوأهم) المناوأة: المعاداة.
__________
(1) رواه البخاري 13 / 250 في الاعتصام، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق يقاتلون "، وفي الأنبياء، باب سؤال المشركين أن يريهم النبي صلى الله عليه وسلم انشقاق القمر، وفي التوحيد، باب قول الله تعالى: {إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون} ، ومسلم رقم (1037) في الزكاة، باب النهي عن المسألة، وفي الإمارة، باب قوله صلى الله عليه وسلم: " لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق ".
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (4/101) قال: حدثنا أبو سلمة الخزاعي، قال: أخبرنا ليث،يعني ابن سعيد،عن يزديد بن الهاد، عن عبد الوهاب بن أبي بكر، والدارمي (230) قال: أخبرنا عبد الله بن صالح،قال: حدثني الليث،عن يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد، عن عبد الوهاب، والبخاري (1/27) قال:حدثنا سعيد بن عفير،قال: حدثنا ابن وهب،عن يونس. وفي (4/103) قال:حدثنا حبان بن موسى، قال: أخبرنا عبد الله، عن يونس. وفي (9/125) قال:حدثنا إسماعيل، قال: حدثنا ابن وهب، عن يونس، ومسلم (3/95) قال: حدثني حرملة بن يحيى،قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس.
كلاهما - عبد الوهاب، ويونس - عن ابن شهاب الزهري، عن حميد بن عبد الرحمن، فذكره.
أخرجه أحمد (4/93) .ومسلم (6/53) قال:حدثني إسحاق بن منصور.
كلاهما- أحمد، وإسحاق - عن كثير بن هشام، قال:حدثنا جعفر وهو ابن برقان، قال: حدثنا يزيد بن الأصم. فذكره.
وعن معبد الجهني،قال: كان معاية قلما يحدث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: فكان قلما يكاد أن يدع يومي الجمعة هؤلاء الكلمات، أن يحدث بهن عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «من يرد الله به خيرات يفقهه في الدين، وإن هذا المال حلو خضر، فمن يأخذه بحقه يبارك له فيه، وإياكم والتمادج فإنه الذبح» .
أخرجه أحمد (4/92) قال:حدثنا عفان، قال: حدثنا شعبة. وفي (4/93) قال:حدثنا محمد بن جعفر، قال:حدثنا شعبة. (ح) وحجاج، قال: أخبرنا شعبة. وفي (4/98) قال:حدثنا يزيد، قال: أخبرنا إبراهيم بن سعد. وفي (4/99) قال:حدثنا يعقوب، عن إبراهيم بن سعد، وابن ماجة (3743) قال:حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة،قال: حدثنا غندر،عن شعبة.
كلاهما - شعبة،وإبراهيم بن سعد - عن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف،عن معبد الجهني، فذكره.
(*) رواية ابن ماجة مختصرة على: «إباكم والتمادح فإنه الذبح» .
وعن عبد الله بن عامر اليحصبي،قال:سمعت معاويةيقول: إياكم وأحاديث، إلا حديثا كان في عهد عمر، فإن عمر كان يخيف الناس في الله عز وجل، سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو يقول: «من يرد الله هـ خيرا يفقهه في الدين» وسمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «إنما أنا خازن فمن أعطيته عن طيب نفس، فيبارك له فيه، ومن أعطيته عن مسألة وشره، كان كالذي يأكل ولا يشبع» .
أخرجه أحمد (4/97 و100) قال: حدثنا يحيى بن إسحاق، قال: حدثنا ابن لهيعة، عن جعفر بن ربيعة، وفي (4/99) قال:حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن معاوية بن صلاح، ومسلم (3/94) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال:حدثنا زيد بن الحباب،قال: أخبرني معاوية بن صالح.
كلاهما - جعفر بن معاوية، عن ربيعة بن يزيد الدمشقي، عن عبد الله بن عامر، فذكره.
(*) وزاد عبد الرحمن بن مهدي في روايته: « ... لا تزال أمة من أمتي ظاهرين على الحق لايضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون على الناس» .
(*) وأخرجه أحمد (4/97) قال:حدثنا يحيى بن إسحاق. قال: أخبرنا ابن لهيعة، عن جعفر بن ربيعة، عن ربيعة بن يزيد، عن عامر بن عبد الله اليحصبي - قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: قال أبي:كذا قال: يحيى بن إسحاق، وإنما هو عبد الله بن عامر اليحصبي- قال: سمعت معاوية بن أبي سفيان يقول: سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: «لاتزال طائفة من أمتي على الحق، لايبالون من خالفهم، أو خذلهم حتى يأتي أمر الله عز وجل» .(9/205)
6778 - (ت) معاوية بن قرة: عن أبيه - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إذا فَسَدَ أهْلُ الشام فلا خير لكم، ولا تزال طائفة من أمتي منصورين، لا يضرهم مَنْ خَذَلَهُم حتى تقوم الساعة» . [ص:206]
قال [ابن] المديني: هم أصحاب الحديث. أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2193) في الفتن، باب ما جاء في الشام، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال، وقال الترمذي: وفي الباب عن عبد الله بن حوالة، وابن عمر، وزيد بن ثابت وعبد الله بن عمرو.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: أخرجه أحمد (3/436و5/35) قال: حدثنا يزيد. وفي (3/436 و 5/34) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (5/34) قال: حدثنا محمد بن جعفر وابن ماجة (6) قال: حدثا محمد ابن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر. والترمذي (2192) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا أبو داود.
أربعتهم - يزيد بن هارون، ويحيى القطان، وابن جعفر، وأبو داود الطيالسي - عن شعبة، عن معاوية بن قرة، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث صحيح.(9/205)
6779 - (د) عمران بن حصين - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين على من ناوأهم حتى يقاتل آخرُهم المسيحَ الدَّجال» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (2484) في الجهاد، باب في دوام الجهاد، وهو حديث صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: أخرجه أحمد (4/429) قال:حدثنا بهز. وفي (4/437) قال:حدثنا أبو كامل وعفان، وأبو داود (2484) قال:حدثنا موسى بن إسماعيل.
أربعتهم - بهز،وأبوكامل،وعفان،وموسى - عن حماد بن سلمة، عن قتادة، عن مطرف، فذكره..(9/206)
النوع الحادي عشر
6780 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «من أشدّ أمَّتي لي حُبّاً ناس يكونون بَعدِي يَوَدُّ أحدُهم لو رآني بأهله وماله» أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (2832) في صفة الجنة، باب فيمن يود رؤية النبي صلى الله عليه وسلم بأهله وماله.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مسلم في صفة الجنة والنار عن قتيبة،وعن يعقوب عن إسماعيل بن أبي أويس، عن سليمان بن بلال فذكره تحفة الأشراف (9/423) .(9/206)
6781 - () أبو عبيدة بن الجراح - رضي الله عنه - قال: «تَغَدَّيْنَا مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، فقلت: يا رسول الله، أحد خير مِنَّا؟ آمَنَّا بك، وجَاهَدْنا معك؟ قال: نعم، قَوْم يؤمِنون بي ولم يَرَوْني» أخرجه ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وقد رواه الدارمي 2 / 308 في الرقاق، باب في فضل آخر هذه الأمة، وفي سنده خالد بن دريك لم يوثقه غير ابن حبان، وباقي رجاله ثقات.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
في المطبوع أخرجه رزين: قلت: أخرجه الدارمي (ح2744) قال: أخبرنا أبو المغيرة، قال: حدثنا الأوزاعي، قال: حدثنا أسيد بن عبد الرحمن، عن خالد بن دريك، وعن ابن محيريز، قال: قلت لأبي جمعة،رجلا من الصحابة،حدثنا حديثا سمعته من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: نعم أحدثك حديثا جيدا، فذكره.
قلت: فيه خالد بن دريك قال عنه الحافظ في التهذيب (3/87) : ذكره ابن حبان في الثقات: هكذا ثم ذكر خالد بن دريك الشامي في أتباع التابعين، فالظاهر أنهما اثنان عنده، قلت: الراجح أنه واحد.(9/206)
6782 - (خ م ط س) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- أتى المقبرةَ، فقال: السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وإنا إن شاء الله بكم لاحِقُون، وَدِدْتُ أنَّا قد رأينا إخواننا، قالوا: أوَلسْنا إخْوَانَكَ يا رسول الله؟ قال: أنتم أصحابي، وإخوانُنا الذين لم يأتوا بَعْدُ، قالوا: كيف تَعْرِفُ مَنْ لَمْ يأتِ بَعْدُ من أمتك يا رسول الله؟ قال: أرأيت لو أن رَجُلاً له خَيْل غُرّ مُحَجَّلَة بين ظَهْرَي خَيْل دُهْم بُهْم، ألا يعرِف خيلَه؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: فإنهم يأتون غُرّاً مُحَجَّلِين من الوضوء، وأنا فرطهم على الحوض، فَليُذادَنَّ رجال عن حوضي، كما يُذَاد البعير الضالُّ، أناديهم: ألا هَلُمَّ، فيقال: إنهم قد بَدَّلوا بعدَك؟ فأقول: سُحْقاً، سحقاً. هذه رواية مسلم.
وقد أخرج هو والبخاري روايات تتضمَّن ذِكْر الوضوء وإسباغه، وذِكر الحوض، وذُكِرَ بعضها في «كتاب الوضوء» من «كتاب الطهارة» وبعضها يَرِدُ في ذِكْر الحوض من «كتاب القيامة» من حرف القاف.
وفي رواية «الموطأ» بعد قوله: «الذين لم يأتوا بَعْدُ» : «وأنا فرطهم على الحوض» وفيه «أُناديهم: ألا هَلُمَّ، ألا هَلُمَّ [ألا هَلُمَّ] » وفيه «سُحْقاً» مرة ثالثة، وأخرجه النسائي إلى قوله: «عَلى الحَوْضِ» (1) .
[ص:208]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(بهم) البُهم: جمع بهيم، وهو اللون الواحد الذي لا يشاركه فيه لون آخر، أسود كان أوغيره.
(ليُذادنَّ) ذُدت فلاناً عن كذا: إذا دفعتَه عنه، أذوده ذوداً.
(سُحْقاً) : تقول، أي: بعداً له. والسحق: البعد.
__________
(1) رواه البخاري 1 / 207 في الوضوء، باب فضل الوضوء والغر المحجلون، ومسلم رقم (249) في الطهارة، باب استحباب إطالة الغرة والتحجيل في الوضوء، والموطأ 1 / 28 - 30 في الطهارة، باب جامع الوضوء، والنسائي 1 / 93 - 95 في الطهارة، باب حلية الوضوء.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مالك (الموطأ) (44) وأحمد (2/300) قال: حدثنامحمد بن جعفر قال: حدثنا شعبة. وفي (2/375) قال: حدثنا إسحاق بن عيسى قال: أنبأنا مالك. وفي (2/ 408) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم. ومسلم (1/150و151،) قال: حدثنا يحيى بن أيوب وسريج بن يونس وقتيبة بن سعيد وعلي بن حجر، جميعا عن إسماعيل بن جعفر. (ح) وحدثنا قتيبة بن سعيد قال: حدثنا عبد العزيز، يعني الدراوردي. (ح) رحدثني إسحاق بن موسى الأنصاري. قال: حدثنا معن. قال: حدثنا مالك، وأبو داود (3237) قال: حدثنا القعنبي، عن مالك، وابن ماجة (4306) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. والنسائي (1/93) وفي الكبرى (142) قال: أخبرنا قتيبة، عن مالك. وابن خزيمة (6) قال: حدثنا علي بن حجر السعدي، قال: حدثنا إسماعيل، يعني ابن جعفر ح وحدثنا يونس بن عبد الأعلى. قال: أخبرنا ابن وهب، أن مالك بن أنس حدثه. (ح) وحدثنا بندار. قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة (ح) وحدثنا أبو موسى. قال: حدثني محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة (ح) وحدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي. قال: أخبرنا ابن علية، وعن روح بن القاسم.
ستتهم - مالك، وشعبة، وعبد الرحمن بن إبراهيم، وإسماعيل بن جعفر، وعبد العزيز الدراوردي، وروح ابن القاسم - عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، فذكره.
(*) الروايات مطولة ومختصرة.(9/207)
6783 - (ت) عبد الله بن بُسر - رضي الله عنه -: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «أُمَّتي يوم القيامة غُرٌّ من السجود مُحَجَّلُون من الوضوء» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (607) في الصلاة، باب ما ذكر من سيما هذه الأمة يوم القيامة من آثار السجود والطهور، وهو حديث صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: أخرجه أحمد (4/189) قال: حدثنا أبو المغيرة. والترمذي (607) قال:حدثنا أبو الوليد أحمد بن بكار الدمشقي،قال: حدثنا الوليد بن مسلم.
كلاهما - أبو المغيرة، والوليد - عن صفوان بن عمرو، عن يزيد بن خمير الرحبي، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه، من حديث عبد الله بن بسر.(9/208)
6784 - (خ) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: « {كنتم خير أمة أخرجت للناس} [آل عمران: 110] قال: خيرُ الناس للناس يأتون بهم في السلاسل في أعناقهم حتى يدخلوا في الإسلام» . أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) 8 / 169 في تفسير سورة آل عمران، باب قوله تعالى: {كنتم خير أمة أخرجت للناس} .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (ح 4557) قال:حدثنا محمد بن بوسف، عن سفيان، عن ميسرة، عن أبي حازم،فذكره.(9/208)
6785 - (م) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال «إن الله عز وجل إذا أراد رحمةَ أمة من عباده قَبَضَ نَبِيَّها قبلها فجعله فَرَطاً وسَلفاً بين يديها، وإذا أراد هلاك أمة عذّبها، ونبيُّها حيّ، فأهلكها وهو ينظر، فأقرَّ عينه، بهلكتها حين كذبوه [وعَصَوْا أمرَه] » أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (2288) في الفضائل، باب إذا أراد الله تعالى رحمة أمة قبض نبيها قبلها.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مسلم. (7/65) قال:حدثت عن أبي أسامة، وممن روى ذلك عنه إبراهيم بن سعيد الجوهري. قال:حدثنا أبو أسامة، قال: حدثني برد بن عبد الله، عن أبي بردة، فذكره.(9/208)
الباب السادس من كتاب الفضائل والمناقب: في فضل جماعات متفرقة يأتي تفصيلهم، وفيه سبعة فصول
الفصل الأول: في فضل قريش
6786 - (م) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «الناسُ تبع لقريش في الخير والشرّ» أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (1819) في الإمارة، باب الناس تبع لقريش والخلافة في قريش.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (3/383) .ومسلم (6/2) قال: حدثني يحيى بن حبيب الحارثي.
كلاهما- أحمد،والحارثي - قالا: حدثنا روح،قال: حدثنا ابن جريج،قال: حدثني أبو الزبير، فذكره..
وبنحوه: أخرجه أحمد (3/331) قال:حدثنا أبو أحمد. وفي (3/379) قال: حدثنا الفضيل بن دكين، وأبو أحمد.
كلاهما- وأبو أحمد، والفضل- قالا:حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن أبي سفيان، فذكره.(9/209)
6787 - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «الناس تبع لقريش في هذا الشأن، مسلمُهم لمسلمهم، وكافرهم لكافرهم» أخرجه البخاري ومسلم (1) .
__________
(1) رواه البخاري 6 / 385 في الأنبياء، باب المناقب، ومسلم رقم (1818) في الإمارة، باب الناس تبع لقريش والخلافة في قريش.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه الحميدي (1044 و1045) وأحمد (2/242) قالا:حدثنا سفيان. وفي (2/257) قال أحمد: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا محمد. وفي (2/418) قال:حدثنا قتيبة. قال: حدثنا المغيرة بن عبد الرحمن القرشي. والبخاري (4/217) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا المغيرة ومسلم (6/2) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب وقتيبة بن سعيد. قالا: حدثنا المغيرة، يعنيان الحزامي. (ح) زهير بن حرب وعمرو الناقد، قالا: حدثنا سفيان بن عيينة. وفي (7/181) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. قال:حدثنا المغيرة بن عبد الرحمن الحزامي.
ثلاثتهم - سفيان بن عيينة، ومحمد بن إسحاق، والمغيرة بن عبد الرحمن القرشي الحزامي - عن أبي الزناد، عن الأعرج،فذكره.
وأخرجه أحمد (2/319) . ومسلم (6/2) قال حدثنا محمد بن رافع.
كلاهما - أحمد بن حنبل، وابن رافع - عن عبد الرزاق بن همام، قال: حدثنا معمر، عن همام بن منبه، فذكره.(9/209)
6788 - (ت) سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم [ص:210] قال: «من أراد هَوَان قريش أهانه الله» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3902) في المناقب، باب مناقب الأنصار وقريش، وإسناده ضعيف، وقال الترمذي: هذا حديث غريب.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (1/183) (1587) قال: حدثنا أبو كامل، قال: حدثنا إبراهيم بن سعد، قال: حدثني صالح بن كيسان، عن ابن شهاب، عن محمد بن أبي سفيان بن العلاء بن جارية، عن محمد بن سعد، فذكره.
(*) وأخرجه الترمذي (3905) قال: حدثنا أحمد بن الحسن، قال: حدثنا سليمان بن داود الهاشمي، قال حدثنا إبراهيم بن سعد، قال: حدثني صالح بن كيسان، عن الزهري، عن محمد بن أبي سفيان، عن يوسف بن الحكم، عن محمد بن سعد، فذكره.
قال الترمذي: حدثنا عبد بن حميد، قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد، قال: حدثني أبي، عن صالح عن كيسان، عن ابن شهاب، بهذا الإسناد، نحوه.
(*) وأخرجه أحمد (1/171) (1473) قال: حدثنا يعقوب، وسعد. وفي (1/183) (1586) قال: حدثنا أبوكامل.
ثلاثتهم - يعقوب، وسعد، وأبوكامل - عن إبراهيم بن سعد، عن صالح عن ابن شهاب، قال: حدثني محمد بن أبي سفيان بن العلاء بن جارية، أن يوسف بن الحكم أبا الحجاج، أخبره أن سعد بن أبي وقاص، فذكره. ولم يذكر محمد بن سعد.
وقال الترمذي: هذا حديث غريب من هذا الوجه.(9/209)
6789 - (ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «اللهم أذَقْت أوَّلَ قريش نكالاً، فأذِقْ آخرَها نوالاً» أخرجه الترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(نكالاً) : النَّكال: العذاب والمشقة
(نوالاً) : النَّوْل والنوال: العطاء.
__________
(1) رقم (3904) في المناقب، باب مناقب الأنصار وقريش، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب، وهو كما قال.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن أخرجه أحمد (1/242) (2170) قال:حدثنا يحيى بن سيعد الأموي، والترمذي (3908) قال: حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا أبو يحيى الحماني (ح) وحدثنا عبد الوهاب الوراق.،قال: حدثنا يحيى بن سعيد الأموي.
كلاهما- يحيى بن سعيد، وأبو يحيى - عن الأعمش. عن طارق بن عبد الرحمن، عن سعيد بن جبير، فذكره.
وقال الترمذي: هذا جديث حسن صحيح غريب.(9/210)
6790 - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «نساءُ قريش خيرُ نساء رَكِبْنَ الإبل، أحْناهُ على طفل في صِغره، وأرعاه على زوج في ذات يده، ويقول أبو هريرة على إثر ذلك: ولم تركب مريم بنتُ عمران بعيراً قطُّ، ولو علمتُ أنها ركبتْ بعيراً ما فَضَّلْتُ عليها أحداً» .
وفي رواية: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- خَطَبَ أمّ هانئ بنت أبي طالب، فقالت: يا رسولَ الله إني قد كَبِرْتُ ولِيَ عِيَال، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «خيرُ نِسَاء [ص:211] رَكِبْنَ الإبل ... » وذكر الحديث.
وفي رواية: «خير نساء ركبن الإبل صالحُ نساء قريش ... وذكر الحديث» أخرجه البخاري ومسلم (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أحناه على طفل) أحناه، أي: أعطفه، وأشفقه، يقال: حَنا عليه يحنو، وحنَى يَحني: إذا أشفق وعطف عليه
(وأرعاه على زوج) من المراعة والحفظ والاحتياط والرفق به وتخفيف الكُلَف والأثقال عنه.
(في ذات يده) أي: فيما يملك من مالٍ وأثاثٍ وغيره.
__________
(1) رواه البخاري 9 / 107 في النكاح، باب إلى من ينكح وأي النساء خير، وفي النفقات، باب حفظ المرأة زوجها في ذات يده والنفقة، ومسلم رقم (2527) في فضائل الصحابة، باب من فضائل نساء قريش.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الحميدي (1047) . والبخاري (7/85) قال: حدثنا علي بن عبد الله، ومسلم (7/181) و (182) قال: حدثنا ابن أبي عمر. (ح) وحدثنا عمرو الناقد.
أربعتهم - الحميدي، وعلي بن عبد الله، وابن أبي عمر، وعمرو الناقد - قالوا: حدثنا سفيان. قال: حدثنا أبو الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة. ح وحدثنا بن طاووس، عن أبيه عن أبي هريرة، فذكراه
(*) أخرجه أحمد (2/269) . ومسلم (7/182) قال: حدثني محمد بن رافع وعبد بن حميد.
ثلاثتهم - أحمد بن حنبل، ومحمد بن رافع، وعبد بن حميد - عن عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر، عن ابن طاووس، عن أبيه، عن أبي هريرة فذكره.
(*) وأخرجه أحمد (2/393) قال: حدثنا أبو أحمد الزبيري. قال: حدثنا سفيان. وفي (2/449) قال: حدثنا يزيد. قال: أخبرنا محمد. والبخاري (7/7) قال: حدثنا أبو اليمان. قال: أخبرنا شعيب.
ثلاثتهم - سفيان، ومحمد بن إسحاق، وشعيب - عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، فذكره.
والرواية الثانية:
أخرجها أحمد (2/269 و275) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر. ومسلم (7/182) قال: حدثني حرملة بن يحيى. قال: أخبرنا ابن وهب. قال أخبرني يونس. (ح) وحدثني محمد بن رافع وعبد ابن حميد. قال: عبد: أخبرنا وقال ابن رافع: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر. والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (10/13260) عن كثير بن عبيد، عن محمد بن حرب، عن الزبيدي.
ثلاثتهم - معمر، ويونس، ومحمد بن الوليد الزبيدي - عن ابن شهاب الزهري، عن سعيد بن المسيب، فذكره.
عن علي بن رباح، قال: سمعت أبا هريرة (يقول: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «خير نساء ركبن الإبل نساء قريش، أحناه على والد في صغره، وأرفقه بزوج على قلة ذات يده، ثم قال: أبو هريرة) وقد علم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن ابنة الخطاب لم تركب الإبل» .
أخرجه أحمد (2/536) قال: حدثنا زيد بن الحباب. قال: حدثنا موسى بن علي. قال: سمعت أبي يقول: فذكره.
وبلفظ: «خير نساء ركبن الإبل صالح نساء قريش. أحناه على ولدِ في صغره، وأرعاه على زوج في ذات يده»
أخرجه أحمد (2/319) . ومسلم (7/182) قال: حدثني محمد بن رافع وعبد بن حميد.
ثلاثتهم - أحمد بن حنبل، ومحمد بن رافع، وعبد بن حميد - عن عبد الرزاق بن همام، قال: أخبرنا معمر. عن همام بن منبه، فذكره.
وأخرجه مسلم (7/182) قال: حدثني أحمد بن عثمان بن حكيم الأودي قال: حدثنا خالد، يعني ابن مخلد. قال: حدثني سليمان، وهو ابن بلال قال: حدثني سهيل، عن أبيه فذكره.(9/210)
6791 - (م) عبد الله بن مطيع: عن أبيه، قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول يوم فتح مكة: «لا يُقْتَلُ قَرَشِيٌّ صبراً بعد هذا اليوم إلى يوم القيامة» وفي رواية نحوه وزاد، قال: «ولم يكن أسلم أحد من عُصاة قريش غير مطيع، وكان اسمه العاصي، فسماه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- مطيعاً» أخرجه مسلم (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(لا يقتل قُرشيٌّ صبراً) : أصل الصبر: الحبس، وقالوا:: قُتِل فلان [ص:212] صبراً أي: قتل وهو مأسور. ولم يقتل في معركة ولا خلسة، قال الحميدي وقد تأول بعضهم هذا الحديث، فقال معناه: لا يقتل قرشي بعد هذا اليوم صبراً إلى يوم القيامة، وهو مرتد عن الإسلام ثابت على الكفر، إذ قد وُجِدَ من قريش من قتل صبراً فيما سبق ومضى من الزمان بعد النبي - صلى الله عليه وسلم-. ولم يوجد منهم من قتل صبراً وهو ثابت على الكفر، هذا على أن الرواية، «لا يقتلُ» مرفوعاً، وأن الكلام نفي، فلو كان مجزوماً على النهي لصح، وكان أوجه، فكأنه - صلى الله عليه وسلم- نهى أن يقتل قرشي صبراً إلى يوم القيامة.
__________
(1) رقم (1782) في الجهاد، باب لا يقتل قرشي صبراً بعد الفتح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (3/412و4/213) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا زكريا. وفي (3/412 و4/213) قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، قال: حدثني شعبة بن الحجاج بن عبد الله بن أبي السفر. وفي (3/412و4/213) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن زكريا. والدارمي (2391) قال: أخبرنا جعفر بن عون، عن زكريا. والبخاري عن الأدب المفرد (826) قال: حدثنا مسدد، قال حدثنا يحيى بن سعيد، عن زكريا. ومسلم (5/173) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا علي بن مسهر، ووكيع، عن زكريا، (ح) وحدثنا ابن نمير، قال: حدثنا أبي، قال: " حدثنا زكريا.
كلاهما - زكريا، وعبد الله بن أبي السفر - عن عامر الشعبي، قال: أخبرني عبد الله بن مطيع، فذكره.
(*) أخرجه أحمد (3/412، 4/213) قال: حدثنا معاوية بن هاشم أبو الحسن، قال: حدثنا شيبان، عن فراس. الدارمي (2392) قال: حدثنا يعلى، قال حدثنا زكريا.
كلاهما - فراس، وزكريا - عن عامر الشعبي قال: قال مطيع بن الأسود، فذكره. ليس فيه - عبد الله بن مطيع.(9/211)
الفصل الثاني: في فضائل قبائل مخصوصة من العرب أسلم، وغِفار، ومُزينة، وجُهينة، وأشجع
6792 - (خ م ت) أبو بكرة - رضي الله عنه - قال: «قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «أرَأيتم إن كان جُهينة، ومزينةُ، وأسلمُ، وغِفارُ، خيراً من بني تميم، وبني أسد، ومن بني عبد الله ابن غَطَفان، ومن بني عامر بن صعصعة؟ فقال رجل: خَابُوا وخَسِروا، فقال: هم خَير من بني تميم، وبني أسد، ومن بني عبد الله بن غطفان، ومن بني عامر بن صعصعة» . [ص:213]
وفي رواية: أن الأقرع بن حابس، قال للنبي - صلى الله عليه وسلم-: «إنما بايعك سُرَّاقُ الحجِيجِ مِنْ أسلَم، وغِفار، ومُزَيْنَةَ - وأحسبه: وجُهَيْنةَ - شك ابن أبي يعقوب - قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: أرأيت إن كان أسلمُ، وغِفارُ، ومزينةُ - وأحسبه: وجهينةُ - خيراً من بني تميم، وبني عامر، وبني أسد، وغطفان، أخَابُوا وخَسِروا؟ قال: نعم، قال: فوالذي نفسي بيده إنهم لأخْيَرُ منهم» وفي رواية: قال شعبة: حدثني سيدُ بني تميم محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب الضَّبيُّ ... وذكره» .
أخرجه البخاري ومسلم.
ولمسلم مختصراً: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «أسلم، وغفار، ومزينة، وجهينة، خير من بني تميم، ومن [بني] عامر والحليفين: من بني أسد وغطفان» من غير شك في جهينة.
وفي رواية الترمذي: قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «أسلمُ، وغفارُ، ومزينةُ: خير من بني تميم، وأسد، وغطفان، وبني عامر بن صعصعة - يمدُّ بها صوته - فقال القوم: قد خابو وخسروا؟ قال: فهم خير منهم» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 6 / 397 في الأنبياء، باب ذكر أسلم وغفار ومزينة وجهينة وأشجع، وفي الأيمان والنذور، باب كيف كانت يمين النبي صلى الله عليه وسلم، ومسلم رقم (2522) في فضائل الصحابة، باب من فضائل غفار وأسلم وجهينة وأشجع ومزينة وتميم ودوس وطيء، والترمذي رقم (3947) في المناقب، باب مناقب غفار وأسلم وجهينة ومزينة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (5/36) قال: حدثنا عبد الرحمن. وفي (5/39) قال: حدثنا وكيع. والبخاري (4/220) قال: حدثنا قبيصة. (ح) وحدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا ابن مهدي. ومسلم (7/180) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو كريب، قالا: حدثنا وكيع. والترمذي (3952) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا أبو أحمد.
أربعتهم - عبد الرحمن بن مهدي، ووكيع، وقبيصة، وأبو أحمد - عن سفيان، عن عبد الملك بن عمير.
2- وأخرجه أحمد (5/41) قال: حدثنا محمد بن جعفر، والبخاري (4/221) قال: حدثني محمد بن بشار.، قال: حدثنا غندر وفي (8/161) قال: حدثني عبد الله بن محمد بن قال: حدثنا وهب. ومسلم (7/179) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا غندر (ح) وحدثنا محمد بن المثنى. وابن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر. وفي (7/180) قال: حدثني هارون بن عبد الله، قال: حدثنا عبد الصمد.
ثلاثتهم - محمد بن جعفر غندر، ووهب بن جرير، وعبد الصمد بن عبد الوارث - قالوا: حدثنا شعبة، عن محمد بن أبي يعقوب الضبي.
3- وأخرجه أحمد (5/48) قال: حدثنا محمد بن جعفر ومسلم (7/180) قال: حدثنا نصر بن علي الجهضمي، قال: حدثنا أبي (ح) حدثنا محمد بن المثنى.، وهارون بن عبد الله، قالا: حدثنا عبد الصمد ح وحدثنيه عمرو الناقد، قال: حدثنا شبابة بن سوار.
أربعتهم - محمد بن جعفر، وعلي الجهضمي، وعبد الصمد. وشبابة - قالوا: حدثنا شعبة، عن أبي بشر.
4- وأخرجه أحمد (5/50) قال أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد: وجدت هذه الأحاديث في كتاب أبي بخط يده حدثنا هوذة بن خليفة. وفي (5/51) قال أبو عبد الرحمن: وجدت هذا الحديث في كتاب أبي بخط يده حدثناه عبيد الله بن محمد. والدارمي (2526) قال: حدثنا حجاج بن منهال.
ثلاتتهم -هوذة، وعبيد الله، وحجاج - عن حماد بن سلمة، عن علي بن زيد.
أربعتهم - عبد الملك، ومحمد بن أبي يعقوب، وأبو بشر، وعلي بن زيد - عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، فذكره.(9/212)
6793 - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه - أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «أسلَمُ: سالمها الله، وغِفارُ: غَفَرَ الله لها» . أخرجه البخاري ومسلم.
ولمسلم مثله، وزاد: «أما إني لم أقلها، ولكن الله عز وجل قالها» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(سالمها الله) يحتمل أن يكون دعاءً لها، أو إخباراً، وهو من المسالمة وترك الحرب، إما أن يسالمها الله، أو أن الله قد سالمها ولم يأمر بحربها، وكذلك «غفار غفر الله لها» يحتمل الوجهين.
__________
(1) رواه البخاري 6 / 396 في الأنبياء، باب ذكر أسلم وغفار ومزينة وجهينة وأشجع، ومسلم رقم (2515) و (2516) في فضائل الصحابة، باب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لغفار وأسلم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (4/220) قال: حدثنا محمد. ومسلم (7/177) قال: حدثنا محمد ابن المثنى وابن بشار وسويد بن سعيد وابن أبي عمر.
خمستهم - محمد- غير منسوب -،ومحمد بن المثنى، وابن بشار، وسويد، وابن أبي عمر - عن عبد الرحمن الثقفي،عن أيوب، عن محمد بن سيرين،فذكره
ورواية مسلم أخرجها مسلم (7/177) قال:حدثني حسين بن حريث. قال:حدثنا الفضل بن موسى، عن خثيم بن عراك، عن أبيه فذكره.
وبلفظ «غفار الله لها. وأسلم سالمها الله» .
أخرجه أحمد (2/417) قال:حدثنا قتيبة. قال: حدثنا المغيرة بن عبد الرحمن القرشي،والبخاري (2/33) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا مغيرة بن عبد الرحمن. ومسلم (7/177) قال: حدثني محمد ابن رافع، قال حدثنا شبابة قال: حدثني ورقاء
كلاهما - المغيرة، روقاء بن عمر- عن أبي الزناد، عن الأعرج،فذكره.
وبلفظ «أسلم سالمها الله،وغفار غفر الله لها.» .
أخرجها أحمد (2/469) قال:حدثنا عبد الرحمن. (ح) وأبو داود ومسلم (7/177) قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ. قال: حدثنا أبي (ح) وحدثنا محمد بن المثنى، قال حدثنا عبد الرحمن بن مهدي.
ثلاثتهم - عبد الرحمن بن مهدي، وأبو داود، ومعاذ - عن شعبة عن محمد بن ابن زياد - فذكره.(9/214)
6794 - (خ م ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «قريش، والأنصارُ، وجهينةُ، ومزينةُ، وأسلمُ، وأشجعُ، وغِفارُ: مَوَاليَّ، ليس لهم مولى دون الله ورسوله» .
كذا رواه سفيان الثوري عن سعد بن إبراهيم، وكذا رواه البخاري ومسلم من حديث سفيان، عن سعد بن إبراهيم، وقال البخاري في موضع آخر من كتابه: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا سفيان عن سعد بن إبراهيم، ثم قال: وقال يعقوب ابن إبراهيم، حدثنا أبي عن أبيه، قال: حدثني عبد الرحمن [ص:215] بن هُرْمز الأعرج، عن أبي هريرة قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «قريش، والأنصار، وجهينةُ، ومزينةُ، وأسلمُ، وأشجعُ، وغِفارُ، مَوَاليَّ، ليس لهم مولى دون الله ورسوله» .
قال الحميدي: وقد حكى أبو مسعود الدمشقي وغيره: أن البخاري حمل حديث يعقوب بن إبراهيم على حديث أبي نعيم عن سفيان، ويعقوب في حديثه إنما يقول: عن أبيه، عن صالح بن كيسان، عن الأعرج، عن أبي هريرة، أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «وَالَّذي نَفْسُ محمد بيده، لَغِفَارُ، وأسلمُ، ومزينةُ، ومن كان من جهينةَ - أو قال: وجهينةُ، ومن كان من مزينةَ - خير عند الله يوم القيامة من أسد، وطَيء، وغَطَفانَ، وهكذا أخرجه مسلم من حديث يعقوب، عن أبيه، عن صالح، عن الأعرج ... » فذكره بإسناده كما أوردناه، وهذا خلاف في المتن والإسناد، وأخرجا أيضاً نحواً من حديث محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، إلا أنه في رواية مسلم: من حديث إسماعيل بن عُلَيَّة، عن أيوب، عن محمد، عن أبي هريرة، عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- مسند، وهو عند البخاري من حديث حماد بن زيد، عن أيوب عنه، من قول أبي هريرة، لم يسنده، وهذا لفظ مسلم المسند: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لأسْلمُ، وغِفارُ، وشيء من مزينةَ - أو شيء من جهينةَ ومُزَينَةَ، خير عند الله، قال: أحسبه قال: يوم القيامة من أسد، وغَطَفَان، وهَوَازِن، وتميم» . [ص:216]
ولمسلم عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «أسلمُ، وغِفارُ، ومزينةُ ومن كان من جهينةَ - أو جُهينة - خَيْر من بني تميم، وبني عامر، والحليفين أسد وغَطَفَانَ» .
وفي رواية الترمذي: نحو الثالثة التي آخرها: «من أسد، وطيء، وغَطَفَان» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 6 / 395 في الأنبياء، باب ذكر أسلم وغفار ومزينة وجهينة وأشجع، ومسلم رقم (2520) و (2521) في فضائل الصحابة، باب من فضائل أسلم وغفار وجهينة ... ، والترمذي رقم (3945) في المناقب، باب مناقب غفار وجهينة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/291) قال: حدثنا يزيد. قال: أنبأنا المسعودي. وفي (2/388) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا بشر بن المفضل. قال: حدثنا عبد الرحمن بن إسحاق. وفي (2/467) قال: جدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثناشعبة. (ح) وحجاج. قال: أخبرنا شعبة. وفي (2/481) قال: حدثنا وكيع، عن سفيان (ح) وعبد الرحمن. قال: حدثنا سفيان، المعنى (ح) وأبو نعيم. وقال: حدثنا سفيان والدارمي (2525) قال: أخبرنا محمد بن يوسف، عن سفيان. والبخاري (4/218 و220) قال: حدثنا أبو نهيم. قال: حدثنا سفيان، ومسلم (7/178) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير. قال حدثنا أبي. قال: حدثنا سفيان (ح) وحدثنا عبيد الله بن معاذ. قال: حدثنا أبي. قال: حدثنا شعبة.
أربعتهم - المسعودي، وعبد الرحمن بن إسحاق، وشعبة، وسفيان - عن سعد بن إبراهيم، عن عبد الرحمن ابن هرمز الأعرج، فذكره.
(*) في رواية شعبة: «عن سعد بن إبراهيم، عن عبد الرحمن الأعرج فيما أعلم» شك شعبة.
وبلفظ «أسلم، وغفار، ومزينة، ومن كان من جهينة، أو جهينة خير من بني تميم، وبني عامر، والحليفين أسد، وغطفان» .
زاد في رواية محمد بن عمرو: « ... وهوازن، وتميم فإنهم أهل الخيل والوبر»
أخرجه أحمد (2/450) قال: حدثنا يزيد. قال أخبرنا محمد بن عمرو. وفي (2/468) قال: حدثنا محمد ابن جعفر. قال: حدثنا شعبة (ح) وحجاج. قال: أخبرنا شعبة، عن سعد ومسلم (7/178) قال: حدثنا محمد بن المثنى ومحمد ابن بشار. قال بن المثنى: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة، عن سعد ابن إبراهيم.
كلاهما 0 محمد بن عمرو، وسعد بن إبراهيم - عن أبي سلمة، فذكره.
وبلفظ «والله لأسلم، وغفار، وجهينة، ومزينة خير من الحليفين: أسد، وغطفان، ومن بني تميم، ومن بني عامر بن صعصعة. يمد بها صوته» .
وفي رواية: «والذي نفس محمد بيده لغفار، وأسلم، رمزينة، ومن كان من جهينة، أو قال: جهينة، ومن كان من مزينة خير عند الله يوم القيامة من أسد، وطيء، وغطفان» .
أخرجه الحميدي (1048) قال: حدثنا سفيان. قال: حدثنا أبو الزناد. وأحمد (2/369) قال: حدثنا علي. قال أخبرنا ورقاء، عن أبي الزناد. ومسلم (7/179) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا المغيرة، يعني الحزامي، عن أبي الزناد ح وحدثنا عمرو الناقد وحسن الحلواني وعبد بن حميد. قال عبد: أخبرني. وقال الآخران: حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد. قال: حدثنا أبي، عن صالح، والترمذي (3950) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا المغيرة بن عبد الرحمن، عن أبي الزناد.
كلاهما -أبو الزناد، وصالح بن كيسان - عن الأعرج، فذكره.
وبلفظ: «لأسلم، وغفار، وشيء من مزينة، وجهينة، أو شيء من جهينة، ومزينة خير عند الله. قال: أحسبه قال: يوم القيامة من أسد، وغطفان، وهوازن، وتميم.» .
أخرجه أحمد (2/230) قال: حدثنا إسماعيل، وفي (2/420 و422) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر. ومسلم (7/179) قال: حدثنا زهير بن حرب ويعقوب الدورقي. قالا: حدثنا إسماعيل، يعنيان ابن علية.
كلاهما- إسماعيل بن علية، ومعمر - عن أيوب، عن محمد بن سيرين فذكره.
(*) أخرجه البخاري (4/222) قال: حدثنا سليمان بن حرب. قال حدثنا حماد، عن أيوب، عن محمد، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال: أسلم وغفار، وشيء من مزينة ... نحوه.(9/214)
6795 - (خ م ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال - وهو على المنبر -: «غِفَارُ: غَفَرَ الله لها، وأسلمُ: سَالَمها الله، وعُصَيَّةُ، عَصَتِ الله ورسولَه» أخرجه البخاري ومسلم والترمذي ولمسلم روايات بمثله، ولم يذكر «على المنبر» .
وأخرجه الترمذي أيضاً، ولم يذكر «عُصَيَّة» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 6 / 396 في الأنبياء، باب ذكر أسلم وغفار ومزينة وجهينة وأشجع، ومسلم رقم (2518) في فضائل الصحابة، باب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لغفار وأسلم، والترمذي رقم (3944) في المناقب، باب مناقب أسلم وغفار.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/20) (4702) قال: حدثنا يحيى، عن سفيان. وفي (2/50) (5108) قال:حدثنا محمد بن عبد الله.، قال: حدثنا سفيان. وفي (2/60) (5261) قال:حدثنا وكيع، عن سفيان (ح) وعبد الرحمن، عن شعبة. و، في (2/107) (5858) قال: حدثنا عفان، قال حدثنا شعبة. وفي (2/116) (5969) قال: حدثنام الفضل بن دكين،قال:حدثنا سفيان. وفي (2/136) (6198) قال:حدثنا أبو نهيم، قال حدثنا سفيان. وفي (2/153) (6409) قال: حدثنا سليمان بن داود، قال: حدثنا شعبة. والدارمي (2528) قال: أخبرنا الحكم بن المبارك، قال: حدثنا عبد العزيز، عن موسى بن عقبة، ومسلم (7/178) قال:حدثنا يحيى بن يحيى، ويحيى بن أيوب، وقتيبة،وابن حجر،قال:يحيى بن يحيى: أخبرنا وقال الآخرون: حدثنا إسماعيل بن جعفر. والترمذي (3941) قال: حدثنا علي بن حجر. قال: حدثنا إسماعيل بن جعفر. وفي (3948) قال: حدثنا محمد بن بشار قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال:حدثنا شعبة. وفي (3949) قال:حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا مؤمل،قال: حدثنا سفيان.
أربعتهم - سفيان الثوري، وشعبة، وموسى بن عقبة، وإسماعيل بن جعفر - عن عبد الله بن دينار، فذكره. وبلفظ: «غفار غفر الله لها، وأسلم سالمها الله، وعصية عصت الله ورسوله» .
أخرجه أحمد (2/130) (6137) قال: حدثنا يعقوب قال:حدثنا أبي عن صالح. والبخاري (4/220) قال: حدثني محمد بن غرير الزهري، قال:حدثنا يعقوب بن إبراهيم، عن أبيه، عن صالح. ومسلم (7/178) قال: حدثنا بن المثنى، قال حدثنا عبد الوهاب، قال: حدثنا عبيد الله (ح) وحدثنا عمرو بن سواد،قال: أخبرنا ابن وهب،قال:أخبرني أسامة (ح) وحدثني زهير بن حرب،والحلواني، وعبد بن حميد، عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد، قال:حدثنا أبي، عن صالح
ثلاثتهم - صالح، وعبيد الله، وأسامة بن زيد -عن نافع، فذكره.
عن أبي سلمة، قال:حدثني ابن عمر قال:سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «مثل حديث هؤلاء عن ابن عمر» .
أخرجه مسلم (7/187) قال: حدثنيه حجاج بن الشاعر، قال: حدثنا أبو داود الطيالسي،قال: حدثنا حرب بن شدارد، عن يحيى، قال: حدثني أبوأسامة، فذكره.
وبلفظ: «أسلم سالمها الله، وغفار غفر الله لها» .
أخرجه أحمد (2/117 (5981) قال:حدثنا إسماعيل بن داود،قال:حدثنا شعبة. وفي (2/122) (6040) قال حدثنا هاشم، قال: حدثنا إسحاق بن سعيد. وفي (2/153) (6410) قال: حدثنا سليمان بن داود،قال:حدثنا إسحاق بن سعيد القرشي.
كلاهما - شعبة، وإسحاق بن سعيد - عن سعيد بن عمرو، فذكره.
(*) في رواية شعبة، قال سعيد بن عمرو، انتهيت إلى ابن عمر، وقد حدث الحديث،فقلت: ما حدث؟ فقالوا: قال ... فذكره.(9/216)
6796 - (م) أبو ذرالغفاري - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم-: «غِفَارُ: غَفَرَ الله لها، وأسلمُ: سَالَمَها الله،» وفي رواية قال لي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «ائْتِ قومك فَقُلْ: إنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: أسْلَمُ: سَالَمها [ص:217] الله، وغِفارُ: غَفَرَ الله لها» أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (2514) في فضائل الصحابة، باب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لغفار وأسلم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (5/176) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، ومسلم (7/177) قال حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري ومحمد بن المثنى، وابن بشار جميعا عن ابن مهدي. (ح) وحدثناه محمد بن المثنى وابن بشار. قالا: حدثنا أبو داود.
كلاهما- عبد الرحمن بن مهدي، وأبو داود - قالا: حدثنا شعبة، عن أبي عمران الجوني، عن عبد الله بن الصامت، فذكره.(9/216)
6797 - (م) جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «أسْلَمُ: سالمها الله، وغِفَارُ: غَفَرَ الله لها» أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (2515) في فضائل الصحابة، باب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لغفار وأسلم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (3/345) قال:حدثنا موسى بن داود، وحسن بن موسى قالا:حدثنا ابن لهيعة.
2- وأخرجه أحمد (3/383) قال:حدثنا روح. ومسلم (7/177) قال: حدثنا يحيى بن حبيب، قال: حدثنا روح بن عبادة (ح) وحدثنا محمد بن عبد الله ان نمير، وعبد بن حمير عن أبي عاصم.
كلاهما - روح، وأبو عاصم - عن ابن جريج.
3- وأخرجه مسلم (7/177) قال:حدثني سلمة بن شبيب،قال:حدثنا الحسن بن أعين، قال: حدثنا معقل.
ثلاثتهم - ابن لهيعة، وابن جريج،ومعقل - عن أبي الزبير، فذكره.(9/217)
6798 - (م ت) أبو أيوب الأنصاري - رضي الله عنه - (1) قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «الأنصارُ، ومُزينةُ، وجهينةُ، وأشْجَعُ، وغِفَارُ ومن كان من بني عبد الله: مَوَاليَّ دونَ الناس، واللهُ ورسولُه مَولاَهم» .
أخرجه مسلم والترمذي، وقال الترمذي: « [من] بني عبد الدار» (2) .
__________
(1) في المطبوع: أيوب السختياني، وهو خطأ.
(2) رواه مسلم رقم (2519) في فضائل الصحابة، باب من فضائل غفار وأسلم وجهينة ... ، والترمذي رقم (3936) في المناقب، باب في غفار وأسلم وجهينة ومزينة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (5/417) ومسلم (7/178) قال:حدثنا زهير بن حرب. والترمذي (3940) قال: حدثنا أحمد بن منيع.
ثلاثتهم - أحمد بن حنبل، وزهير، وابن منيع - قالوا: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا أبو مالك الأشجعي، عن موسى بن طلحة، فذكره.(9/217)
الأشعريون
6799 - (خ م) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إني لأعرفُ أصواتَ رُفقةِ الأشْعَرييِّنَ بالقُرآن، حين يدخلونَ باللَّيْلِ، وأعرِفُ منازِلَهم من أصواتِهِمْ بالقُرآن بالليل، وإن كنتُ لم أرَ مَنَازِلَهم حين نَزَلوا بالنَّهارِ، ومنهم حَكيم إذا لقي الخيلَ - أو قال: العَدُوَّ - قال لهم: إن أصحابي يَأمُرُونَكم أن تَنْظُروهم» أخرجه البخاري ومسلم (1) .
__________
(1) رواه البخاري 7 / 371 - 383 وفي المغازي، باب غزوة خيبر، وفي الجهاد، باب ومن [ص:218] الدليل على أن الخمس لنوائب المسلمين، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب هجرة الحبشة، ومسلم رقم (2499) في فضائل الصحابة، باب من فضائل الأشعريين رضي الله عنهم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (5/175) وفي خلق أفعال العباد (33) ومسلم (7/171) قالا: (البخاري، ومسلم) حدثنا محمد بن العلاء (أبو كريب) قال: حدثنا أبو أسامة، قال: حدثنا يزيد، عن أبي بردة، فذكره.(9/217)
6800 - (خ م) أبو موسى الأشعري: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إنَّ الأشعريِّينَ إذا أرْمَلُوا في الغَزْوِ، وقَلَّ طَعَامُ عِيالهم بالمدينة: جَمَعُوا ما كان عندهم في ثَوْب واحد، ثم اقْتَسَمُوا بينهم في إناء واحد بالسَّويَّةِ، فهم مِنِّي وأنا مِنْهُم» أخرجه البخاري ومسلم (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أرملوا) أرمل القوم: إذا نَفِدَ زادهم.
__________
(1) رواه البخاري 5 / 93 في الشركة، باب الشركة في الطعام والنهد والعروض، ومسلم رقم (2500) في فضائل الصحابة، باب من فضائل الأشعريين رضي الله عنهم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (3/181) قال:حدثنا محمد بن العلاء، ومسلم (7/171) قال: حدثنا أبو عامر الأشعري، وأبو كريب. والنسائى في الكبرى (تحفة الأشراف) (9047) عن موسى بن عبد الرحمن المسروقي.
ثلاثتهم- محمد بن العلاء، وأبو كريب، وأبو عامر، وموسى بن عبد الرحمن - عن أبي أسامة حماد بن أسامة، عن بريد بن عبد الله بن أبي بردة، عن جده أبو بردة، فذكره.(9/218)
6801 - (ت) أبو عامر الأشعري - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «نعْمَ الحيُّ: الأسْدُ، والأشْعَرِيُّونَ، لا يَفِرُّون في القِتَالِ، ولا يَغُلُّون، هم مِنِّي وأنا مِنْهُم، قال عامر ابنه: فحدَّثت بذلك معاوية، فقال: ليس كذا قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، قال: هم مني وإليَّ، فقلت: ليس كذا حدثني أبي، ولكنه حدثني قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: هم مني وأنا منهم، قال: فأنت أعلم بحديث أبيك» أخرجه الترمذي (1) . [ص:219]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يَغُلون) الغُلول: الخيانة في الغنيمة، وإخفاء بعضها.
__________
(1) رقم (3942) في المناقب، باب في ثقيف وبني حنيفة، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 4 / 129 وفي سنده عبد الله بن ملاذ وهو مجهول ومالك بن مسروح لم يوثقه غير ابن حبان.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (4/129 و164) ، الترمذي (3947) قال: حدثنا إبراهيم بن يعقوب وغير واحد.
كلاهما - أحمد بن حنبل، وإبراهيم بن يعقوب - عن وهب بن جرير قال: حدثنا أبي. قال: سمعت عبد الله بن ملاذ يحدث، عن نمير بن أوس، عن مالك بن مسروح، عن عامر بن أبي عامر الأشعري، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلامن حديث وهب بن جرير، ويقال: الأسد هم الأزد. وقال الحافظ في النكت الظراف (9/230) قال المزي: رواه أبو خيثمة زهير بن حرب وغيره، عن وهب بن جرير، عن أبيه، وعن ابن خلاد، عن نمير بن أوس. قلت: وليس في هذه الكلام فائدة، ولوكان الأمر بالعكس لأفاد تسمية أحمد وقع التصريح بالسماع، وبيان ذلك أن الترمذي أخرجه عن الجوزجاني، عن وهب بن جرير بن أبيه، قال: سمعت عبد الله بن ملاذ، يحدث عن نمير بن أوس ... إلى أخره. فرواية الجوزجاني أميز من رواية أبي خيثمة، فلم يسبق لذكر رواية أبي خيثمة كبير أمر، بل كان حقه أن يقول: تابعة أبو خيثمة زهير بن حرب، ولكنه أبهم اسم ابن ملاذ أبو خيثمة. وقد وجدت في أوائل تبين كذب المفترى - لابن عساكر - لهذا الحديث علة، وهي أنه أخرجه من طريق الوليد بن مسلم، قال: حدثنا عبد الله ابن العلاء بن زبر، سمعت نمير بن أوس يقول: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-..فذكره.
قال: ابن عساكر، نمير بن أوس كان قاضي دمشق، وهوتابعي. قلت: والوليد وابن زبر أحفظ من ابن ملاذ والراوي عنه، فكان ذكر هذه الطريق أولى من ذكر طريق أبي خيثمة.
قلت:: فيه عبد الله بن ملاذ، وهو مجهول، ومالك بن سروح، لم يوثقه غير ابن حبان.(9/218)
بنو تميم
6802 - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: لا أزال أُحِبُّ بني تميم، بعد ثلاث سمعتها من النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- يقولها فيهم: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «هم أشَدُّ أمتي على الدَّجَّالِ، قال: وجاءت صدقاتهم، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: هذه صَدَقَاتُ قَوْمِنا، قال: وكانت سَبِيَّة منهم عند عائشة، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: أعْتِقِيها، فإنَّها من وَلَدِ إسْماعيل» أخرجه البخاري ومسلم.
ولمسلم قال: ثلاثُ خصال سمعتهن من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- في بني تميم لا أزال أحبهم بعده، وكان على عائشة مُحَرَّر، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: «أعتقي من هؤلاءِ، وجاءت صَدَقاتُهُم، فقال: هذه صَدَقاتُ قَوْمي، قال: وهُمْ أشَدُّ النَّاس قتالاً في الملاحِم» ولم يذكر الدجال (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(سبية) السَّبية: المرأة التي تسبى من قومها، وتؤخذ أمة. فعيلة بمعنى مفعولة. [ص:220]
(محرر) المحرَّر: الذي جُعِلَ حُرّاً، أراد أنه كان عليها عتق رقبة.
(الملاحم) جمع ملحمة، وهي الحرب والقتال والفتن.
__________
(1) رواه البخاري 5 / 123 في العتق، باب من ملك من العرب رقيقاً فوهب وباع وجامع وفدى، وفي المغازي، باب وفد بني تميم، ومسلم رقم (2525) في فضائل الصحابة، باب من فضائل غفار وأسلم وجهينة وأشجع ومزينة وتميم ودوس وطيء.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (3/194و5/212) قال: حدثنا زهير بن حرب. قال حدثنا جرير. عن عمارة بن القعقاع. وفي (3/194) قال: حدثني ابن سلام قال: أخبرنا جرير بن عبد الحميد، عن المغيرة، عن الحارث. وعن عمارة ومسلم (7/180، 181) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. قال حدثنا جرير، عن مغيرة، عن الحارث (ح) وحدثنيه زهير بن حرب. قال: حدثنا جرير، وعمارة.
كلاهما - عمارة، والحارث العكلي - عن أبي زرعة، فذكره.
(*) أخرجه أحمد (2/390) قال: حدثنا أسود بن عامر، قال: حدثنا سفيان، عن رجل، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «هذه صدقة قومي وهم أشد الناس على الدجال، يعني بني تميم»
قال أبو هريرة: ماكان قوم من الأحياء أبغض إلي منهم. فأحببتهم منذ سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول هذا
وعن الشعبي، عن أبي هريرة. قال: ثلاث خصال سمعتهن من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في بني تميم لا أزال أحبهم بعد ... وساق الحديث بهذا المعنى، غير أنه قال: هم أشد الناس قتالا في الملاحم. ولم يذكر الدجال.
أخرجه مسلم (7/181) قال: حدثنا حامد بن عمر البكراوي. قال حدثنات مسلمة بن علقمة المازني إمام مسجد داود. قال: حدثنا داود، عن الشعبي فذكره.(9/219)
حِمْيَر
6803 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أن رجلاً من قيس جاء رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- فقال: العن حمير؟ فأعرض عنه، فأعاد عليه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «رَحِمَ الله حِمْيَرَ، أفْوَاهُهُم سَلام، وأيْدِيهم طَعَام، وهم أهْلُ أمْن وإيمان» .
وفي رواية قال: كنَّا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فجاء رجل، أحسبه من قَيْس، فقال: يا رسول الله: الْعَنْ حِمْيَر؟ فأعرض عنه، ثم جاء من الشق الآخر، فأعرض عنه، ثم جاءه من الشق الآخر، فأعرض عنه، ثم جاءه من الشِّق الآخر، فأعرض عنه فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «رَحِمَ الله حِمْيَرَ ... وذكر الحديث» أخرج الترمذي الثانية (1) وذكر الأولى رزين.
__________
(1) رقم (3935) في المناقب، باب في فضل اليمن، وإسناده ضعيف.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (2/278) .والتمذي (3939) قال: حدثنا أبو بكر بن زنجويه بغدادي.
كلاهما - أحمد بن حنبل، وأبو بكر - قالا:حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرني أبي، عن ميناء مولى عبد الرحمن بن عوف، فذكره.
(*) قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث عبد الرزاق، ويروى عن ميناء هذا الحديث مناكير.(9/220)
الأزد
6804 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «الأزْدُ: أزدُ الله في الأرض، يريد الناس أن يضعوهم، ويأبى الله [ص:221] إلا أن يرفعهم، ولَيَأتِيَنَّ على النَّاس زَمَان يقول الرجل فيه: يا ليتَ أبي كانَ أزْدياً، أو يا ليت أمِّي كانت أزْدِيَّة» أخرجه الترمذي (1) ، وقال: وقد رُوِي موقوفاً على أنس، وهو عندنا أصح.
__________
(1) رقم (3933) في المناقب، باب في فضل اليمن، وفي سنده صالح بن عبد الكبير بن شعيب، وهو مجهول، وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وروي عن أنس بهذا الإسناد موقوفاً وهو عندنا أصح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه الترمذي (3937) قال: حدثنا عبد القدوس بن محمد العطار، قال: حدثني عمي صالح بن عبد الكبير بن شعيب بن الحبحاب، قال: حدثني عمي عبد السلام بن شعيب، عن أبيه، فذكره.
وقال: هذا حديث غريب لانعرفه إلامن هذا الوجه، روى هذا الحديث بهذا الإسناد عن أنس مرقوف، وهو عندنا أصح.(9/220)
6805 - (ت) غيلان بن جرير: قال: سمعت أنس بن مالك - رضي الله عنه - يقول: «إن لم نكن من الأزْدِ فَلَسْنا من الناس» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3934) في المناقب، باب في فضل اليمن، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: أخرجه الترمذي (3938) قال:حدثنا عبد القدوس بن محمد، قال:حدثنا محمد ابن كثير العبدي البصري، قال: حدثنا مهدي بن ميمون، قال:حدثني غيلان بن جرير،فذكره.
وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب.(9/221)
دوس
6806 - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: «جاء الطُّفَيلُ بن عَمْرو الدَّوْسي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: إنَّ دَوْساً قد هَلَكَتْ، عَصَتْ وأبَتْ، فادْعُ الله عليهم، فَظَنَّ الناسُ أنه يدعو عليهم، فقال: اللهمَّ اهْدِ دَوْساً، وائْتِ بهم» وفي أخرى: «إن دَوْساً كَفَرَتْ ... وذكر الحديث» أخرجه البخاري ومسلم (1) .
__________
(1) رواه البخاري 8 / 79 في المغازي، باب قصة دوس والطفيل بن عمرو الدوسي، وفي الجهاد، باب الدعاء للمشركين بالهدى لتألفهم، وفي الدعوات، باب الدعاء للمشركين، ومسلم رقم (2524) في فضائل الصحابة، باب من فضائل غفار وأسلم وجهينة وأشجع ومزينة وتميم ودوس وطيء.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه الحميدي (1050) وأحمد (2/243) قالا: حدثنا سفيان. وفي (2/448) قال أحمد: حدثنا وكيع. عن سفيان والبخاري (4/54) قال:حدثنا أبو اليمان. قال: أخبرنا شعيب. وفي (5/220) قال:حدثنا أبو نعيم، قال حدثنا سفيان. وفي (8.105) ،وفي الأدب المفرد (611) وفي رفع اليدين (86) قال: حدثناعلي. قال: حدثنا سفيان. ومسلم (7/180) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. قال: أخبرنا المغيرة بن عبد الرحمن.
أربعتهم - سفيان بن عيينة،وسفيان الثوري، وشعيب بن أبي حمزة، والمغيرة بن عبد الرحمن - عن أبي الزناد، عبد الله بن ذكوان،وعن عبد الرحمن الأعرج،فذكره.
(*) الروايات ألفاظها متقاربة.(9/221)
ثقيف
6807 - (ت) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - أن الصحابة قالوا: «يا رسولَ الله أحْرَقَتْنا نِبَالُ ثَقيف، فادْعُ الله عَلَيْهم، فقال: اللهمَّ اهْدِ ثَقِيفاً» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3937) في المناقب، باب في ثقيف وبني حنيفة، وفيه عنعنة أبي الزبير، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: أخرجه أحمد (3/343) قال:حدثنا محمد بن الصباح - قال عبد الله بن أحمد: وسمعته أنا من محمد بن الصباح - قال:حدثنا إسماعيل بن زكريا. والترمذي (3942) قال: حدثنا أبو سلمة، يحيى بن خلف، قال:حدثثا عبد الوهاب الثقفي.
كلاهما - إسماعيل وعبد الوهاب - عن عبد الله بن عثمان بن خثيم،عن عبد الرحمن بن سابط، وأبي الزبير، فذكراه.
في رواية عبد الوهاب الثقفي لم يذكر عبد الرحمن بن سابط، وزاد فيها: «قالوا: يارسول الله، أخرقتنا نبال ثقيف، فادع الله عليهم» .
وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب.(9/222)
أهل عُمان
6808 - (م) أبو برزة (1) - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- «بعث رَجُلاً إلى حيّ من أحْياءِ العرب، فَسَبُّوه وضَرَبُوه، فَجاءَ إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فأخبره فقال له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- لو أن أهْلَ عُمَانَ أتَيتَ ما سَبُّوك ولا ضَرَبُوك» أخرجه مسلم (2) .
__________
(1) في المطبوع: أبو ذر الغفاري وهو خطأ.
(2) رقم (2544) في فضائل الصحابة، باب فضل أهل عمان.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (4/420) قال: حدثنا عبد الصمد بن عبد الوراث. وفي (4/423) قال: عفان. وفي (4/423) قال: حدثنا يونس. ومسلم (7/190) قال:حدثنا سعيد بن منصور.
أربعتهم - عبد الصمد، وعفان، ويونس، وسعيد - عن مهدي بن ميمون عن أبي الوازع، فذكره.(9/222)
الحبشة
6809 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «المُلْكُ في قُرَيش، والقَضاءُ في الأنْصَارِ، والأذَانُ في الحَبَشَةِ، والأمانةُ في الأزد - يعني اليمن -» أخرجه الترمذي، وقال: وقد رُوِيَ عن أبي هريرة، ولم يرفع، وهو أصح (1) .
__________
(1) رقم (3932) في المناقب، باب في فضل اليمن مرفوعاً من حديث زيد بن الحباب عن معاوية بن [ص:223] صالح عن أبي مريم الأنصاري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد رواه عبد الرحمن ابن مهدي عن معاوية بن صالح عن أبي مريم عن أبي هريرة نحوه لم يرفعه، وقال الترمذي: وهذا أصح من حديث زيد بن حباب.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (2/364) . والترمذي (3936) قال: حدثنا أحمد بن منيع.
كلاهما - أحمد بن حنبل، وأحمد بن منيع - قالا: حدثنا زيد بن الحباب.
قال: حدثنا معاوية بن صالح. قال: حدثنا أبو مريم الأنصاري، فذكره.
(*) أخرجه الترمذي (3936) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن معاوية بن صالح، عن أبي مريم الأنصاري، عن أبي هريرة نحوه ولم يرفعه.
(*) قال الترمذي: وهذا أصح من حديث زيد بن حباب.(9/222)
6810 - () عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: قيل: «يا رسول الله ما يمنع الحبشة أن يأتوك إلا مخافة أن تردَّهم، قال: لا خير في الحبشة، إن جاعوا سرقوا، وإن شَبِعُوا زَنَوْا، وإن فيهم - مع ذلك - خَلَّتَيْن حسنتين: إطعام الطعام، وشدة عند البأس» أخرجه ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وقد ذكره الهيثمي في " مجمع الزوائد " 4 / 235 ونسبه للطبراني والبزار وقال رجال البزار ثقات وعوسجة المكي فيه خلاف لا يضر ووثقه غير واحد.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
في المطبوع أخرجه رزين. قلت: ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (4/235) وقال: رواه الطبراني والبزار ورجال البزار ثقات وعوسجة المكي فيه خلاف لا يضر، ووثقه غير واحد.(9/223)
6811 - (د) أبو سكينة - رجل من المحرَّرين - عن رجل من أصحاب رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- عن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «دَعُوا الحبَشَةَ ما وَدَعُوكمْ، واتْركوا الترك ما تركوكم» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (4302) في الملاحم، باب في النهي عن تهييج الترك والحبشة، وأبو سكينة مجهول، وقال المنذري في " مختصر سنن أبي داود ": ولم أجده من رواية غيره ولا من سماه، وانظر " المقاصد الحسنة " للسخاوي.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (4302) قال: حدثنا عيسى بن محمد الرملي. والنسائي مطولا (6/43) قال: أخبرنا عيسى بن يونس.
كلاهما -عيسى بن محمد، وعيسى بن يونس - قالا: حدثنا ضمرة عن أبي زرعة السيباني،عن أبي سكنية،رجل من المحررين، فذكره.(9/223)
بنو حنيفة، وبنو أمية
6812 - (ت) عمران بن حصين - رضي الله عنه - قال: «مات رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- وهو يكره ثلاثة أحياء من العرب: ثَقِيفاً، وبني حَنِيفَةَ، وبني أُمَيَّة» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3938) في المناقب، باب في ثقيف وبني حنيفة، وإسناده ضعيف، وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه الترمذي (3943) قال: حدثنا زيد بن أخزم الطائي، قال: حدثنا عبد القاهر بن شعيب، قال حدثنا هشام، عن الحسن، فذكره وقال:هذا حديث غريب،لا نعرفه إلا من هذا الوجه..(9/223)
الفصل الثالث: في فضل العرب
6813 - (ت) سلمان الفارسي - رضي الله عنه - قال: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «لا تُبغِضْني فتفارِقَ دِينكَ، قلت: يا رسولَ الله، كيف أُبْغِضُكَ، وبِكَ هَداني الله؟ قال: تُبِغضَ العَربَ فَتُبْغِضُني» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3923) في المناقب، باب في فضل العرب من حديث قابوس بن أبي ظبيان عن أبيه عن سلمان، وقابوس فيه لين وأبوه لم يدرك سلمان، ومع ذلك فقد حسنه الترمذي.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
منقطع: أخرجه أحمد (5/440) .والترمذي (3927) قال: حدثنا محمد بن يحيى الأزدي،وأحمد بن منيع، وغير واحد.
ثلاثتهم - أحمد بن حنيل، ومحمد، وابن منيع - عن أبي بدر شجاع بن الوليد،عن قابوس بن أبي ظبيان، عن أبيه، فذكره.
(*) وقال الترمذي: سمعت محمد بن إسماعيل - يعني البخاري يقول - أبو ظبيان لم يدرك سليمان. مات سليمان قبل علي.(9/224)
6814 - (ت) عثمان بن عفان - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَنْ غَشَّ العرب لم يدخل في شفاعتي، ولم تنله مودتي» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3924) في المناقب، باب فضل العرب، وفي سنده حصين بن عمر وهو متروك، وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث حصين بن عمر الأحمسي عن مخارق، وليس حصين عند أهل الحديث بذاك القوي.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف أخرجه أحمد (1/72 /519) والترمذي (3928) قال: حدثنا عبد بن حميد.
كلاهما - أحمد، وعبد - عن محمد بن عبشر العبدي، قال: حدثنا عبد الله بن عبد الله بن الأسود، عن حصين بن عمر الأحمسي، عن مخارق بن عبد الله ابن جابر الأحمسي، عن طارق بن شهاب، فذكره.
(*) قال الترمذي: هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من حديث حصين بن عمر الأحمسي،عن مخارق، وليس حصين عند أهل الحديث، بذاك القوي.(9/224)
الفصل الرابع: في فضل العجم والروم
6815 - (خ م ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: «كنَّا عند رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، حين أنزلت سورة الجمعة، فتلاها، فلما بلغ {وَآخَرِينَ [ص:225] مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ} قال له رجل: يا رسولَ الله، مَن هؤلاء الذين لم يَلْحَقُوا بنا؟ فلم يُكلِّمْهُ حتى سأل ثلاثاً، قال: وسلمانُ الفارسيُّ فينا؟ فوضع رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يده على سلمان، فقال: والذي نفسي بيده، لو كان الإيمان بالثُّرَيَّا لتَنَاوَلَهُ رِجَال من هؤلاء» .
وفي رواية: «لو كان الدِّين عند الثُّرَيَّا لذهب به رجل من فارسَ - أو قال: من أبناء فارِس - حتى يتناوَله» . أخرجه البخاري ومسلم والترمذي (1) .
__________
(1) رواه البخاري 8 / 492 و 493 في تفسير سورة الجمعة، باب قوله تعالى: {وآخرين منهم لما يلحقوا بهم} ، ومسلم رقم (2546) في فضائل الصحابة، باب فضل فارس، والترمذي رقم (3929) في المناقب، باب في فضل العجم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/417) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا عبد العزيز والبخاري (6/188) قال: حدثني عبد الله بن عبد الوهاب، قال: حدثنا عبد العزيز. ومسلم (7/191) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا عبد العزيز -يعني ابن محمد -. والترمذي (3310و3933) قا ل: حدثنا علي بن حجر. قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر. والنسائي في فضائل الصحابة (173) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا عبد العزيز.
ثلاثتهم - عبد العزيز بن محمد، وسليمان بن بلال، وعبد الله بن جعفر المديني - عن ثور بن زيد الديلي، عن أبي الغيث. فذكره.
(*) الروايات ألفاظها متقاربة.(9/224)
6816 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: «ذُكِرَتِ الأعاجمُ عند رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: لأنا بِهِمْ أوْ بِبَعضِهِم أوْثَقُ مِني بكم أو ببعضكم» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3928) في المناقب، باب في فضل العجم، وفي سنده صالح بن أبي صالح الكوفي مولى عمرو بن حريث، وهو ضعيف.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه الترمذي (3932) قال: أخبرنا سفيان بن وكيع، قال: حدثنا يحيى بن آدم،عن أبي بكر بن عياش، قال: حدثنا صالح بن أبي صالح مولى عمرو بن حريث، فذكره.
وقال: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث أبي بكر بن عياش.(9/225)
6817 - (م) المستورد القرشي - رضي الله عنه - قال عند عمرو بن العاص: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «تَقُومُ السَّاعَةُ والرُّومُ أكْثرُ النَّاسِ، فقال له عمرو بن العاص: أبْصِرْ ما تقول: قال: أقول ما سمعتُ من [ص:226] رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، قال: لئن قلتَ ذلك إنَّ فيهم لَخِصالاً أربعاً، إنَّهُم لأحْلَمُ النَّاسِ عِنْدَ فِتْنَة، وأسْرَعُهُم إفَاقَة عند مُصِيبة، وأوْشَكُهُم كَرَّة بعد فَرَّة، وخَيْرُهُم لِمسْكِين ويَتيم وضَعيف، وخَامِسَة حسنة جَميلة: وأمْنَعُهُم منْ ظُلْمِ الْمُلُوك» .
وفي رواية قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «تَقُومُ السَّاعةُ والرُّوم أكْثرُ النَّاس، قال: فبلغ ذلك عمرو بن العاص، فقال: ما هذه الأحاديث التي تُذكَرُ عنك أنك تقولها عن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-؟ فقال له المستورد: قلتُ الذي سمعتُه من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال عمرو: لئن قلتَ ذلك إنهم لأحْلَمُ النَّاس عند فِتنَة، وأصْبَرُ النَّاسِ عِنْدَ مُصِيبَة، وخَيْرُ النَّاسِ لِمساكِينهِمْ وضُعَفَائِهِمْ» أخرجه مسلم (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أفاق بعد مصيبته) أفاق المريض من مرضه، والمصاب من مصيبته: إذا فارقته [الغشية] وعاد إلى حالته الأولى قبل.
(أوشكهم) أسرعهم.
(كرَّةً بعد فرَّة) الكَرَّة: المرة الواحدة من الأقدام في الحرب بعد [ص:227] الفرار منها، والفَرَّة: المرة الواحدة من الفِرار، يصفهم بأنهم وإن وجد منهم فرار قليل نادر، فإنهم أسرع شيء إلى الحرب.
__________
(1) رقم (2898) في الفتن، باب تقوم الساعة والروم أكثر الناس.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (4/230) قال: حدثنا علي بن عياش. ومسلم (8/176) قال: حدثنا حدثنا عبد الملك بن شعيب بن الليث قال: حدثني عبد الله بن وهب.
كلاهما - على بن عياش، وعبد الله بن وهب - عن الليث بن سعد، قال: حدثنا موسى بن علي. عن أبيه، فذكره.(9/225)
الفصل الخامس: في فضل العلماء
6818 - (ت) أبو أمامة الباهلي - رضي الله عنه - قال: «ذُكِرَ للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم- رجلان: أحدهما عابد، والآخر عالم، فقال: فضلُ العَالِم على العَابِدِ كَفَضْلِي على أدْناكم، ثم قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: إنَّ الله وملائِكَتَه وأهْلَ السَّمواتِ والأرضِ - حتى النَّملةَ في جُحْرِها، والحيتان في البَحْرِ - لَيُصَلُّون على مُعَلِّم الناس الخيرَ» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2686) في العلم، باب ما جاء في فضل الفقه على العباده، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب صحيح، وهو كما قال، وقال المنذري في " الترغيب والترهيب ": ورواه البزار من حديث عائشة مختصراً وقال: " معلم الخير يستغفر له كل شيء حتى الحيتان في البحر ".
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (2685) قال:حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني،قال:حدثنا سلمة بن رجاء، قال:حدثنا الوليد بن جميل، قال:حدثنا القاسم أبو عبد الرحمن فذكره وقال: هذا حديث غريب.(9/227)
6819 - (ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «فَقِيه واحِد أشدُّ على الشَّيْطانِ من ألْف عَابِد» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2683) في العلم، باب ما جاء في فضل الفقه على العبادة، وفي سنده روح بن جناح، وهو ضعيف، وقال الترمذي: هذا حديث غريب. أقول: وله شواهد ضعيفة ذكرها السخاوي في " المقاصد الحسنة " فانظرها هناك.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه ابن ماجة (222) قال: حدثنا هشام بن عمار. والترمذي (2681) قال: حدثنا محمد بن إسماعيل، قال:حدثنا إبراهيم بن موسى.
كلاهما- هشام بن عمار، وإبراهيم بن موسى - عن الوليد بن مسلم، قال: حدثنا روح بن جناح أبو سعد،عن مجاهد،فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث غريب إلا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث الوليد بن مسلم.(9/227)
6820 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «كان أخوان [ص:228] على عهد النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، وكان أحدُهما يَحّْتَرِفُ، وكان الآخرُ يلزم النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- ويتعلَّمُ منه، فشكا المحْتَرِفُ أخاه إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، فقال: لَعَلَّكَ بِهِ تُرْزَقُ» أخرجه الترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يحترف) الحِرفة: الصنعة، والمعيشة التي يكتسب منها الإنسان.
__________
(1) رقم (2346) في الزهد، باب في التوكل على الله، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: أخرجه الترمذي (2345) قال: حدثنا محمد بن بشار قال: حدثنا أبو داود الطيالسي، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، فذكره. وقال: هذا حديث حسن صحيح.(9/227)
6821 - (ت) الفضيل بن عياض - رحمه الله - قال: عالم عامل معلِّم يدعى عظيماً في ملكوت السماء. أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) هذا الحديث سقط من المطبوع، وقد رواه الترمذي عقب الحديث رقم (2686) في العلم، باب ما جاء في فضل الفقه على العبادة، وإسناده إلى الفضيل بن عياض صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: أخرجه الترمذي عقب حديث (3685) قال: سمعت إسماعيل أبو عمار الحسين ابن حريث الخزاعي يقول: سمعت الفضيل عياض يقول، فذكره.(9/228)
6822 - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: «سُئِلَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أيُّ النَّاس أكْرَمُ؟ قال: أكرمُهمْ عند الله أتقاهم، قالوا: ليس عن هذا نَسألُك، قال: فيوسُفُ نبيُّ الله ابنِ خَلِيلِ الله، قالوا: ليس عن هذا نسألك، قال: فعن مَعَادِنِ العَرَبِ تسألوني؟ قالوا: نعم، قال: فَخِيارُهُم في الجاهليَّة خِيارُهُم في الإسلام إذا فَقُهُوا» .
وفي رواية قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «تجدون الناس مَعادِنَ، خيارُهم في الجاهليَّة خِيارُهم في الإسلام إذا فَقُهُوا، وتجدون خيرَ النَّاسِ [ص:229] في هذا الشأن أشَدَّهُم له كراهية، حتى يقع فيه، وتجدون شرَّ الناس ذَا الوجهين، الذي يأتي هؤلاء بوجْه وهؤلاء بوجْه» وفي رواية: «قبل أن يقع فيه» . أخرجه البخاري ومسلم (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(معادن العرب) : أُصولها التي يُنسَبون إليها ويتفاخرون بها.
__________
(1) رواه البخاري 6 / 298 في الأنبياء، باب قوله تعالى: {لقد كان في يوسف وإخوته آيات للسائلين} ، وباب {واتخذ الله إبراهيم خليلاً} ، وباب {أم كنت شهداء إذ حضر يعقوب الموت} ، وباب {يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى} ، وفي تفسير سورة يوسف، باب قوله تعالى: {لقد كان في يوسف وإخوته آيات للسائلين} ، ومسلم رقم (2526) في فضائل الصحابة، باب خيار الناس.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/431) . والدرامي (229) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم. والبخاري (4/170) قال: حدثنا علي بن عبد الله. وفي (4/216) قال: حدثنا محمد بن بشار. ومسلم (7/103) قال حدثنا زهير بن حرب ومحمد بن المثنى وعبيد الله بن سعد. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (10/14307) عن عمرو بن علي ومحمد بن المثنى.
ثمانيتهم - أحمد بن حنبل، ويعقوب، وعلي بن عبد الله، ومحمد بن بشار، وزهير بن حرب، ومحمد ابن المثنى، وعبيد الله بن سعيد، وعمرو بن علي - عن يحيى بن سعيد القطان، عن عبيد الله. قال: حدثني سعيد بن أبي سعيد، عن أبيه، فذكره.
(*) أخرجه البخاري (4/179) قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم، سمع المعتمر. وفي (4/182) قال: حدثنا عبيد بن إسماعيل عن أبي أسامة وفي (4/182و6/95) وفي الأدب المفرد (129) قال: حدثني محمد بن سلام. قال: أخبرنا عبدة. والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (9/12987) عن أحمد بن سليمان، عن محمد بن بشر.
أخرنا عبدة. والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (9/12987) عن أحمد بن سليمان، عن محمد بن بشر.
أربعتهم - المعتمر، وأبي أسامة، وعبدة، ومحمد بن بشر - عن عبيد الله عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة، فذكره. ليس فيه: «عن أبيه» فما كان قبله..
أخرجه أحمد (2/431) قال: حدثنا يحيى، عن مجالد، قال: حدثنا عامر، عن المحرر بن أبي هريرة، فذكره.
بلفظ: «تجدون الناس معادن. فخيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا، وتجدون من خير الناس في هذا الأمر أكرههم له قبل أن يقع فيه. وتجدون من شرار الناس ذا الوجهين. والذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه» .
أخرجه أحمد (2/524) قال: حدثنا وهب بن جرير، قال: حدثنا أبي. ومسلم (7/181و8/28) قال: حدثنا حرملة بن يحيى. قال: أخبرنا ابن وهب.
كلاهما- جرير بن حازم، ابن وهب - عن يونس بن زيد الأيلي، عن ابن شهاب الزهري، قال: حدثنا سعيد بن المسيب، فذكره.
وبلفظ «تجدون الناس معادن. خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا. وتجدون خير الناس في هذا الشأن أشدهم له كراهية، وتجدون شر الناس ذا الوجهين، الذي يأتي هؤلاء بوجه ويأتي هؤلاء بوجه»
أخرجه البخاري (4/216) قال: حدثني إسحاق بن إبراهيم. ومسلم (7/181) و8/28) قال: حدثني زهير بن حرب.
كلاهما - إسحاق، وزهير - عن جرير بن عبد الحميد، عن عمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة، فذكره..
وبلفظ: «الناس معادن. فخيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا» .
أخرجه أحمد (2/260) قال: حدثنا عبد الله بن نمير. وفي (2/438) قال: حدثنا يحيى، يعني ابن سعيد. وفي (2/498) قال: حدثنا يزيد.
ثلاثتهم - ابن نمير، ويحيى، ويزيد - عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، فذكره.
وأخرجه أحمد (2/391) قال: حدثنا يحيى بن إسحاق. قال: أخبرنا ابن لهيعة، عن الحارث بن يزيد، عن أبي علقمة، فذكره.
معادن العرب: أصولها التي ينسبون إليها ويتفاخرون بها.(9/228)
6823 - () علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «نِعْمَ الرَّجُلُ الفَقيهُ في الدِّين، إن احْتيجَ إليه نَفَع، وإن اسْتُغْنيَ عنه أغْنى نَفْسَه» أخرجه ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وقد ذكره السيوطي في " الجامع الكبير " ونسبه لابن عساكر.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
في المطبوع أخرجه رزين.(9/229)
6824 - () علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «من أحْيَا سُنَّة أُمِيتَتْ بعدي، فقد أحَبَّني، ومن أحبَّني كان معي» أخرجه ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وقد ذكره السيوطي في " الجامع الكبير " بلفظ: " من أحيا سنتي فقد أحبني ومن أحبني كان معي في الجنة ". [ص:230] ونسبه للسجزي وابن النجار من حديث أنس، وقد ذكره الذهبي في الميزان " في ترجمة خالد ابن أنس وقال: وحديثه منكر جداً، ورواه الترمذي أيضاً من حديث أنس بهذا اللفظ المختصر وزاد في أوله أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأنس: " يا بني إن قدرت أن تصبح وتمسي وليس في قلبك غش لأحد فافعل، ثم قال لي: يا بني وذلك من سنتي ... فذكره "، وقال الترمذي: حديث حسن غريب، ورواه أيضاً من حديث بلال بن الحارث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: " اعلم، قال: ما أعلم يا رسول الله، قال: اعلم يا بلال، قال: ما أعلم يا رسول الله، قال: إنه من أحيا سنة من سنتي قد أميتت بعدي فإن له من الأجر مثل من عمل بها من غير أن ينقص من أجورهم شيئاً، ومن ابتدع بدعة ضلالة لا ترضي الله ورسوله كان عليه مثل آثام من عمل بها لا ينقص ذلك من أوزار الناس شيئاً "، وقال الترمذي: هذا حديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
في الطبوع أخرجه رزين.(9/229)
الفصل السادس: في فضل الفقراء
6825 - (خ) سهل بن سعد - رضي الله عنه - قال: مَرَّ رجل على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال لرجل عندهُ جالِس: ما رأيك في هذا؟ فقال: رجل من أشْرافِ النَّاسِ، هذا واللهِ حَرِيّ إن خَطَبَ أن يُنكَحَ، وإن شَفَع أن يُشفَّعَ، قال: فسكت رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، ثم مَرَّ رجل، فقال له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: ما رأيكَ في هذا؟ فقال: يا رسول الله، هذا رجل من فُقَراءِ المسلمين، هذا حَرِيّ إن خطب أنْ لا يُنكح، وإن شَفَعَ أن لا يُشَفَّعَ، وإن قال: أن لا يُسْمَعَ لقوله، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «هذا خير [ص:231] من مِلءِ الأرض مِثلِ هذا» أخرجه البخاري ومسلم (1) .
وقد تقدَّم في «فضل الفقراء» أحاديث كثيرة في «كتاب الزهد» من حرف الزاي.
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(حَرِيٌّ) فلان حريٌّ بهذا الأمر، أي: خليق به وجدير.
__________
(1) كذا في الأصل وفي المطبوع: أخرجه البخاري ومسلم، وليس هو عند مسلم، وقد ذكره صاحب " ذخائر المواريث " ونسبه للبخاري وابن ماجة، ولم يذكر مسلماً، وفي " المشكاة ": متفق عليه، وهو خطأ، وقد رواه البخاري 9 / 117 في النكاح، باب الأكفاء في الدين، وفي الرقاق، باب فضل الفقر.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (7/9) قال: حدثنا إبراهيم بن حمزة. وفي (8/118) قال: حدثنا إسماعيل. وابن ماجة (4120) قال: حدثنا محمد بن الصباح.
ثلاثتهم - إبراهيم، وإسماعيل وابن الصباح - عن عبد العزيز بن أبي حازم، قال: حدثني أبي، فذكره.
قلت: وليس هو عند مسلم.(9/230)
الفصل السابع: في فضل جماعة من غير الصحابة بتعيين أسمائهم
أُويْسُ القَرَنيُّ
6826 - (م) أسير بن جابر - رحمه الله - قال: كان عمرُ بنُ الخطَّابِ إذا أتى عليه أمْدادُ أهل اليمنِ سألهم: أفيكم أُوَيسُ بنُ عامر؟ حتى أتى على أُويس، فقال: أنت أُوَيسُ بن عامر؟ قال: نعم، قال: من مُراد، ثم من قَرَن؟ قال: نعم، قال: فكان بك بَرَص فَبَرَأتَ منه، إلا موضعَ دِرْهَم؟ قال: نعم، قال: لك والدة؟ قال: نعم، قال: سمعتُ رسولَ الله [ص:232] صلى الله عليه وسلم- يقول: يأتي عليكم أُوَيسُ بن عامر مع أمْدَادِ أهل اليمن من مُراد، ثم من قَرَن، وكان به برص فَبَرأ منه، إلا موضع درهم، له والدة هو بها بَرّ، لو أقْسَم على الله لأبَرَّه، فإن استطعتَ أن يَسْتَغْفِر لَكَ فافعَلْ، فاسْتَغْفِرْ لي، فاسْتَغْفَر له، فقال له عمر: أين تريد؟ قال: الكوفةَ، قال: ألا أكتبُ لك إلى عاملها؟ قال: أكونُ في غَبْراءِ النَّاسِ أحبُّ إليَّ، قال: فلما كان من العام المقبل حَجَّ رجل من أشرافهم، فوافق عمر، فسأله عن أُوَيس، قال: تركته رَثَّ البَيْتِ، قَليلَ المتاع، قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: يأتي عليكم أُوَيس بن عامر مع أمداد أهل اليمن، من مُراد ثم من قَرَن، كان به بَرَص فبرأ منه إلا موضع درهم، له والدة هو بها بَرّ، لو أقسم على الله لأبرَّهُ، فإن استطعتَ أن يستغفر لك فافعل، فأتى أُوَيساً، فقال: استغفرْ لي، قال: أنت أحْدثُ عهداً بسفَر صالح، فاستغفرْ لي، [قال: استغفر لي، قال: أنت أحدثُ عهداً بسفر صالح، فاستغفرْ لي] قال: لقيتَ عمر؟ قال: نعم، فاسْتَغْفَرَ له، فَفَطِنَ له الناسُ، فانطلق على وجهه، قال أُسَيْر: وكسوتُه بُردة، فكان كلما رآه إنسان، قال: من أينَ لأُوَيْس هذه البردة؟.
وفي رواية: «أن أهل الكوفة وفدوا إلى عمر، وفيهم رجل ممن كان يَسْخَرُ بأُوَيْس، فقال عمر: هل هاهنا أحد من القَرَنِيِّين؟ فجاء ذلك الرجل، فقال عمر: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قد قال: إنَّ رجلاً يأتيكم من اليمن، [ص:233] يقال له: أُوَيْس، لا يَدَعُ باليمن غيرَ أمّ له، قد كان به بَياض، فدعا الله، فأذهبه [عنه] ، إلا موضع الدِّينار أو الدِّرْهَم، فمن لَقِيه منكم فَلْيَسْتَغْفِرْ لكم» . وفي أخرى: «قال: إني سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: إنَّ خير التابعين رجل يقال له: أويس، له والدة، وكان به بَياض، فَمُروه فَلْيَسْتَغْفِرْ لكم» . أخرجه مسلم (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أمداد) الأمداد: جمع مدد، وهم الأعوان الذين كانوا يجيئون لنصر الإسلام.
(غَبْراء الناس) غبراء الناس جمع غابر وهو الباقي، فإن الغابر من الأضداد يكون بمعنى الباقي والماضي، وغبر الليل: بقاياه، وإنما أراد أويس رضي الله عنه: أن يكون مع المتأخرين لا مع المتقدمين المشهورين فأما الذي جاء في الرواية: فهو: «غَبراء الناس» بالمد، ومعناه: ضعفاؤهم، وأخلاهم، ومن لا تعرف عينه منهم وقيل: هم الصعاليك، ومنه قيل للمحاويج: بنو غَبراء كأنهم نسبوا إلى الأرض والتراب، وإنما أراد الخمول والخفاء، فإنه أقرب إلى السلامة، وقد جاء في بعض الروايات، ولم يجئ في كتاب مسلم - «غمار [ص:234] الناس» والغمار - بضم الغين وفتحها - الزحمة، تقول: دخلت في غمار الناس، أي: في زحمتهم، والغَمْرة: الزحمة، والجمع غمار.
__________
(1) رقم (2542) في فضائل الصحابة، باب من فضائل أويس القرني رضي الله عنه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (1/38) (266) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن سعيد الجريري، عن أبي نضر، ومسلم (7/188و189) قال: حدثني زهير بن حرب. قال: حدثنا هاشم ابن القاسم، قال: حدثنا سليمان بن المغيرة، قال: حدثني سعيد الجريري، عن أبي نضرة. (0ح) وحدثنا زهير ابن حرب ومحمد بن المثنى، قالا: حدثنا عفان بن مسلم، قال حدثنا حماد، وهو ابن سلمة، عن سعيد الجريري، عن أبي نضرة (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، ومحمد بن المثنى ومحمد بن بشار، قال إسحاق: أخبرنا. وقال الآخران: حدثنا معاذ بن هشام، قال: حدثني أبي، عن قتادة، عن زرارة ابن أوفى.
كلاهما - أبو نضر، وزرارة - عن أسير بن جابر، فذكره.(9/231)
النَّجاشيّ
6827 - (د) عائشة - رضي الله عنها - قالت: «لما مات النّجاشِيُّ كنا نَتَحَدَّثُ: أنه لا يزال يُرى على قَبْرِهِ نُور» . أخرجه أبو داود (1) .
وقد تقدَّم في «باب صلاة الجنائز» من «كتاب الصلاة» من حرف الصاد شيء من فضله.
__________
(1) رقم (2523) في الجهاد، باب في النور يرى عند قبر الشهيد، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه ابو داود (2523) قال: حدثنا محمد بن عمرو الرازي، قال: حدثنا سلمة،يعني ابن الفضل، عن محمد بن إسحاق، قال: حدثني يزيد بن رومان، عن عروة، فذكره.(9/234)
زيد بن عَمرو بن نُفَيْل
6828 - (خ) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - كان يُحدّث عن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-: «أنه لقي زيدَ بن عمرو بن نُفَيْل بأسفل بَلْدَحَ، وذلك قبل أن ينزل على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- الوحيُ، فقَدَّم إليه النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- سُفرة فيها لحم، فأبى أن يأكلَ منها، ثم قال زيد: إني لا آكلُ مما تَذْبحونَ على أنْصابكم، ولا آكلُ إلا ما ذُكِرَ اسمُ الله عليه» زاد في رواية: وإن زيدَ بنَ عمرو بن نفيل كان يعيبُ على قريش ذَبائِحَهم، ويقال: الشَّاةُ خلقها الله، وأنزل لها من السَّماءِ ماء، وأنْبَتَ لها من الأرْضِ، ثم أنتم تَذْبَحُونَها على غير اسْمِ الله؟ [ص:235] إنكاراً لذلك وإعظاماً له، قال موسى: وحدثني سالم - ولا أعلم إلا يُحدّث به عن ابن عمر - أن زيد بن عمرو بن نفيل خرج إلى الشام يسأل عن الدِّين ويَبْتَغيه، فلقيَ عَالماً من اليَهودِ، فسأله عن دِينِهم؟ فقال: إني لعلِّي أن أدِينَ دِينكم، فأخبرني، قال: لا تكون على دِيننا حتى تأخذ بِنَصِيبكَ من غَضَبِ الله، قال زيد: ما أفِرُّ إلا من غَضَبِ الله، ولا أحْمِلُ من غَضَبِ الله شيئاً أبداً وأنا أستطيعُه؟ فهل تَدُلُّني على غيره؟ قال: ما أعلمه إلا أن تكون حَنيفاً، قال زيد: وما الحَنيف؟ قال: دِين إبراهيم، لم يكن يَهُوديّاً ولا نَصْرانيّاً، ولا يَعْبُدُ إلا الله، فخرج زيد، فلقي عالماً من النَّصارى، فذكر مثله، فقال: لن تكون على دِيننا حتى تأخذَ بِنَصِيبكَ من لَعْنَةِ الله، قال: ما أفِرُّ إلا من لَعْنَةِ الله، ولا أحمل من لَعْنَةِ الله ولا من غَضَبِه شيئاً أبداً وأنا أستطيع؟ فهل تدلّني على غيره؟ قال: ما أعلمه إلا أن تكون حَنيفاً، قال: وما الحَنيفُ؟ قال: دِينُ إبراهيم، لم يكن يَهوديّاً ولا نَصْرانيّاً، ولا يعبد إلا الله، فلما رأى زيد قولهم في إبراهيم خرج، فلما بَرَزَ، رفع يديه، وقال: اللهم اشهدْ أني على دين إبراهيم. أخرجه البخاري (1) .
[ص:236]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أنصابكم) الأنصاب: جمع: نصب، وهي الحجارة التي كانوا ينصبونها ويذبحون عليها القرابين.
__________
(1) 7 / 107 و 110 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب حديث زيد بن عمرو بن نفيل، وفي الذبائح والصيد، باب ما ذبح على النصب والأصنام.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/68) (5369) و (2/127) (6110) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا وهيب، وفي (2/89) (5631) قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا زهير، والبخاري (5/50) قال: حدثني محمد بن أبي بكر، قال: حدثنا فضيل بن سليمان. وفي (7/118) قال حدثنا معلى بن أسد، قال: حدثنا عبد العزيز- يعني ابن المختار-النسائي في «فضائل الصحابة» (86) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان قال: حدثنا عفان قال: حدثنا وهيب.
أربعتهم - وهيب، وزهير، وفضيل، وعبد العزيز - عن موسى بن عقبة، قال: أخبرني سالم، فذكره.(9/234)
6829 - (خ) أسماء بنت أبي بكر - رضي الله عنهما - قال: «رأيت زيدَ بن عمرو قائماً مُسنِداً ظهره إلى الكعبة، يقول: يا معشر قريش، والله ما منكم على دين إبراهيمَ غيري، وكان يُحيي المَوؤُودةَ، يقول للرجل، إذا أراد أن يقتل ابْنَتَه: [لا تَقْتُلْها] أنا أكْفِيك مَؤُونَتها، فيأخذها، فإذا تَرَعْرَعَتْ، قال لأبيها: إن شِئتَ دفعتُها إليك، وإن شِئتَ كَفيتُك مَؤُونَتَها» أخرجه البخاري (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الموؤودة) : هي الطفلة التي كانوا يدفنونها وهي حية، وذلك: أنهم كانوا إذا ولد لهم بنت حفروا لها حفرة ودفنوها فيها وهي حية، يحملهم على ذلك الغيرة في زعمهم والبخل، فحرمه الله تعالى.
__________
(1) تعليقاً 7 / 110 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب حديث زيد بن عمرو بن نفيل، قال الحافظ في " الفتح ": وهذا التعليق الذي روايناه موصولاً في حديث زغبة من رواية أبي بكر بن أبي داود عن عيسى بن حماد وهو المعروف بزغبة عن الليث، وأخرج ابن إسحاق عن هشام بن عروة هذا الحديث بتمامه، وأخرجه الفاكهي من طريق عبد الرحمن بن أبي الزناد، والنسائي وأبو نعيم في " المستخرج " من طريق أبي أسامة كلهم عن هشام بن عروة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه البخاري تعليقا (ح3828) قال: وقال الليث: كتب إلي هشام عن أبيه، فذكره.
وقال الحافظ في الفتح (7/179) وهذا التعليق رويناه موصولا في الحديث زغبة من رواية أبي بكر بن أبي داود عن عيسى بن حماد وهو المعروف بزغبة عن الليث، وأخرج ابن إسحاق عن هشام بن عروة هذا الحديث بتمامه، وأخرجه الفاكهي من طريق عبد الرحمن بن أبي الزناد، والنسائي وأبو نعيم في «المستخرج» من طريق أبي أسامة كلهم عن هشام بن عروة.
قلت: وهي عند النسائي أخرجها في «فضائل الصحابة» (84) قال:حديث أخبرنا الحسن بن منصور بن جعفر، قال:حدثنا أبو أسامة،قال: حدثنا هشام بن عروة، عن أبيه، فذكره.(9/236)
أبو طالب بن عبد المطلب
6830 - (خ م س) المسيب بن حزن - رضي الله عنه - قال: «لما حضرت أبا طالب الوفاةُ، جاءه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، فوجد عنده أبا جهل [ابن هشام] وعبد الله ابن [أبي] أمية بن المغيرة، فقال: أيْ عَمِّ، قل: لا إله إلا الله، كلمة أحاجُّ لك بها عند الله، فقال أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية: أتَرْغَبُ عن مِلَّةِ عبد المطلب؟ فلم يزل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يَعْرِضُها عليه، ويعودان لتلك المقالة، حتى قال أبو طالب آخر ما كلّمهم أنا على مِلَّةِ عبد المطلب، وأبَى أن يقول: لا إله إلا الله، قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: والله، لأسْتَغْفِرَنَّ لك، ما لم أنْهَ عنك، فأنزل الله عز وجل {ما كانَ لِلنَّبيِّ والَّذِينَ آمَنُوا أنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ ولو كانُوا أُولي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمْ أنَّهُمْ أصْحَابُ الْجَحِيمِ} [التوبة: 113] وأنزل الله عز وجل في أبي طالب. فقال لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-: {إِنَّكَ لاَ تَهْدِي مَنْ أحْبَبْتَ ولكنَّ اللهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ وهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} [القصص: 56] » أخرجه البخاري ومسلم والنسائي (1) .
[ص:238]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أحاج) المحاجة: المجادلة وإظهار الحجة، وهي الدليل.
__________
(1) رواه البخاري 7 / 149 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب قصة أبي طالب، وفي الجنائز، باب إذا قال المشرك عند الموت لا إله إلا الله، وفي تفسير سورة براءة، باب قوله تعالى: {ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين} ، وفي تفسير سورة القصص، وفي الأيمان والنذور، باب إذا قال: والله لا أتكلم اليوم فصلى أو قرأ أو سبح أو كبر أو حمد أو هلل فهو على نيته، ومسلم رقم (24) في الإيمان، باب الدليل على صحة إسلام من حضره الموت ما لم يشرع في النزع ... ، والنسائي 4 / 90 و 91 في الجنائز، باب النهي عن الاستغفار للمشركين.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (5/433) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر. والبخاري (2/119) قال: حدثنا إسحاق. قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم قال: حدثني أبي، عن صالح. وفي (5/65) قال: حدثنا محمود، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر وفي (6/87) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. وفي (6/141 و8/173) قال: حدثنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب، ومسلم (1/40) قال: حدثني حرملة بن يحيى التجيبي، قال: أخبرناعبد الله بن وهب، قال أخبرني يونس (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، وعبد بن حميد، قالا: أخبرنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر (ح) وحدثنا حسن الحلواني، وعبد بن حميد، قالا: حدثنا يعقوب، وهو ابن إبراهيم بن سعد، قال: حدثني أبي، عن صالح. والنسائي (4/90) قال: أخبرنا محمد ابن عبد الأعلى، قال: حدثنا محمد، وهو ابن ثور، عن معمر.
أربعتهم - معمر، وصالح، وشعيب، ويونس - عن ابن شهاب الزهري، عن سعيد بن المسيب، فذكره.(9/237)
6831 - (خ م) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - «أنه سمع رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- وذُكر عنده عمُّه أبو طالب - فقال: لَعَلَّهُ تَنْفَعُه شَفَاعَتي يَوْمَ القِيامةِ، يُجعل في ضَحْضَاح مِن نار، يَبْلُغُ كَعْبَيْهِ، يَغلي منه أمُّ دِمَاغه» . وفي رواية «يَغْلي منه دِمَاغُهُ من حَرَارَةِ نَعْلَيْهِ» . أخرجه البخاري ومسلم (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ضحضاح) الضحضاح: الماء القليل، وقد شبه في القلة ما يكون فيه أبو طالب من النار القليلة.
__________
(1) رواه البخاري 7 / 149 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب قصة أبي طالب، وفي الرقاق، باب صفة الجنة والنار، ومسلم رقم (210) في الإيمان، باب شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لأبي طالب والتخفيف عنه بسببه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (3/8/50) قال:حدثنا قتيبة بن سعيد، قال حدثنا ليث -يعني ابن سعد- وفي (3/55) قال:حدثنا هارون بن معروف، قال: حدثنا ابن وهب، قال: قال حيوة والبخاري (5/66) قال:حدثنا عبد الله بن يوسف، قال:حدثنا الليث. وفي (5/66 و8/144) قال: حدثنا إبراهيم ابن حمزة، قال:حدثنا بن أبي حازم،والدراوردي.،ومسلم (1/135) قال حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا ليث.
أربعتهم- ليث،وحيوة،وابن أبي حازم،وعبد العزيز بن محمد الدراوردي - عن يزيد بن الهاد، عن عبد الله بن خباب، فذكره.(9/238)
6832 - (م) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «أهْونُ أهْلِ النَّارِ عذاباً: أبو طالب، وهو مُنتَعِل بِنَعْلَيْنِ يَغْلي منهما دِمَاغُهُ» أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (212) في الإيمان، باب أهون أهل النار عذاباً.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (1/290) (2636) قال:حدثنا عفان. وفي (1/295) (2690) قال: حدثنا حسن وعفان،وعبد بن حميد (711) قال: حدثنا الحسن بن موسى ومسلم (1/135) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة،قال:حدثنا عفان.
كلاهما - عفان، وحسن - عن حماد بن سلمة، قال: حدثنا ثابت البناني،عن أبي عثمان، فذكره.(9/238)
6833 - (خ م) العباس بن عبد المطلب - رضي الله عنه - قال: [ص:239] «قلت: يا رسول الله، ما أغْنَيْتَ عن عَمِّك، فإنَّه كان يَحُوطُكَ، ويَغْضَبُ لك؟ قال: نعم، هو في ضَحْضَاح من نار، ولولا أنا لكان في الدَّرْكِ الأسْفَلِ مِنَ النَّارِ» وفي رواية «إنه كان يَحُوطُك ويَنْصُرُكَ ويَغْضَبُ لك، فهل ينفعه ذلك؟ قال: نعم، وجدتُه في غَمَرات من النَّارِ، فأخرجتُه إلى ضَحْضَاح» أخرجه البخاري ومسلم (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يحوطك) حاطه يَحُوطُهُ: إذا حفظه وصانه وذبّ عنه، وتوفّر على مصالحه.
(غمرات) غمرات الموت: شدائده، وغمرات الأمر: معظمه، أراد: أنه كان في معظم النار.
__________
(1) رواه البخاري 7 / 148 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب قصة أبي طالب، وفي الأدب، باب كنية المشرك، وفي الرقاق، باب صفة الجنة والنار، ومسلم رقم (209) في الإيمان، باب شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لأبي طالب والتخفيف عنه بسببه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه الحميدي (460) . ومسلم (1/135) قال: حدثنا ابن أبي عمر.
كلاهما - الحميدي، وابن أبي عمر - قالا: حدثنا سفيان بن عيينة.
2- وأخرجه أحمد (1/206) (1763) قال: حدثنا وكيع. وفي (1/207) (1774) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. والبخاري (5/65) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى. ومسلم (1/135) قال: حدثنيه محمد ابن حاتم. قال: حدثنا يحيى بن سعيد (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، عن وكيع.
كلاهما -وكيع، ويحيى - عن سفيان الثوري.
3- وأخرجه أحمد (1/206 (1768) و1/210) (1789) قال: حدثنا عفان، والبخاري (8/57) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. وفي (8/146) قال: حدثنا مسدد. ومسلم (1/134) قال: حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري، ومحمد بن أبي بكر المقدمي، ومحمد بن عبد الملك الأموي.
ستهم -عفان وموسى بن إسماعيل، ومسدد، وعبيد الله بن عمر، ومحمد بن أبي بكمر، ومحمد بن عبد الملك - قالوا: حدثنا أبو عوانة.
ثلاثتهم - سفيان بن عيينة، وسفيان الثوري، وأبو عوانة- عن عبد الملك بن عمير، وعن عبد الله بن الحارث ابن نوفل، فذكره.(9/238)
6834 - (م ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- لِعَمِّه عند الموت: قل: لا إله إلا الله، أشْهَدُ لكَ بها يوم القيامة، فأبى، فأنزل الله عز وجل {إنَّكَ لاَ تَهْدِي مَنْ أحْبَبْتَ ... } الآية [القصص: 56] وفي رواية قال: «لولا أن تُعيِّرَني قُرَيْش، يقولون: إنما حَمَلَهُ على ذلك الجَزَعُ، لأقْرَرْتُ بها عَينَكَ، فأنزل الله الآية» . [ص:240] أخرجه مسلم والترمذي (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (25) في الإيمان، باب الدليل على صحة إسلام من حضره الموت ما لم يشرع في النزع وهو الغرغرة، والترمذي رقم (3187) في التفسير، باب ومن سورة القصص.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/434) قال: حدثنا يحيى. وفي (2/441) قال: حدثنا محمد بن عبيد. ومسلم (1/41) قال: حدثنا محمد بن عباد وابن أبي عمر، قالا: حدثنا مروان. (ح) وحدثنا محمد بن حاتم بن ميمون، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. والترمذي (3188) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال حدثنا يحيى بن سعيد.
ثلاثتهم - يحيى بن سعيد، ومحمد بن عبيد، ومروان بن معاوية - عن يزيد بن كيسان، عن أبي حازم الأشجعي، فذكره.(9/239)
عَلْقَمَة بن قيس النخعي
6835 - (خ) علقمة بن قيس النخعي - رحمه الله - قال: «كنا جلوساً مع ابن مسعود، فجاء خبَّاب، فقال: يا أبا عبد الرحمن، أيستطيع هؤلاءأن يَقْرَأُوا كما تَقْرَأ؟ فقال: أمَا إنَّكَ إن شئْتَ أمرتَ بعضهم يقرأ عليك، قال: أجَلْ، قال: اقرأ يا علقمةُ فقال زيد بن حُدَيْر - أخو زياد بن حُدير - أتأمر علقمة أن يقرأ وليس بأقْرَِِئنا؟ فقال: أما إنك إن شئتَ أخبرتُك بما قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- في قومك وقومه، فقرأتُ خمسين آية من سورة مريم، فقال عبد الله: كيف ترى؟ قال: قد أحسن، قال عبد الله (1) : ما أقرأ شيئاً إلا وهو يقرؤه، ثم التَفَتَ إلى خبَّاب (2) ، وعليه خاتَم من ذهب، فقال: ألمْ يَأنِ لهذا الخاتَم أنْ يُلقى؟ قال: أما إنك لن تراه عليَّ بعد اليوم، فألقاه» أخرجه البخاري (3) .
__________
(1) هو عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
(2) هو خباب بن الأرت رضي الله عنه.
(3) 8 / 77 و 78 في المغازي، قدوم الأشعريين وأهل اليمن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (ح 4385) قال: حدثنا أبو نعيم،قال: حدثنا عبد السلام، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن زمدم، فذكره.(9/240)
مالك بن أنس
6836 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - رواية، قال: «يُوشِك أن يضربَ النَّاسُ أكْبَادَ الإبِلِ يَطْلُبُونَ العِلْم، فلا يَجِدُون أحداً أعلمَ من عالم المدينة» .
قال عبد الرزاق في حديثه: هو مالك بن أنس.
وقال ابن عيينة: يُرَوَنه مالك بن أنس. أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2682) في العلم، باب ما جاء في عالم المدينة، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 2 / 299، وفيه عنعنة ابن جريج وأبي الزبير، ومع ذلك فقد حسنه الترمذي.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الحميدي (1147) .وأحمد (2/299) .والترمذي (2680) قال:حدثنا الحسن بن الصباح البزار وإسحاق بن موسى الأنصاري.
أربعتهم - الحميدي،وأحمد بن حنبل، والحسن بن الصباح، وإسحاق بن موسى- عن سفيان بن عيينة، قال: حدثنا ابن جريج، وعن أبي الزبير، عن أبي صالح، فذكره.
(*) أخرجه النسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (9/12877) عن علي بن محمد بن علي، عن محمد بن كثير، عن سفيان بن عيينة،عن ابن جريج عن أبي الزناد، عن أبي صالح، به.
قال المزي: كذا قال: «عن أبي الزناد» والصواب «عن أبي الزبير» كما تقدم.
(*) في رواية أحمد بن حنبل: «عن أبي صالح،عن أبي هريرة،إن شاء الله عن النبي -صلى الله عليه وسلم-.
(*) وفي رواية الترمذي: «عن أبي صالح، عن أبي هريرة، رواية» وقال: هذا الحديث حسن،وهو حديث بن عيينة قلته:فيه عنعنة ابن جريج، وابن الزبير.(9/241)
الباب السابع من كتاب الفضائل: في فضل ما ورد ذِكْره من الأزمنة
لَيْلَة القَدْر
6837 - (ط) مالك بن أنس - رحمه الله - أنه سمع مَن يَثِقُ به من أهل العلم: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أُريَ أعمار الناس قبله - أو ما شاء الله من ذلك - فكأنَّهُ تَقَاصَرَ أعْمارَ أمَّتِه: أن لا يَبْلُغُوا من العمل مثل الذي بلغ [ص:242] غيرُهم في طُول العُمُرِ، فأعطاه الله ليلةَ القدر، خير من ألف شهر» . أخرجه «الموطأ» (1) .
__________
(1) 1 / 321 في الاعتكاف، باب ما جاء في ليلة القدر. قال الزرقاني في " شرح الموطأ ": قال ابن عبد البر: هذا أحد الأحاديث الأربعة التي لا توجد في غير الموطأ لا مسنداً ولا مرسلاً، وليس فيها حديث منكر، ولا ما يدفعه أصل، قال الزرقاني: قال السيوطي: ولهذا شواهد من حيث المعنى مرسلة، وذكر له شاهدين أحدهما عن علي بن عروة مرسلاً، والثاني عن مجاهد مرسلاً أيضاً.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك (715) أنه سمع من يثق به من أهل العلم يقول: فذكره. وقال الزرقاني في «شرح الموطأ» (2/292) : ولهذا شواهد من حدث المعنى مرسلة.(9/241)
6838 - (ت) يوسف بن سعد - رحمه الله - قال: «قام رجل إلى الحسن بن عليّ - بعد ما بايع معاوية - فقال: سوَّدتَ وجُوهَ المؤمنين، أو يا مُسَوِّدَ وجوه المؤمنين، فقال: لا تُؤنِّبْني رحمكَ الله، فإن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- أُرِيَ بني أُميَّةَ على منبره، فساءه ذلك، فنزلتْ {إنَّا أعْطَيْنَاكَ الكَوْثَرَ} يا مُحَمدُ، يعني: نهراً في الجنة، ونزلت: {إنَّا أنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ القَدْرِ. وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ القَدْرِ. ليلةُ القدرِ خَيْرٌ مِنْ ألْفِ شَهْرٍ} يَمْلِكُها بعدك بَنُو أمَيَّةَ يا محمدُ» . قال القاسم بن الفضل: فعددنا، فإذا هي ألفُ شهر، لا تزيدُ يوماً، ولا تنقُصُ. أخرجه الترمذي (1) .
[ص:243]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(التأنيب) : اللوم والتعنيف، أنَّبَه يؤنِّبه تأنِيباً.
(خير من ألف شهر) : قد جاء في متن الحديث: أن مدة ولاية بني أمية كانت ألف شهر، وأنها هي التي أراد الله عز وجل بقوله: {ليلة القدر خير من ألف شهر} وألف شهر هي ثلاثٌ وثمانون سنة وأربعة أشهر، وكان أول استقلال بني أمية بالأمر وانفرادهم منذ بيعة الحسن بن علي بن أبي طالب - رضي الله عنهما -لمعاوية بن أبي سفيان، وذلك على رأس أربعين سنة من الهجرة، وكان انقضاء دولتهم على يد أبي مسلم الخراساني في سنة اثنتين وثلاثين ومائة، وذلك اثنتان وتسعون سنة، تسقط منها مدة خلافة عبد الله بن الزبير هي ثمان سنين وثمانية أشهر، ويبقى ثلاث وثمانون سنة وأربعة أشهر، وهي ألف شهر، ولذلك قال في الحديث: «فحسبناها فلم تزد ولم تنقص» .
__________
(1) رقم (3347) في التفسير، باب ومن سورة ليلة القدر، وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث القاسم بن الفضل وقد قيل: عن القاسم بن الفضل عن يوسف بن مازن، والقاسم بن الفضل الحداني هو ثقة وثقة يحيى بن سعيد وعبد الرحمن بن مهدي، ويوسف بن سعد رجل مجهول، ولا نعرف هذا الحديث على هذا اللفظ إلا من هذا الوجه، وقال الحافظ ابن كثير في " تفسيره " بعد أن أورد هذا الحديث: وقد روى هذا الحديث الحاكم في [ص:243] " مستدركه " من طريق القاسم بن الفضل عن يوسف بن مازن به، وقول الترمذي: إن يوسف هذا مجهول، فيه نظر فإنه قد روى عنه جماعة منهم حماد بن سلمة وخالد الحذاء ويونس بن عبيد، وقال فيه يحيى بن معين: هو مشهور، وفي رواية، عن ابن معين: ثقة، ورواه ابن جرير من طريق القاسم بن الفضل عن عيسى بن مازن، كذا قال، وهذا يقتضي اضطراباً في هذا الحديث والله أعلم، ثم هذا الحديث على كل تقدير منكراً جداً، قال شيخنا الإمام الحافظ الحجة أبو الحجاج المزي: هو حديث منكر، وانظر بقية كلام ابن كثير على هذا الحديث 9 / 251.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (3350) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا أبو داود الطيالسي، قال: حدثنا القاسم بن الفضل الحراني عن يوسف بن سعد، فذكره.
وقال: هذا الحديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث القاسم بن الفضل، وقد قيل عن القاسم ابن الفضل عن يوسف بن مازن، والقاسم بن الفضل الحراني هو ثقة، وثقه يحيى بن سعيد وعبد الرحمن بن مهدي، ويوسف بن سعيد، رجل مجهول ولانعرف هذا الحديث على هذا اللفظ إلا من هذا الوجه(9/242)
وقتها: العشر الأواخر، والسبع الأواخر
6839 - (خ م ط د) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: «أن رجالاً [ص:244] من أصحاب النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- أُرُوا ليلة القَدْرِ في المنام، في السَّبْعِ الأواخِرِ، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: أرى رُؤياكم تَوَاطَأتْ في السَّبْعِ الأواخِرِ، فمن كان مُتَحَرِّيها فَلْيَتَحَرَّها في السَّبع الأواخر» وفي رواية قال: رأى رجل أن ليلة القدر، ليلة سبع وعشرين، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: «أرى رؤياكم في العَشْرِ الأوَاخِرِ، فاطْلُبُوها في الوتر» وفي رواية: أن رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- قال في ليلة القدر: «إنَّ ناساً منكم قد أُرُوا أنها في السبع الأُوَل، وأُرِيَ ناس منكم أنها في السَّبْعِ الغَوَابِر، فالتمسوها في العشر الغوابر» . أخرجه البخاري ومسلم.
وللبخاري: «أن ناساً أُرُوا ليلةَ القدر في السَّبْعِ الأواخر، وأن ناساً أُرُوا أنها في العَشْرِ الأواخِرِ، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- التَمِسُوها في السَّبْعِ الأواخِرِ» ولمسلم أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «تَحَرَّوا ليلة القدر في السَّبْع الأواخِرِ» وفي أخرى قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «التمسوها في العَشْرِ الأواخِرِ - يعني ليلة القدر، فإنْ ضَعُفَ أحدكم أو عَجَزَ، فلا يُغْلَبَنَّ عن السَّبْعِ البَواقي» وفي أخرى: «من كان مُلْتَمِسها، فليلْتَمِسْها في العَشر الأواخِرِ» وفي أخرى قال: «تحيَّنوا ليلة القدر في العشر الأواخر - أو قال: في السَّبْع الأواخِرِ» .
وأخرج «الموطأ» الرواية الأولى، ورواية مسلم الأولى.
وأخرج أبو داود رواية مسلم الأولى (1) .
[ص:245]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(تواطأت) المواطأة مهموزاً: الموافقة والممالأة، كأنَّ كل واحد منهما قد وطئ أثر الآخر، وقد جاء اللفظ في الحديث بترك الهمز، وتخفيف الهمز مذهب للعرب معروف.
(التحرِّي) : القصد والاجتهاد في طلب الغرض.
(التحيُّن) : طلب الحين، وهو الوقت من الزمان.
__________
(1) رواه البخاري 4 / 221 في صلاة التراويح، باب التماس ليلة القدر في السبع الأواخر، وفي [ص:245] التعبير، باب التواطؤ على الرؤيا، ومسلم رقم (1165) في الصيام، باب فضل ليلة القدر والحث على طلبها، والموطأ 1 / 321 في الاعتكاف، باب ما جاء في ليلة القدر، وأبو داود رقم (1385) في الصلاة، باب من روى أنها في السبع الأواخر.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
حصيح: أخرجه مالك (الموطأ) (213) . وأحمد (2/5) (4499) قال: حدثنا إسماعيل. قال: أخبرنا أيوب. وفي (2/17) (4671) قال: حدثنا يحيى، عن عبيد الله، والبخاري (2/69) قال: حدثا أبو النعمان، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، وفي (3/59) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: أخبرنا مالك. ومسلم (4/170) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: قرأت على مالك. والنسائى في الكبرى (تحفة الأشراف) (5/38) عن قتيبة، عن الليث بن سعد وفي (8363) عن محمد بن سلمة، والحارث بن مسكين، كلاهما - عن ابن القاسم عن مالك، وابن خزيمة (2182) قال: حدثنا أحمد بن عبدة، قال: حدثنا عبد الوارث، عن أيوب.
أربعتهم - مالك وأيوب، وعبيد الله، والليث - عن نافع، فذكره.
(*) في رواية أيوب: «كان الناس يرون الرؤيا، فيقصونا على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-....ثم ذكر الحديث.»
وبلفظ «رأى رجل، أن ليلة القدر ليلة سبع وعشرين، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: أرى رؤياكم في العشر الأواخر، فاطلبوها في الوتر منها..»
وفي رواية: «سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول اليلة القدر: إن ناسا منكم قد أروا أنها في السبع الأول، وأري ناس منكم أنها في السبع الغوابر، فالتمسوها في العشر الغوابر» .
أخرجه الحميدي (634) قال: حدثنا سفيان، وأحمد (2/8 (4547) قال: حدثنا سفيان. وفي (2/36) (4945) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال حدثنا معمر. وافي (2/493837) قال: حدثنا محمد بن بكر، قال: أخبرنا ابن جريج. والدارمي (1790) قال: أخبرنا عبد الله بن صالح قال: حدثني الليث، قال: حدثني عقيل. والبخاري (9/40) قال: حدثنا يحيى بن بكير، قال حدثنا الليث، عن عقيل، ومسلم (3/170) قال: حدثنا عمرو الناقد، وزهير بن حرب. قال زهير: حدثنا سفيان بن عيننة. (ح) وحدثني حرملة يحيى، قال: أخبرنا ابن وهب. قال: أخبرني يونس. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (6999) عن الربيع بن سليمان، عن ابن وهب، عن يونس.
خمستهم - سفيان بن عيينة، ومعمر، وابن جريج، وعقيل، ويونس - عن ابن شهاب الزهري، عن سالم، فذكره.
وبلفظ: «جاوز أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- السبع الأوسط من رمضان. فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: من كان منكم متحريا فليتحرها في السبع الأواخر» .
أخرجه ابن خزيمة (2222) قال: حدثنا الربيع بن سليمان، قال: حدثنا ابن وهب، قال: حدثني حنظلة ابن أبي سفيان، أنه سمع سالم بن عبد الله بن عمر يقول: فذكره.
وبلفظ «التمسوها في العشر الأواخر، يعني ليلة القدر، فإن ضعف أحدكم، أو عجز، فلا يغلبن على السبع البواقي» .
أخرجه أحمد (2/44) (5031) قال: حدثنا بهز. وفي (2/75) (5443) قال: حدثنا عفان. وفي (2/78) (5485) قال: حدثنا محمد بن جعفر، وفي (2/91) (5651) قال: حدثنا أبو النضر، هاشم بن القاسم، ومسلم (3/170) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا محمد بن جعفر وابن خزيمة (2183) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر.
أربعتهم - بهز، وعفان، ومحمد بن جعفر، وهاشم بن القاسم - قالوا: حدثنا شعبة. قال: حدثنا عقبة ابن حريث، فذكره.
وبلفظ «تحينوا ليلة القدر في العشر الأواخر، أو قال: في التسع الأواخر» .
أخرجه مسلم (3/170) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا علي بن مسهر، عن الشيباني، عن جبلة، ومحارب، فذكراه.
(*) وأخرجه أحمد (2/81) (5534) . ومسلم (3/170) قال: حدثنا محمد بن المثنى.
كلاهما - أحمد بن حنبل، ومحمد بن المثنى - عن محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن جبلة بن سحيم، فذكره. ليس فيه (محارب) .
وبلفظ: «سئل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأنا أسمع، عن ليلة القدر؟ فقال: هي في كل رمضان» .
أخرجه أبوداود (1387) قال: حدثنا حميد بن زنجويه النسائي، قال: أخبرنا سعيد بن أبي مريم، قال: حدثنا محمد بن جعفر بن كثير، قال: أخبرنا موسى بن عقبة، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جبير، فذكره.
(*) قال أبو داود: رواه سفيان وشعبة عن أبي إسحاق موقوفا على ابن عمر، لم يرفعاه إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-.
وبلفظ: «تحروا ليلة القدر في السبع الأواخر» .
وفي رواية: «من كان متحريا، فليتحرها ليلة سبع وعشرين، وقال: تحروها ليلة سبع وعشرين، يعني ليلة القدر.» .
أخرجه مالك (الموطأ) (212) . وأحمد (2/27) و (4808) قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا شعبة. وفي (2/62) (5283) قال: حدثنا عبد الرحمن عن سفيان. وفي (2/74) (5430) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا عبد العزيز بن مسلم، وفي (2/113) (5932) قال: حدثنا إسحاق، قال: أخبرنا مالك. وفي (2/157) (6474) قال: حدثنا الأسود بن عامر، قال: حدثنا شعبة، وعبد بن حميد (793) قال: حدثنا سعيد بن عامر، عن شعبة. ومسلم (3/170) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: قرأت على مالك. وأبو داود (1385) قال: حدثنا القعنبي، عن مالك. والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (7147) عن علي بن حجر، عن إسماعيل بن جعفر. وفي (7230) عن محمد بن سلمة عن ابن القاسم عن مالك.
خمستهم - مالك، وشعبة، وسفيان الثوري، وعبد العزيز بن مسلم وإسماعيل بن جعفر - عن عبد الله بن دينار، فذكره.
(*) في رواية الأسود بن عامر: قال: قال شعبة: وذكر لي رجل ثقة، عن سفيان، أنه كان يقول: إنما قال: «من كان متحريها، فليتحرها في السبع البواقي» . قال شعبة، فلا أدري قال ذا، أو ذا، شعبة شك. قال عبد الله بن أحمد: قال أبي: الرجل الثقة: يحيى بن سعيد القطان.(9/243)
6840 - (خ م ط ت) عائشة - رضي الله عنها - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «تَحرَّوا ليلة القدر في العَشْرِ الأواخِرِ من رمضان» .
وفي رواية قالت: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يُجاوِرُ العَشْر الأواخر في رمضان، ويقول: تَحَرَّوا ليلة القدر في العَشْرِ الأواخِرِ من رمضان» أخرجه البخاري ومسلم، و «الموطأ» أخرج الأولى مرسلاً عن عروة، وأخرج الترمذي الثانية (1) .
__________
(1) رواه البخاري 4 / 225 في صلاة التراويح، باب تحري ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر، ومسلم رقم (1169) في الصيام، باب فضل ليلة القدر والحث على طلبها، والموطأ 1 / 319 في الاعتكاف، باب ما جاء في ليلة القدر، والترمذي رقم (792) في الصوم، باب ما جاء في ليلة القدر.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (6/73) قال: حدثنا سليمان، والبخاري (3/60) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. كلاهما - سليمان، وقتيبة بن سعيد - عن إسماعيل بن جعفر، عن أبي سهيل، عن أبيه مالك بن أبي عامر، فذكره.
والراوية الثانية:
أخرجها أحمد (6/50) حدثنا: يحيى. وفي (6/56 و204) قال: حدثنا ابن نمير. وفي (6/204) قال: حدثنا وكيع. والبخاري (3/61) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال:حدثنا يحيى (ح) وحدثني محمد، قال: أخبرنا عبدة، ومسلم (3/173) قال:حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا ابن نمير ووكيع، وفي (3/175) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: أخبرا أبو معاوية ح وحدثنا سهل بن عثمان، قال: أخبرنا حفص بن غياث ح وحدثنا أبوبكر بن أبي شببة وأبو كريب.،قالا:حدثنا ابن نمير. والترمذي (792) قال:حدثنا هارون بن إسحاق بن الهمداني. قال:حدثنا عبدة بن سليمان.
ستتهم - يحيى بن سعيد، وعبد الله بن نمير، ووكيع، وعبدة بن سليمان، وأبو معاوية،وحفص بن غياث- عن هشام بن عروة، عن أبيه، فذكره.(9/245)
6841 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «أُرِيتُ لَيْلَةَ القَدرِ، ثم أيْقَظَنِي بعضُ أهلي فَنُسِّيتُها، فَالْتَمِسوها في العَشْرِ الغَوابِرِ» وقال حَرْملةُ: «فنَسِيتُها» أخرجه مسلم (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الغوابر) : البواقي وقد ذكر.
__________
(1) رقم (1166) في الصيام، باب فضل ليلة القدر والحث على طلبها.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه الدارمي (1789) قال: أخبرنا عبد الله بن صالح. قال: حدثني الليث. قال: حدثني يونس. ومسلم (3/170) قال: حدثنا أبو الطاهر وحرملة بن يحيى. قالا: أخبرنا ابن وهب. قال: أخبرني يونس. والنسائي في الكبرى (الورقة 44) قال: أخبرنا عمرو بن سواد بن الأسود بن عمرو، والحارث ابن مسكين، قراءة عليه،عن ابن وهب. قال: أخبرني يونس (ح) وأخبرنا ابن مسكين، قراءة عليه، وعن ابن وهب، قال: أخبرني يونس (ح) وأخبرنا إسحاق بن منصور،ومحمد بن عبد الملك،عن بشر بن شعيب، قال حدثني أبي «وابن خزيمة» (2197) قال: أخبرني محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، أن ابن وهب أخبرهم. قال: أخبرني يونس.
كلاهما - يونس بن يزيد، وشعيب بن أبي حمزة، عن الزهري، عن أبي سلمة،فذكره.(9/246)
ليلة إحدى وعشرين
6842 - (خ م ط د س) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: «اعتكفنا مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- العَشْرَ الأوسَط، فلما كان صبيحة عشرين، نقلنا متاعَنا، فأتانا النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-، فقال: من كان اعتكف فلْيرجِعْ إلى مُعْتَكَفِه فإني رأيتُ هذه الليلة، ورأيتُني أسجدُ في ماء وطين، فلما رجع إلى مُعتَكَفه هاجتِ السَّماءُ، فوالذي بعثه بالحق، لقد هاجت السَّماء من آخر ذلك اليوم، وكان المسجد على عَريش، فلقد رأيتُ على أنْفِه وأرْنَبَتِه أثَرَ الماءِ والطين» .
وفي رواية نحوه، إلا أنه قال: «حتى إذا كان ليلة إحدى وعشرين - وهي الليلة التي خرج في صبيحتها من اعتكافه - قال: من كان اعتكف معي فليعتكف العَشْرَ الأواخِرَ» وفي أخرى نحوه، إلا أنه قال: «كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- يُجاوِرُ في رمضان العَشْر التي في وسط الشهر، فإذا كان حين يُمْسي من عشرين ليلة تمضي، ويستقبل إحدى وعشرين، رجع إلى مسكنه، ورجع [ص:247] من كان يُجاورُ معه، وأنه أقام في شهر جاور فيه الليلة التي كان يرجع فيها، فخطب الناسَ، وأمرهم بما شاء الله، ثم قال: كنت أجَاورُ هذه العشر، ثم بدا لي أن أجاوِرَ هذه العشر الأواخر، فمن كان اعتكف معي فليلبثْ في مُعْتَكَفِهِ ... ثم ذكره» وفيه: «فوكَفَ المسجد في مصلَّى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- ليلة إحدى وعشرين ... الحديث» .
وفي رواية قال أبو سلمة: «انْطَلَقْتُ إلى أبي سعيد، فقلت: ألا تخرج بنا إلى النخل فنتحدَّث؟ فخرج، فقلت: حدِّثْني ما سمعتَ من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- في ليلة القدر، قال: اعتكف رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- العَشْرَ الأول من رمضان، واعتكفنا معه، فأتاه جبريلُ عليه السلام، فقال: إن الذي تطلب أمامَكَ، فاعتكفَ العَشْرَ الأوسَطَ، واعتكفنا معه، فأتاه جبريلُ عليه السلام فقال: إن الذي تطلب أمَامَك، ثم قام النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- خطيباً صبيحةَ عشرين من رمضان، فقال: من كان اعتكف مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- فليرجع، فإني رأيت ليلة القدر، وإني أُنْسِيتُها، وإنها في العَشْرِ الأواخِرِ في وتر، إني رأيتُ كأني أسجد في طين وماء، وكان سَقْفُ المسجد جريدَ النَّخْل، وما نرى في السماء شيئاً، فجاءتْ قَزَعة فمُطِرْنا، فصلى بنا النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- حتى رأيتُ أثر الطين والماء على جبهة النبي - صلى الله عليه وسلم- وأرْنَبَتِه، تَصْدِيقَ رؤياه» .
قال الحميدي: كان البخاري يحتج بهذا الحديث، فيقول: لا تمسح الجبهة [ص:248] في الصلاة، بل تمسح بعد الصلاة، لأن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- رُئِيَ الماءُ والطين في أرنَبته وجَبْهَتِهِ بعد ما صلَّى، وأعاد البخاري طرفاً منه في الصلاة من رواية أبي سلمة عن أبي سعيد قال: رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- سجد في الماء والطين، حتى رأيتُ أثرَ الطين في جَبْهته. وعند مسلم: «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- اعتكف العشر الأول من رمضان، ثم اعتكف العَشْرَ الأوسطَ في قُبَّة تُرْكيَّة على سُدَّتها حَصير، فأخذ الحَصير بيده، فنحَّاها في ناحية القُبَّة، ثم أطْلَع رأسه، فكلَّم الناس، فَدَنَوْا منه، فقال: إني اعتكفت العشرَ الأول ألتمس هذه الليلة، ثم إني اعتكفتُ العَشْرَ الأوْسَطَ، ثم أُتيتُ، فقيل [لي] : إنها في العشر الأواخِرِ، فمن أحبَّ منكم أن يعتكف فليعتكف، فاعتكفَ الناسُ معه، وقال: إني أُريتُها ليلة وِتر، وأنِّي أسجد في صبيحتها في طين وماء، فأصبح من ليلة إحدى وعشرين، وقد قام إلى الصبح، فمطَرَت السَّماءُ، فَوَكَفَ المسجد، فأبصرتُ الطينَ والماءَ، فخرج حين فرغ من صلاة الصُّبح وجبينُه ورَوْثَةُ أنْفِه فيهما الطِّينُ والماءُ، وإذا هي ليلة إحدى وعشرينَ من العشر الأواخر» وله في أخرى قال: «اعتكف رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- العَشْرَ الأوْسَطَ من رمضان، يلتمس ليلةَ القدر قبل أن تُبان له. قال: فلما انْقَضَيْنَ أمر بالبناء فَقُوِّضَ، ثم أُبيْنَت له أنها في العشر الأواخر، فأمر بالبناء فأعيدَ، ثم خرج على الناس، فقال: يا أيها الناس، إنها كانت أُبينت لي ليلةُ القدر، وإني خرجت لأخبركم بها، فجاء [ص:249] رجلان يَحْتَقَّان، معهما الشَّيطانُ، فنُسِّيتها، فالتمسوها في العَشْر الأواخِرِ [من رمضانَ] ، التمسوها في التَاسِعَةِ والسّابِعَةِ والخَامِسةِ، قال: قلت: يا أبا سعيد، إنكم بالعدد أعلم منا، قال: أجَلْ، نحن أحق بذلك منكم، قال: قلت: ما التَّاسِعةُ والسَّابِعةُ والخامِسَةُ؟ قال: إذا مضت واحدة وعشرون، فالتي تليها: ثِنْتانِ وعشرون، فهي التاسعة، فإذا مضى ثلاث وعشرون، فالتي تليها السَّابِعة، فإذا مضى خمس وعشرون، فالتي تليها: الخامسةُ» وقال في رواية مكان «يحتقان» : «يَخْتَصِمان» وأخرج «الموطأ» وأبو داود والنسائي قال: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يعتكف العشر الأوسط من رمضان، فاعتكف عاماً، حتى إذا كان ليلة إحدى وعشرين - وهي الليلة يخرج فيها من صبيحتها من اعتكافه - قال: من كان اعتكف معي فليعتكف العشر الأواخر وقد أُرِيتُ هذه الليلة، ثم أُنسيتها، وقد رأيتُني أسجد من صبيحتها في ماء وطين، فالتمسوها في العشر الأواخر، والتمسوها في كل وتر» وقال أبو سعيد: «فأمطَرتِ السماءُ تِلْكَ الليلة، وكان المسجدُ على عَرِيش، فوكَفَ المسجدُ، قال أبو سعيد: فأبْصَرَتْ عينايَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- انصرف وعلى جبهته وأنفه أثَرُ الماءِ والطِّينِ من إحدى وعشرين» .
وأخرج أبو داود أيضاً نحو رواية مسلم الآخرة، وأول حديثه قال: [ص:250] «التمسوها في العَشْرِ الأواخِر» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(هاجت السماء) أي: تغيمت وبدت فيها أمارات المطر.
(العريش) : السقف المعمول من سعف ونحوه على أساطين من خشب أو غيرها.
(أرنبة الأنف) : طرفه.
(المجاورة) هاهنا: الاعتكاف.
(القزعة) : القطعة من الغيم.
(رَوثة الأنف) : طرف أرنبته.
(تقويض البناء) : هدمه، وأراد به هاهنا: قلع الخباء الذي كان قد ضرب له ليعتكف فيه. [ص:251]
(حاقَّ) فلان فلاناً: إذا خاصمه ونازعه، وادَّعى كل واحد منهما الحق لنفسه.
__________
(1) رواه البخاري 4 / 222 - 225 في صلاة التراويح، باب التماس ليلة القدر في السبع الأواخر، وباب تحري ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر، وفي الجماعة، باب هل يصلي الإمام لمن حضر وهل يخطب يوم الجمعة في المطر، وفي صفة الصلاة، باب السجود على الأنف والسجود على الطين، وباب من لم يمسح جبهته وأنفه حتى صلى، وفي الاعتكاف، باب الاعتكاف في العشر الأواخر والاعتكاف في المساجد كلها، وباب الاعتكاف وخروج النبي صلى الله عليه وسلم صبيحة عشرين، وباب من خرج من اعتكافه عند الصبح، ومسلم رقم (1167) في الصيام، باب فضل ليلة القدر والحث على طلبها، والموطأ 1 / 319 في الاعتكاف، باب ما جاء في ليلة القدر، وأبو داود رقم (1382) و (1283) في الصلاة، باب ما جاء في ليلة القدر، والنسائي 3 / 79 و 80 في السهو، باب ترك مسح الجبهة بعد التسليم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: وقد تقدم.(9/246)
ليلة اثنين وعشرين
6843 - (د) عبد الله بن أنيس - رضي الله عنه - قال: «كنت في مجلس بني سَلِمَةَ وأنا أصغرهم، فقالوا: من يسألُ لنا رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- عن ليلةِ القَدْرِ؟ وذلك صبيحة إحدى وعشرين من رمضان، فخرجتُ فوافيتُ مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- صلاةَ المغرب، ثم قمتُ بباب بيته، فمرَّ بي، فقال: ادخل، فدخلتُ، فأُتيَ بعَشائه، فلقد كنتُ أكفُّ يدي عنه من قِلَّته، فلما فرغ قال: ناولني نَعْليَّ، فقام، وقمتُ معه، فلما خرجنا قال: كانت لك حاجة؟ (1) فقلتُ: أجل، أرسَلَني إليك رهط من بني سلمة، يسألونك عن ليلة القَدْرِ؟ فقال: كم الليلة؟ قلتُ: اثنتان وعشرون، قال: هي الليلة، ثم رجع فقال: أو القابلة، يريد: ليلة ثلاث وعشرين» أخرجه أبو داود (2) .
__________
(1) في نسخ أبي داود المطبوعة: كأن لك حاجة.
(2) رقم (1379) في الصلاة، باب في ليلة القدر، وفي سنده ضمرة بن عبد الله بن أنيس لم يوثقه غير ابن حبان وباقي رجاله ثقات. وقال المنذري في " مختصر سنن أبي داود ": قال أبو داود: وهذا حديث غريب لم يرو الزهري عن ضمرة غير هذا الحديث.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (1379) قال:حدثنا أحمد بن حفص، والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (5143) عن محمد بن عقيل.
كلاهما -أحمد بن حفص، ومحمد بن عقيل - عن حفص بن عبد الله،عن إبراهيم بن طهمان، عن عباد ابن إسحاق، عن محمد بن مسلم الزهري،عن ضمرة بن عبد الله بن أنيس، فذكره.
قلت: في سند ضمرة بن عبد الله بن أنيس،لم يوثقه غير ابن حبان.(9/251)
ليلة ثلاث وعشرين
6844 - (خ) عبد الرحمن بن عُبيد الصنابحي: قال: «خرجنا من [ص:252] اليمن مُهاجِرين، فقدمنا الجُحْفَةَ ضُحى، فأقبلَ علينا راكب، فقلت له: الخَبَرَ، فقال: دَفَنّا رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- منذُ خمس، قلتُ: ما سبقك إلا بخمس، هل سمعتَ في ليلة القدر شيئاً؟ قال: أخبرني بلال مؤذنُ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-: أنها أولُ السبع من العشر الأواخر» أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) 8 / 116 في المغازي، باب بعث النبي صلى الله عليه وسلم أسامة بن زيد في مرضه الذي توفي فيه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (خ 4470) قال: حدثنا أصبغ، قال: أخبرني ابن وهب، قال: أخبرني عمرو بن أبي حبيب، عن ابي الخير، عن الصنابحي، فذكره.(9/251)
6845 - (م ط د) عبد الله بن أنيس - رضي الله عنه - قال: «قلتُ: يا رسول الله، إن لي بادية أكون فيها، وأنا أصلِّي فيها بحمد الله، فمُرني بليلة أنزِلُها إلى هذا المسجد، فقال: انزل ليلة ثلاث وعشرين، قيل لابنه: كيفَ كانَ أبوك يصنعُ؟ قال: كان يدخلُ المسْجِدَ إذا صلَّى العصرَ، فلا يخرجُ منه لحَاجَة حتى يصليَ الصُّبْحَ، فإذا صلَّى الصُّبْحَ وجد دَابّتَه على بابِ المسجِدِ، فجلس عليها ولحِقَ ببادِيَتِه» أخرجه أبو داود (1) .
وفي رواية «الموطأ» : أنه قال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم-: إني رجل شَاسِعُ الدَّارِ، فمرني ليلة أنزل لها، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «انزِل ليلة ثلاث وعشرين من رمضان» (2) .
وفي رواية مسلم: قال عبد الله بن أنيس: إن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: [ص:253] «أُريتُ ليلة القدر، ثم أنسيتها، وأُراني صبيحتها أسجد في ماء وطين، قال: فمُطرنا ليلة ثلاث وعشرين، فصلَّى بنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- فانصرف وإن أثَرَ الماءِ والطين على جَبْهَتِه وأنفه، وكان عبد الله بن أُنيس يقول: ثلاث وعشرين» (3) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(شاسع) الشاسع: البعيد.
__________
(1) رقم (1380) في الصلاة، باب في ليلة القدر، وهو حديث حسن.
(2) رواه مالك في " الموطأ " 1 / 320 في الاعتكاف، باب ما جاء في ليلة القدر، وإسناده منقطع، وقد وصله مسلم في الرواية التي بعده.
(3) رواه مسلم رقم (1168) في الصيام، باب فضل ليلة القدر والحث على طلبها.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (3/495) . ومسلم (3/173) قال: حدثا سعيد بن عمرو بن سهل بن إسحاق بن محمد بن الأشعث بن قيس الكندي، وعلي بن خشرم.
ثلاثتهم - أحمد بن حنبل، وسعيد بن عمرو، وابن خشرم - عن أبي ضمرة انس بن عياض، عن الضحاك ابن عثمان، عن أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله عن بسر بن سعيد، فذكره.
وأخرجه أبو داود (1380) قال: حدثنا أحمد بن يونس، قال: حدثنا زهير. وابن خزيمة (2200) قال: حدثنا مؤمل بن هشام اليشكري قال: حدثنا إسماعيل.
كلاهما - زهير، وإسماعيل - عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن إبراهيم عن ابن عبد الله بن أنيس الجهني، فذكره.
وأخرجه مالك (2/7) عن أبي النضر مولى عمربن عبيد الله، فذكره.
بإسناد منقطع، وقد وصله مسلم.(9/252)
ليلة أربع وعشرين
6846 - (خ) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: «التمِسُوها في أربع وعشرين» أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) 4 / 227 في صلاة التراويح، باب تحري ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر، قال البخاري: وعن خالد عن عكرمة عن ابن عباس قال ... فذكره، قال الحافظ في " الفتح ": ظاهره أنه من رواية عبد الوهاب عن خالد أيضاً، لكن جزم المزي بأن طريق خالد هذه معلقة، والذي أظن أنها موصولة بالإسناد الأول، وإنما حذفها أصحاب المسندات لكونها موقوفة، وقد روى أحمد من طريق سماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس قال: أتيت وأنا نائم، فقيل لي: الليلة ليلة القدر، فقمت وأنا ناعس، فتعلقت ببعض أطناب رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو يصلي، قال: فنظرت في تلك الليلة، فإذا هي ليلة أربع وعشرين، وقد أشكل هذا مع قوله في الطريق الأخرى: إنها في وتر، وأجيب بأن الجمع ممكن بين الروايتين أن يحمل ما ورد مما ظاهره الشفع أن يكون باعتبار الابتداء بالعدد من آخر الشهر فتكون ليلة الرابع والعشرين هي السابعة، ويحتمل أن يكون مراد ابن عباس بقوله: في أربع وعشرين أي: أول ما يرجى من السبع البواقي، فيوافق ما تقدم من التماسها في السبع البواقي، وانظر بقية كلام الحافظ في " الفتح " 4 / 227.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه البخاري (ح 2022) قال: حدثنا عبد الله بن أبي الأسود،قال: حدثنا عاصم، عن أبي مجلز وعكرمة،قالا: قال ابن عباس. فذكر حديثا ثم قال: تابعه عبد الوهاب،عن أيوب، وعن خالد، عن عكرمة،عن ابن عباس. فذكره..
وقال الحافظ في «الفتح» (4/309) :ظاهره أنه من رواية عبد الوهاب،عن خالد أيضا لكن جزم المزي بأن طريق خالد هذه معلقة، والذي أظن أنا موصولة بالإسناد الأول،إنما حذفها أصحاب المسندات لكونها موقوفة.(9/253)
ليلة سبع وعشرين
6847 - (م ت د) زر بن حبيش - رحمه الله - قال: سمعت أُبيّ بن كعب - رضي الله عنه - يقول: وقيل له: إن عبد الله بن مسعود يقول: «من قام السَّنَةَ أصابَ ليلةَ القَدْر» فقال أُبيّ: «واللهِ الذي لا إله إلا هو، إنها لفي رمضانَ - يحلف لا يستثني - ووالله إني لأعْلَمُ أيُّ ليلة هي؟ هيَ الليلةُ التي أمرَنا بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بقيامها، هي ليلة سبع وعشرين، وأمارَتُها أن تَطْلعَ الشَّمْسُ في صبيحة يومِها بَيْضَاءَ، لا شُعَاعَ لها» وفي رواية قال: «سألتُ أبيَّ بن كعب، فقلت: إن أخاك ابن مسعود يقول: من يَقُمِ الحولَ يُصِِبْ ليلة القدر، فقال: رحمه الله، أراد أن لا يَتَّكِلَ الناسُ، أمَا إنه قد علم أنها في رَمَضَان، وأنها في العَشْر الأواخر، ثم حلف - لا يستثني - أنها ليلة سبع وعشرين، فقلت: بأي شيء تقول ذلك يا أبا المنذر؟ فقال: بالعلامة - أو بالآية - التي أخبرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: أنها تطلع الشمس يومئذ، لا شُعاع لها» أخرجه مسلم.
وفي رواية أبي داود مثل الثانية ونحوها، وفيها قال: «قلت: يا أبا المنذر، أنَّى علمت ذاك؟ قال: بالآية التي أخبرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، قال: قلت لزِرّ: ما الآية؟ قال: تُصبحُ الشمسُ صَبِيحَةَ تِلْكَ اللَّيْلَةِ مثل الطَّسْتِ، ليسَ لها شُعاع حتى ترتفع» . [ص:255]
وفي رواية الترمذي نحوها، وله في أخرى قال: قلت لأُبيِّ بن كعب: «أنَّى علمت أبا المنذر أنها ليلة سبع وعشرين؟ قال: بلى، أخبرنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: أنها ليلة صبيحتها تطلع الشمس ليس لها شُعاع، فعدَدْنا وحفظنا، والله لقد علم ابن مسعود: أنها في رمضان، وأنها ليلة سبع وعشرين، ولكن كره أن يخبركم فَتَتَّكِلُوا» (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (762) في صلاة المسافرين، باب الترغيب في قيام رمضان وهو التراويح، وفي الصيام، باب فضل ليلة القدر والحث على طلبها، وأبو داود رقم (1378) في الصلاة، باب ما جاء في ليلة القدر، والترمذي رقم (793) في الصوم، باب ما جاء في ليلة القدر.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (5/130) قال: حدثنا مصعب بن سلام، وعبد الله بن أحمد (5/130) قال: حدثني أبو بكر بن أبي شيبة. وفي (5/130) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (18) عن أبي كريب محمد بن العلاء.
ثلاثتهم - أبو بكر وعثمان، وأبو كريب - عن عبد الله بن إدريس.
كلاهما- مصعب بن سلام، وابن إدريس - عن الأجلح، عن الشعبي.
2-وأخرجه أحمد (5/130) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، ومسلم (2/178) قال حدثنا محمد بن مهران الرازي، قال: حدثنا الوليد بن مسلم قال: حدثنا الأوزاعي. وفي (2/178 و3/174) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (2/178) قال حدثني عبيد الله بن معاذ، قال حدثنا أبي، قال: حدثنا شعبة. والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (18. وابن خزيمة (2188) قال: حدثنا إسحاق بن منصور، قال: أخبرنا النضر، قال: حدثنا شعبة.
ثلاثتهم شعبة والأوزعي، وسفيان - عن عبد، بن أبي لبابة.
3- وأخرجه أحمد (5/130) قال حدثنا يحيى بن سعيد، عن سفيان وفيه (5/130) قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخرنا سفيان بن سعيد. وفي (5/131) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا حدثنا حماد بن زيد. وأبو داود (1378) قال: حدثنا سليمان بن حرب، ومسدد، قالا: حدثنا حماد، والترمذي (793) قال حدثنا واثل بن عبد الزعلى. الكوفي، قال: حدثنا أبو بكر. وعبد الله بن أحمد (5/130) قال حدثني محمد ابن أبي بكر المقدمي، وخلف بن هشام البزار، وعبيد الله بن عمر القواريري، قالوا: حدثنا حماد بن زيد. وفي (5/131) قال: حدثني العباس بن الوليد بن النرسي، قال: حدثنا حماد بن شعيب. وفي (5/132) قال: حدثنا أحمد بن محمد بن أيوب، قال: حدثنا أبو بكر بن أبي عياش. والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (18) عن يعقوب بن إبراهيم الدورقي، عن سفيان بن عيينة. وابن خزيمة (2191) قال حدثنا الدورقي، قال: حدثنا سفيان بن عيينة. وفي (2193) قال: حدثنا أحمد بن عبدة، قال: أخبرنا حماد، يعني ابن زيد.
خمستهم - سفيان الثوري، وحماد بن زيد، وأبو بكر بن عياش، وحماد بن شعيب، وسفيان بن عيينه - عن عاصم بن أبي النجود.
4- وأخرجه أحمد (5/130) ومسلم (3/173) قال: حدثنا محمد بن حاتم وابن أبي عمار. والترمذي (3351) قال: حدثنا ابن أبي عمر. وابن خزيمة (2191) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء.
أربعتهم -أحمد، ومحمد بن حاتم، وابن أبي عمر، وعبد الجبار - عن سفيان بن عيينة، عن عبدة بن أبي لبابة، وعاصم بن بهدلة.
5-وأخرجه النسائي في الكبرى (تحفة الأشراف 18) عن محمد بن العلاء، عن ابن إدريس، وفيه أيضا، ابن خزيمة (2191) عن يعقوب بن إبراهيم الدورقي، عن سفيان.
كلاهما - ابن إدريس، وسفيان - عن أسماعيل بن أبي خالد.
6- وأخرجه عبد الله بن أحمد (5/131) قال: حدثني يعقوب بن إسماعيل بن حماد بن زيد. والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (18) عن محمد بن بشار. وابن خزيمية (2187) قال: حدثنا أبو موسى ومحمد بن بشار.
ثلاثتهم - يعقوب، وابن بشار، وأبو موسى محمد بن المثنى. عن عبد الرحمن بن مهدي، عبد جابر بن يزيد بن رفاعة، عن يزيد بن ابي سليمان.
خمستهم - الشعبي، وعبدة، وعاصم، وإسماعيل، ويزيد -عن زرين حبيش، فذكره.(9/254)
6848 - (د) معاوية [بن أبي سفيان (1) ]- رضي الله عنه - عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- في ليلة القدر قال: «ليلة سبع وعشرين» أخرجه أبو داود (2) .
__________
(1) في المطبوع: معاذ بن جبل، وهو خطأ.
(2) رقم (1386) في الصلاة، باب من قال: أن ليلة القدر سبع وعشرون، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أبو داود (1386) قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ، قال حدثنا أبي،قال:أخبرنا شعبة،عن قتادة، أنه سمع مطرفا، فذكره.(9/255)
ليال مشتركة
6849 - (د) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال لنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في ليلة القدر: «اطلبوها ليلةَ سَبْعَ عَشْرَةَ من رَمَضَانَ، وليلة إحدى وعِشرينَ، وليلة ثَلاث وعِشرينَ، ثم سكت» .
أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (1385) في الصلاة، من روى أن ليلة القدر في سبع عشرة، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن: أخرجه أبو داود (1384) قال: حدثنا حكيم بن سيف الرقي، قال: أخبرنا عبيد الله -يعني ابن عمرو - عن يزيد، يعني ابن أبي أنيسة، عن أبي إسحاق، عن عبد الرحمن بن الأسود، عن أبيه، فذكره.(9/255)
6850 - (ت) عيينة بن عبد الرحمن قال: حدثني أبي فقال: ذكرت ليلة القدر عند أبي بَكْرَةَ، فقال: «ما أنا بملتمِسُها لشيء سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، إلا في العَشْرِ الأواخِرِ، فإني سمعته يقول: التمِسوها في تِسع يَبْقَيْنَ، أو سَبْع يبقيْنَ، أو خَمْس يَبْقَيْنَ، أو [في] ثلاث، أو آخِرَ ليلة (1) ، قال: وكان أبو بكرة يُصَلِّي في العشرين من رمضان كصلاته في سائر السنة، فإذا دخل العشرُ اجتهدَ» أخرجه الترمذي (2) .
__________
(1) في بعض نسخ الترمذي: أو في ثلاثِ أواخرِ ليلةٍ.
(2) رقم (794) في الصوم، باب ما جاء في ليلة القدر، وإسناده حسن، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن: أخرجه أحمد (5/36) قال:حدثنا وكيع. وفي (5/39) قال: حدثنا يحيى وفي (5/40) قال:حدثنا يزيد بن هارون. والترمذي (794) قال:حدثنا حميد بن مسعدة، قال: حدثنا يزيد بن زريع. والنسائي في الكبرى (الورقة 44-ب) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى، قال:حدثنا خالد (ح) أخبرنا حميد بن مسعدة، عن يزيد، وهو ابن زريع، وابن خزيمة (2175) قال: حدثنا مؤمل بن هشام،قال: حدثنا إسماعيل بن علية.
خمستهم - وكيع، ويحيى، ويزيد،وخالد بن الحارث، وابن علية - عن عيينة بن عبد الرحمن،عن أبيه، فذكره
وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.(9/256)
6851 - (خ) عبادة بن الصامت - رضي الله عنه -: قال: «خرج رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ليُخْبِرَ بليلة القَدْر، فتلاحى رجلانِ من المسلمينَ، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: إِني خرجتُ لأخبرَكُم بليلةِ القَدْرِ، فتلاحَى فلان وفلان، فَرُفِعَتْ، فَعَسى أن يكون خيراً لكم، فالتمسوها في التاسعة، والسابعة، والخامسة» أخرجه البخاري (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(التلاحي) والملاحاة: التشاجر والتخاصم.
__________
(1) 4 / 232 و 233 في صلاة التراويح، باب رفع معرفة ليلة القدر لتلاحي الناس، وفي الإيمان، باب خوف المؤمن من أن يحبط عمله وهو لا يشعر، وفي الأدب، باب ما ينهى من السباب واللعن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (5/313) قال: حدثنا معتمر بن سليمان. وفي (5/313) قال:حدثنا محمد بن أبي عدي. وفي (5/319) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. والدارمي (1788) قال: أخبرنا يزيد بن هارون. والبخاري (1/19) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال حدثنا إسماعيل بن جعفر. وفي (3/61) قال: حدثا محمد بن المثنى،قال حدثنا خالد بن الحارث. وفي (8/19) قال:حدثنامسدد، قال: حدثنا بشر بن المفضل، والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (5071) عن محمد بن المثنى، عن خالد بن الحارث (ح) عن علي حجر،عن إسماعيل بن جعفر (ح) وعن عمران بن موسى،عن يزيد بن زريع. وابن خزيمة (2198) قال:حدثنا علي بن حجر،قال حدثنا إسماعيل بن جعفر.
ثمانيتهم - معتمر، وابن أبي عدي، ويحيى، ويزيد بن هارون، وابن جعفر، وخالد، وابن الفضل، ويزيد بن زريع - عن حميد.
2- وأخرجه أحمد (5/313) قال:حدثنا عفان، قال:حدثنا حماد،قال: أخبرنا ثابت البناني،وحميد.
كلاهما - حميد،وثابت - عن أنس بن مالك، فذكره.(9/256)
6852 - (خ د) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: قال: قال [ص:257] رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «هِيَ في العشر، في سبع يمضينَ، أو في سبع يَبْقَينَ، يعني: ليلة القدر» وفي رواية: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «التَمِسُوها في العَشْرِ الأواخِرِ من رمضانَ، [يعني] ليلةَ القَدْرِ: في تاسعة تَبْقى، في سابعة تبقى، في خامسة تبقى» .
أخرجه البخاري، وأخرج أبو داود الرواية الثانية (1) .
__________
(1) رواه البخاري 4 / 226 في صلاة التراويح، باب تحري ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر، وأبو داود رقم (1381) في الصلاة، باب ما جاء في ليلة القدر.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (1/231) (32052) و (1/360) (3401) قال: حدثنا إسماعيل بن إبرإهيم. وفي (1/279) (2520) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا وهيب. وفي (1/365) (3456) قال: حدثنا عبد الوهاب الثقفي، والبخاري (3/61) وأبو داود (1381) قالا: حدثنا البخاري، وأبو داود: حدثنا موسى بن إسماعيل قال: حدثنا وهيب.
ثلاثتهم - إسماعيل ووهيب، وعبد الوهاب - عن أيوب عن عكرمة، فذكره.(9/256)
6853 - (ط) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «خرج علينا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: إني أُريتُ هذه الليلةَ في رمضان، حتى تَلاَحَى رجلان فرُفعت، فالتمِسوها في التَّاسِعَةِ والسَّابِعَةِ والخامِسَةِ» . أخرجه «الموطأ» (1) .
__________
(1) كذا في الأصل: أخرجه الموطأ، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وقد رواه مالك في " الموطأ " 1 / 320 في الاعتكاف، باب ما جاء في ليلة القدر، قال ابن عبد البر: لا خلاف عن مالك في سنده ومتنه، وإنما هو لأنس عن عبادة بن الصامت، وقال الحافظ ابن حجر: خالف مالكاً أكثر أصحاب حميد، فرووه عنه عن أنس عن عبادة، وصوب ابن عبد البر اثبات عبادة وأن الحديث من مسنده. أقول: وقد تقدم حديث عبادة برقم (6851) .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مالك الموطأ (213) ،والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف (738) عن محمد بن سلمة، عن ابن القاسم، عن مالك، عن حميد، فذكره.(9/257)
ليالٍ مجهولة
6854 - (د) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: «سئل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عن ليلة القدر، وأنا أسمع، فقال: هي في كل رمضان» (1) . [ص:258]
قال أبو داود: موقوفاً عليه (2) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (1378) في الصلاة، باب من قال: ليلة القدر في كل رمضان.
(2) قال أبو داود: رواه سفيان وشعبة عن أبي إسحاق موقوفاً على ابن عمر لم يرفعاه إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (1387) قال: حدثنا حميد بن زنجويه النسائي، قال: أخبرنا سعيد بن أبي مريم قال: حدثنا محمد بن جعفر بن أبي كثير، قال: أخبرنا موسى بن عقبة، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جبير، فذكره.
قال أبو داود: رواه سفيان وشعبة عن أبي إسحاق موقوفا على ابن عمر، لم يرفعه، إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-.(9/257)
6855 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: «تذاكرنا ليلة القدر عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: أيُّكم يذكر ليلة طَلَعَ القمر وهو مثل شِقِّ جَفْنَة؟» أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (1170) في الصيام، باب فضل ليلة القدر والحث على طلبها.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مسلم (3/174) قال حدثنا محمد بن عباد وابن أبي عمر،قالا:حدثنا مروان، وهو الفزاري، عن يزيد، وهو ابن كيسان، عن أبي حازم،فذكره.(9/258)
6856 - (ط) سعيد بن المسيب - رحمه الله - قال: «مَن شهد العِشاءَ من ليلة القدر في جماعة: فقد أخذ بحَظِّه منها» أخرجه «الموطأ» (1) .
__________
(1) بلاغاً 1 / 321 في الاعتكاف، باب ما جاء في ليلة القدر، قال الزرقاني في " شرح الموطأ ": قال ابن عبد البر: قول ابن المسيب لا يكون رأياً ولا يؤخذ إلا توقيفاً ومراسيله أصح المراسيل، وذكر الزرقاني لقول ابن المسيب شواهد بمعناه فانظرها هناك.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك (716) بلاغا فذكره وقال الزرقاني في «شرح الموطأ» (2/293) قال ابن عبد البر: قول ابن المسيب لا يكون رأيا ولايؤخذ إلا توقيفا ومراسيله أصح المراسيل. وروى البيهقي عن أبي هريرة، والطبراني عن أبي أمامة موفوعا: من صلى العشاء في جماعة فقد أخذ بحظه من ليلة القدر، وروى الخطيب عن أنس رفعه من صلى ليلة القدر العشاء والفجر في جماعة فد أخذ من ليلة القدر بالنصيب الوافر.(9/258)
شهر رمضان
6857 - (خ م ط س ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إذا دخل رمضان فُتِّحَتْ أبوابُ السماء، وأُغلقت أبوابُ جهنم، وسُلْسِلت الشياطين» وفي رواية: «إذا جاء رمضانُ فُتِّحَتْ أبوابُ الجنَّةِ» وفي أخرى « [فُتِّحَتْ] أبْوابُ الرَّحْمةِ» أخرجه البخاري ومسلم و «الموطأ» والنسائي.
وفي أخرى للنسائي قال: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يُرَغِّبُ في قيام رمضانَ، من غير عَزِيمة ... وذكر الحديث» وقال فيه: «أبواب الجحيم» . [ص:259]
وفي أخرى له قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «أتاكم رمضانُ، شهر مبارك، فرض الله عليكم صيامَه، تُفتح فيه أبواب السَّماءِ، وتُغلق فيه أبواب الجحيم، وتُغَلُّ فيه مَرَدَةُ الشياطين، لله فيه ليلة خير من ألفِ شهر، مَن حُرِم خيرَها فقد حُرِم» .
وفي رواية الترمذي: «إذا كان أول ليلة من رمضان: غُلِّقت أبواب النار، فلم يُفتح منها باب، وفُتِّحَتْ أبوابُ الجنة، فلم يُغْلَقْ منها باب، وينادي منادٍ: يا باغي الخير، هَلُمَّ (1) وأقْبِلْ، ويا باغِيَ الشَّرِّ أقْصِر، ولله فيه عُتَقَاءُ من النَّار، وذلك في كل ليلة، حتى ينقضيَ رمضانُ» (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(العزيمة) : الأمر الذي يفترض ويجب فعله أو قوله: وهو ضد الرخصة.
(المرَدة) جمع مارد، وهو العاتي من الشياطين.
(الباغي) : هاهنا الطالب.
__________
(1) كلمة " هلم " ليست في نسخ الترمذي المطبوعة، وقد وجدت في الأصل، وهي عند النسائي، وستأتي قريباً.
(2) رواه البخاري 4 / 97 في الصوم، باب هل يقال: رمضان أو شهر رمضان ومن رأى كله واسعاً، وفي بدء الخلق، باب صفة إبليس وجنوده، ومسلم رقم (1079) في الصوم، باب فضل شهر رمضان، والموطأ 1 / 310 موقوفاً في الصيام، باب جامع الصيام، والترمذي رقم (682) في الصوم، باب ما جاء في فضل شهر رمضان، والنسائي 4 / 126 - 128 في الصوم، باب فضل شهر رمضان، وباب ذكر الاختلاف على الزهري فيه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/281) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر. عن الزهري (ح) وحدثنا يعقوب. قال: حدثنا أبي.، عن صالح. قال: قال ابن شهاب. وفي (2/357) قال: حدثنا سليمان. قال: أنبأنا إسماعيل. وفي (2/378) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد. وفي (2/401) قال: حدثنا إبراهيم بن إسحاق، قال: حدثنا ابن المبارك، عن يونس.، عن الزهري. وعبد بن حميد (1439) قال: أخبرنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر. عن الزهري. والدارمي (1782) قال: حدثنا أبو الربيع الزهراني. قال: حدثنا إسماعيل بن جعفر. والبخاري (3/32) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنات إسماعيل بن جعفر. وفي (3/32) و (4/149) قال: حدثني يحيى بن بكير. قال: حدثني الليث، عن عقيل عن ابن شهاب. ومسلم (3/121) قال: حدثنا يحيى بن أيوب وقتيبة وابن حجر قالوا: حدثنا إسماعيل، هو ابن جعفر (ح) وحدثني حرملة بن يحيى، قال: أخبرنا ابن وهب. قال: أخبرني يونس عن ابن شهاب. (ح) وحدثني محمد بن حاتم والحلواني. قالا: حدثنا يعقوب. قال: حدثنا أبي، عن صالح، عن ابن شهاب. والنسائي (4/126) قال: أخبرنا علي بن حجر. قال: حدثنا إسماعيل (ح) وأخبرني إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني. قال: حدثنا ابن أبي مريم. قال: أنبأنا نافع بن يزيد، عن عقيل عن ابن شهاب. وفي (4/127 و128) قال: أخبرنا عبيد الله بن سعد بن إبراهيم. قال: حدثنا عمي. قال: حدثنا أبي، عن صالح، عن ابن شهاب، (ح) وأخبرنا محمد بن خالد، قال: حدثنا بشر بن شعيب، عن أبيه، عن الزهري (ح) وأخبرنا الربيع بن سليمان في حديثه عن ابن وهب. قال: أخبرني يونس. عن ابن شهاب. (ح) وأخبرنا عبيد الله بن سعد، قال: حدثنا عمي. قال: حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، عن الزهري.
ثلاتتهم - ابن شهاب الزهري، وإسماعيل بن جعفر، وعبد العزيز بن محمد - عن أبي سهيل نافع بن أبي أنس، عن أبيه، فذكره.
(*) وأخرجه أحمد (2/281) قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثني أبي، عن ابن إسحاق. (ح) وحدثناه عتاب. قال: حدثنا عبد الله. قال: حدثنا يونس.
كلاهما - ابن إسحاق، ويونس - عن الزهري، عن ابن أبي أنس عن أبي هريرة، لم يقل (عن أبيه) فذكر الحديث
(*) قال أبو عبد الرحمن النسائي عقب حديث ابن إسحاق عن الزهري: هذا يعني حديث ابن إسحاق خطأ ولم يسمعه ابن إسحاق من الزهري والصواب ما تقدم ذكرنا له.
(*) الروايات متقاربة المعنى.
وبلفظ: «إذا كانت أول ليلة من رمضان، صفدت الشياطين ومردة الجن، وغلقت أبواب النار. فلم يفتح منها باب. وفتحت أبواب.
أخرجه ابن ماجة (1642) والترمذي (682) قالا: حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء. قال: حدثنا أبو بكر ابن عياش، عن الأعمش، عن أبي صالح، فذكره.
(*) قال أبو عيسى الترمذي: حديث أبي هريرة الذي رواه أبو بكر بن عياش.، حديث غريب لا نعرفه من رواية أبي بكر بن عياش عن الأعمش عن أبي صالح، عن أبي هريرة، إلا من حديث أبي بكر.
قال: وسألت محمد بن إسماعيل عن هذاالحديث. فقال: حدثنا الحسن بن الربيع. قال: حدثنا أبو الأحوص، عن الأعمش، عن مجاهد قوله: «إذا كان أول ليلة من شهر رمضان» فذكر الحديث.
قال محمد: وهذا أصح عند من حديث أبي بكر بن عياش.
وبفلظ: «إذا دخل رمضان فتحت أبواب الرحمة، وغلقت أبواب جهنم، وسلسلت الشياطين.» .
أخرجه النسائي (4/129) قال: أخبرنا محمد بن حاتم. قال: أنبأنا حبان بن موسى خراساني. قال: أنبنأنا عبد الله، عن معمر، عن الزهري، فذكره وبلفظ: أتاكم رمضان شهر مبارك، فرض الله عز وجل عليكم صيامه»
أخرجه أحمد (2/230و425) قال: حدثنا إسماعيل. وفي (2/385) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا بن زيد وفي (2/385) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا وهيب. وعبد بن حميد (1429) قال: حدثنا سليمان حرب. قال: حدثنا حماد بن زيد. والنسائي (4/129) قال: أخبرنا بشر بن هلال، قال: حدثنا عبد الوارث.
أربعتهم - إسماعيل بن إبراهيم، وحماد بن زيد، ووهيب، وعبد الوارث - عن أيوب، عن أبي قلابة، فذكره(9/258)
6858 - (س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم [ص:260] قال: «هذا رمضانُ قد جاءَكم، تُفْتَحُ فيه أبوابُ الجنة، وتُغْلَقُ فيه أبوابُ النَّارِ، وتُسَلْسَلُ فيه الشَّياطينُ» أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 4 / 128 في الصيام، باب فضل شهر رمضان، وهو حديث صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: أخرجه أحمد (3/236) . والنسائي (4/128) قال: أخبرنا عبيد الله بن سعد.
كلاهما - عبد الله بن جعفر، ومحمد بن جعفر - عن زيد بن أسلم، عن محمد بن المنكدر، عن محمد ابن كعب، فذكره.(9/259)
6859 - (س) عرفجة - رحمه الله - قال: عُدْنا عُتْبةَ بنَ فَرْقَد، فتذاكرنا شهرَ رمضانَ، فقال: ما تَذْكُرونَ؟ قلنا: شهرَ رمضانَ، فقال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «تُفْتَح فيه أبواب الجنة، وتُغْلَقُ فيه أبوابُ النَّار، وتُغَلُّ فيه الشياطين، فينادي مناد كلَّ ليلة: يا باغي الخير هلمّ، ويا باغي الشَّرِّ أقْصِر» .
وفي رواية قال: «كنت في بيت عُقبةَ بن فَرْقَد، فأردتُ أن أتحدَّثَ بحديث، وكان رجل من أصحاب النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- أوْلى بالحديث، فحدَّث الرجلُ عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- قال: في رمضان ... وذكر الحديث» وفيه «يُصَفَّدُ فيه كل شيطان مَرِيد، وينادي مُناد: يا طَالبَ الخَيْرِ هَلُمَّ، ويا طالِبَ الشَّرِّ أمْسِكْ» أخرجه النسائي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الصَّفْدُ) : الغُلُّ: وصُفِّدَتْ: غُلَّتْ بالأغلال.
__________
(1) 4 / 129 و 130 في الصيام، باب فضل شهر رمضان، وهو حديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائى (4/129) قال: أخبرنا محمد بن منصور،قال: حدثنا سفيان عن عطاء بن السائب،عن عرفجة، فذكره
(*) قال أبو عبد الرحمن النسائي: هذا خطأ أخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد، قال: حدثنا شعبة، عن عطاء بن السائب،عن عرفجة، قال:كنت في بيت فيه عتبة بن فرقد فأردت أن أحدث بحديث وكان رجل من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- كأنه أولى بالحديث مني، فحدث الرجل عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: في رمضان. الحديث.
(*) قال أبوعبد الرحمن النسائي: وهذا أولى بالصواب من حديث ابن عيينة،وعطاء بن السائب كان قد تغير، أثبت الناس فيه: شعبة والثوري وحماد بن زيد وإسرائيل.(9/260)
6860 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «سُئل [ص:261] رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: أيُّ الصَّوْمِ أفْضَلُ بعد رمضانَ؟ قال: شعبانُ، لتَعْظِيمِ رَمَضانَ، قال: وأيُّ الصدقة أفْضَلُ؟ قال: صدقة في رَمَضان» .
أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (663) في الزكاة، باب ما جاء في فضل الصدقة، وفي سنده صدقة بن موسى وفيه مقال، وقال الترمذي: هذا حديث غريب وصدقة بن موسى ليس عندهم بالقوي.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه الترمذي (663) قال: حدثنا محمد بن إسماعيل، قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا صدقة بن موسى، عن ثابت، فذكره وقال: هذا حديث غريب، وصدقة بن موسى ليس عندهم بذاك القوي.(9/260)
العيد
6861 - (د) عبد الله بن قرط - رضي الله عنه -: أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «إنَّ أعْظَمَ الأيَّامِ عند الله: يومُ النَّحر، ثم يومُ القَرِّ، قال ثور: هو اليوم الثاني ... الحديث» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (1765) في المناسك، باب في الهدي إذا عطب قبل أن يبلغ، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
تقدم برقم (1675) .(9/261)
6862 - (د س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قَدِمَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- المدينةَ، ولهم يومانِ يلعبونَ فيهما، قال: ما هذان اليومان؟ قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهِلِيَّةِ، قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «قد أبْدَلَكُم الله خيراً منهما: يَوْمَ الأضْحَى، ويومَ الفِطْرِ» . أخرجه أبو داود والنسائي (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (1134) في الصلاة، باب صلاة العيدين، والنسائي 3 / 179 في العيدين، باب صلاة العيدين، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح:
1- أخرجه أحمد (3/103) قال: حدثنا ابن أبي عدي، وفي (3/178) قال:حدثنا سهل بن يوسف، وفي (3/235) قال: حدثنا محمد بن عبد الله.
2-وأخرجه أحمد (3/178) و «عبد بن حميد» (1392) كلاهما عن يزيد بن هارون.
3-وأخرجه أحمد (3/250) قال:حدثنا عفان،وأبو داود (1134) قال:حدثنا موسى بن إسماعيل.
كلاهما 0 عفان،وموسى - قالا: حدثنا حماد بن سلمة.
4- وأخرجه النسائي (3/179) قال: أخبرنا علي بن حجر،قال: أنبأنا إسماعيل بن جعفر.
ستتهم - ابن أبي عدي، وسهل، ومحمد بن عبد الله، ويزيد، وحماد، وإسماعيل - عن حميد الطويل فذكره.(9/261)
العشر
6863 - (خ د ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «ما مِن أيام العملُ الصَّالِحُ فيهنَّ أحبُّ إلى الله من هذه الأيام العَشْرِ، فقالوا: يا رسول الله، ولا الجِهادُ؟ قال: ولا الجِهادُ، إلا رجل خَرجَ يُخاطِرُ بنفسه ومَاله، فلم يرجع بشيء» .
أخرجه الترمذي وأبو داود.
وفي رواية البخاري قال: «ما العملُ في أيام أفضل منها في هذه الأيام، قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهادُ ... وذكره» .
قال الحميدي: أخرجه البخاري في «باب العمل في أيام التشريق» ، وأخرجه الترمذي في أيام العشر (1) .
__________
(1) رواه البخاري 2 / 382 و 383 في العيدين، باب فضل العمل أيام التشريق، وأبو داود رقم (2438) في الصوم، باب صوم العشر، والترمذي رقم (757) في الصوم، باب ما جاء في العمل أيام التشريق.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (1/224) (1968) قال:حدثنا أبو معاوية، قال: حدثنا الأعمش، عن مسلم البطين. وفي (1/338) (3139) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن سليمان ابن مسلم البطين. وفي (1/346) (3228) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. قال: حدثني سليمان،عن مسلم البطين. والدارمي (1780) قال: حدثنا سعيد بن الربيع، قال: حدثنا شعبة، عن سليمان،قال: سمعت مسلما البطين. وفي (1781) قال: أخبرنا يزيد بن هارون،قال: أخبرنا أصبغ، عن القاسم بن أبي أيوب: والبخاري (2/24) قال: حدثنا محمد بن عرعرة، قال: حدثن شعبة،عن سليمان عن مسلم البطين،وأبو داود (2438) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة،قال: حدثنا وكيع: حدثنا الأعمش،عن أبي صالح، ومجاهد ومسلم البطين وابن ماجة (1727) قال:حدثنا علي بن محمد، قال:حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش. عن مسلم البطين،والترمذي (757) قال:حدثنا هناد، قال: حدثنا أبومعاوية عن الأعمش، عن مسلم (البطين وهو ابن أبي عمران. وابن خزيمة (2865) قال: حدثنا أبو موسى. ومسلم ابن جنادة، قالا:حدثنا أبو معاوية،قال:حدثنا الأعمش. عن مسلم البطين (ح) وحدثنا محمد بن بشار، قال:حدثنا ابن أبي عدي،عن شعبة،عن سليمان، هو الأعمش، عن مسلم البطين.
أربعتهم - مسلم البطين، والقاسم بن أبي أيوب،وأبو صالح، ومجاهد - عن سعيد بن جبير، فذكره.
(*) أخرجه أحمد (1/224) (21969) قال: حدثنا أبو معاوية،قال: حدثنا الأْعمش. عن أبي صالح. (ح) قال: وحدثنا الأعمش، عن مجاهد. ليس ليه عن ابن عباس. عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مثله.(9/262)
6864 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «ما مِنْ أيام أحَبُّ إلى الله أن يُتعبَّدَ له فيها من عَشْرِ ذي الحجة، يَعْدِلُ صيامُ كل يوم منها بصيام سنة، وقيامُ كلِّ ليلة منها بقيام لَيْلةِ القَدْر» .
أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (758) في الصوم، باب ما جاء في العمل أيام العشر، وفي سنده مسعود بن واصل وهو لين الحديث، والنهاس بن قهم، وهو ضعيف، وقال الترمذي: هذا حديث غريب.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه ابن ماجة (1728) قال: حدثني عمر بن شبة بن عبيدة والترمذي (758) قال:حدثنا أبوبكر بن نافع البصري.
كلاهما - عمر بن شبة، وأبو بكر بن نافع - قالا: حدثنا مسعود بن واصل بن النهاس بن قهم، عن قتادة، عن سعيد بن المسيب، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث مسعود بن واصل عن النهاس.
قال: وسألت محمدا (يعني البخاري) عن هذا الحديث فلم يعرفه من غير هذا الوجه،مثل هذا.
وقال: قد روي عن قتادة، عن سعيد بن المسيب، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مرسلا شيء من هذا.
وقد تكلم يحيى بن سعيد في نهاس بن قهم، من قبل حفظه.(9/262)
يوم عرفة
6865 - (م س) عائشة - رضي الله عنها - أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «ما مِنْ يوم أكثرُ من أن يَعْتِقَ الله فيه عبيداً من النار من يوم عَرَفَة، وإنه لَيَدْنو يَتَجَلَّى، ثم يُباهي بهم الملائكة، فيقول: ما أراد هؤلاء؟» أخرجه مسلم والنسائي (1) .
وزاد رزين: «اشْهَدُوا [يا] ملائكتي أني قد غفرتُ لهم» .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يباهي) المباهاة: المفاخرة، باهى يباهي مباهاةً.
__________
(1) رواه مسلم رقم (1348) في الحج، باب في فضل الحج والعمرة يوم عرفة، والنسائي 5 / 251 و 252 في الحج، باب ما ذكر في يوم عرفة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مسلم (4/107) قال:حدثنا هارون بن سعيد الأيلي، وأحمد بن عيسى وابن ماجة (3014) قال: حدثنا هارون بن سعيد المصري أبو جعفر والنسائي (5/251) قال: أخبرنا عيسى بن إبراهيم. ثلاثتهم - هارون بن سعيد الأيلي أبو جعفر، وأحمد بن عيسى،وعيسى بن إبراهيم - عن عبد الله ابن وهب،قال: أخبرني مخرمة بن بكير، عن أبيه، قال: سمعت يونس بن يوسف، يقول عن ابن المسيب، فذكره.(9/263)
6866 - (ط) طلحة بن عبيد الله بن كريز - رحمه الله -: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «ما رؤيَ الشيطانُ يوماً هو فيه أصْغَرُ، ولا أدْحَرُ ولا أحْقَرُ، ولا أغْيَظُ منه في يوم عرفة، وما ذاك إلا لما يرى من تَنَزُّل الرحمة، وتجاوز الله عن الذُّنوبِ العِظامِ، إلا ما أُرِيَ يومَ بَدْر، فإنَّه قَدْ رأى جبريل يَزَعُ الملائكة» أخرجه «الموطأ» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الدَّحْر) : الطرد والإبعاد. [ص:264]
(وزعت) القوم أزعهم، أي: كَفَفْتُهم، والوازع: الذي يتقدَّم الصف فيصلحه ويقدِّم ويؤخِّر، ووزعت الجيش: إذا حبست أولهم على آخرهم.
__________
(1) مرسلاً 1 / 422 في الحج، باب جامع الحج، قال الزرقاني في " شرح الموطأ ": وصله الحاكم في " المستدرك " عن أبي الدرداء.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك (973) عن إبراهيم بن أبي عبلة، عن طلحة عن عبيد الله بن كريز، فذكره.
وقال الزرقاني في «شرح الموطأ» (2/524) .، وصله الحاكم في المستدرك عن أبي الدرداء.(9/263)
6867 - (ط) طلحة بن عبيد الله بن كريز: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «أفضلُ الأيام يومُ عرفة وافقَ يوم جُمُعَة وهو أفضل من سبعين حَجَّة في غير يومِ جُمُعة، وأفْضَلُ الدُّعاءِ: دُعَاءُ يومِ عَرَفَةَ، وأفضلَ ما قلتُ أنا والنّبيُّون من قبلي: لا إله إلا الله وحدَه لا شَريكَ له» أخرج «الموطأ» من قوله «أفضل (1) » والحديث بطوله ذكره رزين.
__________
(1) مرسلاً 1 / 422 و 423 في الحج، باب جامع الحج، ورواه الترمذي موصولاً رقم (3579) في الدعوات من حديث عبد الله بن عمرو، وهو حديث حسن، وأما رواية رزين بلفظ " أفضل من سبعين حجة " فضعيفة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك (974) عن زياد بن أبي زياد مولى عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة، عن طلحة بن عبيد الله بن كريز، فذكره.
وقال الزرقاني في «شرح الموطأ» (2/526) قال ابن عبد البر: لا خلاف عن مالك في إرساله، ولاأحفظ بهذا الإسناد مسندا من وجه يحتج به، وأحاديث الفضائل لا يجتاج إلى محتج به، وقد جاء مسندا من حديث علي وابن عمر، ثم خرج حديث على من طريق ابن أبي شيبة. وجاء أيضا عن أبي هريرة أخرجه البيهقي وهو حديث ابن عمر.(9/264)
نصف شعبان
6868 - (ت) عائشة - رضي الله عنها - قالت: «فَقَدْتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- ليلة، فإذا هو بالبَقيعِ، فقال: أكنتِ تَخافينَ أن يحيفَ الله عليك ورَسُولُه؟ قلتُ: يا رسولَ الله، إني ظننتُ أنَّكَ أتيتَ بعضَ نسائِكَ، فقال: إن الله تبارك وتعالى ينزلُ لَيْلَةَ النِّصْفِ من شعبان إلى سَماءِ الدُّنيا، فَيَغْفِرُ لأكثرَ من عَدَدِ شعر غَنَمِ كلْب» . [ص:265]
أخرجه الترمذي (1) . وزاد رزين «ممن استحقَّ النار» .
__________
(1) رقم (739) في الصوم، باب ما جاء في ليلة النصف من شعبان، وإسناده ضعيف، وقال الترمذي: وفي الباب عن أبي بكر الصديق. نقول: وحديث أبي بكر رواه البزار والبيهقي بإسناد لا بأس به كما قال المنذري في " الترغيب والترهيب ".
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
ضعيف: أخرجه الترمذي (739) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا الحجاج بن أرطأة، عن يحيى بن أبي كثير بن عروة، فذكره.
وقال: حديث عائشة لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث الحجاج. وسمعت محمدا يضعف هذا الحديث.
وقال: يحيى بن أبي كثير لم يسمع من عروة، والحجاج بن أرطأه لم يسمع من يحيى بن أبي كثير.(9/264)
يوم الجمعة
6869 - (د س) أوس بن أوس - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إن من أفضل أيامكم يومَ الجُمُعَةِ، فيه خُلِقَ آدمُ، وفيه قُبِضَ، وفيه النَّفْخَةُ، وفيه الصَّعْقَةُ، فأكثروا عليَّ من الصلاة فيه، فإنَّ صلاتكم مَعْرُوضة عليَّ، فقالوا: يا رسول الله، وكيف تُعرضُ صلاتُنا عليك وقد أرِمْتَ؟ قال: يقولون: بليت -[قال] : إن الله حرَّم على الأرض أن تأكلَ أجساد الأنبياء» أخرجه أبو داود والنسائي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الصعقة) : الغشي والموت.
(أرمَّ الميت) : ورَمَّ: إذا بلي، والرِّمَّة: العظم البالي، والفعل الماضي منه للمتكلم: أرمَمْت بإظهار التضعيف، وكذلك كل فعل مضعّف، فإنه يظهر فيه التضعيف، تقول في شدّ: شددت، وفي أعدّ: أعدَدْت، [ص:266] والذي جاء في الحديث في هذه اللفظة بترك إظهار التضعيف، هكذا يرويه المحدِّثون، وهكذا قرأناه، وإنما ظهر التضعيف، لأن تاء المتكلم متحركة، فلا يكون إلا ساكن، فإذا سكن ما قبلها - وهو أحد الميمين هاهنا - التقى ساكنان، فإن الميم الأولى ساكنة لأجل التضعيف والإدغام، ولا يمكن الجمع بين ساكنين، ولا يجوز تحريك الثاني، لأنه وجب سكونه لأجل تاء المتكلم، فحرك الأول، وحيث حرك ظهر التضعيف، وإذا لم يظهر التضعيف - على ما رواه المحدِّثون - احتاجوا أن يضعّفوا التاء، ليمكن النطق بها، وليكون ما قبلها ساكناً، على أن في لغة بعض العرب شيئاً من هذا النوع، قال الخطابي: أصل هذه الكلمة: أرممت، فحذف إحدى الميمين، كقولهم في ظَلِلْتُ: ظَلْتُ، وفي أحْسَسْتُ: أحَسْتُ، فهذا يدل على أنه قد روى اللفظة أرَمْتُ مخففة، بوزن أكلتُ، وحينئذ استراح من هذا التعسُّف، قال: فيجوز أن يكون معناه: أُرِمْتُ - بضم الهمزة- بوزن أُمرْتُ، من قولهم: أرَمِتَ الإبل تأرَم: إذا تناولت العلف وقلعته من الأرض.
__________
(1) رواه أبو داود رقم (1047) في الصلاة، باب فضل يوم الجمعة وليلة الجمعة، والنسائي 3 / 91 و 92 في الجمعة، باب إكثار الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: أخرجه أحمد (4/8) والدارمي (1580) قال: أخبرنا عثمان بن محمد. وأبو داود (1047) قال: حدثنا هارون بن عبد الله. وفي (1531) قال: حدثنا الحسن بن علي. وابن ماجة (1085 و1636) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. والنسائي (3/91) قال: أخبرنا إسحاق بن منصور. وابن خزيمة (1733) قال: حدثنا محمد بن العلاء بن كريب. وفي (1734) قال: حدثنا محمد ابن رافع.
ثمانيتهم - أحمد، وعثمان، وهارون، والحسن، وأبو بكر، وإسحاق، وأبو كريب، وابن رافع - عن حسين بن علي الجعفي، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن أبي الأشعث، فذكره(9/265)
6870 - (م ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «خيرُ يوم طلعتْ عَليْه الشَّمْسُ يومُ الجمعةِ، فيه خُلِقَ آدمُ، وفيه أُدّْخِل الجنة، وفيه أخرج منها» زاد في رواية «ولا تقوم [ص:267] الساعة إلا في يوم الجمعة» أخرجه مسلم والترمذي والنسائي (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (854) في الجمعة، باب فضل يوم الجمعة، والترمذي رقم (488) في الصلاة، باب ما جاء في فضل يوم الجمعة، والنسائي 3 / 89 و 90 في الجمعة، باب ذكر فضل يوم الجمعة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/401) قال: حدثنا علي بن إسحاق. قال: أخبرنا عبد الله. قال: أخبرني يونس. عن الزهري. وفي (2/418) قال: حدثنا قتيبة قال: حدثنا المغيرة بن عبد الرحمن القرشي، عن أبي الزناد. وفي (2/512) قال: حدثنا روح قال: حدثنا صالح بن أبي الأخضر. عن ابن شهاب. ومسلم (3/6) قال: حدثني حرملة بن يحيى. قال: أخبرنا ابن وهب. قال: أخبرني يونس. عن ابن شهاب. (ح) وحدثنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا المغيرة، يعني الحزامي، عن أبي الزناد، والترمذي (488) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا المغيرة بن عبد الرحمن، عن أبي الزناد. والنسائي (3/89) وفي الكبرى (1589) قال: أخبرنا سويد بن نصر، قال: أنبأنا عبد الله، عن يونس، عن الزهري. وفي الكبرى (1589) قال: أخبرنا هارون بن موسى. قال: حدثنا أبو ضمرة، عن يونس، عن ابن شهاب.
كلاهما - الزهري، وأبو الزناد- عن عبد الرحمن الأعرج، فذكره.
وبنحوه بزيادة، «وفيه تقوم الساعة» . أخرجه أحمد (2/540) وابن خزيمة (1729) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي. كلاهما - أحمد، ويعقوب - قالا: حدثنا محمد بن مصعب، قال: حدثنا الأوزاعي، عن أبي عمار، عن عبد الله بن فروخ، فذكره(9/266)
6871 - (خ م ط س) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- ذكر يومَ الجمعة، فقال: «فيه ساعة لا يُوافِقُها عبد مسلم هو قائم يُصلِّي يسألُ الله شيئاً إلا أعطاه إليه، وأشار بيده - يُقَلِّلُها» .
وفي رواية: قال: قال أبو القاسم - صلى الله عليه وسلم-: «إن في يوم الجُمعة ساعة ... وذكر نحوه - وقال بيده، قلنا: يُقَلِّلُها يزهِّدُها؟» وفي أخرى نحوه، وفي آخره: «وقال بيده، ووضع أُنْمُلَتَهُ على بطنِ الوُسْطى والخنْصَرِ - قلنا: يُزَهِّدُها؟» أخرجه البخاري ومسلم.
ولمسلم: «إن في الجُمُعةِ لساعة ... وذكره، وفي آخره: وهي ساعة خَفِيفَة» .
وفي أخرى نحوه، ولم يذكر: وهي ساعة خفيفة.
وأخرج «الموطأ» والنسائي الرواية الأولى (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يُزَهّدها) أي: يقللها، والشيء الزهيد: القليل.
__________
(1) رواه البخاري 2 / 344 و 345 في الجمعة، باب الساعة التي في يوم الجمعة، وفي الطلاق، باب الإشارة في الطلاق والأمور، وفي الدعوات، باب الدعاء في الساعة التي في يوم الجمعة، ومسلم رقم (852) في الجمعة، باب في الساعة التي في يوم الجمعة، والموطأ 1 / 108 في الجمعة، باب ما جاء الساعة التي في يوم الجمعة، والنسائي 3 / 115 و 116 في الجمعة، باب الساعة التي يستجاب فيها الدعاء يوم الجمعة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
بلفظ «إن في الجمعة لساعة لايوافقها مسلم يسأل الله فيها خيرا إلا أعطاه إياه» .
قال: وهي ساعة خفيفة.
أخرجه أحمد (2/280) قال:حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر وفي (2/457) قال: حدثنا محمد ابن جعفر. قال: حدثنا شعبة. وفي (2/469) قال: حدثنا عبد الرحمن قال: حدثنا حماد بن سلمة. وفي (2/481) قال:حدثنا وكيع. قال: حدثنا حماد بن سلمة. وفي (2/498) قال: حدثنا حجاج. قال: حدثنا شعبة. ومسلم (3/5) قال:حدثنا عبد الرحمن بن سلام الجمحي. قال:حدثنا الربيع، يعني ابن مسلم. وابن خزيمة (1735) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال:حدثنا محمد بن جعفر،قال: حدثنا شعبة.
أربعتهم - معمر، وشعبة،وحماد بن سلمة، والربيع بن مسلم - عن محمد بن زياد، فذكره.
(*) الروايات متقاربة المعنى.
وبلفظ: «في الجمعة ساعة لا يوافقها مسلم وهو قائم يصلي يسأل الله خيرا إلا أعطاه» .وقال بيده،قلنا يقللها يزهدها» .
أخرجه الحميدي (986) قال:حدثنا سفيان، قال: حدثنا أيوب. وأحمد (2/230) قال: حدثنا إسماعيل. قال: حدثنا أيوب. وفي (2/255) قال: حدثنا يزيد بن هارون. قال: أخبرنا ابن عون. وفي (2/284) قال: حدثنا إبراهيم بن خالد. قال: حدثنا رباح. قال: حدثنا معمر. عن أيوب. وفي (2/498) قال: حدثنا حجاج. قال: قال شعبة: وحدثني ابن عون. وفي (2/498) قال: حدثنا يزيد بن هارون. وقال: أخبرنا هشام. والدارمي (1577) قال: أخبرنا محمد بن كثير،عن مخلد بن حسين، عن هشام. والبخاري (7/66) قال: حدثنا مسدد،قال: حدثنا بشر بن المفضل. قال: حدثنا سلمة ابن علقمة. وفي (8/105) قال:حدثنا مسدد. قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم. قال: حدثنا أيوب. ومسلم (3/5) قال: حدثنا زهير بن حرب. قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم. قال: حدثنا أيوب (ح) وحدثناه ابن المثنى. قال: حدثنا ابن أبي عدي. عن ابن عون (ح) وحدثني حميد بن مسعدة الباهلي. قال: حدثنا بشر،يعني ابن مفضل. قال: حدثنا سلمة وهو ابن علقمة وابن ماجة (1137) قال: حدثنا محمد بن الصباح. قال: أنبأنا سفيان بن عيينة،عن أبو. والنسائي (3/115) وفي الكبرى (1676) قال: أخبرنا عمرو بن زرارة قال: أنبأنا إسماعيل، عن أيوب. وفي الكبرى (1677) قال: أخبرنا عمرو بن زرارة. قال: حدثنا إسماعيل، عن ابن عون. وفي (1678) قال: أخبرني شعيب بن يوسف. قال: حدثنا يزيد. قال: أخبرنا ابن عون وابن خزيمة (1737) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي. وزياد بن أيوب. قالا: حدثنا إسماعيل. قال: أخبرنا أيوب. (ح) وحدثنا محمد بن بشار. قال:حدثنا عبد الوهاب. قال: حدثنا أيوب. وفي (1740) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا ابن أبي عدي. عن ابن عون.
أربعتهم - أيوب،وابن عون، وهشام،وسلمة بن علقمة - عن محمد بن سيرين، فذكره.
وبلفظ «إن في الجمعة ساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله فيها شيئا إلا أعطاه إياه» .
أخرجه أحمد (2/284) قال:حدثنا إبراهيم بن خالد. قال: حدثنا رباح عن معمر. عن الزهري، والنسائي (3/115) وفي الكبرى (1675) وفي عمل اليوم والليلة (472) قال: أخبرني محمد بن يحيى بن عبد الله. قال: حدثنا أحمد بن حنبل، قال: حدثنا إبراهيم بن خالد، عن رباح، عن معمر،عن الزهري. وفي عمل اليوم والليلة (471) قال: أخبرني عمرو بن عثمان. قال: حدثنا شريح بن زيد. قال: حدثنا شعيب بن أبي حمزة، عن أبي الزناد.
كلاهما - الزهري، وأبو الزناد - عن سعيد بن المسيب، فذكره..
(*) رواية أبي الزناد: «إن في الجمعة ساعة لا يوافقها عبد يستغفر الله فيها إلا غفر الله له. قال: فجعل النبي -صلى الله عليه وسلم- يقللها بيده» .
وبلفظ «إن في الجمعة ساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله عز وجل فيها خيرا إلا أعطاه وهي بعد العصر» .
أخرجه أحمد (2/272) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا ابن جريج قال: حدثني العباس، عن محمد بن مسلمة الأنصاري، فذكره.
وبلفظ: «إن في الجمعة لساعة لايوافقها مسلم في صلاة يسأل الله فيها خيرا إلا أعطاه إياه.» .
أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (474) وفي الكبرى (1679) قال: أخبرنا الفضل بن سهل. قال: حدثني الأحوص بن جواب. قال: حدثنا عمار ابن زريق، عن منصور،عن مجاهد،عن ابن عباس. فذكره.
(*) أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (473) قال: أخبرنا محمد بن بشار. قال: حدثنا أبو أحمد قال:حدثنا سفيان، عن منصور، عن مجاهد،عن ابن عباس. قال قال أبو هريرة: «إن في الجمعة لساعة لا يسأل الله فيها عبد شيئا إلا أعطاه إياه» .موقوف.
وبلفظ «في يوم الجمعة ساعة لا يوافقها عبد مسلم إلا استجيب له.»
أخرجه أحمد (2/403) قال:حدثنا موسى بن داود. قال: أخبرنا ابن لهيعة،عن أبي الزبير،عن جابر، فذكره.
وبلفظ «إن في الجمعة لساعة لا يوافقها عبد مسلم يصلي يسأل الله فيها خيرا إلا أعطاه إياه» .
أخرجه أحمد (2/489) قال: حدثنا محمد بن جعفر، وروح. قالا: حدثنا شعبة أو سعيد، عن قتادة، عن أبي رافع، فذكره.
وبلفظ: «في الجمعة ساعة لا يوافقها مسلم وهو يسأل ربه شيئا إلا أتاه إياه» .
أخرجه أحمد (2/312) .ومسلم (3/6) قال: حدثنا محمد بن رافع.
كلاهما - أحمد بن حنبل، ومحمد بن رافع - عن عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر. عن همام بن منبه، فذكره.
وبلفظ: «إن في الجمعة لساعة مادعا الله فيها عبد مؤمن بشيء إلا استجاب الله له» .
أخرجه أحمد (2/401) قال: حدثنا علي بن إسحاق. قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا الأجلح أن أبا بردة بن أبي موسى الأشعري أخبره، فذكره.(9/267)
6872 - (م د) أبو بردة - رحمه الله - قال: قال لي عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: أسمعتَ أباك يحدِّث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في شأن ساعة يوم الجُمُعةِ؟ قال: قلت: نعم سمعتُه يقول: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «هي ما بينَ أنْ يَجْلِسَ الإمامُ إلى أن تُقضى الصلاةُ» أخرجه مسلم وأبو داود (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (853) في الجمعة، باب في الساعة التي في يوم الجمعة، وأبو داود رقم (1049) في الصلاة، باب الإجابة أية ساعة هي في يوم الجمعة، وقد أعل هذا الحديث بالانقطاع والاضطراب كما ذكر الحافظ في " الفتح " 2 / 359.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مسلم (63) قال: حدثني أبو الطاهر، وعلي بن خشرم ح وحدثنا هارون بن سعيد الأيلي وأحمد بن عيسى. وأبو داود (1049) قال: حدثنا أحمد بن صالح. وابن خزيمة ((1739) قال: حدثنا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب.
ستتهم- أبو الطاهر أحمد بن عمرو، وعلي بن خشرم، وهارون،وأحمد بن عيسى، وأحمد بن صالح، وأحمد بن عبد الرحمن - عن ابن وهب، قال: أخبرني مخرمة بن بكير،عن أبيه،عن أبي بردة، فذكره.(9/268)
6873 - (ت) كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف - رحمه الله - عن أبيه عن جده عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «إن في الجمعة ساعة لا يسألُ الله العبدُ فيها شيئاً إلا آتاه الله [إياه] ، قالوا: يا رسول الله، أيَّةُ ساعة هي؟ قال: حين تُقام الصلاة إلى انْصرافٍ منها» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (490) في الصلاة، باب ما جاء في الساعة التي ترجى في يوم الجمعة، وقال الترمذي: حديث حسن غريب، وفي الباب عن أبي موسى وأبي ذر وسلمان وعبد الله بن سلام وأبي لبابة وسعد بن عبادة وأبي أمامة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه عبد بن حميد (291) قال:حدثني خالد بن مخلد البجلي. ابن ماجة (1138) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة،قال: حدثنا خالد بن مخلد. والترمذي (490) قال:حدثنا زياد بن أيوب البغدادي. قال: حدثنا أبو عامر العقدي.
كلاهما - خالد،وأبو عامر - قالا: حدثنا كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف المزي، عن أبيه، فذكره.
وقال الترمذي: حديث عمرو بن عوف حديث حسن غريب.
قلت: فيه كثير بن عبد الله بن عمرو بن عون، أجمع الجمهور على تضعيفه،ورميه بالكذب إلا الترمذي الذي قال فيه: قلت لمحمد في حديث كثير عن عبد الله بن أبيه عن جده في الساعة التي ترجى في يوم الجمعة، كيف هو؟ قال:هو حديث حسن إلا أن أحمد كان يحمل على كثير يضعفه،وقد روى يحيى بن سعيد الأنصاري عنه (التهذيب لابن حجر8/422) .(9/268)
6874 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «التَمِسُوا السَّاعةَ التي تُرْجَى في يوم الجمعة بعد صلاة العصر إلى غَيْبُوبةِ الشَّمْسِ» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (489) في الصلاة، باب ما جاء في الساعة التي ترجى يوم الجمعة، وفي سنده محمد أبي حميد وهو ضعيف، وقال الترمذي: هذا حديث غريب من هذا الوجه. أقول: وقد روي الحديث عن أنس من غير هذا الوجه، وله شواهد بمعناه يقوى بها، وقال الترمذي: ورأى بعض أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم أن الساعة التي ترجى فيها بعد العصر إلى أن تغرب الشمس، وبه يقول أحمد وإسحاق.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (489) قال:حدثنا عبد الله بن الصباح، قال: حدثنا عبيد الله بن عبد المجيد الحنفي،قال: حدثنا محمد بن أبي حميد.، قال: حدثناموسى بن وردان، فذكره.
قال: هذا حديث غريب من هذا الوجه،.وقد روي هذا الحديث عن أنس عن النبي -صلى الله عليه وسلم- من غير هذا الوجه.
ومحمد بن أبي حميد يضعف، (ضعفه بعض أهل العلم) من قبل حفظه، ويقال له: حماد بن أبي حميد، يقال:هو أبو إبراهيم الأنصاري وهو منكر الحديث.(9/268)
6875 - (د س) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «يومُ الجمعة ثِنْتا عَشَرة - يريد ساعة، وقال النسائي: ثنتا عشرة ساعة - لا يوجد مسلم يسأل الله عزَّ وجل شيئاً، إلا آتاه الله إياه، فالتَمِسُوها آخِرَ ساعَة بعدَ العصر» أخرجه أبو داود والنسائي (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (1048) في الصلاة، باب الإجابة أية ساعة هي في يوم الجمعة، والنسائي 3 / 99 و 100 في الجمعة، باب وقت الجمعة، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن:
أخرجه أبو داود (1048) قال: حدثنا أحمد بن صالح. والنسائي (3/99) قال: أخبرنا عمرو بن سواد بن الأسود بن عمرو، والحارث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع.
ثلاثتهم - أحمد، وعمرو،والحارث - عن ابن وهب، وعن عمرو بن الحارث، عن الجلاح مولى عبد العزيز، أن أبا سلمة بن عبد الرحمن حدثه، فذكره.(9/269)
6876 - (ط ت د س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: خرجتُ إلى الطُّور، فلقيتُ كعبَ الأحبارِ، فجلستُ معه، فحدَّثني عن التوراة، وحدَّثْتُه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فكان فيما حدَّثْتُه، أن قلتُ: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «خَيْرُ يوم طلعتْ عليه الشمسُ يومُ الجمعة، فيه خُلِقَ آدم، وفيه أُهْبِطَ، وفيه تيبَ عليه، وفيه مات، وفيه تقومُ السَّاعةُ، وما من دابَّة إلا وهي مُصِيخَة يومَ الجمعة، من حين تصبح حتى تطلع الشمس، شفقاً من الساعة، إلا الجنَّ والإنسَ، وفيه ساعة لا يوافقها عبد مُسلم وهو يصلِّي، يسأل الله شيئاً إلا أعطاه إياه» ، قال كعب: ذلك في كل سنة يوم؟. فقلت: بل في كل جمعة، فقرأ كعب: التوراة، فقال: صدق رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال أبو هريرة: فلقيت بصْرَةَ بن أبي بصرة الغفاري، فقال: من أين أقبلت؟ فقلت: من الطُّور، فقال: لو أدركتك قبل أن تخرج إليه ما خرجت، [ص:270] سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: لا تعْمَلُ المطِيُّ إلا إلى ثلاثة مساجد: إلى المسجد الحرام، وإلى مسجدي هذا، وإلى مسجد إيلياء، أو بيت المقدس، يشك - قال أبو هريرة: ثم لقيت عبد الله بن سلام - فحدَّثتُه بمجلسي مع كعب الأحبار، وما حدثته في يوم الجمعة، فقلت له: قال كعب: ذلك في كل سنة يوم، قال عبد الله بن سلام: كذب كعب: فقلت: ثم قرأ كعب التوراة، فقال: بل هي في كل جمعة، فقال عبد الله بن سلام: صدق كعب، ثم قال عبد الله بن سلام: قد علمت أية ساعة هي؟ قال أبو هريرة: فقلت: أخبرني بها، ولا تَكْنِ عَنِّي - وفي نسخة ولا تَضِنَّ عَليَّ- فقال عبد الله بن سلام: هي آخر ساعة في يوم الجمعةِ، قال أبو هريرة: فقلت: وكيف تكون آخر ساعة في يوم الجمعة، وقد قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «لا يُصادفُها عبد مسلم وهو يصلي، فتلك ساعة لا يصلَّى فيها؟ فقال عبد الله بن سلام: ألم يقل رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «من جلس مجلساً ينتظر [فيه] الصلاة فهو في صلاة حتى يصلي» ؟ قال أبو هريرة: فقلت: بلى، قال: فهو ذلك» أخرجه «الموطأ» والنسائي.
وفي رواية الترمذي قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «خيرُ يوم طلعَتْ فيه الشمس يوم الجمعة، فيه خُلِق آدم، وفيه أدخلَ الجنةَ، وفيه أهبطَ منها وفيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم يصلي يسأل الله فيها شيئاً إلا أعطاه إياه» ، قال أبو هريرة: فلقيت عبد الله ابن سلام، فذكرت له هذا الحديث، فقال: أنا أعلم [ص:271] تلك الساعة، فقلت: أخبرني بها ولا تَضْنُنْ بها عليَّ، قال: هي بعدَ العصرِ إلى أن تغرب الشمس، قلت: كيف يكون بعد العصر، وقد قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: لا يوافقها عبد مسلم وهو يصلِّي، وتلك الساعة لا يصلَّى فيها؟ فقال عبد الله ابن سلام: أليس قد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «من جلس مجلساً ينتظر الصلاةَ فهو في صلاة؟ قلت: بلى، قال: هو ذاك» .
قال الترمذي: وفي الحديث قصة طويلة، ولم يذكرها.
وفي رواية أبي داود، قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة، فيه خُلِق آدم، وفيه أهْبِطَ، وفيه تِيبَ عليه، وفيه مات، وفيه تقومُ الساعةُ، وما من دابَّة إلا وهي مُصيخَة يوم الجمعة، حين تصبح حتى تطلع الشمس، شفقاً من الساعة، إلا الجِنَّ والإنسَ ... » وذكر الحديث مثل «الموطأ» ، ولم يذكر فيها لقياه لبصرة بن أبي بصرة الغفاري، ولا ما دار بينهما، إنما قال: «ثم لقيتُ عبد الله بن سلام، فحدَّثْتُه بمجلسي مع كعب الأحبار ... فذكره» (1) .
وهذا الحديث إنما أفردناه لاشتماله على ذِكْر كعب الأحبار، وما فيه من الزيادة التي لم يخرِّجْها البخاري ومسلم، فإنهما قد أخرجا ذِكْر الساعة وفضلها.
وأخرج مسلم فضل يوم الجمعة مفرداً مختصراً، فلذلك لم نضف ذاك إلى هذا. [ص:272]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الشفق) : بقايا نور الشمس في الأفق.
(المُصِيخ) : المصغي ليستمع.
(والشفق) : الخوف، أشفق إشفاقاً. وهي اللغة المشهورة، وقال ابن دريد: شَفَقت أَشْفق، وأنكره أهل اللغة.
(المطي) جمع مطية، وهي البعير يركب مطاه، أي ظهره، وإعمالها: تحميلها والسير عليها.
(الكناية) ضد التصريح، والمراد: لا تُخْفِها عني وتسترها مني.
(الضَّنُّ) : البخل: ضَنَنْتُ: أضَن، وضَننْت: أضِنّ.
__________
(1) رواه مالك في الموطأ 1 / 108 - 110 في الجمعة، باب ما جاء في الساعة التي في يوم الجمعة، والنسائي 3 / 114 و 115 في الجمعة، باب ذكر الساعة التي يستجاب فيها الدعاء يوم الجمعة، والترمذي رقم (491) في الصلاة، باب ما جاء في الساعة التي ترجى في يوم الجمعة، وأبو داود (1046) في الصلاة، باب فضل يوم الجمعة وليلة الجمعة، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه مالك (الموطأ) (88) عن يزيد بن عبد الله بن الهاد. وأحمد (2/486و 5/451) قال: قرأت على عبد الرحمن: مالك، عن يزيد بن عبد الله بن الهاد. وفي (5/451) قال: حدثنا يزيد بن هارون. قال: حدثنا محمد بن إسحاق. وفي (5/453) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن قيس بن سعد. وأبو داود (1046) قال: حدثنا القعنبي، عن مالك، عن يزيد بن عبد الله بن الهاد. والترمذي (491) قال: حدثنا إسحاق بن موسى الأنصاري قال: حدثنا معن. وقال: حدثنا مالك بن أنس. عن يزيد بن عبد الله بن الهاد. والنسائي (3/113) في الكبري (1680) قال: أخبرنا قتيبة. قال: حدثنا بكر بن، يعني ابن مضر، عن ابن الهاد. وابن خزيمة (1738) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي. قال: حدنثا محمد بن عبيد، قال: حدثنا محمد بن إسحاق.
ثلاثتهمم - يزيد بن عبد الله بن الهاد، ومحمد بن إسحاق. وقيس ابن سعد. عن محمد بن إبراهيم التيمي
2-وأخرجه أحمد (2/504) قال: حدثنا يزيد. قال: حدثنا محمد.
كلاهما - محمد بن إبراهيم التيمي. ومحمد بن عمرو - عن أبي سلمة فذكره..
(*) الروايات مطولة ومختصرة.(9/269)
6877 - (ت) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «ما مِنْ مُسْلم يموتُ يومَ الجمعةِ،أو لَيْلَة الجُمُعَةِ إلاّ وقاهُ الله فِتْنَةَ القَبْرِ» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (1074) في الجنائز، باب ما جاء فيمن مات يوم الجمعة، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 2 / 169 من حديث ربيعة بن سيف عن عبد الله بن عمرو، قال الترمذي: وهذا حديث ليس إسناده بمتصل، ربيعة بن سيف إنما يروي عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن عبد الله بن عمرو، ولا نعرف لربيعة ابن سيف سماعاً من عبد الله بن عمرو، قال الحافظ السخاوي في " المقاصد الحسنة ": بعد أن ذكر الحديث: وقد وصله الطبراني وأبو يعلى من حديث ربيعة عن عياض بن عقبة الفهري عن عبد الله بن عمرو، وله طريق أخرى أخرجها أحمد , وإسحاق والطبراني من رواية بقية: حدثني معاوية بن سعيد سمعت أبا قبيل سمعت عبد الله بن عمرو نحوه، ورواه أبو نعيم في " الحلية " في ترجمة ابن المنكدر من طريق عمر بن موسى بن الوجيه عنه عن جابر، وفي الباب عن أنس عند أبي يعلى، وعن علي عند الديلمي في مسنده بلفظ: " من مات ليلة الجمعة أو يوم الجمعة رفع الله عنه عذاب القبر ". نقول: ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 2 / 176 و 220، فالحديث بمجموع طرقه لا ينزل عن مرتبة الحسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
ضعيف: أخرجه أحمد (2/169) (6582) قال: حدثنا أبو عامر. والترمذي (1074) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي وأبو عامر العقدي.
كلاهما- أبو عامر، وعبد الرحمن - قالا: حدثنا هشام بن سعد، عن سعيد بن أبي هلال،عن ربيعة بن سيف، فذكره.
(*) قال الترمذي: هذا حديث غريب ليس إسناده بمتصل. ربيعة بن سيف إنما يروي عن ابن عبد الرحمن الحبلي عن عبد الله بن عمرو ولانعرف لربيعة بن سيف سماعا من عبد الله بن عمرو.(9/272)
شهر المحرم
6878 - (م د ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «أفضلُ الصِّيام بعدَ رَمضانَ: شهرُ الله المُحَرَّم، وأفْضَلُ الصَّلاةِ بعدَ الْمَكْتُوبَةِ: صلاةُ الليل» وفي رواية قال: «سُئِلَ: أيُّ الصَّلاةِ أفضلُ بعدَ المكتوبَةِ، وأيُّ الصِّيامِ أفضلُ بَعْدَ شَهْر رَمَضانَ؟ قال: أفضلُ الصَّلاةِ بعد المكْتُوبَةِ: الصَّلاةُ في جَوْفِ اللَّيْلِ، وأفضلُ الصِّيام بعد شَهْرِ رَمضانَ: صِيام شَهرِ الله المُحَرَّم» .
أخرجه مسلم وأبو داود، وأخرج الترمذي والنسائي الأولى (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (1163) في الصيام، باب فضل صوم المحرم، وأبو داود رقم (2429) في الصوم، باب في صوم المحرم، والترمذي رقم (438) في الصلاة، باب ما جاء في فضل صلاة الليل، والنسائي 3 / 207 و 208 في قيام الليل، باب فضل صلاة الليل.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: 1- أخرجه أحمد (2/303) قال: حدثنا عبد الرحمن وأبو سعيد. قالا: حدثنا زاذدة وفي (2/329) قال: حدثنا الحسين بن علي الجعفي، عن زائدة وفي (2/342) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا أبو عوانة. وفي (2/535) قال: حدثنا هشام بن عبد الملك الطيالسي. قال: حدثنا أبو عوانة. والدارمي (1484) و (1764) قال: أخبرنا زيد بن عوف. قال: حدثنا أبو عوانة. ومسلم (3/169) قال: حدثني زهير بن حرب. قال: حدثنا جرير. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا حسين بن علي، عن زائدة. وابن ماجة (1742) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا الحسين بن علي، عن زائدة، والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (9/12292) عن عمرو بن علي، عن عبد الرحمن، عن زائدة. (ح) وعن محمد بن قدامة، عن جرير. وابن خزيمة (1134و2076) قال: حدثنا يوسف بن موسى ومحمد بن عيسي. قالا: حدثنا جرير.
ثلاثتهم - زائدة بن قدامة، وأبو عوانة، وجرير بن عبد الحميد - عن عبد الملك بن عمير، عن محمد بن المنتشر.
2- وأخرجه أحمد (2/344) قال: حدثنا عفان. وعبد بن حميد (1423) قال: حدثنا أبو الوليد. والدارمي (1765) قال: أخبرنا أبو نعيم وحدثنا يحيى بن حسان. مسلم (3/169) قال: حدثني قتيبة بن سعيد. وأبو داود (2429) قال: حدثنا مسدد وقتيبة بن سعيد. والترمذي (438 و 740) قال: حدثنا قتيبة. والنسائي (3/206) وفي الكبرى (1221) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد.
ستتهم - عفان، وأبو الوليد، وأبو نعيم، ويحيى بن حسان، وقتيبة، ومسدد - عن أبي عوانة، عن أبي بشر.
كلاهما - محمد بن المنتشر، وأبو بشر جعفر بن أبي وحشية - عن حميد بن عبد الرحمن الحميري البصري، فذكره.
* أخرجه النسائي (3/207) وفي الكبرى (1222) قال: أخبرنا سويد بن نصر. قال: أنبأنا عبد الله. قال: حدثنا شعبة، عن أبي بشر جعفر بن أبي وحشية، أنه سمع حميد بن عبد الرحمن يقول: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فذكر نحوه مرسلا.
* الروايات مطولة ومختصرة، وأثبتنا لفظ رواية أبي بشر عند مسلم.
* أشار المزي في تحفة الأشراف (9/12292) إلى أن رواية زهير بن حرب، عن جرير. ورواية أبي بكر بن أبي شيبة، عن حسين بن علي الجعفي، عن زائدة.
كلاهما - عن عبد الملك بن عمير، عن محمد بن المنتشر، عن حميد بن عبد الرحمن، قال: سئل أبو هريرة أي الصلاة أفضل.. فذكره ولم يذكر النبي -صلى الله عليه وسلم-. وفي المطبوع من صحيح مسلم عن حميد بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة رضي الله عنه، يرفعه.(9/273)
6879 - (ت) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - سأله رجل، فقال: أيُّ شَهر تَأمُرني أن أصومَ بعدَ شهر رَمضان؟ فقال له: ما سمعتُ أحداً يسألُ عن هذا إلا رجلاً سمعته يسأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وأنا قاعد عندَه، فقال: يا رسول الله، أيُّ شهر تأمرني أن أصومَ بعد شهرِ رمضانَ؟ قال: إن كنتَ صائِماً بعد شهرِ رمضان، فصُمْ المُحَرَّم، فإنَّهُ شهرُ الله، فيه يوم تاب فيه على قَوم، ويتوبُ فيه على قوم آخرين. أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (741) في الصوم، باب ما جاء في صوم المحرم، وإسناده ضعيف، ولكن يشهد له الحديث الذي قبله، ولذلك قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الدارمي (1763) قال: حدثنا محمد بن سعيد، قال: حدثنا محمد بن فضيل والترمذي (741) قال: حدثنا علي بن حجر، قال: أخبرنا علي بن مسهر وعبد الله بن أحمد (1/154) (1/32) قال: حدثنا محمد بن المنهال أخو حجاج، قال: حدثنا عبد الواحد بن زياد. وفي (1/155) (1334) قال: حدثني زهير أبو خيثمة، قال: حدثنا أبو معاوية.
أربعتهم - محمد بن فضيل، وعلي بن مسهر، وعبد الواحد، وأبو معاوية - عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن النعمان بن سعد، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب.(9/273)
الليل
6880 - (م) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «إنَّ في اللَّيل سَاعة لا يُوافِقُها رجُل مُسلم يسأل الله خيراً من أمْرِ الدُّنْيا والآخِرة إلا أعطاه إياه، وذلك كُلَّّ ليلة» . أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (757) في صلاة المسافرين وقصرها، باب في الليل ساعة يستجاب فيها الدعاء.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (3/348) قال: حدثنا موسى، قال: حدثنا ابن لهيعة. ومسلم (2/175) قال: حدثني سلمة بن شبيب، قال: حدثنا الحسن بن أعين، قال: حدثنا معقل.
كلاهما - ابن لهيعة، ومعقل - عن أبي الزبير، فذكره.(9/274)
الباب الثامن من كتاب الفضائل: في فضل الأمكنة، وفيه ثلاثة فصول
الفصل الأول: في فضل مكة، والبيت، والمسجد الحرام وما جاء في عمارة البيت وهدمه، وفيه فرعان
الفرع الأول: في فضلها، وفيه ثلاثة أنواع
النوع الأول: في البيت
6881 - (خ م س) أبو ذرّ الغفاري - رضي الله عنه - قال: قال [ص:275] رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إنَّ أوَّلَ بَيْت وُضِعَ لِلنَّاسِ مُبارَكاً يُصَلَّى فيه: الكعبَةُ، قلتُ: ثم أيُّ؟ قال: المسجدُ الأقصى، قلت: كم كان بينهما؟ قال: أربعونَ عاماً» أخرجه البخاري ومسلم والنسائي (1) .
__________
(1) رواه البخاري 6 / 290 و 291 في الأنبياء، باب قول الله تعالى: {واتخذ الله إبراهيم خليلاً} وباب قول الله تعالى: {ووهبنا لداود سليمان نعم العبد إنه أواب} ، ومسلم رقم (520) في المساجد في فاتحته، والنسائي 2 / 32 في المساجد، باب ذكر أي مسجد وضع أولاً، ولفظه عندهم: عن أبي ذر قال: " قلت: يا رسول الله: أي مسجد وضع في الأرض أول؟ قال: المسجد الحرام، قلت: ثم أي؟ قال: المسجد الأقصى، قلت كم بينهما؟ قال: أربعون سنة، وأينما أدركتك الصلاة فصل فهو مسجد "، وزاد النسائي وهو في رواية لمسلم في أوله عن الأعمش عن إبراهيم التيمي قال: كنت أقرأ على أبي القرآن في السكة، فإذا قرأت السجدة سجد، فقلت له: يا أبت أتسجد في الطريق؟ قال: إني سمعت أبا ذر يقول ... فذكر الحديث.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري في أحاديث الأنبياء (11/1) عن موسى بن إسماعيل، عن عبد الواحد ابن زياد، و (41/3) عن عمر بن حفص بن غياث، عن أبيه، ومسلم في الصلاة (53/1) عن أبي كامل، عن عبد الواحد. و (53/1) عن أبي بكر وأبي كريب.
كلاهما عن أبي معاوية - و (53/2) عن علي بن حجر، عن علي بن مسهر.
أربعتهم - عن الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن أبيه به - وفي حديث علي بن مسهر قصة. والنسائي فيه الصلاة، عن بشر بن خالد، عن غندر، عن شعبة، عن الأعمش نحوه. وفيه الصلاة (124) وفي التفسير في الكبرى عن علي بن حجر به. وابن ماجة في الصلاة (27) عن علي بن محمد، عن أبي معاوية به. و (27) عن علي بن ميمون الرقي، عن محمد بن عبيد، عن الأعمش نحوه تحفة الأشراف (9/189- 190) .(9/274)
6882 - (ت س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «نَزَلَ الحجَرُ الأسودُ من الجَنَّةِ وهو أشَدُّ بَيَاضاً من اللَّبَنِ، وإنما سَوَّدَتْه خَطايا بني آدَمَ» أخرجه الترمذي (1) .
وعند النسائي: أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «الحَجَرُ الأسْوَدُ من الجَنَّةِ» لم يزد (2) .
__________
(1) رقم (877) في الحج، باب ما جاء في فضل الحجر الأسود والركن، من حديث جرير عن عطاء ابن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، وعطاء بن السائب صدوق اختلط، وجرير ممن سمع منه بعد الاختلاط لكن تابعه حماد بن سلمة في رواية النسائي التي بعده وحماد ممن روى عن عطاء قبل الاختلاط، فالحديث حسن، ولذلك قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وقال الحافظ في " الفتح ": وله طريق أخرى في صحيح ابن خزيمة يتقوى بها.
(2) رواه النسائي 5 / 226 في المناسك، باب ذكر الحجر الأسود، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن: أخرجه أحمد (1/307) (2796) قال: حدثنا يونس، قال: حدثنا حماد. وفي (1/329) (3047) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا حماد. وفي (1/373) (3537) قال: حدثنا روح، قال: حدثنا حماد يعني ابن سلمة. والترمذي (877) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا جرير. والنسائي (5/226) قال: أخبرني إبراهيم بن يعقوب، قال: حدثنا موسى بن داود، عن حماد بن سلمة وابن خزيمة (2733) قال: حدثنا يوسف بن موسى، قال: حدثنا جرير (ح) وحدثنا محمد بن موسى الحرشي، عن زياد بن عبد الله.
ثلاثتهم - حماد، وجرير، وزياد- عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، فذكره.
رواية النسائي مختصرة على «الحجر الأسود من الجنة» .
وقال الترمذي: حديث ابن عباس حديث حسن صحيح.
وبلفظ: «الحجر الأسود ياقوتة بيضاء من ياقوت الجنة، وإنما سودته خطايا المشركين، يبعث يوم القيامة مثل أحد، يشهد لمن استلمه وقبله من أهل الدنيا.» .
أخرجه ابن خزيمة (2734) قال: حدثنا محمد بن [ ... ] البصري، قال: حدثنا أبو الجنيد، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن سعيد بن جبير، فذكره.(9/275)
6883 - (ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في الحَجَرِ: «واللهِ لَيَبْعَثَنَّهُ الله يومَ القِيامَةِ له عَيْنانِ يُبْصِرُ بهما، ولِسَان يَنْطِقُ به، يشهدُ على من اسْتَلَمَهُ بحَقّ» . أخرجه الترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(استلمه) استلام الحجر الأسود: هو أن يمسَّه بيده ويقبِّلَها، وكأنه افتعال من السلام، وهي الحجارة.
__________
(1) رقم (961) في الحج، باب ما جاء في الحجر الأسود، وقال الترمذي: هذا حديث حسن، ورواه الحاكم 1 / 457 وصححه ووافقه الذهبي، وقال الحافظ في " الفتح ": وله شاهد عند الحاكم أيضاً من حديث أنس.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن: أخرجه أحمد (1/247) (2215) قال: حدثنا علي بن عاصم. وفي (1/266) (2398) قال: حدثنا حسن بن موسى، قال: حدثنا ثابت أبو يزيد. وفي (1/291) (2643) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا حماد بن سلمة. وفي (1/307) (2797) قال: حدثنا يونس، قال: حدثنا حماد. وفي (1/307) (2798) قال: حدثنا مؤمل، قال: حدثنا حماد. وفي (1/371) (3511) قال: حدثنا روح، قال: حدثنا حماد. والدارمي (1846) قال: حدثنا حجاج بن منهال، وسليمان بن حرب، قالا: حدثنا حماد بن سلمة. وابن ماجة (2944) قال: حدثنا سويد بن سعيد، قال: حدثنا عبد الرحيم الرازي. والترمذي (961) قال: حدثنا قتيبة، عن جرير. وابن خزيمة (2735) قال: حدثنا بشر بن معاذ العقدي، قال: حدثنا فضيل يعني ابن سليمان. وفي (2736) قال: حدثنا أبو بكر بن إسحاق، قال: حدثنا الحسن بن موسى الأشيب، قال: حدثني ثابت (وهو ابن يزيد أبو يزيد الأحول) .
ستتهم - علي بن عاصم، وثابت أبو يزيد، وحماد بن سلمة، وعبد الرحيم الرازي، وجرير، وفضيل بن سليمان - عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن سعيد بن جبير، فذكره.
في رواية ثابت أبي يزيد: إن لهذا الحجر لسانا وشفتين.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن.(9/276)
6884 - (ت) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «إنَّ الرُّكْنَ والمقامَ ياقُوتَتَانِ من ياقوتِ الجَنَّةِ، طَمَسَ الله نُورَهُما، ولو لم يَطْمِسْ نورَهُما لأضَاءتا ما بين المَشْرِقِ والمغْرِبِ» أخرجه الترمذي، وقال: هذا يروى عن ابن عمرو موقوفاً (1) .
__________
(1) رقم (878) في الحج، باب ما جاء في فضل الحجر الأسود والركن، وفي سنده رجاء أبو يحيى وهو ضعيف، وقال الترمذي: وفيه عن أنس أيضاً وهو غريب، قال الحافظ في " الفتح " بعد أن ذكر الحديث: أخرجه أحمد والترمذي، وصححه ابن حبان، وفي إسناده رجاء أبو يحيى وهو ضعيف، وقال الحافظ: قال ابن أبي حاتم عن أبيه: وقفه أشبه والذي رفعه ليس بقوي.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
ضعيف مرفوعا:
1- أخرجه أحمد (2/213) (7000) قال: حدثنا عفان. وفي (2/214) (7008) قال: حدثنا يونس بن محمد. والترمذي (878) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا يزيد بن زريع. وعبد الله بن أحمد (2/214) (7008) مكرر. قال: حدثنا هدبة بن خالد. وفيه (2/214) (7009) قال: حدثنا القواريري عبيد الله بن عمر، قال: حدثنا يزيد بن زريع. وابن خزيمة (2732) قال: حدثنا الحسن الزعفراني، قال: حدثنا عفان بن مسلم.
أربعتهم - عفان، ويونس، ويزيد، وهدبة - عن رجاء بن صبيح أبي يحيى الحرشي.
2- وأخرجه ابن خزيمة (2731) قال: حدثنا عبد العزيز بن أحمد بن سويد أبو عميرة البلوي مؤذن مسجد الرملة، قال: حدثنا أيوب بن سويد، عن يونس، عن الزهري.
كلاهما - رجاء، والزهري - عن مسافع بن شيبة، فذكره.
* في رواية يونس بن محمد: سماه رجاء بن يحيى. قال عبد الله بن أحمد: والصواب أبو يحيى كما قال عفان، وهدبة بن خالد.
* قال أبو بكر بن خزيمة: هذا الخبر لم يسنده أحد أعلمه من حديث الزهري غير أيوب بن سويد، إن كان حفظ عنه. وقال: لست أعرف أبا رجاء هذا بعدالة ولا جرح، ولست أحتج بخبر مثله.
* وقال أبو عيسى الترمذي: هذا يروى عن عبد الله بن عمرو موقوفا قوله.
وفيه عن أنس أيضا، وهو حديث غريب.(9/276)
6885 - (خ) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله [ص:277] صلى الله عليه وسلم-: «لَيُحَجَّنَّ هذا البيتُ، ولَيُعْتَمَرَنَّ بعدَ [خروج] يأجوجَ ومأجوجَ» قال البخاري: قال عبد الرحمن بن مهدي عن شعبة: «لا تقومُ السَّاعَةُ حتى لا يُحجَّ البَيْتُ» قال البخاري: والأوَّلُ أكثر (1) .
__________
(1) رواه البخاري 3 / 363 في الحج، باب قول الله تعالى: {جعل الله الكعبة البيت الحرام قياماً للناس} .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: 1- أخرجه أحمد (3/27) قال: حدثنا سويد بن عمرو الكلبي. وفي (3/48) قال: حدثنا عبد الصمد. وفي (3/64) قال: حدثنا عفان. وابن خزيمة (2507) قال: حدثنا أبو قدامة، وأبو موسى محمد بن المثنى، قالا: حدثنا عبد الرحمن.
أربعتهم - سويد، وعبد الصمد، وعفان، وعبد الرحمن - قالوا: حدثنا أبان بن يزيد.
2-وأخرجه أحمد (3/27) . وابن خزيمة (2507) قال: حدثنا إبراهيم بن بسطام الزعفراني.
كلاهما - أحمد، والزعفراني- عن سليمان بن أبي داود، قال: حدثنا عمران وهو القطان.
3- وأخرجه البخاري (2/182) قال: حدثنا أحمد هو ابن حفص بن عبد الله، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا إبراهيم هو ابن طهمان، عن الحجاج بن حجاج.
ثلاثتهم - أبان، وعمران، والحجاج - عن قتادة، عن عبد الله بن أبي عتبة، فذكره.
* أخرجه عبد بن حميد (942) قال: حدثنا روح بن عبادة، قال: حدثنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أبي سعيد. ولم يذكر عبد الله بن أبي عتبة وزاد فيه ويغرسون النخل.(9/276)
6886 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لَيُهِلَّنَّ ابنُ مَرْيَمَ بفَجِّ الرَّوْحَاءِ حاجّاً أو مُعْتَمِراً، أو لَيَثْنِيَنَّهما» أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (1252) في الحج، باب إهلال النبي صلى الله عليه وسلم وهديه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه الحميدي (1005) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (2/240) قال: حدثنا سفيان. وفي (2/272) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر وفي (2/513) قال: حدثنا روح. قال: حدثنا محمد بن أبي حفصة. وفي (2/540) قال: حدثنا محمد بن مصعب. قال: حدثنا الأوزاعي. ومسلم (4/60) قال: حدثنا سعيد بن منصور وعمرو الناقد وزهير بن حرب، جميعا عن ابن عيينة.
قال سعيد: حدثنا سفيان بن عيينة (ح) وحدثناه قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا ليث. (ح) وحدثنيه حرملة بن يحيى. قال: أخبرنا ابن وهب. قال: أخبرني يونس.
ستتهم - سفيان بن عيينة، ومعمر، ومحمد بن أبي حفصة، والأوزاعي، وليث بن سعد، ويونس - عن الزهري، عن حنظلة الأسلمي، فذكره.
* الروايات متقاربة المعنى، وأثبتنا لفظ رواية سفيان عند مسلم.(9/277)
6887 - (م) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- «مَرَّ بوادي الأزْرَق - وهو ما بين مكة والمدينة - فقال: أيُّ واد هذا؟ قالوا: وادي الأزرق، قال: كأنِّي أنظرُ إلى موسى هابطاً من الثَّنِيَّةِ وله جُؤار إلى الله بِالتَّلْبِيَةِ، مارّاً بهذا الوادي، ثم أتى على ثَنِيَّةِ هَرْشَى، فقال: أيُّ ثَنِية هذه؟ قالوا: ثَنِيَّةُ هَرْشى، أو لِفْت، فقال: لَكأني أنظرُ إلى يونس بن مَتَّى على ناقَة حمراءَ جَعْدة، عليه جُبَّة من صُوف، خِطامُ ناقَتِهِ خُلْبَة، مارّاً بهذا الوادي يُلَبِّي» .
قال ابن حنبل: قال هشيم: يعني: لِيفاً، أخرجه البخاري ومسلم (1) .
[ص:278]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الجؤار) بضم الجيم: رفع الصوت.
(الخُلْب) الليف، واحده: خلبة.
__________
(1) ليس هو في البخاري كما ذكر المصنف، وقد رواه مسلم رقم (166) في الإيمان، باب الإسراء برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السماوات وفرض الصلوات، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " رقم (1854) .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (1/215) (1854) قال: حدثنا هشيم. ومسلم (1/105) قال: حدثنا أحمد بن حنبل وسريج بن يونس، قالا: حدثنا هشيم. (ح) وحدثني محمد بن المثنى، قال: حدثنا ابن أبي عدي. وابن ماجة (2891) قال: حدثنا أبو بشر بكر بن خلف، قال: حدثنا ابن أبي عدي. وابن خزيمة (2632) قال: حدثنا علي بن سعيد بن مسروق الكندي، قال: حدثنا يحيى بن أبي زائدة. وفي (2633) قال: حدثنا أبو موسى، قال: حدثنا ابن أبي عدي.
ثلاثتهم - هشيم، وابن أبي عدي، ويحيى بن أبي زائدة - عن داود بن أبي هند، عن أبي العالية، فذكره.
وهو ليس في البخاري، كما ذكر المصنف.(9/277)
6888 - (خ م) عائشة - رضي الله عنها - قالت: «عَبِثَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في منامه، فقلنا: يا رسول الله، صنعتَ شيئاً في منامك، لم تكن تفعله؟ فقال: العَجَبُ أن ناساً من أمتي يَؤُمُّونَ هذا البيتَ لرجل من قريش، قد لجَأ بالبيت، حتى إذا كانوا بالبَيْداء خُسِفَ بهم، فقلنا: يا رسول الله، إنَّ الطَّريق قد تجمعُ النَّاسَ، فقال: نعم، فيهم المسْتَبْصِرُ (1) والمجْبُورُ وابنُ السَّبيل، يهلكُون مَهْلِكاً واحداً، ويَصْدُرُونَ مَصادِرَ شتَّى، يبعثهم الله عز وجل على نِيَّاتِهِم» هذه رواية مسلم.
وفي رواية البخاري قالت: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «يَغْزُو جيش الكعبةَ، فإذا كانوا بِبَيْدَاءَ من الأرضِ يُخْسَفُ بأوَّلِهِم وآخِرِهم، قالت: قلت: يا رسول الله، كيف يُخْسَفُ بأوَّلِهِم وآخِرِهم، وفيهم أسْوَاقُهم ومَن ليسَ مِنْهُم؟ قال: يُخْسَفُ بأوَّلِهِم وآخِرِهم، ويُبْعَثُونَ على نِيَّاتِهِم» (2) .
[ص:279]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(جبرت) فلاناً وأجبرته: إذا قهرته، فهو مجبور ومجبَر.
(المصادر) : المراجع، ورد ثم صدر، أي: جاء ثم رجع.
(شتى متفرقة) : يعني أن مهلك هذا الجيش مهلك واحد يخسف بهم جميعهم، إلا أنهم يَصْدُرون عن الهَلْكة، مصادر متفرقة، فواحد إلى الجنة، وآخر إلى النار، على قدر أعمالهم ونياتهم.
__________
(1) أي: المستبين للشيء.
(2) رواه البخاري 4 / 284 و 285 في البيوع، باب ما ذكر في الأسواق، ومسلم رقم (2884) في الفتن، باب الخسف بالجيش الذي يؤم البيت، وفي هذا الحديث أن الأعمال تعتبر بنية العامل، والتحذير من مصاحبة أهل الظلم ومجالستهم وتكثير سوادهم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (6/105) قال: حدثنا أبو سعيد. ومسلم (8/168) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا يونس بن محمد.
كلاهما- أبو سعيد مولى بني هاشم، ويونس بن محمد- قالا: حدثنا القاسم بن الفضل الحداني، عن محمد بن زياد، عن عبد الله بن الزبير، فذكره.
ورواية البخاري أخرجها (3/86) قال: حدثنامحمد بن الصباح، قال: حدثنا إسماعيل بن زكريا، عن محمد بن سوقة، عن نافع بن جبير بن مطعم، فذكره.
وبنحوه أخرجه أحمد (6/259) قال: حدثنا حسن، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن أبي عمران الجوني، عن يوسف بن سعد، فذكره.
وأخرجه أحمد (6/259) قال: حدثنا حسن، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن أبي عمران الجوني، عن يوسف بن سعد، فذكره. وأخرجه أحمد (6/259) قال: حدثنا يونس، قال: حدثنا حماد، عن أبي عمران الجوني، عن يوسف بن سعد، عن أبي سلمة، عن عائشة، بمثله.(9/278)
6889 - (م ت) عبيد الله بن القبطية [الكوفي - رحمه الله] : قال: «دخل الحارث بن أبي ربيعة، وعبد الله بن صفوان [وأنا معهما] على أم سلمة، فسألاها عن الجيش الذي يُخسَفُ به؟ - وذلك في أيام ابن الزبير - فقالت: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «يَعُوذُ عائِذ بالبيت، فَيُبْعثُ إليه بَعث، فإذا كانوا ببَيْداءَ من الأرضِ خُسِفَ بهم، فقلت: يا رسول الله، فكيف بمن كان كَارِهاً؟ قال: يُخسَفُ به مَعَهُم، ولكنَّهُ يبعثُ يومَ القِيامَةِ على نيَّتِهِ» وفي رواية زهير عن عبد العزيز بن رُفَيع قال: فلقيتُ أبا جعفر، فقلت: إنها [إنما] قالت: ببيداءَ من الأرض، فقال أبو جعفر: كلا والله، إنها لَبَيْدَاءُ المدِينةِ» أخرجه مسلم.
وفي رواية الترمذي عن أم سلمة: «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- ذكر الجيشَ الذي يُخسَفُ بِهِمْ، فقالت أم سلمة: لعلَّ فيهم المُكْرَهُ؟ قال: إنهم يُبْعَثُونَ [ص:280] على نِيَّاتِهِم» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(العائذ) : اللاجىء إلى الشيء المحتمي به، الممتنع على من يطلبه.
(البيداء) : المفازة، وهي الأرض الواسعة القفر، وقد جاء في بعض الطرق: أنه أراد به البيداء التي هي بالقرب من المدينة، وهي معروفة بالقرب من ذي الحليفة.
__________
(1) رواه مسلم رقم (2882) في الفتن، باب الخسف بالجيش الذي يؤم البيت، والترمذي رقم (1272) في الفتن، باب رقم (10) .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (6/290) قال: حدثنا جرير. ومسلم (8/166) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد وأبو بكر بن أبي شيبة وإسحاق بن إبراهيم، قال إسحاق: أخبرنا. وقال الآخران: حدثنا جرير. وفي (8/167) قال: حدثناه أحمد بن يونس. قال: حدثنا زهير. وأبو داود (4289) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة. قال: حدثنا جرير.
كلاهما - جرير، وزهير - عن عبد العزيز بن رفيع، عن عبيد الله بن القبطية، فذكره.
ورواية الترمذي: أخرجها أحمد (6/289) وابن ماجة (4065) قال: حدثنا محمد بن الصباح ونصر بن علي وهارون بن عبد الله الحمال. والترمذي (2171) قال: حدثنا نصر بن علي الجهضمي.
أربعتهم - أحمد بن حنبل، ومحمد بن الصباح، ونصر بن علي، وهارون بن عبد الله - عن سفيان بن عيينة، عن محمد بن سوقة، عن نافع بن جبير، فذكره.(9/279)
6890 - (ت) مسلم بن صفوان - رحمه الله - عن صفية - رضي الله عنها - قالت: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «لا يَنْتهي الناسُ عن غَزْوِ هذا البَيْتِ حتى يَغْزُوَ جَيْش، حتى إذا كَانُوا بالبَيْدَاءِ - أو بِبَيْدَاءَ من الأرضِ - خُسِفَ بِأوَّلِهِم وآخِرِهم، ولم يَنْجُ أوْسَطُهم، قلت: يا رسول الله فمن كَرِهَ منهم؟ قال: يبعثهم الله على ما في أنفسهم» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2185) في الفتن، باب ما جاء في الخسف، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: أخرجه أحمد (6/336) قال: حدثنا وكيع. وفي (6/337) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. (ح) وحدثنا أبو نعيم. وابن ماجة (4064) قال:حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا الفضل بن دكين. والترمذي (2184) قال: حدثنا محمود بن غيلان. قال: حدثنا أبو نعيم.
أربعتهم - وكيع، وعبد الرحمن بن مهدي، والفضل بن دكين أبو نعيم، وأبو بكر بن أبي شيبة - قالوا حدثنا سفيان، عن سلمة بن كهيل، عن أبي إدريس المرهبي، عن مسلم بن صفوان، فذكره.
* قال وكيع عقب روايته: قال سفيان: قال سلمة: فحدثني عبيد بن أبي الجعد، عن مسلم نحو هذا الحديث. في روايتي وكيع وعبد الرحمن بن مهدي: «عن ابن صفوان» ولم يسمياه.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.(9/280)
6891 - (س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «يَغْزُو هذا البَيْتَ جَيْش، فَيُخسَفُ بِهِمْ بالبَيْدَاءِ» .
وفي رواية قال: «لا يُنْتَهى عن غَزوِ بيتِ الله حتى يُخْسَفَ بجيش مِنْهُمْ» أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 5 / 206 و 207 في المناسك، باب حرمة الحرم، وهو حديث صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: أخرجه النسائي (5/206) قال: أخبرنا عمران بن بكار، قال: حدثنا بشر، قال: أخبرني أبي، عن الزهري، قال: أخبرني سحيم، فذكره.
والرواية الثانية أخرجها النسائي (5/206) قال: أخبرنا محمد بن إدريس، أبو حاتم الرازي، قال: حدثنا عمر بن حفص بن غياث، قال: حدثنا أبي، عن مسعر، قال: أخبرني طلحة بن مصرف، عن أبي مسلم الأغر، فذكره.(9/280)
6892 - (م س) عبد الله بن صفوان - رحمه الله - قال: حدَّثتني حفصة: أنها سمعت رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «لَيَؤُمَّنَّ هذا البيتَ جيش يَغزُونَهُ، حتى إذا كانوا بِبَيْدَاءَ من الأرض يُخْسَفُ بأوْسَطِهِم، ويُنادِي أوَّلُهُم آخِرَهم، ثم يُخْسَفُ بِهِم، ولا يبقى إلا الشَّرِيدُ، الذي يُخبِر عنهم، فقال رجل: أشهد عليك أنك لم تَكْذِبْ على حفصة، وأشهد على حفصة أنها لم تكذب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم-» .
وفي رواية عن عبد الله بن صفوان عن أم المومنين: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «سَيَعُوذُ بهذا البيت - يعني الكعبة - قوم ليستْ لهم مَنْعة ولا عَدَد ولا عُدَّة، يبعث إليهم جَيْش، حتى إذا كانوا بِبَيْداءَ من الأرضِ خُسِفَ بهم - قال يوسف بن مَاهَك: وأهلُ الشام يومئذ يسيرون إلى مَكَّةَ - فقال عبد الله بن صفوان: أما والله ما هو بهذا الجيش» وفي رواية الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة، عن أم المؤمنين مثل الرواية الثانية غير أنه لم يذكر قول عبد الله بن صفوان، ولا سَمَّيا أم المؤمنين. أخرجه مسلم. وأخرج النسائي الأولى (1) . [ص:282]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ومَنَعَة) فلان في عزٍّ ومَنَعة وقد تُسَكَّن: إذا كان له من يمنعه عمن يريده، ويعزُّه عمن يريد هَوَانه، وقيل المَنَعة: جمع مانع، مثل كافر وكفرة.
__________
(1) رواه مسلم رقم (2883) في الفتن، باب الخسف بالجيش الذي يؤم البيت، والنسائي 5 / 207 في الحج، باب حرمة الحرم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه الحميدي (286) وأحمد (6/285) ومسلم (8/167) قال: حدثنا عمرو الناقد وابن أبي عمر. وابن ماجة (4063) قال: حدثنا هشام بن عمار. والنسائي (5/207) قال: أخبرنا الحسين بن عيسى.
ستتهم - الحميدي، وأحمد، وعمرو الناقد، وابن أبي عمر، وهشام بن عمار، والحسين بن عيسى - عن سفيان بن عيينة. قال: حدثنا أمية بن صفوان بن عبد الله بن صفوان الجمحي. قال: سمعت جدي عبد الله بن صفوان، فذكره.
وبلفظ: «يبعث جند إلى هذا الحرم، فإذا كانوا ببيداء من الأرض خسف بأولهم وآخرهم، ولم ينج أوسطهم. قلت: أرأيت إن كان فيهم مؤمنون؟ قال: تكون لهم قبورا.» .
أخرجه مسلم (8/167) قال: حدثني محمد بن حاتم بن ميمون. قال: حدثنا الوليد بن صالح. قال: حدثنا عبيد الله بن عمرو. قال: قال زيد: وحدثني عبد الملك العامري، عن عبد الرحمن بن سابط. والنسائي (5/207) قال: أخبرني محمد بن داود المصيصي. قال: حدثنا يحيى بن محمد بن سابق. قال: حدثنا أبو أسامة. قال: حدثنا عبد السلام، عن الدالاني، عن عمرو بن مرة، عن سالم بن أبي الجعد، عن أخيه.
كلاهما - عبد الرحمن بن سابط، وأخو سالم بن أبي الجعد - عن الحارث بن أبي ربيعة، فذكره.
* في رواية عبد الرحمن بن سابط: «عن الحارث بن أبي ربيعة، عن أم المؤمنين» ولم يسمها.
وبلفظ: «سيعوذ بهذا البيت، يعني الكعبة، قوم ليست لهم منعة ولا عدد ولا عدة، يبعث إليهم جيش حتى إذا كانوا ببيداء من الأرض خسف بهم.» .
أخرجه مسلم (8/167) قال: حدثني محمد بن حاتم بن ميمون قال: حدثنا الوليد بن صالح. قال: حدثنا عبيد الله بن عمرو. قال: حدثنا زيد بن أبي أنيسة، عن عبد الملك العامري، عن يوسف بن ماهك. قال: أخبرني عبد الله بن صفوان فذكره.
وبلفظ: «يأتي جيش من قبل المشرق يريدون رجلا من أهل مكة، حتى إذا كانوا بالبيداء خسف بهم، فرجع من كان أمامهم لينظر ما فعل القوم فيصيبهم مثل ما أصابهم. فقلت: يا رسول الله، فكيف بمن كان منهم مستكرها؟ قال: يصيبهم كلهم ذلك، ثم يبعث الله كل امرىء على نيته.» .
أخرجه أحمد (6/287) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الرازي، وهو ختن سلمة الأبرش. قال: حدثنا سلمة. قال: حدثني محمد بن إسحاق، عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن عبد الرحمن بن موسى، عن عبد الله بن صفوان فذكره.(9/281)
6893 - (خ د) شقيق [أبو وائل] : أن شيبة بن عثمان قال له: قَعدَ عمرُ - رضي الله عنه - في مَقْعَدِكَ الذي أنتَ فيه؟ فقال: لا أخْرُجُ حتى أقْسِمَ مالَ الكعبةِ، قال: ما أنتَ بفاعل، قال: بلى، لأفعلنَّ، قلت: ما أنت بفاعل، قال: لِمَ؟ قلتُ: لأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قد رأى مكانه، وأبو بكر، وهما أحْوَجُ منك إلى المال، فلم يخرجاه (1) ، فقام فخرج. أخرجه أبو داود.
وفي رواية البخاري قال: «جلست مع شيبةَ بنِ عثمان الحَجَيِّ على الكرسيِّ في الكعبة، فقال: لقد جلس هذا المجلس عمر، فقال: لقد هَمَمْتُ أن لا أدع فيه صَفْراء ولا بيضاء إلا قسمتُه، قلت: إن صاحَبيْكَ لم يفعلا، فقال: هما المَرآن اقْتَدِي بهما» وفي رواية: «إلا قَسمْتُها بين المسلمينَ، فقلت: ما أنت بفاعل، قال: لِمَ؟ قال: لم يفعله صاحباكَ، قال: هما المرآن يُقْتَدى بهما» (2) .
[ص:283]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الصفراء) : الذهب.
(البيضاء) : الفضة.
__________
(1) وفي بعض النسخ: فلم يحركاه.
(2) رواه البخاري 13 / 211 و 212 في الاعتصام، باب الاقتداء بسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي الحج، باب كسوة الكعبة، وأبو داود رقم (2031) في المناسك، باب في مال الكعبة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (3/410) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان. (ح) وحدثنا عبد الرحمن، عن سفيان والبخاري (2/183) قال: حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب، قال: حدثنا خالد بن الحارث، قال: حدثنا سفيان. (ح) وحدثنا قبيصة، قال: حدثنا سفيان. وفي (9/113) قال: حدثنا عمرو بن عباس، قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا سفيان. وأبو داود (2031) قال: حدثنا أحمد بن حنبل، قال: حدثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي، عن الشيباني. وابن ماجة (3116) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا المحاربي، عن الشيباني.
كلاهما - سفيان الثوري، وأبو إسحاق الشيباني - عن واصل الأحدب، عن أبي وائل، فذكره.(9/282)
النوع الثاني: في المسجد الحرام
6894 - (خ م د س) أبو هريرة - رضي الله عنه - أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تُشَدُّ الرِّحالُ إلا إلى ثَلاثَةِ مَساجِدَ: المسجدِ الحرامِ، ومسجدِ الرَّسُولِ، ومَسجِدِ الأقْصَى» أخرجه البخاري ومسلم.
ولمسلم قال: «إنما يُسافَر إلى ثلاثة مساجدَ: [مَسْجِدِ] الكعبة، ومسجدِي، ومسجدِ إيلياءَ» . وأخرجه أبو داود والنسائي، وقالا: «ومسجدي هذا» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(لا تشد الرحال) هذا مثل قوله: «لا تعمل المطي» وكنى به عن السير والنَّفْر، والمراد: لا يقصد موضع من المواضع بنية العبادة والتقرب [ص:284] إلى الله تعالى إلا إلى هذه الأماكن الثلاثة، تعظيماً لشأنها وتشريفاً.
__________
(1) رواه البخاري 3 / 51 و 52 في التطوع، باب فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة، ومسلم رقم (1397) في الحج، باب لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد، وأبو داود رقم (2033) في المناسك، باب في إتيان المدينة، والنسائي 2 / 37 و 38 في المساجد، باب ما تشد الرحال إليه من المساجد.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه الحميدي (943) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (2/234) قال: حدثنا عبد الأعلى، عن معمر. وفي (2/238) قال: حدثنا سفيان. وفي (2/278) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. والبخاري (2/76) قال: حدثنا علي، قال: حدثنا سفيان. ومسلم (4/126) قال: حدثني عمرو الناقد، وزهير بن حرب، جميعا عن ابن عيينة، قال عمرو: حدثنا سفيان (ح) وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبد الأعلى، عن معمر. وأبو داود (2033) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا سفيان. وابن ماجة (1409) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبد الأعلى، عن معمر. والنسائي (2/37) وفي الكبرى (690) قال: أخبرنا محمد بن منصور، قال: حدثنا سفيان.
كلاهما - سفيان بن عيينة، ومعمر - عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، فذكره.(9/283)
6895 - (خ م ت) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تُشَدُّ الرِّحال إلا إلى ثلاثةِ مساجِدَ: مسجدي هذا، والمسجدِ الحرامِ، والمسجدِ الأقصى» قال: وسمعتُه يقول: «لا تُسافِرُ المرأةُ يومين مِنَ الدَّهْرِ إلا ومَعها ذو مَحْرَم منها، أو زوجُها» أخرجه البخاري ومسلم، وأخرجه الترمذي إلى قوله: «الأقصى» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 3 / 57 في التطوع، باب مسجد بيت المقدس، وفي الحج، باب حج النساء، وفي الصوم، باب الصوم يوم النحر، ومسلم رقم (827) في الحج، باب سفر المرأة مع محرم إلى الحج وغيره، والترمذي رقم (326) في الصلاة، باب ما جاء في أي المساجد أفضل.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه الحميدي (750) وأحمد (3/7) قالا: حدثنا سفيان وأحمد (3/34) قال: حدثنا محمد بن جعفر، وعفان، قالا: حدثنا شعبة. وفي (3/51) قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا زهير. وفي (3/59) قال: حدثنا عبد الرحمن، عن زائدة. وفي (3/71لاقال: حدثنا عفان، قال: حدثنا شعبة. وعبد بن حميد (965) قال: حدثنا حسين، عن زائدة. والدارمي (1760) قال: حدثنا سعيد بن عامر، عن شعبة والبخاري (2/76) قال: حدثنا حفص بن عمر، قال: حدثنا شعبة. وفي (2/77) قال: حدثنا أبو الوليد، قال: حدثنا شعبة. وفي (3/25) قال: حدثنا سليمان بن حرب، قال: حدثنا شعبة. وفي (3/56) قال: حدثنا حجاج بن منهال، قال: حدثنا شعبة. ومسلم (3/152) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا جرير. وفي (4/102) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، وعثمان بن أبي شيبة، جميعا عن جرير. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وابن ماجة (1249) (1721) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا يحيى بن يعلى التيمي. والترمذي (326) قال: حدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان بن عيينة.
ستتهم - سفيان، وشعبة، وزهير، وزائدة، وجرير، ويحيى بن يعلى - عن عبد الملك بن عمير.
2- وأخرجه أحمد (3/45) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا سعيد. (ح) وعبد الوهاب، عن سعيد وفي (3/45) قال: حدثنا محمد بن بكر، قال:أخبرنا هشام بن أبي عبد الله. وفي (3/45) أيضا قال: حدثنا بهز، قال: حدثنا همام. ومسلم (4/103) قال: حدثني أبو غسان المسمعي، ومحمد بن بشار، جميعا عن معاذ بن هشام، قال: حدثني أبي (ح) وحدثناه ابن المثنى، قال: حدثنا ابن أبي عدي، عن سعيد. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (4279) عن محمد بن المثنى، عن ابن أبي عدي، عن سعيد (ح) وعن عبيد الله بن سعيد، عن معاذ بن هشام.، عن أبيه (ح) وعن عمران بن موسى، عن يزيد بن زريع، عن هشام. ثلاثتهم - سعيد، وهشام، وهمام- عن قتادة.
3- وأخرجه أحمد (3/62) قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا أبو بكر. وفي (3/77) قال: حدثنا عثمان بن محمد قال عبد الله بن أحمد: وسمعته أنا من عثمان بن محمد بن أبي شيبة قال: حدثنا جرير ومسلم (4/103) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا جرير. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (4279) عن محمد بن قدامة، عن جرير.
كلاهما - أبو بكر بن عياش، وجرير بن عبد الحميد - عن مغيرة بن مقسم، عن إبراهيم النخعي، عن سهم بن منجاب.
4- وأخرجه أحمد (3/62) قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا مسعر، عن عبد الملك بن ميسرة قال عبد الله بن أحمد: قال أبي: كذا قال يحيى بن آدم.
5- وأخرجه أحمد (3/78) قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، قال: حدثنا أبان ابن صالح، عن قسيم مولى عمارة.
6- وأخرجه ابن ماجة (1410) قال: حدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا محمد بن شعيب، قال: حدثنا يزيد بن أبي مريم.
ستتهم - عبد الملك بن عمير، وقتادة، وسهم، وعبد الملك بن ميسرة كما سماه يحيى بن آدم، وقسيم، ويزيد بن أبي مريم - عن قزعة، فذكره.
* رواية يزيد بن أبي مريم، عن قزعة، عن أبي سعيد، وعبد الله بن عمرو بن العاص.
* رواية سهم بن منجاب. وأحمد (3/62) ومسلم (4/103) من رواية قتادة عن قزعة مختصرة على «لا تسافر المرأة ثلاثا إلا مع ذي محرم» .
* ورواية الدارمي (1760) ،ومسلم (3/152) ،وابن ماجة (1721) مختصرة على «لا صوم يومين يوم الفطر، ويوم النحر» .
* ورواية زائدة، وابن ماجة (1249) مختصرة على «لا صلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس، ولا صلاة بعد الفجر حتى تطلع الشمس» .
* ورواية قسيم، ويزيد بن أبي مريم، والترمذي، مختصرة على «لا تشد الرحال إلا ثلاثة مساجد» .
وبلفظ: «لا تصوموا يومين، ولا تصلوا صلاتين، لا تصوموا يوم الفطر، ولا يوم الأضحى، ولا تصلوا بعد الفجر حتى تطلع الشمس، ولا بعد العصر حتى تغرب الشمس، ولا تسافر المرأة ثلاثا إلا ومعها محرم، ولا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: مسجد الحرام، ومسجدي، ومسجد بيت المقدس» .
أخرجه أحمد (3/53) قال: حدثنا يحيى، عن مجالد، قال: حدثني أبو الوداك، فذكره.
وبلفظ: «لا تشد المطي إلا إلى ثلاث مساجد: مسجد الحرام، ومسجد الرسول، ومسجد الأقصى» .
أخرجه عبد بن حميد (951) قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا سفيان، عن أبي هارون العبدي، فذكره.
وبلفظ «ودع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، رجلا، فقال له: أين تريد؟ قال: أريد بيت المقدس، فقال له النبي -صلى الله عليه وسلم-: لصلاة في هذا المسجد أفضل، يعني من ألف صلاة في غيره إلا المسجد الحرام.» .
أخرجه أحمد (3/77) قال: حدثنا عثمان بن محمد، قال عبد الله بن أحمد وسمعته أنا من عثمان بن محمد بن أبي شيبة، قال: حدثنا جرير، عن مغيرة، عن إبراهيم بن سهل، عن قزعة، فذكره.(9/284)
6896 - (خ م ط ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «صلاة في مسجدي هذا: أفضل من ألف صلاة فيما سواهُ من المساجِدِ، إلا المسْجِدَ الحرامَ» وفي رواية «خير» وفي رواية أبي سلمة بن عبد الرحمن، وأبي عبد الله بن الأغرِّ، مولى الجهنيِّين - وكان من أصحاب أبي هريرة - أنهما سمعا أبا هريرة يقول: «صلاة في مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: أفضل من ألفِ صلاة فيما سواه من المساجِدِ، إلا المسجد الحرام، فإنَّ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم- آخرُ الأنبياء، وإن مَسجِدَه آخِرُ المساجِدِ» قال أبو سلمة وأبو عبد الله بن الأغرّ: لم نشكَّ أن أبا هريرة كان يقول عن حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، [ص:285] فمنعنا ذلك أن نستثبت أبا هريرة عن ذلك الحديث، حتى إذا تُوفِّي أبو هريرة تذاكرنا ذلك، وتَلاوَمْنا أن لا نكون كَلَّمْنا أبا هريرة في ذلك، حتى يسنده إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- إن كان سمعه منه، فبينما نحن على ذلك جالَسْنا عبدَ الله بن إبراهيم بن قارظ، فَذَكَرْنا ذلك الحديث، والذي فَرَّطنا فيه من نَصِّ أبي هريرة عنه، فقال لنا عبد الله بن إبراهيم: أشهد أني سمعت أبا هريرة يقول: قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: «فإني آخِرُ الأنبياء، وإن مَسجِدي آخِرُ المساجِدِ» .
وفي رواية يحيى بن سعيد - هو الأنصاري - قال: سألت أبا صالح: هل سمعت أبا هريرة يذكرُ فضلَ الصلاة في مسجدِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: لا، ولكن أخْبَرَني عبد الله بن إبراهيم بن قارظ أنه سمع أبا هريرة يحدِّث، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «صلاة في مسجدي هذا خير من ألفِ صلاة - أو كألفِ صلاة - فيما سواه من المساجد، إلا [أن يكون] المسجدَ الحرامَ» أخرجه مسلم.
وأخرج البخاري قال: «صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه من المساجد، إلا المسجد الحرام» وأخرج «الموطأ» رواية البخاري، وأخرج الترمذي الرواية الأولى وقال: «خير من ألف صلاة» وأخرج النسائي الرواية الثانية بطولها (1) .
__________
(1) رواه البخاري 3 / 54 في التطوع، باب فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة، ومسلم رقم (1394) في الحج، باب فضل الصلاة بمسجدي مكة والمدينة، والموطأ 1 / 196 في القبلة، باب ما جاء في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، والترمذي رقم (325) في الصلاة، باب ما جاء في أي المساجد أفضل، والنسائي 2 / 35 في المساجد، باب فضل مسجد النبي صلى الله عليه وسلم والصلاة فيه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مالك (الموطأ) (139) ، عن زيد بن رباح وعبيد الله بن أبي عبد الله. وأحمد (2/256) قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا محمد بن عمرو. وفي (2/386) قال: حدثنا بهز، قال: حدثنا شعبة، قال: حدثني سعد بن إبراهيم وفي (2/466) قال: حدثنا إسحاق، قال: أخبرنا مالك، عن عبد الله بن سلمان. وفي (2/473) قال: حدثنا يحيى، عن محمد بن عمرو. وفي (2/485) قال: حدثنا عبد الملك بن عمرو، قال: حدثنا أفلح بن حميد، عن أبي بكر بن حزم. والدارمي (1425) قال: أخبرنا عبيد الله بن عبد المجيد، قال: حدثنا أفلح بن حميد، قال: حدثني أبو بكر بن محمد. والبخاري (2/76) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: أخبرنا مالك، عن زيد بن رباح، وعبيد الله ابن أبي عبد الله الأغر، وابن ماجة (1404) قال: حدثنا أبو مصعب المديني أحمد بن أبي بكر، قال: حدثنا مالك بن أنس، عن زيد بن رباح، وعبيد الله بن أبي عبد الله والترمذي (325) قال: حدثنا الأنصاري، قال: حدثنا معن، قال: حدثنا مالك، عن زيد بن رباح، وعبيد الله بن أبي عبد الله الأغر. (ح) وحدثنا قتيبة، عن مالك، عن زيد بن رباح.
ستتهم - زيد بن رباح، وعبيد الله بن أبي عبد الله، ومحمد بن عمرو، وسعد بن إبراهيم، وعبد الله بن سلمان، وأبو بكر بن حزم - عن أبي عبد الله الأغر، فذكره.
* أخرجه أحمد (2/468) والنسائي (5/214) قال: أخبرنا عمرو بن علي.
كلاهما - أحمد، وعمرو - عن محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، قال: حدثنا سعد بن إبراهيم، قال: سمعت أبا سلمة وسأل الأغر عن هذا الحديث فحدث الأغر، أنه سمع أبا هريرة يقول، فذكره.
* وأخرجه مسلم (4/124) قال: حدثني إسحاق بن منصور، قال: حدثنا عيسى بن المنذر الحمصي. والنسائي (2/35) وفي الكبري (684) قال: أخبرنا كثير بن عبيد.
كلاهما - عيسى بن المنذر، وكثير بن عبيد - قالا: حدثنا محمد بن حرب قال: حدثنا الزبيدي، عن الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، وأبي عبد الله الأغر مولى الجهنيين، وكان من أصحاب أبي هريرة أنهما سمعا أبا هريرة يقول: صلاة في مسجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أفضل من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا المسجد الحرام فإن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- آخر الأنبياء وإن مسجده آخر المساجد. قال أبو سلمة، وأبو عبد الله: لم نشك أن أبا هريرة كان يقول عن حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فمنعنا ذلك أن نستثبت أبا هريرة عن ذلك الحديث، حتى إذا توفي أبو هريرة، تذاكرنا ذلك وتلاومنا أن لا نكون كلمنا أبا هريرة في ذلك حتى يسنده إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إن كان سمعه منه، فبينا نحن على ذلك جالسنا عبد الله بن إبراهيم بن قارظ، فذكرنا ذلك الحديث، والذي فرطنا فيه من نص أبي هريرة عنه، فقال لنا عبد الله بن إبراهيم: أشهد أني سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «فإني آخر الأنبياء، وإن مسجدي آخر المساجد.» .
وبلفظ: «صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام.» .
أخرجه الحميدي (940) قال: حدثنا سفيان وأحمد (2/239) قال: حدثنا سفيان. وفي (2/277) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر والدارمي (1427) قال: حدثنا حجاج بن منهال، قال: حدثنا ابن عيينة. ومسلم (4/124) قال: حدثني عمرو الناقد، وزهير بن حرب، قالا: حدثنا سفيان بن عيينة. (ح) وحدثني محمد بن رافع وعبد بن حميد، قال عبد: أخبرنا، وقال ابن رافع: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. وابن ماجة (1404) قال: حدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا سفيان بن عيينة.
كلاهما - سفيان، ومعمر - عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، فذكره.
وبلفظ: «صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة، أو كألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا أن يكون المسجد الحرام.» .
أخرجه أحمد (2/251) قال: حدثنا يحيى، عن يحيى قال: حدثني ذكوان، أبو صالح. وفي (2/473) قال: حدثنا يحيى، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة. ومسلم (4/125) قال: حدثنا محمد بن المثنى، وابن أبي عمر، جميعا عن الثقفي، قال ابن المثنى: حدثنا عبد الوهاب، قال: سمعت يحيى بن سعيد يقول: سألت أبا صالح. (ح) وحدثنيه زهير بن حرب، وعبيد الله بن سعيد، ومحمد بن حاتم، قالوا: حدثنا يحيى القطان، عن يحيى بن سعيد قال: سألت أبا صالح.
كلاهما - أبو صالح، وأبو سلمة - عن عبد الله بن إبراهيم بن قارظ، فذكره.
* في رواية يحيى عند أحمد (2/251) قال: حدثني ذكوان أبو صالح، عن إبراهيم بن عبد الله، أو عبد الله بن إبراهيم- شك، يعني يحيى، وفي روايته (2/473) إبراهيم بن عبد الله بن قارظ، عن أبي هريرة، إن شاء الله.
وبلفظ: «صلاة في مسجدي خير من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا المسجد الحرام.» .
أخرجه أحمد (2/277، 278) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا ابن جريج، قال: وأخبرني عطاء، أن أبا سلمة بن عبد الرحمن أخبره، فذكره.
* قال أحمد: حدثنا علي بن إسحاق، قال: حدثناه عبد الله، قال: حدثنا ابن جريج فذكر حديثا. قال: وأخبرني عطاء، أن أبا سلمة أخبره، عن أبي هريرة، وعن عائشة فذكره. ولم يشك.
وبلفظ: «صلاة في مسجدي أفضل من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا المسجد الحرام.» .
أخرجه أحمد (2/466) قال: حدثنا وكيع. وفي (2/484) قال: حدثنا عبد الرحمن.
كلاهما - وكيع، وعبد الرحمن بن مهدي - عن سفيان، عن صالح مولى التوأمة، فذكره.
وبلفظ: «صلاة في مسجدي أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام» .
أخرجه أحمد (2/499) قال: حدثنا يونس بن محمد، قال: أخبرنا محمد بن هلال، قال: قال أبي. فذكره.
وبلفظ: «صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا المسجد الحرام.» .
أخرجه الترمذي (3916) قال: حدثنا محمد بن كامل المروزي، قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم الزاهد، عن كثير بن زيد، عن الوليد بن رباح، فذكره.
وبلفظ: «إنما يسافر إلى ثلاثة مساجد: مسجد الكعبة، ومسجدي، ومسجد إيلياء» .
أخرجه مسلم (4/126) قال: حدثنا هارون بن سعيد الأيلي، قال: حدثنا ابن وهب، قال: حدثني عبد الحميد بن جعفر، أن عمران بن أبي أنس حدثه، أن سلمان الأغر حدثه، فذكره.(9/284)
6897 - (م س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجِدَ الحرَامَ» أخرجه مسلم والنسائي (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (1395) في الحج، باب فضل الصلاة في مسجدي مكة والمدينة، والنسائي 5 / 213 في المناسك، باب فضل الصلاة في المسجد الحرام.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (2/16) (4646) (2/53) و (5153) قال: حدثنا يحيى. وفي (2/101) (5778) قال: حدثنا محمد بن عبيد. والدارمي (1426) قال: أخبرنا مسدد، قال: حدثنا بشر بن المفضل. ومسلم (4/125) قال: حدثني زهير بن حرب، ومحمد بن المثنى، قالا: حدثنا يحيى، وهو القطان. (ح) وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا ابن نمير، وأبو أسامة (ح) وحدثناه ابن نمير، قال: حدثنا أبي (ح) وحدثناه محمد بن المثنى، قال: حدثنا عبد الوهاب. وابن ماجة (1405) قال: حدثنا إسحاق بن منصور، قال: حدثنا عبد الله بن نمير.
ستتهم - يحيى، وابن عبيد، وبشر، وابن نمير، وأبو أسامة، وعبد الوهاب - عن عبيد الله.
2- وأخرجه أحمد (2/53) (5155) قال: حدثنا يحيى. ومسلم (4/125) قال: حدثني إبراهيم بن موسى، قال: أخبرنا ابن أبي زائدة. والنسائي (5/213) قال: أخبرنا عمرو بن علي، ومحمد بن المثنى، قالا: حدثنا يحيى بن سعيد.
كلاهما - يحيى، وابن أبي زائدة - عن موسى بن عبد الله الجهني.
3- وأخرجه أحمد (2/68) (5358) قال: حدثنا موسى بن داود، قال: حدثنا عبد الله بن عمر.
4- وأخرجه مسلم (4/125) قال: حدثناه ابن أبي عمر، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن أيوب.
أربعتهم - عبيد الله، وموسى، وعبد الله، وأيوب - عن نافع، فذكره.
وبلفظ: «صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه من المساجد، إلا المسجد الحرام، فهو أفضل.» .
أخرجه أحمد (2/29) (4838) قال: حدثنا إسحاق بن يوسف. وفي (2/155) (6436) قال: حدثنا محمد بن عبيد.
كلاهما - إسحاق، وابن عبيد - قالا: حدثنا عبد الملك، عن عطاء، فذكره.(9/286)
6898 - (س) ميمونة - رضي الله عنها - قالت: من صلى في مسجد رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فإني سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «الصَّلاةُ فيه أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا مَسْجِدَ الكعبةِ» أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 2 / 33 في المساجد، باب فضل الصلاة في المسجد الحرام، وهو حديث صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (6/334) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا ابن جريج. ومسلم (4/125) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد ومحمد بن رمح جميعا، عن الليث بن سعد. قال قتيبة: حدثنا ليث. والنسائي في الكبرى الورقة (51) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن راهويه ومحمد بن رافع النيسابوري، عن عبد الرزاق، قال: أخبرنا ابن جريج.
كلاهما - ابن جريج، والليث بن سعد-، عن نافع مولى ابن عمر، عن إبراهيم بن عبد الله بن معبد، عن ابن عباس، فذكره.
* أخرجه أحمد (6/333 و 334) قال: حدثنا حجاج بن محمد. قال: حدثنا ليث بن سعد. (6/334) قال: حدثنا علي بن إسحاق. قال: أخبرنا عبد الله. قال: حدثنا ابن جريج. والنسائي (2/33) قال: أخبرنا قتيبة. قال: حدثنا الليث. و (5/213) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، ومحمد ابن رافع، قال: إسحاق: أنبأنا، وقال محمد: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا ابن جريج.
كلاهما - الليث بن سعد، وابن جريج - عن نافع، عن إبراهيم بن عبد الله بن معبد بن عباس، عن ميمونة، فذكره، ولم يذكر ابن عباس.(9/286)
النوع الثالث: في مكة وحرمها
6899 - (خ م ت س) أبو شريح العدوي - رضي الله عنه - قال لعمرو بن سعيد وهو يبعث البعوث إلى مكة -: «ائذن لي أيُّها الأميرُ أحَدِّثكَ قَوْلاً قام به رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- الغَدَ من يوم الفتح، سمعَتْهُ أُذُنايَ، ووَعَاهُ قلبي، وأبْصَرَتْهُ عَيْنَايَ، حين تَكَلَّم به: أنه حمِدَ الله وأثنى عليه، ثم قال: إنَّ مكَّةَ حرَّمها الله، ولم يحرِّمْها الناس، فلا يحل لامْرئ يؤمن بالله واليومِ الآخِرِ أن يَسفِك فيها دَماً، ولا يَعْضِد فيها شَجرة، فإنْ أحَد ترخَّص لقتالِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- فيها، فقولوا له: إنَّ الله قد أذِنَ لرَسُوله، ولم يَأذَنْ [ص:287] لكم، وإنما أذن لي فيها ساعة من نَهار، ثم عادت حرمتُها اليوم كحُرْمَتِها بالأمْسِ، ليُبْلغ الشَّاهِدُ الغَائِبَ، فقيل لأبي شريح: ماذا قال لك عمرو؟ قال: قال: أنا أعلم بذلك منك يا أبا شريح، إن الحَرَمَ لا يُعِيذُ عاصِياً، ولا فارّاً بِدَم، ولا فارّاً بخَرْبَة» .
أخرجه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي، وأخرجه الترمذي أيضاً نحوه، وقال في آخره: «ثُمَّ إنَّكم يا معشرَ خُزاعَةَ قتلتم هذا الرَّجُلَ من هُذَيل، وإني عَاقِلُه، فمن قُتِلَ له قَتيل بعد اليوم فأهله بين خيرتين، إما أن يَقْتُلوا، أو يأخُذُوا العَقْل» قال البخاري: الخربة: الجناية والبليَّة، وقال الترمذي: ويروى «بِخِزْية» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(عَضْدُ الشجر) : قطعه بالمعِضَدِ، وهي حديدة تتخذ لقطعه.
(الفارّ) : الهارب.
(والخربة) بالخاء المعجمة والراء المهملة والباء المعجمة بواحدة: أصلها العيب، والمراد به هاهنا: الذي يفرُّ بشيء يريد أن ينفرد به ويغلب عليه، مما [ص:288] لا تجيزه الشريعة، والخارب أيضاً: اللص، وقيل: هو سارق البعران خاصة، ثم نقل إلى غيرها اتساعاً، وقد جاء في سياق الحديث عن البخاري: أن «الخربة: الجناية والبلية» وقال الترمذي: وقد روي «بخزية» : فيجوز أن يكون بكسر الخاء وفتحها، فبالكسر: الشيء الذي يستحى منه، أو هو الهوان، وبالفتح: الفعلة الواحدة منهما، والخِزي: الهوان والفضيحة، والخِزاية: الاستحياء.
(العاقل) : الذي يؤدي العَقْلَ، وهو الدية، والعاقلة: الجماعة الذين يتحمَّلون الدية، وهم أقارب القاتل.
__________
(1) رواه البخاري 1 / 176 و 177 في العلم، باب ليبلغ الشاهد الغائب، وفي الحج، باب لا يعضد شجر الحرم، وفي المغازي، باب منزل النبي صلى الله عليه وسلم يوم الفتح، ومسلم رقم (1354) في الحج، باب تحريم مكة وصيدها وخلاها وشجرها ... ، والترمذي رقم (809) في الحج، باب ما جاء في حرمة مكة، ورقم (1406) في الديات، باب ما جاء في حكم دية القتيل في القصاص والعفو، والنسائي 5 / 205 و 206 في المناسك، باب تحريم القتال في الحرم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (4/31) قال: حدثنا حجاج. قال: حدثنا ليث. وفي (4/32) قال: حدثنا يعقوب. قال: حدثنا أبي، عن ابن إسحاق. وفي (6/384) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. قال: حدثنا ابن أبي ذئب. وفي (6/385) قال: حدثنا أبو كامل. قال: حدثنا ليث. والبخاري (1/37) وفي خلق أفعال العباد (51) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. قال: حدثني الليث. وفي (3/17) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا الليث. وفي (5/190) قال: حدثنا سعيد بن شرحبيل. قال: حدثنا الليث. ومسلم (4/109) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا ليث. وأبو داود (4504) قال: حدثنا مسدد ابن مسرهد. قال: حدثنا يحيى بن سعيد. قال: حدثنا ابن أبي ذئب. والترمذي (809) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا الليث بن سعد. وفي (1406) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا يحيى بن سعيد. قال: حدثنا ابن أبي ذئب. والنسائي (5/205) قال: أخبرنا قتيبة. قال: حدثنا الليث.
ثلاثتهم - الليث بن سعد، ومحمد بن إسحاق، وابن أبي ذئب - عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، فذكره.(9/286)
6900 - (خ م س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال يوم فتح مكة: «لا هِجْرةَ بعد الفتح، ولكِنْ جهاد ونِيَّة، وإذا اسْتُنْفِرتُم فانْفِرُوا» وقال يوم فتح مكة: «إنَّ هذا البَلَدَ حرَّمَهُ الله يومَ خَلَقَ السَّماواتِ والأرضَ، فهو حرَام بحرمَةِ الله إلى يوم القِيامةِ، وإنَّه لم يَحِلَّ القتال فيه لأحد قبلي، ولم يحل لي إلا ساعة من نهار، فهو حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة، لا يُعْضَد شَوكُه، ولا يُنَفَّرَ صَيْدُه، ولا يَلْتقِطُ لُقْطَتَهُ إلا من عَرَّفها، ولا يُخْتَلَى خَلاهُ، فقال العباس: يا رسول الله، إلا الإذْخِر، فإنه لِقَيْنهم وبُيوتهم، فقال: إلا الإذخر» أخرجه البخاري ومسلم.
وللبخاري: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا يُعْضَد عِضاهُها، ولا يُنفَّرُ صَيدُها، ولا تحل لُقْطَتُها إلا لمُنْشِد، ولا يُخْتَلَى خلاها، قال [ص:289] العباس: يا رسولَ الله، إلا الإذْخِرَ؟ قال: إلا الإذْخِر» وفي أخرى: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «حرَّم الله مكة، فلم تَحِلَّ لأحد قبلي، ولا تَحِلُّ لأحد بعدي، أُحِلَّتْ لي ساعة من نهار، لا يُخْتلى خَلاهَا، ولا يُعْضَدُ شَجَرُها، ولا يُنَفَّرُ صَيدُها، ولا تَحِلُّ لقطتها إلا لمُعَرِّف، فقال العباس: إلا الإذخِر» لِصَاغَتِنا وقبُورِنا - وفي رواية: ولسُقُف بُيُوتِنا - فقال: إلا الإذْخِر، فقال عكرمة: هل تدري: ما يُنَفَّرُ صَيْدُها؟ هو أن تُنَحِّيه من الظِّلِّ وتَنْزِلَ مَكَانَهُ.
وأخرجه عن مجاهد مُرسلاً، وأخرجه النسائي مثل الرواية الثانية التي للبخاري.
وله في أخرى: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال يوم الفتح: «هذا البلدُ حرَّمَهُ الله يوم خلق السَّماوات والأرضَ، فهو حرام بحرْمةِ الله إلى يوم القيامة، لا يُعضَد شَوْكُه، ولا يُنفَّرُ صَيْدُه، ولا يَلتقِطُ لُقْطَتُه إلا من عرَّفَها، ولا يُختلى خَلاهُ، قال العباس: يا رسول الله، إلا الإذخر - أو قال كلمة معناها: إلا الإذْخِر» وله في أخرى: أنه قال: «إن هذا البلدَ حُرِّم بحرمة الله عزَّ وجلَّ، لم يَحِلَّ فيه القِتالُ لأحد [قبلي] ، وأُحل لي ساعَة، فهو حرام بحُرْمَةِ الله [عز وجلَّ] » (1) . [ص:290]
وأخرج أبوداود بمثل حديث قبله عن أبي هريرة - وهذا لفظه عقيب حديث أبي هريرة عن ابن عباس في هذه القصة: «ولا يُختلى خلاها» (2) وحديث أبي هريرة الذي أخرجه أبو داود وأحال هذا الحديث عليه قد ذُكِرَ في «غَزْوة الفتح» من «كتاب الغزَوات» في حرف الغين.
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(اللُّقَطَة) بفتح القاف: ما يوجَد ولا يُعرَف صاحبه، واللقطة في جميع الأرض لا تحل إلا لمن يعرفها حولاً، فإن ظهر صاحبها أخذها، وإلا انتفع بها بشرط الضمان عند ظهور صاحبها، وحكم مكة فيها كحكم غيرها من الأرض، فأي فائدة في تخصيصها بالذكر، قال: «ولا تحل لقطتها إلا لمن عرفها» ؟ فقيل في ذلك: إنه أراد تعريفها على الدوام، بخلاف غيرها، فإنه محدود بسنة واحدة، والله أعلم.
(الخلا) مقصوراً: الرطب من المرعى، واختلاؤه: قطعه.
(العِضاه) : كل شجر يعظم وله شوك، وهو على ضربين: خالص، كالطَلْح والسَّلَم والسِّدْر، وغير خالص: كالنبع، والشَّوْحَط والسّراء، وما صغر من شجر الشوك، فهو العِضُّ. [ص:291]
(نشدتُ) الضالة: إذا طلبتَها، فأنت ناشد، وأنشدتُها: إذا عرَّفتها، فأنت منشِدٌ.
__________
(1) رواه البخاري 4 / 40 في الحج، باب لا ينفر صيد الحرم، وباب فضل الحرم، وفي الجنائز، [ص:290] باب الحشيش في القبر، وفي البيوع، باب ما قيل في الصواغ، وفي المغازي، باب مقام النبي صلى الله عليه وسلم بمكة زمن الفتح، ومسلم رقم (1353) في الحج، باب تحريم مكة وصيدها وخلاها وشجرها ولقطتها إلا لمنشد على الدوام، والنسائي 5 / 203 و 204 في الحج باب حرمة مكة، وباب تحريم القتال فيها، وباب النهي أن ينفر صيد الحرم.
(2) رواه أبو داود رقم (2018) في المناسك، باب تحريم حرم مكة، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (1/226) (1991) قال: حدثنا يحيى، عن سفيان. وفي (1/259) (2353) قال: حدثنا عبيدة. وفي (1/315) (2898) قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا مفضل. وفي (1/355) (3335) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان. (ح) وعبد الرزاق، قال: أخبرنا سفيان. والدارمي (2515) قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل والبخاري (2/180، 4/127) قال: حدثنا علي بن عبد الله، قال: حدثنا جرير بن عبد الحميد. وفي (3/18) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا جرير. وفي (4/17) قال: حدثنا علي بن عبد الله، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، قال: حدثنا سفيان. وفي (4/28) قال: حدثنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى، قال: حدثنا سفيان. وفي (4/92) قال: حدثنا آدم بن أبي إياس، قال: حدثنا شيبان، ومسلم (4/109) قال: حدثنا رسحاق بن إبراهيم الحنظلي، قال: أخبرنا جرير. (ح) وحدثني محمد بن رافع، قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا مفضل. وفي (6/28) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، وإسحاق بن إبراهيم، قالا: أخبرنا جرير. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو كريب، قالا: حدثنا وكيع، عن سفيان (ح) وحدثنا إسحاق بن منصور، وابن رافع، عن يحيى بن آدم، قال: حدثنا مفضل- يعني ابن مهلهل- (ح) وحدثنا عبد بن حميد، قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل. وأبو داود (2018) و (2480) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا جرير. والترمذي (1590) قال: حدثنا أحمد بن عبدة الضبي، قال: حدثنا زياد بن عبد الله. والنسائي (5/203) قال: أخبرنا محمد بن قدامة، عن جرير. وفي (5/204) قال: أخبرنا محمد بن رافع، قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا مفضل. وفي (7/146) قال: أخبرنا إسحاق بن منصور، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن سفيان.
سبعتهم - سفيان، وعبيدة، ومفضل، وإسرائيل، وجرير، وشيبان، وزياد بن عبد الله -عن منصور بن المعتمر، عن مجاهد، عن طاووس، فذكره.
* أخرجه أحمد (1/266) (2396) قال: حدثنا زياد بن عبد الله، قال: حدثنا منصور، عن مجاهد، عن ابن عباس، فذكره. ليس فيه طاووس.
* رواية عبيدة: ليس فيها أول الحديث.
* ورواية سفيان وإسرائيل، وشيبان وزياد بن عبد الله مختصرة على أول الحديث.
والرواية الثانية: أخرجها أحمد (1/253) (2279) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا وهيب، قال: حدثنا خالد. والبخاري (2/115) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن حوشب، قال: حدثنا عبد الوهاب، قال: حدثنا خالد. وفي (3/18) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا عبد الوهاب، قال: حدثنا خالد. وفي (3/79) قال: حدثنا إسحاق، قال: حدثنا خالد بن عبد الله، عن خالد. وفي (5/194) قال: حدثنا إسحاق، قال: حدثنا أبو عاصم، عن ابن جريج، قال: أخبرني عبد الكريم. والنسائي (5/211) قال: أخبرنا سعيد بن عبد الرحمن، قال: حدثنا سفيان، عن عمرو.
ثلاثتهم - خالد الحذاء، وعبد الكريم، وعمرو - عن عكرمة. فذكره.(9/288)
6901 - (م) جابر - رضي الله عنه -: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-[قال] : «لا يحلُّ [لأحدكم] أن يَحمل السلاح بمكة» أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (1356) في الحج، باب النهي عن حمل السلاح بمكة بلا حاجة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مسلم (4/111) قال: حدثني سلمة بن شبيب، قال: حدثنا ابن أعين، قال: حدثنا معقل، عن أبي الزبير، فذكره.
وبلفظ: «لا يحل لأحد يحمل فيها السلاح لقتال»
أخرجه أحمد (3/347) قال: حدثنا موسى. وفي (3/393) قال: حدثنا حسن.
كلاهما - موسى، وحسن - قالا: حدثنا ابن لهيعة، عن أبي الزبير، فذكره.(9/291)
6902 - (ت) الحارث بن مالك [بن البرصاء]- رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول يوم فتح مكة: «لا تُغزَى هذه بعد اليوم إلى يوم القيامة» أخرجه الترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(لا تغزى هذه - يعني مكة- بعد اليوم إلى يوم القيامة) : إن حُمِل على قصد أهلها بقتالٍ ما ممن كان فقد غُزِيَتْ بعد الفتح في زمن يزيد بن معاوية مع حُصَين بن نمير السكوني، لما استخلفه مسلم بن عقبة المُرّي عند موته، بعد وقْعَة الحرَّة بالمدينة، وفي زمن عبد الملك بن مروان بن الحكم مع الحجاج، وبعد ذلك، وإنما يحتمل أنه - صلى الله عليه وسلم- أراد أنها لا يغزوها كافر، يريد البيت، فأما المسلمون فلا، على أن من غزاها من المسلمين في زمن يزيد وعبد الملك لم [ص:292] يقصدوا مكة ولا البيت، إنما كان قصدهم: عبد الله بن الزبير، مع تعظيمهم أمر مكة والبيت، وإن كان قد جرى منهم ما جرى في حق البيت، من رميه بالنار في المنجنيق، وإحراقه، ولأجل ذلك هدمه ابن الزبير، وبناه بعد عود أهل الشام عن حصاره لمَّا وصلهم موت يزيد، ولو كانت الرواية في الحديث على أن «لا» ناهية لكان واضحاً لا يحتاج إلى تأويل، كما قلنا في قوله: «لا يقتل قرشي بعد هذا اليوم صَبْراً» .
__________
(1) رقم (1611) في السير، باب ما جاء ما قال النبي صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة: إن هذه لا تغزى بعد اليوم، وهو حديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن: أخرجه الحميدي (572) قال: حدثنا سفيان وأحمد (3/412) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وفيه (3/412) قال: حدثنا محمد بن عبيد وفي (4/343) قال: حدثنا سفيان بن عيينة. وفيه (4/343) قال: حدثنا يزيد بن هارون. والترمذي (1611) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثني يحيى بن سعيد.
أربعتهم - سفيان، ويحيى، ومحمد، ويزيد - قال يزيد: أخبرنا، وقال الآخرون: حدثنا زكريا بن أبي زائدة، عن الشعبي، فذكره.
وقال الترمذي: وهذا حديث حسن صحيح، وهو حديث زكريا بن أبي زائدة، عن الشعبي فلا نعرفه إلا من حديثه.(9/291)
6903 - (ت) عبد الله بن عدي بن الحمراء - رضي الله عنه - قال: «رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- واقفاً على الحَزَوَّرَة وهو يقول: والله إنَّكِ لخيرُ أرضِ [الله] ، وأحبُّ أرض [الله] إلى الله، ولولا أني أُخْرِجْتُ منكِ ما خرجتُ» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3921) في المناقب، باب ما جاء في فضل مكة، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (3108) في المناسك، باب ما جاء في فضل مكة، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: أخرجه أحمد (4/305) قال: حدثنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب. (ح) وحدثنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا أبي، عن صالح. وعبد بن حميد (491) قال: أخبرني يعقوب ابن إبراهيم الزهري، قال: حدثني أبي، عن صالح بن كيسان. والدارمي (2513) قال: أخبرنا عبد الله ابن صالح، قال: حدثني الليث، قال: حدثني عقيل. وابن ماجة (3108) قال: حدثنا عيسى بن حماد المصري، قال: أنبأنا الليث بن سعد، قال: أخبرني عقيل. والترمذي (3925) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا الليث، عن عقيل. والنسائي في الكبرى الورقة (55-ب) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا الليث، عن عقيل. (ح) وأخبرنا إسحاق بن منصور، قال: أخبرنا يعقوب، قال: حدثنا أبي، عن صالح.
ثلاثتهم - شعيب، وصالح بن كيسان، وعقيل - عن الزهري، قال: أخبرنا أبو سلمة بن عبد الرحمن، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب صحيح، وقد رواه يونس عن الزهري نحوه، ورواه محمد بن عمرو، عن أبي سلمة عن أبي هريرة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وحديث الزهري عن أبي سلمة، عن عبد الله بن عدي بن حمراء عندي أصح.(9/292)
6904 - (ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم- لمكة: «ما أطْيَبَكِ من بلد، وأحبَّكِ إليِّ، ولولا أنَّ قومي أخرجوني منكِ ما سكنتُ غيرَكِ» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3922) في المناقب، باب ما جاء في فضل مكة، وهو حديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (3926) قال: حدثنا محمد بن موسى، البصري، قال: حدثنا الفضيل بن سليمان، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، قال: حدثنا سعيد بن جبير، وأبو الطفيل، فذكراه.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه.(9/292)
6905 - (ط س) محمد بن عمران الأنصاري: عن أبيه قال: عَدَلَ إليَّ عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - وأنا نازل تحت سَرْحة بطريق مكة، [ص:293] فقال لي: ما أنزلك تحت هذه السَّرحة؟ فقلت: أردتُ ظِلَّها، قال: هل غَيْرَ ذلك؟ قلت: لا، قال ابن عمر: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «إذا كنتَ بين الأخْشَبَيْنِ من مِنى- ونَفَحَ بيدِه نحو المشرق - فإنَّ هناك وادياً يقال له: السُّرَرُ، به سرحة - زاد رزين: لم تُعْبَل، ثم اتفقوا - سُرَّ تَحْتَها سَبْعونَ نبيّاً» أخرجه «الموطأ» والنسائي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(السَّرْح) : شجر طوال عِظام، يقال: إنه الآء بوزن العَاعِ، واحدته سَرحة.
(سَررت الصبيَّ) : إذا قطعتَ سَرره، وهو فضل سُرته، فالمقطوع السّرَر، والباقي: السُّرة، والمعنى بقوله: «سُرَّ تحتها» أي وُلِدَ تحتها سبعون نبياً.
(لم تُعْبَل) عبلتُ الشجر: إذا حتتت ورقَه ونثرته، وعبلت الشجرة: إذا طلع ورقها، والعبَل: الورق.
__________
(1) رواه الموطأ 1 / 424 في الحج، باب جامع الحج، والنسائي 5 / 248 و 249 في الحج، باب ما ذكر في منى، من حديث محمد بن عمران الأنصاري عن أبيه، ومحمد بن عمران لم يوثقه غير ابن حبان، وأبوه عمران قال ابن عبد البر: إن لم يكن عمران بن حيان الأنصاري أو عمران بن سوادة فلا أدري من هو.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه مالك (978) وعنه النسائي (5/248) قال: أخبرنا محمد بن مسلمة والحارث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع، عن ابن القاسم، قال: حدثني مالك، عن محمد بن عمرو بن حلحلة الدؤلي، عن محمد بن عمران الأنصاري، عن أبيه، فذكره.
وقال الزرقاني في «شرح الموطأ» (2/530) به شجرة سرتحتها سبعون نبيا قال مالك: بشروا تحتها بما يسرهم، قال ابن حبيب: فهو من السرور أي تنبئوا تحتها واحدا بعد واحد فسروا بذلك.
قلت: فيه محمد بن عمران، وأبوه، قال ابن عبد البر عن الابن: لا أعرفه إلا بهذا الحديث، وعن أبيه: إن لم يكن عمران بن حيان الأنصاري، أو عمران بن سواده فلا أدري من هو. نفس المصدر.(9/292)
6906 - (د) يعلى بن أمية - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «احتكارُ الطَّعامِ في الحَرَمِ إلحَاد فيه» أخرجه أبو داود (1) .
[ص:294]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الاحتكار) : ادّخار الطعام والأقوات لتغلو أسعارها وتباع على المسلمين.
(الإلحاد) : الظلم، وأصله: من المَيْل والعدول عن الشيء.
__________
(1) رقم (2020) في المناسك، باب تحريم حرم مكة، وفي سنده مجاهيل.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه أبو داود (2020) قال: حدثنا الحسن بن علي، قال: حدثنا أبو عاصم، عن جعفر بن يحيى بن ثوبان، قال: أخبرني عمارة بن ثوبان، قال: حدثني موسى بن باذان، فذكره.
قلت: في إسناده مجاهيل.(9/293)
الفرع الثاني: في بناء البيت، وهدمه وعمارته
6907 - (خ م ط ت س) عائشة - رضي الله عنها -: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال لها: «ألم تَرَيْ أنَّ قومَكِ حين بَنَوْا الكَعبةَ، اقْتصروا عن قواعد إبراهيم، فقلت: يا رسول الله، ألا تَرُدَّها على قواعِدِ إبراهيم؟ فقال رسول الله: لولا حدْثانُ قومِكِ بالكُفرِ لفعلتُ، فقال عبد الله بن عمر: لئن كانت عائشةُ سمعت هذا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، ما أرى أن رسولَ الله تركَ استلامَ الرُّكْنَين اللَّذَيْن يَلِيانِ الحِجْر إلا أنَّ البيتَ لم يُتمَّمْ على قواعِدِ إبراهيم» وفي رواية قالت: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «لولا أن قومَكِ حَدِيثُو عهد بجاهلية - أو قال: بكفر - لأنفقت كنز الكعبة في سبيل الله، ولجعلت بابها بالأرض، ولأدخلت فيها من الحجر، وفي أخرى قالت: قال لي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: لولا حَداثة عهدِ قومِك بالكفر لنقضتُ الكعبةَ، ثم لَبَنَيْتُها على أساس إبراهيم، فإنَّ قريشاً استقْصرت بناءه، وجَعلَتْ له خَلْفاً» قال هشام: يعني باباً.
وفي رواية أخرى قالت: «سألت النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- عن الجَدر: [ص:295] أمن البيتِ هوَ؟ قال: نعم، قلتُ: فما لهم لم يُدْخِلُوه في البيت؟ قال: إنَّ قومَك قَصُرَتْ بهم النَّفَقَةُ، قلت: فما شأن بابه مرتَفِعاً؟ قال: فعل ذلك قَومُك ليُدْخِلوا من شَاؤوا، ويمنعوا من شاؤوا، ولولا أن قومَك حديث عهدُهم بالجاهلية، فأخاف أن تُنْكرَ قلوبُهم أن أُدْخِلَ الجَدْر في البيت، وأن أُلصق بابه بالأرض» .
وفي أخرى قالت: «سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عن الحِجر ... وذكره بمعناه» وفيه «فقلت: ما شأن بابه مرتفعاً، لا يُصْعَد إليه إلا بسُلَّم؟» وفيه: «مخافة أن تَنْفُرَ قلوبُهم» وفي رواية: أن الأسود بن يزيد قال: قال لي ابنُ الزبير: كانت عائشةُ تُسِرُّ إليكَ كثيراً، فما حدَّثَتْكَ في الكعبة؟ قلت: قالت لي: قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: يا عائشةُ، ولولا أن أهلَكِ حديث عهدهم، قال ابن الزبير: بكفر، لنقضت الكعبة، فجعلت لها بابين: باب يدخل الناس منه، وباب يخرجون منه، ففعله ابن الزبير. هذه روايات البخاري ومسلم.
وللبخاري: «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال لعائشة: لولا أن قومَك حديث عَهْدُهم بجاهلية، لأمرت بالبيت فَهُدِمَ، فأدْخَلتُ فيه ما أُخرجَ منه، وألْزَقْتُهُ بالأرض، وجعلت له بابين: باباً شرقيّا، وباباً غربيا، فبلغتُ به أساسَ إبراهيم» فذلك الذي حمل [ابن] الزبير على هدمه، قال يزيد هو ابن رومان: وشهدت ابن الزبير حين هدَمَه وبناه وأدخل فيه من الحِجر، وقد رأيتُ أساسَ إبراهيم عليه السلام حجارة كأسْنِمة الإبلِ، قال جرير بن حازم: [ص:296] فقلت له - يعني ليزيد بن رومان -: أين مَوضِعهُ؟ فقال: أُريكَهُ الآن فدخلتُ معه الحِجرَ، فأشار إلى مكان، فقال: هاهنا، قال جرير، فحزرتُ من الحِجر ستة أذرع أو نحوها.
ولمسلم من حديث سعيد بن ميناءَ قال: سمعت عبد الله بن الزبير يقول: حدثتني خالتي - يعني عائشة - قالت: قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: «يا عائشةُ، لولا أن قومَكِ حَديثُو عهد بشرك لهدمتُ الكعبةَ، فألزَقْتُها بالأرض، وجعلت لها باباً شرقيّاً، وباباً غربيّاً، وزدتُ فيها ستة أذرع من الحِجْرِ، فإنَّ قريشاً اقتصرتها حيث بَنَتْ الكعبة» وله في أخرى عن عطاء بن رَباح، قال: لما احترق البيتُ زمن يزيد بن معاوية، حين غَزاها أهلُ الشَّام، فكان من أمره ما كان، تركه ابن الزبير، حتى قدم الناسُ الموسم، يريد أن يجرِّئَهُم - أو يُحَرِّبهم - على أهل الشام، فلما صَدَرَ النَّاسُ قال: يا أيُّها الناسُ، أشيروا عليَّ في الكعبة: أنقضها، ثم أبني بناءها، أو أصلح ما وَهَى منها؟ قال ابن عباس: فإني قد فُرِق لي رأي فيها: أرى أن تُصلِحَ ما وَهَى منها، وتَدَع بيتاً أسلم الناس عليه، وأحجاراً أسلم الناس عليها، وبُعث عليها النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-، فقال ابن الزبير: لو كان أحدكم احترق بيته ما رضي حتى يُجِدَّه، فكيف ببيت ربكم؟ إني مستخير رَبِّي ثلاثاً، ثم عازم على أمري، فلما مضى الثلاث، أجمع رأيه على أن ينقضَها، فتحاماه الناس أن ينزل بأول الناس يصعد فيها أمر من السماء، [ص:297] ثم صَعِدَ رجل، فألقى منها حجارة، فلما لم يَرَهُ الناس أصابه شيء تتابعوا فنقضوا حتى بلغوا به الأرض، فجعل ابن الزبير أعمِدة، فَسَتَر عليها السُّتُورَ، حتى ارتفع بناؤُه، قال ابن الزبير: إني سمعت عائشة تقول: إن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: لولا أن الناس حديث عَهْدُهم بكفر، وليس عندي من النفقة ما يُقَوِّي على بنيانه، لكنتُ أدخَلت فيه من الحِجر خمسَ أذرع، ولجعلتُ له باباً يدخل الناس منه، وباباً يُخرَجُ منه، قال: فأنا اليوم أجِدُ ما أنفق، ولست أخافُ النَّاسَ، قال: فزاد فيه خمس أذْرُع من الحِجْرِ حتى أبدى أُسّاً، فنظر الناس إليه، فبنى عليه البناء، وكان طول الكعبة: ثمانيةَ عشرَ ذراعاً، فلما زاد فيه استقصره، فزاد في طوله عشرةَ أذْرُع، وجعل له بابين: أحدهما يُدْخَلُ منه، والآخر يُخْرَجُ منه، فلما قُتِلَ ابن الزبير: كتب الحجاج إلى عبد الملك بن مروان يخبره بذلك، ويخبره أن ابن الزبير قد وضع البناء على أُسّ قد نظر إليه العُدُول من أهل مكة، فكتب إليه عبد الملك: إنا لَسْنا من تَلْطيخ ابن الزبير في شيء، أما ما زاد في طوله: فأقِرَّهُ، وأما ما زاد فيه من الحِجْر: فردَّه إلى بنائه؛ وسُدَّ الباب الذي فَتَحَهُ، فنقضه وأعاده إلى بنائه» . وله في أخرى من رواية عبد الله بن عبيد بن عمير، والوليد بن عطاء، عن الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة، قال عبد الله بن عبيد: «وفد الحارث على عبد الملك بن مروان في خلافته، فقال: ما أظن أبا خُبَيْب - يعني ابن [ص:298] الزبير - سمع من عائشة ما كان يزعم أنه سمعه منها، قال الحارث: بلى، أنا سمعتُه منها، قال: سمعتَها تقول ماذا؟ قال: قالت: قال لي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إن قومَكِ استقصروا من بُنْيانِ البيت، ولولا حِدثَانُ عَهْدِهم بالشِّرْكِ أعَدتُ ما تركوا منه، فإن بَدا لقَومِكِ من بعدي أن يبنوه فهلُمِّي لأرِيَكِ ما تركوا منه، فأراها قريباً من سَبعةِ أذرع» .
هذا حديث عبد الله بن عبيد، وزاد عليه الوليد بن عطاء: قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: «ولجعلتُ لها بابَيْن موضوعين في الأرض شرقيّاً وغربيّاً، وهل تدرين: لِمَ كان قومُكِ رفعوا بابها؟ قالت: قلت: لا، قال: تَعَزُّزاً أن لا يدخلها إلا من أرادوا، فكان الرجل إذا هو أراد أن يدخلها يدَعونه يَرتَقِي، حتى إذا كاد أن يَدْخُلَ دفعوه، فسقطَ، قال عبد الملك للحارث: أنت سمعتَها تقول هذا؟ قال: نعم، قال: فنكتَ ساعة بِعَصاه، ثم قال: وَدِدْتُ أني تركته وما تحمَّل» .
وله في أخرى عن أبي قَزَعة أن عبد الملك بن مروان بينما هو يطوف بالبيت، إذ قال: قاتَلَ الله ابنَ الزبير، حيث يكْذِب على أم المؤمنين، يقول: سمعتُها تقول: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «يا عائشة، لولا حِدْثانُ قومكِ بالكفرِ لَنَقَضْتُ البيت حتى أزيد فيه من الحِجر، فإن قومَك قصَّروا في البناء، فقال الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة: لا تقل هذا يا أمير المؤمنين، [ص:299] فأنا سمعتُ أمَّ المؤمنين تحدِّث هذا، فقال: لو كنتُ سمعتُه قبل أن أهدَمه لتركتُه على ما بنى ابنُ الزبير» .
وأخرج «الموطأ» الرواية الأولى، وأخرج النسائي الرواية الأولى والثانية والأولى من روايات مسلم، وله في أخرى مثل رواية البخاري، إلى قوله: «كأسْنِمَةِ الإبل» وزاد: «متلاحكة» .
وأخرج الترمذي عن الأسود [بن يزيد] «أن الزبير قال له: حدِّثْني بما كانت تُفْضِي إليك أم المؤمنين - يعني عائشة - فقال: حدَّثتني: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال لها: «لولا أن قومَكِ حديث عهد بالجاهلية لهدمت الكعبة، وجعلت لها بابين، فلما ملكَ ابن الزبير هَدَمَها وجعل لها بَابَيْن» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(حِدْثان الشيء) : أوَّلُه، والمراد به: قرب عهدهم بالجاهلية، وأن الإسلام لم يتمكَّن بعد، فكأنهم كانوا ينفرون لو هُدِمَتْ الكعبة وغُيَّرْت هيئتُها. [ص:300]
(الجَدْر) : أصل الحائط، وأراد به هاهنا: الحِجْر، لما فيه من أصول الحيطان.
(أن يُجَرِّئَهم) : من رواه بالجيم والياء المعجمة بنقطتين من تحت، فهو الجرأة، وهي الإقدام على الشيء، أراد: أن يزيد في جرأتهم عليهم ومطالبتهم واستحلالهم بحرق الكعبة، ومن رواه بالحاء المهملة والباء المعجمة بواحدة من تحت، أراد: أن يزيد في غضبهم، يقال: حرِب الرجل، إذا غضب، وحَرَّبتُه أنا: إذا حرَّشته وسلطَّته وعرَّفته بما يغضب منه.
(فُرِق) بضم الفاء وكسر الراء، أي: كشف، وبين لي، قال الله تعالى: {وقرآناً فرقناه} أي: بيناه، وهذا نقل من الجمع المصحح بخط الشيخ ابن الصلاح رحمه الله: فُرِقَ لي رأي فيها: اتجه وعَنَّ لي ووضح عندي، ومنه: فَرَقَ الأمر: إذا بان.
(تعزُّزاً) التعزُّز: من العِزَّة، وهي القوة، أراد: تكبُّراً على الناس، وقد جاء في بعض نسخ مسلم «تعزراً» بالزاي والراء بعدها من التعزير: التوقير، فإما أن يريد توقير البيت وتعظيمه، أو تعظيم أنفسهم وتكبَّرهم على الناس بذلك.
(وَهَى) البناء: تهدَّم، ووهى السّقاء: إذا تخرَّق.
(نكت) في الأرض بأصبعه أو بقضيب: إذا أثر فيها بأحدهما ضرباً.
(تركته وما تحمّلَ) يعني: أَدَعُهُ وما اكتسب من الإثم الذي تحمّلَه في [ص:301] نقض الكعبة وتجديد بنائها.
(تلطيخ ابن الزبير) : أراد اختلاف فعالِهِ، وما اعتمده من هدم الكعبة.
(الجُدُر) جمع جدار، وهي الحائط.
__________
(1) رواه البخاري 1 / 198 و 199 في العلم، باب من ترك بعض الاختيار مخافة أن يقصر فهم بعض الناس عنه فيقعوا في أشد منه، وفي الحج، باب فضل مكة وبنيانها، وفي الأنبياء، باب قول الله تعالى: {واتخذ الله إبراهيم خليلاً} ، وفي تفسير سورة البقرة، باب قوله تعالى: {وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت} ، وفي التمني، باب ما يجوز من اللو، ومسلم رقم (1333) في الحج، باب نقض الكعبة وبنائها، والموطأ 1 / 363 و 364 في الحج، باب ما جاء في بناء الكعبة، والنسائي 5 / 214 - 216 في الحج، باب بناء الكعبة، والترمذي رقم (875) في الحج، باب ما جاء في كسر الكعبة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مالك (الموطأ) صفحة (238) ، وأحمد (6/176) قال: قرأت على عبد الرحمن وفي (6/247) قال: حدثنا عثمان بن عمر. والبخاري (2/179) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة. وفي (4/177) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. وفي (6/24) قال: حدثنا إسماعيل. ومسلم (4/97) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. والنسائي (5/214) قال: أخبرنا محمد بن سلمة والحارث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع، عن ابن القاسم. وابن خزيمة (2726) قال: حدثنا يونس قال: أخبرنا ابن وهب.
ثمانيتهم - عبد الرحمن بن مهدي، وعثمان بن عمر، وعبد الله بن مسلمة، وعبد الله بن يوسف، وإسماعيل بن أبي أويس، ويحيى بن يحيى، وعبد الرحمن بن القاسم، وعبد الله بن وهب - عن مالك ابن أنس، عن ابن شهاب، عن سالم بن عبد الله، فذكره.
* وأخرجه أحمد (6/113) قال: حدثنا إبراهيم بن أبي العباس. قال: حدثنا أبو أويس، عن الزهري، عن سالم بن عبد الله بن عمر، أن عبد الله بن عمر أخبره، أن عبد الرحمن بن محمد بن أبي بكر الصديق أخبره، أن عائشة. قالت. نحوه.
* وأخرجه مسلم (4/97) قال: حدثني أبو الطاهر. قال: أخبرنا عبد الله بن وهب، عن مخرمة (ح) وحدثني هارون بن سعيد الأيلي. قال: حدثنا ابن وهب. قال: أخبرني مخرمة بن بكير، عن أبيه. قال: سمعت نافعا مولى ابن عمر. يقول: سمعت عبد الله بن أبي بكر بن أبي قحافة يحدث عبد الله بن عمر، عن عائشة زوج النبي -صلى الله عليه وسلم- أنها قالت: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «لولا أن قومك حديثو عهد بجاهلية، أو قال: بكفر، لأنفقت كنز الكعبة في سبيل الله، ولجعلت بابها بالأرض، ولأدخلت فيها من الحجر.» .
وبلفظ: «قال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: لولا حداثة عهد قومك بالكفر، لنقضت الكعبة، ولجعلتها على أساس إبراهيم. فإن قريشا، حين بنت البيت، استقصرت. ولجعلت لها خلفا.» .
أخرجه أحمد (6/57) قال: حدثنا ابن نمير وأبو أسامة. والدارمي (1875) قال: حدثني فروة بن أبي المغراء. قال: حدثنا علي بن مسهر. والبخاري (2/180) قال: حدثنا عبيد بن إسماعيل. قال: حدثنا أبو أسامة. ومسلم (4/97) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. قال: أخبرنا أبو معاوية (ح) وحدثناه أبو بكر ابن أبي شيبة وأبو كريب. قالا: حدثنا ابن نمير. والنسائي (5/215) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. قال: أنبأنا عبدة وأبو معاوية. وابن خزيمة (2742) قال: حدثنا محمد بن العلاء بن كريب. قال: حدثنا أبو أسامة. (ح) وحدثناه سلم بن جنادة. قال: حدثنا أبو معاوية. خمستهم- عبد الله بن نمير، وأبو أسامة حماد بن أسامة، وعلي بن مسهر، وأبو معاوية، وعبدة بن سليمان - عن هشام بن عروة، عن أبيه، فذكره.
وبلفظ: «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال لها: يا عائشة لولا أن قومك حديث عهد بجاهلية لأمرت بالبيت فهدم، فأدخلت فيه ما أخرج منه وألزقته بالأرض، وجعلت له بابين. بابا شرقيا، وبابا غربيا، فإنهم قد عجزوا عن بنائه فبلغت به أساس إبراهيم عليه السلام.» .
قال: فذلك الذي حمل ابن الزبير على هدمه. قال يزيد: وقد شهدت ابن الزبير حين هدمه وبناه وأدخل فيه من الحجر، وقد رأيت أساس إبراهيم -عليه السلام- حجارة كأسنمة الإبل متلاحكة.
1- أخرجه أحمد (6/239) . والبخاري (2/180) قال: حدثنا بيان بن عمرو. والنسائي (5/216) قال: أخبرنا عبد الرحمن بن محمد بن سلام. وابن خزيمة (3021) قال: حدثناه الزعفراني.
أربعتهم - أحمد بن حنبل، وبيان، وعبد الرحمن، والحسن بن محمد الزعفراني - عن يزيد بن هارون.
قال: حدثنا جرير بن حازم. قال: حدثنا يزيد بن رومان.
2- وأخرجه ابن خزيمة (3019) قال: حدثنا الربيع. قال: حدثنا ابن وهب. قال: وأخبرني ابن أبي الزناد. (ح) وقال لنا بحر بن نصر في عقب حديثه: قال ابن أبي الزناد: وحدثني هشام بن عروة.
كلاهما - يزيد بن رومان، وهشام بن عروة - عن عروة بن الزبير، فذكره.
وعن الأسود بن يزيد، أن ابن الزبير قال له: حدثني بما كانت تفضي إليك أم المومنين، يعني عائشة. فقال: حدثتني أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال لها: «لولا أن قومك حديثو عهد بالجاهلية، لهدمت الكعبة، وجعلت لها بابين.» .
قال: فلما ملك ابن الزبير، هدمها وجعل لها بابين.
أخرجه أحمد (6/102) قال: حدثنا أبو كامل. قال: حدثنا زهير. وفي (6/176) قال: حدثنا محمد ابن جعفر. قال: حدثنا شعبة. والبخاري (1/43) قال: حدثنا عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل. والترمذي (875) قال: حدثنا محمود بن غيلان. قال: حدثنا أبو داود، عن شعبة. والنسائي (5/215) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود ومحمد بن عبد الأعلى، عن خالد، عن شعبة.
ثلاثتهم - زهير، وشعبة، وإسرائيل - عن أبي إسحاق، عن الأسود بن يزيد، فذكره.
وبلفظ: «سألت النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الجدر أمن البيت هو؟ قال: نعم، قلت: فما لهم لم يدخلوه في البيت؟ قال: إن قومك قصرت بهم النفقة، قلت فما شأن بابه مرتفعا؟ قال: فعل ذلك قومك ليدخلوا من شاؤوا ويمنعوا من شاؤوا، ولولا أن قومك حديث عهدهم بالجاهلية فأخاف أن تنكر قلوبهم أن أدخل الجدر في البيت وأن ألصق بابه بالأرض.» .
وفي رواية شيبان: «سألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الحجر» .
أخرجه الدارمي (1876) قال: أخبرنا محمد بن عيسى. قال: حدثنا أبو الأحوص. والبخاري (2/179و 9/106) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا أبو الأحوص. ومسلم (4/100) قال: حدثنا سعيد بن منصور. قال: حدثنا أبو الأحوص. (ح) وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا عبيد الله، يعني ابن موسى. قال: حدثنا شيبان. وابن ماجة (2955) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا عبيد الله بن موسى. قال: حدثنا شيبان.
كلاهما - أبو الأحوص، وشيبان - عن أشعث بن أبي الشعثاء، عن الأسود بن يزيد، فذكره.
وبلفظ: «لولا أن الناس حديث عهدهم بكفر وليس عندي من النفقة ما يقوي على بنائه لكنت أدخلت فيه من الحجر خمسة أذرع، وجعلت له بابا يدخل الناس منه، وبابا يخرجون منه.» .
أخرجه أحمد (6/179) قال: حدثنا عبد الرحمن. قال: حدثنا سليم بن حيان، عن سعيد بن ميناء. وفي (6/180) قال: حدثنا بهز. قال: حدثني سليم بن حيان، قال: حدثنا سعيد. ومسلم (4/98) قال: حدثني محمد بن حاتم. قال: حدثني ابن مهدي. قال: حدثنا سليم بن حيان، عن سعيد، يعني ابن ميناء. (ح) وحدثنا هناد بن السري. قال: حدثنا ابن أبي زائدة. قال: أخبرني ابن أبي سليمان، عن عطاء. والنسائي (5/218) قال: أخبرنا هناد بن السري، عن ابن أبي زائدة. قال: حدثنا ابن أبي سليمان، عن عطاء. وابن خزيمة (3020) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن المبارك المخرمي. قال: حدثنا وهب بن جرير. قال: حدثنا أبي. قال: سمعت يزيد بن رومان. وفي (3022) قال: حدثنا محمد بن يحيى. قال: حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن ابن خثيم، عن أبي الطفيل.
أربعتهم - سعيد بن ميناء، وعطاء، ويزيد بن رومان، وأبو الطفيل - عن عبد الله بن الزبير، فذكره.
* الروايات ألفاظها متقاربة ويزيد بعضهم على بعض، وفي رواية عطاء عند مسلم.
قال: لما احترق البيت زمن يزيد بن معاوية حين غزاها أهل الشام فكان من أمره ما كان تركه ابن الزبير حتى قدم الناس الموسم يريد أن يجرئهم أو يحربهم على أهل الشام، فلما صدر الناس، قال: ... » .
وعن عبد الله بن عبيد بن عمير والوليد بن عطاء، عن الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة. قال عبد الله بن عبيد: وفد الحارث بن عبد الله على عبد الملك بن مروان في خلافته. فقال عبد الملك: ما أظن أبا خبيب، يعني ابن الزبير، سمع من عائشة ما كان يزعم أنه سمعه منها. قال الحارث: بلى أنا سمعته منها. قال: سمعتها تقول ماذا؟ قال: قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:....» .
أخرجه مسلم (4/99) قال: حدثني محمد بن حاتم. قال: حدثنا محمد بن بكر. وفي (4/100) قال: حدثنا محمد بن عمرو بن جبلة. قال: حدثنا أبو عاصم (ح) وحدثنا عبد بن حميد. قال: أخبرنا عبد الرزاق. وابن خزيمة (2741) قال: حدثنا الفضل بن يعقوب الجزري. قال: أخبرنا ابن بكر (ح) وحدثنا محمد بن يحيى. قال: حدثنا عبد الرزاق. وفي (3023) قال: حدثنا الفضل بن يعقوب الجزري. قال: حدثنا ابن بكر، يعني محمد.
ثلاثتهم - محمد بن بكر، وأبو عاصم، وعبد الرزاق - عن ابن جريج. قال: سمعت عبد الله بن عبيد ابن عمير والوليد بن عطاء يحدثان، فذكراه.
* وأخرجه أحمد (6/253) قال: حدثنا عبد الله بن بكر السهمي. وفي (6/262) قال: حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري. ومسلم (4/100) قال: حدثني محمد بن حاتم. قال: حدثنا عبد الله بن بكر السهمي.
كلاهما - عبد الله بن بكر، ومحمد بن عبد الله- عن حاتم بن أبي صغيرة أبي يونس القشيري، عن أبي قزعة، أن عبد الملك بن مروان بينما هو يطوف بالبيت إذ قال: قاتل الله ابن الزبير حيث يكذب على أم المؤمنين يقول سمعتها تقول: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «يا عائشة لولا حدثان قومك بالكفر لنقضت البيت حتى أزيد فيه من الحجر، فإن قومك قصروا في البناء.» .
فقال الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة: لا تقل هذا ياأمير المؤمنين، فأنا سمعت أم المؤمنين تحدث هذا. قال: لو كنت سمعته قبل أن أهدمه لتركته على ما بنى ابن الزبير.
وبلفظ: «أنها قالت: يا رسول الله كل أهلك قد دخل البيت غيري، فقال: أرسلي إلى شيبة فيفتح لك الباب فأرسلت إليه، فقال شيبة: ما استطعنا فتحه في جاهلية ولا إسلام بليل، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: صلي في الحجر فإن قومك استقصروا عن بناء البيت حين بنوه.» .
أخرجه أحمد (6/67) قال: حدثنا حسن. قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، فذكره.
وبلفظ: «لو كان عندنا سعة لهدمت الكعبة ولبنيناها ولجعلت لها بابين بابا يدخل الناس منه وبابا يخرجون منه، قالت: فلما ولي ابن الزبير هدمها فجعل لها بابين، قالت: فكانت كذلك فلما ظهر الحجاج عليه هدمها وأعاد بناءها الأول» .
أخرجه أحمد (6/136) قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا إسماعيل بن عبد الملك بن أبي الصفيراء، عن ابن أبي مليكة، فذكره.
هكذا ذكره ابن خزيمة عقب حديث أبي الطفيل. قال: كانت الكعبة في الجاهلية مبنية بالرضم، ليس فيه مدر، وكانت قدر ما يقتحمها العناق، فذكر الحديث بطوله في قصة بناء الكعبة. وقال: فلما كان جيش الحصين بن نمير فذكر حريقها في زمن ابن الزبير. فقال ابن الزبير: إن عائشة أخبرتني أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: لولا حداثة قومك بالكفر لهدمت الكعبة فإنهم تركوا منها سبعة أذرع في الحجر، ضاقت بهم النفقة والخشب.
أخرجه ابن خزيمة (3022) قال: حدثنا محمد بن يحيى. قال: حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن ابن خثيم. قال: وأخبرني ابن أبي مليكة، فذكره.
وبلفظ: «كنت أحب أن أدخل البيت فأصلي فيه. فأخذ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بيدي فأدخلني الحجر. فقال: صلي في الحجر إن أردت دخول البيت، فإنما هو قطعة من البيت، ولكن قومك استقصروه حين بنوا الكعبة فأخرجوه من البيت.» .
أخرجه أحمد (6/92) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد. وأبو داود (2028) قال: حدثنا القعنبي. قال: حدثنا عبد العزيز. والترمذي (876) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد. والنسائي (5/219) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. قال: أنبأنا عبد العزيز ابن محمد. وابن خزيمة (3018) قال: حدثنا الربيع بن سليمان وبحر بن نصر. قالا: حدثنا ابن وهب. قال: حدثني ابن أبي الزناد.
كلاهما - عبد العزيز بن محمد، وابن أبي الزناد - عن علقمة بن أبي علقمة عن أمه، فذكرته.(9/294)