4682 - (م س) عمير - مولى آبي اللحم: قال: «أَمرني مولاي أن أقْدُرَ لحماً، فجاءني مسكين، فأطعمتُهُ منه، فعلم بذلك مولاي، فضربني، فأتيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، فذكرتُ ذلك له، فدعاه، فقال: لم ضَرَبْتَهُ؟ فقال: يعطي طعامي بغير أن آمرَه؟ فقال: الأجرُ بينكما» .
وفي رواية قال: «كنتُ مملوكاً، فسألتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-: أتصدَّقُ [ص:477] من مال مولاي بشيء؟ قال: نعم، والأجرُ بينكما نصفان» . أَخرجه مسلم، وأخرج النسائي الأولى (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أقدُر لحماً) أي: أطبخ قِدْراً من لحم.
__________
(1) رواه مسلم رقم (1025) في الزكاة، باب ما أنفق العبد من مال مولاه، والنسائي 5 / 63 و 64 في الزكاة، باب صدقة العبد.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد. قال: حدثنا صفوان. ومسلم (3/91) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا حاتم، يعني ابن إسماعيل. والنسائي (5/63) قال: أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا حاتم.
كلاهما - صفوان، وحاتم - عن يزيد بن أبي عبيد، فذكره.(6/476)
الفرع الثالث: في ابتياع الصدقة، والرجوع فيها
4683 - (خ م ط س د ت) عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: قال: «حَمَلْتُ على فرس في سبيل الله، فأضاعه الذي كان عنده، فأردتُ أن أشتريَهُ، وظننتُ أنَّهُ يبيعه بِرُخْص، فسأَلتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-؟ فقال: لا تشترِ، ولا تَعُدْ في صَدَقَتِكَ وإِن أعطاكه بدرهم، فإِن العائد في صدقته كالعائد في قَيْئه» .
وفي رواية: «فإن الذي يعودُ في صدقته كالكلبِ يعودُ في قَيْئِهِ» . أخرجه البخاري، ومسلم، والموطأ، والنسائي.
وفي رواية أبي داود: «أن عمرَ حمل على فرس في سبيل الله، فوجده يُباع، فأراد أن يبتاعَهُ، فسألَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- عن ذلك؟ فقال: لا تَبْتَعْهُ، ولا تَعُدْ في صَدَقَتِكَ» . [ص:478]
وأخرج الترمذي نحو هذه، وأخرج النسائي مثلها، وقال: «ولا تَعَرَّض في صدقتك» .
وله في أخرى: «أنه تصدَّق بفرس في سبيل الله، فوجده يُبَاع بعد ذلك، فأراد أن يشتريَهُ، ثم أتى رسولََ الله - صلى الله عليه وسلم-، فَاسْتَأْمَرَهُ في ذلك، فقال له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: لا تَعُدْ في صدقَتك» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 3 / 279 في الزكاة، باب هل يشتري صدقته، وفي الوصايا، باب وقف الدواب والكراع، وفي الجهاد، باب الجعائل والحملان في السبيل، وباب إذا حمل على فرس فرآها تباع، ومسلم رقم (1621) في الهبات، باب كراهة شراء الإنسان ما تصدق به ممن تصدق عليه، والموطأ 1 / 282 في الزكاة، باب اشتراء الصدقة والعود فيها، وأبو داود رقم (1793) في الزكاة، باب الرجل يبتاع صدقته، والترمذي رقم (668) في الزكاة، باب في كراهية العود في الصدقة، والنسائي 5 / 108 و 109 في الزكاة، باب شراء الصدقة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مالك الموطأ (189) والحميدي (15) قال: حدثنا سفيان، قال: سمعت مالك ابن أنس. وأحمد (1/25) (166) قال: حدثنا سفيان. وفي (1/37) (258) (1/54) (384) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا هشام بن سعد. وفي (1/40) (281) قال: حدثنا عبد الرحمان، عن مالك. والبخاري (2/157) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: أخبرنا مالك بن أنس. وفي (3/215) قال: حدثنا يحيى بن قزعة، قال: حدثنا مالك. وفي (3/218، 4/64) قال: حدثنا الحميدي، قال: أخبرنا سفيان، قال: سمعت مالكا. وفي (4/71) قال: حدثنا إسماعيل، قال: حدثني مالك. ومسلم (5/63) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب، قال: حدثنا مالك بن أنس. (ح) وحدثنيه زهير بن حرب، قال: حدثنا عبد الرحمان، يعني ابن مهدي، عن مالك بن أنس. (ح) وحدثني أمية بن بسطام، قال: حدثنا يزيد، يعني ابن زريع، قال: حدثنا روح، وهو ابن القاسم. (ح) وحدثناه ابن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان. وابن ماجة (2390) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا هشام بن سعد. والنسائي (5/108) قال: أخبرنا محمد بن سلمة والحارث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع، عن ابن القاسم، قال: حدثنا مالك. أربعتهم - مالك، وسفيان بن عيينة، وهشام بن سعد، وروح بن القاسم - عن زيد بن أسلم، عن أبيه، فذكره.(6/477)
4684 - (س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَثَل الذي يتصدَّقُ بالصدقةِ، ثم يرجع فيها، كمِثل الكلب قاءَ، ثم عاد في قيئه فأكله» . أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 6 / 267 في الهبة، باب ذكر الاختلاف بخبر عبد الله بن عباس فيه، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1- أخرجه أحمد (1/280) (2529) (1/342) (3178) قال: حدثنا بهز، قال: حدثنا شعبة. وفي (1/291) (2646) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا همام. وفي (1/339) (3146) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا سعيد. وفي (1/345) (3221) قال: حدثنا وكيع، وأبو عامر، قالا: حدثنا هشام. والبخاري (3/215) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم، قال: حدثنا هشام، وشعبة. ومسلم (5/64) قال: حدثناه محمد بن المثنى، ومحمد بن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا ابن أبي عدي، عن سعيد. وأبو داود (3538) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم، قال: حدثنا أبان. وهمام، وشعبة. وابن ماجة (2385) قال: حدثنا محمد بن بشار، ومحمد بن المثنى قالا: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. النسائي (6/266) قال: أخبرنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا عبد الرحمان، قال: حدثنا شعبة. (ح) وأخبرنا أبو الأشعث، قال: حدثنا خالد، قال: حدثنا شعبة.
خمستهم - شعبة، وهمام، وسعيد، وهشام، وأبان - عن قتادة.
2- وأخرجه أحمد (1/289) (2622) قال: حدثنا أحمد بن عبد الملك، قال: حدثنا موسى بن أعين. ومسلم (5/64) قال: حدثني هارون بن سعيد الأيلي، وأحمد بن عيسى، قالا: حدثنا ابن وهب.
كلاهما - موسى بن أعين، وابن وهب - عن عمرو بن الحارث، عن بكير بن عبد الله.
3- وأخرجه أحمد (1/349) (3269) قال: حدثنا الوليد بن مسلم. ومسلم (5/64) قال: حدثني إبراهيم بن موسى الرازي، وإسحاق بن إبراهيم، قالا: أخبرنا عيسى بن يونس (ح) وحدثناه أبو كريب محمد بن العلاء، قال: أخبرنا ابن المبارك. (ح) وحدثنيه حجاج بن الشاعر، قال: حدثنا عبد الصمد، قال: حدثنا حرب، قال: حدثنا يحيى وهو ابن أبي كثير وابن ماجة (2391) قال: حدثنا عبد الرحمان ابن إبراهيم الدمشقي، قال: حدثنا الوليد بن مسلم. والنسائي (6/266) قال: أخبرنا محمود بن خالد، قال: حدثنا عمر. (ح) وأخبرنا إسحاق بن منصور، قال: حدثنا عبد الصمد، قال: حدثنا حرب وهو ابن شداد، قال: حدثنا يحيى هو ابن أبي كثير. (ح) وأخبرنا الهيثم بن مروان بن الهيثم بن عمران، قال: حدثنا محمد وهو ابن بكار بن بلال، قال: حدثنا يحيى ابن حمزة، وابن خزيمة (2474) قال: حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى، قال: حدثنا الوليد بن مسلم (ح) وحدثنا محمد بن مسكين اليمامي، قال: حدثنا بشر بن بكر. وفي (2475) قال: حدثنا محمد بن العلاء بن كريب، قال: حدثنا ابن المبارك.
سبعتهم - الوليد، وعيسى بن يونس، وابن المبارك، ويحيى بن أبي كثير، وعمر بن عبد الواحد، ويحيى ابن حمزة، وبشر بن بكر - عن الأوزاعي، قال: حدثني أبو جعفر محمد بن علي.
ثلاثتهم - قتادة، وبكير بن عبد الله، وأبو جعفر - قالوا: سمعنا سعيد بن المسيب، فذكره.(6/478)
الفرع الرابع: في صدقة الوقف
4685 - (خ م ت د س) عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: قال: [ص:479] «أصبتُ أرضاً من أرضِ خَيْبَرَ، فأتيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقلتُ: أصبتُ أرضاً، لم أُصِبْ مالاً أحبَّ إِليَّ ولا أنفسَ عندي منها، فما تأمرُ به؟ قال: إِن شئتَ حَبستَ أَصلها، وتصدَّقت بها، قال: فتصدَّق بها عمرُ على أن لا تُباعَ ولا تُوَهبَ، في الفقراء، وذوي القربى، والرِّقابِ، والضيف، وابنِ السبيل، لا جناح على من وَليها أن يأْكل منها بالمعروف، غير مُتَمَوِّل مالاً، ويَطْعَم» .
وقد روي هذا الحديث عن عمر عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- أيضاً مثله، أخرجه مسلم، والترمذي، وأَبو داود، والنسائي نحوه.
وللنسائي في أخرى: «أن عمرَ قال للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم-: المائةُ سهم التي لي من خيبر، لم أُصِبْ مالاً أعجبَ إِليَّ منها، فأردتُ أن أتصدَّقَ بها؟ فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: احبس أَصلها، وسبِّلْ ثمرتها» .
وفي أخرى نحوه، وفيها: «كان لي مائةُ رأس، فاشتريتُ بها مائة سهم بخيبر من أهلها، وإِني قد أردتُ أن أتقرَّبَ بها إِلى الله - عز وجل - ... » وذكر الحديث.
وفي أخرى قال: «سألتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- عن أرض لي بثَمْغ (1) ؟ قال: [ص:480] احبس أصلها، وسَبِّلْ ثمرتها» (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أنْفَس) الشيء النفيس: الكريم على أهله العزيز عندهم.
(أحبس) الحَبْس: الوقف، يريد: أن يقف أصل الملك.
(سبّل) يسبِّل الثمرة: أي: يجعلها مباحة لمن وقفها عليه.
__________
(1) روى نحوها البخاري، وقال الحافظ في " الفتح " 5 / 293 " ثمغ " بفتح المثلثة الثاء وسكون الميم وبعدها معجمة، ومنهم من فتح الميم، حكاه المنذري، قال أبو عبيد البكري: هي أرض تلقاء المدينة كانت لعمر.
(2) رواه البخاري 5 / 263 في الشروط في الوقف، وفي الوصايا، باب قول الله تعالى: {وابتلوا اليتامى حتى إذا بلغوا النكاح} ، وباب الوقف كيف يكتب، وباب الوقف للغني والفقير والضيف، وباب نفقة القيم للوقف، ومسلم رقم (1632) و (1633) في الوصية، باب الوقف، وأبو داود رقم (2878) في الوصايا، باب ما جاء في الرجل يوقف الوقف، والترمذي رقم (1375) في الأحكام، باب في الوقف، والنسائي 6 / 230 و 231 في الاحتباس، باب كيف يكتب الحبس.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مسلم (5/74) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم. والنسائي (6/230) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: حدثنا أبو داود الحفري عمر بن سعد، عن سفيان. وفي (6/230) قال النسائي: أخبرني هارون بن عبد الله، قال: حدثنا معاوية بن عمرو، عن أبي إسحاق الفزاري.
كلاهما - سفيان الثوري، وأبو إسحاق - عن ابن عون، عن نافع، عن ابن عمر، فذكره.
وأخرجه البخاري (2737) حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري حدثنا ابن عون قال: أنبأني نافع عن ابن عمر فذكره.(6/478)
الفرع الخامس: في إحصاء الصدقة
4686 - (د س) عائشة - رضي الله عنها -: «أنها ذَكَرَتْ عدة [من] مساكين - قال أيوب: أو قال: عِدَّة من صدقة - فقال لها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أَعطي، ولا تُحصي، فيحصي اللهُ عليكِ» . أخرجه أبو داود.
وفي رواية النسائي عن أبي أُمامة به سهل بن حُنيف قال: «كنا يوماً في المسجد جلوس، ونفر من المهاجرين والأنصار، فأرسلنا رجلاً إِلى عائشة [ص:481] ليستأذنَ، فدخلنا عليها، قالتْ: دخل عليَّ سائل مَرَّة، وعندي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، فأمرتُ له بشيء، ثم دعوتُ به، فنظرتُ إِليه، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: أما تريدين أن لا يدخلَ بيتَكِ شيء، ولا يخرجَ إِلا بعلمك؟ قلت: نعم، قال: مهلاً يا عائشةُ، لا تُحْصِي، فيحصي الله عز وجل عليكِ» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(لا تُحْصِي فيحصي الله عليك) أي: لا تَعُدِّي ما تتصدقين به وتجمعينه، فيحصي الله ما يعطيك ويَعُدُّهُ عليك، وقيل: هو المبالغة في التقصي والاستئثار.
__________
(1) رواه أبو داود رقم (1700) في الزكاة، باب في الشح، والنسائي 5 / 73 في الزكاة، باب الإحصاء في الصدقة، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (6/108) قال: حدثنا سريج. قال: حدثنا نافع. وفي (6/139) قال: حدثنا وكيع، عن محمد، يعني ابن شريك. وفي (6/160) قال: حدثنا أبو أحمد الزبيري قال: حدثنا محمد بن شريك. وأبو داود (1700) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا إسماعيل، قال: أخبرنا أيوب.
ثلاثتهم - نافع، ومحمد بن شريك، وأيوب - عن ابن أبي مليكة، فذكره.
أخرجه النسائي (5/73) قال: أخبرني محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، عن شعيب، قال: حدثني الليث، قال: حدثنا خالد، عن ابن أبي هلال، عن أمية بن هند، عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف، فذكره.(6/480)
4687 - (خ م) أسماء بنت أبي بكر - رضي الله عنهما -: قالت: قال لي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «أنفقي - أو انْضَحِي، أو انْفَحِي - ولا تُحصي، فيُحصي اللهُ عليكِ» . وفي رواية: «أنفقي، ولا تحصي، فيحصي الله عليك، ولا تُوعِي فيوعِي اللهُ عليكِ» .
وفي أخرى «انْفَحِي - أو انضحي، أو أنفقي - ولا تُحْصي، فيُحصِي الله عليك، ولا توعِي فيُوعِي الله عليك»
وفي أخرى قالت: قال لي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «لا تُوكي فيوكي اللهُ عليكِ» .
وفي أخرى: «لا تُحصي فيحصي اللهُ عليكِ» . [ص:482] أخرجه البخاري ومسلم.
وقد تقدَّم في الفرع الثاني لأسماءَ روايات فيها هذا المعنى بزيادة غيره (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(انْضَحِي - انفحي) النضح والنفح: كناية عن السماحة والعطاء.
__________
(1) رواه البخاري 3 / 238 في الزكاة، باب التحريض على الصدقة، وفي الهبة، باب هبة المرأة لغير زوجها وعتقها إذا كان لها زوج فهو جائز، ومسلم رقم (1029) في الزكاة، باب الحث في الإنفاق وكراهية الإحصاء.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (6/345) قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (6/346، 354) قال: حدثنا ابن نمير. وفي (6/346، 354) قال: حدثنا محمد بن بشر. والبخاري (2/140) قال: حدثنا صدقة بن الفضل، قال: أخبرنا عبدة (ح) وحدثنا عثمان بن أبي شيبة، عن عبدة. وفي (3/207) قال: حدثنا عبيد الله بن سعيد، قال: حدثنا عبد الله بن نمير. ومسلم (3/92) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا حفص، يعني ابن غياث (ح) وحدثنا عمرو الناقد، وزهير بن حرب، وإسحاق ابن إبراهيم، جميعا عن أبي معاوية. قال زهير: حدثنا محمد بن حازم. والنسائي (5/73) قال: أخبرنا محمد بن آدم، عن عبدة، وفي الكبرى الورقة (124) قال: أخبرنا هناد بن السري، قال: حدثنا عبدة. (ح) وأخبرنا أحمد بن حرب، قال: حدثنا أبو معاوية.
خمستهم - أبو معاوية محمد بن خازم، وابن نمير، ومحمد بن بشر، وعبدة، وحفص بن غياث - عن هشام بن عروة، عن فاطمة بنت المنذر، فذكرته.(6/481)
الفرع السادس: في الصدقة عن الميت
4688 - (خ ت د س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: أن رجلاً قال للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم-: «إِن أُمي تُوُفِّيت، أينفعُها إِن تصدَّقْتُ عنها؟ قال: نعم، قال: فإِن لي مَخْرَفاً، فأنا أشهدك أَني قد تصدَّقْتُ به عنها» .
وفي أخرى نحوه، وفي أوله: «أن سعدَ بنَ عُبَادَةَ - أخا بني سعد - تُوْفِّيِتْ أُمُّهُ وهو غَائِب عنها، فقال: يا رسولَ الله، إِن أُمي تُوفِّيَتْ وأنا غائب، أُفينفعها؟ ... » وذكر الحديث.
أخرجه البخاري، وأخرج الأولى الترمذي، وأبو داود، والنسائي. [ص:483]
وفي أُخرى للنسائي: «أن سَعْداً سأل النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-: إِن أُمِّي ماتَتْ ولم تُوصِ، أَفأَتصدَّقُ عنها؟ قال: نعم» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(مَخْرَفاً) المخرَف: النخل، لأنها تُخْتَرَف ثمارها، أي: تُجتنَى.
__________
(1) رواه البخاري 5 / 289 في الوصايا، باب إذا قال: أرضي أو بستاني صدقة عن أمي فهو جائز وباب الإشهاد في الوقف والصدقة، وباب إذا وقف أرضاً ولم يبين الحدود فهو جائز، وأبو داود رقم (2882) في الوصايا، باب ما جاء فيمن مات عن غير وصية يتصدق عنه، والترمذي رقم (669) في الزكاة، باب ما جاء في الصدقة عن الميت، والنسائي 6 / 252 و 253 في الوصايا، باب فضل الصدقة عن الميت.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1- أخرجه أحمد (1/333) (3080) قال: حدثنا عبد الرزاق، وابن بكر. وفي (1/370) (3508) قال: حدثنا روح. والبخاري (4/8) قال: حدثنا محمد بن سلام، قال: أخبرنا مخلد بن يزيد. وفي (4/10) قال: حدثنا إبراهيم بن موسى، قال: أخبرنا هشام بن يوسف. وابن خزيمة (2501) قال: حدثنا عبد الله بن إسحاق الجوهري، قال: حدثنا أبو عاصم. وفي (502) قال: حدثنا محمد بن سنان القزاز، قال: حدثنا أبو عاصم.
ستتهم - عبد الرزاق، وابن بكر، وروح، ومخلد، وهشام بن يوسف، وأبو عاصم - عن ابن جريج، قال: أخبرني يعلى.
2- وأخرجه أحمد (1/370) (3504) قال: حدثنا روح، قال: حدثنا زكريا. والبخاري (4/13) قال: حدثنا محمد بن عبد الرحيم، قال: أخبرنا روح بن عبادة، قال: حدثنا زكريا بن إسحاق. وفي الأدب المفرد (39) قال: حدثنا يسرة بن صفوان، قال: حدثنا محمد بن مسلم. وأبو داود (2882) ، والترمذي (669) قالا: أبو داود، والترمذي حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا روح بن عبادة، قال: حدثنا زكريا بن إسحاق. والنسائي (6/252) قال: أخبرنا الحسين بن عيسى، قال: أنبأنا سفيان. وفي (6/252) قال: أخبرنا أحمد بن الأزهر، قال: حدثنا روح بن عبادة، قال: حدثنا زكريا بن إسحاق.
ثلاثتهم - زكريا بن إسحاق، ومحمد بن مسلم، وسفيان - عن عمرو بن دينار.
كلاهما - يعلى، وعمرو بن دينار - عن عكرمة، فذكره
في رواية زكريا بن إسحاق، ومحمد بن مسلم: «أن رجلا قال: يا رسول الله، إن أمه توفيت، أفينفعها، إن تصدقت عنها..» الحديث. ولم يسمه.(6/482)
4689 - (خ م ط د س) عائشة - رضي الله عنها -: أن رجلاً قال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «إِن أُمِّي افْتُلِتَت نفسَُها (1) ، وأظنُّها لو تَكَلَّمتْ تَصدَّقَتْ، فهل لها أجْر إِن تصدَّقْتُ عنها؟ قال: نعم» .
وفي رواية: «افْتُلِتَتْ نفسَُهَا ولم تُوصِ ... وذكر نحوه» . أخرجه الجماعة إِلا الترمذي (2) . [ص:484]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(افْتُلِتَتْ نفسها) افتلتت نفس فلان، أي: مات فجأة، كأن نفسه أُخِذت فَلْتَة.
__________
(1) نفسها، بنصب السين ورفعها، فالرفع على أنه مفعول ما لم يسم فاعله، والنصب على أنه مفعول ثان، قال القاضي عياض: وأكثر روايتنا فيه النصب.
(2) رواه البخاري 5 / 291 في الوصايا، باب ما يستحب لمن توفي فجأة أن يتصدقوا عنه وقضاء النذور عن الميت، وفي الجنائز، باب ما يستحب لمن يتوفى فجأة أن يتصدقوا عنه وقضاء النذور عن الميت، ومسلم رقم (1004) في الزكاة، باب وصول ثواب الصدقة عن الميت إليه، والموطأ 2 / 760 في الأقضية، باب صدقة الحي عن الميت، وأبو داود رقم (2881) في الوصايا، باب ما جاء فيمن مات عن غير وصية يتصدق عنه، والنسائي 6 / 250 في الوصايا، باب إذا مات الفجأة هل يستحب لأهله أن يتصدقوا عنه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مالك الموطأ صفحة (473) والحميدي (243) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (6/51) قال: حدثنا يحيى. والبخاري (2/127) قال: حدثنا سعيد بن أبي مريم. قال: حدثنا محمد بن جعفر. وفي (4/10) قال: حدثنا إسماعيل. قال: حدثني مالك ومسلم (3/81، 5/73) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير. قال: حدثنا محمد بن بشر (ح) وحدثنيه زهير بن حرب.
قال: حدثنا يحيى بن سعيد (ح) وحدثنا أبو كريب. قال: حدثنا أبو أسامة (ح) وحدثنا الحكم بن موسى. قال: حدثنا شعيب بن إسحاق. وفي (3/81) قال: حدثني علي بن حجر. قال: أخبرنا علي بن مسهر. وفي (5/73) قال: حدثني أمية بن بسطام. قال: حدثنا يزيد، يعني ابن زريع. قال: حدثنا روح، وهو ابن القاسم (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا جعفر بن عون. وأبو داود (2881) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. قال: حدثنا حماد. وابن ماجة (2717) قال: حدثنا إسحاق ابن منصور. قال: حدثنا أبو أسامة. والنسائي (6/250) قال: أخبرنا محمد بن سلمة. قال: حدثنا ابن القاسم، عن مالك. وابن خزيمة (2499) قال: حدثنا محمد بن العلاء بن كريب. قال: حدثنا أبو أسامة (ح) وحدثنا يوسف بن موسى. قال: حدثنا جرير.
جميعهم - مالك، وسفيان بن عيينة، ويحيى بن سعيد، ومحمد بن جعفر، ومحمد بن بشر، وأبو أسامة، وشعيب بن إسحاق، وعلي بن مسهر، وروح بن القاسم، وجعفر بن عون، وحماد بن سلمة، وجرير - عن شهام بن عروة. وعن أبيه، فذكره.
* في رواية حماد بن سلمة: «أن امرأة قالت: يا رسول الله، إن أمي افتلتت نفسها ... » .
* في رواية سفيان عند الحميدي: قال: سفيان: وحفظ الناس عن هشام كلمة لم أحفظها أنه قال: «إن أمي افتلتت نفسها فماتت» . ولم أحفظ من هشام، إنما هذه الكلمة أخبرنيها أيوب السختياني عن هشام.(6/483)
4690 - (د س) سعد بن عبادة - رضي الله عنه -: قال: «قلتُ: يا رسولَ الله، إِن أُمي ماتت، فأيُّ الصدقةِ أفضلُ؟ قال: الماءُ، فحفر بئراً وقال: هذه لأمِّ سَعْد» . أخرجه أبو داود، والنسائي (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (1679) و (1680) و (1681) في الزكاة، باب فضل سقي الماء، والنسائي 6 / 254 و 255 في الوصايا، باب ذكر الاختلاف على سفيان، من طريق الحسن البصري، وسعيد بن المسيب عن سعد بن عبادة، وكلاهما لم يدرك سعد بن عبادة، فالإسناد منقطع.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (5/284) قال: حدثنا هشام قال: أخبرنا المبارك. وفي (5/284، 6/7) قال: حدثنا حجاج، قال: سمعت شعبة يحدث، عن قتادة. والنسائي (6/255) قال: أخبرني إبراهيم بن الحسن، عن حجاج، قال: سمعت شعبة يحدث عن قتادة.
كلاهما - المبارك بن فضالة، وقتادة - عن الحسن، فذكره.
* رواية المبارك مختصرة علي مر بي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقلت: يا رسول الله، دلني على صدقة، قال: اسق الماء.
* أخرجه أبو داود (1680) قال: حدثنا محمد بن عبد الرحيم، قال: حدثنا محمد بن عرعرة، عن شعبة، عن قتادة، عن سعيد بن المسيب، والحسن، عن سعد بن عبادة، فذكره.
الحسن البصري وسعيد بن المسيب. كلاهما لم يدرك سعد بن عبادة قالا سناد منقطع.(6/484)
4691 - (م س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أن رجلاً قال للنبي - صلى الله عليه وسلم-: «إِن أبي مات، ولم يُوصِ، أَفينفَعُهُ أن أتصدَّقَ عنه؟ قال: نعم» . أخرجه مسلم، وزاد النسائي فيه: «وترك مالاً» (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (1630) في الوصية، باب وصول ثواب الصدقات إلى الميت، والنسائي 6 / 251 و 252 في الوصايا، باب فضل الصدقة عن الميت.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/371) قال: حدثنا سليمان بن داود. قال: حدثنا إسماعيل، يعني ابن جعفر ومسلم (5/73) قال: حدثنا يحيى بن أيوب وقتيبة بن سعيد وعلي بن حجر. قالوا: حدثنا إسماعيل، وهو ابن جعفر. وابن ماجة (2716) قال: حدثنا أبو مروان محمد بن عثمان العثماني. قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم. والنسائي (6/251) قال: أخبرنا علي بن حجر. قال: أنبأنا إسماعيل. وابن خزيمة (2498) قال: حدثنا علي بن حجر. قال: حدثنا إسماعيل بن جعفر.
كلاهما - إسماعيل بن جعفر، وعبد العزيز بن أبي حازم- عن العلاء بن عبد الرحمان، عن أبيه، فذكره.(6/484)
4692 - (ط س) سعيد بن عمرو بن شرحبيل [بن سعيد بن سعد بن عبادة] : عن أبيه عن جَدِّه قال: «خرج سعدُ بنُ عُبادةَ مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- في بعض مَغازيه، وَحَضَرَتْ أُمَّه الوفاةُ بالمدينة، فقيل لها: أوصي، فقالتْ: فِيمَ أوصي؟ المالُ مالُ سَعْد، فتُوفِّيتْ قَبْلَ أن يَقْدَم سَعْد، فلما قَدِمَ سَعْد ذُكِرَ ذلك له، فقال: يا رسولَ الله، هل ينفعُها أن أتصدَّق عنها؟. [ص:485] فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: نعم، فقال سَعْد: حائط كذا وكذا صدقة عنها - لحائط سماه» . أخرجه الموطأ، والنسائي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(حائط) الحائط: البستان من النخيل.
__________
(1) رواه الموطأ 2 / 760 في الأقضية، باب صدقة الحي عن الميت، والنسائي 6 / 250 في الوصايا، باب إذا مات الفجأة هل يستحب لأهله أن يتصدقوا عنه، وعمرو بن شرحبيل وأبوه شرحبيل ابن سعيد لم يوثقهما غير ابن حبان، وباقي رجاله ثقات.(6/484)
الكتاب السادس: في صلة الرحم
4693 - (ت د) أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف: قال: «اشتكى أبو الرَّدّادِ الليثيُّ، فعادَهُ عبدُ الرحمن بنُ عوف، فقال: خيرُهم وأوصلُهم - ما علمتُ - أبو محمد (1) ، فقال عبدُ الرحمن: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: قال الله عز وجل: أنا اللهُ، وأنا الرحمنُ، خلقتُ الرَّحِمَ، وشققتُ لها اسماً من اسمي، فمن وَصَلَها وصلتُهُ، ومن قطعَها - قطعتُه- أَو قال: بتَتُّه» . أخرجه الترمذي، وأبو داود (2) . [ص:487]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(صلة الرحم) : مبرة الأهل والأقارب والإحسان إليهم.
(بتَتُّه) البَتُّ: القطع والاستئصال، وقطع الرحم: ضد صلتها.
__________
(1) أبو محمد هو عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه.
(2) رواه أبو داود رقم (1694) في الزكاة، باب صلة الرحم، والترمذي رقم (1908) في البر والصلة، باب ما جاء في قطيعة الرحم، من حديث سفيان عن الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبيه عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه، وإسناده منقطع، فإن أبي سلمة لم يسمع من أبيه، قال الترمذي: حديث سفيان عن الزهري حديث صحيح، قال: وروى معمر هذا الحديث عن الزهري عن أبي سلمة عن الرداد الليثي عن عبد الرحمن بن عوف، ومعمر كذا يقول، قال محمد (يعني البخاري) وحديث معمر خطأ، قال الحافظ في " التهذيب ": وروى أبو داود من حديث معمر عن الزهري عن أبي سلمة وهو الصواب أن رداداً أخبره عن عبد الرحمن بن عوف ... الخ، قال: ورواه البخاري في " الأدب المفرد " من حديث محمد بن أبي عتيق عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي الرداد الليثي، قال الحافظ: قلت: وتابعه شعيب بن أبي حمزة عن الزهري كذلك، وهو الصواب، قال: وقال أبو حاتم الرازي: إن المعروف: أبو سلمة عن عبد الرحمن، وأما الرداد الليثي، فإن له في القصة ذكراً، إلا أن رواية شعيب بن أبي حمزة تقوي رواية معمر، قال: وللمتن متابع رواه أبو يعلى بسند صحيح من طريق عبد الله بن قارظ عن عبد الرحمن بن عوف من غير ذكر أبي الرداد فيه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (1/194) (1680) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أنبأنا معمر. وفي (1/194) (1681) قال: حدثنا بشر بن شعيب بن أبي حمزة، قال: حدثني أبي. والبخاري في الأدب المفرد (53) قال: حدثنا إسماعيل بن أبي أويس، قال: حدثني أخي، عن سليمان بن بلال، عن محمد بن أبي عتيق. وأبو داود (1695) قال: حدثنا محمد بن المتوكل العسقلاني، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر.
ثلاثتهم - معمر، وشعيب بن أبي حمزة، ومحمد بن أبي عتيق - عن الزهري، قال: حدثني أبو سلمة ابن عبد الرحمن، أن أبا الرداد الليثي، أخبره، فذكره.
* في رواية محمد بن المتوكل العسقلاني: عن الرداد الليثي.
* أخرجه الحميدي (65) . وأحمد (1/194) (1686) وأبو داود (1694) قال: حدثنا مسدد، وأبو بكر بن أبي شيبة. والترمذي (1907) قال: حدثنا ابن أبي عمر، وسعيد بن عبد الرحمن المخزومي.
ستتهم - الحميدي، وأحمد، ومسدد، وأبو بكر بن أبي شيبة، وابن أبي عمر، وسعيد - عن سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن أبي سلمة، قال: اشتكى أبو الرداد، فعاده عبد الرحمن بن عوف، فقال أبو الرداد: خيرهم وأوصلهم، ما علمت أبو محمد، فقال عبد الرحمن بن عوف، فذكر الحديث.
* وفي رواية أبي داود: عن أبي سلمة عن عبد الرحمن بن عوف. الحديث.
وقال الترمذي: حديث سفيان عن الزهري حديث صحيح.
وروى معمر هذا الحديث عن الزهري عن أبي سلمة عن رداد الليثي عن عبد الرحمن بن عوف ومعمر كذا يقول: قال: محمد، وحديث معمر خطأ.
وعن عبد الله بن قارظ، أنه دخل على عبد الرحمن بن عوف، وهو مريض، فقال له عبد الرحمن: وصلتك رحم، إن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «قال الله عز وجل: أنا الرحمن، خلقت الرحم، وشققت لها من اسمي، فمن يصلها أصله، ومن يقطعها أقطعه، فأبته. أو قال: من يبتها أبته.» .
أخرجه أحمد (1/191) (1659) و (1/194) (1687) قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا هشام الدستوائي، عن يحيى بن أبي كثير، عن إبراهيم بن عبد الله بن قارظ، أن أباه حدثه، فذكره.(6/486)
4694 - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «إِن الرَّحِمَ شُجْنة من الرَّحْمَنِ، فقال الله: من وَصَلكِ وصلتُه، ومن قَطَعَكِ قطعتُه» .
وفي رواية قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «إِن اللهَ خَلَقَ الخلق، حتى إِذا فَرَغَ منهم قامَتِ الرَّحِمُ، فأخذت بحَقْوِ الرحمن، فقال: مَهْ؟ قالت: هذا مقامُ العائِذ [بكَ] من القطيعة، قال: نعم، أَمَا تَرضينَ أن أَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ، وأقْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ؟ قالت: بلى، قال: فذلك لكِ، ثم قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: اقرؤوا إِن شئتم: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أنْ تُفْسِدُوا في الأرضِ وَتُقَطِّعُوا أرْحَامَكُمْ. أُولَئِكَ الَّذينَ لَعَنَهُمُ اللهُ فَأصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُم. أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ القُرْآنَ أَمْ على قُلُوبٍ أقْفَالُهَا} [محمد: 22، 24] » . أخرجه البخاري، وأخرج الثانية مسلم (1) . [ص:488]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(العائذ) : اللاجئ إلى الإنسان.
(القطيعة) : الهِجران والصد.
(شجْنَة) الشُّجنة بضم الشين وكسرها: القرابة المشتبكة كاشتباك العروق.
(بحَقْو الرحمن) الحَقْو: مشد الإزار من الإنسان، وقد يطلق على الإزار، ولما جعل الرحم شُجنة من الرحمن استعار لها الاستمساك بها والأخذ، كما يستمسك القريب من قريبه، والنسيب من نسيبه (*) .
__________
(1) رواه البخاري 13 / 392 في التوحيد، باب قول الله تعالى: {يريدون أن يبدلوا كلام الله} ، وفي تفسير سورة {الذين كفروا} ، وفي الأدب، باب من وصل وصله الله، ومسلم رقم (2554) في البر، باب صلة الرحم وتحريم قطيعتها.
(*) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة:
قال الشيخ البراك: ومن خير ما يقال في هذا المقام: قول الشافعي رحمه الله تعالى: " آمنت بالله وبما جاء عن الله على مراد الله، وآمنت برسول الله، وبما جاء عن رسول الله على مراد رسول الله".
وقول شيخ الإسلام في نقض التأسيس (3 / 127) : "هذا الحديث في الجملة من أحاديث الصفات التي نص الأئمة على أنه يمر كما جاء، وردوا على من نفى موجبه". " (التعليق 49)
[تعليقات الشيخ البراك على المخالفات العقدية في فتح الباري - نقله على الشبكة العنكبوتية عبد الرحمن بن صالح السديس]
" الواجب الإيمان بما دل عليه الحديث وإمراره كما جاء على حقيقته كباقي نصوص الصفات، والإيمان بمقتضى الحديث أن لله حقواً، كما أن له سمعاً ووجهاً وقدماً، كل ذلك على الحقيقة اللائقة بالله عز وجل من غير تحريف ولا تمثيل ولا تكييف ولا تعطيل ... وتكلُّف كونه مجازاً واستعارة مما يفضي إلى التعطيل ونفي الصفات الثابتة لله عز وجل. والواجب إثبات الصفات لله على الوجه اللائق بالله من غير تكييف ولا تمثيل، ومن غير تحريف ولا تعطيل، كما هو قول أهل السنة والجماعة، والله ولي التوفيق. "
[التنبيه على المخالفات العقدية في فتح الباري - لعلي الشبل وهو إكمال لما بدأه سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله على الفتح بإشارته ومتابعته ومراجعته وقراءته - ص 31]
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري عن ابن زريع، عن روح بن القاسم (ح) وحدثني أحمد بن عثمان بن حكيم. قال: حدثنا خالد بن مخلد، عن سليمان بن بلال. وأبو داود (4983) قال: حدثنا القعنبي، عن مالك. (ح) وحدثنا موسى بن إسماعيل. قال: حدثنا حماد.
خمستهم - مالك، ومعمر، وحماد بن سلمة، وروح بن القاسم، وسليمان بن بلال - عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه فذكره.
* زاد في رواية معمر: «يقول الله إنه هو هالك» .
بلفظ: «إن الله خلق الخلق، حتى إذا فرغ منهم قامت الرحم. فقالت: هذا مقام العائذ من القطيعة. قال: نعم، أما ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك؟ قالت: بلى قال: فذاك لك» . ثم قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: اقرءوا إن شئتم: {فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم. أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم. أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها} .
أخرجه أحمد (2/330) قال: حدثنا أبو بكر الحنفي. والبخاري (6/167) قال: حدثنا خالد بن مخلد. قال: حدثنا سليمان. وفي (6/168) قال: حدثنا إبراهيم بن حمزة. قال: حدثنا حاتم. وفي (6/168) و (8/6) قال: حدثنا بشر بن محمد. قال: أخبرنا عبد الله. وفي (9/177) وفي الأدب المفرد (50) قال: حدثنا إسماعيل بن عبد الله. قال: حدثني سليمان بن بلال. ومسلم (8/7) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد بن جميل بن طريف بن عبد الله الثقفي ومحمد بن عباد قالا: حدثنا حاتم وهو ابن إسماعيل. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (10/13382) عن محمد بن حاتم بن نعيم، عن حبان، عن عبد الله بن المبارك.
أربعتهم - أبو بكر الحنفي، وسليمان بن بلال، وحاتم بن إسماعيل، وعبد الله بن المبارك - عن معاوية، وهو ابن أبي مزرد مولى بني هاشم. قال: حدثني عمي أبو الحباب سعيد بن يسار، فذكره.
وبلفظ: «أن الرحم شجنة من الرحمن تقول: يرب، إني قطعت. يرب، إني ظلمت. يرب، إني أسيء إلي. يارب. يارب، فيجيبها ربها عز وجل فيقول: أما ترضين أن أصل من وصلك، وأقطع من قطعك» .
أخرجه أحمد (2/295) قال: حدثنا يزيد بن هارون. وفي (2/383 و 406) قال: حدثنا عفان. وفي (2/455) قال: حدثنا محمد بن جعفر. (ح) وحجاج. (ح) وعفان. (ح) وحدثناه أبو الوليد. والبخاري في الأدب المفرد (65) قال: حدثنا حجاج بن منهال.
ستتهم - يزيد، وعفان، ومحمد بن جعفر، وحجاج بن محمد، وأبو الوليد، وحجاج بن منهال - عن شعبة. قال: سمعت محمد بن عبد الجبار. قال: سمعت محمد بن كعب القرظي، فذكره.
وبلفظ: «قال الله عز وجل: أنا الرحمن، وهي الرحم، شققت لها من اسمي. من يصلها أصله، ومن يقطعها أقطعه فأبته.» .
أخرجه أحمد (2/498) قال: حدثنا يزيد. قال: أخبرنا محمد، عن أبي سلمة، فذكره.
وبلفظ: «إن الرحم شجنة من الرحمن. فقال الله: من وصلك وصلته، ومن قطعك قطعته» .
أخرجه البخاري (8/7) قال: حدثنا خالد بن مخلد. قال: حدثنا سليمان. قال: حدثنا عبد الله بن دينار، عن أبي صالح، فذكره.
وبلفظ: «جاء رجل إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله، من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: ثم أمك. قال: ثم من؟ قال: ثم أمك. قال: ثم من؟ قال: ثم أبوك» .
وفي رواية: «قيل يا رسول الله، من أبر؟ قال: أمك» . الحديث.
وفي رواية: «ثم أدناك أدناك» .
أخرجه الحميدي (1118) قال: حدثنا سفيان. قال: حدثنا عمارة بن القعقاع. وأحمد (2/327) قال: حدثنا هاشم. قال: حدثنا محمد، عن عبد الله بن شبرمة. وفي (2/391) قال: حدثنا أسود بن عامر. قال: حدثنا شريك، عن عمارة بن القعقاع. وفي (2/402) قال: حدثنا يعمر بن بشر قال: حدثنا عبد الله. قال: أخبرنا يحيى بن أيوب. والبخاري (8/2) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا جرير، عن عمارة بن القعقاع بن شبرمة. وفي الأدب المفرد (5) قال: حدثنا سليمان بن حرب قال: حدثنا وهيب بن خالد، عن ابن شبرمة. وفي (6) قال: حدثنا بشر بن محمد. قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا يحيى بن أيوب. ومسلم (8/2) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد بن جميل بن طريف الثقفي وزهير ابن حرب. قالا: حدثنا جرير، عن عمارة بن القعقاع. (ح) وحدثنا أبو كريب محمد بن العلاء الهمداني. قال: حدثنا ابن فضيل، عن أبيه، عن عمارة بن القعقاع. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا شريك، عن عمارة وابن شبرمة. (ح) وحدثني محمد بن حاتم. قال: حدثنا شبابة. قال: حدثنا محمد بن طلحة. (ح) وحدثني أحمد بن خراش قال: حدثنا حبان قال: حدثنا وهيب.
كلاهما - عن ابن شبرمة. وابن ماجة (2706) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا شريك، عن عمارة بن القعقاع وابن شبرمة. وفي (3658) قال: حدثنا أبو بكر بن محمد بن ميمون المكي. قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن عمارة بن القعقاع.
ثلاثتهم - عمارة بن القعقاع بن شبرمة، وعبد الله بن شبرمة، ويحيى بن أيوب - عن أبي زرعة بن عمرو ابن جرير، فذكره.(6/487)
4695 - (خ م) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «الرَّحِمُ مُعلَّقة بالعرشِ، تقولُ: من وَصَلَني وَصَلَهُ اللهُ، ومن قطعني قَطَعَهُ الله» . أخرجه البخاري ومسلم (1) .
__________
(1) رواه البخاري 10 / 350 في الأدب، باب من وصلها وصله الله، ومسلم رقم (2555) في البر، باب صلة الرحم وتحريم قطعيتها.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (6/62) قال: حدثنا وكيع. والبخاري (8/7) قال: حدثنا سعيد بن أبي مريم. قال: حدثنا سليمان بن بلال. وفي الأدب المفرد (55) قال: حدثنا إسماعيل. قال: حدثني سليمان. ومسلم (8/7) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب. قالا: حدثنا وكيع.
كلاهما - وكيع، وسليمان بن بلال - عن معاوية بن أبي مزرد، عن يزيد بن رومان، عن عروة بن الزبير، فذكره.(6/488)
4696 - (خ ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَن سَرّه أن يَبْسُط الله له في رزقه، وأن يَنْسَأ له في أَثَره، فلْيَصِلْ رحمه» . أخرجه البخاري.
وعند الترمذي: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «تعلَّموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم، فإن صِلَة الرحم: مَحَبَّة في الأهل، مَثْرَاة في المال، [ص:489] مَنْسَأة في الأثر» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يَنْسأ في أثره) نسأ الله في أجله وأنسأ، أي: أخر، والمَنْسأة: المفعلة منه، والأثر هاهنا: الأجل، وسمي الأجل أثراً، لأنه تابع للحياة وسابقها. قال كعب بن زهير:
والمرء ما عاش ممدود له أمل ... لا تنتهي العين (2) حتى ينتهي الأثر
(مثراة) : مفعلة، من الثراء، وهو كثرة المال.
__________
(1) رواه البخاري 10 / 348 في الأدب، باب من بسط له في الرزق بصلة الرحم، والترمذي رقم (1980) في البر والصلة، باب ما جاء في تعليم النسب.
(2) في اللسان: لا ينتهي العمر.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (8/6) وفي الأدب المفرد (57) قال: حدثني إبراهيم بن المنذر. قال: حدثنا محمد بن معن. قال: حدثني أبي، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، فذكره.
وبلفظ: «تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم، فإن صلة الرحم محبة في الأهل، مثراة في المال، منسأة في الأثر» .
أخرجه أحمد (2/374) قال: حدثنا إبراهيم. والترمذي (1979) قال: حدثنا أحمد بن محمد.
كلاهما - إبراهيم بن إسحاق، وأحمد بن محمد - عن عبد الله بن المبارك، عن عبد الملك بن عيسى الثقفي، عن يزيد مولى المنبعث، فذكره.(6/488)
4697 - (خ م د) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَن سَرَّهُ أن يَبسُطَ اللهُ عليه في رِزْقِهِ، أو يَنْسَأ في أثرِه، فَلْيَصِلْ رحمه» . أخرجه البخاري، ومسلم، وأبو داود (1) .
__________
(1) رواه البخاري 10 / 348 في الأدب، باب من بسط له في الرزق بصلة الرحم، وفي البيوع، باب من أحب البسط في الرزق، ومسلم رقم (2557) في البر والصلة، باب صلة الرحم وتحريم قطيعتها، وأبو داود رقم (1693) في الزكاة، باب في صلة الرحم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (3/247) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا رشدين بن سعد، عن قرة.
2- وأخرجه البخاري (3/37) قال: حدثنا محمد بن أبي يعقوب الكرماني، قال: حدثنا حسان. ومسلم (8/8) قال: حدثني حرملة بن يحيى التجيبي، قال: أخبرنا ابن وهب. وأبو داود (1693) قال: حدثنا أحمد بن صالح، ويعقوب بن كعب، قالا: حدثنا ابن وهب. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (1555) عن أحمد بن يحيى بن الوزير بن سليمان، عن ابن وهب.
كلاهما - حسان، وابن وهب - عن يونس بن يزيد
3- وأخرجه البخاري (8/6) قال: حدثنا يحيى بن بكير. وفي الأدب المفرد (56) قال: حدثنا عبد الله ابن صالح. ومسلم (8/8) قال: حدثني عبد الملك بن شعيب بن الليث، قال: حدثني أبي.
ثلاثتهم - ابن بكير، وعبد الله بن صالح، وشعيب - عن الليث بن سعد، عن عقيل بن خالد.
ثلاثتهم - قرة، ويونس، وعقيل - عن الزهري، فذكره وله متابعة عند أحمد (3/156) قال: حدثنا حسين بن محمد، قال: حدثنا مسلم بن خالد، عن عبد الله بن عبد الرحمن، فذكره. وأخرى عند أحمد (3/229) قال: حدثنا يونس. وفي (3/266) قال:حدثنا أحمد بن عبد الملك الحراني.
كلاهما - يونس، والحراني - عن حزم بن أبي حزم القطعي، عن ميمون بن سياه، فذكره.(6/489)
4698 - (خ م د) جبير بن مطعم - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا يَدْخُلُ الجنةَ قاطِع» .
زاد في رواية: قال سفيان: «يعني: قاطعَ رحم» . أخرجه البخاري، ومسلم، وأبو داود (1) .
__________
(1) رواه البخاري 10 / 347 في الأدب، باب إثم القاطع، ومسلم رقم (2556) في البر والصلة، باب صلة الرحم وتحريم قطيعتها، وأبو داود رقم (1696) في الزكاة، باب صلة الرحم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه الحميدي (557) وأحمد (4/80) ومسلم (8/7) قال: حدثني زهير بن حرب، وابن أبي عمر، وأبو داود (1696) قال: حدثنا مسدد. والترمذي (1909) قال: حدثنا ابن أبي عمر،ونصر بن علي، وسعيد بن عبد الرحمن.
سبعتهم - الحميدي،وأحمد، وزهير، وابن أبي عمر، ومسدد، ونصر بن علي، وسعيد - قالوا: حدثنا سفيان بن عيينة.
2- وأخرجه أحمد (4/83) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا شعبة، قال: أخبرنا سفيان، يعني ابن حسين.
3- وأخرجه أحمد (4/84) . ومسلم (8/8) قال: حدثنا محمد بن رافع، وعبد بن حميد.
ثلاثتهم - أحمد، ومحمد، وعبد - عن عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر.
4- وأخرجه البخاري (8/6) قال: حدثنا يحيى بن بكير. وفي الأدب المفرد (64) قال: حدثنا عبد الله ابن صالح.
كلاهما - يحيى، وعبد الله - قالا: حدثنا الليث، قال: حدثني عقيل.
5- وأخرجه مسلم (8/8) قال: حدثني عبد الله بن محمد بن أسماء الضبعي، قال: حدثنا جويرية، عن مالك.
خمستهم - ابن عيينة، وابن حسين، ومعمر، وعقيل، ومالك - عن الزهري، عن محمد بن جبير، فذكره.(6/489)
4699 - (خ د ت) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما -: قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «ليس الواصلُ بالمكافئ، [ولكن] الواصلُ: مَنْ إِذا قَطَعَتْ رَحِمُهُ وَصَلَهَا» . أخرجه البخاري.
قال سفيان الثوري: رفعه الحسن، وفِطر [بن خليفة] ، ولم يرفعه الأعمش، وأخرجه الترمذي، وأبو داود، قال: «إِذا انقطعَتْ رحمهُ وَصَلها» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(بالمكافئ) كافأت الرجل على صنيعه، أي جازيته.
__________
(1) رواه البخاري 10 / 355 في الأدب، باب ليس الواصل بالمكافئ، وأبو داود رقم (1697) في الزكاة، باب في صلة الرحم، والترمذي رقم (1909) في البر والصلة، باب ما جاء في صلة الرحم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه الحميدي (594) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا بشير بن سلمان أبوإسماعيل، وفطر بن خليفة الحناط، وأحمد (2/163) (6524) قال: حدثنا يعلى، قال: حدثنا فطر. وفي (2/190) (6785) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا سفيان، عن الحسن بن عمرو الفقيمي. وفي (2/193) (6817) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا فطر. (ح) ويزيد بن هارون، قال: أخبرنا فطر. والترمذي (1908) قال: حدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا بشير أبو إسماعيل، وفطر بن خليفة.
ثلاثتهم - بشير، وفطر، والحسن بن عمرو - عن مجاهد، فذكره.
* أخرجه البخاري، (8/7) .وفي الأدب المفرد (68) . وأبو داود (1697) .كلاهما - البخاري، وأبو داود - عن محمد بن كثير، قال: أخبرنا سفيان، عن الأعمش، والحسن بن عمرو، وفطر، عن مجاهد، عن عبد الله بن عمرو. قال سفيان: لم يرفعه الأعمش إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، ورفعه حسن وفطر عن النبي -صلى الله عليه وسلم-.
وبلفظ: «جاء رجل إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: يا رسول الله، إن لي ذوي أرحام، أصل، ويقطعوني، وأعفو ويظلمون، وأحسن ويسيئون، أفأكافئهم؟ قال: لا. إذن تتركون جميعا، ولكن خذ بالفضل، وصلهم، فإنه لن يزال معك ظهير من الله عز وجل ما كنت على ذلك» .
أخرجه أحمد (2/181) (6700) و (2/208) (6942) قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا الحجاج بن أرطاة، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، فذكره.(6/490)
4700 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أن رجلاً قال: «يا رسولَ الله، إِن لي قرابة، أصلِهُم ويقطعونني، وأُحْسِن إِليهم ويُسيئُون إِليَّ، وأحلُم عنهم، ويجهلون عليَّ؟ قال: لئن كنتَ كما قلتَ فكأنما تُسِفُّهُم الملَّ، ولن يزال معك من الله ظهير عليهم ما دُمتَ على ذلك» . أخرجه مسلم (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(تُسِفُّهم المَلَّ) أسَفَّهُم يُسِفُّهم، من السَّفُوف: الدواء، والمَلَّ: الرماد، وقيل: الجمر الذي تستوي فيه الخُبزة، والمعنى: كأنما تلقي وترمي في وجوههم الملّ. [ص:491]
(ظهير) الظهير: المعين والناصر.
__________
(1) رقم (2558) في البر والصلة، باب صلة الرحم وتحريم قطيعتها.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/300) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. وفي (2/412) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم القاص. وفي (2/484) قال: حدثنا عبد الرحمن، عن زهير. والبخاري في الأدب المفرد (52) قال: حدثنا محمد بن عبيد الله. قال: حدثنا ابن أبي حازم. ومسلم (8/8) قال: حدثني محمد بن المثنى ومحمد بن بشار. قالا: حدثنا محمد ابن جعفر. قال: حدثنا شعبة.
أربعتهم - شعبة، وعبد الرحمن القاص، وزهير بن محمد، وابن أبي حازم - عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، فذكره.(6/490)
4701 - (خ م) عمرو بن العاص - رضي الله عنه -: قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول جهاراً غير سِرّ: «إِن آل أبي ليسوا بأوليائي، إِنما وَلِيِّيَ اللهُ وصالحُ المؤمنين» .
وفي رواية: «إِن آل أبي فلان» .
قال البخاري: زاد عَنْبسةُ بنُ عبد الواحد عن بيان [بن بشر الأحمسي البَجَلي] : «ولكن لها رحم أبُلُّهَا بِبلالها» . أخرجه البخاري ومسلم (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ببلالها) رأوا بعض الأشياء تتصل وتختلط بالنداوة، ويحصل بينهما التجافي والتفريق باليُبْس، استعاروا البَلَّ لمعنى الوصل، واليُبْس لمعنى القطيعة، والبلال: كل ما يُبَلُّ به الحلق من ماء أو لبن أو غيره، المعنى: صِلُوا أرحامكم بصلتها، ونَدُّوها بما يَبُلُّها، وقيل: البلال: جمع بلل.
__________
(1) رواه البخاري 10 / 351 - 354 في الأدب، باب تبل الرحم ببلالها، ومسلم رقم (215) في الإيمان، باب موالاة المؤمنين ومقاطعة غيرهم والبراءة منهم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (4/203) . والبخاري (8/7) قال: حدثنا عمرو بن عباس. ومسلم (1/136) قال: حدثني أحمد بن حنبل.
كلاهما - أحمد، وعمرو - قالا: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، فذكره.(6/491)
4702 - (م) أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «إِنَّكم ستَفْتَحُون أرضاً يُذْكَرُ فيها القيراطُ» . [ص:492]
وفي أخرى: « [إِنَّكم] سَتَفْتَحُون مِصْرَ، وهي أَرَض يُذْكَرُ فيها القِيرَاطُ، فاسْتَوْصُوا بأهلها خيراً، فإن لهم ذِمَّة ورَحِماً» .
وفي أخرى: «فإن فَتَحْتُموها، فَأَحْسِنُوا إِلى أَهلها، فإن لهم ذِمَّة، وَرَحِماً - أو قال: ذِمَّة وصِهْراً - فإِذا رأَيتَ رجلين يختصمان فيها في موضع لَبنَة، فاخرج منها، قال: فمرَّ بربيعةَ وعبدِ الرحمنِ ابني شُرحبيلَ يَتنازعان في موضعِ لَبنَة، فخرج منها» .
وفي أخرى: «فرأيتُ، فخرجتُ» . أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (2543) في فضائل الصحابة، باب وصية النبي صلى الله عليه وسلم بأهل مصر.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (5/173) . ومسلم (7/190) قال: حدثني زهير بن حرب وعبيد الله بن سعيد. ثلاثتهم - أحمد بن حنبل، وزهير، وعبيد الله - قالوا: حدثنا وهب بن جرير. قال: حدثنا أبي قال: سمعت حرملة المصري، يحدث عن عبد الرحمن بن شماسة، عن أبي بصرة، فذكره.
* وأخرجه أحمد (5/174) قال: حدثنا هارون. ومسلم (7/190) قال: حدثني أبو الطاهر (ح) وحدثني هارون بن سعيد الأيلي.
كلاهما - هارون، وأبو الطاهر بن السرح - عن ابن وهب. قال: حدثني حرملة، وهو ابن عمران التجيبي، عن عبد الرحمن بن شماسة المهري، قال: سمعت أبا ذر، فذكره. ليس فيه أبو بصرة.(6/491)
4703 - (خ م د) ميمونة - رضي الله عنها -: «أَعتقَت وَلِيدَة، ولم تستأْذن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-، فلما كان يومُها الذي يدور عليها فيه قالتْ: أَشَعَرْتَ يا رسول الله: أَني أَعْتَقْتُ ولِيدَتي؟ قال: أَوَ فَعلتِ؟ قالتْ: نعم، قال: أَمَا إِنَّكَ لو أَعطيتِها أخوالَكِ كان أعظمَ لأجرِكِ» . أخرجه البخاري، ومسلم، وأبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(وَلِيدتَي) الوليدة: الأمة، والجمع: الولائد.
__________
(1) رواه البخاري 5 / 161 في الهبة، باب هبة المرأة لغير زوجها وعتقها، ومسلم رقم (999) في الزكاة، باب فضل النفقة والصدقة على الأقربين والزوج والأولاد ... ، وأبو داود رقم (1690) في الزكاة، باب في صلة الرحم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (6/332) قال: حدثنا حسن بن موسى. قال: حدثنا ابن لهيعة. والبخاري (3/207) قال: حدثنا يحيى بن بكير، عن الليث، عن يزيد. ومسلم (3/79) قال: حدثني هارون بن سعيد الأيلي. قال: حدثنا ابن وهب. قال: أخبرني عمرو،والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف. (12/18078) عن أحمد بن يحيى بن الوزير، عن ابن وهب، عن عمرو بن الحارث وذكر آخر قبله.
ثلاثتهم - ابن لهيعة، ويزيد بن أبي حبيب، وعمرو بن الحارث - عن بكير بن عبد الله بن الأشج، عن كريب مولى ابن عباس، فذكره.
وعن سليمان بن يسار، عن ميمونة زوج النبي -صلى الله عليه وسلم-، قالت: أعتقت جارية لي، فدخل علي النبي -صلى الله عليه وسلم- فأخبرته بعتقها، فقال: «آجرك الله. أما إنك لو كنت أعطيتها أخوالك كان أعظم لأجرك» .
أخرجه أحمد (6/332) قال: حدثنا يعلى. وعبد بن حميد (1548) قال: حدثنا يعلى بن محمد. وأبو داود (1690) قال: حدثنا هناد بن السري، عن عبدة. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (12/18058) عن هناد بن السري، عن عبدة بن سليمان.
كلاهما - يعلى، وعبدة - عن محمد بن إسحاق، عن بكير بن عبد الله بن الأشج، عن سليمان بن يسار، فذكره.
وعن عطاء بن يسار، عن الهلالية التي كانت عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؛ «أنها كانت لها جارية سوداء. فقالت: يا رسول الله، إني أردت أن أعتق هذه. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أفلا تفدين بها بنت أخيك، أو بنت أختك من رعاية الغنم؟» .
أخرجه النسائي في الكبرى (الورقة 46-ب) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، عن حديث عبد العزيز، عن شريك، عن عطاء بن يسار، فذكره.
وعن عبيد الله بن عبد الله، عن ميمونة، «أنها سألت النبي -صلى الله عليه وسلم- خادما، فأعطاها، فأعتقتها، فقال: أما إنك لو أعطيتها أخوالك كان أعظم لأجرك» .
أخرجه ابن خزيمة (2434) قال حدثنا الربيع بن سليمان المرادي بخبر غريب. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (12/18074) عن محمد بن عبد الرحيم البرقي.
كلاهما - الربيع بن سليمان، ومحمد بن عبد الرحيم - عن أسد بن موسى، عن محمد بن خازم، هو أبو معاوية، عن محمد بن إسحاق، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، فذكره.
* قال النسائي: هذا الحديث خطأ، لا نعلمه من حديث الزهري.(6/492)
4704 - (ت س) سلمان بن عامر - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «الصَّدَقَةُ على المسكين صَدَقَة، وعلي ذي الرَّحِمِ ثِنْتَانِ: صَدَقَة، وَصِلَة» . أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 5 / 92 في الزكاة، باب الصدقة على الأقارب، ورواه أيضاً الترمذي رقم (658) في الزكاة، باب ما جاء في الصدقة على ذي القرابة، وابن ماجة رقم (1844) في الزكاة، باب فضل الصدقة، وقال الترمذي: هذا حديث حسن، وهو كما قال، وفي الباب عن زينب امرأة عبد الله بن مسعود، وجابر، وأبي هريرة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الحميدي (823/3) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا عاصم الأحول. وأحمد (4/17) قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن عاصم. وفيه (4/17) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا ابن عون. وفي (4/18) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا هشام. وفي (4/18) قال: حدثنا محمد بن أبي عدي، عن ابن عون والدارمي (1687) قال: أخبرنا أبو حاتم البصري، قال: حدثنا ابن عون. وفي (1688) قال: أخبرنا محمد بن يوسف، عن ابن عيينة، قال: وسمعته من الثوري، عن عاصم، وابن ماجة (1844) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وعلي بن محمد، قالا: حدثنا وكيع، عن ابن عون. والترمذي (658) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن عاصم الأحول، والنسائي (5/92) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا خالد، قال: حدثنا ابن عون. وابن خزيمة (2067) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء، قال: حدثنا سفيان، عن عاصم. وفي (2385) قال: حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني، قال: حدثنا بشر يعني ابن المفضل، قال: حدثنا ابن عون. (ح) وحدثنا علي بن خشرم، قال: أخبرنا عيسى، عن ابن عون. (ح) وحدثنا يحيى بن حكيم، قال: حدثنا معاذ بن معاذ، عن ابن عون. (ح) وحدثنا علي بن خشرم، قال: أخبرنا سفيان بن عيينة، عن عاصم. (ح) وحدثنا ابن خشرم، قال: أخبرنا وكيع، قال: حدثنا سفيان، عن عاصم.
ثلاثتهم - عاصم الأحول، وابن عون، وهشام بن حسان - عن حفصة بنت سيرين، عن الرباب أم الرائح، فذكرته.
* وأخرجه أحمد (4/18) قال: حدثنا يزيد بن هارون. وفي (4/18) قال: حدثنا يحيى بن سعيد.
كلاهما - يزيد، ويحيى - عن هشام، قال: حدثتني حفصة، عن سلمان بن عامر، فذكر الحديث ليس فيه الرباب أم الرائح.
وقال الترمذي: حديث سلمان بن عامر حديث حسن.(6/493)
الكتاب السابع: في الصحبة، وفيه ثمانية عشر فصلاً
الفصل الأول: في صحبة الأهل والأقارب، وفيه ثلاثة فروع
الفرع الأول: في حق الرجل على الزوجة
4705 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «لو كنتُ آمِراً أحدا أن يسجدَ لأحد لأمرتُ الزوجةَ أن تَسجدَ لزوجها» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (1159) في الرضاع، باب ما جاء في حق الزوج على المرأة، وهو حديث صحيح، له شواهد بمعناه، قال الترمذي: وفي الباب عن معاذ بن جبل، وسراقة بن مالك بن جعشم، وعائشة، وابن عباس، وعبد الله بن أبي أوفى، وطلحة بن علي، وأم سلمة، وأنس، وابن عمر.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (1159) قال: حدثنا محمود بن غيلان قال: حدثنا النضر بن شميل، قال: أخبرنا محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، فذكره.
وقال الترمذي: حديث أبي هريرة حديث حسن غريب من هذا الوجه من حديث محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة.(6/494)
4706 - (د) قيس بن سعد - رضي الله عنه -: قال: أتيتُ الحِيْرةَ فرأيتُهم يسجدون لِمَرْزُبان لهم، فقلتُ: رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أحقُّ أن يُسْجَد له، فأتيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقلتُ: إِني أتيتُ الحِيرَةَ، فرأيتُهم يسجدون [ص:495] لمِرزُبان لهم، فأنتَ أحقُّ أن يُسْجَدَ لك، فقال لي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «أرأَيتَ لو مررتَ بقبري أكنتَ تَسْجُدُ له؟» فقلتُ: لا، فقال: «لا تفعلوا، لو كنتُ آمِراً أحداً أَن يسجدَ لأحد لأمرتُ النساء أن يَسْجُدْنَ لأزواجهنّ، لما جعل الله لهم عليهنَّ من حقّ» . أخرجه أبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(مَرْزُبان) بضم الزاي، واحد مَرَازِبَة الفُرْس، معرَّب (2) ، وهو الفارس الشجاع المقدم على القوم دون الملك.
__________
(1) رقم (2140) في النكاح، باب في حق الزوج على المرأة، وفي سنده شريك القاضي، وهو صدوق يخطئ كثيراً، تغير حفظه منذ ولي القضاء، ولكن يشهد له الأحاديث التي قبله، فهو حديث حسن.
(2) في " المعرب " للجواليقي: وتفسيره بالعربية: حافظ الحد.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الدارمي (1471) وأبو داود (2140) قال الدارمي: أخبرنا. وقال أبو داود: حدثنا عمرو بن عون، قال: أخبرنا إسحاق بن يوسف، عن شريك، عن حصين، عن الشعبي، فذكره.(6/494)
4707 - (ت) أم سلمة - رضي الله عنها -: قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «أيُّما امرأة ماتتْ وزوجُها راضٍ عنها، دخلتِ الجنةَ» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (1161) في الرضاع، باب ما جاء في حق الزوج على المرأة من حديث مساور الحميري عن أبيه عن أم سلمة، ومساور الحميري مجهول، ولكن للحديث شواهد بمعناه يقوى بها، فهو حديث حسن، وقد حسنه الترمذي وغيره.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه عبد حميد (1941) قال: حدثني يحيى بن عبد الحميد. وابن ماجة (1854) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. والترمذي (1161) قال: حدثنا واصل بن عبد الأعلى.
ثلاثتهم - يحيى بن عبد الحميد، وأبو بكر بن أبي شيبة، وواصل بن عبد الأعلى - قالوا: حدثنا محمد ابن فضيل، عن أبي نصر عبد الله بن عبد الرحمن، عن مساور الحميري، عن أمه، فذكرته.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب.(6/495)
4708 - (خ م د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «إِذا دعا الرَّجُلُ امرأَتَهُ إِلى فِرَاشِهِ، فَأَبَتْ أن تجيءَ فباتَ غضبانَ لعنتْها الملائكةُ حتى تُصْبِحَ» . [ص:496]
وفي رواية: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «والذي نفسي بيده، مَا مِنْ رَجُل يدعو امرأَتَهُ إِلى فِرَاشِهِ فتأبى عليه إِلا كان الذي في السماء ساخطاً عليها حتى يرضى عنها» .
وفي أخرى قال: «إِذا باتَتِ المرأةُ مُهاجِرَة فراش زوجها لعنتْها الملائكةُ حتى تصبحَ» . وفي أخرى: «حتى تَرْجِعَ» . أخرجه البخاري ومسلم.
وأخرج أبو داود الأولى (1) .
__________
(1) رواه البخاري 9 / 258 في النكاح، باب إذا باتت المرأة مهاجرة فراش زوجها، وفي بدء الخلق، باب ذكر الملائكة، ومسلم رقم (1436) في النكاح، باب تحريم امتناعها من فراش زوجها، وأبو داود رقم (2141) في النكاح، باب حق الزوج على المرأة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/439) قال: حدثنا ابن نمير. قال: حدثنا الأعمش. وفي (2/439، و 480) قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا الأعمش. والبخاري (4/140) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا أبو عوانة، عن الأعمش. وفي (7/39) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا ابن أبي عدي، عن شعبة، عن سليمان. ومسلم (4/157) قال: حدثنا ابن أبي عمر. قال: حدثنا مروان، عن يزيد، يعني ابن كيسان. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب. قالا: حدثنا أبو معاوية. (ح) وحدثني أبو سعيد الأشج. قال: حدثنا وكيع. (ح) وحدثني زهير بن حرب. قال: حدثنا جرير كلهم عن الأعمش. وأبو داود (2141) قال: حدثنا محمد بن عمرو الرازي. قال: حدثنا جرير، عن الأعمش. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (10/13404) عن محمد بن العلاء، عن أبي معاوية، عن الأعمش كلاهما - الأعمش، ويزيد بن كيسان - عن أبي حازم، فذكره.
* رواية يزيد بن كيسان: «والذي نفسي بيده ما من رجل يدعو امرأته إلى فراشها فتأبى عليه إلا كان الذي في السماء ساخطا عليها حتى يرضى عنها» .(6/495)
4709 - (ت) طلق بن علي - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «إِذا دعا الرجل زوجته لحاجته فَلْتَأْتِه، وإن كانت على التَّنُّور» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (1160) في الرضاع، باب ما جاء في حق الزوج على المرأة، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/22) قال: حدثنا موسى بن داود، قال: حدثنا محمد بن جابر. وأخرجه أحمد أيضا قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا أيوب بن عتبة. وقال أيضا: حدثنا أبو النضير، قال: حدثنا أيوب بن عتبة. والترمذي (1160) قال: حدثنا هناد، قال: حدثنا ملازم بن عمرو، قال: حدثني عبد الله ابن بدر. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (5026) عن هناد، عن ملازم، عن عبد الله بن بدر.
ثلاثتهم - ابن جابر، وأيوب، وعبد الله - عن قيس بن طلق، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب.(6/496)
4710 - (ت) معاذ بن جبل - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تُؤذي امرأَة زوجَها في الدنيا إِلا قالت زوجتُهُ من الحور العين: لا تؤذيه، قاتلكِ اللهُ، فإنما هو دَخِيل عندك، يوشِكُ أن يفارِقَكِ إِلينا» . أخرجه الترمذي (1) . [ص:497]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(دَخِيل) الدَّخِيل: الضيف والنزيل.
(يُوشِك) الإيشاك: الإسراع.
__________
(1) رقم (1174) في الرضاع، باب رقم (19) ، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (5/242) قال: حدثنا إبراهيم بن مهدي. وابن ماجة (2014) قال: حدثنا عبد الوهاب بن الضحاك. والترمذي (1174) قال: حدثنا الحسن بن عرفة.
ثلاثتهم - إبراهيم بن مهدي، وعبد الوهاب بن الضحاك، والحسن بن عرفة - قالوا: حدثنا إسماعيل بن عياش، عن بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن كثير بن مرة، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه، ورواية إسماعيل بن عياش عن الشاميين أصح، وله عن أهل الحجاز وأهل العراق، مناكير.(6/496)
4711 - (د) النعمان بن بشير - رضي الله عنهما -: قال: «استأْذَن أبو بكر على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فسمعَ صوتَ عائشةَ عالياً، فأذن له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، فلما دخلَ قال لعائشةَ: لا أسمعُكِ ترفعين صوتكِ (1) على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-؟ ورفع يده ليَلْطِمَها، فحجزه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، وخرج أبو بكر مُغَضَباً، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: كيف رأيتِني أنقذتُكِ من الرجل؟ فمكثَ أبو بكر أياماً، ثم استأْذن، فوجدهما قد اصطلحا، فقال: أدْخِلاني في سِلْمِكما كما أدخلتماني في حَرْبِكما، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: قد فَعَلنَا، [قد فعلنا] » . أخرجه أبو داود (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(حَجَزه) حجزته عن كذا، أي: حُلْتُ بينه وبينه، ومنعتُه عنه.
(أنقذتك) الإنقاذ: التخليص.
(سِلْمكما) السِّلْم: الصلح، وهو ضد الحرب.
__________
(1) في نسخ أبي داود المطبوعة: ألا أراكِ ترفعين صوتك.
(2) رقم (4999) في الأدب، باب ما جاء في المزاح، من حديث يونس بن أبي إسحاق عن أبي إسحاق السبيعي عن العيزار بن حريث عن النعمان رضي الله عنه، وإسناده حسن. قال المنذري في " مختصر سنن أبي داود " رقم (4834) ، ورواه النسائي، وليس فيه ذكر أبي إسحاق السبيعي.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/271) قال: حدثنا وكيع، عن إسرائيل. وأبو داود (4999) قال: حدثنا يحيى بن معين، قال: حدثنا حجاج بن محمد، قال: حدثنا يونس بن أبي إسحاق.
كلاهما - إسرائيل، ويونس - عن أبي إسحاق، عن العيزار بن حريث، فذكره.
* أخرجه أحمد (4/275) قال: حدثنا أبو نعيم،والنسائي في الكبرى الورقة (123- ب) قال: أخبرني عبدة بن عبد الرحيم المروزي، قال: حدثنا عمرو بن محمد، يعني العنقزي.
كلاهما - أبو نعيم، وعمرو بن محمد - عن يونس بن أبي إسحاق، عن العيزار بن حريث، فذكره. ليس فيه أبو إسحاق.(6/497)
4712 - (س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قيل لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-: «أيُّ النساءِ خَيْر؟ قال: التي تَسُرُّه إِذا نَظَرَ، وتطيعُه إِذا أَمَرَ، ولا تخالِفُهُ في نفسها، ولا مالها بما يَكرهُ» . أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 6 / 68 في النكاح، باب أي النساء خير، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 2 / 251، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/251، و432) قال: حدثنا يحيى، والنسائي (6/68) قال: أخبرنا قتيبة. قال: حدثنا الليث. وفي الكبرى تحفة الأشراف. (9/13058) عن عمرو بن علي، عن يحيى بن سعيد.
كلاهما - يحيى، والليث بن سعد - عن ابن عجلان، عن سعيد المقبري فذكره. وبنحوه أخرجه أحمد (2/438) قال: حدثنا يحيى، عن ابن عباس، قال: سمعت أبي، فذكره.(6/498)
4713 - (د) عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا يُسَألُ الرجلُ فيما ضربَ امرأَتَهُ؟» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) كذا في الأصل: أخرجه أبو داود، وفي المطبوع، أخرجه أبو داود والنسائي، وهو عند أبي داود رقم (2147) في النكاح، باب في ضرب النساء، ولم نجده في النسائي، ولعله في " الكبرى "، وقد رواه أحمد في " المسند " رقم (122) ، وفي سنده داود بن يزيد الأودي، ضعيف، وعبد الرحمن المسلي، وهو شبه المجهول، ومع ذلك فقد صححه الحاكم، ووافقه الذهبي.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود في النكاح (43:3) عن زهير بن حرب، عن ابن مهدي، عن أبي عوانة، عن داود بن عبد الله الأودي، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، والنسائي في عشرة النساء، الكبرى (61:6) عن إسحاق بن منصور وعمرو بن علي.
كلاهما عن ابن مهدي. وابن ماجة في النكاح (51:5) عن محمد بن خالد بن خراش، عن ابن مهدي، و (51:4) عن محمد بن يحيى والحسن بن مدرك الطحان.
كلاهما - عن يحيى بن حماد، عن أبي عوانة.
كلهم عن الأشعث بن قيس أبو محمد الكندي، فذكره. تحفة الأشراف (8/11) .(6/498)
4714 - (د) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه -: قال: «جاءتِ امرأة إِلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، ونحن عندَه، فقالت: زوجي صَفَوانُ بنُ المعطِّل [السُّلَمي] يضربُني إِذا صليتُ، ويُفَطِّرُني إِذا صُمْتُ، ولا يصلِّي [صلاةَ] الفجر حتى تطلعَ الشمسُ، قال: وصفوان عنده، قال: فسأله عما قالت؟ فقال: يا رسولَ الله، أَما قولها: يضربني إِذا صلَّيتُ، فإنها تقرأ بسورتين، وقد نهيتُها، قال: فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: لو كانت سورة واحدة لكفَتِ الناس، قال: وأما قولها: يُفطِّرني إِذا صمتُ، فإِنها تنطلق فتصوم، وأنا رجل شاب، فلا أصبر، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-[يومئذ] : لا تصومُ امرأَة إِلا بإِذن زوجها، [ص:499] وأَما قولها: إِني لا أُصلِّي حتى تطلع الشمس، فإِنَّا أهلُ بيت قد عُرِف لنا ذاك، لا نكاد نستيقظ حتى تطلعَ الشمسُ، قال: فإذا استيقظتَ يا صفوانُ فَصَلِّ» . أَخرجه أَبو داود (1) .
__________
(1) رقم (2459) في الصوم، باب المرأة تصوم بغير إذن زوجها، من حديث الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد، وقال أبو داود في آخره: رواه حماد - يعني ابن سلمة - عن حميد أو ثابت عن أبي المتوكل. أقول: وإسناده حسن، قال أبو بكر البزار: هذا الحديث كلامه منكر عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقال: ولو ثبت احتمل إنما يكون إنما أمرها بذلك استحباباً، وكان صفوان من خيار أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما أتى فكرة هذا الحديث، أن الأعمش لم يقل: حدثنا أبو صالح، فأحسب أنه أخذه عن غير ثقة، وأمسك عن ذكر الرجل، فصار الحديث ظاهر إسناده حسن، وكلامه منكر، لما فيه، ورسول الله صلى الله عليه وسلم كان يمدح هذا الرجل ويذكره بخير، وليس للحديث عندي أصل، وقال في " عون المعبود ": والحاصل أن أبا صالح ليس بمتفرد بهذه الرواية عن أبي سعيد، بل تابعه أبو المتوكل عنه، ثم الأعمش ليس بمتفرد أيضاً، بل تابعه حميد أو ثابت، وكذا جرير ليس بمتفرد، بل تابعه حماد ابن سلمة، وفي هذا كله رد على الإمام أبي بكر البزار.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/80) قال: حدثنا عثمان - قال عبد الله بن أحمد: وسمعته أنا من عثمان - قال: حدثنا جرير. وفي (3/84) قال: حدثنا أسود بن عامر، قال: حدثنا أبو بكر. والدارمي (1726) قال: أخبرنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا شريك. وأبو داود (2459) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا جرير. وابن ماجة (1762) قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا يحيى ابن حماد، قال: حدثنا أبو عوانة.
أربعتهم - جرير، وأبو بكر بن عياش، وشريك، وأبو عوانة - عن الأعمش، عن أبي صالح، فذكره.
* رواية شريك، وأبي عوانة مختصرة على «نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- النساء أن يصمن إلا بإذن أزواجهن» .(6/498)
4715 - (خ م) أسماء بنت أبي بكر - رضي الله عنهما -: قالت: «تزوَّجني الزُّبَيْرُ، وماله في الأرض من مال ولا مملوك، ولا شيء غيرَ فَرَسه، - وفي رواية: غير ناضح، وغير فرسه - قالت: فكنتُ أعلفُ فَرَسَهُ وأكفِيه مُؤونَتَه وأسُوسُه، وأدُقُّ النَّوى لناضحه، فأعلفه، وأَسْتقي الماءَ، وأخْرِزُ غَرْبَه، وأَعجِنُ، ولم أكن أُحْسِنُ أخبزُ، فكان تخبِزُ لي جارات من الأَنصار، وكنَّ نسوةَ صِدْق، قالتْ: وكنتُ أنقُلُ النَّوى من أرض الزبير التي أقْطَعَهُ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- على رأسي، وهي على ثُلَثي فَرْسَخ، [ص:500] قالت: فجئتُ يوماً والنَّوَى على رأسي، فلقيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- ومعه نفر من أصحابه - وفي رواية: من الأَنصار - فدعاني، وقال: إِخْ، إِخْ، ليحملني خلفَه، قالت: فاستحييتُ وذكرتُ غَيْرَتك - وفي رواية: فاستحييْتُ أَن أسيرَ مع الرجال، وذكرتُ الزُّبيرَ وغيرَتَهُ، وكان أغْيَرَ الناس - فعرَف رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أني قد استحييتُ، فمضى، فجئتُ الزُّبَيْرَ، فقلتُ: لَقِيَني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- وعلى رأسي النوى، ومعه نفر من أصحابه، فأَناخ لأركبَ فاستحييتُ منه، وعرفتُ غَيْرَتَكَ، فقال: والله لَحَملكِ النَّوى على رأْسكِ أشدُّ عليَّ من ركوبك معه، قالت: حتى أرسل إِليَّ أبو بكر بعد ذلك بخادم، فكَفتْني سياسة الفرَس، فكأنما أعتقني» .
وفي رواية: «أعتقني» . أَخرجه البخاري ومسلم.
ولمسلم قالت: «كنتُ أخدُمُ الزُّبيرَ خدمةَ البيت، وكان له فرس، وكنتُ أسُوسُه، فلم يكن من الخدمة شيء أشدُّ عليَّ من سياسة الفرَس، كنتُ أحْتَشُّ له، وأَقومُ عليه، وأسُوسُه، قالت: ثم إِنها أصابت خادماً، جاء للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم- سَبْي، فأَعطاها خادماً، قالت: كفتني سياسةَ الفرس، فألقت عَنِّي مُؤونَتَهُ، فجاءني رجل، فقال: يا أمَّ عبدِ الله إِني رجل فقير، أردتُ أن أبيعَ في ظِلِّ داركِ، قالت: إِني إِنْ رخَّصتُ لكَ أَبَى ذلك الزبيرُ، فتعال فاطلبْ إِليَّ والزُّبَيرُ شاهد، فجاء فقال: يا أمَّ عبد الله، إِني رجل فقير، أردتُ أن أبيعَ في ظلِّ [ص:501] داركِ، فقالت: مالك بالمدينة إِلا ظِلُّ داري؟ فقال لها الزبيرُ: مالكِ أن تمنعي رجلاً فقيراً؟ فكان يبيعُ إِلى أن كسب، فبعتُه الجارية، فدخل عليَّ الزبيرُ، وثمنُها في حِجْري، فقال: هِبِيها لي، فقلتُ: إِني قد تصدَّقْتُ بها» .
قال البخاري: عن عروة «إِنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- أقطعَ الزبيرَ أرضاً من أموالِ بني النَّضيرِ» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(نَاضِح) الناضح: البعير يُستقى عليه الماء.
(غَرْبَه) الغَرْب: الدلو، يعني أنها كانت تَخْرِز له دلوه وراويته.
__________
(1) رواه البخاري 9 / 280 و 281 في النكاح، باب الغيرة، وفي الجهاد، باب ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يعطي المؤلفة قلوبهم وغيرهم من الخمس ونحه، ومسلم رقم (2182) في السلام، باب جواز إرداف المرأة الأجنبية إذا أعيت في الطريق.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (6/347) والبخاري (4/115) و (7/45) قال: حدثنا محمود بن غيلان. ومسلم (7/11) قال: حدثنا محمد بن العلاء، أبو كريب الهمداني. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (11/15725) عن محمد بن عبد الله بن المبارك المخرمي.
أربعتهم - أحمد بن حنبل، ومحمود بن غيلان، وأبو كريب، ومحمد بن عبد الله المخرمي - عن أبي أسامة. قال: حدثنا هشام بن عروة. قال: أخبرني أبي، فذكره.(6/499)
4716 - (خ م د ت) أبو الورد بن ثمامة: قال: قال علي لابن أعْبُد: «أَلا أُحدِّثُكَ عنِّي وعن فاطمةَ بنت رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، وكانت من أحبِّ أهله إِليه، وكانت عندي؟ قلتُ: بلى، قال: إِنها جَرَّتْ بالرَّحا، حتى أَثَّرت في يدها، واستقتْ بالقِرْبة حتى أَثَّرَت في نَحْرِها، وَكَنَسَتِ البيتَ حتى اغبرَّت ثيابُها، فأتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- خَدَم، فقلتُ: لو أتيتِ أباكِ فسألتِه خادماً؟ فأتته فوجدتْ عندهُ حُدَّاثاً، فرجعت، فأتاها من الغَدِ، فقال: [ص:502] ما كان حاجتُكِ؟ فسكتت، فقلتُ: أنّا أُحَدِّثُكَ يا رسولَ الله: جَرَّت بالرَّحا حتى أَثَّرَتْ في يَدِها، وحَمَلَت بالقِربة حتى أَثَّرتْ في نَحرها، فلمَّا أن جاءَ الخَدمُ، أمرتُها أن تأْتِيَكَ، فتَستَخْدِمَكَ خادماً، يَقيها حَرَّ ما هي فيهِ، قال: اتَّقي الله يا فاطمةُ، وأَدِّي فريضةَ ربِّكِ، واعملي عَمَلَ أهلِكِ، وإذا أَخَذْتِ مَضجعكِ فَسَبِّحي ثلاثاً وثلاثين، واحمَدي ثلاثاً وثلاثين، وكَبِّري أربعاً وثلاثين، فتلك مائة، فهي خَير لَكِ من خادم، قالت: رَضِيتُ عن الله وعن رسوله» .
زاد في رواية: «ولَم يُخْدِمها» . أخرجه أبو داود.
وقد أخرج ذلك البخاري ومسلم، والترمذي من رواية أخرى نحوه بمعناه.
والحديث باختلاف طُرُقِهِ مَذكور في «أدعية النوم والانتباه» من «كتاب الدعاء» من حرف الدال (1) .
__________
(1) رواه البخاري 7 / 59 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب مناقب علي بن أبي طالب، وفي الجهاد، باب الدليل على أن الخمس لنوائب رسول الله صلى الله عليه وسلم والمساكين، وفي النفقات، باب عمل المرأة في بيت زوجها، وباب خادم المرأة، وفي الدعوات، باب التكبير والتسبيح عند المنام، ومسلم رقم (2727) في الذكر والدعاء، باب التسبيح أول النهار وعند النوم، والترمذي رقم (3405) في الدعوات، باب ما جاء في التسبيح والتكبير والتحميد عند المنام، وأبو داود رقم (2988) و (2989) في الخراج والإمارة، باب بيان مواضع قسم الخمس، ورقم (5062) و (5063) في الأدب، باب التسبيح عند النوم، وقد تقدم الحديث وتخريجه وذكر فوائد في أدعية النوم برقم (2240) فليراجع.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: تقدم(6/501)
الفرع الثاني: في حق المرأة على الزوج
4717 - (خ م ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «اسْتَوْصُوا بالنساء [خيراً] ، فإن المرأةَ خُلقت من ضِلَع، وإن أعوجَ ما في الضِّلَع أعلاه، فإِن ذهبتَ تُقيمُهُ كسرتَهُ، وإِن تركتَهُ لم يزلْ أعوجَ، فاستوصوا بالنساء» .
وأول حديث البخاري: «من كان يؤمنُ بالله واليوم الآخر فلا يؤذِ جارَه، واستوصوا بالنساء خيراً، فإِنّهنَّ خُلِقْنَ من ضِلَع ... » وذكر نحوه.
وفي رواية لمسلم في أَوله: «مَن كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فَإِذا شهدَ أَمراً فَلْيَتَكَلَّمْ بخير أو ليسكُتْ، واستوصوا بالنساءِ ... » الحديث.
وللبخاري: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «المرأةُ كالضِّلَعِ، إِن أقمتَها كسرتَها، وإِن استمتعتَ بها استمتعتَ بها وفيها عِوَج» . ولمسلم نحوه.
وله في أُخرى: «إِن المرأةَ خُلِقَتْ من ضِلَع، ولن تستقيمَ على طريقة، فَإِن استمتعتَ بها استمتعتَ بها وبها عِوَج، وإِن ذهبتَ تُقيمُها كسرتَها، وكسرُها طلاقُها» . وأخرج الترمذي رواية البخاري المفردة (1) . [ص:504]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(استمتعت بها) الاستمتاع بالمرأة: الانتفاع بها وبوطئها.
__________
(1) رواه البخاري 9 / 218 في النكاح، باب المداراة مع النساء، وفي الأنبياء، باب خلق آدم صلوات الله عليه وذريته، وفي الأدب، باب من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره، وباب إكرام الضيف وخدمته إياه بنفسه، وفي الرقاق، باب حفظ اللسان، ومسلم رقم (1468) في الرضاع، باب الوصية بالنساء، والترمذي رقم (1188) في الطلاق، باب ما جاء في مداراة النساء.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (4/161) قال: حدثنا أبو كريب وموسى بن حزام. وفي (7/34) قال: حدثنا إسحاق بن نصر. ومسلم (4/178) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (10/13434) عن القاسم بن زكريا.
خمستهم - أبو كريب، وموسى، وإسحاق، وأبو بكر، والقاسم - عن حسين بن علي الجعفي، عن زائدة، عن ميسرة الأشجعي، عن أبي حازم، فذكره.
-صلى الله عليه وسلم- وبلفظ: «إن المرأة كالضلع، إذا ذهبت تقيمها كسرتها، وإن تركتها استمعت بها وفيها عوج» .
أخرجه مسلم (4/178) قال: حدثني حرملة بن يحيى. قال: أخبرنا ابن وهب. قال: أخبرني يونس (ح) وحدثنيه زهير بن حرب وعبد بن حميد.
كلاهما عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد، عن ابن أخي الزهري. والترمذي (1188) قال: حدثنا عبد الله بن أبي زياد. قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد. قال: حدثنا ابن أخي ابن شهاب.
كلاهما - يونس، وابن أخي الزهري - عن ابن شهاب الزهري، عن سعيد بن المسيب، فذكره.
والرواية الأخيرة: أخرجها الحميدي (1168) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (2/449) قال: حدثنا يزيد. قال: أخبرنا محمد بن إسحاق. وفي (2/497) قال: حدثنا عبد الملك بن عبد الرحمن الذماري. قال: أخبرنا سفيان الثوري. وفي (2/530) قال: حدثنا علي بن حفص. قال: حدثنا ورقاء. والدارمي (2228) قال: أخبرنا خالد بن مخلد. قال: حدثنا مالك. والبخاري (7/33) قال: حدثنا عبد العزيز ابن عبد الله. قال: حدثني مالك. ومسلم (4/178) قال: حدثنا عمرو الناقد وابن أبي عمر. قالا: حدثنا سفيان.
خمستهم - سفيان بن عيينة، ومحمد بن إسحاق، وسفيان الثوري، وورقاء، ومالك - عن أبي الزناد، عن الأعرج، فذكره.
* أثبتنا رواية سفيان عند مسلم.
وبلفظ: «المرأة كالضلع، فإن تحرص على إقامته تكسره، وإن تتركه تستمتع به وفيه عوج» .
أخرجه أحمد (2/428) قال: حدثنا يحيى، عن ابن عجلان. قال: سمعت أبي، فذكره.(6/503)
4718 - (ت) عمرو بن الأحوص - رضي الله عنه -: أنه سمعَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- في حجة الوداع يقول - بعد أن حَمِدَ الله وأثنى عليه، وذكَّر وَوَعَظَ فذكر في الحديث قصة - فقال: «أَلا واستوصوا بالنساءِ خيراً، فَإِنما هُنّ عَوان عندكم، ليس تملكون منهن شيئاً غيرَ ذلك، إِلا أن يأتينَ بفاحشة مُبيِّنة، فإن فعلنَ فاهجروهنّ في المضاجع، واضربوهنَّ ضرباً غير مُبرِّح، فَإِن أطَعْنَكم فلا تبغوا عليهن سبيلاً، ألا وإِن لكم على نسائكم حقّاً، ولنسائكم عليكم حقّاً، فحقُّكم عليهنَّ: أن لا يُوطِئن فُرُشَكم مَنْ تَكرهون، ولا يَأْذَنَّ في بيوتكم لمن تَكرهون، أَلا وَحَقُّهنَّ عليكم: أن تُحْسِنوا إِليهنَّ في كِسْوتهنَّ وطعامهنَّ» . أَخرجه الترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(عَوَان) : جمع عانية، أي: أسيرة، شبَّه المرأة في دخولها تحت حكم الزوج بالأسير.
(لا تَبْغُوا عليهن سبيلاً) أي: لا تطلبوا عليهن طريقاً تحتجون به عليهن إذا قُمْنَ بواجبكم، فلا تُعْنِتوهن.
__________
(1) رقم (3087) في التفسير، باب ومن سورة التوبة، وفي سنده سليمان بن عمرو بن الأحوص، لم يوثقه غير ابن حبان، وباقي رجاله ثقات، وللحديث شواهد في الصحيحين، منها حديث جابر الطويل في حجة النبي صلى الله عليه وسلم عند مسلم وغيره، فالحديث صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
تقدم تخريجه.(6/504)
4719 - (د) حكيم بن معاوية [بن حيدة القشيري] : عن أبيه قال: «قلتُ يا رسول الله، ما حَقُّ زوجةِ أحدِنا عليه؟ قال: أن تُطعِمَها إِذا طَعِمتَ، وتكسوَها إِذا اكْتَسَيتَ، ولا تضرِبِ الوجهَ، ولا تُقبِّحْ، ولا تَهْجُرْ إِلا في البيت» . أَخرجه أبو داود، وقال: «لا تُقبِّحْ» ، أن تقولَ: قَبَّحَكِ الله.
ولرزين قال بَهْز [بن حكيم بن معاوية] : حدثني أبي عن جَدِّي قال: «قلتُ: يا رسولَ الله ما حقُّ نسائنا، وما نأتي منها، وما نَذَرُ؟ قال: ائتِ حَرْثَك أَنَّى شئتَ، وأطعمها إِذا طَعِمْتَ، واكسُها إِذا اكتسيتَ، ولا تُقبِّح الوجهَ، ولا تَضْرِبْ (1) » .
__________
(1) هاتان الروايتان عند أبي داود برقم (2142) و (2143) و (2144) في النكاح، باب في حق المرأة على زوجها، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/447) قال: حدثنا يزيد. قال: أخبرنا شعبة، عن أبي قزعة. وفي (5/3) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا حماد بن سلمة. قال: أخبرنا أبو قزعة الباهلي. وفي (5/3) قال: حدثنا يزيد. قال: أخبرنا بهز بن حكيم. وفي (5/5) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن بهز بن حكيم ابن معاوية بن حيدة القشيري. وأبو داود (2142) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل قال: حدثنا حماد. قال: أخبرنا أبو قزعة الباهلي. وفي (2143) قال: حدثنا ابن بشار قال: حدثنا يحيى بن سعيد. قال: حدثنا بهز بن حكيم. وفي (2144) قال: أخبرني أحمد بن يوسف المهلبي النيسابوري. قال: حدثنا عمر بن عبد الله بن رزين. قال: حدثنا سفيان بن حسين، عن داود الوراق، عن سعيد بن حكيم. وابن ماجه (1850) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا يزيد بن هارون، عن شعبة، عن أبي قزعة. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (8/11395) عن حسين بن منصور بن جعفر النيسابوري، عن مبشر بن عبد الله بن رزين، عن سفيان بن حسين، عن داود الوراق، عن سعيد بن حكيم. وفي (8/11396) عن عبدة بن عبد الله الصفار، عن يزيد بن هارون، عن شعبة، عن أبي قزعة. (ح) وعن إبراهيم بن يعقوب، عن عبد الله بن محمد النفيلي، عن زهير، عن محمد بن جحادة، عن الحجاج الباهلي، عن أبي قزعة. (ح) وعن محمد بن إسماعيل بن إبراهيم، عن يحيى بن أبي بكير. عن شبل بن عباد، عن أبي قزعة. وفي (8/11385) عن ابن بشار، عن يحيى، عن بهز بن حكيم.
ثلاثتهم - أبو قزعة سويد بن حجير، وبهز بن حكيم، وسعيد بن حكيم - عن حكيم بن معاوية، فذكره. * وأخرجه أحمد (5/3) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا ابن جريج. قال: أخبرنا أبو قزعة وعطاء، عن رجل من بني قشير، عن أبيه، أنه سأل النبي -صلى الله عليه وسلم- ما حق امرأتي، فذكر الحديث.(6/505)
4720 - (خ م ت) عبد الله بن زمعة - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «لا يَجْلِدْ أحدُكم امرأته جَلْدَ العبد، ثم لعله يجامعُها - أو قال: يُضَاجِعُها من آخر اليوم» .
وفي رواية قال: «نهى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- أَن يَضْحَكَ الرَّجُلُ مما يخرُج من الأنفس، وقال: بم يَضْرِبُ أَحدُكم امرأته ضرْبَ العبد؟ ثم لعله يُعانِقُها» . أَخرجه البخاري.
وقد أخرج هو ومسلم، والترمذي ضرْبَ المرأةِ مع معنى آخر، وهو [ص:506] مذكور في تفسير سورة: (والشمس وضحاها) من كتاب التفسير من حرف التاء (1) .
__________
(1) تقدم الحديث وتخريجه برقم (878) ، وهو عند البخاري 8 / 542 في تفسير سورة الشمس، وفي الأنبياء، باب قول الله تعالى: {وإلى ثمود أخاهم صالحاً} ، وفي النكاح، باب ما يكره من ضرب النساء، وفي الأدب، باب قول الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم} ، ومسلم رقم (2855) في الجنة وصفة نعيمها، والترمذي رقم (3340) في التفسير، باب ومن سورة الشمس.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: تقدم.(6/505)
4721 - (د) إِياس بن عبد الله بن أبي ذباب - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «لا تَضْرِبوا إِماءَ الله، فجاء عمرُ إِلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: ذَئِرنَ النساءُ (1) على أزواجهن، فرَخَّصَ في ضربهن، فأطاف بآلِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- نساء كثير يَشْكُون أَزواجهنّ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: لقد طاف بآل محمد نساء كثير يشكون أزواجهن ليس أولئك بخيارِكم» . أَخرجه أبو داود (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ذَئِرْن) ذَئِرَت المرأة على زوجها تَذْأر: إذا نشزت واجترأت عليه، فهي ذائر، والرجل ذائر مثلها، الذكر والأنثى سواء. [ص:507]
(أطاف) بالشيء: إذا أحاط به.
__________
(1) من باب: أكلوني البراغيث، على لغة بني الحارث، ومن باب قوله تعالى: {وأسروا النجوى الذين ظلموا} .
(2) رقم (2146) في النكاح، باب في ضرب النساء من حديث عبد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب عن إياس بن عبد الله بن أبي ذباب، وإياس بن عبد الله بن أبي ذباب مختلف في صحبته، قال المنذري في " مختصر سنن أبي داود ": قال ابن أبي حاتم: إياس بن عبد الله بن أبي ذباب مدني له صحبة، سمعت أبي وأبا زرعة يقولان ذلك، وقد أورد الحافظ ابن حجر هذا الحديث في " الإصابة " في ترجمة إياس بن عبد الله بن أبي ذباب، وصحح إسناده.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الحميدي (876) والدارمي (2225) قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي خلف. وأبو داود (2146) قال: حدثنا محمد بن أحمد بن أبي خلف، وأحمد بن عمرو بن السرح. وابن ماجة (1985) قال: حدثنا محمد بن الصباح. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (1746) عن قتيبة.
خمستهم - الحميدي، وابن أبي خلف، وابن السرح، وابن الصباح، وقتيبة - عن سفيان بن عيينة، قال: حدثنا الزهري، قال: أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عمر، فذكره.
* في رواية ابن أبي خلف عند أبي داود، وابن الصباح عند ابن ماجة (عن عبد الله بن عبد الله بن عمر) ..(6/506)
4722 - (خ م) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «جَلَسَ إِحدى عَشْرَةَ امرأَة، فتعاهدْنَ وتعاقدْنَ أَن لا يكتُمن من أخبارِ أَزواجهن شيئاً.
قالت الأولى: زوجي لَحْمُ جملِ غثّ، على رأس جَبل وَعْر، لا سهل فيُرْتَقَى، ولا سَمين فيُنْتَقَل - وفي رواية البخاري: فينتقي، هكذا قال الحميديُّ، ولم أجدها في كتاب البخاري.
قالت الثانية: زوجي: لا أبُثُّ خَبَرَه، إِني أخاف أنْ لا أذَرَهُ، إِن أذكُرْهُ أذْكُرْ عُجرَه وبُجَرَه.
قالت الثالثة: زوجي: العَشَنَّقُ، إِن أنْطِقْ أُطَلَّقْ، وإِن أسكُتْ أُعلَّقْ.
قالت الرابعة: زوجي: كَلَيْلِ تِهامةَ، لا حَرٌّ، ولا قَرّ، ولا مَخافةَ، ولا سَآمَةَ.
قالت الخامسة: زوجي: إِن دخلَ فَهِدَ، وإن خرج أسِدَ، ولا يَسألُ عما عَهِدَ.
قالت السادسة: زوجي: إِن أكل لَفَّ، وإِن شرب اشْتَفَّ، وإن اضطجع التَفّ، ولا يُولج الكَفَّ، ليعلم البَثَّ.
قالت السابعة: زوجي: عَياياء - أو غياياء، طَبَاقاءُ، الراوي شك - كلُّ داء له داء، شَجَّكِ أَو فَلَّكِ، أو جمع كُلاًّ لَكِ. [ص:508]
قالت الثامنة: زوجي: الرِّيحُ ريحُ زَرْنَب، والمسُّ مسُّ أرنب.
قالت التاسعة: زوجي: رفيعُ العِماد، طويلُ النِّجاد، عظيمُ الرَّماد، قريب البيت من النادي.
قالت العاشرة: زوجي: مالكٌ، وما مالك، مالك خير من ذلك، له إِبل كثيراتُ المبارِك، قليلاتُ المسارح، إِذا سَمِعْنَ صوتَ المِزْهر أيقَنَّ أَنَّهُنَّ هَوَالكُ.
قالت الحاديةَ عشرةَ: زوجي: أبو زَرْع، فما أبو زرع؟ أناس من حُليّ أُذُنيَّ، وملأ من شَحْم عَضُدَيَّ، وبَجَّحَني فبجِحَت إِليَّ نفسي، وَجدني في أهل غُنَيْمَة بِشِقّ، فجعلني في أهل صَهِيل وأطِيط، ودائس ومُنَقّ، فعنده أقولُ فلا أُقَبَّحُ، وأرْقُدُ فأتصبَّحُ، وأشرب فأتقنَّحُ - وللبخاري: فأتقمَّحُ -.
أُمُّ أبي زرع، فما أمَّ أبي زرع؟ عُكومها رَدَاح، وبيتُها فَساح.
ابن أَبي زرع: فما ابن أبي زرع؟ مَضْجَعه كَمَسَلِّ شَطبَة، ويُشبعُه [ذراع] الجَفْرَةِ.
بنت أبي زرع: فما بنت أبي زرع؟ طَوعُ أَبيها، وطوع أُمِّها، ومِلْءُ كسائها، وغَيْظُ جارتها.
جارية أبي زرع: فما جارية أبي زرع؟ لا تَبُثُّ حديثنا تَبْثيثاً، ولا [ص:509] تُنقِّثُ مِيْرَتنا تَنقِيثاً، ولا تملأُ بيتنا تعشيشاً.
قالت: خرج أبو زرع والأوطابُ تُمْخَضُ، فلقيَ امرأة معها وَلَدَان لها كالفَهْدين، يلعبان من تحت خَصْرها بِرُمَّانتين، فطلَّقني ونكحها، فَنَكَحْتُ بعده رجلاً سَرِياً رَكب شريّاً، وأخذَ خَطِّيّاً، وأراح عليَّ نَعَماً ثَرِيّاً، وأعطاني من كل رائحة زوجاً، وقال: كُلي أمَّ زرع، ومِيْرِي أهْلَكِ، قالت: فلو جمعت كلَّ شيء أعطانيه ما بلغ أصغرَ آنيةِ أبي زرع.
قالت عائشة: قال لي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: كنتُ لكِ كأَبي زرع لأمِّ زَرْع» .
وفي رواية نحوه، وقال: «عياياء طَباقاء» ، ولم يشك، وقال: «وصفْرُ رِدائها، وخيرُ نسائها، وعَقرُ جارتها» . قال: «وأعطاني من كل ذابحة زوجاً» . أخرجه البخاري ومسلم (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(غَثّ) أي: مهزول.
(وَعْر) الوعر: ضد السهل، وهذه اللفظة لم تجئ في رواية البخاري ومسلم، وقد جاءت في كتب الغريب. [ص:510]
(فينتقل) أرادت: لِهُزَال هذا اللحم لا ينقله الناس إلى منازلهم، بل يتركونه رغبة عنه، وقد جاء في كتب الغريب «فينتقى» أي: ليس له نِقْي وهو المخ، وقلة المخ دليل على الهزال، تصف زوجها بقلة خيره وبعده عن الخير مع القلة، كالشيء الرديء في قلة الجبل الصعب [المرتقى] لا ينال إلا بالمشقة.
(أبُثُّ) بَثَثْت الخبر أبثه: إذا نشرته وأظهرته.
(أذَرُه) أي: أتركه وأدعه.
(عُجَرَه وبُجَرَه) العُجَر: العُروق المتعقِّدة في الجسد حتى يراها ظاهرة فيه، والبُجَر نحوها، إلا أنها خاصة بالبطن، تريد بهذا الوصف: إني لا أخوض في ذكره، لأني إن خضت فيه خفت أن أفضحه وأعدد معايبه، وكَنت بالعُجَر والبُجَر عن ظاهر أمره وخافيه.
(العَشَنَّق) : الطويل، وقيل: السيء الخلق، تعني: أنه لسوء خُلُقه إن ذكرت ما فيه طلَّقها، وإن سكتت تركها معَلَّقة، لا أيِّماً ولا ذات بعل ضائعة، وعلى معنى الطويل، فلأنه في الغالب دليل السفه، وما ذكرته فعل السفهاء ومن لا تماسك عنده.
(كليل تِهامة، لا حَرٌّ ولا قَرّ، ولا مخافة ولا سآمة) كليل تِهامة: طلق معتدل، شبهته به في خُلُوه عن الأذى والمكروه، لأن الحرَّ والبرد [ص:511] فيهما أذى. و «لا مخافة» ليس فيه ما يخاف منه و «لا سآمة» أي: لا يسأمني، فيمل صحبتي، تصفه باعتدال الأخلاق «إن دخل فهد، وإن خرج أسد، ولا يسأل عما عهد» تصفه بكثرة النوم، لأن الفهد كثير النوم، أرادت: أنه لا يتفقد ما يذهب من ماله، ولا يلتفت إلى معايب البيت، لأنه نائم لا يتفقد شيئاً من حاله، وبيان ذلك في قولها «ولا يسأل عما عهد» أي عما كان يعهده قبل ذلك عندها. «وإن خرج أسد» تصفه بالشجاعة إذا خرج لمشاهدة الحرب ولقاء العدو، ومعنى قولها «فهد، وأسد» أي: صار فهداً وأسداً، أو قام مقامهما.
(إن أكل لفّ، وإن شرب اشتفّ، وإن اضطجع التفّ) اللفّ في الأكل: الإكثار منه مع التخليط، حتى لا يبقى منه شيء، والاشتفاف في الشرب: استقصاء ما في الإناء، والالتفاف في النوم: التغطي وترك التكشف.
(ولا يُولج الكفّ ليعلم البَثّ) لا يُدخل كفه ليعلم البَثّ، وهو المرض الشديد هاهنا، وفي الأصل: البثّ: أشد الحزن. أرادت: أنه قليل الشفقة عليها، وأنه إذا رآها عليلة لا يدخل يده في ثوبها ليَجُسَّها متعرِّفاً لما بها، كما هو عادة الناس الأباعد، فضلاً عن الأزواج، وقيل: أرادت أنه قليل التفتيش عن خفي أمرها وما تريد أن تستره عنه، فهو لا يفعل فعل من لا يدخل يده في باطن الشيء يختبره، فهي حينئذ تصفه بالكرم والتغافل، وقلة البحث عن كل ما تريده إخفاءه. [ص:512]
(عيايا) يروى بالعين والغين. فبالعين المهملة: هو العنين الذي لا يأتي النساء عجزاً، وبالغين المعجمة وهو قليل، بعيد المعنى، إلا أن يكون من الغياية، تريد به: العاجز الذي لا يهتدي لأمر، كأنه في غياية: أي في ظلمة لا تبصر مسلكاً تنظر فيه، و «طباقاً» : هو المفحَم الذي انطبق عليه الكلام وانغلق، وصفته بعجز الطرفين: اللسان والذَّكَر. وقيل: الطَّباق: الذي انطبقت عليه الأمور فلا يهتدي لوجهها.
(كل داءٍ له داء) يحتمل أن يكون قولها «له داء» خبراً «لكل» تعني أن كل داء يعرف في الناس فهو فيه، ويحتمل أن يكون «له» صفة لـ «داء» ، و «داء» خبراً لـ «كل» : أي كل داء في زوجها بليغٌ مُتَنَاهٍ، كما تقول: إن زيداً رجل، وإن هذا الفرس فرس.
(شَجَّكِ، أو فََلَّكِ، أو جمع كُلاًّ لكِ) الشجُّ: شج الرأس، وهو شقه. والفَلُّ: الكسر. أرادت: أنه ضَروبٌ لها، وأنه كلما ضربها شجها، أو كسر عظمها، أو جمع لها بين الشج والكسر معاً. وهذا معنى قولها: «أو جمع كُلاًّ [لك] » أي: كلاًّ من الشج والكسر.
(زَرْنَب) الزَّرْنَب: نبات طيب الريح. وقيل: هو نوع من أنواع الطيب معروف. أرادت: أنه ليِّن العريكة، سهل الجانب، كأنه الأرنب في لين مسها، وأنه في طيب عرقه ورائحة ثيابه كالزَّرْنَب، وأرادت لين بشرته، وطيب عرق جسده. [ص:513]
(رفيع العِماد، طويل النِّجاد، عظيم الرَّماد) كنت عن ارتفاع بيته في الحسب برفعة عِمَاده، وكنت عن طول قامته بطول نجاده، وهو حمائل سيفه، فإنها إذا طالت دلت على طول قامته، وكنت عن إكثاره القِرَى بكثرة رَمَاده وعظمه، لأن من كثر إطعامه الطعام كَثُرَت ناره، ومن كَثُرَت ناره كَثُرَ رماده.
(النَّادي) : مجتمع القوم، وإنما قرَّب بيته من النادي ليعلم الناس بمكانه فينتابوه ويقصدوه.
(مالك، وما مالك؟) قولها: «وما مالك» تعظيم لأمره وشأنه، وأنه خير مما يُذكر به من الثناء عليه.
(كَثِيرات المبارِك، قليلات المسارح) له إبل كثيرات البُرُوك بفنائه، معدَّة لورود الأضياف، فإن نزل به ضيف لم تكن غائبة عنه، ولكنها قريبة منه، فلذلك قالت: «قليلات المسارح» أي: لا يُوَجِّهُهُن يَسْرَحْنَ نهاراً إلا قليلاً، فيُبَادر إلى من ينزل به من الضيفان بألبانها ولحومها.
(صوت المِزْهَر) هو العود الذي يتغنى به.
(أيْقَنَّ أنهن هوالك) تعني: أن من عادة زوجها أن يطعم الضيفان، وينحر لهم، ويسقيهم، ويأتيهم بالملاهي إكراماً لهم، فقد ألفت إبله عند سماع الملاهي، أنه ينحرها لضيفانه، فمتى سمعت الملاهي أيقن بالهلاك، وهو النحر. [ص:514]
(أنَاسَ من حُلي أُذُني) النَّوْس: تحرك الشيء مُتَدَلِّياً، تريد: أناس أُذُني مما حلاهما من الشُّنُوف والقِرَطة.
(وملأ من شحم عَضُدَيَّ) أي سمنني بإحسانه وتعهده، وخصت العضدين، لأنهما إذا سَمِنا سَمِنَ جميع البدن.
(وبَجَّحَني فَبَجِحَت إليَّ نفسي) يقال: بجَّح بالشيء: إذا فرح به، تريد: أنه سرني وفرحني بتوالي إحسانه إلي، فسرَّني السرور في نفسي، وتبين موقعه مني، أو ففرحت نفسي، وأظهرت إليَّ فرحها.
(غُنَيمة بِشِق) المحدِّثون يكسرون الشين، وهو المشقة، وهو بالفتح اسم موضع، أرادت: أنه وجدها مع أهلها وهم في موضع شاق، أو أصحاب غنم قليلة مع جهد ومشقة.
(صَهِيل وأطِيط، ودائِس ومُنَقٌّ) الصهيل: صوت الخيل، والأطيط: صوت الإبل، والدائس: دائس الطعام ليخرجه من سنبله، والمنَقِّي بفتح النون: هو الذي ينقي الطعام ويراعي تنظيفه، أرادت: أنه نقلها إلى أهل خيل وإبل وزرع وخدم، وأهل الحديث يروونه و «مُنِقّ» بكسر النون، قال الهروي: قال أبو عبيد: لا أعرفه، وقال الهروي: قال إسماعيل بن أبي أويس عن أبيه: المنِقُّ بكسر النون من نقيق أصوات المواشي والأنعام، تصفه بكثرة أمواله، والذي قرأناه في كتاب البخاري ومسلم: «مُنَق» بفتح النون. [ص:515]
(أقول فلا أُقَبَّح) أي: لا يقال لي: قبَّحك الله، ويقبل قولي فيما أقوله.
(وأرْقُدُ فأتَصَبَّح) أي: أنها تستوفي عنده نومها، ولا يكرهها على الانتباه والسهر في الخدمة والعمل، وهو من الصُّبْحَة: نوم أول النهار.
(وأشرب فأتَقَنَّح) التَّقَنح: الشرب فوق الري، يقال: قَنَحْت من الشرب أقنَح قُنُوحاً: إذا تكارهت على شربه، ومن رواه «فأتقمَّح» فهو من قمح البعير قُمُوحاً: إذا رفع رأسه ولم يشرب ريّاً، تقول: إنها قد امتلأت من الماء، فهي ترفع رأسها عن الماء فلا تشربه.
(عُكُومُها رَدَاح) العُكوم: جمع عِكْم، وهو العدل إذا كان فيه متاع، والرَّدَاح، العظيمة الثقيلة.
(وبيتها فَسَاح) من الفسيح: الواسع، وكذلك من رواه «فَيَاح» أراد به الواسع.
(كَمسَلّ شَطْبَة) الشَّطْبة: السيف، وقيل: السَّعفة و «المسلّ» مصدر ميمي بمعنى السَّل، يقام مقام المسلول، والمعنى: كمسلول الشطبة، تريد: ما سُلَّ من قشره أو من غِمْده، وصفته بالرقة وقلة اللحم.
(ذِرَاع الجَفْرَة) الجَفْرَة: الأنثى من أولاد الغنم، وقيل: من ولد المعز إذا بلغ أربعة أشهر وفُصِل، وصفته بِقَلة الأكل.
(مِلْءُ كسائها) أي: إنها ذات لحم، فهي تملأ كساءها. [ص:516]
(صِفر ردائها) وصفتها أنها ضامرة البطن، فكأن رداءها صِفْر، أي: خال، فرادؤها لا ينتهي إلى البطن.
(غيظ جاراتها) الجارة: الضُّرة المجاورة، فهي لحسنها تُغِيظ جاراتها حسداً لها، وفي رواية: «وعَقْر جاراتها» أي هلاكهن من الحسد.
(لا تَبُثُّ حديثنا تَبْثيثاً) الرواية «تَبُثَّ» بالباء، من البَثَّ، وهو إظهار الحديث وإفشاؤه، ومن رواه بالنون من «النَّث» فهو بمعنى البثّ أيضاً، وصفتها بأنها لا تفشي لهم سِراً.
(وتُنَقِّثُ مِيرَتَنا تَنْقِيثاً) المِيرَة: ما يمتار البدوي من المدن من طعام وغيره، و «النقث» والنقل واحد، والتَّنْقِيث مصدر «نقَّث» شدُّد للتكثير، وهو الإسراع في الشيء، تقول: إنها أمينة على حفظ طعامنا لا تأخذه فتنقله إلى غيرنا.
(ولا تملأ بيتنا تَعْشيشاً) التعشيش: من عُشّ الطائر، أي: لا تخبأ في بيتنا خَبْئاً، فشبّهت المخابئ بعُشِّ الطائر، وقيل: إنها تَقُمُّ البيت وتكنسه، فلا تدعه كعش الطائر في قلة نظافته.
(والأوطاب تمخض) الأوطاب: جمع وَطَب، وهو سِقَاء اللبن، ومَخْضُها: استخراج الزبد من اللبن بتحريكها. [ص:517]
(بِرُمَّانَتَين) أرادت أن أحدهما يرمي الرُّمَّانة إلى أخيه، ويرمي أخوه الأخرى إليه من تحت رِدْفها.
(سَرِيّاً) الذي له سَرْوٌ وجلالة. وقيل: السَّرْو: سخاء في مُرُوءة.
(شريّاً) فرس شريّ، وهو الذي يستشري في عدوه: أي يلج في نشاطه ويتمادى. وقيل: هو الفائق الخِيار (وأخذ خَطِّيّاً) الخَطِّي: من أسماء الرِّماح، سمي بذلك لأنه يأتي من الخِط، ناحية من البحرين وعُمَان، فنُسِب إليها.
(نَعَماً ثَرِيّاً) النَّعَم: الإبل، و «الثّرِي» الكثير يقال: أثرى بنو فلان: إذا كَثُرَت أموالهم.
(رائحة) الرائحة: ما يروح عليها من أصناف المال، أي: أعطاني من كلِّها نصيباً مضاعفاً. ومن رواه «ذابحة» فإن صحت به الرواية: فَيُؤَول إلى معنى الأول، ويجعل بمعنى مفعول، أي من كل شيء يجوز ذبحه من الإبل والبقر والغنم.
__________
(1) رواه البخاري 9 / 220 - 241 في النكاح، باب حسن المعاشرة مع الأهل، ومسلم رقم (2448) في فضائل الصحابة، باب ذكر حديث أم زرع.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (7/34) قال: حدثنا سليمان بن عبد الرحمن وعلي بن حجر قالا: أخبرنا عيسى بن يونس. ومسلم (7/139) قال: حدثنا علي بن حجر قالا: أخبرنا عيسى بن يونس. ومسلم (7/139) قال: حدثنا علي بن حجر السعدي وأحمد بن جناب.
كلاهما عن عيسى. وفي (7/140) قال: حدثنيه الحسن بن علي الحلواني. قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. قال: حدثنا سعيد بن سلمة. والترمذي في الشمائل (253) قال: حدثنا علي بن حجر. قال: حدثنا عيسى بن يونس والنسائي في الكبرى (الورقة 123- أ) قال: أخبرنا علي بن حجر بن إياس. قال: أخبرنا عيسى بن يونس.
كلاهما - عيسى بن يونس، وسعيد بن سلمة - عن هشام بن عروة، عن أخيه عبد الله بن عروة.
2- وأخرجه النسائي في الكبرى (الورقة 123-أ) قال: أخبرنا أبو عقبة خالد بن عقبة السكوني الكوفي. قال: حدثني أبي عقبة بن خالد. قال: حدثنا هشام. قال: حدثني يزيد بن رومان.
كلاهما - عبد الله بن عروة، ويزيد بن رومان - عن عروة، فذكره.
* رواية يزيد بن رومان مختصرة على آخره: «قالت عائشة: فقال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: فكنت لك كأبي زرع لأم زرع» .
* وأخرجه النسائي في الكبرى (الورقة 123-أ) قال: أخبرنا أبو عقبة. خالد بن عقبة بن خالد السكوني الكوفي. قال: حدثني أبي عقبة بن خالد. (ح) وأخبرنا عبد الرحمن بن محمد بن سلام. قال: حدثنا ريحان بن سعيد بن المثنى أبو عصمة. قال: حدثنا عباد بن منصور.
كلاهما - عقبة بن خالد، وعباد بن منصور - عن هشام بن عروة، عن أبيه، فذكره، ليس فيه عبد الله ابن عروة، ولا يزيد بن رومان.
* وأخرجه النسائي في الكبرى (الورقة 123-ب) قال: أخبرني إبراهيم بن يعقوب. قال: حدثنا عبد الملك ابن إبراهيم، سنة ثلاث ومئتين أملاه علينا. قال: حدثنا محمد بن محمد أبو نافع. قال: حدثني القاسم ابن عبد الواحد. قال: حدثني عمر بن عبد الله بن عروة، عن عروة، عن عائشة. قالت: فخرت بمال أبي في الجاهلية، وكان قد ألف ألف وقية. فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «اسكتي يا عائشة، فإني كنت لك كأبي زرع لأم زرع. ثم أنشأ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يحدث: إن إحدى عشرة امرأة اجتمعن في الجاهلية.» . الحديث.(6/507)
4723 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنهما (1) -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: [ص:518] «لا يَفْرَكْ مؤمن مؤمنة، إِن كَرِه منها خُلُقاً، رضي منها آخَرَ» . أخرجه مسلم (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يَفْرَك) الفِرْك: البُغض، يقال: فَرِكَ يَفْرَك فِركاً وفَرْكاً وفُرُوكاً.
__________
(1) في الأصل والمطبوع: جابر بن عبد الله، وهو خطأ، والتصحيح من صحيح مسلم المطبوع.
(2) رقم (1469) في الرضاع، باب الوصية بالنساء.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/329) قال: حدثنا أبو عاصم. ومسلم (4/178) قال: حدثني إبراهيم بن موسى الرازي. قال: حدثنا عيسى. يعني ابن يونس. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى. قال: حدثنا أبو عاصم.
كلاهما - أبو عاصم، وعيسى - قالا: حدثنا عبد الحميد بن جعفر، عن عمران بن أبي أنس، عن عمر ابن الحكم، فذكره.(6/517)
الفرع الثالث: في أحاديث متفرقة
4724 - (خ) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: قال: «كنا نتَّقي الكلام والانبساطَ إِلى نسائنا على عهدِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- هَيْبَةَ أن ينزلَ فينا شيء، فلما تُوُفِّيَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- تَكلَّمنا فانبسطنا» . أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) 9 / 219 في النكاح، باب الوصاة بالنساء.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/62) (5284) قال: حدثنا عبد الرحمن. والبخاري (7/34) قال: حدثنا أبو نعيم. وابن ماجة (1632) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: أخبرنا عبد الرحمن بن مهدي.
كلاهما - عبد الرحمن بن مهدي، وأبو نعيم - قالا: حدثنا سفيان، عن عبد الله بن دينار، فذكره.(6/518)
4725 - (د) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «ما رأيتُ من ناقصاتِ عَقْل ولا دِين أغلبَ لذي لُبّ منكن، قالت: وما نُقْصَانُ العقل والدِّين؟ قال: أما نُقْصَان العقل: فشهادةُ امرأتين بشهادة رجل، وأما نُقْصان الدِّين: فإن إحداكنَّ تُفْطِر رمضانَ، وتُقيم أياماً لا تصلِّي» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (4679) في السنة، باب الدليل على زيادة الإيمان ونقصانه، وهو جزء من حديث رواه مسلم رقم (79) في الإيمان، باب بيان نقصان الإيمان بنقص الطاعات، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (4003) في الفتن، باب فتنة النساء.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/66) (5343) قال: حدثنا هارون بن معروف، قال: حدثنا ابن وهب، قال: وقال مرة: حيوة. ومسلم (1/61) قال: حدثنا محمد بن رمح بن المهاجر المصري، قال: أخبرنا الليث. (ح) وحدثنيه أبو الطاهر، قال: أخبرنا ابن وهب، عن بكر بن مضر. وأبو داود (4679) قال: حدثنا أحمد بن عمرو بن السرح، قال: حدثنا ابن وهب، عن بكر بن مضر. وابن ماجة (4003) قال: حدثنا محمد بن رمح، قال: أنبأنا الليث بن سعد.
ثلاثتهم - حيوة،والليث، وبكر - عن ابن الهاد، عن عبد الله بن دينار، فذكره.(6/518)
4726 - (خ م ت) أسامة بن زيد - رضي الله عنهما -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «ما تركتُ بعدي فِتْنَة هي أضَرُّ على الرجال من النساء» . أخرجه البخاري، ومسلم، والترمذي.
وأخرجه الترمذي عن أسامة بن زيد، وسعيد بن زيد (1) .
__________
(1) رواه البخاري 9 / 118 في النكاح، باب ما يتقى من شؤم المرأة، ومسلم رقم (2740) في الذكر والدعاء، باب أكثر أهل الجنة الفقراء، وبيان الفتنة في النساء، والترمذي رقم (2781) في الأدب، باب ما جاء في التحذير من فتنة النساء.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري في النكاح (18) عن آدم، عن شعبة، ومسلم في آخر الدعوات الرقاق (26:9) عن سعيد بن منصور، عن سفيان بن عيينة ومعتمر بن سليمان و (26:10) عن عبيد الله بن معاذ وسويد بن سعيد ومحمد بن عبد الأعلى.
ثلاثتهم - عن معتمر و (26:11) عن ابن نمير وأبي بكر.
كلاهما عن أبي خالد سليمان بن حيان الأحمر و (26:11) عن يحيى بن يحيى، عن هشيم و (26:11) عن إسحاق،عن جرير.
ستتهم عن سليمان التيمي، عن عثمان به. وفي حديث المعتمر خاصة عن أسامة وسعيد ولم يذكر سعيد بن منصور في حديثه سعيد بن زيد. والترمذي في الاستئذان (65) عن محمد بن عبد الأعلى، وقال: حسن صحيح. ولا نعلم أحدا قال في هذا عن سعيد غير معتمر. والنسائي في عشرة النساء في الكبرى عن عمرو بن علي، عن يزيد بن زريع، ويحيى بن سعيد، وعن عمران بن موسى، عن عبد الوارث، وابن ماجة في الفتن (19) عن بشر بن هلال، عن عبد الوارث. والفتن (19) عن عمرو بن رافع، عن عبد الله ابن المبارك.
أربعتهم عن سليمان التيمي.
كلهم عن عبد الرحمن بن مل أبو عثمان النهدي، فذكره. تحفة الأشراف (1/49، 50) .(6/519)
4727 - (م) مطرف بن عبد الله [بن الشخير] : قال: «كان له امرأَتان، فخرج من عند إِحداهما، فلما رجع قالت له: أتيتَ من عند فلانة؟ قال: أتيتُ من عندِ عِمْرانَ بن حُصَيْن، فحدَّثنَا: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: إِن أقلَّ ساكني الجنةِ النساءُ» . أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (2738) في الذكر والدعاء، باب أكثر أهل الجنة الفقراء وبيان الفتنة في النساء.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (4/427) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (4/436) قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا حماد بن سلمة. وفي (4/443) قال: حدثنا هاشم، قال: حدثنا شعبة. ومسلم (8/88) قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا شعبة. (ح) وحدثنا محمد بن الوليد بن عبد الحميد، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. والنسائي في الكبرى (الورقة 125-ا) قال: أخبرنا محمد بن الوليد، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة.
كلاهما - شعبة، وحماد بن سلمة - عن أبي التياح الضبعي يزيد بن حميد، قال: سمعت مطرف بن الشخير، فذكره.(6/519)
4728 - (د) أبو نضرة العبدي (1) : قال: حدثني شيخ من طُفاوة قال: «نَثَوَّيتُ أبا هريرة بالمدينة، فلم أرَ رجلاً أشدَّ تشميراً، ولا أقومَ على ضيف منه، قال: فبينا أنا عنده يوماً، وهو على سرير له، ومعه كِيس فيه حصى أو نَوى - وأسفلُ منه جارية له سوداءُ - وهو يسبِّح بها، حتى إِذا أنْفَدَ ما في الكيس ألقاه إِليها، فأعادته في الكيس فدفعتْه إِليه، فقال: أَلا أُحدِّثُكَ عنِّي [ص:520] وعن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-؟ قلتُ: بلى، قال: بينا أنا أُوعَكُ في المسجد، إِذْ جاءَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، فدخلَ المسجدَ، فقال: من أحسَّ الفتى الدَّوْسِيَّ؟ ثلاث مرات - فقال رجل: يا رسول الله، هو ذا يُوعَكُ في جانب المسجد، فأقبل يمشي حتى انتهى إِليَّ، فوضع يدَه عَلَيَّ، فقال لي معروفاً، فنهضتُ، فانطلق يمشي، حتى أتى مقامه الذي يصلِّي فيه، فأقبل عليهم، ومعه صَفَّان من رجال وصفٌّ من نساء - أو صَفَّان من نساء، وصفٌّ من رجال - فقال: إِن نسَّانيَ الشيطانُ شيئاً من صلاتي فَلْيُسَبِّح الرِّجالُ (2) ، ولْيُصَفِّقِ النِّساءُ، قال: فصلَّى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ولم ينس من صلاته شيئاً، فقال: مجالِسَكم - زاد في رواية -[هاهنا] : ثم حمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أمَّا بعدُ قال: ثم اتفقوا - ثم أقبل عليهم الرِّجالُ، فقال: هل مِنْكُم الرجل إِذا أتى أهله فأغلق عليه بابه، وألْقَى عليه سِتْرَه، واسْتَتَرَ بسِتْر الله؟ قالوا: نعم، قال: ثم يجلس بعد ذلك، فيقول: فعلْتُ كذا، فعلتُ كذا؟ قال: فَسَكَتوا، ثم أقبلَ على النساء. فقال: هل مِنْكُنَّ من تُحَدِّثُ؟ فسكَتْنَ، فجثَتْ فَتاة كَعاب على إِحدى رُكْبَتَيْها، وتطاوَلت لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ليراها، ويَسمعَ كلامها، فقالتْ: يا رسول الله، إِنَّهم ليتحَدَّثون، وإِنَّهُنَّ ليتحَدَّثْنه، فقال: هل تدرون ما مَثَلُ ذلك؟ إِنَّما مَثَلُ ذلك، مثَلُ شيطانة لقيَتْ شيطاناً في السِّكّةِ، فقضى منها حاجتَه، والناسُ ينظرون إِليه، أَلا وإِن طِيبَ الرجال: [ص:521] ما ظهر رِيحُهُ، ولم يظهر لونه، ألا وإِن طيب النِّساء، ما ظهر لونُه، ولم يظهر ريحُه، أَلا لا يُفضِيَنَّ رجل إِلى رَجُل، ولا امرأة إِلى امرأة، إِلا إِلى ولد أو والد، وذكر ثالثة فنسيتُها» . هكذا قال أبو داود، وهو أَخرجه (3) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(تَثَوْيتُ) فلاناً: إذا كنت له ضيفاً، والثَّوِي: الضيف، والثَّوْي: الإقامة، ومنه يقال لزوجة الرجل: أم مثواه، والمثْوَى: المنزل.
(تشميراً) التشمير في الأمر: الجِدُّ فيه.
(أُوْعَك) الوَعْك: المرض والحمّى.
(من أحَسَّ الفتى الدوسي) أي: من عرف وعلم معرفة حِسّ، يعني: أبصره و «دَوْس» حي من اليمن، أبو هريرة منه.
(جَثَتْ) جثا الرجل على ركبتيه: إذا قعد عليها.
(كَعَاب) الكَعَاب: المرأة يبدو ثدياها، وهي الكاعب أيضاً.
(السِّكَّة) : الطريق.
(يُفْضِي) أفضى الرجل إلى امرأته: إذا جامعها، وأصل الإفضاء، الوصول إلى الشيء.
__________
(1) في الأصل: أبو بصرة الغفاري، وهو خطأ، والتصحيح: من " سنن أبي داود " و " مسند أحمد ".
(2) في نسخ أبي داود المطبوعة: فليسبح القوم.
(3) رقم (2174) في النكاح، باب ما يكره من ذكر الرجل ما يكون من إصابته أهله، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 2 / 540 و 541، وفي سنده سعيد بن إياس الجريري، وكان قد اختلط قبل موته، وفيه أيضاً جهالة الشيخ من طفاوة، ولبعضه شاهد عند مسلم في الحديث الذي بعده.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/447) قال: حدثنا وكيع، عن سفيان. وفي (2/540) قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم. وعبد بن حميد (1456) قال: حدثنا قبيصة. قال: حدثنا سفيان. وأبو داود (2174) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا بشر. (ح) وحدثنا مؤمل. قال: حدثنا إسماعيل. (ح) وحدثنا موسى. قال: حدثنا حماد وفي (4019) قال: حدثنا إبراهيم بن موسى. قال: أخبرنا ابن علية (ح) وحدثنا مؤمل بن هشام. قال: حدثنا إسماعيل. والترمذي (2787) وفي الشمائل (219) قال: حدثنا محمود بن غيلان. قال: حدثنا أبو داود الحفري، عن سفيان. وفي (2787) وفي الشمائل (220) قال: حدثنا علي بن حجر. قال: أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم. والنسائي (8/151) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان. قال: حدثنا أبو داود، يعني الحفري، عن سفيان. (ح) وأخبرنا محمد بن علي بن ميمون الرقثي. قال: حدثنا محمد بن يوسف الفريابي. قال: حدثنا سفيان.
أربعتهم - سفيان، وإسماعيل بن إبراهيم ابن علية، وبشر، وحماد - عن سعيد الجريري، عن أبي نضرة، عن رجل من الطفاوة، فذكره.
* في رواية وكيع وقبيصة والفريابي، عن سفيان، وفي رواية ابن حجر، عن إسماعيل بن علية. وفي رواية حماد: عن الطفاوي وفي رواية أبي داود الحفري، عن سفيان: عن رجل ولم ينسبه. وفي رواية بشر. ورواية مؤمل بن هشام، عن إسماعيل بن علية، عند أبي داود (2174) «عن شيخ من طفاوة» .
* رواية وكيع، عن سفيان، مختصرة على: «لا يباشر الرجل الرجل، ولا المرأة المرأة، إلا الولد والوالدة.» .
* وفي رواية قبيصة، وأبي داود الحفري ومحمد بن يوسف الفريابي، عن سفيان: «طيب الرجال ما ظهر ريحه وخفي لونه، وطيب النساء ما ظهر لونه وخفي ريحه» .
* وروايات إسماعيل بن علية جاءت مطولة ومختصرة. وأثبتنا لفظ إسماعيل بن علية عند أحمد (2/540) .(6/519)
4729 - (م د) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «إِنَّ من أعظمِ الأمانة عندَ الله يوم القيامةَ: الرَّجُلُ يُفْضي إِلى امرأته وتُفْضي إِليه، ثم ينشُرُ سِرَّها» .
وفي رواية: «إِن من أشَرِّ الناس عند الله منزلة يوم القيامة: الرجلُ يفضي إِلى امرأته أو تُفضي إِليه، ثم ينشرُ أحدُهما سِرَّ صاحبه» . أخرجه مسلم، وأبو داود (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (1437) في النكاح، باب تحريم إفشاء سر المرأة، وأبو داود رقم (4870) في الأدب، باب في نقل الحديث.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (3/69) قال: حدثنا إسماعيل بن محمد يعني أبا إبراهيم المعقب. ومسلم (4/157) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة.
كلاهما - إسماعيل، وأبو بكر - قالا: حدثنا مروان بن معاوية.
2- وأخرجه مسلم (4/157) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، وأبو كريب. وأبو داود (4870) قال: حدثنا محمد بن العلاء، وإبراهيم بن موسى الرازي.
ثلاثتهم - ابن نمير، وابن العلاء أبو كريب، وإبراهيم - عن أبي أسامة.
كلاهما - مروان، وأبو أسامة - عن عمر بن حمزة العمري، عن عبد الرحمن بن سعد، فذكره.(6/522)
4730 - (خ م) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: قال لي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إِني لأعلمُ إِذا كُنتِ عني راضية، وإِذا كنتِ عَليَّ غَضْبى، قالت: فقلتُ: ومن أيْنَ تَعْرِفُ ذلك؟ فقال: أمَّا إِذا كنتِ راضية: فَإِنَّكِ تقولين: لا وربِّ محمد، وإِذا كنتُ غَضْبى، قلتِ: لا، وربِّ إِبراهيم، قالت: قُلتُ: أجَلْ واللهِ يا رسولَ الله، ما أهجرُ إِلا اسمكَ» .
وفي رواية: «إِني لأعرف غَضَبَكِ مِن رِضَاك ... » وذكر بمعناه. أخرجه البخاري، ومسلم (1) .
__________
(1) رواه البخاري 9 / 285 في النكاح، باب غيرة النساء ووجدهن، وفي الأدب، باب ما يجوز من الهجران لمن عصى، ومسلم رقم (2439) في فضائل الصحابة، باب في فضل عائشة رضي الله عنها.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (6/30) قال: حدثنا عباد بن عباد. وفي (6/61) قال: حدثنا أبوأسامة. وفي (6/213) قال: حدثنا وكيع. والبخاري (7/47) قال: حدثنا عبيد بن إسماعيل. قال: حدثنا أبو أسامة. وفي (8/26) وفي الأدب المفرد (403) قال: حدثنا محمد بن سلام. قال: حدثنا عبدة ومسلم (7/134 و 135) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: وجدت في كتابي عن أبي أسامة. (ح) وحدثنا أبو كريب محمد بن العلاء. قال: حدثنا أبو أسامة. (ح) وحدثناه ابن نمير. قال: حدثنا عبدة. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف. (12/17124) عن علي بن حجر، عن علي بن مسهر. خمستهم - عباد بن عباد، وأبو أسامة حماد بن أسامة، ووكيع، وعبدة بن سليمان، وعلي بن مسهر - عن هشام بن عروة، عن أبيه، فذكره.(6/522)
الفصل الثاني: في أحاديث جامعة لخصال من آداب الصحبة
4731 - (خ م ط د ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «إِيَّاكُم والظَّنَّ، فإنَّ الظنَّ أكذبُ الحديثِ، ولا تَحَسَّسُوا، ولا تَجسَّسُوا، ولا تَنَافسُوا، ولا تحاسَدُوا، ولا تَبَاغضُوا، ولا تَدَابَروا، وكُونوا عبادَ اللهِ إِخواناً كما أمرَكُم، المسلم أخو المسلم، لا يظلِمُهُ، ولا يَخْذُلُهُ، ولا يَحْقِرُهُ. التقوى هاهنا، التقوى هاهنا، التقوى هاهنا - ويشير إِلى صدره - بِحَسْب امرئ من الشَّرِّ أن يَحْقِر أخاه المسلمَ، كلُّ المسلمِ على المسلم حَرَام: دمُهُ، وعِرْضُهُ، ومَالُهُ. إِن الله لا ينظر إِلى أجسادكم، ولا إِلى صُوَرِكم، ولكن ينظر إِلى قلوبكم وأَعمالكم» .
وفي رواية: إِلى قوله: «إِخواناً» .
وفي أخرى قال: «لا تحاسدوا، ولا تَباغَضُوا، ولا تَحَسَّسُوا، ولا تَجَسَّسُوا، ولا تناجَشُوا، وكونوا عباد الله إِخواناً» .
وفي أخرى: «لا تقاطعوا، ولا تدابَرُوا، ولا تباغضوا، ولا تحاسدوا، وكونوا إخواناً كما أمركم الله» . [ص:524]
وفي أخرى: «لا تَهَاجَرُوا، ولا تَدَابَرُوا، ولا تَحَسَّسوا، ولا يَبِعْ بعضُكم على بَيْعِ بعض، وكونوا عبادَ الله إِخواناً» .
وفي أخرى: «لا تَباغَضُوا، ولا تدابَرُوا، ولا تَنَافَسُوا، وكونوا عبادَ الله إِخواناً» .
وفي أخرى: «لا تَحاسَدوا، ولا تَنَاجَشوا، ولا تَباغَضُوا، ولا تدابَرُوا، ولا يَبِعْ بعضكم على بَيْعِ بعض، وكونوا عبادَ الله إخواناً، المسلمُ أخو المسلم، لا يَظْلِمُهُ، ولا يَخْذُلهُ، ولا يَحْقِرهُ، التقوى هاهنا - ويشير إِلى صدره ثلاث مرات - بِحَسْبِ امرئ من الشَّرِّ: أَن يَحْقِرَ أخاه المسلم، كلُّ المسلم على المسلم حرام: دمُه، ومالُه، وعِرْضُه» .
وفي أخرى قال: «إِنَّ الله لا ينظرُ إِلى صوركم وأَموالكم، ولكن ينظر إِلى قلوبكم وأعمالكم» . هذه روايات مسلم.
وأَما البخاري فقال: «إِيَّاكم والظنَّ، فَإِن الظَنَّ أكذبُ الحديث، ولا تَحَسَّسوا، ولا تَجَسَّسُوا، ولا تباغضوا، وكونوا إخواناً، ولا يَخْطُبِ الرجل على خِطْبة أخيه، حتى ينكِحَ أو يتركَ» .
وله في أخرى: «إِيَّاكُم والظنَّ، فَإِنَّ الظَّنَّ أكذبُ الحديث، ولا تَحسَّسوا، ولا تَجَسَّسُوا، ولا تباغَضُوا، ولا تَدابَرُوا، وكونوا عبادَ الله إخواناً» .
وأخرج الموطأ إِلى قوله: «وكونوا عباد الله إخواناً» . [ص:525]
وفي رواية الترمذي: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «المسلم أخو المسلم، لا يخونُه، ولا يكذِبُهُ، ولا يَخْذُله، كلُّ المسلم على المسلم حرام: عِرْضُهُ، ومالُه، ودمُه، التقوى هاهنا، بحسب امرئ من الشر: أَن يحقِرَ أخاه المسلم» .
وله في أخرى: «إِيَّاكُم والظَّنَّ، فإِن الظَّنَّ أكذبُ الحديث» .
وأخرج أبو داود قال: «كلُّ المسلم على المسلم حرام: مالُه، وعِرْضُهُ، ودَمُهُ، حسبُ امرئ من الشر: أن يحقِرَ أخاه المسلم» .
وله في أخرى: «إِيَّاكم والظَّنَّ، فإِنَّ الظَّنَّ أكذبُ الحديث، ولا تَحَسَّسُوا، ولا تَجَسَّسُوا» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(إيَّاكم والظَّن) أراد بالظَّن الشَّك الذي يعرض للإنسان في الشيء فيحققه ويعمل به، وقيل: أراد: إياكم وسوء الظن وتحقيقه، دون مبادئ الظنون التي لا تُمْلَك، وخواطر القلوب التي لا تُدْفَع، معناه: لا تبحثوا عن عيوب الناس، ولا تتبعوا أخبارهم. [ص:526]
(ولا تُجَسُّسُوا) التُّجسس - بالجيم -: طلب الخبر لغيرك، وبالحاء: طلبه لنفسك.
(تَنَافَسُوا) المُنَافَسة: المثابرة على طلب الشيء، والمغالبة فيه.
(تدابروا) التَّدابر: التقاطع والتهاجر، وأصله: أن يوَلِّي أخاه ظهره.
(تَنَاجَشُوا) المُنَاجشة: أن تزيد في بيع لست تريد شراءه ليقع غيرك فيه بزيادة في الثمن.
__________
(1) رواه البخاري 9 / 171 في النكاح، باب لا يخطب على خطبة أخيه حتى ينكح أو يدع، وفي الأدب، باب ما ينهى عن التحاسد والتدابر، وباب: {يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن} ، وفي الفرائض، باب تعليم الفرائض، ومسلم رقم (2563) في البر والصلة، باب تحريم الظن والتجسس والتنافس، والموطأ 2 / 907 و 908 في حسن الخلق، باب ما جاء في المهاجرة، وأبو داود رقم (4882) و (4917) في الأدب، باب في الغيبة، وباب في الظن، والترمذي رقم (1928) في البر والصلة، باب ما جاء في شفقة المسلم على المسلم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: بلفظ «لا تحاسدوا، ولا تناجشوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، ولا يبع بعضكم على بيع بعض، وكونوا عباد الله إخوانا، المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يخذله، ولا يحقره. التقوى ههنا، ويشير إلى صدره ثلاث مرات، بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام. دمه وماله وعرضه» .
أخرجه أحمد (2/277) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا داود بن قيس. وفي (2/311) قال: حدثنا يحيى بن آدم. قال: حدثنا سفيان، عن داود بن قيس. وفي (2/360) قال: حدثنا إسماعيل بن عمرو وأبو نعيم. قالا: حدثنا داود بن قيس. وعبد بن حميد (1442) قال: حدثنا أبو نعيم. قال: حدثنا داود ابن قيس. ومسلم (8/10) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب. قال: حدثنا داود، يعني ابن قيس. وفي (8/11) قال: حدثني أبو الطاهر أحمد بن عمرو بن سرح. قال: حدثنا ابن وهب، عن أسامة، وهو ابن زيد وابن ماجة (3933) قال: حدثنا بكر بن عبد الوهاب. قال: حدثنا عبد الله بن نافع ويونس بن يحيى، جميعا عن داود بن قيس. وفي (4213) قال: حدثنا يعقوب بن حميد المدني. قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد، عن داود بن قيس.
كلاهما - داود بن قيس، وأسامة بن زيد - عن أبي سعيد مولى عبد الله بن عامر بن كريز، فذكره.
* في رواية أسامة بن زيد زاد ونقص، ومما زاد فيه: «إن الله لا ينظر إلى أجسادكم ولا إلى صوركم. ولكن ينظر إلى قلوبكم» وأشار بأصابعه إلى صدره.
* رواية سفيان مختصرة على: «المسلم أخو المسلم لا يظلمه، ولا يخذله، ولا يحقره، وحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم» .
* رواية عبد الله بن نافع ويونس بن يحيى مختصرة على: «كل المسلم على المسلم حرام. دمه وماله وعرضه» .
* رواية عبد العزيز بن محمد مختصرة على: «حسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم» .
وبلفظ: «المسلم أخو المسلم. لا يخونه ولا يكذبه ولا يخذله. كل المسلم على المسلم حرام: عرضه وماله ودمه. التقوى هاهنا، بحسب امرئ من الشر أن يحتقر أخاه المسلم» .
أخرجه أبو داود (4882) قال: حدثنا واصل بن عبد الأعلى. والترمذي (1927) قال: حدثنا عبيد بن أسباط بن محمد القرشي.، عن هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن أبي صالح، فذكره.
* لم يذكر واصل بن عبد الأعلى أول الحديث إلى أن قال: ولا يخذله.
وبلفظ: «لا تباغضوا ولا تدابروا ولا تنافسوا. وكونوا عباد الله إخوانا» . وفي رواية جرير، عن الأعمش: «لا تحاسدوا ولا تباغضوا، ولا تجسسوا ولا تحسسوا، ولا تناجشوا، وكونوا عباد الله إخوانا» . وفي رواية شعبة، عن الأعمش: «لا تقاطعوا ولا تدابروا، ولا تباغضوا ولا تحاسدوا، وكونوا إخوانا كما أمركم الله» .
أخرجه أحمد (2/389) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا وهيب. قال: حدثنا سهيل. وفي (2/480) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة، قال: سمعت سليمان. والبخاري في الأدب المفرد (400) قال: حدثنا موسى. قال: حدثنا وهيب. قال: حدثنا سهيل. ومسلم (8/10) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم. قال: أخبرنا جرير، عن الأعمش. (ح) وحدثنا الحسن بن علي الحلواني وعلي بن نصر الجهضمي. قالا: حدثنا وهب بن جرير. قال: حدثنا شعبة، عن الأعمش. (ح) وحدثني أحمد بن سعيد الدارمي. قال: حدثنا حبان. قال: حدثنا وهيب. قال: حدثنا سهيل.
كلاهما - سهيل، وسليمان الأعمش - عن أبي صالح ذكوان، فذكره.
وبلفظ: «إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث، ولا تحسسوا ولا تجسسوا ولا تحاسدوا، ولا تدابروا ولا تباغضوا، وكونوا عباد الله إخوانا» .
أخرجه أحمد (2/312) قال: حدثنا عبد الرزاق بن همام. والبخاري (8/23) قال: حدثنا بشر بن محمد. قال: أخبرنا عبد الله. وفي الأدب المفرد (410) قال: حدثنا عبد الله بن محمد. قال: حدثنا عبد الرزاق.
كلاهما - عبد الرزاق بن همام، وعبد الله بن المبارك - قالا: أخبرنا معمر، عن همام بن منبه، فذكره.
وبلفظ: «إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث، ولا تحسسوا ولا تجسسوا ولا تباغضوا ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانا» .
أخرجه أحمد (2/342) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا وهيب. قال: حدثنا عبد الله بن طاووس. وفي (2/539) قال: حدثنا هاشم. قال: حدثنا أبو معاوية، يعني شيبان، عن ليث والبخاري (8/185) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. قال: حدثنا وهيب. قال: حدثنا ابن طاووس.
كلاهما - عبد الله بن طاووس، وليث بن أبي سليم - عن طاووس، فذكره.
وبلفظ: «إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث، ولا تجسسوا ولا تحسسوا، ولا تحاسدوا ولا تنافسوا، ولا تباغضوا ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانا» .
أخرجه أحمد (2/470) قال: حدثنا عبد الرحمن. وفي (2/491) قال: حدثنا بهز. (ح) وحدثنا عفان. وفي (2/504) قال: حدثنا يزيد.
أربعتهم - عبد الرحمن، وبهز، وعفان، ويزيد - عن سليم بن حيان. قال: سمعت أبي يحدث، فذكره.
وبلفظ: «إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث، ولا تجسسوا ولا تنافسوا، ولا تدابروا ولا تباغضوا، وكونوا عباد الله إخوانا» .
أخرجه أحمد (2/482) قال: حدثنا سريج بن النعمان. قال: حدثنا فليح، عن هلال بن علي، عن عبد الرحمن بن أبي عمرة، فذكره.
وبلفظ: «إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث، ولا تحسسوا ولا تجسسوا، ولا تناجشوا ولا تحاسدوا، ولا تباغضوا ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانا» .
أخرجه مالك الموطأ (566) عن أبي الزناد. والحميدي (1086) قال: حدثنا سفيان. قال: حدثنا أبو الزناد. وأحمد (2/245) قال: قرئ على سفيان: سمعت أبا الزناد. وفي (2/287) قال: حدثنا حسين بن علي الجعفي، عن زائدة، عن عبد الله بن ذكوان. وفي (2/465) قال: حدثنا إسحاق. قال أخبرنا مالك، عن أبي الزناد. وفي (2/517) قال: حدثنا روح. قال: حدثنا مالك، عن أبي الزناد. والبخاري (7/24) قال: حدثنا يحيى بن بكير. قال: حدثنا الليث. عن جعفر بن ربيعة. وفي (8/23) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. قال: أخبرنا مالك، عن أبي الزناد. وفي الأدب المفرد (1287) قال: حدثنا إسماعيل. قال: حدثني مالك، عن أبي الزناد. ومسلم (8/10) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. قال: قرأت على مالك، عن أبي الزناد، وأبو داود (4917) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك، عن أبي الزناد. والترمذي (1988) قال: حدثنا ابن أبي عمر. قال: حدثنا سفيان، عن أبي الزناد.
كلاهما - أبو الزناد عبد الله بن ذكوان، وجعفر بن ربيعة - عن الأعرج، فذكره.
* رواية سفيان مختصرة على: «إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث» .
* زاد في رواية جعفر بن ربيعة: «ولا يخطب الرجل على خطبة أخيه حتى ينكح، أو يترك» .
وبلفظ: «كونوا عباد الله إخوانا، لا تعادوا ولا تباغضوا، سددوا وقاربوا وأبشروا» .
رواية ابن مهدي: «لا تدابروا ولا تباغضوا، وكونوا عباد الله إخوانا» .
أخرجه أحمد (2/446) قال: حدثنا وكيع. وفي (2/469) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي.
كلاهما - وكيع، وابن مهدي - قالا: حدثنا حماد، يعني ابن سلمة، عن محمد بن زياد، فذكره.
وبلفظ: «لا تباغضوا ولا تناجشوا ولا تحاسدوا وكونوا عباد الله إخوانا» .
وفي رواية: «ولا تدابروا ولا تنافسوا.» .
أخرجه أحمد (2/288، و393) قال: حدثنا الفضل بن دكين أبو نعيم. قال: حدثنا سفيان، عن صالح بن نبهان، فذكره.
وبلفظ: «لا تهجروا ولا تدابروا ولا تحسسوا، ولا يبع بعضكم على بيع بعض، وكونوا عباد الله إخوانا» .
أخرجه مسلم (8/10) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا عبد العزيز، يعني ابن محمد، عن العلاء، عن أبيه، فذكره.(6/523)
4732 - (خ م ط ت د) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «لا تَقَاطَعُوا، ولا تَدَابَرُوا، ولا تَباغَضُوا، ولا تحاسدوا، وكونوا عبادَ الله إخواناً، ولا يَحِلُّ لمسلم أن يَهْجُرَ أخاه فوق ثلاث» .
وفي أخرى: «لا تحاسَدوا، ولا تباغضوا، ولا تقاطَعُوا، وكونوا عبادَ الله إخواناً» .
أخرج الأولى الجماعة إِلا النسائي، وأخرج الثانية مسلم.
وقال مالك في الموطأ في روايته: «ولا أحْسِبُ التدابر إِلا الإعراض عن المسلم، يُدبِرُ عنه بوجهه» (1) . [ص:527]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(إنشاد الضالة) الضالَّة: الضائعة، وإنشادها: تعريفها طريقها، أو تعريف صاحبها بها.
__________
(1) رواه البخاري 10 / 403 في الأدب، باب ما ينهى عن التحاسد والتدابر، وباب الهجرة، ومسلم رقم (2559) في البر والصلة، باب تحريم التحاسد والتباغض، والموطأ 2 / 907 في حسن الخلق، باب ما جاء في المهاجرة، وأبو داود رقم (4910) في الأدب، باب فيمن يهجر أخاه المسلم، والترمذي رقم (1936) في البر والصلة، باب ما جاء في الحسد.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه مالك الموطأ صفحة (566) ، والبخاري (8/25) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. وفي الأدب المفرد (398) قال: حدثنا إسماعيل، ومسلم (8/8) قال: حدثني يحيى بن يحيى. وأبو داود (4910) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة.
أربعتهم - ابن يوسف، وإسماعيل، ويحيى، وابن مسلمة - عن مالك بن أنس.
2- وأخرجه الحميدي (1183) ، وأحمد (3/110) ، ومسلم (8/9) قال: حدثنا زهير بن حرب، وابن أبي عمر، وعمرو الناقد. والترمذي (1935) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء العطار، وسعيد بن عبد الرحمن.
سبعتهم - الحميدي، وأحمد، وزهير، وابن أبي عمر، والناقد، وعبد الجبار، وسعيد - عن سفيان بن عيينة.
3- وأخرجه أحمد (3/165) قال: حدثنا عبد الرزاق. وفي (3/199) قال: حدثنا عبد الأعلى. ومسلم (8/9) قال: حدثنا أبو كامل، قال: حدثنا يزيد بن زريع. (ح) وحدثنا محمد بن رافع، وعبد ابن حميد. كلاهما - عن عبد الرزاق -.
ثلاثتهم - عبد الرزاق، وعبد الأعلى، ويزيد - عن معمر بن راشد.
4- وأخرجه أحمد (3/209) قال: حدثنا روح، قال: حدثنا ابن جريج، وزكريا بن إسحاق.
5- وأخرجه أحمد (3/225) والبخاري (8/23) قالا - البخاري، وأحمد - حدثنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب بن أبي حمزة.
6- وأخرجه مسلم (8/8) قال: حدثنا حاجب بن الوليد، قال: حدثنا محمد بن حرب، قال: حدثنا محمد بن الوليد الزبيدي.
7- وأخرجه مسلم (8/9) قال: حدثني حرملة بن يحيى، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس.
ثمانيتهم - مالك، وسفيان، ومعمر، وابن جريج، وزكريا، وشعيب، والزبيدي، ويونس - عن الزهري، فذكره.
وبلفظ: «لا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تقاطعوا وكونوا عباد الله إخوانا» .
1- أخرجه أحمد (3/209، و 277) قال: حدثنا روح، ومسلم (8/9) قال: حدثنا محمد بن المثنى قال: حدثنا أبو داود. (ح) وحدثنيه علي بن نصر الجهضمي، قال: حدثنا وهب بن جرير.
ثلاثتهم - روح، وأبو داود، ووهب - عن شعبة.
2- وأخرجه أحمد (3/283) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا أبان بن يزيد.
كلاهما - شعبة، وأبان - عن قتادة، فذكره.(6/526)
4733 - (خ م د ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «حقُّ المسلمِ على المسلم خمس: ردُّ السلام، وعِيادةُ المريض، واتِّباعُ الجنازة، وإِجابةُ الدَّعْوَةِ، وتشميتُ العاطس» . أخرجه البخاري ومسلم.
ولمسلم: «حقُّ المسلم على المسلم سِتّ، قيل: ما هنَّ يا رسولَ الله؟ قال: إِذا لقيتَه فسلِّمْ عليه، وإِذا دَعَاكَ فأَجِبْهُ، وإِذَا استنصحَكَ فانْصَحْ له، وإِذا عَطَسَ فَحمِدَ الله فشَمِّتْه، وإِذا مرضَ فعُدْه، وإِذَا ماتَ فاتْبَعْهُ» . وأخرج أبو داود الأولى.
وفي رواية الترمذي نحو الثانية، وجعل بدل السلام: «وتَنْصَح له إِذا غابَ أو شَهِدَ» .
وفي رواية النسائي قال: «للمؤمن على المؤمن سِتُّ خِصَال: يعُودُه إِذا مَرِضَ، ويشهدُهُ إِذا ماتَ، ويجيبُه إِذا دعاه، ويسلِّمُ عليه إِذا لَقِيَهُ، ويشمِّتُه إِذا عَطَسَ، وينصَحُ له إِذا غابَ أَو شَهِدَ» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 3 / 90 في الجنائز، باب الأمر باتباع الجنائز، ومسلم رقم (2162) في السلام، باب من حق المسلم على المسلم رد السلام، وأبو داود رقم (5030) في الأدب، باب في العطاس، والترمذي رقم (2738) في الأدب، باب ما جاء في تشميت العاطس، والنسائي 4 / 53 في الجنائز، باب النهي عن سب الأموات.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/540) قال: حدثنا محمد بن مصعب، قال: حدثنا الأوزاعي. والبخاري (2/90) قال: حدثنا محمد، قال: حدثنا عمرو بن أبي سلمة، عن الأوزاعي. ومسلم (7/3) قال: حدثني حرملة بن يحيى، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس (ح) وحدثنا عبد ابن حميد، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. وأبو داود (5030) قال: حدثنا محمد بن داود ابن سفيان وخشيش بن أصرم، قالا: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. والنسائي في عمل اليوم والليلة (221) قال: أخبرني عمرو بن عثمان، قال: حدثنا بقية، عن الأوزاعي.
ثلاثتهم - الأوزاعي، ويونس، ومعمر - عن ابن شهاب الزهري، قال: أخبرني سعيد بن المسيب، فذكره.
* في رواية عبد بن حميد قال عبد الرزاق: كان معمر يرسل هذا الحديث عن الزهري، وأسنده مرة، عن ابن المسيب، عن أبي هريرة.
وبلفظ: «حق المسلم على المسلم ست: قيل: ماهن يا رسول الله؟ قال: إذا لقيته فسلم عليه، وإذا دعاك فأجبه، وإذا استنصحك فانصح له، وإذا عطس فحمد الله فشمته، وإذا مرض فعده، وإذا مات فاتبعه» .
أخرجه أحمد (2/372) قال: حدثنا سليمان، قال: حدثنا إسماعيل. وفي (2/412) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم القاص. والبخاري في الأدب المفرد (925) قال: حدثنا محمد بن سلام، عن إسماعيل بن جعفر. وفي (991) قال: حدثنا إسماعيل، قال: حدثنا مالك.
ومسلم (7/3) قال: حدثنا يحيى بن أيوب وقتيبة وابن حجر، قالوا: حدثنا إسماعيل، وهو ابن جعفر. ثلاثتهم - إسماعيل بن جعفر، وعبد الرحمن بن إبراهيم، ومالك - عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، فذكره.
وبلفظ: «حق المؤمن على المؤمن ست خصال: أن يسلم عليه إذا لقيه، ويشمته إذا عطس، وإن دعاه أن يجيبه، وإذا مرض أن يعوده، وإذا مات أن يشهده، وإذا غاب أن ينصح له» .
أخرجه أحمد (3/321) قال: حدثنا أبو عبد الرحمن، قال: حدثنا سعيد، قال: حدثنا عبد الله بن الوليد، عن ابن حجيرة، عن أبيه، فذكره.
وبلفظ: «للمؤمن على المؤمن ست خصال: يعوده إذا مرض، ويشهده إذا مات، ويجيبه إذا دعاه، ويسلم عليه إذا لقيه، ويشمته إذا عطس، وينصح له إذا غاب، أو شهد» .
أخرجه الترمذي (2737) ، والنسائي (4/53) .
كلاهما - الترمذي، والنسائي - عن قتيبة، قال: حدثنا محمد بن موسى المخزومي المدني، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، فذكره.
وبلفظ: «ثلاث كلهن حق على كل مسلم: عيادة المريض، وشهود الجنازة، وتشميت العاطس إذا حمد الله عز وجل» .
أخرجه البخاري في الأدب المفرد (519) قال: حدثنا مالك بن إسماعيل. قال: حدثنا أبو عوانة، عن عمر بن أبي سلمة، عن أبيه، فذكره. وبلفظ: «خمس من حق المسلم على المسلم: رد التحية، وإجابة الدعوة، وشهود الجنازة، وعيادة المريض، وتشميت العاطس إذا حمد الله» .
وفي رواية عمر بن أبي سلمة: «ثلاث كلهن حق على كل مسلم: عيادة المريض، وشهود الجنازة، وتشميت العاطس إذا حمد الله عز وجل» .
أخرجه أحمد (2/332) قال: حدثنا محمد بن بشر، قال: حدثنا محمد بن عمرو. وفي (2/356) قال: حدثنا يحيى بن إسحاق، قال: حدثنا أبو عوانة، عن عمر بن أبي سلمة. وفي (2/357) قال: حدثنا إسحاق بن عيسى، قال: حدثنا أبو عوانة، عن عمر بن أبي سلمة وفي (2/388) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا أبو عوانة، قال: حدثنا عمر بن أبي سلمة. وابن ماجة (1435) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا محمد بن بشر، عن محمد بن عمرو.
كلاهما - محمد بن عمرو، وعمر بن أبي سلمة - عن أبي سلمة، فذكره.(6/527)
4734 - (خ م ت س) البراء بن عازب - رضي الله عنه -: قال معاوية بن سويد بن مُقَرِّن: دخلتُ على البراء بنِ عازِب، فسمعتُه يقول: «أمرنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بِسَبْع، ونهانا عن سبع: أمرنا بعيادةِ المريض، واتِّباعِ الجنازة، وتشميتِ العاطس، وإِبْرَارِ القسم - أو المُقْسِم- ونصرِ المظلوم، وإِجابةِ الدَّاعي، وَإِفشاءِ السلام، ونهانا عن خواتيم الذهب، أو عن تختُّمٍ بالذهب، وعن شُربٍ بالفضة، وعن المياثِر، وعن القَسِّيِّ، وعن لُبْس الحرير، والإِسْتَبْرَقِ والديباج» . وفي رواية: «وإِنشادِ الضَّالَّة» .
زاد في أخرى: «وعن الشُّرْبِ في الفضة، فإنَّه مَن شَرِبَ فيها في الدنيا، لم يشرب فيها في الآخرة» ، وقال: «إِبرار المقسِم» من غير شك.
وفي أخرى: «رَدّ السلام» ، بدل: «إِفشاء السلام» ، وقال: «نهانا عن خاتم الذهب، أو عن حَلْقَةِ الذَّهَبِ» .
وفي أخرى: «وإِبرارِ القسم» .
وفي أخرى: «ونهانا عن خاتم الذهب، وعن آنيةِ الفضة» .
وفي أخرى: «وعن المياثر الحُمْرِ» .
وأخرجه البخاري ومسلم، وأخرج الترمذي [الرواية] الأولى.
وفي رواية النسائي قال: «أمرنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بسبع: أمرنا باتِّباع [ص:529] الجنائز، وعيادةِ المريض، وتشميتِ العاطس، وإجابةِ الدَّاعي، ونصرِ المظلوم، وإِبرارِ القسم، وردِّ السلام» .
وله في أخرى قال: «أمرنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بسبع، ونهانا عن سبع، أمرنا بعيادةِ المريض، وتشميتِ العاطس، وإِبرارِ القسم، ونُصْرَةِ المظلوم، وإِفشاءِ السلام، وإِجابةِ الدَّاعي، واتِّباع الجنائز، ونهانا عن خواتيم الذهب، وعن آنيةِ الفضة، وعن المياثِر، وعن القَسِّيَّةِ، والإِسْتَبْرَقِ، والحريرِ، والديباجِ» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(إبرار القَسَم) القَسَم: اليمين، والمُقْسِم: الحالف، وإبراره: تصديقه وأن لا يُحنِثَه.
(القَسِّيِّ) : ثياب منسوجة من كَتان وإبْرَيسم مُضَلَّعة، كانت تجيء مِصْر من قرية تسمى القَسّ، فنسبت إليها. [ص:530]
(الإسْتَبْرَق) : ما غَلُظَ من الدِّيباج.
__________
(1) رواه البخاري 10 / 266 في اللباس، باب خواتيم الذهب، وباب لبس القسي، وباب الميثرة الحمراء، وفي الجنائز، باب الأمر باتباع الجنائز، وفي المظالم، باب نصر المظلوم، وفي النكاح، باب حق إجابة الوليمة، وفي الأشربة، باب آنية الفضة، وفي المرضى، باب وجوب عيادة المرضى، وفي الأدب، باب تشميت العاطس إذا حمد الله، وفي الاستئذان، باب إفشاء السلام، وفي الأيمان والنذور، باب قول الله تعالى: {وأقسموا بالله جهد أيمانهم} ، ومسلم رقم (2066) في اللباس، باب تحريم استعمال إناء الذهب والفضة على الرجال والنساء ... ، والترمذي رقم (2810) في الأدب، باب ما جاء في كراهية لبس المعصفر للرجل، والنسائي 4 / 54 في الجنائز، باب الأمر باتباع الجنائز، وفي الأيمان والنذور، باب إبرار القسم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: تقدم(6/528)
4735 - (ت) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «للمسلم على المسلم ستّ بالمعروف: يُسلِّم عليه إِذا لقيَه، ويُجيبه إِذا دعاه، ويُشَمِّتُه إِذا عطس، ويعُودُه إِذا مرض، ويَتْبَع جنازَته إِذا مات، ويحبُّ له ما يحبُّ لنفسه» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2737) في الأدب، باب ما جاء في تشميت العاطس، وفي سنده الحارث الأعور، وهو ضعيف، ولكن للحديث شواهد يرقى بها، وقال الترمذي: هذا حديث حسن، وقد روي من غير وجه عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقال: وفي الباب عن أبي هريرة وأيوب والبراء وابن مسعود.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (1/88) (673) قال: حدثنا أبو سعيد، قال: حدثنا إسرائيل. وفي (1/89) (674) قال: حدثنا حسين، قال: حدثنا إسرائيل. والدارمي (2636) قال: أخبرنا عبيد الله، عن إسرائيل. وابن ماجة (1433) قال: حدثنا هناد بن السري، قال: حدثنا أبو الأحوص والترمذي (2736) قال: حدثنا هناد، قال: حدثنا أبو الأحوص
كلاهما - إسرائيل، وأبو الأحوص - عن أبي إسحاق، عن الحارث، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن، وقد روي من غير وجه عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وقد تكلم بعضهم في الحارث الأعور.(6/530)
4736 - (ت) أَنَس بن مالك - رضي الله عنه -: قال: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يعودُ المريض، ويشهدُ الجنازة، ويركبُ الحمار، ويجيب دعوة العبد، وكان يومَ بني قُرَيْظَةَ على حمار مخطوم بحَبْل من لِيف، عليه إِكافُ ليف» . أَخرجه الترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(مَخْطُوم) : له خِطَام، وهو حبل يكون في أنف الدابة تُقَاد به.
__________
(1) رقم (1017) في الجنائز، باب رقم (32) ، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (4178) في الزهد، باب البراءة من الكبر والتواضع، وفي سنده مسلم بن كيسان الضبي الأعور، وهو ضعيف، وقال الترمذي: هذا حديث لا نعرفه إلا من حديث مسلم عن أنس، ومسلم الأعور يضعف.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي في الجنائز (32) وأيضا في الشمائل (48:3) عن علي بن حجر، عن علي بن مسهر، وقال: لا نعرفه إلا من حديث مسلم، ومسلم يضعف. وابن ماجة في التجارات (66:1) عن محمد بن الصباح، عن سفيان و (66:1) عن عمرو بن رافع عن جرير.
كلاهما عنه ببغضه: كان يجيب دعوة المملوك. وفي الزهد (16:6) عن عمرو بتمامه عن مسلم بن كيسان الملائي الأعور الكوفي، فذكره.(6/530)
4737 - (خ د) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «أطْعِمُوا الجائع، وعُودُوا المريض، وَفُكُّوا العَانِيَ» . [ص:531] أَخرجه البخاري، وأبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فُكوا العاني) العاني: الأسير، وفكُّه: إطلاقه.
__________
(1) رواه البخاري 10 / 97 في المرضى، باب وجوب عيادة المريض، وفي الجهاد، باب فكاك الأسير، وفي النكاح، باب حق إجابة الوليمة، وفي الأحكام، باب إجابة الحاكم الدعوة، وأبو داود رقم (3105) في الجنائز، باب الدعاء للمريض بالشفاء عند العيادة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (4/394) قال: حدثنا وكيع، وعبد الرحمن، عن سفيان. وفي (4/406) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن سفيان. والدارمي (2468) قال: أخبرنا محمد بن يوسف، عن سفيان. وعبد بن حميد (554) قال: حدثنا عبيد الله بن موسى، عن سفيان، وإسرائيل. والبخاري (4/83) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا جرير. وفي (7/31 و 9/88) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن سفيان. وفي (7/87) قال: حدثنا محمد بن كثير، قال: أخبرنا سفيان. وفي (7/150) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا أبو عوانة. وأبو داود (3105) قال: حدثنا ابن كثير، قال: حدثنا سفيان. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (9001) عن قتيبة، عن أبي عوانة (ح) وعن محمود بن غيلان، عن وكيع، وبشر بن السري، عن سفيان.
أربعتهم - سفيان، وإسرائيل، وجرير، وأبو عوانة - عن منصور، عن أبي وائل، فذكره.
* الروايات مطولة ومختصرة.(6/530)
4738 - (ت) أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «لا يَحْقِرَنَّ أحدُكم شيئاً من المعروف، وإِن لم يجد فلْيَلْقَ أَخَاهُ بوجه طليق، وَإِذا اشتَريتَ لحماً، أو طبخْتَ قِدْراً: فَأكثِرْ مَرَقَتَه، واغْرِفْ لجارك منه» . أخرجه الترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(طَلِيق) الوجه وطَلْق الوجه: إذا كان منبسطاً غير مُنْقَبِض.
__________
(1) رقم (1834) في الأطعمة، باب ما جاء في إكثار ماء المرقة، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال، قال الترمذي: وقد رواه شعبة عن أبي عمران الجوني.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (1833) قال:حدثنا الحسين بن علي بن الأسود البغدادي. قال: حدثنا عمرو بن محمد العنقزي. قال: حدثنا إسرائيل، عن صالح بن رستم أبي عامر الخزاز، عن أبي عمران الجوني، عن عبد الله بن الصامت، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.(6/531)
الفصل الثالث: في المجالسة وآداب المجلس، وفيه ثمانية فروع
الفرع الأول: في الجلوس بالطرق
4739 - (خ م د) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ [ص:532] صلى الله عليه وسلم- قال: «إِيَّاكُم والجلوسَ في الطُّرُقات، فقالوا: يا رسول الله، ما لنا من مجالسنا بُدّ، نتحدَّث فيها، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: فإِذا أَبيتُم إِلا المجلسَ فَأعْطُوا الطريقَ حقَّهُ، قالوا: وَمَا حَقُّ الطريق يا رسولَ الله؟ قال: غَضُّ البصرِ، وكَفُّ الأَذَى، وردُّ السلامِ، والأمرُ بالمعروفِ، والنهي عن المنكرِ» . أخرجه البخاري، ومسلم، وأبو داود (1) .
__________
(1) رواه البخاري 11 / 9 في الاستئذان، باب قول الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتاً غير بيوتكم} ، وفي المظالم، باب أفنية الدور والجلوس فيها والجلوس على الصعدات، ومسلم رقم (2121) في اللباس، باب النهي عن الجلوس في الطرقات، وأبو داود رقم (4815) في الأدب، باب في الجلوس في الطرقات.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/36) قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا زهير بن محمد. وفي (3/47) قال: حدثنا عبد الملك، قال: حدثنا هشام. وعبد بن حميد (958) قال: حدثنا عبد الملك بن عمرو، قال: حدثنا هشام بن سعد. والبخاري (3/173) قال: حدثنا معاذ بن فضالة، قال: حدثنا أبو عمر حفص بن ميسرة. وفي (8/63) قال: حدثنا عبد الله بن محمد، قال: أخبرنا أبو عامر، قال: حدثنا زهير. وفي الأدب المفرد (1150) قال: حدثنا محمد بن عبيد الله، قال: حدثنا الدراوردي. ومسلم (6/165 و 7/2 و 3) قال: حدثني سويد بن سعيد، قال: حدثني حفص بن ميسرة. (ح) وحدثناه يحيى ابن يحيى، قال: أخبرنا عبد العزيز بن محمد المدني. (ح) وحدثناه محمد بن رافع، قال: حدثنا ابن أبي فديك، قال: أخبرنا هشام يعني ابن سعد. وأبو داود (4815) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة، قال: حدثنا عبد العزيز يعني ابن محمد. أربعتهم - زهير بن محمد، وهشام بن سعد، وحفص بن ميسرة، وعبد العزيز بن محمد الدراوردي - عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، فذكره.
* أخرجه أحمد (3/61) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن زيد بن أسلم، عن رجل، عن أبي سعيد، فذكره.(6/531)
4740 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- في هذه القصة، قال: «وإِرْشَادُ السبيل» . أخرجه أبو داود، عقيب حديث أبي سعيد الخدري هكذا (1) .
__________
(1) رقم (4816) في الأدب، باب في الجلوس في الطرقات، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (4816) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا بشر يعني ابن المفضل، قال: حدثنا عبد الرحمن بن إسحاق، عن سعيد المقبري، فذكره.(6/532)
4741 - (د) عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- في هذه القصة، قال: «وتُغيثُوا الملْهُوف، وتَهْدُوا الضَّال» . أخرجه أبو داود عقيب حديث أبي هريرة هكذا (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الملهوف) : المظلوم يستغيث.
__________
(1) رقم (4817) في الأدب، باب في الجلوس في الطرقات، وفي سنده ابن جحير العدوي، وهو مجهول لم يسم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرج حديث ابن حجير: أبو داود (4817) قال: حدثنا الحسن بن عيسى النيسابوري قال: أخبرنا ابن المبارك، قال: أخبرنا جرير بن حازم، عن إسحاق بن سويد، عن ابن حجير العدوي، فذكره.(6/532)
4742 - (م) أبو طلحة - رضي الله عنه - قال: «كُنَّا قُعُودا بالأفنِية نتحدَّث، فجاء رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقام علينا، فقال: ما لكم ولمجالس الصُّعُدات؟ اجتنبوا مَجالِسَ الصعدات، فقلنا: إِنَّما قعدنا لغير ما بأس، قعدنا نتذاكر، ونتحدّث، قال: إِمَّا لا، فأدُّوا حقَّها: غَضُّ البصر، وردّ السَّلام، وحُسْنُ الكلام» . أخرجه مسلم (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الأفنية) جمع فناء، وهو ساحة الدار.
(الصُّعُدات) جمع صُعُد، وصُعُد، جمع صَعيد، والصعيد: التراب ووجه الأرض، مثل طريق وطُرُق وطرقات.
(إما لا) يقال: افعل هذا إما لا، أصله: إن و «ما» زائدة والمعنى: إلا تفعل هذا فافعل هذا، وقد أمالوا فقالوا: إمالا.
__________
(1) رقم (2161) في السلام، باب من حق الجلوس على الطريق رد السلام.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (4/30) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا عبد الواحد. ومسلم (7/2) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا عبد الواحد بن زياد. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (3776) عن محمد بن إبراهيم، عن الفضل بن العلاء.
كلاهما - عبد الواحد، والفضل- عن عثمان بن حكيم، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أبيه، فذكره.(6/533)
4743 - (ت) البراء بن عازب - رضي الله عنه -: «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- مرَّ بناس من الأنصار - وهم جُلُوس في الطريق - فقال: إِن كُنتم لابُدَّ فاعلين، فردُّوا السلام، وأعينوا المظلوم، واهدوا السَّبيل» . أخرجه الترمذي عن أبي إسحاق السَّبِيعي عن البراء، قال: ولم يسمعه منه (1) .
__________
(1) رقم (2727) في الاستئذان، باب ما جاء في المجالس على الطريق، وإسناده منقطع، لكن للحديث شواهد بمعناه، فهو بها حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1- أخرجه أحمد (4/282) قال: حدثنا عفان. وفي (4/291) قال: حدثنا محمد بن جعفر، وعفان. وفي (4/291، 301) قال: حدثنا أبو سعيد. والدارمي (2658) قال: أخبرنا أبو الوليد الطيالسي. والترمذي (2726) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا أبو داود.
خمستهم - عفان، وابن جعفر، وأبو سعيد، وأبو الوليد، وأبو داود - قالوا: حدثنا شعبة.
2- وأخرجه أحمد (4/282) قال: حدثنا حسين بن محمد. وفي (4/291) قال: حدثنا أسود. وفي (4/293) قال: حدثنا يحيى بن آدم. ثلاثتهم - حسين، وأسود، ويحيى - قالوا: حدثنا إسرائيل.
كلاهما - شعبة، وإسرائيل - عن أبي إسحاق، فذكره، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب.(6/533)
الفرع الثاني: في التناجي
4744 - (خ م ط د) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «إِذا كانَ ثلاثة فلا يَتَنَاجى (1) اثنانِ دونَ الثالثِ» . أخرجه البخاري، ومسلم، والموطأ.
وعند مسلم: «دون واحد» .
وللموطأ قال عبد الله بنُ دينار: «كنت أنا وابن عمر عند دار خالد بن عُقْبة التي بالسوق، فجاء رجل يريد أن يناجيَه وليس مع ابن عمر رجل غيري، فدعا ابن عمر رجلاً آخر، حتى كنا أربعة، فقال لي وللرجل الثالث الذي دعا: استأخرا شيئاً، فإني سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: لا يَتَناجَ اثنان دون واحد» .
وأخرجه أبو داود عقيب حديث أخرجه عن ابن مسعود، فقال: عن ابن عمر مثلُهُ. وقال: قال أبو صالح: «فقلتُ لابن عمر: فأربعة؟ قال: لا يضرُّك» (2) . [ص:535]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يَتَنَاجى) المُناجاة: المحادثة سرّاً من الحاضرين.
__________
(1) وهو نفي، ومعناه النهي، وفي بعض النسخ بجيم فقط بلفظ النهي.
(2) رواه البخاري 11 / 68 و 69 في الاستئذان، باب لا يتناجى اثنان دون الثالث، ومسلم رقم (2183) في السلام، باب تحريم مناجاة الاثنين دون الثالث، والموطأ 2 / 988 و 989 في الكلام، باب ما جاء في مناجاة اثنين دون واحد، وأبو داود رقم (4852) في الأدب، باب في التناجي.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: بلفظ: «إذا كان ثلاثة، فلا يتناجى اثنان دون واحد» .
أخرجه مالك الموطأ صفحة (611) . والحميدي (646) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا عبد الله بن عمر. وأحمد (2/17) (4664) قال: حدثنا يحيى، عن عبيد الله. وفي (2/32) (4874) قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا محمد بن إسحاق. وفي (2/45) (5046) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، قال: سمعت أيوب بن موسى. وفي (2/121) (6024) قال: حدثنا علي بن عياش، قال: حدثنا شعيب بن أبي حمزة. وفي (2/123) (6057) قال: حدثنا يونس. قال: حدثنا ليث. وفي (2/126) (6085) قال: حدثنا يونس، قال: حدثنا حماد، يعني ابن زيد، عن أيوب. وفي (2/141) (6270) قال: حدثنا ابن نمير، قال: حدثنا عبيد الله. وفي (2/146) (6338) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر، عن أيوب. والبخاري (8/80) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: أخبرنا مالك. وفي (8/80) والأدب المفرد (1168) قال: حدثنا إسماعيل، قال: حدثني مالك. ومسلم (7/12) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: قرأت على مالك. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا محمد بن بشر وابن نمير. (ح) وحدثنا ابن نمير، قال: (ح) وحدثنا محمد بن المثنى وعبيد الله بن سعيد. قالا: حدثنا يحيى، وهو ابن سعيد. كلهم عن عبيد الله. (ح) وحدثنا قتيبة وابن رمح، عن الليث بن سعد (ح) وحدثنا أبو الربيع وأبو كامل. قالا: حدثنا حماد، عن أيوب. (ح) وحدثنا ابن المثنى، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، قال: سمعت أيوب بن موسى. ثمانيتهم - مالك، وعبد الله بن عمر، وعبيد الله بن عمر، وابن إسحاق، وأيوب بن موسى، وشعيب، وليث، وأيوب بن أبي تميمة - عن نافع، فذكره.
وبلفظ «نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يتناجى اثنان دون الثالث» .
أخرجه الحميدي (645) قال: حدثنا سفيان وصالح بن قدامة الجمحي المدني. وأحمد (2/9) (4564) قال: حدثنا سفيان. وفي (2/60) (5258) قال: حدثنا وكيع. عن سفيان. وفي (2/60) (5258) و (2/62) (5281) قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا سفيان. وفي (2/73) (5425) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا عبد العزيز بن مسلم. وفي (2/79) (5501) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، وابن ماجة (3776) قال: حدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا سفيان بن عيينة.
خمستهم - سفيان بن عيينة، وصالح بن قدامة، وسفيان الثوري، وعبد العزيز، وشعبة - عن عبد الله ابن دينار، فذكره. وعن القاسم بن محمد، أن ابن عمر قال ليحيى بن حبان: أما ترون القتل شيئا. وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لا يتناجى اثنان دون الثالث» .
أخرجه الحميدي (647) قال: حدثنا سفيان، عن يحيى بن سعيد، عن القاسم بن محمد، فذكره.
وعن يحيى بن حبان، أنه كان مع عبد الله بن عمر، وأن عبد الله بن عمر قال له في الفتنة: لا ترون القتل شيئا؟ قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- للثلاثة: «لا ينتجي اثنان دون صاحبهما» .
أخرجه أحمد (2/32) (4871) قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا يحيى، يعني بن سعيد، عن محمد ابن يحيى بن حبان أخبره، أن رجلا أخبره عن أبيه يحيى، فذكره.
* أخرجه أحمد (2/2) (4450) قال: حدثنا هشيم، عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن يحيى بن حبان، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إذا كنتم ثلاثة، فلا يتناج اثنان دون واحد» .
وعن أبي صالح، عن ابن عمر. قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إذا كنتم ثلاثة، فلا يتناجين اثنان دون صاحبهما» .
أخرجه أحمد (2/18) (4685) قال: حدثنا يحيى. وفي (2/43) (5023) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (2/141) (6264) قال: حدثنا إسحاق بن يوسف. والبخاري في الأدب المفرد (1170) قال: حدثني عمر بن حفص، قال: حدثني أبي. وأبو داود (4852) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا عيسى بن يونس.
خمستهم - يحيى، وشعبة، وإسحاق، وحفص بن غياث، وعيسى - عن الأعمش، عن أبي صالح، فذكره.
* أخرجه البخاري في الأدب المفرد (1172) قال: حدثنا قبيصة، قال: حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن ابن عمر. قال: إذا كانوا أربعة فلا بأس.
وعن سعيد المقبري. قال: جلست إلى ابن عمر، ومعه رجل يحدثه، فدخلت معهما، فضرب بيده صدري. وقال: أما علمت أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا تناجى اثنان، فلا تجلس إليهما حتى تستأذنهما.» .
أخرجه أحمد (2/114) (5949) قال: حدثنا سريج. وفي (2/138) (6225) قال: حدثنا نوح.
كلاهما - سريج، ونوح - عن عبد الله، عن سعيد المقبري، فذكره.(6/534)
4745 - (د خ م ت) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «لا يَنْتَجي (1) اثنان دون صاحبهما، فَإِن ذلك يُحْزِنُهُ» . أخرجه أبو داود.
وهذا هو الحديث الذي جعل حديث ابن عمر مثله.
وفي رواية البخاري ومسلم: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «إِذا كنتم ثلاثة فلا يتناجى (1) اثنان دون الآخر، حتى تختلطوا بالناس، من أجل أن ذلك يُحْزِنُه، ولا تُبَاشِرُ المرأةُ المرأةَ فتصفها لزوجها كأنه ينظر إِليها» .
وفي رواية الترمذي: «إِذا كنتم ثلاثة فلا يَنْتَجي (1) اثنان دون صاحبهما» .
وفي أخرى: «لا يتناجى (1) اثنان دون الثالث، فإن ذلك يُحْزِنُه» (2) .
__________
(1) وهو نفي بمعنى النهي، وفي بعض النسخ: بجيم فقط بلفظ النهي.
(2) رواه البخاري 11 / 69 في الاستئذان، باب إذا كانوا أكثر من ثلاثة فلا بأس بالمسارة والمناجاة، ومسلم رقم (2184) في السلام، باب تحريم مناجاة الاثنين دون ثالث بغير رضاه، وأبو داود رقم (4851) في الأدب، باب في التناجي، والترمذي رقم (2827) في الأدب، باب ما جاء لا يتناجى اثنان دون ثالث.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه الحميدي (109) قال: حدثنا سفيان، عن الأعمش. وأحمد (1/375) (3560) قال: حدثنا إسحاق، قال: حدثنا الأعمش. وفي (1/425) (4039) قال: حدثنا أبومعاوية، قال: حدثنا الأعمش وفي (1/425) (4040) قال: حدثنا أبو معاوية، وابن نمير، قالا: حدثنا الأعمش. وفي (1/430) (4093) قال: حدثنا يحيى، عن سفيان، عن الأعمش. وفي (1/431) (4106) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا الأعمش. وفي (1/438) (4175) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن منصور. وفي (1/440) (4190) قال: حدثنا عبد الرحمن ابن مهدي، قال: حدثنا سفيان، عن منصور، والأعمش، وفي (1/440) (4191) ، و (1/462) (4407) و (1/464) (4424) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن سليمان. وفي (1/460) (4395) قال: حدثنا حسن بن موسى، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن عاصم بن أبي النجود. وفي (1/465) (4436) قال: حدثنا أسود بن عامر، قال: حدثنا أبو بكر، عن عاصم، والدارمي (2660) قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى، عن الأعمش. والبخاري (8/80) وفي الأدب المفرد (1171) قال:حدثنا عثمان، قال: حدثنا جرير، عن منصور. وفي الأدب المفرد (1169) قال: حدثنا عمر بن حفص، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا الأعمش. ومسلم (7/12) قال: حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة، وهناد بن السري، قالا: حدثنا أبو الأحوص، عن منصور (ح) وحدثنا زهير بن حرب، وعثمان بن أبي شيبة، وإسحاق بن إبراهيم، قال إسحاق: أخبرنا، وقال الآخران: حدثنا جرير، عن منصور. وفي (7/13) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، وأبو بكر بن أبي شيبة، وابن نمير، وأبو كريب، قال يحيى: أخبرنا، وقال الآخرون: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش. (ح) وحدثناه إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا عيسى بن يونس. (ح) وحدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان.
كلاهما - عن الأعمش - وأبو داود (4851) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش. (ح) وحدثنا مسدد، قال: حدثنا عيسى بن يونس، قال: حدثنا الأعمش. وابن ماجه (3775) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا أبو معاوية، ووكيع، عن الأعمش والترمذي (2825) قال: حدثنا هناد، قال: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش. (ح) وحدثني ابن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان، عن الأعمش.
ثلاثتهم - سليمان الأعمش،ومنصور، وعاصم بن أبي النجود - عن شقيق أبي وائل، فذكره.(6/535)
الفرع الثالث: في القيام للداخل
4746 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنهما -: قال: «لم يكن [ص:536] شخص أحبَّ إِليهم من رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، وكانوا إِذا رَأَوْه لم يقوموا، لما يعلمون من كراهيته لذلك» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2755) في الأدب، باب ما جاء في كراهية قيام الرجل للرجل، وإسناده صحيح، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/132) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، وفي (3/134) قال: حدثنا أبو كامل. وفي (3/151) قال: حدثنا عبد الصمد. وفي (3/250) قال: حدثنا عفان. والبخاري في الأدب المفرد (946) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. والترمذي (2754) وفي الشمائل (335) قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن، قال: أخبرنا عفان.
خمستهم - عن حماد بن سلمة، عن حميد - فذكره.
* وفي رواية أبي كامل عند أحمد (3/134) قال: حدثنا حماد، مرة عن ثابت عن أنس، ومرة عن حميد عن أنس.
* وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه.(6/535)
4747 - (د) أبو أمامة الباهلي - رضي الله عنه -: قال: «خرج علينا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- مُتَوَكِّئاً على عصى، فقمنا إِليه. فقال: لا تقوموا كما يقوم الأعاجم، يعظِّم بعضهم بعضاً» .
أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (5230) في الأدب، باب في قيام الرجل للرجل، وإسناده ضعيف، ولكن معنى الحديث صحيح، فقد روى مسلم في " صحيحه " رقم (413) ... إن كدتم تفعلون فعل فارس والروم، يقومون على ملوكهم وهم قعود، فلا تفعلوا.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (5/253) ،وأبو داود (5230) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة.
كلاهما - أحمد بن حنبل، وأبو بكر بن أبي شيبة - قالا: حدثنا ابن نمير، قال: حدثنا مسعر، عن أبي العنبس، عن أبي العدبس، عن أبي مرزوق، عن أبي غالب، فذكره.
* أخرجه أحمد (5/253) قال: حدثنا محمد بن عباد، قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا مسعر، عن أبي، عن أبي، عن أبي، منهم أبو غالب، عن أبي أمامة، فذكره. لم يذكر كناهم.
* أخرجه أحمد (5/256) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن مسعر، قال: حدثنا أبو العدبس، عن رجل أظنه أبا خلف، قال: حدثنا أبو مرزوق، قال: قال أبو أمامة، فذكره. ليس فيه أبو العنبس، ولا أبو غالب. وزاد فيه أبا خلف.
* أخرجه ابن ماجة (3836) قال: حدثنا علي بن محمد، قال:حدثنا وكيع، عن مسعر، عن أبي مرزوق، عن أبي وائل، عن أبي أمامة الباهلي، فذكره.(6/536)
4748 - (د ت) أبو مجلز لاحق بن حميد السدوسي: قال: «خرج معاوية على ابن عامر، وعلى ابن الزبير - رضي الله عنهم - فقام ابن عامر، وجلس ابن الزبير، فقال معاويةُ لابن عامر: اجلس، فإني سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: مَنْ أَحبَّ أن يَمْثُلَ لهُ الناسُ (1) قياماً، فَليَتَبَوَّأ مَقْعَدَهُ من النار» . أخرجه أبو داود.
وعند الترمذي قال: «خرج معاويةُ، فقام عبد الله بن الزبير، وابن صفوان، حين رَأَوْه، فقال: اجلسا، فإني سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: مَن سرَّهُ أن يتَمثَّلَ له الرجالُ قياماً فَلْيَتَبَوأْ مَقْعَدَهُ من النار» (2) . [ص:537]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يَمْثُلَ) مَثَلَ الناس للأمير قياماً: إذا قاموا بين يديه وعن جانبيه وهو جالس، نهي عنه لأن الباعث عليه الكبر وإذلال الناس.
(فليتبوَّأ) تَبَوَّأ منزلاً: إذا اتخذه مقاماً.
__________
(1) في نسخ أبو داود المطبوعة: أن يمثل له الرجال.
(2) رواه أبو داود رقم (5229) في الأدب، باب في قيام الرجل للرجل، والترمذي رقم (2756) في الأدب، باب ما جاء في كراهية قيام الرجل للرجل، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/91) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (4/93) قال: حدثنا إسماعيل. وفي (4/100) قال: حدثنا مروان بن معاوية الفزاري. وعبد بن حميد (413) قال: أخبرنا أبو أسامة. والبخاري في الأدب المفرد (977) قال: حدثنا آدم، قال: حدثنا شعبة. (ح) وحدثنا حجاج، قال: حدثنا حماد. وأبو داود (5229) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا حماد والترمذي (2755) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا قبيصة، قال: حدثنا سفيان. (ح) وحدثنا هناد، قال: حدثنا أبو أسامة.
ستتهم - شعبة، وإسماعيل بن علية، ومروان، وأبو أسامة، وحماد، وسفيان - عن حبيب بن الشهيد، عن أبي مجلز لاحق بن حميد، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن.(6/536)
الفرع الرابع: في الجلوس في مكان غيره
4749 - (خ م ت د) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا يُقيمنَّ أحَدُكم رجلاً من مجلسه، ثم يجلسُ فيه، ولكن تَوَسَّعُوا وتَفَسَّحُوا، يَفْسَحِ اللهُ لكم» .
وفي رواية نحوه، وفيه: «وكان ابن عمر إذا قام له رجل من مَجْلسه لم يَجْلسْ فيه» . وفي رواية: «لا يقيمُ أحدُكم أخاه من مجلسه، ثم يجلسُ فيه» .
أخرج الأولى والثانية البخاري ومسلم، وأخرج الثانية والثالثة الترمذي.
وفي رواية أبي داود قال: «جاء رجل إِلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقام له رجل آخرُ من مجلسه، فذهب ليجلس فيه، فنهاه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 11 / 52 و 53 في الاستئذان، باب لا يقيم الرجل الرجل من مجلسه، وباب [ص:538] إذا قيل لكم تفسحوا في المجالس فافسحوا، وفي الجمعة، باب لا يقيم الرجل أخاه يوم الجمعة، ويقعد مكانه، ومسلم رقم (2177) في السلام، باب تحريم إقامة الإنسان من موضعه المباح الذي سبق إليه، والترمذي رقم (2750) و (2751) في الأدب، باب ما جاء في كراهية أن يقام الرجل من مجلسه، وأبو داود رقم (4828) في الأدب، باب في الرجل يقوم للرجل من مجلسه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/32) (4874) قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا محمد بن إسحاق، عن نافع، فذكره.
وعن نافع، عن ابن عمر، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا يقيم الرجل الرجل من مقعده، ثم يجلس فيه. ولكن تفسحوا وتوسعوا» .
أخرجه الحميدي (664) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا عبيد الله بن عمر. وأحمد (2/16) (4659) قال: حدثنا يحيى، عن عبيد الله. وفي (2/22) (4735) قال: حدثنا ابن نمير، قال: حدثنا عبيد الله بن عمر. وفي (2/32) (4874) قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا محمد بن إسحاق. وفي (2/45) (5046) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، قال: سمعت أيوب بن موسى. وفي (2/102) (5785) قال: حدثنا محمد بن عبيد، قال: حدثنا عبيد الله وفي (2/121) (6024) قال: حدثنا علي بن عياش، قال: حدثنا شعيب بن أبي حمزة. وفي (2/134) (6062) قال: حدثنا يونس، قال: حدثنا ليث. وفي (2/126) (6085) قال: حدثنا يونس، قال: حدثنا حماد،، يعني ابن زيد، عن أيوب. وفي (2/149) (6371) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا ابن جريج. وعبد بن حميد (764) قال: حدثنا سعيد بن عامر، عن عبد الله بن عمر العمري. والدارمي (2656) قال: أخبرنا مسدد، قال: حدثنا بشر بن المفضل، قال: حدثنا عبيد الله. والبخاري (2/10) قال: حدثنا محمد، قال: أخبرنا مخلد بن يزيد، قال: أخبرنا ابن جريج. وفي (8/75) قال: حدثنا إسماعيل بن عبد الله، قال: حدثني مالك. وفي (8/75) قال: حدثنا إسماعيل بن عبد الله، قال: حدثني مالك. وفي (8/75) قال: حدثنا خلاد بن يحيى، قال: حدثنا سفيان، عن عبيد الله. وفي الأدب المفرد (1140) قال: حدثنا الحميدي، قال: حدثنا ابن عيينة، قال: حدثنا عبيد الله بن عمر. وفي (1153) قال: حدثنا قبيصة، قال: حدثنا سفيان، عن عبيد الله. ومسلم (7/9 و10) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا ليث. (ح) وحدثني محمد بن رمح بن المهاجر، قال: أخبرنا الليث. (ح) وحدثنا يحيى بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الله بن نمير. (ح) وحدثنا ابن نمير، قال: حدثنا أبي. (ح) وحدثنا زهير بن حرب، قال: حدثنا يحيى، وهو القطان. (ح) وحدثنا ابن المثنى، قال: حدثنا عبد الوهاب، يعني الثقفي. كلهم عن عبيد الله. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا محمد بن بشر وأبو أسامة وابن نمير. قالوا: حدثنا عبيد الله. (ح) وحدثنا أبو الربيع وأبو كامل. قالا: حدثنا حماد، قال: حدثنا أيوب. (ح) وحدثني يحيى بن حبيب، قال: حدثنا روح. (ح) وحدثني محمد بن رافع، قال: حدثنا عبد الرزاق. كلاهما عن ابن جريج (ح) وحدثني محمد بن رافع، قال: حدثنا ابن أبي فديك، قال: أخبرنا الضحاك، يعني ابن عثمان. والترمذي (2749) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب. وابن خزيمة (1820) قال: حدثنا محمد بن رافع، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا ابن جريج. وفي (1822) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء، قال: حدثنا سفيان، عن عبيد الله.
عشرتهم - عبيد الله بن عمر، وابن إسحاق، وأيوب بن موسى، وشعيب، والليث بن سعد، وأيوب بن أبي تميمة، وابن جريج، وعبد الله بن عمر، ومالك، والضحاك - عن نافع، فذكره. وعن سالم، عن ابن عمر، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا يقيمن أحدكم أخاه، ثم يجلس في مجلسه» .
وكان ابن عمر إذا قام له رجل عن مجلسه، لم يجلس فيه.
أخرجه أحمد (2/89) (5625) قال: حدثنا عبد الرزاق. ومسلم (7/10) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبد الأعلى. والترمذي (2750) قال: حدثنا الحسن بن علي، قال: أخبرنا عبد الرزاق.
كلاهما - عبد الرزاق، وعبد الأعلى - عن معمر، عن الزهري، عن سالم، فذكره.
وعن نافع، عن ابن عمر، قال: «نهى النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يخلف الرجل في مجلسه، وقال: إذا رجع، فهو أحق به» . أخرجه أحمد (2/32) (4874) قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا محمد بن إسحاق عن نافع، فذكره.(6/537)
4750 - (د) [أبو عبد الله - مولى لآل أبي بردة] : - عن سعيد بن أبي الحسن: قال: «جاء أبو بَكْرَةَ في شهادة، فقام له رجل من مجلسه، فأَبى أن يجلسَ فيه، وقال: إِنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- نهى عن ذا [ونهى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-] أن يمسح الرجلُ يده بثوب مَن لم يكْسُه» . أَخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (4827) في الأدب، باب في الرجل يقوم للرجل من مجلسه، وأبو عبد الله مولى آل أبي بردة، مجهول، قال المنذري في " مختصر سنن أبي داود ": قال أبو بكر البزار: وهذا الحديث لا نعلم أحداً يرويه إلا أبو بكرة، ولا نعلم له إلا هذا الطريق، ولا نعلم أحداً سمى هذا الرجل - يعني: أبا عبد الله مولى قريش - وإنما ذكرناه على ما فيه، لأنه لا يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا اللفظ إلا من هذا الوجه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (5/44) قال:حدثنا هشام بن القاسم. وفي (5/48) قال: حدثنا محمد بن جعفر، وحجاج. وأبو داود (4827) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم.
أربعتهم - هاشم، وابن جعفر، وحجاج ومسلم - عن شعبة، عن عبد ربه بن سعيد، عن أبي عبد الله مولى لآل أبي موسى الأشعري، عن سعيد بن أبي الحسن، فذكره.
* في رواية محمد بن جعفر وحجاج عن شعبة: عن عبد رب بن سعيد، وقال أحمد بن حنبل: وقال بهز: عبد ربه.(6/538)
4751 - (م د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «إِذا قام أحدُكم من مجلس ثم رجعَ إِليه، فهو أحقُّ به» . أخرجه مسلم، وأبو داود (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (2179) في السلام، باب إذا قام من مجلسه ثم عاد فهو أحق به، وأبو داود رقم (4853) في الأدب، باب إذ قام من مجلسه ثم رجع.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/263) قال: حدثنا أبو كامل. قال: حدثنا زهير. وفي (2/283) قال:حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر. وفي (2/342) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا حماد. وفي (2/389) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا حماد بن سلمة ووهيب. وفي (2/446 و 447) قال: حدثنا وكيع، عن سفيان. وفي (2/483) قال:حدثنا سريج. قال: حدثنا أبو عوانة. وفي (2/527) قال: حدثنا عبد الصمد، قال: حدثنا حماد. وفي (2/537) قال: حدثنا هاشم وأبو كامل. قالا: حدثنا زهير. والدارمي (2657) قال: حدثنا أحمد بن عبد الله. قال: حدثنا زهير. والبخاري في الأدب المفرد (1138) قال: حدثنا خالد بن مخلد. قال: حدثنا سليمان بن بلال. ومسلم (7/10) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. قال: أخبرنا أبو عوانة. (ح) وقال قتيبة أيضا: حدثنا عبد العزيز يعني ابن محمد. وأبو داود (4853) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. قال: حدثنا حماد. وابن ماجة (3717) قال: حدثنا عمرو بن رافع. قال: حدثنا جرير. وابن خزيمة (1821) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي. قال: حدثنا ابن أبي حازم. (ح) وحدثنا أحمد بن عبدة. قال: أخبرنا عبد العزيز،يعني الدراوردي. (ح) وحدثنا أبو بشر الواسطي. قال: حدثنا خالد، يعني ابن عبد الله. (ح) وحدثنا يوسف ابن موسى. قال: حدثنا جرير (ح) وحدثنا بشر بن معاذ. قال: حدثنا يزيد بن زريع. قال: حدثنا روح بن القاسم.
جميعهم - زهير، ومعمر، وحماد بن سلمة، ووهيب، وسفيان، وأبو عوانة، وسليمان بن بلال، وعبد العزيز بن محمد الدراوردي، وجرير، وابن أبي حازم، وخالد بن عبد الله، وروح بن القاسم - عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، فذكره.
وبلفظ: «لا يقوم الرجل للرجل من مجلسه، ولكن افسحوا يفسح الله لكم. وإذا صنع خادم أحدكم طعاما فولي حره ومشقته، فليدعه فليأكل معه، فإن لم يدعه فليناوله منه. ومن باع مصراة فالمشتري بالخيار ثلاثة أيام، إن شاء ردها ورد معها صاعا من تمر» .
أخرجه أحمد (2/338) قال: حدثنا يونس. وفي (2/483) قال: حدثنا سريج. وفي (2/523) قال: حدثنا عبد الملك بن عمرو.
ثلاثتهم - يونس، وسريج، وعبد الملك - قالوا: حدثنا فليح، عن أيوب بن عبد لرحمان بن صعصعة الأنصاري، عن يعقوب بن أبي يعقوب، فذكره.
* في رواية يونس: «أيوب بن عبد الرحمن» . وفي رواية عبد الملك بن عمرو: «أيوب بن عبد الرحمن ابن أبي صعصعة» .
* رواية يونس وعبد الملك بن عمرو مختصرة على أول الحديث.(6/538)
4752 - (ت) وهب بن حذيفة الغفاري - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «الرجلُ أحقُّ بمجلسه، فإِذا خرج لحاجته ثم عادَ، فهو أحق بمجلسه» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2752) في الأدب، باب ما جاء إذا قام الرجل من مجلسه ثم رجع إليه، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/422) قال: حدثنا هشام بن سعيد. وفي (3/422) قال: حدثنا عفان. والترمذي (2751) قال: حدثنا قتيبة.
ثلاثتهم - هشام، وعفان، وقتيبة - عن خالد بن عبد الله الواسطي، عن عمرو بن يحيى بن عمارة، عن محمد بن يحيى بن حبان، عن عمه واسع بن حبان، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب.(6/538)
4753 - (د ت) جابر بن سمرة (1) - رضي الله عنهما -: قال: «كنا إِذا أتينا النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- جلس أحدُنا حيث ينتهي» . أخرجه أبو داود (2) .
__________
(1) في المطبوع: جابر بن عبد الله، وهو خطأ.
(2) رقم (4825) في الأدب، باب في التحلق، ورواه أيضاً الترمذي رقم (2727) في الاستئذان، باب رقم (29) وقال: هذا حديث حسن، وهو كما قال.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (5/91) قال: حدثنا أسود بن عامر. وفي (5/107) قال: حدثنا عبد الرحمن. والبخاري في الأدب المفرد (1141) قال: حدثنا محمد بن الطفيل. وأبو داود (4825) قال: حدثنا محمد بن جعفر الوركاني، وهناد. والترمذي (2725) قال: حدثنا علي بن حجر. وعبد الله بن أحمد (5/98) قال: حدثني محمد بن سليمان بن حبيب، «لوين» .والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (2173) عن هناد.
سبعتهم - أسود، وعبد الرحمن، وابن الطفيل، ومحمد بن جعفر، وهناد، وعلي، ولوين - عن شريك، عن سماك بن حرب، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب.(6/539)
4754 - (د ت) عمرو بن شعيب - رحمه الله-: عن أبيه عن جده: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا يُجْلَسُ بين رجلين إِلا بإِذنهما» .
وفي رواية: «لا يحلُّ لرجل أن يُفَرِّق بين اثنين إِلا بإِذنهما» . أخرجه أبو داود، وأخرج الترمذي الثانية (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (4844) و (4845) في الأدب، باب في الرجل يجلس بين الرجلين بغير إذنهما، والترمذي رقم (2853) في الأدب، باب ما جاء في كراهية الجلوس بين الرجلين بغير إذنهما، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/213) (6999) قال: حدثنا عتاب، قال: حدثنا عبد الله. والبخاري في الأدب المفرد (1142) قال: حدثنا إبراهيم بن موسى، قال: حدثنا الفرات بن خالد. وأبو داود (4845) قال: حدثنا سليمان بن داود المهري، قال: أخبرنا ابن وهب والترمذي (2752) قال: حدثنا سويد، قال: أخبرنا عبد الله.
ثلاثتهم - عبد الله بن المبارك، والفرات، وابن وهب - عن أسامة بن زيد الليثي، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، فذكره.
* وأخرجه أبو داود (4844) قال: حدثنا محمد بن عبيد، وأحمد بن عبدة، المعنى، قالا: حدثنا حماد، قال: حدثنا عامر الأحول، عن عمرو بن شعيب، قال ابن عبدة: عن أبيه، عن جده، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا يجلس بين رجلين إلا بإذنهما» .
وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.(6/539)
4755 - (د) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه -: قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «خيرُ المجالس أوسَعُها» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (4820) في الأدب، باب في سعة المجلس من حديث عبد الرحمن بن أبي عمرة الأنصاري، عن أبي سعيد، وعبد الرحمن مجهول، قال الحافظ في " التهذيب ": وما أظنه سمع من أبي سعيد الخدري، وهو ابن أخي عبد الرحمن بن أبي عمرة الأنصاري الثقة، لكن للحديث شاهد من حديث أنس عند الحاكم والبيهقي وغيرهما بسند ضعيف يتقوى به.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/18) قال: حدثنا أبو عامر. وفي (3/69) قال: حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم. وعبد بن حميد (981) قال: حدثني عبد الله بن مسلمة القعنبي. والبخاري في الأدب المفرد (1136) قال: حدثنا عبد الله بن محمد قال: حدثنا أبو عامر العقدي. وأبو داود (4820) قال: حدثنا القعنبي.
ثلاثتهم - أبو عامر، وأبو سعيد، والقعنبي - قالوا: حدثنا عبد الرحمن بن أبي الموال، عن عبد الرحمن ابن أبي عمرة الأنصاري، فذكره.(6/539)
الفرع الخامس: في القعود وسط الحلقة
4756 - (د ت) أبو مجلز لاحق بن حميد السدوسي: «أَن رجلاً قعد وسطَ حَلْقة، فقال حذيفة: ملعون على لسان محمد - صلى الله عليه وسلم- أو لعن الله [ص:540] على لسان محمد - صلى الله عليه وسلم- من جلس وَسْطَ الحَلْقة» . أخرجه الترمذي.
وفي رواية أبي داود مختصراً: «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- لعن من جلس وَسْط الحَلْقة» (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (4826) في الأدب، باب الجلوس وسط الحلقة، والترمذي رقم (2754) في الأدب، باب ما جاء في كراهية القعود وسط الحلقة، وقال ابن معين: أبو مجلز لم يسمع من حذيفة، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وصححه الحاكم وأقره الذهبي، وحسن إسناده النووي في " الرياض ".
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1-أخرجه أحمد (5/384) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (5/398) قال: حدثنا محمد بن جعفر. (ح) وحجاج. وفي (5/401) قال: حدثنا وكيع. والترمذي (2753) قال: حدثنا سويد، قال: أخبرنا عبد الله.
خمستهم - يحيى، ومحمد، وحجاج، ووكيع، وعبد الله بن المبارك - عن شعبة.
2- وأخرجه أبو داود (4826) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا أبان.
كلاهما - شعبة، وأبان - قالا: حدثنا قتادة، قال: حدثنا أبو مجلز لاحق بن حميد، فذكره.(6/539)
4757 - (م د) جابر بن سمرة - رضي الله عنه -: قال: «دخل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- المسجد وهم حَلَق، فقال: مالي أراكم عِزِين» . أخرجه مسلم، وأبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(عِزِين) جمع عِزَة، أي: حلقة حلقة، وجماعة جماعة.
__________
(1) رواه مسلم رقم (430) في الصلاة، باب الأمر بالسكون في الصلاة، وأبو داود رقم (4823) في الأدب، باب في التحلق واللفظ له.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: تقدم.(6/540)
4758 - () عائشة - رضي الله عنها -: نحوه، وفيه: «وكان يحب الجماعة» . أخرجه رزين، ولم أجده في الأصول (1) .
__________
(1) كذا في الأصل والمطبوع بياض بعد قوله: أخرجه، وقد رواه أبو داود عقب حديث جابر الذي قبله برقم (4824) في الأدب، باب في التحلق قبله، وقال: كأنه يحب الجماعة، وهو حديث صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (4824) قال: حدثنا واصل بن عبد الأعلى، عن ابن فضيل، عن الأعمش بهذا، فذكره.(6/540)
الفرع السادس: في هيئة الجلوس
4759 - (د) عبد الله بن حسان العنبري: عن جَدَّتَيْهِ: صَفِيَّةَ [ص:541] ودُحَيْبةَ ابنَتَيْ عُليْبَةَ - وكانتا رَبيبَتيْ قَيْلَةَ بنت مَخْرَمة، وكانت جدة أبيهما - «أنها أخبَرَتْهما: أنها رأتْ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- وهو قاعد القُرْفُصَاءَ: قالت: فلما رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- المتخشِّع في الجلْسَةِ أُرْعِدْتُ من الفَرَق» . أخرجه أبو داود (1) .
زاد رزين: «فقال: عليك السكينةَ، فسكن ذلك عني» .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(القُرْفُصاء) : أن يقعد الرجل قِعْدة المُحْتَبي، ثم يضع يديه على ساقيه كأنه يَحْتَبي بهما.
(المتخشع) : هو الخاضع المُغتم الوجل.
(الفَرَق) : الفزع.
__________
(1) رقم (4847) في الأدب، باب في جلوس الرجل، وفي سنده مجاهيل.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه البخاري في الأدب المفرد (1178) قال: حدثنا موسى، وأبو داود (4847) قال: حدثنا حفص بن عمر وموسى بن إسماعيل. والترمذي في الشمائل (127) قال: حدثنا عبد بن حميد. قال: حدثنا عفان بن مسلم.
ثلاثتهم - موسى بن إسماعيل، وحفص بن عمر، وعفان بن مسلم - قالوا: حدثنا عبد الله بن حسان العنبري. قال: حدثتني جدتاي صفية بنت عليبة ودحيبة بنت عليبة، فذكرتاه.
* في رواية عفان: عبد الله بن حسان، عن جدتيه ولم يسمهما.(6/540)
4760 - (د) عمرو بن الشريد - رحمه الله-: عن أبيه قال: مرَّ بي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- وأنا جالس هكذا قد وضعت يدي اليسرى خلف ظهري، واتَّكَأْتُ على ألية يدي، فقال: «أتقعد قعدة المغضوب عليهم» . أَخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (4848) في الأدب، باب في الجلسة المكروهة، وفيه عنعنة ابن جريج، وهذا الحديث سقط من المطبوع.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/388) وأبو داود (848) قالا - أحمد، وأبو داود- حدثنا علي بن بحر، قال: حدثنا عيسى بن يونس، قال: حدثنا ابن جريج، عن إبراهيم بن ميسرة، عن عمرو بن الشريد، فذكره. أخرجه أحمد (4/388) قال: حدثنا مكي بن إبراهيم، قال: حدثنا ابن جريج، قال: أخبرني إبراهيم ابن ميسرة، عن عمرو بن الشريد، أنه سمعه، يخبره عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه كان إذا وجد الرجل راقدا على وجهه ليس على عجزه شيء ركضه برجله. وقال: هي أبغض الرقدة إلى الله عز وجل، هكذا بهذا اللفظ مرسلا. لم يقل عمرو بن الشريد عن أبيه.
وأخرجه أحمد أيضا (4/390) قال: حدثنا روح، قال: حدثنا زكريا، قال: حدثنا إبراهيم بن ميسرة، أنه سمع عمرو بن الشريد يقول: بلغنا أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مر على رجل وهو راقد ... فذكره نحو حديث مكي بن إبراهيم.(6/541)
4761 - (د) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - (1) : أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- «كان إِذا جلسَ احْتَبَى بيديه» . أخرجه ... (2) .
__________
(1) كذا في الأصل: وفي المطبوع: عمرو بن الشريد، وهو خطأ.
(2) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وقد رواه أبو داود رقم (4846) في الأدب، باب في جلوس الرجل، وإسناده ضعيف.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (4846) ، والترمذي في الشمائل (129) قالا: حدثنا سلمة بن شبيب، قال: حدثنا عبد الله بن إبراهيم المدني، قال: حدثنا إسحاق بن محمد الأنصاري، عن ربيع بن عبد الرحمن بن أبي سعيد، عن أبيه، فذكره.(6/542)
4762 - (د) أبو الدرداء - رضي الله عنه -: قال: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إِذا جلس، وجلسنا حولَه فقام فأراد الرجوع: نَزَع نعليه - أو بعضَ ما يكون عليه - فيَعْرِف ذلك أصحابه فَيَثبُتُونَ» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (4854) في الأدب، باب إذا قام من مجلس ثم رجع، وإسناده ضعيف.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (4854) قال: حدثنا إبراهيم بن موسى الرازي، قال: حدثنا مبشر الحلبي، عن تمام بن نجيح، عن كعب الإيادي، فذكره.(6/542)
الفرع السابع: في الجلوس في الشمس
4763 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «إِذا كان أَحَدُكم في الفَيْءِ - وفي رواية: في الشمس - فَقَلَصَ عنه الظِّلُّ، فصار بعضُه في الشمس، وبعضه في الظل: فَلْيقُم» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (4821) في الأدب، باب في الجلوس بين الظل والشمس، وفي سنده جهالة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (4821) قال: حدثنا ابن السرح، ومخلد بن خالد، قالا: حدثنا سفيان، عن محمد بن المنكدر، قال: حدثني من سمع أبا هريرة يقول، فذكره.(6/542)
4764 - (د) قيس بن أبي حازم: عن أبيه: «أنه جاء ورسولُ الله [ص:543] صلى الله عليه وسلم- يخطب، فقام في الشمس، فأَمر به فَحُوِّلَ إِلى الظلِّ» . أَخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (4822) في الأدب، باب في الجلوس بين الظل والشمس، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/426) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. (ح) وحدثنا أسود بن عامر. قال: حدثنا هريم. وفي (3/427، 4/262) قال: حدثنا وكيع والبخاري في الأدب المفرد (1174) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيي. وأبو داود (4822) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى. وابن خزيمة (1453) قال: حدثنا علي بن سعيد بن مسروق، قال: حدثنا وكيع.
ثلاثتهم - يحيى بن سعيد، وهريم، ووكيع - عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، فذكره.
* أخرجه أحمد (3/426) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة، عن إسماعيل، عن قيس ابن أبي حازم، أن أباه جاء، ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- يخطب. فقعد في الشمس. قال: فأومأ إليه. أو قال: فأمر به أن يتحول إلى الظل. مرسل.(6/542)
الفرع الثامن: في صفة الجليس
4765 - (خ م) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «إِنَّمَا مَثَلُ الجليس الصالحُ والجليسُ السوءِ كحامِلِ المسك، ونافخِ الكِيْرِ، فحاملُ المسك: إِما أن يُحْذِيَكَ، وإِما أن تبتاع منه، وإِمَّا أن تجِدَ منه ريحاً طيِّبة، ونافخُ الكير: إِما أن يَحرقَ ثِيَابَكَ، وإِما أن تجد منه ريحاً خبيثَة» . أخرجه البخاري ومسلم (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الكِير) : منفاخ الحدَّاد، وكُورُه: المبني من الطين للنار.
(يُحْذِيك) : يُعْطِيك، من الحَذِيَّة، والحُذْيَا: العطيَّة.
__________
(1) رواه البخاري 4 / 271 في البيوع، باب في العطاء وبيع المسك، وفي الذبائح، باب المسك، ومسلم رقم (2628) في البر، باب استحباب مجالسة الصالحين.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه الحميدي (770) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (4/404) قال: حدثنا سفيان. والبخاري (3/82) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا عبد الواحد. وفي (7/125) قال: حدثنا محمد بن العلاء، قال: حدثنا أبو أسامة. ومسلم (8/37) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا سفيان بن عيينة. (ح) وحدثنا محمد بن العلاء الهمداني، قال: حدثنا أبو أسامة.
ثلاثتهم - سفيان، وعبد الواحد بن زياد، وأبو أسامة - عن بريد بن عبد الله بن أبي بردة، عن أبي بردة، فذكره.
عن أبي كبشة، قال: سمعت أبا موسى يقول على المنبر: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «مثل الجليس الصالح، كمثل العطار، إن لا يحذك، يعبق بك من ريحه، ومثل الجليس السوء، كمثل صاحب الكير» .
أخرجه أحمد (4/408) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا عبد الواحد بن زياد، قال: حدثنا عاصم الأحول، عن أبي كبشة، فذكره.(6/543)
4766 - (د) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «إِنَّما مَثَلُ الجليسِ الصَالحِ: مثلُ العَطَّارِ، إِمَّا أن يُحذيكَ، وَإِمَّا أن تَجِدَ [ص:544] مِنْهُ ريحاً طيبة، ومَثَلُ جليسِ السوءِ: كَمَثَلِ صاحبِ الكِير، إِمَّا أن يَحرِقَ ثيابكَ، وَإِمَّا أن تَجِدَ منه ريحاً خبيثة» . هذه الرواية ذكرها رزين (1) .
والذي ذكره أبو داود قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «مثل المؤمن الذي يقرأُ القرآن مثلُ الأْترُجَّة، رِيحهُا طيِّب، وطعمُها طيب، ومثلُ المؤمن الذي لا يقرأ القرآن، مثل التمرة، طعمها طيِّب، ولا ريح لها، ومثل الفاجرُ الذي يقرأ القرآن: كمثلِ الرَّيحانة، رِيحها طيب، وطعمُها مُرّ، ومثل الفاجر الذي لا يقرأ القرآن: كمثل الحنظلة، طعمها مُرّ، ولا ريحَ لها. ومثل الجليس الصالح: كمثل صاحب المسك، إِن لم يُصِبْكَ منه شيء أصابكَ من ريحه، ومثل الجليس السوء: كمثل صاحب الكير، إِن لم يصبك من سواده أصابك من دخانه» .
وفي رواية لأبي داود عن أبي موسى عن النبي - صلى الله عليه وسلم- بالكلام الأول إِلى قوله: «وطعمها مُرّ» ، قال ابن معاذ: قال أنس في حديثه: «وكنا نتحدَّث: أنَّ مَثَل الجليس الصالح ... » وساق بقية الحديث. وفي رواية عن أنس عن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «مثل الجليس الصالح ... » فذكر نحوه. هكذا قال أبو داود (2) .
__________
(1) وهي بمعنى الرواية التي تقدمت في حديث أبي موسى الذي قبله عند البخاري.
(2) رقم (4829) و (4830) و (4831) في الأدب، باب من يؤمر أن يجالس، وهو حديث صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (4831) قال: حدثنا عبد الله بن الصباح العطار، قال: حدثنا سعيد بن عامر، عن شبيل بن عزرة، فذكره.
والرواية الثانية: أخرجها أبو داود (4829) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم، قال: حدثنا أبان، عن قتادة فذكره.
والرواية الثالثة: أخرجها أبو داود (4830) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى. (ح) وحدثنا ابن معاذ، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا شعبة، عن قتادة، عن أنس، عن أبي موسى الأشعري، فذكره.(6/543)
الفصل الرابع: في كتمان السر
4767 - (د) [ابن أخي جابر] عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «المجالسُ بالأمانة، إِلا ثلاثةَ: [مجالسَ] سَفْكُ دم حرام، أو فرج حرام، أو اقْتِطَاعُ مال بغير حق» . أخرجه أبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(المجالس بالأمانة) : هذا ندب إلى ترك إعادة ما يجري في المجلس من قول أو فعل، فكأن ذلك أمانة عند سامعه وناظره.
__________
(1) رقم (4869) في الأدب، باب في نقل الحديث، وابن أخي جابر مجهول، وفيه أيضاً عبد الله ابن نافع الصائغ المخزومي في حفظه لين.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/342) قال: حدثنا سريج بن النعمان. وأبو داود (4869) قال: حدثنا أحمد ابن صالح.
كلاهما - سريج، وابن صالح - عن عبد الله بن نافع، قال: أخبرني ابن أبي ذئب، عن ابن أخي جابر ابن عبد الله، فذكره.(6/545)
4768 - (د ت) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «إِذا حَدَّث رجل رجلاً بحديث ثم التفت فهو أمانة» . أَخرجه أبو داود، والترمذي (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (4868) في الأدب، باب في نقل الحديث، والترمذي رقم (1960) في البر والصلة، باب ما جاء أن المجالس أمانة، وفي سنده عبد الرحمن بن عطاء القرشي، فيه لين، لكن له شاهد من حديث أنس عن أبي يعلى، فهو حديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1- أخرجه أحمد (3/324) قال: حدثنا أبو عامر. وفي (3/379) قال: حدثنا يزيد، وأبو عامر. وأبو داود (4868) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا يحيى بن آدم. والترمذي (1959) قال: حدثنا أحمد بن محمد، قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك.
أربعتهم - أبو عامر، ويزيد، ويحيى بن آدم، وابن المبارك - عن ابن أبي ذئب.
2- وأخرجه أحمد (3/352) قال: حدثنا أبو سلمة الخزاعي، قال: حدثنا سليمان بن بلال.
كلاهما - ابن أبي ذئب، وسليمان بن بلال - عن عبد الرحمن بن عطاء، عن عبد الملك بن جابر بن عتيك، فذكره.
* أخرجه أحمد (3/394) قال: حدثنا موسى بن داود، قال: حدثنا سليمان بن بلال، عن عبد الرحمن ابن عطاء، عن ابني جابر، عن جابر بن عبد الله، فذكره.
وقال الترمذي:حديث حسن، وإنما نعرفه من حديث ابن أبي ذئب.(6/545)
4769 - (خ م) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال: «أَتى عليَّ [ص:546] رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- وأنا ألعبُ مع الغلمان، فسلَّم علينا وبعثني إِلى حاجة، فأبطأْتُ على أمِّي، فلما جئتُ قالت: ما حَبَسَكَ؟ قلت: بعثني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في حاجة، قالت: ما حاجتُه؟ قلت: إِنهَا سِرّ، قالت: لا تُحَدِّثنَّ بسرِّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أحداً، قال أنس: والله لو حدَّثتُ أحداً لحدثتكَ يا ثابتُ» . هذه رواية مسلم.
وله وللبخاري قال: «أسَرَّ إِليَّ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- سِرّاً، فما حدَّثتُ به ولا أمِّي» (1) .
وفي أخرى قال: «أسَرَّ إِليَّ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- سِرّاً فما أَخبرتُ به أحداً بعده، ولقد سألَتْني عنه أمُّ سُلَيْم، فما أخبرتُها به» (2) .
__________
(1) هذه الرواية لم نجدها عندهما، ولعلها من زيادات الحميدي، وهي بمعنى التي بعدها.
(2) رواه البخاري 11 / 69 في الاستئذان، باب حفظ السر، ومسلم رقم (2482) في فضائل الصحابة، باب من فضائل أنس بن مالك رضي الله عنه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (3/174) قال: حدثنا مؤمل. وفي (3/253) قال: حدثنا عفان، ومسلم (7/160) قال: حدثنا أبو بكر بن نافع، قال: حدثنا بهز.
ثلاثتهم - قالوا: حدثنا حماد بن سلمة.
2- وأخرجه أحمد (3/195) قال: حدثنا حجاج، وهاشم. وعبد بن حميد (1270) قال: حدثنا هاشم ابن القاسم، والبخاري في الأدب المفرد (1154) قال: حدثنا أبو نعيم.
ثلاثتهم - قالوا: حدثنا سليمان بن المغيرة -.
3- وأخرجه أحمد (3/227) قال: حدثنا يونس، قال: حدثنا حبيب بن حجر.
4- وأخرجه عبد بن حميد (1375) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم، قال: حدثنا الحارث بن عبيد. وفي روايته قال: عن ثابت، وأبي عمران الجوني.
أربعتهم - حماد، وسليمان، وحبيب، والحارث - عن ثابت، فذكره. وبنحوه: أخرجه أحمد (3/109) قال: حدثنا ابن أبي عدي، ويزيد، وفي (3/235) قال: حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري.
ثلاثتهم - عن حميد الطويل، فذكره.
والرواية الثالثة: أخرجها أحمد (3/219) قال: حدثنا عارم، والبخاري (8/80) قال: حدثنا عبد الله ابن صباح، ومسلم (7/160) قال: حدثنا حجاج بن الشاعر قال: حدثنا عارم.
كلاهما - عارم، وابن الصباح - قالا: حدثنا معتمر بن سليمان، قال: سمعت أبي، فذكره.(6/545)
الفصل الخامس: في التحاب والتواد، وفيه سبعة فروع
الفرع الأول: في الحث عليه
4770 - (م د ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم [ص:547] قال: «وَالذي نَفسي بِيدِهِ، لا تَدخلونَ الجنةَ حتى تُؤمِنُوا، ولا تُؤمِنوا (1) حتى تَحابُّوا، أَوَلا أدُلُّكم على شيء إِذا فعلتُمُوهُ تحاببتم؟ أَفْشُوا السلامَ بينَكم» . أخرجه مسلم، وأبو داود، والترمذي (2) .
__________
(1) قال النووي في " شرح مسلم ": هكذا هو في جميع الأصول والروايات، ولا تؤمنوا، بحذف النون من آخره، وهي لغة معروفة صحيحة، وقال ملا علي القاري: لعل حذف النون للمجانسة والازدواج.
(2) رواه مسلم رقم (54) في الإيمان، باب بيان أنه لا يدخل الجنة إلا المؤمنون، وأن محبة المؤمنين من الإيمان، وأبو داود رقم (5193) في الأدب، باب في إفشاء السلام، والترمذي رقم (2689) في الاستئذان، باب ما جاء في إفشاء السلام.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (2/391) قال: حدثنا أسود. قال: حدثنا شريك. (ح) وحدثناه ابن نمير وفي (2/442، و477) قال: حدثنا وكيع. وفي (2/495) قال: حدثنا ابن نمير. ومسلم (1/53) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا أبو معاوية ووكيع. (ح) وحدثني زهير بن حرب. قال: أنبأنا جرير. وأبو داود (5193) قال: حدثنا أحمد بن أبي شعيب. قال: حدثنا زهير. وابن ماجة (68) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا وكيع وأبو معاوية. وفي (3692) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا أبو معاوية وابن نمير. والترمذي (2688) قال: حدثنا هناد. قال: حدثنا أبو معاوية. ستتهم - شريك، وعبد الله بن نمير، ووكيع، وأبو معاوية، وجرير بن عبد الحميد، وزهير - عن الأعمش.
2- وأخرجه أحمد (2/512) قال: حدثنا أسود بن عامر. قال: حدثنا أبو بكر، عن عاصم.
كلاهما - الأعمش، وعاصم بن أبي النجود - عن أبي صالح، فذكره.
وعن عبد الرحمن بن يعقوب الجهني، عن أبي هريرة بلفظه.
أخرجه البخاري في الأدب المفرد (980) قال: حدثنا محمد بن عبيد الله. قال: حدثنا ابن أبي حازم. (ح) والقعنبي، عن عبد العزيز، عن العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب الجهني، عن أبيه، فذكره. وعن أبي ميمونة، عن أبي هريرة، قال: «قلت: يا رسول الله، إني إذا رأيتك طابت نفسي وقرت عيني، فأنبئني عن كل شيء؟ فقال: كل شيء خلق من ماء. قال: قلت: يا رسول الله، أنبئني عن أمر إذا أخذت به دخلت الجنة؟ قال: أفش السلام، وأطعم الطعام، وصل الأرحام، وقم بالليل والناس نيام، ثم ادخل الجنة بسلام» .
أخرجه أحمد (2/295) قال: حدثنا يزيد. وفي (2/323) قال: حدثنا عفان وعبد الصمد. وفي (2/324) قال: حدثنا بهز وفي (2/493) قال: حدثنا عبد الصمد. أربعتهم - يزيد بن هارون، وعفان، وعبد الصمد، وبهز - عن همام قال: حدثنا قتادة، عن أبي ميمونة، فذكره.
وبلفظ: «أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، واضربوا الهام، تورثوا الجنان» .
أخرجه الترمذي (1854) قال: حدثنا يوسف بن حماد المعني البصري. قال: حدثنا عثمان بن عبد الرحمن الجمحي، عن محمد بن زياد، فذكره.
وبلفظ: «والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تسلموا، ولا تسلموا حتى تحابوا. وأفشوا السلام تحابوا. وإياكم والبغضة فإنها هي الحالقة. لا أقول لكم تحلق الشعر، ولكن تحلق الدين.» .
أخرجه البخاري في الأدب المفرد (260) قال: حدثنا إسماعيل بن أبي أويس. قال: حدثني أخي، عن سليمان بن بلال، عن إبراهيم بن أبي أسيد، عن جده، فذكره.(6/546)
4771 - (خ م) النعمان بن بشير - رضي الله عنهما -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَثَلُ المؤمنين في تَوَادِّهم وتراحُمهم وتعاطُفهم: مثلُ الجسد، إِذا اشتكى منه عضو: تَدَاعَى له سائرُ الجسد بالسَّهَرِ والحُمِّى» .
وفي رواية: «المؤمنون كرجل واحد، إِذا اشتكى رأسُه تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى» . أخرجه البخاري، ومسلم.
ولمسلم: «المسلمون كرجل واحد، إِن اشتكى عينُهُ اشتكى كُلُّه، وإِن اشتكى رأسُهُ اشتكى كُلُّه» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(تَدَاعى له) تداعى البناء: إذا تبع بعضه بعضاً في الانهدام، كأن أجزاءه قد دعا بعضها بعضاً.
__________
(1) رواه البخاري 10 / 366 في الأدب، باب رحمة الناس والبهائم، ومسلم رقم (2586) في البر والصلة، باب تراحم المؤمنين وتعاطفهم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه الحميدي (919) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا مجالد،وأحمد (4/268) قال: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش. وفي (4/270) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن زكريا. وفي (4/270) قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا زكريا. وفي (4/270) قال: حدثنا إسحاق بن يوسف. قال: حدثنا زكريا. وفي (4/276) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا الأعمش. والبخاري (8/11) قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا زكريا ومسلم (8/20) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا زكريا. (ح) وحدثنا إسحاق الحنظلي، قال: أخبرنا جرير، عن مطرف. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو سعيد الأشج، قالا: حدثنا وكيع، عن الأعمش. (ح) وحدثنا ابن نمير، قال: حدثنا حميد بن عبد الرحمن، عن الأعمش.
أربعتهم - مجالد، والأعمش، وزكريا، ومطرف - عن الشعبي، فذكره.
* أخرجه عبد الله بن أحمد (4/278،و 375) قال: حدثنا معاوية بن عبد الله بن معاوية بن عاصم بن المنذر بن الزبير، قال: حدثنا سلام أبو المنذر القاري، قال: حدثنا عاصم بن بهدلة، عن الشعبي، أو خيثمة، عن النعمان، فذكره.(6/547)
الفرع الثاني: في الإعلام بالمحبة
4772 - (د ت) المقدام بن معد يكرب (1) - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «إِذا أَحبَّ الرجلُ أَخَاهُ فَليُخْبِرْهُ أنَّهُ يُحبُّه» . أخرجه أبو داود، والترمذي (2) .
__________
(1) في المطبوع: المقداد بن الأسود، وهو خطأ.
(2) رواه أبو داود رقم (5124) في الأدب، باب إخبار الرجل الرجل بمحبته إليه، والترمذي رقم (2393) في الزهد، باب ما جاء في إعلام الحب، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/130) والبخاري في الأدب المفرد (542) قال:حدثنا مسدد وأبو داود (5124) قال: حدثنا مسدد. والترمذي (2/239) قال: حدثنا بندار. والنسائي في عمل اليوم والليلة (206) قال: أخبرنا شعيب بن يوسف.
أربعتهم- أحمد ومسدد، وبندار، وشعيب - عن يحيى بن سعيد القطان، عن ثور بن يزيد، عن حبيب ابن عبيد، فذكره.(6/548)
4773 - (د) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: «أَن رجلاً كان عندَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- فمرَّ رَجُل، فقال: يا رسولَ الله، إِني لأُحِبُّ هذا، فقال له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: أعْلَمْتَه؟ قال: لا، قال: فأعلمه، فَلَحِقَه، فقال: إِني أُحِبُّكَ في الله، قال: أحبَّكَ اللهُ الذي أحْبَبْتني له» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (5125) في الأدب، باب إخبار الرجل بمحبته إليه، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1- أخرجه أحمد (3/140) قال: حدثنا زيد بن الحباب. والنسائي في عمل اليوم والليلة (182) قال: أخبرني محمد بن عقيل النيسابوري، قال: حدثنا علي بن الحسين بن واقد.
كلاهما - زيد، وعلي بن الحسين - عن الحسين بن واقد.
2- وأخرجه أحمد (3/150) قال: حدثنا هاشم بن القاسم. وفي (3/156) قال: حدثنا حسين، وخلف بن الوليد وأبو داود (5125) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم.
أربعتهم - هاشم، وحسين، وخلف، ومسلم - عن المبارك بن فضالة.
3- وأخرجه أحمد (3/241) قال: حدثنا مؤمل، قال: حدثنا حماد.
ثلاثتهم - حسين بن واقد، ومبارك، وحماد - عن ثابت، فذكره.(6/548)
4774 - (ت) يزيد بن نعامة الضبي - رحمه الله-: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «إِذا آخى (1) الرجلُ الرجلَ فليسألهُ عن اسمه، واسمِ أَبيهِ، ومِمَّنْ هو؟ فإنَّهُ أوصلُّ للمودة» . أخرجه الترمذي (2) .
__________
(1) في المطبوع: إذا جاء، وهو خطأ.
(2) رقم (2394) في الزهد، باب ما جاء في إعلام الحب، من حديث سعيد بن سلمان - أو سليمان - الربعي، عن يزيد بن نعامة الضبي، وكلاهما لو يوثقهما غير ابن حبان، ويزيد بن نعامة الضبي، [ص:549] روايته عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلة، فإنه لم يثبت أن له صحبة، وغلط البخاري في قوله: إن له صحبة، وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، ولا نعرف ليزيد ابن نعامة الضبي سماعاً من النبي صلى الله عليه وسلم، ويروى عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم نحو هذا، ولا يصح إسناده، ورواه أيضاً ابن سعد في " الطبقات " والبخاري في " التاريخ " عن يزيد بن نعامة الضبي مرسلاً، ورواه البيهقي في " شعب الإيمان " من حديث ابن عمر، وفي إسناده ضعف.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (2392) مكرر، قال: حدثنا هناد وقتيبة قالا: حدثنا حاتم بن إسماعيل عن عمران بن مسلم القصير عن سعيد بن سلمان عن يزيد بن نعامة الضبي، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، ولا نعرف ليزيد بن نعامة سماعا من النبي -صلى الله عليه وسلم-، ويروى عن ابن عمر عن النبي -صلى الله عليه وسلم- نحو هذا ولا يصح إسناده.(6/548)
الفرع الثالث: في القصد في المحبة
4775 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: «أحْبِبْ حبِيبَك هَوْناً مَّا، عسى أن يكونَ بَغِيضَكَ يوماً مَّا، وأبْغِضْ بغيضَك هَوْناً مَا عسى أن يكونَ حبيبَك يوماً ما» . أخرجه الترمذي (1) ، وقال: أُراه رفعه. [ص:550]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(هَوْناً ما) الهَوْن: الرِّفْق والسكينة، المعنى: أحببه حُبّاً قصداً ذا رِفْق، لا إفراط فيه، وأضافه إلى «ما» التي تفيد التقليل، أي: حبّاً قليلاً، أراد: اقتصد إذا أحببت وإذا أبغضت، فعسى أن يصير الحبيب بغيضاً، فلا تكون قد أسرفت في حُبّه فتندم على فعلك، وعسى أن يكون البغيض حبيباً، فلا تكون قد أفرطت في بغضه فتستحي منه.
__________
(1) رقم (1998) في البر والصلة، باب ما جاء في الاقتصاد في الحب والبغض، ورواه البخاري في " الأدب المفرد " رقم (1321) ، وذكره السيوطي في " الجامع الصغير " وزاد نسبته للبيهقي في " شعب الإيمان " من حديث أبي هريرة، والطبراني من حديث ابن عمر، وابن عمرو، والدارقطني في " الأفراد "، وابن عدي، والبيهقي عن علي، والبخاري في " الأدب المفرد " والبيهقي في " شعب الإيمان " عن علي موقوفاً، قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه بهذا الإسناد إلا من هذا الوجه، وقد روي هذا الحديث عن أيوب بإسناد غير هذا رواه الحسن بن أبي جعفر، وهو حديث ضعيف أيضاً بإسناد له عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم، والصحيح عن علي موقوف قوله. أقول: وقد رواه البخاري في " الأدب المفرد " بمعناه عن عمر رضي الله عنه رقم (1322) ، فهو موقوف صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
معلول: أخرجه الترمذي (1997) قال: حدثنا أبو كريب. قال: حدثنا سويد بن عمرو الكلبي، عن حماد بن سلمة، عن أيوب، عن محمد بن سيرين، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه بهذا الإسناد إلا من هذا الوجه. وقد روي هذا الحديث عن أيوب بإسناد غير هذا رواه الحسن بن أبي جعفر، وهو حديث ضعيف أيضا بإسناد له عن علي، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- والصحيح عن علي موقوف قوله.(6/549)
4776 - () عائشة - رضي الله عنها -: قالت: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «أحبب حبيبك هوناً مَا، عسى أن يكونَ بَغِيضَكَ يوماً مَا، وأبْغِضْ بغيضَك هَوناً مَا عسى أن يكونَ حبيبَك يوماً مَا» . أخرجه ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، ولم أجده، وهو بمعنى الذي قبله.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
هذا الحديث من زيادات رزين.(6/550)
الفرع الرابع: في الحب في الله
4777 - (م ط) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «يقولُ اللهُ تعالى يوم القيامة: أينَ المُتَحَابُّون بجلالي؟ اليومَ أُظِلُّهم في ظِلِّي يوم لا ظِلَّ إِلا ظِلِّي» . أخرجه مسلم، والموطأ (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (3566) في البر والصلة، باب في فضل الحب في الله، والموطأ 2 / 952 في الشعر، باب ما جاء في المتحابين في الله.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:أخرجه مالك الموطأ (590) ، وأحمد (2/237) قال: حدثنا عبد الرحمن، عن مالك. (ح) وروح، عن مالك. وفي (2/338) قال: حدثنا يونس. قال: حدثنا فليح. وفي (2/370) قال: حدثنا موسى بن داود. قال: حدثنا فليح وفي (2/523) قال: حدثنا عبد الملك بن عمرو وسريج. قالا: حدثنا فليح. وفي (2/535) قال: حدثنا روح. قال: حدثنا مالك. والدارمي (2760) قال: أخبرنا الحكم بن المبارك. قال: حدثنا مالك. ومسلم (8/12) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، عن مالك ابن أنس فيما قرئ عليه.
كلاهما - مالك، وفليح - عن عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر أبي طوالة، عن أبي الحباب سعيد بن يسار، فذكره.(6/550)
4778 - (ت) معاذ بن جبل - رضي الله عنه -: قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «قال اللهُ عز وجلَّ: المتحابُّونَ بجلالِ اللهِ يكونون يوم القيامةِ على منابِرَ من نُور، يَغْبِطُهم أهل الجمع» .
وفي رواية قال: «المتحابُّون في جلالي لهم منابرُ من نُور، يغبِطهم النبيُّون والشهداءُ» . أخرج الثانية الترمذي (1) ، والأُولى ذكرها رزين.
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يَغْبِطُهم) الغِبْطَة: هو أن تشتهي لنفسك مثل ما يكون لغيرك من نعمة وثروة، من غير أن يزول عنه ما هو فيه، والحسد: أن تتمنى ما لغيرك بزوال نعمته.
__________
(1) رقم (2391) في الزهد، باب ما جاء في الحب في الله، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال. قال الترمذي: وفي الباب عن أبي الدرداء، وابن مسعود، وعبادة ابن الصامت، وأبي هريرة، وأبي مالك الأشعري.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (2390) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا كثير بن هشام. قال: حدثنا جعفر بن برقان. قال: حدثنا حبيب بن أبي مرزوق، عن عطاء بن أبي رباح، عن أبي مسلم الخولاني، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وله شاهد: عن أبي مسلم الخولاني، قال: دخلت مسجد حمص، فإذا فيه نحو من ثلاثين كهلا من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- فإذا فيهم شاب أكحل العينين، براق الثنايا، ساكت فإذا امترى القوم في شيء أقبلوا عليه فسألوه، فقلت لجليس لي: من هذا؟ قال: هذا معاذ بن جبل، فوقع له في نفسي حب، فكنت معهم حتى تفرقوا، ثم هجرت إلى المسجد فإذا معاذ بن جبل قائم يصلي إلى سارية، فسكت لا يكلمني، فصليت ثم جلست فاحتبيت برداء لي، ثم جلس فسكت لا يكلمني، وسكتت لا أكلمه، ثم قلت: والله إني لأحبك. قال: فيم تحبني؟ قال: قلت: في الله تبارك وتعالى. فأخذ بحبوتي، فجرني إليه هنية، ثم قال: أبشر إن كنت صادقا، سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، يقول: «المتحابون في جلالي لهم منابر من نور، يغبطهم النبيون والشهداء» .
قال: فخرجت فلقيت عبادة بن الصامت، فقلت: يا أبا الوليد، ألا أحدثك بما حدثني معاذ بن جبل في المتحابين؟ قال: فأنا أحدثك عن النبي -صلى الله عليه وسلم- يرفعه إلى الرب عز وجل قال: «حقت محبتي للمتحابين في، وحقت محبتي للمتزاورين في، وحقت محبتي للمتباذلين في، وحقت محبتي للمتواصلين في» .
أخرجه أحمد (5/236) قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا جعفر بن برقان. وفي (5/237) قال: حدثنا إبراهيم بن أبي العباس، قال: حدثنا أبو المليح، وفي (5/239) قال: حدثنا كثير بن هشام، قال: حدثنا جعفر يعني ابن برقان. وعبد الله بن أحمد في زياداته على مسند أبيه (5/328) قال: حدثنا أبو أحمد، مخلد بن الحسن بن أبي زميل إملاء من كتابه، قال: حدثنا الحسن بن عمر بن يحيى الفزاري، ويكنى أبا عبد الله. ولقبه أبو المليح يعني الرقي.
كلاهما - جعفر بن برقان، والحسن بن عمر، أبو المليح الرقي - قالا: حدثناحبيب بن أبي مرزوق، عن عطاء بن أبي رباح، عن أبي مسلم الخولاني،فذكره.(6/551)
4779 - (ط) أبو إِدريس الخولاني [عائذ الله] : قال: «دخلتُ مسجدَ دمشقَ، فإذا فتى برَّاقُ الثَّنَايا، والناسُ حولَه، فإِذا اختلفوا في شيء أسْنَدُوهُ إِليهِ، وصَدَرُوا عن رأيه، فسألتُ عنه؟ فقالوا: هذا معاذُ بنُ جبل، فلما كان الغدُ هَجَّرتُ إِليه، فوجدتُه قد سبقني بالتهجير، ووجدتُهُ يصلِّي، فانتظرتُهُ حتى قضى صلاتَهُ، ثم جئتُهُ من قِبَل وجهه، فسلَّمتُ عليه، ثم قلتُ: والله إِني لأحبُّكَ في الله، فقال: آللهِ؟ فقلتُ: آللهِ، فقال: آللهِ؟ فقلتُ: [ص:552] آللهِ، فأخذ بحَبْوة ردائي، فَجَبَذني إِليه، وقال: أبشر، فإِني سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: قال اللهُ تباركَ وتعالى: وَجَبَتْ محبَّتي للمُتَحَابِّينَ فيَّ، والمُتجالِسينَ فيَّ، والمُتزاورينَ فيَّ، والمتباذلينَ فيَّ» . أخرجه الموطأ (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(برَّاق الثَّنايا) وصف ثناياه بالحُسن والصفاء، وأنها تلمع إذا تبسَّم كالبرق، أراد بذلك: وصف وجهه بالبِشر والطلاقة.
(هجَّرْت) التَّهجير: المضي إلى الصلاة في أول وقتها، وهو مثل التبكير، ولا يراد بهما: المضي في الهاجرة، ولا في البُكرة.
__________
(1) 2 / 953 و 954 في الشعر، باب ما جاء في المتحابين في الله، وإسناده صحيح، وصححه الحاكم وابن عبد البر وغيرهما.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك الموطأ (1843) عن أبي حازم بن دينار عن أبي إدريس الخولاني، فذكره.
وقال الزرقاني في شرح الموطأ (4/447) وقال ابن عبد البر: هذا إسناد صحيح وفيه لقاء أبي إدريس لمعاذ، وأنكرته طائفة لقول الزهري عن أبي إدريس: أدركت عبادة بن الصامت وفلانا وفلانا وفاتني معاذ بن جبل، ولذا قال قوم: وهم مالك فأسقط من إسناده أبا مسلم الخراساني وزعموا أن أبا إدريس رواه عن أبي مسلم عن معاذ، وقال آخرون: غلط أبو حازم في قوله عن أبي إدريس عن معاذ، إنما هو عن عبادة بن الصامت وهذا كله تخرص وظن لا يغني من الحق شيئا، فقد رواه جماعة عن أبي حازم كرواية مالك سواء منهم ابن أبي حازم وجاء عن أبي إدريس من وجوه شتى غير أبي حازم، منهم الوليد بن عبد الرحمن، وعطاء الخراساني.
كلاهما - عند قاسم بن أصبغ - بإسناد صحيح بنحو حديث الموطأ، وشهر بن حوشب حدثني عائذ بن عبيد الله أنه سمع معاذ بن جبل يقول: إن الذين يتحابون في جلال الله في ظل عرشه، فقد ثبت أن أبا إدريس لقي معاذا وسمع منه، فلا شيء في هذا على مالك ولا على أبي حازم، فيحمل قول ابن شهاب عنه فاتني معاذ على فوات لزوم وطول مجالسته، أو فاتني في حديث كذا أو معنى كذا وليس سماعه منه بمنكر فإنه ولد يوم حنين ومات معاذ بالشام سنة ثمان عشرة، وهو ابن ثلاث أو أربع وثلاثين سنة، ولا يقدح في ذلك رواية من رواه عنه عن عبادة لجواز أن عبادة، ومعاذا وغيرهما سمعوا ذلك منه -صلى الله عليه وسلم-، انتهى ملخصا.
وبنحوه: عن أبي إدريس الخولاني، قال: دخلت مسجد حمص، فجلست إلى حلقة فيها اثنان وثلاثون رجلا من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: يقول الرجل منهم: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فيحدث. ثم يقول الآخر: سمعت رسو ل الله -صلى الله عليه وسلم- فيحدث. قال: وفيهم رجل أدعج، براق الثنايا. فإذا شكوا في شيء ردوه إليه ورضوا بما يقول فيه. قال: فلم أجلس قبله ولا بعده مجلسا مثله. فتفرق القوم، وما أعرف اسم رجل منهم ولا منزله. قال: فبت بليلة ما بت بمثلها. قال: وقلت: أنا رجل أطلب العلم، وجلست إلى أصحاب نبي الله -صلى الله عليه وسلم- لم أعرف اسم رجل منهم ولا منزله. فلما أصبحت، غدوت إلى المسجد، فإذا أنا بالرجل الذي كانوا إذا شكوا في شيء ردوه إليه، يركع إلى بعض أسطوانات المسجد، فجلست إلى جانبه، فلما انصرف، قلت: يا عبد الله، والله إني لأحبك لله تبارك وتعالى. فأخذ بحبوتي حتى أدناني منه، ثم قال: إنك لتحبني لله؟ قال: قلت: إي والله، إني لأحبك لله. قال: فإني سمعت رسول الله، -صلى الله عليه وسلم- يقول: «إن المتحابين بجلال الله في ظل الله وظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله» .
قال: فقمت من عنده، فإذا أنا برجل من القوم الذين كانوا معه. قال: قلت: حديثا حدثنيه الرجل. قال: أما إنه لا يقول لك إلا حقا. قال: فأخبرته، فقال: قد سمعت ذلك وأفضل منه. سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو يأثر عن ربه تبارك وتعالى: «حقت محبتي للذين يتحابون فيّ، وحقت محبتي للذين يتباذلون فيّ، وحقت محبتي للذين يتزاورون فيّ» .
قال: قلت: من أنت يرحمك الله؟ قال: أنا عبادة بن الصامت. قال: قلت: من الرجل؟ قال: معاذ ابن جبل.
* أخرجه عبد الله بن أحمد (5/328) قال: حدثنا أبو صالح، الحكم بن موسى، قال: حدثنا هقل يعني ابن زياد، عن الأوزاعي، قال: حدثني رجل في مجلس يحيى بن أبي كثير، عن أبي إدريس الخولاني، فذكره.
* أخرجه أحمد (5/229) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن يعلى بن عطاء، عن الوليد بن أبي عبد الرحمن، عن أبي إدريس العبدي، أو الخولاني، قال: جلست مجلسا فيه عشرون من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- فذكره.(6/551)
4780 - (د) أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «أفضل الأعمالِ: الحبُّ في الله، والبُغْضُ في الله» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (4599) في السنة، باب مجانية أهل الأهواء وبغضهم، من حديث يزيد بن أبي زياد الهاشمي، عن مجاهد عن رجل عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه، ويزيد بن أبي زياد الهاشمي، ضعيف، وفيه أيضاً جهالة الرجل الراوي عن أبي ذر رضي الله عنه، وقد ثبت الحديث من رواية الطبراني وغيره عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما بلفظ:" أوثق عرى الإيمان: الحب في الله، والبغض في الله ".
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (5/146) قال: حدثنا حسين، قال: حدثنا يزيد، يعني ابن عطاء. وأبو داود (4599) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا خالد بن عبد الله.
كلاهما - يزيد بن عطاء، وخالد بن عبد الله - عن يزيد بن أبي زياد، عن مجاهد، عن رجل، فذكره.(6/552)
4781 - (د) عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «إِنَّ من عباد الله لأُناساً ما هم بأنبياء، ولا شهداء يغبِطهم الأنبياءُ [ص:553] والشهداء يوم القيامة بمكانهم من اللهِ، قالوا: يا رسولَ الله تُخبرُنا: مَن هم؟ قال: هم قوم تَحابُّوا برُوح الله على غيرِ أرحامَ بينهم، ولا أموالَ يتعاطَوْنها، فوالله، إِنَّ وجوهَهم لنور، وإِنَّهم لعَلى نور، لا يخافون إِذا خافَ الناسُ، ولا يحزنون إِذا حزِن الناسُ، وقرأ هذه الآية: {أَلا إِنَّ أوليَاءَ اللهِ لا خَوفٌ عَلَيْهم ولا هُمْ يَحْزَنُونَ} [يونس: 62] » أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (3527) في البيوع، باب في الرهن من حديث أبي زرعة بن عمرو بن جرير عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وإسناده منقطع، أبو زرعة لم يدرك عمر وروايته عنه مرسلة، وقد رواه ابن حبان في صحيحه رقم (2508) موارد، من حديث أبي زرعة عن أبي هريرة، وأبو زرعة يروي عن أبي هريرة، فالحديث حسن. وقد أورد الحافظ المنذري في " الترغيب والترهيب " حديثاً بمعناه 4 / 48 عن أبي مالك الأشعري، رضي الله عنه، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى، بإسناد حسن، والحاكم وقال: صحيح الإسناد.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (3527) قال: حدثنا زهير بن حرب وعثمان بن أبي شيبة. قالا: حدثنا جرير، عن عمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير، فذكره.(6/552)
4782 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «إِن رجلاً زارَ أخاً لَهُ في قريةِ أخرى، فأرْصَدَ اللهُ لَهُ على مَدْرَجَتِهِ مَلَكاً، فلما أَتى عليه قال: أين تُريدُ؟ قال: أُريدُ أخاً لي في هذه القرية، قال: [هل] لك عليه من نِعْمة تَرُبُّها (1) ؟ قال: لا، غير أني أحبَبْتُه في الله، قال: فإني رسولُ الله إِليكَ بأنَّ اللهَ قد أحبَّكَ كما أحببتَه [فيه] » أخرجه مسلم (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فأرصد الله له على مَدْرَجَتِه) أرصدت على طريق فلان قوماً: إذا وكَّلتهم بحفظه، والمَدْرَجَة: الطريق.
__________
(1) أي: تقوم بإصلاحها، وتنهض إليه بسبب ذلك.
(2) رقم (2567) في البر والصلة، باب في فضل الحب في الله.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/292 و 508) قال: حدثنا يزيد بن هارون. وفي (2/408) قال: حدثنا عفان. وفي (2/462) قال: حدثنا عبد لرحمان. وفي (2/482) قال: حدثنا وكيع. وفي (2/508) قال: حدثنا حسن بن موسى. والبخاري في الأدب المفرد (350) قال: حدثنا سليمان بن حرب وموسى بن إسماعيل. ومسلم (8/12) قال: حدثني عبد الأعلى بن حماد.
ثمانيتهم - يزيد بن هارون، وعفان، وعبد الرحمن، ووكيع، وحسن بن موسى، وسليمان بن حرب، وموسى بن إسماعيل، وعبد الأعلى - عن حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن أبي رافع، فذكره.
* في رواية عفان: قال حماد: ولا أعلمه إلا رفعه. ثم قال حماد: أراه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وفي رواية حسن بن موسى: «قال حماد: ولا أعلمه إلا رفعه» .(6/553)
4783 - () معاذ بن جبل - رضي الله عنه -: «أنَّ رجلاً قال له: إِني أحبُّك في الله، قال: أحبك الذي أحببتني فيه» . أخرجه (1) .
__________
(1) كذا في الأصل والمطبوع بياض بعد قوله: أخرجه، وقد رواه ابن حبان في " صحيحه " رقم (2010) موارد، عن أبي مسلم قال: قلت لمعاذ: والله إني لأحبك لغير دنيا أرجو أن أصيبها، ولا قرابة بيني وبينك، قال: فلأي شيء؟ قال: قلت: أبشر إن كنت صادقاً فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: المتحابون في الله في ظل العرش يوم لا ظل إلا ظله ... الحديث بطوله. ورواه أبو داود بنحو رواية المصنف وبأطول منه من حديث أنس رضي الله عنه رقم (5125) ، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
هذا الأثر من زيادات رزين.(6/554)
الفرع الخامس: في حب الله للعبد
4784 - (خ م ط ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أَنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «إِذا أحَبَّ اللهُ العبدَ نادى جبريلَ: إِنَّ اللهَ يحبُّ فلاناً فأَحِبُّوه، فيُحِبُّه أهلُ السماءِ، ثم يُوضَع له القَبول في الأرضِ» . أخرجه البخاري.
وفي رواية مسلم قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «إِنَّ اللهَ إِذا أحبَّ عبداً دعا جبريلَ، فقال: إِني أحبُّ فلاناً فأحِبَّه، قال: فيُحِبُّه جبريلُ، ثم ينادي في السماءِ، فيقول: إِنَّ اللهَ يحبُّ فلاناً فأحِبُّوه، فيحبُّه أهل السماء، ثم يوضَعُ له الَقبُولُ في الأرض، وَإِذا أَبغض عبداً دعا جبريلَ عليه السلام، فيقول: إِني أُبْغِضُ فلاناً فَأَبْغِضْه، قال: فَيُبْغِضُه جبريلُ، ثم ينادي في أهل السماء: [ص:555] إِنَّ اللهَ يُبْغِضُ فلاناً فأَبغضوه، ثم تُوضَعُ له البغضاءُ في الأرض» .
وفي رواية له عن سهيل بن أبي صالح، قال: «كُنَّا بعَرَفَةَ، فمرَّ عمرُ بنُ عبدِ العزيزِ، وهو على الموْسِمِ، فقام الناسُ ينظرون إِليه، فقلتُ لأبي: يا أبتِ، إِني أرى اللهَ يُحِبُّ عمرَ بنَ عبد العزيز، قال: وما ذاك؟ قلت: لِمَا لَه من الحبِّ في قلوب الناس، قال: فأُنَبِّئُكَ؟ إِني سمعتُ (1) أبا هريرة يُحدِّث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ... ثم ذكر الحديث» .
وأخرجه الموطأ مثل الرواية الأولى، وقال: ولا أَحْسِبهُ إِلا قال في البغض مثل ذلك.
وأخرجه الترمذي مثل مسلم، وزاد في حديثه في ذِكْر المحبة «فذاك قول الله: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً} [مريم: 96] » (2) .
__________
(1) في الأصل: بأبيك إني سمعت، وفي المطبوع: فأنبئك؟ إني سمعت، وفي نسخ مسلم المطبوعة والمخطوطة: بأبيك أنت سمعت أبا هريرة ... .
(2) رواه البخاري 13 / 387 في التوحيد، باب كلام الرب مع جبريل ونداء الله الملائكة، وفي الأدب، باب المقة في الله تعالى، ومسلم رقم (2637) في البر والصلة، باب إذا أحب الله عبداً حببه إلى عباده، والموطأ 2 / 953 في الشعر، باب ما جاء في المتحابين في الله، والترمذي رقم (3160) في التفسير، باب ومن سورة مريم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك الموطأ (591) عن سهيل بن أبي صالح. وأحمد (2/267) قال: حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن سهيل بن أبي صالح. وفي (2/341) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا وهيب، قال: حدثنا ليث، قال: حدثنا سهيل. وفي (2/413) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا أبو عوانة، قال: حدثنا سهيل. وفي (2/509) قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة، قال: حدثنا سهيل بن أبي صالح. والبخاري (9/173) قال: حدثني إسحاق، قال: حدثنا عبد الصمد، قال: حدثنا عبد الرحمن، هو ابن عبد الله بن دينار، عن أبيه، وفي خلق أفعال العباد صفحة (35) قال: حدثني به عبد العزيز بن عبد الله، قال: حدثنا ابن أبي حازم، عن أبيه. ومسلم (8/40) قال: حدثنا زهير بن حرب، قال: حدثنا جرير، عن سهيل. وفي (8/41) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا يعقوب، يعني ابن عبد الرحمن القاري. وقال قتيبة: حدثنا عبد العزيز، يعني الدراوردي. (ح) وحدثناه سعيد بن عمرو الأشعثي قال: أخبرنا عبثر، عن العلاء بن المسيب (ح) وحدثني هارون بن سعيد الأيلي، قال: حدثنا ابن وهب، قال: حدثني مالك، وهو ابن أنس كلهم عن سهيل. (ح) وحدثني عمرو الناقد، قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون، عن سهيل بن أبي صالح. والترمذي (3161) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد، عن سهيل بن أبي صالح والنسائي في الكبرى (الورقة 102-أ) قال: أخبرنا قتيبة قال: حدثنا يعقوب عن سهيل. وفي تحفة الأشراف (12736) عن عبدة بن عبد الله، عن سويد بن عمرو الكلبي، عن زهير بن معاوية، عن العلاء بن المسيب، عن سهيل. وفي (12743) عن قتيبة. وعن الحارث بن مسكين، عن ابن القاسم. كلاهما عن مالك، عن سهيل.
ثلاثتهم - سهيل بن أبي صالح، وعبد الله بن دينار، وأبو حازم - عن أبي صالح، فذكره.
* الروايات مطولة ومختصرة وألفاظها متقاربة.
وعن نافع، عن أبي هريرة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا أحب الله عبدا نادى جبريل: إن الله يحب فلانا فأحبه. فيحبه جبريل فينادي جبريل في أهل السماء: إن الله يحب فلانا فأحبوه. فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في أهل الأرض» .
أخرجه أحمد (2/514) ، قال: حدثنا روح. (ح) وعبد الله بن الحارث. والبخاري (4/135) قال: حدثنا محمد بن سلام، قال: أخبرنا مخلد. وفي (8/17) قال: حدثنا عمرو بن علي، قال: حدثنا أبو عاصم.
أربعتهم - روح، وعبد الله بن الحارث، ومخلد بن يزيد، وأبو عاصم - عن ابن جريج، قال: أخبرني موسى بن عقبة، عن نافع، فذكره.(6/554)
الفرع السادس: في [أن] من أحب قوماً كان معهم
4785 - (خ م د ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: «أَن رجلاً سأل [ص:556] النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- عن الساعة، فقال: متى الساعةُ؟ قال: وما أعددتَ لها؟ قال: لا شيء، إِلا أَنَّي أُحِبُّ اللهَ ورسولَه، فقال: أنتَ مع مَن أحببتَ، قال أنس: فما فرحنا بشيء فَرَحَنا بقول النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-: أنتَ مع مَنْ أحببتَ، قال أنس: فأنا أُحِبُّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- وأبا بكر وعمرَ، وأرجو أن أَكونَ معهم بحُبِّي إِياهم، وإِن لم أعمَلْ أعمَالَهُم» .
وفي رواية قال أنس: «فأنا أحِبُّ اللهَ ورسولَهُ ... وذكره» .
وفي رواية قال: «بينما أنا ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- خَارجان من المسجد، فَلقِينَا رجل [عند سُدَّة المسجد] ، فقال: يا رسولَ الله متى الساعة؟ قال: ما أعددتُ لها؟ فكأن الرجلَ اسْتَكَانَ، فقال: يا رسول اللهِ، ما أعددت لها كثيرَ صيام، ولا صلاة، ولا صدقة، ولكنِّي أحبُّ اللهَ ورسولَه، قال: أنت مع مَنْ أحبَبْتَ» . أخرجه البخاري ومسلم.
وفي رواية مسلم نحو الأُولى، غير أنه قال: «ما أعدَدْتُ لها من كبيرٍ أَحْمَدُ عليه نفسي» . ولم يذكر قول أنس.
ولمسلم في أُخرى أن أعرابياً قال لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-: متى الساعةُ؟ قال له: «ما أعددتَ لها؟» قال: حبَّ اللهِ ورسولهِ، قال: «أنتَ معَ من أحببتَ» .
وللبخاري: «أن رجلاً من أهل البادية أتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسولَ الله، متى الساعةُ قائمة؟ قال: ويلكَ، وما أعددتَ لها؟ قال: [ص:557] ما أعددتُ لها، إِلا أني أُحبُّ اللهَ ورسولَهُ، قال: إِنَّكَ مع مَنْ أَحبَبْتَ، قال: ونحن كذلك؟ قال: نعم، فَفَرِحْنَا يومئذ فَرَحاً شديداً، فمرّ غلام للمغيرة - وكان من أَقْرَاني - فقال: إِنْ أُخِّرَ هذا لم يدركْه الهَرَمُ حتى تقومَ الساعةُ» .
وهذه الزيادة التي أوَّلُها: «فمرَّ غلام للمغيرة» إِلى آخر الحديث: قد أَخرجها مسلم أيضاً.
وفي رواية للترمذي قال: «جاء رجل إِلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسولَ الله، متى الساعةُ؟ فقام النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-، إِلى الصلاة، فلما قضى صلاته، قال: أين السائلُ عن قيام الساعة؟. وذكر نحوه» .
وله في أخرى: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: المرءُ مع مَن أحبَّ، وله ما اكتسبَ.
وفي رواية أبي داود قال: «رأيتُ أصحابَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- فَرِحُوا بشيء لم أَرَهم فرحوا بشيء أشدَّ منه، قال رجل: يا رسولَ الله، الرجل يُحِبُّ الرجل على العمل من الخير يَعْمَل به، ولا يعملُ بمثله؟ فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: المرءُ مع مَن أحبَّ» (1) . [ص:558]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(سدة المسجد) : بابه وما يبقى من الطَّاق المسدود فيه.
(اسْتَكان) الاستكانة: الذُّل والخضوع.
__________
(1) رواه البخاري 10 / 461 و 463 في الأدب، باب علامة الحب في الله، وباب ما جاء في قول الرجل: ويلك، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب مناقب عمر بن الخطاب [ص:558] وفي الأحكام، باب الفتيا والقضاء في الطريق، ومسلم رقم (2639) في البر والصلة، باب المرء مع من أحب، ورقم (2953) في الفتن، باب قرب الساعة، وأبو داود رقم (5127) في الأدب، باب إخبار الرجل الرجل بمحبته إليه، والترمذي رقم (1386) في الزهد، باب ما جاء أن المرء مع من أحب.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (3/168) قال: حدثنا أبو كامل. وفي (3/228) قال: حدثنا يونس، وحسن بن موسى. وفي (3/288) قال: حدثنا عفان. وعبد بن حميد (1297) قال: حدثنا حجاج بن منهال.
خمستهم - أبو كامل، ويونس، وحسن، وعفان، وحجاج - عن حماد بن سلمة.
2- وأخرجه أحمد (3/198) قال: حدثنا زيد بن الحباب، قال: حدثني حسين بن واقد.
3- وأخرجه أحمد (3/227) قال: حدثنا يونس. وعبد بن حميد (1339) قال: حدثنا يحيى بن إسحاق. وفي (1366) والبخاري (5/14) قالا: -عبد والبخاري -: حدثنا سليمان بن حرب. ومسلم (8/42) قال: حدثنا أبو الربيع العتكي.
أربعتهم - يونس، ويحيى، وسليمان، والعتكي - عن حماد بن زيد.
4- وأخرجه مسلم (8/42) قال: حدثنا محمد بن عبيد الغبري، قال: حدثنا جعفر بن سليمان.
أربعتهم - حماد بن سلمة، وحسين، وحماد بن زيد، وجعفر - عن ثابت، فذكره.
وبلفظ: «أن رجلا قال: يا رسول الله، الرجل يحب القوم، ولا يبلغ عملهم؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: المرء مع من أحب.» .
1- أخرجه أحمد (3/159) قال: حدثنا أبو كامل. وفي (3/228) قال: حدثنا يونس وحسن بن موسى. وفي (3/268) قال: حدثنا عفان، وأبو كامل.
أربعتهم - أبو كامل، ويونس، وحسن، وعفان - عن حماد بن سلمة.
2- وأخرجه أحمد (3/221) ، وعبد بن حميد (1265) قالا: حدثنا هاشم بن القاسم، قال: حدثنا سليمان بن المغيرة.
3- وأخرجه أبو داود (5127) قال: حدثنا وهب بن بقية، قال: حدثنا خالد، عن يونس بن عبيد.
ثلاثتهم - حماد، وسليمان، ويونس - عن ثابت، فذكره.
وبلفظ: «أن رجلا سأل النبي -صلى الله عليه وسلم-: متى الساعة؟ فقال: ما أعددت لها؟ فقال: ما أعددت لها من كثير صلاة ولا صوم ولا صدقة، إلا أني أحب الله ورسوله. فقال: أنت مع من أحببت» .
1- أخرجه أحمد (3/172) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (3/208) قال: حدثنا روح، قال: حدثنا شعبة. وفي (3/207 و 255) قال: حدثنا أسود بن عامر، قال: أخبرنا أبو بكر بن عياش. والبخاري (9/80) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا جرير. ومسلم (8/42) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، وإسحاق بن إبراهيم. كلاهما عن جرير.
ثلاثتهم - شعبة، وأبو بكر بن عياش، وجرير - عن منصور بن المعتمر.
2- وأخرجه البخاري (8/49) . ومسلم (8/43) قال: حدثني محمد بن يحيى بن عبد العزيز اليشكري. كلاهما - البخاري، واليشكري - قالا: حدثنا عبد الله بن عثمان بن جبلة عبدان، قال: أخبرني أبي، عن شعبة، عن عمرو بن مرة.
كلاهما - منصور، وعمرو - عن سالم بن أبي الجعد، فذكره.
وبلفظ: «أن أعرابيا قال لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-: متى الساعة؟ قال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ما أعددت لها. قال: حب الله ورسوله. قال: أنت مع من أحببت» .
أخرجه مسلم (8/42) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة، قال: حدثنا مالك، عن إسحاق، فذكره.
وبلفظ: «قال رجل: يا رسول الله، متى الساعة؟ قال: وما أعددت لها؟ فلم يذكر كبيرا، قال: ولكني أحب الله ورسوله. قال: فأنت مع من أحببت» .
1- أخرجه الحميدي (1190) ، وأحمد (3/110) ، ومسلم (8/42) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وعمرو الناقد، وزهير بن حرب، ومحمد بن عبد الله بن نمير، وابن أبي عمر.
سبعتهم - الحميدي، وأحمد، وابن أبي شيبة، والناقد، وزهير، وابن نمير، وابن أبي عمر - عن سفيان بن عيينة.
2- وأخرجه أحمد (3/165) ، ومسلم (8/42) قال: حدثنا محمد بن رافع، وعبد بن حميد.
ثلاثتهم - أحمد، وابن رافع، وعبد - عن عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر.
كلاهما - سفيان، ومعمر - عن الزهري، فذكره.
وبلفظ: «جاء أعرابي إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقال: متى الساعة؟ قال: ما أعددت لها؟ قال: حب الله عز وجل، ورسوله. قال: أنت مع من أحببت.» .
1- أخرجه أحمد (3/173و 276) قال: حدثنا محمد بن جعفر، وحجاج. ومسلم (8/43) قال: حدثنا ابن المثنى وابن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر.
كلاهما - ابن جعفر، وحجاج - عن شعبة.
2- وأخرجه أحمد (3/178) قال: حدثنا هشام بن عبد الملك. والبخاري في الأدب المفرد (352) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم. ومسلم (8/43) قال: حدثنا أبو غسان المسمعي، ومحمد بن المثنى، قالا: حدثنا معاذ بن هشام.
ثلاثتهم - هشام بن عبد الملك، ومسلم بن إبراهيم، ومعاذ - عن هشام الدستوائي.
3- وأخرجه مسلم (8/43) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا أبو عوانة.
ثلاثتهم - شعبة، وهشام، وأبو عوانة - عن قتادة، فذكره.
وبلفظ: «جاء رجل إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: يا رسول الله، متى قيام الساعة؟ فقام النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى الصلاة، فلما قضى صلاته، قال: أين السائل عن قيام الساعة؟ فقال الرجل: أنا يا رسول الله. قال: ما أعددت لها؟ قال: يا رسول الله، ما أعددت لها كبير صلاة ولا صوم، إلا أني أحب الله ورسوله. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: المرء مع من أحب، وأنت مع من أحببت.» . فما رأيت فرح المسلمون بعد الإسلام فرحهم بهذا» .
أخرجه أحمد (3/104) قال: حدثنا ابن أبي عدي. وفي (3/200) قال: حدثنا يزيد بن هارون، والأنصاري محمد بن عبد الله. والترمذي (2385) قال: حدثنا علي بن حجر، قال: أخبرنا إسماعيل ابن جعفر.
أربعتهم - ابن أبي عدي، ويزيد، والأنصاري، وإسماعيل - عن حميد، فذكره.
وبلفظ: «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قام فحذر الناس، فقام رجل، فقال: متى الساعة يا رسول الله؟ فبسر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في وجهه. فقلنا له: اقعد، فإنك قد سألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما يكره. قال: ثم قام الثانية، فقال: يا رسول الله، متى الساعة؟ قال: فبسر رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: في وجهه أشد من الأولى. فأجلسناه. قال: ثم قام الثالثة، فقال: يا رسول الله متى الساعة؟ فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ويحك، وما أعددت لها؟ قال: أعددت لها حب الله ورسوله، فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: اجلس، فإنك مع من أحببت.» .
أخرجه أحمد (3/167) قال: حدثنا حجاج. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (911) عن عيسى بن حماد.
كلاهما - حجاج، وعيسى - عن ليث، عن سعيد المقبري، عن شريك، فذكره.
وبلفظ: «أن رجلا أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو يخطب، فقال: يا رسول الله، متى الساعة؟ قال: وما أعددت للساعة؟ قال: حب الله ورسول. قال: أنت مع من أحببت» .
أخرجه أحمد (3/202) قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا محمد بن عمرو، عن كثير بن خنيس، فذكره.
وبلفظ: «كنت عند النبي -صلى الله عليه وسلم- في بيته، فسأله رجل: متى الساعة يا رسول الله؟ قال: أما إنها قائمة، فما أعددت لها؟ قال: والله ما أعددت من كثير عمل، إلا أني أحب الله ورسوله. قال: فإنك مع من أحببت، ولك ما احتسبت» .
وفي رواية أشعث: «المرء مع من أحب، وله ما اكتسب» . مختصر.
1- أخرجه أحمد (3/226) قال: حدثنا هاشم، قال: حدثنا المبارك.
2- وأخرجه الترمذي (2386) قال: حدثنا أبو هشام الرفاعي، قال: حدثنا حفص بن غياث، عن أشعث.
كلاهما - المبارك بن فضالة، وأشعث بن سوار - عن الحسن، فذكره.(6/555)
4786 - (خ م) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: قال: «جاء رجل إِلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسولَ الله، كيف ترى في رجل أحبَّ قوماً ولمَّا يَلْحَقْ بهم؟ فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: المرءُ مع من أحبَّ» . أَخرجه البخاري ومسلم (1) .
__________
(1) رواه البخاري 10 / 461 و 462 في الأدب، باب علامة حب الله عز وجل، ومسلم رقم (2640) في البر والصلة، باب المرء مع من أحب.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (1/392) (3718) و (4/405) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. والبخاري (8/48) قال: حدثنا بشر بن خالد، قال: حدثنا محمد بن جعفر، عن شعبة. وفي (8/48) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا جرير. ومسلم (8/43) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، وإسحاق بن إبراهيم، قال إسحاق: أخبرنا، وقال عثمان: حدثنا جرير. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى، وابن بشار، قالا: حدثنا ابن أبي عدي. (ح) وحدثنيه بشر بن خالد، قال: أخبرنا محمد، يعني ابن جعفر.
كلاهما عن شعبة. (ح) وحدثنا ابن نمير، قال: حدثنا أبو الجواب، قال: حدثنا سليمان بن قرم. ثلاثتهم - شعبة، وجرير بن عبد الحميد، وسليمان بن قرم - عن سليمان الأعمش، عن أبي وائل، فذكره.(6/558)
4787 - (خ م) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه -: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «المرءُ مَعَ مَنْ أَحبَّ» . أَخرجه البخاري، ومسلم (1) .
__________
(1) رواه البخاري 10 / 462 في الأدب، باب علامة حب الله عز وجل، ومسلم رقم (2641) في البر والصلة، باب المرء مع من أحب.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (4/392 و 405) قال: حدثنا محمد بن عبيد. وفي (4/395، 405) قال: حدثنا وكيع، عن سفيان. وفي (4/395) قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا سفيان. وفي (4/398) قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا سفيان. وفي (4/405) قال: حدثنا أبو معاوية. وعبد بن حميد (552) قال: حدثنا محمد بن عبيد. والبخاري (8/49) قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا سفيان. ومسلم (8/43) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو كريب، قالا: حدثنا أبو معاوية (ح) وحدثنا ابن نمير، قال: حدثنا أبو معاوية، ومحمد بن عبيد.
ثلاثتهم - محمد، وسفيان، وأبو معاوية - عن الأعمش، عن أبي وائل، فذكره.(6/558)
4788 - (ت) صفوان بن عسال - رضي الله عنه -: قال: «جاء أَعرابيّ جهُورِيُّ الصوت، فقال: يا محمد، الرَّجُلُ يحبُّ القومَ ولمَّا يلحق بهم؟ فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: المرءُ مَعَ مَنْ أَحبَّ» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2388) في الزهد، باب ما جاء أن المرء مع من أحب، وإسناده حسن، وقال الترمذي: هذا حديث صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
تقدم.(6/558)
4789 - (د) أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه -: قال: «يا رسولَ الله الرجلُ يُحبُّ القومَ ولا يستطيعُ أن يعملَ بعملهم؟ قال: أنتَ يا أبا ذر مَعَ مَنْ أَحببتَ، قال: فَإِنِّي أُحبُّ اللهَ ورسولَهُ، قال: فَإِنَّكَ مَعَ مَنْ أَحببتَ، قال: فأعاد [ها] أبو ذر، فأعادها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (5126) في الأدب، باب إخبار الرجل الرجل بمحبته إياه، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (5/156) قال: حدثنا بهز. وفي (5/166) قال: حدثنا روح وهاشم. والدارمي (2790) قال: أخبرنا سعيد بن سليمان. والبخاري في الأدب المفرد (351) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة. وأبو داود (5126) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل.
ستتهم - بهز، وروح، وهاشم، وسعيد بن سليمان، وعبد الله بن مسلمة، وموسى بن إسماعيل - عن سليمان بن المغيرة، عن حميد بن هلال، عن عبد الله بن الصامت، فذكره.
وله شاهد: عن أبي سالم الجيشاني، أنه أتى إلى أبي أمية في منزل. فقال: إني سمعت أبا ذر يقول: إنه سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «إذا أحب أحدكم صاحبه فليأته في منزله فليخبره أنه يحبه لله، وقد جئتك في منزلك» .
أخرجه أحمد (5/145) قال: حدثنا أحمد بن الحجاج. قال: حدثنا عبد الله. وفي (5/173) قال: حدثنا حسن.
كلاهما - عبد الله بن المبارك، وحسن بن موسى - عن ابن لهيعة. قال: حدثنا يزيد بن أبي حبيب، أن أبا سالم الجيشاني أتى إلى أبي أمية، فذكره.(6/559)
الفرع السابع: في تعارف الأرواح
4790 - (م د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «الأرواحُ جُنُود مُجَنَّدَة، فما تَعَارَفَ منها ائتَلَفَ، وما تَنَاكَرَ منها اختلفَ» .
وفي رواية يرفعه قال: «الناسُ مَعَادِن كمعادِنِ الذَّهَبِ والفِضَّةِ، [خيارُهم في الجاهلية خيارُهم في الإِسلام] إِذا فَقُهُوا، والأرواح جنود مجنَّدة ... الحديث» . أخرجه مسلم، وأبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الأرواح جُنُود مُجَنَّدَة) معناه: الإخبار عن مبدء كون الأرواح [ص:560] وتقدمها على الأجساد، فأعلم النبي - صلى الله عليه وسلم- أنها خلقت أول خلقها على قسمين: من ائتلاف، واختلاف، كالجنود المجندة إذا تقابلت وتواجهت، ومعنى تقابل الأرواح: ما جعلها الله عليه من السعادة والشقاوة في مبدأ الكون والخلقة، يقول: إن الأجساد التي فيها الأرواح تلتقي في الدنيا، فتأتلف وتختلف على حسب ما جُعِلت عليه من التشاكل أو التنافر في بدء الخلقة، ولهذا ترى الخير يحب الأخيار ويميل إليهم، والشرير يحب الأشرار ويميل إليهم.
__________
(1) رواه مسلم رقم (2638) في البر والصلة، باب الأرواح جنود مجندة، وأبو داود رقم (4834) في الأدب، باب من يؤمر أن يجالس.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/295) قال: حدثنا يزيد. قال: أخبرنا حماد بن سلمة. وفي (2/527) قال: حدثنا عبد الصمد وحسن بن موسى. قالا: حدثنا حماد. والبخاري في الأدب المفرد (901) قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله. قال: حدثني سليمان بن بلال. ومسلم (8/41) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا عبد العزيز، يعني ابن محمد.
ثلاثتهم - حماد بن سلمة، وسليمان بن بلال، وعبد العزيز بن محمد - عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، فذكره.(6/559)
4791 - (خ) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «الأرواحُ جنود مُجنَّدَة، فما تعارفَ منها ائتلفَ، وما تناكرَ منها اختلفَ» . أخرجه البخاري (1) .
وفي رواية قالت عَمْرةُ [بنتُ عبد الرحمن] : «قَدِمَتِ امرأة مَزّاحة من أهالي مكةَ المدينة، فنزلت على نَظِيرَة لها، فقالت عائشةُ: صدق حِبِّي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- سمعتُه يقول: الأرواحُ جنود مُجنَّدَة، ما تعارفَ منها ائتلفَ، وما تناكرَ منها اختلفَ» (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(نَظِيرة لها) نظير الإنسان: شبهه في الأخلاق والأفعال والأشكال.
__________
(1) 6 / 262 تعليقاً في الأنبياء، باب الأرواح جنود مجندة، قال الحافظ في " الفتح ": وصله المصنف - يعني البخاري - في " الأدب المفرد "، عن عبد الله بن صالح عنه قال: وصله الإسماعيلي من طريق سعيد بن أبي مريم عن يحيى بن أيوب به.
(2) هذه الرواية ليست في البخاري، قال الحافظ في " الفتح ": ورويناه موصولاً في مسند أبي يعلى، وفيه قصة في أوله عن عمرة بنت عبد الرحمن قالت: كانت امرأة بمكة مزاحة ... الخ، قال: وللمتن شاهد من حديث أبي هريرة أخرجه مسلم، يريد الحديث الذي قبله.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه البخاري في الأدب المفرد (900) قال: حدثنا عبد الله. قال: حدثنا الليث، عن يحيى ابن سعيد، عن عمرة، فذكرته.
وتعليقا في أحاديث الأنبياء - باب الأرواح جنود مجندة - (3336) قال: وقال الليث:عن يحيى بن سعيد، عن عمرة، فذكرته، وقال يحيى بن أيوب: حدثني يحيى بن سعيد بهذا.
وقال الحافظ في الفتح تعقيبا على قال يحيى بن أيوب (6/426) :وقد وصله الإسماعيلي من طريق سعيد ابن أبي مريم عن يحيى بن أيوب به، ورويناه موصولا في مسند أبي يعلى وفيه قصة في أوله عن عمرة بنت عبد الرحمن قالت: كانت امرأة مزاحة بمكة فنزلت على امرأة مثلها في المدينة، فبلغ ذلك عائشة فقالت: صدق حبي، سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فذكر مثله. ورويناه في فوائد أبي بكر بن زنبور من طريق الليث أيضا بسنده الأول بهذه القصة بمعناها، قال الإسماعيلي: أبو صالح ليس من شرط هذا الكتاب ولا يحيى بن أيوب في الأصول، وإنما يخرج له البخاري في الاستشهاد، فأورد البخاري هذا الحديث من الطريقين بلا إسناد فصار أقوى مما لو ساقه بإسناد. ا..هـ. وكان سبب ذلك أن الناظر في كتابه ربما اعتقد أن له عنده إسناد آخر ولا سيما وقد ساقه بصيغة الجزم فيعتقد أنه على شرطه، وليس الأمر كذلك.
قلت: وللمتن شاهد من حديث أبي هريرة أخرجه مسلم.(6/560)
الفصل السادس: في التعاضد والتساعد، وفيه أربعة فروع
الفرع الأول: في أوصاف جامعة
4792 - (د ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «المسلمُ أخو المسلم، لا يَظلمُهُ، ولا يُسْلِمُهُ، ومَن كانَ في حاجَةِ أخيهِ كان اللهُ في حاجَتِهِ، وَمَنْ فَرَّجَ عن مُسلِم كُرْبَة فَرَّجَ اللهُ عنه بِهَا كُرْبَة من كُرَبِ يومِ القيامةِ، وَمَن سَتَرَ مُسلِماً سَتَرَهُ اللهُ يوم القيامةِ» . أخرجه أبو داود (1) .
وزاد رزين: «ومَن مَشى مع مظلوم حتى يُثْبِتَ له حَقَّهُ ثبَّت اللهُ قدميْهِ على الصراطِ يومَ تَزِلُّ الأقدام» .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ولا يُسلِمُه) أسلم فلان فلاناً: إذا لم يَحْمِهِ من عدوه وألقاه إلى التهلكة.
__________
(1) رقم (4893) في الأدب، باب المؤاخاة، ورواه أيضاً الترمذي رقم (1486) في الحدود، باب ما جاء في الستر على المسلم، وإسناده صحيح، وهو في " الصحيحين " أيضاً كما سيأتي في الحديث رقم (4795) .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/91) (5646) قال: حدثنا حجاج. والبخاري (3/168 و9/28) قال: حدثنا يحيى بن بكير. ومسلم (8/18) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. وأبو داود (4893) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. والترمذي (1426) قال: حدثنا قتيبة. والنسائي في الكبرى (الورقة 95-ب) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد. ثلاثتهم - حجاج، ويحيى، وقتيبة - قالوا: حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب الزهري، عن سالم، فذكره.
وبلفظ: «المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يخذله. ويقول: والذي نفس محمد بيده، ما تواد اثنان ففرق بينهما إلا بذنب يحدثه أحدهما. وكان يقول: للمرء المسلم على أخيه من المعروف ست: يشمته إذا عطس، ويعوده إذا مرض، وينصحه إذ غاب، ويشهده، ويسلم عليه إذا لقيه، ويجيبه إذا دعاه، ويتبعه إذا مات. ونهي عن هجرة المسلم أخاه فوق ثلاث.» .
أخرجه أحمد (2/68) (5357) قال: حدثنا موسى بن داود، قال: حدثنا ابن لهيعة، عن خالد بن أبي عمران. ومسلم (8/9) قال: حدثنا محمد بن رافع، قال: حدثنا محمد بن أبي فديك، قال: أخبرنا الضحاك، وهو ابن عثمان. كلاهما - خالد، والضحاك - عن نافع، فذكره.
* رواية الضحاك مختصرة على: «لا يحل للمؤمن أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام» .(6/561)
4793 - (م د ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَن نَفَّسَ عن مؤمن كُرْبة من كُرَب الدنيا نَفَّسَ اللهُ عنه كُربة من كُرَب يوم القيامة، ومن يَسَّرَ على مُعْسِر، يَسَّرَ اللهُ عليه في الدنيا والآخِرَةِ، وَمَن سَتَرَ مُسلِماً سَتَرَهُ اللهُ في الدُّنيا والآخِرَةِ، واللهُ في عَونِ العبدِ ما كانَ العبدُ في عَونِ أَخيهِ، وَمَن سلكَ طريقاً يَلْتَمِسُ فيه عِلْماً سَهَّلَ اللهُ لهُ [بِهِ] طريقاً إِلى الجنَّةِ، وَمَا اجْتَمَعَ قوم في بيت من بيوتِ اللهِ يَتْلُونَ كتابَ اللهِ تعالى، ويتَدَارَسُونَهُ بينهم إِلا نَزَلَتْ عليهم السكينةُ، وَغَشيَتهم الرحمةُ، وحَفَّتهمُ الملائكةُ، وذَكَرهُمُ اللهُ فيمن عِندَهُ، ومَن بطَّأَ به عَملُهُ لم يُسْرِعْ بِهِ نَسبُهُ» . أخرجه مسلم، والترمذي.
وللترمذي أيضاً، وأبي داود إِلى قوله: «في عونِ أخيه» .
وله في أخرى إِلى: «عون أخيه» ، ولم يذكر: «مَن يَسَّرَ على مُعْسِر» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(السَّكِينة) : فعيلة من السكون والطمأنينة.
(حَفتَّهم) الملائكة أي: أحاطت بهم.
__________
(1) رواه مسلم رقم (2699) في الذكر والدعاء، باب فضل الاجتماع على تلاوة القرآن وعلى الذكر، وأبو داود رقم (4946) في الأدب، باب في المعونة للمسلم، والترمذي رقم (1425) في الحدود، باب ما جاء في الستر على المسلم، ورقم (1931) في البر والصلة، باب ما جاء في الستر على المسلم، ورقم (2946) في القراءات، باب رقم (3) .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/252) قال: حدثنا أبو معاوية. قال: حدثنا الأعمش. (ح) وابن نمير. قال: أخبرنا الأعمش. وفي (2/325) قال: حدثنا الأسود بن عامر. قال: أخبرنا أبو بكر، عن الأعمش. وفي (2/406) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا أبو عوانة. قال: حدثنا سليمان الأعمش. وفي (2/514) قال: حدثنا روح. قال: حدثنا هشام، عن محمد بن واسع، عن محمد بن المنكدر. وفي (2/522) قال: حدثنا عبد الصمد. قال: حدثنا حماد. قال: حدثنا سهيل. والدارمي (351) قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس. قال: حدثنا زائدة، عن الأعمش. ومسلم (8/71) قال: حدثنا يحيى بن يحيى التميمي وأبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن العلاء الهمداني. قال يحيى: أخبرنا وقال الآخران. حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش. وفي (8/71 و 72) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير. قال: حدثنا أبي (ح) وحدثناه نصر بن علي الجهضمي. قال: حدثنا أبو أسامة قالا: حدثنا الأعمش. وأبو داود (1455) قال: حدثنا عثمان ابن أبي شيبة. قال: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش. وفي (3643) قال: حدثنا أحمد بن يونس. قال: حدثنا زائدة، عن الأعمش. وفي (4946) قال: حدثنا أبو بكر وعثمان ابنا أبي شيبة، المعنى. قالا: حدثنا أبو معاوية. قال عثمان: وجرير، عن الأعمش. وابن ماجة (225) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعلي بن محمد. قالا: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش. وفي (2417، 2544) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش. والترمذي (1425) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا أبو عوانة، عن الأعمش. وفي (2646و 2945) قال: حدثنا محمود بن غيلان. قال: حدثنا أبو أسامة. قال: حدثنا الأعمش. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (9/12462) عن العباس بن عبد الله بن العباس بن السندي، عن ابن عائشة، وهو عبيد الله بن محمد، عن حماد بن سلمة، عن محمد بن واسع، عن الأعمش. وفي (12500) عن قتيبة، عن أبي عوانة، عن الأعمش. (ح) وعن إبراهيم بن يعقوب، عن أبي النعمان، عن أبي عوانة مثله. وزاد. ربما قال عن أبي سعيد. وفي (12878) عن أحمد بن الخليل، الذي كان يكون بنيسابور، عن روح بن عبادة، عن هشام، هو ابن حسان، عن محمد بن واسع، عن محمد بن المنكدر.
ثلاثتهم - الأعمش، ومحمد بن المنكدر، وسهيل بن أبي صالح - عن أبي صالح، فذكره.
* أخرجه أحمد (2/274) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر. وفي (2/296) قال: حدثنا يزيد. قال: أخبرنا هشام بن حسان. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (9/12879) عن أحمد بن سليمان وعبد الرحمن بن محمد بن سلام.
كلاهما عن يزيد بن هارون، عن هشام بن حسان.
كلاهما - معمر، وهشام - عن محمد بن واسع، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، فذكر نحوه. ليس فيه الأعمش.
* وأخرجه أحمد (2/500) قال: حدثنا يونس بن محمد. قال: حدثنا حزم قال: سمعت محمد بن واسع، عن بعض أصحابه، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، فذكر نحوه.
* وأخرجه النسائي في الكبرى تحفة الأشراف (9/12891) عن يحيى بن حبيب بن عربي، عن حماد بن زيد، عن محمد بن واسع، عن رجل، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، فذكر نحوه.
* وأخرج أبو داود (4946) قال: حدثنا واصل بن عبد الأعلى. والترمذي (1425، 1930) قال: حدثنا عبيد بن أسباط بن محمد القرشي. والنسائي في الكبري تحفة الأشراف (9/12889) عن محمد بن إسماعيل بن سمرة.
ثلاثتهم - واصل، وعبيد بن أسباط، ومحمد بن إسماعيل - عن أسباط بن محمد القرشي، عن الأعمش. قال: حدثت عن أبي صالح، عن أبي هريرة، فذكر نحوه.
* صرح الأعمش بالتحديث في رواية أبي أسامة، عند مسلم (8/72) .
* الروايات مطولة ومختصرة وألفاظها متقاربة، وأثبتنا لفظ رواية الأعمش، عند مسلم (8/71) .
وبلفظ: «لا يستر عبد عبدا في الدنيا، إلا ستره الله يوم القيامة» .
وفي رواية روح بن القاسم: «لا يستر الله على عبد في الدنيا» .
أخرجه أحمد (2/388) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا وهيب. وفي (2/404) قال: حدثنا خلف. قال: حدثنا ابن عياش. ومسلم (8/21) قال: حدثني أمية بن بسطام العيشي. قال: حدثنا يزيد، يعني ابن زريع. قال: حدثنا روح. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا وهيب.
ثلاثتهم - وهيب بن خالد، وإسماعيل بن عياش، وروح بن القاسم - عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، فذكره.(6/562)
4794 - (ت د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «الدِّينُ النصيحة، قالوا: لمن يا رسولَ الله؟ قال: لله، ولكتابه، ولأئمة المسلمينَ، والمسلمُ أخو المسلمِ، لا يَخْذُلُهُ، ولا يَكْذِبهُ، ولا يَظْلِمُهُ، وَإِنَّ أحدَكُم مرآةُ أخيهِ، فَإِنْ رَأى بهِ أذى فَليُمِطْهُ عنه» . أخرجه الترمذي مفرَّقاً في ثلاثة مواضع (1) .
وله في أخرى: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «المؤمنُ مِرْآةُ المؤمنِ، والمؤمنُ أخو المؤمنِ، يَكُفُّ عليه ضَيْعَتَهُ، ويَحُوطُه من ورائه» (2) .
والرواية الأولى ذكرها بطولها مجموعة رزين.
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يكفُّ ضَيْعَتَه) الضَّيْعَة: الحِرْفة، وكَفُّها: جمعها عليه وردها إليه.
(يَحُوطُه من ورائه) : يحفظه ويصونه من ورائه من حيث لا يعلم، وفيما يغيب عنه من أموره.
__________
(1) رقم (1927) في البر والصلة، باب ما جاء في النصيحة، ورقم (1928) و (1930) ، باب ما جاء في شفقة المسلم على المسلم، وهو حديث حسن، وفي الباب عن ابن عمر، وتميم الداري، وجرير وحكيم بن أبي يزيد عن أبيه، وثوبان، كما قال الترمذي. نقول: وحديث تميم الداري أخرجه مسلم مختصراً.
(2) هذه الرواية ليست عند الترمذي، وإنما هي عند أبي داود رقم (4918) في الأدب، باب في النصيحة والحياطة، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/697) قال: حدثنا صفوان. قال: أخبرنا ابن عجلان، عن القعقاع. والترمذي (1926) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا صفوان بن عيسى، عن محمد بن عجلان، عن القعقاع بن حكيم. والنسائي (7/157) قال: أخبرنا الربيع بن سليمان. قال: حدثنا شعيب بن الليث. قال: حدثنا الليث، عن ابن عجلان، عن زيد بن أسلم، وعن القعقاع بن حكيم. (ح) وأخبرنا عبد القدوس بن محمد بن عبد الكبير بن شعيب بن الحبحاب. قال: حدثنا محمد بن جهضم. قال: حدثنا إسماعيل بن جعفر، عن ابن عجلان، عن القعقاع بن حكيم، وعن سمي، وعن عبيد الله ابن مقسم.
أربعتهم - القعقاع بن حكيم، وزيد بن أسلم، وسمي مولى أبي بكر، وعبيد الله بن مقسم - عن أبي صالح، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
ورواية: «إن أحدكم مرآة أخيه، فإن رأى به أذى فليمطه عنه» . أخرجه الترمذي (1929) قال: حدثني أحمد بن محمد. قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك. قال: أخبرنا يحيى بن عبيد الله، عن أبيه، فذكره. * قال الترمذي: ويحيى بن عبيد الله ضعفه شعبة.(6/563)
4795 - (خ م ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «المسلمُ أخو المسلمِ،لا يَظْلِمُهُ، ولا يُسْلِمُه، مَنْ كانَ في حاجةِ أخيهِ كانَ اللهُ في حاجتِهِ، وَمَن فَرَّجَ عن مُسلم كُرْبَة فَرَّجَ اللهُ عنهُ بهَا كُرْبة مِنْ كُرَبِ يومِ القيامةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسلِماً سَتَرَهُ اللهُ يومَ القيامةِ» . أخرجه البخاري، ومسلم، والترمذي (1) .
__________
(1) رواه البخاري 5 / 70 في المظالم، باب لا يظلم المسلم المسلم ولا يسلمه، وفي الإكراه، باب يمين الرجل لصاحبه أنه أخوه إذا خاف عليه القتل، ومسلم رقم (2580) في البر والصلة، باب تحريم الظلم، والترمذي رقم (1426) في الحدود، باب ما جاء في الستر على المسلم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: تقدم برقم (4792) .(6/564)
4796 - (خ م ت) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «المؤمنُ للمؤمنِ كالبنيان يَشُدُّ بعضُه بعضاً» . وشَبَّكَ بين أصابعه. أخرجه البخاري، ومسلم.
وأخرجه الترمذي إِلى قوله: «بعضاً» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 5 / 71 في المظالم، باب نصر المظلوم، وفي المساجد، باب تشبيك الأصابع في المسجد، وفي الأدب، باب تعاون المؤمنين بعضهم بعضاً، ومسلم رقم (2585) في البر، باب تراحم المؤمنين وتعاطفهم، والترمذي رقم (1929) في البر والصلة، باب ما جاء في شفقة المسلم على المسلم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه الحميدي (772) . وأحمد (4/404) قالا: حدثنا سفيان ابن عيينة. وفي أحمد (4/405) قال: حدثنا ابن إدريس. وفي (4/409) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن سفيان الثوري. وعبد بن حميد (556) قال: حدثنا أبو عاصم، عن سفيان. والبخاري (1/129) قال: حدثنا خلاد بن يحيى، قال: حدثنا سفيان. وفي (3/169) قال: حدثنا محمد بن العلاء، قال: حدثنا أبو أسامة. وفي (8/14) قال: حدثنا محمد بن يوسف، قال: حدثنا سفيان. ومسلم (8/20) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو عامر الأشعري، قالا: حدثنا عبد الله بن إدريس، وأبو أسامة. (ح) وحدثنا محمد بن العلاء أبو كريب، قال: حدثنا ابن المبارك، وابن إدريس، وأبو أسامة. والترمذي (1928) قال: حدثنا الحسن بن علي الخلال، وغير واحد. قالوا: حدثنا أبو أسامة. والنسائي (5/79) قال: أخبرني عبد الله بن الهيثم بن عثمان، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: حدثنا سفيان.
خمستهم - سفيان بن عيينة، وسفيان الثوري، وابن إدريس، وأبو أسامة حماد بن أسامة، وابن المبارك - عن أبي بردة بريد بن عبد الله بن أبي بردة، قال: أخبرني جدي أبو بردة. فذكره.(6/564)
4797 - (ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «يَدُ اللهِ مع الجماعةِ (1) » . أخرجه الترمذي (2) .
__________
(1) في بعض النسخ: يد الله على الجماعة.
(2) رقم (2167) في الفتن، باب رقم (7) ، وهو حديث حسن بشواهده.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (2166) قال: حدثنا يحيى بن موسى، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا إبراهيم بن ميمون عن ابن طاووس، عن أبيه، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه من حديث ابن عباس إلا من هذا الوجه.
وله شاهد، ذكره الترمذي عن ابن عمر.
أخرجه الترمذي (2167) قال: حدثنا أبو بكر بن نافع البصري، قال: حدثنا المعتمر بن سليمان، قال: حدثنا سليمان المدني عن عبد الله بن دينار، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث غريب من هذا الوجه.(6/564)
الفرع الثاني: في الحِلْف والإخاء
4798 - (م د) جبير بن مطعم - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «لا حِلْفَ في الإِسلامِ (1) ، وأيُّمَا حِلْف كانَ في الجاهليةِ لم يَزِدْهُ الإِسلامُ إِلا شِدَّة» . أخرجه مسلم، وأبو داود (2) .
وقال أبو داود: يريدُ: حِلف المطيَبَّين.
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(لا حِلْفَ في الإسلام) أصل الحِلْف: المعاقدة والمعاهدة على التعاضد والتساعد والاتفاق، فما كان منه في الجاهلية على الفتن والقتال بين القبائل والغارات، فذلك الذي ورد النهي عنه في الإسلام بقوله - صلى الله عليه وسلم-: «لا حلف في الإسلام» وما كان منه في الجاهلية على نصر المظلوم وصلة الأرحام، كحلف المُطَيَّبِين وما جرى مجراه، فذلك الذي قال فيه - صلى الله عليه وسلم-: «وأيما حلف كان في الجاهلية لم يزده الإسلام إلا شدة» . يريد: من المعاقدة على الخير، [ص:566] والنصر للحق، وبذلك يجتمع الحديثان، وقد حالف رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في الإسلام بين قريش والأنصار، يعني: آخى بينهم، وهذا هو الحلف الذي يقتضيه الإسلام، والممنوع منه: ما خالف حكم الإسلام، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وأبو بكر من المطيَّبين، وكان عمر من الأحلاف، والأحلاف: ست قبائل: عبد الدار، وجُمَح، ومَخْزوم، وعَدِيّ، وكعب، وسَهم، سموا بذلك لأنهم لما أرادت بنو عبد مناف أخذ ما في أيدي عبد الدار: من الحِجَابة والرِّفَادَة واللِّواء والسِّقَاية، وأبت عبد الدار، عقد كل قوم على أمرهم حِلْفاً مؤكداً على أن لا يتخاذلوا، فأخرجت بنو عبد مناف جَفْنَة مملوءة طيباً، فوضعتها لأحلافهم في المسجد عند الكعبة، ثم غمس القوم أيديهم فيها [وتعاقدوا] ، وتعاقدت بنو عبد الدار وحلفاؤها حِلْفاً آخر مؤكداً على أن لا يتخاذلوا، فسموها الأحلاف لذلك.
__________
(1) المراد به حلف التوارث، والحلف على ما منع الشرع منه، وحلف التوارث منسوخ بآية الميراث.
(2) رواه مسلم رقم (2530) في فضائل الصحابة، باب مؤاخاة النبي صلى الله عليه وسلم بين أصحابه، وأبو داود رقم (2925) في الفرائض، باب في الحلف.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (4/83) قال: حدثنا عبد الله بن محمد، قال: حدثنا ابن نمير وأبو أسامة. ومسلم (7/183) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا عبد الله بن نمير، وأبو أسامة. وأبو داود (2925) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا محمد بن بشر، وابن نمير، وأبو أسامة.
ثلاثتهم - ابن نمير، وأبو أسامة، وابن بشر - عن زكريا، عن سعد بن إبراهيم، عن أبيه، فذكره.(6/565)
4799 - (ت) عمرو بن شعيب: عن أبيه عن جده - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال في خُطبته: «أوفوا بحلف الجاهلية، فإِنَّهُ لا يَزِيدُهُ - يعني: الإِسلامَ - إِلا شِدَّة -، ولا تُحْدِثُوا حِلفاً في الإِسلام» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (1585) في السير، باب رقم (30) ، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (1585) قال: حدثنا حميد بن مسعدة، قال: حدثنا يزيد بن زريع، قال: حدثنا حسين المعلم،عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.(6/566)
4800 - (خ م د) عاصم بن سليمان الأحول: قال: قلتُ لأنس: «أبلغَكَ أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: لا حِلْف في الإِسلام؟ فقال: قد حالفَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بين قريش، والأنصار في داري» . أخرجه البخاري ومسلم.
وعند أبي داود قال: «سمعتُ أنسَ بنَ مالك يقول: حالف رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في دارنا، فقيل له: أليس قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: لا حِلْفَ في الإِسلام؟ فقال: حَالَفَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بين المهاجرين والأنصار في دارنا، مرتين أو ثلاثاً» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 10 / 418 في الأدب، باب الإخاء والحلف، وفي الكفالة، باب قول الله تعالى: {والذين عاقدت أيمانكم} ، وفي الاعتصام، باب ما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم وحض على اتفاق أهل العلم، ومسلم رقم (2529) في فضائل الصحابة، باب مؤاخاة النبي صلى الله عليه وسلم بين أصحابه، وأبو داود رقم (2926) في الفرائض، باب في الحلف.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه الحميدي (1205) قال: حدثنا سفيان وأحمد (3/111) قال: قرئ على سفيان. وفي (3/145) قال: حدثنا إسماعيل بن محمد أبو إبراهيم المعقب، قال: حدثنا عباد بن عباد. وفي (3/281) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا حماد بن سلمة. وفي (3/281) أيضا قال: حدثنا عفان قال: حدثنا حفص بن غياث. والبخاري (3/125 و 8/27) قال: حدثنا محمد بن الصباح، قال: حدثنا إسماعيل بن زكريا. وفي (9/130) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا عباد بن عباد. وفي الأدب المفرد (569) قال: حدثنا محمد بن سلام، قال: أخبرنا ابن عيينة. ومسلم (7/183) قال: حدثني أبو جعفر محمد بن الصباح، قال: حدثنا حفص بن غياث. وفي (7/183) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن عبد الله بن نمير، قالا: حدثنا عبدة بن سليمان. وأبو داود (2926) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا سفيان.
ستتهم - سفيان، وعباد، وحماد، وحفص، وإسماعيل، وعبدة - عن عاصم، فذكره.(6/567)
4801 - (م) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال: «آخى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بين أبي طلحة، وأبي عبيدة» أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (2528) في فضائل الصحابة، باب مؤاخاة النبي صلى الله عليه وسلم بين أصحابه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (3/152) ،ومسلم (7/183) قال: حدثني حجاج بن الشاعر.
كلاهما - أحمد - وحجاج - قالا: حدثنا عبد الصمد، قال: حدثنا حماد (بن سلمة) ، قال: حدثنا ثابت، فذكره.(6/567)
4802 - (خ) عبد الرحمن بن عوف - رضي الله عنه -: قال: «آخى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بيني وبين سعدِ بنِ الرَّبيع، فقال لي سعد: إِني أكثرُ الأنصارِ مالاً، فأُقَاسِمُكَ مالي شَطْرَينِ، ولي امرأتان، فانظر أيَّتَهما شئتَ، [ص:568] حتى أنْزِلَ لك عنها، فإذا حَلَّتْ تزوَّجْتَها، فقلتُ: لا حاجةَ لي في ذلك، دُلُّوني على السوق، فَدَلُّوني على سوقِ بَني قَيْنُقاع، فما رُحْتُ حتى استفضلْتُ أَقِطاً وسَمْناً ... وذكر الحديث» ، وسيجيء بتمامه في «كتاب الصداق» . أخرجه البخاري (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أقِطاً) الأَقِط: لبن جامد يابس.
__________
(1) 4 / 247 و 248 في البيوع، باب ما جاء في قول الله تعالى: {فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض} ، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب إخاء النبي صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري في البيوع (1: 2) عن عبد العزيز بن عبد الله، وفي فضل الأنصار المناقب (63: 1) عن إسماعيل بن عبد الله. كلاهما - عن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن جده، عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه - فذكره.(6/567)
الفرع الثالث: في النصر والإعانة
4803 - (خ ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «انْصُرْ أخَاكَ ظالماً أو مظلوماً، فقال رجل: يا رسولَ الله أنصرُه إِذا كان مظلوماً، أَفرأيتَ إِن كان ظالماً: كيف أنصُرُهُ؟ قال: تحجزُه أو تمنعُه عن الظلم، فإن ذلك نَصْرُهُ» .
وفي رواية نحوه، قالوا: «كيف ننصره ظالماً؟ قال: تأخذُ فوقَ يديه» . [ص:569] أخرجه البخاري، والترمذي (1) .
__________
(1) رواه البخاري 5 / 70 في المظالم، باب أعن أخاك ظالماً أو مظلوماً، وفي الإكراه، باب يمين الرجل لصاحبه أنه أخوه إذا خاف عليه القتل أو نحوه، والترمذي رقم (2256) في الفتن، باب رقم (68) .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (3/99) ، والبخاري (9/28) قال: حدثنا محمد بن عبد الرحيم، قال: حدثنا سعيد ابن سليمان.
كلاهما - أحمد، وسعيد - قالا: حدثنا هشيم، قال: أخبرنا عبيد الله بن أبي بكر، فذكره.
2- وأخرجه البخاري (3/168) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا هشيم، قال: أخبرنا عبيد الله، وحميد، فذكراه. وبنحوه.
1- أخرجه أحمد (3/201) قال: حدثنا يزيد بن هارون. والبخاري (3/168) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا معتمر بن سليمان. والترمذي (2255) قال: حدثنا محمد بن حاتم المكتب، قال: حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري.
ثلاثتهم - يزيد، ومعتمر، والأنصاري - عن حميد، فذكره.
2- وأخرجه عبد بن حميد (1401) قال: أخبرنا يزيد بن هارون، قال: حدثنا سليمان التيمي، عن الحسن، وحميد، فذكراه.(6/568)
4804 - (م) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: قال: «اقتتل غلامان، غلام من المهاجرين، وغلام من الأنصار، فنادى المهاجرُ - أو المهاجرون -: يا لَلْمُهاجرين، ونادى الأنصاري: يا لَلأنصَار، فخرج النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-، فقال: ما هذا؟ دَعْوى الجاهلية؟ قالوا: لا، يا رسولَ الله إِلا أن غلامين اقتتلا، فَكَسَعَ أحدُهما الآخر، فقال: لا بأس، ولْيَنْصُرِ الرجلُ أخاه ظالماً أو مظلوماً، إِن كان ظالماً فَلْيَنْهَهُ، فإنه له نصر، وإِن كان مظلوماً فلينصره» . أَخرجه مسلم (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الكسع) : أن تضرب دُبُر الإنسان بيدك أو بصدر قدمك.
__________
(1) رقم (2584) في البر، باب نصر الأخ ظالماً أو مظلوماً.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/323) قال: حدثنا يحيى بن آدم، وأبو النضر. والدارمي، (2756) قال: حدثنا أبو نعيم، ومسلم (8/19) قال: حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس.
أربعتهم - يحيى بن آدم، وأبو النضر، وأبو نعيم، وأحمد بن عبد الله بن يونس - قالوا: حدثنا زهير، قال: حدثنا أبو الزبير، فذكره.(6/569)
4805 - (د) جابر بن عبد الله، وأبو طلحة - رضي الله عنهم -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَا مِن مُسلم يَخْذُل امْرَءاً مسلماً في موضع تُنتهَكُ فيه حرمَتُهُ، ويُنتَقَصُ فيه مِنْ عِرْضِهِ، إِلا خَذَلَهُ اللهُ في موطِن يُحِبُّ فيه نُصرَتَهُ، [ص:570] وما من امرئ ينصرُ مسلماً في موضع يُنتقَص فيه من عرضه، ويُنتهك فيه من حُرمته، إِلا نصرهُ اللهُ في موطن يُحِبُّ فيه نُصْرَتُهُ» . أخرجه أبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(تُنْتَهك حرمته- عرضه) انتهاك الحرمة والعِرض: المبالغة في الذم والشتم. والعِرض: موضع المدح والذم من الإنسان، فإذا قيل: ذُكِر عِرْض فلان، فمعناه: ذُكرت أموره التي يرتفع عنها أو يسقط بذكرها، ومن أجلها يحمد أو يُذَّم، ويجوز أن تكون مختصة به دون أسلافه، أو بأسلافه [دونه] أو بهما جميعاً، وذهب قوم إلى أن عِرْض الرجل: نفسه دون أسلافه.
__________
(1) رقم (4884) في الأدب، باب من رد عن مسلم غيبة، وفي سنده يحيى بن سليم بن زيد وإسماعيل ابن بشير وهما مجهولان، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 4 / 30، وذكره السيوطي في " الجامع الصغير " وزاد نسبته للضياء المقدسي في " المختارة " من حديث جابر وأبي طلحة بن سهل.
أقول: وهو حديث حسن بشواهده.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/30) قال: حدثنا أحمد بن حجاج، قال: أخبرنا عبد الله يعني ابن المبارك وأبو داود (4884) قال: حدثنا إسحاق بن الصباح، قال: حدثنا ابن أبي مريم.
كلاهما - ابن المبارك، وابن أبي مريم - قالا: أخبرنا الليث بن سعد، قال: حدثني يحيى بن سليم، أنه سمع إسماعيل بن بشير، فذكره.
قال يحيى عقب الحديث عند أبي داود: وحدثنيه عبيد الله بن عبد الله بن عمر، وعقبة بن شداد.(6/569)
4806 - (ت) أبو الدرداء - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَن ذَبَّ عن عِرْضِ أخيه ردَّ اللهُ النارَ عن وجههِ يومَ القيامَةِ» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (1932) في البر، باب رقم (20) ، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 6 / 449 و 450، ورواه الطبراني عن أسماء بنت يزيد، وقال الترمذي: هذا حديث حسن، وهو كما قال.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (6/449) قال: حدثنا إسماعيل، عن ليث، عن شهر بن حوشب. وفي (6/450) قال: حدثنا علي بن إسحاق، قال: أخبرنا عبد الله يعني ابن المبارك، قال: أخبرنا أبو بكر النهشلي، عن مزوق أبي بكير التيمي. والترمذي (1931) قال: حدثنا أحمد بن محمد، قال: أخبرنا ابن المبارك، عن أبي بكر النهشلي، عن مرزوق أبي بكر التيمي.
كلاهما - شهر، ومرزوق - عن أم الدرداء، فذكرته.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن.(6/570)
الفرع الرابع: في الشفاعة
4807 - (خ م ت د س) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه -: قال: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- جالساً، فجاء رجل يسأل؟ فأقبل علينا بوجهه، وقال: اشفعُوا لِتُؤْجَرُوا، ويَقْضِي اللهُ على لسانِ نبيهِ مَا شاءَ» .
وفي رواية: «كان إِذا أتَاه طالبُ حاجة أقْبَلَ على جُلسَائِهِ، فقال: اشْفَعُوا تُؤجَرُوا ... » وذكر الحديث. أَخرجه البخاري، ومسلم، والترمذي.
وفي رواية أَبي داود، والنسائي قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «اشفعوا إِليَّ لِتُؤْجَروا، ولَيَقْضِ الله على لسانِ نبيه ما شاء» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 10 / 376 في الأدب، باب قول الله تعالى: {من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها} ، وفي المساجد، باب تشبيك الأصابع في المسجد، وفي المظالم، باب نصر المظلوم، ومسلم رقم (2627) في البر، باب استحباب الشفاعة، وأبو داود رقم (5131) في الأدب، باب في الشفاعة، والترمذي رقم (2674) في العلم، باب الدال على الخير كفاعله، والنسائي 5 / 78 في الزكاة، باب الشفاعة في الصدقة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه الحميدي (771) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (4/400) قال: حدثنا وكيع. وفي (4/409) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن سفيان. وفي (4/413) قال: حدثنا محمد بن عبيد والبخاري (2/140) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: وحدثنا عبد الواحد. وفي (8/14) قال: حدثنا محمد بن يوسف، قال: حدثنا سفيان. وفي (8/15، 9/171) قال: حدثنا محمد بن العلاء، قال: حدثنا أبو أسامة. ومسلم، (8/37) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا علي بن مسهر وحفص بن غياث. وأبو داود (5131) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا سفيان. وفي (5133) قال: حدثنا أبو معمر، قال: حدثنا سفيان. والترمذي (2672) قال: حدثنا محمود بن غيلان والحسن ابن علي وغير واحد، قالوا: حدثنا أبو أسامة. والنسائي (5/77) قال: أخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى، قال: حدثنا سفيان.
ثمانيتهم - سفيان بن عيينة، ووكيع، وسفيان الثوري، ومحمد بن عبيد، وعبد الواحد، وأبو أسامة، وابن مسهر، وحفص - عن بريد بن عبد الله بن أبي بردة، عن أبي بردة، فذكره.(6/571)
4808 - (د س) معاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنهما -: قال: «اشفعوا تُؤجروا، فإني أُريدُ الأمرَ فأُؤخِّرُهُ كَيْما تشفعوا فتُؤجروا، فَإِنَّ [ص:572] رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: اشفعوا تُؤْجَرُوا» . أخرجه أبو داود.
وفي رواية النسائي: [ «إِن الرجلَ لَيَسألُني الشيءَ فَأَمنَعهُ حَتَّى تَشْفَعُوا فيه فَتُؤْجَرُوا، و] إِنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: اشفعوا تُؤجروا» ، ولم يزد على هذا (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (5132) في الأدب، باب في الشفاعة، والنسائي 5 / 78 في الزكاة، باب الشفاعة في الصدقة، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (1532) قال: حدثنا أحمد بن صالح، وأحمد بن عمرو بن السرح، والنسائي (5/78) قال: أخبرنا هارون بن سعيد.
ثلاثتهم - أحمد بن صالح، وأحمد بن عمرو، وهارون - عن سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن وهب بن منبه، عن أخيه، فذكره.(6/571)
الفصل السابع: في الاحترام والتوقير
4809 - (د) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «إِنَّ من إِجلالِ اللهِ: إِكرامَ ذي الشَّيْبَة المسلم، وحاملِ القرآنِ غيرِ الغالي فيه، ولا الجافي عَنهُ، وإِكرامَ ذي السلطانِ المُقْسِط» . أخرجه أبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الغالي) المُبالغ في الشيء. [ص:573]
(والجافي عنه) : التارك للشيء، أما قوله: «ولا الجافي عنه» فمعلوم أن من ترك القرآن وجفاه: حقيق بأن لا يُحتَرَم ولا يُوَقَّر، وأما الغالي فيه، وهو المبالغ فيه، فما أعلم وجه ترك احترامه، وتوقيره، وإكرامه.
(المُقْسِط) أقسط الرجل فهو مُقْسِط: إذا عدل، وقَسط فهو قاسط: إذا جار.
__________
(1) رقم (4843) في الأدب، باب في تنزيل الناس منازلهم، وفي سنده أبو كنانة القرشي وهو مجهول، ولكن للحديث شواهد يقوى بها، وقد حسنه النووي والحافظ العراقي وابن حجر.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (4843) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الصواف، قال: حدثنا عبد الله بن حمران، قال: أخبرنا عوف بن أبي جميلة، عن زياد بن مخراق، عن أبي كنانة، فذكره.(6/572)
4810 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «ما أكرم شاب شيخاً لِسنِّه إِلا قيَّضَ اللهُ لهُ مَن يُكرمهُ عندَ سِنِّه» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2023) في البر، باب رقم (75) ، وإسناده ضعيف.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (2022) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا يزيد بن بيان العقيلي، قال: حدثنا أبو الرجال، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث هذا الشيخ يزيد بن بيان، وأبو الرجال الأنصاري آخر.(6/573)
4811 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال: «جاء شيخ يريد النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-، فأبطأ القوم أن يُوسِّعُوا له، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: لَيْسَ مِنا مَن لم يَرحَمْ صغيرَنا، ويُوِّقرْ كَبيرنا» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (1920) في البر، باب رقم (15) ، وقال الترمذي: هذا حديث غريب، وفي إسناده، زربي وهو ضعيف يروي مناكير، أقول: ولكن للحديث شواهد بمعناه يقوى بها، منها الذي بعده.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (1919) قال: حدثنا محمد بن مرزوق، قال: حدثنا عبيد بن واقد، عن زربي، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث غريب روي له أحاديث مناكير عن أنس بن مالك، وغيره.(6/573)
4812 - (ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «لَيْسَ مِنا مَن لم يرحمْ صغيرَنا ويوقِّرْ كبيرَنا، ويأَمر بالمعروف، وينْهَ عن المنكر» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (1923) في البر، باب رقم (15) ، وهو حديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (1/257) (2329) قال: حدثنا عثمان بن محمد - قال عبد الله بن أحمد: وسمعته أنا من عثمان بن محمد - قال: حدثنا جرير، عن ليث، عن عبد الملك بن سعيد بن جبير. وعبد بن حميد (586) قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا شريك، عن ليث، عن عبد الملك بن أبي بشير.
كلاهما - عبد الملك بن سعيد بن جبير، وعبد الملك بن أبي بشير - عن عكرمة، فذكره.
* أخرجه الترمذي (1921) قال: حدثنا أبو بكر محمد بن أبان، قال: حدثنا يزيد بن هارون، عن شريك، عن ليث، عن عكرمة، فذكره. ليس فيه عبد الملك.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. وحديث محمد بن إسحاق عن عمرو بن شعيب حديث حسن صحيح، وقد روي عن عبد الله بن عمرو من غير هذا الوجه أيضا.(6/573)
4813 - (د ت) عمرو بن شعيب - رحمه الله -: عن أبيه، عن جده: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «ليسَ مِنا مَن لم يَرحمْ صغيرَنا، ويَعْرِف شَرف كبيرنا» . أخرجه الترمذي، وأَبو داود، وعنده: «حق كبيرنا» (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (4943) في الأدب، باب في الرحمة، والترمذي رقم (1921) في البر، باب رقم (15) ، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال، ورواه أيضاً أحمد، والحاكم وصححه، ووافقه الذهبي.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الحميدي (586) ، وأحمد (2/222) و (7073) قال: حدثنا علي بن عبد الله. والبخاري في الأدب المفرد (354) قال: حدثنا علي. (ح) وحدثنا محمد بن سلام. وأبو داود (4943) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وابن السرح.
خمستهم - الحميدي، وعلي، ومحمد، وأبو بكر بن أبي شيبة، وابن السرح - عن سفيان بن عيينة، قال: حدثنا ابن أبي نجيح، قال: أخبرني عبيد الله بن عامر. فذكره.
* قال أبو داود في روايته: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وابن السرح، قالا: حدثنا سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن ابن عامر، عن عبد الله بن عمرو، يرويه. قال ابن السرح: عن النبي -صلى الله عليه وسلم-.
* وضع المزي هذا الحديث تحت ترجمة عبد الرحمن بن عامر عن عبد الله بن عمرو، تحفة الأشراف (8880) وقال: قال أبو داود، فيما روه عنه أبو الحسن بن العبد وغيره: هو عبد الرحمن بن عامر.
ورواية الترمذي: أخرجها أحمد (2/185) (6733) قال: حدثنا إسحاق بن عيسى، قال: حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن عبد الرحمن بن الحارث. وفي (2/207) و (6935) (6937) مكرر قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا محمد بن إسحاق وفي (358) قال: حدثنا محمد بن سلام، قال: أخبرنا جرير، عن محمد بن إسحاق. وفي (363) قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله، قال: حدثني ابن أبي الزناد، عن عبد الرحمن بن الحارث،والترمذي (1920) قال: حدثنا أبو بكر محمد بن أبان، قال: حدثنا محمد بن فضيل، عن محمد بن إسحاق (ح) وحدثنا هناد، قال: حدثنا عبدة، عن محمد بن إسحاق.
كلاهما - عبد الرحمن بن الحارث، ومحمد بن إسحاق - عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، فذكره.
وقال الترمذي: وحديث محمد بن إسحاق عن عمرو بن شعيب. حديث حسن صحيح.(6/574)
4814 - (خ م) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال: «صحبتُ جرير بن عبد الله البَجَلي في سفر، فكان يَخْدُمني - قال ثابت: وهو أكبر من أنس - فقلت: لا تفعلْ، فقال: إِني قد رأيتُ الأنصار يُكرمون رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، ويعملون به شيئاً، آليْتُ أن لا أصحبَ أحداً منهم إِلا أكرمُتُه وخدمتُهُ لذلك» . أخرجه البخاري ومسلم (1) .
__________
(1) رواه البخاري 6 / 62 في الجهاد، باب الخدمة في الغزو، ومسلم رقم (2513) في فضائل الصحابة، باب في حسن صحبة الأنصار.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (4/42) . ومسلم (7/176) قال: حدثنا نصر بن علي الجهضمي، ومحمد بن المثنى، وابن بشار.
أربعتهم - البخاري، ونصر، وابن المثنى، وابن بشار - عن محمد بن عرعرة، قال: حدثنا شعبة، عن يونس بن عبيد، عن ثابت البناني، عن أنس، فذكره.(6/574)
4815 - (د) عائشة - رضي الله عنها -: «مرَّ بها سائل فأعطته كِسْرَة، ومَرَّ بها آخرُ عليه ثياب، وله هَيْئَة، فأقعدتْه فأكل، فقيل لها في ذلك، فقالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: أَنزِلوا الناسَ منازلهم» . أَخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (4842) في الأدب، باب في تنزيل الناس منازلهم من حديث سفيان عن حبيب بن أبي ثابت عن ميمون بن أبي شبيب، وإسناده منقطع، ميمون لم يدرك عائشة لكن ذكر له السخاوي في " المقاصد الحسنة " شواهد وحسنه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (4842) قال: حدثنا يحيى بن إسماعيل وابن أبي خلف، أن يحيى بن اليمان أخبرهم، عن سفيان، عن حبيب بن أبي ثابت، عن ميمون بن أبي شبيب، فذكره.
* قال أبو داود: حدثنا يحيى مختصر.
* قال أبو داود: ميمون لم يدرك عائشة.(6/574)
4816 - (خ م ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: قال: «كُنَّا [ص:575] عندَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: أَخبروني بشجرة شِبه - أو كالرجل - المسلم، لا يتَحَاتُّ ورقُها، ولا، ولا، ولا وتؤتي أُكُلَها كُلَّ حين قال ابنُ عمرَ: فوقع في نفسي أنها النَّخْلةُ، ورأيتُ أبا بكر، وعمرَ لا يتكلَّمانِ، فكرهتُ أن أتكلَّمَ، فلَّما لم يقولوا شيئاً قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: هي النَّخْلَةُ، فلما قمنا قلتُ لعمرَ: يا أبتاه، واللهِ لقد كان وقع في نفسي أنها النخلةُ، فقال: ما منعكَ أن تتكلمَ؟ فقال: لم أركم تَكلَّمُون، فكرهتُ أن أتكلَّمَ، أو أقولَ شيئاً، فقال عمرُ: لأن تكونَ قُلْتَها أحبُّ إِليَّ من كذا، وكذا» .
وفي رواية قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «إِنَّ مِنَ الشجر شجرة لا يَسْقُط ورقُها، وإِنها مَثَلُ المسلم، فحدِّثوني ما هي؟ فوقع الناسُ في شجَرِ البوادي. قال عبد الله: فوقع في نفسي أنها النخلةُ، فاستحييتُ، ثم قالوا: حَدِّثنا ما هي يا رسولَ الله؟ قال: هي النخلةُ» .
وفي أخرى قال: «بينا نحن عندَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- جلوس، إِذ أُتِيَ بجُمَّارِ نخلة، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- إِنَّ من الشجرِ شجرة لها بَرَكَة كبَرَكة المسلم، فظننتُ أنه يعني النخلةَ، فأردتُ أن أقول: هي النخلة، التفتُّ فإذا أنا عَاشِرُ عَشَرَة، أنا أحْدَثُهم، فسكتُّ، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: هي النخلةُ» .
وفي أخرى قال مجاهد: «صحبتُ ابنَ عُمَرَ إِلى المدينةِ، فما سمعتُهُ [ص:576] يُحدِّثُ عن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- إِلا حديثاً واحداً، قال: كنا عند النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، فأُتِيَ بجُمَّار ... وذكر نحوه» . أخرجه البخاري ومسلم.
وللبخاري قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَثَلُ المؤمن كمثل شجرة خضراءَ، لا يسقطُ ورقُها، ولا يَتَحاتُّ، فقال القوم: هي شجرةُ كذا، فأردتُ أن أقولَ: النخلةُ، وأنا غلام شاب، فاستحييتُ، فقال: هي النخلةُ» .
زاد في رواية: «فحدَّثْتُ به عُمَرَ، فقال: لو كنتَ قلتَها لكان أحبَّ إِليَّ من كذا وكذا» . وأخرج الترمذي الرواية الثانية (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يَتَحَاتُّ) تَحَاتَّ ورق الشجر يتحاتُّ: إذا تساقط وتناثر.
(كل حين) الحِين: الوقت من الزمان، وأراد به هاهنا: السَّنَة.
(البوادي) جمع بادية، وهي البَرِّيَّة، وما ليس بحاضر.
__________
(1) رواه البخاري 1 / 136 في العلم، باب طرح الإمام المسألة على أصحابه ليختبر ما عندهم، وباب قول المحدث: حدثنا وأخبرنا وأنبأنا، وباب الفهم في العلم، وباب الحياء في العلم، وفي البيوع، باب بيع الجمار وأكله، وفي تفسير سورة إبراهيم، وفي الأطعمة، باب أكل الجمار، وباب بركة النخل، وفي الأدب، باب ما لا يستحيى من الحق في التفقه في الدين، وباب إكرام الكبير، ومسلم رقم (2811) في المنافقين، باب مثل المؤمن مثل النخلة، والترمذي رقم (2871) في الأدب، باب ما جاء في مثل المؤمن القارئ للقرآن وغير القارئ.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
عن مجاهد، قال: صحبت ابن عمر إلى المدينة، فلم أسمعه يحدث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلا حديثا واحدا. قال: «كنا عند النبي -صلى الله عليه وسلم-، فأتي بجمار فقال: إن من الشجر شجرة مثلها كمثل المسلم. فأردت أن أقول: هي النخلة. فإذا أنا أصغر القوم. فسكت. فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: هي النخلة» .
أخرجه الحميدي (676) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا ابن أبي نجيح. وأحمد (2/12) (4599) قال: حدثنا سفيان، عن ابن أبي نجيح. وفي (2/41) (5000) قال: حدثنا أبو معاوية، قال: حدثنا الأعمش. وفي (2/91) (5647) قال: حدثنا حجاج، قال: حدثنا شريك، عن سلمة بن كهيل. وفي (2/115) (5955) قال: حدثنا أسود، قال: حدثنا شريك، قال: سمعت سلمة بن كهيل. والدارمي (288) قال: أخبرنا بشر بن الحكم، قال: حدثنا سفيان، عن ابن أبي نجيح. والبخاري (1/28) قال: حدثنا علي، قال: حدثنا سفيان، قال: قال لي ابن أبي نجيح. وفي (3/103) قال: حدثنا أبو الوليد هشام بن عبد الملك، قال: حدثنا أبو عوانة، عن أبي بشر. وفي (7/103) قال: حدثنا عمر بن حفص بن غياث، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا الأعمش. وفي (7/104) قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا محمد بن طلحة، عن زبيد. ومسلم (8/137) قال: حدثني محمد بن عبيد الغبري، قال: حدثنا حماد بن زيد، قال: حدثنا أيوب، عن أبي الخليل الضعبي. (ح) وحدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة وابن أبي عمر. قالا: حدثنا سفيان بن عيينة، عن ابن أبي نجيح. (ح) وحدثنا ابن نمير، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا سيف.
سبعتهم - ابن أبي نجيح، والأعمش، وسلمة بن كهيل، وأبو بشر، وزبيد، وأبو الخليل، وسيف بن سليمان - عن مجاهد، فذكره.
والروايات متقاربة، وبعضهم يزيد على بعض.
وبلفظ: «إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها، وإنها مثل المسلم، فحدثوني ما هي؟ فوقع الناس في شجر البوادي. قال عبد الله: ووقع في نفسي أنها النخلة. فاستحييت. ثم قالوا: حدثنا ما هي يا رسول الله؟ قال: فقال: هي النخلة. قال: فذكرت ذلك لعمر. قال: لأن تكون قلت هي النخلة أحب إلي من كذا وكذا.» .
أخرجه الحميدي (677) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (2/61) (5274) قال: حدثنا عبد الملك بن عمرو، قال: حدثنا مالك. وفي (2/123) (6052) قال: حدثنا هاشم وحجين، قالا: حدثنا عبد العزيز. وفي (2/157) (6468) قال: حدثنا عمر بن سعد، وهو أبو داود الحفري، قال: حدثنا سفيان. وعبد بن حميد (792) قال: حدثنا عمر بن سعد، عن سفيان. والبخاري (1/23) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا إسماعيل بن جعفر. وفي (1/24) قال: حدثنا خالد بن مخلد، قال: حدثنا سليمان. وفي (1/44) قال: حدثنا إسماعيل، قال: حدثني مالك. ومسلم (8/137) قال: حدثنا يحيى بن أيوب وقتيبة بن سعيد وعلي بن حجر السعدي، قالوا: حدثنا إسماعيل، يعنون ابن جعفر. والترمذي (2867) قال: حدثنا إسحاق بن موسى الأنصاري، قال: حدثنا معن، قال: حدثنا مالك. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (5/7126) عن علي بن حجر، عن إسماعيل بن جعفر.
ستتهم - سفيان بن عيينة، ومالك، وعبد العزيز بن أبي سلمة، وسفيان الثوري، وإسماعيل بن جعفر، وسليمان بن بلال - عن عبد الله بن دينار، فذكره.
وبلفظ: «مثل المؤمن كمثل شجرة خضراء، لا يسقط ورقها ولا يتحات، فقال القوم: هي شجرة كذا، هي شجرة كذا، فأردت أن أقول هي النخلة، وأنا غلام شاب، فاستحييت، فقال: هي النخلة» .
أخرجه أحمد (2/31) (4859) قال: حدثنا يزيد بن هارون. والبخاري (8/36) قال: حدثنا آدم. كلاهما - يزيد، وآدم - عن شعبة، قال: حدثنا محارب بن دثار، فذكره.
وبلفظ: «أخبروني بشجرة مثلها مثل المسلم، تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها، ولا تحت ورقها، فوقع في نفسي النخلة، فكرهت أن أتكلم وثم أبو بكر وعمر، فلما لم يتكلما. قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: هي النخلة، فلما خرجت مع أبي قلت: يا أبتاه، وقع في نفسي أنها النخلة، قال: ما منعك أن تقولها، لو كنت قلتها كان أحب إلي من كذا وكذا، قال: ما منعني إلا أني لم أرك ولا أبا بكر تكلمتما، فكرهت» .
أخرجه البخاري (6/99) قال: حدثني عبيد بن إسماعيل، عن أبي أسامة. وفي (8/42) وفي الأدب المفرد (360) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. ومسلم (7/138) قال: حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو أسامة.
كلاهما - أبو أسامة، ويحيى - عن عبيد الله بن عمر، قال: حدثني نافع، فذكره.
وعن حفص بن عاصم، عن ابن عمر، مثله.
هكذا ذكره البخاري عقب حديث محارب بن دثار، السابق وزاد: فحدثت به عمر، فقال: «لو كنت قلتها لكان أحب إلي من كذا وكذا» .
أخرجه البخاري (8/36) قال: حدثنا آدم، عن شعبة، قال: حدثنا خبيب بن عبد الرحمن، عن حفص ابن عاصم، فذكره.(6/574)
الفصل الثامن: في الاستئذان، وفيه سبعة فروع
الفرع الأول: كيفية الاستئذان
4817 - (د) ربعي بن حراش: قال: «جاء رجل من بني عامر، فاستأذنَ على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- وهو في بيت، فقال: أألِجُ؟ فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- لخادمه: اخرج إِلى هذا، فعَلِّمْه الاستئذانَ، فقل له: قل: السَّلامُ عليكم، أأدخُل؟ فسمع الرجلُ ذلك من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: السلامُ عليكم، أأدْخُل؟ فأذِنَ لَهُ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، فَدَخَلَ» . وفي رواية قال: «حُدِّثتُ أن رجلاً جاء ... وذكر الحديث» .
وفي أخرى عن رجل من بني عامر «أنه جاء ... وذكر الحديث» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (5177) و (5178) و (5179) في الأدب، باب كيف الاستئذان وهو حديث صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (5/368) قال: حدثنا محمد بن جعفر (5177) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا أبو الأحوص. وفي (5179) قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ. قال: حدثنا أبي. قال: حدثنا شعبة. والنسائي في عمل اليوم والليلة (316) قال: أخبرنا محمد بن المثنى. قال: حدثنا محمد. قال: حدثنا شعبة.
كلاهما - شعبة، وأبو الأحوص - عن منصور، عن ربعي بن حراش، فذكره.
* وأخرجه أبو داود (5178) قال: حدثنا هناد بن السري، عن أبي الأحوص، عن منصور، عن ربعي ابن حراش. قال: حدثت أن رجلا من بني عامر استأذن على النبي -صلى الله عليه وسلم-، بمعناه.
قال أبو داود: وكذلك حدثنا مسدد، قال: حدثنا أبو عوانة، عن منصور، عن ربعي. ولم يقل: عن رجل من بني عامر.
* رواية أبي داود والنسائي مختصرة على: قصة الاستئذان.(6/577)
4818 - (د) قيس بن سعد بن عبادة - رضي الله عنهما -: قال: «زارنا [ص:578] رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في منزلنا، فقال: السلامُ عليكم ورحمةُ الله، فَرَدَّ أبي ردّاً خَفِيّاً، فقلتُ: أَلا تأذَنُ لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-؟ فقال: دَعْهُ حتى يُكْثِرَ علينا من السلام، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: السلامُ عليكم ورحمةُ الله، فردَّ سعد ردّاً خفيّاً، ثم قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: السلامُ عليكم ورحمةُ الله، ثم رَجَعَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- واتَّبَعهُ سعد، فقال: يا رسولَ الله، إِني كنتُ أسمع تسليمكَ، وأردهُ عليك ردّاً خفيّاً، لتُكْثِرَ علينا من السلام، قال: فانصرف معه النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-، وَأَمر له سعد بغسْل فاغتسل، ثم ناوَلَهُ مِلْحَفة مصبوغة بزَعفران - أو وَرْس - فاشتمل بها، ثم رفع رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يديه، وهو يقول: اللَّهمَّ اجعل صلواتِكَ ورحمَتَكَ على آل سعد بنِ عُبادَةَ، قال: ثم أصابَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- من الطعام، فلما أراد الانصراف، قَرَّبَ له سعد حماراً قد وطَّأْ عليه بقطيفة، فركب رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال سعد: يا قيسُ، اصحَبْ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، [قال قيس] : فصحبتُه، فقال لي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: اركب معي، فأَبَيْتُ، ثم قال: إِمَّا أن تركبَ، وإِمَّا أن تنصرفَ، قال: فانصرفتُ» . أخرجه أبو داود (1) . [ص:579]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(وَرْس) الوَرْس نبت أصفر تُصبغ به الثياب.
(القَطِيفة) : الدِّثَار ذو الخَمْل.
__________
(1) رقم (5185) في الأدب، باب كم مرة يسلم الرجل في الاستئذان، من حديث محمد بن عبد الرحمن ابن سعد بن زرارة عن قيس بن سعد، وإسناده منقطع، قال الحافظ في " التهذيب " في ترجمة قيس ابن سعد: روى عنه محمد بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة، والصحيح: أن بينهما رجل، وقال أبو داود: رواه عمر بن عبد الواحد وابن سماعة عن الأوزاعي مرسلاً، ولم يذكرا قيس بن سعد، قال المنذري في " مختصر سنن أبي داود ": وأخرجه النسائي مسنداً ومرسلاً.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/421) وأبو داود (5185) قال: حدثنا هشام أبو مروان ومحمد بن المثنى. والنسائي في عمل اليوم والليلة (325) قال: أخبرنا محمد بن المثنى.
ثلاثتهم - أحمد بن حنبل، وهشام بن خالد أبو مروان، وابن المثنى - عن الوليد بن مسلم، قال: حدثنا الأوزاعي، قال: سمعت يحيى بن أبي كثير يقول: حدثني محمد بن عبد الرحمن بن أسعد بن زرارة، فذكره.
* قال أبو داود: رواه عمر بن عبد الواحد وابن سماعة عن الأوزاعي. مرسلا. لم يذكرا قيس بن سعد.
* أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (326) قال: أخبرني شعيب بن شعيب بن إسحاق، قال: حدثنا عبد الوهاب، قال: حدثنا شعيب، قال: حدثنا الأوزاعي. قال: أخبرني يحيى بن أبي كثير، عن محمد بن عبد الرحمن بن أسعد بن زرارة، قال: زار رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سعد بن عبادة، فلما أتى منزله. قال: «السلام عليكم..» وساق الحديث مرسلا ليس فيه عن قيس بن سعد.
* وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (327) قال: أخبرنا محمد بن حاتم. قال: أخبرنا حبان. قال: أخبرنا عبد الله، عن الأوزاعي، قال: حدثني يحيي بن أبي كثير، عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أتى سعد بن عبادة زائرا. فقال: «السلام عليكم» . فرد سعد السلام خافضا بها صوته وساق الحديث.(6/577)
4819 - (خ م د ت ط) أبو سعيد الخدري، وأُبي بن كعب، وأبو موسى الأشعري - رضي الله عنهم -: قال أبو سعيد: «كنتُ في مجلس من مجالس الأنصار، إِذ جاء أبو موسى كأنه مَذْعور، فقال: استأذنتُ على عمرَ ثلاثاً فلم يُؤذَنْ [لي] ، فرجعتُ، قال: ما منعكَ؟ قلتُ: استأذنتُ ثلاثاً، فلم يُؤذَنْ [لي] ، فرجعتُ، وقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: إِذا استأذَنَ أحدكم ثلاثاً، فلم يُؤذَنْ له فلْيَرْجِعْ، فقال: والله لَتُقِيمنَّ عليه بَيِّنة، أمنكم أحد سمعه من النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-؟ قال أُبَيُّ بنُ كعب: فوالله لا يقوم معك إِلا أصغر القوم، فكنتُ أصغرَ القوم، فقمتُ معه، فأخبرتُ عمرَ: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال ذلك» .
قال الحميديُّ: ألفاظ الرواة في الحكاية عن عمر وأبي موسى مختلفة، والمعاني متقاربةُ، ولفظ المتن فيها واحد، كما قدَّمنا، إلا أن في رواية منها «أنَّ أبا موسى قال: أنْشُدكم بالله: هل سمعَ أحد منكم رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: الاستئذانُ ثلاث، فإن أُذِنَ لك، وإلا فارجعْ؟ قال أبو سعيد: فقمتُ حتى أتيتُ عُمَرَ، فقلتُ: قد سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول هذا» . [ص:580]
وفي أُخرى «أن أبا موسى استأذنَ على عمر ثلاثاً، فكأنه وجده مشغولاً، فرجع، فقال عمرُ: ألم أسمعْ صوتَ عبدِ الله بنِ قيس؟ ائْذَنُوا له، فَدُعِي، فقال [له] ، ما حملكَ على ما صنعتَ؟ قال: إنا كنا نُؤمَرُ بهذا، قال: لَتُقيمَنَّ على هذا بيَّنةَ، أو لأفْعَلَنَّ، فخرج، فانطلق إلى مجلس من الأنصار، فقالوا: لا يشهدُ على هذا إلا أصغَرُنا، فقام أبو سعيد، فقال: كنا نؤمَر بهذا، فقال عمرُ: خَفِي عليَّ هذا من أمرِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، ألْهَاني عنه الصَّفْقُ بالأسواق» . أخرجه البخاري ومسلم.
وفي رواية لمسلم «أن أبا موسى أتى بابَ عمرَ، فاستأذنَ، فقال عمرُ: واحدة، ثم استأذنَ الثانيةَ، فقال عمرُ، ثِنْتانِ، ثم استأذنَ الثالثةَ، فقال عمرُ: ثلاث، ثم انصرفَ، فأتْبعَهُ، فرَدَّه، فقال: إنْ كان هذا شيئاً حفظتَه من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-: فها (1) ، وإلا لأجعَلَنَّكَ عِظَةَ، قال أبو سعيد، فأتانا فقال: ألم تعلموا أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: الاستئذانُ ثلاث؟ قال: فجعلوا يضحكون، قال: فقلتُ: أتاكم أخوكم المسلم قد أُفْزِعَ، تضحكون؟! قال: انْطَلِقْ، فأنا شريكك في هذه العقوبة، فأتاه، فقال: هذا أبو سعيد» . [ص:581]
وأخرجه أبو داود مثل الرواية الأولى. وأخرج الترمذي رواية مسلم.
وأخرج أبو داود أيضاً «أنَّ أبا موسى استأذنََ على عمرَ - بهذه القصة - قال فيه: فانطلق [إليه] بأبي سعيد، فشهدَ له، فقال: أخفي عليَّ هذا من أمرِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-؟ ألهاني الصَّفْقُ بالأسواق، ولكنْ سَلِّمْ ما شئتَ ولا تستأذِنْ» .
وفي رواية لمسلم قال أبو بُرْدةَ: «جاء أبو موسى إلى عمرَ، فقال: السلامُ عليكم، هذا عبدُ الله بنُ قيس، فلم يأذنْ له، فقال: السلام عليكم، هذا أبو موسى، السلامُ عليكم، هذا الأشعريُّ، ثم انصرفَ، فقال: رُدُّوا عليَّ، ردُّوا عليَّ، فجاء فقال: يا أبا موسى، ما ردَّك؟ كنا في شُغْل، قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: الاستئذانُ ثلاث، فإن أُذِنَ لك، وإلا فارجعْ، قال: لَتأْتِيَنَّي على هذا ببينَّة، وإلا فعلتُ وفعلتُ، فذهبَ أبو موسى، قال عمرُ، إن يجد بينَّة تجدوه عند المنبر عَشِيَّة، وإن لم يجدْ بيَّنةَ فلن تجدوه، فلما أن جاء بالعشيِّ وجدوه، فقال: يا أبا موسى، ما تقولُ، أقد وجدت؟ قال: نعم، أُبَيَّ بن كعب، قال: عَدْل، قال: يا أبا الطفيل - وفي رواية: يا أبا المنذر- ما يقول هذا؟ قال سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم [ص:582] يقول ذلك، يا ابنَ الخطَّاب، فلا تكونَنَّ عَذاباً على أصحاب رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: سبحانَ الله: إنما سمعتُ شيئاً فأحببتُ أن أَتَثَبَّتُ» .
وفي رواية الموطأ عن أبي موسى قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «الاستئذانُ ثلاث، فإن أُذِنَ لك فادخلْ، وإلا فارجعْ» .
وأخرج أبو داود نحو رواية مسلم هذه، ورواية مسلم أتَمُّ وأكمل.
وله في أخرى عن أبي موسى بهذه القصة، قال: «فقال عمرُ لأبي موسى: إني لم أتَّهِمْكَ، ولكنِ الحديثُ عن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- شديدُ» .
وفي رواية للموطأ «أن أبا موسى جاءَ يستأْذنُ على عمر بن الخطاب، فاستأذنَ ثلاثاً، ثم رجع، فأرسل عمرُ بنُ الخطاب في أثره، فقال: ماَلكَ لم تدخل؟ فقال أبو موسى: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: الاستئذانُ ثلاث، فإن أُذِنَ لك فادخلْ، وإلا فارجعْ، فقال عمرُ: مَنْ يعلم هذا؟ لئن لم تأتني بمن يعلمُ ذلك لأفعلنَّ بك كذا وكذا، فخرج أبو موسى حتى جاء مجلساً في المسجد، يقال له: مجلسُ الأنصار، فقال: إني أَخبرتُ عمر بن الخطاب أني سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: الاستئذان ثلاث، فإن أُذِنَ لك فادخل وإلا فارجعْ، فقال عمرُ: لئن [لم] تأْتني بمن يعلم هذا لأفعلنَّ بك كذا وكذا، فإن كان سمع ذلك أحد منكم فلْيقُم معي، فقالوا لأبي سعيد الخدري: قُمْ معه [ص:583] وكان أبو سعيد أصغرَهم - فقام معه، فأَخبرَ بذلك عمرَ بنَ الخطاب، فقال عمر لأبي موسى: أمَا إني لم أتَّهِمْكَ، ولكني خشيتُ أن يتقَوَّل الناسُ على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-» .
وفي رواية أخرى لأبي داود «قال فيَّ هذا، فقال عمر لأبي موسى: أما إني لم اتَّهِمْكَ، ولكني خشيت أن يتقَوَّل الناسُ على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-» . هكذا أخرجه أبو داود بإسناد الموطأ بهذه الرواية (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ألهاني) اللهو: الشُّغل، وألهاني: شَغَلني.
(الصَّفْق) البيع، وأصله: صَفْق اليد باليد عند عقد البيع.
(بَيِّنَة) البينة: الحجة والشاهد.
__________
(1) أي: فهاتِ البينة.
(2) رواه البخاري 11 / 23 في الاستئذان، باب التسليم والاستئذان ثلاثاً، وفي البيوع، باب الخروج في التجارة، وفي الاعتصام، باب الحجة على من قال: إن أحكام النبي صلى الله عليه وسلم كانت ظاهرة، ومسلم رقم (2153) في الآداب، باب الاستئذان، والموطأ 2 / 963 و 964 في الاستئذان، باب الاستئذان، وأبو داود رقم (5180) و (5181) و (5182) و (5183) و (5184) في الأدب، باب كم مرة يسلم الرجل في الاستئذان، والترمذي رقم (2691) في الاستئذان والآداب، باب ما جاء في الاستئذان ثلاثاً.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1- أخرجه الحميدي (734) وأحمد (3/6) والبخاري (8/67) قال: حدثنا علي بن عبد الله. ومسلم (6/177) قال: حدثني عمرو بن محمد بن بكير الناقد. وفي (6/178) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. وابن أبي عمر. وأبو داود (5180) قال: حدثنا أحمد بن عبدة.
سبعتهم - الحميدي، وأحمد بن حنبل، وعلي، وعمرو، وقتيبة، وابن أبي عمر، وأحمد بن عبدة - عن سفيان بن عيينة، قال: حدثنا يزيد بن خصيفة.
2- وأخرجه مسلم (6/178) قال: حدثني أبو الطاهر، قال: أخبرني عبد الله بن وهب، قال: حدثني عمرو بن الحارث، عن بكير بن الأشج.
كلاهما - يزيد، وبكير - عن بسر بن سعيد، فذكره.
والرواية الثانية: أخرجها أحمد (4/400) قال: حدثنا يحيى، هو ابن سعيد. والبخاري (3/72) وفي الأدب المفرد (1065) قال: حدثنا محمد بن سلام، قال: أخبرنا مخلد بن يزيد. وفي (9/133) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى ومسلم (6/179) قال: حدثني محمد بن حاتم، قال: حدثنا يحيى ابن سعيد القطان. (ح) وحدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا أبو عاصم. (ح) وحدثنا حسين بن حريث، قال: حدثنا النضر، يعني ابن شميل. وأبو داود (5182) قال: حدثنا يحيى بن حبيب، قال: حدثنا روح.
خمستهم - يحيى، ومخلد، وأبو عاصم، والنضر، وروح - عن ابن جريج قال: حدثني عطاء، عن عبيد الله بن عمير، فذكره.
والرواية الثالثة.
1- أخرجها أحمد (3/19 و 4/410، 418) قال: حدثنا يزيد بن هارون. والدارمي (2632) قال: أخبرنا أبو النعمان، قال: حدثنا يزيد بن زريع. وابن ماجة (3706) قال: حدثنا أبو بكر، قال: حدثنا يزيد بن هارون.
كلاهما - ابن هارون، وابن زيرع - عن داود بن أبي هند.
2- وأخرجه أحمد (4/393) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. والترمذي (2690) قال: حدثنا سفيان بن وكيع، قال: حدثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى.
كلاهما - معمر، وعبد الأعلى - عن سعيد الجريري.
3- وأخرجه أحمد (4/403) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. ومسلم (6/178) قال: حدثنا نصر بن علي الجهضمي، قال: حدثنا بشر، يعني ابن المفضل. وفي (6/179) قال: حدثنا محمد بن المثنى، وابن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة.
كلاهما - شعبة، وبشر - عن سعيد بن يزيد أبي مسلمة.
4- وأخرجه مسلم (6/179) قال: حدثنا أحمد بن الحسن بن خراش، قال: حدثنا شبابة، قال: حدثنا شعبة، عن الجريري، وسعيد بن يزيد.
ثلاثتهم - داود، والجريري، وأبو مسلمة - عن أبي نضرة، فذكره.
والرواية الرابعة:
1- أخرجها أحمد (4/398) قال: حدثنا أبو نعيم. ومسلم (6/179 و 180) قال: حدثنا حسين بن حريث أبو عمار، قال: حدثنا الفضل بن موسى (ح) وحدثناه عبد الله بن عمر بن محمد بن أبان، قال: حدثنا علي بن هاشم. وأبو داود (5181) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا عبد الله بن داود.
أربعتهم - أبو نعيم، والفضل، وعلي بن هاشم، وعبد الله بن داود - عن طلحة بن يحيى.
2- وأخرجه أبو داود (5183) قال: حدثنا زيد بن أخزم، قال: حدثنا عبد القاهر بن شعيب، قال: حدثنا هشام، عن حميد بن هلال.
كلاهما - طلحة بن يحيى، وحميد - عن أبي بردة، فذكره.
ورواية الموطأ أخرجها مالك فيه (1864) عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عن غير واحد من علمائهم، فذكره.(6/579)
4820 - (ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: حدَّثني [ص:584] عمرُ بنُ الخطاب - رضي الله عنه- قال: «استأْذنتُ على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ثلاثاً، فأُذِنَ لي» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2692) في الاستئذان، باب ما جاء أن الاستئذان ثلاث، وقد حسنه الترمذي، وهو كما قال.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (2691) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا عمر بن يونس، قال: حدثنا عكرمة بن عمار، قال: حدثني أبو زميل، قال: حدثني ابن عباس، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب.(6/583)
4821 - (د) عوف بن مالك - رضي الله عنه -: قال: أَتيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- في غزوت تبوكَ وهو في قُبَّة من أَدَم، فسلمتُ عليه، فردَّ عليَّ، وقال: «ادخل» قلتُ: أَكُلِّي يا رسول الله، قال: «كُلُّك» فدخلتُ، قال عثمان بن أبي العاتكة: إنما قال: «كُلِّي، من صغر القُبَّةِ» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (5000) و (5001) في الأدب، باب ما جاء في المزاح، وهو حديث صحيح، وقد رواه البخاري بطوله بدون قصة الدخول، 6 / 198 في الجهاد، باب ما يحذر من الغدر، وكذلك رواه ابن ماجة رقم (4042) في الفتن، باب أشراط الساعة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: قلت هو جزء من حديث طويل بلفظ: «أتيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وهو في غزوة تبوك، وهو في خباء من أدم، فجلست بفناء الخباء. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ادخل يا عوف فقلت: بكلي يا رسول الله؟ قال: بكلك. ثم قال: يا عوف، احفظ خلالا ستّا بين يدي الساعة: إحداهن موتي. قال: فوجمت عندها وجمة شديدة. فقال: قل: إحدى. ثم فتح بيت المقدس، ثم داء يظهر فيكم يستشهد الله به ذراريكم وأنفسكم، ويزكي به أعمالكم، ثم تكون الأموال فيكم، حتى يعطى الرجل مائة دينار، فيظل ساخطا، وفتنة تكون بينكم، لا يبقى بيت مسلم إلا دخلته، ثم تكون بينكم وبين بني الأصفر هدنة، فيغدرون بكم، فيسيرون إليكم في ثمانين غاية، تحت كل غاية اثنا عشر ألفا.» .
أخرجه البخاري (4/123) قال: حدثنا الحميدي. وأبو داود (5000) قال: حدثنا مؤمل بن الفضل. وابن ماجة (4042، 4095) قال: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم.
ثلاثتهم - عبد الله بن الزبير الحميدي، ومؤمل، وعبد الرحمن بن إبراهيم دحيم - عن الوليد بن مسلم، قال: حدثنا عبد الله بن العلاء بن زبر، قال: سمعت بسر بن عبيد الله، أنه سمع أبا إدريس، فذكره.
(*) قال أبو داود (5001) :حدثنا صفوان بن صالح، قال: حدثنا الوليد، قال: حدثنا عثمان بن أبي العاتكة. قال: إنما قال: «أدخل كلي» من صغر القبة.
وبلفظ: «استأذنت على النبي -صلى الله عليه وسلم-. فقلت: أدخل كلي أو بعضي. قال: ادخل كلك. فدخلت عليه، وهو يتوضأ وضوءا مكيثا. فقال لي: يا عوف بن مالك. اعدد ستا قبل الساعة: موت نبيكم. خذ إحدى. ثم فتح بيت المقدس، ثم موت يأخذكم، تقعصون فيه كما تقعص الغنم، ثم تظهر الفتن، ويكثر المال، حتى يعطى الرجل الواحد مائة دينار فيسخطها، ثم يأتيكم بنو الأصفر تحت ثمانين غاية، تحت كل غاية اثنا عشر ألفا» .
أخرجه أحمد (6/22) قال: حدثنا يزيد بن هارون. قال: أخبرنا سفيان بن حسين، عن هشام بن يوسف، فذكره.
وبلفظ: «أتيت النبي -صلى الله عليه وسلم-، فسلمت عليه. فقال: عوف؟ فقلت: نعم. فقال: ادخل. قال: قلت: كلي أو بعضي؟ قال: بل كلك. قال: اعدد يا عوف ستّا بين يدي الساعة: أولهن موتي. قال: فاستبكيت حتى جعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يسكتني. قال: قلت: إحدى. والثانية:فتح بيت المقدس. قلت: اثنين. والثالثة: موتان يكون في أمتي يأخذهم مثل قعاص الغنم. قال: ثلاثا. والرابعة فتنة تكون في أمتي. وعظمها. قل: أربعا. والخامسة: يفيض المال فيكم حتى إن الرجل ليعطى المائة دينار فيتسخطها. قل: خمسا. والسادسة:هدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر، فيسيرون إليكم على ثمانين غاية. قلت: وما الغاية؟ قال: الراية، تحت كل راية اثنا عشر ألفا، فسطاط المسلمين يومئذ في أرض يقال لها الغوطة، في مدينة يقال لها: دمشق» .
أخرجه أحمد (6/25) قال: حدثنا أبو المغيرة، قال: حدثنا صفوان، قال: حدثنا عبد الرحمن بن جبير ابن نفير، عن أبيه، فذكره. وبلفظ: «أتيت النبي -صلى الله عليه وسلم-، وهو في خدر له. فقلت: أدخل؟ فقال: ادخل. قلت: أكلي؟ قال: كلك. فلما جلست قال: أمسك ستّا تكون قبل الساعة: أولهن وفاة نبيكم. قال: فبكيت قال هشيم: ولا أدري بأيها بدأ، ثم فتح بيت المقدس، وفتنة تدخل بيت كل شعر ومدر، وأن يفيض المال فيكم، حتى يعطى الرجل مائة دينار فيتسخطها، وموتان يكون في الناس كقعاص الغنم. قال: وهدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر، فيغدرون بكم، فيسيرون إليكم في ثمانين غاية وقال غير يعلى: في ستين غاية تحت كل غاية اثنا عشر ألفا» .
أخرجه أحمد (6/27) قال: حدثنا هشيم، قال: أخبرنا يعلى بن عطاء، عن محمد بن أبي محمد، فذكره.
وبلفظ: «أتيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بتبوك، من آخر السحور، وهو في فسطاط، أو قال: قبة، من أدم. قال: فسألت، ثم استأذنت. فقلت: أدخل؟ فقال: ادخل. قلت: كلي؟ قال: كلك. قال: فدخلت، وإذا هو يتوضأ وضوءا مكيثا» .
أخرجه أحمد (6/24) قال:حدثنا زكريا بن عدي، قال: أخبرنا عبيد الله بن عمرو الرقي. عن إسحاق ابن راشد، عن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب، فذكره.(6/584)
الفرع الثاني: في موقف المستأذن
4822 - (د) عبد الله بن بسر - رضي الله عنهما- قال: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إذا أتى باب قوم لم يستقبل الباب من تِلقاء وجهه، ولكن مِنْ رُكْنِه الأيمن أو الأيسر، ويقول: السلام عليكم، السلام عليكم، ذلك أن الدُّورَ لم يكن عليها يومئذ ستور» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (5186) في الأدب، باب كم مرة يسلم الرجل في الاستئذان، من حديث بقية بن الوليد عن محمد بن عبد الرحمن عن عبد الله بن بسر، وإسناده حسن، وبقية بن الوليد صدوق كثير التدليس عن الضعفاء، ولكن قد صرح هنا بالتحديث.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1- أخرجه أحمد (4/189) قال: حدثنا الحكم بن موسى قال عبد الله: وسمعته أنا من الحكم، قال: حدثنا إسماعيل يعني ابن عياش.
2- وأخرجه أحمد (4/189) قال: حدثنا الحكم بن موسى قال عبد الله بن أحمد: وسمعته أنا من الحكم، والبخاري في الأدب المفرد (1078) قال: حدثنا محمد بن عبد العزيز، وأبو داود (5186) قال: حدثنا مؤمل بن الفضل الحراني في آخرين:
جميعهم - الحكم، ومحمد بن عبد العزيز، ومؤمل - عن بقية بن الوليد.
كلاهما - إسماعيل، وبقية - عن محمد بن عبد الرحمن، فذكره.(6/584)
4823 - (د) هزيل بن شرحبيل - رضي الله عنه- قال: «جاء رجل - وفي رواية: سعد - فوقف على باب رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يستأُذن، فقام على الباب - وفي رواية: مستقبلَ الباب - فقال له النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: هكذا عنك - أو هكذا - فإنما الاستئذان من النظر» .
وفي رواية عن رجل عن سعد نحوه. أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (5174) و (5175) في الأدب، باب في الاستئذان، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (5175) قال: حدثنا هارون بن عبد الله، قال: حدثنا أبو داود الحفري، عن سفيان، عن الأعمش، عن طلحة بن مصرف، عن رجل، فذكره.
* لم يذكر أبو داود متن هذا الحديث من رواية هذا الرجل عن سعد، لكنه ساقه بعد رواية مرسلة. قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا جرير (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شية، قال: حدثنا حفص، عن الأعمش، عن طلحة، عن هزيل، قال: جاء رجل - وقال عثمان: جاء سعد- فوقف على باب النبي الحديث مرسل. ثم قال أبو داود: حدثنا هارون بن عبد الله، قال: حدثنا أبو داود الحفري، عن سفيان، عن الأعمش، عن طلحة بن مصرف، عن رجل، عن سعد، نحوه، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-.(6/585)
4824 - (د) أبو هريرة -رضي اللَّه عنه- أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا دخل البصَرُ فلا إذْنَ» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (5173) في الأدب، باب في الاستئذان، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/366) قال: حدثنا الخزاعي. قال: حدثنا سليمان بن بلال. والبخاري في الأدب المفرد (1082) قال: حدثنا إبراهيم بن المنذر. قال: حدثنا سفيان بن حمزة. وفي (1089) قال: حدثنا أيوب بن سليمان. قال: حدثني أبو بكر بن أبي أويس، عن سليمان. وأبو داود (5173) قال: حدثنا الربيع بن سليمان المؤذن. قال: حدثنا ابن وهب، عن سليمان، يعني ابن بلال.
كلاهما - سليمان بن بلال، وسفيان بن حمزة - عن كثير بن زيد، عن الوليد بن رباح، فذكره.(6/585)
الفرع الثالث: في إذن المستدعى
4825 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه- قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إذا دُعِيَ أحدُكم فجاء مع الرسول، فإن ذلك له إذْن» .
وفي أخرى: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «رسولُ الرجل إلى الرجل إذْنُه» . أخرجه أبو داود (1) . [ص:586]
وفي رواية عن أبي رافع - وقد سئل: هل على الرجل إذا دُعي أن يَستأذِن؟ - فقال أبو رافع عن أبي هريرة «هو إذنُه» هذه الرواية ذكرها رزين (2) .
__________
(1) رقم (5189) و (5190) في الأدب، باب في الرجل يدعى أيكون ذلك إذنه، وهو حديث حسن.
(2) هذه الرواية هي عند أبي داود رقم (5190) في الأدب، وقد ذكرها البخاري تعليقاً 11 / 27 في الاستئذان، باب إذا دعي الرجل فجاء هل يستأذن، قال الحافظ في " الفتح ": أخرجه البخاري في " الأدب المفرد "، وأبو داود من طريق عبد الأعلى عن سعيد بن أبي عروبة، والبيهقي من طريق عبد الوهاب بن عطاء عن ابن أبي عروبة، قال أبو داود: لم يسمع قتادة من أبي رافع، كذا في رواية اللؤلؤي عن أبي داود، وقد ثبت سماعه منه عند البخاري في كتاب " التوحيد " من رواية سليمان التيمي عن قتادة أن أبا رافع حدثه، وللحديث مع ذلك متابع أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " من طريق محمد بن سيرين عن أبي هريرة بلفظ: رسول الرجل إلى الرجل إذنه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/533) قال: حدثنا عبد الوهاب الخفاف. والبخاري في الأدب المفرد (1075) قال: حدثنا عياش بن الوليد. قال: حدثنا عبد الأعلى. وأبو داود (5190) قال: حدثنا حسين بن معاذ. قال: حدثنا عبد الأعلى.
كلاهما - عبد الوهاب، وعبد الأعلى - عن سعيد، عن قتادة، عن أبي رافع، فذكره.
* قال أبو علي اللؤلؤي: سمعت أبا داود يقول: قتادة لم يسمع من أبي رافع.(6/585)
الفرع الرابع: في الاستئذان على الأهل
4826 - (ط) عطاء بن يسار أن رجلاً سأل رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: «أستأذِنُ على أُمَّي؟ فقال: نعم، فقال: إني معها في البيت؟ فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: استأذن عليها، فقال الرجل: إني خادمها؟ فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: استأذن عليها، أتُحِبُّ أن تراها عُريانةَ؟ قال: لا، قال: فاستأذِنْ عليها» أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 2 / 963 في الاستئذان، باب الاستئذان، وإسناده منقطع، فإن عطاء بن يسار لم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم، وقال ابن عبد البر: مرسل صحيح، ولا أعلمه يستند من وجه صحيح ولا صالح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك الموطأ (1862) عن صفوان بن سليم، عن عطاء بن يسار، فذكره.
وقال الزرقاني في شرح الموطأ (4/463) قال أبو عمر:مرسل صحيح. لا أعلمه يستند من وجه صحيح ولا صالح.(6/586)
الفرع الخامس: في الإذن بغير الكلام
4827 - (س) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه- قال: «كان لي من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ساعةُ آتيه فيها، فإذا أتيتُه أستأذنتُه، فإن وجدتُه يصلي تَنَحْنَح فدخلتُ، وإن وجدته فارغاً أذِنَ لي» .
وفي رواية «كان لي من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- مَدْخَل بالليل، ومدخل بالنهار، فكنتُ إذا دخلتُ بالليل تَنَحْنَح لي» . أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 3 / 12 في السهو، باب التنحنح في الصلاة، وهو حديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (1/77) (570) قال: حدثنا أبو سعيد، قال: حدثنا عبد الواحد بن زياد الثقفي، قال: حدثنا عمارة بن القعقاع. والدارمي (2666) قال: أخبرنا أبو النعمان، قال: حدثنا عبد الواحد بن زياد، قال: حدثنا عمارة بن القعقاع. والنسائي (3/12) وفي الكبرى (1043) قال: أخبرنا محمد بن قدامة، قال: حدثنا جرير، عن المغيرة. وابن خزيمة (904) قال: حدثنا يوسف بن موسى، قال: حدثنا جرير، عن المغيرة (ح) وحدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا معلى بن أسد، قال: حدثنا عبد الواحد، قال: أخبرنا عمارة بن القعقاع.
كلاهما - عمارة، ومغيرة - عن الحارث بن يزيد العكلي، عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير، عن عبد الله ابن نجي، فذكره.
* أخرجه أحمد (1/80) (608) . وابن ماجة (3708) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. والنسائي (3/12) . وفي الكبرى (1045) قال: أخبرني محمد بن عبيد. وابن خزيمة (904) قال: حدثنا الدورقي.
أربعتهم - أحمد بن حنبل، وابن أبي شيبة، ومحمد بن عبيد، والدورقي - قالوا: حدثنا أبو بكر بن عياش، عن مغيرة، عن الحارث العكلي، عن عبد الله بن نجي، فذكره. ليس فيه أبو زرعة.
* وأخرجه أحمد (1/107) (845) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا سفيان. وفي (1/150) (1289) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة.
كلاهما - سفيان. وشعبة - عن جابر الجعفي، عن عبد الله بن نجي، فذكره.
ولفظه: «كنت آتي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كل غداة، فإذا تنحنح دخلت وإذا سكت لم أدخل، قال: فخرج إلي. فقال: حدث البارحة أمر، سمعت خشخشة في الدار، فإذا أنا بجبريل عليه السلام. فقلت: ما منعك من دخول البيت؟ فقال: في البيت كلب. قال: فدخلت، فإذا جرو للحسن تحت كرسي لنا. قال: فقال: إن الملائكة لا يدخلون البيت إذا كان فيه ثلاث: كلب، أو صورة، أو جنب» .
* وأخرجه أحمد (1/85) (647) قال: حدثنا محمد بن عبيد. والنسائي (3/12) . وفي الكبرى (1046) قال: أخبرنا القاسم بن زكريا بن دينار، قال: حدثنا أبو أسامة وابن خزيمة (902) قال: حدثنا محمد بن يحيى ويوسف بن موسى، قالا: حدثنا محمد بن عبيد.
كلاهما - محمد بن عبيد، وأبو أسامة - قالا: حدثنا شرحبيل بن مدرك، قال: حدثني عبد الله بن نجي، عن أبيه، عن علي، فذكره.
* قال ابن خزيمة: قد اختلفوا في هذا الخبر عن عبد الله بن نجي فلست أحفظ أحدا قال: عن أبيه غير شرحبيل بن مدرك هذا.
وله شاهد بلفظ: «كنت إذا استأذنت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، إن كان في صلاة سبح، وإن كان غير ذلك أذن.» . أخرجه أحمد (1/98) (767) قال: حدثنا يحيى بن آدم. وفي (1/112) (899) قال: حدثنا علي بن إسحاق. وعبد الله بن أحمد (1/79) (598) . (1/103) (809) قال: حدثني أبو كريب محمد بن العلاء.
ثلاثتهم - يحيى بن آدم، وعلي بن إسحاق، وأبو كريب - عن عبد الله بن المبارك، عن يحيى بن أيوب، عن عبيد الله بن زحر، عن علي بن يزيد، عن القاسم، عن أبي أمامة، فذكره.(6/587)
4828 - (م) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه- قال: قال لي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إذْنُك عليَّ: أن يرفع الحجابُ، وأن تسمع سِوادي، حتى أنْهاك» أخرجه مسلم (1)
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(سِوَادي) السواد - بكسر السين-: السِّرَار، تقول: ساوَدْته مُساوَدَة: إذا سارَرْتَه، وكأنه أدنى سَواده من سَواده، أي: شخصه من شخصه.
__________
(1) رقم (2169) في السلام، باب جواز جعل الأذن رفع حجاب أو نحوه من العلامات.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (1/404) (3833) قال: حدثنا معاوية بن عمرو، قال: حدثنا زائدة. ومسلم (7/6) قال: حدثنا أبو كامل الجحدري، وقتيبة بن سعيد.
كلاهما عن عبد الواحد بن زياد. (ح) وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن عبد الله بن نمير، وإسحاق بن إبراهيم، قال إسحاق: أخبرنا، وقال الآخران: حدثنا عبد الله بن إدريس. وابن ماجة (139) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا عبد الله بن إدريس. والنسائي في فضائل الصحابة (157) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا عبد الواحد.
ثلاثتهم - زائدة، وعبد الواحد بن زياد، وعبد الله بن إدريس - عن الحسن بن عبيد الله، عن إبراهيم بن سويد، عن عبد الرحمن بن يزيد، فذكره.
* أخرجه أحمد (1/388) (3684) قال: حدثنا وكيع. وفي (1/394) (3732) قال: حدثنا عبد الرحمن. والنسائي في فضائل الصحابة (158) قال: أخبرنا عمرو بن علي، عن عبد الرحمن.
كلاهما - وكيع، وعبد الرحمن بن مهدي - عن سفيان عن الحسن بن عبيد الله، عن إبراهيم بن سويد، عن عبد الله، فذكره. ليس فيه عبد الرحمن بن يزيد.
وله شاهد بلفظ. «إذنك علي أن تكشف الستر» .
أخرجه أحمد (1/404) (3834) قال: حدثنا معاوية بن عمرو، قال: حدثنا زائدة. قال: قال سليمان: سمعتهم يذكرون، عن إبراهيم بن سويد، عن علقمة، فذكره.(6/587)
الفرع السادس: في دق الباب
4829 - (خ م ت د) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما- قال: «أتيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- في أمرِ دَيْنِ كان على أبي، فدَقَقْتُ البابَ، فقال: من ذا؟ فقلت: أنا، فخرج، وهو يقول: أنا، أنا؟ ، كأنه يكرهه» .
أخرجه البخاري ومسلم والترمذي وأبو داود (1) .
__________
(1) رواه البخاري 11 / 30 في الاستئذان، باب إذا قال: من ذا؟ قال: أنا، ومسلم رقم (2155) في الآداب، باب كراهة قول المستأذن: أنا إذا قيل: من هذا؟ وأبو داود رقم (5187) في الأدب، باب الرجل يستأذن بالدق، والترمذي رقم (2712) في الاستئذان، باب ما جاء في التسليم قبل الاستئذان.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (3/298) قال: حدثنا محمد بن جعفر، وحجاج. وفي (3/320) قال: حدثنا يحيى. وفي (3/363) قال: حدثنا عفان. وعبد بن حميد (1084) قال: أخبرنا يزيد بن هارون. والدارمي (2633) قال: أخبرنا سعيد بن الربيع. والبخاري (8/68) وفي الأدب المفرد (1086) قال: حدثنا أبو الوليد، هشام بن عبد الملك. ومسلم (6/180) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا عبد الله بن إدريس. (ح) وحدثنا يحيى بن يحيى، وأبو بكر بن أبي شيبة.
قال يحيى: أخبرنا، وقال أبو بكر: حدثنا وكيع. (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: حدثنا النضر ابن شميل، وأبو عامر العقدي. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثني وهب بن جرير. (ح) وحدثني عبد الرحمن بن بشر، قال: حدثنا بهز. وأبو داود (5187) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا بشر. وابن ماجة (3709) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع. والترمذي (2711) قال: حدثنا سويد بن نصر، قال: أخبرنا ابن المبارك. والنسائي في عمل اليوم والليلة (328) قال: أخبرنا حميد بن مسعدة، عن بشر وهو ابن المفضل.
جميعهم - ابن جعفر، وحجاج، ويحيى، وعفان، ويزيد، وسعيد بن الربيع، وأبو الوليد، وابن إدريس، ووكيع، وابن شميل، والعقدي، ووهب بن جرير، وبهز، وبشر بن المفضل، وابن المبارك - عن شعبة، عن محمد بن المنكدر، فذكره.(6/588)
4830 - (د) نافع بن عبد الحارث -رضي الله عنه- قال: «خرجت مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، حتى دخلت حائطاً، فقال لي: أمْسِكْ البابَ، فضُرِبَ البابُ، فقلت: من هذا؟.. وساق الحديث» .
أخرجه أبو داود هكذا، ولم يذكر الحديث، وقال: في حديث عن أبي موسى الأشعري قال: «فدُق البابُ» (1) .
وحديث أبي موسى يرد في «كتاب الفضائل» من حرف الفاء.
__________
(1) رواه أبو داود رقم (5188) في الأدب، باب الرجل يستأذن بالدق، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/408) قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا محمد بن عمرو. وفي (3/408) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا وهيب، قال: حدثني موسى بن عقبة، وأبو داود (5188) قال: حدثنا يحيى بن أيوب، يعني المقابري، قال: حدثنا إسماعيل، يعني ابن جعفر، قال: حدثنا محمد بن عمرو والنسائي في فضائل الصحابة (30) قال: أخبرنا علي بن حجر، قال: حدثنا إسماعيل، عن محمد بن عمرو.
كلاهما - محمد بن عمرو، وموسى بن عقبة - عن أبي سلمة، فذكره.
* في رواية موسى بن عقبة. قال أبو سلمة: ولا أعلمه إلا عن نافع بن عبد الحارث.
وحديث أبي موسى الأشعري.
أخرجه أحمد (4/407) قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثنا أبي، عن صالح. والبخاري في الأدب المفرد (1195) قال: حدثنا إسماعيل، قال: حدثني عبد الرحمن بن أبي الزناد. والنسائي في فضائل الصحابة (29) قال: أخبرنا عبيد الله بن سعد بن إبراهيم بن سعد، قال: حدثنا عمي. قال: حدثنا أبي، عن صالح.
كلاهما - صالح بن كيسان، وعبد الرحمن بن أبي الزناد - عن أبي الزناد، أن أبا سلمة بن عبد الرحمن بن عوف أخبره، أن عبد الرحمن بن نافع بن عبد الحارث الخزاعي أخبره، فذكره.(6/588)
الفرع السابع: في النظر من خَلل الباب
4831 - (خ م د ت س) أنس بن مالك -رضي الله عنه- «أن رجلاً اطَّلع من بعض حُجَرِ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-، فقام إليه النبي - صلى الله عليه وسلم- بِمَشْقَص - أو بمشاقصَ- فكأني أنظر إليه يَخْتِلُ الرجلَ ليَطْعنَهُ» أخرجه البخاري ومسلم.
وللبخاري «أَن رجلاً اطَّلع في بيت النبي - صلى الله عليه وسلم-، فسدَّد إليه مِشقْصَاً» وأخرج أبو داود الرواية الأولى.
وفي رواية الترمذي «أن النبي - صلى الله عليه وسلم- كان في بيته فاطلَّع عليه رجل، فأهْوَى إليه بمشقص، فتأخَّر» .
وفي رواية النسائي «أن أعرابياً أتى باب النبي - صلى الله عليه وسلم- فألْقَمَ عَينه خَصاصة الباب، فَبَصُرَ به النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-، فتوَخَّاه بحديدة - أو عود- لِيفْقَأ عينه، فلما أن بَصُر [به] انقمع، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم-: أمَا إنك لو ثَبَتَّ لَفَقأتُ عينك» (1) . [ص:590]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(بمشقص) المِشْقَص، وجمعه: مشاقص: سهم له نَصل طويل، وقيل: هو سهم عريض، وقيل: هو من النصال ما طال وعرُض.
(يَخْتِل) خَتَلَه يختِله: إذا خدعه وراوغه.
(فألقم عينه خَصاصة الباب) : أي جعل الشق الذي في الباب مُحَاذِي عينه، فكأنه جعل الخصاص لعينه لُقمة، والخصاصة: واحدة الخِصاص وهي الثُّقْب والشقوق التي تكون في الباب.
(فَتَوَخَّاه) توخَّيت الشيء: إذا قصدته.
(ليفقأ عينه) فقأت عينه: إذا بَخَصْتَها، أو قَلَعتها.
(انقَمَعَ) الانقماع: الأنزواء، قال ابن السِّكِّيت: اقمعت الرجل عني إقماعاً: إذا اطَّلع عليك فرددته، وكأن أصل الانقماع من القَمْع الذي على رأس الثمرة، كأن المردود أو الراجع قد دخل في قُمْعِه، كما تدخل الثمرة في قُمِعها.
(جُحْر) الجُحر: الثُّقْب.
__________
(1) رواه البخاري 12 / 215 في الديات، باب من اطلع في بيت قوم ففقؤوا عينه فلا دية له، وباب من أخذ حقه أو اقتص دون السلطان، وفي الاستئذان، باب الاستئذان من أجل البصر، ومسلم رقم (2157) في الآداب، باب تحريم النظر في بيت غيره، وأبو داود رقم (5171) في الأدب، باب في الاستئذان، والترمذي رقم (2709) في الاستئذان، باب من اطلع في دار قوم بغير إذنهم، والنسائي 7 / 60 في القسامة، باب في العقول.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (3/239) قال: حدثنا حسن وفي (3/242) قال: حدثنا إسحاق بن عيسى. والبخاري (8/66) قال: حدثنا مسدد وفي (9/13) قال: حدثنا أبو النعمان محمد بن الفضل. ومسلم (6/181) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، وأبو كامل فضيل بن حسين، وقتيبة بن سعيد، وأبو داود (5171) قال: حدثنا محمد بن عبيد.
ثمانيتهم - حسن، وإسحاق، ومسدد، وأبو النعمان، ويحيى، وأبو كامل، وقتيبة، ومحمد بن عبيد - عن حماد بن زيد، عن عبيد الله بن أبي بكر، فذكره.
ورواية البخاري.
1- أخرجها أحمد (3/108) قال: حدثنا ابن أبي عدي. وفي (3/125) قال: حدثنا يحيى. وفي (3/178) قال: حدثنا سهل. والبخاري (9/9) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى. وفي الأدب المفرد (1072) قال: حدثنا محمد بن سلام، قال: أخبرنا الفزاري. والترمذي (2708) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الوهاب الثقفي.
خمستهم - ابن أبي عدي، ويحيى، وسهل، والفزاري، وعبد الوهاب - عن حميد، فذكره.
في رواية يحيى بن سعيد، قال: قلت: يعني لحميد من حدثك، أبا عبيدة؟ قال: أنس.
وبلفظ: «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان قائما يصلي في بيته، فجاء رجل فاطلع في البيت فأخذ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سهما من كنانته، فسدده نحو عينيه حتى انصرف» .
1- أخرجه أحمد (3/191) قال: حدثنا بهز وعفان، والبخاري في الأدب المفرد (1069) قال: حدثنا حجاج.
ثلاثتهم - بهز وعفان وحجاج - عن حماد بن سلمة، عن إسحاق، فذكره.
2- وأخرجه البخاري في الأدب المفرد (1091) قال: حدثنا موسى. والنسائي (8/60) قال: أخبرنا عمرو بن منصور، قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم.
كلاهما - موسى، ومسلم - عن أبان بن يزيد، عن يحيى بن أبي كثير اليمامي، عن إسحاق، فذكره، نحو حديث حماد، وليس فيه الصلاة، وزاد: «أما لو ثبت لفقأت عينك» .
وله شاهد بلفظ: «جاء رجل حتى اطلع في حجرة النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقام نبي الله -صلى الله عليه وسلم- فأخذ مشقصا، فجاء حتى حاذى بالرجل، وجاء به، فأخنس الرجل فذهب» .
أخرجه أحمد (3/140) قال: حدثنا أبو النضر، قال: حدثنا عيسى بن طهمان البكري، فذكره.(6/589)
4832 - (خ م ت س) سهل بن سعد - رضي الله عنهما- قال: «اطَّلع رجل من جُحْرِ من باب رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، ومع رسول اللَّه مِدْرَى [ص:591] يُرجِّل به - وفي رواية: يَحُكّ به - رأسَه، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: لو علمتُ أَنك تنظر لطعنتُ به في عينك، إنما جُعل الإذن من أجل البصر» أخرجه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يُرَجِّل) ترجيل الرأس: تسريحه، وشعر مُرَجَّل، أي: مُسرَّح.
(مِدْرَى) المِدْرَى: شيء يُسَرَّح به شعر الرأس، مُحدَّد الطرف، من حديد أو غيره، وهو كسنٍّ من أسنان المشط، أو أغلظ قليلاً، إلا أنه أطول.
__________
(1) رواه البخاري 12 / 215 في الديات، باب من اطلع في بيت قوم ففقؤوا عينه فلا دية له، وفي اللباس، باب الامتشاط، وفي الاستئذان، باب الاستئذان من أجل البصر، ومسلم رقم (2156) في الآداب، باب تحريم النظر في بيت غيره، والترمذي رقم (2710) في الاستئذان، باب من اطلع في بيت قوم بغير إذنهم، والنسائي 7 / 60 و 61 في القسامة، باب في العقول.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه الحميدي (924) . وأحمد (5/330) . والبخاري (8/66) قال: حدثنا علي بن عبد الله. ومسلم (6/181) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وعمرو الناقد، وزهير بن حرب، وابن أبي عمر. والترمذي (2709) قال: حدثنا ابن أبي عمر.
سبعتهم - الحميدي، وأحمد، وعلي، وأبو بكر، والناقد، وزهير، وابن أبي عمر - قالوا: حدثنا سفيان هو ابن عيينة.
2- وأخرجه أحمد (5/334) قال: حدثنا عبد الرزاق. ومسلم (6/181) قال: حدثنا أبو كامل الجحدري، قال: حدثنا عبد الواحد بن زياد.
كلاهما - عبد الرزاق، وعبد الواحد - قالا: حدثنا معمر.
3- وأخرجه عبد بن حميد (448) قال: حدثنا يزيد بن هارون. والدارمي (2390) قال: أخبرنا عبيد الله ابن موسى. والبخاري (7/211) قال: حدثنا آدم بن أبي إياس.
ثلاثتهم - يزيد، وعبيد الله، وآدم - عن ابن أبي ذئب.
4- وأخرجه الدارمي (2389) قال: حدثنا محمد بن يوسف، قال: حدثنا الأوزاعي.
5- وأخرجه البخاري (9/13) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. وفي الأدب المفرد (1070) قال: حدثنا عبد الله بن صالح. ومسلم (6/180) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، ومحمد بن رمح. (ح) وحدثنا قتيبة ابن سعيد. والنسائي (8/60) قال: أخبرنا قتيبة.
أربعتهم - قتيبة، وعبد الله بن صالح، ويحيى، وابن رمح - عن الليث.
6- وأخرجه مسلم (6/181) قال: حدثني حرملة بن يحيى، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس.
ستتهم - سفيان، ومعمر، وابن أبي ذئب، والأوزاعي، والليث، ويونس - عن ابن شهاب الزهري، فذكره.(6/590)
4833 - (خ م د س) أبو هريرة - رضي الله عنه- أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «من اطَّلع في بيت قوم بغير إذْنِهِمْ: فقد حَلَّ لهم أَن يَفْقَؤُوا عينه» .
وفي أخرى: أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «نحن الآخِرون السابقون، وقال: لو اطَّلع في بيتك أحد لم تأذنْ له، فَحذَفْتَه بحصاة فَفَقَأْتَ عينه، ما كان عليك من جُناح» أخرجه البخاري ومسلم. وفي رواية أبي داود «بغير إذنهم، ففقؤوا عينه: فقد هَدَرَتْ عينُه» . [ص:592] وفي رواية النسائي: أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «من اطّلع في بيت قوم بغير إذنهم، فَفَقَؤوا عينه، فلا دِيَةَ له ولا قصاص» .
وفي أُخرى له قال: «لو أَنَّ امْرءاً اطَّلع عليك بغير إذن، فحذْفتَه ففقأَتَ عينه، ما كان عليك حرج» وقال مرة أُخرى: «جُناح» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(جُنَاح) الجُناح: المُطالبة والإثم.
(هدرَتْ) ذهب دَمه هدراً: إذا لم يطلب بثأره، ولا يجب له قصاص، ولا دِية، وكذلك كل ما فيه قصاص، أو دِية، من جارحة، أو جراحة.
__________
(1) رواه البخاري 12 / 216 في الديات، باب من اطلع في بيت قوم ففقؤوا عينه فلا دية له، وباب من أخذ حقه أو اقتص دون السلطان، ومسلم رقم (2158) في الآداب، باب تحريم النظر في بيت غيره، وأبو داود رقم (5172) في الأدب، باب في الاستئذان، والنسائي 7 / 61 في القسامة، باب من اقتص وأخذ حقه دون السلطان.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه الحميدي (1078) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (2/243) قال: حدثنا سفيان. وفي (2/428) قال: حدثنا يحيى، عن ابن عجلان. والبخاري (139) قال: حدثنا علي بن عبد الله. قال: حدثنا سفيان. وفي (9/8) ، والأدب المفرد (1068) قال: حدثنا أبو اليمان. قال: أخبرنا شعيب. ومسلم (6/181) قال: حدثنا ابن أبي عمر. قال: حدثنا سفيان. والنسائي (8/61) قال: أخبرنا محمد بن منصور. قال: حدثنا سفيان.
ثلاثتهم - سفيان بن عيينة، ومحمد بن عجلان، وشعيب - عن أبي الزناد، عن الأعرج، فذكره.
وبلفظ: «من اطلع في دار قوم بغير إذنهم ففقئوا عينه، فقد هدرت عينه» .
أخرجه أحمد (2/266) قال: حدثنا عبد الرزاق قال: حدثنا معمر. وفي (2/414) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا حماد بن سلمة. وفي (2/527) قال: حدثنا عبد الصمد. قال: حدثني حماد، ومسلم (6/181) قال: حدثني زهير بن حرب. قال: حدثنا جرير. وأبو داود (5172) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. قال: حدثنا حماد.
ثلاثتهم - معمر، وحماد، وجرير - عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، فذكره.
* أثبتنا رواية أبي داود. وبلفظ: «من اطلع في بيت قوم بغير إذنهم، ففقؤا عينه فلا دية له ولا قصاص» . أخرجه أحمد (2/385) قال: حدثنا علي. والنسائي (8/61) قال: أخبرنا محمد بن المثنى.
كلاهما - علي بن المديني، وابن المثنى - عن معاذ بن هشام. قال: حدثني أبي، عن قتادة، عن النضر ابن أنس، عن بشير بن نهيك، فذكره.
وبلفظ: «لو أن رجلا اطلع عليك في بيتك فخذفته بحصاة ففقأت عينه لم يكن عليك جناح» .
أخرجه أحمد (2/428) قال: حدثنا يحيى، عن ابن عجلان. قال: سمعت أبي، فذكره.(6/591)
4834 - (ت) أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «من كشف ستراً فأدخل بَصَرَهُ في البيت قبل أن يُؤذَن له، فرأى عَوْرة أهله، فقد أتى حدّاً لا يحلُّ له أن يأتيهَ، ولو أنه حين أدخل بصره استقبله رجل ففقأ عينه، ما عَيَّرتُ عليه، وإن مرَّ رجل على باب لا سِتر له، غيرَ مُغْلَق، فنظر، فلا خطيئةَ عليه، إنما الخطيئةُ على أهل البيت» . [ص:593] أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2708) في الاستئذان، باب ما جاء في الاستئذان قبالة البيت، وفي سنده عبد الله بن لهيعة وهو ضعيف وقال الترمذي: هذا حديث غريب، وفي الباب عن أبي هريرة، وأبي أمامة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (5/153) قال: حدثنا الحسن بن موسى. وفي (5/181) قال: حدثنا يحيى بن إسحاق وموسى. والترمذي (2707) قال: حدثنا قتيبة.
أربعتهم - الحسن بن موسى، ويحيى بن إسحاق، وموسى بن داود، وقتيبة بن سعيد - عن ابن لهيعة، عن عبيد الله بن أبي جعفر، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، فذكره.
* قال الترمذي: هذا حديث غريب، لا نعرفه مثل هذا إلا من حديث ابن لهيعة.(6/592)
الفصل التاسع: في السلام والجواب، وفيع ستة فروع
الفرع الأول: في الأمر به، والحث عليه
4835 - (ت د) أبو هريرة - رضي الله عنه- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا انتهى أحدُكم إلى مجلس فلْيُسلِّم، فإن بَدَا له أن يجلسَ فليجلس، ثم إذا قام فليسلِّمْ، فليست الأولى بأحقَّ من الثانية» أخرجه الترمذي.
وعند أبي داود «إذا انتهى أحدكم إلى المجلس فليسلِّم، فإذا أراد أن يقومَ فليسلِّم، فليست الأولى بأحقَّ من الآخرة» (1) .
زاد رزين «ومن سَلَّم على قوم حين يقوم عنهم كان شريكهم فيما خاضوا فيه [ص:594] من الخير بعده» . وفي أخرى «فإن خاضوا في خير كان شريكهم، وإن خاضوا في شر كان عليهم» (2) .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (2707) في الاستئذان، باب ما جاء في التسليم عند القيام وعند القعود، وأبو داود رقم (5208) في الأدب، باب في السلام إذا قام من المجلس، وإسناده حسن، ورواه الحاكم وصححه، وصححه ابن حبان رقم (1931) و (1932) موارد.
(2) هاتان الروايتان لم نجدهما في شيء من الأصول.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه الحميدي (1162) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (2/230) قال: حدثنا بشر. وفي (2/287) قال: حدثنا قران بن تمام. وفي (2/439) قال: حدثنا يحيى، والبخاري في الأدب المفرد (1007) قال: حدثنا أبو عاصم. وفي (1008) قال: حدثنا خالد بن مخلد. قال: حدثنا سليمان بن بلال. وأبو داود (5208) قال: حدثنا أحمد بن حنبل ومسدد. قالا: حدثنا بشر، يعنيان ابن المفضل. والترمذي (2706) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا الليث. والنسائي في عمل اليوم والليلة (369) قال: أخبرني أحمد بن بكار، عن مخلد، عن ابن جريج. (ح) وأخبرنا قتيبة. قال: حدثنا الليث. وفي (371) قال: أخبرنا محمد بن عبد الرحيم. قال: حدثنا أبو عاصم النبيل الضحاك بن مخلد، عن يزيد ابن زريع، عن روح بن القاسم.
تسعتهم - سفيان، وبشر بن المفضل، وقران بن تمام، ويحيى بن سعيد، وأبو عاصم النبيل، وسليمان بن بلال، والليث، وابن جريج، وروح بن القاسم - عن محمد بن عجلان.
2- وأخرجه البخاري في الأدب المفرد (986) قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله. قال: حدثني محمد ابن جعفر بن أبي كثير. والنسائي في عمل اليوم والليلة (368) قال: أخبرني زكريا بن يحيى. قال: حدثني أحمد بن حفص بن عبد الله. قال: حدثني أبي. قال: حدثني جدي إبراهيم.
كلاهما - محمد بن جعفر، وإبراهيم بن طهمان - عن يعقوب بن زيد أبي يوسف التيمي.
كلاهما- ابن عجلان، ويعقوب بن زيد - عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، فذكره.
* أخرجه البخاري في الأدب المفرد (1007) قال: حدثنا محمد بن المثنى. قال: حدثنا صفوان بن عيسى. والنسائي في عمل اليوم والليلة (370) قال: أخبرنا الجارود بن معاذ. قال: حدثنا الوليد بن مسلم.
كلاهما - صفوان بن عيسى، والوليد بن مسلم - عن محمد بن عجلان. قال: حدثني سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة، فذكره. زاد فيه «عن أبيه» .
* وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (342) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان وعبد الرحمن بن محمد بن سلام. قالا: حدثنا يزيد. قال: أخبرنا هشام، عن محمد- قال عبد الرحمن: ليس ابن سيرين - عن رجل، عن أبي هريرة، فذكره.
* قال النسائي: يشبه أن يكون ابن عجلان. تحفة الأشراف (9/13038) .
* في رواية محمد بن جعفر بن أبي كثير، عن يعقوب بن زيد التيمي، زاد في أول الحديث «أن رجلا مر على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو في مجلس. فقال: السلام عليكم. فقال: عشر حسنات. فمر رجل آخر. فقال: السلام عليكم ورحمة الله. فقال: عشرون حسنة. فمر رجل آخر. فقال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. فقال: ثلاثون حسنة: فقام رجل من المجلس ولم يسلم. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ما أوشك ما نسي صاحبكم» فذكر الحديث.(6/593)
4836 - (د ت) كلدة بن حنبل «أن صفوان بن أمية - رضي الله عنه- بعثه إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بَلَبَن ولِبَأ وضَغابيسَ، ورسولُ الله بأعلى الوادي قال: فدخلتُ عليه، ولم أستأذنْ ولم أسلِّم، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: ارجع، فقل: السلام عليكم، أأدخلُ؟ وذلك بعد ما أسلم صفوانُ» أخرجه الترمذي.
وعند أبي داود بدل «وَلِبَأ» : «وجَدَاية» وبدل «الوادي» : «مكة» وقال: «فدخلتُ ولم أُسَلِّم، فقال: ارجع فقل: السلام عليكم، وذلك بعد ما أسلم صفوان بن أمية» (1) . [ص:595]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ضَغَابِيس) الضَّغَابيس: صغار القِثَّاء.
(جِدَاية) الجِدَايَة من أولاد الظِّباء: ما بلغ ستة أشهر أو سبعة، وهي بمنزلة الجَدي من ولد المعز، ويقع على الذكر والأنثى.
__________
(1) رواه الترمذي رقم (2711) في الاستئذان، باب ما جاء في التسليم قبل الاستئذان، وأبو داود رقم (5176) في الأدب، باب كيف الاستئذان، قال المنذري في " مختصر سنن أبي داود ": قال عمرو (يعني ابن أبي سفيان) : وأخبرني ابن صفوان بهذا أجمع عن كلدة بن حنبل، ولم يقل: سمعته منه. قال أبو داود: قال يحيى بن حبيب: أمية بن صفوان، ولم يقل: سمعته من كلدة بن حنبل، وقال يحيى أيضاً: عن عمرو بن عبد الله بن صفوان، أخبره: أن كلدة بن حنبل أخبره، وأخرجه الترمذي والنسائي، قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث ابن جريج.
أقول: وقال الترمذي أيضاً: ورواه أبو عاصم أيضاً عن ابن جريج مثل هذا.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/414) قال: حدثنا روح. (ح) والضحاك بن مخلد. (ح) وعبد الله بن الحارث. والبخاري في الأدب المفرد (1081) قال: حدثنا أبو عاصم. وأبو داود (5176) قال: حدثنا ابن بشار قال: حدثنا أبو عاصم. (ح) وحدثنا يحيى بن حبيب، قال: حدثنا روح. والترمذي (2710) قال: حدثنا سفيان بن وكيع، قال: حدثنا روح بن عبادة، والنسائي في عمل اليوم والليلة (315) قال: أخبرنا يوسف بن سعيد، قال: حدثنا حجاج.
أربعتهم - روح، وأبو عاصم الضحاك بن مخلد، وعبد الله بن الحارث، وحجاج - عن ابن جريج، قال: أخبرني عمرو بن أبي سفيان، عن عمرو بن عبد الله بن صفوان، فذكره.
قال عمرو بن عبد الله: فأخبرني هذا الخبر أمية بن صفوان أيضا. ولم يقل أمية: سمعته من كلدة.
* قال البخاري في حديثه: حدثنا أبو عاصم وأفهمني بعضه عنه أبو حفص بن علي.
* وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث ابن جريج، وضغابيس: وهو حشيش يؤكل.
* أشار المزي أن الترمذي رواه أيضا عن محمد بن بشار، عن أبي عاصم، نحو رواية أبي داود تحفة الأشراف (8/11167) ولم نقف على رواية ابن بشار في النسخ المطبوعة.(6/594)
4837 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه- قال: «إذا لقيَ أحدُكم أخاه فليسلَّم عليه، فإن حالت بينهما شجرة، أو جدار، أو حجر، ثم لقيه: فليسلم عليه أيضاً» .
أخرجه أبو داود [عن أبي مريم عن أبي هريرة] .
وفي رواية [عن الأعرج] عن أبي هريرة عن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- مثله سواء (1) .
__________
(1) رقم (5200) في الأدب، باب في الرجل يفارق الرجل ثم يلقاه أيسلم عليه، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (5200) قال: حدثنا أحمد بن سعيد الهمداني. قال: حدثنا ابن وهب. قال: أخبرني معاوية بن صالح، عن أبي موسى، عن أبي مريم، عن أبي هريرة، فذكره. موقوفا.
قال معاوية: وحدثني عبد الوهاب بن بخت، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مثله سواء.
* أخرجه البخاري في الأدب المفرد (1010) قال: حدثنا عبد الله بن صالح. قال: حدثني معاوية، عن أبي مريم، عن أبي هريرة، أنه سمعه يقول. فذكره موقوفا.(6/595)
4838 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه- قال: قال لي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- «يا بُنَيَّ، إذا دخلتَ على أهلك فَسلِّم، يَكْنْ سلامُك بركة عليك وعلى أهل بيتك» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2699) في الاستئذان، باب ما جاء في التسليم إذا دخل بيته، وفي سنده علي بن زيد بن جدعان، وهو ضعيف، ومع ذلك فقد قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وعلي بن زيد عند الترمذي صدوق كما في " التهذيب " نقول: قال الله تعالى في سورة النور: {فإذا دخلتم بيوتاً فسلموا على أنفسكم تحية من عند الله مباركة طيبة} ، وذكر ابن كثير في التفسير من حديث أنس قال: أوصاني رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمس خصال: قال: " يا أنس أسبغ الوضوء يزد في عمرك وسلم على من لقيك من أمتي تكثر حنانك، وإذا دخلت - يعني بيتك - فسلم على أهلك يكثر خير بيتك ... وذكر الحديث "، وإسناده ضعيف.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (2698) قال: حدثنا أبو حاتم البصري مسلم بن حاتم، قال: حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري، عن أبيه، عن علي بن زيد، عن سعيد بن المسيب، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب.(6/595)
4839 - (د) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما- «أن رجلاً سأل رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: أيُّ الإسلام خير؟ قال: تُطعم الطعام، وتَقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (5194) في الأدب، باب إفشاء السلام، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (5194) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير، فذكره.
وله شاهد بلفظ: «اعبدوا الرحمن، وأطعموا الطعام، وأفشوا السلام، تدخلون الجنان»
أخرجه أحمد (2/170) (6587) قال: حدثنا يحيى بن حماد، قال: حدثنا أبو عوانة. (ح) وعبد الصمد، قال: حدثني أبي وفي (2/196) (6848) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا همام. وعبد ابن حميد (355) قال: حدثنا حسبن الجعفي، عن زائدة والدارمي (2087) قال: حدثنا إبراهيم بن موسى، قال: حدثنا جرير. والبخاري في الأدب المفرد (981) قال: حدثنا محمد بن سلام، قال: حدثنا محمد ابن فضيل بن غزوان. وابن ماجة عن أبي كريب، عن إسماعيل بن علية، ومحمد بن فضيل، وأبي يحيى التيمي، وابن الأجلح. وفي (3694) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا محمد بن فضيل. والترمذي (1855) قال: حدثنا هناد، قال: حدثنا أبو الأحوص.
عشرتهم - أبو عوانة، وعبد الوارث والد عبد الصمد، وهمام، وزائدة بن قدامة، وجرير بن عبد الحميد، ومحمد بن فضيل، وإسماعيل بن علية، وأبو يحيى التيمي، وعبد الله بن الأجلح، وأبو الأحوص - عن عطاء بن السائب، عن أبيه، فذكره.(6/596)
4840 - (ت) جابر بن عبد الله - رضي الله عنه- قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «السلام قبل الكلام» . أخرجه الترمذي، وقال: وبهذا الإسناد عن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تدعوا أحداً إلى الطعام حتى يسلِّمَ» قال الترمذي: هذا حديث منكر (1) .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (2700) في الاستئذان، باب ما جاء في السلام قبل الكلام، وفي سنده عنبسة ابن عبد الرحمن ومحمد بن زاذان وهما متروكان.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (2699) قال: حدثنا الفضل بن الصباح، بغدادي، قال: حدثنا سعيد بن زكريا، عن عنبسة بن عبد الرحمن، عن محمد بن زاذان، عن محمد بن المنكدر، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث منكر، لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وسمعت محمدا يعني البخاري يقول: عنبسة بن عبد الرحمن ضعيف في الحديث ذاهب، ومحمد بن زاذان منكر الحديث.(6/596)
4841 - (خ م د ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه- «مرَّ على صبيان فسلَّم عليهم، وقال: كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يفعلُهُ» أخرجه البخاري ومسلم.
وفي رواية الترمذي قال سَيَّار: «كنت أمشي مع ثابت البُناني، فمرَّ على صبيان فسلَّم عليهم، وقال ثابت: كنت مع أنس، فمر على صبيان فسلَّم عليهم» .
وفي رواية أبي داود قال: «أتى رسول اللهَ - صلى الله عليه وسلم- على غِلْمان يلعبون، فسلَّم عليهم» . [ص:597]
وفي أخرى: قال أنس: «انتهى إلينا النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- وأنا غلام في الغلمان، فسلَّم علينا، ثم أخذ بيدي، فأرسلني برسالة وقعد في ظل جدار - أو قال: إلى جدار - حتى رجعتُ إليه» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 11 / 27 في الاستئذان، باب التسليم على الصبيان، ومسلم رقم (2168) في السلام، باب استحباب السلام على الصبيان، وأبو داود رقم (5202) في الأدب، باب السلام على الصبيان، والترمذي رقم (2697) في الاستئذان، باب ما جاء في التسليم على الصبيان.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (3/131) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. والدارمي (2639) قال: حدثنا سهل بن حماد، قال: حدثنا شعبة. والبخاري (8/68) وفي الأدب المفرد (1043) قال: حدثنا علي بن الجعد، قال: أخبرنا شعبة. ومسلم (7/5) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: أخبرنا هشيم، (ح) وحدثنيه إسماعيل بن سالم، قال أخبرنا هشيم. وفي (7/6) قال: حدثني عمرو بن علي، ومحمد بن الوليد. قالا: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. والترمذي (2696) قال: حدثنا أبو الخطاب زياد بن يحيى، قال: حدثنا أبو غياث سهل بن حماد قال: حدثنا شعبة. والنسائي في عمل اليوم والليلة (330) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة.
كلاهما شعبة، وهشيم - عن سيار بن وردان العنزي.
2- وأخرجه أحمد (3/169) قال: حدثنا حجاج. وأبو داود (5202) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة. والنسائي في عمل اليوم والليلة (331) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا يحيى بن آدم. ثلاثتهم - حجاج، وابن مسلمة، ويحيى بن آدم - عن سليمان بن المغيرة.
كلاهما - سيار، وسليمان - عن ثابت، فذكره.
وبلفظ: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يزور الأنصار فيسلم على صبيانهم، ويمسح برءوسهم، ويدعو لهم» .
أخرجه الترمذي (2696) ، والنسائي في عمل اليوم والليلة (329) وفي فضائل الصحابة (244) قال الترمذي: حدثنا، وقال النسائي: أخبرنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا جعفر بن سليمان، عن ثابت، فذكره.
وبلفظ: «مر علينا النبي -صلى الله عليه وسلم- ونحن نلعب، فقال: السلام عليكم يا صبيان» .
أخرجه أحمد (3/183) قال: حدثنا وكيع. عن حبيب، عن قيس، عن ثابت، فذكره.
وبلفظ: «انتهى إلينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأنا غلام في الغلمان، فسلم علينا، ثم أخذ بيدي فأرسلني برسالة، وقعد في ظل جدار - أو قال: إلى جدار - حتى رجعت إليه» .
1- أخرجه البخاري في الأدب المفرد (1139) قال: حدثنا محمد بن سلام وابن ماجة (3700) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة.
كلاهما - ابن سلام، وأبو بكر - عن أبي خالد الأحمر.
2- وأخرجه أبو داود (5203) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا خالد بن الحارث.
كلاهما - أبو خالد الأحمر، وخالد - عن حميد. فذكره.(6/596)
4842 - (د ت) أسماء بنت يزيد - رضي الله عنها- قالت: «مرَّ علينا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في نسوة، فسلَّم علينا» . أخرجه أبو داود.
وفي رواية الترمذي قالت: «مر رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في المسجد يوماً ونحن عُصبة من النساء، فلوَى بيده بالتسليم» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(عُصبة) العُصبة: الجماعة من الناس فوق العشرة.
__________
(1) رواه أبو داود رقم (5204) في الأدب، باب في السلام على النساء، والترمذي رقم (2698) في الاستئذان، باب ما جاء في التسليم على النساء، من حديث عن الحميد بن بهرام عن شهر بن حوشب وهو صدوق كثير الإرسال والأوهام، قال الحافظ في " الفتح ": حسنه الترمذي، وليس على شرط البخاري، فاكتفى بما هو على شرطه، وله شاهد من حديث جابر عند أحمد.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الحميدي (366) . وأحمد (6/452) قالا: حدثنا سفيان. قال: حدثنا ابن أبي حسين. وفي (6/457) قال أحمد: حدثنا هاشم. قال: حدثنا عبد الحميد. والدارمي (2640) قال: أخبرنا الحكم بن نافع، عن شعيب بن أبي حمزة، عن ابن أبي حسين. والبخاري في الأدب المفرد (1047) قال: حدثنا محمد بن يوسف. قال: حدثنا عبد الحميد بن بهرام. وأبو داود (5204) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن ابن أبي حسين. وابن ماجة (3701) قال: حدثنا أبو بكر. قال:حدثنا سفيان بن عيينة، عن ابن أبي حسين. والترمذي (2697) قال: حدثنا سويد. قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك. قال: أخبرنا عبد الحميد بن بهرام.
كلاهما - ابن أبي حسين، وعبد الحميد بن بهرام - عن شهر بن حوشب، فذكره.
وله شاهد: أخرجه البخاري في الأدب المفرد (1048) قال: حدثنا مخلد. قال: حدثنا مبشر بن إسماعيل، عن ابن أبي غنية، عن محمد بن مهاجر، عن أبيه، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن.
وقال أحمد بن حنبل: لا بأس بحديث عبد الحميد بن بهرام عن شهر بن حوشب. وقال محمد بن إسماعيل: شهر حسن الحديث وقوي أمره، وقال: إنما تكلم فيه ابن عون، ثم روى عن هلال بن أبي زينب عن شهر بن حوشب، أنبأنا أبو داود المصاحفي بلخي. أخبرنا النضر بن شميل عن ابن عون قال: إن شهرا تركوه. قال أبو داود: قال النضر: تركوه أي طعنوا فيه، وإنما طعنوا فيه لأنه ولي أمر السلطان.(6/597)
4843 - (ط) الطفيل بن أُبي بن كعب أخبر: «أنه كان يأتي عبد الله بن عمر، فيغدو معه إلى السوق، قال: فإذا غدونا إلى السوق لم يَمُر عبد الله بن عمر على سَقَّاط، ولا على صاحب بَيعَة، ولا مسكين، ولا على أحد إلا [ص:598] سلَّم عليه، قال الطفيل: فجئت عبد الله بن عمر يوماً، فاستتبعني إلى السوق فقلت له: وما تصنع في السوق، وأنت لا تقف على البيع، ولا تسأل عن السِّلَع، ولا تَسُوم بها، ولا تجلس في مجالس السوق؟ فاجلس بنا هاهنا نتحدَّثْ، قال: فقال لي عبد الله بن عمر: يا أبا بَطْن - قال: وكان الطفيل ذا بطن - إنما نغدو من أجل السلام، نسلِّم على من لقينا» . أخرجه الموطأ (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(سَقَّاط) بائع السَّقَط. وهو الرديء من المتاع.
(بَيْعَة) المرة من البيع، ومن كسر الباء: أراد به: الحرفة والصناعة من البيع، فإن الفِعْلة بكسر الفاء هي الحالة. كالجِلْسَة والرِّكْبَة.
__________
(1) 2 / 961 و 962 في السلام، باب جامع السلام، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك الموطأ (1859) عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، فذكره.(6/597)
4844 - (د) عبيد الله بن أبي رافع عن علي بن أبي طالب - قال أبو داود: رفعه الحسن بن علي - قال: «يجزئ عن الجماعة إذا مرَّوا: أن يسلَّم أحدُهم، ويجزئ عن الجلوس: أن يردَّ أحدهم» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (5210) في الأدب، باب ما جاء رد الواحد عن الجماعة، وإسناده حسن، ورواه أيضاً البيهقي في " شعب الإيمان ".
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (5210) قال: حدثنا الحسن بن علي، قال: حدثنا عبد الملك بن إبراهيم الجدي، قال: حدثنا سعيد بن خالد الخزاعي، قال: حدثني عبد الله بن الفضل، قال: حدثنا عبيد الله ابن أبي رافع، فذكره.(6/598)
4845 - () عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه- قال له رجل: «السلام [ص:599] عليك يا أبا عبد الرحمن، فقال: رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: عند اقتراب الساعة: يرجع السلام على المعَارف، وكره ذلك» . أخرجه ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
في المطبوع أخرجه رزين، ولم أقف عليه.(6/598)
الفرع الثاني: في المبتدئ بالسلام
4846 - (ت د) أبو أمامة - رضي الله عنه- قال: «قيل: يا رسول الله، الرجلان يلتقيان: أيهما يبدأُ بالسلام؟ قال: أوْلاهما بالله» . أخرجه الترمذي.
وعند أبي داود قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «أولى الناس بالله: من بدأهم بالسلام» (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (5197) في الأدب، باب في فضل من بدأ بالسلام، والترمذي رقم (2695) في الاستئذان، باب ما جاء في فضل الذي يبدأ بالسلام، وإسناده صحيح، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " وغيره.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (2694) قال: حدثنا علي بن حجر، قال: أخبرنا قران بن تمام الأسدي عن أبي فروة يزيد بن سنان، عن سليم بن عامر، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن، ومحمد أبو فروة الرهاوي مقارب الحديث، إلا ابنه محمد بن يزيد يروي عنه مناكير.
ولفظ أبي داود أخرجه (5197) قال: حدثنا محمد بن يحيى الذهلي، قال: حدثنا أبو عاصم، عن أبي خالد وهب، عن أبي سفيان الحمصي، فذكره.
وله شاهد عند أحمد.
بلفظ: «من بدأ بالسلام، فهو أولى بالله - عز وجل - ورسوله» .
أخرجه في (5/254) قال: حدثنا عتاب وهو ابن زياد، قال: حدثنا عبد الله، قال: أخبرنا يحيى بن أيوب. وفي (5/261 و 269) قال: حدثنا أسود بن عامر، قال: حدثنا الحسن بن صالح، عن أبي المهلب. وفي (5/264) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا بكر بن مضر.
ثلاثتهم - يحيى، وأبو المهلب، وبكر - عن عبيد الله بن زحر، عن علي بن يزيد، عن القاسم، فذكره.(6/599)
4847 - (خ م د ت) أبو هريرة - رضي الله عنه- أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «يسلِّم الراكب على الماشي، والماشي على القاعد، والقليل على الكثير» أخرجه البخاري ومسلم والترمذي وأبو داود. قال الترمذي: زاد ابن المثنى: «والصغير على الكبير» . [ص:600]
وفي رواية للترمذي والبخاري وأبي داود قال: «يسلَّم الصغير على الكبير، والمارُّ على القاعد، والقليل على الكثير» .
وفي أخرى لأبي داود قال: «يسلِّم الراكب على الماشي ... وذكر الحديث» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 11 / 13 في الاستئذان، باب تسليم القليل على الكثير، وباب تسليم الراكب على الماشي، وباب تسليم الماشي على القاعد، ومسلم رقم (2160) في السلام، باب تسليم الراكب على الماشي، وأبو داود رقم (5198) و (5199) في الأدب، باب من أولى بالسلام، والترمذي رقم (2704) و (2705) في الاستئذان، باب ما جاء في تسليم الراكب على الماشي.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/325) قال: حدثنا روح. وفي (2/510) قال: حدثنا روح. (ح) وعبد الله بنا لحارث. والبخاري (8/64) ، وفي الأدب المفرد (1000) قال: حدثنا محمد بن سلام. قال: أخبرنا مخلد. وفي (8/64) وفي الأدب المفرد (993) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم. قال: أخبرنا روح بن عبادة. ومسلم (7/2) قال: حدثني عقبة بن مكرم. قال: حدثنا أبو عاصم (ح) وحدثني محمد ابن مرزوق. قال: حدثنا روح. وأبو داود (5199) قال: حدثنا يحيى بن حبيب. قال: أخبرنا روح.
أربعتهم - روح بن عبادة، وعبد الله بن الحارث، ومخلد بن يزيد، وأبو عاصم النبيل - عن ابن جريج. قال: أخبرني زياد، أنه سمع ثابتا مولى عبد الرحمن بن زيد، فذكره.
وعن الحسن، عن أبي هريرة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «يسلم الراكب على الماشي، والماشي على القاعد، والقليل على الكثير» .
وزاد ابن المثنى في حديثه: «ويسلم الصغير على الكبير.» .
أخرجه أحمد (2/510) والترمذي (2703) قال: حدثنا محمد بن المثنى وإبراهيم بن يعقوب.
ثلاثتهم - أحمد بن حنبل، وابن المثنى، وإبراهيم بن يعقوب - عن روح بن عبادة، عن حبيب بن الشهيد، عن الحسن، فذكره.
وبلفظ: «يسلم الصغير على الكبير، والماشي على القاعد، والقليل على الكثير.» .
أخرجه البخاري في الأدب المفرد (1001) قال: حدثنا أحمد بن أبي عمرو. قال: حدثني أبي. قال: حدثني إبراهيم، عن موسى بن عقبة، عن صفوان بن سليم، عن عطاء بن يسار، فذكره.(6/599)
4848 - (ت) فضالة بن عبيد - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «يسلِّم الفارس على الماشي، والماشي على القائم، والقليل على الكثير» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2706) في الاستئذان، باب ما جاء في تسليم الراكب على الماشي، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال، والحديث أخرجه أيضاً البخاري في " الأدب المفرد " وابن حبان في " صحيحه " وغيرهما.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (6/19) قال: حدثنا أبو عبد الرحمن، قال: حدثنا حيوة. (ح) وحدثناه الطالقاني، عن ابن المبارك، عن حيوة بن شريح. وفي (6/20) قال: حدثنا حسن بن موسى، قال: حدثنا ابن لهيعة. والدارمي (2637) قال: أخبرنا عبد الله بن يزيد، قال: حدثنا حيوة. والبخاري في الأدب المفرد (996) قال: حدثنا أصبغ، قال: أخبرني ابن وهب. وفي (998) قال: حدثنا عبد الله ابن يزيد، قال: حدثنا حيوة. وفي (999) قال: حدثنا محمد، قال: أخبرنا عبد الله، قال: أخبرنا حيوة بن شريح. والترمذي (2705) قال: حدثنا سويد بن نصر، قال: أنبأنا عبد الله، قال: أنبأنا حيوة ابن شريح. والنسائي في عمل اليوم والليلة (338) قال: أخبرنا وهب بن بيان، قال: حدثنا ابن وهب.
ثلاثتهم - حيوة بن شريح، وعبد الله بن لهيعة، وعبد الله بن وهب - عن أبي هانئ حميد بن هانئ، عن أبي علي الجنبي عمرو بن مالك، فذكره.(6/600)
4849 - (ط) زيد بن أسلم: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «يسلِّم الراكب على الماشي، وإِذا سلم واحد من القوم أجزأ عنهم» . أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 2 / 959 في السلام، باب العمل في السلام، وإسناده منقطع، فإن زيد بن أسلم لم يدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن للحديث شواهد بمعناه يقوى بها، منها الذي قبله.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك الموطأ (1854) عن زيد بن أسلم، فذكره. وقال الزرقاني في شرح الموطأ (4/457) : مرسل باتفاق الرواة.(6/600)
الفرع الثالث: في كيفية السلام
4850 - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم [ص:601] قال: «لما خلق الله آدم، وطولُه ستون ذراعاً - قال: اذهب فسلِّم على أولئك لِنَفَر من الملائكة جلوس - فاستَمِع ما يُحَيُّونك، فإنها تحيَّتُك وتَحِيَّةُ ذُريتك، فقال: السلام عليكم، فقالوا: السلام عليك ورحمة الله، فزادوه: ورحمةُ الله، فكلُّ من يدخل الجنة على صورة آدم، قال: فلم يزل الخلق ينقص [بعدَه] حتى الآن» .
وفي رواية «على صورته» . أخرجه البخاري ومسلم (1) .
وأخرج الترمذي هذا في أول حديث طويل قد ذكر في تفسير سورة الأعراف من «كتاب تفسير القرآن» في حرف التاء، فلم نُعلم عليه هاهنا علامته لأنه طرف من ذلك الحديث، وأشَرنا إِليه.
__________
(1) رواه البخاري 11 / 2 - 6 في الاستئذان، باب بدء السلام، وفي الأنبياء، باب خلق آدم صلوات الله عليه وذريته، ومسلم رقم (2841) في الجنة، باب يدخل الجنة أقوام أفئدتهم مثل أفئدة الطير.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/315) . والبخاري (4/159) وفي الأدب المفرد (978) قال: حدثنا عبد الله بن محمد. وفي (8/62) قال: حدثنا يحيى بن جعفر. ومسلم (8/149) قال: حدثنا محمد ابن رافع. أربعتهم - أحمد بن حنبل، وعبد الله بن محمد، ويحيى بن جعفر، ومحمد بن رافع - قالوا: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر، عن همام بن منبه، فذكره.(6/600)
4851 - (ط) محمد بن عمرو بن عطاء: قال: «كنت جالساً عند ابن عباس، فسلَّم عليه رجل من اليمن، فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ثم زاد بعد ذلك شيئاً، فقال ابن عباس - وكان قد ذهب بصره -: من هذا؟ قالوا: هذا اليمانيُّ الذي يَغْشاك، فعرَّفوه إِياه، فقال ابن عباس: إِن السلام انتهى إِلى البركة» . أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 2 / 959 في السلام، باب العمل في السلام، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك الموطأ (1885) عن وهب بن كيسان عن محمد بن عمرو بن عطاء، فذكره.(6/601)
4852 - (ط) يحيى بن سعيد (1) : «أن رجلاً سلَّم على ابن عمر، [ص:602] فقال له: السلام عليك ورحمة الله وبركاته، والغادِياتُ والرائحاتُ، فقال له ابنُ عمر: وعليك ألفاً، ثم كأنه كره ذلك» . أخرجه الموطأ (2) .
__________
(1) في المطبوع: يحيى بن سعد، وهو خطأ.
(2) 2 / 962 في السلام، باب جامع السلام، وإسناده منقطع.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك الموطأ (1886) عن يحيى بن سعيد، فذكره.(6/601)
4853 - (د ت) عمران بن حصين - رضي الله عنه -: قال: «كنا عند رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فجاء رجل فسلَّم، فقال: السلام عليكم، فردَّ رسولُ الله- صلى الله عليه وسلم-، وقال: عشر، ثم جاء آخر، فقال: السلام عليكم ورحمة الله، فردَّ عليه رسولُ الله- صلى الله عليه وسلم- وقال: عشرون، ثم جاء آخر، فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فرد عليه رسولُ الله- صلى الله عليه وسلم- وقال: ثلاثون» . أخرجه أبو داود.
وأخرجه الترمذي، وليس في روايته: «فرد عليه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-» (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (5195) في الأدب، باب كيف السلام، والترمذي رقم (2690) في الاستئذان، باب ما ذكر في فضل السلام، وهو حديث حسن، حسنه الترمذي وغيره.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/439) والدارمي (2643) ، وأبو داود (5195) .والترمذي (2689) قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن والحسين بن محمد الجريري بلخي. والنسائي في عمل اليوم والليلة (337) قال: أخبرنا أبو داود.
أربعتهم - أحمد بن حنبل، والدارمي عبد الله بن عبد الرحمن، وأبو داود سليمان بن الأشعث، والحسين ابن محمد - عن محمد بن كثير، أخو سليمان بن كثير، قال: حدثنا جعفر بن سليمان، عن عوف، عن أبي رجاء، فذكره.
* وأخرجه أحمد (4/440) قال: حدثنا هوذة، عن عوف، عن أبي رجاء، مرسلا.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه.(6/602)
4854 - (د) معاذ بن أنس - رضي الله عنه -: بمعناه، وزاد: «ثم أَتَى آخرُ، فقال: السلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته ومغفرته، فردَّ عليه رسولُ الله- صلى الله عليه وسلم-، وقال: أربعون، ثم قال: هكذا تكون الفضائل» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (5196) في الأدب، باب كيف السلام، وإسناده ضعيف.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (5196) قال: حدثنا إسحاق بن سويد الرملي، قال: حدثنا ابن أبي مريم. قال: أظن أني سمعت نافع بن يزيد. قال: أخبرني أبو مرحوم، عن سهل بن معاذ بن أنس، فذكره.(6/602)
4855 - (د) أبو عبد الرحمن الفهري - رضي الله عنه -: قال: «شهدت مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- حُنَيْناً، فسِرْنا في يوم قائظ شديدِ الحرِّ، [ص:603] فنزلنا تحت ظل الشجر، فلما زالت الشمس لَبِستُ لأْمَتي، وركبت فرسي، وأتيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- وهو في فُسْطاطه، فقلت: السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته، فَردَّ عليَّ: عليك السلام، ورحمة الله وبركاته، قلت: حان الرَّواحُ، قال: أجَلْ، [ثم قال] : يا بلالُ، فثار من تحت سَمُرَة، كأن ظلَّه ظلُّ طائر، فقال بلال: لبَّيْك وسَعْدَيْك، وأنا فِداؤك، فقال: أسرجْ لي الفرسَ، قال: فأخرج سَرْجاً دَفَّتَاه من لِيف، ليس فيه أشَر ولا بَطَر، فركب وركبنا ... وساق الحديث» . هذا لفظ أبي داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(قائِظ) يوم قائظ: شديد الحر.
(حَان الرَوَاح) أي قرُب وقت الرَّحيل، والرَّوَاح: هو المسير بعد الزوال.
(فُسطاطه) الفُسطاط: خيمة كبيرة.
(أشر) الأشَر: البَطَر والكذب.
__________
(1) رقم (5233) في الأدب، باب في الرجل ينادي الرجل فيقول: لبيك، وفي سنده أبو همام عبد الله بن يسار وهو مجهول.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (5/286) قال: حدثنا بهز. وفي (5/286) قال: حدثنا عفان. والدارمي (2456) قال: حدثنا حجاج بن منهال وعفان. وأبو داود (5233) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل.
أربعتهم - بهز، وعفان، وحجاج بن منهال، وموسى بن إسماعيل - عن حماد بن سلمة. قال: أخبرنا يعلى بن عطاء، عن أبي همام عبد الله بن يسار، فذكره.(6/602)
4856 - (د) عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: أنه: «أتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- وهو في مَشْرُبَة له (1) ، فقال: السلام عليك يا رسولَ الله، السلام عليكم، أيدخل [ص:604] عمرُ؟» . أخرجه أبو داود (2) .
وهو طرف من حديث اعتزال النبي- صلى الله عليه وسلم- أزواجه، وهو مذكور بطوله في تفسير سورة التحريم من «كتاب تفسير القرآن» في حرف التاء، وقد أخرجه بطوله البخاري، ومسلم، والترمذي، وأخرج أبو داود منه هذا الطرف في باب السلام، فأوردناه هاهنا، ولم نُعْلم عليه غير علامته، وإن كان متفقاً عليه.
__________
(1) المشربة، بضم الشين وفتحها: الغرفة.
(2) رقم (5201) في الأدب، باب في الرجل يفارق الرجل ثم يلقاه أيسلم عليه، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (5201) قال: حدثنا عباس العنبري، قال: حدثنا أسود بن عامر، قال: حدثنا حسن بن صالح، عن أبيه، عن سلمة بن كهيل، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، فذكره.
وهو طرف من حديث طويل، قد تقدم.(6/603)
4857 - (د) غالب بن خُطَّاف البصري القطان: قال: «إِنا لجلوس بباب الحسن البصري، إِذ جاء رجل، فقال: حدَّثني أَبي عن جدي قال: بعثني أبي إِلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: ائْتِهِ فأقرئه السلام، قال: فأَتيته، فقلت: إِن أبي يُقرئك السلام، فقال: عليك وعلى أبيك السلام» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (5231) في الأدب، باب في الرجل يقول: فلان يقرئك السلام، وفي سنده مجاهيل.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (5231) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا إسماعيل، عن غالب قال: إنا لجلوس بباب الحسن إذ جاء رجل فقال: حدثني أبي، عن جدي، فذكره.(6/604)
4858 - (د ت) أبو تميمة الهجيمي طريف بن مجالد البصري: عن أبي جُرَي - جابر بن سُلَيم الهُجَيمي - قال: «أَتيت رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقلت: عليك السلام يا رسولَ الله، قال: لا تقل: عليك السلام، فإن عليك السلام: تحية الموتى، إِذا سلَّمت قل: سلام عليك، فيقول: الرادُّ: عليك السلام» .
وفي أُخرى عن أبي تميمة عن رجل من قومه قال: «طلبتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-، [ص:605] فلم أقْدِرْ عليه، فجلست، فإِذا نَفَر هو فيهم، ولا أعرفُه، وهو يُصْلِح بينهم، فلما فرغ قام معه بعضهم، فقالوا: يا رسولَ الله، فلما رأَيت ذلك، قلت: عليك السلام يا رسولَ الله، عليك السلام يا رسولَ الله، قال: إِن عليك السلام تحيةَ الميت، ثم أقبل عليَّ، فقال: إِذا لَقِيَ الرجلُ أخاه المسلم فليقل السلام عليك ورحمة الله وبركاته، ثم ردَّ عليَّ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-، فقال: عليك ورحمة الله، عليك ورحمة الله» .
وفي نسخة مثله، إِلا أنه قال فيه: «عليك السلام ورحمة الله - ثلاثاً- وقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: عليك السلام: تحيةُ الموتى - ثلاثاً - وقال في آخره: عليك ورحمة الله - ثلاثاً-» . أخرجه الترمذي.
وأخرج أبو داود الرواية الأولى في أول حديث طويل، وقد ذكرناه بطوله في موضعه، فيكون هذا القدر متفقاً بينهما، ولم يقل فيه: «فيقول: الرادُّ: عليك السلام» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(إن عليك السلام تحية الموتى) يوهم أن السُّنَّة في تحية الموتى أن يقال لهم: عليكم السلام، كما يفعله كثير من العامة، وقد ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم- أنه [ص:606] دخل المقبرة فقال: «السلام عليكم أهل دار قوم مؤمنين» فقدَّم السلام على ذكر المدعو له مثل تحية الأحياء، وإنما قال له ذلك، إشارة منه إلى ما جرت به العادة منه في تحية الأموات، إذ كانوا يُقَدِّمُون اسم الميت على الدعاء.
قال الشاعر:
عليك سلام الله قيس بن عاصم
وقال الآخر:
عليك سلام من أمير وباركت
فالسُّنَّة لا تختلف في تحية الأحياء والأموات، هذا في الخير، فأما في الشر: فقد جرت عادتهم بتقديم اسم المدعو عليه، فيقولون: عليه لعنة الله وعليه غضب الله، قال الله تعالى: {وإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتي إلى يَوْمِ الدِّين} [ص: 78] وفي السلام لغتان: سلام عليكم، والسلام عليكم، والألف واللام للتفخيم.
__________
(1) رواه الترمذي رقم (2722) و (2723) في الاستئذان، باب ما جاء في كراهية أن يقول: عليك السلام مبتدئاً، وأبو داود رقم (4084) في اللباس، باب ما جاء في إسبال الإزار، ورقم (5209) في الأدب، باب كراهية أن يقول: عليك السلام، وإسناده حسن، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، ورواه أيضاً أحمد في " المسند "، وابن حبان في " صحيحه "، والحاكم وصححه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (5/63) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا حماد بن سلمة، قال: حدثنا يونس، قال: حدثنا عبيدة الهجيمي. وأبو داود (4075) قال: حدثنا عبيد الله بن محمد القرشي، قال: حدثنا حماد بن سلمة، قال: أخبرنا يونس بن عبيد، عن عبيدة أبي خداش. وفي (4084) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى، عن أبي غفار. وفي (5209) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو خالد الأحمر، عن أبي غفار. والترمذي (2722) قال: حدثنا الحسن بن علي الخلال، قال: حدثنا أبوأسامة، عن أبي غفار المثنى بن سعيدالطائي. والنسائي في «عمل اليوم والليلة» (317) قال: أخبرني إبراهيم بن يعقوب، قال: حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث. قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا الجريري، عن أبي السليل. وفي (318) قال: أخبرني عمران بن يزيد، قال: حدثنا عيسى - يعني ابن يونس - قال: حدثنا المثنى بن عفان - وهو ابن سعيد الطائي أبو غفار.
ثلاثتهم - عبيدة الهجيمي، وأبو غفار، وأبو السليل - عن أبي تميمة الهجيمي، فذكره.
* وأخرجه أحمد (5/64) قال: حدثنا عفان، قال: حدثناه وهيب. والترمذي (2721) قال: حدثنا سويد، قال: أخبرنا عبد الله. والنسائي في «عمل اليوم والليلة» (319) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله ابن بزيع، قال: حدثنا يزيد. وفي الكبرى «تحفة الأشراف» (2124) . وفي عمل اليوم والليلة (320) عن ابن بشار، عن الثقفي.
أربعتهم - وهيب، وعبد الله، ويزيد، والثقفي - عن خالد الحذاء، عن أبي تميمة، عن رجل من بلهجيم. قال: قلت: يا رسول الله إلام تدعو؟.. فذكره.
* وأخرجه البخاري في «الأدب المفرد» (1182) قال: حدثنا عبد الله بن محمد، قال: حدثنا وهب بن جرير. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (2124) عن ابن بشار، عن حماد بن مسعدة، وأبي عامر العقدي.
ثلاثتهم - وهب، وحماد، وأبو عامر - عن قرة بن خالد، قال: حدثني قرة بن موسى الهجيمي، عن سليم بن جابر الهجيمي.
* وجاء في «تحفة الأشراف» (2124) أخرجه النسائي في الكبرى: عن عمرو بن علي، عن عبد العزيز ابن عبد الصمد، عن يونس بن عبيد، عن عبيدة الهجيمي، عن جابر بن سليم. «ليس فيه أبو تميمة» . وعن إسماعيل بن مسعود، عن خالد بن الحارث، عن قرة بن خالد، عن قرة بن موسى، قال: حدثنا مشيختنا، عن سليم بن جبير. وعن أحمد بن عثمان بن حكيم، عن خالد بن مخلد، عن عبد الملك بن الحسن، قال: سمعت سهم بن معتمر، يحدث عن الهجيمي، ولم يسمه.
الروايات مطولة ومختصرة.(6/604)
4859 - (ط) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: «أنه سمع عمر وقد سلَّم عليه رجل، فقال: السلام عليك، فردَّ السلام، ثم قال عمر: كيف أنت؟ قال الرجل: أَحمد الله إِليك، قال عمر: ذاك الذي أردتُّ منك» .
أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 2 / 961 في السلام، باب جامع السلام، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: أخرجه مالك «الموطأ» (1858) عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، فذكره.(6/606)
4860 - (ت) عكرمة بن أبي جهل - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يوم جئتُ: «مَرْحَباً بالرَّاكب المهاجر» . أخرجه الترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(مرحباً) : أي وجدت رَحْباً، وهو السَّعة.
__________
(1) رقم (2736) في الاستئذان، باب ما جاء في مرحباً، وفي سنده موسى بن مسعود الهذلي، وهو صدوق سيء الحفظ، وكان يصحف، ولكن للحديث شواهد بمعناه يقوى بها، انظر " الفتح " 10 / 464.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (2735) قال: حدثنا عبد بن حميد، وغير واحد، قالوا: حدثنا موسى بن مسعود أبو حذيفة، عن سفيان، عن أبي إسحاق عن مصعب بن سعد، فذكره.
(*) قال الترمذي: هذا حديث ليس إسناده بصحيح، لا نعرفه مثل هذا إلا من هذا الوجه من حديث موسى ابن مسعود، عن سفيان. وموسى بن مسعود ضعيف في الحديث.
وروى هذا الحديث عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، عن أبي إسحاق مرسلا، ولم يذكر فيه «مصعب بن سعد» وهذا أصح.(6/607)
4861 - (خ ت) أَنس بن مالك - رضي الله عنه -: «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان إِذا سلَّم: سلَّم ثلاثاً، وإِذا تكلَّم بكلمة: أعادها ثلاثاً، حتى تُفْهَم عنه» . أخرجه البخاري، والترمذي (1) .
__________
(1) رواه البخاري 11 / 22 في الاستئذان، باب التسليم والاستئذان ثلاثاً، وفي العلم، باب من أعاد الحديث ثلاثاً، والترمذي رقم (2724) في الاستئذان، باب ما جاء في كراهية أن يقول: عليك السلام.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (3/213) ، والبخاري (1/34 و 35) قال: حدثنا عبدة بن عبد الله. وفي (8/67) . والترمذي (2723) قال البخاري والترمذي: حدثنا إسحاق بن منصور.
ثلاثتهم - أحمد بن حنبل، وعبدة، وإسحاق - عن عبد الصمد بن عبد الوارث.
2 - وأخرجه أحمد (3/221) قال: حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم.
3 - وأخرجه الترمذي (3640) وفي الشمائل (224) قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا أبو قتيبة سلم بن قتيبة.
ثلاثتهم - عبد الصمد، وأبو سعيد، وأبو قتيبة - عن عبد الله بن المثنى، عن ثمامة، فذكره.(6/607)
الفرع الرابع: في تحية الجاهلية، والإشارة بالرأس واليد
4862 - (د) عمران بن حصين - رضي الله عنه -: قال: «كنا نقول في الجاهلية: أنْعَمَ اللهُ بك عَيْناً، وأَنْعِمْ صباحاً، فلما كان الإِسلام نُهينا عن ذلك» . أخرجه أَبو داود. [ص:608]
قال أبو داود: قال معمر: «يكره أن يقول الرجل: أنعم بك عيناً، ولا بأس أن يقول: أنعم الله عينك» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أنعَمَ الله بك عَيْناً، وأنْعِمْ صباحاً) : أي أقر الله بك عين من يحبك، وإذا أقر الله به عين من يحبه، فقد دعا له بما يسره، ويقولون: «أنعم صباحاً» ، أي ليكن صباحك ناعماً طيباً سهلاً، فنهوا عنه، إذ كان من شعار الجاهلية، لأنه مذموم في نفسه، وعُوِّضُوا عن ذلك بتحية الإسلام: سلام عليكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
__________
(1) رقم (5227) في الأدب، باب في الرجل يقول: أنعم الله بك عيناً، من حديث قتادة عن عمران ابن حصين، وإسناده منقطع، فإن قتادة لم يسمع من عمران.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (5227) قال: حدثنا سلمة بن شبيب، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة، أو غيره، فذكره.(6/607)
4863 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال: «سمعتُ رجلاً يقول لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-: يا رسولَ الله، الرجلُ منا يلقى أَخاه أو صديقه، أينحَني له؟ قال: لا، قال: أفيلتزمه ويقبِّله؟ قال: لا، قال: أَيأخذ بيده ويصافحه؟ قال: نعم» . أخرجه الترمذي (1) .
زاد رزين بعد قوله: «ويقبِّله» : «قال: لا، إِلا أن يأتيَ من سفر» .
__________
(1) رقم (2729) في الاستئذان، باب ما جاء في المصافحة، وقال الترمذي: هذا حديث حسن، وهو كما قال.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/198) قال: حدثنا مروان بن معاوية. وعبد بن حميد (1217) قال: حدثني حسين بن علي الجعفي، عن فضيل بن عياض، عن هشام. وابن ماجة (3702) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا وكيع، عن جرير بن حازم. والترمذي (2728) قال: حدثنا سويد، قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك.
أربعتهم - مروان، وهشام، وجرير، وابن المبارك - عن حنظلة، فذكره.
قال مروان في روايته: حدثنا حنظلة بن عبد الله، وقال هشام: عن حنظلة السدوسي، وقال جرير: عن حنظلة بن عبد الرحمن السدوسي، وقال ابن المبارك: أخبرنا حنظلة بن عبيد الله.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن.(6/608)
4864 - (ت) عمرو بن شعيب - رحمه الله -: عن أَبيه عن جده قال: [ص:609] قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «ليس مِنا مَن تَشبَّه بغيرنا، لا تَشَبَّهُوا بأهل الكتاب فإن تسليمَهم الإِشارةُ بالأصابع والأكُفِّ» .
وفي رواية: «ليس منا من تشبه بغيرنا، لا تشبَّهوا باليهود ولا بالنصارى فإِن تسليمَ اليهود: الإِشارةُ بالأصابع، وتسليمَ النصارى: الإِشارةُ بالأكفِّ» .
أخرج الثانية الترمذي (1) ، والأولى ذكرها رزين.
__________
(1) رقم (2696) في الاستئذان، باب ما جاء في كراهية إشارة اليد بالسلام، وفي سنده ابن لهيعة، وهو ضعيف، وقال الحافظ في " الفتح " 11 / 12 في الاستئذان بعد ذكر هذا الحديث: في سنده ضعف، لكن أخرج النسائي بسند جيد عن جابر رفعه: " لا تسلموا تسليم اليهود، فإن تسليمهم بالرؤوس والأكف والإشارة ".
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (2695) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا ابن لهيعة، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث إسناده ضعيف، وروى ابن المبارك هذا الحديث عن ابن لهيعة، فلم يرفعه.(6/608)
4865 - (ت) ابن كنانة بن عباس بن مرداس السلمي: عن أبيه عن جده قال: «ضحك رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال له أبو بكر - أو عمر -: أضحك الله سِنَّك ... وساق الحديث» . أخرجه أبو داود، ولم يذكر (وساق الحديث) (1) .
__________
(1) رقم (5234) في الأدب، باب في الرجل يقول للرجل: أضحك الله سنك، وإسناده ضعيف.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (5234) قال: حدثنا عيسى بن إبراهيم البركي، وسمعته من أبي الوليد الطيالسي، وأنا لحديث عيسى أضبط. وابن ماجة (3013) قال: حدثنا أيوب بن محمد الهاشمي. وعبد الله بن أحمد (4/14) قال: حدثني إبراهيم بن الحجاج الناجي.
أربعتهم - عيسى، وأبو الوليد، وأيوب، وإبراهيم - قالوا: حدثنا عبد القاهر بن السري السلمي، عن ابن كنانة، عن كنانة، فذكره.
في رواية ابن ماجة - عبد الله بن كنانة.(6/609)
الفرع الخامس: في السلام على أهل الذمة
4866 - (خ م ط د ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «إِذا سلَّم عليكم اليهودُ، فإِنما يقول أحدهم: السَّام عليك، فقل: وعليك» . أخرجه الجماعة إِلا النسائي (1) . [ص:610]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(السَّام) : الموت، قال الخطابي: عامة المحدثين يروون هذا الحديث: «إذا سَلَّم عليكم أهل الكتاب، فإنما يقولون: السَّام عليكم، فقولوا: وعليكم» فيثبتون الواو في «عليكم» وكان سفيان بن عيينة يرويه بغير واو، قال: وهو الصواب، لأنه إذا حذف الواو: صار قولهم الذي قالوه بعينه مردوداً عليهم خاصة، وإذا أثبت الواو: وقع الاشتراك معهم والدخول فيما قالوه، لأن الواو تجمع بين الشيئين.
__________
(1) رواه البخاري 11 / 36 في الاستئذان، باب كيف الرد على أهل الذمة، وفي استتابة المرتدين، باب إذا عرض الذمي وغيره بسب النبي صلى الله عليه وسلم، ومسلم رقم (2164) في السلام، باب النهي عن ابتداء أهل الكتاب بالسلام وكيف يرد عليهم، والموطأ 2 / 960 في السلام، باب ما جاء في السلام على اليهودي والنصراني، وأبو داود رقم (5206) في الأدب، باب في السلام على أهل الذمة، والترمذي رقم (1603) في السير، باب ما جاء في التسليم على أهل الكتاب.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مالك «الموطأ» صفحة (595) . والحميدي (656) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (2/9) (4563) قال: حدثنا سفيان. وفي (2/19) (4698) قال: حدثنا يحيى، عن سفيان. وفي (4699) قال: حدثنا يحيى، عن مالك. وفي (2/58) (5221) قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا سفيان. (ح) وعبد الرحمن، عن سفيان. وفي (2/113) (5938) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا سفيان. والدارمي (2638) قال: أخبرنا خالد بن مخلد، قال: حدثنا مالك. والبخاري (8/71) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: أخبرنا مالك. وفي (9/20) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن سفيان ومالك بن أنس. وفي «الأدب المفرد» (1106) قال: حدثنا إسماعيل، قال: حدثني مالك. ومسلم (7/4) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، ويحيى بن أيوب، وقتيبة، وابن حجر. قال يحيي بن يحيى: أخبرنا، وقال الآخرون: حدثنا إسماعيل - وهو ابن جعفر. (ح) وحدثني زهير بن حرب، قال: حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان. وأبو داود (5206) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة، قال: حدثنا عبد العزيز - يعني ابن مسلم. والترمذي (1603) قال: حدثنا علي بن حجر. قال: أخبرنا إسماعيل بن جعفر. والنسائي في عمل اليوم والليلة (378) قال: أخبرنا علي بن حجر، عن إسماعيل. وفي (379) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، والحارث بن مسكين، قراءة عليه، عن سفيان. وفي (380) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا سفيان.
خمستهم - مالك، وسفيان بن عيينة، وسفيان الثوري، وإسماعيل بن جعفر، وعبد العزيز بن مسلم - عن عبد الله بن دينار، فذكره.(6/609)
4867 - (خ م د ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «إِذا سلَّم عليكم أهل الكتاب، فقولوا: وعليكم» . أخرجه البخاري ومسلم.
وفي رواية لمسلم وأبي داود: «أن أصحاب النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- قالوا للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم-: إِن أهلَ الكتاب يُسلِّمون علينا فكيف نَرُدُّ عليهم؟ قال: قولوا: وعليكم» .
وفي رواية للبخاري قال: «مرَّ يهوديّ برسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: السَّامُ عليك، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: وعليك، ثم قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: أتدرون ماذا قال هذا؟ قال: السَّامُ عليك، قالوا: يا رسولَ الله، ألا نقتُله؟ قال: لا، إِذا سلَّم عليكم أهل الكتاب فقولوا: وعليكم» .
وفي رواية الترمذي: «أن يهودياً أتى على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- وأصحابه، فقال: السَّامُ عليكم، فردَّ عليه القوم، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: هل تدرون [ص:611] ما قال [هذا] ؟ قالوا: الله ورسولُهُ أعلم، سلَّم يا رسولَ الله، قال: ولكنه قال: كذا وكذا، رُدُّوه عليَّ، فردُّوه، فقال: قلتَ: السَّامُ عليكم؟ قال: نعم، قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عند ذلك: إِذا سلَّم عليكم أحد من أهل الكتاب فقولوا: عليك ما قلت، قال: {وَإِذَا جَاؤوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللهُ} [المجادلة: 8] » (1) .
__________
(1) رواه البخاري 11 / 36 في الاستئذان، باب كيف يرد على أهل الذمة السلام، ومسلم رقم (2163) في السلام، باب النهي عن ابتداء أهل الكتاب بالسلام وكيف يرد عليهم، وأبو داود رقم (5207) في الأدب، باب في السلام على أهل الذمة، والترمذي رقم (3296) في التفسير، باب ومن سورة المجادلة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (3/99) . والبخاري (8/71) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة.
ومسلم (7/3) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. (ح) وحدثني إسماعيل بن سالم.
أربعتهم - أحمد بن حنبل، وعثمان، ويحيى، وإسماعيل - عن هشيم، قال: أنبأنا عبيد الله بن أبي بكر، فذكره.
- ورواية مسلم وأبي داود:
أخرجها أحمد (3/115 و 273) قال: حدثنا يحيى، ومحمد بن جعفر، وحجاج. وفي (3/202) قال: حدثنا يزيد، ومحمد بن جعفر. وفي (3/222) قال: حدثنا هاشم. وفي (3/277) قال: حدثنا يزيد بن هارون. وفي (3/290) قال: حدثنا بهز. ومسلم (7/4) قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ، قال: حدثنا أبي. (ح) وحدثني يحيى بن حبيب، قال: حدثنا خالد بن الحارث. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى، وابن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر. وأبو داود (5207) قال: حدثنا عمرو بن مرزوق. والنسائي في عمل اليوم والليلة (386) قال: أخبرنا علي بن خشرم، قال: أخبرنا عيسى بن يونس. وفي (387) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا خالد.
عشرتهم - يحيى، وابن جعفر، وحجاج، ويزيد، وهاشم، وبهز، ومعاذ، وخالد، وعمرو، وعيسى- عن شعبة، عن قتادة، فذكره.
- ورواية البخاري:
أخرجها أحمد (3/210) قال: حدثنا سليمان بن داود. وفي (3/218) قال: حدثنا روح. والبخاري (9/20) قال: حدثنا محمد بن مقاتل، قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك. والنسائي في عمل اليوم والليلة (385) قال: أخبرنا زيد بن أخزم. قال: حدثنا أبو داود - سليمان.
ثلاثتهم - سليمان، وروح، وابن المبارك - عن شعبة، عن هشام بن زيد، فذكره.
- ورواية الترمذي:
1 - أخرجها أحمد (3/140) قال: حدثنا محمد بن بشر. وفي (3/214) قال: حدثنا عبد الله بن بكر. وفي (3/234) قال: حدثنا عبد الوهاب. وابن ماجة (3697) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبدة بن سليمان، ومحمد بن بشر.
أربعتهم - ابن بشر، وابن بكر، وعبد الوهاب، وعبدة - عن سعيد بن أبي عروبة.
2 - وأخرجه أحمد (3/144) قال: حدثنا يونس. وفي (3/262) قال: حدثنا سويد بن عمرو الكلبي. كلاهما - يونس، وسويد - عن أبان بن يزيد العطار.
3 - وأخرجه أحمد (3/192) قال: حدثنا بهز وعفان. وفي (3/289) قال: حدثنا بهز. والبخاري في «الأدب المفرد» (1105) قال: حدثنا عمرو بن عاصم.
ثلاثتهم - بهز، وعفان، وعمرو - عن همام بن يحيى.
4 - وأخرجه الترمذي (3301) قال: حدثنا عبد بن حميد، قال: حدثنا يونس بن محمد، عن شيبان بن عبد الرحمن.
أربعتهم - سعيد، وأبان، وهمام، وشيبان - عن قتادة، فذكره.(6/610)
4868 - (خ م ت) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «دخل رهط من اليَهود على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقالوا: السَّام عليك، قالت عائشة: ففهمتُها، فقلت: عليكم السَّام واللعنةُ، قالت: فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: مهلاً يا عائشةِ إن الله يحب الرِّفْقَ في الأَمر كلِّه، فقلت: يا رسولَ الله، ألم تسمع ما قالوا؟ قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: قد قلتُ: وعليكم» .
وفي رواية بنحوه، وفيه «إن الله رفيق يُحبُّ الرِّفْق في الأمر كلِّه» .
وفي رواية: قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «قد قلت: عليكم» ولم يذكر الواو. أخرجه البخاري ومسلم.
وللبخاري «أن اليهود أتَوا النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-، فقالوا: السَّام عليك، فقال: [ص:612] وعليكم، فقالت عائشة: السَّامُ عليكم، ولعنكم الله، وغضب عليكم، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: يا عائشةُ عليك بالرفق، وإيَّاكِ والعُنْفَ والفُحشَ، قالت: أوَ لَمْ تسمع ما قالوا؟ قال: أوَ لَم تسمعي ما قلْتُ؟ رَدَدْتُ عليهم، فَيُستجابُ لي فيهم، ولا يستجاب [لهم] فيَّ» .
ولمسلم قال: «أتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- ناس من اليهود، فقالوا: السَّامُ عليك يا أبا القاسم، قال: وعليكم، قالت عائشة: بل عليكم السَّامُ والذَّامُ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: يا عائشةُ، لا تكوني فاحِشة، فقالت: أما سمعتَ ما قالوا؟ فقال: أوَ لَيس قد رَدَدْتُ عليهم الذي قالوا؟ قُلْتُ: وعليكم»
وفي أخرى نحوه، عير أنه قال: «فَفَطِنَت بهم عائشة، فَسَبَّتهم فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: مَهْ يا عائشة، فإن الله لا يُحب الفُحشَ ولا التَّفَحُّشَ» .
وزاد: فأنزل الله عز وجل: {وإذا جاؤوكَ حَيَّوْكَ بما لم يُحَيِّكَ به اللَّهُ} وأخرج الترمذي الأولى (1) . [ص:613]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(العُنْفُ) بضم العين، ضد الرِّفق واللين.
(الفُحش) : الرديء من القول والمتَفَحِّش: الذي يتكلَّف الفُحْش ويتعمَّده.
__________
(1) رواه البخاري 11 / 35 في الاستئذان، باب كيف يرد على أهل الذمة السلام، وفي الجهاد، باب الدعاء على المشركين بالهزيمة والزلزلة، وفي الأدب، باب الرفق في الأمر كله، وباب لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم فاحشاً ولا متفحشاً، وفي الدعوات، باب الدعاء على المشركين، وباب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " يستجاب لنا في اليهود ولا يستجاب لهم فينا "، وفي استتابة المرتدين، باب إذا عرض الذمي وغيره بسبب النبي صلى الله عليه وسلم ولم يصرح، ومسلم رقم (2165) في السلام، باب النهي عن ابتداء أهل الكتاب بالسلام وكيف يرد عليهم، والترمذي رقم (2702) في الاستئذان، باب ما جاء في التسليم على أهل الذمة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه الحميدي (248) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (6/37) قال: حدثنا سفيان. وفي (6/85) قال: حدثنا محمد بن مصعب. قال: حدثنا الأوزاعي. وفي (6/199) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا مَعْمر. وعبد بن حميد (1471) ، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، والبخاري (8/14) ، وفي الأدب المفرد (462) قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله. قال: حدثنا إبراهيم بن سعد، عن صالح. وفي (8/70) قال: حدثنا أبو اليمان. قال: أخبرنا شعيب، وفي (8/104) قال: حدثنا عبد الله بن محمد. قال: حدثنا هشام. قال: أخبرنا مَعْمر. وفي (9/20) قال: حدثنا أبو نُعيم، عن ابن عُيينة، ومسلم (7/4) قال: حدثني عمرو الناقد وزهير بن حرب. قالا: حدثنا سفيان بن عُيينة.
(ح) وحدثناه حسن بن علي الحُلْواني، وعبد بن حميد. جميعا عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد. قال: حدثنا أبي، عن صالح. (ح) وحدثنا عبد بن حميد، قال: أخبرنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر. وابن ماجة (3689) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا محمد بن مصعب، عن الأوزاعي.
(ح) وحدثنا هشام بن عمار، وعبد الرحمن بن إبراهيم. قالا: حدثنا الوليد بن مسلم. قال: حدثنا الأوزاعي، والترمذي (2701) قال: حدثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي، قال: حدثنا سفيان بن عيينة. والنسائي في عمل اليوم والليلة (381) قال: أخبرنا سعيد بن عبد الرحمن، قال: حدثنا سفيان، وفي (382) قال: أخبرنا عُبيد الله بن سعد بن إبراهيم بن سعد. قال: حدثنا عمي. قال: أخبرنا عن صالح، وفي (383) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر، وفي (384) قال: أخبرني عمران بن بكار. قال: حدثنا أبو اليمان. قال: أخبرنا شعيب.
خمستهم - سفيان بن عيينة، والأوزاعي، ومعمر، وصالح بن كيسان، وشعيب بن أبي حمزة- عن ابن شهاب الزهري، عن عروة بن الزبير، فذكره.
(*) رواية سفيان الثانية، عند أحمد (6/37) ، ورواية الأوزاعي، مختصرة على: «إنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجلَّ يُحبُّ الرِّفْقَ في الأمر كله» .
وعن مسروق عن عائشة قالت: «أَتى النبي -صلى الله عليه وسلم- أناس من اليهود، فقالوا: السَّامُ عليك يا أبا القاسم. قال: وعليكم. قالت عائشة: قُلتُ: بل عليكم السام والذَّامُ. فقال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: يا عائشة، لا تكوني فاحشة. فقالت: ما سمعت ما قالوا؟ فقال: أوَ ليس قد رددت عليهم الذي قالوا؟ قلت: وعليكم» .
زاد في رواية ابن نُمير ويَعلى بن عبيد: «ففطنت بهم عائشة فسبتهم. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مَه يا عائشة. فإن الله لا يحب الفحش والتفحش. وزادا: فأنزل الله عز وجل: {وإذا جاءوك حيوك بما لم يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ} إلى آخر الآية» .
أخرجه أحمد (6/229) قال: حدثنا أبو معاوية، وابن نُمير. ومسلم (7/4و 5) قال: حدثنا أبو كريب. قال: حدثنا أبو معاوية. (ح) وحدثناه إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا يعلى بن عبيد. وابن ماجة (3698) قال: حدثنا أبو بكر. قال: حدثنا أبو معاوية. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (12/17641) عن يوسف ابن عيسى، عن الفضل بن موسى.
أربعتهم - أبو معاوية الضرير، وعبد الله بن نُمير، ويَعلى بن عبيد، والفضل بن موسى- عن الأعمش، عن مسلم أبي الضحى، عن مسروق، فذكره.
وعن ابن أبي مُلَيْكة، عن عائشة -رضي الله عنها:
«أن اليهود دخلوا على النبي -صلى الله عليه وسلم- فقالوا: السام عليك. فلعنتهم. فقال: ما لك؟ قلت: أوَلَمْ تسمعْ ما قالوا؟ قال: فلم تسمعي ما قُلتُ: وعليكم» .
وفي رواية: « ... فقالت عائشة: عليكم ولعنكم الله وغضب الله عليكم. قال: مهلا يا عائشة، عليك بالرفق، وإياك والعنف والفحش. قالت: أولم تسمع ما قالوا؟ قال: أولم تسمعي ما قلت؟ رددت عليهم، فَيُستجاب لي فيهم، ولا يستجاب لهم في» .
أخرجه البخاري (4/53) قال: حدثنا سليمان بن حرب، قال: حدثنا حماد. وفي (8/54) ، وفي الأدب المفرد (311) قال: حدثنا محمد بن سلام. قال: أخبرنا عبد الوهاب، وفي (8/106) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا عبد الوهاب.
كلاهما - حماد بن يزيد.، وعبد الوهاب الثقفي - عن أيوب، عن ابن أبي مليكه، فذكره
وعن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، وعن عائشة قالت:
«دخل ناس من اليهود على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقالوا: السام عليك. فقال: عليكم. فقالت عائشة: عليكم لعنة الله ولعنة اللاعنين، قالوا: ما كان أبوك فحاشا. فلما خرجوا قال لها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما حملك على ما صنعت؟ قالت: أما سمعت ما قالوا؟ قال: فما رأيتيني قلت عليكم، إنه يصيبهم ما أقول لهم ولا يُصيبني ما قالوا لي» .
أخرجه أحمد (6/116) قال: حدثنا يحيى بن أبي بكير، قال: حدثنا زهير بن محمد، عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن أبيه، فذكره.
وعن محمد بن الأشعث، عن عائشة قالت:
«بينا أنا عند النبي -صلى الله عليه وسلم- إذ استأذن رجل من اليهود، فأذن له، فقال: السام عليك. فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: وعليك. قالت: فهممت أن أتكلم. قالت: ثم دخل الثانية، فقال مثل ذلك. فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: وعليك. قالت: ثم دخل الثالثة. فقال: السام عليك. قالت: فقلت: بل السام عليكم وغضب الله، إخوان القردة والخنازير، أتحيون رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بما لم يحيه به الله. قالت: فنظر إليَّ. فقال: مه، إن الله لا يحب الفحش ولا التفحش، قالوا قولا فرددناه عليهم، فلم يضرنا شيئا، ولزمهم إلى يوم القيامة، إنهم لا يحسدونا على شيء كما يحسدونا على يوم الجمعة، التي هدانا الله لها، وضلوا عنها، وعلى القبلة التي هدانا الله لها، وضلوا عنها، وعلى قولنا خلف الإمام: آمين» .
أخرجه أحمد (6/134) قال: حدثنا علي بن عاصم، عن حصين بن عبد الرحمن، عن عمر بن قيس، عن محمد بن الأشعث، فذكره.
وعن أبي صالح، عن عائشة قالت:
«دخل يهودي على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: السام عليك يا محمد. فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: وعليك. فقالت عائشة: فهممت أن أتكلم. فعلمت كراهية النبي -صلى الله عليه وسلم- لذلك، فسكت. ثم دخل آخر، فقال: السام عليك. فقال: عليك. فهممت أن أتكلم، فعلمت كراهية النبي -صلى الله عليه وسلم- لذلك، ثم دخل الثالث، فقال: السامُ عليك. فلم أصبر حتى قلت: وعليك السام وغضب الله ولعنته، إخوان القردة والخنازير، أتحيون رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بما لم يحيه به الله، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إن الله لا يحب الفحش ولا التفحش، قالوا قولا فرددنا عليهم، إن اليهود قوم حُسَّد، وهم لا يحسدونا على شيء كما يحسدونا على السلام، وعلى آمين» .
أخرجه ابن خزيمة (574و 1585) قال: حدثنا أبو بشر الواسطي، قال: حدثنا خالد، يعني ابن عبد الله، عن سهيل، وهو ابن أبي صالح، عن أبيه، فذكره.(6/611)
4869 - (م) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما- أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-: سلَّم عليه ناس من يهود، فقالوا: السَّامُ عليكَ يا أبا القاسم، فقال: «وعليكم» فقالت عائشة وغَضِبَت: ألم تسمع ما قالوا؟ قال: «بلى، قد سمعْتُ، فَرَدَدْتُ عليهم، وإنا نُجَابُ عليهم، ولا يُجَابُون علينا» . أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (2166) في السلام، باب النهي عن ابتداء أهل الكتاب بالسلام وكيف يرد عليهم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (3/383) قال: حدثنا روح. والبخاري في الأدب المفرد (1110) قال: حدثنا محمد بن سلام، قال: أخبرنا مخلد، ومسلم (7/5) قال: حدثني هارون بن عبد الله، وحجاج بن الشاعر، قالا: حدثنا حجاج بن محمد.
ثلاثتهم - روح، ومخلد، وحجاج بن محمد- عن ابن جريج، قال: أخبرني أبو الزبير، فذكره.(6/613)
4870 - (م د ت) أبو هريرة - رضي الله عنه- أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تَبْدَؤوا اليهودَ ولا النصارى بالسلام، وإذا لقيتم أحدَهم في طريق فاضطرُّوه إلى أضْيَقه» .
وفي رواية «فإذا لقيتم أهلَ الكتاب» وفي أخرى «اليهودَ» .
وفي أخرى «فإذا لقيتموهم» ولم يُسَمِّ أحداً من المشركين.
أخرجه مسلم، وأخرج الترمذي الأولى.
وفي رواية أبي داود: قال سهيل بن أبي صالح: «خرجت مع أبي إلى [ص:614] الشام، فجعلوا يَمُرُّون بصوامِعَ فيها نصارى، فيُسلِّمُون عليهم، فقال أبي: لا تَبْدَؤوهم بالسلام، فإن أبا هريرة حدَّثنا عن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: لا تبدؤوهم بالسلام، وإذا لقيتموهم في الطريق، فاضطَرُّوهم إلى أضَيق الطريق» (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (2167) في السلام، باب النهي عن ابتداء أهل الكتاب بالسلام وكيف يرد عليهم، والترمذي رقم (2701) في الاستئذان، باب ما جاء في التسليم على أهل الذمة، وأبو داود رقم (5205) في الأدب، باب في السلام على أهل الذمة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/263) قال: حدثنا أبو كامل، قال: حدثنا زهير، وفي (2/266) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر، وفي (2/346) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا شعبة، وفي (2/444) قال: حدثنا وكيع، وأبو نعيم، وهو الفضل بن دكين، قالا: حدثنا سفيان. وفي (2/459) قال: حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا شعبة، وفي (2/525) قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا سفيان، والبخاري في الأدب المفرد (1103) قال: حدثنا موسى، قال: حدثنا وهيب، وفي (1111) قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا سفيان، ومسلم (7/5) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا عبد العزيز، يعني الدراوردي، (ح) وحدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب. قالا: حدثنا وكيع، عن سفيان. (ح) وحدثني زهير بن حرب، قال: حدثنا جرير، وأبو داود (5205) قال: حدثنا حفص بن عمر، قال: حدثنا شعبة، والترمذي (1602و 2700) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد.
سبعتهم - زهير، ومعمر، وشعبة، وسفيان، ووهيب، وعبد العزيز بن محمد الدراوردي، وجرير- عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، فذكره.(6/613)
4871 - (خ م ت) أسامة بن زيد - رضي الله عنهما- «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- مَرَّ بمجلس فيه أخلاط من اليهود والمسلمين، فسلَّم عليهم» (1) .
هذا طرف من حديث طويل قد أخرجه البخاري ومسلم، وهو مذكور في «كتاب اللواحق» من آخر الكتاب.
وقد أخرج الترمذي منه هذا الطرف في السلام لحاجته إليه.
__________
(1) رقم (2703) في الاستئذان، باب ما جاء في السلام على مجلس فيه المسلمون وغيرهم، وإسناده صحيح، وأخرجه البخاري ومسلم وغيرهما.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (5/203) قال: حدثنا عبد الرزاق، والبخاري (8/69) قال: حدثنا إبراهيم بن موسى، قال: أخبرنا هشام، ومسلم (5/182) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، ومحمد بن رافع، وعبد بن حميد، قالوا: حدثنا عبد الرزاق، والترمذي (2702) مختصرا، قال: حدثنا يحيى بن موسى، قال: حدثنا عبد الرزاق، كلاهما - عبد الرزاق، وهشام- عن معمر.
2 - وأخرجه أحمد (5/203) قال: حدثنا حجاج، والبخاري (7/153) قال: حدثني ابن بكير، وفي الأدب المفرد (846) قال: حدثنا عبد الله بن صالح، ومسلم (5/183) قال: حدثني محمد بن رافع، قال: حدثنا حجين بن المثنى.
أربعتهم - حجاج، ويحيى، وعبد الله، وحجين- عن الليث بن سعد، عن عقيل.
3- وأخرجه أحمد (5/203) ، والبخاري (6/49و 8/56) وفي الأدب المفرد (1108) ، قال أحمد والبخاري: حدثنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب.
4 - وأخرجه البخاري (4/،67 7/217) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا أبو صفوان، عن يونس ابن يزيد. مختصرا.
5 - وأخرجه البخاري (8/56) قال: حدثنا إسماعيل، قال: حدثني أخي، عن سليمان، عن محمد بن أبي عتيق.
6 - وأخرجه النسائي في الكبرى «تحفة 105» عن هشام بن عمار، عن الوليد، عن سعيد بن عبد العزيز.
ستتهم - معمر، وعقيل، وشعيب، ويونس، وابن أبي عتيق، وسعيد- عن الزهري، عن عروة، فذكره.(6/614)
الفرع السادس: في السلام على من يبول أو يتغوط أو من ليس على طهارة
4872 - (م ت د س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما- «أن رجلاً مَرَّ ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يَبُول، فسلَّم عليه، فلم يرُدَّ عليه» . [ص:615]
أخرجه مسلم والترمذي وأبو داود والنسائي، وزاد «السلام» .
وقال الترمذي: إنما يكره هذا إذا كان على الغائط والبول.
وفي رواية أبي داود قال نافع: «انطلقتُ معَ ابنِ عمرَ في حاجة [إلى ابن عباس] ، فقضى ابنُ عمر حاجتَهُ، وكان من حديثه يومئذ، أن قال: مَرَّ رجل في سِكَّة من السِّكك، فَلَقِي رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- وقد خرج من غائِط - أو بول - فسلَّم عليه الرجل، فلم يَرُدَّ عليه، حتى إذا كادَ الرجلُ أنْ يتَوَارَى في السِّكَّةِ، ضربَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بيديه على حائط، ومسح بهما وجهه، ثم ضرب ضربة أخرى فمسح ذراعيه، ثم رَدَّ عليه السلام، وقال: لم يمنعْني أن أرُدَّ عليكَ السلام أولاً، إلا أني لم أكُنْ على طُهْر» (1) .
وفي أخرى له قال: أقبل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- من الغائط فَلقِيَه رجُل عند بئر جَمَل، فَسلَّم عليه، [فلم يَرُدَّ عليه] رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، حتى أقبل على الحائط فوضع يده على الحائط، ثم مسح وجهه ويديه، ثم رَدَّ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- على الرجل السلامَ (2) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (330) من حديث محمد بن ثابت عن نافع عن ابن عمر، وقال أبو داود في آخر الحديث: سمعت أحمد بن حنبل يقول: روى محمد بن ثابت حديثاً منكراً في التيمم، وقال أبو داود أيضاً: لم يتابع محمد بن ثابت في هذه القصة على ضربتين عن النبي صلى الله عليه وسلم، ورووه فعل ابن عمر. اهـ. ومحمد بن ثابت العيدي لين الحديث كما قال الحافظ في " التقريب ".
(2) رواه مسلم رقم (370) في الحيض، باب التيمم، وأبو داود رقم (16) و (330) و (331) في الطهارة، باب أيرد السلام وهو يبول، وباب التيمم في الحضر، والترمذي رقم (90) في الطهارة، باب في كراهية رد السلام غير متوضئ، والنسائي 1 / 36 في الطهارة، باب السلام على من يبول.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مسلم (1/194) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا أبي. وأبو داود (16) قال: حدثنا عثمان، وأبو بكر، ابنا أبي شيبة، قالا: حدثنا عمر بن سعد، وابن ماجة (353) قال: حدثنا عبد الله بن سعيد، والحسين بن أبي السري العسقلاني، قالا: حدثنا أبو داود، والترمذي (90و2720) قال: حدثنا نصر بن علي ومحمد بن بشار، قالا: حدثنا أبو أحمد، محمد بن عبد الله الزبيري.
وفي (2720) قال: حدثنا محمد بن يحيى النيسابوري، قال: حدثنا محمد بن يوسف. والنسائي (1/35) قال: أخبرنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا زيد بن الخباب، وقبيصة. وابن خزيمة (73) قال: حدثنا عبد الله ابن سعيد الأشج، قال: حدثنا أبو داود الحفري، (ح) وحدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا أبو أحمد، يعني الزبيري.
ستتهم - عبد الله بن نمير، وعمر بن سعد أبو داود الحفري، وأبو أحمد، ومحمد بن يوسف، وزيد، وقبيصة- عن سفيان الثوري، عن الضحاك بن عثمان، عن نافع، فذكره.
والرواية الثانية:
أخرجها أبو داود (330) قال: حدثنا أحمد بن إبراهيم الموصلي، أبو علي، قال: أخبرنا محمد بن ثابت العبدي، قال: أخبرنا نافع، فذكره.
(*) قال أبو داود: سمعت أحمد بن حنبل يقول: روى محمد بن ثابت حديثا منكرا في التيمم.
(*) قال أبو داود: لم يتابع محمد بن ثابت في هذه القصة على ضربتين، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، ورووه فعل ابن عمر.
والرواية الثالثة:
أخرجها أبو داود (331) قال: حدثنا جعفر بن مسافر، قال: حدثنا عبد الله بن يحيى البُرُلُّسي، قال: حدثنا حيوة بن شريح، عن ابن الهاد، أن نافعا حدثه، فذكره.(6/614)
4873 - (خ م د س) أبو الجهيم - رضي الله عنه- قال: «أقبلَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- من نحو بئر جَمَل، فَلقِيَه رجل، فسلَّم عليه، فلم يَرُدَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-، حتى أقبل على الجدار، فمسح بوجهه ويديه، ثم رَدَّ عليه السلام» أخرجه النسائي
وفي رواية البخاري ومسلم وأبي داود: قال عمير مولى ابن عباس: «أقبلْتُ أنا وعبد الله بن يسار - مولى ميمونةَ زوجِ النبي - صلى الله عليه وسلم- حتى دخلنا على أبي الجُهَيم بن الحارث بن الصِّمَّة الأنصاري، فقال أبو الجهيم: أقبل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ... وذكر الحديث» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 1 / 374 و 375 في التيمم، باب التيمم في الحضر إذا لم يجد الماء وخاف فوت الصلاة، ومسلم رقم (369) في الحيض، باب التيمم، وأبو داود رقم (329) في الطهارة، باب التيمم في الحضر، والنسائي 1 / 165 في الطهارة، باب التيمم في الحضر.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/169) قال: حدثنا حسن بن موسى. قال: حدثنا ابن لهيعة، وأخرجه أحمد أيضا. قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثنا أبي، عن محمد بن إسحاق، والبخاري (1/92) قال: حدثنا يحيى بن بكير، قال: حدثنا الليث، عن جعفر بن ربيعة، وأبو داود (329) قال: حدثنا عبد الملك بن شعيب بن الليث، قال: حدثنا أبي، عن جدي، عن جعفر بن ربيعة، والنسائي (1/165) وفي الكبرى (299) قال: أخبرنا الربيع بن سليمان، قال: حدثنا شعيب بن الليث، عن أبيه، عن جعفر بن ربيعة، وابن خزيمة (274) قال: أخبرنا الربيع بن سليمان المرادي، قال: أخبرنا شعيب، يعني ابن الليث، عن الليث، عن جعفر بن ربيعة.
ثلاثتهم - عبد الله بن لهيعة، وابن إسحاق، وجعفر بن ربيعة - عن عبد الرحمن بن هرمز الأعرج، عن عمير مولى ابن عباس، فذكره.(6/616)
4874 - (د س) المهاجر بن قنفذ - رضي الله عنه- «أنه أتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- وهو يبول، فسلَّم عليه، فلم يردَّ عليه حتى توضَّأَ، ثم اعتذر إليه، وقال: إني كرهتُ أن أذكر الله إلا على طُهْرِ - أو قال: على طهارة» . أخرجه أبو داود.
وأخرجه النسائي إلى قوله: «حتى توضَّأ، وقال: فلما توضأَ رَدَّ عليه» (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (17) في الطهارة، باب أيرد السلام وهو يبول، والنسائي 1 / 37 في الطهارة، باب رد السلام بعد الوضوء، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 4 / 345 و 5 / 80، وابن ماجة رقم (350) ، والحاكم 1 / 167 وصححه ووافقه الذهبي.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/345) و (5/80) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا سعيد، وفي (5/80) قال: حدثنا روح، قال: حدثنا سعيد، وفي (5/80) قال: حدثنا عبد الوهاب، عن سعيد، والدارمي (2644) قال: أخبرنا إسحاق، قال: حدثنا معاذ بن هشام، قال: حدثني أبي، وأبو داود (17) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا عبد الأعلى، قال: حدثنا سعيد، وابن ماجة (1350) قال: حدثنا إسماعيل بن محمد الطلحي، وأحمد بن سعيد الدارمي، قال: حدثنا روح بن عبادة، عن سعيد، والنسائي (1/37) ، وفي الكبرى (34) قال: أخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثنا معاذ بن معاذ، قال: أنبأنا سعيد، وابن خزيمة (206) قال: حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى، قال: حدثنا عبد الأعلى، قال: حدثنا سعيد.
كلاهما - سعيد بن أبي عروبة، وهشام الدستوائي- عن قتادة، عن الحسن، عن حضين أبي ساسان، فذكره.
(*) أخرجه أحمد (51/80) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا حماد، عن حميد، عن الحسن، عن المهاجر ابن قنفذ، فذكره. ليس فيه (حضين) .
(*) قال أبو الحسن بن سلمة - راوي السنن عن ابن ماجة -: حدثنا أبو حاتم. قال: حدثنا الأنصاري، عن سعيد بن أبي عروبة، فذكر نحوه. أي نحو حديث قتادة.(6/616)
الفصل العاشر: في المصافحة
4875 - (خ ت) قتادة قال: «قلتُ لأنس بن مالك -رضي الله عنه-: أكانت المُصافحة في أصحابِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-؟ قال: نعم» . أخرجه البخاري والترمذي (1) .
__________
(1) رواه البخاري 11 / 46 في الاستئذان، باب المصافحة، والترمذي رقم (2730) في الاستئذان، باب ما جاء في المصافحة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (8/73) قال: حدثنا عمرو بن عاصم، والترمذي (2729) قال: حدثنا سويد، قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك.
كلاهما - عمرو، وابن المبارك - عن همام بن يحيى، عن قتادة، فذكره.(6/617)
4876 - (د) أنس بن مالك - رضي الله عنه- قال: «بما جاء أهل اليمن قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: قد جاءكم أهلُ اليمن، وهم أوَّلُ من جاء بالمُصَافحة» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (5213) في الأدب، باب في المصافحة، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/212) قال: حدثنا عبد الصمد، وفي (3/251) قال: حدثنا عفان، والبخاري في الأدب المفرد (967) قال: حدثنا حجاج. وأبو داود (5213) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل.
أربعتهم - عبد الصمد، وعفان، وحجاج، وموسى - عن حماد بن سلمة، عن حميد، فذكره.(6/617)
4877 - (ت) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه- عن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «من تمام التحية: الأخْذُ باليد» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2731) في الاستئذان، باب ما جاء في المصافحة، وإسناده ضعيف، وله شاهد بمعناه عند أحمد والترمذي من حديث أبي أمامة بلفظ: ... وتمام تحيتكم بينكم المصافحة "، وفي سنده علي ابن يزيد الألهاني، وهو ضعيف.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (2730) قال: حدثنا أحمد بن عبدة الضبي، قال: حدثنا يحيى بن سليم الطائفي، عن سفيان، عن منصور، عن خيثمة، عن رجل، فذكره.
(*) قال أبو عيسى الترمذي: هذا حديث غريب، ولا نعرفه إلا من حديث يحيى بن سليم عن سفيان.
سألت محمد بن إسماعيل عن هذا الحديث، فلم يَعُدَّهُ محفوظا، وقال: قال:حدثنا حماد بن واقد، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، فذكره.(6/617)
4878 - (د) أيوب بن بشير بن كعب العدوي عن رجل من عَنَزةَ أنه قال: «قلتُ لأبي ذَرٍّ حيثُ سُيّرَ من الشام: إني أُرِيدُ أن أسأَلكَ عن حديث من حديثِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، قال: إذاً أُخْبِرُك به، إلا أن يكون سِرّاً، قلت: إنه ليس بسرَّ: هل كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يُصَافِحُكم إذا لَقَيْتُمُوه؟ قال: ما لقِيتُه قط إلا صافحني، وبعَثَ إليَّ ذات يوم، ولم أكُنْ في أهلي، فَجِئْتُ، فَأُخْبرْتُ أنه أرسل إليَّ، فأتيتهُ وهو على سَريره، فالتزمني، فكانت تلك أجودَ وأجودَ» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (5214) في الأدب، باب في المعانقة، وفي سنده جهالة الرجل من عنزة، وذكر البخاري هذا الحديث في " تاريخه " وقال: إنه مرسل.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (5/162) قال: حدثنا بشر بن المفضل. وفي (5/162و 167) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا حماد بن سلمة، وأبو داود (5214) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا حماد.
كلاهما - بشر بن المفضل، وحماد بن سلمة - عن أبي الحسين خالد بن ذكوان، عن أيوب بن بشير بن كعب العدوي، عن رجل من عنزة، فذكره.
(*) في رواية بشر بن المفضل (عن فلان العنزي) .(6/618)
4879 - (د ت) البراء بن عازب - رضي الله عنه- قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إذا التَقى المسلِمَان فَتصَافَحا، وحَمِدا الله، واستَغْفَرَاه، غُفِر لهما» وفي رواية قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «ما من مسلمين يلتقيان. فيتصافحان، إلا غُفِرَ لهما قَبْلَ أن يَتَفَرَّقا» أخرجه أبو داود، وأخرج الترمذي الثانية (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (5211) و (5212) في الأدب، باب في المصافحة، والترمذي رقم (2728) في الاستئذان، باب ما جاء في المصافحة، وهو حديث صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/289و 303) قال: حدثنا ابن نمير، وأبو داود (5212) . وابن ماجة (3703) قالا: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو خالد، وابن نُمير. والترمذي (2727) قال: حدثنا سفيان ابن وكيع، وإسحاق بن منصور، قالا: حدثنا عبد الله بن نُمير.
كلاهما - ابن نمير، وأبو خالد - عن الأجلح، عن أبي إسحاق، فذكره.
والرواية الثانية: أخرجها أحمد (4/293) قال: حدثنا حسن بن موسى، قال: حدثنا زهير، قال: حدثنا أبو بَلْج يحيى بن أبي سليم، قال: حدثنا أبو الحكم علي البصري، عن أبي بحر، فذكره.
(*) وأخرجه أبو داود (5211) قال: حدثنا عمرو بن عون، قال: أخبرنا هشيم، عن أبي بلج، عن زيد أبي الحكم العنزي، عن البراء - ليس فيه أبو بحر.
(*) أبو الحكم علي البصري، ذلك وهم، إنما هو أبو الحكم زيد. تعجيل المنفعة (755) .
وبنحوه أخرجه أحمد (4/289) قال: حدثنا ابن نمير، قال: أخبرنا مالك، عن أبي داود، فذكره.(6/618)
4880 - (ط) عطاء بن أبي مسلم الخراساني أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «تصافحوا يذهبِ الغِلُّ، وتَهادَوْا تَحَابُّوا، وتذهب الشحْنَاء» . [ص:619] أخرجه الموطأ (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الغِلّ) : الحِقْدُ والعداوة.
(الشحناء) : العداوة.
__________
(1) 2 / 908 مرسلاً في حسن الخلق، باب ما جاء في المهاجرة، وإسناده معضل، قال الزرقاني في " شرح الموطأ ": قال المنذري: رواه مالك هكذا معضلاً، قال: وقد أسند من طرق فيها مقال، يشير إلى ما أخرجه ابن عدي عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " تصافحوا يذهب الغل عنكم "، وإلى ما أخرجه ابن عساكر عن أبي هريرة مرفوعاً، " تهادوا تحابوا، وتصافحوا يذهب الغل عنكم "، وقال ابن المبارك: حديث مالك جيد، وقال ابن عبد البر: هذا يتصل من وجوه شتى حسان كلها.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك (الموطأ) (1750) عن عطاء بن أبي مسلم عبد الله الخراساني، فذكره.
وقال الزرقاني في «شرح الموطأ» (4/333) : قال المنذري: رواه مالك هكذا معضلا، وقد أسند من طرق فيها مقال يشير إلى ما أخرجه ابن عدي، عن ابن عمر أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «تصافحوا يذهب الغل من قلوبكم» ، وإلى ما أخرجه ابن عساكر عن أبي هريرة مرفوعا: «تهادوا تحابوا، وتصافحوا يذهب الغل عنكم» فقول السيوطي في المصافحة أحاديث موصولة بغير هذا اللفظ، عجيب مع أنه ذكره في جامعه. وقال ابن المبارك: حديث مالك جيد، وقال ابن عبد البر: هذا يتصل من وجوه شتى حسان كلها، ثم ذكر بأسانيده جملة منها في المصافحة بغير هذا اللفظ، فكأن السيوطي اغتر به وغفل عما في جامعه، والكمال لله.(6/618)
الفصل الحادي عشر: في العطاس والتثاؤب
وقد تقدم في كتاب الدعاء من حرف الدال: أدعية العطاس
4881 - (خ م د ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه- قال «عَطَسَ رَجلان عندَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فَشَمَّتَ أحَدَهما، ولم يُشمِّتِ الآخرَ، فقيل له، فقال: هذا حَمِدَ الله، وهذا لم يَحْمَدِ الله» . [ص:620]
وفي أخرى: «فقال الذي لم يُشَمِّتْهُ: يا رسولَ الله، شَمَّتَّ هذا، ولم تُشَمِّتْني؟ قال: إنَّ هذا حَمِدَ الله، ولم تَحْمَدِ الله» .
أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فشمّتَّ) تشميت العاطس - بالشين والسين، والشين المعجمة أكثر، وأفصح- وذلك: إذا دعوتَ له، وهو في السُّنَّة أن تقول له: «يرحمك الله» .
__________
(1) رواه البخاري 10 / 504 في الأدب، باب لا يشمت العاطس إذا لم يحمد الله، ومسلم رقم (2991) في الزهد، باب تشميت العاطس وكراهة التثاؤب، وأبو داود رقم (5039) في الأدب، باب فيمن يعطس ولا يحمد الله، والترمذي رقم (2743) في الأدب، باب ما جاء في إيجاب التشميت بحمد العاطس.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه الحميدي (1208) ، والترمذي (2742) قال: حدثنا ابن أبي عمر. قالا - الحميدي، وابن أبي عمر-: حدثنا سفيان (ابن عيينة) .
2 - وأخرجه أحمد (3/100) ، والنسائي في عمل اليوم والليلة (222) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أحمد: حدثنا، وقال إسحاق: أخبرنا معتمر بن سليمان.
3 - وأخرجه أحمد (3/117) قال: حدثنا يحيى بن سعيد.
4 - وأخرجه أحمد (3/176) قال: حدثنا إسماعيل (بن إبراهيم بن علية) .
5 - وأخرجه الدارمي (2663) ، وأبو داود (5039) كلاهما عن أحمد بن يونس، قال: حدثنا زهير.
6 - وأخرجه البخاري (8/60) ، وأبو داود (5039) قالا: حدثنا محمد بن كثير، قال: حدثنا سفيان.
7 - وأخرجه البخاري (8/61) ، وفي الأدب المفرد (931) قال: حدثنا آدم، قال: حدثنا شعبة.
8 - وأخرجه مسلم (8/225) قال: حدثني محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا حفص بن غياث.
9 - وأخرجه مسلم (8/225) قال: حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا أبو خالد الأحمر.
10 - وأخرجه ابن ماجة (3713) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا يزيد بن هارون.
11 - وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (222) قال: أخبرنا عمران بن موسى، قال: حدثنا عبد الوارث.
جميعهم - ابن عيينة، ومعتمر، ويحيى، وإسماعيل، وزهير بن معاوية، والثوري، وشعبة، وحفص، وأبو خالد، ويزيد، وعبد الوارث- عن سليمان بن طرخان التيمي، فذكره.(6/619)
4882 - (م) أبو بردة بن نيار - رضي الله عنه- قال: «دخلتُ على أبي موسى وهو في بيتِ بنت الفضلِ بنِ عباس، فعَطَسْتُ، فلم يُشَمِّتْني، وعَطَستْ فَشَمَّتَها، فرجعْتُ إلى أُمي فأخبرتُها، فلما جاء [ها] قالت: عَطَسَ عندَكَ ابْني فلم تُشَمِّتْهُ، وعَطَستْ فشَمَّتَّها، فقال: إن ابنَكِ عطسَ فلم يَحْمدِ الله فلم أَشمِّتْه، وعَطَسَتْ، فَحَمِدَتِ الله َ فَشَمَّتُّها، سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: إذا عَطَسَ أحدُكم فحمِد الله فشمِّتوه، فإن لم يحمَد الله فلا تُشَمِّتُوه» . أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (2992) في الزهد، باب تشميت العاطس.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (4/412) ، والبخاري في الأدب المفرد (941) قال: حدثنا فروة بن أبي المغراء الكندي، وأحمد بن إشكاب الحضرمي الصفار، ومسلم (8/225) قال: حدثني زهير بن حرب، ومحمد بن عبد الله بن نمير. خمستهم - أحمد بن حنبل، وفروة، وأحمد بن إشكاب، وزهير، ومحمد بن عبد الله- عن القاسم بن مالك أبي جعفر، عن عاصم بن كليب، عن أبي بُردة، فذكره.(6/620)
4883 - (ط) عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن أبيه قال: إن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إنْ عطس فَشَمِّتْهُ، ثم إن عطس فَشَمِّته، ثم إن عطس فَشَمِّته، ثم إن عطس فقُل، إنك مضنوك» .
وفي نسخة «ثم إن عطَسَ فشمته: مرة ثالثة» ثم اتفقَتْ النسخ، فقال عبد الله بن أبي بكر: «لا أدري: أبعد الثالثة، أو الرابعة؟» . أخرجه الموطأ (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(مَضنوك) الضُّناك: الزُّكام.
__________
(1) 2 / 965 مرسلاً في الاستئذان، باب التشميت في العطاس: وهو مرسل جيد، وله شواهد بمعناه يقوى بها، منها الحديثان اللذان بعده.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
مرسل: أخرجه مالك (الموطأ) (1865) عن عبد الله بن أبي بكر، عن أبيه، فذكره.(6/621)
4884 - (د) أبو هريرة -رضي الله عنه- يرفعه - وفي رواية موقوفاً - قال: «شَمِّتْ أخاك ثلاثاً، فما زاد فهو زُكام» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (5034) في الأدب، باب كم مرة يشمت العاطس، وهو حديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (5065) قال: حدثنا عيسى بن حماد المصري، قال: أخبرنا الليث، عن ابن عجلان، عن سعيد بن أبي سعيد، فذكره.
(*) وأخرجه أبو داود (5034) قال: حدثنا مُسدد. قال: حدثنا يحيى. والبخاري في الأدب المفرد (939) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا سفيان.
كلاهما - يحيى بن سعيد، وسفيان- عن ابن عجلان. قال: حدثني سعيد بن أبي سعيد، عن أبي هريرة، فذكره موقوفا.(6/621)
4885 - (د ت) عبيد بن رفاعة الزرقي قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- «شَمِّتِ العاطِسَ ثلاثاً، فإن زاد، فإن شئْتَ فشمتْه، وإن شئتَ فلا» أخرجه الترمذي، وقال. هذا حديث غريب، وإسناده مجهول (1) ، وأخرجه أبو داود (2) .
__________
(1) قال الحافظ في " الفتح ": إسناده حسن، والحديث مع ذلك مرسل.
(2) رواه أبو داود رقم (5036) في الأدب، باب كم مرة يشمت العاطس، والترمذي رقم (2745) في الأدب، باب ما جاء كم يشمت العاطس، وهو حديث حسن بشواهده، وانظر " الفتح " 10 / 499 و 500.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (2744) قال: حدثنا القاسم بن دينار الكوفي، قال: حدثنا إسحاق بن منصور السلولي الكوفي، عن عبد السلام بن حرب، عن يزيد بن عبد الرحمن أبي خالد، عن عمر بن إسحاق بن أبي طلحة، فذكره.
(*) قال الترمذي: هذا حديث غريب وإسناده مجهول.
وأخرجه أبو داود (5036) قال: حدثنا هارون بن عبد الله. قال: حدثنا مالك بن إسماعيل، قال: حدثنا عبد السلام بن حرب، عن يزيد بن عبد الرحمن، عن يحيى بن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أمه حميدة أو عبيدة بنت عبيد بن رفاعة الزرقي، عن أبيها، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:: «تشمت العاطس ثلاثا، فإن شئت أن تشمته فكف» مرسلا.(6/621)
4886 - (م د ت) سلمة بن الأكوع - رضي الله عنه- أنه سمع النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- وعطس رجل عنده - فقال له: «يرحمكَ الله، ثم عطس أخرى، فقال له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، الرجل مزكوم» أخرجه مسلم والترمذي وأبو داود.
وفي رواية الترمذي: أنه قال له في الثالثة: «أنت مزكوم» . قال: وهو أصح من الأول (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (2993) في الزهد، باب تشميت العاطس، وأبو داود رقم (5037) في الأدب، باب كم مرة يشمت العاطس، والترمذي رقم (2744) في الأدب، باب ما جاء كم يشمت العاطس.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (4/46) قال: حدثنا بَهز. وفي (4/50) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. والدارمي (2664) قال: أخبرنا أبو الوليد. والبخاري في الأدب المفرد (935) قال: حدثنا عاصم بن علي. وفي (938) قال: حدثنا أبو الوليد. ومسلم (8/225) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نُمير، قال: حدثنا وكيع. (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: حدثنا أبو النضر هاشم بن القاسم، وأبو داود (5037) قال: حدثنا إبراهيم بن موسى، قال: أخبرنا ابن أبي زائدة، والترمذي (2743) قال: حدثنا سُويد بن نصر، قال: أخبرنا عبد الله. (ح) وحدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. (ح) وحدثنا أحمد بن الحكم البصري، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. (ح) وحدثنا إسحاق بن منصور، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، والنسائي في عمل اليوم والليلة (223) قال: أخبرنا حميد بن مَسْعَدَة، عن سليم بن أخضر.
جميعهم - بَهْز، ويحيى بن سعيد، وأبو الوليد، وعاصم، ووكيع، وأبو النضر، ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة، وعبد الله بن المُبارك، وشعبة، وعبد الرحمن، وسليم- عن عكرمة بن عمار، قال: حدثني إياس بن سلمة، فذكره.
(*) في رواية أحمد بن حنبل عن يحيى بن سعيد: «ثُمَّ عطَسَ الثانية، أو الثالثة، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: إنه مَزْكُوم» .
(*) في رواية عبد الله بن المبارك: «.. ثم عطس الثانية والثالثة. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: هذا رجل مزكوم» .
(*) في رواية محمد بن بشار عن يحيى بن سعيد، ورواة شعبة، وعبد الرحمن بن مهدي: «.. ثُمَّ عطس الثانية والثالثة، فقال له في الثالثة: أنت مزكوم» .
وعن إياس بن سلمة بن الأكوع، عن أبيه، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «يُشمت العاطس ثلاثا. فما زاد، فهو مزكوم» .
أخرجه ابن ماجة (3714) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا وكيع، عن عكرمة بن عمار، عن إياس ابن سلمة بن الأكوع، فذكره.(6/622)
4887 - (خ م د ت) أبو هريرة - رضي الله عنه- أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إن الله يحبُّ العُطاسَ، ويكره التَّثَاؤبَ، فإذا عَطَسَ أحدكم فحمِِد الله، فحق على كل مسلم سمعَه أن يقول [له] : يرحمك الله، وأما التثاؤب: فإنما هو من الشيطان، وإذا تثاءَبَ أحدُكم في الصلاةَ (1) فلْيَكْظِمْ ما استطاع، ولا يقل: ها، فإنما ذلكم من الشيطان، يضحك منه» .
وفي رواية قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «التثاوب من الشيطان، فإذا تثاءب أحدُكم فليردَّه ما استطاع (2) ، فإن أحدكم إذا قال: ها، ضحك الشيطان منه» أخرج الأولى البخاري، والثانية مسلم.
وفي رواية أبي داود مثل الأولى، ولم يذكر ما يقول إذا عطس، ولا ذَكَر الصلاة، وقال: «ولا يقل: هاه هاه» . [ص:623]
وأخرج الترمذي الأولى، ولم يذكر «فإنما هو من الشيطان» . ولا ذكر الصلاة.
وللترمذي في أخرى قال: «التثَّاؤب من الشيطان (3) ، فإذا تثاءب أحدكم فليكظم ما استطاع» .
وفي أخرى للترمذي قال: «العُطاس من الله والتَّثاؤب من الشيطان، فإذا تثاءب أحدكم، فليضع يده على فيه، وإذا قال: آه آه، فإن الشيطان يضحك من جوفه» (4) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فلْيَكْظِم) الكَظْم هاهنا: أن يُمسك نفسه، ولا يفتح فاه عند التثاؤب في الصلاة، ويمنع نفسه من التثاؤب مهما قدر، ولا يقل: ها، أي: لا يفتح فاه.
(يحب العطاس، ويكره التثاؤب) إنما ذلك لأن العطاس إنما يكون مع انفتاح المسام، وخفة البدن، وتيسر الحركات، وسبب هذه الأمور: تخفيف الغذاء، والإقلال من الطعام، والقناعة باليسير منه، والتثاؤب إنما [ص:624] يكون مع ثقل البدن، وامتلائه واسترخائه للنوم، ومَيْلِه إلى الكسل، فصار العطاس محموداً؛ لأنه يعين على الطاعات، والتثاؤب مذموماً؛ لأنه يُثَبِّطُه عنها، ويكسله عن الخيرات.
__________
(1) تقييده بالصلاة، ليس في البخاري، وإنما هو عند مسلم من حديث أبي سعيد الخدري رقم (2995) .
(2) إلى هنا رواية مسلم، والزيادة إحدى روايات البخاري.
(3) لفظه في نسخ الترمذي المطبوعة: " التثاؤب في الصلاة من الشيطان ... " الحديث.
(4) رواه البخاري 10 / 501 في الأدب، باب ما يستحب من العطاس ويكره من التثاؤب، وباب إذا تثاءب فليضع يده على فيه، وفي بدء الخلق، باب صفة إبليس وجنوده، ومسلم رقم (2994) في الزهد، باب تشميت العاطس وكراهة التثاؤب، وأبو داود رقم (5028) في الأدب، باب ما جاء في التثاؤب، والترمذي رقم (370) في الصلاة، باب ما جاء في كراهية التثاؤب في الصلاة، ورقم (2747) و (2748) في الأدب، باب ما جاء أن الله يحب العطاس ويكره التثاؤب.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/428) قال: حدثنا يحي بن سعيد. (ح) وحجاج، والبخاري (4/152) ، (8/61) . وفي الأدب المفرد (928) قال: حدثنا عاصم بن علي. وفي (8/61) ، وفي الأدب المفرد (919) قال: حدثنا آدم بن أبي إياس، وأبو داود (5028) قال: حدثنا الحسن بن علي، قال: حدثنا يزيد بن هارون. والترمذي (2747) قال: حدثنا الحسن بن علي الخلال، قال: حدثنا يزيد بن هارون. والنسائي في عمل اليوم والليلة (214) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا أبو داود، وفي (215) قال: أخبرني إبراهيم بن الحسن، عن الحجاج.
ستتهم - يحيى بن سعيد، وحجاج بن محمد، وعاصم بن علي، وآدم بن أبي إياس، ويزيد بن هارون، وأبو داود- عن ابن أبي ذئب، قال: حدثنا سعيد المقبري، عن أبيه، فذكره.
(*) أخرجه الحميدي (1161) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا ابن عجلان. وأحمد (2/265) قال: دحثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا سفيان، عن محمد بن عجلان. وفي (2/517) قال: حدثنا الضحاك، قال: حدثنا ابن عجلان. والترمذي (2746) قال: حدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان، عن ابن عجلان. والنسائي في عمل اليوم والليلة (226) قال: أخبرنا أحمد بن حرب، قال: حدثنا القاسم، قال: حدثنا ابن أبي ذئب، وفي (217) قال: أخبرنا محمد بن آدم، عن أبي خالد، عن ابن عجلان.
كلاهما - محمد بن عجلان، وابن أبي ئب- عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة. فذكره ليس فيه: عن أبيه.
(*) ولفظ رواية ابن عجلان، عن سعيد: «العطاس من الله، والتثاؤب من الشيطان، فإذا تثاءب أحدكم فليضع يده على فيه، وإذا قال: هاه هاه فإنما هو من الشيطان يضحك في جوفه» .
وعن عبد الرحمن بن يعقوب، عن أبي هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «التثاؤب من الشيطان. فإذا تثاءب أحدكم فليكظم ما استطاع» .
هذه رواية إسماعيل بن جعفر، وفي رواية سفيان بن عيينة: «إذا تثاوب أحدكم فليكظم، أو ليضع يده على فيه» . أخرجه الحميدي (1139) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (2/242) قال: حدثنا سفيان. وفي (2/397) قال: حدثنا سليمان بن داود، قال: أخبرنا إسماعيل، وفي (2/516) قال: حدثنا روح، قال: حدثنا ابن جريج، والبخاري في الأدب المفرد (942) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: أخبرنا مالك، ومسلم (8/225) قال: حدثنا يحيى بن أيوب وقتيبة بن سعيد، وعلي بن حُجر السعدي، قالوا: حدثنا إسماعيل، يعنون ابن جعفر، والترمذي (370) قال: حدثنا علي بن حُجر، قال: أخبرنا إسماعيل بن جعفر، وابن خزيمة (920) قال: أخبرنا علي بن حجر. قال: أخبرنا إسماعيل، يعني ابن جعفر.
أربعتهم - سفيان، وإسماعيل بن جعفر، وابن جريج، ومالك- عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، فذكره.
وعن أبي صالح، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا عطس أحدكم فليقل: الحمد لله، وليقل له أخوه، أو صاحبه: يرحمك الله، فإذا قال له: يرحمك الله، فليقل: يهديكم الله ويصلح بالكم» .
وفي رواية: «إذا عطس أحدكم فليقل: الحمد لله على كل حال» .
أخرجه أحمد (2/353) قال: حدثنا حُجين أبو عمر، والبخاري (8/61) وفي الأدب المفرد (927) قال: حدثنا مالك بن إسماعيل، وفي الأدب المفرد (921) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، وأبو داود (5033) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. والنسائي في عمل اليوم والليلة (232) قال: أخبرنا الربيع بن سليمان. قال: حدثنا يحيى بن حسان.
أربعتهم - حُجَين، ومالك بن إسماعيل، وموسى بن إسماعيل، ويحيى بن حسان- عن عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون. قال: أخبرنا عبد الله بن دينار، عن أبي صالح السمان، فذكره.
وعن أبي صالح، عن أبي هريرة: «أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان إذا عطس غطى وجهه بيده، أو بثوبه وغض بها صوته» .
أخرجه الحميدي (1157) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (2/439) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، وأبو داود (5029) قال: حدثنا مُسَدد. قال: حدثنا يحيى. والترمذي (2745) قال: حدثنا محمد بن وزير الواسطي. قال: حدثنا يحيى بن سعيد.
كلاهما - سفيان بن عيينة، ويحيى بن سعيد- عن محمد بن عجلان، عن سُمَي، عن أبي صالح، فذكره.
وعن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا تثاءب أحدكم فليضع يده على فيه ولا يعوي. فإن الشيطان يضحك منه» .
(*) رواية ابن عجلان: «العطاس من الله، والتثاؤب من الشيطان، فإذا تثاءب أحدكم فلا يقل: هاه، فإن الشيطان يضحك في جوفه» .
(*) ورواية عبد الرحمن بن إسحاق: «إن الله يحب العطاس ويكره التثاؤب فإذا تثاءب أحدكم فلا يقل: آه، آه، فإن الشيطان يضحك منه أو قال: يلعب به» .
أخرجه ابن ماجة (968) قال: حدثنا محمد بن الصباح، قال: أنبأنا حفص بن غياث، عن عبد الله بن سعيد المقبري، وابن خزيمة (921) قال: حدثنا محمد بن العلاء بن كريب، قال: حدثنا أبو خالد، عن محمد بن عجلان. وفي (922) قال: حدثنا الصنعاني محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا بشر يعني ابن المفضل، قال: حدثنا عبد الرحمن وهو ابن إسحاق.
ثلاثتهم - عبد الله بن سعيد، ومحمد بن عجلان، وعبد الرحمن- عن سعيد المقبري، فذكره.
وعن سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة، قال: لا أعلمه إلا أنه رفع الحديث إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- ... بمعناه.
هكذا ذكره أبو داود عقب حديث سعيد بن أبي سعيد، عن أبي هريرة. قال: شمت أخاك ثلاثا، فما زاد فهو زكام.
أخرجه أبو داود (5035) قال: حدثنا عيسى بن حماد المصري، قال: أخبرنا الليث، عن ابن عجلان، عن سعيد بن أبي سعيد، فذكره.
(*) وأخرجه أبو داود (5034) قال: حدثنا مُسدد. قال: حدثنا يحيى، والبخاري في الأدب المفرد (939) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا سفيان.
كلاهما - يحيى بن سعيد، وسفيان- عن ابن عجلان. قال: حدثني سعيد بن أبي سعيد، عن أبي هريرة، فذكره موقوفا.(6/622)
4888 - (م د) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه- قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إذا تثاءب أحدكم فليمسك بيده على فيه، فإن الشيطان يدخل» .
وفي رواية «فليكظم ما استطاع، فإن الشيطان يدخل» . أخرجه مسلم وأبو داود.
وفي رواية لأبي داود بزيادة «الصلاة (1) » (2) .
__________
(1) وهي أيضاً عند مسلم في الرواية الثانية.
(2) رواه مسلم رقم (2995) في الزهد، باب تشميت العاطس وكراهة التثاؤب، وأبو داود رقم (5026) و (5027) في الأدب، باب ما جاء في التثاؤب.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (3/31) ، قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سُفيان. وفي (3/37و 93) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا مَعْمَر. وفي (3/96) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا وُهَيب. وعبد بن حميد (909) قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا مَعْمَر. والدارمي (1389) قال: أخبرنا نُعيم بن حماد، قال: حدثنا عبد العزيز - هو ابن محمد -. ومسلم (8/226) قال: حدثني أبو غسان المسمعي مالك بن عبد الواحد، قال: حدثنا بشر بن المُفَضَّل. (ح) وحدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا عبد العزيز. (ح) وحدثني أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع، عن سفيان. (ح) وحدثناه عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا جرير. وأبو داود (5026) قال: حدثنا أحمد بن يونس، قال: حدثنا زهير، وفي (5027) قال: حدثنا ابن العلاء، عن وكيع، عن سفيان. وابن خزيمة (919) قال: حدثنا أحمد بن عبدة، قال: حدثنا عبد العزيز -يعني الدراوردي.
سبعتهم - سفيان، ومعمر، ووهيب، وعبد العزيز بن محمد، وبشر، وجرير، وزهير- عن سهيل بن أبي صالح، عن ابن أبي سعيد، فذكره.
(*) في رواية عبد العزيز، سمي ابن أبي سعيد: عبد الرحمن.
(*) في رواية بشر، قال: حدثنا سهيل بن أبي صالح، قال: سمعت ابنا لأبي سعيد الخدري يحدث أبي، عن أبيه.
(*) في رواية جرير. قال: عن سهيل، عن أبيه، وعن ابن أبي سعيد، عن أبي سعيد. قال المزي: جرير، عن سهيل، عن أبيه. أو عن ابن أبي سعيد، عن أبي سعيد به. وسقط «أو» من كتاب مسلم، والصواب إثباته. تحفة الأشراف (4119) . قلنا: هكذا ذكر المزي هذا بغير دليل، ونجزم بأن ما في صحيح مسلم هو الصواب، فإن سهيل بن أبي صالح سمعه من أبيه. وسمعه من ابن أبي سعيد، وهو يحدث أباه. كما في رواية بشر بن المفضل. فيصير ما جاء في صحيح مسلم على النحو التالي:
جرير، عن سهيل، عن أبيه، عن ابن أبي سعيد، عن أبي سعيد.
وجرير، عن سهيل، عن ابن أبي سعيد، عن أبي سعيد، والله تعالى أعلى وأعلم.(6/624)
4889 - (ت) عدي بن ثابت [الأنصاري الكوفي] عن أبيه عن جده رفعه قال: «العُطاس والنُّعاس والتثاؤب في الصلاة، والحيضُ والقيء والرُّعافُ: من الشيطان» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2749) في الأدب، باب ما جاء أن العطاس في الصلاة من الشيطان، وإسناده ضعيف، وله شاهد عن ابن مسعود في الطبراني، لكن لم يذكر النعاس، وهو موقوف، وسنده ضعيف أيضاً.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه ابن ماجة (969) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا الفضل بن دكين. والترمذي (2748) قال: حدثنا علي بن حجر.
كلاهما - الفضل، وابن حُجر- عن شريك، عن أبي اليقظان، عن عدي بن ثابت، عن أبيه، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث شريك عن أبي اليقظان.
قال: وسألت محمد بن إسماعيل عن عدي بن ثابت عن أبيه عن جده قلت له: ما اسم جد عدي؟ قال: لا أدري، وذكر عن يحيى بن معين قال: اسمه دينار.(6/624)
4890 - (د ت) أبو هريرة - رضي الله عنه- أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- «كان إذا عطس غطَّى وجهه بيديه أو بثوبه، وغضَّ بها صوته» . أخرجه الترمذي. [ص:625]
وفي رواية أبي داود «كان إذا عطس وضع يده أو ثوبه على فيه، وخفض- أو غضَّ- بها صوته» شك أحد رواته.
وذكر رزين في الرواية الأولى بعد قوله: «أو بثوبه» : «وجعل يده على حاجبه» قال: وقال بعضهم: «إذا تثاءب» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(غضَّ صوته) : إذا أخفاه، والمراد: أنه إذا عطس لا يصيح مع العطسة، بل يخفض صوته بها.
__________
(1) رواه أبو داود رقم (5029) في الأدب، باب في العطاس، والترمذي رقم (2746) في الأدب، باب ما جاء في خفض الصوت وتخمير الوجه عند العطاس، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الحميدي (1157) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (2/439) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وأبو داود (5029) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا يحيى. والترمذي (2745) قال: حدثنا محمد بن وزير الواسطي. قال: حدثنا يحيى بن سعيد.
كلاهما - سفيان بن عيينة، ويحيى بن سعيد- عن محمد بن عجلان، عن سُمَي، عن أبي صالح، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.(6/624)
4891 - (د ت) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه- قال: «كانت اليهود يتعاطسُون عند رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، يرجون أن يقولَ لهم: يرحمكم الله، فيقول: يهديكم الله، ويصلح بالكم» أخرجه الترمذي وأبو داود (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (5038) في الأدب، باب كيف يشمت الذمي، والترمذي رقم (2740) في الأدب، باب ما جاء كيف تشميت العاطس، وإسناده صحيح، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/400) قال: حدثنا وكيع، (ح) وعبد الرحمن. وفي (4/411) قال: حدثنا معاذ بن معاذ.
والبخاري في الأدب المفرد (940) قال: حدثنا محمد بن يوسف، (ح) وحدثنا أبو حفص بن علي، قال: حدثنا يحيى. وأبو داود (5038) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع. والترمذي (2739) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، والنسائي في عمل اليوم والليلة (232) مكرر قال: أخبرني عبد الوهاب بن عبد الحكم الوراق، قال: حدثنا معاذ بن معاذ.
خمستهم - وكيع، وعبد الرحمن، ومعاذ، ومحمد بن يوسف، ويحيى- عن سفيان بن سعيد، عن حكيم ابن الديلم، عن أبي بردة، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.(6/625)
الفصل الثاني عشر: في عيادة المريض
4892 - (د) زيد بن أرقم - رضي الله عنه- قال: «عادني رسولُ الله [ص:626] صلى الله عليه وسلم- من وجع كان بعينيَّ» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (3102) في الجنائز، باب في العيادة من الرمد، وهو حديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/375) قال: حدثنا حجاج. (ح) وإسماعيل بن عمر. والبخاري في الأدب المفرد (532) قال: حدثنا عبد الرحمن بن المبارك، قال: حدثنا سلم بن قتيبة. وأبو داود (3102) قال: حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي، قال: حدثنا حجاج بن محمد.
ثلاثتهم - حجاج، وإسماعيل، وسلم- عن يونس بن أبي إسحاق، عن أبيه، فذكره.
(*) الروايات مطولة ومختصرة، وهو بلفظ أبي داود.(6/625)
4893 - (خ د) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما- قال: «جاءني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يعودني، ليس براكب بغل ولا بِرْذَوْنِ» أخرجه البخاري وأبو داود (1) .
__________
(1) رواه البخاري 10 / 104 في المرضى، باب عيادة المريض راكباً وماشياً، وباب عيادة المغمى عليه، وباب وضوء العائد للمريض، وفي الوضوء، باب صب النبي صلى الله عليه وسلم وضوءه على المغمى عليه، وفي تفسير سورة النساء، باب: {يوصيكم الله في أولادكم} ، وفي الفرائض في فاتحته، وباب ميراث الأخوات والإخوة، وفي الاعتصام، باب ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يسأل مما لم ينزل عليه الوحي فيقول: لا أدري أو لم يجب حتى ينزل عليه الوحي، وأبو داود رقم (3096) في الجنائز، باب المشي في العيادة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: تقدم وهو جزء من حديث طويل.(6/626)
4894 - (خ د) عائشة بنت سعد بن مالك -[أبي وقاص]- رضي الله عنهما- وكانت أكبرَ أولاده «أن أباها قال: تشكَّيْتُ بمكة شكوى شديدة، فجاءني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يعودُني، فقلت: يا رسولَ الله، إني أترك مالاً، وإني لم أتركْ إلا ابنة واحدة، أفأُوصي بثُلُثَيْ مالي، وأترك الثلث؟ قال: لا، فقلت: أفأوصي بالنصف، وأترك النصف؟ قال: لا، قلت: أفأوصي بالثلث، وأترك الثلثين؟ قال: الثلثُ، والثلثُ كثير، ثم وضع يده على جبهتي، ثم مسح وجهي وبَطني، ثم قال: اللَّهمَّ اشْفِ سعداً، وأتمم له هجرته، قال سعد: فمازلت أجد بَردَ يده على كَبدِي - فيما يُخَيَّلُ إليَّ - حتى الساعة» . [ص:627]
وفي رواية قال: اشتكيتُ بمكة، فجاءني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يعودني، ووضع يده على جبهتي، ثم سمح صدري وبطني، ثم قال: «اللهم اشفِ سعداً وأتمم له هجرته» .
أخرج أبو داود الثانية، والأولى البخاري.
وقد أخرج هذا المعنى هو ومسلم وباقي الجماعة (1) .
وهو مذكور بطرقه في «كتاب الوصية» من حرف الواو.
__________
(1) رواه البخاري 10 / 103 في المرضى، باب وضع اليد على المريض، وباب قول المريض: إني وجع، أو وارأساه، أو اشتد بي الوجع، وفي الإيمان، باب ما جاء أن الأعمال بالنية والحسبة ولكل امرئ ما نوى، وفي الجنائز، باب رثى النبي صلى الله عليه وسلم سعد بن خولة، وفي الوصايا، باب أن يترك ورثته أغنياء خير من أن يدعهم يتكففون الناس، وباب الوصية بالثلث، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم امض لأصحابي هجرتهم، وفي المغازي، باب حجة الوداع، وفي النفقات في فاتحته، وفي الدعوات، باب الدعاء برفع الوباء والوجع، وفي الفرائض، باب ميراث البنات، وأبو داود رقم (3104) في الجنائز، باب الدعاء للمريض عند العيادة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1 - أخرجه أحمد (1/171) (1474) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. والبخاري (7/152) ، وفي الأدب المفرد (499) قال: حدثنا مكي بن إبراهيم. وأبو داود (3104) قال: حدثنا هارون بن عبد الله، قال: حدثنا مكي بن إبراهيم، والنسائي في الكبرى -تحفة الأشراف- (3953) عن يعقوب بن إبراهيم، عن يحيى بن سعيد. (ح) وعن يعقوب بن إبراهيم، ومحمد بن المثنى، كلاهما عن يحيى بن سعيد.
كلاهما - المكي بن إبراهيم، ويحيى بن سعيد- عن الجُعبْد بن عبد الرحمن بن أوس.
2- وأخرجه النسائي في الكبرى - تحفة الأشراف- (3953) عن محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، عن شعيب، عن الليث، عن خالد، عن ابن أبي هلال.
كلاهما - الجعيد بن عبد الرحمن بن أوس، وابن أبي هلال- عن عائشة بنت سعد، فذكرته.(6/626)
4895 - (د س) عائشة -رضي الله عنها - قالت: «لما أُصيب سعدُ بنُ معاذ يوم الخَنْدَق، رماه رجل في الأكحل، فضرب عليه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- خَيْمةَ في المسجد، ليعودَه من قريب» أخرجه أبو داود والنسائي (1) .
وهو طرف من حديث طويل قد أخرجه البخاري ومسلم، وهو مذكور في غزوة الخندق في «كتاب الغزوات» من حرف الغين. [ص:628]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الأكحَل) : عِرْق في وسط السَّاعد أكثر ما يُفْصَد هو.
__________
(1) رواه أبو داود رقم (3101) في الجنائز، باب في العيادة مراراً، والنسائي 2 / 45 في المساجد، باب ضرب الخباء في المسجد، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (6/56) مفرقا قال: حدثنا ابن نُمير. وفي (6/131) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا حماد، يعني ابن سلمة. وفي (6/280) قال: حدثنا حسن. قال: حدثنا حماد بن سلمة. وعبد ابن حُميد (1488) قال: حدثنا الحسن بن موسى. قال: حدثنا حماد بن سلمة. والبخاري (1/125) (5/143) قال: حدثنا زكرياء بن يحيى. قال: حدثنا عبد الله بن نُمير. وفي (4/25) قال: حدثنا محمد ابن سلام. قال: أخبرنا عَبدة. وفي (5/142) قال: حدثني عبد الله بن أبي شيبة. قال: حدثنا ابن نُمير، ومسلم (5/160) قال: حدثنيا أبو بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن العلاء الهمداني. كلاهما عن ابن نُمير. قال ابن العلاء: حدثنا ابن نُمير. وأبو داود (3101) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة. قال: حدثنا عبد الله ابن نُمير. والنسائي (2/45) ، وفي الكبرى (700) قال: أخبرنا عبيد الله بن سعيد. قال: حدثنا عبد الله ابن نمير.
ثلاثتهم - عبد الله بن نُمير، وحماد بن سلمة، وعبدة بن سليمان- عن هشام بن عروة، عن أبيه، فذكره.
(*) في رواية زكرياء بن يحيى، عن ابن نُمير، عند البخاري (1/125) : «.. فلم يرعهم، وفي المسجد خيمة من بني غفار إلا الدم يسيل إليهم. فقالوا: يا أهل الخيمة، ما هذا الذي يأتينا من قبلكم. فإذا سعد يغذو جرحه دما، فمات فيها» .
(*) الروايات مطولة ومختصرة وألفاظها متقاربة.(6/627)
4896 - (د ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما- قال: قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: «من عاد مريضاً لم يحضُر أجلُه، فقال عنده سبع مِرَارِ: أسأل الله العظيم، ربَّ العرشِ العظيم: أن يشفيَك، إلا عافاه الله عز وجل من ذلك المرض» أخرجه أبو داود والترمذي (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (3106) في الجنائز، باب الدعاء للمريض عند العيادة، والترمذي رقم (2084) في الطب، باب رقم (32) ، وهو حديث حسن، حسنه الترمذي والحافظ ابن حجر في " أمالي الأذكار ".
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1- أخرجه أحمد (1/239) (2137) قال: حدثنا محمد بن جعفر. وفي (1/243) (2182) قال: حدثنا هاشم بن القاسم. وأبو داود (3106) قال: حدثنا الربيع بن يحيى، والترمذي (2083) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا محمد بن جعفر، والنسائي في عمل اليوم والليلة (1048) قال: أخبرنا عمرو بن علي، ومحمد بن المثنى، قالا: حدثنا محمد.
ثلاثتهم - محمد بن جعفر، وهاشم، والربيع - قالوا: حدثنا شعبة، قال: حدثنا يزيد أبو خالد.
2 - وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (1045) قال: أخبرني أحمد بن إبراهيم، قال: حدثنا أبو النضر، قال: حدثنا محمد بن شعيب. وفي (1047) قال: أخبرنا زكريا بن يحيى، قال: حدثني أبو بكر الأدمي، قال: حدثنا أحمد بن حميد، قال: حدثني الأشجعي.
كلاهما - محمد بن شعيب، والأشجعي- عن شعبة، عن ميسرة.
كلاهما - أبو خالد، وميسرة - عن المنهال بن عمرو، عن سعيد بن جبير، فذكره.
(*) أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (1046) قال: أخبرنا عبد الصمد بن عبد الوهاب، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: حدثنا محمد بن شعيب، عن رجل، عن شعبة، عن ميسرة، عن المنهال بن عمرو، عن سعيد بن جبير، فذكره.
وبنحوه:
1- أخرجه أحمد (1/239) (2138) قال: حدثنا أبو معاوية، وفي (1/239) (2138) ، و (1/352) (3298) قال: حدثنا يزيد. وعبد بن حميد (718) قال: حدثني ابن أبي شيبة، قال: حدثنا عبد الرحيم بن سليمان. والنسائي في عمل اليوم والليلة (1044) قال: أخبرني الحسن بن إسماعيل بن سليمان المجالدي، قال: أخبرنا حفص.
أربعتهم - أبو معاوية، ويزيد، وعبد الرحيم، وحفص بن غياث- عن الحجاج بن أرطاة.
2 - وأخرجه البخاري في الأدب المفرد (536) قال: حدثنا أحمد بن عيسى، قال: حدثنا عبد الله بن وهب، قال: أخبرني عمرو، عن عبد ربه بن سعيد.
كلاهما - الحجاج، وعبد ربه- عن المنهال بن عمرو، عن عبد الله بن الحارث، فذكره.
(*) أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (1043) قال: أخبرنا وهب بن بيان، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني عمرو بن الحارث، عن عبد ربه بن سعيد، قال: حدثني المنهال بن عمرو، عن مُرة، عن سعيد ابن جبير، عن عبد الله بن الحارث، فذكره.(6/628)
4897 - (د) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما- قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إذا جاء الرجل يعود مريضاً، فليقل: اللهم اشْفِ عبدَك، ينْكَأُ لك عدوَّاً، أو يمشي إلى جنازة» أخرجه أبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ينْكَأُ لك عدُوّاً) نَكَأتُ العدو في الغزو: إذا أثَّرْت فيه أثراً من قتل أو نهب أو غير ذلك.
__________
(1) رقم (3107) في الجنائز، باب الدعاء للمريض عند العيادة، وإسناده حسن، وصححه الحاكم 1 / 344 و 549 ووافقه الذهبي.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/172) (6600) قال: حدثنا حسن، قال: حدثنا ابن لهيعة. وعبد بن حميد (344) قال: حدثنا يعمر بن بشر، قال: حدثنا عبد الله بن المبارك، قال: حدثنا رشدين بن سعد. وأبو داود (3107) قال: حدثنا يزيد بن خالد الرملي، قال: حدثنا ابن وهب.
ثلاثتهم - ابن لهيعة، ورشدين بن سعد، وابن وهب- عن حُيي بن عبد الله، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، فذكره.(6/628)
4898 - (ت) أبو أمامة الباهلي - رضي الله عنه- قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «تمامُ عيادة المريض: أن يضعَ أحدُكم يدَه على جبهته - أو قال: على [ص:629] يده - فيسأله: كيف هو؟ وتمامُ تحياتكم (1) بينَكم: المصافحةُ» أخرجه الترمذي (2) .
__________
(1) في نسخ الترمذي المطبوعة: تحيتكم.
(2) رقم (2732) في الاستئذان، باب ما جاء في المصافحة، وفي سنده علي بن يزيد صاحب القاسم ابن عبد الرحمن، وهو ضعيف، وللفقرة الأخيرة منه شواهد بمعناه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (5/259) قال: حدثنا خلف بن الوليد. (ح) وحدثنا علي بن إسحاق. والترمذي (2731) قال: حدثنا سويد بن نصر.
ثلاثتهم - خلف، وعلي، وسويد - عن ابن المبارك، قال: أخبرنا يحيى بن أيوب، عن عبيد الله بن زحر، عن علي بن يزيد، عن القاسم، فذكره.
وقال الترمذي: هذا إسناد ليس بالقوي، قال محمد: وعبيد الله بن زحر ثقة، وعلي بن يزيد ضعيف، والقاسم بن عبد الرحمن يكنى أبا عبد الرحمن، وهو مولى عبد الرحمن بن خالد بن يزيد بن معاوية وهو ثقة، والقاسم شامي.(6/628)
4899 - (ت) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه- أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا دخلتم على مريض فَنَفِّسوا له في أجله، فإن ذلك [لا يردُّ شيئاً ويُطيِّبُ نَفْسَه» . أخرجه الترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فنَفِّسُوا له) نفَّستُ عن المريض: إذا منيته طول الأجل، وسألت الله أن يطيل له عمره.
__________
(1) رقم (2088) في الطب، باب رقم (35) ، وفي سنده موسى بن إبراهيم التيمي، وهو منكر الحديث وقال الترمذي: هذا حديث غريب.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه ابن ماجة (1438) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. والترمذي (2087) قال: حدثنا عبد الله بن سعيد الأشج.
كلاهما - أبو بكر، والأشج - قالا: حدثنا عقبة بن خالد السَّكُوني، عن موسى بن محمد بن إبراهيم التيمي، عن أبيه، فذكره.
(*) قال الترمذي: هذا حديث غريب.(6/629)
4900 - (خ د) أنس بن مالك رضي الله عنه- «أن غلاماً من اليهود كان يخدُم رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، فمرض، فأتاه يعودُه، وعرض عليه الإسلامَ، فأسلم» .
وفي رواية «فأتاه يعوده، فقعد عند رأسه، فقال له: أسلم، فنظر إلى أبيه وهو عنده، فقال: أطِعْ أبا القاسم، فأسلم، فخرج النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- وهو يقول: الحمد لله الذي أنقذه [بي] من النار» أخرجه البخاري وأبو داود. وفي رواية لأبي داود «قال أبواه: أطعْ أبا القاسم» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 3 / 176 في الجنائز، باب إذا أسلم الصبي فمات هل يصلى عليه وهل يعرض على الصبي الإسلام، وفي المرضى، باب عيادة المشرك، وأبو داود رقم (3095) في الجنائز، باب في عيادة الذمي.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (3/175) قال: حدثنا مؤمل. وفي (3/227) و 280) قال: حدثنا يونس.
وأخرجه أحمد (3/280) ، والبخاري (2/،118 7/152) ، وفي الأدب المفرد (524) ، وأبو داود (3095) ، والنسائي في الكبرى تحفة (295) عن إسحاق بن إبراهيم، أربعتهم - أحمد، والبخاري، وأبو داود، وإسحاق- عن سليمان بن حرب.
ثلاثتهم - مؤمل، ويونس، وسليمان - عن حماد بن زيد، عن ثابت فذكره.
وبنحوه أخرجه أحمد (3/260) قال: حدثنا أسود بن عامر. والنسائي في الكبرى تحفة (965) عن علي بن حجر.
كلاهما - أسود، وعلي - عن شريك، عن عبد الله بن عيسى، عن عبد الله بن جبر، فذكره.(6/629)
4901 - (خ) نافع - مولى ابن عمر - رضي الله عنهم- قال: «ذُكر لابن عمر: أن سعيدَ بن زيد مرض - وكان بَدْرِيّاً - فركب إليه يوم جمعة بعد أن تعالى النهار، واقتربت الجمعةُ، وترك الجمعةَ» . أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) 7 / 241 في المغازي، باب فضل من شهد بدراً.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (3990) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا ليث عن يحيى، عن نافع، فذكره.(6/630)
4902 - (خ) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما- «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- دخل على أعرابي يعوده في مرضه - قال: وكان إذا دخل على مريض يعوده قال: لا بأس، طَهُور إن شاء الله - فقال [له: لا بأس] طهور إن شاء الله، فقال: قلتَ: طهور؟ كلاَّ، بل هي حُمَّى تَفُورُ - أو تثُورُ - على شيخ كبير، تُزِيرُه القبورَ، قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: فنعم إذن» أخرجه البخاري (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(تَفُورُ) فَارَت القِدرُ: إذا غَلَتْ، شَبَّه شِدَّة الحُمَّى بفَوران القِدر.
(تَثُور) أي تشتد ويظهر أثرها على الجسم.
__________
(1) 10 / 103 في المرضى، باب عيادة الأعراب، وباب ما يقال للمريض وما يجيب، وفي الأنبياء، باب علامات النبوة في الإسلام، وفي التوحيد، باب في المشيئة والإرادة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (4/246) . وفي (7/152) ، وفي الأدب المفرد (526) قال: حدثنا معلى بن أسد، قال: حدثنا عبد العزيز بن مختار، وفي (7/153) قال: حدثنا إسحاق، قال: حدثنا خالد بن عبد الله. وفي (9/169) ، وفي الأدب المفرد (514) قال: حدثنا محمد بن سلام، قال: حدثنا عبد الوهاب الثقفي، والنسائي في عمل اليوم والليلة (1039) قال: أخبرنا سوار بن عبد الله بن سوار، قال: حدثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد.
ثلاثتهم - عبد العزيز، وخالد بن عبد الله، وعبد الوهاب- عن خالد الحذاء، عن عكرمة، فذكره.(6/630)
4903 - (خ) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما- قال: «إن علياً خرج من عند النبي - صلى الله عليه وسلم- في وجعه الذي تُوُفِّيَ فيه، فقال الناس: يا أبا الحسن، كيف أصبح رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-؟ قال: أصبح بحمد الله بارِئاً» . [ص:631] أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) 11 / 49 في الاستئذان، باب المعانقة وقول الرجل: كيف، وفي المغازي، باب مرض النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري في الاستئذان (29) ، وفي المغازي (84: 15) عن إسحاق، عن بشر بن شعيب، عن أبيه، والاستئذان (29) عن أحمد بن صالح، عن عنبسة بن خالد، عن يونس.
كلاهما عن الزهري، عن عبد الله بن كعب بن مالك الأنصاري، فذكره تحفة الأشراف (5/49، 48) .(6/630)
4904 - () عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قال: «من السُّنَّة تخفيفُ الجلوس، وقِلَّةُ الصَّخَب: في العيادة عند المريض، قال: وقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، لما كثُر لغَطُهم واختلافهم: قُومُوا عني» أخرجه ... (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الصَّخَبُ) : الغلبة والجلبة، واللَّغط مثله.
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وقد رواه البخاري 1 / 185 و 186 في العلم، باب كتابة العلم، وفي الجهاد، باب هل يستشفع إلى أهل الذمة، وباب إخراج اليهود من جزيرة العرب، وفي المغازي، باب مرض النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته، وفي الاعتصام، باب كراهية الخلاف، وفي المرضى، باب قول المريض: قوموا عني، من حديث عبد الله بن عباس: " قال: لما اشتد بالنبي صلى الله عليه وسلم وجعه قال: ائتوني بكتاب أكتب كتاباً لا تضلوا بعده، قال عمر: إن النبي صلى الله عليه وسلم غلبة الوجع وعندنا كتاب الله حسبنا فاختلفوا وكثر اللغط، قال: قوموا عني ولا ينبغي عندي التنازع، فخرج ابن عباس يقول: إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين كتابه ".
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: في المطبوع أخرجه رزين، وجزؤه الثاني طرف من حديث طويل بلفظ:
«لما اشتد بالنبي -صلى الله عليه وسلم- وجعه، قال: ائتوني بكتاب، أكتب لكم كتابا، لا تضلوا بعده. قال عمر: إن النبي -صلى الله عليه وسلم- غلبه الوجع، وعندنا كتاب الله حسبنا. فاختلفوا وكثر اللغط. قال: قوموا عني. ولا ينبغي عندي التنازع. فخرج ابن عباس يقول: إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وبين كتابه» .
1 - أخرجه أحمد (1/324) (2992) قال: حدثني وهب بن جرير، قال: حدثنا أبي. والبخاري (1/39) قال: حدثنا يحيى بن سليمان، قال: حدثني ابن وهب. كلاهما - جرير، وابن وهب- عن يونس.
2 - وأخرجه أحمد (1/336) (3111) قال: حدثنا عبد الرزاق، والبخاري (6/11) قال: حدثنا علي بن عبد الله، قال: حدثنا عبد الرزاق، وفي (7/155و 156) قال: حدثنا إبراهيم بن موسى، قال: حدثنا هشام، (ح) وحدثني عبد الله بن محمد، قال: حدثنا عبد الرزاق. وفي (9/137) قال: حدثنا إبراهيم بن موسى، قال: أخبرنا هشام. ومسلم (5/76) قال: حدثني محمد بن رافع، وعبد بن حميد، قال عبد: أخبرنا، وقال ابن رافع: حدثنا عبد الرزاق، والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (5841) عن زكريا بن يحيى، عن إسحاق ابن إبراهيم بن راهويه، عن عبد الرزاق، كلاهما - عبد الرزاق، وهشام - عن مَعمر.
كلاهما - يونس، ومعمر- عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، فذكره.(6/631)
الفصل الثالث عشر: في الركوب والارتداف
4905 - (خ س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما- قال: «لما [ص:632] قَدِمَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- مكة، استقبله أُغَيْلِمَةُ بني عبد المطلب، فحمل واحداً بين يديه، وآخرَ خلفه» .
وفي رواية قال: «ذُكِر عند عكرمة شرُّ الثلاثة، فقال: قال ابن عباس: أتى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، وقد حمل قُثَمَ بين يديه، والفضْلَ خلفه - أو قُثَم خلفَه، والفضلَ بين يديه - فأيُّهم أشرُّ؟ وأيهم أخيَرُ؟» أخرجه البخاري، وأخرج النسائي الأولى (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أُغيلمة) : تصغير أغلِمة، قياساً، وإن لم يجيء، والمستعمل غِلْمة، وهو جمع غلام، يعنون: الصغير.
__________
(1) رواه البخاري 3 / 492 في العمرة، باب استقبال الحاج القادمين الثلاثة على دابة، وفي اللباس، باب الثلاثة على الدابة، وباب حمل صاحب الدابة غيره بين يديه، والنسائي 5 / 212 في المناسك، باب استقبال الحج.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (1/250) (2259) قال: حدثنا علي بن إسحاق، قال: أخبرنا عبد الله. والبخاري (3/9) قال: حدثنا مُعلى بن أسد، قال: حدثنا يزيد بن زريع. وفي (7/218) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يزيد بن زريع، والنسائي (5/212) قال: أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا يزيد وهو ابن زريع.
كلاهما - عبد الله، ويزيد- عن خالد الحذاء، عن عكرمة، فذكره.
ورواية البخاري الثانية:
أخرجها في (7/218) قال: حدثني محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الوهاب، قال: حدثنا أيوب، ذُكِر الأشر الثلاثة عند عكرمة، فقال، فذكره.
وبلفظ: «أَرْدَفَني رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- خَلفه، وقُثَمُ أمامه» .
أخرجه أحمد (1/297) (2706) قال: حدثنا أسود، وفي (1/345) (3217) قال: حدثنا وكيع.
كلاهما - أسود، ووكيع - عن إسرائيل، عن جابر، عن أبي الضحى، مسلم بن صبيح، فذكره.
(*) رواية وكيع: «أن النبي -صلى الله عليه وسلم- حَمَلَهُ، وحمل أخاه، هذا قُدامه، وهذا خلفه» .(6/631)
4906 - (خ م د) عبد الله بن جعفر - رضي الله عنهما- قال له ابن الزبير: «أتذكر إذْ تلقيَّنا رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- أنا وأنت وابنُ عباس؟ قال: نعم، فحملنا وتركك» أخرجه البخاري ومسلم.
وفي رواية مسلم قال: قال عبد الله بن جعفر لابن الزبير: «أتذكر إذ تلقَّيْنا رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- أنا وأنت وابن عباس؟ قال: نعم، فحملنا وتركك» (1) . [ص:633]
وفي أخرى لمسلم قال: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إذا قدم من سفر تُلقِّيَ بصبيان أهل بيته، قال: وإنه قدم من سفر، فسُبِق بي إليه، فحملني بين يديه، ثم جيء بأحد ابْنَيْ فاطمةَ، فأرْدَفَه خلفه، قال: فأُدِخلنا المدينة ثلاثة على دابة» .
وفي أخرى «كان إذا قدم من سفر تُلُقِّي بنا، فتُلقِّيَ بي وبالحسن - أو بالحسين-[قال: فحَمل أحدَنا بين يديه، والآخرَ] خلفَه، حتى دخلنا المدينة» وأخرج أبو داود رواية مسلم الآخرة (2) .
__________
(1) قال الحافظ في " الفتح ": والذي في البخاري أصح، يعني أن عبد الله بن جعفر قال له ابن الزبير.
(2) رواه البخاري 6 / 133 في الجهاد، باب استقبال الغزاة، ومسلم رقم (2427) في فضائل الصحابة، باب فضائل عبد الله بن جعفر رضي الله عنهما، وأبو داود رقم (2566) في الجهاد، باب في ركوب ثلاثة على دابة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (1/203) (1742) قال: حدثنا إسماعيل، والبخاري (4/93) قال: حدثنا عبد الله بن أبي الأسود، قال: حدثنا يزيد بن زُريع، وحميد بن الأسود، ومسلم (7/131) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا إسماعيل بن عُلية. (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا أبو أسامة. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (5220) عن أبي الأشعث، ومحمد بن عبد الله بن بَزيع، كلاهما عن يزيد بن زريع.
أربعتهم - إسماعيل بن علية، ويزيد بن زريع، وحميد بن الأسود، وأبو أسامة - عن حبيب بن الشهيد، عن عبد الله بن أبي مُليكة، فذكره.
وبلفظ: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا قدم من سفر تُلُقِّيَ بصبيان أهل بيته» :
أخرجه أحمد (1/203) (1743) قال: حدثنا أبو معاوية. والدارمي (2668) قال: أخبرنا أبو النعمان، قال: حدثنا ثابت بن يزيد، ومسلم (7/132) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، وأبو بكر بن أبي شيبة، قال أبو بكر: حدثنا، وقال يحيى: أخبرنا أبو معاوية. وفي (7/132) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبد الرحيم بن سليمان. وأبو داود (2566) قال: حدثنا أبو صالح محبوب بن موسى، قال: أخبرنا أبو إسحاق الفزاري. وابن ماجة (3773) ، قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبد الرحيم بن سليمان. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (5230) ، عن عبيد الله بن سعيد، عن أبي معاوية.
أربعتهم - أبو معاوية، وثابت، وعبد الرحيم، وأبو إسحاق- عن عاصم الأحول، عن مُورق العجلي، فذكره.
وعن خالد بن سارة، أنه سمع عبد الله بن جعفر يقول: «مر بي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنا وغلام من بني عبد المطلب، فحملنا على دابة، فكنا ثلاثة» .
أخرجه الحميدي (538) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا جعفر بن خالد، قال: أخبرني أبي، فذكره.(6/632)
4907 - (م ت) سلمة بن الأكوع - رضي الله عنه- قال: لقد قُدْت برسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- والحسن والحسين بغلتَه الشهباءَ، حتى أدخلتُهم حجرة النبي - صلى الله عليه وسلم-، هذا قُدَّامَه «وهذا خلفَه» أخرجه مسلم والترمذي (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (2422) في فضائل الصحابة، باب فضائل الحسن والحسين رضي الله عنهما، والترمذي رقم (2776) في الأدب، باب ما جاء في ركوب ثلاثة على دابة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مسلم (7/130) قال: حدثني عبد الله بن الرومي اليمامي، وعباس بن عبد العظيم العنبري. والترمذي (2775) قال: حدثنا عباس العنبري.
كلاهما - عبد الله، وعباس- قالا: حدثنا النضر بن محمد، قال: حدثنا عكرمة بن عمار، قال: حدثنا إياس، فذكره.(6/633)
4908 - () أنس بن مالك - رضي الله عنه- قال: «لقد قُدت برسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- بغلتَه، والحسن أمامه، والحسين خلفه» أخرجه ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وهو بمعنى الذي قبله.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
في المطبوع أخرجه رزين.(6/633)
4909 - (د) معاذ بن جبل - رضي الله عنه- قال: «كنت رِدْفَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- على حمار له، يقال له: عُفَير» أخرجه أبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(عُفير) : تصغير أعفر بحذف الألف، كما قالوا في أسود: سُوَيد والقياس: أُعَيْفرُ، كما قالوا: أُحَيْمِر. وعُفَير: اسم حمار للنبي - صلى الله عليه وسلم-، كما كان لغيره مما هو له أسماء، نحو العُقَاب لرايته، وذي الفَقَار لسيفه، وغير ذلك.
__________
(1) رقم (2559) في الجهاد، باب في الرجل يسمي دابته، وهو حديث صحيح، ورواه أيضاً البخاري ومسلم والترمذي والنسائي مطولاً ومختصراً.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أبو داود (2559) قال: حدثنا هناد بن السري، عن أبي الأحوص، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون، فذكره. وهو جزء من حديث طويل في الصحيحين سيأتي.(6/634)
4910 - (خ) أنس بن مالك - رضي الله عنه- قال: «كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم- مَقْفَلَه من عُسْفان، ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- على راحلته، وقد أرْدَفَ صَفيَّة بنتَ حُيَيّ، فعثرت ناقته، فصُرِعا جميعاً، فاقتحم أبو طلحة، فقال: يا رسولَ الله، جعلني الله فداءك، هل أصابك شيء؟ قال: لا، ولكن عليك بالمرأة، فقلب أبو طلحة ثوباً على وجهه وقصد قصدَها، فأَلقى ثوبه عليها، فقامت المرأة، وأصلح لهما مَرْكَبهما فركبا، واكْتَنَفْنا رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، فلما أشرفنا على المدينة قال النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-: آيبون، تائبون، عابدون، لربنا حامدون قال: فلم يزل يقول ذلك حتى دخل المدينة» أخرج البخاري هكذا (1) . [ص:635]
وقد أخرج هو ومسلم هذا المعنى بزيادة ونقصان في روايات عدَّة، يرد ذِكْر بعضها في غزوة خيبر، وبعضها في زواج النبي - صلى الله عليه وسلم- بصفيَّة، وبعضها في في فضل المدينة.
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فصُرعا) صُرع الراكب: إذا وقع عن ظهر مركوبه.
(فاقتحم) اقتحم الأمر: إذا رمى نفسه فيه من غير رَوِيَّة.
(آيبُون) آب الرجل: إذا رجع من سفره.
__________
(1) 6 / 133 و 134 في الجهاد، باب ما يقول إذا رجع من الغزو، و 10 / 334 في اللباس، باب إرداف المرأة خلف الرجل ذا محرم، وفي الأدب، باب قول الرجل: جعلني الله فداك.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري في الجهاد (196: 1) عن أبي معمر، عن عبد الوارث. وفي «الجهاد 196: 2» وفي الأدب (104) عن علي، عن بشر بن المفضل. وفي اللباس (102) عن الحسن بن محمد ابن الصباح، عن يحيى بن عباد، عن شعبة. ومسلم في المناسك (76: 3) عن زهير بن حرب، عن إسماعيل بن علية، و (76: 4) عن حميد بن مسعدة، عن بشر بن المفضل.
أربعتهم عن يحيى بن إسحاق الحضرمي، فذكره.
والنسائي في الحج 0 لعله في الكبرى، وفي «اليوم والليلة» عن عمران بن موسى، عن عبد الوارث، نحوه «تحفة الأشراف 1/426» .(6/634)
4911 - (د) أبو المليح عن رجل أنه قال: «كنت رَدِيفَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فعثرت الدابةُ، فقلت: تعس الشيطان، فقال: لا تقل: تعس الشيطان، فإنك إذا قلت ذلك تعاظَمَ حتى يكونَ مثلَ البيت، ويقول: لِقُوَّتي، ولكن قل: بسم الله، فإنك إذا قلتَ ذلك تصاغر حتى يكون مثل الذُّباب» أخرجه أبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(تَعِسَ) أي: خاب وخسر.
(تصاغر) : من الصغار، وهو الذُّل والهوان، أو هو من الصغر، أي: صار صغيراً بعد عِظَمه.
__________
(1) رقم (4982) في الأدب، باب لا يقال: خبثت نفسي، ورواه أيضاً ابن السني والحاكم، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (4982) قال: حدثنا وهب بن بقية، عن خالد - يعني ابن عبد الله -. والنسائي في «عمل اليوم والليلة» (554) قال: أخبرنا محمد بن حاتم. قال: أخبرنا سويد. قال: أخبرنا عبد الله.
كلاهما - خالد بن عبد الله، وعبد الله بن المبارك - عن خالد الحذاء، عن أبي تميمة، عن أبي المليح، فذكره.
(*) في رواية عبد الله بن المبارك: «عن ردف رسول الله -صلى الله عليه وسلم-» .
* وأخرجه النسائي في «عمل اليوم والليلة» (556) قال: أخبرنا محمد بن بشار. قال: حدثنا عبد الوهاب. قال: حدثنا خالد، عن أبي تميمة، عن أبي المليح. قال: «كان رجل رديف النبي - صلى الله عليه وسلم- على دابته، فعثرب به دابته. فقال الرجل: تعس الشيطان ... » نحوه مرسل.
وبنحوه أخرجه النسائي في «عمل اليوم والليلة» (555) قال: أخبرني عثمان بن عبد الله بن خرزاد، قال: حدثنا أحمد بن عبدة، قال: حدثنا محمد بن حمران القيسي، قال: حدثنا خالد الحذاء، عن أبي تميمة الهجيمي، عن أبي المليح، فذكره.(6/635)
4912 - (د ت) عبد الله بن بريدة بن الحصيب قال: سمعتُ أبي يقول: «بينما النبي - صلى الله عليه وسلم- يمشي، جاء رجل معه حمار، فقال: يا رسولَ الله، اركب، وتأَخَّرَ الرجل، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: لا أنت أحق بصدر دابتك مني، إلا أن تجعلَه لي، قال: فإني قد جعلته لك، فركب» أخرجه الترمذي وأبو داود (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (2572) في الجهاد، باب رب الدابة أحق بصدرها، والترمذي رقم (2774) في الأدب، باب ما جاء أن الرجل أحق بصدر دابته، قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، وقال الحافظ في " الفتح ": وأخرجه أحمد وابن حبان وصححه والحاكم، ووجدت له شاهداً من حديث النعمان بن بشير أخرجه الطبراني، وأخرجه أيضاً من حديث قيس بن سعد بغير زيادة الاستثناء، وفي الباب عدة أحاديث مرفوعة وموقوفة بمعنى ذلك.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (5/353) قال: حدثنا زيد، هو ابن الحباب، وأبو داود (2572) قال: حدثنا أحمد بن محمد بن ثابت المروزي، قال: حدثني علي بن الحسين. والترمذي (2773) قال: حدثنا أبو عمار الحسين بن حريث، قال: حدثنا علي بن الحسين بن واقد.
كلاهما - زيد، وعلي بن الحسين - قالا: حدثني حسين بن واقد، قال: حدثني عبد الله بن بريدة، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه.(6/636)
الفصل الرابع عشر: في حفظ الجار
4913 - (خ م د ت) عائشة - رضي الله عنها- أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «ما زال جبريل يُوصيِني بالجار، حتى ظننتُ أنه سيُوَّرِّثُه - وفي رواية: حتى ظننت [أنه] ليورِّثنَّه» أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي (1) .
__________
(1) رواه البخاري 10 / 369 في الأدب، باب الوصاة بالجار، ومسلم رقم (2624) في البر والصلة، باب الوصية بالجار، وأبو داود رقم (5151) في الأدب، باب في حق الجوار، والترمذي رقم (1943) في البر، باب ما جاء في حق الجوار.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (6/238) قال: حدثنا يزيد. والبخاري (8/12) وفي الأدب المفرد (101) قال: حدثنا إسماعيل بن أبي أويس. قال: حدثني مالك. وفي الأدب المفرد (106) قال: حدثنا محمد بن سلام. قال: أخبرنا عبد الوهاب الثقفي. ومسلم (8/36) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، عن مالك بن أنس. (ح) وحدثنا قتيبة ومحمد بن رمح، عن الليث بن سعد. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا عبدة ويزيد بن هارون. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى. قال: حدثنا عبد الوهاب، يعني الثقفي. وأبو داود (5151) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا حماد. وابن ماجة (3673) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا يزيد بن هارون وعبدة بن سليمان. (ح) وحدثنا محمد بن رمح. قال: أنبأنا الليث بن سعد. والترمذي (1942) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا الليث بن سعد.
ستتهم - يزيد بن هارون، ومالك بن أنس، وعبد الوهاب الثقفي، والليث بن سعد، وعبدة بن سليمان، وحماد بن زيد - عن يحيى بن سعيد، عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم أن عمرة حدثته، فذكرته.
* أخرجه أحمد (6/52) قال: حدثنا يحيى، عن يحيى، عن رجل، عن عمرة، عن عائشة، فذكرته. قال يحيى: أراه سمى لي أبا بكر بن محمد، ولكن نسيت اسمه.
وبنحوه: أخرجه أحمد (6/91) قال: حدثنا هاشم. قال: حدثنا محمد، يعني ابن طلحة -. وفي (6/125) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا محمد بن طلحة، وفي (6/187) قال: حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان.
كلاهما - محمد بن طلحة، وسفيان الثوري - عن زبيد، عن مجاهد، فذكره.
وعن عروة، عن عائشة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، بمثله، يعني بمثل حديث عمرة، عن عائشة. قالت: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول:
«ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه ليورثنه» .
أخرجه مسلم (8/36) قال: حدثني عمرو الناقد. قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم. قال: حدثني هشام بن عروة، عن أبيه، فذكره.(6/636)
4914 - (خ م) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما- قال: قال: [ص:637] رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «ما زال جبريل يوصيني بالجار، حتى ظننت أنه سيورِّثه» أخرجه البخاري ومسلم والترمذي (1) .
__________
(1) كذا في الأصل والمطبوع: أخرجه البخاري ومسلم والترمذي، وليس كذلك، فقد رواه البخاري 10 / 370 في الأدب، باب الوصاة بالجار، ومسلم رقم (2625) في البر، باب الوصية بالجار، وهو عند الترمذي من حديث عائشة الذي تقدم، وحديث عبد الله بن عمرو والذي بعده.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/85) (5577) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. والبخاري (8/12) وفي الأدب المفرد (104) قال: حدثنا محمد بن منهال. قال: حدثنا يزيد بن زريع. ومسلم (8/37) قال: حدثني عبيد الله بن عمر القواريري، قال: حدثنا يزيد بن زريع.
كلاهما - شعبة، ويزيد - عن عمر بن محمد بن زيد، عن أبيه، فذكره.(6/636)
4915 - (د ت) عمرو بن شعيب عن أبيه قال: «ذُبِحتْ شاة لابن عمرو في أهله، فقال: أهديتم لجارنا اليهوديّ؟ قالوا: لا، قال: ابعثوا إليه منها، فإني سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: ما زال جبريل يوصيني بالجار، حتى ظننت أنه سيورِّثه» . أخرجه أبو داود، والترمذي عن مجاهد عن ابن عمرو، والذي ذكره رزين كما أوردناه (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (5152) في الأدب، باب في حق الجوار، والترمذي رقم (1944) في البر، باب ما جاء في حق الجوار، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1- أخرجه الحميدي (593) قال: حدثنا سفيان. والبخاري في الأدب المفرد (128) قال: حدثنا أبو نعيم. وأبو داود (5152) قال: حدثنا محمد بن عيسى، قال: حدثنا سفيان. كلاهما - سفيان بن عيينة، وأبو نعيم - عن بشير بن سلمان أبي إسماعيل.
2 - وأخرجه أحمد (2/160) (6496) . والبخاري في «الأدب المفرد» (105) قال: حدثنا محمد بن سلام. والترمذي (1943) قال: حدثنا محمد بن عبد الأعلى. ثلاثتهم - أحمد بن حنبل، ومحمد بن سلام، ومحمد بن عبد الأعلى - عن سفيان بن عيينة، عن داود بن شابور، وبشير أبي إسماعيل.
كلاهما - بشير، وداود - عن مجاهد، فذكره.
(*) رواية أبي نعيم: «إني سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم- يوصي بالجار، حتى خشينا - أو رُئينا - أنه سيورثه» .
وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه.(6/637)
4916 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: «جاء رجل إِلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- يشكو جارَه، فقال: اذهب فاصبر، فأتاه مرتين أو ثلاثاً، فقال: اذهب فاطرح متاعك بالطريق، ففعل، فجعل الناس يمُرُّون ويسأَلونه، ويخبرُهم خبر جاره، فجعلوا يلعنونه: فعل الله به، وفعل، وبعضهم يدعو عليه، فجاء إِليه جاره فقال له: ارجع فإِنَّكَ لَن تَرَى مني شيئاً تكرهه» . [ص:638] أَخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (5153) في الأدب، باب في حق الجوار، ورواه الحاكم 4 / 165 وذكر له شاهداً من حديث أبي جحيفة، وصححه، وأقره الذهبي.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه البخاري في «الأدب المفرد» (124) قال: حدثنا علي بن عبد الله. قال: حدثنا صفوان ابن عيسى. وأبو داود (5153) قال: حدثنا الربيع بن نافع أبو توبة. قال: حدثنا سليمان بن حيان.
كلاهما - صفوان، وسليمان - عن محمد بن عجلان، قال: حدثنا أبي، فذكره.(6/637)
4917 - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «واللهِ لا يُؤْمِن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، قيل: مَن يا رسول الله؟ قال: الذي لا يأمَن جارُه بَوائِقَهُ» .
وفي رواية: «لا يدخل الجنة من لا يأمَن جارُه بوائقه» .
أخرج الأولى البخاري ومسلم، والثانية مسلم (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(بوائِقه) البوائق، الدواهي والشرور، واحدتها: بائقة، تقول: باقَتْهُم بائقةُ شر: إذا أصابتهم.
__________
(1) رواه البخاري 10 / 371 في الأدب، باب إثم من لا يأمن جاره بوائقه، ومسلم رقم (46) في الإيمان، باب بيان تحريم إيذاء الجار.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/372) قال: حدثنا سليمان. والبخاري في «الأدب المفرد» (121) قال: حدثنا سليمان بن داود أبو الربيع. ومسلم (1/49) قال: حدثنا يحيى بن أيوب وقتيبة بن سعيد وعلي بن حجر. أربعتهم - سليمان بن داود، ويحيى بن أيوب، وقتيبة، وعلي بن حجر - عن إسماعيل بن جعفر. قال: حدثنا العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، فذكره.
وله شاهد بلفظ: «لا والله لا يؤمن. لا والله لا يؤمن. لا والله لا يؤمن. قالوا: ومن ذاك يا رسول الله؟ قال: جار لا يأمن جاره بوائقه. قيل: وما بوائقه؟ قال: شره» .
أخرجه أحمد (2/288) قال: حدثنا إسماعيل بن عمر. وفي (2/336) قال: حدثنا عثمان بن عمر. وفي (4/31) قال: حدثنا روح.
ثلاثتهم - إسماعيل بن عمر، وعثمان بن عمر، وروح بن عبادة - عن ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، فذكره.(6/638)
4918 - (خ) أبو شريح العدوي - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، قيل: مَن يا رسول الله؟ قال: الذي لا يأمَن جاره بوائقه» . أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) 10 / 370 في الأدب، باب إثم من لا يأمن جاره بوائقه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (4/31) قال: حدثنا حجاج. وفي (6/385) قال: حدثنا يزيد بن هارون. والبخاري (8/12) قال: حدثنا عاصم بن علي.
ثلاثتهم - حجاج، ويزيد بن هارون، وعاصم بن علي - عن ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، فذكره.(6/638)
4919 - (خ م د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم [ص:639] قال: «مَن كانَ يُؤمِنُ باللهِ واليومِ الآخِرِ فلا يُؤذِ جَارَهُ، وَمَن كَانَ يُؤمِنُ باللهِ واليومِ الآخِرِ فلْيُكرِم ضَيْفَهُ، وَمَن كانَ يؤمنُ باللهِ واليومِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْراً أَو لِيَسْكُتْ» .
وفي رواية مثله، وفيه: «فلْيُحسِن إِلى جَارِهِ» .
وفي أخرى عِوَض: «فلا يؤذِ جَارَهُ» : «فليَصِل رَحِمَه» ، وعوض «فلْيَسْكت» : «فليَصْمُت» .
أخرج الأولى، والثالثة البخاري، ومسلم، وأخرج الثانية مسلم، وأخرج أبو داود الأُولى، وقَدَّم الضيف، ثم الجار، ثم الصمت (1) .
__________
(1) رواه البخاري 10 / 373 في الأدب، باب من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، وباب إكرام الضيف، وفي النكاح، باب الوصاة بالنساء، وفي الرقاق، باب حفظ اللسان، ومسلم رقم (47) في الإيمان، باب الحث على إكرام الجار، وأبو داود رقم (5154) في الأدب، باب في حق الجوار.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/463) قال: حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان، عن أبي حصين. والبخاري (8/13) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا أبو الأحوص. عن أبي حصين. وفي (8/39) قال: حدثنا عبد الله بن محمد. قال: حدثنا ابن مهدي. قال: حدثنا سفيان، عن أبي حصين. ومسلم (1/49) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو الأحوص، عن أبي حصين. وفي (1/50) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم. قال: أخبرنا عيسى بن يونس، عن الأعمش. وابن ماجة (3971) قال: حدثنا أبو بكر. قال: حدثنا أبو الأحوص، عن أبي حصين.
كلاهما - أبو حصين، والأعمش - عن أبي صالح، فذكره.
وله شاهد بلفظ:
«من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليسكت» .
أخرجه أحمد (2/463) قال: حدثنا وكيع، عن سفيان، عن أبي الزناد، عن الأعرج، فذكره.
وبلفظ:
«من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت» .
وفي رواية: « ... ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره» .
أخرجه أحمد (2/267 و 269) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر. والبخاري (8/39) قال: حدثنا عبد الله بن محمد. قال: حدثنا هشام. قال: أخبرنا معمر. وفي (8/125) قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله. قال: حدثنا إبراهيم بن سعد. ومسلم (1/49) قال: حدثني حرملة بن يحيى. قال: أنبأنا ابن وهب. قال: أخبرني يونس. وأبو داود (5154) قال: حدثنا محمد بن المتوكل العسقلاني. قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر. والترمذي (2500) قال: حدثنا سويد. قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك، عن معمر. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (11/15300) عن سويد بن نصر، عن عبد الله بن المبارك، عن معمر.
ثلاثتهم - معمر، وإبراهيم بن سعد، ويونس - عن ابن شهاب الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، فذكره.
وله شاهد بلفظ:
«من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذين جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليسكت» .
وقال يحيى بن مرة: «أو ليصمت» .(6/638)
4920 - (م ط) أبو شريح العدوي - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ كانَ يُؤمِنُ باللهِ واليومِ الآخِرِ فليُحْسِنْ إِلى جاره، ومَن كان يُؤمن بالله واليوم الآخِرِ فليُكْرِمْ ضيفه، ومَن كان يُؤمِن بالله واليومِ الآخِرِ فليَقُلْ خيراً أو لِيَسْكتْ» . أخرجه مسلم.
وزاد الموطأ في ذِكْر الضيف: «فليكرم ضَيْفَهُ، جائزتُه: يوم وليلة وضِيافَتهُ ثلاثة أيام، فما كان بعدَ ذلك فهو صدقة، ولا يَحِلُّ له أن يَثْوِيَ عنده حتى يُحْرِجَهُ» . [ص:640]
وفي رواية الموطأ: تقديم الصمت، ثم الجار، ثم الضيف (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (48) في الإيمان، باب الحث على إكرام الجار، والموطأ 2 / 929 في صفة النبي صلى الله عليه وسلم، باب جامع ما جاء في الطعام والشراب.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه الحميدي (575) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (4/31) قال: حدثنا روح بن عبادة. قال: أخبرنا زكريا بن إسحاق. وفي (6/384) قال: حدثنا سفيان. والدارمي (4042) قال: أخبرنا عثمان بن محمد. قال: حدثنا سفيان بن عيينة. والبخاري في «الأدب المفرد» (102) قال: حدثنا صدقة. قال: أخبرنا ابن عيينة. ومسلم (1/50) قال: حدثنا زهير بن حرب ومحمد بن عبد الله ابن نمير، جميعا عن ابن عيينة. وابن ماجة (3672) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا سفيان بن عيينة. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (9/12056) عن عبيد الله بن سعيد، عن سفيان.
كلاهما - سفيان بن عيينة، وزكريا بن إسحاق - عن عمرو بن دينار، عن نافع بن جبير بن مطعم، فذكره.
ورواية الموطأ:
أخرجها مالك «الموطأ» صفحة (578) . والحميدي (576) قال: حدثنا سفيان. قال: حدثنا ابن عجلان. وأحمد (4/31) قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا عبد الحميد بن جعفر. وفي (4/31) قال: حدثنا حجاج وأبو كامل. قالا: حدثنا ليث، يعني ابن سعد. وفي (6/385) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. قال: حدثنا مالك. وفي (6/385) قال: حدثنا محمد بن بكر. قال: حدثنا عبد الحميد. وعبد بن حميد (482) قال: أخبرنا محمد بن بكر البرساني. قال: حدثنا عبد الحميد بن جعفر. والدارمي (2041) قال: أخبرنا يزيد بن هارون. قال: حدثنا محمد بن إسحاق. والبخاري (8/13) . وفي الأدب المفرد (741) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. قال: حدثنا ليث. وفي (8/39) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. قال: أخبرنا مالك. وفي (8/39) وفي «الأدب المفرد» (743) قال: حدثنا إسماعيل. قال: حدثني مالك. وفي (8/125) قال: حدثنا أبو الوليد. قال: حدثنا ليث. ومسلم (5/137) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا ليث. وفي (5/138) قال: حدثنا أبو كريب محمد ابن العلاء. قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا عبد الحميد بن جعفر (ح) وحدثناه محمد بن المثنى. قال: حدثنا أبو بكر - يعني الحنفي -. قال: حدثنا عبد الحميد بن جعفر. وأبو داود (3748) قال: حدثنا القعنبي، عن مالك. وابن ماجة (3675) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن ابن عجلان. والترمذي (1967) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا ليث بن سعد. وفي (1968) قال: حدثنا ابن أبي عمر. قال: حدثنا سفيان، عن ابن عجلان. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (9/12056) عن قتيبة، عن ليث. (ح) وعن علي بن شعيب، عن معن بن عيسى، عن مالك. (ح) وعن الحارث بن مسكين، عن ابن القاسم، عن مالك. (ح) وعن محمد بن منصور، عن سفيان، عن ابن عجلان.
خمستهم - مالك، ومحمد بن عجلان، وعبد الحميد بن جعفر، وليث بن سعد، ومحمد بن إسحاق - عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، فذكره.(6/639)
4921 - (ت) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «خَيْرُ الأصحاب عند الله: خَيْرُهم لصاحبه، وخَيْرُ الجيران عند الله: خيرُهم لجاره» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (1945) في البر والصلة، باب ما جاء في حق الجوار، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/167) (6566) قال: حدثنا عبد الله بن يزيد، قال: حدثنا حيوة، وابن لهيعة. وعبد بن حميد (342) قال: حدثنا عبد الله بن يزيد، قال: حدثنا حيوة بن شريح. والدارمي (2442) قال: حدثنا عبد الله بن يزيد، قال: حدثنا حيوة، وابن لهيعة. والبخاري في «الأدب المفرد» (115) قال: حدثنا عبد الله بن يزيد، قال: حدثنا حيوة. والترمذي (1944) قال: حدثنا أحمد بن محمد، قال: حدثنا عبد الله بن المبارك، عن حيوة بن شريح. وابن خزيمة (2539) قال: حدثنا الحسين ابن الحسن، قال: أخبرنا ابن المبارك، قال: أخبرنا حيوة بن شريح.
كلاهما - حيوة، وابن لهيعة - قالا: حدثنا شرحبيل بن شريك، أنه سمع أبا عبد الرحمن الحبلي، فذكره.(6/640)
4922 - (م) أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «يَا أبا ذَر، إِذا طَبَخْتَ مَرَقَة فَأَكثِرْ مَاءَها، وتَعَاهَدْ جِيرَانَكَ منها» .
وفي رواية: «إِن خليلي أوصاني: إِذا طَبَخْتَ مَرَقاً فأكثر ماءه، ثم انظر أقربَ أهل بيت من جيرانك، فأصِبْهُمْ منها بمعروف» .
أخرج الثانية مسلم، والأولى ذكرها رزين (1) .
__________
(1) هاتان الروايتان عند مسلم برقم (2625) في البر والصلة، باب الوصية بالجار والإحسان إليه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه الحميدي (139) عن عبد العزيز بن عبد الصمد العمي. وأحمد (5/149) قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الصمد. وفي (5/156) قال: حدثنا بهز. قال: حدثنا حماد بن سلمة. وفي (5/161) قال: حدثنا محمد بن جعفر وحجاج. قالا: حدثنا شعبة. وفي (5/171) قال: حدثنا يحيى ابن سعيد، عن شعبة. والدارمي (2085) قال: أخبرنا أبو نعيم. قال: حدثنا شعبة. والبخاري في «الأدب المفرد» (113) قال: حدثنا بشر بن محمد. قال: أخبرنا عبد الله. قال: أخبرنا شعبة. وفي (114) قال: حدثنا الحميدي. قال: حدثنا أبو عبد الصمد العمي. ومسلم (8/37) قال: حدثنا أبو كامل الجحدري وإسحاق بن إبراهيم. قال أبو كامل: حدثنا. وقال إسحاق: أخبرنا عبد العزيز بن عبد الصمد العمي. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا ابن إدريس. قال: أخبرنا شعبة (ح) وحدثنا أبو كريب. قال: حدثنا ابن إدريس. قال: أخبرنا شعبة. وابن ماجة (3362) قال: حدثنا محمد ابن بشار. قال: حدثنا عثمان بن عمر. قال: حدثنا أبو عامر الخزاز. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (9/11951) عن محمد بن بشار، عن غندر، عن شعبة. وعن سويد بن نصر، عن عبد الله ابن المبارك، عن شعبة.
ثلاثتهم - عبد العزيز أبو عبد الصمد، وحماد بن سلمة، وشعبة - عن أبي عمران الجوني، عن عبد الله ابن الصامت، فذكره.
وبلفظ:
«لا يحقرن أحدكم شيئا من المعروف، وإن لم يجد فليلق أخاه بوجه طلق، وإن اشتريت لحما، أو طبخت قدرا، فأكثر مرقته، واغرف لجارك منه» .
أخرجه الترمذي (1833) قال: حدثنا الحسين بن علي بن الأسود البغدادي. قال: حدثنا عمرو بن محمد العنقزي. قال: حدثنا إسرائيل. عن صالح بن رستم أبي عامر الخزاز، عن أبي عمران الجوني، عن عبد الله بن الصامت فذكره.(6/640)
4923 - (خ د) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «قلتُ: يا رسولَ الله إِن لي جَارَينِ، فإِلى أيِّهما أُهدِي؟ قال: إِلى أقربِهما منكِ باباً» . أخرجه البخاري، وأبو داود (1) .
__________
(1) رواه البخاري 10 / 374 في الأدب، باب حق الجوار في قرب الأبواب، وفي الشفعة، باب أي الجوار أقرب، وفي الهبة، باب بمن يبدأ بالهدية، وأبو داود رقم (5155) في الأدب، باب حق الجوار.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1 - أخرجه أحمد (6/175) قال: حدثنا محمد بن جعفر وحجاج. (ح) وحدثنا روح. وفي (6/187) قال: حدثنا وكيع. وفي (6/193) قال: حدثنا يحيى. وفي (6/239) قال: حدثنا يزيد. والبخاري (3/115) و (8/13) وفي «الأدب المفرد» (107) قال: حدثنا حجاج بن منهال. وفي (3/115) قال: حدثني علي بن عبد الله. قال: حدثنا شبابة. وفي (3/208) . وفي «الأدب المفرد» (108) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر.
سبعتهم - محمد بن جعفر، وحجاج بن منهال، وروح بن عبادة، ووكيع، ويحيى بن سعيد، ويزيد بن هارون، وشبابة بن سوار - عن شعبة بن الحجاج.
2 - وأخرجه أبو داود (5155) قال: حدثنا مسدد وسعيد بن منصور، أن الحارث بن عبيد حدثهم.
كلاهما - شعبة، والحارث - عن أبي عمران الجوني، عن طلحة بن عبد الله، فذكره.
(*) في رواية حجاج ويحيى عن شعبة، ورواية الحارث بن عبيد: «عن طلحة» ولم ينسبوه. وفي رواية محمد بن جعفر: «عن طلحة بن عبد الله رجل من بني تيم بن مرة» . وفي رواية روح: «عن طلحة رجل من قريش من بني تيم بن مرة» . وفي رواية وكيع: «عن رجل من قريش يقال له: طلحة» . وفي رواية يزيد: «عن طلحة رجل من قريش» .(6/640)
4924 - (خ م ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «يا نساءَ المؤمناتِ، لا تَحْقِرنَّ جَارَة لجارتها، ولو فِرْسِنَ شَاة» .
أخرجه البخاري ومسلم.
وفي رواية الترمذي: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «تَهَادَوْا، فإن الهَدِيَّةَ تُذْهِبُ وَحَرَ الصَّدْرِ، ولا تحْقِرَنَّ جَارَة لجارتها ولو شِقّ فِرْسِن شاة» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فِرْسِن شاة) الفِرْسِن: خف البعير، وقد استعير للشاة، فسمي ظِلْفُها فِرْسِناً، لأنه للشاة بمنزلة الخُفّ للبعير.
(وَحَرُ الصدر) : غِشُّه وبلابله ووساوسه وغِلُّه، وقيل: الوَحَر: أشد الغضب، وقيل: الحقد.
__________
(1) رواه البخاري 10 / 372 في الأدب، باب لا تحقرن جارة لجارتها، وفي الهبة في فاتحته، ومسلم رقم (1030) في الزكاة، باب الحث على الصدقة ولو بقليل، والترمذي رقم (2131) في الولاء والهبة، باب في حث النبي صلى الله عليه وسلم على التهادي.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/264) قال: حدثنا أبو كامل. قال: حدثنا ليث. وفي (2/307) قال: حدثنا هاشم، قال: حدثنا ليث. وفي (2/432) قال: حدثنا يحيى، عن ابن أبي ذئب. وفي (2/432 و 493) قال: حدثنا حجاج، قال: حدثنا ليث. وفي (2/506) قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا ابن أبي ذئب. والبخاري (3/201) قال: حدثنا عاصم بن علي، قال: حدثنا ابن أبي ذئب. وفي (8/12) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: حدثنا الليث. وفي «الأدب المفرد» (123) قال: حدثنا آدم. قال: حدثنا ابن أبي ذئب. ومسلم (3/93) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: أخبرنا الليث بن سعد (ح) وحدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا الليث.
كلاهما - ليث بن سعد، وابن أبي ذئب - عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبيه، فذكره.
- ورواية الترمذي:
أخرجها أحمد (2/405) قال: حدثنا خلف. والترمذي (2130) قال: حدثنا أزهر بن مروان البصري، قال: حدثنا محمد بن سواء.
كلاهما - خلف، ومحمد بن سواء - قالا: حدثنا أبو معشر، عن سعيد، فذكره.
وقال الترمذي: وهذا حديث غريب من هذا الوجه، وأبو معشر اسمه نجيح مولى بني هاشم، وقد تكلم فيه بعض أهل العلم من قبل حفظه.(6/641)
4925 - (خ م ط د ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا يمنعْ أحدُكم جَارَهُ أن يَغْرِزَ خشبة في جداره، قال: ثم يقول أبو هريرة: مالي أراكم عنها معرضين؟ والله لأرْمِيَنَّ بها بين أكتافِكم» .
أخرجه البخاري، ومسلم، والموطأ. [ص:642]
وفي رواية الترمذي: «فلما حَدَّثَ أبو هريرةَ طَأْطَؤوا رؤوسَهم، فقال: مالي أراكم معرضين؟ ... الحديث» .
وفي رواية أبي داود قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «إِذا استأْذن أحدُكم جَارَه أن يغَرِزَ خشبة في داره فلا يمنعْه، فَنَكَسُوا رُؤوسَهم، فقال: مالي أراكم أَعرضتُم عنها؟ لأُلْقِيَنَّها بين أكتافكم» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أكْتَافكم) من رواه بالتاء أراد: لما أعرضوا عنها قال: «لأرْمِيَنَّ بها بين أكتافكم» يعني: أنها إذا كانت على ظهورهم لا يقدرون يعرضون عنها، لأنهم حاملوها، فهي معهم لا تفارقهم.
ومن رواه بالنون أراد: جمع كَنَف، وهو الناحية، يعني أنه يجعلها بين ظهورهم، فكلما مروا بأفنيتهم رأوها فلا يقدرون أن ينسوها.
__________
(1) رواه البخاري 5 / 79 و 80 في المظالم، باب لا يمنع جار جاره أن يغرز خشبة في جداره، ومسلم رقم (1609) في المساقاة، باب غرز الخشب في جدار الجار، والموطأ 2 / 745 في الأقضية، باب القضاء في المرفق، وأبو داود رقم (3634) في الأقضية، باب أبواب من القضاء، والترمذي رقم (1353) في الأحكام، باب ما جاء في الرجل يضع على حائط جاره خشباً.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه الحميدي (1077) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (2/230) قال: حدثنا إسماعيل. وفي (2/327) قال: حدثنا عبد الصمد. قال: حدثنا حماد. والبخاري (7/145) قال: حدثنا علي بن عبد الله. قال: حدثنا سفيان.
ثلاثتهم - سفيان، وإسماعيل، وحماد - عن أيوب، عن عكرمة، فذكره.
وبنحوه:
أخرجه أحمد (2/447) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا منصور بن دينار، عن أبي عكرمة المخزومي، فذكره.
والرواية الثانية:
1- أخرجها مالك «الموطأ» صفحة (464) . والحميدي (1076) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (2/240) قال: حدثنا سفيان. وفي (2/274) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر. وفي (2/396) قال: حدثنا إبراهيم بن أبي العباس. قال: حدثنا أبو أويس. وفي (2/463) قال: حدثنا عبد الرحمن. عن مالك. والبخاري (3/173) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك. ومسلم (5/57) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: قرأت على مالك. (ح) وحدثنا زهير بن حرب، قال: حدثنا سفيان بن عيينة. (ح) وحدثني أبو الطاهر وحرملة بن يحيى. قالا: أخبرنا ابن وهب. قال: أخبرني يونس. (ح) وحدثنا عبد بن حميد. قال: أخبرنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر. وأبو داود (3634) قال: حدثنا مسدد وابن أبي خلف. قالا: حدثنا سفيان. وابن ماجة (2335) قال: حدثنا هشام بن عمار ومحمد بن الصباح. قالا: حدثنا سفيان بن عيينة. والترمذي (1353) قال: حدثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي. قال: حدثنا سفيان بن عيينة.
خمستهم - مالك، وسفيان، ومعمر، وأبو أويس عبد الله بن عبد الله، ويونس - عن الزهري.
2- وأخرجه أحمد (2/396) قال: حدثنا إبراهيم بن أبي العباس. قال: حدثنا أبو أويس. قال: حدثنا عبد الله بن الفضل وأبو الزناد.
ثلاثتهم - الزهري، وعبد الله بن الفضل، وأبو الزناد - عن الأعرج، فذكره.(6/641)
4926 - (د) سمرة بن جندب - رضي الله عنه -: قال: «كان له عَضُد نَخْل في حائط رجل من الأنصار، قال: ومع الرَّجُلِ أهلُه، فكان سَمُرَةُ يَدْخُلُ إِلى نخله فيتأذّى به، [وَيشُقُّ عليه] ، فطلب إِليه أن يبيعَهُ، فأبى، فطلب [ص:643] إليه أن يُناقِلهُ، فأبى، فأتى صاحبُ الحائط رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، فذكر ذلك له، فطلبَ إِليه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أن يبيعَهُ، فأبى، فطلب إِليه أن يُناقِلَهُ، فأبى، فقال: فَهَبْهُ له، ولك كذا وكذا أجراً، أمراً رَغَّبهُ فيه، فأبى، فقال: أنت مُضَارّ، وقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- للأَنصاريِّ: اذهب فاقلعْ نَخْلَهُ» . أخرجه أبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(عضد نخل) أراد بالعَضُد: طريقةً من النخل، لأنه إذا صار للنخلة جِذع يتناول منه فهو عَضِيد، وجمعه عُضْدان، قال الخطابي: الذي جاء في رواية أبي داود «عضد» وإنما هو «عَضِيد» وذكر معناه كما سبق.
(مُضارّ) : الذي يضر رفيقه وشريكه وجاره.
__________
(1) رقم (3636) في الأقضية، باب أبواب من القضاء، من حديث أبي جعفر الباقر محمد بن علي، عن سمرة، وفيه انقطاع، فإن أبا جعفر لم يسمع من سمرة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (3636) قال: حدثنا سليمان بن داود العتكي. قال: حدثنا حماد، قال: حدثنا واصل مولى أبي عيينة، قال: سمعت أبا جعفر، محمد بن علي، فذكره.(6/642)
4927 - (ط) يحيى المازني: «أن الضَّحاكَ بنَ خليفةَ سَاقَ خليجاً له من العُرَيض، فأراد أن يَمُرَّ به في أرض محمدِ بنِ مَسْلمةَ، فمنعه فقال له: لِمَ تَمنعُني، ولك فيه منفعة، تشرب فيه أولاً وآخراً، ولا يضُرُّك؟ فأبى [محمد] فكلَّم الضَّحَاكُ فيه عمرَ بنَ الخطَّابِ، فدعا عمرُ بن الخطاب محمَّدَ بنَ مَسْلمةَ، فأمره أَن يُخَلِّيَ سَبيلَهُ، فقال محمد: لا والله، فقال عمرُ: لِمَ تمنعُ أخاك ما ينفعُهُ، ولا يضرُّكَ؟ [ص:644] فقال: لا والله، فقال له عمرُ: والله لَيَمُرَّنَّ به ولو على بطنك، ففعل الضَّحَّاكُ» . أخرجه الموطأ (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(خليجاً من العُرَيْض) الخليج: النهر يؤخذ من النهر الكبير. و «العُرَيْض» : بضم العين المهملة وفتح الراء وسكون الياء موضع معروف من نواحي المدينة.
__________
(1) 2 / 746 في الأقضية، باب القضاء في المرفق، ورجال إسناده ثقات.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: أخرجه مالك «الموطأ» (1502) عن عمرو بن يحيى المازني، عن أبيه، فذكره.(6/643)
4928 - (ط) يحيى المازني: قال: «كان في حائط جَدِّه رَبيع - يعني: ساقيةً- لابن عوف، فأراد ابنُ عوف أن يُحَوِّلَهُ إِلى ناحية من الحائط هي أقربُ إِلى أرضِهِ، فمنعهُ صاحبُ الحائط، فكلَّم عبدُ الرحمن عمرَ، فقضى لعبد الرحمن بتحويله» . أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 2 / 746 في الأقضية، باب القضاء في المرفق، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: أخرجه مالك «الموطأ» (1503) عن عمرو بن يحيى المازني، عن أبيه، فذكره.(6/644)
4929 - (ط) يحيى المازني: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا ضَرَرَ ولا ضِرَارَ - وروي: ولا إِضْرَارَ» . أخرجه الموطأ (1) . [ص:645]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(لا ضَرَر ولا ضِرَار) الضَرَر: المَضرة، والضِّرار: المضارَّة، وقيل لمالك بن أنس - رحمه الله - ما «الضَّرر والضِّرار» ؟ فقال: «ما أضرَّ بالناس في طريق أو بيع أو غير ذلك، قال: ومثل هؤلاء: الذين يطلبون العلم، فيضُرُّ بعضهم بعضاً، حتى يمنعني ذلك أن أجيبَهم» .
__________
(1) 2 / 745 مرسلاً في الأقضية، باب القضاء في المرفق، قال ابن عبد البر: لم يختلف عن مالك في إرسال هذا الحديث، قال: ولا يسند من وجه صحيح، ورواه أيضاً ابن ماجة من حديث عبادة بن الصامت، وفيه انقطاع، ومن حديث ابن عباس وفيه جابر الجعفي، وهو ضعيف، ورواه الدارقطني والحاكم والبيهقي من حديث أبي سعيد الخدري، وقال الحاكم: صحيح الإسناد على شرط مسلم، وقال البيهقي: تفرد به عثمان عن الدراوردي، وخرجه الطبراني من وجهين ضعيفين عن عائشة وجابر رضي الله عنهما، وخرجه الدارقطني من حديث أبي هريرة، قال النووي في " الأربعين ": وله طرق يقوي بعضها بعضاً، وهو كما قال، وقد استدل [ص:645] الإمام أحمد بهذا الحديث، وقال أبو عمرو بن الصلاح: هذا الحديث أسنده الدارقطني من وجوه ومجموعها يقوي الحديث ويحسنه، وقد تقبله جماهير أهل العلم واحتجوا به.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك «الموطأ» (1500) عن عمرو بن يحيى المازني، عن أبيه، فذكره. وقال الزرقاني في «شرح الموطأ» (4/40) : لا خلاف عن مالك في إرسال هذا الحديث كما في «التمهيد» ، ورواه الدراوردي عن عمرو بن يحيى عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري موصولا بزيادة. أخرجه الدارقطني والبيهقي وابن عبد البر والحاكم، ورواه أحمد برجال ثقات، وابن ماجة من حديث ابن عباس وعبادة بن الصامت، وأخرجه ابن أبي شيبة وغيره من وجه آخر أقوى منه. وقال النووي: حديث حسن وله طرق يقوي بعضها بعضا، وقال العلائي: له شواهد وطرق يرتقي بمجموعها إلى درجة الصحة.
والشاهدان اللذان ذكرهما وهما بلفظ:
«لا ضرر ولا ضرار، وللرجل أن يجعل خشبة في حائط جاره، والطريق الميتاء سبعة أذرع» . عن ابن عباس.
1 - أخرجه أحمد (1/225) (2307) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. وابن ماجة (2337) قال: حدثنا حرملة بن يحيى، قال: حدثنا عبد الله بن وهب.
كلاهما - قتيبة، وابن وهب - عن ابن لهيعة، عن أبي الأسود.
2 - وأخرجه أحمد (1/313) (2867) . وابن ماجة (2341) قال: حدثنا محمد بن يحيى.
كلاهما - أحمد، ومحمد بن يحيى - قالا: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن جابر الجعفي.
كلاهما - أبو الأسود، وجابر - عن عكرمة، فذكره.
(*) لفظ رواية قتيبة: «لا يمنع أحدكم أخاه مرفقه أن يضعه على جداره..» .
(*) ولفظ رواية ابن وهب: «لا يمنع أحدكم جاره، أن يغرز خشبة على جداره» .
(*) ورواية محمد بن يحيى مختصرة على: «لا ضرر ولا ضرار» .
والشاهد الثاني جزء من حديث طويل عن عبادة بن الصامت:
أخرجه ابن ماجة «مقطعا» في (2213 و 2340 و 2483 و 2488 و 2643 و 2675) قال: حدثنا عبد ربه بن خالد النميري أبو المغلس. وعبد الله بن أحمد في زياداته على مسند أبيه (5/326) قال: حدثنا أبو كامل الجحدري. وفي (5/327) قال: حدثنا الصلت بن مسعود.
ثلاثتهم - عبد ربه، وأبو كامل، والصلت - عن الفضيل بن سليمان، عن موسى بن عقبة، قال: حدثني إسحاق بن يحيى بن الوليد، فذكره.(6/644)
4930 - (د ت) أبو صرمة بن قيس الأنصاري المازني: عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «من ضارَّ أضرَّ اللهُ به، ومن شاقَّ شقَّ اللهُ عليه» . أخرجه أبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(شاقّ) المشاققة: المنازعة والمخالفة، وأصله: أن كل واحد من الخصمين يأخذ شِقّاً: أي جانباً.
__________
(1) رواه أبو داود رقم (3635) في الأقضية، باب أبواب من القضاء، ورواه أيضاً الترمذي رقم (1941) في البر والصلة، باب ما جاء في الخيانة والغش، وابن ماجة رقم (2342) في الأحكام، باب من بنى في حقه ما يضر بجاره، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، وقال: وفي الباب عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه، أقول: وفي سنده لؤلؤة مولاة الأنصار، وهي مجهولة، وهو جزء من حديث رواه الدارقطني والحاكم والبيهقي، من حديث أبي سعيد الخدري، وقال الحاكم: صحيح الإسناد على شرط مسلم، وقال البيهقي: تفرد به عثمان عن الداروردي.
أقول: وهو حديث حسن يشهد له معنى الذي قبله.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/453) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. وأبو داود (3635) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. وابن ماجة (2342) قال: حدثنا محمد بن رمح. والترمذي (1940) قال: حدثنا قتيبة.
كلاهما - قتيبة بن سعيد، ومحمد بن رمح - عن الليث بن سعد، عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن يحيى بن حبان، عن لؤلؤة، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب.(6/645)
الفصل الخامس عشر: في الهجران والقطيعة
4931 - (خ م ط د ت) أبو أيوب - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا يَحِلُّ لمسلم أن يهجرَ أخاه فوقَ ثلاث ليال، يلتقيان، فيُعرِضُ هذا، ويُعرضُ هذا، وخيرُهما الذي يبدأُ بالسلام» . أخرجه الجماعة إِلا النسائي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يهجر) الهجر: القطيعة والصدّ.
__________
(1) رواه البخاري 10 / 413 في الأدب، باب الهجرة، وفي الاستئذان، باب السلام للمعرفة وغير المعرفة، ومسلم رقم (2560) في البر، باب تحريم الهجر فوق ثلاث، والموطأ 2 / 906 و 907 في حسن الخلق، باب ما جاء في المهاجرة، وأبو داود رقم (4911) في الأدب، باب فيمن يهجر أخاه المسلم، والترمذي رقم (1933) في البر والصلة، باب ما جاء في كراهية الهجر للمسلم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1 - أخرجه مالك في «الموطأ» (565) . والبخاري (8/26) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. وفي «الأدب المفرد» (406) قال: حدثنا إسماعيل. وفي (985) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. والقعنبي. ومسلم (8/9) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. وأبو داود (4911) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة.
أربعتهم - عبد الله بن يوسف، وإسماعيل، وعبد الله بن مسلمة القعنبي، ويحيى - عن مالك.
2 - وأخرجه أحمد (5/422) قال: حدثنا روح، قال: حدثنا مالك، وصالح.
3 - وأخرجه الحميدي (377) . وأحمد (5/416) . والبخاري (8/65) قال: حدثنا علي بن عبد الله. ومسلم (8/9) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، وأبو بكر بن أبي شيبة، وزهير بن حرب. والترمذي (1932) قال: حدثنا ابن أبي عمر (ح) وحدثنا سعيد بن عبد الرحمن.
ثمانيتهم - الحميدي، وأحمد، وعلي، وقتيبة، وابن أبي شيبة، وزهير، وابن أبي عمر، وسعيد - قالوا: حدثنا سفيان.
4- وأخرجه أحمد (5/421) . وعبد بن حميد (223) . ومسلم (8/9) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي. ومحمد بن رافع، وعبد بن حميد.
أربعتهم - أحمد، وعبد، والحنظلي، وابن رافع - عن عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر.
5- وأخرجه البخاري في «الأدب المفرد» (399) قال: حدثنا عبد الله بن صالح، قال: حدثني الليث. ومسلم (8/9) قال: حدثني حرملة بن يحيى، قال: أخبرنا ابن وهب. كلاهما - الليث، وابن وهب - عن يونس.
6- وأخرجه مسلم (8/9) قال: حدثنا حاجب بن الوليد، قال: حدثنا محمد بن حرب، عن الزبيدي.
ستتهم - مالك، وصالح، وسفيان، ومعمر، ويونس، والزبيدي - عن ابن شهاب، عن عطاء بن يزيد، فذكره.(6/646)
4932 - (م) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا يَحِلُّ للمؤمن أن يهجرَ أخاه فوقَ ثلاثة أيام» .
أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (2561) في البر والصلة، باب تحريم الهجر فوق ثلاث.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مسلم في «الأدب» (8: 3) عن محمد بن رافع، عن ابن أبي فديك، عن الضحاك بن عثمان بن عبد الله بن خالد بن حزام الحزامي، عن نافع، فذكره. «تحفة الأشراف» (6/105) .(6/646)
4933 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «لا يَحِلُّ لمؤمن أن يهجرَ مؤمناً فوقَ ثلاث، فإن مرَّت به ثلاث فَلْيَلْقَهُ [ص:647] ولْيُسلِّمْ عليه، فإن ردَّ عليه، فقد اشتركا في الأجر، وإِن لم يردَّ عليه فقد باءَ بالإثم» .
أخرجه أبو داود (1) .
وله في أخرى قال: «لا يَحِلُّ لمسلم أن يهجرَ أخاه فوقَ ثلاث، فمن هجرَ فوقَ ثلاث [فمات] دخلَ النَّارَ» (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(باء بالإثم) أي: رجع به واحتمله.
__________
(1) رقم (4912) في الأدب، باب فيمن يهجر أخاه المسلم، وفي سنده هلال بن أبي هلال المدني، لم يوثقه غير ابن حبان، وباقي رجاله ثقات، ولكن يشهد له الحديث الذي بعده، فهو حديث حسن، وقد صحح إسناده الحافظ في " الفتح " 10 / 413.
(2) رقم (4914) في الأدب، باب فيمن يهجر أخاه المسلم، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/392) قال: حدثنا حسين. قال: حدثنا شيبان. وفي (2/456) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. وأبو داود (4914) قال: حدثنا محمد بن الصباح البزاز. قال: حدثنا يزيد بن هارون. قال: أخبرنا سفيان الثوري. والنسائي في «الكبرى / الورقة 123 - ب» قال: أخبرنا محمد بن رافع، قال: حدثنا شبابة. قال: حدثنا شعبة.
ثلاثتهم - شيبان، وشعبة، وسفيان الثوري - عن منصور، عن أبي حازم، فذكره.
(*) في رواية شيبان: قال: «عن أبي هريرة. وأحسبه ذكره عن النبي -صلى الله عليه وسلم-» . وفي رواية محمد بن جعفر، عن شعبة: «عن أبي حازم - يحدث عن أبي هريرة - قال شعبة: رفعه مرة، ثم لم يرفعه بعد» .(6/646)
4934 - (د) عائشة - رضي الله عنها: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا يكونُ لمسلم أن يهجرَ مسلماً فوقَ ثلاثة، فإِذا لَقِيَهُ سلَّم عليه ثلاث مرات، كلُّ ذلك لا يردُّ عليه، فقد باء بإثمه» .
أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (4913) في الأدب، باب فيمن يهجر أخاه المسلم، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (4913) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا محمد بن خالد بن عثمة، قال: حدثنا عبد الله بن المنيب - يعني المدني - قال: أخبرني هشام بن عروة، عن عروة، فذكره.(6/647)
4935 - (د) أبو خراش السلمي - رضي الله عنه -: أنه سمعَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «من هَجَرَ أخاه سنة، فهو كسَفْكِ دَمِهِ» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (4915) في الأدب، باب فيمن يهجر أخاه المسلم، وفي سنده الوليد بن أبي الوليد، وهو لين الحديث، كما قال الحافظ في " التقريب "، ورواه أيضاً البخاري في " الأدب المفرد " رقم (404) ، باب من هجر أخاه سنة، والحاكم 4 / 163 وصححه ووافقه الذهبي.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/220) . والبخاري في «الأدب المفرد» (404) قالا - أحمد والبخاري -: حدثنا عبد الله بن يزيد. وأبو داود (4915) قال: حدثنا ابن السرح، قال: حدثنا ابن وهب.
كلاهما - ابن يزيد، وابن وهب - عن حيوة بن شريح، قال: حدثني الوليد بن أبي الوليد المدني، عن عمران بن أبي أنس، فذكره.
* وأخرجه البخاري في «الأدب المفرد» (405) قال: حدثنا ابن أبي مريم، قال: أخبرنا يحيى بن أيوب، قال: حدثني الوليد بن أبي الوليد المدني، أن عمران بن أبي أنس حدثه، أن رجلا من أسلم من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- حدثه، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:
«هجرة المؤمن سنة كدمه» .وفي المجلس محمد بن المنكدر، وعبد الله بن أبي عتاب، فقالا: قد سمعنا هذا عنه.(6/647)
4936 - (م ط د ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: رفعه مرة، قال: «تُعرْض الأعمالُ في كل خميس واثنين، فيغفرُ الله عزَّ وجلَّ في ذلك اليوم لكلِّ امرئ لا يُشْرِكُ بالله شيئاً، إِلا امرءاً كانت بينه وبين أخيه شَحْنَاءُ، فيقول: اتركوا هذين حتى يصطلحا» .
وفي رواية عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «تُعْرَضُ الأعمالُ في كلِّ جمعة مرتين ... وذكر نحوه» .
وفي أخرى: «اتركوا هذين - أو ارْكُوا هذين - حتى يفيئا» .
وفي أخرى: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «تُفْتَحُ أبوابُ الجَنَّةِ يومَ الاثنين والخميس، فَيُغْفَرُ لكلِّ عبد لا يُشْرِكُ بالله شيئاً، إِلا رجلاً كان بينه وبين أخيه شَحْنَاءُ، فيقول: أنظِروا هذين حتى يصطلحا، أنظروا هذين حتى يصطلحا، أنظروا هذين حتى يصطلحا» .
وفي أخرى: «إِلا المتهاجِرَيْن» .
وفي أخرى: «إِلا المهتَجِرَيْن» .
أخرجه مسلم، وأخرج الموطأ الرواية الثانيةَ موقوفة، والثالثةَ مرفوعة، وأخرج أبو داود الثالثةَ.
وأخرج الترمذي الثالثة، وقال فيها: «فَيُغْفَرُ فيهما لمن لا يُشْرِكُ بالله شيئاً إِلا المهتَجِرَيْن، يقول: رُدُّوا هذين حتى يصطلحا» ، قال: ويروى: [ص:649] «رُدُّوا هذين» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(اركوا هذين) : هو من رَكوته أرْكُوه: إذا أخَّرْتَه، أي أخِّرُوهما حتى يصطلحا، وقيل: هو من الرَّكو بمعنى الإصلاح: أي أصلحوا ذات بينهما حتى يقع بينهما الصلح.
(حتى يفيئا) : حتى يرجعا من غضبهما، يقال: فاء يفيء: إذا رجع.
(أنْظِرُوهما) أنْظَرت الرجل: إذا أخَّرته.
__________
(1) رواه مسلم رقم (2565) في البر والصلة، باب النهي عن الشحناء والتهاجر، والموطأ 2 / 908 و 909 في حسن الخلق، باب ما جاء في المهاجرة، وأبو داود رقم (4916) في الأدب، باب فيمن يهجر أخاه المسلم، والترمذي رقم (2024) في البر والصلة، باب ما جاء في المتهاجرين.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مالك «الموطأ» (1752) عن مسلم بن أبي مريم. عن أبي صالح السمان، فذكره.
ورواية «تفتح أبواب الجنة» أخرجها مالك أيضا في «الموطأ» (1751) عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، فذكره.
وكذلك مسلم في «الأدب» (11: 2) عن قتيبة، وأحمد بن عبد، والترمذي في «البر والصلة 76» عن قتيبة.
كلاهما عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن سهيل، عن أبيه، فذكره. «تحفة الأشراف» (9/411) ومسلم في الأدب (11: 1) عن قتيبة، عن مالك، عن سهيل، عن أبيه، فذكره. «تحفة الأشراف» (9/417) .
وأبو داود في الأدب (55: 7) عن مسدد، عن أبي عوانة، عن سهيل، عن أبيه، فذكره. «تحفة الأشراف» (9/425) .(6/648)
4937 - (خ) عوف بن مالك بن الطفيل - رحمه الله - (1) : وهو ابن أخي عائشةَ زوجِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- لأُمِّها: «أنَّ عائشةَ حدَّثت: أن عبدَ اللهِ بنَ الزُّبَيرِ قال - في بيع أو عطاء أعطتْهُ عائشةُ -: واللهِ لَتَنْتَهِيَنَّ عائشةُ أو لأحجُرَنَّ عليها، قالت: أهو قال هذا؟ قالوا: نعم، قالت: هو لله عليَّ نذر أن لا أكَلِّم ابنَ الزُّبَيْرِ أبداً، فاستشفع ابنُ الزُّبَيْرِ [إِليها] حين طالت الهِجرةُ، فقالت: لا والله، [ص:650] لا أُشفِّعُ فيه أبداً، ولا أتَحنَّث إِلي نذري، فلما طال ذلك على ابنِ الزُّبَيْرِ كَلَّم المِسْوَرَ بنَ مَخْرَمةَ وعبدَ الرحمن بنَ الأسود بن عبد يَغُوث - وهما من بني زُهرة - وقال لهما: أنشدُكما بالله لما أدْخَلْتُمَاني على عائشةَ، فإِنها لا يَحِلُّ لها أنْ تَنْذُرَ قطيعَتي، فَأقْبَلَ به المِسْوَرُ وعبدُ الرحمن مشتمِلَين بأرديتهما، حتى استأذنا على عائشةَ، فقالا: السلامُ عليكِ ورحمة الله وبركاته، أندخلُ؟ قالت عائشة: ادخلوا، قالوا: كُلُّنا؟ قالت: نعم، ادخلوا كلُّكم، ولا تعلمُ أنَّ معهما ابنَ الزُّبَيْرِ، فلما دخلوا دَخَلَ ابنُ الزُّبَيْرِ الحجابَ، فاعتنق عائشةَ، وجعل يُناشِدها ويَبْكي، وطَفِقَ المِسْوَرُ وعبدُ الرحمن يناشدانها إِلا كلَّمَتْهُ، وَقَبِلَتْ منه، ويقولان: إِنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- نهى عما قَدْ عَلِمتِ من الهِجرة، ولا يَحِلُّ لمسلم أن يهجرَ أخاهُ فوقَ ثَلاثِ ليال، فلما أَكثَرُوا على عائشة من التَّذْكِرَةِ والتَّحْرِيجِ، طَفِقَتْ تُذكِّرُهما، وتبكي، وتقول: إِني نذرتُ، والنَّذْرُ شديد، فلم يزالا بها حتى كلَّمتِ ابنَ الزُّبَيْرِ، وأعْتقت في نذرها ذلك أربعين رقبة، وكانت تذكر نذرها بعد ذلك، فتبكي، حتى تَبُلَّ دموعُها خِمَارَها» . أَخرجه البخاري (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(لأحْجُرَنَّ) الحَجْر: المنع، ومنه حَجْر القاضي على السفيه، إذا منعه من التصرف في ماله. [ص:651]
(قَطِيعتي) القطيعة: الهجران وترك المكالمة.
(يُنَاشِدُها) ناشدت الرجل: إذا سألته وأقسمت عليه.
(التَّحريج) : التضييق والتأثيم، وذلك أنهما كانا - بتكرار المبالغة في القول والخطاب معها - ضَيَّقَا عليها وجه الاعتذار، وأوقعاها في الإثم بالامتناع من أجابتها.
__________
(1) وقد اختلفوا في اسمه، قال الحافظ في " الفتح " 10 / 410: قال علي بن المديني: هكذا اختلفوا والصواب عندي، وهو المعروف: عوف بن الحارث بن الطفيل بن سخبرة ... وانظر " الفتح ".
(2) 10 / 410 - 413 في الأدب، باب الهجرة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (4/327) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر. (ح) وحدثنا الوليد بن مسلم. قال: حدثنا الأوزاعي. وفي (4/328) قال: حدثنا أبو اليمان. قال: أخبرنا شعيب. والبخاري (8/25) قال: حدثنا أبو اليمان. قال: أخبرنا شعيب. وفي «الأدب المفرد» (397) قال: حدثنا عبد الله بن صالح. قال: حدثني الليث. قال: حدثنا عبد الرحمن بن خالد.
أربعتهم - معمر، والأوزاعي، وشعيب، وعبد الرحمن بن خالد - عن الزهري، عن عوف، فذكره.
(*) في رواية معمر: «عوف بن الحارث وهو ابن أخي عائشة لأمها» .
(*) وفي رواية الأوزاعي: «الطفيل بن الحارث، وكان رجلا من أزد شنوءة، وكان أخا لعائشة، لأمها أم رومان» .
(*) وفي رواية شعيب: «عوف بن مالك بن الطفيل. هو ابن الحارث» .(6/649)
4938 - (خ) عروة بن الزبير: قال: «كان عبدُ الله بنُ الزبير - رضي الله عنه - أحبَ البشر إِلى عائشةَ بعدَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- وأبي بكر، وكان أَبَرَّ الناس بها، وكانت لا تُمسِكُ شيئاً، فما جاءها من رِزْقِ الله تصدَّقت به، فقال ابنُ الزُّبَيْرِ: يَنبغي أن يُؤخَذَ على يَدَيْها، فقالت: أَيؤخَذُ على يَدَيَّ؟ عليَّ نَذْر إِن كَلَّمتُهُ، فاستشفع إِليها برجال من قريش، وبأَخوال رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- خاصَّة، فامتنعتْ، فقال له الزُّهريُّون أخوالُ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- منهم عبدُ الرحمن بنُ الأسود بن عبد يغوث والمِسْوَرُ بنَ مخرمةَ -: إِذا استأذّنا فاقتحم الحجابَ، ففعل، فأَرسل إِليها بعشرَ رِقَاب فأعتقتْهم، ثم لم تزل تُعتِقُهم حتى بلغتْ أربعين، فقالت: وَدِدتُ أَني جَعَلْتُ حينَ حَلَفْتُ عملاً أعملُه، فَأَفرُغ منه. وفي رواية طرف منه: قال عروةُ: ذهبَ عبدُ الله بنُ الزبير مع أُناس من بني زُهرةَ إِلى عائشةَ، وكانت أرقَّ شيء عليهم لقرابتهم من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-» . [أخرجه البخاري] (1) . [ص:652]
أخرج الحميديُّ حديثَ عوفِ بن مالك في «مسند المِسْوَرِ» ، وحديثَ عروة في «مسندِ عائشةَ» ، فلأَجل ذلك اقتدينا به، وفرَّقنا بينهما، وإِن كانا حديثاً واحداً.
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يُؤخَذُ على يديها) أخذت على يد فلان: إذا منعته من التصرف في نفسه وماله.
(فاقتحم الباب) أي: دخله مُسرعاً من غير إذن.
__________
(1) 6 / 390 في الأنبياء، باب مناقب قريش، وفي الأدب، باب الهجرة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (3505) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: حدثنا الليث، قال: حدثني أبو الأسود عن عروة بن الزبير، فذكره.(6/651)
4939 - (د) عائشة - رضي الله عنها -: «أنه اعْتَلَّ بَعير لصَفِيَّةَ بنتِ حُيَيّ، وعند زَينبَ فَضْلُ ظَهْر، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- لزينب: أعطيها بعيراً، فقالت: أَنا أُعطي تلك اليهوديةَ؟ فغضبَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، فهجرها ذا الحِجَّةِ والمحرمَ، وبعضَ صَفر» . أخرجه أبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فَضل ظَهْر) الظهر هاهنا: المركوب.
__________
(1) رقم (4602) في السنة، باب ترك السلام على أهل الأهواء، وفي سنده سمية، وهي مجهولة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (6/131) قال: حدثنا عفان. وفي (6/261) قال: حدثنا يونس.
كلاهما - عفان، ويونس - قالا: حدثنا حماد - يعني ابن سلمة -، عن ثابت، عن شمسية، فذكرته.
(*) قال عفان عقب روايته: حدثنيه حماد، عن شمسية، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، ثم سمعته بعد يحدثه عن شمسية عن عائشة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وقال: بعد في حج أو عمرة، قال: ولا أظنه إلا قال: في حجة الوداع.
وأخرجه أحمد (6/338) قال: حدثنا عفان. وأبو داود (4602) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل.
كلاهما - عفان، وموسى بن إسماعيل - قالا: حدثنا حماد - يعني ابن سلمة -، عن ثابت البناني، عن سمية، فذكرته.
وبنحوه من حديث طويل أخرجه أحمد (6/337) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا جعفر بن سليمان، عن ثابت، قال: حدثتني شمسية أو سمية، فذكرته.
قال عبد الرزاق: هو في كتابي «سمية» .(6/652)
الفصل السادس عشر: في تتبع العورة وسترها
4940 - (ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: قال: «صَعِد رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- المنبر، فنادى بصوت رفيع، فقال: يا معشرَ مَنْ أسلم بلسانه، ولم يُفْضِ الإِيمانُ إِلى قلبه، لا تُؤذُوا المسلمين، ولا تُعَيِّرُوهم، ولا تَتَّبِعُوا عوراتِهم، فَإِنَّهُ من تَتبَّع عورة أخيه المسلم، تَتبَّع الله عورتَه، ومَن تتبَّع اللهُ عورَتَهُ يَفْضَحْهُ ولو في جوف رَحْلِهِ، قال نافع: ونظر ابنُ عمرَ يوماً إِلى الكعبة، فقال: ما أعْظَمكِ وأَعظمَ حُرمتكِ، والمؤمن أعظمُ حرمة عند الله منكِ» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2033) في البر والصلة، باب ما جاء في تعظيم المؤمن، وإسناده حسن، ورواه أيضاً ابن حبان في " صحيحه "، ورواه أبو يعلى بإسناد حسن من حديث البراء، كما في " الترغيب والترهيب " للمنذري 3 / 177.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (2032) قال: حدثنا يحيى بن أكثم، والجارود بن معاذ، قالا: حدثنا الفضل ابن موسى، قال: حدثنا الحسين بن واقد، عن أوفى بن دلهم، عن نافع، فذكره.
(*) قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث الحسين بن واقد.(6/653)
4941 - (د) أبو برزة الأسلمي - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «يا معشرَ مَن آمن بلسانه، ولم يدخل الإِيمانُ قَلبَهُ، لا تغتَابُوا المسلمين، ولا تَتَّبِعُوا عوراتِهم، فَإِنَّهُ مَن اتَّبَعَ عَوراتِهم يَتَّبِع اللهُ عورتَهُ، وَمَن يَتَّبِعِ اللهُ عورتَهُ يَفْضَحْه في بيته» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (4880) في الأدب، باب في الغيبة، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 4 / 412، وهو حديث صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/420) . وأبو داود (4880) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة.
كلاهما - أحمد بن حنبل، وعثمان - عن أسود بن عامر شاذان، قال: حدثنا أبو بكر بن عياش. عن الأعمش، عن سعيد بن عبد الله بن جريج، فذكره.
* أخرجه أحمد (4/424) قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا قطبة، عن الأعمش، عن رجل من أهل البصرة، عن أبي برزة الأسلمي، فذكره.(6/653)
4942 - (د) معاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنه -: قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «إِنَّكَ إِذا اتَّبَعتَ عوراتِ الناس أفسدتَهم، أو كِدْتَ أن تُفْسِدَهم» . قال أبو الدرداء: كلمة سمعها معاويةُ من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- نَفَعَهُ اللهُ بها. أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (4888) في الأدب، باب في النهي عن التجسس، وإسناده حسن، ورواه أيضاً ابن حبان في " صحيحه ".
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (4888) قال: حدثنا عيسى بن محمد الرملي، وابن عوف، قالا: حدثنا الفريابي، عن سفيان، عن ثور، عن راشد بن سعد، فذكره.
وله شاهد بلفظ:
«إنك إذا اتبعت الريبة في الناس أفسدتهم» .فإني لا أتبع الريبة فيهم فأفسدهم.
أخرجه البخاري في «الأدب المفرد» (248) قال: حدثنا إسحاق بن العلاء، قال: حدثنا عمرو بن الحارث، قال: حدثني عبد الله بن سالم الأشعري، عن محمد - هو ابن الوليد الزبيدي - عن ابن جابر -وهو يحيى بن جابر - عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير حدثه، أن أباه حدثه، فذكره.(6/654)
4943 - (د) عقبة بن عامر - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَن رَأى عورة فستَرَها، كانَ كَمَن أحْيا مَوؤدَة» . أخرجه أبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(مَوؤودة) الموؤودة البنت التي كانوا يدفنونها في الجاهلية حيَّة، وجاء النهي عن ذلك.
__________
(1) كذا في الأصل: أخرجه أبو داود، وفي المطبوع: أخرجه أبو داود والنسائي، ولم نجده عند النسائي، ولعله في " الكبرى "، وهو عند أبي داود رقم (4891) في الأدب، باب في الستر عن المسلم، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 4 / 147 و 153 و 158، وفي سنده أبو الهيثم مولى عقبة ابن عامر واسمه كثير، وهو مجهول، قال الحافظ في " التهذيب ": قال ابن يونس: حديثه معلول، ومع ذلك فقد صححه الحاكم 4 / 384 ووافقه الذهبي.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/153) قال: حدثنا هاشم. وأبو داود (4892) قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا ابن أبي مريم. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (9924) عن عمرو بن منصور، عن آدم.
ثلاثتهم - هاشم، وابن أبي مريم، وآدم - عن ليث، عن إبراهيم بن نشيط الخولاني، عن كعب بن علقمة، عن أبي الهيثم، عن دخين كاتب عقبة بن عامر، فذكره.
* أخرجه أحمد (4/147) قال: حدثنا حسن، وفي (4/147) قال: حدثنا حسن بن موسى، وموسى ابن داود. قالا: حدثنا ابن لهيعة. قال: حدثنا كعب بن علقمة، عن أبي كثير مولى عقبة بن عامر، فذكره.
* أخرجه أحمد (4/158) قال: حدثنا علي بن إسحاق، قال: أخبرنا ابن لهيعة. عن كعب بن علقمة، قال: حدثني مولى لعقبة بن عامر «ولم يسمه» .
* أخرجه البخاري في «الأدب المفرد» (758) قال: حدثنا بشر بن محمد، قال: أخبرنا عبد الله. وأبو داود (4891) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم، قال: حدثنا عبد الله بن المبارك. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (9950) عن أبي الطاهر بن السرح ويونس بن عبد الأعلى، كلاهما عن ابن وهب. كلاهما - عبد الله بن المبارك، وابن وهب - عن إبراهيم بن نشيط، عن كعب بن علقمة، عن أبي الهيثم، عن عقبة ابن عامر، فذكره. ليس بين أبي الهيثم وعقبة أحد.
* أخرجه النسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (9951) عن علي بن حجر، عن ابن المبارك، عن إبراهيم ابن نشيط، عن كعب بن علقمة التنوخي، عن عقبة بن عامر، فذكره.(6/654)
4944 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا يَسْتُرُ عبد عبداً في الدنيا إِلا سَتَرَهُ الله يوم القيامة» . [ص:655]
وفي رواية: «لا يَستُر اللهُ على عبد في الدنيا إِلا سترهُ اللهُ يوم القيامة» . أخرجه مسلم (1) .
وقال الحميديُّ: إِن صح ضبط الراوي، فينبغي أن يُفْرَدَ هذا الحديثُ يعني: الثاني، ويجعلَ حديثاً آخر.
__________
(1) رقم (2590) في البر والصلة، باب بشارة من ستر الله تعالى عيبه في الدنيا.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/388) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا وهيب. وفي (2/404) قال: حدثنا خلف. قال: حدثنا ابن عياش. ومسلم (8/21) قال: حدثني أمية بن بسطام العيشي. قال: حدثنا يزيد - يعني ابن زريع -. قال: حدثنا روح. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا وهيب.
ثلاثتهم - وهيب بن خالد، وإسماعيل بن عياش، وروح بن القاسم - عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، فذكره.(6/654)
4945 - (د) زيد بن وهب الجهني: قال: «أُتيَ ابنُ مسعود، فقيل: هذا فلان، تَقْطُرُ لحيته خمراً، فقال عبد الله: إِنَّا قَدْ نُهينَا عن التجسُسِ: ولكن إِن يَظْهَرْ لنا شيء نأخُذْ به» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (4890) في الأدب، باب في النهي عن التجسس، وإسناده حسن، ورواه أيضاً الحاكم في " المستدرك " 4 / 377 وصححه، وأقره الذهبي.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (4890) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن زيد بن وهب، فذكره.(6/655)
4946 - (د) دخين بن عامر الحجري: كاتبُ عقبةَ بنِ عامر، قال: «كان لنا جيران يشربون الخمر، فنهيتُهم فلم ينتهوا، فقلت لعقبةَ بن عامر: إِن جيراننا هؤلاءِ يشربونَ، وإِنِّي نهيتُهُم فلم ينتهوا، وَإِني دَاعٍ لهم الشُّرطَ فقال: دَعْهم، ثم رجعتُ إِلى عقبةَ مرَّة أخرى، فقلتُ: إِن جيراننا قد أَبَوْا أن ينتهوا عن شرب الخمر، وأنا داعٍ لهم الشُّرَط، فقال: ويحك، دعهم، فإني سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: فذكر معنى حديث عقبة بن عامر» (1) . [ص:656]
وفي رواية قال: «لا تفعل، ولكن عِظْهمْ وتَهدَّدْهم» . أخرجه أبو داود (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الشُّرَط) واحدهم: شُرْطي وشُرَطي، وهم أعوان السلطان الذين ينصبهم لتتبع أحوال الناس وحفظهم، ولإقامة الحدود، وعقاب المسيء. سموا بذلك لأنهم خواصه ومعتمدوه، أو لأن لهم علامات يُعرفون بها، أو لأنهم أُعِدُّوا لذلك.
__________
(1) وقد تقدم برقم (4943) .
(2) رقم (4892) في الأدب، باب في الستر عن المسلم، وفي سنده أبو الهيثم مولى عقبة بن عامر، واسمه: كثير، وهو مجهول، وقال الحافظ في " التهذيب ": قال ابن يونس: حديثه معلول.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
قلت: هو حديث عقبة بن عامر الذي تقدم برقم (4943) .(6/655)
الفصل السابع عشر: في الخلوة بالنساء والنظر إليهن، وفيه خمسة فروع
الفرع الأول: في الخلوة بهن
4947 - (خ م ت) عقبة بن عامر - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «إِيِّاكُم والدخولَ على النساء، فقال رجل من الأنصارِ: أَفرأيتَ الحَمْوَ؟ قال: الحَمْوُ: الموتُ» . أخرجه البخاري، ومسلم، والترمذي. [ص:657]
وزاد مسلم قال الليثُ: «الحَمُ: أخو الزوج وأَقاربه، كابن العَمِّ ونحوه» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الحَمُ الموت) الحم: أحد أقارب الزوج، ومعنى قوله: الحم الموت أي فلتمت ولا تفعلن ذلك، فإذا كان رأيه هذا في أبي الزوج، وهو مَحْرَم، فكيف بالغريب؟ وقيل: هذه كلمة تقولها العرب، كما تقول: الأسد الموت، أي: لقاؤه مثل الموت، وكما تقول: السلطان النار، فمعنى قوله: «الحَمُ الموت» ، أن خلوة الحَمُ معها، أشد من خلوة غيره من البُعداء، لأنه ربما حَسَّن لها أشياء، وحملها على أمور تَثْقُل على الزوج، من التماس ما ليس في وسعه، أو سوء عشرة أو غير ذلك، فلهذا قال: هو الموت، ولأن الزوج قد لا يُؤثِر أن يطلع الحَمُ على باطن حاله، وإذا رأى زوجته ربما أفشت إليه ذلك.
__________
(1) رواه البخاري 9 / 290 في النكاح، باب لا يخلون رجل بامرأة إلا ذو محرم والدخول على المغيبة، ومسلم رقم (2172) في السلام، باب تحريم الخلوة بالأجنبية والدخول عليها، والترمذي رقم (1171) في الرضاع، باب ما جاء في كراهية الدخول على المغيبات.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (4/149) قال: حدثنا حجاج، قال: أخبرنا ليث. وفي (4/153) قال: حدثنا هاشم، قال: حدثنا ليث. والدارمي (1645) قال: أخبرنا يحيى بن بسسطام، قال: حدثنا ليث بن سعد. والبخاري (7/48) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا ليث. ومسلم (7/7) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا ليث. (ح) وحدثنا محمد بن رمح، قال: أخبرنا ليث. وفي (7/7) قال: وحدثني أبو الطاهر، قال: أخبرنا عبد الله بن وهب، عن عمرو بن الحارث، والليث بن سعد، وحيوة بن شريح، وغيرهم. والترمذي (1171) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا الليث. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (9958) عن قتيبة، عن الليث.
جميعهم - ليث بن سعد، وعمرو بن الحارث، وحيوة بن شريح - عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير مرثد بن عبد الله اليزني، فذكره.
(*) أخرجه مسلم (7/7) قال: وحدثني أبو الطاهر، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: وسمعت الليث بن سعد يقول: الحمو أخو الزوج وما أشبهه من أقارب الزوج، ابن العم ونحوه.(6/656)
4948 - (م) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «أَلا لا يَبِيتَنَّ رجل عند امرأة ثَيِّب، إِلا أن يكونَ ناكحاً، أو تكونَ ذاتَ محرم» . أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (2171) في السلام، باب تحريم الخلوة بالأجنبية والدخول عليها.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه عبد بن حميد (1073) قال: حدثني ابن أبي شيبة. ومسلم (7/7) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، وعلي بن حجر. (ح) وحدثنا محمد بن الصباح، وزهير بن حرب. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (2990) عن علي بن حجر.
خمستهم - ابن أبي شيبة، ويحيى بن يحيى، وابن حجر، وابن الصباح، وزهير - عن هشيم، قال: أخبرنا أبو الزبير، فذكره.(6/657)
4949 - (خ م) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا يَخْلُوَنَّ أحدُكم بامرأة إِلا مع ذي محرم، فقام رجل، فقال: يا رسولَ الله، إِن امرأتي خرجتْ حاجَّة، وإِني اكْتُتِبْتُ في غزاةِ جيش كذا وكذا؟ قال: ارجع فحُجَّ مع امرأتِكَ» . أَخرجه البخاري ومسلم (1) .
__________
(1) رواه البخاري 9 / 290 في النكاح، باب لا يخلون رجل بامرأة إلا ذو محرم، وفي الحج، باب حج النساء، وفي الجهاد، باب من اكتتب في جيش فخرجت امرأته حاجة وكان له عذر هل يؤذن له، وباب كتابة الإمام الناس، ومسلم رقم (1341) في الحج، باب سفر المرأة مع محرم إلى حج وغيره.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه الحميدي (468) . وأحمد (1/222) (1934) قالا: حدثنا سفيان. وأحمد (1/346) (3231) قال: حدثنا يحيى، عن ابن جريج. وفي (1/346) (3232) قال: حدثنا روح، قال: حدثنا ابن جريج. والبخاري (3/24) قال: حدثنا أبو النعمان، قال: حدثنا حماد بن زيد. وفي (4/72) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا سفيان. وفي (4/87) قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا سفيان، عن ابن جريج. وفي (7/48) قال: حدثنا علي بن عبد الله، قال: حدثنا سفيان. ومسلم (4/104) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وزهير بن حرب، كلاهما عن سفيان. (ح) وحدثناه أبو الربيع الزهراني، قال: حدثنا حماد. (ح) وحدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا هشام - يعني ابن سليمان - المخزومي، عن ابن جريج. وابن ماجة (2900) قال: حدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا شعيب بن إسحاق، قال: حدثنا ابن جريج. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (1516) عن قتيبة، عن سفيان. وابن خزيمة (2529) قال: حدثنا أبو عمار الحسين بن حريث، قال: حدثنا سفيان. وفي (2530) قال: حدثنا عبد الجبار، قال: حدثنا سفيان.
ثلاثتهم - سفيان بن عيينة، وابن جريج، وحماد بن زيد - عن عمرو بن دينار، عن أبي معبد، فذكره.
(*) الروايات مطولة ومختصرة.(6/658)
4950 - (م) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما -: «أن نفراً من بني هاشم دخلوا على أسماءَ بنتِ عُمَيْس، فدخل أبو بكر - وهي يومئذ تحته -[فرآهم] ، فكره ذلك، فذكره لرسول الله - صلى الله عليه وسلم-، قال: ولم أرَ إِلا خيراً، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: إِنَّ الله قد برَّأها من ذلك، ثم قام رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- على المنبر فقال: لا يدخلنَّ رجل بعد يومي هذا على مُغِيبَة إِلا ومعه رجل أو اثنان» . أخرجه مسلم (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(مُغِيبَة) امرأة مُغيبة: إذا كان زوجها غائباً.
__________
(1) رقم (2173) في السلام، باب تحريم الخلوة بالأجنبية.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/171) (6595) قال: حدثنا هارون بن معروف، ومعاوية بن عمرو، قالا: حدثنا ابن وهب، قال: حدثني عمرو. وفي (2/186) (6744) قال: حدثنا حسن. قال: حدثنا ابن لهيعة. وفي (2/213) (6995) قال: حدثنا إبراهيم بن إسحاق، قال: حدثنا عبد الله بن المبارك، عن ليث بن سعد، قال: حدثني جعفر بن ربيعة. ومسلم (7/7و8) قال: حدثنا هارون بن معروف، قال: حدثنا عبد الله بن وهب، قال: أخبرني عمرو. (ح) وحدثني أبو الطاهر، قال: أخبرنا عبد الله بن وهب، عن عمرو بن الحارث. والنسائي في فضائل الصحابة (284) قال: أخبرنا الربيع بن سليمان، قال: سمعت شعيب بن الليث، عن أبيه، عن جعفر بن ربيعة. وفي «الكبرى» الورقة (124-ب) قال: أخبرنا يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: حدثني عمرو بن الحارث.
ثلاثتهم - عمرو بن الحارث، وعبد الله بن لهيعة، وجعفر - عن بكر بن سوادة، عن عبد الرحمن بن جبير، فذكره.(6/658)
4951 - (ت) مولى عمرو بن العاص: «أَن عمرو بن العاص - رضي [ص:659] الله عنه - أَرسله إِلى عليّ يسْتأذِنُهُ على أسماءَ بنتِ عُمَيْس، فأذن له، حتى إِذا فَرَغَ من حاجته سأل المولى عَمرو بن العاص عن ذلك؟ فقال: إِنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- نهانا أن ندخلَ على النساءِ بغير إِذن أزواجهن» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2780) في الأدب، باب ما جاء في النهي عن الدخول على النساء، وإسناده حسن، ورواه أيضاً أحمد في " المسند "، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وقال: وفي الباب عن عقبة ابن عامر، وعبد الله بن عمرو، وجابر.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/197) قال: حدثنا بهز. وفي (4/203) قال: حدثنا محمد بن جعفر. والترمذي (2779) قال: حدثنا سويد، قال: حدثنا عبد الله.
ثلاثتهم - بهز، وابن جعفر، وعبد الله بن المبارك - عن شعبة، عن الحكم، قال: سمعت ذكوان أباصالح، يحدث عن مولى لعمرو بن العاص، فذكره.
* أخرجه أحمد (4/196) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (4/205) قال: حدثنا أبو معاوية.
كلاهما - يحيى، وأبو معاوية - عن الأعمش، قال: سمعت أبا صالح، عن عمرو بن العاص. قال: نهانا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن ندخل على المغيبات. ليس فيه «مولى عمرو» .
(*) وفي رواية أبي معاوية: «استأذن عمرو بن العاص على فاطمة..» فذكر نحوه.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.(6/658)
4952 - (م د) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: «أن امرأة كان في عقلها شيء، فقالت: يا رسول الله، إِن لي إِليكَ حاجة، فقال: يا أمَّ فلان انْظُري إِلى أيِّ السِّككِ شِئْتِ، حتى أقْضِيَ لكِ حاجتكِ، فَخَلا مَعها في بعض الطرق (1) ، حتى فرغت من حَاجتها» . أخرجه مسلم، وأبو داود.
وفي أخرى لأبي داود قال: «جاءتِ امرأة إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- فقالت: يا رسولَ الله، إِن لي إِليكَ حاجة، فقال لها: يا أمَّ فلان، اجلسي في أيِّ نواحي السِّككِ شِئْتِ حتى أجلسَ إِليكِ، قال: فجلستْ، فجلس النبي - صلى الله عليه وسلم- إِليها، حتى قضى (2) حاجتَها» (3) .
__________
(1) أي: وقف معها في طريق مسلوك ليقضي حاجتها ويفتيها في الخلوة.
(2) في نسخ أبو داود المطبوعة: حتى قضت حاجتها.
(3) رواه مسلم رقم (2326) في الفضائل، باب قرب النبي صلى الله عليه وسلم من الناس وتبركهم به، وأبو داود رقم (4818) و (4819) في الأدب، باب في الجلوس في الطرقات.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (3/285) قال: حدثنا عفان. وعبد بن حميد (1349) قال: حدثني سليمان بن حرب. ومسلم (7/79) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا يزيد بن هارون. وأبو داود (4819) قال: حدثنا عفان بن أبي شيبة، قال: حدثنا يزيد بن هارون.
ثلاثتهم - عفان، وسليمان، ويزيد - عن حماد بن سلمة، عن ثابت، فذكره.
والرواية الثانية: أخرجها أحمد (3/98) قال: حدثنا هشيم. وفي (3/119) قال: حدثنا مروان بن معاوية. وفي (3/214) قال: حدثنا عبد الله بن بكر السهمي. وأبو داود (4818) قال: حدثنا محمد بن عيسى، وكثير بن عبيد، قالا: حدثنا مروان بن معاوية. والترمذي في «الشمائل» (331) قال: حدثنا علي بن حجر، قال: أنبأنا سويد بن عبد العزيز.
أربعتهم - هشيم، ومروان، والسهمي، وسويد - عن حميد، فذكره.(6/659)
الفرع الثاني: في النظر إليهن
4953 - (م ت د) جرير بن عبد الله البجلي - رضي الله عنه -: قال: «سألتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- عن نَظْرَةِ الفُجَاءَةِ (1) ؟ فقال: اصْرِفْ بَصَرَكَ» . أخرجه مسلم، والترمذي، وأبو داود (2) .
__________
(1) يقال: الفجأة بفتح الفاء وإسكان الجيم والقصر، والفجاءة بضم الفاء وفتح الجيم والمد.
(2) رواه مسلم رقم (2159) في الآداب، باب نظر الفجأة، وأبو داود رقم (2148) في النكاح، باب ما يؤمر من غض البصر، والترمذي رقم (2777) في الأدب، باب ما جاء في نظر الفجأة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (4/358) قال: حدثنا إسماعيل. وفي (4/361) قال: حدثنا هشيم. والدارمي (2646) قال: حدثنا محمد بن يوسف. وأبو نعيم. عن سفيان. ومسلم (6/181) قال: حدثني قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا يزيد بن زريع. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا إسماعيل بن علية. (ح) وحدثني زهير بن حرب، قال: حدثنا هشيم. وفي (6/182) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا عبد الأعلى. وقال إسحاق: أخبرنا وكيع، قال: حدثنا سفيان. وأبوداود (2148) قال: حدثنا محمد بن كثير، قال: أخبرنا سفيان. والترمذي (2776) قال: حدثنا أحمد ابن منيع، قال: حدثنا هشيم. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (3237) عن عمران بن موسى، عن عبد الوارث.
ستتهم - إسماعيل، وهشيم، وسفيان، ويزيد، وعبد الأعلى، وعبد الوارث - عن يونس بن عبيد، عن عمرو بن سعيد، عن أبي زرعة، فذكره.(6/660)
4954 - (ت د) بريدة - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- لعليِّ: «يا عليُّ لا تُتْبِعِ النَّظْرَةَ النَّظْرَةَ، فَإِنَّ لكَ الأُولَى، وليست لكَ الثانيةُ (1) » . أخرجه الترمذي، وأبو داود (2) .
__________
(1) في نسخ أبو داود والترمذي المطبوعة: وليست لك الآخرة.
(2) رواه الترمذي رقم (2777) في الأدب، باب ما جاء في نظر الفجأة، وأبو داود رقم (2149) في النكاح، باب ما يؤمر من غض البصر، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 5 / 353 و 357، وأبو داود والدارمي من طريق شريك القاضي، وهو سيء الحفظ، لكنه توبع عند الحاكم 3 / 123، وأحمد في " المسند " رقم (1369) و (1373) ، وفيه عنعنة ابن إسحاق، لكن الحديث حسن بهذه الطريق، ويشهد له أيضاً معنى الحديث الذي قبله.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1 - أخرجه أحمد (5/351) قال: حدثنا وكيع. وفي (5/353) قال: حدثنا هاشم بن القاسم. وأبوداود (2149) قال: حدثنا إسماعيل بن موسى الفزاري. والترمذي (2777) قال: حدثنا علي بن حجر.
خمستهم - وكيع، وهاشم، وأحمد بن عبد الملك، وإسماعيل، وعلي - عن شريك، عن أبي ربيعة الإيادي.
2 - وأخرجه أحمد (5/357) قال: حدثنا أحمد بن عبد الملك، قال: حدثنا شريك، عن أبي إسحاق، وأبي ربيعة الإيادي.
كلاهما - أبو ربيعة، وأبو إسحاق - عن ابن بريدة، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث شريك.(6/660)
4955 - (د) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- أَتى فاطمةَ ابنتَهُ بعبد قد وَهَبَه لها، قال: «وعلى فاطمةَ ثوب إِذا قَنَّعَتْ به [ص:661] رأسَها لم يَبْلُغْ رجليها، وإِذا غَطَّتْ به رجليها لم يبلغْ رأسَها» فلما رأى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ما تَلْقَى، قال: «إِنه ليس عليكِ بَأْس، إِنَّمَا هو أبوكِ وغُلامُكِ» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (4106) في اللباس، باب في العبد ينظر إلى شعر مولاته، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (4106) قال: حدثنا محمد بن عيسى، قال: حدثنا أبو جميع سالم بن دينار، عن ثابت، فذكره.(6/660)
الفرع الثالث: في المخنَّثِين
4956 - (خ م ط د) أم سلمة - رضي الله عنها -: «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- كان عندها، وفي البيت مُخَنَّث، فقال لعبد الله بن أبي أُمَيَّةَ - أخي أمِّ سلمةَ -: يا عبدَ الله، إِنْ فتحَ اللهُ لكم غداً الطائفَ فإِني أَدُلُّكَ على ابنةِ غَيْلانَ فإِنها تُقْبِل بأربع، وتُدْبِر بثمان، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: لا يَدْخُلَنّ هؤلاءِ عليكم» .
قال ابن جريج: المخنَّث: هِيت (1) . أخرجه البخاري، ومسلم، والموطأ، وأبو داود.
وقال أبو داود: «أخْرِجوهم من بيوتكم» (2) . [ص:662]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(تُقْبِل بأربع) قوله تقبل بأربع: أي أن لها في بطنها أربع عُكَن، فهي تُقْبِل إذا أقبلت بها.
(وتُدْبِر بثمان) أراد بالثمان، أطراف العُكَن الأربع من الجانبين، وذلك صفة لها بالسِّمَن.
__________
(1) أي: اسمه هيت، بكسر الهاء وسكون الياء، وضبطه بعضهم بفتح الهاء.
(2) رواه البخاري 8 / 35 و 36 في المغازي، باب غزوة الطائف، وفي النكاح، باب ما ينهى من دخول المتشبهين بالنساء على المرأة، وفي اللباس، باب إخراج المتشبهين بالنساء من البيوت، ومسلم رقم (2180) في السلام، باب منع المخنث من الدخول على النساء الأجانب، والموطأ 2 / 767 في الوصية، باب ما جاء في المؤنث من الرجال ومن أحق بالولد، وأبو داود رقم (4929) في الأدب، باب في الحكم في المخنثين.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه الحميدي (297) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (6/290) قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (6/318) قال: حدثنا وكيع (ح) وابن نمير. والبخاري (5/198) قال: حدثنا الحميدي. سمع سفيان (ح) وحدثنا محمود. قال: حدثنا أبو أسامة. وفي (7/48) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة. قال: حدثنا عبدة. وفي (7/205) قال: حدثنا مالك بن إسماعيل. قال: حدثنا زهير. ومسلم (7/10) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب. قالا: حدثنا وكيع. (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم. قال: أخبرنا جرير. (ح) وحدثنا أبو كريب. قال: حدثنا أبو معاوية. (ح) وحدثنا أبو كريب أيضا. قال: حدثنا ابن نمير. وأبو داود (4929) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا وكيع. وابن ماجة (1902 و 2614) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا وكيع. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (13/18263) عن محمد بن آدم، عن عبدة. (ح) وعن أحمد بن حرب الطائي، عن أبي معاوية.
ثمانيتهم - سفيان، وأبو معاوية، ووكيع، وعبد الله بن نمير، وأبو أسامة، وعبدة، وزهير بن معاوية، وجرير - عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن زينب بنت أبي سلمة، فذكرته.
* وأخرجه النسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (13/18263) عن الحارث بن مسكين، عن ابن القاسم، عن مالك، عن هشام بن عروة، عن أبيه، أن مخنثا كان عند أم سلمة. مرسل.(6/661)
4957 - (م د) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «كان يدخل على أزواجِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- مُخَنَّث، وكانوا يَعُدُّونه من غيرِ أُولي الإِرْبَةِ، فدخلَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يوماً وهو عند بعض نسائه، وهو يَنْعَتُ امرأة، قال: إِذا أقبلتْ أقبلتْ بأربع، وإِذا أدْبَرْتْ أدبرتْ بثمان، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: أَلا أرى هذا يعرِف ما هاهنا، لا يدخلنَّ عليكنَّ، فَحجَبُوهُ» . أخرجه مسلم.
وزاد أبو داود في رواية: «وأخرجه فكان بالبيداءِ، يدخل كلَّ جُمُعَة، فَيَسْتَطْعِمُ» .
وفي أخرى: «فقيل: يا رسولَ الله، إِنَّهُ إِذا يَموتُ من الجوع، فأَذِنَ لَهُ أَن يَدْخُلَ كُلَّ جُمُعَة مرتين فيسأَلَ ثم يرجعَ» (1) . [ص:663]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الإرْبَة) الحاجة، والمراد بها هاهنا: حاجة النكاح.
__________
(1) رواه مسلم رقم (2181) في السلام، باب منع المخنث من الدخول على النساء الأجانب، وأبو داود رقم (4107) و (4108) و (4109) و (4110) في اللباس، باب في قوله تعالى: {غير أولي الإربة} .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (6/152) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر، عن الزهري. ومسلم (7/11) قال: حدثنا عبد بن حميد. قال: أخبرنا عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري. وأبو داود (4107) قال: حدثنا محمد بن عبيد، قال: حدثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن الزهري وهشام بن عروة. وفي (4108) قال: حدثنا محمد بن داود بن سفيان. قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر، عن الزهري. وفي (4109) قال: حدثنا أحمد بن صالح. قال: حدثنا ابن وهب. قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب. وفي (4110) قال: حدثنا محمود بن خالد. قال: حدثنا عمر، عن الأوزاعي، عن الزهري. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (12/16634) عن محمد بن يحيى بن عبد الله، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري. (ح) وعن نوح بن حبيب، عن إبراهيم بن خالد، عن رباح بن زيد، عن معمر، عن الزهري.
كلاهما - الزهري، وهشام - عن عروة بن الزبير، فذكره.(6/662)
4958 - (خ ت د) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: قال: «لَعَن رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- المُخَنَّثِينَ من الرجال، والمُتَرَجِّلاتِ من النِّساء، وقال: أخرجُوهم من بيوتكم، فأخرج رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- فلانة، وأخرج عمرُ فلاناً» .
وفي رواية قال: «لعن رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- المتَشَبِّهِينَ من الرجال بالنِّساء، والمتَشَبِّهَاتِ من النِّساءِ بالرِّجال» .
أخرجه البخاري، والترمذي، وأبو داود، وانتهى حديث الترمذي في الأولى عند قوله: «النساء» .
وعند أبي داود بعد قوله: «بيوتكم» : «وأخرجوا فلاناً وفلاناً - يعني: المخَنَّثين» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 10 / 280 في اللباس، باب إخراج المتشبهين بالنساء من البيوت، وفي المحاربين، باب نفي أهل المعاصي والمخنثين، وأبو داود رقم (4930) في الأدب، باب في الحكم في المخنثين، والترمذي رقم (2785) و (2786) في الأدب، باب ما جاء في المتشبهات بالرجال من النساء.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1 - أخرجه أحمد (1/225) (1982) قال: حدثنا إسماعيل، قال: أخبرنا هشام الدستوائي. وفي (1/227) (2006) قال: حدثنا يحيى، عن هشام. وفي (1/237) (2123) قال: حدثني يزيد، قال: أخبرنا هشام. والدارمي (2652) قال: أخبرنا يزيد بن هارون، ووهب بن جرير، قالا: حدثنا هشام، هو الدستوائي. والبخاري (7/205) قال: حدثنا معاذ بن فضالة، قال: حدثنا هشام. وفي (8/212) . وأبو داود (4930) قالا: حدثنا مسلم بن إبراهيم، قال: حدثنا هشام. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (6240) عن محمد بن صدران، عن بشر بن المفضل، عن هشام. (ح) وعن إسحاق بن منصور، عن النضر بن شميل، وعبد الصمد، ووهب بن جرير، وأبي داود، عن هشام. (ح) وعن ابن مثنى، عن الوليد، عن الأوزاعي.
كلاهما - هشام، والأوزاعي - عن يحيى بن أبي كثير.
2 - وأخرجه أحمد (1/339) (3151) قال: حدثنا محمد بن جعفر، وحجاج، قالا: حدثنا شعبة. والبخاري (7/205) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا غندر، قال: حدثنا شعبة. وأبو داود (4097) قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا شعبة. وابن ماجة (1904) قال: حدثنا أبو بكر بن خلاد الباهلي، قال: حدثنا خالد بن الحارث، قال: حدثنا شعبة. والترمذي (2784) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا أبو داود الطيالسي، قال: حدثنا شعبة، وهمام. كلاهما - شعبة، وهمام - عن قتادة.
3 - وأخرجه أحمد (1/251) (2263) و (1/330) (3060) قال: حدثنا يحيى بن إسحاق، قال: أخبرنا ابن لهيعة، عن أبي الأسود.
4 - وأخرجه أحمد (1/254) (2291) قال: حدثنا خلف بن الوليد، قال: حدثنا خالد، عن يزيد بن أبي زياد.
5 - وأخرجه أحمد (1/365) (3458) . والترمذي (2785) قال: حدثنا الحسن بن علي الخلال. كلاهما- أحمد، والحسن بن علي - قالا: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن يحيى بن أبي كثير، وأيوب.
خمستهم - يحيى بن أبي كثير، وقتادة، وأبو الأسود، ويزيد، وأيوب - عن عكرمة، فذكره.
(*) لفظ رواية قتادة، وأبي الأسود: «لعن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال» . زاد أبو الأسود في أوله «لعن الواصلة والموصولة» .
(*) لفظ رواية معمر: «لعن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المخنثين من الرجال، والمترجلات من النساء» .(6/663)
الفرع الرابع: في نظر المرأة إلى الأعمى
4959 - (ت د) أم سلمة - رضي الله عنها -: قالت: «كنتُ عند [ص:664] رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، وعنده ميمونةُ بنتُ الحارث، فأقبل ابنُ أمِّ مكتوم - وذلك بعد أن أُمِرْنا بالحجاب - فدخل علينا، فقال: احْتَجِبا منه، فقلنا: يا رسولَ الله، أَلَيْسَ هو أعمى لا يُبْصِرُنَا، ولا يَعْرِفُنَا؟ قال: أَفَعَمياوَانِ أنتما؟ أَلَسْتُمَا تُبْصِرَانِهِ؟» . أخرجه الترمذي، وأبو داود (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (4112) في اللباس، باب في قوله عز وجل: {وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن} ، والترمذي رقم (2779) في الأدب، باب ما جاء في احتجاب النساء من الرجال، وفي سنده نبهان مولى أم سلمة، لم يوثقه غير ابن حبان، وباقي رجاله ثقات، وقال الحافظ في " الفتح " 9 / 294 بعد ذكر هذا الحديث: أخرجه أصحاب السنن من رواية الزهري عن نبهان مولى أم سلمة عنها، وإسناده قوي، وأكثر ما علل به انفراد الزهري بالرواية عن نبهان، وليست بعلة قادحة، فإن من يعرفه الزهري ويصفه بأنه مكاتب أم سلمة، ولم يجرحه أحد، لا ترد روايته.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
حسن صحيح: أخرجه أحمد (6/296) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. قال: حدثنا عبد الله بن المبارك، عن يونس بن يزيد. وأبو داود (4112) قال: حدثنا محمد بن العلاء، قال: حدثنا ابن المبارك، عن يونس، والترمذي (2778) قال: حدثنا سويد. قال: حدثنا عبد الله. قال: أخبرنا يونس بن يزيد. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (13/18222) عن يونس بن عبد الأعلى، عن ابن وهب، عن يونس. (ح) وعن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم، عن سعيد بن أبي مريم، عن نافع ابن يزيد، عن عقيل.
كلاهما - يونس بن يزيد، وعقيل - عن ابن شهاب الزهري، عن نبهان مولى أم سلمة أنه أخبره، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.(6/663)
الفرع الخامس: في المشي مع النساء في الطريق
4960 - (د) أبو أُسيد [مالك بن ربيعة]- رضي الله عنه -: سمعَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول وهو خارج من المسجد، وقد اختلط الرجال مع النِّساءِ في الطريق: «استَأْخِرْنَ، فليس لَكُنَّ أن تَحقُقْنَ (1) الطَّرِيق، عَليكُنَّ بحافَّاتِ الطَّريق فكانت المرأة تَلصَقُ بالجدار، حتى إِنَّ ثَوبَها ليتعلقُ بالجدارِ مِن لُصُوقِها بهِ» .
أخرجه أبو داود (2) .
__________
(1) أي تذهبين في حاق الطريق، وهو الوسط.
(2) رقم (5272) في الأدب، باب في مشي النساء مع الرجال في الطريق، وإسناده ضعيف.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
ضعيف: أخرجه أبو داود (5272) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة، قال: حدثنا عبد العزيز - يعني ابن محمد - عن أبي اليمان، عن شداد بن أبي عمرو بن حماس، عن أبيه، عن حمزة بن أبي أسيد الأنصاري، فذكره.
قلت: فيه شداد بن أبي عمرو بن حماس، قال عنه الحافظ في «التهذيب» (4/318) : ذكره ابن حبان في الثقات، روى له أبو داود حديثا واحدا، وقال الدارقطني في «العلل» : لا يعرف فيمن يروي عنه الحديث. وأبو معروف، وقال الذهبي: لا يعرف هو ولا الراوي عنه.(6/664)
4961 - () أنس بن مالك - رضي الله عنه -: «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يمشيِ في طَريق وأَمَامَهُ امرأة، فقال لها: تَنَحِّي عن الطريق، فقالت: الطريقُ واسع، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: دَعُوها فإنها جَبَّارة» . أخرجه ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
في المطبوع أخرجه رزين، ولم أقف عليه.(6/665)
4962 - (د) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: قال: «نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أن يمشيَ الرَّجُلُ بين المرأتين» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (5273) في الأدب، باب في مشي النساء مع الرجال، وفي سنده داود بن أبي صالح الليثي المدني، قال الحافظ في " التهذيب ": قال البخاري: لا يتابع عليه ولا يعرف إلا به، وقال أبو زرعة: لا يعرف إلا في حديث واحد، وهو حديث منكر، وقال أبو حاتم: مجهول حدث بحديث منكر.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
ضعيف: أخرجه أبو داود (5273) قال: حدثنا محمد بن يحيى بن فارس، قال: حدثنا أبوقتيبة سلم بن قتيبة، عن داود بن أبي صالح، عن نافع، فذكره.
قلت: فيه داود بن أبي صالح قال عنه الحافظ في «التهذيب» (3/188) قال البخاري: لا يتابع عليه، ولا يعرف إلا به «أي الحديث المذكور» وقال أبو زرعة: لا أعرفه إلا في حديث واحد، وهو حديث منكر. وقال أبو حاتم: مجهول حدثه بحديث مجهول، وقال ابن حبان: يروي الموضوعات عن الثقات حتى كأنه يتعمد.(6/665)
4963 - (ت) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «المرأةُ عورة، فَإِذا خَرَجَتْ اسْتَشْرَفَهَا الشيطانُ» . أخرجه الترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(المرأة عورة) العورة: كل ما يُسْتَحْيَى منه إذا ظهر، والمرأة عورة، لأنها إذا ظهرت يستحيى منها.
(استشرفها) استشرفت الشيء: إذا اطَّلعت عليه.
__________
(1) رقم (1173) في الرضاع، باب رقم (18) ، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (1173) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عمرو بن عاصم، قال: حدثنا همام. وابن خزيمة (1685) قال: حدثنا أبو موسى، قال: حدثنا عمرو بن عاصم، قال: حدثنا همام. وفي (1687) قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا محمد بن عثمان - يعني الدمشقي - قال: حدثنا سعيد بن بشير.
كلاهما - همام، وسعيد بن بشير - عن قتادة، عن مورق، عن أبي الأحوص، فذكره.
* أخرجه ابن خزيمة (1686) قال: حدثنا أحمد بن المقدام، قال: حدثنا المعتمر، قال: سمعت أبي يحدث، عن قتادة، عن أبي الأحوص، فذكره. «ليس فيه مورق» .
(*) قال أبو بكر بن خزيمة: شككت في صحته، لأني لا أقف على سماع قتادة، هذا الخبر، من مورق.
(*) قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب.(6/665)
4964 - (م) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- كانَ مَعَ إِحْدَى نسائِهِ، فمرَّ به رجل، فدَعَاهُ، وقال: هذه زوجتي، فقال: [ص:666] يا رسولَ الله، مَن كنتُ أظُنُّ بهِ فلم أَكُن أَظُنُّ بكَ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: إِن الشيطانَ يجري مِن ابنِ آدَمَ مَجْرى الدَّمِ» . أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (2174) في السلام، باب بيان أنه يستحب لمن رؤي خالياً بامرأة وكانت زوجته أو محرماً له أن يقول: هذه فلانة ليدفع ظن السوء به.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (3/125) قال: حدثنا يزيد بن هارون. وفي (3/156) قال: حدثنا سريج، ويونس بن محمد. وفي (3/285) قال: حدثنا عفان. والبخاري في «الأدب المفرد» (1288) . وأبو داود (4719) قالا: حدثنا موسى بن إسماعيل. ومسلم (7/8) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب.
ستتهم - يزيد، وسريج، ويونس، وعفان، وموسى، والقعنبي - عن حماد بن سلمة، عن ثابت، فذكره.(6/665)
الفصل الثامن عشر: في أحاديث متفرقة
إجابة النداء
4965 - (د) أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه -: قال: قال لي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «أبا ذر! قُلْتُ: لَبَّيْكَ وسَعْدَيكَ يا رسولَ الله، وأنا فِدَاؤكَ» .
أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (5226) في الأدب، باب في الرجل يقول: جعلني الله فداك، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (5226) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. قال: حدثنا حماد. (ح) وحدثنا مسلم. قال: حدثنا هشام.
كلاهما - حماد بن سلمة، وهشام الدستوائي - عن حماد بن أبي سليمان، عن زيد بن وهب، فذكره.
قلت: فيه حماد بن أبي سليمان، قال عنه الحافظ في «التقريب» : صدوق لا يعتبر بحديثه.(6/666)
من يصاحب
4966 - (د ت) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «لا تُصَاحِبْ إِلا مُؤْمِناً، ولا يأكُلْ طَعَامَكَ إِلا تَقِيّ» . أَخرجه أبو داود، والترمذي (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (4832) في الأدب، باب من يؤمر أن يجالس، والترمذي رقم (2397) في الزهد، باب ما جاء في صحبة المؤمن، وإسناده حسن، ورواه أيضاً أحمد وابن حبان في " صحيحيهما " والحاكم، وصححه ووافقه الذهبي.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/38) قال: حدثنا أبو عبد الرحمن. والدارمي (2063) قال: أخبرنا عبد الله ابن يزيد المقرئ. وأبو داود (4832) قال: حدثنا عمرو بن عون، قال: أخبرنا ابن المبارك. والترمذي (2395) قال: حدثنا سويد بن نصر، قال: أخبرنا ابن المبارك.
كلاهما - عبد الله بن يزيد أبو عبد الرحمن المقرئ، وابن المبارك - عن حيوة بن شريح، عن سالم بن غيلان، عن الوليد بن قيس، عن أبي سعيد، أو عن أبي الهيثم، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن إنما نعرفه من هذا الوجه.(6/666)
4967 - (د ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «المرءُ على دِين خليله، فلينظرْ أحدُكُم مَن يُخَالِلْ» . أخرجه أبو داود، والترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(خليله) الخليل: الصديق، الخُلَّة - بالضم - الصداقة.
__________
(1) رواه أبو داود رقم (4833) في الأدب، باب من يؤمر أن يجالس، والترمذي رقم (2397) في الزهد، باب رقم (45) ، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن: أخرجه أحمد (2/303) قال: حدثنا عبد الرحمن ومؤمل. وفي (2/334) قال: حدثنا أبو عامر. وعبد بن حميد (1431) قال: حدثنا عبد الملك بن عمرو وسليمان بن داود. وأبو داود (4833) قال: حدثنا ابن بشار. قال: حدثنا أبو عامر وأبو داود. والترمذي (2378) قال: حدثنا محمد ابن بشار. قال: حدثنا أبو عامر وأبو داود.
أربعتهم - عبد الرحمن، ومؤمل، وأبو عامر عبد الملك بن عمرو، وسليمان بن داود أبو داود - عن زهير ابن محمد. قال: حدثني موسى بن وردان، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب.(6/667)
4968 - (ت د) سمرة بن جندب - رضي الله عنه -: قال: «أَمَا بعدُ، فإِن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: مَنْ جَامَعَ المُشْرِكَ وسكنَ معه فَإِنَّهُ مثْلُهُ» .
وفي رواية قال: «لا تُساكِنوا المشركين، ولا تجامِعُوهم، فَمَن ساكَنَهُم أو جَامَعَهُم فهو منهم» . أخرج الثانية الترمذي (1) ، والأولى ذكرها رزين (2) .
__________
(1) رقم (1605) في السير، باب ما جاء في كراهية المقام بين أظهر المشركين، ولم يذكر سنده، وهو بمعنى حديث أبي داود الذي بعده.
(2) كذا في الأصل والمطبوع، وقد رواه أبو داود رقم (2787) في الجهاد، باب في الإقامة بأرض الشرك، وإسناده ضعيف، وله شاهد عند الترمذي رقم (1605) في السير، وأبي داود رقم (2645) في الجهاد، من حديث إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن جرير بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أنا بريء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين، قالوا: يا رسول الله لم؟ قال: لا تراءى ناراهما " وقال الترمذي: وأكثر أصحاب إسماعيل قالوا: عن إسماعيل عن قيس بن أبي حازم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ... الحديث، يعني أنه مرسل، وقال: المرسل أصح، وقد صحح البخاري، وأبو حاتم، وأبو داود، والدارقطني إرساله إلى قيس بن أبي حازم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
مرسل: أخرجه أبو داود (2787) قال: حدثنا محمد بن داود بن سفيان، قال: حدثنا يحيى بن حسان، قال: أخبرنا سليمان بن موسى أبو داود، قال: حدثنا جعفر بن سعد بن سمرة بن جندب. قال: حدثني خبيب بن سليمان، عن أبيه سليمان بن سمرة، فذكره.
قلت: هو عند الترمذي بلفظ: «أنا بريء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين، قالوا: يا رسول الله ولم؟ قال: لا ترايا نارهما» .
أخرجه (1604) قال: حدثنا هناد، قال: حدثنا أبو معاوية، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن جرير بن عبد الله، فذكره.
وفي (1605) قال: حدثنا هناد، قال: حدثنا عبدة عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، مثل حديث أبي معاوية، ولم يذكر فيه عن جرير، وهذا أصح. وفي الباب عن سمرة.
(*) وقال الترمذي: وأكثر أصحاب إسماعيل عن قيس بن أبي حازم أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعث سرية، ولم يذكروا فيه عن جرير، ورواه حماد بن سلمة، عن الحجاج بن أرطاة، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس، عن جرير مثل حديث أبي معاوية، قال: وسمعت محمدا يقول: الصحيح حديث قيس عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، مرسل. وروى سمرة بن جندب عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تساكنوا المشركين، ولا تجامعوهم، فمن ساكنهم أو جامعهم فهو مثلهم» .(6/667)
العداوة
4969 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «إِيَّاكُمْ وسُوءَ ذَاتِ البَيْن، فَإِنَّهَا الحَالِقَةِ» .
قال الترمذي: قوله: «سوءَ ذاتِ البَيْن» ، يعني: العداوةَ والبغضاءَ، وقوله: «الحالقة» . يقول: إِنها تَحْلِق الدِّين. أخرجه الترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الحَالِقَة) : الخَصْلة التي من شأنها أن تَحْلِق، أراد: أنها خصلة سُوء تُذهب الدِّين كما تُذهب المُوسى الشَّعر.
__________
(1) رقم (2510) في صفة القيامة، باب رقم (57) ، وهو حديث صحيح، صححه الترمذي وغيره.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (2508) قال: حدثنا أبو يحيى محمد بن عبد الرحيم البغدادي. قال: حدثنا مُعَلى بن منصور، قال: حدثنا عبد الله بن جعفر المخرمي - هو من ولد المسور بن مخرمة - عن عثمان بن محمد الأخنسي، عن سعيد المقبري،فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث صحيح غريب من هذا الوجه.(6/668)
4970 - (خ) سهل بن سعد - رضي الله عنه -: «أَن أهلَ قُبَاءَ اقْتَتَلوا حتى تَرَامَوْا بالحجارةِ، فأُخْبِرَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: اذهبوا بنا نُصْلِحْ بينهم» . أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) 5 / 220 في الصلح، باب قول الإمام لأصحابه: اذهبوا بنا نصلح، وباب ما جاء في الإصلاح بين الناس، وفي الجماعة، باب من دخل ليؤم الناس فجاء الإمام الأول، وفي العمل في الصلاة، باب ما يجوز من التسبيح والحمد في الصلاة، وباب التصفيق، وباب رفع الأيدي في الصلاة لأمر ينزل، وفي السهو، باب الإشارة في الصلاة، وفي الأحكام، باب الإمام يأتي قوماً فيصلح بينهم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
قلت: هو جزء من حديث صحيح طويل تقدم.(6/668)
4971 - (ت د) أبو الدرداء - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «أَلا أُخبِرُكُم بأفضلَ من درجةِ الصيامِ، والصلاةِ، والصدقةِ؟ [ص:669] قالوا: بلى، قال: صَلاحُ ذاتِ البَيْنِ، فَإِن فسادَ ذَاتِ البَيْنِ هي الحَالِقَةُ» . أخرجه الترمذي، وأبو داود (1) .
وقال الترمذي: [صحيح، وقال أيضاً:] ويُرْوَى عن النبي - صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «هي الحالِقة، لا أقول: هي تحلِقُ الشَّعْرَِ، ولكن تَحْلِقُ الدِّين» .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (4919) في الأدب، باب في إصلاح ذات البين، والترمذي رقم (2511) في صفة القيامة، باب سوء ذات البين هي الحالقة، وهو حديث صحيح، ورواه أيضاً أحمد، وابن حبان في " صحيحه "، وفي الباب، عند الطبراني والبزار من حديث عبد الله بن عمرو، ذكره المنذري في " الترغيب والترهيب " 3 / 294.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: أخرجه أحمد (6/444) . والبخاري في «الأدب المفرد» (391) قال: حدثنا صدقة. وأبو داود (4919) قال: حدثنا محمد بن العلاء. والترمذي (2509) قال: حدثنا هناد.
أربعتهم - أحمد بن حنبل، وصدقة، ومحمد بن العلاء، وهناد - قالوا: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن سالم بن أبي الجعد، عن أم الدرداء، فذكرته.
وقال الترمذي: هذا حديث صحيح.(6/668)
لزوم الجماعة
4972 - (ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: قال: خطبنا عمر بالجابية، فقال: «يا أيُّهَا الناسُ، إِني قُمتُ فيكم كَمقَامِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- فينا قال: أُوصِيكُم بأصْحَابي، ثُمَّ الذينَ يَلونَهم، [ثم الذين يَلُونهم] ، ثم يفْشُو الكذبُ حتى يَحْلِفَ الرَّجُلُ ولا يُسْتَحْلَفُ، ويَشهدَ الشاهدُ، ولا يُسْتَشهدُ، أَلا لا يَخْلُوَنَّ رجل بامرأة إِلا كانَ ثالثَهُمَا الشيطانُ، عليكم بالجماعةِ، وإِيَّاكُم والفُرْقَةَ، فَإِنَّ الشيطانَ مع الواحد، وهو من الاثنين أبعدُ، مَنْ أَراد بُحْبُوحَةَ الجنة فليلزم الجماعةَ، مَنْ سَرَّتْهُ حسنتُه، وسَاءَتْه سَيِّئَتُه: فذلكم المؤمنُ» أخرجه الترمذيُّ (1) . [ص:670]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يفْشُو) فشا الشيء: إذا ظهر وانتشر.
(بُحْبُوحَة) بحبوحة الجنة: وسطها، وبحبوحة كل شيء وسطه وخِيَاره.
__________
(1) رقم (2166) في الفتن، باب ما جاء في لزوم الجماعة، وإسناده حسن، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " رقم (114) و (177) , والحاكم في الإيمان، من طرق صحيحة، فالحديث صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: الحديث ورد من عدة طرق: - فعن جابر بن سمرة، عن عمر بن الخطاب:
أخرجه أحمد (1/26) (177) قال: حدثنا جرير. وابن ماجة (2363) قال: حدثنا عبد الله بن الجراح، قال: حدثنا جرير. والنسائي في الكبرى «الورقة 124- ب» قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا جرير. (ح) وأخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا وهب بن جرير بن حازم، قال: حدثنا أبي. (ح) وأخبرنا عبد الله بن الصباح بن عبد الله، قال: حدثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى، قال: حدثنا هشام - وهو ابن حسان - عن جرير بن حازم.
كلاهما - جرير بن عبد الحميد، وجرير بن حازم - عن عبد الملك بن عمير، عن جابر بن سمرة، فذكره.
- وعن ابن عمر عنه:
أخرجه أحمد (1/18) (114) قال: حدثنا علي بن إسحاق، قال: أنبأنا عبد الله - يعني ابن المبارك -. والترمذي (2165) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا النضر بن إسماعيل أبو المغيرة. والنسائي في الكبرى «الورقة 124- ب» قال: أخبرنا محمد بن الوليد، قال: حدثنا النضر بن إسماعيل.
كلاهما - ابن المبارك، والنضر - عن محمد بن سوقة، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، فذكره.
- وعن عبد الله بن الزبير، عنه:
أخرجه عبد بن حميد (23) قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. والنسائي في الكبرى «الورقة 124 -ب» قال: أخبرنا قريش بن عبد الرحمن، قال: حدثنا علي بن الحسن، قال: أخبرنا الحسين بن واقد. (ح) وأخبرنا إبراهيم بن الحسن، قال: حدثنا حجاج بن محمد، قال: حدثنا يونس بن أبي إسحاق.
ثلاثتهم - معمر، والحسين، ويونس - عن عبد الملك بن عمير، عن عبد الله بن الزبير، فذكره.
- وعن ابن شهاب، عنه:
أخرجه النسائي في الكبرى «الورقة 124- ب» قال: أخبرنا الربيع بن سليمان، قال: حدثنا إسحاق بن بكر، قال: حدثني أبي، عن يزيد بن عبد الله، عن عبد الله بن دينار، عن ابن شهاب، فذكره.
- وعن أبي صالح، عنه:
أخرجه النسائي في الكبرى «الورقة 124- ب» قال: أخبرنا صفوان بن عمرو، قال: حدثنا موسى بن أيوب، قال: حدثنا عطاء بن مسلم، قال: حدثنا محمد بن سوقة، عن أبي صالح، فذكره.
- وعن سليمان بن يسار، عنه:
أخرجه الحميدي (32) قال: حدثنا سفيان، عن بن أبي لبيد، عن ابن سليمان بن يسار، عن أبيه، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه.(6/669)
من مشى وبيده سهام أو نصال
4973 - (خ م د) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه -: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَن مرَّ في شيء من مساجدنا أو أَسْوَاقِنا وَمَعَهُ نَبْل فَليُمسِك أو ليقبض على نِصَالِها بكَفِّه: أن يُصيبَ أحداً من المسلمين منها بشيء» .
وفي رواية: «إِذا مرَّ أحدُكم في مجلس أو سوق وبيده نَبْل فليأخذْ بنصالها، ثم ليأخذْ بنصالها، قال: فقال أَبو موسى [الأشعري] : والله ما مِتْنَا حتى سَدَّدْنا بعضها في وجوه بعض» . أخرجه البخاري ومسلم، وأخرج أبو داود الأولى. (1)
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(سدَّدتُ) السهم إلى الرمية، والرُّمح إلى الطعن: إذا صوبته نحوه وأوجهته به.
__________
(1) رواه البخاري 13 / 22 في الفتن، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم " من حمل علينا السلاح فليس منا "، وفي المساجد، باب المرور في المساجد، ومسلم رقم (2615) في البر، باب أمر من مر بسلاح مسجد أو سوق أن يمسك بنصالها، وأبو داود رقم (2587) في الجهاد، باب في النبل يدخل به المسجد.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1 - أخرجه أحمد (4/391) قال: حدثنا عبد الصمد، قال: حدثنا يزيد - يعني ابن إبراهيم - وفي (4/392) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا سفيان. وفي (4/413) قال: حدثنا أبو النضر، قال: حدثنا أبو معاوية - يعني شيبان -.
ثلاثتهم - يزيد، وسفيان، وأبو معاوية - عن ليث.
2 - وأخرجه أحمد (4/397) قال: حدثنا أبو أحمد. وفي (4/410) قال: حدثنا وكيع. والبخاري (1/122) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا عبد الواحد. وفي (9/62) قال: حدثنا محمد ابن العلاء، قال: حدثنا أبو أسامة. ومسلم (8/33) قال: حدثنا عبد الله بن براد الأشعري، ومحمد بن العلاء، قال: حدثنا أبو أسامة. وأبو داود (2587) قال: حدثنا محمد بن العلاء، قال: حدثنا أبوأسامة. وابن ماجة (3778) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا أبو أسامة. وابن خزيمة (1318) قال: حدثنا موسى بن عبد الرحمن المسروقي، قال: حدثنا أبو أسامة. أربعتهم - أبو أحمد، ووكيع، وعبد الواحد، وأبو أسامة - عن بريد بن عبد الله.
3 - وأخرجه أحمد (4/400) قال: حدثنا عفان. وفي (4/418) قال: حدثنا يزيد. ومسلم (8/33) قال: حدثنا هداب بن خالد. ثلاثتهم - عفان، ويزيد، وهداب - عن حماد بن سلمة، عن ثابت البناني.
ثلاثتهم - ليث، وبريد، وثابت - عن أبي بردة، فذكره.
(*) الروايات مطولة ومختصرة.(6/670)
4974 - (خ م د س) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: قال: «مَرَّ رَجُل بِسِهَام في المسجدِ، فقال له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: أمْسِكْ بِنِصَالِهَا» .
وفي رواية: «فأمره أن يأخذَ بنصالِهَا كَيْلا يَخْدِشَ مسلماً» . أخرجه البخاري، ومسلم، والنسائي.
وفي رواية لمسلم، وأبي داود: «أَنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- أمرَ رجلا كان ينصرف (1) بالنبل في المسجد: [أنْ] لا يمرَّ بها إِلا وهو آخِذٌ بِنصَالِهَا» (2) .
__________
(1) كذا في الأصل والمطبوع: ينصرف، والذي في نسخ مسلم وأبي داود المطبوعة: يتصدق.
(2) رواه البخاري 13 / 21 في الفتن، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم " من حمل علينا السلاح فليس منا "، وفي المساجد، باب يؤخذ بنصول النبل إذا مر بالمسجد، ومسلم رقم (2614) في البر، باب أمر من مر بسلاح مسجد أو سوق ... أن يمسك بنصالها، وأبو داود رقم (2586) في الجهاد، باب في النبل يدخل به المسجد، والنسائي 2 / 49 في المساجد، باب إظهار السلاح في المسجد.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه الحميدي (1252) . وأحمد (3/308) . والدارمي (639) قال: أخبرنا إبراهيم بن المنذر. وفي (1409) قال: أخبرنا محمد بن المبارك. والبخاري (1/122) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. وفي (9/62) قال: حدثنا علي بن عبد الله. ومسلم (8/33) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وإسحاق بن إبراهيم. وابن ماجة (3777) قال: حدثنا هشام بن عمار. والنسائي (2/49) قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن المسور الزهري بصري، ومحمد بن منصور. وابن خزيمة (1316) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء، وسعيد بن عبد الرحمن. (ح) وحدثنا علي بن خشرم.
جميعا - الحميدي، وأحمد، وإبراهيم، ومحمد بن المبارك، وقتيبة، وعلي بن عبد الله، وأبو بكر، وإسحاق، وهشام، وعبد الله، ومحمد بن منصور، وعبد الجبار، وسعيد، وابن خشرم - عن سفيان بن عيينة.
2 - وأخرجه البخاري (9/62) قال: حدثنا أبو النعمان. ومسلم (8/33) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، وأبو الربيع. ثلاثتهم - أبو النعمان، ويحيى، وأبو الربيع - عن حماد بن زيد.
كلاهما - سفيان، وحماد - عن عمرو بن دينار، فذكره.
- وبلفظ: «أنه أمر رجلا كان يتصدق بالنبل في المسجد أن لا يمر بها إلا وهو آخذ بنصولها» .
أخرجه أحمد (3/350) قال: حدثنا حجين، ويونس. ومسلم (8/33) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. (ح) وحدثنا محمد بن رمح. وأبو داود (2586) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. وابن خزيمة (1317) قال: حدثنا الربيع بن سليمان، قال: حدثنا شعيب.
خمستهم - حجين، ويونس، وقتيبة، وابن رمح، وشعيب - عن الليث بن سعد، عن أبي الزبير، فذكره.(6/671)
4975 - (د ت) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- نهى أن يُتعَاطَى السيفُ مَسْلُولاً» . أخرجه أبو داود، والترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يُتَعَاطى) التَّعاطي الأخذ والعطاء، أراد به: أن لا يشهر السيف بين الناس.
__________
(1) رواه أبو داود رقم (2588) في الجهاد، باب في النهي أن يتعاطى السيف مسلولاً، والترمذي رقم (2164) في الفتن، باب ما جاء في النهي عن تعاطي السيف مسلولاً، وقال الترمذي: هذا حديث حسن، وهو كما قال، وأخرجه أيضاً أحمد في " المسند "، والحاكم، وصححه ووافقه الذهبي.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن: أخرجه أحمد (3/300) قال: حدثنا وكيع. وفي (3/361) قال: حدثنا عفان. وأبو داود (2588) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. والترمذي (2163) قال: حدثنا عبد الله بن معاوية الجمحي البصري.
أربعتهم - وكيع، وعفان، وموسى، وعبد الله بن معاوية - عن حماد بن سلمة، عن أبي الزبير، فذكره.
وقال الترمذي: وهذا حديث حسن غريب من حديث حماد بن سلمة، وروى ابن لهيعة هذا الحديث عن أبي الزبير عن جابر وعن بُنَّة الجهني عن النبي - صلى الله عليه وسلم-، وحديث حماد بن سلمة عندي أصح.(6/671)
التعرض للحُرَم
4976 - (م د س) بريدة - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله [ص:672] صلى الله عليه وسلم-: «حُرْمةُ نساءِ المجاهدين على القاعدين كحُرْمة أُمَّهَاتهم، [و] ما من رجل من القاعدين يَخْلُف رجلاً من المجاهدين في أهل فيَخُونُهُ فيهم، إِلا وُقِفَ له يومَ القيامة، فيأخذ مِن حسناتهِ ما شاء (1) حتى يرضَى، ثم التَفَتَ إِلينا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- فقال: فما ظَنُّكم؟» . أخرجه مسلم.
وفي رواية أَبي داود مثله، وفيه: «إِلا نُصِبَ له يوم القيامة، فقيل: هذا قد خَلفك في أهلك، فخُذ من حسناته ما شئت ... الحديث» .
وفي رواية النسائي مثل [رواية] أبي داود، وزاد: «تُرَوْن يَدَعُ له من حسناته شيئاً؟» (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يخلُف) خَلَفْتُ الرجل في أهله: إذا قُمت فيهم مقامه، ونظرت في حالهم ودبَّرتَهم، والله أعلم.
تم - بعون الله تعالى وتوفيقه - الجزء السادس من كتاب «جامع الأصول في أحاديث الرسول - صلى الله عليه وسلم» ، ويليه الجزء السابع وأوله «كتاب الصَّداق»
__________
(1) في نسخ مسلم المطبوعة: فيأخذ من عمله ما شاء، وجملة " حتى يرضى " بعد، ليست في نسخ مسلم المطبوعة، ولعلها من زيادات الحميدي.
(2) رواه مسلم رقم (1897) في الإمارة، باب حرمة نساء المجاهدين وإثم من خان فيهم، وأبو داود رقم (2496) في الجهاد، باب في حرمة نساء المجاهدين على القاعدين، والنسائي 6 / 50 و 51 في الجهاد، باب من خان غازياً في أهله.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (5/352) . ومسلم (6/42) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. والنسائي (6/50) قال: أخبرنا حسين بن حريث، ومحمود بن غيلان.
أربعتهم - أحمد، وأبو بكر، وحسين، ومحمود - قالوا: حدثنا وكيع، عن سفيان «الثوري» .
2- وأخرجه أحمد (5/355) قال: حدثنا أبو معاوية، عن ليث.
3- وأخرجه مسلم (6/43) قال: حدثني محمد بن رافع، قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا مسعر.
4- وأخرجه الحميدي (907) . ومسلم (6/43) . وأبو داود (2496) قالا: حدثنا سعيد بن منصور. والنسائى (6/51) قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن.
ثلاثتهم - الحميدي، وسعيد، وعبد الله - قالوا: حدثنا سفيان «ابن عيينة» عن قعنب.
5- وأخرجه النسائي (6/50) قال: أخبرني هارون بن عبد الله، قال: حدثنا حرمي بن عمارة، قال: حدثنا شعبة.
خمستهم - سفيان، وليث، ومسعر، وقعنب، وشعبة - عن علقمة بن مرثد، عن سليمان بن بريدة، فذكره.(6/671)
بسم الله الرحمن الرحيم
الكتاب الثامن: في الصداق، وفيه فصلان
الفصل الأول: في مقدار الصداق وما يصح أن يُسمَّى (1) صداقاً
4977 - (خ م ط د ت س) سهل بن سعد الساعدي - رضي الله عنه - قال: «جاءتِ امرأة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فقالت: يا رسول الله، جئتُ أهَبُ نفسي لك، فنظر إليها رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فصعَّدَ النظر فيها وصَوَّبَه، ثم طأْطَأَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- رأسه، فلما رأت المرأةُ أنه لم يَقْضِ فيها شيئاً جلستْ، فقام رجل من أصحابه، فقال: يا رسول الله، إن لم يكن لك بها حاجةٌ فزوِّجنِيها. فقال: فهل عندك من شيء؟ فقال: لا والله يا رسول الله، فقال: اذهب إلى أهلِك فانظر: هل تجِدُ شيئاً؟ فذهب، ثم رجع، فقال: [ص:4] لا والله، ما وجدت شيئاً. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: انظُرْ ولو خاتَماً من حديد، فذهب، ثم رجع فقال: لا، والله يا رسول الله، ولا خاتَماً من حديد، ولكن هذا إزاري - قال سهل: ما له رِداء - فلها نصفه، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ما تصنع بإزارك؟ إن لَبِستَهُ لم يكن عليها منه شيء، وإن لبِسَتْهُ لم يكن عليك منه شيء» فجلس الرجل حتى إذا طال مجلسه قام، فرآه رسول الله - صلى الله عليه وسلم- مُوَلِّياً، فأمر به فَدُعِيَ، فلما جاء قال: ماذا معك من القرآن؟ قال: معي سورة كذا، وسورة كذا - عَدَّدها - قال: تقرؤهنَّ عن ظهر قلبك؟ قال: نعم. قال: «اذهب، فقد ملَّكْتُكَها بما معك من القرآن» .
هذا حديث عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه، من رواية قتيبة عنه، ويقاربه في اللفظ حديث يعقوب بن عبد الرحمن القارِي.
وفي حديث زائدة: «انطلقْ فقد زَوَّجْتُكَها، فعلِّمها من القرآن» .
وفي حديث غَسَّان: «فقد أنكحناكها بما معك من القرآن» .
وفي حديث فضيل بن سليمان «فَخَفَّض فيها البصر ورَفَعه، فلم يُردْها، فقال رجل من أصحابه: زوِّجْنيها» ، وفيه «ولكن أُشقِّقُ بُرْدَتي هذه، فأعطيها النصف، وآخذُ النصف، قال: هل معك من القرآن من شيء؟ قال: نعم. قال: اذهب فقد زوَّجتُكها بما معك من القرآن» .
وفي رواية ابن المديني قال: «إني لَفي القوم عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، إذْ قامتِ [ص:5] امرأة فقالتْ: يا رسول الله، إنَّها قد وهبت نَفْسَها لك، فَر فيها رَأيَكَ، فلم يُجِبْها شيئاً، ثم قامت الثانية، فقالت: إنها قد وهبت نفسها لك، فَرَ فيها رأيك، [فلم يُجِبْها شيئاً، ثم قامت الثالثة فقالت: إنها قد وهبت نفسها لك، فَرَ فيها رَأيَكَ] فقام رجل، فقال: [يا رسول الله] أنْكِحْنِيها» .
وفي أخرى مختصراً: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال لِرَجُل: «تزوَّجْ ولو بخاتَم من حديد» . أخرجه البخاري ومسلم.
وأخرج «الموطأ» والترمذي وأبو داود الرواية الأولى.
وأخرج النسائي [الرواية] الأولى، ورواية ابن المديني. وله في أخرى قال: إني لَفِي القوم، إذْ قالت امرأة: [إني] قد وَهَبْتُ نفسي لك يا رسول الله، فَرَ فِيَّ رأيَك. فقام رجل فقال: زوجْنِيها. فقال: اذهب، فاطلُبْ ولو خاتماً من حديد. فذهب ولم يَجِيءْ بشيء ولا بخاتَم من حديد، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «معكَ من سُوَرِ القرآن شيء؟ قال: نعم، فزوَّجَهُ بما معه من سُوَرِ القرآن» (2) . [ص:6]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فصعَّد النظر) تصعيد النظر: أن تنظر إلى أعلى الشيء، وتصويبه: أن تنظر إلى أسفله.
__________
(1) وفي هامش الأصل: نسخة: وما يصح أن يكون.
(2) رواه البخاري 9 / 113 في النكاح، باب تزويج المعسر، وباب عرض المرأة نفسها على الرجل الصالح، وباب النظر إلى المرأة قبل التزويج، وباب إذا كان الولي هو الخاطب، وباب السلطان ولي، وباب إذا قال الخاطب للولي: زوجني فلانة، وباب التزويج على القرآن وبغير صداق، وباب المهر بالعروض وخاتم من حديد، وفي الوكالة، باب وكالة المرأة الإمام في النكاح، وفي فضائل القرآن، باب خيركم من تعلم القرآن وعلمه، وباب القراءة عن ظهر قلب، وفي اللباس، باب خاتم الحديد، وفي التوحيد، باب قل: أي شيء أكبر شهادة، ومسلم رقم (1425) في النكاح، باب الصداق وجواز كونه تعليم قرآن وخاتم حديد، والموطأ 2 / 526 في النكاح، باب ما جاء في الصداق والحياء، وأبو داود رقم (2111) في النكاح، باب في التزويج على العمل بعمل، والترمذي رقم (1114) في النكاح، باب رقم (23) ، والنسائي 6 / 113 في النكاح، باب التزويج على سور من القرآن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مالك (الموطأ) (325) والحميدي (928) قال: حدثنا سفيان بن عيينة. وأحمد (5/330) قال: حدثنا سفيان بن عيينة. وفي (5/334) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر. وفي (5/336) قال: قرأت علي عبد الرحمن: مالك. (ح) وحدثنا إسحاق. قال: أخبرنا مالك. والدارمي (2207) قال: حدثنا عمرو بن عون، قال: أخبرنا حماد بن زيد. والبخاري (3/132و7/22و9/151) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: أخبرنا مالك. وفي (6/236) قال: حدثنا عمرو ابن عون، قال: حدثنا حماد. وفي (6/237 و7/19) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن. وفي (7/8) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم. وفي (7/17) قال: حدثنا سعيد بن أبي مريم، قال: حدثنا أبو غسان. وفي (7/21) قال: حدثنا أحمد ابن المقدام، قال: حدثنا فضيل بن سليمان. وفي (7/24) قال: حدثنا أبو النعمان، قال: حدثنا حماد بن زيد. وفي (7/26) قال: حدثنا علي بن عبد الله، قال: حدثنا سفيان بن عيينة. وفي (7/26) أيضا قال: حدثنا يحيى، قال: حدثنا وكيع، عن سفيان الثوري. وفي (7/201) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة، قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم. ومسلم (4/143) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد الثقفي، قال: حدثنا يعقوب (يعني ابن عبد الرحمن القاري) (ح) وحدثناه قتيبة، قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم. وفي (4/144) قال: حدثناه خلف بن هشام، قال: حدثنا حماد بن زيد (ح) وحدثنه زهير بن حر: حدثنا سفان بن أبي شيبة، قال: حدثنا حسين بن علي، عن زائدة. وأبو داود (2111) قال: حدثنا القعنبي، عن مالك. وابن ماجة (1889) قال: حدثنا حفص بن عمرو، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان الثوري. والترمذي (1114) قال: حدثنا الحسن بن علي الخلال، قال: حدثنا إسحاق بن عيسى. وعبد الله بن نافع الصائغ، قالا: أخبرنا مالك بن أنس. والنسائي (6/54) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ قال: حدثنا سفيان بن عيينة. وفي (6/91) قال: أخبرنا محمد بن منصور، عن سفيان بن عيينة. وفي (6/113) ، وفي (فضائل القرآن) (86) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا يعقوب. وفي (6/123) قال: أخبرنا هارون بن عبد الله، قال: حدثنا معن، قال: حدثنا مالك.
جميعهم - مالك، وسفيان بن عيينة، ومعمر، وحماد، ويعقوب، وعبد العزيز بن أبي حازم، وأبوغسان بن مطرف، وفضيل، وسفيان الثوري وعبد العزيز بن محمد الدراوردي، وزائدة - عن أبي حازم، فذكره.
(*) الروايات مطولة ومختصرة.(7/3)
4978 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال نحو هذه القصة، ولم يذكر الإزارَ والخاتَم - إلى أن قال: «وما تحفظُ من القرآن؟ قال: سورةَ البقرة والتي تَلِيها، قال: قُمْ فعلِّمْها عشرين آية، وهي امرأتُك» أخرجه أبو داود عقيب الحديث الأول (1) .
__________
(1) رقم (2112) في النكاح، باب في التزويج على العمل بعمل، وفي سنده عسل أبو قرة البصري، وهو ضعيف، ولكن للحديث شواهد بمعناه، فهو حديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه أبو داود (2112) .والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (10/14194) كلاهما عن أحمد بن حفص بن عبد الله. قال: حدثني أبي حفص بن عبد الله. قال: حدثني إبراهيم بن طهمان، عن الحجاج بن الحجاج الباهلي، عن عسل، عن عطاء بن أبي رباح، فذكره.
قلت: عسل أبو قرة البصري، ضعفوه.(7/6)
4979 - (د) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَن أعطى في صداق امرأة مِلْءَ كفَّيْه سَوِيقاً أو تمراً فقد اسْتَحَلَّ» . وفي رواية قال: «كُنّا على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم- نستمتع بالقُبْضة من الطعام، على معنى المُتْعة» ، أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (2110) في النكاح، باب قلة المهر، وفي سنده موسى بن مسلم، وهو ضعيف، قال الحافظ في " التلخيص ": وروي موقوفاً، وهو أقوى، وقال المنذري في " مختصر سنن أبي داود ": في إسناده موسى بن مسلم، وهو ضعيف، وذكر أبو داود: أن بعضهم رواه موقوفاً، وقال: رواه أبو عاصم عن صالح بن رومان عن أبي الزبير عن جابر - ثم ذكر الرواية الأخرى - قال أبو داود: رواه ابن جريج عن أبي الزبير عن جابر، على معنى أبي عاصم، وهذا الذي ذكره أبو داود معلقاً قد أخرجه مسلم في صحيحه من حديث ابن جريج عن أبي الزبير، قال: سمعت جابر بن عبد الله يقول: " كنا نستمتع بالقبضة من التمر والدقيق الأيام على عهد [ص:7] رسول الله صلى الله عليه وسلم "، وقال أبو بكر البيهقي: وهذا - وإن كان في نكاح المتعة، ونكاح المتعة قد صار منسوخاً - فإنما نسخ منه شرط الأجل، فأما ما يجعلونه صداقاً، فإنه لم يرد فيه النسخ، والله أعلم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (3/355) قال: حدثنا يونس، قال: حدثنا صالح بن مسلم بن رومان. وأبو داود (2110) قال: حدثنا إسحاق بن جبريل البغدادي، قال: أخبرنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا موسى بن مسلم بن رومان.
كلاهما - صالح، وموسى- عن أبي الزبير، فذكره.
قلت: أعله البعض بموسى بن مسلم، لكنه توبع كما ترى، وأعله الحافظ في «التلخيص» بالوقف، وقال: هو أقوى اه.
وعندي أصله قول جابر في نكاح المتعة. هذا ورواية أبي الزبير عن جابر نقموا على مسلم إخراجها في الصحيح..(7/6)
4980 - (ت) عبد الله بن عامر: عن أبيه «أن امرأة من بني فَزَارَةَ تزوَّجتْ على نَعْلَين» فقال لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «أرضيتِ من نفْسِك ومالكِ بنعلين؟ قالت: نعم، فأجازَه» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (1113) في النكاح، باب ما جاء في مهور النساء، في سنده عاصم بن عبيد الله بن عاصم بن عمر بن الخطاب، وهو ضعيف، وقال الترمذي: حديث عامر بن ربيعة، حديث حسن صحيح، قال الحافظ في " بلوغ المرام " بعد أن حكى تصحيح الترمذي هذا: إنه خولف في ذلك.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف:
1- أخرجه أحمد (3/445، 3/446) . وابن ماجة (1888) قال: حدثنا أبو عمر الضرير، وهناد بن السري. ثلاثتهم - أحمد، وحفص بن عمر الضرير، وهناد - قالوا: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان.
2- وأخرجه أحمد (3/445) قال: حدثنا محمد بن جعفر (ح) وحدثنا حجاج. والترمذي (1113) قال: حدثنا محمد بن بشار قال: حدثنا يحيى بن سعيد، وعبد الرحمن بن مهدي، ومحمد بن جعفر.
أربعتهم - ابن جعفر، وحجاج، ويحيى، وابن مهدي - قال حجاج: سمعت، وقال الباقون: حدثنا شعبة.
كلاهما - سفيان، وشعبة - عن عاصم بن عبيد الله قال: سمعت عبد الله بن عامر بن ربيعة، فذكره.
قلت: مداره على عاصم بن عبيد الله العمري، ضعفوه.(7/7)
4981 - (س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «تزوَّج أبو طلحةَ أمَّ سُلَيم، فكان صداقُ ما بينهما الإسلامَ، أسلمتْ أمُّ سليم قبل أبي طلحة، فخطبها، فقالت: إني قد أسلمتُ، فإن أسلمتَ نكَحْتُك فأسلمَ، فكانَ صداقَ ما بينهما» .
وفي رواية قال: «خطب أبو طلحةَ أمَّ سليم، فقالت: والله ما مثلُك يا أبا طلحة يُرَدُّ، ولكنَّكَ [رجل] كافر، وأنا امرأة مسلمة، ولا يحلُّ لي أن أتزوَّجَكَ، فإن تُسْلِمْ، فذلك مَهْرِي، ولا أسألُك غيرَه. فأسْلَمَ، وكان [ذلك] مَهْرَها، قال ثابت: فما سمعتُ بامرأة قطُّ كانت أكرمَ مهراً من أمِّ سُلَيم: الإسلامَ، فدخل بها فولدت له» . أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 6 / 114 في النكاح، باب التزويج على الإسلام، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه النسائي (6/114) قال: أخبرنا أحمد بن سنان، عن يزيد بن هارون، عن حماد بن سلمة، عن ثابت وإسماعيل بن عبد الله، فذكره.
2- وأخرجه النسائي في المناقب (1/107- التحفة) عن محمد بن النضر بن مساور،عن جعفر، عن ثابت، فذكره.
قال العماد ابن كثير: ورواه الضياء في المختارة من حديث جعفر به. قلت: الإسناد الأول للفظ الأول، والثاني للثاني.(7/7)
4982 - (د ت س) أبو العجفاء السلمي: قال: خطبنا عمر يوماً فقال: «ألا لا تُغَالوا في صَدُقاتِ النساء (1) ، فإن ذلك لوْ كان مَكْرُمَة في الدنيا وتقوى عند الله، كان أوْلاكُم بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، ما أصْدَقَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- امرأة من نسائه ولا أُصْدِقَتِ امرأة من بناته أكثرَ من ثِنْتَيْ عشرةَ أُوقِيَّة» . أخرجه أبو داود.
وفي رواية الترمذي بعد قوله: كان أولاكم بها نبيُّ الله - صلى الله عليه وسلم-: «ما علمتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- نَكَحَ شيئاً من نسائه، ولا أنْكح شيئاً من بناته على أكثر من ثِنْتَيْ عَشْرَةَ أُوقِيَّة» .
وأخرج النسائي الأولى، وزاد عليها: «وإن الرَّجل لَيُغْلِي بصَدُقة المرأة، حتى يكونَ لها عَدَاوة في نفسه، وحتى يقول: كَلِفْتُ لكم عَلَق القِرْبة -، وكنتُ غلاماً عَربيّاً مُوَلَّداً، فلم أدْرِ ما عَلَق القِرْبة؟ - قال: وأخرى يقولونها لمن قُتل في مغازيكم هذه، أو مات: قُتِل [فلان] شهيداً أو مات شهيداً، ولعله يكون قد أوْقَرَ عَجُزَ دابته، أوْ دَفَّ رحله ذهباً أو وَرِقاً، يطلُب التجارةَ، فلا تقولوا ذاكم، ولكن قولوا كما قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: من قُتِل في سبيل الله، أو مات، فهو في الجنة» (2) . [ص:9]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(صَدُقات) - بضم الدال - جمع صَدُقة، وهو المهر، فأما بفتح الدال فهو جمع صَدَقة، وهو ما يُعطى المسكين والفقير ونحوهما.
(أُوقِيَّة) الأوقية: مشدَّدة: واحدة الأواقي، وهي في الحديث أربعون درهماً، وأما الآن فإنها تختلف باختلاف أرطال البلاد، والرطل مع اختلاف مقاديره: اثنتا عشرة أُوقية، والأوقية: نصف سُدس الرطل.
(عَلَق القِرْبَة) يقال: جَشِمْت إليك عَلَق القِرْبة، وعَرَق القِرَبة [أي: تكلفت إليك وتعبت حتى عَرِقت كعرق القِربة] ، قال الأصمعي: [عرق القربة معناه: الشدة] ولا أدري ما أصله، وقال غيره: العَرَق إنما هو للرجل لا للقِرْبة، قال وأصله: أن القِرَبَ إنما كان يحمِلُها الإماء ومن لا مُعِين له، وربما افتقر الرجل الكريم واحتاج إلى حملها فيَعرَق، لما يلحقه من المشقة والحياء من الناس، وهذا إنما يقال في الأمر يجد منه الإنسان كُلفة وشدة.
(دَفّ رحله) الرَّحْل: سَرْج البعير، ودفّه: جانبه.
__________
(1) في نسخ أبي داود المطبوعة: بصدق النساء.
(2) رواه أبو داود رقم (2106) في النكاح، باب الصداق، والترمذي رقم (1114) في النكاح، باب رقم (23) ، والنسائي 6 / 117 و 118 في النكاح، باب القسط في الأصدقة، وإسناده صحيح، ورواه أيضاً أحمد وابن ماجة والدارمي وغيرهم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: أخرجه الحميدي (23) قال: حدثنا سفيان. قال: حدثنا أيوب السختياني. وأحمد (1/40) (285) و (1/41) (287) قال: حدثنا إسماعيل، قال: حدثنا سلمة بن علقمة. وفي (1/48) (340) قال: حدثنا سفيان، عن أيوب. والدارمي (2206) قال: قال أخبرنا عمرو بن عون، قال: أخبرنا هشيم، عن منصور بن زاذان. وأبو داود (2106) قال: حدثنا محمد بن عبيد، قال: حدثنا حماد ابن زيد، عن أيوب. وابن ماجة (1887) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا يزيد ابن هارون، عن ابن عون (ح) وحدثنا نصر بن علي الجهضمي، قال: حدثنا يزيد بن زريع، قال: حدثنا ابن عون والترمذي (1114) قال: حدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن أيوب، والنسائي (6/117) قال: أخبرنا علي بن حجر بن إياس بن مقاتل بن مشمرخ بن خالد، قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن أيوب وابن عون وسلمة بن علقمة وهشام بن حسان.
خمستهم - أيوب، وسلمة، ومنصور، وابن عون، وهشام - عن محمد بن سيرين، عن أبي العجفاء السلمي، فذكره.
(*) في رواية سلمة بن علقمة عن محمد بن سيرين. قال: نبئت عن أبي العجفاء، قال إسماعيل بن علية: وذكر أيوب وهشام وبن عون عن محمد عن أبي العجفاء عن عمر، نحوا من حديث سلمة إلا أنهم قالوا: لم يقل محمد: نبئت عن أبي العجفاء.
(*) وفي رواية سفيان عن أيوب عن ابن سيرين سمعه من أبي العجفاء (مسند أحمد) (1/48) (340) .(7/8)
4983 - (م د س) أبو سلمة بن عبد الرحمن قال: «سألتُ عائشةَ - رضي الله عنها - زوْجَ النبي - صلى الله عليه وسلم-: كم كان صَدَاقُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-؟ قالت: كان صداقُه لأزواجه ثِنتيْ عشرةَ أُوقِيَّة ونَشّاً (1) ، قالت: أتدري ما النَّشُّ؟ قلتُ: لا، قالت: نصف أُوقية، فذلك خمسمائةُ درهم» . أخرجه [ص:10] مسلم وأبو داود والنسائي (2) .
__________
(1) في الأصل: ونش، وما أثبتناه من نسخ صحيح مسلم المطبوعة.
(2) رواه مسلم رقم (1426) في النكاح، باب الصداق وجواز كونه تعليم قرآن، وأبو داود رقم (2105) في النكاح، باب الصداق، والنسائي 6 / 116 و 117 في النكاح، باب القسط في الأصدقة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (6/93) قال: حدثنا محمد بن إدريس. والدارمي (2205) قال: أخبرنا نعيم بن حماد. ومسلم (4/144) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم. (ح) وحدثني محمد بن أبي عمر المكي. وأبو داود (2105) قال: حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي. وابن ماجة (1886) قال: حدثنا محمد ابن الصباح، والنسائي (6/116) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم.
ستتهم - محمد بن إدريس، ونعيم، وإسحاق، ومحمد بن أبي عمر، والنفيلي، ومحمد بن الصباح - عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن يزيد بن عبد الله بن الهاد، عن محمد بن إبراهيم، عن أبي سلمة ابن عبد الرحمن فذكره.(7/9)
4984 - (س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: «كان لنا صَدُقات إذْ كان فينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عَشْرَ أوَاقيَّ» أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 6 / 117 في النكاح، باب القسط في الأصدقة، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: أخرجه أحمد (2/367) قال: حدثنا إسماعيل بن عمر. والنسائي (6/117) قال: أخبرنا بن عبد الله بن المبارك. قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي.
كلاهما - إسماعيل، وابن مهدي - عن داود بن قيس، عن موسى بن يسار، فذكره.(7/10)
4985 - (د س) أم حبيبة - رضي الله عنها -: «أنها كانت تحت عبيد الله بنَ جَحْش، فمات بأرضِ الحبشة، فزوَّجها النجاشيُّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-، وأمْهَرَها عنه أربعةَ آلاف، وبعث بها إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- مع شُرَحبِيل بنِ حَسَنَة» .
وفي رواية «أن النجاشيَّ زوَّجَ أمَّ حبيبةَ بنتَ أبي سفيان من رسول الله - صلى الله عليه وسلم- على صَدَاق أربعةِ آلاف درهم، وكتب بذلك إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فَقَبِلَ» أخرجه أبو داود.
وعند النسائي: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- تزوَّجها وهي بأرض الحبشة، زوَّجها النجاشيُّ، وأمْهَرها أربعةَ آلاف، وجهَّزَها من عنده، وبعث بها مع شُرَحبيلِ بنِ حَسَنَةَ، ولم يبعث إليها رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بشيء، وكان مُهورُ [ص:11] نسائه أربعمائة درهم» (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (2107) و (2108) في النكاح، باب الصداق، والنسائي 6 / 119 في النكاح، باب القسط في الأصدقة، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: وفي رواية: عن عروة، عن أم حبيبة أنها كانت تحت عبيد الله بن جحش فمات بأرض الحبشة، فزوجها النجاشي النبي -صلى الله عليه وسلم- وأمهرها عنه أربعة آلاف وبعث بها إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ومع شرحبيل بن حسنة.
أخرجه أحمد (6/427) قال: حدثنا إبراهيم بن إسحاق. قال: حدثنا عبد الله بن المبارك. (ح) وعلي بن إسحاق. قال: أنبأنا عبد الله. وأبو داود (2086) قال: حدثنا محمد بن يحيى بن فارس. قال: حدثنا عبد الرزاق. وفي (2107) قال: حدثنا حجاج بن أبي يعقوب الثقفي. قال: حدثنا معلى بن منصور. وقال: حدثنا ابن المبارك. والنسائي (6/119) قال: أخربنا العباس بن محمد الدوري. قال: حدثنا علي بن الحسن بن شقيق. قال: أنبأنا عبد الله بن المبارك.
كلاهما - عبد الله بن المبارك، وعبد الرزاق - عن معمر، عن الزهري، عن عروة، فذكره
* أخرجه أبو داود (2108) قال: حدثنا محمد بن حاتم بن بزيع، قال: حدثنا على بن الحسن بن شقيق، عن ابن المبارك، عن يونس، عن الزهري، أن النجاشي زوج أم حبيبة بنت أبي سفيان من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على صداق أربعة آلاف درهم....فذكره، بنحوه مرسلا.(7/10)
4986 - (خ م د ت س) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أعْتَق صفيَّة [بنت حُيَيّ] ، وجعل عِتْقَها صدَاقَها» . أخرجه الترمذي وأبو داود والنسائي.
وهو طرف من حديث طويل قد أخرجه البخاري ومسلم (1) .
__________
(1) رواه البخاري 9 / 111 في النكاح، باب من جعل عتق الأمة صداقها، وباب الوليمة ولو بشاة، وفي البيوع، باب بيع العبد والحيوان نسيئة، وفي الجهاد، باب من غزا بصبي للخدمة، ومسلم رقم (1365) في النكاح، باب فضيلة اعتاق أمة ثم يتزوجها، وأبو داود رقم (2054) في النكاح، باب الرجل يعتق أمته ثم يتزوجها، والترمذي رقم (1115) في النكاح، باب في الرجل يعتق الأمة ثم يتزوجها، والنسائي 6 / 114 في النكاح، باب التزويج على العتق.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:أخرجه البخاري (7/8) ، ومسلم (4/146) ، والنسائي (6/114) .
ثلاثتهم عن قتيبة، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن ثابت وشعيب، فذكراه.
وقد روى من طريق شعيب، عن أنس، دون ذكر ثابت:
1-أخرجه أحمد (3/181) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. ومسلم (4/164) قال:حدثني زهير بن حرب، قال: حدثنا معاذ بن هشام.
كلاهما - يحيى، ومعاذ - قالا: حدثنا هشام الدستوائي.
2- وأخرجه الدارمي (2248) قال: حدثنا مسدد، قال:حدثنا حماد بن زيد.
3- وأخرجه البخاري (7/31) قال: حدثنا مسدد. والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف -912) عن عمران ابن موسى.
كلاهما - مسدد، وعمران - عن عبد الوراث.
4- وأخرجه مسلم (4/146) قال: حدثني محمد بن رافع، قال:حدثنا يحيى بن آدم، وعمر بن سعد وعبد الرزاق. والنسائي (6/14) قال: أخبرنا محمد بن رافع، قال: حدثنا يحيى بن آدم. وفي (6/115) قال: أنبأنا عمرو بن منصور، قال: حدثنا أبو نعيم.
أربعتهم - يحيى بن آدم، وعمر بن سعد، وعبد الرزاق، وأبو نعيم - عن سفيان الثوري، عن يونس بن عبيد.
أربعتهم - هشام، وحماد، وعبد الوارث، ويونس - عن شعيب، فذكره.
وروي من طريق ثابت دون ذكر شعيب.
أخرجه أحمد (3/280) قال: حدثنا إبراهيم بن خالد قال: أخبرنا رباح، عن معمر، عن ثابت، فذكره.(7/11)
4987 - (خ م ت س ط د) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قَدِمَ عبد الرحمن بنُ عوف، فآخى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- بينه وبين سعدِ بنِ الرَّبيع الأنصاريِّ، وعند الأنصاريِّ امرأتان، فعرض عليه أن يُناصِفَه أهلَه ومالَهُ، فقال له: بارك الله [لك] في أهلك ومالك، دُلُّوني على السُّوق. فأتَى السوقَ، فرَبِحَ شيئاً من أقِط، أو شيئاً من سَمْن، فرآه النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- بعد أيام، وعليه وَضرٌ من صُفْرة، فقال: مَهَيم، يا عبد الرحمن؟ قال: تزوجتُ أنصاريَّة. قال: فما سُقْتَ؟ قال: وَزْنَ نواة من ذَهَب، فقال: «أوْلِمْ ولو بشاة» . أخرجه البخاري ومسلم. [ص:12]
ولمسلم «أن عبد الرحمن تزوَّج امرأة على وزن نَوَاة من ذهب» لم يزد على هذا القدر.
وزاد في أخرى أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال له: «أوْلِمْ ولو بشاة» .
وفي رواية الترمذي قال: «هَلُمَّ أُقَاسِمْك مالي نصفين، وليَ امرأتان فأُطَلِّقُ إحداهما، فإذا انقضت عِدَّتُها تزوَّجتَها، فقال: بارك الله لك ... » وذكر الحديث. وهذه قد أخرجها البخاري أيضاً، وقد تقدَّم ذِكْرُها في «كتاب الصحبة» وأخرج الترمذي الرواية الآخرة التي لمسلم.
وفي رواية النسائي: أن عبد الرحمن جاء إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وبه أثَرُ الصُّفْرة، فسأله رسول الله - صلى الله عليه وسلم-؟ فأخبره أنه تزوَّج امرأة من الأنصار، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «كم سُقتَ؟» قال: زِنَةَ نَوَاة من ذهب، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «أوْلِمْ ولو بشاة» وفي رواية «بارك الله لك، أوْلِمْ ولو بشاة» .
وفي أخرى [قال] : «رآني رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وعليَّ بَشَاشَةُ العُرْسِ، فقلت: تزوجتُ امرأة من الأنصار، قال: كم أصدقتَها؟ قلت له: نواة من ذهب» (1) .
وأخرج النسائي أيضاً الرواية الأولى، وأخرج «الموطأ» وأبو داود رواية [ص:13] النسائي الأولى (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(وَضَر) الوَضَر: أثر من خَلُوق أو طيب ولطخ منه، وذلك من عادة المعرِّس إذا بنى بأهله. والوَضَر: الوسخ، واللوث، ويكون الوضر من الصفرة والحمرة والطِّيب.
(مَهيم) : كلمة يمانية، بمعنى: ما أمرك، وما شأنك؟
(وزن نواة) النواة: اسم لما وزنه خمسة دراهم، كما سموا الأربعين: أُوقية، والعشرين: نَشَّاً، وقيل: إنه إنما تزوجها على ذهب قيمته خمسة دراهم، وأن ذلك الذهب كان مقدار نواة، ويجوز أن يكون أراد وزن نواة.
(أوْلِم) أوْلَم الرجل على زوجته: إذا عمل للعرس طعاماً، وهو الوليمة. [ص:14]
(بَشَاشة) البشاشة: طلاقة الوجه، وقد بَشِشت، بالكسر.
__________
(1) وهذه الرواية عند مسلم أيضاً رقم (1427) .
(2) رواه البخاري 9 / 101 في النكاح، باب قول الرجل لأخيه: انظر أي زوجتي شئت حتى أنزل لك عنها، وباب قول الله تعالى: {وآتوا النساء صدقاتهن نحلة} ، وباب الصفرة للمتزوج، وباب كيف يدعي للمتزوج، وباب الوليمة ولو بشاة، وفي البيوع، باب ما جاء في قول الله تعالى: {فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله} ، وفي الكفالة، باب قول الله تعالى: {والذين عقدت أيمانكم فآتوهم نصيبهم} ، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب إخاء النبي صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار، وباب كيف آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين أصحابه، وفي الأدب، باب الإخاء والحلف، وفي الدعوات، باب الدعاء للمتزوج، ومسلم رقم (1427) في النكاح، باب الصداق وجواز كونه تعليم قرآن وخاتم حديد، والموطأ 2 / 545 في النكاح، باب ما جاء في الوليمة، وأبو داود رقم (2109) في النكاح، باب قلة المهر، والترمذي رقم (1094) في النكاح، باب ما جاء في الوليمة، و (1934) في البر والصلة، باب ما جاء في مواساة الأخ، والنسائي 6 / 119 و 120 في النكاح، باب التزويج على نواة من ذهب.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه الحميدي (1218) ، وأحمد (3/274) ، والبخاري (7/30) قال: حدثنا علي بن المديني.
ثلاثتهم - الحميدي، وأحمد، وعلي - عن سفيان بن عيينة.
2- وأخرجه أحمد (3/190) . والترمذي (1933) قال: حدثنا أحمد بن منيع.
كلاهما- ابن حنبل، وابن منيع - قالا: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم.
3- وأخرجه أحمد (3/204) قال: حدثنا معاذ بن معاذ.
4- وأخرجه أحمد (3/274) قال: حدثنا وكيع. والبخاري (5/88) قال: حدثنا محمد بن يوسف. وفي (7/4) قال: حدثنا محمد بن كثير.
ثلاثتهم - وكيع، وابن يوسف، وابن كثير - عن سفيان الثوري.
5- وأخرجه عبد بن حميد (1390) قال: أخبرنا يزيد بن هارون.
6- وأخرجه البخاري (3/69) قال: حدثنا أحمد بن يونس، قال: حدثنا زهير بن معاوية.
7- وأخرجه البخاري (3/125) و (5/39) قال: حدثنا قتيبة. والنسائي في عمل اليوم والليلة (261) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. وفي» فضائل الصحابة « (217) قال: أخبرنا علي بن حجر.
ثلاثتهم- قتيبة، وإسحاق، وابن حجر - قالوا: حدثنا إسماعيل بن جعفر.
8- وأخرجه البخاري (7/27) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. والنسائي (6/119) قال: أخبرنا محمد ابن سلمة والحارث بن مسكين، عن ابن القاسم.
كلاهما - ابن يوسف، ابن القاسم - عن مالك بن أنس.
9- وأخرجه البخاري (8/27) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى- بن سعيد القطان -.
10- وأخرجه مسلم (4/144) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا أبو داود (ح) وحدثنا محمد بن رافع، وهارون بن عبد الله، قالا: حدثنا وهب بن جرير. (ح) وحدثنا أحمد بن خراش، قال: حدثنا شبابة.
ثلاثتهم - وهب، وأبو داود، وشبابة - عن شعبة.
11- وأخرجه النسائي (6/129 و137) قال: أخبرنا أحمد بن يحيى بن الوزير بن سليمان، قال: حدثنا سعيد بن كثير بن عفير. قال: أنبأنا سليمان بن بلال، عن يحيى بن سعيد الأنصاري.
جميعهم - ابن عيينة، وإسماعيل، ومعاذ، والثوري، وابن هارون، وزهير، وإسماعيل بن جعفر، ومالك، والقطان، وشعبة، ويحيى بن سعيد الأنصاري - عن حميد، فذكره.
وعن قتادة، وحميد، عن أنس، ولفظه» أن عبد الرحمن بن عوف تزوج امرأة على وزن نواة من ذهب، وأن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال له: أولم ولو بشاة «.
1- أخرجه مسلم (4/144) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا وكيع، قال: حدثنا شعبة، عن قتادة، وحميد، فذكراه.
2- وأخرجه مسلم (4/144) قال: حدثنا محمد بن عبيد الغبري، قال: حدثنا أبو عوانة، عن قتادة، فذكره. «ولم يذكر حميدا» .
3- وأخرجه أحمد (3/271) قال: حدثنا عفان. وفي (3/274) قال: حدثنا محمد بن جعفر. وفي (3/274) أيضا قال: حدثنا حجاج. وفي (3/278) قال: حدثنا شبابة. والبخاري (7/25) قال: حدثنا سليمان بن حرب.
خمستهم - عفان، وابن جعفر، وحجاج، وشبابة، وسليمان - عن شعبة، عن قتادة، فذكره، وليس فيه: «أولم ولو بشاة» .
وعن عبد العزيز بن صهيب، عن أنس، ولفظه «أن عبد الرحمن بن عوف تزوج امرأة على وزن نواة. فرأى النبي -صلى الله عليه وسلم- بشاشه العرس، فسأله فقال: إني تزوجت امرأة على وزن نواة» .
أخرجه البخاري (7/25) قال: حدثنا سليمان بن حرب. ومسلم (4/145) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، ومحمد بن قدامة، قالا: أخبرنا النضر بن شميل.
كلاهما - سليمان، والنضر - قالا: حدثنا شعبة، عن عبد العزيز، فذكره.
وعن ثابت عن أنس. ولفظه: «أن النبي -صلى الله عليه وسلم- رأى على عبد الرحمن بن عوف أثر صفرة قال: ماهذا؟ قال: إني تزوجت امرأة على وزن نواة من ذهب قال: بارك الله لك، أولم ولو بشاة» .
1- أخرجه أحمد (3/226) قال: حدثنا يونس. وسريج، وعبد بن حميد (1367) ، والبخاري (7/27) قالا: حدثنا سليمان بن حرب. والدامي (2210) قال: أخبرنا أبوالنعمان. والبخاري (8/102) قال: حدثنا مسدد. ومسلم (4/144) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. وأبو الربيع، والليلة (260) قال الترمذي: حدثنا، وقال النسائي: أخبرنا قتيبة. وابن ماجة (1907) قال: حدثنا أحمد بن عبدة.
تسعتهم - يونس، وسريج، وسليمان، وأبو النعمان، ومسدد، ويحيى، وأبو الربيع، وقتيبة، وأحمد بن عبدة - عن حماد بن زيد.
2- وأخرجه أحمد (3/165) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر.
3- وأخرجه عبد بن حميد (1383) قال: حدثني يحيى بن إسحاق، قال: حدثنا عمارة بن زاذان.
4- وأخرجه النسائي (6/128) قال: أخبرنا أبو بكر بن نافع، قال: حدثنا بهز بن أسد، قال: حدثنا حماد بن سلمة.
أربعتهم - حماد بن زيد، ومعمر، وعمارة، وابن سلمة - عن ثابت، فذكره.(7/11)
4988 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: «جاء رجل إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم-، فقال: إني تزوَّجتُ امرأة من الأنصار فأعِنِّي على مَهْرِها. فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: هل نَظَرْتَ إليها، فإن في عُيُون الأنصار شيئاً (1) ؟ قال: قد نظرتُ إليها، قال: على كم تزوَّجتَها؟ قال: على أربع أوَاق، قال: [على أربع أواق؟] كأنَّكم تنْحِتُونَ الفِضَّةَ من عُرْض هذا الجبل، ما عندنا ما نُعْطِيك، ولكن عسى أن نبْعثَك في بعْث تُصِيبُ منه، قال: فبعث بَعْثاً إلى بني عبْس، فبعثه معهم» أخرجه مسلم (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(عُرْض) الشيء: جانبه.
__________
(1) قيل المراد: صغر، وقيل: زرقة.
(2) رقم (1424) في النكاح، باب ندب النظر إلى وجه المرأة وكفيها لمن يريد تزوجها.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه الحمبدي (1172) قال:حدثنا سفيان. وأحمد (2/286و 299) قال:حدثنا سفيان. وفي (2/299) قال:حدثنا معاذ. ومسلم (4/142) قال:حدثنا ابن أبي عمر. قال: حدثنا سفيان. (ح) وحدثني يحيى بن معين. قال: حدثنا مروان بن معاوية الفزاري. والنسائي (6/69) قال: أخبرنا عبد الرحمن بن إبراهيم. قال: حدثنا مروان. وفي (6/77) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن يزيد. قال: حدثنا سفيان.
أربعتهم - سفيان بن عيينة، ومعاذ بن هشام، ومروان، وعلي بن هاشم - عن يزيد بن كيسان، عن أبي حازم، فذكره.
(*) وفي رواية يحيى بن معين: « ... هل نظرت إليها فإن في عيون الأنصار شيئا؟ قال: قد نظرت إليها. قال: على كم تزوجتها؟ قال: على أربع أواق. فقال له النبي -صلى الله عليه وسلم- على أربع أواق كأنما تنحتون الفضة من عرض هذا الجبل. وما عندنا ما نعطيك، ولكن عسى أن نبعثك في بعث تصيب منه. قال: فبعث بعثا إلى بني عبس بعث ذلك الرجل فيهم» .
(*) قال أبو عبد الرحمن النسائي: وجدت هذا الحديث في موضع آخر عن يزيد بن كيسان، أن جابر بن عبد الله حدث. والصواب: أبو هريرة.(7/14)
الفصل الثاني: في أحكام الصداق، وفيه فرعان
الفرع الأول: فيمن لم يُسَمَّ لها صداق
4989 - (د) عقبة بن عامر - رضي الله عنه -: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال لرجل: أتَرْضَى أنْ أُزَوِّجكَ من فلانة؟ قال: نعم. وقال للمرأة: أتَرْضَي أن أُزَوِّجَكِ فلاناً؟ قالت: نعم. فزوَّج أحدَهما صاحبَه، فدخل بها الرجل، ولم يَفْرِِضْ لها صَدَاقاً، ولم يُعطها شيئاً، وكان مَن شهد الحديبية له سَهْم بخيبر، فلما حضرتْه الوفاةُ قال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- زوَّجني فلانة - يعني: امرأتَه - ولم أفرِضْ لها صداقاً، ولم أُعْطِها شيئاً، وإني أُشهدكم: أني قد أعطيتُها من صداقها سهمي بخيبرَ، فأخذَتْه، فباعته بعدَ موته بمائة ألف» .
زاد أحد رواته في أول هذا الحديث قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «خيرُ النكاح أيْسَرهُ» قال: «وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- لرجل ... » ثم ساق معناه» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (2117) في النكاح، باب فيمن تزوج ولم يسمه صداقاً حتى مات، وإسناده حسن، ورواه الحاكم 2 / 182 وصححه ووافقه الذهبي.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
قال أبو داود: وزاد عمر بن الخطاب، وحديثه أتم، في أول الحديث: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: خير النكاح أيسره. وقال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- للرجل. ثم ساق معناه.
أخرجه أبو داود (2117) قال: حدثنا محمد بن يحيى بن فارس الذهلي، ومحمد بن المثنى، وعمر بن الخطاب، قال محمد: حدثنا أبو الأصبغ الجزري عبد العزيز بن يحيى، قال: أخبرنا محمد بن سلمة، عن أبي عبد الرحيم خالد بن أبي يزيد، عن زيد بن أبي أنيسة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن مرثد بن عبد الله، فذكره.
(*) قال أبو داود: يخاف أن يكون هذا الحديث ملزقا، لأن الأمر على غير هذا.(7/15)
4990 - (د ت س) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: من رواية مسروق- في رجل تزوّج امرأة، فمات عنها ولم يدخلْ بها، ولم يَفْرِضْ لها الصَّدَاق، فقال: «لها الصَّدَاقُ كاملاً، وعليها العِدَّةُ، ولها الميراثُ، فقال معقل بن سنان: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قضى بها في بَرْوَع بنت واشِق» وفي رواية علقمة عنه مثله.
وفي رواية عبد الله بن عُتبة قال: «أُتِيَ ابنُ مسعود في رجل ... بهذا الخبر، قال: فاختلفوا إليه شهراً، أو قال: مرات - قال: فإني أقول فيها: إنَّ لها صداقاً كصداق نسائها، لا وَكْسَ ولا شَطَطَ، وإن لها الميراث، وعليها العِدَّةُ، فإن يَكُ صواباً فمن الله، وإن يَكُ خطأ فمنِّي ومن الشيطان، واللهُ ورسولُهُ بريئان، فقام ناس من أشْجَعَ، منهم الْجَرَّاحُ وأبو سِنَان، فقالوا: يا ابنَ مسعود، نحن نشهد أن نبيَّ الله - صلى الله عليه وسلم- قضاها فينا: في بَرْوَع بنتِ واشِق - وإن زوجها هلالُ بن مُرَّة الأشجعي - كما قضيتَ، قال: ففرح بها عبد الله فرحاً شديداً حين وافق قضاؤه قضاءَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-» أخرجه أبو داود.
وأخرجه الترمذي عن عقلمة عن ابن مسعود قال: «إنه سُئِل عن رجل تزوَّج امرأة، ولم يَفْرِض لها صَدَاقاً، ولم يدخل بها حتى مات؟ فقال ابن مسعود: لها مِثْلُ صَدَاق نسائها، لا وَكْسَ ولا شَطَطَ، وعليها [ص:17] العِدَّةُ، ولها الميراث» فقام معقِلُ بنُ سنان الأشجعي، فقال: «قضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في بروعَ بنتِ واشق امرأة مِنا مثلَ ما قضيت، ففرح بها ابن مسعود» .
وأخرجه النسائي عن علقمة والأسود قالا: «أُتِيَ عبد الله بن مسعود في رجل تزوج امرأة، ولم يفرِضْ لها، فتُوُفِّيَ قبل أن يدخلَ بها، فقال عبد الله: سَلُوا: هل تجدون فيها أثراً؟ قالوا: يا أبا عبد الرحمن، ما نَجِدُ فيها، قال: أقول برأيي، فإن كان صواباً فمن الله، لها مهر كمهر نسائها، لا وَكْسَ ولا شططَ، ولها الميراثُ، وعليها العِدَّةُ، فقام رجل من أشْجَع، فقال: في مثل هذا قضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فينا، في امرأة يقال لها: بروعُ بنتُ واشِق، تزوجتْ رجلاً، فمات قبل أن يدخلَ بها، فقضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بمثل صَدَاقِ نسائها، ولها الميراث، وعليها العِدَّةُ، فرفع عبد الله يدَيْه وكبَّر» .
قال النسائي: لا أعلم أحداً قال في هذا الحديث: «الأسود» غير زائدة، وأخرجه عن علقمة ومسروق مختصراً نحو أبي داود عنهما.
وله في أخرى عن علقمة قال: «إنه أتاه قوم، فقالوا: إن رجلاً مِنَّا تزوَّجَ امرأة، ولم يَفْرِض لها صَدَاقاً، ولم يَجْمَعْها إليه حتى مات؟ فقال عبد الله: ما سُئِلْتُ منذ فارقتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أشدَّ عَلَيَّ من هذه، فائْتوا غيري، نوبتين، فاختلفوا إليه فيها شهراً، ثم قالوا له في آخر ذلك: مَنْ نسأل إن لم نسألْكَ، وأنت من جِلَّةِ أصحاب محمَّد - صلى الله عليه وسلم- بهذا البلد، ولا نجدُ غَيرك؟ [ص:18] قال: سأقول فيها بِجَهْدِ رأيي، فإن كان صواباً فمن الله وحده لا شريك له، وإن كان خطأ فمنِّي ومن الشيطان، واللهُ ورسولُه منه بُرآءُ، أرى: أن أجعل لها صداق نسائها، لا وكْس، ولا شَطَط، ولها الميراث، وعليها العِدَّةُ أربعةَ أشهر وعشراً، قال: وذلك بِسْمَع من أشجع، فقاموا فقالوا: نشهدُ أنك قضيتَ بما قضى به رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في امرأة منا، يقال لها: بَروع بنتُ واشق قال: فما رُئِيَ عبد الله فرِحَ فَرَحَه يومئذ إلا بإسلامه» (1) . [ص:19]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(بَروع بنت وَاشِق) : اسم امرأة، وأصحاب الحديث يروونه بكسر الباء، قال الجوهري: وهو خطأ، وإنما هو بالفتح، لأنه ليس في الكلام فِعْوَل إلا خِرْوَع (2) وعِتْوَد، اسم واد.
(وَكْسَ) الوَكْس: النقصان والخسارة.
(شَطَط) الشطط: الزيادة على الواجب المعتاد.
__________
(1) رواه أبو داود رقم (2114) و (2115) و (2116) في النكاح، باب فيمن تزوج ولم يسمه صداقاً، والترمذي رقم (1145) في النكاح، باب ما جاء في الرجل يتزوج المرأة فيموت عنها قبل أن يفرض لها، والنسائي 6 / 121- 123 في النكاح، باب إباحة التزويج بغير صداق، ورواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي، قال الحافظ في " التلخيص " 3 / 191 و 192: رواه أحمد وأصحاب السنن وابن حبان والحاكم من حديث معقل بن سنان الأشجعي، وصححه ابن مهدي والترمذي، وقال ابن حزم: لا مغمز فيه لصحة إسناده، والبيهقي في " الخلافيات "، وقال الشافعي: لا أحفظه من وجه يثبت مثله، وقال: لو ثبت حديث بروع لقلت به، قوله: في راوي هذا الحديث اضطراب، قيل: عن معقل بن سنان، وقيل: عن رجل من أشجع، أو ناس من أشجع، وقيل غير ذلك، وصححه بعض أصحاب الحديث وقالوا: الاختلاف في اسم راويه لا يضر، لأن الصحابة كلهم عدول ... إلى آخر كلامه، وهذا الذي ذكره، الأصل فيه ما ذكر الشافعي في " الأم " قال: قد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم - بأبي هو وأمي - أنه قضى في بروع بنت واشق وقد نكحت بغير مهر فمات زوجها بمهر نسائها، وقضى لها بالميراث، فإن كان يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهو أولى الأمور بنا، ولا حجة في قول أحد دون النبي صلى الله عليه وسلم وإن كبر، ولا يثنى في قوله: إلا طاعة الله والتسليم له، ولم أحفظه من وجه يثبت مثله، مرة يقال: عن معقل بن سنان، ومرة: عن معقل بن يسار، ومرة: عن بعض أشجع لا يسمى، وقال البيهقي: قد سمي فيه معقل بن سنان، وهو صحابي مشهور، والاختلاف فيه لا يضر، فإن جميع الروايات فيه صحيحة، وفي بعضها ما دل على أن جماعة من أشجع شهدوا بذلك، وقال ابن أبي [ص:19] حاتم: قال أبو زرعة: الذي قال معقل بن سنان أصح، وروى الحاكم في " المستدرك ": سمعت أبا عبد الله محمد بن يعقوب يقول: سمعت الحسن بن سفيان يقول، سمعت حرملة بن يحيى قال: سمعت الشافعي يقول: إن صح حديث بروع بنت واشق قلت به، قال الحاكم: فقال شيخنا أبو عبد الله: لو حضرت الشافعي لقمت على رؤوس الناس وقلت: قد صح الحديث فقل به. أقول: وقد ذكر الحافظ شاهداً له من حديث عقبة بن عامر عند أبي داود والحاكم، وقد تقدم برقم (4986) فليراجع.
(2) قال في " القاموس ": الخروع، كدرهم: نبت لا يرعى.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
فيه اختلاف كبير:
1-أخرجه أحمد (3/480و4/280) قال: حدثنا يزيد بن هارون. وفي (4/280) قال: حدثنا عبد الرحمن. والدارمي (2252) قال: أخبرنا محمد بن يوسف. وأبو داود (2115) قال: حدثنا عثمان ابن أبي شيبة، قال: حدثنا يزيد بن هارون، وابن مهدي. وابن ماجة (1891) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. والترمذي (1145) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا زيد بن الحباب، (ح) وحدثنا الحسن بن علي الخلال، قال: حدثنا يزيد بن هارون، وعبد الرزاق. والنسائي (6/121) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان، قال: حدثنا يزيد، وفي (6/122) قال: أخبرنا إسحاق بن منصور. قال: حدثنا عبد الرحمن وفي (6/198) قال: أخبرنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا زيد بن الحباب.
خمستهم - يزيد، وعبد الرحمن بن مهدي، ومحمد بن يوسف، وزيد بن الحباب، وعبد الرزاق - عن سفيان، عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة.
2- وأخرجه أحمد (4/280) . وأبو داود (2114) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة. وابن ماجة (1891) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. والنسائي (6/122) قال: أخبرنا إسحاق بن منصور.
أربعتهم - أحمد، وعثمان، وأبو بكر، وإسحاق - قالوا: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: حدثنا سفيان، عن فراس، عن الشعبي، عن مسروق.
كلاهما - علقمة، ومسروق - عن عبد الله بن مسعود، فذكره.
(*) أخرجه أحمد (4/279) . والنسائي (6/121) قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن.
كلاهما- أحمد، وعبد الرحمن - قالا: حدثنا أبو سعيد عبد الرحمن بن عبد الله، قال: حدثنا زائدة، قال: حدثنا منصور، عن إبراهيم، عن علقمة، والأسود، قالا: «أتي عبد الله في رجل تزوج امرأة ولم يفرض.. إلى أن قال: فقام رجل من أشجع فقال: في مثل هذا قضى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-..» الحديث.
في رواية أحمد بن حنبل: «....فقام رجل من أشجع قال منصور: أراه سلمة بن يزيد» .
(*) وأخرجه أحمد (4/280) قال: حدثنا حسن بن موسى، قال حدثنا حماد بن سلمة. (ح) وحدثنا عبد الله بن محمد بن أبي شيبة قال عبد الله بن أحمد: وحدثنا ابن أبي شيبة -قال: وحدثنا ابن أبي زائدة.
كلاهما - حماد، وابن أبي زائدة - عن داود، عن الشعبي، عن علقمة، «أن رجلا تزوج امرأة فتوفي عنها قبل أن يدخل بها ولم يسم لها صداقا فسئل عنها عبد الله ... فذكر الحديث إلى أن قال: فقام: أبو سنان الأشجعي في رهط من أشجع، فقالوا: نشهد لقد قضيت فيها بقضاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في بروع بنت واشق»
(*) وأخرجه النسائي (6/122) قال: أخبرنا على بن حجر، قال: حدثنا على بن مسهر، عن داود بن أبي هند، عن الشعبي، عن علقمة، عن عبد الله فذكره إلا أن قال: وذلك بسمع أناس من أشجع، فقاموا، فقالوا: نشهد أنك قضيت بما قضى به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ... الحديث..
(*) وأخرجه النسائى في الكبرى (تحفة الأشراف) (11461) عن شعيب بن يوسف النسائي، عن يزيد بن يعني بن هارون، عن بن عون عن الشعبي، عن الأشجعي، قال: رأيت ابن مسعود فرح فرحة، وجاءه رجل فسأله عن رجل وهب ابنته لرجل، فمات قبل أن يدخل بها....فذكره. وقال في آخره: قال الأشجعي شهدت النبي -صلى الله عليه وسلم- قضى بها، ففرح فرحة ما فرح مثلها.
وأخرجه النسائي في الكبرى (وتحفة الأشراف) (11461) عن محمد بن بشار، عن محمد، يعني غندر، عن شعبة، عن عاصم، عن الشعبي، قال سئل عبد الله عن امرأة توفى عنها زوجها؟.... وساق الحديث. قال فيه. فقام رجل من أشجع، فقال: قضى فينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بمثل ذلك في امرأة منا يقال لها بروع بنت واشق، فقال ابن مسعود: هل معك أحد؟ فقام ناس منهم فشهدوا.
(*) وأخرجه النسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (11461) عن أحمد بن عبد الله بن الحكم البصري، عن محمد بن جعفر، عن شعبة، عن سيار، عن الشعبي، قال: اختلف إلى عبد الله شهرا في رجل مات ولم يفرض لامرأته صداقا ... فذكره. وفيه: فقام معقل بن سنان، فقال: قضى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في بروع بنت واشق مثل هذا.
(*) وأخرجه النسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (11461) عن أحمد بن سليمان الرهاوي، عن يعلى، هو ابن عبيد، عن إسماعيل، هو ابن أبي خالد، عن عامر، يعني الشعبي، قال: أتي ابن مسعود في امرأة مات زوجها ولم يفرض لها ... وساق الحديث. قال: فقال معقل بن سنان.(7/16)
4991 - (ط) - نافع - مولى ابن عمر: «أن ابنة لعبيد الله بن عمر وأُمُّها بنتُ زيدِ بنِ الخطَّاب - كانت تحت ابن لعبد الله بن عمر - فمات عنها، ولم يَقْرَبْها، وكان لم يُسَمِّ لها صداقاً، فجاءت أُمُّها تبتغي من عبد الله صداقها، فقال لها عبد الله بن عمر: لا صداق لها، ولو كان لها صَدَاق لم أُمْسِكْه، ولم أظلِمْها، فأبَتْ [أمُّها] أن تقبلَ منه ذلك، فجعلوا بينهم زيدَ بنَ ثابت، فقضى: أن لا صَدَاق لها، ولها الميراث» . أخرجه «الموطأ» (1) . [ص:20]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(تبتغي) بَغَتْ تبغي: إذا طلبت.
(لم يُسَمِّ لها) أي: لم يُعَيِّن لها مهراً عند عقد النكاح.
__________
(1) 2 / 527 في النكاح، باب ما جاء في الصداق والحباء، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: أخرجه مالك (1143) عن نافع، فذكره.(7/19)
4992 - (ط) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - كان يقول: «لكل مُطَلَّقَة مُتْعَة، إلا التي تُطَلَّق وقد فُرِضَ لها فَرْض ولم تُمَسَّ فَحَسْبُها نِصْفُ ما فُرِض لها» أخرجه «الموطأ» (1) .
__________
(1) 2 / 573 في الطلاق، باب ما جاء في متعة الطلاق، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: أخرجه مالك (1244) عن نافع، فذكره.(7/20)
4993 - (ط) سعيد بن المسيب - رحمه الله -: «أن عمر قضى بأن: إذا أُرْخِيَتِ السُّتُورُ في النكاح وَجَبَ الصدَاقُ» . أخرجه «الموطأ» (1) ، وقال: وعن زيد بن ثابت مثله (2) .
__________
(1) 2 / 528 في النكاح، باب إرخاء الستور، وإسناده صحيح، وقد صح سماع سعيد بن المسيب من عمر، كما ذكر ذلك الحافظ في " التهذيب ".
(2) وإسناده صحيح، فإنه لم يصح سماع سعيد بن المسيب من زيد بن ثابت، ولكن يشهد له الذي قبله عن عمر رضي الله عنه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك (1145) عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب،فذكره،وأثر زيد بن ثابت: أخرجه مالك (1146) عن ابن شهاب: أن زيد بن ثابت، فذكره.(7/20)
الفرع الثاني: فيما تُعطَى المرأة قبل الدخول
4994 - (د س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: «لما [ص:21] تَزوَّجَ عَلَيّ بفاطمةَ - رضي الله عنهما - وأراد أن يدخلَ بها، قال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: أعْطِها شيئاً، قال: ما عندي شيء، قال: أين دِرْعُك الْحُطَميَّة؟» .
وفي رواية عن رَجُل من أصحابِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-: أن علياً لما تَزَوَّجَ فاطمةَ بنتَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أراد أن يدخلَ بها، فمنعهُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- حتى يُعْطيَها شيئاً، فقال: يا رسول الله، ليس عند شيء، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم-: «أعْطِها دِرْعَك، فأعطاها دِرْعَهُ، ثم دخل بها» .
وفي رواية عن ابن عباس مثله.
هكذا أخرجه أبو داود: الأولى عن ابن عباس، والثانية: عن رجل، والثالثة: عن [ابن] عباس، قال: مثله، ولم يذكر اللفظ، وأخرج النسائي الأولى (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الحُطَمِية) الحطمية هنا: درع علي - رضي الله عنه - الدِّرع التي تكسر السيوف، وقيل: هي العريضة الثقيلة، وقيل: إنها منسوبة إلى بطن من عبد القيس يقال له: حُطَمَة [بن محارب] ، كانوا يعملون الدُّروع.
__________
(1) رواه أبو داود رقم (2125) و (2126) و (2127) في النكاح، باب في الرجل يدخل بامرأته قبل أن ينقدها شيئاً، والنسائي 6 / 129 و 130 في النكاح، باب تحلة الخلوة، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: أخرجه أبو داود (2125) قال: حدثنا إسحاق بن إسماعيل الطالقاني، قال: حدثنا عبدة، قال: حدثنا سعيد، عن أيوب. وفي (2127) قال: حدثنا كثير يعني ابن عبيد، قال: حدثنا أبوحيوة، عن شعيب، عن غيلان. والنسائي (6/130) قال: أخبرنا هارون بن إسحاق، عن عبدة، عن سعيد، عن أيوب.
كلاهما - أيوب، وغيلان - عن عكرمة، فذكره.(7/20)
4995 - (د) عائشة - رضي الله عنهما - قال: «أمرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أن أُدْخِلَ امرأة على زوجها قبل أن يُعْطِيَها شيئاً» أخرجه أبو داود، وقال: خيثمةُ لم يسمع من عائشة (1) .
__________
(1) رقم (2128) في النكاح، باب في الرجل يدخل بامرأته قبل أن ينقدها شيئاً، من حديث خيثمة عن عائشة، قال الحافظ في " التهذيب " في ترجمة خيثمة: قال ابن القطان: ينظر في سماعه من عائشة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (2128) قال: حدثنا محمد بن الصباح البزاز. وابن ماجة (1992) قال: حدثنا محمد بن يحيى. قال: حدثنا الهيثم بن جميل.
كلاهما - محمد بن الصباح، والهيثم - قالا: حدثنا شريك، عن منصور، عن طلحة،عن خيثمة، فذكره.
(*) في رواية الهيثم بن جميل: (عن منصور أظنه عن طلحة) .
(*) قال أبو داود: خيثمة لم يسمع من عائشة.(7/22)
4996 - (د س) عمرو بن شعيب - رحمه الله -: عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «أيُّما امرأة نَكَحَت على صداق أو حِباء أو عِدَة، قبل عِصمة النكاح، فهو لها، وما كان بعدَ عِصْمَةِ النِّكاح، فهو لمن أُعْطيَه، وأحقُّ ما أُكرِمَ عليه الرجل ابنَتُهُ أو أخْتُهُ» .
أخرجه أبو داود والنسائي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(حِبَاء) الحِبَاء: العطية والهبة.
__________
(1) رواه أبو داود رقم (2129) في النكاح، باب في الرجل يدخل بامرأته قبل أن ينقدها شيئاً، والنسائي 6 / 120 في النكاح، باب التزويج على نواة من ذهب، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " رقم (6709) ، وإسناده حسن، وانظر شرح الحديث في " عون المعبود " 2 / 207.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن: أخرجه أحمد (2/182) (6709) قال: حدثنا عبد الرزاق. وأبو داود (2129) قال: حدثنا محمد بن معمر. قال: حدثنا محمد بن بكر البرساني. وابن ماجة (1955) قال: حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا أبو خالد، والنسائي (6/120) قال: أخبرنا هلال بن العلاء، قال: حدثنا حجاج. (ح) وأخبرني عبد الله بن محمد بن تميم، قال:سمعت حجاجا.
أربعتهم -عبد الرزاق، ومحمد بن بكر، وأبو خالد الأحمر، وحجاج بن محمد - عن ابن جريج، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، فذكره.(7/22)
4997 - (خ م د ت س) عقبة بن عامر - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «أحقُّ ما أوْفيتم من الشروط: ما استَحلَلْتُمْ به [ص:23] الفروجَ» . أخرجه الجماعة إلا «الموطأ» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(عِصْمَة النكاح) : عُقَْدُته، يقال: عصمة المرأة بيد الرجل، أي: عقدة نكاحها، ومنه قوله تعالى: {ولا تُمسِكُوا بِعِصَم الكوافِرِ} [الممتحنة: 10] أي بعقد نكاحهن، والله أعلم.
__________
(1) رواه البخاري 9 / 188 في النكاح، باب الشروط في النكاح، وفي الشروط، باب الشروط في المهر عند عقدة النكاح، ومسلم رقم (1418) في النكاح، باب الوفاء بالشرط في النكاح، وأبو داود رقم (2139) في النكاح، باب في الرجل يشترط لها دارها، والترمذي رقم (1127) في النكاح، باب ما جاء في الشرط عند عقدة النكاح، والنسائي 6 / 92 و 93 في النكاح، باب الشروط في النكاح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (4/114) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (4/151) قال: حدثنا وكيع، والدارمي (2209) قال: أخبرنا أبو عاصم. ومسلم (4/140) قال: حدثنا يحيى بن أيوب، قال: حدثنا هشيم. (ح) وحدثنا ابن نمير، قال: حدثنا وكيع. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو خالد الأحمر (ح) وحدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا يحيى وهو القطان. وابن ماجة (1954) قال: حدثنا عمرو بن عبد الله ومحمد بن إسماعيل، قالا: حدثنا أبو أسامة. والترمذي (1127) قال: حدثنا يوسف ابن عيسى، قال: حدثنا وكيع. (ح) وحدثنا أبو موسى محمد بن المثنى، قال: حدثنا بن سعيد. والنسائي في الكبري (تحفة الأشراف) (1953) عن عبيد الله بن سعيد، عن يحيى بن سعيد.
ستتهم - يحيى بن سعيد القطان، ووكيع، وأبو عاصم، وهشيم، وأبو خالد الأحمر، وأبو أسامة - عن عبد الحميد بن جعفر.
2- وأخرجه أحمد (4/150) قال: حدثنا هاشم. والبخاري (3/249) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. وفي (7/26) قال: حدثنا أبو الوليد هشام بن عبد الملك. وأبو داود (2139) قال: حدثنا عيسى بن حماد. والنسائي (6/92) قال: أخبرنا عيسى بن حماد.
أربعتهم - هاشم، وعبد الله بن يوسف، وأبو الوليد، وعيسى بن حماد - عن ليث بن سعد.
3-وأخرجه أحمد (4/150) قال: حدثنا عبد الله بن يزيد، قال: حدثنا ابن لهيعة.
4- وأخرجه النسائي (6/93) قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن تميم، قال: سمعت حجاجا يقول: قال ابن جريج: أخبرني سعيد بن أبي أيوب. أربعتهم - عبد الحميد بن جعفر، وليث، وابن لهيعة، وسعيد بن ابن أبي أيوب. - عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير مرثد بن عبد الله البزني، فذكره(7/22)
الكتاب التاسع: في الصيد، وفيه ثلاثة فصول
الفصل الأول: في صيد البَرِّ
4998 - (خ م د ت س) عدي بن حاتم - رضي الله عنه - قال: «سألتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فقلتُ: إنَّا قوم نَتَصَيَّدُ بهذه الكلاب؟ فقال: إذا أرسلتَ كلابَكَ المعَلَّمَةَ، وذكَرْتَ اسم الله، فَكُلْ مما أمسَكْنَ عليك، إلا أن يأكلَ الكلبُ، فلا تأكلْ، فإني أخاف أن يكونَ إنما أمسك على نفسه، فإن خَالَطَها كلب من غيرها فلا تأكلْ» .
وفي رواية قال: قلتُ: يا رسول الله، إني أُرسِل كلبي، وأُسمِّي؟ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم-: «إذا أرسلتَ كلبكَ وسَمَّيتَ، فأخَذَ فقتلَ فأكلَ، فلا تأكلْ، فإنما أمسكَ على نفسه» ، قلت: إني أُرسل كلبي أجَدُ معه كلباً آخر، لا أدري أيُّهما أخذ؟ فقال: «لا تأكلْ، فإنما سَمَّيتَ على كلْبِكَ، ولم تُسَمِّ على غيره» ، وسألتُهُ عن صيد المِعْراض؟ فقال: «إذا أصبتَ بحَدِّه فكُلْ، فإذا أصبتَ بعَرْضِهِ، فَقَتَلَ، فإنه وَقِيذ، فلا تأكلْ» . [ص:25]
وفي أخرى قال: «سألتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- عن صيد المعراض؟ فقال: ما أصاب بحَدِّه فكُلْ، وما أصاب بِعَرْضِهِ فهو وَقِيذ، وسألْتُهُ عن صيدِ الكلبِ؟ فقال: ما أمسك عليكَ فَكُلْ، فإنَّ أخْذَ الكلبِ ذَكاة، فإن وجدتَ مع كلبك أو كلابِك كلباً غيرَه، فخشيتَ أن يكونَ أخذه معه وقد قَتَلَهُ، فلا تأكل، فإنما ذكرتَ اسم الله على كلبك، ولم تَذْكُرْه على غيره» .
وفي أخرى قال: سألتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عن المِعْرَاضِ ... فذكر مثله، وقال: فإنه وَقيذ، فلا تَأكُلْ، فقلتُ: أُرْسِلُ كلبي؟ قال: «إذا أرسلتَ كلبكَ وسَمَّيْتَ فَكُلْ» ، قلتُ: فإن أكَلَ؟ قال: فلا تأكُلْ، فإنه لم يُمْسِك عليكَ، إنَّما أمسك على نفسه، قلتُ: أُرسل كلبي فأجدُ معه كلباً آخر؟ قال: لا تأكُلْ، فإنك إنما سَمَّيْتَ على كلبك، ولم تُسمِّ على الآخر.
وفي أخرى قال: «قلتُ يا رسول الله، إنا نُرْسل الكلابَ المعَلَّمَةَ قال: كلْ ما أمسكْنَ عليك، قلت: وإن قتلْنَ؟ قال: وإن قَتَلْنَ، قلت: إنا نَرْمِي بالمِعْرَاض؟ قال: كل ما خَزَق، وما أصاب بعَرْضه فلا تأكل» .
وفي أخرى عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا أرسلتَ كلبك وسمَّيْتَ، فأمْسَكَ وقَتَلَ، فكُل، وإن أكلَ فلا تأكُلْ، فإنما أمسك على نفسه، وإذا خالطَ كلاباً لم تَذْكُرِ اسمَ الله عليها، فأمْسَكْنَ وقتلْنَ، فلا تأكلْ، [ص:26] فإنك لا تدري أيُّها قَتَلَ؟ وإن رمَيْتَ الصيدَ فوجدته بعد يوم أو يومين، ليس به إلا أثرُ سهمك، فَكُلْ، وإن وقع في الماء فلا تأكلْ» .
وقال عبد الأعلى عن عامر عن عديّ: إنه قال للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم-: «أحدُنا يَرْمِي الصيد، فيقْتَفِرُ (1) أثَرَه اليومين والثلاثة، ثم يجده ميتاً وفيه سهمه؟ قال: يأكله إن شاء» هذه روايات البخاري.
وأخرج مسلم الأولى والثالثة والرابعة.
وله في أخرى قال: قلتُ: يا رسول الله، إني أُرسل الكلاب المعلَّمةَ، فيُمسِكْنَ عَلَيَّ، وأذْكُرُ اسمَ الله؟ فقال: «إذا أرسلت كلبَكَ المعلَّمَ وذكرتَ اسم الله عليه فكُلْ» ، قلت: وإن قَتَلْنَ؟ قال: وإن قَتَلْنَ ما لم يَشرَكْها كلب ليس معها، قلت [له] : فإني أرمي بالمِعْرَاض الصيد، فأُصيبُ؟ فقال: إذا رميت بالمعْراضِ فخَزق فكُلْهُ، وإن أصاب بعَرضِهِ فلا تأكلْ.
وله في أخرى عن الشعبي قال: سمعتُ عديَّ بن حاتم - وكان لنا جاراً ودَخِيلاً ورَبِيطاً بالنهرين - أنه سأل النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-، فقال: «أُرسل كلبي، فأجدُ مع كلبي كلباً قد أخذ، لا أدري أيُّهما أخذ؟ قال: فلا تأكلْ، إنما سمَّيْتَ على كلبك، ولم تُسمِّ على غيره» .
وله في أخرى قال: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «إذا أرسلتَ كلبك [ص:27] فاذُكر اسم الله، فإنْ أمسك عليك، فأدْرَكْتَهُ حَيّا فاذْبَحه، وإن أدركْتَهُ قد قتل ولم يأكلْ منه فكُلْه، وإن وجدتَ مع كلبك كلباً غيره، وقد قَتَلَ، فلا تأكلْ، فإنك لا تدري أيُّهما قتله، وإن رميتَ بسهمك فاذكر اسم الله، فإن غاب عنك يوماً، فلم تَجِدْ فيه إلا أثَر سهمك فكُلْ إن شئتَ، وإن وجدتَهُ غريقاً في الماء فلا تأكلْ» .
وله في أخرى قال: «سألتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عن الصيد؟ قال: إذا رميتَ بسهمك فاذكر اسم الله، فإن وجدتَهُ قد قتل فكل، إلا أن تَجِدَهُ قد وقع في ماء، فإنك لا تدري، آلماء قتله أو سهمُك» .
وفي رواية أبي داود نحو الرواية الأولى، ونحو الرابعة من روايات البخاري. وأخرج الأولى من أفراد مسلم.
وفي أخرى: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا رميت بسهمك، وذكرت اسمَ الله، فوجدتَهُ من الغَدِ، ولم تجدْهُ في ماء، ولا فيه أثر غير سهمك فكلْ، وإذا اختلط بكلابك كلب من غيرها فلا تأكلْ، لا تدري: لعله قتله الذي ليس منها» .
وله في أخرى قال: «إذا وقعتْ رَمِيَّتُك في ماء، فغَرِق فلا تأكل» .
وفي أخرى قال: «ما علَّمتَ من كلب أو باز، ثم أرسلتَهُ وذكرتَ [ص:28] اسم الله عليه، فكل مما أمسك عليك، قلتُ: وإن قتل؟ قال: إذا قَتَلَهُ ولم يأكلْ منه شيئاً فإنما أمسكه عليك» .
وله في أخرى قال: يا رسول الله، أحدُنا يرمي الصيدَ، فيقتفرُ (2) أثره اليومين والثلاثة، ثم يجدُهُ ميتاً، وفيه سهمه، أيأكلْ؟ قال: «نعم، إن شاءَ - أو قال: يأكل إن شاء» .
وأخرج الترمذي الرواية الأولى من أفراد مسلم.
وفي أخرى نحوها، إلا أنه قال: «وسُئِلَ عن الْمِعْرَاضِ» .
وأخرج الرواية الأولى من أفراد أبي داود.
وله في أخرى قال: «سألتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عن صيد الكلبِ المعلَّم؟ فقال: إذا أرسلتَ الكلب المعلَّم، وذكرتَ اسم الله، فكل ما أمسك عليك، وإن أكل فلا تأكُلْ، فإنما أمسك على نفسه، فقلتُ: يا رسول الله، أرأيتَ إن خالط كلابَنا كلاب أخرى؟ قال: إنما ذكرتَ اسم الله على كلبك، ولم تَذْكُرْ على غيره» .
وله في أخرى قال: «سألتُ النبي - صلى الله عليه وسلم- عن صَيْدِ الْمِعْرَاضِ؟ فقال: ما أصبْتَ بحَدِّه فكُلْ، وما أصبتَ بعَرْضِهِ فهو وَقِيذ» .
وله في أخرى قال: قلتُ: «يا رسول الله، أرمِي الصيدَ فأجِدُ فيه [ص:29] من الغَدِ سَهْمِي؟ قال: إذا علمتَ أن سهمك قَتَلَهُ، ولم تَرَ فيه أثَر سَبُع، فَكُلْ» .
وله في أخرى قال: «سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عن صيد البَازِي؟ فقال: ما أمسك عليك فكلْ» .
وأخرج النسائي الرواية الثالثة والخامسة من روايات البخاري، وأخرج نحو الثالثة أيضاً، وأخرج روايات مسلم الأربع، إلا أنه في الثالثة انتهى حديثه عند قوله: «أيُّهما قتله» . قال هو: «أيُّها قتل» ، ولم يذكر ما بَعْدَه وأخرج الثالثة من أفراد الترمذي.
وله في أخرى: «أنه سألَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عن الصيد؟ فقال: إذا أرسلتَ كلبك، فخالَطَتْه كِلاَب لم يُسَمَّ عليها، فلا تأكل، فإنك لا تدري أيُّها قَتَلَ» .
وله في أخرى قال: «سألتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عن الكلب؟ فقال: إذا أرْسَلْتَ كلبكَ فسمَّيتَ فكل، وإن وجدتَ كلباً آخر مع كلبِكَ فلا تأكُلْ، فإنما سمَّيتَ على كلبك، ولم تُسَمِّ على غيره» .
وله في أخرى: «أنه سألَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عن الصيد؟ فقال: إذا أرسلتَ سهمك وكلبَكَ، وذكرتَ اسم الله، فقتل سَهْمُكَ فَكُلْ، قال: فإن بات عني ليلة يا رسول الله؟ قال: إن وجدتَ سهمك ولم تجدْ فيه أثَرَ شيء غيره فَكُلْ، وإن وقع في الماء فلا تأكُلْ» . [ص:30]
وله في أخرى قال: «قلتُ: يا رسول الله، إنَّا أهلُ الصَّيْدِ، وإنَّ أحَدَنا يرمِي الصيد، فيغيبُ عنه الليلةَ والليلتين، فَيَبْتَغي الأثَرَ، فيجدُهُ ميتاً وسهمُه فيه؟ قال: إذا وجدتَ السهمَ فيه، ولم تَجِدْ فيه أثر سَبُع، وعلمتَ أن سهمك قتله فكُلْ» .
وفي أخرى قال: «قلتُ: يا رسول الله، أرْمِي الصيد، فأطلبُ أثره بعد ليلة؟ قال: إذا وجدتَ فيه سهمكَ ولم يأكُلْ منه سَبُع [فكُلْ] » .
وله روايات أخرى نحو هذه الروايات تركنا ذِكْرَها خوفاً من الإطالة (3) . [ص:31]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(المِعْرَاض) : سهم لا رِيش له ولا نصل.
(وَقِيذ) الوقيذ هو الذي يُضرب إلى أن يموت، وهو فعيل بمعنى مفعول.
(ذكاة) الذَّكاة: الذبح، والذَّكِي: المذبوح، فعيل بمعنى مفعول، وذكيت الشاة تذكية: إذا ذبحتها.
(خَزَق) السهم: إذا أصاب ونفذ في الرَّمية.
(فَيَقْتَفِر) الاقْتِفَار، والاقتفاء: سواء، وهو تتبُّع الأثر.
(الدَّخيل) : الضيف والنزيل.
(رميَّتك) الرَّمِيَّة: الشيء الذي يُرْمَى من صيد أو غيره.
__________
(1) وفي بعض النسخ: فيقتفي، وهما بمعنى.
(2) وفي نسخ أبي داود المطبوعة: فيقتفي، وهما بمعنى.
(3) رواه البخاري 1 / 244 في الوضوء، باب إذا شرب الكلب في إناء أحدكم فليغسله سبعاً، وفي البيوع، باب تفسير المشبهات، وفي الذبائح والصيد في فاتحته، وباب صيد المعراض، وباب ما أصاب المعراض لعرضه، وباب إذا أكل الكلب، وباب الصيد إذا غاب عنه يومين أو ثلاثة، وباب إذا وجد مع الصيد كلباً آخر، وباب ما جاء في التصيد، وفي التوحيد، باب السؤال بأسماء الله تعالى، ومسلم رقم (1929) في الصيد، باب الصيد بالكلاب المعلمة، وأبو داود رقم (2847) و (2848) و (2849) و (2850) و (2851) في الصيد، باب في اتخاذ الكلب للصيد وغيره، والترمذي رقم (1465) و (1467) و (1468) و (1469) و (1470) و (1471) في الصيد، باب ما يؤكل من صيد الكلب وما لا يؤكل، وباب ما جاء في صيد البزاة، وباب ما جاء في الرجل يرمي الصيد فيغيب عنه، وباب ما جاء فيمن يرمي الصيد فيجده ميتاً في الماء، وباب ما جاء في الكلب يأكل من الصيد، وباب ما جاء في صيد المعراض، والنسائي 7 / 179 - 184 في الصيد، باب الأمر بالتسمية عند الصيد، وباب النهي عن أكل ما لم يذكر اسم الله عليه، وباب صيد الكلب المعلم، وباب إذا قتل الكلب، وباب إذا وجد مع كلبه كلباً لم يسم عليه، وباب إذا وجد مع كلبه كلباً غيره، وباب الكلب يأكل من الصيد، وباب في الذي يرمي الصيد فيقع في الماء، وباب في الذي يرمي الصيد فيغيب عنه، وباب صيد المعراض، وباب ما أصاب بعرض من صيد المعراض، وباب ما أصاب بحد من صيد المعراض.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه الحميدي (913) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا زكريا بن أبي زائدة. وفي (914و915و917) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا مجالد. وأحمد (4/256) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، ووكيع، عن زكريا. وفي (4/256) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن سعيد بن مسروق. وفي (4/257) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن الحكم. وفي (4/257) قال: حدثنا عبد الله بن نمير، قال: حدثنا مجالد. وفي (4/257) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر، عن عاصم بن سليمان. وفي (4/258) قال: حدثنا محمد بن فضيل، عن بيان. وفي (4/377) قال: حدثنا هشيم، قال: أخبرنا مجالد، وزكريا، وغيرهما.
وفي (4/378) قال: حدثنا يحيى بن زكريا، قال: أخبرني عاصم الأحول. وفي (4/379) قال: حدثنا هشيم، قال: أخبرنا مجالد. وفي (4/379) قال: حدثنا حسين بن محمد، قال: حدثنا جرير يعني حازم، عن عاصم الأحول. وفي (4/379) قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا زكريا بن أبي زائدة، وعاصم الأحول، وفي (4/380) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، قال: حدثنا عبد الله ابن أبي السفر، وعن ناس ذكرهم شعبة. والدارمي (2008) قال: أخبرنا يعلى بن عبيد، قال: حدثنا زكريا. وفي (2009) قال: أخبرنا أبو نعيم، قال: حدثنا زكريا. وفي (2015) قال: أخبرنا سليمان ابن حرب، قال: حدثنا شعبة، عن عبد الله بن أبي السفر. والبخاري (1/54) قال: حدثنا حفص بن عمر، قال: حدثنا شعبة، عن ابن أبي السفر. وفي (3/70) قال: حدثنا أبو الوليد. قال حدثنا شعبة، قال: أخبرني عبد الله بن أبي السفر. وفي (7/110) قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا زكريا. وفي (7/111) قال: حدثنا سليمان بن حرب، قال: حدثنا شعبة، عن عبد الله بن أبي السفر. وفي (7/113) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا محمد بن فضيل، عن بيان. وفي (7/113) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا ثابت بن يزيد، قال: حدثنا عاصم وفي (7/113) قال: حدثنا آدم، قال: حدثنا شعبة، عن عبد الله بن أبي السفر.. وفي (7/114) قال: حدثني محمد، قال: أخبرني ابن فضيل، عن بيان. ومسلم (6/56) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا ابن فضيل، عن بيان. (ح) وحدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا حدثنا شعبة، عن عبد الله ابن أبي السفر. وفي (6/57) قال: حدثنا يحيى بن أيوب. قال: حدثنا ابن علية، قال: وأخبرني شعبة، عن عبد الله بن أبي السفر. (ح) وحدثني أبو بكر بن نافع العبدي، قال: حدثنا غندر، قال: حدثنا شعبة، قال: حدثنا عبد الله بن أبي السفر، وعن ناس ذكر شعبة. (ح) وحدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا زكريا. (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا عيسى بن يونس، قال: حدثنا زكريا بن أبي زائدة (ح) وحدثنا محمد بن الوليد بن عبد الحميد، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن سعيد بن مسروق. وفي (6/58) قال: حدثنا محمد بن الوليد، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن الحكم. (ح) وحدثني الوليد بن شجاع السكوني، قال: حدثنا على بن مسهر، عن عاصم (ح) وحدثنا يحيى بن أيوب، قال: حدثنا عبد الله بن المبارك، قال أخبرنا عصام. وأبو داود (2848) قال: حدثنا هناد بن السري، قال: حدثنا ابن فضيل، عن بيان. وفي (2849) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل قال: حدثنا حماد، عن عاصم الأحول.
وفي (2850) قال: حدثنا محمد بن يحيى بن فارس، قال: حدثنا أحمد بن حنبل، قال: حدثنا يحيى ابن زكريا بن أبي زائدة، قال: أخبرني عاصم الأحول. وفي (2851) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبد الله بن نمير، قال: حدثنا مجالد. وفي (2853) قال: حدثنا الحسين بن معاذ بن خليف، قال: حدثنا عبد الأعلى، قال: حدثنا داود. وفي (2854) قال: حدثنا محمد بن كثير، قال: حدثنا شعبة، عن عبد الله بن أبي السفر. وفي (تحفة الأشراف) (9859) عن ابن المثنى، عن عبد الوهاب، عن داود. وابن ماجة (3208) قال: حدثنا على بن المنذر، قال: حدثنا محمد بن فضيل، قال حدثنا بيان ابن بشر. وفي (3212) قال: حدثنا علي بن المنذر، قال: حدثنا محمد بن فضيل، قال: حدثنا مجالد ابن سعيد. وفي (3213) قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أنبأنا معمر، عن عاصم. وفي (3214) قال: حدثنا عمرو بن عبد الله، قال: حدثنا وكيع (ح) وحدثنا علي بن المنذر، قال: حدثنا محمد بن فضيل، قالا: حدثنا زكريا بن أبي زائدة. والترمذي (1467) قال: حدثنا نصر بن علي، وهناد، وأبو عمار، قالوا: حدثنا عيسى بن يونس: عن مجالد. وفي (1469) قال: حدثنا أحمد ابن منيع، قال: حدثنا عبد الله ابن المبارك، قال: أخبرني عاصم الأحول. وفي (1470) قال: حدثنا ابن أبي عمر. قال: حدثنا سفيان. عن مجالد. وفي (1471) قال: حدثنا يوسف بن عيسى، قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا زكريا. (ح) وحدثنا ابن عمر، قال: حدثنا سفيان عن زكريا، والنسائي (7/179) عن سويد بن نصر، قال: أنبأنا عبد الله بن المبارك، عن عاصم. وفي (7/180) قال: أخبرنا سويد بن نصر، قال: حدثنا عبد الله عن زكريا. وفي (7/182 و183و 192) قال: أخبرني عمرو بن يحيى بن الحارث، قال: حدثنا أحمد بن أبي شعيب، قال: حدثنا موسى بن أعين، عن معمر، عن عاصم بن سليمان. وفي (7/182) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى، قال: حدثنا زكريا وهو ابن أبي زائدة. (ح) وأخبرنا أحمد بن عبد الله بن الحكم، قال: حدثنا محمد وهو بن جعفر قال: حدثنا شعبة، عن سعيد بن مسروق (ح) وأخبرنا أحمد بن عبد الله بن الحكم. قال: حدثنا محمد. قال: حدثنا شعبة عن الحكم. وفي (7/183) قال: أخبرنا سليمان بن عبيد الله بن عمرو الغيلاني البصري، قال: حدثنا بهز، قال: حدثنا شعبة، قال: حدثنا عبد الله بن أبي السفر. (ح) وأخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا أبو داود عن شعبة، عن بن أبي السفر، وعن الحكم، وعن سعيد بن مسروق. (ح) وأخبرنا أحمد ابن سليمان، قال: حدثنا يزيد وهو ابن هارون، قال: أنبأنا زكريا، وعاصم. وفي (7/192) قال: أخبرنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا عبد الله بن المبارك، قال: أخبرني عاصم الأحول. وفي (7/194) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، قال: حدثنا عبد الله بن أبي السفر. وفي (7/195) قال: أخبرنا الحسين بن محمد الذارع، قال: (ح) وأخبرنا علي حجر، قال: أنبأنا عيسى وغيره قالوا: حدثنا أبو حصين، قال: حدثنا. عن زكريا.
تسعتهم - مجالد، وزكريا، وسعيد بن مسروق، والحكم بن عتيبة، وعاصم الأحول، وبيان، وعبد الله ابن أبي السفر، وداود بن أبي هند، وحصين بن عبد الرحمن السلمي - عن عامر الشعبي، فذكره.
وعن همام بن الحارث، عن عدي بن حاتم ولفظه: «أنه سأل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: أرسل الكلب المعلم فيأخذ فقال: إذا أرسلت الكلب المعلم وذكرت اسم الله عليه فأخذ فكل، قلت: وإن قتل؟ قال: وإن قتل. قلت: أرمي بالمعراض، قال: إذا أصاب بحده فكل، وإذا أصاب بعرضه فلا تأكل» .
1- أخرجه أحمد (4/256) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا أبي. وفي (4/258) قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا إسرائيل..وفي (4/. 377) قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الصمد. وفي (4/380) قال: حدثنا عبد الله بن الوليد، قال: حدثنا سفيان، والبخاري (7/111) قال: حدثنا قبيصة، قال: حدثنا سفيان. وفي (9/146) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة، قال: حدثنا فضيل. ومسلم (6/56) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، قال: أخبرنا جرير. وأبو داود ((2847) قال: حدثنا محمد بن عيسى، قال: حدثنا جرير، وابن ماجة (3215) قال: حدثنا عمرو بن عبد الله قال: حدثنا وكيع، وعن أبيه. والترمذي (91465 قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا قبيصة، عن سفيان. (ح) وحدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا محمد بن يوسف، قال: حدثنا سفيان. والنسائي (7/180) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود، قال: حدثنا أبو عبد الصمد عبد العزيز بن عبد الصمد. وفي (7/181) قال: أخبرنا محمد بن زنبور أبو صالح المكي، قال: حدثنا فضيل بن عياض. وفي (7/194) قال: أخبرني محمد بن قدامة، عن جرير.
ستتهم - الجراح بن مليح والد وكيع، وإسرائيل، وعبد العزيز بن عبد الصمد، وسفيان وفضيل بن عياض، وجرير - عن منصور.
2- وأخرجه أحمد (4/380) قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (4/380) قال: حدثنا مؤمل، قال: حدثنا سفيان.
كلاهما - أبو معاوية، وسفيان - عن الأعمش.
كلاهما - منصور، والأعمش- عن إبراهيم، عن همام بن الحارث، فذكره
وعن مري بن قطري، عن عدي بن حاتم، قال: «قلت: يارسول الله إني أرسل كلبي فآخذ الصيد فلا أجد ما أذكيه به، فأذبحه بالمروة وبالعصا، قال: أنهر الدم بما شئت واذكر اسم الله عز وجل» .
أخرجه أحمد (4/256) قال: حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان. وفي (4/258) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (4/258) قال: حدثنا بهز، قال: حدثنا حماد بن سلمة. وفي (4/258) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا إسرائيل. وفي (4/377) قال: حدثنا يحيى، قال: حدثنا شعبة، وأبو داود (2824) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا حماد. وابن ماجة (3177) قال: حدثنا محمد بن بشار، ابن قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: حدثنا سفيان، والنسائي (7/194) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا خالد، عن شعبة، وفي (7/225) قال: أخبرنا محمد ابن عبد الأعلى. وإسماعيل بن مسعود، عن خالد، عن شعبة.
أربعتهم -سفيان الثوري، وشعبة وحماد بن سلمة، وإسرائيل - عن سماك بن حرب، عن مري بن قطري، فذكره.
وعن سعيد بن جبير، عن عدي بن حاتم، قال: «قلت: يارسول الله، إنا أهل الصيد، وإن أحدنا يرمي الصيد فيغيب عنه الليلة، والليلتين، فيبتغي الأثر فيجده ميتا وسهمه فيه، قال إذا وجدت السهم فيه، ولم تجد فيه أثر سبع، وعلمت أن سهمك قتله، فكل» .
أخرجه أحمد (4/377) قال: حدثنا هشيم، عن أبي بشر. وفي (4/377) قال: حدثنا يحيى، عن شعبة، قال: حدثني عبد الملك بن ميسرة. والترمذي (1468) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا أبو داود، قال أخبرنا شعبة، عن أبي بشر، والنسائي (7/193) قال: أخبرنا زياد بن أيوب، قال: حدثنا هشيم، قال: أنبأنا أبو بشر. (ح) أخبرنا محمد بن عبد الأعلى، وإسماعيل بن مسعود، قالا: حدثنا خالد، عن شعبة، عن أبي بشر. (ح) أخبرنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا خالد، قال: حدثنا شعبة، عن عبد الملك بن ميسرة.
كلاهما - أبو بشر جعفر بن إياس، وعبد الملك بن ميسرة - عن سعيد بن جبير، فذكره.(7/24)
4999 - (خ م د ت س) أبو ثعلبة الخشني - رضي الله عنه - قال: «قلتُ: يا نبيَّ الله، إنا بأرض قوم أهلِ كتاب، أفنأكل في آنيتِهِم؟ وبأرضِ صَيْد، أصِيدُ بقَوْسِي وبكلبي الذي ليس بمعلَّم، وبكلبي المعلَّم، فما يَصْلُح لي؟ قال: أمَّا ما ذكرتَ من آنية أهل الكتاب، فإن وجدتم غيرها فلا تأكلوا فيها، فإن لم تجدوا فاغْسِلوها وكلوا فيها، وما صِدْتَ بقَوْسِك فذكرتَ اسم الله عليه فكُلْ، وما صِدتَ بكلبك المعلَّم فذكرتَ اسم الله عليه فَكُلْ، وما صِدْتَ بكلبك غيرِ المعلَّم فأدركتَ ذَكَاتَهُ فَكُلْ» . [ص:32]
وفي رواية «أتيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فقلتُ: يا رسول الله، إنا بأرض قوم أهلِ كتاب، نأكل في آنيتهم، وأرض صيد أصِيدُ بِقَوْسي، وأصيدُ بكلبي المعلَّم، والذي ليس معلَّماً، فأخبرني ما الذي يحلُّ لنا من ذلك؟ فقال: أمَّا ما ذكرتَ أنك بأرض قوم أهلِ كتاب تأكلُ في آنيتهم، فإن وجدتم غير آنيتهم فلا تأكلوا فيها، وإن لم تجدوا فاغسلوها، ثم كُلوا فيها، وأما ما ذكرتَ أنك بأرض صيد، فما صِدْتَ بقوسك فَاذْكُرِ اسمَ الله، ثم كلْ، وما صِدتَ بكلبك المعلَّم فَكُلْ، وما صِدْتَ بكلبك الذي ليس مُعَلَّماً، فأدْرَكتَ ذَكاتَه فَكُلْ» .
وفي أخرى مثله، وفيه «وما صدتَ بكلبك المعلَّم فاذْكُرِاسمَ الله وكُلْ» . هذه روايات البخاري.
وأخرج مسلم واحدة منها، وقال فيها: «بأرضِ قوم أهلِ كتاب» وقال: «بكلبي المعلَّم، أو بكلبي الذي ليس بمعلَّم» .
وفي رواية أبي داود قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم- في صيد الكلب: «إذا أرسلتَ كلبك، وذكرتَ اسمَ الله فَكُلْ وإن أكل منه، وكُلْ ما ردَّت عليك يدُك» .
وله في أخرى قال: «قلتُ: يا رسول الله، إني أصِيدُ بكلبي المعلَّم، وبكلبي الذي ليس بمعلَّم؟ قال: ما صِدْتَ بكذلبك المعلَّم فَاذْكُرِ اسمَ الله وكل، وما صِدْتَ بكلبك الذي ليس بمعلَّم فأدركتَ ذَكَاتَهُ فَكُلْ» . [ص:33]
وله في أخرى قال: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «يا أبا ثَعْلَبَةَ، كلْ ما ردَّتْ عليك قَوسُكَ وكلبُكَ - زاد في رواية: المعلَّم - ويدُك، فكُلْ، ذكيّاً وغير ذكي» .
وفي أخرى: قال: يا رسول الله، إن لي كلاباً مكَلَّبة، فأفتِني في صيدها، قال النبي - صلى الله عليه وسلم-: «إنْ كان لك كلاب مكلَّبة فَكُلْ مما أمسكن عليك، قال: ذَكيّاً أو غير ذَكيّ قال: نعم، قال: وإن أكل منه، قال: وإن أكل منه قال: يا رسول الله، أفْتِني في قوسي، قال: كُلْ ما ردَّت عليك قوسُك، ذكيّاً وغير ذكي، قال: وإن تغيَّب عنِّي؟ قال: وإن تغيَّب عنك ما لم يَصِلَّ، أو تجد فيه [أثر] سَهْم غيرك، قال: أفتني في آنية المجوس إذا اضطررنا إليها، قال: اغسلها وكل فيها» .
وفي رواية الترمذي قال: «قلتُ: يا رسول الله، إنَّا أهلُ صيد؟ فقال: إذا أرسلتَ كلبكَ وذَكرْتَ اسمَ الله عليه فأمْسكَ عليك فكُلْ وإن قتل، قلت: أنَّا أهلُ رَمْي؟ قال: ما ردَّتْ عليك قَوسُكَ فَكُلْ، قال: قلتُ: إنَّا أهلُ سَفَر، نَمُرُّ باليهود والنصارى والمجوس، فلا نجدُ غيرَ آنيتهم؟ قال: فإن لم تجدوا غيرها فاغسلوها بالماء، ثم كلوا فيها واشربوا» .
وفي رواية النسائي قال: «قلتُ: يا رسول الله، إنَّا بأرض صيد أصيدُ بقَوسي، وأصيدُ بكلبي المعلَّم، وبكلبي الذي ليس بمعلَّم؟ فقال: ما أصبتَ بقوسك فاذْكُرِ اسمَ الله عليه وكُلْ، وما أصبتَ بكلبك المعلَّم، فاذكُرِ [ص:34] اسمَ الله وكُلْ، وما أصبتَ بكلبك الذي ليس بمعلَّم، فأدركت ذَكاتَه، فَكُل» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ما لم يَصِلَّ) صَلَّ اللحم يَصِلّ: إذا أنتن وتغيَّرت ريحه، وكذلك أصَلَّ قال: وهذا على الاستحباب، فإنه يجوز أكل اللحم المتغير الريح إذا كان ذكيّاً.
(مُكلَّبَة) كلاب مُكلَّبة، أي: مسلَّطة على الصيد، مُعَوَّدة بالاصيطاد.
(ذكي وغير ذكي) أراد بالذَّكي: ما أمسك عليه وأدركه قبل زُهُوق روحه فَذَكَّاه في الحلق أو اللَّبَّة، أو أراد به: ما جرحه الكلب بِسِنِّه أو مِخْلَبِه، فسال دمه، وأراد بغير الذَّكيّ: ما زَهِقت نفسه قبل أن يُدركه، أو ما لم يجرحه كلبه.
__________
(1) رواه البخاري 9 / 523 و 524 في الصيد، باب صيد القوس، وباب ما جاء في التصيد، وباب آنية المجوس والميتة، ومسلم رقم (1932) في الصيد، باب تحريم أكل كل ذي ناب من السباع، وكل ذي مخلب من الطير، وأبو داود رقم (2850) و (2855) و (2856) و (2857) في الصيد، باب في الصيد، والترمذي رقم (1464) في الصيد، باب ما يؤكل من صيد الكلب وما لا يؤكل، والنسائي 7 / 181 في الصيد، باب صيد الكلب الذي ليس بمعلم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (4/194) قال: حدثنا حماد بن خالد، ومسلم (6/59) قال: حدثنا محمد بن مهران الرازي قال: حدثنا أبو عبد الله حماد بن خالد الخياط. (ح) وحدثني محمد بن أحمد بن أبي خلف، قال: حدثنا معن بن عيسى. وأبو داود (2861) قال: حدثنا يحيى بن معين، قال: حدثنا حماد بن خالد الخياط. والنسائي (7/193) قال: أخبرني أحمد بن خالد الخلال، قال: حدثنا معن.
كلاهما - حماد بن خالد، ومعن بن عيسى - عن معاوية بن صالح، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير.
2- وأخرجه مسلم (6/59) قال: حدثني محمد بن حاتم قال: حدثنا ابن مهدي، عن معاوية، عن عبد الرحمن بن جبير، وأبي الزاهرية.
كلاهما - عبد الرحمن بن جبير، وأبو الزاهرية - عن جبير بن نفير، فذكره.
وعن أبي إدريس الخولاني قال: حدثني أبو ثعلبة الخشني قال: «أتيت النبي -صلى الله عليه وسلم-. فقلت: يارسول الله إنا بأرض أهل الكتاب، فنأكل في آنيتهم، وبأرض صيد، أصيد بقوسي، وأصيد بكلبي المعلم، وبكلبي الذي ليس بمعلم؟ فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: أما ما ذكرت أنك بأرض أهل كتاب، فلا تأكلوا في آنيتهم، إلا أن لا تجدوا بدا، فإن لم تجدوا بدا، فاغسلوها وكلوا، وأما ما ذكرت أنكم بأرض صيد، فما صدت بقوسك، فاذكر اسم الله وكل، وما صدت بكلبك المعلم، فاذكر اسم الله وكل وما صدت بكلبك الذي ليس بمعلم، فأدركت ذكاته، فكله» .
1- أخرجه أحمد (4/195) قال: حدثنا عبد الله بن يزيد. والدارمي (2502) قال: أّخبرنا أبو عاصم. والبخاري (7/111) قال: حدثنا عبد الله بن يزيد. وفي (7/114 و117) قال: حدثنا أبو عاصم. وفي (7/114) قال: وحدثني أحمد بن أبي رجاء، قال: حدثنا سلمة بن سليمان، عن ابن المبارك. ومسلم (6/58) قال: حدثني أبو الطاهر، قال أخبرنا ابن وهب. (ح) وحدثني زهير بن حرب، قال: حدثنا المقرطى. وأبو داود (2855) قال: حدثنا هناد بن السري، عن ابن المبارك. وابن ماجة (3207) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا الضحاك بن مخلد، والترمذي (1560) قال: حدثنا هناد قال: حدثنا ابن المبارك. والنسائي (7/181) قال: أخبرني محمد بن عبيد بن محمد الكوفي المحاربي، قال: حدثنا عبد الله بن المبارك.
أربعتهم - عبد الله بن يزيد المقرئ، وأبو عاصم، وابن المبارك، وابن وهب -عن حيوة بن شريح، عن ربيعه بن يزيد بن الدمشقي.
2-وأخرجه أحمد (4/195) قال: حدثنا يزيد بن عبد ربه. قال: حدثنا محمد بن حرب. وأبو داود (2856) قال: حدثنا محمد بن المصفى، قال: حدثنا محمد بن حرب. (ح) وحدثنا محمد بن المصفى، قال: حدثنا بقية. كلاهما - محمد بن حرب، وبقية - عن الزبيدي، عن يونس بن سيف الكلاعي.
3-وأخرجه أبو داود (2852) قال: حدثنا محمد بن عيسى، قال: حدثنا هشيم، قال: حدثنا داود بن عمرو، عن بسر بن عبيد الله.
4- وأخرجه الترمذي (1464) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: حدثنا الحجاج، عن الوليد بن أبي مالك.
أربعتهم -ربيعة بن يزيد، ويونس بن سيف، وبسر بن عبيد الله، والوليد بن أبي مالك - عن أبي إدريس الخولاني، فذكره.
وعن مكحول، عن أبي ثعلبة الخشنى، قال: «قلت: يا رسول الله، إنا أهل صيد. فقال: إذا أرسلت كلبك وذكرت اسم الله فأمسك عليك فكل. قال: قلت: وإن قتل؟ فقال: وإن قتل.
قال: قلت: إنا أهل رمي؟ قال: ما ردت عليك قوسك فلك.
قال: قلت: إنا أهل سفر، نمر باليهود والنصاري والمجوس، ولا نجد غير آنيتهم؟ قال: فإن لم تجدوا غيرهما، فاغسلوها بالماء، ثم كلوا فيها واشربوا» .
أخرجه أحمد (4/193) قال: حدثنا يزيد. قال: حدثنا الحجاج بن أرطاة. ومسلم (6/59) قال: حدثني محمد بن حاتم، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن معاوية بن صالح، عن العلاء. والترمذي (1464) قال: حدثنا أحمد بن منيع. قال: حدثنا يزيد بن هارون. قال: حدثنا الحجاج.
كلاهما - حجاج بن أرطاة، والعلاء بن عبد الرحمن - عن مكحول، فذكره.
وعن أبي أسماء الرحبي، عن أبي ثعلبة الخشني، «أنه قال: يا رسول الله، إنا بأرض أهل كتاب، أفنطبخ في قدورهم ونشرب في آنيتهم؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إن لم تجدوا غيرها فارحضوا بالماء، واطبخوا فيها. قال: يارسول الله، إنا بأرض صيد، فكيف نصنع؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إذا أرسلت كلبك المكلب وذكرت اسم الله عز وجل، فقتل فكل، وإن كان غير مكلب فذك وكل، وإذا رميت بسهمك وذكرت اسم الله وقتل فكل» .
أخرجه أحمد (4/195) قال: حدثنا مهنى بن عبد الحميد، وعفان. والترمذي (1797) قال: حدثنا على ابن عيسى بن يزيد البغدادي، قال: حدثنا عبيد الله بن محمد القرشي.
ثلاثتهم - مهني، وعفان وعبيد الله - عن حماد بن سلمة، عن أيوب عن أبي قلابة، عن أبي أسماء الرحبي، فذكره.
(*) وفي رواية عبيد الله: عن حماد بن سلمة، عن أيوب وقتادة، عن أبي قلابة، وعن أبي أسماء الرحبي
(*) أخرجه أحمد (4/193) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. (ح) وحدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر. والترمذي (1560) (1796) قال: حدثنا زيد بن أخزم الطائي، قال::حدثنا أبو قتيبة سلم بن قتيبة، قال: حدثنا شعبة.
كلاهما - شعبة، ومعمر - عن أيوب، عن أبي قلابة، فذكره. ليس فيه أبوأسماء.
(*) وفي رواية معمر، عن أيوب، عن أبي قلابة عن أبي ثعلبة الخشني قال: «أتيت النبي -صلى الله عليه وسلم- فقلت: يارسول الله: اكتب لي بأرض كذ وكذا-لأرض بالشام- لم يظهر عليها النبي -صلى الله عليه وسلم- حينئذ. فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ألا تسمعون إلى ما يقول هذا. فقال: أبو ثعلبة: والذي نفسي بيده لتظهرن عليها. قال: فكتب له بها.
قال: قلت له: يارسول الله إن أرضنا أرض صيد فأرسل كلبي المكلب، وكلبي الذي ليس بمكلب؟ قال: إذا أرسلت كلبك المكلب وسميت. فكل ما أمسك عليك كلبك المكلب. وإن قتل، إن أرسلت كلبك الذي ليس بمكلب فأدركت ذكاته فكل. وكل ما رد عليك سهمك وإن قتل وسمِّ الله.
قال: قلت: يانبي الله، إن أرضنا أرض أهل كتاب، وإنهم يأكلون لحم الخنزير، ويشربون الخمر، فكيف أصنع بآنيتهم وقدورهم؟ قال: إن لم تجدوا غيرها فارحضوها واطبخوا فيها واشربوا.
قال: قلت: يا رسول الله، ما يحل لنا مما يحرم علينا؟ قال: لا تأكلوا لحوم الحمر الإنسية. ولا كل ذي ناب من السباع» .(7/31)
5000 - (م د س) أبو ثعلبة الخشني - رضي الله عنه - أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا رميتَ بسهمك فغاب عنك فأدركْته، فكله ما لم يُنْتِنْ» .
وفي رواية قال: - في الذي يدرك صيده بعد ثلاث - «فكله ما لم يُنتن» .
وفي أخرى عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- حديثُه في الصيد، ثم قال [محمد] بن حاتم: [ص:35] حدثنا ابن مهدي عن معاوية، عن عبد الرحمن بن جبير بن نُفير، وأبي الزاهِرية عن جبير بن نفير، عن أبي ثَعْلَبَة الخُشَنيِّ بمثل حديثِ العلاءِ - يعني: ما قبله - غيرَ أنه لم يَذْكُر نُتُونَته، وقال في الكلب: «كُلْه بعد ثلاث، إلا أن يُنْتِن فدَعْهُ» أخرجه مسلم.
وفي رواية أبي داود قال: «إذا رميتَ الصيدَ فأدركتَه بعد ثلاثِ ليال وسهمُك فيه فكله ما لم يُنْتِنْ» .
وفي رواية النسائي نحو الرواية الثانية لمسلم (1) .
أخرج الحميديُّ هذا الحديث مفرداً عن الأول، وجعلهما حديثين، وكلاهما في معنى الصيد، فاقتدينا به واتَّبعناه.
__________
(1) رواه مسلم رقم (1931) في الصيد، باب إذا غاب عنه الصيد ثم وجده، وأبو دود رقم (2861) في الصيد، باب في صيد قطع منه قطعة، والنسائي 7 / 193 و 194 في الصيد، باب الصيد إذا أنتن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: راجع تخريج الحديث المتقدم.(7/34)
5001 - (ط) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: كان يقول في الكلب المعلَّم: «كلْ ما أمسك عليك، إنْ قَتَلَ وإن لم يَقْتُلْ» .
وفي رواية: «إنْ أكلَ وإنْ لم يأكلْ» ، أخرجه «الموطأ» (1) .
__________
(1) 2 / 492 و 493 في الصيد، باب ما جاء في صيد المعلمات، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: أخرجه مالك (1088) عن نافع، فذكره.(7/35)
5002 - (ط) مالك بن أنس: بلغه عن سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - «أنه سُئِلَ عن الكلب المعلَّم إذا قَتَلَ الصيد؟ فقال سعد: كلْ، وإن [ص:36] لم يبْقَ إلا بَضعة واحدة» أخرجه «الموطأ» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(بَضعة) البَضْعة: القطعة من اللحم.
__________
(1) بلاغاً 2 / 493 في الصيد، باب ما جاء في صيد المعلمات، وإسناده منقطع، لكن يشهد له الذي قبله.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
بلاغ: ذكره مالك في الموطأ (1090) بلاغا.(7/35)
5003 - (س) عمرو بن شعيب - رحمه الله -: عن أبيه عن جدِّه أن رجلاً أتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-، فقال: يا رسول الله، إن لي كلاباً مُكَلَّبَة، فأفتِني فيها، فقال: «ما أمسك عليك كلبُكَ فكُلْ، قلت: وإن قتلْنَ؟ قال: وإن قَتَلْنَ، قال: فأفتِني في قوسي، قال: ما ردَّ عليك سهمُك فكُلْ، قال: وإن تَغيب عَلَيَّ؟ قال: وإن تَغيَّبَ عليك، ما لم تجد فيه أثر سهم غير سَهْمِكَ، أو تجده قد صَلّ - يعني: أنتن» . أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 7 / 191 في الصيد، باب الرخصة في ثمن الكلب للصيد، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن: أخرجه أحمد (2/184) (6725) قال: حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث قال: حدثني أبي، وقال: حدثنا حبيب. وأبو داود (2857) قال:حدثنا محمد بن المنهال الضرير، قال: حدثنا يزيد بن زريع، قال: حدثنا حبيب المعلم،والنسائي (7/191) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا ابن سواء، قال: حدثنا سعيد، عن أبي مالك.
كلاهما - حبيب المعلم،وأبو مالك عبيد الله بن الأخنس - عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، فذكره.
(*) قال ابن سواء: وسمعته من أبي مالك عبيد الله بن الأخنس، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-.
(*) ليس في حديث ابن سواء ذكر الآنية..(7/36)
5004 - (ط) - نافع - مولى ابن عمر - رضي الله عنهم -: قال: «رَمَيتُ طيرين بحجَر - وأنا بالجُرْفِ - فأصبتُهُما، فأمَّا أحدهما. فمات فطرحه عبد الله بنُ عمر، وأما الآخر: فذهب عبد الله بنُ عمر يُذَكِّيه بقَدُوم، فماتَ قبل أن يُذَكِّيَه، فطرحه عبد الله بنُ عمر» . أخرجه «الموطأ» (1) .
__________
(1) 2 / 491 في الصيد، باب ترك أكل ما قتل المعراض والحجر، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: أخرجه مالك (1084) عن نافع به.(7/36)
5005 - (خ م د س) عبد الله بن مغفل - رضي الله عنه - قال: [ص:37] «نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عن الخذف، وقال: إنه لا يَقْتُلُ الصيد، ولا يَنْكأ (1) العَدُوَّ، وإنه يَفقَأُ العينَ، ويكسِر السِّنَّ» .
وفي رواية: «أنه رأى رجلاً يخذِف، فقال: لا تَخْذِفْ، فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- نهى عن الخذف - أو كان يكره الخذفَ - وقال: إنه لا يُصَادُ به صيد، ولا يُنْكَأُ به عدوّ، ولكنه قد يكسِرُ السِّنَّ، ويفقأُُ العين، ثم رآه بعد ذلك يَخْذِف، فقال له: أُحَدِّثكَ عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: أنه نهى عن الخذف - أو كره الخذف - وأنت تَخْذِف؟ لا أكلِّمك [كلمة] كذا وكذا» .
وفي رواية «أن قريباً لعبد الله بن مُغَفَّل خذف، فنهاه، وقال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- نهى عن الخذف، وقال: لا تصيدُ صيداً، ولا تَنْكَأُ عَدُوّاً، ولكنَّها تكسِرُ السِّنَّ، وتَفقأُ العينَ، قال: ثم عاد، فقال: أُحَدِّثُكَ عن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أنه نهى عنه، ثم عُدْتَ تخذف؟ لا أُكلِّمك أبداً» .
أخرج الأولى: البخاري ومسلم، وأخرج الثانية: البخاري، والثالثة: مسلم.
وفي رواية أبي داود مثل الأولى، وقال: «لا تقتلُ صيداً، ولا تنكأُ عَدُوّاً، وإنما تفقأُ العينَ، وتَكسِرُ السِّنَّ» . [ص:38]
وأخرج النسائي الرواية الثانية إلى قوله: «يكره الخذف» (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الخَذْف) بالخاء المعجمة: رميك حصاة أو نواة تأخذها بين سبابتيك، أو تأخذ خشبة فترمي بها بين إبهامك والسبابة.
(ينكأ) نكأت الجرح: إذا قشرته، والنكأ في العدو مستعار.
(يفقأ) فقأت العين: إذا بَخَصْتها.
__________
(1) قال في " اللسان ": نكأت العدو، أنكؤهم، لغة في: نكيتهم، يعني: هزمتهم وغلبتهم.
(2) رواه البخاري 10 / 493 في الأدب، باب النهي عن الخذف، وفي تفسير سورة الفتح، باب إذ يبايعونك تحت الشجرة، وفي الذبائح، باب الخذف والبندقة، ومسلم رقم (1954) في الصيد، باب إباحة ما يستعان به على الاصطياد والعدو، وأبو داود رقم (5270) في الأدب، باب في الخذف، والنسائي 8 / 47 في القسامة، باب دية جنين المرأة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (4/86) قال: حدثنا وكيع. وفي (5/56) قال: حدثنا محمد بن جعفر. والدارمي (446) قال: أخبرنا عبد الله بن يزيد. والبخاري (7/112) قال: حدثنا يوسف بن راشد، قال: حدثنا وكيع. ويزيد بن هاون، ومسلم (6/71) قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري، قال: حدثنا أبي. (ح) وحدثني أبو داود سليمان بن معبد، قال: حدثنا عثمان بن عمر، وا لنسائي (8/47) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان، قال: حدثنا يزيد.
ستتهم- وكيع، ومحمد بن جعفر، وعبد الله بن يزيد، ويزيد بن هارون، ومعاذ، وعثمان بن عمر - عن كهمس بن الحسن، وعن عبد الله بن بريدة، فذكره.
-ورواه عن عبد الله بن مغفل، سعيد بن جبير.
أخرجه الحميدي (887) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (4/87 و5/56) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر. وفي (5/55) قال: حدثنا إسماعيل. والدارمي (445) قال: أخبرنا سليمان بن حرب، قال: حدثنا حماد ابن زيد، ومسلم (6/72) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا إسماعيل بن علية (ح) وحدثناه ابن أبي عمر، قال: حدثنا الثقفي. وابن ماجة (17) قال: حدثنا أحمد بن ثابت الجحدري، وأبو عمرو حفص بن عمر، قالا: حدثنا عبد الوهاب الثقفي. وفي (3226) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا إسماعيل بن علية.
خمستهم - سفيان،، ومعمر، وإسماعيل بن عليه، وحماد بن زيد، وعبد الوهاب الثقفي - عن أيوب السختياني، عن سعيد بن جبير، فذكره.
(*) قال أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن حنبل: أخطأ فيه معمر. لأن سعيد بن جبير لم يلق عبد الله ابن مغفل.(7/36)
5006 - (ت) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: «نُهِينا عن صيد كلبِ المجوسيِّ» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (1466) في الصيد، باب ما جاء في صيد كلب المجوس، وفي سنده شريك بن عبد الله النخعي الكوفي، وهو صدوق يخطئ كثيراً، والحجاج بن أرطأة، وهو صدوق كثير الخطأ والتدليس.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه ابن ماجة (3209) قال: حدثنا عمرو بن عبد الله، والترمذي (1466) قال: حدثنا يوسف بن عيسى.
كلاهما - عمرو، ويوسف - قالا: حدثنا وكيع، قال: حدثنا شريك عن الحجاج بن أرطاة عن القاسم ابن أبي بزة، عن سليمان اليشكري، فذكره.(7/38)
الفصل الثاني: في صيد البحر
5007 - (خ م ط د ت س) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: [ص:39] «بعثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ونحن ثلاثمائة راكب، وأميرُنا أبو عُبيدة [عامرُ] بن الْجَرَّاح - نَرْصُد عِيراً لقريش، فأقمنا بالساحل نصف شهر، وأصابنا جُوعٌ شديد، حتى أكلنا الْخَبَطَ، فَسُمِّيَ جيشَ الخبَط، فألقى لنا البحرُ دابَّة، يقال لها: العَنْبَرُ، فأكلنا منها نصف شهر، وادَّهَنَّا من وَدَكها، حتى ثَابَتْ أجسامنا، قال: فأخذ أبو عبيدة ضِلعاً من أضلاعه فنَصَبَهُ، ثم نظر إلى أطول رَجُل في الجيش وأطولِ جَمَل، فحمله عليه فمرَّ تحته، قال: وجلس في حِجَاج عينه نَفَر، قال: وأخرجنا من عينه كذا وكذا قُلَّةَ وَدَك، [قال] : وكان معنا جِراب من تمر، فكان أبو عبيدَةَ يُعْطِي كل رجل منا قُبضة قُبْضَة، ثم أعطانا تمرة تمرة، فلما فَنِيَ وجدنا فَقده» .
وفي رواية قال: «بعثَنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، وأمَّرَ علينا أبا عبيدة، نَتلقَّى عِيراً لقريش، وزوَّدنا جِراباً من تمر، لم يجد لنا غيره، وكان أبو عبيدة يعطينا تمرة تمرة، قال: فقلتُ: كيف كنتم تصنعون بها؟ قال: نَمُصُّها كما يَمُصُّ الصبيُّ، ثم نشرب عليها من الماء، فتكفينا يومنا إلى الليل، وكنا نضربُ بعِصِيِّنا الخبَطَ، ثم نَبُلُّهُ بالماء فنأكُلُه، قال: وانطلقنا على ساحل البحر، فرُفع لنا على ساحل البحر كهيئة الكَثيب الضخم، فأتيناه، فإذا هي دابَّة تُدْعَى العنبر، قال أبو عبيدة: مَيتة، ثم قال: لا، بل نحن رُسُل رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، وفي سبيل الله، وقد اضطررتم فكلوا، قال: فأقمنا عليه [ص:40] شهراً، ونحن ثلاثمائة حتى سَمِنَّا، قال: ولقد رأيتُنا نَغْتَرِفُ من وَقْبِ عينه بالقِلال الدُّهنَ، ونقتطع منه الفِدَرَ كالثور - أو كقَدْرِ الثَّورِ - فلقد أخذ مَنَّا أبو عبيدة ثلاثة عشرَ رجلاً، فأقعدهم في وَقْبِ عينه، وأخذ ضِلعاً من أضلاعه، فأقامها، ثم رَحَل أعظم بعير معنا، فمر من تحتها، وتزوَّدنا من لحمه وشَائِقَ، فلما قدمنا المدينةَ أتينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فذكرنا ذلك له، فقال: هو رِزْق أخرجه الله لكم، فهل معكم من لحمه شيء فتطعمونا؟ قال: فأرسلنا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- منه، فأكله» .
وفي رواية قال سفيان: سمع عمرو [بن دينار] جابراً يقول في جيش الخبَطِ: «إن رجلاً نحر ثلاث جزائر، ثم ثلاثاً، ثم ثلاثاً، ثم نهاه أبو عبيدة» .
وفي رواية قال جابر: «بعَثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ونحن ثلاثمائة نحمل أزوَادَنا على رقابنا» .
وفي أخرى قال: «بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم- سَرِيَّة ثلاثمائة، وأمَّرَ عليهم أبا عبيدة ابن الْجَرَّاحِ، ففَنيَ زادُهم، فجمع أبو عبيدة بن الجراح زادهم في مِزْوَد، فكان يُقَوِّتُنا، حتى كان يُصيبُنا في كل يوم تمرة» .
وفي أخرى قال: «بعثَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- سَرِيَّة - أنا فيهم - إلى سيف [ص:41] البحر ... وساق الحديث وفيه: «فأكل منه الْجَيْشُ ثماني عشرةَ ليلة» .
وفي أخرى قال: «بعثَ بعثاً إلى أرض جُهينةَ، واستعمل عليهم رجلاً ... وساق الحديث بنحوه» . هذه روايات مسلم ولفظه.
وفي رواية البخاري قال: «غزونا جيش الخبَط، وأميرُنا أبو عبيدة فجُعنا جُوعاً شديداً، فألقى البحرُ حُوتاً ميتاً لم يُرَ مثلُه، يقال له: الْعَنْبَرُ، فأكلنا منه نصف شهر، فأخذ أبو عبيدة عظماً من عظامه، فمر الرَّاكب تحته» .
وفي أخرى قال: بعثَنا النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- بثلاثمائة راكب وأميرُنا أبو عبيدة، نرْصُدُ عِيراً لقريش، فأصابنا جوع شديد، حتى أكلنا الخبَط، فسمِّي: جيشَ الخبَط، وألقى البحر حوتاً يقال له: العنبر، فأكلنا [منه] نصف شهر، وادَّهنَّا بوَدَكه، حتى صَلَحت أجسامنا، فأخذَ أبو عبيدة ضِلْعاً من أضلاعه فنصبَه، فمرَّ الراكب تحته، وكان فينا رجل، فلما اشتد الجوع نحرَ ثلاثَ جزائر، ثم نحرَ ثلاثَ جزائر، ثم نهاه أبو عبيدة» .
وله في أخرى قال: «بعثَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بَعْثاً قِبَل الساحل، فأمَّر عليهم أبا عبيدةَ بنَ الجراح، وهم ثلاثُمائة، [وأنا فيهم] ، فخرجنا، حتى إذا كُنَّا ببعض الطريق فَنيَ الزادُ، فأمر أبو عبيدة بأزْوَادِ ذلك الجيش، فجُمِع فكان مِزْوَدَيْ تمر، فكان يَقُوتُنا كل يوم قليلاً قليلاً، حتى فَنيَ، فلم [ص:42] يكن يُصِيبُنا إلا تمرة تمرة، فقلت: وما تُغْني [عنكم] تمرة؟ فقال: لقد وجدنا فَقْدها حين فنيت، [قال] : ثم انتهينا إلى البحر فإذا حوت مثل الظَّرِب فأكل منه القوم ثماني عشرة ليلة، ثم أمر أبو عبيدة بضلعين من أضلاعه، فَنُصِبا، ثم أمر براحلة فرُحِلَت، ثم مرَّت تحتهما فلم تصبهما» .
وله في أخرى مثل رواية مسلم الأولى إلى قوله: «فمرَّ تحته» .
وقال: قال جابر: «وكان رجل من القوم نحر ثلاثَ جزائر، ثم نحر ثلاث جزائر، ثم نحر ثلاث جزائر، ثم إن أبا عبيدة نهاه» .
وكان عمرو [بنُ دينار] يقول: أخبرنا أبو صالح: أن قيسَ بنَ سعد قال لأبيه: «كنتُ في الجيش فجاعوا، قال: انحرْ، قال: نحرتُ، قال: ثم جاعوا، قال: انحر، قال: نحرت، [قال] ثم جاعوا، قال: انحر، قال: نحرت، قال: ثم جاعوا، قال: انحر، قال: نُهيتُ» .
وله في أخرى مثل الرواية الأولى من رواياته، وقال: وأخبرني أبو الزبير: أنه سمع جابراً يقول: «فقال أبو عبيدة: كلوا، فلما قَدِمنا ذكرنا ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: كلوا رِزقاً أخرجه الله، أطعمونا إن كان معكم، فآتاه بعضهم، فأكله» .
وأخرج «الموطأ» رواية البخاري الثالثة، وقال مالك: الظَّرِب: الجُبَيْلُ. [ص:43]
وأخرج أبو داود مثل رواية مسلم الثانية إلى قوله: «ونحن ثلاثمائة حتى سَمِنَّا، قال: فلما قدمنا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ذكرنا ذلك له، فقال: هو رزق ... الحديث» وزاد بعد قوله: «ميتة» «ولا تحل لنا» .
وفي رواية الترمذي قال: «بعثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، ونحنُ ثلاثُمائة، نحمل أزْوَادَنا على رقابنا، ففَنيَ زادُنا، حتى كان يكون للرجل منا كلَّ يوم تمرة، فقيل له: يا أبا عبد الله، وأين كانت تقع التمرةُ من الرجل؟ قال: لقد وجدنا فَقْدَها حين فقدناها، فأتينا البحر فإذا نحن بحُوت قد قَذَفَه البحر، فأكلنا منه ثمانيةَ عشر يوماً ما أحببنا» .
وفي رواية النسائي مثل رواية الترمذي إلى قوله: «ثمانيةَ عشرَ يوماً» .
وله في أخرى مثل رواية مسلم الأولى إلى قوله: «فمرَّ تحته» وقال: «ثم جاعوا، فنحر رجل ثلاثَ جزائرَ، ثم جاعوا، فنحر رجل ثلاثَ جزائرَ، ثم جاعوا، فنحر رجل ثلاثَ جزائرَ، ثم نهاه أبو عبيدة» وقال سفيان: قال أبو الزبير عن جابر: «فسألَنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: هل معكم منه شيء؟ قال: فأخرجنا من عينه كذا وكذا قُلَّة من وَدَك، ونزل في حِجَاجِ عينه أربعةُ نفر، وكان مع أبي عبيدة جِرَاب فيه تمر، فكان يُعطينا القُبْضَةَ، ثم صار إلى التمر، فما فقدناها وجدنا فقدها» . [ص:44]
وله في أخرى قال: «بعثَنا النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- مع أبي عبيدة في سَرِيَّة، فنفد زادُنا، فمرَرْنا بحُوت قد قَذَفَ به البحرُ، فأردنا أن نأكلَ منه، فنهانا أبو عبيدةَ، ثم قال: نحن رُسُلُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وفي سبيل الله، كُلوا، فأكلنا منه أياماً، فلما قدمنا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أخبرناه، فقال: إن كان بقي معكم شيء، فابعثُوا به إلينا» .
وله في أخرى قال: «بعثَنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- مع أبي عبيدة، ونحن ثلاثُمائة وبِضْعَةَ عَشرَ، وزوَّدنا جِرَاباً من تمر، فأعطانا قُبْضَة قُبْضَة، فلما أنجزناه أعطانا تمرة تمرة، حتى إنْ كنا لَنَمُصُّها كما يمصُّ الصبيُّ، ونشربُ عليها الماء، فلما فقدناها وجدنا فقدها، حتى إنْ كُنَّا لَنَخْبِط الخبَط بقِسيِّنا ونَسفُّهُ ثم نشرب عليه من الماء حتى سُمِّينا: جيشَ الخَبَط، ثم أجزنا الساحل، فإذا دابَّة مثلُ الكَثيب، يقال له: العنبر، فقال أبو عبيدةَ: مَيتة لا تأكلوه، ثم قال: جيش رسول الله، وفي سبيل الله، ونحن مضطرون، كلوا باسم الله، فأكلنا [منه] ، وجعلنا منه وَشِيقة، ولقد جلس في موضع عينه ثلاثة عشر رجلاً، قال: فأخذ أبو عبيدة ضِلْعاً من أضلاعه، فرحل بها أجْسَمَ بعير من أباعِرِ القوم، فأجاز تحتها، فلما قدمنا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، قال: ما حَبَسكم؟ قلنا: تَتَبُّعُ عِيرات قريش، وذكرنا له من أمر الدابة، فقال: ذلك رِزق رزقكُموه اللهُ عزَّ وجلَّ، أمعكم منه شيء؟ قلنا: نعم» (1) . [ص:45]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الخَبط) : ورق الشجر يُخبط فينتثر لتأكله الإبل، والخَبط: ضرب الشجر بعصاً أو نحوها لينتثر ورقها.
(وَدَكها) الوَدَك: دسم اللحم ودُهنه.
(ثابت) إلينا أجسامنا: أي: رجعت بعد الهزال.
(حِجَاج عينه) : العظم المستدير حول العين الذي فيه الحَدَقة.
(وَقْب عينه) النُّقرة التي فيها العين.
(الكَثِيب) : القطعة المجتمعة من الرمل.
(القِلال) : جمع قُلَّة، وهي الحُبّ العظيم، معروف بالحجاز، تأخذ القُلَّة منها مَزَادة من الماء.
(الفِدَر) جمع فِدرة، وهي القطعة من اللحم.
(وَشَائق) الوشائق جمع وشيقة وهي لحم يُغْلَى قليلاً ثم يُقَدَّد ويحمل في الأسفار فيكون أبقى له. [ص:46]
(مِزْوَد) المِزوَد: وعاء زاد المسافر.
(يُقَوِّتُنَا) قاتهم: يقوتهم: إذا أعطاهم قُوتَهم، وهو قدر ما يسُدُّ الرَّمق.
(جَزَائر) : جمع جَزُور، وهي البعير، كذا قال الحميدي.
(سِيف) البحر - بكسر السين - ساحله.
(الظَّرِب) بكسر الراء: واحد الظِّراب، وهي الرَّوابي الصغار.
__________
(1) رواه البخاري 9 / 531 في الصيد، باب قول الله تعالى: {أحل لكم صيد البحر} ، وفي [ص:45] الشركة، باب الشركة في الطعام والنهد والعروض، وفي الجهاد، باب حمل الزاد على الرقاب، وفي المغازي، باب غزوة سيف البحر، ومسلم رقم (1935) في الصيد، باب إباحة ميتات البحر، والموطأ 2 / 930 في صفة النبي صلى الله عليه وسلم، باب جامع ما جاء في الطعام والشراب، وأبو داود رقم (3840) في الأطعمة، باب في دواب البحر، والترمذي رقم (2477) في صفة القيامة، باب رقم (35) ، والنسائي 7 / 207 و 209 في الصيد، باب ميتة البحر.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه مالك في الموطأ (579) ، وأحمد (3/306) قال: حدثنا عبد الرحمن، والبخاري (3/180) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. وفي (5/210) قال: حدثنا إسماعيل. ومسلم (6/62) قال: حدثني محمد بن حاتم قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (3125) عن الحارث بن مسكين، عن ابن القاسم.
أربعتهم - ابن مهدي، وعبد الله بن يوسف، وإسماعيل، وابن القاسم - عن مالك بن أنس.
2- وأخرجه البخاري (4/67) قال: حدثنا صدقه بن الفضل، ومسلم (6/62) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، وابن ماجة (4159) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة والترمذي (2475) قال: حدثنا هناد، والنسائي (7/207) قال: أخبرنا محمد بن آدم.
أربعتهم - صدقة، وعثمان، وهناد، ومحمد بن آدم - عن عبدة ابن سليمان عن هشام بن عروة.
3- وأخرجه مسلم (6/62) قال: حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا أبو أسامة قال: حدثنا الوليد يعني ابن كثير.
ثلاثتهم - مالك، وهشام، والوليد - عن وهب بن كيسان، فذكره.
(*) وقع في المطبوع من سنن الترمذي 0 عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن وهب بن كيسان - والصواب عن هشام بن عروة، عن وهب بن كيسان - وقال المزي، في «تحفة الأشراف» (3125) : ووقع في بعض النسخ المتأخرة من الترمذي: عن هشام بن عروة، عن أبيه، وهو وهم، وفي عدة من الأصول الفقهية عن هشام بن عروة عن وهب بن كيسان - ليس فيه «عن أبيه» وهو الصواب كما في رواية الباقين ا. هـ.
* وعن عمرو بن دينار، قال: سمعت جابر بن عبد الله، يقول:
1- أخرجه الحميدي (1242) . وأحمد (3/308) . والدارمي (2018) قال: أخبرنا زكريا بن عدي، والبخاري 50/211) قال: حدثنا علي بن عبد الله. وفي (7/116) قال: حدثنا عبد الله بن محمد، ومسلم (6/61و62) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء. والنسائي (7/207) قال: أخبرنا محمد بن منصور.
سبعتهم - الحميدي، وأحمد، وزكريا بن عدي، وعلي بن عبد الله، وعبد الله بن محمد، وعبد الجبار ابن العلاء، وابن منصور - عن سفيان عن عيينة.
2-وأخرجه أحمد (3/311) قال: حدثنا محمد بن بكر. والبخاري (5/211و 7/116) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى.
كلاهما - ابن بكر ويحيى - عن ابن جريج.
كلاهما - ابن عيينة، وابن جريج - عن عمرو بن دينار، فذكره.
وعن أبي الزبير، عن جابر قال:
1-أخرجه الحميدي (1243) . والنسائي (7/207) قال: أخبرنا محمد بن منصور.
كلاهما - الحميدي، ومحمد بن منصور - عن سفيان.
2- وأخرجه أحمد (3/303) ، والنسائي (7/208) قال: أخبرنا زياد بن أيوب.
كلاهما - أحمد وزياد بن أيوب - عن هشيم.
3-وأخرجه أحمد (3/311و 378) قال: حدثنا محمد بن بكر، قال: أخبرنا ابن جريج.
4- وأخرجه أحمد (3/311) قال: حدثنا هاشم بن القاسم، وحسن بن موسى. ومسلم (6/61) قال: حدثنا أحمد بن يونس. (ح) وحدثناه يحيى بن يحيى، وأبو داود (3840) قال: حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي.
خمستهم - هاشم، وحسن، وأحمد بن يونس، ويحيى بن يحيى، والنفيلي - عن زهير أبي خيثمة.
5- وأخرجه النسائي (7/208) قال: أخبرنا محمد بن عمر بن علي بن مقدم المقدمي قال: حدثنا معاذ بن هشام، قال: حدثني أبي.
خمستهم - سفيان، وهشيم، وابن جريج، وزهير، وهشام - عن أبي الزبير فذكره..
وعن عبيد الله بن مقسم، عن جابر بن عبد الله، قال: «بعث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعثا إلى أرض جهينة، واستعمل عليهم رجلا ... » وساق الحديث بنحو حديثهم.
هكذا ساق مسلم الحديث عقب حديث عمرو بن دينار وأبي الزبير ولم يذكر متنه كاملا.
أخرجه مسلم (6/62) قال: حدثني حجاج بن الشاعر، قال: حدثنا عثمان بن عمر (ح) وحدثني محمد ابن وافع، قال: حدثنا أبو المنذر والقزاز، كلاهما عن داود بن قيس، عن عبيد الله بن مقسم، فذكره.
وعن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ما ألقى البحر أو جزر عنه فكلوه. وما مات فيه فطفا فلا تأكلوه» .
أخرجه أبو داود (3815) . وابن ماجة (3247) .
كلاهما أبو داود، وابن ماجة - قالا: حدثنا أحمد بن عبدة، قال: حدثنا يحيى بن سليم الطائفي، قال: حدثنا إسماعيل بن أمية، عن أبي الزبير، فذكره.(7/38)
5008 - (ط) - نافع - مولى ابن عمر - رضي الله عنهم -: «أنَّ عبد الرحمن ابن أبي هريرة سأل عبد الله بنَ عمر عما لَفَظَ البحرُ؟ فنهاه عن ذلك، قال نافع: ثم انقلب عبد الله، فدعا بالمصحف، فقرأ: {أُحِلَّ لَكُم صَيْدُ الْبَحْرِ وطَعَامُهُ} [المائدة: 96] قال نافع: فأرسلني عبد الله إلى عبد الرحمن بن أبي هريرة: إنه لا بأس بأكله» . أخرجه «الموطأ» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(لفظ البحر) السمكَ - بفتح الفاء -: إذا ألقاه إلى جانبه.
__________
(1) 2 / 494 في الصيد، باب ما جاء في صيد البحر، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: أخرجه مالك (1092) عن نافع، فذكره(7/46)
5009 - (ط) - سعد الجاري - مولى عمر بن الخطاب - رضي الله عنهما -: قال: «سألتُ عبد الله بنَ عمر عن الحيتان يقتل بعضها بعضاً، أو تموت [ص:47] صَرْداً؟ فقال: ليس بها بأس، قال سعد: ثم سألتُ عبد الله بنَ عمرو بن العاص؟ فقال مثل ذلك» أخرجه «الموطأ» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(صَرْداً) الصَّرْد: البرد، وقد صَرِد الرجل، بالكسر، يَصْرَد، صَرْداً بالفتح، فهو صَرِد بالكسر.
__________
(1) 2 / 495 في الصيد، باب ما جاء في صيد البحر، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: أخرجه مالك (1093) عن زيد بن أسلم، فذكره.(7/46)
5010 - (د) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «ما ألْقَاه البحر أو جزَرَ عنه فكلوه، وما مات فيه وطَفَا، فلا تأكلوه» وروي موقوفاً على جابر أخرجه أبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(جزر) البحر عن السمك: إذا نقص عنه فبقي على الأرض.
__________
(1) رقم (3814) في الأطعمة، باب في أكل الطافي من السمك، وفي سنده يحيى بن سليم الطائفي وهو صدوق سيء الحفظ، وفيه عنعنة أبي الزبير، قال أبو داود: روى هذا الحديث سفيان الثوري وأيوب وحماد عن أبي الزبير أوقفوه على جابر، وقد أسند هذا الحديث أيضاً من وجه ضعيف عن ابن أبي ذئب عن أبي الزبير عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
هو من رواية أبي الزبير عن جابر، راجع الحديث رقم (5007) .
قلت: وفي إسناده يحيى بن سليم الطائفي، ضعفوه.(7/47)
5011 - (ط) أبو سلمة بن عبد الرحمن: عن أبي هريرة وزيد بن ثابت: «أنهما كانا لا يَرَيَان بما لفظ البحرُ بأساً» أخرجه «الموطأ» .
وفي رواية له: «أن ناساً من أهل الحجاز قَدِمُوا، فسألوا مَرْوان بن الحكم عما لفظ البحرُ؟ فقال: ليس به بأس، وقال: اذهبوا إلى زيد بن ثابت [ص:48] وأبي هريرة، فَاسْألُوهما عن ذلك، ثم ائتوني فأخبروني ماذا يقولان؟ فأتوهما فسألوهما؟ فقالا: لا بأس به، فأتَوا مروانَ فأخبروه، فقال مروانُ: قد قلتُ لكم» (1) .
__________
(1) 2 / 495 في الصيد، باب ما جاء في صيد البحر، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: أخرجه مالك (1095) عن أبي الزناد، فذكره.(7/47)
الفصل الثالث: في ذكر الكلاب واقتنائها
5012 - (خ م ط ت س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «مَن اقْتَنَى كلباً - إلا كلبَ صَيْد أو ماشية - فإنه ينقص من أجره كل يوم قيراطان، قال سالم: وكان أبو هريرة يقول: أو كلبَ حَرْث، وكان صاحبَ حرث» .
وفي رواية قال: «كلب ماشية أو ضَارياً» .
أخرجه البخاري ومسلم.
وللبخاري: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «من اقتنى كلباً - ليس بكلب ماشية أو صيد - نقص كل يوم من عمله قيراطان» .
ولمسلم «إلا كلبَ ضارية أو ماشية» . [ص:49]
وله «إلا كلبَ ماشية أو صيد، نقص من عمله كلَّ يوم قيراط» قال عبد الله: قال أبو هريرة: «أو كلبَ حَرْث» .
وفي أخرى: «أيُّما أهل دار اتخذوا كلباً، إلا كلبَ ماشية، أو كلباً صائداً، نقص من عملهم كل يوم قيراطان» .
وفي أخرى: «مَن اتَّخَذَ كلباً - إلا كلب زرع أو غنم أو صيد - نقص من أجره كل يوم قيراط» .
وأخرج «الموطأ» والترمذي والنسائي الرواية الثانية.
وأخرج النسائي الأولى إلى قوله: «قيراطان» وأخرج الثانية من روايتي مسلم.
وله في أخرى قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «من اقْتَنى كلباً، نقص من أجره كل يوم قيراطان، إلا ضارياً، أو صاحبَ ماشية» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ضارياً) كلبٌ ضار: مُعَوَّدٌ بالصيد، ضَرِيَ الكلب: إذا تعوَّد بالصيد، وأضراه صاحبه، أي: عَوَّدَه، وأضراه به، أي: أغراه أيضاً.
(ماشية) الماشية: السائمة.
__________
(1) رواه البخاري 9 / 525 في الصيد، باب من اقتنى كلباً ليس بكلب صيد أو ماشية، ومسلم رقم (1574) في المساقاة، باب الأمر بقتل الكلاب وبيان نسخه، والموطأ 2 / 969 في الاستئذان، باب ما جاء في أمر الكلاب، والترمذي رقم (1487) في الأحكام والفوائد، باب من أمسك كلباً ما ينقص من أجره، والنسائي 7 / 187 في الصيد، باب الرخصة في إمساك الكلب للماشية، وباب الرخصة في إمساك الكلب للصيد، وباب الرخصة في إمساك الكلب للحرث.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مالك -الموطأ (600) . وأحمد (2/4) (4479) قال: حدثنا إسماعيل، قال: حدثنا أيوب، وفي (2/55) (5171) قال: حدثنا يحيى، عن عبيد الله. وفي (2/101) (5775) قال: حدثنا محمد بن عببيد، قال: حدثنا عبيد الله. وفي (2/113) (5925) قال: حدثنا إسحاق، قال: أخبرنا مالك. وفي (2/147) (6342) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر، عن أيوب. والبخاري (7/112) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: أخبرنا مالك. ومسلم (5/36) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: قرأت على مالك. والترمذي (1487) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن أيوب. والنسائي (7/188) قال: أخبرنا قتيبة قال: حدثنا الليث.
أربعتهم - مالك وأيوب، وعبيد الله، والليث - عن نافع، فذكره.
في رواية إسحاق، عن مالك، زاد في أوله: «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أمر بقتل الكلاب ... » .
وفي رواية محمد بن عبيد، عن عبيد الله، زاد في آخره: «.... وكان يأمر بالكلاب أن تقتل» .
وفي رواية إسماعيل، عن أيوب عند أحمد، زاد: فقيل له: إن أبا هريرة يقول: وكلب حرث أنى لأبي هريرة حرث.
وعن سالم عن أبيه، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، قال: «من اقتنى كلبا إلا كلب صيد، أو ماشية، نقص من أجره كل يوم قيراطان» .
1- أخرجه الحميدي (632) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (2/8) (4549) قال: حدثنا سفيان. وفي (2/147) (6342) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر. ومسلم (5/37) قال: حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة، وزهير بن حرب، وابن نمير، قالوا: حدثنا سفيان، والنسائي (7/188) قال: أخبرنا عبد الجبار بن العلاء، عن سفيان.
كلاهما - سفيان ومعمر - عن الزهري.
2-وأخرجه أحمد (2/47) (5073) قال: حدثنا ابن نمير، وفي (2/60) (5253) قال: حدثنا وكيع وفي (2/156) (6443) قال: حدثنا عبد الله بن الحارث. والبخاري (7/112) قال: حدثنا المكي بن إبراهيم. ومسلم (5/37) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن قال: أخبرنا وكيع، والسنائي (7/186) قال: أخبرنا سويد بن نصر بن سويد، قال: أنبأنا عبد الله، وهو ابن المبارك.
خمستهم - ابن نمير، ووكيع، وعبد الله بن الحارث، والمكي بن إبراهيم، وعبد الله بن المبارك - عن حنظلة ابن أبي سفيان.
3- وأخرجه مسلم (5/37) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، ويحيى بن أيوب، وقتيبة، وابن حجر. والنسائي (7/189) قال: أخبرنا علي بن حجر.
أربعتهم - يحيى بن يحيى، ويحيى بن أيوب، وقتيبة، وعلي بن حجر - عن إسماعيل بن جعفر، قال: حدثنا محمد بن أبي حرملة.
4- وأخرجه مسلم (5/37) قال: حدثنا داود بن رشيد، قال: حدثنا مروان بن معاوية،. قال: أخبرنا عمر بن حمزة بن عبد الله بن عمر.
أربعتهم - الزهري، وحنظلة بن أبي سفيان، ومحمد بن أبي حرملة، وعمر بن حمزة - عن سالم بن عبد الله، فذكره.
في رواية محمد بن أبي حرملة: «من اقتنى كلبا إلا كلب ماشية، أو كلب صيد، نقص من عمله كل يوم قيراط» . قال عبد الله: وقال أبو هريرة: «أو كلب حرث» .
(*) وفي رواية حنظلة بن أبي سفيان، عند مسلم: قال سالم: وكان أبو هريرة يقول: «أو كلب حرث» وكان صاحب حرث.
وعن عبد الله بن دينار، أنه سمع ابن عمر، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من اقتنى كلبا، إلا كلب ضايبة، أو ماشية، نقص من علمه كل يوم قيراطان» .
أخرجه الحميدي (633) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (2/37) (4944) قال: حدثنا سفيان. وفي (2/60) (5254) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان، والدرمي (2010) قال: أخبرنا أبو نعيم، قال: حدثنا سفيان. والبخاري (7/112) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا عبد العزيز بن مسلم. ومسلم (5/37) قال: حدثنا يحيى بن يحيى ويحيى بن أيوب، وقتيبة، وابن حجر. قال يحيي ابن يحيى: أخبرنا. وقال الآخرون: حدثنا إسماعيل، وهو ابن جعفر.
أربعتهم - سفيان بن عيينة، وسفيان الثوري، وعبد العزيز بن مسلم، وإسماعيل بن جعفر - عن عبد الله ابن دينار، فذكراه.
وعن أبي الحكم، قال سمعت ابن عمر يحدث عن النبي -صلى الله عليه وسلم-. قال: «من اتخذ كلبا، إلا كلب زرع، أو غنم، أو صيد، ينقص من أجره كل يوم قيراط» .
أخرجه أحمد (2/27) (4813) قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا همام بن يحيى. وفي (2/79) (5505) قال: حدثنا محمد، قال: حدثنا شعبة. ومسلم (5/37) قال: حدثنا محمد بن المثنى، وابن بشار قالا: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة.
كلاهما - همام، وشعبة - عن قتادة، عن أبي الحكم البجلي، فذكره.
وعن جابر، قال: أخبرني ابن عمر، أنه سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «من أمسكه، نقص من أجره كل كل يوم قيرطان» .
أخرجه أحمد (2/71) (5393) قال: حدثنا حسن، قال: حدثنا ابن لهيعة قال: حدثنا أبو الزبير، قال: سألت جابرا عن إمساك الكلب؟ فقال: أخبرني ابن عمر، فذكره.(7/48)
5013 - (خ م د ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ أمْسَكَ كلباً، فإنه ينقص كلَّ يوم من عمله قيراط، إلا كلبَ حَرْث أو ماشية» أخرجه البخاري ومسلم.
ولمسلم: أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال: «من اقتنى كلباً ليس بكلب صيد، ولا ماشية، ولا أرض، فإنه ينقص من أجره قيراطان كلَّ يوم» .
وفي أخرى له: «من اتخذ كلباً - إلا كلبَ ماشية أو صيد أو زرع - انتقص من أجره كلَّ يوم قيراط» . قال الزهري: فذكر لابن عمر قول أبي هريرة، فقال: يَرْحَمُ الله أبا هريرة، كان صاحبَ زَرْع.
وفي أخرى: «ومن اتخذ كلباً - ليس بكلبِ صيد ولا غنم - نقص من عمله كلَّ يوم قيراط» .
وأخرج أبو داود روايةَ مسلم الثانية، إلى قوله: «قيراط» وكذلك الترمذي والنسائي، وأخرج النسائي الأولى من روايات مسلم أيضاً (1) .
__________
(1) رواه البخاري 5 / 4 في الحرث والمزارعة، باب اقتناء الكلب للحرث، وفي بدء الخلق، باب قول الله تعالى: {وبث فيها من كل دابة} ، ومسلم رقم (1575) في المساقاة، باب الأمر بقتل الكلاب وبيان نسخه وبيان تحريم اقتنائها، وأبو داود رقم (2844) في الصيد، باب في اتخاذ الكلب للصيد وغيره، والترمذي رقم (1490) في الأحكام والفوائد، باب ما جاء فيمن أمسك كلباً ما ينقص من أجره، والنسائي 7 / 188 و 189 في الصيد، باب الرخصة في إمساك الكلب للحرث.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (2/267) .ومسلم (5/38) قال: حدثنا عبد بن حميد، وأبو داود (2844) قال: حدثنا الحسن بن علي، والترمذي (1490) قال: حدثنا الحسن بن علي الحلواني وغير واحد. والنسائي (7/189) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم.
أربعتهم - أحمد بن حنبل، وعبد بن حميد،والحسن، وإسحاق - عن عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر، عن الزهري.
2-وأخرجه أحمد (2/425) قال: حدثنا إسماعيل. قال: أخبرنا هشام الدستوائي. وفي (2/473) قال: حدثنا يحيي، عن هشام. والبخاري (3/135) قال: حدثنا معاذ بن فضالة، قال:حدثنا هشام. وفي (4/158) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. قال: حدثنا همام. ومسلم (5/38) قال: حدثني زهير بن حرب. قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم. قال: حدثنا هشام الدستوائي. (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم قال: أخبرنا شعيب بن إسحاق قال: حدثنا الأوزاعي (ح) وحدثنا أحمد بن النذر. قال: حدثنا عبد الصمد. قال: حدثنا حرب. وابن ماجة (3204) قال: حدثنا هشام بن عمار. قال: حدثنا الوليد بن مسلم. قال: حدثنا الأوزاعي.
أربعتهم - هشام وهمام و، الأوزاعي، وحرب بن شداد - عن يحيى بن أبي كثير.
كلاهما - الزهري، ويحيى بن أبي كثير - عن أبي سلمة.. فذكره.
(*) في رواية همام، والأوزاعي عند مسلم: قال يحيى بن أبي كثير: حدثني أبو سلمة.
وعن حيان،عن أبي هريرة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «من اتخذ كلبا ليس بكلب زرع، ولا صيد، ولا ماشية، فإنه ينقص من أجره كل يوم قيراط» .
قال سليم: وأحسبه قد قال: والقيراط مثل أحد.
أخرجه أحمد (2/354) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا سليم بن حيان. قال:سمعت أبي. فذكره.
وعن أبي رزين. قال: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسو ل الله -صلى الله عليه وسلم-: «من اتخذ كلبا ليس بكلب صيد ولا غنم، نقص من علمه كل يوم قيراط» .
أخرجه مسلم (5/38) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا عبد الواحد، يعني ابن زياد، عن إسماعيل بن سميع، قال: حدثنا أبو زرين فذكره.
وعن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «من اقتنى كلبا ليس بكلب صيد ولا ماشية ولا أرض، فإنه ينقص من أجره قيراطان كل يوم» .
أخرجه مسلم (5/37) قال: حدثني أبو الطاهر وحرملة. والنسائي (7/189) قال: أخبرنا وهب بن بيان.
ثلاثتهم - أبو الطاهر أحمد بن عمرو، وحرملة بن يحيى، ووهب - عن ابن وهب. قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب، فذكره.(7/50)
5014 - (خ م ط س) سفيان بن أبي زهير [الأزدي]- رضي الله عنه -: هو رجل من أزْدِ شَنُوءَةَ، قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «من اقتنى [ص:51] كلباً لا يُغني عنه زرعاً ولا ضَرعاً، نقَص من عمله كل يوم قيراط، قيل له: أنتَ سمعتَ هذا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم-؟ قال: إي وربِّ هذا المسجد» .
وفي رواية: «إي وربِّ هذه القِبْلة» . أخرجه البخاري ومسلم.
وأخرجه «الموطأ» والنسائي، وقالا: «وربِّ هذا المسجد» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ضَرْعاً) الضَّرْع: ضَرْع الشاة، وهو بمنزلة الثدي للمرأة، فكنى به عن الشاة وغيرها من المواشي، وهي البقر والإبل والغنم.
__________
(1) رواه البخاري 5 / 6 في الحرث والمزارعة، باب اقتناء الكلب للحرث، وفي بدء الخلق، باب قول الله تعالى: {وبث فيها من كل دابة} ، ومسلم رقم (1576) في المساقاة، باب الأمر بقتل الكلاب وبيان نسخه، والموطأ 2 / 969 في الاستئذان، باب ما جاء في أمر الكلاب، والنسائي 7 / 188 في الصيد، باب الرخصة في إمساك الكلب والماشية للحرث.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1-أخرجه مالك (الموطأ) صفحة (600) . وأحمد (5/219) قال: حدثنا حماد بن خالد، وفي (5/220) قال: حدثنا روح. والدارمي (2011) قال: حدثنا الحكم بن المبارك، والبخاري (3/136) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. ومسلم (5/38) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. وابن ماجة (3206) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا خالد بن مخلد.
ستتهم - حماد بن خالد، وروح بن عبادة، والحكم، وعبد الله بن يوسف، ويحيى، وخالد بن مخلد - عن مالك بن أنس.
2-وأخرجه البخاري (4/158) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة قال: حدثنا سليمان.
3- وأخرجه مسلم (5/39) قال: حدثنا يحيى بن أيوب، وقتيبة، وابن حجر. والنسائي (7/187) قال: أخبرنا علي بن حجر بن إياس بن مقاتل بن مشمر بن خالد السعدي.
ثلاثتهم - يحيى بن أيوب، وقتيبة، وعلى بن حجر - قالوا: حدثنا إسماعيل وهو ابن جعفر.
ثلاثتهم - مالك، وسليمان بن بلال، وإسماعيل - عن يزيد بن خصيفة أن السائب بن يزيد أخبره، فذكره.(7/50)
5015 - (س) عبد الله بن مغفل - رضي الله عنه - أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «من اتخذ كلباً، إلا كلبَ صيد أو ماشية أو زَرْع نقص من أجره كلَّ يوم قيراط» . أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 7 / 188 و 189 في الصيد، باب الرخصة في إمساك الكلب للحرث، وهو حديث صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
حسن لشواهده:
رواه الحسن، عن عبد الله بن مغفل، قال ولفظه: «إني لممن يرفع أغصان الشجرة عن وجه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو يخطب. فقال: لولا أن الكلاب أمة من الأمم لأمرت بقتلها فأقتلوا منها كل أسود بهيم، وما من أهل بيت يرتبطون كلبا إلا نقص من عملهم كل يوم قيراطا، إلا كلب صيد، أو كلب حرث، أو كلب غنم» .
أخرجه أحمد (4/85) قال: حدثنا إسماعيل، قال: أخبرنا يونس. وفي (5/54) قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا أبو سفيان (ح) وابن جعفر، قال: حدثنا عوف. وفي (5/54) قال:حدثنا وكيع عن أبي سفيان بن العلاء. وفي (5/56) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا عوف. وفي (5/56) قال: حدثنا عبد الصمد، قال: حدثنا الحكم بن عطية. وفي (5/56) قال:حدثنا عبد الأعلى، عن يونس. وفي (5/57) قال: حدثنا سعيد بن عامر، عن سعيد، عن قتادة، والدارمي (2014) قال: أخبرنا سعيد ابن عامر، قال: حدثنا عوف. وعبد بن حميد (502) قال: حدثني سعيد بن عامر، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، وفي (503) قال: حدثنا سعيد بن عامر وهوذة، عن عوف، وأبو داود (2845) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يزيد قال: حدثنا يونس. وابن ماجة (3205) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أحمد بن عبد الله عن أبي شهاب، قال: حدثني يونس بن عبيد، والترمذي (1486) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا هشيم، قال: أخبرنا منصور بن زاذان، ويونس بن عبيد، وفي (1489) قال: حدثنا عبيد بن أسباط بن محمد القرشي، قال: حدثنا أبي، عن الأعمش، عن إسماعيل ابن مسلم. والنسائي (7/185) قال: أخبرنا عمران بن موسى، قال: حدثنا يزيد بن زريع، قال: حدثنا يونس. وفي (7/188) قال: أخبرنا محمد بن بشار، قال:حدثنا يحيى وابن أبي عدي ومحمد بن جعفر، عن عوف.
سبعتهم - يونس بن عبيد، وأبو سفيان وعوف والحكم بن عطية وقتادة، ومنصور بن زاذان، وإسماعيل بن مسلم - عن الحسن، فذكره.(7/51)
الكتاب العاشر: في الصفات
5016 - (م) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال: «قام فينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بخمس كلمات، فقال: إن الله لا ينامُ، ولا ينبغي له أن ينامَ، يَخْفِض القِسْطَ ويرفَعُه (1) ، يُرْفَع إليه عملُ الليل قَبْلَ عَمَلِ النَّهار، وعملُ النَّهار قَبْل عمل الليل، حِجَابُه النُّورُ - وفي رواية: النارُ - لو كَشَفَهُ لأحْرَقتْ سُبُحات وجهه (2) ما انتهى إليه بصرُه من خلقه» . أخرجه مسلم (3) .
__________
(1) أي: يخفض الله الميزان ويرفعه بما يوزن من أعمال العباد المرتفعة، ويوزن من أرزاقهم النازلة.
(2) معنى سبحات وجهه: نوره وجلاله وبهاؤه.
(3) رقم (179) في الإيمان، باب في قوله عليه السلام: إن الله لا ينام.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (4/395) قال: حدثنا عبد الرحمن وابن جعفر، قالا: حدثنا شعبة. وفي (4/400) قال: حدثنا وكيع قال: حدثنا المسعودي. وفي (4/405) قال: حدثنا أبو معاوية، قال: حدثنا الأعمش. ومسلم (1/111) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو كريب، قالا: حدثنا أبو معاوية، قال: حدثنا الأعمش (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال أخبرنا جرير، عن الأعمش (ح) وحدثنا محمد بن المثنى وابن بشار، قال:حدثنا محمد بن جعفر. قال:حدثني شعبة. وابن ماجة (195) قال: حدثنا علي بن محمد، قالا: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش. وفي (196) قال: حدثنا علي بن محمد قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا المسعودي.
ثلاثتهم - شعبة، والمسعودي، والأعمش - عن عمرو بن مرة عن أبي عبيدة، فذكره.(7/52)
5017 - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا قاتَل أحدُكم فلْيَجْتَنبِ الوجْهَ، فإن الله تعالى خلق آدم على صورته» . أخرجه مسلم.
وأخرج البخاري إلى قوله: «الوجه» (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (2612) في البر والصلة، باب النهي عن ضرب الوجه، والبخاري 5 / 132 في العتق، باب إذا ضرب العبد فليجتنب الوجه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: تقدم في حرف الحاء، كتاب الحدود، انظر فهرس الأطراف.(7/52)
5018 - (م) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «إن قُلُوبَ بني آدم بين إصبعين من أصابع الرحمن، كقلب واحد، يُصَرِّفُه حيث شاء» ، ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «اللهمَّ مُصَرِّفَ القلوب ثَبِّتْ قلوبَنَا على طاعتك» . أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (2654) في القدر، باب تصريف الله تعالى القلوب كيف شاء.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: تقدم تخريجه في حرف الدال، كتاب الدعاء.(7/53)
5019 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يُكْثِرُ أن يقولَ: يا مُقَلِّبَ القلوب ثبِّتْ قلبي على دِينِكَ، فقلتُ: يا رسول الله، قد آمنَّا بكَ، وبما جئتَ به، فهل تخاف علينا؟ قال: نعم، إن القلوبَ بين إصبعين من أصابع الرحمن، يُقلِّبها كيف يشاءُ» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2141) في القدر، باب ما جاء في أن القلوب بين أصبعي الرحمن، وإسناده حسن، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، قال: وفي الباب عن النواس بن سمعان، وأم سلمة، وعائشة، وأبي ذر.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: تقدم تخريجه في حرف الدال، كتاب الدعاء.(7/53)
5020 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: «سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقرأ هذه الآية: {إنَّ الله يأْمُرُكُمْ أنْ تُؤَدُّوا الأمَانَاتِ إلى أهْلِها وَإذَا حَكَمْتُمْ بَينَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالعَدْلِ إنَّ اللهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إنَّ اللهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً} [النساء: الآية 58] ورأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يضع إبْهامَه على أذُنَيه والتي تليها على عينيه» . أخرجه أبو داود (1) . [ص:54]
وقد تقدَّم فيما مضى من الكتاب، وسيجيء فيما يرد منه أحاديثُ تتضمن أشياءَ من الصفات: كالنفس، واليد، والقَدَم، والرُّوح، والكلام، والسمع، والبصر، إلا أن تلك الأحاديث هي بمواضعها التي هي فيه أولى، فلم نذكرها هاهنا، واقتصرنا على ذِكْر هذه الأحاديث في هذا الكتاب مفرداً، لئلا يخلوَ الكتاب من شيء مفرد في أحاديث الصفات، والله أعلم.
ترجمة الأبواب التي أولها صاد ولم ترد في حرف الصاد
(الصلاة على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -) في كتاب الدعاء، من حرف الدال.
(الصُّوَر) في كتاب الزينة، من حرف الزاي.
(الصراط) في كتاب القيامة، من حرف القاف.
__________
(1) رقم (4728) في السنة، باب في الجهمية، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبوداود (4728) قال: حدثنا علي بن نصر ومحمد بن يونس النسائي المعنى، قالا: حدثنا عبد الله بن يزيد المقرئ. قال: حدثنا حرملة يعني ابن عمران، قال: حدثني أبو يونس، سليم بن جبير، مولى أبي هريرة فذكره.(7/53)
بسم الله الرحمن الرحيم
حرف الضاد، وفيه كتابان: كتاب الضِّيافة، وكتاب الضَّمان
الكتاب الأول: في الضِّيافة
5021 - (د) أبو كريمة - المقدام بن معد يكرب الكندي - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «لَيلَةُ الضَّيفِ حَقّ على كل مسلم، فمن أصْبَحَ بفِنائه فهو عليه دَيْن، إن شاء اقْتَضَى، وإن شاء ترك» (1) .
وفي رواية: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «أيُّما رَجل أضَافَ قوماً، فأصبح الضَّيْفُ محروماً، فإنَّ نصره حَقٌّ على كل مسلم حتى يأخذَ بِقِرَى ليلةٍ من زرعه وماله» أخرجه أبو داود (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(القِرَى) : نُزُل الضيف، وهو ما يُعَدُّ له ويحضر له من طعام وشراب ونحوه. [ص:56]
(فإن نَصْرَه حقٌّ على كل مسلم) قال: يشبه أن يكون هذا في المضطر الذي لا يجد ما يأكل، ويخاف التلف على نفسه من الجوع، فإن كان بهذه الصفة، كان له أن يأكل من مال أخيه المسلم بقدر حاجته الضرورية وعليه الضمان.
__________
(1) رقم (3750) في الأطعمة، باب ما جاء في الضيافة، وإسناده صحيح.
(2) رقم (3751) في الأطعمة، باب ما جاء في الضيافة، ورواه أيضاً الدارمي 2 / 98 في الأطعمة، باب في الضيافة، وفي سنده سعيد بن أبي المهاجر، أو سعيد بن المهاجر، وهو مجهول، لم يوثقه غير ابن حبان، وباقي رجاله ثقات، أقول: ولكن للحديث شواهد بمعناه يقوى بها.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (4/131) قال: حدثنا حجاج. وفي (4/133) قال: حدثنا محمد ابن جعفر. وفي (4/133) قال: حدثنا عبد الصمد. والدارمي (2043) قال: أخبرنا يزيد بن هارون. وأبو داود (3751) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى.
خمستهم - حجاج، ومحمد بن جعفر، وعبد الصمد، ويزيد ويحيى - عن شعبة، قال سمعت أبا الجودي، يحدث عن سعيد بن المهاجر، فذكره
(*) في رواية أبي داود: سعيد بن أبي المهاجر.(7/55)
5022 - (خ م د ت) عقبة بن عامر - رضي الله عنه - قال: «قلتُ للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، إنك تَبْعَثُنا، فننزل بقوم فلا يَقْرُوننا، فما ترى؟ فقال لنا [رسول الله - صلى الله عليه وسلم-] : إن نَزَلْتُم بقوم فأمَرُوا لكم بما ينبغي للضيف فاقْبَلُوا، فإن لم يفعلوا، فخذوا منهم حق الضيف الذي ينبغي لهم» .
أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود.
وفي رواية الترمذي قال: قلتُ: يا رسول الله، إنا نَمُرُّ بقوم فلا يُضَيِّفونا، ولا [هم] يُؤَدُّونَ ما لنا عليهم من الحق، ولا نحن نأخُذُ منهم؟ فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: «إنْ أبَوْا إلا أنْ تأخُذُوا منهم كُرهاً فخُذُوه» .
قال الترمذي: وكان عمرُ يأمر بنحو هذا، قال: ومعنى هذا الحديث: أنهم كانوا يخرجون في الغَزْو، فيَمُرُّون بقوم ولا يجدون من الطعام ما يشترون بالثمن، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم-: «إن أبَوْا [أن يبيعوا] إلا أنْ تأخُذُوا كُرهاً فخُذُوا» هكذا رُوي في بعض الحديث مُفَسَّراً (1) .
__________
(1) رواه البخاري 10 / 442 في الأدب، باب إكرام الضيف وخدمته إياه بنفسه، وفي المظالم، [ص:57] باب قصاص المظلوم إذا وجد مال ظالمه، ومسلم رقم (1727) في اللقطة، باب الضيافة ونحوها، وأبو داود رقم (3752) في الأطعمة، باب ما جاء في الضيافة، والترمذي رقم (1589) في السير، باب ما يحل من أموال الذمة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (4/149) قال: حدثنا حجاج، قال: أخبرنا ليث، والبخاري (3/172) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: حدثنا الليث. وفي (8/39) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا الليث وفي الأدب المفرد (745) قال: حدثنا عبد الله بن صالح، قال: حدثني الليث. ومسلم (5/138) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا ليث (ح) وحدثنا محمد بن رمح، قال: أخبرنا الليث. أبو داود (3752) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد قال: حدثنا الليث. وابن ماجة (3676) قال: حدثنا محمد بن رمح، قال: حدثنا أنبأنا الليث، والترمذي (1589) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا ابن لهيعة.
كلاهما - ليث، وابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير، فذكره.(7/56)
5023 - (ت) عوف بن مالك - رضي الله عنه - قال: «قلتُ يا رسول الله، الرَّجُل أمُرُّ به فلا يَقْريني، ولا يُضيفني، ثم يَمُرُّ بي أفَأجْزيه؟ قال: لا، بل اقْرِهِ، قال: ورآني رَثَّ الثِّياب، فقال: هل لك من مال؟ قلتُ: من كُلِّ المال قد أعطاني الله: من الإبل، والغنم، قال: فَلْيُرَ عليك» أخرجه الترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(رثَّ الثياب) الثياب الرَّثة: الخَلقة الرديئة.
__________
(1) رقم (2007) في البر والصلة، باب ما جاء في الإحسان والعفو، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 3 / 473 و 474، وهو حديث صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (3/473) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. وفي (3/473) قال:حدثنا محمد بن جعفر. قال:حدثنا شعبة. (3/473) . قال: حدثنا وكيع،قال: حدثنا أبي. وإسرائيل. وفي (3/473) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا شعبة. وفي (4/137) قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا شريك بن عبد الله. وفي (4/137) قال:حدثنا أسود بن عامر،قال:حدثنا شريك. وفي (4/137) قال: حدثنا أبو أحمد، قال: حدثنا سفيان. وأبو داود (4063) قال: حدثنا النفيلي،قال: حدثنا زهير. والترمذي (2006) قال:حدثنا بندار، وأحمد بن منيع، ومحمود بن غيلان قالوا: حدثنا أبو أحمد الزبيري، عن سفيان. والنسائي (8 /180) قال: أخبرنا أبو كريب محمد بن العلاء، قال: حدثنا أبو بكر بن عياس. وفي (8/181) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان، قال:حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا زهير. وفي (8/196) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: حدثنا محمد بن يزيد، قال: حدثنا إسماعيل بن أبي خالد.
تسعتهم - معمر، وشعبة، والجراح بن مليح، والد وكيع، وإسرائيل، وشريك، وسفيان، وزهير، وأبو بكر بن عياش، وإسماعيل بن أبي خالد - عن أبي إسحاق،عن أبي الأحوص، فذكره.
(*) اللفظ لعفان عن شعبة، عند أحمد (3/473) .
(*) وأخرجه أحمد (3/473) قال: حدثنا بهز بن أسد. قال:حدثنا حماد بن سلمة. قال: أخبرنا عبد الملك بن عمير، عن أبي الأحوص، أن أباه أتى النبي -صلى الله عليه وسلم-....فذكر نحوه مختصرا (مرسل) .
قلت: وقع في الأصل (عوف بن مالك -رضي الله عنه-) ، إنما هو عن أبيه.(7/57)
5024 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه - أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «الضِّيَافَةُ ثَلاَثَةُ أيام، فما سِوَى ذلك فهو صدقة» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (3749) في الأطعمة، باب ما جاء في الضيافة، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/288) قال: حدثنا سويد بن عمرو. قال: حدثنا أبان قال: حدثنا يحيى. وفي (2/431) قال: حدثنا يحيى، عن محمد بن عمرو، والبخاري في الأدب المفرد (742) قال: حدثنا موسى ابن إسماعيل بن قال: حدثنا أبان بن يزيد قال: حدثنا يحيى، هو ابن أبي كثير.
كلاهما - يحيى بن أبي كثير، ومحمد بن عمرو - عن أبي سلمة، فذكره.
-واللفظ المذكور، رواه أبو صالح عنه: أخرجه أحمد (2/354) قال:حدثنا حسن بن موسى. وأبو داود (3749) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل ومحمد بن محبوب.
ثلاثتهم - حسن، وموسى، ومحمد - عن حماد بن سلمة، عن عاصم بن بهدلة، عن أبي صالح، فذكره.(7/57)
5025 - (خ م ط ت د) أبو شريح العدوي -[ويقال له: الخزاعي والكعبي]-رضي الله عنه - قال: «سَمِعَتْ أُذُنَايَ، وأبْصَرَتْ عَيْنَايَ، ووَعَاهُ قَلْبي، حين تكلَّم به رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: مَنْ كان يؤمِنُ بالله واليوم الآخر فَلْيُكْرِمْ ضَيفَهُ جَائِزَتَه، قالوا: وما جَائِزَتُه يا رسول الله؟ [ص:58] قال: يومُهُ ولَيْلَتُهُ، والضِّيَافَةُ ثلاثةُ أيام، فما كان وراءَ ذلك فهو صدقة عليه وقال: ومن كان يُؤمن بالله واليوم الآخر فَلْيَقُل خيراً أو لِيَصْمُتْ» .
زاد في رواية: «ولا يَحِلُّ لرجل مسلم أن يُقيمَ عند أخيه حتى يُؤثِمَه، قالوا: يا رسول الله، وكيف يُؤثِمُهُ؟ قال: يُقيمُ عنده ولا شيءَ له يَقْرِيه به» .
وفي رواية: أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فَلْيُحْسِنْ إلى جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فَلْيُكرم ضَيفَه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو لِيَسْكتْ» .
أخرج البخاري ومسلم الأولى، وأخرج مسلم الثانية.
وفي رواية «الموطأ» قال: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو لِيَسْكت، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليُحْسن إلى جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، جائزتُه يوم وليلة، وضِيَافَتُهُ ثلاثة أيام، فما كان بعد ذلك فهو صدقة، ولا يَحِلُّ له أنْ يَثْوِيَ عنده حتى يُحْرِجه» .
وأخرج الترمذي الأولى إلى قوله: «أو ليصمت» وقال: «أو ليسكت» .
وله في أخرى، أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «الضِّيَافَةُ ثلاثة أيام، وجائزتُهُ [ص:59] يوم وليلة، وما أنْفَقَ عليه بعد ذلك فهو صدقة، ولا يحِلُّ له أنْ يَثْوِيَ عنده حتى يُحْرِجَهُ» .
ومعنى قوله: «لا يَثْوِي عنده» : يعني: الضيف، لا يُقيم عنده حتى يشتدَّ على صاحب المنزل، والحرجُ: هو الضِّيق، فقوله: «حتى يُحرجه» أي: حتى يُضَيِّق عليه.
وفي رواية أبي داود: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليُكرِم ضيفَه، جائزتُه يوم وليلة، والضِّيَافَةُ ثلاثةُ أيام، وما بعد ذلك فهو صدقة، ولا يحلُّ له أنْ يَثْوِيَ عنده حتى يُحْرِجه» .
قال أبو داود: سئل مالك عن قول النبي - صلى الله عليه وسلم-: «جائزته يوم وليلة» ؟ فقال: يُكرمُه ويُتْحِفُهُ، ويحفَظُهُ يوماً وليلة، وثلاثةَ أيام ضِيَافَة (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(جائزته) الجائزة: العطية، أي: يقري الضيف ثلاثة أيام، ثم يعطي ما يجوز به مسافة يوم وليلة، والجيزة: قدر ما يجوز به المسافر من منهل إلى منهل. قال الخطابي: سئل مالك بن أنس عنه، فقال: يكرمه ويتحفه ويحفظه [ص:60] يوماً وليلة، وثلاثة أيام ضيافة، قال الخطابي: يريد أنه يتكلف له في اليوم الأول مما اتسع له من بِرٍّ وألطاف، ويقدم له في اليوم الثاني ما كان بحضرته، ولا يزيد على عادته، فإذا جاوز الثلاث، فما كان بعد ذلك فهو صدقة ومعروف، إن شاء فعل، وإن شاء ترك، وإنما كره له المقام بعد ذلك لئلا يضيق صدره بمقامه، فتكون الصدقة على وجه المنِّ والأذى.
(لايثوي) ثوى بالمكان: إذا أقام فيه.
(يُؤثِمه) : يوقعه في الإثم، لأنه إذا أقام أقام عنده، ولم يقْرِه، أثم بذلك.
__________
(1) رواه البخاري 10 / 441 في الأدب، باب إكرام الضيف وخدمته، وباب من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره، وفي الرقاق، باب حفظ اللسان، ومسلم رقم (48) في اللقطة، باب الضيافة ونحوها، والموطأ 2 / 929 في صفة النبي صلى الله عليه وسلم، باب جامع ما جاء في الطعام والشراب، وأبو داود رقم (3748) في الأطعمة، باب ما جاء في الضيافة، والترمذي رقم (1968) و (1969) في البر، باب ما جاء في الضيافة وغاية الضيافة إلى كم هي.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مالك (الموطأ) صفحة (578) . والحميدي (576) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا ابن عجلان، وأحمد (4/31) قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا عبد الحميد بن جعفر. وفي (4/31) قال: حدثنا حجاج وأبو كامل، قالا: حدثنا ليث يعني ابن سعد، وفي (6/385) قال: حدثنا يحيى بن سعيد قال: حدثنا مالك وفي (6/385) قال: حدثنا محمد بن بكر، قال: حدثنا عبد الحميد، وعبد بن حميد (482) قال: أخبرنا محمد بن بكر البرساني قال: حدثنا عبد الحيمد بن جعفر، والدارمي (2041) قال: أخبرنا يزيد بن هارون قال: حدثنا محمد بن إسحاق، والبخاري (8/13) وفي الأدب المفرد (741) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: حدثنا الليث، وفي (8/39) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا قال: أخبرنا مالك، وفي (8/39) ، وفي الأدب المفرد (743) قال: حدثنا إسماعيل قال: حدثني مالك وفي (8/125) قال: حدثنا أبو الوليد، قال: حدثنا ليث ومسلم (5/137) ، قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا ليث وفي (5/138) قال: حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء، قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا عبد الحميد بن جعفر (ح) وحدثنا محمد بن المثنى. قال: حدثنا أبو بكر، يعني الحنفي، قال حدثنا عبد الحميد بن جعفر، وأبو داود (3748) ، قال: حدثنا القعنبي، عن مالك، وابن عن ابن عجلان ماجة (3675) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال حدثنا سفيان بن عيينة والترمذي (1967) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا الليث بن سعد وفي (1968) ، قال: حدثنا ابن أبي عمر قال: حدثنا سفيان، عن ابن عجلان، والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف: 9/12056) عن قتيبة، عن ليث (ح) وعن علي بن شعيب، عن معن بن عيسى، عن مالك (ح) ، وعن الحارث بن مسكين، عن ابن القاسم، عن مالك (ح) وعن محمد بن منصور، عن سفيان، عن ابن عجلان.
خمستهم - مالك، ومحمد بن عجلان، وعبد الحميد بن جعفر، وليث بن سعد، ومحمد بن إسحاق - عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، فذكره.
(*) الروايات مطوله ومختصرة، وأثبتنا رواية مالك في الموطأ.
وعن نافع بن جبير، عن أبي شريح الخزاعي، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:
«من كان يومن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليسكت» .
أخرجه الحميدي (575) قال: حدثنا سفيان، وأحمد (4 / 31) قال: حدثنا روح بن عبادة، قال: أخبرنا زكريا بن إسحاق وفي (6/384) قال: حدثنا سفيان والدارمي (2042) قال: أخبرنا عثمان بن محمد، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، والبخاري في الأدب المفرد (102) قال: حدثنا صدقة قال: أخبرنا ابن عيينة ومسلم (1/50) قال: حدثنا زهير بن حرب ومحمد بن عبد الله بن نمير جميعا عن ابن عيينة، وابن ماجه (3672) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، «والنسائي» في الكبرى (تحفة الأشراف) (9/12056) عن عبيد الله بن سعيد، عن سفيان.
كلاهما - سفيان بن عيينة، وزكريا بن إسحاق -عن عمرو بن دينار، عن نافع بن جبير بن مطعم فذكره. وعن المقبري عن أبي شريح الكعبي أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن. قالوا: وما ذاك يا رسول الله؟ قال: الجار لا يأمن جاره بوائقه قالوا: يا رسول الله، وما بوائقه؟ قال: شره» .
أخرجه أحمد (4/31) قال: حدثنا حجاج، وفي (6/385) ، قال: حدثنا يزيد بن هارون. والبخاري 80/12) قال: حدثنا عاصم بن علي.
ثلاثتهم - حجاج، ويزيد بن هارون، وعاصم بن علي - عن ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري. فذكره(7/57)
الكتاب الثاني: في الضَّمان
5026 - (د) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: «إنَّ رجلاً لَزِمَ غريماً له بعشرة دنانير، فقال: ما أُفَارِقُك حتى تَقْضِيَ أو تأتيَ بحميل، فتحمَّل بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فأتاه بها من وجه غير مرضيّ، فقضاها رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عنه، وقال: الحميلُ غارِم» .
وفي رواية: فتحمَّل بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فأتاه بها، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «من أين أصَبْتَ هذا الذَّهَبَ؟ فقال: من مَعْدِن، فقال: لا حاجةَ لنا فيه، ليس فيها خَيْر، فقضاها عنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم-» أخرجه ... (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(بحمِيل) الحميل: الكفيل والضامن.
تمَّ حرف الضَّاد، والحمد لله وحده
ذكر الضَّحايا في كتاب الحج، من حرف الحاء
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وقد رواهما أبو داود في حديث واحد برقم (3328) في البيوع، باب في استخراج المعادن، وابن ماجة رقم (2406) في الصدقات، باب الكفالة، وهو حديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه عبد بن حميد (596) قال: حدثني القعنبي، وأبو داود (3328) قال:حدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي، وابن ماجة (2406) قال: حدثنا محمد بن الصباح.
كلاهما - القعنبي، ومحمد بن الصباح - قالا: حدثنا عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن عمرو بن أبي عمرو عن عكرمة، فذكره.(7/61)
بسم الله الرحمن الرحيم
حرف الطاء، ويشتمل على خمسة كتب: كتاب الطهارة، كتاب الطعام، كتاب الطّبِ والرُّقَى، كتاب الطَّلاق، كتاب الطِّيَرَة والعَدْوَى
الكتاب الأول: في الطهارة، ويشتمل على سبعة أبواب
الباب الأول: في المياه، وهي تسعة أنواع
[النوع] الأول: ماء البحر
5027 - (ط ت د س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: جاء رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: يا رسول الله، إنا نَرْكَبُ البحرَ، ومَعَنَا القليلُ من الماءِ، فإن توضَّأنَا به عَطِشنا، أفنتوضأ من ماءِ البحرِ؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «هو الطَّهُورُ ماؤه، الحِلُّ مَيْتَتُه» أخرجه «الموطأ» والترمذي وأبو داود والنسائي (1) . [ص:63]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الطهورة ماؤه) : الماء الطاهر: ليس بنجس، وقد يكون مطهِّراً كالماء المطلق، وغير مُطهِّر كالماء المستعمل في طهارة الحدث، فأما الطَّهُور فهو الطاهر المطهِّر، فإذا لم يكن مطهِّراً، فليس بطهور، و «فَعُول» من أبنية المبالغة، فكأنَّ هذا الماء قد انتهى في طهارته إلى الغاية.
__________
(1) رواه الموطأ 1 / 22 في الطهارة، باب الطهور للوضوء، وأبو داود رقم (83) في الطهارة، باب الوضوء بماء البحر، والترمذي رقم (69) في الطهارة، باب ما جاء في ماء البحر أنه طهور، والنسائي 1 / 176 في المياه، باب الوضوء بماء البحر، وهو حديث صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
حسن صحيح: أخرجه مالك في الموطأ (40) ، وأحمد (2/237) و (393) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي وفي (2/361) قال: حدثنا أبو سلمة، والدارمي (735 و 2017) قال: أخبرنا محمد بن المبارك وأبو داود (83) قال: حدثنا عبد الله بن سلمة، وابن ماجة (386) و (3246) قال: حدثنا هشام بن عمار، والترمذي (69) قال: حدثنا قتيبة (ح) وحدثنا الأنصاري إسحاق بن موسى، قال حدثنا معن، والنسائي (1/50و 176) ، وفي الكبرى (58) قال: أخبرنا قتيبة وفي (7/207) قال: أخبرنا إسحاق بن منصور، قال: حدثنا عبد الرحمن، وابن خزيمة (111) قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى الصدفي، قال: أخبرنا عبد الله بن وهب.
ثمانيتهم - عبد الرحمن بن مهدي، وأبو سليمة الخزاعي، ومحمد بن المبارك، وعبد الله بن مسلمة، وهشام ابن عمار، وقتيبة، ومعن، وعبد الله بن وهب - عن مالك بن أنس، عن صفوان بن سليم، عن سعيد بن سلمة من آل ابن الأرزق، عن المغيرة بن أبي بردة، وهو من بني عبد الدار، فذكره.
(*) أخرجه أحمد (2/378) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، عن ليث، عن الجلاح أبي كثير، عن المغيرة ابن أبي بردة، عن أبي هريرة، فذكره.
(*) وأخرجه الدارمي (734) قال: أخبرنا الحسن بن أحمد الحراني قال: حدثنا محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن يزيد بن أبي حبيب، عن الجلاح، عن عبد الله بن سعيد المخزومي، عن المغيرة ابن أبي برده، عن أبيه، عن أبي هريرة فذكر نحوه، وزاد فيه عن أبيه.
(*) وأخرجه أحمد (2/392) قال: حدثنا حسين قال: حدثنا أبو أويس قال: حدثنا صفوان بن سليم مولى حميد بن عبد الرحمن بن عوف، عن سعيد بن سلمة بن الأرزق المخزومي، عن أبي بردة بن عبد الله أحد بني عبد الدار بن قصي، عن أبي هريرة، فذكر نحوه.(7/62)
[النوع] الثاني: ماء البئر
5028 - (د ت س) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قيل: يا رسول الله، إنه يُستَقَى لك من بئر بُضاعة، وهي بئر تُلْقَى فيها لحوم الكلاب، وخِرَقُ المحائِضِ، وعَذِرُ الناس؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «إن الماءَ طهور لا يُنَجِّسُه شيء» .
وفي رواية قال: «قيل: يا رسول الله، أنتوضأُ من بئر بُضاعَةَ، وهي يُطْرَح فيها الحِيَضُ (1) ، ولحم الكلاب والنَّتْنُ؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «الماء طهُور لا يُنَجِّسه شيء» .
أخرجه أبو داود، وقال: سمعت قتيبة بن سعيد قال: سألتُ قَيِّمَ بئر بضَاعة عن عمقها؟ فقال: أكثر ما يكون الماء فيها إلى العَانَة، قلت: فإذا [ص:64] نقص؟ قال: دُون العورة» قال أبو داود: قَدَّرتُ بئر بضاعة بردائي - مَدَدتُهُ عليها، ثُمَّ ذَرَعْتُهُ - فإذا عرضُها: ستَّةُ أذْرُع، وسألتُ الذي فتح لي باب البُستان فأدخلني إليه: هل غُيِّرَ بناؤها عما كانت عليه؟ فقال: لا، ورأيت فيها ماء مُتَغَيِّر اللون.
وأخرج الترمذي والنسائي الرواية الثانية (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(عذر) العذرة: الغائط، والعذرُ جنس لها، وجمعها: العذرات.
__________
(1) أي الخرق التي يستثفر بها النساء، واحدتها: حيضة، بكسر الحاء.
(2) رواه أبو داود رقم (66) في الطهارة، باب ما جاء في بئر بضاعة، والترمذي رقم (66) في الطهارة، باب ما جاء أن الماء لا ينجسه شيء، والنسائي 1 / 174 في المياه، باب ذكر بئر بضاعة، وحسنه الترمذي، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 3 / 31 و 86، والدارمي وغيرهم، وهو حديث صحيح بطرقه وشواهده.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: رواه ابن أبي سعيد، عن أبيه: أخرجه أحمد 0 (3/15) قال: حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، والنسائي (1/174) قال: أخبرنا العباس بن عبد العظيم، قال: حدثنا عبد الملك بن عمرو.
كلاهما- عبد الصمد، عبد الملك - قال: حدثنا عبد العزيز بن مسلم، عن مطرف بن طريف، عن خالد ابن أبي نوف، عن سليط، عن ابن أبي سعيد الخدري، فذكره.
ورواه عبيد الله بن عبد الرحمن بن رافع، عن أبي سعيد.
1- أخرجه أحمد (3/31) ، وأبو داود (66) قال: حدثنا محمد بن العلاء، والحسن بن علي، ومحمد بن سليمان الأنباري، والترمذي (66) قال: حدثنا هناد، والحسن بن علي الخلال، وغير واحد، والنسائي (1/174) قال: أخبرنا هارون بن عبد الله.
ستتهم - أحمد، وابن العلاء، والحسن، والأنباري، وهناد، هارون بن عبد الله - قالوا: حدثنا أبو أسامة، قال: حدثنا الوليد بن كثير، عن محمد بن كعب.
2 - وأخرجه أحمد (3/86) قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثنا أبي، وأبو داود (67) قال: حدثنا أحمد ابن أبي شعيب، وعبد العزيز بن يحيى الحرانيان، قالا: حدثنا محمد بن سلمة.
كلاهما - إبراهيم بن سعد، والد يعقوب، ومحمد بن سلمة - عن محمد بن إسحاق، عن سليط بن أيوب بن الحكم الأنصاري.
3 - وأخرجه أحمد (3/86) قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثنا أبي، عن الوليد بن كثير، قال: حدثني عبد الله بن أبي سلمة.
ثلاثتهم- محمد بن كعب، وسليط وعبد الله بن أبي سلمة - عن عبيد الله بن عبد الرحمن بن رافع الأنصاري، فذكره.
(*) سماه أبو أسامة مرة (عبيد الله بن عبد الله بن رافع بن خديج) .(7/63)
[النوع] الثالث: في القُلَّتَين
5029 - (د ت س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: «سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وهو يُسألُ عن الماء يكون في الفَلاةِ من الأرض وما يَنُوبُهُ من الدَّواب والسِّباع؟ فقال: إذا كان الماءُ قُلَّتَيْن لم يحمل الْخَبَث» أخرجه أبو داود والترمذي.
وفي أخرى لأبي داود: «فإنه لا يَنجُس» . [ص:65]
وفي رواية النسائي قال: «سئِل رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عن الماء ... » وذكر الرواية الأولى (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يَنُوبه) ناب المكان وانتابه، ينوبه وينتابه: إذا تردَّد إليه مرة بعد مرة، ونَوْبَة بعد نَوْبَة.
(قُلَّتين) القُلَّة: إناء للعرب كالجرَّة الكبيرة، أو الحُبّ، وهي معروفة بالحجاز وهَجَر، تسع القُلَّة مَزَادة من الماء، وقد قدَّرها الفقهاء مائتين وخمسين رطلاً إلى ثلاثمائة.
(يَحْمِل الخبث) أي: يدفعه عن نفسه، كما يقال: فلان لا يحمل الضَّيم: إذا كان يأباه ويدفعه عن نفسه.
قال الخطابي: وقد استدل بهذا الحديث من يرى سُؤر السباع نجساً لقوله: «وما ينوبه من السِّباع» أي: يطرقه، ويرده، إذ لولا أن شرب السباع منه ينجسه لما كان لسؤالهم عنه ولا لجوابه إياهم بتقدير القُلَّتين معنى.
وقيل: معنى قوله: «لم يَحْمِل الخَبَث» أي: أنه إذا كان قُلَّتين لم يحتمل [ص:66] أن يكون فيه نجاسة، لأنه ينجس بوقوع الخبث فيه، فيكون على الأول قد قصد أول مقادير المياه التي لا تنجُس بوقوع النجاسة فيها، وهو ما بلغ القُلَّتين فصاعداً، وعلى الثاني: قصد آخر المياه التي تنجس بوقوع النجاسة فيها، وهو ما انتهى في القِلَّة إلى القُلَّتين، فحينئذ تكون القُلَّتان إذا وقعت فيهما النجاسة نجستين، فإذا زادتا على القُلَّتين احتملتا النجاسة، وهذا هو على خلاف المذهب، فإن من ذهب إلى تحديد الماء بالقُلَّتين، - وهو مذهب الشافعي رحمه الله تعالى - إنما أراد: أنه إذا كان قُلَّتين، ووقعت فيه نجاسة لم تُغَيِّر لونه، ولا طعمه ولا رِيحَه، فإنه لا ينجُس، وأما على التأويل الآخر، فليس مذهباً له.
__________
(1) رواه أبو داود رقم (63) و (64) و (65) في الطهارة، باب ما ينجس الماء، والترمذي رقم (67) في الطهارة، باب رقم (50) ، والنسائي 1 / 175 في المياه، باب التوقيت في الماء، ورواه أيضاً أحمد، والدارمي، وابن ماجة، والشافعي، وابن خزيمة، وابن حبان، والحاكم وصححه ووافقه الذهبي، وهو حديث صحيح، وانظر " تلخيص الحبير " 1 / 16 - 20.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح واختلفوا في تعيين مقدار القلتين:
1- أخرجه أحمد (2/12) (4605) و (2/38) (4961) قال: حدثنا عبدة، قال: حدثنا محمد بن إسحاق. وفي (2/26) (4803) قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا محمد بن إسحاق. والدارمي (737) قال: أخبرنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا محمد بن إسحاق. وفي (738) قال: حدثنا يحيى بن حسان، قال: حدثني أبو أسامة، عن الوليد بن كثير. وأبو داود (64) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. قال: حدثنا حماد (ح) وحدثنا أبو كامل. قال: حدثنا يزيد بن زريع -حماد، يزيد - عن محمد ابن إسحاق. وابن ماجة (517) قال: حدثنا أبو بكر بن خلاد الباهلي، قال حدثنا يزيد بن هارون، قال: أنبأنا محمدبن إسحاق (ح) وحدثنا عمرو بن رافع، قال: حدثنا عبد الله بن المبارك، عن محمد بن إسحاق. والترمذي: (67) قال: حدثنا هناد، قال: حدثنا عبدة، عن محمد بن إسحاق. وابن خزيمة (92) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن المبارك المخرمي، وموسى بن عبد الرحمن المسروقي، وأبو الأزهر، حوثرة بن محمد البصري قالوا: حدثنا أبو أسامة، قال: حدثنا الوليد بن كثير.
كلاهما - ابن إسحاق، والوليد - عن محمد بن جعفر بن الزبير.
2-وأخرجه أحمد (2/23) (4753) قال: حدثنا وكيع. وفي (2/107) (5855) قال: حدثنا عفان. وعبد بن حميد (818) قال: حدثني أبو الوليد. وأبو داود (65) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. وابن ماجة (518) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثناوكيع.
أربعتهم- وكيع، وعفان، وأبو الوليد، وموسى - قالوا: حدثناحماد - هو ابن سلمة -، قال: أخبرنا عاصم بن المنذر.
كلاهما - ابن جعفر وعاصم - عن عبيد الله بن عبد الله بن عمر. فذكره.(7/64)
[النوع] الرابع: في الماء الدائم
5030 - (خ م ت س د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «نحن الآخِرُون السَّابِقُونَ، وقال: لا يَبُولَنَّ أحدُكم في الماء الدائم الذي لا يجري، ثم يَغْتَسلُ فيه» .
وفي رواية مثله، ولم يذكر: «نحن الآخرون السابقون» أخرجه البخاري ومسلم.
وفي رواية الترمذي والنسائي: «لا يَبُولَنَّ أحَدُكُمْ في الماءِ الدائم، ثم يتوضأُ منه» . [ص:67]
وفي رواية أبي داود والنسائي مثل الترمذي، وقال: «ثم يغتسلُ منه» .
وفي أخرى له (1) «لا يبولَنّ أحدُكم في الماءِ الدائمِ، ولا يغتسلْ فيه من الجنابة» . وللنسائي «الماء الراكد» .
وله «لا يبولَنَّ أحدُكم في الماء الدائمِ، ثم يغتسلُ منه أو يتوضأُ» .
وله «أنه نهى أن يُبالَ في الماء الدائم، ثم يُغتسل فيه من جنابة» .
وأخرج الرواية الثانية (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الماء الدائم) : الواقف الساكن الذي لا يجري، لأنه قد دام في مكانه وثَبَت.
(الجَنابة) معروفة، يقال: أَجْنبَ الرجل يُجْنِب، وجَنُبَ يجنُب، فهو جُنب، ويقال للواحد، والاثنين والجمع والمذكر والمؤنث بلفظ واحد، وأصل الجنابة: البُعد، وإنما قيل لمن خرج منه المني، أو جامع ولم ينزل: جنب، لأنه نُهي أن يقرب الصلاة ومواضعها، ما لم يطهر، فتجنَّبها، وأجنب [ص:68] عنها، أي: بعد عنها، وقيل: لمجانبته الناس وبُعده منهم حتى يغتسل، والأول أحسن.
__________
(1) أي: لأبي داود.
(2) رواه البخاري 1 / 298 و 299 في الوضوء، باب البول في الماء الدائم، ومسلم رقم (282) في الطهارة، باب النهي عن البول في الماء الراكد، وأبو داود رقم (69) و (70) في الطهارة، باب البول في الماء الراكد، والترمذي رقم (68) في الطهارة، باب ما جاء في كراهية البول في الماء الراكد، والنسائي 1 / 49 في الطهارة، باب الماء الدائم، وفي الغسل، باب ذكر نهي الجنب عن الاغتسال في الماء الدائم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: عن أبي عثمان، عن أبي هريرة، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا يبولن أحدكم في الماء الدائم، ثم يغتسل منه» .
أخرجه الحميدي (969) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (2/394) قال: حدثنا أبو أحمد، قال حدثنا سفيان، وفي (2/464) قال: حدثنا عبد الله بن الوليد ومؤمل قالا: حدثنا سفيان. والنسائي (1/125، 197) وفي (الكبرى) (218) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ. قال: حدثنا سفيان. وابن خزيمة. (66) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء، قال: حدثنا سفيان.
كلاهما - سفيان بن عيينة، والثوري - عن أبي الزناد، قال: أخبرني موسى بن أبي عثمان عن أبيه فذكره.
وعن همام بن منبه، عن أبي هريرة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا يبولن الرجل في الماء الدائم، ثم يغتسل منه أو يتوضأ» أخرجه أحمد (2/316) قال: حدثنا عبد الرزاق بن همام. ومسلم (1/162) قال: حدثنا محمد بن رافع، قال: حدثنا عبد الرزاق. والترمذي (68) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا عبد الرزاق. والنسائي (1/197) قال: أخبرنا محمد بن حاتم، قال: حدثنا حبان، قال: حدثنا عبد الله.
كلاهما - عبد الرزاق، وعبد الله بن المبارك - عن معمر، عن همام بن منبه، فذكره.
وعن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا يبولن أحدكم في الماء الدائم، ثم يغتسل منه» .
أخرجه الحميدي (970) قال: حدثنا سفيان. قال: حدثنا أيوب. وأحمد (2/265) قال: حدثنا عبد الرزاق: قال: حدثنا معمر، عن أيوب. وفي (2/362) قال عبد الله بن أحمد: حدثني أبي، قال: حدثنا رجل قد سماه، وهو عبد الله بن يزيد، قال: حدثنا هشام، والدارمي (736) قال: أخبرنا أحمد بن ابن حرب، قال: حدثنا جرير، عن هشام. وأبو داود (69) قال: حدثنا أحمد ابن يونس. قال: حدثنا زائدة في حديث هشام، والنسائي (1/49) وفي الكبرى (57) قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم قال: حدثنا إسماعيل، عن يحيى بن عتيق، وابن خزيمة (66) قال: حدثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي، قال: حدثنا سفيان هو ابن عيينة، عن أيوب السختياني.
ثلاثتهم- أيوب، وهشام بن حسان، ويحيى بن عتيق - عن محمد بن سيرين، فذكره.
(*) وأخرجه النسائي (1/197) قال: أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا سفيان، عن أيوب، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة به موقوفا، قال سفيان: قالوا لهشام يعني ابن حسان: إن أيوب إنما ينتهي بهذا لحديث إلى أبي هريرة فقال: إن أيوب لواستطاع أن لا يرفع حديثا لم يرفعه.
(*) قال أبو عبد الرحمن النسائى: كان يعقوب لا يحدث بهذا الحديث إلا بدينار.
وعن عبد الرحمن بن هرمز الأعرج، أنه سمع أبا هريرة، أنه سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «لا يبولن أحدكم في الماء الدائم الذي لا يجري ثم يغتسل فيه» .
أخرجه البخاري (1/68) قال: حدثنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب،. والنسائي (1/197) قال: أخبرنا أحمد بن صالح البغدادي قال: حدثنا يحيى بن محمد، قال: حدثني ابن عجلان. وابن خزيمة (66) قال: حدثنا سعيد ابن عبد الرحمن المخزومي، قال: حدثنا سفيان، هو ابن عيينة.
ثلاثتهم - شعيب، وسفيان، ومحمد بن عجلان - عن أبي الزناد أن عبد الرحمن بن هرمز الأعرج حدثه، فذكره.
(*) رواية محمد بن عجلان: «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى أن يبال في الماء الدائم، ثم يغتسل فيه من الجنابة» .
وعن محمد بن سيرين وخلاس، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لا يبولن أحدكم في الماء الدائم ثم يتوضأ منه»
أخرجه أحمد (2/492 و529) قال: حدثنا روح. قال: حدثنا عوف، عن محمد بن سيرين وخلاس، فذكراه.
(*) أخرجه أحمد (2/259) قال: حدثنا عبد الواحد. وفي (2/492) قال: حدثنا محمد بن جعفر النسائي (1/49) . وفي الكبرى (55) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. قال: أعيسى بن يونس.
ثلاثتهم - عبد الواحد، ومحمد بن جعفر، وعيسى - عن عون، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، فذكره. ليس فيه - خلاس -.
(*) وأخرجه أحمد (2/259) قال: حدثنا عبد الواحد. والنسائي (1/49) وفي الكبرى (56) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. قال: أنبأنا عيسى بن يونس.
كلاهما - عبد الواحد، وعيسى - عن عوف، عن خلاس، عن أبي هريرة فذكره، ليس فيه - محمد بن سيرين.
وعن عجلان، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لا يبولن أحدكم في الماء الدائم، ولا يغتسل فيه من الجنابة» .
أخرجه أحمد (2/433) قال: حدثنا يحيى. وأبو داود (70) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا يحيى. وابن ماجة (344) قال: حدثنا أبوبكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو خالد الأحمر.
كلاهما - يحيى القطان، وأبو خالد الأحمر - عن محمد بن عجلان، قال: سمعت أبي يحدث فذكره.
وعن حميد بن عبد الرحمن الحميري، عن أبو هريرة، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، أو قال أبو القاسم -صلى الله عليه وسلم-: «لا يبولن أحدكم في الماء الدائم. ثم يغتسل منه» .
أخرجه (2/346) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا أبو عوانة، عن داود بن بدب الله الأودي، عن حميد ابن عبد الرحمن الحميري، فذكره.
وعن أبي مريم، عن أبي هريرة «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى أن يبال في الماء الراكد، ثم يتوضأ منه» .
أخرجه أحمد (2/288) قال: حدثنا زيد بن حباب. وفي (2/532) قال: حدثنا حماد بن خالد.
كلاهما - زيد، وحماد- عن معاوية بن صالح، قال سمع أبا مريم، فذكره.
وعن عطاء بن ميناء، عن أبي هريرة، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا يبولن أحدكم في الماء الدائم. ثم يتوضأ منه أو يشرب» .
أخرجه ابن خزيمة (94) قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا أنس بن عياض، عن الحارث، وهو ابن أبي ذباب، عن عطاء بن ميناء فذكره.(7/66)
5031 - (م س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا يَغْتَسِلْ أحدُكم في الماء الدائم وهو جُنُب، قالوا: كيف يفعل يا أبا هريرة؟ قال: يتناوله تناولاً» . أخرجه مسلم.
وأخرجه النسائي إلى قوله: «وهو جُنُب» (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (283) في الطهارة، باب النهي عن الاغتسال في الماء الراكد، والنسائي 1 / 197 في الغسل، باب ذكر نهي الجنب عن الاغتسال في الماء الدائم.(7/68)
[النوع] الخامس: في سُؤر السِّباع
5032 - (ط) يحيى بن عبد الرحمن " أنَّ عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - خرج في رَكْب، فيهم عمرو بن العاص، حتى وَرَدُوا حَوْضاً، فقال عَمرو: يا صاحب الحوض، هل تَرِدُ حوضَك السِّباعُ؟ فقال عُمر: يا صاحبَ الحَوْض، لا تُخْبِرْنا، فإنا نَرِدُ على السِّباع، وتَرِدُ علينا» . أخرجه «الموطأ» (1) .
وزاد رزين قال: زاد بعض الرواة في قول عمر - رضي الله عنه -: [ص:69] «وإني سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «لها ما أخَذَت في بُطُونها، وما بَقِي فهو لنا طَهُور وشَرَاب» (2) .
__________
(1) 1 / 23 و 24 في الطهارة، باب الطهور للوضوء، وإسناده منقطع، فإن يحيى بن عبد الرحمن لم يدرك عمر رضي الله عنه، ولكن للحديث شواهد بمعناه يرتقي بها، منها الرواية التي بعده.
(2) رواه أيضاً بمعناه ابن ماجة من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، ولفظه: عن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن الحياض التي بين مكة والمدينة، تردها السباع والكلاب والحمر، وعن الطهارة منها؟ فقال: لها ما حملت في بطونها، ولنا ما غبر طهور، وفي إسناده عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وهو ضعيف، ولكن للحديث شواهد بمعناه أيضاً يرتقي بها.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك (42) عن يحيى بن سعيد بن محمد وعن إبراهيم بن الحارث التيمي عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، فذكره.
قلت: وزيادة رزين، عزاها الحافظ الزرقاني في شرح الموطأ (1/83) لعبد الرزاق.(7/68)
[النوع] السادس: في فاضل الطهور
النهي عنه
5033 - (ت د) الحكم بن عمرو - الغفاري -: «أن النبي - صلى الله عليه وسلم- نهى أن يتوضأ الرَّجُلُ بفَضْلِ طَهُورِ المرأة» أخرجه الترمذي وأبو داود.
وزاد الترمذي في رواية «أو قال: بسُؤْرِها» (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (82) في الطهارة، باب النهي عن الوضوء بفضل وضوء المرأة، والترمذي رقم (64) في الطهارة، باب ما جاء في كراهية فضل طهور المرأة، وإسناده حسن، وقد حسنه الترمذي، وصححه ابن حبان.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
حسن: أخرجه أحمد (4/213) قال:حدثنا وهب بن جرير. وفي (4/213) أيضا قال: حدثنا عبد الصمد. وفي (5/66) قال: حدثنا سليمان بن داود، أبو داود (82) ،وابن ماجة (373) قالا:حدثنا محمد بن بشار. قال:حدثنا أبو داود. والترمذي (64) قال: حدثنا محمد بن بشار، ومحمود بن غيلان، قالا: حدثنا أبو داود، والنسائي (1/179) قال: أخبرنا عمرو بن علي،قال:حدثنا أبو داود.
ثلاتهم - وهب،وعبد الصمد، وأبو داود سليمان بن داود - قالوا: حدثنا شعبة، قال: حدثنا عاصم الأحول، عن أبي حاجب، فذكره.
(*) وأخرجه أحمد (5/66) قال: حدثنا محمد بن جعفر. والترمذي (63) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا وكيع، عن سفيان.
كلاهما - ابن جعفر، وسفيان - عن سليمان التيمي،عن أبي حاجب،عن رجل من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- من بني غفار، فذكره.(7/69)
5034 - (د س) حميد الحميري: قال لَقيتُ رجلاً صَحِبَ النَّبي - صلى الله عليه وسلم- أربع سِنينَ، كما صحبه أبو هريرة قال: «نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أن تَغْتَسِلَ المرأةُ بفَضْلِ الرجل، أو يغتسل الرجل بفَضْلِ المرأة» .
زاد مُسَدّد: «ولْيَغْتَرِفا جميعاً» .
أخرجه أبو داود، والنسائي، إلا أنه زاد في أوله «نهى أن يَمْتَشِط أحدُنا [ص:70] كلَّ يوم، أو يَبُولَ في مُغْتَسَلِهِ» وهذه الزيادة قد أخرجها أبو داود وحدها، وقد ذُكرت في باب الاستنجاء (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (81) في الطهارة، باب النهي عن الوضوء بفضل وضوء المرأة، والنسائي 1 / 130 في الطهارة، باب ذكر النهي عن الاغتسال بفضل الجنب، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 4 / 111 و 5 / 369، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: تقدم تخريجه.(7/69)
جوازه
5035 - (ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: اغْتَسلَ بعضُ أزْوَاجِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- في جَفْنَة، فجاءَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ليتوضَّأ منها - أو يغتسلَ - فقالت: إني كنت جُنُباً، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «إن الماء لا يُجْنِبُ» أخرجه الترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(إن الماء لا يُجْنِب) يعني: أنه إذا غمس فيه الجُنُب يده لا ينجُس، وحقيقته: أنه لا يصير بمثل هذا الفعل إلى حال يُجْتَنَب، فلا يُستعمل، وأصل الجنابة: البُعد.
__________
(1) رقم (65) في الطهارة، باب ما جاء في الرخصة في فضل طهور المرأة، ورواه أيضاً أبو داود رقم (68) في الطهارة، باب الماء لا يجنب، وإسناده صحيح، ورواه الدارمي وابن ماجة، والحاكم 1 / 260 وصححه، ووافقه الذهبي.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن:
1-أخرجه أحمد (1/235) (2100) و (2101) وفي (1/308) (2807) قال: حدثنا وكيع. وفي (1/235) (2102) قال: حدثنا علي بن إسحاق، قال: حدثنا عبد الله. وفي (1/284) (2566) قال: حدثنا عبد الرزاق. وفي (1/308) (2806) قال: حدثنا عبد الله بن الوليد. والدارمي (741) قال: أخبرنا عبد الله. وابن ماجة (371) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا وكيع. والنسائي (1/173) قال:أخبرنا سويد بن نصر، قال: حدثنا عبد الله بن المبارك. وابن خزيمة (109) قال: حدثنا أبو موسى ابن محمد بن المثنى،وأحمد بن منيع،قالا: حدثنا أحمد -وهو الزبيري (ح) وحدثنا عتبة بن عبد الله، قال: أخبرنا ابن المبارك. (ح) وحدثنا سليم بن جنادة، قال: حدثنا وكيع
خمستهم - وكيع،وعبد الله بن الوليد، وعبد الرزاق، ابن المبارك، وأبو أحمد - عن سفيان.
2- وأخرجه أحمد (1/337) (3120) قال: حدثنا حجاج، قال: أخبرنا شريك.
3- وأخرجه الدارمي (740) قال: أخبرنا يحيى بن حسان، قال: حدثنا يزيد بن عطاء.
4- وأخرجه أبو داود (68) قال: حدثنا مسدد، وابن ماجة (370) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة.، الترمذي (65) قال: حدثنا قتيبة.
ثلاثتهم - مسدد، وأبو بكر، وقتيبة - قالوا:حدثنا أبو الأحوص.
5- وأخرجه ابن خزيمة (91) قال: حدثنا أحمد بن المقدام العجلي، محمد بن يحيى القعطي، قالا: حدثنا محمد بن بكر، قال:حدثنا شعبة.
خمستهم - سفيان، وشريك، ويزيد، وأبو الأحوص، وشعبة- عن سماك بن حرب، عن عكرمة، فذكره.
(*) في مسند أحمد (1/308) (2808) عقب رواية وكيع، عن سفيان قال: عبد الله بن أحمد: قال: أبي في حديثه حدثنا به وكيع في المصنف عن سفيان، عن سماك، عن عكرمة، ثم جعله بعد عن ابن عباس.
لفظ رواية شريك: «أجنب النبي -صلى الله عليه وسلم- وميمونة، فاغتسلت ميمونة في جفنة. وفضلت فضلة، فأراد النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يغتسل منها، فقالت: يا رسول الله وإني، إني قد اغتسلت منه. فقال يعني النبي -صلى الله عليه وسلم-:إن الماء ليست عليه جنابة، أو قال: إن الماء لا ينجس» .
(*) الروايات مطولة ومختصرة.(7/70)
5036 - () عائشة - رضي الله عنها - قالت: إنها اغْتَسلت في قَصْعَة ثم [ص:71] جاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فاغتسل فيها، فقالت: إني كنتُ جُنُباً، فقال: «إن الماء لا يُجْنِبُ» . أخرجه ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين وهو بمعنى الذي قبله.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
هذا الحديث من زيادات رزين على الأصول رواه موقوفا مسروق على أم المؤمنين ولفظه. قالت: «كنت اغتسل أنا ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- من إناء واحد، وإنا لجنبان ولكن الماء لا يجنب» .
أخرجه أحمد (6/129) قال: حدثنا الحكم بن مروان. وفي (6/157) قال: حدثنا هاشم.
كلاهما - الحكم، وهاشم بن القاسم - قالا: حدثنا إسرائيل، عن جابر الجعفي، عن عامر الشعبي، عن مسروق، فذكره.(7/70)
5037 - (خ م د س) أبو جحيفة - رضي الله عنه - قال: «خرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بالهَاجِرَةِ، فأُتِيَ بوَضَوء فتوضَّأ ونحن بالبَطْحَاء، فَجَعَلَ الناسُ يأخُذُونَ من فَضْل وَضُوئه، فَيَتَمَسَّحون به - وفي رواية: فرأيتُ الناسَ يبْتَدِرُونَ ذلك الوَضُوءَ، مَن أصاب منه شيئاً تمسَّح به، ومن لم يُصِبْ منه أَخذ من بَلَلِ يَدِ صاحبه - ثم رأيتُ بلالاً أخْرج عَنَزَة فرَكَزَها، وخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في حُلَّة حَمراءَ مُشَمِّراً، فصلَّى إِلى العَنَزَةِ بالناس ركعتين، ورأيتُ الناسَ والدَّوابَّ يمرُّون بين يدي العَنَزَةِ» .
وفي أخرى «وقام الناسُ، فجعلوا يأخُذُون يديه يَمْسَحُون بها وُجُوههم، قال: فأخذتُ بيده فوضعتُها على وجهي، فإذا هي أَبْرَدُ من الثّلج، وأطْيَبُ رائحة من المسك» . أخرجه البخاري، ومسلم.
وفي رواية النسائي قال: «شهدتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- بالبطحاء، وأخرج بلال فَضْلَ وَضُوئه، فابْتَدَرَهُ الناسُ فَنِلْتُ منه شيئاً، ورَكَزَ له العَنَزَةَ فصلى بالناس، والحُمر والمرأة والكلاب يمرُّون بين يديه» . [ص:72] وأخرج أبو داود منه الفصلَ الأخير، ولم يذكر الماءَ (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الوَضُوء) بفتح الواو: الماء الذي يتوضأ به، وبضم الواو: الفعل نفسه، وهو من الوَضاءة: الحُسْن.
(عَنَزَة) العَنَزَة: عُكَّازة بقدر نصف الرمح، في رأسها شبه السِّنان من حديد، كانت تُحمَل مع الأمراء.
__________
(1) رواه البخاري 1 / 408 في الصلاة، باب الصلاة في الثوب الأحمر، وفي الوضوء، باب استعمال فضل الوضوء، وفي سترة المصلي، باب سترة الإمام سترة من خلفه، وباب الصلاة إلى العنزة، وباب السترة بمكة وغيرها، وفي الأذان، باب الأذان للمسافرين إذا كانوا جماعة، وباب هل يتتبع المؤذن فاه هاهنا وهاهنا، وفي الأنبياء، باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم، وفي اللباس، باب التشمير في الثياب، وباب القبة الحمراء من أدم، ومسلم رقم (503) في الصلاة، باب سترة المصلي، والنسائي 1 / 87 في الطهارة، باب الانتفاع بفضل الوضوء، وأبو داود رقم (688) في الصلاة، باب ما يستر المصلي.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: تقدم تخريجه.(7/71)
5038 - (ط) نافع - مولى ابن عمر - رضي الله عنهم -: أن ابن عمر كان يقول: «لا بأس أن يُغتسلَ بفَضْل المرأة، ما لم تكن حائضاً أو جُنُباً» . أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 1 / 52 في الطهارة، باب جامع غسل الجنابة، وإسناده صحيح.(7/72)
[النوع] السابع: في ماء الوضوء
5039 - (خ م ت س) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: قال: «مَرِضْتُ، [ص:73] فأَتاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وأبو بكر يَعُوداني، فَوَجَداني قد أُغْمِيَ عليَّ، فتوضأَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فَصَبَّ عليَّ وَضُوءَه» . أخرجه النسائي، وهذا طرف من حديث قد أخرجه البخاري، ومسلم، والترمذي، وهو مذكور في كتاب «تفسير القرآن» من حرف التاء (1) .
__________
(1) رواه النسائي 1 / 87 في الطهارة، باب الانتفاع بفضل الوضوء، وقد تقدم الحديث برقم (558) في كتاب التفسير، وقد رواه البخاري 1 / 226 في الوضوء، باب صب النبي صلى الله عليه وسلم وضوءه على المغمى عليه، وفي تفسير سورة النساء، باب يوصيكم الله في أولادكم، وفي المرضى باب عيادة المريض راكباً وماشياً، وباب وضوء العائد للمريض، وفي الفرائض في فاتحته، وباب ميراث الأخوات والإخوة، وفي الاعتصام، باب ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يسأل مما لم ينزل عليه الوحي فيقول: لا أدري، أو لم يجب حتى ينزل الوحي، ومسلم رقم (1616) في الفرائض، باب ميراث الكلالة، والترمذي رقم (2098) في الفرائض، باب ميراث الأخوات، وفي التفسير، باب ومن سورة النساء.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه الحميدي (1229) . وأحمد (3/307) . والبخاري (7/150) وفي الأدب المفرد (511) قال: حدثنا عبد الله بن محمد. وفي (8/184) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. وفي (9/124) قال: حدثنا علي بن عبد الله. ومسلم (5/60) قال: حدثنا عمرو بن محمد بن بكير الناقد. وأبو داود (2886) قال: حدثنا أحمد بن حنبل، وابن ماجة (1436) قال: حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني. وفي (2728) قال: حدثنا هشام بن عمار. والترمذي (2097) و (3015) قال: حدثنا الفضل بن الصباح البغدادي، وفي (3015) أيضا قال: حدثنا عبد بن حميد، قال: حدثنا يحيى بن آدم. والنسائي (1/87) . وفي الكبرى (71) قال: أخبرنا محمد بن منصور. وفي الكبرى أيضا (تحفة الأشراف) (3028) عن قتيبة. وابن خزيمة (106) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء.
جميعهم - الحميدي، وأحمد، وعبد الله بن محمد، وقتيبة بن سعيد، وعلي بن عبد الله، وعمرو الناقد، ومحمد بن عبد الأعلى، وهشام بن عمار، والفضل بن الصباح، ويحيى بن آدم، ومحمد بن ممنصور، وعبد الجبار بن العلاء - عن سفيان بن عيينة.
2-وأخرحه أحمد (3/373) . والبخاري (7/154) قال: حدثنا عمرو بن عباس. ومسلم (5/60) قال: حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري. وأبو داود (3096) قال: حدثنا أحمد بن حنبل. والترمذي (3851) . في الشمائل (338) قال: حدثنا محمد بن بشار، والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (3021) عن عمرو بن علي.
خمستهم- أحمد، وعمرو بن عباس، والقواريري، ومحمد بن بشار وعمرو بن علي عن عبد الرحمن بن مهدي، قال: حدثنا سفيان الثوري.
3-وأخرجه أحمد (3/298) قال: حدثنا محمد بن جعفر، وحجاج. والدارمي (739) قال: أخبرنا أبو الوليد الطيالسي وأبو زيد سعيد بن الربيع. والبخاري (1/60) . قال: حدثنا أبو الوليد. وفي (7/157) قال: حدثنا محمد بن بشاو قال: حدثنا غندر. وفي (8/190) قال: حدثنا عبد الله بن عثمان قال: أخبرنا عبد الله ابن المبارك. ومسلم (5/60) قال: حدثني محمد بن حاتم، قال: حدثنا بهز. وفي (5/61) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا النضر بن شميل، وأبو عامر العقدي (ح) وحدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا وهب بن جرير. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (3043) عن محمد بن عبد الأعلى، عن خالد بن الحارث.
عشرتهم - محمد بن جعفر، وحجاج، والطيالسي، وسعيد بن الربيع، وابن المبارك، وبهز، وابن شميل، والعقدي، ووهب بن جرير، وخالد بن الحارث - عن شعبة.
4- وأخرجه البخاري (6/54) قال: حدثنا إبراهيم بن موسى، قال: حدثنا هشام. ومسلم (5/60) قال: حدثني محمد بن حاتم بن ميمون قال: حدثنا حجاج بن محمد. والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (3060) عن الحسن بن محمد الزعفراني، عن حجاج بن محمد.
كلاهما - هشام، وحجاج - عن ابن جريج.
5- وأخرجه الترمذي (2096) قال: حدثنا عبد بن حميد، قال: حدثنا عبد الرحمن بن سعد، قال: أخبرنا عمرو بن أبي قيس.
خمستهم -ابن عيينة، والثوري وشعبة، وابن جريج، وعمر وبن أبي قيس - عن محمد بن المنكدر، فذكره.
(*) حديث محمد بن عبد الأعلى الصنعاني مختصرا على «عادني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ماشيا. وأبو بكر، وأنا في بني سلمة» .
(*) رواية أحمد بن حنبل، وعمرو بن عياش، ومحمد بن بشار، وعمرو بن علي، عن عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان الثوري، مختصرة علي: «جاءني النبي -صلى الله عليه وسلم- يعودني ليس براكب بغل ولا برذون» .
(*) في المطبوع من سنن ابن ماجة (1436) - محمد بن عبد الله الصنعاني - والصواب - محمد بن عبد الأعلى الصنعاني - انظر (تحفة الأشراف) (3028) .(7/72)
[النوع] الثامن: في اجتماع الرجل والمرأة على الإناء الواحد
5040 - (خ م س د) عائشة - رضي الله عنها – قالت: «كنتُ أغتسلُ أنا ورسول الله - صلى الله عليه وسلم- من إِناء واحد، تَخْتَلِفُ أيدينا فيه من الجنابة» . أخرجه البخاري، ومسلم.
وللبخاري: قالت: «كنتُ أغتسلُ أنا والنبيُّ - صلى الله عليه وسلم- من إِناء واحد من الجنابة» .
وله في أخرى: قالت: «كان يُوضَعُ لي ولرسول الله - صلى الله عليه وسلم- هذا [ص:74] المِرْكَنُ (1) فنشرعُ فيه جميعاً» .
ولمسلم قالتْ: «كنتُ أغتسلُ أنا ورسول الله - صلى الله عليه وسلم- من إناء بيني وبينه واحد، فَيُبَادِرُني، حتى أقول: دَعْ لي، دع لي، قال: وهما جُنُبَان» .
وفي رواية لهما قالت: «كنتُ أغتسلُ أنا والنبيُّ - صلى الله عليه وسلم- من إِناء واحد، من قَدَح يُقال له: الفَرَقُ» .
وفي رواية لهما نحوه، قال سفيان: والفَرَقُ: ثلاثة آصُع.
وأخرج أبو داود قالت: «كنتُ أغتسلُ أنا ورسول الله - صلى الله عليه وسلم- من إِناء واحد، ونحن جُنُبان» . وأخرج الرواية الخامسة.
وفي رواية النسائي: «أنها كانت تغتسلُ مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في الإناء الواحدِ» ، وأخرج الرواية الخامسة.
وله في أخرى قالت: «كنتُ أغتسلُ أنا ورسول الله - صلى الله عليه وسلم- من إناء واحد، يُبَادِرُني، وأُبَادِرُه، يقول: دَعي لي، وأَقول أنا: دَعْ لي» . وأخرج الرواية الأولى.
وفي رواية لأبي داود قالت: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يأخُذ كَفّاً من ماء يَصُبُّ عليَّ الماءَ، [ثم يَأخذ كَفّاً من ماء] ، ثم يصُبُّه عليه» تَرْجمَ أبو داود على [ص:75] هذا الحديث باب فيما يفيض بين الرجل والمرأة من الماء (2) .
وفي أخرى للنسائي قالت: «لقد رَأيْتُني أغتسلُ أنا والنبيُّ - صلى الله عليه وسلم- من هذا، فإِذا تَوْر موضوع مثلُ الصاع، أو دُونَه، فنَشْرعُ فيه جميعاً، فأُفِيضُ على رأسي بيدي ثلاث مرات، وما أنقُضُ لي شعراً» (3) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الفَرَق) بفتح الراء وسكونها: قدح يسع ستة عشر رطلاً.
قال الجوهري: الفَرْق: مكيال معروف بالمدينة، وهو ستة عشر رِطلاً، وقد يُحَرَّك، وذكر ابن الصَّبَّاغ في «الشَّامل» قال: قال الشافعي: والفَرَق: ثلاثة آصُع، يكون ستة عشر رطلاً، وأما الفَرْق - بالسكون -: فمائة وعشرون رطلاً، وهذا خلاف المنقول في كتب اللغة، ما نقل إلا ما قد [ص:76] حققه، وهو أعرف، فإن هذا مما يتداوله الفقهاء بينهم كثيراً، وهم أعرف به من غيرهم.
(ثلاثة آصع) الصَّاع: مكيال يسع أربعة أمداد، والمد: رطل وثلث بالعراقي: أو رطلان، على اختلاف المذهبين (4) .
(تَوْر) التَّوْر: إناء صغير.
__________
(1) قال المصنف في " النهاية " المركن - بكسر الميم وسكون الراء وفتح الكاف - الإجانة التي تغسل فيها الثياب، والميم زائدة، وهي التي تخص الآلات.
(2) وفي سند رواية أبي داود هذه رجل مجهول، ولكن يشهد لها معنى الروايات التي قبله.
(3) رواه البخاري 1 / 313 في الغسل، باب غسل الرجل مع امرأته، وباب هل يدخل الجنب يده في الإناء قبل أن يغسلها إذا لم يكن على يده قذر غير الجنابة، ومسلم رقم (319) و (321) في الحيض، باب القدر المستحب من الماء في غسل الجنابة، وأبو داود رقم (77) في الطهارة، باب الوضوء بفضل وضوء المرأة، ورقم (238) و (257) في الطهارة، باب في مقدار الماء الذي يجزئ في الغسل، وباب فيما يفيض بين الرجل والمرأة من الماء، والنسائي 1 / 127 في الطهارة، باب ذكر القدر الذي يكتفي به الرجل من الماء للغسل، وباب ذكر الدلالة على أنه لا وقت في ذلك، وباب ذكر اغتسال الرجل والمرأة من نسائه من إناء واحد، وباب الرخصة في الاغتسال بفضل الجنب، وفي الغسل، باب ترك المرأة نقض رأسها عند الاغتسال.
(4) وهو ملء الكفين الوسط مجتمعين ممدودين.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: وفي رواية جرير بن حازم عن هشام بن عروة: «كنت أنا ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- أغتسل من إناء واحد. فأقول: أبق لي. أبق لي ... » .
وفي رواية همام عن هشام بن عروة: «أنها كانت تغتسل هي ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- من إناء واحد، يغرف قبلها، تغرف قبله» .
أخرجه مالك الموطأ صفحة (52) عن ابن شهاب. والحميدي (159) قال: حدثنا سفيان. قال: حدثنا الزهري. وأحمد (6/37) قال: حدثنا سفيان، عن الزهري. وفي (6/127و173) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا معمر. قال: أخبرنا الزهري، وفي (6/130) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا همام. قال: حدثنا هشام بن عروة. وفي (6/192) قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا هشام بن عروة. وفي (6/193) قال: حدثنا يحيى، عن هشام. وفي (6/193) قال: حدثنا حسين بن محمد. قال: حدثنا جرير، يعني ابن حازم، عن هشام بن عروة. وفي (6/199) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر وابن جريج، عن الزهري. وفي (6/230) قال: حدثنا أبو معاوية. قال: حدثنا الأعمش، عن تميم ابن سلمة (ح) وقال أبو معاوية: حدثنا هشام، عن أبيه. وفي (6/132) قال حدثنا ابن نمير. قال: حدثنا هشام. وفي (6/281) قال: حدثنا عامر بن صالح. قال: حدثني هشام بن عروة. والدارمي (755) قال: أخبرنا محمد بن كثير، عن الأوزاعي، عن الزهري. وفي (756) قال: أخبرنا جعفر بن عون، قال: أخبرنا جعفر بن برقان، عن الزهري والبخاري. (1/72) قال: حدثنا آدم بن أبي إياس. قال: حدثنا ابن أبي ذئب عن الزهري. وفي (1/74) قال: حدثنا أبو الوليد. قال: حدثنا شعبة، عن أبي بكر بن حفص. وفي (9/130) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا عبد الأعلى. قال: حدثنا هشام بن حسان، أن هشام بن عروة حدثه. ومسلم (1/175) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. قال: قرأت على مالك، عن ابن شهاب. (ح) وحدثنا قتيبة بن سعيد قال: حدثنا ليث، عن الزهري (ح) وحدثنا ابن رمح، قال: أخبرنا الليث، عن الزهري. (ح) وحدثنا قتيبة بن سعيد وأبو بكر بن أبي شية وعمرو الناقد وزهير بن حرب. قالوا: حدثنا سفيان عن الزهري. وأبو داود (238) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي، عن مالك، عن ابن شهاب. وابن ماجة (376) قال: حدثنا محمد بن رمح، قال: أخبرنا الليث بن سعيد، عن ابن شهاب (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري. والنسائي (1/57 و 127، 791) . وفي الكبري (73و224) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا الليث، عن ابن شهاب. وفي (1/128) قال: أخبرنا سويد بن نصر. قال: حدثنا عبد الله، عن معمر، عن الزهري. (ح) وفي الكبرى (228) قال: وأنبأنا إسحاق بن إبراهيم. قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أنبأنا معمر وابن جريج، عن الزهري، وفي (1/128و 201) قال: أخبرنا سويد بن نصر. قال: أنبأنا عبد الله، عن هشام بن عروة. وفي (1/128 و 201) . وفي الكبرى (229) قال: أنبأنا قتيبة، عن مالك، عن هشام بن عروة. وابن خزيمة (239) قال: حدثنا بندار ومحمد بن والوليد.. قالا: حدثنا عبد الأعلى. قال: حدثنا هشام بن حسان، عن هشام بن عروة.
أربعتهم - ابن شهاب الزهري، وهشام بن عروة، وتميم بن سلمة، وأبو بكر بن حفص - عن عروة بن الزبير، فذكره.
وعن رجل. قال: قلت لعائشة: ما كان يقضي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- غسله من الجنابة؟ قال: فدعت بإناء، حرزته صاعا بصاعكم هذا.
أخرجه أحمد (6/216) قال: حدثنا إسماعيل. قال: حدثنا يونس. عن الحسن. قال: قال رجل. فذكره.
وعن موسى الجهني. قال: جاءوا بعس في رمضان فحزرته ثمانية، أو تسعة، أو عشرة أرطال. فقال مجاهد: حدثتني عائشة، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يغتسل بمثل هذا.
أخرجه أحمد (6/51) . والنسائي (1/127) وفي الكبرى (223) قال: أخبرنا محمد بن عبيد.
كلاهما- أحمد، ومحمد بن عبيد - عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، عن موسى الجهني، فذكره.
وعن هشام بن عروة، أن عائشة قالت: «كنت أغتسل أنا ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- في تور من شبه» .
أخرجه أبو داود (98) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. قال: حدثنا حماد. قال: أخبرني صاحب لي، عن هشام بن عروة، فذكره.
(*) أخرجه أبو داود (99) قال: حدثنا محمد بن العلاء، أن إسحاق بن منصور حدثهم، عن حماد بن سلمة، عن رجل، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة، رضي الله عنها، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- نحوه. زاد فيه (عن أبيه) .
وعن معاذة، عن عائشة، قالت: «كنت أغتسل أنا ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- من إناء بيني وبينه واحد، فيبادرني حتي أقول: دع لي دع لي. قالت: وهما جنبان» .
(*) في رواية يزيد الرشك زاد في أوله: «إن الماء لا ينجسه شيء» .
أخرجه الحميدي (168) قال: حدثنا سفيان. قال: حدثنا عاصم الأحول. وأحمد (6/91) قال: حدثنا هاشم بن القاسم. قال: حدثنا المبارك. قال: حدثني أمي. وفي (6/103) قال: حدثنا أبو سعيد وعبد الصمد. قالا: حدثنا ثابت أبو زيد. قال: حدثنا عاصم. وفي (6/118) قال: حدثنا علي بن إسحاق قال: أخبرنا عبد الله. قال: أخبرنا عاصم. وفي (6/23) قال: حدثنا بهز وعفان. قالا: حدثنا حماد ابن سلمة. قال: حدثنا قتادة وعاصم الأحول. وفي (6/161) قال: حدثنا مروان بن معاوية الفزاري. قال: حدثنا عاصم. وفي (6/171) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا سعيد (ح) وعبد الوهاب، عن سعيد، عن قتادة. وفي (6/171) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة، عن عاصم وفي (6/172) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة، عن يزيد الرشك. وفي (6/235) قال: حدثنا يزيد. قال: أخبرنا عاصم. وفي (6/265) قال: حدثنا عبد الوهاب، عن سعيد، عن عاصم الأحول. ومسلم (1/176) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. قال: أخبرنا أبو خيثمة، عن عاصم الأحول. والنسائي (1/130 202،) قال: أخبرنا محمد بن بشار، عن محمد. قال: حدثنا شعبة، عن عاصم. (ح) وأخبرنا سويد بن نصر. قال: أنبأنا عبد الله، عن عاصم. وفي الكبرى (234) قال: أخبرنا محمد بن بشار، عن محمد. قال: حدثنا شعبة، عن عاصم. وابن خزيمة (236) قال: حدثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي، قال: حدثنا سفيان، عن عاصم الأحول (ح) وحدثنا عبد الجبار بن العلاء. قال: حدثنا سفيان. قال: حدثنا عاصم بن سليمان الأحول. وفي (251) قال: حدثنا عمران بن موسى القزاز. قال: حدثنا عبد الوارث. يعني ابن سعيد، عن يزيد، وهو الرشك.
أربعتهم - عاصم الأحول، وأم المبارك، وقتادة، ويزيد الرشك - عن معاذة العدوية فذكرته.
(*) الروايات متقاربة المعنى، وأثبتنا لفظ رواية مسلم.
وعن القاسم، عن عائشة، قالت: «كنت أغتسل أنا والنبي -صلى الله عليه وسلم- من إناء واحد، تختلف أيدينا فيه» .
زاد في رواية الزهري: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يغتسل من الإناء وهو الفرق» .
أخرجه أحمد (6/172) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. (ح) وحجاج قال: حدثني شعبة، عن عبد الرحمن بن القاسم. وفي (6/192) قال: حدثنا أفلح. والبخاري (1/74) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة. قال: أخبرنا أفلح. وفي (1/74) قال: حدثنا أبو الوليد. قال: حدثنا شعبة، عن عبد الرحمن بن القاسم، ومسلم (1/176) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب. قال: حدثنا أفلح بن حميد. والنسائي (1/128و201) وفي الكبرى (230) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى. قال: حدثنا خالد. قال: حدثنا شعبة قال: حدثنا عبد الرحمن بن القاسم. وفي (1/201) قال: أخبرنا القاسم بن زكريا بن دينار. قال: حدثني إسحاق بن منصور. عن إبراهيم بن سعد، عن الزهري. وابن خزيمة (250) قال: حدثنا بندار وأبو موسى. قال: بندار: حدثنا وقال أبو موسى. حدثني محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. عن عبد الرحمن بن القاسم.
ثلاثتهم - عبد الرحمن بن القاسم، وأفلح بن حميد، والزهري - عن القاسم بن محمد، فذكره.
(*) الروايات متقاربة المعني، وأثبتنا لفظ رواية أفلح عند البخاري (1/74) .
وعن الأسود، عن عائشة، رضي الله عنها قالت: «كنت أغتسل أنا ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- من إناء واحد، ونحن جنبان» .
أخرجه أحمد (6/189) قال: حدثنا عبد الرحمن. وفي (6/. 191) قال: حدثنا يحيى. وفي (6/192 و210) قال: حدثنا وكيع. والبخاري (1/82) قال: حدثنا قبيصة. وأبو داود (77) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا يحيى. والنسائي (1/129) وفي الكبرى (227) قال: أخبرنا عمرو بن علي. قال: حدثنا يحيى.
أربعتهم - عبد الرحمن بن مهدي، ويحيى بن سعيد القطان، ووكيع، وقبيصة - عن سفيان الثوري، قال: حدثني منصور، عن إبراهيم، عن الأسود، فذكره.
وعن الأسود عن عائشة، رضي الله عنها قالت: «لقد رأيتني أنازع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الإناء، أغتسل أنا وهو منه..» .
أخرجه النسائي (1/129و202) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا عبيد بن حميد، عن منصور، عن إبراهيم. عن الأسود، فذكره.
وعن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن عائشة قالت: «كنت أغتسل أنا ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- من إناء واحد من الجنابة» .
أخرجه أحمد (6/30و64) قال: حدثنا هشيم، عن عمر بن أبي سلمة وفي (6/103) قال: حدثنا أبو سعيد. قال: حدثنا أبو عوانة. قال: حدثنا عمر. وفي (6/171) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا محمد بن عمرو. ومسلم (1/176) قال: حدثنا هارون بن سعيد الأيلي. قال حدثنا ابن وهب قال: أخبرني محزمة بن بكير، عن أبيه.
ثلاثتهم - عمر بن أبي سلمة، ومحمد بن عمرو، وبكير بن عبد الله - عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، فذكره.
وعن عطاء، عن عائشة، قالت: «كنت أغتسل أنا ورسول الله -صلى الله عليه وسلم-، من إناء واحد»
أخرجه أحمد (6/168) قال: حدثنا عبد الرزاق. وفي (6/170) قال: حدثنا هشيم.
كلاهما - عبد الرزاق، وهشيم - عن ابن جريج، عن عطاء، فذكره.
(*) في رواية عبد الرزاق. قال: بن جريج: أخبرني عطاء.
وعن مسروق، عن عائشة. قالت: «كنت أغتسل أنا ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- من إناء واحد، وإنا لجنبان، ولكن الماء لا يجنب» .
أخرجه أحمد (6/129) قال: حدثنا الحكم بن مروان. وفي (6/157) قال: حدثنا هاشم.
كلاهما - الحكم، وهاشم بن القاسم - قالا: حدثنا إسرائيل، عن جابر الجعفي، عن عامر الشعبي، عن مسروق، فذكره.
وعن عكرمة. قال: حدثتني عائشة «أنها كانت تغتسل مع النبي -صلى الله عليه وسلم-، في إناء واحد» .
أخرجه أحمد (6/155) قال: حدثنا روح. قال: حدثنا أبان بن صمعة قال: حدثنا عكرمة، فذكره.(7/73)
5041 - (خ م ت س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: «أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- ومَيْمُونةَ كانا يغتسلان من إناء واحد» .
وفي رواية عنه عن ميمونة.
وفي رواية: «يغتسلُ من فَضْلِ ميمونةَ» .
أخرجه البخاري، ومسلم، وأخرج الترمذي الثانية، والنسائي الأولى (1) .
__________
(1) رواه البخاري 1 / 314 في الغسل، باب الغسل بالصاع ونحوه، ومسلم رقم (322) في الحيض، باب القدر المستحب من الماء في الغسل، وغسل الرجل والمرأة في إناء واحد، والترمذي رقم (62) في الطهارة، باب ما جاء في وضوء الرجل والمرأة من إناء واحد، والنسائي 1 / 129 في الطهارة، باب اغتسال الرجل والمرأة من إناء واحد.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: اللفظ الأول:
أخرجه البخاري (1/73) قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا ابن عيينة، عن عمرو، عن جابر بن زيد، فذكره.
(*) واللفظ الثاني:
أخرجه أحمد (1/366) (3465) قال: حدثنا عبد الرزاق، وابن بكر. ومسلم (1/177) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، ومحمد بن حاتم: حدثنا محمد بن بكر. وابن خزيمة (108) قال: حدثنا محمد بن رافع، قال: حدثنا عبد الرزاق (ح) وحدثنا عبد الله بن إسحاق الجوهري، قال: أخبرنا أبو عاصم.
ثلاثتهم - عبد الرزاق، وابن بكر، وأبو عاصم - عن ابن جريج، قال:أخبرني عمرو بن دينار، قال: أكبر علمي، والذي يخطر علي بالى - أن أبا الشعثاء أخبرني، فذكره.(7/76)
5042 - (س) أم هانئ - رضي الله عنها -: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- اغتسل هو وميمونةَ من إناء واحد، في قَصعَة فيها أثَرُ العَجين» . أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 1 / 131 في الطهارة، باب ذكر الاغتسال في القصعة التي يعجن فيها، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: أخرجه أحمد (6/342) قال: حدثنا عبد الملك بن عمرو وابن أبي بكير. وابن ماجة (378) قال: حدثنا أبو عامر الأشعري. عبد الله بن عامر. قال: حدثنا يحيى بن أبي بكير. والنسائي (1/131) وفي الكبرى (235) قال: أخبرنا محمد بن بشار. قال: حدثنا عبد الرحمن.
ثلاثتهم -.عبد الملك بن عمرو، ويحيى بن أبي بكير، وعبد الرحمن - عن إبراهيم بن نافع، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، فذكره.(7/76)
5043 - (خ) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- والمرأةُ من نسائه يغتسلان من إناء واحد» .
زاد في رواية: «من الجنابة» . أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) 1 / 321 في الغسل، باب هل يدخل الجنب يده في الإناء قبل أن يغسلها.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (3/112و 116) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (3/112و130) قال: حدثنا محمد بن جعفر. وفي (3/133) قال: حدثنا بهز. وفي (3/209) قال: حدثنا عثمان بن عمر. وفي (3/249) قال: حدثنا عفان. والبخاري (1/74) قال: حدثنا أبو الوليد.
ستتهم عن شعبة، عن عبد الله بن عبد الله بن جبر، فذكره.(7/77)
5044 - (خ م س) زينب بنت أبي سلمة - رضي الله عنهما -: «أَن أُمَّها - أُمَّ سلمة - كانت هي ورسول الله - صلى الله عليه وسلم- يغتسلان من الإناءِ الواحد من الجنابةِ» . أخرجه مسلم، وذكره البخاري في آخر حديث.
وفي رواية النسائي: عن ناعِم - مولى أمِّ سلمةَ - أن أُمَّ سلمةَ سُئِلت: «أتغتسل المرأةُ مع الرجل؟ قالت: نعم، إذا كانت كَيِّسة، رأيتُني أنا ورسول الله - صلى الله عليه وسلم- نغتسل من مِرْكن واحد، نُفيضُ على أبداننا حتى نُنْقِيهَا، ثم نُفيِضُ عليها الماءَ» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(كَيِّسَة) الكَيْس خلاف الحُمْق، وأراد به هاهنا: حسن الأدب في استعمال الماء مع الرجل.
__________
(1) رواه البخاري 1 / 358 في الحيض، باب النوم مع الحائض وهي في ثيابها، وباب من سمى النفاس حيضاً، وباب من أخذ ثياب الحيض سوى ثياب الطهر، وفي الصوم، باب القبلة للصائم، ومسلم رقم (324) في الحيض، باب القدر المستحب من الماء في غسل الجنابة ... ، والنسائي 1 / 129 في الطهارة، باب اغتسال الرجل والمرأة من نسائه من إناء واحد.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (6/291و310) قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم. قال: حدثنا هشام الدستوائي. وفي (6/300) قال: حدثنا عفان. قال: أخبرنا همام. وفي (6/300) قال: حدثنا عفان قال:حدثنا أبان. وفي (6/318) قال: حدثنا عبد الملك بن عمرو وعبد الصمد قالا: حدثنا هشام، والبخاري (1/88) قال: حدثنا سعد بن حفص. قال: حدثنا شيبان. وفي (3/39) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا يحيى، عن هشام بن أبي عبد الله وسلم (1/167و177) قال: حدثنا محمد بن المثنى. قال: حدثنا معاذ بن هشام. قال: حدثني أبي. وابن ماجة (380) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا إسماعيل بن علية عن هشام الدستوائي. وعبد الله بن أحمد في زايادته على المسند (6/318) قال: حدثنا هدبة. وقال:حدثنا أبان بن يزيد العطار.
أربعتهم - هشام بن أبي عبد الله الدستوائي، وهمام،وأبان،وشيبان - عن يحيى بن أبي كثير. قال: حدثنا أبو سلمة عبد الرحمن، أن زينب بنت أم سلمة حدثته، فذكرته.
(*) أخرجه أحمد (6/319) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن زائدة، عن عمار بن أبي معاوية البجلي، عن أبي سلمة، عن أم سلمة، فذكرته، ليس فيه زينب بنت أم سلمة.
وعن ناعم مولى أم سلمة رضي الله عنها، أن أم سلمة سئلت: أتغتسل المرأة مع الرجل؟
أخرجه أحمد (6/323) قال: حدثنا علي بن إسحاق. والنسائي (1/129) .وفي الكبرى (232) قال: أخبرنا سويد بن نصر.
كلاهما - علي بن إسحاق، وسويد بن نصر - عن عبد الله بن مبارك. قال: أخبرنا سعيد بن يزيد وهو أبو شجاع. قال: سمعت عبد الرحمن بن هرمز الأعرج يقول: حدثني ناعم مولى أم سلمة، فذكره.(7/77)
5045 - (خ ط د س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: «كان الرجالُ والنساءُ يتوضؤونَ في زمان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- جميعاً من إناء واحد» أخرجه الموطأ، وأبو داود، والنسائي.
ولأبي داود قال: «كنا نتوضأُ نحن والنساءُ من إناء واحد على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم-» . وزاد في رواية: «نُدْلي فيه أيدينا» . وأخرجه البخاري إلى قوله: «جميعاً» .
وهذا الحديث لم يذكره الحميديُّ في كتابه (1) .
__________
(1) رواه البخاري 1 / 259 و 260 في الوضوء، باب وضوء الرجل مع امرأته وفضل وضوء المرأة، والموطأ 1 / 24 في الطهارة، باب الطهور للوضوء، وأبو داود رقم (79) و (80) في الطهارة، باب الوضوء بفضل المرأة، والنسائي 1 / 57 في الطهارة، باب وضوء الرجال والنساء جميعاً.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1-أخرجه مالك (الموطأ) (41) . وأحمد (2/113) (5928) قال:حدثنا عبد الرحمن. والبخاري (1/60) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. وأبو داود (79) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة. وابن ماجة (381) قال: حدثنا هشام بن عمار. والنسائي (1/57) قال: أخبرني هارون بن عبد الله، قال: حدثنا معن. (ح) والحارث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع، عن ابن القاسم. وفي (1/179) .وفي الكبرى (72) (قال: أخبرنا هارون بن عبد الله، قال: حدثنا معن. وابن خزيمة (205) قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهب.
سبعتهم - عبد الرحمن، وعبد الله بن يوسف،وعبد الله بن مسلمة، وهشام، ومعن، وابن القاسم، وابن وهب - عن مالك.
2- وأخرجه أحمد (2/4) (4481) قال: حدثنا إسماعيل. وأبو داود (79) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا حماد وابن خزيمة (205) قال: حدثنا أبو هاشم، زياد بن أيوب، وأحمد بن منيع، ومؤمل بن هشام، قالوا: أخبرنا إسماعيل. (ح) وحدثنا عمران بن موسى، قال: حدثنا عبد الوارث.
ثلاثتهم- إسماعيل، وحماد، وعبد الوارث - عن أيوب.
3-وأخرجه أحمد (2/103) (5799) قال: حدثنا محمد بن عبيد. وأبو داود (80) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى، وابن خزيمة (120) قال: حدثنا هارون بن إسحاق الهمداني. قال:حدثنا أبو خالد وفي (121) قال: حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني، قال:حدثنا المعتمر.
أربعتهم - ابن عبيد، ويحيى، وأبو خالد، والمعتمر - عن عبيد الله.
4-وأخرجه ابن خزيمة (205) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا حماد بن مسعدة، قال: حدثنا عبد الله بن عمر.
أربعتهم- مالك، وأبوب،وعبيد الله،وعبد الله - عن نافع،فذكره.
(*) أخرجه أحمد (2/142) (6283) قال: حدثنا ابن نمير،قال: حدثنا عبيد الله، عن نافع، كان النساء والرجال يتوضؤون ... فذكره. ليس فيه: عن ابن عمر.
قال عبد الله بن أحمد: كذا قال أبي.(7/78)
5046 - (د) أم صُبية الجهنية -[خولة بنت قيس]- رضي الله عنها - قالت: «اخْتَلَفتْ يدي ويَدُ الرسولِ - صلى الله عليه وسلم- في الوضوء من إناء واحد» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (78) في الطهارة، باب الوضوء بفضل وضوء المرأة، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (6/366) قال:حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. قال: حدثني خارجة بن الحارث والمزني وفي (6/367) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن أسامة بن زيد. والبخاري في الأدب المفرد (1054) قال: حدثنا إسماعيل بن أبي أويس. قال:حدثني خارجة بن الحارث بن رافع بن مكيث الجهني. وأبو داود (78) قال: حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي. قال: حدثنا وكيع، عن أسامة بن زيد. وابن ماجة (382) قال: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي. قال: حدثنا أنس بن عياض. قال: حدثنا أسامة بن زيد.
كلاهما - خارجة بن الحارث، وأسامة بن زيد - عن أبي النعمان سالم بن سرج، وهو ابن خربوذ، فذكره.
(*) في رواية إسماعيل بن أبي أويس: «عن سالم بن سرج مولى أم صبية بنت قيس، هي خولة،وهي جده خارجة بن الحارث،أنه سمعها تقول ... » .
(*) وفي رواية وكيع: «ابن خربوذ» ولم يسمه.
(*) قال ابن ماجة عقيب الحديث: سمعت محمدا (يعني ابن يحيى) يقول: أم صبية هي خولة بنت قيس. فذكرت ذلك لأبي زرعة. فقال:صدق.(7/78)
[النوع] التاسع: في النَّبيذ
5047 - (ت د) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ليلةَ الجنّ: «ما في إِدَاوَتِكَ - أو رَكْوَتك – قلت: نبيذ، [ص:79] قال: تمرة طيِّبة، وماء طهور، فتوضّأ منه» . أخرجه الترمذي، وأخرجه أبو داود، ولم يذكر: «فتوضَّأ منه» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الإدَاوة) المطهرة، وهي إناء من جلد كالسَّطيحة ونحوها.
(ركوتك) الرَّكوة: ظرف من جلد صغير يستصحبه الصوفي في سفره وهو معروف (2) .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (88) في الطهارة، باب ما جاء في الوضوء بالنبيذ، وأبو داود رقم (84) في الطهارة، باب الوضوء بالنبيذ من حديث أبي زيد عن عبد الله بن مسعود، قال الترمذي: وأبو زيد مجهول عند أهل الحديث لا يعرف له رواية غير هذا الحديث، وقال المنذري في " مختصر سنن أبي داود "، وقال أبو زرعة: وليس هذا الحديث بصحيح، وقال أبو أحمد الكرابيسي: ولا يثبت في هذا الباب حديث، بل الأخبار الصحيحة عن ابن مسعود ناطقة بخلافه.
قال الحافظ ابن حجر في " الفتح ": هذا الحديث أطبق علماء السلف على تضعيفه.
(2) كذا الأصل، وفي " النهاية " للمصنف: الركوة: إناء صغير من جلد يشرب فيه الماء، والجمع ركاء.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
معلول لا يثبت: أخرجه أحمد (1/402) (3810) و (1/450) (4301) قال: حدثنا يحيى ابن زكريا، عن إسرائيل. وفي (1/449) (4296) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا سفيان. وفي (1/458) (4381) قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، قال: حدثني أبو عميس عتبة بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن مسعود. وأبو داود (84) قال: حدثنا هناد، وسليمان بن داود العتكي، قالا: حدثنا شريك. وابن ماجة (384) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وعلي بن محمد، قالا: حدثنا وكيع، عن أبيه (ح) وحدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا عبد الرزاق، عن سفيان، والترمذي (88) قال: حدثنا هناد، قال: حدثنا شريك.
خمستهم - إسرائيل، وسفيان، وأبو عميس، وشريك، والجراح بن مليح والد وكيع - عن أبي فزارة العبسي، عن أبي زيد مولى عمرو بن حريث، فذكره.
(*) قال أبو داود: وقال سليمان بن داود (عن أبي زيد، أو زيد) كذا قال شريك.
قال المزي: وفي رواية أبي الحسن بن العبد- يعني عن أبي داود -: عن زائد - أو زيد- (تحفة الأشراف) (9603) .
(*) رواية إسرائيل، وسفيان وشريك، والجراح مختصرة على: «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال له ليلة الجن: عندك طهور؟ قال: لا. إلا شيء من نبيذ في إداوة. قال: تمرة طيبة، وماء طهور فتوضأ» .
(*) قال الترمذي: أبو زيد رجل مجهول عند أهل الحديث، لا تعرف له رواية غير هذا الحديث.(7/78)
الباب الثاني: في إزالة النجاسة، وفيه خمسة فصول
الفصل الأول: في البول والغائط، وما يتعلق بهما، وفيه ثلاثة فروع
الفرع الأول: في بول الطفل
5048 - (خ م ط د ت س) أم قيس بنت محصن - رضي الله عنها -: أَنها «أَتَتْ بَابْن لها صغير، لم يأكل الطعام، إِلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فأجْلَسَه رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في حَجْرِه، فَبَالَ على ثوبه، فدعا بماء فَنَضَحه، ولم يغسله» .
وفي رواية: «فلم يَزِدْ على أنْ نَضَح بالماء» .
وفي أُخرى: «فدعا بماء فَرَشَّه» . أخرجه البخاري، ومسلم، والنسائي، وأخرج الموطأ، وأبو داود الأولى، وأخرج الترمذي الآخرة (1) . [ص:81]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فَنَضَحه) النَّضْح: رَشُّ الماء على الشيء، ولا يبلغ الغسل.
__________
(1) رواه البخاري 1 / 281 في الوضوء، باب بول الصبيان، ومسلم رقم (287) في الطهارة، باب حكم بول الطفل الرضيع، والموطأ 1 / 64 في الطهارة، باب ما جاء في بول الصبي، وأبو داود رقم (374) في الطهارة، باب بول الصبي يصيب الثوب، والترمذي رقم (71) في الطهارة، باب ما جاء في نضح بول الغلام قبل أن يطعم، والنسائي 1 / 157 في الطهارة، باب بول الصبي الذي لم يأكل الطعام.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مالك (الموطأ) صفحة (63) . والحميدي (343) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (6/. 355) قال: حدثنا سفيان بن عيينة. وفي (6/356) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر. وفي (6/356) قال: حدثنا عثمان بن عمر. قال: أخبرنا يونس. (ح) وحدثنا محمد بن جعفر وقال: حدثنا معمر. والدارمي (747) قال: أخبرنا عثمان بن عمر. قال: حدثنا مالك بن أنس وحدثناه عن يونس أيضا. والبخاري (1/66) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. قال: أخبرنا مالك. وفي (7/161) قال: حدثنا صدقة بن الفضل. قال: أخبرنا ابن عيينة، ومسلم (1/164) قال: حدثنا محمد بن رمحمد بن المهاجر. قال: أخبرنا الليث (ح) وحدثناه يحيى بن يحيى وأبو بكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد وزهير بن حرب، جميعا عن ابن عيينة (ح) وحدثنيه حرملة بن يحيى. قال: أخبرنا بن وهب. قال: أخبرني يونس بن يزيد. وفي (7/24) قال: حدثنا يحيى ابن يحيى التميمي وأبو بكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد وزهير بن حرب وابن أبي عمر. قال يحيى: أخبرنا. وقال الآخرون: حدثنا سفيان بن عيينة. وأبو داود (374) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي، عن مالك. وابن ماجة (524) قال: حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة ومحمد بن الصباح. قالا: حدثنا سفيان بن عيينة. والترمذي (71) قال: حدثنا قتيبة وأحمد ابن منيع، قالا: حدثنا سفيان بن عيينة، والنسائي (1/157) وفي الكبرى (283) قال: أخبرنا قتيبة، عن مالك، وابن خزيمة (285) قال: حدثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي. قال: حدثنا سفيان. وفي (286) قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى الصدفي. قال: أخبرنا ابن وهب. قال: أخبرني يونس. (ح) وحدثنا يونس مرة. قال: حدثني ابن وهب، قال: أخبرني مالك والليث وعمرو بن الحارث ويونس.
ستتهم - مالك بن أنس، وسفيان بن عيينة، ومعمر، ويونس بن زيد، والليث بن سعد، وعمرو بن الحارث - عن ابن شهاب الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، فذكره.(7/80)
5049 - (خ م ط س) عائشة - رضي الله عنها - قالت: «أُتِيَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بصَبِيّ، فَبَالَ على ثوبه، فدعا بماء فأتْبَعه إِيَّاه» .
وفي رواية: «أُتِيَ بصبي فَحَنَّكَه، فبالَ عليه» ، أَخرجه البخاري، ومسلم.
ولمسلم: أنَّ رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: «كان يُؤتَى بالصِّبْيان فيُبَرِّكُ عليهم، ويُحنِّكُهم، فأُتيَ بصبيّ ... وذكر الحديث» .
وأَخرج الموطأ، والنسائي الرواية الأولى (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ويُحنِّكُهم) تَحْنِيك الصبي عند الولادة: هو أن يمضغ تمرة، يُدلك بها حَنَكُه، ويوضع منها في فمه.
(فيبرِّك عليهم) بَرَّكْت على آل فلان: إذا دعوتَ لهم بالبركة، وقلت: بارك الله لكم وفيكم، ونحو ذلك.
__________
(1) رواه البخاري 1 / 280 و 281 في الوضوء، باب بول الصبيان، وفي العقيقة، باب تسمية المولود غداة يولد لمن لم يعق وتحنيكه، وفي الأدب، باب وضع الصبي في الحجر، وفي الدعوات، باب الدعاء للصبيان بالبركة ومسح رؤوسهم، ومسلم رقم (286) في الطهارة، باب حكم بول الطفل الرضيع، والموطأ 1 / 64 في الطهارة، باب ما جاء في بول الصبي، والنسائي 1 / 157 في الطهارة، باب بول الصبي الذي لم يأكل.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مالك الموطأ (63) .والحميدي (164) قال: حدثنا سفيان، وأحمد (6/46) قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (6/.52) قال:حدثنا يحيى ووكيع. وفي (6/210) قال:حدثنا وكيع. وفي (6/212) قال:حدثنا عبد القدوس بن بكر بن خنيس. والبخاري (1/65) قال:حدثنا عبد الله بن يوسف. قال: أخبرنا مالك. وفي (7/108) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا يحيى. وفي (8/10) قال: حدثنا محمد بن المثنى. قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (8/95) قال: حدثنا عبدان. قال: أخبرنا عبد الله ومسلم (1/163و164) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب. قالا: حدثنا عبد الله بن نمير (ح) وحدثنا زهير بن حرب. قال: حدثنا جرير. (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم قال: أخبرنا عيسى وفي (6/176) قال:حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا عبد الله بن نمير. أبو داود (5106) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة. قال: حدثنا محمد بن فضيل (ح) وحدثنا يوسف بن موسى. قال: حدثنا أبو أسامة. وابن ماجة (523) قال:حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعلي بن محمد. قالا: حدثنا وكيع. والنسائي (1/157) . وفي الكبرى (284) قال: أخبرنا قتيبة، عن مالك.
جميعهم - مالك، وسفيان بن عيينة، وأبو معاوية، ويحيى بن سعيد، ووكيع،وعبد القدوس، وعبد الله بن المبارك، وعبد الله بن نمير،وجرير بن عبد الحميد، وعيسى بن يونس، ومحمد بن فضيل، وأبو فضيل، وأبو أسامة - عن هشام بن عروة، عن أبيه، فذكره.
(*) في روايتي ابن فضيل وأبي أسامة، لم يذكرا قصة بول الغلام.(7/81)
5050 - (د) لُبابة بنت الحارث - رضي الله عنها - قالت: «كان الحَسَنُ بن عليّ في حَجْرِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، فَبالَ على ثوبه، فقلتُ: يا رسول الله، الْبَسْ ثَوْباً، وأعْطِني إِزَارَكَ حتى أغْسِلَهُ، قال: إِنَّما يُغْسَلُ من بول الأنثى، ويُنْضَحُ من بول الذكر» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (375) في الطهارة، باب بول الصبي يصيب الثوب، وهو حديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
حسن: أخرجه أحمد (6/339) قال: حدثنا يحيى بن بكير، قال: حدثنا إسرائيل، وأبو داود (375) قال: حدثنا مسدد بن مسرهد، والربيع بن نافع أبو توبة، قالا: حدثنا أبو الأحوص وابن ماجه (522) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو الأحوص. وفي (3923) قال: حدثنا أبو بكر، قال: حدثنا معاوية بن هشام، قال: حدثنا علي بن صالح. وابن خزيمة (282) قال: حدثنا نصر بن مرزوق، قال: حدثنا أسد، يعني ابن موسى (ح) وحدثنا محمد بن عمرو بن تمام المصري، قال: حدثنا علي بن معبد، قالا: حدثنا أبو الأحوص.
ثلاثتهم - إسرائيل، وأبو الأحوص، وعلي بن صالح - عن سمك، عن قبون بن المخارق، فذكره.
(*) الروايات مطولة ومختصرة..
(*) في رواية أبي الأحوص عند ابن ماجة: «قابوس بن أبي المخارق» .(7/82)
5051 - (د س) أبو السمح - رضي الله عنه - قال: «كنت أخدُمُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، وكان إذا أراد أن يغتسلَ قال: وَلِّنِي، فأُوَلِّيه قَفَايَ، فأسْتُرُهُ بذلك، فأُتِيَ بحَسَن- أو حُسَيْن - فبالَ على صَدْره، فجئت أغْسِلُه، فقال: يُغْسَلُ من بول الجاريةِ، ويُرَشُّ من بول الغُلام» . أخرجه أبو داود.
واختصره النسائي، فقال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «يُغْسَلُ من بول الجارية، ويُرَشُّ من بول الغُلام» . وأخرج من أوله إِلى قوله: «فأستره بذلك» مفرداً (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (376) في الطهارة، باب بول الصبي يصيب الثوب، والنسائي 1 / 158 في الطهارة، باب بول الجارية، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
حسن: أخرجه أبو داود (376) قال: حدثنا مجاهد بن موسى وعباس بن عبد العظيم. وابن ماجة (613) قال: حدثنا العباس بن عبد العظيم العنبري وأبو حفص عمرو بن علي الفلاس ومجاهد بن موسى والنسائي (1/126) .وفي الكبرى (221) قال: أخبرنا مجاهد بن موسى.
ثلاثتهم - مجاهد، والعباس بن عبد العظيم، وعمرو بن علي - قالوا: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال:حدثني يحيى بن الوليد. قال: حدثني محل بن خليفة،فذكره.
أخرجه أبو داود (376) قال: حدثنا مجاهد بن موسى، وعباس بن عبد العظيم. وابن ماجة (526) قال: حدثنا عمرو بن علي ومجاهد بن موسى والعباس بن عبد العظيم. والنسائي (1/158) .وفي الكبري (285) قال: أخبرنا مجاهد بن موسى. وابن خزيمة (283) قال:حدثنا العباس بن عبد العظيم العنبري.
ثلاثتهم - مجاهد،وعباس، وعمرو بن علي - قالوا: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. قال: حدثنا يحيى ابن الوليد. قال:حدثني محلى بن خليفة الطائي فذكره.(7/82)
5052 - (ت د) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال في بول الغلام الرَّضِيع: «يُنْضحُ بولُ الغلام، ويُغسَل بولُ الجارية» . قال قتادة: هذا ما لم يَطْعَمَا، فإِذا طَعِمَا غُسِلا جميعاً. [ص:83]
وقال الترمذي: رفع بعضهم هذا الحديث، ووقفه بعضهم ولم يرفعه.
وفي رواية أبي داود قال عليّ: «يُغسل [من] بول الجارية، ويُنضَحُ من بول الغلام ما لم يَطْعَمْ» .
وفي رواية عنه: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: ... فذكر بمعناه، ولم يذكر «ما لم يطعم» زاد: قال قتادة: «هذا ما لم يطعما، فإذا طَعِمَا: غسلا جميعاً» (1) .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (610) في الصلاة، باب ما ذكر في نضح بول الغلام الرضيع، وأبو داود رقم (377) و (378) في الطهارة، باب بول الصبي يصيب الثوب، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: أخرجه أحمد (1/76) (563) و (1/137) (1149) قال: حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث. وفي (1/97) (757) قال: حدثنا معاذ بن هشام. وفي (1/137) (1148) قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: حدثني أبي وعبيد الله بن عمر القواريري ومحمد بن أبي بكر المقدمي ومحمد بن بشار بندار، قالوا: حدثنا معاذ بن هشام (ح) وحدثني أبو خيثمة، قال: حدثنا عبد الصمد ومعاذ. وأبو داود (378) قال: حدثنا ابن المثنى. قال حدثنا معاذ بن هشام. وابن ماجة (525) . قال: حدثنا حوثرة بن محمد ومحمد بن سعيد بن يزيد بن إبراهيم، قالا: حدثنا معاذ بن هشام، والترمذي (610) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا معاذ بن هشام. وابن خزيمة (284) قال: حدثنا بندار، قال: حدثنا معاذ بن هشام (ح) وحدثنا أبو موسى بمثله- يعني عن معاذ -.
كلاهما - عبد الصمد، ومعاذ - عن هشام الدستوائي، عن قتادة، عن أبي حرب بن أبي الأسود، عن أبيه، فذكره.
قال عبد الله بن أحمد: ولم يذكر أبو خيثمة في حديثه عن قتادة قال قتادة: هذا ما لم يطعما الطعام، فإذا طعما الطعام غسلا جميعا.
(*) أخرجه أبو داود (377) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى، عن ابن أبي عروبة، عن قتادة، عن أبي حرب بن أبي الأسود، عن أبيه، عن علي رضي الله عنه قال: يغسل بول الجارية، وينضح بول الغلام ما لم يطعم. (موقوفا) .(7/82)
5053 - (د) الحسن البصري عن أُمِّه: «أنها أَبْصَرَتْ أمَّ سلمةَ تَصُبُّ الماء على بول الغلام ما لم يَطْعَم، فإذا طَعِم غسلته، وكانت تغسلُ بولَ الجارية» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (379) في الطهارة، باب بول الصبي يصيب الثوب، وهو حديث صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: أخرجه أبو داود (379) قال: ثنا عبد الله بن عمرو بن أبي الحجاج أبو معمر ثنا عبد الوارث، عن يونس، عن الحسن، فذكره.(7/83)
الفرع الثاني: في البول على الأرض
5054 - (خ م س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - «أن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- رأى أعرابياً يبولُ في المسجد، فقال: دَعُوه، حتى إِذا فَرَغَ دعا بماء فَصَبَّه عليه» . [ص:84]
وفي رواية قال: «بينما نحنُ في المسجد مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، إِذْ جاء أعرابيّ، فقام يبولُ في المسجد، فقال أصحابُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: مَهْ، مَهْ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: لا تُزْرِمُوه، دَعُوه، فتركوه حتى بالَ، ثم إنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- دعاه، فقال له: إِنَّ هذه المساجدَ لا تصلحُ لشيء من هذا البول والقَذَرِ، إِنما هي لِذِكْرِ الله، والصلاةِ، وقراءةِ القرآن - أو كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: وأمر رجلاً من القوم، فجاء بِدَلْو من ماء، فَسنَّه عليه» .
وفي أخرى: «أن أعرابياً قام إلى ناحية المسجد، فبالَ فيها، فصاحَ به الناسُ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: دَعُوه، فلما فرغَ أمرَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بذَنُوب، فصُبَّ على بوله» .
وفي أخرى «فبالَ في طائفة المسجد، فزَجَرَه الناس، فنهاهم النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- فلما قَضَى بولَه: أمر بذَنُوب من ماء، فأُهْرِيقَ عليه» . أخرجه البخاري، ومسلم، والنسائي (1) . [ص:85]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(لا تُزْرِمُوه) بتقديم الزاي المعجمة على الراء، أي: لا تقطعوا بوله: يقال: زَرَم الدَّمع: إذا انقطع.
(فسنَّه عليه) سننت الماء على الثوب وعلى الأرض ونحو ذلك: إذا صببته عليه، وقد جاء في كتاب مسلم «فشَنَّه» » بالشين المعجمة، أي: فرَّقه عليه من جميع جهاته، ورشَّه عليه، ومنه: شَنَنْت الغارة: إذا فرَّقَتها من جميع الجهات والنواحي.
(فأُهرِيق) يقال: هَرَاق الماء يُهْرِيقه: إذا صبَّه، وأصله: أراقه، فقُلبت الهمزة هاء، ويقال أيضاً: أَهْرَقَه يُهْرِقه، وأهراق، ويُهَرِيق بفتح الهاء (2) .
(بذَنوب) الذَّنُوب: الدَّلْو العظيمة، وكذلك السَّجْل، قال: ولا يسمَّى بذلك إلا إذا كان فيها ماء.
__________
(1) رواه البخاري 1 / 278 في الوضوء، باب ترك النبي صلى الله عليه وسلم والناس الأعرابي حتى فرغ من بوله في المسجد، وباب صب الماء على البول في المسجد، وفي الأدب، باب الرفق في الأمر كله، ومسلم رقم (284) في الطهارة، باب وجوب غسل البول وغيره من النجاسات، والنسائي 1 / 48 في الطهارة، باب ترك التوقيت في الماء.
(2) انظر هذه المادة في " اللسان " فإن فيها لغات نادرة وشاذة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس بن مالك، أخرجه البخاري (651) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. قال: حدثنا همام. قال: أخبرنا إسحاق، فذكره.
وعن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، قال: حدثني أنس بن مالك، قال: «بينما نحن في المسجد مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذ جاء أعرابي، فقام يبول في المسجد، فقال أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: مه مه، قال: قال: رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: لاتزرموه، دعوه، فتركوه، حتى بال، ثم إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- دعاه، فقا له: إن هذه المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول. ولا القذر، وإنما هي لذكر الله عز وجل، والصلاة، وقراءة القرآن- أو كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: فأمر رجلا من القوم فجاء دلو من ماء فشنه عليه» .
أخرجه أحمد (3/191) قال: حدثنا بهز. ومسلم (1/163) قال: حدثنا زهير بن حرب. قال: حدثنا عمر ابن يونس. وابن خزيمة (293) قال: حدثنا عبد الله بن هاشم. قال: حدثنا بهز.
كلاهما- بهز، وعمر - عن عكرمة بن عمار، قال: حدثنا إسحاق بن أبي طلحة، فذكره.
وعن يحيى بن سعيد الأنصاري، قال: سمعت أنس بن مالك يقول: «دخل أعرابي المسجد على عهد رسول الله، فبال فنهوه، فقال رسول الله: دعوه وأمر أن يصب عليه، أو أهريق عليه الماء» .
أخرجه الحميدي (1196) وأحمد (3/110) قالا: حدثنا سفيان وأحمد (3/114) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (3/167) قال: حدثنا ابن نمير. والدارمي (746) قال: حدثنا جعفر بن عون. والبخاري (1/65) قال: حدثنا عبدان، قال: أخبرنا عبد الله، هو ابن المبارك، في (1/65) قال: حدثنا خالد بن مخلد، قال: حدثنا سليمان بن بلال، ومسلم (1/163) قال: حدثنا محمد بن المثنى قال: حدثنا يحيى ابن سعيد. (ح) وحدثنا يحيى بن يحيى، وقتيبة، عن الدراوردي، والترمذي (148) قال: حدثنا سعيد ابن عبد الرحمن..قال: سفيان. والنسائي (1/47) ، وفي الكبرى (52) قال: أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا عبيدة بن حميد. وفي (1/48) والكبرى (53) قال: أخبرنا سويد بن نصر، قال: أنبأنا عبد الله.
ثمانيتهم - سفيان، ويحيى بن سعيد القطان، وعبد الله بن نمير وجعفر بن عون. وعبد الله بن المبارك وسليمان بن بلال، وعبد العزيز الدراوردي، وعبيدة بن حميد - عن يحيى بن سعيد الأنصاري، فذكره.
عن ثابت، عن أنس بن مالك «أن أعرابيا بال في المسجد فقاموا إليه، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: لا تزرموه، ثم دعا بدلو من ماء فصب عليه» .
أخرجه أحمد (3/226) قال: حدثنا يونس بن محمد. وعبد بن حميد (1381) قال: حدثنا محمد بن الفضل. والبخاري (8/14) قال: حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب، ومسلم (1/163) قال: حدثنا قتيبة ابن سعيد. وابن ماجة (528) قال: حدثنا أحمد بن عبدة. والنسائي (1/147 175،) وفي الكبرى (51) قال: أخبرنا قتيبة. وابن خزيمة (296) قال: حدثنا أحمد بن عبدة.
خمستهم - عن حماد بن زيد، عن ثابت، فذكره(7/83)
5055 - (ت د خ س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: «أنَّ أعْرَابياً دخلَ المسجدَ ورسول الله - صلى الله عليه وسلم- جَالِس، فصلَّى ركعتين، ثم قال: اللَّهُمَّ ارْحمني ومحمداً، ولا ترحمْ معنا أحداً، فقال النبيّ - صلى الله عليه وسلم-: لقد تَحَجَّرْتَ وَاسِعاً، ثم لم يَلْبَثْ أن بالَ في ناحية المسجد، فأسْرَعَ [إِليه] النَّاسُ، فنهاهم النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-، وقال: إِنما بُعِثْتُم مُيَسِّرِينَ، ولم تُبْعَثُوا مُعسِّرِينَ، صُبُّوا عليه سَجْلاً من ماء، أو قال: ذَنُوباً من ماء» . [ص:86] أخرجه الترمذي، وأبو داود، وفي رواية البخاري، والنسائي مُفرَّقاً في موضعين (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(تَحَجَّرْت واسعاً) أي: ضَيَّقْتَ السَّعة، وأصله: اتخذت عليه حَجْرة، أي: حظيرة أحاطت به من جوانبه.
__________
(1) رواه البخاري 1 / 278 و 279 في الوضوء، باب صب الماء على البول في المسجد، وأبو داود رقم (380) في الطهارة، باب الأرض يصيبها البول، والترمذي رقم (147) في الطهارة، باب ما جاء في البول يصيب الأرض، والنسائي 1 / 48 و 49 في الطهارة، باب ترك التوقيت في الماء.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/282) قال: حدثنا إبراهيم بن خالد، قال: حدثنا رباح عن معمر. (ح) وحدثنا هارون، قال: حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس. والبخاري (1/65) وفي (8/37) قال: حدثنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب. والنسائي (1/48 و175) وفي الكبرى (54) قال: أخبرنا عبد الرحمن بن إبراهيم بن عن عمر بن عبدذ الواحد، عن الأوزاعي، عن محمد بن الوليد. وابن خزيمة (297) قال: حدثنا عتبة بن عبد الله اليحمدي، قال: أخبرنا ابن المبارك، قال: أخبرنا يونس.
أربعتهم - معمر بن راشد، ويونس بن يزيد، وشعيب بن أبي حمزة، ومحمد بن الوليد الزبيدي - عن ابن شهاب الزهري، قال: أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، فذكره.
وعن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، قال.
1-أخرجه الحميدي (938) . وأحمد (2/239) . وأبو داود (380) قال: حدثنا أحمد بن عمرو بن السرح وابن عبدة في آخرين والترمذي (147) قال: حدثنا ابن أبي عمر وسعيد بن عبد الرحمن المخزومي. والنسائي (3/14) . وفي الكبرى (470و 1049) قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن الزهري البصري. وابن خزيمة (298) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء (ح) وحدثنا المخزومي.
ثمانيتهم - الحميدي، وأحمد بن حنبل، وأحمد بن عمرو، وأحمد بن عبدة، وابن أبي عمر، وسعيد بن عبد الرحمن المخزومي، وعبد الله بن محمد الزهري، وعبد الجبار بن العلاء - عن سفيان بن عيينة.
2- وأخرجه ابن خزيمة (298) قال: حدثنا الفضل بن يعقوب الجزري، قال: حدثنا إبراهيم، يعني ابن صدقة، قال: حدثنا سفيان، وهو ابن حسين.
كلاهما- سفيان بن عيينة، وسفيان بن حسين - عن الزهري، قال: أخبرني سعيد بن المسيب، فذكره.(7/85)
5056 - (د) عبد الله بن معقل بن مقرن قال «صلَّى أعرابيّ مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-.... بهذه القصة، قال فيه: وقال - يعني النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-: خُذُوا ما بالَ عليه من التراب فألْقُوه، وأهريقُوا على مكانه ماء» قال أبو داود: وهو مرسل، ابنُ معقل لم يُدرك النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-. أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (381) في الطهارة، باب الأرض يصيبها البول، وإسناده منقطع.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده منقطع: أخرجه أبو داود (381) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا جرير - يعني ابن أبي حازم- قال: سمعت عبد الملك - يعني ابن عمير - يحدث عن عبد الله بن معقل بن مقرن، فذكره.(7/86)
5057 - (د) أبو عبد الله الجشمي قال: حَدَّثنَا جُنْدُب قال: جاء أعرابيّ، فأنَاخَ رَاحِلته ثم عَقَلها، ثم دخل المسجدَ، فصلَّى خَلْفَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فلما سلَّمَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أتى الأعرابيُّ راحلته فأطْلَقها، ثم ركب، ثم نادى: اللهم ارْحَمْني ومحمداً، ولا تَشْرَك في رحمتنا أحداً، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «من تَرَوْنَ أضلُّ: هذا، أو بعيرُه؟ ألم تسمعوا إلى ما قال؟ [ص:87] قالوا: بلى» . أخرجه أبو داود هكذا (1) .
وذكره رزين، وزاد فيه بعد قوله: «ثم دخل المسجدَ» فقال: فجعل يبُول فيه، فانتَهَرَهُ بعضُ أصحابِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «دَعُوه، وأهْرِيقُوا عليه ذَنُوباً من ماء، قال: ثم توضَّأ فصلى خلفَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ... الحديث.
__________
(1) رقم (4885) في الأدب، باب من ليست له غيبة، وهو حديث حسن بشواهده.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/312) . وأبو داود (4885) قال: حدثنا علي بن نصر.
كلاهما- أحمد، وعلي - قال أحمد: حدثنا وقال: علي: أخبرنا عبد الصمد بن عبد الوراث. قال: حدثني أبي، قال: حدثنا الجريري، عن أبي عبد الله الجشمي، فذكره.
قلت: لم أقف على رواية رزين المذكورة.(7/86)
5058 - (ط) يحيى بن سعيد: قال: جاء أعرابيٌّ المسجدَ، فكشف عن فَرْجِهِ لِيَبُول، فصاحَ الناسُ به، حتى عَلاَ الصوتُ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «اتركوه، فتركوه، فبالَ، ثم أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بذَنوب من ماء، فصُبَّ على ذلك المكان» .
أخرجه «الموطأ» هكذا مرسلاً عن يحيى بن سعيد.
وهذه الرواية هي إحدى روايات البخاري ومسلم، كحديث أنس المقدَّم ذِكْرُه، وإنما أفردْناها، لأن الموطأ أخرجها هكذا مرسلة، فربما كانت عن غير أنس (1) .
__________
(1) أخرجه الموطأ 1 / 64 و 65 في الطهارة، باب ما جاء في البول قائماً وغيره مرسلاً، وقد وصله البخاري ومسلم والنسائي من حديث أنس، وقد تقدم برقم (5051) .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في الموطأ (139) قال: عن يحيى بن سعيد، فذكره. قال الزرقاني: مرسل،وصله البخاري من طريق ابن المبارك،ومسلم من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي، والشيخان معا من طريق يحيى القطان.
ثلاثتهم عن يحيى بن سعيد الأنصاري أنه قال: سمعت أنس بن مالك قال.... ثم ذكر شرح المتن. شرح الزرقاني (1/189)(7/87)
الفرع الثالث: في النجاسة تكون في الطريق
5059 - (ط د ت) أم سلمة - رضي الله عنها - قالت لها امرأة: إني أُطِيلُ ذَيْلي، وأمشي في المكان القَذِر؟ قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «يُطَهِّرُه ما بعدَهُ» .
أخرجه أبو داود والترمذي و «الموطأ» ، وقال أبو داود: المرأةُ أمُّ ولد لإبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف.
وقال الترمذي: وفي الباب عن عبد الله بن مسعود قال: «كُنَّا نُصلِّي مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ولا نتوضأ من المَوْطإ» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يطهره ما بعده) قوله: يطهره ما بعده في هذا الحديث، وقوله في الحديث الآخر: «فهذه بهذه» معناه عند الشافعي -رحمه الله-: فيما كان يابساً لا يعلق بالثوب منه شيء، فأما إذا كان رطباً، فإنه لا يطهر إلا بالغسل، وقال مالك: هو أن يطأ الأرض القذرة، ثم يطأ الأرض اليابسة النظيفة فإن بعضها يطهر بعضاً، وأما النجاسة مثل البول ونحوه، يصيب الثوب أو [ص:89] بعض الجسد، فإن ذلك لا يطهره إلا الماء إجماعاً، قال: وفي إسناد الحديثين مقال (2) .
__________
(1) رواه الموطأ 1 / 24 في الطهارة، باب مالا يجب منه الوضوء، وأبو داود رقم (383) في الطهارة، باب في الأذى يصيب الذيل، والترمذي رقم (143) في الطهارة، باب في الوضوء من الموطأ، وهو حديث صحيح بشواهده.
(2) ولكنه صحيح بشواهده.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك (الموطأ) (41) . وأحمد (6/290) قال: حدثنا عبد الله بن إدريس. وفي (6/316) قال: حدثنا صفوان بن عيسى والدارمي (748) قال: أخبرنا يحيى بن حسان. قال: حدثنا مالك بن أنس. وأبو داود (383) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك. وابن ماجة (531) قال: حدثنا هشام بن عمار. قال: حدثنا مالك بن أنس. والترمذي (143) قال: حدثنا أبو رجاء قتيبة. قال: حدثنا مالك بن أنس.
ثلاثتهم - مالك بن أنس، وعبد الله بن إدريس. وصفوان بن عيسى - عن محمد بن عمارة بن عمرو بن حزم، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، عن أم ولد لإبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، فذكرته.
(*) في رواية صفوان بن عيسى: (ح) عن أم ولد لابن عبد الرحمن بن عوف» .
(*) وفي رواية قتيبة «عن أم ولد لعبد الرحمن بن عوف» .
قلت: الراوية عن أم سلمة، مجهولة.(7/88)
5060 - (د) امرأة من بني عبد الأشهل - رضي الله عنها - قالت: «قلتُ: يا رسول الله، إن لنا طريقاً إلى المسجد مُنْتِنة، فكيف نفعل إذا مُطِرنا؟ قالت: فقال: أليس بعدَها طريق هي أطيبُ منها؟ قلت: بلى، قال: فهذه بهذه» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (384) في الطهارة، باب في الأذى يصيب الذيل، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (6/435) قال: حدثنا أبو كامل. قال: حدثنا زهير، يعني ابن معاوية. وفي (6/435) قال: حدثنا يزيد بن هارون. قال: أخبرنا إسرائيل. وأبو داود (384) قال: حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي وأحمد بن يونس. قالا:حدثنا زهير. وابن ماجة (533) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا شريك.
ثلاثتهم - زهير، وإسرائيل، وشريك - عن عبد الله بن عيسى، عن موسى بن عبد الله بن يزيد، فذكره.(7/89)
5061 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا وطئ أحدكم بنعله الأذى، فإن التراب له طَهُور» .
وفي رواية «إذا وطئ الأذى بخُفَّيه فطَهُورُهما الترابُ» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (385) و (386) في الطهارة، باب في الأذى يصيب النعل، وإسناد الرواية الأولى صحيح، والرواية الثانية فيها محمد بن عجلان وهو ثقة اختلطت عليه أحاديث أبي هريرة، ولكن يشهد لها الرواية الأولى.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
ضعيف: أخرجه أبو داود (386) قال: حدثنا أحمد بن إبراهيم. وابن خزيمة (292) قال: حدثنا الحسن بن عبد الله بن منصور الأنطاكي.
كلاهما - أحمد بن إبراهيم،والحسن بن عبد الله - عن محمد بن كثير، عن الأوزاعي، عن محمد بن عجلان، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبيه، فذكره.
(*) أخرجه أبو داود (385) قال: حدثنا أحمد بن حنبل، قال: حدثنا أبو المغيرة (ح) وحدثنا عباس بن الوليد بن مزيد، قال: أخبرني أبي (ح) وحدثنا محمود بن خالد، قال: حدثنا عمر - يعني ابن عبد الواحد - عن الأوزاعي، المعنى، قال: أنبئت أن سعيدا المقبري حدث عن أبيه، فذكره.(7/89)
5062 - (د) عائشة - رضي الله عنها - بمعناه، أخرجه أبو داود هكذا، ولم يذكر لفظه (1) .
__________
(1) رقم (387) في الطهارة، باب في الأذى يصيب النعل، وهو حديث صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (387) قال: حدثنا محمود بن خالد، قال: حدثنا محمد، يعني ابن عائذ. قال: حدثني يحيى، يعني ابن حمزة، عن الأوزاعي، عن محمد بن الوليد، قال: أخبرني سعيد بن أبي سعيد، عن القعقاع بن حكيم، فذكره.(7/89)
5063 - () عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: «إذا مرَّ ثوبُكَ، أو وَطِئْتَ قَذَراً رَطْباً فاغْسِلْه، وإن كان يابساً فلا عليك» أخرجه ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وهو بمعنى الذي قبله.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
هذا الأثر من زيادات رزين،لم أهتد إليه.(7/89)
الفصل الثاني: في المني
5064 - (خ م د س) عائشة - رضي الله عنهما - قالت: «كنتُ أغْسِلُ الجنابةَ من ثوبِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فيخرُج إلى الصلاةِ وإنَّ بُقَعَ الماء في ثوبه» .
وفي رواية «أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- كان يغسل المنِيَّ، ثم يخرج إلى الصلاة في ذلك الثوب، وأنا أنْظُرُ أثَرَ الغَسْلِ فيه» أخرجه البخاري ومسلم.
ولمسلم «أنَّ رجلاً نزل بعائشةَ، فأصْبَح يغسل ثوبه، فقالت عائشةُ: إنما كان يُجْزِئُكَ - إنْ رأيتَه - أن تغسلَ مكانه، فإن لم تَرَهُ نَضَحْتَ حَوْلَه، فلقد رأيتُني أفْرُكُه من ثوبِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فَرْكاً، فيُصلي فيه» .
وله في أخرى: قالتْ عائشةُ في المنيِّ «كنتُ أفْرُكه من ثوب رسول الله - صلى الله عليه وسلم-» .
وله في أخرى من حديث عبد الله بن شهاب الخَوْلاني قال: «كنتُ نازلاً على عائشةَ، فاحْتَلَمْتُ في ثَوْبيَّ، فغمستُهما في الماء، فرأتني جارية لعائشةَ، فأخبرتْها، فبعثتْ إليَّ عائشةُ، فقالتْ: ما حَمَلَكَ على ما صَنعتَ بثوبَيْك؟ قال: قلتُ: رأيتُ ما يرى النائم في منامه، قالتْ: هل رأيتَ فيهما [ص:91] شيئاً؟ قلت: لا، قالت: فلو رأيتَ شيئاً غَسَلْتَهُ، لقد رأيْتُني وإني لأحُكُّه من ثوبِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يابساً بِظُفُري» .
وفي رواية الترمذي «أنها غسلت مَنِيّاً من ثوبِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-» .
وله في أخرى: قال همَّامُ بن الحارث: «ضاف عَائشةَ ضَيْف، فأمرتْ له بِمِلْحَفَة صفراءَ، فنام فيها، فاحْتَلَم، فاسْتَحْيَى أنْ يُرْسِلَ بها إليها وبها أثرُ الاحتلام، فَغَمَسَها في الماء، ثم أرسل بها، فقالت عائشةُ: لِمَ أفسدَ علينا ثوْبَنا؟ إنما كان يكفيه أن يَفْرُكه بأصابعه، وربما فَرَكْتُه من ثوبِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بأصابعي» .
وفي رواية أبي داود قال: سمعتُ عائشةَ تقولُ: «إنَّها كانت تغسل المنيَّ من ثوبِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، قالت: ثم أرَاهُ فيه بُقْعَة، أو بُقَعاً» .
وله في أخرى عن همام «أنه كان عند عائشة، فاحْتَلَم، فأبْصَرَتْهُ جارية لعائشةَ، وهو يغسل أثر الجنابة من ثوبه - أو يغسل ثوبَه - فأخْبَرَتْ عائشةَ، فقالت: لقد رأيتُني وأنا أفْرُكُه من ثوبِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فيُصلِّي فيه» .
وله في أخرى مختصراً قالت: «كنتُ أفْرُكُ المنيَّ من ثوبِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فيُصلِّي فيه» . [ص:92]
وفي رواية النسائي قالتْ: « [لقد] رأيتُني أفرُك المنيَّ من ثوبِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-» .
وفي أخرى «كنتُ أراه في ثوبِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فَأحُكُّه عنه بشيء» .
وفي أخرى «كنتُ أفْرُكُ المنيَّ من ثوبِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فيُصلِّي فيه» وأخرج الرواية الأولى من الحديث (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ضاف ضَيف) ضِفْتُ الرجل: إذا نزلت به، وأضَفْتُه: إذا أنزلته.
__________
(1) رواه البخاري 1 / 287 في الوضوء، باب غسل المني وفركه، وباب إذا غسل الجنابة أو غيرها فلم يذهب أثره، ومسلم رقم (288) و (289) و (290) في الطهارة، باب حكم المني، وأبو داود رقم (371) و (372) و (373) في الطهارة، باب المني يصيب الثوب، والترمذي رقم (117) و (118) في الطهارة، باب ما جاء في المني يصيب الثوب، وباب غسل المني من الثوب، والنسائي 1 / 156 في الطهارة، باب غسل المني من الثوب، وباب فرك المني من الثوب.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: عن سليمان بن يسار، عن عائشة، قالت: «كنت أغسل الجنابة من ثوب النبي -صلى الله عليه وسلم- فيخرج إلى الصلاة، وإن بقع الماء في ثوبه» .
أخرجه أحمد (6/47) قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (6/142و235) قال: حدثنا يزيد. وفي (6/162) قال: حدثنا يحيى بن زكريا. والبخاري (1/67) قال: حدثنا عبدان. قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك (ح) وحدثنا قتيبة. قال: حدثنا يزيد (ح) وحدثنا مسدد. قال: حدثنا عبد الواحد. وفي (1/67) قال: حدثنا موسى. قال: حدثنا عبد الواحد (ح) . وحدثنا عمرو بن خالد. قال: حدثنا زهير. ومسلم (1/165) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا محمد بن بشر. (ح) وحدثنا أبو كامل الجحدري. قال: حدثنا عبد الواحد، يعني ابن زياد. (ح) وحدثنا أبو كريب. قال: أخبرنا ابن المبارك وابن أبي زائدة. وأبو داود (373) قال: حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي. قال: حدثنا زهير. (ح) وحدثنا محمد بن عبيد بن حساب البصري. قال: حدثنا سليم، يعني ابن أخضر. وابن ماجة (536) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا عبدة بن سليمان. والترمذي (117) قال: حدثنا أحمد بن منيع. قال: حدثنا أبو معاوية. والنسائي (1/156) وفي الكبرى (280) قال: أخبرنا سويد بن نصر. قال: أنبأنا عبد الله. وابن خزيمة (287) قال: حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني. قال: حدثنا بشر يعني ابن مفضل. (ح) وحدثنا محمد بن العلاء ابن كريب. قال: حدثنا ابن مبارك. (ح) وحدثنا محمد بن عبد الله المخرمي قال: حدثنا يزيد بن هارون.
جميعهم - أبو معاوية، ويزيد بن هارون، ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة، وعبد الله بن المبارك، ويزيد بن زريع، وعبد الواحد بن زياد، وزهير بن معاوية، ومحمد بن بشر، وسليم بن أخضر، وعبدة بن سليمان، وبشر بن مفضل - عن عمرو بن ميمون بن مهران، عن سليمان بن يسار، فذكره.
(*) الروايات متقاربة المعنى.
وعن الأسود بن يزيد. قال: رأتني عائشة، أم المؤمنين، أغسل أثر جنابة أصابت ثوبي. فقالت: ما هذا (ح) قلت: جنابة أصابت ثوبي. فقالت: «لقد رأيتنا، وإنه يصيب ثوب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فما يزيد على أن يقول به هكذا» .
ووصفه مهدي بن ميمون - أحد رواة الحديث -: حك يده على الأخرى.
أخرجه أحمد (6/35) قال: حدثنا محمد بن أبي عدي، عن سعيد، عن أبي معشر. وفي (6/97) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا سعيد، عن أبي معشر. وفي (6/101) قال: حدثنا عفان. وقال: حدثنا مهدي. قال: حدثنا واصل الأحدب. وفي (6/125و132) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن حماد. وفي (6/213) قال: حدثنا أبو كامل. قال: حدثنا حماد، عن حماد. وفي (6/239) قال: حدثنا يزيد. قال: أخبرنا هشام بن حسان، عن أبي معشر. ومسلم (1/165) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا حماد، يعني ابن زيد، عن هشام بن حسان. (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم قال: أخبرنا عبدة بن سليمان. قال: حدثنا ابن أبي عروبة.
جميعا - هشام، وابن أبي عروبة- عن أبي معشر. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا هشيم عن مغيرة. (ح) وحدثني محمد بن حاتم. قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن مهدي بن ميمون، عن واصل الأحدب. (ح) وحدثني ابن حاتم. قال: حدثنا إسحاق بن منصور. قال: حدثنا إسرائيل، عن منصور ومغيرة. وأبو داود (372) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. قال: حدثنا حماد، عن حماد، وابن ماجة (539) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا هشيم، عن مغيرة. والنسائي (1/156و157) قال: أخبرنا قتيبة. قال: حدثنا حماد بن زيد، عن هشام بن حسان. عن أبي معشر. (ح) وأخبرنا محمد بن كامل بالمروزي، قال: حدثنا هشيم، عن مغيرة. وابن خزيمة (288) قال: حدثنا محمد بن الوليد القرشي. قال: حدثنا عبد الأعلى. قال: حدثنا هشام بن حسان، عن أبي معشر (ح) وحدثنا محمد بن الوليد. قال: حدثنا يعلى. قال: حدثنا الأعمش. (ح) وحدثنا عبد الوارث بن عبد الصمد قال: حدثني أبي. قال: حدثنا مهدي، وهو ابن ميمون، عن واصل. (ح) وحدثنا محمد بن يحيى. قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا أبو عوانة، عن المغيرة بن مقسم وحماد بن أبي سليمان. (ح) وحدثنا محمد بن يحيى. قال: حدثنا الخضر بن محمد بن شجاع وابن الطباع. قالا: أخبرنا هاشم قال: أخبرنا المغيرة. (ح) وحدثنا محمد بن يحيى. قال: حدثنا أبو الوليد. قال: حدثنا حماد، يعني ابن سلمة، عن حماد، وهو ابن أبي سليمان. (ح) وحدثنا يحيى بن حكيم. قال: حدثنا محمد بن أبي عدي، عن سعيد بن أبي عروبة، عن أبي معشر (ح) وحدثنا هارون بن إسحاق الهمداني قال: حدثنا عبدة عن سعيد، عن أبي معشر. وفي (289) قال: حدثنا إبراهيم بن إسماعيل بن يحيي بن سلمة بن كهيل. قال: حدثني أبي، عن أبيه سلمة.
سبعتهم - أبو معشر زياد بن كليب، وواصل الأحدب، وحماد بن أبي سليمان، ومغيرة بن مقسم، ومنصور، والأعمش، وسلمة بن كهيل - عن إبراهيم. النخعي، عن الأسود بن يزيد، فذكره
(*) الروايات مطولة ومختصرة، وأثبتنا لفظ رواية أحمد (6/101) .
(*) أخرجه مسلم (1/164) قال: حدثنا عمر بن حفص بن غياث. قال: حدثنا أبي، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود وهمام، عن عائشة، فذكرا نحوه.
(*) وأخرجه مسلم (1/164) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، وابن خزيمة (288) قال: حدثنا أبو بشر الواسطي.
كلاهما- يحيى بن يحيى، وأبو بشر - عن خالد بن عبد الله، عن خالد الحذاء، عن أبي معشر، عن إبراهيم، عن علقمة والأسود، أن رجلا نزل بعائشة فأصبح يغسل ثوبه، فقالت عائشة: إنما كان يجزئك إن رأيته أن تغسل مكانه.... فذكرا نحوه.
وعن همام بن الحارث، أنه كان عند عائشة، رضي الله عنها، فاحتلم فأبصرته جارية لعائشة وهو يغسل أثر الجنابة من ثوبه، أو يغسل ثوبه، فأخبرت عائشة. فقالت: «لقد رأيتني، وأنا أفركه من ثوب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.» .
أخرجه الحميدي (186) قال: حدثنا سفيان. قال: حدثنا منصور. وأحمد (6/43) قال: حدثنا أبومعاوية. قال: حدثنا الأعمش. وفي (6/125) قال: حدثنا عفان وبهز. قالا: حدثنا شعبة. قال: الحكم أخبرني. (ح) وحدثناه محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. عن الحكم، وفي (6/ 135) قال: حدثنا ابن الأشجعي. قال: حدثنا أبي، عن سفيان، عن منصور. (ح) وحدثنا سفيان بن عيينة، عن منصور وفي (6/193) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن الأعمش وفي (6/193) قال: حدثنا يحيى، قال: حدثنا شعبة، عن الحكم. وفي (6/263) قال: حدثنا أبو قطن. قال: حدثنا شعبة، عن الحكم. ومسلم (1/165) قال: حدثني محمد بن حاتم. قال: حدثنا ابن عيينة، عن منصور. وأبو داود (371) قال: حدثنا حفص بن عمر، عن شعبة، عن الحكم، وابن ماجة (537) قال: حدثنا علي بن محمد. قال: حدثنا أبو معاوية. (ح) وحدثنا محمد بن طريف. قال حدثنا عبدة بن سليمان
جميعا - أبو معاوية، وعبدة - عن الأعمش. وفي (538) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعلي بن محمد. قالا: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش. والترمذي (116) قال: حدثنا هناد. قال: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش. والنسائي (1/156) قال: أخبرنا عمرو بن يزيد. قال: حدثنا بهز. قال: حدثنا شعبة. قال: الحكم أخبرني (ح) وأخبرنا الحسين بن حريث. قال: أنبأنا سفيان عن منصور. وفي (1/156) وفي الكبرى (282) قال: أخبرنا شعيب بن يوسف، عن يحيى بن سعيد، عن الأعمش. وابن خزيمة (288) قال: حدثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي وعبد الجبار بن العلاء. قالا: حدثنا سفيان - قال عبد الجبار- قال: حدثنا منصور وقال سعيد - عن منصور - (ح) وحدثنا أبو هاشم زياد بن أيوب. قال: حدثنا زياد، يعني ابن عبد الله البكائي، قال: حدثنا منصور. (ح) وحدثنا محمد بن العلاء بن كريب قال: حدثنا أبو أسامة. (ح) وحدثنا عبد الله بن سعيد الأشج. قال: حدثنا ابن نمير. (ح) وحدثنا بندار. قال: حدثنا يحيى بن سعيد كلهم -أبو أسامة، وابن نمير، ويحيى - عن الأعمش. (ح) وحدثنا علي بن خشرم. قال: أخبرنا عيسى، يعني ابن يونس، عن الأعمش (ح) وحدثنا نصر بن مروزق المصري. قال: حدثنا أسد. يعني ابن موسى. قال: حدثنا شعبة. عن الحكم وحدثنا محمد بن يحيى. قال: حدثنا يعلى. قال: حدثنا الأعمش (ح) وحدثنا نصر بن مرزوق. قال: حدثنا أسد. قال: حدثنا المسعودي، عن الحكم وحماد. (ح) وحدثنا يحيى بن حكيم. قال: حدثنا أبو داود. قال: حدثنا المسعودي، عن حماد.
أربعتهم- منصور، والأعمش، والحكم، وحماد بن أبي سليمان - عن إبراهيم، عن همام بن الحارث، فذكره.
(*) أخرجه مسلم (1/164) قال: حدثنا عمر بن حفص بن غياث. قال: حدثنا أبي، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود وهمام، عن عائشة، فذكرا نحوه.
وعن القاسم بن محمد، عن عائشة قالت: «كنت أفرك المني من ثوب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثم ما أغسل» .
قال أبو قطن - أحد رواة الحديث - قالت مرة: أثره. وقالت مرة مكانه.
أخرجه أحمد (6/263) قال: حدثنا أبو قطن. قال: حدثنا عباد بن منصور. وابن خزيمة (288) قال: حدثنا أحمد بن عيسى بن زيد اللخمي التنيسي، قال: حدثنا عمرو بن أبي سلمة، عن الأوزاعي، عن يحيى بن سعيد الأنصاري. (ح) قال: وحدثنا يحيى بن حكيم. قال: حدثنا أبو داود قال: حدثنا عباد بن منصور.
كلاهما - عباد بن منصور، ويحيى بن سعيد - عن القاسم بن محمد فذكره.
وعن عبد الله بن شهاب الخولاني، قال: كنت نازلا على عائشة، فاحتلمت في ثوبي فغمستهما في الماء، فرأتني جارية لعائشة فأخبرتها. فبعثت إلي عائشة. فقالت: ما حملك علي ما صنعت بثوبيك؟ قال: قلت: رأيت ما يرى النائم في منامه قالت: هل رأيت فيهما شيئا قلت: لا. قالت: فلو رأيت شيئا غسلته. لقد رأيتني وأني لأحكه من ثوب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يابسا بظفري.
أخرجه مسلم (1/165) قال: حدثنا أحمد بن جواس الحنفي أبو عاصم وابن خزيمة (288) قال: حدثنا محمد بن يحيى. قال: حدثنا حسن بن الربيع.
كلاهما - أحمد بن جواس، وحسن بن الربيع - قالا: حدثنا أبو الأحوص، عن شبيب بن غرقدة، عن عبد الله بن شهاب الخولاني، فذكره.
وعن الحارث بن نوفل، عن عائشة، قالت: «كنت أفرك الجنابة - وقالت مرة أخرى المني - من ثوب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-» .
أخرجه أحمد (6/67) قال: حدثنا يونس. وفي (6/280) قال: حدثنا يونس. وفي (6/280) قال: حدثنا حسن. والنسائي (1/156) وفي الكبرى (281) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد.
ثلاثتهم - يونس بن محمد، وحسن بن موسى، وقتيبة - عن حماد بن زيد، عن أبي اشم الرماني، عن أبي مجلز عن الحارث بن نوفل، فذكره.
(*) أخرجه ابن خزيمة (288) قال: حدثنا بشر بن معاذ العقدي. قال: حدثنا حماد بن زيد. قال: حدثنا أبو هاشم الرماني، عن أبي مجلز لاحق بن حميد، عن عبد الله بن الحارث بن نوفل، فذكره.
وعن مجاهد،» عن عائشة (ح) أنها كانت تفرك المني من ثوب رسول الله (ح) «.
أخرجه ابن خزيمة (288) قال: حدثنا نصر بن مرزوق المصري. قال: حدثنا أسد بن موسى. قال: حدثنا قزعة بن سويد، قال: حدثنا حميد الأعرج وعبد الله بن أبي نجيح. (ح) وحدثنا محمد بن يحيى. قال: حدثنا هانئ بن يحيى. قال: حدثنا قزعة، عن ابن أبي نجيح وحميد الأعرج. وحدثنا محمد بن يحيى. قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم. قال: حدثنا قزعة، وهو ابن سويد قال: حدثنا حميد.
كلاهما - حميد الأعرج، وابن أبي نجيح - عن مجاهد، فذكره.
(*) ذكر ابن خزيمة هذا الحديث ضمن أسانيد كثيرة وقال: كل هؤلاء عن عائشة ثم ذكر هذا الحديث وقال: منهم من اختصر الحديث، ومنهم من ذكر نزول الضيف بها وغسله ملحفتها وقولها: وقد رأيتني وأنا أفركه من ثوب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
وعن محارب بن دثار، عن عائشة، «أنها كانت تحت المني من ثوب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو يصلى» .
أخرجه ابن خزيمة (290) قال: حدثنا الحسن بن محمد. قال: حدثنا إسحاق، يعني الأزرق. قال: حدثنا محمد بن قيس، عن محارب بن دثار، فذكره.
وعن عبد الله بن عبيد بن عمير الليثي. قال: قالت عائشة: -صلى الله عليه وسلم- كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، يسلت المني من ثوبه بعرق الإذخر، ثم يصلي فيه، ويحته من ثوبه يابسا ثم يصلي فيه» .
أخرجه ابن خزيمة (294) قال: حدثنا الحسن بن محمد. قال: حدثنا معاذ، يعني ابن معاذ العنبري. (ح) قال: وحدثنا محمد بن يحيى. قال: حدثنا أبو الوليد. وفي (295) قال: حدثنا محمد يعني ابن يحيى قال: حدثنا أبو قتيبة.
ثلاثتهم - معاذ بن معاذ، وأبو الوليد الطيالسي، وأبو قتيبة سلم بن قتيبة - عن عكرمة بن عمار اليمامي، عن عبد الله بن عبيد بن عمير الليثي، فذكره.
وعن ورقاء بنت هذام الهنائية. قالت: سمعت عائشة تقول: «ربما رأيت في ثوب النبي -صلى الله عليه وسلم-، الجنابة فأفركه» .
أخرجه أحمد (6/255) قال: حدثنا أبو سعيد مولى بن هاشم. قال: حدثنا طلحة بن شجاع. قال: حدثتني ورقاء بنت هذام الهنائية، فذكرته.
وعن عروة، عن عائشة، قالت: «كان يراه في مرط إحدانا ثم يفركه - يعني الماء - ومروطهن يومئذ الصوف- تعني النبي -صلى الله عليه وسلم-» .
أخرجه أحمد (6/263) قال: حدثنا عمرو بن أيوب الموصلي. (ح) وكثير. وابن خزيمة (288) قال: حدثنا علي بن سهل الرملي. قال: حدثنا زيد، يعني ابن أبي الزرقاء.
ثلاثتهم - عمرو بن أيوب، وكثير بن هشام، وزيد بن أبي الزرقاء - عن جعفر بن برقان، عن الزهري، عن عروة، فذكره.
وعن عبد الله بن عبيد بن عمير، عن عائشة قالت: (ح) كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يسلت المني من ثوبه بعرق الإذخر، ثم يصلي فيه ويحته من ثوبه يابسا ثم يصلى فيه» .
أخرجه أحمد (6/243) قال: حدثنا معاذ بن معاذ. قال: حدثنا عكرمة بن عمار، عن عبد الله بن عبيد بن عمير، فذكره.(7/90)
5065 - (ط) يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب: أنه اعْتَمَرَ معَ عمرَ بنِ الخطابِ في رَكْب فيهم عَمرو بن العاص، وأن عمرَ بنَ الخطاب عَرَّسَ ببعض الطريق قريباً من بعض المياه، فاحْتَلَم عمرُ، وقد كادَ أن يُصبحَ، فلم يَجِدْ مع الركب ماء، فركب حتى جاء الماءَ، فجعل يغسل ما رأى من ذلك الاحتلام حتى أسْفَرَ، فقال له عمرو بن العاص: أصْبَحتَ [ص:93] ومعنا ثياب، فدعْ ثوبَك يُغْسَل، فقال له عُمرُ بنُ الخطاب: «وَاعَجَباً لك يا ابْنَ العاص، لئن كنتَ تجدُ ثياباً، أفَكُلُّ الناسِ يَجِدُ ثِياباً؟ والله لو فَعَلْتُها لكانت سُنَّة، بل أغْسِلُ ما رأيتُ، وأنْضَحُ ما لم أرَ» . أخرجه «الموطأ» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(عَرَّسَ) التَّعْريس: نزول المسافر آخر الليل نَزْلَة للنوم والراحة.
(أسفر) الصبح: إذا أضاء وانتشر ضوؤه.
__________
(1) 1 / 50 في الطهارة، باب إعادة الجنب الصلاة، قال الزرقاني في " شرح الموطأ ": قال أبو عبد الملك: هذا مما عد أن مالكاً وهم فيه، لأن أصحاب هشام: الفضل بن فضالة، وحماد بن سلمة، ومعمراً، قالوا: عن هشام عن أبيه عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب عن أبيه، فسقط لمالك: عن أبيه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في الموطأ (112) قال: عن هشام بن عروة. عن أبيه. عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب أنه اعتمر..، فذكره.
قال الزرقاني في شرحه (1/149 و150) قال أبو عبد الملك: هذا مما عدا أن مالكا وهم فيه، لأن أصحاب هشام: الفضل بن فضالة وحماد بن سلمة ومعمرا قالوا: عن هشام عن أبيه عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب عن أبيه فسقط لمالك: عن أبيه.(7/92)
5066 - (ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: «إنما المنيُّ بمنزلة المُخَاطِ، فأمِطْهُ عنك ولو بإذْخِرَة» . أخرجه الترمذي بغير إسناد (1) .
__________
(1) ذكر الترمذي تعليقاً على الحديث رقم (117) في الطهارة، باب غسل المني من الثوب، بغير إسناد، ورواه البيهقي في " السنن الكبرى " 2 / 418 وقال: هذا صحيح عن ابن عباس من قوله، وقد روي مرفوعاً، ولا يصح رفعه، وقد ثبت في حديث عائشة أنها كانت تغسل المني من ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتحكه وتفركه، وقد تقدم في الحديث رقم (5061) .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
علقه الترمذي (117) (1/220 شاكر) ، والأثر وصله البيهقي في الكبرى (2/418) وقال: هذا صحيح عن ابن عباس قوله: وقد روي مرفوعا، ولا يصح رفعه أهـ.(7/93)
الفصل الثالث: في دم الحيض
5067 - (خ م ط د ت س) أسماء بنت أبي بكر - رضي الله عنهما - قالتْ: «جاءتِ امرأة إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، فقالتْ: إحدانا يُصيبُ ثوبَها من الْحَيْضَةِ: كيف تَصْنَعُ به؟ فقال: تَحُتُّهُ، ثم تقْرُصُه بالماء، ثم تَنْضَحُه، ثم تُصلِّي فيه» أخرجه الجماعة إلا النسائي.
وفي رواية النسائي: «أن امرأة استَفْتَت النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- عن دَمِ الحيض يُصيبُ الثوبَ؟ قال: حُتِّيهِ، ثم اقْرُصِيه بالماء، ثم انْضَحِيه وصلِّي فيه» .
وفي رواية أخرى لأبي داود قالت: «سمعتُ امرأة تسألُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: كيف تَصْنَعُ إحدانا بثوبها إذا رأت الطهر: أتُصلِّي فيه؟ قال: تَنْظُر، فإن رأتْ فيه دماً فَلْتقْرُصْهُ بشيء من ماء، ولْتنْضَحْ ما لم تَرَ، ولْتُصَلّ فيه» (1) .
وفي أخرى بهذا المعنى، وفيه «حُتِّيه، ثم اقْرُصِيه بالماء، ثم انْضَحيه» . [ص:95]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(تَحتُّه) الحتُّ والحَكُّ سواء.
(تَقْرُصُه) القَرْص: الأخذ بأطراف الأصابع، وإنما أمرها بالحتِّ والقَرْص؛ لأن غسل الدم بها أذهب وأبلغ من الفَرْك بجميع اليد.
__________
(1) رواه البخاري 1 / 349 في الحيض، باب غسل دم الحيض، وفي الوضوء، باب غسل الدم، ومسلم رقم (291) في الطهارة، باب نجاسة الدم وكيفية غسله، والموطأ 1 / 60 و 61 في الطهارة، باب جامع الحيضة، وأبو داود رقم (360) و (361) و (362) في الطهارة، باب المرأة تغسل ثوبها الذي تلبسه في حيضها، والترمذي رقم (138) في الطهارة، باب ما جاء في غسل دم الحيض من الثوب، والنسائي 1 / 155 في الطهارة، باب دم الحيض يصيب الثوب.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه مالك الموطأ صفحة (61) . والحميدي (320) قال: حدثنا سفيان، وأحمد (6/345) قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (6/353، 346) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. (ح) وأبو معاوية. والدارمي (1021) قال: أخبرنا عمرو بن عون، وقال: حدثنا سفيان بن عيينة. والبخاري (1/66) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا يحيى. وفي (1/84) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: أخبرنا مالك. ومسلم (1/166) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع. (ح) وحدثني محمد بن حاتم، قال: حدثنا يحيى بن سعيد (ح) وحدثنا أبو كريب. قال: حدثنا ابن نمير. (ح) وحدثني أبو الطاهر. قال: أخبرني ابن وهب، قال أخبرني يحيى بن عبد الله بن سالم، ومالك بن أنس، وعمرو بن الحارث، وأبو داود (361) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك. وفي (362) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا حماد. (ح) وحدثنا مسدد، قال: حدثنا عيسى بن يونس (ح) وحدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا حماد. يعني ابن سلمة. وابن ماجة (629) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو خالد الأحمر والترمذي (138) قال: حدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان بن عيينة. والنسائي (1/155) . وفي الكبرى (277) قال: أخبرنا يحيى بن حبيب بن عربي، عن حماد بن زيد. وابن خزيمة (275) قال: حدثنا أحمد بن عبدة، قال: أخبرنا حماد بن زيد. (ح) وحدثنا علي بن خشرم، قال: أخبرنا ابن عيينة. (ح) وحدثنا يحيى بن حكيم. قال: حدثنا يحيى بن سعيد. (ح) وحدثنا سلم ابن جنادة، قال: حدثنا وكيع (ح) وحدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهب. أن مالكا حدثهم. (ح) وحدثنا محمد بن العلاء بن كريب، قال: حدثنا أبو أسامة. (ح) وحدثنا محمد بن عبد الله المخرمي، قال: حدثنا أبو معاوية.
جميعهم - مالك، وسفيان بن عيينة وأبو معاوية، ويحيى بن سعيد، ووكيع، وابن نمير، ويحيى بن عبد الله بن سالم، وعمرو بن الحارث، وحماد بن زيد، وحماد بن سلمة، وعيسى بن يونس، وأبو خالد الأحمر، وأبو أسامة - عن هشام بن عروة.
2- وأخرجه الدارمي (778) قال: أخبرنا أحمد بن خالد، وفي (1023) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الرقاشي، قال: حدثنا يزيد هو ابن زريع. وأبو داود (360) قال: حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي، قال: حدثنا محمد بن سلمة. وابن خزيمة (276) قال: حدثنا يحيى بن حكيم، قال: حدثنا عمر بن علي. (ح) وحدثنا يحيى بن حكيم، قال: حدثنا ابن أبي عدي.
خمستهم - أحمد بن خالد، ويزيد، ومحمد بن سلمة، وعمر بن علي، وابن أبي عدي - عن محمد بن إسحاق.
كلاهما - هشام بن عروة، ومحمد بن إسحاق - عن فاطمة بنت المنذر، فذكرته.(7/94)
5068 - (خ د) عائشة - رضي الله عنها - قالت: «ما كان لإحدانا إلا ثوب واحد تَحيضُ فيه، فإذا أصابه شيء من دم قالت بريقها (1) فَمَصَعَتْه بظُفُرِها» هذه رواية البخاري.
وعند أبي داود مثله، وله في أخرى قالت: «قد كان يكون لإحدانا الدِّرْعُ، فيه تحيض، وفيه تُصِيبها الجنابة،، ثم ترى فيه قَطْرَة من دَم، فتَقصَعُه بِريقها» .
وفي أخرى له قالت: «ما كان لإحدانا إلا ثوب واحد، فيه تحيض، فإن أصابه شيء من دَم بَلَّته بريقها، ثم قَصَعَتْه بريقها» (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فمصَعَتْه بظُفُرها) مصعته بالصاد والعين غير المعجمتين، أي: حركته وعركته بظفرها، أراد المبالغة في الحكِّ. [ص:96]
(فتقصعه بريقها) هكذا جاء في رواية لأبي داود، وقد جاء في أخرى «فقصعته بريقها» والقَصع - بالقاف والصاد غير المعجمة-: هو شِدَّة المضغ وضم بعض الأسنان إلى بعض، ونحو من هذا أراد: بالقصع.
__________
(1) قال في " الفتح ": هذا من إطلاق القول على الفعل.
(2) رواه البخاري 1 / 351 في الحيض، باب هل تصلي المرأة في ثوب حاضت فيه، وأبو داود رقم (358) و (364) في الطهارة، باب المرأة تغسل ثوبها الذي تلبسه في حيضها.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: عن مجاهد. قال: قالت عائشة: «ما كان لإحدانا إلا ثوب واحد تحيض فيه، فإذا أصابه شيء من دم، قالت بريقها، فقصعته بظفرها»
أخرجه البخاري (1/85) قال: حدثنا أبو نعيم. قال: حدثنا إبراهيم بن نافع، عن ابن أبي نجيح. وأبو داود (358) قال: حدثنا محمد بن كثير العبدي. قال: أخبرنا إبراهيم بن نافع. قال: سمعت الحسن، يعني ابن مسلم.
كلاهما - ابن أبي نجيح، والحسن بن مسلم - عن مجاهد، فذكره.
وعن القاسم، عن عائشة زوج النبي (ح) أنها قالت: (ح) إن كانت إحدانا لتحيض ثم تقرص الدم من ثوبها عند طهرها فتغسله وتنضح على سائره، ثم تصلي فيه» .
أخرجه البخاري (1/84) قال: حدثنا أصبغ. وابن ماجة (630) قال: حدثنا حرملة بن يحيى.
كلاهما - أصبغ، وحرملة بن يحيى - عن ابن وهب، قال: أخبرني عمرو بن الحارث، عن عبد الرحمن ابن القاسم، عن أبيه، فذكره.
وعن عطاء، عن عائشة. قالت: «قد كان يكون لإحدانا الدرع، فيه تحيض، وفيه تصيبها الجنابة، ثم ترى فيه قطرة من دم فتقصعة بريقها» .
أخرجه أبو داود (364) قال: حدثنا النفيلي. قال: حدثنا سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن عطاء، فذكره.(7/95)
5069 - (خ د س) عائشة - رضي الله عنها - قالت: «كانتْ إحدانا تحيض، ثم تَقرُصُ الدَّمَ من ثوبها عند طُهرِها، فتَغسِله، وتَنْضحُ على سائره، ثم تُصَلِّي فيه» .
أخرجه البخاري، وجعله الحميديُّ حديثاً مُفرداً عن الأول، وهما - وإن اشتركا في معنى دَمِ الحيض وغسله من الثوب - فقد انفرد الأول بأنه لم يُذكر فيه الغسل، وإنما قالتْ: «بَلَّتْه بريقها» . وهنا «تغسله» . وحيث أفرده الحميديُّ عن الأول اتَّبعناه.
وفي رواية أبي داود قالتْ: «كنتُ معَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وعلينا شِعَارُنا، وقد ألقينا فوقَهُ كِساء، فلما أصبحَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أخذَ الكِسَاءَ فَلبِسَه، ثم خرجَ فصلَّى الغداةَ، ثم جلسَ، فقال رَجُل: يا رسول الله، هذه لُمْعَة من دَم في الكساء، فَقَبَضَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عليها مع ما يَلِيها، وأرسلها إليَّ مَصْرُورَة في يد الغلام، فقال: اغْسلي هذا، وأجِفِّيها، ثم أرْسِلي بها إليِّ، فدعوتُ بقَصْعتي فغسلتُها، ثم أجفَفتُها، فأحَرْتُها إليه، فجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم- نِصْفَ النهار وهو عليه» . [ص:97]
وفي أخرى له قالت مُعاذَةُ: «سألتُ عائشةَ عن الحائض يُصيبُ ثوبَها الدَّمُ؟ قالت: تَغْسِلُه، فإن لم يذهبْ أثَرُه فَلتُغَيِّرهُ بشيء من صُفرَة، قالت: ولقد كنتُ أحِيضُ عِندَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ثَلاثَ حِيض جميعاً، لا أغسِلُ لي ثوباً» .
وله في أخرى قال خِلاَسُ الهَجَرِي: سمعتُ عائشةَ تقول: «كنتُ أنا ورسول الله - صلى الله عليه وسلم- نَبِيتُ في الشِّعَارِ الواحدِ وأنا حائض طامث، فإن أصابه مِنِّي شيء، غَسَلَ مكانه، لم يَعْدُهُ، ثم صلى فيه» .
وأخرج النسائي هذه الرواية الآخِرَةَ، وهذا لفظه: قالت: «كنتُ أنا ورسول الله - صلى الله عليه وسلم- نَبِيتُ في الشِّعَارِ الواحد، وأنا طَامِث حائض، فإن أصابه مِنِّي شيء، غسل مكانهُ، لم يَعْدُهُ، وصلَّى فيه» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(شِعَارنا) الشِّعار: الثوب الذي يلي الجسد، وأراد به هاهنا: الإزار الذي كان يَتَغطَّى به عند النوم.
(لُمْعَة) اللمعة: القدر اليسير من أي الألوان كانت، يقال في الثوب من سواد، أو صُفرة، أو حُمرة، وجمعها: لُمَع. [ص:98]
(أحرْتُها) إليه، أي: رددتها إليه، حار يحور: إذا رجع.
(تَقْرُص) يقال: قرصتُ الدم من الثوب بالماء، أي: قطعته، كأنها تقصد إليه من سائر الثوب فتغسله، فكأنه قطع وحِيازة.
(طَامِث) الطامِث: المرأة الحائض، والطَّمْث: الحيض.
(لم يَعْدُه) أي: لم يتعدَّه ولم يتجاوزه.
__________
(1) رواه البخاري 1 / 349 في الحيض، باب غسل دم المحيض، وأبو داود رقم (269) في الطهارة، باب في الرجل يصيب منها ما دون الجماع، ورقم (357) في الطهارة، باب المرأة تغسل ثوبها الذي تلبسه في حيضها، ورقم (388) في الطهارة، باب الاعادة من النجاسة تكون في الثوب، والنسائي 1 / 150 و 151 في الطهارة، باب مضاجعة الحائض.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: راجع روايات الحديث المتقدم.
رواية أبي داود أخرجها أبو داود (388) قال: حدثنا محمد بن يحيى بن فارس. قال: حدثنا أبو معمر. قال: حدثنا عبد الوارث. قال: حدثنا أم يونس بنت شداد. قالت: حدثتني حماتي أم جحدر العامرية، فذكرته.(7/96)
5070 - (د) أم سلمة - رضي الله عنها -: سألتْها امرأة من قريش عن الصلاة في ثوب الحائض؟ فقالتْ: «قد كان يُصيبنُا الحيضُ على عهدِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فَتلْبَثُ إحدانا أيام حَيْضِها، ثم تَطْهُرُ، فَتَنْظُر الثوبَ الذي كانت تَقْلِبُ فيه، فإن أصابه دم غسلناه وصلَّينا فيه، وإن لم يكن أصابه شيء تركناه، ولم يَمْنَعْنا ذلك أن نُصَلِّيَ فيه، وأما المُمتَشِطة، فكانت إحدانا تكون مُمْتَِشطة، فإذا اغتسلت لم تَنقُضْ ذلك، ولكنها تَحْفِنُ على رأسها ثلاثَ حَفنَات، فإذا رأت البَلَلَ في أصولِ الشَّعر دَلَكَتْه، ثم أفاضَت على سائر جسدها» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (359) في الطهارة، باب المرأة تغسل ثوبها الذي تلبسه في حيضها، وفي سنده جهالة، ولكن للحديث شواهد بمعناه يقوى بها.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه أبو داود (359) قال: ثنا يعقوب بن إبراهيم،قال: ثنا عبد الرحمن يعني ابن مهدي، قال: ثنا بكار بن يحيى، قال: حدثتني جدتي، فذكرته، قلت:في إسناده جهالة، جدة بكار لا تعرف.(7/98)
5071 - (د س) أم قيس بنت محصن - رضي الله عنها - قالت: «سألتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عن دم الحيض يكون في الثوب؟ قال: حُكِّيهِ [ص:99] بِضِلَع، واغسِليه بماء وسِدْر» أخرجه أبو داود والنسائي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(بضِلَع) الضِّلَع للحيوان معروف، وقيل: أراد بالضلع هاهنا: عوداً شبيهاً بالضلع عريضاً معوجاً.
__________
(1) رواه أبو داود رقم (363) في الطهارة، باب المرأة تغسل ثوبها الذي تلبسه في حيضها، والنسائي 1 / 154 و 155 في الطهارة، باب دم الحيض يصيب الثوب، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن: أخرجه أحمد (6/355) قال حدثنا يحيى بن سعيد، عن سفيان وفي (6/356) قال: حدثنا إسرائيل. (ح) وحدثنا عبد الرحمن بن مهدي. قال: حدثنا سفيان. والدارمي (1024) قال: أخبرنا أبو عبيد القاسم بن سلام. قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان. وأبو داود (363) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا يحيى، عن سفيان. وابن ماجة (628) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا يحيى بن سعيد وعبد الرحمن بن مهدي، قالا: حدثنا سفيان. والنسائي (1/1541، 195) وفي الكبرى (278) قال: أخبرنا عبيد الله بن سعيد. قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن سفيان. وابن خزيمة (277) قال: حدثنا بندار. قال: حدثنا يحيى. قال: حدثنا سفيان.
كلاهما - سفيان الثوري، وإسرائيل - عن أبي المقدام ثابت بن هرمز الحداد، قال: حدثني عدي بن دينار، فذكره.(7/98)
الفصل الرابع: في الكلب وغيره من الحيوان
5072 - (خ م ط س د ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا شَرِبَ الكلبُ في إناء أحدِكم فلْيَغسِلْه سبعَ مرَّات» .
وفي رواية قال: «وإذا وَلَغَ الكلبُ في إناء أحدِكم فَليُرِقه، ثم لْيَغسِلْهُ سبَع مِرَار» .
وفي أخرى مثلُه، ولم يقل: «فليُرِقه» .
وفي أخرى «طُهُورُ إناءِ أحدِكم، إذا وَلَغَ فيه الكلب: أن يغسلَهُ سبعَ مرات، أولاهُنَّ بالتراب» . [ص:100]
وفي أخرى قال: «طُهور إناءِ أحدِكم إذا ولَغ فيه الكلبُ: أن يَغْسِلَهُ سَبْعَ مَرَّات» أخرجه مسلم.
وأخرج البخاري و «الموطأ» والنسائي الأولى.
وأخرج أبو داود الرواية الرابعة.
وفي أخرى لأبي داود بمعناه، ولم يرفعه، وزاد «وإذا وَلَغَ الهِرُّ غُسِلَ مرة» .
وفي أخرى له: «إذا وَلَغَ الكلبُ في الإناء: فاغسلوه سَبْعَ مَرَّات، السابعةَ بالتراب» .
قال أبو داود: ورواه جماعة عنه، ولم يذكروا الترابَ.
وللنسائي مثلُ الرواية الثانية.
وفي رواية الترمذي قال: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «يُغْسَلُ الإناءُ إذا ولغ فيه الكلب سبع مرات، أولاهنَّ أو أخراهنَّ بالتراب، وإذا وَلَغَتْ فيه الهِرَّةُ غُسِلَ مرة» .
وقد رواه غير واحد، ولم يذكر فيه الهرة (1) . [ص:101]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(وَلَغَ) الكلب في الإناء: إذا شرب فيه أو منه.
__________
(1) رواه البخاري 1 / 239 و 240 في الوضوء، باب إذا شرب الكلب في إناء أحدكم فليغسله سبعاً، ومسلم رقم (279) في الطهارة، باب حكم ولوغ الكلب، والموطأ 1 / 34 في الطهارة، باب جامع الوضوء، وأبو داود رقم (71) و (72) و (73) في الطهارة، باب الوضوء بسؤر الكلب، والترمذي رقم (91) في الطهارة، باب ما جاء في سؤر الكلب، والنسائي 1 / 176 و 177 في المياه، باب سؤر الكلب.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: عن الأعرج، عن أبي هريرة، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا شرب الكلب في إناء أحدكم، فليغسله سبع مرات» .
1- أخرجه مالك (الموطأ) (47) . وأحمد (2/460) قال: قرأت على عبد الرحمن. (ح) وحدثنا إسحاق. والبخاري (1/54) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. ومسلم (1/161) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. وأبو داود (تحفة الأشراف 13799) عن الحارث بن مسكين، عن عبد الرحمن بن القاسم وابن ماجة (364) قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا روح بن عبادة، والنسائي (1/52) قال: أخبرنا قتيبة.
سبعتهم - عبد الرحمن بن مهدي، وإسحاق بن عيسى، وعبد الله بن يوسف، ويحيى بن يحيى، وعبد الرحمن بن القاسم، وروح، وقتيبة - عن مالك بن أنس.
2- وأخرجه الحميدي (967) . وأحمد (2/245) . وابن خزيمة (96) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء.
ثلاثتهم - الحميدي، وأحمد، وعبد الجبار - قالوا: حدثنا سفيان.
كلاهما - مالك، وسفيان بن عيينة - عن أبي الزناد، عن الأعرج، فذكره.
(*) رواية ابن خزيمة: -صلى الله عليه وسلم- طهور إناء أحدكم إذا ولغ فيه الكلب، أن يغسله سبع مرات» .
(*) في رواية سفيان عند أحمد (2/245) : عن الأعرج، عن أبي هريرة لعله عن النبي-صلى الله عليه وسلم-.
(*) قال المزي: حديث أبي داود في رواية أبي الحسن بن العبد.
وعن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «طهور إناء أحدكم إذا ولغ فيه الكلب، أن يغسله سبع مرات، أولاهن بالتراب» .
(*) رواية أيوب عند الترمذي: -صلى الله عليه وسلم- يغسل الإناء إذا ولغ فيه الكلب سبع مرات، أولاهن أو أخراهن بالتراب، وإذا ولغت فيه الهرة غسل مرة» .
أخرجه الحميدي (968) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا أيوب السختياني. وأحمد (2/265) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا هشام بن حسان، (ح) وقال: حدثنا معمر. عن أيوب. وفي (2/427) قال: حدثنا إسماعيل، عن هشام بن حسان. وفي (2/489) قال: حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا سعيد، عن أيوب. وفي (2/508) قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا هشام. ومسلم (1/162) قال: حدثنا زهير ابن حرب، قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن هشام بن حسان. وأبو داود (71) قال: حدثنا أحمد ابن يونس. قال: حدثنا زائدة في حديث هشام. وفي (73) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا أبان، قال: حدثنا قتادة. والترمذي (91) قال: حدثنا سوار بن عبد الله العنبري، قال: حدثنا المعتمر بن سليمان، قال: سمعت أيوب، والنسائي (1/177) . وفي الكبرى (68) قال: أخبرنا إسحاق ابن إبراهيم، قال: أخبرنا عبدة بن سليمان، قال: حدثنا ابن أبي عروبة، عن قتادة، وابن خزيمة (95) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، قال: حدثنا بن علية، عن هشام بن حسان حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا إبراهيم بن صدقة (ح) وحدثنا إسماعيل بن بشر بن منصور السليمي، قال: حدثنا عبد الأعلى. (ح) وحدثنا محمد بن يحيى القطعي، قال: حدثنا محمد بن مروان.
ثلاثتهم - إبراهيم، وعبد الأعلى، ومحمد بن مروان - قالوا: حدثنا هشام بن حسان. وفي (95 و97) قال: حدثنا جميل بن الحسن، قال: حدثنا أبو همام، يعني محمد بن مروان، قال: حدثنا هشام.
ثلاثتهم - أيوب السختياني، وهشام بن حسان، وقتادة - عن محمد بن سيرين، فذكره.
(*) أخرجه أبو داود (72) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا المعتمر، يعني ابن سليمان (ح) وحدثنا محمد ابن عبيد، قال: حدثنا حماد بن زيد، جميعا عن أيوب، عن محمد، عن أبي هريرة، بمعناه ولم يرفعاه زاد: « ... وإذا ولغ الهر غسل مرة» .
وعن أبي رزين وأبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله (-صلى الله عليه وسلم-: «إذا ولغ الكلب في إناء أحدكم، فليرقه، ثم ليغسله سبع مرار» .
أخرجه أحمد (2/253) قال: حدثنا أبو معاوية. ومسلم (1/161) قال: حدثنا على بن حجر السعدي، قال: حدثنا علي بن مسهر. (ح) وحدثني محمد بن الصباح، قال: حدثنا إسماعيل بن زكريا. والنسائي (1/53) وفي الكبرى (65) قال: أخبرنا علي بن حجر، قال: أنبأنا علي بن مسهر. وابن خزيمة (98) قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا إسماعيل بن الخليل، قال: حدثنا علي.
ثلاثتهم - أبو معاوية، وعلي بن مسهر، وإسماعيل بن زكريا - عن الأعمش، عن أبي رزين وأبي صالح، فذكراه.
(*) وأخرجه أحمد (2/424) قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (2/480) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وابن ماجة (363) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو معاوية والنسائي في الكبرى (الورقة 130-أ) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا من أبو معاوية.
كلاهما- أبو معاوية، وشعبة - عن سليمان الأعمش، عن أبي رزين عن أبي هريرة، فذكره. ليس فيه (أبو صالح) .
(*) وأخرجه أحمد (2/480) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن سليمان، عن ذكوان عن أبي هريرة، فذكره. ليس فيه: (أبو رزين) .
(*) قال أبو عبد الرحمن النسائي: لا أعلم أحدا تابع علي بن مسهر على قوله: فليرقه.
(*) في روايتي أبي معاوية وإسماعيل، لم يقل: (ح) فليرقه» .
وعن ثابت بن عياض مولى عبد الرحمن بن زيد، أنه سمع أبا هريرة، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إذا ولغ الكلب في إناء أحدكم، فليغسله سبع مرات» .
أخرجه أحمد (2/271) قال: حدثنا عبد الرزاق. والنسائي (1/52) . وفي (الكبرى) (66) قال: أخبرني إبراهيم بن الحسن، قال: حدثنا حجاج.
كلاهما - عبد الرزاق، وحجاج - عن ابن جريج، قال: أخبرني زياد بن سعد، أن ثابت بن عياض مولى عبد الرحمن بن زيد أخبره، فذكره.
وعن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مثله يعني مثل حديث ثابت بن عياض عن أبي هريرة السابق برقم (12741) ..
هكذا ذكره أحمد والنسائي عقيب حديث ثابت بن عياض عن أبي هريرة. ولم يذكرا متنه.
أخرجه أحمد (2/271) قال: حدثنا عبد الرزاق. والنسائى (1/53) وفي الكبرى (67) قال: أخبرني إبراهيم بن الحسن، قال: حدثنا حجاج.
كلاهما - عبد الرزاق، وحجاج - عن ابن جريج، قال: أخبرني زياد بن سعد، أنه أخبره هلال، بن أسامة أنه سمع أبا سلمة، فذكره.
وعن همام بن منبه، قال: هذا ما حدثناه أبو هريرة عن محمد رسول الله (ح) ، فذكر أحاديث منها: وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «طهور إناء أحدكم إذا ولغ الكلب فيه، أن يغسله سبع مرات»
أخرجه أحمد (2/314) . ومسلم (1/162) قال: حدثنا محمد بن رافع.
كلاهما - أحمد بن حنبل، ومحمد بن رافع - عن عبد الرزاق بهمام قال: حدثنا معمر، عن همام بن منبه، فذكره.
وعن عبيد بن حنين مولى بني زريق، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إذا ولغ الكلب في إناء أحدكم، فليغسله سبع مرات» .
أخرجه أحمد (2/398) قال: حدثنا سليمان، قال: حدثنا إسماعيل، قال: أخبرنا عتبة بن مسلم مولى بني تميم، عن عبيد بن حنين مولى بني زريق، فذكره.
وعن أبي رافع، عن أبي هريرة، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا ولغ الكلب في إناء أحدكم، فليغسله سبع مران أولاهن بالتراب» .
أخرجه النسائي (1/177) . وفي الكبرى (69) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أنبأنا معاذ بن هشام، قال حدثني أبي، عن قتادة، عن خلاس، عن أبي رافع، فذكره.(7/99)
5073 - (م د س) عبد الله بن مغفل - رضي الله عنه - قال: «أمرَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بقتل الكلاب، ثم قال: ما بالُهُمْ وبَالُ الكلاب؟ ثم رخَّص في كلب الصيد وكلبِ الغنم، وقال: إذا ولَغَ الكلبُ في الإناء فاغسلوه سَبعَ مَرَّات، وعَفِّرُوه الثامنةَ في التراب» .
أخرجه مسلم وأبو داود والنسائي، وقالا: «والثامنةَ عَفِّروهُ بالتراب» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(عَفِّروه) التَّعْفِير: التَّمْريغ في العَفَر، وهو التراب.
__________
(1) رواه مسلم رقم (280) في الطهارة، باب حكم ولوغ الكلب، وأبو داود رقم (74) في الطهارة، باب الوضوء بسؤر الكلب، والنسائي 1 / 177 في المياه، باب تعفير الإناء بالتراب من ولوغ الكلب فيه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (4/86) قال: حدثنا يحيى. وفي (5/56) قال:حدثنا محمد بن جعفر، وبهز،والدارمي (743 و 2012) قال: أخبرنا وهب بن جرير. ومسلم (1/62و5/36) قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ، قال: حدثنا أبي. وفي (1/62 و5/36) قال:وحدثنيه يحيى بن حبيب الحارثي، قال: حدثا خالد - يعني ابن الحارث (ح) وحدثني محمد بن حاتم، قال: حدثنا يحيى بن سعيد (ح) وحدثني محمد بن الوليد، قال: حدثنا محمد بن جعفر. وفي (5/36) قال: وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا النضر (ح) وحدثنا محمد بن المثنى، قال:حدثنا وهب بن جرير. وأبو داود (74) قال: حدثنا أحمد بن محمد بن حنبل، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وابن ماجة (365و3200) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا شبابة. وفي (3201) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عثمان بن عمر (ح) وحدثنا محمد بن الوليد قال: حدثنا محمد بن جعفر. والنسائي (1/54 و177) وفي الكبري (70) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني، قال: حدثنا خالد. وفي (1/177) قال: أخبرنا عمرو بن يزيد، قال: حدثنا بهز بن أسد.
تسعتهم - يحيى بن سعيد، ومحمد بن جعفر، وبهز بن أسد، ووهب بن جربر، ومعاذ، وخالد بن الحارث، والنضر، وشبابة، وعثمان بن عمر - عن شعبة، عن أبي التياح يزيد بن حميد قال:سمعت مطرفا، فذكره.(7/101)
5074 - (خ د) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: «كانت الكلاب تُقْبِلُ وتُدْبِرُ في المسجد في زمان رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فلم يكونوا يَرُشُّون شيئاً من ذلك» . أخرجه البخاري (1) .
وفي رواية أبي داود قال: «كنتُ أبِيتُ في المسجد في عهدِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، وكنتُ فتى شابّاً عَزباً، وكانت الكلاب تَبول، وتُقْبِلُ وتُدْبِر في [ص:102] المسجد.. الحديث» (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(تبول وتقبل وتدبر في المسجد) أراد بقوله: تبول وتقبل وتدبر في المسجد، أنها تبول خارج المسجد، ثم تقبل وتدبر في المسجد عابرة، إذ لا يجوز أن يترك الكلاب حتى تمتهن المسجد وتبول فيه، وإنما كان عبورها فيه حيث لم يكن له أبواب، وأما البول فلا.
__________
(1) رواه البخاري تعليقاً 1 / 243 في الوضوء، باب الماء الذي يغسل به شعر الإنسان، وقد وصله أبو داود في الرواية التي بعده بإسناد صحيح.
(2) رقم (382) في الطهارة، باب في طهور الأرض إذا يبست، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (382) قال: حدثنا أحمد بن صالح، قال: حدثنا عبد الله بن وهب، وابن خزيمة (300) قال: حدثنا إبراهيم بن منقذ بن عبد الله الخولاني، قال: حدثنا أيوب بن سويد.
كلاهما - عبد الله بن وهب، وأيوب بن سويد- عن يونس بن يزيد، قال: أخبرني الزهري، قال: حدثني حمزة بن عبد الله بن عمر، فذكره.
قلت: إنما رواية البخاري معلقة فكان ينبغي من المؤلف التنبيه كعادته في معلقات البخاري.(7/101)
5075 - (ط د ت س) كبشة بنت كعب بن مالك - رضي الله عنها - وكانتْ تحتَ ابن أبي قتادة «أن أبا قتادةَ دخلَ عليها، فَسَكَبَتْ له وضُوءاً، فجاءت هِرَّة لتشرب منه، فأصْغى لها الإناء حتى شَرِبَتْ، قالت كبشةُ: فرآني أنظرُ إليه، فقال: أتعجبين يا ابنة أخي؟ [قالت:] فقلت: نعم، فقال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: إنها ليست بِنَجَس، إنما هي من الطَّوَّافين عليكم، أو الطَّوَّافات» .
أخرجه «الموطأ» ، وقال: لا بأس به، إلا أن يَرَى في فَمِها نجاسة، وأخرجه الترمذي وأبو داود والنسائي مثله (1) . [ص:103]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أصْغى) أصْغيت الإناء: إذا أملته.
(الطَّوافين) الطائف: الخادم الذي يخدمك برفق وعناية، وقد جعل الهرة بمنزلة الخادم، وقيل: إنه شبهها بمن يطوف بك للحاجة والمسألة، يريد: أن الأجر في مواساتها كالأجر في مواساة من يطوف بك للحاجة ويتعرَّض للمسألة.
__________
(1) رواه الموطأ 1 / 23 في الطهارة، باب الطهور للوضوء، وأبو داود رقم (75) في الطهارة، باب سؤر الهرة، والترمذي رقم (92) في الطهارة، باب ما جاء في سؤر الهرة، والنسائي 10 / 55 في الطهارة، باب سؤر الهرة، وإسناده حسن، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، أقول: وللحديث طرق وشواهد يرتقي بها إلى درجة الصحيح، منها الذي بعده.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
حسن صحيح: أخرجه مالك الموطأ (صفحة (40) وأحمد (5/303) قال: قرأت على عبد الرحمن. (ح) وحدثنا إسحاق يعني ابن عيسى. وفي (5/309) قال: حدثنا حماد بن خالد الخياط. والدارمي (742) قال: أخبرنا الحكم بن المبارك وأبو داود (75) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي. وابن ماجة (367) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا زيد بن الحباب. والترمذي (92) قال: حدثنا إسحاق بن موسى الأنصاري. قال: حدثنا معن. والنسائي (1/55 و 178) . وفي الكبرى (63) قال: أخبرنا قتيبة. وابن خزيمة (104) قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى الصدفي. قال: أخبرنا ابن وهب.
تسعتهم - عبد الرحمن بن مهدي، وإسحاق بن عيسى، وحماد بن خالد، والحكم بن المبارك والقعنبي، وزيد بن الحباب، ومعن، وقتيبة، وابن وهب - عن مالك بن أنس، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن حميدة بنت عبيد بن رفاعة، عن كبشة بنت كعب بن مالك، فذكرته.
(*) وأخرجه الحميدي (430) وأحمد (5/296) قالا: حدثنا سفيان قال: حدثني إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة. قال: حدثتني امرأة عبد الله بن أبي طلحة، أن أبا قتادة كان يصغي الإناء للهر، فيشرب. وقال: إن رسول الله (ح) حدثنا أنها ليست بنجس، إنها من الطوافين والطوافات عليكم.
(*) في رواية الحميدي (سمعت امرأة، أظنها امرأة عبد الله بن أبي قتادة) شك سفيان.(7/102)
5076 - (د) داود بن صالح [بن] دينار التمارعن أمِّه: «أنَّ مولاتها أرسلتها بَهرِيسة إلى عائشةَ، قالت: فوجدتُها تُصلِّي، فأشارتْ إليَّ: أنْ ضَعيها، فجاءت هِرَّة، فأكلتْ منها، فلما انصرفت عائشةُ من صلاتها أكلت من حيثُ أكلت الهِرَّةُ، فقالتْ: إنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: إنها ليستْ بنجَس، إنما هي من الطوافين عليكم، وإني رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يتوضأُ بفَضلِها» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (76) في الطهارة، باب سؤر الهرة، وأم داود بن صالح مجهولة، ولكن للحديث شواهد بمعناه، منها الذي قبله، فالحديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (76) قال: ثنا عبد الله بن مسلمة: ثنا عبد العزيز، عن داود بن صالح بن دينار التمار، فذكره.
قلت: أم صالح مجهولة.(7/103)
5077 - (خ ط د ت س) ميمونة - رضي الله عنها -: أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- «سُئل عن فَأرة وقعتْ في سَمْن؟ فقال: ألْقُوها وما حَولها، وكلوا [ص:104] سَمْنَكُم» . قال معن: حَدَّثنا مالك مالا أُحْصيه يقول: عن ابن عباس عن ميمونةَ.
وفي حديث الحميديِّ - هو الأكبرُ - قال: قيل لسفيان: فإنَّ معمراً يحدِّثُه عن الزَّهريِّ عن سعيد بنِ المسيب عن أبي هريرة؟ قال: ما سمعتُ الزهريَّ يقوله إلا عن عبيد الله عن ابن عباس عن ميمونةَ عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، ولقد سمعتُه منه مرارَاً، وفي حديث يونس عن الزهري - يعني «سئل عن الدَّابَّة تمُوتُ في الزَّيتِ والسَّمْنِ، وهو جامد أو غير جامد: الفأْرَةِ أو غيرها؟ قال: بلغنا: أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أمرَ بفأْرَة ماتت في سَمْن فأمر بما قَرُبَ منها فطُرِح، ثم أُكِل» - عن حديث عبيد الله بن عبد الله.
أخرجه البخاري، وأخرج «الموطأ» وأبو داود والترمذي والنسائي المسند من الرواية الأولى، ولأبي داود والنسائي أيضاً بمثل حديث أبي هريرة الذي يتلو هذا الحديث (1) .
__________
(1) رواه البخاري 1 / 296 في الوضوء، باب ما يقع من النجاسات في السمن والماء، وفي الذبائح والصيد، باب إذا وقعت الفأرة في السمن الجامد أو الذائب، والموطأ 2 / 971 و 972 في الاستئذان، باب ما جاء في الفأرة تقع في السمن، وأبو داود رقم (3841) و (3843) في الأطعمة، باب في الفأرة تقع في السمن، والترمذي رقم (1699) في الأطعمة، باب ما جاء في الفأرة تقع في السمن، والنسائي 7 / 178 في الفرع والعتيرة، باب الفأرة تقع في السمن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مالك (الموطأ) (601) . والحميدي (312) قال: حدثنا سفيان وأحمد (6/329) قال: حدثنا سفيان. وفي (6/330) قال: حدثنا محمد بن مصعب. قال: حدثنا الأوزاعي. وفي (6/335) قال: حدثنا عبد الرحمن، عن مالك. والدارمي (744 و2090) قال: أخبرنا محمد بن يوسف، عن ابن عيينة. وفي (2089) قال: أخبرنا علي بن عبد الله. قال: حدثنا سفيان. وفي (2092) قال: حدثنا زيد بن يحيى: قال: حدثنا مالك. والبخاري (1/68) قال: حدثنا إسماعيل. قال: حدثني مالك. (ح) وحدثنا علي بن عبد الله. قال: حدثنا معن قال: حدثنا مالك. وفي (7/126) قال: حدثنا الحميدي. قال: حدثنا سفيان. (ح) وحدثنا عبد العزيز بن عبد الله. قال: حدثنا مالك، وأبو داود (3841) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا سفيان. وفي (3843) قال: حدثنا أحمد بن صالح. قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا عبد الرحمن بن بوذويه، عن معمر. والترمذي (1798) قال: حدثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي وأبو عمار، قالا: حدثنا سفيان. والنسائي (7/178) قال: أخبرنا قتيبة. قال: حدثنا سفيان. (ح) وأخبرنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي ومحمد بن يحيى بن عبد الله النيسابوري، عن عبد الرحمن، عن مالك (ح) وأخبرنا خشيش بن أصرم. قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرني عبد الرحمن بن بوذويه، أن معمرا ذكره.
خمستهم - مالك، وسفيان بن عيينة، والأوزاعي، ويونس، ومعمر - عن محمد بن مسلم بن شهاب الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، عن عبد الله بن عباس، فذكره.
(*) أخرجه البخاري (7/126) قال: حدثنا عبدان. قال: أخبرنا عبد الله عن يونس، عن الزهري: عن الدابة تموت في الزيت والسمن وهو جامد، أو غير جامد، الفارة أو غيرها. قال: بلغنا أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أمر بفأرة ماتت في سمن فأمر بما قرب منها فطرح، ثم أكل، عن حديث عبيد الله بن عبد الله.
(*) وأخرجه أبو داود (3842) قال: حدثنا أحمد بن صالح والحسن بن علي. واللفظ للحسن،. قالا: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة. قال: قال: رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إذا وقعت الفأرة في السمن فإن كان جامدا فألقوها وما حولها، وإن كان مائعا فلا تقربوه. قال الحسن: قال عبد الرزاق: وربما حدث به معمر عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس، عن ميمونة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-
(*) في رواية الحميدي: قيل لسفيان: فإن معمرا يحدثه عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة قال: ما سمعت الزهري يقول إلا: «عن عبيد الله، عن ابن عباس، عن ميمونة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-» ولقد سمعته منه مرارا.
(*) في رواية معن بن عيسى، قال: حدثنا مالك ما لا أحصيه يقول: عن ابن عباس، عن ميمونة.(7/103)
5078 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: [ص:105] «إذا وقعتِ الفأْرَةُ في السَّمن، فإذا كان جامداً فألقُوها وما حولها، وإن كان مائعاً فلا تَقْرَبُوه» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (3842) في الأطعمة، باب ما جاء في الفأرة تقع في السمن، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/232و490) قال: حدثنا محمد بن جعفر. وفي (2/265) قال: حدثنا عبد الرزاق. وأبوداود (3842) قال: حدثنا أحمد بن صالح والحسن بن علي، قال: حدثنا عبد الرزاق.
كلاهما - محمد بن جعفر، وعبد الرزاق - عن معمر، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، فذكره.
(*) قال أحمد عقب رواية عبد الرزاق: قال عبد الرزاق: أخبرني أبو عبد الرحمن بن بوذويه، أن معمرا كان يذكره بهذا الإسناد ويذكر قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
وقال: حدثنا معمر، عن أيوب، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة.
(*) وقال أبو داود: قال الحسن: قال عبد الرزاق: وربما حدث به معمر، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس، عن ميمونة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-.
(*) قال البخاري (7/126) : حدثنا الحميدي. قال: قيل لسفيان: فإن معمرا يحدثه عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة (ح) قال: ما سمعت الزهري يقول إلا: عن عبيد الله، عن ابن عباس، عن ميمونة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-. ولقد سمعته منه مرارا.(7/104)
5079 - (د) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه -: أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- مرَّ بغلام يَسلَخُ شاة وما يُحْسِنُ، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «تَنَحَّ حتى أُرِيكَ، فأدْخَل يده بين الجلْدِ واللحم، فَدَخَسَ بها حتى دخلتْ إلى الإبط، ثم مضى فصلَّى للناس، ولم يتوضأ» .
زاد في رواية: يعني «لم يَمَس ماء» .
أخرجه أبو داود، وقال: قال هلال: لا أعلمه إلا عن أبي سعيد، وقال أيوب وعمرو: أُرَاه عن أبي سعيد (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فدخَس بها) الدَّخْس - بالخاء المعجمة -: الدَّس، أراد: أنه أدخل يده بين اللحم والجلد.
__________
(1) رقم (185) في الطهارة، باب الوضوء من مس اللحم النيء وغسله، من حديث هلال بن ميمون عن عطاء بن يزيد الليثي عن أبي سعيد مرفوعاً، وإسناده حسن، وقال أبو داود: ورواه عبد الواحد ابن زياد وأبو معاوية عن هلال عن عطاء عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً، لم يذكر أبا سعيد.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (185) قال: حدثنا محمد بن العلاء، وأيوب بن محمد الرقي، وعمرو بن عثمان الحمصي. وابن ماجة (3179) قال: حدثنا أبو كريب.
ثلاثتهم - محمد بن العلاء أبو كريب، وأيوب بن محمد، وعمرو بن عثمان - قالوا: حدثنا مروان بن معاوية. قال:حدثنا هلال بن ميمون الجهني، عن عطاء بن يزيد الليثي، فذكره.
(*) في رواية أبي داود،قال هلال: لا أعلمه إلا عن أبي سعيد، وقال أيوب، وعمرو: أراه عن أبي سعد.
(*) قال أبو داود: زاد عمرو في حديثه: يعني لم يمس ماء. وقال: عن هلال بن ميمون الرملي. ورواه عبد الواحد بن زياد،وأبو معاوية، عن هلال، عن عطاء، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مرسلا لم يذكر أبا سعيد.(7/105)
الفصل الخامس: في الجلود
5080 - (م ط د ت س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «إذا دُبغ الإهابُ فقد طُهر» .
وفي رواية: قال مرثد بن عبد الله اليَزَني: «رأيتُ على عبد الرحمن بنِ وعْلَةَ السّبَئِيِّ فرواً (1) فَمَسِسْتُهُ، فقال مالك تَمَسُّه؟ قد سألتُ عبد الله بن عباس قلتُ: إنَّا نكونُ بالمغرب، ومعنا البَرْبَرُ والمَجُوس، نُؤْتَى بالكبْشِ قد ذَبَحُوه، ونحنُ لا نأكُلُ ذبائحهم، ويأتونا بالسِّقاء يجعلون فيه الوَدَكَ؟ فقال ابنُ عباس: قد سألْنَا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عن ذلك؟ فقال: دِباغه طُهُورُه» أخرجه مسلم، وأخرج «الموطأ» وأبو داود الرواية الأولى.
وأخرج الترمذي والنسائي قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «أيُّما إهاب دُبِغَ فقد طَهُر» .
وللنسائي: أن [عبد الرحمن] بنَ وعْلة سأل ابنَ عباس فقال: «إنا نَغْزُو هذا المغرب، وإنهم أهل وَثَن (2) ، ولهم قِرَب، يكون فيها اللبن والماء؟ فقال ابنُ عباس: الدِّباغُ طَهُور، قال ابنُ وعْلَةَ: عن رأيك، أو شيء سمعتَه من [ص:107] رسول الله - صلى الله عليه وسلم-؟ قال: عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم-» (3) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الإهاب) : الجلد قبل أن يدبغ، وقيل: هو كل جلد، دُبغ أو لم يُدبغ.
(الوَدَك) : دسم اللحم.
(السِّقاء) : الظرف من الجلود يُحْمَل فيه الماء نحو القِرْبَة.
__________
(1) وفيه لغة قليلة: فروة، بالهاء، كما يقولها العامة.
(2) في الأصل: أهل وبر، وما أثبتناه من نسخ النسائي المطبوعة.
(3) رواه مسلم رقم (366) في الحيض، باب طهارة جلود الميتة، والموطأ 2 / 498 في الصيد، باب ما جاء في جلود الميتة، وأبو داود رقم (4123) في اللباس، باب أهب الميتة، والترمذي رقم (1728) في اللباس، باب ما جاء في جلود الميتة إذا دبغت، والنسائي 7 / 173 في الفرع والعتيرة، باب جلود الميتة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مالك في الموطأ (308) والحميدي (486) قال: حدثنا سفيان، وأحمد (1/219) (1895) قال: حدثنا سفيان. وفي (1/270) (2435) قال: حدثنا عبد الرزاق قال: أخبرنا سفيان. وفي (1/279) (2522) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا حماد بن سلمة. وفي (1/280) (2538) قال: حدثنا بهز قال: حدثنا حماد بن سلمة. وفي (1/343) (3198) قال: حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان. والدارمي (1991) قال: أخبرنا محمد بن يوسف، عن سفيان. ومسلم (1/191) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: أخبرنا سليمان بن بلال. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وعمرو الناقد، قالا: حدثنا ابن عيينة (ح) وحدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا عبد العزيز، يعني ابن محمد (ح) وحدثنا أبو كريب، وإسحاق بن إبراهيم جميعا عن وكيع، عن سفيان. وأبو داود (4123) قال: حدثنا محمد بن كثير، قال: أخبرنا سفيان. وابن ماجة (3609) قال: حدثنا أبو بكر، قال: حدثنا سفيان بن عيينة. والترمذي (1728) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، وعبد العزيز بن محمد. والنسائي (7/173) قال: أخبرنا قتيبة، وعلي بن حجر، عن سفيان.
ستتهم - مالك، وابن عيينة، وسليمان، وحماد، والثوري، وعبد العزيز - عن زيد بن أسلم.
2-وأخرجه مسلم (1/191) قال: حدثني إسحاق بن منصور، وأبو بكر بن إسحاق، قال أبو بكر: حدثنا، وقال ابن منصور: أخبرنا عمرو بن الربيع، قال: أخبرنا يحيى بن أيوب، عن يزيد بن أبي حبيب (ح) وحدثني إسحاق بن منصور، وأبو بكر بن إسحاق، عن عمرو بن الربيع، قال: أخبرنا يحيى بن أيوب، عن جعفر بن ربيعة. والنسائي (7/173) قال: أخبرني الربيع بن سليمان بن داود، قال: حدثنا إسحاق بن بكر - وهو ابن مضر - قال: حدثني أبي عن جعفر بن ربيعة.
كلاهما - يزيد، وجعفر - عن أبي الخير.
3- وأخرجه الدارمي (1992) قال: حدثنا يعلى، عن محمد بن إسحاق عن القعقاع بن حكيم.
ثلاثتهم - زيد، وأبو الخير، والقعقاع - عن عبد الرحمن بن وعلة، فذكره. في رواية أبي الخير: «سألنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن ذلك. فقال: دباغه طهورة» .
في رواية القعقاع: (ح) عن عبد الرحمن بن وعلة، قال: سألت ابن عباس عن جلود الميتة، فقال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- دباغها طهورها» .(7/106)
5081 - (خ م ط د ت س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- مرَّ بشاة مَيْتَة، فقال: «هلاَّ انتفعتُم بإهابِها؟» قالوا: إنَّها ميتة؟ قال: «إنما حَرُم أكلُها» .
وفي رواية قال: «تُصُدِّق على مولاة لميمونةَ بشاة، فماتت، فمَرَّ بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: هلاَّ أخذُتم إهابَها فدَبَغْتُمُوهُ فانْتَفَعْتُم به؟ فقالوا: إنَّها ميتة؟ فقال: إنما حَرُمَ أكلُها» أخرجه البخاري ومسلم.
وللبخاري قال: «مرَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بعَنْزٍ ميتة، فقال: ما على أهلها لو انْتَفَعوا بإهابها؟» . [ص:108]
ولمسلم عن ابن عباس عن ميمونة ... وذكر الحديث.
وله في أخرى عن ابن عباس قال: إن ميمونةَ أخبرتْهُ أنَّ داجِنَة كانت لبعض نساءِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فماتتْ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «ألاَّ أخذتُم إهابَها فاسْتَمْتَعْتُم به؟» .
وفي رواية الترمذي قال: ماتت شاة، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم-: «ألاَّ نزعتُم جلدَها ودَبَغْتُموه، فاستمعتُم به؟» .
وفي رواية أبي داود من طريق عن ابن عباس، ومن طريق عنه عن ميمونةَ قالت: «أُهْدي لمولاة لنا شاة من الصَّدَقَةِ، فماتتْ، فمرَّ بها النبيّ - صلى الله عليه وسلم-، فقال: ألاّ دبغتم إهابها، فاستمتعم به؟ فقالوا: يا رسول الله، إنها ميتة؟ قال: إنما حرُم أكلها» .
وفي أخرى بهذا الحديث، لم يَذْكُرْ ميمونةَ، قال: فقال: «ألا انتفعتم بإهابها؟» ثم ذكر معناه، ولم يذكر الدِّبَاغ، قال معمر: كان الزُّهريُّ يُنْكِرُ الدِّباغَ، ويقول: يُستمتع به على كلِّ حال.
وأخرج النسائي الرواية الثانية، ورواية البخاري، وروايةَ الترمذيِّ، إلا أنه أخرجها عن ابنِ عباس عن ميمونةَ، وله في أخرى عنه عن ميمونةَ «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- مرَّ على شاة ميتة مُلقاة، فقال: لِمَن هذه؟ فقالوا: لميمونةَ، فقال: ما عليها لو انتفعت بإهابها؟ قالوا: إنها ميتة، قال: إنما حرُم أكلها» . [ص:109]
وله في أخرى عن ابنِ عباس قال: مرَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بشاة ميتة، كانت أُعْطِيَتها مولاة لميمونةَ زَوْجِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- من الصَّدَقَةِ، فقال: «هلاَّ انتفعتم بجلدها؟» فقالوا: يا رسول الله إنها ميتة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «إنما حرُم أكلُها» .
أخرج النسائي هذه الروايةَ عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن ابن عباس، وأخرجها «الموطأ» عن عبيد الله بن عبد الله، ولم يذكر ابن عباس، فجعله مرسلاً (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(دَاجنة) الدَّاجِن والدَّاجِنَة: الشاة التي تألف البيت، وتأنس بأهله.
__________
(1) رواه البخاري 4 / 343 في البيوع، باب جلود الميتة قبل أن تدبغ، وفي الزكاة، باب الصدقة على موالي أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، وفي الذبائح والصيد، باب جلود الميتة، ومسلم رقم (363) و (364) و (365) في الحيض، باب طهارة جلود الميتة بالدباغ، والموطأ 2 / 498 في الصيد، باب ما جاء في جلود الميتة، وأبو داود رقم (4120) و (4121) في اللباس، باب في أهب الميتة، والترمذي رقم (1727) في اللباس، باب ما جاء في جلود الميتة، والنسائي 7 / 171 و 172 في الفرع والعتيرة، باب جلود الميتة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن عبد الله بن عباس، أنه قال: «مر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بشاة ميتة، كان أعطاها مولاه لميمونة، زوج النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقال أفلا انتفعتم بجلدها؟ فقالوا يا رسول الله، إنها ميتة. فقال: فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إنما حرم أكلها» .
1- أخرجه مالك في الموطأ صفحة (308) وأحمد (1/327) (3018) قال: حدثنا حماد بن خالد والنسائي (7/172) قال: أخبرنا محمد بن سلمة، والحارث بن مسكين - قراءة عليه وأنا أسمع - واللفظ له، عن ابن القاسم.
كلاهما - حماد، وابن القاسم - عن مالك.
2- وأخرجه أحمد (1/261) (2369) . والبخاري (3/107) و (7/124) قال: حدثنا زهير بن حرب ومسلم (1/190) قال: حدثنا حسن الحلواني وعبد بن حميد.
أربعتهم - أحمد، وزهير وحسن، وعبد - عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد، قال: حدثني أبي، عن صالح.
3- وأخرجه أحمد (1/329) (3052) قال: حدثنا محمد بن مصعب، قال: حدثنا الأوزاعي.
4- وأخرجه أحمد (1/365) (3452) ، وعبد بن حميد (651) قال أحمد: حدثنا، وقال عبد: أخبرنا عبد الرزاق. وأبو داود (4121) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يزيد.
كلاهما - عبد الرزاق، ويزيد - قالا: حدثنا معمر.
5- وأخرجه الدارمي (1994) قال: حدثنا يحيى بن حسان، ومسلم (1/190) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، وعمرو الناقد. وأبو داود (4120) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، وابن أبي خلف.
خمستهم - ابن حسان، وابن يحيى وعمرو، وعثمان، وابن أبي خلف - عن سفيان بن عيينة.
6- وأخرجه الدارمي (1995) قال: أخبرنا محمد بن المصفى، قال: حدثنا بقية، عن الزبيدي.
7- وأخرجه البخاري (2/158) قال: حدثنا سعيد بن عفير. ومسلم (1/190) قال: حدثني أبو الطاهر، وحرملة.
ثلاثتهم - سعيد، وأبو الطاهر وحرملة قالوا: حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس.
8- وأخرجه النسائي (7/172) قال: حدثنا أخبرنا عبد الملك بن شعيب بن الليث بن سعد، قال: حدثني أبي، عن جدي، عن ابن أبي حبيب - يعني يزيد - عن حفص بن الوليد.
ثمانيتهم - مالك، وصالح، والأوزاعي، ومعمر، وسفيان والزبيدي، ويونس، وحفص - عن محمد بن مسلم بن شهاب الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، فذكره.
وعن سعيد بن جبير، قال: سمعت ابن عباس يقول: «مر النبي -صلى الله عليه وسلم- بعنز ميتة، فقال: ما على أهلها لو انتفعوا بإهابها» .
أخرجه البخاري (7/125) . والنسائي (7/178) قال: أخبرنا سلمة بن أحمد ابن سليم بن عثمان الفوزي.
كلاهما- البخاري، وسلمة - قالا: حدثنا خطاب بن عثمان، قال: حدثنا محمد بن حمير، قال: حدثنا ثابت بن عجلان، قال: سمعت سعيد بن جبير، فذكره.
وعن الشعبي. قال قال: ابن عباس: «مر النبي -صلى الله عليه وسلم- على شاة ميتة، فقال: ألا انتفعتم بإهابها» .
أخرجه النسائي (7/173) قال: أخيرنا محمد بن قدامة، عن جرير، عن مغيرة، عن الشعبي، فذكره.
وعن عطاء، قال: سمعت ابن عباس، قال: «مر النبي -صلى الله عليه وسلم- بشاة لميمونة ميتة، فقال: ألا أخذتم إهابها فدبغتم، فانتفعتم..»
1-أخرجه الحميدي (491) . ومسلم (1/190) قال: حدثنا ابن أبي عمر، وعبد الله بن محمد الزهري والنسائي (7/172) قال: أخبرنا محمد بن منصور.
أربعتهم - الحميدي - وابن أبي عمر، وعبد الله، ومحمد - عن سفيان عن عمرو بن دينار..
2-وأخرجه أحمد (1/227) (2003) قال: حدثنا يحيى. وفي (1/366) (3461) قال: حدثنا عبد الرزاق، وابن بكر.
ثلاثتهم - يحيى، وعبد الرزاق، وابن بكر - عن ابن جريج.
3- وأخرجه أحمد (1/372) (3521) قال: حدثنا روح، قال: حدثنا شعبة، عن يعقوب بن عطاء.
4- وأخرجه مسلم (1/191) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبد الرحيم بن سليمان، عن عبد الملك بن أبي سليمان.
5- وأخرجه الترمذي (1727) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا الليث، عن يزيد بن أبي حبيب.
خمستهم - عمرو، وابن جريج، ويعقوب، وعبد الملك، ويزيد - عن عطاء، فذكره.
(*) أخرجه أحمد (1/277) (2504) قال: حدثنا يحيى بن أبي بكير، قال: حدثنا إبراهيم - يعني ابن نافع - عن عمرو بن دينار، عن عطاء، عن ابن عباس، أنه ماتت شاة في بعض بيوت نساء النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال النبي عليه الصلاة والسلام: ألا انتفعتم بمسكها.
(*) وفي رواية ابن جريج: أن داجنة لميمونة ماتت، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ألا انتفعتم بإهابها، ألا دبغتموه، فإنه ذكاته.(7/107)
5082 - (د س) عالية بنت سبيع: قالت: «كان لي غَنم بأُحُد، فوقع فيها الموتُ، فدخلتُ على ميمونةَ زَوْجِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، فذكرتُ ذلك لها، فقالتْ لي ميمونةُ: لو أخَذتِ جُلُودَها فانتفعتِ بها؟ قالتْ: فقلتُ: [ص:110] أوَ يَحِلُّ ذلك؟ قالت: نعم، مرَّ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم- رِجَال من قُرَيْش يَجُرُّون شاة لهم مثلَ الحمار، فقال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: لو أخذتم إهابها؟ قالوا: إنها ميتة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: يُطهِّرُها الماءُ والقَرَظُ» .
أخرجه أبو داود، وأخرج النسائي المسند منه فقط (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (4126) في اللباس، باب في أهب الميتة، والنسائي 7 / 174 و 175 في الفرع والعتيرة، باب ما يدبغ به جلود الميتة، وفي سنده عبد الله بن مالك بن حذافة وهو مجهول، ولكن يشهد له الحديث الذي قبله، فهو به حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (6/333) قال: حدثنا يحيى بن غيلان. قال: حدثنا رشدين بن سعد. قال: حدثني عمرو بن الحارث. وأبو داود (4126) قال: حدثنا أحمد بن صالح. قال: حدثنا ابن وهب. قال: أخبرني عمرو، يعني ابن الحارث، والنسائي (7/174) قال: أخبرنا سليمان بن داود عن ابن وهب. قال: أخبرني عمرو بن الحارث والليث بن سعد.
كلاهما - عمرو بن الحارث، والليث بن سعد - عن كثير بن فرقد، عن عبد الله بن مالك بن حذافة، عن أمه العالية بنت سبيع، فذكرته.
(*) في رواية يحيى بن غيلان: «عن العالية بنت سميع، أو سبيع» الشك من عبد الله.
قلت: عبد الله بن مالك بن حذافة مجهول.(7/109)
5083 - (د س) سلمة بن المحبق - رضي الله عنه -: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- جاء في غزوة تَبوكَ على أهل بيت، فإذا قِرْبَة مُعَلَّقَة، فسأل الماءَ؟ فقالوا: يا رسول الله، إنها ميتة، فقال: دباغُها طَهورُها» أخرجه أبو داود.
وفي رواية النسائي «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في غزوة تَبُوكَ - دعا بماء من عند امرأة، فقالت: ما عندي ماء إلا [في] قِرْبة لي ميتة، قال: أليس قد دَبَغْتِها؟ قالت: بلى، قال: فإن دباغَها ذَكاتُها» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ذكاتُها دباغها) الذَّكاة والتذكية: الذَّبح، جعل دباغ الجلد بمنزلة الذَّبح، فإن جلد المذبوح طاهر.
__________
(1) رواه أبو داود رقم (4125) في اللباس، باب في أهب الميتة، والنسائي 7 / 173 و 174 في الفرع والعتيرة، باب جلود الميتة، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 3 / 476 و 5 / 6، وهو حديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
محتمل التحسين: رواية عبد الصمد: «ذكاة الأديم دباغه» .
أخرجه أحمد (3/476) قال: حدثنا عبد الصمد، قال: حدثنا هشام، وهمام، وفيه (3/476) قال: حدثنا عمرو بن الهيثم أبو قطن، قال: حدثنا هشام، وفي (5/6) قال:حدثنا عفان قال: حدثنا همام وفيه (5/6) قال:حدثنا بهز، قال: حدثنا همام. وفي (5/7) قال: حدثنا عمرو بن الهيثم،وأبو داود، وعبد الصمد، قالوا: أخبرنا هشام. وأبو داود (4125) قال: حدثنا حفص بن عمر، وموسى بن إسماعيل، قالا: حدثنا همام. والنسائي (7/173) قال: أخبرنا عبيد الله بن سعيد، قال: حدثنا معاذ بن هشام، قال: حدثني أبي.
كلاهما - هشام، وهمام - عن قتادة، عن الحسن، وعن بن جون قتادة، فذكره.
(*) أخرجه أحمد (5/6) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة، عن الحسن عن سلمة بن المحبق، أن نبي الله -صلى الله عليه وسلم- أتى على قربة يوم حنين ... فذكر الحديث وفيه: «ذكاة الأديم دباغه» .
(*) أخرجه أحمد (5/6) قال: حدثنا أسود بن عامر، قال: حدثنا شعبة، عن قتادة، عن الحسن، عن رجل قد سماه، عن سلمة بن المحبق، فذكر القصة وفيه: «الأديم طهوره دباغه» .(7/110)
5084 - (ط د س) عائشة - رضي الله عنها -: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أمر أن يُستمتَع بجلود الميتة إذا دُبِغَتْ» أخرجه «الموطأ» وأبو داود والنسائي.
وللنسائي قالت: «سُئِلَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عن جُلُود الميتة؟ فقال: دِباغُها ذَكاتُها» .
وفي أخرى قال: «ذكاةُ الميتة دِباغُها» (1) .
__________
(1) رواه الموطأ 2 / 498 في الصيد، باب ما جاء في جلود الميتة، وأبو داود رقم (4124) في اللباس، باب أهب الميتة، والنسائي 7 / 174 في الفرع والعتيرة، باب جلود الميتة، وهو حديث صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: أخرجه مالك (الموطأ) (308) . وأحمد (6/73) قال:حدثنا إسحاق. وفي (6/104) قال: حدثنا أبو سلمة. وفي (6./148) قال: حدثنا عبد الرحمن وفي (6/153) قال: حدثنا عبد الرزاق. والدارمي (1993) قال: حدثنا خالد بن مخلد. وأبو داود (4124) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة. وابن ماجة (3612) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا خالد بن مخلد. والنسائي (7/176) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. قال: أنبأنا بشر بن عمر (ح) والحارث بن مسكين - قراءة عليه وأنا أسمع - عن ابن القاسم.
ثمانيتهم - إسحاق بن عيسى، وأبو سلمة الخزاعي، وعبد الرحمن بن مهدي،وعبد الرزاق، وخالد بن مخلد، وعبد الله بن مسلمة، وبشر بن عمر، وعبد الرحمن بن القاسم - عن مالك بن أنس،عن يزيد بن عبد الله بن قسيط عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، وعن أمه،فذكرته..(7/111)
5085 - (خ س) سودة بنت زمعة - رضي الله عنها - قالت: «ماتت لنا شاة، فدبغنا مَسْكها، ثم ما زِلْنا نَنْبِذُ فيه حتى صار شَنّاً» أخرجه البخاري والنسائي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(مَسْكها) المَسك - بفتح الميم -: الجلد.
(شَنّاً) الشَّنّ والشَّنة: القِرْبَة البالية.
__________
(1) رواه البخاري 11 / 494 في الأيمان والنذور، باب إذا حلف أن لا يشرب نبيذاً فشرب طلاء ... ، والنسائي 7 / 173 في الفرع والعتيرة، باب جلود الميتة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (6/429) قال: حدثنا ابن نمير. والبخاري (8/174) قال: حدثنا محمد بن مقاتل. قال: أخبرنا عبد الله. والسنائي (7/173) قال: أخبرنا محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة، قال: أنبأنا الفضل بن موسى.
كلاهما - عبد الله بن نمير،والفضل بن موسى - عن إسماعيل بن أبي خالد، عن عامر الشعبي عن عكرمة، عن ابن عباس، فذكره.
(*) وأخرجه أحمد (1/328) قال: حدثنا أسود. قال: حدثنا إسرائيل، عن سماك، عن عكرمة، عن سودة بنت زمعة، فذكرته، ولم يذكر فيه (ابن عباس) .(7/111)
5086 - (د ت س) عبد الله بن عكيم: قال: «قُرِئ علينا كتاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بأرض جُهَيْنَة، وأنا يومئذ غلام شاب، يقول فيه: [ص:112] لا تَستَمتِعُوا من الميتة بإهاب ولا عَصَب» .
وفي أخرى «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- كتب إلى جُهينة قبل موته بشهرين: لا تنتفعوا من الميتة بإهاب ولا عصب» أخرجه أبو داود.
وفي رواية الترمذي قال: «أتانا كتابُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: أن لا تنتفعوا من الميتة بإهاب ولا عصب» .
وفي أخرى «قبل موته بشهرين» .
وأخرج النسائي الرواية الأولى (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (4127) و (4128) في اللباس، باب من روى أن لا ينتفع باهاب الميتة، والترمذي رقم (1729) في اللباس، باب ما جاء في جلود الميتة إذا دبغت، والنسائي 7 / 175 في الفرع والعتيرة، باب ما يدبغ به جلود الميتة، قال المنذري في " مختصر سنن أبي داود ": قال الترمذي: سمعت أحمد بن الحسن يقول: كان أحمد بن حنبل يذهب إلى هذا الحديث لما ذكر فيه قبل وفاته بشهرين، وكان يقول: كان هذا آخر أمر النبي صلى الله عليه وسلم، ثم ترك أحمد بن حنبل هذا الحديث لما اضطربوا في إسناده، وقال أبو بكر بن حازم الحافظ: وقد حكى الخلال في كتابه: أن أحمد توقف في حديث بن عكيم لما رأى تزلزل الرواة فيه، وقال بعضهم: رجع عنه، وقال أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن الجوزي في " الناسخ والمنسوخ ": وحديث ابن عكيم مضطرب جداً، فلا يقارب الأول، لأنه في " الصحيحين " - يعني حديث ميمونة - وقال النسائي في كتاب " السنن ": أصح ما في هذا الباب - في جلود الميتة إذا دبغت: حديث الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس عن ميمونة.
قال الحافظ في " الفتح ": وذهب قوم إلى أنه لا ينتفع من الميتة بشيء سواء دبغ الجلد أم لم يدبغ، وتمسكوا بحديث عبد الله بن عكيم قال: أتانا كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل موته أن لا تنتفعوا من الميتة بإهاب ولا عصب، أخرجه الشافعي وأحمد والأربعة، وصححه [ص:113] ابن حبان، وحسنه الترمذي، وفي رواية للشافعي ولأحمد ولأبي داود: قبل موته بشهر، قال الترمذي: كان أحمد يذهب إليه، ويقول: هذا آخر الأمر، ثم تركه لما اضطربوا في إسناده، وكذا قال الخلال نحوه، ورد ابن حبان على من ادعى فيه الاضطراب وقال: سمع ابن عكيم الكتاب يقرأ، وسمعه من مشايخ من جهينة عن النبي صلى الله عليه وسلم، فلا اضطراب، وأعله بعضهم بالانقطاع، وهو مردود، وبعضهم بكونه كتاباً وليس بعلة قادحة، وبعضهم بأن ابن أبي ليلى راويه عن ابن عكيم لم يسمعه منه لما وقع عند أبي داود عنه أنه انطلق وناس معه إلى عبد الله بن عكيم، قال: فدخلوا وقعدت على الباب فخرجوا إلي فأخبروني، فهذا يقتضي أن في السند من لم يسم، ولكن صح تصريح عبد الرحمن بن أبي ليلى بسماعه من ابن عكيم، فلا أثر لهذه العلة أيضاً، وأقوى ما تمسك به من لم يأخذ بظاهره معارضة الأحاديث الصحيحة له، وأنها عن سماع، وهذا عن كتابة، وأنها أصح مخارج، وأقوى من ذلك الجمع بين الحديثين بحمل الإهاب على الجلد قبل الدباغ، وأنه بعد الدباغ لا يسمى إهاباً إنما يسمى قربة وغير ذلك، وقد نقل ذلك عن أئمة اللغة كالنضر بن شميل، وهذه طريقة ابن شاهين وابن عبد البر والبيهقي، وأبعد من جمع بينهما بحمل النهي على جلد الكلب والخنزير لكونهما لا يدبغان، وكذا من حمل النهي على باطن الجلد والإذن على ظاهره، وحكى الماوردي عن بعضهم أن النبي صلى الله عليه وسلم لما مات كان لعبد الله بن عكيم سنة، وهو كلام باطل فإنه كان رجلاً، وانظر " التلخيص " 1 / 47 و 48.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
مضطرب، معلول:
1- أخرجه أحمد (4/310) قال: حدثنا وكيع وابن جعفر. قالا: حدثنا شعبة. (ح) وحدثنا خلف بن الوليد، قال: حدثنا عباد، يعني ابن عباد، قال: حدثنا خالد الحذاء. (ح) وحدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، وعبد بن حميد (488) قال: حدثنا يعلى بن عبيد، قال: حدثنا الأجلح. وأبو داود (4127) قال: حدثنا حفص بن عمر. قال: حدثنا شعبة، وابن ماجة (3613) قال: حدثنا أبو بكر، قال: حدثنا جرير، عن منصور (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا علي بن مسهر عن الشيباني (ح) وحدثنا أبو بكر، قال: حدثنا غندر، عن شعبة والترمذي (1729) قال: حدثنا محمد بن طريف الكوفي، قال: حدثنا محمد بن فضيل، عن الأعمش والشيباني، والنسائي (7/175) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود، قال: حدثنا بشر يعني ابن المفضل، قال: حدثنا شعبة (ح) وأخبرنا محمد بن قدامة، قال: حدثنا جرير عن منصور.
ستتهم (شعبة وخالد) ، وأجلح، ومنصور، والشيباني، والأعمش - عن الحكم بن عتيبة عن عبد الرحمن ابن أبي ليلى.
2- وأخرجه أحمد (4/310) قال: حدثنا إبراهيم بن أبي العباس. والنسائي (7/157) قال: أخبرنا علي بن حجر.
كلاهما - إبراهيم، وعلي - قالا: حدثنا شريك، عن هلال الوزان.
كلاهما- عبد الرحمن، وهلال - عن عبد الله بن عكيم، فذكره.
(*) أخرجه أحمد (4/310) ، وأبو داود (4128) قال: حدثنا محمد بن إسماعيل مولى بني هاشم.
كلاهما - أحمد، ومحمد - عن عبد الوهاب بن عبد المجيد، الثقفي، عن خالد، عن الحكم، عن عبد الله بن عكيم، فذكره. ليس فيه (ابن أبي ليلى) .(7/111)
5087 - (د ت س) أسامة الهذلي (1) - رضي الله عنهما -: «أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- نهى عن جلود السِّباع» أخرجه أبو داود (2) .
__________
(1) في المطبوع: أسامة بن زيد، وهو خطأ، والتصحيح من سنن أبي داود والترمذي والنسائي ومسند أحمد.
(2) رقم (4132) في اللباس، باب في جلود النمور والسباع، ورواه أيضاً الترمذي رقم (1771) في اللباس، باب ما جاء في النهي عن جلود السباع، والنسائي 7 / 176 في الفرع والعتيرة، باب النهي عن الانتفاع بجلود السباع، وأحمد في " المسند " 5 / 74 و 75، قال الترمذي: لا نعلم أحداً قال: عن أبي المليح عن أبيه غير سعيد بن أبي عروبة، وقد أخرجه الترمذي أيضاً عن أبي المليح عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً، وقال: وهذا أصح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
مرسل:أخرجه أحمد (5/74) قال: حدثنا إسماعيل. وفيه (5/74) قال: حدثنا محمد بن جعفر. وفي (5/75) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. والدارمي (1989) قال: أخبرنا معمر بن بشر،عن ابن المبارك. وفي (1990) قال: أخبرنا مسدد، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وأبو داود (4132) قال: حدثنا مسدد، أن يحيى بن سعيد، وإسماعيل بن إبراهيم حدثاهم. والترمذي (1771) قال: حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا ابن المبارك، ومحمد بن بشر،وعبد الله بن إسماعيل بن أبي خالد (ح) وحدثنا محمد بن بشار بن قال: حدثنا يحيى بن سعيد،والنسائي (7/176) قال: أخبرنا عبيد الله بن سعيد،عن يحيى.
ستتهم - إسماعيل،وابن جعفر، ويحيى، وابن المبارك،ومحمد بن بشر وعبد الله بن إسماعيل - عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة عن أبي المليح فذكره.
قلت: قال أبو عيسى الترمذي: لا نعلم أحدا قال: عن أبي المليح عن أبيه غير سعيد بن أبي عروبة، ثم رواه من طريق أبي المليح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مرسلا، وقال: وهذا أصح.(7/113)
الباب الثالث: في الاستنجاء، وفيه فصلان
الفصل الأول: في أداب الاستنجاء، وفيه اربعة فروع
الفرع الأول: في موضع قضاء الحاجة، وفيه أربعة أقسام
[القسم] الأول: في اختيار الموضع
5088 - (د) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه -: لَما قَدِم عبد الله بن عباس البَصرةَ، فكان يُحدِّث عن أبي موسى، فكتب عبد الله إلى أبي موسى يسأله عن أشياء، فكتب إليه أبو موسى: «إني كنتُ مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ذاتَ يوم، فأراد أن يبُولَ، فأتى دَمِثاً في أصل جِدَار، فبال، ثم قال: إذا أراد أحدكم أن يبُولَ فَلْيَرْتَدْ لِبولِه» . أخرجه أبو داود عن أبي التَّيَّاح عن شيخ، ولم يُسمِّه (1) . [ص:115]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(دَمِثاً) الدَّمِث: الموضع اللِّين. والذي فيه رَمْل.
(فَلْيَرْتَد) الارتياد: التطلب واختيار الموضع، من راد يَرُود: إذا طلب، قال الخطابي: في هذا الحديث من الأدب: أن المستحب لمن يبول إذا كانت الأرض التي يريد أن يبول فيها صُلبة: أن يُثِيرها بحجر أو عود أو نحوه، لِتَصِير دَمِثَة سهلة، فلا يرجع بوله إليه، ويُرَشِّش عليه.
__________
(1) رواه أبو داود رقم (3) في الطهارة، باب الرجل يتبوأ لبوله، وفي سنده جهالة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (4/396) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة وفي (4/399) قال: حدثنا بهز، قال: حدثنا شعبة. وفي (4/414) قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا شعبة. وأبو داود (3) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا حماد.
كلاهما - شعبة، وحماد - عن أبي التياح الضبعي، عن رجل أسود طويل قدم مع ابن عباس البصرة، فذكره.
(*) في رواية بهز: أبو التياح، عن شيخ له. وفي رواية وكيع: أبو التياح الضبعي. قال: سمعت رجلا وصفه كان يكون مع ابن عباس. وفي رواية حماد: أبو التياح. قال: حدثني شيخ.(7/114)
[القسم] الثاني: في الإبعاد
5089 - (د ت س) المغيرة بن شعبة - رضي الله عنه - قال: «كنتُ مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في سَفَر، فأتى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- حاجتَه، وأبعد في المذهَب» هذه رواية الترمذي.
وعند أبي داود «أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- كان إذا ذَهَبَ المَذْهَب أبْعَدَ» وأسْقَط في نسخة «المذهب» .
هذا الحديث أول حديث في سنن أبي داود.
وفي رواية النسائي «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- كان إذا ذهب المذهب أبعدَ، قال: فذهب لحاجته، وهو في بعض أسْفَارِهِ، فقال: ائْتني بوَضُوء، فتوضأ، ومسح على الخفَّيْن» (1) . [ص:116]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(المذهب) المذهب هاهنا: موضع قضاء الحاجة كالغائط والخلاء والمرفق، وهو موضع الذهاب.
__________
(1) رواه أبو داود رقم (1) في الطهارة، باب التخلي عند قضاء الحاجة، والترمذي رقم (20) في الطهارة، باب ما جاء أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد الحاجة أبعد في المذهب، والنسائي 1 / 18 و 19 في الطهارة، باب الإبعاد عند إرادة الحاجة، وإسناده حسن، ويشهد له الذي بعده، وقال الترمذي: هذا حديث صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن: أخرجه أحمد (4/248) قال: حدثنا محمد بن عبيد. والدارمي (666) قال: أخبرنا يعلى بن عبيد، وأبو داود (1) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب القعنبي، قال: حدثنا عبد العزيز، يعني ابن محمد. وابن ماجة (331) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا إسماعيل بن علية، والترمذي (20) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الوهاب الثقفي. والنسائي (1/18) وفي الكبرى (16) قال: أخبرنا علي بن حجر، قال: أنبأنا إسماعيل. وابن خزيمة (50) قال: حدثنا علي بن حجر السعدي، قال: حدثنا إسماعيل يعني ابن جعفر.
ستتهم - محمد بن عبيد، ويعلي بن عبيد، وعبد العزيز بن محمد، وإسماعيل بن علية، وعبد الوهاب، وإسماعيل بن جعفر - عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة فذكره(7/115)
5090 - (س) عبد الرحمن بن أبي قراد قال: «خرجت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- إلى الخَلاء، فكان إذا أراد الحاجة أبعدَ» أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 1 / 17 و 18 في الطهارة، باب الإبعاد عند إرادة الحاجة، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
عن الحارث بن فضيل، وعمارة بن خزيمة بن ثابت عن عبد الرحمن بن أبي قراد، قال: «خرجت مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حاجا. قال: فنزل منزلا،وخرج من الخلاء،فاتبعته بالإداوة، أو القدح، وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا أراد حاجة أبعد، فجلست له بالطريق حتى انصرف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقلت له: يا رسول الله، الوضوء. فأقبل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلي فصب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على يده فغسلها ثم ادخل يده فكفها فصب على يده واحدة، ثم مسح على رأسه،ثم قبض الماء قبضا بيده، فضرب به على ظهر قدمه، فمسح بيده على قدمه، ثم جاء فصلى لنا الظهر» .
أخرجه أحمد (3/443و4/237) قال: حدثنا عفان. وفي (4/224) وابن ماجة (334) قال:حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن بشار. وعبد الله بن أحمد (4/224) قال: حدثني محمد بن يحيى بن سعيد القطان. (ح) وحدثني يحيى بن معين. والنسائى (1/17) وفي الكبرى (17) قال: أخبرنا عمرو بن علي وابن خزيمة (51) قال: حدثنا بندار.
سبعتهم - عفان، وأحمد بن حنبل، وأبو بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن بشار بندار، ومحمد بن يحيى بن سعيد، ويحيى بن معين، وعمرو بن علي - عن يحيى بن سعيد، عن أبي جعفر الخطمي، قال: حدثني عمارة بن خزيمة، والحارث بن فضيل، فذكراه.
(*) رواية عفان الأولى، وأحمد (4/224) ، وابن ماجة وعبد الله بن أحمد والنسائي وابن خزيمة مختصرا على أوله ... إلى أن قال: وكان إذا أتى حاجته أبعد.
قلت: حسن الحافظ إسناده في الإصابة (6/317) (5177) .(7/116)
[القسم] الثالث: في الأماكن المنهي عنها
5091 - (م د) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «اتَّقُوا اللاَّعِنَيْنِ، قيل: وما اللاَّعِنانِ؟ قال: الذي يتَخَلَّى في طريق الناس أو ظِلِّهم» أخرجه مسلم وأبو داود (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (269) في الطهارة، باب النهي عن التخلي في الطرق والظلال، وأبو داود رقم (25) في الطهارة، باب المواضع التي نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن البول فيها.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/372) قال: ثنا سليمان. ومسلم (1/156) قال: حدثنا يحيى بن أيوب، وقتيبة،وابن حجر. وأبو داود (25) قال:حدثنا قتيبة بن سعيد. وابن خزيمة (67) قال: حدثنا علي ابن حجر.
أربعتهم - سليمان بن داود، ويحيى وقتيبة وابن حجر - عن إسماعيل بن جعفر، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، فذكره.(7/116)
5092 - (د) معاذ بن جبل - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «اتَّقُوا المَلاَعِنَ الثلاثَ: البَرَازَ في المَوارِد، وقَارِعَةِ الطريق، والظِّل» أخرجه أبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(اللاعنين والملاعن) الملاعن: جمع مَلْعَنة، وهي الفَعلة التي يُلْعَن [ص:117] فاعلها، كأنها مظنة اللعن، كما يقال للولد: مبخلة مجبنة، وأما «اللاعنان» فالأمران الجالبان لِلَّعن، الباعثان للناس عليه؛ لأن ذلك سبب لِلعن من فعله في هذه المواضع المسماة في الحديث، فسميت لاعنة لكونها سبباً لِلَّعن، وهي المواضع المطروقة، والظِّلال التي يستظل بها، فاللاعن: اسم فاعل من لَعَن، واللعَّان: بناء للمبالغة، والملاعن: الأماكن التي تُوجب اللَّعن، قال الخطابي: وقوله: «والظِّل» إنما يريد به: المواضع التي يتخذها الناس مَقِيلاً ومَناخاً ينزلونه، وليس كل ظلٍّ يحرم القُعُود فيه للحاجة، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد قعد تحت حائش من النخل، و «الموارد» : مجاري الماء.
(البَرَاز) بفتح الباء: موضع قُضاء الحاجة، وإنه في الأصل: الفضاء الواسع من الأرض، فكَنَوا به عن حاجة الإنسان، كما كَنَوْا بالخلاء عنه، قال الخطابي: وأكثر الرواة يروونه بكسر الباء، وهو غلط، قال: وفيه من الأدب: استحباب البعد عند قضاء الحاجة.
(قَارِعَة الطريق) : وسطها وأعلاها والمواضع التي يطُؤها الناس.
__________
(1) رقم (26) في الطهارة، باب المواضع التي نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن البول فيها، ورواه أيضاً ابن ماجة وغيره، وفي سنده جهالة وانقطاع، ولكن له شواهد يتقوى بها، منها الذي قبله.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه أبو داود (26) قال: حدثنا إسحاق بن سويد الرملي وعمر بن الخطاب أبو حفص، أن سعيد بن الحكم حدثهم، وابن ماجة (328) قال: حدثنا حرملة بن يحيى. قال: حدثنا عبد الله بن وهب.
كلاهما - سعيد، وابن وهب - عن نافع بن يزيد، قال: حدثني حيوة بن شريح، أن أبا سعيد الحميري حدثه فذكره.(7/116)
5093 - (د س) عبد الله بن سرجس - رضي الله عنه -: «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- نهى أن يُبالَ في الجُحْرِ، قالوا لقتادة: ما يُكرهُ من البول في الجُحْرِ؟ قال: كان يُقال: إنها مَسَاكِنُ الجِنِّ» . أخرجه أبو داود.
وفي رواية النسائي قال: «لا يَبُولَنَّ أحدكم في جُحر، قالوا لقتادة [ص:118] ... » الحديث (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الجُحْر) : الثقب، وجمعه جِحَرَة.
__________
(1) رواه أبو داود رقم (29) في الطهارة، باب النهي عن البول في الجحر، والنسائي 1 / 33 و 34 في الطهارة، باب كراهية البول في الجحر، وإسناده حسن، قال الحافظ في " التلخيص ": وصححه ابن خزيمة وابن السكن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: أخرجه أحمد (5/82) . وأبو داود (29) قال: حدثنا عبيد الله بن عمر بن ميسرة. والنسائي (1/33) . في الكبرى (30) قال: أخبرنا عبيد الله بن سعيد.
ثلاثتهم - أحمد، وعبيد الله بن عمر، وعبيد الله بن سعيد - عن معاذ بن هشام، قال: حدثني أبي، عن قتادة، فذكره.
(*) رواية أبي داود: -صلى الله عليه وسلم- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «نهى أن يبال في الجحر» .
(*) ورواية النسائى: -صلى الله عليه وسلم- «لا يبولن أحدكم في جحر» ..(7/117)
5094 - (ت س د) عبد الله بن مغفل - رضي الله عنه -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا يَبُولَنَّ أحدُكم في مُستَحَمِّه، فإن عامة الوَسواس منه» . أخرجه الترمذي والنسائي.
وفي رواية أبي داود زيادة بعد «مستحمِّه» : ثم «يغتسل فيه» وفي أخرى «ثم يتوضأ فيه ... » الحديث (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(مُسْتَحمِّه) المستحم: موضع الاستحمام، وهو الاغتسال، وسُمِّي مستحماً باسم الحَمِيم، وهو الماء الحار الذي يغتسل به، وإنما يُنهى عن ذلك إذا كان المكان صُلْباً، أو لم يكن له مَسْلَك يذهب فيه البول ويَسِيل، فيوهم المغتسِل أنه أصابه شيء من قطره ورشاشه، فيحصل منه الوسواس، [والوسواس] ما يحصل في النفس من الأحاديث والأفكار التي تزعجه، ولا تدعه يستقر على حال.
__________
(1) رواه أبو دود رقم (27) في الطهارة، باب في البول في المستحم، والترمذي رقم (21) في الطهارة، باب في كراهية البول في المغتسل، والنسائي 1 / 34 في الطهارة، باب كراهية البول في المستحم، وهو حديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن: أخرجه أحمد (5/56) قال: حدثنا عتاب بن زياد، قال: حدثنا عبد الله وفي (5/56) قال: حدثنا عبد الرزاق. وعبد بن حميد (505) قال: أخبرنا عبد الرزاق. وأبو داود (27) قال: حدثنا أحمد بن محمد بن حنبل، والحسن بن علي، قالا: حدثنا عبد الرزاق. وابن ماجة (304) قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا عبد الرزاق. والترمذي (21) قال: حدثنا علي بن حجر، وأحمد ابن محمد بن موسى مروديه، قالا: أخبرنا عبد الله بن المبارك. والنسائى (1/34) وفي الكبرى (33) قال: أخبرنا علي بن حجر قال:أنبأنا ابن المبارك.
كلاهما - عبد الله بن المبارك،وعبد الرزاق - قالا: أخبرنا معمر، عن الأشعث بن عبد الله، عن الحسن فذكره.
(*) قال الترمذي: هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من حديث أشعث بن عبد الله. ويقال له: أشعث الأعمي.
قلت:رجاله ثقات: ولا يخشى إلا تدليس الحسن البصري.(7/118)
5095 - (د س) حميد بن عبد الرحمن الحميري قال: لَقِيتُ رجلاً صَحِبَ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-، كما صحبه أبو هريرة قال: «نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أن يَمْتَشِطَ أحدُنا كل يوم، أو يبول في مغتَسله» .
أخرجه أبو داود، وأخرجه النسائي في أول حديث (1) .
__________
(1) رواه أبو دود رقم (28) في الطهارة، باب في البول في المستحم، والنسائي 1 / 130 في الطهارة، باب ذكر النهي عن الاغتسال بفضل الجنب.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
تقدم تخريجه في أول هذا الكتاب.(7/119)
5096 - (م س) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: «أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- نهى أن يُبَالَ في الماءِ الرَّاكِد» .
أخرجه مسلم والنسائي (1) ، وقد تقدَّم في الباب الأول هذا عن أبي هريرة بزيادة فيه.
__________
(1) رواه مسلم رقم (281) في الطهارة، باب النهي عن البول في الماء الراكد، والنسائي 1 / 34 في الطهارة، باب النهي عن البول في الماء الراكد.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (3/341) قال: حدثنا حسن، قال: حدثنا ابن لهيعة.
2- وأخرجه أحمد (3/350) قال:حدثنا حجين، ويونس، ومسلم (1/162) قال:حدثنا يحيى بن يحيى، ومحمد بن رمح (ح) وحدثنا قتيبة..وابن ماجة (343) قال: حدثنا محمد بن رمح والنسائي (1/34) ، وفي الكبرى (32) قال: أخبرنا قتيبة.
خمستهم - حجين،ويونس، ويحيى،ومحمد،وقتيبة - عن الليث بن سعد.
كلاهما - ابن لهيعة، والليث - عن أبي الزبير، فذكره.(7/119)
[القسم] الرابع: في البول في الإناء
5097 - (د س) أُميمة بنت رُفَيْقَة قالت: «كان للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم- قَدَح مِنْ عَيْدان (1) تحت سَرِيرِه يَبولُ فيه من الليل» أخرجه أبو داود.
وعند النسائي «كان للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم- قدح من عَيْدَان يَبُول فيه، ويَضَعُه تحت السرير» (2) .
__________
(1) هي طوال النخل، واحده عيدانة.
(2) رواه أبو داود رقم (24) في الطهارة، باب الرجل يبول بالليل في الإناء ثم يضعه عنده، والنسائي 1 / 31 في الطهارة، باب البول في الإناء، وهو حديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
حسن: أخرجه أبو داود (24) قال: حدثنا محمد بن عيسى. والنسائي (1/31) وفي الكبرى (31) قال: أخبرنا أيوب بن محمد بن الوزان.
كلاهما - محمد بن عيسى، وأيوب بن محمد - قالا: حدثنا حجاج، عن ابن جريج، عن حكيمة بنت أميمة بنت رقيقة، فذكرته.
(*) صرح ابن جريج بالسماع في رواية أيوب بن محمد.
قلت: يغض الطرف عن حال «حكيمة» فهي كباقي النساء مجهولات الحال، والله أعلم.(7/119)
الفرع الثاني: في هيئة قضاء الحاجة، وفيه ثلاثة أقسام
[القسم] الأول: في استقبال القبلة واستدبارها
النهي عنه
5098 - (خ م ت د ط س) أبو أيوب الأنصاري - رضي الله عنه - أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا أتَيْتُم الغائط فلا تستقبلوا القِبلةَ ولا تستدْبِرُوها، ولكن شَرِّقوا أو غرِّبوا، قال أبو أيوب: فلما قَدِمنا الشَّامَ وَجدنا مَرَاحِيضَ قد بُنِيتْ قِبَلَ القبلة، فنَنْحرِف عنها ونستغفر الله عز وجل» .
أخرجه البخاري ومسلم والترمذي وأبو داود.
وفي رواية «الموطأ» : قال رافع بن إسحاق - مولى لآل الشفاء، وكان يقال له: مولى أبي طلحة: - أنه سمع أبا أيوب الأنصاري صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وهو بمصر- يقول: «والله ما أدري كيف أصنع بهذه الكراييس» ، وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «إذا ذهب أحدُكم لِغَائِط أو بول، فلا يستقبل القِبلة ولا يستدبرْها بفَرْجه؟» .
وأخرج النسائي رواية «الموطأ» .
وله في أخرى: أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تستقبلوا القِبلة، ولا تستدبروها بغائط أو بول، ولكن شَرِّقوا أو غَرِّبوا» . [ص:121]
وفي أخرى «إذا أتى أحدكم الغائط، فلا يستقبل القبلة، ولكن يشرِّق أو يغرّب» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الغائط) : الموضع المنخفض من الأرض، وكان مخصوصاً بمواضع قضاء الحاجة فسُمِّيت الحاجة باسم مكانها مجازاً.
(المرَاحيض) : جمع مِرْحاض، وهو المغتسل ومواضع قضاء الحاجة من الرَّحْض، وهو الغَسل.
(الكراييس) بياءين معجمتين بنقطتين من تحت: جمع كِريَاس، وهو الكنيف المشرف على سطحٍ بقناةٍ إلى الأرض، فإذا كان أسفل فليس بكِرْيَاس.
(شَرِّقُوا أو غَرِّبُوا) قوله: شرِّقوا أو غرِّبوا، أمر لأهل المدينة، ولمن كانت قبلته على ذلك السّمْت، فأما من كانت قبلته إلى جهة الغرب أو الشرق، فإنه لا يغرِّب ولا يشرِّق.
__________
(1) رواه البخاري 1 / 215 و 216 في الوضوء، باب لا تستقبل القبلة ببول ولا غائط إلا عند البناء، وفي القبلة، باب قبلة أهل المدينة وأهل الشام، ومسلم رقم (264) في الطهارة، باب الاستطابة، والموطأ 1 / 193 في القبلة، باب النهي عن استقبال القبلة والإنسان على حاجة، وأبو داود رقم (9) في الطهارة، باب كراهية استقبال القبلة عند قضاء الحاجة، والترمذي رقم (8) في الطهارة، باب في النهي عن استقبال القبلة بغائط أو بول، والنسائي 1 / 21 و 22 في الطهارة، باب النهي عن استقبال القبلة عند الحاجة، وباب النهي عن استدبار القبلة عند الحاجة وباب الأمر باستقبال المشرق أو المغرب عند الحاجة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه مالك في الموطأ (137) . وأحمد (5/414) قال: حدثنا إسحاق بن عيسى، والنسائي (1/21) قال: أخبرنا محمد بن سلمة، والحارث بن مسكين، قراءة عليه وأنا أسمع، عن ابن القاسم.
كلاهما - إسحاق بن عيسى، وابن القاسم - عن مالك.
2- وأخرجه أحمد (5/415) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا همام.
3- وأخرجه أحمد (5/419) قال: حدثنا بهز بن أسد، قال: حدثنا حماد، يعني ابن سلمة.
ثلاثتهم: - مالك، وهمام وحماد - عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن رافع بن إسحاق، فذكره.
وعن عطاء بن يزيد، عن أبي أيوب الأنصاري، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا أتيتم الغائط، فلا تستقبلوا القبلة ولا تستدبروها، ولكن شرقوا، أو غربوا» .
قال أبو أيوب: فقدمنا الشام فوجدنا مراحيض بنيت قبل القبلة، فننحرف ونستغفر الله تعالى..
1- أخرجه الحميدي (378) . وأحمد (5/421) . والدارمي (671) قال: أخبرنا أبو نعيم. والبخاري (1/109) قال: حدثنا علي بن عبد الله، ومسلم (1/154) قال: حدثنا زهير بن حرب. وابن نمير (ح) وقال: حدثنا يحيى بن يحيى. وأبو داود (9) قال: حدثنا مسدد، بن مسرهد. والترمذي (8) قال: حدثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي. والنسائي (1/22) . وفي الكبرى (20) قال: أخبرنا محمد بن منصور. وابن خزيمة (57) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء (ح) وحدثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي.
جميعهم - الحميدي، وأحمد، وأبو نعيم وعلي بن عبد الله، وزهير، وابن نمير، ويحيى، ومسدد، وسعيد بن عبد الرحمن وابن منصور، وعبد الجبار بن العلاء - عن سفيان بن عيينة.
2- وأخرجه أحمد (5/416) قال: حدثنا محمد بن جعفر. وفي (5/417) قال: حدثنا إسماعيل. وفي (5/421) قال: حدثنا عبد الرزاق. والنسائى (1/23) وفي الكبرى (21) قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم، قال: أنبأنا غندر.
ثلاثتهم - محمد بن جعفر، غندر، وإسماعيل، وعبد الرزاق - عن معمر بن راشد.
3- وأخرجه البخاري (1/48) قال: حدثنا آدم، قال: حدثنا ابن أبي ذئب.
4- وأخرجه ابن ماجة (318) قال: حدثنا أبو الطاهر، أحمد بن عمرو بن السرح، قال: أخبرنا عبد الله بن وهب، قال: أخبرني يونس.
أربعتهم: سفيان، ومعمر، وابن أبي ذئب، ويونس - عن الزهري، عن عطاء بن يزيد، فذكره.
(*) حديث طلحة بن نافع، أبي سفيان، عن أبي أيوب الأنصاري، وجابر بن عبد الله، وأنس بن مالك، أن هذه الآية نزلت: {فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين} . قال(7/120)
5099 - (م د س) أبو هريرة - رضي الله عنه - أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا جلس أحدُكم على حاجته فلا يستقبل القبلة ولا يستدبِرْها» أخرجه مسلم. [ص:122]
وفي رواية أبي داود والنسائي: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إنما [أنا] لكم بمَنْزِلة الوالد، أُعَلِّمُكم، فإذا أتى أحدُكم الغائط فلا يستقبل القبلة ولا يستدبرْها، ولا يَستَطِبْ بيمينه، وكان يأمرُ بثلاثة أحجار، وينهى عن الرَّوْثِ والرّمَّةِ» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يَسْتَطِب) الاستطابة: الاستنجاء، لأن الرجل يُطَيِّب نفسه بالاستنجاء من الخَبَث، و «الاستنجاء» إزالة أثر النَّجْوة - وهو الغائط - عن بدنه، وأصله في اللغة: الذهاب إلى النجوة من الأرض لقضاء الحاجة، وهو الموضع المرتفع من الأرض، وكانوا يستترون به إذا قعدوا لقضاء الحاجة، فكَنوا بها عن الحدث، كما كنوا عنه بالغائط، وهو المطمئن من الأرض، وبالبراز، وهو الفسيح من الأرض.
(الرّمَّة) الرّمَّة: العظم البالي، و «الرَّوْث» الغائط.
قال الخطابي: واستثناؤه الرَّوْث والرّمَّة مخصصاً: يدل على أن أعيان الحجارة غير مختصة بالاستنجاء دون غيرها، لأن تخصيص الرَّوث والرّمَّة بالاستثناء يدل على دخول ما عداهما في حكم الحجارة، وإنما ذكر الحجارة، لأنها كانت أكثر الأشياء وجوداً مما يستنجى به. [ص:123]
(سباطة) السباطة: الكناسة والزبالة، قال الخطابي: سبب بوله قائماً إما مرض اضطره إليه، كما قد روي «أنه - صلى الله عليه وسلم- بال قائماً من وجع كان بمأبِضيه» . والمأبِض: باطن الركبة، وقيل: للتداوي من وجع الصلب، فإنهم كانوا يتداوون بذلك من وجع أصلابهم، أو أن المكان اضطرَّه إليه، لأنه لم يجد للقعود سبيلاً (2) وفيه أن مدافعة البول مكروهة، لأنه - صلى الله عليه وسلم- «بال قائماً في السباطة» ولم يؤخر ذلك، وأما إدناؤه [حذيفة] إليه مع إبعاده عند الحاجة، فلأن السباطة إنما تكون في أفنية الناس، ولا تخلو من المار، فأدناه إليه ليستتر به.
__________
(1) رواه مسلم رقم (265) في الطهارة، باب الاستطابة، وأبو داود رقم (8) في الطهارة، باب كراهية استقبال القبلة عند قضاء الحاجة، والنسائي 1 / 38 في الطهارة، باب النهي عن الاستطابة بالروث.
(2) لا حاجة إلى هذه التأويلات، فإنه قد ثبت أنه صلى الله عليه وسلم بال قائماً وقاعداً، ولا نهي في ذلك.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1-أخرجه الحميدي (988) . وأحمد (2/247) . قالا: حدثنا سفيان وفي (2/250) قال أحمد: حدثنا يحيى بن سعيد والدارمي (680) قال: حدثنا زكريا بن عدي، قال: حدثنا ابن المبارك، وأبو داود (8) قال: حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي، قال: حدثنا ابن المبارك. وابن ماجة (312) قال: حدثنا يعقوب بن حميد بن كاسب، قال: حدثنا المغيرة بن عبد الرحمن وعبد الله بن رجاء المكي. وفي (313) قال: حدثنا محمد بن الصباح، قال: أخبرنا سفيان بن عيينة. والنسائي (1/38) قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا يحيى، يعني ابن سعيد، وابن خزيمة (80) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد.
خمستهم - سفيان، ويحيى بن سعيد، وابن المبارك، والمغيرة بن عبد الرحمن، وعبد الله بن رجاء - عن محمد بن عجلان.
2-وأخرجه مسلم (1/154) قال: حدثنا أحمد بن الحسن بن خراش، قال: حدثنا عمر بن عبد الوهاب، قال: حدثنا يزيد، يعني ابن زريع، قال: حدثنا روح، عن سهيل.
كلاهما - محمد بن عجلان، وسهيل - عن القعقاع بن حكيم، عن أبي صالح، فذكره.
(*) رواية سهيل مختصرة على: «إذا جلس أحدكم على حاجته، فلا يستقبل القبلة، ولا يستدبرها» .
(*) رواية ابن ماجة (312) مختصرة على: «إذا استطاب أحدكم، فلا يستطب بيمينه، ليستنج بشماله» .(7/121)
5100 - (ط) مالك بن أنس بَلَغَه عن رجل من الأنصار: «أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ينهى أنْ تُستقبَل القبلةُ لغائط أو بول» أخرجه «الموطأ» (1) .
__________
(1) كذا في الأصل والمطبوع عن مالك بلاغاً، وهو في الموطأ 1 / 193 في القبلة، باب النهي عن استقبال القبلة والإنسان على حاجة، من حديث مالك عن نافع مولى عمر، عن رجل من الأنصار قال الزرقاني في " شرح الموطأ ": قال ابن عبد البر: كذا رواه يحيى – يعني الليثي – والصواب قول سائر الرواة: عن رجل من الأنصار عن أبيه. أقول: وهو حديث صحيح له شواهد بمعناه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده منقطع: أخرجه مالك في الموطأ (456) قال: عن نافع عن رجل من الأنصار فذكره.
قلت: نقل الإمام الزرقاني عن أبي عمر قوله: كذا رواه يحيى والصواب قول سائر الرواة عن رجل من الأنصار عن أبيه. ا.هـ.(7/123)
5101 - (د) معقل بن أبي معقل الأسدي - رضي الله عنه - قال: «نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أنْ نَسْتقبِلَ القِبلَتين ببول أو غائط» . أخرجه أبو داود (1) .
[ص:124]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(القِبلتين) أراد بالقِبلتين: مكة وبيت المقدس، لأنه كان مرة قبلة لنا، ويحتمل أن يكون من أجل استدبار الكعبة، لأن من استقبل بيت المقدس هناك فقد استدبر الكعبة.
__________
(1) رقم (10) في الطهارة، باب كراهية استقبال القبلة عند قضاء الحاجة، وفي سنده أبو زيد مولى بني ثعلبة، وهو مجهول الحال.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (4/210) قال: حدثنا أبو النضر، قال: حدثنا داود يعني العطار. وفي (4/210) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا وهيب. وأبو داود (10) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا وهيب. وابن ماجة (319) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا خالد بن مخلد، عن سليمان بن بلال.
ثلاتهم - داود العطار، ووهيب، وسليمان بن بلال - عن عمرو بن يحيى المازني، عن أبي زيد، فذكره.
(*) قال أبو داود: أبو زيد هو مولى بني ثعلبة.
(*) وفي رواية ابن ماجة: (أبو زيد مولى الثعلبيين) .
(*) وفي رواية داود العطار -: (أبو زيد مولى ثعلبة) .
قلت: أبو زيد مجهول الحال، وقد تفرد به، ونقل الحافظ في الإصابة (9/258) (8132) قول الدارقطني: الصحيح أنه معقل بن أبي الهيثم، وقال: له في السنن حديثان ولم يعقب.(7/123)
5102 - (د) مروان الأصفر قال: «رأيتُ ابنَ عُمرَ أناخَ رَاحِلَته مُسْتقبلَ القِبْلَةِ، ثم جَلَسَ يبولُ إليها، فقلتُ: أبا عبد الرحمن أليس قد نُهِيَ عن هذا؟ قال: بلى، إنما نُهي عن ذلك في الفضاء، فإذا كان بينكَ وبين القِبْلة شيء يَسْتُرُك فلا بأس» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (11) في الطهارة، باب كراهية استقبال القبلة عند قضاء الحاجة، وهو حديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (11) قال: حدثنا محمد بن يحيى بن فارس. وفي (تحفة الأشراف) (7451) عن أحمد بن إبراهيم.
كلاهما- محمد بن يحيى،وأحمد بن إبراهيم - عن صفوان بن عيسى، عن الحسن بن ذكوان، عن مروان الأصفر، فذكره.
(*) قال المزي: أحمد بن إبراهيم في رواية أبي الحسن بن العبد.(7/124)
جوازه
5103 - (د ت) جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - قال: «نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أنْ نستقبلَ القِبْلَةَ ببول، فرأيتُهُ قبل أن يُقْبَضَ بعام يَسْتَقْبِلُها» أخرجه أبو داود والترمذي (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (13) في الطهارة، باب الرخصة في استقبال القبلة، والترمذي رقم (9) في الطهارة، باب ما جاء من الرخصة في استقبال القبلة، ورواه أيضاً أحمد والبزار، وابن ماجة، وابن خزيمة، وابن حبان، والحاكم، والدارقطني، وغيرهم، وحسنه الترمذي، وقال الحافظ في " التلخيص " 1 / 104: في الاحتجاج به نظر، لأنها حكاية فعل لا عموم لها، فيحتمل أن يكون لعذر، ويحتمل أن يكون في نسيان ونحوه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1-أخرجه أحمد (3/360) قال:حدثنا يعقوب -وهو ابن إبراهيم بن سعد - قال: حدثنا أبي.
2- وأخرجه أبو داود (13) وابن ماجة (325) قالا: حدثنا محمد بن بشار. والترمذي (9) قال:حدثنا محمد بن بشار. ومحمد بن المثنى. وابن خزيمة (58) قال: حدثنا محمد بن بشار.
كلاهما - ابن بشار، وابن المثنى - قالا: حدثنا وهب بن جرير بن حازم، قال: حدثنا أبي.
كلاهما - إبراهيم، وجرير - عن محمد بن إسحاق، عن أبان بن صالح، عن مجاهد بن جبر، فذكره.
قلت: ابن إسحاق معروف بالتدليس وقد عنعن.(7/124)
5104 - (ت) أبو قتادة - رضي الله عنه -: «أنه رأى النبي - صلى الله عليه وسلم- يبولُ مُسْتَقْبل القِبْلَةَ» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (10) في الطهارة، باب ما جاء من الرخصة في استقبال القبلة، وفي سنده ابن لهيعة، وهو ضعيف.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
ضعيف: أخرجه أحمد (5/300) قال: حدثنا حسن بن موسى وموسى بن داود (ح) وحدثنا إسحاق يعني ابن الطباع،والترمذي (10) قال:حدثنا قتيبة.
أربعتهم - حسن وموسى وإسحاق، وقتيبة - عن ابن لهيعة. قال: حدثنا أبو الزبير، عن جابر. فذكره.
(*) قال الترمذي: ابن لهيعة ضعيف عند أهل الحديث. ضعفه يحيى بن سعيد القطان وغيره من قبل حفظه.
قلت: رواية أبي الزبير عن جابر لا يخفى ما فيها.(7/124)
5105 - (خ م ت ط س د) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: «ارْتَقَيْتُ فوقَ بيتِ حَفْصَة لبعض حاجتي، فرأيتُ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- يقضي حاجتَهُ مستقبلَ الشام، مستدبرَ القِبْلَةِ» أخرجه البخاري ومسلم والترمذي.
وفي رواية للبخاري: أن ابن عمر كان يقولُ: «إن ناساً يقولون: إذا قَعَدْتَ على حاجتكَ فلا تستقبل القِبْلَةَ ولا بيتَ المَقْدِسِ، فقال عبد الله بنُ عمر: لقد ارْتَقَيْتُ يوماً على ظَهرِ بَيْت لنا، فرأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- على لَبِنَتَيْنِ، مُستقبلَ بيتِ المقدس لحاجته، وقال: لعلَّك من الذين يُصلُّون على أوراكهم؟ فقلت: لا أدْرِي واللهِ» . قال مالك: يعني: الذي يُصلِّي ولا يرتفع عن الأرض، يَسْجُد وهو لاصق بالأرض.
وهذه الرواية لم أرَها في كتاب الحميديِّ، ولم أجدْه أخرج إلا الرواية الأولى، وهي مذكورة في كتاب البخاري، وقد ترْجَم عليه «باب مَن تَبَرَّز على لَبِنَتَيْنِ» وأخرج مسلم هذه الرواية، ولم يذكرها الحميديُّ أيضاً.
قال واسِعُ بنُ حِبَّان: «كنتُ أُصلِّي في المسجد، وابنُ عُمر مُسْنِد ظهرَه إلى القِبلَةِ، فلما قضيتُ صلاتي انْصَرَفتُ إليه من شِقِّي، فقال عبد الله: يقولُ ناس: إذا قعدتَ للحاجة تكون لك، فلا تَقْعُدْ مُستقبلَ القِبْلَة، ولا بيتَ المقدس، قال عبد الله: لقد رَقيتُ على ظَهْرِ بيت، فرأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قاعداً على لَبِنَتيْن مُسْتَقْبِلَ بيتِ المقدسِ لحاجته» .
أخرج «الموطأ» هذه الرواية الآخرة. [ص:126]
وأخرج النسائي وأبو داود من هذه الرواية الآخرة: المُسْنَدَ وحدَه، وأول حديثه «لقد ارْتَقَيْتُ - إلى قوله -: لحاجته» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 1 / 216 و 217 في الوضوء، باب من تبرز على لبنتين، وباب التبرز في البيوت، وفي الجهاد، باب ما جاء في بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وما نسب من البيوت إليهن، ومسلم رقم (266) في الطهارة، باب الاستطابة، والموطأ 1 / 193 و 194 في القبلة، باب الرخصة في استقبال القبلة لبول أو غائط، وأبو داود رقم (12) في الطهارة، باب الرخصة في استقبال القبلة لبول أو غائط، والترمذي رقم (11) في الطهارة، باب الرخصة في استقبال القبلة لبول أو غائط، والنسائي 1 / 23 في الطهارة، باب الرخصة باستقبال القبلة في البيوت.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه مالك (الموطأ) (137) . وأحمد (2/41) (4991) قال: حدثنا يزيد. والدارمي (673) قال: أخبرنا يزيد بن هارون. والبخاري (1/48) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: أخبرنا مالك. وفي (1/49) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا يزيد بن هارون. ومسلم (1/155) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب، قال: حدثنا سليمان يعني ابن بلال. وأبو داود (12) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك، وابن ماجة (322) قال: حدثنا هشام بن عمار. قال: حدثنا عبد الحميد بن حبيب، قال:: حدثنا الأوزاعي (ح) وحدثنا أبو بكر بن خلاد، ومحمد بن يحيى، قالا: حدثنا يزيد بن هارون والنسائي (1/23) . وفي الكبرى (22) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، عن مالك. وابن خزيمة (59) قال: حدثنا محمد بن معاوية البغدادي، قال: حدثنا هشيم (ح) وحدثنا محمد بن الوليد، قال: حدثنا عبد الوهاب، يعني الثقفي.
ستتهم - مالك ويزيد، وسليمان والأوزاعي وهشيم، وعبد الوهاب - عن يحيى بن سعيد الأنصاري.
2- وأخرجه أحمد (2/12) (4606) قال: حدثنا عبدة. وفي (2/13) (4617) قال: حدثنا يحيى. والبخاري (1/49و 4/100) قال: حدثنا إبراهيم بن المنذر قال: حدثنا أنس بن عياض. ومسلم (1/155) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا محمد بن بشر العبدي. والترمذي (11) قال: حدثنا هناد، قال: حدثنا عبدة بن سليمان وابن خزيمة (59) قال: حدثنا محمد بن بشار، ويحيى بن حكيم، قالا: حدثنا يحيى بن سعيد. (ح) وحدثنا نصر بن علي الجهضمي، قال: حدثنا عبد الأعلى.
خمستهم - عبدة، ويحيى، وأنس وابن بشر وعبد الأعلى - عن عبيد الله بن عمر.
3-وأخرجه ابن خزيمة (59) قال: حدثنا محمد بن عبد الله المخزومي، قال: حدثنا أبو هاشم (يعني المخزومي) ، قال: حدثنا وهيب، عن عبيد الله ويحيى بن سعيد، وإسماعيل بن أمية (ح) وحدثنا أحمد ابن عبد الله بن عبد الرحيم البرقي، قال: حدثنا ابن أبي مريم، قال: حدثنا أخبرنا يحيى بن أيوب، قال: أخبرني ابن عجلان.
أربعتهم - يحيى وعبيد الله، وإسماعيل، وابن عجلان - عن محمد بن يحيى ابن خبان، عن عمه واسع ابن حبان، فذكره.
في رواية عبد الله بن عمر: «.... مستدبر القبلة، مستقبل الشأم» .
وعن رافع بن حنين، أن ابن عمر أخبره. «أنه رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- ذهب مذهبا مواجها للقبلة» .
أخرجه أحمد (2/96 (5715) قال: حدثنا يونس بن محمد. وفي (2/99) (5741) قال: حدثنا موسى بن داود. وفي (2/114) (5941) قال: حدثنا سريج.
ثلاثتهم - يونس، وموسى، وسريج - قالوا: حدثنا فليح، عن عبد الله بن عكرمة، عن رافع بن حنين أبي المغيرة، فذكره.
وعن نافع، عن ابن عمر، قال: «رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يتخلى على لبنتين مستقبل القبلة» .
وفي رواية عيسى الحناط: «رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في كنيفه مستقبل القبلة» .
أخرجه أحمد (2/99) (5747) قال: حدثنا حسين، قال: حدثنا أيوب، يعني ابن عتبة، عن يحيى، يعني ابن أبي كثير، وابن ماجة (323) قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا عبيد الله بن موسى، عن عيسى الحناط.
كلاهما - يحيى، وعيسى - عن نافع، فذكره.(7/125)
القسم الثاني: في البول قائماً
جوازه
5106 - (خ م د ت س) حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه - قال: «كنتُ مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، فانتهى إلى سُبَاطَة قوم، فبالَ قائماً، فَتَنَحَّيْتُ، فقال: ادْنُهْ، فَدَنَوْتُ حتى كنتُ عند عَقِبيه، فتوضَّأ، ومسحَ على خُفَّيه» .
وفي رواية عن أبي وائل قال: «كان أبو موسى يُشَدِّدُ في البولِ ويَبُولُ في قَارُورَة، ويقول: إن بَني إسرائيل كان إذا أصاب جِلْدَ أحدِهم بول قَرَضَه بالمقاريض، فقال حذيفة: لَوَدِدتُ أن صاحبَكم لا يُشَدِّدُ هذا التَّشديد، فلقد رأيتُني أنا ورسول الله - صلى الله عليه وسلم- نَتَمَاشَى، فأتى سُباطةَ قوم خَلْفَ حائط، فقام كما يقوم أحدُكم، فبَالَ فَانْتَبَذْتُ منه، فأشار إليَّ، فجئتُ، فقمتُ عند عَقِبه - صلى الله عليه وسلم-، حتى فَرَغَ» . أخرجه البخاري ومسلم. [ص:127]
وفي رواية أبي داود قال: «أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- سُبَاطَةَ قَوم، فبال قائماً، ثم دعا بماء فمسح على خُفَّيْه» .
[قال أبو داود: قال مسدد] : «فذهبتُ أتباعَدُ، فدعاني، حتى كنتُ عند عقبه - صلى الله عليه وسلم-» .
وأخرج الترمذي والنسائي الرواية الأولى.
وللنسائي مثل أبي داود إلى قوله: «قائماً» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ادْنُه) أمرٌ بالدُّنُو: والهاء فيه للسَّكت.
(انْتَبذت) الانْتِباذ: الانفراد والاعتزال ناحية.
__________
(1) رواه البخاري 1 / 284 في الوضوء، باب البول عند سباطة قوم، وباب البول قائماً وقاعداً، وباب البول عند صاحبه والتستر بالحائط، وفي المظالم، باب الوقوف والبول عند سباطة قوم، ومسلم رقم (273) في الطهارة، باب المسح على الخفين، وأبو داود رقم (23) في الطهارة، باب البول قائماً، والترمذي رقم (13) في الطهارة، باب ما جاء في الرخصة في البول قائماً، والنسائي 1 / 35 في الطهارة، باب الرخصة في البول في الصحراء قائماً.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه الحميدي (442) ، وأحمد (5/382) قالا: حدثنا سفيان. وأحمد (5/382) قال: حدثنا هشيم وفي (5/402) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. والدارمي (674) قال: أخبرنا جعفر بن عون. والبخاري (1/66) قال: حدثنا آدم، قال: حدثنا شعبة. ومسلم (1/157) قال: حدثنا يحيى بن يحيى التميمي، قال: أخبرنا أبو خيثمة. وأبو داود (23) قال: حدثنا حفص بن عمر، ومسلم بن إبراهيم، قالا: حدثنا شعبة. (ح) وحدثنا مسدد قال: حدثنا أبو عوانة. وابن ماجة (305) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا شريك، وهشيم، ووكيع. وفي (544) قال حدثنا: محمد بن عبد الله بن نمير، وعلي بن محمد، قالا: حدثنا وكيع. (ح) وحدثنا أبو همام الوليد بن شجاع بن الوليد، قال: حدثنا أبي، وابن عيينة، وابن أبي زائدة. والترمذي (13) قال: حدثنا هناد، قال: حدثنا وكيع. (ح) وسمعت الجارود، يقول: سمعت وكيعا. (ح) وسمعت أبا عمار الحسين بن حُريث يقول: سمعت وكيعا. والنسائي (1/19) وفي الكبرى (18) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أنبأنا عيسى بن يونس. وفي (1/25) وفي الكبري (24) قال: أخبرنا مؤمل بن هشام، قال: أنبأنا إسماعيل، قال: أخبرنا شعبة، وابن خزيمة (61) قال: حدثنا أحمد بن عبدة الضبي، قال: حدثنا أبو عوانة (ح) وحدثنا سلم بن جنادة، قال: حدثنا وكيع. (ح) وحدثنا أبو موسى محمد بن المثنى. قال: حدثنا ابن أبي عدي. عن شعبة. (ح) وحدثنا بشر بن خالد العسكري، قال: حدثنا محمد - يعني ابن جعفر - عن شعبة.
جميعهم - سفيان، وهشيم، ويحيى، وابن عون، وشعبة، وأبو خيثمة، وأبو عوانة، شريك، ووكيع، وشجاع وابن أبي زائدة، وعيسى - عن الأعمش.
2- وأخرجه أحمد (5/382) قال: حدثنا جرير. وفي (5/402) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. والبخاري (1/66) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا جرير. وفي (1/66) قال: حدثنا محمد بن عرعرة، قال: حدثنا شعبة. وفي (3/177) قال: حدثنا سليمان بن حرب، عن شعبة ومسلم (1/157) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: أخبرنا جرير. والنسائي (1/25) قال: أخبرنا محمد بن بشار، قال: أنبأنا محمد، قال: أنبأنا شعبة. وابن خزيمة (52) قال: حدثنا أبو هاشم، زياد بن أيوب، قال: حدثنا جرير.
كلاهما - جرير، وشعبة - عن منصور.
كلاهما - الأعمش، ومنصور - عن أبي وائل فذكره.
3- وأخرجه النسائي (1/25) وفي الكبرى (23) قال: أخبرنا سليمان بن عبيد الله، قال: أنبأنا بهز، قال: أنبأنا شعبة، عن سليمان، ومنصور.
(*) أخرجه ابن ماجة (306) قال: حدثنا إسحاق بن منصور، قال: حدثنا أبو داود، قال: حدثنا شعبة، عن عاصم، عن أبي وائل، عن المغيرة بن شعبة: «رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أتي سباطة قوم فبال قائما» . قال شعبة: قال عاصم يومئذ: وهذا الأعمش يرويه عن أبي وائل، عن حذيفة، وما حفظه. فسألت عنه منصورا فحدثنيه عن أبي وائل، عن حذيفة..... فذكره.
وعن نهيك بن عبد الله السلولي، قال: حدثنا حذيفة قال: «رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أتى سباطة قوم فبال قائما» .
أخرجه أحمد (5/394) قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا يونس، يعني ابن أبي إسحاق، عن أبي إسحاق، عن نهيك بن عبد الله فذكره.(7/126)
5107 - (ط) - نافع - مولى ابن عمر - رضي الله عنهم -: قال: «رأيتُ ابنَ عُمر يَبُولُ قائماً» . أخرجه «الموطأ» (1) .
__________
(1) 1 / 65 في الطهارة، باب ما جاء في البول قائماً وغيره، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: أخرجه مالك (140) قال: عن عبد الله بن دينار، فذكره قلت: وقد وهم المصنف -رحمه الله - في ذكر نافع عن ابن عمر في هذا الأثر. وقد راجعته في أكثر من نسخة للموطأ فلم أجد أي خلاف في كون الراوي عن ابن عمر هو عبد الله بن دينار، والعجب من الأستاذ عبد القادر الأرناؤوط حيث عزا الأثر للموطأ ولم يصوب ذلك الخطأ!!!(7/127)
النهي عنه
5108 - (ت) عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال: «رآني النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- أبُولُ قائماً، فقال: يا عمرُ لا تَبُلْ قائماً، فما بُلْتُ قائماً بعدُ» .
أخرجه الترمذي (1) ، وقال: إنما رفع هذا الحديث عبد الكريم بن أبي المخارق، وهو ضعيف عند أهل الحديث، ضعفه أيوب السَّخْتِيَاني وتكلَّم فيه.
وروى عبيد الله عن نافع عن ابن عمر قال: قال عمرُ: «ما بُلْتُ قائماً مُنْذُ أسلمتُ» (2) ، وهذا أصح من حديث عبد الكريم.
قال [الترمذي] : ومعنى النهي عن البول قائماً: على التأديب، لا على التحريم.
قال: وقد رُوِيَ عن ابن مسعود قال: «إنه من الجفاء أن تبولَ وأنتَ قائم» (3) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الجَفَاء) : خلاف البر واللُّطف.
__________
(1) رواه الترمذي بغير إسناد تعليقاً على حديث عائشة رقم (12) في الطهارة، باب ما جاء في النهي عن البول قائماً، وإسناده ضعيف.
(2) قال الحافظ في " الفتح ": 1 / 285 قد ثبت عن عمر وعلي وزيد بن ثابت وغيرهم أنهم بالوا قياماً وهو دال على الجواز من غير كراهة إذا أمن الرشاش، والله أعلم، ولم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في النهي عنه شيء.
(3) هذا الأثر عن ابن مسعود معلق بغير إسناد، ولم نقف على من وصله.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
ضعيف: أخرجه ابن ماجة (308) قال:حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا عبد الرزاق،قال: حدثنا ابن جريج، عن عبد الكريم بن أبي أمية، عن نافع عن ابن عمر، فذكره
(*) قال الترمذي (12) : وحديث عمر إنما روي من حديث عبد الكريم بن أبي المخارق، عن نافع، عن ابن عمر، عن عمر.
(*) قال أبو عيسى الترمذي: وإنما رفع هذا الحديث عبد الكريم بن أبي المخارق، وهو ضعيف عند أهل الحديث، ضعفه أيوب السختياني وتكلم فيه.(7/128)
5109 - (ت س) عائشة - رضي الله عنها - قالت: «مَن حدَّثكم أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- كان يَبُولُ قائماً فلا تُصَدِّقُوه، ما كان يَبُولُ إلا قاعداً» .
أخرجه الترمذي والنسائي، وقال النسائي: «إلا جالساً» (1) .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (12) في الطهارة، باب ما جاء في النهي عن البول قائماً، والنسائي 1 / 26 في الطهارة، باب البول في البيت جالساً، وإسناده ضعيف، وقد رواه أحمد في " المسند " من طريق آخر.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: وفي لفظ عن شريح بن هانئ، عن عائشة. قالت: «من حدثك أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بال قائما فلا تصدقه. ما بال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قائما منذ أنزل عليه القرآن» .
أخرجه أحمد (6/136و192) قال:حدثنا وكيع، عن سفيان. وفي (6/.213) قال: حدثنا وكيع وعبد الرحمن، عن سفيان. وابن ماجة (307) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وسويد بن سعيد وإسماعيل ابن موسى السدي. قالوا: حدثنا شريك. والترمذي (12) قال: حدثنا علي بن حجر. قال: أخبرنا شريك والنسائي (1/26) . وفي الكبرى (25) قال: أخبرنا على بن حجر قال: أنبأنا شريك.
كلاهما - سفيان وشريك - عن المقدام بن شريح بن هانئ، عن أبيه فذكره.(7/129)
القسم الثالث: في الاستتار
5110 - (م د) عبد الله بن جعفر - رضي الله عنهما - قال: «أرْدَفَني رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ذاتَ يوم خَلْفَه، فأسَرَّ إليَّ حديثاً لا أُحَدِّثُ به أحداً من الناس، وكان أحبَّ ما اسْتَتَرَ به رسول الله - صلى الله عليه وسلم- لحاجته هَدَف، أو حائشُ نَخْل» .
قال في رواية: «يعني: حائطَ نخل» ، أخرجه مسلم (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(هَدَف) الهدف: كل شيء مرتفع، ومنه الهدف المتَّخَذ للرمي.
(حَائِش) الحائش: الحائط من النخل، و «العورة» كل ما يستحيى منه إذا انكشف من الإنسان، وهي من الرجل: ما بين الركبة والسُّرة، ومن [ص:130] المرأة الحرَّة: جميع بدنها، إلا الوجه واليدين إلى الكوعين، وفي أخمصهما وجهان.
__________
(1) رواه مسلم رقم (342) في الحيض، باب ما يستتر به لقضاء الحاجة، ورواه أيضاً أبو داود رقم (2549) في الجهاد، باب ما يؤمر به القيام على الدواب والبهائم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: تقدم تخريجه(7/129)
5111 - (د س) عبد الرحمن بن حسنة قال: «انْطَلقتُ أنا وعَمرو بن العاص إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، فخرجَ ومعه دَرَقَة، ثم اسْتَتَر بها، ثم باَل، فقلنا: انظُرُوا إليه يَبُول كما تَبُولُ المرأة، فسمع ذلك، فقال: ألم تعلموا ما لَقِيَ صاحبُ بَني إسرائيل؟ كانوا إذا أصابهم البولُ قَطَعُوا ما أصابه البول منهم، فنهاهم، فعُذِّبَ في قبره» .
قال أبو داود: قال منصور عن أبي وائل عن أبي موسى بهذا الحديث، قال: «جِلدِ أحدهم» ، وقال عاصم عن أبي وائل عن أبي موسى عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- «جَسَدِ أحدِهم» .
وفي رواية النسائي عن عبد الرحمن - وفي نسخة عنه عن أبي موسى - قال: «خرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، وفي يَدِهِ كهيئة الدَّرَقَةِ، فوضعها ثم جلس خَلْفَها، فبال إليها، فقال بعضُ القوم: انْظُروا، يبولُ كما تبولُ المرأة، فسمعه، فقال: أوَ ما علمتَ ما أصاب صاحبَ بني إسرائيل؟ كانوا إذا أصابهم شيء من البول قَرَضُوه بالمقاريض، فنهاهم صاحبُهم، فعُذِّب في قبره» (1) .
__________
(1) رواه أبود داود رقم (22) في الطهارة، باب الاستبراء من البول، والنسائي 1 / 26 - 28 في الطهارة، باب البول إلى السترة التي يستتر بها، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن: أخرجه الحميدي (882) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (4/196) قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (4/196) قال: حدثنا وكيع. وأبو داود (22) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا عبد الواحد ابن زياد. وابن ماجة (346) قال:حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو معاوية. والنسائي (1/26) وفي الكبرى (26) قال: أخبرنا هناد بن السري، عن أبي معاوية.
أربعتهم - سفيان، وأبو معاوية، ووكيع، وعبد الواحد - قالوا: حدثنا الأعمش، عن زيد بن وهب، فذكره.
(*) عقب رواية ابن ماجة. قال أبو الحسن بن سلمة - راوي السنن عن ابن ماجة - حدثنا أبو حاتم، قال: حدثنا عبيد الله بن موسى. قال: أنبأنا الأعمش فذكر نحوه.
قلت: وفي القلب شيء من تدليس الأعمش،والله أعلم.(7/130)
5112 - (د) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «لا يخرج الرجلان يَضْرِبان الغائطَ كاشِفَيْنِ عن عَوْرَتَيْهما يتحدَّثان، فإن الله يَمْقُتُ على ذلك» أخرجه أبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يضربان الغائط) يقال: ضربت الأرض: إذا أتيت الخلاء، وضربت في الأرض: إذا سافرت.
__________
(1) رقم (15) في الطهارة، باب كراهية الكلام عند الحاجة، وإسناده ضعيف.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
ضعيف: أخرجه أحمد (3/36) قال: حدثنا عبد الرحمن. وأبو داود (15) قال:حدثنا عبيد الله ابن عمر بن ميسرة، قال:حدثنا ابن مهدي. وابن ماجة (342) قال:حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا عبد الله بن رجاء (ح) وحدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا سلم بن إبراهيم الوراق. (ح) وحدثنا محمد ابن حميد، قال: حدثنا علي بن أبي بكر، عن سفيان الثوري. والنسائي في الكبرى (36) قال: أخبرنا أحمد بن حرب، قال: حدثنا قاسم، قال: حدثنا سفيان. وفي (37) قال: أخبرنا عمرو بن علي، عن عبد الرحمن. وابن خزيمة (71) قال: حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى، قال حدثنا عبد الرحمن ابن مهدي. (ح) وحدثنا به محمد بن يحيى قال: حدثنا سلم بن إبراهيم يعني الوراق.
أربعتهم - عبد الرحمن بن مهدي، وعبد الله بن رجاء، وسلم،والثوري عن عكرمة بن عمار،عن يحيى بن أبي كثير، عن هلال، فذكره.
(*) في رواية ابن مهدي وعبد الله بن رجاء سمياه (هلال بن عياض) .
(*) في رواية سلم بن إبراهيم سماه (عياض بن هلال) .
(*) في رواية الثوري سماه (عياض بن عبد الله) .
(*) قال ابن خزيمة عقب رواية سلم، والتي أسماه فيها (عياض بن هلال) : وهذا هو الصحيح هذا الشيخ هو عياض بن هلال،روى عنه يحيى بن أبي كثير غير حديث،وأحسب الوهم من عكرمة بن عمار حين قال: (وعن هلال بن عياض) .
(*) قال أبو داود: هذا لم يسنده إلا عكرمة بن عمار، وهو مرسل عندهم. حدثنا أبو سلمة، قال: حدثنا أبان، عن يحيى بن أبي كثير،عن النبي -صلى الله عليه وسلم-.نحو حديث عكرمة. وقال أبو داود: وعكرمة في يحيى ليس بذاك. (تحفة الأشراف) (4397) قال: المزي: كلام أبي داود على هذا الحديث في رواية أبي عمرو أحمد بن علي البصري،وأبي سعيد بن الأعرابي، عن أبي داود.(7/131)
5113 - (د ت) أنس بن مالك وعبد الله بن عمر - رضي الله عنهم - قالا: «كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- إذا أراد الحاجة لم يَرْفَعْ ثَوْبَه حتى يَدْنُوَ من الأرض» .
أخرجه الترمذي، [وقال] : هكذا رُوي عن الأعمش عن أنس. وروي أيضاً عن الأعمش قال: قال ابنُ عمر: «كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- إذا أراد الحاجة ... وذكر مثله» . وكلا الحديثين مرسل، وأخرجه أبو داود عن عمر، وقال: وقد رواه الأعمش عن أنس (1) .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (14) في الطهارة، باب ما جاء في الاستتار عند الحاجة، وأبو داود رقم (14) في الطهارة، باب كيف التكشف عند الحاجة، وهو حديث ضعيف.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
ضعيف: أخرجه أبو داود (14) قال: ثنا زهير بن حرب، قال: ثنا وكيع عن الأعمش، عن رجل، فذكره.
قلت: والترمذي من طريق عبد السلام بن حرب عن الأعمش عن أنس. والأعمش مدلس فكان ماذا.(7/131)
5114 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «من [ص:132] اكْتَحَلَ فلْيُوتِرْ، من فعل فقد أحسن، ومَن لا فلا حَرَج، ومن اسْتَجمَرَ فليُوتِرْ، من فعل فقد أحسن، ومن لا فلا حرج، ومن أكل فما تَخَلَّلَ فلْيَلْفِظْ، وما لاك بلسانِهِ فلْيَبْتَلِعْ، من فعل فقد أحسن، ومن لا فلا حرج، ومن أتى الغائط فلْيَسْتَتِرْ، فإن لم يجدْ إلا أن يجمعَ كَِِثيباً من رَمْل فلْيَسْتدْبِرْهُ، فإن الشيطان يَلْعَبُ بمقاعد بني آدم، من فعل فقد أحسن، ومن لا فلا حَرج» ، أخرجه أبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(من استجمر فليوتر) الاستجمار: استعمال الجمار، وهي الحجارة الصِّغار، والوِتْر: الفَرْد، يعني إذا استنجيت بالحجارة فاجعلها فرداً.
(من فعل فقد أحسن، ومن لا فلا حرج) المعنى: التخيير بين الماء الذي هو الأصل في الطهارة، وبين الأحجار، يريد: أن الاستنجاء بالماء ليس بعزيمة لا يجوز تركه إلى غيره، لكنه إن استنجى فليكن وِتراً، وإلا فلا حرج إن تركه إلى غيره بزيادة عليه.
(إن الشيطان يلعب بمقاعد بني آدم) يعني: أن الشيطان يحضر تلك الأمكنة، ويَرْصُدُها بالأذى والفساد، ولأنها مواضع يُهْجَر فيها ذكر الله [ص:133] تعالى، وتنكشف فيها العورات، فأمر النبي - صلى الله عليه وسلم- بستر العورة فيها، والامتناع عن التعرض لأبصار الناظرين وهُبُوب الرياح، وترشيش البول عليه، وكل ذلك من لَعِب الشيطان به، وقصده بالأذى، والله أعلم.
(فَلْيَلْفِظ) لَفِظْت الطعام ألفظه: إذا رميته من فيك.
(لاك) لاكه يلوكه: إذا أداره في فيه.
(كَثيباً) الكثيب: هو ما اجتمع من الرمل مرتفعاً.
__________
(1) رقم (35) في الطهارة، باب الاستتار في الخلاء، وفي سنده جهالة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
ضعيف: أخرجه أحمد (2/371) قال: حدثنا سريج، قال: حدثنا عيسى بن يونس، والدارمي (668و2093) قال: أخبرنا أبو عاصم. وأبو داود (35) قال: حدثنا إبراهيم بن موسى الرازي، قال: أخبرنا عيسى. وابن ماجة (337) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الملك بن الصباح. وفي (338و3498) قال: حدثنا عبد الرحمن بن عمر، قال: حدثنا عبد الملك بن الصباح.
ثلاثتهم - عيسى بن يونس، وأبو عاصم، وعبد الملك -عن ثور بن يزيد، عن حصين الحميري، عن أبي سعد الخير، فذكره.
(*) في رواية الدارمي (668) . وأبي داود (35) . وابن ماجة (337) عن أبي سعيد الخير.
(*) وفي رواية أحمد: (عن الحصين، كذا قال) ولم ينسبه. وفي رواية أبي داود: (عن الحصين الحبراني) .
(*) الروايات مطولة ومختصرة.(7/131)
5115 - (د) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- كان إذا أراد البَرَاز انطلق حتى لا يراه أحد» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (2) في الطهارة، باب التخلي عند قضاء الحاجة، وهو حديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (2) قال:ثنا مسدد بن مسرهد عيسى بن يونس [أ] خبرنا إسماعيل بن عبد الملك، عن أبي الزبير فذكره.
قلت: إسناده معلول بتدليس أبي الزبير.(7/133)
الفرع الثالث: في كيفية الاستنجاء
5116 - (م ت د س) سلمان الفارسي - رضي الله عنه - قال: «قيل له: قد علَّمَكُمْ نَبِيُّكم - صلى الله عليه وسلم- كلَّ شيء حتى الْخِرَاءَةَ؟ قال: أجلْ، لقد نهانا أن نستقبلَ القِبْلَةَ بِغَائط أو بول، أو أن نستنجيَ باليمين، أو أن نستنجيَ بأقل من ثلاثة أحجار، أو أن نستنجيَ برجيع أو بعَظْم» .
وفي رواية: «قال: قال له المشركون: إنا نَرَى صاحبكم يعلِّمُكم، حتى [ص:134] يعلِّمُكم الخِرَاءَة؟ فقال: أجل، إنه نهانا أن يستنجيَ أحدُنا بيمينه، أو يستقبلَ القِبْلَةَ، ونهى عن الرَّوْثِ والعظام، وقال: لا يستنجي أحدُكم بدون ثلاثة أحجار» .
أخرجه مسلم، وأخرج الترمذي وأبو داود الأولى.
وفي رواية النسائي قال: قال رجل: «إن صاحبَكم ليعلِّمُكم حتى الخِراءَة؟ قال: أجل، نهانا أن نستقبلَ القِبلَةَ بغائط أو بول، أو نستنجيَ بأيْماننا، أو نكتفيَ بأقل من ثلاثة أحجار» .
وله في أخرى مثل الرواية الثانية (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الخِرَاءَة) قال الخطابي: «الخِراءَة» مكسورة الخاء ممدودة الألف: التخلي والقعود للحاجة، قال: وأكثر الرواة يفتحون الخاء، ولا يمدون الألف.
قلت: وقد قال الجوهري في كتاب «الصحاح» : إنها «الخراءة» بالفتح والمد، وهذا لفظه، قال: وقد خَرِئ خَرَاءة، مثل كَرِه كراهة ويحتمل أن يكون بالفتح المصدر، وبالكسر الاسم. [ص:135]
(نهانا أن نستنجي بأقل من ثلاثة أحجار) فيه: بيان أن الاستنجاء أحد الطُّهْرَين، فإن لم يستعمل الماء فلا بد له من الحَجَر، وبيان أن الاقتصار على دون الثلاثة لا يجزئ وإن أنقى، لأنه علم أن الإنقاء قد يحصل دون الثلاثة، ومع هذا اشترط الثلاثة، وكان اشتراطها تعبداً وشرطاً في صحة الطهارة.
(برَجِيع) الرَّجيع: الرَّوْث والعذرة، وإنما سمي رجيعاً، لأنه يرجع عن حالته الأولى بعد أن كان طعاماً وعلفاً وغير ذلك.
(نهانا أن يستنجي أحدنا بيمينه) النهي عن الاستنجاء باليمين في قول أكثر العلماء: نهي تأديب وتنزيه، لأنها مرصدة للأكل والشرب وأكثر الآداب، فنُزِّهَت عن مباشرة النجاسة.
__________
(1) رواه مسلم رقم (262) في الطهارة، باب الاستطابة، والترمذي رقم (16) في الطهارة، باب الاستنجاء بالحجارة، وأبو داود رقم (7) في الطهارة، باب كراهية استقبال القبلة عند قضاء الحاجة، والنسائي 1 / 38 و 39 في الطهارة، باب النهي عن الاكتفاء في الاستطابة بأقل من ثلاثة أحجار، وباب النهي عن الاستنجاء باليمين.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (5/437) قال: حدثنا وكيع. وفي (5/438) قال: حدثنا ابن فضيل. وفي (5/439) قال: حدثنا أبو معاوية. ومسلم (1/154) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو معاوية، ووكيع. (ح) وحدثنا يحيى بن يحيى بن قال: أخبرنا أبو معاوية. وأبو داود (7) قال: حدثنا مسدد بن مسرهد، قال: حدثنا أبو معاوية وابن ماجة (316) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا وكيع. والترمذي (16) قال: حدثنا هناد، قال: حدثنا أبو معاوية، والنسائي (1/38) وفي الكبرى (40) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أنبأنا أبو معاوية. وابن خزيمة (74) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، ويوسف بن موسى، قالا: حدثنا وكيع. وفي (81) قال: حدثنا عبد الله بن سعيد بن الأشج، قال: حدثنا ابن نمير.
أربعتهم - وكيع، ومحمد بن فضيل، وأبو معاوية، وعبد الله بن نمير - عن الأعمش.
2- وأخرجه أحمد (5/437) . ومسلم (1/154) قال: حدثنا محمد بن المثنى. وابن ماجة (316) قال: حدثنا محمد بن بشار. والنسائي (1/44) قال: أخبرنا عمرو بن علي، وشعيب بن يوسف.
خمستهم - أحمد بن حنبل، وابن المثنى، وابن بشار، وعمرو بن علي، وشعيب - عن عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان عن منصور، والأعمش.
كلاهما - الأعمش، ومنصور - عن إبراهيم، عن عبد الرحمن بن يزيد، فذكره.
(*) أخرجه أحمد (5/437) قال: حدثنا أبو سعيد، قال: حدثنا زائدة، قال: حدثنا منصور، عن إبراهيم عن عبد الرحمن بن يزيد، قال: حدثنا رجل من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-، فذكره. ولم يسمه.
(*) وأخرجه أحمد (5/438) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة عن منصور، عن إبراهيم، عن عبد الرحمن بن يزيد، أن رجلا من المشركين، قال لرجل من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-: علمكم هذا كل شيء، فذكر الحديث مرسلا.(7/133)
5117 - (م) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «إذا استجمرَ أحدُكم فَلْيوتِرْ» أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (239) في الطهارة، باب الإيتار في الاستنثار والاستجمار.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (3/294) قال:حدثنا عبد الرزاق، عن ابن جريج، وفي (3/336) قال: حدثنا حسن،قال: حدثنا ابن لهيعة. ومسلم (1/147) قال:حدثا إسحاق بن إبراهيم. ومحمد ابن رافع، عن عبد الرزاق، قال: أخبرنا ابن جريج.
كلاهما- ابن جريج، وابن لهيعة - عن أبي الزبير، فذكره.
في رواية ابن لهيعة «إذا تغوط أحدكم فليمسح ثلاث مرات» .
وعن أبي سفيان، عن جابر.
أخرجه أحمد (3/400) قال: حدثنا علي بن بحر، قال: حدثنا عيسى بن يونس. وابن خزيمة (76) قال: حدثنا يوسف بن موسى، قال: حدثنا جرير، (ح) وحدثنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا عيسى ابن يونس. (ح) وحدثنا أبو موسى، قال: حدثنا عبد الرحمن (يعني ابن مهدي) ،عن سفيان.
ثلاثتهم - عيسى، وجرير، وسفيان - عن الأعمش، عن أبي سفيان فذكره.(7/135)
5118 - (س) سلمة بن قيس - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا اسْتَجْمرتَ فأوتر» أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 1 / 41 في الطهارة، باب الاستطابة بحجر واحد، وهو حديث صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: أخرجه الحميدي (856) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (4/313و339) قال: حدثنا عبد الرحمن،عن سفيان. وفي (4/339) قال: حدثنا سفيان بن عيينة. وفي (4/340) قال: حدثنا عبد الرزاق،قال: حدثنا معمر والثوري وابن ماجة (406) قال: حدثنا أحمد بن عبدة، قال: حدثنا حماد بن زيد. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو الأحوص. والترمذي (27) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا حماد بن زيد، وجرير. والنسائي (1/41) ، وفي الكبرى (45) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم،قال: أنبأنا جرير. وفي (1/67) وفي الكبرى (44) قال: أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا حماد.
ستتهم - سفيان بن عيينة، والثوري، ومعمر، وحماد بن زيد، وأبو الأحوص، وجرير بن عبد الحميد - عن منصور، عن هلال بن يساف، فذكره.
(*) أخرجه أحمد (4/313) قال: حدثنا جرير بن عبد الحميد، عن سفيان، عن هلال، عن سلمة بن قيس، فذكره (ليس فيه منصور) .
(*) رواية إسحاق بن إبراهيم مختصرة على: «إذا استجمرت فأوتر» .(7/135)
5119 - (خ م د ت س) أبو قتادة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم [ص:136] قال: «إذا بَالَ أحدُكم فلا يَمَسَّ ذَكَره بيمينه، وإذا أتى الخَلاَءَ فلا يتمسَّحْ بيمينه، وإذا شربَ فلا يشرب نَفَساً واحداً» . هذه رواية أبي داود.
وللبخاري: «إذا بال أحدُكم فلا يأخُذْ ذَكَرَه بيمينه، ولا يَسْتَنْجِ بيمينه، ولا يَتَنَفَّس في الإناء» .
وله في أخرى «إذا شَرِبَ أحدُكم فلا يتنفَّسْ في الإناء، وإذا أتى الخَلاَءَ فلا يَمَسَّ ذَكَرَهُ بيمينه، ولا يتمسَّحْ بيمينه» .
ولمسلم قال: «لا يُمْسِكنَّ أحدُكم ذكَرَهُ بيمينه وهو يبولُ، ولا يتمسَّحْ من الخلاء بيمينه، ولا يتنفَّسْ في الإناء» .
وفي أخرى «إذا دخل أحدُكم الخَلاء فلا يمسَّ ذَكَرَهُ بيمينه» .
وفي أخرى «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- نهى أن يتنفَّسَ في الإناء، وأن يمسَّ ذَكَرَهُ بيمينه، وأن يَستطِيبَ بيمينه» .
وأخرج النسائي نحواً من روايات مسلم وأبي داود.
وفي رواية الترمذي «أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- نهى أن يمسَّ الرَّجُلُ ذَكَرَهُ بيمينه» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 1 / 221 و 222 في الوضوء، باب النهي عن الاستنجاء باليمين، وباب لا يمسك ذكره بيمينه إذا بال، وفي الأشربة، باب التنفس في الإناء، ومسلم رقم (267) في الطهارة، باب النهي عن الاستنجاء باليمين، وأبو داود رقم (31) في الطهارة، باب كراهية مس الذكر باليمين في الاستبراء، والترمذي رقم (15) في الطهارة، باب ما جاء في كراهة الاستنجاء باليمين، والنسائي 1 / 25 في الطهارة، باب النهي عن مس الذكر باليمين عند الحاجة، وباب النهي عن الاستنجاء باليمين.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: تقدم تخريجه.(7/135)
5120 - (د) عائشة - رضي الله عنها - قالت: «كانت يَدُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- اليمنى لطُهُوره وطعامه، وكانت يده اليُسرى لخلائه وما كان من أذى» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (33) في الطهارة، باب كراهية مس الذكر باليمين في الاستبراء، وهو حديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (6/265) ،وأبو داود (34) قال: حدثنا محمد بن حاتم بن بزيع.
كلاهما - أحمد بن حنبل، ومحمد بن حاتم - عن عبد الوهاب بن عطاء عن سعيد بن أبي عروبة، عن أبي معشر، عن إبراهيم، عن الأسود، فذكره.
(*) أخرجه أحمد (6/170) قال:حدثنا هشيم. قال: أخبره مغيره. وفي (6/265) قال: حدثنا ابن أبي عدي، عن سعيد، عن رجل، عن أبي معشر. (ح) وحدثنا محمد بن جعفر، عن سعيد، عن أبي معشر. وأبو داود (33) قال: حدثنا أبو توبة. قال: حدثني عيسى بن يونس، عن ابن أبي عروبة، عن أبي معشر.
كلاهما - مغيرة، وأبو معشر - عن إبراهيم، عن عائشة، فذكرته. ليس فيه (الأسود) .(7/137)
5121 - (د) حفصة - رضي الله عنها - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- كان يجعلُ يمينَه لطعامه وشرابِه وأخْذِه وعطائه، ويجعلَ شِماله لما سِوى ذلك. أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (32) في الطهارة، باب كراهية مس الذكر باليمين في الاستبراء، وهو حديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (32) قال: حدثنا محمد بن آدم بن سليمان المصيصي. قال: حدثنا ابن أبي زائدة. قال: حدثني أبو أيوب، يعني الإفريقي، عن عاصم، عن المسيب بن رافع ومعبد، عن حارثة بن وهب الخزاعي، فذكره.(7/137)
5122 - () عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: «سمعتُ عثمان يقول: ما مَسَسْتُ ذَكَرِي بيميني مُنذ بايعتُ بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وأسلمتُ» فُسِّرَ ذلك بأنه لم يَسْتَنْج بيمينه. أخرجه ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وقد رواه ابن ماجة رقم (111) في الطهارة، باب كراهة مس الذكر باليمين والاستنجاء باليمين من حديث عقبة ابن صهبان قال: سمعت عثمان ... وذكر الحديث، وفي سنده الصلت بن دينار، وهو متروك وله شاهد ذكر الهيثمي في " مجمع الزوائد " 9 / 56 من حديث زيد بن أرقم رواه الطبراني وفيه عبد الأعلى بن أبي المساور، قال الهيثمي: وقد ضعفه الجمهور ووثق في روايته عن ابن معين.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
هذا الأثر من زيادات رزين، وقد رواه ابن ماجة في سننه (311) قال: ثنا علي بن محمد، ثنا وكيع، ثنا الصلت بن دينار، وعن عقبة بن صهبان، فذكره.
قلت: الصلت بن دينار هالك.(7/137)
الفرع الرابع: في خَلْع الخاتم
5123 - (د ت س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «كان رسول الله [ص:138] صلى الله عليه وسلم- إذا دخل الخلاءَ وَضَع خاتَمه» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (19) في الطهارة، باب الخاتم يكون فيه ذكر الله يدخل به الخلاء، ورواه الترمذي رقم (1746) في اللباس، باب ما جاء في لبس الخاتم باليمين، والنسائي 8 / 178 في الزينة، باب نزع الخاتم عند دخول الخلاء، من حديث همام عن ابن جريج عن الزهري عن أنس، قال أبو داود: هذا حديث منكر، وإنما يعرف عن ابن جريج عن زياد بن سعد عن الزهري عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم اتخذ خاتماً من ورق ثم ألقاه، والوهم فيه من همام ولم يروه إلا همام.
قال الحافظ في " التلخيص " رواه أصحاب السنن وابن حبان والحاكم من حديث الزهري عن أنس به، قال النسائي: هذا حديث غير محفوظ، وقال أبو داود: منكر، وذكر الدارقطني الاختلاف فيه وأشار إلى شذوذه، وصححه الترمذي، وقال النووي: هذا مردود عليه، قاله في " الخلاصة "، وقال المنذري: الصواب عندي تصحيحه فإن رواته ثقات أثبات، وتبعه أبو الفتح القشيري في آخر " الاقتراح "، وعلته أنه من رواية همام عن ابن جريج عن الزهري عن أنس، ورواته ثقات، لكن لم يخرج الشيخان رواية همام عن ابن جريج، وابن جريج قيل: لم يسمعه من الزهري، وإنما رواه عن زياد بن سعد عن الزهري بلفظ آخر، وقد رواه مع همام بذلك مرفوعاً، يحيى بن الضريس البجلي ويحيى بن المتوكل، وأخرجهما الحاكم والدارقطني، وقد رواه عمرو بن عاصم وهو من الثقات عن همام موقوفاً على أنس، وأخرج له البيهقي شاهداً وأشار إلى ضعفه، ورجاله ثقات، ورواه الحاكم أيضاً ولفظه: " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لبس خاتماً، نقشه: محمد رسول الله، فكان إذا دخل الخلاء وضعه، وله شاهد من حديث ابن عباس رواه الجوزقاني في الأحاديث الضعيفة، وينظر في سنده فإن رجاله ثقات إلا محمد بن إبراهيم الرازي فإنه متروك، قوله: وإنما نزع خاتمه لأنه كان عليه محمد رسول الله، تقدم من رواية الحاكم، ورواه البيهقي أيضاً، ووهم النووي والمنذري في كلامهما على " المهذب "، فقالا: هذا من كلام المصنف، لا في الحديث، ولكنه صحيح من طريق أخرى في أن نقش الخاتم كان كذلك، قلت: كلامهما مستقيم لأنه ليس في السياق الجزم بالتعليل المذكور وإن كان فيه حكاية النقش.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
ضعيف جدا، معلول: قال العماد ابن كثير: أخرجه أبو داود في «الطهارة» عن نصر بن علي عن أبي علي الحنفي، عن همام بن يحيى عن ابن جريج عن الزهري عن أنس به، وقال: هذا حديث منكر، وإنما يعرف عن ابن جريج عن زياد بن سعد عن الزهري عن أنس: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- اتخذ خاتما من ورق ثم ألقاه، لم يروه إلا همام.
* والترمذي في اللباس وأيضا في الشمائل عن إسحاق بن منصور، عن سعيد بن عامر، والحجاج بن المنهال.
كلاهما عن -همام به -. وقال: حسن صحيح غريب.
* والنسائي في الزينة عن محمد بن إبراهيم بن علية، عن سعيد بن عامر، به وقال: هذا الحديث غير محفوظ.
* وابن ماجة في الطهارة عن نصر بن علي، عن أبي بكر الحنفي، عن همام نحوه. جامع المسانيد (23/361) (3043) .
قلت: وعزاه الحافظ للحاكم وقال: وذكر الدارقطني الاختلاف فيه وأشار إلى شذوذه، وصححه الترمذي، وقال النووي: هذا مردود عليه، قاله في الخلاصة، وأورد له شاهدا من حديث ابن عباس عند الجوزقاني في الأحاديث الضعيفة لكن بسنده متروك، ثم حقق كون نقش الخاتم ثابت، أما وضعه عند دخول الخلاء فغير ثابت كما مر.(7/137)
الفصل الثاني: فيما يُسْتَنْجى به، وفيه فرعان
الفرع الأول: في الماء
5124 - (خ م د س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- إذا خرج لحاجته تَبِعْتُه أنا وغلام مِنَّا، معنا إدَاوَة من ماء - يعني: يستنجي به» .
وفي رواية قال: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يدخل الخلاء، فأحْمِلُ أنا وغلام [نحوي] إدَاوَة من ماء، وعَنزَة، يستنجي بالماء» .
وفي أخرى: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- دخل حائطاً، وتَبِعه غلام ومعه مِيضَأة، وهو أصغرنا، فوضعها عند سِدْرَة، فقضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- حاجته، فخرج علينا وقد اسْتنجى بالماء» .
أخرجه البخاري ومسلم، وأخرج أبو داود الرواية الآخرة.
وفي رواية النسائي قال: «كان إذا دخل الخلاء أحمل أنا وغلام معي نحوي إدَاوة من ماء يستنجي به» (1) . [ص:140]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(مِيضَأة) الميضأة: الإناء الذي يتوضأ منه كالإداوة ونحوها.
__________
(1) رواه البخاري 1 / 220 في الوضوء، باب من حمل معه الماء لطهوره، وباب الاستنجاء بالماء، [ص:140] وباب حمل العنزة مع الماء في الاستنجاء، وباب ما جاء في غسل البول، وفي سترة المصلي، باب الصلاة إلى العنزة، ومسلم رقم (271) في الطهارة، باب الاستنجاء بالماء من التبرز، وأبو داود رقم (43) في الطهارة، باب في الاستنجاء، والنسائي 1 / 42 في الطهارة، باب الاستنجاء بالماء.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: تقدم تخريجه.(7/139)
5125 - (ت س) معاذة بنت عبد الرحمن أن عائشة قالت: «مُرْنَ أزْواجكنَّ أنْ يستطيبوا بالماء، فإني أسْتَحْييهم منه، فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- كان يفعله» أخرجه الترمذي والنسائي (1) .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (19) في الطهارة، باب ما جاء في الاستنجاء بالماء، والنسائي 1 / 43 في الطهارة، باب الاستنجاء بالماء، وإسناده صحيح، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وفي الباب عن جرير بن عبد الله البجلي، وأنس، وأبي هريرة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
حسن صحيح: أخرجه أحمد (6/113) قال: حدثنا يونس. قال: حدثنا أبان، عن قتادة ويزيد الرشك. وفي (6/114) قال: حدثنا سويد بن عمرو. قال: حدثنا أبان، عن قتادة. وفي (6/120، 171) قال: حدثنا بهز. قال: حدثنا همام، عن قتادة. وفي (6/130) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا همام. قال: حدثنا قتادة. وفي (6/171) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا سعيد، عن قتادة. وفي (6/236) قال: حدثنا يزيد. قال: أخبرنا سعيد، عن قتادة. والترمذي (19) قال: حدثنا قتيبة ومحمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب البصري. قالا: حدثنا أبو عوانة، عن قتادة. والنسائي (1/42) وفي الكبرى (46) قال: أخبرنا قتيبة. قال: حدثنا أبو عوانة، عن قتادة.
كلاهما - قتادة، ويزيد الرشك - عن معاذة، فذكرته.(7/140)
5126 - (د س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: «كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- إذا أتى الخلاء أتيتُه بماء في تَوْر - أو رَكْوَة - فاستنجى منه، ثم مسح يدَه على الأرض، ثم أتيتُه بإناء آخرَ فتوضأ» أخرجه أبو داود.
وفي رواية النسائي: «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- توضأ، فلما استنجى دَلَكَ يدَه بالأرض» (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (45) في الطهارة، باب الرجل يدلك يده بالأرض إذا استنجى، والنسائي 1 / 45 في الطهارة، باب دلك اليد بالأرض بعد الاستنجاء، وفي سنده شريك القاضي، وفيه مقال، ولكن يشهد له الذي بعده.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/311) قال: حدثنا يحيى بن آدم وإسحاق بن عيسى. (ح) وقال أسود، يعني شاذان. وفي (2/454) قال: حدثنا حجاج، وأبو داود (45) قال: حدثنا إبراهيم بن خالد، قال: حدثنا أسود بن عامر. (ح) وحدثنا محمد بن عبد الله يعني المخرمي، قال: حدثنا وكيع. وابن ماجة (358، 473) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعلي بن محمد، قالا: حدثنا وكيع. والنسائي (1/45) وفي الكبرى (48) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك المخرمي، قال: حدثنا وكيع.
خمستهم - يحيى، وإسحاق، وأسود، وحجاج، ووكيع - عن شريك، عن إبراهيم بن جرير، عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير، فذكره.
* لفظ رواية ابن ماجة (473) : «أن النبي -صلى الله عليه وسلم- توضأ في تور.» . والروايات مطولة ومختصرة. وأثبتنا رواية أحمد بن حنبل (2/311) .
* في سنن ابن ماجة عقيب حديث رقم (358) . قال أبو الحسن بن سلمة، وهو راوي السنن عن ابن ماجه: حدثنا أبو حاتم، قال: حدثنا سعيد بن سليمان الواسطي عن شريك، نحوه.
قلت: مداره على شريك القاضي وهو مختلف فيه.(7/140)
5127 - (س) جرير بن عبد الله - رضي الله عنه - قال: «كنت مع [ص:141] النبي - صلى الله عليه وسلم- فأتى الخَلاءَ، فقضى الحاجةَ، ثم قال: يا جرير، هاتِ طهُوراً، فأتيته بالماء، فاستنجى، وقال بيده، فدَلَكَ بها الأرض» أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 1 / 45 في الطهارة، باب دلك اليد بالأرض بعد الاستنجاء، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (356) في الطهارة، باب من دلك يده بالأرض بعد الاستنجاء، وفي سنده انقطاع، إبراهيم بن جرير ابن عبد الله لم يسمع من أبيه، لكن يشهد له الذي قبله، وقال النسائي: هذا أشبه بالصواب من حديث شريك.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف، منقطع: أخرجه الدارمي (685) قال: أخبرنا محمد بن يوسف. وابن ماجه (359) قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا أبو نعيم. والنسائي (1/45) قال: أخبرنا أحمد بن الصباح، قال: حدثنا شعيب يعني ابن حرب. وابن خزيمة (89) قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا أبو نعيم.
ثلاثتهم - محمد بن يوسف، وأبو نعيم، وشعيب - قالوا: حدثنا أبان بن عبد الله البجلي، قال: حدثني إبراهيم بن جرير، فذكره.
قلت: إبراهيم بن جرير لم يسمع من أبيه.(7/140)
5128 - (د س) سفيان بن الحكم الثقفي - أو الحكم بن سفيان- قال: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- إذا بال توضأ، ويَنْتَضِح» .
وفي رواية عن رجل من ثقيف عن أبيه قال: «رأيتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- بَالَ ثم نَضحَ فَرْجَه» . أخرجه أبو داود.
وأخرج النسائي عن الحكم بن سفيان قال: «إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- كان إذا توضأ أخذ حَفْنَة من ماء، فقال بها - هكذا وصَفَه شعْبَةُ - نَضَح بها فرجَه» .
وفي رواية قال: «رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- توضأ ونَضَحَ فرجه» .
وفي أخرى: «فنضح فرجه» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يَنْتَضِح) الانتضاح: رَشُّ الماء على الثوب ونحوه، والمراد به: أن [ص:142] يَرُشَّ على فرجه بعد الوضوء ماء ليذهب عنه الوسواس الذي يعرض للإنسان: أنه قد خرج من ذكره بلل، فإذا كان ذلك المكان ندياً ذهب ذلك الوسواس، وقيل: أراد بالانتضاح: الاستنجاء بالماء، لأن الغالب كان من عادتهم أن يستنجوا بالحجارة.
__________
(1) رواه أبو داود رقم (166) و (167) و (168) في الطهارة، باب في الانتضاح، والنسائي 1 / 40 في الطهارة، باب النضح، قال المنذري في " مختصر سنن أبي داود ": واختلف في سماع الثقفي هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال النمري: له حديث واحد في الوضوء، وهو مضطرب الإسناد، وقال الترمذي: واضطربوا في هذا الحديث. أقول: ولكن يشهد له الذي بعده.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
معلول بالاضطراب: عن مجاهد، عن الحكم بن سفيان الثقفي: «أنه رأى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- توضأ، ثم أخذ كفا من ماء، فنضح به فرجه.» .
أخرجه أحمد (3/410، 4/212) قال: حدثنا جرير. وفي (3/410، 4/212، 5/409) قال عبد الله بن أحمد: وجدت في كتاب أبي بخط يده، حدثنا يعلى بن عبيد، قال: حدثنا سفيان. وفي (4/179، 212، 4095) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن سفيان (ح) وعبد الرحمن بن مهدي، قال: حدثنا سفيان وزائدة. وفي (5/408) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، قال: حدثنا سفيان. وعبد بن حميد (486) قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. وأبو داود (166) قال: حدثنا محمد بن كثير، قال: حدثنا سفيان الثوري. وابن ماجه (461) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا محمد بن بشر، قال: حدثنا زكريا بن أبي زائدة. والنسائي (1/86) قال: أخبرنا العباس بن محمد الدوري، قال: حدثنا الأحوص بن جواب، قال: حدثنا عمار بن رزيق. (ح) وأنبأنا أحمد بن حرب، قال: حدثنا قاسم وهو ابن يزيد الجرمي، قال: حدثنا سفيان.
ستتهم - جرير، وسفيان، وزائدة، ومعمر، وزكريا، وعمار - عن منصور، عن مجاهد، فذكره.
* وأخرجه أبو داود (168) قال: حدثنا نصر بن المهاجر، قال: حدثنا معاوية بن عمرو، قال: حدثنا زائدة، والنسائي (1/86) ، وفي الكبرى (134) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود، قال: حدثنا خالد بن الحارث، عن شعبة.
كلاهما - زائدة، وشعبة - عن منصور، عن مجاهد، عن الحكم، عن أبيه، فذكره. ورواية زائدة عن الحكم، أو ابن الحكم، عن أبيه.
* وأخرجه أحمد (4/69، 5/380) وأبو داود (167) قال: حدثنا إسحاق بن إسماعيل.
كلاهما - أحمد، وإسحاق - قالا: حدثنا سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن رجل من ثقيف، عن أبيه، فذكره.
* في رواية معمر، ويعلى، ويحيى بن سعيد، وعبد الرحمن، ومحمد بن كثير، عن مجاهد، عن الحكم بن سفيان، أو سفيان بن الحكم.
* وفي رواية جرير عن مجاهد، عن أبي الحكم، أو الحكم بن سفيان.
قلت: نقل الحافظ في الإصابة (2/270) (1774) قول أحمد والبخاري ليست للحكم صحبة، وقال ابن المدائني والبخاري وأبو حاتم: الصحيح الحكم بن سفيان عن أبيه.(7/141)
5129 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «جاءني جبريل، فقال: يا محمد، إذا توضأتَ فانْتَضِح» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (50) في الطهارة، باب ما جاء في النضح بعد الوضوء، وفي سنده الحسن بن علي الهاشمي، وهو ضعيف، وقال الترمذي: هذا حديث غريب، وسمعت محمداً – يعني البخاري – يقول: الحسن بن علي الهاشمي منكر الحديث، وقال الترمذي: وفي الباب عن أبي الحكم بن سفيان وابن عباس وزيد بن حارثة وأبي سعيد الخدري. أقول: وهو حسن بشواهده.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
ضعيف جدا: أخرجه ابن ماجة (463) قال: حدثنا الحسين بن سلمة اليحمدي. والترمذي (50) قال: حدثنا نصر بن علي الجهضمي وأحمد بن أبي عبيد الله السليمي البصري.
ثلاثتهم - الحسين، ونصر، وأحمد - عن أبي قتيبة سلم بن قتيبة، عن الحسن بن علي الهاشمي، عن عبد الرحمن الأعرج، فذكره.
* رواية الحسين بن سلمة اليحمدي: «قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إذا توضأت فانتضح.» .
* قال أبو عيسى الترمذي: هذا حديث غريب، وسمعت محمدا يعني البخاري يقول: الحسن بن علي الهاشمي منكر الحديث.(7/142)
5130 - (ط) عبد الرحمن بن عثمان بن عبيد الله التيمي (1) : «أنه سمع عمر بن الخطاب يتوضأ وضوءاً لما تحت إزاره» أخرجه «الموطأ» (2) .
__________
(1) في الأصل: عبد الله بن عبيد الله، وفي المطبوع: عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة، وكلاهما خطأ، والتصحيح من الموطأ المطبوع وكتب الرجال.
(2) 1 / 20 في الطهارة، باب العمل في الوضوء، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في الموطأ (35) قال: عن يحيى بن محمد بن طحلاء عن عثمان بن عبد الرحمن أن أباه حدثه، فذكره.(7/142)
5131 - (د) عائشة - رضي الله عنها - قالت: «بال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فقام عمرُ خلفَه بكُوز من ماء، فقال: ما هذا يا عمر؟ فقال: ماء نتوضأ به، قال: ما أُمِرْتُ كلَّما بُلتُ أن أتوضأ، ولو فعلتُ لكانت سُنَّة» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (42) في الطهارة، باب في الاستبراء، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (327) في الطهارة، باب من بال ولم يمس ماء، وفي سنده جهالة أم عبد الله بن أبي مليكة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
ضعيف: أخرجه أحمد (6/95) قال: حدثنا عفان. وأبو داود (42) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد وخلف بن هشام المقرئ (ح) وحدثنا عمرو بن عون. وابن ماجة (327) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا أبو أسامة.
خمستهم - عفان، وقتيبة، وخلف، وعمرو، وأبو أسامة - عن عبد الله بن يحيى التوأم أبي يعقوب، عن عبد الله بن أبي مليكة، عن أمه، فذكرته.
قلت: أم عبد الله بن أبي مليكة مجهولة كأكثر النساء.(7/142)
5132 - () أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال لأهل قُبَاءَ: «إن الله قد أحْسَنَ الثَّنَاءَ عليكم في الطهور، فما ذاك؟ قالوا: نَجْمَعُ في الاستنجاء بين الأحجار والماء» أخرجه ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وذكره الحافظ في " التلخيص " من رواية البزار، وفي سنده ضعف، وذكر له شواهد، فالحديث حسن بشواهده.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
هذا الحديث من زيادات رزين على الأصول: أخرجه ابن ماجة (355) قال: حدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا صدقة بن خالد، قال: حدثنا عتبة بن أبي حكيم، قال: حدثني طلحة بن نافع، فذكره.
قلت: قارن أنس، أبو أيوب وجابر بن عبد الله في هذا الإسناد، وقد عزاه الحافظ في التلخيص للبزار بإسناد ضعيف.
وقد تعرضت لهذا الحديث في تحقيقي لكتاب فتح المجيد، حيث اقتصر المؤلف على ذكر أنس فقط، وهذا يرجح ما ذهبت إليه وذكرته في أكثر من موطن باعتماد الشارح على جامع الأصول في ذكر الأدلة فأتي من هذا الباب وقع له بعض الأوهام.(7/143)
الفرع الثاني: في الأحجار، وما نُهي عنه
5133 - (د س) عائشة - رضي الله عنها - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا ذهب أحدُكم إلى الغائط فليَذْهب معه بثلاثة أحجار، يستَطِيب بهن، فإنها تُجزئ عنه» . أخرجه أبو داود والنسائي (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (40) في الطهارة، باب الاستنجاء بالحجارة، والنسائي 1 / 41 و 42 في الطهارة، باب الاجتزاء في الاستطابة بالحجارة دون غيرها، وهو حديث حسن بشواهده.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (6/108) قال: حدثنا سريج. قال: حدثنا ابن أبي حازم. وفي (6/133) قال: حدثنا سعيد بن منصور. قال: حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن. والدارمي (676) قال: حدثنا سعيد بن منصور. قال: حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن وأبو داود (40) قال: حدثنا سعيد بن منصور وقتيبة بن سعيد. قالا: حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن. والنسائي (1/41) وفي الكبرى (42) قال: أخبرنا قتيبة. ابن سعيد. قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم.
كلاهما - عبد العزيز بن أبي حازم، ويعقوب - عن أبي حازم، عن مسلم بن قرط، عن عروة، فذكره.
قلت: مسلم بن قرط قال فيه الحافظ: مقبول من السادسة، ولمتن هذا الحديث شواهد وهو حسن لغيره.(7/143)
5134 - (ط) عروة بن الزبير - رضي الله عنهما -: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- سئل عن الاستطابة؟ فقال: أوَ لاَ يجدُ أحدُكم ثلاثة أحجار» . أخرجه «الموطأ» (1) .
__________
(1) 1 / 28 في الطهارة، باب جامع الوضوء مرسلاً، وقد وصله أبو داود والنسائي كما في الحديث الذي قبله.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
مرسل: أخرجه مالك (56) عن هشام عن أبيه عروة، فذكره.
قال الإمام الزرقاني: أرسله رواة الموطأ كلهم، ووصله أبو داود والنسائي من طريق مسلم بن قرط الحديث المتقدم.
ووقع لابن بكير في الموطأ مالك عن هشام عن أبيه عن أبي هريرة، وكذا رواه بعضهم عن سحنون عن ابن القاسم عن مالك به، وهو غلط فاحش لم يروه أحد كذلك لا من أصحاب هشام، ولا من أصحاب مالك ولا رواه أحد عن عروة عن أبي هريرة، قاله أبو عمر. الشرح (1/93) .(7/143)
5135 - (د) خزيمة بن ثابت - رضي الله عنه - قال: «سئل النبي - صلى الله عليه وسلم- عن الاستطابة؟ فقال: بثلاثة أحجار ليس فيها رجيع» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (41) في الطهارة، باب الاستنجاء بالحجارة، وفي سنده عمرو بن خزيمة المدني، وهو مجهول ولكن للحديث شواهد بمعناه يتقوى بها.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1- أخرجه الحميدي (432) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا هشام بن عروة، قال: أخبرني أبو وجزة. 2- وأخرجه الحميدي (433) قال: حدثنا وكيع وأحمد (5/213) قال: حدثنا وكيع. وفي (5/213) قال: حدثنا محمد بن بشر. وفي (5/214) قال: حدثنا ابن نمير. والدارمي (677) قال: أخبرنا محمد ابن عيينة، قال: أخبرنا علي، هو ابن مسهره. وأبو داود (41) قال: حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي، قال: حدثنا أبو معاوية. وابن ماجة (315) قال: حدثنا محمد بن الصباح، قال: أنبأنا سفيان بن عيينة. (ح) وحدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا وكيع.
ستتهم - وكيع، وابن بشر، وابن نمير، وابن مسهر، وأبو معاوية، وابن عيينة - عن هشام بن عروة، عن عمرو بن خزيمة أبي خزيمة.
كلاهما - أبو وجزة، وأبو خزيمة - عن عمارة بن خزيمة. فذكره.
* وأخرجه أحمد (5/215) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، قال: حدثنا هشام، عن أبيه، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال في الاستنجاء: أما يجد أحدكم ثلاثة أحجار.
قال: وأخبرني رجل، عن عمارة بن خزيمة بن ثابت عن أبيه، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ثلاثة أحجار ليس فيها رجيع.
قلت: أبو وجزة هو يزيد بن عبيد ثقة من الخامسة، وقد تابع عمرو بن خزيمة وهو مقبول، فأقل درجته الحسن، وهذا الحديث عندي هو المحفوظ من حديث هشام بن عروة، والله أعلم.(7/143)
5136 - (خ ت س) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: «أتى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- الغائطَ، فأمرني أن آتيَه بثلاثة أحجار، فوجدت حجرين، والتَمسْت الثالث، فلم أجدْه، فأخذت رَوْثَة، فأتيتُه بها، فأخذ الحجرين، وألقى الرَّوثة، وقال: إنها رِكْس» .
أخرجه البخاري والترمذي والنسائي، وقال النسائي: الرِّكس: طعامُ الجن (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(رِكْس) قال أبو عبيد: هو شبيه بالرجيع، يقال: رَكَسْت الشيء وأَرْكَسْته: إذا رَدَدْتَه.
__________
(1) رواه البخاري 1 / 224 و 225 في الوضوء، باب الاستنجاء بالحجارة، والترمذي رقم (17) في الطهارة، باب ما جاء في الاستنجاء بالحجرين، والنسائي 1 / 39 و 40 في الطهارة، باب الرخصة في الاستطابة بحجرين.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: عن علي بن رباح، عن ابن مسعود «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أتاه ليلة الجن، ومعه عظم حائل، وبعرة وفحمة، فقال: لا تستنجين بشيء من هذا إذا خرجت إلى الخلاء» .
أخرجه أحمد (1/457) (4375) قال: حدثنا عتاب، قال: حدثنا عبد الله (ح) وعلي بن إسحاق، قال: أخبرنا عبد الله، قال: أخبرنا موسى بن علي بن رباح، قال: سمعت أبي يقول، فذكره.
وعن عبد الله بن الديلمي، عن عبد الله بن مسعود، قال: «قدم وفد الجن على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. فقالوا: يا محمد، إنه أمتك أن يستنجوا بعظم، أو روثة، أو حممة، فإن الله تعالى جعل لنا فيها رزقا، قال: فنهى النبي -صلى الله عليه وسلم- عن ذلك.» .
أخرجه أبو داود (39) قال: حدثنا حيوة بن شريح الحمصي، قال: حدثنا ابن عياش، عن يحيى بن أبي عمرو السيباني، عن عبد الله بن الديلمي، فذكره.
وعن علقمة، عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لا تستنجوا بالروث، ولا بالعظام، فإنه زاد إخوانكم من الجن» .
أخرجه الترمذي (18) والنسائي في الكبرى (39) قال الترمذي: حدثنا، وقال النسائي: أخبرنا هناد بن السري، قال: حدثنا حفص بن غياث، عن داود بن أبي هند، عن الشعبي، عن علقمة، فذكره.
وعن أبي عبيدة، عن عبد الله، قال: «خرج النبي -صلى الله عليه وسلم- لحاجته فقال: التمس لي ثلاثة أحجار. قال: فأتيته بحجرين وروثة، فأخذ الحجرين، وألقى الروثة، وقال: إنها ركس.» .
أخرجه أحمد (1/388) (3685) قال: حدثنا وكيع. وفي (1/465) (4435) قال: حدثنا حسين بن محمد. والترمذي (17) قال: حدثنا هناد وقتيبة، قالا: حدثنا وكيع.
كلاهما - وكيع، وحسين بن محمد - قالا: حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة فذكره.
* قال الترمذي عقب هذا الحديث: حدثنا محمد بن بشار العبدي، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن عمرو بن مرة قال: سألت أبا عبيدة بن عبد الله: هل تذكر من عبد الله شيئا؟ قال: لا.
وعن الأسود - واللفظ له - أنه سمع عبد الله يقول:
أخرجه أحمد (1/418) (3966) قال: حدثنا يحيى بن آدم. وفي (1/427) (4056) قال: حدثنا سليمان بن داود والبخاري (1/51) قال: حدثنا أبو نعيم. وابن ماجة (314) قال: حدثنا أبو بكر بن خلاد الباهلي، قال: حدثنا يحيى بن سعيد القطان. والنسائي (1/39) ، وفي الكبرى (43) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان، قال: حدثنا أبو نعيم.
أربعتهم - يحيى بن آدم، وسليمان بن داود، وأبو نعيم، ويحيى بن سعيد - عن زهير، عن أبي إسحاق، قال: ليس أبو عبيدة ذكره، ولكن عبد الرحمن بن الأسود، عن أبيه، فذكره.
وعن علقمة بن قيس، عن ابن مسعود «أن النبي -صلى الله عليه وسلم- ذهب لحاجته، فأمر ابن مسعود أن يأتيه بثلاثة أحجار، فجاءه بحجرين وبروثة، فألقى الروثة، وقال: إنها ركس، ائتني بحجر» .
أخرجه أحمد (1/450) (4299) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر، عن أبي إسحاق. وابن خزيمة (70) قال: حدثنا عبد الله بن سعيد الأشج، قال: حدثنا زياد بن الحسن بن فرات، عن أبيه، عن جده، عن عبد الرحمن بن الأسود.
كلاهما - أبو إسحاق، وعبد الرحمن بن الأسود - عن علقمة، فذكره.
وعن الأسود، عن عبد الله، قال: «خرج النبي -صلى الله عليه وسلم- لحاجة له، فقال: ائتني بشيء أستنجي به، ولا تقربني حائلا ولا رجيعا، ثم أتيته بماء فتوضأ، ثم قام فصلى فحنا، ثم طبق يديه حين ركع، وجعلهما بين فخذيه.» .
أخرجه أحمد (1/426) (4053) قال: حدثنا ابن فضيل، قال: حدثنا ليث، عن عبد الرحمن بن الأسود، عن أبيه، فذكره.
وعن أبي عثمان بن سنة الخزاعي، عن عبد الله بن مسعود «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى أن يستطيب أحدكم بعظم، أو روث» .
أخرجه النسائي (1/37) وفي الكبرى (38) قال: أخبرنا أحمد بن عمرو بن السرح، قال: أنبأنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب، عن أبي عثمان بن سنة، فذكره.(7/144)
5137 - (خ) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: «اتَّبَعْتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- وقد خرج لحاجته - وكان لا يلتفت - فَدَنَوتُ منه، فقال: ابغِني أحجاراً أسْتَنفِضُ بها أو نحوه، ولا تأْتِني بعظم ولا رَوْث، فأتيتُه بأحجار بطرف ثيابي، فوضعتُها إلى جَنْبِه، وأعْرَضْتُ عنه، فلما قَضى أتْبَعَهُ بهن» . أخرجه البخاري (1) .
وفي رواية ذكرها رزين قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «ابغِني أحجاراً [ص:145] أسْتَنْفِضُ بها، ولا تأتني بعظم ولا بروثة، قلت: ما بالُ العظم والروثة؟ قال: هما من طعام الجن، وإنه أتاني وَفْدُ جِنِّ نَصِيبين - ونِعم الجنُّ - فسألوني الزادَ، فدعوتُ الله لهم أن لا يمرُّوا بعظم ولا روثة إلا وجدوا عليها طُعماً» (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ابغِني) : أعِنِّي على الابتغاء، وهو الطلب، أي: أوْجِد لي. قال الحميدي: «ابغني» بمعنى: ابغ لي. أي: اطلب لي. يقال: بَغَيْتُك كذا وكذا، أي: بغيت لك، ومنه قوله تعالى: {يَبْغُونَكُمُ الفِتْنَةَ} [التوبة: 47] أي: يبغون لكم.
(أسْتَنْفِض) الاسْتِنْفَاض - بالضاد المعجمة - إزالة الأذى والاستنجاء، وأصل النَّفض: الحركة والإزالة، ونفضت الثوب: إذا أزلت غُباره عنه.
__________
(1) 1 / 223 و 224 في الوضوء، باب الاستنجاء بالحجارة.
(2) وهذه الرواية أيضاً عند البخاري 7 / 131 و 132 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب ذكر الجن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: ولفظه: عن سعيد بن عمرو المكي، عن أبي هريرة رضي الله عنه. «أنه كان يحمل مع النبي -صلى الله عليه وسلم- إداوة لوضوءه وحاجته، فبينما هو يتبعه بها فقال: من هذا؟ فقال: أنا أبو هريرة، فقال: ابغني أحجارا أستنفض بها ولا تأتني بعظم ولا بروثه، فأتيته بأحجار أحملها في طرف ثوبي، حتى وضعتها إلى جنبه ثم انصرفت حتى إذا فرغ، مشيت فقلت: ما بال العظم والروثة؟ قال: هما من طعام الجن، وإنه أتاني وفد جن نصيبين ونعم الجن، فسألوني الزاد، فدعوت الله لهم أن لا يمروا بعظم ولا بروثة إلا وجدوا عليها طعاما.» .
أخرجه البخاري (1/50) قال: حدثنا أحمد بن محمد المكي، وفي (5/58) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل.
كلاهما - أحمد، وموسى - عن عمرو بن يحيى بن سعيد بن عمرو المكي، عن جده، فذكره.(7/144)
5138 - (ت س د) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «لا تستنجوا بالروث ولا بالعظم، فإنه زَادُ إخوانكم من الجن» .
أخرجه الترمذي، وقال: وقد روي عنه «أنه كان مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- ليلة [ص:146] الجن ... الحديث بطوله» فقال الشعبي: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تستنجوا بالروث ... وذكر الحديث» .
وفي رواية النسائي: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- نهى أن يستطيب أحدُكم بعظم أو روثة» .
وفي رواية أبي داود قال: «قدم وَفْد الجن على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- فقالوا: يا محمد، انْهَ أُمَّتَك أن يستنجوا بعظم أو روثة أو حُمَمَة، فإن الله عز وجل جعل لنا فيها رزقاً، فنهى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- عن ذلك» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(حُمَمة) الحُمَمة: الفحمة، وجمعها: حَمم.
__________
(1) رواه الترمذي رقم (18) في الطهارة، باب ما جاء في كراهية ما يستنجى به، والنسائي 1 / 37 و 38 في الطهارة، باب النهي عن الاستطابة بالعظم، وأبو داود رقم (39) في الطهارة، باب ما ينهى عنه أن يستنجى به، وهو حديث صحيح، وأصله عند مسلم في حديث طويل عن ابن مسعود رقم (450) في الصلاة، باب الجهر بالقراءة في الصبح والقراءة على الجن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: راجع تخريج الحديث رقم (5136) .(7/145)
5139 - () أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إن وَفْداً من نصيبين سألوني الزاد، فلا تستنجوا بعظم ولا روثة، فإنهما طعام إخوانكم من الجن، فقالوا: وما يغني ذلك عنهم؟ قال: لا يمرُّون بعظم إلا وجدوا عليه عَرْقَة ولا يمرُّون بروثة إلا وجدوا عليها طُعْماً» أخرجه ... (1) . [ص:147]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(عَرْقَة) العَرْق: العظم عليه بقية من لحم بعد ما أُخِذ أكثره، والعَرْقة أخص منه.
(طُعْماً) الطُّعم والطعام بمعنى واحد، أي: وجدوا عليه شيئاً يأكلونه.
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وقد تقدم معناه في إحدى روايات أبي هريرة عند البخاري في الحديث الذي قبله.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
هذا الحديث من زيادات رزين على الأصول، لم أهتد إليه.(7/146)
5140 - (م د) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: «نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أنْ نتمسَّح بعظم أو روثة» أخرجه مسلم.
وأخرجه أبو داود، وقال: «بعظم أو بَعْر» (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (263) في الطهارة، باب الاستطابة، وأبو داود رقم (38) في الطهارة، باب ما ينهى عنه أن يستنجى به.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (3/336) قال: حدثنا حسن، قال: حدثنا ابن لهيعة.
2- وأخرجه أحمد (3/343، 384) ومسلم (1/154) قال: حدثنا زهير بن حرب. وأبو داود (38) قال: حدثنا أحمد بن محمد بن حنبل.
كلاهما - أحمد، وزهير - قالا: حدثنا روح بن عبادة، قال: حدثنا زكريا بن إسحاق.
كلاهما - ابن لهيعة، وزكريا - قالا: حدثنا أبو الزبير، فذكره.(7/147)
5141 - (د س) شيبان القتباني: أن مَسلمَة بن مُخَلَّد استعمل رُوَيْفِعَ بنَ ثابت على أسْفَل الأرض، قال شَيْبان: فَسِرْنا معه من كومِ شَريك إلى عَلْقَماءَ - أو من علْقَماءَ إلى كُومِ شريك - يريد: عَلْقام، فقال رُوَيُِْفع: إنْ كان أحدُنا في زمن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- لَيأخُذُ نضْوَ أخيه، على أن له النِّصْفَ مما يَغْنَمُ ولنا النصف، وإنْ كان أحدُنا لَيَطيرُ له النّصْلُ والرِّيشُ، وللآخر القِدْحُ ثم قال: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «يا رُوَيْفِعُ، لعلَّ الحياةَ ستطولُ بك بعدي، فأخْبرِ الناسَ أنه من عَقَد لِحْيَتَه، أو تَقَلَّدَ وَتَراً، أو استنجى برجِيع دابة أو عظم، فإن محمداً منه بَريء» . [ص:148]
أخرجه أبو داود (1) ، وقال أبو داود: حدثنا يزيد بن خالد، حدثنا مفضل عن عياش أن شُيَيْم بن بَيْتان أخبره بهذا الحديث أيضاً عن أبي سالم الْجَيْشاني عبد الله بن عمرو، يذكر ذلك وهو معه مرابط بحِصْنِ باب ألْيُون، قال أبو داود: حصن ألْيُون على جبل بالفسطاط.
وأخرج النسائي المسند من هذا الحديث لا غير (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(نِضْو أخيه) النِّضو: الضعيف من الإبل، وأراد به: بعير أخيه على ضعفه وهزاله.
(القِدْح) : السَّهم بلا نَصْل ولا ريش، وطار له كذا، أي: خرج له نصيب كذا.
(عَقَدَ لِحيَتَه) أي: عالجها حتى تَتَعَقَّد وتتجعَّد، من قولهم: جاء فلان عاقداً عُنُقَه: إذا لَوَاها كِبْراً، وقيل: هو من فعل أهل التوضيع والتأنيث، وقيل: إن الأعاجم كانوا يعقدون لِحَاهُم في الحروب ويفتلونها، فنهوا عن التشبُّه بهم. [ص:149]
(تَقَلَّد وَتَراً) كانوا يَتَقَلَّدون الأوتار، ويزعمون أنها تَرُدُّ العين، وتدفع عنهم المكاره، فنهوا عن ذلك.
__________
(1) رواه أبو داود رقم (36) في الطهارة، باب ما ينهى عنه أن يستنجى به، والنسائي 8 / 135 في الزينة، باب عقد اللحية، وإسناده صحيح.
(2) رقم (36) في الطهارة، باب ما ينهى عنه أن يستنجى به، وفي سنده رجل مجهول، ولكن يشهد لهذه الرواية رواية أبي داود الثانية من حديث عبد الله بن عمرو، ورواية النسائي من حديث رويفع.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
معلول بالاضطراب:
اضطرب إسناد هذا الحديث على النحو التالي:
1- أخرجه أحمد (4/108) قال: حدثنا يحيى بن إسحاق، من كتابه قال: أخبرنا ابن لهيعة، عن عياش ابن عباس، عن شييم بن بيتان، عن أبي سالم، عن شيبان بن أمية، عن رويفع بن ثابت، فذكره مختصرا على أوله.
2- وأخرجه أحمد (4/108) قال: حدثنا يحيى بن إسحاق، قال: حدثنا ابن لهيعة، عن عياش بن عباس، عن شييم بن بيتان، قال: كان مسلمة بن مخلد على أسفل الأرض، فذكره مطولا وليس في إسناده أبو سالم ولا شيبان بن أمية.
3- وأخرجه أحمد (4/109) قال: حدثنا يحيى بن غيلان. وأبو داود (36) قال: حدثنا يزيد بن خالد ابن عبد الله بن موهب الهمداني.
كلاهما - ابن غيلان، ويزيد - قالا: حدثنا المفضل يعني ابن فضالة المصري - عن عياش بن عباس القتباني، أن شييم بن بيتان أخبره، عن شيبان القتباني، فذكره، ولم يذكر فيه أبا سالم.
4- وأخرجه النسائي (8/135) قال: أخبرنا محمد بن سلمة قال: حدثنا ابن وهب، عن حيوة بن شريح وذكر آخر قبله، عن عياش بن عباس القتباني، أن شييم بن بيتان حدثه، أنه سمع رويفع بن ثابت، فذكره مختصرا على آخره. وليس في إسناده أبو سالم ولا شيبان.(7/147)
الباب الرابع: في الوضوء، وفيه ثلاثة فصول
الفصل الأول: في صفة الوضوء، وفيه فرعان
الفرع الأول: في فرائضه وكيفيته
5142 - (د س ت) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال عبدُ خَير: «أتانا عليّ - رضي الله عنه - فدعا بطَهور، فقلنا: ما يصنعُ بالطَّهور وقد صلى؟ ما يُريد إلا ليُعَلِّمنا، فأُتِيَ بإناء فيه ماء، وطَسْت، فأفرغ من الإناء على يمينه، فغسل يديه ثلاثاً، ثم تمضْمَضَ واسْتَنْثَرَ ثلاثاً، فَمَضْمَضَ ونَثَر من الكفِّ الذي يأخذ فيه، ثم غسل وجْهَه ثلاثاً، وغسل يَدَه اليمنى ثلاثاً، وغسل يَدَه الشِّمالَ ثلاثاً، ثم جعل يده في الإناء، فمسح برأسه مَرَّة واحدة، ثم [ص:150] غسل رِجْلَه اليمنى ثلاثاً، ورِجْلَه الشِّمالَ ثلاثاً، ثم قال: مَن سَرَّهُ أنْ يَعْلَمَ وضوءَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فهو هذا» .
وفي رواية قال: «صلَّى عليّ الغَدَاةَ، ثم دخل الرَّحْبَةَ، فدعا بماء، فأتاه الغلام بإناء فيه ماء وطَسْت، قال: فأخذ الإناءَ بيده اليمنى، فأفرغ على يده اليسرى، وغسل كَفَّيْهِ ثلاثاً، ثم أدخل يده اليمنى في الإناء، فتمضمض ثلاثاً، واستنشق ثلاثاً ... [ثم ساق] قريباً من حديث أبي عوانة، يعني الرواية الأولى، قال: ثم مسح رأسه: مقدَّمه ومؤخَّره مرة ... ثم ساق الحديث نحوه» .
وفي أخرى قال: «رأيتُ عليّاً - رضي الله عنه - أُتِيَ بكُرْسِي، فقعد عليه، ثم أُتِيَ بكُوز من ماء، فغسل يده ثلاثاً، ثم تمضمض مع الاستنشاق [بماء واحد] ..» وذكر الحديث.
وفي رواية زِرِّ بن حُبيش: أنه سمع عليّاً وسئلَ عن وضوء النَّبي - صلى الله عليه وسلم- ... فذكر الحديث، وقال: «ومسحَ رأسَهُ حتى لمَّا يقطر، وغسل رِجْليه ثلاثاً ثلاثاً، ثم قال: هكذا كان وضوءُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-» .
وفي رواية عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: «رأيتُ عليّاً توضأ، فغسل وجهه ثلاثاً، وغسل ذِرَاعَيْه ثلاثاً، ومسح برأسِهِ واحدة، ثم قال: هكذا توضَّأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-» .
[ص:151]
وفي رواية أبي حَيَّة -[وهو ابن قيس الهمداني الوَادعِي]- قال: «رأيتُ عليّاً توضأ ... فذكر وضوءه كلَّه ثلاثاً ثلاثاً، قال: ثم مسح رأسه، ثم غسل رجليه إلى الكعبين، ثم قال: إنما أحببتُ أن أُرِيَكُمْ طُهور رسول الله - صلى الله عليه وسلم-» .
وفي رواية ابن عباس قال: «دخل عليَّ عليُّ بن أبي طالب وقد أهْرَاقَ الماء، فدعا بوضوء، فأتيناه بتَوْر فيه ماء، حتى وضعناه بين يديه، فقال: يا ابن عباس، ألا أُريكَ كيف كان يتوضَّأُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-؟ قلت: بلى، قال: فأصغَى الإناءَ على يديه فغسلهما، ثم أدخل يده اليمنى، فأفرغ بها على الأخرى، ثم غسل كَفَّيْهِ، ثم تمضمض واسْتَنْشق، ثم أدخل يديه في الإناء جميعاً، فأخذ بهما حَفْنة من ماء فضرب بها على وجهه، ثم ألقم إبْهامَيْه ما أقبل من أُذُنَيْهِ، ثم الثانية، ثم الثالثة مثل ذلك، ثم أخذَ بيده اليمنى قَبْضَة من ماء، فصبَّها على ناصِيَته، فتركها تَسْتَنُّ على وجهه، ثم غسل ذراعيه إلى المرفقين ثلاثاً ثلاثاً، ثم مسح رأسه وظهور أُذُنَيْهِ، ثم أدخل يديه جميعاً فأخذ حَفْنَة من ماء، فضرب بها على رِجله، وفيها النَّعْلُ، فَفَتَلَها بها وفي نسخة: فغسلها بها - ثم الأخرى مثل ذلك، قال: قلتُ: وفي النعلين؟ قال: وفي النعلين، [قال: قلتُ: وفي النعلين؟ قال: وفي النعلين، قال: قلتُ [ص:152] وفي النعلين؟ قال: وفي النعلين] » (1) هذه روايات أبي داود.
وأخرج النسائي الرواية الأولى.
وله في أخرى عن الحسين بن عليّ قال: «دعاني أبي علي بِوَضوء، فقرَّبتُه له، فَبَدَأ فغسل كفَّيْه ثلاثَ مرات، قبل أن يدخلَهما في وضوئه، ثم مضمض ثلاثاً، واسْتَنْشق ثلاثاً، ثم غسل وجهه ثلاثَ مرات، ثم غسل يده اليمنى إلى المرفق ثلاثاً، ثم اليسرى كذلك، ثم مسح برأسِهِ مسحة واحدة ثم غسل رِجْلَهُ اليمنى إلى الكعبين [ثلاثاً] ، ثم اليُسْرَى كذلك، ثم قام قائماً، فقال: ناولْني، فناولتُه الإناءَ الذي فيه فَضْلُ وَضُوئِه، ثم شرب من فضل وَضوئه قائماً، فعجِبْتُ، فلما رآني، قال: لا تَعْجَبْ، فإني رأيتُ أباكَ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- يصنع مثلَ ما رأيتني صنعتُ، يقول لوضوئه هذا وشُرْبِ فضل وضوئه قائماً» .
وفي أخرى له قال: «رأيتُ عليّاً توضأ، فغسل كفَّيه ثلاثاً، وتمضمض [ص:153] واستنشق ثلاثاً، وغسل وجهه ثلاثاً، وذراعيه ثلاثاً ثلاثاً، ومسح برأسه، وغسل رجليه ثلاثاً ثلاثاً، ثم قال: هذا وضوءُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-» .
وله في أخرى عن أبي حَيَّةَ قال: «رأيتُ علياً توضأ، فغسل كفيه حتى أنْقاهُما، ثم تمضمض ثلاثاً، واستنشق ثلاثاً، وغسل وجهه ثلاثاً، وغسل ذراعيه ثلاثاً، ثم مسح برأسه، ثم غسل قدميه إلى الكعبين، ثم قام فأخذ فَضل طَهوره، فشرب وهو قائم، ثم قال: أحببتُ أنْ أُرِيَكم كيف كان طُهور النبي - صلى الله عليه وسلم-» .
وله في أخرى عن عَبْد خير عن عليّ «أنه أُتِيَ بكُرسيّ فقعدَ عليه، ثم دعا بتَوْر فيه ماء، فكفأ على يديه ثلاثاً، ثم مضمض واستنشق بكَفٍّ واحد ثلاثَ مرات، وغسل وجهه ثلاثاً، وغسل ذِرَاعَيْه ثلاثاً، وأخذ من الماء، فمسح برأسه، وأشار شعبة مرة من ناصيته إلى مؤخَّر رأسه، ثم قال: لا أدْرِي أرَدَّهما أم لا؟ - وغسل رجليه ثلاثاً ثلاثاً، ثم قال: مَنْ سَرَّه أن يَنْظُرَ إلى طُهورِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فهذا طُهُورُه» .
وفي أخرى عن عبدِ خَيْر قال: «شهدتُ عليّاً دعا بكرسيّ، فقعد عليه، ثم دعا بماء في تَوْر، فغسل يديه ثلاثاً، ثم مضمض واستنشق بكفٍّ واحد ثلاثاً، ثم غسل وجهه ثلاثاً، ويديه ثلاثاً ثلاثاً، ثم غمس يده في الإناء فمسحَ برأسه، ثم غسل رِجْلَيْه ثلاثاً ثلاثاً، ثم قال: من سَرَّهُ أن ينظرَ إلى [ص:154] وضوءِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فهذا وضُوؤه» .
وفي رواية الترمذي عن أبي حيَّة قال: «رأيتُ عليّاً توضأ، فغسل كفَّيه حتى أنْقَاهُما ... وذكر الرواية مثل رواية النسائي التي فيها ذِكْر إنقاء الكفين ... ، وقال فيها الترمذي: ومسح برأسه مرة» .
وله في أخرى [عن عبد خَير] مثله، وفيه «فإذا فرغ من طُهوره أخذ من فضل طهوره بكفِّه فشربه» (2) .
__________
(1) رواية ابن عباس هذه عند أبي داود من حديث محمد بن إسحاق عن محمد بن طلحة بن يزيد بن ركانة عن عبيد الله الخولاني عن ابن عباس، قال الحافظ في " التلخيص ": رواه أبو داود مطولاً، والبزار، وقال: لا نعلم أحداً روى هذه هكذا إلا من حديث عبيد الله الخولاني، ولا نعلم أن أحداً رواه عنه إلا محمد بن طلحة بن يزيد بن ركانة، وقد صرح ابن إسحاق بالسماع فيه، قال الحافظ: وأخرجه ابن حبان من طريقه مختصراً، وضعفه البخاري فيما حكاه الترمذي.
(2) رواه أبو داود رقم (111) و (112) و (113) و (114) و (115) و (116) و (117) في الطهارة، باب صفة وضوء النبي صلى الله عليه وسلم، والنسائي 1 / 67 - 70 في الطهارة، باب بأي اليدين يستنثر، وباب غسل الوجه، وباب عدد غسل الوجه، وباب غسل اليدين، وباب صفة الوضوء، وباب عدد غسل اليدين، والترمذي رقم (48) و (49) في الطهارة، باب ما جاء في وضوء النبي صلى الله عليه وسلم كيف كان، وهو حديث صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (1/110) (876) قال: حدثنا مروان. وعبد الله بن أحمد (1/113) (910) (1/123) (1008) قال: حدثنا إسحاق بن إسماعيل، قال: حدثنا مسهر بن عبد الملك بن سلع، والنسائي في الكبرى (159) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا مسهر بن عبد الملك بن سلع.
كلاهما- مروان، ومسهر- عن عبد الملك بن سلع.
2- وأخرجه أحمد (1/221) (989) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (1/139) (1178) قال: حدثنا محمد بن جعفر. (ح) قال: وحجاج. وأبو داود (113) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثني محمد بن جعفر. والنسائي (1/68) وفي الكبرى (100/161) -كذا - قال: أخبرنا سويد بن نصر، قال: أنبأنا عبد الله وهو ابن المبارك. وفي (1/69) قال: أخبرنا عمرو بن علي وحميد بن مسعدة، عن يزيد، وهو ابن زريع. وفي الكبرى (83) قال: أخبرنا حميد بن مسعدة، عن يزيد، وهو ابن زريع. وفي (162) قال: أخبرنا عمرو بن علي، عن يزيد، وهو ابن زريع.
خمستهم - يحيى، وابن جعفر، وحجاج، وابن المبارك، وابن زريع - عن شعبة، عن مالك بن عرفطة.
3- وأخرجه أحمد (1/123) (1007) قال: حدثنا وكيع. والدارمي (708) قال: أخبرنا أبو نعيم. وعبد الله بن أحمد (1/114) (919) ، (1/124) (1016) قال: حدثنا إسحاق بن إسماعيل، قال: حدثنا وكيع.
كلاهما - وكيع، وأبو نعيم قالا: حدثنا الحسن بن عقبة، أبو كبران.
4- وأخرجه أحمد (1/35ا) (1133) قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا زائدة بن قدامة. وفي (1/2154) (1323) قال: حدثنا عفان أراه عن أبي عوانة والدارمي (707) قال: أخبرنا أبو الوليد الطيالسي، قال: حدثنا زائدة. وأبو داود (111) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا أبو عوانة. وفي (112) قال: حدثنا الحسن بن علي الحلواني، قال: حدثنا الحسين بن علي الجعفي، عن زائدة. وابن ماجة (404) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا شريك. وعبد الله بن أحمد (1/115) (928) و (1/116) (945) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن عمار، قال: حدثنا القاسم الجرمي، عن سفيان. وفي (1/123) (998) قال: حدثني أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا شريك. وفي (1/125) (1027) قال: حدثنا محمد بن جعفر الوركاني، قال: أنبأنا شريك. وفي (1/141) (1197) قال: حدثنا زكريا بن يحيى زحمويه، قال: حدثنا شريك وفي (1/141) (1198) قال: حدثنا أبو بحر، قال: حدثنا أبو عوانة والنسائي (1/67) وفي الكبرى (94) قال: أخبرنا موسى بن عبد الرحمن الكوفي، قال: حدثنا حسين بن علي، عن زائدة. وفي (1/68) وفي الكبرى (77، 167) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا أبو عوانة. وابن خزيمة (147) قال: حدثنا محمد بن أبي صفوان الثقفي، قال: حدثنا عبد الرحمن يعني ابن مهدي، قال: حدثنا زائدة بن قدامة.
أربعتهم - زائدة، وأبو عوانة وشريك وسفيان - عن خالد بن علقمة.
5- وأخرجه الترمذي (49) قال: حدثنا قتيبة وهناد. وعبد الله بن أحمد (1/127) (1047) قال: حدثنا خلف بن هشام البزار.
ثلاثتهم - قتيبة، وهناد، وخلف - قالوا: حدثنا أبو الأحوص، عن أبي إسحاق.
خمستهم - عبد الملك بن سلع، ومالك بن عرفطة، والحسن بن عقبة، وخالد بن علقمة، وأبو إسحاق - عن عبد خير، فذكره.
* الروايات مطولة ومختصرة، وألفاظها متقاربة.
«ومسح على رأسه حتى لما يقطر، وغسل رجليه ثلاثا ثلاثا. ثم قال: هكذا كان وضوء رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.» .
أخرجه أحمد (1/110) (873) قال: حدثنا مروان بن معاوية الفزاري. وأبو داود (114) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو نعيم.
كلاهما - مروان، وأبو نعيم - عن ربيعة بن عتبة الكناني، عن المنهال بن عمرو، عن زر بن حبيش، فذكره.
وعن عبد الرحمن بن أبي ليلى، قال: رأيت عليا رضي الله عنه توضأ.
أخرجه أبو داود (115) قال: حدثنا زياد بن أيوب الطوسي، قال: حدثنا عبيد الله بن موسى، قال: حدثنا فطر، عن أبي فروة، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، فذكره.
وعن أبي حية، قال: رأيت عليا توضأ فغسل كفيه حتى أنقاهما.
أخرجه أحمد (1/120) (971) قال: حدثنا عبد الله بن الوليد، قال: حدثنا سفيان. وفي (1/125) (1025) قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا سفيان. وفي (1/127) (1050) قال: حدثنا وكيع، عن إسرائيل. (ح) وعبد الرزاق، قال: أنبأنا إسرائيل. وفي (1/142) (1204) قال: حدثنا عبد الرزاق، عن سفيان. وفي (1/148) (1272) قال: حدثنا أبو أحمد، قال: حدثنا سفيان. وأبو داود (116) قال: حدثنا مسدد وأبو توبة، قالا: حدثنا أبو الأحوص. (ح) وحدثنا عمرو بن عون، قال: أخبرنا أبو الأحوص. وابن ماجه (436) قال: حدثنا هناد بن السري. قال: حدثنا أبو الأحوص، وفي (456) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو الأحوص. والترمذي (44) قال: حدثنا محمد ابن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان وفي (48) قال: حدثنا هناد وقتيبة، قالا: حدثنا أبو الأحوص. وعبد الله بن أحمد (1/127) (1046) قال: حدثنا خلف بن هشام البزار، قال: حدثنا أبو الأحوص. وفي (1/156) (1344) قال: حدثني محمد بن أبان البلخي، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا سفيان. وفي (1/157) (1349) قال: حدثنا إسحاق بن إسماعيل، قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا إسرائيل. وفي (1/157) (1350) قال: حدثني زهير أبو خيثمة، قال: حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان. وفي (1/157) (1351) قال: حدثني أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو الأحوص. وفي (1/157) (1353) قال: حدثني سعيد بن يحيى بن سعيد القرشي، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا سفيان وفي (1/158) (1359) قال: حدثني عمرو بن محمد ابن بكير الناقد، قال: حدثنا العلاء بن هلال الرقي، قال: حدثنا عبيد الله بن عمرو، عن زيد بن أبي أنيسة. والنسائي (1/70) وفي الكبرى (102) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا أبو الأحوص.
وفي (1/79) وفي الكبرى (160) قال: أخبرنا محمد بن آدم، عن ابن أبي زائدة، قال: حدثني أبي وغيره. وفي (1/87) قال: أخبرنا أبو داود سليمان بن سيف، قال: حدثنا أبو عتاب، قال: حدثنا شعبة.
ستتهم - سفيان، وإسرائيل، وأبو الأحوص، وزيد بن أبي أنيسة، وزكريا بن أبي زائدة، وشعبة - عن أبي إسحاق، عن أبي حية، فذكره.
* أخرجه عبد الله بن أحمد (1/160) (1380) قال: حدثني سفيان بن وكيع بن الجراح، قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن أبي إسحاق، عن أبي حية الوادعي، وعمرو ذي مر. قالا: «أبصرنا عليا توضأ..» الحديث.
وعن أبي مطر، قال: بينا نحن جلوس مع أمير المؤمنين علي في المسجد، على باب الرحبة.
أخرجه أحمد (1/158) (1355) . وعبد بن حميد (95) قالا: حدثنا محمد بن عبيد، قال: حدثنا المختار بن نافع، عن أبي مطر، فذكره.
وعن الحسين بن علي قال: دعاني أبي علي بوضوء.
أخرجه النسائي (1/69) وفي الكبرى (101) قال: أخبرنا إبراهيم بن الحسن المقسمي، قال: أنبأنا حجاج، قال: قال ابن جريج: حدثني شيبة، أن محمد بن علي أخبره، قال: أخبرني أبي علي، أن الحسين بن علي، قال، فذكره.
وعن ابن عباس، قال: دخل عليَّ عليّ بيتي.
أخرجه أحمد (1/82) (625) قال: حدثنا إسماعيل. وأبو داود (117) قال: حدثنا عبد العزيز بن يحيى الحراني، قال: حدثنا محمد يعني ابن سلمة. وابن خزيمة (153) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، قال: حدثنا ابن علية.
كلاهما - إسماعيل بن إبراهيم بن علية، ومحمد بن سلمة - عن محمد بن إسحاق، قال: حدثني محمد ابن طلحة بن يزيد بن ركانة، عن عبيد الله الخولاني، عن ابن عباس، فذكره.
وعن عبد خير، قال: رأيت عليا دعا بماء ليتوضأ.
أخرجه أحمد (1/116) (943) قال: حدثنا إسحاق بن يوسف، عن شريك. وفي (1/120) (970) قال: حدثنا ابن الأشجعي، قال: حدثنا أبي عن سفيان. وابن خزيمة (200) قال: حدثنا أبو يحيى محمد بن عبد الرحيم البزاز، قال: حدثنا إبراهيم بن أبي الليث، قال: حدثنا عبيد الله بن عبيد الرحمن الأشجعي، عن سفيان.
كلاهما - شريك وسفيان - عن السدي، عن عبد خير، فذكره.
وعن النزال بن سبرة، قال: رأيت عليا -رضي الله عنه- صلى الظهر.
أخرجه أحمد (1/78) (583) قال: حدثنا محمد بن فضيل، عن الأعمش وفي (1/123) (1005) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثني شعبة. وفي (1/139) (1173) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (1/139) (1174) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا شعبة. وفي (1/144) (1222) قال: حدثنا يزيد، قال: أنبأنا مسعر. وفي (1/153) (1315) قال: حدثنا بهز، قال: حدثنا شعبة. والبخاري (7/143) قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا مسعر. وفيه (7/143) قال: حدثنا آدم، قال: حدثنا شعبة وأبو داود (3718) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى، عن مسعر بن كدام والترمذي في الشمائل (209) قال: حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء ومحمد بن طريف الكوفي، قالا: أنبأنا ابن الفضيل، عن الأعمش. وعبد الله بن أحمد (1/159) (1366) قال: حدثني أبو خيثمة، وحدثنا إسحاق بن إسماعيل، قالا: حدثنا جرير، عن منصور. وفي (1/159) (1372) قال: حدثنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن عمر، قال: حدثنا ابن فضيل، عن الأعمش. والنسائي (1/84) وفي الكبرى (132) قال: أخبرنا عمرو بن يزيد، قال: حدثنا بهز بن أسد، قال: حدثنا شعبة. وابن خزيمة (16) قال: حدثنا محمد بن بشار بندار، قال: حدثنا محمد يعني ابن جعفر، قال: حدثنا شعبة (ح) وحدثنا يوسف بن موسى، قال: حدثنا جرير، عن منصور بن المعتمر. (ح) وحدثنا يوسف بن موسى، قال: حدثنا الفضل بن دكين وعبيد الله بن موسى، عن مسعر. وفي (202) قال: حدثنا يوسف بن موسى، قال: حدثنا جرير (ح) وحدثنا محمد بن رافع، قال: حدثنا حسين بن علي الجعفي، عن زائدة. كلاهما عن منصور.
أربعتهم - الأعمش، وشعبة، ومسعر، ومنصور - عن عبد الملك بن ميسرة، عن النزال بن سبرة، فذكره.
* حديث شقيق بن سلمة، قال: رأيت عثمان وعليا يتوضآن ثلاثا ثلاثا. ويقولان: هكذا كان وضوء رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
وعن ربعي بن حراش، أن علي بن أبي طالب قام خطيبا في الرحبة.
أخرجه عبد الله بن أحمد (1/101) (797) قال: حدثنا أبو عبيدة بن فضيل بن عياض، وقال لي: هو اسمي وكنيتي، قال: حدثنا مالك بن سعير، يعني بن الخمس، قال: حدثنا فرات بن أحنف، قال: حدثنا أبي، عن ربعي بن حراش، فذكره.(7/149)
5143 - (خ م د س) عثمان بن عفان - رضي الله عنه - قال حُمْرَانُ مولى عثمان: «إن عثمان دعا بإناء، فأفرغ على كَفَّيه ثلاث مرار، فغلسهما، ثم أدخل يمينه في الإناء، فمَضْمَضَ، واسْتنْشق، ثم غسل وجهه ثلاثاً، ويديه إلى المرفقين ثلاثَ مِرَار، ثم مسح برأسه، ثم غسل رِجْلَيه ثلاثَ مِرَار إلى الكعبين، ثم قال: رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- توضَّأ نحو وضوئي هذا، ثم قال: من توضأ نحو وضوئي هذا، ثم صلَّى ركعتين لا يُحدِّثُ فيهما نفسه، غُفِرَ له ما تقدَّم من ذَنْبِهِ» أخرجه البخاري ومسلم. [ص:155]
ولهما روايات تتضمَّن فضلَ الوضوءِ بغيرِ تفصيل الوضوءِ تجيءُ في «كتاب الفضائل» من حرف الفاء.
وفي رواية لمسلم: «أن عثمانَ توضأ بالمقاعد، فقال: ألا أُرِيكم وضوءَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-؟ ثم توضَّأ ثلاثاً ثلاثاً» .
زاد في رواية: «وعنده رجال من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم-» .
وفي رواية أبي داود مثله، إلا أنه قال: «وغَسَلَ يده اليمنى إلى المرفق ثلاثاً، ثم اليسرى مثل ذلك» .
وله في أخرى قال: «رأيتُ عثمانَ توضَّأ ... فذكر نحوه، ولم يَذْكُر المضمضمة والاستنشاق، وقال فيه: ومسحَ رَأسَهُ ثلاثاً، ثم غسل رِجْلَيه ثلاثاً، ثم قال: رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- توضأ هكذا، وقال: من توضَّأ دون هذا كفاه، ولم يذكر أمْرَ الصلاة» .
وله في أخرى عن ابن أبي مُلَيْكَةَ قال: «رأيتُ عثمانَ بنَ عفَّانَ، يُسألُ عن الوضوء، فدعا بماء، فأُتِيَ بِميضَأة، فأصغَى على يده اليمنى، ثم أدخلها في الماء، فتمضمض ثلاثاً، واستنثر ثلاثاً، وغسل وجهه ثلاثاً، ثم غسل يده اليمنى ثلاثاً، وغسل يده اليسرى ثلاثاً، ثم أدخل يده فأخذ ماء، فمسح برأسه وأُذُنيه، فغسل بطونهما وظهورَهما مرة واحدة، ثم غسل رِجْلَيه، ثم قال: أين السائلون عن الوضوء؟ هكذا رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يتوضأ» . [ص:156]
وله في أخرى عن أبي علقمةَ: «أن عثمانَ بنَ عفَّانَ دعا بماء، فتوضأ، فأفرغ بيده اليمنى على [يده] اليسرى، ثم غسلهما إلى الكُوعين، قال: ثم مضمض واستنشق ثلاثاً، قال: ومسح برأسه، ثم غسل رِجْلَيه، وقال: رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يتوضأُ مثل ما رأيتموني توضأتُ ... ثم ساق الحديث» .
وله في أخرى عن شقيق بن سلمةَ قال: «رأيتُ عثمانَ بن عفَّانَ غَسل ذِرَاعَيْه بالماءِ ثلاثاً ثلاثاً، ومسح رأسه ثلاثاً، ثم قال: رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يفعل هذا» .
وفي رواية النسائي عن حُمْرَانَ مثل الرواية الأولى، إلا أنه قال: «ثم غَسلَ كلَّ رِجْل من رِجْلَيه ثلاثَ مرات» .
وله في أخرى مثل رواية أبي داود، وقال فيها: «واستنشق ... وقال: ثم غسل قدمه اليمنى ثلاثاً، ثم اليسرى مثل ذلك» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 1 / 233 في الوضوء، باب المضمضة في الوضوء، وباب الوضوء ثلاثاً ثلاثاً، وفي الصوم، باب السواك الرطب واليابس للصائم، وفي الرقاق، باب قول الله تعالى: {يا أيها الناس إن وعد الله حق} ، ومسلم رقم (226) في الطهارة، باب صفة الوضوء وكماله، وأبو داود رقم (106) و (107) و (108) و (109) و (110) في الطهارة، باب صفة وضوء النبي صلى الله عليه وسلم، والنسائي 1 / 64 و 65 في الطهارة، باب المضمضة والاستنشاق، وباب بأي اليدين يتمضمض.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: عن عطاء بن أبي رباح، عن عثمان، قال: «رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- توضأ، فغسل وجهه ثلاثا ويديه ثلاثا، وغسل ذراعيه ثلاثا ثلاثا، ومسح برأسه، وغسل رجليه غسلا.» .
أخرجه أحمد (2/348) قال: حدثنا عفان قال: حدثنا همام، قال: حدثنا ابن جريج. وابن ماجة (435) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عباد بن العوام، عن حجاج. وعبد الله بن أحمد (1/66) (472) قال: حدثني محمد بن أبي بكر المقدمي، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن الحجاج. وفي (1/72) (527) قال: حدثني محمد بن أبي بكر المقدمي وأبو الربيع الزهراني، قالا: حدثنا حماد بن زيد، عن الحجاج.
كلاهما- ابن جريج، وحجاج بن أرطاة - عن عطاء، فذكره.
* رواية عباد بن العوام، عن حجاج: «رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- توضأ فمسح رأسه مرة» .
وعن محمد بن عبد الله بن أبي مريم، قال: دخلت على ابن دارة مولى عثمان، قال: فسمعني أمضمض. قال: فقال: يا محمد. قال: قلت: لبيك، قال: ألا أخبرك عن وضوء رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ قال: رأيت عثمان رضي الله عنه وهو بالمقاعد، دعا بوضوء، فمضمض ثلاثا، واستنشق ثلاثا، وغسل وجهه ثلاثا، وذراعيه ثلاثا ومسح برأسه ثلاثا، وغسل قدميه، ثم قال: «من أحب أن ينظر إلى وضوء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فهذا وضوء رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.» .
أخرجه أحمد (1/61) (436) قال: حدثنا صفوان بن عيسى، عن محمد بن عبد الله بن أبي مريم، فذكره.
وعن رجل من الأنصار، عن أبيه، قال: كنت قائما عند عثمان بن عفان، رضي الله عنه، فقال:
» ألا أنبئكم كيف كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يتوضأ؟ قلنا بلى. فدعا بماء فغسل وجهه ثلاثا، ومضمض واستنشق ثلاثا، ثم غسل يديه إلى مرفقيه ثلاثا، ثم مسح برأسه وأذنيه وغسل رجليه ثلاثا، ثم قال: هكذا كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يتوضأ «.
أخرجه أحمد (1/60) (429) قال: حدثنا يزيد بن هارون. وعبد الله بن أحمد (1/74) (554) قال: حدثني وهب بن بقية الواسطي، قال: أنبأنا خالد، يعني ابن عبد الله.
كلاهما - يزيد، وخالد - عن الجريري، عن عروة بن قبيصة، عن رجل من الأنصار، فذكره.
وعن ابن أبي مليكة، قال: رأيت عثمان بن عفان سئل عن الوضوء.
أخرجه أبو داود (108) قال: حدثنا محمد بن داود الإسكندراني، قال: حدثنا زياد بن يونس، قال: حدثني سعيد بن زياد المؤذن، عن عثمان بن عبد الرحمن التيمي، قال: سئل ابن أبي مليكة عن الوضوء، فذكره.
وعن شقيق بن سلمة، قال: رأيت عثمان وعليا يتوضآن ثلاثا ثلاثا، ويقولان: هكذا كان وضوء رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
أخرجه ابن ماجة (413) قال: حدثنا محمود بن خالد الدمشقي، قال: حدثنا الوليد بن مسلم الدمشقي، عن ابن ثوبان، عن عبدة بن أبي لبابة، عن شقيق بن سلمة، فذكره.
وعن شقيق بن سلمة، عن عثمان بن عفان أنه توضأ فغسل وجهه ثلاثا.
أخرجه أحمد (1/57) (403) قال: حدثنا وكيع. والدارمي (710، 714) قال: أخبرنا مالك بن إسماعيل. وأبو داود (110) قال: حدثنا هارون بن عبد الله قال: حدثنا يحيى بن آدم. وابن ماجة (430) قال: حدثنا محمد بن أبي خالد القزويني. قال: حدثنا عبد الرزاق. والترمذي (31) قال: حدثنا يحيى بن موسى قال: حدثنا عبد الرزاق وابن خزيمة (151) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، قال: حدثنا خلف بن الوليد. وفي (152) قال: حدثنا إسحاق بن منصور، قال: أخبرنا عبد الرحمن يعني ابن مهدي. وفي (167) قال: حدثنا محمد بن الوليد، قال: حدثنا أبو عامر.
سبعتهم - وكيع، ومالك، ويحيى، وعبد الرزاق، وخلف، وعبد الرحمن، وأبو عامر - عن إسرائيل، عن عامر، وهو ابن شقيق بن جمرة الأسدي، عن أبي وائل شقيق بن سلمة، فذكره.
* رواية وكيع: «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- توضأ ثلاثا ثلاثا» .
* رواية عبد الرزاق مختصرة على: «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- توضأ فخلل لحيته.» .
وعن أبي أنس: أن عثمان، رضي الله عنه، توضأ بالمقاعد ثلاثا ثلاثا، وعنده رجال من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: أليس هكذا رأيتم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يتوضأ؟ قالوا: نعم.
أخرجه أحمد (1/57) (404) ومسلم (1/142) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد وأبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب.
أربعتهم - أحمد، وقتيبة، وأبو بكر، وزهير - قالوا: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان، عن أبي النضر، عن أبي أنس، فذكره.
وعن بسر بن سعيد، قال: أتى عثمان المقاعد ...
أخرجه أحمد (1/67) (487) قال: حدثنا ابن الأشجعي، قال: حدثنا أبي. وفي (1/67) (488) قال: حدثنا عبد الله بن الوليد.
كلاهما - عبيد الله بن عبيد الرحمن الأشجعي، وعبد الله - عن سفيان الثوري، عن سالم أبي النضر، عن بسر بن سعيد، فذكره.
وعن حمران مولى عثمان، أنه رأى عثمان بن عفان دعا بإناء فأفرغ.
1- أخرجه أحمد (1/59) (418) قال: حدثنا أبو كامل، قال: حدثنا إبراهيم يعني ابن سعد. وفي (1/59) (419) قال: حدثنا إبراهيم بن نصر الترمذي، قال: حدثنا إبراهيم بن سعد. وفي (1/59) (421) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أنبأنا معمر. وفي (1/60) (428) قال: حدثنا محمد بن بكر، قال: أخبرنا ابن جريج. والدارمي (699) قال: أخبرنا نصر بن علي الجهضمي، قال: حدثنا عبد الأعلى عن معمر. والبخاري (1/51) قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله الأويسي، قال: حدثني إبراهيم بن سعد. وفي (1/52) قال: حدثنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب. وفي (3/40) قال: حدثنا عبدان، قال: أخبرنا عبد الله، قال: أخبرنا معمر. ومسلم (1/141) قال: حدثني أبو الطاهر أحمد بن عمرو بن عبد الله بن عمرو بن سرح، وحرملة بن يحيى التجيبي قالا: أخبرنا ابن وهب، عن يونس. (ح) وحدثني زهير بن حرب، قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا أبي وأبو داود (106) قال: حدثنا الحسن بن علي الحلواني، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. والنسائي (1/64) وفي الكبرى (103) قال: أخبرنا سويد بن نصر، قال: أنبأنا عبد الله، عن معمر. وفي (1/65) وفي الكبرى (91) قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن المغيرة الحمصي، قال: حدثنا عثمان وهو ابن سعيد بن كثير بن دينار الحمصي، عن شعيب، وهو ابن أبي حمزة. وفي (1/80) قال: أخبرنا أحمد بن عمرو بن السرح والحارث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع، عن ابن وهب، عن يونس. وابن خزيمة (3) قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى الصدفي، قال: حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس. (ح) وأخبرني محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، أن ابن وهب أخبرهم قال: أخبرني يونس. وفي (158) قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى الصدفي، قال: حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس.
خمستهم - إبراهيم بن سعد، ومعمر، وابن جريج، وشعيب، ويونس - عن ابن شهاب الزهري، عن عطاء بن يزيد الليثي، عن حمران، فذكره.
وعن حمران. قال: رأيت عثمان بن عفان توضأ فذكر نحوه، يعني نحو الحديث السابق، ولم يذكر المضمضة والاستنشاق، وقال فيه: ومسح رأسه ثلاثا، ثم غسل رجليه ثلاثا.
ثم قال: «رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- توضأ هكذا. وقال: من توضأ دون هذا كفاه» . ولم يذكر أمر الصلاة.
أخرجه أبو داود (107) قال: حدثنا محمد بن المثنى. قال: حدثنا الضحاك بن مخلد قال: حدثنا عبد الرحمن بن وردان، قال: حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن. قال: حدثني حمران، فذكره.
وعن أبي علقمة، أن عثمان دعا بماء فتوضأ فأفرغ بيده اليمنى على اليسرى ثم غسلهما إلى الكوعين، قال: ثم مضمض واستنشق ثلاثا، وذكر الوضوء ثلاثا، قال: ومسح برأسه، ثم غسل رجليه، وقال: رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- توضأ مثل ما رأيتموني توضأت.
ثم ساق نحو حديث الزهري وأتم. يعني الحديث السابق.
هكذا قال أبو داود ولم يسق متن الحديث.
أخرجه أبو داود (109) قال: حدثنا إبراهيم بن موسى قال: أخبرنا عيسى، قال: أخبرنا عبيد الله يعني ابن أبي زياد، عن عبد الله بن عبيد بن عمير، عن أبي علقمة، فذكره.
وعن حمران بن أبان، مولى عثمان بن عفان، رضي الله عنه. قال: رأيت عثمان بن عفان، رضي الله عنه، دعا بوضوء.
أخرجه أحمد (1/68) (489) قال: حدثنا يعقوب. قال: حدثنا أبي، عن ابن إسحاق. قال: حدثني محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، عن معاذ بن عبد الرحمن التيمي، عن حمران بن أبان مولى عثمان ابن عفان، فذكره.
وعن حمران بن أبان. قال: أتيت عثمان بطهور، وهو جالس على المقاعد.
* وفي رواية يزيد بن أبي حبيب عن عبد الله بن أبي سلمة ونافع بن جبير: «من توضأ فأسبغ الوضوء ثم مشى إلى صلاة مكتوبة، فصلاها، غفر له ذنبه.» مختصرا.
* وفي رواية الحكيم بن عبد الله عنهما: «من توضأ للصلاة فأسبغ الوضوء، ثم مشى إلى الصلاة المكتوبة، فصلاها مع الناس، أو مع الجماعة، أو في المسجد، غفر الله له ذنوبه.» .
1- أخرجه أحمد (1/64) (459) قال: حدثنا حسن بن موسى، قال: حدثنا شيبان، عن يحيى، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي. وفي (1/67) (483) قال: حدثنا حجاج، ويونس قالا: حدثنا ليث، قال حجاج: حدثني يزيد بن أبي حبيب، عن عبد الله بن أبي سلمة، ونافع بن جبير بن مطعم. وفي (1/67) (483) قال: حدثنا شيبان، عن يحيى، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي. وفي (1/71) (516) قال: حدثنا يونس، قال: حدثنا ليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عبد الله، يعني ابن أبي سلمة، ونافع بن جبير بن مطعم. والبخاري (8/114) قال: حدثنا سعد بن حفص، قال: حدثنا شيبان، عن يحيى، عن محمد بن إبراهيم القرشي. ومسلم (1/143) قال: وحدثني أبو الطاهر، ويونس بن عبد الأعلى، قالا: أخبرنا عبد الله بن وهب، عن عمرو بن الحارث، أن الحكيم بن عبد الله القرشي، حدثه أن نافع بن جبير، وعبد الله بن أبي سلمة حدثاه. والنسائي (2/111) وفي الكبرى (840) قال: أخبرنا سليمان بن داود، عن ابن وهب، قال: أخبرني عمرو بن الحارث، أن الحكيم بن عبد الله القرشي، حدثه أن نافع بن جبير، وعبد الله بن أبي سلمة حدثاه. وفي الكبرى (172) قال: أخبرنا إسحاق بن منصور، قال: أخبرنا عبيد الله، عن شيبان، عن يحيى بن أبي كثير، عن محمد بن إبراهيم.
ثلاثتهم - محمد بن إبراهيم، وعبد الله بن أبي سلمة، ونافع بن جبير - عن معاذ بن عبد الرحمن التيمي.
2- وأخرجه أحمد (1/66) (478) قال: حدثنا أبو المغيرة. وابن ماجة (285) قال: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم، قال: حدثنا الوليد بن مسلم. والنسائي في الكبرى (173) قال: أخبرنا محمود بن خالد، قال: حدثنا الوليد.
كلاهما - أبو المغيرة، والوليد - قالا: حدثنا الأوزاعي، قال: حدثنا يحيى بن أبي كثير، قال: حدثني محمد بن إبراهيم، قال: حدثني شقيق بن سلمة.
3- وأخرجه ابن ماجة (285) قال: حدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا عبد الحميد بن حبيب، قال: حدثنا الأوزاعي، قال: حدثني يحيى، قال: حدثني محمد بن إبراهيم، قال: حدثني عيسى بن طلحة.
ثلاثتهم - معاذ، وشقيق أبو وائل، وعيسى - عن حمران، فذكره.
وعن حمران مولى عثمان. قال: توضأ عثمان بن عفان يوما وضوءا حسنا.
أخرجه مسلم (1/143) قال: حدثنا هارون بن سعيد الأيلي. قال: حدثنا ابن وهب. قال: وأخبرني مخرمة بن بكير، عن أبيه، عن حمران مولى عثمان، فذكره.
وعن حمران مولى عثمان، قال: سمعت عثمان بن عفان وهو بفناء المسجد فجاءه المؤذن عند العصر
1- أخرجه مالك في الموطأ صفحة (45) . والحميدي (35) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (1/57) (400) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. ومسلم (1/141) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، وعثمان بن محمد بن أبي شيبة، وإسحاق بن إبراهيم الحنظلي واللفظ لقتيبة، قال إسحاق: أخبرنا وقال الآخران: حدثنا جرير. وفي (1/142) قال: حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا أبو أسامة. (ح) وحدثنا زهير بن حرب. وأبو كريب، قالا: حدثنا وكيع. (ح) وحدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان. والنسائي (1/91) وفي الكبرى (171) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، عن مالك. وابن خزيمة (2) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد القطان. (ح) وحدثنا محمد بن العلاء بن كريب، قال: حدثنا أبو أسامة. (ح) وحدثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي، قال: حدثنا سفيان.
ستتهم - مالك، وسفيان، ويحيى بن سعيد، وجرير، وأبو أسامة، ووكيع - عن هشام بن عروة.
2- وأخرجه البخاري (1/51) قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله الأويسي. ومسلم (1/142) قال: حدثنا زهير بن حرب، قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم.
كلاهما - عبد العزيز، ويعقوب - عن إبراهيم بن سعد، قال: قال صالح بن كيسان، قال: قال ابن شهاب.
كلاهما- هشام، وابن شهاب - عن عروة، أن حمران أخبره، فذكره.
وعن حمران، مولى عثمان، رضي الله عنه، أن عثمان توضأ بالمقاعد فغسل ثلاثا ثلاثا.
أخرجه أحمد (1/68) (493) قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن هشام عن أبيه، عن حمران مولى عثمان، فذكره.
وعن حمران، عن عثمان بن عفان. قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من توضأ فأحسن الوضوء، خرجت خطاياه من جسده، حتى تخرج من تحت أظفاره.» .
أخرجه أحمد (1/66) (476) قال: حدثنا عفان. ومسلم (1/149) قال: حدثنا محمد بن معمر بن ربعي القيسي. قال: حدثنا أبو هشام المخزومي.
كلاهما - عفان، والمغيرة بن سلمة أبو هشام - عن عبد الواحد بن زياد. قال: حدثنا عثمان بن حكيم. قال: حدثنا محمد بن المنكدر، عن حمران، فذكره.
وعن حمران مولى عثمان. قال: أتيت عثمان بن عفان بوضوء، فتوضأ.
أخرجه مسلم (1/142) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد وأحمد بن عبدة الضبي. قالا: حدثنا عبد العزيز، وهو الدراوردي، عن زيد بن أسلم، عن حمران مولى عثمان، فذكره.
وعن حمران بن أبان، عن عثمان بن عفان رضي الله عنه، أنه دعا بماء فتوضأ ومضمض واستنشق.
أخرجه أحمد (1/58) (415) قال: حدثنا محمد بن جعفر. وعبد الله بن أحمد (1/74) (553) قال: حدثني العباس بن الوليد النرسي. قال: حدثنا يزيد بن زريع.
كلاهما - محمد بن جعفر، ويزيد - قالا: حدثنا سعيد، عن قتادة عن مسلم بن يسار، عن حمران بن أبان، فذكره.
وعن حمران بن أبان. قال: كنا عند عثمان بن عفان، رضي الله عنه، فدعا بماء، فتوضأ.
أخرجه أحمد (1/61) (430) قال: حدثنا إسحاق بن يوسف. قال: حدثنا عوف الأعرابي، عن معبد الجهني، عن حمران بن أبان، فذكره.
وعن حمران بن أبان، قال: كنت أضع لعثمان طهوره، فما أتى عليه يوم إلا وهو يفيض عليه نطفة. وقال عثمان.
1- أخرجه أحمد (1/57) (406) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. وفي (1/66) (473) قال: حدثنا هاشم. وفي (1/69) (503) قال: حدثنا محمد بن جعفر. ومسلم (1/143) قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ، قال: حدثنا أبي (ح) وحدثنا محمد بن المثنى وابن بشار قالا: حدثنا محمد بن جعفر. وابن ماجه (459) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر. والنسائي (1/91) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا خالد.
خمستهم - عبد الرحمن بن مهدي، وهاشم، ومحمد بن جعفر، ومعاذ وخالد بن الحارث - عن شعبة.
2- وأخرجه مسلم (1/143) قال: حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء وإسحاق بن إبراهيم جميعا عن وكيع، قال أبو كريب: حدثنا وكيع، عن مسعر.
كلاهما - شعبة، ومسعر - عن جامع بن شداد أبي صخرة، قال: سمعت حمران بن أبان، فذكره.
* رواية شعبة: «من أتم الوضوء كما أمره الله عز وجل، فالصلوات المكتوبات كفارات لما بينهن» .
وعن حمران، قال: كان عثمان، رضي الله عنه، يغتسل كل يوم مرة من منذ أسلم.
أخرجه أحمد (1/67) (484) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا أبو عوانة، عن عاصم، عن المسيب، عن موسى بن طلحة، عن حمران، فذكره.
وعن عمرو بن سعيد بن العاص، قال: كنت عند عثمان فدعا بطهور. فقال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «ما من امرئ مسلم تحضره صلاة مكتوبة، فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها، إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب، ما لم يؤت كبيرة وذلك الدهر كله.» .
أخرجه مسلم (1/142) قال: حدثنا عبد بن حميد وحجاج بن الشاعر.
كلاهما - عن أبي الوليد قال عبد: حدثني أبو الوليد -، قال: حدثنا إسحاق بن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص، قال: حدثني أبي، عن أبيه، فذكره.
وعن الحارث مولى عثمان، قال: جلس عثمان يوما، وجلسنا معه، فجاءه المؤذن، فدعا بماء في إناء أظنه سيكون فيه مد فتوضأ. ثم قال:
«رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يتوضأ وضوئي هذا ثم قال: ومن توضأ وضوئي، ثم قام فصلى صلاة الظهر، غفر له ما كان بينها وبين الصبح، ثم صلى العصر غفر له ما بينها وبين صلاة الظهر، ثم صلى المغرب، غفر له ما بينها وبين صلاة العصر، ثم صلى العشاء غفر له ما بينها وبين صلاة المغرب، ثم لعله أن يبيت يتمرغ ليلته، ثم إن قام فتوضأ وصلى الصبح غفر له ما بينها وبين صلاة العشاء، وهن الحسنات يذهبن السيئات.
قالوا: هذه الحسنات، فما الباقيات يا عثمان؟ قال: هن لا إله إلا الله، وسبحان الله، والحمد لله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
أخرجه أحمد (1/71) (513) قال: حدثنا أبو عبد الرحمن المقرئ، قال: حدثنا حيوة، قال: أنبأنا أبو عقيل. أنه سمع الحارث مولى عثمان، فذكره.
وعن رجل من أهل المدينة، أن المؤذن أذن لصلاة العصر. قال فدعا عثمان، رضي الله عنه، بطهور، فتطهر قال: ثم قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول:
«من تطهر كما أمر، وصلى كما أمر، كفرت عنه ذنوبه.» .
فاستشهد على ذلك أربعة من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: فشهدوا له بذلك على النبي -صلى الله عليه وسلم-.
أخرجه أحمد (1/67) (486) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا أبو عوانة، عن إبراهيم بن المهاجر، عن عكرمة بن خالد، قال: حدثني رجل من أهل المدينة، فذكره.
وعن زيد بن خالد الجهني، أنه سأل عثمان بن عفان.(7/154)
5144 - (خ م ط د س ت) عبد الله بن زيد بن عاصم الأنصاري [ص:157] رضي الله عنه - قيل له: «توضأ لنا وضوء رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فدعا بإناء، فأكَفَأ منه على يديه، فغسلهما ثلاثاً، ثم أدخل يده فاسْتَخْرَجها، فغسل وجهه ثلاثاً، ثم أدخل يده فاستخرجها، فغسل يديه إلى المرفقين مرتين، ثم أدخل يده فاستخرجها، فمسح برأسه، فأقْبل بيديه وأدْبَر، ثم غسل رِجْلَيه إلى الكعبين، ثم قال: هكذا كان وضوءُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-» .
وفي رواية «فأقبلَ بهما وأدبر، بدأ بمقدَّم رأسه، ثم ذهب بهما إلى قَفاه ثم رَدَّهما حتى رجعَ إلى المكان الذي بدأ منه» .
وفي رواية قال: «أتَى رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فأخرجنا له ماء في تَوْر من صفْر، فتوضأ، فغسل وجهه ثلاثاً، ويديه مرتين مرتين، ومسح برأسه، فأقبل به وأدبر، وغَسلَ رِجْلَيْه» أخرجه البخاري ومسلم.
وفي رواية للبخاري: «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- توضأ مرتين مرتين» .
ولمسلم «أنه رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- توضأ فمضمض، ثم استنثر، ثم غسل وجهه ثلاثاً، ويده اليمنى [ثلاثاً] ، والأخرى ثلاثاً، ومسح رأسه بماء غيرِ فضلِ يديه، وغسل رِجْلَيْه حتى أنقاهما» .
وفي رواية «الموطأ» قال: قال له يحيى المازني: هل تستطيعُ أن تُرِيَني كيف كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- يتوضأ؟ قال: «نعم، فدعا بوَضُوء، فأفْرَغ على يديه، فغسل يديه مرتين مرتين، ثم مضمض واستنثر ثلاثاً، ثم غسل وجهه ثلاثاً، ثم غسل يديه مرتين مرتين إلى الْمِرْفَقين، ثم مسح رأسه بيديه، فأقْبَلَ بهما [ص:158] وأدْبَر، بدأ بمُقدَّم رأسه، ثم ذهب بهما إلى قفاه، ثم ردَّهما حتى رجع إلى المكان الذي بدأ منه، ثم غسل رِجْلَيه» .
وفي رواية أبي داود مثل «الموطأ» إلا أنه قال: «فأفْرغَ على يديه فغسلَ يديه، ثم تمضمض واستنثر ثلاثاً ... الحديث» .
وله في أخرى بهذا الحديث، قال: «فمضمض واستنشق من كفٍّ واحدة، يفعل ذلك ثلاثاً ... ثم ذكر نحوه» .
وله في أخرى «أنه رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ... فذكر وضوءه، قال: ومسح رأسه بماء غيرِ فَضْل يديه، وغسل رِجْلَيه حتى أنْقاهُما» .
وأخرج النسائي رواية «الموطأ» .
وفي رواية الترمذي «أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- مسح رأسه بيديه، فأقْبل بهما وأدْبر، بدأ بمقدَّم رأسه، ثم ذهب بهما إلى قفاه، ثم ردَّهما حتى رجع إلى المكان الذي بدأ منه، ثم غسل رِجْلَيه» .
وله في أخرى «أنه رأى النبي - صلى الله عليه وسلم- توضأ، وأنه مسح رأسَه بماء غيرِ فضل يديه، وفي أخرى: بما غَبَرَ فضل يديه» قال الترمذي: والأول أصح.
وله في أخرى: «أن النبي - صلى الله عليه وسلم- توضأ فغسل وجهه ثلاثاً، وغسل يديه مرتين مرتين، ومسح برأسه، وغسل رجليه» . [ص:159]
وللنسائي في أخرى «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- توضأ فغسل وجهه ثلاثاً، وغسل يديه مرتين، وغسل رِجْلَيْه مرتين، ومسح برأسه مرتين» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الكوعين) الكُوع: مَفْصِل ما بين الزَّنْد والكفّ.
(غَبَرَ) الغابر: الباقي.
__________
(1) رواه البخاري 1 / 226 في الوضوء، باب الوضوء مرة مرة، وباب مسح الرأس كله، ومسلم رقم (235) و (236) في الطهارة، باب في وضوء النبي صلى الله عليه وسلم، والموطأ 1 / 18 في الطهارة، باب العمل في الوضوء، وأبو داود رقم (118) و (119) و (120) في الطهارة، باب صفة وضوء النبي صلى الله عليه وسلم، والترمذي رقم (35) و (47) في الطهارة، باب ما جاء أنه يأخذ لرأسه ماء جديداً، وباب ما جاء فيمن يتوضأ بعض وضوئه مرتين وبعضه ثلاثاً، والنسائي 1 / 71 و 72 في الطهارة، باب حد الغسل، وباب صفة مسح الرأس، وباب عدد مسح الرأس.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: عن يحيى بن عمارة، أنه قال لعبد الله بن زيد بن عاصم: هل تستطيع أن تريني كيف كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يتوضأ؟
* هذا لفظ مالك. وفي رواية سفيان:
«فدعا بوضوء، فأفرغ على يده اليمنى، فغسل يديه مرتين..» ثم ذكر نحوا من رواية مالك.
* وفي رواية خالد بن عبد الله: « ... فدعا بإناء فأكفأ منها على يديه، فغسلهما ثلاثا، ثم أدخل يده، فاستخرجها، فمضمض واستنشق من كف واحدة. ففعل ذلك ثلاثا..» الحديث وفيه «ثم غسل رجليه إلى الكعبين» .
* وفي رواية وهيب: «ثم أدخل يده، فمسح رأسه، فأقبل بهما وأدبر مرة واحدة، ثم غسل رجليه إلى الكعبين.»
1- أخرجه مالك الموطأ (38) وأحمد (4/38) قال: قرأت على عبد الرحمن بن مهدي. وفي (4/39) قال: حدثنا عبد الرزاق. وفي (4/39) قال: حدثنا عثمان بن عمر. والبخاري (1/58) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. ومسلم (1/145) قال: حدثني إسحاق بن موسى الأنصاري، قال: حدثنا معن. وأبو داود (118) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة وبن ماجة (434) قال: حدثنا الربيع بن سليمان، وحرملة بن يحيى، قالا: أخبرنا محمد بن إدريس الشافعي. والترمذي (32) قال: حدثنا إسحاق بن موسى الأنصاري، قال: حدثنا معن بن عيسى القزاز. والنسائي (1/71) قال: أخبرنا محمد بن سلمة، والحارث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع: عن ابن القاسم. وفي (1/71) وفي الكبرى (104) قال: أخبرنا عتبة بن عبد الله. وابن خزيمة (155) قال: حدثنا محمد بن رافع، قال: حدثنا عبد الرزاق وفي (157) قال: حدثنا محمد بن رافع، قال حدثنا إسحاق بن عيسى، وفي (173) قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا عبد الله بن وهب.
جميعهم - ابن مهدي، وعبد الرزاق، وعثمان بن عمر، وعبد الله بن يوسف، ومعن بن عيسى، وعبد الله بن مسلمة، والشافعي، وابن القاسم، وعتبة بن عبد الله، وإسحاق بن عيسى، وعبد الله بن وهب - عن مالك بن أنس.
2- وأخرجه الحميدي (417) . وأحمد (4/40) والترمذي (47) قال: حدثنا محمد بن أبي عمر، والنسائي (1/72) ، وفي الكبرى (86، 169) قال: أخبرنا محمد بن منصور. وابن خزيمة (156) قال: حدثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي وفي (172) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء.
ستتهم - الحميدي، وأحمد بن حنبل، وابن أبي عمر، ومحمد بن منصور، وسعيد بن عبد الرحمن، وعبد الجبار بن العلاء - قالوا: حدثنا سفيان بن عيينة.
3- وأخرجه أحمد (4/39) قال: حدثنا هشام بن سعيد. وفي (4/39، 42) قال: حدثنا خلف بن الوليد. والبخاري (1/59) قال: حدثنا مسدد. ومسلم (1/145) قال: حدثني محمد بن الصباح. وأبو داود (119) قال: حدثنا مسدد. وابن ماجة (405) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا أبو الحسين العكلي.
والترمذي (28) قال: حدثنا يحيى بن موسى، قال: حدثنا إبراهيم بن موسى الرازي.
ستتهم - هشام، وخلف، ومسدد، ومحمد بن الصباح، وأبو الحسين، وإبراهيم بن موسى - عن خالد بن عبد الله.
4- وأخرجه أحمد (4/40) قال: حدثنا هاشم بن القاسم. والدارمي (701) قال: أخبرنا يحيى. والبخاري (1/60) قال: حدثنا أحمد بن يونس. وأبو داود (100) قال: حدثنا الحسن بن علي، قال: حدثنا أبو الوليد، وسهل بن حماد. وابن ماجة (471) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أحمد بن عبد الله.
خمستهم - هاشم، ويحيى، وأحمد بن عبد الله بن يونس، وأبو الوليد، وسهل - عن عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون.
5- وأخرجه الدارمي (700) قال: حدثنا يحيى بن حسان، قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد، وخالد بن عبد الله.
6- وأخرجه البخاري (1/58، 60) قال: حدثنا موسى. وفي (1/59) قال: حدثنا سليمان بن حرب. ومسلم (1/145) قال: حدثنا عبد الرحمن بن بشر العبدي، قال: حدثنا بهز.
ثلاثتهم - موسى، وسليمان، وبهز - قالوا: حدثنا وهيب.
7- وأخرجه البخاري (1/61) ومسلم (1/145) قال: حدثني القاسم بن زكريا.
كلاهما - البخاري، والقاسم - قالا: حدثنا خالد بن مخلد، عن سليمان هو ابن بلال.
سبعتهم - مالك، وابن عيينة، وخالد وعبد العزيز الماجشون، وعبد العزيز بن محمد الدراوردي، ووهيب، وسليمان - عن عمرو بن يحيى، عن أبيه، فذكره.
* رواية أحمد بن يونس، وأبي الوليد، وسهل بن حماد، عن عبد العزيز الماجشون، مختصرة على: «أتانا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فأخرجنا له ماء في تور من صفر، فتوضأ به.» .
* قال أحمد بن حنبل عقب حديث سفيان، قال سفيان: حدثنا يحيى بن سعيد، عن عمرو بن يحيى منذ أربع وسبعين سنة. وسألته بعد ذلك بقليل وكان يحيى أكبر منه قال سفيان: سمعت منه ثلاثة أحاديث فغسل يديه مرتين، ووجهه ثلاثا، ومسح برأسه مرتين.
* قال أحمد بن حنبل: سمعته من سفيان ثلاث مرات يقول: غسل رجليه مرتين. وقال مرة: مسح برأسه مرة. وقال مرتين: مسح برأسه مرتين.
وعن عباد بن تميم، عن عبد الله بن زيد، «أن النبي -صلى الله عليه وسلم- توضأ مرتين. مرتين.» .
أخرجه أحمد (4/41) قال: حدثنا يونس، وسريج. والبخاري (1/51) قال: حدثنا حسين بن عيسى، قال: حدثنا يونس بن محمد وابن خزيمة (170) قال: حدثنا محمد بن إبراهيم الصوري بالفسطاط، قال: حدثنا سريج بن النعمان. (ح) وحدثنا أحمد بن الأزهر وكتبته من أصله قال: حدثنا يونس بن محمد.
كلاهما - يونس، وسريج - عن فليح بن سليمان، عن عبد الله بن أبي بكر بن عمرو بن حزم، عن عباد بن تميم، فذكره.
وعن واسع، أنه سمع عبد الله بن زيد بن عاصم المازني يذكر:
«أنه رأى رسول الله، -صلى الله عليه وسلم-، توضأ، فمضمض ثم استنثر، ثم غسل وجهه ثلاثا، ويده اليمنى ثلاثا، والأخرى ثلاثا، ومسح برأسه بماء غير فضل يده، وغسل رجليه حتى أنقاهما.» .
1- أخرجه أحمد (4/39، 4/40) قال: حدثنا موسى بن داود. وفي (4/41) قال: حدثنا الحسن بن موسى. وفي (4/41) قال: حدثنا علي بن إسحاق، قال: أخبرنا عبد الله. (ح) وعتاب، قال: حدثنا عبد الله يعني ابن المبارك. والدارمي (715) قال: أخبرنا يحيى بن حسان.
أربعتهم - موسى، والحسن وابن المبارك، ويحيى بن حسان - عن ابن لهيعة.
2- وأخرجه أحمد (4/41) قال: حدثنا سريج بن النعمان، ومسلم (1/146) قال: حدثنا هارون بن معروف (ح) وحدثني هارون بن سعيد الأيلي، وأبو الطاهر. وأبو داود (120) قال: حدثنا أحمد بن عمرو بن السرح. والترمذي (35) قال: حدثنا علي بن خشرم. وابن خزيمة (154) قال: حدثنا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب.
ستتهم - سريج، وهارون بن معروف، وهارون بن سعيد، وأبو الطاهر أحمد بن عمرو، وعلي بن خشرم، وأحمد بن عبد الرحمن- عن عبد الله بن وهب المصري، عن عمرو بن الحارث.
كلاهما - ابن لهيعة، وعمرو بن الحارث - عن حبان بن واسع، عن أبيه، فذكره.
* وقع في المطبوع من «سنن الدارمي» عن عبد الله بن زيد المازني، عن عمه عاصم المازني وصوابه كما في مسند أحمد (4/41) عن عبد الله بن زيد بن عاصم، عمه المازني يعني عم واسع.(7/156)
5145 - (د) المقدام بن معد يكرب - رضي الله عنه - قال: «رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- توضأ، فلما بلغ مَسْحَ رأسِهِ، وضع كفَّيْه على مقدَّم رأسه، فأمَرَّهما حتى بلغ القفا، ثم ردَّهما إلى المكان الذي بدأ منه» .
وله في أخرى قال: «أُتِيَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بوَضوء، فتوضأ، فغسل كَفَّيْه ثلاثاً، وغسل وجهه ثلاثاً، ثم غسل ذِرَاعَيْه ثلاثاً، ثم تمضمض واستنشق ثلاثاً، ثم مسح برأسه، وأُذُنَيْه ظاهِرهما وباطِنهما» .
وفي أخرى قال: «ومسح بأذنيه: ظاهرِهما وباطِنهما» . [ص:160]
زاد هشام: «وأدْخَل أصابعه في صِمَاخِ أُذُنَيه» أخرجه أبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(صِماخ) الأذن: ثقبها.
__________
(1) رقم (121) و (122) و (123) في الطهارة، باب صفة وضوء النبي صلى الله عليه وسلم، وهو حديث حسن بشواهده.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/132) قال: حدثنا أبو المغيرة. وأبو داود (121) قال: حدثنا أحمد بن محمد ابن حنبل، قال: حدثنا أبو المغيرة. وابن ماجه (442، 457) قال: حدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا الوليد بن مسلم.
كلاهما - أبو المغيرة، والوليد - قالا: حدثنا حريز بن عثمان، عن عبد الرحمن بن ميسرة، فذكره.
* رواية ابن ماجة (442) مختصرة على: «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- توضأ فمسح برأسه وأذنيه، ظاهرهما وباطنهما»
* ورواية ابن ماجة (457) مختصرة على: «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- توضأ فغسل رجليه ثلاثا ثلاثا.»
قلت: عبد الرحمن بن ميسرة قال فيه الحافظ: مقبول. التقريب (1/500) .(7/159)
5146 - (س) أبو عبد الله سالم سبلان [بن عبد الله النصري]- رحمه الله - قال - وكانت عائشة تَسْتَعْجِب بأمانته وتَسْتَأجِرُه -: «فأرَتْني كيف كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يتوضأ: فتمضمضتْ واستنثرت ثلاثاً، وغسلت وجهها ثلاثاً، ثم غسلت يدها اليمنى ثلاثاً، واليسرى ثلاثاً، ثم وضعت يدها في مقدَّم رأسها، ثم مسحت رأسها مسحة واحدة إِلى مُؤخَّره، ثم أمرَّت يدها بأُذُنيها ثم مرَّت على الخدَّين» . وقال سالم: وكنت آتيها مَكَاتَباً - ما تختفي مني - فتجلسُ بين يديَّ، وتتحدَّث معي، فجئتُها ذات يوم، فقلت: ادْعِي لي بالبركة يا أُمَّ المؤمنين، قالت: وما ذاك؟ قلت: أَعْتَقَني الله، قالت: بارك الله لك، وأرْخَتِ الحجابَ دُوني، فلم أرَها بعد ذلك اليوم. أخرجه النسائي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(المكاتَب) : العبد إذا اشترى نفسه من سيده بمال يؤديه إليه.
__________
(1) 1 / 72 و 73 في الطهارة، باب مسح المرأة رأسها، وفي سنده عبد الملك بن مروان بن أبي ذباب، لم يوثقه غير ابن حبان، وباقي رجاله ثقات.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
حسن: أخرجه النسائي (1/72) وفي الكبرى (105) قال: أخبرنا الحسين بن حريث. قال: حدثنا الفضل بن موسى، عن جعيد بن عبد الرحمن. قال أخبرني عبد الملك بن مروان بن الحارث بن أبي ذباب. قال: أخبرني أبو عبد الله سالم سبلان، فذكره.
قلت: قد تعرضت لهذا الأثر في رسالة «لباس المرأة أمام المحارم» ، فراجعه فيها. ط /مكتبة السنة.(7/160)
5147 - (د س) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما -: «أن رجلاً أتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-، فقال: يا رسول الله، كيف الطُّهُورُ؟ فدَعا بماء في إِناء، فغسل كفيه ثلاثاً، ثم غسل وجهه ثلاثاً، ثم غسل ذراعيه ثلاثاً، ثم مسح برأسه، فأدخل إصبعيه السبَّاحتين في أُذنيه، ومسح بإِبْهَامَيْه على ظاهر أُذنيه، وبالسبّاحتين باطن أُذنيه، ثم غسل رجليه ثلاثاً ثلاثاً، ثم قال: هكذا الوضوءُ، فمن زاد على هذا أو نقص، فقد أساءَ وظَلَمَ - أو ظلم وأساء» . أخرجه أبو داود.
وفي رواية النسائي مختصراً قال: «جاء أعرابيّ إِلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، يسأله عن الوضوء؟ فأراه: ثلاثاً [ثلاثاً] ثم قال: هكذا الوضوء، فمن زاد على هذا فقد أساء وتَعَدَّى وظلم» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(السَّبَّاحتين) السَّبَّاحة والمسبِّحة: الإصبع السَّبَّابة، سمِّيت بذلك، لأنه يُشَار بها عند التسبيح والتهليل والتحميد، ونحو ذلك.
(أساء وظلم) : أساء الأدب بتركه السنَّة والتأدب بآداب الشرع، وظلم نفسه بما نقصها من حقها الذي فوَّته من الثواب بترداد المرات في الوضوء.
__________
(1) رواه أبو داود رقم (135) في الطهارة، باب صفة وضوء النبي صلى الله عليه وسلم، والنسائي 1 / 88 في الطهارة، باب الاعتدال في الوضوء، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
حسن: أخرجه أحمد (2/180) (6684) قال: حدثنا يعلى، قال: حدثنا سفيان. وأبو داود (135) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا أبو عوانة. وابن ماجة (422) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا خالي يعلى عن سفيان. والنسائي (1/88) وفي الكبرى (90) قال: أخبرنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا يعلى، قال: حدثنا سفيان. وفي الكبرى (89) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان الرهاوي، قال: حدثنا يعلى بن عبيد، قال: حدثنا سفيان. وابن خزيمة (174) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، قال: حدثنا الأشجعي، عن سفيان.
كلاهما - سفيان، وأبو عوانة - عن موسى بن أبي عائشة، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، فذكره.(7/161)
5148 - (خ د س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: «أنه توضأ [ص:162] فغسل وجهه، وأخذ غَرْفة من ماء، فتمضمض بها واستنشق، ثم أخذ غَرفة من ماء، فجعل بها هكذا - أضافها إِلى يده الأخرى - فغسل بها وجهه، ثم أخذ غَرفة من ماء فغسل بها يده اليمنى، ثم أخذ غرفة من ماء فغسل بها يده اليسرى، ثم مسح برأسه، ثم أخذ غرفة من ماء فرَشَّ على رجله اليمنى حتى غسلها، ثم أخذ غرفة أخرى، فغسل بها رِجله - يعني اليسرى- ثم قال: هكذا رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يتوضأ» . أخرجه البخاري.
وله في أخرى قال: «توضأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- مرة مرة» لم يزد على هذا.
وفي رواية أبي داود قال: قال لنا ابن عباس: «أتُحِبُّونَ أن أُرِيَكم كيف كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يتوضأ؟ فدعا بإِناء فيه ماء فاغْتَرَف غَرفة بيده اليمنى، فتمضمض واستنشق، ثم أخذ أخرى فجمع بها يديه، ثم غسل وجهه، ثم أخذ أخرى فغسل بها يده اليمنى، ثم أخذ أخرى فغسل بها يده اليسرى، ثم قبض قَبضة من الماء، ثم نفض يده، ثم مسح رأسه وأُذنيه، ثم قبض قبضةَ أخرى من الماء فرش على رجله اليمنى وفيها النعل، ثم مسحها بيديه: يد فوق القدم، ويد تحت النعل، ثم صنع باليسرى مثل ذلك» .
وله في أخرى قال: «ألا أخبركم بوضوء رسول الله - صلى الله عليه وسلم-؟ فتوضأ مرة مرة» .
وله في أخرى: «أنه رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يتوضأ ... فذكر الحديث [ص:163] كلَّه - ثلاثاً ثلاثاً - قال: ومسح برأْسه وأُذنيه مسحة واحدة» .
وفي رواية النسائي قال: «رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- توضأ: فغسل يديه ثم تمضمض واستنشق من غَرفة واحدة [وغسل وجهه] ، وغسل يديه مرة مرة، ومسح برأسه وأذنيه مرة» .
زاد في رواية: «وغسل رجليه» .
وله في أخرى قال: «توضأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فغرف غرفة، فتمضمض واستنشق، ثم غرف غرفة فغسل وجهه، ثم غرف غرفة فغسل يده اليمنى، ثم غرف غرفة فغسل يده اليسرى، ثم مسح برأسه وأُذنيه: باطنِهما بالسَّبَّاحتين، وظاهرهما بإبهاميه، ثم غرف غرفة فغسل رجله اليمنى، ثم غرف غرفة فغسل رجله اليسرى» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 1 / 211 في الوضوء، باب غسل الوجه باليدين من غرفة واحدة، وباب الوضوء مرة مرة، وأبو داود رقم (133) و (137) و (138) في الطهارة، باب صفة وضوء النبي صلى الله عليه وسلم، وباب الوضوء مرتين، وباب الوضوء مرة مرة، والنسائي 1 / 73 و 74 في الطهارة، باب مسح الأذنين، وباب مسح الأذنين مع الرأس وما يستدل به على أنهما من الرأس.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: عن عطاء بن يسار، عن ابن عباس، قال: «توضأ النبي -صلى الله عليه وسلم- مرة مرة» .
1- أخرجه أحمد (1/233) (2072) قال: حدثنا وكيع. وعبد بن حميد (702) قال: أخبرنا عبيد الله ابن موسى. والدارمي (702) قال: أخبرنا أبو عاصم. وفي (717) قال: أخبرنا قبيصة. والبخاري (1/51) قال: حدثنا محمد بن يوسف. وأبو داود (138) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى، وابن ماجة (411) قال: حدثنا أبو بكر بن خلاد الباهلي، قال: حدثنا يحيى بن سعيد القطان. والترمذي (42) قال: حدثنا أبو كريب، وهناد، وقتيبة، قالوا: حدثنا وكيع. (ح) وحدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. والنسائي (1/62) وفي الكبرى (85) قال: أخبرنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا يحيى.
ستتهم - وكيع، وعبيد الله، وأبو عاصم، وقبيصة، ومحمد بن يوسف، ويحيى - عن سفيان الثوري.
2- وأخرجه أحمد (1/332) (3073) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا داود بن قيس.
3- وأخرجه أحمد (1/336) (3113) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر.
ثلاثتهم - سفيان، وداود، ومعمر - عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، فذكره.
* زاد قبيصة: «ونضح فرجه» .
وعن المطلب بن عبد الله، قال: «كان ابن عمر يتوضأ ثلاثا، يرفعه إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- وكان ابن عباس يتوضأ مرة مرة يرفعه إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-.»
أخرجه أحمد (1/372) (3526) (2/28) (4818) قال: حدثنا روح. وفي (2/38) (4966) قال: حدثنا الوليد يعني بن مسلم.
كلاهما - روح، والوليد، قالا: حدثنا الأوزاعي، قال: حدثنا المطلب بن عبد الله بن حنطب، فذكره.
* أخرجه أحمد (1/219) (1889) قال: حدثنا الوليد بن مسلم، قال: حدثنا الأوزاعي، قال: حدثني المطلب بن عبد الله بن حنطب، أن ابن عباس كان يتوضأ مرة مرة، ويسند ذاك إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
* وأخرجه أحمد (2/132) (6158) قال: حدثنا أبو المغيرة. وأخرجه أحمد (2/8) (4534) قال: حدثنا الوليد. وفي (2/132) (6158) وابن ماجه (414) قال: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي، قال: حدثنا الوليد بن مسلم. والنسائي (1/62) ، وفي الكبرى (88) قال: أخبرنا سويد بن نصر، قال: أنبأنا عبد الله بن المبارك.
ثلاثتهم - أبو المغيرة، والوليد، وعبد الله بن المبارك- عن الأوزاعي، عن المطلب بن عبد الله بن حنطب، عن ابن عمر، أنه توضأ ثلاثا ثلاثا، رفع ذلك إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-.
وعن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، رأى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يتوضأ فذكر الحديث كله ثلاثا ثلاثا، قال: ومسح برأسه وأذنيه مسحة واحدة.
أخرجه أبو داود (133) قال: حدثنا الحسن بن علي، قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا عباد بن منصور، عن عكرمة بن خالد، عن سعيد بن جبير، فذكره.
وعن أبي غطفان المري، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «استنثروا مرتين بالغتين، أو ثلاثا»
أخرجه أحمد (1/228) (2011) قال: حدثنا يحيى. وفي (1/315) (2889) قال: حدثنا هاشم بن القاسم. وفي (1/352) (3296) قال: حدثنا يزيد. وأبو داود (141) قال: حدثنا إبراهيم بن موسى، قال: حدثنا وكيع. وابن ماجه (408) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا إسحاق ابن سليمان. (ح) وحدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا وكيع. والنسائي في الكبرى (97) قال: أخبرنا سويد بن نصر، قال: أخبرنا عبد الله.
ستتهم - يحيى، وهاشم، ويزيد، ووكيع، وإسحاق، وعبد الله بن المبارك - عن ابن أبي ذئب، عن قارظ بن شيبة، عن أبي غطفان، فذكره.
وعن عطاء بن يسار، عن ابن عباس، أنه توضأ فغسل وجهه.
أخرجه أحمد (1/268) (2416) والبخاري (1/47) قال: حدثنا محمد بن عبد الرحيم.
كلاهما - أحمد بن حنبل، ومحمد بن عبد الرحيم - عن أبي سلمة الخزاعي منصور بن سلمة، قال: أخبرنا ابن بلال، يعني سليمان، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، فذكره.
* أخرجه أحمد (1/365) (3450) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا سفيان، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن ابن عباس، قال: «ألا أخبركم بوضوء رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ فدعا بماء، فجعل يغرف بيده اليمنى ثم يصب على اليسرى» مختصرا.
وعن عن يعقوب بن إبراهيم، عن ابن عباس، نحو هذا، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-» .
أخرجه أحمد (1/268) (2417) قال: حدثنا أبو سلمة، قال: حدثنا ابن بلال، عن يحيى بن سعيد، قال: أخبرني يعقوب بن إبراهيم، فذكره.
* ساقه أحمد عقب حديث عطاء بن يسار، عن ابن عباس، والذي ذكرناه قبله. رقم (5933) .
وعن عطاء بن يسار، قال: قال لنا ابن عباس: «أتحبون أن أريكم كيف كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يتوضأ؟ فدعا بإناء فيه ماء، فاغترف غرفة بيده اليمنى، فتمضمض واستنشق، ثم أخذ أخرى، فجمع بها يديه، ثم غسل وجهه، ثم أخذ أخرى، فغسل بها يده اليمنى، ثم أخذ أخرى، فغسل بها يده اليسرى، ثم قبض قبضة من الماء، ثم نفض يده، ثم مسح بها رأسه وأذنيه، ثم قبض قبضة أخرى من الماء، فرش على رجله اليمنى وفيها النعل، ثم مسحها بيديه، يد فوق القدم ويد تحت النعل، ثم صنع باليسرى مثل ذلك»
وفي رواية عبد العزيز بن محمد «رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- توضأ، فغسل يديه، ثم تمضمض واستنشق من غرفة، فغسل وجهه، ثم غرف غرف غرفة، فغسل يده اليمنى، ثم غرف غرفة فغسل يده اليسرى، ثم مسح برأسه وأذنيه، باطنهما بالسبابتين، وظاهرهما بإبهامه، ثم غرف غرفة، فغسل رجل اليمنى، ثم غرف غرفة واحدة، وغسل وجهه، وغسل يديه مرة، ومسح برأسه وأذنيه مرة» . وفي رواية ابن عجلان: «توضأ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فغرف غرفة فمضمض، واستنشق، ثم غرفة غرفة، فغسل رجل اليسرى» .
1- أخرجه أبو داود (137) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا محمد بن بشر، قال: حدثنا هشام بن سعد.
2- وأخرجه الدارمي (703) قال: أخبرنا أبو الوليد وابن ماجه (403) قال: حدثنا عبد الله بن الجراح، وأبو بكر بن خلاد الباهلي. والنسائي (1/73) وفي الكبرى (92، 168) قال: أخبرنا الهيثم بن أيوب الطالقاني. وفي (93) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. وابن خزيمة (171) قال: حدثنا نصر بن علي.
ستتهم - أبو الوليد، وعبد الله بن الجراح، وأبو بكر بن خلاد، والهيثم بن أيوب، وقتيبة، ونصر - عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي.
3- وأخرجه ابن ماجه (439) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. والترمذي (36) قال: حدثنا هناد. والنسائي في الكبرى (106) قال: أخبرنا مجاهد بن موسى. وابن خزيمة (148) قال: حدثنا عبد الله بن سعيد الأشج.
أربعتهم - أبو بكر، وهناد، ومجاهد، وعبد الله - قالوا: حدثنا عبد الله بن إدريس، قال: حدثنا ابن عجلان.
ثلاثتهم - هشام، وعبد العزيز، وابن عجلان - عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، فذكره.
* الروايات مطولة ومختصرة.(7/161)
5149 - (د ت) الرُّبَيِّع بنت مُعوِّذ - رضي الله عنها - قالت: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يأتينا، فحدثتنا أنه قال: اسْكُبي لي وَضوءاً - فذكرت وضوءَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قالت فيه: فغسل كفيه ثلاثاً، ووضَّأ وجهه ثلاثاً، ومضمض واستنشق مرة، ووضأَ يديه ثلاثاً ثلاثاً، ومسح برأسه مرتين: [ص:164] بدأ بمؤخَّر رأْسه، ثم بمقدَّمه، وبأُذنيه كلتيهما: ظهورِهما وبطونِهما، ووضَّأ رجليه ثلاثاً ثلاثاً» .
وفي أخرى بهذا الحديث بغير بعض معانيه، قال فيه: «وتضمض واستنثر ثلاثاً» .
وفي أُخرى: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- توضأ عندها، فمسح الرأس كلَّه: من قَرْن الشعر، كلَّ ناحية لمنصبِّ الشعر، لا يحرك الشعر عن هيئته» .
وفي أخرى قالت: «رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يتوضأ، قالت: فمسح رأسه، ومسح ما أقبل منه وما أدبر، وصُدْغيه، وأُذنيه مرة واحدة» .
وفي أخرى: «أَنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- مسح برأسه من فَضْلِ ماء كان في يديه» .
وفي أخرى: «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- توضَّأَ فأدخل إِصبعيه في جُحْرَي أذنيه» . هذه روايات أبي داود.
وفي رواية الترمذي: «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- مسح برأسه مرتين: بدأ بمؤخَّر رأسه، ثم بمقدَّمه، وبأُذنيه كلتيهما: ظهورِهما وبطونِهِما» .
وأخرج أيضاً الرواية التي فيها ذِكْر الصُّدْغَيْن (1) . [ص:165]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(اسْكُبي) سَكَبْت الماء: إذا صببته.
(جُحْرَي أُذُنْيه) جُحْر الأذن: ثقبها.
__________
(1) رواه أبو داود رقم (126) و (127) و (128) و (129) و (130) و (131) في الطهارة، باب صفة وضوء النبي صلى الله عليه وسلم، والترمذي رقم (33) و (34) في الطهارة، باب ما جاء أنه يبدأ بمؤخر الرأس، وباب ما جاء أن مسح الرأس مرة، وهو حديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
حسن: عن عبد الله بن محمد بن عقيل بن أبي طالب. قال: أرسلني علي بن الحسين إلى الربيع بنت معوذ بن عفراء، أسألها عن وضوء رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وكان يتوضأ عندها، فأتيتها، فأخرجت إلي إناء يكون مدا، أو مدا وربع، بمد بني هاشم، فقالت: بهذا كنت أخرج لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- الوضوء، فيبدأ فيغسل يديه ثلاثا، قبل أن يدخلهما الإناء، ثم يتمضمض ويستنثر ثلاثا ثلاثا، ويغسل وجهه ثلاثا، ثم يغسل يديه ثلاثا ثلاثا، ثم يمسح برأسه مقبلا ومدبرا، ويغسل رجليه ثلاثا ثلاثا» .
قالت: وقد جاءني ابن عمتك، فسألني عنه، فأخبرته، فقال: ما علمنا في كتاب الله إلا غسلتين ومسحتين. تعني ابن عباس.
أخرجه الحميدي (342) . وأحمد (6/358) كلاهما عن سفيان بن عيينة. قال: حدثني عبد الله بن محمد ابن عقيل بن أبي طالب، فذكره.
* وأخرجه ابن ماجه (458) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا ابن علية، عن روح بن القاسم، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن الربيع قالت: أتاني ابن عباس فسألني عن هذا الحديث، تعني حديثها الذي ذكرت أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، توضأ وغسل رجليه.
فقال ابن عباس: إن الناس أبوا إلا الغسل، ولا أجد في كتاب الله إلا المسح.
وعن عبد الله بن محمد بن عقيل. قال: حدثتني الربيع بنت معوذ بن عفراء. قالت:
» كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يأتينا فيكثر، فأتانا فوضعنا له الميضأة، فتوضأ فغسل كفيه ثلاثا، ومضمض واستنشق مرة مرة، وغسل وجهه ثلاثا، ذراعيه ثلاثا، ومسح رأسه بما بقي من وضوئه في يديه مرتين، بدأ بمؤخره، ثم رد يده إلى ناصيته، وغسل رجليه ثلاثا، ومسح أذنيه مقدمهما ومؤخرهما.. «.
أخرجه أحمد (6/358، 359) قال: حدثنا وكيع، عن سفيان. والدارمي (696) قال: أخبرنا زكريا بن عدي. قال: حدثنا عبيد الله بن عمرو. وأبو داود (126) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا بشر بن المفضل. وفي (127) قال: حدثنا إسحاق بن إسماعيل. قال: حدثنا سفيان. وفي (130) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا عبد الله بن داود، عن سفيان بن سعيد. وابن ماجه (390) قال: حدثنا محمد بن يحيى. قال: حدثنا الهيثم بن جميل قال: حدثنا شريك. وفي (418، 438) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعلي بن محمد قالا: حدثنا وكيع، عن سفيان وفي (440) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا شريك والترمذي (33) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا بشر بن المفضل.
خمستهم - سفيان بن سعيد الثوري، وعبيد الله بن عمرو، وبشر بن المفضل، وسفيان بن عيينة، وشريك - عن عبد الله بن محمد بن عقيل، فذكره.
* الروايات مطولة ومختصرة، وأثبتنا رواية أحمد (6/358) .
وعن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن الربيع بنت معوذ بن عفراء «أنها رأت النبي -صلى الله عليه وسلم- يتوضأ قالت: مسح رأسه، ومسح ما أقبل منه وما أدبر، وصدغيه وأذنيه مرة واحدة.» .
أخرجه أحمد (6/359) قال: حدثنا حسن. قال: حدثنا ابن لهيعة. وأبو داود (129) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا بكر، يعني ابن مضر. والترمذي (34) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا بكر بن مضر.
كلاهما- ابن لهيعة، وبكر بن مضر - عن ابن عجلان، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، فذكره.
* قال المزي: قال أبو القاسم: وجدت في نسخة من طريق اللؤلؤي يعني نسخة من سنن أبي داود: عن ابن عقيل، عن أبيه، عن ربيع، وهو وهم، تحفة الأشراف (11/15838) .
وعن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن الربيع بنت معوذ بن عفراء.
«أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- توضأ عندها، فمسح الرأس كله من قرن الشعر، كل ناحية لمنصب الشعر، لا يحرك الشعر عن هيئته» .
أخرجه أحمد (6/359) قال: حدثنا يونس. وفي (6/360) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، وأبو داود (128) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد ويزيد بن خالد الهمداني.
ثالاثتهم - يونس، وقتيبة، ويزيد بن خالد - قالوا: حدثنا الليث، عن ابن عجلان، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، فذكره.
وعن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن الربيع بنت معوذ بن عفراء. قالت: «توضأ النبي -صلى الله عليه وسلم- فأدخل إصبعيه في جحري أذنيه.»
أخرجه أحمد (6/359) وأبو داود (131) قال: حدثنا إبراهيم بن سعيد وابن ماجه (441) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعلي بن محمد.
أربعتهم - أحمد بن حنبل، وإبراهيم بن سعيد الجوهري، وأبو بكر، وعلي بن محمد- قالوا: حدثنا وكيع، عن الحسن بن صالح، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، فذكره.
وعن خالد بن ذكوان، عن الربيع بنت معوذ بن عفراء، قالت.
«أرسل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار التي حول المدينة من كان أصبح صائما فليتم صومه ومن كان أصبح مفطرا فليتم بقية يومه، فكنا بعد ذلك نصومه ونصوم صبياننا الصغار منهم إن شاء الله، ونذهب إلى المسجد فنجعل لهم اللعبة من العهن فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناها إياه عند الإفطار» .
أخرجه أحمد (6/359) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا عبد الواحد بن زياد (ح) وحدثنا علي بن عاصم والبخاري (3/48) قال: حدثنا مسدد قال: حدثنا بشر بن المفضل ومسلم (3/152) قال: حدثني أبو بكر بن نافع العبدي. قال: حدثنا بشر بن المفضل بن لاحق (ح) وحدثنا يحيى بن يحيى. قال: حدثنا أبو معشر العطار.(7/163)
5150 - (س) القيسي - رضي الله عنه -: «أنه كان مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- في سفر، فأُتِيَ بماء فقال على يديه من الإناء، فغسلهما مرة، وغسل وجهه وذِراعيه مرة مرة، وغسل رجليه بيمينه كلتيهما» . أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 1 / 79 في الطهارة، باب غسل الرجلين باليدين، وفي سنده عمارة بن عثمان بن حنيف، وهو مجهول، وقال الحافظ في " تهذيب التهذيب ": " القيسي " روى عن النبي صلى الله عليه وسلم في الوضوء، وعنه عمارة بن حنيف، قلت: القائل ابن حجر: هو من رواية شعبة عن أبي جعفر الخطمي عن عمارة، ورواه يحيى القطان عن أبي جعفر، عن عمارة بن خزيمة، عن عبد الرحمن ابن أبي قراد، قال أبو زرعة: حديث يحيى القطان: هو الصحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه النسائي (1/79) قال: أخبرنا محمد بن بشار، قال: ثنا محمد، قال: حدثنا شعبة، قال: أخبرني أبو جعفر المدني قال: سمعت ابن عثمان بن حنيف يعني عمارة قال: حدثني القسي به.
قلت: عمارة بن عثمان مجهول، قال الحافظ: هو من رواية شعبة عن أبي جعفر الخطمي عن عمارة، ورواه يحيى القطان عن أبي جعفر، عن عمارة بن خزيمة، عن عبد الرحمن بن أبي قراد، قال أبو زرعة: حديث يحيى القطان: هو الصحيح اهـ.
قلت: عن الحارث بن فضيل، وعمارة بن خزيمة بن ثابت، عن عبد الرحمن بن أبي قراد، قال: «خرجت مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حاجا. قال: فنزل منزلا، وخرج من الخلاء، فاتبعته بالإداوة، أو القدح، وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا أراد حاجة أبعد، فجلست له بالطريق، حتى انصرف رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقلت له: يا رسول الله، الوضوء، فأقبل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فصب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على يده فغسلها، ثم أدخل يده فكفها فصب على يده واحدة، ثم مسح على رأسه، ثم قبض الماء قبضا بيده، فضرب به على ظهر قدمه، فمسح بيده على قدمه، قم جاء فصلى لنا الظهر.»
أخرجه أحمد (3/443، 4/237) قال: حدثنا عفان. وفي (4/224) وابن ماجه (334) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن بشار وعبد الله بن أحمد (4/224) قال: حدثني محمد بن يحيى بن سعيد القطان. (ح) وحدثني يحيى بن معين. والنسائي (1/17) وفي الكبرى (17) قال: أخبرنا عمرو بن علي وابن خزيمة (51) قال: حدثنا بندار.
سبعتهم - عفان، وأحمد بن حنبل، وأبو بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن بشار بندار ومحمد بن يحيى بن سعيد، ويحيى بن معين، وعمرو بن علي، عن يحيى بن سعيد، عن أبي جعفر الخطمي، قال: حدثني عمارة بن خزيمة، والحارث بن فضيل، فذكراه.
* رواية عفان الأولى.، وأحمد (4/224) وابن ماجه، وعبد الله بن أحمد، والنسائي، وابن خزيمة، مختصرة على أوله. إلى أن قال: وكان إذا أتى حاجته أبعد.(7/165)
5151 - (د) معاوية بن أَبي سفيان - رضي الله عنه -: «توضأَ للناس كما رأَى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يتوضأ، فلما بلغَ رأسه غرف غَرفة من ماء، فَتَلقاها بشماله، حتى وضعها على وسط رأسه حتى قَطَرَ الماءُ أَو كادَ يَقْطُر، ثم مسح من مقدَّمه إِلى مُؤخَّره، ومن مؤخَّره إِلى مقدَّمه» .
أخرجه أبو داود، وقال: حدثنا محمود بن خالد حدثنا الوليد في هذا الإسناد قال: «فتوضأ ثلاثاً ثلاثاً، وغسل رجليه بغير عدد» (1) .
__________
(1) رقم (124) و (125) في الطهارة، باب صفة وضوء النبي صلى الله عليه وسلم، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (124) قال: حدثنا مؤمل بن الفضل الحراني، قال: حدثنا الوليد بن مسلم، قال: حدثنا عبد الله بن العلاء، قال: حدثنا أبو الأزهر المغيرة بن فروة، ويزيد بن أبي مالك، فذكراه.
* أخرجه أحمد (4/94) قال: حدثنا علي بن بحر، قال: حدثنا الوليد بن مسلم، قال: حدثنا عبد الله بن العلاء، عن أبي الأزهر، عن معاوية، فذكره. ليس فيه يزيد بن أبي مالك.
قلت: الإسناد الثاني ألمح فيه تدليس الوليد بن مسلم.
أما الإسناد الأول فهو حسن، والله أعلم.(7/165)
5152 - (د) طلحة بن مُصرِّف: عن أبيه عن جده قال: «رأيتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- يمسح رأسه مرة واحدة، حتى بلغ القَذَالَ، وهو أول القفا» . قال مُسدَّد: «مسح رأسه من مقدَّمه إِلى مؤخَّره، حتى أخرج يديه من تحت أُذنيه» .
[قال مسدد: فحدَّثت به يحيى، فأنكره] أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (132) في الطهارة، باب صفة وضوء النبي صلى الله عليه وسلم، قال أبو داود: وسمعت أحمد يقول: إن ابن عيينة، زعموا أنه كان ينكره ويقول: ايش طلحة عن أبيه عن جده. أقول: وفي سنده ليث بن أبي سليم، لكنه له شواهد، فهو حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه أبو داود (132) قال: ثنا محمد بن عيسى ومسدد قالا: ثنا عبد الوارث، عن ليث عن طلحة بن مطرف عن أبيه، فذكره.
* وأخرجه أحمد (3/481) قال: ثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، قال: حدثني أبي، قال: ثنا ليث، عن طلحة، عن أبيه، عن جده، فذكره.
قلت: ليث بن أبي سليم اختلط بآخره ولم يميز فطرح حديثه.(7/166)
5153 - (ت د) أبو أمامة الباهلي - رضي الله عنه -: قال «توضأ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: فغسل وجهه ثلاثاً، ويديه ثلاثاً، ومسح برأسه، وقال: الأُذُنان من الرأس» . قال حمَّاد: لا أدْري «الأُذنان من الرأس» من قول أبي أمامة، أم من قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم-؟ أخرجه الترمذي.
وعند أبي داود: أنه ذكر وضوء رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، قال: «وكان يمسح المَأْقَيْن، قال: وقال: الأُذنان من الرأس» . قال حماد: [لا أدري] ... الحديث (1) .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (37) في الطهارة، باب ما جاء أن الأذنين من الرأس، وأبو داود رقم (134) في الطهارة، باب صفة وضوء النبي صلى الله عليه وسلم، قال الترمذي: هذا حديث حسن ليس إسناده بذاك القائم، وفي الباب عن أنس، أقول: وفي الباب أيضاً عن عبد الله بن زيد وابن عباس وأبي هريرة وأبي موسى وابن عمر وعائشة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (5/258) قال: حدثنا عفان.. وفي (5/264) قال: حدثنا يونس. وفي (5/268) قال: حدثنا يحيى بن إسحاق. وأبو داود (134) قال: حدثنا سليمان بن حرب (ح) وحدثنا مسدد، وقتيبة. وابن ماجه (444) قال: حدثنا محمد بن زياد. والترمذي (37) قال: حدثنا قتيبة.
سبعتهم - عفان، ويونس، ويحيى، وسليمان، ومسدد، وقتيبة، ومحمد بن زياد- عن حماد بن زيد، عن سنان بن ربيعة أبي ربيعة. عن شهر بن حوشب، فذكره.
* قال سليمان بن حرب: يقولها أبو أمامة. قال قتيبة: قال حماد: لا أدري هو من قول النبي -صلى الله عليه وسلم- أو أبي أمامة، يعني قصة الأذنين.
قلت: له شاهد عند ابن ماجه، لكنه ضعيف بشدة.(7/166)
5154 - (ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- مسح برأسه، وأُذُنيه: ظاهرِهما، وباطنِهما» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (36) في الطهارة، باب ما جاء في مسح الأذنين ظاهرهما وباطنهما، وهو حديث صحيح، ورواه أيضاً ابن ماجة والحاكم والبيهقي وابن حبان، وصححه ابن خزيمة وابن مندة، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، والعمل على هذا عند أكثر أهل العلم، يرون مسح الأذنين ظهورهما وبطونهما.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
وفي رواية ابن عجلان: «توضأ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فغرف غرفة، فمضمض، واستنشق، ثم غرف غرفة، فغسل وجهه، ثم غرف غرفة، فغسل يده اليمنى، ثم غرف غرفة فغسل يده اليسرى، ثم مسح برأسه وأذنيه، باطنهما بالسبابتين، وظاهرهما بإبهامه، ثم غرف غرفة، فغسل رجله اليمنى، ثم غرف غرفة، فغسل رجله اليسرى.»
1- أخرجه أبو داود (137) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا محمد بن بشر، قال: حدثنا هشام بن سعد.
2- وأخرجه الدارمي (703) قال: أخبرنا أبو الوليد. وابن ماجه (403) قال: حدثنا عبد الله بن الجراح، وأبو بكر بن خلاد الباهلي. والنسائي (1/73) وفي الكبرى (92، 168) قال: أخبرنا الهيثم بن أيوب الطالقاني. وفي (93) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. وابن خزيمة (171) قال: حدثنا نصر بن علي.
ستتهم- أبو الوليد، وعبد الله بن الجراح، وأبو بكر بن خلاد، والهيثم بن أيوب، وقتيبة، ونصر - عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي.
3- وأخرجه ابن ماجه (439) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. والترمذي (36) قال: حدثنا هناد. والنسائي في الكبرى (106) قال: أخبرنا مجاهد بن موسى، وابن خزيمة (148) قال: حدثنا عبد الله بن سعيد الأشج.
أربعتهم - أبو بكر، وهناد، ومجاهد، وعبد الله - قالوا: حدثنا عبد الله بن إدريس، قال: حدثنا ابن عجلان. ثلاثتهم - هشام، وعبد العزيز، وابن عجلان - عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، فذكره. الروايات مطولة ومختصرة.
قال الترمذي: العمل على هذا عند أكثر أهل العلم.(7/167)
5155 - (د) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: «أن رجلاً جاء إِلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- وقد توضأ، وترك على قَدَمه مثل موضع الظُّفر - فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: ارْجِعْ، فأحْسِنْ وُضوءَك» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (173) في الطهارة، باب تفريق الوضوء، وهو حديث صحيح لطرقه وشواهده.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/146) وأبو داود (173) وعبد الله بن أحمد (3/146) قالوا: حدثنا هارون بن معروف. وأخرجه ابن ماجه (665) قال: حدثنا حرملة بن يحيى. وابن خزيمة (164) قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا أصبغ بن الفرج. وفي (164) أيضا قال: حدثنا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب.
أربعتهم - هارون، وحرملة، وأصبغ، وأحمد- عن عبد الله بن وهب، قال: حدثني جرير بن حازم، عن قتادة، فذكره.(7/167)
5156 - (م د) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: قال: «أخْبرني عمر بن الخطاب: أن رجلاً توضأ، فترك موضع ظُفْر على قدمه، فأَبْصَره النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-، فقال: ارجع فأحْسِنْ وضوءَك، قال: فرجع فتوضأَ، ثم صلَّى» . أخرجه مسلم.
وقال أبو داود، عقيب حديث أنس: وقد روي عن معقل بن عبيد الله الجزري عن أبي الزبير عن جابر عن عمر عن النبي - صلى الله عليه وسلم- نحوه، قال: «ارجع فأحسن وضوءك» (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (243) في الطهارة، باب وجوب استيعاب جميع أجزاء محل الطهارة، ورواه أبو داود رقم (173) في الطهارة، باب تفريق الوضوء، تعليقاً على حديث أنس الذي قبله.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (1/21) (134) قال: حدثنا موسى بن داود، قال: حدثنا ابن لهيعة. وفي (1/23) (153) قال: حدثنا الحسن، قال: حدثنا ابن لهيعة. ومسلم (1/148) قال: حدثني سلمة بن شبيب، قال: حدثنا الحسن بن محمد بن أعين، قال: حدثنا معقل. وابن ماجه (666) قال: حدثنا حرملة بن يحيى، قال: حدثنا ابن وهب (ح) وحدثنا ابن حميد، قال: حدثنا زيد بن الحباب، قالا: حدثنا ابن لهيعة.
كلاهما - ابن لهيعة، ومعقل بن عبيد الله - عن أبي الزبير، عن جابر، فذكره.(7/167)
5157 - (د) خالد بن معدان عن بعض أصحاب النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- رأى رجلاً يُصلِّي وفي ظهر قَدَمِه لُمْعة قدر الدرهم لم يُصِبها الماءُ، فأمره النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- أن يُعِيدَ الوضوءَ والصلاةَ» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (175) في الطهارة، باب تفريق الوضوء، وفي سنده بقية بن الوليد، وهو كثير التدليس عن الضعفاء، ولكن رواه أحمد في " المسند "، والحاكم في " المستدرك "، وقد صرح فيه عندهما بقية بالتحديث، فزالت شبهة تدليسه، فصح الحديث.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/424) قال: حدثنا إبراهيم بن أبي العباس. وأبو داود (175) قال: حدثنا حيوة بن شريج.
كلاهما - إبراهيم بن أبي العباس، وحيوة - قالا:حدثنا بقية. قال: حدثنا بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، فذكره.
قلت: بقية يدلس تدليس التسوية.(7/168)
5158 - (خ م د س) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال: «تَخَلَّف عَنَّا النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- في سَفْرةٍ سافرناها، فأدْرَكَنا وقد أرْهَقَتْنَا الصلاةُ ونحن نتوضأُ، فجعلنا نمسح على أرجلنا، فنادى بأعلى صوته: وَيْل للأعقَابِ من النار - مرتين أو ثلاثاً -» . أخرجه البخاري، ومسلم.
وللبخاري: «وقد أرْهَقَنا العصرُ» .
وفي أخرى: «وقد حضرت صلاةُ العصر» .
ولمسلم قال: «رجعنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم- من مكةَ إِلى المدينةِ، حتى إِذا كُنَّا بماءٍ بالطريق تَعَجَّل قوم عند العصر، فتوضَّؤوا وهم عِجال، فانتهينا إليهم وأعقابُهم تَلُوحُ لم يَمسَّها الماءُ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: ويل للأَعقابِ مِن النارِ، أَسْبِغُوا الوضوءَ» . [ص:169]
وفي رواية أبي داود، والنسائي: «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- رأى قوماً وأعقابُهم تَلُوح، فقال: ويل للأعقاب من النار، أسْبِغوا الوضوءَ» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أَرْهَقَتنا) أرْهَقَه يُرْهِقُه، أي: أغشاه، ورَهِقَه الأمر يَرْهَقه: إذا غَشِيَه، أراد: أن الصلاة أدركنا وقتها وغَشِينا.
(أَسْبِغُوا) إسباغ الوضوء: إتمامه، وإفاضة الماء على الأعضاء تاماً كاملاً، وزيادة على مقدار الواجب، وثوب سابغ، أي: واسع.
__________
(1) رواه البخاري 1 / 132 في العلم باب من رفع صوته بالعلم، وباب من أعاد الحديث ثلاثاً، وفي الوضوء، باب غسل الرجلين، ومسلم رقم (241) في الطهارة، باب وجوب غسل الرجلين بكمالهما، وأبو داود رقم (97) في الطهارة، باب في إسباغ الوضوء، والنسائي 1 / 78 في الطهارة، باب إيجاب غسل الرجلين.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/221) (7065) وابن ماجه (425) قال: حدثنا محمد بن يحيى.
كلاهما - أحمد بن حنبل، ومحمد- قالا: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا ابن لهيعة، عن حيي بن عبد الله المعافري، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، فذكره.
وعن أبي يحيى، عن عبد الله بن عمرو، قال: «رأى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قوما» .
أخرجه أحمد (2/164) (6528) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان. وفي (2/193) (6809) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان. (ح) وعبد الرحمن، عن سفيان. وفي (2/201) (6883) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. والدارمي (712) قال: أخبرنا يزيد بن هارون، قال: حدثنا جعفر، هو ابن الحارث. ومسلم (1/147، 148) قال: حدثني زهير بن حرب، قال: حدثنا جرير (ح) وحدثنا إسحاق، قال: أخبرنا جرير (ح) وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع، عن سفيان (ح) وحدثنا ابن المثنى، وابن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وأبو داود (97) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى، عن سفيان. وابن ماجه (450) قال: حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة، وعلي بن محمد، قالا: حدثنا وكيع، عن سفيان. والنسائي (1/77) قال: أخبرنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان (ح) وأنبأنا عمرو بن علي، قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا سفيان. وفي (1/89) وفي الكبرى (136) قال: أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا جرير. وابن خزيمة (161) قال: حدثنا يوسف بن موسى، قال: حدثنا جرير.
أربعتهم - سفيان، وشعبة، وجعفر بن الحارث، وجرير بن عبد الحميد - عن منصور، عن هلال بن يساف، عن أبي يحيى، فذكره.
وعن يوسف بن ماهك، عن عبد الله بن عمرو، قال: «تخلف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في سفر سافرناه ... » .
أخرجه أحمد (2/221) (6976) (2/226) (7103) قال: حدثنا عفان: والبخاري (1/23) قال: حدثنا أبو النعمان عارم بن الفضل. وفي (1/35) قال: حدثنا مسدد. وفي (1/52) قال: حدثنا موسى ومسلم (1/148) قال: حدثنا شيبان بن فروخ، وأبو كامل الجحدري. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (8954) عن أبي داود الحراني، عن أبي الوليد. (ح) وعن معاوية بن صالح، عن عبد الرحمن بن المبارك، وابن خزيمة (166) قال: حدثنا الحسن بن محمد، قال: حدثنا عفان بن مسلم، وسعيد بن منصور.
تسعتهم - عفان، وأبو النعمان، ومسدد، وموسى بن إسماعيل، وشيبان، وأبو كامل، وأبو الوليد، وعبد الرحمن بن المبارك، وسعيد بن منصور - عن أبي عوانة، عن أبي بشر، عن يوسف بن ماهك، فذكره.
* أخرجه أحمد (2/205) (6911) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن أبي بشر، عن رجل من أهل مكة، عن عبد الله بن عمرو، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-.(7/168)
5159 - (خ م ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: «أن النبي - صلى الله عليه وسلم- رأى رجلاً لم يَغْسِلْ عَقِبَه، فقال: ويل للأعقاب من النارِ» .
وفي أخرى: «أنه رأى قوماً يتوضؤون من المَطْهَرَةِ، فقال: أسبغوا الوضوء، فإني سمعت أبا القاسم - صلى الله عليه وسلم- قال: ويل لِلْعَرَاقِيبِ من النار» . أخرجه البخاري، ومسلم.
وعند الترمذي، ومسلم: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «ويل للأعقاب من النار» .
قال الترمذي: وقد روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «ويل للأعقاب وبُطُون [ص:170] الأقدام من النار» . وأخرج النسائي الثانية (1) .
__________
(1) رواه البخاري 1 / 233 في الوضوء، باب غسل الأعقاب، ومسلم رقم (242) في الطهارة، باب وجوب غسل الرجلين بكمالهما، والترمذي رقم (41) في الطهارة، باب ويل للأعقاب من النار، والنسائي 1 / 77 في الطهارة، باب إيجاب غسل الرجلين.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: عن محمد بن زياد، قال: سمعت أبا هريرة، وكان يمر بنا والناس يتوضئون من المطهرة. أخرجه أحمد (2/228) قال: حدثنا هشيم، عن شعيب. وفي (2/284) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر. وفي (2/406، 407) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا حماد بن سلمة. وفي (2/409) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (2/430) قال: حدثنا يحيى، عن شعبة. (ح) وحجاج، قال: حدثنا شعبة. وفي (2/467) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: حدثنا حماد بن سلمة. وفي (2/471) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا شعبة. وفي (2/482) قال: حدثنا وكيع، عن حماد. وفي (2/498) قال: حدثنا حجاج، قال: حدثنا شعبة والدارمي (713) قال: أخبرنا هاشم بن القاسم، قال: حدثنا شعبة. والبخاري (1/53) قال: حدثنا آدم ابن أبي إياس، قال: حدثنا شعبة. ومسلم (1/148) قال: حدثنا عبد الرحمن بن سلام الجمحي، قال: حدثنا الربيع، يعني ابن مسلم. (ح) وحدثنا قتيبة وأبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب، قالوا: حدثنا وكيع، عن شعبة. والنسائي (1/77) وفي الكبرى (113) قال: أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا يزيد بن زريع، عن شعبة (ح) وأنبأنا مؤمل بن هشام، قال: حدثنا إسماعيل، عن شعبة.
خمستهم - شعيب، ومعمر، وحماد بن سلمة، وشعبة، والربيع - عن محمد بن زياد، فذكره.
وعن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ويل للأعقاب من النار» .
أخرجه أحمد (2/282) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. وفي (2/389) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا وهيب. ومسلم (1/148) قال: حدثني زهير بن حرب، قال: حدثنا جرير. وابن ماجه (453) قال: حدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، قال: حدثنا عبد العزيز بن المختار. والترمذي (41) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد. وابن خزيمة (162) قال: حدثنا أحمد بن عبدة، قال: حدثنا عبد العزيز الدراوردي. (ح) وحدثنا يوسف بن موسى، قال: حدثنا جرير.
خمستهم - معمر، ووهيب بن خالد، وجرير بن عبد الحميد، وعبد العزيز بن المختار، وعبد العزيز بن محمد الدراوردي - عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، فذكره.(7/169)
5160 - (م ط) قال أبو عبد الله سالم بن عبد الله - مولى شداد بن الهاد -: «دخلتُ على عائشةَ زوجِ النبي - صلى الله عليه وسلم-، يوم تُوفي سعد بن أبي وقَّاص، فدخل عبد الرحمن بن أبي بكر فتوضأ عندها، فقالت: يا عبد الرحمن، أسْبِغ الوضوءَ، فإني سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: ويل للأعقاب من النار» . أخرجه مسلم، والموطأ (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (240) في الطهارة، باب وجوب غسل الرجلين بكمالهما، والموطأ 1 / 19 و 20 في الطهارة، باب العمل في الوضوء.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (6/81) قال: حدثنا هاشم. قال: حدثنا أبو معاوية يعني شيبان، عن يحيى. وفي (6/84) قال: حدثنا أبو المغيرة. قال: حدثنا الأوزاعي (ح) وحدثني بهلول بن حكيم، عن الأوزاعي. قال: حدثني يحيى بن أبي كثير. وفي (6/99) قال: حدثنا حسن. قال: حدثنا شيبان، عن يحيى. وفي (6/112) قال: حدثنا حسين. قال: أخبرنا ابن أبي ذئب، عن عمران بن بشير.
وفي (6/258) قال: حدثنا هاشم، عن ابن أبي ذئب، عن عمران بن بشير. ومسلم (1/147) قال: حدثنا هارون بن سعيد الأيلي وأبو الطاهر وأحمد بن عيسى. قالوا: أخبرنا عبد الله بن وهب، عن مخرمة ابن بكير، عن أبيه (ح) وحدثني حرملة بن يحيى. قال: حدثنا ابن وهب. قال: أخبرني حيوة. قال: أخبرني محمد بن عبد الرحمن. (ح) وحدثني محمد بن حاتم وأبو معن الرقاشي. قالا: حدثنا عمر بن يونس. قال: حدثنا عكرمة بن عمار. قال: حدثني يحيى بن أبي كثير. قال: حدثني. أو حدثنا أبو سلمة بن عبد الرحمن. (ح) وحدثني سلمة بن شبيب. قال: حدثنا الحسن بن أعين. قال: حدثنا فليح. قال: حدثني نعيم بن عبد الله.
ستتهم - يحيى بن أبي كثير، وعمران بن بشير، وبكير، ومحمد بن عبد الرحمن، وأبو سلمة، ونعيم - عن سالم مولى شداد، فذكره.
* في رواية أبي معاوية، عن يحيى سالم مولى دوس. وفي رواية الأوزاعي، عن يحيى. سالم الدوسي. وفي رواية عمران بن بشير: سالم سبلان. وفي رواية بكير: سالم مولى شداد. وفي رواية محمد بن عبد الرحمن: أبو عبد الله مولى شداد. وفي رواية أبي سلمة سالم مولى المهري. وفي رواية نعيم: سالم مولى شداد بن الهاد.
وعن عروة، عن عائشة. قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ويل للأعقاب من النار» .
أخرجه أبو الحسن القطان راوي السنن عن ابن ماجه وأورده في سنن ابن ماجه (451) قال أبو الحسن: حدثنا أبو حاتم. قال: حدثنا عبد المؤمن بن علي. قال: حدثنا عبد السلام بن حرب، عن هشام بن عروة، عن أبيه، فذكره.
قلت: الموطأ في الطهارة باب العمل في الوضوء.(7/170)
5161 - (ط) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: «سئل عن المسح على العمامة؟ فقال: لا، حتى تمسح الشَّعرَ بالماء» . أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 1 / 35 بلاغاً في الطهارة، باب ما جاء في المسح بالرأس والأذنين، وإسناده منقطع، وفي الباب أحاديث في المسح على العمامة، وقد أجاز المسح عليها أحمد والأوزاعي وإسحاق بن راهويه وأبو ثور وداود وغيرهم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده منقطع: ذكره مالك بلاغا (67) قال: إنه بلغه.(7/170)
5162 - (د) ثوبان - رضي الله عنه - قال: «بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم- سَرِيَّة، فأصابهم البَردُ، فلما قَدِمُوا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أمرهم أن يَمْسَحوا على العَصائِب والتَّسَاخِين» . أخرجه أبو داود (1) . [ص:171]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(التَّساخين) التساخين: الخِفَاف، لا واحد لها، وقيل: واحدها: تَسْخَان، وتَسْخين، قال حمزة الأصفهاني في كتاب «الموازنة» : وأما التَّسخان، فتعريب تَشْكَن، وهو اسم غطاء من أغطية الرأس، كان العلماء والموابِذَة يأخذونه على رؤوسهم خاصة دون غيرهم [قال] وجاء في الحديث ذكر لبس العمائم والتساخين، فقال من تعاطى تفسيره: هو الخف حيث لم يعرف فارسيته، والله أعلم.
(والعصائب) أراد بالعصائب: العمائم، لأن الرأس يعصب بها.
__________
(1) رقم (146) في الطهارة، باب المسح على العمامة، وإسناده منقطع، ولكن للحديث شواهد بمعناه يرتقي بها.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده منقطع: أخرجه أحمد (5/277) وأبو داود (146) قال: حدثنا أحمد بن محمد بن حنبل، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن ثور، عن راشد بن سعد، فذكره.(7/170)
5163 - (د) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يتوضأ، وعليه عمامة قِطْرِيَّة، فأدخل يده من تحت العمامة فمسح مقدَّم رأسه، ولم يَنْقُض العمامة» . أخرجه أبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(قِطْرِيَّة) ثوب قِطْرِي، وبُرْد قِطْرِي، وهو ثوب أحمر له أعلام فيه بعض الخشونة، وقيل: البرود القطرية: حُلَلٌ جياد تُحمل من قِبَلِ البحرين، قال الأزهري: وفي البحرين قرية يقال لها: قطر.
__________
(1) رقم (147) في الطهارة، باب المسح على العمامة، وفي سنده جهالة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه أبو داود (147) قال: ثنا أحمد بن صالح، ثنا ابن وهب، حدثني معاوية بن صالح، عن عبد العزيز بن مسلم، عن أبي معقل فذكره.
قلت: قال الحافظ: أبو معقل، عن أنس، في المسح على العمامة، مجهول، من الخامسة، ورمز له بـ: د، ق.(7/171)
5164 - (خ د ت س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- توضأ مرة مرة» . أخرجه البخاري، والترمذي.
وعند أبي داود، والنسائي: «ألا أُخبركم بوضوء رسول الله - صلى الله عليه وسلم-؟ فتوضأ مرة، مرة» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 1 / 226 في الوضوء، باب الوضوء مرة مرة، وأبو داود رقم (138) في الطهارة، باب الوضوء مرة مرة، والترمذي رقم (41) في الطهارة، باب ما جاء في الوضوء مرة مرة، والنسائي 1 / 62 في الطهارة، باب الوضوء مرة مرة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
تقدم تخريجه، راجع الحديث (5148) .(7/172)
5165 - (ت د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- توضأ مرتين، مرتين» . أخرجه الترمذي، وأبو داود.
وقال الترمذي: «وقد روي عن أبي هريرة أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- توضأ ثلاثاً» (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (136) في الطهارة، باب الوضوء مرتين، والترمذي رقم (43) في الطهارة، باب ما جاء في الوضوء مرتين، وهو حديث صحيح بشواهده.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/288) (364) وأبو داود (136) قال: حدثنا محمد بن العلاء. والترمذي (43) قال: حدثنا أبو كريب ومحمد بن رافع.
ثلاثتهم - أحمد بن حنبل، ومحمد بن العلاء أبو كريب، ومحمد بن رافع - عن زيد بن الحباب، قال: حدثنا عبد الرحمن بن ثوبان، قال: حدثنا عبد الله بن الفضل الهاشمي، عن عبد الرحمن بن هرمز الأعرج، فذكره.(7/172)
5166 - (ت) ثابت بن أبي صفية قال: قلتُ لأبي جعفر - وهو محمد الباقر- حدَّثك جابر «أن النبي - صلى الله عليه وسلم- توضأ مرة مرة، ومرتين ومرتين، وثلاثا وثلاثاً؟ قال: نعم» .
وفي رواية: قلت لأبي جعفر: حدثك جابر «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- توضأ مرة مرة؟ قال: نعم» . أخرجه الترمذي، وقال: هذا أصح من الرواية الأولى (1) .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (45) و (46) في الطهارة، باب ما جاء في الوضوء مرة ومرتين وثلاثاً، وثابت بن أبي صفية، وهو أبو حمزة الثمالي، ضعيف، ولكن في الباب أحاديث يتقوى بها.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه ابن ماجه (410) قال: حدثنا عبد الله بن عامر بن زرارة، قال: حدثنا شريك بن عبد الله النخعي. والترمذي (45) قال: حدثنا إسماعيل بن موسى الفزاري، قال: حدثنا شريك. وفي (46) قال: حدثنا هناد، وقتيبة، قالا: حدثنا وكيع.
كلاهما - شريك، ووكيع - عن ثابت بن أبي صفية قال: سألت أبا جعفر، فذكره.
قلت: ثابت بن أبي صفية هو أبو حمزة الثمالي، ضعفوه.(7/172)
5167 - (ت) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- توضأ ثلاثاً وثلاثاً» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (44) في الطهارة، باب ما جاء في الوضوء ثلاثاً ثلاثاً، وهو حديث صحيح، وقال الترمذي: حديث علي أحسن شيء في هذا الباب وأصح، لأنه قد روي من غير وجه عن علي رضوان الله عليه، وقال الترمذي: وفي الباب عن عثمان، وعائشة، والربيع، وابن عمر، وأبي أمامة، وأبي رافع، وعبد الله بن عمرو، ومعاوية، وأبي هريرة، وجابر، وعبد الله بن زيد، وأبي بن كعب، وقال الترمذي: والعمل على هذا عند عامة أهل العلم أن الوضوء يجزئ مرة مرة، ومرتين أفضل، وأفضله ثلاث، وليس بعده شيء.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: تقدم تخريجه قريبا.
قال أبو عيسى الترمذي: حديث علي أحسن شيء في هذا الباب وأصح لأنه قد روي من غير وجه عن علي. وقال: والعمل على هذا عند عامة أهل العلم أن الوضوء يجزئ مرة مرة، ومرتين أفضل، وأفضله ثلاث، وليس بعده شيء.(7/173)
5168 - (س) عبد الله بن حَنطبْ: «أن ابن عمر توضأ ثلاثاً ثلاثاً. يُسنِدُ ذلك إِلى النبي- صلى الله عليه وسلم-» أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 1 / 62 و 63 في الطهارة، باب الوضوء ثلاثاً ثلاثاً، وفي سنده المطلب بن عبد الله بن بن حنطب المخزومي، وهو صدوق كثير التدليس والارسال.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (1/372) (3526) (2/28) (4818) قال: حدثنا روح. وفي (2/38) (4966) قال: حدثنا الوليد يعني ابن مسلم.
كلاهما - روح، والوليد قالا: حدثنا الأوزاعي، قال: حدثني المطلب بن عبد الله بن حنطب، فذكره.
* أخرجه أحمد (1/219) (1889) قال: حدثنا الوليد بن مسلم، قال: حدثنا الأوزاعي، قال: حدثني المطلب بن عبد الله بن حنطب، أن ابن عباس كان يتوضأ مرة مرة، ويسند ذاك إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
* وأخرجه أحمد (2/132) (6158) قال: حدثنا أبو المغيرة. وأخرجه أحمد (2/8) (4534) قال: حدثنا الوليد. وفي (2/132) (6158) وابن ماجه (414) قال: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي، قال: حدثنا الوليد بن مسلم. والنسائي (1/62) وفي الكبرى (88) قال: أخبرنا سويد بن نصر، قال: أنبأنا عبد الله بن المبارك.
ثلاثتهم - أبو المغيرة، والوليد، وعبد الله بن المبارك - عن الأوزاعي، عن المطلب بن عبد الله بن حنطب، عن ابن عمر، أنه توضأ ثلاثا ثلاثا، ورفع ذلك إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-.
قلت: المطلب بن عبد الله بن حنطب المخزومي وهو كثير الإرسال والتدليس.(7/173)
5169 - (س) أوس بن أبي أوس - رضي الله عنه -: قال: «رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- اسْتَوكَفَ ثلاثاً» . أخرجه النسائي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(اسْتَوكَفَ يده ثلاثاً) أي: غسلها ثلاثاً، وهو استفعل، من وكَف البيت: إذا قطر كأنه أخذ ثلاث دُفَع من الماء، وقيل: أراد به: بالغ في غسل اليد حتى وكَفَ منها الماء، أي: قَطَر.
__________
(1) 1 / 64 في الطهارة، باب كم تغسل اليدان، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 4 / 9 و 10، والدارمي 1 / 176، وهو حديث صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/8) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (4/8، 9) قال: حدثنا وكيع. وفي (4/9) قال: حدثنا بهز، وفي (4/9، 10) قال: حدثنا محمد بن جعفر. وفي (4/9) قال: حدثنا يزيد ابن هارون. وفي (4/10) قال: حدثنا عفان. وفي (4/10) قال: حدثنا علي بن حفص، وحسين بن محمد. والدارمي (698) قال: أخبرنا هاشم بن القاسم. وابن ماجه (1037) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا غندر، والنسائي (1/64) قال: أخبرنا حميد بن مسعدة، عن سفيان ابن حبيب.
عشرتهم - يحيى، ووكيع، وبهز، وابن جعفر، ويزيد، وعفان، وعلي بن حفص، وحسين، وهاشم، وسفيان - عن شعبة، عن النعمان بن سالم:
* في رواية يحيى بن سعيد، ووكيع، وابن جعفر، ويزيد، قالوا: عن شعبة عن النعمان بن سالم، عن ابن أبي أوس، عن جده.
* وفي رواية بهز، قال: حدثنا شعبة، عن النعمان بن سالم، عن رجل جده أوس بن أبي أوس.
* وفي رواية عفان، قال: حدثنا شعبة، قال: حدثنا النعمان بن سالم، قال: سمعت فلانا أوس جده.
* وفي رواية هاشم، قال: حدثنا شعبة، قال: أخبرني النعمان بن سالم، قال: سمعت ابن عمرو بن أوس، عن جده.
* وفي رواية علي بن حفص، وحسين بن محمد قالا: حدثنا شعبة، عن النعمان بن سالم، قال: سمعت عمرو بن أوس، يحدث عن جده.
* وفي رواية سفيان بن حبيب، قال: عن شعبة، عن النعمان بن سالم، عن ابن أوس بن أبي أوس، عن جده.
* رواية وكيع عند أحمد (4/8) هي التي جمعت بين استوكف، وصلى في نعليه.
* رواية يحيى بن سعيد، وبهز، ووكيع، وابن جعفر، وعفان، مختصرة على الصلاة في النعلين.
* رواية ابن جعفر، ويزيد بن هارون، وعلي بن حفص، وحسين، وهاشم، وسفيان بن حبيب، مختصرة على استوكف.
قلت: صحح ابن حجر صحبة أوس بن حذيفة، ولم اهتد لابن أبي أوس، قال الحافظ يقال اسمه عبد الرحمن ويقال: هو ابن عمرو بن أوس! ! !(7/173)
5170 - () عبد الله بن زيد - رضي الله عنه - «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- توضأ مرتين مرتين، وقال: هو نور على نور» . أخرجه ... (1) .
__________
(1) هكذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وقد سقط هذا الحديث من المطبوع، وذكره صاحب " المشكاة " وقال: رواه رزين. أقول: والحديث دون زيادة قوله: " نور على نور " في الصحيح، ولم أر هذه الزيادة بهذا اللفظ ويروى " الوضوء على الوضوء نور على نور " قال المنذري في " الترغيب والترهيب ": لا يحضرني له أصل من حديث النبي صلى الله عليه وسلم ولعله من كلام بعض السلف.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
هذا الحديث من زيادات رزين، قال الحافظ زكي الدين المنذري: لا يحضرني له أصل من حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- ولعله من كلام بعض السلف. «الترغيب والترهيب» (1/134) ط/دار الحديث بتحقيقي.(7/174)
5171 - () عثمان - رضي الله عنه - (1) «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- توضأ ثلاثاً ثلاثاً، وقال: هذا وُضوئي وَوُضُوء الأنبياءَ قبلي، ووضوء إِبراهيم» . أخرجه ... (2) .
__________
(1) كذا في الأصل: عثمان وفي المطبوع: عبد الله بن زيد، وهو خطأ، والصحيح ما أثبتناه.
(2) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه: وفي المطبوع: أخرجه النسائي، ولم نجده فيه وذكره صاحب " المشكاة " وقال: رواه رزين، وضعفه النووي في " شرح مسلم ". أقول: وفي الصحيحين أن عثمان بن عفان رضي الله عنه توضأ ثلاثاً ثلاثاً ثم قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ نحو وضوئي هذا.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
هذا الحديث من زيادات رزين العبدري، لم أهتد له.(7/174)
الفرع الثاني: في سنن الوضوء
قد تقدم في الفرع الأول من سنن الوضوء ما دخل في جملة الأحاديث المذكورة فيه، مما لم يمكن إفراده منها، لاشتمالها عليه، ونذكر في هذا الفرع ما انفرد من الأحاديث بالسنن، وهي تسع.
الأولى: السواك
5172 - (خ م ط د ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال [ص:175] رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «لولا أن أَشُقَّ على أُمَّتي لأمَرْتُهُم بالسواك - وفي أخرى: لولا أن أشُق على أمتي، أو على الناس - لأمرتهم بالسواك مع كل صلاة» . أخرجه البخاري.
وعند مسلم: «لولا أن أشُق على المؤمنين - وفي رواية: على أمتي - لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة» .
وفي رواية الموطأ مثل الأولى، وقال في أخرى عن أبي هريرة أنه قال: «لولا أن يَشُقَّ على أمته لأمرهم بالسواك مع كل وضوء» .
وفي رواية أبي داود: «لولا أن أشق على المؤمنين لأمرتهم بتَأخِير العشاء، وبالسِّواكِ عند كل صلاة» .
وفي رواية الترمذي مثل رواية مسلم الآخرة، وفي رواية النسائي مثله (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أَشُقَّ) الأمر الشَّاق: الشديد الصعب على مباشِرِه.
__________
(1) رواه البخاري 2 / 311 و 312 في الجمعة، باب السواك يوم الجمعة، وفي التمني، باب ما يجوز من اللو، ومسلم رقم (252) في الطهارة، باب السواك، والموطأ 1 / 66 في الطهارة، باب ما جاء في السواك، وأبو داود رقم (46) في الطهارة، باب السواك، والترمذي رقم (22) في الطهارة، باب ما جاء في السواك، والنسائي 1 / 12 في الطهارة، باب الرخصة في السواك بالعشي للصائم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: عن عبد الرحمن الأعرج، عن أبي هريرة، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: -إن كان قاله - «لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع الوضوء.» وقال أبو هريرة: لقد كنت أستن قبل أن أنام، وبعد ما أستيقظ، وقبل ما آكل، وبعد ما آكل، حين سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول ما قال.
أخرجه أحمد (2/400) قال: حدثنا أبو العلاء الحسن بن سوار. قال: حدثنا ليث، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن عبد الرحمن الأعرج، فذكره.
عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لولا أن أشق على أمتي، لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة.» .
وفي رواية: «لأمرتهم بالسواك مع الوضوء.» .
أخرجه أحمد (2/250، 433) قال: حدثنا يحيى. قال: أخبرنا عبيد الله. وفي (2/287) قال: قال، يعني عبيدة: حدثنا عبيد الله. وفي (2/433) قال: حدثنا ابن نمير. قال: أخبرنا عبيد الله. وابن ماجه (287) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا أبو أسامة وعبد الله بن نمير، عن عبيد الله بن عمر، وعبد الله بن أحمد (1/80) قال: حدثني عقبة بن مكرم الكوفي. قال: حدثنا يونس بن بكير. قال: حدثنا محمد بن إسحاق. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (9/12982) عن إبراهيم بن يعقوب، عن أبي النعمان، عن حماد بن زيد، عن عبد الرحمن السراج. وفي (9/12989) عن إسماعيل بن مسعود عن خالد بن الحارث (ح) وعن سويد بن نصر، عن عبد الله بن المبارك (ح) وعن مجاهد بن موسى، عن يحيى بن سعيد (ح) وعن محمد بن عبد الله بن بزيع، عن عبد الوهاب الثقفي، عن هشام بن حسان (ح) وعن إبراهيم بن يعقوب، عن أبي النعمان، عن حماد بن زيد.
خمستهم - خالد، وابن المبارك، ويحيى، وهشام، وحماد - عن عبيد الله بن عمر.
ثلاثتهم - عبيد الله بن عمر، ومحمد بن إسحاق، وعبد الرحمن السراج - عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، فذكره.
* أخرجه النسائي في الكبرى تحفة الأشراف (10/14308) عن عمرو بن عثمان، عن بقية، عن عبيد الله بن عمر. وفي (10/14332) عن قتيبة بن سعيد، عن الليث، عن أبي معشر.
كلاهما - عبيد الله، وأبو معشر عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة، نحوه زاد فيه: عن أبيه.
وعن حميد بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة. قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع الوضوء.»
أخرجه أحمد (2/460) قال: قرأت على عبد الرحمن. وفي (2/517) قال: حدثنا روح والنسائي في الكبرى الورقة (41-أ) قال: أخبرنا محمد بن يحيى. قال: حدثنا بشر بن عمر. وابن خزيمة (140) قال: حدثنا علي بن معبد. قال: حدثنا روح بن عبادة.
ثلاثتهم - عبد الرحمن بن مهدي، وروح، وبشر بن عمر - عن مالك بن أنس، عن ابن شهاب، عن حميد بن عبد الرحمن، فذكره.
* أخرجه النسائي في الكبرى الورقة (41-أ) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، (ح) وأخبرنا محمد بن سلمة. قال: أخبرنا ابن القاسم. كلاهما - قتيبة، وابن القاسم - عن مالك، عن ابن شهاب، عن حميد بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، أنه كان يقول لولا أن يشق على أمته فذكر نحوه موقوفا.
عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال: رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة.»
أخرجه أحمد (2/258) قال: حدثنا أبو عبيدة الحداد، كوفي ثقة. وفي (2/287) قال: حدثنا عبيدة. وفي (2/399) قال: حدثنا معاوية، قال: حدثنا زائدة. وفي (2/399) قال: حدثنا عبدة، وهو ابن سليمان. وفي (2/429) قال: حدثنا يحيى والترمذي (22) قال: حدثنا أبو كريب. قال: حدثنا عبدة بن سليمان. والنسائي في الكبرى (11/15006) عن علي بن حجر، عن أسباط بن محمد.
ستتهم - أبو عبيدة وعبيدة بن حميد، وزائدة، وعبدة، ويحيى، وأسباط - عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، فذكره.
* في رواية أبي عبيدة زاد: «ولأخرت عشاء الآخرة إلى ثلث الليل» .(7/174)
5173 - (د ت) زيد بن خالد الجهني - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «لولا أن أشُق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل [ص:176] صلاة، قال أبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن -: فرأيتُ زيداً يجلس في المسجد، وإنَّ السواك من أُذُنِه موضع القَلَم من أُذن الكاتب، فكلَّما قام إلى الصلاة اسْتاكَ» أخرجه أبو داود.
وفي رواية الترمذي: «لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة، ولأخَّرتُ صلاة العشاء إلى ثلث الليل، قال: فكان زيد بن خالد يشهد الصلوات في المسجد، وسواكه على أُذُنِه موضع القلم من أُذن الكاتب، لا يقوم إلى الصلاة إلا اسْتَنَّ ثم ردَّه إلى موضعه» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(استَنَّ) اسْتَنَّ بالسِّوَاك: إذا تَسَوَّك به.
__________
(1) رواه أبو داود رقم (47) في الطهارة، باب السواك، والترمذي رقم (23) في الطهارة، باب ما جاء في السواك، وهو حديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (4/114) قال: حدثنا يعلى، ومحمد ابنا عبيد. وفي (4/116) قال: حدثنا محمد بن فضيل. وفي (5/193) قال: حدثنا علي بن ثابت. وأبو داود (47) قال: حدثنا إبراهيم بن موسى، قال: أخبرنا عيسى بن يونس. والترمذي (23) قال: حدثنا هناد، قال: حدثنا عبدة بن سليمان. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (3766) عن عمرو بن هشام، عن محمد بن سلمة.
سبعتهم - يعلى، ومحمد بن عبيد، وابن فضيل، وعلي، وعيسى، وعبدة، ومحمد بن سلمة- عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي.
2- وأخرجه أحمد (4/116) قال: حدثنا عبد الصمد، قال: حدثنا حرب يعني ابن شداد، عن يحيى.
كلاهما - محمد، ويحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن فذكره.(7/175)
5174 - (خ م د س) حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه - قال: «كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- إذا قام من الليل يَشُوصُ فَاهُ بالسواك» .
أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي.
وفي أخرى لمسلم «أنه كان إذا قام ليَتَهَجَّدَ» .
وفي رواية النسائي قال: «كنا نُؤمر بالسواك إذا قمنا من الليل: أن نَشُوصَ أفْوَاهنا بالسواك» (1) . [ص:177]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يَشُوص) شَاص فاه بالسِّواك يَشُوصه شَوْصاً: إذا اسْتاك به.
(يتهجَّد) التَّهَجُد: القيام في الليل، من الهُجُود، وهو السَّهَر، وهو النوم أيضاً.
__________
(1) رواه البخاري 2 / 212 في الجمعة، باب السواك يوم الجمعة، وفي الوضوء، باب السواك، وفي [ص:177] التهجد، باب طول القيام في صلاة الليل، ومسلم رقم (254) في الطهارة، باب السواك، وأبو داود رقم (55) في الطهارة، باب السواك لمن قام من الليل، والنسائي 1 / 8 في الطهارة، باب السواك إذا قام من الليل.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه الحميدي (441) وأحمد (5/382) قالا: حدثنا سفيان بن عيينة. وفي (5/407) قال أحمد: حدثنا عبيدة بن حميد. والبخاري (1/70) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا جرير. ومسلم (1/152) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا جرير. والنسائي (1/8) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، وقتيبة بن سعيد، عن جرير، وابن خزيمة (136) قال: حدثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي، قال: حدثنا سفيان يعني ابن عيينة. ثلاثتهم - سفيان، وعبيدة، وجرير - عن منصور.
2- وأخرجه أحمد (5/402) قال: حدثنا وكيع. والبخاري (2/5) وأبو داود (55) قالا: البخاري، وأبو داود: حدثنا محمد بن كثير. وابن ماجه (286) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا وكيع. وابن خزيمة (136) قال: حدثنا يوسف بن موسى، قال: حدثنا وكيع.
كلاهما - وكيع، ومحمد - قالا: حدثنا سفيان، عن منصور، وحصين.
3- وأخرجه أحمد (5/402) ومسلم (1/152) قال: حدثنا محمد بن المثنى، وابن بشار، والنسائي (3/212) قال: أخبرنا عمرو بن علي، ومحمد بن المثنى. وفي الكبرى (1230) قال: أخبرنا عمرو بن علي. وابن خزيمة (136) قال: حدثنا أبو موسى.
أربعتهم - أحمد، وابن المثنى، وابن بشار، وعمرو - عن عبد الرحمن، قال: حدثنا سفيان، عن منصور، وحصين، والأعمش.
4- وأخرجه أحمد (5/390) قال: حدثنا معاوية بن عمرو، قال: حدثنا زائدة. وفي (5/407) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثني شعبة. والدارمي (691) قال: أخبرنا سعيد بن الربيع. قال: حدثنا شعبة. والبخاري (2/64) قال: حدثنا حفص بن عمر، قال: حدثنا خالد بن عبد الله. ومسلم (1/152) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا هشيم. والنسائي (3/212) قال: حدثنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا خالد، قال: حدثنا شعبة. وابن خزيمة (136، 1149) قال: حدثنا أبو حصين بن أحمد بن يونس، قال: حدثنا عبثر. يعني ابن القاسم (ح) وحدثنا علي بن المنذر، وهارون ابن إسحاق، قالا: حدثنا ابن فضيل. وفي (136) قال: حدثنا بندار، قال: حدثنا ابن أبي عدي، عن شعبة.
ستتهم - زائدة، وشعبة، وخالد، وهشيم، وعبثر، وابن فضيل - عن حصين.
5- وأخرجه أحمد (5/397) ومسلم (1/152) قال: حدثنا ابن نمير. وابن ماجه (286) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير.
كلاهما - أحمد، ومحمد بن عبد الله بن نمير- قالا: حدثنا أبو معاوية، وعبد الله بن نمير، قالا: حدثنا الأعمش.
ثلاثتهم - منصور، وحصين، والأعمش - عن أبي وائل، فذكره.
وعن شقيق، عن حذيفة، قال: «كنا نؤمر بالسواك إذا قمنا من الليل» .
أخرجه النسائي (3/212) قال: أخبرنا عبيد الله بن سعيد، عن إسحاق بن سليمان، عن أبي سنان، عن أبي حصين، عن شقيق، فذكره.
* قال النسائي عقب السند السابق: أخبرنا أحمد بن سليمان، قال: حدثنا عبيد الله، قال: أنبأنا إسرائيل، عن أبي حصين، عن شقيق، قال: كنا نؤمر إذا قمنا من الليل أن نشوص أفواهنا بالسواك. ليس فيه حذيفة، وبالمقارنة مع تحفة الأشراف (3336) وجدنا أن المزي جعله والذي سبقه عن حذيفة. والله أعلم.(7/176)
5175 - (م د س) عائشة - رضي الله عنها - قالت: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يُوضَع له وَضُوؤه وسواكه، فإذا قام من الليل تَخلَّى، ثم استاك» .
وفي رواية «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- كان لا يَرْقُد من ليل ولا نهار فيَسْتَيقظ إلا تسوَّك قبل أن يتوضأ» . أخرجه أبو داود.
وفي رواية مسلم عن شُريح بن هانئ قال: «سألتُ عائشةَ: بأي شيء كان يَبْدَأُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- إذا دخل بيته؟ قالت: بالسواك» .
وأخرج أبو داود والنسائي رواية مسلم (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (51) و (56) و (57) في الطهارة، باب في الرجل يستاك بسواك غيره، وباب السواك لمن قام من الليل، ومسلم رقم (253) في الطهارة، باب السواك، والنسائي 1 / 17 في الطهارة، باب السواك في كل حين.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: عن سعد بن هشام عن أبي هريرة «أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يوضع له وضوءه وسواكه، فإذا قام من الليل تخلى ثم استاك.»
أخرجه أبو داود (56، 1349) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. قال: حدثنا حماد. قال: أخبرنا بهز ابن حكيم، عن زرارة بن أوفى، عن سعد بن هشام، فذكره.
وعن أم محمد، عن عاشة «أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان لا يرقد من ليل ولا نهار، فيستيقظ، إلا تسوك قبل أن يتوضأ» .
أخرجه أحمد (6/121) قال: حدثنا عفان. وفي (6/160) قال:حدثنا عبد الصمد. وأبو داود (57) قال: حدثنا محمد بن كثير.
ثلاثتهم - عفان، وعبد الصمد، وابن كثير - قالوا: حدثنا همام. قال: حدثني علي بن زيد. قال: حدثتني أم محمد، فذكرته.
وعن شريح بن هانئ، عن عائشة «أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان إذا دخل بيته بدأ بالسواك.» .
أخرجه أحمد (6/41) قال: حدثنا عبدة. قال: حدثنا مسعر. وفي (6/901) قال: حدثنا أسود بن عامر. قال: حدثنا إسرائيل. وفي (6/110) قال: حدثنا أسود بن عامر. قال: حدثنا شريك. وفي (6/182، 237) قال: حدثنا يزيد. قال: أخبرنا شريك. وفي (6/188) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. قال: حدثنا سفيان. وفي (6/192) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان. وفي (6/254) قال: حدثنا مصعب بن المقدام. قال: حدثنا إسرائيل. ومسلم (1/152) قال: حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء. قال: حدثنا ابن بشر، عن مسعر. (ح) وحدثني أبو بكر بن نافع العبدي. قال: حدثنا عبد الرحمن عن سفيان. وأبو داود (51) قال: حدثنا إبراهيم بن موسى الرازي. قال: أخبرنا عيسى بن يونس، عن مسعر. وابن ماجه (290) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا شريك. والنسائي (1/13) وفي الكبرى (7) قال: أخبرنا علي بن خشرم. قال: حدثنا عيسى. وهو ابن يونس، عن مسعر. وابن خزيمة (134) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. (ح) وحدثنا يوسف بن موسى. قال: حدثنا وكيع. قالا: حدثنا سفيان. (ح) وحدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا يزيد بن هارون. قال: أخبرنا مسعر. (ح) وحدثنا علي بن خشرم. قال: أخبرنا عيسى. يعني ابن يونس، عن مسعر.
أربعتهم - مسعر، وإسرائيل، وشريك، وسفيان - عن المقدام بن شريح، عن أبيه، فذكره.
* روايتي إسرائيل وشريك: «عن شريح. قال: قلت لعائشة: يا أمه، بأي شيء كان يبدأ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا دخل عليك بيتك، وبأي شيء كان يختم؟ قالت: كان يبدأ بالسواك، ويختم بركعتي الفجر.» عدا رواية أحمد (6/109) مختصرة على الركعتين ورواية ابن ماجه مختصرة على السواك.
وعن كثير بن عبيد، عن عائشة. أنها قالت: «كان نبي الله -صلى الله عليه وسلم- يستاك، فيعطيني السواك لأغسله، فأبدأ به فأستاك، ثم أغسله، وأدفعه إليه.» .
أخرجه أبو داود (52) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري، قال: حدثنا عنبسة بن سعيد الكوفي الحاسب. قال: حدثني كثير، فذكره.
وعن عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر، عن عائشة. قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: السواك مطهرة للفم، مرضاة للرب.»
أخرجه الحميدي (162) قال: حدثنا سفيان قال: حدثنا محمد بن إسحاق. وأحمد (6/47) قال: حدثنا إسماعيل، عن محمد بن إسحاق. وفي (6/62) قال: حدثنا عبدة بن سليمان الكلابي. قال: حدثنا محمد بن إسحاق. وفي (6/124) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا يزيد بن زريع. قال: حدثنا عبد الرحمن بن أبي عتيق. وفي (6/238) قال: حدثنا يزيد. قال: أخبرنا محمد بن إسحاق. والنسائي (1/10) ، وفي الكبرى (4) قال: أخبرنا حميد بن مسعدة ومحمد بن عبد الأعلى، عن يزيد، وهو ابن زريع. قال: حدثني عبد الرحمن بن أبي عتيق.
كلاهما- محمد بن إسحاق، وعبد الرحمن بن أبي عتيق - عن عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر، فذكره.
* في رواية يزيد بن زريع: عبد الرحمن بن أبي عتيق، عن أبيه، وقال المزي في تحفة الأشراف (11/16261) عقب هذا الحديث: كذا قال: عبد الرحمن بن أبي عتيق، وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي عتيق.
وعن القاسم بن محمد، عن عائشة، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «السواك مطيبة للفم، مرضاة للرب، وفي الحبة السوادء شفاء من كل داء إلا السام. قالوا: يا رسول الله، وما السام؟ قال: الموت» .
أخرجه أحمد (6/146) قال: حدثنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك الديلي. والدارمي (690) قال: أخبرنا خالد بن مخلد هو القطواني.
كلاهما - محمد بن إسماعيل، وخالد بن مخلد - عن إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة الأشهلي، عن داود بن الحصين، عن القاسم بن محمد، فذكره.
* رواية الدارمي مختصرة على: «السواك مطهرة للفم، مرضاة للرب.» .
وعن عبيد بن عمير، عن عائشة. قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «السواك مطهرة للفم، مرضاة للرب.»
أخرجه ابن خزيمة (135) قال:حدثنا الحسن بن قزعة بن عبيد الهاشمي. قال: حدثنا سفيان بن حبيب، عن ابن جريج، عن عثمان بن أبي سليمان، عن عبيد بن عمير، فذكره.
وعن عروة، عن عائشة، قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
أخرجه أبو داود (52) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري، قال: حدثنا عنبسة بن سعيد الكوفي الحاسب. قال: حدثني كثير، فذكره.
وعن عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر، عن عائشة. قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «السواك مطهرة للفم، مرضاة للرب.» .
أخرجه الحميدي (162) قال: حدثنا سفيان. قال:حدثنا محمد بن إسحاق. وأحمد (6/47) قال: حدثنا إسماعيل، عن محمد بن إسحاق. وفي (6/62) قال: حدثنا عبدة بن سليمان الكلابي. قال: حدثنا محمد بن إسحاق. وفي (6/124) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا يزيد بن زريع. قال: حدثنا عبد الرحمن بن أبي عتيق وفي (6/238) قال: حدثنا يزيد. قال: أخبرنا محمد بن إسحاق. والنسائي (1/10) وفي الكبرى (4) قال: أخبرنا حميد بن مسعدة ومحمد بن عبد الأعلى، عن يزيد، وهو ابن زريع. قال: حدثني عبد الرحمن بن أبي عتيق.
كلاهما - محمد بن إسحاق، وعبد الرحمن بن أبي عتيق - عن عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر، فذكره.
* في رواية يزيد بن زريع: عبد الرحمن بن أبي عتيق، عن أبيه، وقال المزي في تحفة الأشراف (11/16261) عقب هذا الحديث: كذا قال: عبد الرحمن بن أبي عتيق، وهو عبد الرحمن بن عبد الله ابن أبي عتيق.
وعن القاسم بن محمد، عن عائشة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «السواك مطيبة للفم، مرضاة للرب، وفي الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا السام. قالوا: يا رسول الله، وما السام؟ قال: الموت» .
أخرجه أحمد (6/146) قال: حدثنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك الديلي. والدارمي (690) قال: أخبرنا خالد بن مخلد هو القطواني.
كلاهما - محمد بن إسماعيل، وخالد بن مخلد - عن إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة الأشهلي، عن داود بن الحصين، عن القاسم بن محمد، فذكره.
* رواية الدارمي مختصرة على: «السواك مطهرة للفم، مرضاة للرب.»
وعن عبيد بن عمير، عن عائشة. قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «السواك مطهرة للفم، مرضاة للرب.»
أخرجه ابن خزيمة (135) قال: حدثنا الحسن بن قزعة بن عبيد الهاشمي. قال: حدثنا سفيان بن حبيب، عن ابن جريج، عن عثمان بن أبي سليمان، عن عبيد بن عمير، فذكره.
وعن عروة، عن عائشة، قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «فضل الصلاة التي يستاك لها على الصلاة التي لا يستاك لها سبعين ضعفا.» .
أخرجه أحمد (6/272) وابن خزيمة (137) قال: حدثنا محمد بن يحيى.
كلاهما- أحمد بن حنبل، ومحمد بن يحيى - عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد. قال:حدثنا أبي، عن محمد بن إسحاق. قال: فذكر محمد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب الزهري، عن عروة، فذكره.
* قال ابن خزيمة: أنا استثنيت صحة هذا الخبر، لأني خائف أن يكون محمد بن إسحاق لم يسمع من محمد بن مسلم وإنما دلسه عنه.
وعن عروة، عن عائشة. قالت: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يستن، وعنده رجلان، أحدهما أكبر من الآخر، فأوحي إليه في فضل السواك: أن كبر، أعط السواك أكبرهما.» .
أخرجه أبو داود (50) قال: حدثنا محمد بن عيسى، قال: حدثنا عنبسة بن عبد الواحد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، فذكره.
وعن مسروق، عن عائشة قالت: «سألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، عن الالتفات في الصلاة. فقال: هو اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد.» .
أخرجه أحمد (6/106) قال: حدثنا أبو سعيد. قال: حدثنا زائدة. والبخاري (1/191) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا أبو الأحوص. وفي (4/152) قال: حدثنا الحسن بن الربيع. قال: حدثنا أبو الأحوص. وأبو داود (910) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا أبو الأحوص. والترمذي (590) قال: حدثنا صالح بن عبد الله. قال: حدثنا أبو الأحوص. والنسائي (3/8) وفي الكبرى (440، 1028) قال: أخبرنا عمرو بن علي. قال: حدثنا عبد الرحمن. قال: حدثنا زائدة. وفي (3/8) وفي الكبرى (1029) قال: أخبرنا عمرو بن علي. قال: حدثنا عبد الرحمن. قال: حدثنا أبو الأحوص. وابن خزيمة (484، 931) قال: حدثنا محمد بن عثمان العجلي. قال: حدثنا عبيد الله بن موسى، عن شيبان. (ح) وحدثنا محمد بن عمرو بن تمام المصري. قال: حدثنا يوسف بن عدي. قال: حدثنا أبو الأحوص. وفي (484) قال: حدثنا محمد بن عثمان أيضا. قال:حدثنا عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل.
أربعتهم - زائدة، وأبو الأحوص، وشيبان، وإسرائيل - عن أشعث بن أبي الشعثاء المحاربي، عن أبيه، عن مسروق، فذكره.(7/177)
5176 - (س) عائشة - رضي الله عنها - قالت: إنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «السواكُ مَطْهَرة للفَم، مَرْضاة للرب» أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 1 / 10 في الطهارة، باب الترغيب في السواك، ورواه أيضاً أحمد في " المسند "، والدارمي في " سننه "، وإسناده صحيح.(7/177)
5177 - (خ م د س) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال: «أتيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وهو يَسْتَنُّ بسواك بيده، ويقول: أُعْ أُعْ، والسواك في فيه، كأنه يَتَهَوَّع» أخرجه البخاري.
وعند مسلم قال: «دخلت على النبي - صلى الله عليه وسلم- وطَرَف السواك على لسانه» .
وعند أبي داود قال: «أتينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- نستحمله، فرأيته يَستاكُ على لسانه» .
قال أبو داود: قال سليمان: «دخلت على النبي - صلى الله عليه وسلم- وهو يستاك، وقد وضع السواك على طرف لسانه، وهو يقول: إهْ إهْ - يعني: يتهوَّع» قال مسدَّد: كان حديثاً طويلاً اختصرتُه.
وعند النسائي قال: «دخلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وهو يَسْتَنُّ، وطرف السواك على لسانه، وهو يقول: عأْ، عأْ» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يتهوَّع) التَّهَوُّع: التَّقَيُّؤ، هَاعَ يَهوعُ هواعاً: إذا تقيَّأ، والمراد به هاهنا: إقلاع النخامة من أقصى الحلق وإخراجها ليَبْصُقها، ومن أراد ذلك فعَلَ فِعْل من يريد أن يتقيَّأ. [ص:179]
(نَسْتَحْمِلُه) الاستحمال: طلب شيء يركبه ويحمل عليه أثاثه وزاده، ونحو ذلك.
__________
(1) رواه البخاري 1 / 306 في الوضوء، باب السواك، ومسلم رقم (255) في الطهارة، باب السواك، وأبو داود رقم (49) في الطهارة، باب كيف يستاك، والنسائي 1 / 9 في الطهارة، باب كيف يستاك.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: قال الحافظ المزي: زاد يحيى بن حبيب وأحمد بن عبدة: وطرف السواك على لسانه. وحديث د- أبي داود مختصر-: أتينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نستحمله، فرأيته يستاك. خ -البخاري- في الطهارة عن أبي النعمان، م - مسلم -، فيه، عن يحيى بن حبيب بن عربي، د - أبو داود - فيه عن مسدد، وأبي الربيع، س - النسائي- عن أحمد بن عبدة.
خمستهم -عن حماد بن زيد عن غيلان بن جرير بن غيلان عن أبي بردة فذكره.(7/178)
5178 - (خ س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «لقد أكثرتُ عليكم في السواك» . أخرجه البخاري.
وعند النسائي مثله، وفي نسخة: «لقد أكثرتم عليَّ في السواك» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 2 / 312 في الجمعة، باب السواك يوم الجمعة، والنسائي 1 / 11 في الطهارة، باب الإكثار في السواك.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: قال العماد بن كثير: قال أحمد: حدثنا عبد الصمد، حدثنا أبي وعفان، ثنا عبد الوارث، ثنا شعيب، يعني ابن الحبحاب عن أنس به.
2- حدثنا عفان، حدثنا عبد الوارث، ثنا شعيب به.
رواه البخاري في الجمعة الصلاة عن أبي معمر هو عبد الله بن عمرو والنسائي في الطهارة عن حميد بن مسعدة وعمران بن موسى.
ثلاثتهم - عن عبد الوارث - به.
جامع المسانيد (22/380، 381) (1666، 1667) .(7/179)
5179 - (خ م) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «أراني في المنام أتَسوَّك بسواك، فجاءني رجلان، أحدهما أكبر من الآخر، فناولت الأصغر منهما، فقيل لي: كبِّرْ، فدفعتُه إلى الأكبر منهما» . أخرجه البخاري ومسلم (1) .
__________
(1) ذكره البخاري تعليقاً 1 / 307 في الوضوء، باب دفع السواك إلى الأكبر، وقد وصله مسلم رقم (2271) في الرؤيا، باب رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم، وقال الحافظ في " الفتح ": وصله أبو عوانة في " صحيحه ".
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: قال العماد ابن كثير: قال البخاري: وقال عفان، عنه، وقال: وقد اختصر أبو نعيم، عن ابن المبارك، عن أسامة، عن نافع، عن ابن عمر.
قلت: علقه البخاري في الطهارة.
ورواه مسلم عن نصر بن علي عن أبيه، عن صخر بن جويرية، عن نافع، فذكره وقال الحافظ في «الفتح» وصله أبو عوانة في صحيحه.(7/179)
5180 - (د) عائشة - رضي الله عنها - قالت: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يستن وعنده رجلان أحدهما أكبر من الآخر، فأوحي إليه في فضل السواك: أن كبِّرْ، أعط السواك أكبرهما» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (50) في الطهارة، باب في الرجل يستاك بسواك غيره، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
تقدم تخريجه، راجع الحديث رقم (5175، 5176) .(7/179)
5181 - (د) عائشة - رضي الله عنها - قالت: كان النبي - صلى الله عليه وسلم- يستاك [ص:180] فيُعطيني السواك لأغسله، فأبدأ به فأستاكُ، ثم أغْسِله وأدفعه إليه. أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (52) في الطهارة، باب غسل السواك، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
راجع الهامش السابق.(7/179)
الثانية: غسل اليدين
5182 - (م خ ط د ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا اسْتَيْقَظَ أحدُكم من نومه فلا يَغْمِسْ يدَه في الإناء حتى يغسلها ثلاثاً، فإنه لا يَدري: أين بَاتَتْ يدُه؟» .
وفي رواية قال: «إذا اسْتَيْقظَ أحدُكم فَلْيُفْرِغْ على يده ثلاث مرات قبل أن يدخل يدَه في إنائه، فإنه لا يدري فيما باتت يده؟» .
وفي رواية: «حتى يغسلها - ولم يقل: ثلاثاً» .
هذه روايات مسلم، وقد أدرج فيه روايات كثيرة على ما قبلها.
وقد أخرج البخاري هذا المعنى بزيادة قال: «إن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: إذا توضأ أحدُكم فليجعل في أنْفِه، ثم لَيَنْثُر، ومَنِ استجمر فليُوتِرْ، وإذا اسْتيقظ أحدُكم من نومه فليغسل يده قبل أن يُدخِلَها في وَضوئه، فإن أحدَكم لا يدري أين باتت يَده؟» .
وهذه الزيادة التي ذكرها البخاري قد أخرجها مسلم أيضاً مفردة هو والبخاري، ويَرِدُ ذِكْرُها في الاستنثار. [ص:181]
وأخرج «الموطأ» رواية البخاري بزيادة، وأخرج أبو داود الرواية الأولى، وله وللترمذي «حتى يُفْرِغَ عليها مرتين أو ثلاثاً» .
ولأبي داود أيضاً «فإنه لا يدري أين باتت [يَدُهُ] ؟ أو أين كانت يَدُه تطوفُ؟» وأخرج النسائي الرواية الأولى، وهذا الحديث أول حديث في كتاب النسائي. وأخرج رواية الترمذي (1) .
__________
(1) رواه البخاري 1 / 229 - 231 في الوضوء، باب الاستجمار وتراً، ومسلم رقم (278) في الطهارة، باب كراهة غمس المتوضئ وغيره يده المشكوك في نجاستها في الإناء قبل غسلها ثلاثاً، والموطأ 1 / 21 في الطهارة، باب وضوء النائم إذا قام للصلاة، وأبو داود رقم (103) و (104) و (105) في الطهارة، باب في الرجل يدخل يده في الإناء قبل أن يغسلها، والترمذي رقم (24) في الطهارة، باب ما جاء إذا استيقظ أحدكم في منامه فلا يغمس يده في الإناء حتى يغسلها، والنسائي 1 / 6 و 7 في الطهارة، باب تأويل قوله عز وجل: {إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق} .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: عن الأعرج، عن أبي هريرة، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:» إذا استيقظ أحدكم من نومه، فليغسل يده «.
أخرجه مالك في الموطأ (39) . والحميدي (952) قال: حدثنا سفيان وأحمد (2/465) قال: قرأت على عبد الرحمن: مالك. (ح) وحدثنا إسحاق قال: أخبرنا مالك. والبخاري (1/52) قال: حدثنا عبد الله ابن يوسف، قال: أخبرنا مالك. ومسلم (1/161) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا المغيرة، يعني الحزامي.
ثلاثتهم - مالك، وسفيان بن عيينة، والمغيرة بن عبد الرحمن الحزامي - عن أبي الزناد، عن الأعرج، فذكره.
وعن أبي سلمة، عن أبي هريرة، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا استيقظ أحدكم من نومه فلا يغمس يده في وضوئه» .
أخرجه الحميدي (951) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا الزهري، وأحمد (2/241) قال: حدثنا سفيان. عن الزهري. وفي (2/259) قال: حدثنا عبد الأعلى، عن معمر، عن الزهري. وفي (2/348، 382) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا محمد بن عمرو، والدارمي (772) قال: أخبرنا أبو نعيم، قال: حدثنا ابن عيينة، عن الزهري. ومسلم (1/160) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد وزهير بن حرب، قالوا: حدثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري والنسائي (1/6) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا سفيان، عن الزهري، وفي (1/99) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود وحميد بن مسعدة، قالا: حدثنا يزيد بن زريع، قال: حدثنا معمر، عن الزهري. وفي الكبرى (151) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود، عن يزيد، وهو ابن زريع، قال: حدثني معمر، عن الزهري. وابن خزيمة (99) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء وسعيد بن عبد الرحمن المخزومي، قالا: حدثنا سفيان، عن الزهري.
كلاهما - الزهري، ومحمد بن عمرو - عن أبي سلمة، فذكره.
وعن أبي رزين وأبي صالح، عن أبي هريرة، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:» إذا قام أحدكم من الليل «.
أخرجه أحمد (2/253، 471) قال: حدثنا وكيع. ومسلم (1/160) قال: حدثنا أبو كريب وأبو سعيد الأشجع، قالا: حدثنا وكيع (ح) وحدثنا أبو كريب، قال: حدثنا أبو معاوية. وأبو داود (103) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا أبو معاوية.
كلاهما - وكيع، وأبو معاوية - عن الأعمش، عن أبي رزين وأبي صالح، فذكراه.
* وأخرجه أحمد (2/253) قال: حدثنا أبو معاوية، قال: حدثنا الأعمش. (ح) وحدثنا معاوية بن عمرو، قال: حدثنا زائدة. وأبو داود (104) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا عيسى بن يونس، عن الأعمش.
كلاهما - الأعمش، وزائدة - عن أبي صالح، عن أبي هريرة، فذكره. ليس فيه: أبو رزين.
وعن ثابت مولى عبد الرحمن بن زيد، أنه سمع أبا هريرة يقول: قال: رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إذا كان أحدكم نائما ثم استيقظ» .
أخرجه أحمد (2/271) قال: حدثنا عبد الرزاق وابن بكر. ومسلم (1/161) قال: حدثني محمد بن حاتم، قال: حدثنا محمد بن بكر (ح) وحدثنا الحلواني وابن رافع، قالا: حدثنا عبد الرزاق.
كلاهما - عبد الرزاق، ومحمد بن بكر - قالا: أخبرنا ابن جريج، قال: أخبرني زياد، أن ثابتا مولى عبد الرحمن بن زيد أخبره، فذكره.
وعن همام بن منبه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إذا استيقظ أحدكم من نومه فلا يضع يده.» .
أخرجه أحمد (2/316) ومسلم (1/161) قال: حدثنا محمد بن رافع،
كلاهما - أحمد بن حنبل، ومحمد - عن عبد الرزاق بن همام، قال: حدثنا معمر، عن همام بن منبه، فذكره.
وعن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، قال: «إذا استيقظ أحدكم من منامه ... » .
أخرجه أحمد (2/395) قال: حدثنا هوذة، قال: حدثنا عوف. وفي (2/507) قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا هشام. ومسلم (1/161) قال: حدثنا نصر بن علي، قال: حدثنا عبد الأعلى، عن هشام.
كلاهما - عوف الأعرابي، وهشام بن حسان، عن محمد، فذكره.
وعن جابر بن عبد الله، عن أبي هريرة، أنه أخبره أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا استيقظ أحدكم فليفرغ» .
أخرجه أحمد (2/403) قال: حدثنا موسى بن داود، قال: حدثنا ابن لهيعة ومسلم (1/161) قال: حدثني سلمة بن شبيب، قال: حدثنا الحسن بن أعين، قال: حدثنا معقل.
كلاهما - ابن لهيعة، ومعقل بن عبيد الله - عن أبي الزبير، عن جابر، فذكره.
وعن موسى بن يسار، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إذا استيقظ أحدكم فلا يضعن يده في الغسل، حتى يغسلها، فإنه لا يدري أين باتت يده.»
أخرجه أحمد (2/500) قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا محمد، يعني ابن إسحاق، عن موسى بن يسار، فذكره.
وعن عبد الله بن شقيق، عن أبي هريرة، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:» إذا استيقظ أحدكم من نومه.. «
أخرجه أحمد (2/455) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة، ومسلم (1/160) قال: حدثنا نصر بن علي الجهضمي وحامد بن عمر البكراوي، قالا: حدثنا بشر بن المفضل. وابن خزيمة (100) قال: حدثنا محمد بن الوليد بخبر غريب، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (145) قال: حدثنا نصر بن علي، قال: أخبرنا بشر بن المفضل. (ح) وحدثنا بشر بن معاذ، عن بشر بن المفضل.
كلاهما - شعبة، وبشر - عن خالد الحذاء، عن عبد الله بن شقيق، فذكره.
وعن عبد الرحمن بن يعقوب عن أبي هريرة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- بهذا الحديث.
هكذا ذكره مسلم عقيب حديث عبد الله بن شقيق السابق وقال: بهذا الحديث ولم يسق له متنا.
أخرجه مسلم (1/161) قال: حدثني أبو كريب، قال: حدثنا خالد، يعني ابن مخلد، عن محمد بن جعفر، عن العلاء، عن أبيه، فذكره.
وعن أبي مريم، قال: سمعت أبا هريرة، يقول: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «إذا استيقظ أحدكم من نومه فلا يدخل يده في الإناء حتى يغسلها ثلاث مرات، فإن أحدكم لا يدري أين باتت يده، أو أين كانت تطوف يده.» .
أخرجه أبو داود (105) قال: حدثنا أحمد بن عمرو بن السرح ومحمد بن سلمة المرادي، قالا: حدثنا ابن وهب، عن معاوية بن صالح، عن أبي مريم، فذكره.
وعن سعيد بن المسيب، قال: حدثني أبو هريرة، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
«إذا قام أحدكم من الليل، فلا يدخل يده في الإناء حتى يفرغ عليها مرتين أو ثلاثا، فإن أحدكم لا يدري أين باتت يده.»
أخرجه أحمد (2/265، 284) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر. ومسلم (1/161) قال: حدثنيه محمد بن رافع، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. والنسائي (1/215) قال: أخبرنا عمران بن يزيد، قال: حدثنا إسماعيل بن عبد الله، قال: حدثنا الأوزاعي.
كلاهما - معمر، والأوزاعي - عن محمد بن مسلم الزهري، قال: حدثني سعيد بن المسيب، فذكره.
* أخرجه ابن ماجة (393) قال: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي. والترمذي (24) قال: حدثنا أبو الوليد أحمد بن بكار الدمشقي يقال: هو من ولد بسر بن أرطاة صاحب النبي -صلى الله عليه وسلم-.
كلاهما - عبد الرحمن، وأحمد بن بكار - قالا: حدثنا الوليد بن مسلم، قال: حدثنا الأوزاعي، قال: حدثني الزهري، عن سعيد بن المسيب، وأبي سلمة بن عبد الرحمن، فذكراه.(7/180)
الثالثة: في الاستنثار والاستنشاق والمضمضة
5183 - (خ م ط د س) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «من توضأ فَلْيَسْتَنْثِرْ، ومن اسْتَجْمَر فلْيُوتِرْ» .
وفي رواية عن أبي هريرة وأبي سعيد مثله، أخرجه البخاري ومسلم.
وفي رواية لمسلم عن أبي هريرة - يَبْلُغُ به النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا استجمر أحدكم فليستجمر وِتْراً، وإذا توضأ أحدُكم فَلْيَجْعَل في أنفِه ماء ثم لَينْتَثرْ» . [ص:182]
وفي أخرى: أنه - صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا توضأ أحدُكم فَلْيَسْتَنْشِقْ بِمَنْخِرَيْهِ من الماء، ثم لْيَنْتَثرْ» .
وفي رواية «الموطأ» مثل الأولى.
وعند أبي داود قال: «إذا توضأ أحدُكم فَلْيَجْعَلْ في أنفه ماء، ثم لْيَنْثُرْ» .
وأخرج النسائي رواية أبي داود، وقال: «في أنفه ماء، ثم ليستنثر» . وأخرج الرواية الأولى أيضاً (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الاسْتِنْثَار) الامتخاط بعد إدخال الماء في الأنف.
__________
(1) رواه البخاري 1 / 229 في الوضوء، باب الاستنثار في الوضوء، ومسلم رقم (237) في الطهارة، باب الإيتار في الاستنثار والاستجمار، والموطأ 1 / 190 في الطهارة، باب العمل في الوضوء، وأبو داود رقم (140) في الطهارة، باب في الاستنثار، والنسائي 1 / 66 و 67 في الطهارة، باب اتخاذ الاستنشاق، وباب الأمر بالاستنثار، وقد أخرج البخاري رواية أبي داود في أول حديث وقال فيه: " ومن استجمر فليوتر، وإذا استيقظ أحدكم من نومه فليغسل يده قبل أن يدخلها في وضوئه فإن أحدكم لا يدرى أين باتت يده ".
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي هريرة، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «من توضأ فليستنثر، ومن استجمر فليوتر» .
أخرجه مالك في الموطأ (38) وأحمد (2/236) قال: حدثنا عبد الرحمن قال: حدثنا مالك. وفي (2/277) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا مالك. في (2/308) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. وفي (2/401) قال: حدثنا علي بن إسحاق، قال: أخبرنا عبد الله، قال: أخبرنا يونس. وفي (2/518) قال: حدثنا عثمان، قال: أخبرنا يونس. والدارمي (709) قال: أخبرنا أحمد بن خالد، قال: حدثنا محمد بن إسحاق. والبخاري (1/52) قال: حدثنا عبدان، قال: أخبرنا عبد الله، قال: أخبرنا يونس. ومسلم (1/146) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: قرأت على مالك. وابن ماجة (409) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا زيد بن الحباب وداود بن عبد الله، قالا: حدثنا مالك بن أنس. والنسائي (1/66) وفي الكبرى (95) قال: أخبرنا قتيبة، عن مالك. (ح) وحدثنا إسحاق بن منصور، قال: حدثنا عبد الرحمن، عن مالك. وابن خزيمة (75) قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس بن يزيد. (ح) وحدثنا يونس أيضا، قال: حدثنا ابن وهب، أن مالكا حدثه. (ح) وحدثنا عتبة بن عبد الله، قال: أخبرنا ابن المبارك، قال: أخبرنا يونس. (ح) وحدثنا يحيى بن حكيم، قال: حدثنا عثمان بن عمر، قال: أخبرنا يونس ومالك.
أربعتهم - مالك بن أنس، ومعمر، ويونس، ومحمد بن إسحاق - عن ابن شهاب الزهري، عن أبي إدريس الخولاني عائذ الله بن عبد الله، فذكره.
* أخرجه مسلم (1/146) قال: حدثنا سعيد بن منصور، قال: حدثنا حسان بن إبراهيم. (ح) وحدثني حرملة بن يحيى، قال: أخبرنا ابن وهب.
كلاهما - حسان، وابن وهب - عن يونس، عن ابن شهاب، قال: أخبرني أبو إدريس الخولاني، أنه سمع أبا هريرة وأبا سعيد الخدري يقولان، فذكراه.
وعن همام بن منبه، قال: هذا ما حدثنا أبو هريرة عن محمد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فذكر أحاديث منها. وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إذا توضأ أحدكم فليستنشق بمنخريه من الماء، ثم لينتثر» .
أخرجه أحمد (2/316) ومسلم (1/146) قال: حدثني محمد بن رافع.
كلاهما - أحمد بن حنبل، ومحمد - قالا: حدثنا عبد الرزاق بن همام، قال: حدثنا معمر، عن همام بن منبه، فذكره.
وعن همام بن منبه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إذا استجمر أحدكم فليوتر» .
أخرجه أحمد (2/314) قال: حدثنا عبد الرزاق بن همام، قال: حدثنا معمر، عن همام بن منبه، فذكره.
وعن الأعرج، عن أبي هريرة، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا توضأ أحدكم فليجعل في أنفه ماء، ثم لينثر، ومن استجمر فليوتر.» .
أخرجه مالك في الموطأ (38) والحميدي (957) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (2/242) قال: حدثنا سفيان. وفي (2/254) قال: حدثنا ربعي بن إبراهيم، قال: حدثنا عبد الرحمن. وفي (2/278) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا مالك. وفي (2/463) قال: حدثنا وكيع، عن سفيان. والبخاري (1/52) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: أخبرنا مالك. ومسلم (1/146) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد وعمرو الناقد ومحمد بن عبد الله بن نمير جميعا عن ابن عيينة. قال قتيبة: حدثنا سفيان. وأبو داود (140) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك. والنسائي (1/65) قال: أخبرنا محمد بن منصور، قال: حدثنا سفيان (ح) وحدثنا الحسين بن عيسى، عن معن، عن مالك. وفي الكبرى (98) قال: أخبرنا محمد بن منصور، قال: حدثنا سفيان.
أربعتهم - مالك، وسفيان بن عيينة، وعبد الرحمن بن إسحاق، وسفيان الثوري - عن أبي الزناد، عن الأعرج، فذكره.
وعن همام بن منبه، عن أبي هريرة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، أنه كان إذا استنشق أدخل الماء منخريه.
أخرجه أحمد (2/289) قال: حدثنا عتاب بن زياد، قال: حدثنا عبد الله بن مبارك، قال: أخبرنا معمر، عن همام بن منبه، فذكره.(7/181)
5184 - (خ م س) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا استيقظ أحدُكم من منامه، فَليَستَنْثِرْ ثلاث مرات، فإن الشيطان يَبِيتُ على خياشيمه» . أخرجه البخاري ومسلم.
هذا الحديث أخرجه الحميديُّ وحدَه، وأخرج الذي قبلَه وحدَهُ، [ص:183] فجعلهما حديثين، وهما حديث واحد، ولعله إنما فرَّق بينهما حيث لم يجيء في هذا الثاني ذِكْر الوضوء، وجاء في الأول على أن الوضوء قد جاء في رواية النسائي، قال: إن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا استيقظَ أحدُكم من منامه فليتوضأ، وليستنثر، فإن الشيطانَ يَبيت على خَيْشُومه» وحيث أفرده الحميديُّ اقتدينا به وأشرنا إليه (1) .
__________
(1) رواه البخاري 6 / 243 في بدء الخلق، باب صفة إبليس وجنوده، ومسلم رقم (238) في الطهارة، باب الإيتار في الاستنثار والاستجمار، والنسائي 1 / 67 في الطهارة، باب الأمر بالاستنثار عند الاستيقاظ من النوم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/352) قال: حدثنا حسن، قال: حدثنا ابن لهيعة. والبخاري (4/153) قال: حدثني إبراهيم بن حمزة، قال: حدثني ابن أبي حازم ومسلم (1/146) قال: حدثني بشر بن الحكم العبدي، قال: حدثنا عبد العزيز، يعني الدراوردي. والنسائي (1/67) وفي الكبري (96) قال: أخبرنا محمد بن زنبور المكي، قال: حدثنا ابن أبي حازم. وابن خزيمة (149) قال: حدثنا صالح بن عبد الرحمن بن عمرو بن الحارث المصري وأحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم البرقي، قالا: حدثنا ابن أبي مريم، قال: أخبرنا يحيى عمرو بن عثمان، عن بقية، عن عبيد الله بن عمر. وفي (10/14332) عن قتيبة بن سعيد، عن الليث، عن أبي معشر.
كلاهما - عبيد الله، وأبو معشر عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة، نحوه. زاد فيه: عن أبيه.(7/182)
5185 - (د) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «اسْتَنْثِروا مرتين بالِغَتَيْنِ، أو ثلاثاً» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (140) في الطهارة، باب في الاستنثار، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (408) في الطهارة، باب المبالغة في الاستنشاق والاستنثار، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (1/228) (2011) قال:حدثنا يحيى. وفي (1/315) (2889) قال: حدثنا هاشم بن القاسم. وفي (1/352) (3296) قال: حدثنا يزيد. وأبو داود.
قال: ثنا إبراهيم بن موسى. ثنا وكيع، ثنا ابن أبي ذئب عن قارظ، عن أبي غطفان، فذكره.(7/183)
5186 - (ت س) سلمة بن قيس - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم-: «إذا توضأتَ فَانْتَثِرْ، وإذا اسْتَجْمَرْتَ فأوْتِرْ» . أخرجه الترمذي والنسائي (1) .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (27) في الطهارة، باب ما جاء في المضمضة والاستنشاق، والنسائي 1 / 67 في الطهارة، باب الأمر بالاستنثار، وإسناده صحيح، ورواه أيضاً ابن ماجة وأحمد في " المسند " وغيرهما، وقال الترمذي: حديث سلمة بن قيس حديث حسن صحيح، قال: وفي الباب عن عثمان ولقيط بن صبرة وابن عباس والمقدام بن معدي كرب ووائل بن حجر وأبي هريرة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: قال العماد ابن كثير: قال أحمد (4/313) حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، وثنا جرير بن عبد الحميد.
كلاهما - عن سفيان - في رواية ابن مهدي، عن منصور عن هلال بن يساف،وفي الأخرى: عن هلال بإسقاط منصور، هلال عن سلمة، به.
قال: ورواه الترمذي والنسائي وابن ماجة من غير وجه عن منصور به. جامع المسانيد (5/478، 479) .(7/183)
5187 - (ت) عبد الله بن زيد [بن عاصم بن عمرو بن عوف المازني] (1) - رضي الله عنه - قال: «رأيتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- مَضمَضَ واسْتَنْشَق من كَفّ واحد، فَعَلَ ذلك ثلاثاً» . أخرجه الترمذي (2) .
__________
(1) وهو غير عبد الله بن زيد بن عبد ربه بن ثعلبة الخزرجي، صاحب الأذان.
(2) رقم (28) في الطهارة، باب المضمضة والاستنشاق من كف واحد، وهو حديث صحيح، ورواه أيضاً البخاري ومسلم وغيرهما.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (4/39، 4/40) قال: حدثنا موسى بن داود. وفي (4/41) قال: حدثنا الحسن بن موسى. وفي (4/41) قال: حدثنا علي بن إسحاق، قال: أخبرنا عبد الله (ح) وعتاب، قال: حدثنا عبد الله يعني ابن المبارك والدارمي (715) قال: أخبرنا يحيى بن حسان.
أربعتهم - موسى، والحسن، وابن المبارك، ويحيى بن حسان- عن ابن لهيعة.
2- وأخرجه أحمد (4/41) قال: حدثنا سريج بن النعمان. ومسلم (1/146) قال: حدثنا هارون بن معروف (ح) وحدثني هارون بن سعيد الأيلي، وأبو الطاهر. وأبو داود (120) قال: حدثنا أحمد بن عمرو بن السرح. والترمذي (35) قال: حدثنا علي بن خشرم. وابن خزيمة (154) قال: حدثنا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب.
ستتهم - سريج، وهارون بن معروف، وهارون بن سعيد، وأبو الطاهر أحمد بن عمرو، وعلي بن خشرم، وأحمد بن عبد الرحمن - عن عبد الله بن وهب المصري، عن عمرو بن الحارث.
كلاهما - ابن لهيعة، وعمرو بن الحارث - عن حبان بن واسع، عن أبيه، فذكره.
* وقع في المطبوع من سنن الدارمي: عن عبد الله بن زيد المازني، عن عمه عاصم المازني وصوابه كما في مسند أحمد (4/41) عن عبد الله بن زيد بن عاصم، عمه، المازني يعني عم واسع.(7/184)
5188 - (س) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: «دعا بوَضُوء، فَمضمض، واستنشق، ونَثَر بيده اليُسرى، ثم قال: هذا طُهُورُ نبي الله - صلى الله عليه وسلم-» أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 1 / 67 في الطهارة، باب بأي اليدين يستنثر، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
تقدم تخريجه.(7/184)
5189 - (د) طلحة بن مصرف عن أبيه عن جده - رضي الله عنه - قال: «دخلتُ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وهو يتوضأ والماءُ يَسِيلُ من وجهه ولِحيَتِهِ على صَدْرِه، فرأيته يَفْصِلُ بين المضمضة والاستنشاق» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (139) في الطهارة، باب في الفرق بين المضمضة والاستنشاق، وإسناده ضعيف.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
ضعيف: تقدم تخريجه.(7/184)
الرابعة: تخليل اللحية والأصابع
5190 - (ت) حسان بن بلال المزني قال: «رأيت عمَّارَ بنَ ياسر توضأ، فَخلَّلَ لِحيَتَهُ، فقيل له - أو قال: فقلت له -: أتُخلِّلُ لحيتَك؟ قال: [ص:185] وما يمنعُني؟ ولقد رأيتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- يُخلِّلُ [لحيتَهُ] » أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (29) و (30) في الطهارة، باب ما جاء في تخليل اللحية، وهو حديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: أخرجه الحميدي (146) قال: حدثنا سفيان، عن عبد الكريم أبي أمية. وفي (147) قال: حدثنا سفيان، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة. وابن ماجة (429) قال: حدثنا محمد ابن أبي عمر العدني، قال: حدثنا سفيان، عن عبد الكريم أبي أمية. (ح) وحدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة. والترمذي (29) قال: حدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن عبد الكريم بن أبي المخارق أبي أمية. وفي (30) قال: حدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة.
كلاهما - عبد الكريم وقتادة - عن حسان بن بلال، به.(7/184)
5191 - (ت) عثمان بن عفان - رضي الله عنه -: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- كان يخلِّل لحيته» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (31) في الطهارة، باب ما جاء في تخليل اللحية، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال، وهذا الحديث قد سقط من المطبوع.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (1/57) (403) قال: حدثنا وكيع. والدارمي (710، 714) قال: أخبرنا مالك ابن إسماعيل. وأبو داود (110) قال: حدثنا هارون بن عبد الله، قال: حدثنا يحيى بن آدم. وابن ماجة (430) قال: حدثنا محمد بن أبي خالد القزويني. قال: حدثنا عبد الرزاق. والترمذي (31) قال: حدثنا يحيى بن موسى. قال: حدثنا عبد الرزاق. وابن خزيمة (151) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، قال: حدثنا خلف بن الوليد. وفي (152) قال: حدثنا إسحاق بن منصور قال: أخبرنا عبد الرحمن يعني ابن مهدي. وفي (167) قال: حدثنا محمد بن الوليد، قال: حدثنا أبو عامر.
سبعتهم - وكيع، ومالك، ويحيى، وعبد الرزاق، وخلف، وعبد الرحمن، وأبو عامر - عن إسرائيل، عن عامر، وهو ابن شقيق بن جمرة الأسدي، عن أبي وائل شقيق بن سلمة، فذكره.
* رواية وكيع: «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- توضأ ثلاثا ثلاثا» .
* رواية عبد الرزاق مختصرة على: «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- توضأ فخلل لحيته» .(7/185)
5192 - (د) أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- «كان إذا توضأ أخذ كَفا من ماء، فأدخَلهُ تَحتَ حَنَكِهِ، فَخَلَّلَ به لحيتَه، وقال: هكذا أمرني ربي عز وجل» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (145) في الطهارة، باب تخليل اللحية، وهو حديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (145) قال: ثنا أبو توبة، يعني الربيع بن نافع، حدثنا أبو المليح، عن الوليد بن زوران، عن أنس، به.
قال أبو داود: ابن زروان روى عنه حجاج بن حجاج، وأبو المليح الرقي.(7/185)
5193 - (ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا توضأت فَخلِّل أصابع يَديكَ ورجليك» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (39) في الطهارة، باب ما جاء في تخليل الأصابع، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
عن صالح مولى التوأمة، قال: سمعت ابن عباس يقول: «سأل رجل النبي، -صلى الله عليه وسلم-، عن شيء من أمر الصلاة. فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: خلل أصابع يديك ورجليك، يعني إسباغ الوضوء، وكان فيما قال له: إذا ركعت، فضع كفيك على ركبتيك حتى تطمئن، وإذا سجدت، فأمكن جبهتك من الأرض، حتى تجد حجم الأرض» .
أخرجه أحمد (1/287) (2604) قال: حدثنا سليمان بن داود الهاشمي. وابن ماجة (447) والترمذي (39) قالا: حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري، قال: حدثنا سعد بن عبد الحميد بن جعفر.
كلاهما - سليمان، وسعد - عن عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن موسى بن عقبة، عن صالح مولى التوأمة، فذكره.
* رواية سعد بن عبد الحميد مختصرة على أوله.(7/185)
5194 - (ت د) المستورد بن شداد - رضي الله عنه - قال: «رأيت النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- إذا توضأ يَدْلُكُ أصابِعَ رجليه بِخِنْصَرِه» أخرجه الترمذي وأبو داود (1) .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (40) في الطهارة، باب ما جاء في تخليل الأصابع، وأبو داود رقم (148) في الطهارة، باب غسل الرجلين، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 4 / 229 بثلاثة أسانيد، وإسناده حسن، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث ابن لهيعة، وقال الحافظ في " التلخيص " تابعه الليث بن سعد وعمرو بن الحارث، أخرجه البيهقي، وأبو بشر الدولابي، والدارقطني في " غرائب مالك "، من طريق ابن وهب عن الثلاثة، وصححه ابن القطان.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/229) قال: حدثنا موسى بن داود. وفي (4/229) قال: حدثنا حسن بن موسى، وابن داود. (ح) ويحيى بن إسحاق. وأبو داود (148) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. وابن ماجة (446) قال: حدثنا محمد بن المصفى الحمصي، قال: حدثنا محمد بن حمير. والترمذي (40) قال: حدثنا قتيبة.
خمستهم - موسى بن داود، وحسن بن موسى، ويحيى بن إسحاق، وقتيبة، ومحمد بن حمير - عن ابن لهيعة، عن يزيد بن عمرو المعافري، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، فذكره.
* قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث ابن لهيعة.
* قال أبو الحسن بن سلمة راوي السنن عن ابن ماجة - حدثنا خلاد بن يحيى الحلواني، قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا ابن لهيعة، فذكر نحوه.
قلت: قال الحافظ في «التلخيص» : تابعه الليث بن سعد وعمرو بن الحارث، أخرجه البيهقي، وأبو بشر الدولابي والدارقطني في غرائب مالك، من طريق ابن وهب عن الثلاثة، وصححه ابن القطان. اهـ، وعندي العبارة بسلامة طرق هؤلاء لمتابعي ابن لهيعة.(7/185)
5195 - (ت س د) لقيط بن صبرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «إذا توضأتَ فَخَلِّلِ الأصابع» . [ص:186]
أخرجه الترمذي، وزاد النسائي «وأسْبِغ الوضوء» .
وفي رواية لهما قال: قلت: يا رسول الله، أخبرني عن الوضوء، قال: «أسبغ الوضوء، وخلِّلْ بين الأصابع، وبَالِغْ في الاستنشاق إلا أن تكون صائماً» .
وأخرج أبو داود هذه الرواية الآخرة في آخر حديث طويل، وهو مذكور في كتاب اللواحق من آخر الكتاب.
ولأبي داود أيضاً طرف منه، قال: «بالغْ في الاستنشاق إلا أن تكون صائماً» (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (142) و (143) و (144) في الطهارة، باب في الاستنثار، والترمذي رقم (38) في الطهارة، باب ما جاء في تخليل الأصابع، والنسائي 1 / 66 في الطهارة، باب المبالغة في الاستنشاق، وباب الأمر بتخليل الأصابع، وهو حديث صحيح، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 4 / 33، والحاكم 1 / 147 و 148 مطولاً بأسانيد متعددة وصححه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
عن عاصم بن لقيط بن صبرة، عن أبيه لقيط بن صبرة، قال: «كنت وافد بني المنتفق، أو في وفد بني المنتفق، إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: فلما قدمنا على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فلم نصادفه في منزله، وصادفنا عائشة أم المؤمنين، قال: فأمرت لنا بخزيرة، فصنعت لنا، قال: وأتينا بقناع -والقناع: الطبق فيه تمر- ثم جاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. فقال: هل أصبتم شيئا. أو أمر لكم بشيء؟ قال: قلنا: نعم يا رسول الله، قال: فبينا نحن مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جلوس إذ دفع الراعي غنمه إلى المراح، ومعه سخلة تعير. فقال: ما ولدت يا فلان؟ قال: بهمة. قال: فاذبح لنا مكانها شاة، ثم قال: لا تحسبن، ولم يقل: لا يحسبن، أنا من أجلك ذبحناها، لنا غنم مائة لا نريد أن تزيد، فإذا ولد الراعي بهمة ذبحنا مكانها شاة، قال: قلت: يا رسول الله، إن لي امرأة وإن في لسانها شيئا، يعني البذاء. قال: فطلقها إذا، قال: قلت: يا رسول الله، إن لها صحبة ولي منها ولد، قال: فمرها. يقول: عظها، فإن يك فيها خير فستفعل، ولا تضرب ظعينتك كضربك أمتك، فقلت: يا رسول الله، أخبرني عن الوضوء، قال: أسبغ الوضوء، وخلل بين الأصابع، وبالغ في الاستنشاق، إلا أن تكون صائما.» .
1- أخرجه أحمد (4/32، 33) قال: حدثنا وكيع. وفي (4/33) قال: حدثنا عبد الرحمن. والترمذي (38) قال: حدثنا قتيبة وهناد، قالا: حدثنا وكيع. والنسائي (1/66) وفي الكبرى (99) قال: أنبأنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أنبأنا وكيع. وفي (1/79) وفي الكبرى (116) قال: أنبأنا محمد بن رافع، قال: حدثنا يحيى بن آدم. وفي الكبرى تحفة الأشراف (11172) عن محمد بن المثنى، عن عبد الرحمن.
ثلاثتهم - وكيع، وعبد الرحمن بن مهدي، ويحيى بن آدم - عن سفيان.
2- وأخرجه أحمد (4/211) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. والدارمي (711) قال: أخبرنا أبو عاصم. وأبو داود (143) قال: حدثنا عقبة بن مكرم، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (144) قال: حدثنا محمد بن يحيى بن فارس، قال: حدثنا أبو عاصم. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (11172) عن محمد بن عبد الأعلى، عن خالد بن الحارث.
ثلاثتهم - يحيى بن سعيد، وأبو عاصم، وخالد - عن عبد الملك بن جريج.
3- وأخرجه البخاري في الأدب المفرد (166) قال: حدثنا أحمد بن محمد، قال: حدثنا داود بن عبد الرحمن.
4- وأخرجه أبو داود (142) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد في آخرين. وفي (2366، 3973) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. وابن ماجة (704، 448) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. والترمذي (788) قال: حدثنا عبد الوهاب بن عبد الحكم البغدادي الوراق وأبو عمار الحسين بن حريث. والنسائي (1/66) وفي الكبري (116) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد. وفي (1/79) وفي الكبري (116) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم.
وابن خزيمة (150) قال: حدثنا الزعفراني وزياد بن يحيى الحساني وإسحاق بن حاتم المدائني ورزق الله بن موسى والجماعة. وفي (168) قال: حدثنا الحسن بن محمد، وأبو الخطاب زياد بن يحيى الحساني، وإسحاق بن حاتم بن المدائني وجماعة غيرهم.
تسعتهم - قتيبة، وأبو بكر بن أبي شيبة، وعبد الوهاب، وأبو عمار الحسين بن حريث، وإسحاق بن إبراهيم، والحسن بن محمد الزعفراني، وأبو الخطاب زيد بن يحيى الحساني، وإسحاق بن حاتم المدائني وجماعة ابن سليم الطائفي.
أربعتهم - سفيان، وعبد الملك بن جريج، وداود، ويحيى - عن إسماعيل بن كثير أبي هاشم، عن عاصم ابن لقيط بن صبرة، فذكره.
* أخرجه أحمد (4/33) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا ابن جريج، قال: حدثنا إسماعيل بن كثير أبو هاشم المكي، عن عاصم بن لقيط بن صبرة، عن أبيه أو جده وافد بني المنتفق، قال: انطلقت أنا وصاحب لي حتى انتهينا إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فذكره.
* الروايات مطولة ومختصرة.(7/185)
الخامسة: في مسح الأذن
5196 - (د) الربيع بنت معوذ - رضي الله عنهما - قالت: «إن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- توضأ، فأدخل إصْبَعيْه في جُحْرَي أُذُنيه» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (131) في الطهارة، باب صفة وضوء النبي صلى الله عليه وسلم، وهو حديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (6/359) وأبو داود (131) قال: حدثنا إبراهيم بن سعيد. وابن ماجة (441) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعلي بن محمد.
أربعتهم - أحمد بن حنبل، وإبراهيم بن سعيد الجوهري، وأبو بكر، وعلي بن محمد - قالوا: حدثنا وكيع، عن الحسن بن صالح، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، فذكره.
قلت: عبد الله بن محمد بن عقيل حديثه حسن، والله أعلم.(7/186)
5197 - (ط) نافع - مولى ابن عمر، رضي الله عنهم - قال: «كان ابن عمر يأخذ الماء بإصبعيه لأُذنيه» أخرجه «الموطأ» (1) .
__________
(1) 1 / 34 في الطهارة، باب ما جاء في المسح بالرأس والأذنين، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: أخرجه مالك في الموطأ (66) عن نافع، به.(7/186)
السادسة: إسباغ الوضوء
5198 - (خ م س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: من رواية نُعيم بن عبد الله المُجمِر عنه: أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «إن أُمَّتي يُدْعَونَ يومَ القيامة غُرَّاً مُحَجَّلِين من آثار الوضوء» فمن استطاع منكم أن يُطيلَ غُرَّتَه فليفعل (1) .
وفي رواية قال: «رأيت أبا هريرة يتوضأ: فغسل وجهه، فأسْبَغَ الوضوء، ثم غسل يده اليمنى حتى أشْرَعَ في العَضُد، ثم مسح رأسه، ثم غسل رجله اليمنى حتى أشْرَع في السَّاق، ثم غسل رجله اليسرى حتى أشرع في الساق، ثم قال لي: هكذا رأيتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- يتوضأ» وقال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم-: «أنتم الغُرُّ المُحَجَّلُونَ يوم القيامة: من إسْبَاغ الوضوء» فمن استطاع منكم فليُطل غُرَّتَه وتَحْجيلَه.
وفي أخرى «أنه رأى أبا هريرة يتوضأ، فغسل وجهه ويديه حتى كاد يبلغ المَنْكبين، ثم غسل رجليه حتى رفع إلى الساقين، ثم قال: سمعتُ النبي - صلى الله عليه وسلم- يقول: إن أُمَّتي يأتون يوم القيامة غرَّاً مُحجَّلين، من أثر الوضوء» فمن استطاع منكم أن يُطِيلَ غُرَّتَه فليفعل. أخرجه البخاري ومسلم.
ولمسلم من رواية أبي حازم قال: «كنت خَلْفَ أبي هريرة، وهو يتوضأ للصلاة، فكان يَمُدُّ يَدَهُ حتى تَبلُغَ إبْطَهُ، فقلت له: يا أبا هريرة ما هذا الوضوء؟ فقال: يا بني فَرُّوخَ، أنتم هاهنا؟ لو علمت أنكم هاهنا ما توضأت [ص:188] هذا الوضوء، سمعت خليلي - صلى الله عليه وسلم- يقول: تَبْلُغُ الحِلْيَةُ من المؤمن حيث يبلغُ الوضوءُ» .
وله روايات تتضمن ذِكْر الحوض، وسترد في ذكر الحوض في كتاب القيامة من حرف القاف.
وفي رواية النسائي مثل رواية مسلم، ولم يذكر قوله: «يا بَني فرُّوخ» (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(غُرّاً مُحَجَّلِين) الغُرَّة والتَّحْجِيل: بياض في وجه الفرس وقوائمه، وذلك مما يحسنه ويزينه، فاستعاره للإنسان وجعل أثر الوضوء في الوجه واليدين والرجلين، كالبياض الذي هو للفرس، ولذلك قال بإسباغ الوضوء، فإنه يزيد التَّحْجِيل ويطيله.
__________
(1) وجملة " فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل " مدرجة من كلام أبي هريرة كما حققه الحافظ في " الفتح ".
(2) رواه البخاري 1 / 207 و 208 في الوضوء، باب فضل الوضوء والغر المحجلين من آثار الوضوء، ومسلم (246) في الطهارة، باب استحباب إطالة الغرة والتحجيل في الوضوء، و (250) باب تبلغ الحلية حيث يبلغ الوضوء، والنسائي 1 / 94 و 95 في الطهارة، باب حلية الوضوء.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/334، 523) قال: حدثنا أبو عامر، عبد الملك بن عمرو، قال: حدثنا فليح ابن سليمان. وفي (2/400) قال: حدثنا أبو العلاء. قال: حدثنا ليث، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال. والبخاري (1/46) قال: حدثنا يحيى بن بكير. قال: حدثنا الليث، عن خالد، عن سعيد بن أبي هلال. ومسلم (1/149) قال: حدثني أبو كريب محمد بن العلاء والقاسم بن زكريا بن دينار وعبد بن حميد. قالوا: حدثنا خالد بن مخلد، عن سليمان بن بلال. قال: حدثني عمارة بن غزية الأنصاري (ح) وحدثني هارون بن سعيد الأيلي. قال: حدثني ابن وهب. قال: أخبرني عمرو بن الحارث، عن سعيد بن أبي هلال.
ثلاثتهم - فليح، وسعيد، وعمارة عن نعيم بن عبد الله المجمر، فذكره.
* الروايات مطولة ومختصرة. وألفاظها متقاربة.
وعن أبي حازم، قال: كنت خلف أبي هريرة وهو يتوضأ للصلاة، فكان يمد يده حتى تبلغ إبطه.
أخرجه أحمد (2/371) قال: حدثنا حسين بن محمد، قال: حدثنا خلف يعني ابن خليفة ومسلم (1/ 151) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا خلف، يعني ابن خليفة. والنسائي (1/93) وفي الكبرى (141) قال: أخبرنا قتيبة، عن خلف، وهو ابن خليفة. وابن خزيمة (7) قال: حدثنا إبراهيم بن يوسف الصيرفي الكوفي، قال: حدثنا ابن إدريس.
كلاهما- خلف وعبد الله بن إدريس - عن أبي مالك الأشجعي، عن أبي حازم، فذكره.
وعن كعب المدني، عن أبي هريرة، قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «إنكم الغر المحجلون يوم القيامة من آثار الطهور، فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل.» .
أخرجه أحمد (2/362) قال: حدثنا معاوية بن عمرو. قال: حدثنا زائدة. عن ليث. وهو ابن أبي سليم. عن كعب فذكره.(7/187)
5199 - (س) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «أسْبِغوا الوضوء» .
أخرجه النسائي، وهو طرف من حديث قد تقدَّم في الفرع الأول (1) .
__________
(1) 1 / 89 في الطهارة، باب الأمر بإسباغ الوضوء، وهو حديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/164) (6528) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان. وفي (2/193) (6809) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان. (ح) وعبد الرحمن،عن سفيان،وفي (2/201) (6883) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. والدارمي (712) قال: أخبرنا يزيد بن هارون، قال: حدثنا جعفر، هو ابن الحارث. ومسلم (1/147، 148) قال: حدثني زهير بن حرب، قال: حدثنا جرير. (ح) وحدثنا إسحاق، قال: أخبرنا جرير. (ح) وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع، عن سفيان (ح) وحدثنا ابن المثنى، وابن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وأبو داود (97) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى، عن سفيان. وابن ماجة (450) قال: حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة، وعلي بن محمد، قالا: حدثنا وكيع، عن سفيان. والنسائي (1/77) قال: أخبرنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان (ح) وأنبأنا عمرو بن علي، قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا سفيان. وفي (1/89) وفي الكبرى (136) قال: أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا جرير. وابن خزيمة (161) قال:حدثنا يوسف بن موسى، قال: حدثنا جرير.
أربعتهم - سفيان، وشعبة، وجعفر بن الحارث، وجرير بن عبد الحميد - عن منصور، عن هلال بن يساف، عن أبي يحيى، فذكره.
قلت: قول المصنف -رحمه الله - تقدم في الفرع الأول،يعني به حديث الأعقاب وقد تقدم تخريجه.(7/188)
5200 - (ت د س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: «والله [ص:189] ما خَصَّنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بشيء دُونَ الناس، إلا ثلاثة أشياءَ، فإنه أمرنا: أن نُسبِغ الوضوء، ولا نأكلَ الصدقة، ولا نُنْزِيَ الْحُمُر على الخيل» . أخرجه النسائي، وللترمذي نحوه (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(نُنْزِي) نَزَا الذكر على الأنثى: إذا ركبها، وأنْزَيْتُه أنا، يقال ذلك في الحافر والظِّلْف والسِّباع.
__________
(1) رواه النسائي 1 / 89 في الطهارة، باب الأمر بإسباغ الوضوء، والترمذي رقم (1701) في الجهاد، باب ما جاء في كراهية أن ننزي الحمر على الخيل، ورواه أيضاً أبو داود رقم (808) في الصلاة، باب قدر القراءة في صلاة الظهر والعصر، وهو حديث صحيح، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
حسن صحيح:
1- أخرجه أحمد (1/225) (1977) والترمذي (1701) قال: حدثنا أبو كريب. وابن خزيمة (175) قال: حدثنا يعقوب الدورقي.
ثلاثتهم - أحمد، وأبو كريب، ويعقوب - عن إسماعيل بن إبراهيم بن علية.
2- وأخرجه أحمد (1/232) (2060) (1/234) (2092) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان.
3- وأخرجه أحمد (1/249) (2238) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا وهيب.
4- وأخرجه أبو داود (808) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا عبد الوارث.
5- وأخرجه ابن ماجة (426) قال: حدثنا أحمد بن عبدة. والنسائي (1/89) وفي الكبرى (137) قال: أخبرنا يحيى بن حبيب بن عربي. وفي (6/224) قال: أخبرنا حميد بن مسعدة. وابن خزيمة (175) قال: حدثنا أحمد بن عبدة.
ثلاثتهم - أحمد، ويحيى، وحميد - قالوا: حدثنا حماد بن زيد.
خمستهم - إسماعيل، وسفيان، ووهيب، وعبد الوارث، وحماد - عن موسى بن سالم أبي جهضم، قال: حدثني عبد الله ولفظه:
عن عبد الله بن عبيد الله بن عباس، قال: كنت عند ابن عباس، فسأله رجل: أكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقرأ في الظهر والعصر؟ قال: لا. قال: فلعله كان يقرأ في نفسه؟ قال: خمشا. هذه شر من الأولى. إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عبد، أمره الله تعالى بأمره، فبلغه. والله ما اختصنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بشيء دون الناس، إلا بثلاثة: أمرنا أن نسبغ الوضوء، وأن لا نأكل الصدقة، ولا ننزي الحمر على الخيل.(7/188)
السابعة: في مقدار الماء
5201 - (خ م ت د س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- يغتسل بالصَّاع إلى خمسة أمْداد، ويتوضأ بالمدِّ» .
وفي رواية «كان يغتسل بخمس مكاكيكَ، ويتوضأُ بمكُّوك» .
وفي رواية: «بخمس مكاكيَّ» أخرجه البخاري ومسلم.
وفي رواية الترمذي: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «يُجزئ في الوضوء رَطلان من ماء» .
وفي أخرى له: «أنه كان يتوضأ بالمكُّوك، ويغتسل بخمس مكاكيكَ» . [ص:190]
وأخرج النسائي الرواية الثانية، ورواية الترمذي الثانية.
وعند أبي داود قال: «كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- يتوضأ بإناء يسع رَطلين، ويغتسل بالصاع» .
وفي رواية قال: «يتوضأ بمكُّوك» ولم يذكر «رَطلين» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 1 / 263 في الوضوء، باب الوضوء بالمد، ومسلم رقم (325) في الحيض، باب القدر المستحب من الماء في غسل الجنابة، وأبو داود رقم (95) في الطهارة، باب ما يجزئ من الماء في الوضوء، والترمذي رقم (609) في الصلاة، باب قدر ما يجزئ من الماء في الوضوء، والنسائي 1 / 57 و 58 في الطهارة، باب القدر الذي يكتفي به الرجل من الماء للوضوء.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: عن عبد الله بن عبد الله بن جبر، قال: سمعت أنسا يقول: «كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يغتسل بالصاع إلى خمسة أمداد، ويتوضأ بالمد.»
وفي رواية شعبة عن ابن جبر: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يغتسل بخمس مكاكيك، مكاكي ويتوضأ بمكوك.» .
1- أخرجه أحمد (3/112، 116) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (3/112، 282) قال: حدثنا محمد بن جعفر. وفي (3/259) قال: حدثنا عفان. وفي (3/290) قال: حدثنا بهز. والدارمي (695) قال: أخبرنا أبو الوليد الطيالسي. ومسلم (1/177) قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ، قال: حدثنا أبي. وفي (1/77) قال: وحدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. والنسائي (1/57) 179) وفي الكبري (74) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى. وفي (1/127) وفي الكبرى حديث رقم (75) قال: أخبرنا سويد بن نصر. قال: أنبأنا عبد الله. وابن خزيمة (116) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي.
ثمانيتهم - عن شعبة -.
2- وأخرجه البخاري (1/62) قال: حدثنا أبو نعيم. ومسلم (1/177) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا وكيع.
كلاهما - أبو نعيم، ووكيع - عن مسعر.
كلاهما - شعبة، ومسعر - عن عبد الله بن عبد الله بن جبر، فذكره.
عن عبد الله بن جبر، عن أنس، قال: «كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يتوضأ بإناء يسع رطلين ويغتسل بالصاع.» .
أخرجه أحمد (3/179) قال: حدثنا أسود بن عامر شاذان، وأبو داود (95) قال: حدثنا محمد بن الصباح البزاز.
كلاهما - شاذان، ومحمد- قالا: حدثنا شريك، عن عبد الله بن عيسى، عن عبد الله بن جبر، فذكره.
وعن ابن جبر بن عتيك، عن أنس بن مالك، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «يجزئ في الوضوء رطلان من ماء.» .
أخرجه أحمد (3/179) ، والترمذي (609) قال: حدثنا هناد.
كلاهما - أحمد، وهناد - قالا: حدثنا وكيع، قال: حدثنا شريك، عن عبد الله بن عيسى، عن ابن جبر، فذكره.
وعن جبر بن عبد الله، عن أنس بن مالك، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «يكفي أحدكم مد في الوضوء» .
أخرجه أحمد (3/264) قال: حدثنا معاوية بن عمرو، قال: حدثنا زائدة، عن سفيان، عن عبد الله بن عسى، قال: حدثني جبر بن عبد الله فذكره. كذا سماه سفيان.(7/189)