3046 - (د ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «يُمْنُ الخيلِ في شُقْرها» أخرجه أبو داود [والترمذي] . وقال الترمذي: «في الشُّقرِ» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يمن الخيل) : اليُمن: البركة.
__________
(1) رواه أبو داود رقم (2545) في الجهاد، باب فيما يستحب من ألوان الخيل، والترمذي رقم (1695) في الجهاد، باب ما جاء فيما يستحب من الخيل، ورواه أحمد في " المسند " رقم (2454) ، وإسناده حسن، حسنه الترمذي وغيره.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (1/272) (2454) قال: حدثنا حسين. وأبو داود (2545) قال: حدثنا يحيى بن معين، قال: حدثنا حسين بن محمد. والترمذي (1695) قال: حدثنا عبد الله بن الصباح الهاشمي البصري، قال: حدثنا يزيد بن هارون.
كلاهما -حسين، ويزيد - عن شيبان، عن عيسى بن علي بن عبد الله بن عباس، عن أبيه، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث شيبان.(5/47)
3047 - (خ) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «كان السلف يَستَحِبُّونَ الفُحُولَةَ منْ الخيل، ويقولون: هي أحسنُ وأجرى» . وعن [ص:48] راشد بن سعد مثله. أخرجه ... (1) .
__________
(1) ذكره البخاري تعليقاً 6 / 50 في الجهاد، باب الركوب على الدابة الصعبة والفحولة من الخيل، قال: وقال راشد بن سعد: كان السلف يستحبون الفحولة، لأنها أجرأ وأيسر، قال الحافظ في " الفتح ": وقوله: أجرأ وأيسر، بهمز أجرأ من الجرأة، وبغير الهمز من الجري، وأجسر بالجيم و [السين] المهملة من الجسارة، وحذف المفضل عليه اكتفاء بالسياق، أي من الإناث أو المخصية، وروى أبو عبيدة في كتاب " الخيل " له: عن عبد الله بن محيريز نحو هذا الأثر وزاد: وكانوا يستحبون إناث الخيل في الغارات والبيات، وروى الوليد بن مسلم في " الجهاد " له من طريق عبادة بن نسي وابن محيريز أنهم كانوا يستحبون إناث الخيل في الغارات والبيات، ولما خفي من أمور الحرب، ويستحبون الفحول في الصفوف والحصون، ولما ظهر من أمور الحرب، وروي عن خالد ابن الوليد أنه كان لا يقاتل إلا على أنثى، لأنها تدفع البول، وهي أقل صهيلاً، والفحل يحبسه في جريه حتى ينفتق ويؤذي بصهيله.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
ذكره البخاري تعليقا في الجهاد والسير - باب الركوب على الدابة الصعبة والفحولة من الخيل.
وقال الحافظ في الفتح: وروى أبو عبيدة في كتاب الخيل له عن عبد الله بن محريز نحو هذا الأثر، وروى الوليد بن مسلم في الجهاد له من طريق عباد بن نسر (بنون ومهملة مصغرا) وابن محيريز نحو هذا الأثر.(5/47)
[النوع] الثاني: فيما يكره منها
3048 - (م د ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه - «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- كان يكرَهُ الشِّكالَ من الخيل» . زاد في رواية «والشِّكالُ: أن يكون الفرسُ في رجلِهِ اليمنى بياض، وفي يده اليسرى، أو يده اليمنى ورجله اليسرى» . هذه رواية مسلم وأبي داود.
وفي رواية الترمذي: «أنه كان يكرهُ الشِّكال في الخيل» . وفي روايه النسائي مثله. وقال والشِّكالَ من الخيل: أن تكون ثلاثُ قوائمة مُحجَّلة، وواحدة مُطْلَقة، أو تكون الثلاثة مطلقة، وواحدة محجَّلة، وليس يكون الشِّكال إلا في رِجل، ولا يكون في اليد. وقيل: هو اختلاف الشيِّة ببياض في خلاف (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (1875) في الإمارة، باب ما يكره من صفات الخيل، وأبو داود رقم (2547) في الجهاد، باب ما يكره من الخيل، والترمذي رقم (1698) في الجهاد، باب ما جاء ما يكره من الخيل، والنسائي 6 / 219 في الخيل، باب الشكال في الخيل.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/250، 436) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (2/476) قال: حدثنا وكيع. ومسلم (6/33) قال: حدثنا يحيى بن يحيى وأبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب وأبو كريب. قال يحيى: أخبرنا. وقال الآخرون: حدثنا وكيع. (ح) وحدثناه محمد بن نمير. قال: حدثنا أبي (ح) وحدثني عبد الرحمن بن بشر. قال: حدثنا عبد الرزاق. وأبو داود (2547) قال: حدثنا محمد بن كثير. وابن ماجة (2790) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا وكيع. والترمذي (1698) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا يحيى بن سعيد. والنسائي (6/219) قال: أخبرنا محمد بن بشار. قال: حدثنا يحيى.
خمستهم -يحيى بن سعيد، ووكيع، وعبد الله بن نمير، وعبد الرزاق، ومحمد بن كثير - عن سفيان. قال: حدثني سلم بن عبد الرحمن النخعي، عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير، فذكره.
*أخرجه أحمد (2/457) قال: حدثنا محمد بن جعفر. وفي (2/460) قال: حدثنا عبد الرحمن وحجاج. و «مسلم» (6/33) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا محمد، يعني ابن جعفر. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى. قال: حدثني وهب بن جرير. والنسائي (6/219) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. قال: حدثنا محمد بن جعفر. (ح) وأنبأنا إسماعيل. وفي (6/219) قال:أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. قال: حدثنا محمد بن جعفر. (ح) وأنبأنا إسماعيل بن مسعود. قال حدثنا بشر. خمستهم -محمد بن جعفر، وعبد الرحمن بن مهدي، وحجاج، ووهب بن جرير، وبشر بن المفضل- عن شعبة. قال: سمعت عبد الله بن يزيد النخعي، عن أبي زرعة بن عمرو، فذكره.
* قال أحمد بن حنبل عقب رواية شعبة، عن عبد الله بن يزيد (2/457) : شعبة يخطئ في هذا القول: عبد الله بن يزيد، وإنما هو سلم بن عبد الرحمان النخعي.
* في رواية عبد الرزاق ومحمد بن كثير، عن سفيان: والشكال أن يكون الفرس في رجله اليمنى بياض وفي يده اليسرى، أو في يده اليمنى ورجله اليسرى.
* قال أبو عبد الرحمن النسائي عقب حديث سفيان: الشكال من الخيل أن تكون ثلاث قوائم محجلة وواحدة مطلقة، أو تكون الثلاثة مطلقة ورجل محجلة، وليس يكون الشكال إلا في رجل، ولا يكون في اليد.(5/48)
[النوع] الثالث: في مدحها، والوصية بها
3049 - (خ م ت س) عروة بن الجعد - رضي الله عنه - أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «الخيلُ مَعْقُود في نوَاصِيها الخَيرُ: الأجْرُ، والمغنَمُ، إلى يوم القيامة» وفي رواية نحوه، وليس فيها «الأجر والمغنم» . أخرجه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي (1) .
__________
(1) رواه البخاري 6 / 40 في الجهاد، باب الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة، وباب الجهاد ماض مع البر والفاجر، وباب قول النبي صلى الله عليه وسلم: أحلت لكم الغنائم، ومسلم رقم (1873) في الإمارة، باب الخيل في نواصيها الخير إلى يوم القيامة، والترمذي رقم (1694) في الجهاد، باب ما جاء في فضل الخيل، والنسائي 6 / 222 في الخيل، باب فتل ناصية الفرس.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه الحميدي (841) . وأحمد (4/375) قالا: حدثنا سفيان. والبخاري (4/252) قال: حدثنا علي بن عبد الله، قال: أخبرنا سفيان. ومسلم (6/32) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، وخلف ابن هشام، وأبو بكر بن أبي شيبة جميعا عن أبي الأحوص (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، وابن أبي عمر.
كلاهما عن سفيان. وابن ماجة (2786) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو الأحوص.
كلاهما - سفيان، وأبو الأحوص - عن شبيب بن غرقدة، فذكره.
- وعن عامر الشعبي، عن عروة البارقي، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة الأجر والمغنم» .
أخرجه الحميدي (842) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا مجالد. وأحمد (4/375) قال: حدثنا هشيم، قال: أخبرنا حصين. وفي (4/375) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن زكريا. وفي (4/376) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن عبد الله بن أبي السفر. وفي (4/376) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن زكريا. (ح) ووكيع، قال: حدثنا زكريا. وفي (4/376) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا شعبة، قال: أخبرني حصين، وعبد الله بن أبي السفر. وفي (4/376) قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا زكريا. وفي (4/376) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن حصين. والدارمي. (2431) قال: أخبرنا يعلى، قال: حدثنا زكريا. وفي (2432) قال: أخبرنا سعيد بن الربيع، قال: حدثنا شعبة، عن حصين، وعبد الله بن أبي السفر. والبخاري (4/34) قال: حدثنا حفص بن عمر، قال: حدثنا شعبة، عن حصين، وابن أبي السفر. وفي (4/34) قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا زكريا. وفي (4/104) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا خالد، قال: حدثنا حصين ومسلم (6/32) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا زكريا (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا ابن فضيل، وابن إدريس، عن حصين. (ح) وحدثناه إسحاق ابن إبراهيم، قال: أخبرنا جرير، عن حصين. وابن ماجة (2305) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا عبد الله بن إدريس، عن حصين. والترمذي (1694) قال: حدثنا هناد، قال: حدثنا عبثر بن القاسم، عن حصين. والنسائي (6/222) قال: حدثنا محمد بن العلاء أبو كريب، قال: حدثنا ابن إدريس، عن حصين. (ح) وأخبرنا محمد بن المثنى، ومحمد بن بشار، قالا: حدثنا ابن أبي عدي، عن شعبة، عن حصين. (ح) وأخبرنا عمرو بن علي، قال: أنبأنا محمد بن جعفر، قال: أنبأنا شعبة، عن عبد الله بن أبي السفر. (ح) وأخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: أنبأنا شعبة، قال: أخبرني حصين، وعبد الله بن أبي السفر.
أربعتهم - مجالد، وحصين، وزكريا، وعبد الله بن أبي السفر - عن عامر الشعبي، فذكره.
* في بعض الروايات: (عروة بن الجعد) وفي بعضها: (عروة بن أبي الجعد) .
* رواية ابن ماجة: «الإبل عز لأهلها، والغنم بركة، والخير معقود في نواصي الخيل إلى يوم القيامة.» . * قال البخاري عقب رواية حفص بن عمر: قال سليمان، عن شعبة عن حصين، عن عروة بن أبي الجعد، تابعه مسدد، عن هشيم، عن حصين عن الشعبي، عن عروة بن أبي الجعد.
- وعن العيزار بن حريث، عن عروة بن الجعد الأزدي، أنه سمع رسول الله-صلى الله عليه وسلم- يقول: «الخيل معقود في نواصيها الخير»
أخرجه أحمد (4/376) قال: حدثنا محمد بن جعفر. وفي (4/376) قال: حدثنا عفان. ومسلم (6/32) قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ، قال: حدثنا أبي (ح) وحدثنا ابن المثنى، وابن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر.
ثلاثتهم - محمد بن جعفر، وعفان، ومعاذ - عن شعبة، قال: أخبرنا أبو إسحاق، قال: سمعت العيزار بن حريث، فذكره.
* أخرجه أحمد (4/375، 376) قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عروة بن أبي الجعد، فذكره. (ليس فيه العيزار) .(5/49)
3050 - (خ م ط س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «الخيلُ معقود في نَواصيها الخير إلى يوم القيامة» . أخرجه البخاري ومسلم والموطأ والنسائي (1) .
__________
(1) رواه البخاري 6 / 40 في الجهاد، باب الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة، وفي الأنبياء، باب سؤال المشركين أن يريهم النبي صلى الله عليه وسلم آية فأراهم انشقاق القمر، ومسلم رقم (1871) في الإمارة، باب الخيل في نواصيها الخير إلى يوم القيامة، والموطأ 2 / 467 في الجهاد، باب ما جاء في الخيل والمسابقة بينها والنفقة في الغزو، والنسائي 6 / 221 و 222 في الخيل، باب فتل ناصية الفرس.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مالك الموطأ (289) . وأحمد (2/13) (4616) ، (2/57) (5200) قال: حدثنا يحيى، عن عبيد الله. وفي (2/28) (4816) قال: حدثنا روح، قال: حدثنا عبيد الله بن الأخنس. وفي (2/49) (5102) قال: حدثنا عبد الوهاب بن عطاء، عن ابن عون. وفي (2/101) (5768) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا حماد بن سلمة، قال: حدثنا أيوب. وفي (2/102) (5783) قال: حدثنا محمد بن عبيد، قال: حدثنا عبيد الله. وفي (2/112) (5918) قال: حدثنا إسحاق، قال: سمعت مالكا يحدث. والبخاري (4/34) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة، قال: حدثنا مالك. وفي (4/252) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى، عن عبيد الله. ومسلم (6/31) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: قرأت على مالك. (ح) وحدثنا قتيبة، وابن رمح، عن الليث بن سعد (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا علي بن مسهر، وعبد الله بن نمير (ح) وحدثنا ابن نمير، قال: حدثنا أبي (ح) وحدثنا عبيد بن سعيد، قال: حدثنا يحيى. كلهم عن عبيد الله. (ح) وحدثنا هارون ابن سعيد الأيلي، قال: حدثنا ابن وهب، قال: حدثني أسامة. وابن ماجة (2787) قال: حدثنا محمد بن رمح، قال: أنبأنا الليث بن سعد. والنسائي (6/221) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا الليث.
ستتهم - مالك، وعبيد الله بن عمر، وعبيد الله بن الأخنس، وابن عون، وأيوب، وأسامة بن زيد - عن نافع، فذكره.(5/49)
3051 - (ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «الخيلُ مَعقُود في نواصيها الخيرُ إلى يوم القيامة، الخيل ثلاثة: هي لرجل أجر، وهي لرجل ستر، وهي على رجلِ وزر، فأما الذي هي له [ص:50] أجر: فالذي يتَّخِذُها في سبيل الله، فيُعِدُّها له، هي له أَجْر، لا يُغَيِّبُ في بُطونِها شيئاً إلا كتب الله له أجراً، هذا لفظ الترمذي، وهو طرف من حديث طويل أَخرجه البخاري ومسلم ومالك، وهو مذكور في «كتاب الزكاة» من حرف «الزاي» ، إلا أن قوله في أول هذا الحديث: «الخيل معقود في نَواصِيها الخير إلى يوم القيامة» ليس في ذلك الحديث الطويل. وأخرجه النسائي مثل الترمذي، ثم قال: وساق الحديث، ولم يذكر لفظه (1) .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (1636) في فضائل الجهاد، باب فضل من ارتبط فرساً في سبيل الله، والنسائي 6 / 215 في الخيل في فاتحته، وهو حديث صحيح، ورواه البخاري بدون ذكر لفظ: الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة 6 / 48 في الجهاد، باب الخيل لثلاثة، ومسلم رقم (987) في الزكاة، باب إثم مانع الزكاة، والموطأ 2 / 444 في الجهاد، باب الترغيب في الجهاد، وقد تقدم الحديث في حرف الزاي في كتاب الزكاة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
تقدم تخريجه.(5/49)
3052 - (د) عتبة بن عبد السلمي - رضي الله عنه - أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «لا تَقُصُوا نَواصيَ الخيل، فإن الخير معقود في نواصيها، ولا أَعرَافها، فإن فيها دِفاءَها، ولا أذنابها، فإنها مذابُّها» .
وفي رواية قال: «لا تقُصُّوا نواصي الخيل، ولا معارِفها، ولا أذنابها، فإن أذنابها [مَذَابُّها] ، وأعرافها دفاؤها، ونواصيها معقود فيها الخير» . أخرج أبو داود الرواية الثانية (1) ، والأولى ذكرها رزين.
__________
(1) رواه أبو داود رقم (2542) في الجهاد، باب في كراهية جز نواصي الخيل وأذنابها، وإسناده ضعيف.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/183) قال: حدثنا عبد الله بن الحارث، قال: حدثني ثور بن يزيد وفي (4/184) قال: حدثنا علي بن بحر، قال: حدثنا بقية بن الوليد.
كلاهما (ثور، وبقية) عن نصر بن علقمة، قال: حدثني رجال من بني سليم، عن عتبة بن عبد السلمي، فذكره.
* في رواية ثور بن يزيد (رجل من بني سليم)
* وأخرجه أبو داود (2542) قال: حدثنا خشيش بن أصرم، قال: حدثنا أبو عاصم، عن ثور بن يزيد، عن نصر الكناني، عن رجل، عن عتبة بن عبد، فذكره.
* وأخرجه أبو داود (2542) قال: حدثنا أبو توبة، عن الهيثم بن حميد، عن ثور بن يزيد، عن شيخ من بني سليم، عن عتبة بن عبد، فذكره. (ليس فيه نصر الكناني) .
* وأخرجه أحمد (4/183) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أنبأنا سفيان، عن ثور بن يزيد، عن رجل يقال له عتبة بن عبد السلمي، فذكره. (ليس بين ثور، وعتبة أحد) .
في المطبوع: -ثور بن يزيد، عن نفير، عن رجل يقال له عتبة - الصواب: أنه ليس فيه - عن نفير - كما في «جامع المسانيد والسنن» (3/الورقة 157- ب) و «أطراف المسند» (2/الورقة 9- أ) .(5/50)
3053 - (م س) جرير بن عبد الله - رضي الله عنه - قال: رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-: «يَلوي ناصيةَ فرس بإصبَعهِ، وهو يقول: الخيل معقود في نواصيها الخيرُ إلى يوم القيامة: الأجر والغنيمةُ» أخرجه مسلم والنسائي (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (1872) في الإمارة، باب الخيل في نواصيها الخير إلى يوم القيامة، والنسائي 6 / 221 في الخيل، باب فتل ناصية الفرس.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (4/361) قال: حدثنا هشيم، ومسلم (6/31) قال: حدثنا نصر بن علي الجهضمي، وصالح بن حاتم بن وردان، عن يزيد بن زريع. وفي (6/32) قال: حدثني زهير بن حرب، قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع، عن سفيان. والنسائي. (6/221) قال: أخبرنا عمران بن موسى. قال: حدثنا عبد الوارث.
خمستهم - هشيم، ويزيد، وإسماعيل، وسفيان، وعبد الوارث - عن يونس بن عبيد، عن عمرو بن سعيد، عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير، فذكره.(5/51)
3054 - (خ م س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «البَرَكةُ في نواصي الخيل» وفي رواية: «الخيل معقود في نواصيها الخيرُ» أخرج الأولى مسلم (1) ، والثانية البخاري (2) .
__________
(1) وهي أيضاً عند البخاري.
(2) رواه البخاري 6 / 40 و 41 في الجهاد، باب الخيل معقود في نواصيها الخير، وفي الأنبياء، باب سؤال المشركين أن يريهم النبي صلى الله عليه وسلم آية فأراهم انشقاق القمر، ومسلم رقم (1874) في الإمارة، باب الخيل في نواصيها الخير إلى يوم القيامة، ورواه أيضاً النسائي 6 / 221 في الخيل، باب بركة الخيل.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (3/114) قال: ثنا يحيى بن سعيد، وفي (3/127) قال: ثنا حجاج. وفي (3/171) قال: ثنا محمد بن جعفر. والبخاري (4/34) قال: ثنا مسدد، قال: ثنا يحيى. وفي (4/252) قال: ثنا قيس بن حفص، قال: ثنا خالد بن الحارث. ومسلم (6/32) قال: ثنا عبيد الله بن معاذ، قال: ثنا أبي (ح) وثنا محمد بن المثنى وابن بشار، قالا: ثنا يحيى بن سعيد (ح) وثنا يحيى بن حبيب، قال: ثنا خالد. (ح) وثني محمد بن الوليد، قال: ثنا محمد بن جعفر. والنسائي (6/221) قال: نا إسحاق بن إبراهيم، قال: نا النضر -ابن شميل-. (ح) ونا محمد بن بشار، قال: ثنا يحيى.
ستتهم - يحيى، وحجاج، وابن جعفر، وخالد، ومعاذ، والنضر - عن شعبة، عن أبي التياح يزيد بن حميد، فذكره.(5/51)
3055 - (ط) يحيى بن سعيد - رحمه الله - «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- رُئِيَ يمْسَحُ وجهَ فَرَسِهِ بِردائه، فسئل عن ذلك؟ فقال: إني عُوتِبْتُ الليلة في الخيل» أَخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 2 / 468 في الجهاد، باب ما جاء في الخيل والمسابقة بينها، وإسناده منقطع، قال الزرقاني في " شرح الموطأ ": مرسل، ووصله ابن عبد البر من طريق عبيد الله بن عمرو الفهري عن مالك عن يحيى عن أنس، قال: وصله أبو عبيدة في كتاب " الخيل " له، من طريق يحيى بن سعيد عن شيخ من الأنصار، وقال: في إذالة الخيل: وله من مرسل عبد الله بن دينار، وقال: إن جبريل بات الليلة يعاتبني في إذالة الخيل، أي: امتهانها.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك الموطأ (1034) قال: عن يحيى بن سعيد، فذكره.
وقال الزرقاني في «شرح الموطأ» مرسل وصله ابن عبد البر من طريق عبيد الله بن عمر والفهري عن مالك عن يحيى عن أنس، ووصله أبو عبيدة في كتاب الخيل له من طريق يحيى بن سعيد عن شيخ من الأنصار.(5/51)
3056 - (س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «لم يكن [ص:52] شيء أحبَّ إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعد النساء من الخيل» أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 6 / 217 و 218 في الخيل، باب حب الخيل، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (6/217-218) قال: ني أحمد بن حفص، قال: ثني أبي قال: ثني إبراهيم بن طهمان، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، فذكره.(5/51)
3057 - (س) أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «ما من فرس عربيّ إلا يؤذنُ له عند كلِّ سَحر بكلمات يدعُو بهن (1) : اللهمَّ خوَّلْتَني مَنْ خوَّلْتَني من بني آدم، وجعلتني له، فاجعلني أَحبَّ أَهله وماله - أو من أَحبِّ أَهله وماله - إليه» أخرجه النسائي (2) .
__________
(1) في النسائي المطبوع: يؤذن له عند كل سحر بدعوتين.
(2) 6 / 223 في الخيل، باب دعوة الخيل، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (5/170) . والنسائي (6/223) قال: أخبرنا عمرو بن علي.
كلاهما - أحمد بن حنبل، وعمرو بن علي - عن يحيى بن سعيد، عن عبد الحميد بن جعفر. قال: حدثني يزيد بن أبي حبيب، عن سويد بن قيس، عن معاوية بن حديج، فذكره.
* قال أحمد بن حنبل: خالفه عمرو بن الحارث. فقال: عن يزيد، عن عبد الرحمن بن شماسة. وقال ليث: عن أبي شماسة أيضا.
* أخرجه أحمد (5/162) قال: حدثنا حجاج وهاشم. قالا: حدثنا ليث قال: حدثني يزيد بن أبي حبيب، عن أبي شماسة، أن معاوية بن حديج مر على أبي ذر، وهو قائم عند فرس له، فذكره نحوه، موقوفا، من قول أبي ذر، لم يرفعه إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-.
* قال أحمد بن حنبل: وافقه عمرو بن الحارث، عن أبي شماسة.(5/52)
[النوع] الرابع: [تسمية الخيل]
3058 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه - «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- كان يُسَمِّي الأنثى من الخيل فرساً» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (2546) في الجهاد، باب هل تسمى الأنثى من الخيل فرساً، وفي سنده موسى بن مروان التمار الرقي لم يوثقه غير ابن حبان، وباقي رجاله ثقات.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (2546) قال: ثنا موسى بن مروان الرقي. قال: ثنا مروان بن معاوية، عن أبي حيان التيمي. قال: ثنا أبو زرعة، فذكره.(5/52)
3059 - (خ) سهل بن سعد - رضي الله عنه - قال: «كان لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- في حائِطِنا فرس يقال له: اللُّحيفُ» (1) . أخرجه البخاري، قال: وبعضهم قال: «اللُّخَيفُ» بالخاء (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(اللحيف) : بالحاء غير المعجمة: فعيل بمعنى فاعل، كأنه يلحف الأرض بذنبه، أي يغطيها به، وأما من رواه بالخاء فلا وجه له.
__________
(1) اللحيف، بالتصغير، أو على وزن رغيف.
(2) 6 / 43 في الجهاد، باب اسم الفرس والحمار.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (4/35) قال: ثنا علي بن عبد الله بن جعفر، قال: ثنا معن بن عيسى، قال: ثنا ابن أبي عباس بن سهل، عن أبيه، فذكره.(5/52)
3060 - (د س) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: «أُهديتْ لرسول الله - صلى الله عليه وسلم- بَغْلَة فركبَها، فقال عليّ: لو حَملنا الحمير على الخيل، فكانت لنا مثل هذه؟ فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: إنما يفعل ذلك الذي لا يعلمون» .
وفي رواية أن رسول الله-صلى الله عليه وسلم-: «قال: لن ينزَى حِمار على فرس» . أخرج الأولى أَبو داود، والنسائي الثانية (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (2565) في الجهاد، باب في كراهية الحمر تنزى على الخيل، والنسائي 6 / 224 في الخيل، باب التشديد في حمل الحمير على الخيل، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " رقم (766) و (785) و (1108) و (1358) ، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (1/100) (785) قال: حدثنا هاشم، قال: حدثنا ليث، يعني ابن سعد. وفي (1/158) (1358) قال: حدثنا أبو سعيد، قال: حدثنا عبد الله بن لهيعة. وأبو داود (2565) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا الليث. والنسائي (6/224) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا الليث.
كلاهما - الليث، وابن لهيعة - عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير، عن عبد الله بن زرير، فذكره.
-عن علي بن علقمة، عن علي، قال: «أهدي لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- بغل أو بغلة. فقلت: ما هذا؟ قال: بغل أو بغلة. قلت: ومن أي شيء هو؟ قال: يحمل الحمار على الفرس فيخرج بينهما هذا. قلت: أفلا نحمل فلانا على فلانة؟ قال: لا. إنما يفعل ذلك الذين لا يعلمون» .
أخرجه أحمد (1/98) (766) قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا شريك، عن عثمان بن أبي زرعة، عن سالم بن أبي الجعد، عن علي بن علقمة، فذكره.
* أخرجه أحمد (1/95) (738) ، (1/132) (1108) قال: حدثنا وكيع. وأبو داود «تحفة الأشراف» (7/10102) عن محمد بن المثنى، عن عبد الرحمن بن مهدي.
كلاهما - وكيع، وابن مهدي - عن سفيان الثوري، عن عثمان بن المغيرة الثقفي، عن سالم بن أبي الجعد، عن علي، قال: «نهانا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن ننزي حمارا على فرس» . ليس فيه (علي بن علقمة) . * قال أبو داود: لا يصح لسالم سماع من علي، وإنما يروي عن محمد بن الحنفية.
* قال المزي جمال الدين أبو الحجاج، هذا الحديث في رواية أبي بكر بن داسة. يعني عن أبي داود.(5/53)
الكتاب الرابع: في السؤال
3061 - (خ م ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: «دَعُوني ما تركتُكم، فإنما أَهلكَ من كان قبلَكم كثرةُ سؤالهم، واختلافُهم على أنبيائهم، فإذا نهيتُكم عن شيء فاجْتَنِبُوه، وإذا أمرتكم بأمر فائتوا منه ما استطعتم» .
وفي رواية «ذرُوني ما تركتكم، ما نهيتُكم فاجتَنِبُوه، وما أمرتكم فائتوا منه ما استطعتم، فإنما أهلك من كان قبلكم كثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم» أخرجه البخاري ومسلم. وأخرج الترمذي الرواية الأولى إلى قوله: «أنبيائهم» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 13 / 219 و 220 في الاعتصام، باب الاقتداء بسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومسلم رقم (1337) في الحج، باب فرض الحج مرة في العمر، والترمذي رقم (2681) في العلم، باب في الانتهاء عما نهى عنه صلى الله عليه وسلم، ورواه أيضاً النسائي 5 / 110 في الحج، باب وجوب الحج.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه الحميدي (1125) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (2/258) قال: حدثنا يزيد. قال: أخبرنا محمد. والبخاري (9/116) قال: حدثنا إسماعيل. قال: حدثني مالك. ومسلم (7/91) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا المغيرة، يعني الحزامي. (ح) وحدثنا ابن أبي عمر. قال: حدثنا سفيان.
أربعتهم- سفيان بن عيينة، ومحمد بن إسحاق، ومالك، والمغيرة الحزامي- عن أبي الزناد، عن الأعرج، فذكره.
* الروايات متقاربة المعنى.
- وعن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ذروني ما تركتكم، فإنما هلك من كان قبلكم بسؤالهم واختلافهم على أنبيائهم» .
أخرجه أحمد (2/355) قال: حدثنا أسود بن عامر. قال: حدثنا شريك. وفي (2/495) قال: حدثنا ابن نمير. ومسلم (7/91) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب. قالا: حدثنا أبو معاوية (ح) وحدثنا ابن نمير. قال: حدثنا أبي. وابن ماجة (1) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا شريك. وفي (2) قال: حدثنا محمد بن الصباح. قال: أخبرنا جرير. والترمذي (2679) قال: حدثنا هناد. قال: حدثنا أبو معاوية.
أربعتهم - شريك بن عبد الله، وعبد الله بن نمير، وأبو معاوية، وجرير بن عبد الحميد - عن الأعمش، عن أبي صالح، فذكره.
* الروايات مطولة ومختصرة.
-وعن همام بن منبه، قال: هذا ما حدثنا به أبو هريرة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال رسول الله، -صلى الله عليه وسلم-: «ذروني ما تركتكم، فإنما أهلك الذين من قبلكم بسؤالهم واختلافهم على أنبيائهم، فإذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه، وإذا أمرتكم بأمر فائتمروا ما استطعتم» .
أخرجه أحمد (2/313) . ومسلم (7/91) قال: حدثنا محمد بن رافع.
كلاهما - أحمد بن حنبل، ومحمد بن رافع - عن عبد الرزاق بن همام. قال: أخبرنا معمر، عن همام ابن منبه، فذكره.
- وعن عجلان، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ذروني ما تركتكم، فإنما أهلك من كان قبلكم كثرة سؤالهم، واختلافهم على أنبيائهم» .
أخرجه الحميدي (1125) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (2/247) قال: حدثنا سفيان. وفي (2/428) قال: حدثنا يحيى. وفي (2/517) قال: حدثنا الضحاك بن مخلد.
ثلاثتهم - سفيان بن عيينة، ويحيى بن سعيد، والضحاك بن مخلد - عن محمد بن عجلان، عن أبيه، فذكره.
- وعن عبد الرحمن بن أبي عمرة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ذروني ما تركتكم فإنما أهلك الذين من قبلكم كثرة سؤالهم، واختلافهم على أنبيائهم» .
أخرجه أحمد (2/482) قال: حدثنا سريج. قال: حدثنا فليح، عن هلال بن علي، عن عبد الرحمن بن أبي عمرة، فذكره.
- وعن أبي سلمة بن عبد الرحمن وسعيد بن المسيب. قالا: كان أبو هريرة يحدث أنه سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «ما نهيتكم عنه فاجتنبوه، وما أمرتكم به فافعلوا منه ما استطعتم، فإنما أهلك الذين من قبلكم كثرة مسائلهم، واختلافهم على أنبيائهم» .
أخرجه مسلم (7/91) قال: حدثني حرملة بن يحيى التجيبي. قال: أخبرنا ابن وهب. قال: أخبرني يونس. (ح) وحدثني محمد بن أحمد بن أبي خلف. قال: حدثنا أبو سلمة وهو منصور بن سلمة الخزاعي. قال: أخبرنا ليث، عن يزيد بن الهاد.
كلاهما - يونس بن يزيد، ويزيد بن الهاد - عن ابن شهاب. قال: أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن وسعيد بن المسيب، فذكراه.(5/54)
3062 - (خ م د) سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إن أعظمَ المسلمين في المسلمين جرماً من سأل عن شيء لم يُحرَّم [ص:55] على الناس، فحُرِّمَ من أجلِ مَسألتِهِ» . أخرجه البخاري ومسلم وأَبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(جُرماً) : الجرم: الذنب.
__________
(1) رواه البخاري 13 / 226 في الاعتصام، باب ما يكره من كثرة السؤال وتكلف مالا يعنيه، ومسلم رقم (2358) في الفضائل، باب توقيره صلى الله عليه وسلم، وأبو داود رقم (4610) في السنة، باب لزوم السنة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه الحميدي (67) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (1/176) (1520) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أنبأنا معمر. وفي (1/179) (1545) قال: حدثنا سفيان. والبخاري (9/117) قال: حدثنا عبد الله بن يزيد المقرئ، قال: حدثنا سعيد، قال: حدثني عقيل. ومسلم (7/92) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: أخبرنا إبراهيم بن سعد. (ح) وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة، وابن أبي عمر، قالا: حدثنا سفيان بن عيينة (ح) وحدثنا محمد بن عباد، قال: حدثنا سفيان. (ح) وحدثنيه حرملة بن يحيى، قال: أخبرنا بن وهب، قال: أخبرني يونس (ح) وحدثنا عبد بن حميد، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. وأبو داود (4610) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا سفيان.
خمستهم - سفيان، ومعمر، وعقيل، وإبراهيم بن سعد، ويونس - عن الزهري، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص، فذكره.(5/54)
3063 - (خ م) المغيرة بن شعبة - رضي الله عنه - كتب إلى معاوية أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «كان ينهى عن قيِلَ وقالَ، وإضاعَةِ المال، وكثرةِ السؤال» أخرجه البخاري ومسلم، وهو طرف من حديث طويل قد ذُكر في «كتاب الدُّعاء» من «حرف الدال» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(قيل وقال) : قال الحميدي: قال أبو عبيد فيه: جعل القال مصدراً، كأنه قال: نهى عن قيل وقول، يقال: قلت قولاً، وقيلاً، وقالاً، وقال غيره: لو كان هذا لقلَّت الفائدة، لأن الثاني هو الأول، والقيل والقال بمعنى واحد، فأي معنى للنهي عن اللفظين وهما سواء؟ والأحسن: أن [ص:56] يكون على الحكاية، فيكون النهي عن القول بما لا يصح ومالا تُعلم حقيقته، وأن يقول المرء في حديثه: قيل كذا، وقال قائل كذا، وهو نحو الحديث الآخر «بئس مطية الرجل زعموا» ، وهو التحدث بما لا يصح، وشغل الزمان بما لم يتحقق صدقه، وهو المذموم وأما من حكى ما يصح ويعرف حقيقة، وأسند ذلك إلى معروف بالصدق والثقة، فلا وجه للنهي عنه ولا ذم فيه عند أحد من أهل العلم.
__________
(1) رواه البخاري 13 / 229 في الاعتصام، باب ما يكره من كثرة السؤال، وفي صفة الصلاة، باب الذكر بعد الصلاة، وفي الدعوات، باب الدعاء بعد الصلاة، وفي الرقاق، باب ما يكره من قيل وقال، وفي القدر، باب لا مانع لما أعطى الله، ومسلم رقم (593) في الأقضية، باب النهي عن كثرة المسائل من غير حاجة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (4/246) قال: حدثنا حسين، قال: حدثنا شيبان، عن منصور، عن الشعبي، وفي (4/249) قال: حدثنا إسماعيل، قال: حدثنا خالد الحذاء، قال: حدثني ابن أشوع، عن الشعبي. وفي (4/250) قال: حدثنا حسين بن علي، عن ابن سوقة. وفي (4/250) قال: حدثنا هشيم، قال: أخبرنا غير واحد، منهم مغيرة، عن الشعبي. وفي (4/254) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا حماد، قال: حدثنا عطاء بن السائب. وفي (4/254) قال: حدثنا علي بن عاصم، قال: حدثنا المغيرة، عن عامر. وفي (4/255) قال: حدثنا علي، قال: أنبأنا الجريري، عن عبد ربه. وعبد بن حميد (391) قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن عبد الملك بن عمير. والدارمي (2754) قال: حدثنا زكريا بن عدي، قال: حدثنا عبيد الله بن عمرو الرقي، عن عبد الملك بن عمير. والبخاري (2/153) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا إسماعيل بن علية، قال: حدثنا خالد الحذاء، عن ابن أشوع، عن الشعبي.
وفي (3/157) قال: حدثنا عثمان، قال: حدثنا جرير، عن منصور، عن الشعبي. وفي (8/4) قال: حدثنا سعد بن حفص، قال: حدثنا شيبان، عن منصور، عن المسيب. وفي (8/124) قال: حدثنا علي بن مسلم، قال: حدثنا هشيم، قال: أخبرنا غير واحد، منهم مغيرة، وفلان، ورجل ثالث أيضا، عن الشعبي. (ح) وعن هشيم، قال: أخبرنا عبد الملك بن عمير. وفي (9/117) وفي الأدب المفرد (460) قال: حدثنا موسى، قال: حدثنا أبو عوانة، قال: حدثنا عبد الملك. وفي الأدب المفرد (16) قال: حدثنا محمد بن سلام، قال أخبرنا جرير، عن عبد الملك بن عمير.
وفي (297) قال: حدثنا محمد بن سلام، قال: حدثنا هشيم، عن عبد الملك بن عمير. ومسلم (5/130، 131) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، قال: أخبرنا جرير، عن منصور، عن الشعبي. (ح) وحدثني القاسم بن زكريا، قال: حدثنا عبيد الله بن موسى، عن شيبان، عن منصور، عن الشعبي. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا إسماعيل بن علية، عن خالد الحذاء، قال: حدثني ابن أشوع، عن الشعبي. (ح) وحدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا مروان بن معاوية الفزاري، عن محمد بن سوقة، قال: أخبرنا محمد بن عبيد الله الثقفي. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (8/11536) عن علي بن حجر، عن جرير، عن منصور، عن الشعبي. وابن خزيمة (742) قال: حدثنا الدورقي، وأبو هشام، قالا: حدثنا هشيم، قال: أخبرنا غير واحد، منهم المغيرة، ومجالد، ورجل ثالث أيضا كلهم عن الشعبي. (ح) وأخبرنا أبو هشام، قال: حدثنا هشيم، قال: أخبرنا عبد الملك بن عمير.
سبعتهم - عامر الشعبي، ومحمد بن سوقة، وعطاء بن السائب، وعبد ربه، وعبد الملك بن عمير، والمسيب بن رافع، ومحمد بن عبيد الله) عن وراد مولى المغيرة بن شعبة، فذكره.(5/55)
3064 - (خ م د) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «لا يزال الناسُ يسألونكم عن العلم، حتى يقولوا: هذا الله خالق كلِّ شيء، فمن خلق الله؟ فقال أَبو هريرة - وهو آخذ بيد رجل: صدق الله ورسوله، قد سألني اثنان، وهذا الثالث» .
وفي رواية قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «لا يزال الناس يسألونك يا أبا هريرة، حتى يقولوا: هذا الله، فمن خلق الله؟ قال: فبينا أنا في المسجد، إذ جاءني ناس من الأعراب، فقالوا: يا أبا هريرة، هذا الله، فمن خلق الله؟ قال: فأخذ حَصى بكفِّه فرماهم، ثم قال: قوموا، قوموا» ، وفي أخرى قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «يأتي الشيطانُ أَحدَكم، فيقول: من خلق كذا؟ من خلق كذا؟ حتى يقول فمن خلق ربَّك؟ فإذا بلغه فليستعذ بالله، ولينتَهِ» .
وفي أخرى قال: «لا يزال الناس يتساءلون، حتى يقال: هذا خَلقَ الله، [ص:57] فمن خلقَ الله؟ فمن وجد من ذلك شيئاً فلْيَقل: آمنت بالله وَرُسُلِهِ» أخرجه البخاري ومسلم.
وأخرج أبو داود الرواية الآخرة، وله أيضاً نحوه، وقال: «فإذا قالوا ذلك، فقولوا (الله أحد، الله الصَّمدُ، لمْ يلِدْ، وَلَم يُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفوا أحد) ثم ليَتْفل عن يساره ثلاثاً، وليستعِذْ من الشيطان» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ثم ليَتْفُل) : التَّفل: شبيه بالبزق، وهو أقل منه، أوله البزق، ثم التفل، ثم النفث.
__________
(1) رواه البخاري 6 / 240 في بدء الخلق، باب صفة إبليس وجنوده، ومسلم رقم (135) في الإيمان، باب الوسوسة في الإيمان، وأبو داود رقم (4721) و (4722) في السنة، باب الجهمية.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه الحميدي (1153) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا هشام بن عروة. وأحمد (2/331) قال: حدثنا أبو النضر، قال: حدثنا أبو سعيد، يعني المؤدب، - قال عبد الله بن أحمد: قال أبي: واسمه محمد بن مسلم بن أبي الوضاح أبو سعيد المؤدب -. قال: حدثنا هشام. والبخاري (4/149) قال: حدثنا يحيى بن بكير، قال: حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب. ومسلم (1/83) قال: حدثنا هارون بن معروف، ومحمد بن عباد.
قالا: حدثنا سفيان، عن هشام. وفي (1/84) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا أبو النضر قال: حدثنا أبو سعيد المؤدب، عن هشام. (ح) وحدثني زهير بن حرب وعبد بن حميد جميعا، عن يعقوب. قال زهير: حدثنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا ابن أخي ابن شهاب، عن عمه. (ح) وحدثني عبد الملك بن شعيب بن الليث، قال: حدثني أبي عن جدي، قال: حدثني عقيل بن خالد، قال: قال ابن شهاب. وأبو داود (4721) قال: حدثنا هارون بن معروف، قال: حدثنا سفيان، عن هشام. والنسائي في عمل اليوم والليلة (662) قال: أخبرنا محمد بن منصور.
قال: حدثنا سفيان، عن هشام بن عروة. وفي (663) قال: أخبرنا هارون بن سعيد، قال: حدثنا خالد بن نزار، قال: أخبرني القاسم بن مبرور، عن يونس، عن ابن شهاب. وفي عمل اليوم والليلة أيضا تحفة الأشراف (14160) عن أحمد بن سعيد المروزي، عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد، عن ابن أخي الزهري، عن عمه.
كلاهما - هشام بن عروة وابن شهاب الزهري - عن عروة بن الزبير، فذكره.
- وعن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا يزال الناس يسألونكم عن العلم، حتى يقولوا: هذا الله خلقنا، فمن خلق الله؟» .
قال: وهو آخذ بيد رجل، فقال: صدق الله ورسوله، قد سألني اثنان وهذا الثالث، أو قال: سألني واحد وهذا الثاني.
أخرجه أحمد (2/282) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: سمعت هشام بن حسان. ومسلم (1/84) قال: حدثني عبد الوارث بن عبد الصمد، قال: حدثني أبي، عن جدي، عن أيوب.
كلاهما - هشام، وأيوب - عن محمد بن سيرين، فذكره.
* أخرجه مسلم (1/84) قال: وحدثنيه زهير بن حرب ويعقوب الدورقي. قالا: حدثنا إسماعيل، وهو ابن علية، عن أيوب، عن محمد. قال: قال أبو هريرة: «لا يزال الناس ... » بمثل حديث عبد الوارث، غير أنه لم يذكر النبي -صلى الله عليه وسلم- في الإسناد. ولكن قد قال في آخر الحديث: صدق الله ورسوله.
- وعن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: «قال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: لا يسألونك يا أبا هريرة، حتى يقولوا: هذا الله، فمن خلق الله؟» .
قال: فبينا أنا في المسجد إذ جاءني ناس من الأعراب، فقالوا: يا أبا هريرة، هذا الله، فمن خلق الله؟ قال: فأخذ حصى بكفه فرماهم، ثم قال: قوموا، قوموا. صدق خليلي.
وفي رواية عتبة بن مسلم: «فإذا قالوا ذلك، فقولوا: الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد. ثم ليتفل عن يساره، ثلاثا، وليستعذ من الشيطان.» .
أخرجه أحمد (2/387) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا أبو عوانة، عن عمر بن أبي سلمة. ومسلم (1/84) قال: حدثني عبد الله بن الرومي، قال: حدثنا النضر بن محمد، قال: حدثنا عكرمة، وهو ابن عمار، قال: حدثنا يحيى. وأبو داود (4722) قال: حدثنا محمد بن عمرو، قال: حدثنا سلمة يعني ابن الفضل، قال: حدثني محمد، يعني ابن إسحاق، قال: حدثني عتبة بن مسلم مولى بني تيم. والنسائي في عمل اليوم والليلة (661) قال: أخبرنا عمرو بن علي، عن عبد الله بن هارون بن أبي عيسى. قال: حدثني أبي قال: حدثني ابن إسحاق (ح) وأخبرنا عبيد الله بن سعد بن إبراهيم بن سعد، قال: حدثنا عمي، قال: حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، قال: حدثني عتبة بن مسلم.
ثلاثتهم - عمر بن أبي سلمة، ويحيى بن أبي كثير، وعتبة - عن أبي سلمة، فذكره.
وعن يزيد بن الأصم، قال: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ليسألنكم الناس عن كل شيء، حتى يقولوا: الله خلق كل شيء فمن خلقه.» .
قال يزيد عقب رواية أحمد: فحدثني نجبة بن صبيغ السلمي أنه رأى ركبا أتوا أبا هريرة، فسألوه عن ذلك. فقال: الله أكبر ما حدثني خليلي بشيء إلا وقد رأيته وأنا أنتظره.
قال جعفر: بلغني أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:
«إذا سألكم الناس عن هذا. فقولوا: الله كان قبل كل شيء والله خلق كل شيء، والله كائن بعد كل شيء.» .
أخرجه أحمد (2/539) . ومسلم (1/85) قال: حدثني محمد بن حاتم.
كلاهما - أحمد بن حنبل، ومحمد بن حاتم - عن كثير بن هشام، قال: حدثنا جعفر بن برقان، قال: حدثنا يزيد بن الأصم، فذكره.
- عن همام بن منبه، عن أبي هريرة، قال: رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لا تزالون تستفتون، حتى يقول أحدكم: هذا الله خلق الخلق، فمن خلق الله عز وجل؟» .
أخرجه أحمد (2/317) قال: حدثنا عبد الرزاق بن همام، قال: حدثنا معمر، عن همام بن منبه، فذكره.
- وعن المحرر بن أبي هريرة، عن أبيه، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لا يزال الناس يسألون، حتى يقولوا: كان الله قبل كل شيء، فما كان قبله» .
أخرجه أحمد (2/431) قال: ثنا يحيى، عن مجالد، قال: ثنا عامر، عن المحرر بن أبي هريرة، فذكره.(5/56)
3065 - (خ م) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- لن يبْرحَ الناسُ يتساءلون: هذا الله خالق كلِّ شيء، فمن خلق الله؟» .
وفي رواية قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «قال الله عز وجل: «إن أُمَّتك لا يزالون يقولون: ما كذا؟ ما كذا؟ حتى يقولوا: هذا الله خالقُ الخلق فمن خلق الله عز وجل؟» أخرجه البخاري ومسلم (1) .
__________
(1) رواه البخاري 13 / 231 في الاعتصام، باب ما يكره من كثرة السؤال وتكلف ما لا يعنيه، ومسلم رقم (136) في الإيمان، باب بيان الوسوسة في الإيمان.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (9/119) قال: ثنا الحسن بن صباح، قال: ثنا شبابة، قال: ثنا ورقاء، عن عبد الله بن عبد الرحمن، فذكره.
والرواية الثانية:
أخرجها أحمد (3/102) قال: ثنا محمد بن فضيل. ومسلم (1/85) قال: ثنا عبد الله بن عامر بن زرارة، قال: ثنا محمد بن فضيل، وفيه (1/85) قال: ثناه إسحاق بن إبراهيم، قال: نا جرير (ح) وثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: ثنا حسين بن علي، عن زائدة.
ثلاثتهم - ابن فضيل، وجرير، وزائدة - عن مختار بن فلفل، فذكره.(5/57)
3066 - (د) معاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «نهى عن الغلُوطات» أخرجه أبو داود (1) . [ص:58]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الغَلُوطَاتُ) : بفتح الغين: غَلوط، كشاة حَلوب، وناقة رَكوب، ثم يجعل اسماً بزيادة التاء، فيقال: غلوطة، وهي المسألة التي يُغلَّطُ بها العالم، فيستزلُ بها، وقيل: الصواب بضم الغين، والأصل فيها الأُغلُوطَات، فطرحت الهمزة وألقيت حركتها على الغين. ومن رواها «الأغلوطات» (2) فهو الأصل.
__________
(1) رقم (3656) في العلم، باب التوقي في الفتيا، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " رقم 5 / 435 وفي سنده عبد الله بن سعد بن فروة البجلي، وهو مجهول. وقال الساجي: ضعفه أهل الشام.
(2) جمع أغلوطة، بوزن أحدوثة، وأضحوكة، وأحموقة، وأسطورة، كل ذلك بضم الهمزة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
ضعيف: أخرجه أحمد (5/435) قال: ثنا علي بن بحر، وأبو داود (3656) قال: ثنا إبراهيم بن موسى الرازي.
كلاهما - علي، وإبراهيم - قالا: ثنا عيسى بن يونس، قال: ثنا الأوزاعي، عن عبد الله بن سعد، عن الصنابحي، فذكره.
* أخرجه أحمد (5/435) قال: ثنا روح، قال: ثنا الأوزاعي، عن عبد الله بن سعد، عن الصنابحي، عن رجل من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- فذكره.
قلت: فيه عبد الله بن سعد البجلي، لم يوثقه غير ابن حبان، وقال: يخطئ، وقال الحافظ في التهذيب: وقال الساجي: ضعفه أهل الشام.(5/57)
3067 - () أبو هريرة - رضي الله عنه - يرفعه، قال: «شِرَارُ النَّاس: الذين يسألون عن شِرار المسائل كي يُغَلِّطُوا بها العلماء» أخرجهر ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل والمطبوع بياض بعد قوله: أخرجه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
بياض بعد أخرجه. وهذا الحديث من زيادات رزين، لم أهتد إليه.(5/58)
3068 - (خ) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «كنت عند عمر فسمعته يقول: نهينا عن التَّكَلُّف» أخرجه البخاري (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(التكلُّفُ) : تكلفت الأمر إذا ألزمت نفسك به على مشقة ولم يلزمك، والمراد به هاهنا: كثرة السؤال والبحث عن الأشياء الغامضة التي لا يجب البحث عنها، والأخذ بظاهر الشريعة، وقبول ما أتت به، والإذعان لما صدر عنها.
__________
(1) 13 / 229 في الاعتصام، باب ما يكره من كثرة السؤال وتكلف ما لا يعنيه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (9/118) قال: ثنا سليمان بن حرب، قال: ثنا حماد بن زيد، عن ثابت، عن أنس، فذكره.(5/58)
3069 - (ت) سلمان الفارسي - رضي الله عنه - قال: «سئل رسول الله [ص:59] صلى الله عليه وسلم- عن أشياء؟ فقال الحلالُ: ما أحلَّ الله في كتابه، والحرامُ: ما حرَّمَهُ الله في كتابه، وما سكت عنه فهو مما قد عفا عنه، فلا تتكلَّفوا» . أخرجه (1) .
__________
(1) هكذا في الأصل والمطبوع بياض بعد قوله: أخرجه وقد رواه الترمذي رقم (1726) في اللباس، باب ما جاء في لبس الفراء، وابن ماجة رقم (3367) في الأطعمة، باب أكل الجبن والسمن، ولفظه في أول الحديث: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن السمن والجبن والفراء ... وذكر الحديث، وأسقطا من لفظهما: " فلا تتكلفوا ".
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح موقوفا: أخرجه ابن ماجة (3367) ، والترمذي (1726) قالا: ثنا إسماعيل بن موسى السدي، قال: ثنا سيف بن هارون، عن سليمان التيمي، عن أبي عثمان النهدي، فذكره.
وقال الترمذي: وهذا حديث غريب لا نعرفه مرفوعا إلا من هذا الوجه. وروى سفيان وغيره عن سليمان التيمي عن أبي عثمان عن سلمان قوله: وكأن الحديث الموقوف أصح، وسألت البخاري عن هذا الحديث فقال: ما أراه محفوظا، روى سفيان عن سليمان التيمي عن أبي عثمان عن سليمان موقوفا، قال البخاري: وسيف بن هارون مقارب الحديث، وسيف بن محمد عن عاصم ذاهب الحديث.(5/58)
3070 - () أبو ثعلبة الخشني - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إن الله فرض فرائضَ فلا تُضيِّعوها، وحدَّ حُدوداً، فلا تعتدُوها، وحرَّم أشياء فلا تقْرَبُوها، وترك أَشياء - عن غيْرِ نِسيان - فلا تبحثوا عنها» أخرجه (1) .
__________
(1) كذا في الأصل والمطبوع بياض بعد قوله: أخرجه، وقد رواه الدارقطني في " سننه " صفحة (502) في الرضاع، ولفظه عنده:" إن الله فرض فرائض فلا تضيعوها، وحرم حرمات فلا تنتهكوها، وحد حدوداً فلا تعتدوها، وسكت عن أشياء من غير نسيان فلا تبحثوا عنها "، وهو من رواية مكحول عن أبي ثعلبة الخشني، وفيه انقطاع بين مكحول وأبي ثعلبة، وله شاهد عند الدارقطني صفحة 550 من حديث أبي الدرداء، وفي سنده نهشل الخراساني، وهو متروك، وله شاهد بمعناه رواه البزار والحاكم وصححه وغيرهما من حديث أبي الدرداء مرفوعاً بلفظ " ما أحل الله في كتابه فهو حلال، وما حرم فهو حرام، وما سكت عنه فهو عفو، فاقبلوا من الله عافيته، فإن الله لم يكن لينسى شيئاً، وتلا {وما كان ربك نسياً} وقال البزار: إسناده صالح. أقول: وله شواهد أخر بمعناه يرتقي بها إلى درجة الحسن، وقد حسنه النووي في " أربعينه "، وكذلك حسنه قبله الحافظ أبو بكر السمعاني في " أماليه ".
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
في المطبوع بياض بعد أخرجه، ووجدته عند الدارقطني (4/183- 184) في الرضاع، قال: ثنا القاسم بن إسماعيل المحاملي، قال: نا يعقوب بن إبراهيم، ومحمد بن حسان الأزرق، قالا: ثنا إسحاق الأزرق، قال: نا داود بن أبي هند، عن مكحول، عن أبي ثعلبة الخشني، فذكره.
وفي (4/297 - 298) في الأشربة- باب الصيد والذبائح، قال: ثنا أحمد بن محمد بن سعدان الصيدلاني بواسط، قال: نا جعفر بن النضر بن حماد الواسطي، قال: نا إسحاق الأزرق، عن أبي عمرو البصري، عن نهشل الخراساني، عن الضحاك بن مزاحم،أنه اجتمع هو والحسن بن أبي الحسن،ومكحول الشامي، وعمرو بن دينار المكي وطاوس اليماني، فاجتمعوا في مسجد الخيف،فارتفعت أصواتهم،وكثر لغطهم في القدر، فقال طاوس: وكان فيهم مرضيا: انصتوا حتى أخبركم ما سمعت من أبي الدرداء-رضي الله عنهم-، فذكره.
وقال شمس الحق العظيم آبادي في تعليقه المغني على الدارقطني (4/184) : وأخرج البزار بسند صالح والحاكم وصححه من حديث أبي الدرداء فذكر الحديث، ثم قال: كذا في نيل الأوطار.
وقال في (4/297) : عن نهشل الخراساني: قال إسحاق بن راهويه: كان كذابا، وقال أبو حاتم، والنسائي: متروك، وقال يحيى، والدارقطني: ضعيف، وهو بصري الأصل، سكن خراسان.(5/59)
الكتاب الخامس: في السحر، والكهانة
3071 - (س) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «من عَقَد عُقدة ثم نفث فيها فقد سحرَ ومن سحرَ فقد أَشرَك، ومن تعلَّق بشيء وُكِلَ إليه» أخرج النسائي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(نَفَثَ) : النفث: أقل ما يكون من الريق وقد ذكر.
(تعلَّق بشيء) : تعلق الإنسان وعلَّق على نفسه العود والحروز.
__________
(1) 7 / 112 في التحريم، باب الحكم في السحرة، وفي سنده عبادة بن ميسرة المنقري، وهو لين الحديث، وفيه أيضاً عنعنة الحسن البصري.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
مرسل: أخرجه النسائي (7/112) قال: نا عمرو بن علي، قال: ثنا أبو داود، قال: ثنا عباد بن ميسرة المنقري، عن الحسن، فذكره.
قلت: الراجح عدم سماع الحسن من ابن عباب ولا من أبي هريرة ولم يرده وقال شعبة: قلت من أبي هريرة، وفي ذلك يقول الحافظ في التهذيب (2/267) : وقال بهز بن أسد: لم يسمع الحسن ليونس بن عبيد، سمع الحسن من أبي هريرة، قال: ما رآه قط، وكذا قال ابن المديني، وأبو حاتم، وأبو زرعة زاد: ولم يره، قيل له: فمن قال: حدثنا أبو هريرة. قال: يخطئ. قال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: وذكر حديثا حدثه مسلم بن إبراهيم، قال: ثنا ربيعة بن كلثوم، قال: سمعت الحسن يقول: حدثنا أبو هريرة، قال أبي: لم يعمل ربيعة شيئا، لم يسمع الحسن من أبي هريرة شيئا، قلت لأبي: إن سالما الخياط روى عن الحسن قال: سمعت أبا هريرة، قال: هذا مما يبين ضعف سالم.(5/60)
3072 - (خ ت) أبو هريرة رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا قضى الله الأمرَ في السماء ضَربت الملائكة بأجنِحتها خُضْعاناً لقوله، كأنه سِلسِلَة على صَفْوان، فإذا فُزِّعَ عن قُلُوبِهِم، {قالوا مَاذَا قال رَبُّكُمْ قالوا الحَقَّ وهو العَليُّ الكَبيرُ} ، فيسْمعها مُسْتَرِقُ السَّمع [ص:61] ومستَرِقُوا السمع هكذا، بعضه فوق بعض - ووصف سفيان بكفِّه، فحرَّفها، وبدَّدَ بين أصابعه - فيسمعُ الكلمة، فيُلقيها إلى من تحتَه، ثم يُلقيها الآخر إلى مَن تَحتَه، حتى يُلقيها على لِسان السَّاحِر أو الكاهن، فرُبَّما أَدركها الشِّهابُ قبلَ أَن يُلقيهَا، وربما ألقاها قبل أَن يدركَه فيكذِبُ معها مائة كذْبة فيقال: أَليس قد قال لنا يوم كذا وكذا، كذا وكذا؟ فيصدَّق بتلك الكلمة التي سُمِعتْ من السماء» وذكر في رواية: قراءة من قرأ {فُرِّغَ} وقال سفيان عن عمرو: {فُزِّعَ} قال: وهي قراءتنا، أخرجه البخاري والترمذي مختصراً. وقد ذكر الحديث في تفسير سورة سبأ من حرف التاء (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(خُضعاناً) : الخاضع: المطيع المنقاد الذليل، وخضعاناً جمعه.
(صفوان) : الصفوان: الحجر الأملس.
(فُزِّعَ عن قُلُوبِهِمْ) : أي: كُشِف عنها الفزع، ومن قرأ: {فُرِّغَ} بالراء والغين المعجمة، أراد: فُرِّغت قلوبهم من الخوف.
(فَحَرَّفها) : حَرَّفَها: أي أمَالَها عن جهتها المستقيمة. [ص:62]
(الشهاب) : الشعلة من النار، وأراد به: الذي ينقض في الليل شبه الكواكب.
__________
(1) رواه البخاري 8 / 413 و 414 في تفسير سورة سبأ، باب {حتى إذا فزع عن قلوبهم} ، وفي تفسير سورة الحجر، باب قوله: {إلا من استرق السمع} ، والترمذي رقم (3221) في التفسير، باب ومن سورة سبأ.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه الحميدي (1151) ، والبخاري (6/100، 9/172) قال: حدثنا علي بن عبد الله. وفي (6/152) ، وفي خلق أفعال العباد (60) قال: حدثنا الحميدي. وأبو داود (3989) ، قال: حدثنا أحمد بن عبدة وإسماعيل بن إبراهيم أبو معمر، وابن ماجة (194) قال: حدثنا يعقوب بن حميد بن كاسب، والترمذي (3223) قال: حدثنا ابن أبي عمر.
ستتهم - الحميدي، وعلي بن عبد الله، وأحمد بن عبدة، وإسماعيل بن إبراهيم، ويعقوب بن حميد، وابن أبي عمر - عن سفيان بن عيينة. قال: حدثنا عمرو بن دينار. قال: سمعت عكرمة، فذكره.
* وأخرجه البخاري (6/101) ، (9/172) قال: حدثنا علي بن عبد الله. قال: حدثنا سفيان. قال: حدثنا عمرو، عن عكرمة، عن أبي هريرة، إذا قضى الله الأمر. وزاد: والكاهن.
وحدثنا علي بن عبد الله. قال: حدثنا سفيان. فقال: قال عمرو: سمعت عكرمة، قال: حدثنا أبو هريرة. قال: إذا قضى الله الأمر. وقال: على فم الساحر.
قلت لسفيان: أنت سمعت عمرا. قال: سمعت عكرمة. قال: سمعت أبا هريرة؟ قال: نعم.
قلت لسفيان: إن إنسانا روى عنك، عن عمرو عن عكرمة، عن أبي هريرة ويرفعه، أنه قرأ: فُزِّع. قال سفيان: هكذا قرأ عمرو، فلا أدري سمعه هكذا أم لا، قال سفيان: وهي قراءتنا.(5/60)
3073 - (م ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: «أخبرني رجل من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- من الأنصار: أَنهم بينا هم جلوس ليلة مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رُمِيَ بنجم واسْتنارَ، فقال لهم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: ما كنتم تقولون في الجاهلية إذا رُمي بمثل هذا؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، كنا نقول: وَلد الليلةَ رجل عظيم، ومات رجل عظيم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: فإنها لا يُرمَى بها لموت أحد ولا لحياته، ولكنَّ ربَّنا - تبارك اسمه - إذا قضى أمراً سبَّحَ حملةُ العرش، ثم سبح أهلُ السماء الذين يَلونَهم، حتى يبْلُغَ التَّسبيحُ أّهلَ هذه السماء الدنيا، ثم قال الذين يلون حملة العرش لحملة العرش: ماذا قال ربُّكم؟ فيخبرونهم ما قال: فيَستَخبرُ بعضُ أهل السماوات بعضاً، حتى يبلغ الخبرُ هذه السماء الدنيا، فيخطِف الجنُّ السَّمع فيَقْذفُون إلى أوليائهم، ويرمون، فما جاؤوا به على وجهه فهو حق، ولكنهم يُفَرِّقُون فيه ويزيدون» .
وفي رواية: «رجال من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم-» وزاد «وقال الله: {حتى إذا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِم قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ} [سبأ: 23] . أخرجه مسلم والترمذي. و [للترمذي] في أخرى: أَن ابن عباس قال: بينما [ص:63] رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- جالس ... وذكر الحديث» ولم يذكر فيه «عن رجل من الأنصار» (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (2229) في السلام، باب تحريم الكهانة وإتيان الكهان، والترمذي رقم (3222) في التفسير، باب ومن سورة سبأ.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (1/218) (1882) قال: حدثنا محمد بن جعفر، (ح) وعبد الرزاق، وعبد بن حميد (683) قال: أخبرنا عبد الرزاق، والترمذي (3224) قال: حدثنا نصر بن علي الجهضمي، قال حدثنا عبد الأعلى.
ثلاثتهم - محمد بن جعفر، وعبد الرزاق، وعبد الأعلى - عن معمر، قال: أخبرنا الزهري، عن علي بن حسين، فذكره.
* أخرجه أحمد (1/218) (1883) قال: حدثنا محمد بن مصعب، قال: حدثنا الأوزاعي، والبخاري في خلق أفعال العباد صفحة (60) قال: حدثنا عمرو بن زرارة، قال: حدثنا زياد، عن محمد بن الحسن، ومسلم (7/37) قال: حدثنا أبو الطاهر، وحرملة، قالا: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس، ثلاثتهم -الأوزاعي، ومحمد بن الحسن، ويونس - عن محمد بن مسلم بن عبيد ?الله بن شهاب الزهري، عن علي بن حسين بن علي بن أبي طالب، عن عبد الله بن عباس، قال: حدثني رجال من الأنصار من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فذكره.
* أخرجه مسلم (7/36) قال: حدثنا حسن بن علي الحلواني، وعبد بن حميد، قال حسن: حدثنا يعقوب، وقال عبد: حدثني يعقوب بن إبراهيم بن سعد، قال: حدثنا أبي، عن صالح، وفي (7/37) قال: حدثنا زهير بن حرب، قال: حدثنا الوليد بن مسلم، قال: حدثنا أبو عمرو الأوزاعي، (ح) وحدثني سلمة بن شبيب، قال: حدثنا الحسن بن أعين، قال: حدثنا معقل يعني ابن عبيد الله.
ثلاثتهم - صالح، وأبو عمرو الأوزاعي، ومعقل- عن الزهري، قال: حدثني علي بن حسين، أن عبد الله بن عباس، قال: أخبرني رجل من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- من الأنصار، فذكره.(5/62)
3074 - (خ م) عائشة - رضي الله عنها - قالت: «سئل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عن الكهَّان؟ فقال: ليسُوا بشيء قالوا: يا رسولَ الله إنهم يُحدِّثُونا أَحياناً بالشيء فيكون حقاً. فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- تلك الكلمةُ من الحق يخطَفُها الجنِّي، فيقذِفُها في أُذن وَليِّه، فيخلطُون معها مائة كذبة» زاد في رواية: «فيُقرقِرها في أذن وليِّه كقرقرَةِ الدَّجاجة» .
وفي رواية: «فيَقُرُّها في أُذن وليِّه قَرَّ الدَّجاجة»
وفي رواية، قالت: «سألتُ أنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ... » وذكرت مثله أخرجه البخاري ومسلم.
وللبخاري في رواية، قال: «الملائكة تُحدِّثُ في العَنانِ - والعَنَانُ: الغَمامُ - بالأمر يكون في السماء، فتسمعُ الشياطينُ الكلمةَ، فَتَقرُّها في أُذنِ الكاهن كما تَقُرُّ القَارُورَةُ، فيزيدوُن معها مائة كذبة» وفي أخرى له نحوه، وزاد في آخره «من عند أنفُسهم» (1) . [ص:64]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الكهان) : جمع كاهن، وهو الذي يخبر عن بعض المضمرات فيصيب بعضاً ويخطئ أبعاضاً، يزعم أن الجن تخبره بذلك كما كان يفعله في الجاهلية شِقٌّ وسَطِيح، وغيرهما من الكهان، وهو مما أبطله الإسلام، وحرمه، ونهى عن الذهاب إليه، واستماع كلامه وتصديقه بما يخبر به.
(يَخْطَفُها) : أي: يسلبها بسرعة.
(فيقذفها) : يقذفها: أي يُلقيها إليه.
(كقرقرة الدجاجة) : القرقرة: ترديدك الكلام في أذن الأصم حتى يفهم كما يستخرج ما في القارورة شيئاً بعد شيء إذا أُفْرغت، ومن رواه كقَرِّ الدجاجة: أراد صوتها إذا قطعته، يقال: قرَّت الدجاجة تَقُرُّ قرّاً وقِريراً: إذا قطعت صوتها، فإن رددته قيل: قرقرت قرقرة، ومنه صَرَّ الباب: إذا صوَّت، وصرصر البازي، لما في صوته من الترديد، والمعنى: أن الجني يقذف تلك الكلمة إلى وليه الكاهن فيتسامع به الشياطين، كما تُؤذن الدجاجة بصوتها صاحباتها فتتجاوب، ومن شأنها أن الواحدة منهن إذا صاحت صاح سائرهن، قال الخطابي: ويجوز أن تكون الرواية «كقَرِّ الزجاجة» بالزاي، وتُعضُدُها الرواية الأخرى: «كما تقر القارورة» والقارورة: الزجاجة. يقول: فيَقُره في أذن الكاهن، كما يقر الشيء في القارورة وفي الزجاجة والله أعلم.
__________
(1) رواه البخاري 10 / 185 في الطب، باب الكهانة، وفي الأدب، باب قول الرجل للشيء: ليس بشيء، وفي التوحيد، باب قراءة الفاجر والمنافق وأصواتهم، ومسلم رقم (2228) في السلام، باب تحريم الكهانة وإتيان الكهان.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (6/87) قال: حدثنا بشر بن شعيب، قال: حدثني أبي. والبخاري (7/176، 9/198) قال: حدثنا علي بن عبد الله. قال: حدثنا هشام بن يوسف، قال: أخبرنا معمر، وفي (8/58) قال: حدثنا محمد بن سلام. قال: أخبرنا مخلد بن يزيد، قال: أخبرنا ابن جريج، وفي (9/198) ، وفي الأدب المفرد (882) قال: حدثنا أحمد بن صالح، قال: حدثنا عنبسة بن خالد. قال: حدثنا يونس. ومسلم (7/36) قال: حدثنا عبد بن حميد، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، (ح) وحدثني سلمة بن شبيب، قال: حدثنا الحسن بن أعين. قال حدثنا معقل، وهو ابن عبيد الله. (ح) وحدثني أبو الطاهر. قال: أخبرنا عبد الله بن وهب، قال: أخبرني محمد بن عمرو، عن ابن جريج.
خمستهم - شعيب بن أبي حمزة، ومعمر، وابن جريج، ويونس بن يزيد، ومعقل بن عبيد الله - عن محمد بن مسلم بن شهاب الزهري، قال: ني يحيى بن عروة، أنه سمع عروة يقول: فذكره.
* أخرجه البخاري (7/176) عقب حديث هشام بن يوسف، عن معمر. قال: قال علي: قال عبد الرزاق، مرسل. الكلمة من الحق، ثم بلغني أنه أسنده بعد.
* الروايات ألفاظها متقاربة.
والرواية الثانية: أخرجها البخاري (4/135) قال: ثنا ابن أبي مريم، قال: نا الليث. قال: ثنا ابن أبي جعفر، عن محمد بن عبد الرحمن، عن عروة بن الزبير، فذكره.
وقع هذا الإسناد في المطبوع. ثنا محمد. ثنا ابن أبي مريم، قال ابن حجر في «الفتح» قال الجياني: محمد هذا، هو الذهلي. كذا قال: وقد قال أبو ذر بعد أن ساقه: محمد هذا هو البخاري. وهذا الأرجح عندي، فإن الإسماعيلي وأبا نعيم لما يجد الحديث من غير رواية البخاري فأخرجاه عنه، ولو كان عند غير البخاري لما ضاق عليهما مخرجه. ا. هـ.(5/63)
3075 - (ت د) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- «من أتى كاهناً فصدَّقَه بما يقول، أو أتى امرأَة في دُبُرُهَا - وفي رواية: امرأَة حائضاً - فقد بريءَ ممَّا أُنزِلَ على محمد» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (3904) في الطب، باب في الكاهن، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 2 / 408 و 476 والترمذي رقم (135) في الطهارة، باب ما جاء في كراهية إتيان الحائض، وابن ماجة رقم (639) في الطهارة، باب النهي عن إتيان الحائض، والدارمي 1 / 259، وهو حديث صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/408) قال: حدثنا عفان. وفي (2/476) قال:حدثنا وكيع، والدارمي (1141) قال: أخبرنا أبو نعيم، وأبو داود (3904) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، (ح) وحدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى. وابن ماجة (639) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وعلي بن محمد، قالا: حدثنا وكيع. والترمذي (135) قال: حدثنا بُندار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، وعبد الرحمن بن مهدي، وبهز بن أسد. والنسائي في الكبرى (الورقة 122- أ) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا وكيع. (ح) وأخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى، وعبد الرحمن وبهز بن أسد.
سبعتهم - عفان، ووكيع، وأبو نعيم، وموسى بن إسماعيل، ويحيى بن سعيد، وعبد الرحمن، وبهز- عن حماد بن سلمة، قال: أخبرنا حكيم الأثرم، عن أبي تميمة الهجيمي، فذكره.
* قال الترمذي: لا نعرف هذا الحديث إلا من حديث حكيم الأثرم، عن أبي تميمة الهجيمي عن أبي هريرة، وضعف محمد - يعني البخاري - هذا الحديث من قبل إسناده.(5/65)
3076 - (م) صفية بنت أبي عبيد - رحمها الله - عن بعض أزواج رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، عن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَن أتى عرَّافاً فسأله عن شيء فصدَّقهُ، لم تُقبَل له صلاة أربعين يوماً» . أخرجه مسلم (1) .
وذكره الحميديُّ في كتابه: في «مسند حفصةَ» زَوجِ النبي - صلى الله عليه وسلم-، وذكر أن أبا مسعود الدمشقي أخرجه في «مسندها» ، قال: ولعلَّه قد عرف أَنه من حديث حفصة، أو أَن بعض الرواة قد نسبه إليها.
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(عَرَّافاً) : العرَّاف: كالكاهن، وقيل هو الساحر.
__________
(1) رقم (2230) في السلام باب تحريم الكهانة وإتيان الكهان.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (4/68، 5/380) ، ومسلم (7/37) قال: ثنا محمد بن المثنى العنزي.
كلاهما - أحمد بن حنبل، ومحمد بن المثنى- عن يحيى بن سعيد، عن عبيد الله، عن نافع، عن صفية، فذكرته.(5/65)
3077 - (خ م) عائشة - رضي الله عنها - قالت: «سُحِر رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- حتى إنه لَيُخَيَّلُ إليه فعلَ الشيءَ وما فعلَه (1) ، حتى إذا كان ذاتَ يوم [ص:66] وهو عندي، دَعَا الله ودعاهُ، ثم قال: أشَعَرْتِ يا عائشةُ، أن الله قد أفتاني فيما استَفْتَيتُه فيه؟ قلت: وما ذاك يا رسولَ الله؟ فقال: جاءني رجلان، فجلس أحدُهما عند رأُسي، والآخرُ عند رجليَّ، ثم قال أَحدهما لصاحبه: ما وَجَعُ الرَّجُلِ؟ قال: مطبوب، قال: ومن طَبَّهُ؟ قال: لَبيدُ بن الأَعصم اليهودي من بني زُريق، قال: فيماذا؟ قال: في مُشط ومُشاطَة، وجُفِّ طلْعَة ذكَر، قال: فأين هو؟ قال: في بئر ذي أروَان - ومن الرُّواة مَن قال: في بئر ذرْوان، قال: وذرْوَان: بئْر في بني زُرَيق - فذهب النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- في أُناس من أصحابه إلى البِئْرِ فنظرَ إليها، وعليها نَخْل، قال: ثم رجع إلى عائشةَ، فقال: والله لكأنَّ ماءها نُقاعةُ الحنَّاءِ، ولكأنَّ نَخْلَهَا رُؤُوسُ الشياطينِ، قلت: يا رسول الله أفأخرجته؟ قال: لا أَمّا أنا فقد عافاني الله وشفاني، وخشيتُ أن أَثَوِّرَ على الناس منه شرَّاً، وأمر بها فدُفِنتْ» .
وفي رواية نحوه، وفيه: «في مُشْط ومُشاقة» قال البخاري يقال المُشاطة ما يخرج من الشَّعر إذا مُشِطَ، ومُشاقة (2) من مُشاقة الكَتَّان، أخرجه البخاري ومسلم.
وفي أخرى للبخاري، وفيها «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- سُحِر، حتى كان يُرى أنه يأتي النِّساءَ ولا يأْتِيهنَّ» قال سفيان: وهذا أَشدُّ ما يكون من السِّحر إذا كان كذا. وفيه «قال: ومن طَبَّةُ؟ قال: لبيد بن الأعصم - رجل من [ص:67] بني زُريق حَليف ليهود، وكان مُنافِقاً - قال: وفيمَ؟ قال: في مُشط ومُشاقة، قال: وأينَ؟ قال: في جفِّ طلعةِ ذَكر، تحت راعُوفة في بِئْر ذَروان. قال: فأتَى البئرَ، حتى استَخرجَهُ، وقال: هذا البئر التي أُريتُها» .
وفي أخرى، قالت: «فقلت: يا رسول الله أفلا أَحرقتَه؟ قال: لا، أَما أنا فقد عافاني الله وكرهت أَن أُثيرَ على الناس شَراً، فأمرتُ بها فدُفِنتْ» .
وفي أخرى لهما مختصراً: «أن النبي - صلى الله عليه وسلم- سُحر، حتى كان يُخيَّلُ إليه أنه يصنعُ الشَّيءَ، ولم يصنعه» (3) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(مطبوب) : المطبوب المسحور سمي بذلك تفاؤلاً بالطب الذي هو العلاج، كما قيل للديغ سليم تفاؤلاً بالسلامة.
(جُفَّ طَلْعَة) : الجُفُّ: وعاء الطلع وغشاؤه الذي يكنه.
(أثوِّر) : بمعنى: أثير، أي: أظهر وأهيج.
(راعوفة) : الراعوفة صخرة تجعل في أسفل البئر إذا حفرت تكون ثابتة هناك فإذا أرادوا تنقيتها جلس المنقي عليها.
__________
(1) قال النووي في " شرح مسلم ": قال القاضي عياض: كل ما جاء في الروايات من أنه يخيل إليه فعل شيء لم يفعله ونحوه، فمحمول على التخيل بالبصر، لا لخلل تطرق إلى العقل، وليس في ذلك ما يدخل لبساً على الرسالة ولا طعناً لأهل الضلالة، قال: وقد جاءت روايات هذا الحديث مبينة أن السحر إنما تسلط على جسده وظواهر جوارحه، لا على عقله وقلبه واعتقاده.
(2) في البخاري المطبوع: والمشاقة.
(3) رواه البخاري 10 / 191 و 197 في الطب، باب السحر، وباب هل يستخرج السحر، وباب السحر، وفي الجهاد، باب هل يعفى عن الذمي إذا سحر، وفي الأدب، باب قول الله تعالى: {إن الله يأمر بالعدل والإحسان} ، ومسلم رقم (2189) في السلام، باب السحر، ورواه أيضاً أحمد، والنسائي، وابن سعد، والحاكم، وعبد بن حميد، وابن مردويه، والبيهقي في " دلائل النبوة " وغيرهم، قال ابن القيم في " بدائع الفوائد ": وهذا الحديث ثابت عند أهل العلم متلقى عندهم بالقبول.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه الحميدي (259) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (6/50) قال: حدثنا يحيى. وفي (6/57) قال: حدثنا ابن نمير، وفي (6/63) قال: حدثنا إبراهيم بن خالد، عن رباح، عن معمر، (ح) وحدثنا حماد بن أسامة. وفي (6/96) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا وهيب، والبخاري (4/123) قال: حدثني محمد بن المثنى. قال: حدثنا يحيى. وفي (4/148) ، (7/176) قال: حدثنا إبراهيم بن موسى. قال: أخبرنا عيسى بن يونس، وفي (7/177) قال: حدثني عبد الله بن محمد. قال: سمعت ابن عيينة. وفي (7/178) قال: حدثنا عبيد بن إسماعيل، قال: حدثنا أبو أسامة. وفي (8/22) قال: حدثنا الحميدي. قال: حدثنا سفيان. وفي (8/103) قال: حدثنا إبراهيم بن منذر، قال: حدثنا أنس بن عياض، ومسلم (7/14) قال: حدثنا أبو كريب. قال: حدثنا ابن نُمير. (ح) وحدثنا أبو كريب قال: حدثنا أبو أسامة. وابن ماجة (3545) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا عبد الله بن نمير. والنسائي في الكبري تحفة الأشراف (12/17134) عن إسحاق بن إبراهيم، عن عيسى بن يونس.
ثمانيتهم - سفيان بن عيينة، ويحيى بن سعيد، وعبد الله بن نمير، ومعمر، وأبو أسامة حماد بن أسامة، ووهيب، وعيسى بن يونس، وأنس بن عياض - عن هشام بن عروة، عن أبيه، فذكره.
* في رواية الحميدي (259) ، وعبد الله بن محمد عند البخاري (7/177) . قال سفيان بن عيينة: وكان عبد الملك بن جريج حدثناه أولا قبل أن نلقي هشاما. فقال: حدثني بعض آل عروة - وفي رواية عبد الله بن محمد حدثني آل عروة - فلما قدم هشام حدثناه.
* الروايات مطولة ومختصرة وألفاظها متقاربة.(5/65)
3078 - (س) زيد بن أرقم - رضي الله عنه - قال: «سَحرَ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- رجل من اليهود، فاشتَكى لذلك أياماً فأتاه جبريل فقال: إن رجلاً من اليهود سحرَكَ، عقد لك عقدا في بئرِ كذا وكذا، فأرسل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- فاستخرجها فحلَّها، فقام رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- كأنما أُنشِطَ من عِقال، فما ذَكر ذلك لذلك اليهوديَّ، ولا رآه في وجهه قطُّ» أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 7 / 112 و 113 في تحريم الدم، باب سحرة أهل الكتاب، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: أخرجه أحمد (4/367) وعبد بن حميد (271) قال: حدثني أحمد بن يونس. والنسائي (7/112) قال: أخبرنا هناد بن السري. ثلاثتهم - أحمد بن حنبل، وأحمد بن يونس، وهناد - عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن ابن حيان يعني يزيد، فذكره.(5/68)
ترجمة الأبواب التي أولها سين، ولم ترد في حرف السين
(السَّلَمُ) في كتاب البيع من حرف الباء.
(السَّعْي) في كتاب الحَجِّ من حرف الحاء.
(السَّرِقَةُ) في كتاب الحُدُود من حرف الحاء.
(السُّتُورُ) في كتاب الزِّينَة من حرف الزاي.
(السَّحورُ) في كتاب الصَّوم من حرف الصاد.
(السَّلامُ) في كتاب الصُّحبَة من حرف الصاد.
(السِّواك) في كتاب الطهارة من حرف الطاء.
(السَّبُّ) في كتاب اللَّعن من حرف اللام.
(السُّؤال) في كتاب القناعة من حرف القاف.(5/69)
بسم الله الرحمن الرحيم
حرف الشين، وفيه ثلاث كتب
كتابُ الشَّراب، كتاب الشَّركَة، كتاب الشِّعْر
الكتاب الأول: في الشَّرَاب، وفيه بابان
الباب الأول: في آداب الشُّرب، وفيه ستة فصول
الفصل الأول: في الشُّرب قائماً
جوازه
3079 - (خ م ت س) عبد الله بن عباس- رضي الله عنهما - قال: «سَقيتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- من زَمْزَمَ، فَشَرِبَ وهو قائم» .
وفي رواية «اسْتَسقى وهو عند البَيْت فأتيتُهُ بدَلو» زاد في رواية «فحلف عِكْرمَةُ: ما كان [ص:71] يومئذ إلا على بعير» أخرجه البخاري ومسلم. وفي رواية الترمذي والنسائي «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- شَرِب من زمزمَ وهو قائم» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 10 / 75 في الأشربة، باب الشرب قائماً، وفي الحج، باب ما جاء في زمزم، ومسلم رقم (2027) في الأشربة، باب في الشرب من زمزم قائماً، والترمذي رقم (1883) في الأشربة، باب ما جاء في الرخصة في الشرب قائماً، والنسائي 5 / 237 في الحج، باب الشرب من زمزم، وباب الشرب من زمزم قائماً.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: 1- أخرجه الحميدي (481) ، أحمد (1/220) (1903) قالا: حدثنا سفيان بن عيينة. وفي (1/243) (2183) قال أحمد: حدثنا هاشم، قال: حدثنا شعبة. وفي (1/249) (2244) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (1/287) (2608) قال: حدثني علي بن إسحاق، قال: أخبرنا عبد الله (ح) وعتاب، قال: حدثنا عبد الله، وفي (1/342) (3186) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: حدثنا سفيان الثوري، وفي (1/369) (3497) قال: حدثنا عبدة بن سليمان، وفي (1/372) (3529) قال: حدثنا روح، قال: حدثنا حماد والبخاري (2/191) قال: حدثنا محمد هو ابن سلام قال: أخبرنا الفزاري. وفي (7/143) قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا سفيان الثوري. ومسلم (6/111) قال: حدثنا أبو كامل الجحدري، قال: حدثنا أبو عوانة (ح) وحدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا سفيان بن عيينة (ح) وحدثنا سريح بن يونس قال: حدثنا هشيم. (ح) وحدثني عبيد الله بن معاذ، قال: حدثنا أبي قال: حدثنا شعبة (ح) وحدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر (ح) وحدثني محمد بن المثنى، قال: حدثنا وهب بن جرير.
كلاهما عن شعبة. وابن ماجة (3422) قال: حدثنا سويد بن سعيد، قال: حدثنا علي بن مسهر. والترمذي في الشمائل (208) قال: حدثنا علي بن حجر، قال حدثنا ابن المبارك. والنسائي (5/237) قال: أنبأنا يعقوب بن أبراهيم قال: حدثنا هشيم. وفي (5/237) قال: أخبرنا علي بن حجر، قال: أنبأنا عبد الله بن المبارك وابن خزيمة (2945) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء، قال: حدثنا سفيان بن عيينة.
عشرتهم - سفيان بن عيينة، وشعبة، وعبد الله بن المبارك، وسفيان الثوري، وعبدة بن سليمان، وحماد، ومروان بن معاوية الفزاري، وأبو عوانة، وهشيم، وعلي بن مسهر - عن عاصم الأحول.
2- وأخرجه أحمد (1/214) (1838) ومسلم (6/111) قال: حدثني يعقوب الدورقي وإسماعيل بن سالم والترمذي (1882) وفي الشمائل (206) قال: حدثنا أحمد بن منيع. والنسائي (5/237) قال: أخبرنا زياد بن أيوب.
خمستهم - أحمد بن حنبل. ويعقوب، وإسماعيل بن سالم، وأحمد بن منيع، وزياد - عن هشيم، قال: حدثنا عاصم الأحول، ومغيرة.
كلاهما - عاصم الأحول، ومغيرة - عن الشعبي، فذكره.
رواية هشيم، والثوري: ليس فيها من دلو.
ورواية هاشم، ومعاذ عن شعبة: «سقيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من زمزم فشرب قائما، واستسقى وهو عند البيت» .
ورواية ابن المبارك، وعبدة، والفزاري، وأبي عوانة، وعلي بن مسهر، «سقيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من زمزم، فشرب وهو قائم» .
ورواية حماد «جاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لماء زمزم، فسقيناه، فشرب قائما» .(5/70)
3080 - (ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: «لقد كنَّا نأكُلُ على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ونحن نَمشي، ونشربُ ونحن قيام» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (1881) في الأشربة، باب ما جاء في النهي عن الشرب قائماً، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (3301) في الأطعمة، باب الأكل قائماً، من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، وإسناده حسن، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/108) (5874) قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي شيبة. قال عبد الله بن أحمد: وسمعته أنا من عبد الله بن محمد بن أبي شيبة وعبد بن حميد (785) قال: حدثني ابن أبي شيبة. والدارمي (2132) قال: أخبرنا أبو بكر بن أبي شيبة. وابن ماجة (3301) قال: حدثنا أبو السائب سلم ابن جنادة. والترمذي (1880) قال: حدثنا أبو السائب سلم بن جنادة الكوفي.
كلاهما - عبد الله بن محمد أبو بكر بن أبي شيبة، وسلم بن جنادة - قالا: حدثنا حفص بن غياث، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث صحيح غريب من حديث عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، وروى عمران بن جرير هذا الحديث عن أبي اليرزي، عن ابن عمر، وأبو اليرزي اسمه يزيد بن عطارد.(5/71)
3081 - (خ د س) النزال بن سبرة قال: «أتى علي باب الرَّحبة فشرب قائما، وقال: إِني رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- فعل كما رأيتُموني فعلتُ» أخرجه البخاري.
وفي رواية أبي داود: أن علياً دعا بماء فشربه وهو قائم، ثم قال: «إن رجالاً يكره أحدُهم أن يفعلَ هذا، وقد رأَيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يفعلُ مثل ما رأيتموني فعلتُ» .
وفي رواية النسائي: «أن علياً بن أبي طالب صلى الظهر، ثم قعد في حوائج [ص:72] الناس، فلما حضرت العصرُ أُتي بِتَوْر من ماء، فأخذ منه كفاً، فمسح وجهه وِذِرَاعهُ ورأسَهُ، ورِجليْهِ، ثم أخذ فَضْلَهُ فشَرِبَ قائماً، ثم قال: إنَّ ناساً يَكْرُهون هذا، وقد رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يفعله، وهذا وُضوءُ من لم يُحدِث» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(تَوْر) : التور: إناء صغير يشرب فيه.
__________
(1) رواه البخاري 10 / 71 في الأشربة، باب الشرب قائماً، وأبو داود رقم (3718) في الأشربة، باب في الشرب قائماً، والنسائي 1 / 84 و 85 في الطهارة، باب صفة الوضوء من غير حدث.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (1/78) (583) قال: حدثنا محمد بن فضيل، عن الأعمش. وفي (1/123) (1005) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثني شعبة. وفي (1/139) (1173) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (1/139) (1174) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا شعبة. وفي (1/144) (1222) قال: حدثنا يزيد، قال: أنبأنا مسعر. وفي (1/153) (1315) قال: حدثنا بهز، قال: حدثنا شعبة. والبخاري (7/143) قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا مسعر. وفيه (7/143) قال: حدثنا آدم، قال: حدثنا شعبة. وأبو داود (3718) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى، عن مسعر بن كدام. والترمذي في الشمائل (209) قال: حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء ومحمد بن طريف الكوفي، قالا: أنبأنا ابن الفضيل، عن الأعمش. وعبد الله بن أحمد (1/951) (1366) قال: حدثني أبو خيثمة، وحدثنا إسحاق بن إسماعيل، قالا: حدثنا جرير، عن منصور. وفي (1/159) (1372) قال: حدثنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن عمر، قال: حدثنا ابن فضيل، عن الأعمش.
والنسائي (1/84) وفي الكبرى (132) قال: أخبرنا عمرو بن يزيد، قال: حدثنا بهز بن أسد، قال: حدثنا شعبة. وابن خزيمة (16) قال: حدثنا محمد بن بشار بندار، قال: حدثنا محمد يعني ابن جعفر، قال: حدثنا شعبة (ح) وحدثنا يوسف بن موسى، قال: حدثنا جرير، عن منصور بن المعتمر. (ح) وحدثنا يوسف بن موسى، قال: حدثنا الفضل بن دكين وعبيد الله بن موسى، عن مسعر. وفي (202) قال: حدثنا يوسف بن موسى، قال: حدثنا جرير (ح) وحدثنا محمد بن رافع، قال: حدثنا حسين بن علي الجعفي، عن زائدة. كلاهما عن منصور.
أربعتهم - الأعمش، وشعبة، ومسعر، ومنصور - عن عبد الملك بن ميسرة، عن النزال بن سبرة، فذكره.(5/71)
3082 - (ت) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال: «رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يشرب قائماً وقاعداً» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (1884) في الأشربة، باب ما جاء في الرخصة في الشرب قائماً، وإسناده حسن، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وفي هذه الأحاديث في هذا الباب دلالة على جواز الأكل والشرب قائماً، وفي الباب الذي يليه النهي عنهما، وقد جمع بعض العلماء بينهما بأن أحاديث النهي على كراهة التنزيه، وأحاديث الجواز على بيانه، وهي طريقة الخطابي وابن بطال وغيرهما، وقال الحافظ ابن حجر: وهذا أحسن المسالك وأسلمها، وأبعدها عن الاعتراض، وقد أشار الأثرم إلى ذلك أخيراً، فقال: إن ثبتت الكراهة حملت على الإرشاد والتأديب، لا على التحريم، وبذلك جزم الطبري، وأيده بأنه لو كان جائزاً ثم حرمه، أو كان حراماً ثم جوزه، لبين النبي صلى الله عليه وسلم ذلك بياناً واضحاً، فلما تعارضت الأخبار بذلك جمعنا بينهما بهذا.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن: أخرجه الترمذي (1883) قال: ثنا محمد بن جعفر عن حسين المعلم عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.(5/72)
3083 - (ط) أبو جعفر القاري قال: «رأيتُ عبد الله بن عمر يشرب قائماً» أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 2 / 926 في صفة النبي صلى الله عليه وسلم، باب ما جاء في شرب الرجل وهو قائم، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مالك الموطأ (1785) قال: عن أبي جعفر القارئ.(5/72)
3084 - (ط) محمد بن شهاب «أن عائشة وسعد بن أَبي وقاص كانا لا يَريَان بشُرب الإِنسان وهو قائم بأساً» أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 2 / 926 في صفة النبي صلى الله عليه وسلم، باب ما جاء في شرب الرجل وهو قائم، وهو مرسل، فإن محمد بن شهاب الزهري لم يدرك عائشة ولا سعد بن أبي وقاص، ولكن له شواهد بمعناه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
مرسل: أخرجه مالك الموطأ (1785) قال: عن ابن شهاب.(5/73)
3085 - (ط) مالك بن أنس قال: «بلغني أن عمر وعلياً وعثمانَ - رضي الله عنهم كانوا يشربون قِياماً» أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 2 / 952 في صفة النبي صلى الله عليه وسلم، باب ما جاء في شرب الرجل وهو قائم، وإسناده منقطع، ولكن له شواهد بمعناه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
منقطع: أخرجه مالك الموطأ بلاغا (1784) .(5/73)
3086 - (ط) عامر بن عبد الله بن الزبير عن أَبيه «أنه كان يشرب قائماً» أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 2 / 926 في صفة النبي صلى الله عليه وسلم، باب ما جاء في شرب الرجل وهو قائم، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: أخرجه مالك الموطأ (1786) قال: عن عامر بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، فذكره.(5/73)
المنع منه
3087 - (م ت د) أنس بن مالك - رضي الله عنه - «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- نهى عن الشُّربِ قائماً، قال: قلنا لأنس: فالأكلُ؟ قال: ذلك أشدُّ، أَو قال شَر وأَخبثُ» أخرجه مسلم والترمذي، وأخرجه أبو داود إلى قوله: «قائماً» ولم يذكر الأكلَ (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (2024) في الأشربة، باب كراهية الشرب قائماً، والترمذي رقم (1880) في الأشربة، باب ما جاء في النهي عن الشرب قائماً، وأبو داود رقم (3717) في الأشربة، باب في الشرب قائماً.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (3/118) قال: حدثنا وكيع، وفي (3/147) قال: حدثنا أزهر بن القاسم. وفي (3/214) قال: حدثنا عبد الملك بن عمرو. ومسلم (6/110) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، وأبو بكر بن أبي شيبة، قالا: حدثنا وكيع. وأبو داود (3717) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم.
أربعتهم - وكيع، وأزهر، وعبد الملك، ومسلم، قالوا: حدثنا هشام الدستوائي.
2- وأخرجه أحمد (3/131) قال: حدثنا محمد بن جعفر، ومحمد بن بكر. ومسلم (6/110) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا عبد الأعلى. وابن ماجة (3424) قال: حدثنا حميد بن مسعدة، قال: حدثنا بشر بن المفضل. والترمذي (1879) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا ابن أبي عدي.
خمستهم - ابن جعفر، وابن بكر، وعبد الأعلى، وبشر، وابن أبي عدي - عن سعيد بن أبي عروبة.
3- وأخرجه أحمد (3/182، 277) قال: حدثني يحيى، عن شعبة.
4- وأخرجه أحمد (3/199) قال: حدثنا عبد الواحد. وفي (3/250) قال: حدثنا عفان. وفي (3/291) قال: حدثنا بهز. والدارمي (2133) قال: أخبرنا مسلم بن إبراهيم. ومسلم (6/110) قال: حدثنا هداب بن خالد.
خمستهم - عبد الواحد، وعفان، وبهز، ومسلم، وهداب - قالوا: حدثنا همام بن يحيى.
أربعتهم - هشام، وسعيد، وشعبة، وهمام - عن قتادة، فذكره.(5/73)
3088 - (م) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - «أن النبي - صلى الله عليه وسلم- زجر عن الشُّرب قائماً» وفي رواية «نَهَى» أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (2025) في الأشربة، باب كراهية الشرب قائماً.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (3/32) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا همام. وفي (3/45) قال: حدثنا محمد بن جعفر، وروح، قالا: حدثنا سعيد (ح) وعبد الوهاب، عن سعيد. وفي (3/54) قال: حدثنا وكيع، وعفان، وعبد الصمد، قالوا: حدثنا همام. ومسلم (6/110) قال: حدثنا هداب بن خالد، قال: حدثنا همام. (ح) وحدثنا زهير بن حرب، ومحمد بن المثنى، وابن بشار، قالوا: حدثنا يحيى بن سعيد، قال: حدثنا شعبة.
ثلاثتهم - همام، وسعيد، وشعبة - عن قتادة، عن أبي عيسى الأسواري، فذكره.(5/74)
3089 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «لا يَشْرَبَنَّ أحد منكم قائماً، فَمن نَسِيَ فلْيَستقئ (1) » أخرجه مسلم (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فليستقئ) : أمر بالقيء، واستقاء: إذا تقيأ.
__________
(1) قال النووي: اعلم أن هذه الأحاديث قد أشكل معناها على بعض العلماء، حتى قال فيها أقوالاً باطلة، وزاد حتى تجاسر، ورام أن يضعف بعضها وادعى فيها دعاوى باطلة، لا غرض لنا في ذكرها، ولا وجه لإشاعة الأباطيل والغلطات في تفسير السنن، بل نذكر الصواب، ويشار إلى التحذير من الاغترار بما خالفه، وليس في هذه الأحاديث - بحمد الله تعالى - إشكال، ولا فيها ضعف، بل كلها صحيحة، والصواب فيها: أن النهي فيها محمول على كراهة التنزيه، وأما شربه صلى الله عليه وسلم قائماً فبيان للجواز، فلا إشكال ولا تعارض، وهذا الذي ذكرناه يتعين المصير إليه، وأما من زعم نسخاً أو غيره، فقد غلط غلطاً فاحشاً، وكيف يصار إلى النسخ مع إمكان الجمع بين الأحاديث لو ثبت التاريخ، وأنى له بذلك؟! والله أعلم.
(2) رقم (2026) في الأشربة، باب كراهية الشرب قائماً.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مسلم (6/110) قال: حدثني عبد الجبار بن العلاء. قال: حدثنا مروان، يعني الفزاري. قال: حدثنا عمر بن حمزة. قال: أخبرني أبو غطفان المري، فذكره.
- وعن رجل، عن أبي هريرة. قال: قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-: «لو يعلم الذي يشرب وهو قائم ما في بطنه لاستقاءه» .
أخرجه أحمد (2/283) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر، عن الزهري، عن رجل، فذكره.
* أخرجه أحمد (2/283) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- كمثل حديث الزهري.
- وعن أبي زياد الطحان. قال: سمعت أبا هريرة، «عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لرجل رآه يشرب قائما: قيء. قال: لم؟ قال: أتحب أن تشرب مع الهر؟ قال: لا: قال: فقد شرب معك شر منه، الشيطان» .
أخرجه أحمد (2/301) قال: حدثنا محمد بن جعفر. (ح) وحدثنا حجاج. والدارمي (2134) قال: أخبرنا سعيد بن الربيع.
ثلاثتهم - محمد بن جعفر، وحجاج، وسعيد - عن شعبة، عن أبي زياد الطحان، فذكره.(5/74)
3090 - (ت) الجارود بن المعلى - رضي الله عنه -: «أن النبي - صلى الله عليه وسلم- نهى عن الشُّرب قائماً» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (1882) في الأشربة، باب ما جاء في النهي عن الشرب قائماً، وفي سنده أبو مسلم الجذمي، لم يوثقه غير ابن حبان، وباقي رجاله ثقات، أقول: ولكن يشهد له الأحاديث التي قبله في الباب، فهو بها حسن، ولذلك حسنه الترمذي.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (1881) قال: حدثنا حميد بن مسعدة، قال: حدثنا خالد بن الحارث، عن سعيد، عن قتادة، عن أبي مسلم، فذكره.
قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. تحفة الأشراف (3177) .(5/74)
الفصل الثاني: في الشرب من أفواه الأسقية
جوازه
3091 - (ت) عبد الله بن أنيس - رضي الله عنه - قال: «رأيتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قام إلى قِرْبَة فَخَنَثَها، ثم شَرِب من فَمِها (1) » أخرجه الترمذي. وقال: هذا الحديث ليس إسناده بصحيح (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فخنثها) : الاختناث: أن تكسر شفة القِربة وتشرب منها، قيل: إن الشراب فيها كذلك إذا دام مما يغير ريحها، وقد جاء في حديث آخر إباحة ذلك، فيحتمل أن يكون النهي عن السقاء الكبير دون الإداوة ونحوها، أو أنه أباحه للضرورة والحاجة إليه، والنهي لئلا يكون عادة. وقيل: إنما نهاه لسعة فم السقاء، لئلا ينصب الماء عليه، أو أنه يكون الثاني ناسخاً للأول.
__________
(1) في نسخ الترمذي المطبوعة: من فيها، وهما بمعنى واحد.
(2) رقم (1892) في الأشربة، باب ما جاء في الرخصة في اختناث الأسقية، وإسناده ضعيف، ولكن يشهد له حديث كبشة الذي بعده.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
ضعيف: أخرجه أبو داود (3721) قال: حدثنا نصر بن علي، قال: حدثنا عبد الأعلى، قال: حدثنا عبيد الله بن عمر. و «الترمذي» 18910) قال: حدثنا يحيى بن موسى، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا عبد الله بن عمر.
كلاهما - عبيد الله، وعبد الله - عن عيسى بن عبد الله بن أنيس، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث ليس إسناده بصحيح، وعبد الله بن عمر العمري، يضعف في الحديث، ولادري سمع من عيسى أم لا.(5/75)
3092 - (ت) كبشة الأنصارية (1) امرأة رجل من الأنصار - رضي الله عنها - قالت: «دَخل عليَّ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- فَشَرِبَ من في قِرْبَة مُعلَقة قائماً، فقمتُ إلى فمها فقطعتهُ» أخرجه الترمذي (2) .
وزاد رزين «فاتَّخذتُه رَكَوَة أشرب بها» .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(رَكوة) : الرَّكوة: دلو صغير يشرب فيه، وكثيراً ما تستصحبه الصوفية في طريقهم، والرَّجَّالة في أسفارهم. و «الإداوة» نحو منه، وقيل: هي السطيحة.
__________
(1) هي كبشة - ويقال لها: كبيشة - بنت ثابت بن المنذر الأنصارية، أخت حسان بن ثابت الأنصاري ويقال لها: البرصاء.
(2) رقم (1893) في الأشربة، باب رقم (18) ، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (3423) في الأشربة، باب الشرب قائماً، ورواه الترمذي أيضاً في " الشمائل " رقم (213) ، باب ما جاء في صفة شرب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الحميدي (354) . «أحمد» (6/434) . و «ابن ماجة» (3423) قال: حدثنا محمد بن الصباح. و «الترمذي» (1892) وفي الشمائل (212) قال: حدثنا ابن أبي عمر.
أربعتهم - الحميدي،وأحمد، ومحمد بن الصباح، وابن أبي عمر - عن سفيان بن عيينة، عن يزيد بن يزيد بن جابر،عن عبد الرحمن بن أبي عمرة فذكره.
* أخرجه أحمد (6/434) قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن يزيد بن يزيد بن جابر الأنصاري، عن جده له، فذكره ولم يذكر - عبد الرحمن بن أبي عمرة.
(*) في رواية الحميدي: ربما قال سفيان «كبشة أو كبيشة» وأكثر ذلك يقول «كبيشة» .وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب، ويزيد بن يزيد بن جابر هو أخو عبد الرحمن بن زيد بن جابر، وهو أقدم منه موتا.(5/76)
3093 - (د) عيسى بن عبد الله - رجل من الأنصار - رحمه الله - عن أبيه «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- دعا يومَ أُحد بإدَاوَة، فقال: اخنَثْ فمَ الإِدَوَاةِ ففعلتُ، فشَرب من فمها» . وفي نسخة «اخنَث فمَ الإداوة، ثم اشرب من فمها» . أخرجه أَبو داود (1) .
__________
(1) رقم (3721) في الأشربة، باب في اختناث الأسقية من حديث عبيد الله بن عمر بن حفص بن [ص:76] عاصم بن عمر بن الخطاب عن عيسى بن عبد الله ... الخ، وفي بعض النسخ: عن عبد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر، والمنذري رجح أن يكون عبد الله بن عمر بن حفص بن عاصم ابن عمر المكبر، وهو ضعيف، أقول: ويشهد له الحديث الذي قبله.
وأحاديث الباب تدل على جواز الشرب من في القربة، وأحاديث الباب الذي بعده تدل على المنع، وقد جمع بعض العلماء بينهما، بأن أحاديث الباب لبيان الجواز، وأن النهي في الباب الذي بعده للتنزيه، وقال غيرهم غير ذلك، وانظر أقوال العلماء حول هذا الموضوع في " الفتح " 10 / 79، 80 في الأشربة، باب اختناث الأسقية.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (3721) قال: ثنا نصر بن علي، قال: ثنا عبد الأعلى، قال: ثنا عبيد الله بن عمر، عن عيسى بن عبد الله، فذكره.(5/76)
المنع منه
3094 - (خ م د ت) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-: «نهى عن اختِناثِ الأسْقِيةِ: أن يُشرَبَ مِن أَفوَاهِهَا» .
قال في رواية: «واختناثُها: أن يُقْلَبَ رأسُها ثم يُشْرَبَ منه» أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي، إلا أن الترمذي أَخرجه عن عبيد الله بن عبد الله عن أبي سعيد رواية: «أنه نهى عن اختناثِ الأسقِيَةِ» وأخرجه أبو داود إلى قوله: «الأسقية» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الأسقية) : جمع سقاء، وهي ظرف الماء إذا كان من جلد.
__________
(1) رواه البخاري 10 / 78 في الأشربة، باب اختناث الأسقية، ومسلم رقم (2023) في الأشربة، باب في آداب الطعام والشراب وأحكامها، وأبو داود رقم (3720) في الأشربة، باب في اختناث الأسقية، والترمذي رقم (1891) في الأشربة، باب ما جاء في النهي عن اختناث الأسقية.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1 - أخرجه أحمد (3/6) ، ومسلم (6/110) ، قال: حدثنا عمرو الناقد، وأبو داود (3720) قال: حدثنا مُسَدد. والترمذي (1890) قال: حدثنا قتيبة. أربعتهم - أحمد بن حنبل، وعمرو الناقد، ومُسدد، وقُتيبة- قالوا: حدثنا سفيان بن عيينة.
2- وأخرجه أحمد (3/67) قال: حدثنا يزيد، وأبو النضر. والدارمي (2125) قال: أخبرنا يزيد بن هارون. والبخاري (7/145) قال: حدثنا آدم.
ثلاثتهم - يزيد، وأبو النضر، وآدم- عن ابن أبي ذئب.
3 - وأخرجه أحمد (3/69) قال: حدثنا علي بن إسحاق، قال: أخبرنا عبد الله (ح) ، وعتاب، قال: حدثنا عبد الله. والبخاري (7/145) قال: حدثنا محمد بن مقاتل، قال: أخبرنا عبد الله. ومسلم (6/110) قال: حدثني حَرملة بن يحيى، قال: أخبرنا ابن وهب، وابن ماجة (3418) ، قال: حدثنا أحمد بن عمرو بن السرح، قال: حدثنا ابن وهب. كلاهما - عبد الله بن المبارك، وابن وهب- عن يونس.
4 - وأخرجه أحمد (3/93) ، ومسلم (6/110) ، قال: حدثنا عبد بن حميد. كلاهما - أحمد، وعبد- عن عبد الرزاق، عن معمر.
أربعتهم - سفيان، وابن أبي ذئب، ويونس، ومعمر- عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، فذكره.
- وعن عطاء بن يزيد عن أبي سعيد الخدري، قال: «نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، عن اختناث الأسقية» .
أخرجه أحمد (3/93) قال: حدثنا عبد الأعلى، عن معمر، عن الزهري، عن عطاء ين يزيد، فذكره.
- وعن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن أبي سعيد الخدري، أنه قال:
«نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الشرب من ثُلْمَةِ القدح، وأن يُنفخ في الشراب» .
وأخرجه أحمد (3/80) قال: حدثنا هارون - وقال عبد الله بن أحمد: وسمعته أنا من هارون -. وأبو داود (3722) قال: حدثنا أحمد بن صالح.
كلاهما - هارون، وابن صالح- قالا: حدثنا عبد الله بن وهب، قال: أخبرني قُرة بن عبد الرحمن، عن ابن شهاب، عن عبيد ?الله بن عبد الله بن عتبة، فذكره.(5/77)
3095 - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه - «نهى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم [ص:78] أن يَشربَ من فيِّ السِّقاءِ والقِرْبة، وأن يَمنَعَ جارَهُ أن يَغْرِزَ خشبة في جِدَاره» أَخرجه البخاري ومسلم (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(مِن في السقاء) : إنما نهي عن الشرب من في السقاء من أجل ما يخاف من أذى عساه يكون فيه لا يراه الشارب، حتى يدخل جوفه، فاستحب أن يشرب من إناء ظاهر يُبصره.
__________
(1) رواه البخاري 10 / 78 و 79 في الأشربة، باب الشرب من فم السقاء، ومسلم رقم (1609) في المساقاة، باب غرز الخشب في جدار الجار.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه الحميدي (1141) قال: ثنا سفيان، قال: ثنا أيوب السختياني، وأحمد (2/230، 487) قال: حدثنا إسماعيل، قال: أخبرنا أيوب، وفي (2/247) قال: حدثنا سفيان، عن أيوب، وفي (2/327) قال: حدثنا عبد الصمد، قال: حدثنا حماد. وفي (2/353) قال: حدثنا يونس، قال: حدثنا حماد يعني ابن زيد، عن أيوب، والدارمي (2124) قال: أخبرنا مسلم بن إبراهيم، قال: حدثنا وهيب، عن خالد الحذاء. والبخاري (7/145) قال: حدثنا علي بن عبد الله. قال: حدثنا سفيان. قال: حدثنا أيوب، و (ح) وحدثنا مسدد. قال: حدثنا إسماعيل، قال: أخبرنا أيوب، وابن ماجة (3420) قال: حدثنا بشر بن هلال الصواف. قال: حدثنا عبد الوارث بن سعيد، عن أيوب.
كلاهما - أيوب، وخالد الحذاء- عن عكرمة، فذكره.(5/77)
3096 - (خ د) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - «أن رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- نهى أن يَشرب من في السِّقاءِ والقِربِة» . أخرجه البخاري.
وأخرجه أبو داود، وزاد: «وعن ركوب الجلاَّلة والمجثَّمة» ، قال أبو داود: «الجلاَّلة» التي تأكل العذرة (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الجلالة) : الناقة التي تأكل الجَلَّة، وهي في الأصل: البعر، وأراد بها هاهنا: العذرة، فاستعارها للعذرة.
(المُجَثَّمة) : الجثوم في الأصل: أن يبرك الإنسان على ركبتيه. والمراد [ص:79] بالمجثمة هاهنا: التي تصبر للقتل.
والمصبورة: التي تترك بين يدي القاتل ليرميها بشيء فيقتلها به من غير ذبح.
__________
(1) رواه البخاري 10 / 79 في الأشربة، باب الشرب من فم السقاء، وأبو داود رقم (3719) في الأشربة، باب الشراب من فم السقاء.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1 - أخرجه أحمد (1/226) (1989) قال: حدثنا يحيى، عن هشام. وفي (1/241) (2161) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا سعيد، وفي (1/293) (2671) قال: حدثني معاذ بن هشام، قال: حدثنا أبي. وفي (1/321) (2952) قال: حدثنا عبد الصمد، قال: حدثنا هشام. وفي (1/339) (3142) قال: حدثنا محمد بن جعفر، وأبو عبد الصمد، قالا: حدثنا شعبة. وفي (1/339) (3143) قال: حدثنا أبو عبد الصمد، قال: حدثنا سعيد. و «الدارمي» (1981) ، (2123) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا حماد. وفي (2007) قال: حدثنا أبو زيد سعيد بن الربيع، قال: حدثنا هشام الدستوائي. و «أبو داود» (3719) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا حماد، وفي (3786) قال: حدثنا ابن المثنى، قال: حدثني أبو عامر، قال: حدثنا هشام. و «الترمذي» (1825) ، قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا معاذ ابن هشام، قال: حدثني أبي. (ح) قال محمد بن بشار: وحدثنا ابن أبي عدي، عن سعيد بن أبي عروبة. والنسائي (7/240) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود، قال: حدثنا خالد، قال: حدثنا هشام. وابن خزيمة (2552) قال: حدثنا نصر بن مرزوق، قال: حدثنا أسد - يعني ابن موسى- قال: حماد بن سلمة.
أربعتهم - هشام الدستوائي، وسعيد بن أبي عروبة، وشعبة، وحماد بن سلمة- عن قتادة.
2- وأخرجه البخاري (7/145) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يزيد بن زريع، قال: حدثنا خالد.
كلاهما - قتادة، وخالد الحذاء- عن عكرمة، فذكره.
(*) رواية أبي عامر مختصرة على: النهي عن لبن الجلالة.
(*) في رواية حماد بن سلمة: « ... وعن ركوب الجلالة، والمُجثمة» .
(*) رواية خالد الحذاء: «نهى النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الشرب من في السقاء» . مختصرا.(5/78)
الفصل الثالث: في التنفس عند الشرب
3097 - (ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تشربوا واحداً، كشُرب البعير، ولكن اشربوا مَثنى وثُلاث، وسَمُّوا الله إذا أنتم شَربتم، واحْمدوا الله إذا رَفعتم» .
وفي رواية: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- كان إذا شَرِبَ يَتَنَفَّس نَفَسين» أخرجه الترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(مثنى وثلاث) : يقال: فعلت الشيء مثنى وثلاث، غير مصروفين: إذا فعلته مرتين مرتين، وثلاثاً ثلاثاً.
__________
(1) رقم (1886) في الأشربة، باب ما جاء في التنفس في الاناء، وفي سنده ضعيف ومجهول، ولذلك قال الترمذي: هذا حديث غريب.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (1885) قال: ثنا أبو كريب، قال: ثنا وكيع، عن يزيد بن سنان الجزري، عن عطاء بن أبي رباح، عن أبيه، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث غريب، ويزيد بن سنان الجزري هو أبو فروة الرهاوي.(5/79)
3098 - (خ م ت د) أنس بن مالك - رضي الله عنه - «أن [ص:80] رسول الله - صلى الله عليه وسلم- كان يَتَنَفَّسُ إذا شرب ثلاثاً» أخرجه البخاري ومسلم والترمذي.
ولمسلم أيضاً والترمذي مثله، وزاد «ويقول: إنه أرْوَى وأبْرأُ وأمْرأُ» قال أنس: «وأنا أَتنفَّسُ في الشراب ثلاثاً» .
وفي رواية أبي داود: «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- كان إذا شرب تنفَّس ثلاثاً، وقال: هو أَهنأُ وأمرَأُ وأبْرَأُ» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أروى) : من الري، وهو ذهاب العطش.
(أبرأ) : من البرأ، وهو ذهاب المرض، فإما أن يريد به أنه يبرئه من ألم العطش، أو أنه لا يكون منه مرض، فإنه قد جاء في حديث آخر «فإنه يورث الكباد، وهو مرض الكبد» .
(أمْرأ) : من الاستمراء، وهو ذهاب كظة الطعام وثقله.
(أهنأ) : من الشيء الهنيء، وهو اللذيذ الموافق للغرض، إنما نهي عن النفخ في الشراب: من أجل ما يخاف أن يبدر من فيه وريقه فيقع فيه، أو لرائحة رديئة تخرج منه فتعلق بالماء، وربما شرب بعده غيره فيتأذى به.
__________
(1) رواه البخاري 10 / 81 في الأشربة، باب الشرب بنفسين أو ثلاثة، ومسلم رقم (2028) في الأشربة، باب كراهة التنفس في الاناء، والترمذي رقم (1885) في الأشربة، باب ما جاء في التنفس في الاناء، وأبو داود رقم (3727) في الأشربة، باب في الساقي متى يشرب.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (3/114) قال: ثنا يحيى بن سعيد. وفي (3/119) قال: ثنا وكيع. وفي (3/128) قال: ثنا أبو عبيدة. وفي (3/185) قال: ثنا عبد الرحمن. والدارمي (2126) قال: نا أبو نعيم. والبخاري (7/146) قال: ثنا أبو عاصم، وأبو نعيم. والبخاري (7/146) قال: ثنا أبو عاصم، وأبو نعيم. ومسلم (6/111) قال: ثنا قتيبة بن سعيد، وأبو بكر بن أبي شيبة، قالا: ثنا وكيع. وابن ماجة (3416) قال: ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: ثنا ابن مهدي. والترمذي (1884) ، وفي الشمائل (213) قال: ثنا محمد بن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن بن مهدي. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (498) عن إسماعيل بن مسعود، عن خالد. وعن إسحاق بن إبراهيم، عن وكيع.
سبعتهم - يحيى بن سعيد، ووكيع، وأبو عبيدة، وابن مهدي، وأبو نعيم، وأبو عاصم، وخالد- عن عزرة ابن ثابت، عن ثمامة، فذكره.(5/79)
3099 - (خ م س ت) أبو قتادة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا شَرِبَ أحدُكم فلا يتنفَّس في الإناء، وإذا أتى الخلاءَ فلا يَمَسَّ ذكره بيمينه، وإذا تَمَسّح فلا يتمسَّحَ بيمينه» . أخرجه البخاري ومسلم والنسائي.
وأخرجه الترمذي إلى قوله: «في الإناء» وقال النسائي: «في إنائه» . وللنسائي أيضاً: «أن النبي - صلى الله عليه وسلم- نهى أن يتنفس في الإناء، وأَن يمَسَّ ذكرَه بيمينه» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 10 / 80 في الأشربة، باب النهي عن التنفس في الاناء، وفي الوضوء، باب النهي عن الاستنجاء باليمين، وباب لا يمس ذكره بيمينه، ومسلم رقم (267) في الطهارة، باب النهي عن الاستنجاء باليمين، وفي الأشربة، باب كراهة التنفس في نفس الاناء، والترمذي رقم (1890) في الأشربة، باب ما جاء في التنفس في الاناء، والنسائي 1 / 43 و 44 في الطهارة، باب النهي عن الاستنجاء باليمين.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه الحميدي (428) قال: حدثنا سفيان، عن معمر، وأحمد (4/383) ، (5/311) قال: حدثنا محمد بن أبي عدي، عن الحجاج بن أبي عثمان الصوف. وفي (5/295) قال: حدثنا عبد الوهاب الثقفي، عن أيوب. وفي (5/296) قال: حدثنا إسماعيل، قال: حدثنا الدستوائي. وفي (5/300) قال: حدثنا أبو المغيرة. قال: حدثنا الأوزاعي. وفي (5/309) قال: حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم. قال: حدثنا حرب، يعني ابن شداد. وفي (5/309) . قال: حدثنا هاشم. قال: حدثنا شيبان. وفي (5/310) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. قال: حدثنا هشام. والدارمي (679) قال: أخبرنا وهب بن جرير، ويزيد بن هارون، وأبو نعيم، عن هشام. وفي (2128) قال: حدثنا أبو المغيرة. قال: حدثنا الأوزاعي. والبخاري (1/50) قال: حدثنا معاذ بن فضالة، قال: حدثنا هشام، هو الدستوائي، وفي (1/50) قال: حدثنا محمد بن يوسف، قال: حدثنا الأوزاعي. وفي (7/146) قال: حدثنا أبو نعيم. قال: حدثنا شيبان. ومسلم (1/155) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. قال: أخبرنا عبد الرحمن بن مهدي، عن همام. (ح) وحدثنا يحيى بن يحيى. قال: أخبرنا وكيع، عن هشام الدستوائي. وفي (1/155) ، (6/111) قال: حدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا الثقفي، عن أيوب، وأبو داود (31) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم وموسى بن إسماعيل، قالا: حدثنا أبان. وابن ماجة (310) قال: حدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا عبد الحميد بن حبيب بن أبي العشرين. قال: حدثنا الأوزاعي. (ح) وحدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم، قال: حدثنا الوليد بن مسلم. قال: حدثنا الأوزاعي.
والترمذي (15) قال: حدثنا محمد بن أبي عمر المكي. قال: حدثنا سفيان بن عُيينة، عن معمر، وفي (1889) قال: حدثنا إسحاق بن منصور. قال: حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث. قال: حدثنا هشام الدستوائي. والنسائي (1/25) . وفي الكبرى (28) قال: أخبرنا يحيى بن درست. قال: أنبأنا أبو إسماعيل، وهو القناد. وفي (1/25) . وفي الكبرى (29) قال: أخبرنا هناد بن السري، عن وكيع، عن هشام. وفي (1/43) . وفي الكبرى (41) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود، قال: حدثنا خالد. قال: أنبأنا هشام. وفي (1/43) قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن، قال: حدثنا عبد الوهاب، عن أيوب، وفي الكبرى -تحفة الأشراف- (9/12105) عن قتيبة، عن ابن أبي عدي، عن حجاج، وابن خزيمة (68) قال: حدثنا علي بن خشرم، قال: حدثنا عيسى، يعني ابن يونس، عن معمر بن راشد، وفي (78) قال: حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني. قال: حدثنا بشر بن المفضل. قال: حدثنا هشام بن أبي عبد الله الدستوائي. وفي (79) قال: حدثنا علي بن حُجر، قال: أخبرنا ابن المبارك، عن الأوزاعي، (ح) وحدثنا نصر بن مرزوق المصري، قال: حدثنا عمرو، يعني ابن أبي سلمة، عن الأوزاعي.
عشرتهم - معمر بن راشد، والحجاج الصواف، وأيوب، وهشام بن أبي عبد الله الدستوائي، والأوزاعي، وحرب بن شداد، وشيبان، وهمام بن يحيى، وأبان بن يزيد، وأبو إسماعيل القناد- عن يحيى بن أبي كثير، عن عبد الله بن أبي قتادة، فذكره.
(*) في رواية عبد الحميد بن حبيب بن أبي العشرين عند ابن ماجة، ورواية عمرو بن أبي سلمة عند ابن خزيمة، ورواية أبي إسماعيل القناد، قال يحيى بن أبي كثير: حدثني عبد الله بن أبي قتادة.(5/81)
3100 - (ط ت د) أبو المثنى الجهني - رحمه الله - قال: كنتُ عند مروان بن الحَكم، فدخل عليه أبو سعيد، فقال له مروان: «أسمعتَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ينهى عن النَّفْخِ في الشَّراب؟» فقال له أبو سعيد: نعم، قال أبو سعيد: فقال رجل لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إني لا أروى من نَفس واحد؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: فأبنِ القدحَ عن فيك، ثم تَنَفَّسْ، قال: فإني أَرى القَذَاةَ فيه؟ قال: فأهرِقْها» . أخرجه الموطأ.
وفي رواية الترمذي «أن النبي - صلى الله عليه وسلم- نهى عن النفخ في الشَّراب، فقال رجل القَذاةَ أراها في الإناء؟ قال: أَهرقْها، قال: فإني لا أروى من نَفَس واحد؟ قال: فأبِنِ القدحَ إذاً عن فيكَ» . [ص:82] وفي رواية أبي داود مختصراً: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى أن يُشرَبَ من ثُلمة القدح، وأن يُنفَخَ في الشراب» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أَبِن القدح) : إبانة القدح: فصله عن فيه، وذلك لئلا يبدو منه ما قلنا عند النفخ والتنفس.
(القذاة) : ما يقع في الإناء من تبن، أو عود، أو ورق ونحوه.
(ثُلْمة القدح) : إنما نهى عن الشرب من ثُلمة القدح، لأنه ربما تصبَّب الماء وسال قطره على وجهه وثوبه، لأن الثلمة لا تتماسك عليها شفة الشارب كما تتماسك على الصحيح، وقيل: لأن الثلمة مقعد الشيطان، وذلك أن الثلمة لا تكاد تتنظف فيكون شربه على غير نظافة، وذلك من فعل الشيطان.
__________
(1) رواه الموطأ 2 / 925 في صفة النبي صلى الله عليه وسلم، باب النهي عن الشراب في آنية الفضة والنفخ في الشراب، والترمذي رقم (1888) في الأشربة، باب ما جاء في كراهية النفخ في الشراب، وأبو داود رقم (3722) في الأشربة، باب الشرب من ثلمة القدح، ورواه ابن ماجة بمعناه من حديث أبي هريرة رقم (3427) في الأشربة، باب التنفس في الاناء، وهو حديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1 - أخرجه مالك في الموطأ (576) ، وأحمد (3/26) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (3/32) قال: حدثنا وكيع. وفي (3/57) قال: حدثنا عبد الرزاق. وعبد بن حميد (980) قال: حدثني خالد بن مخلد. والدارمي (2127) قال: نا إسحاق بن عيسى. وفي (2139) قال: نا خالد بن مخلد و «الترمذي» (1887) قال: ثنا علي بن خشرم، قال: نا عيسى بن يونس.
ستتهم - يحيى، ووكيع، وعبد الرزاق، وخالد، وإسحاق بن عيسى، وعيسى - عن مالك.
2- وأخرجه أحمد (3/68) قال: ثنا يونس، وسريح قالا: ثنا فليح.
كلاهما - مالك، وفليح - عن أيوب بن حبيب مولى بن زهرة عن أبي المثنى الجهني، فذكره.
(*) في المطبوع من سنن الدارمي (2127) 0 مالك عن أيوب بن حبيب، عن الزهري، عن أبي المثنى - وقوله- عن الزهري - لم ترد في جميع الروايات الحديث التي ذكرناها وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.(5/81)
3101 - (د ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: قال «نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أن يُتنفَّس في الإناء، أَو يُنفخَ فيه» . أخرجه أبو داود والترمذي (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (3728) في الأشربة، باب في النفخ في الشراب والتنفس فيه، والترمذي رقم (1889) في الأشربة، باب ما جاء في كراهية النفخ في الشراب، وإسناده صحيح، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه الحميدي (525) قال: حدثنا سفيان. و «أحمد» (1/220) (1907) قال: حدثنا سفيان. وفي (1/309) (2818) و (1/357) (366) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن إسرائيل. و «الدارمي» (2140) قال:أخبرنا عمرو بن عون، عن ابن عيينة. و «أبو داود» (3728) قال: حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي، قال: حدثنا بن عيينة. و «ابن ماجة» (3288) و (3430) قال: حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا عبد الرحيم بن عبد الرحمن المحاربي، قال: حدثنا شريك. وفي (3429) قال: حدثنا أبو بكر بن خلاد الباهلي، قال: حدثنا سفيان. و «الترمذي» (1888) قال: حدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان بن عيينة.
ثلاثتهم - سفيان، وإسرائيل، وشريك - عن عبد الكريم الجزري.
2- وأخرجه ابن ماجة (3428) قال: حدثنا بكر بن خلف أبو بشر، قال: حدثنا يزيد بن زريع، عن خالد الحذاء.
كللاهما -عبد الكريم، وخالد - عن عكرمة، فذكره.
(*) أخرجه أحمد (1/357) (3366) قال: وحدثناه أبو نعيم عن عكرمة مرسلا. وحدثناه محمد بن سابق، أسنده عن ابن عباس وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.(5/82)
الفصل الرابع: في ترتيب الشاربين
3102 - (خ م ط ت د) أنس بن مالك - رضي الله عنه - «أنه رأى رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يشرب لبناً، وأتَى دارَهُ فاستَسقَى، قال: فحلبتُ شاة، فَشُبْتُ لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- من البئر، فتناولَ القدحَ فشرب، وعن يساره أبو بكر، وعن يمينه أَعرابي، فأعطى الأعرابيَّ فَضلَتَه، ثم قال: الأيمنَ فالأيمنَ» .
وفي رواية قال: أَتانا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في دارنا هذه، فحلَبنا له شاة، ثم شُبْتُهُ من ماء بئرنا هذه فأَعطيتُه، وأَبو بكر عن يساره، وعمرُ تجَاهَه، وأعرابي عن يمينه، فلما فرغ قال عمر: هذا أبو بكر، فأعطى الأعرابيَّ، وقال: الأيمنون، الأيمنون، الأيمنون، قال أنس: فهي سُنَّة، فهي سُنَّة فهي سنَّة.
وفي رواية قال: «قَدِمَ النبي - صلى الله عليه وسلم- المدينة وأنا ابن عشْر ومات وأنا ابنُ عشرينَ، وكُنَّ أُمَّهاتي يَحْثُثْنني على خِدمَتِه، فدخل علينا دارَنا، فَحلبنا من شاة دَاجن ... » وذكر مثله. أخرجه البخاري ومسلم.
واختصره الموطأ والترمذي وأبو داود، قال: «أتيَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم [ص:84] بِلَبَن قد شِيبَ بماءِ، وعن يمينه أَعرابي، وعن يساره أبو بكر الصِّدِّيق، فشرب، ثم أعطى الأعرابي، وقال الأيمنَ فالأيمنَ» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فَشُبت) : الشوب: الخلط والمزج.
(تُجاهه) : تجاه الشيء: مقابله وحذاؤه.
(داجن) : الشاة التي تألف البيت، وتكون معدة للبن.
__________
(1) رواه البخاري 5 / 148 في الهبة، باب من استسقى، وفي الأشربة، باب شرب اللبن بالماء، وباب الأيمن فالأيمن، ومسلم رقم (2029) في الأشربة، باب استحباب إدارة الماء باللبن، والموطأ 2 / 926 في صفة النبي صلى الله عليه وسلم، باب السنة في الشرب ومناولته عن اليمين، والترمذي رقم (1894) في الأشربة، باب ما جاء أن الأيمنين أحق بالشراب، وأبو داود رقم (3726) في الأشربة، باب في الساقي متى يشرب.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: 1-أخرجه مالك (الموطأ) (576) ، أحمد (3/113) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. و «البخاري» (7/143) قال: حدثنا إسماعيل. و «مسلم» (6/112) قال: حدثنا يحيى، يحيى. و «أبو داود» (3726) قال: حدثنا القعنبي عبد الله بن مسلمة. و «ابن ماجة» (3425) قال حدثنا هشام بن عمار. و «الترمذي» (1893) قال: حدثنا إسحاق بن موسى الأنصاري، قال: حدثنا معن (ح) وحدثنا قتيبة.
سبعتهم - يحيى بن سعيد، وإسماعيل بن أبي أويس، ويحيى بن يحيى، والقعنبي، وهشام، ومعن، وقتيبة - عن مالك بن أنس.
2- وأخرجه الحميدي (1182) ، وأحمد (3. /110) ، ومسلم (6/112) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وعمر الناقد، وزهير بن حرب، ومحمد بن عبد الله بن نمير.
ستتهم - الحميدي، وأحمد، وأبو بكر، والناقد، وابن نمير - عن ابن عيينة.
3- وأخرجه أحمد (3 /197) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر.
4-وأخرجه أحمد (3/231) ، والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف -1553» عن علي بن مسلم الطوسي. كلاهما - أحمد، والطوسي -0 عن أبي سلمة يوسف بن يعقوب الماجشون.
5-وأخرجه الدارمي (2122) قال: أخبرنا أبو المغيرة، قال: حدثنا الأوزاعي.
6- وأخرجه البخاري (3/144) قال: حدثنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب.
7- وأخرجه البخاري (7. /142) قال: حدثنا عبدان، قال: أخبرنا عبد الله، قال: أخبرنا يونس.
سبعتهم - مالك، وابن عيينة، ومعمر، وأبو سلمة، والأوزاعي، وشعيب، ويونس- عن الزهري، فذكره.
- عن عبد الله بن عبد الرحمن أبي طوالة، أنه سمع أنس بن مالك يحدث، قال: «أتانا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في دارنا، فاستسقى، فحلبنا له شاة، ثم شربته من ماء بئري هذه، قال: فأعطيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فشرب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وأبو بكر عن يساره، وعمر وجاهه، وأعرابي عن يمينه، فلما فرغ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من شربه، قال عمر: هذا أبو بكر يارسول الله، يريه إياه، فأعطى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الأعرابي، وترك أبا بكر، وعمر، وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: الأيمنون، الأيمنون، الأيمنون» .
قال أنس: «فهي سنة، فهي سنة. فهي سنة» .
1- وأخرجه أحمد (3/239) قال: حدثنا الهاشمي، سليمان بن داود، و «مسلم» (6/112) قال: حدثنا يحيى بن أيوب، وقتيبة، علي بن حجر. أربعتهم - عن إسماعيل بن جعفر.
2- وأخرجه أحمد (3/239) قال: حدثنا حسن بن موسى قال: حدثنا زهير.
3- وأخرجه البخاري (3/202) قال: حدثنا خالد بن مخلد، ومسلم (6/12) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب. كلاهما - خالد، والقعنبي - قالا: حدثنا سليمان بن بلال. ثلاثتهم - إسماعيل، زهير، وسليمان - عن أبي طوالة فذكره.(5/83)
3103 - (خ م) سهل بن سعد - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أُتِيَ بشراب فشرب منه، وعن يمينه غلام - وفي رواية أصغَرُ القوم - وعن يساره الأشياخُ، فقال للغلام: أتأذَنُ لي أَن أُعطيَ هؤلاء؟ فقال الغلامُ: «والله يا رسول الله، لا أُوثِرُ بنصيبي منك أحداً، فَتَلَّهُ، رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في يده» .
أخرجه البخاري ومسلم (1) .
وزاد رزين «والغلام: الفَضْلُ بن العباس»
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فتلَّه) : أي: ألقاه.
__________
(1) رواه البخاري 10 / 76 في الأشربة، باب هل يستأذن الرجل من عن يمينه في الشرب ليعطي الأكبر، ومسلم رقم (2030) في الأشربة، باب استحباب إدارة الماء باللبن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه مالك (الموطأ) (577) . وأحمد (5/333) قال: حدثني إسحاق بن عيسى. وفي (5/.338) قال: حدثنا موسى بن داود. و «البخاري» (3/170) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. وفي (3/221) قال: حدثنا يحيى بن قزعة. وفي (3/211) أيضا قال: حدثنا قتيبة. وفي (7/144) قال: حدثنا إسماعيل. و «مسلم» (6/113) قال: حدثناه قتيبة بن سعيد. و «النسائي» في الكبري «تحفة الأشراف» (47444) عن قتيبة.
ستتهم - إسحاق، موسى، وابن يوسف، ويحيى بن قزعة، وقتيبة، وإسماعيل - عن مالك بن أنس.
2- وأخرجه البخاري (3/144) قال: حدثنا سعيد بن أبي مريم، قال: حدثنا أبو غسان.
3- وأخرجه البخاري (3/147) قال: حدثنا قتيبة. و «مسلم» (1136) قال: حدثنا يحيى بن يحيى.
كلاهما - قتيبة، ويحيى - عن عبد العزيز بن أبي حازم.
4- وأخرجه مسلم (6/113) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا يعقوب. - يعني ابن عبد الرحمن القاري.
أربعتهم - مالك، أبو غسان، وعبد العزيز، ويعقوب - عن أبي حازم، فذكره.
* أخرجه البخاري (7/32) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. وفي (8/173) قال: حدثني علي. و «مسلم» (6/103) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. و «ابن ماجة» (1912) قال: حدثنا محمد بن الصباح.
ثلاثتهم - قتيبة، وعلي، وابن الصباح - عن عبد العزيز بن أبي حازم.(5/84)
3104 - (ت) أبو قتادة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «ساقي القوم آخِرُهم شرباً» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (1895) في الأشربة، باب ساقي القوم آخرهم شرباً، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (3434) في الأشربة، باب ساقي القوم آخرهم شرباً، وإسناده صحيح، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: هو جزء من حديث طويل: أخرجه أحمد (5/298) قال: حدثنا يزيد بن هارون، وقال: أخبرنا حماد بن سلمة، عن ثابت. (ح) قال حماد: وحدثنا حميد الطويل، عن بكر بن عبد الله المزني. (5/302) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة، عن قتادة. و «مسلم» (2/138) قال: حدثنا شيبان بن فروخ. قال: حدثنا سليمان، يعني ابن المغيرة. قال: حدثنا ثابت. و «عبد الله بن أحمد» في زيادته على المسند (5/298) قال: حدثنا إبراهيم. قال: حدثنا حماد، عن حميد بن بكر بن عبد الله. و «ابن خزيمة» (410) قال: حدثنا محمد بن أبي صفوان الثقفي. قال:حدثنا بهز، يعني ابن أسد. قال: حدثنا حماد، يعني بن سلمة. قال: أخبرنا ثابت البناني.
ثلاثتهم - ثابت البناني، وبكر بن عبد الله، وقتادة - عن عبد الله بن رباح، فذكره.
(*) رواية قتادة: ليس فيها حديث عمران بن حصين.
(*) وجاء مختصرا على: «ذكروا للنبي -صلى الله عليه وسلم- نومهم عن الصلاة. فقال: إنه ليس في النوم تفريط، إنما التفريط في اليقظة، فإذا نسي أحدكم صلاة أو نام عنها فليصلها إذا ذكرها» .
أخرجه أحمد (5/305) قال: حدثنا هاشم. قال: حدثنا المبارك، عن بكر بن عبد الله. و «أبو داود» (441) قال: حدثنا العباس العنبري. قال: حدثنا سليمان بن داود، وهو الطيالسي. قال حدثنا سليمان يعني ابن المغيرة، عن ثابت. و «الترمذي» (177) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا حماد بن زيد، عن ثابت البناني. و «النسائي» (1/294) . وفي الكبرى (1499) قال: أخبرنا قتيبة. قال: حدثنا حماد بن زيد، عن ثابت. وفي (1/294) . وفي الكبرى (1500) قال: أخبرنا سويد بن نصر. قال: أنبأنا عبد الله، وهو ابن المبارك، عن سليمان بن المغيرة، عن ثابت.
كلاهما - بكر بن عبد الله، وثابت البناني - عن عبد الله بن رباح،فذكره
(*) وجاء مختصرا على: «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لما ناموا عن الصلاة حتى طلعت الشمس. قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: فليصلها أحدكم من الغد لوقتها» . أخرجه أحمد (5/309) . و «النسائي» (1/295) . وفي الكبرى (1051) قال: أخبرنا عمرو بن علي. و «ابن خزيمة» (990) قال: حدثنا إسحاق بن منصور.
ثلاثتهم - أحمد بن حنبل، وعمرو بن علي، وإسحاق بن منصور - عن سليمان بن داود أبي داود الطيالسي. قال: حدثنا شعبة، عن ثابت البناني، عن عبد الله بن رباح، فذكره.
(*) وجاء مختصرا على: «أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان في سفر له، فمال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-،وملت معه،فقال: انظر. فقلت: هذا راكب، هذان راكبان، هؤلاء ثلاثة، حتى صرنا سبعة. فقال: احفظوا علينا صلاتنا، يعني صلاة الفجر، فضرب على آذانهم، فما أيقظهم إلا حر الشمس. فقاموا فساروا هنية، ثم نزلوا فتوضؤوا وأذن بلال، فصلوا ركعتي الفجر، ثم صلوا الفجر، وركبوا. فقال: بعضهم لبعض: قد فرطنا في صلانا. فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: إنه لا تفريط في النوم، إنما التفريط في اليقظة، فإذا سها أحدكم عن صلاة فليصلها حين يذكرها. ومن الغد للوقت» .
أخرجه أبو داود (437) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. قال: حدثنا حماد، عن ثابت البناني. وفي (438) قال: حدثنا علي بن نصر. قال: حدثنا وهب بن جرير، قال: حدثنا الأسود بن شيبان. قال حدثنا خالد بن سمير.
كلاهما - ثابت، وخالد بن سمير - عن عبد الله بن رياح، فذكره
(*) وجاء مختصرا على: «ذكروا تفريطهم في النوم. فقال: ناموا حتى طلعت الشمس. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ليس في النوم تفريط، إنما التفريط في اليقظة. فإذا نسي أحدكم صلاة أو نام عليها، فليصلها إذا ذكرها. ولوقتها من الغد» .
قال عبد الله بن رباح: فسمعني عمران بن الحصين وأنا أحدث بالحديث. فقال: يافتى انظر كيف تحدث، فإني شاهد للحديث مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:فما أنكر من حديثه شيئا.
أخرجه ابن ماجة (698) . و «ابن خزيمة» (989) قالا: حدثنا أحمد بن عبدة. قال:حدثنا حماد بن زيد، عن ثابت، عن عبد الله بن رياح، فذكره.
(*) وجاء مختصرا على. «ساقي القوم آخرهم» . أخرجه أحمد (5/303) قال: حدثنا ابن مهدي. قال: حدثنا حماد بن زيد، عن ثابت. وفي (5/305) قال: حدثنا هاشم. قال: حدثنا المبارك. عن بكر بن عبد الله. و «الدارمي» (2141) قال: حدثنا عفان بن مسلم. قال:حدثنا حماد بن سلمة وسليمان بن المغيرة، عن ثابت. و «ابن ماجة» (3434) قال: حدثنا أحمد بن عبدة وسويد بن سعيد. قالا: حدثنا حماد بن زيد، عن ثابت البناني. و «الترمذي» (1894) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا حماد بن زيد، عن ثابت البناني. و «النسائي» في الكبرى «تحفة الأشراف» (9/12086) عن قتيبة، عن حماد بن زيد، عن ثابت.
كلاهما - ثابت، وبكر بن عبد الله - عن عبد الله بن رباح، فذكره.
(*) وجاء مختصرا على: «أن النبي -صلى الله عليه وسلم-: كان في سفر له فعطشوا فانطلق سرعان الناس، فلزمت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تلك الليلة. فقال: حفظك الله بما حفظت به نبيه» .
أخرجه أبو داود (5228) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. قال: حدثنا حماد بن ثابت البناني، عن عبد الله بن رباح الأنصاري، فذكره. أخرجه الترمذي (1894) قال: ثنا قتيبة، قال: ثنا حماد بن زيد عن ثابت البناني عن عبد الله بن رباح. فذكره وقال الترمذي: هذا.(5/85)
3105 - (د) عبد الله بن أبي أوفى - رضي الله عنه - أَن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «ساقي القوم آخرُهم» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (3725) في الأشربة، باب في الساقي متى يشرب، وهو حديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/354) قال: ثنا حجاج. وفي (4/382) قال: ثنا محمد بن جعفر، وحجاج، و «عبد بن حميد» (528) قال: ثنا سعيد بن الربيع، «أبو داود» (3725) قال: ثنا مسلم بن إبراهيم. أربعتهم - حجاج، ومحمد، وسعيد ومسلم - وعن شعبة، عن أبي المختار، فذكره.(5/85)
الفصل الخامس: في تغطية الإناء
3106 - (خ م د) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «غَطُّوا الإناء، وأوكُوا السِّقاءَ» . أخرجه البخاري ومسلم. ولمسم أيضاً مثله، وزاد «فإن في السَّنة ليلة ينزل [فيها] وَباء، لا يَمُرُّ بإناء ليس عليه غطاء، أو سِقاء ليس عليه وكاء إلا نزل فيه من ذلك الوباء» زاد في رواية قال الليث: فالأعاجِمُ عندنا يَتَّقون ذلك في كانُونَ الأَول. ولهما في رواية: قال: كُنَّا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فاسْتَسقى، فقال رجل: يا رسول الله، [ص:86] ألا نَسقِيكَ نبيذاً؟ فقال: بلى، فخرج الرجل يسعى، فجاء بقدح فيه نبيذ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «ألا خَمَّرتَه، ولو تَعْرِضُ عليهُ عوداً (1) ؟ قال: فشربَ» .
ولهذا الحديث طرق أخرى تَتَضَمَّنُ معاني أُخرَ تَرِد في موضعها.
وأخرج أبو داود هذه الرواية الآخرة، ولم يذكر «فشرب» (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(وباء) : بالمد والقصر: مرض عام، وأرض وبيئة وموبوءة.
__________
(1) قال النووي في " شرح مسلم ": المشهور في ضبطه " تعرض " بفتح التاء وضم الراء، هكذا قاله الأصمعي والجمهور، ورواه أبو عبيد بكسر الراء، والصحيح الأول، ومعناه: تمده عليه عرضاً، أي خلاف الطول، وهذا عند عدم ما يغطيه به، كما ذكره في الرواية بعده " إن لم يجد أحدكم إلا أن يعرض على إنائه عوداً، أو يذكر اسم الله فليفعل " فهذا ظاهر في أنه إنما يقتصر على العود عند عدم ما يغطيه به.
(2) رواه البخاري 10 / 77 في الأشربة، باب تغطية الاناء، وفي بدء الخلق، باب صفة إبليس وجنوده، وباب قول الله تعالى: {وبث فيها من كل دابة} ، وفي الاستئذان، باب لا تترك النار في البيت عند النوم، وباب إغلاق الأبواب بالليل، ومسلم رقم (2012) و (2013) و (2014) في الأشربة، باب الأمر بتغطية الاناء، وأبو داود رقم (3731) و (3732) و (3733) و (3734) في الأشربة، باب في إيكاء الآنية.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: عن الزبير، عن جابر بن عبد الله، قال: «جاء أبو حميد الأنصاري بإناء من اللبن نهارا، إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو بالبقيع، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- ألا خمرته، ولو أن تعرض عليه عودا» .
أخرجه أحمد (3/294) قال: حدثنا عبد الرزاق (ح) وأبو نعيم، و «النسائي» في الكبرى «تحفة الأشراف» (2760) عن علي بن حجر، عن علي بن مسهر. ثلاثتهم - عبد الرزاق، وأبو نعيم، وعلي- عن أبي الزبير، فذكره.
- وعن أبي صالح، عن جابر بن عبد الله، قال: «كنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فاستسقى، فقال رجل: يارسول الله، ألا نسقيك نبيذا؟ فقال: بلى، قال: فخرج الرجل يسعى، فجاء بقدح فيه نبيذ، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ألا خمرته ولوتعرض عليه عودا، قال، فشرب.» .
أخرجه أحمد (3/313) . و «مسلم» (6/105) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو كريب. و «أبو داود» (3734) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة.
أربعتهم - أحمد وأبو بكر، وأبو كريب. وعثمان - قالوا: حدثنا أبو معاوية عن الأعمش، عن أبي صالح، فذكره.
(*) وأخرجه أحمد (3/370) . وعبد بن حميد. (1021) . كلاهما عن عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر به.
(*) وأخرجه البخاري (7/140) قال: حدثنا قتيبة. و «مسلم» (6/105) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة.
كلاهما - قتيبة، وعثمان - قالا: حدثنا جرير، عن الأعمش، عن أبي صالح، وأبي سفيان، فذكراه.
(*) وأخرجه البخاري (7/141) قال: حدثنا عمر بن حفص، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا الأعمش، قال: سمعت أبا صالح، يذكر، أراه عن جابر، وقال في آخره: وحدثني أبو سفيان، عن جابر، به.
- وعن أبي الزبير، عن جابر، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «أغلقوا الأبواب، وأوكئوا الأسقية، وخمروا الآنية، وأطفئوا السرج، فإن الشيطان لا يفتح غلقا، ولا يحل وكاء، ولا يكشف إناء، وأن الفويسقة تضرم على أهل البيت، ولا ترسلوا فواشيكم وصبيانكم إذا غابت الشمس، حتى تذهب فحمة العشاء، فإن الشياطين تبعث إذا غابت الشمس، حتى تذهب فحمة العشاء» .
1- أخرجه مالك في (الموطأ) (578) . و «البخاري» في الأدب المفرد (1221) قال: حدثنا إسماعيل. و «مسلم» (6/105) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. «أبو داود» (3732) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي. و «الترمذي» (1812) قال: حدثنا قتيبة. أربعتهم - إسماعيل، ويحيى، والقعنبي، وقتيبة - عن مالك بن أنس.
2- وأخرجه الحميدي (1273) قال: حدثنا حدثنا سفيان - ابن عيينة -.
3- وأخرجه أحمد (3/301) قال: حدثنا وكيع. و «ابن خزيمة» (132) مطولا و (2560) مختصرا قال حدثنا يوسف بن موسى، قال: حدثنا جرير. كلاهما - وكيع، وجرير - عن فطر بن خليفة.
4- وأخرجه أحمد (3/312) قال: حدثنا هاشم بن القاسم. وفي (3/386) قال: حدثنا حسن. وفي (3/395) قال: حدثنا موسى بن داود. و «مسلم» (6/106) قال: حدثنا أحمد بن يونس. (ح) وحدثنا يحيى. و «أبو داود» (2604) قال: حدثنا أحمد بن أبي شعيب الحراني.
ستتهم- هاشم، وحسن، وموسى، وأحمد بن يونس، ويحيى بن يحيى، وابن أبي شعيب - عن زهير أبي خيثمة.
5- وأخرجه أحمد (3/362) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا حماد.
6- وأخرجه أحمد (3/374) قال: حدثنا كثير بن هشام - قال: حدثنا هشام.
7- وأخرجه مسلم (6/105) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد (ح) وحدثنا محمد بن رمح. و «ابن ماجة» (3410) قال: حدثنا محمد بن رمح. كلاهما - قتيبة، وابن رمح عن الليث عن سعد.
8- وأخرجه مسلم (6/106) قال: حدثني محمد بن المثنى، قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا سفيان (الثوري) .
9- وأخرجه ابن ماجة (360) قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا يعلى بن عبيد. وفي (3771) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبد الله بن نمير. كلاهما - يعلى، وابن نمير - عن عبد الملك بن أبي سليمان.
تسعتهم - مالك، وابن عيينة، وفطر، وزهير، وحماد، وهشام، والليث، والثوري، وعبد الملك - عن أبي الزبير، فذكره.
(*) رواية سفيان بن عيينة زاد فيها: «وإياكم والسمر بعد هداة الرجل» .
(*) رواية الليث بن سعد زاد فيها: «....فإن لم يجد أحدكم إلا أن يعرض على إنائه عودا ويذكر اسم الله فليفعل.» .
*رواية يعلي بن عبيد، وعن عبد الملك بن أبي سليمان، مختصرة على: «أمرنا النبي -صلى الله عليه وسلم- أن نوكي أسقيتنا، ونغطي آنيتنا»
(*) رواية ابن نمير، عن عبد الملك بن أبي سليمان مختصرة على: «أمرنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ونهانا، فأمرنا أن نطفي سراجنا.» .
وعن عطاء بن أبي رباح، عن جابر عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا استجنح، أو كان جنح الليل، فكفوا صبيانكم، فإن الشياطين تنتشر حينئذ، فإذا ذهب ساعة من العشاء فخلوهم، وأغلق بابك واذكر اسم الله، وأطفي مصباحك واذكر اسم الله وأوك سقاءك واذكر اسم الله، وخمر إناءك واذكر اسم الله، ولو تعرض عليه شيئا» .
1-أخرجه أحمد (3/319) قال: حدثنا يحيى. و «البخاري» (4/150) قال: حدثنا يحيى بن جعفر، قال: حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري. وفي (4/155و7/144) قال: حدثنا إسحاق بن منصور، قال: أخبرنا روح بن عبادة. و «مسلم» (6/106) قال: حدثني إسحاق بن منصور، قال: أخبرنا روح ابن عبادة. (ح) وحدثنا أحمد بن عثمان النوفلي، قال: حدثنا أبو عاصم. و «أبوداود» (3731) قال: حدثنا أحمد بن حنبل.، قال: حدثنا يحيى. و «النسائي» في «عمل اليوم والليلة» (745) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى. و «النسائي» في عمل واليوم والليلة (745) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى. وفي (746) قال: أخبرنا أحمد بن عثمان، قال: حدثنا أبو عاصم. و «ابن خزيمة» (131) قال: حدثنا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم، قال: حدثنا يحيى بن سعيد.
أربعتهم - يحيى بن سعيد، ومحمد بن عبد الله، وروح، وأبو عاصم - عن ابن جريج.
2-وأخرجه أحمد (3/362) قال: حدثنا عفان. و «البخاري» في الأدب المفرد (1231) قال: حدثنا عارم - محمد بن الفضل السدوسي - كلاهما - عفان وعارم - قالا: حدثنا حماد بن سلمة، قال: أخبرنا حبيب المعلم.
3- وأخرجه أحمد (3/388) قال: حدثنا إسحاق بن عيسى. و «البخاري» (4/157) قال: حدثنا مسدد. وفي (8/81) قال: حدثنا قتيبة. و «أبو داود» (3733) قال: حدثنا مسدد، وفضيل بن عبد الوهاب السكري. والترمذي (2857) قال: حدثنا قتيبة.
أربعتهم - إسحاق، ومسدد وقتيبة، وفضيل - قالوا: حدثنا حماد بن زيد، عن كثير بن شنظير.
4- وأخرجه البخاري (7/145) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. وفي (8/81) قال: حدثنا حسان بن أبي عباد. كلاهما - موسى، وحسان - قالا: حدثنا همام.
أربعتهم - ابن جريج، وحبيب وكثير، وهمام - عن عطاء، فذكره.
(*) رواية حبيب العلم مختصرة على: «احبسوا صبيانكم حتى تذهب فوعة العشاء فإنها ساعة تخترق فيها الشياطين.» .
(*) رواية كثير بن شنظير فيها زيادة. «فإن الفويسقة ربما اجترت الفتيلة، فأحرقت أهل البيت» .
(*) رواية روح بن عبادة في «البخاري» (4/155) ومسلم (6/106) ، ورواية أبي عاصم، و «مسلم» (6/106) و «النسائي» في اليوم والليلة (746) قال بن جريج: وأخبرني عمرو بن دينار أنه سمع جابرا يخبر نحو ما أخبرني عطاء، غير أنه لا يقول: «اذكروا اسم الله» .
- وعن القعقاع بن حكيم، عن جابر بن عبد الله، قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «غطوا الإناء، وأوكوا السقاء، فإن في السنة ليلة ينزل فيها وباء، لا يمر بإناء ليس عليه غطاء، أو سقاء ليس عليه وكاء، إلا نزل فيه من ذلك الوباء» .
أخرجه أحمد (3/355) قال: حدثنا يونس. و «عبد بن حميد» (1140) قال: حدثنا يحيى بن إسحاق. و «مسلم» (6/107) قال: حدثنا عمرو الناقد، قال: حدثنا هاشم بن القاسم. (ح) وحدثنا نصر بن علي الجهضمي، قال: حدثني أبي.
أربعتهم - يونس وابن إسحاق، وهاشم، علي - قالوا: حدثنا الليث ابن سعد، قال: حدثني يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد الليثي، عن يحيى بن سعيد عن جعفر بن عبد الله بن الحكم، عن القعقاع بن حكيم، فذكره.
وعن القعقاع بن حكيم عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إياكم والسمر بعد هدوء الليل، فإن أحدكم لا يدري ما يبث الله من خلقه، غلقوا الأبواب، وأوكئوا السقاء، وأكفئوا الإناء، وأطفئوا المصابيح» .
أخرجه البخاري في «الأدب المفرد» (1230) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن ابن عجلان، قال: حدثنا القعقاع بن حكيم، فذكره.
- وعن وهب بن منبه، قال: هذا ما سألت عنه جابر بن عبد الله الأنصاري، وأخبرني أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقول: «أوكوا الأسقية، وغلقوا الأبواب إذا رقدتم بالليل، وخمروا الشراب والطعام، فإن الشيطان يأتي، فإن لم يجد الباب مغلقا دخله، وإن لم يجد السقاء موكأ شرب منه، وإن وجد الباب مغلقا والسقاء موكأ، لم يحل وكاء، ولم يفتح مغلقا، وإن لم يجد أحدكم لإنائه ما يخمر به، فليعرض عليه عودا» .
أخرجه ابن خزيمة (133) قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا إسماعيل بن عبد الكريم الصنعاني أبو هشام، قال: حدثنا إبراهيم بن عقيل بن معقل بن منبه، عن أبيه عقيل، عن وهب بن منبه، فذكره.(5/85)
3107 - (م) أبو حميد الساعدي - رضي الله عنه - قال: «أتيتُ النبي - صلى الله عليه وسلم- بقدح من لَبَن من النَّقيع (1) ليس مخمَّراً، فقال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم [ص:87] ألا خمَّرته ولو تعْرُض عليه عوداً؟» قال أبو حميد: إنما أُمِرنا بالأسِقية أَن تُوكَأ ليلاً، وبالأبواب أن تُغلَق ليلاً. أخرجه مسلم (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(خمَّرته) : تخمير الإناء: تغطيته لئلا يسقط فيه شيء.
(يُوكأ) : أوكأت السقاء أوكئه إيكاء: إذا شددته.
__________
(1) قال النووي في " شرح مسلم ": روي بالنون والباء حكاهما القاضي عياض، والصحيح الأشهر الذي قاله الخطابي والأكثرون: بالنون، وهو موضع بوادي العقيق، وهو الذي حماه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(2) رقم (2010) في الأشربة، باب في شرب النبيذ وتخمير الاناء.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (5/425) قال: حدثنا روح، قال: حدثنا ابن جريج، وزكريا بن إسحاق. و «الدارمي» (2137) قال: أخبرنا أبو عاصم، عن ابن جريج. و «مسلم» (6/104) قال: حدثنا زهير بن حرب، ومحمد بن المثنى، وعبد بن حميد، كلهم عن أبي عاصم. قال ابن المثنى حدثنا الضحاك قال: أخبرنا بن جريج. وفي (6/105) قال: وحدثني إبراهيم بن دينار، قال: حدثنا روح بن عبادة، قال: حدثنا بن جريج وزكريا بن إسحاق. و «ابن خزيمة» (129) قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا أبو عاصم، عن بن جريج (ح) وحدثنا أحمد بن سعيد الدارمي.، قال: حدثنا أبو عاصم، عن ابن جريج. وفي (130) قال: حدثنا أحمد بن منصور الرمادي، قال: أخبرنا حجاج - يعني بن محمد - قال: قال بن جريج.
كلاهما - ابن جريج، وزكريا بن إسحاق - عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله فذكره.(5/86)
الفصل السادس: في أحاديث متفرقة
3108 - (د) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «إن النبي - صلى الله عليه وسلم- كان يُسْتَعذَبُ له الماء من بيوت السقيا» قال قُتَيبةُ: هي عين بينها وبين المدينة يومان. أخرجه أبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يستعذب) : استعذب القوم ماءهم: إذا استقوه عذباً. ويستعذب لفلان من بئر كذا: أي يستقي له.
__________
(1) رقم (3735) في الأشربة، باب في إيكاء الآنية، وإسناده جيد، وفي قصة أبي الهيثم ابن التيهان، كما في " صحيح مسلم " أن امرأته قالت للنبي صلى الله عليه وسلم لما جاءهم يسأل عن أبي الهيثم: ذهب يستعذب الماء، وفي الحديث دلالة على أن استعذاب الماء لا ينافي الزهد ولا يدخل في الترفه المذموم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (6/100) قال: حدثنا علي بن بحر، وفي (6/108) قال: حدثنا سريج وموسى ابن داود. و «أبو داود» (3735) قال: حدثنا سعيد بن منصور وعبد الله بن محمد النفيلي وقتيبة بن سعيد.
ستتهم - علي بن حجر، وسريج، وموسى بن داود، وسعيد بن منصور، وعبد الله بن محمد، وقتيبة بن سعيد - عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن هشام بن عروة، عن أبيه، فذكره(5/87)
3109 - (خ د) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- دخل على رجل من الأنصار، ومعه صاحب له، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- إن كان عندك ماء بات هذه الليلة في شنِّه، وإلا كَرَعْنا - قال: والرجل يُحوِّل الماءَ في حائطهِ - فقال الرجل: يا رسول الله، عندي ماء بارد، فانطَلق إلى العَريش قال: فانطَلق بهما، فَسَكَب في قدَح، ثم حلب عليه من داجن له، فشرب رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، ثم أعاد، فشرب الرجل الذي معه» . أخرجه البخاري.
وفي رواية أد داود، قال: دخل النبي - صلى الله عليه وسلم- ورجل من أصحابه على رجل من الأنصار، وهو يحوِّل الماء في حائطه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «إن كان عندك ماء بات هذه الليلة في شَن، وإلا كرَعْنا، قال بل عندي ماء بات في شَنّ» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(شنه) : الشن والشنة: القربة العتيقة.
(كرعنا) : الكرع: الشرب من النهر أو الساقية بالفم، من غير إناء ولا باليد.
(حائطه) : الحائط: البستان من النخيل ونحوه. [ص:89]
(العريش) : ما يستظل به من خشب وفرش تتخذ بناء.
__________
(1) رواه البخاري 10 / 67 و 68 في الأشربة، باب شرب اللبن بالماء، وباب الكرع في الحوض، وأبو داود رقم (3724) في الأشربة، باب في الكرع.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (3/328) قال: حدثنا أبو عامر - العقدي -. وفي (3/343) قال: حدثنا موسى بن داود. وفي (3 /344) قال: حدثنا إسحاق. وفي (3/355) قال: حدثنا يونس. و «الدارمي» (2129) قال: أخبرنا إسحاق بن عيسى. و «البخاري» (7/142) قال: حدثنا عبد الله بن محمد، قال: حدثنا أبو عامر. وفي (7/144) قال حدثنا يحيى بن صالح. و «أبو داود» (3724) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال: حدثنا يونس بن محمد. و «ابن ماجة» (3432) قال: حدثنا أحمد بن منصور، أبو بكر، قال: حدثنا يونس بن محمد.
خمستهم - أبو عامر، وموسى بن داود، ويونس بن محمد، وإسحاق بن عيسى، ويحيى بن صالح - قالوا: حدثنا فليح بن سليمان، عن سعيد بن الحارث فذكره.(5/88)
3110 -[ (س) أنس بن مالك - رضي الله عنه -] قال: «كان لأم سليم قدح، فقالت: سَقيْتُ فيه رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كلَّ الشَّراب: الماءَ، والعَسلَ، واللَّبنَ، والنَّبيذَ» . أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 8 / 335 في الأشربة، باب ذكر الأشربة المباحة، وإسناده حسن.(5/89)
الباب الثاني: في الخمور والأنبذة، وفيه ستة فصول
الفصل الأول: في تحريم كل مسكر
3111 - (خ م ط ت د س) عائشة - رضي الله عنها -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «كلُّ شراب أسْكرَ فهو حرام» .
وفي رواية: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- سُئِلَ عن البِتْعِ فقال: كلُّ شراب أسكر فهو حرام» .
وفي أخرى، قالت: «سئل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عن البِتعِ - وهو نبيذُ العسل -، وكان أهل اليمن يشربونه؟ فقال: كلُّ شرابٍ أسكر فهو حرام» .
أخرج الأولى البخاري [ص:90] ومسلم والنسائي، وأخرج الثالثة الجماعة بأسرِهم، إلا الموطأ، فإنه أخرج الثانية.
وفي رواية للترمذي أيضاً ولأبي داود: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «كلُّ مُسكر حرام، وما أسكر منه الفَرَقُ فَمِلءُ الكفِّ منه حرام» .
قال أبو داود في حديثه: قالت: سمعتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. وفي أخرى للترمذي «فالحسوَةُ منه» .
وفي أخرى للنسائي «أنها سُئِلَتْ عن الأشربة؟ فقالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يَنْهى عن كل مسكر» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الفَرَق) : بفتح الراء وسكونها: إناء يسع ستة عشر رطلاً.
(الحُسوة) : الجرعة من الشراب وهي بقدر ما يحسى مرة واحدة والحسوة بالفتح المرة والواحدة.
__________
(1) رواه البخاري 10 / 35 في الأشربة، باب الخمر من العسل، وفي الوضوء، باب لا يجوز الوضوء بالنبيذ ولا المسكر، ومسلم رقم (2001) في الأشربة، باب بيان أن كل مسكر خمر وأن كل خمر حرام، والموطأ 2 / 845 في الأشربة، باب تحريم الخمر، وأبو داود رقم (3682) و (3687) في الأشربة، باب النهي عن المسكر، والترمذي رقم (1864) و (1867) في الأشربة، باب ما جاء أن كل مسكر حرام، وباب ما أسكر كثيره فقليله حرام، والنسائي 8 / 298 في الأشربة، باب تحريم كل شراب أسكر.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مالك (الموطأ) صفحة (527) . و «الحميدي» (281) قال: حدثنا سفيان. و «أحمد» (6/36) قال: حدثنا سفيان. وفي (6/96) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا يزيد بن زريع. قال: حدثنا معمر. وفي (6/190) قال: حدثنا عبد الرحمن، عن مالك بن أنس. وفي (6/225) قال حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. و «الدارمي» (2103) قال: حدثنا عبيد الله بن عبد المجيد. قال: حدثنا مالك. و «البخاري» (1/70) قال: حدثنا علي بن عبد الله. قال: حدثنا سفيان. وفي (7/137) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. قال: أخبرنا مالك. وفي (7/137) قال: حدثنا أبو اليمان. قال: أخبرنا شعيب. و «مسلم» (6/99) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. قال: قرأت على مالك. (ح) وحدثني حرملة بن يحيى التجيبي. قال: أخبرنا ابن وهب. قال: أخبرني يونس. (ح) وحدثنا يحيى بن يحيى وسعيد بن منصور وأبو بكر بن شيبة وعمرو الناقد وزهير بن حرب، كلهم عن بن عيينة (ح) وحدثنا حسن الحلواني وعبد بن حميد، عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد، قال: حدثنا أبي، عن صالح (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم وعبد بن حميد. قالا: أخبرنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر. و «أبو داود» (3682) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي، عن مالك (ح) وقرأت على يزيد بن عبد ربه الجرجسي حدثكم محمد بن حرب، عن الزبيدي. و «ابن ماجة» (3386) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا سفيان بن عيينة. و «الترمذي» (1863) قال: حدثنا الأنصاري. قال: حدثنا معن. قال: حدثنا مالك بن أنس. و «النسائي» (8/297) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم وقتيبة، عن سفيان. وفي (8/298) قال: أخبرنا قتيبة، عن مالك (ح) وأنبأنا سويد بن نصر. قال: أنبأنا عبد الله، عن مالك (ح) وأخبرنا سويد. قال: أنبأنا عبد الله، عن معمر. (ح) وأخبرنا علي بن ميمون. قال: حدثنا بشر بن السري، عن عبد الرزاق. عن معمر.
سبعتهم- مالك بن أنس، وسفيان بن عيينة، ومعمر، وشعيب بن أبي حمزة، ويونس بن يزيد، وصالح بن كيسان، ومحمد بن الوليد الزبيدي - عن ابن شهاب الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، فذكره.
(*) رواية سفيان بن عيينة وصالح بن كيسان مختصرة على: «كل شراب أسكر فهو حرام» .
زاد في رواية الحميدي: فقيل لسفيان: فإن مالكا وغيره يذكرون البتع؟ فقال: ما قال لنا ابن شهاب البتع. ماقال: لنا ابن شهاب إلا كما قلت لك.
- وعن القاسم بن محمد، عن عائشة. قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «كل مسكر حرام، ما أسكر الفرق منه فملء الكف منه حرام» .
أخرجه أحمد (6/71) قال: حدثنا خلف بن الوليد. قال حدثنا الربيع، وفي (6/72) قال: حدثنا يحيى بن إسحاق. قال: أخبرني مهدي بن ميمون. وفي (6/131) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا مهدي ابن ميمون. و «أبو داود» (3687) قال: حدثنا مسدد وموسى بن إسماعيل. قالا: حدثنا مهدي، يعني ابن ميمون. و «الترمذي» (1866) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى، عن هشام بن حسان، عن مهدي بن ميمون (ح) وحدثنا عبد الله بن معاوية الجمحي. قال: حدثنا مهدي بن ميمون.
كلاهما - الربيع بن صبيح، ومهدي بن ميمون - عن أبي عثمان الأنصاري، عن القاسم بن محمد بن أبي بكر، فذكره.
- عن أم أبان بن صمعة، عن عائشة أنها سئلت عن الأشربة؟ فقالت: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ينهى عن كل مسكر.» .
أخرجه النسائي (8/320) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود. قال: حدثنا خالد. قال: حدثنا أبان بن صمعة. قال: حدثتني والدتي، فذكرته.(5/89)
3112 - (ت د) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: أن رسول الله [ص:91] صلى الله عليه وسلم قال: «ما أَسْكَرَ كثيرُهُ فقليلُهُ حرام» . أخرجه الترمذي وأبو داود (1) .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (1866) في الأشربة، باب ما أسكر كثيره فقليله حرام، وأبو داود رقم (3681) في الأشربة، باب النهي عن المسكر، ورجال إسناده ثقات، وحسنه الترمذي وقال: وفي الباب عن سعد، وعائشة، وعبد الله بن عمرو، وابن عمر، وخوات بن جبير.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/343) قال: حدثنا سليمان بن داود الهاشمي، قال: حدثنا إسماعيل - يعني ابن جعفر - و «أبو داود» (3681) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا إسماعيل - يعني ابن جعفر. و «ابن ماجة» (3393) قال: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم، قال: حدثنا أنس بن عياض. و «الترمذي» (1865) قال: حدثنا قتيبة قال: حدثنا إسماعيل بن جعفر. (ح) وحدثنا علي بن حجر، قال: أخبرنا إسماعيل بن جعفر.
كلاهما - ابن جعفر، وأنس بن عياض - عن داود بن بكر بن أبي الفرات، عن ابن المنكدر، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب.(5/90)
3113 - (ت س) عبد الله بن عمرو، وأبو هريرة - رضي الله عنهم - قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «كلُّ مُسْكر حرام» أخرجه الترمذي والنسائي (1) .
وفي أخرى للنسائي عن عبد الله بن عمرو: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «ما أسكرَ كثيره فقليلُه حرام» (2) .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (1865) في الأشربة، باب ما جاء كل مسكر حرام، والنسائي 8 / 297 في الأشربة، باب تحريم كل شراب أسكر من حديث عبد الله بن عمر وأبي هريرة، وفي الأصل والمطبوع: عبد الله بن عمرو وأبي هريرة، وهو حديث صحيح، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح، وفي الباب عن عمر، وعلي، وابن مسعود، وأبي سعيد، وأبي موسى، والأشج البصري، وديلم، وميمونة، وعائشة، وابن عباس، وقيس بن سعد، والنعمان بن بشير، ومعاوية، وعبد الله بن مغفل، وأم سلمة، وبريدة، وأبي هريرة، ووائل بن حجر، وقرة المزني.
(2) 8 / 300 في الأشربة، باب تحريم كل شراب أسكر كثيره، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
حسن: أخرجه أحمد (2/167) (6558) قال: حدثنا أبو كامل، قال: حدثنا عبد الله بن عمر العمري. وفي (2/179) (6674) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن عبيد الله، و «ابن ماجة» (3394) قال: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم، قال: حدثنا أنس بن عياض، قال: حدثنا عبيد الله بن عمر. و «النسائي» (8/300) قال: أخبرنا عبيد الله بن سعيد، قال: حدثنا يحيى، يعني بن سعيد، عن عبيد الله.
كلاهما - عبد الله بن عمر العمري، وأخوه عبيد الله بن عمر - عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، فذكره.
ورواية أبي هريرة: أخرجها أحمد (2/429) قال: حدثنا يحيى. وفي (2/501) قال: حدثنا يزيد. و «ابن ماجة» (3401) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال:حدثنا محمد بن بشر. و «النسائي» (8/297) قال: أخبرنا محمد بن المثنى. قال: حدثنا يحيى بن سعيد (ح) وأخبرنا علي بن حجر، عن إسماعيل.
أربعتهم - يحيى بن سعيد، ويزيد، ومحمد بن بشر، وإسماعيل بن جعفر - عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، فذكره.
(*) رواية يحيى بن سعيد مختصرة على: «كل مسكر حرام» .
ولم أجده عن الترمذي عن أبي هريرة، إلا معلقا، أما المسند فعن ابن عمر أخرجه الترمذي (1864) قال: ثنا عبيد الله بن أسباط بن محمد القرشي الكوفي، وأبو سعيد الأشج قالا: ثنا عبد الله بن إدريس، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن، وقد روى عن أبي سلمة، أبي هريرة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- نحوه، وكلاهما صحيح.(5/91)
3114 - (خ م د س) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال: بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ومعاذاً إلى اليمن، فقال: «ادُعوَا الناسَ، وبَشِّرا [ص:92] ولا تُنَفِّرا، ويَسِّرَا ولا تُعَسِّرا، وتَطَاوَعَا، ولا تَخْتَلِفا. قال: فقلت: يا رسول الله، أفتنا في شرابين كنا نصنَعُهما باليمن البِتعِ: وهو من العسل يُنْبَذُ حتى يشتدَّ - والمِزْرِ - وهو من الذُّرة والشعيرِ يُنْبَذُ حتى يشتدَّ - قال: وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قد أُعطيَ جوامِعَ الكَلمِ بَخواتِمِهِ، فقال انْهَى عن كلِّ مُسْكر أسكرَ عن الصلاة» . وفي رواية: فقال - صلى الله عليه وسلم-: «كل مسكر حرام، قال: فقدمنا اليمن ... » وذكر الحديث. وسيجيء في موضعه. هذه رواية البخاري ومسلم.
وفي رواية أبي داود قال: «سألتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- عن شراب من العسل؟ فقال: ذاكَ البتعُ. قلت: ويَنْبذُون من الشعير والذُّرةِ؟ قال: ذاكَ المِزْرُ، ثم قال: أخبر قومَك، أن كلَّ مُسكر حرام» .
وفي رواية النسائي، قال: بعثني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ومُعاذاً إلى اليمن، فقال معاذ: إنك تَبْعِثُنَا إلى أَرض كثير شَرابُها، فما نشربُ؟ قال: اشْرَب، ولا تَشرَبُ مُسكراً» .
وفي أخرى مختصراً، قال أبو موسى: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «كلُّ مُسكر حرام» .
وفي أخرى قال: «بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم- إلى اليمن فقلت: «يا رسول الله، إن بها أشرِبة فما أشرب وما أدَعُ؟ قال: وما هي؟ قلت: البِتع والمزرُ، قال: وما البتع، وما المِزرُ؟ قلت: أما البِتعُ: فنبيذُ العسل، [ص:93] وأما المزر: فنبيذ الذرة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: لا تشرب مسكراً» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(جوامع الكلم) : أراد بجوامع الكلم: الإيجاز والبلاغة. فتكون ألفاظه قليلة، ومعاني كلامه كثيرة، وكذلك كانت ألفاظه - صلى الله عليه وسلم-.
__________
(1) رواه البخاري 8 / 49 و 50 في المغازي، باب بعث أبي موسى ومعاذ إلى اليمن، وفي الجهاد، باب ما يكره من التنازع والاختلاف في الحرب، وفي الأدب، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: يسروا ولا تعسروا، وفي الأحكام، باب أمر الوالي إذا وجه أميرين إلى موضع أن يتطاوعا، ومسلم رقم (1733) في الجهاد، باب الأمر بالتيسير وترك التنفير، وفي الأشربة، باب بيان أن كل مسكر خمر، وأبو داود رقم (3684) في الأشربة، باب النهي عن المسكر، والنسائي 8 / 298 و 299 و 300 في الأشربة، باب تحريم كل شراب أسكر، وباب تفسير البتع والمزر.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: تقدم(5/91)
3115 - (د) أم سلمة - زوج النبي - صلى الله عليه وسلم- رضي الله عنها -: قالت: «نهى رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- عن كل مسكر ومُفْتِر» . أخرجه أبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ومُفْتر) : المفتر: الذي يفتر الجسد إذا شرب، أي: يرخيه، وقال ابن الأعرابي: يقال: أفتر الرجل: إذا ضعفت جفونه، وانكسر طرفه.
__________
(1) رقم (3686) في الأشربة، باب النهي عن المسكر، وفي سنده ضعف، وقد حسنه الحافظ في " الفتح "، والمعنى: كل شراب يورث الفتور والخدر في الجسم، ويظهر أثره بفتور الجفون كالحشيش، وذكر في " عون المعبود "، شرح سنن أبي داود كلاماً نفيساً في بيان المفتر وأنواعه، واستطراد للكلام على الحشيشة والافيون ونحوهما مما يستعمله أوباش الناس للتخدير والإسكار.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (6/309) قال:حدثنا بن نمير. و «أبوداود» » (3686) قال: حدثنا سعيد منصور. قال: حدثنا أبو شهاب عبد ربه بن نافع.
كلاهما - ابن نمير، وأبو شهاب - عن الحسن بن عمرو الفقيمي عن الحكم بن عتيبة، عن شهر بن حوشب، فذكر.(5/93)
3116 - (س) عبد الله بن عمر رضي الله عنهما - قال: خطب رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- فذكر آية الخمر، فقال رجل: يا رسول الله، أرأيتَ المِزْرَ؟ قال: وما المِزْرُ، قال: حبَّة تُصنَعُ باليمن؟ قال تُسكِرُ؟ قال نعم، قال: كل مُسكر حرام.
وفي أخرى «أن رجلاً سأله عن الأشربة؟ فقال: اجتنب كل شيء يَنِشُّ» .
وفي أخرى، قال: «المُسكرُ كثيرهُ وقليله حرام» أخرجه النسائي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يَنِش) : نش الشراب: ينش: إذا أخذ يغلي.
__________
(1) 8 / 300 في الأشربة، باب تفسير البتع والمزر و 8 / 324 في الأشربة، باب الاخبار التي اعتل بها من أباح شراب المسكر، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: لفظ الباب: أخرجه النسائي (8/300) قال: نا أبو بكر بن علي،قال: ثنا نصر بن علي، قال: ني أبي، قال: ثنا إبراهيم بن نافع عن ابن طاوس، عن أبيه، فذكره.
وعن نافع، عن ابن عمر، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «كل مسكر حرم، وكل مسكر خمر» .
أخرجه أحمد (2/16) ، (4645) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن عبيد الله. وفي (2/29) (4830) قال: حدثنا روح، قال: حدثنا ابن جريج، قال: أخبرني موسى بن عقبة. وفي (2/98) (5731) قال: حدثنا يونس، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب. وفي (2/134) (6179) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد، قال: حدثنا عبد العزيز بن المطلب، عن موسى بن عقبة. وفي (2/137) (6218، 6219) قال: حدثنا علي بن إسحاق، قال: أخبرنا عبد الله، قال: أخبرنا محمد بن عجلان. و «مسلم» (6/100) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، وأبو بكر بن إسحاق، كلاهما عن روح بن عبادة، قال: حدثنا ابن جريج، قال: أخبرني موسى بن عقبة. (ح) وحدثنا صالح بن مسمار السلمي، قال: حدثنا معن، قال: حدثنا عبد العزيز بن المطلب، عن موسى بن عقبة. وفي (6/101) قال: حدثنا محمد بن المثنى، ومحمد بن حاتم، قالا: حدثنا يحيى، وهو القطان، عن عبيد الله. و «النسائي» (8/296) قال: أخبرنا سويد بن نصر،قال: أخبرنا عبد الله، عن حماد بن زيد، قال: حدثنا أيوب. (ح) وأخبرنا الحسين بن منصور بن جعفر، قال: حدثنا أحمد بن حنبل، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: حدثنا حماد بن زيد،عن أيوب. وفي (8/297) قال: أخبرنا يحي بن درست، قال: حدثنا حماد، عن أيوب، (ح) وأخبرنا علي بن ميمون، قال:حدثنا ابن أبي رواد قال: حدثنا ابن جريج، وعن أيوب (ح) وأخبرنا سويد، قال: أنبأنا عبد الله، عن محمد بن عجلان.
أربعتهم - عبيد الله، وموسى بن عقبة، وأيوب، ومحمد بن عجلان - عن نافع، فذكره.
(*) أخرجه النسائي (8/324) قال: قال الحارث بن مسكين - قراءة عليه وأنا أسمع، عن ابن القاسم، قال أخبرني مالك، عن نافع، عن ابن عمر، قوله.
(*) في رواية عبيد الله بن عمر: قال: أخبرنا نافع، عن ابن عمر. قال: ولا أعلمه إلا عن النبي -صلى الله عليه وسلم-.
(*) رواية يحيى بن درست، عن حماد، عن أيوب، مختصرة على: «كل مسكر خمر» .
(*) حديث حماد بن يزيد، عن أيوب، عند أحمد (2/98) (5730) .ومسلم (6/100) . وأبي داود (3679) . والترمذي (1861) وعن أبي سلمة، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «كل مسكر حرام، وكل مسكرخمر» أخرجه أحمد (2/16) (4644) قال: حدثنا يحيى. وفي (2/29) (4831) قال: حدثنا معاذ بن معاذ. وفي (2/31) (4863) قال: حدثنا يزيد. وفي (2/104) (5820) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا همام. «الترمذي» (1864) قال: حدثنا عبيد بن أسباط بن محمد القرشي الكوفي، وأبو سعيد الأشج، قالا: حدثنا عبد الله بن إدريس. و «ابن ماجة» (3390) قال: حدثنا سهيل،قال: حدثنا يزيد بن هارون. و «النسائي» (8/297) قال: أخبرنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (8/324) قال أخبرنا محمد بن المثى، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (8/324) قال: أخبرنا الحسين بن منصور - يعني ابن جعفر النيسابوري - قال: حدثنا يزيد بن هارون.
خمستهم - يحيى بن سعيد، ومعاذ بن معاذ، ويزيد بن هارون،وهمام وعبد الله بن إدريس - عن محمد بن عمرو بن علقمة، عن أبي سلمة، فذكره.
* رواية يحيى بن سعيد، وعبد الله بن إدريس،مختصرة على: «كل مسكر حرام» .
وعن سالم بن عبد الله بن عن أبيه عن رسول الله-صلى الله عليه وسلم- قال: «حرام الله الخمر، وكل مسكر حرام» .
أخرجه ابن ماجة (3387) قال: حدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا صدقة ابن خالد، قال: حدثنا يحيى بن الحارث الذماري. والنسائي (8/324) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا المعتمر،قال سمعت شبيبا، وهو ابن عبد الملك،يقول: حدثني مقاتل بن حيان.
كلاهما - يحى بن الحارث، ومقاتل - عن سالم، فذكره.
- وعن سالم بن عبد الله بن عبد الله، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «كل مسكر حرام، ما أسكر كثيرة فقليله حرام» .
وعن أبي حازم، عن عبد الله بن عمر، قال:قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-: «كل مسكر حرام، وما أسكر كثيرة، فقليله حُرم» .
أخرجه ابن ماجة (3392) قال: حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي، قال: حدثنا أبو يحيى زكريا بن منشور، عن أبي حازم،فذكره.
قال المزي: هكذا في أكثر الروايات، ووقع في رواية إبراهيم بن دينار، عن ابن ماجة «عبد الله بن عمرو» والله أعلم «تحفة الأشراف» (7089) .(5/94)
3117 - (س) سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «أنهاكُم عن قليل ما أسكرَ وكثيره» . أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 8 / 301 في الأشربة، باب تحريم كل شراب أسكر كثيره، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الدارمي (2105) قال: حدثنا عبد الله بن سعيد، قال: أخبرنا أبو أسامة، قال: حدثنا الوليد بن كثير بن سنان، و «النسائي» (8/301) قال: أخبرنا حميد بن مخلد، قال:حدثنا سعيد بن الحكم، قال:أنبانا محمد بن جعفر. (ح) وأخبرنا محمد بن عبد الله بن عمار، قال: حدثنا الوليد بن كثير.
كلاهما -الوليد، ومحمد - عن الضحاك بن عثمان، عن بكير بن عبد الله بن الأشج، عن عامر بن سعد، فذكره.(5/94)
3118 - (خ س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: «سُئل عن الباذق؟ فقال سبق محمدٌ البَاذِقَ، فما أسكر فهو حرام، قال: عليك الشَّرابَ الحلالَ الطَّيبَ (1) ، قال: ليس بعد الحلالِ الطَّيب إلا الحرام الخبيث» . [ص:95] أخرجه البخاري.
وفي رواية النسائي، قال: «سئل ابن عباس، فقيل له: أفتِنا في الباذِق، فقال: سبق محمد الباذق، وما أسكر فهو حرام» (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الباذق) : [بفتح الذال المعجمة، ويجوز كسرها] : شراب كان عندهم معروف، ويحتمل أن يكون معرَّباً من باذه، وهي الخمر بالفارسية. وقوله: «سبق محمد الباذق» أي: سبق حكمه: أن ما أسكر حرام.
__________
(1) في نسخ البخاري المطبوعة: قال: الشراب الحلال الطيب. قال الحافظ في " الفتح ": هكذا في جميع نسخ الصحيح، ولم يعين القائل هل هو ابن عباس أو من بعده، والظاهر أنه من قول ابن عباس.
(2) رواه البخاري 10 / 57 في الأشربة، باب الباذق ومن نهى عن كل مسكر من الأشربة. والنسائي 8 / 300 في الأشربة، باب تفسير البتع والمزر، وباب الأخبار التي اعتل بها من أباح شرب المسكر.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه الحميدي (534) قال: حدثنا سفيان. و «البخاري» (7/139) قال: حدثنا محمد بن كثير، قال: أخبرنا سفيان. و «النسائي» (8/300) قال: أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا أبو عوانة، وفي (8/321) قال: أخبرنا قتيبة، عن سفيان.
كلاهما - سفيان، وأبو عوانة - عن أبي الجويرية الجرمي، فذكره.(5/94)
3119 - (د) ديلم بن فيروز الحميري الجبشاني - رضي الله عنه - قال: «قلت: يا رسول الله، إنا بأرض بارِدة، ونُعالجُ فيها عملاً شديداً، وإنا نتَّخِذُ شراباً من هذا القمح نتقَوَّى به على أعمالنا وعلى بردِ بلادنا. قال هل يُسكِرُ؟ قلت: نعم، قال: فاجتَنِبُوه، قلت: إن الناس غيرُ تاركيه قال: إن لم يتركوه قاتِلُوهم» . أخرجه أبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(نعالج) : المعالجة: الممارسة والمباشرة.
__________
(1) رقم (3683) في الأشربة، باب النهي عن المسكر، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 4 / 232، وفيه عنعنة ابن إسحاق.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1- أخرجه أحمد (4/231) قال: حدثنا الضحاك بن مخالد،وفي (4/232) قال: حدثنا هناد - ابن السري -، قال: قال عبدة كلاهما - محمد بن عبيد، وعبدة - عن محمد بن إسحاق. كلاهما -ابن جعفر، وابن إسحاق - عن يزيد بن أبي حبيب، قال: حدثنا مرثد بن عبد الله، فذكره.(5/95)
3120 - (س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: «قال له رجل: إني امرؤ من أهل خرسان، وإن أَرضنا أرض باردة، وإنا نتَّخِذ شراباً نشربُه من الزبيب والعنب وغيره، وقد أشكلَ عليَّ،؟ فذكر له ضُروباً من الأَشْرباتِ، فأكثر حتى ظننتُ أنه لم يفهمه، فقال له ابن عباس: إنك قد أكثرت عليَّ، اجتَنب ما أسكر من زبيب أو غيره» أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 8 / 322 في الأشربة، باب ذكر الأخبار التي اعتل بها من أباح شرب المسكر، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (1/228) (2009) قال: ثنا يحيى. و «النسائي» (8/303) قال: نا سويد، قال: ثنا عبد الله.
كلاهما - يحيى، وعبد الله - عن عيينة بن عيد الرحمن،عن أبيه فذكره.(5/96)
3121 - () عبد الله بن عمرو بن العاص، أو عبد الله بن عمر بن الخطاب - رضي الله عنهما-: «سئل عن شيء يُصنعُ بالسِّندِ من الرُّزِّ (1) ؟ فقال: ذلك لم يكن على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أو قال: على عهد عمر.
وسئل عن الباذق؟ فقال: سبق محمد الباذِق - يريدُ: لم يكنُ يعرَف في ذلك الوقت» . وقال بعضهم هو السُّونيَّةَ (2) ، قال: «ما أسكر كثيره فقليله حرام» أخرجه ... (3) .
__________
(1) في الأصل: سئل عن شيء يصنع من المذر بالسند.
(2) قال الحافظ في " الفتح "10 / 143 زاد الإسماعيلي في روايته - بعد قوله " يصنع بالسند " - يقال له: " السادية " يدعى الجاهل، فيشرب منها شربة، فتصرعه، قال الحافظ: وهذا الاسم لم يذكره صاحب " النهاية " لا في السين المهملة ولا في الشين المعجمة، ولا رأيته في " صحاح الجوهري " وما عرفت ضبطه إلى الآن، ولعله فارسي، فإن كان عربياً، فعله " الشاذبة " والشاذب هو المتنحي عن وطنه، فلعل الشاذبة: تأنيثه، سميت الخمر به بذلك لكونها تتنحى بالعقل عن موطنه.
(3) كذا في الأصل وفي المطبوع بياض بعد قوله: أخرجه، وسيأتي معنى الشق الأول برقم (2136) من حديث ابن عمر عن أبيه عمر رضي الله عنهما، وقد تقدم معنى الشق الثاني برقم (3118) من حديث ابن عباس رضي الله عنهما. وقد روى البخاري الشق الأول منه 10 / 43 في الأشربة، [ص:97] ما جاء أن الخمر ما خامر العقل، عن أبي حيان التيمي قال: قلت: يا أبا عمرو (يعني الشعبي) : فشيء يصنع بالسند من الأرز، قال ذاك لم يكن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم أو قال: على عهد عمر. وروى البخاري أيضاً الشق الثاني 10 / 57 في الأشربة، باب الباذق، عن أبي الجويرية قال: سألت ابن عباس عن الباذق، فقال: سبق محمد الباذق، فما أسكر فهو حرام.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (5588) قال: ثني أحمد بن أبي رجاء، قال ثنا يحيى بن أبي حبان التيمي، عن الشعبي، عن ابن عمر، رضي الله عنهما قال: خطب عمر على منبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال إنه قد نزل تحريم الخمر، وهي من خمسة فذكر حديثا (يعني أبو حيان التيمي) قلت با أبا عمر (يعني الشعبي) فذكر الشق الأول من الحديث.(5/96)
3122 - (د) عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما - «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- نهى عن الخمر والميْسِر والكُوبَة والغُبَيْرَاءِ، وقال: كلُّ مسكر حرام» أَخرجه أبو داود، وقال قال أبوعبيد القاسم بن سَلام: الغُبَيْرَاءُ: السُّكُرْكَةُ تعمل من الذُّرة، شراب تعمله الحبشة (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الميسر) : القمار، وقد ذكرنا كيفية لعب الجاهلية به في كتاب تفسير القرآن من حرف التاء. [ص:98]
(الكُوبة) : الطبل الصغير: المخصر ذو الرأسين.
(الغُبيراء) : شراب تتخذه الحبشة من الذرة يسكر.
(السُّكُرْكَة) : نوع من الخمور تتخذ من الذرة، وقد حكى أبو داود عن أبي عبيد: أنها الغبيراء.
__________
(1) رقم (3685) في الأشربة، باب النهي عن المسكر، وفيه عنعنة ابن إسحاق، وفي سنده أيضاً الوليد بن عبدة مولى عمرو بن العاص، قال أبو حاتم: مجهول، وقال المنذري في " مختصر سنن أبي داود ": وقال ابن يونس في " تاريخ المصريين ": وليد بن عبدة مولى عمرو بن العاص، روى عنه يزيد بن أبي حبيب، والحديث معلول، ويقال: عمرو بن الوليد بن عبدة، وذكر له هذا الحديث، وقال الذهبي في " الميزان ": الوليد بن عبدة: مجهول، والخبر معلول في الكوبة والغبيراء، وقال الحافظ في " التهذيب " في ترجمة الوليد بن عبدة أنه نقل عن أبي حاتم أنه مجهول وعن ابن يونس أن حديثه معلول، قال: وقال الحسن بن علي العداس: مات سنة مائة، وذكره ابن حبان في " الثقات "، قال: وقال الدارقطني: اختلف على يزيد بن أبي حبيب في اسمه، فقيل: عمرو بن الوليد، والوليد بن عبدة، وذكره يعقوب بن سفيان في ثقات المصريين، ووثقه الحافظ في " التقريب "، وروى الحديث بمعناه أحمد في " المسند " 3 / 422 من حديث قيس بن سعد بن عبادة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن ربي تبارك وتعالى حرم علي الخمر والكوبة والقنين، وإياكم والغبيراء فإنها ثلث خمر العالم، وإسناده لا بأس به، فالحديث على هذا حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجة أحمد (2/158) (6478) قال: حدثنا يحيى بن إسحاق، قال: أخبرني ابن لهيعة. وفي (2/171) (6591) قال: حدثنا أبو عاصم، وهو النبيل، قال: أخبرنا عبد الحميد بن جعفر. و «أبو داود» (3685) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا حماد، عن محمد بن إسحاق.
ثلاثتهم - عبد الله بن لهيعة، وعبد الحميد بن جعفر، ومحمد بن إسحاق -عن يزيد بن أبي حبيب، عن عمرو بن الوليد، فذكره..
(*) في رواية محمد بن إسحاق. اسمه: الوليد بن عبدة. وعن عبد الرحمن بن رافع، عن عبد الله بن عمرو، قال: قال: رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «إن الله حرم على أمتي الخمر، والميسر، والمزر، والكوبة، والقنين، وزادني صلاة الوتر» .
أخرجه أحمد (2/165) (6547) قال: حدثنا يزيد. وفي (2/167) (6564) قال: حدثنا أبو النضر.
كلاهما - يزيد، وأبو النضر - عن الفرج بن فضالة، قال: حدثنا إبراهيم بن عبد الرحمن بن رافع، عن أبيه، فذكره. وعن أبي هبيرة الكلاعي، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال: «خرج علينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوما، فقال: إن ربي حرم علي الخمر، والميسر، والمزر، والكوبة، والقنين» .
أخرجه أحمد (2/172) (6608) قال: حدثنا يحيى، قال: حدثنا ابن لهيعة، عن عبد الله بن هبيرة، عن أبي هبيرة الكلاعي، فذكره.(5/97)
3123 - (ط) عطاء بن يسار أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- «سئل عن الغُبَيْرَاءِ؟ فقال: لا خير فيها، ونهى عنها» قال مالك: فسألت زيد بن أسلم: ما الغُبيراء؟ قال هي السُّكُركَة. أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 2 / 845 في الأشربة، باب تحريم الخمر، وهو مرسل، قال الزرقاني في " شرح الموطأ ": قال ابن عبد البر: ذكر ابن شعبان أن ابن القاسم أسنده عن مالك، فقال: عن ابن عباس، والذي عندنا في " موطأ ابن القاسم " مرسلاً كالجماعة، وإنما أسنده ابن وهب وحده عن مالك عن زيد عن عطاء عن ابن عباس.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك (1641) قال عن زيد بن أسلم، فذكره. وقال الزرقاني في «شرح الموطأ» مرسلا، قال ابن عبد البر، ذكر ابن شعبان أن ابن القاسم أسنده عن مالك،فقال: عن ابن عباس، والذي عندنا في الموطأ ابن القاسم مرسلا كالجماعة، وإنما أسنده ابن وهب وحده عن مالك، عن زيد، عن عطاء، عن ابن عباس.(5/98)
الفصل الثاني: في تحريم كل مسكر وذم شاربه
3124 - (خ م ط ت د س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: أن النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قال: «كل مُسكر خمر وكلُّ مسكر حرام، ومن شرب الخمر في الدنيا ومات وهو يُدْمِنُها لم يَتُبْ منها، لم يشرَبْها في الآخرة» .
وفي رواية [ص:99] إلى قوله: «حرام» لم يزد.
وفي أخرى مثله، وقال: لا أعلمه إلا عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-.
وفي أخرى: أَن رسول -صلى الله عليه وسلم- قال: «من شَرِبَ الخمر في الدنيا، ثم لم يَتُبْ منها، حُرِمَها في الآخرة» .
زاد في رواية: «فلم يُسْقَها» . أخرج الأولى والثانية والثالثة مسلم، وأخرج الرابعة هو والبخاري، وأخرج الترمذي الأولى.
وفي رواية أبي داود مثلها، ولم يقل: «لم يَتُبْ منها» .
وفي رواية النسائي: «كل مسكر خمر» . وفي أخرى «كل مسكر حرام، وكل مسكر خمر» .
وفي أخرى: «مَن شَرِب الخمر في الدنيا» ، وذكر الرواية الأولى. وله في أخرى مثلها، ولم يذكر «يُدْمِنُها» . وأخرج الموطأ مثلها ولم يذكر «يدمنها» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(لم يشربها في الآخرة) : قال الخطابي: معناه: لم يدخل الجنة، لأن الخمر من شراب أهل الجنة، فإذا لم يشربها في الآخرة، لم يدخل الجنة، وهذا من باب الكنايات والتعليق.
__________
(1) رواه البخاري 10 / 25 و 26 في الأشربة في فاتحته، ومسلم رقم (2003) في الأشربة، باب بيان أن كل مسكر خمر، والموطأ 2 / 846 في الأشربة، باب تحريم الخمر، وأبو داود رقم (3679) في الأشربة، باب النهي عن المسكر، والترمذي رقم (1862) في الأشربة، باب ما جاء في شارب الخمر، والنسائي 8 / 296 و 297 و 318 في الأشربة، باب إثبات اسم الخمر لكل مسكر، وباب الرواية في المدمنين في الخمر.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مالك (الموطأ) (528) . و «أحمد» (2/19) (4690) قال: حدثنا يحيى، عن مالك. وفي (2/21) (4729) ، (2/142) (6274) قال: حدثنا ابن نمير، قال: أخبرنا عبيد الله. وفي (2/28) (4823) قال: حدثنا روح، قال: حدثنا ابن جريج، قال: حدثني موسى بن عقبة. وفي (2/28 (24 48) قال: حدثنا روح قال: حدثنا مالك. وفي (2/35) (4916) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر، عن أيوب. وفي (2/106) (5845) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا العمري. وفي (2/123) (6046) قال: حدثنا هاشم بن القاسم، قال: حدثنا شعبة، عن أيوب السختياني. و «عبد بن حميد» (770) قال: حدثني خالد بن مخلد، قال: حدثنا مالك. و «الدارمي» (2096) قال: أخبرنا خالد بن مخلد، قال: حدثنا مالك. و «البخاري» (7/135) قال حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: أخبرنا مالك. ومسلم» (6/101) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: قرأت على مالك (ح) وحدثنا عبد الله بن نمير. (ح) وحدثنا مسلمة بن قعنب، قال: حدثنا مالك (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبد الله بن نمير، قال: حدثنا أبي قال: حدثنا عبيد الله. (ح) وحدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا هشام، يعني ابن سليمان المخزومي، عن ابن جريج، قال: أخبرني موسى بن عقبة، و «ابن ماجة» (3373) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا عبد الله بن نمير، عن عبيد الله بن عمر. و «النسائي» (8/317) قال: أخبرنا قتيبة، عن مالك (ح) ، والحارث بن مسكين - قراءة عليه وأنا أسمع - عن ابن القاسم، قال: حدثني مالك. وفي (8/318) قال: أخبرنا سويد، قال: أنبانا عبد الله، عن حماد بن زيد، قال: حدثنا أيوب (ح) وأخبرني يحيى بن درست، قال: حدثنا حماد، عن أيوب.
خمستهم - مالك، وعبيد الله بن عمر، وموسى بن عقبة، وأيوب السختياني، وعبد الله بن عمر العمري- عن نافع، فذكره.
(*) أخرجه أحمد (2/98) (5730) قال: حدثنا يونس. و «مسلم» (6/100) قال: حدثنا أبو الربيع العتكي، وأبو كامل. و «أبوداود» (3679) قال: حدثنا سليمان بن داود، ومحمد بن عيسى في آخرين. و «الترمذي» (1861) قال: حدثنا أبو زكريا، يحيى بن درست البصري.
جميعهم - يونس، وأبو الربيع سليمان بن داود، ومحمد بن عيسى، ويحيى بن درست - قالوا: حدثنا حماد بن زيد، قال: حدثنا أيوب، عن نافع، عن ابن عمر، قال: قال: رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «كل مسكر خمر وكل مسكر حرام، ومن شرب الخمر في الدنيا، فمات وهو يدمنها، ولم يتب، لم يشربها في الآخرة» .(5/98)
3125 -[ (م) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «من شربَ الخمر في الدنيا، لم يشربها في الآخرة إلا أن يتوبَ» . أخرجه مسلم] (1) .
__________
(1) رقم (2003) في الأشربة، باب بيان أن كل مسكر خمر، وهذه الرواية ليست في الأصل، وإنما هي زيادة من المطبوع.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: تقدم في الحديث السابق.(5/100)
3126 - (م س) جابر - رضي الله عنه - «أن رجلاً قَدِمَ من جَيْشانَ - وجيشانُ من اليمن - فسأل رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- عن شراب يشربونه بأرضهم من الذُّرَة، يقال له: المِزْرُ؟ فقال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- أَوَ مُسْكِر هو؟ قال: نعم، قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- كل مُسْكِر حرام، وإن على الله عهداً لمنْ يشربُ المُسْكِرَ: أن يَسقِيَه من طِينَة الخَبَال، قالوا: يا رسول الله، وما طِينَةُ الخبال؟ قال: عرَقُ أهل النار أو عُصارة أهل النار» . أخرجه مسلم والنسائي (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (2002) في الأشربة، باب بيان أن كل مسكر خمر، والنسائي 8 / 327 في الأشربة، باب ذكر ما أعد الله عز وجل لشارب المسكر.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (3/360. و «مسلم» (6/100) . و «النسائي» (8/327) . ثلاثتهم - أحمد، ومسلم، والنسائي - عن قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد - يعني الدراوردي - عن عمارة بن غزية، عن أبي الزبير، فذكره.(5/100)
3127 - (د) ابن عباس - رضي الله عنهما -: أَن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «كلُّ مُخَمَّر خمر، وكلُّ مُسكر حرام، ومن شَرِبَ مُسكِراً بُخِسَتْ صلاته أربعين صباحاً، فإن تاب تاب الله [عليه] ، فإن عاد الرابعة كان حقاً على الله أن يَسْقيَهُ من طينةِ الخبال، قيل: وما طِينَةُ الخبال يا رسول الله؟ قال: صَديدُ أَهل النار» . أخرجه أبو داود (1) . [ص:101]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(بخست) : البخس: النقص.
__________
(1) رقم (3680) في الأشربة، باب النهي عن المسكر، وزاد في آخره: ومن سقاه صغيراً لا يعرف حلاله من حرامه كان حقاً على الله أن يسقيه من طينة الخبال، وفي سنده إبراهيم بن عمر اليماني أبو إسحاق الصنعاني، وهو مستور، أقول: وللحديث شواهد بمعناه يقوى بها.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبوداود (3680) قال: حدثنا محمد بن رافع النيسابوري، قال: حدثنا إبراهيم بن عمر الصنعاني، قال: سمعت النعمان، يقول: عن طاووس، فذكره.(5/100)
3128 - (ت س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: قال: قال رسولُ - صلى الله عليه وسلم-: «من شَرِب الخمر لم تُقبَلْ له صلاة أربعين صباحاً، فإن تاب تاب الله عليه، فإن عاد لم يَقبَلِ الله له صلاة أربعين صباحاً، فإن تاب تاب الله عليه، فإن عاد لم يقبل الله له صلاة أربعين صباحاً، فإن تاب تاب الله عليه، فإن عاد في الرابعة لم يقبل الله له صلاة أربعين صباحاً، فإن تاب لم يَتُب الله عليه، وسقاه من نهر الخبال. قيل: يا أبا عبد الرحمن، وما نهرُ الخبال؟ قال: نهر من صديد أهل النار» أخرجه الترمذي (1) .
وفي رواية النسائي قال: «مَن شرِبَ الخمرَ فلم يَنْتَشِ، لم تقبل له صلاة ما دام في جوفِه أو عروقه منها شيء، وإن مات مات كافراً، وإن انتَشَى لم تقبل له صلاة أربعين يوماً، وإن مات فيها مات كافراً» جعله موقوفاً على ابن عمر (2) . [ص:102]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فلم يَنْتَش) : الانتشاء: أول السكر ومقدماته، وقيل: هو السُّكر ورجل نشوان.
__________
(1) رواه الترمذي رقم (1863) في الأشربة، باب ما جاء في شارب الخمر، وهو حديث حسن يشهد له الذي بعده، ولذلك قال الترمذي: هذا حديث حسن، وقد روي نحو هذا عن عبد الله بن عمرو، وابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
(2) رواه النسائي 8 / 316 في الأشربة، باب ذكر الآثام المتولدة عن شرب الخمر، موقوفاً على ابن عمر رضي الله عنهما، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (1862) قال حدثنا قتيبة، قال: حدثنا جرير بن عبد الحميد، عن عطاء بن السائب، عن عبد الله بن عبيد بن عمير، عن أبيه، فذكره.
(*) أخرجه أحمد (2/35) (4917) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر، عن عطاء بن السائب، عن عبد الله بن عبيد بن عمير، عن ابن عمر، فذكره. ليس فيه: عن أبيه.
(*) أخرجه النسائي (8/316) قال: نا أبو بكر بن علي، قال: ثنا سريج بن يونس، قال: ثنا يحيى بن عبد الملك، عن العلاء وهو ابن المسيب، عن فضيل، عن مجاهد، وعن ابن عمر فذكره موقوفا.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن.(5/101)
3129 - (س) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما -: قيل له: هل سمعتَ رسولَ -صلى الله عليه وسلم- ذكر شأنَ الخَمرِ بشيء؟ قال: نعم، سمعتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «لا يشرب الخمر رجل من أُمَّتي فيَقْبلُ الله منه صلاة أربعين يوماً» .
وفي رواية قال [عبد الله بن الديلمي] : «دخلتُ على عبد الله بن عمرو بن العاص وهو في حائط له بالطَّائفِ، يقال له: الوَهطُ، وهو مُخاصِر فَتى من قُريش، يُزَنُّ ذلك الفتى بشُرب الخمر، فقال سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: من شرِب من الخمر شَرْبَة لم يقبل الله توبةَ أربعين صباحاً، فإن تابَ تابَ الله عليه، فإن عاد لم يقبل الله له توبة أربعين صباحاً، فإن تاب تاب الله عليه، فإن عاد كان حقاً على الله أن يسقيَهُ من طينَةِ الخبَالِ يوم القيامةِ» . أخرجه النسائي.
وله في أخرى: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَن شَربَ الخمرَ، فجعلها في بَطْنِهِ، لم يقْبَلِ الله منه صلاة سبعاً، وإن ماتَ فيها مات كافراً، فإن أَذْهبَتْ [ص:103] عَقلَهُ عن شيء من الفرائض - وفي رواية: عن القرآن - لم تُقبَل منه صلاة أربعين يوماً، فإن مات فيها مات كافراً» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يُزَنُّ) : أي يرمى به ويعاب به.
__________
(1) 8 / 314 و 316 و 317 في الأشربة، باب الروايات المبينة عن صلوات شارب الخمر، وباب ذكر الآثام المتولدة عن شرب الخمر، وباب توبة شارب الخمر، وهو حديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (2/176) (6644) قال: ثنا معاوية بن عمرو، قال: ثنا إبراهيم بن محمد أبو إسحاق الفزاري، «الدارمي» (2097) قال: ثنا محمد بن يوسف، و «ابن ماجة» (3377) قال: ثنا عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي، قال: ثنا الوليد بن مسلم. و «النسائي» (8/317) قال: نا القاسم بن زكريا بن دينار، قال: ثنا معاوية بن عمرو، قال: ثنا أبو إسحاق (ح) وني عمرو بن عثمان بن سعيد، عن بقية.
أربعتهم - أبو إسحاق الفزاري، ومحمد بن يوسف، والوليد بن مسلم، وبقية بن الوليد - عن الأوزاعي، قال ثني ربيعة بن يزيد
2- وأخرجه أحمد (2/197) (6854) قال: حدثنا أبو المغيرة، قال: حدثنا محمد بن مهاجر. و «النسائي» (8/314) قال: أخبرنا علي بن حجر، قال: أنبأنا عثمان بن حصن بن علاق، و «ابن خزيمة» (939) قال: حدثنا زكريا بن يحيى بن إياس، قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: حدثنا محمد بن المهاجر.
كلاهما - ربيعة بن يزيد، وعروة بن رويم - عن عبد الله بن الديلمي، فذكره.
(*) رواية عروة بن رويم مختصرة على: «لا يشرب الخمر أحد من أمتي فيقبل الله منه صلاة أربعين صباحا» .
(*) قال عروة بن رويم في حديثه: عن ابن الديلمي الذي كان يسكن بيت المقدس. ولم يسمه، وعن مجاهد، عن عبد الله بن عمرو، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، قال: «من شرب الخمر، فجعلها في بطنه، لم يقبل الله منه صلاة سبعا، إن مات فيها (وقال ابن آدم: فيهن) مات كافرا، فإن أذهبت عقله عن شيء من الفرائض (وقال ابن آدم: القرآن) ، لم تقبل له صلاة أربعين يوما، إن مات فيها (وقال ابن آدم: فيهن) مات كافرا» .
أخرجه النسائي (8/316) قال: أخبرني محمد بن آدم بن سليمان، عن عبد الرحيم، عن يزيد (ح) وأنبأنا واصل بن عبد الأعلى، قال: حدثنا ابن فضيل عن يزيد بن أبي رياد، عن مجاهد، فذكره.
[الثانية]- وعن نافع بن عاصم، عن عبد الله بن عمرو عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «من شرب الخمر، فسكر، لم تقبل صلاته أربعين ليلة، فإن شربها فسكر لم تقبل صلاته أربعين ليلة، فإن شربها فسكر لم تقبل صلاته أربعين ليلة والثالثة والرابعة، فإن شربها لن تقبل صلاته أربعين ليلة، فإن تاب لم يتب الله عليه، وكان حقا على الله أن يسقيه من عين خبال، قيل وما عين خبال؟ قال: صديد أهل النار» .
أخرجه أحمد (2/189 (6773) قال: حدثنا بهز، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن يعلى بن عطاء، عن نافع بن عاصم، فذكره.
- وعن شعيب، عن عبد الله بن عمرو، عن رسول الله، أنه قال: «من ترك الصلاة سكرا مرة واحدة، فكأنما كانت له الدنيا وما عليها فسلبها. ومن ترك الصلاة سكرا أربع مرات، كان حقا على الله عز وجل أن يسقيه من طينة الخبال. قيل: وما طينة الخبال يا رسول الله؟ قال: عصارة أهل جهنم.» .
أخرجه أحمد (2/178) (6659) قال: حدثنا هارون بن معروف، قال: حدثنا ابن وهب، قال: حدثني عمرو، يعني ابن الحارث، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، فذكره.
(*) حديث شيخ، عن عبد الله بن عمرو، مرفوعا، «من كذب علي كذبة» و «من شرب الخمر أتى عطشانا» .(5/102)
3130 - (س) عثمان بن عفان - رضي الله عنه - قال: «اجْتَنِبُوا الخمرَ، فإنها أم الخبَائث، إنه كان رجل مِمَّن خلا قَبْلَكم يَتَعَبَّدُ، فَعَلِقَتْهُ امرأة أَغوَتْهُ، فأرسَلَتْ إليه جاريتها، فقالت له: إنها تَدْعوك للشهادة، فانْطَلَقَ مع جاريتها، فَطَفِقَ كلما دخلَ باباً أَغْلَقَتْهُ دُونَهُ، حَتى أَفضى إلى امرأة وضِيئَة عندها غُلام وباطيَةُ خمْر، فقالت: والله ما دَعَوتُك للشهادة، ولكن دعوتكَ لِتَقَعَ عليَّ أَو تَشرَبَ من هذه الخمر كأساً، أو تَقْتُلَ هذا الغُلامَ. قال: فاسقِيني من هذه الخمر كأساً، فسَقتهُ كأساً فقال: زيدوني، فلم يَرِمْ حتى وقع عليها، وقتل الغلام (1) ، فاجتنبو الخمر فإنها والله لا يجتمع الإيمان وإدمان الخمر إلا ويُوشكُ أن يُخْرِجَ أحدُهما صاحبه» . أخرجه النسائي (2) . [ص:104]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أغوته) : الإغواء: الإضلال، والغي ضد الرشاد.
(وَضِيئة) : امرأة وضيئة، أي: جميلة حسنة.
(فلم يَرِم) : لم يرم فلان عن موضعه، أي: لم يبرح.
__________
(1) في النسائي المطبوع: النفس.
(2) 8 / 315 في الأشربة، باب ذكر الآثام المتولدة عن شرب الخمر من ترك الصلوات، موقوفاً على عثمان رضي الله عنه، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (8/315) قال: نا سويد، قال: نا عبد الله، عن معمر، عن الزهري، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث، عن أبيه، فذكره.(5/103)
3131 - (د) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «لعن الله الخمرَ، وشاربَها، وساقيهَا، وبائعهَا، ومُبْتَاعها، وعاصِرَها، ومُعتَصِرهَا، وحامِلَها، والمحْمُولَةَ له» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (3674) في الأشربة، باب العنب يعصر للخمر، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (3380) في الأشربة، باب لعنت الخمر على عشرة أوجه، وهو حديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/25) ، (2/71) (5391) . و «أبوداود» (3674) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة. و «ابن ماجة» (3380) قال: حدثنا علي بن محمد، ومحمد بن إسماعيل.
أربعتهم - أحمد، وعثمان، وعلي، ومحمد بن إسماعيل - عن وكيع بن الجراح، قال: حدثنا عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، عن عبد الرحمن بن عبد الله الغافقي، وأبي طعمة مولاهم، فذكراه.
(*) أخرجه أحمد (2/71) (5390) قال: حدثنا حسن، قال: حدثنا ابن لهيعة، قال: حدثنا أبو طعمة - قال ابن لهيعة: لا أعرف أيش اسمه - قال: سمعت عبد الله بن عمر يقول: «خرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى المربد، فخرجت معه، فكنت عن يمينه، وأقبل أبو بكر، فتأخرت له، فكان عن يمينه، وكنت عن يساره، ثم أقبل عمر، فتنحيت له، فكان عن يساره، فأتى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المربد، فإذا بأزقاق على المربد فيها خمر، قال ابن عمر: فدعاني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالمدية. قال: وما عرفت المدية إلا يومئذ فأمر بالزقاق، فشقت، ثم قال: لعنت الخمر ... فذكره. ليس فيه- عبد الرحمن بن عبد الله الغافقي.
(*) في رواية عثمان بن أبي شيبة: - عن أبي علقمة، وعبد الرحمن بن عبد الله الغافقي - قال المزي: هكذا قال أبو علي اللؤلؤي وحده، عن أبي داود: «أبو علقمة» . وقال أبو الحسن بن العبد، وغير واحد، عن أبي داود: «أبو طعمة» وهو الصواب. وكذلك رواه أحمد بن حنبل، وغيره، عن وكيع، «تحفة الأشراف» (7296) . وعن عبد الله بن عبد الله بن عمر، عن أبيه، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «لعن الله الخمر، ولعن شاربها، وساقيها، وعاصرها، ومعتصرها، وبائعها، وحاملها، والمحمولة إليه، وآكل ثمنها.» أخرجه أحمد (2/97) (5716) قال: حدثنا يونس بن محمد، قال: حدثنا فليح، عن سعيد بن عبد الرحمن بن وائل الأنصاري، عن عبد الله بن عبد الله بن عمر، فذكره.(5/104)
3132 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «لعن رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- في الخمر عشرةَ: عاصرِها ومعْتصرها، وشاربَها، وساقِيها، وحاملَها، والمحمولة إليه، وبائِعها، ومُبتاعها، وواهبها، وآكلَ ثمنها» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (1295) في البيوع، باب النهي عن أن يتخذ الخمر خلاً، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (3381) في الأشربة، باب لعنت الخمر على عشرة أوجه، وهو حديث حسن، وهو بمعنى الذي قبله، وفي الباب عن ابن عباس، وابن مسعود. ولفظه في نسخ الترمذي المطبوعة: عاصرها، ومعتصرها وشاربها، وحاملها، والمحمولة إليه، وساقيها، وبائعها، وآكل ثمنها، والمشتري لها، والمشتراة له.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه ابن ماجة (3381) قال: ثنا محمد بن سعيد زيد بن إبراهيم التستري. و «الترمذي» (1295) قال: ثنا عبد الله بن منير كلاهما - التستري، ابن منير - عن أبي عاصم الضحاك بن مخالد عن شبيب بن بشر، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث غريب.(5/104)
3133 - (س) أبو موسى - رضي الله عنه - كان يقول: «ما أُبالي، شَرِبتُ الخمر، أو عبَدْتُ هذه السَّاريةَ [من] دُونِ الله» . أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 8 / 314 في الأشربة، باب ذكر الروايات المغلظة في شرب الخمر، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (8/314) قال: ثنا واصل بن عبد الأعلى، عن ابن فضيل، عن وائل بن بكر، عن أبي بردة بن أبي موسى، فذكره موقوفا.(5/104)
3134 - (د) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: قال: قال رسول الله [ص:105] صلى الله عليه وسلم-: «من سَقَى الخمرَ صغيراً لا يَعْرِفُ حلالَه من حرامِه كان حقاً على الله أن يَسقيَ ساقِيَهُ من طينَةِ الخبَال» . أخرجه ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل والمطبوع بياض بعد قوله: أخرجه، وقد تقدم نحوه في آخر الحديث رقم (3127) ، وهو عند أبي داود رقم (3680) في الأشربة، باب النهي عن المسكر.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
هو جزء من حديث أخرجه أبو داود (3680) قال: ثنا محمد بن رافع النيسابوري، قال: ثنا إبراهيم بن عمر الصنعاني، قال: سمعت النعمان بن بشير، يقول: عن طاوس عن ابن عباس، فذكره.(5/104)
الفصل الثالث: في الخمر وتحريمها، ومن أي شيء هي؟
3135 - (س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: «حُرِّمت الخمرُ بعينِها، قليلُها، وكثيرُها، والسُّكرُ من كُلِّ شراب» .
وفي رواية بإسقاط «قليلها وكثيرها» . وقال: «وما أسكر من كل شراب» .
وفي أخرى: «والمُسْكِرُ من كل شراب» .
وفي أخرى لم يذكر «بعينها» أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 8 / 320 و 321 في الأشربة، باب الأخبار التي اعتل بها من أباح شرب المسكر، وهو حديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1-أخرجه النسائي (8/320) قال: أخبرنا أبو بكر بن علي،قال: أنبأنا القواريري، قال: حدثنا عبد الوارث، قال: سمعت ابن شبرمة يذكره.
2-وأخرجه النسائي (8/321) قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله بن الحكم قال: حدثنا محمد (ح) وأنبأنا الحسين بن منصور،قال: حدثنا أحمد بن حنبل، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن مسعر..وفي (8/321) قال: أخبرنا الحسين بن منصور، قال: حدثنا أحمد بن حنبل، قال: حدثنا إبراهيم بن أبي العباس، قال: حدثنا شريك، عن عباس بن ذريح. كلاهما - مسعر، وابن ذريح - عن أبي عون كلاهما - ابن شبرمة، وأبو عون - عن عبد الله بن شداد بن الهاد، فذكره
(*) أخرجه النسائي (8/321) قال: أخبرنا أبو بكر بن علي، قال: حدثنا سريج بن يونس، قال: حدثنا هشيم، عن ابن شبرمة، قال: حدثني الثقة، عن عبد الله بن شداد، عن ابن عباس.
(*) قال النسائي: ابن شبرمة لم يسمعه من عبد الله بن شداد. وقال عقب حديث عباس بن ذرح: وهذا أولى بالصواب من حديث ابن شبرمة. وهشيم بن بشير كان يدلس. وليس في حديثه ذكر السماع من ابن شبرمة. ورواية أبي عون أشبه بما رواه الثقات عن ابن عباس.
- عن مالك بن سعد التجيبي، أنه سمع ابن عباس، يقول: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، يقول: «أتاني جبريل، فقال: يا محمد، إن الله - عز وجل - لعن الخمر، وعاصرها، ومعتصرها، وشاربها، وحاملها، والمحمولة إليه، وبائعها ومبتاعها وساقيها، ومستقيها» .
أخرجه أحمد (1/316) (2899) . و «عبد بن حميد» (686) كلاهما عن أبي عبد الرحمان عبد الله بن يزيد المقرئ، قال: حدثنا حيوة بن شريح، عن مالك بن خير الزيادي، أن مالك بن سعد التجيبي حدثه، فذكره.
- عن أبي الجويرية، قال: سألت ابن عباس عن الباذق. فقال: سبق محمد -صلى الله عليه وسلم- الباذق. فما أسكر فهو حرام قال: الشراب الحلال الطيب، قال: ليس بعد الحلال الطيب إلا الحرام الخبيث» .(5/105)
3136 - (خ م د ت س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: قال: إن عمر قال على منبر رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-: «أما بعدُ أيُّها الناسُ، فإنه نزل تحريمُ الخمرُ، وهي من خمسة: من العِنب، والتمرِ والعَسَلِ، والحِنْطة، والشَّعير، والخمُر: ما خَامرَ العقلَ، ثلاث وَددتُ أَن رسول الله كان عَهِدَ إلينا فيهنَّ عهداً يُنْتَهَى إليه: الجَدُّ، والكلالة، وأبواب من أبوابِ الرِّبا» . [ص:106]
أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود. وزاد البخاري في رواية. فقال: «قلتُ: يا أبا عمرو، فشيء يُصْنعُ بالسِّنْدِ من الرُّزِّ؟ قال: ذلك لم يكن على عهد النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- أو قال: على عهد عمر» .
وأخرجه الترمذي بمثل حديث قبله، فقال: عن ابن عمر عن عمر نحوه، والحديث هو حديث النعمان بن بشير، وسيأتي ذكره.
وأخرجه النسائي، قال: «سمعتُ عمرَ يخطب على مِنبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فقال: أيُّها النّاس، ألا إنه نزل تحريم الخمر يوم نَزل، وهي من خمسة: من العنبِ، والتَّمر، والعسل، والحِنطة، والشَّعير، والخمر، ما خامر العقل» .
وفي أخرى له، عن ابن عمر قال: «الخمر من خمسة: من التمر، والحنطة، والشعير، والعسل، والعنب» . فجعله من قول ابن عمر.
وفي أخرى عنه، قال: سمعت عمر بن الخطاب على منبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «أما بعد ... » وذكر نحوه.. وأبو عمرو المذكور في زيادة البخاري: هو [عامر] الشَّعبيُّ (1) . [ص:107]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الكلالة) : من الوارثين: من ليس له أب ولا ابن، وفيها أقوال قد ذكرت في تفسير سورة النساء من حرف التاء.
__________
(1) رواه البخاري 10 / 30 في الأشربة، باب الخمر من العنب وغيره، وباب ما جاء في أن الخمر ما خامر العقل من الشراب، وفي تفسير سورة المائدة، باب قوله تعالى: {إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان} ، ومسلم رقم (3032) في التفسير، باب في نزول تحريم الخمر، وأبو داود رقم (3669) في الأشربة، باب في تحريم الخمر، والترمذي رقم (1874) و (1875) في الأشربة، باب ما جاء في الحبوب التي يتخذ منها الخمر، والنسائي 8 / 295 في الأشربة، باب ذكر أنواع الأشياء التي كانت منها الخمر حين نزل تحريمها.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (6/67) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، قال: أخبرنا عيسى وابن إدريس، عن أبي حيان. وفي (7/136) قال: حدثنا مسدد قال: حدثنا يحيى، عن أبي حيان. وفي (7/137) قال: حدثنا أحمد بن أبي رجاء، قال: حدثنا حدثنا يحيى، عن أبي حيان التيمي. وفي (9/129) قال: حدثنا إسحاق، قال: أخبرنا عيسى وابن إدريس وابن أبي غنية، عن أبي حيان. و «مسلم» (8/245) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا علي بن مسهر، على أبي حيان. (ح) وحدثنا أبو كريب. وقال: أخبرنا ابن إدريس، قال: حدثنا أبو حيان. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا إسماعيل بن علية (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا عيسى ين يونس كلاهما -إسماعيل، وعيسى - عن أبي حيان. و «أبو داود» (3669) قال: حدثنا أحمد بن حنيل، قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، قال: حدثنا أبو حيان. و «النسائي» (8/295) قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا ابن علية، قال: حدثنا أبو حيان. (ح) وأخبرنا محمد بن العلاء، قال: أنبأنا بن إدريس، عن زكريا وأبي حيان.
كلاهما - أبوحيان، وزكريا - عن عامر الشعبي، عن ابن عمر، فذكره.
(*) أخرجه البخاري (7/138) قال: حدثنا حفص بن عمر، قال ثنا شعبة، عن عبد الله بن أبي السفر. و «النسائي» في الكبرى (الورقة 88ب) قال: نا إسحاق بن منصور، قال ثنا عبد الرحمن، قال ثنا اشعبة (ح) ونا محمد بن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا شعبة، عن عبد الله بن أبي السفر. (ح) ونا حاجب بن سليمان، عن وكيع، عن محمد بن قبيل.
كلاهما - ابن أبي السفر، ومحمد بن قيس - عن الشعبي، عن ابن عمر، عن عمر قال: الخمر يصنع من خمسة: من الزبيب، والتمر، والحنطة، والشعير، والعسل.
(*) أخرجه الترمذي (1874) قال: ثنا أحمد بن منيع، قال: ثنا عبد الله بن إدريس عن أبي حيان التيمي، عن الشعبي، عن ابن عمر، عن عمر الخطاب، إن من الحنطة خمرا.(5/105)
3137 - (د ت) النعمان بن بشير - رضي الله عنهما -: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إن من العِنب خمراً، وإن من التمر خمراً، وإن من العسَل خمراً، وإن من البُرِّ خمراً، وإن منْ الشَّعِير خمراً» .
وفي رواية: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «إن الخمر من العَصير، والزَّبيب، والتمر والحنطة، والشعير والذُّرةِ، وإني أنهاكم عن كلِّ مُسكر» . أخرجه أبو داود.
وفي رواية الترمذي «إن من الحِنطةِ خمراً، ومن الشعير خمراً، ومن التمر خمراً، ومن الزبيب خمراً، ومن العسل خمراً» (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (3676) في الأشربة، باب الخمر مما هو، والترمذي رقم (1873) في الأشربة، باب ما جاء في الحبوب التي يتخذ منها الخمر، وفي سنده إبراهيم بن المهاجر البجلي الكوفي، وهو صدوق فيه لين، وقال الترمذي: هذا حديث غريب، وفي الباب عن أبي هريرة. أقول: ولكن للحديث شواهد بمعناه يقوى بها، وقد روى البخاري ومسلم وغيرهما عن عمر رضي الله عنه كما تقدم أنه قال: نزل تحريم الخمر، وهي من خمسة أشياء: العنب، والتمر، والحنطة، والشعير، والعسل، والخمر ما خامر العقل، قال المنذري في " مختصر سنن أبي داود ": في حديث النعمان تصريح من النبي صلى الله عليه وسلم بما قاله عمر رضي الله عنه وأخبر عنه من كون الخمر في هذه الأشياء، وليس معناه أن الخمر لا يكون إلا من هذه الخمسة بأعيانها، وإنما جرى ذكرها خصوصاً، ولكونها معهودة في ذلك الزمان، فكل ما كان في معناها من ذرة وسلت ولب ثمرة وعصارة شجرة فحكمه حكمها.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/267) قال: حدثنا أسود بن عامر، قال: حدثنا إسرائيل عن إبراهيم بن مهاجر. وفي (4/273) قال:حدثنا يونس، قال: حدثنا ليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن خالد بن كثير الهمداني، أنه حدثه أن السري بن إسماعيل الكوفي حدثه. و «أبو داود» (3676) قال: حدثنا الحسن ابن علي قال:حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا إسرائيل،عن إبراهيم بن مهاجر. وفي (3677) قال: حدثنا مالك بن عبد الواحد، قال: حدثنا معتمر، قال: حدثنا قرأت على الفضيل، عن أبي حريز. و «ابن ماجة» (3379) قال:حدثنا محمد بن رمح، قال: أنبأنا الليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب، أن خالد بن كثير الهمداني حدثه، أن السري بن إسماعيل حدثه. و «الترمذي» (1872) قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا محمد بن يوسف،قال: حدثنا إسرائيل، قال: حدثنا إبراهيم بن مهاجر. وفي (1873) قال: حدثنا الحسن بن علي الخلال، قال: حدثنا يحيى بن آدم، عن إسرائيل عن إبراهيم بن المهاجر و «النسائي» في الكبرى (الورقة 88-ب) قال: أخبرني أحمد بن سعيد، قال: أخبرني عبد الرحمن بن عبد الله، قال: أخبرنا عمرو بن أبي قيس، عن إبراهيم.
ثلاثتهم - إبراهيم بن مهاجر، والسري بن إسماعيل، وأبو حريز - عن عامر الشعبي، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث غريب.(5/107)
3138 - (م ت د س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «الخمر من هاتين الشَّجرتين: النخلَةِ، والعِنبة» . وفي رواية «الكَرْمة والنخلة» . أخرجه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي.
وفي رواية للنسائي: قال سمعت رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «الخمر من - وفي رواية: في - هاتين الشجرتين النخلة، والعنبة» (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (1985) في الأشربة، باب بيان أن جميع ما ينبذ مما يتخذ من النخل والعنب، والترمذي رقم (1876) في الأشربة، باب ما جاء في الحبوب التي يتخذ منها الخمر، وأبو داود رقم (3678) في الأشربة، باب الخمر مما هو، والنسائي 8 / 294 في الأشربة، باب تأويل قول الله تعالى: {ومن ثمرات النخيل} .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/279) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر، عن يحيى بن أبي كثير. وفي (2/408) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا أبان العطار. قال: حدثنا يحيى بن أبي كثير. وفي (2/409) قال: حدثنا محمد بن مصعب. قال: حدثنا الأوزاعي. وفي (2/ 474) قال: حدثنا يحيي، عن الأوزاعي. وفي (2/496) قال: حدثنا ابن نمير. قال: حدثنا الأوزاعي. وفي (2/517) قال: حدثنا الضحاك. قال: حدثنا الأوزاعي. وفي (2/518) قال: حدثنا الضحاك. قال: أخبرنا هشام بن أبي عبد الله. قال: حدثنا يحيى. وفي (2/526) قال: حدثنا عبد الله بن يزيد. قال: حدثنا عكرمة، و «الدارمي» (2102) قال: أخبرنا أبو المغيرة. قال: حدثنا الأوزاعي. و «مسلم» (6/89) قال حدثني زهير بن حرب. قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم قال: أخبرنا الحجاج بن أبي عثمان. قال: حدثني يحيى بن أبي كثير. (ح) وحدثنا محمد بن عبد الله بن نمير. قال: حدثنا أبي. قال: حدثنا الأوزاعي (ح) وحدثنا زهير بن حرب وأبو كريب. قالا: حدثنا وكيع، عن الأوزاعي وعكرمة بن عمار وعقبة بن التوأم. و «أبو داود» (3678) قال:حدثنا موسى بن إسماعيل. قال: حدثنا أبان. قال: حدثني يحيى و «ابن ماجة» (3378) قال: حدثنا يزيد بن عبد الله اليمامي. قال:حدثنا عكرمة بن عمار. و «الترمذي» (1875) قال: حدثنا أحمد بن محمد. قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك. قال: حدثنا الأوزاعي وعكرمة بن عمار. و «النسائي» (8/294) قال: أخبرنا سويد بن نصر. قال: أنبأنا عبد الله، عن الأوزاعي ح وأنبأنا حميد بن مسعدة، عن سفيان بن حبيب، عن الأوزاعي. (ح) وأخبرنا زياد ابن أيوب قال:حدثنا ابن علية. قال: حدثنا الحجاج الصواف، عن يحيى بن أبي كثير.
أربعتهم - يحيى بن أبي كثير، والأوزاعي، وعكرمة بن عمار، وعقبة بن التوأم - عن أبي كثير. فذكره.(5/108)
3139 - (خ) ابن عمر - رضي الله عنهما -: قال: «نزل تحريمُ الخمر وإن بالمدينة يومئذ لخمسةَ أشربة، ما فيها شرابُ العِنب» . أخرجه البخاري وفي أخرى له قال «حرِّمت الخمر وما بالمدينة منها شيء» (1) .
__________
(1) 10 / 30 في الأشربة، باب الخمر من العنب، وفي تفسير سورة المائدة، باب قوله تعالى: {إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام} .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (6/67) قال: ثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: ثنا محمد بن بشر، قال ثنا عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، قال ثني نافع، فذكره.(5/108)
3140 - (خ م ط د س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: كنتُ ساقيَ القوم في منزل أبي طلحة، فكان خمرُهم يومئذ الفضيخَ، فأمر رسولُ الله مُنادياً ينادي: ألا إن الخمر قد حرِّمت، قال: فَجَرت في كلِّ سكك المدينة. فقال لي أبو طلحة: اخرج فأهرقها، فخرجت [ص:109] فأهرقتها، فجرَت في سكك المدينة، فقال بعض القوم: قد قُتِلَ قوم وهي في بطونهم، فأنزل الله عز وجل {لَيْسَ على الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيما طَعِموا} [المائدة: 93] .
وفي رواية قال: «كنت أنا أسقي أبا عُبيدة بن الجرّاح، وأبا طلحة، وأُبيَّ بن كعب شراباً من فضيخِ زهْو، وتمر، فأتاهم آت، فقال: إن الخمر قد حرِّمت، فقال أبو طلحة: يا أنسُ قمْ إلى هذه الجرَّة فاكسرها، فقمتُ إلى مهراس لنا، فضربتُها بأسلفه حتى تكسرت» .
وفي أخرى، قال: سألوا أنس بن مالك عن الفضيخ، فقال: ما كانت لنا خمر غير فضيخكم هذا الذي تُسمُّونه الفضيخ، إني لقائم أسقيها أبا طلحة وأبا أيوب ورجالاً من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في بيتنا، إذ جاء رجل، فقال: هل بلغكم الخبرُ؟ قالوا: لا، قال فإن الخمر قد حُرِّمت، فقال أبو طلحة يا أنسُ، أرِق هذه القِلال، قال: فما راجَعوها ولا سألوا عنها بعد خبر الرجل» .
وفي أخرى قال: «كنت أسقي عُمومَتي من فَضِيخ لهم وأنا أصغَرُهم سِناً، فجاء رجل، فقال: إنما حُرِّمت الخمر، فقالوا: أكفئها يا أنس، فكفَأتُها، قال: قلتُ لأَنس: ما هو؟ قال: بُسر ورطَب» .
وفي أخرى قال: «إني لأسقي أبا طلحة، وأبا دُجانةَ، وسُهَيْلَ بنَ بيضاء، من مزادة فيها خَليطُ بُسر وتمر، فدخل داخل فقال: حدَثَ خَبر، نزل تحريم الخمر، فأكفأناها يومئذ» . أخرجه البخاري ومسلم وللبخاري قال: «حرِّمَت [ص:110] الخمرُ حين حُرِّمتْ، وما نَجِدُ خمرَ الأعنابِ إلا قليلاً، وعامَّةُ خمرنا البُسْرُ والتَّمرُ» . وله في أخرى، قال: «إن الخمر حُرِّمت، والخمر يومئذ البُسر والتمر» .
ولمسلم قال: «لقد أنزلَ الله هذه الآية التي حُرِّمَ فيها الخمر، وما بالمدينة شراب إلا من تمر» وأخرج الموطأ الرواية الثانية.
وفي رواية أبي داود، قال: «كنت ساقي القوم حين حُرِّمت الخمر في منزل أبي طلحة، وما شرابُنا يومئذ إلا الفضيخ، فدخل علينا رجل، فقال: إن الخمر قد حُرِّمت، ونادى منادي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقلنا: هذا مُنادي رسول الله - صلى الله عليه وسلم-.
وفي رواية النسائي، قال: «كنت أَسقي أبا طلحة، وأُبي بن كعب، وأبا دُجانة، في رَهط من الأنصار، فدخل علينا رجل، قال: حدث خبر، نزل تحريم الخمر، فكفأناها، وما هي يومئذ إلا الفضيخُ: خليطُ البُسْرِ والتمر - وقال أنس: لقد حُرِّمت الخمر، وإن عامَّةَ خُمورهم يومئذ الفضيخُ» .
وله في أخرى قال: «بينا أنا قائم على الحيِّ، وأنا أصْغرُهم سِناً، على عمُومَتي، إذ جاء رجل، فقال: إنها قد حُرِّمت الخمرُ، وأنا قائم عليهم أسقيهم من فضيخ لهم، فقال: أكفئْها، فكأتُها، فقلت لأنس: ما هو؟ قال: البُسر [ص:111] والتمر» . قال أبو بكر بن أَنس: كانت خمْرَهم يومئذ. فلم يُنكِر أنس. وأخرج أيضاً الثانية من أفراد البخاري (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الفضيخ) : شراب يتخذ من بسر مفضوخ، أي مشدوخ.
(زَهْو) : الزهو: الرطب: إذا اصفر أو احمر.
(مِهْراس) : المهراس: الحجر الذي يُشال ليعرف به شدة الرجال.. سمي مهراساً، لأنه يُهرس به، أي يدق به، والذي أراده في الحديث: حجر كان لهم يدقون به ما يحتاجون إليه، والمهراس في غير هذا الموضع: صخرة منقورة يكون فيها الماء لاتقله الرجال، يسع كثيراً من الماء.
(أكفئها) : كفأت الإناء: إذا كببته على رأسه، وكذلك أكفأته لغة فيه.
(مِزَادة) : المزادة: الرَّاوية.
__________
(1) رواه البخاري 10 / 30 و 31 و 32 في الأشربة، باب نزل تحريم الخمر، وباب من رأى أن لا يخلط البسر تمراً، وباب خدمة الصغار والكبار، وفي المظالم، باب صب الخمر في الطريق، وفي تفسير سورة المائدة، باب قوله تعالى: {إنما الخمر والميسر} ، وباب {ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا} ، وفي خبر الواحد، باب ما جاء في إجازة خبر الواحد الصدوق، ومسلم رقم (1980) في الأشربة، باب تحريم الخمر، والموطأ 2 / 846 و 847 في الأشربة، باب جامع تحريم الخمر، وأبو داود رقم (3673) في الأشربة، باب في تحريم الخمر، والنسائي 8 / 287 و 288 في الأشربة، باب ذكر الشراب الذي أهريق بتحريم الخمر.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: ومن ألفاظه: «قد اجتمع إليه بعض أصحابه، فجاء رجل فقال: ألا إن الخمر قد حرمت. قال: فقال لي أبو طلحة: اخرج فانظر، قال: فخرجت فنظرت فسمعت مناديا ينادي: ألا إن الخمر قد حرمت قال: فأخبرته، قال: فاذهب فاهرقها، قال: فجئت فأهرقتها. قال: فقال بعضهم: قد قتل سهيل بن البيضاء وهي في بطنه. قال: فأنزل الله عز وجل: {ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا ... } إلى آخر الآية. قال: وكان خمرهم يومئذ الفضيخ، البسر، والتمر» .
أخرجه أحمد (3/227) قال: حدثنا يونس. و «البخاري» (3/173) قال: حدثنا محمد بن عبد الرحيم، قال: أخبرنا عفان. وفي (6/67) قال: حدثنا أبو النعمان (مختصرا) وقال البخاري: وزادني محمد (البيكندي) عن أبي النعمان. و «مسلم» (6/87) قال: حدثنا أبو الربيع سليمان بن داود. و «أبو داود» (3673) قال: حدثنا سليمان بن حرب.
خمستهم - يونس، وعفان، وأبو النعمان، وأبو الربيع، وسليمان قالوا: حدثنا حماد بن زيد، عن ثابت، فذكره.
- وعن ثابت، قال أنس: «ما كان لأهل المدينة شراب، حيث حرمت الخمر، أعجب إليهم من التمر والبسر، فإني لأسقي أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وهم عند أبي طلحة، مر رجل فقال: إن الخمر قد حرمت. فما قالوا: متى، أو حتى ننظر. قالوا: يا أنس أهرقها، ثم قالوا: عند أم سليم حتى أبردوا واغتسلوا ثم طيبتهم أم سليم، ثم راحوا إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، فإذا الخبر كما قال الرجل. قال أنس: فما طعموها بعد.» .
أخرجه البخاري في الأدب المفرد (1241) قال: حدثنا موسى، قال: حدثنا سليمان بن المغيرة، عن ثابت، فذكره. وعن عبد العزيز بن صهيب، قال: سألوا أنس بن مالك عن الفضيخ، فقال: «ما كانت لنا خمر غير فضيخكم هذا الذي تسمونه الفضيخ، إني لقائم أسقيها أبا طلحة وأبو أيوب ورجالا من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في بيتنا، إذ جاء رجل فقال: هل بلغكم الخبر؟ قلنا: لا قال: فإن الخمر قد حرمت. فقال: ياأنس، أرق هذه القلال قال: فما راجعوها، ولا سألوا عنها بعد خبر الرجل» . الفضيخ: شراب يتخد من البُسر المشدوخ.
أخرجه البخاري (6/67) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم. و «مسلم» (6/87) قال: حدثنا ابن أيوب. كلاهما - يعقوب، ويحيى - قالا: حدثنا إسماعيل بن علية، قال: حدثنا عبد العزيز، فذكره.
- وعن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس بن مالك، أنه قال: كنت أسقي أبا عبيدة بن الجراح وأبا طلحة وأبي بن كعب. شرابا من فضيخ وتمر، فأتاهم آت فقال: إن الخمر قد حرمت فقال أبو طلحة: ياأنس، قم إلى هذه الجرة فاكسرها، فقمت إلى مهراس لنا، فضربتها بأسفله حتى تكسرت.» .
أخرجه مالك في الموطأ (صفحة 528) ، والبخاري (7/136) قال: حدثنا إسماعيل بن عبد الله، وفي (9/108) قال: حدثني يحيى بن قزعة. و «مسلم» (6/88) قال: حدثني أبو الطاهر، قال: أخبرنا ابن وهب.
ثلاثتهم - إسماعيل، ويحيى، وابن وهب - عن مالك، عن إسحاق بن عبد الله، فذكره.
وعن سليمان التيمي، قال: حدثنا أنس بن مالك، قال: «إني لقائم على الحي أسقيهم من فضيخ لهم، إذا جاء رجل فقال: إنما حرِّمت الخمر، فقالوا أكفئها ياأنس، فأكفأتها» فقلت: لأنس: ما هي؟ قال: بسر ورطب.
1- وأخرجه الحميدي (1210) قال: حدثنا سفيان بن عيينة.
2- وأخرجه أحمد (3/183) قال: حدثنا يحيى بن سعيد.
3- وأخرجه أحمد (3/189) ، ومسلم (6/87) قال: حدثنا يحيى بن أيوب. كلاهما (أحمد، ويحيى) قالا: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم بن علية.
4- وأخرجه البخاري (7 /136 و144) قال: حدثنا مسدد. و «مسلم» (6/88) قال: حدثنا محمد بن عبد الأعلى. كلاهما - مسدد، ومحمد - قالا: حدثنا معتمر بن سليمان.
5- وأخرجه النسائي (8/287) قال: أخبرنا سويد بن نصر، قال: أنبأنا عبد الله بن المبارك.
خمستهم - سفيان، ويحيى، وإسماعيل، ومعتمر، وابن المبارك - عن سليمان التيمي، فذكره.
وعن قتادة، عن أنس، قال: «إني لأسقي أبا طلحة، وأبا دجانة، وسهيل بن البيضاء خليط بسر وتمر، إذ حرمت الخمر، فقذفتها، وأنا ساقيهم، وأصغرهم، وإنا نعدها يومئذ الخمر.» .
1- أخرجه البخاري (7/140) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم، و «مسلم» (6/88) قال: حدثنا أبو غسان المسمعي، ومحمد بن المثنى، وابن بشار، قالوا: أخبرنا معاذ بن هشام، كلاهما - مسلم بن إبراهيم ومعاذ - قالا: حدثنا هشام الدستوائي.
2-وأخرجه مسلم (6/88) قال: حدثنا يحيى بن أيوب، قال: حدثنا بن علية، و «النسائي» (8/287) قال: أخبرنا سويد بن نصر، قال: أنبأنا عبد الله بن المبارك. كلاهما - ابن علية، وابن المبارك - عن سعيد بن أبي عروبة. كلاهما عن هشام، وسعيد - عن قتادة، فذكره وعن قتادة، أنه سمع أنس بن مالك يقول: «إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى أن يخلط التمر والزهو، ثم يشرب وإن ذلك كان عامة خمورهم يوم حرمت الخمر» . الزهو: البسر.
أخرجه مسلم (6/88) قال: حدثني أبو الطاهر أحمد بن عمرو بن سرح، قال: أخبرنا عبد الله بن وهب، قال: أخبرني عمرو بن الحارث، أن قتادة حدثه، فذكره.
- وعن حميد، عن أنس، قال: «كنت أسقي أبا عبيدة بن الجراح، وأبي بن كعب، وسهيل بن بيضاء، ونفرا من أصحابه عند أبي طلحة وأنا أسقيهم حتى كاد الشراب أن يأخذ فيهم، فأتى آت من المسلمين، فقال: أوما شعرتم أن الخمر قد حرمت؟ فما قالوا حتى ننظر ونسأل، فقالوا: ياأنس، أكفئ ما بقي في إنائك. قال: فوالله ما عادوا فيها وما هي إلا التمر والبسر، وهي خمرهم يومئذ.
1-أخرجه أحمد (3/181) قال: حدثنا يحيى، قال: حدثنا حميد، فذكره.
2- وأخرجه النسائي (8/288) قال: أخبرنا سويد بن نصر، قال: أنبأنا عبد الله بن المبارك عن حميد، فذكره، ورواية النسائي مختصرة على: «حرمت الخمر حين حرمت وإنه لشرابهم البسر والتمر» .
- وعن جعفر بن عبد الله بن الحكم، أنه سمع أنس بن مالك يقول: «لقد أنزل الله الآية التي حرم الله فيها الخمر، وما بالمدينة شراب يشرب إلا من تمر» .
أخرجه مسلم (6/89) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا أبو بكر الحنفي، قال: حدثنا عبد الحميد بن جعفر، قال: حدثني أبي، فذكره وعن ثابت البناني، عن أنس، قال: «حرمت علينا الخمر حين حرمت، وما نجد، يعني بالمدينة خمر الأعناب إلا قليلا وعامة خمرنا البسر والتمر» .
أخرجه البخاري (7/136) قال: حدثنا أحمد بن يونس، قال: حدثنا أبو شهاب عبد ربه بن نافع، عن يونس، عن ثابت، فذكره.
- وعن بكر بن عبد الله، أن أنس بن مالك حدثهم، «أن الخمر حرمت والخمر يومئذ البسر والتمر» .
أخرجه البخاري (7/137) قال: حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي قال: حدثنا يوسف أبو معشر البراء، قال سمعت سعيد بن عبيد الله، قال: حدثني بكر بن عبد الله، فذكره.(5/108)
3141 - (س) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «الزَّبيبُ والتمر: هو الخمرُ» . وفي رواية موقوفاً. وقال: «البُسر والتمر» . أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 8 / 288 في الأشربة، باب استحقاق الخمر لشراب البسر والتمر، وهو حديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (8/288) قال: نا القاسم بن زكريا، قال: نا عبيد الله، عن شيبان، عن الأعمش، عن محارب بن دينار، فذكره.(5/112)
3142 - (ط) نافع - مولى عبد الله بن عمر - رضي الله عنهم - «أن رجالاً من أهلِ العراق سألوا ابن عمر، فقالوا: إنا نبتاعُ من ثمرِ النّخْلِ والعِنَبِ فَنَعْصِرُه خمراً، فنبيعُها؟ فقال لهم: إني أُشْهِدُ الله عليكم وملائكته ومن سمع من الجنِّ والإنس: أنِّي لآمركم أن لا تبيعوها (1) ، ولا تَبتَاعوها، ولا تعْصِروها، ولا تشرَبوها، ولا تَسْقُوها، فإنها رجس من عَملِ الشيطان (2) .
قال، ولقد بلغَ عمرَ أن سمرَةَ بنَ جُندَب باع خمراً، فقال: قاتَلَ الله سمرة، أما عَلِمَ أن الذي حَرَّمَ شُربَها حرَّمَ بَيْعَها؟» . أخرجه الموطأ (3) . [ص:113]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(رِجْس) : الرجس: اسم لكل ما يستقذر من عمل، وقيل: هو العمل الذي يؤدي إلى العذاب.
(قاتل الله فلاناً) : أي: قتله: وقيل: لعنه، وقيل: عاداه، وسبيل فاعل: أن يكون بين اثنين، وقد جاء من واحد، مثل: طارقت النعل، وسافرت، وقد يجيء: «قاتله الله» في معنى التعجب منه، كما يقال: لله دره، وتربت يداك، ولا يراد به الذم والدعاء عليه.
__________
(1) لفظه في الموطأ المطبوع: إني لا آمركم أن تبيعوها.
(2) أخرجه مالك في الموطأ 2 / 847 و 848 في الأشربة، باب جامع تحريم الخمر، وإسناده صحيح.
(3) لعله في بعض نسخ الموطأ، ولم أره في النسخ التي بين أيدينا، وقد رواه أحمد في " المسند " رقم (170) في مسند عمر رضي الله عنهما عن ابن عباس: ذكر لعمر رضي الله عنه أن سمرة - وقال مرة: بلغ عمر أن سمرة - باع خمراً، قال: قاتل الله سمرة، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لعن الله اليهود، حرمت عليهم الشحوم فجملوها فباعوها، وإسناده صحيح، ورواه أيضاً مسلم في " صحيحه " رقم (1582) في المساقاة، باب تحريم بيع الخمر والميتة والخنزير والأصنام: عن ابن عباس قال: بلغ عمر أن سمرة باع خمراً، فقال: قاتل الله سمرة، ألم يعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لعن الله اليهود حرمت عليهم الشحوم فجملوها فباعوها.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: أخرجه مالك (الموطأ) (1646) قال: عن نافع، عن ابن عمر، فذكره.
والشطر الثاني لم أجده عند مالك وهو عن مسلم (1582) قال: ثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب وإسحاق عن إبراهيم - واللفظ لابن أبي بكر - قالوا: ثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو، عن طاوس، عن ابن عباس، فذكره.(5/112)
3143 - (م) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «إن الله تعالى يُعرضُ بالخمر، ولعلَّ الله سُينزِلُ فيها أمراً، فمن كان عنده منها شيء فَلْيَبِعهُ وَليَنتَفِعْ به. قال: فما لَبِثْنا إلا يسيراً، حتى قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: إن الله حرَّمَ الخمرَ، فمن أدْرَكتُه هذه الآيةُ وعنده منها شيء فلا يَشربهْا ولا يَبِعْها ولا ينتفع بها قال: فاستقبل الناسُ بما كان عندهم منها طُرقَ المدينة فسَفكوها» . أخرجه مسلم.
وفي رواية ذكرها رزين، قال: «لما نزلت {يَسألُونَكَ عَنِ الْخَمرِ والمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إثمٌ كَبيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وإثمهما أكبر من نفعهما} [البقرة: 219] قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يا أيها الناس، إن الله يُعَرِّض بالخمر، ولعلَّ الله سُينزل فيها أمراً فمن كان عنده شيء فليَبِعْهُ وَليَنتَفع به» (1) . [ص:114]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فسفكوها) : السفك: الإراقة.
__________
(1) أخرجه مسلم رقم (1578) في المساقاة، باب تحريم بيع الخمر.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مسلم (5/39) قال: ثنا عبيد الله بن عمر القواريري، قال: ثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى أبو همام، قال ثنا سعيد الجريري، عن أبي نضرة، فذكره.(5/113)
3144 - (خ م د) الحسين بن علي بن أبي طالب - رضي الله عنهما -: أن علياً قال: «كانت لي شارف من نصِيبي من المغْنم يوم بدر، وكان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أعْطاني شارِفاً من الخمُس يومئذ فلما أردتُ [أن] أبتني بفاطمةَ بنتِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، واعَدتُ رجلاً صوَّاغاً من بني قيْنُقاع يَرْتَحِلُ معي، فنأْتي بإذخر أردتُ [أن] أبيعه من الصَّوَّاغين، فأستعينَ به في وليمةِ عُرسي، فبينما أنا أجمع لشارفيَّ متاعاً من الأقتاب والغرائر والحبال، وشارِفاي مُناخان إلى جنب حجرة رجل من الأنصار، أقبلتُ حين جمعتُ ما جمعتُ، فإذا شارِفايَ قد جبَّتْ أسنمتُهما، وبُقرتْ خواصِرهما، وأُخذ من أكبادهما، فلم أملكَ عينيَّ حين رأيتُ ذلك المنظرَ [منهما] ، فقلت: من فعل هذا؟ قالوا: فعله حمزة، وهو في هذا البيت في شَرب من الأنصار، غَنّتهُ قَيْنةٌ وأصحابه، فقالت في غِنائها:
«ألا يا حَمزُ للشُّرُفِ النِّواءُ» .
فوثب حمزةُ إلى السيف فاجتَبَّ أسْنِمتَهما وبقر خواصِرَهما وأخذ من أكبادهما. قال علي: فانطلقت حتى أدخل على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- وعنده زيدُ بن حارثة، قال: فعرَفَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- في وجهي الذي لَقيتُ، فقال: مالك؟ قلت: يا رسول الله، ما رأيتُ كاليوم [قَطُّ] ، عدا حمزةُ على ناقتيَّ فاجتَبَّ أسنِمَتَهما، [ص:115] وبقر خواصِرهما، وها هو ذا في بيت معه شرْب، قال: فدعا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بردائه فارتدَى، ثم انطلق يمشي، واتَّبَعْتُهُ، أنا وزيدُ بن حارثة، حتى جاء البيتَ الذي فيه حمزة، فاستأذن، فأُذن له، فإذا همْ شَرب، فطفق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يلُومُ حمزةَ فيما فعل، فإذا حمزةُ ثمل محمرَّة عيناه، فنظر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فصعَّدَ النظر إلى ركبَتَيه ثم صعَّدَ النظر إلى سرته، ثم صعَّد النظر فنظر إلى وجهه، ثم قال حمزة: وهل أنتم إلا عبيد لأبي؟ فعرف رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- أنه ثمِل، فنكص رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- على عَقِبَيهِ القَهقَرى، وخرج، وخرجنا معه» . وفي رواية «وذلك قبل تحريم الخمر» . أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(شارف) : الشارف: الناقة- المسنة الكبيرة.
(ابتني) : الابتناء بالعروس: الدخول بها. قال الجوهري: لا يقال: بنيت بها، وإنما يقال: بنيت عليها، لأن أصله: أنهم كانوا إذا أرادوا أن [ص:116] يدخلوا بالعروس بنوا عليها خباءاً، فسمي الدخول ابتناءاً مجازاً، والذي منع منه الجوهري قد جاء كثيراً في الاستعمال على طريق المجاز، وهو أيضاً عاد فاستعمله في كتابه.
(صَوَّاغاً) : الصوَّاغ: الصائغ.
(جُبَّت) : الجَب: القطع.
(بَقَرت) : البَقْر: شق البطن.
(شَرْب) : الشرب - بفتح الشين وسكون الراء - الجماعة يشربون الخمر.
(قَيْنة) : القينة: المغنية.
(النِّواء) : السِّمان: جمع: ناوية: والشرف جمع شارف، وهي الناقة المسنة، وقال الخطابي: الشرف: بضم الشين والراء، والأول أكثر.
(ثَمِل) : ثمل الشارب: إذا أخدت منه الخمر فتغير.
(فَنَكَص) : نكص على عقبيه: إذا رجع إلى ورائه ماشياً.
(القهقرى) : مِشية إلى وراء، وهي صفة لمحذوف، أي: رجع الرجوع القهقرى.
__________
(1) رواه البخاري 6 / 135 - 138 في الجهاد، باب فرض الخمس، وفي البيوع، باب ما قيل في الصواغ، وفي الشرب، باب بيع الحطب والكلأ، وفي المغازي، باب شهود الملائكة بدراً، وفي اللباس، باب الأردية، ومسلم (1979) في الأشربة، باب تحريم الخمر، وأبو داود رقم (2986) في الخراج، باب بيان مواضع قسم الخمر.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (1/142) (1200) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أنبأنا ابن جريج. و «البخاري» (3/78 و4/95 و5/105 و7/184) قال: حدثنا عبدان، قال: أخبرنا عبد الله، قال: أخبرنا يونس. وفي (3/149) قال: حدثنا: إبراهيم بن موسى، قال: أخبرنا هشام، أن ابن جريج أخبرهم. وفي (5/105) قال: حدثنا أحمد بن صالح، قال: حدثنا عنبسة، قال: حدثنا يونس، ومسلم (6/85) قال: حدثنا يحيى بن يحيى التميمي، قال: أخبرنا حجاج بن محمد، عن ابن جريج. (ح) وحدثنا عبد بن حميد، قال: أخبرني عبد الرزاق، قال: أخبرني بن جريج. (ح) وحدثني أبو بكر بن إسحاق، قال: أخبرنا سعبد بن كثير بن عفير أبو عثمان المصري، قال: حدثنا عبد الله بن وهب، قال: حدثنا يونس بن يزيد. وفي (6/87) قال: وحدثنيه محمد بن عبد الله بن قهزاذ، قال: حدثني عبد الله بن عثمان، عن عبد الله بن المبارك، عن يونس. وأبو داود (2986) قال: حدثنا أحمد بن صالح، قال: حدثنا عنبسة بن خالد، قال: حدثنا يونس.
كلاهما - ابن جريج، ويونس - عن ابن شهاب الزهري، عن علي بن الحسين بن علي، عن أبيه حسين ابن علي، فذكره.(5/114)
3145 - (س) مصعب بن سعد بن أبي وقاص قال: «كان لسعد رضي الله عنه كرُوم وأعناب كثيرة، وكان له فيها أمين، فحملتْ عِنباً كثيراً، فكتب إليه: إني أخاف على الأعناب الضَّيْعَةَ، فإن رأيتَ أن [ص:117] أعْصِرَهُ عَصَرتُه، فكتب إليه سعد: إذا جاءك كتابي هذا فاعتزل ضَيْعَتي، فوالله، لا ائتمِنُكَ على شيء بعده أبداً فعزله عن ضَيْعَتِهِ» . أخرجه النسائي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الضيعة) : الضياع والتلف.
__________
(1) 8 / 328 في الأشربة، باب الكراهية في بيع العصير، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (8/328) قال: نا سعيد، قال: نا عبد الله بن سفيان بن دينار، عن مصعب بن سعد، فذكره.(5/116)
3146 - (س) عبد الله بن محيريز عن رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «يشربُ ناس من أُمَّتي الخمرَ يُسمُّونَها بغير اسمها» . أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 8 / 312 و 315 في الأشربة، باب منزلة الخمر، ورواه أيضاً أبو داود رقم (3688) و (3689) في الأشربة، باب في الداذي، وابن ماجة رقم (4020) في الفتن، باب العقوبات بأتم منه، وهو حديث صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/237) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. (ح) ومحمد بن جعفر. والنسائي (8/312) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى، عن خالد، وهو ابن الحارث.
ثلاثتهم - عبد الرحمن، ومحمد بن جعفر، وخالد بن الحارث 0 عن شعبة، قال: سمعت أبا بكر بن حفص. يقول: سمعت ابن محيريز يحدث، فذكره.
(*) ورواه بلال بن يحيى العبسي، عن أبي بكر بن حفص، عن بن محيريز، عن ثابت بن السمط، عبادة بن الصامت وله متابعة، عن عبد الله بن الصامت أخرجها أحمد (5/318) قال: ثنا أبو أحمد الزبيري. و «ابن ماجة» (3385) قال: ثنا الحسين بن أبي السري، قال: ثنا عبيد الله (بن موسى) .
كلاهما - أبو أحمد، وعبيد الله - قالا: ثنا سعد بن أوس العبسي- الكاتب- عن بلال بن يحيى العبسي، عن أبي بكر بن حفص، عن ابن محيريز، عن ثابت بن المسمط، فذكره.(5/117)
3147 - (س) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «اشربوا ولا تَسكَروا» . أخرجه النسائي، وقال، وهذا غير ثابت (1) .
__________
(1) 8 / 320 في الأشربة، باب الأخبار التي اعتل بها من أباح شرب المسكر، من حديث أبي عوانة عن سماك عن قرصافة امرأة منهم عن عائشة، قال النسائي: هذا غير ثابت، قرصافة هذه لا ندري من هي، والمشهور عن عائشة خلاف ما روت عنها قرصافة، ورواه أيضاً النسائي 8 / 319 من حديث أبي الأحوص عن سماك عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي بردة بن نيار قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اشربوا في الظروف ولا تسكروا، وقال النسائي: وهذا حديث منكر غلط فيه أبو الأحوص، سلام بن سليم لا نعلم أحداً تابعه عليه من أصحاب سماك بن حرب، وسماك ليس بالقوي، وكان يقبل التلقين، قال أحمد بن حنبل: كان أبو الأحوص يخطئ في هذا الحديث، خالفه شريك في إسناده ولفظه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
ضعيف: أخرجه النسائي (8/320) قال: نا أبو بكر بن علي، قال نا إبراهيم بن حجاج، قال: ثنا أبو عوانة، عن سماك، عن قرصانة، امرأة منهم، فذكرته.
وقال النسائي، وهذا أيضا غير ثابت، وقرصانة هذه لا ندري من هي والمشهور عن عائشة خلاف ما روت قرصانة، وله متابعة أخرجها النسائي أيضا (8/319) قال: نا هناد بن السري، عن أبي الأحوص، عن سماك، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي بردة، عن نيار قال: قال: رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «اشربوا في الظروف ولا تسكروا» قال النسائي. وهذا حديث منكر غلط فيه أبو الأحوص سلام بن سليم، لا نعلم أن أحد أتابعه عليه من أصحاب سماك بن حرب، وسماك ليس بالقوي، وكان يقبل التلقين: قال أحمد بن حنبل، كان أبو الأحوص يخطئ في هذا الحديث، خالفه شريك في إسناده، وفي لفظه.(5/117)
3148 - () عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: في قوله تعالى {يا أيُّها الَّذِيْنَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وأنْتُمْ سُكَارَى} [النساء: 43] . قال: «لما نزلت، نادى مُنادي رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- إذا أقيمت الصلاة: لا يقْربنَّ الصلاة سكران» . أخرجه ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل والمطبوع: بياض بعد قوله: أخرجه، وقد رواه أبو داود رقم (3670) في الأشربة، باب في تحريم الخمر من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: لما نزل تحريم الخمر قال عمر: اللهم بين لنا في الخمر بياناً شفاء، فنزلت الآية التي في النساء {يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى} فكان منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أقيمت الصلاة ينادي: ألا لا يقربن الصلاة سكران ... " الخ، ورواه أيضاً أحمد والترمذي والنسائي من طرق، وهو حديث صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
لم أجده عن ابن عباس، ولكن بنحوه عن عمر بن الخطاب في قصته: اللهم بّين لنا في الخمر بيانا شافيا وقد تقدم.(5/118)
3149 - () عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: قال: «نَسَخَتِ التي في العُقُودِ (1) {إِنّمَا الخَمْرُ والميسِرُ والأَنْصَابُ وَالأَزْلامُ رِجسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [المائدة: 90] التي في البقرة والنساء في شأنها، فكانت التي في العقود عزْمَة» أخرجه ... (2) .
__________
(1) وهي سورة المائدة، سميت بذلك لأن في أولها قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود} .
(2) كذا في الأصل والمطبوع بياض بعد قوله: أخرجه، وقد ذكره السيوطي في " الدر المنثور " من رواية ابن أبي حاتم والبيهقي عن ابن عباس في قوله: {يسألونك عن الخمر ... } الآية، قال: نسخها: {إنما الخمر والميسر ... } الآية.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
ذكره السيوطي في «الدر المنثور» (2/182) وقال: أخرج عبد بن حميد، ووأبو داود، والنسائي، والنحاس والبيهقي،في سننه عن ابن عباس، في قوله: {يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى} قال: نسخها {إنما الخمر والميسر} الآية وأخرج ابن جرير من طريق العوفي عن ابن عباس في الآية قال: كان قبل أن تحرم الخمر وأخرج عبد بن حميد، وابن أبي حاتم،والنحاس، عن ابن عباس في قوله {لا تقوبوا الصلاة وأنتم سكارى} قال نسختها {يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم} .(5/118)
3150 - () جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عامَ الفتح وهو بمكة يقول: «إن الله ورسولَه حرَّما (1) الخمر» أخرجه (2) .
__________
(1) في الأصل: حرم.
(2) كذا في الأصل والمطبوع: بياض بعد قوله: أخرجه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
هذا الحديث من زيادات رزين، لم أهتد إليه.(5/118)
الفصل الرابع: في الأنبذة، وما يحرم منها، وما يحل، وفيه خمسة فروع
[الفرع] الأول: في تحريمها مطلقاً
3151 - (س) ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: «من سَرَّهُ أن يُحرِّمَ - إن كان مُحرِّماً ما حرَّمَ الله [ورسوله]- فليُحَرِّم النبيذَ» أخرجة النسائي (1) .
__________
(1) 8 / 322 في الأشربة، باب الأخبار التي اعتل بها من أباح شرب المسكر، وإسناده صحيح، ولفظه في النسائي المطبوع: من سره أن يحرم - إن كان محرماً ما حرم الله ورسوله - فليحرم النبيذ.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1-أخرجه أحمد (1/27) (195) . و (1/229) (2028) قال: حدثنا يحيى. وفي (1/340) (3157) قال: حدثنا محمد بن جعفر. والدارمي (2117) قال: أخبرنا أبو زيد. والنسائي (8/322) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. قال: أنبأنا أبو عامر، والنضر بن شميل، ووهب بن جرير. ستتهم -يحيى، وابن جعفر، وأبو زيد، وأبو عامر، والنضر بن شميل، ووهب بن جرير - عن شعبة.
2- وأخرجه أحمد (1/37) (260) قال: حدثنا مؤمل، قال: حدثنا سفيان.
كلاهما -شعبة، وسفيان - عن سلمة بن كهيل، قال: سمعت أبا الحكم، فذكره.
(*) زاد يحيى عن شعبة في أوله. «نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن نبيذ الجر والدباء.» ورواية سفيان مختصرة على هذا.
(*) في رواية سفيان -عمران السلمي -.وهو أبو الحكم.(5/119)
3152 - (س) ابن عباس - رضي الله عنهما -: قال له قيْس بن وَهبان «إن لي جُرَيْرَة أنْتَبِذُ فيها، حتى إذا غلا وسكن شرِبْتُه، قال: مُذ كم هذا شرابُكَ؟ قلتُ: منذ عشرين سنة - أو قال: منذ أربعين سنة (1) - قال: طالما تروَّتْ عُروقكَ من الخبث» أخرجه النسائي (2) .
__________
(1) في النسائي المطبوع: مذ عشرون سنة، أو قال: مذ أربعون سنة.
(2) 8 / 323 في الأشربة، باب الأخبار التي اعتل بها من أباح شراب المسكر، وفي سنده قيس بن هبار لم يوثقه غير ابن حبان، وفي الأصل والنسائي المطبوع: قيس بن وهبان، وقد اختلف في اسمه، فقيل أيضاً: هنام، وقيل: هنان، وقيل: هيان، وقيل: سنان، وقد تفرد عنه سليمان التيمي، وباقي رجاله ثقات.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجها النسائي (8/323) قال: نا سويد، قال:نا عبد الله عن سليمان الثيمي، عن قيس بن وهبان. فذكره.(5/119)
3153 - (س) أبو جمرة بن عمران قال: «كنت أُترْجم بين ابن عباس وبين الناس، فأتته امرأة، فسألته عن نبيذ الجَرِّ؟ فنهى عنه، قلتُ: [ص:120][يا أبا عباس] ، إني أنتَبذُ في جَرَّة خضراءَ نبيذاً حُلْواً، فأشربُ منه، فيُقرقِرُ بطني؟ قال: لا تشربْ منه، وإن كان أحلى من العسل» . أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 8 / 322 في الأشربة، باب الأخبار التي اعتل بها من أباح شراب المسكر، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (8/322) قال: نا محمد بن بشار، قال ثنا محمد، قال: ثنا شعبة، عن أبي جمرة، فذكره.(5/119)
3154 - (س) عبد الله بن شبرمة - قاضي الكوفة قال: قال طلحةُ لأهل الكوفة في النَّبِيذ: تكون فِتنة يربُو فيها الصَّغيرُ، ويَهْرَمُ فيها الكبير، قال: وكان [إذا كان] فيهم عُرس [كان] طلحة والزبير (1) يسقيان اللبن والعسل، فقيل لطلحة: ألا تسقيهم النبيذَ؟ قال: إني أكْرَهُ أن يَسكَرَ مسلم في بيتي (2) . أخرجه النسائي (3) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يربو) : ربا الشيء: يربو: إذا زاد وعظُم.
__________
(1) في الأصل: وكان فيهم عرس لطلحة والزبير، وما أثبتناه من النسائي المطبوع.
(2) وفي النسائي المطبوع " في سببي " وفي بعض النسخ: بسببي.
(3) 8 / 336 في الأشربة، باب ذكر الأشربة المباحة، وإسناده منقطع.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (8./336) قال: نا إسحاق بن إبراهيم، قال: نا جرير، عن ابن شبرمة، فذكره.(5/120)
3155 - (س) محمد بن سيرين - رحمه الله -[قال: جاء رجل إلى ابن عمر، فقال] : إن أهلَنا يَنبِذُون لنا شراباً عشياً، فإذا أصبحنا شربناه؟ قال: أنْهَاكَ عن المُسْكرِ: قليلِه وكثيره، وأُشْهِدُ الله عليك، أَنهاك عن المسكر قليله وكثيره، وأُشهد الله عليك، أَنهاك عن المسكر قليله وكثيره، وأُشهد الله عليك، إن أهلَ خيبرَ يَنْتَبِذُونَ شراباً من كذا وكذا، يُسَمُّونهُ كذا وكذا [ص:121] وهي الخمرُ، وإن أَهل فدكَ ينبذون شراباً من كذا وكذا يسمُّونه كذا وكذا، وهي الخمرُ، حتى عدَّ أربعةَ أشرِبة، أحدها: العسل. أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 8 / 296 في الأشربة، باب تحريم الأشربة المسكرة من الأثمار والحبوب، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (8/296) قال: نا سويد بن نصر، قال: ثنا عبد الله عن ابن عون، عن ابن سيرين، فذكره.(5/120)
3156 - (د س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في سفر فلما علمت أنه أظلَّ (1) قادماً تحيَّنتُ وصولَه - أو قال: فِطْرَهُ بنبيذ صنَعْتُه في دُبَّاء، ثم أتيتهُ به، فأخذه، فإذا هو يَنِشُّ، ويَغْلي، فقال لي: اضرب به الحائط، فإن هذا شرابُ مَن لا يؤمن بالله ولا باليوم الآخر» . أخرجه أبو داود والنسائي.
وأوَّلُ روايتهما، قال: «علمتُ أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يصُومُ، فتَحَيَّنْتُ فِطْرَهُ بنبيذٍ صنعتُهُ في دُبَّاء ... » الحديث (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(تَحَيَّنت) : الشيء: إذا رصدت حينَه ووقتَه.
__________
(1) يقال: أظلك فلان: إذا دنا منك، كأنه ألقى عليك ظله " صحاح ".
(2) رواه أبو داود رقم (3716) في الأشربة، باب في النبيذ إذا غلى، والنسائي 8 / 301 في الأشربة، باب تحريم كل شراب أسكر، وفي سنده خالد بن عبد الله بن حسين الدمشقي، لم يوثقه غير ابن حبان، وباقي رجاله ثقات.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (3716) قال: حدثنا هشام بن عمار، قال. حدثنا صدقة بن خالد. وابن ماجة (3409) قال: حدثنا مجاهد بن موسى. قال: حدثنا الوليد، عن صدقة أبي معاوية. و «النسائي» (8./301) قال: أخبرنا هشام بن عمار. قال: حدثنا صدقة بن خالد. وفي (8/325) قال: أخبرنا علي بن حجر. قال: ثنا عثمان بن حصن.
ثلاثتهم - صدقة بن خالد،وصدقة بن عبد الله السمين أبو معاوية، وعثمان، عن زيد بن واقد. قال:ني خالد بن عبد الله بن حسين. فذكره.
(*) في رواية عثمان بن حصن: خالد بن حسين.(5/121)
[الفرع] الثاني: في تحليلها مطلقاً
3157 - (س) أبو مسعود البدري - رضي الله عنه - قال: «عَطِش [ص:122] النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- حول الكعبة فاستَسقى، فأُتِيَ بنَبِيذ من السِّقايةِ [فشّمَّهُ] ، فقطَّبَ فقال: عليَّ بذَنُوب من زمزَمَ، فصبَّ عليه، ثم شربَ، فقال رجل: أحرام هو يا رسول الله؟ قال: لا» أخرجه النسائي، وقال: هذا خبر ضعيف (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فقَطَّبَ) : قطَّب وجهه: إذا عبس وجمع جلدته من شيء كرهه.
(بِذَنُوب) : الذَّنوب: الدلو العظيمة.
__________
(1) 8 / 325 في الأشربة، باب الأخبار التي اعتل بها من أباح شراب المسكر، من حديث يحيى ابن يمان عن سفيان عن منصور عن خالد بن سعد عن أبي مسعود البدري رضي الله عنه، قال النسائي: وهذا خبر ضعيف، لأن يحيى بن يمان انفرد به دون أصحاب سفيان، ويحيى بن يمان لا يحتج بحديثه لسوء حفظه وكثرة خطئه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
ضعيف: أخرجه النسائي (8/325) قال: نا الحسين بن إسماعيل بن سليمان، قال: نا يحيى بن يمان، عن سفيان، عن منصور، عن خالد بن سعد، فذكره.
(*) قال النسائي: وهذا خبر ضعيف، لأن يحيى بن يمان انفرد به دون أصحاب سفيان، ويحيى بن يمان، لا يحتج بحديثه لسوء حفظه، وكثرة خطئه.(5/121)
3158 - (س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: قال: «إن رجلاً جاء إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بقدَح فيه نبيذ، وهو عند الرُّكْن، ودفع إليه القدح، فرفعه إلى فيه، فوجده شديداً فردَّه على صاحبه، فقال رجل مِن القومِ: يا رسول الله: أحرام هو؟ فقال عليَّ بالرجل، فأُتي به، فأخذ منه القدح، ثم دعا بماء فصبَّه فيه، ثم رفعه إلى فيه، فقطَّبَ، ثم دعا بماء أيضاً، فصبَّهُ فيه، ثم قال: إذا اغتلمتْ عليكم هذه الأوعية فاكْسِروا مُتونَها بالماء» أخرجه النسائي (1) ، وقال: هذا الحديث ليس بمشهور ولا يحتج به (2) . [ص:123]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(اغتلمت) : اشتدت واضطربت، وذلك عند الغليان.
__________
(1) 8 / 323 و 324 في الأشربة، باب الأخبار التي اعتل بها من أباح شراب المسكر، وفي سنده عبد الملك بن نافع الشيباني الكوفي، ابن أخي القعقاع، ويقال له: ابن القعقاع، وهو مجهول.
(2) في النسائي المطبوع: عبد الملك بن نافع، ليس بالمشهور ولا يحتج بحديثه، والمشهور عن ابن عمر خلاف حكايته.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
ضعيف: أخرجه النسائي (8/323) قال: نا زياد بن أيوب، قال: ثنا هشيم. قال: أنبأنا العوام، وفي (8/324) قال: أخبرنا زياد بن أيوب، عن أبي معاوية قال: حدثنا أبو إسحاق الشيباني.
كلاهما - العوام بن حوشب، وأبو إسحاق الشيباني - عن عبد الملك بن نافع، فذكره.
(*) قال النسائي: عبد الملك بن نافع ليس بالمشهور، ولا يحتج بحديثه، والمشهور عن ابن عمر خلاف حكايته.(5/122)
3159 - (م د) بكر بن عبد الله المزني قال: «كنتُ جالساً مع ابن عباس رضي الله عنهما- عند الكعبة، فأتاه أعرابي، فقال: ما لي أرى بني عمِّكم يسْقونَ العسلَ واللبن، وأنتم تسْقونَ النَّبيذَ؟ أمِنْ حاجة بكم أمْ مِن بُخل؟ فقال ابن عباس: الحمد لله، ما بنا من حاجة ولا بُخْل، إنما قدِمَ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- على راحلته، وخلْفه أُسامةُ، فاسْتَسْقى، فأتيناه بإناء من نبيذ، فشرب وسقى فضْله أُسامة، فقال أحسنتم - أو أجملْتُمْ - كذا فاصنَعوا، فلا نريد تغيير ما أمر به رسول الله - صلى الله عليه وسلم-» أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (1316) في الحج، باب وجوب المبيت بمنى ليالي التشريق، ورواه أيضاً أبو داود رقم (2021) في المناسك، باب في نبيذ السقاية.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (3691) (3495) قال: ثنا بن أبي عدي. وفي (1/372) (3528) قال: ثنا روح، قال: ثنا حماد. ومسلم (4/86) قال: ثني محمد بن المنهال الضرير، قال ثنا يزيد بن زريع،وأبو داود (2021) قال: ثنا عمرو بن عون، قال: ثنا خالد. وابن خزيمة (2947) قال: ثنا محمد بن أبان، قال: ثنا محمد بن إبراهيم بن أبي عدي (ح) وثنا أبو بشر الواسطي، قال، ثنا خالد.
أربعتهم - ابن أبي عدي، وحماد، ويزيد، وخالد - عن حميد الطويل، عن بكر بن عبد الله، فذكره.(5/123)
3160 - (خ) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- جاء إلى السِّقاية، فاستَسْقى. فقال العباس: يا فضْلُ، اذْهبْ إلى أُمِّك فائتِ رسولَ الله بشرابٍ من عندها، فقال: أسقِني، قال: يا رسول الله إنهم يجعلون أيْدِيَهُم فيه، قال: اسقِني، فشربَ منه، ثم أتى زمزَمَ، وهم يَسْقُونَ ويعملون فيها، فقال: اعْمَلُوا، فإنكم على عمل صالح، ثم قال: لولا أن [ص:124] تُغلبُوا لنزلتُ حتى أضع الحبل على هذه - يعني: عاتِقه» أخرجه البخاري (1) .
وذكر الحميدي هذا الحديث في أفراد البخاري، والذي قبله في أفراد مسلم، وكأنهما مشتبهان، وذلك بخلاف عادته، فإنه يذكر ما كان من هذا النوع مُتَّفِقاً، وذكرناهما نحن أيضاً مفْرَدَينِ كما فعل.
__________
(1) 3 / 393 في الحج، باب سقاية الحاج.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (2/191) قال: ثنا إسحاق. و «ابن خزيمة» (2646) قال: ثنا أبو بشر الواسطي.
كلاهما - إسحاق، وأبو بشر الواسطي - عن خالد بن عبد الله، عن خالد الحذاء، عن عكرمة، فذكره.(5/123)
3161 - (س) سعيد بن المسيب - رحمه الله - قال: «تَلَقَّتْ ثقِيفُ عمرَ بشراب، فدعا به فلما قرَّبه إلى فيه كرهه، فدعا به فكسره بالماء، فقال: هكذا فافعلُوا» أخرجه النسائي.
وفي رواية له: «قال عمرُ: إذا خَشِيتُم من نَبِيذ فاكسِروهُ فاكسِروُه بالماء» قال في رواية: «قبل أن يَشْتَدَّ» (1) .
__________
(1) 8 / 326 في الأشربة، باب الأخبار التي اعتل بها من أباح شراب المسكر، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (8 /326) قال: نا زكريا بن يحيى،قال:، ثنا عبد الأعلى قال: ثنا سفيان عن يحيى بن سعيد سمع سعيد بن المسيب، فذكره.(5/124)
3162 - (خ م د) جابر - رضي الله عنه - قال: كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فاستسقى، فقال رجل: يا رسول الله، ألا أسقِيكَ نبيذاً؟ قال: «بلى» ، فخرج يسعى، فجاء بقدح فيه نبيذ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ألا خمَّرتَه، ولو تَعرُض عليه عوداً؟ قال: «فشرب» . أخرجه البخاري ومسلم، وأخرجه أبو داود، ولم يذكرفيه «فشرِب» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 10 / 63 في الأشربة، باب شرب اللبن، ومسلم رقم (2010) و (2011) في الأشربة، باب في شرب النبيذ وتخمير الإناء، وأبو داود رقم (3734) في الأشربة، باب في إيكاء الآنية.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: تقدم برقم (3106) .(5/124)
[الفرع] الثالث: في مقدار الزمان الذي يشرب النبيذ فيه
3163 - (د ت س) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «كنا ننتبذُ لرسول الله - صلى الله عليه وسلم- في سِقاء غدْوَة فيشربه عشيَّة، وعشيَّة فيشربه غُدوة، فإن فضلَ مما يشرب على عشائه مما نَبَذْناه له بكْرة سقاه أحداً، ثم نَنتبِذُ له بالليل، فإذا تغدَّى شرِبَه على غدائه، قالت: وكنا نغْسلُ السِّقاء كلَّ غُدْوة وعشيَّة مرتين في يوم» .
وفي أخرى قالت: «كان يُنبَذُ لرسول الله - صلى الله عليه وسلم- في سقاء يُوكأُ أعلاه، وله عزْلاءُ (1) ، يُنتَبَذُ غُدوة فيشربه عشاء، وينتبذُ عِشاء فيشربه غُدوة» .
وفي أخرى: «أنها كانت تنبذُ للنبي - صلى الله عليه وسلم- غُدْوة، فإذا كان من العشيِّ فتعشى شرب على عشائه، فإن فضلَ شيء صببته أو فرغته، ثم ننتبذُ له بالليل، فإذا أصبح تغدَّى، فشرب على غدائه. قالت: نغسلُ السِّقاءَ غُدوة وعشية» قالت عمرة [بنت عبد الرحمن بن سعد] فقال لها أبي: «مرتين في يوم؟ قالت: نعم» أخرجه أبو داود، وأخرج الترمذي الرواية الأولى، إلى قوله: «فيشربه غدوة» .
وفي رواية النسائي، قالت جَسْرَةُ بنتُ دَجاجة العامِريَّة: «سمعتُ عائشة يسألُها أُناس، كلُّهم يسألُ عن النَّبيذ؟ ويقول: ننْبِذُ التَّمرَ غُدوة [ص:126] ونشربه عشيَّة وننْبِذُهُ عَشِيَّة ونشربه غُدوة، قالت: ولا أحلُّ مُسكرِاً، وإن كان خبْزاً، وإن كان ماء، قالتها ثلاث مرَّات» (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(عزلاء) : العزلاء فم الراوية والجمع: العزالَى والعزالِي - بالفتح والكسر.
__________
(1) العزلاء: فم المزادة الأسفل " صحاح ".
(2) رواه أبو داود رقم (3711) و (3712) في الأشربة، باب في صفة النبيذ، والترمذي رقم (1872) في الأشربة، باب ما جاء في الانتباذ في السقاء، والنسائي 8 / 320 في الأشربة، باب الأخبار التي اعتل بها من أباح شراب المسكر، وهو حديث حسن، وفي الباب عن جابر وأبي سعيد وابن عباس.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: عن بنانة بنت يزيد العبشمية، عن عائشة، قالت: «كنا ننبذ لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- في سقاء فنأخذ قبضة من تمر، أو قبضة من زبيب، فنطرحها فيه، ثم نصب عليه الماء، فننبذه غدوة فيشربه عشية، وننبذه عشية فيشربه غدوة» .
أخرجه أحمد (6/46) قال: حدثنا أبو معاوية. وابن ماجة (3398) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة. قال: حدثنا أبو معاوية. (ح) وحدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب. قال حدثنا عبد الواحد بن زياد.
كلاهما - أبو معاوية، وعبد الواحد بن زياد - قالا: حدثنا عاصم الأحول. قال: حدثتنا بنانة بنت يزيد العبشمية، فذكرته.
(*) في رواية أبي معاوية عن عاصم عند أحمد: «عن تبالة بنت يزيد» . وعن عمرة عمة مقاتل عن عائشة رضي الله عنها «أنها كانت تنبذ للنبي -صلى الله عليه وسلم- غدوة فإذا كان من العشي فتعشى شرب على عشائه، وإن فضل شيء صببته، أو فرغته، ثم ننبذ له بالليل، فإذا أصبح تغذى فشرب على غدائه، قالت: يغسل السقاء غدوة وعشية» . فقال لها أبي: مرتين في يوم؟ قالت: نعم.
أخرجه أحمد (6/124) قال: حدثنا قريش بن إبراهيم. وأبو داود (3712) قال: حدثنا مسدد. كلاهما - قريش بن إبراهيم، ومسدد - عن المعتمر بن سليمان، عن شبيب بن عبد الملك التيمي عن مقاتل بن حيان، فذكره(5/125)
3164 - (م د س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: قال: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ينبَذُ له أوَّلُ الليل، فيشربه إذا أصبح يومَه ذلك، والليلةَ التي تجيء، والغَد، والليلة الأخرى، والغدَ إلى العصر، فإن بَقي شيء سقاه الخادم، أو أمر به فصُبَّ» .
وفي رواية: «كان يُنبَذُ له في سقاء من ليلة الإثنين، فيشربه يومَ الإثنين، والثلاثاء إلى العصر، فإن فضل منه شيء سقاه الخادمَ أو صَبَّه» ، وفي أخرى، قال: «كنا ننقع لرسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- الزَّبيبَ، فيشربُه اليومَ والغدَ وبعدَ الغد إلى مساء الثالثة، ثم يأمر به فيُسقى، أو يُهراقُ» ، أخرجه مسلم.
وفي رواية أبي داود، قال: «كنا ننبِذُ للنبي - صلى الله عليه وسلم- الزَّبيب، فيشربُه..» وذكر هذه الرواية الآخرة.
وفي رواية النسائي، قال: «كنا نَنبِذُ لرسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-، فيشربه من الغد [ص:127] وبعد الغد، فإذا كان مساءُ الثالثة، فإن بقِيَ في الإناء شيء، لم يشربه، وأمر به فأُهرقَ» .
وفي أخرى له «كان يُنقعُ له الزَّبيبُ فيشربه يومَه، والغدَ، وبعدَ الغد» (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (2004) في الأشربة، باب إباحة النبيذ الذي لم يشتد ولم يصر مسكراً، وأبو داود رقم (3713) في الأشربة، باب في صفة النبيذ، والنسائي 8 / 333 في الأشربة، باب ذكر ما يجوز شربه من الأنبذة وما لا يجوز.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1-أخرجه أحمد (1/224) (1963) قال: حدثنا أبو معاوية. و «مسلم» (6/101) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو كريب، وإسحاق بن إبراهيم، قال: إسحاق: أخبرنا. وقال الآخران: حدثنا أبو معاوية. وفي (6. /102) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: حدثنا أخبرنا جرير. و «أبو داود» (3713) قال: حدثنا مخلد بن خالد، قال وصل بن عبد الأعلى، عن ابن فضيل. و «النسائي» (8/333) قال: أخبرنا، وجرير، وابن فضيل.
ثلاثتهم - أبو معاوي، وجرير، وابن فضيل - عن الأعمش.
2- وأخرجه أحمد (1/232) (2068) و (3351) (3337) قال: حدثنا وكيع. وفي (1/240) (2143) قال: حدثنا محمد بن جعفر. ومسلم (6/101) قال: وحدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري، قال حدثنا أبي (ح) وحدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر. و «النسائي» في الكبرى «تحفة الأشراف» - (6548) عن محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر.
ثلاثتهم - وكيع، ومحمد بن جعفر، ومعاذ العنبري - قالوا: حدثنا شعبة.
3- وأخرجه مسلم (6/102) قال: حدثني محمد بن أحمد بن أبي خلف، قال: حدثنا زكريا بن عدي، قال: حدثنا عبيد الله عن زيد
4- وأخرجه ابن ماجة (3399) قال: حدثنا أبو كريب، عن إسماعيل بن صبيح، عن أبي إسرائيل.
5- وأخرجه النسائي (8/332) قال: أخبرنا أبو داود الحراني قال: حدثنا يعلى بن عبيد، قال: حدثنا مطيع.
6- وأخرجه النسائي (8/333) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا شريك، وفي الكبرى (تحفة الأشراف) (6548) عن محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ، عن أبيه، عن ورقاء. كلاهما (شريك، وورقاء) عن أبي إسحاق.
ستتهم - الأعمش، وشعبة، وزيد بن أبي أنيسة، وأبو إسرائيل، ومطيع وأبو إسحاق - عن يحيى بن عبيد بن أبي عمر، فذكره.
(*) في رواية زيد بن أبي أنيسة: «سأل قوم ابن عباس عن بيع الخمر، وشرائها والتجارة فيها؟ فقال: أمسلمون أنتم؟ قالوا: نعم. قال: فإنه لا يصلح بيعها، ولا شراؤها، ولا التجارة فيها. قال: فسألوا عن النبيذ؟ فقال: خرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في سفر، ثم رجع وقد نبذ ناس من أصحابه في حناتم ونفير ودباء. فأمر به فأمر به فأهريق. ثم أمر بسقاء، فجعل فيه زبيب وماء. فجعل من الليل فأصبح. فشرب منه يومه ذلك وليلته المستقبلة. ومن الغد حتى أمسى. فشرب وسقى. فلما أصبح أمر بما بقي منه فأهريق.
وعن عكرمة، أن رجلا سأل ابن عباس عن نبيذ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال:
«كان يشرب بالنهار، ما صنع بالليل، ويشرب بالليل ما صنع بالنهار» .
أخرجه أحمد (1/287) (2606) قال: حدثنا علي بن أبي إسحاق، قال: حدثنا عبد الله، قال: أخبرنا حسين بن عبد الله، عن عكرمة، فذكره.(5/126)
3165 - (د س) عبد الله الديلمي - رضي الله عنه - عن أبيه [وهو فيروز]- قال: «أتينا رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- فقلنا: يا رسول الله قد علمتَ مَنْ نَحْنُ، ومن أينَ نحنُ، فإلى مَن نَحنُ؟ قال: إلى الله ورسوله، فقلنا: يا رسولَ الله، إن لنا أعناباً، فما نصنع بها؟ قال: زبِّبُوها،، قلنا: ما نصنع بالزَّبيب؟ قال: انبِذُوهُ على غدائكم، واشربوه على عَشائكم، وانبِذوه على عَشائكم، واشربوه على غدائكم، وانبذوه في الشِّنان، ولا تنبذوه في القُلل، فإنه إذا تأخرَ عن عصره صارَ خلاً» أخره أبو داود.
وفي رواية النسائي، قال: «قلنا: يا رسول الله، إن لنا أعناباً، فماذا نصنعُ بها..» وذكر الحديث (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الشِّنان) : جمع شَن، وهو الزِّق والقِربة البالية. [ص:128]
(القُلَل) : القُلَّة: الجُب العظيم، وهو في الحجاز معروف، والجمع: قلال وقلل.
__________
(1) رواه أبو داود رقم (3710) في الأشربة، باب في صفة النبيذ، والنسائي 8 / 332 في الأشربة، باب ذكر ما يجوز شربه من الأنبذة وما لا يجوز، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/232) قال: حدثنا هيثم بن خارجة.، قال: حدثنا ضمرة. وفي (4/232) قال: قال: حدثنا أبو المغيرة، قال: حدثنا ابن عياش، يعني إسماعيل. والدارمي (2114) قال: أخبرنا محمد ابن كثير، عن الأوزاعي. وأبو داود (3710) قال: حدثنا عيسى بن محمد، قال: حدثنا ضمرة و «النسائي» (8/332) قال: أخبرني عمرو بن عثمان بن سعيد بن كثير، قال: حدثنا بقية، قال: حدثني الأوزاعي. (ح) وأخبرنا عيسى بن محمد أبو عمير بن النحاس، عن ضمرة.
ثلاثتهم - ضمرة بن ربيعة، وإسماعيل بن عياش، والأوزاعي - عن يحيى بن أبي عمرو السيباني، عن عبد الله بن الديلمي، فذكره.
(*) أخرجه أحمد (4/232) قال: حدثنا يزيد بن عبد ربه، قال: حدثنا الوليد بن مسلم، قال: حدثنا الأوزاعي، عن عبد الله بن فيروز الديلمي، عن أبيه، فذكره. ليس فيه - يحيى بن أبي عمرو السيباني-.(5/127)
3166 - (س) نافع مولى - ابن عمر - رضي الله عنهما -: قال: «كان يُنبَذُ لابنِ عُمَرَ في سقاء الزَّبيبُ غدوة، فيشربُه من الليل، ويُنبَذُ عشيَّة فيشربُه غدوة، وكان يغسل السِّقاءَ بُكْرة وعشيَّة، ولا يجعل فيها دُردِيّاً ولا شيئاً، قال نافع: وكنا نشربه مثل العسل» (1) .
وفي رواية (2) «أنه كان يُنْقع له الزَّبيبُ فيشربه من الغد، ثم يجفَّفُ الزبيبُ، ويُلقى عليه زبيب آخر ويجعل فيه ماء، ويشربه من الغد، حتى إذا كان بعد الغد طرَحَه» . أخرجه النسائي (3) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الدُّردِيُّ) : عكر الخمر والزيت، وهو ما يبقى في أسفله كالحثالة.
__________
(1) أخرجه النسائي 8 / 333 في الأشربة، باب ذكر ما يجوز شربه من الأنبذة وما لا يجوز، وإسناده صحيح.
(2) هذه الرواية ليست من رواية نافع عن ابن عمر، وإنما هي من رواية رقية بنت عمرو بن سعيد عن ابن عمر.
(3) 8 / 325 في الأشربة، باب الأخبار التي اعتل بها من أباح شراب المسكر، وفي سنده عبيد بن عمر القرشي السعيدي البصري، ورقية بنت عمرو بن سعيد، وهما مجهولان، ولكن يشهد لهذه الرواية التي قبلها.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
الرواية الأولى إسنادها صحيح:
أخرجها النسائي (8/333) قال: نا سويد، والرواية الثانية، أخرجها النسائي (8/325) قال: نا سويد قال: نا عبد الله بن عبيد الله بن عمر السعيدي، قال: حدثتني رقية بنت عمرو بن سعيد، قالت: كنت في حجر ابن عمر، فذكرت الحديث.
قلت: في إسناد الرواية الثانية عبيد الله بن عمر القرشي السعيدي، ورقية بنت عمرو ويقال: عمر بن سعيد، وهما مجهولان.(5/128)
3167 - (س) علي «كان يأمرُ حُسَيناً ينبذ له من الليل (1) ، فيشربه غدوة وينبذُ له غُدوة، فيشربه من الليل» . أخرجه النسائي.
__________
(1) كذا الأصل: علي: كان يأمر حسيناً ينبذ له، وفي المطبوع: علي بن أبي طالب رضي الله عنه: كان يأمر حسيناً، وكلاهما خطأ، والذي في النسائي المطبوع 8 / 333 في الأشربة، باب ما يجوز شربه من الأنبذة وما لا يجوز: أخبرنا سويد (يعني ابن نصر المروزي) أنبأنا عبد الله (يعني ابن المبارك) عن بسام (يعني ابن عبد الله الصيرفي) قال: سألت أبا جعفر (يعني محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الباقر) عن النبيذ قال: كان علي بن حسين (يعني أباه زين العابدين) رضي الله عنه ينبذ له من الليل فيشربه غدوة، وينبذ له غدوة فيشربه من الليل، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (8/333) قال: نا سويد، قال نا عبد الله بن بسام، قال: سألت أبا جعفر عن النبيذ، قال: كان علي بن حسين رضي الله عنه ينبذ له من الليل فيشربه غدوة، وينبذ له غدوه فيشربه من الليل.(5/129)
3168 - (س) أم الفضل بنت الحارث - رضي الله عنها -: «أرسلت إلى أنس بن مالك تسأله عن نبيذ الجرِّ؟ فحدَّثها عن النَّضرِ - ابنه -: أنه كان ينبِذُ في جرّ، ينبِذُه غُدوة، ويشربه عشيَّة» . أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 8 / 333 - 334 في الأشربة، باب ما يجوز شربه من الأنبذة وما لا يجوز، وفي سنده أبو عثمان وليس بالنهدي وهو مجهول، لم يوثقه غير ابن حبان، وباقي رجاله ثقات، وهو بمعنى الحديث الذي قبله.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (8/333 و 334) قال: نا سويد، قال: نا عبد الله بن سليمان التيمي، عن أبي عثمان وليس بالنهدي، فذكره.(5/129)
3169 - (س) هنيدة بنت شريك بن أبان قالت: «لقيتُ عائشةَ بالخريبَة (1) ، فسألتُها عن العَكَرِ (2) فنَهَتني عنه، وقالت: انتَبِذِي عشيَّة، واشربيه غُدوة، وأوكي عليه، ونَهَتْني عن الدُّبَّاء والنَّقِير والمُزَفَّتِ والحَنْتَم المُزَفَّتَةِ» . أخرجه النسائي (3) .
__________
(1) تصغير خربة، قال ياقوت في " معجم البلدان ": موضع بالبصرة، وسميت بذلك فيما ذكره الزجاجي، لأن المرزبان كان قد ابتنى به قصراً وخرب بعده، فلما نزل المسلمون البصرة ابتنوا عنده وفيه أبنية، وسموها الخريبة.
(2) العكر بفتحتين: الوسخ والدرن من كل شيء، والمراد هنا: درن الخمر الباقي في الوعاء.
(3) 8 / 307 في الأشربة، باب النهي عن نبيذ الدباء والنقير، وفي سنده جهالة، ولكن لبعضه شواهد.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (8/307) قال: نا سويد، قال: نا عبد الله بن طود بن عبد الملك القسي بعدي، قال: ثنى أبي، فذكره.(5/129)
[الفرع] الرابع: في ذكر نبيذ الخليط
النهي عنه
3170 - (خ م س د ت) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: قال «نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عن الزَّبيب والتَّمر والبُسر والرُّطب» .
وفي رواية: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- «نهى أن يُخلَطَ الزَّبيب، والتَّمر والبُسر والتَّمرُ» .
وفي أخرى «نهى أن يُنبَذَ التمر والزَّبيب جميعاً، وأن يُنبَذَ الرُّطَبُ والبُسْرُ جميعاً» . أخرجه البخاري ومسلم والنسائي، وأخرج أبو داود الثانية.
وأخرج الترمذي «نهى أن ينْبَذَ البُسر والرُّطبُ جميعاً» لم يزد (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الخليط) : الشيء المخلوط، فعيل بمعنى: مفعول.
__________
(1) رواه البخاري 10 / 59 في الأشربة، باب من رأى أن لا يخلط البسر والتمر إذا كان مسكراً، ومسلم رقم (1986) في الأشربة، باب كراهية انتباذ التمر والزبيب، وأبو داود رقم (3703) في الأشربة، باب في الخليطين، والترمذي رقم (1877) في الأشربة، باب ما جاء في خليط البسر والتمر، والنسائي 8 / 290 في الأشربة، باب خليط البسر والرطب.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (3/294) قال: حدثنا عبد الرزاق (ح) وروح. وفي (3/300) (317) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، والبخاري (7/140) قال: حدثنا أبو عاصم. ومسلم (6/90) قال: حدثني محمد بن حاتم، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، ومحمد بن رافع، قالا: حدثنا عبد الرزاق. والنسائي (8/290) قال: حدثنا أخبرنا يعقوب بن إبراهيم، عن يحيى - هو ابن سعيد.
أربعتهم - عبد الرزاق، وروح، ويحيى بن سعيد، وأبو عاصم - عن ابن جريج.
2- وأخرجه أحمد (3/302) قال: حدثني يحيى بن سعيد. ومسلم (6/89) قال:حدثنا شيبان بن فروخ كلاهما - يحيى، وشيبان - عن جرير بن حازم.
3- وأخرجه أحمد (3/363) قال: حدثنا عفان،قال: حدثنا همام.
4- وأخرجه أحمد (3/369) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، قال: حدثنا مطر.
5- وأخرجه مسلم (6/89) ، وأبو داود (3703) قالا - مسلم، وأبو داود -: حدثنا قتيبة بن سعيد. وابن ماجة (3395) قال: حدثنا محمد بن رمح. والترمذي (1876) قال-: حدثنا قتيبة. والنسائي (8/290) قال: أخبرنا قتيبة.
كلاهما - قتيبة، وابن رمح - عن الليث بن سعد.
6- وأخرجه النسائي (8/290) قال: أخبرنا عمرو بن علي، عن أبي داود، قال: حدثنا بسطام، قال: حدثنا مالك بن دينار.
ستتهم - ابن جريج، وجرير، وهمام، ومطر، والليث، ومالك بن دينار- عن عطاء بن أبي رباح، فذكره.
- وعن أبي الزبير عن جابر، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «أنه نهى أن ينبذ الزبيب والبسر جميعا، ونهى أن ينبذ البسر والرطب جميعا» .
1- أخرجه أحمد (3/389) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا سفيان.
2- وأخرجه مسلم (6/90) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. (ح) وحدثنا محمد بن رمح. وابن ماجة (3395) قال: حدثنا محمد بن رمح. والنسائي (8/291) قال: أخبرنا قتيبة.
كلاهما - قتيبة، وابن رمح - عن الليث بن سعد.
كلاهما - سفيان، والليث - عن أبي الزبير، فذكره.
- وعن عمرو بن دينار، قال: سمعت جابر بن عبد الله، يقول: «نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن التمر، والزبيب، ونهى عن التمر والبسر، أن ينبذا جميعا» .
أخرجه النسائي (8/291) قال: أخبرنا قريش بن عبد الرحمن الباوردي، عن علي بن الحسن، قال: أنبأنا الحسين بن واقد، قال: حدثني عمرو بن دينار، فذكره.(5/130)
3171 - (خ م ط د س) أبو قتادة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: «لا تنْتَبِذُوا الزَّهوَ والرُّطبَ جميعاً، ولا تنْتَبِذُوا الرُّطب والزَّبيب جميعاً، ولكن انتَبِذُوا كل واحد على حِدَتِهِ» .
وفي رواية: «ولا تَنّتَبِذُوا الزَّبيبَ والتّمرَ جميعاً» .
وفي أخرى: «نهى عن خليط الزَّهو والبُسرِ» . [ص:131] والباقي بمعناه. أخرجه مسلم، وفي رواية الموطأ «نهى أن يُشربَ التمر والزبيب جميعاً، والزَّهوُ والرُّطب جميعاً» .
وفي رواية أبي داود: «نهى عن خليطِ الزَّبيب والتمر، وعن خليط البُسرِ والتّمر وعن خليط الزهو والتمر، وقال: انتَبِذُوا كلَّ واحد على حدة» . وفي رواية النسائي: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تَنْتَبِذُوا الزَّهْو» .
وذكر الرواية الأولى. وفي أخرى مثلها، ولم يذكر «ولكن انتَبِذُوا كلَّ واحد على حدَّتِه» . وفي أخرى مثلها، وزاد في آخرها: «في الأسقية التي تُلاث على أفواهِها» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(على حِدَة) : يقال: افعله على حدة، أي منفرداً: والنبيذ المعمول من خليطين، قد ذهب قوم إلى تحريمه وإن لم يكن المجتمع منهما مسكراً، أخذاً بظاهرالحديث، ولم يجعلوه معلَّلاً بالسكر، وبه قال مالك وأحمد وعامة أهل الحديث. قال الخطابي: وغالب مذهب الشافعي عليه، قالوا: من شرب نبيذ الخليطين قبل حدوث الشدة فهو آثم من جهة واحدة، وإذا شربه [ص:132] بعد حدوث الشدة فيه كان آثماً من جهتين، إحداهما: شرب الخليطين، وقد نهى عنه، والأخرى: شرب المسكر. ورخص فيه سفيان وأبو حنيفة وأصحابه، وقيل: إنما جاءت الكراهة في الخليطين لأن أحدهما يقوي صاحبه فتسرع الشدة إليه.
(تُلاث) : أي: تشد وتربط.
__________
(1) رواه مسلم رقم (1988) في الأشربة، باب كراهية انتباذ التمر والزبيب، والموطأ 2 / 844 في الأشربة، باب ما يكره أن ينبذ جميعاً، وأبو داود رقم (3704) في الأشربة، باب في الخليطين، والنسائي 8 / 289 و 290 في الأشربة، باب خليط الزهو بالرطب، ورواه أيضاً البخاري 10 / 60 في الأشربة، باب من رأى أن لا يخلط البسر والتمر إذا كان مسكراً.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (5/295) قال: ثنا عبد الأعلى، عن معمر. وفي (5/307) قال: ثنا عفان. قال: ثنا أبان. وفي (5/309) قال: ثنا روح. قال: ثنا حسين المعلم. وفي (5/310) قال: ثنا يحيى بن سعيد، عن هشام. و «الدارمي» (2119) قال: نا يزيد بن هارون، وسعيد بن عامر. قالا: ثنا هشام. والبخاري (7/140) قال: ثنا مسلم. قال: ثنا هشام. ومسلم (6/91) قال ثنا يحيى بن أيوب قال: ثنا ابن علية. قال: نا هشام الدستوائي. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا محمد بن بشر العبدي، عن حجاج بن أبي عثمان. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى قال: حدثنا عثمان ابن عمر. قال: أخبرنا علي، وهو ابن المبارك. (ح) وأبو بكر بن إسحاق، قال: حدثنا روح بن عبادة قال: حدثنا حسين المعلم. (ح) وحدثني أبو بكر بن إسحاق. قال: حدثنا عفان بن مسلم. قال: حدثنا أبان العطار. وأبو داود (3704) قال: حدثنا أبو سلمة موسى بن إسماعيل. قال: حدثنا أبانا. و «ابن ماجة» (3397) قال: حدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا الوليد بن مسلم. قال: حدثنا الأوزاعي. و «النسائي» (8/289) قال: أخبرنا سويد بن نصر. قال: أنبأنا عبد الله عن الأوزاعي. وفي (2918) قال: أخبرنا سويد بن نصر. قال: أنبأنا عبد الله، عن هشام. وفي (8/292) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود. قال: حدثنا خالد، يعني ابن الحارث. قال: حدثنا هشام. وفي (8/292) قال: أخبرنا يحيى بن درست. قال: حدثنا أبو إسماعيل.
ثمانيتهم - معمر، وأبان العطار، وحسين المعلم، وهشام الدستوائي، وحجاج بن أبي عثمان، وعلي بن المبارك، والأوزعي، وأبو إسماعيل القناد - عن يحيى بن أبي كثير، عن عبد الله بن أبي قتادة، فذكره.
- وعن أبي سلمة، عن أبي قتادة، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تنتبذوا الزهو والرطب جميعا، ولا تنتبذوا الرطب والزبيب جميعا، ولكن انتبذوا كل واحدِ على حدته» .
أخرجه أحمد (5/307) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا أبان. وفي (5/309) قال: حدثنا روح قال: حدثنا حسين المعلم، ومسلم (6/91) قال: حدثنا محمد بن المثنى. قال: حدثنا عثمان بن عمر قال أخبرنا علي، وهو ابن المبارك. (ح) وحدثنيه أبو بكر بن إسحاق. قال: حدثنا روح بن عبادة، قال: حدثنا حسين المعلم. (ح) وحدثني أبو بكر بن إسحاق. قال: حدثنا عفان بن مسلم. قال: حدثنا أبان العطار. وأبو داود (3704) قال: حدثنا أبو سلمة موسى بن إسماعيل. قال: حدثنا أبان. والنسائي (8/289) قال: أخبرنا محمد بن المثنى. قال: حدثنا عثمان بن عمر. قال: حدثنا علي، وهو ابن المبارك.
ثلاثتهم - أبان بن يزيد العطار، وحسين المعلم، وعلي بن المبارك - عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، فذكره.
- وعن عبد الرحمن بن الحباب الأنصاري عن أبي قتادة الأنصاري: «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى أن يشرب التمر والزبيب جميعا والزهو والرطب جميعا» .
أخرجه مالك (الموطأ) (527) والنسائي في الكبرى (تحفةالأشراف) (9/12119) عن محمد بن سلمة، عن ابن القاسم، عن مالك، عن الثقة عنده، عن بكير بن عبد الله بن الأشج، عن عبد الرحمن بن الحباب الأنصاري، فذكره.
(*) وأخرجه النسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (9/12119) عن الحارث بن مسكين، عن ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن بكير، عن عبد الرحمن بن الحارث، عن أبي قتادة. في النهي أن ينبذ التمر والزبيب جميعا.
(*) قال المزي: هكذا وجدته في هذا الحديث، والمحفوظ ابن الحباب كما تقدم.(5/130)
3172 - (م ت س) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «من شَرِبَ النَّبيذَ منكم فليَشرَبهُ زَبيباً فرْداً، أو تمراً فرداً» .
وفي رواية: «نهانا أن نَخْلطَ بُسراً بِتَمر، أو زَبيباً بتمر، أو زبيباً بِبُسْر، وقال: من شَرِبَهُ منكم فليشرَبْهُ زبيباً فرداً ... » الحديث.
وفي رواية، قال: «نهى عن التمر والزبيب أن يُخْلَطَ بينهما، وعن التمر والبُسر أن يُخْلَط بينهما» يعني: في الانتباذ. أخرجه مسلم.
وأَخرج الترمذي الرواية الثالثة، وزاد: «وعن الجِرَار: أن يُنتَبَذ فيها» .
وفي رواية النَّسائي: «نهى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عن الزَّهْو والتمر، والزَّبيب [والتمر] » .
وفي أخرى له: «نهى أن يخلَط التمرُ والزبيب، وأن يُخْلط الزَّهوُ والتمر، والزَّهو والبُسرُ» . وفي أخرى له مثل رواية مسلم، قال: وفي آخرها: «فليشرب كلَّ واحد منها فرداً: تمراً [ص:133] فرداً، أو بُسراً فرداً، أو زبيباً فرداً» (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (1987) في الأشربة، باب كراهية انتباذ التمر والزبيب مخلوطين، والترمذي رقم (1878) في الأشربة، باب ما جاء في خليط البسر والتمر، والنسائي 8 / 289 في الأشربة، باب خليط البلح والزهو، وباب خليط الزهو والبسر، وباب الترخص في انتباذ التمر وحده.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: عن أبي أرطأة، عن أبي سعيد الخدري، قال: «نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الزهو والتمر، والزبيب والتمر» .
أخرجه أحمد (3/58) . والنسائي (8/289) قال: أخبرنا الحسين بن منصور بن جعفر.
كلاهما - أحمد، والحسين - قالا: حدثنا عبد الله بن نمير، قال: حدثنا الأعمش، عن حبيب، عن أبي أرطأة، فذكره.
-وعن مالك بن الحارث، عن أبي سعيد الخدري، قال: «نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يخلط التمر والزبيب، وأن يخلط الزهو والتمر، والوهر والبسر» .
أخرجه أحمد (3/62) قال: حدثنا أبو سعيد، ومعاوية قالا: حدثنا زائدة. والنسائي (8/290) قال: أخبرنا أحمد بن حفص بن عبد الله، قال: حدثني أبي قال: حدثني إبراهيم - هو ابن طهمان - عن عمر بن سعيد.
كلاهما - زائدة، وعمر - عن سليمان الأعمش، عن مالك بن الحارث، فذكره.
- وعن أبي نضرة، عن أبي سعيد، «أن النبي -صلى الله عليه وسلم- نهى عن التمر والزبيب أن يخلط بينهما، وعن التمر والبسر أن يخلط بينهما» .
أخرجه أحمد (3/3) قال: حدثنا معتمر. وفي (3/9) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. ومسلم (6/90) قال: حدثنا يحيى بن يحيى قال: أخبرنا يزيد بن زريع. والترمذي (1877) قال: حدثنا سفيان بن وكيع. قال حدثنا جرير. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (4351) عن سويد بن نصر عن عبد الله خمستهم - معتمر، ويحيى بن سعيد، ويزيد، وجرير، وعبد الله بن المبارك - عن سليمان التيمي.
- وعن أبي العالية، قال سألت أبا سعيد الخدري، عن نبيذ الجر؟ فقال: «نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن هذا الجر» قال: قلت:؟ قال ذاك أشر وأشر» .
أخرجه أحمد (3/66) قال: ثنا يزيد. و «النسائي» في الكبرى (تحفة الأشراف) (4034) قال عن علي بن ميمون، عن مخلد.
كلاهما - يزيد، ومخلد - عن هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، عن أبي العالية، فذكره.
وعن أبي المتوكل، عن أبي سعيد الخدري، قال: «نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يخلط بسر بتمر، أو زبيب بتمر، أو زبيب ببسر، وقال: من شربه منكم فليشرب كل واحد منه فردا، تمرا فردا، أو بسرا فردا، أو زبيبا فردا» .
أخرجه مسلم (6/90) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا وكيع. (ح) وحدثنيه أبو بكر بن إسحاق، قال: حدثنا روح بن عبادة. و «النسائي» (8/293) قال: أخبرنا سويد بن نصر، قال: أنبأنا عبد الله. وفي (8/293) قال: أخبرني أحمد بن خالد، قال: حدثنا شعيب بن حرب. وفي (8/294) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن عمار، قال: ثنا المعافى - يعني ابن عمران -.
خمستهم - وكيع، وروح، وعبد الله بن المبارك - وشعيب، والمعافى -عن إسماعيل بن مسلم العبدي، عن أبي المتوكل، فذكره.(5/132)
3173 - (ط) عطاء بن يسار «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- نهى أن يُنتَبَذَ البُسرُ والرُّطَب جميعاً، والتمر والزَّبيبُ جميعاً» أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 2 / 844 في الأشربة، باب ما يكره أن ينبذ جميعاً، وهو مرسل، فإن عطاء بن يسار لم يدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال الزرقاني في " شرح الموطأ ": قال ابن عبد البر: مرسلاً بلا خلاف أعلمه عن مالك، ووصله عبد الرزاق عن ابن جريج عن زيد عن عطاء عن أبي هريرة، وقال الزرقاني: وهذا الحديث في الصحيحين من حديث ابن جريج عن زيد عن عطاء عن جابر.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
مرسل: أخرجه مالك (الموطأ) (1638) قال: عن زيد بن أسلم فذكره. وقال الزرقاني: في «شرح الموطأ» قال ابن عبد البر: مرسلا بلا خلاف أعلمه عن مالك، ووصله عبد الرزاق، عن ابن جريج، عن زيد، عن عطاء، عن أبي هريرة وهذا الحديث في الصحيحين من حديث ابن جريج.
عن زيد، عن عطاء، عن جابر.(5/133)
3174 - (د س) عبد الرحمن بن أبي ليلى عن رجل من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، قال: «نهى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- عن البَلَحِ والتَّمرِ، والزَّبيبِ والتَّمْرِ» أخرجه أبو داود والنسائي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(البَلَح) : البسر قبل أن تبدو فيه الصفرة.
__________
(1) رواه أبو داود رقم (3705) في الأشربة، باب في الخليطين، والنسائي 8 / 288 في الأشربة، باب النهي عن شرب نبيذ الخليطين، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/314) قال: حدثنا عفان. وفي (4/314) قال: حدثنا محمد بن جعفر. و «أبو داود» (3705) قال: حدثنا سليمان بن حرب وحفص بن عمر النمري. والنسائي (8/288) قال أخبرنا إسحاق بن منصور. قال: أنبأنا عبد الرحمن.
خمستهم - عفان، ومحمد بن جعفر، وسليمان بن حرب، وحفص، وعبد الرحمن بن مهدي - عن شعبة عن الحكم، عن بن أبي ليلى، فذكره.(5/133)
3175 - (س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: «نهى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عن خَليط التمر والزبيب، وعن [خليط] التمر والبُسر» . أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 8 / 291 في الأشربة، باب خليط التمر والزبيب، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (1/276) (2499) قال: حدثنا معاوية بن عمرو، قال: حدثنا زائدة. وفي (1/304) (2772) قال: حدثنا حسين بن محمد، قال: حدثنا يزيد بن عطاء. ومسلم (6/49) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال:حدثنا محمد بن فضيل. والنسائي (8/289) قال: أخبرنا واصل بن عبد الأعلى، قال حدثنا ابن فضيل. وفي (8/289) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال أنبأنا جرير وفي (8/291) قال: أخبرنا محمد بن آدم، وعلي بن سعيد، قالا: حدثنا عبد الرحيم.
خمستهم - زائدة، ويزيد بن عطاء، ومحمد بن الفضيل، وجرير، وعبد الرحيم - عن حبيب بن أبي عمرة.
2-وأخرجه (1/291) (2650) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا أبو عوانة، عن أبي بشر.
3- وأخرجه أحمد (1/336) (3110) قال: حدثنا أسباط. ومسلم (6/92، 94) قال حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة،قال: حدثنا علي بن مسهر. وفي (6/92) قال: حدثنيه وهب بن بقية،قال: أخبرنا خالد - يعني الطحان -. والنسائي (8/290) قال: أخبرنا واصل بن عبد الأعلى،عن ابن فضيل.
أربعتهم - أسباط، وعلي بن مسهر، وخالد الطحان، وابن فضيل - عن أبي إسحاق الشيباني، عن حبيب بن أبي ثابت.
4- وأخرجه أحمد (1/224) (1961) .والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (5516) : عن أحمد بن حرب. كلاهما- ابن حنبل، وابن حرب - عن أبي معاوية، قال: حدثنا أبو إسحاق -يعني الشيباني -ولم يذكر حبيب بن أبي ثابت -.
أربعتهم - حبيب بن أبي عمرة، وأبو بشر، وحبيب بن أبي ثابت، وأبو إسحاق الشيباني - عن سعيد بن جبير، فذكره.
(*) رواية زائدة ويزيد بن عطاء، وابن فضيل، وجرير، عن حبيب بن أبي عمرة مختصرة على: «نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الدباء والحنتم والمزفت والنقير. وأن يخلط البلح والزهو» وزاد في رواية جرير: «أن يخلط التمر بالزبيب» .
(*) رواية عبد الرحيم عن حبيب بن أبي عمرة مختصرة على «نهى رسول الله، عن خليط التمر والزبيب، وعن التمر والبسر» .
(*) رواية أبي بشر مختصرة على «نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، عن الدباء، والحنتم،والمزفت» .
(*) رواية أسباط، وخالد الطحان عن حبيب بن أبي ثابت مختصرة على: «نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الدباء والحنتم والمزفت والتقير. وأن يخلط البلح والزهو» . وزاد في رواية جرير: «وأن يخلط التمر بالزبيب» .
(*) رواية أبي معاوية مختصرة على: «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كتب إلى أهل جرش، ينهاهم، أن يخلطوا الزبيب والتمر» .(5/133)
3176 - (م س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: «نهى رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- أن يُخلَطَ البُسْرُ والزَّبيبُ، والبسر والتمر، وقال: انتَبِذُوا كلَّ واحد منهما على حِدَتِه» . أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 8 / 293 في الأشربة، باب انتباذ الزبيب وحده، ورواه أيضاً مسلم رقم (1989) في الأشربة، باب كراهة انتباذ التمر والزبيب، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
تقدم.(5/134)
3177 - (د) كبشة بنت أبي مريم قالت: «سألتُ أمَّ سَلَمةَ - رضي الله عنها- ما كان النبي - صلى الله عليه وسلم- ينهى عنه؟ قالت: كان ينهانا أن نعْجُم النَّوى طبخاً، أو نخلطَ الزبيب والتمر» . أخرجه أبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(نَعْجُم النَّوى) : أرادت بقولها: ينهانا أن نعجُم النوى طبخاً: أن نبلغ به النضج، يقال: عجمت النوى أعجُمه عجماً: إذا لُكته في فيك، وكذلك إذا طبخته أو أنضجته، ويشبه أن يكون إنما كره ذلك من أجل أنه يفسد طعم التمر، أو لأنه علف الدواجن، فتذهب قوته إذا أُنضج، والله أعلم.
__________
(1) رقم (3706) في الأشربة، باب في الخليطين، وإسناده ضعيف، ولكن لآخره شواهد في الأحاديث التي قبله.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (6/292) . وأبو داود (3706) قال: حدثنا مسدد.
كلاهما - أحمد بن حنبل - ومسدد - عن يحيى بن سعيد، عن ثابت بن عمارة قال: حدثتني ريطة، عن كبشة بنت أبي مريم، فذكرته.(5/134)
3178 - (م س) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- نهى أن يُخلَطَ الزَّهوْ والتمرُ ثم يُشرَبَ، وإن ذلك كان عامَّةَ خمورهم حين حُرِّمت الخمر» . أخرجه مسلم. [ص:135]
وفي رواية النسائي، قال: «نهى رسول - صلى الله عليه وسلم- أَن يُجمَع بين شيئين مِمَّا يُنبَذان، مما يبغي أحدهما على صاحبه. قال، وسألته عن الفَضيخ؟ فنهاني عنه، قال: وكان يكْرهُ المذَنَّبَ من البُسْر مخافةَ أن يكونا شيئين، فكنا نقطَعُه» .
وفي رواية قال أبو إدريس: «شَهِدْتُ أنس بن مالك أُتِي ببُسر مُذَنَّب، فجعل يقطعُه منه» .
وفي رواية قال: «كان أنس يأمُر بالمذنَّب فيُقرضُ» .
وفي رواية: «كان لا يَدَع شيئاً قد أَرطب إلا عزله عن فَضِيخِهِ» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(المُذَنَّب) : البُسر المذنَّب: هو الذي أرطب بعضه.
__________
(1) رواه مسلم رقم (1981) في الأشربة، باب تحريم الخمر، والنسائي 8 / 291 و 292 في الأشربة، باب ذكر العلة التي من أجلها نهى عن الخليطين.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مسلم (6/88) قال: ثني أبو الطاهر أحمد بن عمرو بن سرح، قال: نا عبد الله بن وهب، قال: ني عمرو بن الحارث، أن قتادة حدثه، فذكره.
والرواية الثانية: أخرجها النسائي (8/291) قال: نا سويد بن نصر، قال: نا عبد الله بن المبارك، عن وقاء بن إياس، عن المختار بن فلفل، فذكره.(5/134)
3179 - (س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: قال: «نبيذُ البُسر بَحْت لا يَحِلُّ» . أخرجه النسائي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(بَحت) : البحت: الخالص من كل شيء لا يشاركه غيره.
__________
(1) 8 / 322 في الأشربة، باب الأخبار التي اعتل بها من أباح شراب المسكر، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (8/322) قال: قال: نا أبو بكر بن علي، قال: ثنا القواريري، قال: ثنا حماد، قال: ثنا أيوب، عن سعيد بن جبير، فذكره.(5/135)
3180 - (د) جابر بن زيد وعكرمة: «كانا يَكْرَهان البُسر وحده، [ص:136] ويأخذان ذلك عن ابن عباس، وقال ابن عباس: أخشى أن يكونَ المُزَّاء الذي نُهِيتْ عنه عبد القيس. قال: فقلت لقَتادة: ما المُزَّاءُ؟ فقال: النَّبيذُ في الحَنْتَمِ والمُزَفَّت» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (3709) في الأشربة، باب في نبيذ البسر، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (3709) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا معاذ بن هشام، قال: حدثني أبي، عن قتادة، عن جابر بن زيد، وعكرمة، فذكراه.
(*) أخرجه أحمد (1/310) (2831) قال: حدثنا بهز. وفي (1/334) (3095) قال: حدثنا عبد الصمد.
كلاهما - بهز، وعبد الصمد - قالا: حدثنا همام، قال: حدثنا قتادة، عن عكرمة، عن ابن عباس أنه كان يكره البسر وحده ويقول: «نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وفد عبد القيس عن المزاء» فأرهب أن تكون البسر.(5/135)
جوازه
3181 - (د) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «كان يُنبَذُ لرسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- زبيب فيُلقى فيه تمر، أَو تمر فيُلقى فيه زبيب» .
وفي رواية، قالت: صفية بنت عطية: «دخلت مع نِسوة من عبد القيس على عائشة. فسألناها عن التمر والزبيب؟ فقالت: كنت آخذُ قَبْضَة من تمر، وقَبضة من زبيب، فأُلقيه في إناء، فأمْرُسُه، ثم أسقيه النبيَّ -صلى الله عليه وسلم-» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (3707) و (3708) في الأشربة، باب في الخليطين، وإسنادهما ضعيفان.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (3707) قال: ثنا مسدد، قال ثنا عبد الله بن داود، عن مسعر، عن موسى بن عبد الله، عن امرأة من بني أسد، فذكرته.
والرواية الثانية: أخرجه أبو داود (3708) قال: ثنا زياد بن يحيى الحساني، قال: ثنا أبو بحر، قال: ثنا عتاب بن عبد العزيز الحماني، قال: ثنتي صفية بنت عطية، فذكرته.
قلت: والحديث قد تقدم بنحوه.(5/136)
[الفرع] الخامس: في المطبوخ
تحليله
3182 - (ط) محمود بن لبيد: «أن عمر - حين قَدِمَ الشامَ - شكا إليه أهل الشام وباء الأرض وثقلَها، وقالوا: لا يُصْلِحنا إلا هذا الشَّرابُ، فقال: اشربوا العسلَ، فقالوا: لا يُصلحنا العسلُ، فقال رجل من أهل [ص:137] الأرض (1) : هل لك أَن نجْعَلَ لك من هذا الشراب شيئاً لا يُسْكرُ؟ قال: نعم، فطبخوه حتى ذهب [منه] الثُلثَان وبقي الثلث، فأَتوا به عمرَ بن الخطاب فأدخل فيه إصبَعَه، ثم رفع يده فتَبِعها يَتَمطَّط، فقال: هذا الطِّلاء (2) ، هذا مثل طِلاء الإبل، فأمرهم بشربه، فقال له عبادةُ بن الصامت: أحْلَلْتَها والله (3) ، قال: كلا والله (4) ، اللهم إني لا أُحِلُّ لهم شيئاً حرَّمتَهُ عليهم، ولا أُحرِّمُ عليهم شيئاً أَحّلَلْتَهُ لهم» أخرجه الموطأ (5) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يتمطط) التمطُّط: التمدد. أراد: أنه كان ثخيناً.
(الطِّلاء) : ضرب من الأشربة، وقيل: هو من أسماء الخمر. قال الجوهري: الطلاء: ما طبخ من عصير العنب حتى ذهب ثلثاه، وبعض العرب يسمي الخمر. [ص:138] الطلاء، يريد بذلك تحسين اسمها، لا أنها الطلاء بعينها، والطلاء أيضاً: القطران وكل ما يُطلى به.
__________
(1) قال الزرقاني في " شرح الموطأ ": يعني أرض الشام.
(2) قال الحافظ في " الفتح ": الطلاء بكسر المهملة والمد: هو الدبس، شبه بطلاء الإبل، وهو القطران الذي يدهن به، فإذا طبخ عصير العنب حتى تمدد أشبه طلاء الإبل، وهو في تلك الحالة غالباً لا يسكر.
(3) أي: الخمر.
(4) قال الزرقاني في " شرح الموطأ ": فقال عمر: كلا والله لم أحللها، لأن اجتهاده حينئذ أداه إلى جواز مالا يسكر.
(5) 2 / 847 في الأشربة، باب جامع تحريم الخمر، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: أخرجه مالك (الموطأ) (1645) قال: عن داود بن الحصين، عن واقد بن عمرو بن سعد بن معاذ، أنه أخبره، عن محمود بن لبيد الأنصاري، فذكره.(5/136)
3183 - (س) سويد بن غفلة قال: «كتب عمرُ بن الخطاب - رضي الله عنه- إلى بعض عمَّاله: أن ارزُقِ المسلمين من الطِّلاء ما ذهب ثُلُثاه، وبقي ثُلُثُه» .
وفي رواية عامر بن عبد الله قال: «قرأْتُ كتاب عمر إلى أبي موسى: أما بعدُ، فإنها قَدِمَت علَيَّ عير من الشام تَحْمِلُ شراباً غليظاً أسودَ كَطِلاء الإبل، وإني سألتهم: على كم يطبُخونه؟ فأخبروني أنهم يطبخونه على الثُّلثين، ذهب ثلثاه الأخبثان: ثُلُث بريحه، وثلث ببَغْيِه، فَمُرْ مَن قِبَلكَ يشربونه» .
وفي رواية عبد الله بن يزيد الخَطمي، قال: «كتب إلينا عمر بن الخطاب: أما بعدُ فاطبُخوا شرابَكم، حتى يذهب منه نصيبُ الشيطان، فإن له اثنين ولكم واحد» . أخرجه النسائي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(عِير) : العير: الإبل تحمل الميرة والمتاع.
(ببغيه) : البغي: تجاوز الحد، والمراد به: الأذى يكون في الخمر والشدة.
__________
(1) 8 / 328 و 329 في الأشربة، باب ذكر ما يجوز شربه من الطلاء وما لا يجوز، وهو حديث صحيح، وهو بمعنى الذي قبله.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح:أخرجه النسائي (8/328-329) قال: نا محمد بن عبد الأعلى، قال: ثنا المعتمر، قال: سمعت منصورا، عن إبراهيم، عن نباته، عن سويد بن غفلة، فذكره.
ورواية عامر بن عبد الله: أخرجها النسائي (8/329) قال: نا سويد، قال: نا عبد الله بن سليمان التميمي، عن أبي مجلز، عن عامر بن عبد الله، فذكره.
ورواية عبد الله بن يزيد الخطمي: أخرجها النسائي (8/329) قال: نا سويد، قال:نا عبد الله، عن هشام، عن ابن سيرين، أن عبد الله بن يزيد الخطمي، فذكره.(5/138)
3184 - (س) عامر الشعبي قال: «كنا علي يرزُقُ الناس طِلاء يقع فيه الذُّباب فلا يستطيع أن يُخرَج منه» أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 8 / 329 في الأشربة، باب ذكر ما يجوز شربه من الطلاء وما لا يجوز، وهو حديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (8/329) قال: نا سويد،قال: نا عبد الله بن جرير، عن مغيرة، عن الشعبي، فذكره.(5/138)
3185 - (س) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه - «أنه كان يشرب من الطِّلاء ما ذهب ثُلثاهُ وبقي ثُلثُه» . أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 8 / 330 في الأشربة، باب ذكر ما يجوز شربه من الطلاء وما لا يجوز، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: أخرجه النسائي (8/330) قلا: نا سويد،قال: نا عبد الله، عن هشيم، قال: نا إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، فذكره.(5/139)
3186 - (س) أبو الدرداء - رضي الله عنه - «كان يشرب ما ذهب ثلثاه وبقي ثلثه» . أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 8 / 330 في الأشربة، باب ما يجوز شربه وما لا يجوز، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (8/329 -330) قال: نا زكريا بن يحيى، قال: ثنا عبد الأعلى، قال: ثنا حماد بن سلمة، عن داود، عن سعيد بن المسيب فذكره.(5/139)
3187 - (س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - «أن نوحاً نازَعه الشيطانُ في عود الكَرم، فقال: هذا لي، وقال: هذا لي فاصطلحا على أنَّ لنوح ثلثها، وللشيطان ثُلُثيْها» . أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 8 / 330 في الأشربة، باب ما يجوز شربه وما لا يجوز، وهو حديث حسن، ومثل هذا لا يقال بالرأي فيكون له حكم المرفوع، وروى البخاري تعليقاً 10 / 55 في الأشربة، باب الباذق ومن نهى عن كل مسكر من الأشربة: ورأى عمر وأبو عبيدة ومعاذ شرب الطلاء على الثلث، قال الحافظ في " الفتح ": أي رأوا جواز شرب الطلاء إذا طبخ فصار على الثلث ونقص منه الثلثان، وذلك بين من سياق ألفاظ هذه الآثار، فذكر أثر عمر الذي أخرجه مالك في " الموطأ " من طريق محمود بن لبيد الذي تقدم ذكره رقم (3182) ، وما في معناه، ثم قال: وهذه أسانيد صحيحة، وقد أفصح بعضها بأن المحذور منه السكر، فمتى أسكر لم يحل، قال: وأما أثر أبي عبيدة - وهو ابن الجراح -ومعاذ - وهو ابن جبل - فأخرجه أبو مسلم الكجي وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة من طريق قتادة عن أنس أن أبا عبيدة ومعاذ بن جبل وأبا طلحة كانوا يشربون من الطلاء ما طبخ على الثلث وذهب ثلثاه، قال: وقد وافق عمر ومن ذكر معه على الحكم المذكور أبو موسى الأشعري وأبو الدرداء، أخرجه النسائي عنهما، وعلي وأبو أمامة وخالد بن الوليد وغيرهم، أخرجها ابن أبي شيبة وغيره، ومن التابعين: ابن المسيب، والحسن، وعكرمة، ومن الفقهاء: الثوري، والليث، ومالك، وأحمد، والجمهور، وشرط تناوله عندهم ما لم يسكر، وكرهه طائفة تورعاً. [ص:140] وروى البخاري تعليقاً 10 / 56 فقال: وشرب البراء وأبو جحيفة على النصف - أي: إذا طبخ الطلاء فصار على النصف - قال الحافظ في " الفتح ": ووافق البراء وأبا جحيفة جرير وأنس، ومن التابعين: ابن الحنيفة، وشريح، وأطبق الجميع على أنه إن كان يسكر حرم، وقال أبو عبيدة في " الأشربة ": بلغني أن المنصف يسكر، فإن كان كذلك فهو حرام. قال الحافظ: والذي يظهر أن ذلك يختلف باختلاف أعناب البلاد، فقد قال ابن حزم: إنه شاهد من العصير ما إذا طبخ إلى الثلث ينعقد ولا يصير مسكراً أصلاً، ومنه إذا طبخ إلى النصف كذلك، ومثله ما إذا طبخ إلى الربع كذلك، بل قال: إنه شاهد منه ما يصير رباً خاثراً لا يسكر، ومنه ما لو طبخ لا يبقى غير ربعه لا يخثر، ولا ينفك السكر عنه، قال: فوجب أن يحمل ما ورد عن الصحابة من أمر الطلاء على ما لا يسكر بعد الطبخ.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (8/ 330) قال: نا إسحاق بن إبراهيم، قال: ثنا وكيع، قال: ثنا سعد بن أوس، عن أنس بن سيرين، فذكره.(5/139)
النهي عنه
3188 - (خ س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - «جاء رجل فسأله عن العصير؟ فقال: اشربه ما كان طرياً. قال: إني أطْبُخه وفي نفسي منه شيء؟ أكنت شاربَه قبل أن تطبُخه؟ قال: لا، قال: فإن النار لا تحِلُّ شيئاً قد حُرَّم» . (1) [ص:141]
وفي رواية، قال ابن عباس: «والله ما تحِلُّ النارُ شيئاً، ولا تُحرِّمُه، قال: ثم فسَّرَ [لي] قوله: لا تُحِلُّ شيئاً، بقولهم في الطِّلاءِ ولا تُحرِّمه: الوضُوءَ مما مسته النار» (2) أخرجه النسائي.
__________
(1) 8 / 331 في الأشربة، باب ما يجوز شربه من العصير وما لا يجوز، وإسناده صحيح، ورواه البخاري تعليقاً 10 / 56 فقال: وقال ابن عباس: اشرب العصير ما دام طرياً، قال الحافظ في " الفتح ": وهذا يقيد ما أطلق في الآثار الماضية، وهو أن الذي يطبخ إنما هو العصير الطري قبل أن يتخمر، أما لو صار خمراً فطبخ، فإن الطبخ لا يطهره ولا يحله، إلا على رأي من يجيز تخليل الخمر، والجمهور على خلافه، وحجتهم الحديث الصحيح عن أنس وأبي طلحة أخرجه مسلم، وأخرج ابن أبي شيبة والنسائي من طريق سعيد بن المسيب والشعبي والنخعي: اشرب العصير ما لم يغل، وعن الحسن البصري ما لم يتغير، وهذا قول كثير من السلف أنه إذا بدا في التغير يمتنع، وعلامة ذلك أن يأخذ في الغليان، وبهذا قال أبو يوسف، وقال أبو حنيفة: لا يحرم عصير العنب النيء حتى يغلي ويقذف بالزبد، فإذا غلى وقذف بالزبد حرم، وأما المطبوخ حتى يذهب ثلثاه ويبقى ثلثه، فلا يمتنع مطلقاً ولو غلى وقذف بالزبد بعد الطبخ، [ص:141] وقال مالك والشافعي والجمهور: يمتنع إذا صار مسكراً شرب قليله وكثيره، سواء غلى أو لم يغل، لأنه يجوز أن يبلغ حد الإسكار بأن يغلي ثم يسكن غليانه بعد ذلك، وهو مراد من قال: حد منع شربه أن يتغير، والله أعلم.
(2) وقد ذكرت جملة " الوضوء مما مست النار " في نسخ النسائي المطبوعة ترجمة لباب، والصحيح أنها جزء من الحديث.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: أخرجه النسائي (8/331) قال: نا سويد، قال نا عبد الله بن، عن أبي يعفور السلمي، عن أبي ثابت الثعلبي، فذكره. والبخاري تعليقا في الأشربة -باب الباذق، ومن نهى عن كل مسكر من الأشربة.
والرواية الثانية أخرجها النسائي (8/331) قال: نا سويد، قال: نا عبد الله، عن ابن جريج قراءة، ني عطاء، فذكره.(5/140)
3189 - (ط س) عتبة بن فرقد - رحمه الله - قال: «قال كان النَّبيذُ الذي يشربُه عمرُ قد خلِّلَ» ومما يدلُّ على هذا حديث السائب «أن عمرَ خرج عليهم فقال: إني وجدت من فلان ريحَ شراب (1) ، وزعم أنه شرب الطِّلاءَ، وأنا سائل عما شَرب؟ فإن كان يُسْكِر جَلَدْتُه (2) ، فجلده عمر الحدَّ تماماً» . أخرجه النسائي.
وأخرجه الموطأ عن السائب «أن عمر قال ... » وذكر الحديث (3) .
__________
(1) هو عبيد الله بن عمر، وقد روى البخاري تعليقاً فقال: وقال عمر: وجدت من عبيد الله - يعني ابنه - ريح شراب.
(2) وفي السياق حذف، تقديره: فسأل عنه فوجده يسكر فجلده.
(3) رواه الموطأ 2 / 842 في الأشربة، باب الحد في الخمر، والنسائي 8 / 326 في الأشربة، باب الأخبار التي اعتل بها من أباح شراب المسكر، وإسناده صحيح. قال الحافظ في " الفتح ": وأخرج سعيد بن منصور عن ابن عيينة عن الزهري سمع السائب بن يزيد يقول: قام عمر على المنبر فقال: ذكر لي أن عبيد الله بن عمر وأصحابه شربوا شراباً وأنا سائل عنه، فإن كان يسكر حددتهم، قال ابن عيينة: فأخبرني معمر عن الزهري عن السائب قال: فرأيت عمر يجلدهم، قال الحافظ: وهذا الأثر يؤيد أن المراد بما أحله عمر من المطبوخ الذي [ص:142] يسمى الطلاء ما لم يكن بلغ حد الإسكار، فإن بلغه لم يحل عنده، ولذلك جلدهم ولم يستفصل هل شربوا منه قليلاً أو كثيراً، قال: وفي هذا رد على من احتج بعمر في جواز شرب المطبوخ إذا ذهب منه الثلثان ولو أسكر، فإن عمر أذن في شربه ولم يفصل، وتعقب بأن الجمع بين الأثرين عنه يقتضي التفصيل، وقد ثبت عنده أن كل مسكر حرام، فاستغنى عن التفصيل، ويحتمل أن يكون سأل ابنه، فاعترف بأنه شرب كذا، فسأل غيره عنه، فأخبره أنه يسكر، أو سأل ابنه فاعترف أن الذي شرب يسكر، وانظر تتمة الموضوع في " الفتح " 10 / 57 في الأشربة، باب الباذق ومن نهى عن كل مسكر من الأشربة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مالك (الموطأ) (1632) . والنسائي (8/326) قال: قال الحارث بن مسكين قراءة، عليه، وأنا أسمع عن ابن القاسم قال: ثني مالك، عن ابن شهاب، عن السائب بن يزيد، فذكره.(5/141)
3190 - (د) مالك بن أبي مريم: قال: دخل علينا عبد الرحمن بن غَنم، فتَذاكرنا الطّلاءَ، فقال: حدَّثني أبو مالك الأشعري: أنه سمعَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «لَيشْربَنَّ ناس من أمتي الخمرَ يُسَمّونَها بغير اسمها» . قال سفيان الثوري: وقد سئل عن الدَّاذِيِّ؟ فقال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «تَسْتَحِلُّ أُمتي الخمر يُسمُّونها بغير اسمها» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (3688) و (3689) في الأشربة، باب في الداذي، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (4020) في الفتن، باب العقوبات، وهو حديث صحيح، وهو من معجزاته عليه الصلاة والسلام التي قضى بها على كل من يحاول أن يغير أسماء المشروبات المحرمة ويسميها بغير اسمها، كما هو واقع في زماننا هذا.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (5/342) قال: حدثنا زيد بن الحباب. «وأبو داود» (3688) قال: حدثنا أحمد بن حنبل. قال: حدثنا زيد بن الحباب. وابن «ماجة» (4020) قال: حدثنا عبد الله بن سعيد. قال حدثنا معن بن عيسى.
كلاهما - زيد بن الحباب، ومعن بن عيسى - عن معاوية بن صالح، عن حاتم بن حريث، عن مالك بن أبي مريم، عن عبد الرحمن بن غنم الأشعري فذكره.
والرواية الثانية: أخرجها أبو داود (3689) قال: ثنا شيخ من أهل واسط، قال ثنا أبو منصور الحارث بن منصور، قال: سمعت سفيان الثوري، وسئل عن الداذي، فذكره.(5/142)
3191 - (س) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: «أحْدَث الناس أَشربة، ما أدري ما هي؟ فمالي شراب منذُ عشرين سنة - أَو قال: أربعين سنة - إلا الماءُ والسَّويقُ، غير أنه لم يذكر النَّبيذَ» . أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 8 / 336 في الأشربة، باب ذكر الأشربة المباحة، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: أخرجه النسائي (8/336) قال:ني أحمد بن علي بن سعيد بن إبراهيم، قال ثنا القوايري، قال: ثنا معتمر بن سليمان عن أبيه، عن محمد بن عبيدة، فذكره.(5/142)
3192 - (س) عبد الرحمن بن أبزي عن أبيه، قال: سألتُ [ص:143] أُبيَّ بن كعب عن النَّبيذ؟ فقال: اشرب الماءَ، واشرب العسل، واشرب السويقَ، واشرب اللبن الذي نُجِعتَ به، فعاودتُه، فقال: الخمرَ تُريدُ؟ الخمر تريدُ؟ أَخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 8 / 335 في الأشربة، باب ذكر الأشربة المباحة، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: أخرجه مالك (الموطأ) (256) . و «الحميدي» (708) قال: حدثنا سفيان، أخرجه النسائي (8/325) قال: نا سويد، قال نا عبد الله، عن سفيان، عن سلمة بن كهيل، عن ذر عبد الله، عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزي، عن أبيه، فذكره.(5/142)
الفصل الخامس: في الظروف، وما يحرم منها، وما يحل، وفيه فرعان
[الفرع] الأول: ما يحرم منها
3193 - (م ط د ت س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: قال: «خطب النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- في بعض مغازيه، فأقْبَلْتُ نحوه، فانْصَرَف قبل أن أَبلُغَه، فسأَلت: ما كان قال؟ فقال: نهى أن يُنتَبَذَ في الدُّبَّاء والمزفَّت» .
وفي رواية، قال: قلت لابن عمر: نهى رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- عن نبيذ الجَرِّ؟ فقال: قد زعموا ذلك. قلت: أنهى عنه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-؟ قال: قد زعموا ذلك.
وفي أخرى، قال: كنت جالساً عند ابن عمر، فجاءه رجل، فقال: أنهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عن نبيذ الجرِّ والدُّبَّاء والمزَفَّت؟ قال: نعم.
وفي أخرى، قال: سمعت ابن عمر غيرَ مَرَّة يقول: نهى رسولُ الله [ص:144] صلى الله عليه وسلم- عن الحَنْتم والدُّبَّاء والمزَّفتِ - قال: وأُراه قال: والنَّقيرِ.
وفي أخرى قال: «نهى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عن الحنتمةِ. قلت: وما الحَنتمةُ؟ قال: الجرَّة» .
وفي أخرى، قال ابن المسيب: سمعت ابن عمر عند هذا المِنْبَر- وأشار إلى مِنبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «قدمَ وفْدُ عبد القَيس على رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فسأَلوه عن الأشربة؟ فنهاهم عن الدُّبَّاء والنقير والحنتم، فقلت: يا أَبا محمد: والمزَفَّتِ؟ وظنَنَّا أنه نَسيه» ، فقال لم أسمعه يومئذ من ابن عمر، وقد كان يكره هذا» .
وفي أخرى، قال ابن جبير: «أشهَدُ على ابن عمر وابن عباس: أنهما شَهِدَا أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- نهى عن الدُّبَّاء والحنتم والمزفَّت والنَّقير» .
وفي أخرى، قال: «سألت ابن عمر عن نبيذ الجرَّ؟ قال حرَّمَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- نبيذ الجَرِّ، فأتيتُ ابن عباس. فقلت: ألا تسمع ابن عمر؟ قال: وما يقول: قلت: قال حَرَّم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- نبيذ الجرِّ، قال: صدق ابن عمر، حرَّمَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- نبيذ الجرِّ قلت: وأي شيء نبيذ الجر؟ قال: كل شيء يُصنَعُ من المدَر» .
وفي رواية أبي الزبير، قال: قال ابن عمر: «سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ينهى عن الجرِّ والدُّباء والمزفَّت» . قال أبو الزبير: وسمعت جابر بن عبد الله يقول: «نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عن الجَرِّ والمزَّفت، والنَّقير، وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا لم يجد شيئاً ينتَبَذُ له فيه نُبِذَ [له] في تَوْر من حجارة» .
وفي رواية زاذان، قال: «قلت لابن عمر حدَّثني بما نهى عنه رسول الله [ص:145] صلى الله عليه وسلم- من الأَشْرِبة بلُغَتِكَ، وفَسِّرهُ لي بِلُغَتنَا، فإن لكم لغة سوى لغتِنا، فقال: نهى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عن الحنتم، وهي الجرَّةُ، وعن الدُّبَّاء، وهي القَرْعة، وعن المزفَّت، وهو المُقَيَّر، وعن النَّقير، وهي النخلة تُنْسَجُ نسجاً (1) وتُنْقَرُ نقْرًا، وأمر أن يُنبَذَ في الأسقية» . هذه رواية مسلم. وأخرج الأولى منها الموطأ، وأخرج أبو داود السابعة والثامنة.
وأخرج الترمذي عن طاوس، قال: «إن رجلاً أتى ابنَ عمر، فقال: نهى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عن نبيذ الجَرِّ؟ فقال: «نعم» . قال طاوس: والله: أني سمعتُه منه.
وأخرج النسائي الرواية الرابعة والخامسة والسابعة، وزاد فيها: «ثم تلا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- هذه الآية: {وَمَا آتَاكُمُ الرسُول فَخُذُوهُ ومَا نَهَاكُم عَنْهُ فَانْتَهُوا} » [الحشر: 7] .
وأخرج الثامنة، وأخرج رواية الترمذي. وله في أخرى، قال: «نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عن الدُّبَّاء» لم يَزِد على هذا. وفي أخرى: «أنه نهى عن المزفَّت والقرع» . وفي أخرى: «عن الدُّبَّاء والحنتم والنَّقير» . وأخرج هو والترمذي أيضاً رواية زاذان (2) . [ص:146]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الدُّبَّاء) : القرع: واحده: دُبَّاءة.
(المُزَفَّت) : الإناء يطلى بالزِّفت، أو القار، وينتبذ فيه.
(الجَر) : واحد جِرار الخزف، و «الحنتم» : جر كانوا يجلبون فيه الخمر إلى المدينة، قيل: إنه أخضر، و «النقير» قد ذكر في الحديث، وهو خشبة أو جذع ينقر وينبذ فيه.
(المدر) : الطين المستحجر. قالوا: إنما نهى عن هذه الضروف لأنها تسرع الشدة فيها في النبيذ.
__________
(1) كذا في الأصل والمطبوع بالجيم فيهما، وفي " صحيح مسلم " بالحاء المهملة فيهما، قال النووي في " شرح مسلم ": كذا هو في معظم الروايات، - يعني بالحاء فيهما - أي تقشر، ووقع لبعض الرواة في بعض النسخ: تنسج بالجيم، قال القاضي وغيره: هو تصحيف، وادعى بعض المتأخرين أنه وقع في نسخ صحيح مسلم، وفي الترمذي بالجيم، وليس كما قال، بل معظم نسخ مسلم بالحاء.
(2) رواه مسلم رقم (1997) في الأشربة، باب النهي عن الانتباذ في المزفت، والموطأ 2 / 843 في الأشربة، باب ما ينهى أن ينبذ فيه، وأبو داود رقم (3690) و (3691) في الأشربة، باب في الأوعية، والترمذي رقم (1868) و (1869) في الأشربة، باب ما جاء في نبيذ الجر، والنسائي 8 / 303 و 304 و 306 و 308 في الأشربة، باب ذكر الأوعية التي نهي عن الانتباذ فيها، وباب ذكر النهي عن نبيذ الدباء والحنتم، وباب ذكر الدلالة على النهي للموصوف من الأوعية.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: قال: حدثنا يحيى بن سعيد، وأحمد (2/3) (4465) قال: حدثنا معتمر، عن عبيد الله. وفي (2/10) (4574) قال: حدثنا سفيان، وقال: حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (2/48) (5092) قال: حدثنا إسماعيل، قال: أخبرنا أيوب. وفي (2/54) قال (5156) قال: حدثنا حدثنا يحيى، عن عبيد الله. وفي (2/77) (5477) قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا يحيى. وفي (2/102) (5789) قال حدثنا محمد بن عبيد، قال: حدثنا عبيد الله بن عمر. ومسلم (6 /95و 96) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: قرأت على مالك. (ح) وحدثنا قتيبة، وابن رمح، وعن الليث بن سعد (ح) وحدثنا أبو الربيع، وأبو كامل، قالا: حدثنا (ح) وحدثني زهير بن حرب، قال: حدثنا إسماعيل. جميعا عن أيوب. (ح) وحدثنا ابن نمير، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا عبيد الله (ح) وحدثنا ابن المثنى، وابن أبي عمر، عن الثقفي، عن يحيى بن سعيد (ح) وحدثنا محمد بن رافع، قال: حدثنا ابن أبي فديك، قال: أخبرنا الضحاك يعني ابن عثمان. (ح) وحدثني هارون الأيلي، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني أسامة. وابن ماجة (3402) قال: حدثنا محمد بن رمح قال: أنبأنا الليث بن سعد. و «النسائي» (8/305) قال: أخبرنا عبيد الله بن سعيد. قال: حدثنا يحيى، عن عبيد الله.
سبعتهم - مالك، ويحيى بن سعيد، وعبيد الله بن عمر، وأيوب، والليث بن سعد، والضحاك بن عثمان وأسامة بن زيد - عن نافع، فذكره.
(*) رواية معتمر عن عبيد الله. ورواية الليث بن سعد عن ابن ماجة، مختصرة على: «نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن ينبذ في المزفت القرع» .
(*) ورواية يحيى، عن عبيد الله مختصرة على: «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى عن المزفت والقرع» وعن نافع، عن عبد الله بن عمر «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نادى في الناس: الصلاة: جامعة. فبلغ ذلك عبد الله، فانطلق إلى أهله جوادا، فألقى ثيابا كانت عليه، ولبس ثيابا كان يأتي فيها النبي -صلى الله عليه وسلم- ثم انطلق إلى المصلى، ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد انحدر من منبره، وقام الناس في وجهه، فقال: ما أحدث نبي الله -صلى الله عليه وسلم- اليوم؟ قالوا: نهى عن النبيذ. قال: أي النبيذ؟ قال نهى عن الدباء والنقير» .
قال: فقلت لنافع: فالجرة؟ قال: وما الجرة؟ قال: قلت الحنتمة. قال: وما الحنتمة؟ قلت القلة. قال: لا. قلت: فالمزفت؟: قال: وما المزفت:؟ قلت: الزق يزفت. والراقود يزفت قال: لا لم ينه يومئذ إلا عن الدباء والنقير.
أخرجه أحمد (2/93) (5679) قال: حدثنا أبو النضر، قال: حدثنا عقبة بن أبي الصهباء، قال: حدثنا نافع، فذكره.
- وعن طاووس، قال: كنت جالسا عند ابن عمر، فجاءه رجل فقال: أنهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن نبيذ الجر والدباء والمزفت؟ قال: نعم. أخرجه الحميدي (707) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا إبراهيم بن ميسرة. وأحمد (2/29) (4837) قال: حدثني بن أبي عدي، عن سليمان، يعني التيمي. وفي (2/35) (4913) قال: حدثنا عبد الرزاق وابن بكر، قالا: أخبرنا ابن جريج، قال: أخبرني ابن طاووس. وفي (2/47) (5072) قال: حدثنا يزيد، قال: أنبأنا حنظلة. وفي (2/56) (5178) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن التيمي. في (2/101) (5764) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا وهيب، قال: حدثنا عبد الله بن طاووس. وفي (2/106) (5833) قال: حدثنا عبد الرزاق، عن بكار - يعني ابن عبد الله - عن خلاد بن عبد الرحمن بن جندة. وفي (2/115) (5960) قال: حدثنا حسين، وابن أبي بكير، المعنى، قالا: حدثنا شعبة، عن سليمان التيمي، وإبراهيم بن ميسرة. وفي (2/55) (6441) قال: حدثنا عبد الله بن حنظلة. ومسلم (6/96) قال: حدثنا يحيى بن أيوب، قال: حدثنا ابن علية قال: حدثنا سليمان التيمي. (ح) وحدثني محمد بن رافع، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا ابن جريج، قال: أخبرني ابن طاووس. (ح) وحدثني محمد بن حاتم، قال حدثنا بهز، قال: حدثنا وهيب، وقال حدثنا عبد الله بن طاووس (ح) . حدثنا عمرو الناقد، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن إبراهيم بن ميسرة. والترمذي (1867) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا ابن علية، ويزيد بن هارون، قالا: أخبرنا سليمان التيمي. والنسائي (8/302) قال: أخبرنا سويد بن نصر، قال: أنبأنا عبد الله، عن سليمان التيمي. وفي (8/303) قال: أخبرنا هارون بن زيد بن أبي الزرقاء، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا شعبة، عن سليمان التيمي وإبراهيم بن ميسرة. وفي (8/304) قال: أخبرنا محمود بن غيلان، قال: أخبرنا أبو داود، قال: حدثنا شعبة، عن إبراهيم بن ميسرة. وفي (8/305) قال: أخبرنا جعفر بن مسافر، قال: حدثنا يحيى بن حسان، قال: حدثنا وهيب، قال: حدثنا ابن طاووس.
خمستهم - إبراهيم بن ميسرة، وسليمان التيمي، وعبد الله بن طاووس، وحنظلة، وخلاد بن عبد الرحمن بن جندة - عن طاووس فذكره.
وعن عقبة بن حريث، قال: سمعت ابن عمر يقول «نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الجر والدباء والمزفت. وقال: آنتبذوا في الأسقية.» .
أخرجه أحمد (2/44) (5030) قال: حدثنا بهز، ومحمد بن جعفر. وفي (2/73) (5429) قال: حدثنا عفان. وفي (2/85) (5572) قال: حدثنا محمد بن جعفر. ومسلم (6/96) قال: حدثنا محمد بن المثنى، وابن بشار قالا: حدثنا محمد بن جعفر.
ثلاثتهم - بهز، ومحمد بن جعفر، وعفان - قالوا: حدثنا شعبة، قال: حدثنا عقبة بن حريث، فذكره وعن زاذان، قال: قلت لابن عمر: حدثني بما نهى عنه النبي -صلى الله عليه وسلم- من الأشربة بلغتك. وفسره لي بلغتنا، فإن لكم لغة سوى لغتنا. فقال: «نهى رسو ل الله -صلى الله عليه وسلم- عن الحنتم، وهي الجرة، وعن الدباءء وهي القرعة. وعن المزفت، وهو المقير. وعن النقير، وهي النخلة تنسح نسحا، وتنقر نقرا. وأمر أن ينتبذ في الأسقية» .
أخرجه أحمد (2/56) (5191) قال: حدثنا يحيى بن سعيد وابن جعفر. ومسلم (6/97) قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ، قال: حدثنا أبي (ح) وحدثناه محمد بن المثنى، وابن بشار، قالا: حدثنا أبو داود. والترمذي (1868) قال: حدثنا أبو موسى، محمد بن المثني، قال: حدثنا أبو داود الطيالسي. والنسائي (8/308) قال: أخبرناعمرو بن يزيد، قال: حدثنا بهز بن أسد.
خمستهم - يحيى بن سعيد، ومحمد بن جعفر، ومعاذ بن معاذ، وأبو داود الطيالسي، وبهز بن أسد - عن شعبة، قال: حدثني عمرو بن مرة، قال: حدثني زاذان، فذكره.
وعن جبلة، قال سمعت ابن عمر يحدث قال: «نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الحنتمة» فقلت: ما الحنتمة؟ قال: الجرة.
أخرجه أحمد (2 /27) (4809) قال: حدثنا يزيد. وفي (2/42) (5013) قال: حدثنا محمد بن جعفر وبهز ومسلم (6/97) قال: حدثنا محمد بن المثنى قال: حدثنا محمد بن جعفر. والنسائي (8/303) قال: أخبرنا علي بن الحسين قال: حدثنا أمية.
أربعتهم - يزيد، ومحمد بن جعفر، وبهز، وأمية بن خالد - عن شعبة، عن جبلة بن سحيم. فذكره.
- وعن سعيد بن المسيب، قال: سمعت عبد الله بن عمر يقول عند منبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هذا «قدم وفد عبد القيس مع الأشج، فسألوا نبي الله -صلى الله عليه وسلم- عن الشراب؟ فقال: لا تشربوا في حنتمة، ولا في دباء، ولا نقير» . فقلت له: يا أبا محمد، والمزفت؟ وظننت أنه نسي. فقال: لم أسمعه يومئذ من عبد الله بن عمر، وقد كان يكرهه.
أخرجه أحمد (2/14) (4629) قال: حدثنا إسماعيل. وفي (2/41) (4995) قال: حدثنا يزيد. وفي (2/78) (5494) قال: حدثنا محمد، قال: حدثنا شعبة، ومسلم (6/97) قال: قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا يزيد بن هارون. والنسائي (8/306) قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله بن الحكم بن فروة، يقال له: ابن كردي بصري، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة.
ثلاثتهم - إسماعيل، ويزيد بن هارون، وشعبة - عن عبد الخالق بن سلمة الشيباني، قال: سألت سعيد بن المسيب عن النبيذ، فذكره.
(*) رواية شعبة، مختصرة على: «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى عن الدباء، والحنتم، والمزفت، والنقير» .
قال سعيد: وقد ذكر المزفت عن غير ابن عمر.
(*) أخرجه النسائي (الكبرى / الورقة 88ب) قال: أخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد، قال: حدثنا شعبة، عن عقبة بن حريث، قال: قعدنا إلى رجل يقال له: سعيد بن المسيب، فذكروا له حديث ابن عمر في الجر؟ فقال: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لم يحرمه، ولكن أصحابه وقعوا في جرار خيبر، فنهاهم عنه. مرسل.
- وعن محارب ين دثار، قال: سمعت ابن عمر يقول: «نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الدباء، والحنتم، والمزفت» قال: شعبة: وأراه قال: والنقير.
أخرجه أحمد (2/42) (5015) قال: حدثنا محمد بن جعفر. والحجاج، قالا: حدثنا شعبة. وفي (2/58) (5224) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا شعبة. ومسلم (6/96) قال: حدثنا محمد بن المثنى، وابن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. (ح) وحدثنا سعيد بن عمرو الأشعثي، قال: أخبرنا عبثر، عن الشيباني. والنسائي (8/306) قال: أخبرنا سويد، قال: أنبانا عبد الله، عن شعبة.
كلاهما - شعبة، والشيباني - عن محارب بن دثار، فذكره. -
وعن أبي الزبير، أنه سمع ابن عمر يقول: «سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ينهى عن الجر، والدباء والمزفت» .
أخرجه أحمد (2/35) (4914) . ومسلم (6/97) قال: حدثني محمد بن رافع.
كلاهما - أحمد، وابن نافع - قالا: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا ابن جريج، قال: أخبرني أبو الزبير، فذكره.
(*) وحديث زهير، عن أبي الزبير، عن جابر، وابن عمر، عبد أحمد (3/386) . ومسلم (6/97) وعن ثابت، قال: سألت بن عمرعن نبيذ الجر، أهل نهى عنه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: زعموا ذلك. فقلت: النبي -صلى الله عليه وسلم- نهى؟ فقال: قد زعموا ذلك. فقلت: أنت سمعته منه؟ فقال: قد زعموا ذلك. فصرفه الله عني، وكان إذا قيل لأحد: أنت سمعته؟ غضب، وهم يخاصمه» .
أخرجه أحمد (2/35) (4915) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. وفي (2/47) (5074) قال: حدثنا حجاج، قال: حدثنا شعبة. وفي (2/73) (5423) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا سليمان، يعني ابن المغيرة. وفي (2/78) (5486) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. ومسلم (6/69) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: أخبرنا حماد بن زيد.
أربعتهم- معمر، وشعبة، وسليمان، وحماد - عن ثابت البناني، فذكره.
(*) أخرجه النسائي (الكبرى / الورقة 89-أ) قال: أخبرنا الحسين بن حريث، قال: أخبرنا الفضل بن موسى، عن الحسين بن واقد، عن ثابت، عن عبد الله بن عمر، قال: نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن نبييذ الجر.
(*) وأخرجه النسائي في الكبرى أيضا (الورقة 89- أ) قال: أخبرنا الحسين بن حريث، قال: أخبرنا الفضل، عن الحسين، عن يزيد، عن بن سيرين، قال: حدثني عبد الله بن عمر أن عمر نهى عن نبيذ الجر.
(*) وأخرجه النسائي في الكبرى (الورقة 89- أ) قال: أخبرنا الحسين بن حريث، قال: أخبرنا الفضل، عن الحسين، عن يزيد، عن ابن سيرين، قال: حدثني عبد الله بن عمر، أن عمر نهى عن نبيذ الجر.(5/143)
3194 - (خ م س) عائشة - رضي الله عنها -: قال إبراهيم: «قلت للأسود بن يزيد: هل سألتَ عائشة عما يُكْرَهُ أن يُنتَبَذَ فيه؟ قال: نعم، قلت: يا أُم المؤمنين، عمَّ نهى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أن يُنتبَذ فيه؟ قالت: نَهانا في ذلك أهلَ البيت أن ننتبِذَ في الدُّبَّاء والمزفَّت، قال: قلت له: أما ذكَرَتِ الحنتَم، والجرَّ؟ قال: إنما أُحَدِّثكَ بما سمعتُ، أَأَحدثُكَ ما لم أسمع؟ أخرجه البخاري ومسلم.
وفي رواية لمسلم عن ثمامة بن حَزْن القُشيري قال: لقيتُ عائشة، فسألتها عن النَّبيذ؟ فحدَّثتني: أن وفدَ عبد القيس قَدمُوا على النبي - صلى الله عليه وسلم-، فسأَلوه - صلى الله عليه وسلم- عن النَّبيذ؟ فنهاهم أن ينتبذوا في الدُّبَّاء، والنقير والمزفت [ص:147] والحنتم» .
[وفي أخرى له عن ثُمامة بن حزن قال: «لقيت عائشة، فسألتها عن النبيذ] فدعت عائشة جارية حبشية، فقالت: سَلْ هذه، فإنها كانت تَنبِذ لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- فقالت الحبشية: كنت أنبِذ لرسول الله - صلى الله عليه وسلم- في سِقاء من الليل فأُوكِيه وأُعَلِّقُهُ، فإذا أصبح شرب منه» .
وفي أخرى له قالت: «نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عن الدُّبَّاء والحنتم والنقير والمزَفَّت» .
وفي أخرى «المُقَيَّر» موضع «المزفَّتِ» وفي أخرى، قالت: «كنا ننبذ لرسول الله - صلى الله عليه وسلم- في سقاء يوكَى أعلاهُ، وله عَزلاءُ نَنبِذه غُدوة، فيشربه عشياً، وننبذه عشياً، فيشربه غدوة» . وأخرج النسائي الرواية الأولى من أفراد مسلم إلى قوله: «الحَنتم» .
وله في أخرى، قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «لا تنبِذوا في الدُّبَّاء ولا المزفِّت، ولا النقير، وكلُّ مُسْكر حرام» .
وفي أخرى قالت: «نهى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عن الدُّبَّاء والمزفت» .
وفي أخرى، قالت: «سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ينهى عن شَرَاب صُنِعَ في دُبَّاء أو حنتم أَو مُزفَّت، لا يكون زيتاً أو خلاً» .
وفي أخرى، قالت: «إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- نهى عن نبيذ النَّقِير، والمقيَّر، والدُّبَّاء، والحَنْتَم» .
وفي أخرى مثلها، وسمَّت: «الجِرارَ» .
وفي أخرى أن كريمة بنت همَّام سمعَت أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - تقول: «نُهيتُم عن المزفت، ثم أقبلت على النساء، فقالت: إياكُنَّ والجرُّ الأخضرُ [ص:148] فإن أسكركُنَّ ماءُ حُبِّكُنَّ (1) فلا تَشْرَبنَهُ» (2) .
__________
(1) الحب، بضم الحاء: الخابية، فارسي معرب، وجمعه حباب، وحببة بوزن عنبة.
(2) رواه البخاري 10 / 53 في الأشربة، باب ترخيص النبي صلى الله عليه وسلم في الأوعية والظروف بعد النهي، ومسلم رقم (1995) في الأشربة، باب النهي عن الانتباذ في المزفت والدباء والحنتم، و (2005) في الأشربة، باب إباحة النبيذ الذي لم يشتد ولم يصر مسكراً، والنسائي 8 / 297 في الأشربة باب تحريم كل شراب أسكر، وباب النهي عن نبيذ الدباء والمزفت، وباب النهي عن نبيذ الدباء والحنتم والمزفت، وباب الأخبار التي اعتل بها من أباح شراب المسكر.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (6/115) قال: حدثنا معاوية. قال: حدثنا زائدة. قال: حدثنا منصور. وفي (6/133) قال: حدثنا سليمان بن داود الهاشمي. قال: أخبرنا أبو زبيد، عن الأعمش. وفي (6/172) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. (ح) وحجاج. قال: حدثي شعبة، عن حماد. وفي (6/203) قال: حدثنا يحيى. قال: حدثنا سفيان وشعبة، عن منصور وسليمان وحماد. وفي (6/278) قال: حدثنا زياد بن عبد الله. قال: حدثنا منصور. و «البخاري» (7/ 139) قال: حدثني عثمان. قال: حدثنا جرير، عن منصور. ومسلم (6/93) قال: حدثنا زهير بن حرب وإسحاق ابن إبراهيم. كلاهما عن جرير قال زهير: حدثنا جرير، عن منصور. (ح) وحدثنا سعيد بن عمرو الأشعثي قال: أخبرنا عبثر، عن الأعمش (ح) وحدثني محمد بن حاتم. قال: حدثنا يحيى، هو القطان. قال: حدثنا سفيان وشعبة. قالا: حدثنا منصور وسليمان وحماد. والنسائي (8/305) قال: أخبرنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. قال: حدثنا سفيان، عن منصور وحماد وسليمان. وفي الكبرى «تحفة الأشراف» (11 / 15936) عن عمرو بن علي، عن يحيى بن سعيد، عن سفيان وشعبة.
كلاهما عن منصور وسليمان وحماد (ح) وعن بندار، عن غندر، عن شعبة، عن حماد، وفي (11/15989) عن محمود بن غيلان، عن أبي داود الطيالسي، عن شعبة، عن منصور.
ثلاثتهم - منصور، وسليمان الأعمش، وحماد بن أبي سليمان - عن إبراهيم النخعي، فذكره.
(*) في رواية حماد بن أبي سليمان، عند أحمد (6/172) : « ... نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الدباء والحنتم والمزفت» .
(*) الروايات مطولة ومختصرة وألفاظها متقاربة.. وأثبتنا لفظ رواية جرير، عن منصور، عند مسلم (6/93) .
- وعن معاذة، عن عائشة قالت: «نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الدباء والحنت، والنقير والمزفت» . وفي رواية: «.. والمقير» بدل «المزفت» .
أخرجه أحمد (6/31) قال: حدثنا معتمر. وفي (6/47) قال: حدثنا إسماعيل. ومسلم (6/94) قال: حدثنا يعقوب بن إبر اهيم. قال: حدثنا ابن علية. (ح) وحدثناه إسحاق بن إبراهيم. قال: أخبرنا عبد الوهاب الثقفي. والنسائي (8/307) قال: أخبرنا زياد بن أيوب. قال: حدثنا ابن علية. (ح) وأخبرنا محمد بن عبد الأعلى. قال: حدثنا المعتمر.
ثلاثتهم - معتمر بن سليمان، وإسماعيل بن علية، وعبد الوهاب الثقفي، وعن إسحاق بن سويد، عن معاذ، فذكرته.
(*) قال النسائي: في حديث ابن علية: قال إسحاق بن سويد: وذكرت هنيدة، عن عائشة، مثل حديث معاذة. وسمن الجرار قلت لهنيدة: أنت سمعتيها سمت الجرار؟ قال: نعم. رواية زياد بن أيوب، عن ابن علية مختصرة على: «نهى عن الدباء بذاته» .
(*) أخرجه النسائي (8/307) قال: أخبرنا سويد. قال: أنبأنا عبد الله، عن طود بن عبد الملك القيسي بصري. قال: حدثني أبي، عن هنيدة بنت شريك بن زبان، قال: لقيت عائشة رضي الله عنها بالخريبة، فسألتها عن العكر. فنهتني عنه. وقالت: انبذي عشية واشربيه غدوة، وأوكي عليه، ونهتني عن الدباء، والنقير، والمزفت والحنتم. موقوف.
- وعن أبي سلمة، أن عائشة حدثته، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تنبذوا في الدباء، ولا في الحنتم، ولا في النقير، ولا في المزفت، ولا تنبذوا الزبيب والتمر جميعا. ولا تنبذوا البسر والرطب جميعا» .
أخرجه أحمد (6/242) قال: حدثنا عبد الملك بن عمرو قال: حدثنا علي بن المبارك، عن يحيى بن أبي كثير، عن ثمامة بن كلاب. والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (12/17701) عن ابن المثنى، عن أبي عامر العقدي، عن علي بن المبارك، عن يحيى بن أبي كثير عن ثمامة بن كلاب. وفي (12/17738) عن محمد بن معمر، عن أبي داود، عن حرب بن شداد، عن يحيى بن أبي كثير، أن كلاب بن علي أخبره.
كلاهما - ثمامة بن كلاب، وكلاب بن علي - عن أبي سلمة، فذكره.
- وعن ثمامة بن حزن القشيري. قال: لقيت عائشة فسألتها عن النبيذ فحدثتني «أن وفد عبد القيس قدموا على النبي -صلى الله عليه وسلم- فسألوا النبي -صلى الله عليه وسلم- عن النبيذ، فنهاهم أن ينتبذوا في الدباء والنقير، والمزفت والحنتم» .
أخرجه أحمد (6/131) قال: حدثنا عفان. ومسلم (6/93) قال: حدثنا شيبان بن فروخ، والنسائي (8/ 307) قال: أخبرنا سويد. قال: أنبأنا عبد الله.
ثلاثتهم - عفان، وشيبان بن فروخ، وعبد الله بن المبارك - عن القاسم بن الفضيل. قال: حدثنا ثمامة ابن حزن القشيري، فذكره.
- وعن القاسم بن محمد، عن عائشة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تنبذوا في الدباء ولا المزفت ولا النقير، وكل مسكر حرام» . أخرجه أحمد (6/332) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي وأبو عامر قالا: حدثنا زهير، يعني ابن محمد، عن عبد الله بن محمد، يعني ابن عقيل. وفي (6. /333) قال: حدثنا أحمد بن عبد الملك. قال: حدثنا عبيد الله بن عمرو، عن عبد الله بن محمد بن عقيل. والنسائي (8/297) قال: أخبرنا أبو داود قال: حدثنا محمد بن سليمان. قال: حدثنا ابن زبر.
كلاهما - عبد الله بن محمد. وعبد الله بن العلاء بن زبر - عن القاسم بن محمد، فذكره.
وعن عبد الله بن معقل المحاربي. قال: سمعت عائشة تقول: «نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن ينتبذ في الدباء والحنتم والمزفت» أخرجه أحمد (6/80) قال: حدثنا هاشم. قال: حدثنا شيبان. وفي (6/98) قال: حدثنا حسن قال: حدثنا شيبان. وفي (6/123) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا أبو عوانة.
كلاهما - شيبان، وأبو عوانة - عن أشعث بن سليم. قال: حدثنا عبد الله بن معقل المحاربي، فذكره.
- وعن حبة قال: سمعت عائشة تقول: «نهانا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن ننتبذ في الدباء والحنتم والمزفت» أخرجه أحمد (6/112) قال: حدثنا حسين بن محمد. قال: حدثنا سليمان بن قرم، عن الأشعث، يعني ابن سليم، عن حبة، فذكره.
- وعن زينب بنت نصر وجميلة بنت عباد أنهما سمعتا عائشة قالت: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ينهى عن شراب صنع في دباء، أو حنتم، أو مزفت، لا يكون زيتا أو خلا.
أخرجه النسائي (8/306) قال: أخبرنا سويد. قال: أنبأنا عبد الله، عن عون بن صالح البارقي، عن زينب بنت نصر وجميلة بنت عباد، فذكرتاه.
- وعن كريمة بنت همام، أنها سمعت عائشة أم المؤمنين تقول: «نهيتم عن الدباء، نهيتم عن الحنتم، نهيتم عن المزفت، ثم أقبلت على النساء. فقالت: إياكن والجر الأخضر، وإن أسكركن ماء حبكن فلا تشربنه» .
أخرجه النسائي (8/320) قال: أخبرنا سويد بن نصر. قال: أنبأنا عبد الله عن علي بن المبارك. قال: حدثتنا كريمة بنت همام، فذكرته.
- عن: شميسة، عن عائشة. قالت: «نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن نبيذ الجر» أخرجه أحمد (6/235) قال: حدثنا عبد الواحد.، وفي (6/244) قال: حدثنا روح. و «عبد الله بن أحمد» (6/244) قال: حدثنا نصر بن علي قال: حدثنا محمد بن أبي بكر.
ثلاثتهم - عبد الواحد، وروح، ومحمد بن أبي بكر - عن هشام، عن شميسة، فذكرته.
عن أمينة، عن عائشة، أنها سئلت عن نبيذ الجر، فقالت: تعجز إحداكن أن تتخذ من أضحيتها سقاء ثم قالت: «نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، أو منع رسول، عن نبيذ الجر وكذا وكذا» . نسيه سليمان. أخرجه أحمد (6/99) قال: حدثنا عبد الوهاب الخفاف. قال: أخبرنا سليمان التيمي. قال: حدثتني أمينة. فذكرته.
- عن خمس نسوة، عن عائشة «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى عن نبيذ الجر» . أخرجه أحمد (6/96) قال: حدثنا عفان قال: حدثنا همام، قال: حدثنا قتادة. قال: حدثني خمس نسوة. فذكروه.
وعن أبي سعيد الرقاشي، قال: سألت عائشة عن نبيذ الجر، فأخرجت إلي جرة من رراء الحجاب، فقالت: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يكره ما يصنع في هذه.
أخرجه أحمد (6/ 252) قال: حدثنا عبد الصمد. قال: حدثني الربيع، يعني ابن حبيب الحنفي، قال: سمعت أبا سعيد الرقاشي يقول، فذكره.(5/146)
3195 - (م س) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - «أن ناساً من عبد القيس قَدِموا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فقالوا: يا نبيَّ الله، إنَّا حَيّ من ربيعةَ، وبيننا وبينك كُفَّار مُضَر، ولا نَقْدِر عليك إلا في الأشهُر الحُرُم، فمُرنا بأمر نأمرُ به من وراءَنا، وندخل به الجنَّةَ إذا نحن أخذنا به، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: آمُرُكم بأربع، وأنهاكم عن أربع: اعبدوا الله، ولا تُشركوا به شيئاً، وأقيموا الصلاة، وآتوا الزكاة، وصوموا رمضان، وأعطوا الخمس من الغنائم، وأنهاكم عن أربع: عن الدُّباء، والحنتم، والمزفَّت، والنَّقير. قالوا: يا نبيَّ الله، ما عِلْمُكَ بالنقير؟ قال: بلى، جذْع تَنقُرونه فتُلقُونَ فيه من القُطَيعَاء - أو قال: من التمر - ثم تَصُبُّونَ فيه من الماء، حتى إذا سكَنَ غلَيَانُهُ شَرِبتُموه، حتى إن أحدكم - أو أحدهم ليَضربُ ابنَ عمِّه بالسيف قال: وفي القوم رجل أصابته جرَاحة كذلك، قال: وكنت أخبأُها حياء من رسول الله، فقلت: ففيم نشرب يا رسول الله؟ قال: في أسقية الأَدَم [ص:149] التي يُلاثُ على أفواهها، قالوا: يا رسول الله، إن أَرضنا كثيرة الجِرذانِ ولا تبقى بها أسقيَةُ الأدَم، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: وإن أكلتْها الجِرذانُ، وإن أكلتها الجرذانُ، وإن أكتلها الجِرذانُ. قال: وقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- لأشج عبد القيس: إن فيك لَخَصلتين يُحِبُّهما الله عز وجل الحِلمُ، والأَناةُ» .
وفي رواية: «إن وفد عبد القيس قالوا: يا نبي الله، جعلنا الله فداءك: ماذا يصلحُ لنا من الأشربة؟ قال: لا تشربوا في النّقير، قالوا: يا نبي الله جعلنا الله فداءك أو تدري ما النَّقير؟ قال نعم: الجِذع ينقرُ وسَطُه، ولا في الدُّبَّاء، ولا في الحنتمة وعليكم بالموكَى» . وفي أخرى، قال: «نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عن الشرب في الحنتمة والدُّبَّاء والنقير» .
وفي أخرى، قال: «نهى عن الجرِّ أَن يُنْتَبذَ فيه» . وفي أخرى «عن الدُّبَّاء والحنتم والنقير والمزفَّت» .
وقال بعض رُواته: «نهى أن ينتَبذ» أخرجه مسلم، وأخرج النسائي الرواية الثالثة (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(القطيعاء) : نبيذ معروف يتخذ من الحنطة بمصر.
__________
(1) رواه مسلم رقم (18) في الإيمان، باب الأمر بالإيمان بالله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، والنسائي 8 / 306 في الأشربة، باب النهي عن نبيذ الدباء والحنتم والنقير.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (3/22) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (3/90) قال: حدثنا روح. والبخاري في الأدب المفرد (585) قال حدثنا علي بن أبي هاشم، قال: حدثنا إسماعيل. ومسلم (1/36) قال: حدثنا يحيى بن أيوب، قال: حدثنا ابن علية. وفي (1/37) قال: حدثنا محمد بن المثنى، وابن بشار، قالا: حدثنا ابن أبي عدي.
أربعتهم - يحيى، وروح، وإسماعيل بن علية، وابن أبي عدي - عن سعيد بن أبي عروبة، قال: حدثنا قتادة، عمن لقي الوفد وذكر أبا نضرة، فذكره.
(*) في رواية روح لم يذكر: إن فيك خصلتين
(*) ورواية علي بن أبي هاشم مختصرة على: «إن فيك لخصلتين» .
- وبنحوه: عن أبي نصرة أن با سعيد الخدري، أخبره، «أن وفد عبد القيس، لما أتوا نبي الله -صلى الله عليه وسلم- قالوا: يانبي الله جعلنا الله فداءك، ماذا يصلح لنا من الأشربة؟ فقال: لا تشربوا في النقير. قالوا: يانبي الله، جعلنا الله فداءك، أو تدري ما النقير؟ قال: نعم، الجذع ينقر وسطه، ولا في الدباء، ولا في الحنتمة، وعليكم بالموكي.» .
أخرجه أحمد (3/57) قال: حدثنا عبد الرزاق، وروح، ومسلم (1/37) قال: حدثني محمد بن بكار البصري، قال: حدثنا أبو عاصم (ح) وحدثني محمد بن رافع قال: حدثنا عبد الرزاق.
ثلاثتهم - عبد الرزاق، وروح، وأبو عاصم - عن ابن جريج، قال: أخبرني أبو قزعة، أن أبا نضرة أخبره، وحسنا أخبرهما، أن أبا سعيد، فذكره.
(*) قال ابن حجر: وقع في هذ الموضع لجماعة من المحدثين خبط. وظنوا أن أبا قزعة روى هذا الحديث عن - أبي نضرة - وعن الحسن البصري -، وأخطئوا في ذلك. وقد جمع أبوموسى المديني في ذلك جزءا مفردا تكلم فيه على هذا الموضع وأطنب. وحاصل ما قال: إن أبا نضرة. حدث - أبا قزعة - والحسن- بهذا الحديث، عن أبي سعيد، فأخبره أبو قزعة بالواقع، وهو أن حديث أبي نضرة له بهذا الحديث -كذا-، كان بحضرة الحسن، وليس للحسن فيه رواية. - النكت الظراف - حديث 4355.
- عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري، «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى عن الدباء، والحنتم، والنقير والمزفت» أخرجه أحمد (3/90) قال: حدثنا روح، ومحمد بن بكر، قالا: حدثنا سعيد. ومسلم (6/94) قال: حدثنا يحيى بن أيوب، قال حدثنا ابن علية، قال: أخبرنا سعيد بن أبي عروبة،. وفي (6/95) قال: وحدثناه محمد بن الثمنى، قال: حدثنا معاذ بن هشام، قال: حدثني أبي.
كلاهما - سعيد، وهشام - عن قتادة، عن أبي نضرة. فذكره.
وعن أبي المتوكل، عن أبي سعيد، قال، «نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الشرب في الحنتمة، والدباء، والنقير» .
أخرجه أحمد (3/90) قال: حدثنا روح. ومسلم (6/95) ، وابن ماجة (3403) قالا: «مسلم وابن ماجة» حدثنا نصر بن علي الجهضمي، قال: حدثني أبي، «والنسائي» (8/306) قال: أخبرنا سويد بن نصر، قال: أنبأنا عبد الله.
ثلاثتهم - روح، وعلي الجهضمي، وعبد الله بن المبارك -عن المثنى بن سعيد، عن أبي المتوكل، فذكره.(5/148)
3196 - (خ م ت د س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال أبو جمْرة: قلت: لابن عباس: «إن لي جرَّة يُنْبَذُ فيها لي، فأشربه حُلواً، فإذا أكثرْتُ منه فجالستُ القومَ، فأطلْتُ الجلوس خشيتُ أَن أفتضِحَ؟ [ص:150] فقال: قدمَ وفد عبد القيس ... » وذكر الحديث. وهو مذكور في «كتاب الإيمان» من حرف الهمزة.
وفي رواية أخرى، قال: «نهى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عن الدُّبَّاء والنَّقير والمزفَّت» . زاد في أخرى «والحنتم» . وزاد في أخرى: «وأن يُخلَطَ البلح بالزَّهو» .
أخرج الأولى البخاري ومسلم، انفرد مسلم بالباقي، وأخرج أبو داود الأولى ولم يذكر حديث أبي جمرة، وذكَرَ «الجرَّة» وفي أخرى لأبي داود «أن وفد عبد القيس قالوا: يا رسول الله، فيمَ نشرب؟ قال: لا تشربوا في الدُّباء، ولا في المزفت، ولا في النقير، وانتبِذوا في الأسقية. قالوا: يا رسولَ الله، وإن اشتَدَّ في الأسقية؟ قال: فصُبُّوا عليه الماءَ قالوا: يا رسولَ الله، فقال لهم في الثالثة أو الرابعة: أهْرِيقوه، ثم قال: إن الله حرّمَ عليَّ - أو حرَّمَ - الخمر والميْسِرَ والكوبةَ، وقال: كلُّ مُسكر حرام» قال سفيان: فسألت عليَّ بن بذيمة عن الكوبة؟ فقال: الطَّبل، وله في أخرى في قصة وفد عبد القيس «قالوا: فيمَ نشرَب يا رسول الله؟ قال: عليكم بأسقية الأدَم التي يُلاثُ على أفواهها» .
وأخرج النسائي الأولى بنحوها. وله أيضاً، قال: «نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عن الدُّباء والحنتم والنقير، وأن يُخلَطَ البلح والزَّهْو» ، وفي أخرى «نهى عن الدُّبَّاء والمزفت» . وزاد مَرَّة أخرى «والنقير، وأن يخلط البلح والزبيب، والزهو بالتمر» . وفي أخرى «نهى عن الدُّبَّاء، والحنتم والمزفت والنقير، وعن البُسر والتمر أن يخلطا، وعن الزبيب والتمر أَن يخلطا، [ص:151] وكتب إلى أهل هَجَرَ، أن لا تَخلِطوا التمر والزبيب جميعاً» .
وفي رواية «نهى عن نبيذ الجرِّ» ، وفي أخرى موقوفاً، قال: «البُسر وحدَه حرام» .
وله في أخرى، قال: «ألم يقُل الله عزَّ وجلَّ {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ ومَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} [الحشر: 7] ؟ قلت: بلى، وقال: ألم يقل: {وَمَا كانَ لِمُؤْمِنٍ ولا مُؤمِنَةٍ إِذا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أمْراً أن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أمْرِهِمْ} [الأحزاب: 36] ؟ قلت: بلى، قال: فإني أشهد أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم- نهى عن النَّقير والمقيِّر، والدُّبَّاء، والحنتم» . وأخرجه الترمذي بنحو من الرواية الأولى، ولم يذكر أبا جمرة، والجرَّة (1) .
__________
(1) رواه البخاري 8 / 67 في المغازي، باب وفد عبد القيس، وفي الإيمان، باب أداء الخمس من الإيمان، وفي العلم، باب تحريض النبي صلى الله عليه وسلم وفد عبد القيس على أن يحفظوا الإيمان والعلم ويخبروا من وراءهم، وفي مواقيت الصلاة، باب قول الله تعالى: {منيبين إليه واتقوه} ، وفي الزكاة، باب وجوب الزكاة، وفي الجهاد، باب أداء الخمس من الدين، وفي الأنبياء، باب نسبة اليمن إلى إسماعيل، وفي الأدب، باب قول الرجل: مرحباً، وفي خبر الواحد، باب وصاة النبي صلى الله عليه وسلم وفود العرب أن يبلغوا من وراءهم، وفي التوحيد، باب قول الله تعالى: {والله خلقكم وما تعملون} ، ومسلم رقم (17) في الإيمان، باب الأمر بالإيمان بالله تعالى، وفي الأشربة، باب النهي عن الانتباذ في المزفت، وأبو داود رقم (3692) و (3694) و (3696) في الأشربة، باب في الأوعية، والنسائي 8 / 323 في الأشربة، باب الأخبار التي اعتل بها من أباح شراب المسكر، وباب خليط البلح والزهو، وباب خليط البسر والتمر، وباب ذكر الدلالة على النهي للموصوف من الأوعية، والترمذي رقم (2614) في الإيمان، باب ما جاء في إضافة الفرائض إلى الإيمان.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح تقدم.(5/149)
3197 - (م ط د س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «لا تَنتبذُوا في الدُّبَّاء، ولا في المزفت» ، ثم يقول أبو [ص:152] هريرة: «واجتَنِبوا الحَناتِمَ» .
وفي رواية: «نهى عن المزفَّت، والحنتم، والنقير، قال: قيل لأبي هريرة: ما الحنتم؟ قال: الجرَارُ الخُضر» .
وفي أخرى أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال لوفد عبد القيس: «أنهاكم عن الدباء، والحنتم والنقير والمقيَّر والمزَادَةِ المجبوبة (1) ، ولكن اشرب في سِقائكَ وأوكه» .
أخرجه مسلم، وأخرج أبو داود الرواية الثالثة، وفي رواية الموطأ: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- نهى أن يُنبذ في الدباء والمزفَّت» وفي رواية النسائي: «أن رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- نهى أن ينبذ في الدُّبَّاء والمزفّت والنَّقير، والحنتم، وكل مُسكر حرام» ،
وفي أخرى: «نهى عن الدُّبَّاء والمزفت أن يُنتبذَ فيهما» . وفي أخرى «نهى عن الجرار، وعن الدُّباء، والظُّروف المزفَّتَة» . وفي أخرى «نهى وفدَ عبد القيس - حين قَدِمُوا عليه- عن الدُّبَّاء وعن المقيَّر والمزفَّت والمزادَةِ المجْبوبةِ، وقال: انْتَبِذْ في سقائكَ، وأوكِه، واشربهُ حُلواً، قال بعضهم: ائذن لي يا رسول الله في مثل هذه، قال: إذن تجعلها مثل هذه، وأشار بيده [ص:153] يصف ذلك» (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(اشرب في سقائك وأوكه) : إنما أمره أن يشرب في سقائه ويوكيه لأن السقاء جلد رقيق، فإذا شده وحدثت فيه الشدة تقطع وانشق، فلم يخف على صاحبها أمره، وغيره من الأوعية صلبة شديدة يتغير فيها الشراب ويشتد، فلا يشعر صاحبها بذلك.
(المجبوبة) : المقطوعة التي ليس لها عزلاء من أسفلها يتنفس منها. فالشراب قد يتغير فيها، ولا يشعر به صاحبه.
__________
(1) قال النووي في " شرح مسلم ": قال القاضي: ضبطناه في معظم نسخ مسلم وفي سنن النسائي وأبي داود " المجبوبة " بالجيم والباء الموحدة المكررة، قال: ورواه بعضهم " المخنوثة " بخاء معجمة ثم نون وبعد الواو ثاء مثلثة، كأنه أخذه من اختناث الأسقية المذكور في حديث آخر. وهذه الرواية ليست بشيء، والصواب الأول: أنها بالجيم، وقال إبراهيم الحربي وثابت: وهي التي قطع رأسها، فصارت كهيئة الدن وأصل الجب: القطع، وقيل: هي التي قطع رأسها وليس لها عزلاء من أسفلها، ويتنفس الشراب منها فيصير شرابها مسكراً، ولا يدرى به.
(2) رواه مسلم رقم (1993) في الأشربة، باب النهي عن الانتباذ في المزفت، والموطأ 2 / 843 و 844 في الأشربة، باب ما ينهى أن ينبذ فيه، وأبو داود رقم (3693) في الأشربة، باب في الأوعية، والنسائي 8 / 297 في الأشربة، باب تحريم كل شراب أسكر، وباب النهي عن نبيذ الدباء والمزفت، وباب النهي عن نبيذ الدباء والحنتم والمزفت، وباب الأذن في الانتباذ في التي خصها بعض الروايات التي أتينا على ذكرها الأذن فيما كان من الأسقية.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك (الموطأ) صفحة (527) . وأحمد (2/514) قال: حدثنا روح. قال: حدثنا مالك، عن العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب، عن أبيه، فذكره.
عن وأبي صالح، عن أبي هريرة: «عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه نهى عن المزفت والحنتم والنقري» قال: قيل لأبي هريرة: ما الحنتم؟ قال: الجرار الخضر.
أخرجه مسلم (6/92) قال: حدثني محمد بن حاتم. قال: حدثنا بهز. قال: حدثنا وهيب، عن سهيل، عن أبيه، فذكره
- عن أبي سلمة. قال: حدثني أبو هريرة قال: «نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الجرار، والدباء، والظروف المزفتة» أخرجه أحمد (2/540) قال: حدثنا محمد بن مصعب. وابن ماجة (3408) قال: حدثنا إسحاق بن موسى الخطمي. قال: حدثنا الوليد بن مسلم، والنسائي (8/306) قال: أخبرنا سويد. قال: أنبأنا عبد الله.
ثلاثتهم - محمد، والوليد، وعبد الله بن المبارك- عن الأوزاعي. قال: حدثني يحيى. قال: حدثني أبو سلمة، فذكره.
(*) رواية الوليد بن مسلم مختصرة على: «نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن ينبذ في الجرار» .
وعن أبي سلمة، أنه سمع أبا هريرة يقول قال: رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «لا تنتبذوا في الدباء ولا في المزفت» ثم يقول أبو هريرة: واجتنبوا الحناتم. ورواية معمر.: «نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الدباء والمزفت والحنتم والنقير» .
أخرجه الحميدي (1081) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (2/241) قال: حدثنا سفيان. وفي (2/ 279) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر. ومسلم (6/92) قال: حدثني عمرو الناقد. قال: حدثنا سفيان بن عيينة. والنسائي (8/305) قال: أخبرنا محمد بن منصور. قال: حدثنا سفيان.
كلاهما - سفيان، معمر - عن الزهري، عن أبي سلمة، فذكره.
(*) في رواية سفيان عند أحمد: «عن أبي سلمة أو سعيد» .
(*) وفي راوية الحميدي: ثم قال أبو هريرة من عنده: واجتنبوا الحناتم والنقير.
- وعن أبي سلمة، عن أبي هريرة «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى أن ينبذ في الدباء والمزفت والنقير والحنتم، ومسكر حرام» .
أخرجه أحمد (2/429) قال: حدثنا يحيى. وفي (2/501) قال: حدثنا يزيد. و «ابن ماجة» (3401) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا محمد بن بشر. النسائي (8/297) قال: أخبرنا محمد بن المثنى. قال: حدثنا يحيى بن سعيد (ح) وأخبرنا علي بن حجر، عن إسماعيل.
أربعتهم - يحيى بن سعيد، ويزيد، ومحمد بن بشر، وإسماعيل بن جعفر - عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، فذكره.
(*) رواية يحيى بن سعيد مختصرة على: «كل مسكر حرم»
- وعن شهر بن حوشب، عن أبي هريرة قال: «لما قفا وفد عبد القيس. قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: كل أمرئ حسيب نفسه، لينتبذ كل قوم فيما بدا لهم» .
أخرجه أحمد (2/305) قال: حدثنا أبو كامل. قال: حدثنا حماد، عن خالد الحذاء. وفي (2/327) قال: حدثنا عبد الصمد. قال: حدثنا حماد. قال: حدثنا خالد. وفي (2/355) قال: حدثنا حسن. قال: حدثنا سكين. قال: حدثنا حفص بن خالد.
كلاهما - خالد، وحفص - عن شهر بن حوشب، فذكره. رواية حفص بن خالد.: «إني لشاهد لوفد عبد قيس قدموا على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: فنهاهم أن يشربوا في هذه الأوعية: الحنتم والدباء والمزفت والنقير. قال فقام إليه رجل من القوم. ققال: يارسول الله إن الناس لا ظروف لهم. قال فرأيت رسول اللله -صلى الله عليه وسلم- كأنه يرثي للناس. قال: فقال: اشربوا ما طاب لكم، فإذا خبث فذروه» .
- وعن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة «أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لوفد عبد القيس: أنهاكم عن الدباء، والحنتم والنقير، والمقير: والحنتم المزادة والمجبوبة. ولكن اشرب في سقائك وأوكه» .
أخرجه أحمد (2/491) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا هشام. (ح) ويزيد. قال: أخبرنا هشام، ومسلم (6/92) قال: حدثنا نصر بن علي الجهضمي. قال: أخبرنا نوح بن قيس. قال: حدثنا ابن عون. وأبو داود (3693) قال: حدثنا وهب بن بقية، عن نوح بن قيس. قال: حدثنا عبد الله بن سوار. قال: حدثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد. عن هشام.
كلاهما - هشام بن حسان، وابن عون - عن محمد بن سيرين، فذكره.
أخرجه أحمد (2/414) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا يزيد بن إبراهيم. قال: حدثنا محمد، يعني ابن سيرين. قال: حدثني أبو هريرة وعبد الله بن عمر، أما أحدهما فألجأة إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- وأما الآخر فألجأه إلى عمر. قال: أحدهما: نهى عن الزقاق والمزفت وعن الدباء والحنتم، وقال الآخر: نهى عن الزقاق والمزفت وعن الدباء والجر أو الفخار - شك محمد.
- عن محمد بن زياد. قال: سمعت أبا هريرة يقول: «إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى عن الدباء والحنتم، والنقير، والمزفت» . أخرجه النسائي (8/ 306) قال أخبرنا قريش بن عبد الرحمان، قال: أنبأنا علي بن الحسين. قال: أنبأنا الحسين. قال: حدثني محمد بن زياد.، فذكره.
عن محمد بن سيرين. قال: حدثني أبو هريرة «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى عن نبيذ الجر» .
أخرجه النسائي في الكبرى (الور قة 98) قال: أخبرني محمد بن علي ان حرب. قال: أخبرنا علي بن الحسين، عن أبيه، عن يزيد النحوي، عن ابن سيرين، فذكره.
عن زينب ابنة النعمان، عن أبي هريرة قال: «نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الأوعية. إلا وعاء يوكأ رأسه» أخرجه أحمد (2/445) قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا أبان بن صمعة عن زينب أبنه النعمان، فذكرته.(5/151)
3198 - (د) [أبو الغموص] زيد بن علي - قال: حدَّثني رجل من الوفد الذين وفدوا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- من عبد القيس - يَحسِبُ عوف أنَّ اسمَه، قيسُ بن النعمان- أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال لهم: «لا تشربوا في نَقير ولا مُزَفَّت، ولا دُبَّاء، ولا حنتم، واشربوا في الجِلْدِ المُوكَى عليه، فإن [ص:154] اشتدَّ فاكسِرُوه بالماء، فإن أعياكم فأهريقوه» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (3695) في الأشربة، باب في الأوعية، وهو حديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (3695) قال: ثنا وهب بن بقية، عن خالد، عن عوف، عن أبي القموص زيد بن علي، فذكره.(5/153)
3199 - (خ م س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تنبِذوا في الدُّباء، ولا في المزفت، وكان أبو هريرة يُلْحِقُ معهما: الحنتَم والنقيرَ» . أخرجه البخاري ومسلم.
وفي رواية النسائي: «أن النبي - صلى الله عليه وسلم- نهى عن الدُّبَّاء والمزفت أن يُنبَذَ فيهما» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 10 / 38 في الأشربة، باب الخمر من العسل وهو البتع، ومسلم رقم (1992) في الأشربة، باب النهي عن الانتباذ في المزفت، والنسائي 8 / 305 في الأشربة، باب النهي عن نبيذ الدباء والمزفت.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه الحميدي (1185) وأحمد (3/110) ومسلم (6/92) قال: ثني عمرو الناقد
ثلاثتهم - الحميدي، وأحمد، والناقد - قالوا: حدثنا سفيان بن عيينة.
2- وأخرجه أحمد (3/165) قال: ثنا عبد الرزاق (ح) وحدثنا عبد الأعلى، كلاهما عن معمر
3- وأخرجه الدارمي (2116) ، والبخاري (7/137) كلاهما عن أبي اليمان، قال: أخبرنا شعيب.
4- وأخرجه مسلم (6/92) ، والنسائي (8/305) كلاهما عن قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا الليث بن سعد.
أربعتهم - سفيان، ومعمر، وشعيب، والليث - عن الزهري، فذكره.(5/154)
3200 - (خ م د س) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: «نهى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أن ينبَذَ في الدُّبَّاء، والمزَفَّت» . أخرجه البخاري ومسلم والنسائي، وفي رواية أبي داود «نهى عن الدباء والحنتم والنقير والجِعََة» . وفي أخرى للنسائي: «نهانا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عن الدُّباء والحنتم» . (1) [ص:155]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الجِعَة) : هو نبيذ الشعير.
__________
(1) رواه البخاري 10 / 53 في الأشربة، باب ترخيص النبي صلى الله عليه وسلم في الأوعية والظروف بعد النهي، ومسلم رقم (1994) في الأشربة، باب النهي عن الانتباذ في المزفت، وأبو داود رقم (3697) في الأشربة، باب في الأوعية، والنسائي 8 / 305 في الأشربة، باب النهي عن نبيذ الدباء والمزفت.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (1/83) (634) قال: حدثنا يحيى، عن سفيان. وفي (1/139) (1180) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. والبخاري (7/139) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى، عن سفيان (ح) وحدثنا عثمان، قال: حدثنا جرير، ومسلم (6/93) قال: حدثنا سعيد بن عمرو الأشعثي، قال: أخبرنا عبثر (ح) وحدثني زهير بن حرب، قال: حدثنا جرير (ح) وحدثني بشر بن خالد، قال: أخبرنا محمد، يعني ابن جعفر، عن. شعبة. والنسائي (8/305) قال: أخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى، عن سفيان.
أربعتهم - سفيان، وشعبة، وجرير وعبثر - عن سليمان الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن الحارث بن سويد، فذكره.
(*) قال: أبو عبد الرحمن، عبد الله بن أحمد بن حنبل: سمعت أبي يقول: ليس بالكوفة عن علي حديث أصح من هذا. المسند (1/83) (634) .(5/154)
3201 - (خ س) أبو إسحاق الشيباني قال سمعتُ عبد الله بن أبي أَوفى قال: «نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عن نبيذ الجرِّ الأخضر، قلت: أنشرَبُ في الأبيض؟ قال: لا» أخرجه البخاري، وعند النسائي، قال: «لا أدرِي» .
وله في أخرى، قال: سمعت ابن أبي أَوفى يقول: «نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عن نبيذ الجر، قلتُ: حرام هو؟ قال: حرام، وقد حدَّثَنا من لم يَكْذِب: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- نهى عن نبيذ الحنتم والدباء والمزفت والنقير» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 10 / 54 في الأشربة، باب ترخيص النبي صلى الله عليه وسلم في الأوعية والظروف، والنسائي 8 / 304 في الأشربة، باب الجر الأخضر.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه الحميدي (715) قال: حدثنا سفيان - ابن عيينة -. وأحمد (4/353) قال: حدثنا يحيى، عن شعبة. (ح) وعبد الرحمن،عن سفيان وفي (4/353) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا الأعمش. وفي (4/356) قال: حدثنا محمد بن جعفر.، قال: حدثنا شعبة. وفي (4/356) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا سفيان الثوري، وفي (4/380) قال حدثنا عمرو بن الهيثم، قال: حدثنا شعبة، والبخاري (7/139) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا عبد الواحد، والنسائي (8/304) قال: أخبرنا محمود بن غيلان قال: حدثنا أبوداود،قال: أنبأنا شعبة. وفي (8/304) قال أنبأنا محمد بن منصور، قال: حدثنا سفيان - ابن عيينة.
خمستهم - سفيان بن عيينة، وشعبة،والأعمش، وسفيان الثوري، وعبد الواحد- عن أبي إسحاق الشيباني، فذكره.
رواية سفيان بن عيينة فيها: «نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن نبيذ الجر الأخضر والأبيض» .(5/155)
3202 - (س) عبد الله بن الزبير - رضي الله عنهما -: «سئل عن نبيذ الجرِّ؟ فقال: نهى عنه النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-» أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 8 / 303 في الأشربة، باب ذكر الأوعية التي نهي عن الانتباذ فيها، ورواه النسائي أيضاً عن ابن عمر وابن عباس رضي الله عنهم، وهو حديث صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (1/27) (185) قال: حدثنا يحيى، عن شعبة. وفي (1/37) (260) قال: حدثنا مؤمل، قال: حدثنا سفيان. وفي (4/5) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. والدارمي (2117) قال: أخبرنا زيد، قال: حدثنا شعبة.
كلاهما - شعبة، وسفيان - عن سلمة بن كهيل، عن أبي الحكم عمران السلمي، فذكره.
عن أبي الحكم، قال: سألت ابن الزبير، أو سمعته يسأل عن نبيذ الجر، فقال: «نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الجر والدباء» .
أخرجه أحمد (1/7) قال: حدثني يحيى. وفي (4/5) قال: حدثنا محمد بن جعفر. والدارمي (2117) قال: أخبرنا أبو زيد.
ثلاثتهم (محمد بن جعفر، ويحيى،وأبو زيد) عن شعبة سلمة عن كهيل. قال: سمعت أبا الحكم، فذكره..(5/155)
3203 - (س) عبد الرحمن بن يعمر أن النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- نهى عن الدباء والمزفت أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 8 / 305 في الأشربة، باب النهي عن نبيذ الدباء والمزفت، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه ابن ماجة (30404) قال: ثنا أبو بكر، والعباس بن عبد العظيم العنبري، والترمذي في العلل (5/761) قال: ثنا عبد الله بن أبي زياد، وغير واحد. والنسائي (8/305) قال: نا محمد بن أبان.
أربعتهم - أبو بكر بن أبي شيبة، والعباس، وعبد الله بن أبي زياد، ومحمد بن زيادن - عن شبابة بن سوار، قال ثنا شعبة، عن بكير بن عطاء، فذكره.(5/155)
3204 - (م) يحيى بن عبيد البهراني (1) قال: سأل قوم ابنَ [ص:156] عباس عن بيع الخمر وشرائها والتجارة فيها. فقال: أمُسْلمُون أنتم؟ قالوا: نعم، قال: فإنه لا يَصْلُحُ بَيْعُها، ولا شِراؤها، ولا التجارةُ فيها، قال: فسألوه عن النَّبيذ؟ فقال: خرج رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في سَفَر، ثم رجع وقد نبَذ ناس من أصحابه في حناتِمَ ونقير ودُبَّاء فأمر به فأُهرِيقَ، ثم أمر بسِقاء، فَجُعِلَ فيه زبيب وماء، فَجُعِلَ من الليل، فأصبحَ فشرب منه يومَه ذلك، وليلتَه المُستَقِبلَة، ومن الغَدِ حتى أمسى، فشرب وسقى، فلما أصبح أمر بما بقيَ منه فأُهريقَ. أخرجه مسلم (2) .
__________
(1) الذي في " صحيح مسلم " " يحيى أبو عمر النخعي " وفي " التهذيب ": يحيى بن عبيد الكوفي هو أبو عمر البهراني، بفتح الباء وسكون الهاء.
(2) رقم (2004) في الأشربة، باب إباحة النبيذ الذي لم يشتد ولم يصر مسكراً.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: تقدم والحديث برواية زيد بن أبي أنيسة.(5/155)
[الفرع] الثاني: فيما يحل من الظروف
3205 - (خ م د) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما -: قال: «لما نهى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عن النبيذ في الأوعية، قالوا: ليس كلُّ الناس يَجدُ - يعني: سِقاء - فأرْخَصَ لهم في الجرِّ غير المزفت» .
وفي رواية: «لما نهى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- عن الأسْقِيَة، قيل للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم-: ليس كلُّ الناس يجدُ سقاء، فرَّخصَ لهم في الجرِّ غير المزفت» .
قال الحميديُّ: كذا في رواية علي بن المديني عن سفيان، ولعله نقص «عن النبيذ إلا في الأسقية» . أخرجه البخاري ومسلم. [ص:157]
وفي رواية أبي داود قال: «ذكر النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- الأوعيةَ: الدُّبَّاءَ، والحَنْتَم، والمزفتَ، والنقيرَ، فقال أعرابي: إنه لا ظروف لنا، فقال: اشربوا ما حَلَّ» . وفي رواية: «اجتنبوا ما أسْكَرَ» (1) .
__________
(1) رواه البخاري رقم 10 / 52 و 53 في الأشربة، باب ترخيص النبي صلى الله عليه وسلم في الأوعية والظروف بعد النهي، ومسلم رقم (2000) في الأشربة، باب النهي عن الانتباذ في المزفت، وأبو داود رقم (3700) في الأشربة، باب في الأوعية.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه الحميدي (582) . وأحمد (2/160) (6497) ، البخاري (7/138) قال: علي حدثنا عبد الله، وفيه (7/138) قال: حدثنا عبد الله بن محمد. ومسلم (6/98) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وابن أبي عمر. والنسائي (8/310) قال: أخبرنا إبراهيم بن سعيد.
سبعتهم - الحميدي، وأحمد بن حنبل، وعبد الله بن محمد الجعفي، علي بن عبد الله المديني، وأبو بكر بن أبي شيبة، وابن أبي عمر، وإبراهيم - قالوا: حدثنا سفيان، عن سليمان بن أبي مسلم الأحول، عن مجاهد، عن أبي عياض.(5/156)
3206 - (خ د ت س) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: قال: «نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عن الظروف. فقالت الأنصار لابُدَّ لنا منها، قال: فلا إذاً» . أخرجه البخاري وأبو داود.
وفي رواية الترمذي والنسائي «فشكَتِ الأنصار، فقالوا: ليس لنا وعاء، قال: فلا إذاً» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 10 / 51 في الأشربة، باب ترخيص النبي صلى الله عليه وسلم في الأوعية والظروف، وأبو داود رقم (3699) في الأشربة، باب في الأوعية، والترمذي رقم (1871) في الأشربة، باب ما جاء في الرخصة أن ينبذ في الظروف، والنسائي 8 / 312 في الأشربة، باب الأذن في شيء منها.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (3 /302) قال: حدثنا يحيى. والبخاري (7/138) قال: حدثنا يوسف بن موسى، قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن أبي أحمد الزبيري. وفي (7/138) قال: وقال خليفة: حدثنا يحيى بن سعيد. وأبو داود (3699) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى. والترمذي (1870) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا أبو داود الحفري. والنسائي (8/312) قال: أخبرنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا أبو داود الحفري، وأبو أحمد الزبيري.
ثلاثتهم - يحيى بن سعيد،أبو أحمد الزبيري، وأبو داود الحفري - عن سفيان، عن منصور، عن سالم، فذكره.
(*) وقع في المطبوع، من صحيح البخاري (7/138) عقب رواية خليفة: (حدثنا عبد الله بن محمد، قال: حدثنا سفيان بهذا، وقال فيه: لما نهى النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الأوعية - وهذا يشعر أنه حديث جابر المذكور، وهذا خطأ إذ يتبع هذا السند حديث أبي عياض عن عبد الله بن عمرو الآتي بعده في صحيح البخاري، وفي نسخة المزي من الصحيح جاء هذا السند بعد حديث عبد الله بن عمرو. انظر «تحفة الأشراف» الجزء السادس صفحة (368) حديث رقم (8895) .(5/157)
3207 - (م د ت س) بريدة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «كنتُ نهيتُكم عن الأشربة في ظروف الأدَم، فاشربوا في كل وعاء، غير أَن لا تشربُوا مُسكِراً» .
وفي رواية: أنه قال: «نهيتُكم عن الظروُف، وإن الظُّروف - أو ظَرفاً - لا تُحلُّ شيئاً ولا تُحرِّمُه، وكل مسكر حرام» .
وفي [ص:158] رواية: «نهيتُكم عن زيارة القبور فزُوروها، ونهيتكم عن لُحوم الأضاحي فوق ثلاث، فأمْسِكوا ما بدا لكم ونهيتُكم عن النبيذ إلا في سقاء، فاشربوا في الأسقية كلِّها، ولا تشربوا مُسكراً» . أخرجه مسلم. وأخرج أبو داود الرواية الآخرة، وأخرج الترمذي الرواية الثانية.
وفي رواية النسائي: «كنتُ نهيتكم عن الأوعية، فانتبذُوا فيما بدا لكم، وإياكم وكلَّ مُسكر» . وفي أخرى له، قال: قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: «اشربوا في الظروف كلِّها، ولا تَسكَرُوا» .
وفي أخرى له: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بينا هو يسيرُ، إذْ حلّ بقوم، فسمع لهم لغَطاً فقال: ما هذا الصوت؟ قالوا: يا نبي الله، لهم شراب يشربونه، فبعث إلى القوم فدعاهم، فقال: في أي شيء تنْتبِذون؟ قالوا: نَنْتبِذُ في النَّقير والدُّباء، وليس لنا ظروف، فقال: لا تشربوا إلا فيما أوْكيْتم عليه، قال: فلَبِثَ بذلك ما شاء الله أن يَلْبَثَ، ثم رجع عليهم، فإذا هم قد أصابهم وباء واصْفرُّوا، قال: ما لي أراكم قد هلكتم؟ قالوا: يا رسولَ الله، أرضنا وبيئة، وحرَّمْتَ علينا إلا ما أوكينَا عليه، قال: اشربوا، وكلُّ مُسْكِر حرام» . (1) [ص:159]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(لغطاً) : اللغط: الضجة.
(أوكأنا) أوكى الوعاء يوكيه: إذا شده.
__________
(1) رواه مسلم رقم (1977) في الأشربة، باب في النهي عن الانتباذ في المزفت، وأبو داود رقم (3698) في الأشربة، باب في الأوعية، والترمذي رقم (1870) في الأشربة، باب في الرخصة أن ينبذ في الظروف، والنسائي 8 / 311 في الأشربة، باب الأذن في شيء منها، وباب ذكر الأخبار التي اعتل بها من أباح شرب المسكر.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (5/350) قال: حدثنا محمد بن فضيل، قال: حدثنا ضرار بن مرة أبو سنان. وفي (5/355) قال: حدثنا حسن بن موسى. وأحمد بن عبد الملك قالا: حدثنا زهير، قال: حدثنا زبيد بن الحارث اليمامي. ومسلم (3/65) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن عبد الله بن نمير، ومحمد بن المثنى قالوا: حدثنا محمد بن فضيل، عن أبي سنان. وفي (3/65) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: أخبرنا أبو خيثمة، عن زبيد اليامي، وفي (6، 82 و98) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن المثنى قالا: حدثنا محمد بن فضيل، عن أبي سنان، وفي (6/82، 98) ، محمد بن عبد الله بن نمير قال: حدثنا محمد بن فضيل، قال: حدثنا ضرار بن مرة أبو سنان. وفي (6/98) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا وكيع، وعن معرف بن واصل. وأبو داود (3235) و (3698) قال: حدثنا أحمد بن يونس قال: حدثنا معرف. والنسائي (4/89 و8/310) قال: أخبرني محمد بن آدم، عن ابن فضيل، عن أبي سنان. وفي (7/234) قال: أخبرنا عمرو بن منصور، قال: حدثنا عبد الله بن محمد وهو النفيلي، قال: حدثنا زهيرقال: حدثنا زبيد. وفي (7/234و 8/311) قال: أنبأنا محمد بن معدان بن عيسى قال حدثنا الحسن بن أعين، قال: حدثنا زهير، قال: حدثنا زبيد بن الحارث.
ثلاثتهم - أبو سنان، وزبيد، ومعرف - عن محارب بن دثار.
2- وأخرجه أحمد (5 /355) ، ومسلم (3/65) قال: حدثنا ابن أبي عمر، ومحمد بن رافع، وعبد بن حميد.
أربعتهم - ابن حنبل، وابن أبي عمر، ومحمد، وعبد بن حميد - عن عبد الرزاق، عن معمر، عن عطاء الخراساني.
3- وأخرجه أحمد (5/356) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا أبي، عن محمد بن إسحاق، عن سلمة بن كهيل.
4- وأخرجه النسائي (4/89) قال: أخبرني محمد بن قدامة، قال: حدثنا جرير، عن أبي فروة عن المغيرة بن سبيع.
5-وأخرجه النسائي (7/234، 8 /310) قال: أخبرنا العباس بن عبد العظيم العنبري، عن الأحوص بن جواب، عن عمار بن رزيق، عن أبي إسحاق، عن الزبير بن عدي.
6- وأخرجه النسائي (8/311) قال: أخبرنا أبو بكر بن علي، قال: حدثنا إبراهيم بن الحجاج، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن حماد بن أبي سليمان.
ستتتهم - محارب، وعطاء، وسلمة والمغيرة، والزبير، وحماد - عن عبد الله بن بريدة، فذكره.
والرواية الثانية: أخرجها النسائي (8/311) قال: أخبرنا أبو علي، محمد بن يحيى بن أيوب مروزي قال: حدثنا عبد الله بن عثمان، قال: حدثنا عيسى بن عبيد الكندي، خراساني، قال: سمعت عبد الله بن بريدة، فذكره..
وعن ابن بريدة عن أبيه. وبلفظ «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى عن الدباء، والحنتم، والنقير، والمزفت» .
أخرجها النسائي (8/319) قال: أخبرنا محمد بن إسماعيل، قال حدثنا يزيد، قال أنبانا شريك، عن سماك بن حرب، عن ابن بريدة، فذكره.(5/157)
3208 - (س) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنهما - «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- رَخَّصَ في الجرِّ غير المزفَّت» أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 8 / 310 في الأشربة، باب الأذن في الجر خاصة، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (8/310) قال: نا إبراهيم بن سعيد، قال: ثنا سفيان، قال: ثنا سليمان الأحول، عن مجاهد، عن أبي عياض فذكره.(5/159)
3209 - (م د س) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: أن رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- «كان يُنتبَذُ له في سِقاء، فإذا لم يجدوا سِقاء، نُبِذَ له في تَوْر من حجارة، فقال بعضُ القوم لأبي الزبير: من بِرام؟ قال: من بِرام» أخرجه مسلم وأبو داود. وفي رواية النسائي «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- كان ينتَبَذُ له في تَوْر من حجارة» لم يزد.
وفي أخرى، قال: «نهى عن الجرِّ والمزفت والدُّباء والنقير، وكان إذا لم يَجِدْ سقاء ينبذُ له فيه، نُبِذَ له في تَوْر من حجارة» . وله في أخرى مثل رواية مسلم، وزاد فيها «ونهى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عن الدباء المزفت» (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (1999) في الأشربة، باب النهي عن الانتباذ في المزفت، وأبو داود رقم (3702) في الأشربة، باب في الأوعية، والنسائي 8 / 309 و 310 في الأشربة، باب الإذن في الانتباذ في التي خصها بعض الروايات التي أتينا على ذكرها الإذن فيما كان في الأسقية منها.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه الحميدي (1283) . وأحمد (3/307) قالا: حدثنا سفيان بن عيينة.
2- وأخرجه أحمد (3/304) قال: حدثنا إسحاق بن يوسف. وفي (3/379) قال: حدثنا يزيد. والدارمي (2113) قال: أخبرنا يزيد بن هاررن. والنسائي (8/310) قال: أخبرني أحمد بن خالد، قال: حدثنا إسحاق - يعني الأزرق -.
كلاهما - إسحاق، ويزيد - عن عبد الملك بن أبي سليمان.
3- وأخرجه أحمد (3/326) قال: حدثنا أبو النضر. ومسلم (6/978) قال: حدثنا أحمد بن يونس (ح) وحدثنا يحيى بن يحيى. وأبو داود (3702) قال: حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي.
أربعتهم - أبو النضر، وأحمد بن يونس، ويحيى بن يحيى، والنفيلي- عن زهيرأبي خيثمة.
4- وأخرجه أحمد (3/384) قال: حدثنا روح، قال: حدثنا زكريا.
5- وأخرجه مسلم (6/98) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. وابن ماجة (3400) قال: حدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، والنسائي (8/302) قال: أخبرنا قتيبة.
ثلاثتهم - يحيى، وابن أبي الشوارب، وقتيبة - عن أبي عوانة.
6- وأخرجه أحمد (2/35) (4914) قال: حدثنا عبد الرزاق. مسلم (6/97) قال: حدثني محمد بن رافع، قال: حدثنا عبد الرزاق. والنسائي (8/903) قال: أخبرنا سويد،قال: أنبأنا عبد الله - ابن المبارك - كلاهما -عبد الرزاق، وابن المبارك - عن ابن جريج.
ستتهم - ابن عيينة، وعبد الملك، وزهير، وزكريا، وأبو عوانة، وابن جريج - عن أبي الزبير، فذكره.
- وعن أبي الزبير عن جابر: «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى عن الدباء، والنقير، والجر والمزفت» .
1- أخرجه أحمد (3/304) قال: حدثنا إسحاق بن يوسف. وفي (3/357) قال: حدثنا محمد بن عبيد وفي (3/379) قال: حدثنا يزيد. والنسائي (8/310) قال: أخبرني أحمد بن خالد. قال: حدثنا إسحاق -يعني الأزرق -.وفي (8/310) قال: أخبرنا سوار بن عبد الله بن سوار، قال: حدثنا خالد بن الحارث.
أربعتهم - إسحاق، ومحمد بن عبيد، ويزيد، وخالد بن الحارث - عن عبد الملك بن أبي سليمان.
2-وأخرجه أحمد (2/120) (6012) قال: حدثنا هاشم. وفي (3/386) قال: حدثنا حسن. ومسلم (6/97) قال: حدثنا أحمد بن يونس (ح) وحدثنا يحيى بن يحيى.
أربعتهم - هاشم، وحسن، وأحمد، ويحيى - عن زهير.
3- وأخرجه أحمد (3/356) قال: حدثنا يونس. قال: حدثنا حماد.
4- وأخرجه أحمد (3/384) قال حدثنا روح،قال: حدثنا زكريا.
5- وأخرجه أحمد (2/35) (4914) قال:حدثنا عبد الرزاق. ومسلم (6 /97) قال: حدثني محمد بن رافع، قال حدثنا عبد الرزاق. والنسائي (8/309) قال: أخبرنا سويد، قال: أنبأنا عبد الله.
كلاهما - عبد الرزاق، وعبد الله - عن ابن جريج.
خمستهم - عبد الملك، وزهير، وحماد، وزكريا، وابن جريج - عن أبي الزبير، فذكره رواية زهير،عن أبي الزبير، عن جابر، وابن عمر، فذكراه.(5/159)
الفصل السادس: في لواحق الباب
3210 - (م ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- سئل عن الخمر أُتُتَّخَذُ خلاً؟ قال: لا» . أخرجه مسلم والترمذي (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (1983) في الأشربة، باب تحريم تخليل الخمر، والترمذي رقم (1294) في الأشربة، باب النهي أن يتخذ الخمر خلاً.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (3/119، 180) وأبو داود (3675) قال: حدثنا زهير بن حرب.
كلاهما - أحمد، وزهير - قالا: حدثنا وكيع.
وأخرجه مسلم (6/89) قال: حدثنا يحيى بن يحيى،وزهير بن حرب، كلاهما عن عبد الرحمن بن مهدي.
وأخرجه الترمذي (1294) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد.
ثلاثتهم - وكيع، وعبد الرحمن، ويحيى - عن سفيان الثوري، وأخرجه أحمد (3/260) قال: حدثنا أسود بن عامر وحسين.
و «الدارمي» (2121) قال: حدثناعبيد الله بن موسى.
ثلاثتهم - أسود، وحسين وعبيد الله - عن إسرائيل.
كلاهما - سفيان الثوري، وإسرائيل- عن إسماعيل السدي -.
2- وأخرجه أحمد (3/260) قال: حدثنا أسود بن عامر، قال: حدثنا إسرائيل، عن ليث بن أبي سليم.
كلاهما - إسماعيل، وليث - عن يحيى بن عباد أبي هبيرة، فذكره.(5/160)
3211 - (خ م س) أبو هريرة - رضي الله عنه - «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- أُتِيَ لَيلةَ أُسْرِيَ به بقدَحين من خمر ولَبَن، فنظر إليهما، ثم أخذ اللَّبنَ، فقال له جبريل عليه السلام: الحمد لله الذي هداك للفِطرَة، ولو أخذتَ الخمرَ غوَت أُمَّتُكَ» أخرجه النسائي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(غَوَت) : الغي: ضد الرشاد، وقد ذكر.
__________
(1) رواه النسائي 8 / 312 في الأشربة، باب منزلة الخمر، ورواه أيضاً البخاري 10 / 26 و 27 في الأشربة في فاتحته، ورواه أيضاً مسلم 168 في الإيمان، باب الإسراء برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السماوات.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
تقدم(5/160)
3212 - (ت) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «سئل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عن أطيب الَّشراب؟ فقال: الحلوُ البارد» أخرجه الترمذي عن الزهري مرسلاً، وقال: وهو أصح وفي رواية عنها، قالت: «كان أحبَّ الشراب إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- الحلو الباردُ» (1) .
__________
(1) رقم (1897) في الأشربة، باب ما جاء أي الشراب أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الحميدي (257) . وأحمد (6/38، 40) ، والترمذي (1895) وفي الشمائل (204) قال: ثنا ابن أبي عمر. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (12/16648) عن محمد بن منصور.
أربعتهم - الحميدي، وأحمد بن حنبل، وابن أبي عمر، ومحمد بن منصور - عن سفيان بن عيينة، وعن معمر، عن الزهري، عن عروة، فذكره.
(*) قال الترمذي: هكذا روى غير واحد عن ابن عيينة مثل هذا عن معمر عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، والصحيح ما روي عن الزهري، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مرسلا.
وقال الترمذي (1896) قال: ثنا أحمد بن محمد. قال نا عبد الله بن المبارك قال نا معمر ويونس، عن الزهري، «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سئل: أي الشراب أطيب، قال: الحلو البارد» . وقال الترمذي: وهكذا روى عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مرسلا،وهذا أصح من حديث ابن عيينة رحمه الله.(5/160)
الكتاب الثاني من حرف الشين: في الشركة
3213 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه - يرفعه «إن الله عزَّ وجلَّ يقول: أنا ثالِثُ الشَّريكيْن، ما لم يَخُنْ أحدُهما صاحِبَه، فإذا خانه خرَجْتُ من بينِهما» أخرجه أبو داود (1) . وزاد رزين «وجاء الشيطانُ» .
__________
(1) رقم (3383) في البيوع، باب في الشركة، وهو حديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (3383) قال: ثنا محمد بن سليمان المصيصي قال: ثنا محمد بن الزبرقان، عن أبي حيان التيمي، عن أبيه، فذكره(5/161)
3214 - (د س) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: «اشتركتُ أنا وعمَّار وسعد فيما نُصيبُ يومَ بدْر، فجاء سعد بأسيرينِ، ولم أجيءْ أنا وعمار بشيء» . أخرجه أبو داود والنسائي (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (3388) في البيوع، باب في الشركة على غير رأس المال، والنسائي 7 / 319 في البيوع، باب الشركة بغير مال من حديث سفيان قال: حدثني أبو إسحاق السبيعي عن أبي عبيدة عامر بن عبد الله بن مسعود عن أبيه عبد الله، وأبو عبيدة عامر بن عبد الله بن مسعود روى عن أبيه عبد الله ولم يسمع منه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (3388) قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ، قال: حدثنا يحيى. وابن ماجة (2288) قال:حدثنا أبو السائب سلم بن جنادة، قال: حدثنا أبو داود الحفري. والنسائي (7/57، (319) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى بن سعيد.
كلاهما - يحيى، وأبو داود الحفري - عن سفيان عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة، فذكره.(5/161)
3215 - (خ) زهرة بن معبد - رحمه الله - عن جدِّه عبد الله بن هشام - وكان وقد أدرك النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- وَذَهَبتْ به أمُّه زينبُ بنت حُميْد إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فقالت: بايعْهُ، فقال: هو صَغير، فمسح رأْسَه، ودعا له [ص:162] بالبركة. وعن زهرة «أنه كان يخرج به جدُّه عبد الله بن هشام إلى السُّوق، فيشتري الطعام، فيلقاه ابنُ عمر وابنُ الزبير، فيقولان له: أشركنا فإن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قد دعا لك بالبركة، فيُشْرِكُهم، فربما أصاب الرَّاحِلةَ كما هي فيَبعثُ بها إلى المنزل» زاد في رواية «وكان يُضَحِّي بالشاة الواحدة عن جميع أهله» . أخرجه البخاري (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الراحلة) : اسم الجمل والنَّاقة إذا كانا قويين على الأسفار والأحمال.
__________
(1) 5 / 96 و 97 في الشركة، باب الشركة في الطعام وغيره، وفي الدعوات، باب الدعاء للصبيان بالبركة ومسح رؤوسهم، وفي الأحكام، باب بيعة الصغير.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (4/233) قال: ثنا عبد الله بن يزيد. و «البخاري» (3/184) قال: ثنا أصبغ بن الفرج، قال: ني عبد الله بن وهب. وفي (9/98) قال: ثنا علي بن عبد الله، قال: ثنا عبد الله بن يزيد. وأبو داود (2942) قال: ثنا عبيد الله بن عمر بن ميسرة، قال: ثنا عبد الله بن يزيد.
كلاهما - عبد الله بن يزيد، وعبد الله بن وهب - عن سعيد بن أبي أيوب، قال: ثني أبو عقيل زهرة بن معبد، فذكره.(5/161)
3216 - (د) السائب بن أبي السائب - رضي الله عنه - قال: «أتيتُ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- فجعلُوا يُثْنُونَ عليَّ، ويذكُروني، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: أنا أعْلَمُكم به، فقلت: صدقتَ بأبي وأُمي، كنتَ شَرِيكي، فَنِعْمَ الشريكُ كنت، لا تُدَارِي ولا تُماري» ، أخرجه أبو داود (1) . وفي رواية ذكرها رزين «لا تشاري» عِوضَ «لا تماري» (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(تُماري) : المماراة: المجادلة والملاحاة.
(تشاري) المشارة: الملاجة والملاحاة أيضاً.
__________
(1) رقم (4836) في الأدب، باب في كراهية المراء، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (2287) في التجارات، باب الشركة والمضاربة، وإسناده مضطرب.
(2) في المطبوع: عوض " لا تداري ".
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/425) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. وأبو داود (4836) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى. وابن ماجة (2287) قال: حدثنا عثمان، وأبو بكر أبي شيبة، قالا: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي.
(*) أخرجه أحمد (3/425) قال: حدثنا أسود بن عامر، قال: حدثنا إسرائيل عن إبراهيم - يعني ابن مهاجر، عن مجاهد، عن السائب بن عبد الله، قال: «جيء بي إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- يوم فتح مكة، جاء بي عثمان بن عفان، وزهير، فجعلو يثنون عليه، فقال لهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لا تعلموني به،قد كان صاحبي في الجاهلية قال: نعم. يارسول الله، فنعم الصاحب كنت، قال: ياسائب، انظر اخلاقك التي كنت تصنعها في الجاهلية فاجعلها في الإسلام، أقر الضيف وأكرم اليتيم، وأحسن إلى جارك» .
ولم يذكر قائد السائب. وأخرجه أحمد (3/425) قال: حدثنا عفان. والنسائي في عمل اليوم واليلة (312) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. قال: حدثنا المخزومي - المغيرة بن سلمة -. كلاهما (عفان، والمخزومي) قالا: حدثنا وهيب، قال:حدثنا عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن مجاهد، عن السائب بن أبي السائب، وكان يشارك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قبل الإسلام في التجارة، فلما كان يوم الفتح جاءه، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: مرحبا بأخي وشريكي، كان لا يداري ولا يماري، ياسائب قد كنت عمل أعمالا في الجاهلية لا تقبل منك، وهي اليوم تقبل منك،وكان ذا سلف وصلة.
(*) وأخرجه (3/425) قال: حدثنا روح، قال حدثنا سيف قال: سمعت مجاهدا يقول: كان السائب ابن أبي السائب العابدي شريك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الجاهلية، قال: فجاء النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- يوم فتح مكة، فقال: بأبي وأمي لا تداري ولا تماري. هكذا ذكره مرسلا.(5/162)
الكتاب الثالث: في الشِّعر، وفيه خمسة فصول
الفصل الأول: في مدح الشِّعر
3217 - (خ د) أبي بن كعب - رضي الله عنه - قال: إن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «إن مِن الشِّعْرِ حِكْمَة» . أخرجه البخاري وأبو داود (1) .
__________
(1) رواه البخاري 10 / 445 و 446 في الأدب، باب ما يجوز من الشعر والرجز، وأبو داود رقم (5010) في الأدب، باب ما جاء في الشعر.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (3/456) قال: حدثنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب. وفي (5/125) قال: حدثنا روح. قال: حدثنا ابن جريج قال: أخبرني زياد بن سعد. وفيه (5/125) قال: حدثنا عتاب بن زياد، قال: أخبرنا عبد الله، قال: أخبرنا يونس. وفيه (5/125) قال: حدثنا إبراهيم بن خالد، قال: حدثنا رباح، عن معمر. والدارمي (2707) قال: أخبرنا أبو عاصم، عن ابن جريج، عن زياد بن سعد. والبخاري (8/42) . وفي «الأدب المفرد» (858) قال: حدثنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب، (864) قال: حدثنا أبو عاصم، عن ابن جريج، عن زياد. وأبو داود (5010) . وابن ماجة (3755) قالا: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا ابن المبارك، عن يونس. وعبد الله بن أحمد (5/125) قال: حدثني أبو مكرم، وأبو بكر بن أبي شيبة، قالا: حدثنا ابن المبارك، عن يونس. وفي (5/126) قال عبد الله: حدثني عمرو الناقد قال: حدثنا الحجاج بن أبي منيع الرصافي. قال: حدثنا جدي عبيد الله بن أبي زياد. وفيه (5/126) قال: حدثني أبو معمر، قال: حدثنا إبراهيم بن سعد.
ستتهم -شعيب، وزياد بن سعد، ويونس بن يزيد، ومعمر، وعبيد الله، وإبراهيم بن سعد- عن الزهري، قال: أخبرني أبو بكر بن عبد الرحمن، أن مروان بن الحكم أخبره، أن عبد الرحمن بن الأسود أخبره، فذكره.
* وأخرجه أحمد (5/125) قال: حدثنا عبد الرزاق، وفيه (5/125) قال: حدثنا عتاب بن زياد، قال: أخبرنا عبد الله.
كلاهما - عبد الرزاق، وعبد الله بن المبارك - عن معمر، عن الزهري، عن عروة بن الزبير، عن مروان بن الحكم، عن عبد الرحمن بن الأسود، فذكره. (وفيه عروة بدلا من أبي بكر بن عبد الرحمن) .
* وأخرجه أحمد (5/125) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، وأبو كامل وعبد الله بن أحمد (5/125) قال: حدثني منصور بن بشير.
ثلاثتهم - ابن مهدي، وأبو كامل، ومنصور - قالوا: حدثنا إبراهيم بن سعد، قال: ابن شهاب، عن أبي بكر بن عبد الرحمن، عن مروان بن الحكم، عن عبد الله بن الأسود، عن أبي بن كعب، فذكره.
قال عبد الله بن أحمد بن حنبل هكذا يقول إبراهيم بن سعد في حديثه «عبد الله بن الأسود» وإنما هو «عبد الرحمن بن الأسود» كذا يقول غير إبراهيم بن سعد. المسند (5/125) .
* وأخرجه أحمد (5/125) قال: حدثنا عثمان بن عمر، قال: أخبرنا يونس. وعبد الله بن أحمد (5/126) قال: حدثني سويد بن سعيد، قال: حدثنا الوليد بن محمد الموقري.
كلاهما - يونس، والوليد - عن الزهري، عن أبي بكر بن عبد الرحمن عن عبد الرحمن بن الأسود. «ليس فيه مروان، ولا عروة» .
* وأخرجه أحمد (5/125) قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا إبراهيم بن سعد، عن الزهري، عن أبي بكر بن عبد الرحمن، عن مروان بن الحكم، عن ابن الأسود، فذكره.(5/163)
3218 - (ت) ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- «إن من الشِّعر حِكمة» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2847) في الأدب، باب ما جاء إن من الشعر حكمة، وهو حديث صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (2844) قال: حدثنا أبو سعيد الأشج، قال: حدثنا يحيى بن عبد الملك بن أبي غنية، حدثني أبي، عن عاصم، عن زر، فذكره.
(*) قال أبو عيسى الترمذي: هذا حديث غريب من هذا الوجه، إنما رفعه أبو سعيد الأشج عن ابن أبي غنية، وروى غيره عن ابن أبي غنية هذا الحديث موقوفا.(5/163)
3219 - (ت د) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: مثله، وقال: «حُكْماً» . أخرجه الترمذي، وفي رواية أبي داود، قال: «جاء أعرابيّ إلى النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-، فجعل يتكلَّمُ بكلام، فقال: إن من البَيانِ سِحراً، وإن [ص:164] من الشِّعر حكماً» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(إن من البيان سِحْراً) : البيان: الإفصاح والكشف. والمعنى: أن الرجل قد يكون عليه الحق، وهو أقوم بحجته من خصمه، فيقلب الحق ببيانه إلى نفسه، لأن معنى السحر: قلب الشيء في عين الإنسان، وليس بقلب الأعيان، ألا ترى أن البليغ يمدح الإنسان فيصرف قلوب السامعين إلى حب الممدوح، ثم يذمه حتى يصرفها إلى بغضه؟.
(إن من الشِّعر حُكماً) : الحكم: الحِكمة. والمعنى: إن من الشعر كلاماً يمنع عن الجهل والسفه وينهى عنهما.
__________
(1) رواه الترمذي رقم (2848) في الأدب، باب ما جاء إن من الشعر حكمة، وأبو داود رقم (5011) في الأدب، باب ما جاء في الشعر، وهو حديث صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1- أخرجه أحمد (1/269) (2424) قال: حدثنا أبو سعيد. وابن ماجة (3756) قال: حدثنا أبو بكر، قال: حدثنا أبو أسامة. كلاهما - أبو سعيد، وأبو أسامة - عن زائدة.
2 - وأخرجه أحمد (1/273) (2473) قال: حدثنا الفضل، قال: حدثنا شريك.
3 - وأخرجه أحمد (1/303) (2761) قال: حدثنا حسن بن موسى. وفي (1/309) (2815) قال: حدثنا عبد الرحمن. وفي (1/327) (3026) قال: حدثنا عفان. والبخاري في «الأدب المفرد» (872) قال: حدثنا عارم. وأبو داود (5011) قال: حدثنا مسدد. والترمذي (2845) قال: حدثنا قتيبة. ستتهم -حسن بن موسى، وعبد الرحمن، وعفان، وعارم، ومسدد، وقتيبة - قالوا: حدثنا أبو عوانة.
4 - وأخرجه أحمد (1/313) (2861) ، و (1/332) (3069) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا إسرائيل.
أربتعهم - زائدة، وشريك، وأبو عوانة، وإسرائيل - عن سماك بن حرب، عن عكرمة، فذكره.
(*) جاءت رواية أبي أسامة، وقتيبة مختصرة على: «إن من الشعر حكما» .(5/163)
الفصل الثاني: في ذم الشِّعر
3220 - (خ م د ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله [ص:165] صلى الله عليه وسلم- قال: «لأنْ يَمتَلئَ جَوْفُ أحدِكم قَيْحاً حتى يَرِيَهُ خير له من أَن يمتلئَ شِعْراً» . أخرجه البخاري ومسلم والترمذي، وأَخرجه أبو داود ولم يذكر «حتى يَريَهُ» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(قيحاً) : القيح الصديد الذي يسيل من الدُّمَّل والجرح.
(حتى يَرِيَه) : قال الأزهري: الوَرْيُ مثل الرمي: داء يداخل الجوف، يقال: رجل مَوْرِي - غير مهموز - وهو أن يُورَى جوفه. قال: وقال الفراء: هو الورَى - بفتح الراء - يقال: به الورى، وحمى خيبرا، قال: وأنكر أبو عمرو الأصمعي الفتح، وقال أبو العباس: الورْي: المصدر، والورَى - بالفتح - الاسم. وقال الجوهري: ورَى القيح جوفه يَريه وَرْياً: أكله. وقال فيه قوم: إن معنى «حتى يَرِيَه» أي: حتى يصيب رئته، وأنكره آخرون، قالوا: لأن الرئة مهموزة، وإذا بنيت فعلاً في معنى إصابة الرئة، تقول: رآه يرآه، فهو مرئي. فيكون القياس: حتى يرآه، ولفظ الحديث إنما هو «حتى [ص:166] يَرِيَه» ورأيت الأزهري قد ذكر أن الرئة أصلها من ورَى، وهي محذوفة منه قال: ويقال: ورَيْت الرجل فهو مَورِيٌّ، إذا أصبت رئته، قال: وقال ابن السِّكِّيت: رأيته فهو مرئي، فعلى ما ذكره الأزهري يصح قول من ذهب إلى أن معنى الحديث: حتى يصيب رئته، ويمكن أن يتكلف على القول الآخر بنقل الحركة، وإسكان المتحرك من يرآه فيصير يَرِيَه، وليس ببعيد، فإن في العربية من أمثال ذلك كثيراً، لا بل فيها ما هو أكثر تعسفاً وتكلفاً، والله أعلم.
__________
(1) رواه البخاري 10 / 453 في الأدب، باب ما يكره أن يكون الغالب على الإنسان الشعر، ومسلم رقم (2257) في الشعر، وأبو داود رقم (5009) في الأدب، باب ما جاء في الشعر، والترمذي رقم (2855) في الأدب، باب ما جاء لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحاً خير من أن يمتلئ شعراً.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1 - أخرجه أحمد (2/288) قال: حدثنا الفضل بن دكين. قال: حدثنا سفيان. وفي (2/355 و 391) قال: حدثنا أسود بن عامر. قال: حدثنا شريك. وفي (2/478) قال: حدثنا وكيع. وفي (2/480) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. (ح) وأبو أحمد. قال: حدثنا سفيان. والبخاري (8/45) ، وفي «الأدب المفرد» (860) قال: حدثنا عمر بن حفص. قال: حدثنا أبي. ومسلم (7/49) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا حفص وأبو معاوية (ح) وحدثنا أبو كريب. قال: حدثنا أبو معاوية (ح) وحدثنا أبو سعيد الأشج. قال: حدثنا وكيع. وأبو داود (5009) قال: حدثنا أبو الوليد الطيالسي، قال: حدثنا شعبة. وابن ماجة (3759) قال: حدثنا أبو بكر. قال: حدثنا حفص وأبو معاوية ووكيع. والترمذي (2851) قال: حدثنا عيسى بن عثمان بن عيسى الرملي. قال: حدثنا عمي يحيى بن عيسى.
سبعتهم - سفيان، وشريك، ووكيع، وشعبة، وحفص بن غياث، وأبو معاوية، ويحيى بن عيسى - عن سليمان الأعمش.
2 - وأخرجه أحمد (2/331) قال: حدثنا أبو النضر، قال: حدثنا أبو جعفر، عن عاصم.
كلاهما-سليمان الأعمش، وعاصم بن بهدلة- عن أبي صالح. فذكره.(5/164)
3221 - (خ) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لأنْ يمتلئَ جوفُ أحدِكم قيحاً خير له أن يمتلئَ شعراً» . أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) 10 / 453 في الأدب، باب ما يكره أن يكون الغالب على الإنسان الشعر.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/39) (4975) قال: ثنا إسحاق بن سليمان. وفي (2/96) (5704) . وفي «الأدب المفرد» (870) قال: حدثنا عبيد الله بن موسى.
ثلاثتهم (إسحاق، وابن بكر، وعبيد الله) عن حنظلة بن أبي سفيان، عن سالم، فذكره.(5/166)
3222 - (م ت) سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لأنْ يمتلئَ جوفُ أحدكم قيحاً حتى يَرِيَه خير له من أن يمتلئَ شِعْراً» . أخرجه مسلم والترمذي (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (2258) في الشعر، والترمذي رقم (2856) في الأدب، باب ما جاء لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحاً خير من أن يمتلئ شعراً.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (1/175) (1506) قال: حدثنا محمد بن جعفر، وحجاج. وفي (1/177) (1535) قال: حدثنا بهز. وفي (1/181) (1569) قال: حدثنا يحيى. ومسلم (7/50) قال: حدثنا محمد بن المثنى، ومحمد بن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر. وابن ماجة (3760) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، ومحمد بن جعفر. والترمذي (2852) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: أخبرنا يحيى بن سعيد.
أربعتهم (ابن جعفر، وحجاج، وبهز، ويحيى) عن شعبة، عن قتادة، عن يونس بن جبير، عن محمد بن سعد بن أبي وقاص، فذكره.
- وعن عمر بن سعد بن مالك، عن سعد، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال: «لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحا حتى يريه، خير من أن يمتلئ شِعرا» .
أخرجه أحمد (1/175) (1507) قال: حدثنا حسن، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن قتادة، عن عمر بن سعد بن مالك، فذكره.(5/166)
3223 - (م س) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: «بينا نحن نسير مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بالعَرْجِ، إذ عرض شاعر يُنْشِدُ، فقال رسولُ الله [ص:167] صلى الله عليه وسلم- خُذوا الشيطان- أو أَمْسِكُوا الشيطان - لأن يمتلئَ جوفُ رجل قيحاً خير له من أن يمتلئَ شِعْراً» أخرجه مسلم (1) .
وذكر رزين في كتابه، قال: وزاد النسائي: وساقة، عن عائشة: «هُجِيتُ به» وأنكر ابن معين هذه الزيادة، ولم أجد هذه الزيادة، ولا الحديث بأسْرِهِ في كتاب النسائي الذي قرأته، ولعله قد وقع له في بعض النسخ، فأثبتُّه.
__________
(1) رقم (2259) في الشعر.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (3/8) قال: ثنا قتيبة بن سعيد. وفي (3/41) قال: ثنا يونس. ومسلم (7/50) قال: ثنا قتيبة بن سعيد الثقفي.
كلاهما (قتيبة، ويونس) قالا: ثنا ليث، عن يزيد بن الهاد، عن يحنس، فذكره.(5/166)
الفصل الثالث: في استماع النبي - صلى الله عليه وسلم - الشِّعر، وإنشاده في المسجد
3224 - (خ د ت) عائشة - رضي الله عنهما -: قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يضَعُ لحسَّانَ مِنْبراً في المسجد، يقوم عليه قائماً يُفاخرُ عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، أو يُنَافِحُ، ويقول رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: «إن الله يُؤيِّدُ حَسَّانَ برُوحِ القُدُس ما نَافَحَ أو فاخَرَ عن رسول الله» أخرجه البخاري.
وفي رواية أبي داود: فيقومُ عليه يهّجو مَن قال في رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، وقال رسولُ الله: «رُوحُ القُدُسِ مع حسَّان ما نافحَ عن رسول الله» وأخرجه [ص:168] الترمذي بنحو الأولى (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يُنافح) : المنافحة: المخاصمة.
(روح القُدُس) : هو جبريل عليه السلام.
(يؤيدك) : التأييد التقوية، والأيد القوة.
__________
(1) لم أره عند البخاري بهذا اللفظ، قال الحافظ في " الفتح " بعد أن ساق رواية الترمذي 1 / 456: وذكر المزي في " الأطراف " أن البخاري أخرجه تعليقاً نحوه وأتم منه، لكني لم أره فيه. اهـ. ورواه أبو داود رقم (5015) في الأدب، باب ما جاء في الشعر، والترمذي رقم (2849) في الأدب، باب ما جاء في إنشاد الشعر، ولبعض هذا الحديث شواهد في الصحيحين من حديث البراء بن عازب رضي الله عنه. أقول: وقد روى البخاري تعليقاً 10 / 452 في الأدب، باب هجاء المشركين فقال: وعن هشام بن عروة عن أبيه قال: ذهبت أسب حسان عند عائشة، فقالت: لا تسبه، فإنه كان ينافح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولعل المصنف يريد رواية البخاري هذه، والله أعلم. وستأتي هذه الرواية في الحديث رقم (3232) .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (6/72) قال: حدثنا موسى بن داود. قال: حدثنا ابن أبي الزناد، عن أبيه. (ح) وحدثنا موسى. قال: حدثنا ابن أبي الزناد. عن هشام بن عروة. وأبو داود (5015) قال: حدثنا محمد بن سليمان المصيصي. قال: حدثنا ابن أبي الزناد، عن أبيه، وعن هشام. والترمذي (2846) . وفي الشمائل (250) قال: حدثنا إسماعيل بن موسى الفزاري وعلي بن حجر، المعنى واحد. قالا: حدثنا ابن أبي الزناد، عن هشام. وفي (2846) ، وفي الشمائل (251) قال: حدثنا إسماعيل بن موسى وعلي بن حجر. قالا: حدثنا ابن أبي الزناد، عن أبيه.
كلاهما (أبو الزناد عبد الله بن ذكوان، وهشام بن عروة) عن عروة، فذكره.
وعن عروة، أن حسان بن ثابت كان ممن كثر على عائشة. فسَبَبْتُه. فقالت: يا ابن أختي دعه. فإنه كان ينافح عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
أخرجه البخاري (4/225) و (5/154) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة. قال: حدثنا عبدة. وفي (8/44) . وفي «الأدب المفرد» (863) قال: حدثنا محمد بن سلام. قال: حدثنا عبدة. ومسلم (7/163) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب. قالا: حدثنا أبو أسامة. (ح) وحدثناه عثمان بن أبي شيبة. قال: حدثنا عبدة.
كلاهما (عبدة بن سليمان، وأبو أسامة) عن هشام بن عروة، عن أبيه، فذكره.(5/167)
3225 - (م) عمرو بن الشريد بن سويد الثقفي عن أبيه قال: «رَدِفْتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يوماً، فقال: هل معك من شِعْر أُمَيَّةَ بن أبي الصَّلْتِ شيء؟ قلت: نعم، قال: هيهِ (1) ، فأنشَدْتُهُ بيتاً، فقال هيهِ، ثم أنشَدْتُهُ [ص:169] بيتاً، فقال: هيهِ، حتى أنشدته مائةَ بيْت» .
وفي رواية، قال: «استَنْشَدني رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- ... » وذكر نحوه. وزاد: فقال: - يعني: النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- «إن كادَ لَيُسْلِمُ» ، وفي أخرى «فلقد كادَ يُسْلِمُ في شِعْره» . أخرجه مسلم (2) .
__________
(1) قال النووي في " شرح مسلم ": هو بكسر الهاء وإسكان الياء وكسر الهاء الثانية، قالوا: والهاء الأولى بدل من الهمزة، وأصله " إيه " وهي كلمة للاستزادة من الحديث المعهود. قال ابن السكيت: هي للاستزادة من حديث أو عمل معهودين، قالوا: وهي مبنية على الكسر، فإن وصلتها نونتها، فقلت: إيه حدثنا، أي: زدنا من هذا الحديث، فإن أردت الاستزادة من حديث غير معهود نونت، فقلت: إيهٍ، لأن التنوين للتنكير، وأما " إيهاً " بالنصب، فمعناها: الكف والأمر بالسكوت.
(2) رقم (2255) في الشعر.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه الحميدي (809) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا إبراهيم بن ميسرة. وأحمد (4/388) قال: حدثنا أبو أحمد، قال: حدثنا عبد الله «يعني ابن عبد الرحمن بن يعلى بن كعب الثقفي الطائفي. وفي (4/389) قال: حدثنا أزهري بن القاسم، قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن بن يعلى ابن كعب الطائفي. (ح) وحدثنا روح، قال: حدثنا زكريا بن إسحاق، قال: حدثنا إبراهيم بن ميسرة. والبخاري في «الأدب المفرد» (799) قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا سفيان، عن إبراهيم بن ميسرة. وفي (869) قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن بن يعلى. ومسلم (7/48) قال: حدثنا عمرو الناقد، وابن أبي عمر. كلاهما عن ابن عيينة. قال ابن أبي عمر: حدثنا سفيان، عن إبراهيم بن ميسرة. (ح) وحدثنا يحيى بن يحيى، قال: أخبرنا المعتمر بن سليمان (ح) وحدثني زهير بن حرب، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. كلاهما عن عبد الله بن عبد الرحمن الطائفي. وابن ماجة (3758) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا عيسى بن يونس، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن يعلى. والترمذي في «الشمائل» (249) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا مروان بن معاوية، عن عبد الله بن عبد الرحمن الطائفي. والنسائي في «عمل اليوم والليلة» (998) قال: أخبرنا عبد الجبار بن العلاء بن عبد الجبار العطار، وعمران بن يزيد بن أبي جميل الدمشقي، عن سفيان، عن إبراهيم بن ميسرة.
كلاهما (إبراهيم بن ميسرة، وعبد الله بن عبد الرحمن الطائفي) عن عمرو بن الشريد، فذكره.
* أخرجه أحمد (4/390) . ومسلم (7/48) قال: حدثنيه زهير بن حرب، وأحمد بن عبدة.
ثلاثتهم (أحمد بن حنبل، وزهير، وأحمد بن عبدة) عن سفيان بن عيينة، عن إبراهيم بن ميسرة، عن عمرو بن الشريد، أو يعقوب بن عاصم، عن الشريد، فذكره.
(*) زاد عبد الله بن عبد الرحمن الطائفي في روايته: «قال: إن كاد ليسلم» . وفي رواية عبد الرحمن بن مهدي، عنه: قال: «فلقد كاد يسلم في شعره» .(5/168)
3226 - (ت) جابر بن سمرة - رضي الله عنه - قال: «جالَسْتُ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم- أكثرَ من مائةِ مَرَّة، فكان أَصحابُه يتناشَدُون الشِّعْرَ، وَيَتَذَاكَرُونَ أشياءَ من أمر الجاهلية وهو ساكت، فربما تَبَسَّمَ معهم» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2854) في الأدب، باب ما جاء في إنشاد الشعر من حديث شريك عن سماك عن جابر بن سمرة، قال الترمذي: وقد رواه زهير عن سماك أيضاً. أقول: وهو حديث حسن، وقال الترمذي: حسن صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (2850) قال: ثنا علي بن حجر، قال: نا شريك، عن سماك، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وقد رواه زهير عن سماك أيضا.(5/169)
3227 - (خ م د س) أبو هريرة - رضي الله عنه - أنَّ عمرَ «مَرَّ بحسَّانَ وهو يُنْشِدُ الشِّعْرَ في المسجد، فَلَحظَ إليه شزراً، فقال: قد كنتُ أنشِدُ فيه وفيه من هو خير منك، ثم التفت إلى أبي هريرة، فقال أنْشُدُكَ الله: أَسمعْتَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: أَجِبْ عنِّي، اللهمَّ أيِّدْهُ بروح القُدس؟ فقال: اللهم نعم» . أخرجه البخاري ومسلم. وأخرجه أبو داود عن ابن المسيب مرسلاً، إلى قوله: «خير منك» . وأخرجه عن ابن المسيب عن أبي هريرة، إلى قوله: «خير منك» . وزاد: «فخَشِيَ أن يَرْمِيَهُ برسول الله - صلى الله عليه وسلم- فأجازَهُ» . [ص:170] وأخرجه النسائي عن ابن المسيب مرسلاً بتمامه (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أنْشُدُك) : أي أسألك.
__________
(1) رواه البخاري 10 / 453 في الأدب، باب هجاء المشركين، وفي المساجد، باب الشعر في المسجد، وفي بدء الخلق، باب ذكر الملائكة، ومسلم رقم (2485) في فضائل الصحابة، باب فضائل حسان بن ثابت، وأبو داود رقم (5013) و (5014) في الأدب، باب ما جاء في الشعر، والنسائي 2 / 48 في المساجد، باب الرخصة في إنشاد الشعر الحسن في المسجد.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: عن سعيد بن المسيب قال: «مر عمر في المسجد وحسان ينشد فقال: كنت أنشد فيه وفيه من هو خير منك. ثم التفت إلى أبي هريرة، فقال: أنشدك بالله أسمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: أجب عني، اللهم أيده بروح القدس؟ قال: نعم» .
أخرجه الحميدي (1105) وأحمد (5/222) قالا: حدثنا سفيان بن عيينة. وفي (5/222) قال أحمد: حدثنا أبو كامل، قال: حدثنا إبراهيم، يعني ابن سعد، وفي (2/269) و (5/222) وقال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. والبخاري (4/136) قال: حدثنا علي بن عبد الله، قال: حدثنا سفيان. ومسلم (7/163) قال: حدثناه إسحاق بن إبراهيم، ومحمد بن رافع، وعبد بن حميد، عن عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. وأبو داود (5013) قال: حدثنا ابن أبي خلف، وأحمد بن عبدة، قالا: حدثنا سفيان بن عيينة. والنسائي (2/48) ، وفي «عمل اليوم والليلة» (171) . وفي الكبرى (706) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا سفيان. وفي الكبرى أيضا «تحفة الأشراف» (3402) عن محمد بن منصرر، عن سفيان. (ح) وعن يونس بن عبد الأعلى، عن ابن وهب، عن يونس بن يزيد. (ح) وعن محمد بن إسماعيل بن إبراهيم، عن سليمان بن داود الهاشمي، عن إبراهيم بن سعد. (ح) وعن محمد بن علي بن حرب، عن محرز بن الوضاح، عن إسماعيل بن أمية. وابن خزيمة (1307) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء، قال: حدثنا سفيان.
خمستهم - سفيان، وإبراهيم، ومعمر، ويونس، وإسماعيل - عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، فذكره.
رواية ابن أبي خلف، وأحمد بن عبدة، وإبراهيم بن سعد: ليس فيها استشهاد حسان بأبي هريرة.
- وعن أبي هريرة أن عمر مر بحسان وهو ينشد الشعر في المسجد فلحظ إليه فقال: «قد كنت أنشد وفيه من هو خير منك. ثم التفت إلى أبي هريرة، فقال: أنشدك الله أسمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: أجب عني، اللهم أيده بروح القدس؟ قال: اللهم نعم» .
1- أخرجه مسلم (7/162) قال: حدثنا عمرو الناقد، وإسحاق بن إبراهيم، وابن أبي عمر. وابن خزيمة (1307) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء. (ح) وحدثناه الحسن بن الصباح البزار، وسعيد بن عبد الرحمن.
ستتهم (عمرو، وإسحاق، وابن أبي عمر، وعبد الجبار، والحسن، وسعيد) عن سفيان بن عيينة.
2 - وأخرجه أبو داود (5014) قال: حدثنا أحمد بن صالح، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، مختصر.
كلاهما - سفيان، ومعمر - عن الزهري، عن سعيد، عن أبي هريرة، فذكره.
- وعن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف أنه سمع حسان بن ثابت الأنصاري يستشهد أبا هريرة أنشدك الله هل سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول يا حسان أجب عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، اللهم أيده بروح القدس؟ قال أبو هريرة: نعم.
أخرجه البخاري (1/122) و (8/45) قال: حدثنا أبو اليمان الحكم بن نافع، قال: أخبرنا شعيب. وفي (8/45) قال: وحدثنا إسماعيل، قال: حدثني أخي، عن سليمان، عن محمد بن أبي عتيق. ومسلم (7/163) قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، قال: أخبرنا أبو اليمان قال: أخبرنا شعيب. والنسائي في «عمل اليوم والليلة» (172) قال: أخبرني عمران بن بكار. قال: حدثنا أبو اليمان. قال: أخبرنا شعيب. وفي الكبرى «تحفة الأشراف» (3402) عن محمد بن جبلة الرافقي، عن أحمد بن عبد الملك، عن عتاب بن بشير، عن إسحاق بن راشد (ح) وعن محمد بن جبلة، عن محمد بن موسى بن أعين، قال: أصبت في كتاب أبي عن إسحاق بن راشد.
ثلاثتهم - شعيب، وابن أبي عتيق، وإسحاق - عن الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، فذكره.
- وعن يحيى بن عبد الرحمن قال: «مر عمر على حسان وهو ينشد الشعر في المسجد، فقال: في مسجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تنشد الشعر؟ قال: كنت أنشد وفيه من هو خير منك، أو كنت أنشد فيه، وفيه من هو خير منك» .
أخرجه أحمد (5/222) قال: حدثنا يعلى، قال: حدثنا محمد بن عمرو، عن يحيى بن عبد الرحمن فذكره.
- وعن البراء بن عازب، قال: سمعت حسان بن ثابت يقول: «قال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- اهجهم - أو هاجهم - (يعني المشركين) وجبريل معك» .
أخرجه النسائي في الكبرى ورقة (79 - أ) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن بزيع، قال: حدثنا يزيد «يعني ابن زريع» قال: حدثنا شعبة، عن عدي بن ثابت، قال: حدثنا البراء بن عازب، فذكره.(5/169)
3228 - (ت س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- دخل مكة في عُمْرة القضاء وعبد الله بن رَوَاحة يمشي بين يديه، ويقول:
خلوا بني الكُفَّارِ عنْ سبيلِهِ (1) ... اليوْمَ نَضْرِبكمْ (2) على تَنزِيلِهِ
ضَرْبِاً يُزِيلَُ الهَامَ عن مَقِيلِهِ (3) ... وَيُذْهِلُ الخليلَ عن خَلِيلِهِ
فقال له عمر: يا ابن رَوَاحة، بين يدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وفي حَرَمِ الله تقول الشِّعْرَ؟ فقال رسولُ الله: خلِّ عنه يا عمرُ، فَلَهِيَ أسرعُ فيهم من نَضْحِ النَّبْل» . أخرجه الترمذي والنسائي (4) . [ص:171]
قال الترمذي: وقد روي في غير هذا الحديث: «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- دخلَ [مكةَ] في عُمرة القضاء، وكعْبُ بن مالك بين يديه» وهذا أصح عند بعض أهل الحديث، لأن عبد الله بن رَوَاحةَ قُتِلَ يومَ مُؤتَةَ، وإنما كانت عمرة القضاء بعد ذلك (5) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(نَضْرِبْكم) : قد جاء نضربكم في الشعر ساكن الباء، وليس بمجزوم، وهذا جائز في ضرورة الشعر: أن يسكَّن المتحرك، ويحرك الساكن.
(الهام عن مقيله) : الهام جمع هامة، وهي أعلى الرأس وفيه الناصية والمفرق. ومقيله: موضعه، نقلاً من موضع القائلة للإنسان.
(نَضْح النبل) : نضحته بالنبل: إذا رميت به.
__________
(1) أي سبيل رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(2) بإسكان الباء لضرورة الشعر، وهي لغة قرئ بها في المشهور كما قال الحافظ.
(3) أي: عن موضعه.
(4) رواه الترمذي رقم (2851) في الأدب، باب ما جاء في إنشاد الشعر، والنسائي 5 / 202 في الحج، باب إنشاد الشعر في الحرم والمشي بين يدي الإمام، من حديث عبد الرزاق، عن جعفر بن سليمان، عن ثابت، عن أنس، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه، وقد روى عبد الرزاق هذا الحديث أيضاً عن معمر عن الزهري عن أنس نحو هذا.
(5) قال الحافظ في " الفتح " 7 / 384 في المغازي، باب عمرة القضاء بعد نقل كلام الترمذي هذا ما لفظه: هو ذهول شديد، وغلط مردود، وما أدري كيف وقع الترمذي في ذلك مع وفور معرفته، ومع أن في قصة عمرة القضاء اختصام جعفر وأخيه علي وزيد بن حارثة في بنت حمزة، وجعفر قتل هو وزيد وابن رواحة في موطن واحد، وكيف يخفى عليه - أعني الترمذي - مثل هذا، ثم وجدت عن بعضهم أن الذي عند الترمذي من حديث أنس أن ذلك كان في فتح مكة، فإن كان كذلك اتجه اعتراضه، لكن الموجود بخط الكروخي راوي الترمذي ما تقدم، والله أعلم، وقد صححه ابن حبان من الوجهين، وعجيب من الحاكم كيف لم يستدركه مع أن الوجه الأول على شرطهما، ومن الوجه الثاني على شرط مسلم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه عبد بن حميد (1257) والترمذي (2847) وفي الشمائل (246) قال: حدثنا إسحاق بن منصور. والنسائي (5/202) قال: أخبرنا أبو عاصم خشيش بن أصرم. وفي (5/211) قال: أخبرنا محمد بن عبد الملك بن زنجويه. وابن خزيمة (2680) قال: حدثنا محمد بن يحيى.
خمستهم - عبد بن حميد، وإسحاق، وخشيش، وابن زنجويه، ومحمد بن يحيى - عن عبد الرزاق، قال: أخبرنا جعفر بن سليمان قال: حدثنا ثابت، فذكره.(5/170)
3229 - (خ م) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «كان [ص:172] رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في بعض أسفَارِهِ وغلام أسودُ يقال له: أنجَشَةُ يَحْدُو، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وَيْحَكَ يا أَنجشةُ، رُوَيْدَكَ سَوقكَ بالقَوَارير» .
قال أبو قِلابة: يعني النِّساءَ، وفي رواية، قال: «كان للنبيُّ - صلى الله عليه وسلم- حاد يقال له: أنجشة، وكان حسنَ الصَّوت، فقال له النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- رُويْدَك يا أنجشةُ، لا تَكْسِر القوارير» . قال قتادة: يعني ضعَفَة النساء، أخرجه البخاري ومسلم.
وللبخاري: قال: كانت أمُّ سُليم في الثِّقلِ، وأَنجشةُ غلامُ النبي - صلى الله عليه وسلم- يسوقُ بهنَّ، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: «يا أَنْجشُ، رويدكَ سوْقكَ بالقوارير» .
زاد مسلم: قال أبو قِلابة: «تكلَّم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بكلمةٍ لو تكلَّم بها بعضكم لَعِبْتُموها عليه» . وللبخاري أيضاً قال: كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- في مَسِير، فحدا الحادي، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- «أرْفق يا أنجشةُ ويحك بالقوَارير (1) » .
ولمسلم بنحو الأولى، ولم يذكر «حَسَنَ الصوتَ» . وله في أخرى، قال: «كانت أم سُلَيْم مع نساءِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، ويسوقُ بهن سَوَّاق، فقال نبيُّ الله - صلى الله عليه وسلم [ص:173] يا أنجشةُ، رويدكَ سوقَكَ بالقوارير» . أخرجه البخاري ومسلم (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(رويدك سَوقَك بالقوارير) : رويدك بمعنى أمهل وتأن وارفق. قد جاء في الحديث أنه أراد بالقوارير النساء، وشبههن بالقوارير لأنه أقل شيء يؤثر فيهن. كما أن أقل شيء من الحداء والغناء يؤثر في النساء، أو أراد: أن النساء لا قوة لهن على سرعة السير، والحداء مما يهيج الإبل، ويبعثها على السير وسرعته، فيكون ذلك إضراراً بالنساء اللواتي عليهن.
__________
(1) قال الحافظ في " الفتح " القوارير: جمع قارورة وهي الزجاجة، سميت بذلك لاستقرار الشراب فيها وكنى عن النساء بالقوارير لرقتهن وضعفهن عن الحركة، وللطافتهن.
(2) رواه البخاري 10 / 456 في الأدب، باب ما يجوز من الشعر والرجز والحداء، وباب ما جاء في قول الرجل: ويلك، وباب من دعا صاحبه فنقص من اسمه حرفاً، وباب المعاريض مندوحة عن الكذب، ومسلم رقم (2323) في الفضائل، باب رحمة النبي صلى الله عليه وسلم النساء.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (3/186) . والبخاري (8/44) . وفي «الأدب المفرد» (264) قال: حدثنا مسدد. ومسلم (7/78) قال: حدثنا عمرو الناقد، وزهير بن حرب. أربعتهم - أحمد، ومسدد، والناقد، وزهير -عن إسماعيل بن إبراهيم بن علية.
2 - وأخرجه أحمد (3/277) قال: حدثنا يونس. وعبد بن حميد (1342) . والبخاري (8/58) قالا: «عبد، والبخاري» حدثنا سليمان بن حرب. والبخاري (8/46) قال: حدثنا مسدد. ومسلم (7/78) قال: حدثنا أبو الربيع العتكي، وحامد بن عمر، وقتيبة، وأبو كامل. والنسائي في «عمل اليوم والليلة» (525) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد. سبعتهم (يونس، وسليمان، ومسدد، وأبو الربيع، وحامد، وقتيبة، وأبو كامل) عن حماد بن زيد.
3 - وأخرجه البخاري (8/55) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا وهيب.
ثلاثتهم - إسماعيل، وحماد، ووهيب- عن أيوب، عن أبي قلابة، فذكره.
-وعن ثابت، عن أنس بن مالك «أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان في مسير له، فكان حاد يحدو بنسائه، أو سائق، قال: فكان نساؤه يتقدمن بين يديه، فقال: يا أنجشة ويحك، ارفق بالقوارير» .
1 - أخرجه أحمد (3/172) قال: حدثنا محمد بن جعفر. وفي (3/187) و (202) قال: حدثنا حجاج. والبخاري (8/58) . وفي «الأدب المفرد» (883) قال: حدثنا آدم. والنسائي في «عمل اليوم والليلة» (528) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا محمد بن جعفر،. ثلاثتهم - ابن جعفر، وحجاج، وآدم - عن شعبة.
2 - وأخرجه أحمد (3/227) قال: حدثنا يونس، وفي (3/254) قال: حدثنا أبو كامل. وفي (3/285) قال: حدثنا عفان. وعبد بن حميد (1342) . والبخاري (8/58) قالا: حدثنا سليمان بن حرب. والبخاري (8/46) قال: حدثنا مسدد. ومسلم (7/78) قال: حدثنا أبو الربيع العتكي وحامد بن عمر، وأبو كامل. سبعتهم - يونس، وأبو كامل، وعفان، وابن حرب، ومسدد، وأبو الربيع، وحامد- عن حماد بن زيد.
3 - وأخرجه عبد بن حميد (1343) قال: حدثني سليمان بن حرب. والبخاري في «الأدب المفرد» (1264) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. كلاهما - سليمان، وموسى - عن حماد بن سلمة.
ثلاثتهم - شعبة، وحماد بن زيد، وحماد بن سلمة - عن ثابت، فذكره.
وعن قتادة، قال: حدثنا أنس بن مالك، قال: «كان للنبي -صلى الله عليه وسلم- حاد يقال له أنجشة، وكان حسن الصوت، فقال له النبي -صلى الله عليه وسلم-: رويدك يا أنجشة لا تكسر القوارير» .
1 - أخرجه أحمد (3/252) قال: حدثنا عفان. وبهز. والبخاري (8/58) قال: حدثنا إسحاق، قال: أخبرنا حبان. ومسلم (7/79) . والنسائي في «عمل اليوم والليلة» (527) كلاهما عن محمد بن المثنى قال: حدثني عبد الصمد. أربعتهم (عفان، وبهز، وحبان، وعبد الصمد) عن همام بن يحيى.
2 - وأخرجه مسلم (7/79) قال: حدثنا ابن بشار، قال: حدثنا أبو داود. والنسائي في «عمل اليوم والليلة» (526) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا معاذ بن هشام. كلاهما - أبو داود، ومعاذ - عن هشام الدستوائي.
كلاهما - همام، وهشام - عن قتادة، فذكره.
-وعن سليمان التيمي، قال: حدثنا أنس بن مالك، قال: «كانت أم سليم مع أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- وهن يسوق بهن سواق، فقال له النبي -صلى الله عليه وسلم-: «يا أنجشة رويدك بالقوارير» .
أخرجه الحميدي (1209) . وأحمد (3/111) قالا: حدثنا سفيان. وفي (3/117) قال أحمد: حدثنا يحيى. وفي (3/176) قال: حدثنا إسماعيل. ومسلم (7/79) قال: حدثنا يحيى بن يحيى (ح) وحدثنا أبو كامل. قال يحيى: أخبرنا، وقال أبو كامل: حدثنا يزيد بن زريع. والنسائي في «عمل اليوم والليلة» (529) قال: أخبرنا قتيبة، ومحمد بن منصور، قالا: حدثنا سفيان.
أربعتهم (سفيان بن عيينة، ويحيى بن سعيد، وإسماعيل بن علية، ويزيد) عن سليمان التيمي، فذكره.
وعن حميد، عن أنس، قال: «كان رجل يسوق بأمهات المؤمنين، يقال له أنجشة، فاشتد في السياقة، فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: يا أنجشة رويدك سوقا بالقوارير» .
أخرجه أحمد (3/107) قال: حدثنا ابن أبي عدي، عن حميد، فذكره.
-وعن زرارة بن أبي الخلال العتكي، قال: سمعت أنس بن مالك يحدث، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «يا أنجشة كذاك سيرك بالقوارير» .
أخرجه أحمد (3/206) قال: حدثنا روح بن عبادة قال: حدثنا زرارة، فذكره.(5/171)
3230 - (خ) الهيثم بن أبي سنان أنه سمع أبا هريرة في قصصه يذْكُرُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-، يقول: «إن أخاً لكم لا يقول الرَّفثَ - يعني بذاك - ابن رواحة» قال:
أتَانَا رسولُ الله يَتْلُو كتابَهُ ... إذا انشَقَّ معرُوف من الفجر ساطِعُ
أَرَانا الهُدى بعد العمى، فقُلوبُنا ... به موقِنَات أنَّ ما قال وَاقِعُ
يَبِيتُ يُجافي جَنْبَهُ عن فِرَاشِهِ ... إذا استثْقَلَتْ بالكافِرين المضاجعُ
أخرجه البخاري (1) . [ص:174]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الرَّفَث) : الفُحش في القول.
__________
(1) 10 / 452 في الأدب، باب هجاء المشركين، وفي التهجد، باب فضل من تعار من الليل.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (2 / 68) قال: حدثنا يحيى بن بكير. قال: حدثنا الليث. وفي (8/44) قال: حدثنا أصبغ. قال: أخبرني عبد الله بن وهب.
كلاهما - الليث، وابن وهب - عن يونس. عن ابن شهاب. أن الهيثم بن أبي سنان أخبره، فذكره. وبنحوه أخرجه أحمد (3/451) قال: ثنا يعمر بن بشر. قال: ثنا عبد الله. قال: نا يونس عن الزهري. قال: سمعت سنان بن أبي سنان. فذ كره.(5/173)
الفصل الرابع: في أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بهجاء المشركين
3231 - (خ م) البراء بن عازب - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال يوم قرَيظةَ لحسَّانَ: «أُهْجُ المُشْرِكين، فإنَّ جبريل معك» . وفي رواية قال: «اهجهُمْ - أو هاجهِمْ - وجبريلُ معك» . أخرجه البخاري ومسلم (1) .
__________
(1) رواه البخاري 10 / 453 في الأدب، باب هجاء المشركين، وفي بدء الخلق، باب ذكر الملائكة، وفي المغازي، باب مرجع النبي صلى الله عليه وسلم من الأحزاب، ومسلم رقم (2486) في فضائل الصحابة، باب فضائل حسان بن ثابت رضي الله عنه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (4/286، 303) قال: حدثنا أبو معاوية. و «النسائي» في الكبرى «تحفة الأشراف» (1794) عن أحمد بن حفص بن عبد الله. عن أبيه، عن إبراهيم بن طهمان.
كلاهما - أبو معاوية، وإبراهيم - عن الشيباني.
2- وأخرجه أحمد (4/299) قال: حدثنا وكيع. وفي (2/203) قال: حدثنا محمد بن جعفر، وبهز. وفيه (4/302) قال: حدثنا عفان. و «البخاري» (4/136) قال: حدثنا حفص بن عمر. وفي (5/144) قال:حدثنا حجاج بن منهال. وفي (8/45) قال: حدثنا سليمان بن حرب. و «مسلم» (7/163) قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ، قال: حدثنا أبي (ح) وحدثنيه زهير بن حرب، قال: حدثنا عبد الرحمن (ح) وحدثني أبو بكر بن نافع، قال: حدثنا غندر (ح) وحدثنا ابن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر، وعبد الرحمن. و «النسائي» في الكبرى «تحفة الأشراف» (1794) عن حميد بن مسعدة. عن سفيان بن حبيب. عشرتهم -وكيع، وابن جعفر (غندر) ، وبهز،وعفان، وحفص وحجاج، وسليمان، ومعاذ، وعبد الرحمن بن مهدي، وسفيان - عن شعبة.
كلاهما - الشيباني وشعبة - عن عدي بن ثابت،فذكره. وعن أبي إسحاق عن البراء بن عازب، قال: «قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لحسان بن ثابت: اهج المشركين فإن روح القدس معك» .
أخرجه أحمد (4/298) قال: حدثنا يحيى بن آدم. وفي (4/301) قال: حدثنا حسن. و «النسائي» في الكبرى «تحفة الأشراف» (1822) عن أحمد بن سليمان بن يحيى بن آدم.
كلاهما (يحيى، وحسين) وإسرائيل، عن أبي إسحاق، فذكره.(5/174)
3232 - (خ م) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: استأذنَ حسَّانُ بنُ ثابت رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- في هِجاء المشركين، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «فكيف بِنَسَبي؟ فقال حسانُ: لأسلَّنَّكَ منهم كما تُسَلُّ الشَّعرَةُ من العجين» .
وفي رواية قال عروة: «ذهبتُ أسُبُّ حسَّانَ عند عائشة، فقالت: لا تَسُبَّه، فإنه كان يُنَافِحُ عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم-» .
وفي رواية «أن حسَّان بن ثابت كان [ص:175] ممن كَبُرَ (1) على عائشة، فسَبَبْتُه، فقالت: يا ابن أختي، دَعْهُ ... » وذكر باقي الحديث.
وفي رواية، قالت: قال حسان: يا رسول الله، ائذن لي في أبي سفيان، قال: كيف بقرَابتي منه؟ قال: والذي أكرمَكَ، لأُسلَّنَّكَ كما تُسَلُّ الشَّعْرَة من الخمير، فقال حسان:
وإنَّ سَنَامَ المجدِ من آلِ هَاشِم ... بنُو بَيْتِ مَخْزُوم، وَوَالِدُكَ العَبْدُ (2)
قصيدتَهُ هذه. أخرجه البخاري ومسلم.
وفي رواية لمسلم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: اهجُوا قريشاً، فإنه أشدُّ عليها من رَشْقِ النَّبل، فأرسل إلى ابن رَوَاحةَ، فقال: اهّجهُمْ، فلم يُرْضِ، فأرسلَ [ص:176] إلى كعب ابن مالك، ثم أرسل إلى حسان بن ثابت، فلما دخل عليه قال حسانُ: قد آن لكم أن تُرْسِلوا إلى هذا الأسدِ الضَّاربِ بِذَنَبِهِ، ثم أدْلَعَ لسانه، فجعل يُحرِّكُه، فقال: والذي بعثك بالحق، لأفرينَّهُمْ بلساني فرْيَ الأديم، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: لا تَعْجلْ فإن أَبا بكر أعلمُ قريش بأَنسابها، وإن لي فيهم نَسَباً، حتى يُلَخِّصَ لك نسَبي، فأتاه حسان، ثم رجع، فقال: والذي بعثك بالحق، لأسُلَّنَّكَ منهم كما تُسَلُّ الشعرة من العجين، قالت عائشة: فسمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول لحسان إن رُوحَ القُدُس لا يزال يُويِّدُكَ ما نَافحتَ عن الله ورسوله، وقالت عائشة: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: يقول: هَجاهُم حسان، فشَفى واشْتَفى، قال حسان:
هَجَوْتَ محمداً فأجبْتُ عنه ... وعندَ الله في ذاكَ الجَزَاءُ
هَجوتَ محمداً برّاً تقيّاً (3) ... رسولَ الله شيمتهُ الوَفَاءُ
فإن أَبي وَوَالدَهُ وعِرضي ... لِعِرْضِ محمدٍ منكم وقَاءُ
ثَكِلْتُ بُنَيَّتي إن لم تَرَوْهَا ... تُثِيرُ النَّقْعَ من كَنَفي كَداءُ
يُبَارِينَ الأعنَّةَ مُصْعِدَات ... على أَكتافِها الأسَلُ الظِّماءُ
تَظَلُّ جِيَادُنا مُتَمَطِّرَات ... تُلَطِّمُهُنَّ بالْخُمُرِ النِّسَاءُ [ص:177]
فإنْ أَعْرَضْتُمُ عنا اعْتَمَرنا ... وكَان الفَتْحُ، وَانكَشَف الغِطَاءُ
وإلا فَاصْبِرُوا لِضِرَابِ (4) يَوْم ... يُعِزُّ الله فيه من يشاءُ
وقال الله: قد أرْسَلْتُ عبداً ... يقولُ الحقَّ، ليس به خفاءُ
وقال الله: قد يَسَّرتُ جنداً ... هُمُ الأنصارُ عُرْضتها اللِّقَاءُ
تَلاقى كلَّ يوم من مَعَدّ (5) ... سِبَاب، أَوقتال، أو هِجاءُ
فَمَنْ يَهْجُوا رَسولَ الله منكم ... ويَمدَحُه وَينصُرُهُ سَوَاءُ
وجبريل رسولُ الله فينا ... وروُحُ القُدْسِ ليس له كِفاءُ (6)
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(كَبُرَ على عائشة) : أراد بقوله: «كبر على عائشة» من قوله تعالى: {والذي تولَّى كِبْرَه منهم له عذاب عظيم} [النور: 11] .
(سنام المجد) : سنام كل شيء: أعلاه، والمجد: الشرف والعلاء والفخر والسؤدد، وما أشبهه.
(رَشْق النبل) : الرَّشْق: البرمي، وهو بالفتح: المصدر، تقول: [ص:178] رشقته رشقاً. وبالكسر: الوجه من الرمي: إذا رموا بأجمعهم. قالوا: رمينا رِشقاً.
(أدلع) : دلع لسانه وأدلعه إذا أخرجه، ودلع لسانه يتعدَّى ولا يتعدى.
(لأفرينَّهم فري الأديم) : أفريت الشيء، إذا قطعته على جهة الإفساد، فإذا فعلته على جهة الإصلاح قلت: فريته، وفري الأديم قطع الجزار إياه.
(برّاً) : البر: الصادق.
(حنيفاً) : الحنيف: المائل عن الأديان إلى الإسلام.
(تثير النقع) : النقع: الغبار: وإثارته: نشره وإظهاره في الحق.
(كَداء) : الممدود - بفتح الكاف-: هو بأعلى مكة عند المقبرة، وتسمى الناحية: المعلى، وهنالك المحصَّب، وليس بمحصَّب مِنى، وكان باب بني شيبة بإزائه، وكُدى - بالقصر والضم مصروفاً -: هو بأسفل مكة، وهو بقرب شعب الشافعيين وابن الزبير، عند قُعيقعان، وهنالك موضع آخر يقال له: كُدَي، مصغراً، وإنما هو لمن خرج من مكة إلى اليمن، فهو في طريقه، وليس من هذين المقدمين في شيء.
(يُبارين الأعنة) : المباراة: المجاراة والمسابقة.
(الأسل الظِّماء) الأسل: الرماح، وهو في الأصل: نبات له أغصان [ص:179] دقاق طوال. والظِّماء: جمع ظامئ، وهو العطشان، جعل الرماح عطاشاً إلى ورود الدماء استعارة، فهي إلى ذلك أسرع، كمسارعة العطشان إلى ورود الماء.
(متمطِّرات) : مَطر الفرس يمطُر مَطراً ومُطوراً: إذا أسرع، وتمطَّر تمطُّراً: مثله.
(عُرْضَتها) يقال: فلان: عُرْضَة لكذا: إذا كان مستعدّاً له، متعرضاً له.
__________
(1) كذا بالأصل بالباء الموحدة، وشرحها بأنه مأخوذ من قول الله {والذي تولى كبره منهم} لكن في " صحيح مسلم " (كثر) بالثاء المهملة مشددة مفتوحة.
(2) وبعد هذا البيت بيت لم يذكره البخاري ومسلم، وبذكره تتم الفائدة والمراد، وهو:
ومن وَلَدَتْ أبناءُ زُهْرةَ مِنْهُمُ ... كرَامٌ ولم يَقْرَبْ عَجَائِزكَ المجدُ
والمراد ببيت مخزوم: فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم أم عبد الله والزبير وأبي طالب بني المطلب، والمراد بأبي سفيان المهجو في الحديث: أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب، وهو ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان يؤذي النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين في ذلك الوقت، ثم أسلم وحسن إسلامه.
وقوله: ولدت أبناء زهرة منهم، مراده: هالة بنت وهب بن عبد مناف أم حمزة وصفية، وأما قوله في البيت الأول: ووالدك العبد، فهو سب لأبي سفيان بن الحارث، ومعناه أن أم الحارث ابن عبد المطلب والد أبي سفيان هذا: هي سمية بنت موهب، وموهب غلام لبني عبد مناف، وكذا أم أبي سفيان بن الحارث كانت كذلك، وهو مراده بقوله: ولم يقرب عجائزك المجد.
(3) وفي كثر من نسخ مسلم: حنيفاً، وفي ديوان حسان بشرح البرقوقي: هجوت مباركاً براً حنيفاً.
(4) في " ديوان حسان ": لجلاد يوم.
(5) في " صحيح مسلم " والديوان: لنا في كل يوم من معد.
(6) رواه البخاري 10 / 452 في الأدب، باب هجاء المشركين، وفي الأنبياء، باب من أحب أن لا يسب نسبه، وفي المغازي، باب غزوة أنمار، ومسلم رقم (2487) و (2489) و (2490) في فضائل الصحابة، باب فضائل حسان بن ثابت رضي الله عنه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (4/225) و5/154) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال: حدثنا عبدة. وفي (8/44) ، وفي الأدب المفرد (862) قال: حدثنا محمد بن سلام. قال: حدثنا عبدة. و «مسلم» (7/164) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. قال: أخبرنا يحيى بن زكريا. (ح) وحدثنا عثمان بن أبي شيبة. قال: حدثنا عبدة.
كلاهما (عبدة بن سليمان، ويحيى بن زكريا) عن هشام بن عروة، عن أبيه، فذكره.
والرواية الثانية أخرجها مسلم (7/164) قال: حدثنا عبد الملك بن شعيب بن الليث. قال: حدثني أبي، عن جدي. قال: حدثني خالد بن يزيد. قال: حدثني سعيد بن أبي هلال، عن عمارة بن غزية. عن محمد بن إبراهيم. عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، فذكره.(5/174)
الفصل الخامس: فيما تمثل به النبي - صلى الله عليه وسلم - من الشِّعر
3233 - (خ م ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «أصْدَقُ كلمةِ قالها شاعر كلمةُ لَبيد» : «ألا كّلُّ شيء ما خَلا الله باطل» ، وكادَ ابنُ أبي الصَّلْتِ يُسْلِمُ.
وفى رواية، قال: «أشعَرُ كلمة تَكلَّمتْ بها العربُ: كلمةُ لَبِيد: ألا كل شيء ما خلا الله باطل» . أخرجه البخاري ومسلم.
وفي رواية الترمذي: «أشْعَرُ كلمة تكلَّمتْ بها العربُ: كلمةُ لبيدِ: ألا [ص:180] كلُّ شيء ما خلا الله باطلُ» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 10 / 448 في الأدب، باب ما يجوز من الشعر والرجز والحداء، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب أيام الجاهلية، وفي الرقاق، باب الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله، ومسلم رقم (2256) في الشعر، والترمذي رقم (2853) في الأدب، باب ما جاء في إنشاد الشعر.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه الحميدي (1053) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا زائدة بن قدامة. و «أحمد» (2/248) قال: حدثنا سفيان، عن زائدة. وفي (2/391) قال: حدثنا أسود، قال: حدثنا شريك. وفي (2/393) قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا سفيان الثوري. وفي (2/444، 480) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا شريك. وفي (2/458) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (2/470) قال: حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان. و «البخاري» (5/53) قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا. وفي (8. /43) قال: حدثنا ابن بشار، قال: حدثنا ابن مهدي، قال: حدثنا سفيان. وفي (8/127) قال: حدثني محمد بن المثنى، قال: حدثنا غندر، قال: حدثنا شعبة. و «مسلم» (7/49) قال: حدثني أبو جعفر محمد بن الصباح وعلي بن حجر السعدي، جميعا عن شريك. قال: ابن حجر: أخبرنا شريك. (ح) وحدثني محمد بن حاتم بن ميمون، قال: حدثنا بن مهدي، عن سفيان (ح) وحدثني بن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان. عن زائدة. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. (ح) وحدثنا يحيي بن يحيى، قال: أخبرنا يحيى بن زكريا، عن إسرائيل. و «الترمذي» (2849) . وفي الشمائل (248) قال: حدثنا علي بن حجر، قال: أخبرنا شريك. و «الشمائل» (242) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي قال: حدثنا سفيان الثوري.
خمستهم - زائدة بن قدامة، وشريك، وسفيان الثوري، وشعبة، وإسرائيل - عن عبد الملك بن عمير، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، فذكره.
* وأخرجه ابن ماجة (3757) قال: حدثنا محمد بن الصباح قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن عبد الملك بن عمير، عن أبي سلمة، فذكره. ليس فيه زائدة بن قدامة.(5/179)
3234 - (ت) عائشة - رضي الله عنهما -: قيل لها: «هل كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- يَتَمثَّل بشيء من الشِّعْر؟ قالت: كان يتمثَّلُ بِشِعْرِ ابنِ رَواحَةَ وَيَتَمثَّلُ ويقول: ويأتيكَ بالأخبَارِ مَن لم تُزَوِّد» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2852) في الأدب، باب ما جاء في إنشاد الشعر، وهو حديث حسن، ورواه أيضاً البخاري في " الأدب المفرد " والنسائي، قال الحافظ: وأخرج ابن أبي شيبة نحوه من حديث ابن عباس. اهـ. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح، وفي الباب عن ابن عباس.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (6/138) قال: حدثنا وكيع. وفي (156) قال: حدثنا أبو النضر. وفي (6/222) قال: حدثنا حجاج. و «البخاري» في الأدب المفرد (867) قال: حدثنا محمد بن الصباح. و «الترمذي» (2848) . وفي الشمائل (241) قال: حدثنا علي بن حجر. و «النسائي» في عمل اليوم واللبلة (997) قال: أخبرنا على بن حجر.
خمستهم - وكيع، وأبو النضر، وحجاج، ومحمد بن الصباح، وعلي بن حجر - عن شريك، عن المقدام بن شريح، عن أبيه، فذكره. وعن عكرمة قال: سألت عائشة -رضي الله عنها -: هل سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يتمثل شعرا قط؟ فقالت: أحيانا إذا دخل بيته يقول: ويأتيك بالأخبار من لم تزود.
أخرجه البخاري في الأدب المفرد (792) قال: حدثنا محمد بن الصباح. قال: حدثنا الوليد بن أبي ثور، عن سماك، عن عكرمة، فذكره، وعن عامر، عن عائشة قالت: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا استراث الخبر تمثل ببيت طرف: ويأتيك بالأخبار من لم تزود» . أخرجه أحمد (6/31، 146) قال: حدثنا هشيم. قال: أخبرنا مغيرة. و «النسائي» في عمل اليوم والليلة. (995) قال: أخبرنا إبراهيم بن يعقوب. قال: وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.(5/180)
3235 - (خ م) جندب بن عبد الله البجلي - رضي الله عنه - قال: «بينما نحن مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- إذا أصابَهُ حجر، فَعَثَرَ، فدَمِيَتْ إصبعه، فقال: هل أَنتِ إلا إِصبَع دَمِيتِ؟ وفي سبيل الله ما لَقيتِ» (1) .
وفي رواية: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- كان في بعض المشاهد، وقد دَمِيَتْ إصبَعُه، فقال: ... » الحديث. أخرجه البخاري ومسلم (2) . [ص:181]
وقد جاء عن النبي - صلى الله عليه وسلم- في استماع الشعر والتمثل به أَحاديثُ عِدَّة، وقد ذُكرتْ في أبوابها التي هي بها أولى، مثل غزوة الخندق، وغيرها من المواضع، فلذلك لم نُعِدْ ذِكْرَها في هذا الكتاب، والله أعلم.
ترجمة الأبواب التي أولُها شين ولم ترد في [حرف] الشين
(الشُّفْعَةُ) في كتاب البيع، من حرف الباء.
(الشُّهَدَاء) في كتاب الجهاد، من حرف الجيم.
(الشُّعُور) في كتاب الزينة، من حرف الزاي.
(الشُّهود) في كتاب القضايا، من حرف القاف.
(الشَّفَاعَةُ) في كتاب الصُّحْبَة من حرف الصاد، وفي كتاب القيامة من حرف القاف.
__________
(1) قال الحافظ في " الفتح ": وقد اختلف في جواز تمثل النبي صلى الله عليه وسلم بشيء من الشعر وإنشاده حاكياً عن غيره، فالصحيح جوازه.
(2) رواه البخاري 10 / 446 و 447 في الأدب، باب ما يجوز من الشعر والرجز والحداء وما يكره منه، وفي الجهاد، باب من ينكب في سبيل الله، ومسلم رقم (1796) في الجهاد، باب ما لقي النبي صلى الله عليه وسلم من أذى المشركين والمنافقين.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1-أخرجه الحميدي (776) . ومسلم (5/182) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وإسحاق بن إبراهيم. و «الترمذي» (3345) وفي «الشمائل» (244) قال: حدثنا ابن أبي عمر.
أربعتهم - الحميدي. وابن أبي شيبة، وإسحاق، وابن أبي عمر عن سفيان بن عيينة.
2- وأخرجه أحمد (4/312) قال: حدثنا محمد بن جعفر، وعفان. و «الترمذي» في «الشمائل» (243) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا محمد بن جعفر. كلاهما - ابن جعفر، وعفان -قالا: حدثنا شعبة.
3- وأخرجه أحمد (4/313) قا ل: حدثنا وكيع. و «البخاري» (8/42) قال: حدثنا أبو نعيم. و «النسائي» في عمل اليوم والليلة (559) قال: أخبرنا عمرو بن منصور، قال: حدثنا أبو نعيم. كلاهما-وكيع، وأبو نعيم - قالا: حدثنا سفيان هو الثوري.
4- وأخرجه البخاري (4/22) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. و «مسلم» (5/181) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، وقتيبة بن سعيد. و «النسائي» في عمل اليوم والليلة (620) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد. ثلاثتهم -موسى، ويحيى، وقتيبة - عن أبي عوانة.
أربعتهم - ابن عيينة، وشعبة، والثوري. وأبو عوانة - عن الأسود، فذكره.(5/180)
بسم الله الرحمن الرحيم
حرف الصاد
ويشتمل على عشرة كتب
كتاب الصلاة، كتاب الصَّوم، كتاب الصَّبْر، كتاب الصِّدْق، كتاب الصَّدَقة، كتاب صِلَةِ الرَّحِم، كتاب الصُّحْبَة، كتاب الصَّداق، كتاب الصَّيْد، كتاب الصِّفات
الكتاب الأول: في الصلاة، وهو قسمان
القسم الأول: في الفرائض وأحكامها، وما يتعلق بها، وفيه خمسة أبواب
الباب الأول: في الصلاة وأحكامها، وفيه سبعة فصول [ص:183]
الفصل الأول: في وجوبها أداءً وقضاءً، وفيه ثلاثة فروع
الفرع الأول: في الوجوب والكمية
3236 - (م ت س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «سألَ رجل نبيَّ الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله، كم فرَضَ الله على عِباده من الصَّلَوات؟ قال افْتَرَضَ الله على عباده صَلَوات خمْساً، قال: يا رسولَ الله، هل قَبْلَهُنَّ أو بَعْدَهُنَّ من شيء؟ قال: افْتَرَضَ الله على عباده صلوات خمساً، فحلف الرجل لا يَزِيدُ عليه شيئاً، ولا ينقصُ منه شيئاً، قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: إن صَدَقَ ليَدْخُلَنَّ الجنَّة» . أخرجه النسائي، وقد أخرج مسلم والترمذي هذا القدر في حديث طويل هو مذكور في «كتاب الإيمان» من حرف الهمزة (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (12) في الإيمان، باب السؤال عن أركان الإسلام، والترمذي رقم (619) في الزكاة، باب ما جاء إذا أديت الزكاة فقد قضيت ما عليك، والنسائي 1 / 228 و 229 في الصلاة، باب كم فرضت الصلاة في اليوم والليلة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: بهذا اللفظ أخرجه أحمد (3/267) قال: ثنا أحمد بن عبد الملك. و «النسائي» (1/228) قال: ناقتيبة.
كلاهما قال: ثنا نوح بن قيس، عن خالد بن قيس، عن قتادة، فذكره. وهو طرف من حديث طويل تقدم.(5/182)
3237 - (خ م ت س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: [ص:184] «فُرِضتْ على النبي - صلى الله عليه وسلم- ليلةَ أُسْرِيَ به الصلاةُ خمسين، ثم نقِصَت حتى جُعلت خمساً، ثم نُودِيَ: يا محمد، إنه لا يُبَدَّلُ القَوْلُ لَدَيَّ، وإن لك بهذه الخمس خمسين» أخرجه الترمذي هكذا مختصراً، وأخرجه البخاري ومسلم والنسائي في حديث طويل يَتَضَمَّنُ ذكر الإسراء، والحديث بطوله مذكور في «كتاب النبوة» من حرف النون. وأخرج البخاري ومسلم والترمذي والنسائي هذا المعنى أيضاً، في حديث طويل يَتَضَمَّن ذِكْر الإسراء، عن أنس عن مالك بن صعْصَعَة. وهو مذكور في «كتاب النُّبوَّة» من حرف النون، وحيث اقتصر الترمذي من رواية أنس على هذا القَدْر أوردناه في كتاب الصلاة (1) .
__________
(1) رواه البخاري 6 / 217 - 220 في بدء الخلق، باب ذكر الملائكة، وفي الأنبياء، باب قول الله تعالى: {وهل أتاك حديث موسى إذ رأى ناراً} ، وباب قول الله تعالى: {ذكر رحمة ربك عبده زكريا إذ نادى ربه نداء خفياً} ، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب المعراج، ومسلم رقم (162) في الإيمان، باب الإسراء برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السموات وفرض الصلوات، والترمذي رقم (213) في الصلاة، باب ما جاء كم فرض الله على عباده من الصلوات، والنسائي 1 / 217 - 223 في الصلاة، باب فرض الصلاة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: بهذا اللفظ أخرجه أحمد (3/161) وعبد بن حميد (1158) ، والترمذي (213) قال: ثنا محمد بن يحيى النيسابوري.
ثلاثتهم - أحمد بن حنبل، وعبد بن حميد، وابن يحيى - عن عبد الرزاق، قال: نا معمر، عن الزهري، فذكره.
وقال الترمذي: حديث أنس حديث حسن صحيح (غريب) وهو جزء من حديث طويل سيأتي.(5/183)
3238 - (م د س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: قال: «فَرض الله الصلاة على لسان نبيِّكُمْ في الحضَرِ أَربعاً، وفي السَّفَرِ ركعتين، وفي الخوف ركعة» . أخرجه مسلم وأَبو داود والنسائي (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (687) في صلاة المسافرين، باب صلاة المسافرين وقصرها، وأبو داود رقم (1247) في الصلاة، باب من قال: يصلي بكل طائفة ركعة، والنسائي 3 / 118 و 119 في التقصير، باب تقصير الصلاة في السفر.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (1/237) (2124) قال: ثنا يزيد. وفي (1/254) (2293) قال: حدثنا عفان. وفي (1/355) (3332) قال: حدثنا وكيع. والبخاري في جزء القراءة خلف الإمام (226) قال: حدثنا أبو نعيم. ومسلم (2/143) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، وسعيد بن منصور، وأبو الربيع، وقتيبة بن سعيد. وأبو داود (1247) قال: حدثنا مسدد، وسعيد بن منصور. وابن ماجة (1068) قال: حدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، وجبارة بن المغلس. والنسائي (1/226) وفي الكبرى (310) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى، وعبد الرحمان. وفي (3/168) أخبرنا قتيبة. وابن خزيمة (304، 943، 1346) قال: حدثنا بشر بن معاذ العقدي. جميعا - يزيد، وعفان، ووكيع، وأبو نعيم، ويحيى بن يحيى، وسعيد بن منصور، وأبو الربيع، وقتيبة، ومسدد، ومحمد بن عبد الملك، وجبارة، ويحيى بن سعيد، وعبد الرحمن، وبشر بن معاذ - عن أبي عوانة.
2- وأخرجه أحمد (1/243) (2177) قال: حدثنا القاسم بن مالك المزني، أبو جعفر. ومسلم (2/143) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وعمرو الناقد، جميعا عن القاسم بن مالك. والنسائي (3/118) قال: أخبرني محمد بن وهب قال: حدثنا محمد بن سلمة، قال: حدثني أبو عبد الرحيم، قال: حدثني زيد. وفي (3/119) ، وفي الكبرى (427) قال: أخبرنا يعقوب بن ماهان، قال: حدثنا القاسم بن مالك.
كلاهما - القاسم، وزيد بن أبي أنيسة - عن أيوب بن عائذ.
كلاهما - أبو عوانة، وأيوب - عن بكير بن الأخنس، عن مجاهد، فذكره.(5/184)
3239 - (خ م ط د س) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «فرض الله الصلاة حين فرضها - ركعتين، ثم أتمّها في الحضَر، وأُقِرَّتْ صلاةُ السَّفر على الفريضة الأولى» . وفي رواية، قالت: فرض الله الصلاة - حين فرضها - ركعتين ركعتين، في الحضَر، والسفر، فأُقِرَّتْ صلاة السفر، وزيدَ في صلاة الحضر.
وفي رواية أخرى، قالت: «فُرِضَت الصلاة ركعتين، ثم هاجر رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، ففُرِضت أربعا، وتُركت صلاة السفر على الفريضة الأولى» .
قال الزهري: «قلت لعروة: ما بالُ عائشة تُتِمُّ؟ قال: تأوَّلتْ كما تأوَّلَ عثمان» . أخرجه البخاري ومسلم. وأخرج الرواية الثانية الموطأ وأبو داود.
وأخرج الثانية والثالثة النسائي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(كما تأول عثمان) : أراد بقوله: كما تأول عثمان، ما روي عنه - رضي الله عنه- أنه أتم الصلاة في السفر، وكان تأويله لذلك: أنه نوى الإقامة بمكة، فلذلك أتم، والحديث الذي يتضمن ذلك مذكور في «كتاب صلاة السفر» .
__________
(1) رواه البخاري 1 / 392 في الصلاة، باب كيف فرضت الصلاة في الإسراء، وفي تقصير الصلاة، باب يقصر إذا خرج من موضعه، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب إقامة المهاجر بمكة بعد قضاء نسكه، ومسلم رقم (685) في صلاة المسافرين، باب صلاة المسافرين وقصرها، والموطأ 1 / 146 في قصر الصلاة في السفر، باب قصر الصلاة في السفر، وأبو داود رقم (1198) في الصلاة، باب صلاة المسافر، والنسائي 1 / 225 في الصلاة، باب كيف فرضت الصلاة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مالك الموطأ (109) عن صالح بن كيسان. وأحمد (6/272) قال: حدثنا يعقوب. قال: حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، قال: حدثني صالح بن كيسان، وعبد بن حميد (1477) قال: أخبرنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر، عن الزهري. والدارمي (1517) قال: حدثنا محمد بن يوسف. قال: حدثنا سفيان بن عيينة. قال: سمعت الزهري. والبخاري (1/98) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. قال: أخبرنا مالك، عن صالح بن كيسان. في (2/54) قال: حدثنا عبد الله بن محمد. قال: حدثنا سفيان، عن الزهري. وفي (5/87) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا يزيد بن زريع. قال: حدثنا معمر، عن الزهري. ومسلم (2/142) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. قال: قرأت على مالك، عن صالح بن كيسان (ح) وحدثني أبو الطاهر وحرملة بن يحيى. قالا: حدثنا ابن وهب، عن يونس، عن ابن شهاب. وفي (2/143) قال: حدثني علي بن خشرم، قال: أخبرنا ابن عيينة، عن الزهري. وأبو داود (1198) قال: حدثنا القعنبي، عن مالك، عن صالح بن كيسان. والنسائي (1/225) . وفي الكبرى (309) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. قال: أنبأنا سفيان، عن الزهري. وفي (1/225) قال: وأخبرنا محمد بن هاشم البعلبكي. قال: أنبأنا الوليد. قال: أخبرني أبو عمرو يعني الأوزاعي، أنه سأل الزهري (ح) وأخبرنا قتيبة، عن مالك، عن صالح بن كيسان. وابن خزيمة (303) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء العطار. قال: حدثنا سفيان. قال: سمعت الزهري (ح) وحدثنا به سعيد بن عبد الرحمن المخزومي. قال: حدثنا سفيان بمثله.
كلاهما- صالح بن كيسان، والزهري محمد بن مسلم بن شهاب - عن عروة بن الزبير، فذكره.
* رواية محمد بن إسحاق: «كان أول ما افترض على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الصلاة ركعتان ركعتان، إلا المغرب فإنها كانت ثلاثا، ثم أتم الله الظهر والعصر والعشاء الآخرة أربعا في الحضر وأقر الصلاة على فرضها الأول في السفر.» .
- وعن مسروق، عن عائشة بلفظ: «فرضت صلاة السفر والحضر ركعتين ركعتين، فلما أقام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالمدينة زيد في صلاة الحضر ركعتان ركعتان، وتركت صلاة الفجر لطول القراءة، وصلاة المغرب لأنها وتر النهار.» .
أخرجه ابن خزيمة (305، 944) قال: حدثنا أحمد بن نصر المقرئ وعبد الله بن الصباح العطار البصري. قال: أحمد: أخبرنا. وقال عبد الله: حدثنا محبوب بن الحسن، قال: حدثنا داود، يعني ابن أبي هند، عن الشعبي، عن مسروق، فذكره.
* قال ابن خزيمة: هذا حديث غريب لم يسنده أحد أعلمه غير محبوب بن الحسن، رواه أصحاب داود فقالوا: عن الشعبي، عن عائشة، خلا محبوب بن الحسن.
* أخرجه أحمد (6/241) قال: حدثنا محمد بن أبي عدي. وفي (6/265) قال: حدثنا عبد الوهاب بن عطاء.
كلاهما - ابن أبي عدي، وعبد الوهاب - عن داود بن أبي هند، عن الشعبي، عن عائشة، نحوه ليس فيه عن مسروق. وزاد فيه: وكان إذا سافر صلى الصلاة الأولى.
- وعن القاسم بن محمد، عن عائشة بلفظ: «فرضت الصلاة ركعتين، فزاد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في صلاة. الحضر وترك صلاة السفر على نحوها.» .
أخرجه أحمد (6/234) قال: حدثنا أبو أحمد محمد بن عبد الله بن الزبير. قال: حدثنا أسامة بن زيد الليثي، عن القاسم بن محمد، فذكره..(5/185)
3240 - (س) عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال: «صلاة الأضحى ركعتان، وصلاة الفطر ركعتان، وصلاة المسافر ركعتان، وصلاة الجمعة ركعتان تمام من غير قَصر، على لسانِ النبيّ - صلى الله عليه وسلم-» وفي أخرى «وصلاةُ النحر» (1) . مكان «صلاة الأضحى» : أخرجه النسائي (2) .
__________
(1) في المطبوع: وصلاة الفجر، وهو تصحيف.
(2) 3 / 111 و 118 و 183 في الجمعة، باب عدد صلاة الجمعة، وفي تقصير الصلاة، وفي العيدين، باب عدد صلاة العيدين، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (1063) في إقامة الصلاة، باب تقصير الصلاة في السفر، من حديث عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عمر، وابن أبي ليلى لم يسمع من عمر، لكن بعض أهل العلم يدخل بينه وبين عمر البراء بن عازب، وكعب بن عجرة، وقد رواه ابن ماجة رقم (1064) من حديث عبد الرحمن بن أبي ليلى عن كعب بن عجرة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه ابن ماجة (1064) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير. والنسائي في الكبرى (410) قال: أخبرنا محمد بن رافع. وابن خزيمة (1425) قال: حدثنا محمد بن رافع. (ح) وحدثناه عبدة بن عبد الله الخزاعي.
ثلاثتهم - ابن نمير، وابن رافع، وعبدة - عن محمد بن بشر، قال: أنبأنا يزيد بن زياد بن أبي الجعد، عن زبيد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن كعب بن عجرة، فذكره.
* أخرجه أحمد (1/37) (753) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان (ح) وعبد الرحمن، عن سفيان وعبد بن حميد (29) قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا شريك. وابن ماجة (1063) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال حدثنا شريك والنسائي (3/111) وفي الكبرى (1659) قال: أخبرنا علي بن حجر، قال: حدثنا شريك. وفي (3/118) وفي الكبرى (409) قال: أخبرنا حميد بن مسعدة، عن سفيان، وهو ابن حبيب عن شعبة. وفي (3/183) ، وفي الكبرى (413) قال: أخبرنا عمران بن موسى، قال: حدثنا يزيد بن زريع، قال: حدثنا سفيان بن سعيد. وفي الكبرى (1660) قال: أخبرنا إبراهيم بن محمد، قال: حدثنا يحيى، عن سفيان.
ثلاثتهم - سفيان الثوري، وشريك، وشعبة - عن زبيد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن عمر- ليس فيه كعب بن عجرة. وقال أبو عبد الرحمن النسائي (3/111) ، عبد الرحمن بن أبي ليلى لم يسمع من عمر.(5/186)
3241 - (د) عبد الله بن فضالة - رحمه الله - عن أبيه قال: «عَلَّمَني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- وكان فيما علَّمني: حافِظْ على الصَّلوات الخمس، قال: قلت: إنَّ هذه ساعات لي فيها أشغال، فَمُرْني بأمر جَامع، إذا أنا فَعَلْتُه أجزأَ عني فقال: حافظْ علي العَصْرَينِ - وما كانت من لُغَتِنا - فقلت: وما العَصرَان؟ قال صلاة قبل طُلوع الشمس، وصلاة قبل غروبها» أخرجه أَبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(العصرين) : العصران: الليل والنهار، والغداة والعشي، والمراد في الحديث: [ص:187] صلاة الفجر وصلاة العصر، وإذا اجتمع الاسمان: قد يغلب أحدهما على الآخر، كقولهم: القمران: للشمس والقمر، والعمران: لأبي بكر وعمر - رضي الله عنهما- وقيل: إنما سماهما العصرين، لأنهما يصليان في طرفي العصرين، يعني الليل والنهار.
__________
(1) رقم (428) في الصلاة، باب في المحافظة على وقت الصلوات، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 4 / 344 وفي إسناده اختلاف، فقد رواه أبو داود من حديث أبي حرب بن أبي الأسود عن عبد الله ابن فضالة عن أبيه، ورواه أحمد من حديث أبي حرب بن أبي الأسود عن فضالة الليثي ... .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/344) قال: حدثنا سريج بن النعمان، قال: حدثنا هشيم، قال: أخبرنا داود ابن أبي هند، قال: حدثني أبو حرب بن أبي الأسود، عن فضالة الليثي، فذكره.
* أخرجه أبو داود (428) قال: حدثنا عمرو بن عون، قال: أخبرنا خالد، عن داود بن أبي هند، عن أبي حرب بن أبي الأسود، عن عبد الله بن فضالة، عن أبيه، نحوه. زاد فيه (عبد الله بن فضالة) .(5/186)
3242 - (د ت) سبرة بن معبد الجهني - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «مُروا الصَّبيَّ بالصلاة إذا بَلَغ سَبْعَ سِنين، فإذا بلغ عَشْرَ سنين فاضرِبُوه عليها» .
وفي رواية قال: «عَلِّمُوا الصبيَّ الصلاةَ ابنَ سبع، واضربوه عليها ابن عَشْر» . أخرج الأولى أبو داود، والثانية الترمذي (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (494) في الصلاة، باب متى يؤمر الغلام بالصلاة، والترمذي رقم (407) في الصلاة، باب ما جاء متى يؤمر الصبي بالصلاة، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/404) قال: حدثنا زيد بن الحباب. والدارمي (1438) قال: أخبرنا عبد الله بن الزبير الحميدي، قال: حدثنا حرملة بن عبد العزيز بن الربيع بن سبرة بن معبد الجهني. وأبو داود (494) قال: حدثنا محمد بن عيسى - يعني ابن الطباع - قال: حدثنا إبراهيم بن سعد. والترمذي (407) قال: حدثنا علي بن حجر، قال: أخبرنا حرملة بن عبد العزيز بن الربيع بن سبرة الجهني.
ثلاثتهم - زيد، وحرملة، وإبراهيم - عن عبد الملك بن الربيع بن سبرة الجهني، عن أبيه، فذكره.
وقال الترمذي: حديث سبرة حديث حسن صحيح.(5/187)
3243 - (د) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما -: قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «مُرُوا أولادَكم بالصلاة وهم أَبناءُ سبع، واضربوهم عليها وهم أبناءُ عشْر، وفرِّقُوا بينهم في المضاجع» (1) . زاد في رواية: «وإذا زوَّجَ أحدكم خادِمَهُ - عبدَهُ أو أجيرهُ - فلا ينظرْ إلى ما دون السُّرَّةِ وفوقَ الرُّكْبَة» . أخرجه أبو داود (2) . [ص:188]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(وفرِّقوا بينهم في المضاجع) : أراد بالتفريق: التفريق بين الذكور والإناث من الأولاد عند النوم، لقربهم من البلوغ.
__________
(1) سواء كانوا ذكوراً أو إناثاً، وذلك من باب سد الذريعة.
(2) رقم (495) و (496) في الصلاة، باب متى يؤمر الغلام بالصلاة، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/180) (6689) قال: حدثنا وكيع. وفي (2/187) (6756) قال: حدثنا محمد بن عبد الرحمن الطفاوي، وعبد الله بن بكر السهمي. وأبو داود (495) قال: حدثنا مؤمل بن هشام يعني اليشكري، قال: حدثنا إسماعيل. وفي (496) قال: حدثنا زهير بن حرب، قال: حدثنا وكيع.
أربعتهم - وكيع، ومحمد الطفاوي، وعبد الله، وإسماعيل بن علية - عن سوار أبي حمزة، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، فذكره.
* قال عبد الله بن أحمد عقب رواية وكيع: قال أبي: وقال الطفاوي محمد بن عبد الرحمن في هذا الحديث (سوار أبو حمزة) وأخطأ فيه. يعني أخطأ وكيع.
* سماه وكيع في حديثه (داود بن سوار) وقال أبو داود: وهم وكيع في اسمه.(5/187)
3244 - (د) معاذ بن عبد الله بن خبيب الجهني قال: رواية -[هشام بن سعد] : «دخلنا عليه، فقال لامرأته: متى يُصَلِّي الصبيُّ؟ قالت: نعم كان رجل منا يذكُر عن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- أنه سئل عن ذلك؟ فقال: إذا عرف يمينه من شماله فمروه بالصلاة» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (497) في الصلاة، باب متى يؤمر الغلام بالصلاة، وهو حديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (497) قال: ثنا سليمان بن داود العمري. قال: ثنا بن وهب. قال: ثنا هشام ابن سعد، فذكره.(5/188)
3245 - (خ م ت د س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: قال: «عرَضني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يومَ أُحد وأَنا ابنُ أَربَعَ عشْرَةَ، فلم يُجزْنِي، وعرَضني يومَ الخَنْدَق وأنا ابنُ خمْسَ عَشْرَةَ، فأجازني» قال نافع: فقدِمتُ على عمرَ بن عبد العزيز وهو خليفة فحدَّثتُه هذا الحديث، فقال: إن هذا لحدٌّ ما بين الصغير والكبير، فكتب إلى عُمَّاله: أن يَفْرِضُوا لمن بلغ خمس عشرة سنة، وما كان دون ذلك (1) فاجعلوه في العيال. أخرجه البخاري ومسلم والترمذي. وانتهت رواية أبي داود والنسائي عند قوله: «فأجازني» . وزاد [ص:189] أبو داود في رواية أخرى نحو ما بقي من الحديث (2) .
__________
(1) في " صحيح مسلم ": ومن كان دون ذلك.
(2) رواه البخاري 5 / 204 و 205 في الشهادات، باب بلوغ الصبيان وشهاداتهم، وفي المغازي، باب غزوة الخندق، ومسلم رقم (1868) في الإمارة، باب بيان سن البلوغ، والترمذي رقم (1711) في الجهاد، باب ما جاء في حد بلوغ الرجل ومتى يفرض، وأبو داود رقم (4406) و (4407) في الحدود، باب في الغلام يصيب الحد، والنسائي 6 / 155 في الطلاق، باب متى يقع طلاق الصبي.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/17) (4661) قال: حدثنا يحيى. والبخاري (3/232) قال: حدثنا عبيد الله بن سعيد، قال: حدثنا أبو أسامة. وفي (5/137) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. ومسلم (6/29) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا أبي. وفي (6/30) قال: حدثناه أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبد الله بن إدريس، وعبد الرحيم بن سليمان. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا عبد الوهاب، يعني الثقفي. وأبو داود (2957، 4406) قال: حدثنا أحمد بن حنبل، قال: حدثنا يحيى. وفي (4407) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا ابن إدريس. وابن ماجة (2543) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا عبد الله بن نمير، وأبو معاوية، وأبو أسامة. والترمذي (1361، 1711) قال: حدثنا محمد بن الوزير الواسطي، قال: حدثنا إسحاق بن يوسف الأزرق، عن سفيان. (ح) وحدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان بن عيينة والنسائي (6/155) قال: أخبرنا عبيد الله بن سعيد، قال: حدثنا يحيى.
تسعتهم - يحيى بن سعيد، وأبو أسامة، وعبد الله بن نمير، وابن إدريس، وعبد الرحيم بن سليمان، وعبد الوهاب الثقفي، وأبو معاوية، وسفيان الثوري، وسفيان بن عيينة - عن عبيد الله بن عمر، قال: أخبرني نافع، فذكره.(5/188)
الفرع الثاني: في القضاء
3246 - (خ م ت س د) أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «من نَسِيَ صلاة فلْيُصلِّ إذا ذكرَ، لا كفَّارةَ لها إلا ذلك وتلا قتادة {وَأَقِمِ الصَّلاة لِذِكْرِي} [طه: 14] » .
وفي رواية: «إذا رَقدَ أحدُكم عن الصلاة، أو غَفَل عنها فليصلِّها إذا ذكرها، فإن الله عزَّ وجلَّ يقول: {وَأقِمِ الصَّلاة لِذكْرِي} » . أخرجه البخاري ومسلم. وفي رواية الترمذي والنسائي «مَن نَسِيَ صلاة فلْيُصَلِّها إذا ذكرها» . وفي أخرى للنسائي، قال: سُئل رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- عن الرجل يَرْقُد عن الصلاة، أو يَغْفُلُ عنها؟ قال: كَفَّارَتُها: أن يُصلِّيَها إذا ذكرها» . [ص:190] وأخرج أبو داود الرواية الأولى (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(كفارة) : الكفارة: فعالة من التكفير: التغطية، وهي المرة الواحدة الساترة للذنب ومعنى قوله: «لا كفارة لها إلا ذلك» أنه لا يلزمه في تركها غُرم، ولا صدقة، ولا كفارة، ونحو ذلك، كما يلزم في ترك الصوم في رمضان من غير عذر الكفارة، وكما يلزم المحرم إذا ترك شيئاً من نسكه كفارة دم وفيه دليل: أن الصلاة لا تجبر بالمال كما يجبر غيرها من العبادات.
__________
(1) رواه البخاري 2 / 58 في مواقيت الصلاة، باب من نسي صلاة، ومسلم رقم (684) في المساجد، باب قضاء الصلاة الفائتة، والترمذي رقم (178) في الصلاة، باب ما جاء في الرجل ينسى الصلاة، وأبو داود رقم (442) في الصلاة، باب من نام عن الصلاة أو نسيها، والنسائي 2 / 293 و 294 في المواقيت، باب فيمن نسي صلاة، وباب فيمن نام عن صلاة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (3/282) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة.
2- وأخرجه أحمد (3/216) قال: حدثنا أزهر بن القاسم، قال: حدثنا هشام الدستوائي.
3- وأخرجه أحمد (3/269) قال: حدثنا عفان، وبهز. والبخاري (1/155) قال: حدثنا أبو نعيم، وموسى بن إسماعيل، ومسلم (2/142) قال: حدثنا هداب بن خالد. وأبو داود (442) قال: حدثنا محمد بن كثير وابن خزيمة (993) قال: حدثنا سلم بن جنادة قال: حدثنا وكيع.
سبعتهم - عفان، وبهز، وأبو نعيم، وموسى، وهداب، وابن كثير، ووكيع - عن همام بن يحيى.
4- وأخرجه أحمد (3/243) قال: حدثنا سريج. ومسلم (2/142) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، وسعيد بن منصور، وقتيبة بن سعيد. وابن ماجة (696) قال: حدثنا جبارة بن المغلس. والترمذي (178) قال: حدثنا قتيبة، وبشر بن معاذ. والنسائي (1/293) وفي الكبرى (1503) قال: أخبرنا قتيبة.
ستتهم - سريج، ويحيى، وسعيد، وقتيبة، وجبارة، وبشر - عن أبي عوانة.
5- وأخرجه أحمد (3/100) قال: حدثنا إسحاق بن يوسف الأزرق، ويزيد بن هارون. والدارمي (1232) قال: أخبرنا سعيد بن عامر. ومسلم (2/142) ، وابن خزيمة (992) قالا: حدثنا محمد ابن المثنى، قال: حدثنا عبد الأعلى. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (1189) عن هارون بن إسحاق، عن عبدة بن سليمان. وابن خزيمة (992) قال: حدثنا علي بن خشرم، قال: أخبرنا عيسى.
ستتهم - إسحاق، ويزيد، وسعيد، وعبد الأعلى، وعبدة، وعيسى - عن سعيد بن أبي عروبة.
6- وأخرجه أحمد (3/184) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. ومسلم (2/142) قال: حدثنا نصر بن علي الجهضمي، قال: حدثني أبي. كلاهما - ابن مهدي، وعلي - عن المثنى بن سعيد.
7- وأخرجه أحمد (3/267) قال: حدثنا عفان. وابن ماجة (695) قال: حدثنا نصر بن علي الجهضمي والنسائي (1/293) وفي الكبرى (1502) قال: أخبرنا حميد بن مسعدة. وابن خزيمة (991) قال: حدثنا محمد بن عبد الأعلى (ح) وحدثنا أحمد بن عبدة.
خمستهم - عفان، ونصر، وحميد، ومحمد، وأحمد - عن يزيد بن زريع، قال: حدثنا حجاج بن حجاج الباهلي. وعند أحمد (3/267) قال: حدثنا عفان، قا ل: أخبرنا يزيد بن زريع قال: حدثنا سعيد بن أبي عروبة، عن حجاج. قال يزيد: فلقيت حجاجا الأحول فحدثني به.
سبعتهم - شعبة، وهشام، وهمام، وأبو عوانة، وابن أبي عروبة، والمثنى، وحجاج - عن قتادة، فذكره.(5/189)
3247 - (خ م س د ت) أبو قتادة - رضي الله عنه - قال: «سِرنا مع النبي -صلى الله عليه وسلم- ليلة، فقال بعض القوم: لو عَرَّستَ بنا يا رسول الله؟ قال: أخاف أن تناموا عن الصلاة، فقال بلال: أَنا أُوقظكم، فاضطجعوا، وأسنَدَ بلال ظهره إلى راحلته، فغلَبَتْهُ عيناه، فنام، فاستيْقظَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- وقد طلع حاجب الشمس، فقال: يا بلال، أينَ ما قُلتَ؟ فقال: ما أُلقِيتْ عليَّ نوْمة مثلُها قطُّ، قال: إن الله قَبضَ أرواحكم حين شاء، ورَدَّها عليكم حين شاء، يا بلال قُم فأذِّن الناسَ بالصلاة، فتوضأ، فلما ارتفعت الشمسُ [ص:191] وابياضَّت، قام فصلى بالناس جماعة» . أخرجه البخاري، والنسائي.
وفي رواية أبي داود «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- كان في سفرِ، فمالَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، ومِلْتُ معه، فقال: انْظُر، فقلتُ: هذا رَاكِب، هذان راكبان، هؤلاء ثلاثة، حتى صرنا سبعة، فقال: احْفظُوا علينا صلاتنا - يعني: صلاة الفجر - فضُرِبَ على آذانهم، فما أيقظهم إلا حرُّ الشمس، فقاموا وساروا هنَيْهَة، ثم نزلوا فتوضؤوا وأذَّنَ بلال فصلَّوا ركعتي الفجر، ثم صلوا الفجر، وركبوا، فقال بعضهم لبعض: قد فرَّطنا في صلاتنا، فقال النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- لا تَفريط في النوم، إنما التفريط في اليقظة، فإذا سها أحدُكم عن صلاة فليصلِّها حين يذكرها، ومن الغدِ للوقت» .
هذا طرف من حديث طويل قد أخرجه مسلم، وهو مذكور في «كتاب النبوة» من حرف النون.
وفي أخرى لأبي داود، قال: «بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم- جيشَ الأمراء - بهذه القصة - فلم يوقظنا إلا حرُّ الشمس وهي طالعة فقمنا وَهِلين (1) لصَلاتنا، فقال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: رُويداً رُويداً، لا بأْسَ عليكم، حتى إذا تعالَت الشمس، قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- من كان منكم يركع ركعتي الفجر فليَرْكَعْهُما، فقام من كان يركعهما، ومن لم يكن يركعهُما فركعهما، ثم أمر [رسول الله - صلى الله عليه وسلم-] أن ينادى بالصلاة، فَنُوديَ لها، فقام رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- فصلى بنا، فلما انصرف قال: ألا إنا نحمدُ الله [أنَّا] لم نكن في شيء من أُمور الدنيا يَشْغلُنا عن صلاتنا، ولكن أروَاحُنا كانت بِيدِ الله تعالى فأرسلها [ص:192] أنَّى شاء، فمن أدْركَ منكم صلاةَ الغدَاةِ من غد صالحاً فلْيَقضِ معها مثلها» (2) .
وفي رواية لأبي داود والترمذي والنسائي قال: «ذكَرُوا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم- نومَهم عن الصلاة، فقال: أمَّا إنه ليس في النوم تفريط، إنما التفريط على من لم يُصل حتى يدخل وقتُ الصلاة الأخرى، فمن فعل ذلك فليصلِّها حين يَنْتَبِهُ لها» . وقال الترمذي والنسائي: «إنما التفريط في اليقظة، فإذا نَسيَ أحدُكم صلاة أو نامَ عنها فليصلِّها إذا ذكرها» (3) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(التعريس) : نزول المسافر آخر الليل نزلة للاستراحة والنوم.
(راحلته) : الراحلة: الجمل أو الناقة، إذا كان شديداً قوياً يصلح للركوب والأحمال والأسفار.
(فضُرِب على آذانهم) : يقال للنُّوام: ضُرب على آذانهم، ومعناه: حجب الصوت والحس أن يلجا آذانهم فينتبهوا، فكأنها قد ضرب عليها [ص:193] حجاب. قال الخطابي: لا أعلم أحداً من الفقهاء قال: إن قضاء الصلاة يؤخر إلى وقت مثلها من الصلاة ويقضى. قال: ويشبه أن يكون الأمر استحباباً ليحرز فضيلة الوقت في القضاء.
(وَهِلين) : الوَهَل: الفزع والرعب.
(رُويداً) : بمعنى التأني والتمهل في الأمور. يقال: سيروا رويداً: أي على مهل، فيكون نصباً على الحال ويقال: ساروا سيراً رويداً، فيكون نصباً لأنه صفة المصدر.
(تعالت) الشمس: إذا علت وارتفعت. قال الخطابي: وروي: تقالَّت يريد استقلالها في السماء وارتفاعها.
__________
(1) أي فزعين، يقال: وهل الرجل يوهل: إذا فزع لشيء يصيبه.
(2) قال الحافظ في " الفتح ": قال الخطابي: لا أعلم أحداً قال بظاهره وجوباً، ويشبه أن يكون الأمر فيه للاستحباب ليحوز فضيلة الوقت في القضاء. قال الحافظ: ولم يقل أحد من السلف باستحباب ذلك أيضاً، بل عدوا الحديث غلطاً من راويه، وحكى ذلك الترمذي وغيره عن البخاري.
(3) رواه البخاري 2 / 54 في المواقيت، باب الأذان بعد ذهاب الوقت، وفي التوحيد، باب في المشيئة والإرادة، وما تشاؤن إلا أن يشاء الله، ومسلم رقم (681) في المساجد، باب قضاء الصلاة الفائتة واستحباب تعجيل قضائها، وأبو داود رقم (437) و (438) و (439) و (440) و (441) في الصلاة، باب فيمن نام عن الصلاة أو نسيها، والترمذي رقم (177) في الصلاة، باب ما جاء في النوم عن الصلاة، والنسائي 1 / 294 و 295 في المواقيت، باب فيمن نام عن صلاة، وباب إعادة من نام عن الصلاة لوقتها من الغد، و 2 / 106 في الإمامة، باب الجماعة للفائت من الصلاة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (5/307) قال: حدثنا سريج بن النعمان. قال: حدثنا هشيم. والبخاري (1/154) قال: حدثنا عمران بن ميسرة. قال: حدثنا محمد بن فضيل. وفي (9/170) قال: حدثنا ابن سلام. قال: أخبرنا هشيم وأبو داود (439) قال: حدثنا عمرو بن عون. قال: أخبرنا خالد. وفي (440) قال: حدثنا هناد. قال: حدثنا عبثر. والنسائي (2/105) وفي الكبرى (830) قال: أخبرنا هناد ابن السري. قال حدثنا أبو زبيد، واسمه عبثر بن القاسم. وفي الكبرى (تحفة الأشراف) (9/12096) عن محمد بن كامل المروزي، عن هشيم وابن خزيمة (409) قال: حدثنا هارون بن إسحاق الهمداني. قال حدثنا ابن فضيل.
أربعتهم - هشيم، ومحمد بن فضيل، وخالد بن عبد الله، وعبثر - عن حصين بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن أبي قتادة، فذكره.(5/190)
3248 - (م ط د ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- حين قَفَلَ من غزوة خَيْبَرَ سار ليلة، حتى إذا أَدْرَكه الكَرَى عرَّسَ وقال لبلال: اكْلأ لنا الليلَ، فصلى بلال ما قُدِّرَ له، ونام رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- وأصحابُه، فلما تقَارَبَ الفجرُ استنَدَ بلال إلى راحلته مُوَاجه الفجر، فغلبتْ بلالاً عيناه وهو مُسْتَنِد إلى راحلته، فلم يستيقظ رسولُ الله ولا بلال ولا أحد من أصحابه، حتى ضربْتهم الشمسُ، فكان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أوَّلهم استيقاظاً، ففزِع رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: أي بلالُ، فقال بلال: أَخذَ بنفسي الذي أَخذَ بنفسك -[بأبي أنتَ وأمي يا رسولَ الله]- قال: اقتادوا، [ص:194] فاقتادوا رَوَاحِلَهم شيئاً، ثم توضَّأ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، وأَمر بلالاً، فأقام للصلاة، فصلَّى بهم الصبح، فلما قضى الصلاة قال: من نَسِيَ الصلاة فليصلِّها إذا ذكرها، فإن الله تعالى قال: « {أقِمِ الصَّلاةَ لِذِكرِي} » . وكان ابن شهاب يقرؤها {للذِّكرَى} .
وفي رواية، قال: «عرَّسنا مع نبي الله - صلى الله عليه وسلم-، فلم نستيقظْ حتى طلعت الشمس، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم- ليأخذْ كل رجل برأس راحلته، فإن هذا منزل حضَرَنا فيه الشيطانُ، قال: ففعلنا، ثم دعا بالماء فتوضأ، ثم سجد سجدتين - قال بعض الرواة: ثم صلى سجدتين، ثم أُقيمت الصلاة، فصلى الغداة» . أخرجه مسلم وأخرج أبو داود والترمذي الرواية الأولى، وأخرج الموطأ الرواية الأولى عن ابن المسيب عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- مرسلاً.
وأخرج أبو داود أيضاً عن أبي هريرة في هذا الخبر، قال: فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «تَحوَّلُوا عن مكانكم الذي أصابتْكم فيه الغَفْلَةُ، قال: فأمر بلالاً فأَذَّنَ، وأقام، وصلَّى» .
وأخرج النسائي الرواية الثانية، وله في أخرى، قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- «إذا نَسيتَ الصلاة فصَّلِّ إذا ذكرتَ، فإن الله يقول: {أقِمِ الصلاةَ لِذِكْري} » . ولم يذكر القصة.
وله في أخرى عن ابن المسيب مرسلاً: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَن نَسِيَ صلاة فليصلِّها إذا ذكرها، فإن الله تعالى يقول» : {أقِمِ الصلاة لذكري} قال معمر: قلت للزهري: «أهكذا قرأها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-؟ [ص:195] قال: نعم» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فَفَزع) : فَزِع الرجل من نومه: إذا انتبه. يقال: أفزعت الرجل ففزع: أي أنبهته فانتبه.
(قَفَل) : القفول: الرجوع من السفر.
(الكَرَى) : النعاس.
(اكلأ) : الكلاءة: الحفظ والحراسة.
__________
(1) رواه مسلم رقم (680) في المساجد، باب قضاء الصلاة الفائتة واستحباب تعجيل قضائها، والموطأ 1 / 13 و 14 في وقوت الصلاة، باب النوم عن الصلاة، وأبو داود رقم (435) و (436) في الصلاة، باب في من نام عن الصلاة أو نسيها، والترمذي رقم (3162) في التفسير، باب ومن سورة طه، والنسائي 1 / 295 و 296 و 298 في المواقيت، باب إعادة من نام عن الصلاة لوقتها من الغد، وباب كيف يقضي الفائت من الصلاة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مسلم (2/138) قال: حدثني حرملة بن يحيى التجيبي. قال: أخبرنا ابن وهب. قال: أخبرني يونس. وأبو داود (435) قال: حدثنا أحمد بن صالح. قال: حدثنا ابن وهب. قال: أخبرني يونس (ح) قال: أحمد قال عنبسة، يعني عن يونس. وفي (436) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. قال: حدثنا أبان. قال: حدثنا معمر. وفي تحفة الأشراف (10/13326) قال: حدثنا مؤمل. قال: حدثنا الوليد عن الأوزاعي. وابن ماجة (697) قال: حدثنا حرملة بن يحيى. قال: حدثنا عبد الله بن وهب. قال: حدثنا يونس والترمذي (3163) قال: حدثنا محمود بن غيلان. قال: حدثنا النضر بن شميل. قال: أخبرنا صالح بن أبي الأخضر. والنسائي (1/295) قال: أخبرنا عبد الأعلى بن واصل بن عبد الأعلى. قال: حدثنا يعلى. قال: حدثنا محمد بن إسحاق. وفي (1/296) قال: أخبرنا عمرو بن سواد بن الأسود بن عمرو قال: أنبأنا ابن وهب. قال: أنبأنا يونس. (ح) وأخبرنا سويد بن نصر. قال: حدثنا عبد الله، عن معمر.
خمستهم - يونس، ومعمر، والأوزاعي، وصالح، ومحمد بن إسحاق - عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، فذكره.
* في رواية معمر عند أبي داود (436) قال: فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «تحولوا عن مكانكم الذي أصابتكم فيه الغفلة. قال: فأمر بلالا فأذن وأقام وصلى» .
* قال أبو داود: رواه مالك، وسفيان بن عيينة، والأوزاعي، وعبد الرزاق عن معمر، وابن إسحاق، لم يذكر أحد منهم الأذان في حديث الزهري هذا، ولم يسنده منهم أحد إلا الأوزاعي وأبان العطار عن معمر.
* روايات النسائي جاءت مختصرة على: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «من نسي صلاة فليصلها إذا ذكرها. فإن الله تعالى قال: {أقم الصلاة لذكري} » .
-وعن أبي حازم، عن أبي هريرة، بلفظ: «عرسنا مع نبي الله، -صلى الله عليه وسلم- فلم نستيقظ حتى طلعت الشمس فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ليأخذ كل رجل برأس راحلته، فإن هذا منزل حضرنا فيه الشيطان. قال: ففعلنا. ثم دعا بالماء فتوضأ، ثم سجد سجدتين. ثم أقيمت الصلاة، فصلى الغداة.» .
أخرجه أحمد (2/428) ومسلم (2/138) قال: حدثني محمد بن حاتم ويعقوب بن إبراهيم الدورقي. والنسائي (1/298) وفي الكبرى (1505) قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم. وابن خزيمة (988، 999، 1118، 1252) قال حدثنا محمد بن بشار.
أربعتهم - أحمد بن حنبل، ومحمد بن حاتم، ويعقوب بن إبراهيم، ومحمد بن بشار - عن يحيى بن سعيد، عن يزيد بن كيسان. قال: حدثني أبو حازم فذكره.
-وعن أبي حازم، عن أبي هريرة بلفظ: «أن النبي -صلى الله عليه وسلم-، نام عن ركعتي الفجر، فقضاهما بعدما طلعت الشمس» .
أخرجه ابن ماجة (1155) قال: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم ويعقوب بن حميد بن كاسب، قالا: حدثنا مروان بن معاوية، عن يزيد بن كيسان، عن أبي حازم، فذكره.(5/193)
3249 - (خ م د) عمران بن حصين - رضي الله عنه - «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- كان في مَسِيرٍ له، فناموا عن صلاة الفجر، فاستيقظوا بحَرِّ الشمس، فارتفعوا قليلاً، حتى استقَلَّت الشمسُ، ثم أمر مُؤذِّناً فأذَّنَ، فصلَّى، ركعتين قبل الفجر، ثم أقام، ثم صلى الفجر» . أخرجه أبو داود، وهو طرف من حديث طويل قد أخرجه البخاري ومسلم بطوله، وهو مذكور في المعجزات من «كتاب النبوة» من حرف النون (1) .
__________
(1) رواه البخاري 6 / 425 و 426 في الأنبياء، باب علامات النبوة في الإسلام، وفي التيمم، باب الصعيد الطيب وضوء المسلم يكفيه من الماء، وباب التيمم ضربة، ومسلم رقم (682) في المساجد، باب قضاء الصلاة الفائتة، وأبو داود رقم (443) في الصلاة، باب من نام عن الصلاة أو نسيها.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (4/431) قال: حدثنا عبد الأعلى، عن يونس. وفي (4/441) قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا هشام. (ح) وروح، قال: حدثنا هشام. (ح) وحدثنا معاوية، قال: حدثنا زائدة، عن هشام. وفي (4/444) قال: حدثنا عبد الوهاب بن عطاء، قال: أخبرنا يونس. وأبو داود (443) قال: حدثنا وهب بن بقية، عن خالد، عن يونس. وابن خزيمة (994) قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا هشام.
كلاهما - يونس بن عبيد، وهشام بن حسان - عن الحسن البصري، فذكره.
وهو جزء من حديث طويل، سيأتي.(5/195)
3250 - (د) عمرو بن أمية الضمري - رضي الله عنه - قال: «كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في بعض أسفاره، فنام عن الصبح حتى طلعت الشمس، فاستيقظ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: تَنَحَّوا عن هذا المكان، ثم أمر بلالاً فأذَّن، ثم توضَّؤوا، وصلَّوا ركعتي الفجر، ثم أمر بلالاً فأقام الصلاة، فصلى بهم صلاة الصبح» .
قال أبو داود: وروي عن ذي مخْبر الحَبشي - وكان يخدم النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- في هذا الخبر، قال: فتوضأَ - يعني: النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- وُضُوء لم يَلْث (1) منه التراب، ثم أمر بلالاً فأذَّن، ثم قام النبي - صلى الله عليه وسلم- فركع ركعتين وهو غير عَجِلِ.
وفي رواية عن ذي مخبر ابن أَخي النجاشي قال: «فأذَّن وهو غير عَجِل» . أخرجه أبو داود (2) .
__________
(1) أي: لم يبتل، من لثي يلثى، وقال بعضهم: لم يلت، من لت السويق: إذا بله.
(2) رقم (444) و (445) و (446) في الصلاة، باب من نام عن الصلاة أو نسيها، وهو بمعنى الذي قبله.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/139، 5/287) . وأبو داود (444) قال: حدثنا عباس العنبري (ح) وحدثنا أحمد بن صالح.
ثلاثتهم - أحمد بن حنبل، وعباس، وأحمد بن صالح - عن عبد الله بن يزيد أبي عبد الرحمن المقرئ، عن حيوة بن شريح، عن عياش بن عباس، يعني القتباني، أن كليب بن صبح حدثهم، أن الزبرقان حدثه، فذكره.
والرواية الثانية أخرجها أبو داود (445) قال: ثنا إبراهيم بن الحسن، قال: ثنا حجاج، يعني ابن محمد قال: ثنا حريز، (ح) وحدثنا عبيد بن أبي الوزير، قال: حدثنا مبشر - يعني الحلبي - قال: ثنا حريز - يعني ابن عثمان - قال: ثني يزيد بن صالح، عن ذي مخبر الحبشي، فذكره.
والرواية الثالثة: أخرجها أبو داود (446) قال: ثنا مؤمل بن الفضل، قال: ثنا الوليد، عن حريز - يعني ابن عثمان - عن يزيد بن صالح، عن ذي مخبر بن أخي النجاشي، فذكره.(5/196)
3251 - (د) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنهما -: قال: «أقْبَلْنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- زمَنَ الحُدَيبِيةَ، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: مَن يَكلَؤنا؟ فقال بلال: أَنا، فناموا حتى طلعت الشمس، فاستيقظ النبي - صلى الله عليه وسلم-، فقال: افعلوا كما كنتم تفعلون، قال: ففعلنا، قال: فكذلك فافعلوا، لمن نام أو نَسِيَ» . أخرجه أَبو داود (1) .
__________
(1) رقم (447) في الصلاة، باب من نام عن الصلاة أو نسيها، وهو حديث صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (1/386) (3657) قال: حدثنا يحيى، قال: حدثنا شعبة. وفي (1/391) (3710) قال: حدثنا يزيد، قال: أنبأنا المسعودي. وفي (1/464) (4421) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وأبو داود (447) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. والنسائي في الكبرى (الورقة /119-ب) قال: أخبرنا محمد بن المثنى، ومحمد بن بشار، عن محمد قال: حدثنا شعبة. (ح) وأخبرنا سويد بن نصر، قال: أخبرنا عبد الله، عن المسعودي.
كلاهما- شعبة، وعبد الرحمن بن عبد الله المسعودي - عن جامع بن شداد، عن عبد الرحمن بن أبي علقمة، فذكره.
* في رواية المسعودي: «لما انصرفنا من غزوة الحديبية، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: من يحرسنا الليلة؟ قال عبد الله: فقلت: أنا، حتى عاد مرارا، قلت: أنا يا رسول الله، قال: فأنت إذن، قال: فحرستهم ... » الحديث.
* رواية يحيى، وأبي داود، وعبد الله بن المبارك، ليس فيها قصة ضلال ناقة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
* في رواية شعبة عند النسائي، قال جامع بن شداد: سمعت عبد الرحمان بن علقمة قال النسائي: كذا قال في كتابه، والصواب: - عبد الرحمان بن أبي علقمة -.(5/196)
3252 - (س) جبير بن مطعم - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال في سفر: «مَن يَكْلَؤنا الليلة لا نَرْقُدَ (1) عن الصلاة، عن صلاة الصبح؟ فقال بلال: أنا، فاستقبل مطلع الشمس، فَضُرِبَ على آذانهم، حتى أيقظَهم حرُّ الشمس، فقاموا، فقال: توَّضؤوا، ثم أذَّن بلال، فصلى ركعتين، وصلَّوا ركعتي الفجر، ثم صلَّوَا الفجر» . أخرجه النسائي (2) .
__________
(1) جملة مستأنفة في محل التعليل.
(2) 1 / 298 في المواقيت، باب كيف يقضي الفائت من الصلاة، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (4/81) قال: حدثنا عبد الصمد، وعفان. والنسائي (1/298) قال: أخبرنا أبو عاصم خشيش بن أصرم، قال: حدثنا يحيى بن حسان.
ثلاثتهم - عبد الصمد، وعفان، ويحيى - قالوا: حدثنا حماد بن سلمة، عن عمرو بن دينار، عن نافع ابن جبير، فذكره.(5/197)
3253 - (س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: قال: «أدلجَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، ثم عرَّسَ، فلم يستيقظْ حتى طلعت عليه الشمس، أو بعضُها، فلم يُصَلِّ حتى ارتفعت الشمس، فصلى، وهي صلاة الوسطى» . أخرجه النسائي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أدلج) : الإدلاج مخففاً: السير من أول الليل، ومشدد الدال: السير من آخره.
__________
(1) 1 / 299 في المواقيت، باب كيف يقضي الفائت من الصلاة، وإسناده حسن، والأرجح أن الصلاة الوسطى، هي صلاة العصر.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (1/298) ، وفي الكبرى (339) قال: أخبرنا أبو عاصم خشيش بن أصرم، قال: حدثنا حبان بن هلال، قال: حدثنا حبيب، عن عمرو بن هرم، عن جابر بن زيد، فذكره.(5/197)
3254 - (ط) زيد بن أسلم - مولى عمر - رضي الله عنه - قال: «عرَّس رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ليلة بطريق مكة، ووَكَّل بلالاً أن يُوقِظَهم للصلاة [ص:198] فرَقدَ بلال، ورَقدُوا، حتى استيقَظُوا وقد طلعت عليهم الشمس، فاستيقظ القومُ وقد فَزِعُوا، فأمرهم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أن يركبوا حتي يخرجوا من ذلك الوادي، وقال: «إن هذا وادٍ به شيطان» فركبوا حتى خرجوا من ذلك الوادي، ثم أمرهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أن يَنزِلوا، وأن يتوضَّؤوا، وأمر بلالاً أن يُناديَ بالصلاة أو يقيمَ، فصلى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بالناس، ثم انصرف وقد رأى من فزعهم، فقال: يا أيها الناس، إن الله قبض أرْوَاحنا، ولو شاء لرَدَّها إلينا في حين غير هذا، فإذا رقَد أحدُكم عن الصلاة أَو نَسيَها ثم فَزِعَ إليها فلْيُصَلِّها كما كان يُصلِّيها في وقتها، ثم التفت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- إلى أبي بكر الصديق، فقال: إن الشيطان أتى بلالاً وهو قائم يصلي فأضجعه، فلم يَزَلْ يَهدِّئهُ كما يُهَدَّأُ الصبيُّ حتى نام. ثم دعا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بلالاً، فأخبر بلال رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- مثل الذي أخبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أبا بكر، فقال أبو بكر أشهد أنك رسولُ الله» . أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 1 / 14 و 15 مرسلاً في وقوت الصلاة، باب النوم عن الصلاة، وهو مرسل صحيح الإسناد، قال الزرقاني في " شرح الموطأ ": قال ابن عبد البر: مرسل باتفاق رواة الموطأ، وجاء معناه متصلاً من وجوه صحاح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك الموطأ (25) فذكره.
وقال الزرقاني في شرح الموطأ (1/54) مرسلا باتفاق رواة الموطأ وجاء معناه متصلا من وجوه صحاح، قاله أبو عمر.(5/197)
3255 - (س) بريد بن أبي مريم عن أبيه، قال: «كنا مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- في سفر، فأسْرينا ليلة، فلما كان في وجهِ [ص:199] الصُّبْح نزل رسولُ الله فنام - صلى الله عليه وسلم- ونام النَّاس، ولم يستيقظوا إلا بالشمس قد طلعت علينا، فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم- المؤذِّنَ، فأذَّنَ، ثم صلى ركعتين قبل الفجر، ثم أمره فأقام، فصلى بالناس، ثم حدَّثنا بما هو كائن حتى تقومَ الساعة» . أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 1 / 297 في المواقيت، باب كيف يقضي الفائت من الصلاة، وهو حديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (1/297) وفي الكبرى (1504) قال: نا هناد بن السري، عن أبي الأحوص، عن عطاء بن السائب، عن بريد بن أبي مريم، فذكره.(5/198)
3256 - () أبو مسعود عقبة بن عمرو الأنصاري - رضي الله عنه - قال: «أقْبَلْنَا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- زَمَن الحُدَيبِيَةَ، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من يكلؤنا للصلاة؟»
وفي رواية: من يكلأُ لنا الصلاةَ، فقال بلال: أَنا، فَنِمْنا حتى طلعت الشمس، فاستيقظ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: افعلوا كما كنتم تفعلون، فجعل يَهمِسُ بعضُنا إلى بعض: ما كَفَّارةُ ما صَنَعْنَا؟ فسمِعَنا، فقال: أما لكمْ فيَّ أُسوة، وقد قال تعالى: {لَقدْ كانَ لَكُمْ في رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} [الأحزاب: 21] أما إنه ليس في النوم تفريط، إنما التفريط على مَن لم يُصَلِّ الصلاة حتى يأتيَ وقتُ الصلاة الأخرى، فمن فعل ذلك فليُصَلِّها حين يَنْتَبِهُ لها، اصنَعوا كما كنتم تَصنعون، فصلى بنا، فلما سلَّم قال: هكذا يفعل مَن نام أَو نسي، قال الله تعالى: {أَقِمِ الصلاةَ لِذِكْري} أخرجه (1) . [ص:200]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يهمس) : الهمس: الكلام الخفي.
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وقد مرت أحاديث بمعناه صحيحة دون ذكر الآية {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة} .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
لم أقف عليه، وهو من زيادات رزين على الأصول.(5/199)
3257 - (خ م ت س) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - أن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه جاء يوم الخندق بعدما غرَبت الشمس، فجعل يَسُبُّ كفارَ قريش، وقال: يا رسول الله، ما كدِتُ أصلِّي العصر حتى كادت الشمس تغرب؟ قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، والله ما صَلَّيْتُها، فقُمنَا إلى بطْحانَ، فتوضَّأَ للصلاة، وتوضَّأْنا، فصلى العصر بعدما غربت الشمس، ثم صلى بعدها المغربَ أخرجه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي (1) .
__________
(1) رواه البخاري 2 / 55 و 56 في المواقيت، باب من صلى بالناس جماعة بعد ذهاب الوقت، وباب قضاء الصلوات الأولى فالأولى، وفي الأذان، باب قول الرجل: ما صلينا، وفي صلاة الخوف، باب الصلاة عند مناهضة الحصون ولقاء العدو، وفي المغازي، باب غزوة الخندق، ومسلم رقم (631) في المساجد، باب الدليل لمن قال: الصلاة الوسطى هي صلاة العصر، والترمذي رقم (180) في الصلاة، باب ما جاء في الرجل تفوته الصلوات بأيتهن يبدأ، والنسائي 3 / 84 و 85 في السهو، باب إذا قيل للرجل: هل صليت هل يقول: لا؟ .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه البخاري (1/154) قال: حدثنا معاذ بن فضالة. وفي (1/155) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى. وفي (5/141) قال: حدثنا المكي بن إبراهيم. ومسلم (2/113) قال: حدثني أبو غسان المسمعي، ومحمد بن المثنى، عن معاذ بن هشام. والترمذي (180) قال: حدثنا محمد بن بشار - بندار - قال: حدثنا معاذ بن هشام. والنسائي (3/84) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود، ومحمد بن عبد الأعلى، قالا: حدثنا خالد وهو ابن الحارث. وابن خزيمة (995) قال: حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني، قال: حدثنا خالد - يعني ابن الحارث - (ح) وحدثنا أبو موسى، قال: حدثنا معاذ بن هشام. خمستهم - معاذ بن فضالة، ويحيى، ومكي، ومعاذ بن هشام، وخالد - عن هشام
2- وأخرجه البخاري (1/164) قال: حدثنا أبو نعيم. وابن خزيمة (995) قال: حدثنا محمد بن العلاء بن كريب، قال: حدثنا قبيصة. (ح) وحدثنا محمد بن رافع، قال: حدثنا حسين بن محمد.
ثلاثتهم - أبو نعيم، وقبيصة، وحسين - عن شيبان بن عبد الرحمن.
3- وأخرجه البخاري (2/18) قال: حدثنا يحيى. ومسلم (2/113) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وإسحاق بن إبراهيم.
ثلاثتهم - يحيى، وأبو بكر، وإسحاق - عن وكيع، عن علي بن المبارك.
ثلاثتهم - هشام، وشيبان، وعلي - عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، فذكره.(5/200)
3258 - (ت س) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنهما - «أن المشركين شَغَلُوا رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- عن أربع صلوات يوم الخندق، حتى ذهب من الليل ماشاء الله، فأمر بلالاً فأذَّن، ثم أقام فصلى الظهر، ثم أقام فصلى العصر، ثم أقام فصلى المغرب، ثم أقام فصلى العشاء» . أخرجه الترمذي والنسائي. [ص:201]
وفي رواية للنسائي، قال: «كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فَحُبِسْنا عن صلاة الظهر والعصر والمغرب والعشاء، فاشتدَّ ذلك علَيَّ، فقلت: نحن مع رسول الله في سبيل الله؟ فأمر رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بلالاً فأذن وأقام ... » وذكر الحديث، وقال فيه: «فصلى بنا، ثم طاف علينا، فقال: ما على الأرض عِصابة يذكرون الله غيرَكم» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(عصابة) : العصابة: الجماعة من الناس.
__________
(1) رواه الترمذي رقم (179) في الصلاة، باب ما جاء في الرجل تفوته الصلوات بأيتهن يبدأ، والنسائي 1 / 297 و 298 في المواقيت، باب كيف يقضي الفائت من الصلاة، من حديث أبي عبيدة عامر بن عبد الله بن مسعود عن أبيه عبد الله بن مسعود، وعامر يروي عن أبيه عبد الله ولم يسمع منه، ولكن للحديث شواهد بمعناه في الصحيحين وغيرهما يقوى بها، وقال الترمذي: وفي الباب عن جابر وأبي سعيد.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
مرسل: أخرجه أحمد (1/375) (3555) قال: حدثنا هشيم. وفي (1/423) (4013) قال: حدثنا كثير، قال: حدثنا هشام. والترمذي (179) قال: حدثنا هناد، قال: حدثنا هشيم. والنسائي (1/297) وفي الكبرى (1506) قال: أخبرنا سويد بن نصر، قال: حدثنا عبد الله، عن هشام الدستوائي. وفي (2/17) . وفي الكبرى (1542) قال: أخبرنا هناد، عن هشيم. وفي (2/18) وفي الكبرى (1543) قال: أخبرنا القاسم بن زكريا بن دينار قال: حدثنا حسين بن علي عن زائدة، قال: حدثنا سعيد بن أبي عروبة، قال: حدثنا هشام.
كلاهما - هشيم، وهشام الدستوائي - عن أبي الزبير، عن نافع بن جبير بن مطعم، عن أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود، فذكره.
وقال الترمذي: حديث عبد الله ليس بإسناده بأس إلا أن أبا عبيدة لم يسمع من عبد الله.(5/200)
3259 - (ط) يحيى بن سعيد -رحمه الله - أَن ابن المسيب قال: «ما صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- الظهر والعصر يوم الخندق حتى غربت الشمس» أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 1 / 184 و 185 في صلاة الخوف، باب صلاة الخوف موقوفاً على ابن المسيب، وقد جاء بمعناه عن جابر مرفوعاً في الصحيحين وغيرهما.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
مرسل: أخرجه مالك الموطأ (444) ، عن يحيى بن سعيد، فذكره. قلت: سعيد بن المسيب تابعي، وروايته عن الرسول الله -صلى الله عليه وسلم- مرسلة.(5/201)
3260 - (س) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: «شَغَلَنَا المُشركون يوم الخندق عن صلاة الظهر حتى غربت الشمس، وذلك قبل أن [ص:202] ينزل في القتال ما نزل، فأنزل الله عز وجل {وَكَفى اللهُ المُؤمِنينَ القِتَالَ} [الأحزاب: 25] فأمر رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بلالاً فأقام لصلاة الظهر، فصلاها كما كان يُصلِّيها في وقتها، ثم أقام للعصر، فصلاها كما كان يصليها في وقتها. ثم أقام للمغرب، فصلاها كما كان يصليها في وقتها» . أخرجه النسائي (1) .
وفي نسخة السماع لكتاب النسائي قال: «شغلنا المشركون يوم الخندق عن صلاة العصر، حتى غربت الشمس، وذلك قبل أن ينزل في القتال ما نزل فأنزل الله عز وجل {وَكفَى اللهُ المُؤمِنينَ القِتَالَ} [الأحزاب: 25] فأَمر رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- بلالاً فأَقام لصلاة الظهر، فصلاها كما كان يصلِّيها لوقتها، ثم أقام للعصر، فصلاها كما كان يصليها لوقتها» .
__________
(1) 2 / 17 في الأذان، باب الأذان للفائت من الصلوات، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/25) قال: حدثنا يحيى. وفي (3/25) قال: حدثنا أبو خالد الأحمر. وفي (3/49) قال: حدثنا عبد الملك بن عمرو، وحجاج. وفي (3/67) قال: حدثنا يزيد، وحجاج والدارمي (1532) قال: أخبرنا يزيد بن هارون. والنسائي (2/17) وفي الكبرى (1541) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى. وابن خزيمة (996) قال: حدثنا بندار، قال: حدثنا يحيى. وفي (996، 1703) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى، وعثمان - يعني ابن عمر -.
ستتهم - يحيى، وأبو خالد، وعبد الملك، وحجاج، ويزيد، وعثمان - عن ابن أبي ذئب، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن عبد الرحمن بن أبي سعيد، فذكره.(5/201)
3261 - (ط) نافع - مولى ابن عمر «أن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما- أُغْمِيَ عليه، فذهب عقله، فلم يَقْضِ الصلاة» .
قال مالك: «ذلك فيما نُرَى - والله أعلم - أن الوقتَ ذهب، فأمَّا من أفاق وهو في وقت، فإنه يُصلِّي» . أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 1 / 13 في وقوت الصلاة، باب جامع الوقوت، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: أخرجه مالك الموطأ (23) عن نافع، فذكره.(5/202)
3262 - (ط) نافع مولى ابن عمر أن ابن عمر - رضي الله عنهما - كان يقول: «مَن نَسِيَ صلاة فلم يذكرها إلا وهو مع الإمام، فإذا سلَّم [ص:203] الإمامُ فلْيُصل الصلاة التي نَسِيَ، ثم ليُصلِّ بعدها الأُخرى» أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 1 / 168 في قصر الصلاة، باب العمل في جامع الصلاة، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك الموطأ (407) عن نافع، فذكره.(5/202)
الفرع الثالث: في إثم تاركها
3263 - (م د ت) - جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: قال: إنه سَمِعَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «بين الرَّجُل وبين الشِّرْك: تركُ الصلاة» . هذه رواية مسلم.
وفي رواية الترمذي «بين الكفر والإيمان: تركُ الصلاة» وله في أخرى «بين العبد وبين الشِّرْك أَو الكفر: تركُ الصلاة» .
وفي أخرى: «بين العبد وبين الكفر: تركُ الصلاة» . وأخرج أبو داود الرواية الآخرة من روايات الترمذي (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (82) في الإيمان، باب بيان إطلاق اسم الكفر على من ترك الصلاة، وأبو داود رقم (4678) في السنة، باب في رد الإرجاء، والترمذي رقم (2622) في الإيمان، باب ما جاء في ترك الصلاة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (3/370) قال: حدثنا معاوية بن عمرو، قال: حدثنا أبو إسحاق.. وعبد بن حميد (1022) قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى، عن سفيان. ومسلم (1/61) قال: حدثنا يحيى بن يحيى التميمي، وعثمان بن أبي شيبة.
كلاهما عن جرير. والترمذي (2618) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا جرير، وأبو معاوية. وفي (2619) قال: حدثنا هناد، قال: حدثنا أسباط بن محمد.
خمستهم - أبو إسحاق، وسفيان، وجرير، وأبو معاوية، وأسباط - عن الأعمش، عن أبي سفيان، فذكره.
* في رواية عبد بن حميد، والترمذي (2618) «بين الإيمان والكفر ترك الصلاة» .
-وعن أبي الزبير، أنه سمع جابر بن عبد الله، يقول: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة» .
أخرجه أحمد (3/389) قال: حدثنا سريج، قال: حدثنا ابن أبي الزناد، عن موسى بن عقبة. وعبد بن حميد (1043) قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا عمر بن زيد. والدارمي (1236) قال: أخبرنا أبو عاصم، عن ابن جريج. ومسلم (1/62) قال: حدثنا أبو غسان المسمعي، قال: حدثنا الضحاك بن مخلد، عن ابن جريج. وأبو داود (4678) قال: حدثنا أحمد بن حنبل، قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان وابن ماجة (1078) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان. والترمذي (2620) قال: حدثنا هناد، قال: حدثنا وكيع، عن سفيان، والنسائي (1/232) هامش قال: أخبرنا أحمد بن حرب، قال: حدثنا محمد بن ربيعة، عن ابن جريج.
أربعتهم - موسى، وعمر بن زيد، وابن جريج، وسفيان - عن أبي الزبير، فذكره.(5/203)
3264 - (س ت) بريدة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «العَهدُ الذي بيننا وبينهم: الصلاةُ، فمن تركها فقد كفر» أخرجه [ص:204] الترمذي والنسائي (1) .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (2623) في الإيمان، باب ما جاء في ترك الصلاة، والنسائي 1 / 231 و 232 في الصلاة، باب الحكم في تارك الصلاة، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " وابن ماجة والنسائي وابن حبان والحاكم وصححه، ووافقه الذهبي، وهو حديث صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (5/346) . وابن ماجة (1079) قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم البالسي. والترمذي (2621) قال: حدثنا محمد بن علي بن الحسن الشقيقي ومحمود بن غيلان.
أربعتهم - أحمد، وإسماعيل، ومحمد، ومحمود - عن علي بن الحسن بن شقيق.
2- وأخرجه أحمد (5/355) قال: حدثنا زيد بن الحباب.
3- وأخرجه الترمذي (2621) قال: حدثنا أبو عمار الحسين بن حريث، ومحمود بن غيلان، قالا: حدثنا علي بن الحسين بن واقد.
4- وأخرجه الترمذي (2621) قال: حدثنا أبو عمار الحسين بن حريث، ويوسف بن عيسى. والنسائي (1/231) قال: أخبرنا الحسين بن حريث.
كلاهما - الحسين، ويوسف - عن الفضل بن موسى.
أربعتهم - علي بن الحسن، وزيد، وعلي، والفضل - عن الحسين بن واقد، قال: حدثنا عبد الله بن بريدة، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب.(5/203)
3265 - (ت) عبد الله بن شقيق - رحمه الله - قال: «كان أصحابُ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- لا يَرَوْنَ شيئاً من الأعمال تركُهُ كفر غير الصلاة» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2624) في الإيمان، باب ما جاء في ترك الصلاة، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (2622) قال: ثنا قتيبة. قال: ثنا بشر بن المفضل، عن الجريري، عن عبد الله بن شقيق العقيلي، فذكره.(5/204)
3266 - (خ م ط د ت س) عبد الله بن عمر رضي الله عنهما - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «الذي تَفُوتُه صلاة العصر كأنما وُتِرَ أهلَه ومالَه» . أخرجه الجماعة. وعند أبي داود في رواية أخرى «أُوترَ» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(وتر أهله وماله) يقال: وترته إذا: نقصته، أي نقص أهله وماله.
وقيل: إن أصل الوتر: الجناية التي يجنيها الرجل على الرجل: من قتله حميمه وأخذه ماله، فشبه ما يلحق هذا الذي تفوته صلاة العصر بمن قتل حميمه وأخذ ماله. ومن نصب لام " أهله " جعله مفعولاً ثانياً لِوُتِر، وأضمر فيها [ص:205] مفعولاً لم يسمَّ فاعله، عائداً إلى الذي فاتته الصلاة ومن رفع اللام لم يُضمر وأقام الأهل مقام ما لم يسمَّ فاعله، لأنهم المصابون المأخوذون واختصاره أن من رد النقص إلى الأهل والمال رفعهما، ومن رده إلى الرجل نصبهما.
__________
(1) رواه البخاري 2 / 24 في المواقيت، باب إثم من فاتته العصر، ومسلم رقم (626) في المساجد، باب التغليظ في تفويت العصر، والموطأ 1 / 11 و 12 في وقوت الصلاة، باب جامع الوقوت، وأبو داود رقم (414) و (415) في الصلاة، باب وقت صلاة العصر، والترمذي رقم (175) في الصلاة، باب ما جاء في السهو عن صلاة العصر، والنسائي 1 / 238 في الصلاة، باب عدد صلاة العصر في السفر.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه مالك الموطأ (33) وأحمد (2/64) (5313) قال: قرأت على عبد الرحمن (ح) وحدثني حماد الخياط. والبخاري (1/145) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. ومسلم (2/111) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. وأبو داود (414) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة. والنسائي (1/255) قال: أخبرنا قتيبة. ستتهم: - عبد الرحمان، وحماد، وعبد الله بن يوسف، ويحيى، وعبد الله بن مسلمة، وقتيبة - عن مالك.
2- وأخرجه أحمد (2/48) (5084) قال: حدثنا إسماعيل. وفي (2/124) (6065) قال: حدثنا يونس، قال: حدثنا حماد، يعني ابن زيد، كلاهما - إسماعيل، وحماد - عن أيوب.
3- وأخرجه أحمد (2/54) (5161) قال: حدثنا يحيى. وفي (2/102) (5780) قال: حدثنا محمد بن عبيد. والدارمي (1234) قال: أخبرنا محمد بن يوسف، قال: حدثنا سفيان.
ثلاثتهم - يحيى، وابن عبيد، وسفيان - عن عبيد الله.
4- وأخرجه أحمد (2/148) (6358) قال: حدثنا عبد الرزاق، وابن بكر، قالا: أخبرنا ابن جريج.
5- وأخرجه الترمذي (175) . والنسائي في الكبرى (343) .
كلاهما - الترمذي، والنسائي - عن قتيبة، قال: حدثنا الليث بن سعد.
خمستهم - مالك، وأيوب، وعبيد الله، وابن جريج، والليث - عن نافع، فذكره.
وعن نافع، عن ابن عمر، قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «من ترك العصر متعمدا حتى تغرب الشمس، فكأنما وتر أهله وماله» .(5/204)
3267 - (س) نوفل بن معاوية - رضي الله عنه - أنَّه سَمِع رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «مَن فاتَتْهُ صلاةُ العصر فكأَنما وُتِرَ أهلَه وماله» .
وفي رواية: قال نوفل: «صلاة من فاتته، فكأنَّما وُتِرَ أهلَه وماله» . قال ابن عمر: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «هي العصر» . وفي أخرى «إن من الصلاة صلاة: من فاتته فكأنما وُتِرَ أهله وماله» .
قال ابن عمر: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «هي صلاةُ العصر» أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 1 / 237 و 238 و 239 في الصلاة، باب صلاة العصر في السفر، وهو حديث صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1- أخرجه أحمد (2/13) (4621) قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (2/27) (4805) (2/76) (5467) قال: حدثنا يزيد. وعبد بن حميد (749) قال: أخبرنا يزيد بن هارون.
كلاهما - أبو معاوية، ويزيد - عن الحجاج بن أرطاة.
2- وأخرجه أحمد (2/75) (5455) قال: حدثنا حسن، قال: حدثنا شيبان، عن يحيى.
كلاهما - الحجاج، ويحيى - عن نافع، فذكره.
-وعن سالم، عن أبيه، عن رسول الله-صلى الله عليه وسلم-، قال: «الذي تفوته صلاة العصر، فكأنما وتر أهله وماله» .
أخرجه أحمد (2/8) (4545) . والدارمي (1233) قال: أخبرنا محمد بن يوسف. ومسلم (2/111) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وعمرو الناقد. وابن ماجة (685) قال: حدثنا هشام بن عمار. والنسائي (1/254) وفي الكبرى (1414) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم وابن خزيمة (335) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء (ح) وحدثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي، وأحمد بن عبدة.
تسعتهم - أحمد بن حنبل، وابن يوسف، وأبو بكر، والناقد، وهشام، وإسحاق، وعبد الجبار، وسعيد، وأحمد بن عبدة - عن سفيان بن عيينة.
2- وأخرجه أحمد (2/134) (6177) قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثنا ابن أخي ابن شهاب. وفي (2/145) (6320) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. وفي (2/145) (6324) قال: حدثنا أبو كامل، قال: حدثنا إبراهيم (ح) ويعقوب، قال: حدثنا أبي. ومسلم (2/111) قال: حدثني هارون ابن سعيد الأيلي، قال: حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني عمرو بن الحارث.
خمستهم - سفيان وابن أخي ابن شهاب، ومعمر، وإبراهيم بن سعد، وعمرو بن الحارث - عن الزهري، عن سالم، فذكره.
- وعن عراك بن مالك، قال: أخبرني عبد الله بن عمر، أنه سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «من فاته صلاة العصر، فكأنما وتر أهله وماله» .
أخرجه النسائي (1/237) قال: أخبرنا سويد بن نصر، قال: أنبأنا عبد الله بن المبارك، عن حيوة بن شريح، قال: أنبأنا جعفر بن ربيعة، قال: قال عراك، فذكره.
أخرجه أحمد (2/19) (4689) قال: حدثنا يحيى. وفي (2/41) (4994) قال: حدثنا يزيد. وأبو داود (579) قال: حدثنا أبو كامل، قال: حدثنا يزيد بن زريع. والنسائي (2/114) ، وفي الكبرى (844) قال: أخبرنا إبراهيم بن محمد التيمي، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وابن خزيمة (1641) قال: حدثنا محمد بن العلاء بن كريب، قال: حدثنا أبو خالد (ح) وحدثنا علي بن خشرم.(5/205)
3268 - (خ س) أبو المليح قال: كنا مع بُرَيدة - رضي الله عنه - في غزاة في يوم ذي غَيم، فقال: بكِّرُوا بصلاة العصر، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «من ترك صلاة العصر فقد حَبِطَ عمله» . أخرجه البخاري والنسائي (1) . [ص:206]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(بكِّروا) : التبكير في الأعمال: المبادرة إليها في أوائل أوقاتها.
(حَبط) : يقال: حبط عمله: إذا بطل.
__________
(1) رواه البخاري 2 / 26 في مواقيت الصلاة، باب من ترك صلاة العصر، وباب التبكير بالصلاة في يوم غيم، والنسائي 1 / 236 في الصلاة، باب من ترك صلاة العصر.(5/205)
3269 - (ط) يحيى بن سعيد - رحمه الله - «أن عمر انصرف من العصر فَلَقِيَ رجلاً لم يشهد العصر، فقال: مَا حَبَسَكَ عن صلاة العصر، فذكر له عُذْراً، فقال عمر: طَفَّفْت (1) » .
قال مالك: ويقال لكل شيء وفاء وتطفيف. أخرجه الموطأ (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(تطفيف) : التطفيف: نقص الكيل.
__________
(1) أي: نقصت نفسك حظها من الأجر لتأخرك عن صلاة الجماعة.
(2) 1 / 12 في وقوت الصلاة، باب جامع الوقوت، وفي سنده انقطاع.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
منقطع: أخرجه مالك الموطأ (21) فذكره.
قلت: يحيى بن سعيد، تابعي لم يلق عمر بن الخطاب.(5/206)
الفصل الثاني: في المواقيت، وفيه ستة فروع
الفرع الأول: في تعيين أوقات الصلوات
3270 - (م د س) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه - «أن [ص:207] رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- أتاه سائل عن مَواقيت الصلاة؟ فلم يَرُدَّ عليه شيئاً. قال: وأمر بلالاً، فأقام الفجر حين انشَقَّ الفجر، والناسُ لا يكادُ يعرِف بعضُهم بعضاً، ثم أمره فأقام الظهر حين زالت الشمس، والقائل يقول: قد انتصف النهار، وهو كان أعلمَ منهم، ثم أمره فأقام العصر والشمس مُرتَفِعةَ، ثم أمره فأقام بالمغرب حين وقعت الشمس، ثم أمره فأقام العشاء حين غاب الشَّفق، ثم أخَّرَ الفجر من الغَدِ حتى انصَرَف منها والقائل يقول: قد طلعت الشمس، أو كادت، ثم أخرَّ الظهر حتى كان قريباً من وقت العصر بالأمس، ثم أخرَ العصر حتى انصرف منها، والقائل يقول: قد احْمرَّت الشمس، ثم أخَّرَ المغرب حتى كان عند سقوط الشَّفق - وفي رواية: فصلى المغرب قبل أن يغيبَ الشفقُ في اليوم الثاني - ثم أخَّرَ العشاء حتى كان ثُلُثُ الليل الأول ثم أَصبَحَ فدعَا السائل، فقال: الوقت بين هذين» . هذه رواية مسلم.
وأخرجه أبو داود، وقال فيه: «فأقام الفجر حين كان الرجل لا يعرف وجه صاحبه، أو أن الرجل لا يعرِفُ مَن إلى جَنْبِه» ، وفيه: «ثم أخر العصر حتى انصرف منها وقد اصفرَّت الشمس» وقال في آخره: ورواه بعضهم، فقال: «ثم صلى العشاء إلى شطْرِ الليل» . وفي ألفاظ أبي داود خلاف عن لفظ مسلم. وأخرجه النسائي مثل مسلم (1) . [ص:208]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الشفق) : الحُمرة التي تكون في الأفق الغربي بعد المغرب عند الشافعي -رحمه الله -، والبياض الذي يبقى به بعد ذهاب الحمرة عند أبي حنيفة -رحمه الله-، فهو من الأضداد.
__________
(1) رواه مسلم رقم (614) في المساجد، باب أوقات الصلوات الخمس، وأبو داود رقم (395) في الصلاة، باب في المواقيت، والنسائي 1 / 260 و 261 في المواقيت، باب آخر وقت المغرب.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (4/416) قال: حدثنا أبو نعيم. ومسلم (2/106) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا أبي. وفي (2/107) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع. وأبو داود (395) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا عبد الله بن داود. والنسائي (1/260) قال: أخبرنا عبدة بن عبد الله، وأحمد بن سليمان، قالا: حدثنا أبو داود. وفي الكبرى (1415) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان، قال: حدثنا أبو داود - يعني عمر بن سعد -
خمستهم - أبو نعيم، وعبد الله بن نمير، ووكيع، وعبد الله بن داود، وأبو داود - عن بدر بن عثمان مولى لآل عثمان، عن أبي بكر بن أبي موسى، فذكره.(5/206)
3271 - (م ت س) بريدة - رضي الله عنه - «أن رجلاً سأل رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- عن وقت الصلاة؟ فقال له: صلِّ معنا هذين اليومين، فلما زالت الشمس أمر بلالاً فأذَّن، ثم أمره فأقام الظهر، ثم أمره فأقام العصر، والشمس مُرتفعة بيضاءُ نَقيَّة، ثم أمره فأقام المغرب حين غابت الشمس، ثم أمره فأقام العشاء حين غاب الشفق، ثم أَمره فأقام الفجر حين طلع الفجر، فلما أَن كان اليوم الثاني أمره فأبرَدَ بالظهر، فأبرد بها (1) ، فأنَعمَ أن يُبْردَ بها، وصلى العصر والشمس مرتفعة، أخَّرها فوق الذي كان، وصلى المغرب قبل أن يغيب الشفق، وصلى العشاء بعد ما ذهب ثُلُثُ الليل، وصلى الفجر فأسفَرَ بها، ثم قال: أَين السائل عن وقت الصلاة؟ فقال الرجل: أَنا يا رسول الله، قال: وقتُ صلاتكم بين ما رأيتم» . أخرجه مسلم. وأخرجه الترمذي، فقال: «مواقيت الصلاة كما بين هذين» . وأخرجه النسائي، فقال: «فأمر بلالاً فأقام عند الفجر فصلى الفجر، ثم أمره حين زالت الشمس فصلى الظهر، ثم أمر حين رأى الشمس بيضاء فأقام العصر، ثم أَمره حين وقع حاجب الشمس فأقام المغرب، ثم أمره حين [ص:209] غاب الشفق، فأقام العشاء، ثم أَمره من الغد فنوَّر بالفجر، ثم أبرد بالظهر وأنعم أن يُبرِد، ثم [صلَّى] العصرَ والشمسُ بيضاءُ، وأخرَ عن ذلك، ثم صلى المغرب قبل أن يَغيب الشفق، ثم أَمره فأقام العشاءَ حين ذهب ثُلُثُ الليل فصلاها، ثم قال: أين السَّائل عن وقت الصلاة؟ وقتُ صلاتكم ما بين ما رأيتم» (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فأبردوا بالظهر) : الإبراد: انكسار الوهج والحر وقوله: وأنعم أي: أطال الإبراد وتأخير صلاة الظهر. ومنه: أنعم النظر في الشيء: إذا أطال التفكر فيه.
(فنوَّر بالفجر) : أراد: أنه صلى وقد استنار الأفق كثيراً.
__________
(1) أي أمره بالإبراد، فأبرد بها.
(2) رواه مسلم رقم (613) في المساجد، باب أوقات الصلوات الخمس، والترمذي رقم (152) في الصلاة، باب مواقيت الصلاة، والنسائي 1 / 258 في المواقيت، باب أول وقت المغرب.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (5/349) قال: حدثنا إسحاق بن يوسف، ومسلم (2/105) قال: حدثني زهير بن حرب، وعبيد الله بن سعيد.
كلاهما عن إسحاق الأزرق، وابن ماجة (667) قال: حدثنا محمد بن الصباح، وأحمد بن سنان قالا: حدثنا إسحاق بن يوسف. (ح) وحدثنا علي بن ميمون الرقي، قال: حدثنا مخلد بن يزيد، والترمذي (152) قال: حدثنا أحمد بن منيع، والحسن بن الصباح، وأحمد بن محمد بن موسى، قالوا: حدثنا إسحاق بن يوسف. والنسائي (1/258) قال: أخبرني عمرو بن هشام، قال: حدثنا مخلد بن يزيد وابن خزيمة (323) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم، والحسن بن محمد، وعلي بن الحسين بن إبراهيم بن الحسين، وأحمد بن سنان الواسطي، وموسى بن خاقان البغدادي، قالوا: حدثنا إسحاق - وهو ابن يوسف الأزرق -. كلاهما- إسحاق، ومخلد - عن سفيان الثوري.
2- وأخرجه مسلم (2/106) قال: حدثني إبراهيم بن محمد بن عرعرة السامي، وابن خزيمة (324) قال حدثنا بندار (ح) وحدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا علي بن عبد الله.
ثلاثتهم - إبراهيم، وبندار، وعلي - عن حرمي بن عمارة، عن شعبة.
كلاهما - سفيان، وشعبة - عن علقمة بن مرثد، عن سليمان بن بريدة، فذكره.(5/208)
3272 - (ت د) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «أمَّني جبريلُ صلوات الله عليه عند البيت مرتين، فصلى الظهر في الأولى منهما حين كان الفيءُ مثل الشِّرَاك، ثم صلى العصر حين كان كل شيء مثلَ ظِلِّهِ، ثم صلى المغرب حين وجبت الشمس وأفطر الصائم، ثم صلى العشاء حين غاب الشفق، ثم صلى الفجر حين بَرَقَ الفجر وحرُمَ الطعامُ على الصائم، وصلى المرة الثانية الظهر حين كان ظِلُّ كل شيء مثله، لِوَقتِ العصر بالأمس، ثم صلى العصر حين كان ظلُّ كل شيء مثلَيه، ثم صلى المغرب لوقته الأول، ثم صلى العشاءالآخرة [ص:210] حين ذهب ثلث الليل، ثم صلى الصبح حين أسْفرَت الأرض، ثم التفتَ إليَّ جبريلُ، فقال: يا محمد، هذا وقتُ الأنبياء من قبلك، والوقتُ فيما بين هذين الوقتين» . هذه رواية الترمذي.
وأَخرجه أبو داود، قال: «أَمَّني جبريل عند البيت مرتين، فصلى بي الظهر حين زالت الشمس وكانت قَدْرَ الشِّرَاك، وصلى بي العصر حين صار ظِلُّ كل شيء مثلَه، وصلى بيَ المغْرِب حين أفطر الصائم، وصلى بيَ العشاء حين غاب الشفق، وصلى بي الفجر حين حرُمَ الطعام والشَّرابُ على الصائم، فلما كان الغدُ صلى بيَ الظهر حين كان ظِلُّهُ مثَله، وصلى بيَ العصر حين كان ظلُّه مِثْلَيه، وصلى بيَ المغرب حين أَفطَرَ الصائم، وصلى بيَ العشاء إلى ثُلُثِ الليل، وصلى بيَ الفجر فأسفر، ثم التفَتَ إلي، فقال: يا محمد، هذا وقت الأنبياء من قبلك، والوقت ما بين هذين الوقتين» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(قدر الشِّراك) : الشِّراك: سير من سيور النعل، وليس قدر الشراك [ص:211] في هذا على التحديد، ولكن الزوال لا يُستبان إلا بأقل ما يُرى من الفيء، وأقله فيما يُقَدر: هو ما بلغ قدر الشراك أو نحوه، وليس هذا المقدار مما يتبين به الزوال في جميع البلدان، إنما يتبين ذلك في مثل مكة من البلاد التي يقل فيها الظل، فإذا كان أطول يوم في السنة واستوت الشمس فوق الكعبة، لم يُرَ لشيء من جوانبها ظل، فكل بلد يكون أقرب إلى خط الاستواء ومعدل النهار، يكون الظل فيها أقصر، وكلما بعد عن خط الاستواء ومعدل النهار، يكون الظل فيه أطول.
(وجبت الشمس) : إذا غربت.
(أسفر الصبح) : إذا أضاء، وإسفار الأرض: هو أن يُبْسَطَ عليها ضوء الصبح فتظهر، فاستعار الإسفار لها، وإنما هو للصبح.
__________
(1) رواه الترمذي رقم (149) في الصلاة، باب في مواقيت الصلاة، وأبو داود رقم (393) في الصلاة، باب في المواقيت، ورواه أيضاً أحمد في " المسند "، والحاكم وغيرهم من حديث عبد الرحمن بن الحارث ابن عياش بن أبي ربيعة عن حكيم بن حيكم عن نافع بن جبير بن مطعم عن ابن عباس، وعبد الرحمن ابن الحارث بن عياش صدوق له أوهام كما قال الحافظ في " التقريب "، ولكن رواه عبد الرزاق عن العمري عن عمر بن نافع بن جبير بن مطعم عن أبيه عن عبد الله بن عباس، فهي متابعة حسنة كما قال الحافظ الزيلعي في " نصب الراية "، فالحديث صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1 - أخرجه أحمد (1/333) (3081) قال: حدثنا عبد الرزاق. وفي (1/333) (3082) قال: حدثني أبو نعيم. وفي (1/354) (3322) مختصرا. قال: حدثنا وكيع، و «عبد بن حميد» (703) قال: حدثنا قبيصة. وأبو داود (393) قال: حدثنا مُسدد، قال: حدثنا يحيى. وابن خزيمة (325) قال: حدثنا بُندار، قال: حدثنا أبو أحمد، (ح) وحدثنا سلم بن جنادة، قال: حدثنا وكيع، ستتهم - عبد الرزاق، وأبو نعيم، ووكيع، وقبيصة، ويحيى، وأبو أحمد - عن سفيان.
2 - وأخرجه الترمذي (149) قال: حدثنا هناد بن السري، قال: حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد.
3 - وأخرجه ابن خزيمة (325) قال: حدثنا أحمد بن عَبدة الضبي، قال: أخبرنا مُغيرة - يعني ابن عبد الرحمن-.
ثلاثتهم - سفيان، وعبد الرحمن، ومغيرة - عن عبد الرحمن بن الحارث بن عياش بن أبي ربيعة، عن حكيم بن حكيم بن عباد بن حنيف، عن نافع بن جبير، فذكره.(5/209)
3273 - (س) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -:: «أن جبريل أتَى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- يُعَلِّمُه مواقيت الصلاة فتقدَّم جبريلُ، ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- خلفَهُ والنَّاس خلفَ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-، فصلى الظهر حين زالت الشمس، وأتاه حين كان الظِّلُّ مثل شَخْصه، فصنع كما صنع، فتقدَّم جبريلُ، ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- خلْفَهُ، والناسُ خلْفَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فصلى العصر، ثم أتاه حين وجبت الشمس، فتقدَّم جبريلُ، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم- خلفه، والناس خلف رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فصلَّى المغرب، ثم أتاه حين غاب الشفق فتقدَّم [ص:212] جبريلُ، ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- خلفَه، والناس خلفَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- فصلى العشاءَ، ثم أتاه حين انْشَقَّ الفجر، فتقدمَّ جبريل، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم- خلفَه، والناس خلفَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فصلى الغداة، ثم أتاه اليومَ الثاني حين كان ظلُّ الرجل مثل شخصه، فصنع كما صنع بالأمس، فصلى الظهر، ثم أتاه حين كان ظل الرجل مثْلَي شَخصه، فصنع كما صنع بالأمس، فصلى العصر، ثم أتاه حين وجبت الشمس، فصنع كما صنع بالأمس، فصلى المغرب فَنِمْنا ثم قمنا، ثم نِمْنا ثم قمنا، فأتاه، فصنع كما صنع بالأمس، فصلى العشاء، ثم أتاه حين امتدَّ الفجر، وأصبَحَ والنُّجومُ بادية مشتبكة، فصنع كما صنع بالأمس، فصلَّى الغداة ثم قال: ما بين هاتين الصلاتين وقت» .
وفي رواية، قال: «جاء جبريل عليه السلام إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- حين زالت الشمس فقال: قُمْ يا محمد فصلِّ الظهر، فصلاَّها حين مالت الشمس، ثم مَكَثَ حتى إذا كان فيْءُ الرجل مثلَه جاءَه للعصر، فقال: قم يا محمد فصلِّ العصر، ثم مكث حتى إذا غابت الشمس، جاءه فقال: قم يا محمد فصلِّ المغرب، فقام فصلاها حين غابت الشمس سواء، ثم مكث حتى إذا ذهب الشفق، جاءه فقال: قم فصلِّ العشاء، فقام فصلاها، ثم جاءه حين سَطَع الفجر في الصبح فقال: قم يا محمد فصلِّ، فقام فصلى الصبح، ثم جاءه من الغد حين كان فيءُ الرجل مثلَه، فقال: قم يا محمد فصلِّ [فصلى] الظهر، ثم جاءه جبريل عليه [ص:213] السلام حين كان فيءُ الرجل مِثْلَيهِ، فقال: قم يا محمد فصلِّ، فصلى العصر، ثم جاءه للمغرب حين غابت الشمس، وقتاً واحداً، لم يَزل عنه، فقال: قم فصلِّ، فصلى المغرب، ثم جاءه للعشاء حين ذهب ثُلُث الليل الأولُ، فقال: قُم فصلِّ فصلى العشاء، ثم جاءه للصبح حين أسْفرَ جداً، فقال: قم فصلِّ، فصلى الصبح، فقال: ما بين هذين وقت كُلُّه» .
وفي رواية، قال: «خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فصلى الظهر حين زالت الشمس، وكان الفَيْءُ قَدْرَ الشِّراك، ثم صلى العصر حين كان الفيءُ قدر الشراك وظلِّ الرجل، ثم صلى المغرب حين غابت الشمس، ثم صلى العشاء حين غاب الشفق، ثم صلى الفجر حين طلع الفجر، ثم صلى [مِنَ] الغَدِ الظُّهّرَ حين كان الظِّلُ طولَ الرجل، ثم صلى العصر حين كان ظِلُّ الرجل مِثْلَيْه، قَدْر ما يَسيرُ الراكِبُ سَيْرَ العَنَق إلى ذي الحليفة، ثم صلى المغرب حين غابت الشمس، ثم صلى العشاء إلى ثلث الليل، أو نصف الليل - شك أحد رواته - ثم صلى الفجر فأسفر» .
وفي رواية، قال: «سأل رجل رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- عن مواقيت الصلاة فقال: صلِّ معي فصلَّى الظهر حين زاغت الشمس، والعصر حين كان فيْءُ كلُّ شيء مثْلَه، والمغرب حين غاب الشفق: قال: ثم صلى الظهر حين كان فيءُ الإنسان مثله، والعصر حين كان فيءُ الإنسان مثْلَيه، والمغرب حين [ص:214] كان قُبيلَ غيبُوبة الشَّفق - قال أحد رُواته، ثم قال في العشاء - أُرَى إلى ثلث الليل» . أَخرجه النسائي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(سير العَنَق) : العَنَقُ: ضرب من السير سريع.
__________
(1) 1 / 251 و 252 في المواقيت، باب أول وقت العصر، وباب آخر وقت العصر، وباب آخر وقت المغرب، وباب أول وقت العشاء.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
رواية لفظ الباب:
أخرجها النسائي (1/255) قال: نا يوسف بن واضح، قال: ثنا قدامة - يعني ابن شهاب- عن برد، عن عطاء بن أبي رباح، فذكره.
والرواية الثانية:
أخرجها أحمد (3/330) ، قال: حدثنا يحيى بن آدم، والترمذي (150) قال: أخبرني أحمد بن محمد بن موسى. والنسائي (1/263) قال: أخبرنا سويد بن نصر.
ثلاثتهم - يحيى، وأحمد، وسويد- عن عبد الله بن المبارك، عن حسين بن علي بن حسين، قال: أخبرني وهب بن كيسان، فذكره.
والرواية الثالثة:
أخرجها النسائي (1/261) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان، قال: حدثنا زيد بن الحباب، قال: حدثنا خارجة ابن عبد الله بن سليمان بن زيد بن ثابت، قال: حدثني الحسين بن بشير بن سلام، عن أبيه، قال: دخلت أنا ومحمد بن علي على جابر بن عبد الله الأنصاري، فقلنا له: أخبرنا عن صلاة رسول الله-صلى الله عليه وسلم-، وذاك زمن الحجاج بن يوسف، قال: (فذكر الحديث) .
والرواية الرابعة:
1 - أخرجها أحمد (3/351) . والنسائي (1/251) قال: أخبرنا عبيد ?الله بن سعيد، كلاهما - أحمد، وعبيد ?الله- قالا: حدثنا عبد الله بن الحارث، قال: حدثني ثور بن يزيد.
2 - وأخرجها ابن خزيمة (353) قال: حدثنا محمد بن يحيى، وأحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم البرقي، قالا: حدثنا عمرو بن أبي سلمة، قال: حدثنا صدقة بن عبد الله الدمشقي، عن أبي وهب - وهو عبيد ?الله بن عبيد الكلاعي -.
كلاهما - ثور، وأبو وهب- عن سليمان بن موسى، عن عطاء بن أبي رباح، فذكره.(5/211)
3274 - (ط ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إن للصلاة أوّلاً، وآخراً، وإن أوَّلَ وقت صلاة الظهر: حين تزول الشمس، وآخرَ وقتها: حين يدخلُ وقت العصر. وإن أول وقت العصر: حين يدخل وقتها، وإن آخر وقتها: حين تصفَرُّ الشمس، وإن أوَّلَ وقت المغرب: حين تَغْرُبُ الشمس، وإن آخر وقتها: حين يغيب الشَّفقُ (1) ، وإن أول وقت العشاء: حين يغيب الشَّفقُ (1) ، وإن آخر وقتها: حين ينتصف الليل، وإن أولَ وقت الفجر حين يَطْلُعُ الفجرُ، وإن آخر وقتها: حين تطلع الشمس» أخرجه الترمذي.
وفي رواية النسائي: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «هذا جبريل جاءكم [ص:215] يعلَّمُكم دينَكم فصلى الصبح حين طلع الفجر، وصلى الظهر حين زاغت الشمس، ثم صلى العصر حين رأى الظلَّ مثله، ثم صلى المغرب حين غربت الشمس وحلَّ فطرُ الصائم، ثم صلى العشاءَ حين ذهب شفقُ الليل، ثم جاءه الغدَ فصلى به الصبح حين أسفرَ قليلاً، ثم صلى به الظهر حين كان الظِّل مثله، ثم صلى العصر حين كان الظِّلُّ مِثْليّه، ثم صلى المغرب بوقت واحدِ، حين غربت الشمس وحلَّ فِطرُ الصائم، ثم صلى العشاء حين ذهب ساعة من الليل، ثم قال: الصلاة ما بين صلاتك أمسِ وصلاتِك اليومَ» .
وأخرج الموطأ مختصراً عن عبد الله بن رافع - مولى أم سلمة «أَنه سأل أبا هريرة عن وقت الصلاة؟ فقال أبو هريرة: وأنا أُخْبِرُكَ: صلِّ الظهرَ إذا كان ظِلُّك مِثْلَكَ، والعصرَ إذا كان ظلّكَ مثْلَيْكَ، المغرب إذا غرَبَت الشمس، والعشاءَ ما بينك وبين ثلث الليل، وصلِّ الصبح بغَبَش - يعني: الغَلَس» (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(زاغت الشمس) : إذا مالت عن وسط السماء، وهو وقت الزوال، وأول وقت الظهر. [ص:216]
(بِغَبَش) : الغَبَشُ: ظُلمة آخر الليل. وقيل: هو بقية الليل.
__________
(1) وفي المطبوع وبعض النسخ: الأفق، وما أثبتناه موافق لما في " مسند أحمد " و " سنن البيهقي "، والمراد واحد.
(2) رواه الموطأ 1 / 8 في وقوت الصلاة، باب وقوت الصلاة، والترمذي رقم (151) في الصلاة، باب ما جاء في مواقيت الصلاة، والنسائي 1 / 249 و 250 في المواقيت، باب آخر وقت الظهر، موقوفاً ومرفوعاً، وهو حديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/232) . والترمذي (151) قال: حدثنا هناد.
كلاهما - أحمد، وهناد- قالا: حدثنا محمد بن فضيل، عن الأعمش، عن أبي صالح، فذكره.
* قال الترمذي: سمعت محمدا - يعني ابن إسماعيل البخاري- يقول: حديث الأعمش، عن مجاهد في المواقيت أصح من حديث محمد بن فضيل، عن الأعمش، وحديث محمد بن فضيل خطأ، أخطأ فيه محمد بن فضيل.
قال الترمذي: حدثنا هناد. قال: حدثنا أبو أسامة، عن أبي إسحاق الفزاري، عن الأعمش، عن مجاهد. قال: كان يقال: إن للصلاة أولا وآخرا، فذكر نحو حديث محمد بن فضيل، عن الأعمش، نحوه بمعناه.
ورواية النسائي أخرجها (1/249) ، وفي الكبرى (1409، 1430) قال: أخبرنا الحسين بن حريث، قال: أنبأنا الفضل بن موسى، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، فذكره.
ورواية الموطأ: أخرجها مالك (الموطأ) (8) قال: عن يزيد بن زياد، عن عبد الله بن رافع مولى أم سلمة، فذكره.
وقال الزرقاني في شرح الموطأ (1/37) : قال ابن عبد البر: وقفه رواة الموطأ، والمواقيت لا تؤخذ بالرأي، ولا تدرك إلا بالتوقيف، يعني فهو موقوف لفظا مرفوع حكما، قال: وقد روي حديث المواقيت مرفوعا بأتم من هذا، أخرجه النسائي بإسناد صحيح، عن أبي هريرة.(5/214)
3275 - (ط) عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - كتبَ إلي عُمَّالِهِ: «أنَّ أهمَّ أُمورِكم عندي الصلاةُ من حفظها، وحافظَ عليها حَفِظَ دينَه، ومَن ضَيَّعها فهو لما سِواها أضيَعُ، ثم كتب: أنْ صَلوا الظهرَ إذا كان الفيء ذراعاً إلى أن يكون ظلُّ أحدكم مثلَه، والعصرَ والشمسُ مرتفعة بيضاءُ نقية، قدرَ ما يسيرُ الراكب فرسخين أو ثلاثة قبل مَغيب الشمس، والمغربَ إذا غربت الشمس، والعشاء إذا غاب الشفق إلى ثلث الليل، فمن نام فلا نامت عينُه، فمن نام فلا نامت عينه، فمن نام فلا نامت عينُه، والصبحَ والنُّجومُ بادية مُشتبكة» .
وفي رواية: «أنه كتب إلى أبي موسى: أن صلِّ الظهر إذا زاغت الشمس، والعصرَ والشمسُ بيضاءُ نقية، قبل أن يدخلها صُفْرَة، والمغرب إذا غربت الشمس وأخِّرِ العشاء ما لم تنمْ، وصلِّ الصبحَ والنجومُ بادية مشتبكة، واقرأْ فيها بسورتين طويلتين من المُفصَّل» .
وفي أخرى نحوه، وفيها «وأنْ صلِّ العِشاء فيما بينك وبين ثلث الليل، فإن أخَّرْتَ فإلى شطْرِ الليل، ولا تكن من الغافلين» . أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 1 / 6 و 7 في وقوت الصلاة، باب وقوت الصلاة من حديث نافع مولى ابن عمر أن عمر بن الخطاب كتب إلى عماله ... الحديث، وإسناده منقطع، لأن نافعاً لم يلق عمر رضي الله عنه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
منقطع: أخرجه مالك (الموطأ) (5) قال: عن نافع، فذكره، وقال الزرقاني في «شرح الموطأ» (1/33) : هذا منقطع، لأن نافعا لم يلق عمر.(5/216)
3276 - (م د س) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما [ص:217]: أن رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «وقتُ الظهرِ إذا زالت الشمس وكان ظلُّ الرجل كطوله، ما لم يحْضُر العصر، ووقت العصر: ما لم تَصفَرَّ الشمسُ، ووقت المغرب: ما لم يغب الشفقُ، ووقت صلاة العشاء إلى نصف الليل الأوسَط، ووقت صلاة الصبح: من طُلوع الفجر ما لم تَطْلُعُ الشمس، فإذا طلعت الشمس فأمسِكْ عن الصلاة، فإنها تطلُع بين قرْني الشيطان» .
وفي رواية: أن نبي الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا صلَّيتُم الفجرَ فإنه وقت إلى أن يَطْلُعَ قرْنُ الشمس الأولُ ثم إذا صلَّيتُم الظهر فإنه وقت إلى أن يحْضُرَ العصرُ، فإذا صليتم العصرَ فإنه وقت إلى أن تَصْفرَّ الشمس، فإذا صليتم المغرب فإنه وقت إلى أن يسقُطَ الشفق، فإذا صليتم العشاء، فإنه وقت إلى نصف الليل» .
وفي رواية: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «وقتُ الظهرِ: ما لم تحّضُرِ العصرُ، ووقتُ العصر: ما لم تَصفرَّ الشمس، ووقتُ المغرب: ما لم يسقط ثوْرُ الشفق، ووقت العشاء: إلى نصف الليل، ووقت صلاة الفجر ما لم تطلع الشمس» . أخرجه مسلم.
وأخرج أبو داود والنسائي الرواية الثالثة. وفي أخرى لأبي داود «ما لم يسْقُطْ فوْرُ الشفق» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ثَوْرُ الشفق) : بالثاء المعجمة بثلاث: ثَوَرَانُ حمرته، وانبساط ضوئه. [ص:218]
وأما «فوره» بالفاء: فهو بقية حمرة الشمس في الأفق وسمي فوراً، لفورانه وسُطوعه.
__________
(1) رواه مسلم رقم (612) في المساجد، باب أوقات الصلوات الخمس، وأبو داود (396) في الصلاة، باب مواقيت الصلاة، والنسائي 1 / 260 في المواقيت، باب آخر وقت المغرب.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1 - أخرجه أحمد (2/210) (6966) قال: حدثنا عبد الصمد. وفي (2/223) (7077) قال: حدثنا عفان. ومسلم (2/105) قال: حدثني أحمد بن إبراهيم الدورقي، قال: حدثنا عبد الصمد. كلاهما -عبد الصمد، وعفان - قالا: حدثنا همام.
2 - وأخرجه أحمد (2/213) (6993) قال: حدثنا يحيى بن أبي بكير. ومسلم (2/104) قال: حدثنا عبيد ?الله بن معاذ العنبري، قال: حدثنا أبي. (ح) وحدثنا زهير بن حرب، قال: حدثنا أبو عامر العقدي. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا يحيى بن أبي بُكير. وأبو داود (396) قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ، قال: حدثنا أبي. والنسائي (1/260) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا أبو داود. وابن خزيمة (354) قال: حدثنا عمار بن خالد الواسطي، قال: حدثنا محمد، وهو ابن يزيد، وهو الواسطي. (ح) وحدثنا بُندار وأبو موسى، قالا: حدثنا محمد، وهو ابن جعفر. وفي (355) قال: حدثنا محمد بن الوليد، قال: أخبرني عقبة، قال: حدثنا أبو داود.
ستتهم - يحيى بن أبي بكير، ومعاذ العنبري، وأبو عامر العقدي، وأبو داود، ومحمد بن يزيد، ومحمد بن جعفر- عن شعبة.
3 - وأخرجه مسلم (2/104) قال: حدثنا أبو غسان المسمعي، ومحمد بن المثنى، وابن خزيمة (326) قال: حدثنا بُندار بن بشار ثلاثتهم - أبو غسان المسمعي، وابن المثنى، وابن بشار- قالوا: حدثنا معاذ بن هشام، قال: حدثني أبي.
4 - وأخرجه مسلم (2/105) قال: حدثني أحمد بن يوسف الأزدي، قال: حدثنا عمر بن عبد الله بن رَزِين، قال: حدثنا إبراهيم، يعني ابن طهمان، عن الحجاج، وهو ابن حجاج.
أربعتهم - همام، وشعبة، هشام الدستوائي، والحجاج - عن قتادة، قال: سمعت أبا أيوب الأزدي، فذكره.
* أخرجه ابن خزيمة (355) قال: حدثنا أبو موسى، قال: حدثنا ابن أبي عدي، عن شعبة (ح) وحدثنا أيضا أبو موسى، قال: حدثنا ابن أبي عدي، عن سعيد. كلاهما - شعبة، وسعيد بن أبي عروبة- عن قتادة، عن أبي أيوب الأزدي، عن عبد الله بن عمرو، به موقوفا.
* رواية همام: «وَقْتُ الظُّهرِ إذا زالت الشمس، وكان ظل الرجل كطوله. ما لم يحضر العصر، ووقت العصر ما لم تصفر الشمس، ووقت صلاة المغرب ما لم يغب الشفق. ووقت صلاة العشاء إلى نصف الليل الأوسط، ووقت صلاة الصبح من طلوع الفجر. ما لم تطلع الشمس. فإذا طلعت الشمس، فأمسك عن الصلاة، فإنها تطلع بين قرني شيطان» .
* في رواية ابن خزيمة (354) : « ... ووقت المغرب إلى أن تذهب حمرة الشفق ... » .
* في رواية أبي عامر العقدي، ويحيى بن أبي بكير. قال شعبة: رفعه مرة، ولم يرفعه مرتين، وفي حديث أبي داود عند النسائي. قال شعبة: كان قتادة يرفعه أحيانا، وأحيانا لا يرفعه.(5/216)
3277 - (خ م د س) أبو المنهال [سيار بن سلامة الرياحي] قال: «دخلت أنا وأبي على أبي بَرْزَةَ الأسلمي، فقال له أبي: كيف كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يصلِّي المكتوبةَ؟ فقال: كان يُصلِّي الهجيرَ التي تدعُونها، حين تدْحضُ الشمس ويصلي العصر ثم يرجع أحدُنا إلى رَحْلِهِ في أقصى المدينة والشمسُ حيَّة ونسيتُ ما قال في المغرب - وكان يَستَحبُّ أن يؤخرَ العشاءُ التي تدعونها العتَمَة، وكان يكرَهُ النومَ قبلها، والحديثَ بعدها، وكان ينْفَتِلُ من صلاة الغداة حين يعرفُ الرجلُ جليسَه، ويقرأ بالستين إلى المائة» .
وفي رواية: «ولا يُبالي بتأخير العشاء إلى ثلث الليل، ثم قال: إلى شَطْرِ الليل» . ثم قال معاذ عن شُعبة: «ثم لَقيِتُه مرة أخرى، فقال: أو ثلث الليل» . أخرجه البخاري ومسلم.
وأخرجه أبو داود، قال: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يصلي الظهر، إذا زالت الشمس ويصلي العصر، وإنَّ أحدَنا لَيذْهبُ إلى أقصى المدينة فيرجع والشمسُ حيَّة، ونَسيتُ المغرب- وكان لا يُبالي تأخيرَ العشاء إلى ثلث الليل، قال: ثم قال: إلى شَطر الليل، وكان يكره النوم قبلها، والحديثَ بعدَها، وكان يصلي الصبح ويَعْرِفُ أحدُنا جَليسَه الذي كان يعرفه، وكان [ص:219] يقرأ فيها من الستين إلى المائة» .
وأخرج النسائي الرواية الأولى وله في أخرى قال [سيَّار بن سلامة] : سمعتُ أبي يسأل أبا برزةَ عن صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فقال: «كان لا يبالي بعض تأخيرها - يعني العشاء - إلى نصف الليل، ولا يحبُّ النوم قبلها، ولا الحديثَ بعدها» . قال شعبة، ثم لقيتُه بعدُ، فسألته؟ قال: «وكان يصلي الظهر حين تزول الشمس والعصرَ حين يذهب الرجل إلى أقصى المدينة والشمس حيَّة، والمغربَ لا أدري أيَّ حين ذَكَر، ثم لقيتُه، فسألتُه؟ فقال: كان يصلي الصبح، فينصرف الرجلُ فينظرُ إلى وجهِ جليسه الذي يعرفه فيعرفه، [قال] : وكان يقرأ فيها بالستين إلى المائة» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الهجير) : والهاجرة: شدة الحر وقوته.
(تدحض الشمس) : دحضت الشمس تدحض: إذا زالت ومالت عن وسط السماء إلى المغرب، من الدحض: الزَّلق، كأنها قد زلقت عن وسط السماء. [ص:220]
(والشمس حية) : إذا كانت الشمس مرتفعة عن المغرب لم يتغير نورها بمقارنة الأفق، قيل هي حية، كأن مغيبها وتغير لونها موتها.
__________
(1) رواه البخاري 2 / 21 و 22 في مواقيت الصلاة، باب وقت العصر، وباب وقت الظهر عند الزوال، وباب ما يكره من السمر بعد العشاء، وفي صفة الصلاة، باب القراءة في الفجر، ومسلم رقم (647) في المساجد، باب استحباب التبكير بالصبح في أول وقتها، وأبو داود رقم (398) في الصلاة، باب وقت صلاة النبي صلى الله عليه وسلم، والنسائي 1 / 246 في المواقيت، باب أول وقت الظهر، وباب ما يستحب من تأخير العشاء.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1 - أخرجه أحمد (4/419) قال: حدثنا يزيد بن هارون. وفي (4/419) قال: حدثنا معتمر. ومسلم (2/40) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: يزيد بن هارون. وابن ماجة (818) قال: حدثنا سويد، قال: حدثنا معتمر بن سليمان. والنسائي (2/157) . وفي الكبرى (039) قال: أخبرنا محمد بن إسماعيل بن إبراهيم، قال: حدثنا يزيد. وابن خزيمة (528) قال: حدثنا الصنعاني، قال: حدثنا المعتمر. وفي (529) قال: حدثنا أحمد بن عبدة قال: أخبرنا زياد بن عبد الله (ح) وحدثنا بندار، قال: حدثنا يزيد (ح) وحدثنا أحمد بن عبدة، قال: أخبرنا يزيد بن هارون، (ح) وحدثنا يوسف بن موسى، قال: حدثنا جرير. أربعتهم -يزيد، ومعتمر، وزياد بن عبد الله، وجرير- عن سليمان التيمي.
2 - وأخرجه أحمد (4/420) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (4/423) قال: حدثنا محمد بن جعفر. والدارمي (1305) قال: أخبرنا سعيد بن عامر، والبخاري (1/144) قال: حدثنا محمد بن مقاتل، قال: أخبرنا عبد الله. وفي (1/155) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى. وأبو داود (4849) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى. وابن ماجة (674) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (701) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، ومحمد بن جعفر، وعبد الوهاب. وفي (818) قال: حدثنا محمد بن الصباح، قال: حدثنا عباد بن العوام. والترمذي (168) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا هشيم (ح) قال أحمد: وحدثنا عباد بن عباد، هو المهلبي، وإسماعيل بن عُلية. والنسائي (1/262) . وفي الكبرى (1440) قال: أخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى. وفي (1/265) وفي الكبرى (1428) قال: أخبرنا سويد بن نصر، قال: أنبأنا عبد الله. وابن خزيمة (346) قال: حدثنا بندار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. (ح) وحدثنا بندار، قال: حدثنا محمد بن جعفر، وعبد الوهاب. (ح) وحدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا هشيم، وعباد بن عباد، وابن علية.
ثمانيتهم - يحيى، ومحمد بن جعفر، وسعيد بن عامر، وعبد الله بن المبارك، وعبد الوهاب، وعباد، وهشيم، وإسماعيل بن علية- عن عوف بن أبي جميلة.
3 - وأخرجه أحمد (4/421) قال: حدثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد، وفي (4/423) قال: حدثنا وكيع، عن سفيان. والبخاري (1/149) قال: حدثنا محمد بن سلام، قال: أخبرنا عبد الوهاب الثقفي، ومسلم (2/40) قال: حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا وكيع، عن سفيان، وابن خزيمة (530) قال: حدثنا أبو عمار، وسلم بن جنادة، قالا: حدثنا وكيع، عن سفيان. وفي (1339) قال: حدثنا هلال بن بشر، قال: حدثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد، كلاهما - عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي، وسفيان- عن خالد الحذاء.
4 - وأخرجه أحمد (4/423) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثني إبراهيم بن طهمان.
5 - وأخرجه أحمد (4/424) قال: حدثنا يونس، ومسلم (2/120) قال: حدثناه أبو كريب، قال: حدثنا سويد بن عمرو الكلبي. كلاهما - يونس، وسويد - عن حماد بن سلمة.
6 - وأخرجه أحمد (4/424) قال: حدثنا حجاج. والدارمي (1436) قال: أخبرنا حفص بن عمر الحوضي. والبخاري (1/145) قال: حدثنا حفص بن عمر. وفي (1/195) قال: حدثنا آدم. ومسلم (2/119) قال: حدثنا يحيى بن حبيب الحارثي، قال: حدثنا خالد بن الحارث. وفي (2/120) قال: حدثنا عبيد ?الله بن معاذ، قال: حدثنا أبي. وأبو داود (398) قال: حدثنا حفص بن عمر. والنسائي (1/246) . وفي الكبرى (1434) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا خالد.
خمستهم - حجاج، وحفص بن عمر، وآدم، وخالد بن الحارث، ومعاذ- قالوا: حدثنا شعبة.
ستتهم - سليمان التيمي، وعوف، وخالد الحذاء، وإبراهيم بن طهمان، وحماد بن سلمة، وشعبة- عن سيار ابن سلامة أبي المنهال، فذكره.
* رواية سليمان التيمي، ورواية سفيان عن خالد الحذاء، مختصرة على: «كان رسول الله-صلى الله عليه وسلم- يقرأ في الفجر ما بين الستين إلى المائة آية» .
* ورواية عبد الوهاب الثقفي، عن خالد الحذاء، ورواية شعبة عند الدارمي. ورواية أبي داود (4849) وابن ماجة (701) ، والترمذي (168) ، وابن خزيمة (346) مختصرة على: «أن رسول الله-صلى الله عليه وسلم- كان يكره النوم قبل العشاء والحديث بعدها» .
* ورواية ابن ماجة (674) مختصرة على: «كان النبي-صلى الله عليه وسلم- يصلي صلاة الهجير التي تدعونها الظهر، إذا دحضت الشمس» .(5/218)
3278 - (خ م د س) محمد بن عمرو بن الحسن بن علي بن أبي طالب قال: «كان الحجَّاجُ يُؤخِّرُ الصَّلَواتِ، فسألنا جابرَ بن عبد الله؟» .
وفي رواية قال: «قدم الحجاج المدينة، فسألنا جابر بن عبد الله؟ - فقال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يصلي الظهر بالهاجرة، والعصرَ والشمس نقيَّة، والمغربَ إذا وجبت، والعشاءَ: أحياناً يؤخِرُها وأحياناً يعجلُ، إذا رآهم اجتَمَعُوا عجَّل وإذا رآهم أبطؤوا أخرَّ، والصبحَ كانوا - أو كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- يُصلِّيها بِغَلس» . أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(بغلس) : الغلس: ظلمة آخر الليل قبل طلوع الفجر، وأول طلوعه.
__________
(1) رواه البخاري 2 / 34 و 35 في مواقيت الصلاة، باب وقت المغرب، وباب وقت العشاء إذا اجتمع الناس أو تأخروا، ومسلم رقم (646) في المساجد، باب استحباب التبكير بالصبح في أول وقتها، وأبو داود رقم (397) في الصلاة، باب وقت صلاة النبي صلى الله عليه وسلم، والنسائي 1 / 264 في المواقيت، باب تعجيل العشاء.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (3/369) قال: ثنا محمد بن جعفر. والدارمي (1188) قال: نا هاشم ابن القاسم. والبخاري (1/147) قال: ثنا محمد بن بشار، قال: ثنا محمد بن جعفر. وفي (1/148) قال: ثنا مسلم بن إبراهيم. ومسلم (2/119) قال: ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: ثنا غندر. (ح) . وحدثنا محمد بن المثنى، وابن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر. وفي (2/119) قال: حدثناه عبيد ?الله بن معاذ، قال: حدثنا أبي. وأبو داود (397) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم. والنسائي (1/264) قال: أخبرنا عمرو بن علي، ومحمد بن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر.
أربعتهم - ابن جعفر، وهاشم، ومسلم، ومعاذ - قالوا: حدثنا شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن محمد بن عمرو بن الحسن بن علي، فذكره.(5/220)
3279 - (س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «كان رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- يصلي الظهر إذا زالت الشمس ويصلي العصر بين صلاتَيْكم هاتين، ويصلي المغرب إذا غربت الشمس، ويصلي العشاء إذا غاب الشفق [ص:221] ثم قال على إثْرِهِ: ويصلي الصبحَ إلى أن ينفَسِحَ البَصَرُ» . أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 1 / 273 في المواقيت، باب آخر وقت الصبح، وهو حديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/129) قال: ثنا محمد بن جعفر. وفي (3/169) قال: ثنا حجاج. والنسائي (1/273) وفي الكبرى (1425، 1448) فرقهما قال: نا إسماعيل بن مسعود، ومحمد بن عبد الأعلى، قالا: ثنا خالد بن الحارث.
ثلاثتهم - ابن جعفر، وحجاج، وخالد - عن شعبة، عن أبي صدقة، فذكره.(5/220)
3280 - (س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - «أن رجلاً أتى رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- فسأله عن وقت الغداة؟ فلما أصبَحنا من الغَدِ أمَرَ حين انشَقَّ الفجرُ أن تُقامَ الصلاةُ، فصلى بنا، فلما كان من الغَدِ أسفَرَ، ثم أمَرَ فأقيمت الصلاة، فصلى بنا، ثم قال: أين السائل عن وقت الصلاة؟ ما بين هذين وقت» . أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 1 / 271 في المواقيت، باب أول وقت الصبح، وهو حديث صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/113) قال: ثنا إسماعيل. وفي (3/121) قال: ثنا يزيد بن هارون. وفي (3/182) قال: ثنا يحيى بن سعيد. وفي (3/189) قال: ثنا محمد بن عبد الله بن المثنى. والنسائي (1/271) قال: نا علي بن حجر، قال: ثنا إسماعيل هو ابن حعفر. وفي (2/11) والكبري (1522) قال: نا إسحاق بن إبراهيم، قال: ثنا يزيد.
خمستهم -إسماعيل بن علية، ويزيد، ويحيى، وابن المثنى، وإسماعيل بن جعفر - عن حميد، فذكره.(5/221)
3281 - (ط) عطاء بن يسار - رحمه الله - قال: «جاء رجل إلي النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- فسأله عن وقت صلاة الصبح، فسكت عنه رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-، حتى إذا كان من الغد صلى الصبح حين طلع الفجر، ثم صلى الصبح من الغد بعد أن أسفر، ثم قال: أين السائل عن وقت الصلاة؟ قال: ها أنذا يا رسولَ الله، قال: ما بين هذين وقت» . أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 1 / 4 و 5 في وقوت الصلاة، وهو مرسل، وقد وصله النسائي كما في الذي قبله.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك الموطأ (2) قال: عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، فذكره.
وقال الزرقاني في شرح الموطأ (1/28) : اتفقت رواة الموطأ على إرساله، قال ابن عبد البر: وبلغني أن ابن عيينة حدث به عن زيد عن عطاء بن أنس مرفوعا، ولا أدري كيف صحة هذا عن سفيان، والصحيح، عن زيد بن أسلم أنه من مرسلات عطاء. وقد ورد موصولا من حديث أنس أخرجه البزار وابن عبد البر في التمهيد بسند صحيح، ومن حديث عبد الرحمن بن يزيد بن حارث أخرجه الطبراني في الكبير والأوسط وعبد الله بن عمرو بن العاص عند الطبراني الكبير بسند حسن، وزيد بن حارثة عند أبي يعلى والطبراني.(5/221)
3282 - (د س) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: «كان قدْرُ صلاةِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- الظهرَ في الصيف: ثلاثة أقدام إلى خمسة أقدام، [ص:222] وفي الشتاء: خمسة أقدام إلى سبعة أقدام» . أخرجه أبو داود والنسائي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ثلاثة أقدام) : أقدام الظل التي يعرف بها أوقات الصلاة معروفة. وهذا أمر يختلف باختلاف الأقاليم والبلدان، ولا تستوي في جميع المدن والأمصار، لأن العلة في طول الظل وقصره: هي زيادة ارتفاع الشمس في السماء وانحطاطها، وكلما كانت أعلى، وإلى محاذاة الرؤوس في مجراها أقرب، كان الظل أقصر، وينعكس بالعكس، ولذلك يُرى ظل الشتاء أبداً أطول من ظل الصيف في كل مكان. وكانت صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بمكة والمدينة، وهما من الإقليم الثاني، ويذكرون: أن الظل فيهما: من أول الصيف في شهر آذار: ثلاثة أقدام وشيء، ويشبه أن تكون صلاته إذا اشتد الحر متأخرة عن الوقت المعهود قبله، فيكون الظل عند ذلك خمسة أقدام، أو خمسة وشيئاً وفي كل كانون: سبعة أقدام، أو سبعة وشيئاً، فقول ابن مسعود يُنَزَّلَ على هذا التقدير في ذلك الإقليم، دون سائر الأقاليم.
__________
(1) رواه أبو داود رقم (400) في الصلاة، باب في وقت صلاة الظهر، والنسائي 1 / 251 في المواقيت، باب آخر وقت الظهر، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (400) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة. والنسائي (1/250) ، وفي الكبرى (1408) قال: أخبرنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن محمد الأذرمي.
كلاهما - عثمان بن أبي شيبة، وعبد الله بن محمد - قالا: حدثنا عبيدة بن حميد، عن أبي مالك الأشجعي سعد بن طارق، عن كثير بن مدرك، عن الأسود بن يزيد، فذكره.(5/221)
الفرع الثاني: في تقديم أوقات الصلوات
قد تقدَّم في بعض أحاديث الفرع الأول مايدل على تقديم أوقات الصلوات، إلا أنه مشترك الدلالة، وهذا الفرع مفرد الدلالة، فلهذا أفردناه.
الفجر
3283 - (خ م ط د ت س) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «كُنَّ نساء المؤمنات يَشْهدْنَ مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- صلاةَ الفجر مُتَلفِّعات بمرُوطِهِنَّ ثم يَنْقَلِبْنَ إلى بيوتهن حين يقضين الصلاة، لا يعرفهن أحد من الغلس» .
وفي رواية «ثم ينقلبن إلى بيوتهن، وما يُعرَفنَ من تغليسِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- بالصلاة» .
وفي رواية بنحوه، أخرجه الجماعة. وفي أخرى للبخاري «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يصلي الصبح بغَلَس، فينصرِفنَ نساء المؤمنين لا يُعرَفنَ من الغلس، ولا يَعرِفَ بعضُهُنَّ بعضاً» (1) . [ص:224]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(متلفعات بمروطهن) : تلفعت المرأة بمرطها: أي تلحفت به وتغطت. واللفاع: الثوب يُتغطى به. والمروط: الأكسية.
__________
(1) رواه البخاري 2 / 45 في مواقيت الصلاة، باب وقت الفجر، وفي الصلاة في الثياب، باب في كم تصلي المرأة من الثياب، وفي صفة الصلاة، باب خروج النساء إلى المساجد بالليل والغلس، وباب سرعة انصراف النساء من الصبح وقلة مقامهن في المسجد، ومسلم رقم (645) في المساجد، باب استحباب التبكير بالصبح في أول وقتها، والموطأ 1 / 5 في وقوت الصلاة، باب وقوت الصلاة، وأبو داود رقم (423) في الصلاة، باب وقت الصبح، والترمذي رقم (153) في الصلاة، باب في التغليس في الفجر، والنسائي 1 / 271 في المواقيت، باب التغليس في الحضر.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه الحميدي (174) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (6/33) قال: حدثنا عبد الأعلى، عن معمر. وفي (6/37) قال: حدثنا سفيان. وفي (6/248) قال: حدثنا عثمان بن عمر. قال: حدثنا يونس. والدارمي (1219) قال: أخبرنا محمد بن يوسف. قال: حدثنا الأوزاعي. والبخاري (1/104) قال: حدثنا أبو اليمان. قال: أخبرنا شعيب. وفي (1/151) قال: حدثنا يحيى بن بكير. قال: أخبرنا الليث، عن عقيل. ومسلم (2/118) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد وزهير بن حرب كلهم عن سفيان بن عيينة. قال: عمرو: حدثنا سفيان بن عيينة. (ح) وحدثني حرملة ابن يحيى. قال: أخبرنا بن وهب. قال: أخبرني يونس. وابن ماجة (669) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا سفيان بن عيينة. والنسائي (1/271) وفي الكبري (1443) قال: أخبرنا إسحاق ابن إبراهيم. قال: حدثنا سفيان. وفي (3/82) وفي الكبرى (1194) قال: أخبرنا علي بن خشرم. قال: أنبأنا عيسى بن يونس، عن الأوزاعي. وابن خزيمة (350) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء والمخزومي وأحمد بن عبدة. قال: أحمد: أخبرنا. وقال الآخران: حدثنا سفيان.
ستتهم - سفيان بن عيينة، ومعمر، ويونس، والأوزاعي، وشعيب، وعقيل - عن الزهري، عن عروة، فذكره.
* الروايات متقاربة المعنى.
- وعن عمرة بنت عبد الرحمن، عن عائشة. قالت: «إن كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليصلي الصبح، فينصرف النساء متلفعات بمروطهن، ما يعرفن من الغلس.» .
أخرجه مالك الموطأ صفحة (30) وأحمد (6/178) قال: قرأت على عبد الرحمن. والبخاري (1/219) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة. (ح) وحدثنا عبد الله بن يوسف. ومسلم (2/119) قال: حدثنا نصر ابن علي الجهضمي وإسحاق بن موسى الأنصاري. قالا: حدثنا معن. وأبو داود (423) قال: حدثنا القعنبي. والترمذي (153) قال: حدثنا قتيبة. (ح) قال: وحدثنا الأنصاري. قال: حدثنا معن. والنسائي (1/271) وفي الكبرى (1444) قال: أخبرنا قتيبة.
خمستهم - عبد الرحمان بن مهدي، وعبد الله بن مسلمة القعنبي، وعبد الله بن يوسف، ومعن بن عيسى، وقتيبة بن سعيد - عن مالك، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن عمرة بنت عبد الرحمن، فذكرته.
- وعن القاسم بن محمد، عن عائشة -رضي الله عنها- «أن رسول الله-صلى الله عليه وسلم- كان يصلي الصبح بغلس فينصرفن نساء المؤمنين لا يعرفن من الغلس، أو لا يعرف بعضهن بعضا» .
أخرجه أحمد (6/258) قال: حدثنا يونس وسريج. والبخاري (1/220) قال: حدثنا يحيى بن موسى. قال: حدثنا سعيد بن منصور.
ثلاثتهم - يونس، وسريج، وسعيد بن منصور - قالوا: حدثنا فليح، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، فذكره.
أخرجه أحمد (6/65) قال: حدثنا أبو عبد الرحمان. قال: حدثنا حيوة بن شريح. قال: حدثني نافع ابن سليمان، أن محمد بن أبي صالح حدثه، عن أبيه، فذكره.(5/223)
3284 - (خ م د س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صلى يومَ خيبرَ صلاة الصبح بغلس وهو قريب منهم، فأغار عليهم فقال: الله أكبرُ، خرِبتْ خيْبَرُ (1) ، إنَّا إذا نَزَلْنا بساحَةِ قوم فساءَ صَباحُ المُنذَرِينَ» .
أخرجه النسائي. وهو طرف من حديث طويل، قد أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي، وهو مذكور في «كتاب الغزواتِ» . من حرف الغين (2) .
__________
(1) وفي رواية عند البخاري: فرفع يديه وقال: الله أكبر، خربت خيبر، ويؤخذ من هذا الحديث التفاؤل، لأنه صلى الله عليه وسلم لما رأى بأيديهم آلات الهدم، أخذ منه أن مدينتهم ستخرب، ويحتمل أن يكون قال: خربت خيبر، بطريق الوحي، ويؤيده قوله بعد ذلك: وإنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين.
(2) رواه البخاري 7 / 360 في المغازي، باب غزوة خيبر، وفي الصلاة في الثياب، باب ما يذكر في الفخذ، وفي الأذان، باب ما يحقن بالأذان من الدماء، وفي صلاة الخوف، باب التبكير والغلس بالصبح، وفي الجهاد، باب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام والنبوة، وباب التبكير عند الحرب، وفي الأنبياء، باب سؤال المشركين أن يريهم النبي صلى الله عليه وسلم آية فأراهم انشقاق القمر، ومسلم رقم (1365) في الجهاد، باب غزوة خيبر، وأبو داود رقم (2995) و (2996) و (2998) في الخراج والإمارة، باب ما جاء في سهم الصفي، والنسائي 1 / 271 و 272 في المواقيت، باب التغليس في السفر.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (3/101، 186) ، والبخاري (1/103) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم، ومسلم (4/145، 5/185) قال: حدثنا زهير بن حرب. وأبو داود (2998) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم. وفي (3009) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم وزياد بن أيوب. والنسائي (6/131) قال: أخبرنا زياد بن أيوب. وفي الكبرى تحفة الأشراف (990) عن إسحاق بن إبراهيم. وابن خزيمة (351) قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم. أربعتهم - أحمد، ويعقوب، وزهير، وزياد - عن إسماعيل بن إبراهيم بن علية.
2- وأخرجه أبو داود (2998، 3009) قال: حدثنا داود بن معاذ، قال: حدثنا عبد الوارث.
كلاهما - إسماعيل، وعبد الوارث - عن عبد العزيز بن صهيب، فذكره.
* الروايات مطولة ومختصرة.
- وعن عبد العزيز بن صهيب، وثابت البناني، عن أنس بن مالك، بلفظ: «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صلى الصبح بغلس، ثم ركب فقال: الله أكبر، خربت خيبر، إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين، فخرجوا يسعون في السكك، ويقولون: محمد والخميس - قال: والخميس الجيش - فظهر عليهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقتل المقاتلة، وسبي الذراري، فصارت صفية لدحية الكلبي، وصارت لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ثم تزوجها، وجعل صداقها عتقها. فقال: أمهرها نفسها؟ فتبسم» .
1- أخرجه أحمد (3/186) قال: حدثنا يونس. في (3/242) قال: حدثنا سريج بن النعمان. والبخاري (2/19) قال: حدثنا مسدد. ومسلم (4/146) قال: حدثني أبو الربيع الزهراني. وابن ماجة (1957) قال: حدثنا أحمد بن عبدة. والنسائي في الكبرى تحفة (301) عن مخلد بن خداش.
ستتهم - يونس، وسريج، ومسدد، وأبو الربيع، وأحمد بن عبدة، ومخلد - قالوا: حدثنا حماد بن زيد، عن عبد العزيز بن صهيب، وثابت، فذكراه.
2- وأخرجه البخاري (3/109) والنسائي (1/271) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم.
كلاهما - البخاري، وإسحاق - عن سليمان بن حرب، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن ثابت، فذكره - ولم يذكر عبد العزيز بن صهيب -.
3- وأخرجه أبو داود (2996) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن عبد العزيز بن صهيب، فذكره، ولم يذكر ثابتا البناني.
* الروايات مطولة ومختصرة.
-وعن ثابت، عن أنس، قال: «كنت ردف أبي طلحة يوم خيبر، وقدمي تمس قدم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: فأتيناهم حين بزغت الشمس وقد أخرجوا مواشيهم وخرجوا بفؤوسهم ومكاتلهم ومرورهم، فقالوا: محمد والخميس، قال: وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: خربت خيبر، إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين، قال: وهزمهم الله عز وجل، ووقعت في سهم دحية جارية جميلة فاشتراها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بسبعة أرؤس، ثم دفعها إلى أم سليم تصنعها له وتهيئها - قال: وأحسبه قال -: وتعتد في بيتها، وهي صفية بنت حيي، قال: وجعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وليمتها التمر والأقط والسمن، فحصت الأرض أفاحيص، وجيء بالأنطاع فوضعت فيها، وجيء بالأقط والسمن فشبع الناس، قال: وقال الناس: لا ندري أتزوجها أم اتخذها أم ولد، قالوا: إن حجبها فهي امرأته وإن لم يحجبها فهي أم ولد، فما أراد أن يركب حجبها، فقعدت على عجز البعير، فعرفوا أنه قد تزوجها، فلما دنوا من المدينة دفع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ودفعنا. قال: فعثرت الناقة العضباء وندر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وندرت، فقام فسترها وقد أشرفت النساء، فقلن: أبعد الله اليهودية. قال: قلت: يا أبا حمزة، أوقع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ قال: إي والله لقد وقع» .
أخرجه أحمد (3/123) قال: حدثنا يزيد. وفي (3/246) قال: حدثنا عفان. ومسلم (4/146، 5/185) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عفان. وأبو داود (2997) قال: حدثنا محمد بن خلاد الباهلي قال: حدثنا بهز بن أسد. وابن ماجة (2272) قال: حدثنا نصر بن علي الجهضمي، قال: حدثنا الحسين بن عروة (ح) وحدثنا أبو عمر حفص بن عمر، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي.
خمستهم - يزيد بن هارون، وعفان، وبهز، والحسين، وابن مهدي - قالوا: حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، فذكره.
* رواية بهز، والحسين بن عروة، وابن مهدي، مختصرة على شراء صفية من دحية.(5/224)
الظهر
3285 - (ت) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «ما رأيتُ أحداً كان أشدَّ تعجيلاً للظُّهر من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، ولا من أبي بكر، ولا من عمر» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (155) في الصلاة، باب ما جاء في التعجيل بالظهر، وهو حديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (6/135) قال: ثنا وكيع، وفي (6/215) قال: ثنا إسحاق بن يوسف. والترمذي (155) قال: ثنا هناد بن السري قال: ثنا وكيع.
كلاهما - وكيع، وإسحاق بن يوسف- عن سفيان، عن حكيم بن جبير، عن إبراهيم عن الأسود، فذكره. وقال الترمذي: حديث عائشة حديث حسن.(5/225)
3286 - (ت) أم سلمة - رضي الله عنها -: قالت: «كان رسولُ - صلى الله عليه وسلم- أشدَّ تعجيلاً للظهر منكم، وأنتم أشدُّ تعجيلاً للعصر منه» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (161) في الصلاة، باب ما جاء في تأخير صلاة العصر، وهو حديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (6/289، 310) قال: ثنا إسماعيل بن إبراهيم. قال: ثنا ابن جريج. والترمذي (161) قال: ثنا علي بن حجر. قال: ثنا إسماعيل بن علية، عن أيوب. وفي (162) قال: ووجدت في كتابي: ني علي بن حجر، عن إسماعيل بن إبراهيم، عن ابن جريج. وفي (163) قال: ثنا بشر بن معاذ البصري. قال: ثنا إسماعيل بن علية، عن ابن جريج.
كلاهما - ابن جريج وأيوب - عن عبد الله بن أبي مليكة، فذكره.
وقال الترمذي بعد الحديث (163) وهذا أصح.(5/225)
3287 - (م س) خباب بن الأرتِّ - رضي الله عنه - قال: «شكوْنا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- الصلاة في الرَّمْضاءِ، فلم يُشْكِنا» .
وفي رواية، قال: «أتينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فشكونا إليه حرَّ الرَّمضاء، فلم يُشْكِنا» . قال زهير لأبي إسحاق: «أفي الظهر؟ قال: نعم، قلت: أفي تعجيلها؟ قال: نعم» . أخرجه مسلم، وأخرج النسائي الرواية الثانية (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الرمضاء) : شدة الحر على وجه الأرض. وأصل الرمضاء: الرمل إذا لفحته الشمس فاشتد حره.
(فلم يُشْكِنا) : أشكيت الرجل: إذا أزلت شكواه، ولم يشكنا، أي: [ص:226] لم يزل شكوانا. وهذا الحديث قد ذكره النسائي في باب المواقيت، لأجل قول زهير لأبي إسحاق: «أفي تعجيلها؟ فقال: نعم» . وأما الفقهاء: فلا يذكرونه إلا في كيفية السجود. وأنه يجب أن لا يحول بين الوجه وبين ما يسجد [المصلي] عليه حائل مما يحمله المصلي ويتحرك بحركته في الصلاة عند الشافعي. ويستدلون بهذا الحديث على أنهم لما شكوا إليه ما يجدون من شدة الحر، من ملاقاة وجوههم وأيديهم الرمضاء، لم يُشْكِهم، ولم يَفْسَح لهم أن يسجدوا على طرف ثيابهم.
__________
(1) رواه مسلم رقم (619) في المساجد، باب استحباب تقديم الظهر في أول الوقت غير شدة الحر، والنسائي 1 / 247 في المواقيت، باب أول وقت الظهر.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الحميدي (152) قال: حدثنا وكيع، عن سفيان الثوري. وأحمد (5/108) قال: حدثنا سليمان بن داود، قال: أخبرنا شعبة. وفي (5/110) قال: حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان (ح) وحدثنا ابن جعفر، قال: حدثنا شعبة. ومسلم (2/109) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو الأحوص، سلام بن سليم (ح) وحدثنا أحمد بن يونس، وعون بن سلام، قال عون: أخبرنا، وقال ابن يونس: حدثنا زهير. والنسائي (1/247) وفي الكبرى (1407) قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا حميد بن عبد الرحمن، قال: حدثنا زهير.
أربعتهم - الثوري، وشعبة، وأبو الأحوص، وزهير - عن أبي إسحاق، عن سعيد بن وهب، فذكره.
وعن حارثة بن مضرب العبدي، عن خباب، قال: «شكونا إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حر الرمضاء، فلم يشكنا.» .
أخرجه الحميدي (153) . وابن ماجة (675) قال: حدثنا علي بن محمد.
كلاهما - الحميدي، وعلي بن محمد - قالا: حدثنا وكيع، قال: حدثنا الأعمش، عن أبي إسحاق، عن حارثة بن مضرب، فذكره.(5/225)
3288 - (د س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- إذا نزل منزلاً لم يرْتَحلْ حتى يصلِّي الظهر، فقال رجل: وإن كان بنصف النهار؟ قال: وإن كان بنصف النهار» . أخرجه أبو داود والنسائي (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (1205) في الصلاة، باب المسافر يصلي وهو يشك في الوقت، والنسائي 1 / 248 في المواقيت، باب تعجيل الظهر في السفر، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (1205) قال: ثنا مسدد، والنسائي (1/248) قال: ثنا عبيد الله بن سعيد.
كلاهما - مسدد، وعبيد الله - قالا: ثنا يحيى، عن شعبة، قال: ثني حمزة العائذي، فذكره.(5/226)
3289 - (ت س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- خرج حين زالت الشمس، فصلى الظهر» . أخرجه الترمذي والنسائي. إلا أن النسائي قال «حين زاغت» (1) .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (156) في الصلاة، باب ما جاء في تعجيل الظهر، والنسائي 1 / 247 في المواقيت، باب أول وقت الظهر، وهو حديث صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: أخرجه الترمذي (156) قال: ثنا الحسن بن علي الحلواني، قال: نا عبد الرزاق، والنسائي (1/246-247) قال: نا كثير بن عبيد، قال: ثنا محمد بن حرب عن الزبيدي.
كلاهما - عبد الرزاق، والزبيدي - عن الزهري، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث صحيح.(5/226)
العصر
3290 - (خ م ت س د) عائشة - رضي الله عنها -: «أن رسولَ الله [ص:227] صلى الله عليه وسلم- صلى العصر والشمسُ في حُجْرتها، لم يظهر الفيْءُ من حُجرتها» . قال البخاري: وقال أبو أسامة عن هشام: «من قَعْرِ حُجْرَتها» .
وفي رواية قالت: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يصلي العصر والشمسُ لم تخرجْ من حجرتها» .
وفي أخرى «كان يصلي العصرَ والشمسُ واقعة في حُجرتها» أخرجه البخاري ومسلم، وأخرج الترمذي والنسائي الرواية الأولى. وفي رواية أبي داود «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- كان يصلي العصرَ والشمسُ في حجرتها لم تظهر» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(لم يظهر الفيء) : أي لم يرتفع. والمراد: أنها كانت تُقدِّم صلاتها.
__________
(1) رواه البخاري 2 / 20 في المواقيت، باب وقت العصر، وفي الجهاد، باب ما جاء في بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وما نسب من البيوت إليهن، ومسلم رقم (611) في المساجد، باب أوقات الصلوات الخمس، وأبو داود رقم (407) في الصلاة، باب في وقت صلاة العصر، ولفظه في نسخ أبو داود المطبوعة: والشمس في حجرتها قبل أن تظهر، والترمذي رقم (159) في الصلاة، باب ما جاء في تعجيل العصر، والنسائي 1 / 252 في المواقيت، باب تعجيل العصر.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه مالك الموطأ صفحة (29) . والحميدي (170) قال: حدثنا سفيان وأحمد (6/37) قال: حدثنا سفيان. وفي (6/85) قال: حدثنا محمد بن مصعب. قال: حدثنا الأوزاعي. وفي (6/199) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر. والدارمي (1189) قال: أخبرنا عبيد الله بن عبد المجيد الحنفي. قال: حدثنا مالك. والبخاري (1/139) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة. قال: قرأت على مالك. وفي (1/144) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا الليث. (ح) وحدثنا أبو نعيم. قال: أخبرنا ابن عيينة. ومسلم (2/103، 104) قال: أخبرنا يحيى بن يحيى التميمي. قال: قرأت على مالك. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد. قال: عمرو حدثنا سفيان. (ح) وحدثني حرملة بن يحيى. قال: أخبرنا ابن وهب. قال: أخبرني يونس. وأبو داود (407) قال: حدثنا القعنبي. قال: قرأت على مالك ابن أنس. وابن ماجة (683) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا سفيان بن عيينة. والترمذي (159) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا الليث. والنسائي (1/252) وفي الكبرى (1410) قال: أخبرنا قتيبة. قال: حدثنا الليث. وابن خزيمة (332) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء. قال: حدثنا سفيان. (ح) وحدثنا أحمد بن عبدة الضبي وسعيد بن عبد الرحمن المخزومي. قالا: حدثنا سفيان.
ستتهم - مالك، وسفيان بن عيينة، والأوزاعي، ومعمر، والليث، ويونس - عن ابن شهاب الزهري.
2- وأخرجه أحمد (6/204) قال: حدثنا وكيع. وفي (6/278) قال: حدثنا عامر بن صالح بن عبد الله بن عروة بن الزبير بن العوام أبو الحارث والبخاري (1/144، 4/100) قال: حدثنا إبراهيم بن المنذر. قال: حدثنا أنس بن عياض. وسليم (2/104) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وابن نمير. قالا: حدثنا وكيع.
ثلاثتهم - وكيع، وعامر بن صالح، وأنس بن عياض - عن هشام بن عروة.
كلاهما - الزهري، وهشام - عن عروة بن الزبير، فذكره.
* الروايات متقاربة المعنى.(5/226)
3291 - (خ م ط د س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يصلي العصر والشمس مُرتَفِعة حيَّة فيذهب الذاهب إلى العَوالي، فيأتيهم والشمس مرتفعة، وبعض العوالي من المدينة: على أربعة أميال ونحوه» .
وفي رواية «يذهب الذاهبُ مِنَّا إلى قُباءَ» . وفي أخرى، قال: «كنا نُصلِّي العصر، ثم يخرج الإنسان إلى بني عمْرو بن عوف فيجدُهم [ص:228] يصلُّونَ العصر» .
وفي أخرى، قال أسْعَدُ بن سهل بن حُنَيْف: «صلَّينا مع عمرَ بن عبد العزيز الظهر، ثم خرجنا حتى دخلنا على أَنس بن مالك فوجدناه يصلي العصرَ، فقلتُ: يا عمِّ (1) ، ما هذه الصلاةُ التي صليتَ؟ قال: العصر، وهذه صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم- التي كنا نصلي معه» .
أخرجه البخاري ومسلم، وفي أخرى لمسلم، قال: «صلى لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- العصرَ، فلما انصرف أَتاه رجل من بني سََلِمة، فقال: يا رسول الله إنا نريد أن ننْحَرَ جزُوراً لنا وإنا نُحبُّ أن تَحْضُرَها؟ قال: نعم، فانطلقَ وانطلقنا معه، فوجدنا الجزورَ لم تُنْحَر، فَنُحِرَتْ، ثم قُطِعَتْ، ثم طُبِخَ منها، ثم أكلنا قبل أن تغيبَ الشمس» .
وفي رواية الموطأ، قال أنس: «كنا نصلي العصرَ، فيذهب الذَّاهبُ إلى قُباءَ، فيأتيهم والشمس مرتفعة» . وأخرج الموطأ أيضاً الرواية الثالثة. وأخرج أبو داود الرواية الأولى، وقال فيها: «والشمس بيضاءُ مرتفعة حيَّة» . وفيه قال الزهري: «والعوالي على مَيْلينِ، أو ثلاثة، قال: وأحسِبُه قال: أو أربعة» ، قال أبو داود: «قال خيثمة: حياتُها: أن تجدَ حرَّها» .
وأخرج النسائي الرواية الأولى والرابعة. وله في أخرى عن أبي سلمة، قال: «صلَّينا في زمنِ عمرَ بن عبد العزيز، ثم انصرفنا إلى أنس بن مالك فوجدناه يصلِّي، فلما انصرفَ قال لنا: أصليْتُم؟ قلنا: صلينا الظهر، قال: إني صليت [ص:229] العصر، فقالوا له: عجَّلتَ، فقال: إنما أُصلِّي كما رأيت أصحابي يُصلُّونَ» (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(العوالي) : أماكن بنواحي المدينة معروفة.
(أميال) : جمع ميل، وكل ثلاثة أميال فرسخ.
(جزوراً) : الجزور: يقع على الذكر والأنثى من الإبل، إلا أن اللفظ مؤنث.
__________
(1) ليس عمه على الحقيقة، وإنما هو على سبيل التوقير، لأنه أكبر منه سناً.
(2) رواه البخاري 2 / 22 في مواقيت الصلاة، باب وقت العصر، وفي الاعتصام، باب ما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم وحض على اتفاق أهل العلم، ومسلم رقم (621) و (623) و (624) في المساجد، باب استحباب التبكير بالعصر، والموطأ 1 / 8 و 9 في وقوت الصلاة، باب وقوت الصلاة، وأبو داود رقم (404) و (405) و (406) في الصلاة، باب في وقت صلاة العصر، والنسائي 1 / 252 و 253 و 254 في المواقيت، باب تعجيل العصر.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (3/161) قال: ثنا عبد الرزاق، قال: نا معمر.
2- وأخرجه أحمد (3/214) قال: ثنا عبد الملك بن عمرو. و (3/217) قال: ثنا حماد بن خالد. والدارمي (1211) قال: نا عبيد الله بن موسى.
ثلاثتهم - عن ابن أبي ذئب.
3- وأخرجه أحمد (3/223) قال: ثنا إسحاق بن عيسى، وهاشم. ومسلم (2/109) قال: ثنا قتيبة ابن سعيد، ومحمد بن رمح. وأبو داود (404) قال: ثنا قتيبة. وابن ماجة (682) قال: ثنا محمد بن رمح والنسائي (1/252) وفي الكبرى (4411) قال: نا قتيبة.
أربعتهم - إسحاق، وهاشم، وقتيبة، وابن رمح - عن الليث.
4- وأخرجه البخاري (1/145) قال: ثنا أبو اليمان، قال: نا شعيب.
5- وأخرجه مسلم (2/109) قال: ثني هارون بن سعيد الأيلي، قال: ثنا ابن وهب، قال: ني عمرو بن الحارث.
6- وأخرجه البخاري (9/128) قال: ثنا أيوب بن سليمان، ثنا أبو بكر بن أبي أويس، عن سليمان بن بلال، عن صالح بن كيسان.
ستتهم - معمر، وابن أبي ذئب، والليث، وشعيب، وعمرو، وصالح - عن الزهري، فذكره.
والرواية الثانية:
أخرجها مالك «الموطأ» (232) والبخاري (1/145) قال: ثنا عبد الله بن يوسف. ومسلم (2/109) قال: ثنا يحيى بن يحيى. والنسائي (1/252) قال: نا سويد بن نصر، قال: ثنا عبد الله.
ثلاثتهم - ابن يوسف، ويحيى، وابن المبارك - عن مالك، عن ابن شهاب، فذكره.
في رواية ابن المبارك عن إسحاق بن عبد الله، وابن شهاب.
والرواية الثالثة: أخرجها مالك الموطأ (32) ، والبخاري (1/144) قال: ثنا عبد الله بن مسلمة. ومسلم (2/109) قال: ثنا يحيى بن يحيى والنسائي (1/252) قال: نا سويد بن نصر، قال: نا عبد الله.
ثلاثتهم - عبد الله بن مسلمة، ويحيى، وعبد الله بن المبارك- عن مالك، عن إسحاق، فذكره.
وفي حديث ابن المبارك، عن الزهري، وإسحاق بن أبي طلحة.
والرواية الرابعة: أخرجها البخاري (1/144) قال: ثنا محمد بن مقاتل. ومسلم (2/110) قال: ثنا منصور بن أبي مزاحم والنسائي (1/253) وفي الكبرى (1412) قال: نا سويد بن نصر.
ثلاثتهم - عن عبد الله بن المبارك، عن أبي بكر بن عثمان بن سهل بن حنيف -، قال: سمعت أبا أمامة فذكره.
والرواية الخامسة: أخرجها مسلم (2/110) قال: ثنا عمرو بن سواد العامري، ومحمد بن مسلمة المرادي، وأحمد بن عيسى، قال عمرو: نا، وقال الآخران، ثنا ابن وهب - قال: ني عمرو بن الحارث، عن يزيد بن أبي حبيب، أن موسى بن سعد الأنصاري حدثه، عن حفص بن عبيد الله، فذكره.(5/227)
3292 - (خ م ط د س) محمد بن شهاب الزهري - رحمه الله - «أن عمر بن عبد العزيز أخرَ الصلاة يوماً، فدخل عليه عروةُ بن الزبير فأخبره أن المغيرة بن شعبة أخرَ الصلاة يوماً وهو في الكوفة، فدخل عليه أبو مسعود الأنصاري، فقال: ما هذا يا مغيرة؟ أليس قد علمْتَ أن جبريل عليه السلام نزل فصلى، فصلى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، ثم صلى، فصلى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ثم صلى، فصلى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، ثم صلى، فصلى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، ثم صلى، فصلى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، ثم قال: بهذا أُمرتُ (1) ؟ فقال عمرُ بن عبد العزيز لعروةَ انظُر ما تحدِّثُ يا عروة، أَو إنَّ جبريلَ عليه السلام هو أقام لرسول الله - صلى الله عليه وسلم [ص:230] وقت الصلاة؟ فقال عروة: كذلك كان بشير بن أبي مسعود يُحدِّثُ عن أبيه، قال: وقال عُرْوة: ولقد حدَّثَتْني عائشةُ زوج النبي - صلى الله عليه وسلم-: أَن رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- كان يصلي العصرَ والشمسُ في حُجرتها قبل أن تظهر» .
وفي رواية «أن عمر بن عبد العزيز أخَّر العصر شيئاً، فقال له عروة: أمَا إن جبريل عليه السلام قد نزل، فصلى إمامَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال له عمر: اعْلَمْ ما تقول يا عروة، قال: سمعتُ بشير بن أبي مسعود يقول: سمعتُ أبا مسعود يقول: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: نزل جبريل فأمَّني، فصليت معه، ثم صليت معه، ثم صليت معه، ثم صليت معه، ثم صليت معه، يحْسُبُ بأصابعه خمسَ صلوات» . أخرجه البخاري ومسلم.
وأخرج الموطأ الرواية الأولى، وزاد: قال سويد في روايته: «الصلاة التي أخرَ عمر: كانت العصر» .
وفي رواية أبي داود: «أن عمر بن عبد العزيز كان قاعِداً على المنبر فأخَّر العصرَ شيئاً، فقال له عروة بن الزبير: أما إنَّ جبريل قد أخبر محمداً - صلى الله عليه وسلم- بوقتِ الصلاة، فقال له عمر: اعْلَمْ ما تقول، فقال عروة: سمعتُ بشير بن أبي مسعود يقول: سمعت أبا مسعود الأنصاري يقول: سمعتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: نزل جبريل فأخبرني بوقت الصلاة، فصليتُ معه، ثم صليت معه، ثم صليت معه، ثم صليت معه، ثم صليت معه، يحّسُبُ بأصابعه خمس [ص:231] صلوات، فرأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- صلَّى الظهر حين تَزُولُ الشمس، وربَّما أَخَّرها حين يشتد الحرُّ، ورأيته يُصلِّي العصر والشمس مرتفعة بيضاءُ، قبل أن تدخلها الصُّفرَة، فينصَرفُ الرجل من الصلاة فيأتي ذا الحُليفةِ قبل غروب الشمس، ويصلي المغرب حين تسقط الشمس، ويصلي العشاءَ حين يَسْوَدُّ الأُفق، وربما أخرها حتى يجتمع الناس، وصلى الصبحَ [مرَّة] بغلس، ثم صلى مرة أخرى فأسفر بها، ثم كانت صلاتُه بعد ذلك التَّغليسَ حتى مات، [و] لم يَعدْ إلى أن يُسْفِرَ» .
قال أبو داود: رواه جماعة عن ابن شهاب، لم يذكروا الوقت الذي صلى فيه، ولم يُفسِّروه. وكذلك رواه هشام عن أبيه. وأخرج النسائي الرواية الثانية من روايتي البخاري ومسلم (2) .
__________
(1) بضم التاء وفتحها.
(2) رواه البخاري 2 / 2 و 3 و 4 في مواقيت الصلاة في فاتحته، وفي بدء الخلق، باب ذكر الملائكة، وفي المغازي، باب شهود الملائكة بدراً، ومسلم رقم (610) في المساجد، باب أوقات الصلوات الخمس، والموطأ 1 / 3 و 4 في وقوت الصلاة في فاتحته، وأبو داود رقم (394) في الصلاة، باب في المواقيت، والنسائي 1 / 245 و 246 في المواقيت في فاتحته.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مالك الموطأ صفحة (29) ، والحميدي (451) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (4/120) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر. وفي (5/274) قال: قرأت على عبد الرحمن: مالك بن أنس. والدارمي (9/118) قال: أخبرنا عبيد الله بن عبد المجيد الحنفي، قال: حدثنا مالك. والبخاري (1/139) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة، قال: قرأت على مالك. وفي (4/137) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا ليث. وفي (5/107) قال: حدثنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب. ومسلم (2/103) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا ليث (ح) قال: وحدثنا ابن رمح، قال: أخبرنا الليث. (ح) وأخبرنا يحيى بن يحيى التميمي، قال: قرأت على مالك. وأبو داود (394) قال: حدثنا محمد بن سلمة المرادي، قال: حدثنا ابن وهب، عن أسامة بن زيد الليثي. وابن ماجة (668) قال: حدثنا محمد بن رمح المصري، قال: أنبأنا الليث بن سعد. والنسائي (1/245) . وفي الكبرى (1399) قال: أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا الليث بن سعد. وابن خزيمة (352) قال: حدثنا الربيع بن سليمان المرادي، قال: حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني أسامة بن زيد.
ستتهم - مالك، وسفيان، ومعمر، والليث، وشعيب، وأسامة بن زيد - عن ابن شهاب الزهري، فذكره. وزاد أسامة بن زيد في روايته: «ورأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصلي الظهر حين تزول الشمس، وربما أخرها حين يشتد الحر، ورأيته يصلي العصر والشمس مرتفعة بيضاء قبل أن تدخلها الصفرة، فينصرف الرجل من الصلاة، فيأتي ذا الحليفة قبل غروب الشمس، ويصلي المغرب حين تسقط الشمس، ويصلي العشاء حين يسود الأفق، وربما أخرها حتى يجتمع الناس، وصلى الصبح مرة بغلس، ثم صلى مرة أخرى فأسفر بها. ثم كانت صلاته بعد ذلك بالغلس، حتى مات -صلى الله عليه وسلم-، ثم لم يعد إلى أن يسفر.» .
* قال ابن خزيمة: هذه الزيادة لم يقلها أحد غير أسامة بن زيد.
* قال أبو داود: روي هذا الحديث عن الزهري، معمر، ومالك، وابن عيينة، وشعيب بن أبي حمزة، والليث بن سعد، وغيرهم، لم يذكروا الوقت الذي صلى فيه، ولم يفسروه.(5/229)
3293 - (خ م) رافع بن خديج - رضي الله عنه - قال: «كنا نصلي العصر مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ثم تُنْحرُ الجزُورُ، فتُقسمُ عَشرَ قِسم، ثم تُطْبَخُ فنأكُلُ لحماً نضيجاً قبل مغيب الشمس» أخرجه البخاري ومسلم (1) .
__________
(1) رواه البخاري 5 / 92 في الشركة، باب قسمة الغنم، وباب من عدل عشرة من الغنم بجزور في [ص:232] القسم، وفي الجهاد، باب ما يكره من ذبح الغنم والإبل في المغانم، وفي الذبائح، باب التسمية على الذبيحة، وباب ما أنهر الدم من القصب والمروة والحديد، وباب لا يذكى بالسن والعظم والظفر، وباب ما ند من البهائم فهو بمنزلة الوحش، وباب إذا أصاب قوم غنيمة فذبح بعضهم غنماً أو إبلاً بغير أمر أصحابهم لم تؤكل، وباب إذا ند بعير لقوم فرماه بعضهم بسهم فقلته وأراد إصلاحه، ومسلم رقم (625) في المساجد، باب استحباب التبكير بالعصر.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (4/141) قال: حدثنا أبو المغيرة. وفي (4/143) قال: حدثنا محمد بن مصعب، وعبد بن حميد (426) قال: حدثني ابن أبي شيبة، قال: حدثنا محمد بن مصعب. والبخاري (3/180) قال: حدثنا محمد بن يوسف. ومسلم (2/110) قال: حدثنا محمد بن مهران الرازي، قال: حدثنا الوليد بن مسلم. وفي (2/111) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا عيسى بن يونس، وشعيب بن إسحاق الدمشقي.
ستتهم - أبو المغيرة، ومحمد بن مصعب، ومحمد بن يوسف، والوليد، وعيسى بن يونس، وشعيب - قالوا: حدثنا الأوزاعي، قال: حدثنا أبو النجاشي، فذكره.(5/231)
المغرب
3294 - (خ م ت د) سلمة بن الأكوع - رضي الله عنه - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «كان يصلي المغرب إذا غربت الشمس وتَوَارَتْ بالحجاب» . أخرجه البخاري ومسلم والترمذي.
وفي رواية أبي داود، قال: «كان النبي - صلى الله عليه وسلم- يصلي المغربَ ساعةَ تغربُ الشمس، إذا غاب حاجِبُها» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(توارت بالحجاب) : التواري: الاستتار والاحتجاب في الأفق، أراد: إذا غابت الشمس في الأفق استترت به.
__________
(1) رواه البخاري 2 / 36 في مواقيت الصلاة، باب وقت المغرب، ومسلم رقم (636) في المساجد، باب بيان أن أول وقت المغرب عند غروب الشمس، وأبو داود رقم (417) في الصلاة، باب وقت المغرب، والترمذي رقم (164) في الصلاة، باب ما جاء في وقت المغرب.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (4/51) قال: حدثنا صفوان. وفي (4/54) قال: حدثنا مكي. وعبد ابن حميد (386) قال: أخبرنا صفوان بن عيسى. والدارمي (1212) قال: أخبرنا إسحاق - هو ابن إبراهيم الحنظلي - قال: حدثنا صفوان بن عيسى. والبخاري (1/147) قال: حدثنا المكي بن إبراهيم. ومسلم (2/115) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا حاتم - وهو ابن إسماعيل -.وأبو داود (417) قال: حدثنا عمرو بن علي، عن صفوان بن عيسى. وابن ماجة (688) قال: حدثنا يعقوب بن حميد بن كاسب، قال: حدثنا المغيرة بن عبد الرحمن. والترمذي (164) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا حاتم ابن إسماعيل.
أربعتهم - صفوان، ومكي، وحاتم، والمغيرة - عن يزيد بن أبي عبيد، فذكره.(5/232)
3295 - (خ م) رافع بن خديج - رضي الله عنه - قال: كنا نُصَلي المغربَ مع النبي - صلى الله عليه وسلم- «فَيَنْصَرِفُ أحدُنا وإنه لَيُبْصِرُ مَواقِعَ نَبْلِهِ» . أخرجه [ص:233] البخاري ومسلم (1) .
__________
(1) رواه البخاري 2 / 34 في مواقيت الصلاة، باب وقت المغرب، ومسلم رقم (637) في المساجد، باب بيان أن أول وقت المغرب عند غروب الشمس.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (4/141) قال: حدثنا أبو المغيرة. وعبد بن حميد (427) قال: حدثني ابن أبي شيبة، قال: حدثنا علي بن إسحاق، عن ابن المبارك. والبخاري (1/147) قال: حدثنا محمد بن مهران، قال: حدثنا الوليد، ومسلم (2/115) قال: حدثنا محمد بن مهران الرازي، قال: حدثنا الوليد بن مسلم. وفي (2/115) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، قال: أخبرنا شعيب بن إسحاق الدمشقي. وابن ماجة (687) قال: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي، قال: حدثنا الوليد بن مسلم.
أربعتهم - أبو المغيرة، وابن المبارك، والوليد، وشعيب - عن الأوزاعي، قال: حدثنا أبو النجاشي، فذكره.(5/232)
3296 - (د) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «كنا نُصلي المغرب مع النبي - صلى الله عليه وسلم- ثم نَرْمي، فيرى أحدُنا مَوضِعَ نَبْلِهِ» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (416) في الصلاة، باب في وقت المغرب، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (416) قال: ثنا داود بن شبيب، وابن خزيمة، (338) قال: ثنا محمد بن عبد الله بن المبارك المخزمي، قال: ثنا يحيى بن إسحاق.
كلاهما - داود، ويحيى - قالا: ثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، فذكره.
وبنحوه أخرجه أحمد (3/114) قال: ثنا يحيى، وفي (3/189) قال: ثنا محمد بن عبد الله. وفي (3/199) قال: ثنا عبد الواحد. وفي (3/205) قال: ثنا ابن أبي عدي.
أربعتهم عن حميد فذكره.(5/233)
3297 - (س) رجل من أسلم من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم- «أنهم كانوا يصلُّون مع النبي - صلى الله عليه وسلم- المغرب، ثم يرجعون إلى أهليهم إلى أقصى المدينة يرْمُونَ يُبْصِرون موَاقع سِهامهم» . أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 1 / 259 في المواقيت، باب تعجيل المغرب، وهو حديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (5/371) والنسائي (1/259) قال: نا محمد بن بشار.
كلاهما - أحمد بن حنبل، ومحمد بن بشار - عن محمد بن جعفر، قال: ثنا شعبة، عن أبي بشر، قال: سمعت حسان بن بلال، فذكره.(5/233)
3298 - (د) مرثد بن عبد الله الغنوي - رضي الله عنه - قال: قدِمَ علينا أَبو أيوب غازياً، وعقبة بن عامر يومئذ على مصر، فأخَّرَ عقبةُ المغرب، فقام إليه أبو أيوب، فقال: ما هذه الصلاة يا عقبة؟ قال: «إنَّا شُغِلْنا، قال: أما سمعتَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: لا تزَالُ أُمَّتي بخير - أو قال: على الفطرة - ما لم يُؤخِّرُوا المغرب إلى أن تشْتَبِكَ النجومُ؟» أخرجه أبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(تشتبك النجوم) : اشتباك النجوم: ظهور صغارها بين كبارها، حتى لا يخفى منها شيء.
__________
(1) رقم (418) في الصلاة، باب في وقت المغرب، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/147) قال: حدثنا يعقوب - ابن إبراهيم بن سعد - قال: حدثنا أبي. وفي (5/417) قال: حدثنا إسماعيل. وفي (5/417، 421) قال: حدثنا محمد بن أبي عدي. وأبو داود (418) قال: حدثنا عبيد الله بن عمر، قال: حدثنا يزيد بن زريع. وابن خزيمة (339) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، ومؤمل بن هشام اليشكري، قالا: حدثنا ابن علية (ح) وحدثنا الفضل بن يعقوب الجزري، قال: حدثنا عبد الأعلى (ح) وحدثنا محمد بن موسى الحرشي، قال: حدثنا زياد بن عبد الله.
ستتهم - إبراهيم بن سعد، وابن علية، وابن أبي عدي، وابن زريع، وعبد الأعلى، وزياد بن عبد الله - عن محمد بن إسحاق، قال: حدثني يزيد بن أبي حبيب، عن مرثد، فذكره. في رواية إبراهيم بن سعد: قال أبو أيوب: يا عقبة أما سمعته من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «لا تزال أمتي بخير ... » الحديث قال: فقال: بلى.(5/233)
تقديمها مطلقاً
3299 - (ت) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال له: «يا علي، ثلاثاً لا تُوخِّرها: الصلاةُ إذا دخل وقتها، والجنازةُ إذا حضَرَتْ، والأيِمُ إذا وَجَدْتَ لها كُفءاً» أخرجه الترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الأيم) : المرأة التي لا زوج لها، بكراً كانت أو ثيباً، وكذلك الرجل.
(كفءاً) : الكفء: النظير والمثل والعديل.
__________
(1) رقم (171) في الصلاة، باب ما جاء في الوقت الأول من الفضل، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " رقم 1 / 105، وفي سنده سعيد بن عبد الله الجهني، وثقه ابن حبان والعجلي، وقال أبو حاتم: مجهول، وقال الحافظ في " التقريب " مقبول، يعني إذا توبع، ولم أجد له متابعة، والحديث معناه صحيح وإن كان ضعيف السند.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (1/105) (828) قال: حدثنا هارون بن معروف - قال عبد الله بن أحمد: وسمعته أنا من هارون - وابن ماجة (1486) قال: حدثنا حرملة بن يحيى. والترمذي (171، 1075) قال: حدثنا قتيبة.
ثلاثتهم - هارون، وحرملة، وقتيبة - عن عبد الله بن وهب، قال: حدثني سعيد بن عبد الله الجهني، أن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب حدثه، عن أبيه، عن جده،فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث غريب حسن، وقال في الموضع الآخر، هذا حديث غريب، وما أرى إسناده بمتصل.(5/234)
الفرع الثالث: في تأخير أوقات الصلوات
الصبح والعصر
3300 - (خ م ط د ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَن أدْرَكَ من الصبح ركعة قبل أن تطلُعَ الشمس فقد أدرك الصبح، ومن أدرك ركعة من العصر قبل أن تغربَ الشمس فقد أدرك العصر» أخرجه الجماعة.
وفي رواية للبخاري والنسائي «إذا أدرك أحدُكم سجدة من صلاة [ص:235] العصر قبل أن تغرب الشمس فليُتِمَّ صلاتَه، وإذا أدرك سَجْدَة من صلاة الصبح قبل أن تطلع الشمس فليُتمَّ صلاته» إلا أن النسائي قال: «أوَّل سجدة» في الموضعين (1) .
__________
(1) رواه البخاري 2 / 46 في مواقيت الصلاة، باب من أدرك من الفجر ركعة، وباب من أدرك ركعة من العصر قبل المغرب، ومسلم رقم (608) في المساجد، باب من أدرك ركعة من الصلاة فقد أدرك تلك الصلاة، والموطأ 1 / 6 في وقوت الصلاة، والترمذي رقم (186) في الصلاة، باب ما جاء فيمن أدرك ركعة من العصر قبل أن تغرب الشمس، وأبو داود رقم (412) في الصلاة، باب في وقت العصر، والنسائي 1 / 257 و 258 في المواقيت، باب من أدرك ركعتين من العصر، وباب من أدرك ركعة من الصبح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مالك الموطأ (30) وأحمد (2/462) قال: قرأت على عبد الرحمن: مالك (ح) وحدثنا إسحاق. قال: أخبرني مالك. والدارمي (1225) قال: أخبرنا عبيد الله بن عبيد المجيد. قال: حدثنا مالك. والبخاري (1/151) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك. ومسلم (2/102) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. قال: قرأت على مالك. وابن ماجة (699) قال: حدثنا محمد بن الصباح. قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد الدراوردي. والترمذي (186) قال: حدثنا إسحاق بن موسى الأنصاري. قال: حدثنا معن. قال: حدثنا مالك بن أنس. والنسائي (1/257) وفي الكبرى (1418) قال: أخبرنا قتيبة عن مالك. وابن خزيمة (985) قال: حدثنا أحمد بن عبدة. قال: حدثنا عبد العزيز، يعني الدراوردي. (ح) وحدثنا بشر بن معاذ. قال: حدثنا عبد الله بن جعفر. (ح) وحدثنا يونس بن عبد الأعلى. قال: أخبرنا ابن وهب، أن مالكا حدثه. (ح) وحدثنا أبو موسى قال: حدثنا روح. قال: حدثنا مالك. (ح) وحدثنا الربيع بن سليمان. قال: وقرأته على الحسن بن محمد، عن الشافعي. قال: أخبرنا مالك بن أنس.
ثلاثتهم - مالك، وعبد العزيز الدراوردي، وعبد الله بن جعفر - عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، وعن بسر بن سعيد، وعن الأعرج، فذكروه. وعن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبي هريرة، أن نبي الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «من أدرك ركعة من صلاة الفجر، قبل أن تطلع الشمس، فقد أدركها ومن أدرك ركعة من صلاة العصر، قبل أن تغرب الشمس، فقد أدركها.» .
1- أخرجه أحمد (2/254) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر. وفي (2/260) قال: حدثنا عبد الأعلى، عن معمر. والبخاري في القراءة خلف الإمام (197) قال: حدثنا محمد. قال: حدثنا عبد الله. قال: أنبأنا محمد بن أبي حفصة. ومسلم (2/103) قال: حدثنا عبد بن حميد. قال: أخبرنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر. وابن ماجة (700) قال: حدثنا جميل بن الحسن. قال: حدثنا عبد الأعلى. قال: حدثنا معمر. والنسائي (1/257) وفي الكبرى (1419) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى. قال: حدثنا معتمر. قال: سمعت معمر. وفي الكبرى (1450) قال: أخبرنا عمران بن موسى. قال: حدثنا محمد بن سواء، عن سعيد، عن معمر. وابن خزيمة (985) قال: حدثنا محمد بن عبد الأعلى وأبو الأشعث. قالا: حدثنا معتمر، عن معمر.
كلاهما - معمر، ومحمد بن أبي حفصة - عن الزهري.
2- وأخرجه أحمد (2/254) قال: حدثنا عبد الملك بن عمرو. قال: حدثنا علي، يعني ابن المبارك. والبخاري (1/146) وفي القراءة خلف الإمام. (199) قال: حدثنا أبو نعيم. قال: حدثنا شيبان. والنسائي (1/257) وفي الكبري (1420) قال: أخبرنا عمرو بن منصور. قال: حدثنا الفضل بن دكين. قال: حدثنا شيبان.
كلاهما - علي بن المبارك، وشيبان - عن يحيى بن أبي كثير.
3- وأخرجه أحمد (2/348) قال: حدثنا محمد بن جعفر. وابن خزيمة (985) قال: حدثنا أحمد بن عبدة. قال: حدثنا زياد بن عبد الله القشيري.
كلاهما - محمد بن جعفر، وزياد - عن محمد بن عمرو.
ثلاثتهم - الزهري، ويحيى ومحمد بن عمرو - عن أبي سلمة، فذكره.
-وعن ابن عباس، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «من أدرك من العصر ركعة قبل أن تغرب الشمس فقد أدرك. ومن أدرك من الفجر ركعة قبل أن تطلع الشمس فقد أدرك.»
* وفي رواية: «من أدرك ركعتين من صلاة العصر ... » . نحوه.
أخرجه أحمد (2/282) قال: حدثنا إبراهيم بن خالد. قال: حدثنا رباح. ومسلم (2/103) قال: حدثنا حسن بن الربيع. قال: حدثنا عبد الله بن المبارك. (ح) وحدثناه عبد الأعلى بن حماد. قال: حدثنا معتمر. وأبو داود (412) قال: حدثنا الحسن بن الربيع. قال: حدثني ابن المبارك. والنسائي (1/257) وفي الكبرى (1417) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى. قال: حدثنا معتمر. وابن خزيمة (984) قال: حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني وأحمد بن المقدام العجلي. قالا: حدثنا معتمر.
ثلاثتهم - رباح، وعبد الله بن المبارك، ومعتمر بن سليمان - عن معمر، عن ابن طاووس، عن أبيه، عن ابن عباس، فذكره.
- وعن عبد الرحمن الأعرج، عن أبي هريرة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، قال: «من أدرك قبل طلوع الشمس سجدة، فقد أدرك الصلاة. ومن أدرك قبل غروب الشمس سجدة، فقد أدرك الصلاة» .
أخرجه أحمد (2/399) قال: حدثنا معاوية. قال: حدثنا زائدة. قال: حدثنا عبد الله بن ذكوان أبو الزناد. وفي (2/474) قال: حدثنا يحيى، عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند. والنسائي (1/273) وفي الكبرى (1451) قال: أخبرنا إبراهيم بن محمد ومحمد بن المثنى. قالا: حدثنا يحيى، عن عبد الله بن سعيد وابن خزيمة (985) قال: حدثنا بندار. قال: حدثنا يحيى يعني ابن سعيد. قال: حدثنا عبد الله بن سعيد بن أبي هند.
كلاهما - أبو الزناد، وعبد الله بن سعيد - عن عبد الرحمن الأعرج، فذكره.
-وعن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، أنه قال: «من أدرك ركعة من صلاة الصبح قبل طلوع الشمس فقد أدرك الصلاة. ومن أدرك ركعتين من العصر قبل أن تغيب الشمس فقد أدرك الصلاة» .
أخرجه أحمد (2/459) قال: حدثنا محمد بن جعفر وأبو النضر. قالا: حدثنا شعبة. وابن خزيمة (985) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي. قال: حدثنا ابن أبي حازم. (ح) وحدثنا بندار. قال: حدثنا محمد قال: حدثنا شعبة. (ح) وحدثنا أبو موسى. قال: حدثني محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. كلاهما - شعبة، وابن أبي حازم - عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، فذكره.
* في رواية ابن خزيمة قال: « ... ومن أدرك من العصر ركعة..» .(5/234)
3301 - (س) عائشة - رضي الله عنها - أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «من أدركه ركعة من الفجر قبل أن تطلع الشمس فقد أدركها، ومن أدرك ركعة من العصر قبل أن تغرب الشمس فقد أدركها» . أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 1 / 273 في المواقيت، باب من أدرك ركعة من صلاة الصبح، وهو حديث صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (6/78) قال: حدثنا زكريا بن عدي. قال: حدثني إسحاق بن إبراهيم ومحمد بن حاتم.
كلاهما عن محمد بن بكر. (ح) وحدثني هارون بن عبد الله. قال: حدثنا حجاج بن محمد. (ح) وحدثني حجاج بن الشاعر ومحمد بن رافع. قالا: حدثنا عبد الرزاق. والنسائي (1/267) وفي الكبرى (1433) قال: أخبرني إبراهيم بن الحسن. قال: حدثنا حجاج. وفي (1/267) قال: وأخبرني يوسف ابن سعيد. قال: حدثنا حجاج. وابن خزيمة (348) قال: حدثنا محمد بن معمر القيسي. قال: حدثنا أبو عاصم. (ح) وحدثنا محمد بن الحسن بن تسنيم. قال: حدثنا محمد بن بكر. (ح) وحدثنا أحمد بن منصور الرمادي. قال: حدثنا حجاج بن محمد وعبد الرزاق.
أربعتهم - عبد الرزاق، ومحمد بن بكر، وحجاج بن محمد، وأبو عاصم - عن ابن جريج. قال: أخبرني المغيرة بن حكيم، عن أم كلثوم بنت أبي بكر، فذكرته.
* الروايات متقاربة المعنى.(5/235)
الظهر
3302 - (ط) القاسم بن محمد - رحمه الله - قال: «ما أَدْركْتُ الناس إلا وهم يُصلُّون الظهر بعَشيّ» (1) . أخرجه الموطأ (2) .
__________
(1) قال الزرقاني في " شرح الموطأ ": قال في " الاستذكار ": قال مالك: يريد الإبراد بالظهر.
(2) 1 / 9 في وقوت الصلاة، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: أخرجه مالك الموطأ (11) قال: عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عن القاسم بن محمد، فذكره.(5/235)
3303 - (خ م ط ت د س) أبو هريرة - رضي الله عنه - أَن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا اشتَدَّ الحرُّ فأبْرِدُوا بالصلاة، فإن شدة الحرِّ من فَيحِ جهنم» . [ص:236]
أخرجه الجماعة. وزاد مالك في رواية له: «وذكر أن النار اشتكَتْ إلى ربها، فأذِنَ لها في كل عام بنَفسَين: نفَس في الشتاء، ونفس في الصيف» .
وقد سبق لذكر النار رواية في «كتاب خلق العالم» ، وستَرِدُ روايات في «كتاب القيامة» [من حرف القاف] (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فيح) : الفيح: اللفح والوهج.
__________
(1) رواه البخاري 2 / 15 في مواقيت الصلاة، باب الإبراد بالظهر في شدة الحر، ومسلم رقم (645) في المساجد، باب استحباب الإبراد بالظهر في شدة الحر، والموطأ 1 / 15 في وقوت الصلاة، باب النهي عن الصلاة بالهاجرة، وأبو داود رقم (402) في الصلاة، باب وقت صلاة الظهر، والترمذي رقم (157) في الصلاة، باب ما جاء في تأخير الظهر في شدة الحر، والنسائي 1 / 248 و 249 في المواقيت، باب الإبراد بالظهر إذا اشتد الحر.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك الموطأ (36) . وأحمد (2/462) قال: قرأت على عبد الرحمن. ومسلم (2/108) قال: حدثني إسحاق بن موسى الأنصاري. قال: حدثنا معن.
كلاهما - عبد الرحمان بن مهدي، ومعن بن عيسى - عن مالك بن أنس، عن عبد الله بن يزيد مولى الأسود بن سفيان، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، ومحمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، فذكراه.
* أخرجه أحمد (2/501) قال: حدثنا يزيد. قال: أخبرنا محمد. والنسائي في الكبرى (1403) قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن المغيرة الحمصي. قال: حدثنا عثمان، عن شعيب، عن الزهري.
كلاهما - محمد بن عمرو، والزهري - عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا اشتد الحر فأبردوا بالصلاة، فإن شدة الحر من فيح جهنم.» . مختصرا. وليس فيه «محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان» .
* وأخرجه أحمد (2/394) قال: حدثنا يونس. قال: حدثنا أبان، يعني العطار، عن يحيى بن أبي كثير، عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، عن أبي هريرة، فذكره. ليس فيه: أبو سلمة.
-وعن الأعرج، عن أبي هريرة، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال: «إذا اشتد الحر، فأبردوا عن الصلاة، فإن شدة الحر من فيح جهنم.» .
أخرجه مالك الموطأ (36) وأحمد (2/462) قال: قرأت على عبد الرحمن. (ح) وحدثنا إسحاق. وابن ماجة (677) قال: حدثنا هشام بن عمار.
ثلاثتهم - عبد الرحمن، وإسحاق، وهشام بن عمار - عن مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، فذكره. * أخرجه البخاري (1/142) قال: حدثنا أيوب بن سليمان بن بلال. قال: حدثنا أبو بكر، عن سليمان. قال: صالح بن كيسان: حدثنا الأعرج عبد الرحمن وغيره، عن أبي هريرة، فذكره.
-وعن سعيد بن المسيب، وأبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة أنه قال: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا اشتد الحر فأبردوا عن الصلاة فإن شدة الحر من فيح جهنم» .
أخرجه أحمد (2/266) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر وابن جريج. وفي (2/285) قال: حدثنا محمد بن بكر. قال: حدثنا ابن جريج. والدارمي (1210) قال: أخبرنا عبد الله بن صالح. قال: حدثني الليث. ومسلم (2/107) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا ليث. (ح) وحدثنا محمد بن رمح. قال: أخبرنا الليث. (ح) وحدثني حرملة بن يحيى. قال: أخبرنا ابن وهب. قال: أخبرني يونس. (ح) وحدثني هارون بن سعيد الأيلي وعمرو بن سواد وأحمد بن عيسى. قال عمرو: أخبرنا وقال الآخران: حدثنا ابن وهب قال: أخبرني عمرو. وأبو داود (402) قال: حدثنا يزيد بن خالد بن موهب الهمداني، وقتيبة بن سعيد الثقفي، أن الليث حدثهم. وابن ماجة (678) قال: حدثنا محمد بن رمح. قال: أنبأنا الليث بن سعد، والترمذي (157) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا الليث. والنسائي (1/248) . وفي الكبرى (1405) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا الليث.
خمستهم - معمر، وابن جريج، والليث ويونس، وعمرو بن الحارث - عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة بن عبد الرحمن، فذكراه. * أخرجه الحميدي (942) وأحمد (2/238) . والبخاري (1/142) قال: حدثنا علي بن عبد الله. والنسائي في الكبرى (1404) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد ومحمد بن عبد الله بن يزيد. وابن خزيمة (329) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء، عن سعيد بن عبد الرحمن المخزومي وأحمد بن عبدة الضبي.
سبعتهم - الحميدي، وأحمد، وعلي بن عبد الله، وقتيبة، ومحمد بن عبد الله، وسعيد بن عبد الرحمان، وأحمد بن عبدة - عن سفيان، عن الزهري عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، فذكره. ليس فيه: أبو سلمة.
- وعن أبي يونس، عن أبي هريرة، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «أبردوا عن الصلاة، فإن شدة الحر من فيح جهنم.» .
أخرجه مسلم (2/107) قال: حدثني هارون بن سعيد الأيلي وعمرو بن سواد وأحمد بن عيسى. قال عمرو: أخبرنا. وقال الآخران: حدثنا ابن وهب. قال: قال عمرو: حدثني أبو يونس. فذكره.
- وعن عبد الرحمن بن يعقوب، عن أبي هريرة، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال: «إن هذا الحر من فيح جهنم، فأبردوا بالصلاة.» .
أخرجه أحمد (2/411) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم. ومسلم (2/107) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا عبد العزيز.
كلاهما - عبد الرحمن، وعبد العزيز بن محمد الدراوردي - عن العلاء، عن أبيه، فذكره.
- وعن بسر بن سعيد وسلمان الأغر، عن أبي هريرة، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا كان اليوم الحار فأبردوا بالصلاة فإن شدة الحر من فيح جهنم» .
أخرجه مسلم (2/107) قال: حدثني هارون بن سعيد الأيلي وعمرو بن سواد وأحمد بن عيسى. قال عمرو: أخبرنا. وقال الآخران: حدثنا ابن وهب. قال: أخبرني عمرو، أن بكير حدثه عن بسر بن سعيد وسلمان الأغر، فذكراه.
- وعن همام بن منبه. قال: هذا ما حدثنا أبو هريرة، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. فذكر أحاديث منها وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «أبردوا عن الحر في الصلاة، فإن شدة الحر من فيح جهنم.» . أخرجه أحمد (2/318) . ومسلم (2/107) قال: حدثنا ابن رافع.
كلاهما - أحمد، ومحمد بن رافع - عن عبد الرزاق بن همام. قال: حدثنا معمر، عن همام بن منبه، فذكره.
- وعن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «أبردوا بالظهر، فإن حرها من فيح جهنم.» .
أخرجه أحمد (2/377) قال: حدثنا أسود بن عامر. قال: أنبأنا أبو بكر، عن عاصم. وفي (2/400) قال: حدثنا يحيى بن إسحاق. قال: حدثنا أبو بكر، عن عاصم. وفي (3/53) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا سفيان، عن الأعمش.
كلاهما - عاصم، والأعمش - عن ذكوان أبي صالح. فذكره.
وعن ابن سيرين، عن أبي هريرة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، قال: «شدة الحر من فيح جهنم، فأبردوا بالصلاة» .
أخرجه أحمد (2/229) قال: حدثنا هشيم. وفي (2/507) قال: حدثنا يزيد.
كلاهما - هشيم، ويزيد - عن هشام، عن محمد بن سيرين، فذكره.
- وعن أبي الوليد وعبد الرحمن بن سعد، عن أبي هريرة، عن النبي، -صلى الله عليه وسلم-، قال: «إن شدة الحر من فيح جهنم، فإذا اشتد الحر فأبردوا بالصلاة» .
أخرجه أحمد (2/256) قال: حدثنا يزيد. وفي (2/393) قال: حدثنا حسين. كلاهما - يزيد، وحسين - عن ابن أبي ذئب، عن أبي الوليد وعبد الرحمن بن سعد، فذكراه.(5/235)
3304 - (ط) عطاء بن يسار - رحمه الله - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال ... وذكرمثله. أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 1 / 15 في وقوت الصلاة، باب النهي عن الصلاة بالهاجرة مرسلاً، ويشهد له الذي قبله.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك الموطأ (26) قال: عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، فذكره. وقال الزرقاني في شرح الموطأ (1/57) : هذا مرسل يقويه الأحاديث المتصلة التي رواها مالك وغيره من طرق كثير، قاله أبو عمر.(5/236)
3305 - (خ م د ت) أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه - قال: كنا مع النبي -صلى الله عليه وسلم- في سفر، فأراد المؤذِّن أن يؤذِّن للظهر، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أَبْرِدْ ثم أراد أن يؤذِّن، فقال له: أَبْرِدْ، حتى رأينا فيئَ التُّلول، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم-: «إن شدة الحرِّ من فَيْحِ جهنم، فإذا اشتد الحرُّ فأبْرِدُوا بالصلاة» . أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي.
وفي رواية «أذَّنَ [ص:237] مُؤذِّن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم-: أبْرِدْ، أبْرِدْ - أو قال: انتَظِرْ، انْتَظِرْ، وقال: إن شدة الحر من فيح جهنم، فإذا اشتد الحرُّ فأبرِدُوا عن الصلاة، قال أبو ذَرّ: حتى رأينا فيئَ التُّلول» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 2 / 15 في مواقيت الصلاة، باب الإبراد بالظهر في شدة الحر، وباب الإبراد بالظهر في السفر، وفي الأذان، باب الأذان للمسافرين إذا كانوا جماعة، وفي بدء الخلق، باب صفة النار، ومسلم رقم (616) في المساجد، باب استحباب الإبراد بالظهر في شدة الحر، وأبو داود رقم (401) في الصلاة، باب وقت صلاة الظهر، والترمذي رقم (158) في الصلاة، باب ما جاء في تأخير الظهر في شدة الحر.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (5/155) حدثنا عفان. وفي (5/162) قال: حدثنا حجاج. وفي (5/176) قال: حدثنا محمد بن جعفر. والبخاري (1/142) قال: حدثنا ابن بشار، قال: حدثنا غندر. وفي (1/142) قال: حدثنا آدم بن أبي إياس. وفي (1/162) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم. وفي (4/146) قال: حدثنا أبو الوليد.
ومسلم (2/108) قال: حدثني محمد بن المثنى.، قال: حدثنا محمد بن جعفر. وأبو داود (401) قال: حدثنا أبو الوليد الطيالسي. والترمذي (158) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا أبو داود الطيالسي وابن خزيمة (328) قال: حدثنا بندار بن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر. وفي (394) قال: حدثنا أحمد بن سنان الواسطي، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي.
ثمانيتهم - عفان، وحجاج، ومحمد بن جعفر غندر، وآدم، ومسلم بن إبراهيم، وأبو الوليد، وأبو داود الطيالسي، وعبد الرحمن بن مهدي - عن شعبة، عن مهاجر أبي الحسن مولى بني تيم الله، عن زيد ابن وهب، فذكره.(5/236)
3306 - (خ) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «أبْرِدُوا بالظهر، فإن شدة الحرِّ من فيح جهنم» أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) 2 / 16 في مواقيت الصلاة، باب الإبراد بالظهر في شدة الحر، وفي بدء الخلق، باب صفة النار.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (3/9) قال: ثنا قتيبة، قال: ثنا يعقوب يعني القارئ، قال: ثنا سهيل.
2- وأخرجه أحمد (3/52) قال: ثنا محمد بن عبيد. وفي (3/53) قال: ثنا يحيى بن سعيد. وفي (3/59) قال: ثنا عبد الرحمن، عن سفيان. والبخاري (1/142) قال: ثنا عمر بن حفص، قال: ثنا أبي، وفي (4/146) قال: ثنا محمد بن يوسف، قال: ثنا سفيان، وابن ماجة (679) قال: ثنا أبو كريب، قال: ثنا أبو معاوية.
خمستهم - ابن عبيد، ويحيى، وسفيان، وحفص بن غياث، وأبو معاوية - عن الأعمش.
كلاهما - سهيل، والأعمش - عن أبي صالح ذكوان، فذكره.(5/237)
3307 - (س) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه - يرفعه مثله، وفيه: «إن الذي تجدُون من الحرِّ من فَيْحِ جهنم» . أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 1 / 249 في المواقيت، باب الإبراد بالظهر، إذا اشتد الحر، وهو حديث صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1- أخرجه النسائي (1/249) قال: أخبرنا إبراهيم بن يعقوب، قال: حدثنا عمر بن حفص (ح) وأنبأنا إبراهيم بن يعقوب، قال: حدثنا يحيى بن معين (ح) وفي الكبرى (1406) وأنبأنا عمرو بن منصور، قال: حدثنا عمر بن حفص بن غياث. كلاهما - عمر، ويحيى - قالا: حدثنا حفص بن غياث، عن الحسن بن عبيد الله، عن إبراهيم، عن يزيد بن أوس.
2- وأخرجه النسائي في الكبرى (1406) قال: أخبرنا عمرو بن منصور، قال: حدثنا عمر بن حفص بن غياث، قال:حدثنا أبي، عن الحسن بن عبيد الله، عن إبراهيم، عن أبي زرعة بن عمرو.
كلاهما - يزيد، وأبو زرعة - عن ثابت بن قيس، فذكره.(5/237)
3308 - (س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «كان رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- إذا كان الحرُّ أَبْرَدَ بالصلاة، وإذا كان البَرْدُ عجَّلَ» . أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 1 / 248 في المواقيت، باب تعجيل الظهر في البرد، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (1/248) قال: نا عبيد الله بن سعيد، قال: ثنا أبو سعيد مولى بني هاشم، قال: ثنا خالد بن دينار أبو خلدة، فذكره.(5/237)
العصر
3309 - (د) علي بن شيبان - رضي الله عنه - قال: «قدِمنا على [ص:238] رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فكان يُؤخرُ العصرَ ما دامت الشمس بيضاء نقيَّة» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (408) في الصلاة، باب في وقت صلاة العصر، وفي سنده محمد بن يزيد اليمامي، ويزيد ابن عبد الرحمن بن علي بن شيبان، وهما مجهولان، ولكن يشهد له حديث أنس عند أبي داود رقم (404) وغيره، فهو حديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (408) قال: حدثنا محمد بن عبد الرحمن العنبري، قال: حدثنا إبراهيم بن أبي الوزير، قال: حدثنا محمد بن يزيد اليمامي، قال: حدثني يزيد بن عبد الرحمن بن علي بن شيبان، عن أبيه، فذكره.(5/237)
المغرب
3310 - (ط) يحيى بن سعيد - رحمه الله - قال لسالم بن عبد الله [ابن عمر] : «ما أشدَّ ما رأيتَ أباك أخَّرَ المغرب في السَّفَر؟ فقال سالم: غربتِ الشمس ونحن بذاتِ الجيش، فصلى المغرب بالعقيق» . أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 1 / 146 في قصر الصلاة في السفر، باب قصر الصلاة في السفر، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح:أخرجه مالك الموطأ (334) قال: عن يحيى بن سعيد، فذكره.(5/238)
3311 - (خ م ت س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا قُدِّمَ العَشاءُ فابدؤوا به قبل أَن تصلُّوا صلاة المغرب، ولا تَعْجَلُوا عن عشائكم» أخرجه البخاري ومسلم.
وفي رواية الترمذي والنسائي: «إذا حضر العَشاءُ وأقيمت الصلاة فابدؤوا بالعَشاء» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 9 / 505 في الأطعمة، باب إذا حضر العشاء فلا يعجل عن عشائه، وفي الجماعة، باب إذا حضر الطعام وأقيمت الصلاة، ومسلم رقم (557) في المساجد، باب كراهة الصلاة بحضرة الطعام، والترمذي رقم (353) في الصلاة، باب إذا حضر العشاء وأقيمت الصلاة فابدؤوا بالعشاء، والنسائي 2 / 111 في الإمامة، باب العذر في ترك الجماعة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
البخاري في الصلاة (2193) عن يحيى بن بكير عن الليث عنه به الأشراف (1/387) .
ومسلم في الصلاة (69:1) عن عمرو الناقد وزهير بن حرب وأبي بكر بن أبي شيبة والترمذي فيه (الصلاة 146) عن قتيبة بن سعيد وقال: حسن صحيح، والنسائي فيه (الصلاة 243:2) عن محمد بن منصور الجواز المكي وابن ماجة فيه (الصلاة 73:1) عن هشام بن عمار.
ستتهم عنه به الأشراف (1/187، 188) .(5/238)
3312 - (خ م) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «إذا أُقيمت الصلاة وحضر العَشاء فابدؤوا بالعَشاء» . وفي رواية: «إذا وُضع العشاءُ» . أخرجه البخاري ومسلم (1) .
__________
(1) رواه البخاري 9 / 505 في الأطعمة، باب إذا حضر العشاء فلا يعجل عن عشائه، وفي الجماعة، باب إذا حضر الطعام وأقيمت الصلاة، ومسلم رقم (558) في المساجد، باب كراهة الصلاة بحضرة الطعام.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه الحميدي (182) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (6/39) قال: حدثنا سفيان. وفي (6/51) قال: حدثنا يحيى. وفي (6/194) قال: حدثنا وكيع. والدارمي (1284) قال: أخبرنا محمد بن يوسف. قال: حدثنا سفيان. والبخاري (1/171) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا يحيى. وفي (7/107) قال: حدثنا محمد بن يوسف. قال: حدثنا سفيان. ومسلم (2/78) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا ابن نمير وحفص ووكيع. وابن ماجة (935) قال: حدثنا سهل بن أبي سهل. قال: حدثنا سفيان بن عيينة (ح) وحدثنا علي بن محمد. قال: حدثنا وكيع.
ستتهم - سفيان بن عيينة، ويحيى بن سعيد القطان، وسفيان الثوري، وعبد الله بن نمير، وحفص بن غياث، ووكيع - عن هشام بن عروة، عن أبيه، فذكره.(5/239)
3313 - (خ م ط د ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا وُضِعَ عشاءُ أحدِكم وأُقيمت الصلاةُ، فابدؤوا بالعَشاء، ولا تَعجَلْ حتى تَفرُغَ منه، وكان ابنُ عمر يُوضَع له الطعام وتُقامُ الصلاةُ فلا يأتيها حتى يَفْرُغَ، وإنه لَيَسْمَعُ قراءةَ الإمام» .
وفي رواية «إذا كان أحدكم على الطعام فلا يعجلَ حتى يقضيَ حاجته منه وإن أُقيمت الصلاة» . أخرجه البخاري ومسلم، وأخرجه الموطأ بنحوه.
وأخرجه أبو داود قال: «إذا وُضع عَشاءُ أحدكم وأقيمت الصلاة فلا يقوم حتى يفرُغَ» . زاد في رواية «وكان عبد الله إذا وُضعَ عشاؤه - أو حضر عشاؤه - لم يَقُمْ حتى يفرغَ، وإن سَمِعَ الإقامة، وإن سَمِعَ قراءة الإمام» . وله في أخرى عن عبد الله بن عُبَيْد بن عُميْر (1) ، قال: «كنت مع أبي في زمَان ابن الزبير، إلى جَنْبِ عبد الله بن عمر، فقال عبَّادُ بن عبد الله بن الزبير: [ص:240] إنا سمعنا أنهُ يبْدَأُ بالعَشاء قبل الصلاة؟ فقال عبد الله بن عمر: ويحك، ما كان عَشاؤهم؟ أتَراهُ كان مثلَ عَشاء أبيك» .
وفي رواية الترمذي: «إذا وُضع العَشاءُ وأُقيمت الصلاةُ فابدؤوا بالعَشاء، قال: وتَعَشَّى ابنُ عمر وهو يسمع قراءة الإمام» (2) .
__________
(1) في الأصل: عن عبد الله عن عبيد بن عمير، وهو خطأ، والتصحيح من سنن أبي داود.
(2) رواه البخاري 2 / 135 في الجماعة، باب إذا حضر الطعام وأقيمت الصلاة، ومسلم رقم (559) في المساجد، باب كراهة الصلاة بحضرة الطعام، والموطأ 1 / 971 في الاستئذان، باب ما جاء في الفأرة تقع في السمن، والبدء بالأكل قبل الصلاة، وأبو داود رقم (3757) ورقم (3759) في الأطعمة، باب إذا حضرت الصلاة والعشاء، والترمذي رقم (354) في الصلاة، باب إذا حضر العشاء وأقيمت الصلاة فابدؤوا بالعشاء.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/20) (4709) قال: حدثنا يحيى، عن عبيد الله. وفي (2/25) (4780) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا عبد الله بن نافع. وفي (2/103) (5806) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا وهيب، قال: حدثنا أيوب. وفي (2/148) (6359) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا ابن جريج. والبخاري (1/171) قال: حدثنا عبيد بن إسماعيل، عن أبي أسامة، عن عبيد ?الله. وفي (7/107) قال: حدثنا معلى بن أسد، قال: حدثنا وهيب، عن أيوب، ومسلم (2/78) قال: حدثنا ابن نمير، قال: حدثنا أبي (ح) قال: وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو أسامة، قالا: حدثنا عبيد الله (ح) وحدثنا محمد بن إسحاق المسيبي، قال: حدثني أنس، يعني ابن عياض، عن موسى بن عقبة (ح) وحدثنا هارون بن عبد الله، قال: حدثنا حماد بن مسعدة، عن ابن جريج (ح) قال: وحدثنا الصلت بن مسعود، قال: حدثنا سفيان بن موسى، عن أيوب. وأبو داود (3757) قال: حدثنا أحمد بن حنبل، ومسدد، قال أحمد: حدثني يحيى، عن عبيد الله. وابن ماجة (934) قال: حدثنا أزهر ابن مروان، قال: حدثنا عبد الوارث، قال: حدثنا أيوب. والترمذي (354) قال: حدثنا هناد، قال: حدثنا عبدة، عن عبيد الله. وابن خزيمة (935) قال: حدثنا عمران بن موسى القزاز، قال: حدثنا عبد الوارث، قال: حدثنا أيوب. وفي (936) قال: حدثنا الحسن بن قزعة، قال: حدثنا الفضيل بن سليمان، عن موسى بن عقبة..
خمستهم - عبيد الله، وعبد الله بن نافع، وأيوب، وابن جريج، وموسى بن عقبة - عن نافع، فذكره.(5/239)
3314 - (د) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لا تؤخروا الصلاة لطعام ولا غيره» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (3758) في الأطعمة، باب إذا حضرت الصلاة والعشاء، وفي سنده محمد بن ميمون الزعفراني، وهو مختلف فيه، قال فيه الإمام البخاري: منكر الحديث، وقال ابن معين: ثقة، وقال الحافظ في " التقريب ": صدوق له أوهام، والحديث مخالف بظاهره للحديث الصحيح المتفق عليه من حديث عائشة رضي الله عنها بلفظ: " لا صلاة بحضرة طعام ولا وهو يدافعه الأخبثان "، وقد حاول الخطابي الجمع بينهما.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (3758) قال: حدثنا محمد بن حاتم بن بزيع، قال: ضا معلى يعني ابن منصور، عن محمد بن ميمون، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، فذكره.(5/240)
العشاء
3315 - (خ م س) عائشة - رضي الله عنها - قالت: «أعْتَمَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالعِشاء ليلة، حتى ناداهُ عمر: الصلاةَ، نام النساءُ والصبيان، فخرج، فقال: ما يَنتَظِرُها من أهل الأرض أحد غيركم، قال: ولا تُصلى [ص:241] يومئذ إلا بالمدينة، وكانوا يُصَلُّون فيما بين أن يَغيبَ الشَّفقُ إلى ثُلُثِ الليل الأَولِ» زاد في رواية: «وذلك قبل أن يَفشُوَ الإسلام» .
وزاد في أخرى: قال ابن شهاب: وذُكِرَ لي: أَن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «وما كان لكم أن تَنزُرُوا (1) رسولَ الله على الصلاة، وذلك حين صاحَ عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -» أخرجه البخاري ومسلم والنسائي.
ولمسلم، قالت: «أعْتَمَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ذاتَ ليلة، حتى ذهب عامَّةُ الليل، وحتى نام أهل المسجد، ثم خرج فصلى، فقال: إنه لَوَقْتُها لولا أن أشُقَّ على أُمتي» .
وفي رواية «لولا أن يَشُقَّ على أُمَّتي» . وأخرج النسائي الرواية الأولى إلى قوله: «بالمدينة» (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أعتم) : يقال: أعتم القوم: إذا دخلوا في العتمة، وهي أول الليل.
(يفشو) : فشا الشيء يفشو: إذا ظهر وانتشر. [ص:242]
(تَنْزُرُوا) : نزرت على الرجل: إذا ألححت عليه في القول والسؤال.
(أشق على أمتي) : شق الشيء يشق علي شقاً ومشقة: إذا اشتد، والاسم: الشِّق، بالكسر.
__________
(1) قال النووي في " شرح مسلم ": هو بتاء مثناة من فوق مفتوحة ثم نون ساكنة ثم زاي مضمومة، أي: تلحوا عليه، ونقل القاضي عن بعض الرواة: أنه ضبطه " تبرزوا " بضم التاء وبعدها باء موحدة ثم راء مكسورة ثم زاي، من الإبراز، وهو الاخراج، والرواية الأولى هي الصحيحة المشهورة التي عليها الجمهور.
(2) رواه البخاري 2 / 39 و 40 في مواقيت الصلاة، باب فضل العشاء، وباب النوم قبل العشاء لمن غلب، وفي صفة الصلاة، باب وضوء الصبيان، وباب خروج النساء إلى المساجد بالليل والغلس، ومسلم رقم (638) في المساجد، باب وقت العشاء وتأخيرها، والنسائي 1 / 267 في المواقيت، باب آخر وقت العشاء.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (6/34) قال: حدثنا عبد الأعلى، عن معمر. وفي (6/199) قال: حدثنا إبراهيم بن خالد. قال: حدثنا رباح، عن معمر. وفي (6/215) قال: حدثنا عبد الملك بن عمرو. قال: حدثنا ابن أبي ذئب. (ح) وحدثنا حجاج. قال: حدثنا ليث. قال: حدثني عقيل. وفي (6/272) قال: حدثنا يعقوب. قال: حدثنا ابن أخي ابن شهاب. والدارمي (1216) قال: أخبرنا نصر ابن علي. قال: ثنا عبد الأعلى، عن معمر. والبخاري (1/148) قال: حدثنا يحيى بن بكير. قال: حدثنا الليث، عن عقيل. وفي (1/149) قال: حدثنا أيوب بن سليمان. قال: حدثني أبو بكر، عن سليمان، هو ابن بلال قال: حدثنا صالح بن كيسان. وفي (1/218) قال: حدثنا أبو اليمان. قال: أخبرنا شعيب. وفي (1/218) قال: وقال عياش: حدثنا عبد الأعلى. قال: حدثنا معمر. ومسلم (2/15) اقال: حدثنا عمرو بن سواد العامري وحرملة بن يحيى. قالا: أخبرنا ابن وهب. قال: أخبرني يونس. (ح) وحدثني عبد الملك بن شعيب بن الليث. قال: حدثني أبي عن جدي، عن عقيل. والنسائي (1/239) وفي الكبرى (363) قال: أخبرنا نصر بن علي بن نصر عن عبد الأعلى. قال: حدثنا معمر وفي (1/267) قال: وأخبرني عمرو بن عثمان. قال: حدثني أبي، عن شعيب.
ثمانيتهم - معمر، وابن أبي ذئب، وعقيل، وابن أخي شهاب، وصالح بن كيسان، وشعيب، ويونس، وإبراهيم بن أبي عبلة - عن الزهري، عن عروة بن الزبير، فذكره.(5/240)
3316 - (خ م س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: قال: «أعتمَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- بالعشاء، فخرج عمر، فقال الصلاةَ يا رسولَ الله، رَقَدَ النساءُ والصِّبيانُ، فخرج ورأسُه يَقْطُرُ، يقول: لولا أن أشُقَّ على أمتي - أو على الناس، وقال سفيان مرة: على الناس - لأمرتهم بالصلاة هذه الساعةَ» .
كذا في حديث ابن عُيَيْنَة، وفي رواية، قال: «أُخَّرَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- هذه الصلاة. وذكر فيه: فخرج، وهو يمسَحُ الماء عن شِقِّه، يقول: إنه لَلْوَقْتُ، لولا أن أشُقَّ على أُمتي» .
وعند البخاري من حديث عبد الرزاق عن ابن جريج، قال: حدثني نافع عن ابن عمر: «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- شُغِلَ عنها ليلة فأخَّرَها حتى رَقَدْنا في المسجد، ثم استيقظنا، ثم رقدنا، ثم استيقظنا، ثم خرج علينا النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-، ثم قال: ليس أحد من أهل الأرض ينتظر الصلاة غيركم، وكان ابنُ عمر لا يُبالي: أقدَّمَها، أم أخَّرَها، إذا كان لا يخشى أن يَغْلِبَهُ النوم عن وقتها، وقَلَّما كان يَرْقُدُ قبلَها» . [ص:243]
قال ابن جريج (1) : قلت لعطاء، فقال: سمعتُ ابنَ عباس يقول: «أعْتم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ليلة بالعشاء، حتى رقد الناس، واستيقظوا، ورقدوا، واستيقظوا، فقام عمرُ، فقال: الصلاةَ، قال عطاء: قال ابن عباس: فخرج نبيُّ الله - صلى الله عليه وسلم- كأني أنظُر إليه الآن يقْطُرُ رأْسه ماء، واضعاً يده على رأسه، فقال: لولا أن أشُقَّ على أمتي لأمرتهم أَن يُصَلُّوها هكذا، قال: فاستَثْبَتُّ عطاء: كيف وضع النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- يده على رأسه، كما أنبأه ابنُ عباس؟ فبَدَّدَ لي عطاء بين أصابعه شيئاً من تبديد، ثم وضع شيئاً من أطراف أصابعه على قرنْ الرأس، ثم ضمَّها يُمرّها كذلك على الرأس، حتى مَسَّتْ إبْهامه طرَفَ الأُذُن مما يلي الوَجه على الصُّدغِ وناحيةِ اللِّحيَة، لا يُقْصِّرُ ولا يَبْطُشُ، إلا كذلك» .
وهو عند مسلم أيضاً من حديث عبد الرزاق عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس، ولم يَصِله بحديث نافع عن ابن عمر، بل ذكره مفرَداً مفصولاً منه، وأول حديثه قال: «قلتُ لعطاء: أيُّ حينٍ أحبُّ إليك أن أُصَلِّي العشاء، التي يقول لها الناس: العتمةَ إمَاماً وخِلْواً؟ قال: سمعت ابن عباس يقول: أعْتم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذات ليلة العِشاء ... ثم ذكر نحواً مما أوردناه في حديث البخاري، إلى قوله: لا يُقَصِّرُ ولا يَبْطُشُ إلا كذلك [ص:244] ثم قال: قلت لعطاء: كم ذكر لك أخرَها النبي - صلى الله عليه وسلم- لَيْلَتَئِذ؟ قال: لا أدري قال عطاء: فأحبُّ [إليَّ] أن أُصَلِّيها إماماً وخِلواً ومؤخِّرة، كما صلاها النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- ليلتَئِذ، قال: وإن شقَّ ذلك عليك خِلْواً، أو على الناس في الجماعة وأنت إمامُهم فصَلِّها وَسطاً، لا مُعجَّلة ولا مؤخَّرة» .
وليست هذه الزيادة من قول عطاء عند البخاري فيما أخرجه. ولفظ حديث ابن جريج عن نافع عن ابن عمر الذي أفرده مسلم بهذا الإسناد في موضع قبله «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- شُغِلَ عنها ليلة، فأخَّرهَا حتى رقَدْنا في المسجد، ثم استيقظْنا، ثم رقدنا، ثم استيقظنا، ثم خرج علينا، ثم قال: ليس أحد من أهل الأرض الليلةَ ينتظر الصلاة غيركم» لم يزد.
ولولا أن البخاري قَرَنَ حديث ابن عمر بحديث ابن عباس ما احتجنا إلى ذكره هاهنا، هذا قول الحميدي، وأخرج النسائي الرواية الأولى وأخرج أيضاً الرواية التي أخرجها مسلم، وأولها «قلت لعطاء: أيُّ حينٍ أحبُّ إليك أن أُصلِّيَ العشاءَ ... وذكرها إلى آخرها، وزاد - ثم قال: لولا أن أشُقَّ على أمتي لأمرتهم أن لا يصلُّوها إلا هكذا» (2) .
__________
(1) قال الحافظ في " الفتح " بالإسناد الذي قبله، وهو: محمود بن غيلان عن عبد الرزاق عن ابن جريج، ووهم من زعم أنه معلق، وقد أخرجه عبد الرزاق في " مصنفه " بالإسنادين، وأخرجه من طريقه الطبراني، وعنه أبو نعيم في " مستخرجه ".
(2) رواه البخاري 2 / 42 في مواقيت الصلاة، باب النوم قبل العشاء لمن غلب، ومسلم رقم (642) في المساجد، باب وقت العشاء وتأخيرها، والنسائي 1 / 265 و 266 في المواقيت، باب ما يستحب من تأخير العشاء.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه الحميدي (492) ، وأحمد (1/221) (1926) قالا: حدثنا سفيان، قال: حدثنا عمرو بن دينار، وابن جريج. وأحمد (1/244) (2195) قال: حدثنا يونس، وعفان، قالا: حدثنا حماد بن سلمة، عن أيوب. قال عفان: قال حماد: أخبرنا أيوب، وقيس. وفي (1/366) (3466) قال: حدثنا عبد الرزاق، وابن بكر، قالا: أخبرنا ابن جريج. وعبد بن حميد (634) قال: حدثني أبو الوليد، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن أيوب، وقيس، والدارمي (1218) قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي خلف، قال: أخبرنا سفيان، عن عمرو، وابن جريج. والبخاري (1/149) قال: حدثنا محمود يعني ابن غيلان قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرني ابن جريج. ومسلم (2/117) قال: حدثنا محمد بن رافع، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا ابن جريج، والنسائي (1/265) قال أخبرني إبراهيم بن الحسن، ويوسف بن سعيد، قالا: حدثنا حجاج، عن ابن جريج، وفي (1/266) ، وفي الكبرى (1429) قال: أخبرنا محمد بن منصور المكي، قال: حدثنا سفيان، عن عمرو، وابن جريج وابن خزيمة (342) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء العطار، قال: حدثنا سفيان، عن ابن جريج (ح) وحدثنا أحمد بن عبدة، قال: أخبرنا سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، وابن جريج (ح) وحدثنا عبد الجبار مرة، قال: حدثنا سفيان عن ابن جريج، وعمرو.
أربعتهم - عمرو، وابن جريج، وأيوب، وقيس - عن عطاء بن أبي رباح، فذكره.
في رواية أيوب وقيس: « ... فقام فصلى. ولم يذكر وضوء» .
أخرجه البخاري (9/105) قال: حدثنا علي، قال: حدثنا سفيان، قال: قال عمرو: حدثنا عطاء، قال: «أعتم النبي -صلى الله عليه وسلم- بالعشاء ... » فذكره مرسلا. وقال عمرو: حدثنا عطاء. ليس فيه ابن عباس.
* وقال البخاري: وقال إبراهيم بن المنذر: حدثنا معن، قال: حدثني محمد بن مسلم، عن عمرو، عن عطاء، عن ابن عباس، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-.(5/242)
3317 - (خ م د س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: «أن [ص:245] رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- شُغِلَ عنها ليلة - يعني صلاةَ العَتَمةَ - وأخَّرَها حتى رقدنا في المسجد، ثم استيقظنا، ثم رقدنا، ثم استيقظنا، ثم خرج علينا النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- ثم قال: ليس أحد من أهل الأرض الليلةَ ينتظر الصلاة غيرَكم» .
وزاد البخاري «وكان ابنُ عمر لا يُبالي: قدَّمها أو أخَّرَها، إذا كان لا يخشى أن يَغلِبَه النومُ عن وقتها، وقلَّما كان يرقدُ قبلَها» .
وأخرجه مسلم قال: «مكثْنا ذاتَ ليلة ننتَظِرُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- لصلاة العشاءِ الآخرة، فخرج إلينا حين ذهب ثُلُثُ الليل، أو بعده، فلا ندري أشيء شَغله في أهله، أو غيرَ ذلك؟ فقال حين خرج: إنكم لتنتظرون صلاةً ما ينْتَظِرها أهلُ دين غيركم، ولولا أن يَثقُلَ على أمتي لَصَلَّيْتُ بهم هذه الساعةَ، ثم أمر المؤذِّنَ فأقام الصلاة، وصلى» . وأخرج أبو داود والنسائي رواية مسلم (1) .
__________
(1) رواه البخاري 2 / 42 في مواقيت الصلاة، باب النوم قبل العشاء لمن غلب، ومسلم رقم (639) في المساجد، باب وقت العشاء وتأخيرها، وأبو داود رقم (420) في وقت العشاء الآخرة، والنسائي 1 / 267 و 268 في المواقيت، باب آخر وقت العشاء.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (2/88) (5611) قال: حدثنا عبد الرزاق. والبخاري (1/149) قال: حدثنا محمود، قال: أخبرنا عبد الرزاق. ومسلم (2/116) قال: حدثني محمد بن رافع، قال: حدثنا عبد الرزاق. وأبو داود (199) قال: حدثنا أحمد بن محمد بن حنبل، قال: حدثنا عبد الرزاق. وابن خزيمة (347) قال: حدثنا محمد بن رافع. قال: حدثنا عبد الرزاق (ح) وحدثنا محمد بن الحسن بن تسنيم، قال: حدثنا محمد بن بكر يعني البرساني.
كلاهما - عبد الرزاق، وابن بكر - قالا: أخبرنا ابن جريج.
2- وأخرجه أحمد (2/126) (6097) قال: حدثنا سريج بن النعمان، قال: حدثنا فليح.
3- وأخرجه مسلم (2/116) قال: حدثني زهير بن حرب، وإسحاق بن إبراهيم. وأبو داود (420) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة. والنسائي (1/267) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. وابن خزيمة (344) قال: حدثنا يوسف بن موسى.
أربعتهم - زهير، وإسحاق، وعثمان، ويوسف - عن جرير، عن منصور، عن الحكم.
ثلاثتهم - ابن جريج، وفليح، والحكم - عن نافع، فذكره بلفظ الباب وهي رواية ابن جريج.
وعن سالم، عن ابن عمر، قال: «أعتم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالعشاء ذات ليلة، فناداه عمر، فقال: نام النساء والصبيان، فخرج إليهم، فقال: ما ينتظر هذه الصلاة أحد من أهل الأرض غيركم.» .
أخرجه النسائي في الكبرى (362) قال: أخبرنا نوح بن حبيب. وابن خزيمة (343) قال: حدثنا محمد بن رافع.
كلاهما - نوح بن حبيب، ومحمد بن رافع - قالا: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن الزهري، عن سالم، فذكره.(5/244)
3318 - (خ م س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال [حُميد الطويل] : «سُئِلَ أَنس: اتَّخَذَ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- خاتماً؟ أخَّرَ ليلة العشاءَ إلى شَطرِ الليل، ثم أقبلَ علينا بوجهه، فكأني أنظُرُ إلى وَبيصِ خاتمه، وقال: [ص:246] إن الناس قد صَلوا وناموا، وإنكم لن تزالوا في صلاة ما انتظرتموها» .
وفي أخرى قال قُرَّةُ بن خالد: «انتَظرْنا الحسن وَرَاثَ علينا، حتى قَرُبْنَا من وَقْتِ قِيامه، فجاء، فقال: دعانا جيرانُنا هؤلاء، ثم قال: قال أنس: نظرنا النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- ذاتَ ليلة حتى كان شطْرُ الليل، فبلغه، فجاء فصلى بنا، ثم خطبنا، فقال: ألا إن الناس قد صلوا ثم رَقَدُوا، وإنكم لن تزالوا في صلاة ما انتظرتم الصلاة» .
قال الحسن: «إن الناس لا يزالون في خير ما انتظروا الخيرَ» . زاد في رواية: «كأني أنظر إلى وَبيصِ خاتمه ليلتَئذ» . هذه رواية البخاري.
وعند مسلم قال: «نظرْنا رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- ليلة حتى كان قريباً من نِصف الليل، ثم جاء فصلى، ثم أقبل علينا بوجهه، فكأنما أنظر إلى وبيصِ خاتمه في يده» . وله في أخرى: «أنهم سألوا أنساً عن خاتم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ فقال: أخَّرَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- العشاءَ ذات ليلة إلى شطر الليل، أو كاد يذهب شطرُ الليل، ثم جاء، فقال: إن الناس قد صلوا وناموا، وإنكم لن تزالوا في صلاة ما انتظرتم الصلاة. قال أنس: كأني أنظر إلى وبيص خاتمه من فِضة، ورفع إصْبَعَهُ اليُسرى بالخِنصر» . وأخرج النسائي الرواية الأولى، وقد ذكرت هذه الروايات في «كتاب الزِّينة» من حرف الزاي، عند ذكر الخاتم (1) . [ص:247]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(وبيص) الشيء: بريقه ولمعانه.
(راث) فلان علينا: أي أبطأ وتأخر.
(نظرنا) : نظرت فلاناً: انتظرته.
__________
(1) رواه البخاري 2 / 43 في مواقيت الصلاة، باب وقت العشاء إلى نصف الليل، وباب السمر [ص:247] في الفقه والخير بعد العشاء، وفي الجماعة، باب من جلس في المسجد ينتظر الصلاة، وفضل المساجد، وفي صفة الصلاة، باب يستقبل الإمام الناس إذا سلم، وفي اللباس، باب فص الخاتم، ومسلم رقم (640) في المساجد، باب وقت العشاء وتأخيرها، والنسائي 1 / 268 في المواقيت، باب آخر وقت العشاء.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (3/182) قال: حدثنا يحيى. وفي (3/189) قال: حدثنا محمد بن عبد الله. وفي (3/200) قال: حدثنا يزيد بن هارون. والبخاري (1/150) قال: حدثنا عبد الرحيم المحاربي، قال: حدثنا زائدة. وفي (1/168) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا إسماعيل بن جعفر. وفي (1/214) قال: حدثنا عبد الله بن منير، سمع يزيد بن هارون. وفي (7/201) قال: حدثنا عبدان، قال: أخبرنا يزيد بن زريع. وابن ماجة (692) حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا خالد بن الحارث. والنسائي (1/268) قال: أخبرنا علي بن حجر، قال: حدثنا إسماعيل (ح) وأنبأنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا خالد.
سبعتهم - يحيى بن سعيد، ومحمد بن عبد الله بن المثنى، ويزيد بن هارون، وزائدة، وإسماعيل بن جعفر، وابن زريع، وخالد - عن حميد، فذكره وعن ثابت أنهم سألوا أنسا عن خاتم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: «أخر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- العشاء ذات ليلة إلى شطر الليل ... » .
أخرجه أحمد (3/267) قال: حدثنا عفان. وعبد بن حميد (1292) قال: حدثنا يونس بن محمد. ومسلم مختصرا (6/152) قال: حدثني أبو بكر بن خلاد، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. وأخرجه
مسلم (2/116) والنسائي (8/194) ،
كلاهما عن - أبي بكر بن نافع، قال: حدثني بهز بن أسد.
أربعتهم - عفان، ويونس، وابن مهدي، وبهز - عن حماد بن سلمة، عن ثابت، فذكره.
-وعن قتادة، عن أنس بن مالك، قال: «نظرنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليلة حتى كان قريب من نصف الليل. ثم جاء فصلى.» .
أخرجه مسلم (2/116) قال: حدثني حجاج بن الشاعر، قال: حدثنا أبو زيد سعيد بن الربيع. وفي (2/117) قال مسلم: وحدثني عبد الله بن الصباح، قال: حدثنا عبيد الله بن عبد المجيد الحنفي. والنسائي (8/174) قال: أخبرنا أحمد بن عثمان أبو الجوزاء، قال: حدثنا أبو داود.
ثلاثتهم - سعيد، وعبيد الله، وأبو داود - عن قرة بن خالد، عن قتادة، فذكره.(5/245)
3319 - (خ م د ت س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال «أُقيمت صلاة العشاء، فقال رجل: لي حاجة، فقام النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- يُناجيه، حتى نام القوم، أو بعضُ القوم، ثم صلوا» . هذه رواية مسلم.
وفي أخرى له، قال: «أُقيمت الصلاة والنبيُّ -صلى الله عليه وسلم- نَجِيُّ رجُل ... » وذكر الحديث.
وفي أخرى قال: «كان أصحاب رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ينامون، ثم يصلون ولا يتوضؤون» . قال شعبة: قلت لقتادة: سمعتَه من أنس؟ قال: إي والله.
وفي رواية البخاري، قال حميد: «سألت ثابتاً عن الرجل يكلِّمُ الرجل بعد ما تُقام الصلاة؟ فحدَّثني عن أنس قال: أُقيمت الصلاة، فعرض للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم- رجل، فحبسه بعد ما أُقيمت» .
وفي رواية لهما، قال: «أُقيمت الصلاة، ورجل يناجي النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-، فما زال يناجيه حتى نام أصحابه، ثم قام [ص:248] فصلى» .
وفي أخرى «فما قام إلى الصلاة حتى نام القوم» . وفي أخرى «فلم يَزَلْ يُناجِيه حتى نام أَصحابه، فصلى بهم» .
وأخرج أبو داود رواية البخاري الأولى وله في أخرى إلى قوله: «فحبسه» لم يزد. وأخرج أيضاً رواية مسلم الثانية.
وأخرج الترمذي، قال: «أُقيمت الصلاة، فأخذ رجل بيد النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- فما زال يُكلِّمُه حتى نَعَسَ بعضُ القوم» .
وله في أخرى، قال: «لقد رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم- بعد ما تُقامُ الصلاةُ يُكلِّمه الرجل، يقوم بينه وبين القبلة، فما يزال يكلِّمه، ولقد رأيت بعضهم يَنْعُس من طول قيام النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-[له] » . وأخرج النسائي الرواية الثانية التي لمسلم (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(نَجِي) : النَّجي: المناجي، والمناجاةُ: المحادثة والمكالمة.
__________
(1) رواه البخاري 2 / 103 و 104 في الأذان، باب الإمام تعرض له الحاجة بعد الإقامة، وباب الكلام إذا أقيمت الصلاة، وفي الاستئذان، باب طول النجوى، ومسلم رقم (376) في الحيض، باب الدليل على أن نوم الجالس لا ينقض الوضوء، وأبو داود رقم (542) في الصلاة، باب في الصلاة تقام ولم يأت الإمام، والترمذي رقم (517) و (518) في الصلاة، باب ما جاء في الكلام بعد نزول الإمام من المنبر، والنسائي 2 / 81 في الإمامة، باب الإمام تعرض له الحاجة بعد الإقامة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: يأتي تخريجه.(5/247)
3320 - (د) معاذ بن جبل - رضي الله عنه - قال: «بقيْنا رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- وقد تأخَّرَ لصلاة العتمة، حتى ظنَّ الظَّانُّ أنه ليس بخارج، ويقول [ص:249] القائل منا: قد صلى، فإنَّا لكذلك، إذ خرج رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقالوا له كما قالوا، فقال: أَعْتِمُوا بهذه الصلاة، فإنكم قد فُضِّلْتُمْ بها على سائر الأمم، لم تُصَلِّها قبلَكم» أخرجه أبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(بَقَيْنا) : بقيت الرجل أبقيه: إذا انتظرته.
__________
(1) رقم (421) في الصلاة، باب وقت العشاء الآخرة، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (5/237) قال: حدثنا يزيد بن هارون. وفي (5/237) قال: حدثنا هاشم، يعني ابن القاسم. وأبو داود (421) قال: حدثنا عمرو بن عثمان الحمصي، قال: حدثنا أبي.
ثلاثتهم - يزيد، وهاشم، وعثمان الحمصي - عن حريز بن عثمان، قال: حدثنا راشد بن سعد، عن عاصم بن حميد السكوني، فذكره.(5/248)
3321 - (د س) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: «صلينا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- صلاةَ العتمة فلم يخرج حتى مضى نحو من شَطر الليل، فقال: خُذوا مقاعدكم، فأخذنا مَقاعدنا، فقال: إن الناس قد صلوا وأخذوا مضاجعَهم، وإنكم لن تزالوا في صلاة ما انتظرتم الصلاة، ولولا ضَعفُ الضَّعيف وسُقْمِ السَّقِيم لأخَّرْتُ هذه الصلاة إلى شَطْرِ الليل» . أخرجه أبو داود والنسائي (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (422) في الصلاة، باب في وقت العشاء الآخرة، والنسائي 1 / 268 في المواقيت، باب آخر وقت العشاء وإسناده صحيح، صححه الحافظ ابن حجر وغيره.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/5) قال: حدثنا محمد بن أبي عدي. وأبو داود (422) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا بشر بن المفضل. وابن ماجة (693) قال: حدثنا عمران بن موسى الليثي، قال: حدثنا عبد الوارث بن سعيد. والنسائي (1/268) وفي الكبرى (1436) قال: أخبرنا عمران بن موسى، قال: حدثنا عبد الوارث. وابن خزيمة (345) قال: حدثنا بندار، قال: حدثنا ابن أبي عدي. (ح) وحدثنا عمران بن موسى الفزاري، قال: حدثنا عبد الوارث (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد، قال: حدثنا عبد الأعلى.
أربعتهم - ابن أبي عدي، وبشر، وعبد الوارث، وعبد الأعلى - عن داود بن أبي هند، عن أبي نضرة، فذكره.(5/249)
3322 - (خ م) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال: «كنت أنا وأصحابي الذين قدِموا معي في السَّفينة نزولاً في بَقيعِ بُطحَانَ، ورسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- بالمدينة، فكان يَتَناوبُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- عند صلاة العشاء كلِّ ليلة نَفَر منهم، قال أَبو موسى: فوافقْنا رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- أنا وأصحابي، وله [ص:250] بعض الشُّغل في أمره، حتى أعتم بالصلاة، حتى ابْهارَّ الليلُ، ثم خرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فصلى بهم، فلما قضى صلاته قال لمن حضره: على رِسْلِكم أُعلِمُكم وأبْشِروا أنَّ من نِعْمةِ الله عليكم: أنه ليس من الناس أحد يصلِّي هذه الساعة غيرُكم - أو قال: ما صلى هذه الساعة أحد غيركم - لا نَدْري أيَّ الكلمتين قال: قال أبو موسى: فرجعنا فَرِحين بما سمعنا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم-» . أخرجه البخاري ومسلم (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(إبهار الليل) : إذا ذهب معظمه. وقيل: إذا ذهب نصفه.
(رِسْلِكم) : يقال: افعل هذا الأمر على رِسلك - بكسر الراء - أي على هِينَتِك.
__________
(1) رواه البخاري 2 / 40 و 41 في مواقيت الصلاة، باب فضل العشاء، ومسلم رقم (641) في المساجد، باب وقت العشاء وتأخيرها.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (1/148) قال: حدثنا محمد بن العلاء. ومسلم (2/117) قال: حدثنا أبو عامر الأشعري، وأبو كريب.
كلاهما - محمد بن العلاء أبو كريب، وأبو عامر - عن أبي أسامة، عن بريد، عن أبي بردة، فذكره.(5/249)
3323 - (م) جابر بن سمرة - رضي الله عنه - قال: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصلي الصلوات نحواً من صلاتكم، كان يُؤخِّرُ العتَمة بعد صلاتكم شيئاً، وكان يُخَفِّفُ الصلاة» . وفي رواية «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يؤخِّرُ العِشاءَ. الآخرةَ» لم يزد أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (643) في المساجد، باب وقت العشاء وتأخيرها.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (5/89) قال: حدثنا حسين بن محمد، قال: حدثنا أيوب يعني ابن جابر. وفي (5/105) قال: حدثنا يحيى بن حماد، وعفان، قالا: حدثنا أبو عوانة. ومسلم (2/118) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، وأبو كامل الحجدري، قالا: حدثنا أبو عوانة.
كلاهما - أيوب، وأبو عوانة - عن سماك، فذكره.
والرواية الثانية: أخرجها أحمد (5/89) قال: حدثنا عبد الله بن محمد - وقال عبد الله بن أحمد، وسمعته أنا من عبد الله بن محمد - ومسلم (2/118) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، وقتيبة بن سعيد، وأبو بكر بن أبي شيبة. وعبد الله بن أحمد (5/93، 95) قال: حدثنا داود بن عمرو الضبي. والنسائي (1/266) قال: أخبرنا قتيبة.
أربعتهم - عبد الله بن محمد وهو أبو بكر بن أبي شيبة، وداود بن عمرو، ويحيى، وقتيبة - قالوا: حدثنا أبو الأحوص سلام بن سليم، عن سماك، فذكره.(5/250)
3324 - (ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لولا أن أشُقَّ على أُمتي لأمرتهم أن يؤخِّروا العشاء إلى ثُلُث الليل أو نصفه» . أخرجه الترمذي، وفي رواية النسائي «لأمرتهم بتأخير العشاء، وبالسِّواك عند كل صلاة» (1) .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (167) في الصلاة، باب ما جاء في تأخير صلاة العشاء الآخرة، والنسائي 1 / 266 و 267 في المواقيت، باب ما يستحب من تأخير العشاء، وهو حديث صحيح، ورواه أحمد بلفظ: " لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم عند كل صلاة بوضوء، أو مع كل وضوء بسواك، ولأخرت عشاء الآخرة إلى ثلث الليل، بدون شك، وهو حديث صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
مسلم في الطهارة (15:1) عن قتيبة وعمروالناقد وزهير بن حرب ثلاثتهم عنه به،وأبو داود فيه -الطهارة - (25:1) عن قتيبة به وزاد في أوله: لأمرتهم بتأخير العشاء، والنسائي فيه - الطهارة الكبرى - عن قتيبة به مثل الأول وفيه - لا، بل في الصلاة - (44: 5) وفي الصوم (الكبرى 83: 17) عن محمد بن منصور عنه بالقصتين جميعا وابن ماجة في الصلاة (8: 1) عن هشام بن عمار عنه بإسناده «لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بتأخير العشاء» ولم يذكر قصة السواك. تحفة الأشراف (10/167) .(5/251)
تأخيرها مطلقاً
3325 - (خ م ط د ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَن أدْركَ رَكعة من الصلاة فقد أدرك الصلاة» . وقال في رواية: «من أدرك ركعة من الصلاة مع الإمام» . وفي أخرى «فقد أدرك الصلاة كلَّها» أخرجه البخاري ومسلم. ووافقهما الجماعة على الرواية الأولى (1) .
__________
(1) رواه البخاري 2 / 46 و 47 في المواقيت، باب من أدرك ركعة من الفجر، وباب من أدرك ركعة من العصر، ومسلم رقم (607) في المساجد، باب من أدرك ركعة من الصلاة، والموطأ 1 / 10 في وقوت الصلاة، باب من أدرك ركعة من الصلاة، وأبو داود رقم (1121) في الصلاة، باب من أدرك من الجمعة ركعة، والترمذي رقم (5024) في الصلاة، باب ما جاء فيمن أدرك من الجمعة ركعة، والنسائي 1/274 في المواقيت، باب من أدرك ركعة من الصلاة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
* في رواية البخاري في القراءة خلف الإمام (211) زاد في آخره «إلا أن يقضي ما فاته» .
* وفي رواية - حرملة بن يحيى - في مسلم (2/102) قال: «من أدرك ركعة من الصلاة مع الإمام» الحديث.
* وفي رواية ابن خزيمة (1595) زاد في آخره: «قبل أن يقيم الإمام صلبه» .
أخرجه مالك الموطأ صفحة (33) والحميدي (946) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (2/241) قال: حدثنا سفيان. وفي (2/270، 280) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر. وفي (2/375) قال: حدثنا محمد بن عبيد. قال: حدثنا عبيد الله. والدارمي (1223) قال: أخبرنا محمد بن كثير، عن الأوزاعي. وفي (1224) قال: أخبرنا محمد بن يوسف. قال: حدثنا ابن عيينة. والبخاري (1/151) وفي القراءة خلف الإمام (206، 225) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. قال: أخبرنا مالك. وفي (205) قال: حدثنا يحيى بن قزعة.
قال: حدثنا مالك. وفي (210) قال: حدثنا أبو اليمان الحكم بن نافع، قال: أخبرنا شعيب. وفي (211) قال: حدثنا أيوب بن سليمان بن بلال. قال: حدثني أبو بكر، عن سليمان. قال: أخبرني عبيد ?الله بن عمر ويحيى بن سعيد ويونس. وفي (212) قال: حدثنا عبد الله. قال: حدثنا الليث بن سعد. قال: حدثني يزيد بن الهاد. وفي (213) قال: حدثنا محمد بن مقاتل. قال: أنبأنا عبد الله. قال: أخبرنا يونس. وفي (512) قال: حدثنا عبد الله بن محمد. قال: حدثنا عثمان بن عمر. قال: حدثنا يونس. وفي (216) قال: حدثنا محمود. قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا ابن جريج وفي (217) قال: حدثنا عبد الله بن صالح. قال: حدثني الليث. قال: حدثني يونس. ومسلم (2/102) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. قال: قرأت على مالك (ح) وحدثني حرملة بن يحيى. قال: أخبرنا ابن وهب. قال: أخبرني يونس. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد وزهير بن حرب. قالوا: حدثنا ابن عيينة (ح) وحدثنا أبو كريب. قال: أخبرنا ابن المبارك، عن معمر والأوزاعي، ومالك بن أنس ويونس. (ح) وحدثنا ابن نمير. قال: حدثنا أبي (ح) وحدثنا ابن المثنى. قال: حدثنا عبد الوهاب، جميعا عن عبيد الله. وأبو داود (1121) قال: حدثنا القعنبي، عن مالك. وابن ماجة (1122) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وهشام بن عمار. قالا: حدثنا سفيان بن عيينة. والترمذي (524) قال: حدثنا نصر بن علي وسعيد بن عبد الرحمن وغير واحد.
قالوا: حدثنا سفيان بن عيينة والنسائي (1/274) وفي الكبرى (1453) قال: أخبرنا قتيبة عن مالك. وفي (1/274) وفي الكبرى (1452) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال: حدثنا عبد الله بن إدريس. قال: حدثنا عبيد الله بن عمر. وفي (1/274) وفي الكبرى (1454) قال: أخبرني يزيد بن محمد بن عبد الصمد، قال: حدثنا هشام العطار. قال: حدثنا إسماعيل وهو ابن سماعة، عن موسى بن أعين، عن أبي عمرو الأوزاعي. وفي الكبرى (1667) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، عن سفيان.
وفي الكبرى (1668) قال: أخبرني عبد الله بن عبد الصمد موصلي. قال: حدثنا عيسى بن يونس، عن عبيد الله (ح) وأخبرنا محمد بن المثنى. قال: حدثنا عبد الوهاب. قال: حدثنا عبيد الله. وابن خز يمة (1595) قال: حدثنا عيسى بن إبراهيم الغافقي. قال: حدثنا ابن وهب، عن يحيى بن حميد، عن قرة بن عبد الرحمن. وفي (1848) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء، قال: حدثنا سفيان. (ح) وحدثنا عبد الله بن محمد الزهري وسعيد بن عبد الرحمان المخزومي. قالا: حدثنا سفيان. وفي (1849) قال: حدثنا علي بن سهل الرملي. قال: حدثنا الوليد. يعني ابن مسلم، عن الأوزاعي.
جميعهم - سفيان بن عيينة، ومعمر، وعبيد الله، والأوزاعي، ومالك، وشعيب، ويحيى بن سعيد، ويونس، ويزيد بن الهاد، وابن جريج، وقرة بن عبد الرحمن - عن الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن. فذكره
- عن عراك بن مالك، عن أبي هريرة. قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من أدرك من الصلاة ركعة فقد أدركها» .
أخرجه أحمد (2/265) والبخاري في القراءة خلف الإمام (218) قال: حدثنا محمد بن عبيد.
كلاهما - أحمد بن حنبل، ومحمد بن عبيد - قالا: حدثنا محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن يزيد بن أبي حبيب المصري، عن عراك بن مالك،فذكره.
- وعن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من أدرك من صلاة ركعة، فقد أدركها» .
أخرجه النسائي (1/274) وفي الكبرى (1455) قال: أخبرني شعيب بن شعيب بن إسحاق. قال: حدثنا أبو المغيرة. قال: حدثنا الأوزاعي، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، فذكره.
* قال أبو عبد الرحمن النسائي: لا نعلم أحدا تابع أبا المغيرة على قوله: - سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة - والصواب: - عن أبي سلمة، عن أبي هريرة.(5/251)
3326 - (س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم [ص:252] قال: «من أدرك ركعة من صلاة من الصلوات فقد أدرَكها، إلا أنه يقضي ما فاته» . أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 1 / 275 في المواقيت، باب من أدرك من الصلاة، وهو حديث صحيح، وهو في " الصحيحين " عن أبي هريرة رضي الله عنه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (1/275) قال: نا محمد بن إسماعيل الترمذي، قال: ثنا أيوب بن سليمان، قال: ثنا أبو بكر، عن سليمان بن بلال، عن يونس عن ابن شهاب، عن سالم، فذكره.
قلت: وهم المصنف - رحمه الله - في عزو هذا الحديث لابن عمر، إنما هو مرسل عن سالم، وقد رواه النسائي من حديث ابن عمر بلفظ: «من أدرك ركعة من الجمعة أو غيرها فقد تمت صلاته» ، ذكره قبل مرسل سالم..(5/251)
3327 - (ت) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «ما صلَّى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- صلاة لِوقْتِها الآخرِ مَرَّتين، حتى قبضه الله» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (174) في الصلاة، باب ما جاء في الوقت الأول من الفضل، وقال: هذا حديث حسن غريب، وليس إسناده بمتصل. أقول: وقد وصله الحاكم في " المستدرك " وصححه ووافقه الذهبي.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
ضعيف: أخرجه الترمذي (174) قال: ثنا قتيبة، قال: ثنا الليث بن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن إسحاق بن عمر، عن عائشة.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، وليس إسناده بمتصل.
قلت: فيه إسحاق بن عمر، قال عنه أبو حاتم: هو مجهول التهذيب ابن حجر.(5/252)
الفرع الرابع: في أول الوقت بالصلاة
3328 - (ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «الوقت الأول من الصلاة رِضوانُ الله، و [الوقت] الآخِر عَفْوُ الله» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (172) في الصلاة، باب ما جاء في الوقت الأول من الفضل، وقال الترمذي: هذا حديث غريب. أقول: وفي سنده يعقوب بن الوليد، كذبه أحمد وغيره.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
ضعيف:
أخرجه الترمذي (172) قال: ثنا أحمد بن منيع، قال: ثنا يعقوب بن الوليد المدني، عن عبد الله بن عمر، عن نافع، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث غريب.
قلت: فيه يعقوب بن الوليد المدني، قال عنه الحفاظ: ضعيف، بل اتهم بوضع الحديث - انظر التهذيب لابن حجر -.(5/252)
3329 - (ت د س) رافع بن خديج - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «أسفِروا بالفجر، فإنه أعْظَم للأجرِ» . هذه رواية الترمذي. وزاد رزين «وإن أفضل العمل: الصلاةُ لأوَّل وقتها» . [ص:253]
وفي رواية أبي داود، قال: «أصْبِحوا بالصبحِ، فإنه أعْظَمُ لأُجوركم، أو أعظم للأجر» .
وفي رواية النسائي، قال: «أسْفِروا بالفجرِ» لم يَزِد (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أَسْفِروا بالفجر) : أي صلوا صلاة الفجر مُسفرين، يعني وقد أضاء. وقيل: معناه: طولوها إلى الإسفار. (أصبحوا بالصبح) : أي: صلوها مُصبحين، وهو عند طلوع الصبح.
__________
(1) رواه الترمذي رقم (154) في الصلاة، باب ما جاء في التغليس بالفجر، وأبو داود رقم (424) في الصلاة، باب في وقت الصبح، والنسائي 1 / 272 في المواقيت، باب الإسفار، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1- أخرجه الحميدي (409) قال: حدثنا سفيان وأحمد (3/465) قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا محمد بن إسحاق. وفي (4/140) قال: حدثنا سفيان. وفي (4/142) قال: حدثنا أبو خالد الأحمر. والدارمي (1221) قال: أخبرنا محمد بن يوسف، قال: حدثنا سفيان. وفي (1222) قال: أخبرنا أبو نعيم، عن سفيان. وأبو داود (424) قال: حدثنا إسحاق بن إسماعيل، قال: حدثنا سفيان وابن ماجة (672) قال: حدثنا محمد بن الصباح، قال: أنبأنا سفيان بن عيينة. والنسائي (1/272) وفي الكبرى (1446) قال: أخبرنا عبيد الله بن سعيد، قال: حدثنا يحيى.
أربعتهم - سفيان، وابن إسحاق، وأبو خالد الأحمر، ويحيى - عن محمد بن عجلان.
2- وأخرجه الدارمي (1220) قال: ثنا حجاج بن منهال، قال: ثنا شعبة. والترمذي (154) قال: ثنا هناد، قال: ثنا عبدة - هو ابن سليمان -
كلاهما - شعبة، وعبدة - عن محمد بن إسحاق.
كلاهما - ابن عجلان، وابن إسحاق - عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن محمود بن لبيد، فذكره.
* أخرجه عبد بن حميد (422) قال: حدثنا يعلى بن عبيد، قال: حدثنا محمد بن إسحاق، عن عاصم ابن عمر، عن رافع بن خديج، فذكره، ليس فيه محمود بن لبيد.
وقال الترمذي: حديث رافع بن خديج حديث حسن صحيح.(5/252)
3330 - (س) محمود بن لبيد - رضي الله عنه - عن رجال من الأنصار من قومه: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «ما أسْفَرْتُمْ بالصبح، فإنه أعظم للأجر» أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 1 / 272 في المواقيت، باب الإسفار، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (1/272) قال: أخبرني إبراهيم بن يعقوب. قال: حدثنا ابن أبي مريم. قال: أخبرنا أبو غسان. قال: حدثني زيد بن أسلم، عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن محمود بن لبيد، فذكره وهو عند الإمام أحمد (5/429) قال: ثنا إسحاق بن عيسى، قال: ثنا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه، فذكره. ليس فيه عن رجال من الأنصار.(5/253)
3331 - (ط) يحيى بن سعيد - رحمه الله - قال: «إن المصلِّي ليُصلِّي الصلاة وما فاتتْهُ، ولَمَا فاتَهُ من وَقتها أعظم من أهله وماله» . أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 1 / 12 في وقوت الصلاة، باب جامع الوقوت، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: أخرجه مالك الموطأ (22) قال: عن يحيى بن سعيد، فذكره. وقال الزرقاني في شرح الموطأ (1/49) قال ابن عبد البر: هذا له حكم المرفوع إذ يستحيل أن يكون مثله رأيا، وقد ورد نحوه مرفوعا. فأخرج الدارقطني في سننه من طريق عبيد الله بن موسى عن إبراهيم بن الفضل عن المقبري، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «إن أحدكم ليصلي الصلاة لوقتها» وقد ترك من الوقت الأول، ما هو خير له من أهله وماله.» .
وأخرج ابن عبد البر، عن ابن عمر رفعه إن الرجل ليدرك الصلاة، وما فاته منها خير من أهله وماله، وأخرجه سعيد بن منصور موقوفا. وعن طلق بن حبيب مرسلا مرفوعا.(5/253)
3332 - (ت د) أم فروة (1) - رضي الله عنها -: وكانت مِمَّنْ بَايعتِ [ص:254] النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-، قالت: «سُئِلَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- أيُّ الأعمال أفضل؟ قال: الصلاةُ لأول وقتها» . أخرجه الترمذي وأبو داود (2) .
__________
(1) هي أخت أبي بكر الصديق لأبيه، قال المنذري: ومن قال فيها: " الأنصارية " فقد وهم.
(2) رواه الترمذي رقم (170) في الصلاة، باب ما جاء في الوقت الأول من الفضل، وأبو داود رقم (426) في الصلاة، باب في المحافظة على وقت الصلوات، وإسناده مضطرب، ولكن للحديث شواهد بمعناه يقوى بها، منها ما أخرجه الدارقطني وغيره، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي عن ابن مسعود بلفظ: " في أول وقتها " وقد جاء في " الصحيحين " عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أي العمل أفضل؟ قال: " الصلاة لوقتها " وفي لفظ: " الصلاة على وقتها ".
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (6/375) قال: حدثنا يونس. قال: حدثنا ليث، عن عبد الله بن عمر بن حفص ابن عاصم بن عمر بن الخطاب، عن القاسم بن غنام، فذكره.
* أخرجه الترمذي (170) قال: حدثنا أبو عمار الحسين بن حريث. قال: حدثنا الفضل بن موسى، عن عبد الله بن عمر العمري، عن القاسم بن غنام، عن عمته أم فروة، فذكره.
* وأخرجه أحمد (6/374) قال: حدثنا أبو عاصم. قال: أخبرنا عبد الله بن عمر، عن القاسم بن غنام، عن عماته، عن أم فروة، فذكرته.
* وأخرجه أحمد (6/374) قال: حدثنا الخزاعي. قال: أخبرنا عبد الله بن عمر العمري. عن القاسم بن غنام، عن جدته الدنيا، عن أم فروة، فذكرته.
* وأخرجه أحمد (6/440) قال: حدثنا يزيد بن هارون. قال: أخبرنا عبد الله بن عمر، عن القاسم بن غنام، عن أهل بيته، عن جدته أم فروة، فذكرته.
* وأخرجه عبد بن حميد (1569) قال: حدثنا محمد بن بشر. قال: حدثنا عبد الله بن عمر، عن القاسم بن غنام، عن بعض أهله، عن أم فروة، فذكرته.
* وأخرجه أبو داود (426) قال: حدثنا محمد بن عبد الله الخزاعي وعبد الله بن مسلمة. قالا: حدثنا عبد الله بن عمر عن القاسم بن غنام، عن بعض أمهاته، عن أم فروة، فذكرته.
وقال الخزاعي: عن عمة له، يقال لها: أم فروة، وقد بايعت النبي -صلى الله عليه وسلم-.(5/253)
الفرع الخامس: في الأوقات المكروهة
3333 - (م د ت س) عقبة بن عامر - رضي الله عنه - قال: «ثلاث ساعات كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ينهانا أن نُصلِّي فيهنَّ، أو نَقْبُرَ فيهنَّ موتانا: حين تطلُع الشمس بازِغة حتى ترتفع، وحين يقومُ قائمُ الظهيرة حتى تميل الشمس، وحين تضيَّف الشمس للغروب حتى تغْرُبَ» أخرجه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(بازغة) : بزغت الشمس: إذا طلعت. [ص:255]
(تَضَيَّف) : ضافت الشمس تَضِيف، وضَيَّفَت تَضَيَّف: إذا مالت للغروب.
__________
(1) رواه مسلم رقم (831) في صلاة المسافرين، باب الأوقات التي نهى عن الصلاة فيها، وأبو داود رقم (3192) في الجنائز، باب الدفن عند طلوع الشمس وعند غروبها، والترمذي رقم (1030) في الجنائز، باب ما جاء في كراهية الصلاة على الجنازة عند طلوع الشمس وعند غروبها، والنسائي 1 / 275 و 276 في المواقيت، باب الساعات التي نهى عن الصلاة فيها.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (4/152) قال: حدثنا وكيع. وفي (4/152) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. والدارمي (1439) قال: أخبرنا وهب وبن جرير. ومسلم (2/208) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: حدثنا عبد الله بن وهب. وأبو داود (3192) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع وابن ماجة (1519) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا وكيع (ح) وحدثنا عمرو بن رافع، قال: حدثنا عبد الله بن المبارك. والترمذي (1030) قال: حدثنا هناد، قال: أخبرنا وكيع. والنسائي (1/275) وفي الكبرى (1459) قال: أخبرنا سويد بن نصر، قال: حدثنا عبد الله. وفي (1/277) وفي الكبرى (1464) قال: أخبرنا حميد بن مسعدة، قال: حدثنا سفيان، وهو ابن حبيب. وفي (4/82) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا عبد الرحمن.
ستتهم - وكيع، وعبد الرحمن بن مهدي، ووهب بن جرير، وعبد الله بن وهب، وعبد الله بن المبارك، وسفيان بن حبيب - عن موسى بن علي بن رباح اللخمي، عن أبيه، فذكره.(5/254)
3334 - (ط س) عبد الله الصنابحي - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إن الشمس تطلُعُ ومعها قرْنُ الشيطان، فإذا ارتفعت فارَقَها، ثم إذا استوَت قارنَها، فإذا زالت فارقها، فإذا دَنَتْ للغُروب قارنها، فإذا غربت فارقها، ونهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عن الصلاة في تلك الساعات» . أخرجه الموطأ والنسائي (1) .
__________
(1) رواه الموطأ 1 / 219 في القرآن، باب النهي عن الصلاة بعد الصبح وبعد العصر، والنسائي 1 / 275 في المواقيت، باب الساعات التي نهى عن الصلاة فيها، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/348، 349) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر. وفي (4/349) قال: حدثنا روح، قال: حدثنا مالك، وزهير بن محمد. وابن ماجة (1253) قال: حدثنا إسحاق بن منصور، قال: أنبأنا عبد الرزاق، قال: أنبأنا معمر. والنسائي (1/275) وفي الكبرى (1458) قال: أخبرنا قتيبة، عن مالك.
ثلاثتهم - معمر، ومالك، وزهير - عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، فذكره.
* في رواية معمر: أبو عبد الله الصنابحي.(5/255)
3335 - (خ م ط س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «لا يتحرَّى أحدُكم فيصلِّي عند طُلُوع الشمس ولا عند غروبها» .
وفي رواية، قال: «إذا طلع حاجبُ الشمس فدَعُوا الصلاة حتى تبْرُزَ، وإذا غاب حاجب الشمس فدعوا الصلاة حتى تغيب، ولا تحَيَّنوا بصلاتكم طلوع الشمس ولا غروبها، فإنها تطلُع بين قرْنَي شيطان - أو الشيطان -» .
لا أدري أيَّ ذلك قال هشام، يعني: ابن عروة. أخرجه البخاري ومسلم.
وللبخاري، قال: «سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم- ينهى عن الصلاة عند طلوع [ص:256] الشمس وعند غروبها» .
وأخرجه البخاري أيضاً موقوفاً من قول ابن عمر: أنه قال: «أُصلِّي كما رأيتُ أصحابي يصلُّون، لا أنهى أحداً يصلي بليل أو نهار ما شاء، غير أن لا تتحرَّوا طلوعَ الشمس ولا غروبها» . وهذا طرف من حديث يجيء في ذكْر قُباءَ، وأخرج الموطأ الرواية الأولى. وأخرج النسائي الرواية الثانية إلى قوله: «حتى تغيب» . وله في أخرى «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- نهى أن يُصلَّى مع طلوع الشمس أو غروبها» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(تَحَرُّوا) : التحري: القصد والعزم على تخصيص الشيء بالفعل والقول.
(تَحَيَّنُوا) : تحينت وقت كذا: أي طلبت حينه.
__________
(1) رواه البخاري 2 / 49 في مواقيت الصلاة، باب لا تتحرى الصلاة قبل غروب الشمس، وباب الصلاة بعد الفجر حتى ترتفع الشمس، وفي الحج، باب الطواف بعد الصبح والعصر، ومسلم رقم (828) في صلاة المسافرين، باب الأوقات التي نهى عن الصلاة فيها، والموطأ 1 / 220 في القرآن، باب النهي عن الصلاة بعد الصبح وبعد العصر، والنسائي 1 / 277 في المواقيت، باب النهي عن الصلاة عند طلوع الشمس.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه مالك الموطأ (154) وأحمد (2/33) (4885) قال: حدثنا عبد الرزاق. وفي (2/63) (5301) قال: حدثنا عبد الرحمن. والبخاري (1/152) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. ومسلم (2/207) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. والنسائي (1/277) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد.
خمستهم - عبد الرزاق، وعبد الرحمن، وابن يوسف، ويحيى، وقتيبة - عن مالك.
2- وأخرجه الحميدي (666) قال: حدثنا سفيان، قال: سمعت عبد الله بن عمر - كم مرة.
3- وأخرجه أحمد (2/29) (4840) قال: حدثنا محمد بن عبيد. والنسائي (1/277) وفي الكبرى (1462) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود، قال: أنبأنا خالد.
كلاهما - ابن عبيد، وخالد بن الحارث - قالا: حدثنا عبيد الله.
4- وأخرجه أحمد (2/36) (4931) قال: حدثنا إبراهيم بن خالد، قال: حدثنا رباح، عن معمر، عن أيوب.
5- وأخرجه البخاري (2/190) قال: حدثنا إبراهيم بن المنذر، قال: حدثنا أبو ضمرة، قال: حدثنا موسى بن عقبة.
خمستهم - مالك، وعبد الله، وعبيد الله، وأيوب، وموسى - عن نافع، فذكره.(5/255)
3336 - (ط) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: أن عمرَ كان يقول: «لا تحرَّوا بصلاتكم طلوعُ الشمس ولا غروبَها، فإن الشيطان يطلع قرناه مع طلوع الشمس، ويغربان مع غروبها، وكان يضرب الناس على تلك الصلاة» . أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 1 / 221 في القرآن، باب النهي عن الصلاة بعد الصبح وبعد العصر، موقوفاً، وإسناده صحيح، وقد رفعه ابنه عبد الله كما في الحديث الذي قبله.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك الموطأ (518) قال: عن عبد الله بن دينار، عن عبد الله بن عمر، فذكره.
وقال الزرقاني في شرح الموطأ (2/67) : هكذا رواه موقوفا، ومثله لا يقال رأيا فحكمه الرفع، وقد رفعه ابنه عبد الله.
قلت: وهو الحديث الذي قبله.(5/256)
3337 - (ط) عروة بن الزبير - رضي الله عنهما -: قال: كان رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «إذا بدَا حاجبُ الشمس فأخِّروا الصلاة حتى تبْرُزَ، وإذا غاب حاجب الشمس فأخِّرُوا الصلاة حتى تغيبَ» . أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 1 / 220 في القرآن، باب النهي عن الصلاة بعد الصبح وبعد العصر، وفي سنده انقطاع، وقد وصله البخاري من حديث ابن عمر 2/49 في مواقيت الصلاة، باب الصلاة بعد الفجر حتى ترتفع الشمس، وكذلك مسلم رقم (829) في صلاة المسافرين، باب الأوقات التي نهى عن الصلاة فيها.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك الموطأ (514) قال: عن هشام بن عروة، عن أبيه، فذكره.
وقال الزرقاني في شرح الموطأ (2/64) وصله البخاري ومسلم من طريق يحيى بن سعيد القطان، وغيره، عن هشام، عن أبيه، قال: ثني ابن عمر، فذكره.(5/257)
3338 - (م د س) عمرو بن عبسة رضي الله عنه أنه قال: قلت: «يا رسول الله، أيُّ الليل أسمعُ؟ قال: جوفُ الليل الآخر، فصلِّ ما شئتَ فإن الصلاة مشهودَة مكتُوبة، حتى تُصلِّيَ الصبح، ثم أقْصِرْ حتى تطلع الشمس فترتفع قِيسَ رُمْح أو رُمْحين، فإنها تطلع بين قرني شيطان، ويصلي لها الكفار، ثم صلِّ ما شئت، فإن الصلاة مشهودة مكتوبة، حتى يعدل الرُّمْحُ ظِلَّه، ثم أقْصِرْ فإن جهنم تُسجَرُ وتفْتحُ أبوابهُا، فإذا زاغت الشمس فصلِّ ما شئت، فإن الصلاة مشهودة، حتى تُصلي العصر، ثم أقْصِر حتى تغْرُب الشمس، فإنها تغربُ بين قرنَي شيطان، ويصلي لها الكفارُ ... وقصَّ حديثاً طويلاً» . هكذا قال أبو داود، ولم يذكر الحديث.
وأخرجه النسائي، قال: «قلت: يا رسول الله، هل من ساعة أقرَبُ من الله عز وجل من الأخرى؟ أو هل من ساعة يُبْتَغى ذِكرُها؟ قال: نعم، إن أقرب ما يكون الربُّ عز وجل من العبد جَوفُ الليل الآخر، [ص:258] فإن استَطعّتَ أن تكونَ ممن يذكر الله عز وجل في تلك الساعة فكُنْ، فإن الصلاة محضورة مشهُود إلى طلوع الشمس، فإنها تطلع بين قرني شيطان وهي ساعةُ صلاةِ الكفار فدَع الصلاة حتى ترْتَفِعَ قيدَ رُمح، ويذهبَ شُعَاعُها، ثم الصلاة محضورة مشهودة حتى تعتدلَ الشمس اعْتدَالَ الرُّمْحِ بنصف النهار، فإنها ساعة تُفْتَحُ فيها أبوابُ جهنم وتُسجَرُ، فدَع الصلاة حتى يفيئ الفَيْءُ، ثم الصلاة محضورة مشهودة، حتى تَغِيبَ الشمس، فإنها تغيبُ بين قَرْني شيطان وهي صلاة الكفار» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أي الليل أسمع؟) : أي: أيُّ أوقات الليل أرجى للدعاء، وأولى بالاستجابة.
(جوف الليل الآخر) : هو ثلثه الآخر، والمراد: السدس الخامس من أسداس الليل.
(مشهودة) : أي تشهدها الملائكة، وتكتب أجرها للمصلي.
(تُسْجَر جهنم) : قال الخطابي: قوله «تسجر جهنم» و «بين قرني الشيطان» ، من ألفاظ الشرع التي أكثرها ينفرد بمعانيها، ويجب علينا التصديق بها، والوقوف عند الإقرار بها وبأحكامها والعمل بها. [ص:259]
(قِيْس - قِيْد رمح) : قيس الشيء: قدره، وكذلك: قيده، بكسر القاف.
(حتى يفيئ الفيء) : فاء الفيء يفيئ: إذا رجع من الغرب إلى جانب الشرق.
__________
(1) رواه أبو داود رقم (1277) في الصلاة، باب من رخص فيهما إذا كانت الشمس مرتفعة، والنسائي 1 / 279 و 280 في المواقيت، باب النهي عن الصلاة بعد العصر، وهو حديث صحيح، ورواه مسلم مطولاً رقم (832) في صلاة المسافرين، باب إسلام عمرو بن عبسة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: قلت: هو جزء من حديث طويل، وقد أخرجته من مصادره بلفظه تاما.
عن أبي أمامة قال: قال عمرو بن عبسة السلمي: «كنت، وأنا في الجاهلية، أظن أن الناس على ضلالة، وأنهم ليسوا على شيء، وهم يعبدون الأوثان، فسمعت برجل بمكة يخبر أخبارا، فقعدت على راحلتي، فقدمت عليه، فإذا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مستخفيا، جراء عليه قومه، فتلطفت حتى دخلت عليه بمكة، فقلت له: ما أنت؟ قال: أنا نبي. فقلت: وما نبي؟ قال: أرسلني الله. فقلت: وبأي شيء أرسلك؟ قال: أرسلني بصلة الأرحام، وكسر الأوثان، وأن يوحد الله لا يشرك به شيء. قلت له: فمن معك على هذا؟ قال: حر وعبد. قال: ومعه يومئذ أبو بكر وبلال ممن آمن به. فقلت: إني متبعك. قال: إنك لا تستطيع ذلك يومك هذا. ألا ترى حالي وحال الناس؟ ولكن ارجع إلى أهلك، فإذا سمعت بي قد ظهرت فأتني. قال: فذهبت إلى أهلي، وقدم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المدينة، وكنت في أهلي، فجعلت أتخبر الأخبار، وأسأل الناس حين قدم المدينة، حتى قدم علي نفر من أهل يثرب من أهل المدينة. فقلت: ما فعل هذا الرجل الذي قدم المدينة؟ فقالوا: الناس إليه سراع، وقد أراد قومه قتله فلم يستطيعوا ذلك. فقدمت المدينة، فدخلت عليه. فقلت: يا رسول الله، أتعرفني؟ قال: نعم. أنت الذي لقيتني بمكة؟ قال: فقلت: بلى. فقلت: يا نبي الله، أخبرني عما علمك الله وأجهله. أخبرني عن الصلاة؟ قال: صل صلاة الصبح، ثم أقصر عن الصلاة حتى تطلع الشمس حتى ترتفع، فإنها تطلع حين تطلع بين قرني شيطان، وحينئذ يسجد لها الكفار، ثم صل، فإن الصلاة مشهودة محضورة، حتى يستقل الظل بالرمح، ثم أقصر عن الصلاة، فإن حينئذ، تسجر جهنم، فإذا أقبل الفيء فصل، فإن الصلاة مشهودة محضورة، حتى تصلي العصر، ثم أقصر عن الصلاة، حتى تغرب الشمس، فإنها تغرب بين قرني شيطان، وحينئذ يسجد لها الكفار. قال: فقلت: يانبي الله. فالوضوء؟ حدثني عنه. قال: ما منكم رجل يقرب وضوءه فيتمضمض ويستنشق فينتثر إلا خرت خطايا وجهه وفيه وخياشيمه، ثم إذا غسل وجهه كما أمره الله إلا خرت خطايا وجهه من أطراف لحيته مع الماء، ثم يغسل يديه إلى المرفقين إلا خرت خطايا يديه من أنامله مع الماء، ثم يمسح رأسه إلا خرت خطايا رأسه من أطراف شعره مع الماء، ثم يغسل قدميه إلى الكعبين إلا خرت خطايا رجليه من أنامله مع الماء، فإن هو قام فصلى، فحمد الله وأثنى عليه، ومجده بالذي هو له أهل، وفرغ قلبه لله، إلا انصرف من خطيئته كهيئته يوم ولدته أمه.» .
فحدث عمرو بن عبسة بهذا الحديث أبا أمامة صاحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. فقال له أبو أمامة: يا عمرو بن عبسة، انظر ما تقول في مقام واحد يعطى هذا الرجل؟ فقال عمرو: يا أبا أمامة، لقد كبرت سني، ورق عظمي، واقترب أجلي، وما بي حاجة أن أكذب على الله، ولا على رسول الله. لو لم أسمعه من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلا مرة أو مرتين أو ثلاثا - حتى عد سبع مرات - ما حدثت به أبدا. ولكني سمعته أكثر من ذلك. أخرجه أحمد (4/111) قال: حدثنا غندر، قال: حدثنا عكرمة بن عمار، قال: حدثني شداد بن عبد الله - وكان قد أدرك نفرا من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- وفيه (4/111) قال: حدثنا أبو اليمان، قال: حدثنا إسماعيل بن عياش، عن يحيى بن أبي عمرو السيباني، عن أبي سلام الدمشقي وعمرو بن عبد الله. وفي (4/112) قال: حدثنا عبد الله بن يزيد أبو عبد الرحمن المقرئ، قال: حدثنا عكرمة، يعني ابن عمار، قال: حدثنا شداد بن عبد الله الدمشقي. وعبد بن حميد (298) قال: أخبرنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا بشر بن نمير، عن القاسم. ومسلم (2/208) قال: حدثني أحمد بن جعفر المعقري، قال: حدثنا النضر بن محمد، قال: حدثنا عكرمة بن عمار، قال: حدثنا شداد بن عبد الله أبو عمار، ويحيى بن أبي كثير. - قال عكرمة: ولقي شداد أبا أمامة وواثلة، وصحب أنسا إلى الشام، وأثنى عليه فضلا وخيرا- وأبو داود (1277) قال: حدثنا الربيع بن نافع، قال: حدثنا محمد بن المهاجر، عن العباس بن سالم، عن أبي سلام، والترمذي (3579) قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن، قال: أخبرنا إسحاق ابن عيسى، قال: حدثني معن، قال: حدثني معاوية بن صالح، عن ضمرة بن حبيب، والنسائي (1/91، 279) . وفي الكبرى (174، 1460) قال: أخبرنا عمرو بن منصور، قال: حدثنا آدم بن أبي إياس، قال: حدثنا الليث، هو ابن سعد، قال: حدثنا معاوية بن صالح، قال: أخبرني أبو يحيى سليم ابن عامر، وضمرة بن حبيب، وأبو طلحة نعيم بن زياد. وابن خزيمة (1147) قال: حدثنا بحر بن نصر ابن سابق الخولاني، قال: حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني معاوية بن صالح، قال: حدثني أبو يحيى، وهو سليم بن عامر، وضمرة بن حبيب، وأبو طلحة، هو نعيم بن زياد.
ثمانيتهم - شداد، وأبو سلام الدمشقي، وعمرو بن عبد الله، والقاسم، ويحيى بن أبي كثير، وضمرة، وسليم، ونعيم - عن أبي أمامة صدي بن عجلان، فذكره.
* الروايات مطولة ومختصرة.
- وعن عبد الرحمن بن البيلماني، عن عمرو بن عبسة. قال: «أتيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. قلت: يا رسول الله، من أسلم؟ قال: حر وعبد. قال: فقلت: وهل من ساعة أقرب إلى الله تعالى من أخرى؟ قال: جوف الليل الآخر صل ما بدا لك حتى تصلي الصبح، ثم أنهه حتى تطلع الشمس وما دامت كأنها حجفة حتى تنتشر، ثم صل ما بدا لك حتى يقوم العمود على ظله. ثم أنهه حتى تزول الشمس، فإن جهنم تسجر لنصف النهار، ثم صل ما بدا لك حتى تصلي العصر، ثم أنهه حتى تغرب الشمس، فإنها تغرب بين قرني شيطان، وتطلع بين قرني شيطان.
وإن العبد إذا توضأ فغسل يديه خرت خطاياه من بين يديه، فإذا غسل وجهه خرت خطاياه من وجهه، فإذا غسل ذراعيه ومسح برأسه خرت خطاياه من ذراعيه ورأسه، وإذا غسل رجليه خرت خطاياه من رجليه، فإذا قام إلى الصلاة، وكان هو وقلبه ووجهه، أو كله، نحو الوجه إلى الله عز وجل، انصرف كما ولدته أمه. قال: فقيل له: أنت سمعت هذا من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ قال: لو لم أسمعه مرة أو مرتين أو عشرا أو عشرين، ما حدثت به» .
أخرجه أحمد (4/111) قال: حدثنا بهز، قال: حدثنا حماد بن سلمة. وفي (4/113) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (4/114) قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا حماد ابن سلمة. وابن ماجة (283) .
قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن بشار. قالا: حدثنا غندر محمد بن جعفر، عن شعبة. وفي (1251) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا غندر، عن شعبة. وفي (1364) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن بشار ومحمد بن الوليد، قالوا: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. والنسائي في الكبرى (1477) قال: أخبرني أيوب بن محمد، قال: حدثنا حجاج، قال: حدثنا شعبة. وفي المجتبى (1/283) قال: أخبرني الحسن بن إسماعيل بن سليمان وأيوب بن محمد. قالا: حدثنا حجاج بن محمد - قال أيوب - حدثنا. وقال حسن: أخبرني شعبة.
كلاهما - حماد بن سلمة، وشعبة - عن يعلى بن عطاء، عن يزيد بن طلق، عن عبد الرحمن بن البيلماني، فذكره.
* أخرجه أحمد (4/385) قال: حدثنا هشيم، قال: أخبرنا يعلى بن عطاء، عن عبد الرحمان بن أبي عبد الرحمن، عن عمرو بن عبسة. قال: أتيت النبي -صلى الله عليه وسلم- فقلت: من تابعك على أمرك هذا؟ قال: حر وعبد، يعني أبا بكر وبلالا رضي الله تعالى عنهما، وكان عمرو يقول بعد ذلك فلقد رأيتني وإني لربع الإسلام.
* لم يذكر هشيم يزيد بن طلق وقال: عبد الرحمن بن أبي عبد الرحمن.
* الروايات مطولة ومختصرة.
-وعن سليم بن عامر، عن عمرو بن عبسة. قال: «أتيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو بعكاظ. فقلت: من تبعك على هذا الأمر؟ فقال: حر وعبد، ومعه أبو بكر وبلال رضي الله تعالى عنهما، فقال لي: ارجع حتى يمكن الله عز وجل لرسوله. فأتيته بعد. فقلت: يا رسول الله، جعلني الله فداءك، شيئا تعلمه وأجهله، لا يضرك وينفعني الله عز وجل به، هل من ساعة أفضل من ساعة؟ وهل من ساعة يتقى فيها؟ فقال: لقد سألتني عن شيء ما سألني عنه أحد قبلك، إن الله عز وجل يتدلى في جوف الليل، فيغفر، إلا ما كان من الشرك والبغي، فالصلاة مشهودة محضورة، فصل حتى تطلع الشمس، فإذا طلعت فأقصر عن الصلاة، فإنها تطلع بين قرني شيطان، وهي صلاة الكفار حتى ترتفع، فإذا استقلت الشمس فصل، فإن الصلاة محضورة مشهودة حتى يعتدل النهار، فإذا اعتدل النهار فأقصر عن الصلاة، فإنها ساعة تسجر فيها جهنم، حتى يفيء الفيء، فإذا فاء الفيء فصل، فإن الصلاة محضورة مشهودة، حتى تدلي الشمس للغروب، فإذا تدلت فأقصر عن الصلاة حتى تغيب الشمس، فإنها تغيب على قرني شيطان، وهي صلاة الكفار.» .
أخرجه أحمد (4/385) وعبد بن حميد (297) .
قال أحمد: حدثنا وقال عبد: أخبرنا يزيد بن هارون، قال: حدثنا حريز بن عثمان، وهو الرحبي، قال: حدثنا سليم بن عامر، فذكره.
- وعن شهر بن حوشب، عن عمرو بن عبسة. قال:
«أتيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. فقلت: يا رسول الله، من تبعك على هذا الأمر؟ قال: حر وعبد. قلت: ما الإسلام؟ قال: طيب الكلام، وإطعام الطعام، قلت: ما الإيمان؟ قال: الصبر والسماحة. قال: قلت: أي الإسلام أفضل؟ قال: من سلم المسلمون من لسانه ويده. قال: قلت: أي الإيمان أفضل؟ قال: خلق حسن. قال: قلت: أي الصلاة أفضل؟ قال: طول القنوت. قال: قلت: أي الهجرة أفضل؟ قال: أن تهجر ما كره ربك عز وجل. قال: قلت: فأي الجهاد أفضل؟ قال: من عقر جواده وأهريق دمه. قال: قلت: أي الساعات أفضل؟ قال: جوف الليل الآخر. ثم الصلاة مكتوبة مشهودة حتى يطلع الفجر، فإذا طلع الفجر، فلا صلاة إلا الركعتين حتى تصلي الفجر، فإذا صليت صلاة الصبح فأمسك عن الصلاة حتى تطلع الشمس، فإذا طلعت الشمس فإنها تطلع في قرني شيطان، وإن الكفار يصلون لها، فأمسك عن الصلاة حتى ترتفع، فإذا ارتفعت فالصلاة مكتوبة مشهودة، حتى يقوم الظل قيام الرمح، فإذا كان كذلك فأمسك عن الصلاة حتى تميل، فإذا مالت فالصلاة مكتوبة مشهودة، حتى تغرب الشمس، فإذا كان عند غروبها فأمسك عن الصلاة، فإنها تغرب - أو تغيب - في قرني شيطان، وإن الكفار يصلون لها» .
أخرجه أحمد (4/385) قال: حدثنا ابن نمير. وعبد بن حميد (300) قال: حدثنا يعلى بن عبيد. وابن ماجة (2794) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا يعلى بن عبيد.
كلاهما - عبد الله بن نمير، ويعلى - عن حجاج بن دينار، عن محمد بن ذكوان، عن شهر بن حوشب، فذكره.
* رواية ابن ماجة مختصرة على سؤاله عن الجهاد.(5/257)
3339 - (خ م س) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا صلاة بعد الصبح حتى ترتفع الشمس، ولا صلاة بعد العصر حتى تغيب الشمس» .
وفي رواية: «لا صلاة بعد صلاة العصر حتى تغربَ الشمس، ولا صلاة بعد صلاة الفجر حتى تطلع الشمس» . أخرجه البخاري ومسلم.
وللبخاري عن قزَعَةَ، قال: «سمعتُ أبا سعيد يُحدِّثُ بأرْبَع عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- فأعْجَبْنَني وآنقْنَني - قال: لا تُسافِرُ المرأَةُ يومين إلا ومعها زوجها أو ذُو محرم، ولا صومَ في يومين:، الفِطْرِ والأضحى، ولا صلاةَ بعد صلاتين: بعد الصبح حتى تطلع الشمس، وبعد العصر حتى تغرب الشمس، ولا تُشَدُّ الرحالُ إلا إلى ثلاثة مساجدَ: مسجدِ الحرام، ومسجد الأقصى، ومسجدي» . وله في أخرى، قال: سمعت أبا سعيد - وقد غزا مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- اثنَتي عشرة غزوة - قال: أربع سَمِعْتُهُنَّ من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ... وذكر نحوه.
وأخرج النسائي الرواية الأولى. وله في أخرى، قال: «نهى رسولُ الله [ص:260] صلى الله عليه وسلم- عن الصلاة بعد الصبح حتى الطُّلوعِ، وعن الصلاة بعد العصر حتى الغُرُوبِ» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(وآنَقْنني) : آنقني الشيء يؤنقني، فهو مؤنق: إذا أعجبني واستحسنته وأحببته.
(تُشَدُّ الرحال) : الرحال: جمع رحل، وهو سرج البعير الذي يركب عليه. والمراد: أنه لا يعزم على قصد زيارة إلا هذه الأماكن المذكورة، فإن من أراد سفراً شد رحله ليركب ويسير.
__________
(1) رواه البخاري 3 / 50 في المواقيت، باب لا يتحرى الصلاة قبل غروب الشمس، وفي الحج، باب حج النساء، ومسلم رقم (827) في صلاة المسافرين، باب الأوقات التي نهى عن الصلاة فيها، والنسائي 1 / 277 و 278 في المواقيت، باب النهي عن الصلاة بعد العصر.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: الحديث ورد بروايات عدة.
عن يحيى بن عمارة، عن أبي سعيد، قال: «نهى النبي، -صلى الله عليه وسلم-، عن صوم يوم الفطر والنحر، وعن الصماء، وأن يحتبي الرجل في ثوب واحد، وعن صلاة بعد الصبح والعصر.» .
أخرجه أحمد (3/96) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا وهيب. والبخاري (3/55) قال: حدثنا موسى ابن إسماعيل، قال حدثنا وهيب. ومسلم (3/153) قال: حدثنا أبو كامل الجحدري، قال: حدثنا عبد العزيز بن المختار. وأبو داود (2417) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل قال: حدثنا وهيب. والترمذي (772) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد.
ثلاثتهم - وهيب، وعبد العزيز بن المختار، وعبد العزيز بن محمد - عن عمرو بن يحيى، عن أبيه، فذكره.
* رواية ابن المختار، وابن محمد، مختصرة على أوله.
-وعن عطاء بن يزيد الجندعي، أنه سمع أبا سعيد الخدري، يقول: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «لا صلاة بعد الصبح حتى ترتفع الشمس، ولا صلاة بعد العصر حتى تغيب الشمس.» .
أخرجه أحمد (3/95) قال: حدثنا عبد الرزاق، وابن بكر، قالا: أخبرنا ابن جريج. وفي (3/95) أيضا قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثنا أبي، عن صالح. والبخاري (1/152) قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله، قال: حدثنا إبراهيم بن سعد، عن صالح. ومسلم (2/207) قال: حدثني حرملة بن يحيى، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس. والنسائي (1/278) وفي الكبرى (390) قال: أخبرنا عبد الحميد بن محمد، قال: حدثنا مخلد بن يزيد الحراني، قال: حدثنا ابن جريج. وفي (1/278) قال: أخبرني محمود بن غيلان، قال: حدثنا الوليد، قال: أخبرني عبد الرحمن بن نمر.
أربعتهم - ابن جريج، وصالح، ويونس، وعبد الرحمن - عن ابن شهاب، عن عطاء بن يزيد الجندعي، فذكره.
* أشار المزي إلى أن رواية النسائي (1/278) عن محمود بن خالد وفي نسخة: ابن غيلان. تحفة الأشراف (4155) .
- وعن عبيد الله بن عياض، وعطاء بن بخت، عن أبي سعيد الخدري، أنهما سمعاه يقول: سمعت أبا القاسم -صلى الله عليه وسلم-، يقول: «لا صلاة بعد صلاة الصبح حتى تطلع الشمس، ولا صلاة بعد صلاة العصر حتى الليل.» .
أخرجه أحمد (3/95) قال: حدثنا عبد الرزاق، وابن بكر، قالا: أخبرنا ابن جريج، قال: أخبرني عمر بن عطاء بن أبي الخوار، عن عبيد الله بن عياض، وعطاء بن بخت، كلاهما يخبر عمر بن عطاء عن أبي سعيد، فذكره.
- وعن ضمرة بن سعيد، عن أبي سعيد الخدري، قال: «نهى رسول الله، -صلى الله عليه وسلم-، عن صلاتين، وعن صيام يومين، وعن لبستين، عن الصلاة بعد العصر حتى تغيب الشمس، وبعد الفجر حتى تطلع الشمس، ونهى عن صيام يوم العيدين، وعن اشتمال الصماء، وأن يحتبي الرجل في الثوب الواحد» .
أخرجه الحميدي (731) وأحمد (3/6) قالا: حدثنا سفيان. وفي أحمد (3/66) قال: حدثنا يونس، وسريج، قالا: حدثنا فليح. والنسائي (1/277) وفي الكبرى (1465) قال: أخبرنا مجاهد بن موسى، قال: حدثنا ابن عيينة.
كلاهما - سفيان بن عيينة، وفليح - عن ضمرة بن سعيد المازني، فذكره.
* رواية سفيان مختصرة على «نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن صلاة بعد العصر حتى تغرب، وبعد الصبح حتى تطلع» .
وعن عامر، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لا صلاة بعد الفجر حتى تطلع الشمس، ولا بعد العصر حتى تغرب الشمس، ولا صيام يوم الفطر ولا يوم الأضحى.» .
أخرجه أحمد (3/39) قال: حدثنا هاشم بن القاسم، قال: حدثنا إسرائيل، عن جابر، عن عامر، فذكره.
وعن سليمان بن يسار، عن أبي سعيد الخدري، قال: «سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ينهى عن صيام يومين، وعن صلاتين، وعن نكاحين، سمعته ينهى عن الصلاة بعد الصبح حتى تطلع الشمس، وبعد العصر حتى تغرب الشمس، وعن صيام يوم الفطر والأضحى، وأن يجمع بين المرأة وخالتها وبين المرأة وعمتها.» .
أخرجه أحمد (3/67) قال: حدثنا يزيد، ومحمد بن عبيد. وابن ماجة (1930) قال: حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا عبدة بن سليمان. والنسائي في الكبري تحفة الأشراف (4070) عن هناد بن السري، عن عبدة - وهو ابن سليمان -، ومحمد يعني ابن عبيد.
ثلاثتهم - يزيد، ومحمد بن عبيد، وعبدة - عن محمد بن إسحاق، عن يعقوب بن عتبة، عن سليمان بن يسار، فذكره.
* رواية ابن ماجة والنسائي مختصرة على النهي عن نكاحين.(5/259)
3340 - (خ م د ت س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: قال: «شَهِدَ عندي رجال مرضيُّون - وأرضاهُم عندي عمرُ - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- نهى عن الصلاةِ بعد الصبح حتى تَشْرُقَ الشمسُ - وفي رواية: تطلع - وبعد العصر حتى تغرب الشمس» . أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي.
وفي رواية النسائي، قال «سمعتُ غيرَ واحد من أصحاب النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- منهم عمر، وكان [من] أحبَّهم إليَّ -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- نهى عن الصلاة بعد الفجر ... » الحديث، وفي أخرى مختصراً، قال: «نهى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم [ص:261] عن الصلاة بعد العصر» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(تَشْرُق) : شَرَقَت الشمس: إذا طلعت، وأشرقت: إذا أضاءت، فإن أراد طلوع الشمس: فقد جاء في حديث آخر: حتى تطلع الشمس، وإن أراد الإضاءة: فقد جاء في حديث آخر: «حتى ترتفع الشمس» . والإضاءة مع الارتفاع.
__________
(1) رواه البخاري 2 / 47 في مواقيت الصلاة، باب الصلاة بعد الفجر حتى ترتفع الشمس، ومسلم رقم (826) في صلاة المسافرين، باب الأوقات التي نهي عن الصلاة فيها، وأبو داود رقم (1276) في الصلاة، باب الصلاة بعد العصر، والترمذي رقم (183) في الصلاة، باب ما جاء في كراهية الصلاة بعد العصر وبعد الفجر، والنسائي 1/276 و 277 في المواقيت، باب النهي عن الصلاة بعد الصبح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (1/18) (110) قال: حدثنا بهز بن أسد، قال: حدثنا أبان. وفي (1/20) (130) ، (1/39) (270) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا همام. وفي (1/39) (271) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا أبان. وفي (1/50) (355) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (1/51) (364) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا سعيد. (ح) وعبد الوهاب، عن سعيد. والدارمي (1440) قال: أخبرنا عفان، قال: حدثنا همام. والبخاري (1/152) قال: حدثنا حفص بن عمر، قال: حدثنا هشام، (ح) وحدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى، عن شعبة. ومسلم (2/207) قال: حدثنا داود بن رشيد وإسماعيل بن سالم. جميعا عن هشيم، قال: أخبرنا منصور. (ح) وحدثنيه زهير بن حرب، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن شعبة. (ح) وحدثني أبو غسان المسمعي، قال: حدثنا عبد الأعلى، قال: حدثنا سعيد (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا معاذ بن هشام، قال: حدثني أبي وأبو داود (1276) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم، قال: حدثنا أبان. وابن ماجة (1250) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا همام. والترمذي (183) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا هشيم، قال: أخبرنا منصور، وهو ابن زاذان. والنسائي (1/276) . وفي الكبرى (347) قال: أخبرنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا هشيم، قال: أنبأنا منصور. وابن خزيمة (1271) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد، يعني ابن جعفر، قال: حدثنا شعبة (ح) وحدثنا الصنعاني، قال: حدثنا خالد، يعني ابن الحارث، قال: حدثنا شعبة. وفي (1272) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا هشيم، قال: أخبرنا منصور، وهو ابن زاذان. وفي (2146) قال: حدثنا عبد الوارث بن عبد الصمد بن عبد الوارث، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا هشام (ح) وحدثنا عبد الوارث، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا همام.
ستتهم - أبان، وهمام، وشعبة، وسعيد، وهشام، ومنصور بن زاذان - عن قتادة، قال: حدثني أبو العالية، عن ابن عباس، فذكره.(5/260)
3341 - (خ م ط س) أبو هريرة - رضي الله عنه - «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- نهى عن الصلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس، وعن الصلاة بعد الصبح حتى تطلع الشمس» أخرجه مسلم والموطأ والنسائي.
وفي رواية البخاري: «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- نهى عن بَيْعَتَيْنِ، وعن لِبْسَتَين، وعن صلاتين، نهى عن الصلاة بعد الفجر حتى تطلع الشمس، وبعد العصر حتى تغرب الشمس، وعن اشتمالِ الصَّماءِ، وعن الاحتباءِ في ثوب واحد، يُفْضِي بفرْجه إلى السماء، والملامَسة والمُنابَذَةِ» ذكر الحميدي [ص:262] الرواية الأولى في أفراد مسلم، والثانية في المتفق بينه وبين البخاري، والأولى قد دخلت في الثانية، فلا أعلم لِمَ فرَّقهما، والله أعلم (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(اشتمال الصَّمَّاء) : هو أن يشتمل بثوب واحد ليس عليه غيره، ثم يرفعه من أحد جانبيه، فيضعه على منكبيه. والمراد به: كراهة الكشف وإبداء العورة. هذا قول الفقهاء في معناه. وأهل الغريب يقولون فيه هو أن يشتمل بالثوب حتى يُجَلِّلَ جسده، لا يرفع منه جانباً فيكون فيه فرجة يخرج منها يده والمراد به على هذا: كراهة أن يغطي جسده، مخافة أن يضطر إلى حالة تَسُد مُتَنَفَّسَه فيتأذى.
(الاحْتِبَاء) : أن يجمع الإنسان بين ركبتيه وظهره بمنديل، أو حبل، ويكون قاعداً، شبيهاً بالمستند إلى شيء. وقد يكون الاحتباء باليدين.
(المُلامسة والمُنابذة) : قد ذكرا مشروحين في كتاب البيع من حرف الباء، وهو موضعهما. ونذكر من ذلك هنا شيئاً. [ص:263]
قالوا: هو أن يقول البائع: إذا لمست ثوبي، أو لمست ثوبك: فقد وجب البيع عليه. [وقيل: هو أن يلمس المبيع من وراء ثوب، ولا ينظر إليه، ثم يقع البيع عليه] وذلك بيع غرر وجهالة.
وأما المنابذة: فهي أن يقول أحد المتبايعين للآخر: إذا نبذت إلي الثوب، أو نبذته إليك فقد وجب البيع. وقيل: هو أن يقول: إذا نَبَذت إليك الحصاة فقد وجب البيع. وقيل: هو أن يُنَابِذ السلع، فيكون البيع مُعاطاة من غير إيجاب وقبول.
__________
(1) رواه البخاري 2 / 49 في مواقيت الصلاة، باب الصلاة بعد الفجر حتى ترتفع الشمس، وباب لا يتحرى الصلاة قبل غروب الشمس، وفي الصلاة في الثياب، باب ما يستر من العورة، وفي الصوم، باب الصوم يوم النحر، وفي البيوع، باب بيع الملامسة، وباب بيع المنابذة، وفي اللباس، باب اشتمال الصماء، وباب الاحتباء في ثوب واحد، ومسلم رقم (825) في صلاة المسافرين، باب الأوقات التي نهي عن الصلاة فيها، والموطأ 1 / 221 في القرآن، باب النهي عن الصلاة بعد الصبح وبعد العصر، والنسائي 1 / 267 في المواقيت، باب النهي عن الصلاة بعد الصبح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مالك الموطأ (154) . وأحمد (2/462) قال: قرأت على عبد الرحمن (ح) وحدثنا إسحاق. وفي (2/529) قال: حدثنا عثمان بن عمر. ومسلم (2/206) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. والنسائي (1/276) وفي الكبرى (1461) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد.
خمستهم - عبد الرحمن، وإسحاق، وعثمان بن عمر، ويحيى، وقتيبة - عن مالك، عن محمد بن يحيى بن حبان، عن الأعرج، فذكره.
* في رواية عثمان بن عمر جاء الحديث مطولا وفيه: «أن رسول الله، -صلى الله عليه وسلم-، نهى عن بيعتين، وعن لبستين، وعن صلاتين، وعن صيام يومين، عن الملامسة والمنابذة، واشتمال الصماء، عن الاحتباء في ثوب واحد كاشفا عن فرجه، وعن الصلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس، وعن الصلاة بعد الصبح حتى تطلع الشمس، وعن صيام يوم الفطر.» .(5/261)
3342 - (س) نصر بن عبد الرحمن - رحمه الله - عن جده معاذ: أنه طاف مع معاذ بن عفراء، فلم يُصلِّ، فقلتُ: ألا تُصلِّي؟ فقال: إن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا صلاةَ بعد العصر حتى تغيب الشمس، ولا بعد الصبح حتى تطلع الشمس» أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 1 / 258 في المواقيت، باب من أدرك ركعتين من العصر، وإسناده ضعيف، ولكن له شواهد يقوى بها.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/219) قال: حدثنا محمد بن جعفر، وحجاج. (ح) وحدثنا عفان. والنسائي (1/258) قال: أخبرنا أبو داود. قال: حدثنا سعيد بن عامر.
أربعتهم - محمد بن جعفر، وحجاج، وعفان، وسعيد بن عامر - عن شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن نصر بن عبد الرحمن، فذكره.(5/263)
3343 - (م س) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «أوْهمَ عمر؟ إنما نهى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، قال: لا تتحرَّوْا بصلاتكم طلوع الشمس ولا غروبها، فإنها تطلع بين قرْني شيطان» . هذه رواية النسائي.
وقد أخرجه مسلم في جملة حديث سيرد في موضعه، فمن جملة رواياته قالت: «لم يَدَعْ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ركعتين بعد العصر - قال: وقالت عائشة: [ص:264] قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- لا تَتَحرَّوْا طلوع الشمس، ولا غروبها فتُصلُّوا عند ذلك» .
وفي أخرى، قالت: «وَهِمَ عمرُ؟ إنما نهى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أن يُتَحرَّى طلوع الشمس أو غروبها» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(وَهِمَ الرجل) - بالكسر-: إذا غلط، وبالفتح: إذا ذهب وَهمُه إلى الشيء.
__________
(1) رواه مسلم رقم (833) في صلاة المسافرين، باب لا تتحروا بصلاتكم طلوع الشمس ولا غروبها، والنسائي 1 / 279 في المواقيت، باب النهي عن الصلاة بعد العصر.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (6/124) قال: حدثنا عفان. وفي (6/255) قال: حدثنا يحيى بن إسحاق. ومسلم (2/210) قال: حدثنا محمد بن حاتم. قال: حدثنا بهز. والنسائي (1/278) وفي الكبرى (349، 1463) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك المخرمي قال: حدثنا الفضل بن عنبسة.(5/263)
3344 - () جندب بن السكن (1) الغفاري وهو أبو ذر- رضي الله عنه - قال: وقد صَعِدَ على درجة الكعبة - من عَرفني فقد عرفَني، ومن لم يعرفني فأنا جندب، سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «لا صلاة بعد الصبح حتى تطلع الشمس، ولا بعد العصر حتى تغرب الشمس، إلا بمكة، إلا بمكة» . أخرجه ... (2) .
__________
(1) وقيل: جندب بن جنادة، وقيل غير ذلك.
(2) كذا في الأصل والمطبوع بياض بعد قوله: أخرجه، وقد رواه أحمد في " المسند " 5 / 165، وفي سنده عبد الله بن المؤمل، وهو ضعيف.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
بنحوه أخرجه أحمد (5/165) قال: ثنا يزيد، عن عبد الله بن المؤمل، عن قيس بن سعد. وابن خزيمة (2748) قال: ثنا عبد الله بن عمران العابدي، قال: ثنا سعيد بن سالم القداح، عن عبد الله بن مؤمل - يعني المخزومي - عن حميد مولى نقره.
كلاهما - قيس بن سعد، وحميد مولى - عن مجاهد، فذكره.
* قال أبو بكر بن خزيمة: أنا أشك في سماع مجاهد من أبي ذر.(5/264)
3345 - (د س) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- نهى عن الصلاة بعد العصر إلا والشمسُ مرتفعة» أخرجه أبو داود [ص:265] وعند النسائي «إلا أن تكون الشمس بيضاءَ نقية [مرتفعة] » (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (1274) في الصلاة، باب من رخص فيهما إذا كانت الشمس مرتفعة، والنسائي 1 / 280 في المواقيت باب الرخصة في الصلاة بعد العصر، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (1/80) (610) قال: حدثنا جرير بن عبد الحميد. وفي (1/129) (1073) قال: حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان وشعبة. وفي (1/141) (1193) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وأبو داود (1274) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم. قال: حدثنا شعبة. والنسائي (1/280) . في الكبرى (350) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: حدثنا جرير. وفي الكبرى (1468) قال: أخبرنا عمرو بن على، قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا شعبة وسفيان. وابن خزيمة (1284) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي ومحمود بن خداش. قالا: حدثنا جرير بن عبد الحميد. وفي (1285) قال: حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى، قال: حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان، وشعبة.
ثلاثتهم - جرير، وسفيان، وشعبة - عن منصور، عن هلال بن يساف، عن وهب بن الأجدع، فذكره. وعن عاصم بن ضمرة، عن علي، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «لا تصلوا بعد العصر، إلا أن تصلوا والشمس مرتفعة» . قال سفيان: فما أدري بمكة يعني أو بغيرها.
أخرجه أحمد (1/130) (1076) وابن خزيمة (1286) قال: حدثنا الحسن بن محمد.
كلاهما - أحمد، والحسن - عن إسحاق بن يوسف الأزرق، قال: أخبرنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن عاصم، فذكره.(5/264)
3346 - (م س) أبو بصرة الغفاري - رضي الله عنه - قال: صلَّى بنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بالمُخَمَّص (1) صلاةَ العصر، فقال: «إن هذه صلاة عُرِضت على من كان قبلكم فضَيَّعُوها، فمن حافظ عليها كان له أجرُهُ مرتين، ولا صلاة بعدها حتى يطلع الشَّاهدُ، والشاهد: النجمُ» .
وفي رواية أخرى، قال أبو بَصْرة: «ولا صلاة بعدها حتى يطلع الشاهد» . أخرجه مسلم والنسائي (2) .
__________
(1) قال النووي في " شرح مسلم ": بميم مضمومة وخاء ثم ميم مفتوحة: موضع معروف.
(2) رواه مسلم رقم (830) في صلاة المسافرين، باب الأوقات التي نهي عن الصلاة فيها، والنسائي 1 / 258 و 259 في المواقيت، باب أول وقت المغرب.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (6/396) قال: حدثنا يعقوب قال: حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، قال: حدثني يزيد بن أبي حبيب. وفي (6/397) قال: حدثنا يحيى بن إسحاق، قال: أخبرني ليث بن سعد. ومسلم (2/208) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا ليث. (ح) وحدثني زهير بن حرب، قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، قال: حدثني يزيد بن أبي حبيب. والنسائي (1/259) قال: أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا الليث.
كلاهما - يزيد بن أبي حبيب، والليث - عن خير بن نعيم الحضرمي.
2- وأخرجه أحمد (6/397) قال: حدثنا يحيى بن إسحاق، قال: أخبرنا ابن لهيعة.
كلاهما - خير، وابن لهيعة - عن عبد الله بن هبيرة، عن أبي تميم الجيشاني، فذكره.(5/265)
3347 - (ط) السائب بن يزيد - رحمه الله -: «أنه رأى عمر بن الخطاب يضرب المُنْكَدرَ في الصلاة بعد العصر» أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 1 / 221 في القرآن، باب النهي عن الصلاة بعد الصبح وبعد العصر، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: أخرجه مالك الموطأ (519) ، قال: عن ابن شهاب، عن السائب بن يزيد، فذكره.(5/265)
3348 - (د س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «كنا إذا كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في السفر، فقلنا: زالت الشمس أو لم تزل؟ صلَّى الظهر، ثم ارْتحلَ» .
وفي رواية، قال: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- إذا نزلَ منزِلاً لم يرْتحلْ حتى يُصلِّيَ الظهر، فقال له رجل: وإن كان بنصف النهار؟ قال: وإن كان بنصف النهار» . أخرجه أبو داود وأخرج الثانية معه النسائي (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (1204) و (1205) في الصلاة، باب المسافر يصلي وهو يشك في الوقت، والنسائي 1 / 248 في المواقيت، باب تعجيل الظهر بالسفر، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود في الصلاة (274:1) عن مسدد عن أبي معاوية الضرير عنه به، الأشراف (1/405) وأخرجه النسائي (1/248) أخبرنا عبيد الله بن سعيد حدثنا يحيى بن سعيد عن شعبة قال: حدثني حمزة العائذي قال سمعت أنس بن مالك فذكره.
الرواية الأولى أخرجها أبو داود (1204) قال: ثنا مسدد، قال: ثنا أبو معاوية عن السحاج بن موسى، قال: قلت لأنس بن مالك، فذكره.
والرواية الثانية أخرجها أبو داود (1205) قال: ثنا مسدد، والنسائي (1/248) قال: ثنا عبيد الله بن سعيد.
كلاهما - مسدد، وعبيد الله - قالا: ثنا يحيى بن سعيد، عن شعبة، قال: ثني حمزة العائذي، فذكره.(5/265)
3349 - (د) أبو قتادة - رضي الله عنه - «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يكره الصلاة نصف النهار، إلا يوم الجمعة، وقال: إن جهنم تُسْجَرُ إلا يومَ الجمعة» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (1083) في الصلاة، باب الصلاة يوم الجمعة قبل الزوال، وإسناده ضعيف.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (1083) قال: حدثنا محمد بن عيسى. قال: حدثنا حسان بن إبراهيم، عن ليث، عن مجاهد، عن أبي الخليل. فذكره.
* قال أبو داود: هو مرسل: مجاهد أكبر من أبي الخليل، وأبو الخليل لم يسمع من أبي قتادة.(5/266)
3350 - (م ط د ت س) العلاء بن عبد الرحمن - رحمه الله - «أنه دخل على أنس بن مالك في داره بالبصرة حين انصرف من الظهر، وداره بجنب المسجد، قال: فلما دَخَلْنا عليه، قال أصَلَّيْتم العصر؟ فقلت له: إنما انصرفنا الساعة من الظهر، قال: فصلُّوا العصر، فقمنا فصلَّيْنا، فلما انصرفنا قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: تلك صلاة المنافق، يجلِسُ يرقُبُ الشمس، حتى إذا كانت بين قرْني الشيطان قام فنقرها أربعاً، لا يذكر الله فيها إلا قليلاً» . هذه رواية مسلم والنسائي والترمذي.
وفي رواية الموطأ وأبي داود، قال: «دخلنا على أنس بعد الظهر فقام يصلِّي العصر (1) ، فلما فرغ من صلاته ذكرنا تعجيل الصلاة - أو ذكرها - قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: تلك صلاة المنافقين، تلك صلاة المنافقين، تلك صلاة المنافقين ... » وذكر باقي الحديث (2) .
__________
(1) في الأصل: فقام يصلي الظهر، والتصحيح من " الموطأ ".
(2) رواه مسلم رقم (622) في المساجد، باب استحباب التبكير بالعصر، والموطأ 1 / 220 في القرآن، باب النهي عن الصلاة بعد الصبح وبعد العصر، وأبو داود رقم (413) في الصلاة، باب في وقت العصر، والترمذي رقم (160) في الصلاة، باب ما جاء في تعجيل العصر، والنسائي 10 / 254 في المواقيت، باب التشديد في تأخير العصر.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه مالك الموطأ (153) ، وأحمد (3/149) قال: حدثنا إسحاق بن عيسى. وفي (3/185) قال: قرأت على عبد الرحمن. وأبو داود. (413) قال: حدثنا القعنبي. وابن خزيمة (333) قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: حدثنا ابن وهب.
أربعتهم - إسحاق، وعبد الرحمن، والقعنبي، وابن وهب - عن مالك.
2- وأخرجه أحمد (3/102) قال: حدثنا محمد بن فضيل، قال: حدثنا محمد بن إسحاق.
3- وأخرجه مسلم (2/110) قال: حدثنا يحيى بن أيوب، ومحمد بن الصباح، وقتيبة، وابن حجر. والترمذي (160) ، والنسائي (1/254) وفي الكبرى (1413) ، وابن خزيمة (333) .
ثلاثتهم - الترمذي، والنسائي، وابن خزيمة - عن علي بن حجر.
أربعتهم - يحيى، ومحمد، وقتيبة، وابن حجر - قالوا: حدثنا إسماعيل بن جعفر.
4- وأخرجه ابن خزيمة (334) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن بزيع، قال: حدثنا عبد الرحمن بن عثمان البكراوي، وفيه أيضا قال ابن خزيمة: سمعت محمد بن المثنى، عن محمد بن جعفر.
كلاهما - البكراوي، وابن جعفر - عن شعبة.
أربعتهم - مالك، وابن إسحاق، وإسماعيل، وشعبة - عن العلاء، فذكره.
وعن حفص بن عبيد الله بن أنس، قال: سمعت أنس بن مالك يقول: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «ألا أخبركم بصلاة المنافق، يدع العصر» .
أخرجه أحمد (3/247) قال: حدثنا هارون، قال: قال ابن وهب: وحدثني أسامة بن زيد، أن حفص بن عبيد الله حدثه، فذكره.(5/266)
الفرع السادس: في تحويل الصلاة عن وقتها
3351 - (خ م) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: «ما رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- صلى صلاة لغير ميقاتها إلا صلاتين: جمعَ بين المغرب والعشاء بجمع، وصلى الفجر يومئذ قبل ميقاتها» . أخرجه البخاري ومسلم.
وفي رواية للبخاري عن عبد الرحمن بن يزيد، قال: «حجَّ ابنُ مسعود، فأتينا المزدلِفَةَ حين الأذان بالعتَمة، أو قريباً من ذلك، فأمر رجلاً فأذَّن، ثم أَقام، ثم صلى المغرب، وصلَّى بعدها ركعتين، ثم دعا بعَشَاء فتَعَشَّى، ثم أمره فأذَّن وأقام، ثم صلى العِشاء ركعتين، فلما كان حين طلع الفجرُ، قال: إن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- كان لا يُصلِّي هذه الساعةَ إلا هذه الصلاة، في هذا المكان، في هذا اليوم. قال عبد الله: هما صلاتان تحوَّلان عن وقتهما: صلاةُ المغرب بعد ما يأتي الناس، والفجرُ حين يبزغ الفجر، قال: رأيت رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يفْعَلُه» .
وفي أخرى له، قال: قدمنا جمْعاً، فصلَّى الصلاتين، كلَّ صلاة وحدَها بأذان وإقامة، وتعَشَّى بينهما، ثم صلى الفجر حين طلع الفجر، قائل يقول: طلع وقائل يقول: لم يطلع، ثم قال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إن هاتين الصلاتين حُوِّلَتا عن وقتهما في هذا المكان: المغرب والعشاءَ، ولا يَقْدَمُ الناسُ [ص:268] جمعاً حتى يُعْتِموا، وصلاة الفجر هذه الساعةَ، ثم وقف حتى أسْفرَ، ثم قال: لو أَن أمير المؤمنين - يعني عثمان - أفاض الآن أصابَ السُّنَّةَ فما أدري: أقولُه كان أسرَعَ، أم دَفْعُ عثمان؟ فلما يزل يُلَبِّي حتى رَمى جمْرةَ العَقَبَةِ [يوم النحر] » (1) .
__________
(1) رواه البخاري 3 / 418 و 419 في الحج، باب من أذن وأقام لكل واحدة منهما، وباب من يصلي الفجر بجمع، ومسلم رقم (1289) في الحج، باب استحباب التغليس بصلاة الصبح يوم النحر.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح، أخرجه الحميدي (114) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (1 / 384) (3637) و (1 / 434) (4138) قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (1 / 426) (4046) قال: حدثنا أبو معاوية، وابن نمير. وفي (1/434) (4137) قال: حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان. والبخاري (2/203) قال: حدثنا عمر بن حفص عن غياث، قال: حدثنا أبي. ومسلم (4/76) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، وأبو بكر بن أبي شيبة، وأبو كريب، جميعا عن أبي معاوية. (ح) وحدثنا عثمان بن أبي شيبة، وإسحاق بن إبراهيم، جميعا عن جرير. وأبو داود (1934) قال: حدثنا مُسَدَّد، أن عبد الواحد بن زياد، وأبو عوانة، وأبا معاوية، حدثوهم. والنسائي (1/291) . وفي الكبرى (1495) قال: أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا سفيان. وفي (5/254) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود، عن خالد، عن شعبة. وفي 5/260 قال: أخبرنا القاسم بن زكريا، قال: حدثنا مصعب بن المقدام عن داود. وفي (5/262) قال: أخبرنا محمد بن العلاء، قال: حدثنا أبو معاوية. وابن خزيمة (2854) قال: حدثنا يوسف بن موسى، قال: حدثنا جرير.
تسعتهم - سفيان بن عيينة، وأبو معاوية، وابن نمير، وحفص بن غياث، وجرير، وعبد الواحد بن زياد، وأبو عوانة، وشعبة، وداود - عن الأعمش عن عمارة بن عمير، عن عبد الرحمن بن يزيد، فذكره.
1- رواية شعبة مختصرة على: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُصَلِّي الصَّلاةَ لِوَقْتِها إلاَّ بِجَمْع وَعَرَفَات» .
2- ورواية داود الطائي مختصرة على: «أنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - جَمَعَ بَيْنَ المَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ بِجَمْع» .
3- صرح الأعمش بالتحديث في رواية حفص بن غياث عنه، عند البخاري.(5/267)
الفصل الثالث: في الأذان والإقامة، وفيه فرعان
الفرع الأول: في بدء الأذان وكيفيته
3352 - (خ م ت س) عبد الله بن عمر رضي الله عنهما - قال: «كان المسلمون حين قَدِموا المدينة يجْتَمِعون، فيَتَحَيَّنُونَ للصلاة، وليس يُنادي بها أحد، فتكلموا يوماً في ذلك، فقال بعضهم: اتَّخِذوا ناقوساً مثل ناقوس النصارى، وقال بعضهم: قَرْناً مثل قرْنِ اليهود، فقال عمر: [ص:269] أوَلا تَبْعثُون رجلاً ينادي بالصلاة؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: يا بلال، قُمْ فنادِ بالصلاة» . أخرجه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فيتَحَيَّنُون) قد تقدَّم ذِكر التحيُّن، وهو طلب الحين والوقت، وقد جاء في كتب الغريب «يتَحَسَّبون» بالسين والباء، ومعناه: يتعرَّفون ويتوخَّون وقت الصلاة ويطلبونه.
__________
(1) رواه البخاري 2 / 65 في الأذان، باب بدء الأذان، ومسلم رقم (377) في الصلاة، باب بدء الأذان، والترمذي رقم (190) في الصلاة، باب بدء الأذان، والنسائي 2 / 2 في الأذان، باب بدء الأذان.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/148) (6357) قال: حدثنا عبد الرزاق، وابن بكر. والبخاري (1/157) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا عبد الرزاق. ومسلم (2/2) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، قال: حدثنا محمد بن بكر (ح) وحدثنا محمد بن رافع، قال: حدثنا عبد الرزاق (ح) وحدثني هارون بن عبد الله، قال: حدثنا حجاج بن محمد. والترمذي (190) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي النضر، قال: حدثنا حجاج بن محمد. والنسائي (2/2) ، وفي الكبرى (1507) قال: أخبرني محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن عُلَيَّة - قاضي دمشق - وإبراهيم بن الحسن المِصِّيصِيّ، قالا: حدثنا حجاج. وابن خزيمة (361) قال: حدثنا الحسن بن محمد، وأحمد بن منصور الرمادي، قالا: حدثنا حجاج بن محمد (ح) وحدثنا عبد الله بن إسحاق الجَوْهَرِي، قالا: حدثنا أبو عاصم (ح) وحدثنا محمد بن الحسن بن تسنيم، قال: حدثنا محمد بن بكر.
أربعتهم - عبد الرزاق، ومحمد بن بكر، وحجاج بن محمد، وأبو عاصم - عن ابن جريج، قال: أخبرني نافع، فذكره.(5/268)
3353 - (د) أبو عمير بن أنس - رحمه الله - عن عمومة له من الأنصار قال: «اهْتَمَّ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- للصلاة كيف يجمع الناسَ لها؟ فقيل انصبْ راية عند حضور الصلاة، فإذا رأوها آذَنَ بعضهم بعضاً، فلم يُعجِبُه ذلك، فذُكرَ له القُنْعُ - وهو شَبُّورُ اليهود - فلم يعجبه ذلك، فقال: هو من أمر اليهود، فذُكِرَ له النَّاقوسُ، فقال: هو من أمر النصارى، فانصرف عبد الله بن زيد الأنصاري، وهو مهْتمٌّ لِهمِّ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- فأُرِي الأذان في منامه، فَغَدا على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- فأخبره، فقال: يا رسول الله، إنِّي لبَيْنَ نائم ويقظانَ، إذْ أتاني آتٍ فأراني الأذان، وكان عمر بن الخطاب قد [ص:270] رآه قبل ذلك فكتمه عشرين يوماً، ثم أخبر رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال له: ما منعك أن تُخْبِرَنا؟ فقال: سبَقني عبد الله بن زيد، فاسْتَحييتُ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، قُمّ يا بلال، فانظرُ ما يأمُرُكَ به عبد الله بن زيد فافعلْ، فأذَّنَ بلال، قال بعضهم: إن الأنصار تزعم: لولا أن عبد الله بن زيد كان يومئذ مريضاً لجعله رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- مؤذِّناً» . أخرجه أبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(القُنع) : قد فُسِّرَ في الحديث: أنه الشَّبُّور، والشَّبُّور: هو البوق.
قال الهروي: وذكر بعضهم: أنه «القثع» بالثاء المثلثة، عن أبي عمرو الزاهد، قال حكيته للأزهري، فقال: هذا باطل.
قال الخطابي: رُوي مرة القنع، بالنون الساكنة، ومرة بالباء المفتوحة، قال: وقد سألت عنه غير واحد من أهل اللغة، فلم يثبتوه على واحد من الوجهين، فإن كانت الرواية في «القنع» بالنون صحيحة فلا أُراه سُمِّيَ إلا لإقناع الصوت وهو رفعه. يقال: أقنع الرجلُ صوتَه، وأقنع رأسه: إذا رفعه. وأما «القبَع» بالباء المفتوحة: فلا أحسبه سُمِّيَ قَبَعاً إلا لأنه لا يقبع صاحبه: أي يستره. يقال قبع الرجل رأسه في جيبه: إذا أدخله فيه، قال: وسمعت أبا عمرو يقوله بالثاء المثلثة، ولم أسمعه من غيره - يعني: البوق. قال [ص:271] الخطابي: وهو أصح الوجوه. قال: وقد روي «القتع» بتاء بنقطتين من فوق، قال: وهو دود يكون في الخشب، الواحدة: قَتَعة، قال: ومدار هذا الحرف على هشيم، وكان كثير اللحن والتحريف على جلالة محلِّه في الحديث.
__________
(1) رقم (498) في الصلاة، باب بدء الأذان، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
رواه أبو داود (498) حدثنا عباد بن موسى الختلة، وزياد بن أيوب، وحديث عباد أتم قالا: ثنا هشيم عن أبي بشر قال: زياد أخبرنا أبو بشر عن أبي عمير بن أنس عن عمومة له من الأنصار قال: فذكره.(5/269)
3354 - (ط) يحيى بن سعيد - رحمه الله - «أن النبي - صلى الله عليه وسلم- أراد أن يتَّخِذَ خشَبَتَيّنِ (1) ، يضرب بهما ليجتمع الناس للصلاة، فأُرِيَ عبد الله بن زيد الأنصاري خشَبَتَيّنِ في النَّوم، فقال: إن هاتين لَنَحْوٌ مما يريد رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، يجعل للإعلام بالصلاة، فقيل له في النوم: أفلا تؤذِّن للصلاة؟ فأتى رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- فذكر ذلك له، فأمر رسول الله بالأذان» أخرجه الموطأ (2) .
__________
(1) هما الناقوس، وهو خشبة طويلة تضرب بخشبة أصغر منها، فيخرج منهما صوت.
(2) 1 / 67 في الصلاة، باب ما جاء في النداء للصلاة مرسلاً، ولكن يشهد له من جهة المعنى الحديث الذي قبله.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في الموطأ بشرح الزرقاني (1/195) عن مالك عن يحيى بن سعيد أنه قال، فذكره.(5/271)
3355 - (د) عبد الرحمن بن أبي ليلى - رحمه الله - قال: «أُحِيلَتِ الصلاةُ ثلاثةَ أحوال، قال: وحدَّثنا أصحابُنا: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: لقد أعجبَني أن تكونَ صلاة المسلمين - أو قال المؤمنين - واحدة، حتى لقد همَمتُ أن أَبُثَّ رجالاً في الدُّور ينادُونَ الناس بحين الصلاة، حتى هممتُ أن آمرَ رجالاً يقومون على الآطام ينادون المسلمين بحين الصلاةِ، حتى نَقَسُوا أو كادُوا أن يَنْقُسوا، فجاء رجل من الأنصار، فقال: يا رسول الله إني لمَّا رجعتُ- لِمَا رأيتُ من اهتمامك - رأيتُ رجلاً كأنَّ عليه ثوبين [ص:272] أخضرين، فقام على المسجد فأذَّن، ثم قعد قعْدة، ثم قام، فقال مثلها، إلا أنَّهُ يقول: قد قامت الصلاة، ولولا أن يقولَ الناس - وقال ابن المثنى: أن تقولوا - لقُلْتُ: إني كنت يقظاناً غير نائم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وفي رواية ابن المثنى (1) : لقد أراك الله خيراً - ولم يقل عمرو (2) في روايته: لقد أراك الله خيراً - فمُرْ بلالاً فلْيُؤذِّنْ، قال: فقال عمر: أمَا إني قد رأيتُ مثل الذي رأى، ولكنِّي لما سُبِقْتُ استحْييتُ» .
قال: وحدثنا أصحابنا (3) قال: «كان الرجل إذا جاء يسألُ فيُخْبَرُ بما سُبِقَ من صلاته، وإنهم قاموا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «مرة بين قائم وقاعد وراكع وقائم، ومُصلٍّ مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال ابن المثنى: قال عمرو: [ص:273] وحدَّثني بها حُصين عن ابن أبي ليلى، حتى جاء معاذ - قال شعبة: وقد سمعتها من حصين، فقال: لا أُراه على حالٍ - إلى قوله: كذلك فافعَلُوا» . قال أبو داود: ثم رجعتُ إلى حديث عمرو بن مرزوق، قال: «فجاء معاذ، فأشاروا إليه - قال شعبة: وهذه سمعتُها من حُصيْن - قال: فقال معاذ، لا أُراه على حال إلا كنتُ عليها، قال: فقال: إن مُعاذاً قد سَنَّ لكمُ سُنَّةَ كذلك فافعلوا» .
قال: وحدثنا أصحابنا: «أَن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- لما قَدِمَ المدينة أمرهم بصيام ثلاثة أيام، ثم أُنزِلَ رمضانُ، وكانوا قوماً لم يتعَوَّدُوا الصيام، وكان الصيام عليهم شديداً، فكان من لم يَصُمْ أطعمَ مسكيناً، فنزلت هذه الآية: {فَمَنْ شَهِدَ مَنْكُمُ الشَّهْرَ فلْيَصُمهُ} [البقرة: 185] فكانت الرُّخصةُ للمريض والمسافر، فأمروا بالصيام» . قال: وحدثنا أصحابنا، قال: وكان الرجل إذا أفطرَ، فنامَ قبلَ أن يأكلَ لم يأكلْ حتى يصبحَ، قال فجاء عمر، فأراد امرأتَه، فقالت: إنِّي قد نمتُ، فظنَّ أنها تعْتَلُّ، فأتاها، فجاء رجل من الأنصار، فأراد طعاماً فقالوا: حتى نُسخِّنَ لك شيئاً، فنام، فلما أصبَحوا أُنزلت عليهم هذه الآية {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيامِ الرَّفَثُ إِلى نِسَائِكُمْ} [البقرة: 187] .
وفي رواية، قال ابن أبي ليلى: عن معاذ بن جبل (4) ، قال: «أُحِيلَتِ [ص:274] الصلاة ثلاثة أحوال وأُحِيلَ الصِّيامُ ثلاثة أحوال» وساقَ نصْرُ بن المهاجر (5) الحديث بطوله.
واقتصَّ أبو موسى محمد بن المثنى قصةَ صلاتهم نحو بيت المقدس قط. قال: الحال الثالث: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قدِمَ المدينة، فصلى بهم نحو بيت المقدس ثلاثة عشر شهراً، وأنزل الله عزَّ وجل هذه الآية: {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ في السَّماءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ المَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ} [البقرة: 144] . فوَجَّههُ الله إلى الكعبة» وتم حديثه، وسمَّى نصر صاحبَ الرُّؤيا، فقال: «فجاء عبد الله بن زيد: رجل من الأنصار» وقال فيه: «فاستقبل القبلة، قال: الله أكبر، الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن محمداً رسول الله، أشهد أن محمداً رسول الله، مرتين، حيَّ على الصلاة، مرتين، حيَّ على الفلاح مرتين، الله أكبر، الله أكبر لا إله إلا الله، ثم أمهَلَ هُنيْهَةً، ثم قام: فقال مثلها إلا أنه زاد - بعدما قال حي على الفلاح - قد قامت الصلاة قد قامت الصلاة، قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم [ص:275] لَقِّنْها بلالاً، فأذَّن بها بلال. وقال (6) في الصوم: قال (7) : فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- كان يصوم ثلاثةَ أيام من كل شهر، ويصوم يومَ عاشوراء، فأنزل الله {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كما كُتِبَ على الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ. أيَّاماً مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَريضاً أو عَلى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أيَّامٍ أُخَرَ وَعلى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدَيةٌ طَعَامُ مِسْكِين} [البقرة: 183، 184] فكان من شاء أن يصومَ صام، ومن شاء أن يُفْطِرَ وَيُطْعِمَ كلَّ يوم مسكيناً أجزأهُ ذلك، فهذا حَوْل، فأنزل الله تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ القُرآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الهُدَى وَالفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَليَصُمْهُ ومن كانَ مَرِيضاً أوْ على سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} [البقرة: 185] فثبت الصيام على من شَهِدَ الشهر، وعلى المسافر أن يَقْضيَ، وثبتَ الطعام للشيخ الكبير والعجوز اللَّذينِ لا يستطيعان الصوم، وجاء صِرمَةُ [بن قيس] (8) وقد عَمِلَ يومه ... » وساق الحديث. أخرجه أبو داود.
وأخرج الترمذي طرَفاً، قال عبد الرحمن بن أبي ليلى: «إن عبد الله بن زيد رأى الأذان في المنام» وفي رواية، قال: حدثنا أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم-: «أن عبد الله بن زيد رأى الأذان في المنام» .
قال الترمذي: وهذه أصح من الأولى، لأن عبد الرحمن لم يسمع من [ص:276] عبد الله. وحيث أخرج الترمذي منه هذا القدر لم نُعْلمْ عليه علامته، وإن كان قد وافق أبا داود في هذا الطرف (9) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أُحِيلت) : أي نُقلت من حال إلى حال.
(الآطام) : جمع أُطُم، وهو بناء مرتفع. والآطام بالمدينة: حُصُون كانت لأهلها.
(نَقَسُوا) : أي ضربوا بالناقوس. والناقوس: الخشبة التي للنصارى يضربون بها أوقات الصلاة.
(الرَّفَث) : الجماع، ومكالمة النساء في معناه. وقيل: هو كلمة جامعة لكل ما يريده الرجل من المرأة.
(الله أكبر) : قيل معناه: الله الكبير، فوضع أفْعَلْ موضع فعيل، وذلك في العربية كثير، وقيل: معناه: الله أكبر من كل شيء، وفيه نظر، وقيل: معناه: الله أكبر من أن يُدْرَكَ كُنه كِبريائه، فحذفت «من» لوضوح معناها، ولأنها صلة لـ «أفعل» و «أفعل خبر» ، والأخبار لا ينكر الحذف منها، وقيل: معنى: الله أكبر: [الله] كبير.
قال الهروي: قال أبو بكر: عَوَامُّ الناس يضمون راء أكبر. وكان [ص:277] أبو العباس يقول: الله أكبر، الله أكبر، ويحتج بأن الأذان سُمع موقوفاً غير مُعْرَب في مقاطعه، كقولهم: «حي على الصلاةْ، حي على الصلاةْ» قال: والأصل فيه: الله أكبر، الله أكبر - بتسكين الراء - فحوِّلت فتحة الألف من «الله» إلى الراء، وهذا قول الهروي فيما حكاه. وهو كما تراه.
(حي على الصلاة، حي على الفلاح) : «حي» بمعنى: هَلُمَّ وأقْبِلْ، وهي اسم لفعل الأمر. والفلاح: الفوز. وقيل البقاء.
__________
(1) في نسخ أبي داود المطبوعة: وقال ابن المثنى.
(2) هو عمرو بن مرزوق أحد الرواة.
(3) قال المنذري في " مختصر سنن أبي داود ": إن أراد الصحابة فهو قد سمع من جماعة من الصحابة، فيكون الحديث مسنداً، وإلا فهو مرسل. اهـ. وقال الزيلعي في " نصب الراية " 1 / 267 قلت: أراد به الصحابة، صرح بذلك ابن أبي شيبة في " مصنفه " فقال: حدثنا وكيع، حدثنا الأعمش، عن عمرو بن مرة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: حدثنا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أن عبد الله بن زيد الأنصاري جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، رأيت في المنام كأن رجلاً قام وعليه بردان أخضران، فقام على حائط فأذن مثنى مثنى، وأقام مثنى مثنى. اهـ. وقال: وأخرجه البيهقي في " سننه " عن وكيع به. اهـ. وقال ابن التركماني: قلت: الطريق الذي ذكره البيهقي رجاله على شرط الصحيح، وقد صرح فيه أن ابن أبي ليلى بأن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم حدثوه، فهو متصل لما عرف من مذاهب أهل السنة في عدالة الصحابة رضي الله عنهم، وأن جهالة الاسم غير ضارة.
(4) قال الزيعلي في " نصب الراية ": قال البيهقي في " المعرفة " حديث عبد الرحمن بن أبي ليلى قد [ص:274] اختلف عليه فيه، فروي عنه عن عبد الله بن زيد، وروي عنه عن معاذ بن جبل، وروي عنه قال: حدثنا أصحاب محمد. قال ابن خزيمة: عبد الرحمن بن أبي ليلى لم يسمع من معاذ ولا من عبد الله بن زيد، وقال محمد بن إسحاق: لم يسمع منهما ولا من بلال، فإن معاذاً توفي في طاعون عمواس سنة ثماني عشرة، وبلال توفي بدمشق سنة عشرين، وعبد الرحمن بن أبي ليلى ولد لست بقين من خلافة عمر، وكذلك قاله الواقدي ومصعب الزبيري فثبت انقطاع حديثه. أقول: ولكن يشهد له معنى الرواية التي قبل هذه: وانظر التعليق عليها.
(5) شيخ لأبي داود.
(6) أي نصر بن المهاجر بسنده.
(7) أي معاذ بن جبل رضي الله عنه.
(8) هو صحابي، وقد اختلف في اسمه، والراجح فيه: أبو قيس صرمة بن أبي أنس قيس ... ، وانظر حديثه في تفسير الطبراني رقم (2939) .
(9) أبو داود رقم (506) و (507) في الصلاة، باب بدء الأذان، والترمذي رقم (194) في الصلاة، باب ما جاء أن الإقامة مثنى مثنى، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 5 / 246 من حديث ابن أبي ليلى عن معاذ بن جبل رضي الله عنه، وهو حديث صحيح بشواهده وطرقه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (5/233) قال: حدثنا عبد الصمد. قال: حدثنا عبد العزيز، يعني ابن مسلم. قال: حدثنا الحصين. وفي (5/246) قال: حدثنا يونس. قال: حدثنا فليح عن زيد بن أبي أنيسة، عن عمرو بن مرة (ح) وحدثنا أبو النضر. قال: حدثنا المسعودي. (ح) ويزيد بن هارون. قال: أخبرنا المسعودي، قال أبو النضر في حديثه: حدثني عمرو بن مرة. وأبو داود (507) قال: حدثنا محمد بن المثنى، عن أبي داود (ح) وحدثنا نصر بن المهاجر. قال: حدثنا يزيد بن هارون، عن المسعودي، عن عمرو بن مرة. وابن خزيمة (381) قال: حدثنا زياد بن أيوب، قال: حدثنا يزيد بن هارون. قال: أخبرنا المسعودي (ح) وحدثنا زياد أيضا. قال: حدثنا عاصم، يعني ابن علي، قال: حدثنا المسعودي، عن عمرو بن مرة. (ح) وحدثنا الحسن بن يونس بن مهران الزيات. قال: حدثنا الأسود بن عامر، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة.
كلاهما - الحصين، عمرو بن مرة - عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، فذكره.
- وأخرجه أبو داود (506) قال: حدثنا عمرو بن مرزوق (ح) وحدثنا ابن المثنى. قال: حدثنا محمد بن جعفر. وابن خزيمة (383) قال: حدثناه بُندار. قال: حدثنا محمد بن جعفر.
كلاهما - عمرو بن مرزوق، ومحمد بن جعفر - عن شعبة، عن عمرو بن مرة. قال: سمعت ابن أبي ليلى، قال: أحيلت الصلاة ثلاثة أحوال. قال: وحدثنا أصحابنا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: فذكره. (ولم يسم أحدا منهم) .
- في رواية ابن خزيمة قال عمرو بن مرة: حدثني بهذا حصين عن ابن أبي ليلى. قال شعبة: وقد سمعته من حصين، عن ابن أبي ليلى.
- وأخرجه ابن خزيمة (384) قال: وحدثناه يوسف بن موسى. قال: حدثنا جرير، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة. فقال: عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن رجل، فذكره. (ولم يسم الرجل) .
- وأخرجه ابن خزيمة (382) قال: حدثنا المخزومي. قال: حدثنا سفيان. عن حصين. (ح) وحدثنا محمد بن يحيى. قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا سفيان، عن عمرو بن مرة وحصين بن عبد الرحمن، وفي (383) قال: حدثناه هارون بن إسحاق الهمداني. قال: حدثنا ابن فضيل، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة.
كلاهما - حصين، عمرو بن مرة - عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، فذكره مرسلا (ليس فيه معاذ) .(5/271)
3356 - (د ت) عبد الله بن زيد - رضي الله عنه - قال: «لمَّا أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالناقوس يُعْمَلُ ليُضْرَبَ به للنَّاس لجمع الصلاة، طاف بي وأنا نائم رجل يحمل ناقوساً في يده، فقلت: يا عبد الله، أتبيعُ النَّاقوس؟ قال: وما تصنع به؟ قلت: ندْعو به إلى الصلاة، قال: أفلا أدُلُّكَ على ما هو خير من ذلك؟ فقلت له: بلى، فقال: تقول: الله أكبر الله أكبر، الله أكبر الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمداً رسول الله، أشهد أن محمداً رسول الله، حي على الصلاة، حي على الصلاة، حي على الفلاح، حي على الفلاح، الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، قال: ثم اسْتَأخَرَ عنِّي غيرَ بعيد، ثم قال: تقول إذا أقمت الصلاة: الله أكبر الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمداً رسول الله، حي على الصلاة حي على الفلاح، قد قامت الصلاة، قد قامت الصلاة، الله أكبر الله أكبر [ص:278] لا إله إلا الله، فلما أصبَحْتُ أتيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فأخبرتُه بما رأيتُ، فقال: إنها لرؤيا حقّ إن شاء الله، فقُمْ مع بلال، فألقِ عليه ما رأيت، فليُؤذِّن به فإنه أندَى صوتاً منك، فقمت مع بلال، فجعلتُ أُلقِيهِ عليه، ويؤذِّنُ به» قال: فسمع بذلك عمر بن الخطاب وهو في بيته، فخرج يجرُّ رداءه، يقول: يا رسول الله، والذي بعثك بالحق، لقد رأيتُ مثل ما أُري، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فلِلَّهِ الحمد.
قال أبو داود: قال فيه ابن إسحاق عن الزهري: «الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر» فقال معمَر ويونس عن الزهري: «الله أكبر الله أكبر» لم يُثَنِّيا.
وفي أخرى، قال: «أراد النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- في الأذان أشياء، لم يصنَعْ منها شيئاً، قال فرأى عبد الله بن زيد الأذان في المنام فأتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- فأخبره، فقال: ألقِه على بلال. فألقَاهُ عليه، فأذَّنَ، فقال عبد الله: أنا رأَيتُه، وأَنا كنت أُريدهُ، قال: فأقمِ أَنت» .
وأخرجه الترمذي عن عبد الله بن زيد، قال: «لمَّا أصبحنا أتيتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأخبرتُه بالرؤيا، فقال: إن هذه لرؤيا حقّ، فقم مع بلال، فإنه أندَى، وأمدُّ صوتاً منك، فألق عليه ما قيل لك، وليُنادِ بذلك، قال: فلما سمع عمر بن الخطاب نداء بلال بالصلاة، خرج إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وهو يجُرُّ إزاره، وهو يقول: يا رسول الله، والذي بعثك بالحق [ص:279] لقد رأيتُ مثلَ الذي قال، فقالَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: فلله الحمد» فذلك أثْبتُ.
قال الترمذي. وقد روى هذا الحديث إبراهيم بن سعد عن محمد بن إسحاق أتمَّ من هذا الحديث وأطول، وذكر قصة الأذان مَثْنى مَثْنى، والإقامة مرة. وله في أخرى، قال: «كان أذان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- شَفعاً شَفعاً، في الأذان والإقامة» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(شَفعاً ووِتراً) : الشَّفْعُ: الزوج، والوِتْرُ: الفَردُ. أراد: أن الأذان مثنى مثنى، وأن الإقامة فَرد فرد. قال الخطابي في حديث عبد الله بن زيد: رُوي هذا الحديث بأسانيد مختلفة، وهذا الإسناد أصحها، وفيه: أنه «ثنَّى الأذان، وأفرد الإقامة» قال: وهو مذهب أكثر علماء الأمصار، وبه جرى العمل في الحرمين والحجاز، وبلاد الشام، واليمن، وديار مصر، ونواحي المغرب، إلى أقصى هَجَر من بلاد الإسلام، وهو قول الحسن ومكحول والزهري ومالك والأوزاعي والشافعي وأحمد وإسحاق وغيرهم. قال: ولم يزل وُلْدُ أبي محذورة - وهم الذين يَلُون الأذان بمكة - يُفرِدون الإقامة، [ص:280] ويحكونه عن جَدِّهم. قال: وكان سفيان الثوري وأصحاب الرأي يرون الأذان والإقامة مثنى مثنى.
وقوله (طاف بي) : يريد: الطيف الذي يراه النائم.
__________
(1) رواه أبو داود رقم (499) في الصلاة، باب كيف الأذان، والترمذي رقم (189) في الصلاة، باب ما جاء في بدء الأذان، وهو حديث صحيح، صححه البخاري، وابن خزيمة، والترمذي، والنووي وغيرهم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1- أخرجه أحمد (4/43) والدارمي (1191) قال: أخبرنا محمد بن يحيى. والبخاري في خلق أفعال العباد (24) قال: حدثنا عبد الله بن محمد. وأبو داود (499) قال: حدثنا محمد بن منصور الطوسي. وابن خزيمة (371) قال حدثنا محمد بن يحيى. أربعتهم - أحمد، ومحمد بن يحيى، وعبد الله بن محمد، ومحمد بن منصور - عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد، قال: حدثنا أبي.
2- وأخرجه الدارمي (1190) قال: أخبرنا محمد بن حميد، قال: حدثنا سلمة.
3- وأخرجه البخاري في خلق أفعال العباد (24) . وابن ماجه (706) كلاهما عن أبي عبيد، محمد بن عُبيد ابن ميمون المدني، قال: حدثنا محمد بن سلمة الحراني.
4- وأخرجه الترمذي (189) . وابن خزيمة (363) قالا: حدثنا سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي، قال: حدثنا أبي.
أربعتهم - إبراهيم بن سعد، وسلمة، ومحمد بن سلمة، ويحيى بن سعيد - عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، عن محمد بن عبد الله بن زيد، فذكره.(5/277)
3357 - (خ م د ت س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «لمَّا كثُرَ الناسُ ذَكَرُوا أن يُعلِمُوا (1) ، وقْتَ الصلاة بشيء يعرفونه، فذكروا أن يُنَوِّرُوا ناراً، أو يضْرِبُوا ناقوساً، فأمر رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بلالاً أن يَشْفَعَ الأذان وأن يُوتِرَ الإقامة» . وفي رواية «وأن يُوتِرَ الإقامة، إلا الإقامة (2) » .
أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود، وأخرج الترمذي والنسائي المسند منه فقط (3) .
__________
(1) أي يجعلوا له علامة يعرف بها.
(2) المراد بالمثبت: جميع الألفاظ المشروعة عند القيام إلى الصلاة، والمراد بالمنفي خصوص قوله: قد قامت الصلاة.
(3) رواه البخاري 2 / 64 و 65 في الأذان، باب الأذان مثنى مثنى، وباب الإقامة واحدة إلا قوله: قد قامت الصلاة، وفي الأنبياء، باب ذكر بني إسرائيل، ومسلم رقم (378) في الصلاة، باب الأمر بشفع الأذان وإيتار الإقامة، وأبو داود رقم (508) في الصلاة، باب في الإقامة، والترمذي رقم (193) في الصلاة، باب ما جاء في إفراد الإقامة، والنسائي 2 / 3 في الأذان، باب تثنية الأذان.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (3/103) قال: حدثنا عبد الوهاب. والدارمي (1197) ، والبخاري (1/157) قالا: حدثنا سليمان بن حرب، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن سماك بن عطية. ومسلم (2/3) قال: حدثني عبيد الله بن عُمر القواريري، قال: حدثنا عبد الوارث بن سعيد، وعبد الوهاب بن عبد المجيد. وأبو داود (508) قال: حدثنا سليمان بن حرب، وعبد الرحمن بن المبارك، قالا: حدثنا حماد، عن سماك بن عطية. (ح) وحدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا وهيب. والنسائي (2/3) وفي الكبرى (1508) قال: أخبرنا قتيبة ابن سعيد، قال: حدثنا عبد الوهاب. وابن خزيمة (366) قال: حدثنا بشر بن هلال، قال حدثنا عبد الوارث، يعني ابن سعيد (ح) وحدثنا بُندار، قال: حدثنا عبد الوهاب. وفي (376) قال: حدثنا محمد بن معمر القيسي، قال: حدثنا سليمان بن حرب، قال: حدثنا حماد بن زيد، قال: حدثنا سماك بن عطية. أربعتهم -عبد الوهاب، وسماك بن عطية، وعبد الوارث، ووهيب - عن أيوب السختياني.
2- وأخرجه أحمد (3/189) قال: حدثنا إسماعيل. والدارمي (1196) قال: أخبرنا أبو الوليد الطيالسي، وعفان، قالا: حدثنا شعبة. وفي (1198) قال: أخبرنا محمد بن يوسف، عن سفيان. والبخاري (1/157) و (4/206) قال: حدثنا عمران بن ميسرة، قال: حدثنا عبد الوارث. وفي (1/157) قال: حدثنا محمد، هو ابن سلاَّم، قال: أخبرنا عبد الوهاب. وفي (1/158) قال: حدثنا علي بن عبد الله، قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم. ومسلم (2/2) قال: حدثنا خلف بن هشام، قال: حدثنا حماد بن زيد (ح) وحدثنا يحيى بن يحيى، قال: أخبرنا إسماعيل بن عُلية. (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، قال: أخبرنا عبد الوهاب الثقفي. وفي (2/3) قال: حدثني محمد بن حاتم، قال: حدثنا بهز، قال: حدثنا وهيب. وأبو داود (509) قال: حدثنا حُميد بن مسعدة، قال: حدثنا إسماعيل. وابن ماجة (729) قال: حدثنا عبد الله بن الجراح، قال: حدثنا معتمر بن سليمان. وفي (730) قال: حدثنا نصر بن علي الجهضمي، قال: حدثنا عمر بن علي. والترمذي (193) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا عبد الوهاب الثقفي، ويزيد بن زُريع. وابن خزيمة (366) قال: حدثنا بندار، قال: حدثنا عبد الوهاب (ح) وحدثنا أبو الخطاب، قال حدثنا بشر، يعني ابن المفضل. (ح) وحدثنا زياد بن أيوب، قال حدثنا هشام (ح) وحدثنا سَلْم لن جنادة، قال: حدثنا وكيع، عن سفيان. وفي (367) قال: حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني، قال حدثنا المعتمر. وفي (368) قال: حدثنا بندار، قال حدثنا عبد الوهاب الثقفي. وفي (369) قال: حدثنا محمد بن يحيى القطعي قال: حدثنا روح بن عطاء بن أبي ميمونة. جميعهم - إسماعيل بن إبراهيم بن عُليَّة، وشعبة، وسفيان، وعبد الوارث، وعبد الوهاب، وحماد بن زيد، ووهيب، ومعتمر، وعمرو بن علي المقدمي، ويزيد بن زريع، وبشر، وهشام، وروح - عن خالد الحذاء، كلاهما - أيوب، وخالد - عن أبي قلابة فذكره.(5/280)
3358 - (م د ت س) أبو محذورة - رضي الله عنه - قال: «قلت: يارسولَ الله علِّمْني سُنَّةَ الأذان، قال: فمسح مُقدَّم رأسي، قال: تقول: الله أكبر الله أكبر، الله أكبر الله أكبر - ترفع بها صوتك - ثم تقول: أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد ألا إله إلا الله، أَشهد أن محمداً رسول الله، أشهد أن محمداً رسول الله - تخفضُ بها صوتك - ثم ترفع صوتك بالشهادة: أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمداً رسول الله، أشهد [ص:281] أن محمداً رسول الله، حي على الصلاة، حي على الصلاة، حي على الفلاح، حي على الفلاح، فإن كان صلاةَ الصُّبحِ قلت: الصلاة خير من النوم، الصلاة خير من النوم، الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله» .
وفي رواية نحو هذا الخبر، وفيه «الصلاة خير من النوم، الصلاة خير من النوم، في الأولى من الصبح» قال أبو داود: وحديث مسدَّد أبْينُ، قال فيه: «وعلَّمَني الإقامةَ مرَّتين، الله أكبر الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمداً رسول الله، أشهد أن محمداً رسول الله، حي على الصلاة، حي على الصلاة، حي على الفلاح، حي على الفلاح، الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله» . وقال عبد الرزاق: «فإذا أقمتَ فقلها مرتين: قد قامت الصلاة، قد قامت الصلاة، أسمعتَ؟ قال: نعم. قال: وكان أبو محذورة لا يجزُّ ناصيتَهُ ولا يَفْرِقها، لأن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- مَسَحَ عليها» .
وفي رواية: «أن النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- عَلَّمه الأذان تِسْعَ عشرة كلمة، والإقامة سبْعَ عشرةَ كلمة. الأذان: الله أكبر الله أكبر، الله أكبر الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمداً رسول الله، أشهد أن محمداً رسول الله، حيَّ على الصلاة، حيَّ على الصلاة، حي على الفلاح، حي على الفلاح، الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، والإقامة: [ص:282] الله أكبر الله أكبر، الله أكبر الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمداً رسول الله، أشهد أن محمداً رسول الله، حي على الصلاة، حي على الصلاة، حي على الفلاح، حي على الفلاح، قد قامت الصلاة، قد قامت الصلاة، الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله» .
وفي أخرى، قال: «ألقى عليَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- التأذين هو بنفسه، فقال: قل: الله أكبر الله أكبر، الله أكبر الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمداً رسول الله، مرتين، ثم قال: ارجع فمُدَّ من صوتك: أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمداً رسول الله، أشهد أن محمداً رسول الله، حي على الصلاة، حي على الصلاة، حي على الفلاح، حي على الفلاح، الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله» .
وفي أخرى قال: ألقى عليَّ رسولُ الله الأذان حَرْفاً حرْفاً، وذكر مثل ما سبق- قال: وكان يقول في الفجر: «الصلاة خير من النوم، الصلاة خير من النوم» .
وفي أخرى «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- علَّمه الأذان، يقول: الله أكبر الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، ثم ذكر مثل ما سبق ومعناه» .
قال أبو داود في حديث مالك بن دينار: قال: سألت ابن أبي محذورة قلت: حدِّثني عن أذان أبيك عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، قال: «الله أَكبر الله [ص:283] أكبر، قط» .
قال أبو داود: وكذلك هو في رواية أخرى، إلا أنه قال: «ثم تُرَجِّعُ، فترفع صوتك: الله أكبر الله أكبر» . هذه جميعها روايات أبي داود.
وفي رواية الترمذي والنسائي مختصراً «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، أقْعَدَهُ، وألقى عليه الأذان حرفاً حرفاً» .
قال إبراهيم بن عبد العزيز: «مثلَ أذاننا» قال بشرُ بن معاذ: «فقلت له: أعِد عليَّ، فوصف الأذان بالترجيع» . وفي أخرى لهما «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- علمَّهُ الأَذان تِسْعَ عشْرةَ كلمة، والإقامة سبعَ عشرة كلمة» .
وزاد النسائي: «ثم عدَّها أبو محذورة: تسع عشرة، وسبع عشرة» .
وفي أخرى للنسائي، قال: خرجت في نَفَرِ، فكنا ببعض طريق حُنين، مَقفَل رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- من حنين، فلقينا رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- في بعض الطريق، فأذَّن مؤذِّنُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالصلاة عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فسمعنا صوت المؤذن ونحن عنه مُتَنَكِّبُون، فظلِلَنا نحكيه، ونَهزَأُ به، فسمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- الصوت، فأَرسل إلينا حتى وقَفْنا بين يديه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «أيكم سمعتُ صوتَه قد ارتفع؟ فأشار القوم إليَّ وصدَقوا، فأرسلهم كلَّهم وحَبَسني، فقال: قُمْ فأَذِّنْ بالصلاة، فقمت، فألقَى عليَّ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- التأذين هو بنفسه، قال: قل: الله أكبر الله أكبر، الله [ص:284] أكبر الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمداً رسول الله، أشهد أن محمداً رسول الله، ثم قال: ارْجع فامْدُدْ من صوتك، ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أَشهد أن محمداً رسول الله، أشهد أن محمداً رسول الله، حي على الصلاة، حي على الصلاة، حي على الفلاح، حي على الفلاح، الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، ثم دعاني حين قضيتُ التأذين، فأعطاني صُرَّة فيها شيء من فضة، فقلت: يا رسول الله، مُرْني بالتأذين بمكة، فقال: قد أمرتُك به، فقَدمِتُ على عتَّاب بن أَسِيد، عاملِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بمكة، فأذَّنتُ معه بالصلاة عن أمرِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-» .
وفي أخرى للنسائي، قال: لما خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم- من حنين خرجت معه عاشِرَ عشرَة من أهل مكة أطْلُبُهم، فسمعناهم يُؤذِّنون بالصلاة، فقُمْنا نؤذِّنُ نَسْتَهْزِئُ بهم، فقال: النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: قد سمعتُ في هؤلاء تأْذينَ إنسان حَسَنِ الصوت، فأرسل إلينا، فأذَّنَّا، رجل رجل، وكنت آخرَهم، فقال: حين أذنتُ - تعالَ، فأجْلَسني بين يديه، فمسح على ناصِيَتي، وبرَّك ثلاثَ مرات، ثم قال: اذهبْ فأذِّن عند البيت الحرام، قلت: كيف يارسول الله؟ فعلَّمَني كما تؤذِّنونَ الآن: الله أكبر الله أكبر، الله أكبر الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن [ص:285] محمداً رسول الله أشهد أَن محمداً رسول الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمداً رسول الله، أشهد أن محمداً رسول الله، حي على الصلاة، حي على الصلاة، حي على الفلاح، حي على الفلاح، الصلاة خير من النوم، الصلاة خير من النوم، في الأول من الصبح. قال: «وعلَّمني الإقامة، مرتين: الله أكبر الله أكبر، الله أكبر الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمداً رسول الله، أشهد أن محمداً رسول الله، حي على الصلاة، حي على الصلاة، حي على الفلاح، حي على الفلاح، قد قامت الصلاة، قد قامت الصلاة، الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله» .
وفي أخرى له، قال: «علَّمَني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- الأذان فقال: الله أكبر الله أكبر، الله أكبر الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمداً رسول الله، أشهد أن محمداً رسول الله، ثم تعودُ فتقول: أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمداً رسول الله، أشهد أن محمداً رسول الله، حي على الصلاة، حي على الصلاة، حي على الفلاح، حي على الفلاح، الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله» .
وأخرج مسلم من هذه الروايات جميعها هذه الرواية الآخرة، وفي أخرى للنسائي، قال: «إن آخر الأذان: لا إله إلا الله» (1) . [ص:286]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(متنكِّبُون) : نَكَّبْتُ عن الطريق: أي عدلتُ عنه.
__________
(1) رواه مسلم رقم (379) في الصلاة، باب صفة الأذان، وأبو داود رقم (500) و (501) و (502) [ص:286] و (503) و (504) و (505) في الصلاة، باب كيف الأذان، والترمذي رقم (191) في الصلاة، باب ما جاء في الترجيع في الأذان، والنسائي 2 / 4 في الأذان، باب خفض الصوت في الترجيع في الأذان، وباب كم الأذان من كلمة، وباب كيف الأذان، وباب الأذان في السفر.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/408) قال: حدثنا عبد الرزاق. وأبو داود (501) قال: حدثنا الحسن بن علي. قال حدثنا أبو عاصم وعبد الرزاق. والنسائي (2/7) . وفي الكبرى (1513) قال: أخبرنا إبراهيم بن الحسن. قال: حدثنا حجاج. وابن خزيمة (385) قال: حدثناه محمد بن رافع. قال: حدثنا عبد الرزاق. (ح) وحدثنا يزيد بن سنان. قال: حدثنا أبو عاصم.
ثلاثتهم - عبد الرزاق، وأبو عاصم وحجاج - عن ابن جريج، عن عثمان بن السائب. قال: أخبرني أبي وأم عبد الملك بن أبي محذورة، فذكراه.
- قال ابن جريج: أخبرني عثمان هذا الخبر كله عن أبيه وعن أم عبد الملك بن أبي محذورة أنهما سمعا ذلك من أبي محذورة.
- وأخرجه أحمد (3/308) قال: حدثنا محمد بن زكريا. وابن خزيمة (385) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي. قال حدثنا روح.
كلاهما - محمد بن زكريا، وروح - عن ابن جريج. قال: أخبرني عثمان بن السائب، عن أم عبد الملك بن أبي محذورة، عن أبي محذورة، فذكره. ليس فيه السائب.
- ورواه عن أبي محذورة عبد الله بن محيريز:
1- أخرجه أحمد (3/409) قال: حدثنا روح بن عبادة ومحمد بن بكر. وأبو داود (503) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا أبو عاصم. وابن ماجه (708) قال: حدثنا محمد بن بشار ومحمد بن يحيى. قالا: حدثنا أبو عاصم. والنسائي (2/5) . وفي الكبرى (1512) قال: أخبرنا إبراهيم بن الحسن ويوسف بن سعيد. قالا: حدثنا حجاج. وابن خزيمة (379) قال: حدثنا بندار. قال: حدثنا أبو عاصم. (ح) وحدثناه يعقوب بن إبراهيم الدورقي. قال: حدثنا روح. أربعتهم (روح، ومحمد بن بكر، وأبو عاصم، وحجاج بن محمد) عن ابن جريج. قال: حدثني عبد العزيز بن عبد الملك بن أبي محذورة.
2- وأخرجه أحمد (3/409) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا همام. وفي (6/401) قال: حدثنا عبد الصمد. قال: حدثنا همام. والدارمي 1199 قال: أخبرنا سعيد بن عامر، عن همام. وفي (1200) قال: أخبرنا أبو الوليد الطيالسي وحجاج بن المنهال. قالا: حدثنا همام. ومسلم (2/3) قال: حدثني أبو غسان: المسمعي مالك بن عبد الواحد وإسحاق بن إبراهيم. قال: أبو غسان: حدثنا معاذ حدثنا معاذ. وقال إسحاق: أخبرنا معاذ بن هشام صاحب الدستوائي. قال حدثني أبي. وأبو داود (502) قال: حدثنا الحسن ابن علي. قال حدثنا عفان وسعيد بن عامر وحجاج. قالوا: حدثنا همام. وابن ماجة (709) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا همام. بن يحيى. والترمذي قال: حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى: قال: حدثناه عفان. قال: حدثنا همام. والنسائي (2/4) . وفي الكبرى (1511) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. قال: أنبأنا معاذ بن هشام. قال: حدثني أبي. وفي (2/4) . وفي الكبرى (1510) قال: أخبرنا سويد بن نصر. قال أنبأنا عبد الله، عن همام بن يحيى. وابن خزيمة (377) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي. قال: حدثنا سعيد بن عامر، عن همام. كلاهما - همام، وهشام الدستوائي - عن عامر بن عبد الواحد الأحول، عن مكحول.
3- وأخرجه أبو داود (505) قال: حدثنا محمد بن داود الإسكندراني. قال: حدثنا زياد، يعني ابن يونس، عن نافع بن عمر، يعني الجمحي، عن عبد الملك بن أبي محذورة.
ثلاثتهم - عبد العزيز بن عبد الملك بن أبي محذورة، ومكحول، وعبد الملك بن أبي محذورة - عن عبد الله بن محيريز، فذكره.
- وأخرجه أحمد (3/408) قال: حدثنا سريج بن النعمان. قال: حدثنا الحارث بن عبيد، عن محمد بن عبد الملك بن أبي محذورة. والبخاري في خلق أفعال العباد (25) قال: حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب. قال: أخبرني إبراهيم بن عبد العزيز بن عبد الملك بن أبي محذورة. وأبو داود (500) قال حدثنا مسدد. قال: حدثنا الحارث بن عبيد، عن محمد بن عبد الملك بن أبي محذورة. وفي (504) قال: حدثنا النفيلي. قال: حدثنا إبراهيم بن إسماعيل بن عبد الملك بن أبي محذورة.
ثلاثتهم - محمد بن عبد الملك بن أبي محذورة، وإبراهيم بن عبد العزيز، وإبراهيم بن إسماعيل - عن عبد الملك بن أبي محذورة، أنه سمع أبا محذورة يقول:
«ألْقَى عَلَيَّ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - الأذَانَ حَرْفا حَرْفا: الله أكْبَرُ، الله أكْبَرُ، الله أكْبَرُ، الله أكْبَرُ، أشْهَدُ أن لاَ إلهَ إلاَّ الله، أشْهَدُ أن لاَ إلهَ إلاَّ الله، أشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدا رَسُولُ الله، أشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدا رَسُولُ الله، أشْهَدُ أن لاَ إلهَ إلاَّ الله، أشْهَدُ أن لاَ إلهَ إلاَّ الله، أشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدا رَسُولُ الله، أشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدا رَسُولُ الله، حَيَّ عَلَى الصَّلاَةِ، حَيَّ عَلَى الصَّلاَةِ، حَيَّ عَلَى الفَلاَحِ، حَيَّ عَلَى الفَلاَحِ. قَالَ: وكان يَقُولُ فِي الفَجْرِ: الصَّلاَةُ خَيْر مِنَ النَّوْمِ» . ليس فيه: عبد الله بن محيريز.
- وأخرجه الترمذي (191) . والنسائي (2/3) . وابن خزيمة (378) قال الترمذي وابن خزيمة: حدثنا. وقال النسائي: أخبرنا بشر بن معاذ. قال حدثني إبراهيم، وهو ابن عبد العزيز بن عبد الملك بن أبي محْذُورَةَ. قَالَ: حَدَّثَنِي أبي عبد العَزِيز وَجَدِّي عبد المَلكُ، عَنْ أبي مَحْذُورَةَ «أنَّ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - أقْعَدَهُ فَألْقَى عَلَيهِ الأذَانَ حَرْفا حَرفا. قَالَ إبْرَاهِيمُ: هُوَ مِثْلُ أذَاننَا هذَا، قُلْتُ لَهُ: أعْد عَلَيَّ قَالَ: الله أكْبَرُ، الله أكْبَرُ، أشْهَدُ أن لاَ إلهَ إلاَّ الله مَرَّتَيْنِ، أشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدا رَسُولُ الله مَرَّتَيْنِ ثم قال بصوت دون ذلك يسمع من حوله: أشهد أن لا إله إلا الله مرتين أشهد أن محمد رسول الله مرتين، حَيَّ عَلَى الصَّلاَةِ مَرَّتَيْنِ، حَيَّ عَلَى الفَلاَحِ مَرَّتَيْنِ الله أكْبَرُ، الله أكْبَرُ، لاَ إلهَ إلاَّ الله» .(5/280)
3359 - (د س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: قال: «إنما كان الأذان على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم- مرتين مرتين، والإقامة مرة مرة، غير أَنه كان يقول: قد قامت الصلاة، قد قامت الصلاة، يُثَنِّي، فإذا سمعنا الإقامة توضأنا، ثم خرجنا إلى الصلاة» . أخرجه أبو داود والنسائي (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (510) في الصلاة، باب في الإقامة، والنسائي 2 / 3 في الأذان، باب تثنية الأذان، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد 20/85) (5569) قال: حدثنا مُحمد بن جَعْفر. وفي (2/85) (5570) قال: حدثنا حجاج. وفي (2/87) (5602) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مَهْدي. والدارمي (1195) قال: أخبرنا سَهْل بن حَمَّاد. وأبو داود (510) قال: حدثنا محمد بن بشَّار، قال: حدثنا محمد بن جَعْفَر. وفي (511) قال: حدثنا محمد بن يحيى بن فارس، قال حدثنا أبو عامر، يعني عبد الملك بن عمرو. والنسائي (2/3) ، وفي الكبرى (1509) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال حدثنا يحيى. وفي (2/20) ، وفي الكبرى (1558) قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن تميم المصيصي، قال: حدثنا حجاج بن محمد الأعور. وابن خزيمة (374) قال: حدثنا بندار، قال: حدثنا محمد بن جَعفر. (ح) وحدثنا بندار، قال: حدثنا يحيى.
ستتهم - محمد بن جعفر، وحجاج بن محمد، وعبد الرحمن بن مهدي، وسهل بن حماد، وأبو عامر، وعبد الملك بن عمرو، ويحيى - قالوا: حدثنا شعبة، قال: سمعت أبا جعفر، يعني المؤذن، يحدث عن مسلم أبي المثنى، فذكره.
قال شعبة: ولم أسمع من أبي جعفر غير هذا الحديث.(5/286)
3360 - (ط) مالك بن أنس - رحمه الله - «بلغه: أن المؤذن جاء عمر يُؤْذِنُه لصلاة الصبح، فوجده نائماً، فقال: الصلاة خير من النوم، فأمره أن يجعلها في نداء الصبح» . أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) بلاغاً 1 / 72 في الصلاة، باب ما جاء في النداء للصلاة، وإسناده منقطع، وقد جاءت أحاديث تدل على مشروعية التثويب بها في الصبح، منها ما رواه أبو داود في حديث أبي محذورة: فإن كان صلاة الصبح قلت: الصلاة خير من النوم، الصلاة خير من النوم، وهو حديث حسن، وقد تقدم في الحديث رقم (3358) ، وفي الباب عن أنس قال: من السنة إذا قال المؤذن في أذان الفجر: حي على الصلاة، حي على الفلاح، قال: الصلاة خير من النوم، أخرجه ابن خزيمة في " صحيحه "، والدارقطني والبيهقي في " سننهما "، وقال البيهقي: إسناده صحيح، كذا في " نصب الراية " للزيلعي.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في الموطأ بشرح الزرقاني (1/217) قال الزرقاني: هذا البلاغ أخرجه الدارقطني في السنن من طريق وكيع في مصنفه عن العمري عن نافع عن ابن عمر عن عمر وأخرجه أيضا عن سفيان عن محمد بن عجلان عن نافع عن ابن محمد عن عمر أنه قال لمؤذنه أنه قال لمؤذنه إذا بلغت حي على الفلاح في الفجر فقل الصلاة خير من النوم الصلاة خير من النوم فقصر ابن عبد البر في قوله لا أعلم هذا روي عن عمر من وجه يحتج به وتعلم صحته وإنما أخرجه ابن أبي شيبة من حديث هشام بن عروة عن رجل يقال له إسماعيل لا أعرفه.(5/286)
3361 - (د ت) مجاهد قال: «دخلتُ مع ابن عمر رضي الله عنهما مسجداً وقد أُذِّن فيه، ونحن نريد أن نصلِّيَ فيه، فَثَوَّبَ المؤذن (1) ، فخرج عبد الله بن عمر من المسجد، وقال: اخرُجْ بنا من عند هذا المبتدع، ولم يُصَلِّ فيه» .
قال الترمذي: وقد روى عن ابن عمر «أنه كان يقول في صلاة الفجر: الصلاة خير من النوم، الصلاة خير من النوم» . هذه رواية الترمذي.
وفي رواية أبي داود، قال: «كنت مع عبد الله بن عمر فثَوَّبَ رجل بالظهر والعصر، فقال: اخرج بنا، فإن هذه بدعة» (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فَثَوَّبَ) : التَّثْويبُ: الرجوع في القول مرة بعد مرة، وكل داعٍ مُثَوِّب. وقد ثوَّب فلان بالصلاة: إذا دعا إليها. والأصل فيه: الرجل يجيء مستصرخاً فيُلَوِّحُ بثوبه، فسُمِّي الدعاء تثويباً لذلك. والتثويب في أذان [ص:288] الفجر، قول المؤذن: «الصلاة خير من النوم» مرتين، واحدة بعد أخرى. والتثويب: الصلاة بعد المكتوبة. وقد يجيء التثويب في الحديث بمعنى الإقامة، لأنها بعد الأذان.
(بِدْعَة) : قد تقدَّم في «كتاب الاعتصام» من حرف الهمزة شرح البدعة فليُطلب من موضعه (3) .
__________
(1) في رواية أبي داود التي بعد هذه الرواية: فثوب رجل بالظهر والعصر، وقد كرهه ابن عمر، لأنه كان في الظهر أو العصر، أو لأنه كان بلفظ غير وارد.
(2) رواه أبو داود رقم (538) في الصلاة، باب في التثويب، ورواه الترمذي تعليقاً على الحديث رقم (198) في الصلاة، باب ما جاء في التثويب في الفجر، وقد ظهر من كل ما تقدم أن التثويب المسنون هو قول المؤذن في أذان الفجر خاصة: الصلاة خير من النوم، مرتين، وما عداه هو الذي استنكره أمثال عبد الله بن عمر وغيره.
(3) انظر الجزء الأول صفحة (280) .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه أبو داود (538) قال حدثنا محمد بن كثير قال حدثنا سفيان قال حدثنا أبو يحيى القتات عن مجاهد فذكره.(5/287)
3362 - (ت) بلال بن رباح - رضي الله عنه - قال: قال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لا تُثَوِّبَنَّ في شيء من الصلوات، إلا في صلاة الفجر» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (198) في الصلاة، باب في التثويب في الفجر، وقال الترمذي: حديث بلال لا نعرفه إلا من حديث أبي إسرائيل الملائي، وأبو إسرائيل لم يسمع هذا الحديث من الحكم بن عتيبة، قال: رواه عن الحسن بن عمارة عن الحكم بن عتيبة، وأبو إسرائيل ليس بذاك القوي عند أهل الحديث. أقول: هذا الحديث وإن كان ضعيف الإسناد، فإن معناه صحيح، لأن قول المؤذن: الصلاة خير على النوم، لم يرد في الأحاديث إلا في أذان الفجر، وهو موضعه المناسب له، إذ أن وقت الفجر وقت غفلة ونوم، وأما الأوقات الأخرى فهي على غير ذلك.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1- أخرجه أحمد (6/14) قال: حدثنا حسن بن الربيع، وأبو أحمد. وابن ماجة (715) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا محمد بن عبد الله الأسدي. - يعني أبا أحمد -. والترمذي (198) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا أبو أحمد الزبيريّ. كلاهما - حسن، وأبو أحمد - عن أبي إسرائيل، عن الحكم.
2- وأخرجه أحمد (6/14) قال: حدثنا علي بن عاصم. عن أبي زيد عطاء بن السائب.
كلاهما (الحكم، وعطاء) عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، فذكره.
- قال أحمد بن حنبل عقب هذا الحديث: حدثنا أبو قطن. قال: ذكر رجل لشعبة: الحكم، عن ابن أبي ليلى، عن بلال؛ فأمرني أن أثوب في الفجر، ونهاني عن العشاء. فقال شعبة: والله ما ذكر ابن أبي ليلى ولا ذكر إلا إسنادا ضعيفا. قال: أظن شعبة قال: كنت أراه رواه عن عمران بن مسلم.(5/288)
3363 - (س) بلال - رضي الله عنه - قال: «آخِرُ الأذان: الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله» . أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 2 / 14 في الأذان، باب آخر الأذان، وهو حديث صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (2/14) قال: أخبرنا محمد بن معدان بن عيسى، قال: حدّثنا الحسن بن أعين. قال: حدّثنا زهير، قال: حدّثنا الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، فذكره.
قال النسائي عقب حديث بلال: أخبرنا سويد، قال: أنبأنا عبد الله، عن سفيان عن منصور عن إبراهيم، عن الأسود، قال: «كان آخرُ أذان بلال: الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلاّ الله» . وقال: أخبرنا سويد، قال: أنبأنا عبد الله، عن سفيان، عن الأعمش، عن إبراهيم عن الأسود، مثل ذلك.(5/288)
الفرع الثاني: في أحكام تتعلق بالأذان والإقامة
3364 - (د ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: «أن بلالاً أذَّنَ [ص:289] قبل طُلُوعِ الفجر - وفي رواية: أَذَّنَ بِلَيْلِ - فأمر النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- أن يُنادِيَ: إن العبدَ قد نام» . هذه رواية الترمذي.
وعند أبي داود: «فأمره أن يرجع، فينادي: ألا إن العبدَّ نامَ، ألا إن العبد نام» . زاد في رواية «فرجع فنَادى: ألا إن العبد نام» .
قال الترمذي: هذا حديث غير محفوظ (1) .
قال (2) : وروي (3) «أن مُؤذِّناً لعمرَ أذَّنَ بليل، فأمره أن يُعيدَ الأذان» قال: وهذا لا يصح (4) . وعند أبي داود «أن مؤذِّناً لعمر - اسمه: مسروح، وفي رواية: مسعود - أذَّنَ قبل الصبح، فأمره عمر ... » وذكر نحوه (5) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(إن العبد نام) : معناه: أنه قد غَفَل عن وقت الأذان، كما يقال: نام [ص:290] فلان عن حاجتي: إذا غَفَلَ عنها، ولم يقم بها. وقيل: معناه: أنه قد عاد لنومه، إذ كان عليه بعدُ وقت من الليلِ، فأراد أن يُعلِمَ الناس بذلك لئلا ينزعجوا من نومهم بسماع أذانه.
__________
(1) وتمام كلام الترمذي: والصحيح ما روى عبيد الله بن عمر وغيره عن نافع عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن بلالاً يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم. أقول: وهذا حديث صحيح رواه مسلم وغيره.
(2) أي: الترمذي.
(3) قال الترمذي: وروى عبد العزيز بن أبي رواد عن نافع أن مؤذناً لعمر أذن بليل، فأمره عمر أن يعيد الأذان.
(4) وتمام كلامه: لأنه عن نافع عن عمر: منقطع.
(5) رواه أبو داود رقم (532) و (533) في الصلاة، باب في الأذان قبل دخول الوقت، والترمذي تعليقاً على الحديث رقم (203) في الصلاة، باب ما جاء في الأذان بالليل، وهو حديث ضعيف.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه عَبْد بن حُميد (782) قال: حدثنا محمد بن الفَضْل. وأبو داود (532) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، وداود بن شبيب.
ثلاثتهم - محمد بن الفضل، وموسى بن إسماعيل، وداود بن شبيب - قالوا: حدثنا حماد، وهو ابن سلمة، عن أيوب، عن نافع، فذكره.
- قال أبو داود: وهذا الحديث لم يَروه عن أيوب إلا حماد بن سلمة، وقد رواه حماد بن زيد عن عُبيد الله بن عمر، عن نافع، أو غيره، أن مُؤذنا لعمر يُقال له: مَسْرُوح. قال: أبو داود: ورواه الدّراوَردي عن عُبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر. قال: كان لعمر مؤذن يقال له: مسعود. وذكر نحوه. وهذا أصح من ذلك. السنن (533) .(5/288)
3365 - (د) بلال - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال [له] : «لا تُؤذِّنْ حتى يستَبِينَ لك الفجرُ كذا (1) » ومدَّ يديهِ عرْضاً. أخرجه أبو داود (2) .
__________
(1) في نسخ أبي داود المطبوعة: يستبين لك الفجر هكذا.
(2) رقم (534) في الصلاة، باب في الأذان قبل دخول الوقت، وفيه ضعف وانقطاع.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (534) قال حدثنا زهير بن حرب قال حدثنا وكيع قال حدثنا جعفر بن برقان عن شداد فذكره.(5/290)
3366 - (س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - «أن سَائِلاً سألَ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- عن وقت الصبح؟ فأمَرَ بلالاً، فأذَّنَ حين طلع الفجر، فلما كان من الغدِ أخَّرَ الفجرَ حتى أسْفَرَ، ثم أمَرَهُ فأقام، ثم قال: هذا وقت الصلاة» . أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 2 / 11 و 12 في الأذان، باب وقت أذان الصبح، وهو حديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/113) قال حدثنا إسماعيل. وفي (3/121) قال حدثنا يزيد بن هارون. وفي (3/82) قال حدثنا يحيى بن سعيد وفي (3/189) قال حدثنا محمد بن عبد الله بن المثنى. والنسائي (1/271) قال أخبرنا علي بن جحر قال حدثنا إسماعيل - هو ابن جعفر - وفي (2/11) والكبرى (522) قال أخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال حدثنا يزيد.
خمستهم - إسماعيل بن عليه، ويزيد، ويحيى، وابن المثنى، وإسماعيل بن جعفر - عن حميد فذكره.(5/290)
3367 - (د ت) زياد بن الحارث الصدائي - رضي الله عنه - قال: «أمرني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أن أُؤذِّنَ في صلاة الفجر، فأَذَّنْتُ، فأراد بلال أن يُقيمَ، فقال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- إنَّ أخا صُدَاء قد أذَّنَ، ومن أَذَّنَ فهو يُقيمُ» . أخرجه الترمذي.
وفي رواية أبي داود، قال: «لما كان أوَّلُ أذان الصبح أمرني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- فنادَيتُ، فجعلتُ أقول: أُقيمُ يا رسول الله؟ فجعل ينظر في ناحية [ص:291] المشرق إلى الفجر، فيقول: لا، حتى إذا طلع الفجر، [نزَلَ] فبَرَزَ، ثم انصرف إليَّ وقد تلاحقَ أصحابُه، فتوضأَ، فأراد بلال أن يقيمَ الصلاة، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: إنَّ أخا صُداء هو أذَّنَ، ومن أذَّنَ فهو يقيم، [قال] : فأقمتُ» (1) .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (199) في الصلاة، باب ما جاء أن من أذن فهو يقيم، وأبو داود رقم (514) في الصلاة، باب في الإقامة، وفي سنده عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الأفريقي، وهو ضعيف.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/169) قال: حدثنا وكيع، عن سُفيان. وفي (4/169) قال حدثنا محمد بن يزيد الواسطي. وأبو داود 514 قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة، قال: حدثنا عبد الله بن عمر بن غانم. وابن ماجه (717) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا يعلى بن عُبيد. والترمذي (199) قال: حدثنا هناد، قال: حدثنا عبدة، ويعلى بن عُبيد.
أربعتهم - سفيان، ومحمد، وعبد الله، ويعلى - عن عبد الرحمن بن زياد الإفريقي، عن زياد بن نعيم الحضرمي، فذكره.(5/290)
3368 - (م د ت) سماك بن حرب أنه سمع جابر بن سمرة رضي الله عنه يقول: «كان مؤذِّنُ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- يُمْهِلُ فلا يُقيم، حتى إذا رأى رسولَ الله قد خرج أَقام الصلاة حين يراه» أخرجه الترمذي.
[وفي رواية مسلم، قال: «كان بلال يؤذِّنُ إذا دَحَضَتِ الشمس، فلا يُقيم حتى يخرجَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-، فإذا خرج أقام الصلاة حين يراه» ] .
وفي رواية أبي داود، قال: «كان يؤذِّن، ثم يُمْهِلُ، فإذا رأى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قد خرج أقام الصلاة» . وله في أخرى: «كان بلال يؤذن إذا دحضت الشمس» ، لم يزد (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (606) في المساجد، باب متى يقوم الناس للصلاة، والترمذي رقم (202) في الصلاة، باب ما جاء أن الإمام أحق بالإقامة، وأبو داود رقم (537) في الصلاة، باب في المؤذن ينتظر الإمام.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1- أخرجه أحمد (5/76، 87، 104) قال: حدثنا عبد الرزاق، وفي (5/91، 104) قال: حدثنا يحيى بن آدم. وفي 5/105 قال: حدثنا أسود بن عامر. وأبو داود (537) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا شبابة. والترمذي (202) قال: حدثنا يحيى بن موسى. قال: حدثنا عبد الرزاق. وابن خزيمة (1525) قال: حدثنا عباس بن محمد الدروي، قال: حدثنا إسحاق بن منصور السلولي، خمستهم (عبد الرزاق، ويحيى، وأسود، وشبابة، وإسحاق) عن إسرائيل.
2- وأخرجه أحمد (5/91) قال: حدثنا حميد بن عبد الرحمن. وفي (5/91) قال: حدثنا هاشم. ومسلم (2/102) قال: حدثني سلمة بن شبيب، قال: حدثنا الحسن بن أعين. ثلاثتهم (حميد، وهاشم، والحسن) قالوا: حدثنا زهير.
3- وأخرجه أحمد (5/106) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. ومسلم (1/109) قال: حدثنا محمد بن المثنى، ومحمد بن بشار، كلاهما عن يحيى القطان، وابن مهدي، وقال ابن المثنى وحدثنا عبد الرحمن بن مهدي. وأبو داود (806) قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ، قال: حدثنا أبي. وابن ماجة (673) قال: حدثنا محمد بن بشّار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. ثلاثتهم - ابن مهدي، ويحيى ومعاذ - عن شعبة.
4- وأخرجه أحمد (5/106) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. وفي (5/106) قال: حدثنا أبو كامل، وبهز، وأبو داود (403) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. أربعتهم - ابن مهدي، وأبو كامل، وبهز، وموسى- قالوا: حدثنا حماد بن سلمة.
5- وأخرجه ابن ماجة (713) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا أبو داود، قال: حدثنا شريك.
خمستهم - إسرائيل، وزهير، وشعبة، وحماد، وشريك - عن سماك بن حرب، فذكره.(5/291)
3369 - (م د) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: قال: «كان لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- مؤذِّنان: بلال، وابنُ أم مكتوم الأعمى» قال مسلم في عقب [ص:292] هذا الحديث: وعن عائشة مثله، وفي أخرى له عنها قالت: «كان ابنُ أمِّ مكتوم يؤذِّن لرسول الله - صلى الله عليه وسلم- وهو أعمى» . أخرجه مسلم، وأخرج أبو داود الرواية الثانية (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (380) في الصلاة، باب استحباب مؤذنين للمسجد الواحد، وأبو داود رقم (535) في الصلاة، باب الأذان للأعمى.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/57) (5195) قال: حدثنا يحيى. وفي (2/94) (5686) قال: حدثنا محمد بن بشر. والبخاري (1/161) قال: حدثنا إسحاق، قال: أخبرنا أبو أسامة. ومسلم (2/3) و (3/129) وفي (3/37) قال: حدثنا عبيد بن إسماعيل، عن أبي إسامة. ومسلم (2/3) و (3/129) قال: حدثنا ابن نمير، قال: حدثنا أبي. وفي (3/129) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو أسامة (ح) وحدثنا إسحاق، قال: أخبرنا عَبدة (ح) وحدثنا ابن المثنى، قال: حدثنا حَماد بن مَسعدة. وابن خزيمة (424) قال: حدثنا بندار، قال: حدثنا حماد بن مَسْعدة. وفي (1931) قال: حدثنا محمد بن بَشَّار، قال: حدثنا يحيى.
ستتهم - يحيى، ومحمد بن بشر، وأبو أسامة، وعبد الله بن نمير، وعبدة، وحماد بن مسعدة- عن عُبيد الله بن عمر، عن نافع، فذكره.(5/291)
3370 - (ت) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال لبلال: «إذا أذَّنتَ فترَسلْ، وإذا أقمتَ فاحدُرْ، واجعل بين أَذانك وإقامتك قدرَ ما يَفْرُغُ الآكلُ من أكله، والشاربُ من شُربه، والمعُتَصِرُ إذا دخل لقضاء حاجته، ولا تقوموا حتى تَرَوْنِي» . أخرجه الترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فَتَرَسَّلَ) : الترسل في القول: التأني والتَّمهُّل.
(فاحدُرْ) : حدر الرجل في كلامه يحدرُ حَدْراً: إذا أتبع بعضَه بعضاً وأسرع فيه.
(المُعْتَصِرُ) : الذي يريد أن يأتي الغائط لقضاء حاجته.
__________
(1) رقم (195) في الصلاة، باب ما جاء في الترسل في الأذان، وإسناده ضعيف، والفقرة الأخيرة منه " ولا تقوموا حتى تروني " جاءت في " الصحيحين " من حديث أبي قتادة بلفظ: إذا أقيمت الصلاة فلا تقوموا حتى تروني خرجت ".
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه عبد بن حميد (1008) قال: حدثنا يونس بن محمد. والترمذي (195) قال: حدثنا أحمد بن الحسن، قال: حدثنا المعلى بن أسد. وفي (196) قال: حدثنا عبد بن حميد، قال: حدثنا يونس بن محمد.
كلاهما - يونس، والمعلى - قالا: حدثنا عبد المنعم بن نعيم - هو صاحب السقاء - عن يحيى بن مسلم، عن الحسن، وعطاء، فذكراه.(5/292)
3371 - (د) امرأة من بني النجار قالت: «كان بيتي من أطولِ [ص:293] بَيْت حَوْلَ المسجد، فكان بلال يؤذِّن عليه الفجرَ، فيأْتي بسَحَر، فيجلس على البيت يرْقُبُ الوقت، فإذا رآه تمَطَّى، ثم قال: اللهم إني أحْمدُكَ، وأسْتَعِينكَ على قريش: أن يُقيموا دينكَ، ثم يُؤذِّنُ، قالت: والله، ما علمتُه ترَكَ هذه الكلماتِ ليلة واحدة» . أخرجه أبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يَرْقُبُ) : رَقَبْتُ الفجر أو غيره: إذا نظرتَ وقت طلوعه.
__________
(1) رقم (519) في الصلاة، باب الأذان فوق المنارة، وإسناده ضعيف.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (519) حدثنا أحمد بن محمد بن أيوب ثنا إبراهيم بن سعد عن محمد بن إسحق عن محمد بن جعفر بن الزبير عن عروة بن الزبير عن امرأة من بني النجار قالت فذكرت.(5/292)
3372 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: «لا ينادي بالصلاة إلا مُتَوَضِّئ» . وفي رواية: أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا يؤذِّنُ إلا متوضِّئ» .أخرجه الترمذي، قال: والأول أصح (1) .
__________
(1) رقم (200) و (201) في الصلاة، باب ما جاء في كراهية الأذان بغير وضوء، وإسناده ضعيف.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (200) قال: حدثنا علي بن حجر. قال: حدثنا الوليد بن مسلم، عن معاوية بن يحيى الصدفي، عن الزهري، فذكره.
وأخرجه الترمذي (201) قال: حدثنا يحيى بن موسى. قال: حدثنا عبد الله بن وهب. عن يونس، عن ابن شهاب. قال: قال أبو هريرة: لا ينادي بالصلاة إلا متوضئ. موقوفا ولم يرفعه.
- قال الترمذي: وهذا أصح من الحديث الأول. وحديث أبي هريرة لم يرفعه ابن وهب، وهو أصح من حديث الوليد بن مسلم، والزهري لم يسمع من أبي هريرة.(5/293)
3373 - (د ت س) عثمان بن أبي العاص - رضي الله عنه - قال: «إن من آخرِ ما عهِدَ إليَّ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أنْ اتَّخذَ مؤذِّناً لا يأخذُ على أذانِه أجراً» . أخرجه الترمذي. وأخرجه أبو داود في آخر حديث، وهو مذكور في كتاب آداب الإمام من صلاة الجماعة (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (531) في الصلاة، باب أخذ الأجر على التأذين، والترمذي رقم (209) في الصلاة، باب ما جاء في كراهية أن يأخذ المؤذن على الأذان أجراً، واللفظ للترمذي، وهو حديث صحيح، ولفظ أبي داود " عن عثمان بن أبي العاص قال: يا رسول الله اجعلني إمام قومي، قال: أنت إمامهم واقتد بأضعفهم، واتخذ مؤذناً لا يأخذ على أذانه أجراً، ورواه كذلك أحمد في " المسند " 4 / 21 و 217، والنسائي 2 / 23 في الأذان، باب اتخاذ المؤذن الذي لا يأخذ على أذانه أجراً، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الحميدي (906) قال: حدثنا الفضيل بن عياض. وابن ماجة (714) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا حفص بن غياث. والترمذي (209) قال: حدثنا هناد، قال: حدثنا أبو زبيد وهو عبثر ابن القاسم.
ثلاثتهم - الفضيل، وحفص بن غياث، وأبو زبيد - عن أشعث عن الحسن، فذكره.(5/293)
3374 - (د) أبو بكرة - رضي الله عنه - قال: «خرجتُ مع النبي - صلى الله عليه وسلم- لصلاة الصبح، فكان لا يَمرُ برجُل إلا ناده بالصلاة، أو حَرَّكه برِجِله» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (1264) في الصلاة، باب الاضطجاع بعد ركعتي الفجر، وفي إسناده أبو الفضل الأنصاري، وهو مجهول.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (1264) قال: حدثنا عباس العنبري، وزياد بن يحيى، قالا: حدثنا سهل بن حماد، عن أبي مكين، قال: حدثنا أبو الفضل رجل من الأنصار، عن مسلم بن أبي بكرة، فذكره.
قال زياد: قال: حدثنا أبو الفُضيل.(5/294)
3375 - (د) أبو أمامة الباهلي - رضي الله عنه - أو بعضُ أصحاب رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-: أن بلالاً أخذ في الإقامة، فلما أن قال: قد قامت الصلاة، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ? «أقامها الله وأدامها» ، وقال في سائر الإقامة كنحو حديث عمر في الأذان، والحديث مذكور في «فضائل الأذان» . من كتاب الفضائل في حرف الفاء، أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (528) في الصلاة، باب ما يقول إذا سمع الإقامة، وإسناده ضعيف.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
هكذا ذكر أبو داود هذا الحديث عقب حديث عمر بن الخطاب في الأذان رقم (527) ، ولم يذكر لفظ الحديث كاملا.
أخرجه أبو داود (528) قال: حدثنا سليمان بن داود العتكي، قال: حدثنا محمد بن ثابت، قال: حدثني رجل من أهل الشام، عن شهر بن حوشب، فذكره.(5/294)
3376 - (ط) نافع مولى ابن عمر - رضي الله عنهم - «أن ابنَ عمر كان لا يزيد على الإقامة في السَّفَر إلا في الصبح، فإنه كان يُنادي فيها، ويقيم وكان يقول: إنما الأذان للإمام الذي يجتمع الناس إليه» . أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 1 / 73 في الصلاة، باب النداء في السفر وعلى غير وضوء، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في الموطأ بشرح الزرقاني (1/220) عن نافع أن عبد الله بن عمر فذكره.
قال الزرقاني (1/221) وفي رواية عبد الرزاق بإسناد صحيح عن ابن عمر إنما التأذين لجيش أو ركب عليهم أمير فينادي بالصلاة ليجتمعوا لها فأما غيرهم فإنما هي الإقامة.(5/294)
3377 - (خ م د ت س) أبو جحيفة - رضي الله عنه - «أنه رأى بلالاً يؤذِّنُ، قال: فجعلتُ أتَتَبَّعُ فاه هاهنا وهاهنا بالأذان» .
وفي رواية قال: «أتيتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- وهو بالأبْطحِ في قُبَّة [له] حمراءَ من أَدَم، قال: فخرج بلال بَوَضُوئِهِ فمنْ ناضِح، ونائِل فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عليهُ حلَّة حمراءُ، [ص:295] كأني أنظر إلى بياض ساقيْه، فتوضأَ، وأذَّن بلال، قال: فجعلت أَتَتَبَّع فاه هاهنا وهاهنا، يميناً وشمالاً، يقول: حي على الصلاة، حي على الصلاة، حي على الفلاح، حي على الفلاح، قال: ثمَّ رُكزتْ له عنزة، فتقدَّم فصلى الظهر ركعتين، يمرُّ بين يديه الحمارُ والكلب لا يُمنَع، ثم صلى العصر ركعتين، ثم لم يزَلْ يصلي ركعتين حتى رجع إلى المدينة» . أخرجه البخاري ومسلم.
وأخرجه الترمذي، قال: «رأيتُ بلالاً يُؤذِّن ويدورُ، ويُتْبِعُ فاه هاهنا وهاهنا، وإصبِعَاهُ في أُذُنيه، ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في قبة له حمراءَ أُراهُ قال: من أَدم - فخرج بلال بين يديه بالعَنزةِ، فركزَها بالبَطْحاء، فصلى إليها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، يمرُّ بين يديه الكلبُ والحمارُ، وعليهُ حلَّة حمراءُ كأني أنظر إلى بريق ساقيه - قال سفيان: نُرَاهُ حِبَرة» .
وفي رواية أبي داود، قال: «أتيتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- بمكة، وهو في قبة حمراءَ من أدَم، قال: فخرج بلال فأذَّنَ، فكنت أتَتَبَّعُ فَمَهُ هاهنا وهاهنا، قال: ثم خرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وعليه حُلَّة حمراء، بُرودٌ يمانية قِطْري (1) ، قال موسى: قال: رأَيت بلالاً خرج إلى الأبطح فأَذَّن، فلما بلغ: حي على الصلاة، حي على الفلاح، لَوى عُنُقَه يميناً وشمالاً، ولم يستدِر، ثم دخل، فأخرج العنزة وساق الحديث» هكذا قال أبو داود، ولم يذكر الحديث. [ص:296]
وفي رواية النسائي، قال: «أتيتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- فخرج بلال، فأذَّنَ، فجعل يقول في أذانه هكذا - ينحرِف يميناً وشمالاً» .
وفي أخرى، قال: «كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بالبطحاءِ، وهو في قُبَّة حمراءَ وعنده أُناس يسير فجاء بلال، فأذَّنَ، فجعل يُتْبِعُ فاهُ هاهنا وهاهنا» (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ناضِح) : النَّاضِحُ من النَّضْح، وهو رشُّ القليل من الماء.
(عَنَزَة) : العَنَزَةُ: شِبْهُ العُكَّازة، في أسفلها شبه الحَربة.
(حِبَرَة) : الحِبَرَةُ: ثوب من وشي اليمن وبُرودِه، يكون ذا ألوان.
(قِطْريُّ) : البُرُودُ القِطْريَّة: ضَرْب من البُرُود. قال الأزهري: قال شَمِرُ بن حَمْدَوَيْه: هي حُمرٌ ولها أعلام، فيها بعض الخشونة. قال: وقال غيره: هي حُلَل جِياد تحمل من قِبَل البحرين. قال الأزهري: وفي البحرين مدينة يقال لها: قَطَر.
__________
(1) بكسر القاف وسكون الطاء، والأصل: قطري، بفتح القاف والطاء، لأنه نسبة إلى قطر: بلد بين عمان وسيف البحر، ففي النسبة خففوها وكسروا القاف وسكنوا الطاء، وإنما لم يقل: قطرية، مع أن التطابق بين الصفة والموصوف شرط، لأنه بكثرة الاستعمال صار كالاسم لذلك النوع من الحلل.
(2) رواه البخاري 2 / 95 في الأذان، باب يتبع المؤذن فاه هاهنا وهاهنا، وباب الأذان للمسافرين إذا كانوا جماعة، وفي الوضوء، باب استعمال فضل وضوء الناس، وفي الصلاة في الثياب، باب الصلاة في الثوب الأحمر، وفي سترة المصلي، باب سترة الإمام سترة من خلفه، وباب الصلاة إلى العنزة، وباب السترة بمكة وغيرها، وفي الأنبياء، باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم، وفي اللباس، باب التشمير في الثياب، وباب القبة الحمراء من أدم، ومسلم رقم (503) في الصلاة، باب سترة المصلي، وأبو داود رقم (520) في الصلاة، باب الأذان فوق المنارة، والترمذي رقم (197) في الصلاة، باب ما جاء في إدخال الأصبع في الأذن عند الأذان، والنسائي 2 / 12 في الأذان، باب كيف يصنع المؤذن في أذانه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه الحميدي (892) قال: حدثنا سفيان. قال: سمعت مالك بن مغول. وأحمد (4/307) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا شعبة. وفي (4/307) قال حدثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة قال: أخبرني مالك بن مغول وعمر بن أبي زائدة. قال: حدثنا وهب قال: حدثنا وهب بن جرير. قال: حدثني شعبة. وفي (4/308) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان. وفي (4/308) قال: حدثنا حسن بن موسى. قال: حدثنا زهير، عن أبي إسحاق. وفي (4/308) قال حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا سفيان. وفي (4/308) قال: حدثنا أبو داود. قال: حدثنا عمر بن أبي زائدة. وفي (4/308) قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا مسعر. وفي (4/308) قال حدثنا وكيع قال: حدثنا سفيان. والبخاري (1/105) و (7/199) قال: حدثنا محمد بن عرعرة، قال: حدثني عمر بن أبي زائدة. وفي (1/133) قال: حدثنا أبو الوليد. قال: حدثنا شعبة. وفي (1/133) قال: حدثنا آدم، قال: حدثنا شعبة. وفي (1/163) قال: حدثنا إسحاق بن منصور، قال: أخبرنا جعفر بن عون، قال: حدثنا أبو العميس. وفي (1/163) قال: حدثنا محمد بن يوسف، قال حدثنا سفيان. وفي (4/231) قال: حدثنا الحسن بن الصباح، قال: حدثنا محمد بن سابق، قال: حدثنا مالك بن مغول. وفي (7/182) قال: حدثني إسحاق، قال: أخبرنا ابن شميل. قال: أخبرنا عمر بن أبي زائدة. ومسلم (2/56) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب جميعا عن وكيع، قال: حدثنا سفيان. (ح) وحدثني محمد بن حاتم، قال: حدثنا بهز، قال: حدثنا عمر بن أبي زائدة. (ح) وحدثني إسحاق بن منصور وعبد بن حميد. قالا: أخبرنا جعفر بن عون. قال: أخبرنا أبو عميس ح وحدثني القاسم بن زكريا. قال: حدثنا حسين بن علي، عن زائدة. قال: حدثنا مالك بن مغول. وأبو داود (520) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. قال: حدثنا قيس، يعني ابن الربيع (ح) وحدثنا محمد بن سليمان الأنباري، قال: حدثنا وكيع، عن سفيان. وفي (688) قال: حدثنا حفص بن عمر. قال: حدثنا شعبة. وابن ماجه (711) قال: حدثنا أيوب بن محمد الهاشمي. قال: حدثنا عبد الواحد بن زياد، عن حجاج بن أرطأة. والترمذي (197) . وفي الشمائل (63) قال: حدثنا محمود بن غيلان. قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا سفيان الثوري. والنسائي (1/87) . وفي الكبرى (135) قال: أخبرنا محمد بن منصور، عن سفيان، قال: حدثنا مالك بن مغول. وفي (2/12) (1523) قال: أخبرنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان. وفي (2/73) . وفي الكبرى (759) قال: أخبرنا محمد بن بشار. قال: حدثنا عبد الرحمن. قال: حدثنا سفيان. وفي (8/220) قال: أخبرنا عبد الرحمن بن محمد بن سلام، قال: حدثنا إسحاق الأزرق، قال: حدثنا سفيان. وفي الكبرى (الورقة 55-أ) قال: أخبرنا موسى بن عبد الرحمن، قال: حدثنا حسين، قال: حدثنا زائدة، قال: حدثنا مالك بن مغول. وابن خزيمة (387) قال: حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى. قال: حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان. (ح) وحدثنا الحسن بن محمد الزعفراني، قال: حدثنا إسحاق بن يوسف الأزرق، قال: حدثنا سفيان. (ح) وحدثناه سَلْم بن جنادة، قال: حدثنا وكيع، عن الثوري. وفي (388) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الروقي. قال: حدثنا هشام، عن حجاج. وفي (841) قال: حدثنا الدروقي، قال: حدثنا ابن مهدي (ح) وحدثنا أبو موسى، قال: حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان. وفي (2994) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا الحسن بن موسى، عن زهير، عن أبي إسحق. وفي (2995) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدروقي. قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا سفيان.
تسعتهم - مالك بن مغول، وشعبة، وعمر بن أبي زائدة، وسفيان الثوري، وأبو إسحاق، ومسعر، وأبو العميس عتبة بن عبد الله، وقيس بن الربيع، وحجاج بن أرطأة - عن عون بن أبي جحيفة، فذكره.
- في رواية عبد الرزاق، عن سفيان: « ... وَأتَتَبَّعُ فَاهُ هَاهُنَا وَهَاهُنَا وَإصْبَعَاهُ في أذُنَيْهِ ... » الحديث.(5/294)
الفصل الرابع: في استقبال القبلة
3378 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «ما بين المشْرِق والمغْرِبِ قِبْلة» . أخرجه الترمذي (1) .
وزاد رزين: «إذا استقبلت ولم تَرَه» .
قال الترمذي: وقد روى هذا الحديث عن غير واحد من أصحاب النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، منهم عمر، وعلي، وابن عباس.
وقال ابن عمر: «إذا جعَلْتَ المغربَ عن يمينك، والمشرقَ عن شمالك فما بينهما قِبلة إذا استقبلتَ القبلة» .
__________
(1) رقم (342) و (343) و (344) في الصلاة، باب ما جاء أن ما بين المشرق والمغرب قبلة، وهو حديث صحيح، وهذا الحديث يختص بأهل المدينة والشام ومن على سمت تلك البلاد شمالاً وجنوباً فقط، لأنه يلزم من حمله على العموم إبطال التوجه إلى الكعبة في بعض الأقطار، والناس في توجههم إلى الكعبة كالدائرة حولها، فمن كان في الجهة الشمالية من الكعبة فإنه يتوجه في صلاته إلى جهة الجنوب، ومن كان في الجهة الجنوبية من الكعبة، كانت صلاته إلى جهة الشمال، ومن كان في الجهة الغربية من الكعبة، فإن قبلة صلاته إلى المشرق، ومن كان في الجهة الشرقية من الكعبة، فإنه يستقبل في صلاته جهة المغرب، ومن كان من الكعبة فيما بين الشمال والمغرب فقبلته فيما بين الجنوب والمشرق، ومن كان من الكعبة فيما بين المشرق والشمال، فقبلته فيما بين الجنوب والمغرب، ومن كان من الكعبة فيما بين الجنوب والمغرب، فإن قبلته فيما بين الشمال والمشرق، ومن كان من الكعبة فيما بين المشرق والجنوب، فإن قبلته فيما بين الشمال والمغرب.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (344) قال: حدثنا الحسن بن بكر المروزي، قال: حدثنا المعلى بن منصور، قال: حدثنا عبد الله بن جعفر المخرمي، عن عثمان بن محمد الأخنسي، عن سعيد المقبري، فذكره.
- ورواه عن أبي هريرة أبو سلمة:
أخرجه ابن ماجة (1011) قال: حدثنا محمد بن يحيى الأزدي، قال: حدثنا هاشم بن القاسم، (ح) وحدثنا محمد بن يحيى النيسابوري. قال: حدثنا عاصم بن علي. والترمذي (342) قال: حدثنا محمد بن أبي معشر. وفي (343) قال: حدثنا يحيى بن موسى، قال: حدثنا محمد بن أبي معشر.
ثلاثتهم - هاشم، وعاصم، ومحمد - قالوا: حدثنا أبو معشر، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، فذكره.(5/297)
3379 - (ط) نافع مولى ابن عمر - رضي الله عنهم - أن عمر بن الخطاب قال: «ما بين المشرق والمغرب قبلة، إذا تُوُجِّهَ قِبَلَ البيت» . أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 1 / 196 في القبلة، باب ما جاء في القبلة، وإسناده منقطع، ولكن يشهد له الذي قبله.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في الموطأ مع شرح الزرقاني (1/561) قال الزرقاني: فيه إرسال لأنه لم يلق عمر فلعله حمله على ابنه عبد الله.(5/298)
3380 - (خ) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يُصلِّي على راحلتِهِ نحو المشرق، فإذا أَراد أن يصلِّيَ المكتوبة نزل فاستقبل القبلة» أخرجه البخاري، ولهذا الحديث روايات عند البخاري ومسلم تردُ في «الصلاة على الدابة» .
وفي رواية ذكرها رزين، قال: «كان رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- لا يدَعُ ركْعَتي الفجر في السفر، وكان يصلي على الدابة حيثما توجهتْ به في سفر القصر، وإلى الشقِّ الواحد بالإيماء، ويأمُرُ بالنُّزولِ للمكتوبة» (1) .
__________
(1) 2 / 473 في تقصير الصلاة، باب صلاة التطوع على الدابة وحيثما توجهت، وباب ينزل للمكتوبة، وفي القبلة، باب التوجه نحو القبلة حيث كان، وفي المغازي، باب غزوة أنمار.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/304، 330) قال: حدثنا إسماعيل (يعني ابن علية) ، قال: أخبرنا هشام الدستوائي. وفي (3/378) قال: حدثنا عبد الرزاق، عن معمر والدارمي (1521) قال: أخبرنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا هشام الدستوائي. والبخاري (1/110) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم، قال: حدثنا هشام. وفي (1/55) قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا شيبان. وفي (2/56) قال: حدثنا معاذ بن فضالة، قال: حدثنا هشام. وابن خزيمة (976) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن ميمون بالإسكندرية، قال: حدثنا الوليد بن مسلم الدمشقي، عن الأوزاعي. وفي (1263) قال: حدثنا يعقوب الدورقي، قال: حدثنا محمد بن مصعب، قال: حدثنا الأوزاعي.
أربعتهم - هشام، ومعمر، وشيبان، والأوزاعي- عن يحيى بن أبي كثير عن محمد بن عبد الرحمن، فذكره.
في رواية ابن خزيمة (1263) زاد «فإذا أراد المكتوبة أو الوتر أناخ فصلى بالأرض» .(5/298)
3381 - () (أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: «اسْتَقْبِلْ وكبِّر، ولم يَرَ الإعادة على من سها فصلَّى إلى غير القبلة» . أخرجه ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وقد ذكر القسم الأخير من الحديث البخاري في ترجمة باب 1 / 423 في الصلاة، باب ما جاء في القبلة ومن لم ير الإعادة على من سها فصلى إلى غير القبلة وقد سلم النبي صلى الله عليه وسلم في ركعتي الظهر وأقبل على الناس بوجهه ثم أتم ما بقي. قال الحافظ في " الفتح ": قوله: ومن لم ير الإعادة: وأصل هذه المسألة في المجتهد في القبلة إذا تبين خطؤه، فروى ابن أبي شيبة عن سعيد بن المسيب وعطاء والشعبي وغيرهم أنهم قالوا: [ص:299] لا تجب الإعادة، وهو قول الكوفيين، وعن الزهري، ومالك وغيرهما: تجب في الوقت، لا بعده، وعن الشافعي: يعيد إذا تيقن الخطأ مطلقاً، وقال الحافظ: قوله: وقد سلم النبي صلى الله عليه وسلم من ركعتي الظهر: ومناسبة هذا التعليق للترجمة أن بناءه على الصلاة دال على أنه في حال استدباره القبلة كان في حكم المصلي، ويؤخذ منه أن من ترك الاستقبال ساهياً لا تبطل صلاته.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
ذكر القسم الأخير من الحديث البخاري في ترجمة باب (1/602) في الصلاة باب ما جاء في القبلة ومن لم ير الإعادة على من سها فصلى إلى غير القبلة وقد سلم النبي صلى الله عليه وآله وسلم في ركعتي الظهر وأقبل على الناس بوجهه ثم أتم ما بقي. قال الحافظ في الفتح: قوله: ومن لم ير الإعادة وأصل هذه المسألة في المجتهد في القبلة إذا تبين خطؤه فروى ابن أبي شيبة عن سعيد بن المسيب وعطاء والشعبي وغيرهم أنهم قالوا: لا تجب الإعادة وهو قول الكوفيين وعن الزهري ومالك وغيرهما تجب في الوقت لا بعده، وعن الشافعي يعيد إذا تيقن الخطأ مطلقا، وقال الحافظ قوله: وقد سلم النبي صلى الله عليه وسلم من ركعتي الظهر، ومناسبة هذا التعليق للترجمة أن بناءه على الصلاة دال على أنه في حال استدباره القبلة كان في حكم المصلي ويؤخذ منه أن من ترك الاستقبال ساهيا لا تبطل صلاته.(5/298)
الفصل الخامس: في كيفية الصلاة وأركانها، وفيه تسعة فروع
الفرع الأول: في التكبير ورفع اليدين
3382 - (خ م ط د ت س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: قال: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إذا قام إلى الصلاة رفع يديه حتى تكونا بحذْوِ منْكبيه ثم يكبِّرُ، فإذا أرد أن يركعَ فعل مثل ذك، وإذا رفعَ رأسه من الركوع فعل مثل ذلك، ولا يفعله حين يرفع رأسه من السجود» .
وفي رواية: «إذا رفع رأسه من الركوع رفعهما كذلك أيضاً، وقال: سمع الله لمن حمده، ربَّنا ولك الحمد» .
وفي أخرى نحوه، وقال: «ولا يفعل ذلك حين يسجد، ولا حين يرفع من السجود» أخرجه البخاري ومسلم.
وللبخاري عن نافع «أنَّ ابنَ عُمَرَ كان إذا دخل في الصلاة كبَّرَ ورفع [ص:300] يديه، وإذا ركعَ رفع يديه، وإذا قال: سمع الله من حمده رفعَ يديه، وإذا قام إلى الركعتين رفعَ يديه، ورفع ذلك ابنُ عمر إلى النبي - صلى الله عليه وسلم-» .
وأخرج الموطأ الرواية الأولى. وله في أخرى «أنَّ ابنَ عُمَرَ كان إذا افْتَتَحَ الصلاة رفع يديه حذْوَ مَنْكَبَيه، وإذا رفع من الركوع رفعهما دون ذلك» . وله في أخرى «أن ابن عمر كان يكبِّر في الصلاة كلما خفضَ ورفعَ» .
وأخرج أبو داود رواية الموطأ الثانية، ورواية البخاري التي انفرد بها، وقال: الصحيح: أنه قولُ ابن عمر، وليس بمرفوع، وقال أبو داود: ورواه الثقفي موقوفاً، وقال فيه: «إذا قام من الركعتين رفعهما إلى ثدييه» . وهذا الصحيح.
قال: وأسنده حماد بن سلمة، ولم يذكر أيوب ومالكٌ الرفعَ إذا قام من السجدتين، قال ابن جريج فيه: «قلت لنافع: أكان ابنُ عمر يجعل الأولى أرفعهنَّ؟ قال لا سواء، قلت: أشر لي، فأشار إلى الثديين، أو أسفل من ذلك» .
وله في أخرى قال: «كان النبي - صلى الله عليه وسلم- إذا قام في الركعتين كبَّر ورفع يديه» . وله في أخرى، قال: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- إذا قام إلى الصلاة رفع يديه حتى تكونا حذْوَ مَنكْبيه، ثم كبَّر وهما كذلك، فيركع، ثم إذا أرد أن يرفع صُلْبَه رفعهما، حتى تكونا حَذْوَ مَنْكبيه، ثم قال: سمع الله لمن حمده، ولا يرفع يديه في السجود، ويرفعهما في كل تكبيرة يكبِّرها قبل الركوع، حتى تنْقضِي صلاته» . وله في أخرى، قال: رأيتُ رسولَ الله [ص:301] صلى الله عليه وسلم- إذا افتتح الصلاة رفع يديه حتى يحاذِيَ منْكَبيه، وقبل أن يركعَ، وإذا رفع من الركوع، وإذا انْحَطَّ إلى السجود، ولا يرفعهما بين السجديين.
وأخرج الترمذي هذه الرواية الآخرة التي أخرجها أبو داود. وأخرج النسائي الرواية الأولى من روايات البخاري ومسلم، والرواية الآخرة التي لأبي داود. وله في أخرى «أن النبي - صلى الله عليه وسلم- كان يرفع يديه إذا دخل في الصلاة، وإذا أراد أن يركع وإذا رفع رأسه، وإذا قام من الركعتين يرفع يديه كذلك حذْوَ المنكِبَيْن» . وفي أخرى له -[عن واسع بن حَبَّان]- قال: «سألتُ [عبد الله بن عمر] عن صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم-؟ فقال: الله أكبر، كلما وضع الله أكبر، كلما رفع، ثم يقول: السلام عليكم ورحمة الله، عن يمينه، السلام عليكم ورحمة الله، عن يساره» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 2 / 181 في صفة الصلاة، باب رفع اليدين في التكبيرة الأولى مع الافتتاح سواء، وباب رفع اليدين إذا كبر وإذا ركع وإذا رفع، وباب إلى أين يرفع يديه، وباب رفع اليدين إذا قام من الركعتين، ومسلم رقم (390) في الصلاة، باب استحباب رفع اليدين حذو المنكبين مع تكبيرة الإحرام، والموطأ 1 / 75 و 76 و 77 في الصلاة، باب افتتاح الصلاة، وأبو داود رقم (721) و (722) و (741) و (742) و (743) في الصلاة، باب افتتاح الصلاة، والترمذي رقم (255) في الصلاة، باب ما جاء في رفع اليدين عند الركوع، والنسائي 2 / 121 و 122 في الافتتاح، باب العمل في افتتاح الصلاة، وباب رفع اليدين قبل التكبير، وباب رفع اليدين حذو المنكبين، وباب رفع اليدين للركوع حذاء المنكبين.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مالك (الموطأ) صفحة (69) ، والحميدي (614) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (2/8) (4540) قال: حدثنا سفيان. وفي (2/18) (4674) قال: حدثنا يحيى، قال: حدثنا مالك. وفي 2/47 (5081) قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، قال: أخبرنا معمر. وفي (2/62) (5279) قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا مالك. وفي (2/134) (6175) قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثنا ابن أخي ابن شهاب. وفي (2/147) (6345 و6346) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر. والدارمي (1253) و (1315) قال: أخبرنا عثمان بن عمر، قال: أخبرنا مالك. وفي (1314) قال: أخبرنا خالد بن مخلد، قال: حدثنا مالك. والبخاري (1/187) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك. وفيه (1/187) قال: حدثنا محمد بن مقاتل، قال: أخبرنا عبد الله، قال: أخبرنا يونس. وفي (1/188) ورفع اليدين (40) قال: حدثنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب. وفي رفع اليدين رقم (2) قال: حدثنا علي بن عبد الله، قال: حدثنا سفيان. وفي (11) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: أنبأنا مالك. وفي (46) قال: حدثنا عبد الله بن صالح، قال: حدثني الليث، قال: حدثني يونس. وفي (76) قال: حدثنا محمد بن أبي بكر المقدَّمي، قال: حدثنا معتمر، عن عبيد الله بن عمر. وفي (77) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا هشيم. وفي (78) قال: حدثنا عبد الله بن صالح، قال: حدثني الليث، عن عقيل. ومسلم (2/6، 7) قال: حدثنا يحيى بن يحيى التميمي، وسعيد بن منصور، وأبو بكر بن أبي شيبة، وعمرو الناقد، وزهير بن حرب، وابن نمير، كلهم عن سفيان بن عيينة. (ح) وحدثني محمد بن رافع، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا ابن جريج. (ح) وحدثني محمد بن رافع، قال: حدثنا حُجين، وهو ابن المثنى، قال: حدثنا الليث، عن عُقيل (ح) وحدثني محمد بن عبد الله بن قُهزاذ، قال: حدثنا سلمة بن سليمان، قال: أخبرنا عبد الله، قال: أخبرنا يونس. وأبو داود (721) قال: حدثنا أحمد بن حنبل، قال: حدثنا سفيان. وفي (722) قال: حدثنا محمد بن المصفي الحمصي، قال: حدثنا بقية، قال: حدثنا الزبيدي. وابن ماجة (858) قال: حدثنا علي بن محمد، وهشام بن عمار، وأبو عمر الضريد. قالوا: حدثنا سفيان بن عيينة. والترمذي (255) قال: حدثنا قتيبة، وابن أبي عمر قالا: حدثنا سفيان بن عيينة. وفي (256) قال: حدثنا الفضل بن الصباح البغدادي، قال: حدثنا سفيان بن عيينة. والنسائي (2/121) وفي الكبرى (860) قال: أخبرنا عمرو بن منصور، قال: حدثنا علي بن عياش، قال: حدثنا شعيب. (ح) وأخبرني أحمد بن محمد بن المغيرة، قال: حدثنا عثمان، هو ابن سعيد، عن شعيب.(5/299)
3383 - (د ت س) علقمة قال: «قال لنا ابنُ مسعود - رضي الله [ص:302] عنه - يوماً: ألا أُصَلِّي بكم صلاةَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-؟ فصلى ولم يرفعْ يديه إلا مرة واحدة، مع تكبيرة الافتتاح» (1) . وفي رواية، قال: كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- «يُكْبِّر في كل خفض ورفع، وقيام وقعود، وأبو بكر وعمر» أخرجه الترمذي والنسائي.
وللنسائي أيضاً في أخرى زيادة: «ويُسَلِّم عن يمينه وشماله: السلام عليكم ورحمة الله، حتى يُرى بياضُ خدِّه - قال: ورأيتُ أبا بكر وعمر [ص:303] يفعلان ذلك» وأخرج أبو داود الرواية الأولى (2) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (748) في الصلاة، باب من لم يذكر الرفع عند الركوع، والترمذي رقم (257) في الصلاة، باب ما جاء أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يرفع إلا في أول مرة، والنسائي 2 / 195 في الافتتاح، باب الرخصة في ترك الرفع عند الرفع من الركوع، وإسناده صحيح، وفي حديث ابن مسعود هذا نفي رفع اليدين فيما عدا تكبيرة الإحرام، وقال الترمذي: وبه يقول غير واحد من أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والتابعين، وهو قول سفيان الثوري وأهل الكوفة، وفي حديث ابن عمر الذي قبله رقم (3382) إثبات الرفع عند الركوع والرفع منه، قال الترمذي عقب حديث ابن عمر: وبهذا يقول بعض أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم منهم: ابن عمر: وجابر بن عبد الله، وأبو هريرة، وأنس، وابن عباس، وعبد الله بن الزبير وغيرهم، ومن التابعين: الحسن البصري، وعطاء، وطاوس، ومجاهد، ونافع، وسالم بن عبد الله، وسعيد بن جبير وغيرهم، وبه يقول مالك، ومعمر، والأوزاعي، وعبد الله بن المبارك، والشافعي، وأحمد، وإسحاق. أقول: وموضوع رفع اليدين في الصلاة اختلف فيه العلماء قديماً وحديثاً، فمنهم من أخذ بحديث ابن مسعود الذي فيه نفي الرفع فيما عدا تكبيرة الإحرام، وكثير منهم أخذ بحديث ابن عمر الذي فيه إثبات الرفع زيادة على تكبيرة الإحرام، بناء على أن المثبت مقدم على النافي كما هو مقرر في علم أصول الفقه.
(2) رواه أبو داود رقم (748) في الصلاة، باب من لم يذكر الرفع عند الركوع، والترمذي رقم (253) و (257) في الصلاة، باب ما جاء في التكبير عند الركوع والسجود، وباب ما جاء أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يرفع إلا مرة واحدة، والنسائي 2 / 195 في الافتتاح، باب الرخصة في ترك رفع اليدين حذو المنكبين عند الرفع من الركوع، وباب التكبير للسجود، وفي السهو، باب كيف السلام على اليمين، وهو حديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (1/388) (3681) و (1/441) (4211) قال: حدثنا وكيع. وأبو داود (748) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع. وفي (751) قال: حدثنا الحسن بن علي، قال: حدثنا معاوية، وخالد بن عمرو، وأبو حذيفة. والترمذي (257) قال: حدثنا هناد، قال: حدثنا وكيع. والنسائي (2/182) . وفي الكبرى (1008) قال: أخبرنا سويد بن نصر، قال: أنبأنا عبد الله بن المبارك. وفي (2/195) . وفي الكبرى (558) قال: أخبرنا محمود بن غيلان المروزي، قال: حدثنا وكيع.
خمستهم (وكيع، ومعاوية بن هشام، وخالد بن عمرو، وأبو حذيفة، وعبد الله بن المبارك) عن سفيان، عن عاصم بن كليب، عن عبد الرحمن بن الأسود، عن علقمة، فذكره.
- قال أبو داود: هذا مختصر من حديث طويل. وليس هو بصحيح على هذا اللفظ.
- وقال الترمذي: وقال عبد الله بن المبارك: قد ثبت حديث من يرفع يديه - وذكر حديث الزهري عن سالم، عن أبيه، ولم يثبت حديث ابن مسعود؛ أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يرفع يديه إلا في أول مرة. قال الترمذي: حدثنا بذلك أحمد بن عبدة الآملي. حدثنا وهب بن زمعة، عن سفيان بن عبد الملك عن عبد الله بن المبارك.(5/301)
3384 - (د) البراء بن عازب - رضي الله عنه - قال: «رأيتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- إذا افتتَح الصلاة رفع يديه إلى قريب من أُذُنَيْه، ثم لا يعود» .
وفي رواية مثله، ولم يذكر «ثم لا يعود» . وفي أخرى، قال: «رأيتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- رفع يديه حين افتتح الصلاة، ثم لم يرفعهما حتى انصرف» . أخرجه أبو داود، وقال - يعني: هذا الحديث: ليس بصحيح (1) .
__________
(1) رقم (752) في الصلاة، باب من لم يذكر الرفع عند الركوع، وهو حديث حسن يشهد له الذي قبله.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (752) قال: حدثنا حسين بن عبد الرحمن قال: أخبرنا وكيع، عن ابن أبي ليلى - محمد بن عبد الرحمن - عن أخيه عيسى عن الحكم، عن عبد الرحمن، فذكره.
قال أبو داود: هذا الحديث ليس بصحيح.
والجزء الأول منه حتى «رفع يديه» :
أخرجه الحميدي (724) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (4/282) قال: حدثنا هشيم. وفي (4/301، 302) قال: حدثنا أسباط. وفي (4/303) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال حدثنا شعبة. وفيه (4/303) قال حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا سفيان. والبخاري في رفع اليدين رقم (33) قال: حدثنا الحميدي، قال: حدثنا سفيان، وفي (34) قال: حدثنا محمد بن يوسف، قال: حدثنا سفيان. وأبو داود (749) قال: حدثنا محمد بن الصباح البزاز، قال: حدثنا شريك. وفي (750) قال: حدثنا عبد الله بن محمد الزهري، قال: حدثنا سفيان.
خمستهم - سفيان، وهشيم، وأسباط، وشعبة، وشريك - عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، فذكره.
- قال سفيان: وقدم يزيد بن أبي زياد الكوفة، فسمعته يحدث به، فزاد فيه (ثم لا يعود - فظننت أنهم لقنوه، وكان بمكة يومئذ أحفظ منه يوم رأيته بالكوفة، وقالوا لي: إنه قد تغير حفظه، أو ساء حفظه) . الحميدي (724) .(5/303)
3385 - (خ م ط د ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه - «كان يصلِّي بهم فيُكبِّرُ كلما خفض، ورفع، فإذا انصرف، قال: إني لأشبَهُكم بصلاة رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-» .
وفي أخرى «أن أبا هريرة كان يكبِّر في الصلاة، فقلنا: يا أبا هريرة، ما هذا التكبير؟ فقال: إنها لَصلاةُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-» . أخرجه البخاري ومسلم والموطأ والنسائي.
وفي رواية الترمذي وأبي داود، قال: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- إذا [ص:304] دخل في الصلاة رفع يديه مَدّاً» وفي أخرى «إذا كبَّر للصلاة نَشرَ أَصابعه» .
وفي أخرى للترمذي «أن النبي - صلى الله عليه وسلم- كان يكبِّر وهو يَهْوِي» .
وفي أخرى لأبي داود، قال: «لو كنتَ قُدَّام النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- لرأيتُ إِبطَيه» . قال لاحق (1) : ألا تَرَى أنه في صلاة، ولا يستطيع أن يكون قُدَّامَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-؟.
زاد موسى بن مَروان «إذا كبَّر رفع يديه» . وفي أخرى لأبي داود قال: «كان النبي - صلى الله عليه وسلم- إذا كبَّر جعل يديه حذاء مَنْكبيه وإذا ركع فعل مثل ذلك، وإذا رفع للسجود فعل مثل ذلك، وإذا قام من الركعتين فعل مثل ذلك» .
وفي أخرى للنسائي «أن أبا هريرة جاء إلى مسجد بني زُرَيق، قال: ثلاث كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يعمل بهن تركهنَّ الناس: كان يرفع يديه مدّاً، ويسكتُ هُنَيْهة، ويكبِّرُ إذا سجد» (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يَهْوي) هَوَى يَهْوي: إذا خَرَّ من فوق إلى أسفل.
__________
(1) هو أبو مجلز، لاحق بن حميد السدوسي البصري.
(2) رواه البخاري 2 / 224 في صفة الصلاة، باب إتمام التكبير في الركوع، ومسلم رقم (392) في الصلاة، باب إثبات التكبير في كل خفض ورفع في الصلاة، والموطأ 1 / 76 في الصلاة، باب افتتاح الصلاة، وأبو داود رقم (746) و (753) في الصلاة، باب رفع اليدين في الصلاة، وباب من لم يذكر الرفع عند الركوع، والترمذي رقم (339) و (354) في الصلاة، باب ما جاء في نشر الأصابع عند التكبير، وباب التكبير عند الركوع والسجود، والنسائي 2 / 134 في الافتتاح، باب رفع اليدين مداً، وباب التكبير للركوع، وباب التكبير للنهوض.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/270) قال: حدثنا عبد الأعلى، عن معمر. والدارمي (1251) قال: أخبرنا نصر بن علي. قال: حدثنا عبد الأعلى، عن معمر. والبخاري (1/202) قال: حدثنا أبو اليمان. قال: حدثنا شعيب. وأبو داود (836) قال: حدثنا عمرو بن عثمان. قال: أخبرنا أبي وبقية، عن شعيب. والنسائي (2/235) وفي الكبرى (655) قال: حدثنا نصر بن علي، وسواد بن عبد الله بن سوار. قالا: حدثنا عبد الأعلى، عن معمر.
كلاهما (معمر، وشعيب) عن الزهري، عن أبي بكر بن عبد الرحمن، وعن أبي سلمة، فذكراه.
- أخرجه مالك في الموطأ (70) ، عن ابن شهاب. وأحمد (2/236) قال: حدثنا عبد الرحمن. قال: حدثنا مالك، عن الزهري. وفي (2/270) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر، عن الزهري. وفي (2/502) قال: حدثنا يزيد. قال: أخبرنا محمد بن عمرو. وفي (2/527) قال: حدثنا محمد بن عبيد، قال: حدثنا محمد بن عمرو. والبخاري (1/199) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: أخبرنا مالك، عن ابن شهاب. ومسلم (2/7) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: قرأت على مالك، عن ابن شهاب وفي (2/8) قال: حدثني حرملة بن يحيى قال: أخبرني بن وهب قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب. (ح) وحدثنا محمد بن مهران الرازي، قال: حدثنا الوليد بن مسلم، قال: حدثنا الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير. والنسائي (2/181) وفي الكبرى (1005) قال: أخبرنا سويد بن نصر. قال: أنبأنا عبد الله بن المبارك، عن يونس، عن الزهري. وفي (2/195) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر، عن الزهري. وفي (2/235) وفي الكبرى (654) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، عن مالك، عن ابن شهاب. وابن خزيمة (579) قال: حدثنا محمد بن رافع. قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر، عن الزهري.
ثلاثتهم - الزهري، ومحمد بن عمرو، ويحيى بن أبي كثير - عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، فذكره. ليس فيه أبو بكر بن عبد الرحمن.
- وأخرجه أحمد (2/270) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا ابن جُريج. وفي (2/454) قال: حدثنا حجاج. قال: حدثنا ليث. قال: حدثني عُقيل بن خالد. والبخاري (1/200) قال: حدثنا يحيى بن بكير. قال: حدثنا الليث، عن عقيل. ومسلم (2/7) قال: حدثنا محمد بن رافع. قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا ابن جريج. وفي (2/8) قال: حدثني محمد بن رافع. قال: حدثنا حُجين. قال: حدثنا الليث، عن عُقيل. والترمذي (254) قال: حدثنا عبد الله بن منير المروزي. قال: سمعت علي بن الحسن، قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك، عن ابن جُريج. والنسائي (2/233) وفي الكبرى (649) قال: أخبرنا محمد بن رافع. قال: حدثنا حجين، وهو ابن المثنى. قال: حدثنا ليث، عن عُقيل. وابن خزيمة (578، 611، 624) قال: حدثنا محمد بن رافع. قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخربنا ابن جريج.
كلاهما (عُقيل بن خالد، وابن جُريج) عن ابن شهاب، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث، عن أبي هريرة، فذكره. ليس فيه أبو سلمة.
- الروايات مطولة ومختصرة.(5/303)
3386 - (د ت س) أبو حميد الساعدي - رضي الله عنه - قال: «كان النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- إذا قام من سجدتين كبَّر ورفع يديه حتى يُحاذِي بهما مَنْكبيه، كما صنع حين افتتح» . هذا طرف من حديث قد أخرج الترمذي وأبو داود بطوله وهو مذكور في الفرع السابع من هذا الفصل. وقد أخرجه النسائي هذا القدر منه هاهنا (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (730) في الصلاة، باب افتتاح الصلاة، والترمذي رقم (304) في الصلاة، باب ما جاء في وصف الصلاة، والنسائي 3 / 2 و 3 في السهو، باب رفع اليدين في القيام إلى الركعتين، وإسناده حسن، قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1- أخرجه أحمد (5/424) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. والدارمي (1363) قال: أخبرنا أبو عاصم. والبخاري في رفع اليدين (3) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (4) قال: سألت أبا عاصم عن حديث عبد الحميد بن جعفر. فقال البخاري: حدثني عبد الله بن محمد رضي الله عنه. وأبو داود (730 و 963) قال: حدثنا أحمد بن حنبل. قال: حدثنا أبو عاصم الضحاك بن مخلد (ح) وحدثنا مسدد. قال: حدثنا يحيى. وابن ماجه 803 قال: حدثنا علي بن محمد الطنافسي قال: حدثنا أبو أسامة. وفي (862) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (1061) قال: حدثنا محمد بن بشار قال: حدثنا أبو عاصم. والترمذي (304) قال: حدثنا محمد بن بشار ومحمد بن المثنى. قالا: حدثنا يحيى بن سعيد القطان. وفي (305) قال: حدثنا محمد بن بشار والحسن بن علي الخلال الحلواني وسلمة بن شبيب وغير واحد. قالوا: حدثنا أبو عاصم النبيل. والنسائي (2/187 و211) . وفي الكبرى (540 و 601) قال: أخبرنا محمد بن بشار. قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (3/2 و 34) (1013 و 1094) قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي ومحمد بن بشار. قالا: حدثنا يحيى بن سعيد. وابن خزيمة (587 و 651 و 685 و 700) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا يحيى بن سعيد القطان. وفي (588 و 625) قال: حدثنا بندار ومحمد بن يحيى وأحمد بن سعيد الدارمي. قالوا: حدثنا أبو عاصم. وفي (677) قال: حدثنا محمد بن رافع. قال: حدثنا عبد الملك بن الصباح المسمعي.
أربعتهم - يحيى، وأبو عاصم، وأبو أسامة، وعبد الملك بن الصباح - عن عبد الحميد بن جعفر.
2- وأخرجه البخاري (1/209) قال: حدثنا يحيى بن بكير. قال: حدثنا الليث، عن خالد، عن سعيد (ح) وحدثنا الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، ويزيد بن محمد. وأبو داود (731 و965) قال: حدثنا قتيبة ابن سعيد. قال: حدثنا ابن لهيعة، عن يزيد، يعني ابن أبي حبيب. وفي (732 و 964) قال: حدثنا عيسى بن إبراهيم المصري قال: ابن وهب، عن الليث بن سعد، عن يزيد بن محمد القرشي ويزيد بن أبي حبيب، ابن خزيمة (643) قال حدثنا عيسى بن إبراهيم الغافقي المصري قال: حدثنا ابن وهب، عن الليث ابن سعد، عن يزيد بن محمد القرشي، ويزيد بن أبي حبيب وفي (652) قال: حدثنا أبو زهير عبد المجيد بن إبراهيم المصري قال:حدثنا شعيب حدثنا شعيب، يعني بن يحيى التجيبي. قال: حدثنا يحيى بن أيوب، عن يزيد بن أبي حبيب.
ثلاثتهم - سعيد بن أبي هلال، ويزيد بن أبي حبيب، ويزيد بن محمد - عن محمد بن عمرو بن حلحلة.
كلاهما - عبد الحميد بن جعفر، ومحمد بن عمرو بن حلحلة - عن محمد بن عمرو بن عطاء، فذكره.(5/305)
3387 - (ط) وهب بن كيسان «أن جابراً كان يُعَلِّمهم التكبيرَ في الصلاة، قال: فكانَ يأمُرنا أَن نُكَبِّر كلما خفَضْنا ورفعْنا» . أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 1 / 77 في الصلاة، باب افتتاح الصلاة، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: أخرجه مالك في الموطأ (166) قال: عن أبي نعيم وهب بن كيسان، فذكره.
وقال الزرقاني في شرح الموطأ (1/233) : وهب بن كيسان ثقة روى له الجميع.(5/305)
3388 - (م د س) وائل بن حجر - رضي الله عنه - «أنه رأى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- رفع يديه حين دخل في الصلاة كبَّر - وصف همَّام - أحدُ الرواة - حِيال أُذُنَيه - ثم التحف بثوبه، ثم وضع يده اليمنى على اليسرى، فلما أراد أن يركع أخرج يديه من الثوب، ثم رفعهما، ثم كبَّر فركع، فلما قال: سمع الله لمن حمده رفعَ يديه، فلما سجدَ، سجد بين كَفَّيه» . أخرجه مسلم.
وفي رواية أبي داود قال: «رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- حين افتتح الصلاة رفع يديه حِيالَ أُذُنيه، قال: ثم أتيت المدينة بعدف فرأيتُهم يرفعون أيديَهم [ص:306] إلى صدورهم في افتتاح الصلاة، وعليهم برَانِسُ وأكسيَة، وفي أخرى، قال: أتيتُ رسولَ - صلى الله عليه وسلم- في الشتاء، فرأيت أصحابه يرفعون أيديَهم في ثيابهم في الصلاة» .
وفي أخرى، قال: صليت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «فكان إذا كبَّر رفع يديه، ثم التحف، ثم أخذ شماله بيمينه، وأدخل يديه في ثوبه، فإذا أراد أن يركع، أخرج يديه، ثم رفعهما، وإذا أراد أن يرفعَ رأسه من الركوع رفع يديه، ثم سجد، ووضع وجهه بين كفَّيه، حتى فرغ من صلاته» قال محمد - وهو ابن جُحادة - فذكرت ذلك للحسن بن أبي الحسن فقال: هي صلاة رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- فعله من فعله، وتركه من تركه وفي أخرى: «أنه أبصر النبي - صلى الله عليه وسلم- حين قام إلى الصلاة: رفع يديه، حتى كانت بِحيال مَنْكبيه، وحاذى بإبهاميه أُذُنيه، ثم كبر» . وفي أخرى أنه «رأى رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يرفع يديه مع التكبير» . وفي أخرى «رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يرفع إبهاميه في الصلاة إلى شحمةِ أُذُنيه» .
وفي رواية النسائي، قال: «أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فرأيته يرفع يديه إذا افتتح الصلاة، حتى يحاذيَ مَنْكبيه، وإذا أراد أن يركع، وإذا جلس في الركعتين أضجع اليسرى ونصب اليمنى، ووضع يدَه اليمنى على فخذه اليمنى، ونصب إصبعه للدعاء، ووضع يده اليسرى على فخذه اليسرى.
قال: ثم أَتيتُهم من قابِل، فرأيتُهم يرفعون أيديَهم في البرانس» . وفي أخرى مثله، وزاد فيه بعد قوله: «فَخِذِه اليمنى» . «وعقد ثنتين: الوسطى والإبهام [ص:307] وأشار» ولم يذكر مجيئه إليهم من قابل.
وفي أخرى، قال: «صليت خلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فرأيته يرفع يديه إذا افتتح الصلاة، وإذا ركع، وإذا قال: سمع الله لمن حمده، هكذا، وأشار قيس إلى نحو الأذنين» .
وفي أخرى قال: «قدمت المدينة، فقلت: لأنظُرَنَّ إلى صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فكبَّر، ورفع يديه، حتى رأيت إبهاميه قريباً من أذنيه، فلما أراد أنْ يركعَ كبر، ورفع يديه، ثم رفع رأسه، فقال: سمع الله لمن حمده، ثم كبر وسجد، فكانت يداه من أذنيه على الموضع الذي استقبل بهما الصلاة» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(حِيَال) : حيال الشيء وحذوه بمعنى.
__________
(1) رواه مسلم رقم (401) في الصلاة، باب وضع يده اليمنى على اليسرى بعد تكبيرة الإحرام، وأبو داود رقم (723) و (724) و (725) و (726) و (727) و (728) و (729) و (736) و (737) في الصلاة، باب افتتاح الصلاة، والنسائي 2 / 194 في الافتتاح، باب رفع اليدين عند الرفع من الركوع، وباب مكان اليدين من السجود، وباب موضع اليدين عند الجلوس للتشهد الأول و 3 / 34 و 35، في السهو، باب صفة الجلوس في الركعة التي يقضي فيها الصلاة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: عن كليب بن شهاب، عن وائل بن حُجر. قال: «قلت: لأنظرن إلى صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كيف يصلي. فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاستقبل القبلة، فرفع يديه حتى حاذتا أذنيه، ثم أخذ شماله بيمينه، فلما أراد أن يركع رفعهما مثل ذلك، ووضع يديه على ركبته، فلما رفع رأسه من الركوع رفعهما مثل ذلك، فلما سجد وضع رأسه بذلك المنزل من يديه، ثم جلس، فافترش رجله اليسرى، ووضع يده اليسرى على فخذه اليسرى، وحدَّ مرفقه الأيمن على فخذه اليمنى، وقبض ثنتين، وحلق، ورأيته يقول هكذا - وأشار بشر بالسبابة من اليمنى - وحلق الإبهام والوسطى» .
أخرجه الحميدي (855) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (4/316) قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا سفيان. وفي (4/316) قال: حدثنا يونس بن محمد. قال: حدثنا عبد الواحد. وفي (4/316) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. وفي (4/317) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا سفيان. وفي (4/317) قال: حدثنا عبد الصمد. قال: حدثنا عبد العزيز بن مسلم. وفي (4/318) قال: حدثنا يحيى بن آدم وأبو نعيم. قالا: حدثنا سفيان. وفي (4/318) قال: حدثنا عبد الصمد. قال: حدثنا زائدة. وفي (4/318) قال: حدثنا عبد الله بن الوليد. قال: حدثني سفيان. وفي (4/318) قال: حدثنا أسود بن عامر. قال: حدثنا زهير بن معاوية. وفي (4/319) قال: حدثنا هاشم بن القاسم. قال: حدثنا شعبة. وفي (4/319) قال: حدثنا أسود بن عامر. قال: حدثنا شعبة. والدارمي (1364) قال: حدثنا معاوية بن عمرو. قال: حدثنا زائدة ابن قدامة. والبخاري في رفع اليدين (26) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم. قال: حدثنا شعبة. وفي (30) قال: حدثنا محمد بن مقاتل. قال: أنبأنا عبد الله. قال: أنبأنا زائدة بن قدامة. وفي (71) قال: حدثنا عبد الله بن محمد قال: حدثنا ابن إدريس الكوفي. وأبو داود (726 و 957) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا بشر بن المفضل. وفي (727) قال: حدثنا الحسن بن علي. قال: حدثنا أبو الوليد. قال: حدثنا زائدة. وابن ماجة (810 و 912) قال: حدثنا علي بن محمد. قال: حدثنا عبد الله بن إدريس. وفي (810 و 867) قال: حدثنا بشر بن معاذ الضرير. قال: حدثنا بشر بن المفضل. والترمذي (292) قال: حدثنا أبو كريب. قال: حدثنا عبد الله بن إدريس. والنسائي (2/622) و (3/37) . وفي الكبرى (873 و 1100) قال: أخبرنا سويد بن نصر. قال: أنبأنا عبد الله بن المبارك، عن زائدة. وفي (2/211) . وفي الكبرى (602) قال: أخبرني أحمد بن ناصح. قال: حدثنا ابن إدريس. وفي (2/236) . وفي الكبرى (659) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ. قال: حدثنا سفيان. وفي (3/34) . وفي الكبرى (1095) قال: أخبرنا قتيبة. قال: حدثنا سفيان. وفي (3/35) . وفي الكبرى (1096) قال: أخبرنا محمد بن علي بن ميمون الرقي. قال: حدثنا محمد، وهو ابن يوسف الفريابي. قال: حدثنا سفيان. وفي (3/35) . وفي الكبرى (1097) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود. قال: أنبأنا بشر بن المفضل. وابن خزيمة (477 و 641 و 690 و 713) قال: حدثنا عبد الله بن سعيد الأشج. قال: حدثنا ابن إدريس. وفي (478 و 713) قال: حدثنا هارون بن إسحاق الهمداني. قال: حدثنا ابن فضيل. وفي (479) قال: حدثنا أبو موسى. قال: حدثنا مؤمل. قال: حدثنا سفيان. وفي (480 و 714) قال: حدثنا محمد بن يحيى. قال: حدثنا معاوية بن عمرو. قال: حدثنا زائدة. وفي (691) قال: حدثنا المخزومي. قال: حدثنا سفيان. وفي (697) قال: حدثنا بندار. قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. وفي (698) قال: حدثنا محمد بن يحيى. قال: حدثنا وهب بن جرير. قال: حدثنا شعبة. وفي (713) قال: حدثنا علي بن خشرم. قال: أخبرنا عبد الله، يعني ابن إدريس. (ح) وحدثنا عبد الجبار بن العلاء وسعيد بن عبد الرحمن. قالا: حدثنا سفيان.
عشرتهم - سفيان بن عيينة، وسفيان الثوري، وعبد الواحد بن زياد، وشعبة، وعبد العزيز بن مسلم، وزائدة ابن قدامة، وزهير، وبشر بن المفضل، وعبد الله بن إدريس، ومحمد بن فضيل - عن عاصم بن كليب، عن أبيه، فذكره.
- الروايات مطولة ومختصرة وألفاظها متقاربة،
- في رواية أسود بن عامر، عن زهير عند أحمد (4/318) زاد في آخره: (قال زهير. قال عاصم: وحدثني عبد الجبار، عن بعض أهله، أن وائلا قال: أتيته مرة أخرى وعلى الناس ثياب فيها البرانس وفيها الأكسية فرأيتهم يقولون هكذا تحت الثياب) .
- وأخرجه أبو داود (728) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة. قال: حدثنا شريك، عن عاصم بن كليب، عن أبيه، عن وائل بن حجر. قال: «رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - حين افتتح الصلاة رفع يديه حيال أدنيه. قال: ثم أتيتهم فرأيتهم يرفعون أيديهم إلى صدورهم في افتتاح الصلاة وعليهم برانس وأكسية» .
- وأخرجه ابن خزيمة (457) قال: حدثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي. قال: حدثنا سفيان، عن عاصم ابن كليب، عن أبيه، عن وائل بن حجر قال:
«صليت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه فرأيتهم يرفعون أيديهم في البرانس» .
- وعن علقمة بن وائل ومولى لهم، عن وائل بن حجر:
«أنه رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - رفع يديه حين دخل في الصلاة، كبر - وصف همام حيال أذنيه - ثم التحف بثوبه، ثم وضع يده اليمنى على اليسرى، فلما أراد أن يركع أخرج يديه من الثوب، ثم رفعهما، ثم كبر فركع. فلما قال: سمع الله لمن حمده. رفع يديه، فلما سجد سجد بين كفيه» .
أخرجه أحمد (4/317) . ومسلم (2/13) قال: حدثنا زهير بن حرب. وابن خزيمة (906) قال: حدثناه محمد بن يحيى.
ثلاثتهم - أحمد بن حنبل، وزهير، ومحمد بن يحيى - عن عفان بن مسلم. قال: حدثنا همام بن يحيى. قال: حدثنا محمد بن جحادة. قال: حدثني عبد الجبار بن وائل، عن علقمة بن وائل ومولى لهم أنهما حدثاه، فذكراه.
- وأخرجه أبو داود (723) قال: حدثنا عبيد الله بن عمر بن ميسرة. وابن خزيمة (905) قال: حدثنا عمران ابن موسى القزاز.
كلاهما - عبيد الله، وعمران - عن عبد الوارث بن سعيد. قال: حدثنا محمد بن جحادة، قال: حدثني عبد الجبار بن وائل بن حُجْر. قال: كنت غلاما لا أعقل صلاة أبي. قال: فحدثني وائل بن علقمة، عن أبي، وائل بن حجر، فذكره.
- قال أبو بكر بن خزيمة: هذا - علقمة بن وائل - لاشك فيه. لعل عبد الوارث أو من دونه شك في اسمه.
- وأخرجه أبو داود (736 و 839) قال: حدثنا محمد بن معمر. قال: حدثنا حجاج بن منهال. قال: حدثنا همام. قال: حدثنا محمد بن جحادة، عن عبد الجبار بن وائل، عن أبيه؛
«أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا دخل في الصلاة رفع يديه وكبر، ثم التحف بثوبه، ثم وضع يده اليمنى على اليسرى، فلما أراد أن يرفع. قال هكذا، بثوبه وأخرج يديه ثم رفعهما وكبر وركع، فلما أراد أن يسجد، وقعت ركبتاه على الأرض قبل كفيه، فلما سجد وضع جبهته بين كفيه، وجافى عن إبطيه» .
قال همام: وأكبر علمي أن في حديث محمد بن جحادة «فإذا نهض، نهض على ركبتيه، واعتمد على فخذيه» .
قال حجاج: وقال همام: وحدثنا شقيق. قال: حدثني عاصم بن كليب عن أبيه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بمثل هذا.
- عن كُليب بن شهاب، عن وائل بن حجر قال:
«رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا سجد، وضع ركبتيه قبل يديه، وإذا نهض، رفع يديه قبل ركبتيه» .
أخرجه الدارمي (1326) . وأبو داود (838) قال: حدثنا الحسن بن علي وحسين بن عيسى. وابن ماجة (882) قال: حدثنا الحسن بن علي الخلال. والترمذي (268) قال: حدثنا سلمة بن شبيب وأحمد بن إبراهيم الدورقي والحسن بن علي الحلواني وعبد الله بن منير. وغير واحد. والنسائي (2/206) وفي الكبرى (589) قال: أخبرنا الحسين بن عيسى القومسي البسطامي. وفي (2/234) والكبرى (653) قال: أخبرنا إسحاق ابن منصور. وابن خزيمة (626 و 629) قال: حدثنا علي بن مسلم وأحمد بن سنان ومحمد بن يحيى ورجاء بن محمد العذري.
جميعهم - عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، والحسن بن علي، وحسين بن عيسى، وسلمة بن شبيب، وأحمد بن إبراهيم، وعبد الله بن منير، وإسحاق بن منصور، وعلي بن مسلم، وأحمد بن سنان، ومحمد بن يحيى، ورجاء بن محمد - عن يزيد بن هارون، عن شريك بن عبد الله، عن عاصم بن كليب عن أبيه، فذكره.(5/305)
3389 - (خ) سعيد بن الحارث بن المعلى قال: «صلى لنا أبو سعيد الخدري، فجهر بالتكبير حين رفع رأسه من السجود، وحين سجد، وحين رفع من الركعتين، وقال: هكذا رأيتُ النبي - صلى الله عليه وسلم-» أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) 2 / 250 في صفة الصلاة، باب يكبر وهو ينهض من السجدتين.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (3/18) قال: ثنا أبو عامر. والبخاري (1/209) قال: ثنا يحيى بن صالح. وابن خزيمة (580) قال: ثنا محمد بن معمر، قال: ثنا أبو عامر.
كلاهما - أبو عامر، ويحيى - عن فليح بن سليمان، عن سعيد بن الحارث، فذكره.(5/307)
3390 - (خ م د س) مطرف بن عبد الله قال: صليتُ خَلْف علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - أنا وعمران بن حصين، فكان إذا سجد كبَّر، وإذا رفع رأسه كبر، وإذا نهض من الركعتين كبر، فلما قضى الصلاة أخذ عمران بيدي، فقال: «ذكَّرَني هذا صلاةَ محمد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ولقد صلى بنا صلاة محمد» أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود.
وفي رواية النسائي، قال: «صلى عليٌّ، فكان يُكبِّر في كل خَفْض ورَفْع، يُتِمَّ الركوع، فقال عمران: لقد ذكرني هذا صلاةَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 2 / 250 في صفة الصلاة، باب يكبر وهو ينهض من السجدتين، وباب إتمام التكبير في الركوع، وباب إتمام التكبير في السجود، ومسلم رقم (393) في الصلاة، باب إثبات التكبير في كل خفض ورفع، وأبو داود رقم (835) في الصلاة، باب إتمام التكبير، والنسائي 3 / 2 في السهو، باب التكبير إذا قام من الركعتين.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (4/428) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا سعيد، عن غيلان بن جرير. (ح) وعبد الوهاب، عن صاحب له، عن غيلان بن جرير. وفي (4/429) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر، عن قتادة وغير واحد. وفي (4/432) قال: حدثنا عبد الوهاب، قال: حدثنا خالد، عن رجل. وفي (4/440 و444) قال: حدثنا سليمان بن حرب وحسن بن موسى قالا: حدثنا حماد بن زيد.، قال:حدثنا غيلان بن جرير. والبخاري (1/199) قال: حدثنا إسحاق الواسطي، قال: حدثنا خالد، عن الجريري، عن أبي العلاء. وفي (1/199) قال: حدثنا أبو النعمان، قال: حدثنا حماد، عن غيلان بن جرير. وفي (1/209) قال: حدثنا سليمان بن حرب، قال: حدثنا حماد بن زيد، قال: حدثنا غيلان بن جرير. ومسلم (2/8) قال: حدثنا يحيى بن يحيى وخلف بن هشام. جميعا عن حماد، - قال يحيى: أخبرنا حماد ابن زيد - عن غيلان. وأبو داود (835) قال: حدثنا سليمان بن حرب، قال: حدثنا حماد، عن غيلان بن جرير. والنسائي (2/204) وفي الكبرى (582) قال: أخبرنا يحيى بن حبيب بن عربي، قال: حدثنا حماد، عن غيلان بن جرير. وفي (3/2) . وفي الكبرى (1012) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، قال: حدثنا حماد بن زيد، قال: حدثنا غيلان بن جرير. وابن خزيمة (581) قال: حدثنا هارون بن إسحاق الهمداني، قال: حدثنا عبدة، عن سعيد، عن خالد - يعني الحذاء - عن غيلان بن جرير.
جميعهم - غيلان، وقتادة، وغير واحد، ورجل، وأبو العلاء يزيد بن عبد الله بن الشِّخِّير - عن مطرف بن عبد الله بن الشخير، فذكره.(5/308)
3391 - (د) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- كان إذا قام إلى الصلاة المكتوبة كبَّر، ورفع يديه حَذْوَ منكبيه، ويصنع مثل ذلك إذا قضى قراءته، وإذا أراد أن يركع ويصنعه إذا رفع من الركوع، ولا يرفع يديه في شيء من صلاته وهو قاعد، وإذا قام من السجدتين رفع يديه كذلك، وكبَّر» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (744) في الصلاة، باب افتتاح الصلاة، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1- وأخرجه أحمد (1/93) (717) قال: حدثنا سليمان بن داود، قال: حدثنا عبد الرحمن - يعني ابن أبي الزناد - وفي 1/119 (960) قال: حدثنا روح، قال: حدثنا ابن جريج. والبخاري في رفع اليدين (1 و 9) قال: أخبرنا إسماعيل بن أبي أويس، قال: حدثني عبد الرحمن بن أبي الزناد. وأبو داود (744 و 761) قال: حدثنا الحسن بن علي قال: حدثنا سليمان بن داود الهاشمي، قال: حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد. وابن ماجه (864) قال: حدثنا العباس بن عبد العظيم العنبري، قال: حدثنا سليمان بن داود أبو أيوب الهاشمي، قال: حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد. وفي (1054) قال: حدثنا علي بن عمرو الأنصاري، قال: حدثنا يحيى بن سعيد الأموي، عن ابن جريج. والترمذي 3423 قال: حدثنا الحسن بن علي الخلال، قال: حدثنا سليمان بن داود الهاشمي، قال: حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد. وابن خزيمة (464 و 584 و 673) قال: حدثنا الربيع بن سليمان وبحر بن نصر بن سابق الخولاني، قالا: حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني ابن أبي الزناد. وفي (584) قال: حدثنا محمد بن يحيى ومحمد بن رافع. قالا: حدثنا سليمان بن داود الهاشمي، قال: أخبرنا عبد الرحمن بن أبي الزناد. وفي (607) قال: حدثنا الحسن بن محمد، وأبو يحيى محمد بن عبد الرحيم البزاز. قالا: حدثنا روح بن عبادة، قال: حدثنا ابن جريج. كلاهما - عبد الرحمن بن أبي الزناد، وابن جريج - عن موسى بن عقبة، عن عبد الله بن الفضل.
3- وأخرجه أحمد (1/102) (803) قال: حدثنا هاشم بن القاسم. وفي (1/103) (804) قال: حدثنا حجين. والدارمي (1241 و 1320) قال أخبرنا يحيى بن حسان. ومسلم (2/186) قال: حدثنا زهير بن حرب، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. ح وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال أخبرنا أبو النضر. وأبو داود (760 و 1509) قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ، قال: حدثنا أبي. والترمذي (266) ، قال: حدثنا محمود ابن غيلان، قال: حدثنا أبو داود الطيالسي. والنسائي (2/129 و 192 و 220) وفي الكبرى (550 و 624 و 881) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. وابن خزيمة (462 و 612 و 743) قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا حجاج بن منهال، وأبو صالح كاتب الليث. وفي (612) قال: حدثنا محمد بن رافع، قال: أخبرنا حجين بن المثنى أبو عمر. ثمانيتهم - هاشم أبو النضر، وحجين ويحيى بن حسان، وعبد الرحمن بن مهدي، ومعاذ، وأبو داود، وحجاج، وأبو صالح - عن عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون، عن عمه الماجشون بن أبي سلمة.
4- وأخرجه أحمد (1/103) (805) قال: حدثنا حجين، قال: حدثنا عبد العزيز، عن عبد الله بن الفضل الهاشمي.
5- وأخرجه مسلم (2/185) قال: حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي. والترمذي (3421) قال: حدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب. وابن خزيمة (723) قال: حدثنا بحر بن نصر، قال: حدثنا يحيى - يعني ابن حسان - ثلاثتهم - محمد بن أبي بكر، ومحمد بن عبد الملك، ويحيى بن حسان - عن يوسف بن يعقوب الماجشون عن أبيه.
6- وأخرجه الترمذي (3422) قال: حدثنا الحسن بن علي الخلال، قال حدثنا أبو الوليد، قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي سلمة ويوسف بن الماجشون. قال عبد العزيز: حدثني عمي. وقال يوسف: أخبرني أبي.
كلاهما - عبد الله بن الفضل، ويعقوب الماجشون - عن عبد الرحمن الأعرج عن عبيد الله بن أبي رافع فذكره.(5/308)
3392 - (خ م د س) أبو قلابة «أنه رأى مالك بن الحويرث [ص:309] رضي الله عنه إذا صلى كبَّر، ورفع يديه، فإذا أراد أن يركعَ رفع يديه، [وإذا رفع رأسه من الركوع رفع يديه] ، وحدَّثَ: أن رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- كان يفعل هكذا» .
وفي رواية: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- كان إذا كبَّر رفع يديه، حتى يحاذِيَ بهما أُذُنيه، وإذا ركع رفع يديه حتى يحاذيَ بهما أُذُنيه، وإذا رفع رأسه من الركوع، فقال: سمع الله لمن حمده، فعل مثل ذلك» وفي رواية «حتى يحاذيَ بهما فروعَ أذنيه» . أخرجه البخاري ومسلم.
وفي رواية أبي داود والنسائي مختصراً، قال: «رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم- يرفع يديه إذا كبر، وإذا رفع رأسه من الركوع، حتى يبلغَ بهما فروع أُذُنيه» .
وفي أخرى للنسائي مثله، وزاد: «وإذا سجد، وإذا رفع رأسه من سجوده» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فُرُوع أذنيه) : فروع الأذن: أعلاها، وفرع كل شيء: أعلاه.
__________
(1) رواه البخاري 2 / 183 في صفة الصلاة، باب رفع اليدين إذا كبر وإذا رفع، ومسلم رقم (391) في الصلاة، باب استحباب رفع اليدين حذو المنكبين مع تكبيرة الإحرام والركوع، وأبو داود رقم (745) في الصلاة، باب افتتاح الصلاة، والنسائي 2 / 182 في الافتتاح، باب رفع اليدين للركوع حذاء فروع الأذنين.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (3/436) قال: حدثنا محمد بن أبي عدي. وفي (3/437) قال: حدثنا محمد بن جعفر. وفي (5/53) قال: حدثنا إسماعيل. والبخاري في (رفع اليدين) (65) قال: حدثنا خليفة بن خياط، قال: حدثنا يزيد بن زريع. ومسلم (2/7) قال: حدثناه محمد بن المثنى، قال: حدثنا ابن أبي عدي. والنسائي (2/123) وفي الكبرى (865) قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا ابن علية. وفي (2/182) وفي الكبرى (1006) قال: أخبرنا علي بن حجر، قال: أنبأنا إسماعيل. وفي (2/194) وفي الكبرى (556) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود، قال: حدثنا يزيد، وهو ابن زريع. وفي (2/206) وفي الكبرى (586) قال: أخبرنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا عبد الأعلى.
خمستهم - محمد بن أبي عدي، ومحمد بن جعفر، وإسماعيل (ابن علية) ، ويزيد، وعبد الأعلى - عن سعيد بن أبي عروبة.
2- وأخرجه أحمد (5/53) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. والدارمي (1254) قال: أخبرنا أبو الوليد الطيالسي. والبخاري في (رفع اليدين) (7) قال: حدثنا أبو الوليد هشام بن عبد الملك، وسليمان بن حرب وفي (98) قال: حدثنا آدم بن أبي إياس. وأبو داود (745) قال: حدثنا حفص بن عمر. والنسائي (2/122) وفي الكبرى (864) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا خالد. وفي (2/205) قال: أخبرنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا ابن أبي عدي. سبعتهم - يحيى، وأبو الوليد الطيالسي هشام بن عبد الملك، وسليمان، وآدم، وحفص، وخالد، وابن أبي عدي - عن شعبة.
3- وأخرجه أحمد (5/53) قال: حدثنا عبد الصمد وأبو عامر. وابن ماجة (859) قال: حدثنا حميد بن مسعدة، قال: حدثنا يزيد بن زريع، والنسائي (2/206و 231) وفي الكبرى (587 و642) قال: أخبرنا محمد بن مثنى، قال: حدثنا معاذ بن هشام أربعتهم - عبد الصمد، أبو عامر، يزيد بن معاذ - عن هشام.
4- وأخرجه أحمد (5/53) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا همام.
5- وأخرجه البخاري في (رفع اليدين) (53) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا حماد بن سلمة.
6- وأخرجه مسلم (2/7) قال: حدثني أبو كامل الجحدري، قال: حدثنا أبو عوانة.
ستتهم - سعيد، وشعبة، وهشام، وهمام، وحماد، وأبو عوانة - عن قتادة، قال: سمعت نصر بن عاصم، فذكره.(5/308)
3393 - (س) عبد الرحمن بن الأصم: قال: «سئل أنس بن مالك - رضي الله عنه - عن التكبير في الصلاة؟ فقال: يُكبِّر إذا ركع، وإذا سجد، وإذا رفع رأسه من السجود، وإذا قام من الركعتين، فقال له حُطَيْم (1) : [ص:310] عمَّن تحفظ هذا؟ قال: عن النبي - صلى الله عليه وسلم- وأبي بكر، وعمر ثم سكت فقال له حطيم: وعثمان؟ قال له: وعثمان» . أخرجه النسائي (2) .
__________
(1) وفي " شرح السيوطي على سنن النسائي ": حطيم، بضم الحاء و [فتح] الطاء، المهملتين: شيخ كان يجالس أنس بن مالك.
(2) 3 / 2 في السهو، باب التكبير إذا قام من الركعتين، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1- أخرجه أحمد (3/251 و 257) قال: حدثنا عفان. والنسائي (3/2) وفي الكبرى (1011) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، كلاهما - عفان، وقتيبة - قالا: حدثنا أبو عوانة.
2- وأخرجه أحمد (3/262) قال: حدثنا يحيى، وفي (3/132) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. وفي (3/179) قال حدثنا وكيع، وفي (3/262) قال: حدثنا أبو نعيم أربعتهم عن سفيان.
كلاهما - أبو عوانة، وسفيان - عن عبد الرحمن الأصم فذكره.(5/309)
3394 - (خ) عكرمة قال: «رأيت رجلاً عند المقام يكبِّر في كل خفض ورفع، وإذا قام، وإذا وضع، فأخبرتُ ابن عباس، فقال: أوَلَيْس تلك صلاة النبي -صلى الله عليه وسلم-؟» .
وفي رواية: قال: «صليت خلف شيخ بمكة، فكبر ثنتين وعشرين تكبيرة. فقلت لابن عباس: إنه أحمق. فقال ثكلتك أمك، سُنَّةُ أبي القاسم - صلى الله عليه وسلم-» . أخرجه البخاري (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ثنتين وعشرين) : هذا العدد الذي ذكره - وهو اثنتان وعشرون تكبيرة - إنما يكون في الصلاة الرباعية، كالظهر والعصر والعشاء، بإضافة تكبيرة الإحرام، وتكبيرة القيام من التشهد الأول.
__________
(1) 2 / 225 في صفة الصلاة، باب التكبير إذا قام من السجود، وباب إتمام التكبير في السجود.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (1/218) (1886) قال: حدثنا ابن أبي عدي، عن سعيد. وفي (1/292) (2656) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا همام. وفي (1/339) (3140) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (1/351) (3294) قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا سعيد بن أبي عروبة. والبخاري (1/199) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: أخبرنا همام. وقال موسى: حدثنا أبان. وابن خزيمة (582) قال: حدثنا نصر بن علي الجهضمي، قال: حدثنا عبد الأعلى، قال: حدثنا سعيد، (ح) وحدثنا أبو موسى، قال: حدثنا ابن أبي عدي، عن سعيد (ح) وحدثنا علي بن خشرم، قال: أخبرنا عيسى - يعني ابن يونس - كلاهما عن سعيد. أربعتهم - سعيد، وهمام، وشعبة، وأبان - عن قتادة.
2- وأخرجه أحمد (1/250) (2257) قال: حدثنا يونس بن محمد، قال: حدثنا عبد العزيز - يعني الدباغ- عن عبد الله الدَّاناج.
3- وأخرجه أحمد (1/327) (3016) قال: حدثنا أبو سعيد. وفي (1/335) (3101) قال: حدثنا عبد الصمد. كلاهما - أبو سعيد، وعبد الصمد - قالا: حدثنا عمر بن فروخ قال: حدثني حبيب- يعني ابن الزبير.
4- وأخرجه البخاري (1/199) قال: حدثنا عمرو بن عون. وابن خزيمة (577) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي. كلاهما - عمرو، ويعقوب - قالا: حدثنا هشيم، عن أبي بشر.
أربعتهم - قتادة، وعبد الله، وحبيب، وأبو بشر - عن عكرمة، فذكره.(5/310)
3395 - (ط) علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب قال: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يكبِّر في الصلاة كلما خفض ورفعَ، فلم تزل تِلكَ صلاته - صلى الله عليه وسلم- حتى لقي الله» . أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 1 / 76 في الصلاة، باب افتتاح الصلاة، وهو مرسل صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في الموطأ مع شرح الزرقاني (1/230) قال الزرقاني: «قال ابن عبد البر: لا أعلم خلافا بين رواة الموطأ في إرسال هذا الحديث. رواه عبد الوهاب بن عطاء عن مالك عن ابن شهاب عن علي عن أبيه موصلا، ورواه عبد الرحمن بن خالد بن نجيح عن أبيه عن مالك عن ابن شهاب عن علي بن الحسين عن علي بن أبي طالب، ولا يصح فيه إلا ما في الموطأ مرسل، وأخطأ فيه محمد بن مصعب فرواه عن مالك عن الزهري عن سالم عن أبيه ولا يصح فيه هذا الإسناد والصواب عندهم ما في الموطأ» .(5/310)
3396 - (ط) سليمان بن يسار: «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يرفع يديه في الصلاة» . أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 1 / 76 في الصلاة، باب افتتاح الصلاة، وهو مرسل صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في الموطأ بشرح الزرقاني (1/231) عن يحيى بن سعيد عن سليمان بن يسار فذكره.
قال الزرقاني: «رواه شعبة عن يحيى بن سعيد عن سليمان كذلك مرسلا بلفظ: كان يرفع يديه إذا كبر لافتتاح الصلاة وإذا رفع رأسه من الركوع» .(5/311)
3397 - (د س) النضر بن كثير السعدي قال: «صلى إلى جنبي عبد الله بن طاوس في مسجد الخيف، فكان إذا سجد السجدة الأولى فرفع رأسه منها، رفع يديه تِلْقاءَ وجهه، فأنكرتُ ذلك، فقلت لوهيب بن خالد فقال وهيب: تصنع شيئاً لم نَرَ أحداً يصنعه؟ فقال ابن طاوس: رأيتُ أبي يصنعه، وقال أبي رأيت ابن عباس يصنعه، ولا أعلم إلا أنه قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم- يصنعُه» . أخرجه أبو داود والنسائي (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (740) في الصلاة، باب افتتاح الصلاة، والنسائي 2 / 232 في الافتتاح، باب رفع اليدين بين السجدتين تلقاء الوجه، والنضر بن كثير السعدي ضعيف.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (740) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد ومحمد بن أبان. والنسائي (2/232) وفي الكبرى (645) قال: أخبرنا موسى بن عبد الله بن موسى البصري.
ثلاثتهم - قتيبة، ومحمد، وموسى - قالوا: حدثنا النضر بن كثير فذكره.(5/311)
3398 - (د) ميمون المكي «أنه رأى عبد الله بن الزبير - وصلى بهم - يُشِير بكفَّيه حين يقومُ، وحين يركع، وحين يسجد، وحين ينهض للقيام، فيقوم فيشير بيديه، قال: فانطلقت إلى ابن عباس، فقلت: إني رأيت ابن الزبير صلى صلاة لم أرَ أحداً يُصلِّيها، ووصفتُ له هذه الإشارة، فقال: إن أحببتَ أَن تنظر إلى صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فاقتدِ بصلاة عبد الله بن الزبير» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (739) في الصلاة، باب افتتاح الصلاة، وميمون المكي مجهول، وفيه ابن لهيعة، وفيه ضعف.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (1/255) (2308) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. وفي (1/289) (2627) قال: حدثنا موسى بن داود. وأبو داود (739) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد.
كلاهما - قتيبة، وموسى - عن ابن لهيعة، عن عبد الله بن هبيرة أبي هبيرة، عن ميمون المكي، فذكره.(5/311)
الفرع الثاني: في القيام والقعود، ووضع اليدين والرجلين
القيام والقعود
3399 - (خ د ت س) عمران بن حصين - رضي الله عنه - قال: «كانت بي بَواسيرُ، فسألت النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- عن الصلاة؟ فقال: صلِّ قائماً، فإن لم تستطع فقاعداً، فإن لم تستطع فعلى جنْب» .
وفي رواية «أنه سأل النبي - صلى الله عليه وسلم- عن صلاة الرجل قاعداً؟ قال: إن صلى قائماً فهو أفضل، ومن صلى قاعداً فله نصف أجر القائم، ومن صلى نائماً فله نصف أجر القاعد» . أخرجه البخاري وأبو داود والترمذي، إلا أنه لم يذكر البواسير، وقال: «سألته عن صلاة المريض» .
ولأبي داود في أخرى: «أنه سأل النبي - صلى الله عليه وسلم- عن صلاة الرجل قاعداً؟ قال: صلاتُه قائماً أفضل من صلاته قاعداً، وصلاته قاعداً على النصف من صلاته قائماً» .
وله في أخرى، قال: «كان بي النَّاصُور، فسأَلتُ النبي - صلى الله عليه وسلم-؟ وذكر مثل الرواية الأولى.
وللبخاري عن عمران بن حصين - وكان مَبْسوراً «سألتُ رسول الله [ص:313] صلى الله عليه وسلم- عن صلاة الرجل قائماً؟ ... » الحديث وأخرج النسائي الرواية الثانية (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(مبسوراً) : المبسور: هو الذي به بواسير، وقد أفصح به في الرواية الأخرى، قال: «كانت بي بواسير» .
(وصلاته نائماً) : قال الخطابي: قوله: «وصلاته نائماً» لا أعلم أني سمعته إلا في هذا الحديث، ولا أحفظ عن أحد من أهل العلم أنه رخص في صلاة التطوع نائماً، كما رخصوا فيها قاعداً، فإن صحت هذه اللفظة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم يكن من بعض الرواة من أدرجه في الحديث وقاسه على صلاة القاعد، وصلاة المريض إذا لم يقدر على القعود، فتكون صلاة المتطوع القادر نائماً جائزة. والله أعلم.
__________
(1) رواه البخاري 2 / 482 في تقصير الصلاة، باب صلاة القاعد بالإيماء، وباب صلاة القاعد، وباب إذا لم يطق قاعداً صلى على جنب، وأبو داود رقم (951) و (952) في الصلاة، باب في صلاة القاعد، والترمذي رقم (372) في الصلاة، باب ما جاء أن صلاة القاعد على النصف من صلاة القائم، والنسائي 3 / 223 و 224 في قيام الليل، باب فضل صلاة القاعد على صلاة النائم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد 4/426 قال: حدثنا وكيع. والبخاري (2/60) قال: حدثنا عبدان، عن عبد الله. وأبو داود (952) قال: حدثنا محمد بن سليمان الأنباري، قال: حدثنا وكيع. وابن ماجة (1223) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا وكيع. والترمذي (372) قال: حدثنا هناد، قال: حدثنا وكيع. وابن خزيمة (979 و 1250) قال: حدثنا سلم بن جنادة، قال: حدثنا وكيع (ح) وحدثنا محمد بن عيسى، قال: أخبرنا ابن المبارك.
كلاهما - وكيع، وعبد الله بن المبارك - عن إبراهيم بن طهمان، قال: حدثني الحسين المعلم، عن ابن بريدة، فذكره.(5/312)
3400 - (خ م ط ت د س) عائشة - رضي الله عنها - قال عبد الله بن شقيق: «قلت لعائشة: هل كان النبي - صلى الله عليه وسلم- يُصلِّي وهو قاعد؟ قالت: نعم بعدما حطَمَهُ الناس» .
وفي أخرى، قالت: «لما بدَّنَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم [ص:314] وثقلَ، كان أكثر صلاته جالساً» .
وفي أخرى «أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يمتْ حتى كان كثير من صلاته وهو جالس» . وفي أخرى قال علقمة بن وقاص «قلت لعائشة كيف كان يصنع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في الركعتين وهو جالس؟» قالت: «كان يقرأ فيهما، فإذا أراد أن يركع قام فركع» .
وفي أخرى، قالت: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقرأ وهو قاعد، فإذا أراد أن يركع: قام قدر ما يقرأُ إنسان أربعين آية» . هذه روايات مسلم.
وله وللبخاري عن عروة «أن عائشة أخبرته: أنها لم ترَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يصلي صلاة الليل قاعداً قطُّ، حتى أسَنَّ فكان يقرأ قاعداً، حتى إذا أراد أن يركع: قام فقرأ نحواً من ثلاثين أو أربعين آية، ثم ركع» .
وفي أخرى، قالت: «ما رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقرأ في شيء من صلاة الليل جالساً، حتى إذا كبر قرأ جالساً، حتى إذا بقي عليه من السورة ثلاثون أو أربعون آية، قام فقرأهنَّ، ثم ركع» .
وفي أخرى «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- كان يصلي جالساً، فيقرأُ وهو جالس، فإذا بقي عليه من قراءته نحو من ثلاثين أو أربعين آية، قام فقرأها وهو قائم ثم ركع، ثم سجد، ففعل في الركعة الثانية مثل ذلك، فإذا قضى صلاته، فإن كنتُ يقْظَى تحدّثَ معي، وإن كنت نائمة اضطجع» .
وأخرج الموطأ هذه الرواية الآخرة. وأخرج أبو داود الرواية الأولى والرواية الآخرة، وأخرج الترمذي الرواية الآخرة. وانتهت رواية الموطأ [ص:315] وأبي داود والترمذي في الآخرة: إلى قوله: «مثل ذلك» .
وللترمذي ولأبي داود والنسائي، قال: «سألتُها عن صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عن تطوعه؟ قالت: كان يصلي ليلاً طويلاً قائماً، وليلاً طويلاً قاعداً، فإذا قرأ وهو قائم ركع وسجد وهو قإئم، وإذا قرأ وهو جالس ركع وسجد وهو جالس» .
وأخرج النسائي الرواية الأولى، والرواية الآخرة إلى قوله: «مثل ذلك» والرواية الثالثة. وله في أخرى، قالت: «رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم- يصلي متربِّعاً» . قال النسائي: ولا أحسب هذا الحديث إلا خطأ (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(حَطَمَه الناس) : يقال: حطم فلاناً أهله: إذا كبر فيهم، كأنه بما حمَّلوه من أثقالهم صيروه شيخاً محطوماً: أي منكسراً لضعفه.
(بدَّن) : الرجل - بتشديد الدال وفتحها - إذا كبر بتخفيفها، وبضمها: إذا سمن.
__________
(1) رواه البخاري 2 / 485 في تقصير الصلاة، باب إذا صلى قاعداً ثم صح أو وجد خفة، وفي التهجد، باب قيام النبي صلى الله عليه وسلم بالليل في رمضان وغيره، ومسلم رقم (731) و (732) في صلاة المسافرين، باب جواز النافلة قائماً وقاعداً، والموطأ 1 / 137 و 138 في صلاة الجماعة، باب ما جاء في صلاة القاعد في النافلة، وأبو داود رقم (953) و (954) و (955) و (956) في الصلاة، باب في صلاة القاعد، والترمذي رقم (374) و (375) في الصلاة، باب ما جاء في الرجل يتطوع جالساً، والنسائي 3 / 219 - 224 في قيام الليل، باب كيف يفعل إذا افتتاح الصلاة قائماً، وباب كيف صلاة القاعد.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (6/171) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا كهمس. (ح) ويزيد وأبو عبد الرحمن المقرئ، عن كهمس. وفي (6/218) قال: حدثنا إسماعيل ويزيد، المعنى. قال: أخبرنا الجريري. ومسلم (2/164) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. قال: أخبرنا يزيد بن زريع، عن سعيد الجريري. (ح) وحدثنا عبيد الله بن معاذ. قال: حدثنا أبي. قال: حدثنا كهمس. وأبو داود (956) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة. قال: حدثنا يزيد بن هارون. قال: حدثنا كهمس بن الحسن. والنسائي (3/223) قال: أخبرنا أبو الأشعث، عن يزيد بن زريع. قال: أنبأنا الجريري. وابن خزيمة (539) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي. قال: حدثنا عثمان بن عمر. قال: حدثنا كهمس. وفي (1241) قال: حدثنا بندار. قال: حدثنا يحيى. قال: حدثنا كهمس. (ح) وحدثنا يعقوب بن إبراهيم. قال: حدثنا ابن علية، عن الجريري.
كلاهما - كهمس، وسعيد الجريري - عن عبد الله بن شقيق، فذكره.(5/313)
3401 - (س) أم سلمة - رضي الله عنها -: قالت: «ما قُبضَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- حتى كان أكثرُ صلاته جالساً، إلا المكتوبة - وفي رواية: إلا الفريضة - وكان أحبُّ العمل إليه أدْوَمَه وإن قلَّ» . أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 3 / 222 في قيام الليل، باب صلاة القاعد في النافلة، وهو حديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (6/297) قال: حدثنا أبو قطن. والنسائي (3/222) وفي الكبرى (1267) قال: أخبرنا سليمان بن سلم البلخي. قال: حدثنا النضر.
كلاهما - أبو قطن، والنضر - عن يونس بن أبي إسحاق، عن أبيه، عن الأسود، فذكره.(5/316)
3402 - (م ط ت س) حفصة - رضي الله عنها -: قالت: «ما رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- صلَّى في سُبْحَتِه قاعداً حتى كان قبل وفاته بعام، فكان يصلي في سبحته قاعداً، وكان يقرأ بالسورة فيُرَتِّلُها، حتى تكونَ أطول من أطولَ منها» .
وفي رواية نحوه، إلا أنه قال: «بعام أو عامين» . أخرجه مسلم والموطأ والترمذي والنسائي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(سُبْحَتَه) : السبحة: الصلاة مطلقاً، وقد ترد في مواضع بمعنى النافلة خاصة كهذا الموضع، وإنها بالنافلة أخص، فإن الفريضة قال: كان فيها تسبيح أيضاً - ولكن تسبيح الفريضة فيها نافلة أيضاً، فجُعِل اسم صلاة النافلة كلها سُبْحَة.
(ترتيلها) : ترتيل القراءة: تبيينها، وترك العجلة فيها.
__________
(1) رواه مسلم رقم (733) في صلاة المسافرين، باب جواز النافلة قائماً وقاعداً، والموطأ 1 / 137 في صلاة الجماعة، باب فضل صلاة القائم على صلاة القاعد، والترمذي رقم (373) في الصلاة، باب ما جاء في الرجل يتطوع جالساً، والنسائي 2 / 223 في قيام الليل، باب صلاة القاعد في النافلة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في الموطأ صفحة (104) . وأحمد (6/285) قال: حدثنا عبد الأعلى عن معمر (ح) وحدثنا عبد الرحمن بن مهدي قال: حدثنا مالك بن أنس (ح) وعبد الرزاق قال: أخبرنا معمر. والدارمي (392) قال: أخبرنا عبد الله بن صالح، قال: حدثني الليث قال: حدثني يونس وفي (1393) قال: أخبرنا عثمان بن عمر، قال: أخبرنا مالك. ومسلم (2/164) قال: حدثنا يحيى بن يحيى قال: قرأت على مالك (ح) وحدثني أبو الطاهر وحرملة، قالا: أخبرنا ابن وهب قال: أخبرني يونس (ح) وحدثنا إسحاق ابن إبراهيم وعبد بن حميد، قالا: أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر. والترمذي (373) وفي الشمائل (281) قال: حدثنا إسحاق بن موسى الأنصاري، قال: حدثنا معن قال: حدثنا مالك. والنسائي (3/223) ، وفي الكبرى (1285) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد عن مالك. وابن خزيمة (1242) قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى قال: أخبرنا ابن وهب أن مالكا حدثه (ح) ، وحدثنا عبد الله بن هاشم قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن مالك.
ثلاثتهم - مالك، ومعمر، ويونس - عن ابن شهاب الزهري عن السائب بن يزيد عن المطلب بن أبي وداعة. وأخرجه أحمد (6/285) قال: حدثنا محمد بن بكر، قال: أخبرنا ابن جريج. قال: قال ابن شهاب، وأخبرني عطاء بن يزيد أن المطلب بن أبي وداعة أخبره أن حفصة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - أخبرته قالت: ما رأيت رسول الله يصلي جالسا حتى كان قبل وفاته بعام أو عامين.(5/316)
3403 - (م ط د س) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما [ص:317]: قال: «حُدِّثتُ: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: صلاةُ الرجل قاعداً نصف الصلاة، قال: فأتيته فوجدته يصلي جالساً، فوضعت يدي على رأسه - وفي رواية: فوضعت يدي على رأسي - فقال: مالك يا عبد الله بن عمرو؟ قلت: حُدِّثتُ يا رسول الله أنك قلتَ: صلاة الرجل قاعداً على نصف الصلاة، وأنت تصلي قاعداً - وفي رواية على النصف من صلاة القائم؟ قال: أجل ولكني لست كأحدٍ منكم» . أخرجه مسلم وأبو داود، وأخرجه النسائي أخصر من هذا.
وفي رواية الموطأ: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «صلاة أحدِكم وهو قاعد مثلُ نصف صلاته وهو قائم» .
وفي أخرى له، قال: «لما قدمنا المدينة نالنا وباء من وَعكِها شديد، فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وهم يصلون في سُبْحَتِهِم قعوداً، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: صلاة القاعد مثلُ نصف صلاة القائم» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(وباء) : الوباء: هو الداء العام الذي يشترك فيه أكثر الخلق.
(وعكها) : الوعك: ألم المريض وأذاه، وما ينال المحموم عقيب الحمى من الضعف والألم.
__________
(1) رواه مسلم رقم (735) في صلاة المسافرين، باب جواز النافلة قائماً وقاعداً، والموطأ 1 / 136 و 137 في صلاة الجماعة، باب فضل صلاة القائم على صلاة القاعد، وأبو داود رقم (950) في الصلاة، باب في صلاة القاعد، والنسائي 3 / 223 في قيام الليل، باب فضل صلاة القائم على صلاة القاعد.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/162) (6512) قال: حدثنا يحيى، عن سفيان. وفي (2/192) (6803) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، قال: قال شعبة. وفي (2/201) (6883) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (2/203) (6894) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا سفيان. والدارمي (1391) قال: أخبرنا يزيد بن هارون، قال: حدثنا جعفر، هو ابن الحارث. ومسلم (2/165) قال: حدثني زهير بن حرب، قال: حدثنا جرير. (ح) وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن المثنى، وابن بشار، جميعا عن محمد بن جعفر، عن شعبة (ح) وحدثنا ابن المثنى، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، قال: حدثنا سفيان. وأبو داود (950) قال: حدثنا محمد بن قدامة بن أعين، قال: حدثنا جرير. والنسائي (3/223) . وفي الكبرى (1270) قال: أخبرنا عبيد الله بن سعيد، قال: حدثنا يحيى، عن سفيان. وابن خزيمة (1237) قال: حدثنا يوسف بن موسى، قال: حدثنا جرير (ح) وحدثنا أبو موسى، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، قال: حدثنا سفيان (ح) وحدثنا بندار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن سفيان.
أربعتهم - سفيان، وشعبة، وجعفر بن الحارث، وجرير بن عبد الحميد -
كلاهما - وكيع، وأبو نعيم - عن سفيان الثوري عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي موسى فذكره، وفي رواية وكيع (عن شيخ يكنى أبا موسى) في رواية وكيع قال سفيان أراه عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.(5/316)
3404 - (م) بن سمرة - رضي الله عنه - قال: «إن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- لم يَمُتْ حتى صلى قاعداً» . أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (744) في صلاة المسافرين، باب جواز النافلة قائماً وقاعداً.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مسلم (2/165) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبيد الله بن موسى عن حسن بن صالح عن سماك فذكره.(5/318)
3405 - () محارب بن دثار قال: نضر حذيفةُ رضي الله عنه إلى رجل في المسجد يصلِّي، ولا يقيم ظهره، فلما فرغ قال له: أيألَمُ ظهرُك؟ قال: «لا قال: إنك لو مُتَّ على حالك هذه مُتَّ مخالفاً لسُنَّة رسول الله - صلى الله عليه وسلم-» . أخرجه ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل والمطبوع بياض بعد قوله: أخرجه، وقد رواه البخاري 2 / 227 و 228 في صفة الصلاة، باب إذا لم يتم الركوع عن زيد بن وهب قال: رأى حذيفة رجلاً لا يتم الركوع والسجود، فقال: ما صليت؟ ولو مت مت على غير الفطرة التي فطر الله محمداً صلى الله عليه وسلم، ورواه البخاري أيضاً في صفة الصلاة، باب إذا لم يتم السجود، عن أبي وائل عن حذيفة أنه رأى رجلاً لا يتم ركوعه ولا سجوده، فلما قضى صلاته قال له حذيفة: ما صليت؟ قال: وأحسبه قال: لو مت مت على غير سنة محمد صلى الله عليه وسلم، قال الحافظ في " الفتح ": واستدل به على وجوب الطمأنينة في الركوع والسجود، وعلى أن الإخلال بها مبطل للصلاة ... الخ.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (2/321) حدثنا حفص بن عمر، قال: حدثنا شعبة عن سليمان قال سمعت زيد ابن وهب قال: فذكره.(5/318)
وضع اليدين والرجلين
3406 - (خ ط) أبو حازم بن دينار قال: قال سهل سعد: «كان الناسُ يؤمرُون أن يضع الرجل اليد اليمنى على ذِراعيه اليسرى في الصلاة. قال أبو حازم: لا أعْلَمُه إلا يَنْمي ذلك إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم-» . وفي [ص:319] رواية [قال إسماعيل] : «إلا ويُنْمَى ذلك، ولم يقل: يَنْمِي (1) » . أخرجه البخاري والموطأ (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يَنْمي) : نميت الحديث أنميه: إذا بلغته على وجه الإصلاح وطلب الخير، وكل شيء نَمَيته فقد رفعته. فإذا أردته على وجه الفساد قلت: نَمَّيته بالتشديد.
__________
(1) قال الحافظ في " الفتح ": الأول: بضم أوله وفتح الميم، بلفظ المجهول. والثاني، وهو المنفي: كرواية القعنبي - راويه عن مالك عن أبي حازم - فعلى الأول: الهاء ضمير الشأن فيكون مرسلاً لأن أبا حازم لم يعين من نماه له، وعلى رواية القعنبي: الضمير لسهل شيخه، فهو متصل. وإسماعيل - هذا - هو ابن أبي أويس شيخ البخاري، كما جزم به الحميدي.
(2) رواه البخاري 2 / 186 و 187 في صفة الصلاة، باب وضع اليمنى على اليسرى في الصلاة، والموطأ 1 / 159 في قصر الصلاة، باب وضع اليدين إحداهما على الأخرى في الصلاة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مالك (الموطأ) (117) وأحمد (5/336) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. والبخاري (1/188) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة.
كلاهما - عبد الرحمن، وعبد الله - عن مالك عن أبي حازم بن دينار فذكره.(5/318)
3407 - (ت) هلب (1) - رضي الله عنه - قال: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يؤمُّنا، فيأخذ شماله بيمينه» أخرجه الترمذي (2) .
__________
(1) هو هلب الطائي.
(2) رقم (252) في الصلاة، باب وضع اليمين على الشمائل في الصلاة، وهو حديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: أخرجه أحمد (5/226) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن سفيان. وفي (5/227) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. وفي (5/227) قال: حدثنا وكيع، عن سفيان. وفي (5/227) قال: حدثنا حسين الجعفي، عن زائدة. وأبو داود (1041) قال: حدثنا أبو الوليد الطيالسي. قال: حدثنا شعبة. وابن ماجة (809 و 929) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة. قال: حدثنا أبو الأحوص. والترمذي (252 و 301) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا أبو الأحوص. وعبد الله بن أحمد في زياداته على المسند (5/226) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا وكيع،عن سفيان. وفي (226) قال: حدثنا محمد بن جعفر حدثنا محمد بن جعفر الوركاني. قال: حدثنا شريك. وفي (5/226) قال: حدثنا زكريا بن يحيى بن صبيح. قال: حدثنا شريك. وفي (5/226) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا غندر، عن شعبة. وفي (5/226) قال: حدثنا العباس بن الوليد النرسي وهناد بن السري. قالا: حدثنا أبو الأحوص. وفي (5/227) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة. قال: حدثنا أبو الأحوص. وفي (5/227) قال: حدثنا يحيى بن عبد ربه مولى بني هاشم. قال: حدثنا شعبة.
خمستهم - سفيان، وشعبة، وزائدة، وأبو الأحوص، وشريك - عن سماك بن حرب، عن قبيصة بن الهلب، فذكره.(5/319)
3408 - (د س) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - «كان يصلي فوضع يده اليسرى على اليمنى، فرآه رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فوضع يده اليمنى على اليسرى» . أخرجه أبو داود. [ص:320]
وفي رواية النسائي، قال: «رآني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- قد وضعتُ شمالي على يميني في الصلاة، فأخذ بيميني، فوضعها على شمالي» (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (755) في الصلاة، باب وضع اليمنى على اليسرى في الصلاة، والنسائي 2 / 126 في الافتتاح، باب في الإمام إذ رأى الرجل قد وضع شماله على يمينه، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (755) قال: حدثنا محمد بن بكار بن الريان. وابن ماجة (811) قال: حدثنا أبو إسحاق الهروي إبراهيم بن عبد الله بن حاتم. والنسائي (2/126) وفي الكبرى (872) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا عبد الرحمن.
ثلاثتهم - محمد بن بكار، وأبو إسحاق الهروي، وعبد الرحمن بن مهدي - عن هشيم، عن الحجاج بن أبي زينب، عن أبي عثمان النهدي فذكره. قلت: إسناده صحيح.(5/319)
3409 - (س) وائل بن حجر - رضي الله عنه - قال: «رأيتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم-، إذا كان قائماً في الصلاة: قبض بيمينه على شِماله» أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 2 / 125 و 126 في الافتتاح، باب وضع اليمين على الشمال في الصلاة، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/316) قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا موسى بن عمير العنبري. والنسائي (2/125) وفي الكبرى (871) قال: أخبرنا سويد بن نصر. قال: أنبأنا عبد الله، عن موسى بن عمير العنبري وقيس بن سليم العنبري.
كلاهما - موسى، وقيس - قالا: حدثنا علقمة بن وائل، فذكره.
- رواية وكيع: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واضعا يمينه على شماله في الصلاة.(5/320)
3410 - (د) أبو جحيفة - رضي الله عنه - أن عليّاً قال: «السُّنَّةُ: وضْعُ الكفِّ على الكفِّ في الصلاة، ويضعهما تحت السرة» أخرجه رزين (1) .
__________
(1) كذا في الأصل والمطبوع: أخرجه رزين، ورواه أحمد في " المسند " رقم (875) ، وأبو داود رقم (756) في الصلاة، باب وضع اليمنى على اليسرى في الصلاة، وفي سنده عبد الرحمن بن إسحاق الواسطي، وهو ضعيف، وزياد بن زيد السوائي وهو مجهول، والحديث من زيادات عبد الله بن أحمد ابن حنبل في " المسند ".
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (756) قال: حدثنا محمد بن محبوب، قال: حدثنا حفص بن غياث. وعبد الله بن أحمد (1/110) (875) قال: حدثنا محمد بن سليمان الأسدي «لوين» قال: حدثنا يحيى بن أبي زائدة.
كلاهما - حفص، ويحيى - عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن زياد بن زيد السوائي، عن أبي جحيفة، فذكره.(5/320)
3411 - (س) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - «رأى رجلاً يُصلِّي، قد صفَّ بين قدميه، فقال: خالفْت السُّنَّة، لو رَاوَحتَ بينهما كان أفضل» .
وفي أخرى، قال: «أخطأَ السُّنَّةَ، لو راَوَحَ بينهما كان أعجبَ إليَّ» . أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 2 / 128 في الافتتاح، باب الصف بين القدمين في الصلاة، وفي إسناده انقطاع.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده منقطع: أخرجه النسائي (2/128) . وفي الكبرى (876) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى، عن سفيان بن سعيد الثوري. وفي (2/128) وفي الكبرى (877) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود، قال: حدثنا خالد، عن شعبة.
كلاهما - الثوري، وشعبة - عن ميسرة بن حبيب، قال: سمعت المنهال بن عمرو، يحدث عن أبي عبيدة، فذكره.
- قال أبو عبد الرحمن النسائي: لم يسمع أبو عبيدة من أبيه.(5/320)
3412 - (د) عروة بن الزبير - رضي الله عنهما -: قال: «صفُّ [ص:321] القدمَينْ، ووَضْعُ اليد على اليد: من السُّنَّةِ» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (754) في الصلاة، باب وضع اليمنى على اليسرى في الصلاة من حديث عبد الله بن الزبير، وقد وقع في أوله: عروة بن الزبير، وهو خطأ مطبعي، وقد وقع كذلك في المطبوع وفي سنده زرعة بن عبد الرحمن لو يوثقه غير ابن حبان، وباقي رجاله ثقات.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (754) حدثنا نصر بن علي أخبرنا أبو أحمد، عن العلاء بن صالح، عن زرعة بن عبد الرحمن قال: سمعت ابن الزبير يقول: فذكره.(5/320)
3413 - (د) إسماعيل بن أمية قال: «سألتُ نافعاً عن الرجل يصلي وهو مُشَبِّك يديه؟ فقال: سمعتُ ابن عمر يقول: تلك صلاة المغضوب عليهم» . أخرجه أبو داود (1) .
وزاد رزين (2) : قال: «ورأى ابنُ عمر رجلاً يتَّكِئُ على أَلْيَةِ يده اليسرى وهو قاعد في الصلاة، فقال له: لا تجلس هكذا، فإن هكذا يجلس الذين يُعذَّبون» .
__________
(1) رقم (993) في الصلاة، باب كراهية الاعتماد على اليد في الصلاة، وإسناده صحيح.
(2) وهو أيضاً عند أبي داود رقم (994) وهو حديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (993) حدثنا بشر بن هلال ثنا عبد الوارث عن إسماعيل بن أمية، فذكره.(5/321)
الاختصار
3414 - (خ م د ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه - يرفعه قال: «نهى الرجل أن يصلِّي مختصرَاً» .
وفي رواية: «نَهى النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- ... » . وفي أخرى: «نهى عن الخَصرِ في الصلاة» .
وفي أخرى: «نهى النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- عن الاختصار في الصلاة» . أخرجه الجماعة إلا الموطأ (1) . [ص:322]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الاختصار) : الاختصار المنهي عنه في الصلاة: هو أن يضع يده على خاصرته، قيل: إنه من فعل اليهود. وقيل: الاختصار: هو أن يأخذ بيده مِخْصَرة، أي عوداً يتكئ عليه في الصلاة.
__________
(1) رواه البخاري 3 / 70 في العمل في الصلاة، باب الخصر في الصلاة، ومسلم رقم (545) في المساجد، باب كراهة الاختصار في الصلاة، وأبو داود رقم (947) في الصلاة، باب الرجل يصلي مختصراً، والترمذي رقم (383) في الصلاة، باب النهي عن الاختصار في الصلاة، والنسائي 2 / 127 في الافتتاح، باب النهي عن التخصر في الصلاة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (2/232) قال: حدثنا محمد بن سلمة. وفي (2/290 و 295) قال: حدثنا يزيد بن هارون. وفي (2/331) قال: حدثنا أبو النضر. قال: حدثنا أبو جعفر، يعني الرازي. وفي (2/399) قال: حدثنا معاوية. قال: حدثنا زائدة. والدارمي (1435) قال: حدثنا عبد الله بن سعيد. قال: حدثنا أبو خالد. والبخاري (2/84) قال: حدثنا عمرو بن علي. قال: حدثنا يحيى. ومسلم (2/74) قال: حدثني الحكم بن موسى القنطري قال: حدثنا عبد الله بن المبارك ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا أبو خالد وأبو أسامة. وأبو داود (947) قال: حدثنا يعقوب بن كعب قال: حدثنا محمد بن سلمة. والترمذي (383) قال: حدثنا أبو كريب. قال: حدثنا أبو أسامة. والنسائي (2/127) . وفي الكبرى (874) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال: أنبأنا جرير. ح وأخبرنا سويد بن نصر. قال: أنبأنا عبد الله بن المبارك. وابن خزيمة (908) قال: حدثنا عبد الله بن سعيد الأشج. قال: حدثنا أبو خالد. (ح) وحدثنا يوسف بن موسى. قال: حدثنا جرير. (ح) وحدثنا إسماعيل بن بشر بن منصور السليمي. قال: حدثنا عبد الأعلى.
عشرتهم - محمد بن سلمة، ويزيد بن هارون، وأبو جعفر، وزائدة، وأبو خالد الأحمر، ويحيى بن سعيد القطان، وعبد الله بن المبارك، وأبو أسامة، وجرير، وعبد الأعلى - عن هشام بن حسان.
2- وأخرجه البخاري (2/84) قال: حدثنا أبو النعمان. قال: حدثنا حماد، عن أيوب.
كلاهما - هشام، وأيوب - عن محمد بن سيرين، فذكره.(5/321)
3415 - (خ) عائشة - رضي الله عنها -: «أنها كانت تكره أن يجعلَ يَده في خاصرته، وتقول: إن اليهود تفعله» . أخرجه البخاري (1) .
وفي رواية ذكرها رزين، قالت: «نهى رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- عن الاختصار في الصلاة وغيرها» .
__________
(1) 6 / 260 في الأنبياء، باب ما ذكر عن بني إسرائيل.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (3458) حدثنا محمد بن يوسف، حدثنا سفيان عن الأعمش، عن أبي الضحى عن مسروق عن عائشة فذكره. قال البخاري: تابعه شعبة عن الأعمش.(5/322)
3416 - (د س) زياد بن صبيح الحنفي قال: «صلَّيتُ إلي جنب ابن عمر فوضعت يدي على خاصرتي، فلما صلَّى قال: هذا الصَّلْبُ (1) في الصلاة، وكان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ينهى عنه» . أخرجه أبو داود.
وفي رواية النسائي قال: «صلَّيتُ إلى جنب ابن عمر، فوضعتُ يدي على خَصري، فقال لي: هكذا ضرَبَه بيده - فلما صلَّيتُ، قلت لرجل: من هذا؟ قال: عبد الله بن عمر، قلت: يا أبا عبد الرحمن، ما راَبَكَ مني؟ قال: إن هذا الصَّلْبُ، وإن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- نهانا عنه» (2) . [ص:323]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الصَّلْب) : المتصلب: هو المختصر، والذي يضع يديه على خاصرتيه، ويُجافي عضديه في القيام، وقيل في المختصر قول آخر: وهو الذي يختصر في القراءة؛ فيقرأ بعض السورة، وفيه بعد، لأن الحديث مسوق في ذكر هيئة القيام في الصلاة، فما للقراءة فيه مدخل.
__________
(1) لأنه يشبه المصلوب.
(2) رواه أبو داود رقم (903) في الصلاة، باب في التخصر والاقعاء، والنسائي 2 / 127 في الافتتاح، باب النهي عن التخصر في الصلاة، وهو حديث صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/30) (4849) قال: حدثنا يزيد وفي (2/106) (5836) قال حدثنا وكيع وأبو داود (903) قال: حدثنا هناد بن السري عن وكيع. والنسائي (2/127) وفي الكبرى (875) قال: أخبرنا حميد بن مسعده عن سفيان بن حبيب.
ثلاثتهم - يزيد، ووكيع، وسفيان بن حبيب - عن سعيد بن زياد الشيباني قال: حدثنا زياد بن صبيح الحنفي. فذكره.(5/322)
3417 - (د) هلال بن يساف قال: «قَدِمتُ الرَّقَّةَ، فقال لي بعض أصحابي: هل لك في رجل من أصحاب رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-؟ قلت: غَنيمة، فدفَعْنا إلى وابِصة، فقلت لصاحبي: نبدأُ، فننظر إلى دَلِّه، فإذا عليه قَلَنْسُوة لاطِئَة ذاتُ أُذُنين، وبُرْنُسُ خزٍّ أَغبَرُ، وإذا هو يعتمد على عصاً في صلاته، فقلنا له، بعد أن سلَّمنا، فقال: حدَّثتني أمُّ قيس بنتُ مِحْصن: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- لما أسَنَّ وحمل اللحم اتَّخذَ عموداً في مُصلاهُ يعتمد عليه» . أخرجه أبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(دَلِّهِ) : الدَّلُّ والهديُّ والسمت بمعنى، والمراد به السكينة والوقار في الهيئة والمنظر.
(وبُرْنُس) : البرنس: كان معروف، وكان يلبسه العُبَّاد قديماً.
__________
(1) رقم (948) في الصلاة، باب الرجل يعتمد في الصلاة على عصا، وإسناده ضعيف.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الحميدي (344) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (6/355) قال: حدثنا سفيان. وفي (6/356) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر. وفي (6/356) قال: حدثنا عثمان بن عمر. قال: أخبرنا يونس. (ح) وحدثنا محمد بن جعفر. وقال: حدثنا معمر. والبخاري (7/161) قال: حدثنا صدقة بن الفضل. قال: أخبرنا ابن عيينة. وفي (7/164) قال: حدثنا علي بن عبد الله. قال: حدثنا سفيان. وفي (7/165) قال: حدثنا أبو اليمان. قال: أخبرنا شعيب. وفي (7/166) قال: حدثني محمد. قال: أخبرنا عتاب بن بشير، عن إسحاق. ومسلم (7/24) قال: حدثنا يحيى بن يحيى التميمي وأبو بكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد وزهير بن حرب وابن أبي عمر. قال يحيى: أخبرنا. وقال الآخرون: حدثنا سفيان بن عيينة. وأبو داود (3877) قال: حدثنا مسدد وحامد بن يحيى قالا: حدثنا سفيان. وابن ماجه (3462) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن الصباح. قالا: حدثنا سفيان بن عيينة. (ح) وحدثنا أحمد بن عمرو بن السرح المصري. قال: حدثنا عبد الله بن وهب. قال: أنبأنا يونس. وفي (3468) قال: حدثنا أبو طاهر أحمد بن عمرو بن السرح المصري. قال: حدثنا عبد الله بن وهب. قال: أنبأنا يونس وابن سمعان. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (13/18343) عن قتيبة بن سعيد والحارث بن مسكين، كلاهما عن سفيان. (ح) وعن يونس بن عبد الأعلى، عن ابن وهب، عن يونس.
ستتهم - سفيان بن عيينة، ومعمر، ويونس، وشعيب بن أبي حمزة، وإسحاق بن راشد، وابن سمعان - عن ابن شهاب الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، فذكره.(5/323)
الفرع الثالث: في القراءة، وفيه خمسة أنواع
النوع الأول: في البسملة
3418 - (ت) ابن عباس - رضي الله عنهما -: قال: «كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- يفتتح صلاته ببسم الله الرحمن الرحيم» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (245) في الصلاة، باب من رأى الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم، وإسناده ضعيف.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (تحفة الأشراف) (6537) عن مسدد. والترمذي (245) قال: حدثنا أحمد بن عبده الضبي.
كلاهما - مسدد، وأحمد - عن معتمر بن سليمان، قال: حدثني إسماعيل بن حماد، عن أبي خالد، فذكره.
- وقال أبو داود: ضعيف.
حديث أبي داود في رواية أبي الطيب بن الأشناني. راجع «تحفة الأشراف» .(5/324)
3419 - (خ م ط د ت س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «صلَّيتُ مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، وأبي بكر، وعمرَ، وعثمانَ، فلم أسمع أحداً منهم يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم» .
وفي رواية: «أن النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- وأبا بكر وعمر كانوا يفتتحون الصلاة بالحمد لله رب العالمين» أخرجه البخاري ومسلم.
ولمسلم: «أن عمر بن الخطاب كان يجهر بهؤلاء الكلمات، يقول: سبحانك اللهم وبحمدك، تبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك» قال: وقال الأوزاعي عن قتادة: أنه كتب إليه يخبره عن أنس بن مالك أنه حدَّثه: أنه قال: «صلَّيتُ خلف النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- وأبي بكر وعمر وعثمان، فكانوا يستفتحون بالحمد لله رب العالمين، لا يذكرون: بسم الله الرحمن الرحيم في أول قراءة [ص:325] ولا [في] آخرها» .
وأخرج الموطأ والنسائي الرواية الأولى، وأخرج الترمذي وأبو داود الرواية الثانية.
وفي أخرى للنسائي، قال: «صلَّيتُ مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- وأبي بكر وعمرَ فافتتحوا بالحمد لله رب العالمين» . وفي أخرى، قال: «صلى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فلم يُسمِعْنا: بسم الله الرحمن الرحيم» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 2 / 188 في صفة الصلاة، باب ما يقول بعد التكبير، ومسلم رقم (399) في الصلاة، باب حجة من قال: لا يجهر بالبسملة، والموطأ 1 / 81 في الصلاة، باب العمل في القراءة، وأبو داود رقم (782) في الصلاة، باب من لم ير الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم، والترمذي رقم (246) في الصلاة، باب ما جاء في افتتاح القراءة بالحمد لله رب العالمين، والنسائي 2 / 133 - 135 في الافتتاح، باب قراءة بسم الله الرحمن الرحيم، وباب ترك الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (3/176 و 273) قال: حدثنا محمد بن جعفر وحجاج. وفي (3/179 و 275) قال: حدثنا وكيع. ومسلم (2/12) قال: حدثنا محمد بن المثنى وابن بشار كلاهما عن غندر. وفي (2/12) قال: حدثنا محمد بن المثنى قال: حدثنا أبو داود. وابن خزيمة (494) قال: حدثنا بندار قال حدثنا محمد بن جعفر. وفي (495) قال: حدثنا سلم بن جنادة القرشي. قال: حدثنا وكيع.
أربعتهم - ابن جعفر، وحجاج، ووكيع، وأبو داود - عن شعبة.
2- وأخرجه عبد بن حميد (1191) قال: حدثنا يعلى بن عبيد قال: حدثنا محمد بن عبيد الله العرزمي.
3- وأخرجه النسائي (2/135) وفي الكبرى (889) قال: أخبرنا عبد الله بن سعيد أبو سعيد الأشج قال: حدثني عقبة بن خالد. قال: حدثنا شعبة وابن أبي عروبة.
4- وأخرجه ابن خزيمة (496) قال: حدثنا أبو سعيد الأشج. قال: حدثنا ابن إدريس. قال: سمعت سعيد بن أبي عروبة.
ثلاثتهم - شعبة، والعرزمي، وسعيد بن أبي عروبة - عن قتادة فذكره.
في رواية وكيع عن شعبة - وكانوا لا يجهرون - وفي رواية العرزمي - فلم أسمع أحدا منهم يجهر -.(5/324)
3420 - (ت س) ابن عبد الله بن مغفل - رحمه الله - قال: «سمعني أبي وأنا أقرأُ بسم الله الرحمن الرحيم، فقال: أي بُنيَّ، محْدَث، إيَّاك والحَدَثَ، قال: ولم أرَ أحداً من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم- كان أبغض إليه الحدَثُ في الإسلام - يعني: منه قال: وقد صلَّيتُ مع النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- ومع أبي بكر، ومع عمر، ومع عثمان، فلم أسمع أحداً منهم يقولها، فلا تَقُلْها، إذا أنت صلَّيتُ فقل: {الحمد لله رب العالمين} » . أخرجه الترمذي.
وفي رواية النسائي، قال: «كان عبد الله بن مغفَّل إذا سمع أحداً يقرأ: بسم الله الرحمن الرحيم، يقول: صلَّيتُ خلفَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وخلفَ [ص:326] أبي بكر، وخلف عمر، فما سمعتُ أحداً منهم يقرأُ: بسم الله الرحمن الرحيم» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الحدَث) : الأمر الحادث الذي لم تأت به سُنَّة.
__________
(1) رواه الترمذي رقم (244) في الصلاة، باب ما جاء في ترك الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم، والنسائي 2 / 135 في الافتتاح، باب ترك الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم، وابن عبد الله بن مغفل مجهول.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/85) قال: حدثنا إسماعيل قال: حدثنا سعيد بن إياس الجريري. وفي (5/54) قال: حدثنا يحيى بن سعيد عن عثمان بن غياث. وفي (5/55) قال: حدثنا عفان قال: حدثنا وهيب عن أبي مسعود الجريري سعيد بن إياس. والبخاري في القراءة خلف الإمام (116) قال: حدثنا محمد بن سلام قال: حدثنا يزيد بن هارون عن الجريري. وفي (130) قال: أنبأنا عفان قال: حدثنا وهيب قال: حدثنا الجريري. وابن ماجه (815) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا إسماعيل بن علية عن الجريري. والترمذي (244) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، قال: حدثنا سعيد بن إياس الجريري. والنسائي (2/135) . وفي الكبرى (890) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود، قال: حدثنا خالد، قال: حدثنا عثمان بن غياث.
كلاهما - سعيد بن إياس الجريري، وعثمان بن غياث - عن أبي نعامة الحنفي قيس بن عباية، قال: حدثني ابن عبد الله بن مغفل. فذكره.(5/325)
3421 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إذا نهض في الركعة الثانية: استفتح القراءة بالحمد لله رب العالمين، ولم يسْكُتْ» . أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (599) في المساجد.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه ابن خزيمة (1603) قال: حدثنا الحسن بن نصر المعارك المصري. قال: حدثنا يحيى بن حسان، قال: حدثنا عبد الواحد بن زياد. قال: حدثنا عمارة بن القعقاع. قال: حدثنا أبو زرعة بن عمرو بن جرير، فذكره.
- أخرجه مسلم تعليقا (2/99) قال: حدثت عن يحيى بن حسان ويونس المؤدب وغيرهما. قالوا: حدثنا عبد الواحد بن زياد. قال: حدثني عمارة بن القعقاع. قال: حدثنا أبو زرعة. قال: سمعت أبا هريرة، فذكره.(5/326)
3422 - (م د) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يفتتح الصلاة بالتَّكبير، والقراءة بالحمد لله رب العالمين، وكان يختمها بالتَّسليم» . هذا طرف من حديث قد أخرجه مسلم وأبو داود، يَرِدُ في الفرع السابع من هذا الفصل (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (498) في الصلاة، باب ما يجمع صفة الصلاة وما يفتتح به، وأبو داود رقم (783) في الصلاة، باب من لم ير الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:أخرجه أحمد (6/31) قال: حدثنا إسحاق، يعني الأزرق ويحيى بن سعيد. قال إسحاق: حدثنا حسين المكتب. (ح) وحدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا حسين المعلم. وفي (6/110) قال: حدثنا أسود بن عامر. قال: حدثنا أبان. وفي (6/171) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا سعيد. وفي (6/194) قال: حدثني يحيى بن حسين. وفي (6/281) قال: حدثنا أسباط بن محمد قال: حدثنا شعبة. والدارمي (1239) قال: أخبرنا جعفر بن عون عن سعيد بن أبي عروبة. ومسلم (2/54) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير قال: حدثنا أبو خالد يعني الأحمد عن حسين المعلم (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم قال: أخبرنا عيسى بن يونس قال: حدثنا حسين المعلم. وأبو داود (783) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا عبد الوارث بن سعيد عن حسين المعلم. وابن ماجة (812 و 869 و 893) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا يزيد بن هارون عن حسين المعلم. وابن خزيمة (699) قال: حدثنا أحمد بن عبده. قال: أخبرنا يزيد بن زريع. قال: حدثنا حسين المعلم.
أربعتهم - حسين المعلم، وأبان، وسعيد بن أبي عروبة، وشعبة - عن بديل بن ميسرة، عن أبي الجوزاء، فذكره.(5/326)
النوع الثاني: في الفاتحة والتأمين
3423 - (خ م ت د س) عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - أن رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب» ، أخرجه الجماعة [ص:327] إلا الموطأ، وزاد أبو داود: «فصاعداً، قال: وقال سفيان: «لمن يصلِّي وحده» . وزاد النسائي أيضاً في رواية له: فصاعداً» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فصاعداً) : أي فما زاد عليها، وهو منصوب على الحال.
__________
(1) رواه البخاري 2 / 199 و 200 في صفة الصلاة، باب وجوب القراءة للإمام والمأموم في الصلوات كلها في الحضر والسفر، ومسلم رقم (394) في الصلاة، باب وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة، وأبو داود رقم (822) في الصلاة، باب من ترك القراءة في صلاته بفاتحة الكتاب، والترمذي رقم (247) في الصلاة، باب ما جاء أنه لا صلاة إلا بفاتحة الكتاب، والنسائي 2 / 137 و 138 في الافتتاح، باب قراءة فاتحة الكتاب في الصلاة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح.
1- أخرجه الحميدي (386) . وأحمد (5/314) ، والبخاري (1/192) . وفي خلق أفعال العباد (66) ، وفي القراءة خلف الإمام (2) قال: حدثنا علي بن عبد الله. وفي خلق أفعال العباد (66) ، وفي القراءة خلف الإمام (5) قال: حدثنا حجاج بن منهال. وفي القراءة خلف الإمام (299) قال: حدثنا قتيبة. ومسلم (2/8) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وعمرو الناقد، وإسحاق بن إبراهيم. وأبو داود (822) قال: حدثنا قتيبة ابن سعيد، وابن السرح. وابن ماجه (837) قال: حدثنا هشام بن عمار، وسهل بن أبي سهل، وإسحاق بن إسماعيل. والترمذي (247) قال: حدثنا ابن أبي عمر، وعلي بن حجر. والنسائي (2/137) ، وفي الكبرى (892) ، وفي فضائل القرآن (34) قال: أخبرنا محمد بن منصور. وابن خزيمة (488) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء (ح) وحدثنا الحسن بن محمد، وأحمد بن عبدة، وسعيد بن عبد الرحمن المخزومي، ومحمد بن الوليد القرشي. جميعهم - الحميدي، وأحمد بن حنبل، وعلي بن عبد الله، وحجاج بن منهال، وأبو بكر بن أبي شيبة، وعمرو الناقد، وإسحاق بن إبراهيم، وقتيبة، وابن السرح، وهشام بن عمار، وسهل بن أبي سهل، وإسحاق بن إسماعيل، وابن أبي عمر، وعلي بن حجر، ومحمد بن منصور، وعبد الجبار بن العلاء، والحسن بن محمد، وأحمد بن عبدة، وسعيد بن عبد الرحمن، ومحمد بن الوليد - عن سفيان بن عيينة.
2- وأخرجه أحمد (5/321) . والبخاري في خلق أفعال العباد (66) ، وفي القراءة خلف الإمام (3) قال: حدثنا إسحاق. ومسلم (2/9) قال: حدثنا الحسن بن علي الحلواني. ثلاثتهم - أحمد، وإسحاق، والحسن ابن علي - قالوا: حدثنا يعقوب بن إبراهيم (بن سعد) ، قال: حدثنا أبي، عن صالح.
3- وأخرجه أحمد (5/322) قال: حدثنا عبد الرزاق. والبخاري في خلق أفعال العباد (67) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا وهيب. ومسلم (2/9) قال: حدثناه إسحاق بن إبراهيم، وعبد بن حميد، قالا: أخبرنا عبد الرزاق. والنسائي (2/137) . وفي الكبرى (893) قال: أخبرنا سويد بن نصر، قال: أنبأنا عبد الله.
ثلاثتهم - عبد الرزاق، ووهيب، وعبد الله بن المبارك - عن معمر.
4- وأخرجه الدارمي (1245) قال: أخبرنا عثمان بن عمر. والبخاري في خلق أفعال العباد (66) . وفي القراءة خلف الإمام (6) قال: حدثني عبد الله بن صالح، قال: حدثنا الليث. ومسلم (2/9) قال: حدثني أبو الطاهر، قال: حدثنا ابن وهب (ح) وحدثني حرملة بن يحيى، قال: أخبرنا ابن وهب. ثلاثتهم -عثمان، والليث، وابن وهب - عن يونس.
أربعتهم - ابن عيينة، وصالح، ومعمر، ويونس - عن الزهري، قال: سمعت محمود بن الربيع، فذكره.(5/326)
3424 - (م ط د ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: «من صلَّى صلاة لم يقرأ فيها بفاتحة الكتاب فهي خدَاج، يقولها ثلاثاً - وفي رواية: فيه خداج، ثلاثاً غيرُ تمام - فقيل لأبي هريرة: إنا نكونُ وراءَ الإمام؟ فقال: اقرأْ بها في نفسك: فإني سمعتُ رسولَ - صلى الله عليه وسلم- يقول: قال الله عز وجل: قسمتُ الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سألَ - وفي رواية فنصفها لي، ونصفها لعبدي - فإذا قال العبد: {الحمد لله رَبِّ العالمين} قال الله: حَمِدَني عبدي، وإذا قال: {الرحمن الرحيم} قال الله: أثْنَى عليَّ عبدي، وإذا قال: {مَالِكِ يومِ الدين} قال مَجَّدَني عبدي - وقال مرَّة: فَوَّضَ إليَّ عبدي - وإذا قال: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} قال: [ص:328] هذا بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل، فإذا قال: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ. صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عليْهِمْ غَيْرِ المَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ ولا الضَّالِّينَ} قال: هذا بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل» . أخرجه مسلم والموطأ والترمذي والنسائي.
وفي رواية الترمذي وأبي داود، قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَن صلى صلاة لم يقرأْ فيها بأُمِّ القرآن فهي خِداج، فهي خِداج، فهي خداج، غيرُ تمام. قال أبو السائب - مولى هشام بن زهرة - قال: يا أبا هريرة، إني أحيَاناً أكون وراء الإمام؟ قال: فغمز ذِراعي، ثم قال: اقرأْ بها في نفسك يا فَارِسي ... » وساق نحو ما تقدَّم، وقال في آخرها: «هذا لِعبْدِي، ولعبدي ما سأل» .
وفي أخرى لأبي داود، قال: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «أُخْرُج، فنَادِ في المدينة: إنه لا صلاة إلا بقرآن، ولو بفاتحة الكتاب فما زاد» ..
وفي رواية للترمذي ولأبي داود: «أمرني أن أُناديَ: لا صلاةَ إلا بقراءةِ فاتحة الكتاب» . زاد أبو داود «فما زاد» .
وفي رواية ذكرها رزين: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا صلاة إلا بقراءة، فما أعْلَن رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أعْلَنَّاه لكم، وما أخفى أخفيْناه لكم، فقال له رجل: أرأيتَ يا أبا هريرة إن لم أزِد على أم القرآن؟ فقال: قد سُئِلَ عن [ص:329] ذلك رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-؟ فقال: إن انتهيتَ إليها أجزأتك، وإن زِدْتَ عليها فهو خير وأفضل» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أم القرآن) : سورة الفاتحة، سميت بذلك لأنها أوله وعليها مبناه، وأم الشيء: أصله ومُعظمه.
(خِدَاج) : الخِدَاج: النقص. وتقديره: فهي ذات خِداج، فحذف المضاف، وأقام المضاف إليه مقامه، أو فهي مُخْدَجَة، فوضع المصدر موضع المفعول.
(مَجَّدني) : المجيد: الكريم والشريف، والتمجيد: التعظيم والتشريف.
(فَوَّض) : يقال: فوَّض فلان أمره إلى فلان: إذا ردَّه إليه، وعَوَّل فيه عليه.
(قسمت الصلاة بيني وبين عبدي) : أراد بالصلاة هاهنا: القراءة، بدليل أنه فسرها في الحديث بها، وقد تسمى الصلاة قراءة لوقوع القراءة فيها، وكونها جزءاً من أجزائها، كما سميت بها في قوله: {ولا تَجْهَرْ بِصَلاتِكْ ولا [ص:330] تُخافِتْ بِهَا} [الإسراء: 110] أراد: القراءة، كما سمَّى الصلاة قرآناً، قال: تعالى: {وَقُرآنَ الفَجْرِ إنَّ قُرْآنَ الفَجْرِ كانَ مَشْهوداً} [الإسراء: 78] أراد صلاة الفجر، لانتظام أحدهما بالآخر. والصلاة خالصة لله تعالى، لا شرك فيها لأحد، وحقيقة هذه القسمة التي جعلها بينه وبين عبده: راجعة إلى المعنى، لا إلى متلو اللفظ، لأن السورة من جهة اللفظ (2) نصفها ثناء ونصفها مسألة ودعاء، وقِسْم الثناء انتهى عند قوله: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} ، وقوله {وإِيَّاكَ نَستَعِينُ} من قسم الدعاء. لذلك قال: «وهذه بيني وبين عبدي» ولو كان المراد: قسمة الألفاظ والحروف، لكان النصف الآخر يزيد على الأول زيادة بيِّنة، فيرتفع معنى التعديل والتنصيف، فعُلِم أنما هو قِسمة المعاني.
__________
(1) رواه مسلم رقم (395) في الصلاة، باب وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة، والموطأ 1 / 84 و 85 في الصلاة، باب القراءة خلف الإمام فيما لا يجهر فيه بالقراءة، وأبو داود رقم (819) و (820) و (821) في الصلاة، باب من ترك القراءة في صلاته بفاتحة الكتاب، والترمذي رقم (2954) و (2955) في التفسير، باب ومن سورة فاتحة الكتاب، والنسائي 2 / 135 و 136 في الافتتاح، باب ترك قراءة بسم الله الرحمن الرحيم في فاتحة الكتاب.
(2) في المطبوع: من جهة المعنى.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه الحميدي (990) قال: حدثنا سفيان. قال: حدثنا ابن جريج. وأحمد (2/258) قال: حدثنا عبد الواحد الحداد أبو عبيدة. قال: حدثنا حبيب بن الشهيد. وفي (2/273) قال: حدثنا عبد الرزاق وابن بكر. قالا: أخبرنا ابن جريج. وفي (2/285) قال: حدثنا محمد بن بكر. قال: حدثنا ابن جريج. وفي (2/301) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن أبي محمد. وفي (2/308) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا سفيان، عن أبن أبي ليلى. وفي (2/342) قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا ابن أبي ليلى. وفي (2/343، 416) قال: حدثنا عفان قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا حماد، عن قيس وحبيب. وفي (2/348) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا ابن جريج. وفي (2/411) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا سعيد، يعني ابن أبي عروبة، عن أبي محمد، أظنه حبيب بن الشهيد. وفي (2/435) قال: حدثنا يحيى، عن حبيب بن الشهيد. وفي (2/446) قال: حدثنا وكيع، عن هارون الثقفي. وفي (2/487) قال: حدثنا إسماعيل وابن جعفر. قالا: حدثنا ابن جريج. والبخاري (1/195) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، قال: أخبرنا ابن جريج. وفي القراءة خلف الإمام (8) قال: حدثنا محمد بن يوسف. قال: حدثنا سفيان، عن ابن جريج. وفي (13) قال: حدثنا موسى. قال: حدثنا حماد، عن قيس وعمارة بن ميمون وحبيب بن الشهيد. وفي (15) قال: حدثنا موسى. قال: حدثنا داود بن أبي الفرات، عن إبراهيم الصائغ. ومسلم (2/10) قال: حدثنا عمرو الناقد، وزهير بن حرب. قالا: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم. قال: أخبرنا ابن جريج. (ح) وحدثنا يحيى بن يحيى. قال: أخبرنا يزيد، يعني ابن زريع، عن حبيب المعلم. وأبو داود (797) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. قال: حدثنا حماد، عن قيس بن سعد وعمارة بن ميمون، وحبيب. والنسائي (2/163) وفي الكبرى 9510) قال: أخبرنا محمد بن قدامة. قال: حدثنا جرير، عن رقبة. وفي (2/163) وفي الكبرى (952) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى. قال: أنبأنا خالد. قال: حدثنا ابن جريج. وابن خزيمة (547) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء العطار أبو بكر. قال: حدثنا سفيان، عن ابن جريج.
تسعتهم - ابن جريج، وحبيب بن الشهيد، وابن أبي ليلى، وقيس بن سعد، وهارون الثقفي، وإبراهيم الصائغ، وعمارة بن ميمون، وحبيب المعلم، ورقبة - عن عطاء بن أبي رباح، فذكره.
- في رواية الحميدي زاد « ... كل صلاة لا يقرأ فيها بأم القرآن فهي خداج، فقال له الرجل: أرأيت إن قرأت بها وحدها تجزئ عني؟ قال: إن انتهيت إليها أجزأت عنك، فإن زدت فهو أحسن» .
- وأخرجه مسلم (2/10) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير. قال: حدثنا أبو أسامة، عن حبيب بن الشهيد. قال: سمعت عطاء يحدث عن أبي هريرة؛ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
«لا صلاة إلا بقراءة» قال أبو هريرة: فما أعلن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أعلنَّاه لكم، وما أخفاه أخفيناه لكم.
- قال ابن حجر في تعليقه على هذا الحديث في النكت الظراف على تحفة الأشراف: قلت: قال الدارقطني: المحفوظ عن أبي أسامة وقفه.(5/327)
3425 - (د) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: «أُمِرْنا أن نقرأَ بفاتحة الكتاب، وما تَيَسَّرَ» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (818) في الصلاة، باب من ترك القراءة في صلاته بفاتحة الكتاب، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/3) قال: حدثنا عبد الصمد. وفي (3/45) قال: حدثنا بهز وعفان. وفي (3/97) قال: حدثنا عفان. وعبد بن حميد (879) والبخاري في القراءة خلف الإمام (12) . وأبو داود (818) قالوا: - عبد، والبخاري، وأبو داود: حدثنا أبو الوليد الطيالسي.
أربعتهم - عبد الصمد، وبهز، وعفان، وأبو الوليد - قالوا: حدثنا همام، عن قتادة، عن أبي نضرة، فذكره.(5/330)
3426 - (ط ت) جابر - رضي الله عنه - قال: «مَن صلى ركعة لم يقرأُ فيها بأُمِّ القرآن، فلم يُصَلِّ، إلا [أن يكونَ] وراءَ الإمام» . أخرجه الموطأ والترمذي (1) .
__________
(1) رواه الموطأ 1 / 84 في الصلاة، باب ما جاء في أم القرآن، والترمذي رقم (313) في الصلاة، باب ما جاء في ترك القراءة خلف الإمام إذا جهر الإمام بالقراءة، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في الموطأ مع شرح الزرقاني (1/253) عن أبي نعيم وهب بن كيسان أنه سمع جابر فذكره. وأخرجه الترمذي (313) حدثنا إسحاق بن موسى الأنصاري. حدثنا معن حدثنا مالك عن أبي نعيم وهب بن كيسان أنه سمع جابر. فذكره.
قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.(5/330)
3427 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: «كان رسول الله [ص:331] صلى الله عليه وسلم- إذا تلاَ {غَيْرِ المَغْضُوبِ عليهم وَلا الضَّالِّينَ} قال: آمين، حتى يَسْمَعَ منْ يَلِيه من الصفِّ الأوَّلِ» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (934) في الصلاة، باب التأمين وراء الإمام، وهو حديث حسن يشهد له الذي بعده.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/497) قال: حدثنا يحيى بن غيلان. قال: حدثنا رشدين. قال: حدثني عمرو، يعني ابن الحارث. والنسائي (2/134) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، عن شعيب. قال: حدثنا الليث. قال: حدثنا خالد. وابن خزيمة (499) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم. قال: أخبرنا أبي وشعيب، يعني ابن الليث. قالا: أخبرنا الليث. قال: حدثنا خالد. (ح) وحدثنا محمد بن يحيى قال: حدثنا سعيد بن أبي مريم. قال: أخبرنا الليث. قال: حدثني خالد بن يزيد. وفي (688) قال: حدثنا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب. قال: حدثنا عمي. قال: أخبرني حيوة. قال: حدثني خالد بن يزيد.
كلاهما - عمرو بن الحارث، وخالد بن يزيد - عن سعيد بن أبي هلال، عن نعيم المجمر، فذكره.(5/330)
3428 - (د ت) وائل بن حجر - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قرأ: {غَيْرِ المَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ} فقال: آمين، ومَدَّ بها صوتَه - وفي رواية: «وخفضَ بها صوتَه» . أخرجه الترمذي.
وفي رواية أبي داود «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إذا قرأَ {وَلا الضَّالِّينَ} قال: آمين، ورفع بها صوتَه» . وفي رواية: «أنه صلَّى خلفَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فجهر بآمين، وسلَّم عن يمينه، وعن شماله، حتى رأيتُ بياض خدِّه» (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (932) و (933) في الصلاة، باب التأمين وراء الإمام، والترمذي رقم (248) في الصلاة، باب ما جاء في التأمين، وإسناده حسن، وقال الترمذي: حديث وائل بن حجر حديث حسن، وفي الباب عن علي وأبي هريرة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/315) قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا سفيان. وفي (4/317) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن الزبير. قال: حدثنا سفيان. والدارمي (1250) قال: أخبرنا محمد بن كثير. قال: أخبرنا سفيان بن سعيد. وأبو داود (932) قال: حدثنا محمد بن كثير. قال: أخبرنا سفيان. وفي (933) قال: حدثنا مخلد بن خالد الشعيري. قال: حدثنا ابن نمير. قال: حدثنا علي بن صالح. والترمذي (248) قال: حدثنا بندار محمد بن بشار. قال: حدثنا يحيى بن سعيد وعبد الرحمن بن مهدي. قالا: حدثنا سفيان. وفي (249) قال: حدثنا أبو بكر محمد بن أبان. قال: حدثنا عبد الله بن نمير. قال: حدثنا العلاء بن صالح الأسدي.
ثلاثتهم - سفيان، وعلي بن صالح، والعلاء - عن سلمة بن كهيل، عن حجر بن عنبس، فذكره.
- لفظ رواية علي بن صالح: «أنه صلى خلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجهر بآمين، وسلم عن يمينه وعن شماله حتى رأيت بياض خده» .
- ورواية محمد بن عبد الله بن الزبير مختصرة على: «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يسلم عن يمينه وعن شماله» .
- أخرجه أحمد (4/316) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة، عن سلمة بن كهيل، عن حجر أبي العنبس. قال: سمعت علقمة يحدث عن وائل، أو سمعه حجر من وائل قال:
«صلى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلما قرأ {غير المغضوب عليهم ولا الضالين} قال: آمين. وأخفى بها صوته. ووضع يده اليمنى على يده اليسرى. وسلم عن يمينه وعن يساره» .
- وأخرجه أحمد (4/316) قال: حدثنا عبد الرحمن. قال: وقال شعبة: وخفض بها صوته.
هكذا ذكره أحمد عقب رواية وكيع التي في أول الحديث.
- لفظ رواية محمد بن عبد الله بن الزبير عن سفيان: «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يسلم عن يمينه، وعن شماله» .(5/331)
3429 - (د) بلال بن رباح - رضي الله عنه - قال: «يا رسول الله، لا تَسْبِقْني بآمين» . أخرجه أبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(لا تسبقني بآمين) : آمين فيها لغتان: المد والقصر، ومعناها: اللهم استجب، وقيل: وليكن كذلك، وقوله: «لا تسبقني بآمين» يُشبه أن يكون معناه أن بلالاً كان يقرأ الفاتحة في السكتة الأولى من السكتتين، فربما بقي عليه الشيء [ص:332] منها ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد فرغ من قراءتها، فاستمهله بلال في التأمين مقدار ما يتم فيه بقية السورة، حتى ينال بركة موافقة النبي - صلى الله عليه وسلم - في التأمين.
__________
(1) رقم (937) في الصلاة، باب التأمين وراء الإمام، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (6/12) قال: حدثنا محمد بن فضيل. وفي (6/15) قال: حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا شعبة. وأبو داود (37) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن راهويه، قال: أخبرنا وكيع، عن سفيان. وابن خزيمة (573) قال: حدثنا محمد بن حسان الأزرق. قال: حدثنا ابن مهدي، عن سفيان.
ثلاثتهم - محمد، وشعبة، وسفيان - عن عاصم الأحول، عن أبي عثمان، فذكره.(5/331)
النوع الثالث: في السور
صلاة الفجر
3430 - (خ م س) أبو برزة الأسلمي - رضي الله عنه - قال: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يقرأُ في صلاة الغداة ما بين السِّتِّين إلى المائة» أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 2 / 157 في الافتتاح، باب القراءة في الصبح بالستين إلى المائة، ورواه أيضاً مطولاً البخاري 2 / 23 في المواقيت، باب وقت الظهر عند الزوال، وباب وقت العصر، وباب ما يكره من السمر بعد العشاء، وفي صفة الصلاة، باب القراءة في الفجر، ومسلم رقم (647) في المساجد، باب استحباب التبكير بالصبح، والنسائي 1 / 246 في المواقيت، باب أول وقت الظهر، وباب كراهة النوم بعد صلاة المغرب.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (2/157) أخبرنا محمد بن إسماعيل بن إبراهيم قال: حدثنا يزيد قال: أنبأنا سليمان التيمي عن سيار يعني ابن سلامة عن أبي برزة. فذكره.(5/332)
3431 - (م د س) عمرو بن حريث - رضي الله عنه - قال: «كأني الآن أسمعُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقرأ في صلاة الغداة {فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ. الجوَارِ الكُنَّسِ} [التكوير: 15، 16] » . أخرجه مسلم وأبو داود، وفي رواية النسائي قال: سمعتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «يقرأ في الفجر {إِذا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ} » (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الخُنَّس) : الرواجع، وهي النجوم السيارة الخمسة: زحل [ص:333] والمشتري والمريخ والزهرة وعطارد، بينا يُرى النجم في آخر البرج يُرى قد كر راجعاً إلى أوله. والجواري: السيارة. والكُنَّس: التي تغيب، من كنس الوحش: إذا دخل في كِنَاسه، وهو موضعه، وقيل: هي جميع الكواكب تَخْنس بالنهار، فتغيب عن العيون، وتكنِس: أي تطلع في أماكنها كالوحش في كناسه.
(كُوِّرَت) : من تكوير العمامة، وهو لفها: أي يلف ضوؤها لفّاً، فيذهب انبساطه واستنارته في الآفاق، وذلك عبارة عن إزالتها والذهاب بها، وقيل: هو من طَعَنه فكوَّره: أي ألقاه، والمراد: تُلْقى وتطرح عن فلكها، كما وصف النجوم بالانكدار وهو الانتثار.
__________
(1) رواه مسلم رقم (456) في الصلاة، باب القراءة في الصبح، وأبو داود رقم (817) في الصلاة، باب القراءة في الفجر، والنسائي 2 / 157 في الافتتاح، باب القراءة في الصبح: {إذا الشمس كورت} .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الحميدي (567) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا مسعر. وأحمد (4/306) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا مسعر والمسعودي. وفي (4/307) قال: حدثنا محمد بن عبيد، قال: حدثنا مسعر. والدارمي (1303) قال: أخبرنا أبو نعيم، قال: حدثنا المسعودي. وفي (1304) قال: أخبرنا أبو نعيم، قال: حدثنا مسعر. ومسلم (2/39) قال: حدثني زهير بن حرب، قال: حدثنا يحيى بن سعيد ح قال: وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع ح وحدثني أبو كريب، قال: أخبرنا ابن بشر - يحيى، ووكيع، ومحمد بن بشر - عن مسعر. وفي (2/46) قال: حدثنا محرز بن عون بن أبي عون، قال: حدثنا خلف بن خليفة الأشجعي أبو أحمد. والنسائي (2/157) . وفي الكبرى (933) قال: أخبرنا محمد بن أبان البلخي، قال: حدثنا وكيع بن الجراح، عن مسعر والمسعودي. وأخرجه النسائي أيضا (تحفة الأشراف) (8/10720) عن يوسف بن عيسى، عن الفضل بن موسى، عن مسعر.
ثلاثتهم - مسعر، والمسعودي، وخلف - عن الوليد بن سريع فذكره.(5/332)
3432 - (خ م د س) عبد الله بن السائب - رضي الله عنه - قال: «صلى لنا النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- الصبح بمكة، فاسْتَفْتَحَ سورة «المؤمنين» حتى جاء ذِكْر موسى وهارون - أو ذِكْر عيسى، شك الراوي، أو اختلفوا عليه - أخذتِ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- سَعْلَة، فركع، وعبد الله بن السائب حاضر ذلك - وفي رواية: فحذف، فركع» . أخرجه مسلم، وأبو داود والنسائي (1) . [ص:334]
قال الحميديُّ: جعله أبو مسعود من أفراد مسلم. وقد أخرجه البخاري تعليقاً، فقال: ويُذْكر عن عبد الله بن السائب: «قرأ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- «المؤمنون» في الصبح، حتى إذا جاء ذكر موسى وهارون - أو ذكر عيسى - أخذته سَعْلة فركع» (2) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (455) في الصلاة، باب القراءة في الصبح، وأبو داود رقم (648) و (649) في الصلاة، باب الصلاة في النعل، والنسائي 2 / 176 في الافتتاح، باب قراءة بعض السورة، وسنده عند مسلم: أخبرنا ابن جريج قال: سمعت محمد بن عباد بن جعفر يقول: أخبرني أبو سلمة بن [ص:334] سفيان وعبد الله بن عمرو بن العاص وعبد الله بن المسيب العابدي عن عبد الله بن السائب ... الحديث، قال النووي: قوله: ابن العاص، غلط عند الحفاظ، فليس هذا عبد الله بن عمرو ابن العاص الصحابي المعروف، بل هو تابعي حجازي، قال: وفي الحديث جواز قطع القراءة، وجواز القراءة ببعض السورة، وقال الحافظ في " الفتح ": وقوله: ابن عمرو بن العاص وهم من بعض أصحاب ابن جريج، وقد رويناه في " مصنف عبد الرزاق " عنه، فقال: عبد الله بن عمرو القاري، وهو الصواب.
(2) رواه البخاري تعليقاً 2 / 211 في صفة الصلاة، باب الجمع بين السورتين في ركعة، وقد وصله مسلم وأبو داود والنسائي كما تقدم، قال الحافظ في " الفتح ": واختلف في إسناده على ابن جريج، فقال ابن عيينة عنه ابن مليكة عن عبد الله بن السائب، أخرجه ابن ماجة، وقال أبو عاصم: عنه عن محمد بن عباد عن أبي سلمة بن سفيان، أو سفيان بن سلمة، قال: وكأن البخاري علقه بصيغة " ويذكر " لهذا الاختلاف، مع أن إسناده مما تقوم به الحجة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد 30/411) قال: حدثنا حجاج. وفي (3/411) قال: حدثنا عبد الرزاق، وررح. وفي (3/411) قال: حدثنا روح. ومسلم (2/39) قال: حدثنا هارون بن عبد الله، قال: حدثنا حجاج بن محمد. (ح) قال: وحدثني محمد بن رافع، قال: حدثنا عبد الرزاق. وأبو داود (649) قال: حدثنا الحسن بن علي، قال: حدثنا عبد الرزاق، وأبو عاصم. وابن خزيمة (546) قال: حدثنا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم، قال: حدثنا حجاج (يعني ابن محمد) (ح) وحدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا عبد الرزاق.
أربعتهم - حجاج، وعبد الرزاق، وروح، وأبو عاصم - عن ابن جريج. قال: سعمت محمد بن عباد بن جعفر، عن أبي سلمة بن سفيان، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وعبد الله بن المسيب العابدي، فذكروه.
(*) أخرجه أحمد (3/411) قال: حدثنا هوذة بن خليفة، قال: أخبرنا ابن جريج، قال: محمد بن عباد حدثني حديثا رفعه إلى أبي سلمة بن سفيان وعبد الله بن عمرو، فذكراه. ليس فيه (عبد الله بن المسيب) .
(*) وأخرجه النسائي (2/176) وفي الكبرى (989) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا خالد، قال: حدثنا ابن جريج، قال: أخبرني محمد بن عباد حديثا، رفعه إلى ابن سفيان، عن عبد الله بن السائب، فذكره. ليس فيه (عبد الله بن عمرو، ولا عبد الله بن المسيب) .(5/333)
3433 - (س) أم هشام بنت حارثة بن النعمان - رضي الله عنها -: قالت: «ما أخذتُ {ق. وَالقُرْآنِ المَجِيدِ} إلا من فَمِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- كان يُصلِّي بها في الصبح» . أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 2 / 157 في الافتتاح، باب القراءة في الصبح بـ {ق} ، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (6/463) قال: حدثنا الحكم بن موسى (قال عبد الله بن أحمد: وسمعته أنا من الحكم) . والنسائي (2/157) وفي الكبرى (931) قال: أخبرنا عمران بن يزيد.
كلاهما - الحكم، وعمران - عن عبد الرحمن بن أبي الرجال، عن يحيى بن سعيد، عن عمرة بنت عبد الرحمن، فذكرته.
- أخرجه مسلم (3/13) قال: حدثني عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي. قال: أخبرنا يحيى بن حسان. قال: حدثنا سليمان بن بلال ح وحدثنيه أبو الطاهر. قال: أخبرنا ابن وهب، عن يحيى بن أيوب. وأبو داود (1102) قال: حدثنا محمود بن خالد. قال: حدثنا مروان. قال: حدثنا سليمان بن بلال. وفي (1103) قال: حدثنا ابن السرح قال: حدثنا ابن وهب. قال: أخبرني يحيى بن أيوب.
كلاهما - سليمان بن بلال، ويحيى بن أيوب - عن يحيى بن سعيد، عن عمرة بنت عبد الرحمن، عن أخت لعمرة. قالت: أخذت {ق والقرآن المجيد} من في رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الجمعة وهو يقرأ بها على المنبر في كل جمعة.(5/334)
3434 - (م) جابر بن سمرة - رضي الله عنه - «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- كان يقرأ في الفجر بـ {ق. والقُرْآنِ المَجِيدِ} ونحوها، وكانت صلاتُه [ص:335] إلى تَخْفيف» . أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (458) في الصلاة، باب القراءة في الصبح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (5/90) قال: حدثنا أبو كامل. وفي (5/102) قال: حدثنا يحيى بن آدم. ومسلم (2/40) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن رافع، قالا: حدثنا يحيى بن آدم. كلاهما (أبو كامل، ويحيى) قالا: حدثنا زهير.
2- وأخرجه أحمد (5/91 و 105) قال: حدثنا حسين بن علي. وفي (5/103) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. ومسلم (2/40) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا حسين بن علي. وابن خزيمة (526) قال: حدثنا أبو موسى محمد المثنى. ثلاثتهم - حسين، وعبد الرحمن، وابن المثنى - عن زائدة.
كلاهما - زهير، وزائدة - عن سماك، فذكره.(5/334)
3435 - (م ت س) قطبة بن مالك - رضي الله عنه - قال: «صلَّيتُ وصلى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فقرأ {ق. وَالقُرآنِ المَجِيدِ} حتى قرأ {والنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ} [ق: 10] قال: فجعَلْتُ أُرَدِّدُها، ولا أدْرِي ما قال - وفي رواية: أَنه صلى مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- الصبحَ، فقرأَ في أول ركعة {والنَّخْلَ باسِقَاتٍ لَها طَلْعٌ نَضِيدٌ} وربما قال: {ق} » أخرجه مسلم، وأخرج الترمذي الثانية.
وفي رواية النسائي «صلَّيت مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- الصبح، فقرأ في إحدى الركعتين {والنَّخْلَ باسِقاتٍ} - قال شعبة: فلقيتُه في السوق في الزِّحام، فقال: {ق} » (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(باسقات) : الباسق: العالي المرتفع في علوه.
__________
(1) رواه مسلم رقم (457) في الصلاة، باب القراءة في الصبح، والترمذي رقم (306) في الصلاة، باب ما جاء في القراءة في صلاة الصبح، والنسائي 2 / 157 في الافتتاح، باب القراءة في الصبح بـ {ق} .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الحميدي (825) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (4/322) قال: حدثنا يعلى، قال: حدثنا مسعر. والدارمي (1301) قال: أخبرنا أبو الوليد، قال حدثنا شعبة. وفي (1302) قال: أخبرنا قبيصة، قال: حدثنا سفيان. والبخارث في خلق أفعال العباد (38) قال: حدثنا محمد بن يوسف، قال: حدثنا إسرائيل. ومسلم (2/39 و 40) قال: حدثني أبو كامل الجحدري فضيل بن حسين، قال: حدثنا أبو عوانة (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا شريك وابن عيينة. ح وحدثني زهير بن حرب، قال: حدثنا ابن عيينة (ح) وحدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وابن ماجة (816) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا شريك وسفيان بن عيينة. والترمذي (306) قال: حدثنا هناد، قال: حدثنا وكيع، عن مسعر وسفيان. والنسائي (2/157) . وفي الكبرى (932) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود، ومحمد بن عبد الأعلى. قالا: حدثنا خالد، عن شعبة. وابن خزيمة (527 و 1591) قال: حدثنا أحمد بن عبدة، قال: حدثنا سفيان بن عيينة. ح وحدثنا علي بن خشرم، قال: أخبرنا ابن عيينة. وفي 1591 قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء، قال: حدثنا سفيان.
سبعتهم (سفيان بن عيينة، ومسعر، وشعبة، وسفيان الثوري، وإسرائيل، وأبو عوانة، وشريك) عن زياد بن علاقة، فذكره.(5/335)
3436 - (م د ت س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: «أن النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- كان يقرأ في صلاة الفجر يوم الجمعة {آلم. تَنزيلُ} السجدة و {هَلْ أَتَى على الإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهرِ} وأن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- كان يقرأ في صلاة الجمعة: سورة الجمعة، والمنافقين» . أخرجه مسلم وأبو داود والنسائي. [ص:336] وأخرجه الترمذي إلى قوله: {حِينٌ مِنَ الدَّهرِ} (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (879) في الجمعة، باب ما يقرأ في يوم الجمعة، وأبو داود رقم (1074) في الصلاة، باب ما يقرأ في صلاة الصبح يوم الجمعة، والترمذي رقم (520) في الصلاة، باب ما جاء ما يقرأ به في صلاة الصبح يوم الجمعة، والنسائي 3 / 111 في الجمعة، باب القراءة في صلاة الجمعة بسورة الجمعة والمنافقين، وفي الافتتاح، باب القراءة في الصبح يوم الجمعة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1- أخرجه أحمد (1/226) (1993) قال: حدثنا يحيى، عن شعبة، قال: حدثني مخول. وفي (1/328) (3040) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا أبو عوانة، عن مخول بن راشد. وفي (1/340) (3160) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن مخول. وفي (1/354) (3326) قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق. ومسلم (3/16) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبدة بن سليمان، عن سفيان، عن محول بن راشد. (ح) وحدثنا ابن نمير، قال: حدثنا أبي (ح) وحدثنا أبوكريب قال حدثنا وكيع كلاهما - عن سفيان عن مخول (ح) وحدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن مخول. وأبو داود (1074) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا أبو عوانة، عن مخول بن راشد. وفي (1075) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى، عن شعبة، عن مخول. وابن ماجه (821) قال: حدثنا أبو بكر بن خلاد الباهلي، قال: حدثنا وكيع، وعبد الرحمن بن مهدي، قالا: حدثنا سفيان، عن مخول. والترمذي (520) قال: حدثنا علي بن حجر، قال: أخبرنا شريك، عن مخول بن راشد. والنسائي (2/159) وفي الكبرى (938) قال: أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا أبو عوانة (ح) وأخبرنا علي بن حجر، قال: أنبأنا شريك، عن المخول بن راشد. وفي (3/111) ، وفي الكبرى (1662) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني، قال: حدثنا خلد بن الحارث، قال: حدثنا شعبة، قال: أخبرني مخول. وابن خزيمة (533) قال: حدثنا علي بن حجر السعدي، عن مرة، قال: أخبرنا شريك، عن مخول بن راشد. (ح) وحدثنا بندار، قال: حدثنا محمد، عن شعبة، عن مخول. (ح) وحدثنا الصنعاني، قال: حدثنا خالد (يعني ابن الحارث) ، قال: أخبرنا شعبة، قال: أخبرني مخول. كلاهما - مخول، وأبو إسحاق - عن مسلم البطين.
2- وأخرجه أحمد (1/272) (2457) قال: حدثنا حسين. وفي (1/307) (2800) و (1/316) (2908) قال: حدثنا أسود بن عامر. كلاهما - حسين وأسود - قالا: حدثنا شريك، عن أبي إسحاق.
3- وأخرجه أحمد (1/334) (3096) قال: حدثنا عبد الصمد، وعفان. وفي (1/361) (3404) قال: حدثنا بهز. ثلاثتهم - عبد الصمد، وعفان، وبهز - قالوا: حدثنا همام، عن قتادة، عن عزرة.
4- وأخرجه أحمد (1/334) (3097) قال: حدثنا أسود بن عامر، قال: أخبرنا بكير بن أبي السميط، قال: قال قتادة.
5- وأخرجه ابن خزيمة (533) قال: حدثنا الفضل بن يعقوب الرخامي، بخبر غريب غريب، قال: حدثنا أسد بن موسى، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن أيوب.
خمستهم - مسلم، وأبو إسحاق، وعزرة، وقتادة، وأيوب - عن سعيد بن جبير، فذكره.
- وأخرجه أحمد (1/361) (3404) قال: حدثنا عبد الصمد، قال: حدثنا همام، قال: حدثنا قتادة، عن صاحب له، عن سعيد بن جبير، فذكره.(5/335)
3437 - (خ م س) أبو هريرة - رضي الله عنه - مثله في صلاة الفجر ولم يذكر صلاة الجمعة. أخرجه البخاري ومسلم والنسائي (1) .
__________
(1) رواه البخاري 2 / 314 في الجمعة، باب ما يقرأ في صلاة الفجر يوم الجمعة، وفي سجود القرآن، باب سجدة تنزيل السجدة، ومسلم رقم (880) في الجمعة، باب ما يقرأ في يوم الجمعة، والنسائي 2 / 159 في الافتتاح، باب القراءة في الصبح يوم الجمعة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح.
1- أخرجه أحمد (2/340) قال: حدثنا يحيى. وفي (2/472) قال: حدثنا وكيع وعبد الرحمن. والدارمي (1550) قال: أخبرنا محمد بن يوسف. والبخاري (2/5) قال: حدثنا أبو نعيم. وفي (2/50) قال: حدثنا محمد بن يوسف. ومسلم (3/16) قال: حدثني زهير بن حرب. قال: حدثنا وكيع. والنسائي (2/159) وفي الكبرى (937) قال: أخبرنا محمد بن بشار قال: حدثنا يحيى بن سعيد. ح وأنبأنا عمرو بن علي. قال: حدثنا عبد الرحمن.
خمستهم - يحيى بن سعيد، ووكيع، وعبد الرحمن بن مهدي، ومحمد بن يوسف، وأبو نعيم - عن سفيان.
2- وأخرجه مسلم (3/16) قال: حدثني أبو الطاهر. وابن ماجة (823) قال: حدثنا حرملة بن يحيى. كلاهما - أبو الطاهر وحرملة - عن عبد الله بن وهب، عن إبراهيم بن سعد.
كلاهما - سفيان، وإبراهيم بن سعد - عن سعد بن إبراهيم، عن عبد الرحمن الأعرج، فذكره.(5/336)
3438 - (ط) عروة بن الزبير - رضي الله عنهما -: «أن أبا بكر الصِّديق صلى الصُّبح، فقرأَ فيها بسورة البقرة في الركعتين كلتيهما» . أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 1 / 82 في الصلاة، باب القراءة في الصبح، وإسناده منقطع، لأن عروة لم يدرك أبا بكر، ولكن ورد في " مصنف عبد الرزاق " وصححه الحافظ في " الفتح " عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه أم الصحابة في صلاة الصبح بسورة البقرة، فقرأها في الركعتين، قال الحافظ: وروى الدارقطني بإسناد قوي عن ابن عباس أنه قرأ الفاتحة وآية من البقرة في كل ركعة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في الموطأ مع شرح الزرقاني (1/247) عن هشام بن عروة عن أبيه أن أبا بكر الصديق فذكره. قال الزرقاني: «هذا منقطع لأن عروة ولد في أوائل خلافة عثمان، لكنه ورد عن أنس وغيره، فلعل عروة حمله عن أنس أو غيره» .(5/336)
3439 - (ط) الفرافصة بن عمير الحنفي (1) قال: ما أخذتُ سورة «يوسف» إلا من قراءة عثمان بن عفانَ إياها في الصبح، من كثرة ما كان يُرَدِّدُها. أخرجه الموطأ (2) .
__________
(1) في المطبوع: الفرافصة بن حمير، وهو تحريف، والحنفي نسبة إلى بني حنيفة، قبيلة من العرب، المدني، وثقه ابن حبان والعجلي وقد وافق اسمه اسم والد زوجة عثمان بن عفان التي كانت عنده حين قتل، واسمها نائلة بنت الفرافصة بن الأحوص بن عمرو بن ثعلبة.
(2) 1 / 82 في الصلاة، باب القراءة في الصبح، والفرافصة بن عمير الحنفي لم يوثقه غير ابن حبان والعجلي، وباقي رجاله ثقات.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في الموطأ بشرح الزرقاني (1/248) عن يحيى بن سعيد، وربيعة بن أبي عبد الرحمن عن القاسم بن محمد أن الفرافصة بن عمير الحنفي. فذكره.(5/336)
3440 - (خ) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قرأ في الأولى من الصُّبح بأربعين آية من «الأنفال» ، وفي الثانية بسورة من المفصَّل. أخرجه ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وقد رواه البخاري تعليقاً 2 / 212 في صفة الصلاة، باب الجمع بين السورتين في ركعة والقراءة بالخواتيم وبسورة قبل سورة وبأول سورة، قال الحافظ في " الفتح ": وصله عبد الرزاق بلفظه من رواية عبد الرحمن بن يزيد النخعي، وأخرجه هو وسعيد بن منصور من وجه آخر عن عبد الرزاق بلفظ: فافتتح (الأنفال) حتى بلغ {ونعم النصير} .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه البخاري تعليقا (2/298) في صفة الصلاة، باب الجمع بين السورتين في ركعة والقراءة بالخواتيم وبسورة قبل سورة وبأول سورة، قال الحافظ في الفتح: وصله عبد الرزاق بلفظه من رواية عبد الرحمن بن يزيد النخعي وأخرجه هو وسعيد بن منصور من وجه آخر عن عبد الرزاق بلفظ فافتتح (الأنفال) حتى بلغ {ونعم النصير} .(5/337)
3441 - (ط) عامر بن ربيعة (1) قال: صلينا وراء عمر بن الخطاب الصُّبح، فقرأ فيها بسورة «يوسف» ، وسورة «الحج» ، قراءة بطِيئة، قيل له: إذاً لقد كان يقوم حين يَطْلُعُ الفجر؟ قال: «أجل» أخرجه الموطأ (2) .
__________
(1) في نسخ الموطأ المطبوعة: عبد الله بن عامر بن ربيعة.
(2) 1 / 82 في الصلاة، باب القراءة في الصبح، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في الموطأ بشرح الزرقاني (1/247) عن هشام بن عروة عن أبيه أنه سمع عبد الله بن عامر بن ربيعة يقول. فذكره.
قال الزرقاني: زيادة في الإسناد خالف فيها مالك أصحاب هشام أبا أسامة ووكيعا وحاتما فقالوا عن هشام: أخبرني عبد الله بن عامر، ولم يقولوا عن أبيه. قاله مسلم.(5/337)
3442 - (ط) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: «كان يقرأُ في الصُّبح في السَّفَر بالعَشْرِ السُّورِ الأُولِ من المفصَّل: في كل ركعة بأُمِّ القرآن وسورة» . أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 1 / 82 في الصلاة، باب القراءة في الصبح، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في الموطأ بشرح الزرقاني (1/248) عن نافع أن عبد الله بن عمر، فذكره.(5/337)
3443 - (خ) (عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - «قرأ في الركعة الأولى من الصبح مائة وعشرين آية من «البقرة» ، وفي الثانية بسورة من المثاني» . أخرجه ... (1) .
__________
(1) في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وذكره البخاري تعليقاً 2 / 212 في الأذان، باب الجمع بين السورتين في ركعة، قال الحافظ في " الفتح ": وصلة ابن أبي شيبة من طريق أبي رافع، قال: كان عمر يقرأ في الصبح بمائة من البقرة ويتبعها بسورة من المثاني.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
ذكره البخاري تعليقا (2/298) في الأذان باب الجمع بين السورتين في ركعة قال الحافظ في الفتح: وصله أن أبي شيبة من طريق أبي راقع قال: كان عمر يقرأ في الصبح بمائة من البقرة ويتبعها بسورة من المثاني.(5/337)
3444 - (خ) الأحنف بن قيس قرأ في الأولى بـ «الكهف» وفي الثانية [ص:338] بـ «يوسف» - أو يونس - وذكر أنه صلى مع عمر الصبح بهما أخرجه (1) .
__________
(1) في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وذكره البخاري تعليقاً 2 / 212 في الأذان، باب الجمع بين السورتين في ركعة، قال الحافظ في " الفتح ": وصله جعفر الفريابي في كتاب الصلاة له من طريق عبد الله بن شقيق قال: صلى بنا الأحنف ... فذكره وقال في الثانية: يونس، ولم يشك، قال: وزعم أنه صلى خلف عمر كذلك، ومن هذا الوجه أخرجه أبو نعيم في " المستخرج ".
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
ذكره البخاري تعليقا (2/298) في الأذان باب الجمع بين السورتين في ركعة قال الحافظ في الفتح: وصله جعفر الفريابي في كتاب الصلاة له من طريق عبد الله بن شقيق قال: صلى بنا الأحنف ... فذكره. وقال في الثانية يونس ولم يشك، قال: وزعم أنه صلى خلف عمر كذلك. ومن هذا الوجه أخرجه أبو نعيم في المستخرج.(5/337)
3445 - (د) معاذ بن عبد الله الجهني «أن رجلاً من جهَيْنةَ أخبره أنه سمع رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قرأ في الصبح {إِذا زُلزِلَتْ} في الركعتين كلتيهما، فلا أدري أنَسِيَ، أم قرَأ ذلك عمداً» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (816) في الصلاة، باب الرجل يعيد سورة واحدة في الركعتين، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (816) حدثنا أحمد بن صالح ثنا ابن وهب أخبرني عمرو عن ابن أبي هلال عن معاذ بن عبد الله الجهني أن رجلا من جهينه أخبره، فذكره.(5/338)
صلاة الظهر والعصر
3446 - (خ م د س) أبو قتادة - رضي الله عنه - «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- كان يقرأ في الظهر في الأُولَيَيْنِ: بأُمِّ الكتاب وسورتين، وفي الركعتين الأُخرَييْنِ بأمِّ الكتاب، ويُسمِعُنَا الآية أحياناً، ويطِيلُ في الركعة الأولى ما لا يطيل في الركعة الثانية، وهكذا في العصر، وهكذا في الصبح» . وفي رواية «كذلك» هذه رواية البخاري ومسلم.
وفي رواية أبي داود، والنسائي قال: «كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- يُصَلِّي بنا، فيقرأ في الظهر والعصر في الركعتين الأوُليين بفاتحة الكتاب وسورتين، ويسمعنا الآيةَ أحياناً وكان يُطَوِّلُ الركعة الأولى من الظهر ويُقَصِّرُ الثانية، وكذلك في الصُّبح» . ولم يذكر مُسِّدد «فاتحة [ص:339] الكتاب وسورة» وفي أخرى لأبي داود ببعض هذا، وزاد في الأُخريين بفاتحة الكتاب، قال: «وكان يُطَوِّل في الركعة الأولى ما لا يطوِّل في الثانية، وهكذا في صلاة العصر، وهكذا في صلاة الغداة» .
زاد في رواية: «فظننا أنه يريد بذلك: أن يُدْرِك الناسُ الركعة الأولى» وفي أُخرى للنسائي قال: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يُصلِّي بنا الظهر، فيقرأُ في الركعتين الأوليين، يُسْمِعُنا الآية كذلك، وكان يُطِيل الركعة [الأولى] في صلاة الظهر، والركعة الأولى يعني: في الصُّبح» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 2 / 216 في صفة الصلاة، باب يقرأ في الأخريين بفاتحة الكتاب، وباب القراءة في العصر، وباب إذا سمع الإمام الآية، وباب يطول في الركعة الأولى، ومسلم رقم (451) في الصلاة، باب القراءة في الظهر والعصر، وأبو داود رقم (798) و (799) و (800) في الصلاة، باب ما جاء في القراءة في الظهر، والنسائي 2 / 164 و 165 في الافتتاح، باب تطويل القيام في الركعة الأولى من صلاة الظهر، وباب إسماع الإمام الآية في الظهر، وباب تقصير القيام في الركعة الثانية من الظهر، وباب القراءة في الركعتين الأوليين من صلاة الظهر، وباب القراءة في الركعتين الأوليين من العصر.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (5/295 و 301) قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم. قال: حدثنا هشام الدستوائي. وفي (5/297 و 310) قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا علي بن المبارك. وفي (5/300) قال: حدثنا يونس. قال: حدثنا أبان. وفي (5/305) حدثنا مخلد بن يزيد الحراني. قال: حدثنا الأوزاعي. وفي (5/305) قال: حدثنا سويد بن عمرو الكلبي. قال: حدثنا أبان بن يزيد العطار. وفي (5/305) قال: حدثنا أبو المغيرة. قال: حدثنا الأوزاعي. وفي (5/307) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا همام. وفي (5/308) قال: حدثنا يزيد بن هارون. قال: أخبرنا همام بن يحيى وأبان بن يزيد. وفي (5/309) قال: حدثنا أبو سعيد. قال: حدثنا حرب، يعني ابن شداد. وفي (5/311) قال: حدثنا محمد بن أبي عدي، عن الحجاج، يعني ابن أبي عثمان الصواف. وفي (5/311) قال: حدثنا الضحاك بن مخلد، عن الأوزاعي. وعبد بن حميد (198) قال: أخبرنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر. والدارمي (1295) قال: أخبرنا أبو المغيرة. قال: حدثنا الأوزاعي. وفي (1296) قال: أخبرنا أبو عاصم، عن الأوزاعي. وفي (1297) قال: أخبرنا يزيد بن هارون. قال: أخبرنا همام. والبخاري (1/193) قال: حدثنا أبو نعيم. قال: حدثنا شيبان. وفي (1/193) قال: حدثنا المكي بن إبراهيم، عن هشام. وفي (1/197) . وفي جزء القراءة (239 و 288) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. قال: حدثنا همام. وفي (1/197) قال: حدثنا محمد بن يوسف. قال: حدثنا الأوزاعي. وفي (1/198) قال: حدثنا أبو نعيم. قال: حدثنا هشام. وفي جزء القراءة خلف الإمام (238) قال: حدثنا (.....) - كذا - قال: حدثنا أبان بن يزيد وهمام بن يحيى. وفي (286) قال: حدثنا أبو عاصم، عن الأوزاعي. ومسلم (2/37) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا يزيد ابن هارون. قال: أخبرنا همام وأبان بن يزيد. وأبو داود (798) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا يحيى، عن هشام بن أبي عبد الله. وفي (799) قال: حدثنا الحسن بن علي. قال: حدثنا يزيد بن هارون. قال: أخبرنا همام وأبان بن يزيد العطار. وفي (800) قال: حدثنا الحسن بن علي. قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر. وابن ماجه (829) قال: حدثنا بشر بن هلال الصواف. قال: حدثنا يزيد بن زريع. قال: حدثنا هشام الدستوائي. والنسائي (2/164) . وفي الكبرى (956) قال: أخبرنا يحيى بن درست البصري. قال: حدثنا أبو إسماعيل، وأبو إسماعيل: إبراهيم بن عبد الملك بصري. وفي (2/164) . وفي الكبرى (957) قال: أخبرنا عمران بن يزيد بن خالد بن مسلم، يعرف بابن أبي جميل الدمشقي. قال: حدثنا إسماعيل بن عبد الله بن سماعة. قال: حدثنا الأوزاعي. وفي (2/165) وفي الكبرى (958) قال: أخبرنا عبيد الله بن سعيد. قال: حدثنا معاذ بن هشام. قال: حدثني أبي. وفي (2/165) قال: أخبرنا محمد بن المثنى. قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. قال: حدثنا أبان بن يزيد. وابن خزيمة (503) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، ومحمد بن رافع. قالا: حدثنا يزيد بن هارون. قال: أخبرنا همام وأبان بن يزيد. وفي (504) قال: حدثنا محمد بن ميمون المكي. (قال: حدثنا الوليد بن مسلم قال: حدثنا الأوزاعي) . وفي (507) قال: حدثنا علي بن سهل الرملي. قال: حدثنا الوليد، يعني ابن مسلم. قال: حدثني أبو عمرو، وهو الأوزاعي. (ح) وحدثنا بحر بن نصر الخولاني. قال: حدثنا بشر بن بكر. قال: حدثنا الأوزاعي. وفي (1580) قال: حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء. قال: حدثنا أبو خالد. قال: أخبرنا سفيان، عن معمر. وفي (1588) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا يحيى. قال: حدثنا هشام.
عشرتهم (هشام بن أبي عبد الله الدستوائي، وعلي بن المبارك، وأبان بن يزيد، والأوزاعي، وهمام بن يحيى، وحرب بن شداد، والحجاج الصواف، ومعمر، وشيبان، وأبو إسماعيل القناد - عن يحيى بن أبي كثير، عن عبد الله بن أبي قتادة. فذكره.
- وأخرجه أحمد (4/383) ومسلم (2/37) قال: حدثنا محمد بن المثنى العنزي. وأبو داود (798) قال: حدثنا ابن المثنى. وابن ماجة (819) قال: حدثنا أبو بشر بكر بن خلف. والنسائي (2/166) . وفي الكبرى (960) قال: أخبرنا قتيبة.
أربعتهم - أحمد بن حنبل، ومحمد بن المثنى، وبكر بن خلف، وقتيبة - عن محمد بن أبي عدي، عن حجاج الصواف، عن يحيى بن أبي كثير، عن عبد الله بن أبي قتادة وأبي سلمة، عن أبي قتادة، نحوه.(5/338)
3447 - (خ د) عبد الله بن سخبرة - رضي الله عنه - قال: «سأَلنا خَبَّاباً: أكان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يقرأ في الظهر والعصر؟ قال: نعم، قلت: بأي شيء كنتم تعرفون قراءَته؟ قال: باضطراب لِحْيتِهِ» . أخرجه البخاري وأبو داود (1) .
__________
(1) رواه البخاري 2 / 204 في صفة الصلاة، باب القراءة في الظهر، وباب رفع البصر إلى الإمام في الصلاة، وباب القراءة في العصر، وباب من خافت القراءة في الظهر والعصر، وأبو داود رقم (801) في الصلاة، باب ما جاء في القراءة في الظهر.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1- أخرجه الحميدي (156) . وابن خزيمة (505) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء (ح) وحدثنا أحمد بن عبدة، وسعيد بن عبد الرحمن المخزومي. أربعتهم - الحميدي، وعبد الجبار، وابن عبدة، والمخزومي - قالوا حدثنا سفيان بن عيينة.
2- وأخرجه أحمد (5/109 و 110) . وابن خزيمة (506) قال: حدثنا بشر بن خالد العسكري. كلاهما - أحمد، وبشر بن خالد. قالا: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة.
3- وأخرجه أحمد (5/109) . وابن ماجة (826) قال: حدثنا علي بن محمد. وابن خزيمة (506) قال: حدثنا يعقوب الدورقي، وسلم بن جنادة. أربعتهم - أحمد، وعلي، والدورقي، وسلم - قالوا: حدثنا وكيع.
4- وأخرجه أحمد (5/109) قال: حدثنا عبد الرحمن. والبخاري (1/193) قال: حدثنا محمد بن يوسف. كلاهما - عبد الرحمن، وابن يوسف - قالا: حدثنا سفيان (الثوري) .
5- وأخرجه أحمد (5/110 و 112) ، (6/395) . والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (3517) عن هناد بن السري. وابن خزيمة (505) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي. ثلاثتهم (أحمد، وهناد، والدورقي) عن أبي معاوية.
6- وأخرجه أحمد (5/110) قال: حدثنا ابن نمير.
7- وأخرجه البخاري (1/190) قال: حدثنا موسى. وأبو داود (801) قال: حدثنا مسدد. كلاهما - موسى، ومسدد - قالا: حدثنا عبد الواحد بن زياد.
8- وأخرجه البخاري (1/193) . وفي جزء القراءة خلف الإمام (295) قال: حدثنا عمر بن حفص،. قال: حدثنا أبي.
9- وأخرجه البخاري (1/197) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا جرير.
10- وأخرجه ابن خزيمة (505) قال: حدثنا محمد بن العلاء بن كريب، قال: حدثنا أبو أسامة.
عشرتهم - ابن عيينة، وشعبة، ووكيع، والثوري، وأبو معاوية، وابن نمير، وعبد الواحد، وحفص، وجرير، وأبو أسامة - عن الأعمش، عن عمارة عن عمير، عن أبي معمر، فذكره.(5/339)
3448 - (د) عبد الله بن عباس قال: «لا أدري أكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقرأ في الظهر والعصر، أم لا؟» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (809) في الصلاة، باب قدر القراءة في صلاة الظهر والعصر، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " رقم (2246) , (2332) ، وهو حديث صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (1/249) (2246) قال: حدثنا سريج بن النعمان، قال: حدثنا هشيم. وفي (1/257) (2332) قال: حدثنا عثمان، قال: حدثنا جرير. وأبو داود (809) قال: حدثنا زياد بن أيوب، قال: حدثنا هشيم.
كلاهما - هشيم، وجرير - عن حصين بن عبد الرحمن، عن عكرمة، فذكره.(5/340)
3449 - (د س) عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة قال: «دخلتُ على ابن عباس في شباب من بني هشام، فقلنا لشابّ مِنا: سَلْ ابنَ عباس: أكان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يقرأ في الظهر والعصر؟ فقال: لا، لا. فقيل له: فلعلَّه كان يقرأُ في نفسه؟ فقال: خَمْشاً، هذه شر من الأولى، كان عبداً مأموراً، بلَّغ ما أُرسل به، وما اختَصَّنا دون الناس بشيء، إلا بثلاثِ خصال: أُمَرنا أن نُسْبِغ الوضوءَ، وأن لا نأكل الصدقة، وأن لا نُنْزِي الحمار على الفرس» . أخرجه أبو داود والنسائي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(خَمْشاً) : دعاء عليه بأن يُخْمَش وجهه أو جلده، كما يقال: جَدْعاً وصَلْباً.
(نُنْزِي) : نزا الحمار على الأتان: إذا علا عليها، وأنزيته أنا.
__________
(1) رواه أبو داود رقم (808) في الصلاة، باب قدر القراءة في صلاة الظهر والعصر، والنسائي 6 / 224 و 225 في الخيل، باب التشديد في حمل الحمير على الخيل، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " رقم (2238) ، وهو حديث صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي كان رسول الله عبدا مأمورا ما اختصنا دون الناس بشيء إلا بثلاث، ولم يذكر أول الحديث. وفي حديث يحيى بن حبيب بن عربي (النسائي) وأحمد بن عبده (ابن ماجة) أمرنا بإسباغ الوضوء - حسب. وأبو داود في الصلاة (132:4) عن مسدد عن عبد الوارث عن أبي جهضم موسى بن سالم عنه به. والترمذي في الجهاد (49) عن أبي كريب عن إسماعيل بن إبراهيم عن أبي جهضم به. وقال: حسن صحيح. وقد روى الثوري عن أبي جهضم هذا فقال: عن عبيد الله بن عبد الله، وسمعت محمد يقول حديث الثوري غير محفوظ - وهم فيه الثوري. والنسائي في الخيل (10:2) عن حميد بن مسعدة - وفي الطهارة (106:1) عن يحيى بن حبيب بن عربي - وابن ماجه في الطهارة (49:1) عن أحمد بن عبدة الضبي ثلاثتهم عن حماد بن زيد عن أبي جهضم به إلا أن في حديث أحمد بن عبدة - موسى بن جهضم أبو جهضم- وهو وهم راجع تحفة الأشراف (5/42) .(5/340)
3450 - (خ م د س) جابر بن سمرة - رضي الله عنه - قال: «قال [ص:341] عمر لسعد: قد شَكوْكَ في كلِّ شيء، حتى في الصلاة. قال: أمَّا أنا فأمُدُّ في الأُولَيْين، وأَحْذِف في الأُخريَيْن، ولا آلُو ما اقتديتُ به من صلاة رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، قال: صدقتَ، ذلك الظَّن بك - أَو ظَنِّي بك -» أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي.
وفي أخرى له، قال: «وقع ناس من أهل الكوفة في سعد عند عمرَ فقالوا: والله ما يحسنُ الصلاةَ، فقال: أمَّا أنا فأصَلي بهم صلاةَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، لا أَخرِمُ منها: أركُدُ في الأُوليين، وأحذِف في الأُخريين، قال: ذلك الظنُّ بك» . وقد أخرجه البخاري بأطول من هذا، وهو مذكور في مناقب سعد بن أبي وقاص في «كتاب الفضائل» من حرف الفاء (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(لا آلُو) : يقال: ما آليت في هذا الأمر، وما آلوا: أي ما قصرت وما أُقصِّر.
(أرْكُدُ) : بمعنى: أثبت وأدوم وأسكن.
(لا أخرِمُ) : يقال: ما خرمت من فعل فلان شيئاً، أي: ما تركت.
__________
(1) رواه البخاري 2 / 208 في صفة الصلاة، باب يطول في الأوليين ويحذف الأخريين، وباب القراءة للإمام والمأموم في الصلوات كلها في الحضر والسفر، وباب القراءة في الظهر، ومسلم رقم (453) في الصلاة، باب القراءة في الظهر والعصر، وأبو داود رقم (803) في الصلاة، باب تخفيف الأخريين، والنسائي 2 / 174 في الافتتاح، باب الركود في الركعتين الأوليين.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه الحميدي (72) قال: حدثنا سفيان. وفي (73) قال: حدثنا جرير بن عبد الحميد. وأحمد (1/176) (1518) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أنبأنا سفيان (الثوري) . وفي (1/179) (1548) قال حدثنا سفيان (ابن عيينة) . وفي (1/180) (1557) قال: حدثنا جرير بن عبد الحميد. والبخاري (1/192) قال: حدثنا موسى، قال: حدثنا أبو عوانة. وفي (1/هامش 193) قال: حدثنا أبو النعمان، قال: حدثنا أبو عوانة. ومسلم (2/38) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: أخبرنا هشيم. (ح) وحدثنا قتيبة بن سعيد، وإسحاق بن إبراهيم، عن جرير، والنسائي (2/174) ، وفي الكبرى (985) قال: أخبرنا حماد بن إسماعيل بن إبراهيم بن علية أبو الحسن، قال: حدثنا أبي، عن داود الطائي. وابن خزيمة (508) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، قال: حدثنا هشيم. (ح) وحدثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي، قال: حدثنا سفيان بن عيينة. ستتهم - ابن عيينة، وجرير، والثوري، وأبو عوانة، وهشيم، وداود الطائي - عن عبد الملك بن عمير.
2- وأخرجه أحمد (1/175) (1510) قال: حدثنا محمد بن جعفر، (ح) وبهز، وعفان. والبخاري (1/194) قال: حدثنا سليمان بن حرب. ومسلم (2/38) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. وأبو داود (803) قال: حدثنا حفص بن عمر. والنسائي (2/147) ، وفي الكبرى (984) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. سبعتهم - محمد بن جعفر، وبهز، وعفان، وسليمان بن حرب، وابن مهدي، وحفص بن عمر، ويحيى بن سعيد - عن شعبة، عن أبي عون محمد بن عبيد الله.
3- وأخرجه مسلم (2/38) قال: حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا ابن بشر، عن مسعر، عن عبد الملك، وأبي عون.
كلاهما - عبد الملك بن عمير، وأبو عون - عن جابر بن سمرة، فذكره.(5/340)
3451 - (د ت س) جابر بن سمرة - رضي الله عنه - «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يقرأُ في الظهر والعصر بـ {السماء ذَاتِ البُرُوج} ، {والسماء والطارق} ونحوهما من السُّور» أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (805) في الصلاة، باب قدر القراءة في صلاة الظهر والعصر، والترمذي رقم (307) في الصلاة، باب ما جاء في القراءة في الظهر والعصر، والنسائي 2 / 166 في الافتتاح، باب القراءة في الأوليين من صلاة العصر، وهو حديث صحيح، صححه الترمذي وغيره.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (5/103) قال: حدثنا يزيد بن هارون. وفي (5/106) قال: حدثنا بهز. وفي (5/108) قال: حدثنا عبد الرحمن، وعفان. والدارمي (1294) .قال: أخبرنا أبو الوليد الطيالسي. والبخاري في جزء القراءة (296) وسقط شيخه من المطبوع الذي روي عن حماد بن سلمة. وأبو داود (805) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. والترمذي (307) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا يزيد بن هارون. والنسائي (2/166) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا عبد الرحمن.
ستتهم - يزيد، وبهز، وعبد الرحمن، وعفان، وأبو الوليد، وموسى - عن حماد بن سلمة، عن سماك بن حرب، فذكره.(5/342)
3452 - (م د س) جابر بن سمرة - رضي الله عنه - قال: «كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- يقرأ في الظهر بـ {الليل إذا يغشى} وفي العصر نحوَ ذلك، وفي الصبح أطولَ من ذلك» .
وفي أخرى «كان يقرأُ في الظهر بـ {سبِّح اسم ربِّك الأعلى} وفي الصبح بأطولَ من ذلك» . أخرجه مسلم وأبو داود، وأخرج النسائي الأولى (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (458) و (459) و (460) في الصلاة، باب القراءة في الصبح، وأبو داود رقم (806) في الصلاة، باب قدر القراءة في صلاة الظهر والعصر، والنسائي 2 / 166 في الافتتاح، باب القراءة في الركعتين الأوليين من صلاة العصر.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (5/101 و 108) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. وفي (5/86 و 88) قال: حدثنا سليمان بن داود. ومسلم (2/40) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. وفي (2/40) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو داود الطيالسي. وأبو داود (806) قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ، قال: حدثنا أبي. والنسائي (2/166) قال: أخبرنا إسحاق بن منصور، قال: حدثنا عبد الرحمن. وابن خزيمة (510) قال: حدثنا يحيى بن حكيم ويعقوب بن إبراهيم الدورقي، قالا: حدثنا أبو داود. ثلاثتهم - عبد الرحمن، وأبو داود، ومعاذ - قالوا حدثنا شعبة عن سماك فذكره.(5/342)
3453 - (س) البراء بن عازب - رضي الله عنه - قال: «كنا نصلي خلْفَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- الظهرَ، فنسمع منه الآية بعد الآيات من {لقمان} و {الذاريات} » أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 2 / 163 في الافتتاح، باب القراءة في الظهر، وهو حديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه ابن ماجة (830) قال: حدثنا عقبة بن مكرم. والنسائي (2/163) قال: أخبرنا محمد بن إبراهيم بن صدران.
قالا: - عقبة، وابن صدران - حدثنا سلم بن قتيبة عن هاشم بن البريد عن أبي إسحاق فذكره.(5/342)
3454 - (س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - صلى الظهر، فلما فرغ قال: إني صليتُ مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- صلاة الظهر فقرأ بهاتين السورتين: [ص:343] بـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأعلى} و {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الغَاشِيَةِ} أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 2 و 163 و 164 في الافتتاح، باب القراءة في الظهر، وفي سنده أبو بكر بن النضر بن أنس وهو مجهول، ولكن للحديث شواهد بمعناه يقوى بها.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (2/163) قال: أخبرنا محمد بن شجاع المروذي قال: حدثنا أبو عبيدة الحداد عن عبد الله بن عبيد قال: سمعت أبا بكر بن النضر. فذكره.(5/342)
3455 - (د) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- سجد في صلاة ثم قام فركع، فرأَوْا أنه قرأ {تنزيل السجدة} أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (807) في الصلاة، باب قدر القراءة في صلاة الظهر والعصر، وفي سنده أمية وهو مجهول.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/83) (5556) قال: حدثنا يزيد بن هارون. وأبو داود (807) قال: حدثنا محمد بن عيسى، قال: حدثنا يزيد بن هارون، وهشيم.
كلاهما - يزيد بن هارون وهشيم - عن سليمان التيمي، عن أبي مجلز، فذكره.
- أخرجه أبو داود (807) قال: حدثنا محمد بن عيسى، قال: حدثنا معتمر بن سليمان التيمي، عن أمية، عن أبي مجلز، فذكره.(5/343)
صلاة المغرب
3456 - (خ م ط د ت س) أم الفضل - رضي الله عنها -: قالت: «سمعتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- يقرأ في المغرب بـ {المُرْسَلاتِ عُرْفاً} ثم ما صلى لنا بعدها حتى قبضه الله» .
وفي أخرى «ثم ما صلى بعدُ، حتى قبضه الله عز وجل» .
وفي أخرى قال ابن عباس: «إن أم الفضل سمعتْه يقرأُ {والمرْسلاتِ عُرفاً} فقالت: يا بُنيَّ، لقد ذكرَّ تني بقراءتك هذه السورة، إنها لآخر ما سمعتُ من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- يقرأ بها في المغرب» . أخرجه البخاري ومسلم، وأخرجه الموطأ وأبو داود الرواية الآخرة.
وفي رواية الترمذي، قالت: خرج إلينا رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- وهو عاصِب رأسَه في مرضه، فصلى المغرب، فقرأ بـ {المرسلاتِ عُرفاً} فما صلاها بعدُ حتى لَقي الله، وفي رواية النسائي، قالت: صلى بنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في بيته المغربَ، فقرأ {والمرسلاتِ} ما صلى بعدها صلاة، حتى قُبض - صلى الله عليه وسلم [ص:344] وفي أخرى: «أنها سمعت النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- يقرأ في المغرب بـ المرسلاتِ» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(عُرفاً) : بمعنى العُرْف الذي هو نقيض النُّكر، أي: أُرسلن للمعروف والإحسان، وقيل: أراد: أُرسلن متتابعة كتتابع شعر العُرْف.
__________
(1) رواه البخاري 2 / 204 في صفة الصلاة، باب القراءة في المغرب، وفي المغازي، باب مرض النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته، ومسلم رقم (462) في الصلاة، باب القراءة في الصبح، والموطأ 1 / 78 في الصلاة، باب القراءة في المغرب والعشاء، وأبو داود رقم (810) في الصلاة، باب القراءة في المغرب، والترمذي رقم (308) في الصلاة، باب القراءة في المغرب، والنسائي 2 / 168 في الافتتاح، باب القراءة في المغرب بـ (المرسلات) .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مالك في الموطأ (71) والحميدي (338) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (6/338) قال: حدثنا سفيان بن عيينة وفي (6/340) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر. وفي (6/340) قال: قرأت على عبد الرحمن بن مهدي: مالك (ح) وحدثنا حماد بن خالد، قال: حدثنا مالك. وعبد بن حميد (1585) قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا ابن عيينة. والدارمي (1298) قال: أخبرنا عثمان بن عمر، قال: أخبرنا يونس. والبخاري (1/193) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: أخبرنا مالك. وفي (6/11) قال: حدثنا يحيى بن بكير، قال: حدثنا الليث، عن عقيل. ومسلم (2/40) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: قرأت على مالك. وفي (2/41) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وعمرو الناقد، قالا: حدثنا سفيان ح وحدثني حرملة بن يحيى، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، وعبد بن حميد، قالا: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر ح وحدثنا عمرو الناقد، قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد، قال: حدثنا أبي، عن صالح. وأبو داود (810) قال: حدثنا القعنبي، عن مالك. وابن ماجة (831) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وهشام بن عمار، قالا: حدثنا سفيان بن عيينة والترمذي (308) قال: حدثنا هناد، قال: حدثنا عبدة بن سليمان، عن محمد بن إسحاق. والنسائي (2/168) وفي الكبرى (968) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا سفيان. وفي الكبرى «تحفة الأشراف» (12/18052) عن محمد بن سلمة، والحارث بن مسكين، كلاهما عن ابن القاسم، عن مالك. وابن خزيمة (519) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء، قال: حدثنا سفيان ح وحدثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي، قال: حدثنا سفيان (ح) وحدثنا عبد الله بن محمد الزهري، قال: حدثنا سفيان ح وحدثنا علي بن خشرم، قال: أخبرنا ابن عيينة (ح) وحدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، قال: حدثنا سفيان.
سبعتهم - مالك، وسفيان، ومعمر، ويونس، وعقيل، وصالح، ومحمد بن إسحاق - عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، عن عبد الله بن عباس، فذكره.(5/343)
3457 - (خ د س) مروان بن الحكم قال: «قال لي زيد بن ثابت: مالكَ تقرأ في المغرب بقصار المفصَّل، وقد سمعتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- يقرأ بطُولى الطُّوليْين؟» . هذه رواية البخاري.
وزاد أبو داود: قال: قلتُ: وما طُولَى الطُّوليين؟ قال: «الأعراف» .
قال: وسألت أنا ابنَ أبي مُليكة؟ فقال لي من قِبَلِ نفسه «المائدة» و «الأعراف» .
وفي رواية النسائي، قال: «ما لي أراك تقرأ في المغرب بقصار السور، وقد رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقرأ فيها بأطول الطُّولييْن؟» قلت: يا أبا عبد الله، ما أطول الطولَيين؟ قال: «الأعراف» .
وفي أخرى له: «أنه قال لمروان: يا أبا عبد الملك، أتقرأُ في المغرب [ص:345] بـ {قل هو الله أحد} و {إنا أَعطيناك الكوثر} ؟ قال: نعم، قال فمحلوفُهُ (1) لقد رأَيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقرأ فيها بأطول الطُّوليين: {المص} » (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(طُولى الطُّوليين) : قال الخطابي: أصحاب الحديث يقولون: «طِوَلَ الطُّوليين» قال: وهو خطأ، فإن الطِّوَل: الحبل، وإنما هو: «طُولى الطُّوليين» أي أطول السورتين. وطُولى: فُعلى، بوزن: حُبلى، وهو تأنيث أطول، والطُّوليين تثنيتها.
__________
(1) أراد بالمحلوف: الله الذي لا يستحق الحلف إلا به، والخبر المحذوف، أي: الله قسمي.
(2) رواه البخاري 2 / 204 و 205 في صفة الصلاة، باب القراءة في المغرب، وأبو داود رقم (812) في الصلاة، باب قدر القراءة في المغرب، والنسائي 2 / 169 و 170 في الافتتاح، باب القراءة في المغرب بـ (المص) .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد 50/187) قال: حدثنا سليمان بن داود، قال: أخبرنا عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن هشام بن عروة.
2- وأخرجه أحمد (5/188) قال: حدثنا محمد بن جعفر. وفي (5/189) قال: حدثنا عبد الرزاق، وابن بكر. والبخاري (1/194) قال: حدثنا أبو عاصم. وأبو داود (812) قال: حدثنا الحسن بن علي، قال: حدثنا عبد الرزاق. والنسائي (2/170) وفي الكبرى (972) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا خالد. وابن خزيمة (515) قال: حدثنا بندار، قال: حدثنا أبو عاصم. وفي (516) قال: حدثنا محمد بن معمر القيسي، قال: حدثنا روح بن عبادة. (ح) وحدثنا الحسين بن مهدي، قال: حدثنا عبد الرزاق. ستتهم - محمد بن جعفر، وعبد الرزاق، وابن بكر، وخالد، وأبو عاصم، وروح - عن ابن جريج، قال: حدثني ابن أبي مليكة.
كلاهما - هشام، وابن أبي مليكة - عن عروة، عن مروان، فذكره.(5/344)
3458 - (س) عائشة - رضي الله عنها -: «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- صلى المغرب بسورة «الأعراف» ، فرَّقها في ركعتين» أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 2 / 170 في الافتتاح، باب القراءة في المغرب بـ (المص) ، وهو حديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (2/170) قال: أخبرنا عمرو بن عثمان قال: حدثنا بقية، وأبو حيوة عن ابن أبي حمزة قال: حدثنا هشام بن عروة عن أبيه فذكره.(5/345)
3459 - (خ م ط د س) جبير بن مطعم - رضي الله عنه - قال: «سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقرأُ في المغرب بـ {الطُّورِ} » . زاد في رواية «فلما بلغ هذه الآية: {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الخَالِقُونَ. أَمْ خَلَقُوا السَّمَاواتِ وَالأَرْضَ بَلْ لاَ يُوقِنُونَ. أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ المُسَيْطِرُونَ} [الطور: 35، 37] كاد قلبي أن يطيرَ» . [ص:346]
قال سفيان: «فأمَّا أنا فلم أسمع هذه الزيادة» . وفي رواية: «أن جبير بن مطعم - وكان جاء في أسارَى بدر - ... » وذكر الحديث. أخرجه البخاري ومسلم. وأخرج الموطأ وأبو داود والنسائي الرواية الأولى (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(المُسَيْطر) : بالسين والصاد: المسلط على القوم، القاهر [لهم] ، يقال: تسيطر علينا يتسيطر، وسيطر يسيطر: والأصل فيه السين والصاد مقلوبة منها لأجل الطاء.
__________
(1) رواه البخاري 2 / 206 في صفة الصلاة، باب الجهر في المغرب، وفي الجهاد، باب فداء المشركين، وفي المغازي، باب شهود الملائكة بدراً، وفي تفسير سورة (والطور) ، ومسلم رقم (463) في الصلاة، باب القراءة في الصبح، والموطأ 1 / 78 في الصلاة، باب القراءة في المغرب والعشاء، وأبو داود رقم (811) في الصلاة، باب قدر القراءة في المغرب، والنسائي 2 / 169 في الافتتاح، باب القراءة في المغرب بـ (الطور) .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه مالك في الموطأ ص (71) . وأحمد (4/85) قال: قرأت على عبد الرحمن، (ح) وحدثني حماد الخياط. والبخاري (1/194) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. ومسلم (2/41) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. وأبو داود (811) قال: حدثنا القعنبي. والنسائي (2/169) . وفي الكبرى (969) قال: أخبرنا قتيبة. وفي الكبرى (تحفة الأشراف) (3189) عن الحارث بن مسكين، عن عبد الرحمن بن القاسم. وابن خزيمة (514) قال: حدثنا بندار، قال: حدثنا يحيى. سبعتهم - عبد الرحمن بن مهدي، وحماد الخياط، وعبد الله بن يوسف، ويحيى، والقعنبي، وقتيبة، وابن قاسم - عن مالك.
2- وأخرجه الحميدي (556) . وأحمد (4/80) . والدارمي (1299) قال: أخبرنا محمد بن يوسف. والبخاري (6/175) قال: حدثنا الحميدي. ومسلم (2/41) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وزهير بن حرب. وابن ماجة (822) قال: حدثنا محمد بن الصباح. وابن خزيمة (514 و 1589) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء. (ح) وحدثنا علي بن خشرم، وسعيد بن عبد الرحمن المخزومي. تسعتهم - الحميدي، وأحمد، ومحمد بن يوسف، وأبو بكر، وزهير، ومحمد بن الصباح، وعبد الجبار، وابن خشرم، وسعيد - عن سفيان بن عيينة.
3- وأخرجه أحمد (4/83) قال: حدثنا محمد بن عبيد، قال: حدثنا محمد بن عمرو.
4- وأخرجه أحمد (4/84) . والبخاري (4/84) قال: حدثني محمود. وفي (5/110) قال: حدثني إسحاق بن منصور. ومسلم (2/41) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، وعبد بن حميد. خمستهم - أحمد، ومحمود، وإسحاق بن منصور، وإسحاق بن إبراهيم، وعبد بن حميد - عن عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر.
5- وأخرجه البخاري في خلق أفعال العباد ص (47) قال: حدثنا عبيد بن يعيش، قال: حدثنا يونس بن بكير، قال: حدثنا محمد بن إسحاق.
6- وأخرجه مسلم (2/41) قال: حدثنا حرملة بن يحيى، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس.
ستتهم - مالك، وسفيان، ومحمد بن عمرو، ومعمر، وابن إسحاق، ويونس - عن الزهري، عن محمد بن جبير بن مطعم، فذكره.(5/345)
3460 - (د) أبو عثمان النهدي قال: «صلَّيتُ خلْفَ ابن مسعود المغربَ، فقرأَ {قلْ هُوَ الله أحد} » أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (815) في الصلاة، باب من رأى التخفيف في المغرب، وفي سنده النزال بن عمار، لم يوثقه غير ابن حبان، وباقي رجاله ثقات.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (815) حدثنا عبيد الله بن معاذ ثنا أبي ثنا قرة عن النزال بن عمار عن أبي عثمان النهدي. فذكره.(5/346)
3461 - (س) عبد الله بن عتبة بن مسعود «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قرأ في صلاة المغرب بـ {حم الدخان} » . أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 2 / 169 في الافتتاح، باب القراءة في المغرب بـ {حم الدخان} ، وفي سنده معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب الهاشمي المدني، لم يوثقه غير ابن حبان والعجلي، وباقي رجاله ثقات.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخبرنا قتيبة عن مالك عن الزهري عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه، قال: فذكره.(5/346)
3462 - (ط) عبد الله الصنابحي قال: قدمتُ المدينةَ في خلافة أبي بكر الصِّدِّيق، فصلَّيتُ وراءه المغرب، فقرأ في الركعتين الأُوليَيْنِ بأُمِّ القرآن، وسورة سورة من قصار المفصل، ثم قام في الثالثة، فدنَوْتُ منه، حتى إنَّ ثِيابي لَتَكَادُ أن تَمسَّ ثيابَهُ، فمسعتُه قرأ بأُمِّ القرآن، وبهذه الآية {رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أنتَ الوهَّابُ} [آل عمران: 8] . أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 1 / 79 في الصلاة، باب القراءة في المغرب والعشاء، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في الموطأ بشرح الزرقاني (1/239) عن أبي عبيد مولى سليمان بن عبد الملك عن عبادة بن أنس عن قيس بن الحارث عن أبي عبد الله الصنابحي قال. فذكره.(5/347)
صلاة العشاء
3463 - (ت س) بريدة - رضي الله عنه - قال: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يقرأ في العشاء بـ {الشمس وضُحَاها} ونحوِها من السُّور» . أخرجه الترمذي، وعند النسائي «وأشباهها من السور» (1) .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (309) في الصلاة، باب ما جاء في القراءة في صلاة العشاء، والنسائي 2 / 173 في الافتتاح، باب القراءة في العشاء بـ {الشمس وضحاها} ، وقال الترمذي: هذا حديث حسن، وهو كما قال، قال الترمذي: وفي الباب عن البراء بن عازب وأنس.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (5/354) قال: حدثنا زيد بن الحباب. والترمذي (309) قال: حدثنا عبدة بن عبد الله الخزاعي، قال: حدثنا زيد بن الحباب. والنسائي (2/173) قال: أخبرنا محمد بن علي بن الحسن بن شقيق، قال: حدثنا أبي.
كلاهما - زيد بن الحباب، وعلي بن الحسن - قالا: حدثنا الحسين بن واقد، عن عبد الله بن بريدة، فذكره.(5/347)
3464 - (خ م د س ط ت) البراء بن عازب - رضي الله عنه - «أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- كان في سفر، فصلى العشاء الآخرة، فقرأ في إحدى الركعتين بـ {التين والزيتون} فما سمعت أحداً أحسنَ صوْتاً، أو قراءة، منه - صلى الله عليه وسلم-» أخرجه البخاري ومسلم. [ص:348]
وانتهت رواية أبي داود والنسائي عند قوله: {والتين} .
وفي رواية الموطأ والترمذي والنسائي، قال: «صليتُ مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- العشاءَ، فقرأ فيها بـ {التين والزيتون} » (1) .
__________
(1) رواه البخاري 2 / 208 في صفة الصلاة، باب الجهر في العشاء، وباب القراءة في العشاء، وفي تفسير سورة {والتين والزيتون} ، وفي التوحيد، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: الماهر بالقرآن مع الكرام البررة، ومسلم رقم (464) في الصلاة، باب القراءة في العشاء، والموطأ 1 / 79 و 80 في الصلاة، باب القراءة في المغرب والعشاء، وأبو داود رقم (1221) في الصلاة، باب قصر قراءة الصلاة في السفر، والترمذي رقم (310) في الصلاة، باب ما جاء في القراءة في العشاء، والنسائي 2 / 173 في الافتتاح، باب القراءة فيها بـ {والتين والزيتون} .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه مالك (الموطأ) ص (72) ، وأحمد (4/286) قال: حدثنا ابن نمير. وفيه (4/286) قال: حدثنا أبو خالد الأحمد. وفي (4/303) قال: حدثنا يزيد، وابن نمير. ومسلم (2/41) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا ليث. وابن ماجة (834) قال: حدثنا محمد بن الصباح، قال؛ أنبأنا سفيان بن عيينة (ح) وحدثنا عبد الله بن عامر بن زرارة، قال: حدثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة. والترمذي (310) قال: حدثنا هناد، قال: حدثنا أبو معاوية. والنسائي (2/173) قال: أخبرنا قتيبة، عن مالك. وفي الكبرى (تحفة الأشراف) (1791) عن قتيبة، عن الليث ومالك. ثمانيتهم - مالك، وابن نمير، وأبو خالد، ويزيد، وليث، وسفيان، ويحيى بن زكريا، وأبو معاوية - عن يحيى بن سعيد بن قيس الأنصاري.
2- وأخرجه الحميدي (726) ، وابن خزيمة (522 و 1590) قال: حدثنا علي بن خشرم. كلاهما -الحميدي، وابن خشرم - عن سفيان بن عيينة، قال: حدثنا يحيى بن سعيد ومسعر.
3- وأخرجه أحمد (4/284) قال: حدثنا بهز. وفي (4/302) قال: حدثنا محمد بن جعفر وبهز. والبخاري (1/194) قال: حدثنا أبو الوليد. وفي (6/213) قال: حدثنا حجاج بن منهال. ومسلم (2/41) قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري، قال: حدثنا أبي. وأبو داود (1221) قال: حدثنا حفص بن عمر. والنسائي (2/173) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود، قال: حدثنا يزيد بن زريع. وابن خزيمة (524) قال: حدثنا بندار محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر، وعبد الرحمن بن مهدي. ثمانيتهم - بهز، وابن جعفر، وأبو الوليد، وحجاج، ومعاذ، وحفص، ويزيد، وعبد الرحمن - قالوا: حدثنا شعبة.
4- وأخرجه أحمد (4/291) قال: حدثنا يزيد بن هارون. وفي (4/298) قال: حدثنا يحيى بن آدم. وفي (4/302) قال: حدثنا محمد بن عبد الله أبو أحمد. وفي (4/304) قال: حدثنا وكيع ومحمد بن عبيد. والبخاري (1/194) ، وفي خلق أفعال العباد (34) قال: حدثنا خلاد بن يحيى. وفي (9/194) قال: حدثنا أبو نعيم. ومسلم (2/41) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا أبي. وابن ماجة (835) قال: حدثنا محمد بن الصباح، قال: أنبأنا سفيان (ح) وحدثنا عبد الله بن عامر بن زرارة، قال: حدثنا ابن أبي زائدة. عشرتهم - يزيد، وابن آدم، وأبو أحمد، ووكيع، وابن عبيد، وخلاد، وأبو نعيم، وابن نمير، وسفيان، وابن أبي زائدة - عن مسعر.
ثلاثتهم - يحيى بن سعيد، ومسعر، وشعبة - عن عدي بن ثابت، فذكره.(5/347)
صلوات مشتركة
3465 - (س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: «ما صليتُ وراءَ أحد أشْبَهَ صلاة برسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- من فُلان، فصلَّينا وراءَ ذلك الإنسان، فكان يُطَوِّلُ الأُوليين من الظهر، ويخفف في الأخريين، ويخفِّفُ في العصر، ويقرأ في المغرب بقصار المفصَّل، ويقرأ في العشاء بـ {الشمس وضُحَاها} وبأشباهها، ويقرأ في الصبح بسورتين طويلتين» . أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 2 / 167 في الافتتاح، باب القراءة في المغرب بقصار المفصل، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/300) قال: حدثنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك. وفي (2/329) قال: حدثنا أبو بكر الحنفي. وفي (2/532) قال: حدثنا عبد الله بن الحارث. وابن ماجة (827) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا أبو بكر الحنفي. والنسائي (2/167) وفي الكبرى (964) قال: أخبرنا هارون ابن عبد الله. قال: حدثنا ابن أبي فديك. وفي (2/167) وفي الكبرى (965) قال: أخبرنا عبيد الله بن سعيد، قال: حدثنا عبد الله بن الحارث. وابن خزيمة (520) قال: حدثنا بندار. قال: حدثنا أبو بكر، يعني الحنفي.
ثلاثتهم - محمد بن إسماعيل بن أبي فديك، وأبو بكر الحنفي، وعبد الله بن الحارث - عن الضحاك بن عثمان، عن بكير بن عبد الله بن الأشج، عن سليمان بن يسار، فذكره.(5/348)
3466 - (ط) نافع مولى ابن عمر «أن ابن عمر رضي الله عنهما كان إذا صلَّى وحدَه يقرأُ في الأربع جميعاً: في كلِّ ركعة بأُمِّ القُرْآن، وسورة من القرآن، وكان يقرأُ أحياناً بالسورتين والثلاث في الركعة الواحدة من [ص:349] صلاة الفريضة، ويقرأُ في الركعتين من المغرب كذلك بأُمِّ القرآن، وسورة سورة» . أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 1 / 79 في الصلاة، باب القراءة في المغرب والعشاء، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في الموطأ مع شرح الزرقاني (1/240) عن نافع أن عبد الله بن عمر. فذكره.(5/348)
3467 - (د) عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدِّه، قال: «ما من المفُصَّل - سورة صغيرة، ولا كبيرة، إلا وقد سمعتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- يؤمُّ بها النَّاسَ في الصلاة المكتوبةِ» . أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) لم نجده في نسخ الموطأ، وهو عند أبي داود رقم (814) في الصلاة، باب من رأى التخفيف في المغرب، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (814) حدثنا أحمد بن سعيد السرخسي، ثنا وهب بن جرير، ثنا أبي، قال: سمعت محمد بن إسحاق يحدث عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أنه قال: فذكره.(5/349)
3468 - (خ ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «كان رجل من الأنصار يَؤمُّهُمْ في مسجد قُبَاءَ، فكان كلما افتتحَ سورة يَقرَأُ بها لهم في الصلاة مما يقرأ به افتتح بـ {قل هو الله أحد} حتى يَفْرُغَ منها، ثم يقرأُ سورة أخرى معها، فكان يَصْنعُ ذلك في كل رَكْعة، فكلَّمهُ أصحابه، فقالوا: إنك لتفتتح بهذه السورة، ثم لا ترى أنها تجزئك حتى تقرأَ بأُخرى، فإما أن تقرأ بها، وإما أن تدعها، وتقرأ بأخرى؟ فقال: ما أنا بتاركها، إن أحببتم أن أَؤُمَّكم بذلك فعلتُ، وإن كَرِهتُمْ تركتُكم، وكانوا يَرَوْنَ أنَّه مِنْ أفضلهم، فكرِهوا أن يَؤمَّهُم غيرُه، فلما أتاهم النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- أخبروه الخبرَ، فقال: يا فلان، ما يمنعُكَ أن تَفْعَلَ ما يأمُرُكَ به أصحابُك؟ وما يحملك على لُزُوم [ص:350] هذه السورةِ كلَّ ركعة؟ قال: إنّي أُحِبُّها، قال: حُبُّكَ إيَّاها أدْخَلَكَ الجنةَ» . أخرجه البخاري تعليقاً، والترمذي (1) .
__________
(1) رواه البخاري 2 / 213 و 214 في صفة الصلاة، باب الجمع بين السورتين في ركعة، وقد وصله الترمذي رقم (2903) في ثواب القرآن، باب ما جاء في سورة الإخلاص، ووصله أيضاً البزار، قال الحافظ في " الفتح ": وصله الترمذي والبزار عن البخاري عن إسماعيل ابن أبي أويس، والبيهقي من رواية محرز بن سلمة كلاهما عن عبد العزيز الدراوردي عنه بطوله، قال الترمذي: حسن صحيح غريب من حديث عبيد الله عن ثابت، قال: وقد روى مبارك ابن فضالة عن ثابت ... فذكر طرفاً من آخره ... وانظر " الفتح " 2 / 213.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
رواه البخاري تعليقا (2/298) في صفة الصلاة باب الجمع بين السورتين في ركعة. وقد وصله الترمذي رقم (2901) في ثواب القرآن باب ما جاء في سورة الإخلاص، ووصله أيضا البزار قال الحافظ في «الفتح» وصله الترمذي والبزار عن البخاري عن إسماعيل بن أبي أويس. والبيهقي من رواية محرز بن سلمة كلاهما عن عبد العزيز الدراوردي عنه بطوله. قال الترمذي: حسن صحيح غريب من حديث عبيد الله عن ثابت قال: وقد روى مبارك بن فضالة عن ثابت ... فذكر طرفا من آخره ... وانظر الفتح (2/298) .(5/349)
3469 - (خ م س) عائشة - رضي الله عنها -: «أن سولَ الله - صلى الله عليه وسلم- بعث رجلاً على سريَّة وكان يقرأُ لأصحابه في صلاتهم، فيختم بـ {قل هو الله أحد} فلما رَجعوا ذكروا ذلك لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: سَلُوه: لأي شيء يصنع ذلك؟ فسألوه؟ فقال: لأنها صفة الرحمن، فأنا أحبُّ أن أقرأ بها، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: أخبِرُوه أن الله يحبّه» . أخرجه البخاري ومسلم والنسائي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(السرية) : طائفة من الجيش ينفذون في طلب العدو وغيره.
__________
(1) رواه البخاري 13 / 301 في التوحيد، باب ما جاء في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم أمته إلى توحيد الله تبارك وتعالى، ومسلم رقم (813) في صلاة المسافرين، باب فضل قراءة {قل هو الله أحد} ، والنسائي 2 / 171 في الافتتاح، باب الفضل في قراءة {قل هو الله أحد} .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه البخاري في التوحيد (1:5) عن أحمد بن صالح - وفي بعض النسخ عن محمد، عن أحمد بن صالح - ومسلم في الصلاة (52:5) عن أحمد بن عبد الرحمن بن أخي ابن وهب، والنسائي فيه (الصلاة 326:1) وفي اليوم والليلة (203:2) عن أبي الربيع سليمان بن داود المهري، ثلاثتهم عن ابن وهب عن عمرو بن الحارث عن سعيد بن أبي هلال عن أبي الرجال به «الأشراف» (12/415) .(5/350)
3470 - (خ م د ت س) شقيق بن سلمة قال: جاء رجل يقال له: نَهيكُ ابن سنان، إلى عبد الله بن مسعود، فقال: يا أبا عبد الرحمن كيف تقرأُ هذا الحرفَ: ألِفاً تجدُهُ، أمْ ياء {مِنْ ماءٍ غَيْرِ آسِنٍ} [محمد: 15] أو {مِنْ مَاءٍ غَير يَاسِنٍ} ؟ فقال له عبد الله: أوَ كُلَّ القرآنِ قد أحصيتَ غيرَ هذا؟ قال: إني لأقرأُ المفصَّل في كل ركعة، فقال عبد الله: هذّاً كهذِّ الشِّعْر، إن قوماً يقرؤون القرآن لا يجاوِزُ تَرَاقيهُمْ، ولكن إذا وقع في القلب فرَسَخَ نفع، إن أفضل الصلاة الركوع والسجودُ، إني لأعلم النظائر التي كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يقْرُنُ بينهنَّ، سورتين في كلِّ ركعة، ثم قام عبد الله، فدخل علقمة في إثْرِهِ، فقلنا له: سَلْهُ عن النَّظائر التي كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقرأ بها في كلِّ ركعة، فدخل عليه، فسأله؟ ثم خرج علينا، فقال: عشرون سورة من أول المفصل، على تأليف عبد الله، آخرهن من الحواميم {حم الدخان} ، و {عَمَّ يَتسَاءَلُونَ} هذه رواية البخاري ومسلم.
وفي رواية أبي داود عن علقمة، والأسود، قالا: «أتى ابنَ مسعود رجل، فقال: إني أَقرأ المفصل في ركعة، فقال: هذًّا كهذِّ الشِّعْرِ، ونَثراً كَنَثرِ الدَّقَلِ؟ لكنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- كان يقرأ النظائر، السورتين في ركعة {الرحمن} و {النجم} في ركعة، و {اقتربت} و {الحاقَّة} في ركعة، و {الطور} و {الذاريات} في ركعة، و {إذا وقعت} ، و «ن» في ركعة، و {سأل سائل} و {النازعات} في ركعة، و {ويل للمطففين} و {عبس} في ركعة، و «المدثر» و «المزَّمِّل» في ركعة، و «هل أتى» ، ولا «أقسم بيوم القيامة» في ركعة [ص:352] و «عمَّ يتساءلون} ، {المرسلات} في ركعة و {الدخان} و {إذا الشمس كُوِّرَتْ} في ركعة» . وقال أبو داود: هذا تأليف ابن مسعود.
وفي رواية النسائي، قال مسروق: «أتاه رجل، فقال: إني قرأتُ الليلة المفصَّل في ركعة، فقال: هذًّا كهذِّ الشِّعْرِ؟ لكنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- كان يقرأ النظائر عشرين سورة من المفصل، من آل حم» وفي أخرى عن شقيق، قال: «قال رجل عند عبد الله: قرأتُ المفصل في ركعة، قال: هذًّا كهذِّ الشعْرِ؟ لقد عرفتُ النظائر التي كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقْرُنُ بينهن فذكر عشرين سورة من المفصل، سورتين [سورتين] في ركعة» .
وفي أخرى عن شقيق: «قال عبد الله: إن لأعرِفُ النظائر التي كان يقرأ بهن رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، عشرين سورة في عشر ركعات، ثم أخذ بيد علقمة، فدخل، ثم خرج إلينا علقمة، فسألناه؟ فأخبرنا بهن» .
وفي رواية الترمذي، قال: سأل رجل عبد الله عن هذا الحرف {غَيْرِ آسِنٍ} أو {غَيْرِ يَاسِنٍ} ؟ قال: كل القرآن قرأْتَ غير هذا؟ قال: نعم قال: إن قوماً يقرؤونه يَنْثُرونه نثر الدَّقلِ، لا يجاوزُ تَرَاقِيُهم، إني لأعرِف السُّورَ النَّظائرَ التي كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقْرُنُ بينَهُنَّ، قال: فَأَمَرْنَا علقمةَ، فسأله؟ فقال: عشرون سورة من المفصَّل، كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- يقْرُنُ بين كل سورتين في ركعة» (1) . [ص:353]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(آسِنٍ) : أسن الماء يأسن: إذا تغيرت ريحه.
(تراقيهم) : التراقي: جمع ترقوة، وهي العظم الذي بين ثغرة النحر والعاتق، وعنده مخرج الصوت.
(هذًّا) : الهذُّ: سرعة القطع، والمراد به: سرعة القراءة والعجلة فيها، وهو نصب على المصدر.
(كنثر الدَّقَل) : الدَّقَل: أردأ التمر، فلا تراه ليبسه ورداءته يجمع، بل يكون منثوراً.
(النظائر) : جمع نظير، وهو المثل والشبه.
__________
(1) رواه البخاري 2 / 214 و 215 في صفة الصلاة، باب الجمع بين السورتين في الركعة والقراءة [ص:353] بالخواتيم، وفي فضائل القرآن، باب تأليف القرآن، وباب الترتيل في القراءة، ومسلم رقم (822) في صلاة المسافرين، باب ترتيل القراءة واجتناب الهذ، وأبو داود رقم (1396) في الصلاة، باب تحزيب القرآن، والنسائي 2 / 175 و 176 في الافتتاح، باب قراء سورتين في ركعة، والترمذي رقم (602) في الصلاة، باب ما ذكر في قراءة سورتين في ركعة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1- أخرجه أحمد (1/380) (3607) قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (10/455) (4350) قال: حدثنا محمد بن عبيد. والبخاري (6/229) قال: حدثنا عبدان، عن أبي حمزة. ومسلم (2/204) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وابن نمير، جميعا عن وكيع. (ح) وحدثنا أبو كريب، قال: حدثنا أبو معاوية. (ح) وحدثناه إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا عيسى بن يونس. والترمذي (602) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا أبو داود، قال: أنبأنا شعبة. والنسائي (2/174) ، وفي الكبرى (986) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أنبأنا عيسى بن يونس. وابن خزيمة (538) قال: حدثنا محمد بن العلاء بن كريب الهمداني، قال: حدثنا أبو خالد. (ح) وحدثنا أبو موسى، (.....) ح وحدثنا يوسف بن موسى، وسلم ابن جنادة، قالا: حدثنا أبو معاوية. ستتهم - أبو معاوية، ومحمد بن عبيد، وأبو حمزة، ووكيع، وعيسى بن يونس، وأبو خالد - عن الأعمش.
2- وأخرجه أحمد (1/421) (3999) قال: حدثنا عبد الصمد. وفي (1/462) (4410) قال: حدثنا عفان. والبخاري (6/240) قال: حدثنا أبو النعمان. ومسلم (2/250) قال: حدثنا شيبان بن فروخ. أربعتهم - عبد الصمد، وعفان، وأبو النعمان، وشيبان - عن مهدي بن ميمون، قال: حدثنا واصل الأحدب.
3- وأخرجه أحمد (1/427) (4062) قال: حدثنا هشيم، قال: أخبرنا سيار.
4- وأخرجه أحمد (1/436) (4154) قال: حدثنا محمد بن جعفر. والبخاري (1/197) قال: حدثنا آدم. ومسلم (2/205) قال: حدثنا محمد بن المثنى، وابن بشار، عن محمد بن جعفر. والنسائي (2/175) ، وفي الكبرى (987) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود، قال: حدثنا خالد. ثلاثتهم - محمد بن جعفر، وآدم، وخالد بن الحارث - قالوا: حدثنا شعبة، عن عمرو بن مرة.
5- وأخرجه مسلم (2/205) قال: حدثنا عبد بن حميد، قال: حدثنا حسين بن علي الجعفي، عن زائدة، عن منصور.
خمستهم - الأعمش، وواصل، وسيار، وعمرو بن مرة، ومنصور - عن شقيق بن سلمة أبي وائل، فذكره.(5/351)
3471 - (س) أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه - «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قام حتى أصبح بآية، والآية: {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ العَزِيزُ الْحَكِيمُ} [المائدة: 118] » أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 3 / 177 في الافتتاح، باب ترديد الآية، وفي سنده قدامة بن عبد الله بن عبدة البكري العامري الذهلي أبو روح الكوفي، لم يوثقه غير ابن حبان، وجسرة بنت دجاجة العامرية، لم يوثقها غير ابن حبان والعجلي.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (5/156) قال: حدثنا وكيع. و (5/170 و 177) قال: حدثنا يحيى. و (5/170) قال: حدثنا مروان. وابن ماجة (1350) قال: حدثنا بكر بن خلف أبو بشر. قال: حدثنا يحيى بن سعيد. والنسائي (2/177) وفي الكبرى (992) قال: أخبرنا نوح بن حبيب. قال: حدثني يحيى بن سعيد القطان.
ثلاثتهم - وكيع، ويحيى، ومروان - عن قدامة بن عبد الله، عن جسرة، فذكرته.(5/353)
3472 - () أبو سلمة بن عبد الرحمن: «أن عمر بن الخطاب صلى المغربَ بالناس، فلم يقرأ فيها، فلما انصرفَ قيل له: ما قرأتَ؟ قال: فكيف كان الرُّكوع، والسُّجود؟ قالوا: حسناً، قال: لا بأس إذاً» .
وفي أخرى عن زيد بن أسلم «أن عمر انفَتَلَ من صلاة، فقيل له: ما قرأتَ ... » وذكر الحديث أخرجه ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وكلا الأثرين منقطع، فإن أبا سلمة بن عبد الرحمن، وزيد بن أسلم، لم يسمعا من عمر، وقد روى البيهقي أثر أبي سلمة بن عبد الرحمن في " سننه " 2 / 381 في الصلاة، باب من قال: تسقط القراءة عمن نسي ومن قال: لا تسقط، وإسناده منقطع، فإن أبا سلمة بن عبد الرحمن بن عوف لم يسمع من عمر، وقال ابن التركماني في " الجوهر النقي " 2 / 381: ذكر صاحب " الاستذكار " حديث أبي سلمة ثم قال: حديث منكر، ليس عند يحيى وطائفة معه، لأنه رماه مالك من كتابه بآخرة، وقال: ليس عليه العمل، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كل صلاة لا يقرأ فيها بأم القرآن فهي خداج، والصحيح عن عمر أنه أعاد الصلاة، وروى يحيى بن يحيى النيسابوري، ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم النخعي عن همام بن الحارث أن عمر نسي القراءة فأعاد الصلاة، فهذا متصل شهده همام عن عمر، وحديث مالك عن عمر مرسل، لا يصح، يعني رواية أبي سلمة، والإعادة عنه صحيحة، رواها عنه جماعة، منهم همام، وعبد الله بن حنظلة، وزياد بن عياض، وكلهم لقي عمر وسمع منه وشهد القصة، ورواها عنه غيرهم أيضاً، قال: وذكر عبد الرزاق عن معمر عن قتادة عن أبان عن جابر بن زيد أن عمر أعاد تلك الصلاة بإقامة، وعن ابن جريج عن عكرمة بن خالد أن عمر أمر المؤذن فأقام، وأعاد تلك الصلاة، وروى أشهب: سئل مالك: أيعجبك ما قال عمر؟ فقال: أنا أنكر أن يكون عمر فعله، وأنكر الحديث، وقال: يرى الناس عمر يفعل هذا في المغرب، ولا يسبحون به ولا يخبرون؟ : من فعل هذا أرى أن يعيد هو ومن خلفه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه البيهقي في سننه (2/381) أنبأ أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي وغيره قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ مالك (ح) وأنبأنا أبو أحمد عبد الله بن محمد بن الحسن العدل أنبأ أبو بكر محمد بن جعفر المزكي ثنا محمد بن إبراهيم العبدي ثنا ابن بكير ثنا مالك عن يحيى بن سعيد عن محمد بن إبراهيم التيمي عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عمر بن الخطاب، فذكره.(5/354)
النوع الرابع: في الجهر بالقراءة
3473 - (خ م د س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: «في كل صلاة نقرأُ، فما أسْمَعَنا رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- أسْمعناكم، وما أخفى علينا أخفيْنا عليكم» . أخرجه أبو داود والنسائي، وقال النسائي: «أخفينا منكم» (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (797) في الصلاة، باب ما جاء في القراءة في الظهر، والنسائي 2 / 163 في الافتتاح، باب قراءة النهار، ورواه أيضاً البخاري 2 / 209 في صفة الصلاة، باب القراءة في الفجر، ومسلم رقم (396) في الصلاة، باب وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الحميدي (990) قال: حدثنا سفيان. قال: حدثنا ابن جريج. وأحمد (2/258) قال: حدثنا عبد الواحد الحداد أبو عبيدة. قال: حدثنا حبيب بن الشهيد. وفي (2/273) قال: حدثنا عبد الرزاق وابن بكر. قالا: أخبرنا ابن جريج. وفي (2/285) قال: حدثنا محمد بن بكر. قال: حدثنا ابن جريج. وفي (2/301) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن أبي محمد. وفي (2/308) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا سفيان، عن ابن أبي ليلى. وفي (2/342) قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا ابن أبي ليلى. وفي (2/343) و (416) قال: حدثنا عفان قال: حدثنا حماد، عن قيس وحبيب. وفي (2/348) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا ابن جريج. وفي (2/411) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا سعيد، يعني ابن أبي عروبة، عن أبي محمد، أظنه حبيب بن الشهيد. وفي (2/435) قال: حدثنا يحيى، عن حبيب بن الشهيد. وفي (2/446) قال: حدثنا وكيع، عن هارون الثقفي. وفي (2/487) قال: حدثنا إسماعيل وابن جعفر. قالا: حدثنا ابن جريج. والبخاري (1/195) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، قال: أخبرنا ابن جريج. وفي القراءة خلف الإمام (8) قال: حدثنا محمد بن يوسف. قال: حدثنا سفيان، عن ابن جريج. وفي (13) قال: حدثنا موسى. قال: حدثنا حماد، عن قيس وعمارة بن ميمون وحبيب بن الشهيد. وفي (15) قال: حدثنا موسى. قال: حدثنا داود بن أبي الفرات، عن إبراهيم الصائغ. ومسلم (2/10) قال: حدثنا عمرو الناقد وزهير بن حرب. قالا: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم. قال: أخبرنا ابن جريج. (ح) وحدثنا يحيى بن يحيى. قال: أخبرنا يزيد، يعني ابن زريع، عن حبيب المعلم. وأبو داود (797) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. قال: حدثنا حماد، عن قيس بن سعد وعمارة بن ميمون، وحبيب. والنسائي (2/163) وفي الكبرى (951) قال: أخبرنا محمد بن قدامة. قال: حدثنا جرير، عن رقبة. وفي (2/163) وفي الكبرى (952) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى. قال: أنبأنا خالد. قال: حدثنا ابن جريج. وابن خزيمة (547) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء العطار أبو بكر. قال: حدثنا سفيان، عن ابن جريج.
تسعتهم - ابن جريج، وحبيب بن الشهيد، وابن أبي ليلى، وقيس بن سعد، وهارون الثقفي، وإبراهيم الصائغ، وعمارة بن ميمون، وحبيب المعلم ورقبة - عن عطاء بن أبي رباح، فذكره.
- في رواية الحميدي زاد « ... كل صلاة لا يقرأ فيها بأم القرآن فهي خداج، فقال له الرجل: أرأيت إن قرأت بها وحدها تجزئ عني؟ قال: إن انتهيت إليها أجزأت عنك، فإن زدت فهو أحسن» .
- وأخرجه مسلم (2/10) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير. قال: حدثنا أبو أسامة، عن حبيب بن الشهيد. قال: سمعت عطاء يحدث عن أبي هريرة؛ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
«لا صلاة إلا بقراءة» قال أبو هريرة: فما أعلن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أعلنَّاه لكم، وما أخفاه أخفيناه لكم.
- قال ابن حجر في تعليقه على هذا الحديث في النكت الظراف على تحفة الأشراف: قلت: قال الدارقطني: المحفوظ عن أبي أسامة وقفه. تحفة الأشراف (10/14170) .(5/355)
3474 - (د ت) أبو قتادة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- خرج ليلة، فإذا هو بأبي بكر يُصلِّي، يخفِضُ من صوته، ومرَّ بعُمَرَ يُصلِّي، يرْفَعُ من صوته، فسأله أبا بكر؟ فقال: قد أسمعتُ مَن ناجيتُ يا رسولَ الله، وسأل عمر؟ فقال: «أُوقِظُ الوَسْنان وأطرُدُ الشيطان» . أخرجه أبو داود، وزاد الحسن في حديثه: فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: «يا أبا بكر، ارْفع من صوتك شيئاً، وقال لعمر: اخفِضْ من صوتك شيئاً» .
وأخرجه الترمذي مختصراً: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال لأبي بكر: «مررتُ بك وأنت تقرأُ، وأنت تخفض من صوتك؟» فقال: إني أسمعتُ من ناجيتُ، قال: ارْفعْ قليلاً، وقال لعمر: مررت بك وأنت تقرأُ، وأنت ترفع من صوتك؟ قال: « [إني] أُوقِظُ الوَسنان، وأطردُ الشيطان، قال: اخفِض قليلاً» (1) . [ص:356]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الوَسنَان) : النائم الذي ليس بمستغرق في نومه.
__________
(1) رواه أبو داود رقم (1329) في الصلاة، باب في رفع الصوت بالقراءة في صلاة الليل، والترمذي رقم (447) في الصلاة، باب ما جاء في قراءة الليل، وإسناده حسن، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي، قال الترمذي: وفي الباب عن عائشة، وأم هانئ، وأنس، وأم سلمة , وابن عباس.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (1329) قال: حدثنا الحسن بن الصباح. والترمذي (447) قال: حدثنا محمود بن غيلان. وابن خزيمة (1161) قال: حدثنا أبو يحيى محمد بن عبد الرحيم صاحب السابري.
ثلاثتهم - الحسن بن الصباح، ومحمود بن غيلان، وأبو يحيى محمد بن عبد الرحيم صاحب السابري - قالوا: حدثنا يحيى بن إسحاق السيلحيني. قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن عبد الله بن رباح. فذكره.
- وأخرجه أبو داود (1329) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. قال: حدثنا حماد، عن ثابت البناني، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلا.
- قال الترمذي: هذا حديث غريب. وإنما أسنده يحيى بن إسحاق، عن حماد بن سلمة، وأكثر الناس إنما رووا هذا الحديث، عن ثابت، عن عبد الله بن رباح. مرسلا.(5/355)
3475 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه - بهذه القصة، لم يذكر «فقال لأبي بكر: ارفع شيئاً، وقال لعمر: اخفض شيئاً» وزاد «وقد سمعتك يا بلال وأَنت تقرأُ من هذه السورة، ومن هذه السورة؟ قال: كلام طيب يجمع الله بعضه إلى بعض، قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: كلُّكم قد أصابَ» أخرجه أبو داود هكذا (1) .
__________
(1) رقم (1330) في الصلاة، باب رفع الصوت بالقراءة في الليل، وهو حديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (1330) حدثنا أبو حصين بن يحيى الرازي ثنا أسباط بن محمد عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة، فذكره.(5/356)
3476 - (ط) البياضي (1) - رضي الله عنه - «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- خرج على الناس وهم يُصلُّون، وقد علَتْ أصواتُهم بالقراءة، فقال: إن المصلِّي يُناجِي ربَّه، فلْيَنْظُرْ بما يُنَاجِيه، ولا يَجهَرُ بعضكم على بعض بالقرآن» . أخرجه الموطأ (2) .
__________
(1) قال السيوطي في " شرح الموطأ ": اسمه فروة بن عمرو بن ودقة، وبياضة: فخذ من الخزرج، شهد العقبة وبدراً وما بعدها.
(2) 1 / 80 في الصلاة، باب العمل في القراءة، ورواه بمعناه أبو داود رقم (1332) في الصلاة، باب في رفع الصوت بالقراءة في صلاة الليل، من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، وهو حديث صحيح، وانظر " المقاصد الحسنة "، للحافظ السخاوي صفحة (361) .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في الموطأ مع شرح الزرقاني (1/242) عن يحيى بن سعيد عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي عن أبي حازم التمار عن البياض، فذكره.(5/356)
3477 - (د) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: قال: «كانت [ص:357] قراءةُ رسولِ - صلى الله عليه وسلم- على قدْرِ ما يَسمَعُه من في الحُجْرَة وهو في البيت» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (1327) في الصلاة، باب في رفع الصوت بالقراءة في الليل، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (1/271) (2446) قال: حدثنا سريج. وأبو داود (1327) قال: حدثنا محمد بن جعفر الوركاني. والترمذي في «الشمائل» (321) قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن، قال: حدثنا يحيى بن حسان.
ثلاثتهم - سريج، ومحمد بن جعفر الوركاني، ويحيى بن حسان - قالوا: حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب، عن عكرمة، فذكره.(5/356)
3478 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: «كانت قراءة النبي - صلى الله عليه وسلم- بالليل: يرْفَعُ طَوْراً، ويخفِضُ طوراً» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (1328) في الصلاة، باب رفع الصوت بالقراءة في صلاة الليل، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (1328) حدثنا محمد بن بكار بن الريان ثنا عبد الله بن المبارك عن عمران بن زائدة عن أبيه عن أبي خالد الوالبي عن أبي هريرة فذكره. قال أبو داود: أبو خالد الوالبي اسمه هرمز.(5/357)
3479 - (ط) أبو سهيل بن مالك عن أبيه، قال: «كنا نسمعُ قراءةَ عمرَ بنِ الخطاب عند دَارِ أبي جَهم بالبَلاط» أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 1 / 81 في الصلاة، باب العمل في القراءة، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في الموطأ مع شرح الزرقاني (1/246) عن عمه أبي سهيل بن مالك عن أبيه أنه قال، فذكره.(5/357)
3480 -[ (م ط ت س) حفصة - رضي الله عنها -: قالت: «كان رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- يقرأ بالسورة في الصلاة، فيُرَتِّلُها، حتى تكونَ أطوَلَ من أطولَ منها» ] أخرجه رزين (1) .
__________
(1) هذا الحديث زيادة ليست في الأصل، وإنما ذكر في المطبوع، وقال في آخره: أخرجه رزين، وقد رواه مسلم رقم (733) في صلاة المسافرين، باب جواز النافلة قائماً وقاعداً بأطول من هذا، والموطأ 1 / 137 في الجماعة، باب ما جاء في صلاة القاعد في النافلة، والترمذي رقم (373) في الصلاة، باب ما جاء في الرجل يتطوع جالساً، والنسائي 3 / 223 في قيام الليل، باب صلاة القاعد في النافلة، وقد تقدم رقم (3402) .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في الموطأ ص (104) وأحمد (6/285) قال: حدثنا عبد الأعلى عن معمر. ح وحدثنا عبد الرحمن بن مهدي. قال: حدثنا مالك بن أنس ح وعبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر. والدارمي (1392) قال: أخبرنا عبد الله بن صالح. قال: حدثني الليث. قال: حدثني يونس. وفي (1393) قال: أخبرنا عثمان بن عمر. قال: أخبرنا مالك. ومسلم (2/164) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. قال: قرأت على مالك. ح وحدثني أبو الطاهر وحرملة قالا: أخبرنا ابن وهب. قال: أخبرني يونس ح وحدثني إسحاق بن إبراهيم وعبد بن حميد. قالا: أخبرنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر. والترمذي (373) . وفي الشمائل (281) قال: حدثنا إسحاق بن موسى الأنصاري. قال: حدثنا معن، قال: حدثنا مالك. والنسائي (3/223) . وفي الكبرى (1285) قال: أخبرنا قتببة بن سعد عن مالك. وابن خزيمة (1242) قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى. قال: أخبرنا ابن وهب، أن مالكا حدثه. (ح) وحدثنا عبد الله بن هاشم. قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن مالك.
ثلاثتهم - مالك، ومعمر، ويونس - عن ابن شهاب الزهري، عن السائب بن يزيد، عن المطلب بن أبي وداعة، فذكره.
- وأخرجه أحمد (6/285) قال: حدثنا محمد بن بكر. قال: أخبرنا ابن جريج. قال: قال ابن شهاب: وأخبرني عطاء بن يزيد، أن المطلب بن أبي وداعة أخبره، أن حفصة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - أخبرته قال: ما رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي جالسا حتى كان قبل وفاته بعام أو عامين.(5/357)
3481 - (خ) عبد الله بن شداد قال: «سمعتُ نَشِيجَ عمرَ وأنا في آخر [ص:358] الصُّفُوفِ يقرأ {إنما أَشْكُو بَثِّي وحُزْنِي إلى اللهِ} [يوسف: 86] إذا افتتح الصلاة» [أخرجه البخاري في ترجمة باب] (1) .
وفي أخرى، قال: «صليتُ خلف عمر، فسمعتُ نَشِيجَهُ» [أخرجه رزين] (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(نشيج) : النشيج: صوت يتردد في الحلق والصدر.
__________
(1) رواه البخاري تعليقاً 2 / 172 في الأذان، باب إذا بكى الإمام في الصلاة، قال الحافظ في " الفتح ": وصله سعيد بن منصور عن ابن عيينة عن إسماعيل بن محمد بن سعد سمع عبد الله بن شداد بهذا، وزاد: في صلاة الصبح، قال الحافظ: وفي الباب حديث عبد الله بن الشخير: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بنا وفي صدره أزيز كأزيز المرجل من البكاء، رواه أبو داود والنسائي والترمذي في " الشمائل " وإسناده قوي، وصححه ابن حبان وابن خزيمة.
(2) في الأصل: أخرجه البخاري في ترجمة باب، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وليست هذه الرواية عند البخاري.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
رواه البخاري تعليقا (2/241) في الأذان باب إذا بكى الإمام في الصلاة، قال الحافظ في الفتح: وصله سعيد بن منصور عن ابن عيينة عن إسماعيل بن محمد بن سعد سمع عبد الله بن شداد بهذا وزاد: في صلاة الصبح قال الحافظ، وفي الباب حديث عبد الله بن الشخير رأيت رسول الله يصلي بنا، وفي صدره أزيز كأزيز المرجل من البكاء. رواه أبو داود والنسائي والترمذي في الشمائل، وإسناده قوي، وصححه ابن حبان، وابن خزيمة.(5/357)
3482 - (س) أبو هريرة - رضي الله عنه - «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- كانت له سكْتة إذا افتتح الصلاة» . أخرجه النسائي (1) .
وقد جاء لهذا الحديث رواية أخرى ذُكِرت في «كتاب الدعاء» من حرف الدال.
__________
(1) 2 / 128 في الافتتاح، باب سكوت الإمام بعد افتتاحه الصلاة، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (2/128) أخبرنا محمود بن غيلان قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان عن عمارة ابن القعقاع عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير عن أبي هريرة، فذكره.(5/358)
النوع الخامس: في سكتة القارئ
3483 - (د ت) سمرة بن جندب - رضي الله عنه - قال: «سَكْتَتَان حَفِظْتُهما عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فأنكر ذلك عِمران بن حصين، قال: حَفِظْنا سَكْتَة، فكتَبنا إلى أُبيِّ بن كعب بالمدينة، فكتب أُبيّ: أن حفِظَ سمرةُ، فقلنا لقتادة: ما هاتان السكتتان؟ قال: إذا دخل في صلاته، وإذا فرغ من القراءة، ثم قال بعد ذلك: وإذا قرأ {ولا الضَّالِّينَ} قال: فكانُ يعْجِبُه إذا فرغ من القراءة أن يسكتَ حتى يَتَرَادَّ إليه نَفَسُهُ» . أخرجه الترمذي.
وأخرجه أبو داود، قال سمرة: «حفظتُ سكتتين في الصلاة، سكتة إذا كبَّر الإمام حتى يقرأ، وسكتة إذا فرغ من فاتحة الكتاب وسورة عند الركوع، قال: فأنكر ذلك عليه عمران بن حصين، فكتبوا في ذلك إلى المدينة إلى أُبَيّ، فصدَّق سَمُرَةَ» .
وفي رواية «وسكتة إذا فرغ من القراءة» وفي أخرى عنه عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- «أنه كان يسكُت سكتتين: إذا اسْتَفْتَح، وإذا فرغ من القراءة ... » ثم ذكر معناه. وفي أخرى بنحو من رواية الترمذي ولفظها (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (777) و (778) و (779) في الصلاة، باب السكتة عند الافتتاح، ورواه الترمذي رقم (251) في الصلاة، باب ما جاء في السكتتين في الصلاة، وهو حديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1- أخرجه أحمد (5/7) ، قال: حدثنا محمد بن جعفر. والبخاري في جزء القراءة خلف الإمام (277) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يزيد بن زريع. وأبو داود (779) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يزيد. وفي (780) قال: حدثنا ابن المثنى، قال: حدثنا عبد الأعلى. وابن ماجة (844) قال: حدثنا جميل ابن الحسن بن جميل العتكي، قال: حدثنا عبد الأعلى. والترمذي (251) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا عبد الأعلى. وابن خزيمة (1578) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بزيع، قال: حدثنا يزيد (يعني ابن زريع) . ثلاثتهم - محمد بن جعفر، ويزيد بن زريع، وعبد الأعلى - عن سعيد، عن قتادة.
2- وأخرجه أحمد (5/11 و 23) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا يزيد بن زريع. وفي (5/21) قال: حدثنا إسماعيل. وأبو داود (777) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا إسماعيل. وابن ماجة (845) قال: حدثنا محمد بن خالد بن خداش، وعلي بن الحسين بن أشكاب، قالا: حدثنا إسماعيل بن علية. كلاهما - يزيد بن زريع، وإسماعيل بن علية - عن يونس.
3- وأخرجه أحمد (5/22) قال: حدثنا هشيم، قال: أخبرنا منصور، ويونس.
4- وأخرجه أحمد (5/15) قال: حدثنا يزيد، وفي (5/20) قال: حدثنا أبو كامل. وفي (5/21) قال: حدثنا عفان. والدارمي (1246) قال: أخبرنا عفان. والبخاري في جزء القراءة خلف الإمام (872) قال: حدثنا أبو الوليد، وموسى. خمستهم - يزيد، وأبو كامل، وعفان، وأبو الوليد، وموسى - عن حماد بن سلمة، عن حميد الطويل.
5- وأخرجه أبو داود (778) قال: حدثنا أبو بكر بن خلاد، قال: حدثنا خالد بن الحارث، عن أشعث.
خمستهم - قتادة، ويونس، ومنصور، وحميد، وأشعث - عن الحسن، فذكره.(5/359)
الفرع الرابع: في الركوع والسجود والقنوت، وفيه نوعان
النوع الأول: في الركوع والسجود
الاعتدال
3484 - (د ت س) أبو مسعود البدري - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تُجزِئُ صلاةُ أحدِكم حتى يُقيمَ ظهرةَ في الركوع والسجود» . أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (855) في الصلاة، باب صلاة من لا يقيم صلبه، والترمذي رقم (265) في الصلاة، باب رقم (84) ، والنسائي 2 / 143 في الافتتاح، باب إقامة الصلب في الركوع، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1- أخرجه الحميدي (454) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (4/119) قال: حدثنا حسين بن محمد، قال: حدثنا شعبة. وفي (4/122) قال: حدثنا وكيع. (ح) وابن نمير (ح) وابن أبي زائدة. وفي (4/122) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. والدارمي (1333) قال: أخبرنا يعلى بن عبيد. وأبو داود (855) قال: حدثنا حفص بن عمر النمري، قال: حدثنا شعبة. وابن ماجة (870) قال: حدثنا علي بن محمد، وعمرو بن عبد الله، قالا: حدثنا وكيع. والترمذي (265) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا أبو معاوية. والنسائي (2/183) . وفي الكبرى (1009) قال: أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا الفضيل. وفي (2/214) . وفي الكبرى (612) قال: أخبرنا علي بن خشرم المروزي، قال: أنبأنا عيسى وهو ابن يونس. وابن خزيمة (591 و 666) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، قال: حدثنا أبو معاوية. (ح) وحدثنا هارون بن إسحاق الهمداني، قال: أخبرنا ابن فضيل ح وحدثنا سلم بن جنادة، قال: حدثنا وكيع. وفي (592) قال: حدثنا بندار، قال: حدثنا ابن أبي عدي، عن شعبة. ح وحدثنا بشر بن خالد العسكري، قال: حدثنا محمد، يعني ابن جعفر، عن شعبة. وفي (666) قال: حدثنا عبد الله بن سعيد الأشج، قال: حدثنا ابن إدريس، ومحمد بن فضيل ح وحدثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي، قال: حدثنا سفيان.
جميعهم - سفيان بن عيينة، وشعبة، ووكيع، وعبد الله بن نمير، وابن أبي زائدة، ويعلى بن عبيد، وأبو معاوية، والفضيل بن عياض، وعيسى، ومحمد بن فضيل، وابن إدريس - عن سليمان الأعمش، قال: سمعت عمارة بن عمير، عن أبي معمر، فذكره.(5/360)
3485 - (ط) النعمان بن مرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَا تَرَوْنَ في الشَّاربِ والزَّاني والسَّارق؟ وذلك قبل أن تنزل فيهم الحدودُ، قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: هنّ فَواحِشُ، وفيهن عقوبة، وأسوَأُ السَّرقة: الذي يَسرِق صلاتَه، قالوا: كيف يسرقُ صلاتَه يا رسول الله؟ قال: لا يُتمُّ ركوعها ولا سجودها» قال النعمان: وكان عمر يقول: «إن وجه دينكم الصلاة فزيِّنُوا وجه دينكم بالخشوع» أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 1 / 167 في قصر الصلاة في السفر، باب العمل في جامع الصلاة، وهو مرسل صحيح، وله [ص:361] شواهد مسندة صحيحة، منها عن أبي قتادة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أسوأ الناس سرقة الذي يسرق من صلاته، قالوا: يا رسول الله وكيف يسرق من صلاته، قال: لا يتم ركوعها ولا سجودها، رواه أحمد في " المسند " 5 / 310 وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي، ورواه الطبراني عن أبي هريرة وغيرهم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في الموطأ مع شرح الزرقاني (1/482) عن يحيى بن سعيد عن النعمان بن مرة.(5/360)
3486 - (د س) سالم البرَّاد قال: «أتينا أبا مسعود فقلنا له: حدِّثْنا عن صلاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقام بين أيدينا، فكبَّر، فلما ركع وضع راحتيه على ركبتيه، وجعل أصابعه أسفل من ذلك وجَافى [بين] مرْفَقَيْهِ حتى استوى كلُّ شيء منه، ثم قال: سمع الله لمن حمده، فقام حتى استوى كلُّ شيء منه» . أخرجه أبو داود والنسائي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(جافى) : يده عن جنبه: إذا رفعها عنه، ولم يلصقها به.
__________
(1) رواه أبو داود رقم (863) في الصلاة، باب صلاة من لا يقيم صلبه في الركوع والسجود، والنسائي 2 / 186 في الافتتاح، باب مواضع الراحتين في الركوع، وهو حديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/119) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا همام. وفي (4/120) قال: حدثنا حسين ابن علي، عن زائدة. وفي (5/274) قال: حدثنا يحيى بن حماد، قال: أخبرنا أبو عوانة. والدارمي (1310) قال: أخبرنا أبو الوليد، قال: حدثنا همام. وأبو داود (863) قال: حدثنا زهير بن حرب، قال: حدثنا جرير. والنسائي (2/186) . وفي الكبرى (537) قال: أخبرنا هناد بن السري في حديثه عن أبي الأحوص. وفي (2/186) . وفي الكبرى (538) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان الرهاوي، قال: حدثنا حسين، عن زائدة. وفي (2/187) . وفي الكبرى (539) قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم، عن ابن علية. وابن خزيمة (598) قال: حدثنا يوسف بن موسى، قال: حدثنا جرير.
ستتهم - همام، وزائدة، وأبو عوانة، وجرير، وأبو الأحوص، وابن علية - عن عطاء بن السائب عن سالم أبي عبد الله البراد، فذكره.(5/361)
3487 - (خ) حرملة - مولى أسامة - «أن الحجاجَ بنَ أيمنَ بن أمِّ أيمن - وكان أخا أسامةَ لأمِّه من الأنصار - رآه ابنُ عمر لا يتم ركوعه، فقال: أَعِدْ» زاد في رواية «فلما ولى، قال ابن عمر: مَن هذا؟ قلت: الحجَّاجُ بن أيمن، قال: لو رأى النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- هذا لأحبَّهُ» زاد بعض الرواة: «وكانت حاضنة النبي - صلى الله عليه وسلم-» أخرجه البخاري (1) . [ص:362]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(حاضنة) : الحاضنة: المرأة التي تلي أمر الطفل وتربِّيه.
__________
(1) 6 / 63 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب ذكر أسامة بن زيد.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (3737) قال أبو عبد الله، وحدثني سليمان بن عبد الرحمن حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا عبد الرحمن بن نمر عن الزهري حدثني حرملة مولى أسامة بن زيد، فذكره.(5/361)
3488 - (خ م د ت س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «اعْتدلُوا في السجود، ولا يبسُطنَّ أحدكم ذراعيه انبساط الكلب» . أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي.
وزاد البخاري في رواية أخرى «وإذا بزق فلا يبْزُقنَّ بين يديه، ولا عن يمينه، فإنه يناجي ربَّه» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 2 / 249 في صفة الصلاة، باب لا يفترش ذراعيه في السجود، ومسلم رقم (493) في الصلاة، باب الاعتدال في السجود، وأبو داود رقم (897) في الصلاة، باب صفة السجود، والترمذي رقم (276) في الصلاة، باب ما جاء في الاعتدال في السجود، والنسائي 2 / 211 و 212 في الافتتاح، باب النهي عن بسط الذراعين في السجود.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح. أخرجه البخاري في الصلاة (292) عن بندار. ومسلم فيه (الصلاة 45:2) عن بندار وأبي موسى كلاهما عن غندر و (45:1) عن أبي بكر عن وكيع و (45:2) عن يحيى بن حبيب بن عربي عن خالد بن الحارث وأبو داود فيه (الصلاة 159: 2) عن مسلم بن إبراهيم والترمذي فيه (الصلاة 90:2) عن محمود بن غيلان عن أبي داود والنسائي فيه (الصلاة، لعله (363) عن محمد بن عبد الأعلى، و (400) إسماعيل بن مسعود فرقها كلاهما عن خالد بن الحارث خمستهم عنه به راجع تحفة الأشراف (1/321) .(5/362)
3489 - (خ م د) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «إني لا آلو أن أُصَلِّيَ بكم كما رأيتُ رسولَ - صلى الله عليه وسلم- يصلي بنا. قال ثابت: فكان أنس يصنَع شيئاً لا أَراكم تصنعونه، كان إذا رفع رأسه من الركوع انتصب قائماً، حتى يقول القائل: قد نَسِيَ، وإذا رفع رأسه من السجدة مكث حتى يقول القائل: قد نَسِيَ» .
وفي رواية نحوه، إلا أنه قال: «وإذا رفع رأسه بين السجدتين» . أخرجه البخاري ومسلم.
وللبخاري قال: «كان أنس يَنْعَتُ لنا صلاةَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فكان يُصَلِّي، فإذا رفع رأسَهُ من الركوع قام حتى نقول: قد نَسِيَ» . [ص:363]
وفي رواية أبي داود، قال: «ما صليتُ خلفَ رجل أوجزَ صلاة من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- في تمام، وكان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إذا قال: سمع الله لمن حمده، قام حتى نقول: قد [أ] وْهَمَ، ثم يُكبِّر ويسجد، وكان يقعد بين السجدتين، حتى نقول: قد [أ] وْهَمَ» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 2 / 249 في صفة الصلاة، باب المكث بين السجدتين، وباب الاطمئنان حين يرفع رأسه من الركوع، ومسلم رقم (472) في الصلاة، باب اعتدال أركان الصلاة وأبو داود رقم (853) في الصلاة، باب طول القيام من الركوع بين السجدتين.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح.
1- أخرجه أحمد (3/226) قال: حدثنا يونس وعبد بن حميد (1380) قال: حدثنا محمد بن الفضل والبخاري (1/208) قال: حدثنا سليمان بن حرب، ومسلم (2/45) قال: حدثنا خلف بن هشام وابن خزيمة (609 و 282) قال: حدثنا أحمد بن عبده الضبي وفي (609) أيضا قال: حدثنا أحمد بن المقدام.
ستتهم - يونس، ومحمد بن الفضل، وسليمان، وخلف، وأحمد بن عبده، وأحمد بن المقدام - قالوا حدثنا حماد بن زيد.
2- وأخرجه أحمد (3/172) قال: حدثنا محمد بن جعفر وعبد بن حميد - (1261) قال: حدثني وهب ابن جرير وفي (1305) قال: حدثنا سعيد بن الربيع. والبخاري (1/202) قال: حدثنا أبو الوليد أربعتهم - ابن جعفر، ووهب، وسعيد، وأبو الوليد - قالوا حدثنا شعبة.
3- وأخرجه أحمد (3/162) وعبد بن حميد (1252) كلاهما عن عبد الرزاق قال: حدثنا معمر.
4- وأخرجه أحمد (3/223) وعبد بن حميد (1281) قالا: حدثنا هاشم قال: حدثنا سليمان بن المغيرة.
أربعتهم - حماد، وشعبة، ومعمر، وسليمان - عن ثابت فذكره.(5/362)
3490 - (خ م س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «أقيموا الرُّكوعَ والسجود، فوَاللهِ، إني لأراكم من بعدي - وربما قال: من بعد ظهري - إذا ركعتم وسجدتم» . أخرجه البخاري ومسلم والنسائي.
وللبخاري: أنه سمع النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- يقول: «أتمُّو الركوع والسجود، فوالذي نفسي بيده، إني لأراكم من بعد ظهري، إذا ما ركعتم وإذا ما سجدتم» .
ولمسلم: أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «أتمُّوا الركوع والسجود» . وفي أخرى «أقيموا الركوع والسجود ... » وذكر نحوه وفي رواية النسائي أيضاً، قال: «أتمُّوا الركوع والسجود إذا ركعتم وسجدتم» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 11 / 461 في الأيمان والنذور، باب كيف كانت يمين رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي صفة الصلاة، باب الخشوع في الصلاة، ومسلم رقم (425) في الصلاة، باب الأمر بتحسين الصلاة وإتمامها، والنسائي 2 / 193 و 194 في الافتتاح، باب الأمر بإتمام الركوع.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: البخاري في الصلاة (239:2) عن بندار ومسلم فيه (الصلاة 24:3) عن أبي موسى وبندار كلاهما عن غندر عنه به. الأشراف (1/329) .
وأخرجه النسائي (2/193) أخبرنا محمد بن عبد الأعلى قال: حدثنا خالد، قال: حدثنا شعبة عن قتادة قال: سمعت أنسا.(5/363)
3491 - (خ د س) مالك بن الحويرث - رضي الله عنه - قال لأصحابه: «ألا [ص:364] أُنَبِّئُكم بصلاة النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-؟ قال: وذاك في غير حين صلاة - فقام ثم ركع فكبَّر، ثم رفع رأسه، فقام هُنَيْهة ثم سجد رفع رأسه هُنيْهة، وصلى صلاةَ عمر وابن سلمة - شيخنا هذا. قال أيوب: كان يفعل شيئاً لم أَرَكْم تفعلونه، كان يقعد في الثالثة أو الرابعة» .
وفي رواية، قال: قلت لأبي قلابَةَ: كيف كانت صلاتُهم؟ قال: مثل صلاة شيخنا هذا - يعني: عمرو بن سلمة - وكان ذلك الشيخ يُتمُّ التكبير، وإذا رفع رأسه من السجدة الثانية جلس واعتَمد على الأرض ثم قام.
وفي رواية نحوه، وفيه: «قام فأمْكَنَ القيام، ثم ركع فأمكن الركوع، ثم رفع رأسه فانْتَصب قائماً هُنيْهة، قال أبو قِلابة: صلَّى بنا صلاةَ شيخنا هذا - أبي بُرَيد - وكان أبو بريد (1) إذا رفع رأسه من السجدة الآخرة من الركعة الأولى والثانية، استوى قاعداً، ثم نهض» . أخرجه البخاري.
وفي رواية أبي داود: قال أبو قِلابة: «جاءنا أيو سليمان - مالك بن الحُوَيْرِث - في مسجدنا، فقال: إني لأُصلِّي، ما أريد الصلاةَ، ولكنِّي والله أُريدُ أن أُرِيكم كيف رأيتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- يصلي، قال: قلت لأبي قِلابة: كيف صلَّى؟ قال: مثل صلاةِ شيخنا هذا - يعني: عمرو بن سلمة إمامهم - وذكر أنه كان إذا رفع رأسه من السجدة الآخرة في الركعة الأولى، قعد، ثم قام» .
وفي رواية النسائي، قال: «كان مالك بن الحويرث يأتينا، فيقول: [ص:365] ألا أحدِّثُكم عن صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم-؟ فيصلي في غير وقت صلاة، فإذا رفع رأسه من السجدة الثانية في أول الركعة استوى قاعداً، ثم قام فاعتمد على الأرض» (2) .
__________
(1) هو عمرو بن سلمة الجرمي. قال الحافظ في " الفتح ": واختلف في ضبط كنيته، ووقع هنا للأكثر بالتحتانية والزاي، وعند الحموي وكريمة: بالموحدة والراء، مصغراً، وكذا ضبطه مسلم في الكنى، وقال عبد الغني بن سعيد: لم أسمعه من أحد إلا بالزاي، لكن مسلم أعلم، والله أعلم.
(2) رواه البخاري 2 / 240 و 241 في صفة الصلاة، باب الطمأنينة حين يرفع رأسه من الركوع، وباب المكث بين السجدتين، وباب كيف يعتمد على الأرض إذا قام من الركعة، وفي الجماعة، باب من صلى بالناس وهو لا يريد إلا أن يعلمهم صلاة النبي صلى الله عليه وسلم، وأبو داود رقم (842) في الصلاة، باب النهوض في الفرد، والنسائي 2 / 234 في الافتتاح، باب الاعتماد على الأرض عند النهوض.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (3/436) قال: حدثنا إسماعيل. وفي (5/53) قال: حدثنا يونس، قال: حدثنا حماد، يعني ابن زيد. والبخاري (1/172) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا وهيب. وفي (1/202) قال: حدثنا سليمان بن حرب، قال: حدثنا حماد بن زيد. وفي (1/207) قال: حدثنا أبو النعمان، قال: حدثنا حماد. وفي (1/209) قال: حدثنا معلى بن أسد، قال: حدثنا وهيب. وأبو داود (842) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا إسماعيل، يعني ابن إبراهيم. وفي (843) قال: حدثنا زياد بن أيوب، قال: حدثنا إسماعيل. والنسائي (2/233) وفي الكبرى (650) قال: أخبرنا زياد بن أيوب دلويه، قال: حدثنا إسماعيل. ثلاثتهم - إسماعيل، وحماد، ووهيب - قالوا: حدثنا أيوب.
2- وأخرجه النسائي (2/234) وفي الكبرى (652) قال: أخبرنا محمد بن بشار. وابن خزيمة (687) قال: حدثنا محمد بن بشار، وأبو موسى. كلاهما - محمد بن بشار، وأبو موسى محمد بن المثنى - قالا: حدثنا عبد الوهاب، قال: حدثنا خالد.
كلاهما - أيوب، وخالد - عن أبي قلابة، فذكره.(5/363)
مقدار الركوع والسجود
3492 - (د س) سعيد بن جبير قال: سمعت أنس بن مالك رضي الله عنه يقول: «ما صليتُ وراء أحد بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أشبه صلاة بصلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم- من هذا الفتى - يعني عمر بن عبد العزيز - قال: فحزَرنَا ركوعه عشر تسبيحات، وسجودَه عشر تسبيحات» . أخرجه أبو داود والنسائي (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (888) في الصلاة، باب مقدار الركوع والسجود، والنسائي 2 / 224 و 225 في الافتتاح، باب عدد التسبيح في السجود، ورواه أحمد في " المسند " 3 / 162 و 163 وفي سنده وهب بن مانوس، لم يوثقه غير ابن حبان، وقال ابن القطان: مجهول الحال.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود في الصلاة (155:4) عن أحمد بن صالح المصري ومحمد بن رافع النيسابوري كلاهما عن عبد الله بن إبراهيم بن عمر بن كيسان عن أبيه عن وهب بن مأنوس عنه به، قال: أحمد بن صالح، قلت له: مأنوس أو مأبوس. قال: أما عبد الرزاق فيقول: مأبوس. وأما حفظي فمأنوس. والنسائي (الصلاة 423) عن محمد بن رافع به. الأشراف (1/225) .(5/365)
3493 - (د) السعدي عن أبيه - أو عمه - قال: «رَمَقْتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- في صلاته، فكان يتمكن في ركوعه وسجوده قَدْر ما يقول: سبحان الله وبحمده ثلاثاً» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (885) في الصلاة، باب مقدار الركوع والسجود، والسعدي مجهول.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (885) حدثنا مسدد ثنا خالد بن عبد الله، ثنا سعيد الجريري، عن السعدي عن أبيه أو عن عمه قال: فذكره.(5/365)
3494 - (خ م د ت س) البراء بن عازب - رضي الله عنه - قال: «كان ركوعُ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، وسجودُه، وبين السجدتين، وإذا رفع رأسه من الركوع - ما خلا القيام والقعود - قريباً من السَّواء» .
وفي رواية، قال: «رَمَقْتُ الصلاة مع محمد - صلى الله عليه وسلم- فوجدتُ قيامَه فركعتَه، فاعتداله لَه بعد ركوعه، فسجدتَه، فجلستَه بين السجدتين، فسجدتَه وجلسته ما بين التسليم، والانصراف: قريباً من السَّواء» . وفي أخرى قال: «غلب على الكوفة رجل قد سماه: زَمَن بنِ الأشعث، وسماه غُنْدَر في روايته: مطرَ بن ناجية - فأمر أبا عبيدة بن عبد الله أن يصلِّي بالناس، وكان يصلِّي فإذا رفع رأسه من الركوع: قام قدْرَ ما أقول: اللهم ربنا لك الحمد، ملءَ السماوات وملء الأرض، وملء ما شئت من شيء بعدُ، أهل الثناء والمجد، لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجدِّ منك الجدُّ، قال الحكَم: فذكرتُ ذلك لعبد الرحمن بن أبي ليلى، فقال: سمعت البراء بن عازب يقول: كانت صلاةُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: قيامُه، وركوعه، وإذا رفع رأسه من الركوع، وسجودُه، وما بين السجدتين: قريباً من السواء. قال شعبة: فذكرته لعمرو بن مرة، فقال: قد رأيتُ ابن أبي ليلى، فلم تكن صلاته هكذا» . هذه رواية البخاري ومسلم.
وفي رواية أبي داود مثل الرواية الثانية. وله في أخرى، قال: «رَمَقْتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- في الصلاة، فوجدتُ قيامه كركعته [ص:367] وسجدته، واعتداله في الركعة كسجدته، وجلستَه بين السجدتين، وجلسته ما بين التسليم والانصراف: قريباً من السواء» .
وله في أخرى، قال: «كان ركوعه وسجوده وما بين السجدتين: قريباً من السواء» .
وفي رواية الترمذي والنسائي، قال: «كانت صلاةُ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- إذا ركع، وإذا رفع رأسه من الركوع، وإذا سجد، وإذا رفع رأسه من السجود، قريباً من السواء» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 2 / 228 في صفة الصلاة، باب استواء الظهر في الركوع، وباب الاطمئنان حين يرفع رأسه من الركوع، وباب المكث بين السجدتين، ومسلم رقم (471) في الصلاة، باب اعتدال أركان الصلاة وتخفيفها، وأبو داود رقم (852) في الصلاة، باب طول القيام من الركوع بين السجدتين، والترمذي رقم (279) في الصلاة، باب ما جاء في إقامة الصلب إذا رفع رأسه من الركوع والسجود، والنسائي 2 / 197 و 198 في الافتتاح، باب قدر القيام بين الرفع من الركوع والسجود.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح.
1- أخرجه أحمد (4/280) قال: حدثنا محمد بن جعفر. وفي (4/285) قال: حدثنا عفان. وفيه (4/285) قال: حدثنا إسماعيل بن علية. والدارمي (1339) قال: أخبرنا سعيد بن الربيع. والبخاري (1/200) قال: حدثنا بدل بن المحبر. وفي (1/202) قال: حدثنا أبو الوليد. ومسلم (2/45) قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري، قال: حدثنا أبي. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى وابن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر. وأبو داود (852) قال: حدثنا حفص بن عمر. والترمذي (279) قال: حدثنا أحمد بن محمد بن موسى، قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك. وفي (280) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر. والنسائي (2/197) قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا ابن علية. وفي (2/232) قال: أخبرنا عبيد الله بن سعيد أبو قدامة، قال: حدثنا يحيى. وابن خزيمة (610 و 659) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر (ح) وحدثنا سلم بن جنادة، قال: حدثنا وكيع (ح) وحدثنا أحمد بن المقدام قال: حدثنا يزيد بن زريع. جميعهم - ابن جعفر، وعفان، وإسماعيل، وسعيد، وبدل، وأبو الوليد، ومعاذ، وحفص، وابن المبارك، ويحيى، ووكيع، ويزيد - عن شعبة.
2- وأخرجه أحمد (4/298) قال: حدثنا عبدة بن سليمان. والبخاري (1/208) قال: حدثنا محمد بن عبد الرحيم، قال: حدثنا أبو أحمد الزبيري. ثلاثتهم - عبدة، والزبيري، ويحيى - عن مسعر.
كلاهما - شعبة، ومسعر - عن الحكم، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، فذكره.(5/366)
3495 - (خ س) زيد بن وهب قال: «رأى حذيفة - رضي الله عنه - رجلاً يصلي، فطَفَّفَ، فقال له حذيفةُ: مذُ كم تصلي هذه الصلاة؟ قال: مُنْذُ أربعين (1) سنة، قال: ما صليتَ منذ أربعين (2) سنة، ولو مُتَّ وأنت تصلي هذه الصلاة، مُتَّ على غير فِطْرة محمد - صلى الله عليه وسلم-، ثم قال: إن الرجل ليُخَفِّفُ ويُتمُّ ويُحْسِن» . أخرجه النسائي.
وفي رواية البخاري، قال شقيق: «إن حذيفة رأى رجلاً لا يتمُّ ركوعه ولا سجوده، فلما قضى صلاته، دعاه، فقال له حذيفة: ما صليتَ - قال وأحسبه قال: ولو مُتَّ مُتَّ على غير سُنَّة محمد - صلى الله عليه وسلم-» .
وفي رواية «ولو مُتَّ مُتَّ على غير الفطرة التي فطر الله [عليها] محمداً - صلى الله عليه وسلم-» (3) . [ص:368]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(طَفَّف) : التطفيف في الكيل: نقصه، والمراد به هاهنا: نقص الصلاة والقراءة والاختصار فيها.
(فطرة محمد) : الفطرة: الخلقة، والفطرة: الملة، أراد دين الإسلام الذي هو منسوب إلى محمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
__________
(1) في الأصل: منذ أربعون.
(2) في الأصل: منذ أربعون.
(3) رواه البخاري 2 / 227 و 228 في صفة الصلاة، باب إذا لم يتم الركوع، وباب إذا لم يتم السجود، والنسائي 3 / 58 و 59 في السهو، باب تطفيف الصلاة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (5/384) قال: حدثنا أبو معاوية. والبخاري (1/200) قال: حدثنا حفص بن عمر، قال: حدثنا شعبة. كلاهما - أبو معاوية، وشعبة - عن الأعمش.
2- وأخرجه النسائي (3/58) وفي الكبرى (521 و 1144) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان. قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا مالك بن مغول، عن طلحة بن مصرف.
كلاهما - الأعمش، وطلحة - عن زيد بن وهب، فذكره.(5/367)
3496 - (د س) عبد الرحمن بن شبل - رضي الله عنه - قال: «نهى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عن نقْرَةِ الغراب، وافتِراشِ السَّبُع، وأن يُوَطِّن الرجلُ بالمكان في المسجد كما يُوَطِّنُ البعير» . أخرجه أبو داود والنسائي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(نقر الغراب) : النقر في الصلاة: ترك الطمأنينة في السجود، والمتابعة بين السجدتين من غير أن يقعد بينهما، شبهه بنقر الغراب إذا وقع على الجيفة فأكل منها، فتراه يتابع بين نقراته لحمها.
(افتراش السبع) : هو أن يضع ساعديه على الأرض في السجود كما يقعد الكلب في بعض حالاته، وكذلك غيره من السباع، كالذئب ونحوه. [ص:369]
(يوطن بالمكان كما يوطن البعير) : معناه: أن يألف الرجل مكاناً معلوماً من المسجد يصلي فيه، كالبعير لا يأوي من عَطَن إلا إلى مَبْرَك دَمِت قد أوطنه واتخذه مُناخاً، وقيل: هو أن يبرك على ركبتيه قبل يديه إذا أراد السجود كبُروك البعير على المكان الذي أوطنه.
__________
(1) رواه أبو داود رقم (862) في الصلاة، باب صلاة من لا يقيم صلبه في الركوع، والنسائي 2 / 214 في الافتتاح، باب النهي عن نقرة الغراب، ورواه أحمد في " المسند " 3 / 428 و 448 والدارمي 1 / 303 في الصلاة، باب النهي عن الافتراش ونقرة الغراب، ورواه أحمد في " المسند " 5 / 447 من حديث أبي سلمة الأنصاري، وهو حديث حسن بشواهده.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/428) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن عبد الحميد. وفي (3/428) قال: حدثنا الحجاج، قال: حدثنا الليث، يعني ابن سعد، قال: حدثني يزيد بن أبي حبيب. وفي (3/428) قال: حدثنا هاشم، قال: حدثنا ليث، عن يزيد بن أبي حبيب. وفي (3/444) قال: حدثنا عثمان بن عمر، قال: حدثنا عبد الحميد (ح) ومحمد بن بكر، قال: أخبرنا عبد الحميد بن جعفر. والدارمي (1329) قال: أخبرنا أبو عاصم، عن عبد الحميد بن جعفر. وأبو داود (862) قال: حدثنا أبو الوليد الطيالسي، قال: حدثنا الليث، عن يزيد بن أبي حبيب (ح) وحدثنا قتيبة، قال: حدثنا الليث. وابن ماجة (1429) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع (ح) وحدثنا أبو بشر بكر بن خلف، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، قال: حدثنا عبد الحميد بن جعفر. والنسائي (2/214) . وفي الكبرى (609) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، عن شعيب، عن الليث، قال: حدثنا خالد، عن ابن أبي هلال. وابن خزيمة (662 و 1319) قال: حدثنا بندار، قال: حدثنا يحيى، وأبو عاصم، قالا: حدثنا عبد الحميد بن جعفر. وفي (662) قال: حدثنا سلم بن جنادة، قال: حدثنا وكيع، عن عبد الحميد بن جعفر.
أربعتهم - عبد الحميد بن جعفر، ويزيد بن أبي حبيب، والليث، وسعيد بن أبي هلال - عن جعفر بن عبد الله بن الحكم، عن تميم بن محمود، فذكره.(5/368)
3497 - () عبد الرحمن بن عوف - رضي الله عنه - قال: «نهى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عن النَّقْر، فقال: ليس لنا مَثَلُ السَّوْء، ليس منا من ينْقُرُ نَقْرَ الغراب، قال: ونهى عن افتراش السبع» . أخرجه ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وهو بمعنى الذي قبله.(5/369)
هيئة الركوع والسجود
3498 - (د س) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: «إذا ركعَ أحدُكم فليَفرِش ذراعيه على فَخِذيه، وليُطبِّق بين كَفَّيْه، فكأني أنظر إلى اختلاف أصابع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-» .
وفي رواية قال: علَّمَنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- الصلاة، فكبَّر، ورفع يديه، فلما ركع طبَّقَ يديه بين ركبتيه، قال: فبلغ ذلك سعداً، فقال: «صدق أخي، كنا نفعل هذا، ثم أُمِرْنا بهذا، يعني الإمساك على الركبتين» . أخرجه أبو داود، وأخرج النسائي الثانية (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (868) في الصلاة، باب تفريع أبواب الركوع والسجود ووضع اليدين على الركبتين، والنسائي 2 / 184 و 185 في الافتتاح، باب التطبيق، ورواه مسلم في " صحيحه "، وأحمد في " المسند " وغيرهم، وهو حديث صحيح، وفي الحديث نسخ التطبيق في الركوع، وقد بقي عليه ابن مسعود رضي الله عنه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (1/418) (3974) قال: حدثنا يحيى بن آدم. والبخاري في رفع اليدين (32) قال: حدثنا الحسن بن الربيع. وأبو داود (747) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة. والنسائي (2/184) . وفي الكبرى (533) قال: أخبرنا نوح بن حبيب. وابن خزيمة (595) قال: حدثنا محمد بن أبان.
خمستهم - يحيى بن آدم، والحسن، وعثمان، ونوح، ومحمد بن أبان - عن عبد الله بن إدريس، عن عاصم ابن كليب، عن عبد الرحمن بن الأسود، عن علقمة، فذكره.(5/369)
3499 - (ت س) عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال: «سُنَّتْ لكم الرُّكبُ، فأمْسِكُوا بالرُّكَب» .
وفي رواية: «إنما السُّنّةُ الأخذُ بالرُّكب» . هذه رواية النسائي.
وفي رواية الترمذي، قال أبو عبد الرحمن السُّلَمي: قال لنا عمر بن الخطاب: «إن الرُّكَب سُنَّةُ نبيكم - صلى الله عليه وسلم- (1) فخذوا بالرُّكب» (2) .
__________
(1) لفظه في نسخ الترمذي المطبوعة: إن الركب سنت لكم.
(2) رواه الترمذي رقم (258) في الصلاة، باب ما جاء في وضع اليدين على الركبتين في الركوع، والنسائي 2 / 185 في الافتتاح، باب الإمساك بالركب في الركوع، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وفي الباب عن سعد، وأنس، وأبي حميد، وأبي أسيد، وسهل بن سعد، ومحمد بن مسلمة، وأبي مسعود، وهذا أيضاً ناسخ للتطبيق.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (258) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا أبو بكر بن عياش، قال: حدثنا أبو حصين. والنسائي (2/185) . وفي الكبرى (536) قال: أخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثني أبو داود، قال: حدثنا شعبة، عن الأعمش، عن إبراهيم. وفي (2/85) قال: أخبرنا سويد بن نصر، قال: أنبأنا عبد الله، عن سفيان، عن أبي حصين.
كلاهما - أبو حصين، وإبراهيم - عن أبي عبد الرحمن السلمي، فذكره.(5/370)
3500 - (د س) أبو إسحاق السبيعي قال: «وصف لنا البراء بن عازب رضي الله عنه السجودَ، فوضعَ يديه واعتمد على رُكْبتيه، ورفع عَجيزتَه، وقال: هكذا كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يسجد» أخرجه أبو داود والنسائي، وفي رواية قال: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إذا صلى جنَّحَ» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(عَجِيزته) : العَجِيزة: العَجُز.
(جَنَّح) الرجل: إذا جافى يديه عن جانبيه، فصارا له مثل الجناح إذا فرشه الطائر.
__________
(1) رواه أبو داود رقم (896) في الصلاة، باب صفة السجود، والنسائي 2 / 212 في الافتتاح، باب صفة السجود، قال الحافظ الزيلعي في " نصب الراية ": قال النووي. ورواه ابن حبان والبيهقي، وهو حديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/303) قال: حدثنا أبو كامل. وأبو داود (896) قال: حدثنا الربيع بن نافع والنسائي (2/212) وابن خزيمة (646) كلاهما عن علي بن حجر.
ثلاثتهم - أبو كامل، والربيع، وعلي - عن شريك ابن عبد الله النخعي عن أبي إسحاق فذكره.(5/370)
3501 - (م ت) البراء بن عازب - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إذا سجدتَ فضَعْ كفَّيْكَ، وارفع مِرفَقَيك» . أخرجه مسلم.
وفي رواية الترمذي، قال: «قلت للبراء: أين كان النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- يضع وجهه إذا سجد؟ فقال: بين كفَّيْه» (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (494) في الصلاة، باب الاعتدال في السجود، والترمذي رقم (271) في الصلاة، باب ما جاء أين يضع الرجل وجهه إذا سجد.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (4/283) قال: حدثنا أبو الوليد وعفان. وفي (4/294) قال: حدثنا عفان. ومسلم (2/53) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. وابن خزيمة (656) قال: حدثنا محمد بن أبي صفوان الثقفي، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي.
أربعتهم - أبو الوليد، وعفان، ويحيى، وابن مهدي - عن عبيد الله بن إياد، عن إياد فذكره.(5/371)
3502 - (م د س) ميمونة - رضي الله عنها -: «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان إذا سجد لو أنَّ بَهمَة أرادت أن تَمُرَّ بين يديه مرَّتْ» . أخرجه مسلم. وزاد أبو داود والنسائي بعد قوله: «سجد» : «جَافى بين جنبيه (1) حتى - وفي أخرى للنسائي - كان إذا سجد خوَّى يدهُ حتى يُرَى وَضَحُ إِبطَيْهِ من ورائه، وإذا رفع (2) اطمَأنَّ على فَخِذِه اليسرى» (3) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(بَهْمة) : البهمة: الصغير من الغنم.
(وَضَح إبطيه) : الوضح: البياض، وأراد به: البياض الذي تحت إبطيه، وذلك للمبالغة في التجافي، وإبعاد اليدين عن الجنبين. [ص:372]
(خَوَّى) : في صلاته: إذا رفع بطنه عن الأرض عند السجود، وهو مستحب للرجال دون النساء.
__________
(1) في نسخ أبي داود والنسائي المطبوعة: جافى بين يديه.
(2) في نسخ النسائي المخطوطة والمطبوعة: قعد.
(3) رواه مسلم رقم (496) في الصلاة، باب ما يجمع صفة الصلاة، وما يفتتح به ويختم به، وأبو داود رقم (898) في الصلاة، باب صفة السجود، والنسائي 2 / 213 في الافتتاح، باب التجافي في السجود.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه الحميدي (314) . وأحمد (6/331) . والدارمي (1337) قال: أخبرنا يحيى بن حسان. ومسلم (2/53) قال: حدثنا يحيى بن يحيى وابن أبي عمر. وأبو داود (898) قال: حدثنا قتيبة. وابن ماجة (88) قال: حدثنا هشام بن عمار. والنسائي (2/213) . وفي الكبرى (610) قال: أخبرنا قتيبة. وابن خزيمة (657) قال: حدثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي وعمر بن حفص الشيباني.
تسعتهم - الحميدي، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن حسان، ويحيى بن يحيى، وابن أبي عمر، وقتيبة، وهشام ابن عمار، وسعيد بن عبد الرحمن المخزومي، وعمر بن حفص الشيباني - عن سفيان بن عيينة، عن عبيد ?الله ابن عبد الله بن الأصم، عن عمه يزيد بن الأصم، فذكره.
- في رواية الحميدي: حدثنا أبو سليمان عبد الله بن عبد الله بن أخي يزيد بن الأصم الأكبر منهما.(5/371)
3503 - (د) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: قال: «أتيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- من خَلْفِه، فرأيتُ بياضَ إبطيه وهو مُجَخٍّ قد فرَّجَ بين يديه» . أخرجه أبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(مُجَخٍّ) : جخَّى في صلاته وجخَّ: إذا فتح عضديه في السجود، وقيل: إذا رفع بطنه عن الأرض.
__________
(1) رقم (899) في الصلاة، باب صفة السجود، ورواه أحمد في " المسند " (2405) ، وهو حديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (1/267) (2405) قال: حدثنا حسن بن موسى، قال: حدثنا زهير. وفي (1/292) (2662) قال: حدثنا حسين قال: حدثنا أبو وكيع، وفي (1/302) (2753) قال: حدثنا أسود قال: حدثنا شريك، وفي (1/305) (2782) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن الزبير قال: حدثنا إسرائيل، وفي (1/316) (2909) قال: حدثنا حجاج قال: أخبرنا شريك، وفي (1/317) (2910) قال: حدثنا أسود قال: حدثنا إسرائيل وفي (1/339) (3152) قال: حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا شعبة، وفي (1/343) (3197) قال: حدثنا عبد الرحمن عن سفيان (1/354) (3328) قال: حدثنا وكيع قال: حدثنا إسرائيل وفي (1/365/ 3447) قال: حدثنا عبد الرزاق، وفي (1/365) (3447) قال: حدثنا عبد الرزاق قال: أخبرنا سفيان وأبو داود (899) قال: حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي، قال: حدثنا زهير.
ستتهم - زهير، وأبو وكيع، وشريك، وإسرائيل التميمي، وشعبة، وسفيان - عن أبي إسحاق التميمي فذكره.
في رواية شعبة قال: سمعت أبا إسحاق يحدث أنه سمع رجلا من بني تميم، ولم يسمه.(5/372)
3504 - (د) أحمر بن جزء - رضي الله عنه - «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان إذا سجد جافى عَضُدَيه عن جنبيه، حتى نأويَ له» . أخرجه أبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(نأوي) : أويت لفلان آوي: إذا رحمته وأشفقت عليه.
__________
(1) رقم (900) في الصلاة، باب صفة السجود، وهو حديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/342) قال حدثنا عبد الرحمان بن مهدي وفي (5/30) قال حدثنا وكيع وفي (5/31) قال حدثنا عفان وأبو داود (900) قال حدثنا مسلم بن إبراهيم وابن ماجة (886) قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا وكيع.
أربعتهم (ابن مهدي، ووكيع، وعفان، ومسلم) قالوا حدثنا عباد بن راشد عن الحسن فذكره.(5/372)
3505 - (ت س) عبد الله بن أقرم الخزاعي قال: كنتُ مع أبي بالقاع من نَمِرَةَ، فمرَّتْ رَكَبَة، فإذا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- قائم يصلي، قال: فكنت أنظر إلى عُفْرَتَي إبطيه إذا سجد، وأرى بياضَه، أخرجه الترمذي [ص:373] وفي رواية النسائي، قال: «صليتُ مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فكنتُ أرى عفْرَةَ إبطيه» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(رَكَبَة) : الرَّكْب: أصحاب الإبل في السفر دون الدواب، وهم العشرة فما فوقها، والجمع أرْكُب، والرَّكَبَة - بالتحريك - أقل من الرَّكْب، والأُرْكُوب - بالضم - أكثر من الرَّكْب، والرِّكاب: الإبل، لا واحد له من لفظه.
(عُفْرَتَي إِبطَيْه) : العُفْرَة: البياض الذي تحته، والمراد به: المبالغة في التجافي كما سبق.
__________
(1) رواه الترمذي رقم (274) في الصلاة، باب ما جاء في التجافي في السجود، والنسائي 2 / 213 في الافتتاح، باب صفة السجود، ورواه أحمد في " المسند " 4 / 35 وهو حديث صحيح، وقال الترمذي: حديث عبد الله بن أقرم حديث حسن، قال: وفي الباب عن ابن عباس، وابن بحينة، وجابر، وأحمر بن جزء، وميمونة، وأبي حميد، وأبي مسعود، وأبي أسيد، وسهل ابن سعد، ومحمد بن مسلمة، والبراء بن عازب، وعدي بن عميرة، وعائشة، قال: والعمل عليه عند أكثر أهل العلم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الحميدي (923) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (4/35) قال: حدثنا عبد الرحمان بن مهدي. وفي (4/35) قال: حدثنا وكيع. وفي (4/35) قال: حدثنا أبو نعيم. وابن ماجة (881) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع. (ح) وحدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمان بن مهدي، وصفوان بن عيسى، وأبو داود. والترمذي (274) قال: حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا أبو خالد الأحمر. والنسائي (2/213) وفي الكبرى (208) قال: أخبرنا علي بن حجر، قال: أنبأنا إسماعيل.
ثمانيتهم (سفيان، وعبد الرحمان، ووكيع، وأبو نعيم، وصفوان، وأبو داود، وأبو خالد، وإسماعيل بن جعفر) عن داود بن قيس الفراء، عن عبيد الله بن عبد الله بن أقرم الخزاعي، فذكره.(5/372)
3506 - (د ت) أبو هريرة رضي الله عنه قال: «اشتكى أصحابُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- مَشَقَّةَ السجود، إذا انفَرَجوا (1) ، فقال لهم: اسْتَعِينُوا بالرُّكَبِ» (2) . أخرجه الترمذي وأبو داود.
وفي رواية ذكرها رزين، [ص:374] قال: «استعينوا بالانضمام» (3) .
__________
(1) أي: إذا باعدوا اليدين عن الجنبين ورفعوا البطن عن الفخذين في السجود.
(2) قال الحافظ في " الفتح ": قال ابن عجلان أحد رواته: وذلك أن يضع مرفقيه على ركبتيه إذا طال السجود وأعيا.
(3) رواه أبو داود رقم (902) في الصلاة، باب الرخصة في ذلك للضرورة، والترمذي رقم (286) في الصلاة، باب ما جاء في الاعتماد في السجود، وقد روى هذا الحديث سفيان بن عيينة وغير واحد عن سمي عن النعمان بن أبي عياش عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً نحو هذا، وهو حديث صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/339) قال: حدثنا يونس. قال: حدثنا ليث. وفي (2/417) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا يعقوب وأبو داود (902) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا الليث. والترمذي (286) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا الليث.
كلاهما (الليث، ويعقوب) عن ابن عجلان، عن سمي، عن أبي صالح، فذكره.(5/373)
3507 - (خ م س) عبد الله بن مالك بن بحينة (1) - رضي الله عنه - «كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- إذا صلى فرَّجَ بين يديه حتى يَبْدُوَ بياضُ إبطيه» .
وفي رواية: «كان إذا سجد يُجنِّحُ في سجوده، حتى يُرَى وضَحُ إبطيه» . أخرجه البخاري ومسلم، وأخرج النسائي الأولى (2) .
__________
(1) بحينة: أم عبد الله، وأبوه مالك.
(2) رواه البخاري 2 / 243 في صفة الصلاة، باب يبدي ضبعيه ويجافي السجود، وفي الأنبياء، باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم، ومسلم رقم (495) في الصلاة، باب ما يجمع صفة الصلاة وما يفتتح به ويختم به، والنسائي 2 / 212 في الافتتاح، باب صفة السجود.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (5/345) قال: حدثنا يحيى بن غيلان قال: حدثنا رشدين قال: حدثنا عمرو بن الحارث وفي (5/345) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد قال: حدثنا بكر بن مضر. والبخاري (1/108، 205) قال حدثنا يحيى بن بكير قال: حدثني بكر بن مضر وفي (4/230) قال حدثنا قتيبة بن سعيد قال: حدثنا بكر بن مضر ومسلم (2/53) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد قال: حدثنا بكر وهو ابن مضر (ح) وحدثنا عمرو بن سواد. قال أخبرنا عبد الله بن وهب، قال: أخبرنا عمرو بن الحارث والليث بن سعد، والنسائي (2/212) وفي الكبرى (606) قال: أخبرنا قتيبة قال: حدثنا بكر. وابن خزيمة (648) قال: حدثنا محمد وسعد ابنا عبد الله بن عبد الحكم المصريان قالا: حدثنا أبي قال: أخبرنا بكر بن مضر.
ثلاثتهم (عمرو بن الحارث، وبكر بن مضر، والليث) عن جعفر بن ربيعة عن عبد الرحمان بن هرمز الأعرج فذكره.(5/374)
3508 - (س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: «لو كنتُ بين يديْ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- لأبْصَرتُ إبطيْه» قال أبو مجلز: قال ذلك لأنه في صلاة. أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 2 / 212 و 213 في الافتتاح، باب صفة السجود، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (746) قال: حدثنا ابن معاذ، قال: حدثنا أبي. (ح) قال: وحدثنا موسى بن مروان. قال: حدثنا شعيب، يعني ابن إسحاق. والنسائي (2/212) وفي الكبرى (607) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن بزيع. قال: حدثنا معتمر بن سليمان.
ثلاثتهم (معاذ، وشعيب، ومعتمر) عن عمران بن حدير، عن لاحق أبي مجلز، عن بشير بن نهيك، فذكره.(5/374)
3509 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه - «أن النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قال: إذا سجد أحدُكم فلا يَفْتَرِشْ يديه افتراشَ الكلب، وليَضُمَّ فَخِذَيْهِ» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (901) في الصلاة، باب صفة السجود، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (901) قال: حدثنا عبد الملك بن شعيب بن الليث. قال: حدثنا ابن وهب وابن خزيمة (653) قال: حدثنا سعيد بن عبد الله بن عبد الحكم. قال: حدثنا أبي.
كلاهما (ابن وهب، وعبد الله بن عبد الحكم) عن الليث بن سعد، عن دراج، عن ابن حجيرة، فذكره.(5/374)
3510 - (ت) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا سجد أحدُكم فلْيَعْتَدِلْ، ولا يَفْتَرِشْ ذِراعيه افتراش الكلب» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (275) في الصلاة، باب ما جاء في الاعتدال في السجود، وإسناده حسن، قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وفي الباب عن عبد الرحمن بن شبل وأنس، والبراء، وأبي حميد، وعائشة، والعمل عليه عند أهل العلم يختارون الاعتدال في السجود، ويكرهون الافتراش كافتراش السبع.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/305) قال: حدثنا محمد بن فضيل. وفي (3/315) قال: حدثنا أبو معاوية ووكيع. وفي (3/389) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا سفيان. وابن ماجة (891) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا وكيع. والترمذي (275) قال: حدثنا هناد، قال: حدثنا أبو معاوية. وابن خزيمة (644) قال: حدثنا محمد بن العلاء بن كريب، والأشج، قالا: حدثنا أبو خالد (ح) وحدثنا هارون بن إسحاق، قال: حدثنا ابن فضيل. (ح) وحدثنا عبد الله بن الحكم بن أبي زياد القطواني، قال: حدثنا ابن نمير (ح) وحدثنا سلم بن جنادة القرشي، قال: حدثنا وكيع (ح) وحدثنا يوسف بن موسى، قال: حدثنا جرير، ووكيع.
سبعتهم - ابن فضيل، وأبو معاوية، ووكيع، وسفيان، وأبو خالد، وابن نمير، وجرير - عن الأعمش، عن أبي سفيان، فذكره.(5/375)
3511 - (ت) عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه: «أن النبي - صلى الله عليه وسلم- أمر بوضعِ اليدين، ونَصْبِ القدمين» . أخرجه الترمذي، وقال: وقد روي عن عامر مرسلا (1) .
__________
(1) رقم (277) و (278) في الصلاة، باب ما جاء في وضع اليدين ونصب القدمين في السجود، موصولاً ومرسلاً، وهو حديث صحيح، قال الترمذي: وهو الذي أجمع عليه أهل العلم واختاروه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (277) قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمان، قال: أخبرنا معلى بن أسد، قال: حدثنا وهيب، عن محمد بن عجلان، عن محمد بن إبراهيم، عن عامر بن سعد، فذكره.
* قال الترمذي: قال عبد الله (بن عبد الرحمان الدارمي) قال معلى: وحدثنا حماد بن مسعدة، عن ابن عجلان، عن محمد بن إبراهيم، عن عامر بن سعد، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أمر ... فذكر نحوه. ولم يقل: عن أبيه. قال الترمذي: وروى يحيى القطان وغير واحد، عن ابن عجلان، عن محمد، عن عامر، أن النبي -صلى الله عليه وسلم-، مرسل، وهذا أصح من حديث وهيب. تحفة الأشراف (3887) .(5/375)
3512 - (ت) عباس بن سهل قال: «اجتمع أبو حُميد، وأبو أُسيْد، وسهل بن سعد، ومحمد بن مسلمة، فذكروا صلاةَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال أَبو حميد: أنا أعْلَمكم بصلاة رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-: إن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- ركع فوضع يديه على ركبتيه، كأنه قابض عليهما، ووترَ يديه، فنحَّاهما عن جنبيه» . أخرجه الترمذي. وهو طرف من حديث قد أخرجه هو والبخاري وأبو داود، ويَرِدُ في الفرع السابع من هذا الفصل (1) .
__________
(1) أخرجه الترمذي رقم (260) في الصلاة، باب ما جاء أنه يجافي يديه عن جنبيه في الركوع، وهو حديث حسن، وقال الترمذي: حديث أبي حميد حديث حسن صحيح، وفي الباب عن أنس، وهو الذي اختاره أهل العلم أن يجافي الرجل يديه عن جنبيه في الركوع والسجود، وسيأتي برقم (3576) .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه الدارمي (1313) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. قال: حدثنا أبو عامر العقدي. قال: حدثنا فليح بن سليمان. والبخاري في رفع اليدين (5) قال: أخبرنا عبد الله بن محمد. قال: حدثنا عبد الملك بن عمرو. قال: حدثنا فليح بن سليمان. وأبو داود (733، 966) قال: حدثنا علي بن الحسين ابن إبراهيم. قال: حدثنا أبو بدر. قال: حدثني زهير أبو خيثمة. قال: حدثنا الحسن ابن الحر. قال: حدثني عيسى بن عبد الله بن مالك، عن محمد بن عمرو بن عطاء أحد بني مالك. وفي (734، 967) قال: حدثنا أحمد بن حنبل. قال: حدثنا عبد الملك بن عمرو. قال: أخبرني فليح. وفي (735) قال: حدثنا عمرو بن عثمان. قال: حدثنا بقية. قال: حدثني عتبة. قال: حدثني عبد الله بن عيسى. وابن ماجه (863) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا أبو عامر. قال: حدثنا فليح بن سليمان. والترمذي (260، 270، 293) قال: حدثنا محمد بن بشار بندار. قال: حدثنا أبو عامر العقدي. قال: حدثنا فليح بن سليمان وابن خزيمة (589، 608، 637) قال: حدثنا بندار. قال: حدثنا أبو داود. قال: حدثنا فليح بن سليمان. وفي (640) قال: حدثنا بندار. قال: حدثنا أبو عامر. قال: أخبرنا فليح بن سليمان المدني. وفي (689) قال: حدثنا بندار ومحمد بن رافع. قالا: حدثنا أبو عامر. قال: أخبرنا فليح بن سليمان المدني.
ثلاثتهم- فليح، ومحمد بن عمرو، وعبد الله بن عيسى - عن عباس بن سهل، فذكره.
* في رواية محمد بن عمرو: (عن عباس، أو عياش بن سهل الساعدي) .
* الروايات مطولة ومختصرة ولم يذكر أحد منهم متن الحديث كاملا.(5/375)
3513 - (س) أبو حُميد - رضي الله عنه - قال: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إذا ركع اعتدل، ولم يصب (1) رأْسَهُ، ولم يُقْنعْهُ، ووضع يديه على رُكْبَتَيْه» . أخرجه النسائي (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(لم يَصُبَّ رأسه) : أي: لم يمله إلى أسفل، والصَّب: قلب الماء من فوق إلى تحت.
(ولم يُقْنِعه) : أقنع رأسه، ومنه قوله تعالى: {مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُؤوسهم} [إبراهيم: 43] وذلك أن ينصبه لا يلتفت يميناً ولا شمالاً، ويجعل طرفه مُوازياً لما بين يديه.
__________
(1) في نسخ النسائي المطبوعة والمخطوطة: فلم ينصب.
(2) 2 / 187 في الافتتاح، باب الاعتدال في الركوع، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (2/187) أخبرنا محمد بن بشار قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا عبد الحميد بن جعفر قال: حدثني محمد بن عمرو بن عطاء عن أبي حميد الساعدي فذكره.(5/376)
3514 - (س) أبو حميد - رضي الله عنه - قال: «كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- إذا أهوى إلى الأرض ساجداً جافى عضُدَيْهِ عن إبطيه، وفتخَ أصابع رجليه» . أخرجه النسائي، وهو طرف من حديث طويل، قد أخرجه الترمذي وأبو داود والبخاري، تقدّم ذِكْره (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أهوى) : الهوي [السقوط] من فوق إلى أسفل، يقال فيه: هوى يَهْوي [ص:377] هوياً، بفتح الهاء. فأما أهوى يُهْوي: فإنما هو إذا مد يده إلى الشيء، والذي جاء في الحديث على اختلاف النسخ أهوى بألف.
(وفَتَخَ) : الفتخ - بالخاء المعجمة -: اللين والاسترخاء، وفتخ أصابعه: إذا أرخاها وثناها معطوفة، وقيل: هو أن ينصب أصابعه، ويغمز موضع المفاصل منها إلى باطن الراحة من اليد، وفي الرجل إلى ما يلي وجه القدم.
__________
(1) 2 / 211 في الافتتاح، باب فتخ أصابع الرجلين في السجود، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (2/211) أخبرنا محمد بن بشار قال: حدثنا يحيى بن سعيد قال: حدثنا عبد الحميد بن جعفر قال: حدثني محمد بن عطاء عن أبي حميد الساعدي فذكره.(5/376)
3515 - (ت) أبو حميد - رضي الله عنه - «أن النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- كان إذا سجد أمْكنَ أنْفَهُ جَبْهَتَهُ من الأرض، ونحى يديه عن جنبيه، ووضع كفَّيْه حَذْوَ مَنْكبيه» . أخرجه الترمذي، وهو طرف من الحديث المقدَّم ذِكره (1) .
__________
(1) رقم (270) في الصلاة، باب ما جاء في السجود على الجبهة والأنف، وإسناده حسن، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وفي الباب عن ابن عباس، ووائل بن حجر، وأبي سعيد، والعمل عليه عند أهل العلم أن يسجد الرجل على جبهته وأنفه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (270) حدثنا محمد بن بشار بندار حدثنا أبو عامر العقدي حدثنا فليح بن سليمان حدثني عباس بن سهل عن أبي حميد الساعدي.
قال: وفي الباب عن ابن عباس ووائل بن حجر وأبي سعيد. وقال أبو عيسى: حديث أبي حميد حديث حسن وصحيح. والعمل عليه عند أهل العلم أن يسجد الرجل على جبهته وأنفه فإن سجد على جبهته دون أنفه فقد قال: قوم من أهل العلم يجزئه، وقال غيرهم لا يجزئه حتى يسجد على الجبهة والأنف.(5/377)
3516 - (س) يوسف بن ماهك: قال: قال حكيم بن حِزام: «بايعتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-: أن لا أَخِرَّ إلا قائماً» . أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 2 / 205 في الافتتاح، باب كيف يخر للسجود، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/402) قال: حدثنا محمد بن جعفر. والنسائي (2/205) وفي الكبرى (584) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود قال: حدثنا خالد.
كلاهما - ابن جعفر، وخالد - قالا: حدثنا شعبة عن أبي بشر، قال: سمعت يوسف، فذكره.(5/377)
3517 - (د ت س) وائل بن حجر - رضي الله عنه - قال: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إذا سجد وضع ركبتيه قبل يديه، وإذا نهض رفع يديه قبل ركبتيه» . أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي.
وفي رواية لأبي داود، قال: «فلما سجد وقعتا ركبتاه (1) إلى الأرض قبل [ص:378] أن يَقعَا كفَّاه (2) ، فلما سجد وضع جبّهَتَهُ بين كفَّيه، وجافى عن إبطيه» . قال أبو داود: وفي حديث عاصم بن كليب عن أبيه بمثل هذا، وفي حديث أحدِ رواته: «وإذا نهض نهضَ على ركبتيه، واعتمد على فخذيه» (3) .
__________
(1) هكذا في الأصل وفي نسخ أبي داود المطبوعة: وقعتا ركبتاه، قال في " عون المعبود " والظاهر: وقعت ركبتاه بإفراد الفعل، لكنه على لغة (وأسروا النجوى الذين ظلموا) و (أكلوني البراغيث) .
(2) قال في " عون المعبود ": الظاهر: أن يقع كفاه.
(3) رواه أبو داود رقم (838) في الصلاة، باب كيف يضع ركبتيه قبل يديه، والترمذي رقم (268) في الصلاة، باب ما جاء في وضع الركبتين قبل اليدين في السجود، والنسائي 2 / 207 في الافتتاح، باب أول ما يصل إلى الأرض من الإنسان في سجوده، وفي سنده شريك بن عبد الله النخعي القاضي، وهو صدوق يخطئ كثيراً، تغير حفظه منذ ولي القضاء، وله شاهد عن عاصم الأحول عن أنس قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم انحط بالتكبير حتى سبقت ركبتاه يديه، أخرجه الدارقطني والحاكم والبيهقي، قال: هو على شرطهما، وقال البيهقي: تفرد به العلاء بن العطار، والعلاء مجهول، قال الترمذي: وروى همام عن عاصم هذا مرسلاً، ولم يذكر فيه وائل بن حجر، ومع ذلك فقد قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، قال: والعمل عليه عند أكثر أهل العلم، يرون أن يضع الرجل ركبتيه قبل يديه، وإذا نهض رفع يديه قبل ركبتيه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الدارمي (1326) وأبو داود (838) قال: حدثنا الحسن بن علي، وحسين بن عيسى. وابن ماجة (882) قال: حدثنا الحسن بن علي الخلال. والترمذي (268) قال: حدثنا سلمة بن شبيب وأحمد بن إبراهيم الدورقي والحسن بن علي الحلواني وعبد الله بن منير وغير واحد. والنسائي (2/206) وفي الكبري (589) قال: أخبرنا الحسين بن عيسى القومي البسطامي وفي (2/234) والكبرى (653) قال: أخبرنا إسحاق بن منصور. وابن خزيمة (626، 629) قال: حدثنا علي بن مسلم وأحمد بن سنان ومحمد بن يحيى ورجاء بن محمد بالعذرى.
جميعهم (عبد الله بن عبد الرحمان الدارمي، والحسن بن علي، وحسين بن عيسى، وسلمة بن شبيب، وأحمد بن إبراهيم وعبد الله بن منير، وإسحاق بن منصور، وعلي بن مسلم، وأحمد بن سنان، ومحمد بن يحيى، ورجاء بن محمد) عن يزيد بن هارون، عن شريك بن عبد الله، عن عاصم بن كليب، عن أبيه فذكره.(5/377)
3518 - (د ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إذا سجد أحدكم فلا يْبرُكْ كما يَبْرُكُ البعير، يضعُ (1) يديه قبل ركبتيه» .
وفي رواية، قال: «يَعْمِدُ أَحدُكم فيبرُك في صلاته كما يبرُك الجمل» . أخرجه أبو داود والنسائي، وأخرج الترمذي الرواية الثانية (2) .
__________
(1) وفي نسخ أبي داود المطبوعة: وليضع، بالأمر.
(2) رواه أبو داود رقم (840) و (841) في الصلاة، باب كيف يضع ركبتيه قبل يديه، والترمذي رقم (269) في الصلاة، باب ما جاء في وضع الركبتين قبل اليدين في السجود، والنسائي 2 / 207 في الافتتاح، باب أول ما يصل إلى الأرض من الإنسان في سجوده، وإسناده حسن، قال الحافظ ابن حجر في " بلوغ المرام ": وحديث أبي هريرة أقوى من حديث وائل. اهـ.، وحديث أبي هريرة أيضاً حديث قولي، وهو يرجح على الحديث الفعلي.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/381) قال: حدثنا سعيد بن منصور قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد. والدارمي (1327) قال: أخبرنا يحيى بن حسان قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد. وأبو داود (840) قال: حدثنا سعيد بن منصور قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد وفي (841) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد قال: حدثنا عبد الله بن نافع. والترمذي (269) قال: حدثنا قتيبة قال: حدثنا عبد الله بن نافع. والنسائي (2/207) وفي الكبري (591) قال أخبرنا هارون بن محمد بن بكار بن بلال من كتابه قال: حدثنا مروان ابن محمد قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد.(5/378)
3519 - (ت) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال له: «يا عليُّ، إني أُحِبُّ لك ما أُحِبُّ لِنَفسي، وأكرهُ لك ما أكرهُ لنفسي لا تُقْع بين السجدتين» . أخرجه الترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الإقعاء) : في الصلاة هو أن يلصق أليتيه بالأرض، وينصب ساقيه، ويضع يديه بالأرض، كما يقعد الكلب في بعض حالاته. والإقعاء عند الفقهاء: أن يضع أليتيه على عقبيه بين السجدتين.
__________
(1) رقم (285) في الصلاة، باب ما جاء في كراهية الإقعاء في السجود، وفي سنده الحارث الأعور، وهو ضعيف.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (1/82) (619) قال: حدثنا عبد الله بن نمير، قال: حدثنا حجاج. وفي (1/146) (1243) قال: حدثنا يزيد، قال: أنبأنا إسرائيل بن يونس. وعبد حميد (67) قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل. وأبو داود (908) قال: حدثنا عبد الوهاب بن نجدة، قال: حدثنا محمد بن يوسف الفريابي، عن يونس بن أبي إسحاق. وابن ماجة (894) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، والترمذي (282) قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمان، قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى، قال: حدثنا إسرائيل.
ثلاثتهم (حجاج م، وإسرائيل، ويونس) عن أبي إسحاق، عن الحارث، فذكره.
* رواية حجاج مختصرة على: «نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يقرأ الرجل وهو راكع أو ساجد.»
* ورواية يونس مختصرة على «يا علي، لا تفتح على الإمام في الصلاة» .
* رواية ابن ماجة والترمذي مختصرة على: «لا تقع بين السجديين» .
* قال أبو داود: أبو إسحاق لم يسمع من الحارث إلا أربعة أحاديث، ليس هذا منها.(5/379)
3520 - (د) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: قال: «نهى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أن يجلس الرجل في الصلاة وهو معتمد على يده» . وفي رواية: «نهى أن يعتمد الرجل على يده في الصلاة» . وفي أخرى «نهى أن يصلِّيَ الرجل وهو معتمد على يده» . وفي أخرى: «نهى أن يعتمد الرجل على يَدَيْه إذا نهض من الصلاة» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (992) في الصلاة، باب كراهية الاعتماد على اليد في الصلاة، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/147) (6347) . وأبو داود (992) قال: حدثنا أحمد بن حنبل، وأحمد بن محمد بن شبويه، ومحمد بن رافع، ومحمد بن عبد الملك الغزال. وابن خزيمة (692) قال: حدثنا محمد بن سهل بن عسكر، والحسين بن مهدي.
ستتهم - أحمد بن حنبل، وأحمد بن محمد بن شبويه، ومحمد بن رافع، ومحمد بن عبد الملك، ومحمد بن سهل بن عسكر، والحسين بن مهدي - قالوا: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن إسماعيل بن أمية، عن نافع، فذكره.(5/379)
3521 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: «كان النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- ينهض في الصلاة على صُدور قدميه» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) لم نجده عند أبي داود، وإنما هو عند الترمذي رقم (288) في الصلاة، باب كيف النهوض من السجود، وفي سنده خالد بن إياس، أو خالد بن الياس، وهو متروك، وصح ذلك من فعل ابن مسعود ويستدل بهذا الحديث من لا يقول بجلسة الاستراحة، وهو ضعيف.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (288) قال: حدثنا يحيى بن موسى قال: حدثنا أبو معاوية، قال: حدثنا خالد بن إلياس عن صالح مولى التوأمة، فذكره.
قال الترمذي: خالد بن إلياس هو ضعيف عند أهل الحديث، ويقال: خالد بن إياس أيضا.(5/379)
3522 - (خ د ت س) مالك بن الحويرث - رضي الله عنه - «أنه رأى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- يصلِّي، فإذا كان في وِتر من صلاته لم ينهضْ حتى يستويَ قاعداً» . أخرجه البخاري وأبو داود والترمذي والنسائي (1) .
__________
(1) رواه البخاري 2 / 249 في صفة الصلاة، باب من استوى قاعداً في وتر من صلاته ثم نهض، وأبو داود رقم (844) في الصلاة، باب النهوض في الفرد، والترمذي رقم (287) في الصلاة، باب ما جاء كيف النهوض من السجود، والنسائي 2 / 233 و 234 في الافتتاح، باب الاستواء للجلوس عند الرفع من السجدتين.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (1/208) قال: حدثنا محمد بن الصباح، وأبو داود (844) قال: حدثنا مسدد. والترمذي (287) قال: حدثنا علي بن حجر. والنسائي في (2/234) وفي الكبرى (651) قال: أخبرنا علي بن حجر. وابن خزيمة (686) قال: حدثنا علي بن حجر.
ثلاثتهم - محمد، ومسدد، وعلي - عن هشيم قال: أخبرنا خالد الحذاء عن أبي قلابة فذكره.(5/380)
3523 - (ط) نافع - مولى ابن عمر «أن ابن عمر رضي الله عنهما كان إذا سجد وضع كفَّيْه على الذي وَضعَ (1) عليه وجهه» ، قال نافع: «ولقد رأيتُه في يوم شديد البرد، وإنه ليُخْرج كفَّيْه من تحت بُرْنُس له، حتى يضعهما على الحصباء» . أخرجه الموطأ (2) .
__________
(1) في الموطأ المطبوع: يضع.
(2) 1 / 163 في قصر الصلاة، باب وضع اليدين على ما يوضع عليه الوجه في السجود، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في الموطأ مع شرح الزرقاني (1/466) عن نافع أن عبد الله بن عمر، فذكره.(5/380)
3524 - (خ) مجزأة بن زاهر «عن رجل من أصحاب الشجرة اسمه أُهْبَان بن أوس، وكان يشتكي ركبتيه، فكان إذا سجد: جعل تحت ركبتيه وسادة» . أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) 7 / 347 في المغازي، باب غزوة الحديبية.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري في صحيحه (4174) حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا أبو عامر حدثنا إسرائيل عن مجزأة بن زاهر الأسلمي عن أبيه وكان ممن شهد الشجرة، فذكره.
قال الحافظ: (1/517) وليس لمجزأة في البخاري إلا هذا الحديث، والذي قبله.(5/380)
3525 - (ط) - نافع - مولى ابن عمر أن ابن عمر - رضي الله عنهما كان يقول: «إذا لم يستطع المريض السجود: أوْمَأ برأسه إيماء، ولم يرفع إلى جبهته شيئاً» . أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 1 / 168 في قصر الصلاة، باب العمل في جامع الصلاة، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في الموطأ مع شرح الزرقاني (1/484) عند نافع أن عبد الله بن عمر، فذكره.(5/380)
أعضاء السجود
3526 - (م د ت س) العباس بن عبد المطلب - رضي الله عنه - قال: إنه سمع رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «إذا سجد العبد سجد معه سبعةُ آرَاب: وجهُهُ، وكَفَّاهُ، وركبتاه، وقدَماهُ» . أخرجه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (491) في الصلاة، باب أعضاء السجود، وأبو داود رقم (891) في الصلاة، باب أعضاء السجود، والترمذي رقم (272) في الصلاة، باب ما جاء في السجود على سبعة أعضاء، والنسائي 2 / 208 في الافتتاح، باب تفسير ذلك أي على كم السجود.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (1/206) (1764) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: حدثنا عبد الله بن جعفر، عن إسماعيل بن محمد.
2- وأخرجه أحمد (1/206) (1765) قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا عبد الله بن جعفر. وفي (1/206) (1769) قال: حدثنا يحيى بن إسحاق، قال: أنبأنا ابن لهيعة. وفي (1/208) (1780) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا بكر بن مضر القرشي. وأبو داود (891) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا بكر - يعني ابن مضر - وابن ماجة (885) قال: حدثنا يعقوب بن حميد بن كاسب، قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم. والترمذي (272) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا بكر بن مضر. والنسائي (2/208) وفي الكبرى (594) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا بكر. وفي (2/210) ، وفي الكبرى (599)(5/381)
3527 - (خ م د ت س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: قال: «أمرنا النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- أن نسجدَ على سبعة أعضاء، ولا نكفَّ شعراً ولا ثوباً -: الجبهةِ، واليدين، والركبتين، والرجلين» .
وفي رواية: «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- أمرنا أن نسجدَ» . كذا قال: أحد رواته، وقال الآخر: «أُمِرتُ أن أسجدَ ... » وذكر الحديث ومنهم من قال: «على سبعة أعظم» .
وفي أخرى: أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «أُمرتُ أن أسجدَ على سبعة أعظم: على الجبهة- وأشر بيده إلى أنفه - واليدين، والركبتين، وأطراف القدمين، ولا نَكْفِتَ الثِّيابَ ولا الشَّعَر» .
وفي أُخْرى، قال: أُمِرَ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- «أن يسجد منه على سبعة: ونُهِيَ أن يَكْفِتَ الشعر والثياب» أخرجه البخاري ومسلم.
وفي رواية أبي داود، قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: «أُمِرتُ - وفي أخرى: أُمِرَ [ص:382] نبيُّكُم - أن يسجدَ على سبعة، ولا يكف شعراً ولا ثوباً، وفي أُخرى: أن يسجد على سبعة آراب» . لم يزد. وأخرج الترمذي والنسائي الرواية الآخرة من روايات البخاري ومسلم (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(نَكُفَّ شعراً) : كف الشعر: عقصه، وغرز طرفه في أعلى الضفيرة، وقد نُهي عنه.
(آراب) : جمع إرْب، وهو العضو.
(نكفت الثياب) : يقال: كَفَتُّ الثوب: إذا ضممته وجمعته من الانتشار، والمنهي عنه: هو جمع الثوب باليدين عند الركوع والسجود.
__________
(1) رواه البخاري 2 / 245 و 246 في صفة الصلاة، باب السجود على سبعة أعظم، وباب السجود على الأنف، وباب لا يكف شعراً، وباب لا يكف ثوبه في الصلاة، ومسلم رقم (490) في الصلاة، باب أعضاء السجود، وأبو داود رقم (889) و (890) في الصلاة، باب أعضاء السجود، والترمذي رقم (273) في الصلاة، باب ما جاء في السجود على سبعة أعضاء، والنسائي 2 / 208 في الافتتاح، باب على كم السجود.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه الحميدي (493) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (1/221) (1927) قال: حدثنا سفيان. وفي (1/255) (2300) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا شعبة. وفي (1/270) (2436) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا سفيان. وفي (1/279) (2527) قال: حدثنا بهز، قال: حدثنا شعبة. وفي (1/285) (2584) و (1/286) (2588) و (1/286) (2590) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (1/286) (2596) قال: حدثنا هشيم. وفي (1/324) (2985) قال: حدثنا هاشم، قال: حدثنا شعبة. وعبد بن حميد (617. قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا محمد بن مسلم. والدارمي (1324) قال: أخبرنا أبو النضر هاشم بن القاسم، قال: حدثنا شعبة. والبخاري (1/206) قال: حدثنا قبيصة، قال: حدثنا سفيان (ح) وحدثنا مسلم بن إبراهيم، قال: حدثنا شعبة. وفي (1/207) قال: حدثنا أبو النعمان، قال: حدثنا حماد - وهو ابن زيد - (ح) وحدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا أبو عوانة. ومسلم (2/52) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، وأبو الربيع الزهراني، قال يحيى: أخبرنا، وقال أبو الربيع: حدثنا حماد بن زيد (ح) وحدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد - وهو ابن جعفر -، قال: حدثنا شعبة. وأبو داود (889) قال: حدثنا مسدد، وسليمان بن حرب، قالا: حدثنا حماد بن زيد. وفي (890) قال: حدثنا محمد بن كثير، قال: أخبرنا شعبة. وابن ماجة (883 و 1040) قال: حدثنا بشر بن معاذ الضرير، قال: حدثنا أبو عوانة، وحماد بن زيد. والترمذي (273) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا حماد بن زيد. والنسائي (2/208) وفي الكبرى (593) قال: أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا حماد بن زيد. وفي (2/215) وفي الكبرى (613) قال: أخبرنا حميد بن مسعدة البصري، عن يزيد - وهو ابن زريع، قال: حدثنا شعبة، وروح - يعني ابن القاسم -. وفي (2/216) وفي الكبرى (615) قال: أخبرنا محمد بن منصور المكي، عن سفيان. وابن خزيمة (632 و 782) قال: حدثنا بشر بن معاذ العقدي، قال: أخبرنا أبو عوانة. وفي (633) قال: حدثنا أحمد بن المقدام العجلي، قال: حدثنا يزيد بن زريع، قال: حدثنا شعبة، وروح بن القاسم. وفي (634) قال: حدثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي، قال: حدثنا سفيان.
سبعتهم - سفيان، وشعبة، وهشيم، ومحمد بن مسلم، وحماد، وأبو عوانة، وروح - عن عمرو بن دينار.
2- وأخرجه الحميدي (494) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (1/222) (1940) قال: حدثنا سفيان. وفي (1/292) (2657) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا وهيب بن خالد. وفي (1/305) (2778) قال: حدثنا يحيى بن إسحاق، قال: أخبرنا وهيب بن خالد. والدارمي (1325) قال: أخبرنا مسلم بن إبراهيم، ويحيى بن حسان، قالا: حدثنا وهيب. والبخاري (1/206) قال: حدثنا معلى بن أسد، قال: حدثنا وهيب. ومسلم (2/52) قال: حدثنا عمرو الناقد، قال: حدثنا سفيان بن عيينة (ح) وحدثنا محمد بن حاتم، قال: حدثنا بهز، قال: حدثنا وهيب (ح) وحدثنا أبو الطاهر، قال: أخبرنا عبد الله بن وهب، قال: حدثني ابن جريج، وابن ماجه (884) قال: حدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا سفيان. والنسائي في الكبرى (596) قال: أخبرنا أحمد بن عمرو بن السرح، ويونس بن عبد الأعلى، والحارث بن مسكين، قراءة عليه، عن ابن وهب، عن ابن جريج. وفي (597) قال: أخبرنا عمرو بن منصور النسائي، قال: حدثنا المعلى بن أسد، قال: حدثنا وهيب. وفي (598) قال: أخبرنا محمد بن منصور، وعبد الله بن محمد البصري، قالا: حدثنا سفيان. وابن خزيمة (635) قال: حدثنا المخزومي، قال: حدثنا سفيان. وفي (636) قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني ابن جريج. ثلاثتهم - سفيان، ووهيب، وابن جريج - عن عبد الله بن طاووس.
كلاهما - عمرو بن دينار، وعبد الله بن طاووس - عن طاووس، فذكره.
الروايات مطولة ومختصرة، وألفاظها متقاربة.(5/381)
3528 - (د س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: يرفعه، قال: «إن اليدينَ تَسْجدَان كما يَسْجُدُ الوجهُ، فإذا وضعَ أحدُكم وجهَه فليضعهُما، وإذا رفعه فليرْفعهما» . أخرجه أبو داود والنسائي (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (892) في الصلاة، باب أعضاء السجود، والنسائي 2 / 207 في الافتتاح، باب وضع اليدين مع الوجه في السجود، وأخرجه أيضاً أحمد في " المسند "، والحاكم وصححه ووافقه الذهبي.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/6) (4501) وأبو داود (892) قال: حدثنا أحمد بن حنبل. والنسائي (2/207) وفي الكبرى (592) أخبرنا زياد بن أيوب دلويه. وابن خزيمة (630) قال: حدثنا عبد الله بن سعيد الأشج وزياد بن أيوب، ومؤمل بن هشام.
أربعتهم - أحمد بن حنبل، وزياد بن أيوب، وعبد الله بن سعيد الأشج، ومؤمل بن هشام - عن إسماعيل بن إبراهيم بن عليه - قال: حدثنا أيوب عن نافع، فذكره.(5/382)
3529 - (د س) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه -: «أن رسولَ الله [ص:383] صلى الله عليه وسلم- رُئِيَ على جبهته أثرُ طِين من صلاة صلاها بالناس» أخرجه أبو داود: وهو طرف من حديث قد أخرجه البخاري ومسلم والموطأ في ذِكر ليلة القدر، وحيث ذكر أبو داود منه هذا القدر لحاجته إليه في باب: كيف السجود؟ لم نُعلم إلا علامته، وإن كان هذا القدر من الحديث متفقاً [عليه] .
ورواية النسائي أيضاً مختصرة، قال: «بصرَتْ عَيْناي رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- على جبينه وأنفه أثَرُ الماء والطين من صبح ليلة إحدى وعشرين» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أرنبته) : أرنبة الأنف: طرفه.
__________
(1) رواه أبو داود رقم (894) في الصلاة، باب السجود على الأنف والجبهة، والنسائي 2 / 208 و 209 في الافتتاح، باب السجود على الجبين، ورواه أيضاً البخاري مطولاً 2 / 246 و 247 في صفة الصلاة، باب السجود على الأنف في الطين، وباب من لم يمسح جبهته وأنفه حتى صلى، وفي الجماعة، باب هل يصلي الإمام بمن حضر وهل يخطب يوم الجمعة في المطر، وفي صلاة التراويح، باب التماس ليلة القدر في السبع الأواخر، وباب تحري ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر، وفي الاعتكاف، باب الاعتكاف في العشر الأواخر، وباب من خرج من اعتكافه عند الصبح، ورواه أيضاً مسلم رقم (1167) في الصيام، باب فضل ليلة القدر، والموطأ 1 / 319 في الاعتكاف، باب ما جاء في ليلة القدر.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود في الصلاة (321: 1) عن القعنبي عن مالك عن ابن الهاد به. و (158: 1) عن محمد بن المثنى عن صفوان بن عيسى و (158: 2) عن محمد بن يحيى عن عبد الرزاق و (167) عن مؤمل ابن الفضل الحراني عن عيسى بن يونس ثلاثتهم عن معمر ببعضه أن رسول الله رؤي على جبهته وعلى أرنبته أثر طين من صلاة صلاها بالناس. والنسائي في الاعتكاف (في الكبرى وفي المجتبي، في الصلاة (551) أيضا- عن قتيبة به. وعن محمد بن عبد الأعلى عن معتمر به.. وعن محمد بن عبد الأعلى عن خالد بن الحارث عن هشام به، وعن محمد بن سلمة والحارث بن مسكين كلاهما عن ابن القاسم عن مالك بتمامه فيه - الاعتكاف في الكبرى - وبقصة السجود في الصلاة (389) . وعن محمد بن بشار عن يوسف بن يعقوب عن شعبة عن أبي الحسن عنه ببعضه كان يعتكف العشر الأواخر مختصر الأشراف (3/492) .(5/382)
3530 - (ط) نافع - مولى ابن عمر أن ابنَ عمر كان يقول: «من وضع جبهته بالأرض فلْيَضَعْ كفَّيْه على الذي وضع عليه جبهته، ثم إذا رفع فليرفعهما، فإن اليدين تسجدان كما يسجد الوجه» . أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 1 / 163 في قصر الصلاة، باب وضع اليدين على ما يوضع عليه الوجه في السجود، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في الموطأ مع شرح الزرقاني (1/466) عن نافع أن عبد الله بن عمر كان يقول، فذكره.(5/383)
النوع الثاني: في القنوت
3531 - (خ م د س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «بعث النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- سبعين رجلاً لحاجة، يقال لهم: القُرَّاء، فعرض لهم حَيَّانِ من سُلَيم: رِعل وذَكْوان، عند بئر يقال لها: بئرُ معونة، فقال القوم: والله ما إيَّاكم أردنا، إنما نحن مجْتازون في حاجة النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- فقتلوهم، فدعا النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- شهراً في صلاة الغداة، وذلك بدء القنوت، وما كنا نقنُتُ. قال عبد العزيز بن صُهيب: فسأل رجل أنساً عن القُنوت، أبعدَ الركوع، أو بعد فرَاغ القراءة؟ قال لا: بل عند فراغ القراءة» .
وفي أخرى قال أنس: «قنت النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- شهراً بعد الركوع، يدْعُو على أحياء من العرب» .
وفي رواية، قال محمد بن سيرين: قلت لأنس: «هل قنت رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في صلاة؟ قال: نعم بعد الركوع يسيراً» .
وفي أخرى، قال: «قنت رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- شهراً بعد الركوع في صلاة الصبح، يَدْعو على رِعْل وذكوانَ، ويقول: عُصَيَّةُ عَصَتِ الله ورسولَه» .
وفي أخرى قال سليمان الأحول: «سألت أَنساً عن القنوت: قبل الركوع، أو بعد الركوع؟ قال: قبل الركوع. قلت: فإن ناساً يزعمون أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قنت بعد الركوع، فقال: إنما قنت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- شهراً، يدعو على ناس قتلوا ناساً من أصحابه يقال لهم: القُرَّاء، زُهاءَ سبعين رجلاً» .
زاد في رواية: «وكان بينهم وبين [ص:385] النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- عهد» ، وفي أخرى «أُصِيبوا يومَ بئر مَعونةَ» . وفي أخرى، قال: «بعث النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- سَريَّة يقال لهم: القُرَّاءُ، فأُصِيبُوا، فما رأيتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- وَجَدَ على شيء ما وجد عليهم، فقنت شهراً في صلاة الفجر، ويقول: إن عُصَيَّةَ عَصَتِ الله» . هذه روايات البخاري ومسلم.
ولمسلم: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- «قنت شهراً بعد الركوع في صلاة الفجر، يَدْعُو على بني عُصَيَّةَ» .
وللبخاري، قال: «كان القنوت في المغرب والفجر» .
وفي رواية أبي داود والنسائي، قال: «سُئل أنس: هل قنت رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في صلاة الصبح؟ قال: نعم، فقيل له: قبل الركوع، أم بعد الركوع؟ قال: بعد الركوع - قال مُسَدَّد: بِيسير» . وفي أخرى «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قنت شهراً، ثم تركه» .
وفي أخرى للنسائي، قال: «قنت شهراً يَلْعَنُ رِعْلاً وذكوانَ ولِحْيانَ» .
وفي أخرى له: «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قنت شهراً يَدْعو على حيٍّ من أحياء العرب» (1) . [ص:386]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(القُنُوت) : الطاعة في الأصل، ثم سمي القيام في الصلاة قُنوتاً، ومنه الحديث «أفضل الصلاة طول القنوت» ومنه: قنوت الوتر.
__________
(1) رواه البخاري 2 / 408 في الوتر، باب القنوت قبل الركوع وبعده، وفي الجنائز، باب من جلس عند المصيبة يعرف فيه الحزن، وفي الجهاد، باب دعاء الإمام على من نكث عهداً، وفي المغازي، باب غزوة الرجيع ورعل وذكوان وبئر معونة، وفي الدعوات، باب الدعاء على المشركين، ومسلم رقم (677) في المساجد، باب استحباب القنوت في جميع الصلوات، وأبو داود رقم (1444) و (1445) في الصلاة، باب القنوت في الصلوات، والنسائي 2 / 200 في الافتتاح، باب القنوت بعد الركوع، وباب القنوت في صلاة الصبح، وباب اللعن في القنوت، وباب ترك القنوت.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (3/216 و 278) قال: حدثنا أبو سعيد. وفي (3/259 و 278) قال: حدثنا أسود بن عامر. ومسلم (2/137) قال: حدثنا عمرو الناقد، قال: حدثنا الأسود بن عامر. والنسائي (2/203) وفي الكبرى (577) قال: أخبرنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا أبو داود. ثلاثتهم - أبو سعيد، وأسود، وأبو داود - قالوا: حدثنا شعبة.
2- وأخرجه أحمد (3/282) قال: حدثنا محمد بن جعفر. والبخاري (5/134) قال: حدثنا عبد الأعلى بن حماد، قال: حدثنا يزيد بن زريع. كلاهما - ابن جعفر، وابن زريع - قالا: حدثنا سعيد بن أبي عروبة.
كلاهما - شعبة، وسعيد - عن قتادة، فذكره.(5/384)
3532 - (د) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: قال: «قنت رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- شهراً متتابعاً: في الظهر، والعصر، والمغرب، والعشاء، وصلاةِ الصبح، في دُبُرِ كل صلاة، إذا قال: سمع الله لمن حمده، من الركعة الآخرة: يدعو على أحياء من سُلَيْم، على رِعْل، وذَكْوانَ، وعُصيَّةَ، ويُؤمِّنُ مَنْ خَلْفَهُ» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (1443) في الصلاة، باب القنوات في الصلوات، وهو حديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (1/301) 27460) قال: حدثنا عبد الصمد، وعفان. وأبو داود 14430) قال: حدثنا عبد الله بن معاوية الجمحي. وابن خزيمة (618) قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: أخبرنا أبو النعمان.
أربعتهم - عبد الصمد، وعفان، وعبد الله بن معاوية، وأبو النعمان - عن ثابت بن يزيد أبو زيد الأحول، قال: حدثنا هلال بن خباب، عن عكرمة، فذكره.(5/386)
3533 - (م) خفاف بن إيماء (1) - رضي الله عنه - قال: «ركع رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ثم رفع رأسه، فقال: غِفارُ: غفرَ الله لها، وأسْلَمُ: سَالَمَهَا الله، وعُصَيَّةُ عَصَتِ الله ورسولَه، اللهم العَنْ بَنى لِحْيانَ، والعنَ رِعْلاً وذَكْوانَ، ثم وقع ساجداً - قال خُفافُ [بنُ إيماء] : فَجُعِلَتْ لَعْنَةُ الكَفرَة من أجل ذلك» . أخرجه مسلم (2) .
__________
(1) خفاف: بضم الخاء، وإيماء بكسر الهمزة.
(2) رقم (679) في المساجد، باب استحباب القنوت في جميع الصلوات.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (4/57) قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا محمد بن إسحاق. ومسلم (2/137) قال: حدثنا يحيى بن زيوب، وقتيبة، وابن حجر. قال ابن أيوب: حدثنا إسماعيل، قال: أخبرني محمد - وهو ابن عمرو -.
كلاهما - ابن إسحاق، وابن عمرو - عن خالد بن عبد الله بن حرملة، عن الحارث بن خفاف، فذكره.(5/386)
3534 - (خ ت س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: «أنه سمع [ص:387] رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- إذا رفع رأسه من الركوع في الركعة الآخرة من الفجر يقول: اللهم العن فلاناً، وفلاناً - بعد ما يقول: سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد - فأنزل الله عليه {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ علَيهم أو يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ} [آل عمران: 128] » أخرجه البخاري، وأخرجه الترمذي والنسائي بنحوه (1) .
__________
(1) رواه البخاري 8 / 170 في تفسير سورة (آل عمران) ، باب قوله تعالى: {ليس لك من الأمر شيء} ، وفي المغازي، باب {ليس لك من الأمر شيء} ، وفي الاعتصام، باب قول الله تعالى: {ليس لك من الأمر شي} ، والترمذي (3007) في التفسير، باب ومن سورة (آل عمران) ، والنسائي 2 / 203 في الافتتاح، باب لعن المنافقين في القنوت.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1- أخرجه أحمد (2/147) (6349) . والنسائي (2/203) ، وفي الكبرى 5780) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. وابن خزيمة (622) قال: حدثنا محمد بن يحيى. ثلاثتهم - أحمد بن حنبل، وإسحاق ابن إبراهيم، ومحمد بن يحيى - قال إسحاق: أنبأنا. وقال الآخران: حدثنا عبد الرزاق.
2- وأخرجه أحمد (2/147) (6350) قال: حدثنا علي بن إسحاق. والبخاري (5/127) قال: حدثنا يحيى بن عبد الله السلمي. وفي (6/47) قال: حدثنا حبان بن موسى. وفي (9/131) قال: حدثنا أحمد بن محمد. والنسائي في الكبرى - تحفة الأشراف - (6940) عن عمرو بن يحيى بن الحارث، عن محبوب ابن موسى. خمستهم - علي بن إسحاق، ويحيى بن عبد الله السلمي، وحبان بن موسى، وأحمد بن محمد، ومحبوب بن موسى - عن عبد الله بن المبارك.
كلاهما - عبد الرزاق، وابن المبارك - قالا: أخبرنا معمر، عن الزهري، قال: حدثني سالم، فذكره.(5/386)
3535 - (خ م د س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: لما رفع رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- رأسه من الركعة الثانية، قال: اللهم أَنجِ الوليدَ بن الوليد، وسَلَمَةَ بن هشام وعيَّاشَ بن أبي ربيعة (1) ، والمُسْتَضْعَفِين بمكة، اللهم اشْدُدْ وَطأتَكَ على مُضَر، اللهم اجعلها عليهم سِنين كَسِني يُوسف-. قال في رواية -
وكان يقول في بعض صلاته: في صلاة الفجر - قال يونس: حين يفرغ من صلاة الفجر من القراءة، ويكبِّر، ويرفع رأسه: سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد ثم يقول وهو قائم: اللهم أنجِ الوليد.. وذكره ... إلى قوله: كِسنِي يوسف [ص:388] اللهم العَنْ فلاناً وفلاناً، لأحياءَ من العرب، حتى أنزل الله عز وجل: {ليس لك من الأمر شيء ... } الآية [آل عمران: 128] سمَّاهم في رواية يونس، قال: اللهم العن لِحّيَانَ ورِعْلاً وذكْوَان، وعُصيَّةَ عَصَتِ الله ورسوله قال: ثم بلغَنَا: أنه ترك ذلك لما أنزل الله تعالى: {لَيْسَ لَكَ من الأَمْرِ شيءٌ أَوْ يَتوبَ عَليهِم أو يُعَذِّبَهم فإنَّهم ظَالِمُونَ} .
وفي رواية قال: «بَيْنا النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- يصلي العشاء، إذْ قال: سمع الله لمن حمده، ثم قال قبل أن يسجد: اللهم نجِّ عيَّاش بن أبي ربيعة، اللهم نجِّ سلمةَ بن هشام، اللهم نجِّ الوليد بن الوليد، اللهم نجِّ المستضعفين من المؤمنين، اللهم اشْدُدْ وطأتكَ على مُضر، اللهم اجعلها عليهم سنين كسنِي يوسف» .
وفي أخرى: «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قَنَتَ بعد الركعة في صلاته شهراً، إذا قال: سمع الله لمن حمده، يقول في قنوته: اللهم نجِّ الوليد بن الوليد.. وذكر الدعاء بنحوه، إلى قوله ... كَسِني يوسف - وفي آخره قال أبو هريرة: ثم رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- ترك الدعاء بعدُ، فقلت: أرى رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قد ترك الدعاء؟ قال: وما تراهم قد قَدِمُوا؟» هذه روايات البخاري ومسلم.
وللبخاري: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- كان يدعو في الصلاة: اللهم أنجِ عيَّاشَ بن أبي ربيعة ... وذكره. وفي أخرى «أنه كان إذا رفع رأسه من الركعة الآخرة ... وذكره.. إلى قوله: كسِني يوسف - ثم قال: وإن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: غِفار غَفَر [ص:389] الله لها، وأسلمُ سالمها الله» . قال البخاري: وقال ابن أبي الزِّناد: «هذا كله في الصبح» .
وفي أخرى لهما «أنه قال: لأقَرِّبنَّ بكم صلاةَ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-، فكان أبو هريرة يقنُت في الركعة الآخرة من صلاة الظهر والعشاء الآخرة وصلاةِ الصبح، بعد ما يقول: سمع الله لمن حمده، فيدعُو للمؤمنين، ويلعن الكفار» .
وأخرج أبو داود هذه الرواية الآخرة. وله في أخرى، قال: «قنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في صلاة العَتَمة شهراً، يقول في قنوته: اللهم نجِّ الوليد بن الوليد.. وذكر الحديث.. إلى قوله: وما تراهم قد قَدِموا؟» .
وفي رواية النسائي، قال: «لما رفع رأسه من الركعة الثانية من صلاة الصبح ... وذكر نحوه ... إلى قوله كسنِي يوسف» . وفي أخرى له «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- كان يدعو في الصلاة حين يقول: سمع الله لمن حمده، ربَّنا ولك الحمد.. وذكر مثله، وقال: ثم يقول: الله أكبر فيسجد، وضَاحِيةُ مُضر يومئذ مخالفون لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-» (2) .
__________
(1) هؤلاء الثلاثة كانوا ممن حبسهم مشركو مكة، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم لهم، ليخلصهم الله تعالى.
(2) رواه البخاري 8 / 170 في تفسير سورة (آل عمران) ، باب قوله تعالى: {ليس لك من الأمر شيء} ، وفي تفسير سورة النساء، باب قوله: {فأولئك عسى الله أن يعفو عنهم} ، وفي الاستسقاء، باب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: اجعلها عليهم سنين كسني يوسف، وفي الجهاد، باب الدعاء على المشركين بالهزيمة، وفي الأنبياء، باب قول الله تعالى: {لقد كان في يوسف وإخوته آيات للسائلين} ، وفي الأدب، باب تسمية الوليد، وفي الدعوات، باب الدعاء على المشركين، ومسلم رقم (675) في المساجد، باب استحباب القنوت في جميع الصلوات، وأبو داود رقم (1442) في الصلاة، باب القنوت في الصلوات، والنسائي 2 / 201 في الافتتاح، باب القنوت في صلاة الصبح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد 20/255) قال: حدثنا أبو كامل. قال: حدثنا إبراهيم، يعني ابن سعد. والدارمي (1603) قال: حدثنا يحيى بن حسان. قال: حدثنا إبراهيم بن سعد. والبخاري (6/47) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. قال: حدثنا إبراهيم بن سعد. ومسلم (2/134) قال: حدثني أبو الطاهر وحرملة ابن يحيى. قالا: أخبرنا ابن وهب. قال: أخبرني يونس بن يزيد. والنسائي. (2/201) وفي الكبرى (574) قال: أخبرنا عمرو بن عثمان. قال: حدثنا بقية، عن ابن أبي حمزة. وابن خزيمة (619) قال: حدثنا محمد بن يحيى. قال: حدثنا أبو داود، قال: حدثنا إبراهيم بن سعد. وفي (1097) قال: حدثناه عمرو بن علي ومحمد بن يحيى. قالا: حدثنا أبو داود. قال: حدثنا إبراهيم بن سعد.
ثلاثتهم - إبراهيم بن سعد، ويونس بن يزيد، وشعيب بن أبي حمزة - عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، وأبي سلمة بن عبد الرحمن، فذكراه.
- أخرجه الحميدي (939) . وأحمد (2/239) والبخاري (8/54) قال: أخبرنا أبو نعيم الفضل بن دكين. ومسلم (2/135) قال: حدثناه أبو بكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد. وابن ماجة (1244) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. والنسائي (2/201) وفي الكبرى (573) قال: أخبرنا محمد بن منصور. وابن خزيمة (615) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء. ح وحدثنا أحمد بن عبده، وسعيد بن عبد الرحمن.
تسعتهم - الحميدي، وأحمد بن حنبل، وأبو نعيم، وأبو بكر بن أبي شيبة، وعمرو الناقد، ومحمد بن منصور، وعبد الجبار بن العلاء، وأحمد بن عبده وسعيد بن عبد الرحمن - عن سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، فذكره. ليس فيه: أبو سلمة.
1- أخرجه أحمد (2/470) قال: حدثنا عبد الملك بن عمرو. قال: حدثنا هشام. وفي (2/521) قال: حدثنا عبد الصمد وأبو عامر، قالا: حدثنا هشام. والبخاري (8/104) قال: حدثنا معاذ بن فضالة. قال: حدثنا هشام. وفي (6/61) قال: حدثنا أبو نعيم. قال: حدثنا شيبان. ومسلم (2/135) قال: حدثنا محمد بن مهران الرازي. قال: حدثنا الوليد بن مسلم. قال: حدثنا الأوزاعي. (ح) وحدثني زهير بن حرب، قال: حدثنا حسين بن محمد. قال: حدثنا شيبان. وأبو داود (1442) قال: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم. قال: حدثنا الوليد. قال: حدثنا الأوزاعي. وابن خزيمة (617) قال: حدثنا أحمد بن عبده. قال: أخبرنا أبو داود. قال: حدثنا هشام. وفي (621) قال: حدثنا علي بن سهل الرملي. قال: حدثنا الوليد بن مسلم. قال: حدثني أبو عمرو الأوزاعي. ثلاثتهم - هشام الدستوائي، وشيبان، والأوزاعي - عن يحيى بن أبي كثير.
2- وأخرجه أحمد (2/271) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر، عن الزهري.
3- وأخرجه أحمد (2/502) قال: حدثنا يزيد. قال: أخبرنا محمد.
4- وأخرجه البخاري (9/25) قال: حدثنا يحيى بن بكير. قال: حدثنا الليث، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن هلال بن أسامة.
أربعتهم - يحيى، والزهري، ومحمد بن عمرو، وهلال بن أسامة - عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، فذكره. ليس فيه: سعيد بن المسيب.
- الروايات مطولة ومختصرة، ويزيد بعضهم على بعض.(5/387)
3536 - (م ت د س) البراء بن عازب - رضي الله عنه - «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- كان يقنت في الصبح والمغرب» أخرجه مسلم والترمذي وأبو داود والنسائي (1) وفي أخرى لأبي داود: «في صلاة الصبح» . ولم يذكر «المغرب» .
__________
(1) رواه مسلم رقم (678) في المساجد، باب استحباب القنوت في جميع الصلوات، وأبو داود رقم (1441) في الصلاة، باب القنوت في الصلوات، والترمذي رقم (401) في الصلاة، باب القنوت في الفجر، والنسائي 2 / 202 في الافتتاح، باب القنوت في صلاة المغرب.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (4/280) قال: حدثنا محمد بن جعفر. وفي (4/285) قال: حدثنا ابن إدريس. والدارمي (1605) قال: حدثنا أبو الوليد. وفي (1606) قال: حدثنا أبو نعيم. ومسلم (2/137) قال: حدثنا محمد بن المثنى وابن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر. وأبو داود (1441) قال: حدثنا أبو الوليد، ومسلم بن إبراهيم، وحفص بن عمر (ح) وحدثنا ابن معاذ، قال: حدثني أبي. والترمذي (401) قال: حدثنا قتيبة، ومحمد بن المثنى، قالا: حدثنا محمد بن جعفر. وابن خزيمة (616، 1099) قال:حدثنا بندار قال: أخبرنا محمد بن جعفر وفي (1099) قال: حدثنا أحمد وفي (1099) قال: حدثنا أحمد بن عبده، قال: حدثنا أبو داود. ثمانيتهم - أبو جعفر، وابن إدريس، وأبو الوليد، وأبو نعيم، ومسلم، وحفص، ومعاذ، وأبو داود - عن شعبة.
2- وأخرجه أحمد (4/299) قال: حدثنا عبد الرحمن. ومسلم (2/137) قال: حدثنا ابن نمير، قال: حدثنا أبي. كلاهما - عبد الرحمن، وعبد الله بن نمير - قالا: حدثنا سفيان.
3- وأخرجه أحمد (4/300) قال: حدثنا وكيع. والنسائي (2/202) قال: أخبرنا عبيد الله بن سعيد، عن عبد الرحمن. (ح) وأخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى. وابن خزيمة (1098) قال: حدثنا سلم بن جنادة، قال: حدثنا وكيع. ثلاثتهم - وكيع، وعبد الرحمن، ويحيى - عن سفيان، وشعبة.
كلاهما - شعبة، وسفيان الثوري - عن عمرو بن مرة، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، فذكره. ومنهم من لم يذكر المغرب.(5/390)
3537 - (د) - محمد بن سيرين قال: «حدَّثني مَن صلى مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- صلاة الغداة، فلما رَفَعَ رأسه من الركعة الثانية قام هُنَيَّة» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (1446) في الصلاة، باب القنوت في الصلوات، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (1446) قال: حدثنا مسدد. والنسائي (2/200) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود.
كلاهما - مسدد، وإسماعيل بن مسعود - قالا: حدثنا بشر بن المفضل. قال: حدثنا يونس بن عبيد، عن محمد بن سيرين، فذكره.(5/390)
3538 - (د) الحسن [البصري] (1) قال: «إن عمر بن الخطاب جمع الناس على أُبَيِّ بن كعب، فكان يصلِّي لهم عشرين ليلة، ولا يقْنُتُ بهم إلا في النصف الباقي، فإذا كانت العشرُ الأواخر تخلَّف [فصلى] في بيته، وكانوا يقولون: أبَقَ أبيّ» .
قال أبو داود: وروي أن أُبَي بن كعب قال: إن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يقنت في الوتر قبل الركوع، قال أبو داود: وروي «أن أُبيَّ بن كعب كان يقنت في النصف من رمضان» . قال أبو داود: قول الحسن: «وكان لا يقنت بهم إلا في النصف الآخر» يدل على ضعف حديث أُبيّ «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قنت في الوتر» (2) .
__________
(1) كذا في الأصل ونسخ أبي داود المطبوعة، وفي المطبوع: الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وهو خطأ.
(2) رقم (1428) و (1429) في الصلاة، باب القنوت في الوتر، وفي سنده انقطاع، لأن الحسن لم يدرك عمر بن الخطاب، قال الزيلعي في " نصب الراية ": قال النووي في " الخلاصة ": ضعيف.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (1429) حدثنا شجاع بن مخلد ثنا هشيم أخبرنا يونس بن عبيد عن الحسن أن عمر بن الخطاب.(5/390)
3539 - (ت س) أبو مالك الأشجعي - رضي الله عنه - قال: «قلتُ لأبي: يا أبتِ، قد صلَّيْتُ خلفَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- وأبي بكر وعمرَ وعثمان وعليِّ بن أبي طالب، هاهنا بالكوفة خمس سنين، أكانوا يقْنتُون؟ قال: أي بُنَيَّ، مُحّدِث» هذه رواية الترمذي.
وفي رواية النسائي: قال «صلَّيتُ خلفَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- فلم يقْنت، وصلَّيتُ خلف أبي بكر فلم يقنت، وصليت خلف عمر فلم يقنت، وصليت خلف عثمانَ فلم يقنت، وصليت خلف علي فلم يقنت، ثم قال: «يا بنيَّ بدعة» (1) .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (402) في الصلاة، باب ما جاء في ترك القنوت، والنسائي 2 / 203 و 204 في الافتتاح، باب ترك القنوت، وهو حديث صحيح، ورواه أيضاً بمعناه أحمد وابن ماجة وابن حبان، وقد تقدم في الأحاديث الصحيحة قبله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قنت شهراً يدعو على رعل وذكوان وعصية، وذلك يدل على أن القنوت يكون في النوازل.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (402) حدثنا أحمد بن منيع حدثنا يزيد بن هارون عن أبي مالك الأشجعي، فذكره.
قال أبو عيسى: وأبو مالك الأشجعي اسمه «سعد بن طارق بن أشيح» .
وأخرجه النسائي (2/204) أخبرنا قتيبة عن خلف، وهو ابن خليفة عن أبي مالك الأشجعي عن أبيه، فذكره.(5/391)
3540 - (ط) - نافع - مولى ابن عمر «أن ابنَ عمر - رضي الله عنهما - كان لا يقنت في شيء من الصلاة» . أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 1 / 159 في قصر الصلاة، باب القنوت في الصبح، وإسناده صحيح. وقد ثبت فيما قبله القنوت في النوازل.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في الموطأ مع شرح الزرقاني (1/456) عن نافع أن عبد الله بن عمر، فذكره.(5/391)
3541 - (د ت س) الحسن بن علي بن أبي طالب - رضي الله عنهما -: قال «علَّمني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- كلمات أقولهن في الوتر: اللهم اهدني فيمن هديت وعافني فيمن عافيت، وتوَلَّني فيمن تولَّيتَ، وبارك لي فيما أَعطيتَ، وقني شَرَّ [ص:392] ما قضيتَ، فإنك تقضي ولا يُقْضى عليك، وإنه لا يذِلُّ من واليْتَ، تباركتَ رَبَّنا وتعاليتَ» . أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي، وفي أخرى لأبي داود، وقال في آخره: «قال: هذا تقول في الوتر في القنوت» ولم يذكر «أقولهنَّ في الوتر» وله في أخرى بدل قوله: «أقولهنَّ في الوتر» : «أقولهنَّ في قنوت الوتر» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(قِني) : من الوقاية، هي ما يحول بين الإنسان وبين ما يكرهه.
(تباركت) : تفاعلت: من البركة، وهي الكثرة والاتساع في الخير، وأصلها من البقاء والثبات.
__________
(1) رواه أبو داود رقم (1425) و (1426) في الصلاة، باب القنوت في الوتر، والترمذي رقم (464) في الصلاة، باب ما جاء في القنوت في الوتر، والنسائي 3 / 248 في قيام الليل، باب الدعاء في الوتر، وحسنه الترمذي، وهو كما قال.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1- أخرجه أحمد (1/199) وابن خزيمة (1095) قال: حدثناه يوسف بن موسى، وزياد بن أيوب. ثلاثتهم - أحمد، ويوسف، وزياد - قالوا: حدثنا وكيع، قال: حدثنا يونس بن أبي إسحاق.
2- وأخرجه أحمد (1/200) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أنبأنا سفيان. والدارمي (160) قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل. وفي (1601) قال: أخبرنا يحيى بن حسان، قال: حدثني أبو الأحوص. وأبو داود (1425) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، وأحمد بن جواس الحنفي، قالا: حدثنا أبو الأحوص. وفي (1426) قال: حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي، قال: حدثنا زهير. وابن ماجة (1178) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا شريك. والترمذي (464) والنسائي (3/248) وفي الكبرى (1351) قال الترمذي: حدثنا وقال النسائي: أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا أبو الأحوص. وابن خزيمة (1095) قال: حدثناه محمد بن رافع، قال: حدثنا يحيى - يعني ابن آدم - قال: حدثنا إسرائيل. (ح) وحدثناه يوسف بن موسى، قال: حدثنا عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل. خمستهم - سفيان، وإسرائيل، وأبو الأحوص، وزهير، وشريك - عن أبي إسحاق.
3- وأخرجه أحمد (1/200) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (5/200) أيضا قال: حدثنا محمد بن جعفر. والدارمي (1599) قال: حدثنا عثمان بن عمر. وابن خزيمة (1096) قال: حدثنا بندار، قال: حدثنا محمد بن جعفر. وحدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني، قال: حدثنا يزيد بن زريع. (ح) وحدثناه أبو موسى، قال: حدثنا محمد بن جعفر. أربعتهم - يحيى، ومحمد، وعثمان، ويزيد بن زريع - عن شعبة.
ثلاثتهم - يونس، وأبو إسحاق، وشعبة - عن بُريد بن أبي مريم، عن أبي الحوراء السعدي، فذكره.(5/391)
3542 - (ت د س) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يقول في آخر وترِهِ: «اللهم إني أعوذُ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك (1) ، لا أُحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك» . أخرجه الترمذي وأبو داود والنسائي (2) . [ص:393]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أعوذ برضاك من سخطك) : هذا الحديث قد أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي فيما رويناه من كتبهم «اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك، لا أحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك» قدموا الاستعاذة بالرضى من السخط، ثم بالمعافاة من العقوبة، ثم به منه، ورأيت بعض أكابر العلماء قد ذكر هذا الحديث في بعض كتبه، فبدأ بالمعافاة، ثم بالرضى، وذكر له معنى حسناً، فقال: إنما ابتدأ بالتعوذ بالمعافاة من العقوبة، لأن المعافاة والعقوبة من صفات الأفعال، كالإماتة والإحياء، والرضى والسخط: من صفات الذات، وصفات الأفعال أدنى رتبة من صفات الذات، فبدأ بالأدنى، مترقياً إلى الأعلى، فلذلك بدأ بصفات الأفعال، ثم ثنَّى بصفات الذات، ثم لما ازداد يقيناً فيه وارتفاعاً: ترك الصفات، وقصر نظره على الذات، فقال: «وأعوذ بك منك» ثم ازداد قرباً بما استحيى به من الاستعاذة على بساط القرب، فالتجأ إلى الثناء، فقال: «لا أحصي ثناء عليك» ثم علم أن ذلك قصور، فقال: «أنت كما أثنيت على نفسك» وهذه انتقالات في درجات الصديقين، ومقامات العارفين، عرفها من عرفها وجهلها من جهلها.
وهذا التأويل الذي ذكره هذا العالم رحمه الله على حسنه إنما يتم له على الترتيب الذي أورده، من تقديم المعافاة على الرضى، [فأما] على ما ورد في رواية [ص:394] هؤلاء الأئمة رحمهم الله، فلا ينتظم، على أن له وجهاً سديداً، وتأويلاً صالحاً، وذلك: أنه إنما قدَّم الاستعاذة بالرضى من السخط، لأن المعافاة من العقوبة تحصل بحصول الرضى، فإذا قال: «أعوذ برضاك من سخطك» فقد استعاذ بمعافاته من عقوبته، وكان الثاني داخلاً في حكم الأول.
فإن قيل: فإذا كان داخلاً في حكمه، فأي حاجة إلى إعادة ذكره؟ قيل: إن دلالة الأول على الثاني هي دلالة تضمين، فلا يُقنَع بها، فأراد أن يدل عليها دلالة مطابقة، فكَنى عنها أولاً، ثم صرح بها ثانياً، ولأن الراضي قد يُعَاقِب: إما لاستيفاء حق، أو لما يراه من المصلحة، فحيث احتمل هذا الأمر: عدل إلى الإفصاح بالاستعاذة من العقوبة، فقال: «وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك» ثم لما كمل له الأمران مصرِّحاً بهما، ترك النظر إلى الصفات، ولجأ إلى الذات كما سبق في الأول. والله أعلم.
__________
(1) أي بذاتك من آثار صفاتك، وفيه إيماء إلى قوله تعالى: {ويحذركم الله نفسه} وإشارة إلى قوله تعالى: {ففروا إلى الله} .
(2) رواه أبو داود رقم (1427) في الصلاة، باب القنوت في الوتر، والترمذي رقم (3561) في الدعوات، باب في دعاء الوتر، والنسائي 3 / 248 و 249 في قيام الليل، باب الدعاء في الوتر، وحسنه الترمذي، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (1/96) (751) قال: حدثنا يزيد. وفي (1/118) (957) قال: حدثنا بهز وأبو كامل. وعبد بن حميد (81) قال: أخبرنا يزيد بن هارون، وأبو داود (1427) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. وابن ماجه (1179) قال: حدثنا أبو عمر حفص بن عمرو، قال: حدثنا بهز بن أسد. والترمذي (3566) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا يزيد بن هارون. وعبد الله بن أحمد (1/150) (1294) قال: حدثني إبراهيم بن الحجاج الناجي. والنسائي (3/248) . وفي الكبرى (1353) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك، قال: حدثنا سليمان بن حرب، وهشام بن عبد الملك. وفي الكبرى - تحفة الأشراف (10207) عن إسحاق بن منصور، عن أبي الوليد هشام بن عبد الملك به.(5/392)
3543 - (م ت) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- «أفضلُ الصلاة: طولُ القنوت» . أخرجه مسلم، وأما الترمذي، فإنه قال: قيل: يا رسولَ الله، أيُّ الصلاة أفضل؟ فقال: «طولُ القنوت» (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (756) في صلاة المسافرين، باب أفضل الصلاة طول القنوت، والترمذي رقم (387) في الصلاة، باب ما جاء في طول القيام في الصلاة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (3/302) قال: حدثنا وكيع. وفي (3/314) قال: حدثنا أبو معاوية، ويعلى، ووكيع. وعبد بن حميد (1016) قال: حدثنا يعلى. ومسلم (2/175) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو كريب، قالا: حدثنا أبو معاوية. وابن خزيمة (1155) قال: حدثنا أبو هاشم زياد بن أيوب، قال: حدثنا أبو معاوية، ويعلى. (ح) وحدثنا سلم بن جنادة، قال: حدثنا وكيع. (ح) وحدثنا إبراهيم بن بسطام الزعفراني، قال: حدثنا أبو علي الحنفي، قال: حدثنا مالك بن مغول.
أربعتهم - وكيع، وأبو معاوية، ويعلى، ومالك - عن الأعمش، عن أبي سفيان، فذكره.(5/394)
الفرع الخامس: في التشهد والجلوس، وفيه نوعان
النوع الأول: في التشهد
3544 - (م د ت س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يُعَلِّمُنا التشهدَ، كما يعلِّمنا السُّورةَ من القرآن، فكان يقول: التَّحيَّاتُ، المباركات، الصلوات، الطيبات لله، السلامُ عليك أيُّها النبيُّ ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً رسولُ الله» .
وفي رواية مختصراً إلى قوله: «من القرآن» . أخرجه مسلم وأبو داود والترمذي، إلا أن الترمذي قال: «سلام عليك - سلام علينا» بغير ألف ولام، وقال هو وأبو داود: «كما يُعَلِّمُنا القرآن» وقال النسائي مثل الترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(التحيات) : جمع تحية، وهي السلام، وقيل: الملك، وقيل: البقاء، وإنما جاءت بلفظ الجمع، لأن ملوك الأرض يُحَيَّون بأنواع من التحيات، [ص:396] كتحية ملوك الجاهلية، وملوك الفرس، وملوك الإسلام، وغيرهم من ملوك الأرض، فَجُمِعَت كلها وجُعلت لله تعالى.
__________
(1) رواه مسلم رقم (403) في الصلاة، باب التشهد في الصلاة، وأبو داود رقم (974) في الصلاة، باب التشهد، والترمذي رقم (290) في الصلاة، باب ما جاء في التشهد، والنسائي 2 / 242 و 243 في الافتتاح، باب نوع آخر من التشهد.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه مالك في الموطأ (150) . وأحمد (1/242) (2168) قال: قرأت على عبد الرحمن. وفي (1/258) (2343) قال: حدثنا إسماعيل. وفي (1/298) (2709) قال: حدثنا إسحاق بن عيسى. وفي (1/311) (2839) قال: حدثنا روح. ومسلم (2/94) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. وأبو داود (1542) قال: حدثنا القعنبي. والترمذي (3494) قال: حدثنا الأنصاري، قال: حدثنا معن. والنسائي (4/104) و (8/276) قال: أخبرنا قتيبة. سبعتهم - عبد الرحمن، وإسماعيل، وإسحاق، وروح، وقتيبة، والقعنبي، ومعن - عن مالك، عن أبي الزبير المكي.
2- وأخرجه أبو داود (984) قال: حدثنا وهب بن بقية، قال: أخبرنا عمر بن يونس اليمامي، قال: حدثني محمد بن عبد الله بن طاووس، عن أبيه.
كلاهما - أبو الزبير، وعبد الله بن طاووس - عن طاووس اليماني، فذكره.
رواية عبد الله بن طاووس، عن أبيه، عن ابن عباس، عن النبي، - صلى الله عليه وسلم -أنه كان يقول بعد التشهد.. فذكره.(5/395)
3545 - (خ م س د ت) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: «علَّمني رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- التشهد - كفِّي بين كفَّيْه - كما يُعَلِّمُني السورة من القرآن: التحياتُ الله، والصلوات، والطيبات، السلام عليك أيها النبيُّ ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد [الله] الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً رسولُ الله» .
وفي رواية: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا قعد أحدُكم في الصلاة فليقل: التحيات لله ... وذكره، وزاد عند ذكر - عباد الله الصالحين -: فإنكم إذا فعلتم ذلك فقد سَلَّمْتُم على كل عبدٍ لله صالح في السماء والأرض ... وفي آخره: ثم يتخيَّر من المسألة ما شاء» أخرجه البخاري ومسلم.
وأخرج النسائي الرواية الأولى، إلا أنه قال: «وقعدتُ بين يديه عوض كفِّي بين كفَّيْه» وله وللترمذي قال: «علَّمنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إذا قعدنا في الركعتين أن نقول: التحيَّات ... » وذكر الحديث.
وفي رواية أبي داود، قال: «كنا إذا جلَسنا مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- في الصلاة قلنا: السلام على الله قبل عباده، السلام على فلان وفلان، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: لا تقولوا: السلام على الله، فإن الله هو السلام، ولكن إذا جلس أحدُكم [ص:397] فليقل: التحيَّات لله، والصلوات، والطيبات، السلام عليك أيها النبيُّ ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، فإنكم إذا قلتم ذلك: أصاب كلَّ عبد صالح في السماء - أو بين السماء، والأرض، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، ثم ليَتَخيَّرْ أحدُكم من الدعاءِ أعجبَه إليه، فيدعو به» .
وفي رواية، قال: «كنا لا ندري ما نقول إذا جَلَسْنا في الصلاة، وكان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- قد عُلِّمْ ... » فذكر نحوه.
قال شريك: وفي رواية عنه مثله، قال: «وكان يُعَلِّمَناهُن كما يُعَلِّمُنا التشهد: اللهم ألِّفْ بين قلوبنا، وأصلحْ ذاتَ بيننا، واهْدِنا سُبُلَ السلام، ونجِّنا من الظلمات إلى النور، وجَنَّبْنَا الفواحش ما ظهر منها وما بطن، وبارك لنا في أسماعنا، وأبصارنا، وقلوبنا، وأزواجنا، وذرِّيَّاتنا، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم، واجعلنا شاكرين لنعمتِك، مُثْنِين بها، قابليها، وأتمَّها علينا» .
وفي أخرى، قال علقمة: «إن عبد الله بن مسعود أخذ بيده، وإن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- أخذ بيد عبد الله، فعلَّمه التشهد في الصلاة ... » فذكر مثل دعاء حديث الأعمش، وهي الرواية الأولى، وقال: «إذا قلت هذا أو قضيت هذا: فقد قضيتَ صلاتك، إن شئت أن تقوم فقم، وإن شئت أن تقعد فاقعد» .
وفي رواية النسائي، قال: «كنا لا ندري ما نقول في كل ركعتين، غير [ص:398] أن نُسَبِّحَ وَنُكبِّرَ ونَحْمدَ [ربَّنا] ، وأن محمداً - صلى الله عليه وسلم- علَّمَ مَفاتِحَ الخير وخواتمه، فقال: إذا قعدتُم في كل ركعتين فقولوا: التحيات لله، والصلوات، والطيبات، السلام عليك أيُّها النبيُّ ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً رسولُ الله» .
وفي أخرى قال: «علَّمنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- التشهدَ في الصلاة، والتشهدَ في الحاجة، فقال: التشهد في الصلاة: التحيات ... » وذكر مثله.
وله في أخرى، قال: «كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- لا نعلم شيئاً، فقال لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: قولوا في كل جلسة: التحيات لله ... » الحديث.
وفي أخرى: «كنا لا ندري ما نقول إذا صلينا، فعلَّمَنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- جوامع الكلم، فقال لنا: قولوا: التحيات ... » الحديث.
وفي أخرى، قال: كنا إذا صلينا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- نقول: «السلام على الله، السلام على جبريل وميكائيل، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: لا تقولوا: السلام على الله، فإن الله تبارك وتعالى هو السلام، ولكن قولوا: التحيات ... » وذكر الحديث.
وفي أخرى، قال: «كنا إذا جلسنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في الصلاة قلنا: السلام على الله من عباده، السلام على فلان وفلان، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم- ... وذكر الحديث، وقال في آخره: ثم لْيَتَخَيَّرْ من الدعاء بعدُ أَعجَبه إليه فليدْعُ به» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 2 / 257 - 261 في صفة الصلاة، باب التشهد في الآخرة، وباب ما يتخير من الدعاء بعد التشهد، وفي العمل في الصلاة، باب من سمى قوماً أو سلم في الصلاة، وفي الاستئذان [ص:399] باب السلام اسم من أسماء الله تعالى، وباب الأخذ باليمين، وفي الدعوات، باب الدعاء في الصلاة، وفي التوحيد، باب قول الله تعالى: {السلام المؤمن} ، ومسلم رقم (402) في الصلاة، باب التشهد في الصلاة، وأبو داود رقم (968) و (969) في الصلاة، باب التشهد، والترمذي رقم (289) في الصلاة، باب ما جاء في التشهد، والنسائي 2 / 237 في الافتتاح، باب كيف التشهد الأول.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (1/382) (3622) و (1/427) (4064) قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (1/413) (3920) قال: حدثنا أبو سعيد، قال: حدثنا زائدة. وفي (1/431) (4101) قال: حدثنا يحيى. والدارمي (1346) قال: حدثنا يعلى. والبخاري (1/211) قال: حدثنا أبو نعيم. وفي (1/212) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى. وفي (8/63) قال: حدثنا عمر بن حفص، قال: حدثنا أبي. ومسلم (2/14) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: أخبرنا أبو معاوية. وأبو داود (968) قال: حدثنا مسدد، قال: أخبرنا يحيى. وابن ماجه (899) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا أبي ح وحدثنا أبو بكر بن خلاد الباهلي، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. والنسائي (3/41) . وفي الكبرى (1111) قال: أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا الفضيل، وهو ابن عياض. وفي (3/50) . وفي الكبرى (1130) قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، وعمرو بن علي، قالا: حدثنا يحيى. وفي الكبرى (تحفة الأشراف) (9245) عن قتيبة، عن عبثر ابن القاسم. وابن خزيمة (703) قال: حدثنا بندار، ويحيى بن حكيم، قالا: حدثنا يحيى (ح) وحدثنا محمد بن العلاء بن كريب، قال: حدثنا أبو أسامة ح وحدثنا هارون بن إسحاق، قال: حدثنا ابن فضيل (ح) وحدثنا سلم بن جنادة، قال: حدثنا وكيع، وابن إدريس (ح) وحدثنا أبو موسى، قال: حدثنا أبو معاوية (ح) وحدثنا أبو حصين بن أحمد بن يونس، قال: حدثنا عبثر. جميعهم - أبو معاوية، وزائدة، ويحيى بن سعيد، ويعلى، وأبو نعيم، وحفص بن غياث، وعبد الله بن نمير، والفضيل بن عياض، وعبثر، وأبو أسامة، وابن فضيل، ووكيع، وابن إدريس - عن سليمان الأعمش.
2- وأخرجه أحمد (1/394) (3738) قال: حدثنا يحيى بن آدم. وأبو داود (969) قال: حدثنا تميم بن المنتصر، قال: أخبرنا إسحاق، يعني ابن يوسف. كلاهما - يحيى بن آدم، وإسحاق بن يوسف - عن شريك، عن جامع ابن أبي راشد.
3- وأخرجه أحمد (1/418) (3967) قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا سفيان، عن منصور، والأعمش، وحماد.
4- وأخرجه أحمد (1/413) (3919) قال: حدثنا أبو سعيد، قال: حدثنا زائدة. وفي (1/439) (4177) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. والبخاري (8/89) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا جرير. ومسلم (2/13) قال: حدثنا زهير بن حرب، وعثمان بن أبي شيبة، وإسحاق بن إبراهيم، قال إسحاق: أخبرنا، وقال الآخران: حدثنا جرير. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى، وابن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. (ح) وحدثنا عبد بن حميد، قال: حدثنا حسين الجعفي، عن زائدة. وابن خزيمة (704) قال: حدثنا يوسف بن موسى، قال: حدثنا جرير. ثلاثتهم - زائدة، وشعبة، وجرير - عن منصور.
5- وأخرجه أحمد (1/423) (4017) وابن ماجه (899) قال: حدثنا محمد بن يحيى. كلاهما - أحمد، ومحمد بن يحيى - قالا: حدثنا عبد الرزاق، قال: أنبأنا الثوري، عن منصور، والأعمش، وحصين، وأبي هاشم وحماد.
6- وأخرجه أحمد (1/440) (4189) والنسائي (2/240) . وفي الكبرى (669) قال: أخبرنا بشر بن خالد العسكري. كلاهما - أحمد، وبشر - عن محمد بن جعفر، غندر، قال: حدثنا شعبة، عن سليمان، ومنصور، وحماد، ومغيرة، وأبي هاشم.
7- وأخرجه أحمد (1/464) (4422) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. والنسائي (2/240) ، وفي الكبرى 6680) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود. قال: حدثنا خالد. قال: حدثنا هشام، هو الدستوائي. كلاهما - شعبة، وهشام - عن حماد بن أبي سليمان.
8- وأخرجه البخاري (2/79) قال: حدثنا عمرو بن عيسى، قال: حدثنا أبو عبد الصمد العمي عبد العزيز بن عبد الصمد. وابن خزيمة (704) قال: حدثنا أبو حصين، قال: حدثنا عبثر. (ح) وحدثنا سلم بن جنادة، قال: حدثنا ابن إدريس.
ثلاثتهم - أبو عبد الصمد، وعبثر، وابن إدريس - عن حصين بن عبد الرحمن.
9- وأخرجه البخاري (9/142) قال: حدثنا أحمد بن يونس، قال: حدثنا زهير. وابن خزيمة (704) قال: حدثنا يوسف بن موسى، قال: حدثنا جرير. كلاهما - زهير، وجرير - عن المغيرة.
10- وأخرجه البخاري في الأدب المفرد (990) قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا محل بن محرز الضبي الكوفي.
11- وأخرجه ابن ماجة (899) قال: حدثنا محمد بن معمر، قال: حدثنا قبيصة، قال: أنبأنا سفيان، عن الأعمش، ومنصور، وحصين.
12- وأخرجه النسائي (2/239) . وفي الكبرى (664) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: حدثنا يحيى، وهو ابن آدم، قال: سمعت سفيان، قال: حدثنا منصور، وحماد.
13- وأخرجه النسائي (3/40) . وفي الكبرى (1109) قال: أخبرنا سعيد بن عبد الرحمن أبو عبيد الله المخزومي، قال: حدثنا سفيان، عن الأعمش، ومنصور.
ثمانيتهم - الأعمش، وجامع بن أبي راشد، ومنصور، وحماد بن أبي سليمان، وحصين بن عبد الرحمن، وأبو هاشم يحيى بن دينار، والمغيرة بن مقسم، ومحل - عن شقيق بن سلمة أبي وائل، فذكره.
(*) في رواية جامع بن أبي راشد عند أبي داود زاد في آخره: «قال: وكان يعلمنا كلمات، ولم يكن يعلمناهن كما يعلمنا التشهد: اللهم ألف بين قلوبنا، وأصلح ذات بيننا واهدنا سبل السلام، ونجنا من الظلمات إلى النور، وجنبنا الفواحش ما ظهر منها وما بطن، وبارك لنا في أسماعنا، وأبصارنا، وقلوبنا، وأرواحنا، وذرياتنا، وتب علينا، إنك أنت التواب الرحيم، واجعلنا شاكرين لنعمتك، مثنين بها، قابليها، وأتمها علينا» .
- ورواه أيضا: عبد الله بن سخبره أبو معمر قال: سمعت ابن مسعود يقول:
أخرجه أحمد (1/414) (3935) . والبخاري (8/73) . ومسلم (2/14) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. والنسائي (2/241) . وفي الكبرى (670) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم.
أربعتهم - أحمد بن حنبل، والبخاري، وأبو بكر بن أبي شيبة، وإسحاق - عن الفضل بن دكين أبي نعيم، قال: حدثنا سيف بن سليمان، قال: سمعت مجاهدا يقول: حدثني عبد الله بن سخبرة، فذكره.(5/396)
3546 - (م د س) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه - صَلوا معه، فقال: إنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا كان عند القعْدة فليكن من أول قول أحدِكم: التحيات لله، الطيبات، الصلوات لله، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله» . أخرجه النسائي وقد أخرجه هو ومسلم وأبو داود. وسيرد في صلاة الجماعة (1) .
__________
(1) 2 / 242 في الافتتاح، باب نوع آخر من التشهد، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/393 و 394) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر. وفي (4/401 و 405) قال: حدثنا إسماعيل. قال: حدثنا سعيد. وفي (4/409) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. قال: حدثنا هشام. وفي (4/415) قال: حدثنا علي بن عبد الله. قال: حدثنا جرير، عن سليمان التيمي. والدارمي (1318 و 1365) قال: أخبرنا سعيد بن عامر. عن سعيد بن أبي عروبة. ومسلم (2/14 و 15) قال: حدثنا سعيد بن منصور وقتيبة بن سعيد وأبو كامل الجحدري ومحمد بن عبد الملك الأموي. قالوا: حدثنا أبو عوانة (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا أبو أسامة. قال: حدثنا سعيد بن أبي عروبة (ح) وحدثنا زبو غسان المسمعي. قال: حدثنا معاذ بن هشام. قال: حدثنا أبي (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم. قال: أخبرنا جرير، عن سليمان التيمي. (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم وابن أبي عمر، عن عبد الرزاق عن معمر. وأبو داود (972) قال: حدثنا عمرو بن عون. قال: أخبرنا أبو عوانة (ح) وحدثنا أحمد بن حنبل. قال: حدثنا يحيى بن سعيد. قال: حدثنا هشام. وفي (973) قال: حدثنا عاصم بن النضر. قال: حدثنا المعتمر. قال: سمعت أبي. وابن ماجة (847) قال: حدثنا يوسف بن موسى القطان. قال: حدثنا جرير، عن سليمان التيمي. وفي (901) قال: حدثنا جميل بن الحسن. قال: حدثنا عبد الأعلى. قال: حدثنا سعيد (ح) وحدثنا عبد الرحمن بن عمر. قال: حدثنا ابن أبي عدي. قال: حدثنا سعيد بن أبي عروبة وهشام بن أبي عبد الله. والنسائي (2/96) قال: أخبرنا مؤمل بن هشام. قال: حدثنا إسماعيل بن علية، عن سعيد. وفي (2/196) . وفي الكبرى (564) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود. قال: حدثنا خالد. قال: حدثنا سعيد. وفي (2/241) قال: أخبرنا عبيد الله بن سعيد أبو قدامة السرخسي. قال: حدثنا يحيى بن سعيد. قال: حدثنا هشام. وفي (2/242) قال: أخبرنا أبو الأشعث أحمد بن المقدام العجلي البصري. قال: حدثنا المعتمر. قال: سمعت أبي. وفي (3/41) قال: أخبرنا محمد بن بشار. قال: حدثنا يحيى بن سعيد. عن هشام. ح وأنبأنا محمد بن المثنى. قال: حدثنا يحيى. قال: حدثنا هشام. وابن خزيمة (1584 و 1593) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا يحيى بن سعيد. قال: حدثنا هشام بن أبي عبد الله (ح) وحدثنا بندار. قال: حدثنا ابن أبي عدي، عن سعيد بن أبي عروبة ح وحدثنا هارون بن إسحاق الهمداني. قال: حدثنا عبدة، عن سعيد.
خمستهم - معمر، وسعيد بن أبي عروبة، وهشام الدستوائي، وسليمان التيمي، وأبو عوانة - عن قتادة، عن أبي غلاب يونس بن جبير، عن حطان بن عبد الله الرقاشي، فذكره.
- في رواية سليمان التيمي: «وإذا قرأ فأنصتوا» .
قال أبو داود: وقوله: «فأنصتوا» ليس لمحفوظ، لم يجيء به إلا سليمان التيمي في هذا الحديث.(5/399)
3547 - (س) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: قال: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يُعَلِّمُنا التشهد، كما يُعَلِّمُنا السورة من القرآن: بسم الله، وبالله، التحيات لله، والصلوات، والطيبات، السلام عليك أيها النبيُّ ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أسألُ الله الجنة، وأعوذ بالله من النار» . أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 2 / 243 في الافتتاح، باب نوع آخر من التشهد من حديث المعتمر بن سليمان عن أيمن بن نابل عن أبي الزبير عن جابر قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ... وذكر الحديث، قال السيوطي [ص:400] في " زهر الربى " قال ابن سيد الناس في " شرح الترمذي ": قال ابن عساكر في تاريخه في ترجمة أيمن: قرأت بخط أبي عبد الرحمن النسائي: لا نعلم أحداً تابع أيمن على هذا الحديث، وخالفه الليث في إسناده، وأيمن لا بأس به، والحديث خطأ، وقال الحاكم: أيمن ثقة يخرج حديثه في صحيح البخاري ولم يخرج هذا الحديث، إذ ليس له متابع عن أبي الزبير من وجه يصح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه ابن ماجة (902) قال: حدثنا محمد بن زياد، قال: حدثنا المعتمر بن سليمان (ح) وحدثنا يحيى بن حكيم، قال: حدثنا محمد بن بكر. والنسائي (2/243) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا المعتمر. وفي (3/43) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا أبو عاصم.
ثلاثتهم - المعتمر، وابن بكر، وأبو عاصم - قالوا: حدثنا أيمن بن نابل، قال: حدثنا أبو الزبير، فذكره.(5/399)
3548 - (ط د) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في التشهد: «التحيات لله، الصلوات، الطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله- قال ابن عمر: زِدْتُ فيها وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله - قال ابن عمر: زدت فيها: وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله» . أخرجه أبو داود.
وفي رواية الموطأ: قال نافع: «إن ابنَ عمر كان يتشهد: بسم الله، التحيات لله، الصلوات لله، الزَّاكيات لله، السلام على النبيِّ، ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، شهدتُ أن لا إله إلا الله، شهدتُ أن محمداً رسول الله. يقول هذا في الركعتين الأُوليين، ويدعُو إذا قضى تشهُّدَه بما بدا له، فإذا جلس في آخر صلاته تشهَّدَ كذلك أيضاً، إلا أنه يُقَدِّم التشهد، ثم يدعو بما بدا له، فإذا أراد أن يُسلِّم قال: السلام على النبيِّ ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، ثم يقول: السلام عليكم، عن يمينه، ثم يرُدُّ على الإِمام، وإن سلَّم عليه أحد عن يساره ردَّ عليه» (1) . [ص:401]
زاد رزين: «وقال: إنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- أمره بذلك» .
__________
(1) رواه الموطأ 1 / 91 في الصلاة، باب التشهد في الصلاة، وأبو داود رقم (971) في الصلاة، باب التشهد، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (971) قال: حدثنا نصر بن علي قال: حدثني أبي قال: حدثنا شعبة عن أبي بشر قال: سمعت مجاهدا فذكره.
وأخرجه مالك في الموطأ مع شرح الزرقاني (1/269) عن نافع أن عبد الله بن عمر.(5/400)
3549 - (ط) القاسم بن محمد - رحمه الله - أن عائشة رضي الله عنها كانت تقول إذا تشهدَتْ: «التَّحياتُ، الطَّيبات، الصَّلوات، الزَّاكيات لله، أشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأن محمداً عبدُه ورسولُه، السلام عليك أيها النبيُّ ورحمة الله وبركاته، السلام علينا، وعلى عباد الله الصالحين، السلام عليكم» . أخرجه الموطأ. وله في أخرى مثله ولم يقل: «وحده لا شريك له» (1) .
__________
(1) 1 / 91 و 92 في الصلاة، باب التشهد في الصلاة، وإسناده صحيح، وهو موقوف حكمه حكم الرفع، لأن مثله لا يقال بالرأي.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في الموطأ مع شرح الزرقاني (1/271) عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة زوج النبي فذكره.(5/401)
3550 - (ط) عبد الرحمن بن عبد القاريُّ أنه سمع عمر بن الخطاب وهو على المنبر يُعَلِّمُ النَّاس التَّشَهُّد، يقول: «قولوا: التحيات لله، الزَّاكيات لله، الطَّيبات لله، الصَّلوات لله، السَّلام عليك أيها النبيُّ، ورحمة الله السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسولهُ» . أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 1 / 90 في الصلاة، باب التشهد في الصلاة، وإسناده صحيح، وهو أيضاً موقوف حكمه حكم الرفع، لأن مثله لا يقال بالرأي.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في الموطأ مع شرح الزرقاني (1/267) عن ابن شهاب، عن عروة بن الزبير، عن عبد الرحمن بن عبد القارئ أنه سمع عمر بن الخطاب، فذكره.(5/401)
3551 - (د ت) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - كان يقول: «من السُّنَّةِ: إخفاءُ التشهُّد» وفي رواية: «أن يُخْفَى» . أخرجه أبو داود والترمذي (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (986) في الصلاة، باب إخفاء التشهد، والترمذي رقم (291) في الصلاة، باب ما جاء أنه يخفي التشهد، ورواه الحاكم 1 / 230 وصححه ووافقه الذهبي، وله شاهد عند الحاكم بسند صحيح عن عائشة قالت: نزلت هذه الآية في التشهد: {ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها} .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (986) والترمذي (291) وابن خزيمة (706) ثلاثتهم عن عبد الله بن سعيد الكندي أبي سعيد الأشج قال: حدثنا يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق عن عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه فذكره.(5/401)
النوع الثاني: في الجلوس
3552 - (م ط د ت س) علي بن عبد الرحمن المعاوي قال: رآني ابنُ عُمرَ وأَنا أعبْثُ بالحْصبَاء في الصلاة، فلما انْصَرَف نهاني فقال: «اصْنَع كما كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يصنع، [فقلت: وكيف كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يصنع؟] قال: كان إذا جلس في الصلاة وضع كفَّه اليمنَى على فَخِذِه اليمنى، وقبض أصابعه كلَّها وأشار بإصبَعه، التي تَلي الإبهام، ووضع كفَّه اليُسْرَى على فخذه اليسرى» .
وفي رواية نافع عن ابن عمر: «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- كان إذا جلس في الصلاة وضع يديه على ركبتيه، ورفع إصبعه اليمنى التي تلي الإبهام، فدعا بها، ويده اليسرى على ركبته، باسِطَها عليها» .
وفي أخرى لنافع عنه: «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- كان إذا قعد في التشهد وضع يده اليسرى على ركبته اليسرى، ووضع يده اليمنى على ركبته اليمنى، وعقد ثلاثاً وخمسين، وأشار بالسبَّابة» . أخرجه مسلم.
وأخرج الموطأ الرواية الأولى، وزاد: «وقال: هكذا كان يفعل» . وأخرج أبو داود والنسائي الأولى، وقال فيها: «بالحصى» بدل «الحصباء» . وأخرج الترمذي والنسائي الرواية الثانية، وأخرج النسائي الرواية الثالثة، إلا أنه أخرجها عن علي بن عبد الرحمن أيضاً، وللنسائي أيضاً: قال: قال علي بن عبد الرحمن: «صلَّيتُ إلى جَنْبِ ابنِ عمر، فقلَّبْتُ الحصَى، فقال لي ابنُ عمر: [ص:403] لا تُقَلِّب الحصى، فإن تقليب الحصى من الشيطان، وافعل كما رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يفعل، قلتُ: وكيف رأَيتَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يفعل؟ قال: هكذا، ونصب اليمنى وأضجع اليسرى، ووضع يده على فخذه اليمنى، ويده اليسرى على فخذه اليسرى وأشار بالسَّبَّابَةِ» .
وفي أخرى له نحوه، وقال: «كيف كان يصنع؟ قال: فوضع يده اليمنى على فخذه [اليمنى] ، وأَشار بإصبعه التي تلي الإبهام في القبلة، ورمَي ببصره إليها، أو نحوها، ثم قال: هكذا رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يصنع» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الحصباء) : الحصى الصغار، وذلك أن أرض مسجد النبي - صلى الله عليه وسلم - كانت مفروشة بالحصباء، وكانوا يصلون عليها لا حائل بين وجوههم وبينها، فكانوا إذا سجدوا سوَّوها بأيديهم، فنهوا عن ذلك، لأنه فعل من غير أفعال الصلاة، والعبث في الصلاة لا يجوز.
__________
(1) رواه مسلم رقم (580) في المساجد، باب صفة الجلوس في الصلاة، والموطأ 1 / 88 في الصلاة، باب العمل في الجلوس في الصلاة، وأبو داود رقم (987) في الصلاة، باب الإشارة في التشهد، والترمذي رقم (254) في الصلاة، باب ما جاء في الإشارة في التشهد، والنسائي 2 / 237 في الافتتاح، باب موضع البصر في التشهد و 3 / 36 في السهو، باب موضع الكفين، وباب قبض الأصابع من اليد اليمنى دون السبابة، وباب بسط اليسرى على الركبة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في الموطأ (76) والحميدي (648) قال: حدثنا سفيان، وعبد العزيز بن محمد. وأحمد (2/10) (4575) قال: حدثنا سفيان. وفي (2/45) (5043) قال: حدثنا محمد بن جعفر، وحجاج، قالا: حدثنا شعبة. وفي (2/65) (5331) قال: قرأت على عبد الرحمن: مالك (ح) وحدثنا إسحاق، قال: أخبرني مالك. وفي (2/73) (5421) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا وهيب. ومسلم (2/90) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: قرأت على مالك. وفي (2/91) قال: حدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان. وأبو داود (987) قال: حدثنا القعنبي، عن مالك. والنسائي (2/236) ، وفي الكبرى (660) قال: أخبرنا علي بن حجر، قال: حدثنا إسماعيل، وهو ابن جعفر. وفي (3/36) ، وفي الكبرى (1098) قال: أخبرنا محمد بن منصور، قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (3/36) ، وفي الكبرى (1099) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، عن مالك. وابن خزيمة (712) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء، قال: حدثنا سفيان، قال: حدثني يحيى بن سعيد (ح) وحدثنا أبو موسى، ويحيى بن حكيم، وسعيد بن عبد الرحمن المخزومي، قالوا: حدثنا سفيان. وفي (719) قال: حدثنا علي بن حجر، قال: حدثنا إسماعيل، يعني ابن جعفر.
سبعتهم - مالك، وسفيان، وعبد العزيز بن محمد، وشعبة، ووهيب، وإسماعيل بن جعفر، ويحيى بن سعيد - عن مسلم بن أبي مريم، عن علي بن عبد الرحمن المعاوي، فذكره.
- في رواية الحميدي، وابن أبي عمر، وعبد الجبار بن العلاء، ويحيى بن حكيم، عن سفيان، قال: كان يحيى بن سعيد حدثنا بهذا الحديث عن مسلم بن أبي مريم، فلقيت أنا مسلما، فسألته، فحدثني به.
- وفي رواية محمد بن منصور، عن سفيان، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن مسلم بن أبي مريم، شيخ من أهل المدينة، قال سفيان: ثم لقيت الشيخ، فقال: سمعت علي بن عبد الرحمن.
- رواية سفيان، عند أحمد (2/10) (4575) مختصرة على: «صليت إلى جنب ابن عمر، فقلبت الحصى. فقال: لا تقلب الحصى، فإنه من الشيطان، ولكن كما رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يفعل، كان يحركه هكذا» .(5/402)
3553 -[ (د س) عبد الله بن الزبير (1) - رضي الله عنهما -:] قال: «كان [ص:404] رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إذا قعد في الصلاة جعل قدمه اليسرى تحت فَخِذِه، وساقِهِ، وفرش قدمَه اليمنى، ووضع اليسرى على ركبته اليسرى، ووضع يده اليمنى على فخذه اليمنى، وأشار بإصْبَعه - قال راويه: وأرانا عبد الواحد - وأشار بالسبابة» .
وفي رواية: «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- كان يشير بإصبعه إذا دعا، ولا يُحرِّكها» (2) .
وفي أخرى: أنه رأى النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- يدعو كذلك، ويتحامل النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- بيده اليسرى على فخذه اليسرى. وزاد في رواية: «لا يُجاوِزُ بصرُه إشارتَه» . أخرجه أبو داود.
وأخرج النسائي الثانية والثالثة، وله في أخرى، قال: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إذا جلس في الثِّنْتيْن أو في الأربع: يضع يديه على ركبتيه، ثم أشار بإصبعه» (3) .
__________
(1) في المطبوع: عروة بن الزبير وهو خطأ، والتصحيح من أبي داود والنسائي.
(2) وإسناده حسن، وقال النووي في " شرح المهذب ": وإسناده صحيح، وفي حديث وائل بن حجر عند ابن حبان والنسائي والبيهقي: فرأيته يحركها يدعو بها، وإسناده صحيح، قال البيهقي: يحتمل أن يكون المراد بالتحريك الإشارة بها، لا تكرير تحريكها، فيكون موافقاً لرواية ابن الزبير، والله تعالى أعلم. أقول: وقد استدل آخرون بحديث وائل على استحباب تكرير الأصبع، كمالك وغيره، وقال به بعض الشافعية، كما في " شرح المهذب " للنووي 3 / 454.
(3) رواه أبو داود رقم (988) و (989) و (990) في الصلاة، باب الإشارة في التشهد، والنسائي 2 / 237 في الافتتاح، باب الإشارة بالإصبع في التشهد الأول. و 3 / 37 في السهو، باب بسط اليسرى على الركبة، وباب موضع البصر عند الإشارة وتحريك السبابة، وهو حديث صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (4/3) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. ومسلم (2/90) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا ليث (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو خالد الأحمر. والنسائي (3/93) ، وفي الكبرى (1107) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا يحيى. وابن خزيمة (718) قال: حدثنا بندار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. ثلاثتهم - يحيى، وليث، وأبو خالد - عن ابن عجلان.
2- وأخرجه مسلم (2/90) قال: حدثنا محمد بن معمر بن ربعي القيسي، قال: حدثنا أبو هشام المخزومي. وأبو داود (988) قال: حدثنا محمد بن عبد الرحيم البزاز، قال: حدثنا عفان. وابن خزيمة (696) قال: حدثنا يوسف بن موسى القطان، قال: حدثنا العلاء بن عبد الجبار. ثلاثتهم - أبو هشام، وعفان، والعلاء بن عبد الجبار - عن عبد الواحد بن زياد، قال: حدثنا عثمان بن حكيم.
كلاهما - ابن عجلان، وعثمان - عن عامر بن عبد الله بن الزبير، فذكره.(5/403)
3554 - (ت س) وائل بن حجر - رضي الله عنه - قال: «قدمتُ المدينةَ، فقلت: لأنَظُرَنَّ إلى صلاة رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فلما جلس - يعني للتشهد - افترش رجله اليسرى ووضع يده - يعني على فخذه اليسرى - ونصب رجله [ص:405] اليمنى» أخرجه الترمذي. وفي رواية النسائي: «أنه رأى النبيَّ جلس في الصلاة فافترش رِجله اليسرى، ووضع ذِراعَيْهِ على فخذيه، وأشار بالسَّبَّابة يدعو» (1) .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (292) في الصلاة، باب ما جاء كيف الجلوس في التشهد، والنسائي 3 / 35 في السهو، باب موضع الذراعين، وهو حديث صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الحميدي (885) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (4/316) قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا سفيان. وفي (4/316) قال: حدثنا يونس بن محمد. قال: حدثنا عبد الواحد. وفي (4/316) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. وفي (4/317) قال: حدثنا عبد الصمد. قال: حدثنا عبد العزيز بن مسلم. وفي (4/318) قال: حدثنا يحيى بن آدم وأبو نعيم. قالا: حدثنا سفيان. وفي (4/318) قال: حدثنا عبد الصمد. قال: حدثنا زائدة. وفي (4/318) قال: حدثنا عبد الله بن الوليد. قال: حدثني سفيان. وفي (4/318) قال: حدثنا أسود بن عامر. قال: حدثنا زهير بن معاوية. وفي (4/319) قال: حدثنا هاشم ابن القاسم. قال: حدثنا شعبة. وفي (4/319) قال: حدثنا أسود بن عامر. قال: حدثنا شعبة. والدارمي (1364) قال: حدثنا معاوية بن عمرو. قال: حدثنا زائدة بن قدامة. والبخاري في رفع اليدين (26) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم. قال: حدثنا شعبة. وفي (30) قال: حدثنا محمد بن مقاتل. قال: أنبأنا عبد الله. قال: أنبأنا زائدة بن قدامة. وفي (71) قال: حدثنا عبد الله بن محمد. قال: حدثنا ابن إدريس الكوفي. وأبو داود (726 و 957) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا بشر بن المفضل. وفي (727) قال: حدثنا الحسن بن علي. قال: حدثنا أبو الوليد. قال: حدثنا زائدة. وابن ماجة (810 و 912) قال: حدثنا علي بن محمد قاغل: حدثنا عبد الله بن إدريس وفي (810، 867) قال: حدثنا بشر بن معاذ الضرير. قال: حدثنا بشر ابن المفضل. والترمذي (292) قال: حدثنا أبو كريب. قال: حدثنا عبد الله بن إدريس. والنسائي (2/126) و (3/37) . وفي الكبرى (873 و 1100) قال: أخبرنا سويد بن نصر. قال: أنبأنا عبد الله بن المبارك، عن زائدة. وفي (2/211) . وفي الكبرى (602) قال: أخبرني أحمد بن ناصح. قال: حدثنا ابن إدريس. وفي (2/236) وفي الكبرى (659) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ. قال: حدثنا سفيان. وفي (3/34) وفي الكبرى (1095) قال: أخبرنا قتيبة. قال: حدثنا سفيان. وفي (3/35) . وفي الكبرى (1096) قال: أخبرنا محمد بن علي بن ميمون الرقي. قال: حدثنا محمد، وهو ابن يوسف الفريابي. قال: حدثنا سفيان. وفي (3/35) . وفي الكبرى (1097) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود. قال: أنبأنا بشر بن المفضل. وابن خزيمة (477) و (641) و (690) و (713) قال: حدثنا عبد الله بن سعيد الأشج. قال: حدثنا ابن إدريس. وفي (478 و 713) قال: حدثنا هارون بن إسحاق الهمداني. قال: حدثنا ابن فضيل. وفي (479) قال: حدثنا أبو موسى. قال: حدثنا مؤمل. قال: حدثنا سفيان. وفي (480 و 714) قال: حدثنا محمد بن يحيى. قال: حدثنا معاوية بن عمرو. قال: حدثنا زائدة. وفي (691) قال: حدثنا المخزومي. قال: حدثنا سفيان. وفي (697) قال: حدثنا بندار. قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. وفي (698) قال: حدثنا محمد بن يحيى. قال: حدثنا وهب بن جرير. قال: حدثنا شعبة. وفي (713) قال: حدثنا عبي بن خشرم. قال: أخبرنا عبد الله، يعني ابن إدريس ح وحدثنا عبد الجبار بن العلاء وسعيد بن عبد الرحمن. قالا: حدثنا سفيان.
عشرتهم - سفيان بن عيينة، وسفيان الثوري، وعبد الواحد بن زياد، وشعبة، وعبد العزيز بن مسلم، وزائدة ابن قدامة، وزهير، وبشر بن المفضل، وعبد الله بن إدريس، ومحمد بن فضيل - عن عاصم بن كليب، عن أبيه، فذكره.
- الروايات مطولة ومختصرة وألفاظها متقاربة.
- في رواية أسود بن عامر، عن زهير عند أحمد (4/318) زاد في آخره: (قال زهير. قال عاصم: وحدثني عبد الجبار، عن بعض أهله، أن وائلا قال: أتيته مرة أخرى وعلى الناس ثياب فيها البرانس وفيها الأكسية فرأيتهم يقولون هكذا تحت الثياب) .
- وأخرجه أبو داود (728) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة. قال: حدثنا شريك، عن عاصم بن كليب، عن أبيه، عن وائل بن حجر. قال: «رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - حين افتتح الصلاة رفع يديه حيال أذنيه. قال: ثم أتيتهم فرأيتهم يرفعون أيديهم إلى صدورهم في افتتاح الصلاة وعليهم برانس وأكسية» .
- وأخرجه ابن خزيمة (457) قال: حدثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي. قال: حدثنا سفيان، عن عاصم ابن كليب، عن أبيه، عن وائل بن حجر قال: «صليت مع رسول الله وأصحابه فرأيتهم يرفعون أيديهم في البرانس» .(5/404)
3555 - (خ م د س) أبو يعفور (1) عبد الرحمن بن عبيد قال: سمعتُ مُصعب ابن سعد يقول: «صلَّيتُ إلى جنب أبي، فطبَّقتُ بين كَفَّيَّ، ثم وَضعْتُهما بين فخذيَّ، فنهاني أبي، وقال: كنا نفعله فنُهينا عنه، وأُمرْنا أن نَضع أيدينا على الرُّكب» . أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي (2) .
__________
(1) في الأصل: أبو يعقوب، والتصحيح من البخاري ومسلم وأبي داود والنسائي، وهو أبو يعفور الأكبر.
(2) رواه البخاري 2 / 226 في صفة الصلاة، باب وضع الأكف على الركب في الركوع، ومسلم رقم (535) في المساجد، باب الندب إلى وضع الأيدي على الركب في الركوع ونسخ التطبيق، وأبو داود رقم (867) في الصلاة، باب تفريع أبواب الركوع، والنسائي 2 / 185 في الافتتاح، باب نسخ التطبيق.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه الحميدي (79) قال: حدثنا سفيان. والدارمي (1308) قال: أخبرنا محمد بن يوسف، قال: حدثنا إسرائيل. والبخاري (1/200) قال: حدثنا أبو الوليد، قال: حدثنا شعبة. ومسلم (2/69) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، وأبو كامل الجحدري، قالا: حدثنا أبو عوانة. (ح) وحدثنا خلف بن هشام، قال: حدثنا أبو الأحوص. (ح) وحدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان. وأبو داود (867) قال: حدثنا حفص ابن عمر، قال: حدثنا شعبة. والترمذي (259) قال: حدثنا قتيبة قال: حدثنا أبو عوانة، والنسائي (2/185) قال: أخبرنا قتيبة قال: حدثنا أبو عوانة خمستهم - سفيان، وإسرائيل، وشعبة، وأبو عوانة، وأبو الأحوص - عن أبي يعفور العبدي.
2- وأخرجه أحمد (1/181) (1570) قال: حدثنا يحيى. وفي 10/182) (1576) قال: حدثنا وكيع. ومسلم (2/69) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا وكيع. (ح) وحدثني الحكم بن موسى قال: حدثنا عيسى بن يونس. وابن ماجة (873) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير قال: حدثنا محمد بن بشر. والنسائي (2/185) قال: أخبرنا عمرو بن علي قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وابن خزيمة (596) قال: حدثنا محمد بن بشر والنسائي (2/185) قال: أخبرنا عمرو بن علي قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وابن خزيمة (596) قال: حدثنا سلم بن جنادة قال: حدثنا وكيع (ح) وحدثنا يوسف بن موسى قال: حدثنا وكيع وأبو أسامة.
خمستهم - وكيع، وعيسى بن يونس، ومحمد بن بشر، ويحيى بن سعيد، وأبو أسامة - عن إسماعيل بن أبي خالد عن الزبير بن عدي.
3- أخرجه الدارمي (1309) قال: حدثنا محمد بن يوسف عن إسرائيل عن أبي إسحاق.
ثلاثتهم - أبو يعفور وقدان، والزبير بن عدي، وأبو إسحاق - عن مصعب بن سعد فذكره.(5/405)
3556 - (س) الأسود، وعلقمة قالا: «صلَّينا مع ابن مسعود في بيته، فقام بيننا، فوضعنا أيدينا على رُكبِنا، فنَزَعها، فخالف بين أصابعنا، وقال: رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يفعله» أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 2 / 184 في الافتتاح، باب التطبيق، وإسناده حسن، ولكن التطبيق منسوخ، كما مر، وقد بقي عليه ابن مسعود.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1- أخرجه أحمد 10/378) (3588) قال: حدثنا أبو معاوية، قال: حدثنا الأعمش. ومسلم (2/68) قال: حدثنا محمد بن العلاء الهمداني أبو كريب، قال: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش. وفي (2/69) قال: حدثنا منجاب بن الحارث التميمي، قال: أخبرنا ابن مسهر (ح) وحدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا جرير ح وحدثني محمد بن رافع، قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا مفضل، كلهم عن الأعمش. (ح) وحدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن منصور. وأبو داود (868) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا أبو معاوية، قال: حدثنا الأعمش. والنسائي (2/50) ، وفي الكبرى (710) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أنبأنا النضر، قال: أنبأنا شعبة، عن سليمان. وفي (2/183) ، وفي الكبرى (530) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود، قال: حدثنا خالد بن الحارث، عن شعبة، عن سليمان. وفي (2/184) وفي الكبرى 5320) قال: أخبرني أحمد بن سعيد الرباطي، قال: حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله، قال: أنبأنا عمرو - وهو ابن أبي قيس -، عن الزبير بن عدي. وفي الكبرى (531) قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن رافع، قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا مفضل بن مهلهل، عن الأعمش. ثلاثتهم - سليمان الأعمش، ومنصور، والزبير بن عدي- عن إبراهيم.
2- وأخرجه أحمد (1/413) (3927) قال: حدثنا أسود، قال: أخبرنا إسرائيل، عن أبي إسحاق. والنسائي (2/84) ، وفي الكبرى (785) قال: أخبرنا محمد بن عبيد الكوفي، عن محمد بن فضيل، عن هارون بن عنترة. كلاهما - أبو إسحاق، وهارون بن عنترة - عن عبد الرحمن بن الأسود.
3- وأخرجه أحمد (1/414) (3928) قال: حدثنا حسين، قال: حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق.
ثلاثتهم - إبراهيم، وعبد الرحمن الأسود، وأبو إسحاق - عن علقمة والأسود. فذكراه.
- أخرجه أحمد (1/426) (4045) قال: حدثنا ابن نمير، قال: حدثنا الأعمش، عن إبراهيم. وفي (1/451) (4311) قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا محمد بن إسحاق، عن عبد الرحمن بن الأسود. وفي (1/455) (4347) قال: حدثنا محمد بن عبيد، قال: حدثنا محمد - يعني ابن إسحاق -، عن عبد الرحمن بن الأسود. وفي (1/459) (4386) قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، قال: وحدثني عبد الرحمن بن الأسود بن يزيد النخعي. وأبو داود (613) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا محمد بن فضيل، عن هارون بن عنترة، عن عبد الرحمن بن الأسود. والنسائي (2/49) ، وفي الكبرى (709) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أنبأنا عيسى بن يونس، قال: حدثنا الأعمش، عن إبراهيم. وابن خزيمة (1636) قال: حدثنا علي بن خشرم، قال: أخبرنا عيسى، عن الأعمش، عن إبراهيم.
كلاهما - إبراهيم، وعبد الرحمن بن الأسود - عن الأسود، قال: دخلت أنا وعلقمة، على عبد الله بن مسعود، فذكره.
- أخرجه أحمد (1/424) (4030) قال: حدثنا ابن فضيل، قال: حدثنا هارون بن عنترة، عن عبد الرحمن بن الأسود، قال: استأذن علقمة والأسود، على عبد الله، قال: إنه سيليكم أمراء يشتغلون عن وقت الصلاة، فصلوها لوقتها، ثم قام فصلى بيني وبينه. ثم قال: هكذا رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
- وأخرجه أحمد (1/447) (4272) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن سليمان، عن إبراهيم، أن الأسود وعلقمة، كانا مع عبد الله في الدار، فقال عبد الله: صلى هؤلاء؟ قالوا: نعم. قال: فصلي بهم بغير أذان ولا إقامة ... فذكره مرسلا.
- رواية أحمد (1/378) (3588) و (1/426) (4045) ، وأبي داود (868) مختصرة على: «إذا ركع أحدكم فليفرش ذراعيه على فخذه، وليطلق بين كفيه، فكأني أنظر إلى اختلاف أصابع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -» .
- ورواية أبي إسحاق، ومنصور، وإسحاق بن إبراهيم عند النسائي، مختصرة على: «عن علقمة والأسود، أنهما دخلا على عبد الله، فقال: أصلي من خلفكم؟ قالا: نعم. فقام بينهما، وجعل أحدهما عن يمينه، والآخر عن شماله، ثم ركعنا فوضعنا أيدينا على ركبنا فضرب أيدينا ثم طبق بين يديه، ثم جعلهما بين فخذيه، فلما صلى قال: هكذا فعل رسول الله» .
- ورواية أبي داود (613) ، والنسائي (2/84) مختصرة على: (صلاة ابن مسعود بين علقمة والأسود، ثم قال: هكذا رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فعل) إلا أن رواية النسائي زاد في أوله: دخلنا على عبد الله نصف النهار، فقال: إنه سيكون أمراء يشتغلون عن وقت الصلاة، فصلوا لوقتها.(5/405)
3557 - (ت) عاصم بن كليب عن أبيه عن جده، قال: دخلتُ على [ص:406] رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- وهو يصلِّي، وقد وضع يده اليسرى على فخذه اليسرى، ووضع يده اليمنى على فخذه اليمنى، وقبض أصابعه، وبسط السبابة، وهو يقول: «يا مُقلِّب القُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي على دينك» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3581) في الدعوات، باب رقم (135) ، وإسناده ضعيف وقال الترمذي: هذا حديث غريب من هذا الوجه. أقول: وقد ثبت هذا الدعاء من غير تقييد بهذا المكان.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (3587) قال: حدثنا عقبة بن مكرم، قال: حدثنا سعيد بن سفيان الجحدري، قال: حدثنا عبد الله بن معدان، قال: أخبرني عاصم بن كليب الجرمي، عن أبيه، عن جده، فذكره.(5/405)
3558 - (خ ت د س) عباس بن سهل الساعدي قال: «اجتمع أبو حُميد وأبو أُسيد وسهل بن سعد ومحمد بن مسلمة، فذكروا صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال أبو حُميد: أنا أعلمكم بصلاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، إن رسولَ الله جلس - يعني: للتشهد - فافترش رِجله اليسرى، وأقبلَ بصدر اليمنى على قِبلته، ووضع كفَّه اليمنى على ركبته اليمنى، وكفَّه اليسرى على ركبته اليسرى، وأشار بإصبعه - يعني: السبابة» أخرجه الترمذي، وهو طرف من حديث قد أخرجه هو والبخاري وأبو داود، يَرِدُ في «الفرع السابع» . من هذا الفصل.
وفي رواية النسائي طرف من هذا، قال: «كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- إذا كان في الركعة التي تنقضي فيها الصلاة أخرَ رِجِله اليسرى وقعد على شِقِّهِ مُتَوَرِّكاً، ثم سلَّم» (1) .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (293) في الصلاة، باب رقم (219) ، والنسائي 3 / 34 في السهو، باب صفة الجلوس في الركعة التي يقضي فيها الصلاة، وهو حديث صحيح، وسيأتي من رواية البخاري وأبي داود والترمذي مطولاً رقم (3576) .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه البخاري في الصلاة (296:2) عن يحيى بن بكير عن الليث عن يزيد بن أبي حبيب ويزيد بن محمد القرشي كلاهما عن محمد بن عمرو بن حلحلة عنه بهذا. و (296:2) عن يحيى بن بكير عن الليث وفي نسخة أخرى، وقال الليث عن خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن محمد بن عمرو بن حلحلة نحوه. وقال في آخر الحديث الأول الليث سمع يزيد بن أبي حبيب، ويزيد بن محمد بن حلحلة، وابن حلحلة ابن عطاء قال: وقال أبو صالح عن الليث كل قفار ظهره. وقال ابن المبارك عن يحيى بن أيوب عن يزيد بن أبي حبيب أن محمد بن عمرو بن حلحلة قال: كل قعار، وأبو داود فيه (الصلاة 182:1) عن أحمد بن حنبل عن أبي عاصم و (182:1) عن مسدد عن يحيى القطان كلاهما عن عبد الحميد بن جعفر عن محمد بن عمرو بن عطاء قال: سمعت أبا حميد في عشرة من أصحاب النبي منهم أبو قتادة. قال: أنا أعلمكم بصلاة رسول الله فذكره. وقال في آخره قالوا صدقت. و (182:3) عن قتيبة عن ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب ببعضه. و (182:2) عن عيسى بن إبراهيم المصري عن ابن وهب عن الليث بن سعد عن يزيد بن محمد القرشي، ويزيد بن أبي حبيب به. والترمذي فيه (الصلاة 111:3) عن ابن مثنى وابن بشار كلاهما عن يحيى القطان به. و (111:4) عن ابن بشار والحسن بن علي الخلال وغير واحد، كلهم عن أبي عاصم به. والنسائي فيه (الصلاة 395) عن ابن بشار عن يحيى (مقطعا) به و (455 و 482:1) عن يعقوب ابن إبراهيم وابن بشار كلاهما عن يحيى ببعضه، وقال: محمد بن عطاء نسبه إلى جده، وابن ماجة فيه (الصلاة 111:2) عن بندار عن أبي عاصم به (؟) عن أبي بكر بن أبي شيبة و (40:1) علي بن محمد كلاهما عن أبي أسامة عن عبد الحميد بن جعفر ببعضه كان إذا قام إلى الصلاة استقبل القبلة ورفع يديه، وقال: «الله أكبر» و (54:5) عن بندار عن يحيى بن سعيد بطرف منه. الأشراف (9/149، 150) .(5/406)
3559 - (د س) مالك بن نمير الخزاعي عن أبيه قال: «رأيتُ [ص:407] رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- واضعاً ذراعه اليمنى على فخذه اليمنى، رافعاً إصبعه السبابة، قد حنَاها شيئاً» . أخرجه أبو داود والنسائي. وفي أخرى للنسائي، قال: «رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- واضعاً يده اليمنى على فخذه اليمنى في الصلاة يُشِيرُ بإصْبَعِه» (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (991) في الصلاة، باب الإشارة في التشهد، والنسائي 3 / 39 في السهو، باب احناء السبابة في الإشارة، ومالك بن نمير الخزاعي مجهول.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/471) قال: حدثنا يحيى بن آدم. وفي (3/471) قال: حدثنا وكيع. وأبو داود (991) قال: حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي. قال: حدثنا عثمان، يعني ابن عبد الرحمن. وابن ماجة (911) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا وكيع. والنسائي (3/38) . وفي الكبرى (1103) قال: أخبرني محمد بن عبد الله بن عمار الموصلي، عن المعافى. وفي (3/39) . وفي الكبرى (1106) قال: أخبرنا أحمد بن يحيى الصوفي. قال: حدثنا أبو نعيم. وابن خزيمة (715) قال: حدثنا هارون بن إسحاق، قال: حدثنا ابن بهز. (ح) وحدثناه محمد بن رافع. قال: حدثنا يحيى بن آدم. وفي (716) قال: حدثنا عبد الأعلى بن واصل بن عبد الأعلى. قال: حدثنا الفضل.
سبعتهم - يحيى بن آدم، ووكيع، وعثمان بن عبد الرحمن، والمعافى بن عمران، وأبو نعيم، وابن بهز، والفضل - عن عصام بن قدامة البجلي قال: حدثني مالك بن نمير الخزاعي، فذكره.(5/406)
3560 - (خ ط س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال عبد الله بنُ عبد الله بن عمر: «إنه كان يرى عبد الله بن عمر يتَرَّبع في الصلاة إذا جلس، ففعلتُه، وأنا يومئذ حديث السِّنِّ، فنهاني عبد الله بن عمر، وقال إنما سُنَّةُ الصلاة: أن تنصب رجلك اليمنى، وتَثْنِيَ رجلك اليسرى، فقلت: إنك تفعل ذلك؟ قال: إن رِجْلَيَّ لا تحْملاني» . أخرجه البخاري والموطأ.
وفي رواية النسائي قال: «إن من سُنَّةِ الصلاةِ: أن تُضْجِعَ رجلك اليسرى وَتنْصِبَ اليمنى» . وفي أخرى «أن تنصِب القدم اليمنى، واستقبالُه بأصابعها القبلةَ، والجلوسُ على اليسرى» .
وفي أخرى للموطأ عن عبد الله بن دينار «أنه سمع ابن عمر - وصلى رجل إلى جنبه - فلما جلس الرجل في أربع: تَرَبَّع، وثَنَى رجليه، فلما انصرف عبد الله عاب ذلك عليه، فقال الرجل: إنكَ لتفْعلُ ذلك، فقال عبد الله: إني أشْتَكي» .
وفي أخرى للموطأ عن المغيرة [ص:408] ابن حكيم «أنه رأى ابن عمر تربَّع في السجدتين في الصلاة على صُدور قدميه، فلما انصرَفَ ذكرَ ذلك له، فقال: إنها ليست بسنَّةِ الصلاة، وإنما أفعل هذا من أجل أني أشتكي» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 2 / 252 في صفة الصلاة، باب سنة الجلوس في التشهد، والموطأ 1 / 89 و 90 في الصلاة، باب العمل في الجلوس في الصلاة، والنسائي 2 / 235 و 236 في الافتتاح، باب كيف الجلوس للتشهد الأول، وباب الاستقبال بأطراف أصابع القدم القبلة عند القعود للتشهد.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه مالك في الموطأ (77) . والبخاري (1/209) . وأبو داود (958) قالا: - البخاري وأبو داود - حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك، عن عبد الرحمن بن القاسم.
2- وأخرجه أبو داود (959) قال: حدثنا ابن معاذ، قال: حدثنا عبد الوهاب. وفي (960) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا جرير. وفي (961) قال: حدثنا القعنبي، عن مالك. والنسائي (2/235) ، وفي الكبرى (656) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا الليث. وفي (2/236) ، وفي الكبرى (657) قال: أخبرنا الربيع بن سليمان بن داود، قال: حدثنا إسحاق بن بكر بن مضر، قال: حدثني أبي، عن عمرو بن الحارث. وابن خزيمة (678) قال: حدثنا أبو كريب، وعبد الله بن سعيد الأشج، قالا: أخبرنا أبو خالد، قال: حدثنا هارون بن إسحاق، قال: حدثنا ابن فضيل (ح) وحدثنا سلم بن جنادة، قال: حدثنا وكيع، عن سفيان. وفي (679) قال: حدثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي، قال: حدثنا سفيان. ثمانيتهم - عبد الوهاب، وجرير، ومالك، والليث، وعمرو بن الحارث، وابن فضيل، وسفيان الثوري، وسفيان بن عيينة - عن يحيى بن سعيد، قال: سمعت القاسم بن محمد.
كلاهما - عبد الرحمن بن القاسم، والقاسم بن محمد - عن عبد الله بن عبد الله بن عمر، فذكره.(5/407)
3561 - (م د ت) طاوس بن كيسان اليماني قال: «قلنا لابن عباس في الإقعاء على القدمين؟ (1) فقال: هي السُّنَّةُ، فقلنا له: أما تراه جَفَاءً بالرَّجُلِ؟ فقال ابن عباس: بل هي سُنَّةُ نبيِّكم -صلى الله عليه وسلم-» . أخرجه مسلم وأبو داود والترمذي، وزاد أبو داود بعد: «القدمين» : «في السجود» (2) .
__________
(1) أي: أن يضع ألييه على عقبيه بين السجدتين.
(2) رواه مسلم رقم (536) في المساجد، باب جواز الإقعاء على العقبين، وأبو داود رقم (845) في الصلاة، باب الإقعاء بين السجدتين، والترمذي رقم (283) في الصلاة، باب ما جاء في الرخصة في الإقعاء.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (1/313) (2855) قال: حدثنا محمد بن بكر، وعبد الرزاق، ومسلم (2/70) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا محمد بن بكر (ح) قال: وحدثنا حسن الحلواني، قال: حدثنا عبد الرزاق. وأبو داود (845) قال: حدثنا يحيى بن معين، قال: حدثنا حجاج بن محمد. والترمذي (283) قال: حدثنا يحيى بن موسى قال: حدثنا عبد الرزاق. وابن خزيمة (680) قال: حدثنا محمد بن يحيى قال: حدثنا عبد الرزاق. ثلاثتهم - ابن بكر، وعبد الرزاق، وحجاج - عن ابن جريج.
2- وأخرجه أحمد (1/313) (2857) قال: حدثنا يحيى بن إسحاق، قال: أخبرنا ابن لهيعة.
كلاهما - ابن جريج، وابن لهيعة - عن أبي الزبير، أنه سمع طاووسا يقول، فذكره.(5/408)
3562 - (د ت س) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إذا جلس في الركعتين الأُولَيَيْنِ كأنه على الرَّضْفِ، قال: شُعْبَةُ: ثم حرَّك سعد شفتيه بشيء، فأقول: «حتى يقوم؟ [فيقول: حتى يقومَ] » أخرجه الترمذي وأبو داود والنسائي (1) . [ص:409]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الرضف) : بسكون الضاد، جمع رضفة، وهي حجارة محماة.
__________
(1) رواه أبو داود رقم (995) في الصلاة، باب في تخفيف القعود، والترمذي رقم (366) في الصلاة، باب ما جاء في مقدار القعود في الركعتين الأوليين، والنسائي 2 / 243 في الافتتاح، باب [ص:409] التخفيف في التشهد الأول، وفي سنده انقطاع، لأن أبا عبيدة بن عبد الله بن مسعود لم يسمع من أبيه، قال الحافظ ابن حجر في " التلخيص ": وروى ابن أبي شيبة من طريق تميم بن سلمة: كان أبو بكر رضي الله عنه إذا جلس في الركعتين كأنه على الرضف، وقال الحافظ: إسناده صحيح، وعن ابن عمر نحوه، قال: وروى أحمد وابن خزيمة من حديث ابن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم علمه التشهد، فكان يقول إذا جلس في وسط الصلاة وفي آخرها على وركها اليسرى: التحيات ... إلى قوله: عبده ورسوله، ثم إن كان في وسط الصلاة نهض حين يفرغ من تشهده، وإن كان في آخرها بعد تشهده دعا بما شاء الله أن يدعو ثم يسلم، أقول: وهذه شواهد لحديث الباب.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود في الصلاة (189) عن حفص بن عمر عن شعبة عنه به، والترمذي فيه (الصلاة 154) عن محمود بن غيلان، عن أبي داود عن شعبة به، وقال: حسن. والنسائي فيه (الصلاة 452) عن الهيثم ابن أيوب الطالقاني عن إبراهيم بن سعد عن أبيه به (الأشراف 7/159) .(5/408)
الفرع السادس: في السلام
3563 - (م س) عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يسلِّم عن يمينه وعن يساره، حتى أرى بياضَ خدِّه» . أخرجه مسلم والنسائي (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (582) في المساجد، باب السلام للتحليل من الصلاة عند فراغها وكيفيته، والنسائي 3 / 61 في السهو، باب السلام.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (1/172) (1484) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، وأبو سعيد، قالا: حدثنا عبد الله بن جعفر. وفي (1/180) (1564) قال: حدثنا يحيى، قال: حدثنا محمد بن عمرو، قال: حدثنا مصعب بن ثابت. وعبد بن حميد (144) قال: حدثنا عبد الملك بن عمرو، قال: حدثنا عبد الله بن جعفر المخرمي. والدارمي (1352) قال: حدثنا خالد بن مخلد، قال: حدثنا عبد الله بن جعفر. ومسلم (2/91) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا أبو عامر العقدي، قال: حدثنا عبد الله بن جعفر. وابن ماجة (915) قال: حدثنا محمد بن غيلان، قال: حدثنا بشر بن السري، عن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير، والنسائي (3/61) ، وفي الكبرى (1148) قال: أخبرنا محمد بن إسماعيل بن إبراهيم، قال: حدثنا سليمان بن داود الهاشمي، قال: حدثنا إبراهيم، وهو ابن سعد، قال: حدثني عبد الله بن جعفر. وفي (3/61) أيضا، وفي الكبرى (1149) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أنبأنا أبو عامر العقدي، قال: حدثنا عبد الله بن جعفر. وابن خزيمة (726) قال: حدثنا بندار، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الزهري. وفي (727 و 1712) قال: حدثنا عتبة بن عبد الله اليحمدي، قال: حدثنا عبد الله بن المبارك، قال: أخبرنا مصعب بن ثابت. كلاهما - عبد الله بن جعفر، ومصعب بن ثابت - عن إسماعيل بن محمد.
2- وأخرجه أحمد 10/186) (1619) قال: حدثنا يزيد، قال: أنبأنا أبو معشر عن موسى بن عقبة كلاهما - إسماعيل بن محمد، وموسى بن عقبة - عن عامر بن سعد فذكره.(5/409)
3564 - (ت د س) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- كان يسلِّم عن يمينه وعن يساره: السلام عليكم ورحمة الله، السلام عليكم [ص:410] ورحمة الله» . أخرجه الترمذي. وزاد أبو داود بعد قوله: «شماله» . «حتى يُرَى بياضُ خدِّه» .
وفي رواية النسائي «حتى يُرى بياضُ خدِّه من هاهنا، [وبياضُ خدِّه من هاهنا] » (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (996) في الصلاة، باب في السلام، والترمذي رقم (295) في الصلاة، باب ما جاء في التسليم في الصلاة، والنسائي 3 / 63 في السهو، باب كيف السلام على الشمال، وهو حديث صحيح، قال الترمذي: وفي الباب عن سعد بن أبي وقاص، وابن عمر، وجابر بن سمرة، والبراء، وأبي سعيد.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (1/390) (3699) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان. وفي (1/408) (3879) قال: حدثنا حميد بن عبد الرحمن، قال: حدثنا الحسن. وفي (1/409) (3888) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر، والثوري. وفي (1/444) (4241) قال: حدثنا وكيع، وعبد الرحمن، قالا: حدثنا سفيان. وفي (1/448) (4280) قال: حدثنا عمر بن عبيد. وأبو داود (996) قال: حدثنا محمد بن كثير، قال: أخبرنا سفيان ح وحدثنا أحمد بن يونس، قال: حدثنا زائدة (ح) وحدثنا مسدد، قال: حدثنا أبو الأحوص (ح) وحدثنا محمد بن عبيد المحاربي، وزياد بن أيوب، قالا: حدثنا عمر بن عبيد الطنافسي (ح) وحدثنا تميم ابن المنتصر، قال: أخبرنا إسحاق - يثعني ابن يوسف -، عن شريك. وابن ماجة (914) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا عمر بن عبيد. والترمذي (295) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: حدثنا سفيان. والنسائي (3/63) وفي الكبرى (1154 و1155 و 1156) قال: أخبرنا زيد بن أخزم، عن ابن داود (يعني عبد الله بن داود الخريبي) ، عن علي بن صالح. (ح) وأخبرنا محمد بن آدم، عن عمر بن عبيد. (ح) وأخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان. وابن خزيمة (728) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد، وزياد بن أيوب، قال إسحاق: حدثنا عمر، وقال زياد: حدثني عمر بن عبيد الطنافسي.
ثمانيتهم - سفيان الثوري، والحسن بن صالح، ومعمر، وعمر بن عبيد، وزائدة، وأبو الأحوص سلام بن سليم الحنفي، وشريك، وعلي بن صالح - عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، فذكره.
- أخرجه أحمد (1/406) (3849) قال: حدثنا هاشم، وحسين. وأبو داود (996) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا حسين بن محمد.
كلاهما - هاشم، وحسين - قالا: حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، والأسود بن يزيد، عن عبد الله، فذكره.
- وأخرجه النسائي (3/63) وفي الكبرى (1157) قال: أخبرنا إبراهيم بن يعقوب، قال: حدثنا علي بن الحسن بن شقيق، قال: أنبأنا الحسين بن واقد، قال: حدثنا أبو إسحاق، عن علقمة، والأسود، وأبي الأحوص، قالوا: حدثنا عبد الله بن مسعود، فذكره.
- قال أبو داود: شعبة كان ينكر هذا الحديث، حديث أبي إسحاق أن يكون مرفوعا.(5/409)
3565 - (د) وائل بن حجر قال: «صليتُ مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فكان يسلِّم عن يمينه: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وعن شماله: السلام عليكم ورحمة الله» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (997) في الصلاة، باب في السلام، وإسناده منقطع، فإن علقمة بن وائل لم يسمع من أبيه، ولكن للحديث شواهد بمعناه يقوى بها.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (997) قال: حدثنا عبده بن عبد الله، قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا موسى بن قيس الحضرمي عن سلمة بن كهيل عن علقمة بن وائل، فذكره.(5/410)
3566 - (م) أبو معمر الأزدي الكوفي: قال: «إن أميراً كان بمكة يسلِّم تسليمتين، فسمع به عبد الله، فقال: أنَّى عَلِقَها؟ إن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يفعلُه» أخرجه مسلم (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أنَّى عَلِقَها) أنَّى: بمعنى: من أين؟ وبمعنى كيف، وعَلِقَها بمعنى تعلمها: أي: من أين عرف ذلك، وممن أخذها؟
__________
(1) رقم (581) في المساجد، باب السلام للتحليل من الصلاة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (1/444) (4239) . ومسلم (2/91) قال: حدثني أحمد بن حنبل، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن شعبة، عن الحكم. وفي (2/91) قال: حدثنا زهير بن حرب، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن شعبة، عن الحكم، ومنصور.
كلاهما - الحكم، ومنصور - عن مجاهد، عن أبي معمر، فذكره.
- في رواية أحمد بن حنبل، قال شعبة: رفعه مرة.(5/410)
3567 - (د) سمرة بن جندب - رضي الله عنه - قال: «أما بعدُ، أمرَنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إذا كان في وسط الصلاة - أو حين انقضَائها - فابَدؤوا قبل التسليم، فقولوا: التحيات، الطيبات، والصلوات والملك لله، [ثمَّ سلمُوا على اليمين] ثم سَلِّمُوا على قارئكم وعلى أنفسكم» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (975) في الصلاة، باب التشهد، وفي إسناده مجاهيل.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (975) قال: حدثنا محمد بن داود بن سفيان قال: حدثنا يحيى بن حسان قال: حدثنا سليمان بن موس أبو داود قال: حدثنا جعفر بن سعد بن سمرة بن جندب، قال: حدثني خبيب بن سليمان بن سمرة عن أبيه سليمان بن سمرة، فذكره.(5/411)
3568 - (م د س) جابر بن سمرة - رضي الله عنه - قال: «كُنَّا إذا صلَّيْنا مع رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- قلنا: السلام عليكم ورحمة الله السلام عليكم ورحمة الله - أشار بيده إلى الجانبين - فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: علامَ تُومِئُونَ بأيديكم، كأنها أذْنابُ خيل شُمُس؟ وإنما يكفي أحدكم أن يضع يدَه على فخذه، ثم يسلِّم على أخيه من عن يمينه وشماله» . أخرجه مسلم.
وفي رواية أبي داود، قال: «كنا إذا صلينا خلفَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فسلَّمَ أحدُنا: أشار بيده من عن يمينه، ومن عن يساره، فلما صلى قال: ما بال أحدِكم يومئُ بيديه كأنها أذنابُ خيل شُمْس؟ إنما يكفي - أو ألا يكفي - أحدَكم أن يقول هكذا - أشار بإصبعه - يُسَلِّم على أخيه من عن يمينه ومن عن شماله» .
وفي أخرى له بمعناه، وقال «إنما يكفي أحدَكم - أو أحدَهم - أن يضع يده على فخذيه، ثم يُسلِّم على أخيه من عن يمينه وشماله» . وفي أخرى له، قال: «دخل علينا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- والناس رافِعُو أيديهم - قال زهير: أُرَاه قال: في الصلاة - قال: مالي أَراكم [ص:412] رافعي أيديكم، كأنها أذناب خيل شُمْس؟ اسكنوا في الصلاة» هذه الرواية الآخرة قد أخرجها مسلم في جملة حديث يتضمن معنى آخر، والحديث مذكور في «الفصل الخامس» من «باب صلاة الجماعة» .
وفي رواية النسائي مثل رواية مسلم، إلا أنه قال في آخره: «أن يضع يدَه على فخذه، ثم يقول: السلام عليكم، السلام عليكم» . وفي أخرى له مثل رواية مسلم، وفي أخرى «فليَلتَفِتْ إلى صاحبه، ولا يُومئْ [بيده] » (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(علام تُومِئون) : الإيماء: الإشارة إلى الشيء باليد والرأس والعين، وعلام: أي على ما، حذفت الألف من «ما» تخفيفاً لكثرة الاستعمال، ومثله عمَّ [وبم] ، وفيم.
(خيل شُمْس) : شُمْس: جمع شَمُوس، وهو من الدواب ما لا يكاد يستقر شَغَباً وبطراً، ورجل شموس الأخلاق: عَسِرُها.
__________
(1) رواه مسلم رقم (430) في الصلاة، باب الأمر بالسكون في الصلاة والنهي عن الإشارة باليد ورفعها عند السلام، وأبو داود رقم (998) و (999) و (1000) في الصلاة، باب في السلام، والنسائي 3 / 4 و 5 في السهو، باب السلام بالأيدي في الصلاة، وباب موضع اليدين عند السلام، وباب السلام باليدين.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1- أخرجه الحميدي (896) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (5/86 و 88) قال: حدثنا يزيد، وفي (5/102) قال: حدثنا محمد بن عبيد. وفي (5/107) قال: حدثنا وكيع. والبخاري في رفع اليدين حديث رقم (36) قال: حدثنا أبو نعيم. ومسلم (2/29) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع (ح) وحدثنا أبو كريب قال: أخبرنا ابن أبي زائدة. وأبو داود (998) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا يحيى بن زكريا ووكيع، وفي (999) قال: حدثنا محمد بن سليمان الأنباري، قال: حدثنا أبو نعيم. والنسائي (3/4) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان، قال: حدثني يحيى بن آدم. وفي (3/61) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا أبو نعيم. وابن خزيمة (733) قال: حدثنا بندار، والحسن بن محمد، قالا: حدثنا يزيد ابن هارون. (ح) وحدثنا علي بن خشرم، قال: أخبرنا عيسى - يعني ابن يونس - (ح) وحدثنا الحسن بن محمد أيضا، قال: حدثنا محمد بن عبيد الطنافسي. وفيه، وفي (1708) قال: حدثنا سلم بن جنادة، قال: حدثنا وكيع. ثمانيتهم - سفيان، ويزيد، ومحمد بن عبيد، ووكيع، وأبو نعيم، وابن أبي زائدة، ويحيى بن آدم، وعيسى - عن مسعر بن كدام.
2- وأخرجه مسلم (2/30) قال: حدثنا القاسم بن زكريا. والنسائي (3/64) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان. كلاهما - القاسم، وأحمد - قالا: حدثنا عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن فرات القزاز.
كلاهما - مسعر، وفرات - عن عبيد الله بن القبطية، فذكره.(5/411)
3569 - (ت) عائشة - رضي الله عنها -: «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يسلِّم في الصلاة تسليمة واحدة تلقاءَ وجهه، ثم يميل إلى الشِّقِّ الأيمن شيئاً» . [ص:413] أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (296) في الصلاة، باب رقم (222) ، وإسناده ضعيف، قال الحافظ في " التلخيص ": وروى ابن حبان في صحيحه، وأبو العباس السراج في " مسنده " عن عائشة من وجه آخر شيئاً من هذا أخرجاه من طريق زرارة بن أوفى عن سعد بن هشام عن عائشة: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أوتر بتسع ركعات لم يقعد إلا في الثامنة، فيحمد الله ويذكره ويدعو ثم يسلم تسليمة، ثم يصلي ركعتين وهو جالس ... الحديث، وإسناده على شرط مسلم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه ابن ماجة (919) قال: حدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا عبد الملك بن محمد الصنعاني، والترمذي (296) قال: حدثنا محمد بن يحيى النيسابوري. قال: حدثنا عمرو بن أبي سلمة أبو حفص التنيسي. وابن خزيمة (729) قال: حدثنا محمد بن يحيى ومحمد بن خلف العسقلاني، ومحمد بن مهدي العطار، قالوا حدثنا عمرو بن أبي سلمة.
كلاهما - عبد الملك بن محمد، وعمرو بن أبي سلمة - عن زهير بن محمد المكي عن هشام بن عروة عن أبيه، فذكره.(5/412)
3570 - (ت د) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «حَذْفُ السَّلام سُنَّة» . أخرجه الترمذي وأبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(حَذْف السلام) : المراد بحذف السلام: تخفيفه وترك الإطالة فيه.
__________
(1) رواه أبو داود رقم (1004) في الصلاة، باب حذف التسليم، والترمذي رقم (297) في الصلاة، باب ما جاء أن حذف السلام سنة، وقد روي مرفوعاً وموقوفاً، وهو حديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/532) قال: حدثنا محمد بن يوسف، يعني الفريابي، بمكة. وأبو داود (1004) قال: حدثنا أحمد بن حنبل. قال: حدثني محمد بن يوسف الفريابي. وابن خزيمة (734) قال: حدثنا عمرو بن علي الصيرفي. قال: حدثنا محمد بن يوسف الفريابي. وفي (735) قال: حدثناه علي بن سهل الرملي، قال: حدثنا عمارة بن بشر المصيصي.
كلاهما - محمد بن يوسف، وعمارة بن بشر - عن الأوزاعي، عن قرة بن عبد الرحمن، عن الزهري، عن أبي سلمة، فذكره.
- وأخرجه الترمذي (297) قال: حدثنا علي بن حجر. قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك وهقل بن زياد. وابن خزيمة (735) قال: حدثنا أبو عمار. قال: حدثنا عيسى بن يونس (ح) وحدثنا محمد بن أبي صفوان الثقفي، قال: حدثنا عبد الرحمن (ح) وحدثنا يحيى بن حكيم. قال: حدثنا حرمي بن عمارة. قالا - عبد الرحمن، وحرمي -: حدثنا عبد الله بن المبارك (ح) وحدثنا محمد بن يحيى. قال: حدثنا محمد بن يوسف.
أربعتهم - ابن المبارك، وهقل، وعيسى بن يونس، ومحمد بن يوسف - عن الأوزاعي، عن قرة بن عبد الرحمن، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة. قال: «حذف السلام سنة» .
- قال أبو داود: قال عيسى: نهاني ابن المبارك عن رفع هذا الحديث. قال أبو داود: سمعت أبا عمير عيسى بن يونس الفاخوري الرملي، وقال: لما رجع الفريابي من مكة ترك رفع هذا الحديث، وقال: نهاه أحمد بن حنبل عن رفعه.(5/413)
3571 - () (عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يَخْتِمُ الصلاة بالتسليم، وينهى عن عُقْبة الشيطان» . أخرجه ... (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(عُقْبَة الشيطان) : أن يضع أليتيه على عقبيه بين السجدتين (2) ، وهو الذي [ص:414] يجعله بعض الناس الإقعاء، وقيل: هو أن يترك عقبيه غير مغسولين في الوضوء.
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، قال الحافظ في " التلخيص ": رواه الطبراني من حديث ابن عباس، وقد رواه مسلم من حديث عائشة بأطول من هذا رقم (498) في الصلاة، باب ما يجمع صفة الصلاة وما يفتتح به ويختم به، وكذا أبو داود رقم (783) في الصلاة، باب من لم ير الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم، وأحمد في " المسند " 6 / 31 و 194.
(2) كذا فسره المصنف هنا، وهو بعيد، لأن هذا هو الإقعاء المسنون، وقد تقدم رقم (3561) وأما عقبة الشيطان، فهي الإقعاء المنهي عنه، وفسره أبو عبيدة وغيره: بأن يلصق ألييه بالأرض، وينصب ساقيه، ويضع يديه على الأرض، كما يفرش الكلب وغيره من السباع.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (783) حدثنا مسدد ثنا عبد الوارث بن سعيد عن حسين المعلم عن بديل بن ميسرة عن أبي الجوزاء عن عائشة.(5/413)
3572 - () (نافع - مولى ابن عمر «أن ابن عمر كان يَسْتَحِبُّ إذا سلَّم الإمام: أن يُسلِّم [على] مَنْ خَلفَه» . أخرجه ... (1) .
__________
(1) في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين.(5/414)
3573 - (م ت) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- إذا سلَّمَ لم يقْعدْ إلا مِقْدارَ ما يقول: اللهمَّ أنت السلام، ومنك السلام، تباركتَ يا ذا الجلال والإكرام» أخرجه مسلم والترمذي (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (592) في المساجد، باب استحباب الذكر بعد الصلاة، والترمذي رقم (298) في الصلاة: باب ما يقول إذا سلم من الصلاة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (6/62) قال: حدثنا وكيع، عن سفيان، عن عاصم بن سليمان. وفي (6/184) قال: حدثنا علي بن عاصم، عن الحذاء. وفي (6/235) قال: حدثنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا عاصم الأحول. والدارمي (1354) قال: أخبرنا يزيد بن هارون. قال: أخبرنا عاصم. ومسلم (2/94 و 95) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وابن نمير. قالا: حدثنا أبو معاوية، عن عاصم. (ح) وحدثناه ابن نمير. قال: حدثنا أبو خالد، يعني الأحمر، عن عاصم. (ح) وحدثنا عبد الوارث بن عبد الصمد. قال: حدثني أبي. قال: حدثنا شعبة. عن عاصم وخالد. وأبو داود (1512) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم. قال: حدثنا شعبة، عن عاصم الأحول وخالد الحذاء. وابن ماجة (924) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا أبو معاوية ح وحدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب. قال: حدثنا عبد الواحد بن زياد. قال: حدثنا عاصم الأحول. والترمذي (298) قال: حدثنا أحمد بن منيع. قال: حدثنا أبو معاوية، عن عاصم الأحول. وفي (299) قال: حدثنا هناد بن السري. قال: حدثنا مروان بن معاوية الفزازي وأبو معاوية، عن عاصم الأحول. والنسائي (3/69) وفي الكبرى (1170) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى، ومحمد بن إبراهيم بن صدران، عن خالد. قال: حدثنا شعبة، عن عاصم. وفي عمل اليوم والليلة (95) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان قال: حدثنا يزيد. قال: أخبرنا عاصم. وفي (96) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى. قال: حدثنا خالد. قال: حدثنا شعبة، عن عاصم. وفي (97) قال: أخبرني عبد الله بن الهيثم بن عثمان. قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم. قال: حدثنا شعبة، عن عاصم وخالد. وفي (367) قال: حدثنا أحمد بن حرب. قال: حدثنا أبو معاوية، عن عاصم.
كلاهما - عاصم بن سليمان الأحول، وخالد الحذاء - عن أبي الوليد عبد الله بن الحارث، فذكره.(5/414)
3574 - (د) سمرة بن جندب - رضي الله عنه - قال: «أمرنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أن نَرُدَّ السَّلام على الإمام، ونَتَحابَّ، وأن يُسَلِّم بعضُنا على بعض» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (1001) في الصلاة، باب الرد على الإمام، وإسناده ضعيف.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1- أخرجه أبو داود (1001) وابن خزيمة (1711) قال: حدثنا محمد بن يحيى كلاهما - أبو داود، ومحمد بن يحيى - عن محمد بن عثمان أبو الجماهر الدمشقي، قال: حدثنا سعيد بن بشير.
2- وأخرجه ابن ماجة (921) قال: حدثنا هشام بن عمار قال: حدثنا إسماعيل بن عياش، قال: حدثنا أبو بكر الهذلي.
3- وأخرجه ابن ماجة (922) قال: حدثنا عبده بن عبد الله. وابن خزيمة (1710) قال: حدثنا إبراهيم بن المستمر البصري (ح) وحدثنا محمد بن يزيد بن عبد الملك الأسقاطي البصري. ثلاثتهم - عبده، وإبراهيم، ومحمد بن يزيد - عن عبد الأعلى بن القاسم أبو بشر صاحب اللؤلؤ عن همام بن يحيى.
ثلاثتهم - سعيد، وأبو بكر، وهمام - عن قتادة، عن الحسن، فذكره.
رواية أبي بكر الهذلي مختصرة على: «إذا سلم الإمام فردوا عليه» .
رواية سعيد، وهمام مختصرة على: «أن نسلم على أئمتنا، وأن يسلم بعضنا على بعض» .
- وقع في سنن ابن ماجة (922) : حدثنا على بن القاسم. قال المزي: كذا وقع عنده، والصواب عبد الأعلى بن القاسم. تحفة الأشراف حديث رقم (4597) .
- وفي رواية ابن خزيمة (1710) : أن نسلم على أيماننا - كذا في المطبوع.(5/414)
3575 - (خ س) عتبان بن مالك - رضي الله عنه - قال: «صلَّينا خَلفَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فسلَّمنا حين سلَّم» أخرجه النسائي في آخر حديث طويل (1) .
__________
(1) 3 / 64 و 65 في السهو، باب تسليم المأموم حين يسلم الإمام، وإسناده صحيح، ورواه البخاري أيضاً بهذا اللفظ 2 / 267 في صفة الصلاة، باب يسلم حين يسلم الإمام.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (3/64 و 65) أخبرنا سويد بن نصر، قال: أنبأنا عبد الله بن المبارك عن معمر عن الزهري أخبره قال: أخبرني محمود بن الربيع، قال: سمعت عتبان بن مالك، فذكره.(5/414)
الفرع السابع: في أحاديث جامعة لأوصاف من أعمال الصلاة
3576 - (خ د ت) أبو حميد الساعدي - رضي الله عنه - قال محمد بن عمرو بن عطاء: «سمعتُ أبا حميد الساعدي في عشرة من أصحاب رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- منهم أبو قتادة - قال أبو حميد: أنا أعلمكم بصلاة رسولِ - صلى الله عليه وسلم-، قالوا: فلِم؟ فوالله ما كنت بأكثرنا له تبعاً، ولا أقدمنا له صحة، قال: بلى، قالوا: فأعرض، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- إذا قام إلى الصلاة يرفع يديه حتى يحاذيَ بهما مَنكبيه، ثم يُكبِّرُ حتى يَرْجِعَ كلُّ عظم في موضع معتدلاً، ثم يقرأ، ثم يكبِّر ويرفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه، ثم يركع ويضعه راحتيه على ركبتيه، ثم يعتدل ولا ينْصِبُ رأسه ولا يُقْنِعُ، ثم يرفع رأسه فيقول: سمع الله لمن حمده، ثم يرفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه معتدلاً، ثم يقول: الله أكبر، ثم يَهْوِي إلى الأرض، فيجافي يديه عن جنبيه، ثم يرفع رأسه، ويَثْنِي رجله اليسرى فيقعد عليها، ويفتح أصابع رجليه إذا سجد، ويسجد ثم يقول: الله أكبر، ويرفع، ويثْني رجله اليسرى فيقعد عليها، حتى يرجعَ كل عظم إلى موضعه، ثم يصنع في الآخر مثل ذلك، ثم إذا قام من الركعتين كبَّر ورفع يديه حتى يحاذيَ بهما منكبيه، كما كبر عند افتتاح الصلاة، ثم يصنع [ص:416] ذلك في بقية صلاته، حتى إذا كانت السجدة التي فيها التسليم أخَّر رِجله، وقعد مُتورِّكاً على شِقِّه الأيسر، قالوا: صدقت، هكذا كان يصلي رسول الله - صلى الله عليه وسلم-» .
وفي رواية قال: «كنتُ في مجلس من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فتذاكروا صلاته، فقال أبو حميد - فذكر بعض هذا الحديث - وقال: فإذا ركع أمْكن كفَّيه من ركبتيه، وفرَّج بين أصابعه، وهَصر ظهره، غير مُقْنِعٍ رأسه، ولا صافِحٍ بخدِّه، وقال: فإذا قعد في الركعتين قعد على بطن قدمه اليسرى، ونصب اليمنى، فإذا كان في الرابعة أفضى بوَرِكه اليسرى إلى الأرض، وأخرج قدميه من ناحية واحدة» .
وفي أخرى نحو هذا، «قال: إذا سجد وضع يديه غير مُفْترِش ولا قابضهما، واستقبل بأطراف أصابعه القبلة» .
وفي أخرى عن محمد بن عمرو بن عطاء عن عباس - أو عيَّاش - بن سهل الساعدي: أنه كان في مجلس فيه أَبوه - وكان أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم- وفي المجلس أبو هريرة وأبو أُسَيد وأبو حُميد الساعدي: بهذا الخبر، يزيد وينقص، قال فيه: ثم رفع رأسه - يعني: من الركوع - فقال: «سمع الله لمن حمده، اللهم ربنا لك الحمد، ورفع يديه، ثم قال: الله أكبر، فسجد، فانتصب على كفَّيه، وركبتيه وصدور قدميه وهو ساجد، ثم كبر، فجلس، فتَوَرَّكَ ونصب قدمه الأخرى، ثم كبر فسجد، ثم كبر، فقام ولم يتورَّك ... وساق الحديث [ص:417] قال: ثم جلس بعد الرَّكْعتين، حتى إذا أرادَ أن ينهض للقيام، قام بتكبير، ثم ركع الركعتين الأخريين ... ولم يذكر التورُّكَ للتشهد» .
وفي أخرى قال: «اجتمع أبو حُميد وأبو أُسيد وسهل بن سعد ومحمد بن مسلمة، فذكروا صلاة رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال أبو حُميد: أنا أعلمكم بصلاةِ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- فذكر بعض هذا - قال: ثم ركع فوضع يديه على ركبتيه، كأنه قابضٌ عليهما، ووَتَّرَ يديه، فتجافى عن جنبيه، وقال: ثم سجد فأمكن أنفه وجبهته، ونحَّى يديه عن جنبيه، ووضع كفَّيه حذْو منكبيه، ثم رفع رأسه حتى رجع كل عُضو (1) في موضعه، حتى فرغ، ثم جلس فافترش رِجله - يعني اليسرى - وأقبل بصدْر اليمنى على قبلته، ووضع كفّه اليمنى على ركبته اليمنى، وكفَّه اليسرى على ركبته اليسرى - وأشار بإصبعه» .
وفي رواية في هذا الحديث، قال: «فإذا سجد فرَّجَ بين فخذيه غير حامِل بطنَه على شيء من فَخِذيه» . هذه روايات أبي داود، وله أطراف من هذا الحديث لم نذكرها، لأنها قد تضمنتها هذه الروايات.
وفي رواية الترمذي: قال محمد بن عمرو عن أبي حميد الساعدي: سمعتُه وهو في عشرة من أصحاب النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، أحدهم: أبو قتادة بن ربِعيّ يقول: «أنا أَعلمكم بصلاة رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، قالوا: ما كنت أقدمَنا له صحبة، ولا أكثرنا له إتْيَاناً؟ قال: بلى، قالوا: فاعرض، فقال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- إذا قام إلى الصلاة [ص:418] اعتدل قائماً ورفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيْه، فإذا أراد أن يركعَ رفع يديه حتى يحاذيَ بهما منكبيه، ثم قال: الله أكبر، وركع، ثم اعتدل، فلم يُصَوِّبْ رأسه، ولم يُقنِعْ، ووضع يديه على ركبتيه، ثم قال: سمع الله لمن حمده، ورفع يديه واعتدل حتى رجع كل عظم في موضعه معتدلاً، ثم هوَى إلى الأرض ساجداً، ثم قال: الله أكبر، ثم جافى عَضُديه عن إبطيه، وفتخ (2) أصابع رجليه، ثم ثَنى رجله اليسرى وقعد عليها، ثم اعتدل حتى يَرْجِعَ كل عضو (3) في موضعه، ثم نهض، حتى صنع في الركعة الثانية مثل ذلك، ثم إذا قام من السجدتين كبَّر، ورفع يديه، حتى يحاذيَ بهما منكبيه، كما صنع حين افتتح الصلاة، ثم صنع كذلك، حتى إذا كانت الركعة التي تنقضي فيها صلاته: أخَّر رِجله اليسرى، وقعد على شقِّه مُتَوَرِّكاً، ثم سلم» . قال: «ومعنى قوله إذا قام من السجدتين، ورفع يديه، يعني: إذا قام من الركعتين» .
وفي أخرى له قال.. بمعناه، وزاد فيه «قالوا: صدقت، هكذا صلَّى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-» .
وأخرجه البخاري مختصراً عن محمد بن عمرو بن عطاء: «أنه كان جالساً مع نفر من أصحاب النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، فذكرنا صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم-، قال أبو حميد: أنا كنتُ أحفظكم لصلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، رأيتُه إذا كبَّر جعل يديه حذاء منكبيه، وإذا ركع أمكن يديه من ركبتيه، ثم هصَرَ ظهره، فإذا رفع رأسه استوى حتى يعود كل فقار إلى مكانه، فإذا سجد وضع يديه غير مفترش ولا قابضهما، [ص:419] واستقبل بأطراف أصابع رجليه القبلة، فإذا جلس في الركعتين جلس على رِجله اليسرى، ونصب اليمنى، فإذا جلس في الركعة الآخرة، قدَّم رِجله اليسرى، ونصب الأخرى، وقعد على مقعدته» (4) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ينصب رأسه ويقنع) : نصب الرأس معروف، وهو رفعه. ورواه الترمذي: «يُصَبِّ (5) رأسه» ، وقد ذكر شرحه، وقد روي: «يُصَبِّي» يقال: صَبَّى رأسه يُصبِّيه: إذا خفضه جداً؛ قال: ويقال لمن خفض رأسه: قد أقنعه أيضاً، وهو من الأضداد.
(هَصر ظهره) : هَصْرُ الظهر: ثنيه وخفضه، وأصل الهصر: أن تجذب طرف الغصن إليك فيميل معك.
(صافح بخده) : قوله: «ولا صافحٍ بخده» : أي غير مُبرِزٍ جانب خده [ولا] مائلاً في أحد الشقين.
(فَقَار) الظهر: خرزه، واحدته: فَقارة.
(مُتَوَرِّكاً) : التورُّك في التحيات: أن يفضي بأليته اليسرى إلى الأرض إذا جلس، وهو في السجود: أن يلصق ألييه بعقبيه، وقيل: هو أن يرفع وَرِكَيه إذا سجد، حتى يُفْحِش في ذلك.
__________
(1) في نسخ أبي داود المطبوعة: كل عظم، وكلاهما بمعنى.
(2) في الأصل " فتح " وهو تصحيف، وانظر معنى الكلمة في غريب الحديث رقم (3514) .
(3) في نسخ الترمذي المطبوعة: كل عظم.
(4) رواه البخاري 2 / 253 و 254 و 255 في صفة الصلاة، باب سنة الجلوس في التشهد، وأبو داود رقم (730) و (731) و (732) و (733) و (734) و (735) في الصلاة، باب افتتاح الصلاة، والترمذي رقم (304) و (305) في الصلاة، باب ما جاء في وصف الصلاة.
(5) وكذلك رواه أبو داود، وفي رواية عند الترمذي: يصوب، وكله بمعنى.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
سبق تخريجه في حديث رقم (3558) .(5/415)
3577 - (ت د س) رفاعة بن رافع - رضي الله عنه -: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- بينما هو جالس في المسجد يوماً - قال رفاعةُ: ونحن معه - إذْ جاءه رجل كالبدوي، فصلَّى فأخفَّ صلاته، ثم انصرف فسلَّم على النبي - صلى الله عليه وسلم- فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: «وعليك، فارجع فصلِّ فإنك لم تصلِّ، فرجع فصلى، ثم جاء فسلم عليه فقال: وعليك (1) ، فارجع فصل فإنك لم تصل، ففعل ذلك مرتين أو ثلاثاً، كل ذلك يأتي النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-، فيسلِّم على النبيِّ، فيقول النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: وعليك، فارجع فصلِّ فإنك لم تصلِّ، فعافَ (2) الناس وكبرَ عليهم: أن يكونَ من أخفَّ صلاتَه لم يصل، فقال الرجل في آخر ذلك: فأرني وعلِّمْني، فإنما أنا بشر أُصيبُ وأُخطئ، فقال: أجل، إذا قمتَ إلى الصلاة فتوضأْ كما أمرك الله به، ثم تشَهَّدْ فأقِمْ، فإن كان معك قرآن فاقرأ، وإلا فاحمد الله وكبِّرْه وهلِّلْهُ، ثم اركع فاطمَئنَّ راكعاً، ثم اعتدل قائماً، ثم اسجد فاعتدل ساجداً، ثم اجلس فاطمئنَّ جالساً، ثم قم، فإذا فعلتَ ذلك فقد تمَّت صلاتك، وإن انتقصت منه شيئاً فقد انتقصت من صلاتك، قال: وكان [هذا] أهونَ عليهم من الأولى (3) : أنه من انتقص من ذلك شيئاً انتقص من صلاته، ولم تذهبْ كلُّها» . هذه رواية الترمذي.
وفي رواية أبي داود مثل حديث قبله، وهو حديث أبي هريرة قال.. فذكر نحوه، وقال فيه: فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: «إنه لا تتمُّ صلاةُ أحد من الناس [ص:421] حتى يتوضأ، فيضع الوضوءَ - يعني مواضِعَه - ثم يكبِّر، ويحمد الله عزَّ وجلَّ، ويثني عليه، ثم يقرأ بما شاء من القرآن، ثم يقول: الله أكبر، ثم يركع حتى تطمئن مفاصلُه، ثم يرفع، ثم يقول: سمع الله لمن حمده، حتى يستويَ قائماً، ويقول: الله أكبر، ثم يسجد، حتى تطمئنَّ مفاصلُه، ثم يقول: الله أكبر، ويرفع رأْسه حتى يستويَ قاعداً، ثم يقول: الله أكبر، ثم يسجد حتى تطمئنَّ مفاصله، ويرفعه ثانية فيكبِّرُ، فإذا فعل ذلك تمت صلاته» .
وفي أخرى له قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «لا تَتِمُّ صلاةُ أحدِ حتى يُسْبِغَ الوضوء كما أمر الله، فيغسل وجهه ويديه إلى المرفقين ويمسح برأسه، ويغسل رجليه إلى الكعبين، ثم يكبر الله ويحمده، ثم يقرأ من القرآن ما أُذِنَ له فيه وتَيَسَّرَ ... فذكر نحو حديث حماد - قال: ثم يكبر، فيسجد ويُمكِّنُ وجهه وفي رواية: جبهته - من الأرض، حتى تطمئنَّ مفاصله فَتَسْتَرْخي، ثم يكبِّر فيستوي قاعداً على مقعده، ويقيم صُلْبَهُ - فوصف الصلاة هكذا أربع ركعات، حتى فرغ - لا تتم صلاة أحدكم حتى يفعل ذلك» .
وفي أخرى بهذه القصة، فقال: إذا قمتَ فتوَّجهت إلى القبلة فكبِّرْ، ثم اقرأ بأُمِّ القرآن، وبما شاء الله أن تقرأَ، فإذا ركعت فضعْ راحتيكَ على ركبتيك، وامدُد ظهرك، وقال: إذا سجدت فمكِّنْ بسجودك، فإذا رفعت فاقعُد على فخذك اليسرى. [ص:422]
وفي أخرى بهذه القصة، وقال فيه: «فإذا جلستَ في وسط الصلاة فاطمئنَّ، وافترشَ فَخِذك اليسرى، ثم تشهَّدْ، ثم إذا قمتَ فمثل ذلك حتى تفرُغَ من صلاتك» .
وفي أخرى نحوه، فقال فيه: «فتوضأْ كما أمرك الله عز وجل، ثم تشهَّدْ فأقم، ثم كبِّرْ، فإن كان معك قرآن فاقرأ به، وإلا فاحمد الله، وكبِّرْهُ وهلِّلهُ ... وقال فيه: وإن انتقصت فيه شيئاً: انتقصتَ من صلاتك» .
وأخرجه النسائي، قال: «كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- إذْ دخل رجل المسجد فصلَّى، ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يرْمُقُه، ولا يَشْعُرُ، ثم انصرف فأتى رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم-، فسلم عليه فردَّ عليه السلام، ثم قال: ارجع فصلِّ، فإنك لم تصل، قال: لا أدري - في الثانية أو في الثالثة - قال: والذي أنزل عليك الكتاب لقد جَهِدْتُ فعلِّمْني وأَرِني، قال: إذا أردت الصلاة فتوضَّأ وأحسن الوضوء، ثم قم فاستقبل القبلة، ثم كبِّر، ثم اقرأ، ثم اركع حتى تطمئن راكعاً، ثم ارفع حتى تعتدل قائماً، ثم اسجد حتى تطمئن ساجداً، ثم ارفع رأسك حتى تطمئن جالساً، ثم اسجد حتى تطمئن ساجداً، فإذا صنعت ذلك: فقد قضيت صلاتك، وما انتقصت من ذلك فإنما تَنقُصه من صلاتك» .
وله في أُخرى نحو الرواية الثانية التي لأبي داود، إلا أنه قال في أولها نحوَ ما قال هو في روايته الأولى (4) .
__________
(1) وفي رواية مسلم كما في الحديث الذي بعده من حديث أبي هريرة (وعليك السلام) .
(2) في بعض نسخ الترمذي المطبوعة: فخاف.
(3) أي من المقالة الأولى، وهي: فارجع فصل فإنك لم تصل.
(4) رواه الترمذي رقم (302) في الصلاة، باب ما جاء في وصف الصلاة، وأبو داود رقم (857) و (858) و (859) و (860) و (861) في الصلاة، باب صلاة من لا يقيم صلبه في الركوع والسجود، والنسائي 2 / 193 في الافتتاح، باب الرخصة في ترك الذكر في الركوع، وباب الرخصة في ترك الذكر في السجود، وهو حديث حسن، حسنه الترمذي وغيره. وقال الترمذي: وفي الباب عن أبي هريرة وعمار بن ياسر.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1- أخرجه أحمد (4/340) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. والبخاري في جزء القراءة خلف الإمام (101) قال: حدثنا إبراهيم بن حمزة، عن حاتم بن إسماعيل. وفي (102) قال: حدثنا إسماعيل، قال: حدثني أخي، عن سليمان. ح وحدثنا الحسن بن الربيع، قال: حدثنا ابن إدريس. وفي (103) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا الليث. وفي (111) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى. وفي (112) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا بكر. والنسائي (2/193) وفي الكبرى (553) قال: أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا بكر بن مضر. وفي (3/59) وفي الكبرى (1145) قال: أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا الليث. ستتهم - يحيى، وحاتم، وسليمان، وابن إدريس، والليث، وبكر - عن محمد بن عجلان.
2- أخرجه الدارمي (1335) قال: أخبرنا أبو الوليد الطيالسي. والبخاري في جزء القراءة خلف الإمام (110) قال: حدثنا حجاج بن منهال. وأبو داود (858) قال: حدثنا الحسن بن علي، قال: حدثنا هشام بن عبد الملك، والحجاج بن منهال. وابن ماجة (460) قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا حجاج. والنسائي (2/225) . وفي الكبرى (635) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ أبو يحيى، بمكة وهو بصري، قال: حدثنا أبي. أربعتهم - أبو الوليد، وحجاج، وهشام، وعبد الله بن يزيد - قالوا: حدثنا همام، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة.
3- وأخرجه البخاري في جزء القراءة خلف الإمام (108) قال: حدثنا أبو نعيم. وفي (109) قال: حدثنا محمد، قال: حدثنا عبد الله. والنسائي (3/60) وفي الكبرى (1146) قال: أخبرنا سويد بن نصر، قال: أنبأنا عبد الله بن المبارك.
كلاهما - أبو نعيم، وعبد الله - عن داود بن قيس الفراء.
4- وأخرجه أبو داود (861) قال: حدثنا عباد بن موسى الختلي. والنسائي (2/20) . وفي الكبرى (1557) قال: أخبرنا علي بن حجر. وابن خزيمة (545) قال: حدثنا علي بن حجر السعدي. كلاهما - عباد، وعلي بن حجر - عن إسماعيل بن جعفر، قال: حدثنا يحيى بن علي بن يحيى بن خلاد بن رفاعة بن رافع الزرقي.
5- وأخرجه أبو داود (860) . وابن خزيمة (597 و 638) . كلاهما - أبو داود، وابن خزيمة - عن مؤمل بن هشام اليشكري، قال: حدثنا إسماعيل بن علية، عن محمد بن إسحاق.
خمستهم - محمد بن عجلان، وإسحاق، وداود، ويحيى بن علي، ومحمد بن إسحاق - عن علي بن يحيى بن خلاد بن مالك بن رافع بن مالك، عن أبيه، فذكره.
- وقع في المطبوع من سنن أبي داود (859) قال: حدثنا وهب بن بقية، عن خالد، عن محمد، يعني ابن عمرو، عن علي بن يحيى بن خلاد، عن أبيه، عن رفاعة. وصوابه: ليس فيه (عن أبيه) . انظر تحفة الأشراف (3604) ، ومسند أحمد (4/340) ، وأشار إلى ذلك أيضا ابن أبي حاتم في (علل الحديث) (221 و 222) حيث قال: رواه محمد بن عمرو بن علقمة، فقال: عن علي بن يحيى بن خلاد، عن عمه، أسقط أباه من الإسناد.
- أخرجه الترمذي (302) قال: حدثنا علي بن حجر، قال: أخبرنا إسماعيل بن جعفر، عن يحيى بن علي بن يحيى بن خلاد بن رافع الزرقي، عن جده، عن رفاعة، فذكره. ولم يذكر عن أبيه (تحفة الأحوذي (1/237) .
وقد وضع أحمد شاكر محقق سنن الترمذي (عن أبيه) بين معقوفتين رغم أنه لم يقف عليها في جميع النسخ - كما أشار -. وقال المزي عند تخريجه لهذا الحديث في (تحفة الأشراف) عند كلامه على رواية الترمذي له في كتاب الصلاة: «عن علي بن حجر، عن إسماعيل بن جعفر، عن يحيى، عن جده» ولم يقل عن أبيه. (تحفة الأشراف) (3604) . فهذا دليل على صحة ما ذهبنا إليه.
في رواية داود بن قيس الفراء وبكر بن مضر (عن عم له بدريا ولم يسمه) .(5/420)
3578 - (خ م د ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه - «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- دخل المسجد، فدخل رجل فصلى، فسلم على النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- فردَّ، وقال: ارجع فصلِّ فإنك لم تصلِّ، فرجع فصلى كما صلى، ثم جاء فسلم على النبي - صلى الله عليه وسلم- فردَّه وقال: ارجع فصلِّ فإنك لم تصلِّ - فرجع ثلاثاً - فقال: والذي بعثك بالحق، ما أُحسن غيرَه، فعلِّمْني، فقال: إذا قمتَ إلى الصلاة فكبِّر، ثم اقرأ ما تيسَّرَ معك من القرآن، ثم اركع حتى تطمئن راكعاً، ثم ارفع حتى تعتدلَ قائماً، ثم اسجد حتى تطمئن ساجداً، ثم ارفع حتى تطمئن جالساً، وافعل ذلك في صلاتك كلِّها» .
وفي رواية بنحوه، وفيه «وعليك السلام، ارجع - وفيه: فإذا قمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء، ثم استقبل القبلة فكبَّر، ثم اقرأ بما تيسر معك من القرآن.. وذكر نحوه وزاد في آخره - بعد قوله: حتى تطمئن جالساً - ثم اسجد حتى تطمئن ساجداً، ثم ارفع حتى تطمئن جالساً، ثم افعل ذلك في صلاتك كلِّها» . أخرجه الجماعة إلا الموطأ. وزاد أبو داود في رواية: له «فإذا فعلت هذه تمت صلاتك، وما انتقصت من هذا فإنما انتقصته من صلاتك» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 2 / 229 في صفة الصلاة، باب أمر النبي صلى الله عليه وسلم الذي لا يتم ركوعه بالإعادة، وباب وجوب القراءة للإمام والمأموم في الصلوات كلها في الحضر والسفر وما يجهر فيها وما يخافت، وفي الاستئذان، باب من رد فقال: عليك السلام، وفي الأيمان والنذور، باب إذا حنث ناسياً في الأيمان، ومسلم رقم (397) في الصلاة، باب وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة، وأبو داود رقم (856) في الصلاة، باب صلاة من لا يقيم صلبه في الركوع والسجود، والترمذي رقم (303) في الصلاة، باب ما جاء في وصف الصلاة، والنسائي 2 / 125 في الافتتاح، باب القول الذي يفتتح به الصلاة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/437) والبخاري (1/192) و (8/69) قال: حدثنا محمد بن بشار. وفي (1/200) وفي القراءة خلف الإمام (113) قال: حدثنا مسدد. ومسلم (2/10) قال: حدثني محمد بن المثنى. وأبو داود (856) قال: وحدثنا ابن المثنى. والترمذي (303) قال: حدثنا محمد بن بشار. والنسائي (2/124) وفي الكبرى (868) قال: أخبرنا محمد بن المثنى. وابن خزيمة (461 و 590) قال: حدثنا محمد بن بشار بندار وأحمد بن عبده ويحيى بن حكيم، وعبد الرحمن بن بشر بن الحكم.
سبعتهم - أحمد بن حنبل، ومحمد بن بشار، ومسدد، ومحمد بن المثنى، وأحمد بن عبده، ويحيى بن حكيم، وعبد الرحمن بن بشر - عن يحيى بن سعيد، عن عبيد الله بن عمر، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبيه، فذكره.
- رواية البخاري في القراءة خلف الإمام مختصرة على: «إذا أقيمت الصلاة، فكبر، ثم اقرأ، ثم اركع» .
- قال أبو عيسى الترمذي: وقد روى ابن نمير هذا الحديث عن عبيد الله بن عمر، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة. ولم يذكر فيه - عن أبيه عن أبي هريرة -. ورواية يحيى بن سعيد، عن عبيد الله بن عمر، أصح. وسعيد المقبري قد سمع من أبي هريرة، وروى عن أبيه عن أبي هريرة.
- قال: أبو عبد الرحمن النسائي في الكبرى (868) : خولف يحيى في هذا الحديث، فقيل: عن سعيد عن أبي هريرة، والحديث صحيح.
- قال أبو بكر بن خزيمة في (590) لم يقل أحد ممن روى هذا الخبر عن عبيد الله بن عمر: عن سعيد عن أبيه - غير يحيى بن سعيد، إنما قالوا: عن سعيد عن أبي هريرة.
- أخرجه البخاري (8/68) وفي القراءة خلف الإمام (115) قال: حدثنا إسحاق بن منصور. قال: أخبرنا عبد الله بن نمير. وفي (8/169) وفي القراءة خلف الإمام (114) قال: حدثني إسحاق بن منصور. قال: حدثنا أبو أسامة. ومسلم (2/11) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا أبو أسامة وعبد الله بن نمير. ح وحدثنا ابن نمير. قال: حدثنا أبي. وأبو داود (856) قال: حدثنا القعنبي قال: حدثنا أنس - يعني ابن عياض. وابن ماجة (1060 و 3695) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا عبد الله بن نمير. والترمذي (2692) قال: حدثنا إسحاق بن منصور. قال: أخبرنا عبد الله بن نمير وابن خزيمة (454) قال: حدثنا الحسن بن عيسى قال: حدثنا عبد الله بن نمير (ح) وحدثنا الحسن بن الجنيد. قال: حدثنا عيسى بن يونس.
أربعتهم - عبد الله بن نمير، وأبو أسامة، وأنس بن عياض، وعيسى بن يونس - عن عبيد الله بن عمر، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة. ليس فيه: عن أبيه - وزاد فيه: «.. إذا قمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء، ثم استقبل القبلة فكبر، ... » وساق نحوه.
- في رواية القعنبي زاد في آخره: « ... فإذا فعلت هذا فقد تمت صلاتك، وما انتقصت من هذا شيئا، فإنما انتقصته من صلاتك» .(5/423)
3579 - (د س) وائل بن حجر - رضي الله عنه - قال: «قلتُ: «لأنظُرَنَّ إلى صلاة رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، كيف يُصلِّي؟ قال: فقام رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، فاستقبل القِبلةَ، فكبَّر فرفع يديه حتى حاذى أُذُنَيه، ثم أخذ شِماله بيمينه، فلما أراد أن يركع رفعهما مثل ذلك، ثم وضع يديه على ركبتيه، فلما رفع رأسه من الركوع رفعهما مثل ذلك، فلما سجد وضع رأسه بذلك المنزل من يديه، ثم جلس فافترش رِجله اليسرى، ووضع يده اليسرى على فخذه اليسرى، وحدَّ مِرفقه (1) الأيمن على فخذه اليمنى وقبض ثنتين، وحلَّق حَلْقة، ورأيتُه يقول هكذا - وحلَّق بِشْرٌ الإبهام والوسطى، وأشار بالسبَّابة» . وفي رواية بمعناه، قال فيه: «ثم وضع يده اليمنى على ظهر كفِّه اليسرى، والرُّسْغِ والسَّاعدِ - قال فيه: ثم جئت بعد ذلك في زمان فيه برْد شديد، فرأيت الناس عليهم جُلُّ الثياب، تُحرَّكُ أيديهم تحت الثياب» أخرجه أبو داود والنسائي، وفي أخرى للنسائي قال: صليتُ خلف النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، فلما افتتح الصلاة كبَّر، ورفع يديه، حتى حاذى أُذنيه، ثم قرأ بفاتحة الكتاب، فلما فرغ منها قال: آمين، يرفع بها صوته» (2) . [ص:425]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الرسغ) : بالسين: مَوصِل الساعد بالكف، وقد جاء في هذا الحديث بالصاد، وذلك جائز لأجل الغين.
__________
(1) أي رفعه عن فخذه، والحد: المنع، والفصل بين الشيئين.
(2) رواه أبو داود رقم (726) و (727) في الصلاة، باب رفع اليدين في الصلاة، والنسائي 3 / 35 في السهو، باب موضع المرفقين، وفي الافتتاح، باب رفع اليدين حيال الأذنين، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (726) حدثنا مسدد ثنا بشر بن المفضل عن عاصم بن كليب عن أبيه عن وائل بن حجر. قال: قلت فذكره.
وأخرجه النسائي (3/35) أخبرنا إسماعيل بن مسعود، قال: أنبأنا بشر بن المفضل، قال: حدثنا عاصم بن كليب عن أبيه عن وائل بن حجر.(5/424)
3580 - (د س) سالم البرَّاد قال: «أتينا عقبةَ بن عمرو الأنصاري - أبا مسعود - فقلنا له: حدِّثْنا عن صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فقام بين أيدينا في المسجد، فكبَّر، فلما ركع وضع يديه على ركبتيه، وجعل أصابعه أسفل من ذلك وجافى بين مِرفقيه حتى اسْتقرَّ كلُّ شيء منه، ثم قال: سمع الله لمن حمده، فقام حتى استقرَّ كل شيء منه، ثم كبَّر وسجد، ووضع كفَّيه على الأرض، ثم جافى بين مرْفقيه، حتى استقرَّ كل شيء منه، ثم رفع رأسه، فجلس حتى استقرَّ كل شيء منه، ففعل مثل ذلك أيضاً، ثم صلى أربع ركعات مثل هذه الركعة، فصلى صلاتَه، ثم قال: هكذا رأينا رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يصلِّي» أخرجه أبو داود والنسائي (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (863) في الصلاة، باب صلاة من لا يقيم صلبه في الركوع والسجود، والنسائي 2 / 186 و 187 في الافتتاح، باب مواضع أصابع اليدين في الركوع، وباب التجافي في الركوع، وهو حديث صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود في الصلاة (149:9) عن زهير بن حرب عن جرير والنسائي فيه الصلاة (350) عن هناد بن السري عن أبي الأحوص و (352) عن يعقوب بن إبراهيم عن ابن علية. و (351) عن أحمد بن سليمان الرهاوي عن حسين بن علي عن زائدة.
أربعتهم عن عطاء بن السائب عنه به. الأشراف (7/329) .(5/425)
3581 - (خ م د س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إذا قام إلى الصلاة يكبِّر حين يقوم، ثم يكبر حين يركع [ص:426]، ثم يقول: سمع الله لمن حمده حين يرفع صُلْبَه من الركعة، ثم يقول وهو قائم: ربنا لك الحمد، ثم يكبر حين يهوي ساجداً، ثم يكبر حين يرفع رأسه، ثم يفعل ذلك في الصلاة كلِّها حتى يقضَيها، ويكبر حين يقوم من الثِّنْتين بعد الجلوس - زاد في رواية: ثم يقول أبو هريرة: إني لأشبهكم صلاةً برسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، وزاد هو وغيره: الواو: في قوله: «ولك الحمد» أخرجه البخاري ومسلم.
وفي رواية للبخاري: أن أبا هريرة كان يكبِّر في كل صلاة من المكتوبة وغيرِها، في رمضان وغيرِه، فيكبر حين يقوم، ويكبر حين يركع، ثم يقول: سمع الله لمن حمده، ثم يقول: ربنا ولك الحمد - ثم ذكر نحوه - وقال في آخره: «ويفعل ذلك في كل ركعة حتى يفرُغَ من الصلاة، ثم يقول حين ينصرف: والذي نفسي بيده، إني لأقربُكم شبهاً بصلاة رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- إن كانت هذه لصلاتُه حتى فارق الدنيا - قال: وقال أبو هريرة: كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- حين يرفع رأسه يقول: سمع الله من حمده، ربنا ولك الحمد، يدعُو لرجال، فيُسمِّيهم بأسمائهم، فيقول: اللهم أنجِ الوليد بن الوليد، وسلمةَ بن هشام وعيَّاش بن أبي ربيعة، والمستضعفين من المؤمنين، اللهم اشْدُدْ وطأتك على مُضَر، واجعلها عليهم كسِني يوسف، وأهلُ المشرق يومئذ من مُضَرَ مُخالفون له» .
وأخرجه مسلم: «أن أبا هريرة كان يكبِّر في الصلاة كلما رَفَعَ ووضع، فقلنا: يا أبا هريرة، ما هذا التكبير؟ فقال: إنها لصلاةُ رسولِ الله [ص:427] صلى الله عليه وسلم-» .
وفي رواية للبخاري قال: كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- إذا قال: سمع الله لمن حمده قال: اللهم ربنا ولك الحمد، وكان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- إذا ركع وإذا رفع رأسه يكبر، وإذا قام من السجدتين قال: الله أكبر، ذكره الحميدي في أفراد البخاري، وهو طرف من هذا الحديث، وأخرجه أبو داود والنسائي مثل الرواية الثانية، ولم يذكر رمضان، ولا ذَكَر الدعاءَ لمن سماهم في حديثه «حتى فارق الدنيا» وأخرج النسائي أيضاً الرواية الأولى (1) .
__________
(1) رواه البخاري 2 / 225 و 226 في صفة الصلاة، باب التكبير إذا قام من السجود، وباب ما يقول الإمام ومن خلفه إذا رفع رأسه من الركوع، وباب يهوي بالتكبير حين يسجد، وباب إتمام التكبير في الركوع، ومسلم رقم (392) في الصلاة، باب إثبات التكبير في كل خفض ورفع في الصلاة، وأبو داود رقم (836) في الصلاة، باب تمام التكبير، والنسائي 2 / 233 في الافتتاح، باب التكبير للسجود، وباب التكبير للنهوض.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري في الصلاة (2/268) عن يحيى بن بكير عن الليث عن عقيل عن الزهري عن أبي بكر بن عبد الرحمن به، ومسلم فيه الصلاة (3/10) عن محمد بن رافع عن حجين بن المثنى عن الليث به. و (2/10) عن محمد بن رافع عن عبد الرزاق عن ابن جريج عن الزهري به. وأبو داود فيه الصلاة (10/118) عن عبد الملك بن شعيب بن الليث بن سعد عن أبيه عن جده عن يحيى بن أيوب عن ابن جريج به. والنسائي فيه الصلاة (2/237) عن محمد بن رافع عن حجين بن المثنى به. الأشراف (10/429) .(5/425)
3582 - (م د) عائشة - رضي الله عنها - قالت: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يفتتح الصلاة بالتكبير، والقراءة بـ {الحمد لله رب العالمين} وكان إذا ركع لم يُشْخِصْ رأسه ولم يُصَوِّبْه، ولكن بين ذلك وكان إذا رفع رأسه من الركوع، لم يسجد حتى يستوي قائماً، وكان إذا رفع رأسه من السجدة لم يسجدْ حتى يستويَ جالساً، وكان يقول في كل ركعتين: التحيَّةَ، وكان يفرش رجله اليسرى، وينصب رِجْله اليمنى، وكان ينهى عن عُقْبة الشيطان، وكان ينهى أن يفترش [الرَّجُلُ] ذراعيه افتراش السَّبُع، وكان يختم الصلاة بالتسليم» . [ص:428]
وفي رواية: «عن عَقِبِ الشيطان» أخرجه مسلم وأبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(لم يشخص رأسه) : شخص - بالفتح - يشخص: إذا ارتفع، وأشخص رأسه: أي رفعه.
__________
(1) رواه مسلم رقم (498) في الصلاة، باب ما يجمع صفة الصلاة وما يفتتح به ويختم به، وأبو داود رقم (783) في الصلاة، باب من لم ير الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (6/31) قال: حدثنا إسحاق يعني الأزرق، ويحيى بن سعيد، قال إسحاق: حدثنا حسين المكتب (ح) وحدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا حسين المعلم. وفي (6/110) قال: حدثنا أسود بن عامر قال: حدثنا أبان. وفي (6/171) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا سعيد، وفي (6/194) قال: حدثنا يحيى بن حسين وفي (6/281) قال: حدثنا أسباط بن محمد قال: حدثنا شعبة. والدارمي (1239) قال: أخبرنا جعفر بن عون عن سعيد بن أبي عروبة. ومسلم (2/54) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير قال: حدثنا أبو خالد يعني الأحمر عن حسين المعلم ح وحدثنا إسحاق بن إبراهيم قال: أخبرنا عيسى بن يونس قال: حدثنا حسين المعلم. وأبو داود (783) قال: حدثنا مسدد قال: حدثنا عبد الوارث بن سعيد عن حسين المعلم. وابن ماجة (812) و (869) و (893) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا يزيد بن هارون عن حسين المعلم. وابن خزيمة (699) قال: حدثنا أحمد بن عبده قال: أخبرنا يزيد بن زريع، قال: حدثنا حسين المعلم.
أربعتهم - حسين المعلم، وأبان، وسعيد بن أبي عروبة، وشعبة - عن بديل بن ميسرة عن أبي الجوزاء، فذكره.(5/427)
3583 - (ت) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «مِفْتَاحُ الصلاة: الطُّهورُ، وتحريمُها: التكبير، وتحليلُها: التسليمُ، ولا صلاةَ لمن لم يقرأْ بفاتحة الكتاب وسورة، في فريضة وغيرها» . أخرجه الترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(تحريمها التكبير) : أصل التحريم، من قولك: حرمت فلاناً عطاءه، أي منعته إياه، وأحرم الرجل بالحج: إذا دخل فيما يمتنع معه من أشياء كانت مطلقة له [قبل] ، وكذلك المصلي: بالتكبير صار ممنوعاً من الكلام والأفعال الخارجة عن كلام الصلاة، وأفعالها، فقيل للتكبير: تحريم، لمنعه المصلي من ذلك. وتحليلها التسليم: أي: دخل بالتسليم في الحل والإباحة لما كان ممنوعاً [ص:429] منه، كما يستحل المحرم بالحج عند الفراغ منه ما كان محظوراً عليه.
قال الخطابي: وقوله: وتحليلها بالتسليم بالألف واللام، يدل على أنه لا يجوز أن يخرج من الصلاة بغير التسليم من الأفعال والأقوال، كما ذهب إليه قوم من العلماء، لأنه ذكر التسليم معرَّفاً بالألف واللام، وعينه كما عين الطهور في قوله «مفتاح الصلاة الطهور، وتحريمها التكبير» وعرَّفها بالألف واللام، وذلك يوجب التخصيص. والله أعلم.
__________
(1) رقم (238) في الصلاة، باب ما جاء في تحريم الصلاة وتحليلها، وإسناده ضعيف، ولكن له شواهد بمعناه دون قوله في آخره: في فريضة وغيرها.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه ابن ماجة (276 و 839) قال: حدثنا سويد بن سعيد، قال: حدثنا علي بن مسهر. وفي (276) قال: حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء، قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (839) قال: حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا محمد بن الفضيل. والترمذي (238) قال: حدثنا سفيان بن وكيع، قال: حدثنا محمد بن الفضيل.
ثلاثتهم - علي بن مسهر، وأبو معاوية، ومحمد بن الفضيل - عن أبي سفيان طريف السعدي، عن أبي نضرة، فذكره.(5/428)
3584 - (د ت) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «مفتاح الصلاة الطُّهور، وتحريمها التكبير، وتحليلها التسليم» أخرجه أبو داود والترمذي (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (61) في الطهارة، باب فرض الوضوء، والترمذي رقم (3) في الطهارة، باب ما جاء أن مفتاح الصلاة الطهور، وهو حديث صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
حسن: أخرجه أحمد (1/123) (1006) قال: حدثنا وكيع. وفي (1/129) 10720) قال: حدثنا عبد الرحمن. والدارمي (693) قال: أخبرنا محمد بن يوسف. وأبو داود (61 و 618) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع. وابن ماجة (275) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا وكيع. والترمذي (3) قال: حدثنا قتيبة وهناد ومحمود بن غيلان، قالوا: حدثنا وكيع. (ح) وحدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي.
ثلاثتهم - وكيع، وعبد الرحمن، ومحمد بن يوسف - عن سفيان الثوري، عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن محمد بن علي بن أبي طالب. وهو ابن الحنفية، فذكره.(5/429)
الفرع الثامن: في طول الصلاة وقصرها
3585 - (م د س) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: «كنا نحْزِرُ قيام النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- في الظهر والعصر، فحزَرْنا قيامه في الركعتين الأُوليين من الظهر: قدر {آلم. تنزيل} السجدة، وحزرنا قيامه من الأخريين: قدر [ص:430] النصف من ذلك، وحزرنا، قيامه في الركعتين الأوليين من العصر على قدر قيامه في الأخريين من الظهر، وفي الأخريين من العصر: على النصف من ذلك» .
وفي رواية: «قدر ثلاثين آية» بدل قوله: « {آلم تنزيل} » .
وفي أخرى: «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- كان يقرأُ في صلاة الظهر في الركعتين الأُوليين، في كل ركعة قدر ثلاثين آية، وفي الأخريين: قدر خمس عشرة آية - أو قال: نصف ذلك، وفي العصر في الركعتين الأوليين، في كُلِّ ركعة: قدر قراءة خمس عشرة آية. وفي الأخريين: قدر نصف ذلك» . أخرجه مسلم.
وأخرج النسائي الرواية الأولى، وزاد فيها: «قدر ثلاثين آية، قدر سورة السجدة» وأخرج الرواية الأخرى أيضاً، وفي رواية أبي داود، قال: حزرنا قيام رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في الظهر والعصر، فحزرنا قيامه في الركعتين الأولَيَيْنِ من العصر: على قدر الأخريين من الظهر، وحزرنا قيامه في الأخريين من العصر: على النصف من ذلك» (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (452) في الصلاة، باب القراءة في الظهر والعصر، وأبو داود رقم (804) في الصلاة، باب تخفيف الأخريين، والنسائي 1 / 237 في الصلاة، باب عدد صلاة العصر في الحضر، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 3 / 2.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (3/2) قال: حدثنا هشيم، قال: حدثنا منصور - يعني ابن زاذان - عن الوليد بن مسلم، عن أبي المتوكل أو عن أبي الصديق. فذكره.
- وأخرجه أحمد (3/85) قال: حدثنا يونس، قال: حدثنا أبو عوانة. وعبد بن حميد (940) قال: حدثني ابن أبي شيبة، قال: حدثنا هشيم. والدارمي (1292) قال: أخبرنا يحيى بن حماد، قال: حدثنا أبو عوانة. وفي (1293) قال: أخبرنا عمرو بن عون، قال: حدثنا هشيم. والبخاري في القراءة خلف الإمام (293) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا هشيم. ومسلم (2/37) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، وأبو بكر بن أبي شيبة، جميعا عن هشيم. (ح) قال: حدثنا شيبان بن فروخ، قال: حدثنا أبو عوانة. وأبو داود (804) قال: حدثنا عبد الله بن محمد - يعني النفيلي -، قال: حدثنا هشيم. والنسائي (1/237) ، وفي الكبرى (335) قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا هشيم. وابن خزيمة (509) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، وأبو هاشم زياد بن ابن محمد - يعني النفيلي - قال: حدثنا هشيم. والنسائي (1/237) ، وفي الكبرى (335) قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا هشيم. وابن خزيمة (509) قال: حدثنا يعقوب ابن إبراهيم الدورقي. وأبو هاشم زياد بن أيوب، وأحمد بن منيع، قالوا حدثنا هشيم. كلاهما - أبو عوانة وهشيم - عن منصور بن زاذان، عن الوليد بن مسلم أبي بشر الهجيمي، عن أبي الصديق الناجي، عن أبي سعيد، فذكره.
- وأخرجه النسائي (1/237) ، وفي الكبرى (336) قال: أخبرنا سويد بن نصر، قال: أنبأنا عبد الله بن المبارك، عن أبي عوانة، عن منصور بن زاذان، عن الوليد أبي بشر، عن أبي المتوكل، عن أبي سعيد، فذكره.(5/429)
3586 - (م س) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: «لقد كانت صلاةُ الظُّهرِ تُقام، فيذهبُ الذَّاهبُ إلى البقيع، فيقضي حاجَتَه، ثم يتوضأُ، ثم يأتي ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في الرَّكعةِ الأولى مما يُطوِّلها» أخرجه مسلم والنسائي. [ص:431]
وذكر رزين في أوله زيادة (1) ، قال قزْعةَ: «أتيتُ أبا سعيد الخدري وهو مَكْثور عليه، فلما تفرَّقَ الناسُ عنه، قلتُ: إني لأسألك عن شيء مما يسألكَ هؤلاء عنه، أسألك عن صلاةِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-؟ قال: مالكَ ولها؟ فأعدتُ عليه، فقال: مالك في ذلك من خير (2) لا تُطيقُها، فأعدتُ عليه، فقال: كانت صلاة الظهر تقام ... » وذكر الحديث (3) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(مكثور عليه) : إذا كثرت عليه الحقوق، ومكثور: إذا كان مغلوباً، والذي أراده في الحديث: أنه كان عنده جمع من الناس يسألونه عن أشياء، وكأنه كان لهم عليه حقوق، فهم يطلبونها.
__________
(1) وهي أيضاً إحدى روايات مسلم.
(2) أي: إنك لا تستطيع الإتيان بمثلها، لطولها وكمال خشوعها، وإن تكلفت ذلك شق عليك ولم تحصله، فتكون قد علمت السنة وتركتها.
(3) رواه مسلم رقم (454) في الصلاة، باب القراءة في الظهر والعصر، والنسائي 2 / 164 في الافتتاح، باب تطويل القيام في الركعة الأولى من صلاة الظهر.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1- أخرجه أحمد (3/35) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. والبخاري في القراءة خلف الإمام (248) قال: حدثنيه عبد الله بن محمد، قال: حدثنا بشر بن السري. ومسلم (2/38) قال: حدثني محمد بن حاتم، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. وابن ماجة (825) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا زيد بن الحباب. ثلاثتهم - ابن مهدي، وبشر، وزيد - قالوا: حدثنا معاوية بن صالح، عن ربيعة بن يزيد.
2- وأخرجه مسلم (2/38) قال: حدثنا داود بن رشيد. والنسائي (2/164) ، وفي الكبرى (955) قال: أخبرنا عمرو بن عثمان. كلاهما - داود، وعمرو - قالا: حدثنا الوليد - يعني ابن مسلم -، عن سعيد بن عبد العزيز، عن عطية بن قيس. دون ذكر القصة التي في أول الحديث.
كلاهما - ربيعة، وعطية - عن قزعة، فذكره.(5/430)
3587 - (خ م) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: «صلَّيتُ مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فأطال، حتى همَمْتُ بأمرِ سَوْء، قيل: وما همَمْتَ به؟ قال: هممتُ أن أجلسَ وأدَعَه» أخرجه البخاري ومسلم (1) .
__________
(1) رواه البخاري 3 / 16 في التهجد، باب طول القيام في صلاة الليل، ومسلم رقم (773) في صلاة المسافرين، باب استحباب تطويل القراءة في صلاة الليل.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري في الصلاة (1/486) عن سليمان بن حرب عن شعبة. ومسلم فيه الصلاة (2/135) عن عثمان بن أبي شيبة، وإسحاق بن إبراهيم كلاهما عن جرير و (3/135) عن إسماعيل بن الخليل وسويد بن سعيد كلاهما عن علي بن مسهر ثلاثتهم عنه به. والترمذي في الشمائل (18/41) عن سفيان بن وكيع عن جرير به. و (17/41) عن محمود بن غيلان عن سليمان بن حرب به. وابن ماجة في الصلاة (1/239) عن عبد الله بن عامر بن زرارة وسويد بن سعيد.
كلاهما عن علي بن مسهر به. الأشراف (7/39) .(5/431)