1917 - (د) عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- «أَنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- لم يَقِتْ (1) في الخمر حدّاً، وقال ابن عباسٍ،: شَرِبَ رجلٌ فسكر، فَلُقيَ يَميلُ في الفَجِّ، فَانطُلِقَ به إلى النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-، فلمَّا حَاذَى بِدَارِ العَبَّاسِ انفَلتَ، فَدَخلَ على العَبَّاسِ فَالتَزَمَهُ، فَذَكَرُوا ذلك للنبيِّ -صلى الله عليه وسلم-، فَضَحِكَ وقال: أَفَعَلَها؟ ولم يَأْمُرْ فِيهِ بشيء» . أخرجه أبو داود (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الفج) : الطريق والسِّكة.
__________
(1) في " الصحاح ": يقال: وقته يقته، فهو موقوت: إذا بين للفعل وقتاً يفعل فيه، ومنه قوله تعالى: {إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً} [البقرة: 103] أي: مفروضاً في الأوقات.
(2) رقم (4476) في الحدود، باب الحد في الخمر، وفيه عنعنة ابن جريج.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف:
1 - أخرجه أحمد (1/322) (2965) قا: حدثنا روح بن عبادة، قال: حدثنا زكريا، قال: حدثنا عمرو ابن دينار.
2 - وأخرجه أبو داود (4476) قال: حدثنا الحسن بن علي، ومحمد بن المثنى، قالا: حدثنا أبو عاصم. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (6212) عن محمد بن المثنى، عن أبي عاصم (ح) وعن إبراهيم بن يونس بن محمد،عن روح. كلاهما -أبو عاصم، وروح -عن ابن جريج،عن محمد بن علي بن ركانة.
كلاهما (عمرو بن دينار، ومحمد بن علي بن ركانة) عن عكرمة، فذ كره.
قلت: مداره على ابن جريج. وقد عنعنه.(3/591)
1918 - (خ م د) عمير بن سعيد النخعي -رحمه الله- قال: «سمعتُ عليَّ بنَ أبي طالب يقول: ما كنتُ لأقيمَ على أَحدٍ حداً فَيَمُوتَ فَأجِدُ في نفسي شيئاً إلا صاحبَ الخمر (1) . فإنه لو مات وَدَيْتُهُ، وذلك أَنَّ رَسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- لم يَسُنَّهُ» . هذه رواية البخاري ومسلم.
وفي رواية أبي داود قال: «لا أدي (2) - أو ما كنتُ أدِي- مَنْ أقمتُ عليه الحدَّ إلا شارب الخمر، فإنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- لم يُسُنَّ فيه شيئاً، وإنما هو شيء قلناه نحنُ» (3) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
وَدَيْتُه: وديتُ القتيل: إذا أعطيت ديته.
__________
(1) قال الحافظ في " الفتح ": أي شاربها، وهو بالنصب، ويجوز الرفع، والاستثناء منقطع، أي: لكن أجد من حد شارب الخمر إذا مات، ويحتمل أن يكون التقدير: ما أجد من موت أحد يقام عليه الحد شيئاً إلا من موت شارب الخمر، فيكون الاستثناء على هذا متصلاً، قاله الطيبي.
(2) " أدي " مضارع وداه يديه: إذا أعطى ديته، وقوله " من أقمت عليه حداً " مفعوله.
(3) أخرجه البخاري 12 / 58 في الحدود، باب الضرب بالجريد والنعال، ومسلم رقم (1707) في الحدود، باب حد الخمر، وأبو داود رقم (4486) في الحدود، باب إذا تتابع في شرب الخمر، وأحمد في المسند 1 / 125 و 130.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:أخرجه البخاري (6778) قال: حدثنا عبد الوهاب، حدثنا خالد بن الحارث، حدثنا سفيان، ومسلم (1707) قا: حدثني محمد بن منهال الضرير، حدثنا يزيد بن زريع، حدثنا سفيان الثوري، وأبو داود (4486) قال: حدثنا إسماعيل بن موسى الفزاري، ثنا شريك.
كلاهما (سفيان وشريك) عن أبي الحصين، عن عمير بن سعيد، فذكره.(3/592)
1919 - (ط) محمد بن شهاب الزهري -رحمه الله- «سُئِلَ عن حَدِّ العبد في الخمر؟ فقال بلغني: أنَ عليه نصفَ حدِّ الحرِّ في الخمر، وكان عمرُ وعثمانُ وابنُ عمر يَجْلِدُونَ عبيدَهُم في الخمر نصفَ حدِّ الحُرِّ» . أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) بلاغاً 2 / 842 في الأشربة، باب الحد في الخمر، وإسناده منقطع.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في «الموطأ» (1634) عن ابن شهاب أنه سئل.... فذكره.
قلت: الزهري إمام مطلع لا يرسل إلا لعلة قادحة، فتدبر.(3/592)
1920 - (س) سعيد بن المسيب -رحمه الله- قال: «غَرَّبَ عمرُ ربيعةَ بنَ أُمَيّةَ في الخمر إلى خيبر، فَلحِقَ بِهِرَقْلَ، فَتَنَصَّرَ، فقال عمرُ: لا أُغَرِّبُ بعدهُ مسلماً» . أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 8 / 319 في الأشربة، باب تغريب شارب الخمر، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن:أخرجه النسائي (8/319) قا: أخبرنا زكريا بن يحيى، قال: ثنا عبد الأعلى بن حماد قال: حدثنا معتمر بن سليمان، قال: حدثني عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب، فذكره.(3/593)
1921 - () عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - «أمَرَ مَولاهُ أسلَمْ أَنْ يَأتِيَهُ بسوطٍ يَجلدُ به قُدامةَ بن مَظْعُونٍ في حَدِّ الخمر، فَجاءهُ بسوطٍ لَيِّنٍ، فقال: أخذَتْكَ دِقْرَارَةُ أهْلكَ» .
هذا طرفٌ من حديث طويل، قد أخرج أولَّه البخاري في ذكر من شهد بدراً (1) .
وذكر هذا القدر [منه] رزين في كتابه، ولم أجده في الأصول، إلا أن الحميديَّ لما ذكر الطرف الذي أخرجه البخاري من أوله - وهو مذكور في مسند عمر - قال: وقد وقع لنا هذا الحديث بتمامه بهذا الإسناد، وذكر الحديث بطوله، وجاء في جملته هذا القدر الذي ذكره رزين. [ص:594]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(دِقْرارة أهلك) : الدِّقرارة: واحدة الدقارير، وهي الأباطيل وعادات السوء، والمعنى: أن عادة السوء التي عادة قومك، وهي العدول عن الحق والعمل بالباطل، قد عرضت لك فعملت بها، وذلك أن أسلم كان عبدا بجاويّاً (2) .
__________
(1) انظر " الفتح " 7 / 247، في المغازي، باب شهود الملائكة بدراً.
(2) " بجا ": قبيلة، والبجاويات منسوبة إليها. وفي القاموس: " بجاوة " بضم الباء على وزن زغاوة، أرض النوبة، منها النوق البجاويات، ووهم الجوهري، و " بجاية " - بكسر الباء - بلد بالمغرب.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه البخاري في (7/247) كتاب المغازي باب شهود الملائكة بدرا.(3/593)
الفصل الثاني: في الرفق بشارب الخمر
1922 - (خ) عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - «أن رجلاً في عهدِ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- كانَ اسمهُ عبدَ الله، وكان يُلقَّبُ حِماراً، وكان يُضْحِكُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- أحياناً، وكان نبيُّ الله -صلى الله عليه وسلم- قد جَلَدَهُ في الشُّرْبِ (1) ، فَأُتيَ به يوماً، فَأمَرَ به فَجُلدَ، فقال رجل من القوم: اللهم العَنْهُ، ما أكثر ما يُؤتَى به، فقال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: لا تَلعنوه، فوالله ما علمتُ إنهُ يُحِبُّ الله [ص:595] ورسوله» (2) . أخرجه البخاري (3) .
__________
(1) في البخاري المطبوع: في الشراب.
(2) انظر " فتح الباري " 12/ 68 حول إعراب جملة " ما علمت إنه يحب الله ورسوله ".
(3) 12 / 66 و 67 في الحدود، باب ما يكره من لعن شارب الخمر وأنه ليس بخارج من الملة، وانظر " الفتح " 12 /68 - 71.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (8/197) قال: ثنا يحيى بن بكير، قال: حدثني الليث، قال: حدثني خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن زيد بن أسلم عن أبيه، فذكره.(3/594)
1923 - (خ د) أبو هريرة - رضي الله عنه - «أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- أُتيَ بِرَجُلٍ قد شَربَ، فقال: اضْرِبُوهُ، فقال أَبو هريرة: فَمِنَّا الضَّاربُ بيده، والضارب بِنَعْلِهِ، والضارِبُ بِثوبِه، فَلمَّا انصرَفَ قال بعضُ القوم:أَخزَاك الله، فقال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: لا تقولوا هكذا، لا تُعِينُوا عليه الشيطانَ» . أخرجه أبو داود.
وفي رواية البخاري إلى قوله: «والضَّاربُ بِثَوبِهِ» وزاد أبو داود، «ثم قال لنا: بَكِّتُوهُ،فَأقْبَلنا عليه نقول: أما اتّقَيْتَ الله؟ أمَا خَشِيتَ الله؟ أمَا استَحَييْتَ من رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-؟ ثم اتَّفقا فلما انصرفَ قال له بعض القومِ: أخْزاكَ الله فقال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-:لا تقولوا هكذا، لا تُعينوا عليه الشيَّطَانَ، ولكن قُولُوا: اللَّهُم ارحمهُ، اللَّهُم تُبْ عليه» (1) .
__________
(1) أخرجه البخاري 12 / 71 في الحدود، باب ما يكره من لعن شارب الخمر، وباب الضرب بالجريد والنعال، وأبو داود رقم (4477) في الحدود، باب الحد في الخمر.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:أخرجه أحمد (2/299) قال: حدثنا أنس بن عياض. والبخاري (8/196) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا أبو ضمرة أنس. وفي (8/197) قال: حدثنا علي بن عبد الله بن جعفر. قال: حدثنا أنس بن عياض. وأبو داود (4477) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا أبو ضمرة. وفي (4478) قال: حدثنا محمد بن داود بن أبي ناجية الإسكندراني. قال: حدثنا ابن وهب. قال: أخبرني يحيى بن أيوب وحيوة بن شريح،وابن لهيعة. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (10/14999) عن يونس بن عبد الأعلى، عن أنس بن عياض.
أربعتهم (أنس بن عياض أبو ضمرة، ويحيى بن أيوب، وحيوة، وابن لهيعة) عن يزيد بن عبد الله بن الهاد، عن محمد بن إبراهيم، عن أبي سلمة، فذكره.(3/595)
الباب السابع: في إقامة الحدود وأحكامها، وفيه خمسة فصول
الفصل الأول: في الحث على إقامتها
1924 - (س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- «حدٌّ يُقَامُ في الأرضِ خَيرٌ لأهل الأرض من أَنْ يُمطَرُوا ثَلاثِينَ صَباحاً» .
وفي أخرى: قال أبو هريرة: «إقَامَةُ حَدٍّ في الأرضِ خَيرٌ لأهلِهَا من مَطَرِ أربعين ليلة» . أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 8 / 76 في السارق، باب الترغيب في إقامة الحد، وأخرجه أيضاً ابن ماجة رقم (2538) في الحدود، باب إقامة الحدود، وأحمد في المسند 2 / 362 و 402، وفي سنده في الروايتين جرير بن يزيد بن جرير بن عبد الله البجلي، وهو ضعيف، وفي الرواية الأولى أيضاً عيسى بن يزيد الأزرق، لم يوثقه غير ابن حبان.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف:أخرجه أحمد (2/362) قال: حدثنا زكريا بن عدي. وفي (2/402) قال: حدثنا عتاب. وابن ماجة (2538) قال: حدثنا عمرو بن رافع. والنسائي (8/75) قال: أخبرنا سويد بن نصر.
أربعتهم (زكريا، وعتاب، وعمرو بن رافع، وسويد بن نصر) عن عبد الله بن المبارك، عن عيسى بن يزيد، عن جرير بن يزيد، عن أبي زرعة بن عمرو، فذكره.
* في رواية زكريا بن عدي: «.......... ثلاثين أو أربعين صباحا» .
* وفي رواية عمرو بن رافع: «.......... أربعين صباحا» . وفي روايته أيضا: عيسى بن يزيد، أظنه عن جرير بن يزيد.
* أخرجه النسائي (8/76) قال: أخبرنا عمرو بن زرارة. قال: أنبأنا إسماعيل، قال: حدثنا يونس بن عبيد، عن جرير بن يزيد، عن أبي زرعة، قال: قال أبو هريرة: «إقامة حد بأرض خير لأهلها من مطر أربعين ليلة» . موقوف.(3/596)
1925 - (خ ت) النعمان بن بشير - رضي الله عنه - أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم [ص:597] قال: «مَثَلُ القَائِم في حُدُودِ الله والْوَاقِع فيها، كَمثل قَومٍ اسْتَهَموا على سَفِينَةٍ، فَأَصابَ بَعْضُهم أعْلاهَا، وبعضُهم أَسْفلَهَا، فكان الذي في أَسفلها إذا استَقَوْا من الماء مَرُّوا على مَنْ فَوقَهمْ، فقالوا: لو أنا خَرَقْنا في نَصِيبِنَا خَرقاً ولَمْ نُؤذِ مَنْ فَوقَنا؟ فإن تَرَكُوهُمْ وما أَرَادوا هَلَكوا جَميعاً، وإنْ أخذُوا على أيدِيهِمْ نَجَوْا ونَجَوْا جَميعاً» .
هذه رواية البخاري، وللترمذي نحوها (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الاستهام) : طلب السهم والنصيب، والمراد به: الاقتراع.
(أخذوا على أيديهم) : يقال: أخذتُ على يد فلان: إذا منعتَه عما يريد أن يفعله.
__________
(1) أخرجه البخاري 5 / 94 في الشركة، باب هل يقرع في القسمة، وفي الشهادات، باب القرعة في المشكلات، والترمذي رقم (2174) في الفتن، باب ما جاء في تغيير المنكر باليد أو باللسان أو بالقلب.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه الحميدي (3/919) قا: حدثنا سفيان، قال: حدثنا مجالد، وأحمد (4/268 و 269) قال: حدثنا أبو معاوية، قال: حدثنا الأعمش. وفي (4/269) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن زكريا. وفي (4/270) قا ل: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا زكريا. وفي (4/270) قال: حدثنا إسحاق بن يوسف، قال: حدثنا زكريا بن أبي زائدة. وفي (4/273) قال: حدثنا سفيان عن مجالد. والبخاري (3/182) قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا زكريا. وفي (3/237) قال: حدثنا عمر بن حفص بن غياث، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا الأعمش. والترمذي (2173) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا أبو معاوية، قال: حدثنا الأعمش.
ثلاثتهم (مجالد، والأعمش، وزكريا) عن عامر الشعبي، فذكره.(3/596)
1926 - (ط) زيد بن أسلم - رضي الله عنه - «أَنَّ رجلاً اعْتَرَفَ على نفسِهِ بالزِّنى، على عهدِ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-، فَدَعا له رسولُ الله بِسَوْطٍ، فَأُتيَ بِسَوطٍ مَكْسورٍ، فقال: فَوقَ هذا، فَأُتيَ بِسَوْطٍ جَديدٍ لم تُقطَعْ ثَمرَتُهُ، فقال: فَوقَ هذا، فَأُتيَ بِسَوْطٍ قد رُكِبَ بِهِ (1) [ص:598] ولانَ، فَأمَرَ به رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- فَجُلِدَ، ثم قال: أُيُّها الناسُ، قد آنَ لكم أنْ تَنْتَهُوا عن حدودِ الله، مَنْ أصَابَ من هذه القَاذُورَةِ (2) شَيئاً فَلْيَسْتَتِرْ بِسِتْرِ الله، فَإنَّه مَنْ يُبْدِ (3) لَنَا صَفْحَتَهُ نُقِمْ عليهِ كتابَ الله» . أخرجه الموطأ (4) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(القاذورة) : كل فعل أو قول قبيح يُستقذر بين الناس.
(من يبد لنا صفحة وجهه) : أي من يظهر لنا فعله الذي يخفيه، كأن وجهه قد غطاه، فكشفه فرأيناه.
(لم تقطع ثمرته) : ثمرة السوط: عَذَبَته، أراد أنه جديد فيه قوة وجفاء، لأنه لم يستعمل.
__________
(1) أي ساق به راكب المطية مطيته.
(2) في بعض الروايات: القاذورات.
(3) في بعض الروايات: يبدي، بإشباع الياء، كقراءة ابن كثير في رواية قنبل: {إنه من يتقي ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين} بإشباع الياء، قرأ الباقون بحذفها.
(4) 2 / 825 مرسلاً في الحدود، باب ما جاء فيمن اعترف على نفسه بالزنى، قال الزرقاني في " شرح الموطأ ": مرسلاً لجميع الرواة، ورواه عبد الرزاق عن معمر عن يحيى بن أبي كثير مرسلاً قبله، وأخرجه ابن وهب من مرسل كريب ونحوه، ولا أعلم يستند بلفظه من وجه - يعني من حديث مالك - قاله ابن عبد البر، وقال الزرقاني: أخرجه البيهقي، والحاكم وقال: على شرطهما، من حديث ابن عمر، وصححه ابن السكن وغيره.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
مرسل: أخرجه مالك (1604) عن زيد بن أسلم، مرسلا.
قال ابن عبد البر: أرسله جميع الرواة، ورواه عبد الرزاق عن معمر عن يحيى بن أبي كثير مرسلا مثله، وأخرجه ابن وهب من مرسل كريب نحوه، ولا أعلمه يستند بلفظه من وجه.
راجع شرح الزرقاني (4/179 و 180) ط / دار الكتب العلمية.(3/597)
1927 - () عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - «أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- أُتيَ بِرَجُلٍ قد شربَ، فقال: أيُّها الناسُ، قد آنَ لكم أن تَنتهُوا عن [ص:599] حُدودِ الله، فَمنْ أَصَابَ من هذه القَاذُورةِ شيْئاً، فَليَستَتِرْ بِستْرِ الله، فإنهُ مَن يُبْدِ لَنا صَفحَتَهُ نُقِمْ عليه كتابَ الله. وقرأ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: {والَّذينَ لا يَدْعُونَ مَعَ الله إلهاً آخَرَ ولا يَقتُلُونَ النَّفْسَ التي حَرَّمَ الله إلا بالحقِّ ولا يزنُونَ} [الفرقان: 68] وقال: قَرَنَ الله الزِّنى مع الشِّركِ، وقال: لا يَزني الزَّاني حين يزني وهو مُؤمنٌ» . أخرجه (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، والحديث من أوله إلى قوله: " نقم عليه كتاب الله " بمعنى حديث مالك الذي قبله، وليس فيه ذكر الآية، والفقرة الأخيرة من الحديث: " لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن " في البخاري 10 / 28 في الأشربة، باب قول الله تعالى: {إنما الخمر والميسر ... } ومسلم رقم (57) في الإيمان، باب بيان نقصان الإيمان بالمعاصي.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
هذا الحديث من زيادات رزين، لم أقف عليه من مسند ابن مسعود إلا شطره الأخير «لا يزني الزاني......» عند الشيخين.
أما أوله فهو عند مالك من حديث زيد بن أسلم «مرسلا» وقد تقدم قبل هذا.(3/598)
الفصل الثاني: في الشفاعة والتسامح في الحدود
1928 - (د) يحيى بن راشد -رحمه الله- قال: «جَلَسنا يَوماً لابنُ عمرَ، فَخرَجَ إلينا، فسمِعْتُهُ يقول: سمعتُ رسولَ اللهَ -صلى الله عليه وسلم- يقول: مَنْ حَالتْ شَفَاعَتُهُ دونَ حَدٍّ منُ حدود الله تعالى فقد ضادَّ الله عز وجل، ومَنْ خاصَمَ في باطلٍ - وهو يَعلمُ - لم يَزَل في سَخَطِ الله حتى يَنْزِعَ، ومَنْ قالَ في [ص:600] مُؤمِنٍ مَا لَيسَ فيه أَسكْنَهُ الله رَدغَةَ الْخبَالِ حتَّى يَخْرُجَ مِمَّا قال» (1) .
زاد في رواية: «ومن أعان على خصومة بظلم فقد باءَ بغضب من الله» . أخرجه أبو داود (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(رَدْغَة الخبال) : عصارة أهل النار، والردغة بفتح الدال وسكونها: الماء والطين.
__________
(1) رواه أبو داود رقم (3597) في الأقضية، باب فيمن يعين على خصومة من غير أن يعلم أمرها، ورواه أيضاً أحمد في المسند 2 / 70 وإسناد هذه الرواية حسن.
(2) رقم (3598) ، وفي سند هذه الرواية المثنى بن يزيد الثقفي، وهو مجهول، ومطر بن طهمان الوراق، وهو صدوق كثير الخطأ.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن: أخرجه أحمد (2/70) (5385) قال: حدثنا حسن بن موسى، وأبو داود (3597) قال: حدثنا أحمد بن يونس.
كلاهما (حسن بن موسى، وأحمد بن يونس) قالا: حدثنا زهير، قال: حدثنا عمارة بن غَزِيّة، عن يحيى بن راشد، فذكره.
- ورواه عن ابن عمر أيوب بن سليمان.
أخرجه أحمد (2/82) (5544) قال: حدثنا محمد بن الحسن بن أتش، قال: أخبرني النعمان بن الزبير، عن أيوب بن سلمان، رجل من أهل صنعاء، فذكره.(3/599)
1929 - (ط) الزبير بن العوام - رضي الله عنه - «لقيَ رجلاً قد أخذَ سَارقاً، وهو يُريدُ أن يذْهبَ به إلى السلطان، فَشَفَعَ له الزُّبيرُ ليُرْسِلَهُ فقال: لا، حتى أبلغَ به السلطانَ، فقال الزبيرُ: إنَّما الشَّفَاعةُ قبل أنْ تبلغَ إلى السلطان، فإذا بَلَغَ إليه فقد لُعنَ الشَّافِعُ والمُشفِّعُ» . أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 2 / 835 في الحدود، باب ترك الشفاعة للسارق إذا بلغ السلطان، وإسناد رجاله ثقات إلا أنه مرسل، قال ابن عبد البر: لا أعلم خلافاً أن الشفاعة في ذوي الذنوب حسنة جميلة، ما لم تبلغ السلطان، وأن عليه إذا بلغته إقامتها.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك (1625) عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن أن الزبير بن العوام، فذكره قال الإمام الزرقاني: وقد روى الدارقطني عن الزبير مرفوعا: اشفعوا ما لم يصل إلى الوالي، فإذا وصل إلى الوالي فعفا، فلا عفا الله عنه.(3/600)
1930 - (ط د س) صفوان بن أمية - رضي الله عنه - قِيلَ له: «إنه [ص:601] مَنْ لم يُهَاجِر هَلَكَ، فَقَدِمَ صَفْوانُ بنُ أُمَيَّةَ المدينةَ، فَنَام في المسجِدِ وَتَوسَّدَ رِدَاءهُ، فَجَاءَ سَارِقٌ فأخذ رِداءهُ، فأَخذَ صَفْوانُ السارِقَ، فجاءَ بهِ إلى رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-، فَأَمرَ به رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- أنْ تُقْطَعَ يَدُهُ، فقال صفوانُ: إنِّي لم أُرِد هذا يا رسولَ الله، هو عليه صدَقَةٌ، فقال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: فَهلا قَبلَ أن تأَتيَني به؟» . هذه رواية الموطأ (1) .
وفي رواية أَبي داود والنسائي قال: «كنتُ نَائماً في المسجدِ على خَميصَةٍ لي ثَمَن ثَلاثِينَ درهَماً، فَجَاء رَجُلٌ فَاخْتلِسَها مِني، فَأُخِذَ الرجلُ، فأُتيَ بهِ النبي -صلى الله عليه وسلم-، فَأمَرَ لِيُقطَعَ، قال: فأتَيتُهُ فقلتُ: أَتَقْطَعُهُ مِن أجْلِ ثلاثينَ دِرهماً؟ أنَا أبيعهُ وأُنْسِئُهُ ثَمنَها، قال: فَهلاَّ كان هذا قبل أن تَأتِيَني به» .
وفي أخرى لأبي داود والنسائي نحوه، وقال: «نامَ في المسجدِ وتَوسَّدَ رِدَاءهُ» .
وفي أخرى للنسائي: «أَنَّ رجُلاً سَرقَ بُرْدَةً لَهُ، فَرَفعَهُ إلى النبيِّ -صلى الله عليه وسلم [ص:602] فأمر بقطْعهِ، فقال: يا رسولَ الله، قد تَجاوَزتُ عنه، فقال: أبا وَهبٍ، أفلا كان قبلَ أن تأْتِيَنا به؟ فَقَطَعهُ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-» (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(خَمِيصَة) الخميصة: ثوبٌ أَسود من خَزٍّ أَو صوفٍ مُعَلْم.
__________
(1) رواه مالك في الموطأ مرسلاً 2 / 834 و 835 في الحدود، باب ترك الشفاعة للسارق إذا بلغ السلطان، قال ابن عبد البر: رواه جمهور أصحاب مالك مرسلاً، ورواه أبو عاصم النبيل وحده عن مالك عن الزهري عن صفوان بن عبد الله عن جده فوصله، ورواه شبابة بن سوار عن مالك عن الزهري عن صفوان بن عبد الله عن أبيه، أقول: وقد وصله النسائي بإسناد حسن.
(2) أخرجه أبو داود رقم (4394) في الحدود، باب من سرق من حرز، والنسائي 8 / 68 في السارق، باب الرجل يتجاوز للسارق عن سرقته بعد أن يأتي به الإمام، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن: - رواه عبد الله بن صفوان عن أبيه:
أخرجه ابن ماجة (2595) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا شبابة، عن مالك بن أنس، عن الزهري، عن عبد الله بن صفوان، فذكره.
* أخرجه مالك «الموطأ» (521) عن ابن شهاب، عن صفوان بن عبد الله بن صفوان أن صفوان بن أمية قيل له: إنه من لم يهاجر هلك، فقدم صفوان بن أمية المدينة، فنام في المسجد..... فذكره، مرسلا.
* وأخرجه أحمد (3/401) و (6/465) قال: حدثنا روح، قال: حدثنا محمد بن أبي حفصة، قال: حدثنا الزهري، عن صفوان بن عبد الله بن صفوان، عن أبيه، أن صفوان بن أمية بن خلف، فذكره مرسلا أيضا.
- ورواه طارق بن مُرَقَّع عن صفوان:
أخرجه أحمد (3/401) و (6/465) . والنسائي (8/68) قا: أخبرني عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا سعيد «يعني ابن أبي عروبة» ، عن قتادة، عن عطاء، عن طارق بن مرقع، فذكره.
* أخرجه النسائي (8/68) قال: أخبرنا هلال بن العلاء، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا يزيد بن زريع، عن سعيد، عن قتادة، عن عطاء، عن صفوان بن أمية، فذكره ليس فيه طارق بن مرقع.
- ورواه طاوس عن صفوان:
1 - أخرجه أحمد (3/401) و (6/465) قال: حدثنا عفان، والنسائي (7/145) قال: أخبرني محمد ابن داود، قال: حدثنا مُعَلَّى بن أسد. كلاهما (عفان، ومعلى) قالا: حدثنا وهيب، قال: حدثنا عبد الله بن طاوس.
2 - وأخرجه النسائي (8/70) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الرحيم، قال: حدثنا أسد بن موسى، قال: حدثنا، وذكر حماد بن سلمة، عن عمرو بن دينار.
كلاهما (ابن طاوس، وعمرو) عن طاوس، فذكره.
* رواية معلى بن أسد، عن وهيب بن خالد، مختصرة على آخر الحديث.
- ورواه حميد بن أخت صفوان عن صفوان:
1 - أخرجه أحمد (3/401) و (6/466) قال: حدثنا حسين بن محمد، قال: حدثنا سليمان «يعني ابن قرم» .
2 - وأخرجه أبو داود (4394) قال: حدثنا محمد بن يحيى بن فارس. والنسائي (8/69) قال: أخبرني أحمد بن عثمان بن حكيم. كلاهما (محمد بن يحيى، وأحمد بن عثمان) قالا: حدثنا عمرو بن حماد ابن طلحة، قال: حدثنا أسباط.
كلاهما (ابن قرم، وأسباط) عن سماك بن حرب، عن حميد بن أخت صفوان، فذكره.
قال سليمان بن قرم في روايته: «عن سماك عن حميد بن أخت صفوان» .
- ورواه عن حميد عكرمة:
أخرجه النسائي (8/69) قال: أخبرني هلال بن العلاء، قال: حدثنا حسين، قال: حدثنا زهير، قال: حدثنا عبد الملك، هو ابن أبي بشير، قال: حدثني عكرمة، فذكره.(3/600)
1931 - (ط) سعيد بن المسيب -رحمه الله- قال: «ما مِن شَيء إلا والله يُحِبُّ أنْ يُعفى عنه ما لم يَكُنْ حَداً (1) عن عبادِهِ» . أخرجه الموطأ (2) .
__________
(1) قال الزرقاني في " شرح الموطأ ": فلا يجب العفو عنه إذا بلغ الإمام.
(2) في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، ولم يرمز له في أوله بشيء، وفي المطبوع رمز له في أوله بـ " ط " وقال في آخره: أخرجه الموطأ، هو عند الموطأ 2 / 843 في الأشربة، باب الحد في الخمر، دون جملة " عن عباده "، وإسناده صحيح. قال مالك: والسنة عندنا أن كل من شرب شراباً مسكراً، فسكر أو لم يسكر، فقد وجب عليه الحد.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك (1635) عن يحيى بن سعيد أنه سمع ابن المسيب، فذكره.(3/602)
الفصل الثالث: في درء الحدود وسترها
1932 - (ت) عائشة -رضي الله عنها- قالت: قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم [ص:603]: «ادْرَؤوا الحدودَ عن المسلمين ما اسْتَطعتُمْ، فإن كان له مخرَجٌ فخلّوا سبيلَهَ، فإنَّ الإمامَ إنْ يُخْطئُ في العفوِ خَيرٌ من أن يُخْطئَ في العقوبة» .
قال الترمذي: وقد روي عنها ولم يُرفَع، وهو أصح.
وفي رواية مختصراً قال: «ادرَؤوا الحدُودَ ما استطعتم» . أخرجه الترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ادرؤوا) : الدرء: الدفع.
__________
(1) رقم (1424) في الحدود، باب ما جاء في درء الحدود، وفي سنده يزيد بن زياد الدمشقي، وهو متروك، كما قال الحافظ في " التقريب "، وقد روي مرفوعاً وموقوفاً، والموقوف أصح كما قال الترمذي، وأصح ما فيه في الموقوف حديث سفيان الثوري عن عاصم عن أبي وائل عن عبد الله بن مسعود موقوفاً قال: " ادرؤوا الحدود بالشبهات، ادفعوا القتل عن المسلمين ما استطعتم ". قال الحافظ في " التلخيص ": ورواه ابن حزم في كتاب " الاتصال " عن عمر موقوفاً عليه بإسناد صحيح، وفي ابن أبي شيبة من طريق إبراهيم النخعي عن عمر: لأن أخطئ في الحدود بالشبهات، أحب إلي من أن أقيمها بالشبهات.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
الصواب وقفه: أخرجه الترمذي (1424) قال: حدثنا عبد الرحمن بن الأسود أبو عمرو البصري. قال: حدثنا محمد بن ربيعة. قال: حدثنا يزيد بن زياد الدمشقي، عن الزهري، عن عروة، فذكره.
* أخرجه الترمذي (1424) قال: حدثنا هناد. قال: حدثنا وكيع، عن يزيد بن زياد نحو حديث محمد ابن ربيعة ولم يرفعه.
* قال أبو عيسى: حديث عائشة لا نعرفه مرفوعا إلا من حديث محمد بن ربيعة، عن يزيد بن زياد الدمشقي عن الزهري، عن عروة عن عائشة عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، ورواه وكيع عن يزيد بن زياد نحوه، ولم يرفعه، ورواية وكيع أصح، وقد روي نحو هذا عن غير واحد من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-، أنهم قالوا مثل ذلك، ويزيد بن زياد الدمشقي ضعيف في الحديث، ويزيد بن أبي زياد الكوفي أثبت من هذا وأقدم.(3/602)
1933 - (د) عائشة -رضي الله عنها-: أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- كان يقول: «أقِيلُوا ذَوي الْهيئاتِ عَثَرَاتِهم إلا الحدودَ» . أخرجه أبو داود (1) . [ص:604]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ذوي الهيئات) قال الخطابي: قال الشافعي في تفسير الهيأة: من لم تظهر منه ريبة، وفيه دليل على أن التعزير إلى الإمام، وهو مخير فيه.
__________
(1) رقم (4375) في الحدود، باب في الحد يشفع فيه، وأخرجه أيضاً أحمد في المسند 6 / 186، قال المنذري في " مختصر سنن أبي داود ": وأخرجه النسائي، وفي إسناده عبد الملك بن زيد العدوي، وهو ضعيف الحديث، وذكر ابن عدي أن هذا الحديث منكر بهذا الإسناد لم يروه غير عبد الملك بن يزيد، وقال المنذري: وقد روي هذا الحديث من أوجه أخر ليس شيء منها يثبت، وقال المناوي في [ص:604] " فيض القدير ": والحاصل أنه ضعيف، وله شواهد ترقيه إلى الحسن، ومن زعم وضعه كالقزويني أفرط، أو حسنه كالعلائي فرط، وقد رد الحافظ ابن حجر على القزويني في " أجوبة عن أحاديث وقعت في مصابيح السنة وصفت بالوضع " وهي رسالة طبعها المكتب الإسلامي في آخر " مشكاة المصابيح " 3 / 309.
قال الحافظ: قلت وأخرجه النسائي من وجه آخر من رواية عطاف بن خالد عن عبد الرحمن بن محمد بن أبي بكر عن أبيه عن عمرة، وأخرجه أيضاً من طريق آخر عن عمرة، ورجالها لا بأس بهم، إلا أنه اختلف في وصله وإرساله، فلا يتأتى لحديث يروى بهذه الطرق أن يسمى موضوعاً.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
لا يثبت: أخرجه أحمد (6/181) . والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (12/17957) عن عمرو بن علي.
كلاهما (أحمد بن حنبل، وعمرو بن علي) عن عبد الرحمن بن مهدي. قال: حدثنا عبد الملك بن زيد، عن محمد بن أبي بكر، عن أبيه، عن عمرة، فذكرته.
* وأخرجه البخاري في «الأدب المفرد» (465) قال: حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب. قال: حدثني أبو بكر بن نافع، واسمه أبو بكر. مولى زيد بن الخطاب، وأبو داود (4375) قال: حدثنا جعفر بن مسافر ومحمد بن سليمان الأنباري، قالا: أخبرنا ابن أبي فديك، عن عبد الملك بن زيد «نسبه جعفر إلى: سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل» . والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (12/17912) عن إبراهيم بن يعقوب، عن سعيد بن أبي مريم، عن عطاف بن خالد. قال: أخبرني عبد الرحمن بن محمد بن أبي بكر.
ثلاثتهم - أبو بكر بن نافع، وعبد الملك بن زيد، وعبد الرحمن بن محمد - عن محمد بن أبي بكر بن عمرو بن حزم، عن عمرة، فذ كرته، ليس فيه (عن أبيه) .
* وأخرجه النسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (12/17956) عن إبراهيم بن يعقوب، عن عبد الله بن يوسف، عن عبد الرحمن بن أبي الرجال، عن ابن أبي ذئب، عن عبد العزيز بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، عن ابن حزم، عن عمرة، فذكرته، ولم يسمه.
* وأخرجه النسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (12/17956) عن يونس بن عبد الأعلى، عن معن بن عيسى، عن ابن أبي ذئب، عن عبد العزيز بن عبد الله. (ح) وعن هلال بن العلاء، عن عبد الله بن مسلمة بن قعنب، عن ابن أبي ذئب، عن عبد العزيز بن عبد الملك، عن محمد بن أبي بكر.
كلاهما - عبد العزيز بن عبد الله، ومحمد بن أبي بكر - عن أبي بكر بن حزم، عن عمرة، فذكرته. مرسل. ليس فيه «عائشة» .
وأخرجه النسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (12/17956) عن محمد بن حاتم، عن سويد بن نصر، عن عبد الله بن المبارك، عن عبد العزيز بن عبد الله بن عمر، عن محمد بن أبي بكر، عن أبيه، عن عمرة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: «تجاوزوا عن زلة ذي الهيئة» . مرسل أيضا.(3/603)
1934 - (د س) عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «تَعافَوُا الحُدُودَ فيما بينكم، فما بَلَغني منْ حَدٍّ فقد وجبَ» أخرجه أبو داود والنسائي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(تعافوا) : أمر بالعفو، وهو التجاوز عن الذنب، أي أسقطوا الحدود فيما بينكم، ولا ترفعوها إليّ، فإنه متى علمتُها أقمتُها.
__________
(1) أخرجه أبو داود رقم (4376) في الحدود، باب العفو عن الحدود ما لم تبلغ السلطان، والنسائي 8 / 70 في السارق، باب ما يكون حرزاً وما لا يكون.(3/604)
1935 - (ط د) سعيد بن المسيب -رحمه الله- قال: بَلغني: أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال لرجلٍ من أسْلمَ يُقالُ له: هَزَّالٌ، وقد جَاء يشكو [ص:605] رَجُلاً بالزِّنا، وذلك قبل أن يَنزل {والَّذينَ يَرْمُونَ المُحصَناتِ ثمَّ لم يَأْتُوا بأربعةِ شُهَدَاءَ فاجْلدوهمْ} [النور: 4] : «يا هَزَّالُ، لَوْ سَتَرْتَهُ بِرِدَائِكَ كان خَيراً لَكَ» .
قال يحيى بن سعيد: فَحدَّثتُ بهذا الحديث في مجلسٍ فيه يزيدُ بنُ نُعيم بن هزَّالِ الأسلميُّ، فقال يزيد: هَزَّالٌ جَدِّي، وهذا الحديثُ حقٌّ.
أخرجه الموطأ، إلا قوله: «وقد جاء يَشكو» إلى قوله: {فَاجْلِدوهم} .
وفي رواية أبي داود عن يَزيد بن نُعيمٍ عن أبيه: «أنَّ ماعِزاً أتَى النبيَّ -صلى الله عليه وسلم-، فأقرَّ عنده أربعَ مَرَّاتٍ، فأمر به فَرُجمَ، وقال لهِزَّالٍ: لو سَتَرتَهُ بثوبكَ كانَ خَيْراً لك» فقال ابن المنكدر: إنَّ هَزَّالاً أمَرَ مَاعزاً أن يَأتِي النبي -صلى الله عليه وسلم- فَيُخبرَه (1) .
__________
(1) أخرجه الموطأ 2 / 821 في الحدود، باب ما جاء في الرجم عن سعيد بن المسيب مرسلاً، وقد وصله أبو داود رقم (4377) في الحدود، باب في الشد على أهل الحدود، وأحمد في المسند 5 / 217، وفي سنده يزيد بن نعيم بن هزال الأسلمي، لم يوثقه غير ابن حبان، وباقي رجاله ثقات، وله شاهد آخر عند أبي داود بسند منقطع، رقم (4378) ، فالحديث حسن بطرقه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
حسن لشواهده، تقدم: أخرجه مالك (1594) عن يحيى بن سعيد عن ابن المسيب، فذكره. وأبو داود (4377) قال: ثنا مسدد، ثنا يحيى عن سفيان، عن زيد بن أسلم عن يزيد بن نعيم، عن أبيه، أن ماعزا، فذكره.(3/604)
الفصل الرابع: في التعزير
1936 - (خ م د) هانيء بن نيار (1) - رضي الله عنه - أنَّهُ سَمِعَ [ص:606] رسوَلَ الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «لا يُجلَدُ فوقَ عَشْرَةِ أَسوَاطٍ إلا في حَدٍّ من حدُودِ الله عزَّ وَجلَّ» . أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود (2) .
__________
(1) في الأصل: هانئ بن دينار، وهو خطأ، والتصحيح من الصحيحين وكتب الرجال.
(2) أخرجه البخاري 12 / 157 في المحاربين، باب كم التعزير والأدب، ومسلم رقم (1708) في الحدود، باب قدر أسواط التعزير، وأبو داود رقم (4491) في الحدود، باب في التعزير، وأخرجه أيضاً ابن ماجة رقم (2601) في الحدود، باب التعزير، والدارمي 2 / 176 في الحدود، باب التعزير في الذنوب، وأحمد في المسند 4 / 45 وانظر فتح الباري 12 / 157، 158.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (3/466) قال: حدثنا هاشم وحجاج، قالا: حدثنا ليث - يعني ابن سعد قال: حدثنا يزيد بن أي حبيب. (ح) وحدثنا يحيى بن إسحاق، قال: أخبرنا ابن لهيعة. وفي (4/45) قال: حدثنا حجاج. قال: حدثنا ليث - يعني ابن سعد - قال: حدثني يزيد بن أبي حبيب. (ح) وحدثنا عبد الله المقرئ، قال: أخبرنا سعيد بن أبي أيوب، قال: حدثني يزيد بن أبي حبيب. وعبد ابن حميد (366) قال: أخبرنا عبد الله بن يزيد، قال: أخبرنا سعيد بن أبي أيوب، عن يزيد بن أبي حبيب. والدارمي (2319) قال: أخبرنا عبد الله بن يزيد، قال: حدثنا سعيد - هو ابن أبي أيوب -، قال: حدثني يزيد ابن أبي حبيب. والبخاري (8/215) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: حدثنا الليث، قال: حدثني يزيد بن أبي حبيب، وأبو داود (4491) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا الليث، عن يزيد بن أبي حبيب. وابن ماجة (2601) قال: حدثنا محمد بن رمح، قال: أنبأنا الليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب. والترمذي (1463) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا الليث، عن يزيد بن أبي حبيب. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» 11720» عن قتيبة، عن الليث، عن يزيد بن أبي حبيب. كلاهما (يزيد بن أبي حبيب، وابن لهيعة) عن بكير بن عبد الله الأشج، عن سليمان بن يسار، عن عبد الرحمن بن جابر، فذكره.
قال أبو سلمة: وكان ليث حدثناه ببغداد عن يزيد بن أبي حبيب، عن بكير، عن سليمان. فلما كنا بمصر. قال: أخبرناه بكير بن عبد الله بن الأشج.
* وأخرجه أحمد (4/45) قال: حدثنا معاوية بن عمرو. (ح) وحدثنا سريج. والبخاري (8/216) قال: حدثنا يحيى بن سليمان. ومسلم (5/126) قال: حدثنا أحمد بن عيسى. وأبو داود (4492) قال: حدثنا أحمد بن صالح. خمستهم عن عبد الله بن وهب، عن عمرو بن الحارث. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (9/11720) عن محمد بن وهب الحراني، عن محمد بن سلمة، عن أبي عبد الرحيم، عن زيد بن أبي أنيسة، عن يزيد بن أبي حبيب.
كلاهما (عمرو، ويزيد) عن بكير بن عبد الله بن الأشج. قال: بينما أنا جالس عند سليمان بن يسار، إذ جاء عبد الرحمن بن جابر، فحدث سليمان بن يسار، ثم أقبل علينا سليمان بن يسار. فقال: حدثني عبد الرحمن بن جابر، أن أباه حدثه، أنه سمع أبا بردة الأنصاري، نحوه. وزاد فيه: «عن أبيه» .
* وأخرجه البخاري (8/215) قال: حدثنا عمرو بن علي. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (9/11720) عن محمد بن عبد الله بن بزيع.
كلاهما (عمرو، ومحمد) عن فضيل بن سليمان. قال: حدثنا مسلم بن أبي مريم، قال: حدثني عبد الرحمن بن جابر، عمن سمع النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا عقوبة، فوق عشر ضربات، إلا في حد من حدود الله» .
* وأخرجه النسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (9/11720) عن محمد بن أبي عبد الرحمن المقرئ، عن أبيه، عن سعيد بن أبي أيوب، عن يزيد بن أبي حبيب، عن بكير، عن سليمان، عن عبد الرحمن بن فلان، عن أبي بردة، فذكره.(3/605)
1937 - (خ ت) عبد الرحمن بن جابر -رحمه الله- عَمَّنَ سَمِعَ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «لا عُقوَبةَ فوق عَشْرِ ضَرَباتٍ إلا في حَدٍّ من حُدودِ الله عزَّ وجلَّ» . هكذا أخرجه البخاري ولم يُسَمِّ الصحابيَّ.
قال الحميديُّ: قال أبو مسعود [الدمشقي] : هو أبو بُرْدة بنُ نيارٍ.
وأخرجه الترمذي عن عبد الرحمن بن جابر عن [أبي] بردة بن نِيارٍ فَسَمَّاهُ، فعلى هذا التفسير: يكون هذا الحديث هو الحديث الذي قبله، وحيث لم يُسَمِّهِ البخاري جعله الحميديُّ حديثاً آخر، لاحتمال أن يكون غير أبي بُردَةَ، وقد نَبَّهنا نحنُ على ما عَرفناه من ذلك (1) .
__________
(1) أخرجه البخاري 12 / 157 في المحاربين، باب كم التعزير والأدب، والترمذي رقم (1463) في الحدود، باب ما جاء في التعزير.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:تقدم تخريجه. من حديث أبي بردة بن نيار.(3/606)
الفصل الخامس: في أحكام متفرقة
1938 - (د) حكيم بن حزام -رضي الله عنهما- قال: «نَهى رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: أنْ يُسْتَقَادَ في المسجِدِ، وأنْ تُنْشَدَ فيه الأشعارُ، وأنْ تُقامَ فيه الحُدُودُ» أخرجه أبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يُستقاد) : يُستفعل من القود: وهو القصاص.
__________
(1) رقم (4490) في الحدود، باب في إقامة الحد في المسجد، وفي إسناده زفر بن وئيمة، لم يوثقه غير ابن حبان وباقي رجاله ثقات.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
رواه عن حكيم زفر بن وثيمة: أخرجه أبو داود (4490) قال: ثنا هشام بن عمار، قال: ثنا صدقة - يعني ابن خالد - قال: حدثنا الشعيثي، عن زفر بن وثيمة، فذكره.
* وأخرجه أحمد (3/434) قال: ثنا حجاج، قال: ثنا الشعيثي،عن زفر بن وثيمة، عن حكيم بن حزام، موقوفا.
قال أحمد: لم يرفعه.
- ورواه العباس بن عبد الرحمن المدني عن حكيم:
أخرجه أحمد (3/434) قال: ثنا وكيع، قال: ثنا محمد بن عبد الله الشعيثي عن العباس بن عبد الرحمن، فذكره.(3/607)
1939 - (د س) أبو أمامة بن سهل بن حنيف - رضي الله عنه - عن بعض أصحاب رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- من الأنصار: «أنَّه اشْتكى رجلٌ منهم حتى أضْنى، فَعادَ جِلُدَة على عَظْمٍ، فَدَخَلَتْ عليه جَاريةٌ لِبعْضِهمْ، فَهَشَّ لَهَا فَوقَعَ عَليها، فَلمَّا دَخَلَ عليه رِجَالُ قَوْمِهِ يَعودُوَنهُ أَخبَرَهُمْ بذلك، وقال: اسْتَفتُوا لي رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم-، فإني قد وَقَعتُ على جاريةٍ دَخَلَتْ عَليَّ، فَذَكروا ذلك لرسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-، فقالوا: ما رَأينَا بأحَدٍ من [ص:608] الضُّرِّ مثْلَ الذي هُو بهِ، ولو حَمَلْناهُ إليك لَتَفَسَّخَتْ عِظامُهُ، ما هو إلا جِلدٌ على عَظْمٍ، فَأمَرَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: أنْ يَأخُذُوا لَهُ مِائَة شِمراخٍ (1) فَيَضْرِبُوهُ بها ضربة واحدة» . هذه رواية أبي داود.
وأخرجه النسائي عن أبي أمامة بن سهل بن حُنَيفٍ: «أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- أُتيَ بامرأةٍ قد زنَت، فقال: مِمَّنْ؟ قالت: من المُقعَدِ الذي في حائطِ سعدٍ، فأرسلَ إليه، فَأُتيَ به محمولاً، فَوضِعَ بين يديه فَاعترفَ، فَدَعَا رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- بٍإثكالٍ فَضَربَهُ ورَحِمهُ لِزَمانتهِ، وخَفَّفَ عنه» (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أضنى) الرجل: إذا نزل به الضنى، وهو السقم والمرض.
(بإثكال) : العثكال، عَذْق الرطب، وهو الإثكال، على إبدال الهمزة من العين.
__________
(1) الشمراخ: العثكال الذي عليه البسر، وأصله في العذق، وقد يكون في العنب.
(2) أخرجه أبو داود رقم (4472) في الحدود، باب في إقامة الحد على المريض، والنسائي 8 / 242 في القضاة، باب توجيه الحاكم إلى من أخبر أنه زنى، وإسناده عند أبي داود حسن؛ لأن جهالة الصحابي لا تضر، وعند النسائي مرسل، وله شاهد عند ابن ماجة رقم (2574) من حديث ابن إسحاق عن يعقوب بن عبد الله الأشج، عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن سعيد بن سعد بن عبادة، وفيه عنعنة ابن إسحاق، وهذا المخرج جائز شرعاً، وقد جوز الله مثله لأيوب عليه السلام في قوله: {وخذ بيدك ضغثاً فاضرب به ولا تحنث} [ص: 44] .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناد أبي داود حسن: أخرجه أبو داود (4472) حدثنا أحمد بن سعيد الهمداني، ثنا ابن وهب، أخبرني يونس، عن ابن شهاب، قال: أخبرني أبو أمامة بن سهل بن حنيف، فذكره.
والنسائي (8/242) قال: أخبرنا الحسن بن أحمد الكرماني، قال: ثنا أبو الربيع، قال: ثنا حماد، قال: ثنا يحيى عن أبي أمامة، فذكره مرسلا.(3/607)
1940 - (خ) سلام بن مسكين -رحمه الله- عن ثابت البُناني «أنَّ أنَساً قال: إنَّ ناساً كان بهم سُقْمٌ، فقالوا: يا رسولَ الله، آونَا وأطْعِمْنَا، [ص:609] فَلَمَّا صَحُّوا قالوا: إنَّ المدينةَ وَخْمةٌ، فأنْزَلهمْ الحَرَّةَ في ذودٍ لهم (1) فقال: اشْرَبوا مِنْ ألبَانها، فلما صَحُّوا قَتَلُوا راعيَ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-، واستاقُوا ذَودَهُ، فَبَعثَ في آثَارِهم، وقطَعَ أيدَيهم وأرجُلَهم، وسَمَرَ أعْيُنَهمْ، فَرأيْتُ الرَّجُل منهم يَكدُمُ الأرضَ بلسانِهِ حتى يموتَ» .
قال سلاَّمٌ: فَبْلَغني: أنَّ الْحجاجَ قال لأنسٍ: حَدِّثني بأشَدِّ عُقُوبةٍ عَاقبَ بها رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-، فَحَدَّثَهُ حديثَ العُرنيين، فَبلغَ ذلك الحسن، فقال: وددْتُ أنَّه لم يُحدِّثهُ، لأن هذا كان قبلَ أن تنزل الحدودُ،
أخرجه البخاري هكذا، وقد تقدَّم هذا الحديثُ في حدِّ الرِّدَّة باختلاف طرقه التي أخرجها البخاري ومسلم والترمذي وأبو داود والنسائي، وإنما أوردنا هذه الرواية للبخاري ها هنا لأجل الزيادة التي في آخره من حديث الحجاج والحسن، ولذلك لم نُعلم عليه ها هنا إلا علامة البخاري وحدَه، وإن كان مُتفقاً عليه (2) .
__________
(1) في البخاري المطبوع: في ذود له.
(2) 10 / 119 في الطب، باب الدواء بألبان الإبل، وقد تقدمت باقي روايات الحديث في الحديث المتقدم في الباب الأول في حد الردة وقطع الطريق.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: تقدم تخريجه.(3/608)
1941 - (د) الهياج بن عمران بن حصين -رضي الله عنهما- «أنَّ عِمْرَانَ أَبَقَ له غُلامٌ، فَجَعَلَ لله عليه لِئنْ قَدَرَ عليه لَيَقْطَعنَّ يَدَهُ، قال: [ص:610] فَأرسلني لأسألَ له؟ فَأتيتُ سَمُرَةَ بْنَ جُندَبٍ فقال: كان رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- يَحُثُّنا على الصَّدَقَةِ، وينهانا عن المُثْلَةِ، فَأتَيتُ ابْنَ حُصَينٍ فَسألتُهُ؟ فقال: كَان رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- يَحُثُّنَا على الصَّدقَةِ، وينهانَا عَنِ المُثلَةِ» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (2667) في الجهاد، باب في النهي عن المثلة، وفي إسناده الهياج بن عمران بن الفصيل، لم يوثقه غير ابن حبان وباقي رجاله ثقات، ولكن للحديث شواهد بمعناه، منها الذي بعده.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/428) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا سعيد. وفي (4/428) قال: حدثنا بهز، وعفان - المعنى - قالا: حدثنا همام. وفي (4/428) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر. وأبو داود (2667) قا: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا معاذ بن هشام، قال: حدثني أبي.
أربعتهم -سعيد، وهمام، ومعمر، وهشام - عن قتادة، عن الحسن، عن الهياج بن عمران، فذكره.
* وأخرجه الدارمي (1663) قال: أخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثنا معاذ بن هشام، قال: حدثنا أبي، عن قتادة، عن الحسن، عن الهياج بن عمران، عن عمران بن حصين، فذكره، ليس فيه حديث سمرة بن جندب.
أخرجه أحمد (4/429 و 439) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن المثنى، قال: حدثنا صالح بن رستم أبو عامر الخراز، قال: حدثني كثير بن شنظير. وفي (4/429) قال: حدثنا أبو كامل، قال: حدثنا حماد، عن حميد. وفي (4/432) قال: حدثنا إسماعيل، قال: أخبرنا يونس. قال: نُبئتُ أن المسور ابن مخرمة جاء إلى الحسن. وفي (4/440) قال: حدثنا هاشم بن القاسم، قال: حدثنا المبارك. وفي (4/444) قال: حدثنا سريج بن النعمان، قال: حدثنا هشيم، قال: أخبرنا منصور وحميد ويونس.
جميعهم - كثير، وحميد، ومن أنبأ يونس، والمبارك، ومنصور، ويونس - عن الحسن، فذكره.(3/609)
1942 - (س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «كان رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- يَحُثُّ في خُطْبَتهِ على الصدَقَة، وينهى عن المُثْلَةِ» .أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 7 / 101 في تحريم الدم، باب النهي عن المثلة، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح:أخرجه النسائي (7/101) أخبرنا محمد بن المثنى قال: ثنا عبد الصمد، قال: ثنا هشام عن قتادة، فذكره.(3/610)
1943 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا ضَرَبَ أحَدُكم فَلْيتَّقِ الوَجْهَ» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (4493) في الحدود، باب في ضرب الوجه في الحد، وفي إسناده عمر بن أبي سلمة، وهو صدوق يخطئ، وقد أخرجه مسلم من حديث الأعرج عن أبي هريرة، وأخرجه من طرق أخر بمعناه أتم منه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح لطرقه: أخرجه أبو داود (4493) قال: ثنا أبو كامل. قال: ثنا أبو عوانة، عن عمر، يعني ابن سلمة، عن أبيه، فذكره.
قلت: وله طرق بغير هذا اللفظ عند أحمد والحميدي والبخاري ومسلم.(3/610)
1944 - (ت) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «مَنْ أصَابَ حدًّا فَعُجِّلَ عُقُوبتَهُ في الدُّنيا فَالله أعْدَلُ مِنْ أن يُثَني على عَبْدهِ العُقُوبَةَ في الآخرَةِ، ومن أصابَ حدًّا فَسَتَرَهُ الله عليه وعفَا عنه، فالله أكرمُ [ص:611] من أنْ يَعودَ في شَيء قد عَفَا عنه» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2628) في الإيمان، باب ما جاء لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، وفي سنده الحجاج بن محمد المصيصي الأعور، وهو ثقة ثبت لكنه اختلط في آخر عمره، وأبو إسحاق السبيعي وهو ثقة اختلط بآخره، ولكن للحديث شواهد بمعناه، ولذلك قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، وصححه الحاكم، وأقره الذهبي، قال المناوي في " فيض القدير ": وقال في " المهذب ": إسناده جيد، وقال في " الفتح ": سنده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن:.
1 - أخرجه أحمد (1/99) (775) وفي (1/159) (1365) . وابن ماجة (2604) قال: حدثنا هارون ابن عبد الله الحمال. والترمذي (2626) قال: حدثنا أبو عبيدة بن أبي السفر، واسمه أحمد بن عبد الله الهمداني الكوفي.
2 - وأخرجه عبد بن حميد (87) قال: حدثني أحمد بن يونس، قال: حدثنا أبو شهاب، عن ثابت الثمالي.
كلاهما (يونس، وثابت) عن أبي إسحاق، عن أبي جحيفة، فذكره.(3/610)
1945 - (ت د) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: «رفع القَلمُ عن ثَلاثَةٍ: عن النائم حَتى يستيقظ، وعَنِ الصَّبيِّ حتى يَحتلمَ، وعن المَجنُونِ حتى يَعقِلَ» . أخرجه الترمذي وأبو داود (1) .
ولأبي داود زيادةٌ في طريق أخرى: «والخَرِفِ» .
__________
(1) أخرجه الترمذي رقم (1423) في الحدود، باب ما جاء فيمن لا يجب عليه الحد، وأبو داود رقم (4403) في الحدود، باب في المجنون يسرق أو يصيب حداً، وإسناده حسن، ويشهد له حديث عائشة الذي بعده، وهو حديث صحيح بطرقه، وقد تقدم حديث ابن عباس بمعناه رقم (1823) .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
حسن بالمجموع:أخرجه أبو داود (4401) قال: حدثنا ابن السرح. والنسائي في الكبرى «الورقة 96 - ب» قال: أخبرنا أحمد بن عمرو بن السرح. ابن خزيمة (1003) و (3048) قال: حدثنا يونس ابن عبد الأعلى ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم.
ثلاثتهم - ابن السرح، ويونس، ومحمد - عن عبد الله بن وهب، قال: أخبرني جرير بن حازم، عن سليمان بن مهران الأعمش، عن أبي ظبيان، عن ابن عباس، فذكره.
* وأخرجه أحمد (1/154) (1327) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا حماد، وفي (1/158) (1360) و (1362) قال: حدثنا أبو سعيد، قال: حدثنا حماد بن سلمة. وأبو داود (4402) قال: حدثنا هناد، عن أبي الأحوص (ح) وحدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا جرير. وأخرجه أبو داود أيضا «تحفة الأشراف» (7/10078) عن محمد بن المثنى، عن عبد العزيز بن عبد الصمد. والنسائي في الكبرى «الورقة 96 - ب» قال: أخبرنا هلال بن بشر، قال: حدثنا أبو عبد الصمد. أربعتهم (حماد، وأبو الأحوص، وجرير، وأبو عبد الصمد عبد العزيز) عن عطاء بن السائب، عن أبي ظبيان، عن علي، فذكره. ليس فيه «ابن عباس» .
* وأخرجه أبو داود (4399) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا جرير. وفي (4400) قال: حدثنا يوسف بن موسى، قال: حدثنا وكيع. كلاهما (جرير، ووكيع) عن الأعمش، عن أبي ظبيان، عن ابن عباس، عن علي. موقوفا.
* وأخرجه النسائي في الكبرى «الورقة 96 ب» قال: أخبرنا أحمد بن سليمان،قال: حدثنا عبيد الله، قال: أخبرنا إسرائيل، عن أبي حصين، عن أبي ظبيان، عن علي، موقوفا. وليس فيه «ابن عباس» .
* قال النسائي: وهذا أولى بالصواب، يعني الموقوف، وأبو حصين أثبت من عطاء بن السائب..
- ورواه أبو الضُّحَى، عن علي:
أخرجه أبو داود (4403) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا وهيب، عن خالد،عن أبي الضحى، فذكره.
- ورواه الحسن البصري، عن علي:
أخرجه أحمد (1/116) (940) قال: حدثنا هشيم، قال: أنبأنا يونس. وفي (1/118) (956) قال: حدثنا بهز (ح) وحدثنا عفان، قالا: حدثنا همام، عن قتادة. وفي (1/149) (1183) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة. والترمذي (1423) قال: حدثنا محمد بن يحيى القطعي البصري، قال: حدثنا بشر بن عمر، قال: حدثنا همام، عن قتادة. والنسائي في الكبرى «الورقة 96 ب» قال: أخبرنا أبو داود، قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا همام، عن قتادة.
كلاهما «يونس، وقتادة» عن الحسن، فذكره.
* أخرجه النسائي في الكبرى «الورقة 96 ب» قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا يونس، عن الحسن، عن علي، قال: رفع القلم عن ثلاثة....... فذكره،موقوفا.
* قال النسائي: والموقوف أصح.
* وقال الترمذي: لا نعرف للحسن سماعا من علي بن أبي طالب.(3/611)
1946 - (د س) عائشة -رضي الله عنها- قالت: قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: «رُفع القلمُ عن ثلاثةٍ: عن النائم حتى يَستَيْقظَ، وعن المبتَلى حتى يَبرأ، وعن الصبيِّ حتى يَكْبُرَ» . أخرجه أبو داود والنسائي (1) .
__________
(1) أخرجه أبو داود رقم (4398) في الحدود، باب في المجنون يسرق أو يصيب حداً، والنسائي 6 / 156 في الطلاق، باب من لا يقع طلاقه من الأزواج، وإسناده حسن، وهو بمعنى الذي قبله.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
حسن بالمجموع:أخرجه أحمد (6/100) قال: حدثنا عفان. وفي (6/101) قال: حدثنا حسن ابن موسى وعفان وروح. وفي (6/144) قال: حدثنا يزيد، والدارمي (2301) قال: أخبرنا عفان. وأبو داود (4398) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة. قال: حدثنا يزيد بن هارون. وابن ماجة (2041) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا يزيد بن هارون (ح) وحدثنا محمد بن خالد بن خداش ومحمد بن يحيى. قالا: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. والنسائي (6/156) قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم. قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي.
خمستهم (عفان، وحسن بن موسى، وروح بن عبادة، ويزيد بن هارون، وعبد الرحمن بن مهدي) عن حماد بن سلمة، عن حماد، عن إبراهيم، عن الأسود، فذكره.(3/611)
الكتاب الثالث من حرف الحاء: في الحضانة
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الحضانة) حاضنة الصبي: هي التي تقوم عليه في تربيته وتتولى أمره.(3/612)
1947 - (د ت س) هلال - بن أبي ميمونة (1) - وقيل: أسامة -رحمه الله- أنَّ أبا مَيمونة [سُلمى] مولى أَهل المدينة - رَجُلٌ صدْقٌ- قال: «بينما أنَا جالسٌ مع أبي هريرةَ جَاءتْهُ امرأةٌ فارسيةٌ معها ابنٌ لها، وقد طَلَّقَها زَوجها، فَادَّعَياهُ، فَرَطَنَتْ له تقول: يا أبا هريرة، زَوجي يُريدُ أن يذهَبَ بابني، فقال [ص:613] أبو هريرة: اسْتهِما عليه، رَطَنَ لها بذلك، فَجاء زَوجُها وقال: مَنْ يُحاقُّني في ولدي؟ فقال أبو هريرةَ: اللَّهُمَّ إني لا أقولُ هذا، إلا أنِّي كنتُ قَاعِداً مع رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- فَأتَتْهُ امرأةٌ، فقالت: يا رسولَ الله إنَّ زَوجي يُريدُ أنْ يذهبَ بابني وقد نَفَعَني وَسَقَاني مِنْ عَذْب الماء - وعند أبي داود: وقد سَقَاني مِنْ بئْرِ أبي عِنَبَةَ (2) - فقال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: استهما عليه، فقال زوُجها: مَنْ يُحَاقُّني في ولدي؟ فقال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: هذا أبوكَ، وهذهِ أُمُّكَ، فَخُذْ بِيَدِ أَيِّهما شِئْتَ، فَأخذَ بيَدِ أُمِّهِ، فَانطَلَقَتْ بِهِ» . أخرجه أبو داود.
واختصره الترمذي قال: «إنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- خَيَّرَ غلاماً بينَ أبيه وأُمِّهِ» لم يزِد على هذا. وأخرج النسائي المسند منه مثل أبي داود (3) . [ص:614]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فرطنت) : الرطانة - فتح الراء وكسرها - الكلام بالأعجمية.
(استهما) : الاستهام المقارعة.
(يحَاقُّني) : ينازعني في حقي.
__________
(1) قال الحافظ في " التهذيب ": هلال بن علي بن أسامة، ويقال: هلال بن أبي ميمونة، وهلال بن أبي هلال العامري مولاهم المدني، وبعضهم نسبه إلى جده، فقال: ابن أسامة. روى عن أنس بن مالك، وعبد الرحمن بن أبي عمرة، وأبي سلمة بن عبد الرحمن، وعطاء بن يسار، وأبي ميمونة المدني. وأبو ميمونة المدني: هو الفارسي المدني الأبار، قيل: اسمه سليم، وقيل: سلمان، وقيل: أسامة، وقيل: إنه والد هلال بن أبي ميمونة، ولا يصح. اهـ. وقال المنذري: وذكر أن أبا ميمونة اسمه سليم، وقال غير الترمذي: اسمه سلمان، ووقع في سماعنا سلمى.
(2) بئر بالمدينة المنورة.
(3) أخرجه الترمذي رقم (1357) في الأحكام، باب ما جاء في تخيير الغلام بين أبويه، وأبو داود رقم (2277) في الطلاق، باب من أحق بالولد، والنسائي 6 / 185 و 186 في الطلاق، باب إسلام أحد الزوجين وتخيير الولد، وأخرجه أيضاً ابن ماجة رقم (2351) في الأحكام، باب تخيير الصبي بين أبويه، وأحمد في المسند 2 / 246 و 247، وإسناده صحيح. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وفي الباب عن عبد الله بن عمرو، وجد الحميد بن جعفر، وقال الترمذي: والعمل على هذا عند بعض أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم، قالوا: يخير الغلام بين أبويه إذا وقعت بينهما المنازعة في الولد، وهو قول أحمد، وإسحاق، وقالا: ما كان الولد صغيراً فالأم أحق، فإذا بلغ الغلام سبع سنين خير بين أبويه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: أخرجه الحميدي (1083) قال: حدثنا سفيان. قال: حدثنا زياد بن سعد، سمعه من هلال بن أبي ميمونة. وأحمد (2/447) قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا علي بن المبارك، عن يحيى ابن أبي كثير. والدارمي (2298) قال: أخبرنا أبو عاصم. قال: حدثنا ابن جريج. قال: أخبرني زياد ابن سعد، عن هلال بن أسامة. وأبو داود (2277) قال: حدثنا الحسن بن علي. قال: حدثنا عبد الرزاق وأبو عاصم، عن ابن جريج. قال: أخبرني زياد، عن هلال بن أسامة. وابن ماجة (2351) قال: حدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن زياد بن سعد، عن هلال بن أبي ميمونة. والترمذي (1357) قال: حدثنا نصر بن علي، قال: حدثنا سفيان، عن زياد بن سعد، عن هلال بن أبي ميمونة الثعلبي، والنسائي (6/185) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا خالد. قال: حدثنا ابن جريج. قال: أخبرني زياد، عن هلال بن أسامة.
كلاهما (هلال، ويحيى بن أبي كثير) عن أبي ميمونة، فذكره.
* أخرجه أحمد (2/246) قال: حدثنا سفيان، عن زياد بن سعد، عن هلال بن أبي ميمونة، عن أبي هريرة، فذكره. ليس فيه «أبو ميمونة» .(3/612)
1948 - (د) عمرو بن شعيب -رحمه الله- عن أبيه عن جده: «أنَّ امرأةً أتَتَ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم-، فقالت: إنَّ ابني هذا كانَ بَطني لَهُ وِعَاءً، وَثديي له سقاءً، وحجري له حِوَاءً، وإنَّ أَباهُ طلَّقني وأراد أَنْ يَنْتَزِعَهُ مِنِّي، فقال لها رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: أنتِ أَحَقُّ بِهِ مَا لَمْ تَنْكِحي» . أخرجه أبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(حِوَاء) : حويت الشيء: إذا ضممته إلى نفسك.
__________
(1) رقم (2276) في الطلاق، باب من أحق بالولد، وفي سنده الوليد بن مسلم وهو ثقة لكنه كثير التدليس والتسوية.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/182) (6707) قال: حدثنا روح، قال: حدثنا ابن جريج. وفي (2/203) (6893) قال: حدثنا عبد الرزاق: قال: سمعت المثنى بن الصباح. وأبو داود (2276) قال: حدثنا محمود بن خالد السلمي، قال: حدثنا الوليد، عن أبي عمرو، يعني الأوزاعي.
ثلاثتهم (ابن جريج، والمثنى، والأوزاعي) عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، فذكره.
* رواية المثنى بن الصباح: «أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قضى أن المرأة أحق بولدها ما لم تزوج» .(3/614)
1949 - (ط) القاسم بن محمد -رحمه الله- قال: «كانَت عند عمرَ بن الخطاب امرأةٌ من الأنصار، فولدت له عاصمَ بنَ عمرَ، ثم إنه فارقها، فجاء عمرُ قُبَاءَ، فوجد ابنه عاصماً يَلعبُ بفناء المسجد فَأَخَذَ بِعضُدِهِ فوضعه بيْنَ يدَيه على الدَّابَّة، فَأَدركتْهُ جَدَّةُ الغُلام فَنازَعتْهُ إيَّاهُ، حتى أتَيَا أبَا بكْرٍ [ص:615] الصِّدِّيقَ، فقال عمرُ: ابني، وقالت المرأةُ: ابني، فقال أبو بكرٍ الصِّدِّيقُ: خَلِّ بيْنها وبَيْنَهُ، قال: فما رَاجعَهُ عمرُ الكلام» . أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 2 / 767 في الوصية، ما جاء في المؤنث من الرجال ومن أحق بالولد، وفي سنده انقطاع، فإن القاسم بن محمد بن أبي بكر لم يدرك عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده منقطع: أخرجه مالك (1537) عن يحيى بن سعيد أنه قال: سمعت القاسم بن محمد، فذكره.(3/614)
1950 - (د) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: «خَرَجَ زَيدُ بنُ حارِثَةَ إلى مَكَّةَ فَقَدِمَ بابنِةِ حمزة، فقال جَعْفرُ: أنَا آخُذُها، أنا أحَقُّ بِها، هي ابنَةُ عَمِّي، وعِندي خَالَتُها، وإنَّما الخَالَةُ أمٌّ، وقال عليٌّ: أنَا أحَقُّ بها، هي ابنةُ عمِّي، وعندي ابنةُ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-، فهي أحقُّ بها، وقال زيدٌ: أنَا أَحقُّ بِها، هي ابنةُ أخي، وإنَّما خَرَجتُ إليها، وسافَرتُ وقَدِمتُ بِها، فَقَضى بها رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- لِجَعْفَرٍ وقال: الخَالَةُ أُمٌّ» .
وفي رواية قال: «لمَّا خَرَجنا من مَكَّةَ تَبِعتْنا ابنةُ حمزةَ تُنادي: يَاعَمُّ، يَاعَمُّ: فَتَنَاولَهَا عَليٌّ، فَأخذ بِيدِها، فقال: دُوْنَكَ ابنةَ عمِّك، فَحَملتها - فَقَصَّ الْخَبَرَ - وقال جعفرٌ: بنتُ عَمي، وخالَتُها تَحْتي، فَقَضى [بها] رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- لِخَالَتِها، وقال: الْخَالَةُ بِمْنزِلَةِ الأُم» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (2278) و (2280) في الطلاق، باب من أحق بالولد، وإسناده حسن، والحديث أخرجه البخاري من حديث البراء بن عازب في أثناء حديث طويل في قصة الحديبية.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أصله في البخاري من حديث البراء:- رواه عن علي هانئ بن هانئ:
أخرجه أحمد (1/98) (770) قال: حدثنا يحيى بن آدم. وفي (1/108) (857) قال: حدثنا أسود، يعني ابن عامر، وفي (1/115) (931) قال: حدثنا حجاج. وأبو داود (2280) قال: حدثنا عباد بن موسى، أن إسماعيل بن جعفر حدثهم.
أربعتهم (يحيى بن آدم، وأسود، وحجاج، وإسماعيل) عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن هانئ بن هانئ وهبيرة بن يريم، فذكراه.
* في رواية أسود، لم يذكر «هبيرة بن يريم» .
- ورواه عن علي،عجير:
أخرجه أبو داود (2278) قال: حدثنا العباس بن عبد العظيم، قال: حدثنا عبد الملك بن عمرو، قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد، عن يزيد بن الهاد، عن محمد بن إبراهيم، عن نافع بن عجير، عن أبيه، فذكره.
- ورواه عن علي، عبد الرحمن بن أبي ليلى:
أخرجه أبو داود (2279) قال: حدثنا محمد بن عيسى، قال: حدثنا سفيان، عن أبي فروة، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، فذكره.(3/615)
الكتاب الرابع: في الحياء
1951 - (ت) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: «اسْتحْيُوا مَنَ الله حَقَّ الْحَياءِ، قُلنا: إنَّا لَنسْتَحيي من الله يا رسولَ الله، والحمدُ لله، قال: لَيس ذَلِكَ، ولكنَّ الاسْتِحياءَ مِنَ الله حَقَّ الْحَياءِ: أنْ تَحْفَظ الرَّأْسَ ومَا وَعى، والْبَطْنَ ومَا حَوى، وتذْكُرَ المَوتَ والبلى، وَمنْ أرادَ الآخِرَةَ تَرَك زِينَةَ الدُّنيا، وآثَرَ الآخِرَةَ عَلى الأُولى، فَمنْ فَعلَ ذِلكَ فَقَدِ اسْتَحْي من الله حقَّ الحياءِ» . أخرجه الترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(البطن وما حوى والرأس وما وعى) : يعني «بما حوى» المأكول والمشروب، و «بما وعى» السمع والبصر واللسان، والمراد به الحث [ص:617] على الحلال من الرزق، واستعمال هذه الجوارح فيما يُرضي الله تعالى.
__________
(1) رقم (2460) في صفة القيامة، باب رقم 25، وفي سنده الصباح بن محمد بن أبي حازم البجلي الأحمسي الكوفي، وهو ضعيف، قال المنذري في " الترغيب والترهيب " ورواه الطبراني مرفوعاً من حديث عائشة، أقول: وقد صححه الحاكم، ووافقه الذهبي، وهو كما قالا، فإن له شواهد يرتقي بها.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
محتمل التحسين لشواهده: أخرجه أحمد (1/387) (3671) . والترمذي (2458) قال: ثنا يحيى ابن موسى.
كلاهما (أحمد ويحيى بن موسى) قالا: ثنا محمد بن عبيدة قال: ثنا أبان بن إسحاق، عن الصباح بن محمد، عن مرة الهمداني فذكره.
قلت: مداره على الصباح وقد ضعفوه.
قال زكي الدين المنذري: أبان والصباح مختلف فيهم، وقد ضعف الصباح برفعه هذا الحديث، وصوابه عن ابن مسعود موقوفا عليه، ورواه الطبراني من حديث عائشة مرفوعا. الترغيب (2605) بتحقيقي.
قلت: وبابة هذه الأخبار التساهل في قبولها. والله أعلم.(3/616)
1952 - (خ م ط د ت س) عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- أنَّ رَسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- مَرَّ على رَجُلٍ من الأنْصَار وهُو يَعِظُ أخَاهُ في الْحياءِ، فقال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: «دَعْهُ فَإنَّ الحياءَ من الإيمانِ» .
وفي روايةٍ: مَرَّ على رَجلٍ وهو يعْاتِبُ أخاهُ في الحَيَاءِ يقولُ: إنَّك لَتَسْتَحيي، حَتَّى كَأنَّهُ يَقُولُ: قد أَضرَّ بِكَ، فقال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: «دَعْهُ، فإنَّ الحياء مِنَ الإيَمانِ» . أخرجه الجماعة (1) .
__________
(1) أخرجه البخاري 1 / 69 في الإيمان، باب الحياء من الإيمان، وفي الأدب، باب الحياء، ومسلم رقم (36) في الإيمان، باب بيان عدد شعب الإيمان، والموطأ 2 / 905 في حسن الخلق، باب ما جاء في الحياء، والترمذي رقم (2618) في الإيمان، باب ما جاء أن الحياء من الإيمان، وأبو داود رقم (4795) في الأدب، باب في الحياء، والنسائي 8 / 121 في الإيمان، باب الحياء، وأخرجه أيضاً ابن ماجة رقم (58) في المقدمة، باب في الإيمان.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1 - أخرجه مالك «الموطأ» (565) وأحمد (2/56) (5183) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، والبخاري (1/12) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. وفي «الأدب المفرد» (602) قال: حدثنا إسماعيل، وأبو داود (4795) قال: حدثنا القعنبي. والنسائي (8/121) قال: أخبرنا هارون بن عبد الله، قال: حدثنا مَعن (ح) والحارث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع، عن ابن القاسم. ستتهم (يحيى، وابن يوسف، وإسماعيل بن أبي أويس، والقعنبي، ومعن، وابن القاسم) عن مالك بن أنس.
2 - وأخرجه الحميدي (625) . وأحمد (2/9) (4554) . ومسلم (1/46) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وعمرو الناقد، وزهير بن حرب. وابن ماجة (58) قال: حدثنا سهل بن أبي سهل، ومحمد بن عبد الله بن يزيد. والترمذي (2615) قال: حدثنا ابن أبي عمر، وأحمد بن منيع. تسعتهم (الحميدي، وأحمد، وأبو بكر، والناقد، وزهير، وسهل، ومحمد بن عبد الله، وابن أبي عمر، وابن منيع) قالوا: حدثنا سفيان (هو ابن عيينة) .
3 - وأخرجه أحمد (2/147) (63412) . وعبد بن حميد (725) . ومسلم (1/46) قال: حدثنا عبد بن حميد. كلاهما (أحمد، وعبد) قالا: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر.
4 - وأخرجه البخاري (8/35) قال: حدثنا أحمد بن يونس. وفي «الأدب المفرد» (602) قال: حدثنا عبد الله. كلاهما (أحمد، وعبد الله) قالا: حدثنا عبد العزيز بن أبي سلمة.
أربعتهم (مالك، وابن عيينة، ومعمر، وعبد العزيز) عن الزهري، عن سالم بن عبد الله، فذكره.(3/617)
1953 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «الحياءُ من الإيمانِ، والإيمانُ في الْجَنَّةِ، والبذَاءُ مِنَ الجفَاءِ، والَجفَاءُ في النَّارِ» . أخرجه الترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(البذاء) : بالفتح والمد: الفحش. [ص:618]
(الجفاء) : التباعد من الناس والغلظة عليهم.
__________
(1) رقم (2010) في البر والصلة، باب ما جاء في الحياء، وإسناده حسن، ويشهد له من جهة المعنى الذي بعده، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح، وفي الباب عن ابن عمر وأبي بكرة وأبي أمامة وعمران بن حصين.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن: أخرجه أحمد (2/501) قال: حدثنا يزيد. والترمذي (2009) قال: حدثنا أبو كريب. قال: حدثنا عبدة بن سليمان وعبد الرحيم ومحمد بن بشر.
أربعتهم (يزيد، وعبدة، وعبد الرحيم بن سليمان، ومحمد بن بشر) عن محمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو سلمة، فذكره.(3/617)
1954 - (ت) أبو أمامة الباهلي - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: «الحياءُ والعَيُّ شُعبَتُانِ من الإيمانِ، والبَذَاءُ والبيَانُ شُعبَتانِ من النِّفاقِ» .
أخرجه الترمذي، وقال: «العَيُّ» قِلَّةُ الكلام، و «البَذاءُ» الفُحْش في الكلام، و «البيانُ» هو كَثْرَةُ الكلام، «مثل هؤلاء الخطباء الذين يخطبُون النَّاسَ ويتوسَّعون في الكلام ويَتَفَصَّحُونَ فيه من مَدح النَّاسِ فيما لا يَرضي الله» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(العَيُّ) : القصور في البيان، والنطق بما في النفس.
(شُعبتان) : الشعبة القطعة من الشيء، والمراد أنهما قطعتان منشؤهما [الإيمان، أو] النفاق.
(البيان) : قد جاء ذكره في الحديث، وأما حقيقته: فإنه ضد العي، وهو القدرة على الكلام، والنطق بما في النفس، وإيصاله إلى المخاطب في أحسن صورة، والمنهي عنه: إنما هو التعمق في النطق والتفاصح، وإظهار التقدم فيه على الناس، وكأنه نوع من العُجب، ولذلك قال فيه: «وبعض البيان» ، [ص:619]، لأنه ليس كل البيان مذموماً، إنما يذم منه ما كان واقعاً هذا الموقع، وإلا فالبيان في نفسه محمود.
__________
(1) أخرجه الترمذي رقم (2028) في البر والصلة، باب ما جاء في العي، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: أخرجه أحمد (5/269) قال: حدثنا حسين بن محمد، وغيره. والترمذي (2027) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا يزيد بن هارون.
جميعهم عن أبي غسان، محمد بن مطرف، عن حسان بن عطية، فذكره.(3/618)
1955 - (خ م د) أبو السَّوَّار العدوي - هو حسان بن حريث -رحمه الله- قال: سمِعتُ عِمْرَانَ بنَ حُصيْنٍ يقول: قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: «الحياءُ لا يَأْتي إلا بِخَيْرٍ، فقال بُشَيْرُ بنُ كَعْبٍ: إنَّهُ مَكتوبٌ في الْحِكْمَةِ: إنَّ منه وَقاراً، ومنه سَكينة» .
وفي رواية: «وَمِنْهُ ضَعْفٌ، فقال عِمران: أُحدِّثكَ عن رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-، وتُحَدِّثُني عن صُحُفِك؟» .
وفي رواية قال: «الحياءُ خيرٌ كُلُّهُ - أو قال الحياءُ كُلُّهُ خيرٌ» . الشَّكُ من الراوي. أخرجه البخاري ومسلم عن أبي السَّوَّارِ عن عِمرَانَ.
وأخرجه مسلم أيضاً وأبو داود عن أبي قَتادَةَ تَميم بنِ نُذير العَدَوي عن عِمران
وفي آخر رواية أبي داود: قال: «قُلنا: يا أبا نُجَيْدٍ (1) ، [ص:620] إيهِ إيهِ (2) » .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(سكينة) : فعيلة من السكون.
(إيه) : إذا قلت للرجل: إيه، بغير تنوين، فأنت تستزيده من الكلام والبذاء، وإذا وصلت نوّنت فقلت: إيه، فإذا قلت: إيهاً بالنصب فإنما تأمره بالسكوت.
__________
(1) في مختصر " سنن أبي داود " للمنذري " إنه وإنه " و " إيه " زجر بمعنى: حسبك، والمعنى: حسبك ما صدر منك من الغضب والإنكار على بشير فإنه منا، وإنه لا بأس به ولايتهم في دينه، ومعنى [ص:620] " إنه " إنه صادق، وإنه من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي رواية مسلم " يا أبا نجيد، إنه لا بأس به "، وقال النووي: يعني: ليس هو ممن يتهم بنفاق ولا زندقة.
(2) أخرجه البخاري 10 / 433 في الأدب، باب الحياء، ومسلم رقم (37) في الحياء، باب بيان عدد شعب الإيمان، وأبو داود رقم (4796) في الأدب، باب الحياء.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (4/426 و 436) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن خالد بن رباح، وفي (4/426) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا خالد بن رباح. وفي (4/427) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن قتادة. وفي (4/436) قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا خالد بن رباح أبو الفضل. وفي (4/442) قال: حدثنا روح، قال: حدثنا أبو نعامة العدوي. والبخاري (8/35) وفي «الأدب المفرد» (1312) قال: حدثنا آدم، قال: حدثنا شعبة، عن قتادة. ومسلم (1/46) قال: حدثنا محمد بن المثنى ومحمد بن بشار. قالا: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن قتادة.
ثلاثتهم - خالد بن رباح، وقتادة، وأبو نعامة العدوي - عن أبي السوّار العدوي، فذكره.
- ورواه أبو قتادة العدوي عن عمران:
أخرجه أحمد (4/445) قال: حدثنا إسحاق بن عيسى، قال: حدثنا حماد، يعني ابن زيد، عن إسحاق ابن سويد. وفي (4/446) قال: حدثنا وهب بن جرير، قال: حدثنا أبي، قال: سمعت حميد بن هلال. ومسلم (1/47) قال: حدثنا يحيى بن حبيب الحارثي، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن إسحاق، وهو ابن سويد. وأبو داود (4796) قال: حدثنا سليمان بن حرب، قال: حدثنا حماد، عن إسحاق بن سويد.
كلاهما - إسحاق بن سويد، وحميد بن هلال - عن أبي قتادة، فذكره.
* لم يذكر حميد بن هلال قصة بُشير بن كعب.
- ورواه حجير بن الربيع العدوي عن عمران:
أخرجه مسلم (1/47) قال: ثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا النضر، قال: حدثنا أبو نعامة العدوي، قال: سمعت حجير بن الربيع العدوي، فذكره. «ولم يذكر متنه» .
- ورواه بشير بن كعب عن عمران:
أخرجه أحمد (4/442) قال: يزيد بن هارون، قال: أخبرنا أبو نعامة العدوي، عن حميد بن هلال، عن بشير بن كعب، فذكره.
- ورواه الحسن البصري عن عمران:
أخرجه أحمد (4/440) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا حماد، عن حميد، عن الحسن، فذكره.
قلت: ذكره أحمد عقب الحديث من رواية ثابت، ولم يذكر متنه.
ورواية ثابت مخرجة (4/440) قال: ثنا عفان، قال: ثنا حماد، قال: أخبرنا ثابت، فذكره.(3/619)
1956 - (خ د) أبو مسعود البدري - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إنَّ مَمَّا أدْركَ النَّاسُ مِن كلامِ النُّبوَّةِ الأُولى: إذا لم تَسْتحِ فَافْعلْ مَا شِئْتَ» (1) . أخرجه البخاري وأبو داود. [ص:621]
[وفي رواية ابن مسعود «فَاصْنَعْ» . أخرجه البخاري قبيل مناقب قريش] (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(إذا لم تستحِ فاصنع ما شئت) : هذا الكلام له تأويلان.
أحدهما: ظاهر، وهو المشهور، ومعناه: إذا لم تستح من العيب ولم تخش العار مما تفعله، فافعل ما تحدثك نفسك من أغراضها، سواء كان حسناً أو قبيحاً، وهذا لفظه أمر، ومعناه: توبيخ وتهديد.
والوجه الثاني: تقول: إذا كنت في فعلك آمناً أن تستحي منها. فاصنع منها ما شئت، كأنه قال: إذا كنت في أفعالك جارياً على سنن الصواب فافعل منها ما شئت، والمراد بقوله: «إن هذا مما بقي من كلام النبوة الأولى» ، يعني أن الحياء لم يزل مستحسناً في شرائع الأنبياء الأولين، وأنه لم يرفع ولم ينسخ في جملة ما نسخ الله من شرائعهم.
__________
(1) قال الخطابي: الأمر للتهديد، نحو قوله تعالى {اعملوا ما شئتم} يعني: فإن الله يجزيكم، أو أراد به: افعل ما شئت لا تستحي منه، أي: لا تفعل ما تستحي منه، أو الأمر بمعنى الخبر، أي: إذا لم يكن حياء يمنعك من القبيح صنعت ما شئت.
(2) أخرجه البخاري 10 / 434 في الأدب، باب إذا لم تستح فاصنع ما شئت، وفي الأنبياء، باب ما ذكر عن بني إسرائيل، وأبو داود رقم (4797) في الأدب، باب ما جاء في الحياء، وأخرجه أيضاً ابن ماجة رقم (4183) في الزهد، باب الحياء.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (4/121 و 122) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (4/121) قال: حدثنا روح، قال: حدثنا شعبة، والثوري. وفي (4/122) قال: حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان. وفي (5/273) قال: حدثنا يحيى، عن سفيان، والبخاري (4/215 و 8/35) . وفي «الأدب المفرد» (597) قال: حدثنا أحمد بن يونس، قال: حدثنا زهير. وفي (4/215) قال: حدثنا آدم، قال: حدثنا شعبة، وأبو داود (4797) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة، قال: حدثنا شعبة. وابن ماجة (4183) قال: حدثنا عمرو بن رافع، قال: حدثنا جرير.
أربعتهم (شعبة، وسفيان الثوري، وزهير، وجرير) عن منصور، قال: سمعت ربعي بن خراش، فذكره.
* جاء في «مسند أحمد» (5/273) قال ابن مالك: حدثنا الفضل بن الحباب، قال: حدثنا القعنبي، قال: حدثنا شعبة، قال: حدثنا منصور، عن ربعي، عن أبي مسعود، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستح فاصنع ما شئت» .
وابن مالك هذا هو «القطيعي» ، أحمد بن جعفر بن حمدان. واسم حمدان، أحمد بن مالك بن شبيب البغدادي، راوي المسند عن عبد الله بن أحمد بن حنبل. وهذا الإسناد من زياداته القليلة في المسند.(3/620)
1957 - (خ م) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: «كانَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- أشَدّ حَياء مَنَ العَذْراءِ في خِدرِها، فإذا رَأى شَيْئاً يَكْرَهُهُ عَرَفْناهُ في وَجههِ» .
أخرجه البخاري ومسلم يرفعه (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(العذراء في خدرها) : العذراء البكر، وهي أبداً توصف بالحياء، وخدر العروس: موضعها الذي تصان فيه عن الأعين.
__________
(1) أخرجه البخاري 10 / 434 في الأدب، باب الحياء، وفي الأنبياء، باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم، ومسلم رقم (2320) في فضائل النبي صلى الله عليه وسلم، باب كثرة حيائه صلى الله عليه وسلم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:أخرجه أحمد (3/71) قال: حدثنا بهز. وفي (3/79) قال: حدثنا محمد بن جعفر. وفي (3/88) قال: حدثنا هاشم. وفي (3/91) قال: حدثنا أبو داود. وفي (3/92) قال: حدثنا بهز، وحجاج. وعبد بن حميد (978) قال: حدثنا سليمان بن داود. والبخاري (4/230) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى. وفي (4/230) ، وفي «الأدب المفرد» (599) قال: حدثني محمد بن بشار،قال: حدثنا يحيى، وابن مهدي. وفي (8/31) قال: حدثنا عبدان، قال: أخبرنا عبد الله. وفي (8/35) ، وفي «الأدب المفرد» (599) قال: حدثنا علي بن الجعد. وفي «الأدب المفرد» (467) قال: حدثنا عمرو ابن مرزوق، ومسلم (7/77) قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ، قال: حدثنا أبي (ح) وحدثنا زهير بن حرب، ومحمد بن المثنى، وأحمد بن سنان، عن عبد الرحمن بن مهدي. وابن ماجة (4180) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، وعبد الرحمن بن مهدي. والترمذي في «الشمائل» (358) قال: حدثنا محمود بن غَيلان، قال: حدثنا أبو داود.
جميعا (بهز، وابن جعفر، وهاشم، وسليمان بن داود أبو داود، وحجاج، ويحيى، وابن مهدي، وعبد الله بن المبارك، وعلي بن الجعد، وابن مرزوق، ومعاذ) عن شعبة، عن قتادة، قال: سمعت عبد الله بن أبي عتبة، فذكره.(3/622)
1958 - (ط) زيد بن طلحة بن ركانة -رحمه الله- يَرْفَعُهُ، قال: قال رسِولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: «إنَّ لِكُلِّ دينٍ خُلُقاً، وخُلُقُ الإسلام الْحياءُ» أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 2 / 905 في حسن الخلق، باب ما جاء في الحياء مرسلاً، قال ابن عبد البر: رواه جمهور الرواة عن مالك مرسلاً، أقول: وقد وصله ابن ماجة رقم (4181) و (4182) بسندين ضعيفين يرتقي الحديث بهما إلى درجة الحسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
مرسل:أخرجه مالك (1743) عن سلمة بن صفوان بن سلمة الزرقي، عن زيد بن طلحة بن ركانة.
راجع «الموطأ» بشرح الزرقاني (4/322) ط/ دار الكتب العلمية.(3/622)
1959 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «مَا كانَ الفُحْشُ في شَيءٍ إلا شَانَهُ، [ص:623] ومَا كانَ الْحَيَاءُ في شَيء إلا زَانَهُ» أخرجه الترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الفُحش) : القبيح من الكلام، والبذاء.
(شانَه) : الشَّين: العَيب.
__________
(1) رقم (1975) في البر والصلة، باب ما جاء في الفحش والتفحش، وأخرجه أيضاً ابن ماجة رقم (4185) في الزهد، باب الحياء، وإسناده حسن، وقد حسنه الترمذي وقال: وفي الباب عن عائشة رضي الله عنها، وأخرجه أحمد في " المسند "، والبخاري في " الأدب المفرد ".
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
حسن: أخرجه أحمد (3/165) ، وعبد بن حميد (1241) ، والبخاري في «الأدب المفرد» (601) قال: حدثنا إبراهيم بن موسى، وابن ماجة (4185) قال: حدثنا الحسن بن علي الخلال. والترمذي (1974) قال: حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني.
خمستهم (أحمد، وعبد بن حميد، وإبراهيم بن موسى، والخلال، والصنعاني) عن عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن ثابت، فذكره.
- ورواه عن أنس، ثابت دون ذكر الحياء:
أخرجه البخاري في «الأدب المفرد» (466) قال: ثنا الغداني أحمد بن عبيد الله، قال: ثنا كثير بن أبي كثير، قال: ثنا ثابت، فذكره.(3/622)
الكتاب الخامس: في الحسد
1960 - (خ م) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - أنَّ رسِولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا حَسَدَ (1) إلا في اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ آتاهُ الله الْحِكْمَةَ، فهو يَقضِي بها ويُعَلِّمُها، ورجلٌ آتَاهُ الله مالاً فَسَلَّطَهُ على هَلكَتهِ في الحقِّ» . أخرجه البخاري ومسلم (2) .
__________
(1) قال الحافظ في " الفتح ": قوله: " لا حسد " أي: لا رخصة في الحسد إلا في خصلتين، أو لا يحسن الحسد إن حسن، أو أطلق الحسد مبالغة في الحث على تحصيل الخصلتين، كأنه قيل: لو لم يحصلا إلا بالطريق المذموم لكان ما فيهما من الفضل حاملاً على الإقدام على تحصيلهما به، فكيف والطريق المحمود يمكن تحصيلهما به، وهو من جنس قوله تعالى: {فاستبقوا الخيرات} فإن حقيقة السبق أن يتقدم على غيره في المطلوب.
(2) أخرجه البخاري 1 /153 في العلم، باب الاغتباط في العلم والحكمة، وفي الزكاة، باب إنفاق المال في حقه، وفي الأحكام، باب أجر من قضى بالحكمة، وفي الاعتصام، باب ما جاء في اجتهاد القضاة بما أنزل الله تعالى، ومسلم رقم (816) في صلاة المسافرين، باب فضل من يقوم بالقرآن ويعلمه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:أخرجه الحميدي (99) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (1/385) (3651) قال: حدثنا يحيى. وفي (1/432) (4109) قال: حدثنا وكيع، ويزيد. والبخاري (1/28) قال: حدثنا الحميدي، قال: حدثنا سفيان. وفي (2/134) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا يحيى. وفي (9/78 و 126) قال: حدثنا شهاب بن عباد، قال: حدثنا إبراهيم بن حميد. ومسلم (2/201) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع (ح) وحدثنا ابن نمير، قال: حدثنا أبي، ومحمد بن بشر. وابن ماجة (4208) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا أبي، ومحمد بن بشر. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (9537) عن إسحاق بن إبراهيم، عن جرير، ووكيع. (ح) وعن سويد بن نصر، عن عبد الله بن المبارك.
تسعتهم (سفيان بن عيينة، ويحيى القطان، ووكيع، ويزيد، وإبراهيم بن حميد، وعبد الله بن نمير، ومحمد بن بشر، وجرير، وعبد الله بن المبارك) عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، فذكره.(3/624)
1961 - (خ م ت) عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: سمعتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «لا حَسَدَ إلا على اثْنَتيْنِ: رجلٌ آتَاهُ الله القرآنَ فقام به آناء اللَّيل وَآنَاءَ النَّهارِ، ورجلٌ أعْطاهُ الله مالاً، فَهوَ يُنْفِقِهُ آنَاءَ [ص:625] اللَّيلِ وآناءَ النَّهارِ» . أخرجه البخاري ومسلم والترمذي (1) .
__________
(1) أخرجه البخاري 9 /65 في فضائل القرآن، باب اغتباط صاحب القرآن، وفي التوحيد، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل والنهار "، ومسلم رقم (815) في صلاة المسافرين، باب فضل من يقوم بالقرآن ويعلمه، والترمذي رقم (1937) في البر والصلة، باب ما جاء في الحسد.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه الحميدي (617) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (2/8) (4550) قال: حدثنا سفيان. وفي (2/36) (4924) و (2/88) (5618) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر. وفي (2/152) (6403) قال: حدثنا عثمان بن عمر، قال: أخبرنا يونس. وعبد بن حميد (729) قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. والبخاري (6/236) قال: حدثنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب. وفي (9/189) ، وفي «خلق أفعال العباد» (78) قال: حدثنا علي بن عبد الله، قال: حدثنا سفيان. ومسلم (2/201) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وعمرو الناقد، وزهير بن حرب، كلهم عن ابن عيينة. قال زهير: حدثنا سفيان بن عيينة. (ح) وحدثني حرملة بن يحيى، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس. وابن ماجة (4209) قال: حدثنا يحيى بن حكيم، ومحمد بن عبد الله ابن يزيد، قالا: حدثنا سفيان. والترمذي (1936) قال: حدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان. والنسائي في «فضل القرآن» (97) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا سفيان.
أربعتهم (سفيان بن عيينة، ومعمر، ويونس، وشعيب) عن ابن شهاب الزهري، عن سالم، فذكره.(3/624)
1962 - (خ) أبو هريرة - رضي الله عنه - أَنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا حَسَدَ إلا في اثنَتَيْنِ: رجلٌ آتاهُ الله القرآنَ فهو يَتْلُوهُ آناءَ اللَّيلِ والنَّهارِ فَسمِعَهُ جَارٌ له، فقال: لَيْتَني أُوِتيتُ مِثْلَ مَا أُوتِيَ فُلانٌ فَعَمِلْتُ مِثْلَ مَا يَعمَلُ، ورجلٌ آتاهُ الله مالاً فهو يُنفِقُهُ في حَقِّهِ، فقال رجل: لَيْتَني أُوتِيتُ مِثْلَ مَا أُوتِيَ فُلانٌ، فَعَمِلْتُ مِثْلَ ما يَعمَلُ» . أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) 9 / 65 في فضائل القرآن، باب اغتباط صاحب القرآن، وفي التمني، باب تمني القرآن والعلم، وفي التوحيد، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل والنهار ".
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:أخرجه أحمد (2/479) قال: حدثنا محمد بن جعفر،وروح، المعنى، قالا: حدثنا شعبة. والبخاري (6/236) قال: حدثنا علي بن إبراهيم. قال: حدثنا روح. قال: حدثنا شعبة. وفي (9/104) ، وفي «خلق أفعال العباد» (صفحة 77) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا جرير. وفي (9/104) و (188) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا جرير. والنسائي في «فضائل القرآن» (98) قال: أخبرنا محمد بن المثنى. قال: حدثنا ابن أبي عدي، عن شعبة. وفي الكبرى «تحفة الأشراف» (9/12339) عن إسحاق بن إبراهيم، عن جرير.
كلاهما - شعبة، وجرير بن عبد الحميد - عن سليمان الأعمش، عن أبي صالح ذكوان، فذكره.(3/625)
1963 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه - أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قال: «إيَّاكْم والحَسدَ، فَإنَّ الحَسَدَ يَأْكُلُ الْحسنَاتِ كما تأُكُلُ النَّارُ الْحَطَب - أو قال: العُشْبَ» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (4903) في الأدب، باب في الحسد، من حديث إبراهيم بن أبي أسيد عن جده عن أبي هريرة رضي الله عنه، وجد إبراهيم لم يسم، وذكر البخاري: إبراهيم هذا في " التاريخ الكبير " 1 / 272 وذكر له هذا الحديث وقال: لا يصح. أقول: لكن له شاهد عند ابن ماجة بمعناه رقم (4210) من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه بلفظ " الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار، والصلاة نور المؤمن، والصيام جنة من النار "، وفي سنده عيسى بن أبي عيسى الحناط، ويقال: الخياط، وهو ضعيف، فلعله يقوى به.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
لا يصح:أخرجه عبد بن حميد (1430) وأبو داود (4903) قال: ثنا عفان بن صالح. كلاهما - عبد بن حميد، وعثمان بن صالح- عن أبي عامر، عبد الملك بن عمرو، قال: حدثنا سليمان بن بلال، عن إبراهيم بن أبي أسيد، عن جده، فذكره.
قلت: ذكره البخاري في «التاريخ الكبير» (1/272) وقال: لا يصح.(3/625)
1964 - (ت) الزبير بن العوام - رضي الله عنه -: أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «دَبَّ إليكم دَاءُ الأُممِ قَبلَكم: الحسدُ والبغضاءُ، وَهي الْحَالِقةُ أمَا إنِّي لا أَقُولُ: تَحْلِقُ الشَّعْرَ، ولكن تَحْلِقُ الدِّينَ، والَّذي نَفْسي بِيدِه، لا تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حتَّى تُؤمِنوا، ولا تُؤمِنُون حتى تَحابُّوا، أَلا أدلُّكم على مَا تَتَحَابُّونَ بِهِ؟ افْشُوا السلامَ بينَكم» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2512) في صفة القيامة، باب سوء ذات البين وهي الحالقة، وفي سنده جهالة مولى الزبير رضي الله عنه، ولكن للحديث شاهد لأوله عند الترمذي من حديث أبي هريرة وأبي الدرداء رضي الله عنهما، ولآخره شاهد عند مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه رقم (54) في الإيمان بلفظ " لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم، أفشوا السلام بينكم "، فالحديث بمجموعه بهذه الشواهد حسن، وقد ذكر الفقرة الأولى من الحديث المنذري في " الترغيب والترهيب " عن حديث الزبير وقال: رواه البزار بإسناد جيد والبيهقي وغيرهما.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
حسن لشواهده:أخرجه أحمد (1/167) (1430) قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا حرب ابن شداد. وفي (1/167) (1431) قال: حدثنا أبو عامر، قال: حدثنا علي بن المبارك. وفي (1/167) (1432) قال: حدثنا إبراهيم بن خالد، قال: حدثنا رباح، عن معمر. والترمذي (2510) قال: حدثنا سفيان بن وكيع، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن حرب بن شداد.
ثلاثتهم (حرب، وعلي، ومعمر) عن يحيى بن أبي كثير، عن يعيش بن الوليد، أن مولى الزبير حدثه، فذكره.
* أخرجه عبد بن حميد (97) قال: حدثنا عبيد الله بن موسى، عن شيبان بن عبد الرحمن، عن يحيى ابن أبي كثير، قال: حدثني يعيش بن الوليد بن هشام، قال: حُدِّثت عن الزبير، فذكره.(3/626)
1965 - () عبد الله بن كعب (1) -رحمه الله- عن أبيه: أَنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «مَا ذِئبَانِ جَائِعانِ أُرسِلا في زَريبة غَنَمٍ بأَفْسدَ لها منَ الْحِرصِ على المالِ، والْحَسد في دِين المسلم، وإن الْحَسدَ لَيَأُكُلُ الْحَسناتِ كما تَأَكُلُ النَّار الحْطَبَ» .
وفي رواية: «إيَّاكم والحسدَ، فَإنَّهُ يأكُلُ الحسناتِ كما تأكُلُ النَّارُ العْشبَ» . أخرجه (2) .
__________
(1) هو عبد الله بن كعب بن مالك الأنصاري المدني.
(2) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وقال المنذري في [ص:627] " الترغيب والترهيب " 4 / 12: ذكره رزين، ولم أره في شيء من أصوله بهذا اللفظ، إنما روى الترمذي صدره وصححه، ولم يذكر الحسد. أقول: الحديث دون ذكر الحسد رواه أحمد في المسند 3 / 456 و 460 والترمذي رقم (2482) " تحفة الأحوذي "، في الزهد، وصححه، والنسائي وابن حبان في " صحيحه " من حديث كعب بن مالك رضي الله عنه، وروي من وجه آخر عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث ابن عمر وابن عباس وأبي هريرة وأسامة بن زيد وجابر وأبي سعيد الخدري وعاصم بن عدي الأنصاري رضي الله عنهم، وهو حديث صحيح. وقد شرح هذا الحديث وذكر فوائده في رسالة الحافظ ابن رجب الحنبلي البغدادي رحمه الله، فمن شاء النظر في الموضوع فليرجع إليها فإنها قيمة. وأما ذكر الحسد في آخر الحديث فإنه يشهد له الحديث الذي قبله.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
هذا الحديث من زيادات رزين. وذكره الحافظ المنذري في «الترغيب» (4246) وقال: ذكره رزين، ولم أره في شيء من أصوله بهذا اللفظ، إنما روى الترمذي صدره وصححه، ولم يذكر «الحسد» بل قال: «على المال والشرف» وبقية الحديث تقدمت عند أبي داود من حديث أبي هريرة.(3/626)
الكتاب السادس: في الحرص
1966 - (خ م ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - «أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «يَهْرَمُ ابنُ آدَمَ وتَشِبُّ منه اثْنَتانِ: الحِرصُ عَلى المالِ، والحِرصُ عَلى العُمُرِ» .
وفي روايةٍ: يَكْبَرُ ابنُ آدَمَ ويَكْبُرُ مَعَهُ اثْنتَان: حبُّ المالِ، وطولُ العُمُرِ» أخرجه البخاري ومسلم والترمذي (1) .
__________
(1) أخرجه البخاري 11 / 205 في الرقاق، باب من بلغ ستين سنة فقد أعذر الله إليه في العمر، ومسلم رقم (1047) في الزكاة، باب كراهة الحرص على الدنيا، والترمذي رقم (2340) في الزهد، [ص:628] باب ما جاء في قلب الشيخ شاب على حب اثنتين، وأخرجه أيضاً ابن ماجة رقم (4234) في الزهد، باب الأمل والأجل.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1 - أخرجه أحمد (3/115 و 275) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (3/119) قال: حدثنا وكيع. وفي (3/119 و 169 و 275) قال: حدثنا محمد بن جعفر. وفي (3/275) قال: حدثنا حجاج. ومسلم (3/99) قال: حدثنا محمد بن المثنى، وابن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر. أربعتهم (يحيى، ووكيع، وابن جعفر، وحجاج) عن شعبة.
2 - وأخرجه أحمد (3/192و 256) قال: حدثنا عفان: وفي (3/192) قال: حدثني بهز. ومسلم (3/99) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، وسعيد بن منصور، وقتيبة بن سعيد. وابن ماجة (4234) قال: حدثنا بشر بن معاذ الضرير. والترمذي (2339) و (2455) قال: حدثنا قتيبة. ستتهم (عفان، وبهز، ويحيى، وسعيد، وقتيبة، وبشر) عن أبي عوانة.
3 - وأخرجه البخاري (8/111) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم. ومسلم (3/99) قال: حدثني أبو غسان المسمعي، ومحمد بن المثنى. قالا: حدثنا معاذ بن هشام. كلاهما (مسلم، ومعاذ) عن هشام الدستوائي.
ثلاثتهم (شعبة، وأبو عوانة، وهشام) عن قتادة، فذكره.(3/627)
1967 - (خ م ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «قَلبُ الشَّيخ شَابٌّ على حبِّ اثْنَتيْنِ: حُبِّ العَيشِ - أو قال: طُولِ الحيَاةِ - وَحُبِّ المَالِ» . أخرجه البخاري ومسلم والترمذي (1) .
__________
(1) أخرجه البخاري 11 / 205 في الرقاق، باب من بلغ ستين سنة فقد أعذر الله إليه في العمر، ومسلم رقم (1046) في الزكاة، باب كراهة الحرص على الدنيا، والترمذي رقم (2339) في الزهد، باب ما جاء في قلب الشيخ شاب على حب اثنتين، وأخرجه أيضاً ابن ماجة رقم (4233) في الزهد، باب الأمل والأجل.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:أخرجه البخاري (8/111) قال: حدثنا علي بن عبد الله، قال: حدثنا أبو صفوان عبد الله بن سعيد. ومسلم (3/99) قال: حدثني أبو الطاهر،وحرملة، قالا: أخبرنا ابن وهب.
كلاهما (أبو صفوان، وابن وهب) عن يونس، عن ابن شهاب، قال: أخبرني سعيد بن المسيب، فذكره.
* أخرجه النسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (10/13324) عن هارون بن سعيد، عن خالد بن نزار، عن القاسم بن مبرور، عن يونس، عن الزهري، عن سعيد وأبي سلمة، كلاهما عن أبي هريرة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، نحو رواية أبي صفوان عبد الله بن سعيد.
- ورواه عطاء بن يسار عن أبي هريرة:
أخرجه أحمد (2/335) قال: ثنا سريج. وفي (2/338) قال: ثنا يونس (2/339) قال: ثنا فزارة (ح) وسريج.
ثلاثتهم عن فليح عن هلال بن علي عن عطاء بن يسار، فذكره.
- ورواه أبو سلمة عن أبي هريرة.
أخرجه أحمد (2/501) قال: ثنا يزيد، قال: أخبرنا محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، فذكره.
- ورواه الأعرج عن أبي هريرة:
أخرجه الحميدي (1069) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (2/358) قال: حدثنا حسين بن محمد، قال: حدثنا ابن أبي الزناد. وفي (2/394) قال: حدثنا أبو أحمد، قال: حدثنا سفيان. وفي (2/443 و447) قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا سفيان. ومسلم (3/99) قال: حدثنا زهير بن حرب، قال: حدثنا سفيان بن عيينة.
ثلاثتهم- سفيان بن عيينة، وسفيان الثوري، وابن أبي الزناد - عن أبي الزناد عبد الله بن ذكوان، عن الأعرج، فذكره.
- ورواه همام عن أبي هريرة:
أخرجه أحمد (2/317) قال: ثنا عبد الرزاق بن همام،قال: ثنا معمر، عن همام، فذكره.
- ورواه أبو صالح عن أبي هريرة:
أخرجه الترمذي (2338) ، وأحمد (2/370 و 380) .(3/628)
1968 - (ت) كعب بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: «مَا ذئبان جَائِعَانِ أُرسِلا في غَنَمٍ بأفسَدَ لها مِنْ حِرصِ المرء على المال والشَّرَف لدينهِ» . أخرجه الترمذي (1) .
وهذا طرف من الحديث الذي قد تقدَّم في كتاب الحسد، إلا أنّهُ ذكره رزين، ولم أجد في الترمذي إلا هذا الحديث، وهو في الحرص، فذكرتُه ها هنا.
__________
(1) رقم (2377) في الزهد، باب حرص المرء على المال والشرف لدينه، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال، وقد تقدم تخريجه رقم (1965) .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/456) قال: حدثنا علي بن بحر، قال: حدثنا عيسى بن يونس. وفي (3/460) قال: حدثنا علي بن إسحاق، قال: أخبرنا عبد الله. والدارمي (2733) قال: أخبرنا أبو النعمان، قال: حدثنا عبد الله بن المبارك. والترمذي (2376) قال: حدثنا سويد بن نصر. قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (8/11136) عن سويد بن نصر، عن ابن المبارك.
كلاهما - عيسى، وعبد الله بن المبارك -عن زكريا بن أبي زائدة، عن محمد بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة، عن ابن كعب بن مالك، فذكره.(3/628)
1969 - (خ م ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: «لَوْ كانَ لابْنِ آدَمَ وادِيانِ من مَالٍ لابتَغَى لهما ثالثاً، وَلا يَملأُ جَوفَ ابْنِ آدَمَ إلا التُّرَابُ، ويَتُوبُ الله على مَن تَابَ» . [ص:629]
هذه رواية البخاري ومسلم.
وفي رواية الترمذي: «لو كان لابنِ آدمَ وادٍ لأحَبَّ أَن يَكونَ له ثانٍ ... الحديث» (1) .
__________
(1) أخرجه البخاري 11 / 217 في الرقاق، باب ما يتقى من فتنة المال، ومسلم رقم (1048) في الرقاق، باب لو أن لابن آدم واديين لابتغى ثالثاً، والترمذي رقم (2338) في الزهد، باب ما جاء لو كان لابن آدم واديان من مال.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1 - أخرجه أحمد (3/168 و 247) قال: حدثنا حجاج، قال: حدثنا ليث، قال: حدثنا عقيل.
2 - وأخرجه أحمد (3/236) قال: حدثنا يعقوب. والبخاري (8/115) قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله. والترمذي (2337) قال: حدثنا عبد الله بن أبي زياد، قال: حدثنا يعقوب. كلاهما (يعقوب ابن إبراهيم، وعبد العزيز) عن إبراهيم بن سعد، عن صالح بن كيسان.
3 - وأخرجه أحمد (3/247) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا رشدين بن سعد، عن قرة، وعقيل، ويونس.
4 - وأخرجه مسلم (3/100) قال: حدثني حرملة بن يحيى، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس.
أربعتهم (عقيل، وصالح، وقرة، ويونس) عن الزهري، فذكره.
- ورواه عن أنس قتادة:
1 - أخرجه أحمد (3/122) قال: حدثنا يزيد. وفي (3/176 و 272) قال: حدثنا محمد بن جعفر. وفي (3/176 و 272) قال: حدثنا حجاج. والدارمي (2781) قال: أخبرنا يزيد بن هارون. ومسلم (3/99) قال: حدثنا ابن المثنى، وابن بشار، قال ابن المثنى: حدثنا محمد بن جعفر. ثلاثتهم (يزيد، وابن جعفر، وحجاج) عن شعبة.
2 - وأخرجه أحمد (3/192) قال: حدثنا عفان. وفي (3/243) قال: حدثنا سريج. ومسلم (3/99) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، وسعيد بن منصور، وقتيبة بن سعيد، خمستهم (عفان، وسريج، ويحيى، وسعيد، وقتيبة) عن أبي عوانة.
3 - وأخرجه أحمد (3/198) قال: حدثنا زيد بن الحباب، قال: أخبرني علي بن مسعدة.
4 - وأخرجه أحمد (3/238) قال: حدثنا حسن، قال: حدثنا شيبان.
5 - وأخرجه أحمد (3/192) قال: حدثنا بهز وعفان، قالا: حدثنا أبان بن يزيد.
خمستهم (شعبة، وأبو عوانة، علي، وشيبان، وأبان) عن قتادة، فذكره.(3/628)
1970 - (خ م) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما- قال: سمعتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «لَوْ أنَّ لابنِ آدْمَ مِثْلَ وادٍ مِنْ ذَهَبٍ مَالاً لأحَبَّ أَنْ يَكُونَ إليه مِثْلهُ، وَلا يَمْلأُ عَيْنَ ابن آدَمَ إلا التُّرَابُ، ويتوبُ الله على من تابَ» .
قال ابن عباس: فَلا أدْرِي أمن القُرآنِ هُوَ، أم لا؟ قال: وسمعتُ ابنَ الزُّبيْرِ يقول ذلك على المنبر.
وفي روايةٍ: «لَو كان لابن آدَمَ وادَيانِ مِنْ مالٍ لابتَغَى ثالثاً، ولا يَمْلأُ جوفَ ابْنِ آدَمَ إلا التُّرَابُ، ويَتوبُ الله على من تَابَ» .
أخرجه البخاري ومسلم (1) .
__________
(1) أخرجه البخاري 11 / 217 في الرقاق، باب ما يتقى من فتنة المال، ومسلم رقم (1049) في الزكاة، باب لو أن لابن آدم واديين لابتغى ثالثاً.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:أخرجه أحمد (1/370) (3501) قال: حدثنا روح. (ح) وعبد الله بن الحارث. والبخاري (8/115) قال: حدثنا أبو عاصم. (ح) وحدثني محمد، قال: أخبرنا مخلد. ومسلم (3/100) قال: حدثني زهير بن حرب، وهارون بن عبد الله، قالا: حدثنا حجاج بن محمد.
خمستهم (روح، وعبد الله، وأبو عاصم، ومخلد، وحجاج) عن ابن جريج، قال: سمعت عطاء، فذكره.(3/629)
1971 - (خ) عباس بن سهل بن سعد -رحمه الله- قال: سمعتُ ابْنَ الزُّبيرِ على مِنْبَرِ مَكَّةَ في خُطبتِهِ يقول: يَا أيُّها النَّاسُ، إنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- كان يقول: «لو أنَّ ابنَ آدَمَ أُعطِيَ وَادياً من ذَهَبٍ أحب إليه ثانياً، ولو أعطي ثانياً أحبَّ إليه ثَالِثاً، ولا يَسُدُّ جَوفَ ابْنِ آدَمَ إلا التُّرابُ، ويَتوبُ الله على من تابَ» . أخرجه البخاري (1) .
تم - بعون الله تعالى وتوفيقه - الجزء الثالث من كتاب
«جامع الأصول في أحاديث الرسول» - صلى الله عليه وسلم -
ويليه الجزء الرابع، وأوله حرف الخاء ويبدأ بكتاب الخُلُق
__________
(1) 11 / 217 في الرقاق، باب ما يتقى من فتنة المال.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:أخرجه البخاري (8/115) قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا عبد الرحمن بن سليمان ابن الغسيل، عن عباس بن سهل بن سعد، فذكره.(3/630)
ترجمة الأبواب التي أولها حاءٌ ولم تَرِدْ في حرف الحاء
(حلقُ الشعر) [في كتاب الحج من حرف الحاء، وفي كتاب الزينة من حرف الزاي] .
(الحَوقَلَةُ) في [كتاب] الدعاء من [حرف] الدال.
(الحُليُّ) في [كتاب] الزينة من [حرف] الزاي.
(الحِنَّاءُ) في [كتاب] الزينة من [حرف] الزاي.
(الحِلْفُ) بكسر الحاء - في [كتاب] الصحبة من [حرف] الصاد.
(الحمَّام) في كتاب الطهارة من حرف الطاء.
(الحيضُ) [في] كتاب الطهارة من حرف الطاء.
(الحِجَامَةُ) في كتاب الطب من حرف الطاء.
(حُبُّ الموت) في آخر كتاب الفضائل من حرف الفاء.
(الحشرُ) في كتاب القيامة من حرف القاف.
(الحِسَابُ) في كتاب القيامة من حرف القاف.
(الحَوضُ) في آخر كتاب الفضائل من حرف الفاء (1) .
(الحُزْنُ) في كتاب الموت من حرف الميم.
__________
(1) في المطبوع: في كتاب القيامة من حرف القاف.(3/631)
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم عَوْنَكَ
حرف الخاء، وفيه خمسة كتب
كتابُ الخُلُقِ، كتابُ الخوفِ، كتاب خَلْقِ العَالَمِ، كتاب الخِلافَةِ والإمَارَةِ، كتابُ الخُلْعِ.
الكتاب الأول: في الخُلُق
1972 - (ط) معاذ بن جبل - رضي الله عنه -: قال: «كَانَ آخِرُ مَا أوصَاني بِهِ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- حِينَ وَضَعْتُ رِجلي في الغَرْزِ - أنْ قال: يَا مُعاذُ، أَحْسِنْ خُلُقَكَ لِلنَّاسِ» (1) . [ص:4] أخرجه الموطأ (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الغرز) : ركاب كور الجمل إذا كان من جلد، فإن كان من حديد أو خشب فهو ركاب.
__________
(1) قال الزرقاني في شرح الموطأ: بأن يظهر منه لمجالسه أو الوارد عليه البشر والحلم والإشفاق والصبر على التعليم والتودد إلى الصغير والكبير. و " الناس " وإن كان لفظه عاماً، لكن أريد به من يستحق تحسين الخلق لهم، فأما أهل الكفر، والإصرار على الكبائر، والتمادي على الظلم، فلا يؤمر بتحسين الخلق لهم، بل يؤمر بالإغلاظ عليهم، قاله الباجي.
(2) 2 / 902 في حسن الخلق، باب ما جاء في حسن الخلق، بغير إسناد، وهو أحد الأحاديث التي وردت في الموطأ بغير سند، وذكر العلماء أنها ليست موصولة في كتاب، قال الزرقاني في شرح الموطأ: كذا ليحيى وابن القاسم والقعنبي، قال: ورواه ابن بكير عن مالك بن يحيى ابن سعيد عن معاذ، وهو مع هذا منقطع جداً، ولا يوجد مسنداً من حديث معاذ ولا غيره بهذا اللفظ، لكن ورد معناه، قاله ابن عبد البر. وقال الزرقاني أيضاً: ومن شواهد هذا الحديث ما رواه أحمد والترمذي وغيرهما بإسناد حسن عن معاذ قال: قلت: يا رسول الله علمني ما ينفعني؟ قال: " اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن "، وأخرج الترمذي عن أنس قال: بعث النبي صلى الله عليه وسلم معاذ بن جبل إلى اليمن فقال: يا معاذ: " اتق الله، وخالق الناس بخلق حسن "، قال: وروى قاسم بن أصبغ عن معاذ أن آخر كلمة فارقت عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم، قلت يا رسول الله أي العمل أفضل؟ قال: لا يزال لسانك رطباً من ذكر الله، فكأنه لما كان آخر ما أوصاه سأله عن هذا، فأجابه، فكان آخر كلمة، فلا خلف. أقول: فالحديث حسن بطرقه وشواهده التي تشهد له بالمعنى.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
منقطع: أخرجه مالك (الموطأ) (1735) في الجامع - باب ماجاء في حسن الخلق مرسلا.
وقال الزرقاني في (شرح الموطأ) كذا ليحيى وابن القاسم والقعنبي، ورواه ابن كثير عن مالك عن يحيى بن سعيد عن معاذ وهو مع هذا منقطع جدا، ولا يوجد مسندا من حديث معاذ، ولا غيره بهذا اللفظ، لكن ورد معناه، قاله ابن عبد البر.(4/3)
1973 - (ط) مالك بن أنس - رحمه الله -: بَلَغَهُ: أَنَّ رسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- قال: «بُعِثتُ لأُتَمِّمَ حُسْنَ الأخلاقِ» أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 2 / 904 في حسن الخلق، باب ما جاء في حسن الخلق، وإسناده منقطع، ولكن للحديث شواهد بمعناه يرتقي بها إلى درجة الحسن، قال الزرقاني: رواه أحمد وقاسم بن أصبغ والحاكم والخرائطي برجال الصحيح عن محمد بن عجلان عن القعقاع بن حكيم عن أبي صالح عن أبي هريرة، وقال ابن عبد البر: هو حديث مدني صحيح متصل من وجوه صحاح عن أبي هريرة وغيره، وللطبراني عن جابر مرفوعاً " إن الله بعثني بتمام مكارم الأخلاق، ومحاسن الأفعال ".
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
بلاغا: أخرجه مالك (الموطأ) (1742) في الجامع - باب ماجاء في حسن الخلق وقال الزرقاني في (شرح الموطأ) رواه أحمد وقاسم بن أصبغ والحاكم والخرايطي برجال الصحيح عن محمد بن عجلان عن القعقاع بن حكيم عن أبي صالح عن أبي هريرة.(4/4)
1974 - (د) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: سَمِعْتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «إِنَّ المؤمنَ لَيُدْرِكُ بِحُسْنِ خُلُقهِ: دَرَجَةَ الصَّائِمِ القَائِمِ» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (4798) في الأدب، باب في حسن الخلق، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (6/64) قال: حدثنا يونس وأبو النضر. قالا: حدثنا الليث عن يزيد بن عبد الله. وفي (6/90) قال: حدثنا هشام بن القاسم. قال: حدثنا ليث، عن يزيد بن عبد الله بن أسامة. وفي (6/133) قال: حدثنا سعيد بن منصور. قال: حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن. وفي (6/187) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي،عن زهير و «أبو داود» (4798) قال: حدثنا قتيبة ابن سعيد. قال: حدثنا يعقوب. يعني الإسكندراني.
ثلاثتهم - يزيد بن عبد الله، ويعقوب بن عبد الرحمن الإسكندراني، وزهير بن محمد التميمي - عن عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب، عن المطلب بن عبد الله بن حنطب، فذكره.(4/5)
1975 - (ت) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «إِنَّ مِنْ أَكْمَلِ المؤمنينَ إِيمَاناً: أَحسَنُهُمْ خُلُقاً، وَأَلْطَفُهُمْ بِأَهْلِهِ» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2615) في الإيمان، باب ما جاء في استكمال الإيمان من حديث أبي قلابة عن عائشة، وهو مرسل، لأن أبا قلابة - وهو عبد الله بن يزيد الجرمي - لم يسمع من عائشة، ولكن للحديث شواهد بمعناه يرتقي بها إلى درجة الحسن، ولذلك قال الترمذي: هذا حديث حسن، ولا نعرف لأبي قلابة سماعاً من عائشة، وقد روى أبو قلابة عن عبد الله بن يزيد - رضيع لعائشة - عن عائشة غير هذا الحديث، وقال الترمذي: وفي الباب عن أبي هريرة وأنس.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (6/47) قال: حدثنا إسماعيل. وفي (6/99) قال: حدثنا عبد الوهاب الخفاف. و «الترمذي» (2612) قال: حدثنا أحمد بن منيع البغدادي قال:حدثنا إسماعيل بن علية. و «النسائي» في الكبرى (تحفة الأشراف) (12/16195) عن هارون بن إسحاق الهمداني عن حفص بن غياث النخعي.
ثلاثتهم - إسماعيل بن علية، وعبد الوهاب الخفاف، وحفص بن غياث - عن خالد الحذاء عن أبي قلابة، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث صحيح، ولا نعرف لأبي قلابة سماعا من عائشة،وقد روى أبو قلابة عن عبد الله بن يزيد عن عائشة غير هذا الحديث، وأبو قلابة، وعبد الله بن زيد الجرمي.(4/5)
1976 - (ت د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «أَكْمَلُ المُؤمِنينَ إِيمَاناً: أَحْسَنُهُمْ خُلُقاً، وَخِيَارُكُمْ: خِيَارُكُمْ لأهلِهِ» .
أخرجه الترمذي، وأخرج أبو داود إلى قوله: «خُلُقاً» (1) .
__________
(1) رقم (1162) في الرضاع، باب ما جاء في حق المرأة على زوجها، وأبو داود رقم (4682) في السنة، باب الدليل على زيادة الإيمان ونقصانه، وإسناده حسن. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وفي الباب عن عائشة وابن عباس.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/250) قال: ثنا ابن إدريس. وفي (2/472) قال: ثنا يحيى بن سعيد. و «أبو داود» (4682) قال: ثنا أحمد بن حنبل. قال: ثنا يحيى بن سعيد. و «الترمذي» (1162) قال: ثنا أبو كريب. قال ثنا عبدة بن سليمان ثلاثتهم - ابن إدريس، يحيى، وعبدة - عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة، فذكره.(4/5)
1977 - (ت د) أبو الدرداء - رضي الله عنه -: أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال: «مَا مِنْ شَيْءٍ أَثْقَلُ فِي مِيزانِ المؤمِنِ يَوْمَ الْقِيامَةِ مِنْ خُلُقٍ حَسَنٍ، وَإِنَّ اللهَ يبْغضُ الفَاحِشَ البَذيءَ» . [ص:6]
وفي رواية قال: سَمِعتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- يقولُ: «مَا مِنْ شَيءٍ يُوضَعُ فِي المِيزَانِ أَثْقَلُ مِنْ حُسْنِ الخُلُقِ، وَإِنَّ صَاحِبَ حُسْنِ الْخُلُقِ لَيبلُغُ بِهِ دَرَجَةَ صَاحِب الصَّومِ، وَالصَّلاةِ» .
أخرجه الترمذي، وأخرج أبو داود منه قوله: «مَا مِنْ شَيءٍ أَثْقَلُ فِي الميزانِ مِنْ حُسْنِ الْخُلُقِ» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(البذيء) : فعيل، من البذاءة، وهو الفحش في النطق.
__________
(1) الترمذي رقم (2003) و (2004) في البر والصلة، باب ما جاء في حسن الخلق، وأبو داود رقم (4799) في الأدب، باب حسن الخلق، وإسناده حسن، وفي الباب عن عائشة وأبي هريرة وأنس وأسامة بن شريك، وقد ذكر الرواية الثانية المنذري في " الترغيب والترهيب " 3 / 256 من رواية البزار باسناد جيد.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (6/442) قال: حدثنا عبد الملك بن عمرو وابن أبي بكير قالا: حدثنا إبراهيم، يعني ابن نافع، عن الحسن بن مسلم، و (6/446) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، قال: سمعت القاسم بن أبي بزة. وفي (6/446) قال: حدثناه يزيد، قال: أخبرنا شعبة، عن القاسم بن أبي بزة. وفي (6/448) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن شعبة، قال: حدثني القاسم بن أبي بزة. و «عبد بن حميد» (204) قال: حدثنا وهب بن جرير وأبو الوليد. قالا: حدثنا شعبة، عن القاسم بن أبي بزة. و «البخاري» في الأدب المفرد (270) قال: حدثنا أبو الوليد، قال: حدثنا شعبة، عن القاسم بن أبي بزة. و «أبو داود» (4799) قال: حدثنا أبوالوليد الطيالسي، وحفص بن عمر قالا: حدثنا (ح) وحدثنا ابن كثير، قال: أخبرنا شعبة، عن القاسم بن أبي بزة، و «الترمذي» (2003) قال: حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا قبيصة بن الليث الكوفي، عن مطرف.
ثلاثتهم - الحسن بن مسلم، والقاسم بن أبي بزة، ومطرف - عن عطاء بن نافع، عن أم الدرداء، فذكرته.(4/5)
1978 - (ت) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «إِنَّ مِنْ أَحَبِّكم إِليَّ، وَأَقْرَبِكُمْ مِني مَجْلِساً يَوْمَ القِيَامَةِ: أَحَاسِنُكُم أخلاقاً، وَإِنَّ أَبغَضَكُمْ إِليَّ، وَأبْعَدَكُمْ مِني مَجْلساً يَومَ القِيامةِ: الثَّرْثَارونَ والمُتَشَدِّقُونَ وَالمُتَفَيْهِقُونَ، قالوا: يا رسولَ الله، قد عَلِمْنَا الثَّرثَارون والمُتَشَدِّقون، فما المُتَفَيْهِقونَ؟ قال: المُتَكَبِّرونَ» أخرجه الترمذي (1) . [ص:7]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الثرثارون) : الذين يكثرون في الكلام تكلفاً وخروجاً عن حد الواجب.
(المتفيهقون) : الذين يتوسعون في الكلام، ويفتحون به أفواههم مأخوذ من الفهق، وهو الامتلاء.
(الْمُتَشَدِّقون) : هم الذين يتكلمون بملء أفواههم تفاصحاً وتعظيمَاً لنطقهم.
__________
(1) رقم (2019) في البر والصلة، باب ما جاء في معالي الأخلاق، في سنده مبارك بن فضالة، وهو صدوق يدلس ويسوي، ولكن له شواهد بمعناه يرتقي بها إلى درجة الحسن، منها ما رواه أحمد والطبراني وابن حبان عن أبي ثعلبة الخشني كما في " الترغيب والترهيب " للمنذري 3 / 261، ولذلك قال الترمذي عن حديث جابر: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، وفي الباب عن أبي هريرة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
يحسن: أخرجه الترمذي (2018) قال: ثنا أحمد بن الحسن بن خراش البغدادي قال: ثنا حبان ابن هلال، قال: ثنا مبارك بن فضالة، قال: ثني عبد ربه بن سعيد، عن محمد بن المنكدر، فذكره.
قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذه الوجه.(4/6)
1979 - (ت) النواس بن سمعان - رضي الله عنه -: قال: «أقَمتُ مَع رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- بِالمدينةِ سَنة، مَا يَمْنَعُني مِنَ الْهِجرَةِ إِلا المَسألَةُ (1) ، كان أَحدُنَا إذا هَاجَر لَمْ يسأل رسول الله- صلى الله عليه وسلم- عَن شَيءٍ (2) ، قال: فَسَألتُهُ عن البِرِّ وَالإثْمِ؟ فقال رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم-: البِرُّ: حُسْنُ الْخُلُق (3) ، والإثمُ: مَا حَاكَ فِي [ص:8] صَدْرِكَ (4) وَكَرِهتَ أَن يَطَّلِعَ عليه النَّاسُ» أخرجه مسلم والترمذي (5) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(حاك في صدري) يقال: حاك هذا الأمر في صدرك: إذا دار في خاطرك أو فكرت فيه.
__________
(1) في الأصل: ما يمنعني من المسألة إلا الهجرة، والتصحيح من " صحيح مسلم ".
(2) قال النووي في شرح مسلم: قوله: ما منعني إلا المسألة ... إلخ. قال القاضي وغيره: معناه أنه إذا قام بالمدينة كالزائر من غير نقله إليها من وطنه لاستيطانها، وما منعه من الهجره - وهي الانتقال من الوطن واستيطان المدينة - إلا الرغبة في سؤال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أمور الدين، فإنه كان سمح بذلك للطارئين، دون المهاجرين، وكان المهاجرين يفرحون بسؤال الغرباء الطارئين من الأعراب وغيرهم، لأنهم يحتملون في السؤال، ويعذرون، ويستفيد المهاجرون الجواب، كما قال أنس في الحديث الذي ذكره مسلم في كتاب الإيمان " وكان يعجبنا أن يجيء الرجل العاقل من أهل البادية فيسأله ".
(3) قال النووي في شرح مسلم: قال العلماء: البر يكون بمعنى الصلة، وبمعنى اللطف والمبرة وحسن الصحبة والعشرة، وبمعنى الطاعة، وهذه الأمور هي مجامع حسن الخلق.
(4) قال النووي في شرح مسلم: قوله: " حاك في صدرك " أي تحرك فيه وتردد، ولم ينشرح له الصدر، وحصل في القلب منه الشك، وخوف كونه ذنباً.
(5) مسلم رقم (2553) في البر والصلة، باب تفسير البر والإثم، والترمذي رقم (2390) في الزهد، باب ما جاء في البر والإثم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (4/182) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. وفي (1824) قال: حدثنا زيد بن الحباب. و «الدارمي» (2793) قال: أخبرنا إسحاق بن عيسى، عن معن بن عيسى. و «البخاري» في الأدب المفرد (302، 295) قال: حدثنا إبراهيم بن المنذر قال: حدثنا معن. و «مسلم» (8/6) قال: حدثني محمد بن حاتم بن ميمون. قال: حدثنا ابن مهدي. وفي (8/7) قال: حدثني هارون بن سعيد الأيلي. قال: حدثنا عبد الله بن وهب. و «الترمذي» (2389) قال: حدثنا موسى بن عبد الرحمن الكندي الكوفي. قال: حدثنا زيد بن حباب. (ح) حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي.
أربعتهم -عبد الرحمن، وزيد، ومعن، وعبد الله بن وهب - عن معاوية بن صالح، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير الحضرمي، عن أبيه، فذكره.(4/7)
1980 - (خ م ت) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما -: قال: «لَمْ يَكُنْ رَسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- فَاحِشاً، وَلا مُتَفَحِّشاً، وكان يقول: إِنَّ مِنْ خِيَارِكم: أَحْسَنُكُمْ أَخْلاقاً» أخرجه البخاري، ومسلم، والترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فاحشاً) : الفاحش: ذو الفحش في كلامه.
(متفحشاً) : والمتفحش: الذي تكلف ذلك ويتعمده.
__________
(1) البخاري 10 / 378 في الأدب، باب لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم فاحشاً ولا متفحشاً، وباب حسن الخلق والسخاء، وفي الانبياء، باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب مناقب عبد الله بن مسعود، ومسلم رقم (2321) في الفضائل، باب كثرة حيائه صلى الله عليه وسلم، والترمذي رقم (1976) في البر، باب ما جاء في الفحش والتفحش، وأخرجه أيضاً أحمد في " المسند " 2 / 161 و 189 و 193 و 218.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/161) (450) قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (2/189) (6767) - مكرر - قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (2/193) (6818) قال: حدثنا وكيع. (ح) وابن نمير. و «البخاري» (4/230) قال: حدثنا عبدان، عن أبي حمزة. وفي (5/34، 8/15) قال: حدثنا حفص بن عمر، قال: حدثنا شعبة. وفي (8/15) قال:حدثنا قتيبة، قال: حدثنا جرير. وفي (8/16) قال: حدثنا عمر بن حفص، قال: حدثنا أبي. وفي (الأدب الفرد) (271) قال: حدثنا محمد بن كثير، قال:حدثنا سفيان. و «مسلم» (7/78) قال: حدثنا زهير بن حرب وعثمان بن أبي شيبة، قالا: حدثنا جرير. (ح) وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو معاوية، ووكيع (ح) وحدثنا ابن نمير، قال: حدثنا أبي (ح) وحدثنا أبو سعيد الأشج، قال: حدثنا أبو خالد، يعني الأحمر. والترمذي (1975) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال حدثنا أبو داود، قال: أنبأنا شعبة.
جميعا - أبو معاوية،وشعبة ووكيع،وعبد الله بن نمير، وأبو حمزة - أخرجه أحمد (2/177 (6649) قال: حدثنا يحيى بن إسحاق. وفي (2/220 (7052) قال:حدثنا علي بن إسحاق، قال: حدثنا عبد الله.
كلاهما (يحيى، وعبد الله بن المبارك) عن ابن لهيعة، قال: أخبرني الحارث بن زيد، عن ابن حجيرة الأكبر. فذكره.(4/8)
الكتاب الثاني: في الخوف
1981 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: «سمعتُ رسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- يقول: مَنْ خَافَ أدْلَجَ، وَمَنْ أَدْلَجَ بَلَغَ المَنزِلَ، أَلا إِنَّ سِلْعَةَ اللهِ غالية، ألا إِنَّ سِلْعَةَ اللهِ الجنَّةُ» . أخرجه الترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أدلج) : الإدلاج مخففّاً: السير من أول الليل، والإدِّلاج مثقلاً: السَّير من آخره، والمراد بالإدلاج هاهنا: التشمير في أول الأمر، فإن من سار من أول الليل كان جديراً ببلوغ المنزل.
__________
(1) رقم (2452) في صفة القيامة، باب من خاف أدلج، وفي سنده أبو فروة يزيد بن سنان التميمي الرهاوي، وهو ضعيف، وبكير بن فيروز لم يوثقه غير ابن حبان، ومع ذلك فقد قال الترمذي: هذا حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث أبي النضر.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه عبد بن حميد (1460) ، و «الترمذي» (2450) قال: ثنا أبو بكر بن أبي النضر. كلاهما - عبد بن حميد، وأبو بكر بن أبي النضر - عن أبي النضر هاشم بن القاسم. قال: ثنا أبو عقيل الثقفي. قال: ثنا أبو فرة يزيد بن سنان التميمي. قال ثني بكير بن فيروز، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث أبي النضر.(4/9)
1982 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: «أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- دَخَلَ عَلَى شَابٍّ وَهُوَ فِي المَوتِ، فقال: كَيفَ تَجِدُكَ؟ قال: أرجُو الله يا رسولَ الله، وَإِنِّي أَخَافُ ذُنُوبي، فقال رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم-: لا يَجْتَمِعَانِ فِي [ص:10] قَلْبِ عَبْدٍ فِي مِثلِ هذا الموطِنِ إِلا أَعْطَاهُ اللهُ مَا يَرْجُو مِنْهُ، وَآمَنَهُ مِمَّا يَخَافُ» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (983) في الجنائز، باب رقم (11) ، وأخرجه أيضاً ابن ماجة رقم (4261) في الزهد، باب ذكر الموت والإستعداد له، واسناده حسن.(4/9)
1983 - (خ م د ت) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «مَا رَأْيتُ رَسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- مُستَجْمِعاً قَطُّ ضَاحِكاً حتى تُرى منه لَهَوَاتُهُ (1) ، إِنَّمَا كَانَ يَتَبَسَّم» .
زاد في رواية: «فَكَانَ إِذَا رَأى غَيْماً عُرِفَ فِي وَجْهِهِ، قالت: يا رسول الله، النَّاسُ إذا رَأوا الغَيمَ فَرِحُوا، رَجَاءَ أنْ يَكُونَ فيه المطرُ، وَأراكَ إذا رَأيتَ غَيْماً عُرِفَ فِي وَجْهِكَ الكرَاهِيَةُ؟ فقال: يا عائشةُ، وَمَا يُؤمِّنُني أنْ يكونَ فِيه عَذَابٌ؟ قد عُذِّبَ قومٌ بالرِّيحِ، وقد رَأى قومٌ العذاب، فقالوا: {هَذا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا} [الأحقاف: 24] »
وفي رواية قالت: «كان رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- إذا رَأى مَخِيلَة فِي السَّمَاءِ أَقْبَلَ وأَدْبَرَ وَدَخَلَ وَخَرَجَ، وَتَغَيَّرَ وَجْهُهُ، فَإِذا أمْطَرَتِ السَّمَاءُ سُرِّيَ عنه، فَعرَّفَتهُ عائشةُ ذلك، فقال النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: وَما أدْري؟ لَعله كما قال قومٌ: {فَلَمَّا رَأْوهُ عَارِضاً مُستَقْبِلَ أودِيَتِهِمْ قَالوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا} » . [ص:11]
وفي أخرى: «كانَ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- إذا رأى يَوْمَ الرِّيح - أو الغَيمِ - عُرِفَ ذلك في وَجْهِهِ، وأقْبَلَ وأدبَر، فَإِذا أُمْطرَتْ سُرَّ بِهِ، وذهب عنه ذلك، قالت عَائِشَةُ: فسألتهُ؟ فقال: إِني خَشيتُ أنْ يكون عَذَاباً سُلِّطَ على أُمَّتي، ويقول إذا رَأى المطر: رحمةٌ» .
وفي أخرى قالت: «كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- إذا عَصَفَتِ الرِّيحُ قال: اللَّهُمَّ إني أَسأَلُكَ خَيرَها، وَخَيرَ مَا فيها، وَخَيْرَ مَا أُرسِلَتْ بِهِ، وَأعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا، وَشَرِّ ما فيها، وشَرِّ ما أُرسِلتْ بِه، وَإذا تَخَيَّلتِ السماءُ تَغَيَّرَ لَوْنُهُ، وَخَرَجَ ودَخَلَ، وَأقْبَلَ وَأدبَرَ، فَإِذَا مَطَرَت سُرِّي عنه، فَعَرَفَتْ ذلك عائشةُ، فَسألَتْهُ؟ فقال: لَعَلَّهُ يا عَائِشَةُ كما قال قَوْمُ عَادٍ: {فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضاً مُستَقْبِلَ أوديَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرنَا} » هذه روايات البخاري، ومسلم.
وأخرج الترمذي الرواية الثانية، والرابعة.
وأخرج أبو داود الرواية الأولى.
وله في أخرى: «أَنَّ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم- كَانَ إِذَا رَأَى نَاشِئاً في أُفق السَّمَاءِ تَرَكَ العملَ، وَإِنْ كَانَ فِي صَلاةٍ، ثم يقول: اللَّهمَّ إِني أعُوذُ بِكَ مِن شَرِّهَا، [ص:12] فَإِنْ مَطَرَ قال: اللَّهُمَّ صَيِّباً هَنِيئاً» (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(عارض) : العارض: السحاب الذي يعرض في السماء.
(مخيلة) : المخيلة: السحابة التي يظن أن فيها مطراً، وتخيلت السماء: إذا تغيمت.
(سُرِّي عنه) : سري عنه هذا الأمر: إذا كشف وأزيل عنه.
(عصفت) الريح: إذا هبت هبوباً شديداً.
(ناشئاً) : الناشئ من السحاب هو الذي لم يتكامل اجتماعه واصطحابه فهو في أول أمره.
(صيباً) : الصيب: السحاب الذي يهراق ماؤه.
__________
(1) جمع " لهاة " وهي اللحمة في أقصى سقف الحلق.
(2) أخرجه البخاري 8 / 444 في تفسير سورة الأحقاف، باب قوله تعالى: {فلما رأوه عارضاً مستقبل أوديتهم قالوا هذا عارض ممطرنا} ، وفي الأدب، باب التبسم والضحك، ومسلم رقم (899) في الاستسقاء، باب التعوذ عند رؤية الريح، وأبو داود رقم (5098) و (5099) في الأدب، باب ما يقول إذا هاجت الريح، والترمذي رقم (3254) في التفسير باب من سورة الأحقاف.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه الحميدي (270) قال: حدثنا سفيان. وقال: حدثنا مسعر. و «أحمد» (6/41) قال: حدثنا عبدة. قال: حدثنا مسعر. وفي (6/137) قال: حدثنا وكيع، عن سفيان. وفي (6/190) قال: حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان وفي (6/222) قال: حدثنا حجاج، قال: أخبرنا شريك. و «البخاري» في الأدب المفرد (686) قال: حدثنا خلاد بن يحيى. قال: حدثنا سفيان. و «أبو داود» (5099) قال: حدثنا ابن بشار. قال: حدثنا عبد الرحمن. قال: حدثنا سفيان. و «ابن ماجة « (3889) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا يزيد بن المقدام بن شريح. و «النسائي» (3/164) قال: أخبرنا محمد بن منصور. قال: حدثنا سفيان، عن مسعر. وفي (عمل اليوم والليلة) (14) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا يزيد، يعني ابن المقدام بن شريح بن هانئ. وفي (915) قال: أخبرنا إبراهيم بن محمد التيمي القاضي، قال: حدثنا يحيى، عن سفيان.
أربعتهم - مسعر، وسفيان الثور، وشريك بن عبد الله النخعي. ويزيد بن المقدام - عن المقدام بن شريح ابن هانئ، عن أبيه، فذكره.
* الروايات مطولة ومختصرة. وأثبتنا لفظ رواية يزيد بن المقدام، عند ابن ماجة.(4/10)
1984 - (خ) أنس بن مالك - رضي الله عنهما -: قال: «كانتِ الرِّيحُ إِذا هَبَّتْ عُرِفَ ذلك في وَجه رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-» أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) 2 / 432 في الاستسقاء، باب إذا هبت الريح، قال الحافظ في الفتح: وفي الحديث: الإستعداد بالمراقبة لله، والإلتجاء إليه عن اختلاف الأحوال، وحدوث ما يخاف بسببه.(4/12)
1985 - (ت) أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «إنِّي أرى ما لا تَرَوْنَ، وَأسْمَعُ مَا لا تَسْمَعُونَ، أطَّتِ السَّماء، وحُقَّ لَها أنْ تَئِطَّ، ما فيها مَوضِعُ أَربَع أصَابِعَ إِلا وَمَلَكٌ وَاضعٌ جَبهتهُ للهِ سَاجِداً، والله لو تَعلَمُونَ مَا أعلَمُ لَضحِكتُمْ قَليلاً، وَلَبَكَيْتُمْ كَثيراً، وما تَلَذَّذْتُم بِالنِّساءِ على الفُرُشِ، وَلَخَرَجْتُمْ إِلى الصُّعُدَاتِ تَجأروُنَ إِلى اللهِ، لَوَدِدْتُ أَنِّي شَجَرَةٌ تُعضَدُ» .
وفي رواية: أنْ أبا ذَرٍ قال: «لَوَدِدْتُ أَنِّي كنتُ شَجَرَة تُعضَدُ» .
ويُروى عن أبي ذرٍّ موقوفاً. أخرجه الترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أطت) : الأطيط: صوت الأقتاب، وأطيط الإبل: أصواتها وحنينها، والمعنى: أن كثرة ما في السماء من الملائكة قد أثقلها حتى أطت، وهذا مثل وإيذان بكثرة الملائكة، وإن لم يكن ثم أطيط.
(الصعدات) : جمع صعيد، وهو التراب، والمراد: الطرق، مثل طريق وطرق وطرقات. [ص:14]
(تجأرون) : الجؤار: الصياح والضجة، يعني: تستغيثون.
(تعضد) : عضدت الشجرة ونحوه: إذا قطعتها.
__________
(1) رقم (2313) في الزهد، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: لو تعلمون ما أعلم لضحتم قليلاً، وأخرجه أيضاً ابن ماجة رقم (4190) في الزهد، باب الحزن والبكاء، وأحمد في " المسند " 5 / 173، وإسناده حسن، وقد حسنه الترمذي أيضاً.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
حسن: أخرجه أحمد (5/173) قال: حدثنا أسود، هو ابن عامر. و «ابن ماجة « (4190) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: أنبأنا عبيد الله بن موسى. و «الترمذي» (2312) قال: حدثنا ابن منيع. قال: حدثنا أبو أحمد الزبيري.
ثلاثتهم - أسود بن عامر، وعبيد الله بن موسى، وأبو أحمد الزبيري - عن إسرائيل، عن إبراهيم بن المهاجر، عن مجاهد، عن مورق العجلي، فذكره.(4/13)
1986 - (خ ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لو تَعلَمُونَ مَا أعلمُ لَضَحِكْتُم قليلاً، ولَبكَيْتُم كثِيراً» .أخرجه البخاري، والترمذي (1) .
__________
(1) أخرجه البخاري 11 / 273 في الرقاق، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً، وفي الأيمان والنذور، باب كيف كانت يمين النبي صلى الله عليه وسلم، والترمذي رقم (2314) في الزهد، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: لو تعلمون ما أعلم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/453) قال: ثنا حجاج. و «البخاري» (8/127) قال: ثنا يحيى ابن بكير.
كلاهما - حجاج، ويحيى -قالا: ثنا الليث، قال: ثنا عقيل، عن ابن شهاب، عن ابن المسيب فذكره.
أما رواية الترمذي:فأخرجها أحمد (2/502) قال: ثنا يزيد، و «الترمذي» (2313) قال: ثنا أبو حفص عمرو بن علي الفلاس، قال: ثنا عبد الوهاب الثقفي. كلاهما (يزيد، وعبد الوهاب) عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة فذكره.(4/14)
1987 - () أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «لو يَعلمُ المُؤمِنُ ما عِندَ اللهِ من العقُوبةِ مَا طَمِعَ بِجَنَّتِه، ولو يَعْلَمُ الكافرُ ما عندَ الله من الرَّحْمَةِ ما قَنِطَ من جَنَّتهِ» أخرجه (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، والحديث أخرجه مسلم، رقم (2755) في التوبة، باب في سعة الله رحمة الله تعالى، والترمذي رقم (3536) في الدعوات، باب عظم العقوبة وعظم الرجاء، وأحمد في " المسند " 2 / 334 و 397 و 484.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/ 334) قال: حدثنا أبو عامر. قال: حدثنا زهير. وفي (2/397) قال: حدثنا سليمان بن داود. قال: أخبرنا إسماعيل. وفي (2/ 484) قال: حدثنا عبد الرحمن. قال: حدثنا زهير. و «مسلم» (8/97) قال: حدثنا يحيى بن أيوب، وقتيبة وابن حجر. جميعا عن إسماعيل ابن جعفر. قال ابن أيوب. حدثنا إسماعيل. و «الترمذي» (3542) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد.
ثلاثتهم (زهير بن محمد. وإسماعيل بن جعفر، وعبد العزيز بن محمد) عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، فذكره.(4/14)
الكتاب الثالث: في خَلقِ العالَم، وفيه ثلاثة فصول
الفصل الأول: في بَدء الخَلْقِ
1988 - (خ ت) عمران بن حصين - رضي الله عنه -: قال: «دَخَلْتُ على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- وَعَقَلْتُ نَاقتي بالباب، فَأتى نَاسٌ من بني تَميمٍ، فقال: اقْبلُوا البُشْرى يا بَني تَمِيمٍ، قالوا: بَشَّرْتَنا فَأعْطِنَا، مَرَّتينِ، فَتَغَيَّرَ وَجههُ، ثم دَخَلَ عليه ناسٌ من أهلِ اليَمنِ، فقال: اقْبَلُوا البُشرى يا أهل اليَمنِ، إِذْ لَم يَقْبَلْها بَنو تَمِيمٍ، قالوا: قَبِلْنا يا رسولَ اللهِ، ثم قالوا: جِئْنَا لِنَتَفَقَّهَ فِي الدِّينِ، وَلِنسأَلَكَ عن أوَّلِ هَذَا الأمرِ: مَا كانَ؟ قال: كانَ اللهُ ولم يكن شيءٌ قَبْلَهُ، وكان عَرْشُهُ على الماءِ، ثُمَّ خَلَقَ السَّمَواتِ والأرضَ، وَكَتبَ فِي الذِّكرِ كُلَّ شيء، ثُمَّ أتى رجلٌ، فقال: يا عِمرانُ، أدْرِك نَاقَتكَ فَقَدْ ذَهَبتْ، فَانطَلقتُ أَطْلبُهَا، فَإِذَا السَّرابُ يَنْقَطِعُ دُونَها، وَايمُ اللهِ لَوَدِدْت أنَّهَا قَدْ ذَهبتْ ولم أَقُمْ» . [ص:16]
وفي رواية: «لَوَدِدْت أني كُنْتُ تَرَكْتُها» أخرجه البخاري.
وأخرج الترمذي منه إلى قوله: «قَبِلنَا يا رسول الله» (1) .
__________
(1) البخاري 8 / 66 في المغازي، باب وفد تميم، وباب قدوم الأشعريين وأهل اليمن، وفي بدء الخلق، باب ما جاء في قول الله تعالى: {وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده} ، وفي التوحيد، باب {وكان عرشه على الماء} {وهو رب العرش العظيم} ، والترمذي رقم (3946) في المناقب، باب في ثقيف وبني حنيفة، وأخرجه أيضاً أحمد في " المسند " 4 / 426 و 431 و 433 و 436.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (4/426) قال: حدثنا وكيع وعبد الرحمن، عن سفيان. وفي (4/431) قال: حدثنا أبو معاوية، قال: حدثنا الأعمش. وفي (4/ 433) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا سفيان وفي (4/436) قال: حدثنا وكيع، عن سفيان،. و «البخارى» (4/128) قال: حدثنا محمد بن كثير، قال: أخبرنا سفيان (ح) وحدثنا عمر بن حفص بن غياث، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا الأعمش. وفي (5/212) قال: حدثنا أبو نعيم. قال: حدثنا سفيان. وفي (5/219) قال: حدثني عمرو ابن علي. قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا سفيان. وفي (9/152) قال: حدثنا عبدان، عن أبي حمزة، عن الأعمش. و «الترمذي» (3951) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن ابن مهدي قال: حدثنا سفيان. و «النسائي» في الكبرى (تحفة الأشراف) (8/10829) عن محمد بن عبد الأعلى، عن خالد بن الحارث، عن عبد الرحمن المسعودي.
ثلاثتهم - سفيان الثوري، وسليمان الأعمش، وعبد الرحمن المسعودي - عن أبي صخرة جامع بن شداد، عن صفوان بن محرز، فذكره.(4/15)
1989 - (ت) أبو رزين العقيلي - رضي الله عنه -: قال: «قلتُ: يا رسول الله، أيْنَ كان رَبُّنَا قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ خَلْقَهُ؟ قال: كان في عَمَاءٍ مَا تَحتَهُ هَواءٌ، وما فَوقَهُ هَوَاءٌ، وَخَلَقَ عَرْشَهُ على الماءِ» .
أخرجه الترمذي، وقال: قال أحمد (1) : قال يزيد (2) : «العماءُ: أي ليس معه شيء» (3) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(في عماء) : العماء في اللغة: السحاب الرقيق، وقيل: الكثيف وقيل الضباب، ولابد في الحديث من حذف، تقديره: أين كان [ص:17] عرش ربنا، فحذف كقوله تعالى: {هل ينظرون إلا أن يأتيَهم اللهُ في ظُللٍ من الغمام والملائكةُ} [البقرة: 210] أي: أمر الله، ويدلك على هذا المحذوف قوله تعالى: {وكانَ عَرْشُهُ على الماءِ} (4) [هود: 7] وحكي عن بعضهم «في عمى» مقصور، وهو كل أمر لا تدركه الفِطَن.
قال الأزهري: قال أبو عبيد: إنما تأولنا هذا الحديث على كلام العرب المعقول عنهم، وإلا فلا ندري كيف كان ذلك العماء، قال الأزهري: فنحن نؤمن به ولانكيفه بصفة.
__________
(1) هو أحمد بن منيع بن عبد الرحمن أبو جعفر البوغي الأصم.
(2) هو يزيد بن هارون أحد مشايخ شيوخ الترمذي من رواة الحديث.
(3) رقم (3108) في التفسير، باب ومن سورة هود، وأخرجه أيضاً ابن ماجة رقم (182) في " المقدمة "، باب فيما أنكرت الجهمية، وأحمد في " المسند " 4 / 11 و 12، وفي سنده وكيع بن عدس، أو - حدس - لم يوثقه غير ابن حبان، وباقي رجاله ثقات، ومع ذلك فقد حسنه الترمذي وغيره.
(4) هذا على مذهبه في تأويل الصفات، ومذهب السلف الصالح: عدم هذا التقدير، وأنها على مراد الله، لا يعلم حقيقتها إلا الله.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
ضعيف: أخرجه أحمد (4/11) قال: حدثنا يزيد بن هارون. وفي (4/12) قال: حدثنا بهز «ابن ماجة» (182) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن الصباح، قالا: حدثنا يزيد بن هارون و «الترمذي» (3109) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا يزيد بن هارون - كلاهما - يزيد، وبهز- عن حماد بن سلمة، قال: أخبرني يعلى بن عطاء عن وكيع بن حدس، فذكره.
قلت: فيه وكيع بن حدس، لم يوثقه غير ابن حبان، وقال عنه ابن القطان: مجهول الحال.(4/16)
1990 - (خ) طارق بن شهاب: قال: سمعتُ عمرَ بنَ الخطاب يقول: «قَامَ فينا رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- مَقَاماً، فَأخبَرَنَا عنْ بَدءِ الخَلقِ حتى دَخَلَ أهلُ الجنةِ مَنَازِلَهُم (1) ، وأهلُ النَّارِ منازِلَهم، حَفِظَ ذَلِكَ مَنْ حَفِظَهُ، وَنَسِيَهُ مَن نَسِيَهُ» أخرجه البخاري (2) .
__________
(1) قال الحافظ في الفتح: قوله: حتى دخل أهل الجنة ... هي غاية قوله: أخبرنا، أي أخبرنا عن مبتدإ الخلق شيئاً بعد شيء إلى أن انتهى الإخبار عن حال الإستقرار في الجنة والنار، ووضع الماضي موضع المضارع مبالغة للتحقيق المستفاد من خبر الصادق، وكان السياق يقتضي أن يقول: حتى يدخل، ودل ذلك على أنه أخبر في المجلس الواحد بجميع أحوال المخلوقات منذ ابتدئت إلى أن تفنى، إلى أن تبعث، فشمل ذلك الإخبار عن المبدأ والمعاش والمعاد، وفي تيسير إيراد ذلك كله في مجلس واحد من خوارق العادة أمر عظيم.
(2) 6 / 207 في بدء الخلق ما جاء في قوله تعالى: {وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده} .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه البخاري في بدء الخلق 0 باب ما جاء في قوله تعالى: {وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده، وهو أهون عليه} قال: وروى عيسى عن رقبة عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب. فذكره.(4/17)
1991 - () أبي بن كعب - رضي الله عنه -: قال: سمعت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يقول: «أوَّلُ مَا خَلَقَ اللهُ القلَمَ، فقال له: اكتُبْ، فَجرى بما هو كائن إلى الأبدِ» أخرجه ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وقد أخرجه أحمد في " المسند " 5 / 317 من حديث عبادة بن الصامت، والترمذي رقم (2156) في القدر، باب رقم (17) ، وأبو داود رقم (4700) في السنة، باب في القدر، وإسناده حسن، وهو حديث صحيح بطرقه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
من زيادات رزين العبدري على الأصول.(4/18)
1992 - () عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لَمَّا خَلقَ اللهُ العَقلَ قال له: أقْبِلْ فَأقْبَلَ، وَأدبِرْ فَأدبَرَ، فقال له: ما خَلَقْتُ خَلقاً أحبَّ إِليَّ مِنكَ، وَلا أُرَكِّبَكَ إِلا في أحَبِّ الخلق إليَّ» أخرجه ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وهو كذلك في المطبوع، قال الحافظ بن حجر في " الفتح ": وأما حديث " أول ما خلق الله العقل " فليس له طريق يثبت، وقد أورده الحافظ السيوطي في " الجامع الكبير " 2 / 126 وجه أول، ونسبه للحكيم الترمذي عن الحسن قال: حدثني عدة من الصحابة، وللحكيم عن الأوزاعي معضلاً، والطبراني عن أبي أمامة، وقال الحافظ السخاوي في " المقاصد الحسنة ": قال ابن تيمية وتبعه غيره: إنه كذب موضوع، وقال السيوطي: وقد وجدت له أصلاً صالحاً، أخرجه عبد الله بن أحمد في " زوائد المسند " عن الحسن يرفعه ... ثم قال: وهذا مرسل جيد الإسناد، وهو موصول في " معجم الطبراني " في الأوسط من حديث أبي أمامة وأبي هريرة بإسنادين ضعيفين، أقول: وقد رواه ابن أبي الدنيا في كتاب " العقل وفضله " من حديث حفص بن عمر قاضي حلب، عن الفضل بن عيسى الرقاشي،عن أبي عثمان النهدي عن أبي هريرة مرفوعاً، وإسناده ضعيف، ورواه أيضاًُ من حديث عبد الرحمن بن أبي الزناد عن محمد بن عقبة عن كريب مولى بن عباس مرسلاً، وقد استقصى طرق هذا الحديث الشيخ مرتضى الزبيدي في " شرح الأحياء ".
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
: من زيادات رزين العبدري على الأصول.(4/18)
1993 - (د) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «أذِنَ لي أنْ أُحَدِّثَ عن مَلَكٍ من ملائكَةِ اللهِ من حَمَلَةِ العرْشِ: أنَّ مَا بينَ شَحْمَةِ أُذُنِهِ إلى عَاتِقِهِ: مَسِيرةُ سَبْعِمَائةِ عَامٍ» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (4727) في السنة، باب الجهمية، وإسناده حسن، وقد صححه المناوي في " التيسير "، ونسبه السيوطي في " الجامع الصغير " للضياء المقدسي، قال المناوي في " فيض القدير ": الضياء في " المختارة " عن جابر، ورواه عنه الطبراني في " الأوسط " قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح، ورواه الطبراني فيه أيضاً بمعناه عن أنس، وفي سنده عبد الله بن المنكدر، وهو ضعيف، ورواه أبو يعلى عن أبي هريرة بمعناه، قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبوداود (4727) قال: ثنا أحمد بن حفص بن عبد الله قال: ثني أبي،قال: ثني إبراهيم ابن طهمان، عن موسى بن عقبة، عن محمد بن المنكدر، فذكره.(4/19)
الفصل الثاني: في خلق السماء والأرض وما فيهما من النجوم والآثار العلوية
1994 - (د ت) العباس بن عبد المطلب - رضي الله عنه -: قال: «كُنتُ جَالِساً في البطحاء في عِصَابةٍ، ورسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- فيهم، إذْ مَرَّتْ سَحابَةٌ، فَنَظَرُوا إليها، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: هل تدرونَ ما اسْم هذه؟ قالوا: نعم، هذه السَّحابُ، قال: والمُزْنُ، قالوا: والمُزْنُ، قال رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم-: والعَنان، قالوا: والعَنان، ثم قال لهم رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم-: تَدرونَ كم بُعْدُ ما بين السماء والأرض؟ قالوا: لا والله، ما ندري، قال: فَإِنَّ بُعدَ ما بينهما، إمَّا قال: [ص:20] وَاحِدةٌ، وإِمَّا اثْنَتَانِ، وإِمَّا ثَلاثُ وسبعُونَ سَنَة، وبُعْدُ السَّماء التي فَوقَها كذلك، وكذلك، حتى عَدَّدَهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ كذلك، ثم فَوْق السماء السابعة بَحرٌ بَينَ أعلاهُ وأسْفَلِهِ كما بين سَمَاءٍ إِلى سماءٍ، وفَوقَ ذلك ثَمَانيةُ أوْعَالٍ، بين أظْلافِهنَّ ورُكبهنَّ ما بين سماءٍ إلى سماءٍ، ثم فوق ظُهُورِهِنَّ العرشُ، بين أسْفَلِهِ وأعْلاهُ مِثْلُ ما بين السَّماء إِلى السَّماء، والله - عزَّ وجلَّ- فوق ذلك» . أخرجه الترمذي، وأبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(العنان والمزن) : السحاب، الواحدة: عنانة ومزنة.
__________
(1) الترمذي رقم (3317) في التفسير، باب ومن سورة الحاقة، وأبو داود رقم (4723) في السنة، باب الجهمية، وأخرجه أيضاً ابن ماجة رقم (193) في " المقدمة "، باب فيما أنكرت الجهمية، وأحمد في " المسند " رقم (1771) ، وفي سنده عبد الله بن عميرة، قال الذهبي في " الميزان ": فيه جهالة، أقول: عبد الله بن عميرة لم يوثقه غير ابن حبان.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (1/206) (1770) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أنبأنا يحيى بن العلاء، عن عمه شعيب بن خالد. وفي (1/207) (1771) قال: حدثنا محمد بن الصباح البزاز، ومحمد بن بكار، قالا: حدثا الوليد بن أبي ثور. و «أبو داود» (4723) قال: حدثنا محمد بن الصباح البزاز، قال: حدثنا الوليد بن أبي ثور. وفي (4724) قال: حدثنا أحمد بن أبي سريج، قال: أخبرنا عبد الرحمن بن عبد الله بن سعد، ومحمد بن سعيد. قالا: أخبرنا عمرو بن أبي قيس. (4725) قال: حدثنا أحمد ابن حفص، قال: حدثني أبي. قال: حدثنا إبراهيم بن طهمان. و «ابن ماجة» (193) قال: حدثنا محمد بن يحيى قال: حدثنا محمد بن الصباح قال: حدثنا الوليد بن أبي ثور الهمداني. و «الترمذي» (3310) قال: حدثنا عبد بن حميد، قال: حدثنا عبد الرحمن بن سعد، عن عمرو بن أبي قيس.
أربعتهم - شعيب بن خالد، والوليد بن أبي ثور، وعمرو بن أبي قيس، وإبراهيم بن طهمان - عن سماك ابن حرب، عن عبد الله بن عميرة، عن الأحنف بن قيس، فذكره.(4/19)
1995 - () قتادة، وعبد الله بن مسعود - رضي الله عنهما -: قال: «بينما رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- جَالِسٌ مَعَ أصْحَابِهِ يَوْماً، إِذْ مَرَّ سَحَابٌ، فقال: أَتَدْرونَ ما هذا؟ هذا العنانُ، هذه رَوَايا (1) الأرض يَسُوقُها الله إلى قومٍ لا يَعْبُدونه، ثم قال: أتَدْرُونَ ما هذه السَّماء؟ مَوجٌ مَكفوف، وسَقْفٌ مَحفُوظٌ، وفَوقَ ذلك سماءٌ أخرى، حتَّى عَدَّ سَبعَ سَمَواتٍ، وهو يقول: أتَدرونَ [ص:21] ما بينهما؟ ثم يقول: خمسمائةِ عامٍ، ثم قال: أتَدْرونَ مَا فَوقَ ذلك؟ فوق ذلك العرشُ» .
وفي حديث ابن مسعود: «وفوق ذلك الماءُ، وَفوق الماء العرشُ، واللهُ فَوقَ العَرشِ، لا يَخفَى عليه شَيءٌ من أعمال بني آدمَ، ثم قال: أَتَدرونَ ما هذه الأرض؟ قال: تَحْتها أخرى، بينهما خَمسمائة عام، حَتَّى عَدَّ سَبعَ أَرَضِين ... » وذكر الحديث.
وعن عبد الله قال: «خَلَقَ اللهُ سَبعَ سمواتٍ، غِلَظُ كلِّ واحدة مَسِيرةُ خمسمائة [عام] ... » وذكر نحو ما تقدم. أخرجه (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(روايا الأرض) : الروايا [من الإبل] : الحوامل للماء. واحدتها: راوية، والعامة تجعلها المزادة نفسها.
__________
(1) في الأصل: زوايا، بالزاي المعجمة، في هذه اللفظه كلما وردت، وهو تصحيف.
(2) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وهو كذلك في المطبوع، وهو بمعنى الذي بعده، فقد رواه عثمان بن سعيد الدارمي في " الرد على الجهمية " صفحة (26، 27) طبع المكتب الإسلامي مختصراً عن ابن مسعود موقوفاً عليه، ورواه ابن جرير الطبري عن قتادة مرسلاً.(4/20)
1996 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: «بينما نَبيُّ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- جَالِسٌ وَأصحابُه، إذ أتى عليهم سَحَابٌ، فقال نَبيُّ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: أَتَدْرُونَ مَا هذه؟ قالوا: اللهُ ورسوله أعلم، قال: هذه العَنَانُ، هذه روايَا الأرض، يَسوقُها [ص:22] اللهُ إِلى قَومٍ لا يَشْكُرُونَه، ولا يَدْعُونَهُ، ثم قال: هل تدْرونَ ما فَوقَكم؟ قالوا: اللهُ ورسولُه أعلم، قال: فإنها الرَّقيعُ: سَقفٌ مَحْفوظٌ، وموجٌ مَكفوفٌ، ثم قال: هل تَدْرُونَ ما بينكم وبينها؟ قالوا: اللهُ ورسولهُ أعلم، قال: بينكم وبينَها خَمسمائةِ عامٍ، ثم قال: هل تدرون ما فَوقَ ذلك؟ قالوا: اللهُ ورسولهُ أعلم، قال: [فإنَّ فوقَ ذلك] سَمَاءينِ، [بُعْدُ] ما بينَهما خَمْسُمائَةِ سنةٍ، ثم قال كذلك، حتى عَدَّ سبعَ سَمَواتٍ، ما بَيْنَ كلِّ سَمَاءينِ ما بين السَّماءِ والأرض، ثم قال: هل تدرون مَا فَوقَ ذلك؟ قالوا: اللهُ ورسولُه أعلم، قال: إنَّ فَوقَ ذلك العَرشُ، وبينه وبين السماء بُعْدُ ما بَيْنَ السَّماءينِ، ثم قال: هل تدرون ما الذي تَحْتَكم؟ قالوا: اللهُ ورسوله أعلم، قال: إنَّهَا الأرضُ، ثم قال: هل تدرون ما تحت ذلك؟ قالوا: اللهُ ورسوله أعلم، قال: إن تحتها أرضاً أخرى، بينهما مَسيرةُ خَمْسُمَائَةِ سنةٍ، حتى عَدَّ سَبْعَ أرضينَ، بين كُلِّ أرْضَيْن مَسيرَةُ خمسمائة سنة، ثم قال: والذي نَفْسُ محمدٍ بيده، لو أنَّكم دَلَّيتُم بحبل إلى الأرض السُّفْلَى، لَهَبَطَ على الله، ثم قَرأ: {هُوَ الأَوَّلُ والآخِرُ والظَّاهِرُ والبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيءٍ عَلِيمٌ} [الحديد: 3] » .
قال أبو عيسى: قراءة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- الآية تدل على أنه أراد: لَهَبطَ على علم الله وقدرته وسلطانه، وعلم الله وقدرته وسلطانه في كل مكان، [ص:23] وهو على العرش، كما وصف نفسه في كتابه (1) . أخرجه الترمذي (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الرقيع) : السماء، وقيل: هو اسم سماء الدنيا.
__________
(1) قال المباركفوري في: " تحفة الأحوذي ": وفي قول الترمذي إشعار إلى أنه لا بد لقوله " لهبط على الله " من هذا التأويل المذكور، ولقوله: " على العرش " من تفويض علمه إليه تعالى والإمساك عن تأويله (*) .
(2) رقم (3294) في التفسير، باب ومن سورة الحديد، وأخرجه أيضاً أحمد في " المسند " 2 / 370 من حديث قتادة قال: حدث الحسن - يعني البصري - عن أبي هريرة. أقول: وقد صرح كثير من أئمة الحديث بأن الحسن البصري لم يسمع من أبي هريرة، كما في كتاب " المراسيل " لابن أبي حاتم طبع بغداد (صفحة 28، 29) ، وقال الترمذي: هذا حديث غريب من هذا الوجه، قال: ويروى عن أيوب ويونس بن عبيد وعلي بن زيد قالوا: لم يسمع الحسن من أبي هريرة.
(*) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: فيه نسبة التأويل والتفويض للإمام الترمذي رحمه الله.
"يقول شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى (6 / 573 - 574) [عندما ذكر حديث الإدلاء] :
ولهذا قرأ في تمام هذا الحديث: {هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [الحديد: 3] . وهذا كله على تقدير صحته، فإن الترمذي لما رواه قال: وفسره بعض أهل الحديث بأنه هبط على علم الله، وبعض الحلولية والاتحادية يظن أن في هذا الحديث ما يدل على قولهم الباطل، وهو أنه حال بذاته في كل مكان، وأن وجوده وجود الأمكنة ونحو ذلك.
والتحقيق: أن الحديث لا يدل على شىء من ذلك إن كان ثابتًا، فإن قوله: (لو أدلى بحبل لهبط) يدل على أنه ليس في المدلى ولا في الحبل، ولا في الدلو ولا في غير ذلك، وإنها تقتضي أنه من تلك الناحية، وكذلك تأويله بالعلم تأويل ظاهر الفساد، من جنس تأويلات الجهمية، بل بتقدير ثبوته يكون دالاً على الإحاطة. انتهى.
ونسبة التأويل للترمذي لا تصح لعدة أمور:
أولاً: أن الترمذي رحمه الله لم يقله وإنما نقله عن غيره.
ثانياً: أن ابن القيم رحمه الله في حاشية السنن سمى هذا الكلام الذي نقله الترمذي تفسيراً ولم يسمه تأويلاً.
ثالثاً: الظاهر والله أعلم أنه لا تنافي بين تفسير من فسره بأنه يهبط على علم الله وقدرته وسلطانه والقول بأن المقصود به الإحاطة
ولذلك جاء في مختصر الموصلي قول ابن القيم رحمه الله (بل بتقدير ثبوته، فإنما يدل على الإحاطة، والإحاطة ثابتة عقلاً ونقلاً وفطرة) انتهى.
وهو قول ابن تيمية رحمه الله كما سبق في قوله (بل بتقدير ثبوته يكون دالاً على الإحاطة) .
فتبين بهذا أن الإمام الترمذي رحمه الله لم يقع في التأويل المذموم الذي هو صرف اللفظ عن ظاهره بدون قرينة.
فحتى لو أن الترمذي رحمه الله نقل هذا القول مقراً به فلا يعتبر ذلك من التأويل المذموم والله أعلم.
وفي هذا الموضع يثبت الإمام الترمذي رحمه الله مذهب السلف في إثبات الصفات بدون تكييف
قال الإمام الترمذي (3045) حدثنا أحمد بن منيع حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا محمد بن إسحق عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يمين الرحمن ملأى سحاء لا يغيضها الليل والنهار قال أرأيتم ما أنفق منذ خلق السموات والأرض فإنه لم يغض ما في يمينه وعرشه على الماء وبيده الأخرى الميزان يرفع ويخفض
قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح
وتفسير هذه الآية وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء
وهذا حديث قد روته الأئمة نؤمن به كما جاء من غير أن يفسر أو يتوهم هكذا قال غير واحد من الأئمة منهم سفيان الثوري ومالك بن أنس وابن عيينة وابن المبارك أنه تروى هذه الأشياء ويؤمن بها ولا يقال كيف.
ويعني بقوله: من غير أن يفسر أو يتوهم أي الكيفية، وهذا معنى ما نقله عن الأئمة من قولهم تروى هذه الأشياء ويؤمن بها أي نثبتها ونصدقها ولكن لانعرف كيفيتها
فرحم الله الإمام الترمذي على إثباته للعقيدة الصحيحة في عدم الخوض في الكيفية مع إثبات الصفات على ما يليق بجلال الله سبحانه وتعالى. "
[الشيخ عبد الرحمن الفقيه - بتصرف يسير]
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
ضعيف: أخرجه أحمد (2/370) قال: ثنا الحكم بن عبد الملك، و «الترمذي» (3298) قال: ثنا عبد بن حميد وغير واحد قالوا: ثنا يوسف بن محمد. قال: ثنا شيبان بن عبد الرحمن.
كلاهما (الحكم بن عبد الملك، وشيبان بن عبد الرحمن) عن قتادة، عن الحسن، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث غريب من هذا الوجه.(4/21)
1997 - (د) جبير بن مطعم - رضي الله عنه -: قال: «أتَى رسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- أعْرَابيٌّ فقال: يا رسولَ اللهِ، جَهِدَتِ الأنفُسُ، وَضَاعَتِ العِيَالُ، وَنُهِكَتِ الأمْوالُ، وَهَلَكَتِ الأنْعَامُ، فَاسْتَسْقِ اللهَ لَنَا، فَإِنَّا نَستَشْفِعُ بِكَ على اللهِ، ونَستَشْفِعُ باللهِ عَلَيكَ، قال رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم-: وَيْحَكَ، أَتَدْري ما تَقُولُ؟ وسَبَّحَ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- فَمَا زالَ يُسَبِّحُ، حَتى عُرِفَ ذلك في وجه أصحابِهِ، ثم قال: إنه لا يُستَشْفَعُ بالله على أحدٍ من خلقه، شَأنُ الله أعْظمُ من ذلك، ويحكَ، أتدري مَا اللهُ؟ إن عَرشَهُ على سَمَاوَاتِهِ لَهكَذَا، وقال بِأصبعِهِ - مثل القُبْةِ عليه - وإنَّهُ لَيَئِطُّ أطِيطَ الرَّحلِ بالرَّاكِبِ» . [ص:24]
وفي رواية: «إِنَّ الله فَوقَ عَرشِهِ، وَعَرْشُهُ فَوقَ سَمَاوَاتِهِ ... الحديث» . أخرجه أبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(جهدت) : الجهد - بفتح الجيم -: المشقة، وبضمها: الطاقة.
(نهكت) : النهك: المرض، والمراد به هاهنا: التلف.
(أطيط) الرحل: الأطيط: قد ذكر في «كتاب الخوف» والرحل: كور الناقة، قال الخطابي: وهذا الكلام إذا أجري على ظاهره كان فيه نوع من الكيفية، والكيفية عن الله عز وجل وعن صفاته منفية، فعقل أنه ليس المراد منه تحقيق هذه الصفة، ولا تحديده على هذه الهيأة إنما هو كلام تقريب أريد به: تقريب عظمة الله تعالى في النفوس، وإفهام السائل من حيث يدركه فهمه، إذا كان أعرابياً جافياً لا علم له بمعاني ما دق من الكلام، وفي الكلام حذف وإضمار، فمعنى قوله: «أتدري ما الله؟» : ما عظمة الله وجلاله؟ ومعنى قوله: «إنه ليئط به» ليعجز عن عظمته إذا كان معلوماً أن أطيط الرحل بالراكب إنما يكون لقوة ما فوقه، ولعجزه عن احتماله [ص:25] فقرر بهذا التمثيل والتشيبه معنى عظمة الله وجلاله في نفس السائل، وأن من يكون كذلك لا يجعل شفيعاً إلى من دونه، والله أعلم (2) .
__________
(1) رقم (4726) في السنة، باب الجهمية، ورواه أيضاً عثمان بن سعيد الدارمي في " الرد على الجهمية " صفحة (24) طبع المكتب الإسلامي، وإسناده ضعيف لجهالة جبير بن محمد بن جبير ابن مطعم، ولم يصح في أطيط العرش حديث.
(2) هذا التأويل على خلاف مذهب السلف.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبوداود (4726) قال: حدثنا عبد الأعلى بن حماد، ومحمد بن المثنى ومحمد بن بشار، وأحمد بن سعيد الرباطي، قالوا: حدثنا وهب بن جرير، قال: أحمد: كتبناه من نسخته، وهذا لفظه، قال: حدثنا أبي، قال: سمعت محمد بن إسحاق، يحدث، عن يعقوب بن عتبة، عن جبير بن محمد ابن جبير بن مطعم، عن أبيه، فذكره.
قال: أبو داود قال عبد الأعلى. وابن المثنى وابن بشار: عن يعقوب بن عتبة، وجبير بن محمد بن جبير، عن أبيه، عن جده، والحديث بإسناد أحمد بن سعيد هو الصحيح، وافقه عليه جماعة، منهم يحيى بن معين وعلي بن المديني، ورواه جماعة عن ابن إسحاق كما قال أحمد أيضا، وكان سماع عبد الأعلى وابن المثنى وابن بشار من نسخة واحدة كما بلغني.(4/23)
1998 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: «أَخَذَ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- بِيَدي، فقال: خَلَقَ الله التُّرْبَةَ يومَ السَّبْتِ، وَخَلَقَ فيها الْجِبَالَ يومَ الأحدِ، وخَلَقَ الشَّجَرَ يومَ الإثنين، وَخَلَقَ المَكْرُوهَ يومَ الثُّلاثاء، وخلق النُّورَ يومَ الأربِعَاء، وبثَّ فيها الدَّوابَّ يومَ الخميس، وخلق آدم بعدَ العصرِ يومَ الجُمعَةِ في آخرِ الخلق، وآخِرِ ساعةٍ من النَّهَارِ، فيما بين العصر إلى اللَّيلِ» . أخرجه مسلم (1) . [ص:26]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(المكروه) : ضد المحبوب، كأن المراد به هاهنا: الشر، لقوله في الحديث: «وخلق النور يوم الأربعاء» والنور خير.
__________
(1) أخرجه مسلم رقم (2789) في صفة القيامة والجنة والنار، باب ابتداء الخلق وخلق آدم عليه السلام، وهذا الحديث من أفراد مسلم، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 2 / 327 رقم (8323) ، وكذلك رواه النسائي في التفسير، وابن أبي حاتم، وابن مردويه.
قال الحافظ ابن كثير بعد إيراده 1 / 69: وهذا الحديث من غرائب صحيح مسلم، وقد تكلم فيه ابن المديني والبخاري وغير واحد من الحفاظ، وجعلوه من كلام كعب الأحبار، وأن أبا هريرة إنما سمعه من كلام كعب، وإنما اشتبه على بعض الرواة فجعله مرفوعاً، وقد حرر ذلك البيهقي، وقال ابن كثير أيضاً 3 / 488: وفيه استيعاب الأيام السبعة، والله تعالى قد قال: {في ستة أيام} ، ولهذا تكلم البخاري وغير واحد من الحفاظ في هذا الحديث وجعلوه من رواية أبي هريرة عن كعب الأحبار ليس مرفوعاً، وقال أيضاً 7 / 326: وهو من غرائب [ص:26] الصحيح، وقد علله البخاري في " التاريخ " فقال: رواه بعضهم عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن كعب الأحبار، وهو الأصح، وقال المناوي في " فيض القدير ": وقال بعضهم: هذا الحديث في متنه غرابة شديدة، فمن ذلك أنه ليس فيه ذكر خلق السموات، وفيه ذكر خلق الأرض وما فيها في سبعة أيام، وهذا خلاف القرآن، لأن الأربعة خلقت في أربعة أيام، ثم خلقت السموات في يومين، وقد سكت عن الحديث النووي في " شرح مسلم "، وممن صحح الحديث، الشوكاني في " فتح القدير " وقد تكلم عليه العلماء من جهة متنه، ورأوا أنه معارض للقرآن، ومن صححه كالشوكاني وغيره، رأوا أنه لا تعارض بينه وبين نص القرآن، فإن القرآن ذكر أن الله تعالى خلق السموات والأرض جميعاً في ستة أيام، وخلق الأرض وحدها في يومين، والحديث إنما بين أن الله تعالى خلق ما في الأرض في سبعة أيام، ويحتمل عند بعض من صححه أن تكون هذه الأيام السبعة غير الأيام الستة التي ذكرها الله تعالى في خلق السموات والأرض، وحينئذ لا تكون معارضة، وإنما الحديث فصل كيفية الخلق على الأرض وحدها، والله تعالى أعلم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/327) و «مسلم» (8/127) قال: ثني سريج بن يونس وهارون بن عبد الله و «النسائي» في الكبرى «تحفة الأشراف» (10/13557) عن هارون بن عبد الله ويوسف بن سعيد.
أربعتهم أحمد بن حنبل، وسريج، وهارون، ويوسف بن سعيد عن حجاج بن محمد. قال: قال ابن جريج، ني إسماعيل بن أمية، عن أيوب بن خالد، عن عبد الله بن رافع مولى أم سلمة.
فذكره(4/25)
1999 - (خ م ت) أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه -: قال: كنتُ مَعَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- في المسجد عند غُروب الشَّمْس، فقال: «يا أبا ذَرٍّ، أَتَدْري أينَ تَذْهَب هذه الشَّمسُ؟» فقلتُ: الله ورسوله أعلم، قال: «تَذْهَبُ لِتَسْجُدَ تَحْتَ العرشِ، فَتَسْتَأْذِنُ فَيُؤذَنُ لها، وَيُوشِكُ أَن تسجدَ فلا يُقبلُ منها، وتَستَأْذِنَ فلا يُؤذَنُ لها، فيقال لها: ارْجعي من حيثُ جِئْتِ، فَتَطلُعُ من مَغرِبِهَا، فذلك قوله عز وجل: {والشَّمْسُ تَجْري لِمُسْتَقَرٍ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ العَزِيزِ العَليم} [يس: 38] » . [ص:27]
وفي رواية: ثم قرأ: « {ذلك مُستَقَرٌّ لَهَا} » في قراءةِ عبد الله» .
وفي رواية: فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «تَدرُونَ مَتى ذَاكُمْ؟ ذَاكُمْ حين لا ينفَعُ نَفساً إيمَانُها لم تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ، أَو كَسَبَتْ في إِيمانِها خَيْراً» .
وفي أخرى مختصراً قال: «سألتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- عن قوله: {والشمسُ تَجْري لِمُستَقَرٍ لها} ؟ قال: «مستَقَرُّها تحت العَرش» .
هذا روايات البخاري ومسلم. وفي رواية الترمذي مثل الأولى (1) .
__________
(1) البخاري 8 / 416 في تفسير سورة يس، باب قوله تعالى: {والشمس تجري لمستقر لها} ، وفي بدء الخلق، باب صفة الشمس والقمر، وفي التوحيد، باب وكان عرشه على الماء، وباب قول الله تعالى: {تعرج الملائكة والروح إليه} ، ومسلم رقم (159) في الإيمان، باب بيان الزمن الذي لا يقبل فيه الإيمان، والترمذي رقم (4225) في التفسير، باب ومن سورة يس، وقد أورده السيوطي في " الدر المنثور " 5 / 263 وزاد نسبته لعبد بن حميد، وابن أبي حاتم، وأبي الشيخ في " العظمة " وابن مردويه، والبيهقي في " الأسماء والصفات "، وانظر التعليق على الحديث رقم (780) جزء 2 / صفحة 332 من هذا الكتاب، و " زاد المسير في علم التفسير " لابن الجوزي 7 / 18 و 19 طبع المكتب الإسلامي، حول هذا الحديث وكلام العلماء عليه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: تقدم برقم (780) .(4/26)
2000 - (د) أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه -: قال: كُنتُ رَدِيفَ رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- وهو على حِمَارٍ، والشمسُ عند غُرُوبها، فقال: «هَل تَدْري أَينَ تَذْهبُ هذه؟» قلت: اللهُ ورسوله أعلم، قال: «فإنها تغربُ في عينٍ حَامِيةٍ» . أخرجه أبو داود (1) . [ص:28]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(حامية) : حارة.
__________
(1) رقم (4002) في الحروف والقراءات، وإسناده حسن، وهو بمعنى حديث الصحيحين الذي قبله.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: تقدم برقم (780) .(4/27)
2001 - (خ) أبو هريرة (1) - رضي الله عنه -: قال: «الشَّمسُ والقَمرُ مُكَوَّرَانِ يَومَ القيامة» أخرجه البخاري (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(مكوران) : التكوير: لف العمامة، والمراد: أن السماء والأرض تجمعان وتلفان كما تلف العمامة.
__________
(1) في الأصل: ت - ابن عباس، ولعل سبق نظر من الناسخ إلى الحديث الذي بعده.
(2) 6 / 214 في بدء الخلق، باب صفة الشمس والقمر.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه البخاري (4/131) قال: ثنا مسدد قال: ثنا عبد العزيز بن المختار. قال: حدثنا عبد الله قال: ثني أبو سلمة بن عبد الرحمن، فذكره.(4/28)
2002 - (ت) عبد الله بن عباس (1) - رضي الله عنهما -: قال: أَقْبَلَتْ يَهُودُ إلى رسولِ الله- صلى الله عليه وسلم- فقالوا: أخْبِرْنا عن الرَّعدِ ما هو؟ قال: «مَلَكٌ من الملائكة مُوكَّلٌ بِالسَّحاب، معه مَخَاريقُ مِنْ نارٍ يَسوقُها بها حيثُ شاء الله» قالوا: فما هذا الصّوت الذي نَسْمَعُ؟ قال: «زَجْرُهُ لِلسحابِ حتى تَنتَهيَ حيثُ أُمِرَتْ» قالوا: صَدقْتَ، فَأْخبِرنا عمَّا حَرَّمَ إسْرَائِيلُ عَلى نَفْسِهِ؟ . قال: «اشْتكى عِرقَ النَّسا، فلم يَجِدْ شَيئاً يُلائِمُهُ - يعني: العِرقَ - إلا لُحُومَ الإبِل، وألبَانَهَا، فلذلك حَرَّمَها» . قالوا: صَدَقْتَ. أخرجه الترمذي (2) . [ص:29]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(مخاريق) : جمع مخراق، وهو في الأصل منديل يُفْتَلُ ويُلْوَى ويُجْعَل كالحبل يتضارب به الصّبيان.
(عرق النَّسا) : اللغة الفصحى: النَّسا بغير عرق، فلا يقال: عرق النَّسا.
__________
(1) في الأصل: خ - أبو هريرة.
(2) رقم (3116) في التفسير، باب ومن سورة الرعد، وأخرجه أيضاً أحمد في " المسند " 1 / 274، وفي سنده بكير بن شهاب لم يوثقه غير ابن حبان، وباقي رجاله ثقات، ومع ذلك فقد قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب.(4/28)
2003 - (خ م ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «اشْتَكتِ النَّارُ إِلى ربها، فقالت: رَبِّ أكَلَ بَعضي بعضاً، فَأذِنَ لَهَا بِنَفَسَيْنِ: نَفَسٍ في الشِّتاءِ، وَنَفَسٍ في الصيفِ، فهو أشدُّ مَا تَجدُونَ مِنَ الحَرِّ، وَأَشَدُّ مَا تَجِدونَ مِنَ الزَّمهَريرِ» أخرجه البخاري، ومسلم، والترمذي (1) .
__________
(1) البخاري 6 / 438 في باب بدء الخلق، باب صفة النار وأنها مخلوقة، ومسلم رقم (617) في المساجد، باب استحباب الابراد بالظهر في شدة الحر، والترمذي رقم (2595) في صفة جهنم، باب ما جاء أن للنار نفسين، وأخرجه أيضاً ابن ماجة رقم (4319) في الزهد، باب صفة النار، وأحمد في " المسند " 2 / 238 و 462، والموطأ 1 / 15 في وقوت الصلاة، باب النهي عن الصلاة بالهاجرة من حديث عطاء بن يسار.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/276) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال:حدثنا معمر، عن الزهري. وفي (2/503) قال: حدثنا يزيد. قال:أخبرنا محمد. و «الدارمي» (2848) قال: أخبرنا الحكم بن نافع. قال: أخبرنا شعيب، عن الزهري، و «البخاري» (4/146) قال: حدثنا أبو اليمان. قال: أخبرنا شعيب، عن الزهري. «مسلم» (2/108) قال: حدثني عمرو بن سواد وحرملة بن يحيى قالا: أخبرنا ابن وهب. قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب. وفي (2/108) قال: حدثني حرملة بن يحيى. قال: حدثنا عبد الله بن وهب. قال: أخبرنا حيوة. قال: حدثني يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد، عن محمد بن إبراهيم. و «النسائي» في الكبرى (تحفة الأشراف 11/15299) عن محمد بن رافع، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري.
ثلاثتهم (ابن شهاب الزهري، ومحمد بن عمرو، ومحمد بن إبراهيم، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، فذكره.(4/29)
2004 - (خ) قتادة - رحمه الله -: قال: « [ {وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنيا بِمَصَابِيحَ} [الملك: 5] خَلَقَ هذه النُّجُومَ لِثَلاثٍ: جَعَلَها زِينة لِلسَّماءِ، ورُجوماً لِلشَّياطِينِ، وَعَلامَاتٍ يُهْتَدَى بها، فمن تَأوَّلَ فيها غير هذا فقد أخطأ حَظَّهُ، وَأَضَاعَ نَصيبَهُ، وَتَكلَّفَ مَا لا يَعْنيه، وما لا عِلمَ له به، وما عَجَزَ عن عِلْمِهِ الأنبياءُ والملائكةُ صَلَوَات الله عليهم أجمعين» . [ص:30]
وعن الربيع مثله، وزاد: «واللهِ مَا جَعَلَ الله في نَجْمٍ حَيَاةَ أحَدٍ ولا رِزْقَهُ، وَلا مَوتَهُ، وإنما يَفْتَرُونَ على اللهِ الكَذِبَ، ويتعَلَّلُونَ بالنجومِ» .
أخرجه [البخاري استشهاداً إلى قوله: «لا عِلمَ له به» ] (1) .
__________
(1) في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، ولم يرمز له في أوله بحرف (خ) وما أثبتناه في المطبوع وهو في البخاري معلقاً عن قتادة في بدء الخلق، باب في النجوم، إلى قوله: " لا علم له به "، وقد وصله عبد بن حميد من طريق شيبان عنه به بزيادة في آخره، وانظر " فتح الباري " 6 / 211 وكلام الحافظ ابن حجر حوله.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه البخاري تعليقا في بدء الخلق - باب في النجوم. وقال الحافظ في «الفتح» . وصله عبد بن حميد من طريق شيبان عنه به.(4/29)
الفصل الثالث: في خلق آدم، ومن جاء صفته من الأنبياء عليهم السلام
2005 - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: «خَلَقَ اللهُ آدَمَ عليه السلام، وَطُولُهُ: سِتُّونَ ذِرَاعاً، ثم قال: اذْهَبْ فَسلِّمْ على أُولَئِكَ - نَفَرٍ مِنَ الملائكة - فَاسْتَمعْ ما يُحيُّونَكَ، فَإنَّها تَحِيَّتُكَ وَتَحيَّةُ ذُرِّيَّتِكَ، فقال: السلامُ عليكم، فقالوا: السلامُ عليكَ ورحمةُ اللهِ، فَزَادُوهُ: ورَحمةُ اللهِ، فَكلُّ مَنْ يَدْخُلُ الجَنَّةَ على صُورَةِ آدمَ، قال: فَلَم يَزَل الخَلْقُ يَنقُصُ حتى الآن» . وفي رواية: «خَلَقَ آدَمَ على صورَتِهِ» (1) . [ص:31] أخرجه البخاري ومسلم (2) .
__________
(1) الضمير في " صورته " يعود إلى آدم، كما بينته الرواية الأخرى قبل هذه (*) .
(2) البخاري 11 / 2 و 3 في الاستئذان، باب بدء السلام، وفي الأنبياء، باب خلق آدم صلوات الله عليه وذريته، ومسلم رقم (2841) في الجنة، باب يدخل الجنة أقوام أفئدتهم مثل أفئدة الطير.
(*) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: " لم يكن بين السلف من القرون الثلاثة نزاع في أن الضمير في الحديث عائد إلى الله تعالى، فإنه مستفيض من طرق متعددة، عن عدد من الصحابة، وسياق الأحاديث كلها تدل على ذلك وهو أيضاً مذكور فيما عند أهل الكتابين، من الكتب، كالتوراة، وغيرها، وما كان من العلم الموروث عن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فلنا أن نستشهد عليه بما عند أهل الكتاب، كما قال تعالى: {قُلْ كَفَى بِاللهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الكِتَابِ} [الرعد: 43] ... ولكن لما انتشرت الجهمية في المائة الثالثة جعل طائفة الضمير فيه عائداً إلى غير الله تعالى، حتى نقل ذلك عن طائفة من العلماء المعروفين بالعلم والسنة في عامة أمورهم، كأبي ثور وابن خزيمة وأبي الشيخ الأصفهاني وغيرهم، ولذلك أنكر عليهم أئمة الدين وغيرهم من علماء السنة "
[شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري للشيخ الغنيمان 2 / 59 - 60 نقلاً عن نقض التأسيس لابن تيمية]
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/315) . و «البخارى» (4/159) وفي الأدب المفرد (978) قال: حدثنا عبد الله ابن محمد. وفي (8/62) قال: حدثنا يحيى بن جعفر. و «مسلم» (8/149) قال حدثنا محمد بن رافع. أربعتهم - أحمد بن حنبل، وعبد الله بن محمد، ويحيى بن جعفر ومحمد بن رافع - قالوا: ثنا عبد الرزاق، قال: نا معمر، عن همام بن منبه، فذكره(4/30)
2006 - (م) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال: «لمَّا صَوَّرَ اللهُ -عَزَّ وجلَّ - آدَمَ في الجنةِ (1) تَرَكهُ مَا شَاءَ أنْ يَتْرُكَهُ، فَجَعَلَ إِبليسُ يُطيفُ به، ويَنظُرُ إليه، فلما رآه أجوَف عَرَف أنَّهُ خَلْقٌ لا يتمالك» أخرجه مسلم (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يطيف به) : أطاف بالشيء: إذا دار به وأحاط بجوانب.
(أجوف لا يتمالك) : شيء أجوف: خال وإذا وصف الإنسان بالخفة والطيش قيل: لا يتمالك ولا يتماسك.
__________
(1) قال التوربشتي: قيل: إن لفظ: " في الجنة " سهو من بعض الرواة.
(2) رقم (2611) في البر، باب خلق الإنسان خلقاً لا يتمالك، وأخرجه أيضاً أحمد في " المسند " 3 / 152 و 229 و 240 و 254.(4/31)
2007 - (ت د) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه -: قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «إنَّ الله تباركَ وتعالى خَلَقَ آدَمَ مِنْ قَبضَةٍ قَبضها مِنْ جَميع الأرضِ، فجاءَ بَنو آدَمَ على قدر الأرض، منهم الأحَمرُ، والأبيَضُ، والأسوَدُ، وبين ذلك، والسَّهلُ والحَزْنُ، والخَبيث، والطَّيِّبُ» . [ص:32] أخرجه الترمذي، وأبو داود (1) .
__________
(1) الترمذي رقم (2948) في التفسير، باب ومن سورة البقرة، وأبو داود رقم (4693) في السنة، باب في القدر، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/400) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. ومحمد بن جعفر. في (4 /400) قال: حدثنا روح. وفي (4/406) قال: حدثنا يحيى بن سعيد (ح) وحدثناه هوذة. و «عبد بن حميد» (549) قال: حدثنا هوذة بن خليفة. و «أبو داود» (4693) قال: حدثنا مسدد، أن يزيد بن زريع ويحيى بن سعيد حدثاهم، و «الترمذي» (2955) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، وابن أبي عدي، ومحمد بن جعفر، وعبد الوهاب.
سبعتهم - يحيى، وابن جعفر، وروح، وهوذة، ويزيد، وابن أبي عدي، وعبد الوهاب - قالوا: حدثنا عوف، عن قسامة بن زهير، فذكره.(4/31)
2008 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: «لَمَّا خَلقَ الله آدَمَ، ونفَخَ فيه الرُّوحَ عَطسَ، فقال: الحمدُ للهِ، فَحمِدَ اللهِ بِإِذْنِهِ، فقال له رَبُّهُ: يَرْحَمُكَ الله يا آدَمُ اذْهَبْ إلى أُولئكَ الملائَكِةِ - إِلى مَلإٍ منهم جلُوس- فقُلْ: السلامُ عليكم، فقال: السلام عليكم، قالوا: عليك السلام ورحمةُ الله، ثم رَجَعَ إلى رَبِّهِ، فقال: إنَّ هذه تَحِيَّتُكَ، وتَحيَّةُ بَنيكَ بينهم، فقال له: الله، ويَدَاهُ مَقْبوضَتانِ: اختَرْ أيَّهما شِئْتَ، قال: اخْتَرْتُ يَمينَ رَبي، وكلتا يَدَيْ ربي يَمينٌ مُباركة، ثم بسطها، فَإِذا فيها آدم وذُرْيَّتُهُ، فقال: أي رَبِّ، ما هؤلاء؟ قال: هؤلاء ذُرِّيَّتُكَ، فَإذا كُلُّ إنْسانٍ مَكتُوبٌ عُمرُهُ بين عَينَيْهِ، فَإذا فيهم رجلٌ أضْوأهُمْ - أَو مِنْ أَضْوَئِهِم - قال: يا رَبِّ، مَنْ هذا؟ قال: هذا ابنُكَ دَاودُ، كتبتُ له عُمُرَ أربعين سَنة، قال: يا رَبِّ زِد في عُمْرِهِ، قال: ذلك الَّذي كَتبتُ له، قال: أي رَبِّ، فإني قد جَعلْتُ له مِنْ عُمري سِتينَ سَنَة، قال: أنتَ وَذَاكَ، قال: ثم سَكَنَ الجَنَّةَ ما شاء الله، ثم أُهْبِطَ منها، وكان آدَمُ يَعُدُّ لِنَفْسِهِ، فَأتَاهُ مَلَكُ الموتِ، فقال له آدَمُ: قد عَجِلتَ، قد كُتبَ لي ألفُ سَنَةٍ، قال: بَلى، وَلكنَّكَ جَعلتَ لابنكَ [ص:33] داودَ ستين سنة، فَجَحَدَ، فَجَحَدَتْ ذُرِّيَّتُهُ، وَنسيَ فَنَسِيَتْ ذُرِّيَّتُه. قال: فَمِنْ يَوْمِئِذٍ أُمِرَ بالكتابِ والشُّهودِ» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3365) في التفسير، باب من سورة المعوذتين، وقال: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، وقد روي من غير وجه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، أقول: ورواه الحاكم وصححه، ووافقه الذهبي، وهو كما قالا.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (3367) قال: حدثنا محمد بن بشار. و «النسائي» في عمل اليوم والليلة (218) قال: أخبرنا صفوان بن عيسى. قال: حدثنا الحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذباب، عن سعيد بن أبي سعي المقبري، فذكره.
* أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (220) قال: أخبرنا محمد بن خلف، قال: حدثنا آدم.. قال: قال أبو خالد: وحدثني ابن أبي ذباب. قال: حدثني سعيد المقبري ويزيد بن هرمز. عن أبي هريرة، فذكراه مختصرا على قصة خلق آدم، وزاد فيه: «يزيد بن هرمز» .(4/32)
2009 - (م) عائشة - رضي الله عنها - قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «خُلِقَتِ المَلائِكَةُ مِن نُورٍ، وَخُلقَ الجَانُّ من مَارجٍ من نَارٍ، وَخُلِقَ آدَمُ مِمَّا وُصِفَ لكم» أخرجه مسلم (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(مارج) : المارج: لهب النار المختلط بسوادها.
__________
(1) رقم (2996) في الزهد، باب في أحاديث متفرقة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (6/153، 168) ، وعبد بن حميد (1479) ومسلم (8/226) قال: ثنا محمد بن رافع وعبد بن حميد.
ثلاثتهم - وأحمد بن حنبل، وعبد بن حميد، وابن رافع، قال عبدنا: وقال الآخران: ثنا عبد الرزاق. قال: نا معمر عن الزهري، عن عروة،فذكره(4/33)
2010 - (خ م ط) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: قال: لا وَاللهِ ما قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- لِعيسى (1) : أحمرُ، ولكن قال: «بَينما أَنَا نَائِمٌ أَطُوفُ بالبَيْتِ (2) ، فَإِذَا رَجلٌ آدَمُ سَبِطُ الشَّعرِ، يُهادَى بين رجلَينِ، يَنطِفُ رَأْسُهُ [ص:34] مَاء - أَو يُهْرَاقُ رَأْسُهُ ماء - فقلتُ: مَنْ هَذَا؟ قالوا: ابْنُ مَرْيَمَ، فَذَهَبتُ أَلْتَفِتُ، فَإِذَا رَجُلٌ أَحْمَرُ جَسيمٌ جَعْدُ الرَّأْسِ، أَعْوَرُ عَيْنِهِ اليُمنى، كَأنَّ عَينَهُ اليمنى عِنَبةٌ طَافِيَةٌ، قلتُ: مَنْ هَذَا؟ قالوا: [هذا] الدَّجالُ، وأقْرَبُ النَّاسِ بِهِ شَبهاً ابْنُ قَطنٍ» . قال الزهري: رجلٌ من خُزَاعَةَ هَلَكَ في الجاهِليَّةِ (3) ، ليس عند مسلم قول الزهري.
وفي رواية قال: ذكر رسولُ الله- صلى الله عليه وسلم- يَوماً بَينَ ظَهرَاني النَّاس المَسيحَ الدَّجالَ، [فقال: «إِنَّ الله تَبَارَكَ وتعالى ليس بِأعوَرَ، ألا إنَّ المسيحَ الدَّجَّالَ] أَعْوَرُ عَيْنِ اليُمنى، كأنَّ عَيْنَهُ عِنَبَةٌ طَافِيةٌ، قال: وقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: أَرَانِي اللَّيلَةَ فِي المنام عِند الكَعْبَةِ، فَإِذا رَجلٌ آدَمُ، كأحسَنِ مَا تَرى مِنْ أُدْمِ الرِّجالِ، تَضْرِبُ لِمَّتُهُ بين مَنكبَيْهِ، رَجِلُ الشَّعْرِ، يَقْطُرُ رَأْسُهُ مَاء، وَاضِعاً بِيَديهِ على مَنكبَيْ رَجُلينِ، هو بينهما، يطوفُ بالبيت. فقلت: مَنْ هذا؟ فقالوا: المسيحُ ابْنُ مَريمَ، ورأيتُ ورَاءهُ رَجُلاً جَعْداً [ص:35] قَطَطاً، أَعْورَ عَيْنِ اليُمنى، كأشْبَهِ مَن رَأَيتُ من النَّاسِ بِابْنِ قَطنٍ، واضعاً يَدَيه على مَنكَبي رَجُلَيْنِ، يَطوفُ بالبَيْتِ، فقلتُ: مَن هَذا؟ فقالوا: هذا المسيحُ الدَّجَّالُ» .
وفي رواية قال: قال النبيُّ- صلى الله عليه وسلم-: «رَأَيتُ عيسى، وموسى، وإبراهيم - عليهم السلام -، فَأمَّا عيسى: فأْحمرُ جَعْدٌ، عَريضُ الصَّدْرِ، وأمَّا مُوسى: فآدَمُ جَسِيمٌ سَبْطٌ، كَأَنَّهُ من رِجالِ الزُّطِّ (4) » . هكذا في كتاب البخاري، وليس فيه ذِكْرُ إبراهيم.
وقد ذكره البرقانيُّ فيما حكاه الحميديُّ، فقيل له: فإبراهيم؟ قال: «شبيه صاحبكم» .
قال الحميديُّ: قال أبو مسعود [الدمشقي] : كذا في البخاري في سائر النسخ، عن مجاهد عن ابن عمر، وإنما رواه الناس عن محمد بن كثير، فقالوا: مجاهد عن ابن عباس، وعلى روايتهم اعتمد أبو بكر البرقاني، فأخرجه في مسند ابن عباس، أخرجه البخاري، ومسلم، والموطأ (5) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(آدم) : رجل آدم: شديد السمرة. [ص:36]
(يهادى) : تهادى الرجل في مشيته: إذا تمايل، ورأيت فلاناً يهادى بين رجلين: إذا كان يمشي متكئاً [عليهما] من ضعف وتمايل.
(ينطف) : أي يقطر.
(عنبة طافية) : إذا كانت خارجة القد والسمت عن أخواتها في العنقود.
(لمته) : اللمة: شعر الرأس.
(رَجِل الشعر) : شعر رجل، أي مسرَّح غير شعث.
(قَطَطاً) : شعر قطط: متناهي الجعودة.
__________
(1) قال الحافظ في " الفتح ": اللام في قوله: " لعيسى " بمعنى " عن " وهي كقوله تعالى: {وقال الذين كفروا للذين آمنوا لو كان خيراً ما سبقونا إليه} ، قال: وفيه جواز اليمين على غلبة الظن، لأن ابن عمر ظن أن الوصف اشتبه على الراوي، وأن الموصوف بكونه أحمر إنما هو الدجال، لا عيسى، وقرب ذلك أن كلاً منهما يقال له: المسيح، وهي صفة مدح لعيسى، وصفة ذم للدجال، قال: وكان ابن عمر قد سمع سماعاً جزماً في وصف عيسى أنه آدم، فساغ له الحلف على ذلك لما غلب على ظنه أن من وصفه بأنه أحمر واهم.
(2) انظر ما قاله الحافظ في " الفتح " 6 / 351 - 353 حول رؤية الأنبياء لرسول الله صلى الله عليه وسلم يقظة ومناماً.
(3) أي ابن قطن: رجل من خزاعة هلك في الجاهلية، قال الحافظ في " الفتح ": اسمه عبد العزى بن قطن بن عمرو بن جندب بن سعيد بن عائذ بن مالك بن المصطلق، وأمه هالة بنت خويلد، أفاده الدمياطي، قال: وقال ذلك أيضاً عن أكثم بن أبي الجون، وأنه قال: يا رسول الله هل يضرني شبهه؟ قال: لا، أنت مسلم وهو كافر، حكاه عن ابن سعد، والمعروف في الذي شبه به صلى الله عليه وسلم أكثم بن عمرو بن لحي جد خزاعة، لا الدجال، كذلك أخرجه أحمد وغيره، وفيه دلالة على أن قوله صلى الله عليه وسلم: إن الدجال لا يدخل المدينة ولا مكة، أي في زمن خروجه، ولم يرد بذلك نفي دخوله في الزمن الماضي، والله أعلم.
(4) الزط: جيل من الهند والسودان، معرب " جت ".
(5) البخاري 12 / 366 في التعبير، باب الطواف بالكعبة في المنام، وباب رؤيا الليل، وفي الأنبياء، باب قول الله تعالى: {واضرب لهم مثلاً أصحاب القرية} ، وفي اللباس، باب الجعد، وفي الفتن، باب ذكر الدجال، ومسلم رقم (169) في الإيمان، باب ذكر المسيح بن مريم والمسيح الدجال، والموطأ 2 / 920 في صفة النبي صلى الله عليه وسلم، باب ما جاء في صفة عيسى ابن مريم عليه السلام، وأخرجه أيضاً أحمد في " المسند " 2 / 83 و 122 و 127 و 144 و 154.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: 1-أخرجه أحمد (2/22) (4743) قال: حدثنا ابن نمير. وفي (2/39) (4977) قال: حدثنا إسحاق بن سليمان. وفي (2/83) (5553) و2/154) (6425) قال: حدثنا محمد بن بكر. و «مسلم» (1/107) قال: حدثنا بن نمير، قال: حدثنا أبي.
ثلاثتهم (عبد الله بن نمير. وإسحاق، ومحمد بن بكر) عن حنظلة بن أبي سفيان.
2- وأخرجه أحمد (2/122 (6033) قال: حدثنا أبو اليمان، قال: حدثنا شعيب. وفي (2/144) (6312) قال: حدثنا أبو كامل، قال: حدثنا إبراهيم بن سعد. (البخاري) 4/203) قال: حدثنا أحمد ابن محمد المكي، قال: سمعت إبراهيم بن سعد. وفي (9/50) قال: حدثنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب. وفي (9/75) قال: حدثنا يحيى بن بكير، قال: حدثنا الليث، عن عقيل. و «مسلم» (1/108) قال: حدثني حرملة بن يحيى، قال: حدثنا وبن وهب. قال: أخبرني يونس بن يزيد.
أربعتهم (شعيب، وإبراهيم، وعقيل، ويونس) عن الزهري. كلاهما (حنظلة، والزهري) عن سالم فذكره.
والرواية الثانية أخرجها مالك (الموطأ) ، 573و «أحمد» (2/126) (6099) و «البخاري» (4/202، 7/207) و «مسلم» (1/107) عن نافع، فذكره.
والرواية الثانية: أخرجها البخاري (4/202) عن مجاهد فذكره.(4/33)
2011 - (خ م ت) : أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: «لَيْلَةَ أُسْريَ بي لَقيتُ مُوسَى عليه السلام، قال: فَنَعَتَهُ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-، فإذا رَجُلٌ - حَسِبْتهُ قال: مُضطَرِبٌ -[رَجِلُ] الرَّأْسِ، كأنَّهُ من رِجالِ شَنُوءةَ، قال: وَلقيتُ عِيسى، فَنَعَتهُ النبي- صلى الله عليه وسلم- فقال: رَبْعةٌ أحمرُ، كأنَّما خَرَجَ مِنْ دِيماسٍ - يعني: الحمَّامَ - ورأيتُ إبراهيم، وأنَا أَشْبَهُ وَلَدِهِ به، قال: وَأُتِيتُ بِإِنَاءَيْنِ أَحَدُهُما لَبَنٌ، والآخَرُ فِيهِ خَمْرٌ، فقيل لي: خُذْ أَيَّهُمَا شِئْتَ، فَأَخَذْتُ اللَّبَنَ فَشرِبتُهُ، فقال: هُدِيتَ الفِطْرَةَ - أو أَصَبتَ الفِطرةَ - أما إِنَّكَ لَوْ أَخَذتَ الخَمرَ غَوَتْ أُمَّتُكَ» . [ص:37]
وفي رواية نحوه، وفيه: «رأيتُ موسى، وإذا رَجُلٌ ضَرْبٌ (1) رَجِلٌ، كأنَّهُ مِنْ رِجَالِ شَنُوءةَ» . هذه رواية البخاري، ومسلم، والترمذي.
وفي رواية لمسلم قال: قال رسولُ الله- صلى الله عليه وسلم-: «لَقَد رَأيتُني في الحِجْرِ، وَقُرَيشٌ تَسألُني عن مَسْرَايَ؟ فَسألَتْني عن أشياءَ من بَيتِ المقدس لم أُثبِتْهَا، فكُرِبْت كُرْبَة ما كُرِب مثلها قطُّ، قال: فَرَفَعهُ الله لي، أنْظرُ إليه، ما يَسألُوني عن شيءٍ إِلا أَنْبَأتُهم بِهِ، ولقد رَأيتُني في جماعةٍ من الأنبياء، فإذا موسى قائم يصلي، فإذا رجل ضَرْبٌ جَعْدٌ كأنَّه من رجال شَنُوءةَ، وإذا عيسى بنُ مريمَ قائم يُصلِّي، أقرب الناسِ به شَبهاً عُروَةُ بنُ مسعودٍ الثقفيُّ، وإذا إبراهيم عليه السلام قائم يُصلِّي، أَشْبهُ النَّاسِ به: صَاحِبُكم - يعني نَفسَهُ - فَحَانَتِ الصلاةُ فَأَمَمتُهُم، فَلمَّا فَرَغْتُ من الصلاةِ قال قائلٌ: يا مُحَمَّدُ هذا مالكٌ خَازِنُ النَّارِ، فَسَلِّمْ عليه، فَالتَفَتُّ إليه، فَبَدَأني بالسلام» .
رأيت الحميديَّ قد جعل هذه الرواية الآخرة في أفراد مسلم، والتي قبلها [ص:38] في المتفق عليه، ومعناهما واحد، وإن كان في الآخرة زيادة ليست في الأولى، لكن عادته أن يجمع الروايات في موضع واحد، ولذلك قد أضفناها نحن إلى الرواية الأولى (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(مضطرب) : رجل مضطرب الخلقة، يجوز أن يريد به: أنه غير متناسب الخلقة. وأن أعضاءه متباينة، لكنه قال في حديث آخر في صفة موسى عليه السلام: «إنه ضرب من الرجال» والضرب: الرقيق، فيجوز على هذا أن يكون قوله: «مضطرب» أنه مفتعل من الضرب، أي: أنه مستدق، والله أعلم.
(دِيمَاس) : الديماس في اللغة: الظلمة، ويسمى الكن ديماساً، والسرب ديماساً، وقد جاء في بعض طرق الحديث مفسراً بالحمَّام، ولم أره في اللغة، وقال الجوهري في كتاب «الصحاح» في تفسير الحديث إنه أراد به: الكن، وكذلك قال الهروي: أراد به الكن أو السرب.
(الفطرة) : الخلقة: والفطرة: الإسلام. [ص:39]
(غوت) : الغي: الضلال، وهو ضد الرشاد.
__________
(1) قال النووي في " شرح مسلم ": هو بإسكان الراء. قال القاضي عياض: هو الرجل بين الرجلين في كثرة اللحم وقلته، قال القاضي: لكن ذكر البخاري فيه من بعض الروايات " مضطرب " وهو الطويل غير الشديد، وهو ضد جعد اللحم مكتنزه، ولكن يحتمل أن الرواية الأولى أصح، يعني رواية " ضرب " لقوله في الرواية الأخرى " حسبته قال: مضطرب " فقد ضعفت هذه الرواية للشك، ومخالفة الأخرى التي لا شك فيها، وفي الرواية الأخرى " جسيم سبط " وهذا يرجع إلى الطويل، ولا يتأول جسيم بمعنى: سمين، لأنه ضد " ضرب " وهذا إنما جاء في صفة الدجال، هذا كلام القاضي، وهذا الذي قاله من تضعيف رواية " مضطرب " وأنها مخالفة لرواية " ضرب " لا يوافق عليه، فإنه لا مخالفة بينهما، فقد قال أهل اللغة: الضرب: هو الرجل الخفيف اللحم، كما قاله ابن السكيت في " الإصلاح " وصاحب " المجمل " والزبيدي والجوهري، وآخرون لا يحصون والله أعلم.
(2) البخاري 6 / 307 في الأنبياء، باب قول الله تعالى: {هل أتاك حديث موسى} ، {وكلم الله موسى تكليماً} ، وباب قول الله تعالى: {واذكر في الكتاب مريم} ، وفي تفسير سورة بني إسرائيل، باب قوله تعالى: {سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً} ، وفي الأشربة في فاتحته، وباب شرب اللبن، ومسلم رقم (168) في الإيمان، باب الإسراء برسول الله صلى الله عليه وسلم، والترمذي رقم (3829) في التفسير، باب ومن سورة بني إسرائيل، وأخرجه أيضاً أحمد في " المسند " 2 / 282.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/281) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر. (ح) وعبد الأعلى، عن معمر. وفي (2/512) قال: حدثنا روح. وقال: حدثنا صالح بن أبي الأخضر. و «الدارمي» (2094) قال: أخبرنا الحكم بن نافع. قال: حدثنا شعيب. و «البخاري» (4/1786، 202) قال حدثنا إبراهيم ابن موسى. قال: أخبرنا هشام بن يوسف. قال: أخبرنا معمر. وفي (43/202) قال: حدثني محمود. قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر. وفي (6/104، 7/140) قال: حدثنا عبدان. قال: حدثنا عبد الله. قال: أخبرنا يونس. وفي (6/104) قال: حدثنا أحمد بن صالح. قال: حدثنا عنبسة. قال: حدثنا يونس. في (7/135) قال: حدثنا أبو اليمان. قال: أخبرنا شعيب. و «مسلم» (1/106) قال: حدثني محمد بن رافع وعبد بن حميد. قال ابن رافع: حدثنا. وقال عبد: أخبرنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر. وفي (6/104) قال: حدثنا محمد بن عباد وزهير بن حرب. قالا: حدثنا أبو صفوان. قال: أخبرنا يونس. (ح) وحدثني سلمة بن شبيب. قال: حدثنا الحسن ابن أعين. قال: حدثنا معقل، والترمذي» (3130) قال: حدثنا محمود بن غيلان. قال: حدثنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر. «النسائي» (8/312) قال: أخبرنا سويد. وقال: أنبأنا عبد الله، عن يونس. وفي الكبرى «تحفة الأشراف» (10/13204) عن محمد بن عامر المصيصي، عن منصور بن سلمة. (ح) وعن محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، عن شعيب بن الليث. كلاهما عن الليث عن ابن الهاد، عن عبد الوهاب بن أبي بكر. وفي (10/13255) عن كثير بن عبيد المذحجي ومحمد بن صدقة الجبلاني. كلاهما عن محمد بن حرب. عن الزبيدي.
سبعتهم - معمر، وصالح، وشعيب، ويونس، ومعقل بن عبد الله، وعبد الوهاب بن أبي بكر، ومحمد بن الوليد الزبيدي - عن ابن شهاب الزهري عن سعيد بن المسيب، فذكره.
والرواية الثانية: أخرجها أحمد (2/528) . ومسلم (1/108) ، والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (10/14965) عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، فذكره.(4/36)
2012 - (م ت) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «عُرِضَ عَليَّ الأنبياءُ، فإذا مُوسى ضَرْبٌ من الرجال كأنهُ من رِجَالِ شَنُوءةَ، ورأيتُ عيسى بنَ مريم، فَإِذَا أَقْرَبُ من رَأَيتُ بِهِ شَبَهاً: عُرْوَةُ بنُ مسعودٍ، ورأيتُ إبراهيم عليه السلام، فإذا أقْرَبُ من رأيتُ بِهِ شَبهاً صَاحِبُكُمْ - يعني نَفْسَهُ - ورأيتُ جبريلَ عليه السلام، فإذا أقْربُ من رأيت بِهِ شَبهاً: دِحيةُ بنُ خَليفَةَ» أخرجه مسلم، والترمذي (1) .
__________
(1) مسلم رقم (167) في الإيمان، باب الإسراء برسول الله صلى الله عليه وسلم، والترمذي رقم (3651) في المناقب، باب شبه الأنبياء ببعض الصحابة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (3/334) قال: ثنا يونس وحجين. و «عبد بن حميد» (1045) قال:ثني أحمد بن يونس. و «مسلم» (1/106) قال: ثنا قتيبة بن سعيد (ح) وثنا محمد بن رمح. و «الترمذي» (3649) وفي الشمائل (13) قال: ثنا قتيبة. خمستهم (يونس وحجين، وأحمد بن يونس، وقتيبة وأبي رمح) عن الليث ابن سعد، عن أبي الزبير، فذكره.(4/39)
2013 - (خ م) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: قال مجاهدٌ: سَمِعتُ ابنَ عَبَّاسٍ - وذَكَرُوا لَهُ الدَّجَّالَ: بَيْنَ عينيه كَافِرٌ، أوْ كَفر - قال: لم أسمعه قال ذلك، ولكنه قال: «أَمَّا إبراهيم: فانْظُروا إلى صَاحِبكم، وأمَّا مُوسى: فَجَعْدٌ آدَمُ، على جَمَلٍ مَخْطومٍ بِخُلْبةٍ، كأَني أَنظُرُ إِليه انْحَدَرَ من الوادي» .
وفي رواية قال: ذكر رسولُ الله- صلى الله عليه وسلم- ليلة أُسريَ بهِ فقال: «موسى آدَمُ طُوالٌ، كأنَّهُ مِنْ رِجَالِ شَنُوءةَ، وقال: عِيسى جَعْدٌ مَربُوعٌ، وذكرَ [ص:40] مَالِكاً خَازِنَ النَّارِ، وذكر الدَّجَّالَ» .
زادَ في رواية: «ورَأيتُ عيسى بنَ مريمَ مَرْبُوعَ الْخَلْقِ، إلى الحُمْرَةِ والبياض، سَبِطَ الرَّأْسِ، ورأيتُ مَالِكاً خَازِنَ النَّارِ، والدَّجَّالَ في آياتٍ أرَاهُنَّ اللهُ إيَّاهُ: {فَلا تَكُنْ فِي مِريَةٍ مِنْ لِقَائِهِ} [السجدة: 23] » . أخرجه البخاري، ومسلم (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(خلبة) : الخلب: الليف: واحدته خلبة.
(طوال) : رجل طوال: مثل طويل.
__________
(1) البخاري 6 / 226 في بدء الخلق، باب ذكر الملائكة، وفي الأنبياء، باب قول الله تعالى: {وهل أتاك حديث موسى} ، ومسلم رقم (165) في الإيمان، باب الإسراء برسول الله صلى الله عليه وسلم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (1/276) (2501) قال: حدثنا محمد بن أبي عدي. وفي (1/277) (2502) قال: حدثنا يزيد. و «البخاري « (2/171، 7/208) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثني ابن أبي عدي. وفي (4/170) قال: حدثني بيان بن عمرو، وقال: حدثنا النضر. و «مسلم» (1/106) قال: حدثني محمد بن المثنى، قال: حدثنا ابن أبي عدي.
ثلاثتهم (محمد بن أبي عدي، ويزيد، والنضر) عن ابن عون، عن مجاهد، فذكره.(4/39)
2014 - (ت) سمرة بن جندب - رضي الله عنه -: أنَّ رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال: «سَامٌ: أَبُو العرَبِ، ويَافِثُ: أبُو الرُّوم، وحَامٌ: أَبُو الحَبَشِ» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3229) في تفسير سورة (ص) ، ورقم (3927) في المناقب، باب فضل العرب، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 5 / 9 و 10 من حديث الحسن البصري عن سمرة، وفيه عنعنة الحسن البصري، وفي سماع الحسن من سمرة كلام، وقد حسنه الترمذي، ورواه أيضاً أبو يعلى وابن المنذر والطبراني والحاكم وصححه، وقال المناوي في " فيض القدير ": قال الزين العراقي في " القرب في محبة العرب " هذا حديث حسن، قال الديلمي: وفي الباب عن عمران بن حصين.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
تقدم برقم (781) .(4/40)
2015 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أنَّ رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال: «كانَ زَكَرِيَّا نَجَّاراً» . أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (2379) في الفضائل، باب من فضائل زكريا عليه السلام، قال النووي في " شرح مسلم ": وفيه جواز الصنائع، وأن النجارة لا تسقط المروءة، وأنها صنعة فاضلة، وفيه فضيلة لزكريا عليه الصلاة والسلام، فإنه كان صانعاً يأكل من كسبه، وقد ثبت قوله صلى الله عليه وسلم: " أفضل ما أكل الرجل من كسبه، وأن نبي الله داود كان يأكل من عمل يده "، قال: وفي زكريا خمس لغات: المد، والقصر، وزكري بالتشديد والتخفيف، وزكر كعلم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/296) قال: حدثنا يزيد. وفي (2/405) قال:حدثنا عفان. وفي (2/485) قال: حدثنا عبد الرحمن. و «مسلم» (7/103) قال: حدثنا هداب بن خالد. و «ابن ماجة» (2150) قال: حدثنا محمد بن يحيى قال: حدثنا محمد بن عبد الله الخزاعي والحجاج والهيثم بن جميل.
سبعتهم - يزيد، وعفان، وعبد الرحمن،وهداب، ومحمد بن عبد الله، والحجاج بن المنهال،والهيثم - عن حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أبي رافع، فذكره.(4/41)
الكتاب الرابع: في الخلافة والإمارة، وفيه بابان
الباب الأول: في أحكامها، وفيه سبعة فصول
الفصل الأول: في الأئمة من قريش
2016 - (م) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: أنَّ رسولَ الله-صلى الله عليه وسلم- قال: «النَّاسُ تَبَعٌ لِقُرَيشٍ في الْخَيرِ والشَّرِّ» . أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (1819) في الإمارة، باب الناس تبع لقريش.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: رواه عن جابر أبو سفيان أخرجه أحمد (3/331) قال: حدثنا أبو أحمد. وفي (3/379) قال: حدثنا الفضل بن دكين، وأبو أحمد.
كلاهما -أبو أحمد، والفضل - قالا: حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن أبي سفيان،فذكره.
-ورواه عن جابر أبو الزبير - واللفظ له: أخرجه أحمد (3/383) . و «مسلم» (6/2) قال: حدثني يحيى ابن حبيب الحارثي.
كلاهما - أحمد، والحارثي - قالا: حدثنا روح، قال: حدثنا ابن جريج قال:حدثني أبو الزبير، فذكره(4/42)
2017 - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أنَّ رَسولَ الله- صلى الله عليه وسلم- قال: «النَّاسُ تَبَعٌ لِقُرَيشٍ فِي هَذَا الشَّأنِ، مُسْلِمُهُم تَبَعٌ لِمُسْلِمِهِمْ، وكافِرُهُمْ تَبَعٌ لكافِرهم، الناسُ معادِنُ، خِيارُهُمْ في الجَاهِلِيَّةِ خِيَارُهم في الإسلام، إذا [ص:43] فَقُهُوا، تَجِدُونَ مِنْ خَيْرِ النَّاسِ، أَشَدَّ النَّاسِ كَرَاهِيَة لهذَا الشَّأنِ حَتى يَقَعَ فيه» أخرجه البخاري، ومسلم (1) .
__________
(1) البخاري 6 / 385 في الأنبياء، باب المناقب، ومسلم رقم (1818) في الإمارة، باب الناس تبع لقريش، وأخرجه أيضاً أحمد في " المسند " 2 / 243 و 261 و 395 و 433، وانظر " فتح الباري " للحافظ ابن حجر 13 / 101 - 107 في الأحكام، باب الأمراء من قريش، و " شرح مسلم " للنووي 2 / 119 في الإمارة، باب الناس تبع لقريش، وانظر أيضاً " الفتح " 6 / 388 في تعريف قريش.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/29) (4832) قال: حدثنا معاذ. وفي (2/93) (5677) قال: حدثنا أبو النضر. وفي (2/128) (6121) قال: حدثنا محمد بن يزيد. و «البخاري (4/218) قال: حدثنا أبو الوليد. وفي (9/78) قال: حدثنا أحمد بن يونس. و «مسلم» (6/2) قال: حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس.
خمستهم - معاذ، وأبو النضر، ومحمد بن يزيد، وأبو الوليد، وأحمد بن يونس - عن عاصم بن محمد ابن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، قال: سمعت أبي، فذكره.(4/42)
2018 - (خ م) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: «لا يَزَالُ هذا الأمر في قُريشٍ ما بقيَ منهم اثنانِ» . أخرجه البخاري، ومسلم (1) .
__________
(1) البخاري 6 / 389 في الأنبياء، باب مناقب قريش، وفي الأحكام، باب الأمراء من قريش.(4/43)
2019 - (خ) محمد بن شهاب الزهري - رحمه الله -: قال: كان مُحمدُ بنُ جُبَيْر بنِ مُطعِم يُحَدِّثُ: أَنَّهُ بَلَغَ مُعَاويَةَ وهو عندَه فِي وَفْدٍ من قُرَيشٍ أَنَّ عَبدَ الله بنَ عَمْرو بن العاص يُحَدِّثُ: «أَنَّهُ سَيَكُونُ مَلِكٌ من قَحطانَ» فَغَضِبَ مُعَاويةُ، فقام، فَأثنى على الله بما هو أهله، ثم قال: أَمَّا بعدُ، فَإِنَّهُ بلغني: أَنَّ رِجَالاً منكم يتحدَّثونَ أحَادِيثَ لَيسَتْ فِي كِتَاب الله، ولا تُؤثَرُ عن رسولِ الله- صلى الله عليه وسلم- فَأُولَئِكَ جُهَّالُكمْ، فَإِيَّاكُم والأمَانِيَّ التي تُضِلُّ أَهلَها، فَإِني سَمِعْتُ رسولَ الله- صلى الله عليه وسلم- يقول: «إِنَّ هَذَا الأمْرَ في قُرَيشٍ، لا يُعَاديهِم أَحَدٌ إِلا كَبَّهُ اللهُ على وَجْهِهِ مَا أَقَامُوا الدِّينَ» . أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) 6 / 389 في الأنبياء، باب مناقب قريش، وفي الأحكام، باب الأمراء من قريش.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (4/94) قال: حدثنا بشر بن شعيب بن أبي حمزة. و «الدرامي» 2524 قال: أخبرنا الحكم بن نافع. و «البخاري» (4/77،9،217) قال: حدثنا أبو اليمان. و «النسائي» في الكبرى (الورقة 117ب) قال: أخبرنا محمد بن خالد، قال: حدثنا بشر بن شعيب.
كلاهما - بشر، والحكم بن نافع أبو اليمان - عن شعيب بن أبي حمزة عن الزهري،قال: كان محمد ابن جبير بن مطعم يحدث، فذكره.(4/43)
2020 - (ت) حبيب بن الزبير - رحمه الله -: قال: سَمِعْتُ عبدَ الله بن أبي الهذيل يقول: كان نَاسٌ من ربيعة عند عمرو بن العاص، فقال رجلٌ من بكر بن وائِلٍ: لَتَنْتَهِيَنَّ قُريشٌ، أو لَيَجْعَلَنَّ اللهُ هَذا الأمرَ في جُمْهُورٍ من العَرَبِ غَيْرِهم، فقال عَمْرو بن العاص: كَذَبتَ، سمعتُ رسولَ الله- صلى الله عليه وسلم- يقول: «قُرَيشٌ وُلاةُ النَّاس في الْخَيْرِ والشَّرِّ إلى يَومِ القيامَةِ» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2228) في الفتن، باب ما جاء أن الخلفاء من قريش إلى أن تقوم الساعة، وإسناده صحيح، وفي الباب عن ابن عمر وابن مسعود وجابر، وما جاء في المطبوع تعليقاً على هذا الحديث: رواه الترمذي وقال: حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث سعيد بن جمهان، خطأ، وإنما هو عند الترمذي عقب الحديث الآتي.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: أخرجه أحمد (4/203) قال: حدثنا محمد بن جعفر. و «الترمذي» (2227) قال: حدثنا حسين بن محمد البصري، قال: حدثنا خالد بن الحارث.
كلاهما (ابن جعفر، وخالد) قالا: حدثنا شعبة، عن حبيب بن الزبير قال: سمعت عبد الله بن أبي الهذيل، فذكره.(4/44)
2021 - (ت د) سفينة (1) - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «الخِلافَةُ فِي أمَّتي ثَلاثُون سَنة، ثُمَّ مُلْكُ بعد ذلك» - قال سَعيدُ بن جُمهان - ثُمَّ قال: أمْسِكْ (2) : خِلافَةَ أبي بَكْرٍ، وخلافَةَ عمر، وخِلافَةَ عثمان، ثم قال: أمْسكْ خِلافَةَ عَلي، فَوَجدْنَاهَا ثلاثين سنة، قال سعيدٌ: فقلتُ له: إنَّ بني أُمَيَّةَ يَزعُمُونَ: أنَّ الخِلافةَ فيهم؟ قال: كَذَبُوا بَنُو الزَّرقاء، بَلْ هُمْ مُلُوكٌ مِن شَرِّ المُلوك. هذه رواية الترمذي. [ص:45]
وفي رواية أبي داود قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «خِلافَةُ النبُوَّةِ ثَلاثُونَ سَنَة، ثُمَّ يُؤتي اللهُ المُلكَ مَنْ يَشَاء» . قال سعيدٌ: قال لي سَفِينَةُ: أمْسِكْ: أبو بكر سنتين، وعمرُ عشراً، وعثمان اثْنَتي عشرة، وعليّ ستّاً، كذا قال سعيد: قلتُ لِسَفِينةَ: إِنَّ هؤلاء يَزعمونَ أَنَّ عَلِيّاً لَمْ يَكُنْ بِخَلِيفةٍ؟ قال: كَذَبَتْ أَسْتَاهُ بَني الزَّرقَاء. يعني: بَني مَروَانَ (3) .
__________
(1) هو مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقيل: هو مولى أم سلمة رضي الله عنها، وسفينة: لقب، واسمه مهران، وقيل: رومان، وقيل: نجران، وقيل غير ذلك.
(2) أي: عد واحسب.
(3) الترمذي رقم (2227) في الفتن، باب ما جاء في الخلافة، وأبو داود رقم (4646) و (4647) في السنة، باب في الخلفاء، وإسناده حسن، قال الحافظ في " الفتح ": أخرجه أصحاب السنن، وصححه ابن حبان، وقال الترمذي: وفي الباب عن عمر وعلي قالا: لم يعهد النبي صلى الله عليه وسلم في الخلافة شيئاً.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن: أخرجه أحمد (5/220) قال: حدثنا بهز، قال: حدثنا حماد بن سلمة. (ح) وعبد الصمد، قال حدثنا حماد بن سلمة. وفي (5/221) قال: حدثنا زيد بن الحباب، قال حدثني حماد (يعني ابن سلمة) . وفيه (5/221) قال: حدثنا أبو النضر، قال: حدثنا حشرج بن نباتة العبسي كوفي. و «أبو داود» (4646) قال: حدثنا سوار بن عبد الله، قال: حدثنا عبد الوراث بن سعيد. وفي (4647) قال: حدثنا عمرو بن عون، قال: حدثنا هشيم، عن العوام بن حوشب. و «الترمذي» (2226) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا سريج بن النعمان، قال: حدثنا حشرج بن نباة و «النسائي» في فضائل الصحابة (52) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان، قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا العوام.
أربعتهم -حماد بن سلمة، وحشرج، وعبد الوارث، والعوام - عن سعيد بن جمهان، فذكره.
قلت: سعيد بن جمهان، قال الذهبي. صدوق وسط. الكاشف (1/357) (1881) .(4/44)
2022 - (خ م ت د) جابر بن سمرة - رضي الله عنه -: قال: سمعتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- يقول: «يكونُ بَعدي اثْنا عشر أمِيراً، فقال كَلمة لَم أسْمَعها، فقال أبي: إِنَّهُ قال: كُلُّهُمْ من قُرَيشٍ» .
وفي رواية قال: «لا يَزالُ أمْرُ النَّاسِ مَاضِياً مَا وَلِيَهُمْ اثْنا عشر رَجُلاً، ثُمَّ تَكلَّمَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- بكلمةٍ خَفِيَتْ عَليَّ، فَسَألتُ أبي: مَاذا قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-؟ فقال: قال: كُلُّهمْ من قريش» هذه رواية البخاري، ومسلم.
وفي أخرى لمسلم قال: انطلقتُ إلى رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- وَمَعي أبي، فَسَمِعتُهُ يقولُ: «لا يَزَالُ هذا الدِّينُ عزيزاً مَنِيعاً إلى اثْني عَشَر خليفة» . فقال [ص:46] كلمة أصمَّنِيها النَّاسُ (1) ، فقلتُ لأبي: ما قال؟ قال: «كُلُّهم من قريشٍ» .
وفي أخرى له قال: دَخَلْتُ مع أبي على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- فَسَمِعْتُهُ يقول: «إِنَّ هَذَا الأمرَ لا يَنْقَضِي حتى يَمْضِيَ فِيهِ اثنا عَشرَ خَليفة» قال: ثُمَّ تَكَلَّمَ بكلامٍ خَفِيَ عَليَّ، فقلت لأبي: ما قال؟ قال: «كُلُّهم من قريش (2) » . [ص:47]
وفي أخرى: «لا يَزَالُ الإسلام عزيزاً إلى اثْني عشرَ خَليفة - ثم ذكر مثله» .
وفي رواية الترمذي قال: قال النبي- صلى الله عليه وسلم-: «يَكُونُ من بعدي اثنا عَشَرَ أمِيراً» قال: ثم تَكلم بشيءٍ لم أفْهَمْهُ، فَسألتُ الذي يَليني، فقال: «كُلُّهم من قُرَيشٍ» .
وفي رواية أبي داود قال: سَمِعتُ رسولَ الله- صلى الله عليه وسلم- يقول: «لا يَزَالُ هذا الدِّينُ قَائِماً حتَى يكونَ عليكم اثْنا عَشرَ خليفة، كلُّهُمْ تَجْتَمِعُ عليه الأُمَّةُ» فَسَمِعتُ كلاماً من النبي- صلى الله عليه وسلم- لم أفْهمْهُ، فقلتُ لأبي: ما يقول؟ قال: «كلُّهم من قُرَيش» .
وفي أخرى قال: «لا يَزَالُ هذا الدِّينُ عَزِيزاً إلى اثني عَشَرَ خليفة» قال: فَكَبَّرَ الناسُ وضَجُّوا، ثُمَّ قال كَلِمة خفيفَة ... وذكر الحديث» .
وفي أخرى بهذا الحديث: وزاد: «فَلَمَّا رَجَعَ إلى مَنْزِلِهِ أَتَتْهُ قُريشٌ فقالوا: ثُمَّ يَكُونُ ماذا؟ قال: «ثم يكونُ الهَرْجُ» (3) .
__________
(1) في مسلم المطبوع: صمنيها. قال النووي في " شرح مسلم ": هو بفتح الصاد وتشديد الميم المفتوحة أي: أصموني عنها فلم أسمعها لكثرة الكلام، ووقع في بعض النسخ " صمتنيها الناس " أي: أسكتوني عن السؤال عنها.
(2) قال النووي في " شرح مسلم ": قال القاضي: قد توجه هنا سؤالان.
أحدهما: أنه قد جاء في الحديث الآخر: " الخلافة بعدي ثلاثون سنة، ثم تكون ملكاً " وهذا مخالف لحديث الاثني عشر خليفة، فإنه لم يكن في ثلاثين سنة إلا الخلفاء الراشدون الأربعة، والأشهر التي بويع فيها الحسن بن علي؟ . قال: والجواب عن هذا: أن المراد في حديث " الخلافة ثلاثون سنة " خلافة النبوة وقد جاء مفسراً في بعض الروايات: " خلافة النبوة بعدي ثلاثون سنة، ثم تكون ملكاً " ولم يشترط هذا في الاثني عشر.
السؤال الثاني: أنه قد ولي أكثر من هذا العدد.
قال: وهذا اعتراض باطل، لأنه صلى الله عليه وسلم لم يقل: لايلي إلا اثني عشر خليفة، وإنما قال: " يلي " فقد ولي هذا العدد، ولا يضر كونه وجد بعدهم غيرهم، هذا إن جعل المراد باللفظ: كل وال، ويحتمل أن يكون المراد: مستحقي الخلافة العادلين، وقد مضى منهم من علم، ولابد من تمام هذا العدد قبل قيام الساعة، قال: وقيل: إن معناه: أنهم يكونون في عصر واحد، يتبع كل واحد منهم طائفة، قال القاضي: ولا يبعد أن يكون هذا، وقد وجد إذا تتبعت التواريخ، فقد كان في الاندلس وحدها منهم في عصر واحد - بعد أربعمائة وثلاثين سنة - ثلاثة، كلهم يدعيها ويلقب بها، وكان حينئذ في مصر آخر، وكان خليفة الجماعة، الخليفة العباسي ببغداد، سوى من كان يدعي ذلك في ذلك الوقت في أقطار الأرض، قال: ويعضد هذا التأويل: قوله في كتاب مسلم بعد هذا: " سيكون خلفاء فيكثرون، قالوا: فما تأمرنا؟ قال: فوا ببيعة الأول فالأول "، قال: ويحتمل أن المراد: من يعز الإسلام في زمنه، ويجتمع المسلمون عليه، كما جاء في " سنن أبي داود ": " كلهم تجتمع عليه الأمة " وهذا قد وجد قبل [ص:47] اضطراب أمر بني أمية واختلافهم في زمن يزيد بن الوليد، وخرج إليهم بنو العباس، ويحتمل أوجهاً أخر، والله أعلم بمراد نبيه صلى الله عليه وسلم.
(3) البخاري 13 / 181 في الأحكام، باب في الاستخلاف، ومسلم رقم (1821) في الإمارة، باب الناس تبع لقريش، والترمذي رقم (2224) في الفتن، باب ما جاء في الخلفاء، وأخرجه أيضاً أحمد في " المسند " 5 / 87 و 90 و 92 و 95 و 97 و 99 و 101 و 107 و 108.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: 1-أخرجه أحمد (5/88، 87) قال: حدثنا حماد بن أسامة، وفي (5 و87 و90) قال: حدثنا ابن نمير. وفي (5/93/و96) قال: حدثنا يونس بن محمد قال: حدثنا حماد (يعني ابن زيد) . و «عبد الله بن أحمد» (5/96) قال: حدثني خلف بن هشام البزار المقرئ، قال: حدثنا حماد بن زيد. وفي (5/99) قال: حدثني أبو الربيع الزهراني سليمان بن داود، وعبيد الله بن عمر القواريري، ومحمد بن أبي بكر المقدمي. قالوا: حدثنا حماد بن زيد. وفي (5/99) قال: حدثني سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي قال: حدثني أبي. أربعتهم -حماد بن أسامة، وابن نمير، وحماد بن زيد، ويحيى بن سعيد - قالوا حدثنا مجالد بن سعيد.
2-وأخرجه أحمد (5/93) قال: حدثنا عبد الصمد، قال: حدثنا أبي. وفي (5/106) قال: حدثنا مؤمل بن إسماعيل، قال: حدثنا حماد بن سلمة. و «مسلم» (6/3) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو معاوية. و «أبو داود» (4280) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا وهيب. و «عبد الله بن أحمد» (5/98) قال: حدثني محمد بن أبي بكر بن علي المقدمي، قال: حدثنا زهير بن إسحاق. خمستهم - عبد الوارث، وابن سلمة، وأبو معاوية، ووهيب، وزهير - عن داود بن أبي هند.
3- وأخرجه أحمد (5/101) قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم.، و «مسلم» (6/3) قال: حدثنا نصر بن علي الجهضمي، قال: حدثنا يزيد بن زريع. (ح) وحدثنا أحمد بن عثمان النوفلي، قال: حدثنا أزهر. و «عبد الله بن أحمد» (5/98) قال: حدثنا محمد بن أبي بكر بن علي المقدمي، قال: حدثنا يزيد بن زريع. وفي (5/99) قال: حدثنا عبيد الله القواريري، قال: حدثنا سليم بن أخضر. أربعتهم - إسماعيل، ويزيد، وأزهر، وسليم - عن ابن عون.
ثلاثتهم - مجالد، وداود، وابن عون - عن عامر الشعبي، فذكره.
- ورواه سماك بن حرب، قال سمعت جابر بن سمرة. أخرجه أحمد (5/90، 95) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة وفي (5/90، 100، 106) قال: حدثنا بهز بن أسد، قال: حدثنا حماد بن سلمة وفي (5/92) قال: حدثنا أبو كامل، قال: حدثنا زهير. (5/4) قال: حدثنا حسن، قال: حدثنا زهير. وفي (5/108) قال: حدثنا عمر بن عبيد أبو حفص. و «مسلم» (6/3) قال: حدثنا قتيبة ابن سعيد، قال: حدثنا أبو عوانة. (ح) وحدثنا هداب بن خالد الأزدي، قال حدثنا حماد بن سلمة. «الترمذي» (2223) قال: حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء، قال: حدثنا عمر بن عبيد الطنافسي. و «عبد الله بن أحمد» (5/99) قال: حدثني سريج بن يونس. عن عمر بن عبيد.
خمستهم (شعبة، وحماد، وزهير، عمر، وأبو عوانة) عن سماك بن حرب، فذكره.
ورواه عن الأسود بن سعيد الهمداني، عن جابر بن سمرة: أخرجه أحمد (5/92) : قال حدثنا هشام. و «أبو داود» (4281) قال: حدثنا ابن نفيل.
كلاهما (هاشم، وابن نفيل) قالا: حدثنا زهير، قال: حدثنا زياد بن خيثمة، عن الأسود بن سعيد. فذكره.
- ورواه عبد الملك بن عمير. قال: سمعت جابر بن سمرة:
1- أخرجه أحمد (5/92) . و «البخاري» (9/101) قال: حدثني محمد بن المثنى. كلاهما (أحمد، وابن المثني) قالا: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة.
2- وأخرجه أحمد (5/107، 97) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. وفي (5/101، 97) ، و «مسلم» (6/3) قال: حدثنا ابن أبي عمر. ثلاثتهم (عبد الرحمن، وأحمد، وابن أبي عمر) عن سفيان.
3-وأخرجه عبد الله بن أحمد (5/98) قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن عبد الله الرزي قال: حدثنا أبو عبد الصمد العمي.
ثلاثتهم - شعبة، وسفيان، وأبو عبد الصمد - عن عبد الملك بن عمير، فذكره.
ورواه أبو خالد الوالبي. عن جابر بن سمرة وأخرجه أحمد (5/107) قال: حدثنا وكيع عن فطر، عن أبي خالد الوالبي، فذكره. ورواه حصين. عن جابر بن سمرة: أخرجه مسلم (6/3) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا جرير. (ح) وحدثنا رفاعة بن الهيثم الواسطي، قال: حدثنا خالد (يعني ابن عبد الله الطحان) كلاهما جرير، وخالد) عن حصين، فذكره.
- ورواه عن أبي خالد، عن خالد بن سمرة: وأخرجه أبو داود (4279) قال: حدثنا عمرو بن عثمان، قال: حدثنا مروان بن معاوية عن إسماعيل، (يعني ابن أبي خالد) عن أبيه، فذكره.
- ورواه أبو بكر بن أبي موسى، عن جابر بن سمرة: وأخرجه الترمذي (2223) قال: حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا عمر بن عبيد، عن أبيه، عن أبي بكر أبي موسى، فذكره.(4/45)
الفصل الثاني: فيمن تصح إمامته وإمارته
2023 - (م) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إذا بُوِيعَ لِخَلِيفَتَيْن فَاقْتُلُوا الآخِرَ منهما» . أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (1853) في الإمارة، باب إذا بويع لخليفتين.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مسلم (6/23) قال: حدثني وهب بن بقية الواسطي،قال ثنا خالد بن عبد الله ابن، عن الجريري، عن أبي تضرة، فذكره.(4/48)
2024 - (م) عرفجة بن شريح (1) - رضي الله عنه -: قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «مَن أَتَاكُمْ وأَمرُكم جَمِيعٌ على رجل واحدٍ يريدُ أنْ يَشُقَّ عصَاكُمْ، أو يُفَرِّقَ جَمَاعَتَكم، فَاقتُلُوهُ» . أخرجه مسلم (2) .
__________
(1) هو عرفجة بن شريح الأشجعي الكندي، له صحبة.
(2) رقم (1852) في الإمارة، باب حكم من فرق أمر المسلمين وهو مجتمع.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: رواه زياد بن علاقة، قال:سمعت عرفجة: أخرجه أحمد (4/261) قال:حدثنا يحيى، عن شعبة. (ح) وحدثنا هاشم بن القاسم، قال: حدثنا شعبة. وفي (4/341) قال: حدثنا أبو النضر، قال: حدثنا شيبان. وفي (4/341و5/23) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال:حدثنا شعبة. و «مسلم» (6/22) قال:حدثني أبو بكر بن نافع، ومحمد بن بشار. قال: ابن نافع: حدثنا غندر. وقال بن بشار: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. (ـح) وحدثنا أحمد بن خراش، قال: حدثنا حبان قال: حدثنا أبو عوانة (ح) وحدثني القاسم بن زكريا،قال: حدثنا عبيد الله بن موسى، عن شيبان. وفي (6/23) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا المصعب بن المقدام الخثعمي، قال: حدثنا إسرائيل. (ح) وحدثني حجاج، قال: حدثنا عارم بن الفضل، قال: حدثنا حماد بن زيد، قال: حدثنا عبد الله بن المختار،ورجل سماه. و «أبو داود» (4762) قال:حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى، عن شعبة. و «النسائي» (7/92) قال:أخبرني أحمد بن يحيى الصوفي، قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا يزيد بن مردانبة. وفي (7/93) قال:أخبرنا أبو علي محمد بن علي المروزي، قال: حدثنا عبد الله بن عثمان،عن أبي حمزة (ح) وأخبرنا عمرو بن علي،، قال:حدثنا يحيى،قال: حدثنا شعبة.
سبعتهم - شعبة، وشيبان، وأبو عوانة وإسرائيل وعبد الله بن المختار ويزيد بن مردانبة وأبو حمزة السكري - عن زياد بن علاقة، فذكره
(*) في رواية شيبان «عرفجة بن شريح الأسلمي» .وفي رواية يزيد بن مردانبة: «عرفجة بن صريح الأشجعي» .وفي رواية أبي حمزة: «عرفجة بن شريح» .
ورواه أبو يعفور، عن عرفجة واللفظ له: أخرجه مسلم (6/23) قال: حدثني عثمان بن أبي شيبة قال: حدثنا يونس بن أبي يعفور عن أبيه، فذكره.(4/48)
2025 - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسولُ الله-صلى الله عليه وسلم-: «كانت بَنُو إِسْرَائيلَ تَسُوسُهُمُ الأنْبيَاءُ (1) ، كُلما هَلَكَ نَبيٌّ خَلَفَهُ نَبيٌّ، وَإِنَّهُ لا نَبيَّ بعدي، وسيكون بعدي خُلَفَاءُ فَيَكْثُرُونَ، قالوا: فما [ص:49] تَأْمُرُنا؟ قال: أَوْفُوا بِبَيعَةِ الأول، ثم أعطوهُمْ حَقَّهم، واسأَلوا الله الذي لكم، فَإنَّ الله سَائِلُهُمْ عَمَّا اسْتَرعَاهُمْ» . أخرجه البخاري، ومسلم (2) .
__________
(1) قال الحافظ في " الفتح ": أي أنهم كانوا إذا ظهر فيهم فساد بعث الله لهم نبياً يقيم لهم أمرهم ويزيل ما غيروا من أحكام التوارة، وفيه إشارة إلى أنه لابد للرعية من قائم بأمورها يحملها على الطريق الحسنة وينصف الظالم من المظلوم.
(2) البخاري 6 / 360 في الأنبياء، باب ذكر بني إسرائيل، ومسلم رقم (1842) في الإمارة، باب وجوب الوفاء ببيعة الخلفاء الأول فالأول.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/297) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة، و «البخاري» (4/206) قال: حدثني محمد بن بشار. قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. و «مسلم» (6/17) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وعبد الله بن براد الأشعري. قالا: حدثنا عبد الله بن إدريس، عن الحسن ابن فرات. و «ابن ماجة» (2871) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا عبد الله بن إدريس، عن حسن بن فرات.
كلاهما -شعبة، والحسن بن فرات - عن فرات القزاز. قال: سمعت أبا حازم، فذكره.(4/48)
2026 - (د) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- استَخْلَفَ ابْنَ أمِّ مكتوم على المدينة مرتين» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (2931) في الخراج والإمارة، باب في الضرير يولى، وإسناده حسن، وفيه دليل على أن إمامة الضرير غير مكروهة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبوداود (2931) قال: حدثنا محمد بن عبد الله المخرمي، ثنا عبد الرحمن بن مهدي، ثنا عمران القطان،عن قتادة، فذكره. قلت: عمران القطان، صدوق يهم.(4/49)
2027 - (خ ت س) أبو بكرة - رضي الله عنه -: قال: لقد نَفَعَني الله بكلمة سمعتُها من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- أيامَ الجَملِ، بَعدَمَا كِدْتُ أَنْ أَلحقَ بأصحاب الجملِ فَأُقَاتِلَ معهم، قال: لَمَّا بَلَغَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- أنَّ أهلَ فَارِسَ مَلَّكُوا عليهم بنْتَ كِسرَى، قال: «لَنْ يُفْلِحَ قَومٌ وَلَّوْا أمْرَهُمْ امْرَأة» . هذه رواية البخاري.
وفي رواية الترمذي قال: «عَصَمَني الله - عز وجل - بشيء سمعتُه من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-: لمَّا هَلَكَ كِسْرى قال: «مَنِ استَخْلَفُوا؟» قالوا: ابنَتهُ، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: «لَنْ يُفْلِحَ قَومٌ وَلَّوْا أَمْرَهُمْ امْرأة» فَلَمَّا قَدِمَتْ عَائِشَةُ - يعني البصرة - ذكرتُ قَولَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فَعَصَمني اللهُ بِهِ» . [ص:50]
وفي رواية النسائي مثل الترمذي إلى قوله: «وَلَّوا أمْرَهُم امرأة» (1) .
__________
(1) البخاري 13 / 45 و 46 في الفتن، باب الفتنة التي تموج كموج البحر، وفي المغازي، باب كتاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى كسرى وقيصر، والترمذي رقم (2263) في الفتن، باب لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة، والنسائي 8 / 227 في القضاة، باب النهي عن استعمال النساء في الحكم، وأخرجه أيضاً أحمد في " المسند " 5 / 38 و 43 و 47 و 51.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (5/43) قال: حدثنا أسود بن عامر، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن حميد. وفي (5 /47) قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: حدثنا مبارك بن فضالة. وفي (5 /51) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا مبارك. و «البخاري» (6/9، 10/70) قال: حدثنا عثمان بن الهيثم، قال: حدثنا عوف. و «الترمذي « (2262) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا خالد بن الحارث، قال: حدثنا حميد الطويل. و «النسائي» (8/227) قال: أخبرنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا خالد بن الحارث، قال: حدثنا حميد. ثلاثتهم (حميد الطويل، ومبارك وعوف) عن الحسن، فذكره.
- ورواه عبد الرحمن الجوشن عن أبي بكرة. أخرجه أحمد (5/38) قال: حدثنا يحيى. وفي (5/ 47) قال: حدثنا محمد بن بكر. وفي (5/47) قال: حدثنا يزيد بن هارون.
ثلاثتهم (يحيى، ومحمد بن بكر، ويزيد) عن عيينة، عن أبيه، فذكره.
-ورواه عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه:
أخرجه أحمد (5/50) قال أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد: وجدت هذه الأحاديث في كتاب أبي بخط يده حدثنا هوذة بن خليفة قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، فذكره.(4/49)
الفصل الثالث: فيما يجب على الإمام والأمير
2028 - (خ م ت د) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَمَسؤْولٌ عن رَعِيَّتِهِ، فالإمامُ رَاعٍ، ومَسْؤولٌ عَن رَعِيَّتِهِ، والرجلُ رَاعٍ في أهله، وهو مَسؤولٌ عن رَعِيَّتِهِ، والمرأَةُ في بَيْتِ زَوجِها رَاعيةٌ، وهي مَسؤولَةٌ عن رَعيَّتِها، والخادم في مال سيده راع، وهو مسؤول عن رَعِيَّتِهِ» قال: فَسمِعتُ هؤلاءِ من النبي - صلى الله عليه وسلم-، وأحسِبُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «والرجلُ في مالِ أبيهِ راعٍ، ومَسْؤولٌ عن رعيَّتِهِ، فَكُلُّكُمْ رَاعٍ، وكُلُّكُم مَسؤولٌ عن رعيَّتِهِ» .
وفي رواية مثله إلا قَوْلَهُ: «والرجلُ فِي مَالِ أبيهِ» .
وفي أخرى: «والعبدُ رَاعٍ في مَالِ سَيِّدِهِ، وهو مسؤولٌ» . [ص:51] هذه رواية البخاري، ومسلم.
وفي أخرى للبخاري قال: «ألا كُلُّكُمْ راعٍ، وكُلُّكُمْ مَسؤولٌ عن رَعِيَّتِهِ، الأمِيرُ الذي على النَّاسِ، والرجلُ على أَهل بيتِهِ، وهو مَسؤولٌ عن رَعِيَّتِهِ، والمرأةُ رَاعِيَةٌ على أَهْلِ بَيْتِ زوجها، وولدِهِ، وهي مسؤولَةٌ عنهم، وَعَبدُ الرَّجل راعٍ على مال سيِّدِهِ، وهو مَسْؤولٌ عنه، ألا كُلُّكُمْ رَاعٍ، وكُلُّكُمْ مَسؤولٌ عن رَعِيَّتِهِ» . وأخرج الترمذي، وأبو داود الرواية الأخيرة التي للبخاري (1) .
__________
(1) البخاري 13 / 100 في الأحكام، في فاتحته، وفي الجمعة، باب في القرى والمدن، وفي الاستقراض، باب العبد راع في مال سيده، وفي العتق، باب كراهية التطاول على الرقيق، وباب العبد راع في مال سيده، وفي الوصايا، باب تأويل قول الله تعالى: {من بعد وصية توصون بها أو دين} ، وفي النكاح، باب {قوا أنفسكم وأهليكم ناراً} ، وباب المرأة راعية في بيت زوجها، ومسلم رقم (1829) في الإمارة، باب فضيلة الإمام العادل، والترمذي رقم (1705) في الجهاد، باب ما جاء في الإمام. وأبو داود رقم (2928) في الإمارة، باب ما يلزم الإمام من حق الرعية. قال الخطابي: اشتركوا أي الإمام والرجل ومن ذكر في التسمية، أي: في الوصف بالراعي، ومعانيهم مختلفة، فرعاية الإمام الأعظم: حياطة الشريعة بإقامة الحدود، والعدل في الحكم، ورعاية الرجل أهله: سياسته لأمرهم وإيصالهم حقوقهم، ورعاية المرأة: تدبير أمر البيت والأولاد والخدم، والنصيحة للزوج في كل ذلك، ورعاية الخادم: حفظه ما تحت يده، والقيام بما يجب عليه من خدمة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: رواه نافع عن ابن عمر. أخرجه أحمد (2/5) (4495) قال: حدثنا إسماعيل، قال: أخبرنا أيوب. وفي (2/54) (5167) قال: حدثنا يحيى، عن عبيد الله. و «عبد بن حميد» (745) قال: حدثنا يعلى، قال: حدثنا محمد بن إسحاق، و «البخاري» (3/196) قال: حدثنا مسدد، قال حدثنا يحيى، عن عبيد الله. و «البخاري» (7/34) وفي (الأدب المفرد) (212) قال: حدثنا أبو النعمان، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب. وفي (7/41) قال: حدثنا عبدان، قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا موسى بن عقبة. و «مسلم» (6/7) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا ليث. (ح) وحدثنا محمد بن رمح، قال: حدثنا ليث، وفي (6/8) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا محمد بن بشر. (ح) وحدثنا ابن نمير، قال: حدثنا أبي. (ح) وحدثنا ابن المثنى، قال: حدثنا خالد، يعني ابن الحارث (ح) وحدثنا عبيد الله بن سعيد، قال: حدثنا يحيى، يعني القطان. كلهم عن عبيد الله بن عمر. (ح) وحدثنا أبو الربيع، وأبو كامل، قالا: حدثنا حماد بن زيد (ح) وحدثني زهير بن حرب، قال: حدثنا إسماعيل، جميعا عن أيوب (ح) وحدثني محمد بن رافع، قال: حدثنا ابن أبي فديك، قال: أخبرنا الضحاك، يعني ابن عثمان. (ح) وحدثنا هارون بن سعيد الأيلي، قال: حدثنا ابن وهب، قال: حدثني أسامة. و «الترمذي» (1705) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا الليث.
سبعتهم- أيوب، وعبيد الله بن عمر، وابن إسحاق، وموسى بن عقبة، والليث بن سعد، والضحاك بن عثمان، وأسامة بن زيد الليثي - عن نافع، فذكره.
- ورواه سالم عن أبيه. أخرجه أحمد (2/121) (6026) قال: حدثنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب. و «البخاري» (2/6و4/6) قال: حدثنا بشر بن محمد السختياني، قال أخبرنا عبد الله، قال: أخبرنا يونس. في (3/197، 157) ، وفي (الأدب المفرد) (214) قال: حدثنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب ابن أبي حمزة. و «مسلم» (6/8) قال: حدثني حرملة بن يحيى، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس. و «النسائي» في (الكبرى / الورقة 119-ب، 124-أ) قال: أخبرنا يحيى بن عثمان، قال: حدثنا بقية، عن شعيب.
كلاهما -شعيب، ويونس - عن ابن شهاب الزهري، قال: أخبرني سالم بن عبد الله، فذكره.
- ورواه بسر بن سعيد عن ابن عمر: أخرجه مسلم (6/8) قال: حدثني أحمد بن عبد الرحمن بن وهب قال: أخبرني عمي عبد الله بن وهب، قال: أخبرني رجل سماه، وعمرو بن الحارث عن بكير، عن بسر ابن سعيد، حدثه، فذكره.
-ورواه وهب بن كيسان عن ابن عمر. أخرجه أحمد (2/108) (5869) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. و «البخاري «في (الأدب المفرد) (416) قال: حدثنا عمرو بن خالد.
كلاهما - قتيبة، وعمرو - عن بكر بن مضر، عن ابن عجلان، أن وهب بن كيسان أخبره، وكان وهب أدرك عبد الله بن عمر، فذكره.
-ورواه عبد الله بن دينار عن ابن عمر. أخرجه أحمد (2/111) (5901) قال: حدثنا مؤمل بن إسماعيل، قال: حدثنا سفيان. و «البخاري» (9/77) ، وفي (الأدب المفرد) (206) قال: حدثنا إسماعيل بن أويس، قال: حدثني مالك، وفي (تحفة الأشراف) (7129) عن قتيبة، عن إسماعيل بن جعفر. و «مسلم» (6/8) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، ويحيى بن أيوب، وقتيبة بن سعيد، وابن حجر، كلهم عن إسماعيل بن جعفر. و «أبو داود» (2928) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك.
ثلاثتهم -سفيان، ومالك، وإسماعيل -عن عبد الله بن دينار، فذكره.(4/50)
2029 - (ت د) أبو مريم الأذري - رحمه الله -: قال: دَخَلْتُ على مُعَاويةَ فقال: مَا أَنْعَمَنَا بِكَ أَبَا فُلانٍ؟ - هي كلمةٌ تقولها العرب - فقلتُ: حَدِيثٌ سمعتُه أُخْبِرُكَ بِهِ، سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «مَنْ وَلاهُ اللهُ [ص:52] شَيْئاً من أُمُورِ المسلمين فَاحْتَجَبَ دُونَ حَاجَتِهِمْ وَخَلَّتِهمْ وفَقْرِهم احْتَجَبَ اللهُ دُونَ حَاجَتِهِ وخَلَّتِهِ، وَفَقْرِهِ يَوْمَ القِيامَةِ» قال: «فَجَعلَ مُعَاوِيَةُ رَجُلاً على حَوَائِجِ النَّاسِ» . أخرجه أبو داود.
وفي رواية الترمذي: عن عمرو بن مُرَّة الجهني: أَنَّهُ قال لمعاوية: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «مَا مِنْ إمَامٍ يُغْلقُ بَابَهُ دُونَ ذَوي الحَاجَةِ والخَلَّة والمَسْكَنَةِ، إِلا أَغْلَقَ الله أبْوَابَ السَّماءِ دُونَ خَلَّتِهِ وحَاجَتِهِ، ومَسْكَنَتِهِ» فَجَعلَ مُعَاوِيةُ رجلاً على حَوائِجِ الناس.
وله في أخرى: عن أبي مريم صاحب رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-. وذكر نحوه (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ما أنعمنا بك) : يريد ما أعملك إلينا، وما جاء بك؟ قال الخطابي: أحسبه مأخوذاً من قولهم: «ونُعْمَة عين» أي: قرة عين، وإنما يقال ذلك لمن يعتد بزيارته، ويُفرح بلقائه، كأنه يقول: ما الذي أطلعك علينا، أو حيَّانا بلقائك؟ ومن ذلك قولهم: «أنعم صباحاً» في التحية. [ص:53]
(خلتهم) : الخلة بفتح الخاء: الحاجة.
__________
(1) الترمذي رقم (1332) و (1333) في الأحكام، باب ما جاء في إمام الرعية، وأبو داود رقم (2948) في الخراج والإمارة، باب فيما يلزم الإمام من أمر الرعية، وإسناده حسن، وفي الباب عن ابن عمر، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 5 / 238 بمعناه من حديث معاذ بن جبل، ولفظه: " من ولي من أمر الناس شيئاً فاحتجب عن أولي الضعفة والحاجة احتجب الله عنه يوم القيامة ".
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/231) قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم. وقال أحمد حدثنا يزيد، قال: أخبرنا حماد بن سلمة. و «عبد بن حميد» (286) قال: أخبرنا أبو عاصم، قال: أخبرنا سعيد بن زيد. و «الترمذي» (1332) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم.
ثلاثتهم (إسماعيل، وحماد، وسعيد) عن علي بن الحكم، قال: حدثني أبو الحسن، فذكره
(*) قال الترمذي: حديث عمرو بن مرة حديث غريب، وقد روي هذا الحديث من غير هذا الوجه، وعمرو ابن مرة الجهني يكنى أبا مريم.(4/51)
2030 - (م س) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «إنَّ المُقْسِطِينَ (1) عند الله على مَنَابِرَ من نُورٍ عن يَمينِ الرَّحْمنِ - وكلْتَا يَدَيْهِ يَمِينٌ - الَِّذينَ يَعْدِلُونَ فِي حُكْمِهِمْ وأَهْلِيهمْ وَمَا وَلُوا» (2) . أخرجه مسلم، والنسائي (3) .
__________
(1) المقسطون: هم العادلون، وقد فسره في آخر الحديث، والإقساط بكسر القاف: العدل، يقال، أقسط إقساطاً فهو مقسط: إذا عدل، قال الله تعالى: {وأقسطوا إن الله يحب المقسطين} ، ويقال: قسط يقسط بفتح الياء وكسر السين قسوطاً وقسطاً بفتح القاف فهو قاسط وهم قاسطون: إذا جاروا، قال الله تعالى: {وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطباً} .
(2) قال النووي في " شرح مسلم ": معناه أن هذا الفضل إنما هو عن عدل فيما تقلده من خلافة أو إمارة أو قضاء أو حسبة أو نظر على يتيم أو صدقة أو وقف، وفيما يلزمه من حقوق أهله وعياله ونحو ذلك، والله أعلم.
(3) أخرجه مسلم رقم (1827) في الإمارة، باب فضيلة الإمام العادل، والنسائي 8 / 221 في آداب القضاة، باب فضل الحاكم العادل، وأخرجه أيضاً أحمد في " المسند " 2 / 160.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه الحميدي (588) .وأحمد (2/160) (6492) .و «مسلم» (6/7) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة،وزهير بن حرب، وابن نمير. و «النسائي» (8/221) قال: أخبرنا قتبية بن سعيد (ح) وأنبأنا محمد بن آدم بن سليمان، عن ابن المبارك.
سبعتهم - الحميدي،وأحمد، وابن أبي شيبة، وزهير، وابن نمير، وقتيبة وابن المبارك - عن سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن عمرو بن أوس فذكره.
-ورواه سعيد بن المسيب عن عبد الله بن عمرو: أخرجه أحمد (2/159) (6485) قال: حدثنا عبد الأعلى. وفي (2/203) (6897) قال: حدثنا عبد الرزاق. و «النسائي» في الكبرى (الورقة 77 - ب) قال: أخبرنا محمد بن المثنى، قال: حدثني عبد الأعلى.
كلاهما - عبد الأعلى بن عبد الأعلى، وعبد الرزاق - عن معمر، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، فذكره.
(*) قال النسائي: وقفه شعيب بن أبي حمزة.(4/53)
2031 - (خ م) الحسن البصري - رحمه الله -: قال: عَادَ عُبَيْدُ الله بنُ زياد مَعْقِلَ بْنَ يسار (1) المُزنيَّ في مَرَضِهِ الذي مَات فيه، فقال مَعْقِلُ: إِني مُحَدِّثُك حَدِيثاً سَمِعْتُهُ من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- لو علمتُ أنَّ لي حَياة مَا حَدَّثْتُكَ - إني سمعتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْتَرعِيهِ اللهُ رَعِيَّة، يَموتُ يَوْمَ يَمُوتُ وهو غَاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ إِلا حَرَّمَ اللهُ عليه الجَنَّةَ» . [ص:54]
وفي رواية: «فَلَمْ يَحُطْها بِنَصِيحَةٍ، [إِلا] لَمْ يَجِدْ رَائِحَةَ الجَنَّةِ» .
هذه رواية البخاري، ومسلم.
وفي أخرى لمسلم: «مَا مِنْ أمِير يَلي أُمُورَ المُسلمينَ، ثم لا يَجْهدُ لهم، وَيَنْصَحُ لهم، إلا لم يَدْخُلْ مَعَهُمُ الجَنَّةَ» (2) .
__________
(1) في الأصل: عاد عبيد الله بن زياد بن معقل بن يسار، وهو خطأ، والتصحيح من الصحيحين وكتب الرجال، وكان عبيد الله إذ ذاك أمير البصرة لمعاوية، وهو عبيد الله بن زياد، وهو زياد بن أبيه الذي يقال له: زياد بن أبي سفيان.
(2) البخاري 13 / 112 في الأحكام، باب من استرعى رعية فلم ينصح، ومسلم رقم (142) في الإيمان، باب استحقاق الوالي الغاش لرعيته النار، وفي الإمارة، باب فضيلة الإمام العادل، وأخرجه أيضاً أحمد في " المسند " 5 / 25 و 27.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح أخرجه أحمد (5/25) قال: حدثنا إسماعيل، عن يونس. وفي (5/27) قال: حدثنا هوذة بن خليفة، قال: حدثنا عوف و «عبد بن حميد» (401) قال: حدثنا رو ح بن عبادة، وقال: حدثنا هشام بن حسان. و «الدارمي» (2799) قال: أخبرنا أبو نعيم، قال: حدثنا أبو الأشهب. و «البخاري» (9/80) قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا أبو الأشهب. وفي (9/80) قال: حدثنا إسحاق بن منصور، قال: أخبرنا حسين الجعفي، قال: زائدة، ذكره عن هشام. و «مسلم « (1/87، 6/9) قال: حدثنا شيبان بن فروخ، قال: حدثنا أبو الأشهب. وفي (1/6، 88/9) قال: حدثنا يحيى بن يحييى، قال: أخبرنا يزيد بن زريع عن يونس، وفي (1/88) قال: حدثني القاسم بن زكريا، قال: حدثنا حسين، يعني الجعفي، عن زائدة، عن هشام.
أربعتهم- يونس بن عبيد، وعوف، وهشام بن حسان، وأبو الأشهب- عن الحسن، فذكره.
-ورواه أبو المليح أن عبيد الله بن زياد، فذكره - بنحوه -..
أخرجه مسلم (1/88، 6، 9) قال: حدثنا أبو غسان المسمعي، ومحمد بن المثني، وإسحاق بن إبراهيم، قال إسحاق: أخبرنا، وقال الآخران: حدثنا معاذ بن هاشم، قال: حدثني أبي، عن قتادة، عن أبي المليح، فذكره.
- ورواه مسلم بن مخارق عن معقل بلفظ:.
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «أيما راع استرعى رعية فغشها فهو في النار» . أخرجه أحمد (5/25) قال: حدثنا وكيع. و «مسلم» (6/9) قال: حدثنا عقبة بن مكرم العمي، قال: حدثنا يعقوب بن إسحاق.
كلاهما - وكيع، ويعقوب - عن سوادة بن أبي الأسود، عن أبيه، فذكره. -ورواته ابنة معقل عن أبيها: أخرجه أحمد (5/25) .(4/53)
2032 - (م) الحسن البصري - رحمه الله-: أَنَّ عَائِذَ بْنَ عَمْرو - وكان من أصحابِ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- دَخَلَ على عُبَيْدِ الله بْنِ زيادٍ فقال: أي بُنيَّ، إني سمعتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- يقولُ: «إِنَّ شَرَّ الرِّعَاءِ الحُطَمَةُ» ، فَإِيَّاكَ أَنْ تَكُونَ منهم، فقال له: اجْلِسْ، فإنما أنتَ من نُخَالَةِ أصحابِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «وهل كان لهم نُخَالَةٌ؟ إنما النخالةُ بعدهم، وفي غيرهم» . أخرجه مسلم (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الحطمة) : بوزن الهمزة: الظلوم الشديد الوطأة.
__________
(1) رقم (1830) في الإمارة، باب فضيلة الإمام العادل، وأخرجه أيضاً أحمد في " المسند " 5 / 64.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (5/64) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي (ح) وحدثنا يزيد بن هارون. و «مسلم» (6/9) قال: حدثنا شيبان بن فروخ.
ثلاثتهم - ابن مهدي، ويزيد، شيبان - عن جرير بن حازم، قال: حدثنا الحسن، فذكره.(4/54)
2033 - (م) عدي بن عميرة الكندي (1) - رضي الله عنه -: قال: سمعتُ [ص:55] رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «مَن اسْتَعْمَلناه منكم على عملٍ، فَكَتَمَنا مِخْيطاً فَما فَوقَهُ، كانَ غُلُولاً يَأْتِي بِهِ يوم القيامة» قال: فقام رجلٌ من الأنصار أسودُ، كأَنِّي أنْظُرُ إليه، فقال: يا رسولَ الله اقْبَلْ عَني عَمَلكَ، قال: ومالكَ؟ قال: سمعتُكَ تقول كذا، وكذا، [قال] : وأنا أقولُه الآنَ: «مَنِ اسْتَعْمَلْنَاهُ منكم على عملٍ فَلْيَجئ بِقَلِيلِهِ وَكَثيرِهِ، فما أُوتِيَ مِنه أخَذَ، وما نُهي عنه انْتهى» . أخرجه مسلم (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(مِخْيطاً) : المخيط - بكسر الميم وسكون الخاء -: الإبرة.
(غلُولاً) : الغلول: السرقة من الغنيمة والفيء.
__________
(1) هو أبو زرارة، وفد على النبي صلى الله عليه وسلم، وروى عنه شيئاً يسيراً.
(2) رقم (1833) في الإمارة، باب تحريم هدايا العمال، وأخرجه أبو داود رقم (3581) في الأقضية، باب في هدايا العمال، وأخرجه أيضاً أحمد في " المسند " 4 / 192.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه الحميدي (894) قال: حدثنا سفيان. و «أحمد» (4/192) قال: حدثنا يحيى بن سعيد) (ح) وحدثنا يزيد بن هارون. (ح) وحدثناوكيع. وفي (4/192) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا سعيد. و «مسلم» (6/12) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع بن الجراح. وفي (6/13) قال: حدثناه محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا أبي، ومحمد بن بشر (ح) وحدثني محمد بن رافع، قال: حدثنا: أبو أسامة. (ح) وحدثناه إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، قال: أخبرنا الفضل بن موسى. و «أبو داود» (3581) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى. و «ابن خزيمة» (2338) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى.
تسعتهم - سفيان، ويحيى بن سعيد، ويزيد بن هارون، ووكيع بن الجراح، وسعيد، وعبد الله بن نمير، ومحمد بن بشر، وأبو أسامة، والفضل بن موسى - عن إسحاق بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم فذكره.
(*) اللفظ لوكيع عند مسلم.(4/54)
2034 - (ت) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «أَحَبُّ النَّاسِ إِلى الله يوم القيامة وأدْنَاهُمْ منه مَجْلِساً: إمَامٌ عَادِلٌ، وأَبغَضُ النَّاسِ إلى الله تعالى، وأَبعدهم منه مجلساً: إمَامٌ جَائِرٌ» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (1329) في الأحكام، باب ما جاء في الإمام العادل، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 3 / 22، وفي سنده عطية بن سعد العوفي، وهو ضعيف، ومع ذلك فقد قال الترمذي: حديث حسن غريب، ولعله حسنه لأن له شاهداً، فقد قال: وفي الباب عن ابن أبي أوفى.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (3/22) قال: حدثنا يحيى بن آدم. وفي (3/55) قال: حد ثنا علي بن إسحاق، قال: أخبرنا عبد الله. و «الترمذي» 1329 قال: حدثنا علي بن المنذر الكوفي، قال: حدثنا محمد بن فضيل.
ثلاثتهم - يحيى بن آدم، وعبد الله بن المبارك، ومحمد بن فضيل - عن فضيل ابن مرزوق عن عطية، فذكره.
قلت: مداره على عطية العوفي وقد تكلموا فيه.(4/55)
الفصل الرابع: في كراهية الإمارة، ومنع من سألها
2035 - (د) المقدام (1) بن معد يكرب - رضي الله عنه -: أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- ضَرَبَ على مَنْكَبَيْهِ، ثم قال له: «أَفْلَحْتَ يَا قُدَيْمُ إنْ مُتَّ، ولم تكن أميراً، ولا كاتباً، ولا عَريفاً» . أخرجه أبو داود (2) .
__________
(1) في المطبوع: المقداد، وهو تصحيف.
(2) رقم (2933) في الخراج والإمارة، باب في العرافة، وأخرجه أيضاً أحمد في " المسند " 4 / 133 بلفظ: " أفلحت يا قديم إن لم تكن أميراً ولا جابياً ولا عريفاً "، وإسناده ضعيف.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف، وله شواهد: أخرجه أبو داود (2933) قال: حدثنا عمرو بن عثمان، قال: حدثنا محمد بن حرب، عن أبي سلمة سليمان بن سليم، عن يحيى بن جابر، عن صالح بن يحيى بن المقدام فذكره.
* أخرجه أحمد (4/133) قال: حدثنا أحمد بن عبد الملك الحراني، قال: حدثنا محمد بن حرب الأبرش، قال: حدثنا سليمان بن سليم، عن صالح بن يحيى بن المقدام، فذكره، ليس فيه (يحيى بن جابر) .
(*) قال المزي في «تحفة الأشراف» (8/11566) : وفي بعض نسخ أبي داود: (صالح بن يحيى بن المقدام، عن أييه عن جده) .(4/56)
2036 - (م د) أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه -: قال: قلتُ: يا رسولَ الله، ألا تَسْتَعْملُني؟ قال: فَضَرَبَ بيدهِ على مَنْكِبي ثم قال: «يا أبَا ذَرٍّ، إِنَّكَ ضَعيفٌ، وإِنَّها أمَانَةٌ، وإنها يومَ القيامةِ خِزيٌ وَنَدَامَةٌ، إِلا مَنْ أَخذَها بِحَقِّها، وَأدَّى الَّذِي عليه فِيهَا» .
وفي رواية قال له: «يا أبا ذَرٍّ، إِني أرَاكَ ضَعيفاً، وإني أحِبُّ لَكَ مَا أُحِبُّ لِنَفْسي، لا تَأمَّرنَّ على اثْنينِ، ولا تَوَلَّيَنَّ مَالَ يَتيمٍ» . [ص:57] أخرجه مسلم. وأخرج أبو داود الثانية (1) .
__________
(1) أخرجه مسلم رقم (1826) في الإمارة، باب كراهية الإمارة بغير ضرورة، وأبو داود رقم (2868) في الوصايا، باب ما جاء في الدخول في الوصايا، والنسائي 6 / 255 في الوصايا، باب النهي عن الولاية على مال اليتيم، وأخرجه أيضاً أحمد في " المسند " 5 / 73.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مسلم (6/6) قال: حدثنا عبد الملك بن شعيب بن الليث. قال: حدثني أبي شعيب بن الليث. قال: حدثني الليث بن سعد. قال: حدثني يزيد بن أبي حبيب، عن بكر بن عمرو، عن الحارث بن يزيد الحضرمي، عن ابن حجيرة الأكبر. فذكره.
* أخرجه أحمد (5/173) قال: حدثنا حسن. قال: حدثنا ابن لهيعة. قال: حدثنا الحارث بن يزيد. قال سمعت ابن حجيرة الشيخ يقول: أخبرني من سمع أبا ذر يقول: «ناجيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليلة إلى الصبح. فقلت: يارسول الله أمِّرني. فقال: إنها أمانة وخزي وندامة يوم القيامة إلا من أخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها» .(4/56)
2037 - (د) غالب القطان - رحمه الله -: عن رجلٍ من الأنصار عن أبيه عن جَدِّه: أَنَّ قوماً كَانُوا على مَنْهلٍ من المنَاهل، فَلَمَّا بَلَغَهُمْ الإسلامُ جَعَلَ صَاحِبُ الماء لقومه مِائَة من الإِبِلِ على أن يُسْلِمُوا، فأسلَمُوا، وقَسَمَ الإِبلَ بينهم، وبَدَا لَهُ أنْ يَرْتَجعَها، فَأرَسَلَ ابْنَهُ إلى النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، فقال: ائْتِ النبيَّ، فَقُل [له] : إنَّ أبي يُقرِئُكَ السلامَ، وإنَّهُ جَعلَ لقومه مِائة من الإِبل على أنْ يُسْلِمُوا، فَأسلَمُوا، وقَسَمَ الإِبِلَ بينهم، وبَدا له أنْ يَرْتَجِعَها منهم، أفهو أحَقُّ بِهَا، أمْ هُمْ؟ فإن قال لك: لا، أو نعم فَقُلْ له: إنَّ أبي شَيْخٌ كبير، وهو عَريفُ الماءِ، وإنهُ يَسْأَلُكَ أنْ تَجْعَلَ لي العِرَافَةَ بعده، فَأتاه، وقال له: إنَّ أبي يُقرئك السلام، فقال: «عليك، وعلى أبيك السلامُ» ، فقال: إن أبي جَعَلَ لِقومِهِ مائَة من الإِبِلِ على أنْ يُسلموا، فأسلموا وَحسُنَ إسلامُهُمْ، ثم بَدَا لَهُ أنْ يَرتَجِعهَا منهم، أَفَهُوَ أحَقُّ بها، أم هم؟ قال: «إنْ بَدَا له أنْ يُسلِّمَهَا لهم فَلْيُسَلِّمْها، وإنْ بَدا له أنْ يَرْتَجِعَهَا فهو أَحَقُّ بها منهم، فإن أَسْلَمُوا فلهم إسلامُهُمْ، وإنْ لم يُسلِمُوا قُوتِلُوا على الإِسلام» ، وقال: إنَّ [ص:58] أَبي شَيخٌ كَبيرٌ، وهو عريفُ الماء، فإنه يَسألُكَ أن تَجْعَلَ لي العِرَافَةَ بعدَهُ، فقال: «إنَّ العِرَافَةَ حَقٌّ، ولابُدَّ لِلنَّاسِ مِنْ عِرَافَةٍ، ولكنَّ العُرفَاءَ في النَّارِ» . أخرجه أبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(منهل) : المنهل: الماء الذي يرده الناس.
__________
(1) رقم (2934) في الخراج والإمارة، وفي إسناده جهالة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه أبوداود (2934) قال: حدثنا مسدد، ثنا بشر بن المفضل ثنا غالب، فذكره.
قلت: في إسناده جهالة.(4/57)
2038 - (خ م ت د س) عبد الرحمن بن سمرة - رضي الله عنه -: قال: قال لي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «يَا عَبدَ الرَّحمن، لا تَسألِ الإِمَارَةَ، فَإنَّكَ إنْ أُوتيتَها عَن مَسْأَلَةٍ وُكِلْتَ إليها، وإن أُعْطيتَهَا مِنْ غَيْرِ مَسألَةٍ أُعِنْتَ عَلَيها، وإذا حَلَفْتَ على يَمينٍ فَرَأيتَ غَيرهَا خيراً مِنْها فائتِ الَّذي هو خيرٌ، وكفِّر عن يَمينِكَ» أخرجه البخاري، ومسلم، والترمذي.
وأخرج أبو داود، والنسائي [منه] إلى قوله: «أُعِنْتَ عليها» (1) .
__________
(1) البخاري 13 / 110 في الأحكام، باب من لم يسأل الإمارة أعانه الله عليها، وباب من سأل الإمارة وكل إليها، وفي الأيمان والنذور في فاتحته، وباب الكفارة قبل الحنث وبعده، ومسلم رقم (1652) في الإمارة، باب النهي عن طلب الإمارة، وأبو داود رقم (2929) في الخراج والإمارة، باب ما يلزم الإمام من حق الرعية، والترمذي رقم (1529) في النذور، باب فيمن حلف على يمين فرأى غيرها خيراً منها، والنسائي 8 / 225 في آداب القضاة، باب النهي عن مسألة الإمارة، وأخرجه أيضاً أحمد في " المسند " 5 / 62 و 63.
قال الحافظ في " الفتح ": ومعنى الحديث أن من طلب الإمارة فأعطيها تركت إعانته عليها من [ص:59] أجل حرصه، ويستفاد منه أن طلب ما يتعلق بالحكم مكروه، فيدخل في الإمارة القضاء والحسبة ونحو ذلك، وأن من حرص على ذلك لا يعان. قال الحافظ: ويعارضه في الظاهر ما أخرجه أبو داود عن أبي هريرة رفعه: " من طلب قضاء المسلمين حتى يناله ثم غلب عدله جوره فله الجنة، ومن غلب جوره عدله فله النار " قال: والجمع بينهما أنه لا يلزم من كونه لا يعان بسبب طلبه أن لا يحصل منه عدل إذا ولي، أو يحمل الطلب هنا على القصد، وهناك على التولية، قال: وقد تقدم من حديث أبي موسى: " إنا لا نولي من حرص " - وهو عندنا في الحديث الذي بعده - ولذلك عبر في مقابله بالإعانة، فإن لم يكن له من الله عون على عمله لا يكون فيه كفاية لذلك العمل، فلا ينبغي أن يجاب سؤاله، ومن المعلوم أن كل ولاية لا تخلو من المشقة، فمن لم يكن له من الله إعانة تورط فيما دخل فيه وخسر دنياه وعقباه، فمن كان ذا عقل لم يتعرض للطلب أصلاً، بل إذا كان كافياً وأعطيها من غير مسألة، فقد وعده الصادق بالإعانة، ولا يخفى ما في ذلك من الفضل.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (5/61) قال: حدثنا هشيم، قال أخبرنا منصور، ويونس. وفي (5/62) قال: حدثنا إسماعيل، قال: حدثنا يونس. وفي (5/62) قال: حدثنا هاشم بن القاسم.، قال: حدثنا المبارك. وفي (5/62) قال: حدثنا محمد بن أبي عدي، عن ابن عون. وفي (5/62) قال: حدثنا عبد الله بن بكر، قال: حدثنا هشام. وفي (5/63) قال: حدثنا أسود بن عامر، وعفان، قالا: حدثنا جرير بن حازم. وفي (5/63) قال: حدثنا حسين، قال: حدثنا المبارك. و «الدارمي» (2351) قال: أخبرنا محمد بن الفضل، قال: حدثنا جرير بن حازم. وفي (2352) قال: أخبرنا محمد بن يوسف، قال: حدثنا سفيان، عن يونس. و «البخاري» (8/159) قال: حدثنا أبو النعمان محمد بن الفضل، قال: حدثنا جرير بن حازم. وفي (8/183) قال: حدثني محمد بن عبد الله، قال: حدثنا عثمان بن عمر بن فارس، قال: أخبرنا ابن عون. وفي (9/79) قال: حدثنا حجاج بن منهال، قال: حدثنا جرير بن حازم. وفي (9/79) قال: حدثنا أبو معمر، وقال: حدثنا عبد الوارث، قال: حدثنا يونس. و «مسلم» (5/86، 6/5) قال: حدثنا شيبان بن فروخ، قال: حدثنا جرير بن حازم. وفي (5/87، 86) قال حدثني علي بن جحر السعدي قال: حدثنا هشيم، عن يونس، ومنصور وحميد (ح) وحدثنا أبو كامل الجحدري، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن سماك بن عطية، ويونس ابن عبيدة وهشام بن حسان -في آخرين - (ح) وحدثنا عبيد الله بن معاذ، قال: حدثنا المعتمر، عن أبيه (ح) وحدثنا عقبة بن مكرم العمي قال: حدثنا سعيد بن عامر، عن سعيد، عن قتادة. وفي (6/5) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: حدثنا خالد بن عبد الله، عن يونس (ح) وحدثني علي بن حجر السعدي، قال: حدثنا هشيم، عن يونس، ومنصور، وحميد (ح) وحدثنا أبو كامل الجحدري، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن سماك بن عطية، ويونس بن عبيد، وهشام بن حسان. و «أبو داود» (2929) و (3277) قال: حدثنا محمد بن الصباح البزاز، قال: حدثنا هشيم، قال: أخبرنا يونس ومنصور، وفي (3278) قال حدثنا يحيى قال: حدثنا عبد الأعلى، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة. و «الترمذي» (1529) قال: حدثنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا المعتمر بن سليمان، عن يونس. و «عبد الله بن أحمد» (5/62) قال: حدثنا أبو كامل الجحدري. قال: حدثنا حماد بن زياد. قال: حدثنا سماك بن عطية ويونس بن عبيد. و «النسائي» (107) قال: أخبرنا محمد عبد بن الأعلى، قال: حدثنا المعمر، عن أبيه (ح) وأخبرنا أحمد بن سليمان، قال حدثنا عفان، قال: حدثنا جرير بن حازم (ح) وأخبرنا محمد بن يحيى القطعي، عن عبد الأعلى وذكر كلمة معناها: حدثنا سعيد، عن قتادة. وفي (7/11) قال: أخبرنا زياد بن أيوب، قال: حدثنا هشيم، قال: أنبأنا منصور، يونس. وفي (7/11) و (8/225) قال: أخبرنا عمروبن علي، قال: حدثنا يحيى، قال: حدثنا ابن عون. وفي (7/12) قال: أخبرنا محمد بن قدامة في حديثه عن جرير عن منصور. وفي (8/225) قال: أخبرنا مجاهد بن موسى، إسماعيل، عن يونس.
جميعهم - منصور بن زاذان، ويونس عن عبيد، ومبارك بن فضالة، وعبد الله بن عون، وهشام بن حسان، وجرير بن حازم، وحميد الطويل، وسماك بن عطية، وسليمان التيمي، وقتادة ومنصور بن المعتمر - عن الحسن، فذكره.(4/58)
2039 - (خ س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إِنَّكم سَتَحرِصُونَ على الإمَارَةِ، وسَتَكُونُ نَدَامَة يوم القيَامَةِ، فَنِعْمَتِ المُرضِعَةُ، وبِئْسَتِ الفَاطِمَةُ» .
وفي رواية أنه موقوف على أبي هريرة. أخرجه البخاري، والنسائي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(مرضعة) : ضرب المرضعة مثلاً للإمارة، وماتوصله إلى صاحبها [ص:60] من المنافع، وضرب الفاطمة مثلاً للموت الذي يهدم عليه لذاته، ويقطع تلك المنافع.
__________
(1) البخاري 13 / 111 في الأحكام، باب ما يكره من الحرص على الإمارة، والنسائي 8 / 225 و 226 في آداب القضاة، باب النهي عن مسألة الإمارة، وأخرجه أيضاً أحمد في " المسند " 2 / 448 و 476.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/448) قال: حدثنا يزيد بن هارون. وفي (2/476) قال: حدثنا وكيع (ح) وحجاج. و «البخاري» (9/79) قال: حدثنا أحمد بن يونس. و «النسائي» (7/162) ، (8/225) قال: أخبرني محمد بن آدم بن سليمان، عن ابن المبارك.
خمستهم -يزيد، ووكيع، وحجاج، أحمد بن يونس، وابن المبارك -عن ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، فذكره.
* أخرجه البخاري (9/79) قال: قال: محمد بن بشار. و «النسائي» في الكبرى «تحفة الأشراف» (10/14266) عن زيد بن سنان. كلاهما (محمد، ويزيد) عن عبد الله بن حمران. قال: حدثنا عبد الحميد بن جعفر، عن سعيد المقبري، عن عمر بن الحكم، عن أبي هريرة، قوله.(4/59)
2040 - (خ م د س) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه -: قال: دَخَلْتُ على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- أنا ورجلان من بني عمي، فقال أحدهما: يا رسولَ الله، أمِّرْنا على بعض مَا وَلاكَ الله - عزَّ وجلَّ -، وقال الآخَرُ مثل ذلك، فقال: «إِنَّا وَاللهِ لا نُولِّي هذا العملَ أحداً سَأَلَهُ، أو أحَداً حَرَصَ عليه» هذه رواية البخاري، ومسلم.
وقد جاء أطول من هذا بزيادة فيه أوجَبت ذكره في موضع آخر من الكتاب.
وفي رواية أبي داود قال: انْطَلقتُ مَعَ رَجُلَيْنِ إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- فَتَشَهَّدَ أحَدُهُما، ثم قال: جِئنا لِتَسْتَعِين بِنَا على عملك، وقال الآخر مثلَ قَولِ صَاحِبِهِ، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: «إِنَّ أَخْوَنَكم عِندنَا مَنْ طَلَبَهُ» . فَاعْتَذَرَ أَبو موسى إلى النبي - صلى الله عليه وسلم-، فقال: لم أَعلمْ لِمَا جَاءا له، فلم يَستَعنْ بهما على شيءٍ حتى مات.
وفي رواية النسائي قال: أتَاني نَاسٌ من الأشعريِّين، فقالوا: اذهب مَعنا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فإنَّ لنا حاجَة، فَذَهَبْتُ مَعهم، فقالوا: يا رسول الله، اسْتَعنْ بِنا في عَملِكَ، قال أبو موسى: فَاعتذَرْتُ مِمَّا قالوا، [ص:61] وأَخبرتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- أنِّي لا أدري مَا حَاجَتُهُم، فَصَدَّقَني وَعَذَرني، وقال: «إِنَّا لا نَسْتَعينُ في عَملِنا بِمَن سَأَلَنا» (1) .
وللنسائي في رواية أخرى أطولُ من هذه، وستجيء مع روايات البخاري، ومسلم في موضعها (2) .
__________
(1) في الأصل: من سألناه، وما أثبتناه من النسائي المطبوع.
(2) البخاري 13 / 112 في الأحكام، باب ما يكره من الحرص على الإمارة، وباب الحاكم يحكم بالقتل على من وجب عليه دون الإمام الذي فوقه، وفي الإجارة، باب في الإجارة، وفي استتابة المرتدين، باب حكم المرتد والمرتدة، ومسلم رقم (1733) في الإمارة، باب النهي عن طلب الإمارة، وأبو داود رقم (2930) في الخراج والإمارة، باب ما جاء في طلب الإمارة، والنسائي 8 / 224 في آداب القضاة، باب ترك استعمال من يحرص على القضاء.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: تقدم تخريجه.(4/60)
الفصل الخامس: في وجوب طاعة الإمام والأمير
2041 - (خ) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «اسْمَعوا وأطِيعوا وإِن استُعمِلَ عليكم عبدٌ حَبشيٌّ، كأنَّ رأسَهُ زَبيبَةٌ (1) ، مَا أقَامَ فيكُم كِتَابَ الله» .
وفي رواية: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال لأبي ذَرٍّ: «اسْمَعْ، وأَطِعْ، ولو [ص:62] لِحَبَشيٍّ، كأنَّ رَأْسَهُ زَبِيبَةٌ» . أخرجه البخاري (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(زبيبة) : جعل الزبيبة مثلاً في سواد الرأس الأسود وجعودة شعره.
__________
(1) قال الحافظ في " الفتح ": قيل: شبهه بذلك لصغر رأسه، وذلك معروف في الحبشة، وقيل: لسواده، وقيل: لقصر شعر رأسه وتفلفله.
(2) 13 / 108 في الأحكام، باب السمع والطاعة للإمام ما لم تكن معصية، وفي الجماعة، باب إمامة العبد والمولى، وباب إمامة المفتون والمبتدع.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1-أخرجه أحمد (3/114) ، والبخاري (1/178) قال: حدثنا محمد بن بشار. وفي (9/78) قال: حدثنا مسدد. و «ابن ماجة» 2860 قال: حدثنا محمد بن بشار، وأبو بشر بكر بن خلف. أربعتهم (أحمد، وابن بشار، ومسدد، وبكر) قالوا: حدثنا يحيى بن سعيد القطان.
2-وأخرجه أحمد (3/171) ، والبخاري (1/178) قال: حدثنا محمد بن أبان. كلاهما (أحمد، وابن أبان) قالا: حدثنا محمد بن جعفر (غندر) .
كلاهما - يحيى بن سعيد، وغندر - قالا: حدثنا شعبة، قال: حدثنا أبو التياح يزيد بن حميد، فذكره.(4/61)
2042 - (م ت س) أم الحصين الأحمسية (1) - رضي الله عنها - قالت: حَجَجْتُ مَعَ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- حَجَّةَ الودَاعِ، فَرأيتُهُ حِينَ رَمَى جَمْرَةَ العَقَبَةِ وانصَرَفَ، وهو على راحِلَتِهِ، ومعه بلالٌ وأُسَامَةُ: أَحَدُهُما يقودُ بِهِ رَاحِلَتَهُ، والآخرُ رافعٌ ثَوبَهُ على رأسِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- يُظِلُّهُ من الشمس، قالت: فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- قَولاً كثيراً لم أفْهمهُ، ثُمَّ سَمِعتُهُ يقولُ: «إِنْ أُمِّرَ عليكم عَبْدٌ مُجَدَّعٌ - حَسِبْتها قالت: أسودُ - يَقُودُكمْ بِكِتابِ اللهِ فَاسمعوا [لَهُ] وَأَطِيعوا» (2) .
وفي رواية: نحوه في الإمارة فقط، وقال: «عَبْداً حَبَشياً مُجَدَّعاً» . وقال: إنَّها سَمِعَتْ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- بِمنى، أو بعرَفَاتٍ. هذه رواية مسلم. [ص:63]
وفي رواية الترمذي قالت: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يَخْطُبُ في حَجَّةِ الودَاعِ، وعليه بُرْدٌ قد التَفَعَ به من تَحْتِ إِبْطِهِ، قالت: فَأنا أنْظُرُ إلى عَضَلَةِ عَضُدِهِ تَرْتَجُّ، سَمعتُه يقول: «يَا أيُّها النَّاسُ اتَّقُوا اللهَ، وإن أُمِّرَ عليكم عَبدٌ حَبَشيٌّ مُجَدَّعٌ، فَاسْمَعوا وأَطِيعوا ما أقام فيكم كتابَ الله» .
وفي رواية النسائي نحو من رواية الترمذي، إلا أنه لم يذكر الْبُرْدَ والتَّلفعَ به (3) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(مجدع) : المجدع: المقطوع الأطراف، وأكثر ما يستعمل في الأنف والأذن.
(التفع به) : التفع بالثوب: إذا تغطى به، ولفع رأسه بثوبه إذا غطاه به.
__________
(1) في الأصل: الاخمصية: وهو تصحيف، والتصحيح من كتب الرجال.
(2) قال الحافظ في " الفتح ": وفي الرواية فائدتان: تعيين جهة الطاعة، وتاريخ الحديث وأنه كان في أواخر عهد النبي صلى الله عليه وسلم.
(3) مسلم رقم (1833) في الإمارة، باب وجوب طاعة الأمراء في غير معصية، والترمذي رقم (1706) في الجهاد، باب ما جاء في طاعة الإمام، والنسائي 7 / 154 في البيعة، باب الحرص على طاعة الإمام.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه الحميدي (359) قال: حدثنا سفيان. و «أحمد» (6/402) قال حدثنا أبو قطن. وفي (6/402) قال: حدثنا وكيع. وفي (6/403) قال: حدثنا: حدثنا أبو نعيم. والترمذي (1706) قال: حدثنا محمد بن يحيى النيسابوري. قال: حدثنا محمد بن يوسف.
خمستهم - سفيان، وأبو قطن، ووكيع، وأبو نعيم، ومحمد بن يوسف - عن يونس بن أبي إسحاق، عن العيزار بن حريث، فذكره.
-ورواه يحيى بن حصين عنها:
أخرجه أحمد (4/69، 5/381، 6/402) قال: حدثنا يحيى بن سعيد عن شعبة. وفي (6/402) قال: حدثنا روح. قال: حدثنا شعبة. وفي (6/402) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. وفي (6/403) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا شعبة. وفي (6/403) قال: حدثنا كيع. وقال: قال شعبة. و «عبد بن حميد» (1560) قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى. عن إسرائيل، عن أبي إسحاق. وفي (1561) قال: حدثنا عفان بن مسلم. قال: حدثنا شعبة. و «مسلم» (4/79، 6/15) قال: حدثني سلمة ابن شبيب. قال: حدثنا الحسن بن أعين. قال: حدثنا معقل، عن زيد بن أبي أنيسة. و (6/14) قال: حدثنا محمد بن المثنى. قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. وفي (6/15) قال: وحدثناه ابن بشار. قال: حدثنا محمد بن جعفر وعبد الرحمن بن مهدي، عن شعبة. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا وكيع بن الجراح، عن شعبة (ح) وحدثنا عبد الرحمن بن بشر. قال: حدثنا بهز. قال: حدثنا شعبة. و «ابن ماجة» (2861) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال حدثنا وكيع بن الجراح، عن شعبة. والنسائي (7/154) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى. قال: حدثنا خالد. قال: حدثنا شعبة.
ثلاثتهم - شعبة، وأبو إسحاق، وزيد بن أبي أنيسة - عن يحيى بن الحصين، فذكره.
* أخرجه أحمد (4/70، 5/381، 6/402) قال: حدثنا وكيع، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن يحيى بن الحصين، عن أمه، قالت: سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- بعرفات، فذكرته، بنحوه.(4/62)
2043 - (خ م س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ أطاعني فقد أطاعَ الله، ومَنْ عصاني فقد عَصى اللهَ، ومَنْ يُطعِ الأمِيرَ فَقَدْ أطَاعَني، ومَنْ يَعصِ الأمِيرَ فَقد عَصَانِي» . [ص:64]
وفي رواية مثله، وفيه: «وَإِنَّمَا الإمَامُ جُنَّةٌ يُقَاتَلُ مِنْ ورَائِهِ، وَيُتَّقَى به، فإنْ أمَرَ بِتَقْوى اللهِ وعَدَلَ، فإنَّ له بذلك أَجراً، وإن قال بِغيرِهِ، كان عليه منه وزْراً» .
أخرجه البخاري، ومسلم، وأخرج النسائي الرواية الأولى.
وفي أخرى للبخاري مِثْلَهُ، وفي أوله: «نَحنُ الآخرُونَ السَّابِقُونَ ... » ثم ذكرَه (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(جُنَّة) : الجُنَّة ما يتقى به الأذى، ويستدفع به الشر.
__________
(1) البخاري 13 / 99 في الأحكام، باب قوله تعالى: {أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم} ، وفي الجهاد، باب يقاتل من وراء الإمام ويتقى به، ومسلم رقم (1835) في الإمارة، باب وجوب طاعة الأمراء في غير معصية، والنسائي 7 / 154 في البيعة، باب الترغيب في طاعة الإمام.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح رواه عن الأعرج، أنه سمع أبا هريرة: أخرجه الحميدي (1123) قال: حدثنا سفيان. قال حدثنا أبو الزناد. و «أحمد» (2/244) قال: قرئ على سفيان: سمعت أبا الزناد. وفي (2/342) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا وهيب. قال: حدثنا موسى بن عقبة. و «البخاري» (4/60) قال: حدثنا أبو اليمان. وقال: أخبرنا شعيب. قال حدثنا أبو الزناد. ومسلم (6/13) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. قال: أخبرنا المغيرة بن عبد الرحمن الحزامي، عن أبي الزناد. (ح) وحدثنيه زهير بن حرب. قال: حدثنا ابن عيينة، عن أبي الزناد. و «النسائي» في الكبرى (الورقة /117-أ) قال: أخبرنا محمد بن منصور المكي، قال: حدثنا سفيان، عن أبي الزناد.
كلاهما - أبو الزناد، وموسى بن عقبة -عن الأعرج، فذكره.
أخرجه أحمد (2/270) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر. وفي (2/511) قال: حدثنا روح. قال: حدثنا ابن جريج. قال: أخبرنا زياد. والبخاري (9/77) قال: حدثنا عبدان. قال: أخبرنا عبد الله، عن يونس. ومسلم (6/13) قال: حدثني حرملة بن يحيى. قال: أخبرنا ابن وهب. قال: أخبرني يونس. (ح) وحدثني محمد بن حاتم. قال: حدثنا مكي بن إبراهيم. قال: حدثنا ابن جريج، عن زياد. والنسائي (7/154) قال: أخبرنا يوسف بن سعيد. قال: حدثنا حجاج، عن ابن جريج، أن زياد بن سعد أخبره. وفي الكبرى «تحفة الأشراف» (11/15262) عن محمد بن نصر، عن أيوب بن سليمان بن بلال، عن أبي بكر بن أبي أويس، عن سليمان بن بلال، عن محمد بن أبي عتيق وموسى بن عقبة.
خمستهم - معمر، وزياد بن سعد، ويونس بن يزيد، ومحمد بن أبي عتيق، وموسى بن عقبة - عن ابن شهاب الزهري، أن أبا سلمة بن عبد الرحمن أخبره، فذكره.
- ورواه عن أبي علقمة الأنصاري. قال: حدثني أبو هريرة، من فيه إلى في:
أخرجه أحمد (2/386) قال: حدثنا بهز. قال: حدثنا حماد بن سلمة. وفي (2/416) قال: حدثنا عفان وبهز قالا: حدثنا أبو عوانة. وفي (2/467) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. وعبد بن حميد (1462) قال: حدثني أبو الوليد. قال: أخبرنا أبو عوانة. ومسلم (6/13 و 14) قال: حدثني أبو كامل الجحدري. قال: حدثنا أبو عوانة. (ح) وحدثني عبيد الله بن معاذ. قال: حدثنا أبي. قال: حدثنا شعبة (ح) وحدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. والنسائي (8/276) قال: أخبرنا محمد بن بشار، عن محمد، وذكر كلمة معناها حدثنا شعبة. وابن خزيمة (1597) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثني محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة.
ثلاثتهم -حماد بن سلمة، وأبو عوانة، وشعبة-عن يعلى بن عطاء، عن أبي علقمة الأنصاري، فذكره.
- ورواه عن أبي صالح، عن أبي هريرة:
أخرجه أحمد (2/252) قال: حدثنا أبو معاوية ووكيع. وفي (2/471) قال: حدثنا وكيع. وابن ماجة (3) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثني أبو معاوية ووكيع. وفي (2859) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعلي بن محمد قالا: حدثنا وكيع.
كلاهما (أبو معاوية، ووكيع) قالا: حدثنا الأعمش، عن أبي صالح، فذكره.
- ورواه همام بن منبه. قال: هذا ما حدثنا به أبو هريرة:
أخرجه أحمد (2/313) . ومسلم (6/14) قال: حدثنا محمد بن رافع.
كلاهما (أحمد بن حنبل، ومحمد بن رافع) عن عبد الرزاق بن همام. قال: حدثنا معمر، عن همام بن منبه، فذكره.
- ورواه أبو يونس مولى أبي هريرة. قال: سمعت أبا هريرة يقول: عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال من أطاع الأمير، ولم يقل: أميري. هكذا ذكره مسلم ولم يسق متنه كاملا.
أخرجه مسلم (6/14) قال: حدثني أبو الطاهر. قال: أخبرنا بن وهب، عن حيوة، أن أبا يونس مولى أبي هريرة حدثه، فذكره.(4/63)
2044 - (م ت) وائل بن حُجر - رضي الله عنه -: قال: سَألَ سَلَمَةُ بْنُ يَزِيدٍ الجُعفيُّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: يا نَبيَّ اللهِ، أرَأيتَ إنْ قَامَتْ علينا أُمرَاءُ يَسألُونَا حَقَّهم، ويَمنعونَا حَقَّنا، فما تَأْمُرنا؟ فأعْرَضَ عنه، ثم سأله، فَأعرَضَ عَنْه، ثم سأله في الثانية - أو في الثَّالِثَةِ - فَجَذَبَهُ الأشعَثُ بنُ قَيسٍ، فقال: «اسْمعوا وأطِيعُوا، فإنَّما عليهم مَا حُمِّلُوا، وعليكم ما حُمِّلْتُم» . هذه رواية مسلم. [ص:65]
واختصره الترمذي قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- ورجلٌ يَسألُهُ - فقال: أَرأَيتَ إنْ كان عَلَيْنا أُمَرَاءُ يَمنعونا حَقَّنا ويسألونا حَقَّهُمْ؟ فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «اسْمعوا وأطِيعُوا، فإنَّما عليهم مَا حُمِّلُوا، وعليكم ما حُمِّلْتُم» (1) .
__________
(1) مسلم رقم (1846) في الإمارة، باب في طاعة الأمراء وإن منعوا الحقوق، والترمذي رقم (2200) في الفتن، باب ما جاء ستكون فتن كقطع الليل.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مسلم (6/19) قال: حدثنا محمد بن المثنى ومحمد بن بشار. قالا: حدثنا محمد بن جعفر. (ح) وحثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا شبابة. والترمذي (2199) قال: حدثنا الحسن بن علي الخلال. قال: حدثنا يزيد بن هارون.
ثلاثتهم (محمد بن جعفر، وشبابة، ويزيد) عن شعبة، عن سماك بن حرب، عن علقمة بن وائل بن حجر، فذكره.(4/64)
2045 - (خ م [ت] ) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «إِنَّها ستكُونُ بعدي أَثَرَةٌ، وَأُمُورٌ تُنكِرُونَها» قالوا: يا رسولَ الله، كيفَ تَأْمُرُ مَنْ أَدْرَكَ ذلك مِنّا؟ قال: «تُؤدُّونَ الحَقَّ الذي عليكم، وتَسألُونَ اللهَ الذي لكم» . أخرجه البخاري، ومسلم [والترمذي] (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أثرة) : الأثرة اسم من آثر به يؤثر إيثاراً: إذا سمح به لغيره وفضله على نفسه، والمراد: إنكم ستجدون بعدي قوماً يُفضِّلون أنفسهم عليكم في الفيء ونحوه.
__________
(1) البخاري 13 / 4 في الفتن، باب قوله عليه السلام: " ستكون بعدي أمور تنكرونها "، وفي الأنبياء، باب علامات النبوة في الإسلام، ومسلم رقم (1843) في الإمارة، باب وجوب الوفاء ببيعة الخلفاء، والترمذي رقم (2191) في الفتن، باب ما جاء في الأثرة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (1/384) (3640) قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (1/384) (3641) و (1/386) (3663) قال: سمعت يحيى. وفي (1/428) (4066) قال: حدثنا مؤمل، قال: حدثنا سفيان. وفي (1/433) (4127) قال: حدثنا وكيع. (ح) وحدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. والبخاري (4/241) قال: حدثنا محمد بن كثير، قال: أخبرنا سفيان. وفي (9/59) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. ومسلم (6/17) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا أبو الأحوص، ووكيع (ح) وحدثني أبو سعيد الأشج، قال: حدثنا وكيع (ح) وحدثنا أبو كريب، وابن نمير، قالا: حدثنا أبو معاوية (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، وعلي بن خشرم، قالا: أخبرنا عيسى بن يونس (ح) وحدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا جرير. والترمذي (2190) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد.
ثمانيتهم - أبو معاوية، ويحيى بن سعيد، وسفيان، ووكيع، وشعبة، وأبو الأحوص، وعيسى بن يونس، وجرير - عن الأعمش، قال: حدثنا زيد بن وهب، فذكره.(4/65)
2046 - (خ م ت د س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «على المرء المسلم السَّمعُ والطاعَةُ فيما أحَبَّ أو كَرِهَ، [ص:66] إِلا أَنْ يُؤمَرَ بِمَعْصِيَةٍ، فَإِن أُمِرَ بِمعصيةٍ، فلا سَمْعَ، ولا طَاعَةَ» أخرجه الجماعة إلا الموطأ (1) .
__________
(1) البخاري 13 / 109 في الأحكام، باب السمع والطاعة للإمام ما لم تكن معصية، وفي الجهاد، باب السمع والطاعة للإمام، ومسلم رقم (1839) في الإمارة، باب وجوب طاعة الأمراء في غير معصية، والترمذي رقم (1707) في الجهاد، باب ما جاء لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، وأبو داود رقم (2626) في الجهاد، باب في الطاعة، والنسائي 7 / 160 في البيعة، باب جزاء من أمر بمعصية.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1 - أخرجه أحمد (2/17) (4668) قال: حدثنا يحيى. وفي (2/142) (6278) قال: حدثنا ابن نمير. وعبد بن حميد (752) قال: أخبرنا محمد بن بشر العبدي. والبخاري (4/60 و 9/78) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (4/60) قال: حدثني محمد بن صباح، قال: حدثنا إسماعيل بن زكرياء. ومسلم (6/15) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا ليث. (ح) وحدثناه زهير ابن حرب، ومحمد بن المثنى، قالا: حدثنا يحيى، وهو القطان. (ح) وحدثنا ابن نمير، قال: حدثنا أبي. وأبو داود (2626) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى. وابن ماجة (2864) قال: حدثنا محمد ابن رمح، قال: أخبرنا الليث بن سعد. (ح) وحدثنا محمد بن الصباح، وسويد بن سعيد، قالا: حدثنا عبد الله بن رجاء المكي. والترمذي (1707) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا الليث. والنسائي في الكبرى «الورقة / 117 - أ» قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا الليث. ستتهم: - يحيى بن سعيد القطان، وابن نمير، ومحمد بن بشر، وإسماعيل بن زكريا، والليث بن سعد، وعبد الله بن رجاء - عن عبيد الله بن عمر
2 - وأخرجه النسائي (7/160) قال: أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا الليث، عن عبيد الله بن أبي جعفر.
كلاهما (عبيد الله بن عمر، وعبيد الله بن أبي جعفر) عن نافع، فذكره.(4/65)
2047 - (م س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «عَلَيْكَ السمعُ والطاعَةُ في عُسْرِكَ ويُسْرِكَ، ومَنْشَطِكَ وَمَكرَهِكَ وَأَثَرَةٍ عليك» أخرجه مسلم، والنسائي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(منشطك) : المنشط مفعل من النشاط، أي في حالة نشاطك، وكذلك قوله: (ومكرهك) ، أي في حالة كراهتك، والمراد: في حالتي الرضى والسخط، والعسر واليسر، والخير والشر.
__________
(1) مسلم رقم (1836) في الإمارة، باب وجوب طاعة الأمراء في غير معصية، والنسائي 7 / 140 في البيعة، باب البيعة على الأثرة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/381) قال: حدثنا سعيد بن منصور، وقتيبة. ومسلم (6/14) قال: حدثنا سعيد بن منصورو قتيبة بن سعيد. والنسائي (7/140) قال: أخبرنا قتيبة.
كلاهما -سعيد، وقتيبة - قالا: حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن، عن أبي حازم، عن أبي صالح السمان، فذكره.(4/66)
2048 - (م) عوف بن مالك - رضي الله عنه -: قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «خِيَارُ أَئِمَّتِكُمْ: الذين تُحبُّونَهُمْ ويُحبونَكُمْ، وَتُصَلُّونَ عليهم، ويُصَلُّونَ عليكم (1) ، وَشِرارُ أَئِمَّتِكُمُ: الَّذِينَ تُبْغِضُونَهُمْ، [ص:67] وَيُبْغِضُونَكمْ، وتَلْعَنُونَهُم، وَيلْعَنُونَكم» قال: قُلنا: يا رسول الله، أفَلا نُنابِذُهم [عند ذلك؟] ، قال: «لا، ما أقاموا فيكم الصلاةَ، لا، ما أقاموا فيكم الصلاةَ، ألا مَنْ وَلِيَ عليهِ وَالٍ، فرآهُ يَأْتي شَيئاً مِنْ مَعصيةِ اللهِ، فليكره ما يأتي من معصية الله، ولا يَنْزِعَنَّ يَداً من طَاعَةٍ» . أخرجه مسلم (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ننابذهم) : المنابذة المدافعة والمخاصمة والمقاتلة.
__________
(1) أي يدعون لكم وتدعون لهم.
(2) رقم (1855) في الإمارة، باب خيار الأئمة وشرارهم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (6/24) قال: حدثنا علي بن إسحاق، قال: أخبرنا عبد الله، قال: أخبرني عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، قال: حدثني زريق مولى بني فزارة. وفي (6/28) قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا فرج بن فضالة، عن ربيعة بن يزيد. والدارمي (2800) قال: حدثنا الحكم بن المبارك، قال: أخبرنا الوليد بن مسلم، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، قال: أخبرني زريق بن حيان مولى فزارة. ومسلم (6/24) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، قال: أخبرنا عيسى بن يونس، قال: حدثنا الأوزاعي، عن يزيد بن يزيد بن جابر، عن رزيق بن حيان (ح) وحدثنا داود بن رشيد، قال: حدثنا الوليد، يعني ابن مسلم، قال: حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، قال: أخبرني مولى بني فزارة، وهو رزيق بن حيان (ح) وحدثنا إسحاق بن موسى الأنصاري، قال: حدثنا الوليد بن مسلم، قال: حدثنا ابن جابر بهذا.
كلاهما - رزيق بن حيان، وربيعة بن يزيد - عن مسلم بن قرظة، فذكره.(4/66)
2049 - (ت) عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «أَلا أُخْبِرُكم بِخِيارِ أُمَرَائِكُم، وَشِرَارِهم؟ خيَارُهم: الذين تُحِبُّونَهم، ويُحِبُّونَكُم، وَتَدْعُونَ لَهُمْ ويَدْعُونَ لَكُمْ، وشِرَارُ أُمَرائِكم: الذين تُبْغِضُونَهُمْ ويُبْغِضُونَكم، وَتَلْعَنُونَهُمْ، ويَلْعَنُونَكُمْ» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2265) في الفتن، باب خيار الأمراء من تحبونهم ويحبونكم، وفي سنده محمد بن أبي حميد إبراهيم الأنصاري الزرقي، أبو إبراهيم المدني، لقبه حماد، وهو ضعيف، وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث محمد بن أبي حميد، ومحمد يضعف من قبل حفظه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه الترمذي (2264) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا أبو عامر العقدي، قال: حدثنا محمد بن أبي حميد، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، فذكره.
* قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث محمد بن أبي حميد، ومحمد يضعف من قبل حفظه.(4/67)
2050 - (م د) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما -: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَنْ بَايَعَ إِمَاماً فَأعْطَاهُ صَفْقَةَ يَدِهِ، وثَمرَةَ قَلْبِهِ، فَليُطِعهُ مَا استطاعَ، فَإنْ جَاءَ آخَرُ يُنَازِعُهُ فَاضْرِبُوا رَقَبةَ الآخرِ» . قُلتُ: أنتَ [ص:68] سَمِعْتَ هذا من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-؟ . قال: سَمِعَتْه أُذُنَايَ، وَوَعَاهُ قَلْبي، قلت: هذا ابنُ عَمِّكَ مُعاويَةُ يَأْمُرنَا أن نَفْعَلَ، وَنَفْعَل؟ قال: «أَطِعْهُ في طَاعَةِ الله، واعْصِهِ في مَعصيَةِ الله» .
هذه رواية أبي داود، وهو طرف من حديث طويل قد أخرجه مسلم بطوله، وهو مذكور في كتاب الفتن، من «حرف الفاء» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(صفقة يده) : كناية عن البيعة والعهد، وذلك أن العادة في التبايع والبيعة: أن يطرح المشتري يده في يد البائع، وكذلك عند البيعة، ويصفق أحدهما يده على الآخر، هذا هو الأصل.
(ثمرة قلبه) : كناية عن الإخلاص فيما عاهده عليه والتزمه له.
__________
(1) مسلم رقم (1844) في الإمارة، باب وجوب الوفاء ببيعة الخلفاء، وأبو داود رقم (4248) في الفتن والملاحم، باب ذكر الفتن ودلائلها، والنسائي 7 / 153 في البيعة، باب على من بايع الإمام وأعطاه صفقة قلبه، وأخرجه أيضاً ابن ماجة رقم (3956) في الفتن، باب ما يكون من الفتن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1 - أخرجه أحمد (2/161) (6501) و (6503) قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (2/191) (6793) . و (2/192) (6807) . و (2/193) (6815) قال: حدثنا وكيع. ومسلم (6/18و 19) قال: حدثنا زهير ابن حرب وإسحاق بن إبراهيم. قال إسحاق: أخبرنا. وقال زهير: حدثنا جرير. (ح) وحدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة وابن نمير وأبو سعيد الأشج، قالوا: حدثنا وكيع (ح) وحدثنا أبو كريب، قال: حدثنا أبو معاوية. وأبو داود (4248) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا عيسى بن يونس. وابن ماجة (3956) قال: حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا أبو معاوية وعبد الرحمن المحاربي ووكيع. والنسائي (7/152) قال: أخبرنا هناد بن السري، عن أبي معاوية. خمستهم - أبو معاوية، ووكيع، وجرير، وعيسى بن يونس، والمحاربي - عن الأعمش، عن زيد بن وهب.
2 - وأخرجه أحمد (2/191) (6794) . ومسلم (6/19) قال: حدثني محمد بن رافع. كلاهما- أحمد ابن حنبل، ومحمد - عن إسماعيل بن عمر أبي المنذر، قال: حدثنا يونس بن أبي إسحاق، قال: حدثني عبد الله بن أبي السفر، عن الشعبي.
كلاهما (زيد، والشعبي) عن عبد الرحمن بن عبد رب الكعبة، فذكره.(4/67)
2051 - (م ت د) أم سلمة - رضي الله عنها - أنَّ رَسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إِنَّهُ يُسْتَعْمَلُ عليكُمْ أُمَرَاءُ، فَتعرِفُونَ وَتُنْكِرُونَ، فَمَنْ كَرِهَ فَقد بَرِئ، وَمَن أَنْكَرَ فقد سَلِمَ، ولكن مَنْ رَضي وتَابَعَ» ، قالوا: أفَلا نُقَاتِلُهمْ؟ قال: «لا، مَا صَلُّوا» . [ص:69]
أي: مَنْ كَرِهَ بِقَلْبه، وأنكر بقلبه، كذا عند مسلم.
وفي حديث أبي داود: «سَيَكُونُ عليكم أئمَّةٌ تَعرِفُونَ منهم وتُنكِرون ... الحديث» . وأخرجه الترمذي أيضاً (1) .
__________
(1) مسلم رقم (1854) في الإمارة، باب وجوب الإنكار على الأمراء فيما يخالف الشرع، والترمذي رقم (2266) في الفتن، باب رقم (78) ، وأبو داود رقم (4760) في السنة، باب في قتل الخوارج، وأخرجه أيضاً أحمد في " المسند " 6 / 295 و 302 و 305 و 321.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (6/295) قال: حدثنا يزيد. قال: حدثنا هشام بن حسان. وفي (6/302) قال: حدثنا عبد الصمد وعفان وبهز. قالوا: حدثنا حماد. قال: حدثنا قتادة. وفي (6/305) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن هشام، وفي (6/305) قال: حدثنا أبو عبيدة الحداد. قال: حدثنا همام، عن قتادة. وفي (6/321) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا همام. قال: حدثنا قتادة. ومسلم (6/23) قال: حدثنا هداب بن خالد الأزدي. قال: حدثنا همام بن يحيى. قال: حدثنا قتادة (ح) وحدثني أبو غسان المسمعي ومحمد بن بشار جميعا، عن معاذ. قال أبو غسان: حدثنا معاذ وهو ابن هشام الدستوائي، قال: حدثني أبي عن قتادة (ح) وحدثني أبو الربيع العتكي. قال: حدثنا حماد - يعني ابن زيد -، قال: حدثنا المُعَلَّى بن زياد وهشام. في (6/24) قال: حدثناه حسن بن الربيع البجلي، قال: حدثنا ابن المبارك، عن هشام. وأبو داود (4760) قال: حدثنا مسدد وسليمان بن داود. المعنى. قالا: حدثنا حماد بن زيد، عن المعلى بن زياد وهشام بن حسان. وفي (4761) قال: حدثنا ابن بشار. قال: حدثنا معاذ بن هشام. قال: حدثني أبي، عن قتادة. والترمذي (2265) قال: حدثنا الحسن بن علي الخلال. قال: حدثنا يزيد بن هارون. قال: أخبرنا هشام بن حسان.
ثلاثتهم (هشام، وقتادة، والمعلى) عن الحسن، عن ضبة، فذكره.(4/68)
2052 - (خ م) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَنْ كَرِهَ مِنْ أمِيرِهِ شَيْئاً فَلْيَصبِرْ، فَإِنَّهُ مَنْ خَرَجَ مِن السُّلطانِ شِبراً مَاتَ مِيتَة جَاهِليَّة» .
وفي رواية: «فَليَصبِرْ عليه، فَإِنَّهُ مَنْ فَارَقَ الجَمَاعَةَ شِبراً فَمَاتَ (1) فَمِيتَتُهُ جَاهِليَّةٌ» . أخرجه البخاري، ومسلم (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(من فارق الجماعة فميتته جاهلية) : معناه كل جماعة عقدت عقداً يوافق الكتاب والسنة، فلا يجوز لأحد أن يفارقهم في ذلك العقد، فإن خالفهم فيه استحق الوعيد. [ص:70]
ومعنى قوله: «فميتته جاهلية» أي على ما مات عليه أهل الجاهلية قبل مبعث النبي - صلى الله عليه وسلم- من الجهالة والضلالة.
__________
(1) في الأصل: مات.
(2) رواه البخاري 13 / 5 في الفتن، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " سترون بعدي أموراً تنكرونها "، وفي الأحكام، باب السمع والطاعة للإمام ما لم تكن معصية، ومسلم رقم (1849) في الإمارة، باب وجوب ملازمة جماعة المسلمين عند ظهور الفتن وفي كل حال وتحريم الخروج على الطاعة ومفارقة الجماعة، وأخرجه أيضاً أحمد في " المسند " 1 / 275 و 277 و 310.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (1/275) (2487) وفي (1/297) (2702) قال: حدثنا حسن بن الربيع، قال: حدثنا حماد بن زيد. وفي (1/310) (2826) قال: حدثنا أبو كامل، قال: حدثنا سعيد بن زيد. وفي (1/310) (2827) قال: حدثنا يونس، قال: حدثنا حماد بن سلمة. والدارمي (2522) قال: حدثنا حجاج بن منهال، قال: حدثنا حماد بن زيد. والبخاري (9/59) قال: حدثنا مسدد، عن عبد الوارث. وفي (9/59) قال: حدثنا أبو النعمان، قال: حدثنا حماد بن زيد. وفي (9/78) قال: حدثنا سليمان بن حرب، قال: حدثنا حماد. ومسلم (6/21) قال: حدثنا حسن بن الربيع، قال: حدثنا حماد بن زيد. (ح) وحدثنا شيبان بن فروخ، قال: حدثنا عبد الوارث.
أربعتهم- حماد بن زيد، وسعيد بن زيد، وحماد بن سلمة، وعبد الوارث - عن الجعد أبي عثمان، عن أبي رجاء العطاردي، فذكره.(4/69)
2053 - (م س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ خَرَجَ مِن الطَّاعَةِ وَفَارَقَ الجماعةَ فماتَ ماتَ مِيتة جَاهلية، وَمَنْ قَاتلَ تَحْتَ رَايَةٍ عُمِّيَّةٍ، يَغْضَبُ لِعَصَبَةٍ، أو يَدْعُو إِلى عَصبَةٍ، أو يَنْصُرُ عَصَبَة، فَقُتِلَ فَقِتْلَةٌ جَاهِليَّةٌ، وَمَن خَرَجَ عَلى أُمَّتي يَضرِبُ بَرَّهَا وَفَاجِرَها، لا يَتَحَاش (1) مِنْ مؤمِنها، ولا يَفي بِعَهدِ ذِي عَهدِها، فَلَيْسَ مِني، وَلَسْتُ منه» . أخرجه مسلم، والنسائي (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(عُمِّيَّة) : العمية الجهالة والضلالة، وهي فُعِّيلة من العمى.
__________
(1) قال النووي في " شرح مسلم ": وفي بعض النسخ " يتحاشى " بالياء، ومعناه: لا يكترث بما يقوله فيها، ولا يخاف وباله وعقوبته.
(2) رواه مسلم رقم (1848) في الإمارة، باب وجوب ملازمة جماعة المسلمين عند ظهور الفتن، والنسائي 7 / 133 في تحريم الدم، باب التغليظ فيمن قاتل تحت راية عمية، وأخرجه أيضاً ابن ماجة مختصراً رقم (3948) في الفتن، باب العصبية.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/296) قال: حدثنا يزيد. قال: حدثنا جرير بن حازم. وفي (2/306) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر، عن أيوب. ومسلم (6/20 و21) قال: حدثنا شيبان بن فروخ. قال: حدثنا جرير، يعني ابن حازم. (ح) وحدثني عبيد الله بن عمر القواريري. قال: حدثنا حماد بن زيد قال: حدثنا أيوب. (ح) وحدثني زهير بن حرب. قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. قال: حدثنا مهدي بن ميمون. (ح) وحدثنا ابن بشار. قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. وابن ماجة (3948) قال: حدثنا بشر بن هلال الصواف. قال: حدثنا عبد الوارث بن سعيد. قال: حدثنا أيوب. والنسائي (7/123) قال: أخبرنا بشر بن هلال الصواف. قال: حدثنا عبد الوارث. قال: حدثنا أيوب.
أربعتهم - جرير بن حازم، وأيوب السختياني، ومهدي بن ميمون، وشعبة - عن غيلان بن جرير، عن أبي قيس زياد بن رياح القيسي، فذكره.
* أخرجه أحمد (2/488) قال: حدثنا إسماعيل، عن أيوب. (ح) وحدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. ومسلم (6/21) قال: حدثنا محمد بن المثنى. قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة.
كلاهما (أيوب، وشعبة) عن غيلان بن جرير، عن زياد بن رياح، عن أبي هريرة. قال: من خرج من الطاعة وفارق الجماعة ... فذكر نحوه موقوفا.(4/70)
2054 - (خ م ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ثَلاثَةٌ لا يُكلِّمُهُمُ اللهُ يومَ القِيَامَةِ (1) ، ولا [ص:71] يُزَكِّيهم (2) ، ولهم عَذَابٌ أليم: رجلٌ بايعَ إمَاماً، فَإِن أعطَاهُ وَفَى لَهُ، وإن لم يُعْطِهِ، لم يَفِ لَهُ» .
هذا لفظ الترمذي، وهو طرف من حديث قد أخرجه البخاري، ومسلم عن أبي هريرة، وهو مذكور في فصل «آفات النفس» من كتاب «اللواحق» ، وهو في آخر الكتاب (3) .
__________
(1) قال النووي في " شرح مسلم ": قيل: معنى لا يكلمهم الله تكليم من رضي عنه بإظهار الرضى، بل بكلام يدل على السخط، وقيل: المراد: أنه يعرض عنهم، وقيل: لا يكلمهم كلاماً يسرهم، [ص:71] وقيل: لا يرسل إليهم الملائكة بالتحية.
(2) أي: لا يطهرهم من الذنوب.
(3) البخاري 13 / 174 في الأحكام، باب من بايع رجلاً لا يبايعه إلا للدنيا، وفي الشرب، باب إثم من منع ابن السبيل من الماء، وباب من رأى أن صاحب الحوض والقربة أحق بمائه، وفي الشهادات، باب اليمين بعد العصر، وفي التوحيد، باب قول الله تعالى: {وجوه يومئذ ناضرة} ، ومسلم رقم (108) في الإيمان، باب بيان غلظ تحريم إسبال الإزار والمن بالعطية، والترمذي رقم (1595) في السير، باب ما جاء في نكث البيعة، وأخرجه أيضاً ابن ماجة رقم (2207) في التجارات، باب ما جاء في كراهية الأيمان.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: يأتي في اللواحق آخر الكتاب.(4/70)
2055 - (د) بشر بن عاصم: عن عُقبة بن مالك - رضي الله عنه - من رَهطه قال: بَعَثَ رَسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- سَرِيَّة، فَسَلَّحتُ رَجُلاً منهم سَيفاً، فَلما رَجَعَ قال: لو رَأيتَ مَا لامَنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-؟ قال: «أَعَجَزْتُمْ إِذْ بَعَثْتُ رَجُلاً فَلم يَمضِ لأمري: أَنْ تَجْعَلُوا مَكَانَهُ مَنْ يَمضي لأمْري؟» . أخرجه أبو داود (1) . [ص:72]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فسلحت) : سلحت فلاناً سيفاً، أي جعلته له سلاحاً.
__________
(1) رقم (2627) في الجهاد، باب في الطاعة، وإسناده حسن، قال المنذري: ذكر أبو عمر النمري وغيره أن عقبة هذا روى عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثاً واحداً.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/110) . وأبو داود (2627) قال: حدثنا يحيى بن معين.
كلاهما (أحمد، ويحيى بن معين) قالا: حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، قال: حدثنا سليمان بن المغيرة، قال: حدثنا حميد بن هلال، عن بشر بن عاصم، فذكره.
قلت: عزا الحافظ حديثه للبغوي وابن حبان وأبي يعلى. راجع «الإصابة» (7/26) (5605) .(4/71)
2056 - (خ ط) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: كَتَبَ إلى عبدِ الملك بنِ مَروان يُبَايِعُهُ، ويقولُ: «أُقِرُّ لَكَ بالسَّمعِ، والطَّاعَةِ على سُنَّةِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- فِيما استَطَعْتُ» .
وفي رواية: كَتَبَ: «إِنِّي أُقِرُّ بالسَّمعِ، والطَّاعَةِ لِعَبدِ الله عَبدِ الملكِ أمِيرِ المؤمِنِينَ على سُنَّةِ اللهِ، وَسُنَّةِ رَسولِهِ، وإنَّ بَنِيَّ قد أقَرُّوا بمثلِ ذلك» . هذه رواية البخاري.
وفي رواية الموطأ: كَتَبَ إليه: «بسم الله الرحمن الرحيم، أمَّا بَعْدُ، لِعَبدِ الله عبدِ الملكِ أمِيرِ المُؤْمِنينَ، سَلامٌ عَليكَ، فَإِنِّي أحْمدُ إِليكَ اللهَ الذي لا إله إلا هو، وأُقِرُّ لَكَ بالسَّمعِ، والطَّاعَةِ على سُنَّةِ اللهِ، وسُنَّةِ رسولِهِ فِيما استَطَعْتُ» (1) .
__________
(1) البخاري 13 / 167 في الأحكام، باب كيف يبايع الإمام الناس، والموطأ 2 / 983 في البيعة، باب ما جاء في البيعة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (7202 / الفتح) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، حدثني مالك. وأخرجه مالك في باب ما جاء في البيعة. عبد الله بن دينار عن ابن عمر. فذكره.(4/72)
2057 - (ت) زياد بن كسيب العدوي - رحمه الله -: قال: كنتُ مَعَ أَبي بَكرَةَ تَحْتَ مِنبر ابنِ عَامِرٍ، وهو يَخْطُبُ، وعليه ثِيابٌ رِقَاقٌ، فقال أَبو بلالٍ: انْظُروا إلى أمِيرنَا يَلْبَسُ ثِيَابَ الفُسَّاقِ ويَعِظُ، فقال أَبو بكرةَ: اسكت، سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «مَنْ أَهَانَ السُّلْطَانَ أَهَانَهُ اللهُ» . [ص:73]
وروي: «سُلطَانَ اللهِ في الأرض» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2225) في الفتن، باب رقم (47) ، وفي سنده كسيب العدوي لم يوثقه غير ابن حبان، وسعد بن أوس العدوي، أو عبيد البصري، وهو صدوق له أغاليط، ومع ذلك فقد قال الترمذي: حديث حسن غريب.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (5/42 و 48) قال: حدثنا محمد بن بكر. والترمذي (2224) قال: حدثنا بندار، قال: حدثنا أبو داود.
كلاهما (ابن بكر، وأبو داود الطيالسي) قالا: حدثنا حميد بن مهران، قال: حدثنا سعد بن أوس، عن زياد بن كسيب العدوي، فذكره.(4/72)
الفصل السادس: في أعوان الأئمة والأمراء
2058 - (د س) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إِذَا أَرَادَ الله بالأمِيرِ خَيْراً جَعَلَ لَهُ وزِيرَ صِدْقٍ، إِنْ نَسيَ ذَكَّرَهُ، وإِنْ ذَكَرَ أَعَانَهُ، وإِذَا أرَادَ بِهِ غَيْرَ ذلك جَعَلَ له وَزيرَ سُوءٍ، إِنْ نَسيَ لم يُذَكِّرْهُ، وإن ذَكَرَ لم يُعِنْهُ» هذه رواية أبي داود.
وفي رواية النسائي: قالت: قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ وَليَ مِنكم عَمَلاً فَأرَادَ اللهُ بِهِ خَيراً، جَعَلَ له وَزيراً صالحاً، إنْ نَسِيَ ذَكَّرَهُ، وإنْ ذَكَرَ أعَانَهُ» (1) .
__________
(1) أبو داود رقم (2932) في الخراج والإمارة، باب في اتخاذ الوزير، والنسائي 7 / 159 في البيعة، باب وزير الإمام، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: أخرجه أحمد (6/70) قال: ثنا حسين بن محمد، قال: حدثنا مسلم - يعني ابن خالد -، عن عبد الرحمن بن أبي بكر. وأبو داود (2932) قال: حدثنا موسى بن عامر المري. قال: حدثنا الوليد. قال: حدثنا زهير بن محمد، عن عبد الرحمن بن القاسم. والنسائي (7/159) قال: أخبرنا عمرو بن عثمان. قال: حدثنا بقية. قال: حدثنا ابن المبارك، عن ابن أبي حسين.
ثلاثتهم (عبد الرحمن بن أبي بكر، وعبد الرحمن بن القاسم، وعمرو بن سعيد بن أبي حسين) عن القاسم بن محمد، فذكره.(4/73)
2059 - (خ س) أبو سعيد الخدري، وأبو هريرة - رضي الله عنهما -: أنَّ [ص:74] رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَا بَعَثَ اللهُ مِنْ نَبِيٍّ، ولا استَخْلَفَ مِن خَليفةٍ، إلا كانَتْ لَهُ بِطَانَتانِ: بِطَانَةٌ تَأْمُرُهُ بِالمعْرُوفِ، وَتَحُضُّهُ عليه، وَبِطَانَةٌ تَأْمُرُهُ بِالشَّرِّ، وَتَحُضُّهُ عليه، والمَعْصُومُ مَنْ عَصمَ اللهُ» . أخرجه البخاري (1) .
وأخرجه النسائي عن أبي هريرة وحدَه، وهذا لفظه: قال: قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: «مَا مِنْ والٍ إلا وَلَهُ بِطَانتان: بِطَانَةٌ تَأمُرُهُ بِالمعروف، وتَنْهَاهُ عن المُنكرِ، وبِطَانَةٌ لا تَألُوهُ خَبَالاً، فَمَن وُقِيَ شَرَّهَا فقد وُقيَ وهو مِنَ التي تَغْلِبُ عليه منهما» (2) .
وأخرجه النسائي عن أبي سعيد أيضاً مثل حديث البخاري.
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(بطانتان) : بطانة الرجل: صاحب سره، وداخلة أمره الذي يشاوره في أحواله.
(لا تألوه خبالاً) : أي لا تقصر في إفساد أمره، و «الخبال» والخبل الفساد يكون ذلك في الأفعال والأقوال والأجسام.
__________
(1) 13 / 164 في الأحكام، باب بطانة الإمام وأهل مشورته من حديث أبي سعيد، والنسائي 7 / 158 في البيعة، باب بطانة الإمام.
(2) 7 / 158 في البيعة، باب بطانة الإمام، وفي سنده معمر بن يعمر الليثي أبو عامر الدمشقي، لم يوثقه غير ابن حبان، وباقي رجاله ثقات، وهو بمعنى حديث البخاري فهو حسن به.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (3/39) قال: حدثنا وهب «ابن جرير» ، قال: حدثنا أبي. وفي (3/88) قال: حدثنا علي بن إسحاق، قال: أخبرنا عبد الله. والبخاري (8/156) قال: حدثنا عبدان، قال: أخبرنا عبد الله. وفي (9/95) قال: حدثنا أصبغ، قال: أخبرنا ابن وهب. والنسائي (7/158) قال: أخبرنا يونس بن عبد الأعلى، قال: حدثنا ابن وهب.
ثلاثتهم - جرير بن حازم، وعبد الله بن المبارك، وابن وهب - عن يونس، عن الزهري، عن أبي سلمة ابن عبد الرحمن، فذكره.
- وحديث أبي هريرة رواه عنه بطوله أبو سلمة أيضا:
أخرجه أحمد (2/237) قال: ثنا الوليد، قال: ثنا الأوزاعي. قال: حدثني الزهري. وفي (2/289) قال: ثنا مؤمل بن إسماعيل. قال: ثنا حماد بن سلمة. قال: حدثنا برد بن سنان. عن الزهري. والبخاري في «الأدب المفرد» (256) قال: ثنا آدم قال: ثنا شيبان أبو معاوية. قال: حدثنا عبد الملك بن عمير. وأبو داود (5128) قال: حدثنا ابن المثنى. قال: حدثنا يحيى بن أبي بكير. قال: حدثنا شيبان، عن عبد الملك بن عمير. وابن ماجة (3745) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا يحيى بن أبي بكير، عن شيبان، عن عبد الملك بن عمير. والترمذي (2369) قال: حدثنا محمد بن إسماعيل. قال: حدثنا آدم بن أبي إياس. قال: حدثنا شيبان أبو معاوية. قال: حدثنا عبد الملك بن عمير. وفي (2822) قال: حدثنا أحمد بن منيع. قال: حدثنا الحسن بن موسى. قال: حدثنا شيبان، عن عبد الملك بن عمير. والنسائي (7/158) قال: أخبرنا محمد بن يحيى بن عبد الله. قال: حدثنا معمر بن يعمر. قال: حدثني معاوية بن سلام. قال: حدثني الزهري. وفي «تحفة الأشراف» (10/14977) عن محمد بن علي بن الحسن بن شقيق، عن أبيه، عن أبي حمزة السكري، عن عبد الملك بن عمير. (ح) وعن أبي علي محمد بن يحيى المروزي، عن عبد الله بن عثمان، عن أبي حمزة، عن عبد الملك بن عمير.
كلاهما (الزهري، وعبد الملك بن عمير) عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، فذكره.
* أخرجه الترمذي (2370) قال: حدثنا صالح بن عبد الله قال: حدثنا أبو عوانة، عن عبد الملك بن عمير، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خرج يوما وأبو بكر وعمر ... فذكر نحو هذا الحديث ولم يذكر فيه عن أبي هريرة. وحديث شيبان أتم من حديث أبي عوانة وأطول. وشيبان ثقة عندهم صاحب كتاب.
* رواية الزهري مختصرة على: «ما من وال إلا وله بطانتان. بطانة تأمره بالمعروف وتنهاه عن المنكر، وبطانة لا تألوه خبالا. فمن وقي شرها فقد وقي، وهو من التي تغلب عليه منهما» .(4/73)
2060 - (خ) أبو أيوب الأنصاري - رضي الله عنه -: قال: سمعتُ [ص:75] رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «مَا بَعَثَ اللهُ من نَبيٍ، ولا كان بعده من خليفةٍ إلا لَهُ بِطَانَتَانِ» ، وذكر مثلَ رواية النسائي عن أبي هريرة إلى قوله: «فقد وُقيَ» . أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) 13 / 166 في الأحكام، باب بطانة الإمام وأهل مشورته، وأخرجه أيضاً النسائي 7 / 158 في البيعة، باب بطانة الإمام.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه النسائي (7/158) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، عن شعيب عن الليث، عن عبيد الله بن أبي جعفر، عن صفوان، عن أبي سلمة، فذكره.(4/74)
2061 - (ت س) كعب بن عجرة - رضي الله عنه -: قال: خَرَجَ [إلينا] رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ونحن خَمْسةٌ وأَربَعَةٌ - أحَدُ العددين من العرب، والآخر من العجم- فقال: «اسْمَعُوا، إنه سَيَكُونُ بَعْدِي أُمَرَاءُ، فمن دَخَلَ عليهم فَصَدَّقَهُمْ بِكَذِبِهِمْ، وَأعَانَهُمْ على ظُلْمِهِمْ فَليس مِني، ولَستُ منه، وليس بوَارِدٍ عليَّ [الحوضَ] ، وَمَنْ دَخَلَ عليهم، ولم يُعِنْهُم على ظُلْمِهِمْ، ولم يُصَدِّقْهمْ بِكَذِبِهِمْ، فهو مِني، وأنَا مِنْهُ، واردٌ عليَّ الحوضَ» .
وروي: «وَمَنْ لَمْ يَدْخُل» . في الثاني.
وفي أخرى قال: قال لي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «أُعِيذُكَ بالله يا كعْبُ بنُ عُجرَةَ من أُمَرَاء يكونونَ من بعدي، فَمَنْ غَشِيَ أبوَابَهُمْ فَصَدَّقَهُمْ فِي كَذِبِهم، وَأعَانَهُمْ على ظُلْمِهِمْ فَليس مِني، ولَستُ منه، ولا يَرِدَ عليَّ الحوضَ، وَمَنْ غَشِيَ أبوَابَهُمْ، أو لم يَغْشَ، فَلَمْ يُصَدِّقْهُمْ في كذبهم، ولم يُعِنْهُمْ على ظلمهم، فهو مني، وأنا منه، وَسَيَردُ عليَّ الحوضَ، يا كَعْبُ بْنُ عُجْرَةَ، الصَّلاةُ [ص:76] بُرهَانٌ، والصَّومُ جُنَّةٌ حَصِينةٌ، والصَّدَقَةُ تُطْفيءُ الخطيئةَ كما يُطْفِيءُ الماءُ النَّارَ، يا كعبُ بْنَ عجرةَ، لا يَرْبُو لَحْمٌ نَبَتَ مِنْ سُحتٍ إلا كانَتِ النَّارُ أَولى به» . أخرجه الترمذي.
وأخرج النسائي الأولى، وقال فيها: «ونَحْنُ تِسعةٌ» ، ولم يذكر: «من العرب والعجم» ، وعَيَّنَهُم في رواية أخرى مثلها (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يربو) : ربا الشيء يربو: إذا زاد ونما. [ص:77]
(سحت) : السحت الحرام الخبيث من المكسب والمطعم والمشرب.
__________
(1) الترمذي رقم (614) في الصلاة، باب ما ذكر في فضل الصلاة، والنسائي 7 / 160 في البيعة، باب الوعيد لمن أعان أميراً على الظلم، وباب من لم يعن أميراً على الظلم، من حديث عبيد الله ابن موسى عن غالب بن نجيح القطان عن أيوب بن عائذ الطائي عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب عن كعب بن عجرة، وغالب بن نجيح القطان، لم يوثقه غير ابن حبان، وباقي رجاله ثقات، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، لا نعرفه إلا من حديث عبيد الله بن موسى، قال: وسألت محمداً (يعني: البخاري) عن هذا الحديث فلم يعرفه إلا من حديث عبيد الله بن موسى، واستغربه جداً، وقال: (يعني: البخاري) حدثنا ابن نمير عن عبيد الله بن موسى عن غالب بهذا ... ، وأورد المنذري في " الترغيب والترهيب " 3 / 15 قطعة منه ونسبه لابن حبان في صحيحه، وقد ورد الحديث بإسناد آخر مختصراً، رواه الترمذي في الفتن من طريق مسعر عن أبي حصين عن الشعبي عن عاصم العدوي عن كعب بن عجرة، وقال: صحيح غريب، ورواه أحمد من طريق سفيان، ورواه النسائي من طريق سفيان ومن طريق مسعر، وله شاهد بمعناه عند أحمد 3 / 321 من حديث جابر بإسناد حسن، و (3 / 399) ، ورواه الحاكم في المستدرك 4 / 422 وصححه ووافقه الذهبي، فحديث جابر هذا شاهد قوي لرواية أيوب بن عائذ من حديث كعب بن عجرة، فالحديث أقل أحواله أن يكون حسناً.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
رواه عن كعب عاصم العدوي:
أخرجه أحمد (4/243) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن سفيان. وعبد بن حميد (370) قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا سفيان. والترمذي (2259) قال: حدثنا هارون بن إسحاق الهمداني، قال: حدثني محمد بن عبد الوهاب، عن مسعر. وقال الترمذي: قال هارون: حدثني محمد بن عبد الوهاب، عن سفيان. والنسائي (7/160) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى، عن سفيان. (ح) وأخبرنا هارون بن إسحاق، قال: حدثنا محمد، يعني ابن عبد الوهاب، قال: حدثنا مسعر.
كلاهما (سفيان، ومسعر) عن أبي حصين عثمان بن عاصم، عن عامر الشعبي، فذكره.
- ورواه عنه إبراهيم وليس بالنخعي:
أخرجه الترمذي (2559) أثناء الحديث السابق، ولم يذكر متن الحديث. قال: قال هارون: وحدثني محمد، عن سفيان، عن زبيد، عن إبراهيم، وليس بالنخعي، فذكره.
- ورواه عنه طارق بن شهاب:
أخرجه الترمذي (614) قال: حدثنا عبد الله بن أبي زياد القطواني الكوفي. وفي (615) قال: وقال محمد: حدثنا ابن نمير.
كلاهما (عبد الله بن أبي زياد، وابن نمير) عن عبيد الله بن موسى، قال: حدثنا غالب أبو بشر، عن أيوب بن عائذ الطائي، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب، فذكره.
قلت: قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، لا نعرفه إلا من حديث عبيد الله بن موسى، قال: سألت محمدا عن هذا الحديث فلم يعرفه إلا من حديث عبيد الله بن موسى، واستغربه جدا.(4/75)
2062 - (د) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: قال: «السِّجَلُّ كاتِبٌ، كانَ لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (2935) في الخراج والإمارة، باب في اتخاذ الكاتب، وفي سنده يزيد بن كعب العوذي، وهو مجهول.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
ضعيف: أخرجه أبو داود (2935) .والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (5365) كلاهما عن قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا نوح بن قيس، عن يزيد بن كعب، عن عمرو بن مالك، عن أبي الجوزاء، فذكره.
* أخرجه النسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (5365) عن قتيبة، عن نوح بن قيس، عن عمرو بن مالك، عنه نحوه: أنه كان يقول في هذه الآية {يوم نطوي السماء كطي السجل} قال: السجل هو الرجل.(4/77)
الفصل السابع: في أحاديث متفرقة
2063 - (خ م) نافع - مولى ابن عمر - رضي الله عنهما -: قال: لَمَّا خَلَعَ أهلُ المدينَة يَزِيدَ بْنَ مُعاوِيَةَ جَمَعَ ابْنُ عُمرَ حَشَمَهُ (1) وَوَلَدَهُ، وقال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «يُنصَبُ لِكُلِّ غَادِرٍ لِواءٌ يومَ القيامَةِ، وإِنَّا قد بَايَعْنا هذا الرجلَ على بيعِ اللهِ ورسولِهِ، وَإِنِّي لا أعلَمُ غَدْراً أَعْظمَ مِن أن يُبَايَعَ رَجُلٌ على بَيْعِ اللهِ ورسولِهِ، ثُم يُنصَبَ له القتالُ، وإني لا أعلم أحداً منكم خَلَعَه، ولا بَايَعَ في هذا الأمر، إلا كانت الفَيْصَل بيني وبينه» . أخرجه البخاري، ومسلم (2) . [ص:78]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الفيصل) : الأمر القاطع بين الشيئين قطعاً تاماً.
__________
(1) أي: خدمه ومن يغضب له.
(2) البخاري 13 / 60 و 61 في الفتن، باب إذا قال عند قوم شيئاً ثم خرج فقال بخلافه، وفي [ص:78] الجهاد، باب إثم الغادر للبر والفاجر، وفي الأدب، باب ما يدعى الناس بآبائهم، وفي الحيل، باب إذا غصب جارية فزعم أنها ماتت فقضى بقيمة الجارية الميتة، ومسلم رقم (1735) في الجهاد، باب تحريم الغدر، وأخرجه أيضاً أحمد في " المسند " 2 / 48 و 96.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/16) (4648) قال: حدثنا يحيى، عن عبيد الله. وفي (2/29) (4839) قال: حدثنا محمد بن عبيد، قال: حدثنا عبيد الله. وفي (2/48) (5088) قال: حدثنا إسماعيل، قال: حدثني صخر بن جويرية. وفي (2/96) (5709) قال: حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، قال: حدثنا صخر. وفي (2/112) (5915) قال: حدثنا مؤمل، قال: حدثنا حماد، يعني ابن زيد، عن أيوب. وفي (2/142) (6281) قال: حدثنا ابن نمير، قال: حدثنا عبيد الله. وعبد ابن حميد (754) قال: حدثنا محمد بن عبيد، قال: حدثنا عبيد الله. والبخاري (4/127) و (9/72) قال: حدثنا سليمان بن حرب، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب. وفي (8/51) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى، عن عبيد الله. ومسلم (5/141) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا محمد بن بشر، وأبو أسامة. (ح) وحدثني زهير بن حرب، وعبيد الله بن سعيد، يعني أبا قدامة السرخسي، قالا: حدثنا يحيى، وهو القطان. كلهم عن عبيد الله (ح) وحدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا عبيد الله. وفي (5/141و142) قال: حدثنا أبو الربيع العتكي، قال: حدثنا حماد، عن أيوب. (ح) وحدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا صخر بن جويرية. والترمذي (1581) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، قال: حدثني صخر بن جويرية. والنسائي «الكبرى / الورقة 117 - ب» قال: أخبرنا سويد بن نصر، قال: أخبرنا عبد الله، عن عبيد الله بن عمر.
ثلاثتهم - عبيد الله بن عمر، وصخر بن جويرية، وأيوب - عن نافع، فذكره.(4/77)
2064 - (م) نافع - رحمه الله -: قال: لما خلعوا يزيدَ، واجتمعوا على ابنِ مُطيع، أتاه ابنُ عمر، فقال عبدُ الله بنُ مطيع: اطرحوا لأبي عبد الرحمن وِسَادة، فقال له عبدُ الله بنُ عمرَ: إني لم آتِكَ لأجلسَ، أتيتُك لأحَدِّثَكَ حديثاً، سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «مَن خَلَعَ يَداً من طَاعةٍ، لقيَ اللهَ يوم القيامة، ولا حُجَّة له، ومن مات وليس في عُنقه بَيْعةٌ: مات مِيتَة جاهليَّة» . أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (1851) في الإمارة، باب وجوب ملازمة جماعة المسلمين عند ظهور الفتن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/111) (5897) قال: حدثنا إسحاق بن عيسى، قال: حدثنا ابن لهيعة، عن بكير. ومسلم (6/22) قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا عاصم، وهو ابن محمد بن زيد، عن زيد بن محمد. (ح) وحدثنا ابن نمير، قال: حدثنا يحيى بن عبد الله بن بكير، قال: حدثنا ليث، عن عبيد الله بن أبي جعفر، عن بكير بن عبد الله بن الأشج.
كلاهما - بكير بن الأشج، وزيد بن محمد - عن نافع، فذكره.
- ورواه عنه أسلم دون ذكر قصة خلع يزيد:
أخرجه أحمد (2/83) (5551) و (2/154) (6423) قال: حدثنا عبد الملك بن عمرو. ومسلم (6/22) قال: حدثنا عمرو بن علي، قال: حدثنا ابن مهدي. (ح) وحدثنا محمد بن عمرو بن جبلة، قال: حدثنا بشر بن عمر.
ثلاثتهم (عبد الملك، وابن مهدي، وبشر بن عمر) قالوا: حدثنا هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، فذكره.
* أخرجه أحمد (2/70) (5386) قال: حدثنا حسن، قال: حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله، يعني ابن دينار. وفي (2/93) (5676) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا خالد بن الحارث، قال: حدثتا محمد بن عجلان. وفي (2/97) (5718) قال: حدثنا يونس بن محمد، قال: حدثنا ليث، عن محمد بن عجلان. وفي (2/123) (6048) قال: حدثنا هاشم، قال: حدثنا عبد الرحمن، يعني ابن عبد الله بن دينار. وفي (2/133) (6166) قال: حدثنا علي بن عياش، قال: حدثنا محمد بن مطرف.
ثلاثتهم (عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار، ومحمد بن عجلان، ومحمد بن مطرف) عن زيد بن أسلم، عن ابن عمر، فذكره. لم يقل زيد «عن أبيه» .(4/78)
2065 - (خ) - أبو وائل عبد الله بن بحير الصنعاني (1) - رحمه الله -: قال: قال عبد الله بن مسعود: لقد أتاني اليوم رجل، فسألني عن أمر؟ فما دَرَيْتُ ما أرُدُّ عليه، قال: «أرأيتَ رجلاً خرج مُؤْدِياً نشيطاً، يخرج مع أمرائنا في المغازي، فيُعزَم عليه في أشياء لا يحصيها (2) ؟ فقلت له: والله ما أدري ما أقول لك، إلا كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فعسى أن لا يعزم علينا في أمر إلا مَرَّة، حتى يفعله (3) ، وإن أحدكم لن يزال بخير ما اتَّقى الله، وإذا شك [ص:79] في نفسه شيء (4) سأل عنه رجلاً فشفاه منه، فأوشك أن لا تجدوه (5) ، والذي لا إله غيره ما أذكرُ ما غبرَ من الدُّنيا إلا كالثَّغَب شُرِبَ صفوه، وبقي كدَرُهُ» . أخرجه البخاري (6) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(مؤدياً) : يقال: رجل مؤد - بالهمز - إذا كان كامل الأداة، ذا قوة على ما يستعان به عليه (7) . والأداة: الآلة، وقد رواه بعضهم «مؤذناً» بالنون، من حسن القيام على الأمر.
(الغابر) : الذاهب والباقي، فهو من الأضداد (8) .
(الثَّغَب) : الموضع المطمئن في أعلى الجبل، يستنقع فيه الماء كالغدير.
__________
(1) " بحير " بفتح الباء الموحدة وكسر الحاء المهملة، ثم راء مهملة، أبو وائل القاص الصنعاني.
(2) أي لا يطيقها، كقوله تعالى: {علم أن لن تحصوه} .
(3) قوله: حتى يفعله، غاية لقوله: لا يعزم، أو للعزم الذي يتعلق به المستثنى وهو مرة.
(4) قال الحافظ في " الفتح ": وقوله: شك في نفسه شيء، من المقلوب، إذ التقدير: وإذا شك في شيء، أو ضمن " شك " معنى " لصق "، والمراد بالشيء: ما يتردد في جوازه وعدمه.
(5) أي: من تقوى الله أن لا يقدم المرء على ما يشك فيه حتى يسأل من عنده علم فيدل على ما فيه شفاؤه، والحاصل أن الرجل سأل ابن مسعود عن حكم طاعة الأمير، فأجابه ابن مسعود بالوجوب بشرط أن يكون المأمور به موافقاً لتقوى الله تعالى.
(6) 6 / 84 و 85 في الجهاد، باب عزم الإمام على الناس فيما يطيقون.
(7) قال الحافظ في " الفتح ": ولا يجوز حذف الهمزة منه لئلا يصير من أودى: إذا هلك.
(8) قال الحافظ في " الفتح ": وهو هنا محتمل للأمرين، قال ابن الجوزي: هو بالماضي هنا أشبه، كقوله: ما أذكر.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (7/139) عن عثمان، عن جرير، عن منصور بن المعتمر، عن أبي وائل، فذكره. راجع «تحفة الأشراف» (7/57) (9306) .(4/78)
2066 - (خ) جرير بن عبد الله البجلي - رضي الله عنه -: قال: «كنْتُ [ص:80] بِاليمَن، فَلقِيتُ رجلين من أهلِ اليمن (1) ذا كَلاعِ، وذَا عَمْرو، فجعلتُ أُحَدِّثُهُمْ عن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال ذُو عَمْروُ: لَئنْ كان الذي يُذْكَرُ من أمر صَاحِبكَ لَقدْ مَرَّ على أجَلِهِ مُنْذُ ثَلاثٍ، فَأقبَلتُ، وَأقْبلا مَعِي، حتى إذا كُنا في بعضِ الطَّريقِ رُفِعَ لَنَا رَكْبٌ من قِبَلِ المدينَةِ، فَسألتُهُمْ؟ فقالوا: قُبِضَ رَسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- وَاسْتُخْلِفَ أبُو بَكْر، والناسُ صالِحُون، فقالا: أخبر صاحِبَكَ أنَّا قَدْ جِئْنَا، ولَعَلَّنَا سَنَعُودُ إنْ شاءَ اللهُ وَرَجعا إلى اليمنِ، فَأخْبَرْتُ أَبا بكرٍ بِحَدِيثهِمْ، قال: أَفَلا جِئْتَ بِهِمْ؟ فَلما كان بَعْدُ قال لي ذُو عَمرو: يا جريرُ، إنَّ بِكَ عليَّ كَرَامة، وإِنِّي مُخْبِرُكَ خَبَراً، إِنَّكُمْ مَعْشَرَ العرَبِ لَنْ تَزَالُوا بِخْيرٍ ما كُنْتُمْ إِذَا هَلَكَ أَمِيرٌ تَأمَّرْتُمْ آخَرَ، فَإِذَا كَانت بالسيف كانوا مُلُوكاً، يَغضَبُونَ غَضَبَ الملوكِ، ويَرْضَوْنَ رضى الملوكِ» . أخرجه البخاري (2) .
__________
(1) قال الحافظ في " الفتح " قوله: فلقيت رجلين من أهل اليمن: وفي رواية الإسماعيلي: قال جرير: " كنت باليمن فأقلبت ومعي ذو الكلاع وذو عمرو " وهذه الرواية أبين، وذلك أن جريراً قضى حاجته من اليمن، وأقبل راجعاً يريد المدينة، فصحبه من ملوك اليمن ذو الكلاع وذو عمرو، فأما ذو الكلاع: فهو بفتح الكاف وتخفيف اللام. واسمه " أسميفع " بسكون السين المهملة وفتح الميم وسكون الياء التحتانية وفتح الفاء وبعدها عين مهملة، وكانا من حمير، وكانا عزما على التوجه إلى المدينة، فلما بلغهما وفاة النبي صلى الله عليه وسلم رجعا إلى اليمن ثم هاجرا في زمن عمر.
(2) 8 / 60 و 61 في المغازي، باب ذهاب جرير إلى اليمن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (4/363) قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي شيبة (قال عبد الله بن أحمد: وسمعته أنا من ابن أبي شيبة) . والبخاري (5/210) قال: حدثني عبد الله بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبد الله بن إدريس، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، فذكره.
* رواية أحمد: قال جرير: بعثني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى اليمن، فلقيت بها رجلين.... فذكر الحديث.(4/79)
2067 - (خ) قيس بن أبي حازم - رحمه الله -: قال: دَخَلَ أبو بكر على امْرأةٍ مِنْ أحْمَسَ، يقال لها: زَينَبُ، فَرَآها لا تَكلَّمُ، فسأَل عنها؟ (1) . فقالوا: حَجَّتْ مُصْمِتَة، فقال لها: تَكلَّمي، فإنَّ هذا لا يَحِلُّ (2) ، هذا من عمل الجاهلية، فتكلَّمتْ، فقالت: مَنْ أَنْتَ؟ قال: أَنا امْرُؤٌ من المهاجرين، قالت: من أيِّ المهاجرين؟ قال: من قريش، قالت: من أَيِّ قريشٍ؟ قال: إِنَّكِ لَسَؤولٌ، أنا أبو بكر، قالت: ما بَقَاؤُنَا على هذا الأمر الصَّالِحِ الذي جاءَ اللهُ به بعدَ الجاهلية؟ قال: بَقاؤكم عليه ما استقَامَتْ لكم أئِمَّتُكم، قالت: وَمَا الأئِمَّةُ؟ قال: أو ما كان لِقَومِكِ رُؤوسٌ وَأشْرَافٌ يأمُرونَهُمْ فَيُطيعونهم؟ قالت: بَلى، قال: فهم أولئكِ على الناس. أخرجه البخاري (3) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(مُصمِتة) : المصمت: الصامت، يقال: صمت وأصمت: إذا سكت.
__________
(1) في البخاري المطبوع: فقال: مالها لا تكلم؟ .
(2) انظر " الفتح " 7 / 113 في الكلام على قوله: فإن هذا لا يحل.
(3) 7 / 112 و 113 في فضائل أصحاب النبي، باب أيام الجاهلية.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري في أيام الجاهلية - كتاب المناقب - عن أبي النعمان، عن أبي عوانة، عن بيان، عن قيس بن أبي حازم، فذكره.(4/81)
2068 - (م) عبد الرحمن بن شماسة (1) المهدي - رحمه الله -: قال: أَتَيْتُ عائِشةَ أسألُها عن شيءٍ؟ فقالت: مَن أَنْتَ؟ فقلتُ: رَجُلٌ من [ص:82] أهل مِصرَ، فقالت: كيف كانَ صَاحِبُكُم لكم في غَزَاتِكُمْ هذه؟ فقلتُ: مَا نَقَمْنا [منه] شَيئاً، إنْ كان لَيَمُوتُ لِلرَّجُلِ مِنَّا البَعيرُ فَيعْطِيهِ البعيرَ، والعبدُ فَيُعْطيهِ العبدَ، ويَحتَاجُ إلى النَّفَقَةِ فَيُعْطيهِ النَّفَقةَ، فقالت: أمَا إِنَّهُ لا يَمنَعُني الَّذِي فَعَلَ في محمد [بن أبي بكر] أخي أنْ أُخْبِرَكَ (2) مَا سمعتُ من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- سمعتُهُ يقول في بيتي هذا: «اللَّهُمَّ مَنْ وَلِيَ من أمْر أُمَّتي شَيْئاً، فَشَقَّ عليهم، فَاشْقُقْ عليه، ومَنْ وَلِيَ منْ أَمْرِ أُمَّتي شَيْئاً فَرَفَقَ بِهِم، فَارفُق بهِ» (3) . أخرجه مسلم (4) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(نقمنا) : نقمت على فلان كذا: إذا أنكرته منه.
__________
(1) " شماسة " بفتح الشين وضمها.
(2) قال النووي في " شرح مسلم ": قوله: " أما إنه لا يمنعني الذي فعل في محمد بن أبي بكر أخي أن أخبرك " فيه أنه ينبغي أن يذكر فضل أهل الفضل، ولا يمتنع منه بسبب عداوة ونحوها.
(3) قال النووي: هذا من أبلغ الزواجر عن المشقة عن الناس، وأعظم الحث على الرفق بهم، وقد تظاهرت الأحاديث بهذا المعنى.
(4) رقم (1828) في الإمارة، باب فضيلة الإمام العادل.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (6/93) قال: حدثنا هارون بن معروف. قال: أخبرنا ابن وهب. وفي (6/257) قال: حدثنا عبد الرحمن. قال: حدثني جرير، يعني ابن حازم. وفي (6/258) قال: حدثنا وهب بن جرير. قال: حدثني أبي. ومسلم (6/7) قال: حدثني هارون بن سعيد الأيلي. قال: حدثنا ابن وهب. (ح) وحدثني محمد بن حاتم. قال: حدثنا ابن مهدي. قال: حدثنا جرير بن حازم. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (11/16302) عن عبيد الله بن سعيد، عن وهب بن جرير بن حازم، عن أبيه.
كلاهما (عبد الله بن وهب، وجرير بن حازم) عن حرملة المصري، عن عبد الرحمن بن شماسة، فذكره.(4/81)
2069 - (د) أبو فراس [الربيع بن زياد] رحمه الله: قال: خَطَبنا عمرُ بنُ الخطاب - رضي الله عنه -، فقال في خُطْبَتِهِ: «إني لم أبعَثْ عُمَّالي ليضربوا أبشَارَكُم، ولا لِيَأْخُذُوا أمْوالكُمْ، فَمن فُعِلَ بِهِ ذَلك فَليَرْفَعْهُ إِليَّ، أُقِصُّهُ منه» ، فقال عمرو بنُ العاص: «لو أنَّ رَجُلاً أَدَّبَ بعضَ رَعِيتَّهِ، أتُقِصُّهِ [ص:83] منه؟» قال: «إي والَّذي نَفْسي بيده، إلا أُقِصُّهُ، وقد رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- أقَصَّ مِنْ نَفْسِهِ» . أخرجه أبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أبشاركم) : جمع بشرة، وهي ظاهر جلد الإنسان.
(أُقِصُّه) : آخذ منه القصاص بما فعل به.
__________
(1) رقم (4537) في الديات، باب القود من الضربة وقص الأمير من نفسه، وفي سنده أبو فراس النهدي الربيع بن زياد، وهو مجهول، قال الذهبي في " الميزان ": لا يعرف.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف جدا: أخرجه أحمد (1/41) (286) قال: ثنا إسماعيل. وأبو داود (4537) قال: حدثنا أبو صالح، قال: أخبرنا أبو إسحاق الفزاري. والنسائي (8/34) قال: أخبرنا مؤمل بن هشام، قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم.
كلاهما (إسماعيل، وأبو إسحاق) عن سعيد بن إياس الجريري، عن أبي نضرة، عن أبي فراس، فذكره.
* الروايات مطولة ومختصرة.
قلت: مداره على أبي فراس. لا يعرف.(4/82)
2070 - (د) جبير بن نفير، وكثير بن مرة، وعمرو بن الأسود، والمقدام بن معدي كرب (1) ، [وأبي أمامة]- رضي الله عنهم -: قالوا: إنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إذَا ابْتَغَى الأمِيرُ الرِّيبةَ في النَّاسِ أَفْسَدَهُم» . أخرجه أبو داود (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الريبة) : التهمة، والمراد: أن الأمير إذا اتهم رعيته، وخامرهم بسوء الظن فيهم، أداهم ذلك إلى ارتكاب ما ظن فيهم ففسدوا.
__________
(1) في مسند أحمد: عن المقداد بن الأسود.
(2) رقم (4889) في الأدب، باب النهي عن التجسس، وأخرجه أيضاً أحمد في " المسند " 6 / 4، وهو حديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن: أخرجه أبو داود (4889) قال: حدثنا سعيد بن عمرو الحضرمي، قال: حدثنا إسماعيل بن عياش، قال: حدثنا ضمضم بن زرعة، عن شريح بن عبيد الله، فذكره.
* وأخرجه أحمد (6/4) قال: حدثنا يزيد بن عبد ربه، قال: حدثنا بقية بن الوليد، قال: حدثني إسماعيل بن عياش، عن ضمضم بن زرعة، عن شريح بن عبيد الله، عن جبير بن نفير، وعمرو بن الأسود، عن المقداد بن الأسود، وأبي أمامة، فذكراه.(4/83)
2071 - () يحيى بن سعيد - رحمه الله -: أنَّ عُثْمانَ بن عَفَّان - رضي الله عنه [ص:84] كان يقول: «مَا يَزَعُ النَّاسَ السلطانُ أَكْثرُ مِمَّا يَزَعُهُمْ القُرآنُ» أخرجه (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يَزَع) : وزع يزع: إذا كف وردع.
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وإسناده منقطع، وهو مشهور من كلام عثمان رضي الله عنه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
هذا الأثر من زيادات رزين.(4/83)
الباب الثاني: في ذكر الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم وبيعتهم
2072 - (خ) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: أنَّ عليّاً خرج مِن عندِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- في وَجَعِهِ الذي تُوفِّيَ فيه، فقال الناسُ: يا أبا حَسَنٍ، كيفَ أصبَحَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-؟ فقال: أصبَحَ بِحَمدِ اللهِ بارِئاً، فَأخَذَ بيده العباسُ بنُ عبد المطلب، فقال: أنتَ واللهِ بعدَ ثَلاثٍ عبدُ العَصَا، وإني لأرى رَسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- سَيُتَوَفَّى من وَجَعِهِ هذا، إني لأعرفُ وُجُوهَ بني عبد المطلب عند الموتِ، فَاذْهَبْ بِنَا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فَنَسْألَهُ: فيمن هذا الأمرُ؟ فإن كان فينَا عَلِمْنا ذلك، وإن كان في غيرنَا كَلَّمْنَاهُ فَأوصى بنا، فقال عليٌّ: أمَا والله، لَئِنْ سَألنَاهَا رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- فَمنعناهَا لا يُعطِينَاهَا النَّاسُ بَعدَهُ: وَإني واللهِ، لا أسأَلُها رسولَ الله- صلى الله عليه وسلم-. [ص:85] أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) 11 / 49 في الاستئذان، باب المعانقة وقول: الرجل كيف أصبحت، وفي المغازي، باب مرض النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته، وانظر " فتح الباري " 11 / 49 - 52.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (11/49) عن إسحاق، عن بشر بن شعيب، عن أبيه عن الزهري، عن عبد الله بن كعب بن مالك، عن ابن عباس، فذكره.(4/84)
2073 - (خ م ت) جبير بن مطعم - رضي الله عنه -: قال: إِنَّ امْرأة أتَتْ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، فَكَلَّمَتْهُ فِي شَيءٍ، فَأمَرَهَا بأنْ تَرجِعَ، قالت: فَإِن لم أجِدْكَ؟ - كأنها تقولُ: الموتَ - قال: «إِنْ لم تَجِدِيني فائتي أبا بَكرٍ» . أخرجه البخاري، ومسلم، والترمذي (1) .
__________
(1) البخاري 13 / 180 في الأحكام، باب الاستخلاف، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: لو كنت متخذاً خليلاً، وفي الاعتصام، باب الأحكام التي تعرف بالدلائل، ومسلم رقم (2386) في فضائل الصحابة، باب من فضائل أبي بكر، والترمذي رقم (3677) في المناقب، باب من فضل أبي بكر، قال الحافظ في " الفتح ": وفي الحديث أن مواعيد النبي صلى الله عليه وسلم كانت على من يتولى الخلافة بعد تنجيزها.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (4/82) قال: حدثنا يعقوب. وفي (4/83) قال: حدثنا يزيد بن هارون. والبخاري (5/5) قال: حدثنا الحميدي، ومحمد بن عبيد الله. وفي (9/101) قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله. وفي (9/135) قال: حدثنا عبيد الله بن سعد بن إبراهيم. قال: حدثنا أبي، وعمي. ومسلم (7/110) قال: حدثني عباد بن موسى. (ح) وحدثنيه حجاج بن الشاعر، قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم، والترمذي (3676) قال: حدثنا عبد بن حميد، قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم.
سبعتهم - يعقوب، ويزيد، والحميدي، ومحمد بن عبيد الله، وعبد العزيز، وسعد، وعباد - قال يزيد: أخبرنا، وقال الآخرون: حدثنا إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن محمد بن جبير بن مطعم، فذكره.(4/85)
2074 - (خ س) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «إنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- مَاتَ وأبو بكرٍ بِالسُّنْحِ (1) . [قال إسماعيل] (2) : - تعني بالعَالِيةِ - فقام عمرُ يقول: والله مَا مَات رسولُ الله، قالت: وقال عمر: [والله] مَا كانَ يَقَعُ في نَفسي إلا ذاك (3) ، وَلَيَبعثَنَّهُ اللهُ فَلَيُقَطِّعَنَّ أيديَ رِجَالٍ وَأرْجُلَهُمْ، فَجَاءَ أبو بكرٍ، فَكَشَفَ عن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فَقَبَّلَهُ، وقال: بِأبِي أنْتَ [ص:86] طِبتَ حَياً وَمَيِّتاً، والذي نَفسي بيده، لا يُذِيقَنَّكَ اللهُ الموتَتَيْنِ أبداً (4) ، ثم خرج أبو بكرٍ، فقال: أيُّها الحالِفُ، على رِسْلِكَ (5) ، فَلَمَّا تَكلَّمَ أبو بكرٍ جَلَسَ عُمرُ، فَحمدَ اللهَ أبو بكر، وأثنى عليه، وقال: ألا، مَنْ كانَ يَعبُدُ مُحمَّداً فإن محمداً قد مات، ومن كان يعبد الله فَإنَّ اللهَ حَيٌّ لا يموتُ، وقال: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهم مَيِّتُونَ} [الزمر: 30] ، وقال: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رسولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبلِهِ الرُّسُلُ أَفَإن مَاتَ أو قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ على أعقابِكم وَمَنْ يَنْقَلِبْ على عَقِبَيْهِ فَلنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيئاً وسَيَجزي اللهُ الشاكِرينَ} [آل عمران: 144] قال: فنَشَجَ النَّاسُ [يَبكُونَ] قَال: واجتَمَعَتِ الأنْصارُ إلى سعد بن عُبادةَ فِي سَقيفَةِ بَني سَاعِدَةَ، فقالوا: مِنَّا أمِيرٌ، ومِنكم أمِيرٌ، فَذَهبَ إليهم أبو بكر، وعمرُ بنُ الخطاب، وأبو عُبَيْدَةَ بنُ الجَراح، فذهب عمرُ يتكلم، فَأسْكَتَهُ أَبو بكرٍ، وكان يقول: واللهِ مَا أردتُ بذلك إلا أنِّي قد هَيَّأْتُ كلاماً أعجَبني، خَشيتُ أنْ لا يَبلُغهُ أبو بكر؟ ثُمَّ تَكَلَّمَ [ص:87] أبو بكر، فَتَكلَّمَ أبلَغَ الناسِ (6) ، فقال في كلامه: نَحْنُ الأُمَرَاءُ، وَأنْتُم الْوُزَرَاءُ، فقال حُبَابُ بن المُنْذِرِ: لا واللهِ، لا نَفعَلُ، مِنَّا أَمِيرٌ، ومنكم أمير، فقال أبو بكر: لا، ولَكنَّا الأُمرَاءُ وأنتم الوُزراءُ - زاد رزين -: لَنْ يُعْرَفَ هذا الأمرُ إلا لِحَيٍّ من قُرَيشٍ - هُمْ أَوْسَطُ العربِ داراً، وَأعزُّهُم أحساباً (7) - فبَايِعُوا عُمرَ، أو أبا عُبيدَةَ بنَ الْجَرَّاحِ، فقال عمرُ: بل نُبَايِعُكَ أنتَ، فَأنْتَ سَيِّدُنا، وخَيْرُنَا، وأحَبُّنا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فَأخذَ عمرُ بيدِهِ فَبايَعَهُ، وبايَعَهُ الناسُ، فقال قائلٌ: قَتلْتُمْ سعدَ بن عُبَادَةَ، فقال عمر: قَتَلَهُ الله» (8) .
[قالت عائشة (9) : شَخَصَ بَصَرُ النبي - صلى الله عليه وسلم-، ثم قال: «في الرفيق [ص:88] الأعلى - ثلاثاً- ... وقَصَّ الحديث» ] (10) قالت: فما كان من خطبتهما من خُطبة إلا نَفَعَ الله بها، لقد خَوَّفَ عمرُ الناسَ، وإنَّ فيهم لَتُقى (11) فَرَدَّهم الله بذلك، ثم لقد بَصَّرَ أبو بكر الناسَ في الله، وعَرَّفَهُمْ الحقَّ الذي عليهم، وخَرجوا به يَتلُون: {وَمَا مُحمدٌ إلا رسولٌ قَدْ خَلَتْ من قَبْلِهِ الرُّسُلُ ... } إلى: {الشاكرِينَ} . أخرجه البخاري (12) .
وأخرج النسائي منه إلى قوله: «المَوتَتَيْنِ أبداً» . وقال: «أمَّا الموتةُ التي كَتَبَها اللهُ عليك فقدْ مُتَّها» .
وله في أخرى: «إنَّ أبَا بكْرٍ قَبَّلَ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- وهو مَيِّتٌ» . ولَم يَزِد (13) . [ص:89]
والذي قرأْتُه في كتاب البخاري من طريق أبي الوقت: «وَأعْرَبُهُمْ أَحسَاباً» . وفي كتاب الحميدي: «وَأَعَزُّهُمْ أَحْسَاباً» (14) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فنشج) : النشيج: تردد صوت الباكي في صدره من غير انتحاب.
(سقيفة) : السقيفة الصُّفَّة في البيت، وبنو ساعدة: بطن من الأنصار.
__________
(1) هو منازل بني الحارث من الخزرج بالعوالي بينه وبين المسجد النبوي ميل.
(2) هو شيخ المصنف، وهو ابن أبي أويس.
(3) يعني عدم موته صلى الله عليه وسلم حينئذ.
(4) قال الحافظ في " الفتح ": وعنه أجوبة، فقيل: هو على حقيقته، وأشار بذلك إلى الرد على من زعم أنه سيحيا فيقطع أيدي رجال، لأنه لو صح ذلك للزم أن يموت موتة أخرى، فأخبر أنه أكرم على الله من أن يجمع عليه موتتين، كما جمعهما على غيره، كالذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف، وكالذي مر على قرية، وهذا أوضح الأجوبة وأسلمها.
(5) أي: على هينتك، ولا تستعجل، قال الحافظ في " الفتح ": وأما وقوع الحلف من عمر على ما ذكره، فبناه على ظنه الذي أداه إليه اجتهاده، وفيه بيان رجحان علم أبي بكر على عمر فمن دونه، وكذلك رجحانه عليهم لثباته في مثل ذلك الأمر العظيم.
(6) قال الحافظ في " الفتح ": قوله: " ثم تكلم أبو بكر فتكلم أبلغ الناس " بنصب " أبلغ " على الحال، ويجوز الرفع على الفاعلية، أي: تكلم رجل هذه صفته، وقال السهيلي: النصب أوجه، ليكون تأكيداً لمدحه وصرف الوهم عن أن يكون أحد موصوفاً بذلك غيره، قال الحافظ: وفي رواية ابن عباس قال: قال عمر: والله ما ترك كلمة أعجبتني في تزويري إلا قالها في بديهته وأفضل حتى سكت.
(7) في البخاري المطبوع: وأعربهم أحساباً.
(8) البخاري 7 / 22 و 23 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: لو كنت متخذاً خليلاً، وفي الجنائز، باب الدخول على الميت بعد الموت إذا أدرج في كفنه، وفي المغازي، باب مرض النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته.
(9) هذا حديث آخر علقه البخاري فقال: وقال عبد الله بن سالم عن الزبيدي قال عبد الرحمن ابن القاسم: أخبرني أبي القاسم أن عائشة قالت ... الخ.
(10) ما بين المعقفين زيادة من البخاري المطبوع.
(11) في البخاري المطبوع: وإن فيهم لنفاقاً، قال الحافظ في " الفتح ": أي: إن في بعضهم منافقين، وهم الذين عرض بهم عمر في قوله المتقدم، قال: ووقع في رواية الحميدي في " الجمع بين الصحيحين ": " وإن فيهم لتقى " فقيل: إنه من إصلاحه، وإنه ظن أن قوله: " وإن فيهم لنفاقاً " تصحيف، فصيره " لتقى " كأنه استعظم أن يكون في المذكورين نفاق، وقال عياض: لا أدري هو إصلاح منه أو رواية، وعلى الأول فلا استعظام، فقد ظهر في أهل الردة ذلك، ولاسيما عند الحادث العظيم الذي أذهل عقول الأكابر، فكيف بضعفاء الإيمان، فالصواب ما في النسخ، وقد أخرجه الإسماعيلي من طريق البخاري وقال فيه: إن فيهم لنفاقاً.
(12) معلقاً 7 / 26 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب فضل أبي بكر رضي الله عنه، قال الحافظ في " الفتح ": وهذه الطريق لم يوردها البخاري إلا معلقة، ولم يسقها بتمامها، وقد وصلها الطبراني في " مسند الشاميين ".
(13) النسائي 4 / 11 في الجنائز، باب تقبيل الميت، وإسناده صحيح.
(14) كما في رواية البخاري التي ذكرها المؤلف.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: اللفظ الأول:
أخرجه البخاري (5/7) قال: ثنا إسماعيل بن عبد الله، قال: حدثنا سليمان بن بلال، عن هشام بن عروة، عن عروة بن الزبير، فذكره.
- ورواية النسائي (4/11) قال: أخبرنا أحمد بن عمرو، قال: أنبأنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب، عن عروة، فذكره.
أخرجه أحمد (6/55) . والبخاري (6/17) قال: حدثني عبد الله بن أبي شيبة. وفي (6/17 و 7/164) قال: حدثنا علي بن عبد الله. وابن ماجة (1457) قال: حدثنا أحمد بن سنان والعباس بن عبد العظيم وسهل بن أبي سهل. والترمذي في الشمائل (390) قال: حدثنا محمد بن بشار وعباس العنبري وسوار بن عبد الله وغير واحد. والنسائي (4/11) قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم ومحمد بن المثنى.
عشرتهم (أحمد بن حنبل، وعبد الله بن أبي شيبة، وعلي بن عبد الله، وأحمد بن سنان، وعباس بن عبد العظيم العنبري، وسهل بن أبي سهل، ومحمد بن بشار، وسوار بن عبد الله، ويعقوب بن إبراهيم، ومحمد بن المثنى) عن يحيى بن سعيد. قال: حدثنا سفيان. قال: حدثني موسى بن أبي عائشة، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، فذكره.(4/85)
2075 - (خ) أبو سلمة بن عبد الرحمن - رحمه الله-: قال: قالت عائشةُ - رضي الله عنها - في حديثها: «أَقْبَلَ أبو بكْرٍ على فَرَسٍ من مَسكَنِهِ بالسُّنْحِ حتى نَزَلَ، فدخل المسجِدَ، فلم يُكَلِّمِ النَّاسَ، حتى دخلَ على عائشةَ، فَبَصُرَ برسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- وهو مَسجًّى بِبُرْده، فَكَشَفَ عن وَجْهِهِ، وَأَكَبَّ عليه فَقَبَّلَهُ، ثُمَّ بَكى، فقال: بِأبي أنْتَ وأُمي يا رسولَ اللهِ، لا يَجْمَعُ الله عليك مَوتَتَيْنِ، أمَّا المَوتَةُ التي كُتِبَتْ عليك، فقدْ مُتَّها، فقال أبو سَلَمَةَ: فَأخْبَرَني ابنُ عباس: أنَّ أبا بكرٍ خَرَجَ، وَعُمرُ يُكلِّمُ النَّاسَ، فقال: اجْلِسْ، فَأبى، فقال: اجلس، فَأبى، فَتَشَهَّدَ أبُو بكْرٍ، فَمَالَ إِليه النَّاسُ، وَتَرَكُوا عمرَ، فقال: أما بعدُ، فَمَنْ كان منكم يَعْبُدُ محمداً، فَإنَّ محمداً قد [ص:90] مات، ومن كان يعبد الله فَإنَّ اللهَ حَيٌّ لا يموتُ، قال الله: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رسولٌ قَدْ خَلَتْ من قَبلِهِ الرُّسُلُ} إلى: {الشَّاكِرينَ} قال: واللهِ، لَكأنَّ النَّاسَ لم يكونوا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللهَ أَنْزَلَ هذه الآيةَ حتى تلاها أبو بكر، فَتَلَقَّاهَا منه الناسُ، فما أسمعُ بشراً من الناس إلا يَتلوهَا» . أخرجه البخاري (1) .
ورأيت الحميديَّ - رحمه الله - قد أخرج هذا الحديث في «مسند أبي بكر» ، والذي قبله في «مسند عائشة» ، وهما بمعنى واحد، إلا أن الأول أطولُ، ولعله لم يفرقهما إلا لكون هذا الحديث قد اشترك فيه عائشة، وابن عباس، ولم يجعله في مسند أحدهما، وجعله في مسند أبي بكر، فاقتدينا به، وأفردناه عن الأول.
__________
(1) 8 / 110 في المغازي، باب مرض النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته، وفي الجنائز، باب الدخول على الميت بعد الموت إذا أدرج في كفنه، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: لو كنت متخذاً خليلاً.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (6/117) قال: حدثنا علي بن إسحاق. قال: أخبرنا عبد الله. قال: أخبرنا يونس ومعمر. والبخاري (2/90) قال: حدثنا بشر بن محمد قال: أخبرنا عبد الله. قال: أخبرني معمر ويونس. وفي (6/17) قال: حدثنا يحيى بن بكير. قال: حدثنا الليث، عن عقيل. والنسائي (4/11) قال: أخبرنا سويد. قال: حدثنا عبد الله. قال: قال معمر ويونس.
ثلاثتهم (يونس، ومعمر، وعقيل) عن الزهري. قال: أخبرني أبو سلمة، فذكره.
* في رواية أحمد والنسائي: لم يذكرا حديث ابن عباس.(4/89)
2076 - (خ) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: كنتُ أقرئ رجالاً مِنَ المهاجرين، منهم عبدُ الرحمن بنُ عوف (1) ، فبينما أنا في منزله بِمنى، وهو عند عمرَ بن الخطاب في آخر حَجَّةٍ حَجَّها، إذ رَجَعَ إليَّ عبدُ الرحمن، فقال: لو رأيتَ رَجُلاً أَتى أمِيرَ المؤمنينَ اليومَ، فقال: هل لك يا أميرَ [ص:91] المؤمنين في فلان يَقول: لو قَد ماتَ عُمَرُ لَقَدْ بَايَعْتُ فلاناً، فواللهِ ما كانَتْ بَيْعَة أبي بكرٍ إلا فَلتَة [فَتَمَّتْ] فغضبَ عمرُ، ثم قال: إني إن شاءَ اللهُ لقائمٌ العَشِيَّةَ في الناس، فَمُحَذِّرُهُمُ هؤلاءِ الذين يُريدون أَن يُغضِبُوهم أمرهم (2) ، قال عبد الرحمن: فقلت: يا أَمير المؤمنين لا تَفعل، فإن المَوسِم يَجْمَعُ رِعَاعَ الناسِ وغَوغاءهُم، وإِنَّهُم هم الذين يَغْلبونَ على قُرْبِكَ حين تقُوم في الناس، فأنا أخشى أن تقوم، فتقولَ مقالة يطير بها أُولئك عند كلِّ مُطيرٍ (3) ، وأنْ لا يعُوها، وأن لا يَضَعُوها على مَوَاضِعِها، فَأمْهِل حتى تَقْدَمَ المدينةَ، فإنها دارُ الهجرة والسُّنَّةِ، فَتَخلُصَ بأهل الفقه، وأشرافِ الناسِ، فتقول ما قلتَ متمكِّناً، فَيعي أهلُ العلم مقالَتَكَ، ويَضَعوها على مواضعها، قال: فقال عمرُ: أما والله إن شاء الله لأقُومنَّ بذلك أَوَّلَ مَقامٍ أقومُهُ بالمدينةِ، قال ابن عباس: فَقَدِمْنا المدينةَ في عَقِب ذي الحِجَّةِ، فلما كان [ص:92] يَومُ الجمعة عَجَّلنا بالرَّواح حينَ زاغَتِ الشمسُ - زاد رزين: فَخَرْجتُ في صَكَّةِ عُمِّيٍّ - حتى أَجدَ سعيدَ بن زَيدِ بن عمرو بن نُفيل جالساً إلى رُكْنِ المنبر، فجلستُ حَذوهُ (4) ، تَمسُّ رُكبَتي رُكبَتَهُ، فلم أَنشبْ أنْ خَرَجَ عُمرُ بن الخطاب، فَلَمَّا رأَيْتُهُ مُقْبلاً، قلتُ لِسعيدِ بنِ زيد بن عَمرو بن نُفيل: ليَقولَنَّ العشيةَ على المنبر مَقالة لم يَقُلْها مُنذُ استُخْلِفَ، فَأَنْكرَ عَليَّ. وقال: ما عَسى أن يقولَ ما لَمْ يَقُلْ قَبْلَهُ؟ .
فَجَلَسَ عُمرُ على المنبر، فَلما سَكَتَ المؤذِّنُ (5) قَامَ، فَأثْنى على اللهِ بما هو أهلُه، ثم قال: أما بعدُ: فإني قَائلٌ لكم مقالة، قَد قُدِّرَ لي أن أقُولَها، لا أدري لَعَلَّها بَيْنَ يَدَيْ أجَلي (6) فَمَن عَقَلَها ووعَاهَا فَليُحَدِّثْ بِها حيث انْتَهتْ بِهِ رَاحِلَتُهُ، وَمنْ خَشيَ أن لا يَعقِلَها فلا أُحِلُّ لأحَدٍ أنْ يَكْذِبَ عليَّ: إنَّ الله عزَّ وَجَلَّ بَعَثَ محمداً - صلى الله عليه وسلم- بالحقِّ، وَأنْزَلَ عليه الكتابَ، فكان ممَّا أَنزلَ الله عليه: آيةُ الرَّجم، فقرأناها، وعقلناها، ووعَيْنَاهَا، ورَجَمَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، ورجمنا بعده، فأخْشى إن طَالَ بالنَّاسِ زمانٌ أنْ يقولَ قائلٌ: واللهِ مَا نَجِدُ آيَةَ الرجم في كتاب الله، [ص:93] فَيَضِلُّوا بتركِ فريضةٍ أَنْزَلَها الله (7) فَالرَّجْمُ في كتاب اللهِ حَقٌّ على مَنْ زَنى إذا أُحْصِنَ من الرجالِ والنساءِ، إذَا قَامَتِ البيِّنَةُ، أو كان الحَبَلُ، أو الاعترافُ، ثم إنَّا كُنَّا نَقْرَأُ فِيمَا نَقْرَأُ مِنْ كتابِ الله: أَن لا تَرْغَبُوا عَنْ آبَائِكُم، فَإِنَّهُ كُفْرٌ بِكُم أَنْ تَرْغَبُوا عن آبائكم - أوْ إِنَّ كُفْراً بِكم (8) أنْ تَرْغبوا عن آبائكم- أَلا وإنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تُطْرُوني (9) كما أُطْرِيَ عيسى بنُ مريم، وقولوا: عبدُ الله ورسولُه (10) » .
ثم إنه بلغني أنَّ قائلاً منكم يقول: والله لو مات عمرُ بَايعتُ فُلاناً، فلا يَغتَرَّ امْرؤٌ أَنْ يقول: إنما كانت بَيعةُ أبي بَكرٍ فَلتَة، وَتَمَّتْ، أَلا وإنها قد كانت كذلك، ولكنَّ الله وَقَى شرَّها، وليس فيكم مَنْ تُقْطعُ إليه الأَعْنَاقُ مثلُ أبي بكر، [من بايع رجلاً عن غير مَشُورةٍ من المسلمين فلا يُبايَعُ هو ولا الذي بايعه تَغرَّة أن يقتلا] ، وإنَّهُ قد كان من خبرنا - حين تُوفِّي نبيُّ الله - صلى الله عليه وسلم- (11) - أَنَّ الأنصار خالفونا واجْتَمَعوا [ص:94] بِأسرِهِمْ في سَقيفةِ بني سَاعِدَةَ، وَخَالَفَ عَنَّا عليٌّ والزُّبَيرُ ومن معهما.
واجتَمَعَ المهاجرونَ إلى أبي بكر، فَقُلْتُ لأبي بكر: [يا أبا بكر] ، انْطَلِق بِنَا إلى إخواننا هؤلاء من الأنصارِ، فانطَلَقْنَا نُرِيدُهُم، فَلَمَّا دَنَوْنَا مِنْهُم لَقِينا منهم رَجُلانِ صَالِحَانِ، فَذَكَرَا مَا تَمالأ عليه القوم، فقالا: أيْنَ تُرِيدُونَ يَا معشرَ المهاجرين؟ فقلنا: نُريدُ إخْوانَنَا هؤلاء من الأنصار، فقالا: لا عَلَيْكم، لا تَقرَبُوهم (12) ، اقضُوا أمْرَكم، فقلت: والله لَنَأْتِيَنَّهم، فانطلقنا حتى أتيناهم في سَقيفة بني ساعدة، فإذا رجلٌ مُزمَّلٌ بين ظَهرانيْهمْ، فقلتُ: مَنْ هذا؟ قالوا: هذا سَعدُ بنُ عُبَادَةَ، فقلتُ: مَا لَهُ؟ قالوا: يُوعَكُ، فَلَمَا جَلَسْنا قليلاً تَشَهَّدَ خَطيبُهُمْ، فَأثْنى على الله بما هو أهلُه، ثم قال: أمَّا بعدُ، فَنحنُ أنْصارُ الله، وكتيبَةُ الإسلام، وَأنْتُمْ مَعَاشِرَ المهاجِرينَ رَهْطٌ مِنَّا، وقد دَفَّتْ دافَّةٌ من قومكم، فإذا هُمْ يريدون أنْ يَخْتَزِلونا من أصلنا، وأنْ يَحضُنُونَا من الأمر، فَلَما سكتَ أرَدتُ أن أتكلَّمَ، وكنتُ زَوَّرتُ مَقَالَة أَعْجَبَتْنِي أُرِيدُ أَنْ أُقَدِّمَها بين يديْ أبي بكرٍ، وكنتُ أُدَاري منه بعض الحَدِّ.
فلما أردتُ أن أتكلَّم قال أبو بكر: على رِسْلِك، فكرِهْتُ أن أُغْضِبَهُ، فتكلم أبو بكر، فكانَ هو أَحْلَمَ مِني، وأوقَرَ، والله ما تَرَكَ من كلمةٍ أعجَبَتْني في تَزْويرِي [ص:95] إلا قال في بَدِيهتِهِ مِثْلهَا، أو أفضلَ منها، حتى سكتَ، فقال: ما ذكرتُم فيكم من خَيْرٍ، فَأنتم لَهُ أَهلٌ، وَلَنْ تَعرِفَ العربُ هذا الأمرَ إلا لهذا الحيِّ من قُريشٍ، هم أوْسَطُ العربِ نَسَباً، ودَاراً، وقد رَضِيتُ لكم أحَدَ هَذين الرجلين، فبَايِعُوا أيَّهُما شِئْتُم؟ فَأخَذَ بِيدِي، ويدِ أبي عُبَيدَةَ بن الجراح، وهو جالسٌ بيننا، فلم أكرَهْ مِمَّا قال غيرَها، كان والله أن أُقَدَّم فَتُضْرَبَ عُنُقي - لا يُقَرِّبُني ذلك من إثْمٍ - أَحَبَّ إِليَّ من أن أَتَأمَّرَ على قَومٍ فيهم أبو بكر، اللهم إلا أنْ تُسَوِّلَ لي نفسي عند الموتِ شيئاً لا أجِدُهُ الآن.
فقال قائل مِن الأنصارِ: أنا جُذَيلُها المُحَكَّكُ، وعُذَيْقُها المُرَجَّبُ، مِنَّا أميرٌ، ومنكم أميرٌ، يا معشرَ قريش، فكثُرَ اللَّغطُ، وارتفعتِ الأصواتُ، حتى فَرِقْتُ من الاختلاف، فقلتُ: ابْسُط يَدَكَ يا أبا بكر، فبسطَ يَدَهُ، فَبَايَعْتُهُ، وَبَايَعهُ المهَاجِرُونَ، ثم بايَعَتْهُ الأنصَارُ، وَنَزَوْنَا على سعدِ بنِ عُبَادَةَ، فقال قائلٌ منهم: قَتَلْتُمْ سعدَ بنَ عبادة، فقلتُ: قَتلَ الله سعدَ بن عبادةَ، قال عمرُ: وإنا واللهِ، مَا وَجَدنَا فِيما حَضَرَنَا مِنْ أمْرِنَا أقوى من مُبَايَعَةِ أبي بكر، خَشينَا إنْ فَارقنا القومَ، ولم تَكُنْ بَيْعَةٌ، أن يُبايِعوا رجلاً منهم بعدَنا، فإما تَابَعْناهم (13) على ما لا نرضى، وإما أن نُخَالِفَهُم فيكونَ [ص:96] فسادٌ، فمن بايعَ رجلاً على غير مَشورَةٍ من المسلمين فلا يُتَابَع هُو، ولا الذي بَايَعهُ، تَغِرَّة أن يُقتَلا. هذه رواية البخاري.
وهو عند مسلم مختصر حديث الرجم، ولقلة ما أخرج منه لم نُثبِتْ له علامة.
وقد ذكر [منه] البخاري مفرداً في موضع آخر: «لا تُطرُوني كما أَطْرَتِ النَّصَارَى عيسى بنَ مريمَ» (14) . [ص:97]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(رعاع الناس) : عامتهم وسفلتهم.
(غوغاؤهم) : غوغاء الناس الذين يكثرون الجلبة (15) والضجة من غير تثبت.
(صكة عُمِّي) : كناية عن شدة الحر وقت الهاجرة، يقال: جاء صكة عُمِّي، أي في وقت الهاجرة، وغاية القيظ، وذلك أن الإنسان إذا خرج وقت الهاجرة لا يكاد يملأ عينيه من نور الشمس، أرادوا: أنه يصير أعمى، وعمَيّ تصغير أعمى مرخماً، وقيل: هو اسم رجل من العمالقة أغار على قوم ظهراً، فاستأصلهم، [فنسب الوقت إليه] .
(لم أنشب) : أي: لم ألبث، وأصله من نشبتُ في الشيء: إذا علقت فيه.
(تطروني) : الإطراء: المبالغة في المدح والإسراف فيه بما ليس في الممدوح. [ص:98]
(تقطع دونه الأعناق) : أي ليس فيكم سابق إلى الخيرات تقطع أعناق مسابقيه سبقاً إلى كل خير مثل أبي بكر (16) ، كأنه تنقطع الأعناق من المشقة في تكلف السبق الذي لم ينالوه.
(فلتة وقى الله شرها) : الفلتة: الفجأة، وذلك أنهم لم ينتظروا ببيعة أبي بكر - رضي الله عنه - عامة الصحابة، وإنما ابتدرها عمر، ومن تابعه وقيل: الفلتة آخر ليلة من الأشهر الحرم، فيختلفون فيها: من الحل هي، أم من الحرم؟ فيسارع الموتور إلى درك الثأر، فيكثر الفساد، وتسفك الدماء، فشبه أيام رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بالأشهر الحرم، ويوم موته بالفلتة في وقوع الشر: من ارتداد العرب، وتخلف الأنصار عن الطاعة، ومنع من منع الزكاة، والجري على عادة العرب في أن لا يسود القبيلة إلا رجل منها، ويجوز أن يريد بالفلتة: الخلسة، يعني: أن الإمامة يوم السقيفة مالت إلى توليها الأنفس، ولذلك كثر فيها التشاجر، فما قلدها أبو بكر إلا انتزاعاً من الأيدي واختلاساً، ومثل هذه البيعة جديرة أن تكون مهيجة للفتن، فعصمهم الله من ذلك ووقى شرها. [ص:99]
(ظهرانيهم) : يقال: جلست بين ظهراني القوم - بفتح النون - أي: بينهم وقد مر تفسير هذه اللفظة مستقصى في حرف الهمزة.
(مزَمَّل) : المزمل: المدثر المغطى بثوب ونحوه.
(يوعك) : الوعك: الحمى.
(كتيبة) : الكتيبة: الجيش.
(دفت دافة) : الدافة: الجماعة من أهل البادية، يقصدون المصر، أي: جاءت جماعة.
(يختزلونا) : أي يقطعونا عن مرادنا، وانخزل الرجل: ضعف.
(يحضنونا) : حضنت الرجل عن الأمر حضناً وحضانة إذا نحيته عنه، وانفردت به دونه.
(زَوَّرت) : أي هيأت ورتبت، والمراد رتبت في نفسي كلاماً لأذكره.
(بعض الحد) : الحد والحِدَّة: سواء من الغضب، يقال: حدّ يحدّ حدّاً وحِدَّة: إذا غضب.
(أدارئ) : المدارءة بالهمز المدافعة بلين وسكون، وبغير الهمز: الخديعة والمكر، وقيل: هما لغتان بمعنى.
(على رِسلك) : يقال: افعل ذلك على رسلك - بكسر الراء -: على هينتك وتؤدتك وتأنيك. [ص:100]
(بديهته) : البديهة: ضد التروي والتفكر.
(تُسول) : سولت له نفسه شيئاً: زينته له وحسنته إليه.
(جذيلها المحكك) : الجذيل: تصغير الجذل، وهو عود ينصب للإبل الجربى تحتك به فتستشفى، والمحكك: الذي كثر به الاحتكاك حتى صار أملس.
(وعذيقها المرجب) : عذيقها: تصغير العذق - بفتح العين - وهو النخلة، والمرجب المسند بالرُّجْبة، وهي خشبة ذات شعبتين، وذلك إذا طالت الشجرة وكثر حملها اتخذوا ذلك لها، لضعفها عن كثرة حملها، والمعنى أني ذو رأي يستشفى به في الحوادث، لاسيما في مثل هذه الحادثة، وأني في ذلك كالعود الذي يشفي الجربى، وكالنخلة الكثيرة الحمل، من توفر مواد الآراء عندي، ثم إنه أشار بالرأي الصائب عنده، فقال: «منا أمير ومنكم أمير» .
(اللغط) : كثرة الأصوات واختلافها.
(فرقت) : الفرق: الخوف والفزع.
(ونزوا) : النزو: الوثب، ومنه نزا التيس على أنثاه.
(فلا يبايع هؤلاء الذي بايعه تغرة أن يقتلا) : التغرة: مصدر غررته إذا لقيته في الغرر، وهي من التغرير، كالتعلة من التعليل، وفي الكلام مضاف محذوف، تقديره: خوف تغرة أن يقتلا، أي: خوف إيقاعهما [ص:101] في القتل، وانتصاب الخوف على أنه مفعول له، فحذف المضاف الذي هو الخوف، وأقام المضاف إليه - الذي هو «تغرة» - مقامه ويجوز أن يكون قوله: «أن يقتلا» بدلا من تغرة ويكون المضاف أيضاً محذوفاً، كالأول، ومن أضاف تغرة، إلى: أن يقتلا، فمعناه خوف تغرته قتلهما، على طريقة قوله تعالى: {بَلْ مَكرُ الليلِ والنهارِ} [سبأ: 33] .
ومعنى الحديث: أن البيعة حقها أن تقع صادرة عن المشورة والاتفاق، فإذا استبد رجلان دون الجماعة بمبايعة أحدهما الآخر: فذاك تظاهر منهما بشق العصا، واطراح الجماعة، فإن عقد لأحد فلا يكون المعقود له واحداً منهما، وليكونا معزولين من الطائفة التي تتفق على تمييز الإمام منها، لأنه إن عُقِدَ لواحد منهما - وهما قد ارتكبا تلك الفعلة الشنيعة التي أحقدت الجماعة، من التهاون بهم والاستغناء عن رأيهم - لم يؤمن أن يقتلا.
__________
(1) قال الحافظ في " الفتح ": وكان ابن عباس ذكياً، سريع الحفظ، وكان كثير من الصحابة لاشتغالهم بالجهاد لم يستوعبوا القرآن حفظاً، وكان من اتفق له ذلك يستدركه بعد الوفاة وإقامتهم بالمدينة، فكانوا يعتمدون على نجباء الأبناء، فيقرؤونهم تلقيناً للحفظ.
(2) في البخاري المطبوع: أن يغصبوهم أمورهم، قال الحافظ في " الفتح ": كذا في رواية الجميع بغين معجمة، وصاد مهملة، وفي رواية مالك: يغتصبوهم بزيادة مثناة بعد الغين المعجمة، وحكى ابن التين أنه روي بالعين المهملة وضم أوله، من أعضب، أي: صار لا ناصر له، والمعضوب: الضعيف، وهو من عضبت الشاة: إذا انكسر أحد قرنيها أو قرنها الداخل، وهو المشاش، والمعنى: أنهم يغلبون عن الأمر فيضعف لضعفهم، والأول أولى، والمراد: أنهم يثبون على الأمر بغير عهد ولا مشاورة، وقد وقع ذلك بعد علي وفق ما حذره عمر رضي الله عنه.
(3) في البخاري المطبوع: يطيرها عنك كل مطير.
(4) في البخاري المطبوع: حوله.
(5) في البخاري المطبوع: المؤذنون.
(6) قال الحافظ في " الفتح ": أي بقرب موتي، وهو من الأمور التي جرت على لسان عمر فوقعت كما قال.
(7) أي: في الآية المذكورة التي نسخت تلاوتها وبقي حكمها، وقد وقع ما خشيه عمر أيضاً، فأنكر الرجم طائفة من الخوارج، أو معظمهم، وبعض المعتزلة.
(8) في بعض النسخ: إن كفرانكم.
(9) قال الحافظ في " الفتح ": هذا القدر مما سمعه سفيان من الزهري، أفرده الحميدي في مسنده عن ابن عيينة سمعت الزهري به، وقد تقدم مفرداً في ترجمة عيسى عليه السلام من أحاديث الأنبياء عن الحميدي بسنده.
(10) قال الحافظ في " الفتح ": قال ابن التين: والنكتة في إيراد عمر هذه القصة هنا، أنه خشي عليهم الغلو، يعني خشي على من لا قوة له في الفهم أن يظن بشخص استحقاقه الخلافة، فيقوم في ذلك، مع أن المذكور لا يستحق فيعطى لما ليس فيه فيدخل في النهي.
(11) في البخاري المطبوع: حين توفى الله نبيه صلى الله عليه وسلم.
(12) في البخاري المطبوع: لا عليكم أن لا تقربوهم.
(13) في البخاري المطبوع: فإما بايعناهم.
(14) 12 / 128 و 129 و 130 و 131 و 132 و 133 و 134 و 135 في المحاربين، باب الاعتراف بالزنا، وباب رجم الحبلى من الزنا إذا أحصنت، وفي الاعتصام، باب ما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم وحض على اتفاق أهل العلم، وفي المظالم، باب ما جاء في السقائف، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب مقدم النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه المدينة، وفي المغازي، باب شهود الملائكة بدراً، وأخرجه أيضاً أحمد في " المسند " 1 / 55 و 56، وأخرجه مسلم مختصراً رقم (1691) في الحدود، باب رجم الثيب.
قال الحافظ في " الفتح " ما ملخصه: وفي هذا الحديث من الفوائد: أخذ العلم عن أهله وإن صغرت سن المأخوذ عنه عن الآخذ، وكذا لو نقص قدره عن قدره، وفيه التنبيه على أن العلم لا يودع عند غير أهله، ولا يحدث به إلا من يعقله، ولا يحدث القليل الفهم بما لا يحتمله، وفيه جواز إخبار السلطان بكلام من يخشى منه وقوع أمر فيه إفساد للجماعة، ولا يعد ذلك من النميمة المذمومة، لكن محل ذلك أن يبهمه صوناً له وجمعاً له بين مصلحتين، ولعل الواقع في هذه القصة كان كذلك، واكتفى عمر بالتحذير من ذلك، ولم يعاقب الذي قال ذلك، ولا من قيل عنه، وفيه أن العظيم يحتمل في حقه من الأمور المباحة ما لا يحتمل في حق غيره، وفيه أن الخلافة لا تكون إلا في قريش، وأدلة ذلك كثيرة، ومنها أنه صلى الله عليه وسلم أوصى من ولي أمر المسلمين بالأنصار، وفيه أن المرأة إذا وجدت حاملاً ولا زوج لها ولا سيد وجب عليها الحد، إلا أن تقيم بينة على الحل أو الاستكراه، وفيه الحث على تبليغ العلم ممن حفظه وفهمه، وحث من لا يفهم على عدم التبليغ إلا من كان يورده بلفظه ولا يتصرف فيه، وفيه اهتمام الصحابة وأهل القرن الأول بالقرآن والمنع من الزيادة في المصحف، وكذا منع النقص [ص:97] بطريق الأولى، وفيه دليل على أن من خشي من قوم فتنة، وأن لا يجيبوا إلى امتثال الأمر، أن يتوجه إليهم ويناظرهم ويقيم عليهم الحجة، وفيه أن للكبير القدر أن يتواضع ويفضل من هو دونه على نفسه أدباً وفراراً من تزكية نفسه، وفيه أنه لا يكون للمسلمين أكثر من إمام، وفيه جواز الدعاء على من يخشى في بقائه فتنة، وفيه أن على الإمام إن خشي من قوم الوقوع في محذور أن يأتيهم فيعظهم ويحذرهم قبل الإيقاع بهم، وفيه إشارة ذي الرأي على الإمام بالمصلحة العامة بما ينفع عموماً وخصوصاً وإن لم يستشره، ورجوعه إليه عند وضوح الصواب.
(15) في المطبوع: يكثرون اللغط.
(16) قال الحافظ في " الفتح ": وفيه إشارة إلى التحذير من المسارعة إلى مثل ذلك حيث لا يكون هناك مثل أبي بكر، لما اجتمع فيه من الصفات المحمودة، من قيامه في أمر الله، ولين جانبه للمسلمين، وحسن خلقه، ومعرفته بالسياسة، وورعه التام، ممن لا يوجد فيه مثل صفاته لا يؤمن من مبايعته عن غير مشورة الاختلاف الذي ينشأ عنه الشر.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مالك «الموطأ» (514) . والحميدي (25) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا معمر. وفي (26) قال: حدثنا سفيان. قال: أتينا الزهري في دار ابن الجواز. فقال: إن شئتم حدثتكم بعشرين حديثا، وإن شئتم حدثتكم بحديث السقيفة. وكنت أصغر القوم، فاشتهيت أن لا يحدث به لطوله. فقال القوم: حدثنا بحديث السقيفة، فحدثنا به الزهري: فحفظت منه أشياء، ثم حدثني بقيته بعد ذلك معمر. وفي (27) قال الحميدي: حدثنا سفيان. وأحمد (1/23) (154) قال: حدثنا هشيم. وفي (1/24) (164) قال: حدثنا سفيان. وفي (1/40) (276) قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا مالك. وفي (1/47) (331) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر. وفي (1/55) (391) قال: حدثنا إسحاق بن عيسى الطباع، قال: حدثنا مالك بن أنس. والدارمي (2327) قال: أخبرنا خالد بن مخلد، قال: حدثنا مالك. وفي (2787) قال: أخبرنا عثمان بن عمر، قال: حدثنا مالك. والبخاري (3/172) و (5/85) قال: حدثنا يحيى بن سليمان، قال: حدثني ابن وهب، قال: حدثنا مالك. وأخبرني يونس. وفي (4/204) قال: حدثنا الحميدي، قال: حدثنا سفيان. وفي (5/109) و (9/127) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا عبد الواحد، قال: حدثنا معمر. وفي (8/208) قال: حدثنا علي بن عبد الله، قال: حدثنا سفيان. وفي (8/208) قال: حدثنا عبد العزيز ابن عبد الله، قال: حدثني إبراهيم بن سعد، عن صالح. ومسلم (5/116) قال: حدثني أبو الطاهر وحرملة بن يحيى. قالا: حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس. (ح) وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب، وابن أبي عمر. قالوا: حدثنا سفيان. وأبو داود (4418) قال: حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي، قال: حدثنا هشيم. وابن ماجة (2553) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن الصباح، قالا: حدثنا سفيان بن عيينة. والترمذي (1432) قال: حدثنا سلمة بن شبيب وإسحاق بن منصور والحسن بن علي الخلال وغير واحد. قالوا: حدثنا عبد الرزاق، عن معمر. وفي «الشمائل» (330) قال: حدثنا أحمد بن منيع، وسعيد بن عبد الرحمن المخزومي وغير واحد. قالوا: حدثنا سفيان ابن عيينة. والنسائي في الكبرى «الورقة 93 - ب» قال: أخبرنا محمد بن منصور المكي، قال: حدثنا سفيان. (ح) وأخبرنا محمد بن يحيى النيسابوري، قال: حدثنا بشر بن عمر، قال: حدثني مالك. (ح) الحارث بن مسكين قراءة عليه، وأنا أسمع، عن ابن وهب، قال: أخبرني مالك ويونس. (ح) وأخبرنا عبيد الله بن سعد بن إبراهيم بن سعد، قال: حدثنا عمي، قال: حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، قال: حدثني عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم. (ح) وأخبرنا يوسف بن سعيد بن مسلم المصيصي، قال: حدثنا حجاج بن محمد، قال: حدثنا ليث بن سعد، عن عقيل.
ثمانيتهم -مالك، ومعمر، وسفيان بن عيينة، وهشيم، ويونس، وصالح، وعبد الله بن أبي بكر، وعقيل - عن ابن شهاب الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس، فذكره.
* الروايات مطولة ومختصرة.
* وأخرجه النسائي أيضا في الكبرى «الورقة 93 - أ» قال: أخبرنا محمد بن رافع النيسابوري، قال: حدثنا أبو داود الطيالسي، عن شعبة، عن سعد بن إبراهيم، قال: سمعت عبيد الله بن عبد الله بن عتبة يحدث عن ابن عباس، أن عمر بن الخطاب أراد أن يخطب.... الحديث. مختصر على الرجم.
* في رواية سفيان عن الزهري عند النسائي في الكبرى « ... وقد قرأناها: الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة. وقد رجم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ورجمنا بعده» .
قال أبو عبد الرحمن النسائي: لا أعلم أن أحدا ذكر في هذا الحديث «الشيخ والشيخة فارجموهما البتة» غير سفيان، وينبغي أن يكون وهم. والله أعلم.
* أخرجه النسائي في الكبرى «الورقة 93 - ب» قال: أخبرنا علي بن عثمان الحراني، قال: حدثنا محمد بن موسى، قال: حدثنا أبي، عن يحيى بن أيوب، عن يزيد بن أبي حبيب، عن رجل، عن سعيد بن أبي هند، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود. قال: قال عمر على المنبر: لقد رجم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ورجمنا بعده.
ولم يذكر ابن عباس.
* وأخرجه أحمد (1/29) (197) قال: حدثنا هشيم، قال: حدثنا الزهري.
وفي (1/50) (352) قال أحمد: حدثنا محمد بن جعفر وحجاج. والنسائي في الكبرى «الورقة 93 -أ» قال: أخبرنا العباس بن محمد الدوري، قال: حدثنا أبو نوح عبد الرحمن بن غزوان (ح) وأخبرني هارون ابن عبد الله الحمال، قال: حدثنا أبو داود الطيالسي. وفيه قال: أخبرني الحسن بن إسماعيل بن سليمان المجالدي، قال: حدثنا حجاج بن محمد. (ح) وأخبرني عبد الله بن محمد بن إسحاق الأذرمي، قال: حدثنا غندر. أربعتهم - محمد بن جعفر غندر، وحجاج، وأبو نوح، وأبو داود - عن شعبة، عن سعد ابن إبراهيم.
كلاهما - الزهري وسعد -عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس، عن عبد الرحمن بن عوف، عن عمر، فذكره.(4/90)
2077 - (خ) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: «أَنَّهُ سَمِعَ خطبةَ عمر بن الخطاب الآخرَةَ، حين جلسَ على منبرِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، وذلك الغَدَ من يوم تُوفِّي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، فَتَشهَّدَ، وأبو بكر صامتٌ لا يتكلَّمُ، ثم قال عمرُ: أما بعدُ، فإني قلتُ لكم أمسٍ مَقَالَة، وإنها لم تكن كما قلتُ، وإني والله ما وَجدتُ المقالةَ التي قلتُ لكم في كتاب أنزله الله، ولا في عَهدٍ عَهِدَهُ [إِليَّ] رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، ولكني أرجو أن يعيشَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، حتى يَدْبُرَنا [ص:102] يُريدُ: أن يكونَ آخرَهُم - وإن يكن رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- قد مات، فإن الله جعلَ بين أظْهُرِكم نوراً تَهْتَدونَ به، بِهِ هَدى الله محمداً - صلى الله عليه وسلم-، فَاعتصِموا بِهِ تَهتَدُوا بما هَدَى الله به محمداً، وإن أبا بكرٍ صاحبُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، وثَانِيَ اثنَينِ، وإِنه أَولَى الناسِ بأُمورِكم، فقوموا إليه فبايِعوهُ، وكانت طائفةٌ منهم قد بايَعوه قبل ذلك في سقيفةِ بني ساعدة، وكانت بيعةُ العامَّةِ عند المنبر» (1) .
وفي رواية قال الزهري: قال لي أنس بن مالك: إِنَّهُ رأى عمرَ يُزْعِجُ أبا بكر على المنبر إزعاجاً (2) .
قال الزهري: وأخبرني سعيدُ بن المُسَيَّب: أن عمرَ بن الخطاب قال: والله ما هو إلا أن تَلاها أبو بكر - يعني قولَه: {وَما مُحمَّدٌ إلا رسولٌ قد خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ} [آل عمران: 144] عَقِرْتُ وأنا قَائِمٌ، حتى خَرَرتُ إلى الأرضِ، وأيقَنْتُ أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قد مَات. أخرجه البخاري (3) . [ص:103]
وذكر رزين في كتابه: قال أنس: سمعتُ عمرَ يقول لأبي بكر يومئذٍ: اصعَدِ المنبر، فَلَم يَزَلْ به حتى صَعِدَ المنبر، فبايَعهُ الناسُ عامَّة (4) ، وَخَطَبَ أبو بكر في اليوم الثالث، فقال: - بعد أن حمد الله وصلى على رسوله -: أما بعدُ، أيها الناس، إن الذي رأيتم مني لم يكن حرصاً على ولايَتكم، لكني خِفْتُ الفِتْنَةَ والاختلافَ، وقد رَدَدْتُ أَمْركُمْ إليكم، فَوَلُّوا مَنْ شِئْتم، فقالوا: لا نُقِيلُكَ.
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يدبرنا) : دبرت الرجل أدبره: إذا اتبعته وكنت خلفه في أيِّ معنى كان.
(يزعجه) : أي ينهضه بسرعة.
(عقرت) : أي دهشت بكسر القاف وأصله في الرجل تُسْلِمه قوائمه فلا يستطيع أن يقاتل من الخوف والدهش.
__________
(1) أخرجه البخاري 13 / 179 و 180 في الأحكام، باب في الاستخلاف، وفي الاعتصام في فاتحته.
(2) هذه الرواية المعلقة لم نجدها في البخاري، ولعلها من زيادات الحميدي، وقال الحافظ في " الفتح ": في رواية عبد الرزاق عن معمر عند الإسماعيلي: لقد رأيت عمر يزعج أبا بكر إلى المنبر إزعاجاً.
(3) هذه الرواية المعلقة رواها البخاري 8 / 111 في المغازي، باب مرض النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته، وقول الله تعالى: {إنك ميت وإنهم ميتون} ، قال الحافظ في " الفتح ": وأثر ابن المسيب عن عمر هذا أهمله المزي في الأطراف، مع أنه على شرطه.
(4) هذه الرواية التي ذكرها المصنف من رواية رزين هنا، هي في البخاري معلقة 13 / 180 في الأحكام، باب الاستخلاف، قال الحافظ في " الفتح ": هو موصول بالإسناد المذكور، وقد أخرجه الإسماعيلي مختصراً من طريق عبد الرزاق عن معمر.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري في الأحكام (13/179) عن إبراهيم بن موسى عن هشام بن يوسف عن معمر عن الزهري عن أنس، فذكره.
وفي الاعتصام عن يحيى بن بكير، عن ليث عن عقيل عن الزهري عن أنس، فذكره.(4/101)
2078 - (م) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: إنَّ فاطمةَ بنت رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- والعباسَ أتيا أبا بكر يَلتَمِسَانِ مِيِرَاثَهُمَا من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم [ص:104] وهما حينئذٍ يَطْلُبَانِ أرضَهُ من فَدَكَ، وسهمَهُ من خَيْبَرَ، فقال [لهما] أبو بكر: إني سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا نُورَثُ، ما تَرَكنا صدقةٌ» إنما كانَ يَأكُلُ آلُ محمدٍ في هذا المال (1) ، وإني والله، لا أدَع أمراً رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يَصنَعُهُ فيه إلا صَنَعتُهُ - زاد في رواية: إني أخشى إن تركتُ شيئاً من أمره أن أَزِيغَ - قال: فأما صَدَقَتُهُ بالمدينةِ: فَدَفَعها عمرُ إلى عليٍّ، وعبَّاسٍ، فَغَلَبهُ عليها عليٌّ، وأَما خَيْبَرُ وفَدَكُ: فَأمْسَكَهُما عمرُ، وقال: هُما صدقَةُ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، وكانَتَا لِحُقوقِهِ التي تَعرُوهُ ونَوائِبِه، وأمرهما إلى مَنْ وَليَ الأمرَ، قال فَهما على ذلك إلى اليوم - قال في رواية: فَهَجَرَتْهُ فاطمةُ، فلم تُكلِّمْهُ في ذلك حتى ماتت، فَدَفَنَها عليٌّ لَيلاً، ولم يُؤذِن بها أَبا بكرٍ - قالت: فكان لعليٍّ وجهٌ من الناسِ (2) حياةَ فاطمةَ، فلما تُوفِّيَتْ [فاطمةُ] انْصَرَفَتْ وجُوهُ الناسِ عن عليّ، ومَكَثَتْ فاطمةُ بَعدَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- سِتةَ أشهرٍ، ثُمَّ تُوفيتْ.
فقال رجل للزهريِّ: فلم يُبَايِعْهُ عليٌّ ستةَ أشهرٍ؟ فقال: لا والله، ولا أحدٌ من بني هَاشِمٍ حتى بايَعهُ عليٌّ - فَلَمَّا رأى عليٌّ انصرافَ وجوهِ الناسِ عنه ضَرَعَ إلى مُصَالَحَةِ أبي بكرٍ، فَأَرْسَلَ إلى أبي بكر: ائْتِنا، ولا تَأتِنا معك [ص:105] بِأَحَدٍ، وَكَرِهَ أَنْ يَأْتِيَهُ عمرُ لِمَا عَلِمَ مِنْ شِدَّةِ عمرَ، فقالَ: لا تَأْتِهم وَحدكَ، فقال أبو بكر: واللهِ لآتِينَّهُمْ وحدي، ما عسى أَنْ يَصنَعُوا بي؟ فانطلَقَ أبو بكر، فَدَخلَ على عليٍّ، وقد جَمَع بني هاشِم عندَه، فقام عليٌّ فَحَمِدَ اللهَ، وأَثْنى عليهِ بما هو أَهْلُهُ، ثم قال: أما بعدُ، فَلم يَمنَعْنا أن نُبَايِعَكَ يا أبا بكرٍ إنكاراً لِفَضِيلَتِكَ، ولا نَفَاسَةً عَلَيْكَ بِخَيرٍ سَاقَهُ الله إليك، ولكن [كُنَّا] نَرَى أَنَّ لَنَا فِي هذا الأمْرِ حَقاً، فَاسْتَبْدَدْتُمْ علينا، ثُمَّ ذكرَ قَرابَتَهُ من رسولِ الله وحَقَّهم، فَلم يَزَلْ عليٌّ يُذَكِّر [هُ] حَتى بكَّى أبا بكر، وَصَمَتَ عليٌّ، فَتَشَهَّدَ أبو بكر فَحمِدَ الله، وأثنى عليه بِمَا هو أهْلُهُ، ثُمَّ قال: أما بعدُ، فواللهِ لَقَرَابَةُ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- أحَبُّ إِليَّ أنْ أَصِلَ مِن قرابتي، وإني واللهِ ما أَلَوْتُ في هذه الأموالِ التي كانت بيني وبينكم عن الخير، ولكني سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «لا نُورَثُ، ما تركنا صدقةٌ» إنما يأكُلُ آلُ محمدٍ في هذا المالِ، وإني والله لا أدَعُ أمراً صَنعهُ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إلا صَنَعْتُهُ إن شاءَ الله، وقال عليٌّ: مَوعِدُكَ للبيْعةِ العشِيَّةُ، فلما صلَّى أبو بكرٍ الظهرَ أقبلَ على الناس يَعْذِرُ عليّاً ببعضِ ما اعتَذَرَ بِهِ، ثُمَّ قَامَ عليٌّ، فعظَّم من حقِّ أبي بكر، وذكر فضيلتَه وسابِقتَه، ثم قام إلى أبي بكر فبايَعَهُ، فَأقبلَ الناسُ على عليٍّ، فقالوا: أَصَبْتَ وأحسنتَ، وكان المسلمون إلى عليٍّ قريباً حين رَاجَعَ الأمرَ المعروف» . [ص:106]
أخرجه بطوله مسلم (3) ، وأخرج البخاري منه المسند فقط، وهو: «لا نُورَثُ ما تَرَكْنا صَدَقَةٌ» .
وأخرج أبو داود طِلبةَ فاطمةَ الميراثَ، إلى قوله: «لا نُورَث، ما تركنا صَدَقةٌ، وإنما يأكلُ آلُ مُحَمَّدٍ في هذا المال» .
وله في أخرى بنحو ذلك، ولم يذكر حديث عليٍّ، وأبي بكر، وموتَ فاطمةَ (4) .
وأخرج النسائي طَرَفاً من أوله: «أنَّ فاطمَةَ أرسَلَتْ إلى أبي بكر تَسألُهُ مِيراثَها من النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- مِنْ صَدَقَتِهِ، وَمِمَّا تَرَكَ مِنْ خُمُسِ خَيبَرَ، فقال أبو بكر: إنَّ رسولَ الله قال: «لا نُورَثُ» (5) .
وسيجيءُ لَفْظُ أبي داود، والنسائي أيضاً في «كتاب الفرائض» من حرف الفاء، وحيث لم يُخَرِّج الحديثَ بطوله إلا مُسلم لم نُعْلِم عليه إلا [ص:107] عَلامَتَهُ وحده ها هنا، وأشَرنا إلى ما أخرج غيرُه منهُ لِيُعْرَفَ.
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أزيغ) : زاغ عن الحق: إذا مال عنه وعدل.
(وَجَدَت) : وجدت تجد، أي غضبت، والموجدة الغضب.
(وجه من الناس) : يقال لفلان: وجه من الناس أي: حرمة ومنزلة.
(نفاسة) : المنافسة الحرص على الغلبة والانفراد بالمحروص عليه، نفست عليه أنفس نفاسة.
(فاستبددتم) : الاستبداد بالأمر الانفراد به دون غيره.
(شجر) : شجر [الأمر] بين القوم أي: اختلفوا واشتجروا، تنازعوا واختلفوا ومنه قوله تعالى: {فِيما شَجرَ بَيْنَهمْ} [النساء: 65] أي فيما وقع بينهم في الاختلاف.
(ما ألوت) : ألا يألو: إذا قصَّر وفلان لا يألوك نصحاً أي: لا يقصِّر.
__________
(1) في الأصل: فيء هذا المال.
(2) في مسلم: " وكان لعلي من الناس وجهة ".
(3) رقم (1759) في الجهاد، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " لا نورث ما تركنا صدقة "، ورواية المصنف له بالمعنى، مسنداً ومعلقاً، وفيه زيادات ولعلها من زيادات الحميدي، والله أعلم.
وأخرجه البخاري مختصراً 7 / 63 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب مناقب قرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال النووي في " شرح مسلم ": وفي هذا الحديث صحة خلافة أبي بكر وانعقاد الاجماع عليها.
(4) أبو داود رقم (2968) و (2969) و (2970) في الخراج والإمارة، باب صفايا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(5) النسائي 7 / 133 في قسم الفيء.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (1/49) ، (1/10) (58) قال: حدثنا عبد الرزاق. والبخاري (5/115) قال: حدثنا إبراهيم بن موسى قال: أخبرنا هشام. وفي (8/185) قال: حدثنا عبد الله بن محمد، قال: حدثنا هشام. ومسلم (5/155) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، ومحمد رافع وعبد بن حميد، قال ابن رافع: حدثنا، وقال الآخران: حدثنا عبد الرزاق.
كلاهما (عبد الرزاق وهشام) قالا: أخبرنا معمر.
2 - وأخرجه أحمد (1/6) (25) قال: حدثنا يعقوب. والبخاري (4/96) قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله. ومسلم (5/155) قال: حدثنا ابن نمير، قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم. (ح) وحدثنا زهير بن حرب، والحسن بن علي الحلواني، قالا: حدثنا يعقوب (وهو ابن إبراهيم) . وأبو داود (2970) قال: حدثنا حجاج بن أبي يعقوب، قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد.
كلاهما (يعقوب، وعبد العزيز) قالا: حدثنا إبراهيم بن سعد، عن صالح.
3 - أخرجه أحمد (1/9) (55) قال: حدثنا حجاج بن محمد. والبخاري (5/177) قال: حدثنا يحيى بن بكير. ومسلم (5/153) قال: حدثني محمد بن رافع، قال: أخبرنا حجين. وأبو داود (2968) قال: حدثنا يزيد بن خالد بن عبد الله بن موهب الهمداني.
أربعتهم (حجاج، ويحيى، وحجين، ويزيد) قالوا: حدثنا الليث - وهو ابن سعد - قال: حدثني عقيل بن خالد.
4 - وأخرجه البخاري (5/25) قال: حدثنا أبو اليمان. وأبو داود (2969) قال: حدثنا عمرو بن عثمان الحمصي قال: حدثنا أبي. والنسائي (7/132) قال: أخبرنا عمرو بن يحيى بن الحارث، قال: حدثنا محبوب - يعني ابن موسى - قال: أنبأنا أبو إسحاق - هو الفزاري -.
ثلاثتهم (أبو اليمان، وعثمان، وأبو إسحاق) عن شعيب بن أبي حمزة.
أربعتهم (معمر، وصالح، وعقيل، وشعيب) عن ابن شهاب، قال: أخبرني عروة بن الزبير، عن عائشة، فذكرته.(4/103)
2079 - (خ م) القاسم بن محمد - رحمه الله -: قال: قالت عائشةُ: وَارَأْسَاهُ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «ذَاكَ لَو كانَ وأنا حَيٌّ فَأستَغْفِرُ لَكِ، [ص:108] وَأدْعُو لك» ، فقالت عائشةُ: واثُكْلاهُ واللهِ إني لأَظُنُّكَ تُحِبُّ مَوتي، لَو كان ذلك لَظَلِلْتَ آخِرَ يَومِكَ مُعَرِّساً ببعضِ أزواجِكَ، فقال النبي- صلى الله عليه وسلم-: «بَلْ أَنَا وَارَأْسَاهُ، لَقَدْ هَمَمْتُ - أَو أَردْتُ - أنْ أُرسِلَ إلى أَبي بكر وابنهِ، فَأعهدَ أن يقولَ القائِلونَ أو يَتمنَّى المُتَمَنُّونَ، ثم قلتُ: يَأْبى اللهُ، وَيَدفَعُ المؤمِنونَ، أو يدفَعُ اللهُ ويَأبى المؤمنونَ» . أخرجه البخاري.
قال الحميديُّ: ويحتمل أنْ يُضاف إلى هذا ما أخرجه مسلم من حديث عُروةَ عن عائشة قالت: قال لي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في مَرَضِهِ: «ادعِي لي أبا بكرٍ أَبَاكِ، وَأَخاكِ، حتى أَكتبَ كِتَاباً، فَإِني أَخَافُ أن يَتَمَنَّى مُتَمَنٍّ، ويقولَ قائِلٌ: أَنَا أولى، ويَأبى الله، والمؤمِنونَ إلا أبا بكرٍ» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(معرساً) : أعرس الرجل بامرأته: إذا دخل بها، قال الجوهري: ولا يقال: عرس، والناس يقولونه.
__________
(1) البخاري 13 / 177 في الأحكام، باب الاستخلاف، وفي المرضى، باب قول المريض: إني وجع، أو وارأساه، وأخرجه مسلم مختصراً رقم (2387) في فضائل الصحابة، باب من فضائل أبي بكر.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (6/144) . ومسلم (7/110) قال: ثنا عبيد الله بن سعيد.
كلاهما (أحمد بن حنبل وعبيد الله بن سعيد) عن يزيد بن هارون، قال: أخبرنا إبراهيم بن سعد، عن صالح بن كيسان، عن الزهري، عن عروة، فذكره.(4/107)
2080 - () عائشة - رضي الله عنها -: قالت: نَحَلَني أبي جَادَّ عِشْرينَ وَسْقاً مِن مَالِهِ بِالْغَابَةِ، فَلَما حَضرْتهُ الوفَاةُ قال لها: واللهِ يا بُنيَّةُ، ما مِنَ [ص:109] الناسِ أحدٌ أحَبُّ إِليَّ غنى بَعدي مِنْكِ، ولا أعزُّ عليَّ فقداً بَعْدي مِنْكِ، وإني كنتُ نَحْلتُكِ جَادَّ عِشْرينَ وسقاً، فَلو كُنتِ جَدَدْتِيهِ وَاحْتَزْتِيهِ كانَ لَكِ، وَإنَّمَا هُوَ الآنَ مَالُ وارِثٍ، وإنما هو أَخَوَاكِ، وَأُخْتَاكِ، فَاقْتَسِمُوهُ على كِتَابِ اللهِ تعالى، قالت: يا أَبتِ، إنما هِيَ أَسماءُ، فَمَن الأُخرى؟ قال: ذُو بَطْن بنْتِ خَارجَةَ، أُرَاهَا جَارِية - وروي: أُرِيتُها جارية - ثم أوصى أن تَغسِلَهُ امْرَأَتُهُ (1) .
زاد في رواية: ثُمَّ دَعَا عُمرَ فقالَ: إِنِّي مُستَخلِفُكَ على أصحابِ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- يا عمرُ: إنما ثَقُلَتْ مَوازينُ مَنْ ثَقُلَتْ موازينُهُ يومَ القيامَةِ باتِّباعِهِمُ الْحَقَّ، وَثِقَلِهِ عليهم، وحُقَّ لميزانٍ لا يوضَعُ فيه إلا الحَقُّ أنْ يكونَ ثَقيلاً، يا عمرُ، وإنما خَفَّت موازين من خَفَّتْ موازينه يومَ القيامة باتِّباعِهِمُ الباطلَ، وخِفَّتِهِ عليهم، وَحُقَّ لميزان لا يَوضَعُ فيه سوى الباطلِ أن يكون خَفيفاً، وكتَبَ إِلى أُمرَاءِ الأجنَادِ: وَلَّيْتُ عليكم عمرَ ولم آلُ نَفْسِي وَلا المُسْلِمين خيراً، ثم مَاتَ وَدُفِنَ لَيْلاً، ثم قام عمرُ في النَّاسِ خَطيباً، ثم قَالَ - بعد أن حَمِدَ الله -: «أيُّها النَّاسُ، إني لا أُعْلِمُكم مِنْ نَفسي شيئاً تَجْهَلُونَهُ، أنا عمرُ، ولم أحرِصْ على أمرِكم، ولكن المتوفَّى أوصى بذلك، واللهُ ألهَمَهُ ذلك، وليسَ أجعَل أمانتي إلى أحدٍ ليسَ لها بأهلٍ، ولكن أَجعلُها إلى من تكون [ص:110] رَغْبَتُهُ في التوقِيرِ للمسلمين، أولئك أحَقُّ بهم مِمَّنْ سِواهُم» أخرجه (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(نحلني) : النحلة: العطية والهبة.
(جاد عشرين) : الجاد: نخل يجد منه أي: يقطع من ثمرته - مقدار معلوم، والوسق: ستون صاعاً، والصاع: خمسة أرطال وثلث بالعراقي، أو ثمانية أرطال، على اختلاف المذهبين.
ومعنى الحديث: أن أبا بكر رضي الله عنه كان وهب عائشة في صحته نخلاً يجد من ثمرته في كل صرام عشرون وسقاً، ولم يكن أقبضها ما وهبها، فلما مرض أعلمها أن ورثته شركاؤها فيه.
__________
(1) أخرجه الموطأ 2 / 752 في الأقضية، باب ما لا يجوز من النحل، وإسناده صحيح.
(2) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، ولم أجده بهذا اللفظ.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
هذا الأثر من زيادات رزين.(4/108)
2081 - (د) الأقرع - مؤذن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: قال: بَعَثني عمرُ إلى الأسقُفِّ بإيلياءَ، فَدَعَوْتُهُ، فقالَ له عمر: هل تَجِدُني في الكتابِ؟ قال: نعم، قال: كَيفَ تَجِدُني؟ قال: أَجِدُكَ قَرْناً، فَرَفَعَ عليهِ الدِّرَّةَ، وقال: قَرْنَ مَهْ؟ قال: قَرنٌ حَدِيدٌ، أمِينٌ شديدٌ، قال: فكيف تَجدُ الَّذي بعْدي؟ قال: أجِدُهُ خَليفة صَالِحاً، غَيْرَ أَنَّهُ يؤثِرُ قَرَابَتَهُ، قال عمرُ: يَرْحَمُ اللهُ عثمان - ثلاثاً - قال: كيف تَجِدُ الذي بَعدَهُ؟ قال: أَجِدُهُ [ص:111] صَدأ حَديدٍ، فَرَفَعَ عُمرُ يَدَهُ على رَأسِهِ، وقال: يا دَفْرَاهُ، يا دَفْرَاهُ، فقال: يا أميرَ المؤمنين، إنَّهُ خَلِيفَةٌ صالحٌ، لكنهُ يُستخلَفُ حِينَ يُستخلَف والسَّيفُ مَسْلُولٌ، والدَّمُ مُهْراق. أخرجه أبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(قرن مه) : الهاء في مه هاء السكت، أي: قرن أي شيء، وأراد بالقرن: الحصن، وجمعه قرون.
(صدأ حديد) : الصدأ: ما يعلو الحديد، وهو معروف، والمراد دوام لبس الدروع لاتصال الحروب في زمانه، والمعني به: علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ويروى صدع حديد بالعين، ويكون بدلاً من الهمزة، والمعنى واحد، وقيل: الصدع: الوعل الذي ليس بالغليظ ولا بالدقيق، وإنما وصف بذلك لاجتماع القوة فيه والخفة، وقد يوصف به الرجل، شبهه في خفته في الحروب، ونهضته إلى صعاب الأمور، حتى يفضي إليه الأمر: بالوعل، لتوقله في رؤوس الجبال، وجعله من حديد: مبالغة في وصفه [ص:112] بالشدة والبأس، والصبر على الشدائد، ومن رواه بالهمزة، فعلى هذا التأويل: يكون قد أبدلها من العين، والمراد من المعنيين: ما حدث في أيام علي بن أبي طالب من الفتن ومحاربة المسلمين، وملابسة الأمور المشكلة، والخطوب المعضلة، ولذلك قال عمر رضي الله عنه في آخر الحديث: «يا دفراه» والدفر: النتن، تضجراً من ذلك واستفحاشاً له.
__________
(1) رقم (4656) في السنة، باب في الخلفاء، وفي إسناده سعيد إياس الجريري، وهو ثقة لكنه اختلط قبل موته بثلاث سنين، وهذا الحديث ليس عند المنذري، لأنه ليس من رواية اللؤلؤي وإنما هو من رواية أبي بكر بن داسة، ولذا ذكره الخطابي في " معالم السنن "، وعزاه المزي في الأطراف لأبي داود وقال: ولم يذكره أبو القاسم الدمشقي.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (4656) قال: ثنا حفص بن عمر أبو عمر الضرير، ثنا حماد بن سلمة أن سعيد ابن إياس الجريري أخبرهم، عن عبد الله بن شقيق العقيلي، عن الأقرع، فذكره.
قلت: حماد بن سلمة إمام له أوهام، أخرج له مسلم في «الصحيح» عن ثابت، وعن غيره في المتابعات، وهو هنا يروي عن غيره، وشيخه الجريري اختلط، لكن سمع منه حماد قبل الاختلاط.(4/110)
2082 - (خ م) عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: أخرج البخاري هذا الحديث من رواية جُوَيريَةَ بنِ قُدَامَةَ (1) مختصراً، وأَخرجه مسلم من رواية مَعْدَان بْنِ أبي طَلْحَة بطوله: «أنَّ عمرَ بن الخطاب خَطَبَ يومَ الجمعةِ فذكر نَبيَّ الله - صلى الله عليه وسلم-، وذكر أبا بكرٍ، ثم قال: إني رأَيتُ كأنَّ دِيكاً نَقَرَني ثَلاثَ نَقَراتٍ، وإني لا أُرَاهُ إلا لِحُضورِ أجلي، وإِنَّ أقْواماً يَأْمُرونني أَن أَستخْلفَ، وإنَّ اللهَ لم يكن لِيُضيِّعَ دِينَهُ ولا خِلافَتَهُ، ولا الذي بَعَثَ بِهِ رسولَهُ - صلى الله عليه وسلم-، فَإنْ عَجِلَ بي أمرٌ فَالخِلافَةُ شُورى بَيْنَ هؤلاء السِّتَّةِ الذين تُوفِّيَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-، وهو عنهم راضٍ (2) ، وإني قد [ص:113] عَلِمْتُ أَنَّ أَقْواماً يَطعَنُونَ في [هذا] الأمرِ، أَنَا ضَرَبتُهُمْ بِيَدي هذه على الإسلام، فإن فعلوا ذلك، فأولئك أعداءُ اللهِ الكفَرَةُ الضُّلالُ، ثم إني لا أدَعُ بَعْدِي شيئاً أَهَمَّ عندي من الكلالَةِ، ما راجَعْتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- ما راجَعتُه في الكلالَةِ، وما أغْلَظَ لي في شيءٍ ما أَغْلَظَ [لي] فيه، حتى طَعَنَ بِإِصبعِهِ في صَدري، وقال: يا عمرُ، ألا تكفيكَ آيةُ الصَّيفِ، التي في آخِر سورةِ النساءِ؟ (3) ، وإني إنْ أَعِشْ أقْضِ فيها بِقَضيَّةٍ يَقْضي بِهَا مَنْ يقرأُ القرآنَ، ومَن لا يَقْرَأُ القرآن، ثم قال: اللَّهُمَّ إني أُشْهِدُكَ على أمَرَاءِ الأمْصارِ، وإني إنما بَعَثْتُهمْ عليهم لِيعدِلوا، وَلِيعلِّمُوا الناسَ دِينَهُم، وسُنَّةَ نَبِيِّهمْ، وَيقْسِموا فَيْئَهمْ فيهم، ويرفَعُوا إليَّ ما أشْكَلَ عليهم من أمرهم، ثم إنكم أيها الناسُ تَأْكُلُونَ شجرتينِ لا أَراهُما إلا خَبِيثَتَينِ: هذا البَصَلَ والثُّوم (4) ، لقد رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- إذا وَجدَ رِيحهَا من الرجل في المسجدِ أمَرَ بِهِ فَأُخْرِجَ إلى البَقِيعِ، فَمَنْ أَكَلَهما فَلْيُمِتْهُمَا طَبْخاً» (5) . [ص:114]
وفي حديث جُويرِية (6) : «فَمَا كانت إلا جمعَة أخرَى حتى طُعِنَ عُمرُ، قال: فَأذِنَ لِلْمُهَاجِرينَ من أصحاب رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، وأذِنَ للأنصار، ثم أذِنَ لأهلِ المدينة، ثُمَّ أذِنَ لأهلِ الشام، ثم أَذِنَ لأهْلِ العراق، فكنَّا آخرَ من دخل عليه، قال: فإذا هو قد عَصَّبَ جُرحَهُ بِبُرْدٍ أسودَ، والدمُ يسيلُ عليه، قال: فقلنا: أَوصِنا ولم يسألْهُ الوَصيَّةَ أحدٌ غَيرُنَا، قال: أُوصِيكُمْ بكتابِ [ص:115] الله، فإنكم لن تَضِلُّوا ما اتَّبعْتُمُوهُ، قال: وأُوصِيكم بالمُهَاجِرينَ، فإن الناسَ يَكثُرونَ وَيَقِلُّونَ، وأُوصيكم بالأنصار، فإنهم شِعْبُ الإسلام الذي لَجَأَ إليهِ، وأُوصيكم بالأعراب، فإنهم أَصْلُكم ومادَّتُكُم - وفي روايةٍ: فإنهم إخوانُكُمْ وَعدُوُّ عَدُوِّكم - وأُوصيكم بأهل الذِّمَّةِ، فإِنهم ذِمَّةُ نَبِيِّكُم، وَرِزْقُ عِيالكُمْ، قوموا عَني» .
قال الحميديُّ: وبعض هذا المعنى من الوصية في حديث مقتل عمر، والشُّورى من رواية عَمرو بن مَيْمونَ (7) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(شورى) : فعلى، من المشورة في الرأي.
(الكلالة) : في الميراث: أن لا يرث الميت ولد ولا والد ويرثه أقاربه.
(آية الصيف) : أنزل الله تعالى في الكلالة آيتين، إحداهما: التي في أول سورة النساء، وكان نزولها في الشتاء، والثانية: التي في آخر سورة النساء [ص:116] وكان نزولها في الصيف، فسميت بآية الصيف.
(فيئهم) : الفيء، ما يحصل للمسلمين من أموال الكفار عن غير حرب وقتال.
__________
(1) قال الحافظ في " الفتح ": جويرية بن قدامة، ماله في البخاري سوى هذا الموضع، وهو مختصر من حديث طويل في قصة مقتل عمر رضي الله عنه، وقيل: إن جويرية هذا، هو جارية بن قدامة الصحابي المشهور، وفد بينت في كتابي في الصحابة ما يقويه، فإن ثبت وإلا فهو من كبار التابعين.
(2) وهم: عثمان، وعلي، وطلحة، والزبير، وسعد بن أبي وقاص، وعبد الرحمن بن عوف رضي الله عنهم، ولم يدخل عمر رضي الله عنه معهم سعيد بن يزيد لأنه من أقاربه، فتورع عن إدخاله، كما تورع عن إدخال ابنه عبد الله رضي الله عنهم.
(3) وهي قوله تعالى: {يستفتونك، قل الله يفتيكم في الكلالة ... } إلى آخرها.
(4) قال النووي في " شرح مسلم ": قال العلماء: ويلحق بالبصل والثوم والكراث، كل ما له رائحة كريهة، من المأكولات وغيرها، وقال النووي: قال القاضي: ويلحق به من أكل فجلاً وكان يتجشأ، قال: وقال ابن المرابط: ويلحق به من به بخر في فيه، أو به جرح له رائحة، قال القاضي: وقاس العلماء على هذا مجامع الصلاة غير المسجد، كمصلى العيد والجنائز ونحوها من مجامع العبادات، وكذا مجامع العلم، والذكر، والولائم، ونحوها، ولا يلحق بها الأسواق ونحوها.
(5) رواه مسلم من حديث قتادة عن سالم بن أبي الجعد عن معدان بن أبي طلحة عن عمر رضي الله عنه، [ص:114] قال النووي في " شرح مسلم ": هذا الحديث مما استدركه الدارقطني على مسلم، وقال: خالف قتادة في هذا الحديث ثلاثة حفاظ، وهم: منصور بن المعتمر، وحصين بن عبد الرحمن، وعمر ابن مرة، فرووه عن سالم عن عمر منقطعاً، لم يذكروا فيه معدان، قال الدارقطني: وقتادة وإن كان ثقة، وزيادة الثقة مقبولة عندنا، فإنه مدلس، ولم يذكر فيه سماعه من سالم (يعني ابن أبي الجعد) فأشبه أن يكون بلغه عن سالم فرواه عنه.
قلت (القائل النووي) : هذا الاستدراك مردود، لأن قتادة وإن كان مدلساً، فقد قدمنا في مواضع من هذا الشرح أن ما رواه البخاري ومسلم عن المدلسين وعنعنوه، فهو محمول على أنه ثبت من طريق آخر سماع ذلك المدلس هذا الحديث ممن عنعنه عنه، وأكثر هذا أو كثير منه يذكر مسلم وغيره سماعه من طريق آخر متصلاً به، وقد اتفقوا على أن المدلس لا يحتج بعنعنته كما سبق بيانه في الفصول المذكورة في مقدمة هذا الشرح، ولا شك عندنا في أن مسلماً رحمه الله يعلم هذه القاعدة ويعلم تدليس قتادة، فلولا ثبوت سماعه عنده لم يحتج به، ومع هذا كله فتدليسه لا يلزم منه أن يذكر معداناً من غير أن يكون له ذكر، والذي يخاف من المدلس، أن يحذف الرواة، وأما زيادة من لم يكن، فهذا لا يفعله المدلس، وإنما هذا فعل الكاذب المجاهر بكذبه، وإنما ذكر معدان زيادة ثقة، فيجب قبولها، والعجب من الدارقطني رحمه الله تعالى في كونه جعل التدليس موجباً لاختراع ذكر رجل لا ذكر له، ونسبه إلى مثل قتادة الذي محله من العدالة والحفظ والعلم والغاية العالية وبالله التوفيق.
(6) رواية جويرية هذه التي أوردها المصنف هنا فيها زيادات على رواية البخاري، وهي من زيادات الحميدي.
(7) البخاري 6 / 192 في الجهاد، باب الوصاة بأهل ذمة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وباب يقاتل أهل الذمة ولا يسترقون، وفي الجنائز، باب ما جاء في قبر النبي صلى الله عليه وسلم، وأبي بكر وعمر، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب قصة البيعة والاتفاق على عثمان بن عفان، وفي تفسير سورة الحشر، ومسلم رقم (567) في المساجد، باب نهي من أكل ثوماً أو بصلاً.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: وفي رواية يحيى بن صبيح عند الحميدي (29) سمى الستة: «عثمان، وعلي، والزبير، وطلحة، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص ... » .
أخرجه الحميدي (10 و 29) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا يحيى بن صبيح الخراساني. وأحمد (1/15) (89) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا همام بن يحيى. وفي (1/26) (179) قال: حدثنا إسماعيل، عن سعيد بن أبي عروبة. وفي (1/27) (186) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، قال: أنا سألته، قال: حدثنا هشام. وفي (1/48) (341) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا سعيد بن أبي عروبة، أمله علي. ومسلم (2/81) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، قال: حدثنا هشام. وفي (2/82) قال: حدثنا زهير بن حرب، وإسحاق بن إبراهيم. كلاهما عن شبابة ابن سوار، قال: حدثنا شعبة. وفي (2/82 و 5/61) قال: حدثن أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا إسماعيل بن علية، عن سعيد بن أبي عروبة. وفي (5/61) قال: حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي ومحمد بن المثنى. قالا: حدثنا يحيى بن سعيد، قال: حدثنا هشام. (ح) وحدثنا زهير بن حرب وإسحاق بن إبراهيم وابن رافع، عن شبابة بن سوار، عن شعبة. وابن ماجة (1014) و (2726) و (3363) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا إسماعيل بن علية، عن سعيد بن أبي عروبة. والنسائي (2/43) . وفي الكبرى (698) قال: أخبرنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، قال: حدثنا هشام. وفي الكبرى «الورقة 87 - أ» قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك، قال: حدثنا شبابة بن سوار، قال: حدثنا شعبة. وفي الكبرى أيضا «تحفة الأشراف» (8/10646) عن إسحاق ابن إبراهيم، عن معاذ بن هشام، عن أبيه. وابن خزيمة (1666) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا ابن أبي عدي، عن سعيد.
خمستهم - يحيى بن صبيح، وهمام، وسعيد بن أبي عروبة، وهشام الدستوائي، وشعبة - عن قتادة، عن سالم بن أبي الجعد، عن معدان بن أبي طلحة، فذكره.
* أخرجه الحميدي (11) قال: حدثنا سفيان. والنسائي في الكبرى «الورقة 87 - أ» قال: أخبرنا سليمان ابن منصور، قال: حدثنا أبو الأحوص. كلاهما (سفيان، وأبو الأحوص) عن حصين، عن سالم بن أبي الجعد، عن عمر بن الخطاب، مثله، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-. ولم يذكر حصين: «معدان بن أبي طلحة» .
* وأخرجه النسائي في الكبرى «الورقة 87 - أ» قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا جرير، عن منصور، عن سالم بن أبي الجعد. قال: قال عمر: إنكم تأكلون طعاما خبيثا: هاتين الشجرتين البصل والثوم، فإن كنت آكليهما فاقتلوهما بالنضج. «موقوفا» وليس فيه «معدان» .(4/112)
2083 - (ط) سعيد بن المسيب - رحمه الله - قال: «لَمَّا صَدَرَ عمرُ بنُ الخطاب من مِنى أَناخَ بالأبطحِ، ثم كوَّمَ كَوْمَة من بطحَاءَ، ثم طَرَحَ عليها رِدَاءهُ، ثم استَلْقى، ومَدَّ يَديهِ إِلى السماءِ، فقال: اللَّهمَّ كَبِرَتْ سِني، وَضَعُفَتْ قُوَّتي، وانتَشرَتْ رَعيَّتي، فَاقبضني إليك غيرَ مُضيِّعٍ، ولا مُفرِّطٍ، ثم قَدِمَ المَدينةَ في عَقِبِ ذي الحِجَّةِ، فَخَطَبَ الناسَ فقال: أَيها الناسُ، قد سُنَّتْ لكم السُّننُ، وفُرِضَتْ لكم الفرائضُ، وتُرِكتُمْ على الواضِحَةِ، لَيلُها كَنَهَارِها، وَصَفَقَ إحدى يَدَيْه على الأخرى، وقال: إلا أن تَضِلُّوا بالناس يميناً وشمالاً، ثم قال: إياكم أنْ تَهْلِكُوا عن آيةِ الرَّجمِ، أَن يقولَ قائلٌ: لا نَجِدُ حَدَّيْنِ في كتاب الله، فقد رَجَمَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ورَجَمْنا، والذي نفسي بِيَدِهِ، لولا أن يقولَ الناسُ: زاد ابنُ الخطاب في كتاب الله لَكتبتُها (1) : {الشَّيخُ والشَّيخَةُ فَارجُموهما ألبَتَّةَ} فإنا قد قَرأنَاها» (2) . [ص:117]
قال ابن المسيب: فما انسلخ ذو الحِجَّة حتى قُتلَ عُمرُ (3) .
قال مالك: قوله: {الشَّيخُ والشَّيخَةُ} يعني: الثَّيِّبُ والثَّيِّبَةُ (4) . أخرجه الموطأ.
__________
(1) مراد عمر رضي الله عنه: المبالغة والحث على العمل بالرجم، لأن معنى الآية باق وإن نسخ لفظها، إذ لا يسع مثل عمر رضي الله عنه مع مزيد فقهه تجويز كتبها مع نسخ لفظها.
(2) ثم نسخ لفظها وبقي حكمها، بدليل أنه صلى الله عليه وسلم رجم ورجم الصحابة بعده ولم ينكر عليهم أحد.
(3) 2 / 824 في الحدود، باب ما جاء في الرجم، وإسناده صحيح، قال الزرقاني في " شرح الموطأ ": رواية سعيد (يعني ابن المسيب) عن عمر تجري مجرى المتصل لأنه رآه، وقد صحح بعض العلماء سماعه منه، قاله أبو عمر، يعني ابن عبد البر.
(4) أي المحصن والمحصنة وإن كانا شابين.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك (1601) عن يحيى بن سعيد بن المسيب، أنه سمعه يقول، فذكره.
قال الإمام الزرقاني: رواية سعيد عن عمر تجري مجرى المتصل، لأنه رآه وقد صحح بعض العلماء سمعه منه - نقلا عن أبي عمر.
قلت: وفي هذا نظر، والله أعلم.(4/116)
2084 - (خ م ت د) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: قال: «دَخَلْتُ على حَفصَةَ وَنَوساتُها تَنطِفُ، فقالت: أَعَلِمْتَ أنَّ أَبَاكَ غَيرُ مُستخلفٍ؟ قلتُ: ما كانَ لِيَفْعَلَ، قالت: إّنه فاعلٌ، قال: فَحلفْتُ أَن أُكَلِّمَهُ في ذلك، فَسَكَتُّ حتى غَدوَتُ ولم أُكَلِّمْهُ، فكنتُ كأنما أحمِلُ بِيَميني جَبَلاً حتى رَجعْتُ، فدخلتُ عليه، فسأَلني عن حال الناس، وأنا أُخْبِرُهُ، قال: ثم قلتُ له: إني سمعتُ الناسَ يقولون مَقَالَة، فآلَيْتُ أن أَقولها لك: زَعَموا أَنَّكَ غَيْرُ مُسْتَخْلِفٍ، وإنه لو كان [لك] راعي إبلٍ، أو راعي غَنَمٍ، ثم جاءك وتَرَكَهَا لَرَأيتَ أَنْ قَدْ ضَيَّعَ، فَرِعَايَةُ الناسِ أشدُّ؟ قال: فَوَافَقَهُ قَولي، فَوَضَعَ رأسه ساعة، ثم رَفَعَهُ إليَّ، فقالَ: إنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَحْفَظُ دِينَهُ، وإني إن لا أسْتَخْلِفْ، فإنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- لَمْ يَسْتَخلِفْ، وإن أَسْتَخْلِفْ فإنَّ أَبا بكرٍ قد استَخْلَفَ، قال: فواللهِ، ما هو إلا أن ذَكَرَ رسولَ الله، وأبا [ص:118] بكرٍ، فعَلِمْتُ أنه لم يكن لِيعدِلَ برسولِ اللهِ أحداً، وأَنَّهُ غيرُ مُستَخلِفٍ» .
وفي رواية بمعناه في الاستخلاف: وأنه لما طُعِنَ عمرُ قيل له: لو اسْتَخلفْتَ؟ قال: أتَحَمَّلُ أمْرَكم حَيّاً ومَيتاً؟ إنْ استخْلَفْتُ فقد استخْلفَ مَنْ هو خَيْرٌ مِني: أبو بكرٍ، وإن تَركْتُ فقد تَرَكَ مَنْ هو خَيرٌ مِني: رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-، وَدِدتُ: أَنَّ حَظِّي منها الكَفَافُ، لا عَليَّ، ولا ليَ، قال عبدُ الله: فعلمتُ أَنه غير مُستخلِفٍ، فقالوا: جَزَاكَ اللهُ خَيراً، فقال: رَاغِبٌ ورَاهِبٌ. أخرجه البخاري، ومسلم.
وأخرج الترمذي منه فصلاً، وهو قوله: «قال ابن عمر: قيلَ لعمرَ بن الخطاب: لو اسْتَخلفْتَ؟ قال: إِنْ استَخلفتُ فقد استخْلفَ أبو بكر، وإن لم أستخلفْ لم يَسْتَخْلفْ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-» لم يَزِد.
وقال: وفي الحديث قصة.
وأخرج أبو داود منه قوله: «وإني إن لا أسْتَخْلِفْ، فإنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- لَمْ يَسْتَخلِفْ» إلى آخر الروايةِ الأولى (1) . [ص:119]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(نوساتها) : النوسات: ذوائب الشعر.
(تنطف) : تقطر ماء.
(راغب وراهب) : الراغب: الطالب، والراهب: الخائف، والمراد: أنكم في قولكم لي هذا القول، إما راغب فيما عندي، أو راهب مني، وقيل: أراد أنني راغب فيما عند الله، وراهب من عقابه، فلا تعويل عندي على ما قلتم لي من الوصف والإطراء.
__________
(1) البخاري 13 / 177 و 178 في الأحكام، باب الاستخلاف، ومسلم رقم (1823) في الإمارة، باب الاستخلاف وتركه، والترمذي رقم (2226) في الفتن، باب ما جاء في الخلافة، وأبو داود رقم (2939) في الخراج والإمارة، باب في الخليفة يستخلف، وأخرجه أيضاً أحمد في " المسند " 1 / 43 و 47.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (13/177 و 178) عن إبراهيم بن موسى، عن هشام عن معمر، عن الزهري عن سالم عن أبيه، فذكره.
والترمذي (2226) قال: ثنا يحيى بن موسى، حدثنا عبد الرزاق. أخبرنا معمر، فذكره.
وأبو داود (2939) قال: ثنا محمد بن داود بن سفيان وسلمة، قالا: ثنا عبد الرزاق، فذكره.(4/117)
2085 - (خ) عمرو بن ميمون الأودي - رحمه الله -: قال: «رأَيتُ عمرَ بن الخطاب قبلَ أنْ يُصابَ بأيامٍ بالمدينةِ وَقَفَ على حُذَيفَةَ بن اليمان، وعثمانَ بنِ حُنَيْفٍ، فقال: كيف فَعَلْتُما؟ أَتَخَافانِ أنْ تكونَا قَدْ حَمَّلتُما الأرضَ ما لا تُطيقُ؟ قالا: حَمَّلنْاهَا أَمراً هِيَ له مُطِيقَةٌ، وما فِيها كبِيرُ فَضلٍ، فقال: انظرا أنْ تكونا حمَّلْتمُا الأرضَ ما لا تُطيقُ! ، فقالا: لا، فقال [عمرُ] : لئِن سَلَّمَني الله تعالى لأدَعنَّ أرَامِلَ أَهلِ العِرَاقِ لا يحتَجْنَ إلى أحدٍ بعدي أَبداً، قال: فَما أتتْ عليه إِلا رَابعَةُ حتى أُصيبَ - رضي الله عنه - وقال عمرو بن ميمون: وإِني لَقَائِمٌ، ما بَيني وبينه إلا عبد الله بن عباس، غَدَاةَ أُصِيبَ، وكانَ إذا مَرَّ بَيْنَ الصفَّينِ قَام بينهما، فإذا رأى خَلَلاً قال: اسْتووا، حتى إِذا لم يَرَ فيه خَلَلاً تقدَّمَ فَكَبَّرَ، قال: وَرُبما قَرَأ سورة (يوسف) أو [ص:120] (النَّحْلِ) أو نحو ذلك في الرَّكعةِ الأُولى، حتى يجتمعَ الناسُ، فما هو إلا أَنْ كَبَّرَ، فسمعتُه يقول: قَتَلَني - أَو أَكَلَني - الكَلْبُ، حِينَ طَعَنَهُ، فَطارَ العِلجُ بسَكِّينٍ ذَاتِ طَرَفَيْنِ، لا يَمُرُّ على أَحَدٍ يميناً، ولا شِمَالاً إلا طَعَنَهُ، حتى طعنَ ثَلاثَةَ عشَر رَجُلاً، فماتَ منهم تِسعةٌ - وفي رواية: سَبْعَةٌ - فلما رأى ذلك رجلٌ من المسلمين طَرَحَ عليه بُرْنُساً، فلما ظَنَّ العِلْجُ أَنه مَأْخُوذٌ نَحَرَ نَفْسَهُ، وتنَاوَلَ عمرُ [يَدَ] عبدِ الرحمن بن عوفٍ فَقَدَّمَهُ (1) ، فَأمَّا مَنْ كَانَ يَلي عمرَ، فقد رأَى الذي رأَيتُ، وأمَّا نَواحِي المسجد، فإنهم لا يدْرونَ ما الأمْرُ؟ غيرَ أنهم [قد] فَقَدوا صَوتَ عمرَ، وهم يقولون: سبحان الله، سبحان الله، فَصَلَّى بهم عبدُ الرحمن بنُ عَوف صَلاة خَفيفَة، فلما انْصرَفُوا، قال: يا ابنَ عبَّاس، انظر: مَنْ قَتلَني؟ قال: فَجَالَ ساعة ثم جَاءَ، فقال: غُلامُ المُغِيرَةِ بن شُعبَةَ، فقال: آلصَّنَعُ؟ قال: نعم، قال: قَاتَلَهُ الله، لقد كُنتُ أَمَرتُ به معروفاً، ثم قال: الحمد لله الذي لم يَجْعلْ مِيتَتي (2) بيد رجل مسلمٍ، قد كنْتَ أنْتَ وأبوكَ تُحِبانِ أنْ تَكثُرَ العُلُوجُ بالمدينة - وكان العباسُ أَكثَرَهُمْ رَقيقاً - فقال ابنُ عباس: إنْ شئتَ فعلتُ (3) - أي: إن [ص:121] شئتَ قَتَلْنَا- قال: [كَذَبتَ] (4) ، بَعدَما تَكلَّمُوا بِلِسَانِكم، وصَلَّوْا قِبْلَتَكم، وحَجُّوا حَجَّكم؟ فَاحْتُمِلَ إلى بَيتِهِ، فانطلقنا معه، قال: وكأنَّ الناسَ لم تُصِبْهُمْ مصيبةٌ قَبلَ يومِئذ، قال: فقائلٌ يقول: أَخَافُ عليه، وقَائِلٌ يقول: لا بأسَ، فَأُتيَ بنبيذٍ (5) فشَرِبَهُ، فَخَرجَ من جَوفِهِ، ثُمَّ أُتيَ بلَبَنٍ فَشَرِبَ منه، فخرجَ من جُرْحِهِ، فَعَرَفُوا أَنَّهُ مَيِّتٌ، قال: فدخلنا عليه، وجاء الناسُ يُثنونَ عليه (6) وجاء رجلٌ شابٌ فقال: أبشِر يا أمِيرَ المؤمنين ببُشْرى اللهِ - عزَّ وجل -، قد كانَ لك من صُحبَةِ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-، وقَدَمٍ في الإسلام، ما قَد علمتَ، ثم وَلِيتَ فَعَدَلتَ، ثم شَهَادَةٌ، فقال: وَدِدتُ أَنَّ ذلك كانَ كفافاً، لا عَلَيَّ، ولا لي، فلما أَدْبَرَ الرَّجُلُ إذا إِزَارُهُ يَمَسُّ الأرضَ، فقال: رُدُّوا عَليَّ الغُلامَ، فقال: يا ابْنَ أَخي، ارْفَع ثَوبَكَ فإنه أَبقى (7) لِثَوبِكَ، وأَتقَى لربِّكَ (8) ، يا عبدَ الله انْظر ما عَليَّ من الدَّينِ، [ص:122] فَحَسَبُوهُ فَوجدوه سِتَّة وثمانينَ أَلفاً، أو نحوه (9) ، فقال: إِن وَفَى به مالُ آلِ عمر فَأدِّهِ من أَموالهم، وإلا فَسلْ في بني عَدِيِّ بنِ كَعب، فإنْ لم تَف أموالُهُم فَسَلْ في قُرَيشٍ، ولا تَعْدُهُمْ إِلى غيرهم، وأَدِّ عَني هذا المالَ، انْطَلق إِلى أُمِّ المؤمنين عائشةَ، فقل: يَقْرَأُ عليكِ عمرُ السلامَ، ولا تَقلْ: أميرُ المؤمنين، فَإِني لَستُ اليَومَ للمؤمنين أَميراً، وقلْ: يستَأذِنُ عمرُ بنُ الخطاب أَن يُدفَنَ مَعَ صَاحِبَيْهِ، قال: فسَلَّمَ واستَأذَنَ، ثم دخل عليها، فوجدها قَاعِدَة تبكي، فقال: يَقْرأُ عليكِ عمرُ بن الخطابِ السلامَ، ويستأذِنُ أن يُدْفَنَ مع صَاحِبَيْهِ، قال: فقالت: كنتُ أُرِيدُه لِنَفْسي، وَلأُوثِرَنَّهُ اليومَ على نفسي، فلما أَقبلَ، قيل: هذا عبدُ الله بنُ عمر قد جاء، فقال: ارفَعُوني، وأَسنَدَهُ رَجُلٌ إليهِ، فقال: ما لَدَيك؟ قال: الذي تُحِبُّ يا أمير المؤمنين، أذِنَتْ، قال: الحمدُ لله، ما كان شيءٌ أهَمَّ إِليَّ من ذلك، فإذا أنا قُبِضتُ فَاحْمِلُوني، ثم سَلِّمَ، وَقُلْ: يستأذِنُ عمرُ، فَإِنْ أَذِنَتْ لي فَأدخِلُوني، وإنْ رَدَّتني فَردُّوني إِلى مَقَابِرِ المسلمين، وجاءت أُمُّ المؤمنين حَفصةُ والنِّسَاءُ تَسترنها (10) ، فلما رَأينَاهَا قُمنا، فَوَلَجتْ عليهِ، فبكَت عندَهُ ساعَة، واستأذَنَ الرجالُ، [ص:123] فَوَلَجَتْ داخلاً، فسمعنا بكاءهَا من الدَّاخِلِ، فقالوا: أوصِ يا أمير المؤمنين، استخْلِفْ، قال: ما أرَى أَحَداً أَحَقَّ بهذا الأمر من هؤلاءِ النفرِ - أَو الرَّهطِ - الذين تُوفِّيَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- وهو عنهم رَاضٍ، فَسمى عَليّاً، وعثمانَ، والزُّبيْرَ، وطَلْحَةَ، وسعداً، وعبدَ الرحمن، وقال: يَشْهَدُكم عبدُ الله بنُ عمر، وليس له من الأمر شيءٌ - كَهيئَةِ التَّعْزِيةِ له - فإِن أصَابَتِ الإمارَةُ سعداً فهو ذاك، وإلا فَلْيستَعِن به أيُّكم ما أُمِّرَ، فإِني لم أَعْزِلْهُ عن عَجْزٍ، ولا خِيانَة، وقال: أُوصي الخليفةَ من بَعدي بالمهاجِرين الأولينَ: أنْ يَعْرِفَ لهم حَقَّهُمْ، ويحفظَ لَهُمْ حُرْمَتَهُم، وَأُوصِيهِ بالأنصارِ خَيراً: الذين تَبَوَّؤُوا الدارّ والإيمَانَ من قَبلِهِمْ: أَن يُقبَلَ من مُحْسنِهم، وأَن يُعْفى عن مُسيئِهم، وأوصيِه بأهلِ الأمصارِ خَيْراً: فَإِنَّهُم رِدءُ الإسلامِ، وجُبَاةُ المالِ، وَغَيظُ العَدُوِّ، وأَن لا يُؤخذَ منهم إلا فَضْلُهم عن رِضى منهم، وأوصِيهِ بالأعراب خيراً، فإنهم أَصلُ العربِ وَمَادَّةُ الإسلامِ: أن يُؤخذَ مِن حَواشِي أموالهم، ويُرَدَّ على فُقَرَائِهِم، وأوصِيهِ بِذِمَّةِ الله وذِمَّةِ رسولِه -صلى الله عليه وسلم-: أَن يُوفى لهم بِعَهْدِهم، وأن يُقَاتَلَ مِن وَرَائِهِم (11) ، ولا يُكلَّفُوا إلا طَاقَتَهم، قال: فلما قُبضَ خرجنا بِهِ، فانطَلقنا نَمشي، فَسلَّم عبد الله بن عُمَرَ، وقال: يستأذن عمرُ بن الخطاب، قالت: أدخِلُوهُ، فَأُدْخِلَ، فَوُضِعَ هُنالك مَعَ صَاحِبيَهِ، فلما [ص:124] فُرغَ من دَفْنهِ اجتمَعَ هؤلاء الرَّهطُ، فقال عبدُ الرحمن بن عوف: اجْعَلوا أَمرَكم إلى ثلاثةٍ منكم، فقال الزبيرُ: قد جعلتُ أمري إِلى عليٍّ، وقال طلحةُ: قد جعلتُ أمري إلى عثمانَ، وقال سعدٌ: قد جعلت أمري إلى عبد الرحمن، فقال عبد الرحمن: أَيُّكما يَبرَأُ من الأمرِ فَنَجْعَله إليه، واللهُ عَليه والإسلامُ لَيَنْظُرَنَّ أفْضَلَهُم في نفسه؟ فَأُسكِتَ الشيْخَانِ، فقال عبدُ الرحمن: أَفَتَجْعَلُونَهُ إِلَيَّ، والله عَلَيَّ أَن لا آلُوا عن أَفْضِلِكم؟ قالا: نعم، فَأخَذَ بِيَدِ أحَدهما، فقال: [إن] لَكَ من قَرَابَةِ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- والقَدَمِ في الإسلامِ ما قَد عَلِمْتَ، فَاللهُ عليك لَئِنْ أَمَّرتُكَ لَتَعْدِلَنَّ، وَلَئِن أمَّرتُ عثمانَ لَتَسمعَنَّ وَلَتُطيعَنَّ؟ ثم خَلا بالآخَرِ فقال له مثل ذلك، فلما أخذَ الميثَاقَ قال: ارفَع يَدَكَ يا عثمانُ فَبَايَعَهُ، وبَايَعَ له عليٌّ، وولَجَ أَهلُ الدَّار فَبَايَعُوهُ» . أخرجه البخاري (12) . [ص:125]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(العلج) : العجمي في ذلك الوقت.
(أرامل) : جمع أرملة، وهي التي مات زوجها، والرجل إذا ماتت امرأته: أرمل، وقيل: أراد بالأرامل: المساكين من الرجل والنساء.
(بُرنُساً) : البرنس: قلنسوة طويلة كان يلبسها الزهاد في صدر الإسلام (13) . [ص:126]
[[ (الصنع) بفتح الصاد والنون: الصانع المجيد المتقن، والمرأة صناع.]]
(رقيقاً) : الرقيق: اسم لجميع العبيد والإماء.
(كفافاً) : يقال: خرجت من هذا الأمر كفافاً، أي: لا لي ولا علي.
(نبيذ) : شراب من تمر أو زبيب منبوذ في ماء، والمراد به: الحلال المباح الذي لا يسكر.
(لا تعدوهم) : عداه: إذا جاوزه إلى غيره.
(تبوؤوا) : تبوأت المنزل: إذا اتخذته منزلاً.
(ردء) : الردء العون.
__________
(1) أي للصلاة بالناس.
(2) قال الحافظ في " الفتح ": وفي رواية الكشميهني: منيتي بفتح الميم وكسر النون وتشديد التحتانية.
(3) قال الحافظ في " الفتح ": قال ابن التين: إنما قال ذلك لعلمه بأن عمر لا يأمر بقتلهم.
(4) قال الحافظ: هو على ما ألف من شدة عمر في الدين، لأنه فهم من ابن عباس من قوله: إن شئت فعلنا، أي قتلناهم، فأجابه بذلك، وأهل الحجاز يقولون: كذبت في موضع أخطأت، وإنما قال له بعد أن صلوا، لعلمه أن المسلم لا يحل قتله، ولعل ابن عباس إنما أراد قتل من لم يسلم منهم.
(5) المراد بالنبيذ: تمرات نبذت في ماء، أي نقعت فيه، كانوا يصنعون ذلك، لاستعذاب الماء.
(6) قال الحافظ في " الفتح ": في رواية الكشميهني: فجعلوا يثنون عليه.
(7) وفي بعض النسخ: أنقى وهي أصوب، قال الحافظ في " الفتح ": بالنون ثم القاف للأكثر، وبالموحدة بدل النون للكشميهني.
(8) قال الحافظ: وفي إنكاره على ابن عباس، ما كان عليه من الصلابة في الدين، وأنه لم يشغله ما هو فيه من الموت عن الأمر بالمعروف.
(9) قال الحافظ: في حديث جابر: ثم قال: يا عبد الله أقسمت عليك بحق الله وحق عمر إذا مت فدفنتني أن لا تغسل رأسك حتى تبيع من رباع آل عمر بثمانين ألفاً فتضعها في بيت مال المسلمين، فسأله عبد الرحمن بن عوف، فقال: أنفقتها في حجج حججتها، وفي نوائب كانت تنوبني، وعرف بهذا جهة دين عمر.
(10) بعض النسخ: تسير معها.
(11) أي: إن قصدهم عدوهم ودفع عنهم مضرتهم.
(12) 7 / 49 و 50 و 51 و 52 و 53 و 54 و 55 و 56 و 57 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب قصة البيعة والاتفاق على عثمان بن عفان، وفي الجنائز، باب ما جاء في قبر النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر، وفي الجهاد، باب يقاتل أهل الذمة ولا يسترقون، وفي تفسير سورة الحشر.
قال الحافظ في " الفتح ": 7 / 56، 57: وفي قصة عمر هذه من الفوائد، شفقته على المسلمين، ونصيحته لهم، وإقامة السنة فيهم، وشدة خوفه من ربه، واهتمامه بأمر الدين أكثر من اهتمامه بأمر نفسه، وأن النهي عن المدح في الوجه مخصوص بما إذا كان غلو مفرط أو كذب ظاهر، ومن ثم لم ينه عمر الشاب عن مدحه له مع كونه أمر بتشمير إزاره والوصية بأداء الدين [ص:125] والاعتناء بالدفن عند أهل الخير، والمشورة في نصب الإمام، وتقديم الأفضل، وأن الإمامة تنعقد بالبيعة، وغير ذلك مما هو ظاهر بالتأمل، والله الموفق، وقال ابن بطال: فيه دليل على جواز تولية المفضول على الأفضل منه، لأن ذلك لو لم يجز لم يجعل الأمر شورى إلى ستة أنفس مع علمه أن بعضهم أفضل من بعض، قال: ويدل على ذلك أيضاً قول أبي بكر: قد رضيت لكم أحد الرجلين: عمر وأبي عبيدة، مع علمه بأنه أفضل منهما، وقد استشكل جعل عمر الخلافة في ستة، ووكل ذلك إلى اجتهادهم، ولم يصنع ما صنع أبو بكر في اجتهاده فيه، لأنه إن كان لا يرى جواز ولاية المفضول على الفاضل، فصنيعه يدل على أن من عدا الستة كان عنده مفضولاً بالنسبة إليهم، وإذا عرف ذلك فلم يخف عليه أفضلية بعض الستة على بعض وان كان يرى جواز ولاية المفضول على الفاضل، فمن ولاه منهم أو من غيرهم كان ممكناً، والجواب عن الأول يدخل فيه الجواب [[عن]] الثاني، وهو أنه إذا تعارض عنده صنيع النبي صلى الله عليه وسلم حيث لم يصرح باستخلاف شخص بعينه، وصنيع أبي بكر حيث صرح، فتلك طريق تجمع التنصيص وعدم التعيين، وإن شئت قل: تجمع الاستخلاف وترك تعيين الخليفة، وقد أشار بذلك إلى قوله: لا أتقلدها حياً وميتاً، لأن الذي يقع ممن يستخلف بهذه الكيفية إنما ينسب إليه بطريق الإجمال، لا بطريق التفصيل، فعينهم ومكنهم من المشاورة في ذلك، والمناظرة فيه لتقع ولاية من يتولى بعده عن اتفاق من معظم الموجودين حينئذ ببلده التي هي دار الهجرة، وبها معظم الصحابة، وكل من كان ساكناً مع غيرهم في بلد غيرها، كان تبعاً لهم فيما يتفقون عليه.
(13) ليس للزهاد لباس خاص في الإسلام.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (7/49) عن موسى بن إسماعيل، عن أبي عوانة، عن حصين، عن عمرو بن ميمون الأودي، فذكره.(4/119)
2086 - (خ) عروة بن الزبير - رضي الله عنهما -: «أَنه لمَّا سَقَطَ حَائطُ حُجْرَةِ قَبْرِ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- في زَمَانِ الوليد أَخَذَ في بِنَائِهِ (1) ، فَبَدَتْ لَهُم [ص:127] قَدَمٌ، فَفَزِعُوا، وظَنوا أَنَّها قَدَمُ رَسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فما وجدوا أحداً يعلم ذلك، حتى قال لهم عروةُ: [لا] والله، ما هي قَدَمُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، ومَا هي إلا قَدَمُ عُمَرَ» أخرجه ... (2) .
__________
(1) قال الحافظ في " الفتح ": والسبب في ذلك ما رواه أبو بكر الآجري من طريق شعيب بن إسحاق عن هشام بن عروة قال: أخبرني أبي قال: كان الناس يصلون إلى القبر، فأمر به عمر بن عبد العزيز فرفع حتى لا يصلي إليه أحد، فلما هدم بدت قدم بساق وركبة، ففزع عمر بن عبد العزيز، فأتاه عروة فقال: هذا ساق عمر وركبته، فسري عن عمر بن عبد العزيز، وروى الآجري من طريق مالك بن المغول عن رجاء بن حيوة قال: كتب الوليد بن عبد الملك إلى عمر بن عبد العزيز وكان قد اشترى حجر أزواج النبي صلى الله عليه وسلم: أن اهدمها ووسع بها المسجد، فقعد عمر في ناحية المسجد ثم أمر بهدمها، فما رأيته باكياً أكثر من يومئذ، ثم بناه كما أراد، فلما أن بنى البيت على القبر، وهدم البيت الأول ظهرت القبور الثلاثة، وكان الرمل الذي عليها قد انهار، ففزع عمر بن عبد العزيز، وأراد أن يقوم فيسويها بنفسه، فقلت له: أصلحك الله، إنك إن قمت قام الناس معك، فلو أمرت رجلاً أن يصلحها، ورجوت أن يأمرني بذلك، فقال: يا مزاحم - يعني مولاه -: قم فأصلحها.
(2) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، والحديث عند البخاري 3 / 204 في الجنائز، باب ما جاء في قبر النبي صلى الله عليه وسلم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (3/300) قال: ثنا فروة، حدثنا هشام بن عروة عن أبيه لما سقط.... فذكره.(4/126)
2087 - (خ) المسور بن مخرمة - رضي الله عنه -: «أنَّ الرَّهطَ الذين وَلاهُم عمرُ (1) اجتَمعُوا، فَتَشَاوَرُوا، فقال لهم عبد الرحمن بن عوف: لَستُ بالذي أُنَافِسُكُمْ في هذا الأمْرِ، ولكنكم إِن شِئْتُمْ اختَرْتُ لكم منكم، فَجَعَلُوا ذلك إلى عبد الرحمن، فلما ولَّوْهُ أمْرَهُمْ انثَالَ الناسُ (2) على عبد الرحمن ومالُوا إليه، حتى ما أرى أحَداً من الناسِ يتْبَعُ أحداً مِن أُولئِكَ الرَّهطِ، ولا يَطأُ عَقِبَيهِ، ومَالَ الناسُ على عبد الرحمن يُشَاوِرونَهُ، ويُناجُونَهُ تِلْكَ اللَّيالِيَ، حتى إذا كانت الليلةُ التي أَصبَحنا منها، فَبايعْنا عثمانَ، قال المسِورُ: طَرَقني عبدُ الرحمن بعد هَجْعٍ من الليلِ، فَضَربَ البابَ حتى اسْتَيقَظتُ، فقال: ألا أرَاكَ نَائِماً؟ فواللهِ مَا اكْتَحَلتُ هذه الثلاثَ بِكَبير [ص:128] نَومٍ [انْطَلِقْ] فَادعُ لي الزُّبَيْرَ وسعداً، فَدعَوتُهُمَا له، فَشَاورَهُما، ثم دعاني، فقال: ادْعُ لي عليّاً، فَدَعَوتُهُ فَنَاجَاهُ حتى ابْهَارَّ اللَّيلُ (3) ، ثم قامَ عليٌّ من عنده وهو على طَمَعٍ، وكان عبدُ الرحمن يَخشى من عليٍّ شيئاً، ثم قال: ادعُ لي عثمانَ، فناجاهُ حتى فَرَّقَ بينهما المؤذِّنُ للصبح، فلمَّا صلى الناسُ الصبحَ، اجتَمَعَ أُولَئِكَ الرهطُ عند المنبر، فأرسلَ عبدُ الرحمن إلى من كان خارجاً من المهاجرين والأنصارِ، وأَرسلَ إِلى أُمَراءِ الأَجْنَادِ، وكانوا قد وَافَوْا تلك الحجَّةَ مع عُمَرَ، فلما اجتمعوا تَشهَّدَ عبدُ الرحمن، وقال: أما بعدُ، يا عليُّ، فإني نَظَرْتُ في أمرِ الناسِ، فلم أرهُمْ يَعْدِلُون بِعثمانَ، فلا تَجْعَلَنَّ على نَفْسِكَ سَبِيلاً، وَأخَذَ بيدِ عثمانَ، وقال: أَبايِعُكَ على سُنَّةِ الله ورسوله، والخَلِيفَتينِ من بعده، فبايَعَهُ عبد الرحمن، وبايَعَهُ الناسُ والمهاجرونَ والأنصارُ، وأُمَرَاءُ الأجنادِ والمُسلِمونَ» . أخرجه البخاري (4) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(هجع) : مضى هجع من الليل، أي: طائفة منه.
(إبهار الليل) : إذا مضى نصفه.
__________
(1) أي عينهم فجعل الخلافة شورى بينهم، أي ولاهم التشاور فيمن يعقد له الخلافة منهم.
(2) لفظه في البخاري المطبوع: فلما ولوا عبد الرحمن أمرهم فمال الناس، قال الحافظ في " الفتح ": في رواية سعيد بن عامر: فانثال الناس، وهو بنون ومثلثة، أي قصدوه كلهم شيئاً بعد شيء، وأصل النثل: الصب، يقال: نثل كنانته، أي: صب ما فيها من السهام.
(3) ابهار الليل: انتصف، وبهرة كل شيء: وسطه، وقيل: معظمه، والبهر: الضوء.
(4) 13 / 168 و 169 و 170 في الأحكام، باب كيف يبايع الإمام الناس.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (13/168) قال: ثنا عبد الله بن محمد بن أسماء، حدثنا جويرية عن مالك عن الزهري أن حميدا بن عبد الرحمن أخبره، أن المسور بن مخرمة أخبره، فذكره.(4/127)
2088 - () عبد الله بن سلام - رضي الله عنه -: قال: «لمَّا حُوصِرَ [ص:129] عثمانُ، وَلَّى أَبا هُرَيْرَةَ على الصَّلاةِ، وكان ابنُ عباسٍ يُصَلِّي أحياناً، ثم بَعثَ عثمانُ إليهم، فقال: ما تُريِدونَ مِني؟ قالوا: نُريدُ أَنْ تَخْلَعَ إِليهم أَمرَهم، قال: لا أَخْلَعُ سِرْبَالاً سَرْبَلنيِهِ اللهُ تعالى، قالوا: فهم قاتِلُوكَ، قال: لَئِن قَتَلتُمُوني لا تَتَحابُّونَ بَعدي أبداً، ولا تُقَاتِلُونَ بعدي عَدوّاً جميعاً أَبداً، وَلَتَخْتَلِفُنَّ (1) على بَصِيرةٍ، يا قَومِ، لا يَجْرِمَنَّكم شِقَاقي أن يُصِيبَكُمْ ما أَصَابَ مَنْ قَبْلَكُمْ، فلما اشتَدَّ عليه الأمْرُ أصبحَ صَائِماً يَومَ الجمعةِ، فلما كان في بعض النهارِ نَامَ، قال: رأَيتُ الآنَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، وقال لِي: إِنَّكَ تُفْطِرُ عندنا اللَّيلَةَ، فَقُتِلَ مِنْ يَومِهِ، ثم قَامَ عليٌّ خَطيباً، فَحمِدَ اللهَ، وأثنى عليه، وقال: أَيُّهَا الناسُ، أقْبِلُوا عَليَّ بِأسْمَاعِكُمْ وأبصارِكم، إني أخاف أن أَكونَ أنا وأنتم قد أصبَحْنا في فِتنَةٍ، وما علينا فيها إلا الاجتهادُ، [وقال] : إنَّ اللهَ أدَّبَ الأُمَّةَ بِأدَبَيْنِ: الكِتابِ والسنَّةِ، لا هَوادَةَ عند السلطان فيهما، فاتَّقُوا اللهَ وأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكم، ثم نَزَلَ، وَعَمَدَ إلى ما بَقيَ من بَيْتِ المال، فَقَسَمَهُ على المسلمين» أخرجه ... (2) .
[ص:130]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(بصيرة) : البصيرة: المعرفة والفطنة.
(يجرمنكم) : لا يجرمنكم أي: لا يحملنكم ولا يحدوكم.
(شقاقي) : الشقاق: النزاع والخلاف.
(هوادة) : الهوادة: السكون والموادعة والرضى بالحالة التي ترجى معها السلامة.
__________
(1) في الأصل: ولتخلفن.
(2) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
هذا الأثر من زيادات رزين على الأصول.(4/128)
2089 - (خ) الحسن البصري - رحمه الله - قال: اسْتَقْبَلَ واللهِ الحسنُ بنُ عليّ مُعاوِيةَ بِكَتَائِبَ أَمْثالِ الجبالِ، فقال عَمْرو بنُ العاصِ لِمُعَاويةَ: إِنِّي لأرى كتَائِبَ لا تُولِّي حتى تَقْتُلَ أقْرَانَهَا، فقال [له] معاويةُ - وكان واللهِ خَيْرَ الرجلين -: أَي عمرو: «أَرأيتَ إنْ قَتَلَ هؤلاء هؤلاء، وهؤلاء هؤلاء، مَنْ لي بأُمورِ الناسِ؟ مَنْ لي بِنسَائِهِمْ؟ مَنْ لي بِضَيعَتِهم؟» فَبَعَثَ إليه رَجُلينِ من قريشٍ من بني عبد شَمس: عبدَ الرحمن بن سَمُرة، وعبدَ الله بن عامر، فقال: اذْهَبا إلى الرَّجلِ فَاعرِضَا عليه، وقولا لَهُ، واطلُبا إِليه، فَأَتَيَاهُ، فَدَخلا عليه، وتَكَلَّمَا، وقالا له، وطَلَبا إليه، فقال لهم الحسنُ بن عليٍّ: إنَّا بَنُو عبدِ المطلب قَد أَصَبْنا من هذا المال، وإِنَّ هذه الأمَّةَ قد عاثَت في دِمائِهِا، قالا: فإنه يَعْرِضُ عليك (1) كذا وكذا، ويَطْلُبُ إليكَ ويسألُكَ؟ قال: فَمَن لي بهذا؟ . قالا: نحن لك به، فما سَأَلَهُما شيئاً إلا قالا: نَحْنُ لك به، فَصَالَحَهُ، قال الحسن: ولقد سمعتُ أبا بَكْرَةَ (2) يقول: رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- على [ص:131] المنبَرِ والحسنُ بنُ عليٍّ إلى جَنْبِهِ، وهو يُقْبِلُ على الناس مَرَّة، وعليه أخرى، ويقول: «إنَّ ابني هذا سَيِّدٌ، ولعَلَّ اللهَ أَنْ يُصلِحَ به بَيْنَ فِئتَينِ عَظِيمَتَينِ من المسلمين» أخرجه البخاري (3) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(بكتائب) : الكتائب: جمع كتيبة، وهي القطعة المجتمعة من الجيش.
(أقرانها) : الأقران: جمع قِرن - بكسر القاف - وهو المثل والنظير في الحرب.
(بضيعتهم) : ضيعة الرجل: ما يكون معاشه من صناعة وغيرها من غلة وتجارة ونحوها.
(عاثت) : العيث: الفساد.
__________
(1) في الأصل: يعرض عليه، والتصحيح من البخاري.
(2) جاء في آخر الحديث: وقال أبو عبد الله - يعني البخاري -: قال لي علي بن عبد الله - يعني [ص:131] ابن المديني -: إنما ثبت لنا سماع الحسن - يعني البصري - من أبي بكرة بهذا الحديث، قال الحافظ في " الفتح ": أي لتصريحه فيه بالسماع، قال: وقد أخرج المصنف - يعني البخاري - هذا الحديث، عن علي بن المديني، عن ابن عيينة في كتاب الفتن، لم يذكر هذه الزيادة.
(3) 5 / 225 في الصلح، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم للحسن بن علي: إن ابني هذا سيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين، وفي الأنبياء، باب علامات النبوة في الإسلام، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب مناقب الحسن والحسين، وفي الفتن، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم للحسن بن علي: إن ابني هذا لسيد. وانظر " الفتح " في شرح الحديث 13 / 52 - 58، وفي آخره الفوائد المستنبطة من الحديث.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه الحميدي (793) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا إسرائيل أبو موسى. وأحمد (5/37) قال: حدثنا سفيان، عن أبي موسى، ويقال له: إسرائيل. وفي (5/44) قال: حدثنا هاشم، قال: حدثنا المبارك. وفي (5/94) قال: حدثنا مؤمل، قال: حدثنا حماد بن زيد، قال: حدثنا علي بن زيد. وفي (5/51) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا مبارك بن فضالة. والبخاري (3/243) قال: حدثنا عبد الله بن محمد، قال: حدثنا سفيان، عن أبي موسى. وفي (4/249) قال: حدثني عبد الله ابن محمد، قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا حسين الجعفي، عن أبي موسى. وفي (5/32) قال حدثنا صدقة، قال: حدثنا ابن عيينة، قال: حدثنا أبو موسى. وفي (9/71) قال: حدثنا علي بن عبد الله، قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا إسرائيل أبو موسى. وأبو داود (4662) قال: حدثنا مسدد، ومسلم بن إبراهيم، قالا: حدثنا حماد، عن علي بن زيد (ح) وحدثنا محمد بن المثنى، عن محمد بن عبد الله الأنصاري، قال: حدثني الأشعث. والترمذي (3773) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا الأنصاري محمد بن عبد الله، قال: حدثنا الأشعث، هو ابن عبد الملك. والنسائي (3/107) . وفي الكبرى (1644) . وفي عمل اليوم والليلة (252) قال: أخبرنا محمد بن منصور، قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا أبو موسى إسرائيل بن موسى. وفي عمل اليوم والليلة (251) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن علي بن زيد. وفي فضائل الصحابة (63) قال: أخبرنا عبيد الله بن سعيد، قال: حدثنا سفيان، عن أبي موسى.
أربعتهم (إسرائيل أبو موسى، والمبارك بن فضالة، وعلي بن زيد، والأشعث) عن الحسن، فذكره.
* أخرجه أحمد (5/47) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، قال: أخبرني من سمع الحسن يحدث عن أبي بكرة، فذكره.
* وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (254) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا خالد، قال: حدثنا عوف، عن الحسن، قال: بلغني أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال للحسن بن علي نحوه. «مرسل» .
* وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (255) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان، قال: حدثنا أبو داود الحفري، عن سفيان، عن داود. وفي (256) قال: أخبرنا محمد بن العلاء أبو كريب، قال: حدثنا ابن إدريس، عن هشام.
كلاهما (داود، وهشام) عن الحسن، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فذكره «مرسل» .(4/130)
الكتاب الخامس: في الخلع
2090 - (ت د) ثوبان - رضي الله عنه -: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «أَيُّما امْرأةٍ اختَلَعَتْ من زَوجها من غَيْرِ بَأسٍ لَمْ تَرِح رَائحَةَ الجنة» .
وفي روايةٍ: «أَيُّما امْرأةٍ سَأَلَت زَوجَها طَلاقَها» .
وفي رواية: أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قال: «إِنَّ المُختَلِعَاتِ هُنَّ المُنَافقاتُ» .
أخرجه الترمذي، وأخرج أبو داود الرواية الثانية (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(لم ترح رائحة الجنة) : أي لم تشم ولم تجد ريحها.
__________
(1) الترمذي رقم (1186) ، ورقم (1187) في الطلاق، باب ما جاء في المختلعات، وقال الترمذي: هذا حديث حسن، وأبو داود رقم (2226) في الطلاق، باب في الخلع، وسنده قوي.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده معلول بالانقطاع: أخرجه أحمد (5/283) قال: حدثنا عبد الرحمن. والدارمي (2275) قال: حدثنا محمد بن الفضل. وأبو داود (2226) قال: حدثنا سليمان بن حرب. وابن ماجة (2055) قال: حدثنا أحمد بن الأزهر، قال: حدثنا محمد بن الفضل.
ثلاثتهم (عبد الرحمن، ومحمد، وسليمان) قالوا: حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أبي أسماء، فذكره.
* أخرجه أبو داود «تحفة الأشراف» (2103) عن محمد بن إسماعيل الصائغ، عن عفان (ح) وعن حجاج الضرير، عن عمرو بن عون. كلاهما (عفان، وعمرو) عن حماد بن زيد، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أبي أسماء، فذكره.
قال المزي: وجدتهما في بعض النسخ من رواية أبي بكر بن داسة، عن أبي داود. وأظنهما من زيادات أبي سعيد بن الأعرابي، أو غيره، فإن ابن الأعرابي قد روى عنهما في «معجمه» .ولم أجد لأبي داود عنهما رواية في غير هذا الموضع، والله أعلم.
* أخرجه أحمد (5/277) قال: حدثنا إسماعيل. والترمذي (1187) قال: أنبأنا بذلك بُندار. قال: أنبأنا عبد الوهاب «الثقفي» كلاهما (إسماعيل، وعبد الوهاب) عن أيوب عن أبي قلابة، عمن حدثه، عن ثوبان، فذكره.(4/132)
2091 - (س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «المُنتَزِعَاتُ (1) والمُختَلِعَاتُ: هُنَّ المُنَافقاتُ» . قال الحسن: لم أسمعه من غير أبي هريرة. [ص:133]
أخرجه النسائي، وقال: الحسن لم يسمع من أبي هريرة شيئاً (2) .
__________
(1) " المنتزعات " اللاتي ينتزعن أنفسهن بمالهن من أحضان أزواجهن عن غير رضى منهم.
(2) 6 / 168 في الطلاق، باب ما جاء في الخلع، وأخرجه أيضاً أحمد في " المسند " 2 / 414، والحسن لم يسمع من أبي هريرة كما قال النسائي، وكذلك قال ابن أبي حاتم في " المراسيل "، وقال الحافظ في " الفتح ": 9 / 354 عن هذا الحديث: وفي صحته نظر، لأن الحسن عند الأكثر لم يسمع من أبي هريرة، لكن وقع في رواية النسائي: قال الحسن: لم أسمع من أبي هريرة غير هذا الحديث، وقد تأوله بعضهم على أنه أراد: لم يسمع هذا إلا من حديث أبي هريرة، وهو تكلف، وما المانع أن يكون سمع هذا منه فقط، وصار يرسل عنه غير ذلك، فتكون قصته في ذلك، كقصته مع سمرة في حديث العقيقة. أقول: قد صرح النسائي بسماع الحسن عن سمرة في حديث العقيقة 7 / 166، وإسناده صحيح، وصححه الترمذي والنووي وغيرهما، وانظر " جامع الأصول " 1 / 382. ومراد الحافظ: لعل الحسن قد سمع هذا الحديث فقط من أبي هريرة كما جاء في النسائي، قال الحسن: لم أسمعه من غير أبي هريرة، وبقية الروايات عنه مرسلة، فتكون هذه الرواية على ذلك ثابتة، والله أعلم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
منقطع، ضعيف: أخرجه أحمد (2/414) قال: حدثنا عفان. والنسائي (6/168) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. قال: أنبأنا المخزومي، وهو المغيرة بن سلمة كلاهما (عفان، والمخزومي) قالا: حدثنا وهيب، عن أيوب، عن الحسن، فذكره.
* قال الحسن: لم أسمعه من غير أبي هريرة. قال أبو عبد الرحمن النسائي: الحسن لم يسمع من أبي هريرة شيئا.(4/132)
2092 - (خ س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: قال: إِنَّ امرَأةَ ثابتِ بن قيس بنِ شَماسٍ أَتَتْ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقالت له: ما أعْتِبُ على ثابتٍ في خُلُقٍ، ولا دِينٍ، ولكني أكْرَهُ الكُفْرَ في الإسلام - قال أبو عبدِ الله [البخاري] : تَعني تَبغُضُهُ- قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «أَتَرُدِّينَ عليه حَدِيقَتَهُ؟» قالت: نعم، قال له رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: «اقْبَل الحديقةَ، وطَلِّقها تَطْلِيقَة» .
وفي روايةٍ عن عكرمة - مرسلاً - عن النبي - صلى الله عليه وسلم-.
وفي رواية: «أَنَّ اسمها: جَمِيلَةٌ» (1) . أخرجه البخاري، والنسائي (2) . [ص:134]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الحديقة) : البستان من النخيل إذا كان عليه حائط.
__________
(1) انظر " الفتح " 9 / 349 وما جاء من الروايات في اسمها.
(2) البخاري 9 / 352 في الطلاق، باب الخلع وكيف الطلاق فيه، والنسائي 6 / 169 في الطلاق، باب ما جاء في الخلع، وأخرجه أيضاً ابن ماجة رقم (2056) في الطلاق، باب المختلعة تأخذ [ص:134] ما أعطاها، وقد رواه البخاري مرسلاً وموصولاً، ووصله الإسماعيلي أيضاً، قال الحافظ: ويؤخذ من إخراج البخاري هذا الحديث في الصحيح فوائد، منها أن الأكثر إذا وصلوا، وأرسل الأقل، قدم الواصل، ولو كان الذي أرسل أحفظ، ولا يلزم منه أنه تقدم رواية الوصل على المرسل دائماً، ومنها: أن الراوي إذا لم يكن في الدرجة العليا من الضبط، ووافقه من هو مثله اعتضد، وقاومت الروايتان رواية الضابط المتقن، ومنها: أن أحاديث الصحيح متفاوتة المرتبة، إلى صحيح وأصح. قال الحافظ: وفي الحديث من الفوائد غير ما تقدم أن الشقاق إذا حصل من قبل المرأة فقط، جاز الخلع والفدية، ولا يتقيد ذلك بوجوده منهما جميعاً، وأن ذلك يشرع إذا كرهت المرأة عشرة الرجل ولم يكرهها ولم ير منها ما يقتضي فراقها، وانظر " الفتح " 9 / 352 - 354.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (7/60) قال: حدثنا أزهر بن جميل، قال: حدثنا عبد الوهاب الثقفي، قال: حدثنا خالد. وفي (7/60) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن المبارك المخرمي، قال: حدثنا قراد أبو نوح، قال: حدثنا جرير بن حازم، عن أيوب. وابن ماجة (2056) قال: حدثنا أزهر بن مروان، قال: حدثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى، قال: حدثنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة. والنسائي (6/169) قال: أخبرنا أزهر بن جميل، قال: حدثنا عبد الوهاب، قال: حدثنا خالد.
ثلاثتهم (خالد الحذاء، وأيوب، وقتادة) عن عكرمة، فذكره.
* أخرجه البخاري (7/60) قال: حدثنا إسحاق الواسطي، قال: حدثنا خالد، عن خالد الحذاء، عن عكرمة، أن أخت عبد الله بن أبي، بهذا «مرسل» .
* وأخرجه البخاري (7/61) قال: حدثنا سليمان، قال: حدثنا حماد، عن أيوب، عن عكرمة، أن جميلة، فذكر الحديث. «مرسلا» .
* في رواية قتادة سمى امرأة ثابت بن قيس: جميلة بنت سلول.
- الرواية المرسلة:
أخرجها أبو داود (2229) . والترمذي (1185) كلاهما عن محمد بن عبد الرحيم البزاز، قال: حدثنا علي بن بحر القطان، قال: حدثنا هشام بن يوسف، عن معمر، عن عمرو بن مسلم، عن عكرمة، فذكره.
* قال أبو داود: وهذا الحديث رواه عبد الرزاق، عن معمر، عن عمرو بن مسلم، عن عكرمة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، مرسلا.(4/133)
2093 - (ط د س) حبيبة بنت سهل الأنصاري - رضي الله عنها -: [أنها] كانت تَحْتَ ثابت بنِ قيس بن شَماسٍ، قالت: فَأتَيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قلتُ: لا أنا وَلا ثَابت - وفي رواية -: لما خَرَجَ رَسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- إلى الصبح، وجدَها عِندَ بابِهِ في الغَلَسِ، [فقال: «من هذه؟» قالت: أنا حبيبةُ بنت سهل يا رسول الله] ، فقال لها: «مَا شَأنُكِ؟» قالت: لا أنَا ولا ثابت، فَلَمَّا جَاءَ ثَابِتٌ قال له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: هذه حَبِيبَةُ، فذكَرَتْ ما شَاءَ اللهُ أنْ تَذكُرَ، فقالت حَبيبَةُ: يا رسولَ الله كُلُّ ما أعْطاني عِنْدي، فقال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-[لثابت] : «خُذ منها» فَأخَذَ منها، وَجلست في بيتها. [ص:135] أخرجه الموطأ، وأبو داود، والنسائي (1) .
وفي أخرى للنسائي: أنَّ ثابتَ بن قيس بن شماس ضرب امرأته فَكَسَرَ يَدَهَا - وهي جميلةُ بنت عبد الله بن أُبي (2) - فَأَتى أَخُوها يَشتَكِيهِ إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فَأَرسَلَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إلى ثابتٍ، فقال له: «تَرُدُّ الذي لَكَ عليكَ، وَخلِّ سَبيلها؟» قال: نعم، فَأمَرَها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أَنَّ تَتَرَبَّصَ حَيضة وَاحدة، وتَلْحَقَ بِأهْلِهَا (3) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الغلس) : ظلمة آخر الليل.
(تتربص) : التربص: الانتظار بالشيء.
__________
(1) الموطأ 2 / 564 في الطلاق، باب ما جاء في الخلع، وأبو داود رقم (2227) في الطلاق، باب في الخلع، والنسائي 6 / 169 في الطلاق، باب ما جاء في الخلع، وإسناده صحيح، قال الحافظ: وصححه ابن خزيمة وابن حبان من هذا الوجه.
(2) قال الحافظ في " الفتح ": قال ابن عبد البر: اختلف في امرأة ثابت بن قيس، فذكر البصريون أنها جميلة بنت أُبي، وذكر المدنيون أنها حبيبة بنت سهل، قلت (القائل ابن حجر) : والذي يظهر أنهما قصتان وقعتا لامرأتين لشهرة الخبرين وصحة الطريقين واختلاف السياقين، بخلاف ما وقع من الاختلاف في تسمية جميلة ونسبها، فإن سياق قصتها متقارب، فأمكن رد الاختلاف فيه إلى الوفاق.
(3) أخرجه النسائي 6 / 186 في الطلاق، باب عدة المختلعة، زاد الحافظ في " الفتح " نسبة هذه الرواية للطبراني، وهي رواية حسنة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: أخرجه مالك «الموطأ» صفحة (348) . وأحمد (6/433) قال: قرأت على عبد الرحمن بن مهدي: مالك. والدارمي (2276) قال: أخبرنا يزيد بن هارون. وأبو داود (2227) قال: حدثنا القعنبي، عن مالك. والنسائي (6/169) قال: أخبرنا محمد بن سلمة. قال: أنبأنا ابن القاسم، عن مالك.
كلاهما (مالك، ويزيد بن هارون) عن يحيى بن سعيد، عن عمرة بنت عبد الرحمن بن سعد بن زرارة فذكرته.(4/134)
2094 - (د) عائشة - رضي الله عنها -: أنَّ حَبيبَةَ بِنْتَ سهل كانت عند [ص:136] ثَابت بن قيس بن شَماس، فَضَرَبَهَا فَكسَر نُغْضَها (1) ، فَأَتَتْ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- بَعْدَ الصبحِ، فَاشْتَكَتْهُ إِليهِ، فَدَعَا النَّبيُّ ثَابتا فقال: «خُذ بعضَ مَالِهَا وفَارِقْها» قال: وَيصْلُحُ ذلك يا رسولَ الله؟ ، قال: «نعم» قال: فإني [قَدْ] أصدَقْتُها حَدِيقَتَيْنِ، وهما بِيدِها، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: «خُذهُما وفَارِقْها» , فَفَعَل. أخرجه أبو داود (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(نُغْضَها) : النغض: أعلى الكتف، وقيل: هو العظم العريض الذي يسمى اللوح.
__________
(1) الذي في نسخ أبي داود المطبوعة " بعضها " بالعين المهملة، وفي رواية النسائي التي قبلها: فكسر يدها.
(2) رقم (2228) في الطلاق، باب في الخلع، وإسناده حسن، ويشهد له من جهة المعنى الحديث المتقدم رقم (2094) .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن: أخرجه أبو داود (2228) قال: حدثنا محمد بن معمر. قال: حدثنا أبو عامر عبد الملك بن عمرو. قال: حدثنا أبو عمرو السدوسي المديني، عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن عمرة، فذكرته.(4/135)
2095 - (ط) نافع مولى ابن عمر - رضي الله عنهما -: عن مَولاةٍ لِصَفيَّة بنت أبي عُبيد: «أنَّها اخْتَلَعتْ من زَوجِها بِكُلِّ شَيءٍ لها، فلم يُنْكِر ذلك عبدُ الله بنُ عمر» . أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 2 / 565 في الطلاق، باب ما جاء في الخلع، وفي إسناده جهالة مولاة صفية بنت أبي عبيد.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه مالك (1229) عن نافع، فذكره.
قلت: مولاة صفية مجهولة، والله أعلم.(4/136)
ترجمة الأبواب التي أَوَّلها خاء ولم تَرِد في حرف الخاء
(الْخِيَارُ) في كتاب البيع، من حرف الباء.
(الْخُمُسُ) في كتاب الجهاد، من حرف الجيم.
(الْخَمْرُ) في كتاب الحدود، من حرف الحاء، وفي كتاب الشراب، من حرف الشين.
(الخاتم) في كتاب الزِّينة، من حرف الزاي.
(الْخِضابُ) في [كتاب] الزِّينة، من حرف الزاي.
(الْخَلوقُ) في [كتاب] الزِّينة، من حرف الزاي.
[ (الْخِتَانُ) في [كتاب] الزِّينة، من حرف الزاي] .
(الخَيلُ) (1) في كتاب السبق، من حرف السين.
(الْخَلْوَةُ بِالنِّسَاءِ) في كتاب الصحبة، من حرف الصاد.
(الْخَوارِجُ) في كتاب الفِتَنِ، من حرف الفاء.
__________
(1) في الأصل: الختان، بدل: الخيل.(4/137)
بسم الله الر حمن الرحيم
حرف الدال، وفيه ثلاثة كتب
كتاب الدُّعاء، كتاب الدِّيَات، كتاب الدَّيْن
الكتاب الأول: في الدعاء، وفيه ثلاثة أبواب
الباب الأول: في آداب الدعاء وجوائزه، وفيه أربعة فصول
الفصل الأول: في الوقت والحالة
2096 - (خ م ط ت د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «يَنْزِلُ رَبُّنَا كُلَّ ليلةٍ إلى سماءِ الدنيا (1) ، حين يبقَى ثُلثُ الليلِ [ص:139] الآخِرُ، فيقول: من يَدعُوني فأَستجيبَ له؟ (2) مَن يَسْألُني فأُعْطِيَهُ؟ مَن يَسْتَغْفِرُني فَأَغْفِرَ لَهُ؟» أخرجه البخاري، ومسلم.
وفي رواية لمسلم: «إِنَّ الله عَزَّ وجَلَّ يُمهِلُ حتى إِذَا ذَهَبَ ثُلُث الليل الأَوَّلُ، نَزَلَ إلى السماء الدنيا، فيقول: هل مِنْ مُستَغْفِرٍ؟ هل مِن تائِبٍ؟ هل من دَاعٍ؟ حتى يَنْفَجِرَ الفَجْرُ» .
وفي أخرى: «إِذَا مَضى شَطْرُ الليل، أو ثُلُثَاهُ، يَنْزِلُ اللهُ تَبارَكَ وتعالى إِلى السماءِ الدنيا، فيقولُ: [هل] من سائِلٍ فَيُعْطَى؟ هل من دَاعٍ فَيُستَجَابَ لَه؟ هل من مُستَغفِرٍ فَيُغْفَرَ لَهُ؟ حتى يَنفَجِرَ الصُّبْحُ» .
وفي أخرى له قال: «يَنْزِلُ الله تعالى إِلى السماءِ الدُّنيا كُلَّ لَيلةٍ حين يَمضي ثُلُثُ الليلِ الأولُ، فيقول: أَنَا الملكُ، أنا الملكُ، مَنْ ذَا الذي يدعوني ... الحديث» إلى آخره: وقال: «حتى يُضيءَ الفَجْرُ» .
وفي أخرى له نحوه، وفي آخره: «ثم يقولُ: مَنْ يُقْرِضُ غير عَدِيم [ص:140] ولا ظَلُومٍ» .
وفي أخرى نحوه، وفيه: «ثم يَبْسُطُ يَدَيْهِ تَبَارَكَ وَتَعَالى، ويقول: مَنْ يُقْرِضُ ... وذكر الحديث» .
وأخرج الموطأ، والترمذي، وأبو داود الرواية الأولى، وأخرج الترمذي أيضاً الرواية الخامسة (3) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ينزل ربنا كل ليلة إلى سماء الدنيا) : النزول والصعود والحركة والسكون من صفات الأجسام، والله تعالى يتقدس عن ذلك، والمراد به: نزول الرحمة والألطاف الإلهية، وقربها من العباد، وتخصيصه لها بالثلث الآخر من الليل، لأن ذلك وقت التهجد وقيام الليل وغفلة الناس عمن يتعرض لنفحات رحمة الله [ص:141] تعالى، وعند ذلك تكون النية خالصة، والرغبة إلى الله تعالى متوفرة، فهو مظنة القبول والإجابة (4) .
(عديم) : العديم: الذي لا شيء عنده، فعيل بمعنى فاعل.
(ظلوم) : الظلوم: المبالغ في الظلم، لأن فعولاً من أبنية المبالغة.
__________
(1) لقد أجرى جمهور السلف النزول على ما ورد مؤمنين به على طريق الإجمال، منزهين الله تعالى عن الكيفية والتشبيه، قال الحافظ في " الفتح ": ونقله البيهقي وغيره عن الأئمة الأربعة والسفيانين [ص:139] والحمادين والأوزاعي والليث وغيرهم، وانظر " الفتح " 3 / 25، 26 في التهجد، باب الدعاء والصلاة من آخر الليل، و 13 / 389، 390 في التوحيد، باب قوله تعالى: {يريدون أن يبدلوا كلام الله} .
(2) قال الحافظ في " الفتح ": فأستجيب له، بالنصب على جواب الاستفهام، وبالرفع على الاستئناف، وكذا قوله: فأعطيه، وأغفر له، وقد قرئ بهما في قوله تعالى: {من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً فيضاعفه له ... } الآية - يعني: فيضاعفه، برفع الفاء ونصبها - وليست السين في قوله تعالى: {فأستجيب} للطلب، بل أستجيب بمعنى أجيب.
(3) رواه البخاري 13 / 389 و 390 في التوحيد، باب قول الله تعالى: {يريدون أن يبدلوا كلام الله} ، وفي التهجد، باب الدعاء والصلاة من آخر الليل، وفي الدعوات، باب الدعاء نصف الليل، ومسلم رقم (758) في صلاة المسافرين، باب الترغيب في الدعاء والذكر في آخر الليل، والموطأ 1 / 214 في القرآن، باب ما جاء في الدعاء، والترمذي رقم (3493) في الدعوات، باب رقم (80) ، وأبو داود رقم (1315) في الصلاة، باب أي الليل أفضل. قال الحافظ: وفي حديث الباب من الفوائد: تفضيل صلاة آخر الليل على أوله، وتفضيل تأخير الوتر، لكن ذلك في حق من طمع أن ينتبه، وأن آخر الليل أفضل للدعاء والاستغفار، ويشهد له قوله تعالى: {والمستغفرين بالأسحار} ، وأن الدعاء في ذلك الوقت مجاب، ولا يعترض على ذلك بتخلفه عن بعض الداعين، لأن سبب التخلف وقوع الخلل في شرط من شروط الدعاء، كالاحتراز في المطعم والمشرب والملبس، أو لاستعجال الداعي، أو بأن يكون بإثم أو قطيعة رحم، أو تحصل الإجابة ويتأخر وجود المطلوب لمصلحة العبد أو لأمر يريده الله.
(4) " النزول " صفة من صفات الله، كصفة " الاستواء على العرش، والمجيء " وغيرها مما ثبت في الكتاب والسنة، ويجب على المسلم: أن يؤمن بها على حقيقتها على ما يليق بالله من غير تشبيه ولا تمثيل ولا تعطيل.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: رواه أبو سلمة وأبو عبد الله الأغر، عن أبي هريرة رضي الله عنه:
أخرجه مالك «الموطأ» (149) . وأحمد (2/264) قال: حدثنا أبو كامل. قال: حدثنا إبراهيم. وفي (2/267) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر. والدارمي (1487) قال: حدثنا الحكم بن نافع، عن شعيب بن أبي حمزة. والبخاري (2/66) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك. وفي (8/88) قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله. قال: حدثنا مالك. ومسلم (2/175) قال: حدثنا يحيى ابن يحيى. قال: قرأت على مالك. وأبو داود (1315) و (4733) قال: حدثنا القعنبي، عن مالك. وابن ماجة (1366) قال: حدثنا أبو مروان، محمد بن عثمان العثماني ويعقوب بن حميد بن كاسب. قالا: حدثنا إبراهيم بن سعد. والترمذي (3498) قال: حدثنا الأنصاري. قال: حدثنا معن. قال: حدثنا مالك. والنسائي في عمل اليوم والليلة (480) قال: أخبرنا أبو داود. قال: حدثنا يعقوب. قال: حدثنا أبي. وفي «الكبرى / الورقة 102 - أ» قال: أخبرنا محمد بن سلمة. قال: حدثنا ابن القاسم، عن مالك.
أربعتهم (مالك، وإبراهيم بن سعد، ومعمر، وشعيب) عن ابن شهاب الزهري، عن أبي سلمة وأبي عبد الله الأغر، فذكراه.
* وأخرجه أحمد (2/487) قال: قرأت على عبد الرحمن. (ح) وحدثنا إسحاق. والبخاري (9/175) ، وفي «الأدب المفرد» (753) قال: حدثنا إسماعيل.
ثلاثتهم (عبد الرحمن، وإسحاق، وإسماعيل) عن مالك، عن ابن شهاب، عن أبي عبد الله الأغر، عن أبي هريرة، فذكره. ليس فيه: «أبو سلمة بن عبد الرحمن» .
* وأخرجه أحمد (2/504) قال: حدثنا يزيد. قال: أخبرنا محمد. والدارمي (1486) قال: أخبرنا يزيد بن هارون. قال: أخبرنا محمد بن عمرو. ومسلم (2/167) قال: حدثنا إسحاق بن منصور. قال: أخبرنا أبو المغيرة. قال: حدثنا الأوزاعي. قال: حدثنا يحيى. والنسائي في عمل اليوم والليلة (478) قال: أخبرنا إسحاق بن منصور. قال: أخبرنا أبو المغيرة. قال حدثنا الأوزاعي. قال: حدثنا يحيى. وفي (479) قال: محمد بن سليمان - قراءة عليه - عن إبراهيم بن سعد، عن الزهري.
ثلاثتهم (محمد بن عمرو، ويحيى بن أبي كثير، والزهري) عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، فذكره. ليس فيه «أبو عبد الله الأغر» .
* الروايات ألفاظها متقاربة.
- ورواه عن أبي صالح، عن أبي هريرة:
أخرجه أحمد (2/282) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر. وفي (2/419) قال: حدثنا قتيبة ابن سعيد. قال: حدثنا يعقوب، يعني ابن عبد الرحمن. ومسلم (2/175) قال: حدنثا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا يعقوب، وهو ابن عبد الرحمن القاري. والترمذي (446) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن الإسكندراني.
كلاهما (معمر، ويعقوب بن عبد الرحمن القاري الإسكندراني) عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، فذكره.
ورواه ابن مرجانة. قال: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
أخرجه مسلم (2/176) قال: حدثني حجاج بن الشاعر. قال: حدثنا محاضر بن المُوَرِّع. (ح) وحدثنا هارون بن سعيد الأيلي. قال: حدثنا ابن وهب. قال: أخبرني سليمان بن بلال.
كلاهما (محاضر، وسليمان) عن سعد بن سعيد. قال: أخبرني ابن مرجانة، فذكره.
* قال مسلم بن الحجاج: ابن مرجانة، هو سعيد بن عبد الله. ومرجانة أمه.
- ورواه عن عطاء مولى أم صبية، عن أبي هريرة:
أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (485) قال: أخبرني عمرو بن هشام. قال: حدثنا محمد، وهو ابن سلمة، عن ابن إسحاق، عن سعيد المقبري، عن عطاء مولى أم صبية، فذكره.
- ورواه عن أبي جعفر، أنه سمع أبا هريرة:
أخرجه أحمد (2/258) قال: حدثنا يزيد. قال: أخبرنا هشام. (ح) وعبد الوهاب. قال: أخبرنا هشام. وفي (2/521) قال: حدثنا عبد الصمد وأبو عامر. قالا: حدثنا هشام. والنسائي في عمل اليوم والليلة (476) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود. قال: حدثنا خالد، عن هشام. وفي (477) قال: أخبرني شعيب بن شعيب بن إسحاق. قال: حدثنا عبد الوهاب بن سعيد. قال: حدثنا شعيب. قال: حدثنا الأوزاعي.
كلاهما -هشام، والأوزاعي - عن يحيى بن أبي كثير. قال: حدثنا أبو جعفر، فذكره.
- ورواه عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة:
أخرجه أحمد (2/433) قال: حدثنا يحيى. (ح) قال: حدثنا ابن نمير. والنسائي في عمل اليوم والليلة (843) قال: أخبرنا سويد بن نصر. قال: أخبرنا عبد الله.
ثلاثتهم - يحيى، وابن نمير، وعبد الله بن المبارك - عن عبيد الله بن عمر، عن سعيد المقبري، فذكره.
* أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (484) قال: أخبرنا عمرو بن عثمان. قال: حدثنا بقية، عن عبيد الله، عن سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة، نحوه. زاد فيه: «عن أبيه» .
- ورواه عن نافع بن جبير، عن أبي هريرة:
أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (486) قال: أخبرنا زكريا بن يحيى. قال: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم. قال: حدثنا ابن أبي فديك. قال: حدثني ابن أبي ذئب، عن القاسم بن عباس، عن نافع بن جبير، فذكره.(4/138)
2097 - (ت) أبو أمامة الباهلي - رضي الله عنه -: قال: قيل: يا رسولَ الله أي الدُّعاء أسْمَعُ؟ قال: «جَوفُ اللَّيلِ الآخِرُ، ودُبُرَ الصلواتِ المكتوباتِ» . أخرجه الترمذي (1) . [ص:142]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(جوف الليل) : جوف كل شيء: داخله ووسطه، والمراد به: الأوقات التي يخلو الإنسان فيها بربه من أثناء الليل.
(دبر الصلوات) : دبر كل شيء: وراءه وعقبه، والمراد به: الفراغ من الصلوات.
__________
(1) رقم (3494) في الدعوات، باب رقم (80) من حديث حفص بن غياث عن ابن جريج عن عبد الرحمن بن سابط عن أبي أمامة رضي الله عنه، وفي سنده انقطاع بين عبد الرحمن بن سابط وأبي أمامة، وفيه أيضاً عنعنة ابن جريج. أقول: وللفقرة الأولى منه شاهد من حديث عمرو بن عبسة الآتي رقم (2101) بلفظ " أقرب ما يكون العبد من ربه في جوف الليل الآخر، فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله تعالى في تلك الساعة فكن " رواه الترمذي وصححه، والنسائي في " عمل اليوم والليلة "، وابن خزيمة في صحيحه، وللفقرة الثانية شواهد عامة مشتملة على ترغيب عظيم، وفيها أن الذاكر يقوم مغفوراً له، وفيها أنه يكون في ذمة الله عز وجل إلى الصلاة الأخرى، وفيها أنها لو كانت خطاياه مثل زبد البحر لمحتهن، وغير ذلك من الترغيبات، وكل ذلك يدل على شرف هذا الوقت وقبول الدعاء فيه، ولذلك قال الترمذي: هذا حديث حسن، وقد روي عن أبي ذر، وابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " جوف الليل الآخر الدعاء فيه أفضل وأرجى "، ونحو هذا.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده منقطع، ولمتنه شواهد: أخرجه الترمذي (3499) . والنسائي في عمل اليوم والليلة (108) قال الترمذي: حدثنا، وقال النسائي: أخبرنا محمد بن يحيى «ابن أيوب» الثقفي المروزي، قال: حدثنا حفص بن غياث، عن ابن جريج، عن عبد الرحمن بن سابط، فذكره.(4/141)
2098 - (ت د) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «الدُّعَاءُ بين الأذَانِ والإقَامَةِ لا يُرَدُّ» .
زاد في رواية قال: «فَمَاذَا نَقولُ يا رسولَ الله؟ قال: سَلُوا الله العَافِيةَ في الدنيا والآخرة» (1) أخرجه الترمذي.
وفي رواية أبي داود قال: «لا يُرَدُّ الدُّعَاءُ بَيْنَ الأذانِ والإِقامةِ» لم يزد (2) .
__________
(1) لقد وردت الأخبار الكثيرة بطلب العافية.
(2) رواه الترمذي رقم (212) في الصلاة، باب رقم (46) ، ورقم (3588) و (3589) في الدعوات، باب رقم (138) ، وأبو داود رقم (521) في الصلاة، باب في الدعاء بين الأذان والإقامة، وفي سنده زيد العمي، وهو زيد بن الحواري أبو الحواري، قاضي هراة، وهو ضعيف، وفيه أيضاً يحيى بن اليمان العجلي، وهو صدوق عابد يخطئ كثيراً وقد تغير، وقد رواه أحمد في " المسند " 3 / 155 و 225 من طريق أخرى عن أنس بلفظ: " الدعوة لا ترد بين الأذان والإقامة فادعوا "، وإسناده صحيح، وصححه ابن خزيمة وابن حبان وغيرهما.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (212) قال: حدثنا محمد بن كثير، عن سفيان، عن زيد العمي - وهو ابن الحواري - والترمذي (3588 و 3589) عن محمود بن غيلان، عن وكيع وعبد الرزاق وأبي الزبير، وأبي نعيم - أربعتهم عن سفيان عن معاوية بن قرة عن أنس، فذكره.
* والنسائي في اليوم والليلة عن محمود بن غيلان بإسناده إلا أنه لم يذكر «عبد الرزاق» .ورواه عن سويد ابن نصر، عن عبد الله، عن سفيان به. ورواه عن إسحاق بن منصور، عن ابن مهدي،عن سفيان به - موقوفا. ورواه سليمان التميمي رمز له المزي «سي» عن قتادة عن أنس قوله. راجع التحفة (1594) و (1236) .(4/142)
2099 - (ط د) سهل بن سعد - رضي الله عنه -: قال: قال رسولُ الله [ص:143] صلى الله عليه وسلم-: «ثِنْتَانِ لا تُرَدَّانِ - أو قَلَّمَا تُرَدَّانِ - عِنْدَ النِّدَاءِ، وعند البَأْسِ، حين يُلْحِمُ بعضُهم بعْضاً» (1) .
وفي رواية قال: «وَتَحْتَ المَطرِ» هذه رواية أبي داود (2) .
وفي رواية الموطأ قال: «سَاعَتانِ تُفتَحُ لَهُما أَبْوَابُ السماء، وَقَلَّ دَاعٍ تُرَدُّ عليه دَعْوَتُهُ: حَضْرَةُ النداءِ للصلاةِ، والصّفُ في سبيلِ اللهِ» (3) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(النداء) : الأذان بالصلاة.
(البأس) : الخوف، والمراد به: القتال.
__________
(1) رواه أبو داود رقم (2540) في الجهاد، باب الدعاء عند اللقاء، والدارمي 1 / 272. قال الحافظ ابن حجر في " تخريج الأذكار ": حديث حسن صحيح، أخرجه أبو داود والدارمي.
(2) هذه الزيادة في سندها رزيق بن سعيد المدني وهو مجهول.
(3) رواية الموطأ موقوفة على سهل بن سعد رضي الله عنه، قال الزرقاني: قال ابن عبد البر: هذا الحديث موقوف عند جماعة رواة الموطأ، ومثله لا يقال بالرأي، وقد رواه أيوب بن سويد ومحمد بن مخلد وإسماعيل بن عمرو عن مالك مرفوعاً، وروي من طرق متعددة عن أبي حازم عن سهل مرفوعاً ... فذكره.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: أخرجه الدارمي (1203) قال: أخبرنا محمد بن يحيى. وأبو داود (2540) قال: حدثنا الحسن بن علي. وابن خزيمة (419) قال: حدثنا محمد بن يحيى، وزكريا بن يحيى بن أبان.
ثلاثتهم (محمد بن يحيى، والحسن بن علي، وزكريا) قالوا: حدثنا سعيد «هو ابن أبي مريم» قال: حدثنا موسى بن يعقوب الزمعي، قال: حدثني أبو حازم، فذكره.
* زاد الحسن بن علي في روايته: قال موسى: وحدثني رزق بن سعيد بن عبد الرحمن، عن أبي حازم عن سهل بن سعد، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، قال: «ووقت المطر» .
* في تحفة الأشراف (4769) : وتحت المطر.
قلت: ورواية مالك في «الموطأ» موقوفة، وزيادة «وتحت المطر» تفرد بها زريق بن سعيد وهو مجهول.(4/142)
2100 - (ت) عمرو بن عبسة - رضي الله عنه -: أَنَّهُ سَمِع رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «أَقْرَبُ مَا يَكُونُ العبدُ من ربِّهِ في سُجُودِهِ، وإذا قَامَ يُصَلِّي في ثُلُثِ الليْلِ الآخِرِ، فإِن استطَعْتَ أَن تكُونَ مِمَّنِ يَذكُرُ اللهَ في تِلْكَ السَّاعَةِ فَكُنْ» . [ص:144]
وفي رواية الترمذي: «أَقرَبُ ما يكونُ العبدُ من الرَّبِّ في جوفِ الليل الآخِرِ، فإن استَطَعتَ ... الحديث» (1) .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (3574) في الدعوات رقم (129) وصححه وهو كما قال، وأخرجه ابن خزيمة في صحيحه والنسائي والحاكم وصححه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (4/111) قال: حدثنا بهز، قال: حدثنا حماد بن سلمة. وفي (4/113) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (4/114) قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا حماد بن سلمة. وابن ماجة (283) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن بشار. قالا: حدثنا غندر محمد بن جعفر، عن شعبة. وفي (1251) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا غندر، عن شعبة. وفي (1364) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن بشار، ومحمد بن الوليد. قالوا: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. والنسائي في الكبرى (1477) قال: أخبرني أيوب بن محمد، قال: حدثنا حجاج، قال: حدثنا شعبة. وفي «المجتبى» (1/283) قال: أخبرني الحسن بن إسماعيل بن سليمان وأيوب بن محمد. قالا: حدثنا حجاج بن محمد «قال أيوب» : حدثنا. وقال حسن: أخبرني شعبة.
كلاهما (حماد بن سلمة، وشعبة) عن يعلى بن عطاء، عن يزيد بن طلق، عن عبد الرحمن بن البيلماني، فذكره.
* أخرجه أحمد (4/385) قال: حدثنا هشيم، قال: أخبرنا يعلى بن عطاء، عن عبد الرحمن بن أبي عبد الرحمن، عن عمرو بن عبسة. قال: أتيت النبي -صلى الله عليه وسلم-. فقلت: من تابعك على أمرك هذا؟ قال: حر وعبد، يعني أبا بكر وبلالا رضي الله تعالى عنهما، وكان عمرو يقول بعد ذلك: فلقد رأيتني وإني لربع الإسلام.
* لم يذكر هشيم «يزيد بن طلق» وقال: عبد الرحمن بن أبي عبد الرحمن.(4/143)
2101 - (م د س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «أَقرَبُ ما يكونُ العبدُ من رَبِّهِ عَزَّ وجَلَّ وَهُو سَاجِدٌ، فأكثِرُوا الدُّعَاءَ» . أخرجه مسلم، وأبو داود، والنسائي (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (482) في الصلاة، باب ما يقال في الركوع والسجود، وأبو داود رقم (875) في الصلاة، باب في الدعاء في الركوع والسجود، والنسائي 2 / 226 في الصلاة، باب أقرب ما يكون العبد من الله عز وجل.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/421) قال: حدثنا هارون (قال عبد الله بن أحمد: وسمعته أنا من هارون) . ومسلم (2/49) قال: حدثنا هارون بن معروف، وعمرو بن سواد. وأبو داود (875) قال: حدثنا أحمد بن صالح وأحمد بن عمرو بن السرح ومحمد بن سلمة. والنسائي (2/226) وفي الكبرى (636) قال: أخبرنا محمد بن سلمة.
خمستهم (هارون بن معروف، وعمرو بن سواد، وأحمد بن صالح، وأحمد بن عمرو بن السرح، ومحمد بن سلمة) قالوا: حدثنا ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن عمارة بن غزية، عن سمي مولى أبي بكر، أنه سمع أبا صالح ذكوان يحدث، فذكره.(4/144)
2102 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَن سَرَّهُ أنْ يَسْتَجِيبَ اللهُ له عند الشَّدَائِدِ والْكُرَبِ فَليُكْثِرِ الدُّعَاءَ في الرَّخَاءِ» . أخرجه الترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الشدائد) : جمع شديدة: وهي كل ما يمر بالإنسان من مصائب الدنيا.
(الرخاء) : السعة في العيش وطيبه، وهو ضد الشدة.
__________
(1) رقم (3379) في الدعوات، باب رقم (9) ، وفي سنده سعيد بن عطية الليثي لم يوثقه غير ابن حبان، وباقي رجاله ثقات، ولكن رواه الحاكم في " المستدرك " 1 / 544 وليس فيه سعيد بن عطية الليثي، وصححه، وأقره الذهبي، وأخرجه الحاكم أيضاً من حديث سلمان وقال: صحيح الإسناد.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه الترمذي (3382) قال: حدثنا محمد بن مرزوق. قال: حدثنا عبيد بن واقد. قال: حدثنا سعيد بن عطية الليثي، عن شهر بن حوشب، فذكره.
قلت: سعيد بن عطية تفرد ابن حبان بتوثيقه، وشهر شيخه مختلف فيه، والحديث أخرجه الحاكم (1/544) وصححه.(4/144)
2103 - (ت د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: «ثَلاثَةٌ لا تُرَدُّ دَعْوَتُهم: الصَّائِمُ حِينَ يُفْطِرُ، والإِمَامُ العادلُ، ودعوةُ المَظْلُومِ، يَرْفَعُها اللهُ فوقَ الغَمَامِ، وتُفْتَحُ لها أَبْوَابُ السماء، ويقول الرَّبُّ: وعِزَّتي لأنصُرَنَّكِ وَلَو بَعدَ حِينٍ» .
وفي رواية: «ثَلاثُ دَعَوَاتٍ مُسْتَجَاباتٌ، لا شَكَّ في إجابَتِهنَّ: دَعوَةُ المظلُومِ، ودَعوةُ المُسَافِرِ، ودَعوةُ الوَالِدِ على الولد» . أخرجه الترمذي، وأخرج أبو داود الثانية، وقال: «دَعْوَةُ الوالد، ودعوةُ المسافر، ودعوةُ المظلومِ» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الغمام) : السحاب، واحده: غمامة.
__________
(1) رواه الترمذي رقم (1906) في البر والصلة، باب رقم (7) ، ورقم (2528) في أبواب صفة الجنة، باب ما جاء في صفة الجنة ونعيمها، ورقم (3592) في الدعوات، وأبو داود رقم (1536) في الصلاة، باب الدعاء بظهر الغيب، وأخرجه أيضاً ابن ماجة رقم (3862) في الدعاء، باب دعوة الوالد ودعوة المظلوم، وحسنه الترمذي في الدعوات، وهو كما قال، قال الحافظ ابن حجر في " تخريج الأذكار " عن رواية الترمذي: هذا حديث حسن، أخرجه أحمد، وكذا أخرجه ابن حبان في صحيحه من وجه آخر مقطعاً في ثلاثة مواضع. أقول: ولبعض فقراته شواهد بالمعنى.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
حسن: أخرجه أحمد (2/258) قال: حدثنا يزيد. قال: أخبرنا هشام. وفي (2/348) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا أبان. وفي (2/434) قال: حدثنا يحيى، عن هشام. وفي (2/478) قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا هشام الدستوائي. وفي (2/517) قال: حدثنا الضحاك. قال: حدثنا حجاج الصواف. وفي (2/523) قال: حدثنا عبد الملك بن عمرو. قال: حدثنا هشام. وعبد بن حميد (1421) قال: أخبرنا أبو عاصم، عن حجاج الصواف. والبخاري في «الأدب المفرد» (32) قال: حدثنا معاذ بن فضالة. قال: حدثنا هشام. وفي (481) قال: حدثنا أبو نعيم. قال: حدثنا شيبان. وأبو داود (1536) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم. قال: حدثنا هشام. وابن ماجة (3862) قال: حدثنا أبو بكر. قال: حدثنا عبد الله بن بكر السهمي، عن هشام الدستوائي. والترمذي (1905) و (3448) قال: حدثنا علي بن حجر. قال: أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم، عن هشام الدستوائي. وفي (3448) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا أبو عاصم. قال: حدثنا الحجاج الصواف.
أربعتهم (هشام الدستوائي، وأبان بن يزيد، وحجاج بن أبي عثمان الصواف، وشيبان) عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي جعفر، فذكره.(4/145)
2104 - (ت د) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما -: أنَّ [ص:146] النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَا مِنْ دَعوةٍ أسرَعَ إجابَة (1) من دعوةِ غائِبٍ لِغَائِبٍ» . أخرجه الترمذي.
وفي رواية أبي داود: «إِنَّ أسْرَعَ الدُّعَاءِ إجابة: دعوةُ غَائِبٍ لغائبٍ» (2) .
__________
(1) لفظه في الترمذي المطبوع: ما دعوة أسرع إجابة.
(2) رواه الترمذي رقم (1981) في البر والصلة، باب رقم (50) ، وأبو داود رقم (1535) في الصلاة، باب الدعاء بظهر الغيب، وفي سنده عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الأفريقي، وهو ضعيف في حفظه، وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، والأفريقي يضعف في الحديث، وعند مسلم قريب من هذا المعنى من حديث أبي الدرداء مرفوعاً بلفظ: " دعوة المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة، عند رأسه ملك موكل، كلما دعا لأخيه بخير قال الملك الموكل به: آمين، ولك بمثل ".
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده محتمل التحسين: أخرجه عبد بن حميد (327) قال: حدثنا قبيصة، قال: حدثنا سفيان. وفي (331) قال: حدثنا يعلى. والبخاري في «الأدب المفرد» (623) قال: حدثنا عبد الله بن يزيد. وأبو داود (1535) قال: حدثنا أحمد بن عمرو بن السرح، قال: حدثنا ابن وهب. والترمذي (1980) قال: حدثنا عبد بن حميد، قال: حدثنا قبيصة، عن سفيان.
أربعتهم (سفيان، ويعلى، وعبد الله بن يزيد أبو عبد الرحمن المقرئ، وابن وهب) عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الإفريقي، عن عبد الله بن يزيد أبي عبد الرحمن، فذكره.
* قال الترمذي: هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه، والإفريقي يضعف في الحديث، وهو عبد الرحمن بن زياد بن أنعم.(4/145)
2105 - (خ م ت د س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- بَعَثَ مُعَاذاً إلى اليمن، فقال: «اتَّقِ دعوةَ المَظْلومِ، فإنَّهَا لَيْسَ بَيْنَهَا، وَبَينَ اللهِ حِجَابٌ» . أخرجه الترمذي.
هذا طَرَفٌ من حديث طويل قد أخرجه الجماعةُ إلا الموطأ، وهو بطوله مذكور في كتاب الغزوات من حرف الغين، وقد أخرجه الترمذي بطوله، وأخرج منه هذا الفصل (1) .
__________
(1) رواه البخاري 5 / 73 في المظالم، باب الاتقاء والحذر من دعوة المظلوم، وفي الزكاة، باب وجوب الزكاة، وباب لا تؤخذ كرائم أموال الناس في الصدقة، وباب تؤخذ الصدقة من الأغنياء وترد في الفقراء، وفي المغازي، باب بعث أبي موسى ومعاذ إلى اليمن قبل حجة الوداع، وفي التوحيد، باب ما جاء في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم أمته إلى توحيد الله تبارك وتعالى، ومسلم رقم (19) في الإيمان، باب الدعاء إلى الشهادتين وشرائع الإسلام، والترمذي رقم (2015) في البر والصلة، باب رقم (68) ، وأبو داود رقم (1584) في الزكاة، باب في زكاة السائمة، والنسائي 5 / 55 في الزكاة، باب إخراج الزكاة من بلد إلى بلد.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: يأتي في حرف الغين المعجمة.(4/146)
الفصل الثاني: في هيئة الداعي
2106 - (د) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تَستُروا الجُدُرَ، وَمَنْ نَظَرَ في كتاب أخيه بغير إذنه فإنما يَنْظُرُ في النَّارِ، سَلُوا الله بِبُطُونِ أكُفِّكُمْ ولا تَسألُوهُ بِظُهورِهَا، فإذا فَرَغْتُمْ فَامسَحوا بها وجوهكم» .
قال أبو داود: روي هذا الحديث من غير وجه عن محمد بن كعب، كُلُّها واهية، وهذا الطريق أمْثَلُها، وهو ضَعِيفٌ أيضا (1) .
وفي رواية قال: «إِنَّ المسألَةَ: أن تَرفَعَ يَدَيكَ حَذْوَ مَنكبَيْكَ أو نحوهما، والاستِغفَارَ: أنْ تُشيرَ بإِصبَعٍ واحِدَةٍ، والابتهالَ: أَنْ تَمُدَّ يَديكَ جَميعاً» . [ص:148]
زاد في أخرى: «أَن تَمُدَّ يَدَيكَ جَميعاً، ورَفَعَ يَدَيْهِ وَجَعلَ ظُهورهُمَا مِمَا يَلي وَجهَهُ» . أخرجه أبو داود (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(لا تستروا الجدر) : إنما نهى عن ستر الجدر، لأنه من زي المتكبرين والمترفهين المتنعمين في الدنيا وأرباب اللهو.
(الابتهال) : التضرع والمبالغة في المسألة.
__________
(1) رقم (1485) في الصلاة، باب الدعاء، وفي إسناده مجاهيل، ولكن لأكثر فقراته شواهد، فقوله: " سلوا الله ببطون أكفكم ولا تسألوه بظهورها " يشهد له حديث مالك بن يسار السكوني عند أبي داود رقم (2108) ، والفقرة الأخيرة " فإذا فرغتم فامسحوا بها وجوهكم " يشهد لها حديث عمر عند الترمذي في الرواية الآتية رقم (2110) ، وحديث السائب بن يزيد عند أبي داود الذي سيأتي برقم (2114) ، ولها شواهد أخرى بمعناها ترتقي بها إلى درجة الحسن، وقد حسنها الحافظ ابن حجر في " بلوغ المرام " بمجموع الطرق، ولأول الحديث: لا تستروا الجدر، شاهد بمعناه عند مسلم رقم (2107) في اللباس والزينة.
(2) رواه أبو داود رقم (1489) و (1490) و (1491) ، وأخرج هذه الروايات من طريق أبي داود ضياء الدين المقدسي في " الأحاديث المختارة " بما ليس في الصحيحين، وهي في مجموع 86 ورقة 184 الوجه الثاني من مخطوطات دار الكتب الظاهرية، وهو حديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
ضعيف: أخرجه أبو داود (1491) قال: حدثنا محمد بن يحيى بن فارس، قال: حدثنا إبراهيم ابن حمزة، قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد، عن العباس بن عبد الله بن معبد بن عباس. عن أخيه إبراهيم بن عبد الله، فذكره.
* أخرجه أبو داود (1489) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا وهيب - يعني ابن خالد - قال: حدثني العباس بن عبد الله بن معبد بن العباس بن عبد المطلب، عن عكرمة، عن ابن عباس. «موقوفا» .
* وأخرجه أيضا (1490) قال: حدثنا عمرو بن عثمان، قال: حدثنا سفيان، قال: حدثني عباس بن عبد الله بن معبد بن عباس، بهذا الحديث.(4/147)
2107 - (خ) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- رَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى رَأيتُ بَياضَ إِبِطَيْهِ» . أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) 2 / 429 في الاستسقاء، باب رفع الناس أيديهم مع الإمام في الاستسقاء.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (3/184) قال: حدثنا وكيع. وفي (3/209) قال: حدثنا سليمان بن داود. وفي (3/216) قال: حدثنا عبد الصمد. وفي (3/259) قال: حدثنا أسود بن عامر. وعبد بن حميد (1304) قال: حدثنا سعيد بن الربيع. ومسلم (3/24) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا يحيى بن أبي بكير. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (444) عن إسحاق بن إبراهيم، عن وهب بن جرير.
سبعتهم (وكيع، وسليمان، وعبد الصمد، وأسود، وسعيد، ويحيى، ووهب) عن شعبة، عن ثابت، فذكره.
قلت: وأخرجه البخاري (2/429) في الاستسقاء - باب رفع الناس أيديهم مع الإمام في الاستسقاء.(4/148)
2108 - (د) مالك بن يسار السكوني - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إِذَا سَألتم الله - عزَّ وجلَّ - فَسَلُوهُ بِبُطُونِ أَكُفِّكُمْ، ولا تَسْأَلُوهُ بِظهُورِها» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (1486) في الصلاة، باب الدعاء، وفي سنده أبو ظبية الكلاعي لم يوثقه غير ابن حبان، ولكن يشهد له الفقرة الثانية من حديث ابن عباس المتقدم رقم (2106) ، فهو بذلك حديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (1486) قال: حدثنا سليمان بن عبد الحميد البهراني، قال: قرأته في أصل إسماعيل، يعني ابن عياش، قال: حدثني ضمضم. عن شريح، قال: حدثنا أبو ظبية، أن أبا بحرية السكوني حدثه، فذكره.
* قال أبو داود: قال سليمان بن عبد الحميد: له عندنا صحبة. يعني مالك بن يسار.
قلت: عزا الحافظ الحديث: للبغوي وابن أبي عاصم، وابن السكن، والمعمري في «اليوم والليلة» وابن قانع،.... ثم قال: وفي نسخة من السنن - لأبي داود - ما لمالك عندنا صحبة، بزيادة ما النافية، ونقل عن البغوي قوله: لا أعلم بهذا الإسناد غير هذا الحديث ولا أدري له صحبة أو لا. الإصابة (9/80) (7696) .
* وفي إسناده أبو ظبية الكلاعي لم يوثقه غير ابن حبان.(4/148)
2109 - (د) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال: «رَأيتُ رسولَ [ص:149] الله - صلى الله عليه وسلم- يَدعُو هَكذَا، بِبَاطِنِ كَفَّيهِ وَظَاهِرهِمَا (1) » . أخرجه أبو داود (2) .
__________
(1) وهذا في الاستسقاء.
(2) رقم (487) في الصلاة، باب في الدعاء، وفي سنده عمر بن نبهان العبدي ويقال: الغبري، وهو ضعيف، والذي في صحيح مسلم رقم (896) في الاستسقاء، باب رفع اليدين بالدعاء في الاستسقاء من حديث أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم استسقى فأشار بظهر كفيه إلى السماء، وروى أبو داود رقم (1171) من حديث أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يستسقي هكذا، ومد يديه وجعل بطونهما مما يلي الأرض. قال النووي في " شرح مسلم ": قال جماعة من أصحابنا وغيرهم: السنة في كل دعاء لرفع بلاء كالقحط ونحوه: أن يرفع يديه ويجعل ظهر كفيه إلى السماء، وإذا دعا لسؤال شيء وتحصيله جعل بطن كفيه إلى السماء، واحتجوا بهذا الحديث، وقال الحافظ في " الفتح ": وقال غيره: الحكمة في الإشارة بظهور الكفين في الاستسقاء دون غيره للتفاؤل بتقلب الحال ظهراً لبطن، كما قيل في تحويل الرداء، أو هو إشارة إلى صفة المسؤول، وهو نزول السحاب إلى الأرض.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه أبو داود (1487) قال: ثنا عقبة بن مكرم، قال: ثنا سلم بن قتيبة، عن عمر بن بنهان، عن قتادة، فذكره.(4/148)
2110 - (ت) عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: قال: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إذا رَفَعَ يَدَيْهِ في الدُّعَاءِ لم يَحُطَّهُمَا حتى يَمسح بِهِما وَجْهَهُ» . أخرجه الترمذي (1) . وفي أخرى له: لم يَرُدَّهما.
__________
(1) رقم (3383) في الدعوات، باب رفع الأيدي عند الدعاء، وفي سنده حماد بن عيسى الجهني وهو ضعيف، وقال الترمذي: هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من حديث حماد بن عيسى، وقد تفرد به وهو قليل الحديث، وقال الحافظ بن حجر في " بلوغ المرام ": وله شواهد، منها عند أبي داود من حديث ابن عباس وغيره، ومجموعها يقضي بأنه حديث حسن، وقال الصنعاني في " سبل السلام ": وفيه دليل على مشروعية مسح الوجه باليدين بعد الفراغ من الدعاء، قيل: وكأن المناسبة أنه تعالى لما كان لا يردهما صفراً، فكأن الرحمة أصابتهما، فناسب إفاضة ذلك على الوجه الذي هو أشرف الأعضاء، وأحقها بالتكريم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه عبد بن حميد (39) . والترمذي (3386) قال: ثنا أبو موسى محمد بن المثنى وإبراهيم عن يعقوب وغير واحد.
جميعهم: عبد، وأبو موسى، وإبراهيم. قالوا: ثنا حماد بن عيسى عن حنظلة بن أبي سفيان الجمحي، عن سالم بن عبد الله بن عمر، عن أبيه، فذكره. قلت: وحسنه الحافظ في «بلوغ المرام» بالمجموع.(4/149)
2111 - (د س) سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه -: قال: مَرَّ عَليَّ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- وأنا أدْعُو، وَأُشِيرُ بِإِصْبَعَيَّ، فقال: «أَحِّدْ أحِّدْ، [ص:150] وَأَشار بالسَّبَّابَةِ» . أخرجه أبو داود، والنسائي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أحِّد أحد) : أمر بالتوحيد، أي: اجعله واحداً، وتكراره للمبالغة، فإنه إذا أشار بإصبعين، فكأنه يشير إلى اثنين.
__________
(1) رواه أبو داود رقم (1499) في الصلاة، باب الدعاء، والنسائي 3 / 38 في السهو، باب النهي عن الإشارة بإصبعين وبأي إصبع يشير، وأخرجه أيضاً الحاكم وصححه ووافقه الذهبي، وهو كما قالا.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: أخرجه أبو داود (1499) قال: حدثنا زهير بن حرب. والنسائي (3/38) . وفي الكبرى (1105) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك المخرمي.
كلاهما (زهير، ومحمد بن عبد الله) قالا: حدثنا أبو معاوية، قال: حدثنا الأعمش، عن أبي صالح، فذكره.(4/149)
2112 - (ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: «أَنَّ رَجلاً كانَ يَدعو بِإِصبَعَيْهِ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: أَحِّدْ أَحِّدْ» . أخرجه الترمذي، والنسائي.
وقال الترمذي: ومعنى هذا الحديث: إذَا أشارَ الرَّجُلُ بأصبعيه في الدُّعاءِ عند الشهادة فلا يشير إلا بإِصبع واحدة (1) .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (3552) في الدعوات، باب رقم (118) ، والنسائي 3 / 38 في السهو، باب النهي عن الإشارة بإصبعين وبأي إصبع يشير، وإسناده حسن، ويشهد له الحديث الذي قبله، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن، ولمتنه شواهد: أخرجه أحمد (2/420) قال: حدثنا عبد الله بن محمد. «قال عبد الله بن أحمد: وسمعته أنا منه» .قال: حدثنا حفص بن غياث، عن الأعمش. وفي (2/520) قال: حدثنا صفوان بن عيسى. قال: أخبرنا ابن عجلان، عن القعقاع. والترمذي (3557) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال:حدثنا صفوان بن عيسى. قال: حدثنا محمد بن عجلان، عن القعقاع. والنسائي (3/38) ، وفي الكبرى (1104) قال: أخبرنا محمد بن بشار. قال: حدثنا صفوان بن عيسى. قال: حدثنا ابن عجلان، عن القعقاع.
كلاهما (الأعمش، والقعقاع بن حكيم) عن أبي صالح، فذكره.(4/150)
2113 - (د) سهل بن سعد - رضي الله عنه -: قال: «ما رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- شَاهِراً يَدَيْهِ قَطُّ يَدعُو على مِنْبَرِهِ، ولا على غَيْرِهِ، ولكن رَأْيتُهُ يقول هكذا: وأَشَارَ بالسَّبّابَةِ، وَعَقَدَ بالإبهامِ الوسطى» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (1105) في الصلاة، باب رفع اليدين على المنبر، وفي سنده عبد الرحمن بن معاوية بن [ص:151] الحويرث الأنصاري الزرقي أبو الحويرث المدني، وهو صدوق سيء الحفظ، وباقي رجاله ثقات، ولكن يشهد له من جهة المعنى الذي قبله، وحديث عبد الله بن دينار عند الموطأ الذي بعده رقم (2116) .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف، ولبعضه شواهد تأتي: أخرجه أحمد (5/337) قال: حدثنا ربعي بن إبراهيم. وأبو داود (1105) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا بشر «يعني ابن المفضل» . وابن خزيمة (1450) قال: حدثنا بشر بن معاذ العقدي، قال: حدثنا بشر بن المفضل.
كلاهما (ربعي، وبشر) قالا: حدثنا عبد الرحمن بن إسحاق، عن عبد الرحمن بن معاوية، عن ابن أبي ذباب، فذكره.(4/150)
2114 - (د) السائب بن يزيد - رضي الله عنهما -: عن أبيه: «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان إذا دَعَا فَرَفَعَ يَدَيْهِ مَسَحَ وَجهَهُ بَيَديه» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (1492) في الصلاة، باب الدعاء، وفي سنده عبد الله بن لهيعة وهو صدوق خلط بعد احتراق كتبه، وفيه أيضاً حفص بن هاشم بن عتبة بن أبي وقاص، وهو مجهول، ولكن يشهد لهذا الحديث حديث عمر عند الترمذي الذي تقدم رقم (2111) ، والفقرة الثالثة من حديث ابن عباس عند أبي داود الذي تقدم رقم (2107) فهو بمجموعه حسن كما قال الحافظ ابن حجر في " بلوغ المرام ".
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه أبو داود (1492) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، ثنا ابن لهيعة، عن حفص ابن هاشم بن عتبة، عن السائب بن يزيد عن أبيه.
قلت: ابن لهيعة ضعفوه، وشيخه مجهول.(4/151)
2115 - (ط) عبد الله بن دينار - رحمه الله -: قال: «رَآني عبدُ الله بنُ عُمَرَ، وأنا أَدعُو وأُشِيرُ بِإِصبِعَيْنِ، إِصْبَعٍ مِنْ كلِّ يَدٍ فَنَهاني» . أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 1 / 217 في القرآن، باب العمل في الدعاء، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: الموطأ (1/217) كتاب القرآن، باب العمل في الدعاء.(4/151)
2116 - (ت د س) : عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما -: قال: «رَأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يَعقِدُ التَّسبيحَ» . أخرجه الترمذي، وأبو داود، والنسائي.
وزاد أبو داود في روايةٍ: «بيمينه» (1) .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (3482) في الدعوات، باب ما جاء في عقد التسبيح باليد، وأبو داود رقم (1502) في الصلاة، باب التسبيح بالحصى، والنسائي 3 / 79 في السهو، باب عقد التسبيح، من حديث الأعمش عن عطاء بن السائب عن أبيه السائب بن مالك عن عبد الله بن عمرو، وعطاء بن السائب صدوق اختلط، قال الترمذي: وروى شعبة والثوري هذا الحديث عن عطاء بن [ص:152] السائب بطوله، وفي الباب عن يسيرة بنت ياسر، ولذلك حسنه الترمذي، قال المباركفوري في " تحفة الأحوذي ": وفي الحديث مشروعية عقد التسبيح بالأنامل، وعلل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث يسيرة الذي أشار إليه الترمذي، بأن الأنامل مسؤلات مستنطقات يعني: أنهن يشهدن بذلك، فكان عقدهن من هذه الحيثية أولى من السبحة والحصى. وقال الشوكاني في " نيل الأوطار ": والإرشاد إلى ما هو أفضل - يعني: عقد التسبيح بالأنامل - لا ينافي الجواز، يعني: جواز عقد التسبيح بالنوى والحصى.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
حسن: أخرجه الترمذي (3486) قال: حدثنا محمد بن عبد الأعلى، والنسائي (3/79) وزاد: والحسين بن محمد الذارع، وأبو داود (1502) قال: حدثنا عبيد الله بن عمر بن ميسرة، ومحمد بن قدامة في آخرين قالوا: كلهم ثنا عتام، عن الأعمش، عن عطاء بن السائب عن أبيه، عن ابن عمرو، فذكره.
قلت: وعطاء اختلط بآخره، وسمع شعبة والثوري منه صحيح. وقد صرح أبو عيسى في سننه بروايتهما عنه هذا الحديث، وقال: وفي الباب عن يسيرة بنت ياسر.(4/151)
2117 - (د) عروة بن الزبير - رضي الله عنهما -: «أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- كان يُشيرُ بإِصبَعِهِ إذا دَعَا ولا يُحرِّكها» . أخرجه ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين.
أقول: والحديث رواه أبو داود رقم (989) في الصلاة، باب الإشارة في التشهد، عن عبد الله ابن الزبير رضي الله عنه، وفيه كلام يسير، وقد صحح إسناده النووي في " المجموع "، والأحاديث الصحيحة كما في النسائي وابن حبان في صحيحه: يدعو بها يحركها. قال النووي في " المجموع " 3 / 454: وهل يحركها عند الرفع بالإشارة؟ فيه أوجه، الصحيح الذي قطع به الجمهور أنه لا يحركها، ونقل تحريكها عن بعض الشافعية، كأبي حامد، والبندنيجي، والقاضي أبي الطيب، قال: وقال البيهقي: يحتمل أن يكون المراد بالتحريك الإشارة بها لا تكرير تحريكها.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح:
1 - أخرجه الحميدي (879) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا زياد بن سعد، ومحمد بن عجلان. وأحمد (4/3) قال: قرئ على سفيان - وأنا شاهد -: سمعت ابن عجلان وزياد ابن سعد.
2 - وأخرجه الدارمي (1344) قال: أخبرنا أبو الوليد الطيالسي، قال: حدثنا ابن عيينة. وأبو داود (989) قال: حدثنا إبراهيم بن الحسن المصيصي، قال: حدثنا حجاج، عن ابن جريج، عن زياد. وفي (990) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى. والنسائي (3/37) ، وفي الكبرى (1102) قال: أخبرنا أيوب بن محمد الوزان، قال: حدثنا حجاج، قال: قال ابن جريج: أخبرني زياد. ثلاثتهم - ابن عيينة، وزياد، ويحيى -عن محمد بن عجلان. كلاهما (زياد بن سعد، وابن عجلان) عن عامر بن عبد الله، فذكره.
* لفظ رواية سفيان بن عيينة،: «رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- يدعو هكذا في الصلاة» .وأشار ابن عيينة بأصبعه، وأشار أبو الوليد بالسبابة.
قلت: حسن الإمام النووي إسناده في المجموع.
هذا ولم يعزو المصنف الحديث كعادته في زيادات رزين العبدري والحديث المذكور إنما هو من مسند عبد الله بن الزبير.(4/152)
2118 - (ت د) سلمان الفارسي - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «إِنَّ رَبَّكُمْ حَيِيٌّ كَرِيمٌ، يَستَحي من عبده إذا رَفَعَ إليه يديه أنْ يَرُدَّهُما صِفْراً خَائِبَتَيْنِ» أخرجه الترمذي، وأبو داود، إلا أن أبا داود لم يذكر «خائبتين» (1) .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (3551) في الدعوات، باب رقم (118) ، وأبو داود رقم (1488) في [ص:153] الصلاة، باب الدعاء، وحسنه الترمذي، وهو كما قال: قال الحافظ ابن حجر في " الفتح " 11 / 121: وسنده جيد.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (5/438) قال: حدثنا يزيد. وأبو داود (1488) قال: حدثنا مؤمل بن الفضل الحراني، قال: حدثنا عيسى «يعني ابن يونس» . وابن ماجة (3865) قال: حدثنا أبو بشر بكر بن خلف، قال: حدثنا ابن أبي عدي. والترمذي (3556) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا ابن أبي عدي.
ثلاثتهم - يزيد، وعيسى، وابن أبي عدي - عن جعفر بن ميمون، عن أبي عثمان، فذكره.
* في رواية يزيد عند أحمد قال: أخبرنا رجل في مجلس عمرو بن عبيد، أنه سمع أبا عثمان. قال يزيد: سموه لي قالوا: هو جعفر بن ميمون. قال أحمد بن حنبل: يعني جعفرا صاحب الأنماط.
* أخرجه أحمد (5/438) قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا سليمان التيمي، عن أبي عثمان، عن سلمان، فذكره موقوفا.
قلت: جود الحافظ إسناده في الفتح (11/21) .(4/152)
2119 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «ادُعوا اللهَ وَأنْتُمْ مُوقِنُونَ بالإِجَابَةِ، واعلموا أنَّ الله لا يَسْتَجِيبُ دُعَاء من قَلْبٍ غَافِلٍ لاهٍ» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3474) في الدعوات، باب رقم (66) ، وفي سنده صالح بن بشير بن وادع المري، وهو ضعيف، ولكن للحديث شاهد بمعناه من رواية أحمد في " المسند " عن عبد الله بن عمرو بن العاص " القلوب أوعية، وبعضها أوعى من بعض، فإذا سألتم الله عز وجل يا أيها الناس فاسألوه وأنتم موقنون بالإجابة، فإن الله لا يستجيب لعبد دعاء عن ظهر قلب غافل "، وقد حسن إسناده الحافظ المنذري، فالحديث بهذا الشاهد حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف، وله شواهد:أخرجه الترمذي (3479) قال: حدثنا عبد الله بن معاوية الجمحي، وهو رجل صالح، قال: ثنا صالح المري، عن هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، فذكره.(4/153)
الفصل الثالث: في كيفية الدعاء
2120 - (ت د س) فضالة بن عبيد - رضي الله عنه -: قال: سَمِعَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- رَجُلاً يَدْعُو في صلاته، فَلم يُصَلِّ على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: «عَجِلَ هَذا» ثُمَّ دَعَاهُ فقال له - أو لغيره -: «إِذَا صَلَّى أحَدُكمْ فَليَبْدَأْ بِتَحمِيدِ الله والثَّنَاءِ عليه، ثُمَّ ليُصَلِّ على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، ثُمَّ لْيَدعُ بعدُ مَا شَاءَ» .
وفي روايةٍ قال: بَيْنَمَا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- قاعدٌ، إذْ دَخَلَ رَجُلٌ فَصَلَّى [ص:154] فقال: اللَّهُمَّ اغْفِر لي وارحَمْني، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «عَجِلْتَ أيُّها المُصَلِّي، إذا صَلَّيْتَ فَقَعَدتَ فَاحْمَدِ الله بِمَا هو أهْلُهُ، وَصَلِّ عَليَّ، ثم ادْعُهُ، قال: ثم صَلَّى رَجُلٌ آخرُ بعد ذلك، فَحَمدَ الله، وصلَّى على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- فقال له النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: أَيُّهَا المُصَلِّي، ادعُ اللهَ تُجَبْ» . أخرجه الترمذي (1) .
وفي رواية أبي داود: أَنَّهُ سَمِعَ رَجُلاً يَدعُو في صَلاتِهِ، لم يُمَجِّدِ اللهَ، ولم يُصَلِّ على النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم-، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «عَجِلَ هذا، ثم دَعَاهُ، فقال له - أو لغيره -: إِذا صلَّى أَحَدُكمْ فَلْيَبْدَأْ بِتَحْميدِ رَبِّهِ، والثَّنَاءِ عليه، ويُصلِّي على النبيِّ- صلى الله عليه وسلم- ثم يَدعُو بَعدُ ما شاءَ» .
وفي رواية النسائي مثل رواية أَبي داود، وفيه: فقال رسولُ الله- صلى الله عليه وسلم-: «عَجِلَ هذا المُصَلِّي، ثم عَلَّمَهُمْ رسولُ الله- صلى الله عليه وسلم-، ثم سَمِعَ رجلاً يُصلِّي، فَمَجَّدَ اللهَ وحَمِدَهُ، وصلى على النبيِّ- صلى الله عليه وسلم-، فقال النبيُّ- صلى الله عليه وسلم-: ادعُ تُجَبْ، سَلْ تُعْطَ» (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(لم يمجد) : التمجيد: التعظيم وقيل: المجد الشريف.
__________
(1) رواية الترمذي الثانية في سندها رشدين بن سعد وهو ضعيف، لكن تابعه عنده في الرواية الأولى حيوة بن شريح بن صفوان فهو به حسن.
(2) رواه الترمذي رقم (3473) و (3475) في الدعوات، باب رقم (66) ، وأبو داود رقم (1481) في الصلاة، باب الدعاء، والنسائي 3 / 44 في السهو، باب التمجيد والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة، وإسناده صحيح، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح، وهو كما قال.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
حسن: أخرجه أحمد (6/18) قال: حدثنا أبو عبد الرحمن المقرئ، قال: حدثنا حيوة. وأبو داود (1481) قال: حدثنا أحمد بن حنبل، قال: حدثنا عبد الله بن يزيد، قال: حدثنا حيوة. والترمذي (3476) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا رشدين بن سعد. وفي (3477) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا عبد الله بن يزيد المقرئ، قال: حدثنا حيوة بن شريح. والنسائي (3/44) . وفي الكبرى (1116) قال: أخبرنا محمد بن سلمة، قال: حدثنا ابن وهب. وابن خزيمة (709) قال: حدثنا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب القرشي، قال: حدثنا عمي، وفي (710) قال: حدثنا بكر بن إدريس بن الحجاج ابن هارون المقرئ، قال: حدثنا أبو عبد الرحمن المقرئ، قال: حدثنا حيوة بن شريح.
ثلاثتهم (حيوة، ورشدين، وعبد الله بن وهب) عن أبي هانئ حميد بن هانئ، عن عمرو بن مالك الجنبي، فذكره.
* وفي رواية حيوة: «إذا صلى أحدكم فليبدأ بتحميد ربه، والثناء عليه، ثم ليصل على النبي -صلى الله عليه وسلم-، ثم ليدع بعد بما شاء» .
* وفي رواية رشدين: «بينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قاعدا، إذ دخل رجل فصلى، فقال: اللهم اغفر لي وارحمني. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: عجلت أيها المصلي، إذا صليت فقعدت فاحمد الله بما هو أهله، وصل علي، ثم ادعه. قال: ثم صلى رجل آخر بعد ذلك، فحمد الله، وصلى على النبي -صلى الله عليه وسلم-. فقال له النبي -صلى الله عليه وسلم-: أيها المصلي، ادع تجب» .(4/153)
2121 - (ت) عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «الدُّعَاء مَوْقُوفٌ بَينَ السَّماءِ والأرض، لا يَصعَدُ حتى يَصَلَّى عَلَيَّ، فلا تَجْعَلُوني كَغُمْرِ الرَّاكِبِ، صَلوا عَلَيَّ، أوَّلَ الدُّعَاءِ، وأَوسَطَهُ، وآخِرَهُ» هذه الرواية ذكرها رزين (1) .
وأخرجه الترمذي موقوفاً على عمر، وقال في آخره: «حتى تُصَلِّيَ على نبيِّكَ - صلى الله عليه وسلم-» (2) . [ص:156]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(كغمر الراكب) : الغمر: القدح الصغير، كالقَعْب، والمعنى: أن الراكب يحمل رحله وأزواده ويترك قعبه إلى آخر ترحاله، ثم يعلِّقه إما على آخرة الرحل أو نحوها، كالعلاوة، فليس عنده بمهم، فنهاهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أن يجعلوا الصلاة عليه كالغمر الذي لا يُقدَّم في المهام فيجعل تبعاً، والمراد به: الحث على الصلاة عليه أولاً ووسطاً، والاهتمام بشأنها.
__________
(1) أورد بمعناه الحافظ ابن حجر في " تخريج الأذكار " من حديث جابر رضي الله عنه قال: " قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تجعلوني كقدح الراكب، فإن الراكب إذا علق معاليقه أخذ قدحه فملأه من الماء، فإذا كانت له حاجة في الوضوء توضأ، وإذا كانت له حاجة في الشرب شرب، وإلا أهراق ما فيه، واجعلوني في أول الدعاء وفي وسطه، وفي آخر الدعاء "، قال الحافظ بعد تخريجه من طريقين: حديث غريب، أخرجه عبد الرزاق في جامعه، والبزار في مسنده، انفرد به موسى بن عبيدة الربذي، وقد ضعفه جماعة من قبل حفظه، وشيخه لا يعرف له إلا هذا الحديث، وذكره ابن حبان في " الضعفاء " من أجل هذا الحديث، وقال البخاري في ترجمته: لم يثبت حديثه، وأخرج سفيان الثوري في جامعه عن يعقوب بن زيد بن طلحة يبلغ به إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا تجعلوني كقدح الراكب، اجعلوني أول دعائكم، وأوسطه، وآخره "، قال الحافظ: سنده معضل أو مرسل، وإن كان يعقوب أخذه عن غير موسى (يعني بن عبيدة الربذي) تقوت رواية موسى، والله أعلم.
(2) رواه الترمذي موقوفاً على عمر رضي الله عنه رقم (486) في الصلاة، باب ما جاء في فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من حديث النضر بن شميل عن أبي قرة الأسدي عن سعيد بن المسيب عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: إن الدعاء موقوف بين السماء والأرض لا يصعد منه شيء حتى تصلي على نبيك صلى الله عليه وسلم. وأبو قرة الأسدي لا يعرف اسمه ولا حاله، وليس له عند الترمذي [ص:156] ولا أصحاب السنن إلا هذا الموقوف، وهو من رواية النضر بن شميل، قال الحافظ في " تخريج الأذكار ": وقد رواه معاذ بن الحارث عن أبي قرة مرفوعاً، أخرجه الواحدي، ومن طريقه عبد القادر الرهاوي في الأربعين، وفي سنده أيضاً من لا يعرف رجاله نحوه موقوفاً ومرفوعاً عن علي رضي الله عنه، فأخرج المرفوع البيهقي، ولفظه قال: قال صلى الله عليه وسلم: " الدعاء محجوب عن الله حتى يصلي على النبي محمد وآل محمد " صلى الله عليه وسلم، وهو حديث غريب، في سنده ضعيفان، وأخرجه الواحدي موقوفاً، قاله الحافظ، وأخرجه الطبراني في " الأوسط " موقوفاً، وأخرج الحافظ من طريق إسماعيل بن إسحاق القاضي عن سعيد بن المسيب قال: ما من دعوة لا يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم قبلها إلا كانت معلقة بين السماء والأرض.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
وروي من حديث جابر لكنه غريب، قال البخاري: لم يثبت، وأورده ابن حبان في الضعفاء، ورواه الثوري في جامعه عن زيد بن طلحة يبلغ به. قال الحافظ: سنده معضل أو مرسل.
وموقوف عمر:
أخرجه الترمذي (486) قال: ثنا أبو داود سليمان بن سلم المصاحفي البلخي، أخبرنا النضر بن شميل عن أبي قرة الأسدي، عن سعيد بن المسيب، فذكره.
قلت: أبو قرة الأسدي «مجهول» ليس له في الأصول إلا هذا الحديث.
قال الحافظ: أخرجه الواحدي ومن طريقه الرهاوي في الأربعين، وفي سنده أيضا من لا يعرف.(4/155)
2122 - (ت) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: قال: كنتُ أُصَلي والنبيُّ - صلى الله عليه وسلم- وأبو بكرٍ، وعمرُ معه، فلما جلستُ بَدَأتُ بالثَّنَاءِ على الله، ثم الصلاةِ على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، ثم دعوتُ لنفسي، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: «سَلْ تُعْطَهُ، سَل تُعْطَهُ» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (593) في الجمعة، باب (64) ، وإسناده حسن، وقال الترمذي: حسن صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن: أخرجه الترمذي (593) قال: ثنا محمود بن غيلان، قال: ثنا يحيى بن آدم، قال: ثنا أبو بكر بن عياش، عن عاصم، عن زر، فذكره.(4/156)
2123 - (ت) أبيّ بن كعب - رضي الله عنه -: «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كانَ إذا ذكر أحداً فَدَعا له، بَدَأ بنفسه» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3382) في الدعوات، باب ما جاء أن الداعي يبدأ بنفسه، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب صحيح. أقول: وهو حديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (3385) قال: حدثنا نصر بن عبد الرحمن الكوفي، حدثنا أبو قطن عن حمزة الزيات عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، فذكره.
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب صحيح.(4/157)
2124 - (د) أبو مصبح المقرائي (1) - رحمه الله -: قال: «كُنَّا نَجلِسُ إلى أبي زُهيرٍ النُّمَيريِّ - وكان من الصحابة - فَيُحَدِّثُ أحسنَ الحديث، فإذا دَعا الرجلُ مِنا بِدُعاءٍ قال: اخْتِمْهُ بآمين، فَإِنَّ آمِين مثلُ الطَّابَعِ على الصَّحيفَةِ، قال أبو زُهير: أُخبِرُكم عن ذلك: خَرَجنا مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ذاتَ لَيْلَةٍ، فَأتَينَا على رجلٍ قد أَلحَّ في المسألة، فوقف رسولُ الله يَسْتَمِعُ منه، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: أوجَبَ إنْ خَتَمَ، فقال رجل من القوم: بأي شيءٍ يَختِمُ يا رسولَ الله؟ قال: بِآمين، فَإِنَّهُ إن خَتَمَ بآمين فقد أوجَبَ، فانصرفَ الرجلُ الذي سأل النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- فَأتَى الرجل فقال: يا فلان، اخْتم بآمين وَأَبْشِرْ» . أخرجه أبو داود (2) . [ص:158]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الطابع) : الخاتم، يريد أنه يختم عليها وترفع: تدخر كما يفعل الإنسان بما يعز عليه من ماله إذا خزنه.
(أوجب) الرجل: إذا فعل فعلاً تجب له به الجنة أو النار.
__________
(1) في الأصل: المقري، قال أبو داود: المقراء: قبيل من حمير، وهكذا ذكره غيره، وذكر أبو سعيد المروزي أن هذه النسبة إلى مقرى: قرية بدمشق، والأول أشهر.
(2) رقم (938) في الصلاة، باب التأمين وراء الإمام، وفي سنده صبيح بن محرز المقرائي الحمصي، لم يوثقه غير ابن حبان، وباقي رجاله ثقات، وقال أبو عمر بن عبد البر: ليس إسناده بالقائم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه أبو داود (938) قال: حدثنا الوليد بن عتبة الدمشقي ومحمود بن خالد، قالا: حدثنا الفريابي، عن صبيح بن محرز الحمصي، قال: حدثني أبو مصبح المقرائي، فذكره.
قلت: تفرد ابن حبان بتوثيقه.(4/157)
2125 - (خ م) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إِذَا دعا أَحدُكم فَليَعْزِمِ المسأَلَةَ، ولا يَقُل (1) : اللَّهُم إن شِئْتَ فَأَعطني، فَإنَّ الله لا مُسْتَكْرِهَ له» أخرجه البخاري، ومسلم (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فليعزم) : عزمت على الأمر: إذا عقدت قلبك عليه، وجددت في فعله، والعزم: الجد والقطع على فعل الشيء ونفي التردد عنه، المعنى: لا تكن في دعائك متردداً، بل اجزم المسألة.
__________
(1) في الأصل: ولم يقل والتصحيح من " صحيح مسلم ". ولفظه في البخاري: ولا يقولن.
(2) رواه البخاري 11 / 118 في الدعوات، باب ليعزم المسألة فإنه لا مكره له، وفي التوحيد، باب في المشيئة والإرادة وما تشاؤون إلا أن يشاء الله، ومسلم رقم (2678) في الذكر والدعاء، باب العزم بالدعاء ولا يقل: إن شئت.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1 - أخرجه أحمد (3/101) . والبخاري (8/92) قال: حدثنا مسدد، وفي «الأدب المفرد» (608) قال: حدثنا محمد بن سلام. ومسلم (8/63) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب. والنسائي في عمل اليوم والليلة (584) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم.
ستتهم (أحمد، ومسدد، وابن سلام، وأبو بكر، وزهير، وإسحاق) عن إسماعيل بن علية.
2 - وأخرجه البخاري (9/168) . وفي الأدب المفرد (659) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا عبد الوارث ابن سعيد.
كلاهما (إسماعيل، وعبد الوارث) عن عبد العزيز بن صهيب، فذكره.(4/158)
2126 - (خ م ط ت د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إِذَا دَعَا أَحَدُكُمْ فَلا يَقل: اللهم اغفر لي إن شئتَ، اللَّهُمَّ ارحمني إِنْ شِئْتَ، ولكن لَيَعْزِمِ المسأَلَة، فَإِنَّ اللهَ لا مُكرِهَ لَهُ» . أخرجه الجماعة إلا النسائي. [ص:159]
وفي رواية للبخاري قال: «لا يَقُلْ أَحَدُكْم: اللَّهمَّ اغفِر لي إن شِئْتَ، ارحمني إِن شِئْتَ، ارزُقني إن شِئتَ، ولَيَعْزِم مَسَأَلَتَهُ، إِنَّهُ يَفْعلُ ما يَشاءُ، لا مُكْرِهَ له» .
وفي رواية لمسلم: «لا يَقُولَنَّ أحَدُكم: اللَّهمَّ اغْفِر لي إن شِئْتَ، ارحَمني إِنْ شِئْتَ، لِيَعْزِمَ في الدعاء، فإنَّ الله صَانِعٌ ما شَاء (1) ، لا مُكْرهَ له» .
وفي أخرى له: «إذا دَعَا أحَدُكم فَلا يَقُلْ: اللَّهمَّ اغْفِر لِي إنْ شِئْتَ، ولكن لِيعزِمْ، وليعَظِّم الرَّغبَةَ، فَإِنَّ اللهَ لا يَتَعَاظَمُهُ شَيءٌ أعطاه» (2) .
__________
(1) في الأصل: ما يشاء، وما أثبتناه في " صحيح مسلم " المطبوع.
(2) رواه البخاري 11 / 118 في الدعوات، باب ليعزم المسألة فإنه لا مكره له، وفي التوحيد، باب في المشيئة والإرادة، ومسلم رقم (2679) في الذكر والدعاء، باب العزم بالدعاء ولا يقل: إن شئت، والموطأ 1 / 213 في القرآن، باب ما جاء في الدعاء، والترمذي رقم (3492) في الدعوات، باب رقم (79) وأبو داود رقم (1483) في الصلاة، باب الدعاء.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: رواه الأعرج، عن أبي هرير -رضي الله عنه - أخرجه مالك «الموطأ» (149) . والحميدي (963) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (2/243) قال: حدثنا سفيان. وفي (2/463) قال: حدثنا وكيع، عن سفيان. وفي (2/464) قال: حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان. وفي (2/486) قال: حدثنا إسحاق. قال: أخبرنا مالك. (ح) وقرأت على عبد الرحمن: مالك. وفي (2/500) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن الزبير. قال: حدثنا سفيان. وفي (2/530) قال: حدثنا علي. قال: أخبرنا ورقاء. والبخاري (8/92) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك. وأبو داود (1483) قال: حدثنا القعنبي، عن مالك. وابن ماجة (3854) قال: حدثنا أبو بكر: قال: حدثنا القعنبي، عن مالك. وابن ماجة (3854) قال: حدثنا أبو بكر. قال: حدثنا عبد الله بن إدريس، عن ابن عجلان. والترمذي (3497) قال: حدثنا الأنصاري. قال: حدثنا معن. قال: حدثنا مالك. والنسائي في عمل اليوم والليلة (582) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن يزيد. قال: حدثنا سفيان. وفي (583) قال: أخبرنا محمد ابن بشار. قال: حدثنا عبد الرحمن. قال: حدثنا سفيان.
خمستهم (مالك، وسفيان بن عيينة، وسفيان الثوري، وورقاء بن عمر، وابن عجلان) عن أبي الزناد، عن الأعرج، فذكره.
- ورواه عن همام، سمع أبا هريرة:
أخرجه أحمد (2/318) . والبخاري (9/171) قال: حدثنا يحيى. كلاهما (أحمد بن حنبل، ويحيى بن موسى) عن عبد الرزاق بن همام. قال: حدثنا معمر، عن همام، فذكره.
- ورواه عن عبد الرحمن بن يعقوب، عن أبي هريرة:
أخرجه أحمد (2/457) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. والبخاري في «الأدب المفرد» (607) قال: حدثنا محمد بن عبيد الله. قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم. ومسلم (8/64) قال: حدثنا يحيى بن أيوب وقتيبة وابن حجر. قالوا: حدثنا إسماعيل، - يعنون ابن جعفر-.
ثلاثتهم (شعبة، وابن أبي حازم، وإسماعيل) عن العلاء، عن أبيه، فذكره.
- ورواه عن عطاء بن ميناء، عن أبي هريرة، قال:
أخرجه مسلم (8/64) قال: حدثنا إسحاق بن موسى الأنصاري. قال: حدثنا أنس بن عياض. قال: حدثنا الحارث، وهو ابن عبد الرحمن بن أبي ذباب، عن عطاء بن ميناء، فذكره.(4/158)
2127 - (د) ابن سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه -: قال: سمعني أبي، وأنا أقول: اللَّهُمَّ إني أسألُكَ الجَنَّةَ، وَنَعِيمَها، وبَهْجَتَها، وكذا وكذا، وأعوذُ بكَ مِن النارِ وسَلاسِلِها وأغْلالِها، وكذا وكذا، فقال لي: يا بُنيّ، سَمِعْتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «سَيَكُونُ قَومٌ يَعْتَدُونَ في الدُّعَاءِ، فَإِيَّاكَ أنْ تَكُونَ منهم، إِنَّك إن أُعطِيتَ الجَنَّةَ أُعْطِيتَها ومَا فيها من الخير، وإنْ [ص:160] أُعِذْتَ من النَّارِ أُعِذْتَ منها، وما فيها من الشَّرِّ» . أخرجه أبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(وبهجتها) : البهجة: الحسن والنضارة.
(يعتدون) : الاعتداء: مجاوزة الحد في الأمر، والمراد: الخروج في الدعاء عن الوضع الشرعي والسنة المأثورة.
__________
(1) رقم (1480) في الصلاة، باب الدعاء، قال المنذري في " مختصر سنن أبي داود ": وابن سعد لم يسم، فإن كان عمر فلا يحتج به. أقول: وقال عنه الحافظ في " التقريب ": صدوق لكن مقته الناس لكونه كان أميراً على الجيش الذين قتلوا الحسين بن علي رضي الله عنهما، قتله المختار سنة خمس وستين أو بعدها، ووهم من ذكره في الصحابة، فقد جزم ابن معين بأنه ولد يوم مات عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (1/183) (1584) قال: حدثنا أبو النضر. (ح) وحدثنا محمد بن جعفر.
كلاهما (أبو النضر، وابن جعفر) قالا: حدثنا شعبة، عن زياد بن مخراق، قال: سمعت قيس بن عباية القيسي يحدث، عن مولى لسعد بن أبي وقاص، عن ابن لسعد، فذكره.
* وأخرجه أحمد (1/172) (1483) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: حدثنا شعبة، عن زياد ابن مخراق، قال: سمعت أبا عباية، عن مولى لسعد، أن سعدا سمع ابنا له، فذكره.
* وأخرجه أبو داود (1480) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيي، عن شعبة، عن زياد بن مخراق، عن أبي نعامة، عن ابن لسعد، فذكره.
قلت: قال زكي الدين المنذري في «مختصره» : وابن سعد لم يسم، فإن كان عمر فلا يحتج به.(4/159)
2128 - (د) ابن مغفل - رضي الله عنه -: «سَمِعَ ابنَهُ يقولُ: اللَّهُمَّ إني أسألُكَ القَصْرَ الأبَيْضَ عن يَمينِ الجَنَّةِ إذا دَخلتُهَا، فقال: أيْ بُنيَّ سَلِ اللهَ الجَنَّةَ، وتَعَوَّذْ بِهِ من النارِ، فَإِني سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: سَيكونُ في هذه الأمَّة قَومٌ يَعْتَدُونَ في الطُّهورِ والدُّعَاءِ» .
أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (96) في الطهارة، باب الإسراف في الماء، وأخرجه أيضاً أحمد وابن ماجة، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: أخرجه أحمد (4/86) قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا حماد بن سلمة. عن يزيد الرقاشي. وفي (4/87) قال: حدثنا سليمان بن حرب، قال: حدثنا حماد بن سلمة. عن سعيد الجريري. وفي (5/55) قال: حدثنا عبد الصمد، وعفان، قالا: حدثنا حماد بن سلمة، عن الجريري. وعبد بن حميد (500) قال: حدثني محمد بن الفضل. قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن يزيد الرقاشي. وأبو داود (96) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا حماد، قال: حدثنا سعيد الجريري. وابن ماجة (3864) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا حماد بن سلمة، قال: أنبأنا سعيد الجريري.
كلاهما - يزيد الرقاشي،وسعيد الجريري - عن أبي نعامة، فذكره.(4/160)
2129 - (خ م ت د) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه -: قال: «كُنَّا مَعَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- في سفرٍ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَجْهَرُونَ بالتكبير، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: [ص:161] أَيُّها النَّاسُ، إِربَعوا على أَنفُسِكم، إنَّكْم لا تَدْعُونَ أصَمَّاً، ولا غَائِباً، إنكم تَدْعُونَ سَمِيعاً بَصِيراً، وهو مَعَكم، والذي تَدْعُونَهُ أَقْرَبُ إِلى أَحدكم من عُنُقِ راحلتِهِ، قال أبو موسى: وأَنَا خَلْفَهُ أقُولُ: لا حَولَ ولا قُوَّةَ إِلا بالله في نفسي، فقال: يا عَبدَ الله بْنَ قَيْسٍ، ألا أَدُلُّكَ على كَنْزٍ من كُنوزِ الجَنَّةِ؟ قُلْتُ: بَلى يا رسولَ الله، قال: لا حولَ ولا قُوَّةَ إِلا بالله» .
هذه رواية البخاري، ومسلم، ولهما رواية أخرى تجيء عند ذكر «لا حول ولا قُوة إلا بالله» في آخر كتاب الدُّعاء.
وفي رواية الترمذي قال: «كُنَّا مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- في غَزَاةٍ، فَلما قَفَلْنَا أشْرَفنا على المدينة، فَكَبَّرَ النَّاسُ تَكبيرَة ورَفَعوا بها أصواتَهم، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: إنَّ رَبَّكُم ليس بِأصَمَّ، ولا غَائِبٍ، هو بينكم، وبينَ رؤوسِ رِحَالِكِمْ، ثم قال: يا عبدَ الله بن قَيسٍ، ألا أُعلِّمُكَ كَنزاً من كُنوزِ الجنة؟ لا حول ولا قوة إلا بالله» (1) .
وفي رواية أبي داود نحو من رواية الترمذي، ومن رواية البخاري، ومسلم (2) . [ص:162]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(إربعوا) : يقال: أربع على نفسك، أي: تثبت، وانتظر.
(راحلته) : الراحلة: البعير القوي على الأسفار، والأحمال، سواء فيه الذكر والأنثى.
__________
(1) قال الحافظ في " الفتح ": وقد جاء في الحديث إذا قال العبد: لا حول ولا قوة إلا بالله قال الله: أسلم عبدي واستسلم، قال الحافظ: أخرجه الحاكم من حديث أبي هريرة بسند قوي.
(2) رواه البخاري 11 / 159 في الدعوات، باب الدعاء إذا علا عقبة، وباب قول: لا حول ولا [ص:162] قوة إلا بالله، وفي الجهاد، باب ما يكره من رفع الصوت في التكبير. وفي المغازي، باب غزوة خيبر، وفي القدر، باب لا حول ولا قوة إلا بالله، وفي التوحيد، باب قول الله تعالى: {وكان الله سميعاً بصيراً} ، ومسلم رقم (2704) في الذكر والدعاء، باب استحباب خفض الصوت بالذكر، والترمذي رقم (3371) و (3457) في الدعوات، باب رقم (3) و (59) ، وأبو داود رقم (1526) و (1527) و (1528) في الصلاة، باب الاستغفار.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1 - أخرجه أحمد (4/394) قال: حدثنا وكيع، عن سفيان. وفي (4/403) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (4/417) قال: حدثنا أبو معاوية. وعبد بن حميد (542) قال: حدثنا حسين الجعفي، عن زائدة. والبخاري (4/69) قال: حدثنا محمد بن يوسف، قال: حدثنا سفيان. وفي (5/169) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا عبد الواحد. ومسلم (8/73) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا محمد بن فضيل، وأبو معاوية. (ح) وحدثنا ابن نمير، وإسحاق ابن إبراهيم، وأبو سعيد الأشج، جميعا عن حفص بن غياث. وأبو داود (1528) قال: حدثنا أبو صالح محبوب بن موسى، قال: أخبرنا أبو إسحاق الفزاري. وابن ماجة (3824) قال: حدثنا محمد الصباح، قال: أنبأنا جرير. والنسائي في عمل اليوم والليلة (538) قال: أخبرنا عبدة بن عبد الله، عن سويد، عن زهير. وفي الكبرى «تحفة الأشراف» (9017) عن أحمد بن حرب الموصلي، عن أبي معاوية. تسعتهم (سفيان، وشعبة، وأبو معاوية، وزائدة، وعبد الواحد بن زياد، وحفص بن غياث، وأبو إسحاق الفزاري، وجريري، وزهير بن معاوية) عن عاصم الأحول.
2 - وأخرجه أحمد (4/399) قال: حدثنا عفان. وأبو داود (1526) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. كلاهما (عفان، وموسى) قالا: حدثنا حماد، عن ثابت البناني، وعلي بن زيد، وسعيد الجريري.
3 - وأخرجه أحمد (4/418) قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا الجريري.
4 - وأخرجه أحمد (4/402) قال: حدثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي أبو محمد. والبخاري (8/155) قال: حدثني محمد بن مقاتل أبو الحسن، قال: أخبرنا عبد الله. ومسلم (8/74) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال: أخبرنا الثقفي. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (9017) عن محمد ابن بشار، عن الثقفي (ح) وعن محمد بن حاتم بن نعيم، عن سويد بن نصر، عن ابن المبارك. كلاهما - عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي، وعبد الله بن المبارك - عن خالد الحذاء.
5 - وأخرجه أحمد (4/400) قال: حدثنا يحيى. وفي (4/402) قال: حدثنا محمد بن جعفر. ومسلم (8/74) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا النضر بن شميل. ثلاثتهم (يحيى، ومحمد، والنضر) عن عثمان بن غياث.
6 - وأخرجه أحمد (4/407) قا: حدثنا يحيى. والبخاري (8/108) قال: حدثنا محمد بن مقاتل أبو الحسن، قال: أخبرنا عبد الله. وفي «خلق أفعال العباد» (59) قال: حدثني به أحمد بن إسحاق، قال: حدثنا الأنصاري. ومسلم (8/73 و 74) قال: حدثنا أبو كامل فضيل بن حسين، قال: حدثنا يزيد، يعني ابن زريع، (ح) وحدثناه محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا المعتمر. وأبوداود (1527) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يزيد بن زريع. والنسائي في عمل اليوم والليلة (537) قال: أخبرنا حميد ابن مسعدة، قال: حدثنا يزيد، وهو ابن زريع. وفي «تحفة الأشراف» (9017) عن محمد بن عبد الأعلى، عن المعتمر. وفي الكبرى «تحفة الأشراف» (9017) عن عمرو بن علي، وبشر بن هلال، لاهما عن يحيى بن سعيد. خمستهم (يحيى، وعبد الله بن المبارك، ومحمد بن عبد الله الأنصاري، ويزيد بن زريع، ومعتمر) عن سليمان التيمي.(4/160)
2130 - (ت) معاذ بن جبل - رضي الله عنه -: قال: سمع النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- رجلاً يَدْعُو يقول: «اللَّهمَّ إِني أَسأَلُكَ تَمَام النِّعمَةِ» ، فقال: أَيُّ شَيءٍ تمامُ النِّعمةِ؟ ، قال: «دعوةٌ دعوتُ بها أرجو بها الخيرَ» ، قال: فَإِنَّ تمام النِّعمَةِ: دُخُولَ الجنة، والفوزَ من النارِ، وسَمِعَ رجلاً يقول: يا ذا الجَلالِ والإكرَامِ، فقال: قد استُجيِبَ لَكَ فَسَلْ، وسَمِعَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- رَجلاً وهو يقول: «اللَّهُمَّ إني أسألُكَ الصَّبْرَ» ، قال: «سَألتَ الله البَلاء، فَسَلهُ العَافيةَ» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3524) في الدعوات، باب رقم (99) ، وفي سنده أبو الورد بن ثمامة بن حزن القشيري البصري، لم يوثقه غير ابن حبان، وباقي رجاله ثقات.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده محتمل: أخرجه أحمد (5/231) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: ثنا سفيان (ح) ويزيد بن هارون. وفي (5/235) قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم. والبخاري في «الأدب المفرد» (725) قال: حدثنا قبيصة. قال: حدثنا سفيان. والترمذي (3527) قال: حدثنا محمود بن غيلان. قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا سفيان (ح) وحدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم.
ثلاثتهم (سفيان، ويزيد بن هارون، وإسماعيل بن إبراهيم) عن سعيد الجريري، عن أبي الورد بن ثمامة، عن اللجلاج، فذكره.(4/162)
2131 - (د) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم [ص:163] يَستَحِبُّ الْجوَامِعَ من الدُّعَاءِ، ويَدَعُ مَا سِوى ذلك» . أخرجه أبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الجوامع) : الأشياء التي تجمع الأشياء (2) ، جمع جامعة، أي: خصلة جامعة، وألفاظ [جامعة] لمقاصد الحاجة، أو جامعة للثناء على الله تعالى والسؤال.
__________
(1) رقم (1482) في الصلاة، باب الدعاء، وإسناده حسن، وجود إسناده النووي في " الأذكار "، وقال الحافظ السخاوي: هذا حديث حسن أخرجه أحمد وأبو داود.
(2) في المطبوع: تجمع الأغراض.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: أخرجه أحمد (6/148) (188) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. وأبو داود (1482) قال: حدثنا هارون بن عبد الله. قال: حدثنا يزيد بن هارون.
كلاهما: (عبد الرحمن بن مهدي، ويزيد بن هارون) عن الأسود بن شيبان، عن أبي نوفل، فذكره.(4/162)
2132 - (د) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: «أَنَّ رسولَ الله- صلى الله عليه وسلم- كانَ يُعْجِبُهُ أَنْ يَدْعُوَ ثَلاثاً ويستَغفِرَ ثَلاثاً» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (1534) في الصلاة، باب الاستغفار، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن: أخرجه أحمد (1/394) (3744) قال: حدثنا يحيى بن آدم. (ح) وأبو أحمد. وفي (1/397) (3769) قال: حدثنا أبو سعيد. وأبو داود (1524) قال: حدثنا أحمد بن علي بن سويد السدوسي، قال: حدثنا أبو داود. والنسائي في «عمل اليوم والليلة» (457) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله، قال: حدثنا يحيى بن آدم.
أربعتهم (يحيى بن آدم، وأبو أحمد، وأبو سعيد، وأبو داود) عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عمرو ابن ميمون، فذكره.
أخرجه أحمد (1/397) (3770) قال: ثنا أبو سعيد، قال: ثنا إسرائيل، قال: ثنا أبوإسحاق عن عبد الرحمن بن يزيد، فذكره.(4/163)
الفصل الرابع: في أحاديث متفرقة
2133 - (خ م ط ت د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «يُستَجَابُ لأحَدِكم مَا لم يَعجَلْ، يقولُ: دَعوتُ رَبي، فلم يَستَجِبْ لي» . أخرجه الجماعة إلا النسائي.
وفي أخرى لمسلم قال: «لا يَزَالُ يُسْتَجابُ لِلْعَبْدِ مَا لَمْ يَدْعُ بإثم أو [ص:164] قَطِيعَةِ رَحِمٍ ما لم يستعجلْ، قيل: يا رَسول الله، ما الاستعجال؟ قال: يقول: قد دعوتُ، وقد دَعَوتُ (1) فلم أرَ يستجيب لي، فَيَسْتَحْسِرُ عند ذلك، ويَدَعُ الدعاءَ» .
وفي رواية الترمذي قال: «ما من رجل يَدْعُو اللهَ بِدُعَاءٍ إِلا استُجِيبَ لَه، فإمَّا أنْ يُعَجَّلَ له في الدنيا، وإمَّا أنْ يُدَّخَرَ له في الآخرة، وإمَّا أنْ يُكَفَّرَ عنه من ذُنُوبِهِ، بِقَدْرِ مَا دَعَا، ما لَمْ يَدْعُ بِإِثمٍ، أو قَطيعةِ رَحِّمٍ، أو يَسْتَعْجِلْ، قالوا: يا رسولَ الله، وكيف يَسْتَعجِلُ؟ قال: يقول: دَعَوتُ رَبي فما استَجَابَ لي» .
وفي أخرى له قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَا مِنْ عَبدٍ يَرفَعُ يَدَيْهِ حتى يَبدُوَ إِبطُهُ يَسألُ اللهَ مَسأَلَة، إلا آتَاهُ اللهُ إيَّاهَا مَا لَمْ يَعْجَلْ، قالوا: يا رسولَ الله، وكيفَ عَجَلَتُهُ؟ قال: يقول: قد سَألتُ وسأَلتُ فلم أُعْطَ شَيئاً» (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(قطيعة رحم) : القطيعة الهجر والصد والرحم الأقارب والأهلون، والمراد: أن لا يصل أهله ويبرهم ويحسن إليهم. [ص:165]
(فيستحسر) : الاستحسار: الاستنكاف عن السؤال، وأصله من حسر الطرف. إذا كَلّ وضعف نظره. يعني: أن الداعي إذا تأخرت إجابته تضجر ومل، فترك الدعاء واستنكف.
__________
(1) في الأصل: فدعوت، والتصحيح من " صحيح مسلم ".
(2) رواه البخاري 11 / 119 في الدعوات، باب يستجاب للعبد ما لم يعجل، ومسلم رقم (2735) في الذكر والدعاء، باب استحباب حمد الله تعالى بعد الأكل والشرب، والموطأ 1/213 في القرآن، باب ما جاء في الدعاء، والترمذي رقم (3602) و (3603) في الدعوات، باب رقم (145) ، وأبو داود رقم (1484) في الصلاة، باب الدعاء.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مالك «الموطأ» (149) . وأحمد (2/396) قال: حدثنا إبراهيم بن أبي العباس. قال: حدثنا أبو أويس. وفي (2/487) قال: قرأت على عبد الرحمن. مالك. (ح) وحدثنا إسحاق. قال: أخبرنا مالك. والبخاري (8/92) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. قال: أخبرنا مالك. وفي «الأدب المفرد» (654) قال: حدثنا أبو اليمان. قال: حدثنا شعيب. ومسلم (8/87) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. قال: قرأت على مالك. (ح) وحدثني عبد الملك بن شعيب بن ليث. قال: حدثني أبي، عن جدي، قال: حدثني عقيل بن خالد. وأبو داود (1484) قال: حدثنا القعنبي، عن مالك. وابن ماجة (3853) قال: حدثنا علي بن محمد. قال: حدثنا إسحاق بن سليمان، عن مالك بن أنس. والترمذي (3387) قال: حدثنا الأنصاري قال: حدثنا معن. قال: حدثنا مالك.
أربعتهم: - مالك، وأبو أويس، وشعيب، وعقيل - عن ابن شهاب الزهري، عن أبي عبيد، فذكره.(4/163)
2134 - (د) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «لا تَدْعوا على أنفسكم، ولا تَدعوا على أولادكم، ولا تَدْعوا على خَدَمِكم، ولا تَدُعوا على أموالكم، لا تُوافِقُوا من الله عَزَّ وجلَّ ساعةَ نَيْلٍ، فيها عطاءٌ، فَيَسْتَجيبَ لكم» . أخرجه أبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(نيل) : النيل والنوال: العطاء.
__________
(1) رقم (1532) في الصلاة، باب النهي أن يدعو الإنسان على أهله وماله، وإسناده صحيح، وهو قطعة من حديث جابر الطويل وقصة أبي اليسر عند مسلم رقم (3006) بلفظ " لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على أموالكم، لا توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاء فيستجيب لكم "، ورواه أيضاً ابن حبان في " صحيحه " رقم (2411) موارد الظمآن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح، وأصله في مسلم: أخرجه أبو داود (1532) قال: حدثنا هشام بن عمار، ويحيى ابن الفضل وسليمان بن عبد الرحمن. قالوا: ثنا إسماعيل بن حاتم، ثنا يعقوب بن مجاهد أبو حرزة، عن عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت، عن جابر، فذكره.
قال أبو داود: هذا حديث متصل الإسناد، فإن عبادة بن الوليد بن عبادة لقي جابرا.(4/165)
2135 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال: قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: «لِيَسْألْ أَحَدكمْ رَبَّهُ حَاجَتَهُ كُلَّهَا، حتى يسأَلَ شِسْعَ نَعلِهِ، إذَا انْقَطَعَ» . [ص:166]
زاد في رواية عن ثابت البُنَاني مرسلاً: «حتى يسأَلَه المِلْحَ، وحتى يسأله شِسْعَهُ إذا انْقَطَعَ» . أخرجه الترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(شسع نعله) : شسع النعل: سير من سيورها التي تكون على وجهها يدخل بين الأصابع.
__________
(1) رقم (3607) و (3608) في الدعوات، باب رقم (149) ، وحسنه الترمذي، وهو كما قال.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
الصواب إرساله: أخرجه الترمذي (3682 / التحفة) قال: ثنا أبو داود سليمان بن الأشعث السجزي، حدثنا قطن البصري، أخبرنا جعفر بن سليمان عن ثابت عن أنس، فذكره.
قال أبو عيسى الترمذي: وروى غير واحد هذا الحديث عن جعفر بن سليمان عن ثابت البناني عن النبي، ولم يذكروا فيه عن أنس.
وأخرجه أيضا (3683 / التحفة) قال: ثنا صالح بن عبد الله أخبرنا جعفر بن سليمان عن ثابت البناني: أن النبي.... فذكره.
ثم عقب قائلا: وهذا أصح من حديث قطن عن جعفر بن سليمان.(4/165)
2136 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَنْ لَمْ يَسْألِ اللهَ يَغضَبْ عليه» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3370) في الدعوات، باب رقم (3) ، وأخرجه أيضاً أحمد في " المسند "، والبخاري في " الأدب المفرد "، وابن ماجة، والحاكم، والبزار، كلهم من حديث أبي صالح الخوزي عن أبي هريرة، وأبو صالح الخوزي مختلف فيه، ضعفه ابن معين، وقواه أبو زرعة، وهو حديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/442) قال: حدثنا مروان الفزاري. وفي (2/443 و 477) قال: حدثنا وكيع. والبخاري في «الأدب المفرد» (658) قال: حدثنا عبد الله بن محمد. قا: حدثنا مروان بن معاوية. (ح) وحدثنا محمد بن عبيد الله. قال: حدثنا حاتم بن إسماعيل. وابن ماجة (3827) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. وعلي بن محمد. قالا: حدثنا وكيع. والترمذي (3373) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا حاتم بن إسماعيل. (ح) وحدثنا إسحاق بن منصور. قال: حدثنا أبو عاصم.
أربعتهم (مروان بن معاوية الفزاري، ووكيع، وحاتم، وأبو عاصم) عن أبي المليح، عن أبي صالح الخوزي، فذكره.
* في رواية مروان الفزاري: «حدثنا أبو المليح صبيح» .وفي رواية وكيع: «حدثنا أبو المليح المدني» وفي رواية حاتم بن إسماعيل: «عن أبي المليح» ولم ينسبه. وفي رواية أبي عاصم: «عن حميد أبي المليح» ..
قلت: الراوي عن أبي هريرة، مختلف فيه.(4/166)
2137 - (ت) أبو مسعود البدري - رضي الله عنه -: قال: قال رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «سَلُوا اللهَ من فَضْلِهِ، فإن الله يُحِبُّ أَن يُسأَلَ، وَأَفْضَلُ العِبَادَةِ انْتِظَارُ الفَرجِ» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3566) في الدعوات، باب رقم (126) ، وهو حديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
المرسل أشبه: أخرجه الترمذي (3571) قال: ثنا بشر بن معاذ العقدي الضبي البصري، حدثنا حماد بن واقد عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص، عن ابن مسعود، فذكره.
* قال الترمذي: هكذا روى حماد بن واقد هذا الحديث، وقد خولف في روايته. وحماد بن واقد هذا هو الصفار، ليس بالحافظ، وهو عندنا شيخ بصري. وروى أبو نعيم هذا الحديث عن إسرائيل، عن حكيم بن جبير، عن رجل، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-. مرسل، وحديث أبي نعيم أشبه أن يكون أصح.
قلت: وقد وهم المؤلف - رحمه الله - في عزو الحديث من مسند أبي مسعود البدري عقبة بن عامر، إنما هو ابن مسعود - رضي الله عنه -.(4/166)
2138 - (د) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: أنَّ امرَأة قالت لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-: «صَلِّ عَليَّ، وعلى زَوجي، فقال: صَلَّى اللهُ عليكِ، وعلى [ص:167] زَوجِك» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (1533) في الصلاة، باب الصلاة على غير النبي صلى الله عليه وسلم، وأخرجه أيضاً إسماعيل ابن إسحاق القاضي في فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم رقم (77) طبع المكتب الإسلامي، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح، وله شاهد في الصحيح: أخرجه أبو داود (1533) قال: ثنا محمد بن عيسى، ثنا أبو عوانة، عن الأسود بن قيس، عن نبيح، عن جابر، فذكره.(4/166)
2139 - (م د) أبو الدرداء - رضي الله عنه -: أَنَّهُ سَمِعَ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «مَا من عبدٍ مسلمٍ يَدعُو لأخِيهِ بِظَهرِ الغَيبِ إلا قَال المَلَكُ: وَلَكَ بِمثْلٍ» . هذه رواية مسلم.
وفي رواية أبي داود قال: «إِذَا دَعَا الرجُلُ لأخيهِ بِظَهرِ الغَيبِ قالت الملائكةُ: آمين، ولك بِمثْلٍ» .
وفي أخرى لمسلم: قال صَفوانُ بن عبد الله بن صفوان: «قَدِمْتُ الشامَ، فَأتَيتُ أبا الدرداءِ في منزله، فلم أجِدْهُ، ووَجدتُ أمَّ الدَّردَاءِ، فقالت: أتُرِيدُ الحَجَّ العَامَ؟ فقلتُ: نعم، قالت: فَادْعُ لنا بِخَيرٍ، فَإنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- كان يقول: دَعوَةُ المَرءِ المسلمِ لأخِيهِ بِظَهرِ الغَيْبِ مُستَجَابَةٌ، عِندَ رَأْسِهِ مَلَكٌ مُوكَّلٌ، كُلَّمَا دَعَا لأخِيهِ بخيرٍ قال المَلَكُ المُوَكَّلُ بِهِ: [آمين] وَلَكَ بِمثْلِ.
قال: فَخَرَجتُ إلى السوقِ فَلَقِيتُ أبا الدَّرْدَاءِ، فقال لي مِثْلَ ذلك، يَرويه عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-» . [ص:168]
قال الحميديُّ: إنَّ خَلَفاً الوَاسِطِيَّ جَعَلَ هذه الروايةَ في مُسنَدِ أُمِّ الدَّردَاءِ، وقال: قال البَرْقَانِيُّ: هذه أُمُّ الدَّرداء: هي الصُّغرى التي رَوَت هذا الحديث، وليس لها صُحبَةٌ، ولا سَمَاعٌ من النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، وإنما هو من مسند أبي الدرداء، وأمَّا أمُّ الدرداء الكبرى، فلها صحبة، وليس لها في كِتَابَي البخاري، ومسلم حديث.
قال الحميديُّ: وقد أخرج مسلم مُتَّصلاً بهذه الرواية التي ذكرناها إملاء (1) عن أم الدرداء عن أبي الدرداء، ليدل بذلك على أن هذه الرواية أيضاً عنها عنه عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، والله أعلم (2) .
__________
(1) وفي نسخة: أولاً.
(2) أخرجه مسلم رقم (2732) و (2733) في الذكر والدعاء، باب فضل الدعاء للمسلمين بظهر الغيب، وأبو داود رقم (1534) في الصلاة، باب الدعاء بظهر الغيب.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مسلم (8/86) قال: حدثني أحمد بن عمر بن حفص الوكيعي، قال: حدثنا محمد بن فضيل، قال: حدثنا أبي، عن طلحة بن عبيد الله بن كريز، عن أم الدرداء، فذكرته.
* وأخرجه مسلم (8/86) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم. وأبو داود (1534) قال: حدثنا رجاء بن المرجي.
كلاهما - إسحاق، ورجاء - عن النضر بن شميل، قال: حدثنا موسى بن سروان المعلم (وفي رواية رجاء: موسى بن ثروان) ، قال: حدثني طلحة بن عبيد الله بن كريز. قال: حدثتني أم الدرداء، قالت: حدثني سيدي، نحوه.
أخرجه أحمد (5/195) قال: حدثنا ابن نمير، قال: حدثنا عبد الملك، عن عطاء. وفي (5/196) و (6/452) قال: حدثنا يزيد بن هارون ويعلى، قالا: حدثنا عبد الملك، عن أبي الزبير. وعبد بن حميد (201) قال: حدثنا يعلى بن عبيد، قال: حدثنا عبد الملك بن أبي سليمان، عن أبي الزبير. والبخاري في «الأدب المفرد» (625) قال: حدثنا محمد بن سلام. قال: حدثنا يحيى بن أبي غنية. قال: أخبرنا عبد الملك بن أبي سليمان، عن أبي الزبير. ومسلم (8/86 و 87) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا عيسى بن يونس، قال: حدثنا عبد الملك بن أبي سليمان، عن أبي الزبير. (ح) وحدثناه أبو بكر ابن أبي شيبة، قال: حدثنا يزيد بن هارون، عن عبد الملك بن أبي سليمان، بهذا الإسناد، مثله. وابن ماجة (2895) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا يزيد بن هارون، عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن أبي الزبير.
كلاهما (عطاء، وأبو الزبير) عن صفوان بن عبد الله، فذكره.(4/167)
2140 - (ت) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ دَعَا على مَنْ ظَلَمَهُ فقد انتصرَ» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3547) في الدعوات، باب رقم (115) ، وفي سنده أبو حمزة ميمون الأعور، وهو ضعيف، كما قال الحافظ في " التقريب "، ولذلك قال الترمذي، هذا حديث غريب، قال المناوي في " فيض القدير ": وقال الترمذي في " العلل ": سئل عنه البخاري فقال: لا أعلم أحداً رواه غير أبي الأحوص (يعني سلام بن سليم) لكن هو من حديث أبي حمزة، وضعف أبا حمزة جداً، وأورده العجلوني في " كشف الخفاء " وزاد نسبته إلى أبي يعلى، وقال: وهو ضعيف.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
ضعيف جدا: أخرجه الترمذي (3552) قال: ثنا هناد، حدثنا أبو الأحوص عن أبي حمزة عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة، فذكره.
قال أبو عيسى: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث أبي حمزة. وقد تكلم بعض أهل العلم فيه، وهو الأعور.
* حدثنا قتيبة. حدثنا حميد بن عبد الرحمن الرؤاسي عن أبي الأحوص عن أبي حمزة بهذا الإسناد - نحوه.
وقال في العلل: سئل البخاري عنه؟ فقال: لا أعلم أحدا رواه غير أبي الأحوص، لكن هو من حديث أبي حمزة، وضعف أبا حمزة جدا.(4/168)
الباب الثاني: في أقسام الدعاء، وفيه قسمان
القسم الأول: في الأدعية المؤقتة والمضافة إلى أسبابها، وفيه عشرون فصلاً
الفصل الأول: في ذكر اسم الله الأعظم وأسمائه الحسنى
2141 - (ت د) بريدة - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-: «سَمِعَ رَجُلاً يقول: اللَّهمَّ إِني أسألُكَ بأني أَشْهَدُ أنَّكَ أنْتَ اللهُ، لا إلهَ إلا أنتَ، الأحَدُ الصَّمَدُ، الذي لم يَلِدْ ولم يُولَدْ، ولم يكن له كُفُواً أحَدٌ، فقال: والذي نفسي بيده، لقد سأل اللهَ باسمه الأَعظَمِ، الذي إِذا دُعِيَ به أجابَ، وإِذَا سُئِلَ بِهِ أعْطَى» . هذه رواية الترمذي.
وفي رواية أبي داود: «بَاسْمِهِ الذي إذا سُئِلَ به أعطى، وإذا دُعيَ به أَجابَ» (1) . [ص:170]
وذكر رزين رواية قال: «دَخَلْتُ مَعَ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- المسجدَ عِشَاء، فإذا رجلٌ يقرأٌ ويَرْفَعُ صَوتَهُ، فَقُلْتُ: يا رسولَ الله، أَتَقُولُ: هَذَا مُرَاءٍ؟ [قال] : بل مُؤمِنٌ مُنيبٌ، قال: وأبو موسى الأشعري يَقرَأُ، ويَرفَعُ صَوتَهُ، فَجَعَلَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يَتَسَمَّعُ لِقِرَاءتِهِ، ثم جَلَسَ أبو موسى يَدْعُو، فقال: اللَّهُمَّ إني أُشْهِدُكَ أَنَّكَ أنْتَ اللهُ، لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ، أَحَداً صَمَداً، لم يَلد ولم يُولَدْ، ولم يكن له كُفُواً أحَدٌ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: لقد سَألَ اللهَ بِاسْمِهِ الذي إِذَا سُئِلَ بِهِ أَعطَى، وإذا دُعِيَ بِهِ أجَابَ، قلتُ: يا رسولَ الله، أُخْبِرُهُ بِمَا سَمِعتُ منك؟ قال: نعم، فَأخْبَرْتُهُ بِقولِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- فقال لي: أَنت اليومَ لي أخ صَدِيقٌ، حَدَّثتني بحديث رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-» (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(مُنيب) : أناب الرجل: إذا رجع إلى الله تعالى تائباً.
__________
(1) رواه الترمذي رقم (3471) في الدعوات، باب رقم (65) ، وأبو داود رقم (1493) في الصلاة، [ص:170] باب الدعاء، وإسناده صحيح، وحسنه الترمذي، وقال المنذري في " الترغيب والترهيب " 2 / 274 في الطبعة المنيرية: قال شيخنا الحافظ أبو الحسن المقدسي: وإسناده لا مطعن فيه، ولم يرد في هذا الباب حديث أجود إسناداً منه، والحديث رواه أيضاً أحمد في " المسند "، وابن ماجة، وابن حبان في صحيحه، والحاكم وغيرهم.
(2) وأورد رواية رزين هذه من حديث بريدة رضي الله عنه الخطيب التبريزي في " مشكاة المصابيح " رقم (2293) ، طبع المكتب الإسلامي.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (5/349) قال: حدثنا عثمان بن عمر. وفي (5/350) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (5/360) قال: حدثنا وكيع. وأبو داود (1493) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى. وفي (1494) قال: حدثنا عبد الرحمن بن خالد الرقي، قال: حدثنا زيد بن الحباب. وابن ماجة (3857) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا وكيع. والترمذي (3475) قال: حدثنا جعفر ابن محمد بن عمران الثعلبي الكوفي، قال: حدثنا زيد بن حباب. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (1998) عن عبد الرحمن بن خالد، عن زيد بن حباب «وزاد في آخره» أي زيد بن الحباب: فحدثته زهير ابن معاوية، فقال: حدثنا سفيان بهذا الحديث عن مالك بن مغول. قال: «أي زهير» وسمعت أبا إسحاق يحدث به عن مالك بن مغول. وأخرجه النسائي في الكبرى أيضا عن عمرو بن علي، عن يحيى.
ستتهم (عثمان، ويحيى، ووكيع، وزيد، وسفيان، وأبو إسحاق) عن مالك بن مغول، عن ابن بريدة، فذكره.(4/169)
2142 - (د س) محجن بن الأدرع (1) الثقفي - رضي الله عنه -: قال: «دَخَلَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- المسجدَ، فإِذا هو برجُلٍ قَد قَضَى صَلاتَهُ، وهو [ص:171] يَتَشَهَّدُ، ويقولُ: اللهُمَّ إِني أَسأَلُكَ بِاسمِكَ الأحَدِ الصَّمَدِ، الذي لم يَلِدْ ولم يُولَدْ، ولم يَكُنْ له كُفُواً أَحَدٌ: أن تَغْفِرَ لي ذُنُوبي، إِنَّكَ أَنتَ الغَفُورُ الرحيمُ، قال: فقال: قَد غُفِرَ له، قد غُفرِ له، قَد غُفِر له» .
أخرجه أبو داود، والنسائي (2) .
__________
(1) في الأصل: محجن بن الأقرع، وهو تصحيف، والتصحيح: من السنن ومسند أحمد وكتب الرجال.
(2) رواه أبو داود رقم (985) في الصلاة، باب ما يقول بعد التشهد، والنسائي 3 / 52 في السهو، باب الدعاء بعد الذكر، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 4 / 338، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
حسن: أخرجه أحمد (4/338) قال: حدثنا عبد الصمد. وأبو داود (985) قال: حدثنا عبد الله ابن عمرو أبو معمر. والنسائي (3/52) وفي الكبرى (1133) قال: أخبرنا عمرو بن يزيد أبو بريد البصري، عن عبد الصمد بن عبد الوارث. وابن خزيمة (724) قال: حدثنا عبد الوارث بن عبد الصمد، قال: حدثني أبي.
كلاهما (عبد الصمد، وأبو معمر) عن عبد الوارث بن سعيد، قال: حدثنا حسين المعلم، عن عبد الله ابن بريدة، عن حنظلة بن علي، فذكره.(4/170)
2143 - (ت د س) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: «أَنَّهُ كانَ مَعَ رَسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- جَالِساً، ورجُلٌ يُصَلِّي، ثُمَّ دَعَا الرَّجُلُ فقال: اللَّهمَّ إني أَسأَلُكَ بِأنَّ لَكَ الحمدَ، لا إِلهَ إِلا أنْتَ، المَنَّانُ، بَديعُ السَّمَواتِ والأرضِ، ذو الجَلالِ والإِكْرَامِ، يا حَيُّ يا قَيُّومُ، فقال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- لأصحَابِهِ: أتَدرونَ بمَ دَعَا؟ قالوا: اللهُ ورسولُهُ أعلم، قال: والذي نفسي بيده، لَقَدْ دَعا الله باسمه الأعظم، الذي إِذَا دُعِيَ به أَجَابَ، وإِذَا سُئِلَ بِهِ أعْطَى» . أخرجه أبو داود، والترمذي، والنسائي.
وهذا لَفْظُ الترمذي، قال: «دَخَلَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- المسْجِدَ، ورَجُلٌ قَد صَلَّى، وهُو يَدعُو، ويقولُ في دُعائِهِ: اللَّهمَّ إني أسألك، لا إِلهَ إلا أنْتَ، المنَّانُ، بَديعُ السَّمواتِ والأرضِ، ذُو الجَلالِ والإكرامِ، فقال [ص:172] النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: أَتَدْرونَ بِمَ دَعا؟ دعا الله باسْمِهِ الأعظم ... الحديث» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(المنان) : فعال من المنة، وهو المبالغ فيها.
(بديع) : البديع: المبدع، وهو الخالق المخترع لا عن مثال سابق.
(قيوم) : القيوم: القائم الدائم، ووزنه فيعول من القيام، وهو من أبنية المبالغة.
__________
(1) رواه الترمذي رقم (3538) في الدعوات، باب رقم (109) ، وأبو داود رقم (1495) في الصلاة، باب الدعاء، والنسائي 3 / 52 في السهو، باب الدعاء بعد الذكر، وإسناده صحيح، وذكره الحافظ المنذري في " الترغيب والترهيب " 2 / 274 الطبعة المنيرية من رواية أحمد بلفظه، ورواه أيضاً ابن ماجة، وابن حبان في صحيحه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: رواه عن أنس، أنس بن سيرين:
أخرجه أحمد (3/120) ، وابن ماجة (3858) قال: ثنا علي بن محمد. قالا: ثنا وكيع، قال: ثنا أبو خزيمة، عن أنس بن سيرين، فذكره.
- ورواه عن أنس، عاصم وثابت:
أخرجه الترمذي (3544) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن أبي الثلج. قالا: ثنا يونس بن محمد، قال: ثنا سعد بن زربي، عن عاصم الأحول، وثابت، فذكراه.(4/171)
2144 - (ت د) أسماء بنت يزيد (1) - رضي الله عنها -: أَنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «اسْمُ اللهِ الأعظَمُ في هَاتَينِ الآيَتَينِ» : {وإِلهُكُم إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِله إِلا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحيمُ} [البقرة 163] وفَاتِحَةُ سُورَةِ آلِ عِمْرَانَ: {آلم. الله لا إلهَ إِلا هُوَ الحَيُّ القَيُّومُ} [آل عمران: 1، 2] . أخرجه أبو داود، والترمذي (2) .
__________
(1) في الأصل: أسماء بنت بريدة، والتصحيح من أبي داود والترمذي وكتب الرجال.
(2) رواه أبو داود رقم (1496) في الصلاة، باب الدعاء، والترمذي رقم (3472) في الدعوات، باب رقم (65) ، وفي سنده عبيد الله بن أبي زياد القداح المكي أبو الحصين، وهو ليس بالقوي، كما قال الحافظ في " التقريب "، وفيه أيضاً شهر بن حوشب، وهو صدوق كثير الإرسال والأوهام، ولكن للحديث شواهد بمعناه يرتقي بها إلى درجة الحسن، ولذلك حسنه الترمذي.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
ليس إسناده بالقوي: أخرجه أحمد (6/461) قال: حدثنا محمد بن بكر. وعبد بن حميد (1578) قال: حدثنا أبو عاصم. والدارمي (3392) قال: حدثنا أبو عاصم. وأبو داود (1496) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا عيسى بن يونس. وابن ماجة (3855) قال: حدثنا أبو بكر. قال: حدثنا عيسى بن يونس. والترمذي (3478) قال: حدثنا علي بن خشرم. قال: حدثنا عيسى بن يونس.
ثلاثتهم (محمد بن بكر، وأبو عاصم النبيل، وعيسى بن يونس) عن عبيد الله بن أبي زياد عن شهر بن حوشب، فذكره.
قلت: عبيد الله بن أبي زياد، ضعفوه، كذا شيخه «شهر» .(4/172)
2145 - (خ م ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: «إِنَّ للهِ تِسْعَة، وِتِسعِينَ اسماً، مَن حَفِظَها دَخَلَ الجَنَّةَ، واللهُ وِتْرٌ يُحِبُّ الوِتْرَ» . وفي رواية: «مَن أَحصَاهَا» .
وفي أخرى: «للهِ تِسعَةٌ وَتِسْعُونَ اسْماً، مِائة إِلا واحِداً، لا يَحفَظُهَا أَحَدٌ إِلا دَخَلَ الجَنَّةَ، وهو وِتْرٌ يُحِبُّ الوِتْرَ» .
قال البخاري: «أحصَاهَا: حَفِظَها» ، وفي روايةٍ لمسلم نحوه، وليس فيه ذِكرُ الْوتْرِ، هذه روايةُ البخاري، ومسلم (1) .
وفي رواية الترمذي قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إِنَّ للهِ تِسْعَة وِتِسعِينَ اسماً، مَن أحْصَاهَا دَخَلَ الجَنَّةَ، هُوَ اللهُ الَّذي لا إِلهَ إِلا هو: الرَّحْمنُ، الرَّحِيمُ، المَلِكُ، القُدُّوسُ، السَّلامُ، المُؤمِنُ، المُهَيْمِنُ، العَزِيزُ، الجَبَّارُ، المُتَكَبِّرُ، الخَالِقُ، البَارِئُ، المُصَوِّرُ، الغَفَّارُ، القَهَّارُ، الوهَّابُ، الرَّزَّاقُ، الفَتَّاحُ، العَليمُ، القابضُ، البَاسِطُ، الخَافِضُ، الرَّافِعُ، المُعِزُّ، المُذِلُّ، السَّمِيعُ، البصيرُ، الحَكَمُ، العَدْلُ، اللَّطِيفُ، الخَبْيرُ، الحليمُ، العَظيمُ، الغَفُورُ، الشَّكُورُ، العَليُّ، الكَبيرُ، الحَفِيظُ، المُقيتُ، الحَسِيبُ، الجَليلُ، الكرِيمُ، الرَّقِيبُ، المُجيبُ، الْوَاسِعُ، الحَكيمُ، الْوَدُودُ، المَجيدُ، [ص:174] البَاعِثُ، الشَّهيدُ، الحَقُّ، الْوَكِيلُ، القَويُّ، المَتِينُ، الْوَليُّ، الحَميدُ، المُحصي، المُبدىءُ، المُعيدُ، المُحْيي، المُميِتُ، الحَيُّ، القَيُّومُ، الْوَاجِدُ، الماجد، الوَاحِدُ، الأحَدُ، الصَّمَدُ، القَادِرُ، المُقْتَدِرُ، المُقَدِّمُ، المُؤخِّر، الأوَّلُ، الآِخرُ، الظَّاهِرُ، البَاطِنُ، الوالي، المُتعالِ، البَرُّ، التَّوَّابُ، المُنتَقِمُ، العَفُوُّ، الرَّؤوفُ، مَالِكُ المُلْكِ، ذُو الجَلالِ والإِكرَامِ، المُقْسِطُ، الجَامِعُ، الغَنيُّ، المُغني، المَانِعُ، الضَّارُ، النَّافِعُ، النُّورُ، الهادي، البَديعُ، البَاقي، الوَارِثُ، الرَّشِيدُ، الصَّبُورُ» .
هذه رواية الترمذي بتفصيل الأسماء، ولم يُفَصِّلْها غيره، وقال: حَدَّثَنَا به غير واحدٍ عن صَفْوان بن صالح، ولا نَعرِفُهُ إلا من حديث صفوان بن صالح، وهو ثقة عند أهل الحديث، قال: وقد رُويَ هذا الحديث من غير وجهٍ عن أبي هريرة عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، لا نَعلَمُ في كثير شيء من الروايات ذِكْرَ الأسماء إلا في هذا الحديث (2) . [ص:175]
وفي رواية ذكرها رزين: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- تَلا قوله تعالى: {وَلِلَّهِ الأسمَاءُ الْحُسنى فَادْعُوهُ بِهَا وذَرُوا الَّذِينَ يُلحِدُونَ في أسْمَائِهِ سَيُجْزَونَ مَا كَانُوا يَعمَلُونَ} [الأعراف: 180] فقال: «إنَّ للهِ تَبَارَكَ وتعالى تِسعَة وتِسعينَ اسماً ... » الحديث.
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(من أحصاها) : الإحصاء: العدد والحفظ، والمراد: مَن حفظها [ص:176] على قلبه، وقيل: المراد: من استخرجها من كتاب الله تعالى، وأحاديث رسوله - صلى الله عليه وسلم-، لأن النبي لم يعدها لهم، ولهذا لم ترد مسرودة معدودة من هذه الكتب الستة إلا في «كتاب الترمذي» . وقيل: المراد: من أخطر بباله عند ذكر معناها، وتفكر في مدلولها: معتبراً، متدبراً، ذاكراً، راغباً، راهباً، معظماً لمسماها، مقدساً لذات الله تعالى، وبالجملة: ففي كل اسم يخطر بباله الوصف الدال عليه.
(القدوس) : الطاهر من العيوب المنزه عنها، وهو مضموم الأول، وقد روي بفتحه، وليس بالكثير، ولم يجئ مضموم الأول من هذا البناء إلا قدوس وسبوح وذروح، وقال سيبويه: ليس في الكلام فُعُّول بالضم.
(السلام) : ذو السلام، أي: الذي سلم من كل عيب وبرئ من كل آفة.
(المؤمن) : الذي يصدق عباده [وعده] ، فهو من الإيمان: التصديق، أو يؤمنهم في القيامة من عذابه، فهو من الأمان، ضد الخوف.
(المهيمن) : الشهيد، وقيل: الأمين، فأصله مؤتمن، فقلبت الهمزة هاء، وقيل: الرقيب والحافظ.
(العزيز) : الغالب القاهر، والعزة: الغلبة. [ص:177]
(الجبار) : هو الذي أجبر الخلق وقهرهم على ما أراد من أمر أو نهي. وقيل: هو العالي فوق خلقه.
(المتكبر) : المتعالي عن صفات الخلق، وقيل: الذي يتكبر على عتاة خلقه إذا نازعوه العظمة فيقصمهم، والتاء في «المتكبر» تاء المتفرد والمتخصص، لا تاء المتعاطي المتكلف، وقيل: إن المتكبر من الكبرياء الذي هو عظمة الله تعالى، لا من الكبر الذي هو مذموم.
(البارئ) : هو الذي خلق الخلق لا عن مثال، إلا أن لهذه اللفظة من الاختصاص بالحيوان ما ليس لها بغيره من المخلوقات، وقلما تستعمل في غير الحيوان، فيقال: برأ الله النسمة، وخلق السموات والأرض.
(المصوِّر) : هو الذي أنشأ خلقه على صور مختلفة، ومعنى التصوير: التخطيط والتشكيل.
(الغفار) : هو الذي يغفر ذنوب عباده مرة بعد مرة، وأصل الغفر: الستر والتغطية، فالله غافر لذنوب عباده ساتر لها بترك العقوبة عليها.
(الفتاح) : هو الحاكم بين عباده، يقال: فتح الحاكم بين الخصمين: إذا فصل بينهما، ويقال للحاكم: الفاتح، وقيل: هو الذي يفتح أبواب الرزق والرحمة لعباده، والمنغلق عليهم من أرزاقه. [ص:178]
(الباسط) : الذي يبسط الرزق لعباده ويوسعه عليهم بجوده، ورحمته.
و (القابض) : الذي يمسكه عنهم بلطفه، فهو الجامع بين العطاء والمنع.
و (الخافض) : الذي يخفض الجبارين والفراعنة، أي: يضعهم ويهينهم.
و (الرافع) : هو الذي يرفع أولياءه ويعزهم، فهو الجامع بين الإعزاز والإذلال.
(الحكم) : الحاكم وحقيقته: الذي سُلِّم له الحكم ورد إليه.
(العدل) : هو الذي لا يميل به الهوى فيجور في الحكم، وهو من المصادر التي يسمى بها، كرجل ضَيف وزَور.
(اللطيف) : الذي يُوصِل إليك أربك في رفق، وقيل: هو الذي لطف عن أن يدرك بالكيفية.
(الخبير) : العالم العارف بما كان وما يكون.
(الغفور) : من أبنية المبالغة في الغفران.
(الشكور) : الذي يجازي عباده ويثيبهم على أفعالهم الصالحة، فشكر الله لعباده إنما هو مغفرته لهم وقبوله لعبادتهم (*) .
(الكبير) : هو الموصوف بالجلال وكبر الشأن.
(المقيت) : هو المقتدر، وقيل: هو الذي يعطي أقوات الخلائق. [ص:179]
(الحسيب) : الكافي، هو فعيل بمعنى: مُفْعِل، كأليم بمعنى: مؤلم، وقيل: هو المحاسب.
(الرقيب) : هو الحافظ الذي لا يغيب عنه شيء.
(المجيب) : الذي يقبل دعاء عباده ويستجيب لهم.
(الواسع) : هو الذي وسع غناه كل فقر، و [وسعت] رحمته كل شيء.
(الودود) : فعول بمعنى: مفعول من الوُد، فالله تعالى مودود، أي: محبوب في قلوب أوليائه، أو هو فعول بمعنى: فاعل، أي: إن الله تعالى يود عباده الصالحين، بمعنى يرضى عنهم (**) .
(المجيد) : هو الواسع الكرم، وقيل: هو الشريف.
(الباعث) : هو الذي يبعث الخلق بعد الموت يوم القيامة.
(الشهيد) : هو الذي لا يغيب عنه شيء، يقال: شاهد وشهيد، كعالم وعليم، أي أنه حاضر يشاهد الأشياء ويراها.
(الحق) : هو المتحقق كونه ووجوده.
(الوكيل) : هو الكفيل بأرزاق العباد، وحقيقته: أنه الذي يستقل بأمر الموكول إليه. ومنه قوله تعالى: { [وَقَالُوا] حَسبُنا الله ونِعمَ الوَكيلُ} [آل عمران: 173] . [ص:180]
(القوي) : القادر، وقيل: التام القدرة والقوة، الذي لا يعجزه شيء.
(المتين) : هو الشديد القوي الذي لا تلحقه في أفعاله مشقة.
(الولي) : الناصر، وقيل: المتولي للأمور القائم بها كولي اليتيم.
(الحميد) : المحمود الذي استحق الحمد بفعله، وهو فعيل بمعنى مفعول.
(المحصي) : هو الذي أحصى كل شيء بعلمه، فلا يفوته شيء من الأشياء دق أو جل.
(المبدئ) : الذي أنشأ الأشياء واخترعها ابتداء.
و (المعيد) : هو الذي يعيد الخلق بعد الحياة إلى الممات، وبعد الممات إلى الحياة.
(الواجد) : هو الغني الذي لا يفتقر، وهو من الجِدة: الغِنى.
(الواحد) : هو الفرد الذي لم يزل وحده، ولم يكن معه آخر، وقيل: هو منقطع القرين والشريك.
(الأحد) : الفرد، والفرق بينه وبين الواحد، أن «أحداً» بُني لنفي ما يذكر معه من العدد، فهو يقع على المذكر والمؤنث، يقال: ما جاءني [ص:181] أحد، أي: ذكر ولا أنثى، وأما «الواحد» فإنه وضع لمفتتح العدد، تقول: جاءني واحد من الناس، ولا تقول فيه: جاءني أحد من الناس، والواحد: بني على انقطاع النظير والمثل، والأحد: بني على الانفراد والوحدة عن الأصحاب، فالواحد منفرد بالذات، والأحد منفرد بالمعنى.
(الصمد) : هو السيد الذي يصمد إليه الخلق في حوائجهم، أي: يقصدونه.
(المقتدر) : مفتعل من القدرة، وهو أبلغ من قادر.
(المقدم) : الذي يقدم الأشياء فيضعها في مواضعها.
(المؤخر) : الذي يؤخرها إلى أماكنها، فمن استحق التقديم قدّمه، ومن استحق التأخير أخره.
(الأول) : هو السابق للأشياء كلها. والآخر الباقي بعد الأشياء كلها.
(الظاهر) : هو الذي ظهر فوق كل شيء وعلاه.
و (الباطن) : هو المحتجب عن أبصار الخلائق.
(الوالي) : مالك الأشياء، المتصرف فيها.
(المتعالي) : هو المتنزه عن صفات المخلوقين، تعالى أن يوصف بها عز وجل. [ص:182]
(البر) : هو العطوف على عباده ببره ولطفه.
(المنتقم) : هو المبالغ في العقوبة لمن يشاء، مفتعل، من نقم ينقم: إذا بلغت به الكراهية حد السخط.
(العفو) : فعول من العفو، بناء مبالغة، وهو الصفوح عن الذنوب.
(الرؤوف) : هو الرحيم العاطف برأفته على عباده، والفرق بين الرأفة والرحمة: أن الرحمة قد تقع في الكراهة للمصلحة، والرأفة لا تكاد تكون في الكراهة.
(ذو الجلال) : الجلال: مصدر الجليل، تقول: جليل بين الجلالة والجلال.
(المقسط) : العادل في حكمه، أقسط الرجل: إذا عدل، فهو مقسط، وقسط: إذا جار، فهو قاسط.
(الجامع) : هو الذي يجمع الخلائق ليوم الحساب.
(المانع) : هو الناصر الذي يمنع أولياءه أن يؤذيهم أحد.
(النور) : هو الذي يبصر بنوره ذو العماية، ويرشد بهداه ذو الغواية.
(البديع) : قد تقدم ذكره.
(الوارث) : هو الباقي بعد فناء الخلائق. [ص:183]
(الرشيد) : هو الذي أرشد الخلق إلى مصالحهم، فعيل بمعنى مُفعِل.
(الصبور) : هو الذي لا يعاجل العصاة بالانتقام منهم بل يؤخر ذلك إلى أجل مسمى، فمعنى الصبور في صفة الله تعالى قريب من معنى الحليم، إلا أن الفرق بين الأمرين أنهم لا يأمنون العقوبة في صفة الصبور، كما يأمنون منها في صفة الحليم.
__________
(1) رواه البخاري 11 / 180 - 192 في الدعوات، باب لله عز وجل مائة اسم غير واحد، ومسلم رقم (2677) في الذكر والدعاء، باب في أسماء الله تعالى وفضل من أحصاها.
(2) وقال الترمذي: وقد روى آدم بن أبي إياس هذا الحديث بإسناد غير هذا عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وذكر فيه الأسماء، وليس له إسناد صحيح، أقول: رواه الترمذي رقم (3502) من حديث صفوان بن صالح قال: حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا شعيب بن أبي حمزة عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة، وقال: حديث غريب، ورواه ابن حبان في صحيحه رقم (2382) موارد الظمآن من طريق صفوان به، وأخرجه ابن ماجة رقم (3861) في الدعاء، باب أسماء الله عز وجل، من طريق أخرى عن موسى بن عقبة عن الأعرج عن أبي هريرة مرفوعاً بنحو مما تقدم بزيادة ونقصان، قال البوصيري في " الزوائد ": لم يخرج أحد من الأئمة الستة عدد أسماء الله الحسنى من هذا الوجه ولا غيره، غير ابن ماجة [ص:175] والترمذي مع تقديم وتأخير، وطريق الترمذي أصح شيء في الباب، وفي إسناد طريق ابن ماجة ضعف لضعف عبد الملك بن محمد الصنعاني، وقال الحافظ في " تخريج الأذكار ": وهذان الطريقان يرجعان إلى رواية الأعرج، وفيهما اختلاف شديد في سرد الأسماء، وزيادة ونقص، ووقع سرد الأسماء في رواية ثالثة أخرجها الحاكم في " المستدرك " وجعفر الفريابي في " الذكر " من طريق عبد العزيز بن الحصين (يعني ابن الترجمان) عن أيوب عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة، قال الحاكم بعد تخريج الحديث من طريق صفوان بن صالح عن الوليد بن مسلم الطريق التي أخرجه الترمذي بلفظه سواه: أخرجاه في الصحيح بأسانيد صحيحة دون ذكر الأسماء فيه، ولعله عندهما أن الوليد بن مسلم تفرد بسياقه وبطوله وذكر الأسماء فيه، ولم يذكره غيره لمسلم، نعم أكثرها في القرآن، ومنها ما ورد فيه الفعل أو المصدر دون الاسم، ومنها ما ليس في القرآن لا بنفسه ولا بورود فعله كالقديم والجميل ونحوهما. اهـ. وقال ابن كثير في التفسير: والذي عول عليه جماعة من الحفاظ أن سرد الأسماء في هذا الحديث مدرج فيه، وإنما ذلك كما رواه الوليد بن مسلم وعبد الملك بن محمد الصنعاني عن زهير بن محمد أنه بلغه عن غير واحد من أهل العلم أنهم قالوا ذلك، أي أنهم جمعوها من القرآن كما روى جعفر بن محمد وسفيان بن عيينة وأبو زيد اللغوي، والله أعلم.
أقول: ومع ذلك كله فقد ذكر الحديث ابن حبان في صحيحه، وحسنه النووي في أذكاره.
(*) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة:
"جاء في كتاب الله تسمية الله تعالى بالشكور والشاكر: {لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ} {فَإِنَّ اللهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ} {مَّا يَفْعَلُ اللهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ وَكَانَ اللهُ شَاكِرًا عَلِيمًا} ، و (فعول) في أسماء الله بمعنى (فاعل) كشكور وغفور وودود.
والشكر صفة لله تعالى تتضمن ثناء الله على عبده في الملإ الأعلى، وأن يلقي له الشكر بين عباده ويشكره تعالى بفعله بأن يثيبه ويعطيه أفضل مما بذل بأضعاف كثيرة، بل من شكره لعباده أن يثيب أعداءه على ما فعلوا من الخير في الدنيا ولا يضيع أجر من أحسن عملا. "
[الشيخ عبد الرحمن صالح السديس]
(**) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة:
" فيه تفسير لصفة المودة بالرضا وهذا غلط؛ بل المودة هي خالص المحبة وقد تظاهرت النصوص بإثبات محبة الله لأولياء كقوله تعالى: {يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} {إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} {فَإِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ} وغيرها. " [الشيخ عبد الرحمن صالح السديس]
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح على الإجمال: رواه الأعرج، عن أبي هريرة، أخرجه الحميدي (1130) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (2/258) قال: حدثنا يزيد. قال: أخبرنا محمد. والبخاري (3/259) و (9/145) قال: حدثنا أبو اليمان. قال: أخبرنا شعيب. وفي (8/108) قال: حدثنا علي بن عبد الله. قال: حدثنا سفيان. ومسلم (8/63) قال: حدثنا عمرو الناقد وزهير بن حرب، وابن أبي عمر. جميعا عن سفيان (واللفظ لعمرو) قال: حدثنا سفيان بن عيينة. والترمذي (3508) قال: حدثنا ابن أبي عمر. قال: حدثنا سفيان بن عيينة. والنسائي في «الكبرى / الورقة 100 ب» قال: أخبرنا الربيع بن سليمان. قال: حدثنا عبد الله بن وهب. قال: أخبرني مالك. وذكر آخر قبله. (ح) وأخبرنا عمران بن بكار، قال: حدثنا علي بن عياش. قال: حدثنا شعيب.
أربعتهم (سفيان بن عيينة، ومحمد بن إسحاق، وشعيب، ومالك) عن أبي الزناد، عن الأعرج، فذكره.
- ورواه محمد بن سيرين، عن أبي هريرة أخرجه أحمد (2/267) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر عن أيوب، وفي (2/427) قال: حدثنا إسماعيل. عن هشام. (ح) ويزيد، يعني ابن هارون. قال: أخبرنا هشام. وفي (2/499) قال: حدثنا علي بن عاصم. قال: أخبرنا خالد وهشام. وفي (2/516) قال: حدثنا روح. قال: حدثنا هشام. ومسلم (8/63) قال: حدثني محمد بن رافع. قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر، عن أيوب. والترمذي (3506) قال: قال يوسف: وحدثنا عبد الأعلى، عن هشام بن حسان.
ثلاثتهم (أيوب، وهشام بن حسان، وخالد بن الحذاء) عن محمد بن سيرين، فذكره.
* أخرجه أحمد (2/516) قال: حدثنا روح. قال: حدثنا ابن عون، عن محمد، عن أبي هريرة: إن لله عز وجل تسعة وتسعين اسما ... فذكر مثله موقوفا.
ورواه همام بن منبه، قال: هذا ما حدثنا أبو هريرة.
أخرجه أحمد (2/267 و 277 و 314) . ومسلم (8/63) قال: حدثني محمد بن رافع.
كلاهما (أحمد بن حنبل، وابن رافع) قالا: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر، عن همام بن منبه، فذكره.
* رواية أحمد (2/277) مختصرة على: «إن الله وتر يحب الوتر» .
- ورواه أبو سلمة، عن أبي هريرة:
أخرجه أحمد (2/503) قال: حدثنا يزيد. وابن ماجة (3860) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا عبدة بن سليمان.
كلاهما (يزيد، وعبدة) عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، فذكره.
- ورواه أبو رافع، عن أبي هريرة.
أخرجه الترمذي (3506) قال: حدثنا يوسف بن حماد البصري. قال: حدثنا عبد الأعلى، عن سعيد، عن قتادة،، عن أبي رافع، فذكره.
- ورواه الأعرج، عن أبي هريرة. قال.
أخرجه ابن ماجة (3861) قال: حدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا عبد الملك بن محمد الصنعاني. قال: حدثنا أبو المنذر زهير بن محمد التميمي، قال: حدثنا موسى بن عقبة. والترمذي (3507) قال: حدثنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني. قال: حدثني صفوان بن صالح. قال: حدثنا الوليد بن مسلم، قال: حدثنا شعيب بن أبي حمزة، عن أبي الزناد.
كلاهما (موسى بن عقبة، وأبو الزناد) عن عبد الرحمن الأعرج فذكره.
* رواية موسى بن عقبة فيها زيادة ونقصان وتقديم وتأخير.(4/173)
الفصل الثاني: في أدعية الصلاة مجملاً ومفصلاً
الاستفتاح
2146 - (خ م د س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: «كانَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إِذَا كَبَّرَ في الصلاةِ سَكَتَ هُنيَّة قَبلَ أن يقرَأ، فقلتُ: يا رسولَ الله، بِأَبي أَنْتَ وأُمِّي، أَرَأيتَ سُكُوتَكَ بين التَّكْبيرِ والقِرَاءةِ، ما تقولُ؟ قال: أقولُ: اللَّهُمَّ نَقِّني مِن خَطَايايَ، كما يُنَقَّى الثَّوبُ الأبيَضُ مِنَ الدَّنَسِ، اللَّهُمَّ اغسلني مِنْ خَطَايايَ بِالثَّلْج والماءِ والبَرَدِ» . هذه رواية البخاري، ومسلم.
وزاد أبو داود، والنسائي في أوَّلِ الدُّعاءِ، قال: «أقول: اللهمَّ باعِدْ [ص:184] بيني وبَيْنَ خَطَايَايَ، كما بَاعَدْتَ بَيْنَ المَشْرِقِ والمَغْرِبِ ... والباقي مثلُه» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 2 / 190 و 191 في صفة الصلاة، باب الدعاء بعد التكبير، ومسلم رقم (598) في المساجد، باب ما يقال بين تكبيرة الإحرام والقراءة، وأبو داود رقم (781) في الصلاة، باب السكتة عند الافتتاح، والنسائي 2 / 128 و 129 في الافتتاح، باب الدعاء بين التكبيرة والقراءة. قال الحافظ في " الفتح ": واستدل به على جواز الدعاء في الصلاة بما ليس في القرآن، خلافاً للحنفية، ثم هذا الدعاء صدر منه صلى الله عليه وسلم على سبيل المبالغة في إظهار العبودية، وفيه ما كان الصحابة عليه من المحافظة على تتبع أحوال النبي صلى الله عليه وسلم في حركاته وسكناته وإسراره وإعلامه حتى حفظ الله بهم الدين.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/231) قال: حدثنا محمد بن فضيل. وفي (2/231) و (494) قال: حدثنا جرير. وفي (2/448) قال: حدثنا وكيع، عن سفيان، و (الدرامي) (1247) قال: أخبرنا بشر ابن آدم. قال: حدثنا عبد الواحد بن زياد. والبخاري (1/189) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. قال: حدثنا عبد الواحد بن زياد. وفي القراءة خلف الإمام (280) قال: حدثنا محمد. قال: أخبرنا عبد الله. قال: حدثنا سفيان. ومسلم (2/98 و 99) قال: حدثني زهير بن حرب. قال: حدثنا جرير. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وابن نمير. قالا: حدثنا ابن فضيل (ح) وحدثنا أبو كامل. قال: حدثنا عبد الواحد، يعني ابن زياد. وأبو داود (781) قال: حدثنا أحمد بن أبي شعيب. قال: حدثنا محمد بن فضيل. (ح) وحدثنا أبو كامل. قال: حدثنا عبد الواحد. وابن ماجة (805) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعلي بن محمد. قالا: حدثنا محمد بن فضيل. والنسائي (1/50 و 176) و (2/128) . وفي الكبرى (60/879) قال: أخبرنا علي بن حجر. قال: حدثنا جرير. وفي (2/128) وفي الكبرى (878) قال: أخبرنا محمود بن غيلان. قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا سفيان. وابن خزيمة (465) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي ويوسف بن موسى وعلي بن خشرم وغيرهم، قال علي: أخبرنا. وقال الآخرون: حدثنا جرير بن عبد الحميد. وفي (1579) قال: حدثنا هارون بن إسحاق قال: حدثنا ابن فضيل. وفي (1630) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي ويوسف بن موسى وجماعة قالوا: حدثنا جرير بن عبد الحميد.
أربعتهم (محمد بن فضيل، وجرير بن عبد الحميد، وسفيان، وعبد الواحد بن زياد) عن عمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة، فذكره.
* رواية سفيان مختصرة على: «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كانت له سكتة إذا افتتح الصلاة» .
* رواية النسائي في (1/176) مختصرة على: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: اللهم اغسلني من خطاياي بالثلج والماء والبَرَد» .(4/183)
2147 - (م ت س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: قال: «بينما نحن نُصَلِّي مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، إذْ قالَ رَجلٌ من القومِ (1) : اللهُ أَكبَرُ كَبيراً، والحمدُ للهِ كَثيراً، وسبحانَ اللهِ بُكرَة وأصيلاً، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: مَنِ القَائِلُ كَلمَةَ كَذا وكَذا؟ قال رجلٌ من القومِ: أنا يا رسولَ الله، قال: عَجِبتُ لَهَا، فُتِحَتْ لها أَبْوَابُ السماءِ، قال ابن عمر: فَمَا تَرَكْتُهنَّ مُنْذُ سَمِعْتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقولُ ذلك» . أخرجه مسلم، والترمذي، والنسائي، إلا أن النسائي قال في رواية أخرى له: «لقد رأيتُ ابتدَرَهَا اثنا عشر مَلَكاً» (2) .
__________
(1) في الأصل: في القوم، والتصحيح من مسلم والترمذي وأبي داود.
(2) رواه مسلم رقم (601) في المساجد، باب ما يقال بين تكبيرة الإحرام والقراءة، والترمذي رقم (3586) في الدعوات، باب رقم (137) ، والنسائي 2 / 125 في الافتتاح، باب القول الذي يفتتح به الصلاة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1 - أخرجه أحمد (2/14) (4627) قال: ثنا إسماعيل بن إبراهيم ثنا الحجاج بن أبي عثمان. وفي (2/97) (5722) قال: ثنا الحسن بن موسى قال: حدثنا ابن لهيعة. ومسلم (2/99) قال: حدثنا زهير ابن حرب. قال: حدثنا إسماعيل بن علية، قال: أخبرني الحجاج بن أبي عثمان. والترمذي (3592) قال: حدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي، قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، قال: حدثنا الحجاج بن أبي عثمان. والنسائي (2/125) . وفي الكبرى (870) قال: أخبرنا محمد بن شجاع المروزي، قال: حدثنا إسماعيل، عن حجاج. كلاهما (الحجاج بن أبي عثمان، وابن لهيعة) عن أبي الزبير.
2 - وأخرجه النسائي (2/125) . وفي الكبرى (869) قال: أخبرني محمد بن وهب، قال: حدثنا محمد بن سلمة، عن أبي عبد الرحيم، قال: حدثني زيد، هو ابن أبي أنيسة، عن عمرو بن مرة.
كلاهما (أبو الزبير، وعمرو بن مرة) عن عون بن عبد الله بن عتبة، فذكره.
* في رواية عمرو بن مرة: «لقد ابتدرها اثنا عشر ملكا» .(4/184)
2148 - (م د س) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال: «كانَ [ص:185] رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- يُصَلِّي، إِذ (1) جَاء رجلٌ وقد حَفَزَهُ النَّفَسُ، فقال: اللهُ أَكبرُ، الحمدُ للهِ [حمداً] كثيراً طَيِّباً مُبَاركاً [فيه] ، فلمَّا قَضى رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- صَلاتَهُ قال: أَيُّكُمْ المُتَكَلمُ بالكلماتِ؟ فَأرَمَّ القَومُ، فقال: إِنَّهُ لم يَقُل بَأْساً، فقال رجلٌ: أنا يا يَا رَسولَ اللهِ قُلتُها، فقال النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: لَقَد رأَيتُ اثني عَشَرَ مَلَكاً يَبْتَدِرُونَها، أيُّهُم يَرْفَعُها» . أخرجه مسلم، وأبو داود، والنسائي.
وزاد أبو داود في بعض رواياته: «وإِذا جاءَ أحَدُكم فَلْيَمشِ نحوَه، ما كانَ يَمْشي فَلْيُصَلِّ ما أدرَكَ، وَليَقضِ ما سَبقَهُ» (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(حفزه) : النفس أي: تتابع بشدة، كأنه يحفز صاحبه، أي: يدفعه.
(فأرم) : أرم الرجل، إذا أطرق ساكتاً.
__________
(1) في الأصل: إذا، والتصحيح من النسائي، لأن الحديث لفظه لفظ النسائي.
(2) رواه مسلم رقم (600) في المساجد، باب ما يقال بين تكبيرة الإحرام والقراءة، وأبو داود رقم (763) في الصلاة، باب ما يستفتح به الصلاة من الدعاء، والنسائي 2 / 132 و 133 في الافتتاح، باب نوع آخر من الذكر بعد التكبير.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: يأتي تخريجه.(4/184)
2149 - (د) جبير بن مطعم - رضي الله عنه -: «أَنَّهُ رأى رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- يُصَلِّي صَلاة، قال عمرو [بن مُرَّة] : لا أَدري أيَّ صَلاةٍ هيَ؟ قال: اللهُ أكبر كبيراً، الله أكبر كبيراً، الله أكبر كبيراً، والحمد لله كثيراً، والحمد [ص:186] لله كثيراً، والحمد لله كثيراً ثلاثاً، وسبحانَ اللهِ بكْرَة وأصِيلاً - ثَلاثاً - أعوذُ بالله من الشَّيْطَانِ: مِنْ نَفْخِهِ، وَنَفْثِهِ، وَهَمْزِهِ، قال: نَفْثُهُ: الشِّعْرُ، ونَفْخُهُ: الكِبْرُ، وهَمْزُهُ: المُوتَةُ» . أخرجه أبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(نفخه) : قد جاء في متن الحديث تفسير هذه الأشياء، فقال: نفخه الكبر، وذلك لأن المتكبر ينتفخ ويتعاظم ويجمع نفْسه ونفَسه، فيحتاج إلى أن ينفخ.
(ونفثه) : وقال: نفْثه الشعر، لأن الشعر مما يخرج من الفم، ويلفظ به اللسان، وينفثه كما ينفث الريق.
(وهمزه) : وقال: وهمزه الموتة، والموتة: الجنون، لأن المجنون ينخسه الشيطان، والهمز والنخس أخوان.
__________
(1) رقم (764) في الصلاة، باب ما يستفتح به الصلاة من الدعاء، وفي سنده عاصم بن عمير العنزي، لم يوثقه غير ابن حبان، وباقي رجاله ثقات، ولكن للحديث شواهد بمعناه يرتقي بها إلى درجة الصحة، منها لأوله عند مسلم من حديث ابن عمر رقم (601) في المساجد وصلاة المسافرين، باب ما يقال بين تكبيرة الإحرام والقراءة، ولآخره شاهد عند أبي داود رقم (775) في الصلاة، باب من رأى الاستفتاح بسبحانك اللهم، والترمذي رقم (242) في الصلاة، باب ما يقول عند افتتاح الصلاة، وغيرها.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف وله شواهد:
1 - أخرجه أحمد (4/82) قال: حدثنا عبد الله بن محمد، قال: أبو عبد الرحمن «عبد الله بن أحمد» : وسمعته أنا من عبد الله بن محمد. قال: حدثنا عبد الله بن إدريس. وابن خزيمة (469) قال: حدثنا عبد الله بن سعيد الأشج، قال: حدثنا ابن إدريس (ح) وحدثنا هارون بن إسحاق، عن ابن فضيل.
كلاهما (ابن إدريس، وابن فضيل) عن حصين بن عبد الرحمن، عن عمرو بن مرة، عن عباد بن عاصم، عن نافع بن جبير، فذكره.
2 - وأخرجه أحمد (4/85) قال: حدثنا محمد بن جعفر. وأبو داود (764) قال: حدثنا عمرو بن مرزوق. وابن ماجة (807) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر. وابن خزيمة (468) قال: حدثناه بندار، قال: حدثنا محمد بن جعفر (ح) وحدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا وهب ابن جرير.
ثلاثتهم (ابن جعفر، وابن مرزوق، ووهب) عن شعبة، عن عمرو بن مرة، عن عاصم العنزي، عن ابن جبير بن مطعم، فذكره «ولم يسمه» .
3 - وأخرجه أحمد (4/80) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (4/80) قال: حدثنا وكيع. وأبو داود (765) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى.
كلاهما (يحيى، ووكيع) عن مسعر، عن عمرو بن مرة، عن رجل عن نافع بن جبير، فذكره.(4/185)
2150 - (س) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: قال: كان النبيُّ [ص:187] صلى الله عليه وسلم- إِذا استَفْتَحَ الصلاةَ كَبَّرَ، ثم قال: «إنَّ صَلاتي ونُسُكي ومَحْيَايَ ومَماتي للهِ رَبِّ العَالَمِينَ، لا شَرِيكَ له، وبذلك أُمِرتُ، وأَنا أوَّلُ المُسلمينَ، اللَّهُمَّ اهدِني لأحسَنِ الأعمالِ، وأَحْسَنِ الأخلاقِ، لا يَهْدي لأَحسَنِها إِلا أَنتَ، وقِني سيئ الأعمال، وسيئ الأخلاقِ، لا يَقي سَيِّئَها إِلا أنتَ» . أخرجه النسائي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ونسكي) : النسك: العبادة.
__________
(1) 2 / 129 في الافتتاح، باب نوع آخر من الدعاء بين التكبير والقراءة، والدارقطني صفحة (111) ، وإسناده صحيح، وله شواهد بمعناه، منها حديث علي عند أبي داود وغيره.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: أخرجه النسائي (2/129) قال: أخبرنا عمرو بن عثمان بن سعيد، قال: حدثنا شريح بن يزيد الحضرمي، قال: أخبرني شعيب بن أبي حمزة، قال: أخبرني محمد بن المنكدر، عن جابر، فذكره.(4/186)
2151 - (س) محمد بن مسلمة - رضي الله عنه -: قال: «إنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان إذا قامَ يُصَلِّي تَطَوُّعاً قال: الله أكبرُ، وجَّهتُ وجهي لِلذي فَطرَ السَّموَاتِ والأرضَ حَنيفاً، وما أنا مِنَ المشْركينَ ... وذكر الحديثَ مثلَ جابر، إلا أنه قال: وأنا من المسلمين - ثم قال: اللَّهمَّ أَنْتَ المَلِكُ، لا إله إلا أنتَ، سُبحَانَكَ وبِحَمْدِكَ، ثم يقرأُ» . أخرجه النسائي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(حنيفاً) : الحنيف: المخلص في عبادته، المائل عن الأديان كلها إلى الإسلام.
__________
(1) 2 / 131 في الافتتاح، باب نوع آخر من الذكر والدعاء بين التكبير والقراءة، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: أخرجه النسائي (2/131) قال: نا يحيى بن عثمان الحمصي، قال: ثنا ابن حِمْيَر، قال: ثنا شعيب بن أبي حمزة، عن محمد بن المنكدر، وذكر آخر قبله، عن عبد الرحمن بن هرمز، فذكره.
قلت: ولفظه:
عن عبد الرحمن بن هرمز الأعرج، عن محمد بن مسلمة: «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان إذا قام يصلي تطوعا، قال: الله أكبر، وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض، حنيفا مسلما، وما أنا من المشركين، إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين، لا شريك له، وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين، اللهم أنت الملك، لا إله إلا أنت، سبحانك وبحمدك، ثم يقرأ» .(4/187)
2152 - (ت د) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «كانَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- إذا افْتَتَحَ الصَّلاةَ قال: سُبحَانَكَ اللهم وبحمدك، وتبارك اسمُكَ، وتَعَالى جَدُّكَ، ولا إله غيرك» . أخرجه الترمذي، وأبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(تباركت) : تبارك الله أي: ثبت الخير عنده وأقام، وقيل: تباركت أي: تعاليت وتعاظمت.
(تعالى جدك) : الجد: الحظ والسعادة وهو في حق الله تعالى عظمته وجلاله أي صار جدك عالياً.
__________
(1) رواه الترمذي رقم (243) في الصلاة، باب ما يقول عند افتتاح الصلاة، وأبو داود رقم (776) في الصلاة، باب من رأى الاستفتاح بسبحانك اللهم وبحمدك، وله شاهد بمعناه، من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، عند الترمذي رقم (242) وأبو داود رقم (775) وغيرهما، قال الحافظ ابن حجر في " تخريج الأذكار " بعد تخريجه الحديث من طرق: حديث حسن، أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة والبيهقي. أقول: وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
حسن: أخرجه ابن ماجة (806) قال: حدثنا علي بن محمد وعبد الله بن عمران. والترمذي (243) قال: حدثنا الحسن بن عرفة ويحيى بن موسى. وابن خزيمة (470) قال: حدثناه مؤمل بن هشام وسلم بن جنادة.
ستتهم (علي بن محمد، وعبد الله بن عمران، والحسن بن عرفة، ويحيى بن موسى، ومؤمل بن هشام، وسلم بن جنادة) قالوا: حدثنا أبو معاوية، عن حارثة بن أبي الرجال، عن عمرة، فذكره.
* قال الترمذي: هذا حديث لا نعرفه من حديث عائشة إلا من هذا الوجه، وحارثة قد تكلم فيه من قبل حفظه.
* وقال ابن خزيمة: حارثة بن محمد رحمه الله، ليس ممن يحتج أهل الحديث بحديثه.
- ورواه عنها أبو الجوزاء:
أخرجه أبو داود (776) قال: حدثنا حسين بن عيسى. قال: حدثنا طلق بن غنام. قال: حدثنا عبد السلام بن حرب الملائي، عن بديل بن ميسرة، عن أبي الجوزاء، فذكره.
* قال أبو داود: وهذا الحديث ليس بالمشهور عن عبد السلام بن حرب، لم يروه إلا طلق بن غنام، وقد روى قصة الصلاة عن بديل جماعة لم يذكروا فيه شيئا من هذا.
قلت: قال الحافظ في «تخريج الأذكار» حسن، وزاد في عزوه للنسائي والبيهقي.(4/188)
2153 - (م ت د س) أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف - رحمه الله-: قال: «سألتُ عَائِشَةَ أُمَّ المؤمنين. بِأي شيءٍ كانَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يَفْتَتِحُ صَلاتَهُ إِذَا قَامَ من اللَّيلِ؟ قالت: كان إذا قَامَ من اللَّيلِ افْتَتَحَ صَلاتَهُ قال: اللَّهمَّ رَبَّ جِبرِيلَ ومِيكائِيلَ وإِسرَافِيلَ، فَاطِرَ السَّمواتِ والأرضِ، عَالمَ الغَيبِ والشهادَةِ، أَنتَ تَحكم بَينَ عِبَادِكَ فيما كانُوا فِيهِ [ص:189] يَخْتَلِفون، اهدني لِما اختُلِفَ فيه من الحقِّ بِإِذنِكَ، إِنَّكَ تَهدي مَن تَشاءُ إلى صِراطٍ مُستَقيمٍ» . أخرجه مسلم، والترمذي، وأبو داود، والنسائي (1) .
__________
(1) هذا الحديث زيادة من المطبوع، وليس في الأصل، وهو من أدعية الاستفتاح. وقد رواه مسلم رقم (770) في صلاة المسافرين، باب الدعاء في صلاة الليل وقيامه، والترمذي رقم (3416) في الدعوات، باب ما جاء في الدعاء عند افتتاح الصلاة بالليل، وأبو داود رقم (767) في الصلاة، باب ما يستفتح به الصلاة من الدعاء، والنسائي 3 / 212 و 213 في صلاة الليل، باب بأي شيء تستفتح صلاة الليل.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (6/156) قال: حدثنا قراد أبو نوح. ومسلم (2/185) قال: حدثنا محمد بن المثنى ومحمد بن حاتم وعبد بن حميد وأبو معن الرقاشي. قالوا: حدثنا عمر بن يونس. وأبو داود (767) قال: حدثنا ابن المثنى. قال: حدثنا عمر بن يونس (ح) وحدثنا محمد بن رافع. قال: حدثنا أبو نوح قراد. وابن ماجة (1357) قال: حدثنا عبد الرحمن بن عمر. قال: حدثنا عمر بن يونس اليمامي. والترمذي (3420) قال: حدثنا يحيى بن موسى وغير واحد. قالوا: أخبرنا عمر بن يونس. والنسائي (3/212) وفي الكبرى (1231) قال: أخبرنا العباس بن عبد العظيم. قال: أنبأنا عمر بن يونس. وابن خزيمة (1153) قال: حدثنا أبو موسى. قال: حدثنا عمر بن يونس.
كلاهما (قراد أبو نوح، وعمر بن يونس) عن عكرمة بن عمار، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، فذكره.(4/188)
الركوع والسجود
2154 - (م د س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: قال: «كشفَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- السِّتارَةَ، والناسُ صُفُوفٌ خَلفَ أبي بكرٍ، فقال: أَيُّها النَّاسُ، إِنَّهُ لم يَبقَ مِنْ مبَشِّرَاتِ النُّبُوَّةِ إِلا الرُّؤيَا الصَّالِحَةُ، يَرَاها المسلمُ، أو تُرَى له، ألا وإِني نُهِيتُ أن أقرأَ القرآنَ رَاكِعاً أو ساجداً، فَأمَّا الركوعُ: فَعَظِّموا فيه الرَّبَّ، وأمَّا السجُودُ فَاجتَهِدوا في الدُّعاءِ، فَقَمِنٌ أن يُستجابَ لَكم» .
وفي روايةٍ: «كشفَ السَّتْرَ، وَرَأْسُهُ مَعصُوبٌ في مَرَضِهِ الذي مات فيه، فقال: اللَّهُمَّ هَل بَلَّغتُ؟ - ثَلاثَ مَرَّاتٍ - إِنَّهُ لم يَبقَ من مُبشِّرَاتِ النُّبوةِ إِلا الرؤيا، يَرَاهَا العبدُ الصَّالِحُ، أو تُرَى له ... ثم ذكر مثله» .
أخرجه مسلم، وأبو داود، والنسائي (1) . [ص:190]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فقَمِن) : قَمِن: مثل جدير وخليق.
__________
(1) رواه مسلم رقم (479) في الصلاة، باب النهي عن قراءة القرآن في الركوع والسجود، وأبو داود [ص:190] رقم (876) في الصلاة، باب في الدعاء الركوع والسجود، والنسائي 2 / 189 في الافتتاح، باب تعظيم الرب في الركوع.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1 - أخرجه الحميدي (489) . وأحمد (1/219) (1900) قالا: حدثنا سفيان. والدارمي (1331) قال: أخبرنا محمد بن أحمد، قال: حدثنا ابن عيينة. وفي (1332) قال: أخبرنا يحيى بن حسان، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، وإسماعيل بن جعفر. ومسلم (2/48) قال: حدثنا سعيد ابن منصور، وأبو بكر ابن أبي شيبة، وزهير بن حرب، قالوا: حدثنا سفيان بن عيينة. وفي (2/48) قال: قال أبو بكر: حدثنا سفيان (ح) وحدثنا يحيى بن أيوب، قال: حدثنا إسماعيل بن جعفر. وأبو داود (876) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا سفيان. وابن ماجة (3899) قال: حدثنا إسحاق بن إسماعيل الأيلي، قال: حدثنا سفيان بن عيينة. والنسائي (2/189) وفي الكبرى (546) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا سفيان. وفي (2/217) وفي الكبرى (620) قال: أخبرنا علي بن حجر المروزي، قال: أنبأنا إسماعيل - وهو ابن جعفر - وابن خزيمة (548) قال: حدثنا علي بن حجر السعدي، قال: حدثنا إسماعيل - يعني ابن جعفر - وسفيان بن عيينة. (ح) وحدثنا عبد الجبار بن العلاء، قال: حدثنا سفيان. وفي (599، 674) قال: حدثنا علي بن حجر السعدي، قال حدثنا إسماعيل بن جعفر وسفيان بن عيينة (ح) وحدثنا عبد الجبار بن العلاء وسعيد بن عبد الرحمن المخزومي، قالا: حدثنا سفيان. كلاهما (سفيان، وإسماعيل) قالا: حدثنا سليمان بن سحيم مولى ابن عباس.
2 - وأخرجه ابن خزيمة (602) قال: حدثنا أبو عاصم، عن ابن جريج.
كلاهما (سليمان، وابن جريج) قال: أخبرني إبراهيم بن عبد الله بن معبد بن عباس، عن أبيه، فذكره.
* قال سفيان: أخبرنيه زياد بن سعد قبل أن أسمعه. فقلت له: أقرئ سليمان منك السلام؟ فقال: نعم فلما قدمت المدينة أقرأته منه السلام. وسألته عنه. «الحميدي» (489) .(4/189)
2155 - (م د س) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: قال: «نَهاني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أنْ أَقْرَأَ القرآنَ وَأنَا رَاكِعٌ أو سَاجِدٌ، ولا أقول: نَهاكم» .
أخرجه أبو داود، والنسائي، ومسلم.
وللنسائي أيضاً: «نَهاني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أَنْ أَقْرَأ رَاكِعاً أو ساجداً» .
وقد جاء هذا الفصل في جملة حديث أخرجه مسلم، وهو مذكورٌ في «كتاب الزينة» من حرف الزاي.
ولمسلم أيضاً قال: «نَهاني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أن أقرأ راكعاً، أو ساجداً» .
وفي أخرى: «نهاني حِبِّي أن أَقرأَ راكعاً أَو ساجداً» .
وفي أخرى: «نهاني عن قراءةِ القرآنِ، وأنا رَاكِعٌ - ولم يَذكُر السُّجُودَ» .
وفي أخرى عن ابن عباس - ولم يذكر عَلِيّاً في إسناده - قال: «نُهِيتُ أَنْ أَقْرَأَ القرآنَ وَأَنَا رَاكِعٌ» (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (480) في الصلاة، باب النهي عن قراءة القرآن في الركوع والسجود، وأبو داود رقم (4044) و (4045) و (4046) في اللباس، باب من كره لبس الحرير، والنسائي 2 / 188 و 189 في الافتتاح، باب النهي عن القراءة في الركوع.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: رواه ابن عباس، عن علي ولفظه:
نهاني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن خاتم الذهب، وأن أقرأ وأنا راكع، وعن القسي، والمعصفر» .
وفي رواية «نهاني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن خاتم الذهب وعن لبس الحمرة، وعن القراءة في الركوع والسجود» .
1 - أخرجه أحمد (1/81) (611) وفي (1/123) (1004) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن ابن عجلان. ومسلم (2/49) قال: حدثنا زهير بن حرب. وإسحاق، قالا: أخبرنا أبو عامر العقدي، قال: حدثنا داود بن قيس. (ح) وحدثني هارون بن عبد الله، قال: حدثنا ابن أبي فديك، قال: حدثنا الضحاك بن عثمان (ح) وحدثنا المقدمي، قال: حدثنا يحيى - وهو القطان - عن ابن عجلان. والنسائي (2/188) . وفي الكبرى (542) قال: أخبرنا عبيد الله بن سعيد، قال: حدثنا يحيي بن سعيد، عن ابن عجلان. وفي (2/188) و (8/167) . وفي الكبرى (543) قال: أخبرنا الحسن بن داود المنكدري، قال: حدثنا ابن أبي فديك، عن الضحاك بن عثمان، وفي (2/217) و (8/167) . وفي الكبرى (618) قال: أخبرنا أبو داود سليمان بن سيف، قال: حدثنا أبو علي الحنفي وعثمان بن عمر، قال أبو علي: حدثنا. وقال عثمان: أنبأنا داود بن قيس. وفي الكبرى «تحفة الأشراف» (7/10194) عن يعقوب بن إبراهيم، عن يحيى بن سعيد، عن ابن عجلان. ثلاثتهم: (ابن عجلان، وداود، والضحاك) عن إبراهيم بن عبد الله بن حنين، عن أبيه.
.2 - وأخرجه عبد الله بن أحمد (1/1054) (829) وفي (1/116) (939) قال: حدثنا أبو داود المباركي سليمان بن محمد - جار خلف البزار - قال: حدثنا أبو شهاب. وفي (1/105) (831) قال: حدثني محمد بن عبيد بن محمد المحاربي، قال: حدثنا عبد الله بن الأجلح. كلاهما (أبو شهاب، وعبد الله ابن الأجلح) عن ابن أبي ليلى، عن عبد الكريم، عن عبد الله بن الحارث بن نوفل.
كلاهما (عبد الله بن حنين، وعبد الله بن الحارث) عن ابن عباس، فذكره.
- ورواه عبد الله بن حنين، عن علي بن أبي طالب ولفظه:
«أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى عن لبس القسي، وعن تختم الذهب، وعن قراءة القرآن في الركوع» .
وفي رواية «نهاني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن التختم بالذهب، وعن لباس القسي، وعن القراءة في الركوع والسجود، وعن لباس المعصفر» .
1 - أخرجه مالك «الموطأ» (72) عن نافع. وأحمد (1/92) (710) قال: حدثنا يعقوب. قال: حدثنا أبي، عن ابن إسحاق. وفي (1/114) (924) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر، عن الزهري. وفي (1/126) (1043) قال: قرأت على عبد الرحمن. عن مالك، عن نافع (ح) وحدثنا إسحاق - يعني ابن عيسى - قال: أخبرني مالك، عن نافع. والبخاري في خلق أفعال العباد (69، 70) قال: حدثنا إسماعيل، قال: حدثني مالك، عن نافع (ح) وحدثنا عبد الله بن يوسف، قال: حدثنا الليث، قال: حدثني يزيد بن أبي حبيب (ح) وحدثنا محمد بن عبيد قال: حدثنا أنس بن عياض عن الحارث بن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي ذباب. ومسلم (2/48) قال: حدثني أبو الطاهر وحرملة. قالا: أخبرنا ابن وهب، عن يونس، عن ابن شهاب. (ح) وحدثنا أبو كريب محمد بن العلاء، قال: حدثنا أبو أسامة، عن الوليد - يعني ابن كثير -. (ح) وحدثني أبو بكر بن إسحاق، قال: أخبرنا ابن أبي مريم. قال: أخبرنا محمد بن جعفر، قال: أخبرني زيد بن أسلم. وفي (2/49) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: قرأت على مالك، عن نافع (ح) وحدثني عيسى بن حماد المصري، قال: أخبرنا الليث، عن يزيد بن أبي حبيب. (ح) وحدثني هارون بن سعيد الأيلي، قال: حدثنا ابن وهب، قال: حدثني أسامة بن زيد. (ح) قال: وحدثنا يحيى بن أيوب وقتيبة وابن حجر. قالوا: حدثنا إسماعيل - يعنون ابن جعفر - قال: أخبرني محمد - وهو ابن عمرو - (ح) قال: وحدثني هناد بن السري، قال: حدثنا عبدة، عن محمد بن إسحاق. وفي (6/144) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: قرأت على مالك. عن نافع. (ح) وحدثني حرملة بن يحيى، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب. (ح) وحدثنا عبد بن حميد. قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن الزهري. وأبو داود (4044) قال: حدثنا القعنبي، عن مالك، عن نافع. وفي (4045) قال: حدثنا أحمد بن محمد المروزي، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر عن الزهري. وفي (4046) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا حماد، عن محمد بن عمرو. والترمذي (264) قال: حدثنا إسحاق بن موسى الأنصاري، قال: حدثنا معن، قال: حدثنا مالك بن أنس. عن نافع. وفي (264) و (1725) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا مالك بن أنس، عن نافع. وفي (1737) قال: حدثنا سلمة بن شبيب والحسن بن علي، وغير واحد. قالوا: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن الزهري. والنسائي (2/189) و (8/191) . وفي الكبرى (544) قال: أخبرنا عيسى بن حماد زغبة، عن الليث، عن يزيد بن أبي حبيب. وفي (2/189) . وفي الكبرى (545) قال: أخبرنا قتيبة، عن مالك، عن نافع. وفي (2/217) . وفي الكبرى (619) قال: أخبرنا أحمد بن عمرو بن السرح، قال: أنبأنا ابن وهب، عن يونس. (ح) والحارث بن مسكين - قراءة عليه وأنا أسمع - عن ابن وهب، عن يونس، عن ابن شهاب. وفي (8/167) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الرحيم البرقي. قال: حدثنا أبو الأسود. قال: حدثنا نافع بن يزيد، عن يونس، عن ابن شهاب. وفي (8/168) قال: أخبرنا الحسن بن قزعة، قال: حدثنا خالد بن الحارث، قال: حدثنا محمد بن عمرو. وفي (8/191) قال: قال الحارث بن مسكين - قراءة عليه وأنا أسمع - عن ابن القاسم، قال: حدثني مالك، عن نافع. وفي الكبرى «الورقة 129 - أ» قال: أخبرني محمد بن علي بن ميمون الرقي، قال: حدثنا القعنبي، قال: حدثنا إسحاق بن أبي بكر. «وفيه» قال: أخبرني أحمد بن سعيد، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال:أخبرنا معمر، عن الزهري. «وفيه» قال: أخبرني عبد الله بن الهيثم بن عثمان، قال: حدثنا أبو عامر، قال: حدثنا زهير، عن شريك. جميعهم (نافع، ومحمد بن إسحاق، والزهري، ويزيد بن أبي حبيب، والحارث بن عبد الرحمن، والوليد بن كثير، وزيد بن أسلم، وأسامة بن زيد، ومحمد بن عمرو، وإسحاق بن أبي بكر، وشريك) عن إبراهيم بن عبد الله بن حنين.
2 - وأخرجه أحمد (1/132) (1098) قال: حدثنا وكيع وعثمان بن عمر. وابن ماجة (3602) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع. كلاهما (وكيع، وعثمان) قالا: حدثنا أسامة بن زيد.
3 - وأخرجه البخاري في «خلق أفعال العباد» (70) قال: حدثنا عبد الرحمن بن يونس. ومسلم (2/49) قال: حدثناه قتيبة. كلاهما (عبد الرحمن، وقتيبة) عن حاتم بن إسماعيل، عن جعفر بن محمد، عن محمد بن المنكدر.
4 - وأخرجه النسائي في الكبرى «الورقة 129 - أ» قال: أخبرنا علي بن حجر، قال: أخبرنا إسماعيل، قال: حدثنا شريك.
أربعتهم (إبراهيم، وأسامة، وابن المنكدر، وشريك) عن عبد الله بن حنين، فذكره.
* أخرجه النسائي (8/168) قال: أخبرني هارون بن محمد بن بكار بن بلال، عن محمد بن عيسى - وهو ابن القاسم بن سميع - قال: حدثنا زيد بن واقد، عن نافع. وفي الكبرى «الورقة 129 - أ» قال: أخبرني إبراهيم بن هارون البلخي، قال: حدثنا حاتم بن إسماعيل، عن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين، عن محمد بن المنكدر. كلاهما (نافع، ومحمد بن المنكدر) قال نافع: عن إبراهيم مولى علي، عن علي. وقال محمد بن المنكدر: عن إبراهيم بن عبد الله بن حنين، عن علي، فذكره. ولم يقل إبراهيم: «عن أبيه» .
* وأخرجه عبد الله بن أحمد (1/126) (1044) قال: حدثني أبي وأبو خيثمة، قالا: حدثنا إسماعيل، قال: أنبأنا أيوب، عن نافع، عن إبراهيم بن فلان بن حنين عن جده حنين، قال: قال علي. فذكره. «قال عبد الله بن أحمد» قال أبو خيثمة في حديثه: حدثت أن إسماعيل رجع عن «جده حنين» .
* وأخرجه النسائي (8/168) قال: أخبرني أبو بكر بن علي، قال: حدثنا إبراهيم بن الحجاج، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن حنين مولى ابن عباس، أن عليّا قال. فذكره.
* وأخرجه ابن ماجة (3642) قال: حدثنا أبو بكر، قال: حدثنا عبد الله بن نمير. والنسائي (8/168) قال: أخبرنا إسساعيل بن مسعود، قال: حدثنا بشر - وهو ابن الفضل -. كلاهما - عبد الله بن نمير، وبشر - عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن حنين مولى علي، عن علي، فذكره.
* وأخرجه النسائي (8/168) قال: أخبرنا الحسين بن منصور بن جعفر النيسابوري، قال: حدثنا حفص ابن عبد الرحمن البلخي، قال: حدثنا سعيد، عن أيوب. وفي (8/169) قال: أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا الليث. كلاهما (أيوب، والليث) . قال أيوب: عن نافع، عن مولى للعباس، أن عليّا قال. وقال الليث: عن نافع، عن إبراهيم بن عبد الله بن حنين، عن بعض موالي العباس، عن علي، فذكره.
* وأخرجه النسائي (8/169) و (191) قال: أخبرني هارون بن عبد الله، قال: حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، قال: حدثنا حرب - وهو ابن شداد - عن يحيى، قال: حدثني عمرو بن سعد الفدكي. وفي (8/191) قال: أخبرنا يحيى بن درست، قال: حدثنا أبو إسماعيل، قال: حدثنا يحيى بن أبي كثير، أن محمد بن إبراهيم حدثه. وفي (8/192) قال: أخبرني إبراهيم بن يعقوب، قال: حدثنا الحسن ابن موسى، قال: حدثنا شيبان، عن يحيى، قال: أخبرني خالد بن معدان. ثلاثتهم (عمرو بن سعد، ومحمد بن إبراهيم، وخالد) عن ابن حنين، عن علي، فذكره.
* وأخرجه النسائي «الكبرى الورقة 127 / أ» قال: أخبرنا إسحاق بن منصور، قال: أخبرنا أبو نعيم، قال: حدثنا شيبان، عن يحيى، عن ابن حنين، أن عليّا أخبره. نحوه. ليس بين يحيى وبين ابن حنين أحد.
* وأخرجه النسائي (8/169) . وفي الكبرى «الورقة 127/ أ» قال: أخبرنا محمود بن خالد، قال: حدثنا الوليد، قال: حدثنا أبو عمرو الأوزاعي، عن يحيى، عن علي، فذكره. قال النسائي: مرسل.
- ورواه عن علي بن الحسين، عن علي بن أبي طالب - ولفظه:.
«أن النبي -صلى الله عليه وسلم- نهاه عن ثلاث: نهاني أن أتختم بالذهب، ونهاني أن ألبس القسية، ونهاني أن أقرأ القرآن وأنا راكع» .
وفي رواية أبي عوانة «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهاني عن ثلاثة: نهاني عن القسي، والميثرة، وأن أقرأ وأنا راكع» .
أخرجه عبد الله بن أحمد (1/80) (601) قال: حدثني حجاج بن يوسف الشاعر، قال: حدثنا يحيى بن حماد، قال: حدثنا أبو عوانة. والنسائي في الكبرى «الورقة 128 / أ» قال: أخبرنا أبو علي محمد بن يحيى مروزي، قال: حدثنا عبد الله بن عثمان، عن أبي حمزة.
كلاهما (أبو عوانة، وأبو حمزة السكري) عن عطاء بن السائب، عن موسى بن سالم أبي جهضم، أن أبا جعفر حدثه، عن أبيه، فذكره.
* قال أبو عبد الرحمن النسائي: خالفه عمرو بن دينار، رواه عن أبي جعفر، عن علي مرسلا: أخبرنا محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ، قال: حدثنا سفيان، عن عمرو، عن أبي جعفر، عن علي..... الحديث.
* وأخرجه البخاري في «خلق أفعال العباد» (70) قال: حدثنا عبد الرحمن بن يونس، قال: حدثنا حاتم بن إسماعيل، عن جعفر، عن أبيه، عن علي، فذكره.
ولفظه: «يا علي، إني أحب لك ما أحب لنفسي، وأكره لك ما أكره لنفسي، لا تقرأ وأنت راكع ولا وأنت ساجد. ولا تصل وأنت عاقص شعرك فإنه كفل الشيطان. ولا تقع بين السجدتين. ولا تعبث بالحصى. ولا تفترش ذراعيك. ولا تفتح على الإمام ولا تتختم بالذهب، ولا تلبس القسي، ولا تركب على المياثر» .
أخرجه أحمد (1/82) (619) قال: حدثنا عبد الله بن نمير، قال: حدثنا حجاج. وفي (1/146) (1243) قال: حدثنا يزيد، قال: أنبأنا إسرائيل بن يونس. وعبد بن حميد (67) قال: أخبرنا عبيد الله ابن موسى، عن إسرائيل. وأبو داود (908) قال: حدثنا عبد الوهاب بن نجدة، قال: حدثنا محمد بن يوسف الفريابي، عن يونس بن أبي إسحاق. وابن ماجة (894) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل. والترمذي (282) قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن، قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى، قال: حدثنا إسرائيل.
ثلاثتهم (حجاج، وإسرائيل، ويونس) عن أبي إسحاق، عن الحارث، فذكره.
* رواية حجاج مختصرة على: «نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يقرأ الرجل وهو راكع أو ساجد» .
* ورواية يونس مختصرة على: «يا علي لا تفتح على الإمام في الصلاة» .
* رواية ابن ماجة والترمذي مختصرة على: «لا تُقع بين السجدتين» .(4/190)
2156 - (م د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كانَ يقولُ في سُجُودِهِ: «اللَّهُمَّ اغْفِر لي ذَنبي كُلَّه، دِقَّه، وَجِلَّه، أوَّلَه وآخِرَه، سِرَّه وعَلانيتَه» . أخرجه مسلم، وأبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(دِقَّه وجِلَّه) : الدقيق من الأمور: الصغير منها، والجليل: العظيم الكبير منها.
__________
(1) رواه مسلم رقم (483) في الصلاة، باب ما يقال في الركوع والسجود، وأبو داود رقم (878) في الصلاة، باب في الدعاء في الركوع والسجود.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مسلم (2/50) قال: حدثني أبو الطاهر ويونس بن عبد الأعلى. وأبو داود (878) قال: حدثنا أحمد بن صالح. (ح) وحدثنا أحمد بن السرح. وابن خزيمة (672) قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى.
ثلاثتهم (أبو الطاهر أحمد بن السرح، ويونس بن عبد الأعلى، وأحمد بن صالح) عن ابن وهب. قال: أخبرني يحيى بن أيوب، عن عمارة بن غزية، عن سمي مولى أبي بكر، عن أبي صالح، فذكره.(4/191)
2157 - (خ م د س) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يُكثِرُ أن يَقُولَ في رُكُوعِهِ وسُجودِهِ: سُبحَانَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَبِحَمدِكَ، اللَّهُمَّ اغفِر لي، يَتَأوَّلُ القُرآنَ» .
أخرجه الجماعة إلا الموطأ، والترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يتأول القرآن) : معنى قولها: «يتأول القرآن» أن قوله - صلى الله عليه وسلم [ص:192] سبحان ربي وبحمده، من قوله تعالى: {فَسبِّح بِحَمْدِ ربِّكَ} .
__________
(1) رواه البخاري 2 / 247 في صفة الصلاة، باب التسبيح والدعاء في السجود، وباب الدعاء في الركوع، وباب التسبيح والدعاء في السجود، وفي المغازي، باب منزل النبي صلى الله عليه وسلم يوم الفتح، وفي تفسير سورة: {إذا جاء نصر الله والفتح} ، ومسلم رقم (484) في الصلاة، باب ما يقال في الركوع والسجود، وأبو داود رقم (877) في الصلاة، باب في الدعاء في الركوع والسجود، والنسائي 2 / 219 في الافتتاح، باب الدعاء في السجود.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1 - أخرجه أحمد (6/43) قال: حدثنا جرير. وفي (6/49) قال: حدثنا يحيى، عن سفيان. وفي (6/100) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. وفي (6/190) قال: حدثنا عبد الرحمن عن سفيان. (ح) ووكيع. قال: حدثنا سفيان. والبخاري (1/201) قال: حدثنا حفص بن عمر. قال: حدثنا شعبة. وفي (1/207) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا يحيى، عن سفيان. وفي (5/189) قال: حدثني محمد بن بشار. قال: حدثنا غندر. قال: حدثنا شعبة. وفي (6/220) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة. قال: حدثنا جرير. ومسلم (2/50) قال: حدثنا زهير بن حرب وإسحاق بن إبراهيم. قال زهير: حدثنا جرير. وأبو داود (877) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة. قال: حدثنا جرير. وابن ماجة (889) قال: حدثنا محمد بن الصباح. قال: حدثنا جرير. والنسائي (2/190) . وفي الكبرى (548) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود. قال: حدثنا خالد ويزيد قالا: حدثنا شعبة. وفي (2/219) . وفي الكبرى (622) قال: أخبرنا سويد بن نصر. قال: أنبأنا عبد الله، عن سفيان. وفي (2/220) وفي الكبرى (629) قال: أخبرنا محمود بن غيلان. قال: حدثنا وكيع، عن سفيان. وابن خزيمة (605) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي. ويوسف بن موسى. قالا: حدثنا جرير. (ح) قال: وحدثنا سلم بن جنادة. قال: حدثنا وكيع، عن سفيان. ثلاثتهم (جرير، وسفيان الثوري، وشعبة) عن منصور بن المعتمر.
2 - وأخرجه أحمد (6/230) قال: حدثنا ابن نمير (ح) ويعلى. وفي (6/253) قال: حدثنا يحيى بن آدم. قال: حدثنا مفضل. والبخاري (6/220) قال: حدثنا الحسن بن الربيع. قال: حدثنا أبو الأحوص. ومسلم (2/50) قال: حدثني محمد بن ارفع. قال: حدثنا يحيى بن آدم. قال: حدثنا مفضل. وابن خزيمة (847) قال: حدثنا عبد الله بن سعيد الأشج. قال: حدثنا ابن نمير. أربعتهم (عبد الله ابن نمير، ويعلى، وأبو الأحوص، ومفضل بن مهلهل) عن الأعمش.
كلاهما (منصور، والأعمش) عن مسلم بن صبيح أبي الضحى، عن مسروق، فذكره.
* ولفظ رواية الأعمش: «ما رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- منذ نزل عليه إذا جاء نصر الله والفتح يصلي صلاة إلا دعا أو قال فيها: سبحانك ربي وبحمدك اللهم اغفر لي» .(4/191)
2158 - (م د س) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «كانَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يقولُ في رُكوعِهِ وسُجُودِهِ: سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ، ربُّ الملائِكَةِ والرُّوحِ» . أخرجه مسلم، وأبو داود، والنسائي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(سبوح) : فعول من التسبيح، مضموم الأول، وقد فتح، وليس بالكثير، والقدوس: قد تقدم ذكره.
(رب الملائكة والروح) : قيل: هو اسم ملك من الملائكة عظيم الشأن والخلق، وقيل: هو اسم جبريل، وقيل: هو روح الخلائق التي بها حياتهم وبقاؤهم.
__________
(1) رواه مسلم رقم (487) في الصلاة، باب ما يقال في الركوع والسجود، وأبو داود رقم (872) في الصلاة، باب ما يقول الرجل في ركوعه وسجوده، والنسائي 2 / 224 في الافتتاح، باب نوع آخر من الدعاء في السجود.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (6/34) قال: ثنا عمرو بن الهيثم. قال: ثنا هشام. وفي (6/94 و 176) قال: حدثنا بهز. قال: حدثنا شعبة. وفي (6/115) قال: حدثنا سليمان بن حرب وعفان. قالا: حدثنا شعبة. وفي (6/148) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. وفي (6/149) قال: حدثنا سليمان بن حرب. قال: حدثنا شعبة. وفي (6/193) قال: حدثنا يحيى. قال: حدثنا سعيد. وفي (6/200) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر. وفي (6/244) قال: حدثنا روح. قال: حدثنا شعبة. وفي (6/265) قال: حدثنا عبد الوهاب. قال: سئل سعيد: ما يقول الرجل في ركوعه؟ فأخبرنا. ومسلم (2/51) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا محمد بن بشر العبدي. قال: حدثنا سعيد بن أبي عروبة. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى. قال: حدثنا أبو داود. قال: حدثنا شعبة. (ح) قال أبو داود: وحدثني هشام. وأبو داود (872) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم. قال: حدثنا هشام. والنسائي (2/190) وفي الكبرى (549) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى. قال: حدثنا خالد. قال: حدثنا شعبة. وفي (2/224) وفي الكبرى (633) قال: أخبرنا بندار محمد بن بشار.
قال: حدثنا يحيى بن سعيد القطان وابن أبي عدي، عن شعبة. وفي الكبرى «تحفة الأشراف» (12/17664) عن أبي الأشعث، عن يزيد بن زريع، عن سعيد بن أبي عروبة. وابن خزيمة (606) قال: حدثنا الصنعاني محمد بن عبد الأعلى. قال: حدثنا خالد - يعني ابن الحارث -. قال: حدثنا شعبة.
أربعتهم (هشام، وشعبة، وسعيد، ومعمر) عن قتادة، عن مطرف بن عبد الله بن الشخير، فذكره.(4/192)
2159 - (م ط ت د س (1) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «فَقَدْتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- من الْفِرَاشِ، فَالْتَمَسْتُهُ، فَوَقَعَتْ يَدِي في بَطْنِ قَدَمَيْهِ، وهو في الْمَسْجِدِ، وَهُمَا مَنْصُوبَتَانِ، وهو يقول: اللَّهُمَّ إِنِّي أعُوذُ بِكَ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ، وَبِمُعَافَاتِكَ (2) من عُقُوبَتِكَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ، لا أُحْصِي ثَنَاء عَليك، أنْتَ كما أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ» . [ص:193]
وفي رواية [قالت] : «افتقدتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَظَنَنْتُ أَنَّهُ ذَهَبَ إِلَى بَعْضِ نِسَائِهِ، فَتَحَسَّسْتُ، ثُمَّ رَجَعْتُ، فَإِذَا هُوَ رَاكِعٌ - أَوْ سَاجِدٌ- يقول: سُبحانك اللَّهُمَّ وبِحَمْدِكَ، لا إِلهَ إِلا أَنْتَ، فقلتُ: بِأبي أنت وأُمِّي، إني لَفي شَأْنٍ، وإنكَ لَفي آخَرَ» . أخرجه مسلم، والنسائي.
وأخرج الرواية الأولى الموطأ، والترمذي، وأبو داود.
وفي أخرى للنسائي: قالت: «فَقَدْتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- من مَضْجَعِهِ، فَجَعَلْت أَلْتَمِسُهُ، فَظَنَنتُ أَنَّهُ أَتَى بعضَ جَوَارِيه، فَوَقَعت يَدِي عليه وهو ساجدٌ يقول: اللَّهمَّ اغْفِر لي ما أسرَرْتُ وما أعلَنتُ» (3) .
__________
(1) في الأصل: م د س.
(2) في الأصل: ومعافاتك.
(3) رواه مسلم رقم (486) في الصلاة، باب ما يقال في الركوع والسجود، والموطأ 1 / 214 في القرآن، باب ما جاء في الدعاء، وأبو داود رقم (879) في الصلاة، باب في الدعاء في الركوع والسجود، والترمذي رقم (3491) في الدعوات، باب رقم (78) ، والنسائي 2 / 220 و 223 في الافتتاح، باب نوع آخر من الدعاء في السجود.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: رواه محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي أن عائشة أم المؤمنين قالت: أخرجه مالك «الموطأ» (150) . والترمذي (3493) قال: حدثنا الأنصاري. قال: حدثنا معن. قال: حدثنا مالك (ح) وحدثنا قتيبة. قال: حدثنا الليث. والنسائي (2/222) . وفي الكبرى (628) قال: أخبرنا إسحاق ابن إبراهيم. قال: أنبأنا جرير.
ثلاثتهم - مالك، والليث، وجرير -عن يحيى بن سعيد. عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، فذكره.
ورواه أبو هريرة، عن عائشة:
أخرجه أحمد (6/201) قال: حدثنا حماد بن أسامة. ومسلم (2/51) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا أبو أسامة. وأبو داود (879) قال: حدثنا محمد بن سليمان الأنباري. قال: حدثنا عبدة. وابن ماجة (3841) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا أبو أسامة. والنسائي (1/102) وفي الكبرى (156) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك ونصير بن الفرج. قالا: حدثنا أبو أسامة. وفي (2/210) وفي الكبرى (600) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. قال: أنبأنا عبدة. وابن خزيمة (655 و 671) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي وعلي بن شعيب. قالا: حدثنا أبو أسامة.
كلاهما - أبو أسامة حماد بن أسامة، وعبدة بن سليمان - عن عبيد الله بن عمر، عن محمد بن يحيى بن حبان، عن الأعرج، عن أبي هريرة، فذكره.
* أخرجه أحمد (6/58) قال: حدثنا ابن نمير. قال: حدثنا عبيد الله، عن محمد بن يحيى، عن عبد الرحمن الأعرج، عن عائشة، فذكرته. ليس فيه: «عن أبي هريرة» .
- ورواه عروة بن الزبير، قال: قالت عائشة زوج النبي -صلى الله عليه وسلم-:
أخرجه ابن خزيمة (654) قال: حدثنا أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم البرقي وإسماعيل بن إسحاق الكوفي، - سكن الفسطاط - قالا: حدثنا ابن أبي مريم. قال: أخبرنا يحيى بن أيوب. قال: حدثني عمارة بن غزية. قال: سمعت أبا النضر يقول: سمعت عروة بن الزبير يقول، فذكره.
- ورواه مسروق بن الأجدع، عن عائشة:
أخرجه النسائي (8/283) قال: أخبرنا إبراهيم بن يعقوب. قال: حدثني العلاء بن هلال. قال: حدثنا عبيد الله، عن زيد، عن عمرو بن مرة، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن مسروق بن الأجدع، فذكره.
- ورواه ابن أبي مليكة، عن عائشة:
أخرجه أحمد (6/151) قال: حدثنا عبد الرزاق. ومسلم (2/51) قال: حدثني حسن بن علي الحلواني ومحمد بن رافع قالا: حدثنا عبد الرزاق. والنسائي (2/223) و (7/72) وفي الكبرى (630) قال: أخبرنا إبراهيم بن الحسن المصيصي المقسمي. قال: حدثنا حجاج.
كلاهما -عبد الرزاق، وحجاج -عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن أبي مليكة، فذكره.
* أخرجه أحمد (6/151) قال: حدثنا محمد بن بكر. والنسائي (7/72) قال: أخبرنا إسحاق بن منصور. قال: حدثنا عبد الرزاق. كلاهما (محمد بن بكر، وعبد الرزاق) عن ابن جريج، قال: أخبرني ابن أبي مليكة. فذكره. ليس فيه «عن عطاء» .
- ورواه هلال بن يساف. قال: قالت عائشة:
أخرجه أحمد (6/147) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. والنسائي (2/220) وفي الكبرى (623) قال: أخبرنا محمد بن قدامة. قال: حدثنا جرير. وفي (2/220) قال: أخبرنا محمد ابن المثنى. قال: حدثنا محمد. قال: حدثنا شعبة.
كلاهما (شعبة، وجرير) عن منصور، عن هلال بن يساف، فذكره.
- ورواه صالح بن سعيد، عن عائشة:
أخرجه أحمد (6/209) قال: حدثنا وكيع، عن نافع، يعني ابن عمر، عن صالح بن سعيد، فذكره.(4/192)
2160 - (س) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: «أنَّ النبيَّ-صلى الله عليه وسلم- كانَ إذَا رَكَعَ قال: اللَّهمَّ لَكَ رَكَعْتُ، وبِكَ آمَنْتُ، وَلَكَ أسلَمتُ، وعليك توكلتُ، أنتَ رَبِّي، خَشَعَ سَمعِي، وَبَصَري، ولحمي، ودَمي، وعِظَامي للهِ ربِّ العَالمينَ» . أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 2 / 192 في الافتتاح، باب نوع آخر من الدعاء في الركوع، وإسناده صحيح، وهو جزء من حديث طويل رواه مسلم في " صحيحه " من حديث علي رضي الله عنه رقم (771) بلفظ: " اللهم لك ركعت، وبك آمنت، ولك أسلمت، خشع لك سمعي وبصري ومخي وعظمي وعصبي "، وسيأتي برقم (2181) .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح، وأصله في مسلم:راجع الحديث رقم (2150) .(4/193)
2161 - (س) جابر بن عبد الله - رضي الله عنه -: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- كان يقول في سجوده: «اللَّهمَّ لَكَ سَجدْتُ، وبِكَ آمَنْتُ، ولَكَ أسلَمتُ، وأنْتَ رَبِّي، سَجَدَ وَجْهي لِلَّذي خَلَقَهُ وَصَوَّرَهُ، وَشَقَّ سَمعَهُ وبَصرَهُ تَبَارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الخَالِقينَ» . أخرجه النسائي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أسلمت) : أسلم الرجل: إذا انقاد وأذعن وأطاع.
__________
(1) 2 / 226 في الافتتاح، باب نوع آخر من الدعاء في السجود، وإسناده صحيح، وهو جزء من الحديث الطويل عند مسلم رقم (771) في صلاة المسافرين، باب الدعاء في صلاة الليل وقيامه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: راجع الحديث المتقدم.(4/194)
2162 - (س) محمد بن مسلمة - رضي الله عنه -: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- «كان إذا قام يصلي تطوُّعاً يقول إذا ركعَ: اللَّهمَّ لكَ ركعتُ، وبك آمنتُ، ولك أَسلمتُ، وعليكَ توكلتُ، أنتَ ربِّي، خَشَعَ سَمْعي، وبصري، ولحمي، ودمي، ومُخِّي، وَعَصَبي للهِ ربِّ العالمين» . أخرجه النسائي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(خشع) : الخشوع: [الخضوع و] الذل.
__________
(1) 2 / 192 و 193 في الافتتاح، باب نوع آخر من الدعاء في الركوع، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: راجع الحديث رقم (2151) .(4/194)
2163 - (س) محمد بن مسلمة - رضي الله عنه -: قال: «كان النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- إذا قام من الليلِ يصلي تطوُّعاً، قال: إذا سجدَ: اللَّهمَّ لكَ سجدتُ، وبك آمنتُ، ولك أسلمتُ، اللهم أنت ربي، سَجَدَ وجهي للذي خلقه وصَوَّرهُ، وشَقَّ سَمْعَهُ وبَصَرَهُ، تَبارَكَ اللهُ أحسنُ الخَالِقينَ» . أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 2 / 222 في الافتتاح، باب نوع آخر من الدعاء في السجود، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: راجع الحديث رقم (2151) .(4/195)
2164 - (د) عقبة بن عامر - رضي الله عنه -: قال: لمَّا نَزَلَتْ: {فَسبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ العَظيم} [الواقعة: 74، 96] قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «اجْعلُوهَا في رُكوعِكم، ولمَّا نَزَلَت: {سَبِّح اسمَ رَبِّكَ الأعلى} [الأعلى: 1] قال: اجعلوها في سُجُودِكم» (1) .
زاد في رواية قال: «وكانَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إذا رَكَعَ قال: سبحانَ رَبِّيَ العظيم وبحمده -ثلاثاً - وإذا سَجَدَ قال: سبحانَ رَبِّي الأعلى، وبحمده ثلاثاً» . أخرجه أبو داود، وقال: هذه الزيادةُ نَخَافُ أن لا تكونَ محفوظَة (2) . [ص:196]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(سبحان ربي وبحمده) : سبحان: مصدر سبح يسبح تسبيحاً وسبحاناً، أي نزَّه وبرَّأ، ومعناه: براءة الله وتنزيهه، وهو منصوب أبداً، والباء في «وبحمده» متعلقة بمحذوف، تقديره: وبحمده سبحت، وقيل: الواو زائدة، تقديره: سبحان ربي بحمده، أي: سبحته بحمده.
__________
(1) رقم (869) في الصلاة، باب ما يقول الرجل في ركوعه وسجوده، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (887) في الصلاة، باب التسبيح في الركوع والسجود، والدارمي 1 / 299 في الصلاة، باب ما يقال في الركوع، وهو حديث حسن.
(2) أبو داود رقم (870) في الصلاة، باب ما يقول الرجل في ركوعه وسجوده، وفي هذه الزيادة رجل مجهول، لكن للحديث شواهد بمعناه عند الدارقطني من حديث ابن مسعود، وحذيفة، وعند أحمد والطبراني من حديث أبي مالك الأشعري يرتقي بها إلى درجة الحسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/155) قال: حدثنا أبو عبد الرحمن. والدارمي (1311) قال: أخبرنا عبد الله ابن يزيد المقرئ. وأبو داود (869) قال: حدثنا الربيع بن نافع أبو توبة. وموسى بن إسماعيل، المعنى، قالا: حدثنا ابن المبارك. وابن ماجة (887) قال: حدثنا عمرو بن رافع البجلي، قال: حدثنا عبد الله بن المبارك. وابن خزيمة (600 و 670) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا عبد الله بن يزيد. وفي (601 و 670) قال: حدثنا محمد بن عيسى، عن عبد الله بن المبارك.
كلاهما (أبو عبد الرحمن، عبد الله بن يزيد، وعبد الله بن المبارك) عن موسى بن أيوب الغافقي، قال: سمعت عمي إياس بن عامر، فذكره.
* أخرجه أبو داود (870) قال: حدثنا أحمد بن يونس، قال: حدثنا الليث، يعني ابن سعد، عن أيوب ابن موسى، أو موسى بن أيوب، عن رجل من قومه، عن عقبة بن عامر.... بمعناه. وزاد: «فكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا ركع قال: سبحان ربي العظيم وبحمده ثلاثا، وإذا سجد قال: سبحان ربي الأعلى وبحمده ثلاثا» .
* قال أبو داود: وهذه الزيادة يخاف أن لا تكون محفوظة.
* قال أبو داود: انفرد أهل مصر بإسناد هذين الحديثين: حديث الربيع، وحديث أحمد بن يونس.
قلت: الزيادة المذكورة في إسنادها «مبهم» .(4/195)
2165 - (ت د) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إذا ركعَ أحدكم فَلْيَقُل ثَلاثَ مرات: سُبحانَ ربيَ العظيم، وذلك أَدناهُ، وإذا سجدَ فليقل: سبحان ربيَ الأعلى ثلاثاً، وذلك أدناه» . هذه رواية أبي داود.
وفي رواية الترمذي: «إذا قال أَحدكم في ركوعه: سبحان ربيَ العظيم ثلاثاً، فقد تَمَّ رُكوعُه، وذلك أدناه، وإذا قال في سجوده: سبحان ربي الأعلى ثلاثاً، فقد تَمَّ سُجودُهُ، وذلك أدناه» (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (886) في الصلاة، باب مقدار الركوع والسجود، والترمذي رقم (261) في الصلاة، باب ما جاء في التسبيح في الركوع والسجود، وقال الترمذي: حديث ابن مسعود ليس إسناده بمتصل، عون بن عبد الله بن عقبة، لم يلق ابن مسعود، قال: وفي الباب عن حذيفة وعقبة بن عامر، أقول: وفي سنده أيضاً إسحاق بن يزيد الهذلي، وهو مجهول كما قال الحافظ في " التقريب ". وقال الترمذي: والعمل على هذا عند أهل العلم، يستحبون أن لا ينقص الرجل في الركوع والسجود من ثلاث تسبيحات. أقول: وقد ورد في ذلك أحاديث، الظاهر أنها [ص:197] تصلح بمجموعها أن يستدل بها على استحباب أن لا ينقص الرجل في الركوع والسجود من ثلاث تسبيحات، منها حديث أبي بكرة عند البزار والطبراني في " الكبير "، وحديث جبير بن مطعم عند البزار والطبراني في " الكبير "، وحديث أبي مالك الأشعري عند الطبراني في " الكبير ".
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف، والعمل عليه باعتبارات أخر: أخرجه أبو داود (886) قال: حدثنا عبد الملك بن مروان الأهوازي، قال: حدثنا أبو عامر وأبو داود. وابن ماجة (890) قال: حدثنا أبو بكر بن خلاد الباهلي، قال: حدثنا وكيع. والترمذي (261) قال: حدثنا علي بن حجر، قال: أخبرنا عيسى بن يونس.
أربعتهم - أبو عامر، وأبو داود، ووكيع، وعيسى - عن ابن أبي ذئب، عن إسحاق بن يزيد الهذلي، عن عون بن عبد الله بن عتبة، فذكره.
* قال أبو داود: هذا مرسل: عون لم يدرك عبد الله.
* وقال الترمذي: حديث ابن مسعود ليس إسناده بمتصل، عون بن عبد الله بن عتبة لم يلق ابن مسعود.(4/196)
2166 - (ت د س) حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه -: «أَنَّهُ صَلَّى مَعَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- فكان يقول في ركوعه: سبحانَ رَبِّيَ العظيمِ، وفي سُجُودِهِ: سُبحانَ رَبيَ الأعلى، وما أَتى على آيةِ رَحْمةٍ إلا وَقَفَ وسأَلَ، وما أَتَى على آيةِ عذابٍ إلا وَقَفَ وتَعَوَّذَ» .
هذه رواية الترمذي. وعند أبي داود مثلُها، إلا قوله: «وسَألَ» ، فلَيْست عِنْدَهُ، وفي رواية النسائي: قال: «صلَّى معَ النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- في رمضانَ فركعَ، فقال في ركوعِهِ: سبحانَ رَبِّيَ العظيمِ، مثلما كانَ قائماً، ثم جلس يقولُ: رَبِّ اغْفِر لي، مثلما كان قائماً، ثم سَجدَ فقال: سبحان ربيَ الأعلى مثلما كان قائماً، فما صلَّى [إلا] أَربعَ ركعاتٍ، حتى جاء بِلالٌ إِلى الغَدَاةِ» .
وفي أخرى مثل رواية الترمذي إلى قوله: «الأعلى» .
وفي أخرى: أنه صلى مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- لَيْلَة، فَسَمِعَهُ يقولُ حِينَ كَبَّرَ قال: «الله أكبرُ -[ثلاثاً]- ذو الجَبروتِ، والمَلكُوتِ، والكبرياءِ، والعَظَمةِ» ، وكان يقول في ركوعه: «سبحانَ ربيَ العظيم» . وإذا رفع رأسه [ص:198] من الركوع قال: «ربي لك الحمدُ (1) » ، وفي سجوده: «سبحانَ ربيَ الأعلى» ، وبين السجدَتَيْنِ: «ربِّ اغفر لي، ربِّ اغفر لي» ، [وكان قيامُه وركوعه] وإذا رفع رأسهُ من الرُّكوعِ وسجودُهُ وما بين السجدتين قريبٌ من السَّواء (2) .
__________
(1) الذي في النسائي المطبوع: لربي الحمد، لربي الحمد.
(2) رواه الترمذي رقم (262) في الصلاة، باب ما جاء في التسبيح في الركوع والسجود، وأبو داود رقم (871) في الصلاة، باب ما يقول الرجل في ركوعه وسجوده، والنسائي 3 / 226 في قيام الليل، باب تسوية القيام والركوع، وفي الافتتاح، باب ما يقول في قيامه ذلك، وباب الذكر في الركوع، وإسناده عند الترمذي وأبو داود صحيح، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح، وروايتا النسائي الأولى والثالثة فيهما ضعف، ولكن يشهد لهما حديث عوف الذي بعده، ورواه مسلم رقم (772) في صلاة المسافرين وقصرها، باب استحباب تطويل القراءة في صلاة الليل بنحو رواية الترمذي وأبي داود، والثانية عند النسائي.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: رواه عن حذيفة، صلة من بن زفر - ولفظه:
صليت مع النبي -صلى الله عليه وسلم- ذات ليلة، فافتتح البقرة. فقلت: يركع عند المائة. ثم مضى. فقلت: يصلي بها في ركعة. فمضى. فقلت: يركع بها. ثم افتتح النساء فقرأها، ثم افتتح آل عمران فقرأها، يقرأ مترسلا، إذا مر بآية فيها تسبيح سبح، وإذا مر بسؤال سأل، وإذا مر بتعوذ تعوذ، ثم ركع، فجعل يقول: سبحان ربي العظيم. فكان ركوعه نحوا من قيامه. ثم قال: سمع الله لمن حمده. ثم قام طويلا قريبا مما ركع، ثم سجد، فقال: سبحان ربي الأعلى. فكان سجوده قريبا من قيامه» .
1 - أخرجه أحمد (5/382) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (5/384) قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (5/394) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا شعبة. وفي (5/397) قال: حدثنا ابن نمير. والدارمي (1312) قال: أخبرنا سعيد بن عامر، عن شعبة. ومسلم (2/186) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبد الله بن نمير، وأبو معاوية. (ج) وحدثنا زهير بن حرب، وإسحاق بن إبراهيم جميعا، عن جرير. (ج) وحدثنا ابن نمير، قال: حدثنا أبي. وأبو داود (871) قال: حدثنا حفص بن عمر، قال: حدثنا شعبة. وابن ماجة (897) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا حفص بن غياث. و (1351) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا أبو معاوية. والترمذي (262) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا أبو داود، قال: أنبأنا شعبة. وفي (263) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن شعبة. والنسائي (2/176) وفي الكبرى (990) قال: أخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى، وعبد الرحمن، وابن أبي عدي، عن شعبة. وفي (2/177) وفي الكبرى (991) قال: أخبرنا محمد بن آدم، عن حفص بن غياث. وفي (2/190) وفي الكبرى (547) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أنبأنا أبو معاوية. وفي (2/224) وفي الكبرى (632) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أنبأنا جرير. وفي (3/225) وفي الكبرى (1286) قال: أخبرنا الحسين بن منصور، قال: حدثنا عبد الله بن نمير. وابن خزيمة (543 و 603) قال: حدثنا بندار، قال: حدثنا يحيى، وعبد الرحمن بن مهدي، وابن أبي عدي عن شعبة (ح) ، وحدثنا أبوموسى قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي قال: حدثنا شعبة. وفي (543) و (603) قال: حدثنا بشر بن خالد العسكري، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (603 و 660 و 669) قال: حدثنا مؤمل بن هشام اليشكري، وسلم بن جنادة القرشي، قالا: حدثنا أبو معاوية. وفي (603) قال: حدثنا أبو موسى ويعقوب بن إبراهيم، قالا: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: حدثنا شعبة. وفي (684) قال: حدثنا سلم بن جنادة، قال: حدثنا حفص بن غياث. خمستهم (شعبة، وأبو معاوية، وابن نمير، وجرير، وحفص) عن الأعمش، عن سعد بن عبيدة، عن المستورد.
2 - وأخرجه ابن خزيمة (604 و 668) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، ومحمد بن أبان، وسلم ابن جنادة، قالوا: حدثنا حفص بن غياث، قال: حدثنا ابن أبي ليلى، عن الشعبي.
كلاهما (المستورد، والشعبي) عن صلة بن زفر، فذكره.
* وأخرجه أحمد (5/389) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن سعد بن عبيدة، عن صلة بن زفر، عن حذيفة. «ليس فيه المستورد» .
* زاد حفص بن غياث في روايته: «كان يقول بين السجدتين: رب اغفرلي، رب اغفر لي» .
* الروايات مطولة ومختصرة.
- ورواه طلحة بن يزيد الأنصاري، عن حذيفة، ولفظه:
«أتيت النبي -صلى الله عليه وسلم- في ليلة من رمضان، فقام يصلي، فلما كبر قال: الله أكبر، ذو الملكوت، والجبروت، والكبرياء، والعظمة، ثم قرأ البقرة، ثم النساء، ثم آل عمران، لا يمر بآية تخويف إلا وقف عندها، ثم ركع، يقول: سبحان ربي العظيم، مثل ما كان قائما، ثم رفع رأسه، فقال: سمع الله لمن حمده، ربنا لك الحمد، مثل ما كان قائما، ثم سجد يقول: سبحان ربي الأعلى، مثل ما كان قائما، ثم رفع رأسه، فقال: رب اغفر لي، مثل ما كان قائما، ثم سجد يقول: سبحان ربي الأعلى، مثل ما كان قائما، ثم رفع رأسه، فقام، فما صلى إلا ركعتين، حتى جاء بلال فآذنه بالصلاة» .
أخرجه أحمد (5/400) قال: حدثنا خلف بن الوليد، قال: حدثنا يحيى بن زكريا. والدارمي (1330) مختصرا قال: حدثنا أبو نعيم. قال: حدثنا زهير. وابن ماجة (897) مختصرا قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا حفص بن غياث. والنسائي (2/177) ، وفي الكبرى (991) مختصرا قال: أخبرنا محمد بن آدم، عن حفص بن غياث. وفي (3/226) وفي الكبرى (1287) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أنبأنا النضر بن محمد المروزي. وابن خزيمة (684) قال: حدثنا سلم بن جنادة، قال: حدثنا حفص بن غياث.
أربعتهم (يحيى، وزهير، وحفص، والنضر) عن العلاء بن المسيب، عن عمرو بن مرة، عن طلحة بن يزيد الأنصاري، فذكره.
- ورواه رجل من بني عبس، عن حذيفة ولفظه:
«أنه رأي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصلي من الليل، فكان يقول: الله أكبر - ثلاثا - ذو الملكوت والجبروت والكبرياء والعظمة، ثم استفتح فقرأ البقرة، ثم ركع، فكان ركوعه نحوا من قيامه، وكان يقول في ركوعه: سبحان ربي العظيم. سبحان ربي العظيم، ثم رفع رأسه من الركوع، فكان قيامه نحوا من ركوعه، يقول: لربي الحمد، ثم سجد، فكان سجوده نحوا من قيامه، فكان يقول في سجوده: سبحان ربي الأعلى، ثم رفع رأسه من السجود، وكان يقعد فيما بين السجدتين نحوا من سجوده، وكان يقول: رب اغفر لي، رب اغفر لي، فصلى أربع ركعات، فقرأ فيهن البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، أو الأنعام» شك شعبة.
أخرجه أحمد (5/398) قال: حدثنا محمد بن جعفر. وأبو داود (874) قال: حدثنا أبو الوليد الطيالسي، وعلي بن الجعد. والترمذي في «الشمائل» (275) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا محمد بن جعفر. والنسائي (2/199) وفي الكبرى (569و 1288) قال: أخبرنا حميد بن مسعدة، قال: حدثنا يزيد بن زريع وفي (2/231) وفي الكبرى (644) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا خالد.
خمستهم (ابن جعفر، وأبو الوليد، وعلي بن الجعد، ويزيد، وخالد بن الحارث) قالوا: حدثنا شعبة، عن عمرو بن مرة، عن أبي حمزة مولى الأنصار، عن رجل من بني عبس، فذكره.(4/197)
2167 - (س) عوف بن مالك - رضي الله عنه -: قال: «قُمْتُ مَعَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فلما رَكَعَ مَكثَ قَدْرَ سورةِ البقرةِ، ويقول في ركوعهِ: سبحانَ ذي الْجَبَرُوتِ، والمَلَكُوتِ، والكبرياءِ والعظمةِ» . أخرجه النسائي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الجبروت) : يقال فيه: جبروَّة وجبريَّة وجبروت، أي: كِبْر.
(الملكوت) : من المُلك، كالرهبوت من الرهبة، والجبروت من الجبر. [ص:199]
(الكبرياء) : العظمة والجلال، ولا يوصف به إلا الله تعالى دون غيره.
__________
(1) 2 / 191 في الافتتاح، باب نوع آخر من الذكر في الركوع، وإسناده صحيح، ويشهد لروايتي النسائي الأولى والثالثة في الحديث الذي قبله.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن: أخرجه أحمد (6/24) قال: حدثنا الحسن بن سوار، قال: حدثنا ليث. وأبو داود (873) قال: حدثنا أحمد بن صالح، قال: حدثنا ابن وهب. والترمذي في «الشمائل» (313) قال: حدثنا محمد بن إسماعيل، قال: حدثنا عبد الله بن صالح. والنسائي (2/191) قال: أخبرنا عمرو ابن منصور، يعني النسائي، قال: حدثنا آدم بن أبي إياس، قال: حدثنا الليث. وفي (2/223) . وفي الكبرى (631) قال: أخبرني هارون بن عبد الله، قال: حدثنا الحسن بن سوار، قال: حدثنا ليث بن سعد.
ثلاثتهم - ليث، وعبد الله بن وهب، وعبد الله بن صالح -عن معاوية بن صالح، عن عمرو بن قيس الكندي، أنه سمع عاصم بن حميد، فذكره.(4/198)
2168 - (م ت د) ابن أبي أوفى - رضي الله عنه -: قال: «كانَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إذا رَفَعَ ظَهْرَهُ من الرُّكوعِ قال: سَمِعَ اللهُ لِمَن حَمِدَهُ، اللَّهُمَّ رَبَّنا لَكَ الحمدُ، مِلءَ السَّمَوَاتِ، ومِلءَ الأرضِ، ومِلءَ مَا شِئْتَ مِنْ شيءٍ بَعْدُ» .
زاد في رواية: «اللَّهُمَّ طَهِّرْني بالثَّلْجِ، والبَرَدِ، والماء البارِدِ، اللهمَّ طَهِّرْنِي مِنَ الذُّنُوبِ والخَطَايا، كما يُنَقَّى الثَّوبُ الأبيَضُ من الدَّنَسِ» . أخرجه مسلم.
وفي رواية أبي داود مثلُه، إلى قوله: «مِن شَيءٍ بَعدُ» .
وفي رواية الترمذي قال: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: اللهمَّ بَرِّد قَلبي بالثلجِ، والبَرَدِ ... الحديث» ولم يذكر أول حديث مسلم (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (476) في الصلاة، باب ما يقول إذا رفع رأسه من الركوع، وأبو داود رقم (846) في الصلاة، باب ما يقول إذا رفع رأسه من الركوع، والترمذي رقم (3541) في الدعوات، باب من أدعية النبي صلى الله عليه وسلم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1 - أخرجه أحمد (4/353) قال: حدثنا وكيع. وفي (4/354) قال: حدثنا محمد «ابن جعفر» .قال: حدثنا شعبة. قال: حدثنا أبو عصمة. وفي (4/381) قال: حدثنا أبو معاوية. وعبد بن حميد (522) قال: حدثنا محمد بن عبيد. ومسلم (2/46) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو معاوية، ووكيع. وأبو داود (846) قال: حدثنا محمد بن عيسى، قال: حدثنا عبد الله بن نمير، وأبو معاوية، ووكيع، ومحمد بن عبيد. وأبو داود «تحفة الأشراف» (5173) عن محمد بن رافع، عن يحيى ابن آدم، عن سفيان. وابن ماجة (878) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا وكيع. ستتهم (وكيع، وأبو عصمة، وأبو معاوية، ومحمد بن عبيد، وعبد الله بن نمير، وسفيان) عن الأعمش.
2 - وأخرجه أحمد (4/354) قال: حدثنا محمد بن جعفر. (ح) وحجاج. ومسلم (2/47) قال: حدثنا محمد بن المثنى. وابن بشار قال: حدثنا محمد بن جعفر. كلاهما (ابن جعفر، وحجاج) عن شعبة.
3 - وأخرجه أحمد (4/353) قال: حدثنا وكيع. وفي (4/355) قال: حدثنا أبو أحمد. وفي (4/356) قال: حدثنا أبو نعيم. ثلاثتهم (وكيع،وأبو أحمد الزبيري، وأبو نعيم) قالوا: حدثنا مسعر.
ثلاثتهم (الأعمش، وشعبة، ومسعر) عن عبيد بن الحسن، فذكره.
* رواية محمد بن رافع عند «أبي داود» لا توجد في نسختنا المطبوعة، وقال المزي: حديث محمد بن رافع في رواية أبي الحسن بن العبد.
* في رواية سفيان عن الأعمش عن عبيد بن الحسن. قال سفيان: فلقينا الشيخ عبيدا أبا الحسن بعد فلم يقل فيه «بعد الركوع» .
* رواية شعبة عن عبيد. ورواية مسعر. لم يرد فيها ذكر الصلاة ولا بعد الركوع.(4/199)
2169 - (م د س) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه -: قال: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إذا رَفَعَ رأسَهُ من الركوعِ قال: اللهمَّ ربَّنا لكَ الحمدُ، [ص:200] مِلءَ السمَواتِ، ومِلءَ الأرضِ، ومِلءَ ما شِئْتَ من شيءٍ بَعدُ، أَهْلَ (1) الثَّنَاءِ والمَجْدِ، أَحَقُّ مَا قَالَ العَبدُ - وكُلُّنا لَك عَبدٌ - اللهمَّ لا مَانِعَ لمَا أعطيتَ، ولا مُعطِيَ لِمَا مَنَعتَ، ولا ينفعُ ذَا الجَدِّ منك الجَدُّ» . أخرجه مسلم، وأبو داود، والنسائي (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(لا ينفع ذا الجد منك الجد) : الجد: البخت، وقيل: الغنى، أي: لا ينفع المحبوب (3) المسعود، أو الغني حظه وغناه اللذان هما منك إنما ينفعه العمل والطاعة والإخلاص.
__________
(1) قال النووي في " شرح مسلم ": " أهل " بالنصب على النداء، هذا هو المشهور، وجوز بعضهم رفعه على تقدير: أنت أهل الثناء، والمختار النصب.
(2) رواه مسلم رقم (477) في الصلاة، باب ما يقول إذا رفع رأسه من الركوع، وأبو داود رقم (847) في الصلاة، باب ما يقول إذا رفع رأسه من الركوع، والنسائي 2 / 198 و 199 في الافتتاح، باب ما يقول في قيامه ذلك.
(3) في المطبوع: المبخوت.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (3/87) قال: حدثنا الحكم بن نافع. والدارمي (1319) قال: أخبرنا مروان بن محمد. ومسلم (2/47) قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي. قال: أخبرنا مروان بن محمد الدمشقي. وأبو داود (847) قال: حدثنا مؤمل بن الفضل الحراني، قال: حدثنا الوليد (ح) وحدثنا محمود بن خالد، قال: حدثنا أبو مسهر. (ح) وحدثنا ابن السرح، قال: حدثنا بشر بن بكر (ح) وحدثنا محمد بن مصعب، قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. وأبو داود «تحفة الأشراف» (4281) عن محمد بن مصفى، عن بقية بن الوليد. والنسائي (2/198) ، وفي الكبرى (568) قال: أخبرني عمرو بن هشام أبو أمية الحراني، قال: حدثنا مخلد. وابن خزيمة (613) قال: حدثنا زكريا بن يحيي بن أبان، وأحمد بن يزيد بن عليل، المقرئان، قالا: حدثنا عبد الله بن يوسف (ح) وحدثناه محمد بن يحيى، قال: حدثنا أبو مسهر. (ح) وحدثنا بحر بن نصر أيضا، قال: حدثنا بشر بن بكر.
ثمانيتهم (الحكم، ومروان، والوليد، وأبو مسهر، وبشر، وابن يوسف، وبقية، ومخلد) عن سعيد بن عبد العزيز، عن عطية بن قيس، عن قزعة بن يحيى، فذكره.
* وأخرجه أحمد (3/87) قال: حدثنا أبو المغيرة. قال: حدثنا سعيد بن عبد العزيز، قال: حدثني عطية ابن قيس، عمن حدثه، عن أبي سعيد، فذكره.(4/199)
2170 - (ت) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: قال: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إِذا رَفَعَ رَأسهُ من الركوعِ قالَ: سَمِعَ اللهُ لِمن حَمِدَهُ، رَبَّنَا وَلَكَ الحمدُ، مِلءَ السَّمواتِ، ومِلءَ الأرضِ، [ومِلءَ ما بينهما] ومِلءَ مَا شِئْتَ مِنْ شَيءٍ بَعدُ» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (266) في الصلاة، باب ما يقول الرجل إذا رفع رأسه من الركوع، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح، ورواه مسلم من حديث عبد الله بن أبي أوفى (476) في الصلاة، باب ما يقوله إذا رفع رأسه من الركوع. وقال الترمذي: وفي الباب عن ابن عمر، وابن عباس، وابن أبي أوفى، وأبي جحيفة، وأبي سعيد.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (1/94) (729) قال: ثنا أبو سعيد. وابن خزيمة (463) قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا أحمد بن خالد الوهبي. كلاهما (أبو سعيد، وأحمد بن خالد) عن عبد العزيز بن عبد الله الماجشون، قال: حدثنا عبد الله بن الفضل، والماجشون.
2 - وأخرجه أحمد (1/93) (717) قال: حدثنا سليمان بن داود، قال: حدثنا عبد الرحمن - يعني ابن أبي الزناد - وفي (1/119) (960) قال: حدثنا روح، قال: حدثنا ابن جريج. والبخاري في رفع اليدين (1 و 9) قال: أخبرنا إسماعيل بن أبي أويس، قال: حدثني عبد الرحمن بن أبي الزناد. وأبو داود (744 و 761) قال: حدثنا الحسن بن علي قال: حدثنا سليمان بن داود الهاشمي، قال: حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد. وابن ماجة (864) قال: حدثنا العباس بن عبد العظيم العنبري، قال: حدثنا سليمان بن داود أبو أيوب الهاشمي، قال: حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد. وفي (1054) قال: حدثنا علي بن عمرو الأنصاري، قال: حدثنا يحيى بن سعيد الأموي، عن ابن جريج. والترمذي (3423) قال: حدثنا الحسن ابن علي الخلال، قال: حدثنا سليمان بن داود الهاشمي، قال: حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد. وابن خزيمة (464 و 584 و 673) قال: حدثنا الربيع بن سليمان وبحر بن نصر بن سابق الخولاني، قالا: حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني ابن أبي الزناد. وفي (584) قال: حدثنا محمد بن يحيى ومحمد بن رافع. قالا: حدثنا سليمان بن داود الهاشمي، قال: أخبرنا عبد الرحمن بن أبي الزناد. وفي (607) قال: حدثنا الحسن بن محمد، وأبو يحيى محمد بن عبد الرحيم البزاز. قالا: حدثنا روح بن عبادة، قال: حدثنا ابن جريج. كلاهما (عبد الرحمن بن أبي الزناد، وابن جريج) عن موسى بن عقبة، عن عبد الله بن الفضل.
3 - وأخرجه أحمد (1/102) (803) قال: حدثنا هاشم بن القاسم. وفي (1/103) (804) قال: حدثنا حجين. والدارمي (1241) و (1320) قال: أخبرنا يحيى بن حسان. ومسلم (2/186) قال: حدثنا زهير بن حرب، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا أبو النضر. وأبو داود (760و 1509) قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ، قال: حدثنا أبي. والترمذي (266) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا أبو داود الطيالسي. والنسائي (2/129 و 192 و 220) ، وفي الكبرى (550 و 624 و 881) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. وابن خزيمة (462 و 612 و 743) قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا حجاج بن منهال وأبو صاح كاتب الليث. وفي (612) قال: حدثنا محمد بن رافع، قال: أخبرنا حجين بن المثنى أبو عمر. ثمانيتهم - هاشم أبو النضر، وحجين، ويحيى بن حسان، وعبد الرحمن بن مهدي، ومعاذ، وأبو داود، وحجاج، وأبو صالح - عن عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون، عن عمه الماجشون بن أبي سلمة.
4 - وأخرجه أحمد (1/103) (805) قال: حدثنا حجين، قال: حدثنا عبد العزيز، عن عبد الله بن الفضل الهاشمي.
5 - وأخرجه مسلم (2/185) قال: حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي. والترمذي (3421) قال: حدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب. وابن خزيمة (723) قال: حدثنا بحر بن نصر، قال: حدثنا يحيى - يعني ابن حسان -. ثلاثتهم (محمد بن أبي بكر، ومحمد بن عبد الملك، ويحيى بن حسان) عن يوسف بن يعقوب الماجشون، عن أبيه.
6 - وأخرجه الترمذي (3422) قال: حدثنا الحسن بن علي الخلال، قال: حدثنا أبو الوليد، قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي سلمة ويوسف بن الماجشون. قال عبد العزيز: حدثني عمي. وقال يوسف: أخبرني أبي.
كلاهما (عبد الله بن الفضل، ويعقوب الماجشون) عن عبد الرحمن الأعرج عن عبيد الله بن أبي رافع، فذكره.(4/200)
2171 - (س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إذا رَفَعَ رأسهُ من الركوعِ قال: اللهمَّ رَبَّنَا لَكَ الحمدُ» أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 2 / 195 في الافتتاح، باب ما يقول الإمام إذا رفع رأسه من الركوع، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: أخرجه النسائي (2/195) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: ثنا عبد الرزاق، قال: ثنا معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، فذكره.
وأخرجه ابن ماجة بنحوه (875) قال: ثنا أبو مروان، ويعقوب بن حميد بن كاسب، قالا: ثنا إبراهيم بن سعد، عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة، فذكراه.(4/201)
2172 - (م س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: أَنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- «كان إِذا رَفَعَ رَأْسَهُ من الركوعِ قال: اللهمَّ رَبَّنَا لَكَ الحمدُ، مِلء السمواتِ، ومِلءَ الأرضِ، ومِلءَ ما شِئْتَ من شيءٍ بَعدُ، أهلَ الثَّنَاءِ والمجْدِ، لا مانِعَ لِمَا أعطَيْتَ، ولا مُعطيَ لِمَا مَنَعتَ، ولا يَنْفَعُ ذَا الجَدِّ مِنكَ الجَدُّ» أخرجه مسلم، وأخرجه النسائي إلى قوله: «مِن شيءٍ بَعْدُ» (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (478) في الصلاة، باب ما يقول إذا رفع رأسه من الركوع، والنسائي 2 / 198 في الافتتاح، باب ما يقول في قيامه ذلك.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: رواه عطاء عن ابن عباس أخرجه أحمد (1/276) (2498) قال: حدثنا سفيان، عن ليث، قال: حدثنا معاوية، قال: حدثنا زائدة. وفي (1/370) (3498) قال: حدثنا روح بن عبادة، وعبد بن حميد (628) قال: أخبرنا سعيد بن عامر. وفي (635) قال: حدثني ابن أبي شيبة، قال: حدثنا هشيم. ومسلم (2/47) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا هشيم بن بشير. (ح) وحدثنا ابن نمير، قال: حدثنا حفص. والنسائي (2/198) وفي الكبرى (566) قال: أخبرنا أبو داود سليمان بن سيف الحراني، قال: حدثنا سعيد بن عامر.
خمستهم -زائدة، وروح، وسعيد، وهشيم، وحفص بن غياث - عن هشام بن حسان، عن قيس بن سعد، عن عطاء، فذكره.
* الروايات مطولة ومختصرة.
ورواه سعيد بن جبير، عن ابن عباس.
1 - أخرجه أحمد (1/270) (2440) قال: حدثنا سريج. قال: حدثنا حماد - يعني ابن سلمة - عن قيس بن سعد.
2 - وأخرجه أحمد (1/277) (2505) قال: حدثنا ابن أبي بكير - هو يحيى - قال: حدثنا إبراهيم - يعني ابن نافع -. وفي (1/333) (3083) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثني إبراهيم بن عمر الصنعاني. والنسائي (2/198) وفي الكبرى (567) قال: أخبرني محمد بن إسماعيل بن إبراهيم، قال: حدثنا يحيى بن أبي بكير، قال: حدثنا إبراهيم بن نافع. كلاهما (إبراهيم بن نافع، وإبراهيم بن عمر) عن وهب بن ميناس العدني.
كلاهما (قيس، ووهب) عن سعيد بن جبير، فذكره.
* أخرجه أحمد (1/275) (2489) قال: حدثنا معاوية بن عمرو، قال: حدثنا زائدة، عن منصور، عن أبي هاشم، عن يحيى بن عباد، أو عن أبي هاشم، عن حجاج، شك منصور، عن سعيد بن جبير، فذكره.
وقال منصور: وحدثني عون عن أخيه عبيد الله بهذا.
رأسه من الركوع، قال: سمع الله لمن حمده، اللهم ربنا لك الحمد.... الحديث.
في رواية عبد الرزاق: «وهب بن مانوس» .(4/201)
2173 - (خ ط ت د س) رِفاعة بن رافع - رضي الله عنه -: قال: «كُنَّا نُصلي وَرَاءَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، فلمَّا رَفَعَ رَأْسَهُ من الركعةِ قال: سَمِعَ اللهُ لِمَن حَمِدَه، وقال رجلٌ وراءهُ: ربنا لكَ الحمدُ حمداً كثيراً طَيِّباً مُبارَكاً فِيهِ. فلمَّا انْصَرَفَ قال: مَنِ المُتكَلِّمُ آنفاً؟ قال: أنا، قال: رأَيتُ بِضْعَة وثلاثين مَلَكاً يَبْتَدِروُنَها (1) أيُّهم يَكتُبها أوَّلُ» . هذه رواية البخاري، والموطأ.
وفي رواية الترمذي قال: «صَلَّيتُ خَلْفَ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-، فَعَطَستُ [ص:202] فقلت: الحمدُ لله حمداً كثيراً طَيِّباً مُباركاً فيه، مبارَكاً عليه، كما يُحِبُّ رَبُّنَا ويرضَى، فلما صَلَّى رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: انصرفَ فقال: مَنِ المُتَكَلِّمُ في الصلاةِ؟ فلم يَتَكَلَّمْ أَحدٌ، ثم قالها الثانية: مَنِ المتكلم في الصلاة؟ فلم يتكلَّم أحدٌ، ثُمَّ قالها الثالثة: مَنِ المتكلِّمُ في الصلاة؟ فقال رِفاعةُ: أنا يا رسولَ الله. فقال: كيف قلتَ؟ قال: قلتُ: الحمدُ لله حمداً كثيراً طَيِّباً مُباركاً فيه، مبارَكاً عليه، كما يُحِبُّ رَبُّنَا ويرضَى، فَقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: والذي نفسي بيده، لقد ابتَدَرَهَا بِضعَةٌ وثلاثونَ مَلَكاً أيهُّم يَصعَدُ بها؟» . وأخرج أبو داود، والنسائي [نفس] الروايتين معاً (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(آنفاً) : فعلت كذا آنفاً: أي الآن.
(بضعة) : البضع: ما بين الثلاثة من العدد إلى التسعة، والهاء فيها لتأنيث اللفظة.
__________
(1) في الأصل: يبتدؤونها، والتصحيح من البخاري والموطأ.
(2) رواه البخاري 2 / 237 في صفة الصلاة، باب فضل اللهم ربنا لك الحمد، والموطأ 1 / 212 في القرآن، باب ما جاء في ذكر الله تبارك وتعالى، والترمذي رقم (404) في الصلاة، باب ما جاء في الرجل يعطس في الصلاة، وأبو داود رقم (770) و (773) في الصلاة، باب ما يستفتح به الصلاة من الدعاء، والنسائي 2 / 196 في الافتتاح، باب ما يقول المأموم، قال الحافظ في " الفتح " 2 / 238: واستدل به على جواز إحداث ذكر في الصلاة غير مأثور إذا كان غير مخالف للمأثور، وعلى جواز رفع الصوت بالذكر ما لم يشوش على من معه، وعلى أن العاطس في الصلاة يحمد الله بغير كراهة، وأن المتلبس بالصلاة لا يتعين عليه تشميت العاطس، وعلى تطويل الاعتدال بالذكر.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مالك «الموطأ» (148) . وأحمد (4/340) قال: قرأت على عبد الرحمن بن مهدي. والبخاري (1/202) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة. وأبو داود (770) قال: حدثنا القعنبي. والنسائي (2/196) . وفي الكبرى (562) قال: أخبرنا محمد بن سلمة، قال: أنبأنا ابن القاسم. وابن خزيمة (614) قال: حدثنا عيسى بن إبراهيم الغافقي، قال: أخبرنا ابن وهب (ح) وحدثنا يونس بن عبد الأعلى الصدفي، قال: أخبرنا ابن وهب (ح) وحدثنا الحسن بن محمد، قال: أخبرنا روح بن عبادة.
خمستهم (عبد الرحمن، وعبد الله بن مسلمة القعنبي، وابن القاسم، وابن وهب، وروح) عن مالك، عن نعيم بن عبد الله المجمر، عن علي بن يحيى بن خلاد الزرقي، عن أبيه، فذكره.(4/201)
2174 - (ت د) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: قال: «إِنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- كان يقول بين السجدتين: اللهمَّ اغفرْ لي وارْحمني، واجْبُرني، واهْدِني، وارْزُقْني» أخرجه الترمذي، وقال: هكذا روي عن علي.
وفي رواية أبي داود قال: كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إذا رفع رأسه من الركوع قال (1) : «اللَّهمَّ اغْفِر لي، وارحمني، واهدِني، وَعَافني، وَارْزُقني» (2) .
__________
(1) كذا في الأصل، والذي عند أبي داود: كان يقول بين السجدتين، وهو الصواب، ولعل الذي عند المصنف سبق نظر إلى الذي قبله عند أبي داود.
(2) رواه أبو داود رقم (850) في الصلاة، باب الدعاء بين السجدتين، والترمذي رقم (284) في الصلاة، باب ما يقول بين السجدتين، وأخرجه أيضاً ابن ماجة رقم (898) في الصلاة، باب ما يقول بين السجدتين، ورواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي، وهو حديث حسن، ورواه ابن ماجة رقم (898) في الصلاة، باب ما يقول بين السجدتين من حديث حذيفة بلفظ " رب اغفر لي، رب اغفر لي "، وسنده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
حسن: أخرجه أبو داود (850) قال: حدثنا محمد بن مسعود، قال: حدثنا زيد بن الحباب. وابن ماجة (898) قال: حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء، قال: حدثنا إسماعيل بن صبيح. والترمذي (284) قال: حدثنا سلمة بن شبيب، قال: حدثنا زيد بن حباب. وفي (285) قال: حدثنا الحسن بن علي الخلال، قال: حدثنا يزيد بن هارون، عن زيد بن حباب.
كلاهما (زيد، وإسماعيل) عن كامل أبي العلاء، قال: حدثني حبيب بن أبي ثابت، عن سعيد بن جبير، فذكره.
أخرجه أحمد (1/315) (2897) قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا كامل أبو العلاء، عن حبيب بن أبي ثابت، عن ابن عباس - أو عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، فذكره.
في رواية إسماعيل بن صبيح، ويحيى بن آدم: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول بين السجدتين، في صلاة الليل ... » فذكرا نحوه.(4/203)
2175 - () أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه -: قال: سألتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-: قلتُ: ما نَقُول في سجودنا؟ قال: «مَا اصطَفى اللهُ لِمَلائِكتِهِ: سبحانَ الله وَبِحَمْدِهِ» . أخرجه ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
هذا الحديث من زيادات رزين العبدري، وقد سبرت فيه الستة ومسند أحمد،و «الموطأ» ، والدارمي،ومسند الحميدي، وعبد بن حميد، وسنن الدارمي، وصحح ابن خزيمة، فلم أقف عليه فيما ذكرت، والله أعلم.(4/203)
بعد التشهد
2176 - (خ م د س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: إِذَا تَشَهَّدَ أَحدُكم فَليَستَعِذْ بالله من أَربعٍ، يقول: اللَّهمَّ إِني أعوذُ بِكَ من عذابِ جَهَنَّمَ، ومن عذابِ القَبْرِ، ومن فِتْنَةِ المحيَا والمماتِ، ومن شَرِّ فِتنَةِ المسيحِ الدَّجَّالِ» . [ص:204]
هذا لفظ مسلم، ووافقه البخاري على الاستعاذة، ولم يذكر التشهد.
وفي رواية أبي داود قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إِذَا فَرَغَ أَحدُكم من التشهد فَلْيَتَعَوَّذْ بالله من أربع ... وذكرها» .
وزاد النسائي: «ثم لْيَدْعُ لنفسهِ بِما بَدَا لهُ» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(المسيح الدجال) : سمي الدجال مسيحاً، لأن عينه الواحدة ممسوحة، والمسيح: الذي أحد شقي وجهه ممسوح، لا عين له ولا حاجب، فهو فعيل بمعنى مفعول، بخلاف المسيح عيسى عليه السلام، فإنه فعيل بمعنى فاعل، سمي به، لأنه كان يمسح المريض فيبرأ بإذن الله تعالى، والدجال: الكذاب.
__________
(1) رواه البخاري 3 / 192 في الجنائز، باب التعوذ من عذاب القبر، ومسلم رقم (588) في المساجد، باب ما يستعاذ منه في الصلاة، أبو داود رقم (983) في الصلاة، باب ما يقول بعد التشهد، والنسائي 3 / 58 في السهو، باب نوع آخر من التعوذ في الصلاة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/237) قال: حدثنا الوليد بن مسلم أبو العباس. وفي (2/477) قال: حدثنا وكيع. والدارمي (1350) قال: أخبرنا أبو المغيرة. وفي (1351) قال: حدثنا محمد بن كثير. ومسلم (2/93) قال: حدثنا نصر بن علي الجهضمي وابن نمير وأبو كريب وزهير بن حرب، جميعا عن وكيع، قال أبو كريب: حدثنا وكيع. وفي (2/93) أيضا قال: حدثني زهير بن حرب. قال: حدثنا الوليد بن مسلم. (ح) وحدثنيه الحكم بن موسى. قال: حدثنا هقل بن زياد. (ح) وحدثنا علي بن خشرم. قال: أخبرنا عيسى، يعني ابن يونس. وأبو داود (983) قال: حدثنا أحمد بن حنبل، قال: حدثنا الوليد بن مسلم. وابن ماجة (909) قال: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي. قال: حدثنا الوليد بن مسلم. والنسائي (3/58) . وفي الكبرى (1142) قال: أخبرني محمد بن عبد الله بن عمار الموصلي، عن المعافى. وفي (3/58) قال: أنبأنا علي بن خشرم، عن عيسى بن يونس. وابن خزيمة (721) قال: حدثنا علي بن خشرم. قال: أخبرنا عيسى، يعني ابن يونس. (ح) وأخبرنا محمد بن إسماعيل الأحمسي. قال: أخبرنا وكيع. (ح) وحدثنا هارون بن إسحاق. قال: حدثنا مخلد بن يزيد الحراني.
ثمانيتهم -الوليد بن مسلم، ووكيع، وأبو المغيرة، ومحمد بن كثير، وهقل بن زياد، وعيسى بن يونس، والمعافى بن عمران، ومخلد بن يزيد - عن الأوزاعي، عن حسان بن عطية، عن محمد بن أبي عائشة، فذكره.(4/203)
2177 - (د) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: «أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- كان يقول، بعد التشهد: اللهم إِني أَعُوذُ بِكَ مِنْ عذابِ جَهنَّم، وأَعُوذُ بِكَ من عذابِ القَبرِ، وَأَعُوذُ بِكَ من فِتنة الدَّجالِ الأعوَرِ، وأَعُوذ بك من فِتنَةِ المحيا والمَماتِ» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (984) في الصلاة، باب ما يقول بعد التشهد، وفي سنده محمد بن عبد الله بن طاوس لم يوثقه غير ابن حبان، وباقي رجاله ثقات، ولكن يشهد له الحديث الذي قبله، فهو به حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: 1 - أخرجه مالك «الموطأ» (150) . وأحمد (1/242) (2168) قال: قرأت على عبد الرحمن. وفي (1/258) (2343) قال: حدثنا إسماعيل. وفي (1/298) (2709) قال: حدثنا إسحاق بن عيسى. وفي (1/311) (2839) قال: حدثنا روح. ومسلم (2/94) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. وأبو داود (1542) قال: حدثنا القعنبي. والترمذي (3494) قال: حدثنا الأنصاري. قال: حدثنا معن. والنسائي (4/104) و (8/276) قال: أخبرنا قتيبة. سبعتهم (عبد الرحمن، وإسماعيل، وإسحاق، وروح، وقتيبة، والقعنبي، ومعن) عن مالك، عن أبي الزبير المكي.
2 - وأخرجه أبو داود (984) قال: حدثنا وهب بن بقية، قال: أخبرنا عمر بن يونس اليمامي، قال: حدثني محمد بن عبد الله بن طاوس، عن أبيه.
كلاهما (أبو الزبير، وعبد الله بن طاوس) عن طاوس اليماني، فذكره.
رواية عبد الله بن طاوس، عن أبيه، عن ابن عباس، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، أنه كان يقول بعد التشهد ... فذكره.
- ورواه عن ابن عباس، أبو النضر:
أخرجه أحمد (1/292) (2667) قال: حدثنا يونس. وفي (1/305) (2779) قال: حدثنا يحيى بن إسحاق. وعبد بن حميد (707) قال: حدثني أبو نعيم.
ثلاثتهم (يونس، ويحيى، وأبو نعيم) قالوا: حدثنا البراء بن عبد الله الغنوي، عن أبي نضرة، فذكره.(4/204)
2178 - (د) أبو صالح - رحمه الله -: عن بعض أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال لِرَجُلٍ: كَيفَ تَقُولُ في الصلاة؟ قال: أَتَشَهَّدُ، ثم أقول: اللهم إِني أَسألُكَ الجَنَّةَ، وأَعوذُ بك من النارِ، أَمَا إني لا أُحْسِنُ دَنْدَنَتَكَ وَدَندَنَةَ مُعَاذٍ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: حَوْلَ ذلك نُدَنْدِنُ أَنا ومُعَاذٌ» أخرجه أبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(دندنتك) : الدندنة هو أن يتكلم الإنسان بكلام تُسمَع نغمته ولا يفهم لخفائه.
__________
(1) رقم (792) و (793) في الصلاة، باب في تخفيف الصلاة، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 3 / 474 وابن ماجة من حديث أبي هريرة رضي الله عنه رقم (910) في إقامة الصلاة، باب ما يقال في التشهد والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وقال البوصيري في " الزوائد ": إسناده صحيح ورجاله ثقات.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: أخرجه أحمد (3/474) قال: حدثنا معاوية بن عمرو. وأبو داود (792) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة. قال: حدثنا حسين بن علي.
كلاهما - معاوية، وحسين - عن زائدة، عن سليمان الأعمش، عن أبي صالح، فذكره.
قلت: الأعمش مدلس، وللمتن شاهد يأتي في تكملة الكتاب. أخرجه ابن ماجة (910) من حديث أبي هريرة، وهو من زوائده، قال البوصيري: إسناده صحيح ورجاله ثقات.(4/205)
2179 - (س) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يقول في صلاته بعد التشهد: أحسَنُ الكلام كلامُ اللهِ، وأحسنُ الهَدْيِ هَدْيُ مُحمدٍ» . أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 3 / 58 في السهو، باب نوع آخر من الذكر بعد التشهد، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: أخرجه النسائي (3/58) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: ثنا يحيى عن جعفر ابن محمد عن أبيه عن جابر، فذكره.(4/205)
2180 - (د) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: «كانَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يُعَلِّمُهُمْ مِنَ الدُّعَاءِ بعد التشهد: أَلِّفِ اللهمَّ على الخَيْرِ [ص:206] قُلوبَنَا، وَأصلِحْ ذَاتَ بَيننا، وَاهْدِنا سُبُلَ السَّلامِ، وَنَجِّنا مِنَ الظلماتِ إلى النُّورِ، وَجَنِّبنَا الفَواحِشَ والفِتَنَ، ما ظَهَرَ مِنها وما بَطَنَ، وبَارِكْ لَنَا في أَسماعِنا وَأبصارِنا وقُلُوبِنا وأزْوَاجِنَا [وذُرِّيَّاتِنا] ، وتُبْ عَلَينا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوابُ الرَّحيمُ، واجعَلْنا شاكرينَ لِنعْمَتِكَ (1) [مُثْنِينَ بها] قَابِلِيها، وأتِمَّهَا علينا» . أخرجه (2) .
__________
(1) في الأصل: شاكرين لنعمك، والتصحيح من أبي داود.
(2) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، ولم يرمز له في أوله بشيء، وفي المطبوع: أخرجه أبو داود، ورمز له في أوله بحرف (د) وهو الصواب، وهو عند أبي داود رقم (969) في الصلاة، باب التشهد، ورواه أيضاً الحاكم في " المستدرك " 1 / 265 بسندين، وصححه، ووافقه الذهبي، وهو كما قالا.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (969) قال: ثنا تميم بن المنتصر، أخبرنا إسحاق - يعني ابن يوسف - عن شريك، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص عن عبد الله، فذكره.
قلت: في إسناده شريك، مختلف فيه، والحديث أخرجه الحاكم (1/265) بإسنادين، وصححه، ووافقه الذهبي.(4/205)
في الصلاة مطلقاً ومشتركاً
2181 - (م ت د س) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: قال: «كانَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- إذا قام إلى الصلاة قال: وَجَّهْتُ وجهيَ للذي فَطرَ السَّمواتِ والأرضَ حَنيفاً، وما أنا مِنَ المشركين، إِنَّ صلاتي ونُسُكي ومَحْيَايَ ومماتي للهِ رَبِّ العالمينَ، لا شريكَ لَهُ، وبِذَلِكَ أُمِرتُ وأنا من المسلمينَ، اللهم أَنت الملِكُ، لا إلهَ إلا أنتَ، أنت ربي، وأنا عبدُكَ، ظَلَمْتُ نَفسي، واعتَرفْتُ بذنبي، فاغفِر لي ذُنُوبي جميعاً، لا يغفر الذُّنُوبَ إِلا أنْتَ، واهدني لأحْسنِ الأخلاقِ لا يَهْدي لأحسنِها إلا أنت، وَاصرفْ عَني سَيِّئَها، لا يصرفُ عني سَيِّئَهَا إِلا أنتَ، لَبيكَ وسعدَيك، والخيرُ كُلُّهُ بيدَيكَ، والشَّرُّ لَيسَ إليكَ، [ص:207] أنَا بِكَ وإِليكَ، تَبَارَكتَ وتَعَالَيْتَ، أَستغفِرُكَ وأتوب إليك، وإذا رَكَعَ قال: اللَّهمَّ لَكَ رَكعتُ، وبكَ آمَنتُ، ولك أَسلمتُ، خَشَعَ لك سَمعي، وبَصَري ومُخِّي، وعَظْمي، وعَصَبي، وإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ قال: اللهم رَبَّنا لك الحمدُ مِلءَ السموَاتِ، [ومِلء] الأرضِ، ومِلءَ ما بينهما، وَمِلءَ ما شِئْتَ مِن شَيءٍ بعدُ، وإذا سَجَدَ قال: اللهم لك سَجَدْتُ، وبِكَ آمنت، ولك أَسلمتُ، سَجَدَ وجهي لِلذي خَلَقَهُ وصَوَّرَهُ، وَشَقَّ سَمْعَهُ وَبَصرَهُ، تباركَ الله أحسنُ الخالقينَ، ثم يكونُ مِنْ آخر ما يقُول بَينَ التَّشَهُّدِ والتَّسليم: اللَّهمَّ اغفِر لي مَا قَدَّمتُ، وَمَا أَخَّرتُ، وَمَا أسررْتُ، وما أعلنتُ، وما أسْرَفتُ، وما أَنت أعلم بِهِ مني، أنتَ المُقَدِّمُ، وأنت المؤخِّرُ، لا إله إلا أنتَ» هذه رواية مسلم، والترمذي.
وللترمذي في رواية أخرى: «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كانَ إِذَا قامَ إلى الصَّلاةِ المكتُوبَةِ رَفَعَ يَديهِ حَذْوَ مَنْكَبِيْهِ، وَيَصنَعُ ذلك إذا قَضَى قِراءَتَهُ، وَأرَاد أنْ يَركَعَ، ويَصنَعهُ إِذا رفع رأسَهُ من الرُّكوعِ، ولا يرفعُ يديْهِ في شيء من صَلاتِهِ وهو قَاعِدٌ، فإذا قَامَ من سَجدَتَينِ رَفَعَ يَديهِ كذلك، فَكَبَّرَ، ويقولُ حِينَ يَفتتِحُ الصَّلاةَ بعدَ التَّكْبيرِ: وجهَّتُ وجهي ... وذكر الحديث» .
وله في أخرى مثل الأولى، إلا أنَّهُ أَسقَطَ منها: «الخيرُ كُلُّهُ في يدَيكَ، [ص:208] والشَّرُّ لَيسَ إليكَ، أنَا بِكَ وإِليكَ» وَجَعَلَ بَدَلَ هذا كُلِّهِ: «آمَنتُ بِكَ، تَبَارَكْتَ وتعاليتَ.. وذكر الحديث» .
وفي روايةِ أبي داود مثل رواية مسلم، إلا أنَّ أوَّلَها: «كانَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إذا قَامَ إِلى الصَّلاةِ كَبَّرَ، ثم قال: ... وذكر الحديث» ، وليسَ عنده: «الشرُّ لَيْسَ إِليكَ» ، ولا لَفْظَةُ: «اللهم» في قولِهِ: «اللَّهُمَّ رَبَّنا ولك الحمدُ» ، وعندَه زيادةٌ بعد قوله: «صَوَّرهُ» : «فأحسَنَ صُورَهُ» ، وعنده بعد «الخَالِقينَ» : «وإِذَا سَلَّمَ من الصلاةِ قال: اللهم اغْفِر لي ما قَدَّمتُ ... » الحديث.
وله في أخرى نحو رواية الترمذي التي أولها: كان إِذا قَامَ إِلى الصلاةِ المكتُوبةِ» . وفيه زيادة لفظٍ ونقصٌ، مع اتِّفَاقِ المعنى.
وأخرج النسائي منه من أوله إلى قوله: «تباركتَ وتعاليتَ، أستغفرك، وأتوب إليك» .
وأخرج منه أيضاً مُفرَداً دُعَاءَ الركوعِ، وأخرج منه مفرداً أيضاً دعاءَ السجودِ، وزاد فيه: «فأحسنَ صُورَهُ» (1) . [ص:209]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(لبيك وسعديك) : تعظيم لإجابة الداعي، وقد سبق شرحهما فيما سبق من الكتاب (2) .
(والشر ليس إليك) : معنى هذا الكلام الإرشاد إلى استعمال الأدب في الثناء على الله تعالى، ومدحه بأن تضاف محاسن الأشياء إليه دون مساوئها، وليس المقصود نفي شيء عن قدرته وإثباته لها، فإن محاسن الأمور تضاف إلى الله عز وجل عند الثناء عليه دون مساوئها، كما قال تعالى: {ولِلهِ الأسمَاءُ الحُسنى فَادْعُوهُ بها} [الأعراف: 180] فيقال: يا رب السموات والأرض، ولا يقال: يا رب الكلاب والخنازير، وسئل الخليل بن أحمد عن ذلك؟ فقال: معناه: ليس ذلك مما يتقرب به إليك، كقولهم: أنا منك وإليك، أي معدود من جملتك ومنتمٍ إليك.
__________
(1) رواه مسلم رقم (771) في صلاة المسافرين، باب الدعاء، في صلاة الليل وقيامه، والترمذي رقم (3417) و (3418) و (3419) في الدعوات، باب دعاء في أول الصلاة، وأبو داود رقم (760) في الصلاة، باب ما يستفتح به الصلاة من الدعاء، والنسائي 2 / 130 في الافتتاح، باب نوع آخر من الذكر والدعاء بين التكبير والقراءة.
(2) انظر الجزء 3 / 91 الحديث رقم (1371) .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: راجع تخريج الحديث تخريج رقم (2170) .(4/206)
2182 - (د س) معاذ بن جبل - رضي الله عنه -: «أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- أَخَذَ بِيَدِهِ، وقال: يا مُعَاذُ، واللهِ إِني لأُحِبُّكَ، فقال: أُوصيكَ يا مُعَاذُ، لا تَدَعَنَّ في كُلِّ صلاةٍ أَنْ تَقُولَ: اللهمَّ أَعِنِّي على ذِكْرِكَ وشُكْرِكَ وحُسنِ عِبَادَتِكَ» . أخرجه أبو داود، والنسائي.
وفي رواية النسائي: قال مُعَاذٌ (1) : «وَأَنَا أُحِبُّكَ» (2) .
__________
(1) في الأصل: قال: يا معاذ، والتصحيح من النسائي.
(2) رواه أبو داود رقم (1522) في الصلاة، باب الاستغفار، والنسائي 3 / 53 في السهو، باب نوع آخر من الدعاء، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: قلت: وفي لفظه:
قال: وأوصى بذلك معاذ الصنابحي، وأوصى الصنابحي أبا عبد الرحمن، وأوصى أبو عبد الرحمن عقبة ابن مسلم.
أخرجه أحمد (5/244) قال: حدثنا المقرئ. وفي (5/247) قال: حدثنا أبو عاصم. وأبو داود (1522) قال: حدثنا عبيد الله بن عمر بن ميسرة، قال: حدثنا عبد الله بن يزيد المقرئ. والنسائي (3/53) وفي الكبرى (1135) قال: أخبرنا يونس بن عبد الأعلى، قال: حدثنا ابن وهب. وفي عمل اليوم والليلة (109) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن يزيد، قال: حدثنا أبي. وابن خزيمة (751) قال: حدثنا محمد بن مهدي العطار، قال: حدثنا المقرئ.
ثلاثتهم (عبد الله بن يزيد المقرئ، وأبو عاصم، وابن وهب) عن حيوة بن شريح، قال: سمعت عقبة ابن مسلم، قال: حدثني أبو عبد الرحمن الحبلي، عن الصنابحي، فذكره.(4/209)
2183 - (س) شداد بن أوس - رضي الله عنه -: «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كانَ يقول في صلاته: اللَّهمَّ إِني أَسألُكَ الثَّبَاتَ في الأمر، والعزيمةَ على الرُّشدِ، وأسألُكَ شُكْرَ نِعْمَتِك، وحُسنَ عِبَادَتِك، وأسألُك قَلباً سَليماً، ولِسَاناً صَادِقاً، وأسألُك مِن خَيرِ ما تَعلَمُ، وأعُوذُ بِك من شَرِّ ما تَعْلَمُ، وأستغْفِرُكَ لِمَا تَعْلَمُ» . أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 3 / 54 في السهو، باب نوع آخر من الدعاء، وأخرجه أيضاً أحمد في " المسند " 4 / 125، والترمذي رقم (3404) ، وفي إسناده ضعف، وسيأتي رقم (2245) .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف، للجهالة: أخرجه أحمد (4/125) قال: حدثنا يزيد بن هارون. والترمذي (3407) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا أبو أحمد الزبيري، قال: حدثنا سفيان.
كلاهما (يزيد، وسفيان) عن أبي مسعود الجريري، عن أبي العلاء بن الشخير، عن رجل من بني حنظلة، فذكره.
* أخرجه النسائي (3/54) . وفي الكبرى (1136) قال: أخبرنا أبو داود، قال: حدثنا سليمان بن حرب، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن سعيد الجريري، عن أبي العلاء، عن شداد بن أوس. فذكره، ليس فيه: «عن رجل من بني حنظلة» .
* في رواية يزيد بن هارون: «عن الحنظلي» ،وزاد في أول الحديث: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعلمنا كلمات، ندعو بهن في صلاتنا، أو قال: في دبر صلاتنا....» ثم ذكر الحديث.
* وفي رواية حماد بن سلمة: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يقول في صلاته: «اللهم إني أسألك الثبات في الأمر ... » الحديث.(4/210)
2184 - (س) عطاء بن السائب - رحمه الله-: عن أبيه قال: صلَّى بِنَا عَمَّارُ بنُ ياسِرٍ صَلاة، فَأوجَزَ فيها، فقال له بَعضُ القَومِ: «لقد خَفَّفْتَ وأوجَزْتَ الصلاةَ، فقال: أمَا عليَّ ذلك، لقد دعوتُ فيها بِدَعوَاتٍ سَمِعْتُهنَّ من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فَلَمَّا قَامَ تَبِعَهُ رَجلٌ من القومِ - هو أبي، غَيرَ أنه كَنَى عن نَفْسِهِ - فسألَهُ عن الدُّعاءِ؟ ثم جاءَ، فَأخبَرَ بِهِ القومَ: اللهمَّ بِعلْمِكَ الغَيبَ، وَقُدرَتِكَ على الخَلقِ، أحيني ما عَلِمْتَ الحيَاةَ خَيْراً لي، وتَوَفَّني إذا عَلِمْتَ الوفاةَ خَيراً لي، اللهمَّ وأسألك خشيتك في الغيبِ والشهادة، وأَسألك كلمة الحقِّ في الرضى والغضب، وأسأَلك القَصْدَ في الفقر والغنى، وأسألك نعيماً لا يَنْفَدُ، وأسألك قُرَّة عينٍ لا تنقطع، وأسألك الرِّضىَ بعدَ القَضاءِ، وأسأَلك بَردَ العَيشِ بَعدَ المَوتِ، وَأَسأْلك لَذَّةَ النظر إلى وَجهِكَ، والشَّوقَ إلى لِقَائِكَ، في غير ضَرَّاءَ مُضِرَّةٍ، ولا فِتْنَةٍ مُضِلَّة، [ص:211] اللهمَّ زَيِّنَّا بِزِينةِ الإيمانِ، واجعلنا هُدَاة مَهْدِيِّينَ» .
وفي رواية عن قيس بن عُبَاد (1) قال: صَلَّى عَمَّارُ بنُ يَاسِرٍ بالقَومِ صلاة أَخَفَّها، فَكَأنَّهمْ أنْكَرُوهَا، فقال: أَلَم أُتِمَّ الركوعَ والسجودَ؟ قالوا: بَلى، قال: أمَا إِني دَعَوتُ فيها بِدُعَاءٍ كانَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- يَدعُو بِهِ: اللهمَّ ... وذكر الحديث، وفيه كلمة: الإخلاص بدل: الحق أخرجه النسائي (2) .
__________
(1) في الأصل: قيس بن عبادة، والتصحيح من النسائي، وكتب الرجال.
(2) 3 / 54 و 55 في السهو، باب نوع آخر من الدعاء، وإسناده جيد.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح، إن كان حماد هو ابن زيد: أخرجه النسائي (3/54) قال: أخبرنا حبيب بن عربي، قال: ثنا حماد، قال: ثنا عطاء بن السائب، فذكره.
* ورواية قيس بن عباد:
أخرجها النسائي (3/55) قال: أخبرنا عبيد الله بن سعد بن إبراهيم بن سعد، قال: حدثنا عمي، قال: حدثنا شريك، عن أبي هاشم الواسطي، عن أبي مجلز، عن قيس بن عباد، فذكره.
* أخرجه أحمد (4/264) قال: حدثنا أسود بن عامر. وفي (4/264) أيضا قال: حدثنا إسحاق الأزرق. كلاهما (أسود، وإسحاق) عن شريك، عن أبي هاشم، عن أبي مجلز، قال: صلى بنا عمار.... فذكر نحوه. ليس فيه «قيس بن عباد» .
* رواية أسود مختصرة على: «صلى عمار صلاة فجوز فيها، فسئل، أو فقيل له، فقال: ما خرمت من صلاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-» .(4/210)
2185 - (خ م د س) عائشة - رضي الله عنها -: أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- «كانَ يَدْعُو في الصلاةِ يقول: اللهمَّ إني أَعوذُ بِكَ من عَذَابِ الْقَبْرِ، وأعوذُ بِكَ من فِتنَةِ المَسيحِ الدَّجالِ، وأعوذُ بكَ من فِتنَةِ المَحيا وفِتنَةِ المَماتِ، اللهمَّ إِني أعوذُ بِكَ من المَأْثَمِ والمغْرَمِ، فقال له قائِلٌ: مَا أَكْثَرَ ما تَستَعيذُ من المَغْرَمِ؟ فقال: إِنَّ الرَّجُلَ إذا غَرِمَ حَدَّثَ [فَكَذَبَ] ، ووعَدَ فَأخلفَ» .
وفي روايةٍ قالت: «سَمِعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يَسْتَعِيذُ في صلاته من فِتنةِ الدَّجالِ» . أخرجه البخاري، ومسلم، وأبو داود، والنسائي (1) .
__________
(1) رواه البخاري 2 / 263 في صفة الصلاة، باب الدعاء قبل السلام، وفي الاستقراض، باب من استعاذ من الدين , وفي الفتن، باب ذكر الدجال، ومسلم رقم (589) في المساجد، باب ما يستعاذ منه في الصلاة، وأبو داود رقم (880) في الصلاة، باب الدعاء في الصلاة، والنسائي 3 / 56 في السهو، باب نوع آخر من التعوذ في الصلاة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (6/88) قال: حدثنا أبو اليمان. قال: أخبرنا شعيب. وفي (6/89) قال: حدثنا يونس. قال: حدثنا ليث، عن يزيد، يعني ابن الهاد. وفي (6/244) قال: حدثنا روح. قال: حدثنا صالح بن أبي الأخضر. وفي (6/270) قال: حدثنا يعقوب. قال: حدثنا أبي، عن صالح. وعبد بن حميد (1472) قال: أخبرنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر. والبخاري (1/211) و (3/154) بالهامش. قال: حدثنا أبو اليمان. قال: أخبرنا شعيب. وفي (3/154) قال: حدثنا إسماعيل. قال: حدثني أخي، عن سليمان، عن محمد بن أبي عتيق. وفي (9/75) قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله. قال: حدثنا إبراهيم بن سعد، عن صالح. ومسلم (2/92) قال: حدثني عمرو الناقد وزهير بن حرب. قالا: حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد. قال: حدثنا أبي، عن صالح. وفي (2/93) قال: حدثني أبو بكر بن إسحاق. قال: أخبرنا أبو اليمان. قال: أخبرنا شعيب. وأبو داود (880) قال: حدثنا عمرو بن عثمان قال: حدثنا بقية. قال: حدثنا شعيب. والنسائي (3/56) وفي الكبرى (1141) قال: أخبرنا عمرو بن عثمان. قال: حدثنا أبي، عن شعيب. وفي (8/258) قال: أخبرني محمد بن عثمان بن أبي صفوان. قال: حدثني سلمة بن سعيد بن عطية، وكان خير أهل زمانه. قال: حدثنا معمر. وفي (8/264) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. قال: أنبأنا بقية. قال: حدثني أبو سلمة سليمان بن سليم الحمصي. وابن خزيمة (852) قال: أخبرني أبو الحكم أن أباه وشعيبا أخبراهم. قالا: أخبرنا الليث، عن يزيد بن الهاد.
سبعتهم (شعيب، ويزيد بن الهاد، وصالح بن أبي الأخضر، وصالح بن كيسان، ومعمر، ومحمد بن أبي عتيق، وسليمان بن سليم) عن الزهري، عن عروة بن الزبير، فذكره.
- ورواه عنها طاوس:
أخرجه أحمد (6/200) قال: حدثنا عبد الرزاق. وابن خزيمة (722) قال: حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني. قال: حدثنا روح.
كلاهما (عبد الرزاق،وروح) عن ابن جريج، عن ابن طاوس، عن أبيه، فذكره.(4/211)
2186 - (خ م ت س) أبو بكر الصديق - رضي الله عنه -: قال: قُلْتُ: «يا رسولَ الله، عَلمني دُعاء أَدعو بِهِ في صَلاتي، قال: قُلْ: اللهمَّ إني ظَلمتُ نَفسي ظُلْماً كثيراً، ولا يَغفِرُ الذُّنُوبَ إِلا أَنتَ، فَاغْفِر لي مَغْفِرَة من عِنْدِكَ، وارحمني، إنك أَنتَ الغَفُورُ الرَّحيمُ» .
وقد جَعَلَهُ بعضُ الرُّواةِ من مسنَدِ عبد الله بن عمرو بن العاص؛ لأنه قال فيه: عن عبد الله «أنَّ أبا بكرٍ قال لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ... » أخرجه البخاري، ومسلم، والترمذي، والنسائي.
وهذا الحديثُ هو أولُ حديثٍ في كتاب «الجمع بين الصحيحين» للحُمَيدِيِّ (1) .
__________
(1) رواه البخاري 2 / 265 في صفة الصلاة، باب الدعاء قبل السلام، وفي الدعوات، باب الدعاء في الصلاة، وفي التوحيد، باب قول الله تعالى: {وكان الله سميعاً بصيراً} ، ومسلم رقم (2705) في الذكر والدعاء، باب استحباب خفض الصوت بالذكر، والترمذي رقم (3521) في الدعوات، باب دعاء يقال في الصلاة، والنسائي 3 / 53 في السهو، باب نوع آخر من الدعاء.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (1/3) (8) قال: حدثنا هاشم بن القاسم. وفي (1/7) (28) قال: حدثنا حجاج. وعبد بن حميد (5) قال: أخبرنا الحسن بن موسى. والبخاري (1/211) قال: حدثنا قتيبة ابن سعيد. وفي (8/89) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. ومسلم (8/74) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. (ح) وحدثنا محمد بن رمح. وابن ماجة (3835) قال: حدثنا محمد بن رمح. والترمذي (3531) قال: حدثنا قتيبة. والنسائي (3/53) . وفي البكرى (1134) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد. وابن خزيمة (845) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم. قال: حدثنا أبي، وشعيب.
ثمانيتهم (هاشم، وحجاج، والحسن، وقتيبة، وعبد الله بن يوسف، ومحمد، وعبد الله بن الحكم، وشعيب) قال عبد الله بن يوسف: أخبرنا، وقال الآخرون: حدثنا الليث «وهو ابن سعد» قال: حدثنا يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، فذكره.
* وأخرجه أحمد (1/4) (8) قال: حدثناه حسن الأشيب، عن ابن لهيعة، قال: قال: كبيرا.(4/212)
2187 - (خ م) عائشة - رضي الله عنه -: قالت: «ما صلَّى رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- صلاة، بعدَ إذْ أُنْزِلَتْ: {إِذَا جَاء نَصرُ اللهِ والفَتْحُ} إلا قال: سُبْحَانَك اللهم وبِحَمدِك، [اللهم] اغْفِر لي» . أخرجه البخاري، ومسلم (1) .
__________
(1) رواه البخاري 8 / 564 في تفسير سورة: {إذا جاء نصر الله والفتح} ، وفي صفة الصلاة، باب الدعاء في الركوع، وباب التسبيح والدعاء في السجود، وفي المغازي، باب منزل النبي صلى الله عليه وسلم يوم الفتح، ومسلم رقم (484) في الصلاة، باب ما يقال في الركوع والسجود.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: تقدم تخريجه، وهذا اللفظ من رواية الأعمش.
راجع تخريج الحديث رقم (2157) .(4/212)
2188 - (م) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: أَنَّ عمرَ بنَ الخطاب كانَ يَجهرُ بهؤلاء الكَلِمَاتِ يقول: «سبْحَانَك اللهمَّ وبِحَمْدِكَ، وَتَبَارَكَ اسمُك، وتَعالى جَدُّكَ، ولا إِلهَ غيْرُكَ» . أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (399) كتاب الصلاة، باب حجة من قال لا يجهر بالبسملة، والحديث لا يعرف من حديث أنس وإنما هو من حديث عبدة وهو ابن أبي لبابة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
لم أقف عليه عند مسلم، وقد سبرت فيه كتاب الدعاء دون جدوى،وقد روي مرفوعا من حديث أنس أخرجه أبو يعلى (6/389) ونسبه الهيثمي للطبراني في الأوسط، وقال: رجاله موثقون. المجمع (2/107) والحديث هنالك فيه ذكر الصلاة!!.(4/213)
بعد السلام والفراغ من الصلوات
2189 - (ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول لَيلَة حينَ فَرَغَ من صلاتِهِ: «اللَّهمَّ إني أسألُكَ رَحمة من عِنْدِكَ تَهدِي بها قَلبي، وتجْمعُ بِها أَمري، وتَلُمَّ بِها شَعثي، وتَرُدُّ بِها غَائبي، وتَرفَعُ بِهَا شَاهِدِي، وتُزكِّي بِها عَمَلي، وتُلْهِمُني بِهَا رُشْدي، وتَرُدُّ بِها أُلفَتي، وتَعصِمني بِهَا مِنْ كُلِّ سُوءٍ (1) ، اللهُمَّ أعطِني إيماناً، ويَقيناً لَيْسَ بَعدَهُ كُفْرٌ، ورحمة أنَالُ بها شَرَفَ كَرَامَتك في الدُّنْيا والآخِرَةِ، اللهمَّ إني أسأَلُك الفَوزَ في القَضَاءِ، ونُزُلَ الشُّهَداءِ، وعَيْشَ السُّعَدَاءِ، والنَّصْرَ على الأعداء، اللهمَّ إني أُنْزِلُ بِكَ حَاجَتي، وإنْ قَصَّرَ رَأيي، وضَعُفَ عَملي، وافْتَقَرْتُ إلى رَحمتك، فَأَسألُكَ يا قَاضيَ الأُمورِ، ويا شافِيَ الصُّدورِ، كما تُجيرُ بَينَ البُحورِ: أَنْ تُجِيرَني مِنْ عَذَابِ السعيرِ، ومِنْ دَعْوةِ الثُّبُورِ، ومِن فِتنَةِ القُبُورِ، اللهم وما قَصَّرَ عَنهُ رَأْيي، وَلَمْ تَبْلُغْه مَسألتي، ولم تَبلُغْهُ نِيَّتي مِن خَيرٍ وَعَدْتَهُ أحَداً مِن خَلقِكَ، أَو خَيرٍ أنْتَ مُعطيه أحداً من عبادك، فَإني أرغَبُ إليكَ فيه، وأسأَلُكَهُ برحمتكَ يا ربَّ العالمينَ، اللهم يا ذا الحَبْلِ [ص:214] الشَّديدِ، والأمرِ الرَّشيدِ أسأَلُكَ الأمنَ يومَ الوعيدِ والجَنَّةَ يَومَ الخُلودِ، مع المقَرَّبينَ الشُّهودِ، الرُّكَّعِ السجودِ، المُوفِينَ بالعهودِ، إِنَّكَ رَحيمٌ ودَودٌ، وإنك تفعل ما تُريدُ، اللهم اجعلنا هَادِينَ مهتدينَ، غير ضالِّينَ، ولا مُضِلِّينَ، سِلْماً لأوليَائِكَ، وحَرْباً لأعدائِكَ، نُحِبُّ بِحُبِّكَ مَنْ أَحَبَّكَ (2) ، ونُعَادي بِعَدَاوتِكَ مَن خالَفَكَ اللهم هذا الدُّعَاءُ وعليكَ الإجَابَةُ، اللهم هذا الجُهدُ، وعَلَيكَ التُّكلانُ، اللهم اجعَل لي نُوراً في قَلبي، ونُوراً في قبري، ونوراً من بين يَدَيَّ، ونُوراً من خَلفي، ونوراً عن يَميني، ونوراً عن شِمالي، ونوراً من فَوقي، ونوراً من تَحتي، ونوراً في سَمعي، ونوراً في بصري، ونوراً في شَعْري، ونوراً في بَشَري، ونوراً في لحمي، ونوراً في دمي، ونوراً في مُخِّي، ونوراً في عِظامي، اللهمَّ أعظِم لي نوراً، وأعطِني نوراً، واجعَلْ لي نوراً، سُبحَانَ الذي تَعَطَّفَ بِالعِزِّ وقالَ بِهِ، سُبحَانَ الذي لَبِس المجدَ وتَكرَّمَ بِهِ، سبحانَ الذي لا ينبغي التَّسبيحُ إلا لَهُ، سبحانَ ذِي الفَضْلِ والنِّعَمِ، سبحانَ ذِي المَجدِ (3) والكَرَمِ، سبحانَ ذِي الجَلالِ والإكرَامِ» . أخرجه الترمذي (4) . [ص:215]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(تلم بها شعثي) اللم: الجمع. والشعث: التفرق والمراد: تجمع بها من أمري ما تفرق.
(تزكى) التزكية: التطهير.
(تلهمني) الإلهام: أن يلقي الله في النفس أمراً يبعث [العبد] على الفعل أو الترك.
(نزل الشهداء) الشهداء: القتلى في سبيل الله، ونزلهم: ما لهم عند الله من الأجر والثواب، والنزل: قِرى الضيف.
(تجير بين البحور) أي: تفصل بينها، وتمنع أحدها من الاختلاط بالآخر.
(الثبور) : الهلاك.
(الحبل الشديد) الحبل: السبب، أو القرآن، أو الدين، ومنه قوله
تعالى: {واعتَصِمُوا بِحَبْلِ الله جَمِيعاً ولا تَفَرَّقوا} [آل عمران: 103] ووصفه بالشدة لأنها من صفات الحبال. والشدة في الدين: الثبات والاستقامة، قال الأزهري: والمحدثون يروونه بالباء، والصواب بالياء، من القوة. [ص:216]
(سلماً) السلم: المسالم المصالح.
(حرباً) الحرب: المعادي المخاصم، تسميةً بالمصدر.
(الجُهد) بضم الجيم: الطاقة والقدرة، وبفتحها: المشقة.
(اجعل في قلبي نوراً) هذه الكلمة وما بعدها في الحديث، أراد بالنور
فيهن: ضياء الحق وبيانه، كأنه يقول: اللهم استعمل هذه الأعضاء مني في الحق، واجعل تصرفي وتقلبي في هذه الجهات على سبيل الحق.
(تعطَّف بالعز وقال به) تعطف: مأخوذ من العطاف وهو الرداء وذلك على سبيل التمثيل، ومعناه: الاختصاص بالعز والاتصاف به، ومعنى قوله: «وقال به» أي: حكم به فلا يرد حكمه، يقال منه: قال الرجل واقتال: إذا حكم فمضى حكمه، ومنه سمي المَلك قَيْلاً.
__________
(1) في الأصل: وتعصمني بها من كل شيء، وما أثبتناه من الترمذي المطبوع.
(2) في الأصل: نحب بحبك الناس، وما أثبتناه من الترمذي المطبوع.
(3) في الأصل: سبحان ذي الجود. وما أثبتناه من الترمذي المطبوع.
(4) رقم (3415) في الدعوات، باب رقم (30) ، وإسناده ضعيف، وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه مثل هذا من حديث ابن ليلى إلا من هذا الوجه، وقد روى شعبة وسفيان الثوري عن سلمة بن كهيل عن كريب عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم هذا الحديث ولم يذكره بطوله.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه الترمذي (3419) قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن، قال: أخبرنا محمد بن عمران بن أبي ليلى، قال: حدثني أبي. وابن خزيمة (1119) قال: حدثنا محمد بن خلف العسقلاني، قال: حدثنا آدم - يعني ابن أبي إياس قال: حدثنا قيس - يعني ابن الربيع.
كلاهما (عمران، وقيس) عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن داود بن علي بن عبد الله بن عباس، عن أبيه، فذكره.
في رواية قيس: «بعثني العباس إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فأتيته ممسيا وهو في بيت خالتي ميمونة بنت الحارث، فقام رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، يصلي من الليل، فلما صلى ركعتى الفجر، قال: اللهم إنى أسألك رحمة ... » وذكر الحديث بطوله.
قلت: قال أبو عيسى: هذا حديث غريب لا نعرفه مثل هذا من حديث ابن أبي ليلى إلا من هذا الوجه، وقد روى شعبة وسفيان الثوري عن سلمة بن كهيل عن كريب عن ابن عباس، مرفوعا، هذا الحديث ولم يذكر بطوله.(4/213)
2190 - (م ت د س) ثوبان - رضي الله عنه -: قال: «كان رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- إذا سَلَّمَ يَستَغْفِرُ الله ثَلاثاً، ويقول: اللَّهم أنْتَ السَّلامُ، ومِنكَ السَّلامُ، تَبَاركتَ يا ذَا الجلالِ والإكرَام» ، قيل للأوزاعي: كيف الاستغْفارُ؟ قال يقول: «أَسْتَغفِرُ الله، أسْتَغفرُ اللهَ» . هذه رواية مسلم والترمذي، والنسائي، إلا أن النسائي قال: «إنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كانَ إذَا انْصَرَفَ مِن صلاتِهِ ... وذكر الحديث» . [ص:217]
وفي رواية أبي داود: «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كانَ إذا أرادَ أنْ يَنْصَرِفَ من صلاتهِ استَغفرَ اللهَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، ثم قال: اللهم ... وذكر معنى حديث عائِشة» هكذا قال أبو داود، وهذا حديث عائشة (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (591) في المساجد، باب استحباب الذكر بعد الصلاة وبيان صفته، والترمذي رقم (300) في الصلاة، باب ما يقول إذا سلم من الصلاة، وأبو داود رقم (1513) في الصلاة، باب ما يقول الرجل إذا سلم، والنسائي 3 / 68 في السهو، باب الاستغفار بعد التسليم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (5/275) قال: حدثنا أبو المغيرة. وفي (5/279) قال: حدثنا أبو إسحاق الطالقاني، قال: حدثنا عبد الله بن المبارك. والدارمي (1355) قال: أخبرنا أبو المغيرة. ومسلم (2/94) قال: حدثنا داود بن رشيد، قال: حدثنا الوليد. وأبو داود (1513) قال: حدثنا إبراهيم بن موسى، قال: أخبرنا عيسى «وهو ابن يونس» . وابن ماجة (928) قال: حدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا عبد الحميد بن حبيب. (ح) وحدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي، قال: حدثنا الوليد بن مسلم. والترمذي (300) قال: حدثنا أحمد بن محمد بن موسى، قال: حدثنا عبد الله بن المبارك. والنسائي (3/68) . وفي «عمل اليوم والليلة» (139) قال: أخبرنا محمود بن خالد، قال: حدثنا الوليد. وابن خزيمة (737) قال: حدثنا محمد بن مسكين اليمامي، والحسن بن إسرائيل اللؤلؤي الرملي، قالا: حدثنا بشر بن بكر. (ح) وحدثنا أحمد بن يزيد بن عليل العنزي المصري، قال: حدثنا عمرو بن أبي سلمة. وفي (738) قال: حدثناه محمد بن ميمون المكي، قال: حدثنا عمرو بن هاشم البيروتي.
ثمانيتهم (أبو المغيرة، وابن المبارك، والوليد، وعيسى، وعبد الحميد، وبشر، وعمرو بن أبي سلمة، وعمرو بن هاشم) عن الأوزاعي، عن أبي عمار شداد «وهو ابن عبد الله» عن أبي أسماء الرحبي، فذكره.(4/216)
2191 - (د س) عائشة - رضي الله عنها -: «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كانَ إذا سَلَّمَ قال: اللهم أنتَ السَّلامُ، وَمِنْكَ السَّلامُ، تَبَاركْتَ يا ذَا الجَلالِ والإكرَامِ» . أخرجه أبو داود، والنسائي (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (1512) في الصلاة، باب ما يقول الرجل إذا سلم، والنسائي 3 / 69 في السهو، باب الذكر بعد الاستغفار، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (6/62) قال: حدثنا وكيع، عن سفيان. عن عاصم بن سليمان. وفي (6/184) قال: حدثنا علي بن عاصم، عن الحذاء. وفي (6/235) قال: حدثنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا عاصم الأحول. والدارمي (1354) قال: أخبرنا يزيد بن هارون. قال: أخبرنا عاصم. ومسلم (2/94 و 95) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وابن نمير. قالا: حدثنا أبو معاوية، عن عاصم. (ح) وحدثناه ابن نمير. قال: حدثنا أبو خالد، يعني الأحمر، عن عاصم. (ح) وحدثنا عبد الوارث بن عبد الصمد. قال: حدثني أبي. قال: حدثنا شعبة، عن عاصم وخالد. وأبو داود (1512) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم. قال: حدثنا شعبة، عن عاصم الأحول وخالد الحذاء. وابن ماجة (924) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا أبو معاوية (ح) وحدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب. قال: حدثنا عبد الواحد بن زياد. قال: حدثنا عاصم الأحول. والترمذي (298) قال: حدثنا أحمد بن منيع. قال: حدثنا أبو معاوية، عن عاصم الأحول. وفي (299) قال: حدثنا هناد بن السري. قال: حدثنا مروان بن معاوية الفزاري وأبو معاوية، عن عاصم الأحول. والنسائي (3/69) وفي الكبرى (1170) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى ومحمد بن إبراهيم بن صدران، عن خالد. قال: حدثنا شعبة، عن عاصم. وفي عمل اليوم والليلة (95) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان قال: حدثنا يزيد. قال: أخبرنا عاصم. وفي (96) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى. قال: حدثنا خالد. قال: حدثنا شعبة، عن عاصم. وفي (97) قال: أخبرني عبد الله بن الهيثم بن عثمان. قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم. قال: حدثنا شعبة. عن عاصم وخالد. وفي (367) قال: حدثنا أحمد بن حرب. قال: حدثنا أبو معاوية، عن عاصم.
كلاهما (عاصم بن سليمان الأحول، وخالد الحذاء) عن أبي الوليد عبد الله بن الحارث، فذكره.(4/217)
2192 - (خ م د س) ورَّاد - مولى المغيرة بن شعبة: قال: أملى عَلَيَّ المُغِيرةُ بنُ شُعبَةَ في كتابٍ إلى مُعَاوِيَةَ: أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- كانَ يقولُ في دُبُرِ كلِّ صلاةٍ مكتوبةٍ: «لا إِلهَ إِلا اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ، ولَهُ الحَمدُ، وهو على كلِّ شيءٍ قَدِيرٌ، اللهم لا مانِعَ لِمَا أعطَيْتَ، ولا مُعطِيَ لِمَا مَنَعْتَ، ولا يَنْفَعُ ذَا الجَدِّ مِنكَ الجَدُّ» . زاد في رواية: «وكَتَبَ إليهِ: أَنَّهُ كَانَ ينهى عن قِيلَ، وقالَ، وإضاعَةِ المال، وكثرةِ السؤالِ، وكان ينهى عن عُقوقِ الأُمَّهاتِ، ووأدِ البنَاتِ، ومَنْعٍ وهَاتِ» . [ص:218]
وفي روايةٍ قال ورّادُ: «ثم وَفَدْتُ بَعدُ على مُعَاويةَ، فَسَمِعتُهُ يأمُرُ النَّاسَ بذلك» . أخرجه البخاري.
ولم يخرِّج مسلم إلا ذِكْرَ ما يقالُ في دُبُرِ الصلواتِ، وأخرج في موضعٍ آخرَ الزيادةَ التي ذكرها البخاري، وأخرجه أبو داود مثل البخاري، وأخرجه النسائي بترك الزيادة، وقال في آخر إحدى رواياته: «كم مَرَّة يقول ذلك؟» وله في أخرى إلى قوله: «على كل شيء قدير - ثم زاد: ثَلاثَ مَرَّاتٍ» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(قيل وقال) أراد: النهي عن قول مالا يصح، وما لا تعلم حقيقته، وأن يقول المرء في حديثه: قيل كذا، وقال كذا، وقيل: معناه: أنه نهي عن القول والقيل الذي هو مصدر قال قولاً وقيلاً وقالاً، فجعل [القتال] مصدراً.
(عقوق الأمهات) معروف، وهو منع ما يجب إتيانه من صلة الرحم، وخص الأمهات زيادة تأكيد وتعظيم، وإن كان عقوق الآباء وغيرهم من ذوي الحقوق عظيماً، فلعقوق الأمهات مزية في القبح. [ص:219]
(وأد البنات) هو أن يدفن الإنسان بنته حية، كما كانوا يعملون في الجاهلية.
(منع) المنع منع ما عليه.
و (هات) : طلب ما ليس له.
(إضاعة المال) : تضييعه وإنفاقه في غير بر، وإخراجه في غير منفعة.
(كثرة السؤال) : الإلحاح فيما لا حاجة له إليه، فأما ما تدعو الضرورة إليه فله حكم إباحة المضطر.
__________
(1) رواه البخاري 2 / 275 في صفة الصلاة، باب الذكر بعد الصلاة، وفي الدعوات، باب الدعاء بعد الصلاة، وفي الرقاق، باب ما يكره من قيل وقال، وفي القدر، باب لا مانع لما أعطى الله، وفي الاعتصام، باب ما يكره من كثرة السؤال وتكلف ما لا يعينه، ومسلم رقم (593) في المساجد، باب استحباب الذكر بعد الصلاة، وأبو داود رقم (1505) في الصلاة، باب ما يقول الرجل إذا سلم، والنسائي 3 / 70 في السهو، باب نوع آخر من القول عند انقضاء الصلاة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه الحميدي (762) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا عبدة بن أبي لبابة، وعبد الملك بن عمير. وأحمد (4/245) قال: حدثنا عبد الرزاق، وابن بكر، قالا: أخبرنا ابن جريج (ح) وحدثنا روح، قال: حدثنا ابن جريج، قال: أخبرني عبدة بن أبي لبابة. وفي (4/247) قال: حدثنا روح، قال: حدثنا ابن عون، قال: أنبأني أبو سعيد. وفي (4/250) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن منصور، قال: سمعت المسيب بن رافع. وفي (4/250) قال: حدثنا هشيم، قال: أخبرنا غير واحد منهم مغيرة، عن الشعبي. وفي (4/251) قال: حدثنا سفيان، عن عبدة، وعبد الملك. وفي (4/254) قال: حدثنا علي بن عاصم، قال: حدثنا المغيرة. قال: أبنأنا عامر. وفي (4/255) قال: حدثنا علي، قال: أنبأنا الجريري، عن عبد ربه. وعبد بن حميد (390) قال: حدثنا حسين الجعفي، عن زائدة، عن منصور، عن المسيب. وفي (391) قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن عبد الملك بن عمير. والدارمي (1356) قال: أخبرنا محمد بن يوسف، قال: حدثنا سفيان، عن عبد الملك بن عمير. والبخاري (1/214) قال: حدثنا محمد بن يوسف، قال: حدثنا سفيان، عن عبد الملك بن عمير. وفي (8/90) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا جرير، عن منصور، عن المسيب بن رافع. وفي (8/124) قال: حدثنا علي بن مسلم، قال: حدثنا هشيم، قال: أخبرنا غير واحد منهم مغيرة، وفلان، ورجل ثالث أيضا، عن الشعبي (ح) وعن هشيم، قال: أخبرنا عبد الملك بن عمير. وفي (8/157) قال: حدثنا محمد بن سنان، قال: حدثنا فليح، قال: حدثنا عبدة ابن أبي لبابة. وفي (9/117) . وفي «الأدب المفرد» (460) قال: حدثنا موسى، قال: حدثنا أبو عوانة، قال: حدثنا عبد الملك. ومسلم (2/95) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا جرير، عن منصور، عن المسيب بن رافع. (ح) وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو كريب، وأحمد بن سنان، قالوا: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن المسيب بن رافع. (ح) وحدثني محمد بن حاتم، قال: حدثنا محمد بن بكر، قال: أخبرنا ابن جريج، قال: أخبرني عبدة بن أبي لبابة. (ح) وحدثنا حامد بن عمر البكراوي، قال: حدثنا بشر، يعني ابن المفضل (ح) وحدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثني أزهر، جميعا عن ابن عون، عن أبي سعيد. وفي (2/96) قال: حدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا عبدة بن أبي لبابة، وعبد الملك بن عمير. وأبو داود (1505) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن المسيب بن رافع. والنسائي (3/70) . وفي الكبرى (1173) قال: أخبرنا محمد بن منصور، عن سفيان، قال: سمعته من عبدة بن أبي لبابة. وسمعته من عبد الملك بن عمير. وفي (3/71) . وفي الكبرى (1174) قال: أخبرني محمد بن قدامة، قال: حدثنا جرير، عن منصور، عن المسيب أبي العلاء. وفي (3/71) . وفي الكبرى (1175) . وفي عمل اليوم والليلة (129) قال: أخبرنا الحسن بن إسماعيل المجالدي، قال: أنبأنا هشيم، قال: أنبأنا المغيرة وذكر آخر (ح) وأنبأنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا هشيم، قال: أنبأنا غير واحد، منهم المغيرة، عن الشعبي. وابن خزيمة (742) قال: حدثنا عبد الله بن محمد الزهري، قال: حدثنا سفيان، قال: سمعته من عبدة، يعني ابن أبي لبابة، (ح) وحدثنا الحسن بن محمد، قال: حدثنا أسباط بن محمد. قال: حدثنا عبد الملك بن عمير (ح) وحدثنا زياد بن أيوب، قال: حدثنا هشيم، قال: أخبرنا عبد الملك. (ح) وحدثنا الدورقي، وأبو هشام، قالا: حدثنا هشيم، قال: أخبرنا غير واحد، منهم المغيرة، ومجالد، ورجل ثالث أيضا كلهم عن الشعبي. (ح) وأخبرنا أبو هشام، قال: حدثنا هشيم، قال: أخبرنا عبد الملك بن عمير.
ستتهم (عبدة بن أبي لبابة، وعبد الملك بن عمير، وأبو سعيد الشامي، والمسيب بن رافع، وعامر الشعبي، وعبد ربه) عن وراد مولى المغيرة، فذكره.
* أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (130) قال: أخبرني محمد بن معمر، قال: حدثنا يحيى بن حماد، عن أبي عوانة، عن المغيرة، عن شباك، عن عامر، عن المغيرة بن شعبة، فذكره. ولم يذكر «واردا» .
* رواية هشيم: «أن معاوية كتب إلى المغيرة: أن اكتب إلي بحديث سمعته من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: فكتب إليه المغيرة إني سمعته يقول عند انصرافه من الصلاة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير - ثلاث مرات -» .(4/217)
2193 - (م د س) عروة بن الزبير - رضي الله عنهما -: كان يقولُ في دُبُرِ كلِّ صلاةٍ حينَ يُسلمُ: «لا إِلهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ، له الملك، ولَهُ الحَمدُ، وهو على كلِّ شَيءٍ قديرٌ، لا حولَ ولا قُوَّةَ إلا بِاللهِ، لا إلهَ إلا اللهُ، ولا نَعبُدُ إلا إيَّاه، لَهُ النِّعْمَةُ، ولَهُ الفَضْلُ، ولَهُ الثَّنَاءُ الحَسَنُ، لا إلهَ إلا الله مُخْلِصينَ له الدِّينَ، وَلَو كَرِهَ الكافرون، وقال: كانَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- يُهَلِّلُ بِهِنَّ دُبُرَ كلِّ صلاة» .
وفي رواية قال أبو الزبير: «سَمِعتُ عبدَ الله بنَ الزبير يَخْطُبُ على هذا المِنْبَرِ، وهو يقول: كانَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول - إذا سَلَّمَ في دُبُرِ الصلاةِ، أو [قال] : الصلواتِ ... ثم ذكر مثله» . أخرجه مسلم، والنسائي، وأخرج أبو داود الرواية الثانية (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (594) في المساجد، باب استحباب الذكر بعد الصلاة، وأبو داود رقم (1506) في الصلاة، باب ما يقول الرجل إذا سلم، والنسائي 3 / 70 في السهو، باب عدد التهليل والذكر بعد التسليم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1 - أخرجه أحمد (4/4) قال: حدثنا عبد الله بن نمير. ومسلم (2/96) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا أبي (ح) وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبدة بن سليمان. وأبو داود (1507) قال: حدثنا محمد بن سليمان الأنباري، قال: حدثنا عبدة. والنسائي (3/70) ، وفي الكبرى (1172) ، وفي عمل اليوم والليلة (128) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: حدثنا عبدة. كلاهما: (عبد الله بن نمير، وعبدة بن سليمان) عن هشام بن عروة.
2 - وأخرجه أحمد (4/5) . ومسلم (2/96) قال: حدثني يعقوب بن إبراهيم الدورقي. وأبو داود (1506) قال: حدثنا محمد بن عيسى. والنسائي (3/69) . وفي الكبرى (1171) قال: أخبرنا محمد بن شجاع المروزي. وابن خزيمة (740) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي. أربعتهم (أحمد بن حنبل، ويعقوب، ومحمد بن عيسى، ومحمد بن شجاع) عن إسماعيل بن إبراهيم بن علية، عن الحجاج بن أبي عثمان.
3 - وأخرجه مسلم (2/96) قال: حدثني محمد بن سلمة المرادي، قال: حدثنا عبد الله بن وهب، عن يحيى بن عبد الله بن سالم. وابن خزيمة (741) قال: حدثنا محمد بن خلف العسقلاني. قال: حدثنا آدم - يعني ابن أبي إياس - قال: حدثنا أبو عمر الصنعاني - وهو حفص بن ميسرة - كلاهما (يحيى بن عبد الله، وحفص) عن موسى بن عقبة.
ثلاثتهم (هشام، وحجاج، وموسى) عن أبي الزبير، فذكره.(4/219)
2194 - (م ت س) كعب بن عجرة - رضي الله عنه -: أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «مُعَقِّباتٌ لا يَخِيبُ قَائِلُهُنَّ - أو فَاعِلُهنَّ - دُبُرَ كلِّ صلاة: ثَلاثٌ وثلاثونَ تَسبيحة، وثلاثٌ وثلاثونَ تَحْميدَة، وأَربعٌ وثلاثونَ تكبيرَة» أخرجه مسلم، والترمذي، والنسائي (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (596) في المساجد، باب استحباب الذكر بعد الصلاة، والترمذي رقم (3409) في الدعوات، باب كم يسبح بعد الصلاة، والنسائي 3 / 75 في السهو، باب نوع آخر من عدد التسبيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مسلم (2/98) قال: حدثنا الحسن بن عيسى، قال: أخبرنا ابن المبارك، قال: أخبرنا مالك بن مغول. (ح) وحدثنا نصر بن علي الجهضمي، قال: حدثنا أبو أحمد، قال: حدثنا حمزة الزيات. (ح) وحدثني محمد بن حاتم، قال: حدثنا أسباط بن محمد، قال: حدثنا عمرو بن قيس الملائي. والترمذي (3412) قال: حدثنا محمد بن إسماعيل بن سمرة الأحمسي الكوفي، قال: حدثنا أسباط بن محمد، قال: حدثنا عمرو بن قيس الملائي. والنسائي (3/75) . وفي الكبرى (1181) وفي «عمل اليوم والليلة» (155) قال: أخبرنا محمد بن إسماعيل بن سمرة، عن أسباط، قال: حدثنا عمرو ابن قيس. وأخرجه النسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (8/11115) عن محمود بن غيلان، عن قبيصة، عن سفيان، عن منصور.
أربعتهم (مالك بن مغول، وحمزة الزيات، وعمرو بن قيس، ومنصور) عن الحكم بن عتيبة، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، فذكره.
* وأخرجه النسائي في «عمل اليوم والليلة» (156) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا أبو الأحوص، عن منصور، عن الحكم، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن كعب بن عجرة، فذكره «موقوفا» .(4/220)
2195 - (س) زيد بن ثابت - رضي الله عنه -: قال: «أُمِرُوا أن يُسَبِّحوا دُبُرَ كلِّ صلاةٍ ثلاثاً وثلاثينَ، ويَحمَدوا ثلاثاً وثلاثِينَ، ويُكبروا أَربعاً وثلاثينَ، فَأُرِيَ رَجُلٌ مِنَ الأنصار في مَنَامِهِ، قيل: أَمَرَكُمْ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أن تُسَبِّحُوا دُبُرَ كُلِّ صلاةٍ ثلاثاً وثلاثين، وتَحمَدُوا ثلاثاً وثلاثينَ، وتُكبروا أَربعاً وثلاثين؟ قال: نعم، قال: فاجعَلوها خمساً وعشرين، واجعلوا فيها التَّهْليل، فلمَّا أصبَحَ أَتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-، فَذكرَ ذلك لَهُ، قال: [ص:221] فاجعلوها كذلك» . أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 3 / 76 في السهو، باب نوع آخر من عدد التسبيح، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: أخرجه أحمد (5/184) قال: حدثنا عثمان بن عمر. وفي (5/190) قال: حدثنا روح. وعبد بن حميد (245) قال: حدثنا روح بن عبادة. والدارمي (1361) قال: أخبرنا عثمان ابن عمر. والترمذي (3413) قال: حدثنا يحيى بن خلف، قال: حدثنا ابن أبي عدي. والنسائي (3/76) وفي الكبرى (1182) وفي عمل اليوم والليلة (157) قال: أخبرنا موسى بن حزام الترمذي، قال: حدثنا يحيى بن آدم، عن ابن إدريس. وابن خزيمة (752) قال: حدثنا أبو قدامة عبيد الله بن سعيد، قال: حدثنا عثمان بن عمر. (ح) وحدثنا الحسين بن الحسن، قال: أخبرنا الثقفي.
خمستهم (عثمان، وروح، وابن أبي عدي، وابن إدريس، وعبد الوهاب الثقفي) عن هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، عن كثير بن أفلح، فذكره.(4/220)
2196 - (س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ سَبَّحَ في دُبُرِ صلاةِ الغَدَاةِ مِائَةَ تَسبيحَةٍ، وهَلَّلَ مِائَةَ تَهليلَةٍ، غُفِرتْ له ذُنُوبهُ، ولو كانت مِثْلَ زَبَدِ البَحرِ» . أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 3 / 79 في السهو، باب نوع آخر من عدد التسبيح، وإسناده ضعيف.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
رواه أبو صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من قال خلف كل صلاة ثلاثا وثلاثين تكبيرة، وثلاثا وثلاثين تسبيحة،وثلاثا وثلاثين تحميدة، ويقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، غفرت له خطاياه، وإن كانت مثل زبد البحر» .
أخرجه النسايي في عمل اليوم والليلة (145) قال: أخبرنا موسى بن سهل قال: حدثنا آدم،قال: حدثنا الليث، عن ابن عجلان، عن سهيل، عن أبيه، فذكره.
ورواه عطاء بن يزيد الليثي، عن أبي هريرة.
أخرجه أحمد (2/384) قال: حدثنا سريج، قال: حدثنا فليح. ومسلم (2/98) قال: حدثني عبد الحميد بن بيان الواسطي. قال: أخبرنا خالد بن عبد الله. (ح) وحدثنا محمد بن الصباح. قال: حدثنا إسماعيل بن زكريا. والنسائي في عمل اليوم والليلة (143) قال: أخبرني محمد بن وهب. قال: حدثنا محمد بن سلمة. قال: حدثني أبو عبد الرحيم. عن زيد بن أبي أنيسة. وابن خزيمة (750) قال: حدثنا أبو بشر. قال: حدثنا خالد، يعني ابن عبد الله.
أربعتهم (فليح، وخالد بن عبد الله، وإسماعيل بن زكريا، وزيد بن أبي أنيسة) عن سهيل بن أبي صالح، عن أبي عبيد المذحجي، عن عطاء بن يزيد الليثي، فذكره.
* وأخرجه أحمد (2/371) قال: حدثنا محمد بن الصباح، قال: حدثنا إسماعيل، يعني ابن زكريا، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبي عبيد المذحجي، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة. نحوه.
* أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (142) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، عن مالك، عن أبي عبيد مولى سليمان بن عبد الملك عن عطاء بن يزيد، عن أبي هريرة. موقوفا. ولم يذكر في إسناده «سهيل بن أبي صالح» .
* وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (144) قال: أخبرنا الربيع بن سليمان، قال: أخبرنا شعيب. قال: حدثنا الليث، عن ابن عجلان، عن سهيل، عن عطاء بن يزيد، عن بعض أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-، فذكره. لم يذكر «أبا هريرة» .ولا «أبا عبيدة» .
* وقد سبق من رواية سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة.
ورواه عن أبي علقمة، عن أبي هريرة.
أخرجه النسائي (3/79) وفي الكبرى (1186) وفي عمل اليوم والليلة (140) قال: أخبرنا أحمد بن حفص بن عبد الله النيسابوري. قال: حدثني أبي. قال: حدثني إبراهيم بن طهمان، عن الحجاج بن الحجاج، عن أبي الزبير، عن أبي علقمة، فذكره.
ورواه عطاء بن أبي علقمة بن الحارث بن نوفل، عن أبي هريرة.
أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (141) قال: أخبرنا أحمد بن نصر، عن مكي بن إبراهيم، قال: أخبرنا يعقوب بن عطاء، عن عطاء بن أبي علقمة بن الحارث بن نوفل، فذكره.
* قال أبو عبد الرحمن النسائي: يعقوب بن عطاء بن أبي رباح ضعيف، وعبد الوهاب بن مجاهد متروك الحديث، وعبد الله بن طاوس ثقة مأمون، وعبد الله بن سعيد بن جبير ثقة مأمون، وعكرمة مولى ابن عباس، ثقة من أعلم الناس، قاله عمرو بن دينار، عن جابر بن زيد.(4/221)
2197 - (خ م ط د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: «أنَّ فُقرَاءَ المُهاجِرينَ أَتَوْا رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقالوا: قَد ذَهبَ أهلُ الدُّثورِ بالدَّرَجَاتِ العُلى، والنعيمِ المُقِيمِ، فقال: ومَا ذَاكَ؟ قالوا: يُصَلُّونَ كما نُصَلي، ويصومونَ كما نَصومُ، ويَتَصَدَّقُونَ ولا نَتَصَدَّقُ، ويعتِقونَ ولا نَعتق، فقال رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم-: أفَلا أُعَلِّمُكم شيئاً تُدرِكونَ بِهِ مَنْ سَبَقَكم، وتَسْبِقُونَ بِهِ مَنْ بَعْدَكم، ولا يكونُ أَحَدٌ أفضَلَ مِنكم إلا مَنْ صَنَعَ مِثلَ مَا صَنَعتُم؟ قالوا: بلى يا رسولَ الله، قال: تُسبحونَ وتُكَبِّرونَ وتَحْمَدونَ دُبُرَ كُلِّ صلاةٍ ثلاثاً وثلاثينَ مَرَّة، قال أبو صالح: فَرَجَعَ فُقَرَاءُ المُهَاجِرينَ إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقالوا: سَمعَ إخوَانُنا أهْلُ الأمْوالِ بِما فَعَلْنَا، فَفعَلوا مِثْلَهُ، فقال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: ذلك فَضلُ اللهِ يُؤتِيهِ مَنْ يَشَاءُ» .
قال سُمَيٌّ: فَحَدَّثْتُ بَعضَ أهلي بهذا الحديث، فقال: وَهِمْتَ، إنما قالَ لك: «تُسَبِّحُ الله ثلاثاً وثلاثينَ، وتَحْمَدُ اللهَ ثلاثاً وثلاثينَ، وتُكَبِّرُ اللهَ أربعاً وثلاثينَ، [ص:222] فَرَجَعتُ إلى أبي صالح، فقلتُ له [ذلك] ، فَأخَذَ بيَدي، وقال: اللهُ أكبرُ، وسُبحانَ اللهِ، والحمدُ لله، اللهُ أكبرُ، وسبحانَ اللهِ والحمدُ لله، حتى تَبْلُغَ مِنْ جَمِيعِهِنَّ ثلاثاً وثلاثين» .
هذا لفظ مسلم، وليس عند البخاري قول أبي صالح: «فَرَجَعَ فُقرَاءُ المهاجرين» ، وما قالوا، وقال لهم رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-.
وعنده بعد قوله: «تُسَبِّحُونَ وتَحْمَدُونَ وتُكبرونَ خَلفَ كلِّ صلاةٍ ثلاثاً وثلاثين» فَاخْتَلَفنا بَيْنَنَا، فقال بعضُنا: نُسَبحُ ثلاثاً وثلاثين، ونُكَبرُ أربعاً وثلاثين، ونَحْمَدُ ثلاثاً وثلاثين، فَرَجَعْتُ إليه، فقال: تقول: «سبحانَ اللهِ، والحمدُ للهِ، واللهُ أكبرُ حتى يكُونَ منْهنَّ كلِّهنَّ ثلاثاً وثلاثينَ» .
وفي رواية البخاري مثل أوله من قول فقراء المهاجرين، وقول النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، وقال فيه: «تُسَبِّحُونَ في دُبُرِ كُلِّ صلاةٍ عَشراً وتَحْمَدُونَ عَشراً، وتُكَبرونَ عَشراً» .
وفي رواية لمسلم نحوه.
وفي أخرى يقول سُهَيل: «إحدى عشْرَةَ، إِحدى عشْرةَ، إحدى عشْرة» .
وفي أخرى لمسلم قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَن سَبَّحَ في دُبُرِ كلِّ [ص:223] صلاةٍ ثلاثاً وثلاثينَ، وَحَمِدَ اللهَ ثلاثاً وثلاثينَ، وكَبَّرَ اللهَ ثلاثاً وثلاثينَ، فَتِلْكَ تِسْعَةٌ وتِسْعُونَ، ثم قال: تَمامَ المائِةِ: لا إلهَ إلا اللهُ وَحدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ، ولَهُ الحمدُ، وهو على كل شيءٍ قَديرٌ، غُفِرَتْ لَهُ خَطَاياهُ، وإن كانَت مِثْلَ زَبَدِ البَحْرِ» .
وفي رواية الموطأ قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَن سَبَّحَ دُبُرَ كلِّ صلاةٍ ثلاثاً وثلاثينَ، وكبَّر ثلاثاً وثلاثين، وَحَمِدَ ثلاثاً وثلاثينَ، وخَتمَ المِائَةَ بـ: لا إِلهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ، ولَهُ الحمدُ، وهو على كلِّ شيءٍ قَديرٌ، غُفِرَتْ لَهُ ذُنُوبُهُ، ولَو كانت مِثلَ زَبَدِ البحرِ» .
وفي رواية أبي داود: قال أبو هريرة: قال أبو ذَرّ: «يا رسولَ الله، ذَهبَ أصحابُ الدُّثورِ بالأُجُورِ، يُصَلُّونَ كما نُصَلِّي، ويصومونَ كما نَصوم، ولَهُم فَضْلُ أَمْوالٍ يَتَصَدَّقُونَ بِهَا، وليسَ لَنَا مَالٌ نَتَصَدَّقُ بِهِ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: يا أبا ذَرٍ، ألا أُعَلمكَ كَلماتٍ تُدْرِكُ بِهنَّ مَنْ سَبقَكَ، ولا يَلحَقك مَن خَلْفَكَ، إلا من أَخذَ بِمثْلِ عَمَلِكَ؟ قال: بَلى يا رسول الله، قال: تُكبرُ اللهَ دُبُرَ كلِّ صلاةٍ ثلاثاً وثلاثينَ، وتَحْمَدُهُ ثلاثاً وثلاثينَ، وتُسَبحُه ثَلاثاً وثلاثينَ، وتَخْتِمُها بِـ: لا إِلَهَ إِلا اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَه، له الملك، ولَهُ الحمدُ، وهو على كلِّ شيءٍ قَديرٌ: غُفِرَت لَهُ ذُنُوبُهُ، ولو كانت مثلَ زَبَدِ البَحرِ» (1) . [ص:224]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الدثور) : جمع الدثر، وهو المال الكثير.
(وَهِمت) : وَهِم - بكسر الهاء - يَوهَم - بفتحها -: إذا غلط ووهَم بفتح الهاء -: إذا ذهب وَهْمُه إليه.
__________
(1) رواه البخاري 2 / 270 و 271 في صفة الصلاة، باب الذكر بعد الصلاة، ومسلم رقم (595) في المساجد، باب استحباب الذكر بعد الصلاة، والموطأ 1 / 209 في القرآن، باب ما جاء في ذكر الله تبارك وتعالى، وأبو داود رقم (1504) في الصلاة، باب التسبيح بالحصا.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري في (1/213) قال: حدثنا محمد بن أبي بكر. قال: حدثنا معتمر، عن عبيد الله، عن سُمَي. وفي (8/89) قال: حدثني إسحاق. قال: أخبرنا يزيد. قال: أخبرنا ورقاء، عن سمى. ومسلم (2/97) قال: حدثنا عاصم بن النضير التيمي. قال: حدثنا المعتمر. قال: حدثنا عبيد الله. (ح) وحدثنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا ليث، عن ابن عجلان، كلاهما، عن سمي. «قال ابن عجلان: فحدثت بهذا الحديث رجاء بن حيوة فحدثني بمثله عن أبي صالح» . (ح) وحدثني أمية بن بسطام العيشي. قال: حدثنا يزيد بن زريع. قال: حدثنا روح، عن سهيل. والنسائي في عمل اليوم والليلة (146) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى. قال: حدثنا المعتمر. قال: سمعت عبيد الله، عن سمي. وابن خزيمة (749) قال: حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني. قال: حدثنا المعتمر قال: سمعت عبيد الله، عن سمي.
ثلاثتهم (سمي، ورجاء بن حيوة، وسهيل) عن أبي صالح، فذكره.
* في رواية ورقاء قال: «.. تسبحون في دبر كل صلاة عشرا، وتحمدون عشرا، وتكبرون عشرا» .
أخرجه أحمد (2/238) قال: حدثنا الوليد. والدارمي (1360) قال: أخبرنا الحكم بن موسى. قال: حدثنا هقل. وأبو داود (1504) قال: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم. قال: حدثنا الوليد بن مسلم.
كلاهما (الوليد بن مسلم، وهقل) عن الأوزاعي، قال: حدثني حسان بن عطية، عن محمد بن أبي عائشة، فذكره.(4/221)
2198 - (ت س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: قال: «جاء الفُقَرَاءُ إلى رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-، فقالوا: يا رسول الله، إنَّ الأغنياءَ يُصَلُّونَ كما نُصلي، ويصومونَ كما نَصوم، ولهم أمْوالٌ يَعتِقونَ ويَتَصَدَّقُونَ، قال: فإذا صَلَّيتُمْ، فقولوا: سبحانَ الله ثلاثاً وثلاثينَ مَرَّة، والحمد لله ثلاثاً وثلاثين مرة، والله أكبر أربعاً وثلاثين مرة، ولا إله إلا اللهُ عشر مَرَّاتٍ، فإنكم تُدْرِكونَ به مَن سَبَقَكم، ولا يَسبِقُكُمْ مَنْ بَعدَكم» . أخرجه الترمذي، والنسائي (1) .
وقال الترمذي: وقد روي عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «خَصلَتَانِ لا يُحصِيهما رجلٌ مُسلمٌ إلا دَخلَ الجنَّةَ: يُسبِّحُ اللهَ في دُبُر كلِّ صلاةٍ ثلاثاً وثلاثين، ويحمدُهُ ثلاثاً وثلاثين، ويُكَبرُهُ أربعاً وثلاثين، ويُسَبحُ الله عِندَ مَنامِهِ عشراً، [ص:225] ويَحْمَدُهُ عشراً، ويكَبرُهُ عشراً» (2) .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (410) في الصلاة، باب ما جاء في التسبيح في أدبار الصلاة، والنسائي 3 / 78 في السهو، باب نوع آخر من التسبيح، وحسنه الترمذي، وهو كما قال، وقال الترمذي: وفي الباب عن كعب بن عجرة، وأنس، وعبد الله بن عمرو، وزيد، وأبي الدرداء، وابن عمر، وأبي ذر، وقال الترمذي أيضاً: وفي الباب أيضاً عن أبي هريرة والمغيرة.
(2) رواية الحديث عند المصنف مخالفة لرواية الترمذي له، فقد رواه الترمذي رقم (410) بلفظ: " خصلتان لا يحصيهما رجل مسلم إلا دخل الجنة، يسبح الله دبر كل صلاة عشراً ويحمده عشراً، ويكبره عشراً، ويسبح الله عند منامه ثلاثاً وثلاثين، ويحمده ثلاثاً وثلاثين، ويكبره أربعاً وثلاثين "، ورواه أيضاً الترمذي رقم (3407) في الدعوات، باب كم يسبح بعد الصلاة، من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص بلفظ: " خلتان لا يحصيهما رجل مسلم إلا دخل الجنة، ألا وهما يسير، ومن يعمل بهما قليل، يسبح الله في دبر كل صلاة عشراً، ويحمده عشراً، ويكبره عشراً ... الخ " بأطول من الرواية الأولى، من حديث إسماعيل بن علية، عن عطاء بن السائب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح، وقال الترمذي: وقد روى شعبة والثوري عن عطاء بن السائب هذا الحديث، وروى الأعمش هذا الحديث عن عطاء بن السائب مختصراً، وقال الترمذي: وفي الباب عن زيد بن ثابت وأنس وابن عباس، أقول: ورواه أيضاً أحمد والبخاري في " الأدب المفرد "، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجة وصححه ابن حبان، وهو حديث صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (410) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد المصري، وعلي بن حجر. والنسائي (3/78) . وفي الكبرى (1185) قال: أخبرنا علي بن حجر.
كلاهما (إسحاق، وابن حجر) قالا: حدثنا عتاب بن بشير، عن خصيف، عن مجاهد، وعكرمة، فذكراه.
* قال النسائي: عتاب ليس بالقوي، ولا خصيف. «تحفة الأشراف» (6068) .(4/224)
2199 - () أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: « [مَنْ قالَ] في دُبُرِ كُلِّ صلاةٍ: عَشْرَ تَسبيحاتٍ، وعَشْرَ تَحْميدَاتٍ، وعشرَ تَكبيراتٍ في خَمْسِ صلواتٍ، فَتِلْكَ خَمسونَ ومِائَةٌ باللِّسَانِ، وأَلفٌ وخَمْسمائَةٍ في الميزانِ، وإذا أَوى إلى فِراشِهِ سَبَّحَ ثلاثاً وثلاثينَ، وحَمِدَ ثلاثاً وثلاثين، وكبَّرَ أربعاً وثلاثينَ، فذلك مائةٌ باللِّسَانِ، وَأَلفٌ في الميزان» . أخرجه ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وقد رواه بنحوه أحمد في " المسند " رقم (6910) من حديث شعبة عن عطاء بن السائب عن أبي عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، وإسناده صحيح، لأن شعبة سمع من عطاء قبل الاختلاط.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
هذا الحديث من زيادات رزين، وقد أخرجه أحمد (6910) بنحوه من حديث ابن عمرو، وفيه شعبة عن عطاء بن السائب عن أبيه، فذكره.
وشعبة سمع من ابن السائب قبل الاختلاط.(4/225)
2200 - () زاذان - رحمه الله -: قال: قال رجلٌ من الأنصار: سَمِعتُ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- يقول في دُبُرِ الصلاةِ: «اللَّهمَّ اغْفِر لي وتُب عليَّ، إنَّكَ أنتَ الغَفُورُ الرَّحيمُ، مائةَ مَرَّةٍ» . أخرجه ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
كذا بياض في الأصل والحديث:
أخرجه أحمد (5/371) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. والنسائي في عمل اليوم والليلة (103) قال: أخبرنا أحمد بن حرب، عن ابن فضيل. وفي (104) قال: أخبرني محمد بن هشام السدوسي. قال: حدثنا خالد،وهو ابن الحارث. قال: حدثنا شعبة. وفي (105) قال: أخبرني إبراهيم ابن يعقوب. قال: حدثني عبد الله بن الربيع خراساني، بالمصيصة. قال: حدثنا عباد بن العوام. وفي (106) قال: أخبرني أحمد بن عبد الله بن علي بن سويد بن منجوف، عن عبد الرحمن، عن عبد العزيز ابن مسلم.
أربعتهم (شعبة، وابن فضيل، وعباد بن العوام، وعبد العزيز بن مسلم) عن حصين بن عبد الرحمن، عن هلال بن يساف، عن زاذان، فذكره.
قلت: وقد رواه زاذان من حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها.(4/226)
2201 - (د) زيد بن أرقم - رضي الله عنه -: قال: «سَمِعْتُ نَبيَّ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- وفي رواية: كان رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: - في دُبُرِ كلِّ صلاةٍ: اللَّهم رَبَّنَا وَرَبَّ كلِّ شيءٍ، أنا شَهيدٌ أنَّكَ أنتَ الرَّبُّ وحدَكَ لا شريك لك، اللهمَّ رَبَّنَا وَرَبَّ كُلِّ شيء، أنَا شَهيدٌ أَنَّ محمداً عبدُكَ ورسولُك، اللَّهُمَّ رَبَّنَا ورَبَّ كلِّ شيء أنا شهيدٌ أنَّ العِبَادَ كُلَّهم إِخْوَةٌ، اللهمَّ رَبَّنا ورَبَّ كلِّ شيء، اجعلني مُخْلصاً لَكَ وأهلي في كل ساعةٍ من الدنيا والآخرةِ، يا ذا الجَلال والإكرامِ، اسْمَعْ واستَجِبْ، اللهُ أكبرُ الأكبرُ، اللهمَّ نُورَ السمواتِ والأرضِ - وفي روايةٍ: رَبَّ السمواتِ والأرضِ - الله أكبرُ الأكبرُ، حَسبيَ اللهُ ونِعمَ الْوَكيلُ، الله أَكبرُ الأكبرُ» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (1508) في الصلاة، باب ما يقول الرجل إذا سلم، وفي سنده داود بن راشد الطفاوي، وهو لين الحديث، قال المنذري: وأخرجه النسائي. أقول: وقال الدارقطني: تفرد به معتمر بن سليمان عن داود الطفاوي عن أبي مسلم البجلي عن زيد بن أرقم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (4/369) قال: حدثنا إبراهيم بن مهدي. وأبو داود (1508) قال: حدثنا مسدد. وسليمان بن داود العتكي. والنسائي في عمل اليوم والليلة (101) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى.
أربعتهم (إبراهيم، ومسدد، وسليمان، ومحمد) قالوا: حدثنا المعتمر «ابن سليمان» قال: حدثني داود الطفاوي، عن أبي مسلم البجلي، فذكره.(4/226)
2202 - (د) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: قال: «كانَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إذا سَلَّمَ من الصلاةِ قال: اللهمَّ اغفر لي ما قَدَّمْتُ وما أخَّرتُ، [ص:227] وما أسرَرتُ، وما أعلَنتُ، وما أسرفْتُ، وما أَنتَ أعلَمُ بِهِ مِني، أنتَ المُقَدِّمُ، وأنْتَ المُؤخرُ، لا إِلَهَ إلا أنْتَ» . أخرجه أبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أسرفت) : الإسراف: مجاوزة الحد في الأمور.
__________
(1) رقم (1509) في الصلاة، باب ما يقول الرجل إذا سلم، وهو جزء من حديث طويل رواه الترمذي في الدعوات رقم (3417) ، باب الدعاء في أول الصلاة، وفي آخره: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: أخرجه أبو داود (1509) قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ، قال: ثنا أبي، ثنا عبد العزيز بن أبي سلمة، عن عمه الماجشون بن أبي سلمة عن عبد الرحمن الأعرج، عن عبيد الله بن أبي رافع، فذكره.
وأخرجه الترمذي (3417) قال: ثنا الحسن بن علي الخلال، ثنا سليمان بن داود الهاشمي، ثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد عن موسى بن عقبة، عن عبد الله بن الفضل عن الأعرج ... به، فذكره بطوله.
قلت: وقد تقدم.(4/226)
2203 - (د) الفضل بن حسن الضمري - رحمه الله - أَنَّ ابْنَ أُمِّ الحَكمِ أو ضُبَاعَةَ بنتي الزُّبَيْرِ - حَدَّثهُ عن إحديهما - قالت: أصَابَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- سَبْياً، فَذَهَبْتُ أنا وأُختي فاطمةُ بنتُ رسولِ الله، فَشَكوْنَا إليْهِ مَا نَحنُ فيه، وسألنَاهُ أَنْ يَأمُرَ لَنَا بشيء من السَّبي؟ فقال لَنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «سَبَقَكُنَّ يَتَامَى بَدْرٍ، وَلَكنْ سَأَدُلُّكُنَّ على ما هو خَيرٌ لكُنَّ من ذلك: تُكَبِّرْنَ اللهَ عزَّ وجلَّ على أثَرِ كلِّ صلاةٍ ثلاثاً وثلاثينَ تَكبيرة، وثلاثاً وثلاثينَ تَسبيحة، وثلاثاً وثلاثينَ تَحميدَة، ولا إله إلا الله وحدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ، وَلَهُ الحمد، وهو على كلِّ شيءٍ قَديرٌ» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (2987) في الخراج والإمارة، باب بيان مواضع قسم الخمس وسهم ذي القربى، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (2987) قال: حدثنا أحمد بن صالح. قال: حدثنا عبد الله بن وهب. قال: حدثني عياش بن عقبة الحضرمي، عن الفضل بن الحسن الضمري، فذكره.
* وأخرجه أبو داود (5066) قال: حدثنا أحمد بن صالح، قال: حدثنا عبد الله بن وهب. قال: حدثني عياش بن عقبة الحضرمي، عن الفضل بن حسن الضمري، أن ابن أم الحكم. أو ضباعة ابنتي الزبير حدثه عن إحداهما أنها قالت..... فذكر الحديث.
قلت: عزاه الحافظ لا من منده. الإصابة (13/195) .(4/227)
2204 - (د س) عقبة بن عامر - رضي الله عنه -: قال: «أَمَرني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أنْ أَقْرَأَ بالمعَوِّذَاتِ دُبُرَ كلِّ صَلاةٍ» . أخرجه أبو داود، والنسائي (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (1523) في الصلاة، باب الاستغفار، والنسائي 3 / 68 في السهو، باب الأمر بقراءة المعوذات بعد التسليم من الصلاة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: أخرجه أحمد (4/155) قال: حدثنا أبو عبد الرحمن، قال: حدثنا سعيد، يعني ابن أبي أيوب، قال: حدثني يزيد بن عبد العزيز الرعيني، وأبو مرحوم، عن يزيد بن محمد القرشي. وفي (4/201) قال: حدثنا هارون، قال: حدثنا ابن وهب، قال: حدثني الليث، عن حنين بن أبي حكيم. وأبو داود (1523) قال: حدثنا محمد بن سلمة المرادي، قال: حدثنا ابن وهب. عن الليث بن سعد، أن حنين بن أبي حكيم حدثه. والترمذي (2903) قال: حدثنا قتيبة، قال: أخبرنا ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب. والنسائي (3/68) . وفي الكبرى (1168) قال: أخبرنا محمد بن سلمة، قال: حدثنا ابن وهب، عن الليث، عن حنين بن أبي حكيم. وفي عمل اليوم والليلة. عن محمد بن أبي عبد الرحمن المقرئ، عن أبيه، عن سعيد بن أبي أيوب، عن يزيد بن عبد العزيز الرعيني، وأبي مرحوم عبد الرحيم بن ميمون، كلاهما عن يزيد بن محمد القرشي. وابن خزيمة (755) قال: قرأت على محمد بن عبد الله بن عبد الحكم فأخبرني أن أباه أخبرهم. قال: أخبرنا الليث (ح) وحدثنا الحسن بن محمد، قال: حدثنا عاصم، يعني ابن علي، قال: حدثنا ليث، عن حنين بن أبي حكيم.
ثلاثتهم (يزيد بن محمد، وحنين بن أبي حكيم، ويزيد بن أبي حبيب) عن علي بن رباح اللخمي، فذكره.(4/228)
2205 - (م) البراء بن عازب - رضي الله عنه -: قال: «كُنَّا إذا صَلَّينا خَلفَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- أَحْبَبْنَا أنْ نَكُونَ عن يَمينِهِ، يُقْبِلُ علينا بوَجهِهِ، قال: فَسَمِعتُهُ يقول: رَبِّ قِني عَذابَكَ يَومَ تَبعَثُ عِبَادَكَ - أو تَجْمَعُ عبادَك» . أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (709) في صلاة المسافرين، باب استحباب يمين الإمام، وسيأتي في أدعية النوم من حديث حذيفة والبراء، عند الترمذي رقم (2251) .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (4/290و 304) قال: حدثنا وكيع. وفي (4/290) قال: حدثنا أبو نعيم. ومسلم (2/153) قال: حدثنا أبو كريب. قال: أخبرنا ابن أبي زائدة. (ح) وحدثناه أبو كريب وزهير بن حرب، قالا: حدثنا وكيع. وأبو داود (615) قال: حدثنا محمد بن رافع، قال: حدثنا أبو أحمد الزبيري. وابن ماجة (1006) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا وكيع. والنسائي (2/94) قال: أخبرنا سويد بن نصر، قال: أنبأنا عبد الله. وابن خزيمة (1564) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء، قال: حدثنا سفيان. وفي (1565) قال: حدثنا أحمد بن عبدة، قال: أخبرنا أبو أحمد.
ستتهم (وكيع، وأبو نعيم، ويحيى بن أبي زائدة، وأبو أحمد، وعبد الله بن المبارك، وسفيان) عن مسعر، عن ثابت بن عبيد، عن ابن البراء، فذكره.
* في رواية أبي نعيم، ووكيع عند أحمد (4/304) ومسلم (2/153) ، وابن ماجة (1006) ورواية ابن أبي زائدة، وابن المبارك، وأبي أحمد عند ابن خزيمة، قال مسعر، عن ثابت بن عبيد، عن ابن البراء. «ولم يسمه» .
* وفي رواية وكيع عند أحمد (4/290) وسفيان. قال مسعر: «عن ثابت بن عبيد، عن يزيد بن البراء» .
* وفي رواية أبي داود (615) قال مسعر: «عن ثابت بن عبيد،عن عبيد بن البراء» .
* وأخرجه ابن خزيمة (1563) قال:حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا أبو أحمد (ح) وحدثنا مسلم بن جنادة، قال: حدثنا وكيع. كلاهما - وأبو أحمد، ووكيع - عن مسعر، عن ثابت بن عبيد، عن البراء بن عارب، فذكره.(4/228)
2206 - (س) عطاء بن أبي مروان - رحمه الله- عن أبيه: أَنَّ كَعبَ بنَ ماتعٍ (1) حَلَفَ له باللهِ الذي فَلَقَ البحر لموسى: إِنَّا نَجِدُ في التَّورَاةِ: أَنَّ داود نَبيَّ اللهِ كانَ إذا انْصَرَفَ من صلاتِهِ قال: اللَّهمَّ أَصلِح [لي] دِيني الذي [ص:229] جَعَلْتَهُ لي عِصْمةَ أمري، وأصلح [لي] دُنيايَ التي جَعَلْتَ فيها معاشي، اللهم إني أَعوذُ بِرِضَاكَ من سَخَطِكَ، وأعوذ بِعفْوكَ من نِقْمَتِكَ، وَأعوذُ بِكَ مِنكَ، لا مانعَ لما أعطيتَ، ولا مُعطيَ لِمَا مَنعتَ، ولا يَنفعُ ذا الجدِّ منك الجَدُّ، وحَدَّثني كعبٌ: أن صُهَيباً حدَّثه أن: «مُحمَّداً - صلى الله عليه وسلم- كانَ يقولُهنَّ (2) عند انصرافِهِ من صَلاتهِ» . أخرجه النسائي (3) .
__________
(1) هو كعب الأحبار، وروى البخاري من حديث الزهري عن حميد بن عبد الرحمن: أنه سمع معاوية يحدث رهطاً من قريش بالمدينة - وذكر كعب الأحبار - فقال: إن كان لمن أصدق هؤلاء المحدثين عن أهل الكتاب، وإن كنا - مع ذلك - لنبلو عليه الكذب.
(2) في الأصل: يقول بهن، وما أثبتناه من النسائي المطبوع.
(3) 3 / 73 في السهو، باب نوع آخر من الدعاء عند الانصراف من الصلاة، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن: أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (543) قال: أخبرنا محمد بن نصر، قال: حدثنا أيوب بن سليمان بن بلال، قال: حدثني أبو بكر، عن سليمان، عن أبي سهيل بن مالك، عن أبيه، أنه كان يسمع قراءة عمر بن الخطاب وهو يؤم الناس في مسجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، من دار أبي جهم، وقال كعب الأحبار: والذي فلق البحر لموسى، فذكره.
* وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (544) قال: أخبرني عمرو بن سواد بن الأسود. وابن خزيمة (2565) قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى. كلاهما (ابن سواد، ويونس) قالا: حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني حفص بن ميسرة، عن موسى بن عقبة، عن عطاء بن أبي مروان، عن أبيه، أن كعبا حدثه، فذكره.
* وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (545) قال: أخبرنا هارون بن عبد الله، قال: حدثنا سعد بن عبد الحميد، قال: حدثنا ابن أبي الزناد، عن موسى بن عقبة، عن عطاء بن أبي مروان، عن أبيه، أن عبد الرحمن بن مغيث حدثه قال: قال: كعب، فذكره.(4/228)
2207 - (ت س) مسلم بن أبي بكرة (1) - رحمه الله -: قال: «كانَ أبي يقولُ في دُبُرِ الصلاةِ: اللهم إني أَعوذُ بك من الكُفْرِ والفَقْرِ وعذابِ القَبرِ، فكنتُ أقُولُهنَّ، فقال: أي بُنيَّ، عَمَّنْ أَخَذْتَ هذا؟ قُلْتُ: عنك، قال: إنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كانَ يقولُهُنَّ في دُبُرِ الصلاةِ» .
وفي أخرى قال: [ص:230] «فَالزَمهنَّ يا بُنيَّ» . أخرجه الترمذي، والنسائي، ولم يذكر الترمذيُّ «في دُبُرِ الصلاة» (2) .
__________
(1) في الأصل: مسلم ابن أبي بلدة، والتصحيح من الترمذي والنسائي وكتب الرجال.
(2) رواه الترمذي (3498) في الدعوات، باب الدعاء حين يقوم من مجلسه، والنسائي 3 / 73 و 74 في السهو، باب التعوذ في دبر الصلاة، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 5 / 44 وحسنه الترمذي، وهو كما قال.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن: أخرجه أحمد (5/36، 39) قال: حدثنا وكيع. وفي (5/44) قال: حدثنا روح. والنسائي (3/73) ، وفي الكبرى (1179) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى. وفي (8/262) قال: أخبرنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا ابن أبي عدي. وفي (تحفة الأشراف) (9/11706) عن محمد بن عبد الله المقرىء، عن أبيه، عن سعيد بن أبي أيوب، عن عبد الرحمن بن مرزوق. وابن خزيمة (747) قال: حدثنا محمد بن إسماعيل الأحمسي، قال: حدثنا وكيع.
خمستهم (وكيع، وروح، ويحيى، وابن أبي عدي، وعبد الرحمن بن مرزوق) عن عثمان الشحام أبي سلمة البصري، عن مسلم بن أبي بكرة، فذكره.(4/229)
2208 - (ت) أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه -: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَنْ قال في دُبُرِ صلاةِ الفَجْرِ وهوَ ثَانٍ رِجْلَيهِ قبل أَنْ يَتكلَّمَ: لا إله إلا الله وحدَهُ لا شريك له، لَهُ المُلْكُ، ولَهُ الحَمْدُ، يُحيي، ويُميتُ وهو على كلِّ شيءٍ قَديرٌ، عَشْرَ مَراتٍ: كتبَ الله له عشرَ حسناتٍ، ومَحَا عنه عَشْرَ سَيِّئاتٍ، ورَفَعَ له عشرَ درجاتٍ، وكان يومُه ذلك كلُّه في حِرْزٍ من كلِّ مَكْروهٍ، وحُرِسَ من الشيطانِ، ولم يَنْبَغِ لِذَنْبٍ أنْ يُدرِكَهُ في ذلك اليوم إلا الشِّركَ بالله» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3470) في الدعوات، باب رقم (64) ، وفي سنده شهر بن حوشب، وهو صدوق كثير الإرسال والأوهام، كما قال الحافظ في " التقريب "، وللحديث شواهد في جميع فقراته، دون ثني الرجلين فهو بها حسن، وقد حسنه الحافظ ابن حجر في " تخريج الأذكار " بعد ذكر طرقه، ولذلك قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب، ورواه ابن حبان بنحوه رقم (2341) مقيداً بدبر الصلاة، وليس فيه ثني الرجلين، من حديث أبي أيوب رضي الله عنه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
معلول: أخرجه الترمذي (3474) قال: حدثنا إسحاق بن منصور، قال: حدثنا علي بن معبد المصري، قال: حدثنا عبيد الله بن عمرو الرقي، عن زيد بن أبي أنيسة. والنسائي في عمل اليوم والليلة (127) قال: أخبرنا زكريا بن يحيى، قال: حدثنا حكيم بن سيف، قال: حدثنا عبيد الله بن عمرو، عن زيد، عن عبد الله بن عبد الرحمن.
كلاهما (زيد بن أبي أنيسة، وعبد الله بن عبد الرحمن) عن شهر بن حوشب، عن عبد الرحمن بن غنم، فذكره.
* زاد في رواية النسائي: (عبد الله بن عبد الرحمن) .
* أخرجه أحمد (4/227) قال: حدثنا روح. قال: حدثنا همام قال: حدثنا عبد الله بن أبي حسين المكي، عن شهر بن حوشب، عن عبد الرحمن بن غنم، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- (مرسل) .
وقد روي من حديث معاذ:
* أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (126) قال: أخبرنا جعفر بن عمران، قال: حدثنا المحاربي، عن حصين بن عاصم بن منصور الأسدي، عن ابن أبي حسين المكي، عن شهر بن حوشب، عن عبد الرحمن ابن غنم، فذكره.
* قال أبو عبد الرحمن النسائي: حصين بن عاصم مجهول، وشهر بن حوشب، ضعيف، سئل ابن عون عن حديث شهر فقال: إن شهرا تركوه، وكان شعبة سيء الرأي فيه وتركه يحيى القطان.
قلت: فكأن شهر يضطرب فيه، والله أعلم.
وله شاهد من حديث أبي أيوب أخرجه ابن حبان (2341) .(4/230)
2209 - () أم سلمة - رضي الله عنها -: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كانَ يقول في دُبُرِ الفجرِ إذا صلَّى: «اللهم إني أسألُكَ عِلْماً نَافِعاً، وَعَملاً مُتَقَبَّلاً، [ص:231] ورِزْقاً طَيِّباً» . أخرجه ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، والحديث في " مسند أحمد " 6 / 294 و " سنن ابن ماجة " رقم (925) في إقامة الصلاة، باب ما يقال بعد التسليم، بإسناده فيه نظر من حديث شعبة عن موسى بن أبي عائشة عن مولى لأم سلمة عن أم سلمة، قال البوصيري في " الزوائد ": رجال إسناده ثقات، خلا مولى أم سلمة فإنه لم يسمع، ولم أر أحداً ممن صنف في المبهمات ذكره، ولا أدري ما حاله. أقول: وزاد نسبته الخطيب التبريزي في " مشكاة المصابيح " رقم (2498) إلى البيهقي في " الدعوات الكبير "، وله شاهد عند الطبراني في " الصغير "، فالحديث به حسن، وقد حسنه الحافظ ابن حجر في " تخريج الأذكار ".
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الحميدي (299) قال: حدثنا سفيان قال: حدثنا عمر بن سعيد الثوري. وأحمد (6/294) قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا سفيان. وفي (6/305) قال: حدثنا روح. قال: حدثنا شعبة. وفي (6/318) قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا سفيان (ح) وعبد الرحمن، عن سفيان. وفي (6/318، 322) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. وعبد بن حميد (1535) قال: حدثنا عبد الملك بن عمرو. قال: حدثنا شعبة. وابن ماجة (925) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا شبابة. قال: حدثنا شعبة. والنسائي في عمل اليوم والليلة (102) قال: أخبرنا محمود بن غيلان. قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا سفيان.
ثلاثتهم (عمر بن سعيد الثوري، وسفيان، وشعبة) عن موسى بن أبي عائشة، عن مولى لأم سلمة، فذكره.
* قال عبد الرحمن بن مهدي في حديثه: عمن سمع أم سلمة.
قلت: إسناده ضعيف، للإبهام، وسوف يأتي في تكملة هذا الكتاب إن شاء الله تعالى.(4/230)
2210 - (د) الحارث بن مسلم بن الحارث (1) - رحمه الله -: عن أبيه أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- أسَرَّ إليه فقال: «إذا انْصَرَفْتَ من صلاةِ المَغرِبِ فقُلْ: اللَّهمَّ أَجِرني من النَّارِ سَبْعَ مَراتٍ - زاد في روايةٍ: قبلَ أن تُكَلِّمَ أحداً - فَإنَّك إذا قلتَ ذلك ثم مُتَّ في لَيْلَتِكَ كُتِبَ لَك جِوارٌ منها، وإذا صَلَّيتَ الصُّبحَ فَقُل كذلك، فإنَّك إذا مُتَّ من يَومِك كُتِبَ لك جِوارٌ منها، قال الحارثُ: أَسَرَّهَا [إلينا] رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، ونحن نَخُصُّ بها إخوانَنَا» . أخرجه أبو داود (2) .
__________
(1) وفي الرواية الثانية عند أبي داود: مسلم بن الحارث، وعند ابن حبان رقم (2346) موارد: مسلم بن الحارث، قال ابن عبد البر: وعند أبي داود: عن الحارث بن مسلم عن أبيه مسلم بن الحارث، وهو الصواب، وسئل أبو زرعة الرازي: مسلم بن الحارث أو الحارث بن مسلم، فقال: الصحيح الحارث بن مسلم بن الحارث عن أبيه، وقال أبو حاتم: الحارث بن مسلم تابعي. اهـ. قال بعض العلماء: وليس للحارث ولا لأبيه في الكتب الستة سوى هذا الحديث.
(2) رقم (5079) و (5080) في الأدب، باب ما يقول إذا أصبح، ورواه أيضاً النسائي في " الكبرى "، وابن حبان في صحيحه رقم (2346) موارد، وهو حديث حسن، وقد حسنه الحافظ ابن حجر في " تخريج الأذكار ".
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1- أخرجه أحمد (4/234) قال: حدثنا يزيد بن عبد ربه. وفي (4/234) قال: حدثنا علي بن بحر. وأبو داود (5080) قال: حدثنا عمرو بن عثمان الحمصي، ومؤمل بن الفضل الحراني، وعلي بن سهل الرملي، ومحمد بن المصفى الحمصي. والنسائي في عمل اليوم والليلة (111) قال: أخبرني عمرو ابن عثمان.
ستتهم (يزيد، وعلي بن بحر، وعمرو، ومؤمل، وعلي بن سهل، ومحمد بن المصفى) قالوا: حدثنا الوليد بن مسلم.
2- وأخرجه أبو داود (5079) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، أبو النضر الدمشقي، قال:حدثنا محمد ابن شعيب.
كلاهما (الوليد، ومحمد) عن عبد الرحمن بن حسان الكناني، عن مسلم بن الحارث، فذكره.
* رواية علي بن بحر عند أحمد مختصرة على الوصية.
* زاد محمد بن شعيب في روايته قال: أخبرنا أبو سعيد، عن الحارث أنه قال: أسرها إلينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فنحن نخص بها إخواننا.
قال الحافظ في الإصابة: يأتي في مسلم بن الحارث. وقال في ترجمة مسلم بن الحارث (9/194) صحح البخاري والترمذي وغير واحد أن اسم الصحابي مسلم، واسم التابعي ولده الحارث. والاختلاف فيه على الوليد بن مسلم، وذكر الاختلاف، ثم عزا الحديث للبخاري في تاريخه.
قلت: وتقدم في الإمارة من هذا الجزء فانظره.(4/231)
2211 - (ت) عمارة بن شبيب السبئيُّ - رضي الله عنه -: قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَن قَال: لا إِلهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شريك لَهُ، له الملك ولهُ الحمدُ، يُحيي ويُميتُ، وهو على كل شيءٍ قديرٌ - عَشرَ مَرَّاتِ - على أَثَرِ المغرِبِ: بَعَثَ اللهُ لَهُ مَسْلَحَة يَحفَظُونَهُ من الشيطانِ حتى يُصبحَ، وكتبَ له بها عَشْرَ حَسناتٍ مُوجِبَاتٍ، ومَحَا عنه عَشَرَ سيئاتٍ مُوبِقَاتٍ، وكانت له بَعَدلِ عشْرِ رَقَبَاتٍ مُؤْمِناتٍ» أخرجه الترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(مسلحة) : المسلحة: القوم يحفظون الثغور، سموا مسلحة لأنهم يكونون ذوي أسلحة يردون بها العدو.
(موبقات) : الموبقات: المهلكات، وبق يبق، ووبق يوبق: إذا هلك.
__________
(1) رقم (3528) في الدعوات، باب رقم (101) من حديث الليث بن سعد عن الجلاح أبي كثير، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، عن عمارة بن شبيب السبئي، وعمارة بن شبيب، لم تثبت صحبته. وقال ابن حبان: من زعم أن له صحبة فقد وهم، وقد قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث ليث بن سعد، ولا نعرف لعمارة بن شبيب سماعاً من النبي صلى الله عليه وسلم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
لا يثبت: أخرجه الترمذي (3528) قال: ثنا قتيبة، حدثنا الليث عن الجلاح أبي كثير، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، فذكره.
وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (5/181، 182) .
* قال أبو عيسى - الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث ليث بن سعد، ولا نعرف لعمارة سماعا عن النبي -صلى الله عليه وسلم-.
قلت: نقل الحافظ في الإصابة (7/70) (5713) قول ابن يونس: حديثه معلول، وعول على البخاري في بيان علته في التاريخ.(4/232)
عند التهجد
2212 - (خ م ط ت د س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما [ص:233]: قال: كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- إِذا قَامَ من اللَّيلِ يَتَهَجَّدُ قال: «اللَّهمَّ رَبَّنا لك الحمدُ، أنْتَ قَيِّمُ السمواتِ والأرضِ ومَن فِيهنَّ، ولك الحمدُ أنت نورُ السمواتِ والأرضِ ومن فيهن، ولك الحمدُ، أنتَ مَلِك السمواتِ والأرضِ ومن فيهن، ولك الحمدُ، أنت الحقُّ، وَوَعْدُكَ الحقُّ، ولقاؤكَ حَقٌّ، وقَولك حَقٌّ، والجنَّةُ [حَقٌّ] ، والنَّارُ حَقٌّ، والنَّبيُّونَ حَقٌّ، ومحمدٌ حَقٌّ، والساعةُ حَقٌّ، اللَّهمَّ لك أسلمتُ، وبِك آمَنتُ، وعليك توكلتُ، وإليك أَنَبتُ، وبِكَ خَاصَمتُ، وإِليكَ حاكمتُ، فاغفر لي ما قَدَّمتُ، وما أخَّرْتُ، وما أسررتُ، وما أَعلَنتُ» .
وفي رواية: «وما أنتَ أَعْلَمُ بِهِ مِني، أنت المقَدِّمُ، وأنت المؤخِّرُ، لا إِلهَ إلا أنت، ولا إله غَيرُكَ» .
وفي رواية: «اللَّهمَّ لك الحمدُ، رَبَّ السمواتِ، والأرضِ، ومن فِيهِنَّ» . هذه رواية البخاري، ومسلم.
وفي رواية الموطأ مثله، ولم يذكر: «والنَّبيُّونَ حَقٌّ» .
وفي رواية الترمذي مثله: ولم يذكر: «وَمَن فِيهنَّ» ، ولا «والنَّبيُّونَ حَقٌّ، وقولك حَقٌّ» ، ولا «أنت المقَدِّمُ، وأنت المؤخِّرُ، ولا إله غَيرُكَ» والباقي مثله.
وفي رواية أبي داود مثل الترمذي، وأبدلَ: «مَلِكَ» بـ «رَبَّ» . [ص:234]
وفي رواية النسائي: «اللَّهم لك الحمدُ، أنت نورُ السمواتِ، والأرض ومَن فِيهنَّ، وثَنَّى بِالقَيَّامِ، وثلَّثَ بالملك، ثم قال: ولك الحمدُ أَنتَ حَقٌّ، ووعْدُكَ حَقٌّ، والنَّارُ حَقٌّ، والسَّاعَةُ حَقٌّ، والنَّبيُّونَ حَقٌّ، ومحمدٌ حَقٌّ، لك أسلمتُ، وعليك توكلتُ، وبِك آمَنتُ، ثم ذكر قُتَيبَةُ كلمة معناها: وبِك خَاصَمْتُ - وإليك حاكمتُ، اغفر لي ما قَدَّمتُ، وما أخَّرْتُ، وما أَعلَنتُ، وما أسررتُ، أنت المقَدِّمُ، وأنت المؤخِّرُ، لا إِلهَ إلا أنت، ولا حولَ ولا قُوَّةَ إلا بالله العلي العظيم» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(بالقيام) : القيم والقيوم والقيام [والقائم] : بمعنى واحد، أي: حافظ السموات والأرض.
(أنبت) : الإنابة: الرجوع إلى الله تعالى بالتوبة.
__________
(1) رواه البخاري 3 / 2 و 3 و 4 في التهجد، باب التهجد بالليل، وفي الدعوات، باب الدعاء إذا انتبه بالليل، وفي التوحيد، باب قول الله تعالى: {وهو الذي خلق السموات والأرض بالحق} ، وباب قول الله تعالى: {وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة} ، وباب قول الله تعالى: {يريدون أن يبدلوا كلام الله} ، ومسلم رقم (769) في صلاة المسافرين، باب الدعاء في صلاة الليل وقيامه، والموطأ 1 / 215 و 216 في القرآن، باب ما يقال في الدعاء، والترمذي رقم (3414) في الدعوات، باب ما جاء ما يقول إذا قام من الليل إلى الصلاة، وأبو داود رقم (771) في الصلاة، باب ما يستفتح به الصلاة من الدعاء، والنسائي 3 / 209 و 210 في قيام الليل، باب ذكر ما يستفتح به القيام.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه مالك (الموطأ) (150) وأحمد (1/298) (2710) قال: حدثنا إسحاق. وفي (1/308) (2813) قال: قرزت على عبد الرحمن. والبخاري في الأدب المفرد (697) قال: حدثنا إسماعيل. ومسلم (2/184) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. وأبو داود (771) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة. والترمذي (3418) قال: حدثنا الأنصاري. قال: حدثنا معن. والنسائي في عمل اليوم والليلة (868) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد..
ستتهم (إسحاق، وعبد الرحمن، وإسماعيل، وقتيبة، وعبد الله بن مسلمة، ومعن) عن مالك بن أنس، عن أبي الزبير المكي.
2- وأخرجه الحميدي (495) ، وأحمد (1/358) (3368) قالا: حدثنا سفيان (ابن عيينة) . وأحمد (1/366) (3468) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال أخبرنا ابن جريج. وعبد بن حميد (621) قال: حدثنا قبيصة بن عقبة، قال: حدثنا سفيان، عن ابن جريج. والدارمي (1494) قال: حدثنا يحيى بن حسان، قال: حدثنا سفيان (هو ابن عيينة) والبخاري (2/60) قال: حدثنا علي بن عبد الله قال: حدثنا سفيان. وفي (8/86) ، وفي (خلق أفعال العباد) (78) قال: حدثنا عبد الله بن محمد، قال: حدثنا سفيان. وفي (9/143) قال: حدثنا قبيصة، قال: حدثنا سفيان، عن ابن جريج. وفي (9/144 و162) قال: حدثني ثابت بن محمد، قال: حدثنا سفيان، عن ابن جريج. وفي (9/176) قال: حدثنا محمود، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا ابن جريج. ومسلم (2/184) قال حدثنا عمرو الناقد، وابن نمير، وابن أبي عمر، قالوا: حدثنا سفيان (ح) وحدثنا محمد بن رافع، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا ابن جريج. وابن ماجة (1355) قال: حدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا سفيان بن عيينة (ح) وحدثنا أبو بكر بن خلاد الباهلي، قال حدثنا سفيان بن عيينة. والنسائي (3/209) ، وفي الكبرى (1228) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا سفيان. وفي الكبرى (تحفة الأشراف) (5702) عن محمد بن منصور، عن ابن عيينة (ح) وعن محمود بن غيلان، وعبد الأعلى بن واصل بن عبد الأعلى، كلاهما عن يحيى بن آدم، عن الثوري، عن ابن جريج. وابن خزيمة (1151) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء، قال: حدثنا سفيان. كلاهما (سفيان بن عيينة، وابن جريج) عن سليمان ابن أبي مسلم الأحول خال ابن أبي نجيح.
3- وأخرجه مسلم (2/184) قال: حدثنا شيبان بن فروخ، قال: حدثنا مهدي (وهو ابن ميمون) . وأبو داود (772) قال: حدثنا أبو كامل، قال: حدثنا خالد يعني ابن الحارث، والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (5744) عن محمد بن معمر، عن حماد بن مسعدة. وابن خزيمة (1152) قال: حدثنا محمد ابن عبد الأعلى، قال: حدثنا بشر يعني ابن الممفضل.
أربعتهم (مهدي، وخالد، وحماد وبشر) عن عمران بن مسلم القصير، عن قيس بن سعد.
ثلاثتهم (أبو الزبير، وسليمان الأحول، وقيس) عن طاووس، فذكره.(4/232)
2213 - (م ت د س) أبو سلمة بن عبد الرحمن - رحمه الله -: قال: سألتُ عائشةَ رضي الله عنها -: «بِأي شيءٍ كانَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يَفْتَتِحُ الصَّلاةَ إذا قَامَ من الليل؟ قالت: كانَ إذا قامَ من الليلِ افْتَتَحَ صلاتَهُ: اللهمَّ رَبَّ جبرِيلَ ومِيكائِيلَ وإِسرافيلَ، فَاطِرَ السَّمواتِ والأرضِ، عَالِمَ الغيبِ والشهادَةِ، أنْتَ تحكُمُ بَينَ عِبَادِكَ فِيما كانوا فيه يَختَلِفُونَ، اهدني لمَا اختُلِفَ فيه من الحقِّ بإِذنِكَ، إنَّكَ تَهدِي مَنْ تَشاءُ إلى صِرَاطٍ مُستَقِيمٍ» . أخرجه مسلم، والترمذي، وأبو داود، والنسائي (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (770) في صلاة المسافرين، باب الدعاء في صلاة الليل وقيامه، والترمذي رقم (3416) في الدعوات، باب ما جاء في الدعاء عند افتتاح الصلاة بالليل، وأبو داود رقم (767) في الصلاة، باب ما يستفتح به الصلاة من الدعاء، والنسائي 3 / 212 و 213 في قيام الليل، باب بأي شيء تستفتح صلاة الليل.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: تقدم تخريجه.(4/235)
2214 - (د) شريق الهوزني: قال: دَخَلْتُ على عائشَةَ - رضي الله عنها - فَسَألتُها: «بِمَ كانَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يَفْتَتِحُ إذا هَبَّ من الليل؟ فقالت: لقد سَأَلْتَني عن شَيءٍ مَا سألني عنه أحدٌ قبلَك، [كانَ] إذا هَبَّ من الليلِ كَبَّرَ اللهَ عَشراً، وحَمِدَ اللهَ عشراً، وقال: سبحَانَ اللهِ وبِحَمدِهِ عشراً، وقال: سُبحانَ المَلِك القُدُّوس عشراً، واستَغفَرَ عشراً، وهَلَّل الله عَشْراً، ثم قال: اللَّهُمَّ إني أعوذُ بِكَ من ضِيقِ الدُّنيا، وضِيقِ يَوْمِ القيامَةِ عشراً، ثم يَفْتَتِحُ [ص:236] الصَّلاة» . أخرجه أبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(هب) : من النوم يهب: إذا انتبه.
__________
(1) رقم (5085) في الأدب، باب ما يقول إذا أصبح، وإسناده ضعيف.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه أبو داود (5085) قال: حدثنا كثير بن عبيد. والنسائي في عمل اليوم والليلة (871) قال: أخبرنا عمرو بن عثمان.
كلاهما (كثير بن عبيد، وعمرو بن عثمان) عن بقية بن الوليد، عن عمر بن جعثم. قال: حدثني الأزهر ابن عبد الله الحرازي. قال: حدثني شريق الهوزني، فذكره.(4/235)
2215 - (د س) عاصم بن حميد - رحمه الله -: قال: سألتُ عائشةَ أمَّ المؤمنين: «بِأيِّ شيءٍ كانَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يَفْتَتِحُ قيامَ الليل؟ . فقالت: سَأَلْتَني عن شَيءٍ مَا سألني عنه أحدٌ قبلَك، كان إذَا قَامَ كَبَّرَ عَشراً، وحَمِدَ الله عشراً، وسَبَّحَ الله عشراً، وهَلَّلَ عشراً، واستغفَرَ عشراً، وقال: اللَّهمَّ اغْفِر لي واهدِني، وارزُقْني وعافني، وكانَ يَتعَوَّذُ مِنْ ضِيقِ المقامِ يومَ القيامةِ» . أخرجه أبو داود، والنسائي (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (766) في الصلاة، باب ما يستفتح به الصلاة من الدعاء، والنسائي 3 / 209 في قيام الليل، باب ذكر ما يستفتح به القيام، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (1356) في الصلاة، باب ما جاء في الدعاء إذا قام الرجل من الليل، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن: أخرجه أبو داود (766) قال: حدثنا محمد بن رافع. وابن ماجة (1356) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. والنسائي (3/208) وفي الكبرى (1226) قال: أخبرنا عصمة بن الفضل. وفي (8/284) قال: أخبرني إبراهيم بن يعقوب.
أربعتهم (محمد بن رافع، وأبو بكر، وعصمة، وإبراهيم) قالوا: حدثنا زيد بن الحباب، عن معاوية بن صالح، عن أزهر بن سعيد الحرازي، عن عاصم بن حميد، فذكره.(4/236)
2216 - (ت س) ربيعة بن كعب الأسلمي - رضي الله عنه -: قال: «كنتُ أبِيتُ عند حُجْرَةِ النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-، فكنتُ أسمعُه إذا قام من الليل يقول: سُبحَانَ رَبِّ العَالمينَ، الهَويَّ، ثم يقولُ: سبحانَ الله وبحمدِهِ، الهويَّ» أخرجه النسائي. [ص:237]
وفي رواية الترمذي: «كنتُ أَبِيتُ عند باب النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، فَأعطيهِ وُضوءهُ فَأسَمعُهُ يقول الهَويَّ من الليل: سَمِعَ الله لِمن حَمِدَهُ، وأسْمَعُهُ الهوِيَّ من الليل، يقول: الحمد لله رب العالمين» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الهوي) : مضى هوي من الليل، بوزن فعيل، أي: طائفة منه، كقولك: مضى هزيع من الليل.
__________
(1) رواه الترمذي رقم (3412) في الدعوات، باب رقم (27) ، والنسائي 3 / 209 في قيام الليل، باب ذكر ما يستفتح به القيام، وإسناده حسن، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (4/57) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر، عن الزهري.
2- وأخرجه أحمد (4/57) قال: حدثنا عبد الملك بن عمرو. وفي (4/57) قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، والبخاري في الأدب المفرد (1218) قال: حدثنا معاذ بن فضالة. والترمذي (3416) قال: حدثنا إسحاق بن منصور، قال: أخبرنا النضر بن شميل، ووهب بن جرير، وأبو عامر العقدي، وعبد الصمد بن عبد الوارث.
ستتهم (عبد الملك، وإسماعيل، ومعاذ، والنضر، ووهب، وعبد الصمد) قالوا: حدثنا هشام الدستوائي.
3- وأخرجه ابن ماجة (3879) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا معاوية بن هشام، قال: أنبأنا شيبان.
4- وأخرجه النسائي (3/209) وفي الكبرى (1227) قال: أخبرنا سويد بن نصر، قال: أنبأنا عبد الله، عن معمر، والأوزاعي.
5- وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (862) قال: أخبرني محمود بن خالد، قال: حدثنا عمر، عن الأوزاعي.
خمستهم (الزهري، والدستوائي، وشيبان، ومعمر، والأوزاعي) عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، فذكره.(4/236)
2217 - (ت د س) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه -: قال: «كانَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إذا قامَ من الليل كَبَّرَ، ثم يقول: سُبحانَك اللهمَّ وبِحَمدِكَ، وتبارك اسمك، وتعالى جَدُّكَ، ولا إِلَهَ غَيرُكَ، ثم يقول: اللهُ أكبر كبيراً، ثم يقول: أعوذُ بِاللهِ السَّميعِ العليمِ من الشَّيطان الرجيم، مِنَ هَمْزِهِ ونَفْخِهِ ونَفْثِهِ» . هذه رواية الترمذي.
وزاد أبو داود بعد قوله: «غَيرك» ثم يقولُ: «لا إلهَ إلا اللهُ» ثلاثاً. وفي آخر الحديث: «ثُمَّ يَقْرأُ» . وفي رواية النسائي: مثل رواية الترمذي، وله في أخرى مثله، ولم يذكر «مِنَ اللَّيلِ» (1) . [ص:238]
وقال الترمذي: قال أكثرُ أهل العلم: إنما رُوي عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم- أَنه كان يقول: «سُبحَانَكَ اللَّهُمَّ وبِحَمدِكَ، وتَبَارَكَ اسمكَ، وتعالى جَدُّكَ، ولا إلهَ غَيرُكَ» هكذا روي عن عمر [بن الخطاب] ، و [عبد الله بن مسعود] .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (242) في الصلاة، باب ما يقول عند افتتاح الصلاة، وأبو داود رقم (775) [ص:238] في الصلاة، باب من رأى الاستفتاح بسبحانك اللهم وبحمدك، والنسائي 2 / 132 في الافتتاح، باب نوع آخر من الذكر بين افتتاح الصلاة وبين القراءة، وهو حديث حسن، قال الترمذي: وحديث أبي سعيد أشهر حديث في هذا الباب، قال: وفي الباب عن علي، وعائشة، وعبد الله ابن مسعود، وجابر، وجبير بن مطعم، وابن عمر.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/50) قال: حدثنا محمد بن الحسن بن آتش. وفي (3/69) قال: حدثنا حسن ابن الربيع. والدارمي (1242) قال: أخبرنا زكريا بن عدي. وأبو داود (775) قال: حدثنا عبد السلام ابن مطهر. وابن ماجة (804) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا زيد بن الحباب. والترمذي (242) قال: حدثنا محمد بن موسى البصري. والنسائي (2/132) وفي الكبرى (882) قال: أخبرنا عبيد الله بن فضالة بن إبراهيم، قال: أنبأنا عبد الرزاق. وفي (2/132) وفي الكبرى (883) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان، قال: حدثنا زيد بن الحباب. وفي الكبرى (تحفة الأشراف) (4252) عن محمد بن موسى الحرشي. وابن خزيمة (467) قال: حدثنا محمد بن موسى الحرشي.
سبعتهم (محمد بن الحسن، وحسن بن الربيع، وزكريا، وعبد السلام، وزيد، ومحمد بن موسى، وعبد الرزاق) عن جعفر بن سليمان الضبعي، عن علي بن علي الرفاعي، عن أبي المتوكل، فذكره.
* قال أبو داود: وهذا الحديث يقولون: هو عن علي بن علي، عن الحسن. الوهم من جعفر.(4/237)
الفصل الثالث: في أدعية الصباح والمساء
2218 - (ت د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أنَّ أبا بَكرٍ الصِّدِّيقَ قال: «يا رسولَ الله، مُرني بِكَلِماتٍ أَقُولُهُنَّ إذَا أمسيتُ وإذا أصبَحتُ. قال: قُلْ: اللَّهُمَّ فَاطِرَ السمواتِ والأرضِ، عالِمَ الغيب والشَّهادَةٍ، رَبَّ كُلِّ شَيءٍ ومَليكَهُ، أَشْهَدُ أن لا إلهَ إلا أَنْتَ، أعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ نَفْسِي، وَشَرِّ الشيطانِ وشِرْكِهِ (1) ، قال: قُلهَا إذَا أصْبَحْتَ، وإذَا أمْسَيْتَ، وإِذَا أَخَذْتَ مَضْجَعَك» . أخرجه الترمذي، وأبو داود (2) .
__________
(1) بكسر الشين وسكون الراء: ما يدعو إليه من الشرك بالله، وبفتح الشين والراء: ما يصيد به.
(2) رواه الترمذي رقم (3389) في الدعوات، باب رقم (14) ، وأبو داود رقم (5067) في الأدب، [ص:239] باب ما يقول إذا أصبح، وإسناده حسن، ورواه أيضاً النسائي في " الكبرى " كما قال الحافظ ابن حجر، ورواه ابن حبان والحاكم وغيرهما، قال الحافظ ابن حجر: وهو حديث صحيح أخرجه أحمد والبخاري في " الأدب المفرد " من طريقين.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (1/14) (81) قال: ثنا هاشم بن القاسم، قال: ثنا شيبان، عن ليث، عن مجاهد، فذكره.
2- وأخرجه أبو داود (5067) قال: حدثنا مسدد، ثنا هشيم، عن يعلى بن عطاء، عن عمرو بن عاصم، عن أبي هريرة، فذكره.
3- وأخرجه الترمذي (3389) قال: ثنا محمود بن غيلان، ثنا أبو داود، قال: أنبأنا شعبة، عن يعلى بن عطاء قال: سمعت عمرو بن عاصم، فذكره.
قلت: عزاه الحافظ في تخريج الأزكار للنسائي في الكبرى والبخاري في الأدب المفرد من طريقين، وقال: هو حديث صحيح.(4/238)
2219 - (د) أبو عياش الزرقي - رضي الله عنه -: وفي رواية: ابن أبي عائِش وفي أخرى: ابن عائش: أَنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «مَنْ قَالَ إذا أَصْبَحَ: لا إِلَهَ إلا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْك، ولَهُ الحَمْدُ، وَهُو عَلَى كُل شيءٍ قديرٌ، كانَ لَهُ عَدْلُ عِتْقِ رَقَبَةٍ مِنْ وَلَدِ إسماعيل عليه السلام، وكُتِبَ لَهُ عَشْرُ حَسَنَاتٍ، وحُطَّ عنهُ عَشرُ سَيئَاتٍ، ورفِعَ لَهُ عَشرُ دَرَجَاتٍ، وكانَ في حِرْزٍ مِنَ الشَّيطَانِ حتى يُمسيَ، فإن قَالَها إذا أمسى كانَ لَهُ مِثلَ ذلك حتى يُصبِحَ. قال حَمَّاد: فرأى رجلٌ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- في النوم، فقال: يا رسول الله، إن أبا عَيَّاشٍ يُحَدِّثُنا عَنكَ بِكَذَا وكذا؟ قال: صدقَ أبو عيَّاش» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (5077) في الأدب، باب ما يقول إذا أصبح، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (3867) في الدعاء، باب ما يدعو به الرجل إذا أصبح وإذا أمسى، وإسناده جيد، قال الحافظ ابن حجر في " تخريج الأذكار ": حديث صحيح، رواه أحمد، وأبو داود، والنسائي في " الكبرى "، وابن ماجة، والفريابي.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1- أخرجه أحمد (4/60) وابن ماجة (3867) قال: حدثنا أبو بكر. والنسائي في عمل اليوم والليلة (27) قال: أخبرني إبراهيم بن يعقوب.
ثلاثتهم (أحمد، وأبو بكر، وإبراهيم) قالوا: حدثنا الحسن بن موسى، قال: حدثنا حماد بن سلمة.
2- وأخرجه أبو داود (5077) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا حماد، ووهيب.
كلاهما (حماد، ووهيب) عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، فذكره.
* رواية وهيب، قال: (عن ابن أبي عائش) . كذا في المطبوع من سنن أبي داود، وفي تحفة الأشراف (12076) (عن ابن أبي عياش) .
قلت: صححه الحافظ في تخريج الأذكار وعزاه للفريابي.(4/239)
2220 - (ت د) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَن قال حينَ يُصبحُ أو يُمسي: اللهمَّ إني أصبَحتُ أُشْهِدكَ وأُشْهِدُ [ص:240] حَمَلَةَ عَرْشِكَ وَمَلائِكَتَكَ وَجَمِيعَ خَلْقِكَ أَنَّكَ أَنْتَ اللهُ لا إِله إلا أنتَ، وأَنَّ مُحمَّداً عَبْدُكَ ورَسولُكَ، أَعتَقَ اللهُ رُبُعَهُ مِنَ النارِ، فمن قالها مَرَّتَين: أَعتَقَ اللهُ نِصْفَه مِنَ النَّارِ، فَمن قالها ثلاثاً: أَعْتَقَ اللهُ ثلاثةَ أربِاعِهِ مِنَ النَّارِ، ومن قالها أربعاً: أعتَقَهُ اللهُ مِن النَّارِ» . أخرجه أبو داود.
وفي روايةٍ: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَنْ قَالَ حينَ يُصبحُ: اللهمَّ أصبَحنا نُشْهِدُكَ، ونُشهِدُ حَمَلَةَ عَرشِكَ (1) ، وملائِكَتَكَ وجميعَ خَلْقِكَ بأنكَ أنتَ اللهُ، لا إلهَ إلا أنتَ وحدكَ لا شريكَ لكَ، وأنَّ مُحمداً عَبدُكَ ورسولُكَ، إلا غَفَرَ اللهُ لهُ ما أصابَ في يومِهِ ذلك، وإن قَالَهَا حينَ يُمسي، غَفرَ اللهُ لَهُ ما أصابَ في تلكَ اللَّيلةِ من ذَنْبٍ» . أخرجه الترمذي، وأبو داود (2) .
__________
(1) في الأصل: اللهم إني أصبحت أشهدك وأشهد حملة عرشك، وما أثبتناه من رواية الترمذي.
(2) رواه الترمذي رقم (3495) في الدعوات، باب رقم (81) ، وأبو داود رقم (5069) في الأدب، باب ما يقول إذا أصبح، وهو حديث حسن بشواهده، وقد ذكر بعضها الحافظ ابن حجر في " تخريج الأذكار "، كما في " الفتوحات الربانية على الأذكار النووية " لابن علان الصديقي.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
رواه عن أنس، مسلم بن زياد: أخرجه البخاري في الأدب المفرد (1201) قال: حدثنا إسحاق. وأبو داود (5078) قال: حدثنا عمرو بن عثمان. والترمذي (3501) قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، قال: أخبرنا حيوة. والنسائي في عمل اليوم والليلة (9) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. وفي (10) قال: أخبرني عمرو بن عثمان، وكثير بن عبيد.
أربعتهم (إسحاق، وعمرو، وحيوة، وكثير) عن بقية بن الوليد، عن مسلم بن زياد، فذكره.
ورواه عنه مكحول الدمشقي:
أخرجه أبو داود (5069) قال: حدثنا أحمد بن صالح، قال: حدثنا ابن أبي فديك، قال: أخبرني عبد الرحمن بن عبد المجيد، عن هشام بن الغاز بن ربيعة، عن مكحول، فذكره.
قلت: أورد الحافظ له شواهد في تخريج الأذكار.(4/239)
2221 - (ت د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كانَ يُعَلِّمُ أصحابه، يقولُ: إذا أَصبَحَ أَحَدُكُم فَلْيَقلْ: اللهمَّ بِكَ أصبحَنا، وبك أَمسيْنَا، وَبِكَ نَحيَا، وبِكَ نَمُوتُ، وإليكَ المَصيرُ، وإذا أمسىَ فَلْيقُلْ: بكَ أمسينا، [ص:241] وبِكَ نَمُوتُ، وبكَ نَحْيَا، وإليكَ المصيرُ» أخرجه الترمذي، وأبو داود، إلا أنَّ أبا داود قال: «وإليكَ النُّشُور» ، بدل: «المصير» في الموضعين (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(المصير) : المرجع والمكان الذي يصار إليه.
(النشور) : إحياء الله الموتى يوم القيامة.
__________
(1) رواه الترمذي رقم (3388) في الدعوات، باب ما جاء في الدعاء إذا أصبح وإذا أمسى، وأبو داود رقم (5068) في الأدب، باب ما يقول إذا أصبح، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (3868) ، وابن حبان في صحيحه (2354) موارد، وقال الترمذي: حديث حسن، وهو كما قال، وقال الحافظ ابن حجر في " تخريج الأذكار ": هذا حديث صحيح غريب.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/354) قال: حدثنا حسن. قال: حدثنا حماد. وفي (2/522) قال: حدثنا عبد الصمد وعفان. قالا: حدثنا حماد. والبخاري في الأدب المفرد (1199) قال: حدثنا معلى. قال: حدثنا وهيب. وأبو داود (5068) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. قال: حدثنا وهيب. وابن ماجة (3868) قال: حدثنا يعقوب بن حميد بن كاسب، قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم. والترمذي (3391) قال: حدثنا علي بن حجر. قال: حدثنا عبد الله بن جعفر. والنسائي في عمل اليوم والليلة (8) قال: أخبرنا الحسن بن أحمد بن حبيب. قال: حدثنا إبراهيم. قال: حدثنا حماد وفي (564) قال: أخبرني زكريا بن يحيى. قال: حدثنا عبد الأعلى. قال: حدثنا وهيب.
أربعتهم (حماد بن سلمة، ووهيب بن خالد، وابن أبي حازم، وعبد الله بن جعفر) عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، فذكره.
* في رواية عبد الله بن جعفر: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعلم أصحابه يقول: إذا أصبح أحدكم فليقل: اللهم بك أصبحنا» .
وفي رواية ابن أبي حازم: «قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا أصبحتم فقولوا» الحديث.(4/240)
2222 - (م ت د) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: قال: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول إذا أمسى: أمسيَنا وأمسى المُلكُ للهِ، والحمدُ لله، ولا إله إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ له، لَهُ المُلكُ، ولَهُ الحَمدُ، وهو على كلِّ شيءٍ قَديرٌ، رَبِّ أَسأَلُكَ خَيْرَ مَا في هذه اللَّيلةِ، وَخَيرَ ما بَعدَهَا، وأَعوذُ بِكَ من شَرِّ ما في هذه الليَّلَةِ، وشَرِّ ما بعدَها، ربِ أعوذُ بِكَ من الكسَلِ، وسوءِ الكِبَرِ، ربِّ أعوذُ بكَ من عذابٍ في النارِ، وعذابٍ في القَبرِ، وإذا أصبحَ قالَ ذلكَ أيضاً: أصبحنَا، وأصبَحَ المُلْكُ للهِ، والحمدُ [للهِ]- وفي روايةٍ -: مِنَ الكَسَلِ، والهرَمِ، وسوءِ الكِبَرِ، وفِتْنَةِ الدُّنيا، وعذابِ القبرِ» . هذه رواية مسلم، والترمذي. [ص:242]
وفي رواية أبي داود: «سوءِ الكِبَرِ، والكُفْرِ» .
وفي أخرى له: «سُوءِ الكِبَرِ والكِبْرِ» ولم يَذكر: «الكُفْرَ» (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (2723) في الذكر والدعاء، باب التعوذ من شر ما عمل ومن شر ما لم يعمل، والترمذي رقم (3387) في الدعوات، باب ما جاء في الدعاء إذا أصبح وإذا أمسى، وأبو داود رقم (5071) في الأدب، باب ما يقول إذا أمسى.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (1/440) (4192) قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا عبد الواحد ابن زياد ومسلم (8/82) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا عبد الواحد بن زياد (ح) وحدثنا عثمان ابن أبي شيبة، قال: حدثنا جرير (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا حسين بن علي، عن زائدة. وأبو داود (5071) قال: حدثنا وهب بن بقية، عن خالد (ح) وحدثنا محمد بن قدامة بن أعين، قال: حدثنا جرير. والترمذي (3390) قال: حدثنا سفيان بن وكيع، قال: حدثنا جرير. والنسائي في عمل اليوم والليلة (23) قال: أخبرنا أحمد ابن سليمان، قال: حدثنا حسين، عن زائدة. وفي (573) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا عبد الواحد.
أربعتهم - عبد الواحد بن زياد، وجرير، وزائدة، وخالد بن عبد الله- عن الحسن بن عبيد الله، عن إبراهيم بن سويد النخعي، قال: حدثنا عبد الرحمن بن يزيد، فذكره.
* أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (574) قال: أخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد، وذكر شعبة، عن سلمة بن كهيل، عن إبراهيم بن سويد، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن عبد الله، فذكره. موقوفا.
* في رواية زائدة: قال الحسن بن عبيد الله: وزادني فيه زبيد عن إبراهيم بن سويد، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن عبد الله، رفعه.(4/241)
2223 - (د) عبد الحميد - مولى بني هاشم - رحمه الله -: عن أُمِّهِ وكانت تَخْدِمُ بَعضَ بَناتِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-: «أَخبرتْها: أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال لها: قُولي حين تُصْبحينَ: سبحانَ الله وبحمدِهِ، ولا قُوَّةَ إِلا بالله، ما شاءَ اللهُ كانَ، وما لم يشأْ لم يكن، أعلمُ أَنَّ الله على كل شيءٍ قَديرٌ، وأَنَّ اللهَ قد أحاطَ بِكُلِّ شيءٍ عِلماً، فإنَّهُنَّ مِن قَالَهُنَّ حينَ يُصبحُ حُفِظَ حتى يُمسي، ومَن قَالهُنَّ حين يُمسي حُفِظَ حتى يُصبحَ» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (5075) في الأدب، باب ما يقول إذا أصبح، وفي سنده جهالة، قال الحافظ ابن حجر في " تخريج الأذكار ": حديث غريب، أخرجه أبو داود في كتاب الأدب، وأخرجه النسائي في " اليوم والليلة "، وأخرجه ابن السني وأبو نعيم في " اليوم والليلة "، وتكلم في رجال السند، إلى أن قال: وعبد الحميد، وسالم يعني الراوي للحديث عن عبد الحميد، ذكرهما ابن حبان في الثقات، لكن قال أبو حاتم الرازي: عبد الحميد مجهول اهـ.
وقال الحافظ المنذري: أم عبد الحميد لا أعرفها، وقال الحافظ ابن حجر: لم أقف على اسمها، وكأنها صحابية، وفي " التخريج " له: أم عبد الحميد لم أعرف اسمها ولا حالها، لكن يغلب على الظن أنها صحابية، فإن بنات النبي صلى الله عليه وسلم متن في حياته، إلا فاطمة، فعاشت بعده ستة أشهر أو أقل، وقد وصفت بأنها كانت تخدم التي روت عنها، لكنها لم تسمها، فإن كانت غير فاطمة، قوي الاحتمال، وإلا احتمل أنها جاءت بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم، والعلم عند الله.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه أبو داود (5075) قال: حدثنا أحمد بن صالح. والنسائي في عمل اليوم والليلة (12) قال: أخبرنا أحمد بن عمرو.
كلاهما (أحمد بن صالح، وأحمد بن عمرو) عن عبد الله بن وهب. قال: أخبرني عمرو بن الحارث، أن سالما الفراء حدثه، أن عبد الحميد، مولى بني هاشم حدثه، فذكره.
قلت: عبد الحميد وأمه، مجهولان.(4/242)
2224 - (ت د) أبان بن عثمان - رحمه الله -: عن أبيه أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «مَنْ قَالَ حين يُصبِحُ: بسم اللهِ الذي لا يَضُرُّ معَ اسمِهِ شيءٌ في الأرضِ ولا في السَّماءِ، وهو السَّميعُ العليم - ثلاثَ مَراتٍ - لم تُصِبْهُ في يومِهِ فُجاءةُ بلاءٍ، وَمَنْ قالها حين يُمسي لم تُصِبْهُ فُجاءَةُ بلاءٍ في لَيلَتِهِ، ثم ابتُليَ أَبانُ بالفالج، فَرَأى رجلاً حَدثَهُ بهذا الحديثِ يَنظُرُ إليه، فقال له: مَا لَكَ تَنْظُرُ إِليَّ؟ فَوَاللهِ ما كَذَبتُ على عُثمانَ، ولا كَذَبَ عُثمانُ على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، لكن نَسيتُ اليومَ [الذي] أصَابني هذا، فَلم أقُلْهُ لِيُمضيَ اللهُ قَدَرَهُ» .
أخرجه الترمذي، وأبو داود. إلا أنَّ في آخِرِ حديثِ أبي داود: «ولكنَّ اليومَ الذي أصابني فيهِ [ما أصابني] غَضِبتُ، فَنَسِيتُ أنْ أَقُولها» ، وَقَدَّمَ فيهِ ذِكْرَ المَسَاءِ على الصَّباحِ، وأخرجه في رواية أخرى، ولم يذكر «الفَالِجَ» (1) .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (3385) في الدعوات، باب ما جاء إذا أصبح وإذا أمسى، وأبو داود رقم (5088) و (5089) في الأدب، باب ما يقول إذا أصبح، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (3869) في الدعاء، باب ما يدعو به الرجل إذا أصبح وإذا أمسى، وإسناده حسن، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب صحيح. أقول: ورواه ابن حبان في صحيحه مختصراً رقم (2352) موارد.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن:
1- أخرجه أحمد (1/62) (446) قال: حدثنا عبيد بن أبي قرة. وفي (1/66) (474) قال: حدثنا شريح. والبخاري في الأدب المفرد (660) قال: حدثنا عبد الله، قال: حدثنا أبو داود. وابن ماجة (3869) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا أبو داود. والترمذي (3388) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا أبو داود. والنسائي في عمل اليوم والليلة (346) قال: أخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثنا أبو داود.
ثلاثتهم (عبيد، وشريح، وأبو داود) عن عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن أبيه.
2- وأخرجه أبو داود (5089) قال: حدثنا نصر بن عاصم الأنطاكي. وعبد الله بن أحمد (1/72) (528) قال: حدثني محمد بن إسحاق المسيبي. والنسائي في عمل اليوم والليلة (15) قال: أخبرنا قتيبة ابن سعيد.
ثلاثتهم (نصر، ومحمد، وقتيبة) قالوا: حدثنا أنس بن عياض، قال: حدثني أبو مودود، عن محمد ابن كعب.
3- وأخرجه عبد بن حميد (54) قال: حدثنا محمد بن عمرو. والنسائي في عمل اليوم والليلة (347) قال: أخبرنا عبد الرحمن بن إبراهيم -دحيم-.
كلاهما (محمد، وعبد الرحمن) عن ابن أبي فديك، قال: حدثني يزيد بن فراس.
ثلاثتهم (أبو الزناد، ومحمد، ويزيد) عن أبان بن عثمان، فذكره.
* أخرجه أبو داود (5088) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة، قال: حدثنا أبو مودود، عمن سمع أبان ابن عثمان يقول: سمعت عثمان، يعني ابن عفان، يقول: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول. فذكره.
* وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (16) قال: أخبرني محمد بن علي. قال: حدثنا القعنبي. قال: حدثنا أبو مودود، عن رجل. قال: حدثنا من سمع أبان بن عثمان. يقول: سمعت عثمان بن عفان يقول: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. نحوه.
* وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (17) قال: أخبرنا يونس بن عبد الأعلى. قال: أخبرنا ابن وهب. قال: أخبرني الليث، عن العلاء بن كثير، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن المسور بن مخرمة. وفي (18) قال: أخبرني محمد بن يحيى بن عبد الله النيسابوري. قال: حدثنا يحيى بن يحيى. قال: حدثنا إبراهيم بن إسماعيل الصائغ، عن الحجاج بن فرافصة، عن عقيل، عن الزهري.
كلاهما (أبو بكر، والزهري) عن أبان بن عثمان. قال: من قال حين يمسي وحين يصبح ... فذكره موقوفا.(4/243)
2225 - (د) أبو إسلام [ممطور الحبشي]- رحمه الله-: قال: قلتُ لأنَسٍ: حَدِّثني حديثاً سَمِعتَهُ من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: سَمِعتُهُ يقولُ: «مَنْ قالَ إذا أصبَحَ وإِذَا أمسى: رَضِينَا باللهِ رَباً، وبالإسلامِ ديناً، وبمُحَمَّدٍ رسولاً، كانَ حَقاً على اللهِ أنْ يُرْضِيَهُ يومَ القِيَامَةِ» (1) . [ص:244]
وفي روايةٍ: «أنَّهُ كانَ بِحمصَ، فَمَرَّ بِهِ رَجُلٌ، فقالوا: هذا خَادم النبيِّ (2) - صلى الله عليه وسلم-، فقامَ إليه، فقال: حدِّثني بحديث سمعتَهُ مِن رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم-، لم تَتَدَاوَلْهُ بينَكَ وبَينَهُ رِجالُ (3) ، فقال: سَمِعْتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقولُ ... وذكر الحديثَ - ولم يذكر: يومَ القيامةِ» .
أخرج الروايةَ الثانيةَ أبو داود، والأولى رزين (4) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(لم تتداوله) : التداول: الاستعمال والمباشرة، والمراد: لم تأخذه عن أحد، وإنما ترويه أنت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم-.
__________
(1) هذه الرواية أخرجها رزين، كما قال المصنف، ورواها بنحوها ابن ماجة رقم (3870) في [ص:244] الدعاء، باب ما يدعو به الرجل إذا أصبح وإذا أمسى من حديث مسعر عن أبي عقيل، عن سابق عن أبي سلام خادم النبي صلى الله عليه وسلم، عن النبي صلى الله عليه وسلم بلفظ: " ما من مسلم أو إنسان أو عبد يقول حين يمسي وحين يصبح: رضيت بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد نبياً، إلا كان حقاً على الله أن يرضيه يوم القيامة " وهو حديث حسن.
(2) في أبي داود المطبوع: خدم النبي صلى الله عليه وسلم، ولعله ثوبان، كما في الحديث الذي بعده.
(3) في أبي داود المطبوع: لم تتداوله بينك وبينه الرجال.
(4) رواه أبو داود رقم (5072) في الأدب، باب ما يقول إذا أصبح، وفي سنده سابق بن ناجية، لم يوثقه غير ابن حبان، ولكن يشهد له حديث ثوبان الذي بعده، فهو به حسن، ورواه أيضاً النسائي وابن أبي شيبة والحاكم وغيرهم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (4/337) قال: ثنا أسود بن عامر قال: ثنا شعبة.
وفي (4/337) قال: حدثنا هاشم بن القاسم. قال: حدثنا شعبة. وفي (5/367) قال: حدثنا محمد ابن جعفر. قال: حدثنا شعبة وفي (5/367) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا شعبة. وأبو داود (5072) قال: حدثنا حفص بن عمر. قال: حدثنا شعبة. والنسائي في عمل اليوم والليلة (4) قال: أخبرنا أبو الأشعث. قال: حدثنا خالد بن الحارث. قال: حدثنا شعبة. وفي (565) قال: أخبرنا علي بن خشرم. قال: أخبرنا هشيم.
كلاهما (شعبة وهشيم) عن أبي عقيل هاشم بن بلال، عن سابق بن ناجية، عن أبي سلام، فذكره.
* في رواية عفان عند أحمد (5/367) (عن أبي سلام البراء رجل من أهل دمشق) .
* أخرجه أحمد (4/337) قال: حدثنا وكيع، عن مسعر، عن أبي عقيل، عن أبي سلام، عن سابق عن خادم النبي -صلى الله عليه وسلم-، نحوه.
قلت: سابق بن ناجية، لم يوثقه غير ابن حبان.(4/243)
2226 - (ت) ثوبان - رضي الله عنه -: قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ قال حينَ يُمسي: رَضِيتُ بالله ربّاً، وبالإسلامِ ديناً، وبمحمدٍ نَبِيّاً، كان حَقّاً على الله أنْ يُرضِيَهُ» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3386) في الدعوات، باب ما جاء في الدعاء إذا أصبح، وإذا أمسى، وفي سنده أبو سعد [ص:245] سعيد بن المرزبان الأعور وهو ضعيف مدلس، ولكن يشهد له الحديث الذي قبله، فهو به حسن، ولذلك حسنه الترمذي فقال: هذا حديث حسن غريب، وحسنه أيضاً الحافظ في " تخريج الأذكار ".
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه الترمذي (3389) قال: ثنا أبو سعيد الأشج، قال: حدثنا عقبة بن خالد، عن أبي سعد سعيد بن المزربان، عن أبي سلمة فذكره.
قلت: سعيد بن المزربان، ضعفوه يدلس.(4/244)
2227 - (د) بريدة - رضي الله عنه -: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَنْ قال حِينَ يُصْبِحُ، أَو حِينَ يُمسي: اللَّهُمَّ أنْتَ رَبِّي، لا إِلَهَ إلا أنت، خَلقْتني، وأَنا عَبدُكَ، وأنا على عَهدِكَ ووعْدِكَ ما اسْتَطَعتُ، أَعوذُ بِكَ مِن شَرِّ ما صَنَعْتُ، أَبُوءُ لَكَ بِنِعمَتِكَ، وأبُوءُ لك بذنبي، فَاغْفِر لي إِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذنوبَ إلا أنتَ، فَمَاتَ مِن يَومِهِ، أو [مِن] لَيْلَتِهِ، دَخَلَ الجَنَّةَ» .
أخرجه أبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أبوء بنعمتك) : أي: أعترف بها وأقرُّ بها، وكذلك أبوء بذنوبي، والمعنى: التزام المنة بحق النعمة، والاعتراف بالتقصير في الشكر.
وفي قوله: «أبوء بذنوبي» معنى ليس في «أبوء بنعمتك» وهو كأن فيه معنى احتماله ذنوبه احتمالاً كرهاً لا يستطيع دفعه.
__________
(1) رقم (5070) في الأدب، باب ما يقول إذا أصبح، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (3872) في الدعاء، باب ما يقول إذا أصبح وإذا أمسى، وإسناده صحيح، ورواه البخاري عن شداد بن أوس رضي الله عنه بلفظ: سيد الاستغفار أن تقول: اللهم أنت ربي ... الحديث، وسيأتي رقم (2445) .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح:
1- أخرجه أحمد (5/356) قال: حدثنا أبو كامل. وأبو داود (5070) قال: حدثنا أحمد بن يونس. والنسائي في عمل اليوم والليلة (466، 579) قال: أخبرنا عبدة بن عبد الله، قال: أخبرنا سويد بن عمرو.
ثلاثتهم (أبو كامل، وأحمد، وسويد) قالوا: حدثنا زهير بن معاوية.
2- وأخرجه ابن ماجة (3872) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا إبراهيم بن عيينة.
3- وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (20) قال: أخبرنا علي بن خشرم، قال: حدثنا عيسى (يعني ابن يونس) .
ثلاثتهم - زهير، وإبراهيم، وعيسى - عن الوليد بن ثعلبة الطائي، عن ابن بريدة، فذكره.(4/245)
2228 - (د) عبد الله بن غنام البياضي - رضي الله عنه -: أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «مَنْ قال حين يُصبحُ: اللَّهمَّ ما أصبحَ بي من نعْمَةٍ، [ص:246] أو بأحدٍ من خَلْقِكَ، فَإِنَّها مِنْكَ وحدَكَ، لا شَريكَ لَكَ، لَكَ الحمدُ، ولك الشُّكْرُ، فقد أدَّى شُكْرَ يَوْمِهِ، وَمَنْ قال مِثلَ ذلك حين يُمسْي، فقد أدَّى شُكْرَ لَيلَتِهِ» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (5073) في الأدب، باب ما يقول إذا أصبح، وفي إسناده عبد الله بن عنبسة، لم يوثقه غير ابن حبان، وباقي رجاله ثقات، ورواه ابن حبان في صحيحه (2361) موارد، وعنده: عبد الله بن عباس، بدل: عبد الله بن غنام، وهو تصحيف، وقد حسنه الحافظ في " تخريج الأذكار "، كما في " الفتوحات الربانية على الأذكار النووية " لابن علان الصديقي.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (5073) قال: حدثنا أحمد بن صالح، قال: حدثنا يحيى بن حسان، وإسماعيل، والنسائي في عمل اليوم والليلة (7) قال: أخبرنا عمرو بن منصور، قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة.
ثلاثتهم - يحيى بن حسان، وإسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس، وعبد الله بن مسلمة - قالوا: حدثنا سليمان بن بلال، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عن عبد الله بن عنبسة، فذكره.
قلت: عبد الله بن عنبسة لم يوثقه غير ابن حبان.(4/245)
2229 - (د) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: «أَنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- لم يَكُن يَدَعُ هؤلاءِ الكلِمَاتِ حينَ يُمسي وحينَ يُصبِحُ: اللَّهمَّ إني أسألُكَ العَافِيَةَ في الدنيا والآخِرةِ، اللَّهمَّ إني أَسألُكَ العَفو والعَافِيَةَ في دِيني ودُنيايَ، وأهلي ومَالي، اللَّهمَّ استُر عَوْرَاتي، وآمِنْ رَوْعَاتي، اللَّهمَّ احفظني من بَينِ يَدَيَّ ومِن خَلْفي، وَعن يَميني، وعن شِمالي، ومِن فَوقي، وأعُوذُ بِعَظَمَتِكَ أنْ أُغْتَالَ مِنْ تَحتي» قال وكيعٌ: يعني الخَسْفَ. أخرجه أبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(روعاتي) : الروعات، جمع روعة: وهي الفزعة.
(أغتال) : الاغتيال: الاحتيال، وحقيقته: أن يدهى الإنسان من [ص:247] حيث لا يشعر، ولهذا قال في الحديث: «احفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي، ومن فوقي ومن تحتي» يعني: من جميع جهاتي حتى لا أغتال.
__________
(1) رقم (5074) في الأدب، باب ما يقول إذا أصبح، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (3871) في الدعاء، باب ما يقول إذا أصبح وإذا أمسى، وابن حبان في صحيحه رقم (2356) موارد، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي، وهو كما قالا.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: رواه عن ابن عمر، جبير بن أبي سليمان.
أخرجه أحمد (2/25) (4785) قال: حدثنا وكيع. وعبد بن حميد (837) قال: حدثنا أبو نعيم. والبخاري في الأدب المفرد (1200) قال: حدثنا محمد بن سلام، قال: حدثنا وكيع. وأبو داود (5074) قال: حدثنا يحيى بن موسى البلخي، قال: حدثنا وكيع (ح) وحدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا ابن نمير، وابن ماجة (3871) قال: حدثنا علي بن محمد الطنافسي، قال: حدثنا وكيع. والنسائي (8/282) وفي عمل اليوم والليلة (566) قال: أخبرنا عمرو بن منصور، قال: حدثنا الفضل بن دكين. وفي (8/282) قال: أخبرنا محمد بن الخليل، قال: حدثنا مروان، هو ابن معاوية، عن علي بن عبد العزيز.
أربعتهم (وكيع، وأبو نعيم الفضل بن دكين، وعبد الله بن نمير، وعلي بن عبد العزيز) عن عبادة بن مسلم، قال: حدثني جبير بن أبي سليمان بن جبير بن مطعم، فذكره.
- ورواه عنه، نافع بن جبير بن مطعم:
أخرجه البخاري في الأدب المفرد (698) قال: حدثنا الوليد بن صالح، قال: حدثنا عبيد الله بن عمرو، عن زيد بن أبي أنيسة، عن يونس بن خباب، عن نافع بن جبير بن مطعم، فذكره.(4/246)
2230 - (د) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَن قال حينَ يُصبِحُ: {فَسُبْحَانَ اللهِ حينَ تُمسونَ وحينَ تُصبِحونَ. ولَهُ الْحمدُ في السَّماواتِ والأرضِ وَعَشِيّاً وَحِينَ تُظْهِرُونَ. يُخْرِجُ الحَيَّ مِنَ المَيِّتِ ويُخْرجُ الميتَ مِنَ الحَيِّ ويُحْيي الأرضَ بَعدَ مَوتِها وكَذَلِكَ تُخْرَجونَ} [الروم: 17 - 19] ، أدرَكَ مَا فَاتَهُ في يَوْمِه ذلك، ومَن قَالَهُنَّ حين يُمسي أدْرَكَ مَا فَاتَهُ في لَيلَتِه» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (5076) في الأدب، باب ما يقول إذا أصبح، إسناده ضعيف، وقال الحافظ في " تخريج الأذكار ": حديث غريب، وضعفه البخاري، وقال الحافظ في " تخريج الكشاف ": أخرج الحديث أبو داود العقيلي، وابن عدي من حديث ابن عباس، وإسناده ضعيف، وقال البخاري: لا يصح، وقال الحافظ في " تخريج الأذكار ": ووجدت للحديث شاهداً بسند معضل لا بأس برواته، ثم أخرجه عن زيد العمي عن محمد بن واسع: من قال: حين يصبح ثلاث مرات {فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون} لم يفته خير كان قبله من الليل، ولم يدركه يومه شر، ومن قالها حين يمسي مثله، وكان إبراهيم خليل الرحمن يقولها ثلاث مرات إذا أصبح، وثلاث مرات إذا أمسى، قال الحافظ: ولم أره مصرحاً برفعه، لكن مثله لا يقال بالرأي، ولبعض حديثه شاهد ضعيف مصرح فيه برفعه عن معاذ بن أنس الجهني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ألا أخبركم لم سمى الله تعالى خليله الذي وفى، لأنه كان يقول كلما أصبح {فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون} أخرجه أحمد، وفي سنده ابن لهيعة، وفي شيخه زبان بن فايد مقال، وكذا في ابن لهيعة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
ضعيف: أخرجه أبو داود (5076) قال: حدثنا أحمد بن سعيد الهمداني (ح) وحدثنا الربيع بن سليمان، كلاهما عن ابن وهب، قال: أخبرني الليث، عن سعيد بن بشير النجاري، عن محمد بن عبد الرحمن البيلماني، عن أبيه، فذكره.(4/247)
2231 - (خ م د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ قال حين يُصبحُ: سبحانَ الله العظيم وبحمدِهِ، مِائَةَ مَرَّةٍ، وإذا أَمسى كذلك، لم يُوَافِ أَحدٌ من الخلائق مِثَلَ ما وافى» .
وفي روايةٍ: «لم يَأتِ أَحدٌ يَومَ القيامةِ بأفْضَلَ مما جاءَ به، إلا أحدٌ قال مثلَ ما قال، أو زاد عليه» . أخرجه البخاري، ومسلم، وأبو داود (1) .
__________
(1) رواه البخاري 11 / 173 في الدعوات، باب فضل التسبيح، ومسلم رقم (2691) في الذكر والدعاء، باب فضل التهليل والتسبيح، وأبو داود رقم (5091) في الأدب، باب ما يقول إذا أصبح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مسلم (8/69) قال: حدثني محمد بن عبد الملك الأموي. قال: حدثنا عبد العزيز بن المختار. وأبو داود (5091) قال: حدثنا محمد بن المنهال. قال: حدثنا يزيد، يعني ابن زريع، قال: حدثنا روح بن القاسم. والترمذي (3469) قال: حدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب. قال: حدثنا عبد العزيز بن المختار. والنسائي في عمل اليوم والليلة (568) قال: أخبرنا زكريا ابن يحيى. قال: حدثنا ابن أبي الشوارب. قال: حدثنا عبد العزيز بن المختار. وفي تحفة الأشراف (9/12560) عن عثمان بن عبد الله، عن أمية بن بسطام، عن يزيد بن زريع، عن روح بن القاسم.
كلاهما (عبد العزيز، وروح) عن سهيل بن أبي صالح، عن سمي، عن أبي صالح، فذكره.
* أخرجه أحمد (2/371) قال: حدثنا محمد. قال: حدثنا إسماعيل بن زكريا، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة. فذكره. ليس فيه: سمي.
قلت: راجع لفظ البخاري في الدعوات (11/173) باب فضل التسبيح.(4/248)
2232 - (ت د) عبد الله بن خُبيب - رضي الله عنه -: قال: «خرجنا في ليلةِ مَطَرٍ وظُلْمَةٍ شديدةٍ نَطلبُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- ليصلِّيَ بِنَا، فأدركناهُ، فقال لي: قُلْ، قلتُ: ما أَقولُ يا رسول الله؟ قال: اقرَأ: {قُل هو الله أَحدٌ} والمعَوِّذَتَينِ، حين تُمسي وحينَ تُصبح ثلاث مرات تَكفيك من كل شيء» هذه رواية الترمذي.
وفي رواية أبي داود: «قال: قُلْ، فلم أقُل شيئاً، ثم قال: قُل، فلم أقل شيئاً، ثم قال: قُلْ، فلم أقُلْ شيئاً، ثم قال: قُلْ، فقلتُ: يا رسولَ الله، فما أقول؟ ... وذكر الحديث» (1) .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (3570) في الدعوات، باب رقم (127) ، وأبو داود رقم (5082) في [ص:249] الأدب، باب ما يقول إذا أصبح، وإسناده حسن، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1- أخرجه عبد بن حميد (494) قال: أخبرنا ابن أبي فديك. وأبو داود (5082) قال: حدثنا محمد بن المصفى، قال: حدثنا ابن أبي فديك. وعبد الله بن أحمد (5/312) قال: حدثني محمد بن أبي بكر المقدمي، قال: حدثنا الضحاك بن مخلد. والترمذي (3575) قال: حدثنا عبد بن حميد، قال: حدثنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك والنسائي (8/250) قال: أنبأنا عمرو بن علي، قال: حدثنا أبو عاصم. كلاهما (ابن أبي فديك، والضحاك بن مخلد أبو عاصم) عن ابن أبي ذئب، عن أسيد بن أبي أسيد -هو أبو سعيد البراد -.
2- وأخرجه النسائي (8/250) قال: أخبرنا يونس بن عبد الأعلى، قال: حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني حفص بن ميسرة، عن زيد بن أسلم.
كلاهما (أسيد، وزيد) عن معاذ بن عبد الله بن خبيب، فذكره.
* في رواية أبي داود (ابن أبي ذئب، عن أبي أسيد البراد) .(4/248)
2233 - (د) أبو مالك الأشعري - رضي الله عنه -: قال: «قالوا: يا رسولَ الله، حَدِّثنا بِكَلِمَةٍ نقولها إذا أصبَحنَا وأمسينا واضْطَجَعْنَا، قال: قولوا: اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمواتِ والأرضِ، عالِمَ الغَيْبِ والشَّهَادَةِ، أنتَ رَبُّ كل شَيءٍ، والملائِكةُ يَشهَدونَ أنَّكَ لا إلهَ إلا أنتَ، فإِنَّا نَعُوذُ بكَ مِن شَرِّ أنفُسِنا، ومِنْ شَرِّ الشَّيطانِ الرَّجيمِ، وَشِرْكِهِ، وأنْ نَقْتَرِفَ سُوءاً، أو نَجُرَّهُ إلى مُسلم» . أخرجه أبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(نقترف) : الاقتراف: الاكتساب.
(شر الشيطان وشركه) : شرك الشيطان ما يدعو إليه ويوسوس به من الإشراك بالله تعالى، ومن رواه بفتح الشين والراء عنى: حبائله ومصائده.
__________
(1) رقم (5083) في الأدب، باب ما يقول إذا أصبح من حديث محمد بن إسماعيل بن عياش الحمصي عن أبيه، عن ضمضم عن شريح عن أبي مالك، ومحمد بن إسماعيل بن عياش، عابوا عليه أنه حدث عن أبيه بغير سماع، أقول: ولكن يشهد له حديث أبي راشد الحبراني الذي بعده رقم (2235) فهو به حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه أبو داود (5083) قال: حدثنا محمد بن عوف. قال: حدثنا محمد بن إسماعيل. قال: حدثني أبي، قال ابن عوف: ورأيته في أصل إسماعيل، قال: حدثني ضمضم، عن شريح. فذكره.
قلت: محمد بن إسماعيل هو الحمصي، حدث عن أبيه بغير سماع.(4/249)
2234 - (د) وقال أبو داود: وبهذا الإسناد: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا أصبَحَ أحَدُكُم فَليَقُل: أصبَحنا وأصبَحَ المُلْكُ للهِ رَبِّ العَالمينَ، اللهمَّ [ص:250] إِني أَسأَلُكَ خَيْرَ هذا اليومِ: فَتحَهُ، ونَصْرَهُ، ونُورَهُ، وبَركَتهُ، وهُداه، وأعوذُ بكَ من شَرِّ ما فِيهِ، وشَرِّ ما بَعدَهُ، ثم إذا أمسى فَلْيَقُل مِثْلَ ذلك» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فتحه) : الفتح: النصر والظفر.
__________
(1) رقم (5083) في الأدب، باب ما يقول إذا أصبح، وهو حديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: راجع التخريج السابق.(4/249)
2235 - (ت) أبو راشد الحبراني - رحمه الله - (1) : قال: أَتَيْتُ عبدَ الله بنَ عَمرو بن العاصِ، فقلتُ له: حَدِّثْنَا حَدِيثاً مِمَّا سَمِعْتَ من رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-، فَأَلْقَى إليَّ صَحِيفَة، فقال: «هذا ما كَتَبَ لي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، قال: فَنَظَرْتُ فِيهَا [فإذا فيها] : أَنَّ أبا بكرٍ الصِّديقَ قال: يا رسولَ الله، عَلِّمْني ما أقولُ إذا أصْبَحْتُ وإذا أمْسَيْتُ، قال: يا أبا بكرٍ قُلْ: اللَّهُمَّ فاطرَ السَّمواتِ والأرضِ، عالِمَ الغَيْبِ والشَّهادَةِ، لا إلهَ إلا أَنتَ، أعوذُ بكَ من شَرِّ نَفْسِي، وشَرِّ الشيطانِ وشِرْكِهِ، وَأنَْ أَقْتَرِفَ عَلَى نَفْسِي سُوءاً، أو أَجُرَّهُ إلى مُسْلِمٍ» . أخرجه الترمذي (2) .
__________
(1) الحميري الحمصي، ويقال: الدمشقي، اسمه: أخضر، وقيل: النعمان، تابعي ثقة.
(2) رقم (3526) في الدعوات، باب رقم (101) ، وإسناده حسن، وقد حسنه الترمذي وغيره.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناد حسن: أخرجه أحمد (2/196) (6851) قال: حدثنا خلف بن الوليد. والبخاري في الأدب المفرد (1204) قال: حدثنا خطاب بن عثمان والترمذي (3529) قال: حدثنا الحسن بن عرفة.
ثلاثتهم (خلف بن الوليد، وخطاب، والحسن) عن إسماعيل بن عياش، عن محمد بن زياد الألهاني، عن أبي راشد الحبراني، فذكره.
قلت: شيخ ابن عياش، شامي، وهذا الحديث أراه المحفوظ عن إسماعيل بن عياش، وقد أخطأ من ظنه شاهدا للحديث المتقدم برقم (2233) بل هذا الحديث معلول بالإسناد المذكور هنا، والله أعلم.(4/250)
2236 - (ت د) أم سلمة - رضي الله عنها -: قالت: «عَلَّمَنِي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أن أقولَ إذا أمْسَيْتُ: اللَّهُمَّ عِنْدَ اسْتِقْبَالِ لَيْلِكَ، وإِدْبارِ نَهَارِكَ، [ص:251] وأصْواتِ دُعَاتِكَ، وحُضورِ صلواتِكَ: أَسأَلُكَ أنْ تَغْفِرَ لِي» .
وفي روايةٍ قالت: «عَلَّمَني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أن أقول عند أذان المغرب: اللَّهُمَّ هذا إِقْبَالُ لَيْلِكَ، وإدْبَارُ نَهَارِكَ، وَأصْواتُ دعاتِكَ: فَاغْفِرْ لي» . أخرج الرواية الأولى الترمذي، والثانية أبو داود (1) .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (3583) في الدعوات، باب في دعاء أم سلمة، وأبو داود رقم (530) في الصلاة، باب ما يقول عند أذان المغرب، وفي سنده أبو كثير مولى أم سلمة، وهو مجهول، وقال الترمذي: لا يعرف، وكذلك قال الذهبي في " ميزان الاعتدال ".
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف جدا: أخرجه عبد بن حميد (1543) قال: حدثنا ابن أبي شيبة. قال: حدثنا إسحاق بن منصور، عن هريم، عن عبد الرحمن بن إسحاق. وأبو داود (530) قال: حدثنا مؤمل بن إهاب. قال: حدثنا عبد الله بن الوليد العدني. قال: حدثنا القاسم بن معن. قال: حدثنا المسعودي. والترمذي (3589) قال: حدثنا حسين بن علي بن الأسود البغدادي. قال: حدثنا محمد بن فضيل، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن حفصة بنت أبي كثير.
ثلاثتهم - عبد الرحمن بن إسحاق، والمسعودي، وحفصة بنت أبي كثير - عن أبي كثير مولى أم سلمة فذكرته.
قال الترمذي: هذا حديث غريب إنما نعرفه من هذا الوجه، وحفصة بنت أبي كثير لا نعرفها ولا أباها.(4/250)
2237 - (د) أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه -: كان يقولُ: «مَن قالَ حِينَ يُصْبِحُ: اللَّهُمَّ مَا حَلَفْتُ من حَلْفٍ، أو نَذَرْتُ من نَذْرٍ، أو قلتُ من قولٍ، فَمَشيئَتُكَ بَيْنَ يَدَيْ ذلكَ كُلِّهِ، مَا شئِْتَ كانَ، وما لم تَشَأ لَمْ يَكُنْ، اللَّهمَّ اغفرْ لي، وتَجَاوَزْ لِي عنه، اللَّهُمَّ مَنْ صَلَّيْتَ عليهِ فَعَلَيْهِ صَلاتي، ومَنْ لَعَنْتَهُ فَعَلَيْهِ لَعْنَتِي - كان في استثناءٍ يومَه ذلك» أخرجه أبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فمشيئتك) : من روى «فمشيئتك» بالنصب، نصبها بإضمار فعل، كأنه قال: فإني أقدم مشيئتك في ذلك، وأنوي الاستثناء فيه طرحاً للحنث [ص:252] ومن رفعها فمعناه: الاعتذار بسابق الأقدار العائقة عن الوفاء بما ألزم نفسه منها، والأول أحسن.
__________
(1) رقم (5087) في الأدب، باب ما يقول إذا أصبح، من حديث المسعودي عن القاسم عن أبي ذر، وإسناده حسن، قال في " عون المعبود شرح سنن أبي داود ": هكذا موقوفاً في النسخ، وليس هذا من رواية اللؤلؤي، ولذا لم يذكره المنذري.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن، موقوف: أخرجه أبو داود (5087) قال: ثنا ابن معاذ، قال: حدثني أبي، ثنا المسعودي، ثنا القاسم، فذكره.
قلت: أظن المسعودي حفظه، والله أعلم.(4/251)
2238 - () عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَنْ قالَ حِينَ يُصْبِحُ: اللَّهُمَّ ما أَصْبَحَ بي من نِعْمَةٍ، أَوْ بأحدٍ مِنْ خَلقِكَ، فَمِنْكَ وَحْدَكَ لا شريكَ لَكَ، فقد أدَّى شُكْرَ ذلك اليوم» أخرجه ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وقد أخرجه أبو داود رقم (5073) في الأدب، باب ما يقول إذا أصبح، وفي سنده عبد الله بن عنبسة، لم يوثقه غير ابن حبان، وباقي رجاله ثقات، ورواه ابن حبان في صحيحه رقم (2361) موارد، وقد حسنه الحافظ ابن حجر في " تخريج الأذكار "، وقال بعد تخريجه: عن يحيى بن صالح، عن سليمان بن بلال، عن ربيعة ابن أبي عبد الرحمن، عن عبد الله بن عنبسة عن ابن غنام، حديث حسن، أخرجه النسائي في " الكبرى " والفريابي في " الذكر "، وأخرجه أبو داود وسمى ابن غنام، قال: ورواه جماعة عن عبد الله بن وهب عن سليمان بن بلال بسنده، قال الحافظ: أخرجه كذلك النسائي والمعمري وابن حبان في صحيحه من طرق عن عبد الله بن وهب، ووافق ابن وهب سعيد بن أبي مريم عند الطبراني. أقول: وقد تقدم الحديث رقم (2229) .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: لم أقف عليه من حديث ابن عباس وقد تقدم، من حديث عبد الله بن غنام.(4/252)
2239 - () عبد الرحمن بن أبزى - رحمه الله -: عن أبيه: «أَن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يقولُ إذا أصْبَحَ: أَصْبَحْنَا على فِطْرَةِ الإسلامِ، وكلمةِ الإخْلاصِ، وعلى دِينِ نَبِيّنَا محمدٍ -صلى الله عليه وسلم-، وعلى مِلَّةِ أَبينا إبراهيمَ، حَنِيفاً مُسْلِماً، وما كانَ من المُشْرِكِينَ» أخرجه ... (1) . [ص:253]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فطرة الإسلام) : الفطرة: ابتداء الخلقة، وهي إشارة إلى كلمة التوحيد حين أخذ الله العهد بها على ذرية آدم، فقال: {ألَسْتُ بِرَبِّكُم قالُوا بَلَى} [الأعراف: 172] وقيل: الفطرة هاهنا: السنة.
(كلمة الإخلاص) : قول: لا إله إلا الله.
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، والحديث رواه أحمد في " المسند " 3 / 406 والدارمي 2 / 262 في " الدعاء "، باب ما يقول إذا أصبح، وابن السني صفحة (12) ، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
رواه سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى، عن أبيه:
1- أخرجه أحمد (3/406) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (3/407) قال: حدثنا عبد الرحمن، عن شعبة. والنسائي في عمل اليوم والليلة (2) قال: أخبرنا محمد بن بشار، قال حدثنا يحيى، عن سفيان. وفي (3) قال: أخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد، قال: حدثنا شعبة. وفي (54„) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: حدثنا شبابة، قال: سمعت شعبة.
كلاهما (شعبة، وسفيان) عن سلمة بن كهيل، عن ذر، عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى، فذكره. * في رواية محمد بن جعفر، ويحيى بن سعيد: (ابن عبد الرحمن بن أبزى) لم يسمياه.
* في رواية شبابة، قال: سمعت شعبة يقول: أتيت محمدا - يعني ابن أبي ليلى - فقلت: أقرئني عن سلمة حديثا مسندا عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، فحدث عن ابن أبي أوفى، قال: إذا أصبح: أصبحنا على الفطرة، فذكر الدعاء، قال شعبة: فأتيت سلمة فذكرت ذلك له فقال: لم أسمع من ابن أبي أوفى، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في هذا شيئا.
قلت: ولا من قول ابن أبي «أوفى» ؟ قال: لا، قلت: ولا حدثت عنه؟ قال: لا، ولكني سمعت ذرا يحدث عن سعيد بن عبد الرحمن ابن أبزى، عن أبيه، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، أنه كان إذا أصبح قال ذلك. فرجعت إلى محمد، وفي موضع آخر من كتابي - فدخلت على محمد - فقلت: أين ابن أبي أوفى من ذر، وفي موضع آخر: أين ذر من ابن أبي أوفى؟ قال: هكذا ظننت، قلت: هكذا تعامل بالظن؟.
* أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة تحفة الأشراف (9684) عن أحمد بن عثمان بن حكيم، عن بكر بن عبد الرحمن، عن عيسى بن المختار، عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن سلمة، عن سعيد ابن عبد الرحمن ابن أبزى، فذكره. (ليس فيه ذر) .
- ورواه عبد الله بن عبد الرحمن بن أبزى، عن أبيه، قال:
أخرجه أحمد (3/407) قال: حدثنا وكيع. وفي (3/407) قال: حدثنا يحيى بن سعيد والدارمي (2691) قال: أخبرنا محمد بن يوسف. والنسائي في عمل اليوم والليلة (1) قال: حدثنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى. وفي (343) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان أبو الحسن الرهاوي، قال: حدثنا أبو داود - وهو عمر بن سعيد الحفري - وفي (344) قال: أخبرنا أحمد بن حرب، قال: حدثنا قاسم - وهو ابن يزيد الجرمي -.
خمستهم (وكيع، ويحيى بن سعيد، ومحمد بن يوسف، وأبو داود الحفري، وقاسم) عن سفيان، قال: حدثنا سلمة بن كهيل، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبزى، فذكره.(4/252)
الفصل الرابع: في أدعية النوم والانتباه
2240 - (خ م ت د) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: قال أَبو الْوَرْدِ بن ثُمَامَةَ: «قال عليٌّ لابنِ أَغْيَد (1) : ألا أُحَدثُكَ عني وعن فاطمة بِنْتِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- وكانت من أحَبِّ أهْلِهِ إليه، وكانت عندي -؟ قلت: بَلَى. قال: إنها جَرَّت بالرَّحى حتى أَثَّرَتْ في يدها، واستَقَتْ بِالقِربة حتى أَثَّرت في نَحرها، وكنَسَتِ البَيْتَ حتى اغْبرَّتْ ثِيابُها، فَأتَى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- خَدَمٌ، فقلتُ: لو أتيتِ أباكِ فسألتيهِ خادماً؟ فَأتتهُ فوَجَدَت عنده حُدَّاثاً، فرجعتْ، فأتاها من الغَدِ، فقال: ما [كان] حاجتُكِ؟ فسكتت، فقلتُ: أنّا أُحَدِّثُكَ يا رسولَ الله: جَرَّت بالرَّحى حتى أَثَّرَتْ في يَدِها، وحَمَلَت بالقِربة حتى أَثَّرتْ في نَحرها، فلمَّا أن جاءَ الخَدمُ، أمرتُها أن تأْتِيَكَ، فتَستَخْدِمَكَ خادماً، [ص:254] يَقيها حَرَّ ما هي فيهِ، قال: اتَّقي الله يا فاطمةُ، وأَدِّي فريضةَ ربِّكِ، واعملي عَمَلَ أهلِكِ، وإذا أَخَذْتِ مَضجعكِ فَسَبِّحي ثلاثاً وثلاثين، واحمَدي ثلاثاً وثلاثين، وكَبِّري أربعاً وثلاثين، فتلك مائة، فهي خَيرٌ لَكِ من خادم، قلتُ: رَضِيتُ عن الله وعن رسوله» (2) .
زاد في روايةٍ: «ولَم يُخْدِمها» . هذه رواية أبي داود (3) .
وله في أخرى نحوه، وفيها: «وقَمَّت البيتَ حتى اغبَرَّت ثِيابُها، وأَوقدت القِدْرَ حتى دَكِنَت ثيابُها، وأصابها من ذلك ضُر، فَسمِعنَا أن رقيقاً أُتي بِهِم النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-، وفيها: فغدا علينا ونحن في لِفَاعِنا، فجلس عند رأسها، فأَدخلَتْ رأْسَها في اللفِّاعِ حياء من أبيها، قال: ما كانت حَاجَتُكِ أمسِ إلى آلِ محمدٍ؟ فسكتتْ، مرتين، فقلتُ: أنا والله أُحدثك ... وذكر نحوه» (4) .
وله في أخرى عن ابن أبي ليلى عن عليٍّ - رضي الله عنه - قال: «شَكتْ فاطمةُ إلى النبي- صلى الله عليه وسلم- ما تَلقى في يدِها من الرَّحى، فَأُتي بسَبْيٍ، فأتتْهُ تسألُه؟ فلم تره، فأخبرت بذلك عائشة، فلما جاء النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- أخبرتْه، فأتانا وقد أخذنا [ص:255] مضاجعنا، [فجاء] فقعد بيننا، حتى وَجدْتُ بَرْدَ قَدَمَيْهِ على صَدري، فقال: ألا أدُلُّكما على خيرٍ مِمَّا سألتما؟ إذا أخذتُما مضاجعَكما فسبِّحا ثلاثاً وثلاثين، واحْمَدَا ثلاثاً وثلاثين، وكبِّرا أربعاً وثلاثين، فهو خيرٌ لكما من خادم» .
وفي أخرى له نحوه، وفيه: «قال عليٌّ: فما تركتهُنَّ منذ سمعتهنَّ من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- إلا ليلةَ صِفِّين، فإني ذَكَرْتُها من آخِر الليلِ، فقلتُها» .
وأخرج البخاري، ومسلم رواية ابن أبي ليلى، وفيها: قال [سفيان] : «إحدَاهُنَّ: أَربعٌ وثلاثون» .
وفي رواية ابن سيرين: «التَّسبيحُ أربعٌ وثلاثون، وقال عليٌّ: فما تركْتُهُ منذُ سَمعتُه من رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-، قيل له: ولا لَيلَةِ صِفين؟ قال: ولا ليلةَ صِفين» .
وفي أخرى لهما عن ابن أبي ليلى عن علي: «أن فاطمةَ أَتت النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- تَسألُهُ خادماً؟ وأنه قال: ألا أُخْبِرُكِ بما هو خيرٌ لَكِ منه؟ تُسبِّحينَ الله ثلاثاً وثلاثين، وتَحمَدينَ الله ثلاثاً وثلاثين، وتُكَبِّرينَ الله أربعاً وثلاثين» .
وفي رواية الترمذي عن علي، قال: «شَكَت إليَّ فاطمةُ مَجْلَ يَديْها من الطَّحْنِ، فقلتُ لها: لو أتيتِ أباكِ، فسألتيهِ خادماً؟ فقال: ألا أدّلكما على ما هو خيرٌ لكما؟ إذا أخَذتُما مَضْجَعَكما، تَقُولانِ ثلاثاً وثلاثين، [ص:256] وثلاثاً وثلاثين، وأربعاً وثلاثين، من تَحْميدٍ وتَسبيحٍ، وتكبيرٍ» .
قال الترمذي: وفي الحديث قصة، ولم يذكرها.
وفي أخرى له قال: «جاءت فاطمةُ إلى النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- تَشْكو مَجلَ يَديْها، فأمرها بالتَّسبيح، والتَّكبير، والتَّحمِيدِ» (5) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(حُدَّاثاً) : القوم يتحدثون، وهو جمع لا واحد له من لفظه.
(لم يخدمها) : أي: لم يعطها خادماً، والخادم: يقع على الغلام والجارية. [ص:257]
(قمت) : القمامة: الكناسة، [يقال] : قمَّت المرأة البيت: إذا كنست ما فيه من الكناسة.
(دَكِنَت) : دَكِنَ الثوب: إذا اتسخ واغبر لونه.
(رقيقاً) : الرقيق: اسم للعبيد والإماء، فعيل بمعنى مفعول، أي: أنه في الرق: الملكة.
(لِفَاعنا) : اللفاع: ثوب يتغطى به، ويتلفف [فيه] .
(مَجْلَ يديها) : مَجَلَت اليدُ تَمجُل مَجْلاً: ومَجِلَت تَمجَل مَجَلاً: إذا خرج فيها شبه البَثْر من العمل بالفأس ونحوه من الآلات التي تؤثر في اليد.
__________
(1) في الأصل، و " سنن أبي داود ": ابن أعبد، والتصحيح من كتب الرجال.
(2) انظر " سنن أبي داود " رقم (2989) ، وفي سند هذه الرواية عند أبي داود علي بن أغيد، وهو مجهول، وفيه أيضاً أبو الورد بن ثمامة بن حزن القشيري والبصري، لم يوثقه غير ابن حبان، ولكن يشهد له الرواية التي بعد هذه عند أبي داود رقم (2989) .
(3) هذه الرواية مثل الأولى وسنده صحيح، وهي شاهد للتي قبلها.
(4) وفي سند هذه الرواية عند أبي داود أيضاً رقم (5063) علي بن أغيد، وأبو الورد بن ثمامة ابن حزن القشيري البصري وقد علمت حالهما.
(5) رواه البخاري 7 / 59 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب مناقب علي بن أبي طالب، وفي الجهاد، باب الدليل على أن الخمس لنوائب رسول الله صلى الله عليه وسلم والمساكين، وفي النفقات، باب عمل المرأة في بيت زوجها، وباب خادم المرأة، وفي الدعوات، باب التكبير والتسبيح عند المنام، ومسلم رقم (2727) في الذكر والدعاء، باب التسبيح أول النهار وعند النوم، والترمذي رقم (3405) في الدعوات، باب ما جاء في التسبيح والتكبير والتحميد عند المنام، وأبو داود رقم (2988) و (2989) في الخراج والإمارة، باب في بيان مواضع قسم الخمس وسهم ذي القربى، ورقم (5062) و (5063) في الأدب، باب في التسبيح عند النوم. قال الحافظ في " الفتح ": وفي الحديث منقبة ظاهرة لعلي وفاطمة عليهما السلام، وفيه بيان إظهار غاية التعطف والشفقة على البنت والصهر، ونهاية الاتحاد برفع الحشمة والحجاب، حيث لم يزعجهما عن مكانهما، فتركهما على حالة اضطجاعهما، وبالغ حتى أدخل رجله بينهما، ومكث بينهما حتى علمهما ما هو الأولى بحالهما من الذكر عوضاً عما طلباه من الخادم، فهو من باب تلقي المخاطب بغير ما يطلب إيذاناً بأن الأهم من المطلوب هو التزود للمعاد، والصبر على مشاق الدنيا، والتجافي عن دار الغرور، قال: وفيه أن من واظب على هذا الذكر عند النوم لم يصبه إعياء، لأن فاطمة شكت التعب من العمل، فأحالها صلى الله عليه وسلم على ذلك، كذا أفاده ابن تيمية، وفيه نظر، ولا يتعين رفع التعب، بل يحتمل أن يكون من واظب عليه لا يتضرر بكثرة العمل ولا يشق عليه ولو حصل له التعب، والله أعلم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه الترمذي (3408) قال: حدثنا أبو الخطاب زياد بن يحيى البصري. وفي (3409) قال: حدثنا محمد بن يحيى. وعبد الله بن أحمد (1/123) (996) قال: حدثني أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد القطان. والنسائي في الكبرى الورقة (124أ) قال: أخبرنا زياد بن يحيى.
ثلاثتهم (زياد، ومحمد بن يحيى الذهلي، وأحمد بن محمد القطان) قالوا: حدثنا أزهر بن سعد السمان، عن ابن عون، عن محمد بن سيرين، عن عبيدة، فذكره.
- ورواه ابن أبي ليلى. قال: حدثنا علي.
1- أخرجه الحميدي (43) ، وأحمد (1/80) (604) والبخاري (7/84) قال: حدثنا الحميدي. ومسلم (8/84) قال: حدثني زهير بن حرب. والنسائي في عمل اليوم والليلة (814) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد. أربعتهم (الحميدي، وأحمد، وزهير، وقتيبة) عن سفيان بن عيينة، عن عبيد الله بن أبي يزيد.
وأخرجه مسلم (8/84) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير وعبيد بن يعيش، عن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا عبد الملك، عن عطاء بن أبي رباح. كلاهما (عبيد الله بن أبي يزيد، وعطاء) عن مجاهد.
2- وأخرجه أحمد (1/95) (740) قال: حدثنا وكيع. وفي (1/136) (1141) قال: حدثنا محمد ابن جعفر. وفي (1144) قال: حدثنا عفان. والبخاري (4/102) قال: حدثنا بدل بن المحبر. وفي (5/24) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا غندر. وفي (7/84) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى. وفي (8/87) قال: حدثنا سليمان بن حرب. ومسلم (8/84) قال: حدثنا محمد بن المثنى ومحمد بن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر. (ح) وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع. (ح) وحدثنا عبيد الله بن معاذ، قال: حدثنا أبي. (ح) وحدثنا ابن المثنى، قال: حدثنا ابن أبي عدي.
وأبو داود (5062) قال: حدثنا حفص بن عمر. (ح) وحدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى.
تسعتهم - وكيع، ومحمد بن جعفر غندر، وعفان، وبدل، ويحيى القطان، وسليمان بن حرب، ومعاذ، وابن أبي عدي، وحفص - عن شعبة عن الحكم.
3- وأخرجه أحمد (1/144) (1228) ، وعبد بن حميد (63) ، والدارمي (2688) ، والنسائي في عمل اليوم والليلة (815) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان.
أربعتهم (أحمد، وعبد، والدارمي، وأحمد بن سليمان) عن يزيد بن هارون، عن العوام بن حوشب، عن عمرو بن مرة.
ثلاثتهم (مجاهد، والحكم، وعمرو بن مرة) عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، فذكره.
- ورواه ابن أعبد قال: قال لي علي بن أبي طالب:
أخرجه أبو داود (2988) قال: حدثنا يحيى بن خلف، قال: حدثنا عبد الأعلى. وعبد الله بن أحمد (1/153) (1312) قال: حدثني العباس بن الوليد النرسي، قال: حدثنا عبد الواحد بن زياد.
كلاهما (عبد الأعلى، وعبد الواحد) عن سعيد بن إياس الجريرى، عن أبي الورد بن ثمامة، عن ابن أعبد، فذكره.
* أخرجه أبو داود (5063) قال: حدثنا مؤمل بن هشام اليشكري، قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن الجريري، عن أبي الورد بن ثمامة، قال: قال علي لابن أعبد: ألا أحدثك عني وعن فاطمة ... فذكره. ولم يقل فيه أبو الورد: عن ابن أعبد.
- ورواه أبو جعفر مولى علي بن أبي طالب أن عليّا قال في يوم:
أخرجه عبد بن حميد (79) قال: أخبرنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا سالم بن عبيد، عن أبي عبد الله، عن أبي جعفر، فذكره.
- ورواه شبث بن ربعي، عن علي بن أبي طالب:
أخرجه أبو داود (5064) قال: حدثنا عباس العنبري، قال: حدثنا عبد الملك بن عمرو، قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد. والنسائي في عمل اليوم والليلة (816) قال: أخبرنا أحمد بن عمرو بن السرح، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني عمرو بن مالك وحيوة بن شريح.
ثلاثتهم (عبد العزيز، وعمرو، وحيوة) عن يزيد بن الهاد، عن محمد بن كعب القرظي، عن شبث ابن ربعي، فذكره.
- ورواه هبيرة بن يريم، عن علي:
أخرجه أحمد (1/146) (1249) قال: حدثنا أسود بن عامر وحسين وأبو أحمد الزبيري، قالوا: حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن هبيرة بن يريم، فذكره.(4/253)
2241 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه -: «أنَّ فاطمةَ أتت النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- تَسأَلُه خادماً؟ وشكتِ العملَ، فقال: ما أَلْفَيتِيِهِ عندنا؟ وقال: ألا أدُلكِ على ما هو خَيرٌ لَكِ من خادمٍ؟ تُسَبِّحينَ الله ثلاثاً وثلاثين، وتَحمَدين ثلاثاً وثلاثين، وتُكبِّرينَ أربعاً وثلاثين حين تأخذين مَضجَعَكِ» أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (2728) في الذكر والدعاء، باب التسبيح أول النهار وعند النوم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مسلم (8/84، 85) قال: حدثني أمية بن بسطام العيشي. قال: حدثنا يزيد، يعني ابن زريع، قال: حدثنا روح، وهو ابن القاسم. (ح) وحدثنيه أحمد بن سعيد الدارمي. قال: حدثنا حبان. قال: حدثنا وهيب.
كلاهما (روح، ووهيب) عن سهيل، عن أبيه، فذكره.(4/257)
2242 - (د) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: «أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- كان يقول: إذا أَخذ مَضجَعه: الحمد لله الذي كفاني وآواني، وأطعمني، وسقاني، والحمد لله الذي منَّ عليَّ فأفضَلَ، والذي أعطاني فأجزلَ، والحمد لله على كل [ص:258] حالٍ، اللهم ربَّ كلِّ شيء ومَليكَهُ، أعوذُ بالله من النار» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (5058) في الأدب، باب ما يقال عند النوم، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: أخرجه أحمد (2/117) (5983) . وأبو داود (5058) قال: حدثنا علي بن مسلم. والنسائي في عمل اليوم والليلة (798) قال: أخبرنا عمرو بن يزيد. وفي الكبرى تحفة الأشراف (7119) عن علي بن مسلم.
ثلاثتهم (أحمد بن حنبل، وعلي بن مسلم، وعمرو بن يزيد) عن عبد الصمد بن عبد الوراث، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا حسين، يعني المعلم، عن ابن بريدة، فذكره.(4/257)
2243 - (م) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: «أنه أمر رجلاً قال: إذا أَخَذْتَ مَضجَعَك، قُلْ: اللَّهمَّ أنت خلقت نفسي، وأنت تَتوفَّاها، لك مماتُها ومَحياها، إنْ أَحيَيتَها فاحفَظها، وإن أَمتَّها فاغْفِر لها، اللَّهمَّ إني أسألُك العفوَ والعافيةَ، فقيل له: سمعتَ هذا من عمر؟ قال: سمعتُه من خيرٍ من عمر، من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-» أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (2712) في الذكر والدعاء، باب ما يقول عند النوم وأخذ المضجع.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/79) (5502) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. ومسلم (8/78) قال: حدثنا عقبة بن مكرم العمي، وأبو بكر بن نافع، قالا: حدثنا غندر، قال: حدثنا شعبة. والنسائي في عمل اليوم والليلة (796) قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن، قال: حدثنا غندر، عن شعبة. وفي (797) قال: أخبرنا زياد بن يحيى، قال: حدثنا بشر بن المفضل.
كلاهما (شعبة، وبشر) عن خالد، قال: سمعت عبد الله بن الحارث، فذكره.(4/258)
2244 - (م د ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: «أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- كان إذا أوى إلى فِرَاشِهِ قال: الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا، وكفانا، وآوانا، فكم مِمَّنْ لا كافيَ له ولا مُؤوي» أخرجه مسلم، والترمذي، وأبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(وآوانا) : أي: جمعنا وضمنا إليه، وأويت إلى المنزل: إذا رجعت إليه ودخلته (*) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (2715) في الذكر والدعاء، باب ما يقول عند النوم وأخذ المضجع، والترمذي رقم (3393) في الدعوات، باب ما جاء في الدعاء إذا أوى إلى فراشه، وأبو داود رقم (5053) في الأدب، باب ما يقال عند النوم. وفي الأصل في آخره: ولا مؤوي له، والتصحيح من مسلم والترمذي وأبو داود.
(*) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: (كذا) ، وقال في كتابه النهاية 1 / 83: " (وآوانا) أي: ردّنا إلى مأوى لنا ولم يجعلنا منتشرين كالبهائم، والمأوَى المنزل "
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (3/153) ، وعبد بن حميد (1335) قالا: حدثنا حسن بن موسى.
2- وأخرجه أحمد (3/167) قال: حدثنا أبو كامل.
3- وأخرجه أحمد (3/253) والترمذي (3396) وفي الشمائل (259) قال: حدثنا إسحاق بن منصور.
كلاهما (أحمد، وإسحاق) قالا: حدثنا عفان بن مسلم.
4- وأخرجه عبد بن حميد (1351) ، والبخاري في الأدب المفرد (1206) قالا: حدثنا سليمان بن حرب. 5- وأخرجه مسلم (8/79) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. وأبو داود (5053) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة. قالا (أبو بكر، وعثمان) : حدثنا يزيد بن هارون.
6- وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (799) قال: أخبرنا أبو بكر بن نافع، قال: حدثنا بهز.
ستتهم (حسن، وأبو كامل، وعفان، وسليمان، ويزيد، وبهز) عن حماد بن سلمة، عن ثابت، فذكره.(4/258)
2245 - (ت) رجل من بني حنظلة - رحمه الله -: قال: «صَحِبتُ شدَّادَ [ص:259] بن أوس، فقال: ألا أُعَلِّمُك ما كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يُعَلِّمُنَا أن نقول؟ : اللهم إني أسألك الثَّبَاتَ في الأمر، وأَسأَلُكَ عَزِيمةَ الرُّشْد، وأسألك شُكْرَ نِعمَتك، وأَسألك لساناً صادقاً، وقلباً سليماً، وأعوذ بكَ من شرِّ ما تعلَمُ، وأسألك من خير ما تعلم، وأستَغْفِرُكَ مما تعلم، إنك أنت علامُ الغُيوب. قال: وقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: ما مِن مسلم يأخذُ مَضْجَعه فيقرأ سورة من كتاب الله، إلا وكَّل اللهُ به ملَكاً، فلا يقْرَبهُ شيءٌ يؤذِيه حتى يَهُبَّ متى هَبَّ» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3404) في الدعوات، باب سؤال الثبات في الأمر، وفي سنده جهالة الرجل من بني حنظلة، ولكن يشهد له حديث شداد بن أوس عند النسائي وقد تقدم رقم (3184) ، ورواه الحاكم وصححه، ووافقه الذهبي، وأخرجه ابن حبان في صحيحه رقم (2416) موارد.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف، للجهالة: أخرجه أحمد (4/125) قال: حدثنا يزيد بن هارون. والترمذي (3407) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا أبو أحمد الزبيري، قال: حدثنا سفيان.
كلاهما (يزيد، وسفيان) عن أبي مسعود الجريري، عن أبي العلاء بن الشخير، عن رجل من بني حنظلة، فذكره.
* أخرجه النسائي (3/54) وفي الكبرى (1136) قال: أخبرنا أبو داود، قال: حدثنا سليمان بن حرب، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن سعيد الجريري، عن أبي العلاء، عن شداد بن أوس، فذكره، ليس فيه: عن رجل من بني حنظلة.
* في رواية يزيد بن هارون: عن الحنظلي، وزاد في أول الحديث: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، يعلمنا كلمات، ندعو بهن في صلاتنا، أو قال: في دبر صلاتنا ... » ثم ذكر الحديث.
*وفي رواية حماد بن سلمة: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، كان يقول في صلاته: اللهم إني أسألك الثبات في الأمر ... الحديث.(4/258)
2246 - (خ م ط ت د) عائشة - رضي الله عنها -: «أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- كان إذا أَخذَ مَضجَعه نفث في يَدَيه، وقرأ المُعَوِّذَاتِ، و {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} ومسح بهما وجهَه وجسده، فلما اشْتكى كان يأمرني أنْ أفعل ذلك به» .
وفي روايةٍ: أن رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- كان إذا أوى إلى فِرَاشِهِ كلَّ لَيْلَةٍ جَمَع كَفَّيهِ، ثم نفث فيهما، فقرأ: {قُلْ هُوَ اللهُ أحَدٌ} و {قُلْ أعوذُ بِرَبِّ الفَلقِ} و {قُلْ أعوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} ثم يمسح بهما ما استطاعَ من جسده، يَبدَأُ بهما على رأْسه ووجهه وما أقبل من جسده، يَفْعَل ذلك ثلاث مراتٍ. أخرجه البخاري، ومسلم، والترمذي، وأبو داود. [ص:260]
وفي رواية الموطأ: «كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمُعوِّذَاتِ ويَنْفُثُ، فلما اشتد وجعهُ كنتُ أقرأُ عليه وأمسحُ عنه بيدِهِ، رجاء بركتها» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 9 / 56 في فضائل القرآن، باب فضل المعوذات، وفي الطب، باب النفث في الرقية، وفي الدعوات، باب التعوذ والقراءة عند النوم، ومسلم رقم (2192) في السلام، باب رقية المريض بالمعوذات والنفث، والموطأ 2 / 942 و 943 في العين، باب التعوذ والرقية في المرض، والترمذي رقم (3399) في الدعوات، باب ما جاء فيمن يقرأ من القرآن عند المنام، وأبو داود رقم (3902) في الطب، باب كيف الرقى.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (6/116) قال: حدثنا يحيى بن غيلان. قال: حدثنا المفضل. وفي (6/154) قال: حدثنا أبو عبد الرحمن. قال: حدثنا سعيد، يعني ابن أبي أيوب. وعبد بن حميد (1484) قال: حدثني عبد الله بن يزيد المقرىء. قال: حدثنا سعيد بن أبي أيوب. والبخاري (6/233) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا المفضل بن فضالة. وفي (8/87) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. قال: حدثنا الليث. وأبو داود (5056) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد ويزيد بن خالد بن موهب الهمداني. قالا: حدثنا المفضل، يعنيان ابن فضالة. وابن ماجة (3875) قال: حدثنا أبو بكر. قال: حدثنا يونس بن محمد وسعيد بن شرحبيل. قالا: أنبأنا الليث بن سعد. والترمذي (3402) ، وفي الشمائل (257) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا المفضل بن فضالة. والنسائي في عمل اليوم والليلة (788) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا المفضل.
ثلاثتهم (المفضل بن فضالة، وسعيد بن أبي أيوب، والليث بن سعد) عن عقيل بن خالد الأيلي.
2- وأخرجه البخاري (7/172) قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله الأويسي. قال: حدثنا سليمان، عن يونس.
كلاهما (عقيل، ويونس) عن ابن شهاب، عن عروة بن الزبير.، فذكره.(4/259)
2247 - (خ ت د) حذيفة بن اليمان - رضي الله عنهما -: «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان إذا أوى إلى فراشه، قال: باسْمِك اللَّهمَّ أحيا وأمُوتُ، وإذا أصبح - وفي رواية: وإذا استيقظَ - قال: الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النُّشور» . أخرجه البخاري، والترمذي، وأبو داود (1) .
__________
(1) رواه البخاري 11 / 96 في الدعوات، باب ما يقول إذا نام، وباب وضع اليد اليمنى تحت الخد الأيمن، وباب ما يقول إذا أصبح، وفي التوحيد، باب السؤال بأسماء الله تعالى، والترمذي رقم (3413) في الدعوات، باب ما يدعو به عند النوم، وأبو داود رقم (5049) في الأدب، باب ما يقال عند النوم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (5/385) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان. وفي (5/387) قال: حدثنا أبو النضر، قال: حدثنا شريك. وفي (5/397) قال: حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان. وفي (5/399) قال: حدثنا سليمان بن حبان قال: حدثا سفيان وفي (5/407) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا سفيان. والدارمي (2689) قال: أخبرنا محمد بن يوسف، عن سفيان. والبخاري (8/85) قال: حدثني موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا أبو عوانة. وفيه (8/85) قال: حدثنا قبيصة، قال: حدثنا سفيان، وفي (8/88) قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا سفيان. وفي (9/146) قال: حدثنا مسلم، قال: حدثنا شعبة. وفي الأدب المفرد (1205) قال: حدثنا قبيصة، وأبو نعيم، قالا: حدثنا سفيان. وأبو داود (5049) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع، عن سفيان. وابن ماجة (3880) قال: حدثنا علي بن محمد، قال:حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان. والترمذي (3417) قال: حدثنا عمر بن إسماعيل بن مجالد بن سعيد، قال: حدثنا أبي. وفي الشمائل (256) قال: حدثنا محمود ابن غيلان، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا سفيان. والنسائي في عمل اليوم الليلة (747) قال: أخبرني عمرو بن منصور، قال: حدثنا أبو نعيم، عن سفيان. وفي (856) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله، قال: حدثنا يحيى، قال: حدثنا سفيان وفي (857) قال: أخبرنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا سفيان.
خمستهم (سفيان، وشريك، وأبو عوانة، وشعبة، وإسماعيل بن مجالد) عن عبد الملك بن عمير.
2- وأخرجه النسائي في (عمل اليوم والليلة) (748، 858) قال: أخبرني زكريا بن يحيى، قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا أبو خالد، عن سفيان عن عبد الملك بن عمير، عن الشعبي.
3- وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (749، 859) قال: أخبرنا محمد بن آدم، قال: حدثنا أبو خالد، عن الثوري، عن منصور.
ثلاثتهم (عبد الملك، والشعبي، ومنصور) عن ربعي بن حراش، فذكره.(4/260)
2248 - (خ) أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه -: مثل حديث حذيفة أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) 11 / 111 في الدعوات، باب ما يقول إذا أصبح، وفي التوحيد، باب السؤال بأسماء الله تعالى.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: ولفظه عن خرشة بن الحر، عن أبي ذر قال: «كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا أخذ مضجعه من الليل. قال: اللهم باسمك أموت وأحيا. فإذا استيقظ قال: الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور» .
أخرجه أحمد (5/154) قال: حدثنا حجاج. قال: حدثنا شيبان. والبخاري (8/88) قال: حدثنا عبدان، عن أبي حمزة وفي (9/146) قال: حدثنا سعد بن حفص. قال: حدثنا شيبان. والنسائي في عمل اليوم والليلة (750) قال: أخبرني محمد بن إدريس. قال: حدثنا آدم. قال: حدثنا شيبان. وفي (860) قال: أخبرنا ميمون بن العباس. قال: حدثني سعد بن حفص كوفي. قال: حدثنا شيبان.
كلاهما (شيبان النحوي، وأبو حمزة السكري محمد ميمون) عن منصور، عن ربعي بن حراش، عن خرشة بن الحر، فذكره.(4/260)
2249 - (م) البراء بن عازب - رضي الله عنه -: مثل حديث حذيفة. أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (2711) في الذكر والدعاء، باب ما يقول عند النوم وأخذ المضجع.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: ولفظه عن أبي بكر بن أبي موسى، عن البراء، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان إذا أخذ مضجعه، قال: اللهم باسمك أحيا وباسمك أموت، وإذا استيقظ قال: «الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا، وإليه النشور» .
أخرجه أحمد (4/294) قال: حدثنا حجاج. وفي (4/302) قال: حدثنا محمد بن جعفر. ومسلم (8/78) قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ، قال: حدثنا أبي والنسائي في عمل اليوم والليلة (751) قال: أخبرنا محمد بن حاتم، قال: أخبرنا سويد (ابن نصر) ، قال: حدثنا ابن المبارك. وفي (772) قال: أخبرني إبراهيم بن يعقوب، قال: حدثني عبد الصمد بن عبد الوارث.
خمستهم (حجاج، وابن جعفر، ومعاذ، وابن المبارك، وعبد الصمد) عن شعبة، عن عبد الله بن أبي السفر، عن أبي بكر بن أبي موسى، فذكره.(4/260)
2250 - (خ م ت د) البراء بن عازب - رضي الله عنه -: قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «يا فلان، إذا أوْيتَ إلى فراشك، فقل: اللَّهمَّ أسْلَمْتُ نَفْسي إليك، ووجَّهْتُ وجهي إليك، وفوَّضْتُ أمْري إليك، وألجَأْتُ ظَهْري إليك، رَغْبة ورَهْبة إليك، لا مَلْجأ، ولا مَنْجَا منك إلا إليك، آمنتُ بكتابك الذي أنزلتَ، وبنبيِّك الذي أرسلتَ، فإنكَ إنْ مُتَّ في ليلتك مُتَّ على الفِطْرَةِ، وإنْ أصبحتَ أَصَبْتَ خيراً» .
وفي روايةٍ قال: قال [لي] رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «إذا أَتيتَ مَضْجعكَ فتوضَّأ وُضُوءك للصلاة، ثم اضْطَجِعْ على شِقِّك الأيْمنِ وقل - وذكره نحوه - وفيه: واجْعَلْهُنَّ آخرَ ما تقول، فقلتُ: أَسْتَذْكِرُهُنَّ: وبرسولك الذي أَرسلْتَ، فقال: لا، وبنبيِّك الذي أرسلتَ» . هذه رواية البخاري، ومسلم.
وللبخاري نحوه، [وفيه] : وقال في آخره: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «من قالَهُنَّ، ثم ماتَ، ماتَ على الفِطْرَةِ» .
وأخرجه الترمذي بنحو من ذلك. وفيه تقديم وتأخير. وفيه: «فطَعَنَ بيدِه في صَدْرِي، ثم قال: ونَبِيِّك الذي أرسلتَ» .
وأخرجه أبو داود، ولم يذكُر: «وإنْ أصبحتَ أَصَبْتَ خيراً» (1) . [ص:262]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فوضت) : فوض فلان أمره إلى فلان: إذا رده إليه.
(رغبة) : الرغبة: طلب الشيء وإرادته.
(ورهبة) : الرهبة: الفزع. وقد عطف الرهبة على الرغبة، ثم أعمل لفظ الرغبة وحدها، ولو أعمل الكلمتين لقال: رغبة إليك ورهبة منك.
ولكن هذا سائغ في العربية: أن يجمع بين الكلمتين، ويحمل إحداهما على الأخرى، كقول الشاعر (2) [إذا ما الغانيات برزن يوماً] ... وزجَّجن الحواجب والعيونا
والعيون لا تزجج، وإنما تكحل.
(ونبيك الذي أرسلت) : قال: في رد النبي - صلى الله عليه وسلم- على البراء في هذا الحديث قوله: «ورسولك الذي أرسلت» حجة لمن ذهب إلى أنه لا يجوز رواية الحديث بالمعنى.
قال الخطابي: والفرق بين «النبي» و «الرسول» : أن الرسول: هو [ص:263] المأمور بتبليغ ما أُنبىء وأخبر به والنبي: هو المخبِر، ولم يؤمر بالتبليغ، فكل رسول نبي، وليس كل نبي رسولاً. قال: ومعنى رده على البراء من «رسولك» إلى «نبيك» : أن الرسول من باب المضاف، فهو ينبىء عن المرسل والمرسل إليه، فلو قال: ورسولك» ثم قال: «الذي أرسلت» لصار البيان مكرراً معاداً، فقال: «ونبيك الذي أرسلت» إذا قد كان نبياً قبل أن يكون رسولاً، ليجمع له الثناء بالاسمين معاً، ويكون تعديداً للنعمة في الحالين، وتعظيماً للمنة على الوجهين.
__________
(1) رواه البخاري 11 / 97 في الدعوات، باب ما يقول إذا نام، وباب إذا بات طاهراً، وباب [ص:262] النوم على الشق الأيمن، وفي التوحيد، باب قول الله تعالى: {أنزله بعلمه والملائكة يشهدون} ، ومسلم رقم (2710) في الذكر والدعاء، باب ما يقول عند النوم وأخذ المضجع، والترمذي رقم (3391) في الدعوات، باب ما جاء في الدعاء إذا أوى إلى فراشه، وأبو داود رقم (5046) و (5047) و (5048) في الأدب، باب ما يقال عند النوم.
(2) وهو الراعي النميري. انظر الصفحة 156: شعر الراعي النميري وأخباره، طبع المجمع العلمي بدمشق.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: رواه سعد بن عبيدة، عن البراء بن عازب.
1- أخرجه أحمد (4/290) قال: حدثنا وكيع. وأبو داود (5047) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى. والنسائي في عمل اليوم والليلة (783) قال: أخبرنا محمد بن رافع، قال: حدثنا يحيى بن آدم.
ثلاثتهم (وكيع، ويحيى بن سعيد، وابن آدم) عن فطر بن خليفة.
2- وأخرجه أحمد (4/292) قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا فضيل بن عياض. وفي (4/293) قال: حدثنا علي بن إسحاق، قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك. قال: أخبرنا سفيان. والبخاري (1/71) قال: حدثنا محمد بن مقاتل، قال: أخبرنا عبد الله، قال: أخبرنا سفيان. وفي (8/84) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا معتمر. ومسلم (8/77) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، وإسحاق بن إبراهيم. كلاهما عن جرير. وأبو داود (5046) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا معتمر. والترمذي (3574) قال: حدثنا سفيان بن وكيع، قال: حدثنا جرير. والنسائي في عمل اليوم والليلة (782) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا معتمر. وابن خزيمة (216) قال: حدثنا يوسف بن موسى، قال: حدثنا جرير. أربعتهم (فضيل، وسفيان، ومعتمر، وجرير) عن منصور بن المعتمر.
3- وأخرجه أحمد (4/296) قال: حدثنا علي بن عاصم. ومسلم (8/77) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير. قال: حدثنا عبد الله بن إدريس. والنسائي في عمل اليوم والليلة (784) قال: حدثنا عمرو بن علي، قال: حدثنا محمد بن عبد الرحمن. وفي (785) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا خلف بن خليفة.
أربعتهم (علي، وابن إدريس، ومحمد، وخلف) عن حصين بن عبد الرحمن.
4- وأخرجه أحمد (4/300) قال: حدثنا عبد الرحمن، وابن جعفر. ومسلم (8/77) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا أبو داود. ومسلم (8/77) والنسائي في عمل اليوم والليلة (780) قال مسلم: حدثنا، وقال النسائي: أخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن، وأبو داود.
ثلاثتهم (عبد الرحمن، وابن جعفر، وأبو داود) قالوا: حدثنا شعبة، عن عمرو بن مرة.
5- وأخرجه أبو داود (5048) قال: حدثنا محمد بن عبد الملك الغزال، قال: حدثنا محمد بن يوسف، قال: حدثنا سفيان، عن الأعمش، ومنصور.
6- وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (781) قال: أخبرنا أبو بكر بن إسحاق، قال: حدثنا محمد بن سابق، قال: حدثني إبراهيم بن طهمان، عن منصور، عن الحكم بن عتيبة.
ستتهم -فطر، ومنصور، وحصين، وعمرو، والأعمش، والحكم -عن سعد بن عبيدة، فذكره.
- ورواه أبو إسحاق، قال: سمعت البراء بن عازب:
1- أخرجه الحميدي (723) ، والترمذي (3394) قال: حدثنا ابن أبي عمر، والنسائي في عمل اليوم والليلة (778) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد. ثلاثتهم (الحميدي، وابن أبي عمر، وقتيبة) قالوا: حدثنا سفيان (ابن عيينة) .
2- وأخرجه أحمد (4/285) قال: حدثنا عفان. وفي (4/300) قال: حدثنا عبد الرحمن، وابن جعفر. والدارمي (2686) قال: أخبرنا أبو الوليد. والبخاري (8/85) قال: حدثنا سعيد بن الربيع، ومحمد بن عرعرة (ح) وحدثنا آدم. ومسلم (8/78) قال: حدثنا ابن المثنى، وابن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر، والنسائي في عمل اليوم والليلة (775) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله، ابن بزيع، قال: حدثنا يزيد بن زريع.
ثمانيتهم -عفان، وعبد الرحمن، وابن جعفر، وأبو الوليد، وسعيد، وابن عرعرة، وآدم، ويزيد- قالوا: حدثنا شعبة.
3- وأخرجه أحمد (4/299) قال: حدثنا وكيع. وفي (4/301) قال: حدثنا علي بن حفص. وابن ماجة (3876) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا وكيع. والنسائي في عمل اليوم والليلة (776) قال: أخبرنا محمد بن إسماعيل، قال: حدثنا علي بن حفص. كلاهما (وكيع، وعلي بن حفص) عن سفيان الثوري.
4- وأخرجه البخاري (9/174) قال: حدثنا مسدد. ومسلم (8/77) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. قال مسدد: حدثنا. وقال يحيى: أخبرنا أبو الأحوص.
5- وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (773) قال: أخبرنا محمد بن عبيد الله بن يزيد، قال: حدثني أبي. عن عثمان بن عمرو، عن سعيد، عن إبراهيم، عن ابن الهاد.
6- وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (774) قال: أخبرنا الحسن بن أحمد بن حبيب، قال: حدثنا إبراهيم، وهو ابن الحجاج، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن عبد الله بن المختار، وحبيب بن الشهيد.
7- وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (777) قال: أخبرني محمد بن رافع، وأحمد بن سليمان، قالا: حدثنا يحيى بن آدم، عن إسرائيل.
ثمانيتهم -ابن عيينة، وشعبة، والثوري، وأبو الأحوص، وابن الهاد، وابن المختار، وحبيب، وإسرائيل- عن أبي إسحاق، فذكره.
- ورواه هلال بن يساف، عن البراء بن عازب، ساقه النسائي هكذا بعد رواية سفيان عن أبي إسحاق عن البراء (انظر تخريج (1) في الحديث السابق لم يذكره كاملا.
أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (779) قال: أخبرنا زياد بن يحيى، قال: حدثنا المعتمر بن سليمان، قال: سمعت ليثا (هو ابن أبي سليم) ، يذكر عن أبي إسحاق، عن هلال بن يساف، فذكره.
قال معتمر: وحدثني به الحجاج وغيره، عن أبي إسحاق.
- ورواه الحسن، عن البراء:
أخرجه أحمد (4/300) (عقب رواية شعبة عن عمرو بن مرة، عن سعد بن عبيدة، عن البراء، والتي سبقت في التخريج رقم (4) قال أحمد: قال ابن جعفر: قال شعبة: وأخبرني (يعني عمرو بن مرة) عن الحسن، عن البراء بن عازب بمثل ذلك. (ولم يذكر أحمد متن الحديث) .
- ورواه المسيب بن رافع، عن البراء بن عازب:
أخرجه البخاري (8/85) ، وفي الأدب المفرد (1213) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا عبد الواحد بن زياد. وفي الأدب (1211) قال: حدثنا عبد الله بن سعيد أبو سعيد الأشج، قال: حدثنا عبد الله بن سعيد بن خازم.
كلاهما (عبد الواحد، وعبد الله) عن العلاء بن المسيب، عن أبيه، فذكره.(4/261)
2251 - (ت) حذيفة بن اليمان، والبراء بن عازب - رضي الله عنهم -: «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- كان إذا أراد أن ينامَ وضع يدَه تحت رأسه، ثم قال: اللَّهمَّ قِني عذَابك يومَ تَجْمَعُ - أو تَبْعَثُ - عِبَادَك» .
وفي حديث البَرَاء: «كان يَتَوسَّدُ يمينَه» . أخرجه الترمذي (1) . [ص:264]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يتوسد يمينه) : التوسد: أن يتخذ النائم تحت رأسه وسادة، وهي المخدة، والمراد: أنه كان يجعل يده تحت رأسه.
__________
(1) رقم (3395) في الدعوات، باب رقم (18) ، وإسناده حسن، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، ورواه أيضاً الترمذي رقم (3396) من حديث البراء بن عازب، وأبو داود من حديث حفصة رضي الله عنها رقم (5045) في الدعوات، باب ما يقال عند النوم، ورواه ابن حبان في صحيحه رقم (2350) موارد، وابن ماجة رقم (3877) في الدعاء، باب ما يدعو به إذا أوى إلى فراشه، وحسنه الحافظ في " تخريج الأذكار " وقال: أخرجه النسائي في " الكبرى "، وابن حبان في صحيحه، وأبو يعلى، والطبراني في " كتاب الدعاء "، وأورده الحافظ في " الفتح " 11 / 98 في الدعوات، باب ما يقول إذا نام، من رواية النسائي في " الكبرى "، من حديث البراء، وحفصة رضي الله عنها، وصحح إسناده، أقول: فالحديث صحيح لا غبار عليه، وقد رواه مسلم في صحيحه بسبب آخر، رقم (709) في صلاة المسافرين وقصرها، باب استحباب يمين الإمام [ص:264] من حديث البراء رضي الله عنه قال: كنا إذا صلينا خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم أحببنا أن نكون عن يمينه، يقبل علينا بوجهه، قال: فسمعته يقول: " رب قني عذابك يوم تبعث - أو تجمع - عبادك "، وقد تقدم رقم (2205) .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الحميدي (444) . وأحمد (5/382) . والترمذي (3398) قال: حدثنا ابن أبي عمر.
ثلاثتهم (الحميدي، وأحمد، وابن أبي عمر) قالوا: حدثنا سفيان. قال: حدثنا عبد الملك بن عمير، عن ربعي بن حراش، فذكره.
قلت: إسناده حسن، إن كان عبد الملك بن عمير حفظه، والله أعلم. وحديث البراء لفظه.
عن أبي عبيدة، ورجل آخر، عن البراء بن عازب، قال: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا أراد أن ينام توسد يمينه، ويقول: اللهم قني عذابك يوم تجمع عبادك» . قال أبو إسحاق: وقال الآخر: يوم تبعث عبادك.
1- أخرجه أحمد (4/281) والنسائي في عمل اليوم والليلة (754) قال: أخبرنا محمد بن المثنى. كلاهما (أحمد، ومحمد) قالا: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة.
2- وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (757) قال: أخبرنا أحمد بن حفص بن عبد الله، قال: حدثني أبي، قال: حدثني إبراهيم (ابن طهمان) .
كلاهما (شعبة، وإبراهيم) عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة، ورجل، فذكره.
رواية إبراهيم: عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة، لم يذكر الرجل الآخر.
- رواه أبو إسحاق، عن البراء، قال:
«كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا أوى إلى فراشه وضع يده اليمنى تحت خده الأيمن، ثم قال: اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك» .
1- أخرجه أحمد (4/289) قال: حدثنا أبو داود الحفري. وفي (4/298) قال: حدثنا عبد الرزاق. وفي (4/303) قال: حدثنا إسحاق بن يوسف. والبخاري في الأدب المفرد (1215) قال: حدثنا قبيصة بن عقبة. والنسائي في عمل اليوم والليلة (753) قال: أخبرنا إبراهيم بن يوسف، قال: حدثني الأشجعي.
خمستهم - أبو داود، وعبد الرزاق، وإسحاق، وقبيصة، والأشجعي - عن سفيان الثوري.
2- وأخرجه البخاري في الأدب المفرد (1215) قال: حدثنا مالك بن إسماعيل، قال: حدثنا إسرائيل.
3- وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (752) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان، قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا زهير.
ثلاثتهم - سفيان، وإسرائيل، وزهير - عن أبي إسحاق، فذكره.
- ورواه عبد الله بن يزيد، عن البراء، ولفظه، قال:
«كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا أخذ مضجعه، وضع يمينه تحت خده، وقال: اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك» . أخرجه أحمد (4/300) قال: حدثنا أسود بن عامر. وفي (4/301) قال: حدثنا وكيع. والترمذي في الشمائل (254) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. والنسائي في عمل اليوم والليلة (755) قال: أخبرني إبراهيم بن الحسن، عن حجاج.
أربعتهم (أسود، ووكيع، وابن مهدي، وحجاج) عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن يزيد، فذكره.
- ورواه أبو بردة، عن البراء بن عازب ولفظه، قال:
«كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يتوسد يمينه عند المنام، ثم يقول: رب قني عذابك يوم تبعث عبادك» .
أخرجه الترمذي (3399) قال: حدثنا أبو كريب. والنسائي في عمل اليوم والليلة (758) قال: أخبرني أحمد بن سعيد.
كلاهما (أبو كريب، وأحمد بن سعيد) عن إسحاق بن منصور، عن إبراهيم بن يوسف بن أبي إسحاق، عن أبيه، عن أبي إسحاق، عن أبي بردة، فذكره.
- ورواه ربيع بن لوط بن البراء، عن عمه البراء بن عازب، ولفظه قال: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا أخذ مضجعه وضع كفه اليمنى تحت شقه الأيمن، وقال: رب قني عذابك يوم تبعث عبادك» .
أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (760) قال: أخبرنا عبد الله بن الصباح بن عبد الله، قال: حدثنا المعتمر بن سليمان، قال: سمعت محمدا، وهو ابن عمرو، يحدث، قال: حدثني ربيع، هو ابن لوط، فذكره.
- ورواه أبو بكر بن أبي موسى، عن البراء ولفظه: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان إذا أخذ مضجعه، قال: اللهم باسمك أحيا وباسمك أموت، وإذا استيقظ قال: الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور» .
أخرجه أحمد (4/294) قال: حدثنا حجاج. وفي (4/302) قال: حدثنا محمد بن جعفر. ومسلم (8/78) قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ، قال: حدثنا أبي. والنسائي في عمل اليوم والليلة (751) قال: أخبرنا محمد بن حاتم، قال: أخبرنا سويد (ابن نصر) ، قال: حدثنا ابن المبارك. وفي (772) قال: أخبرني إبراهيم بن يعقوب، قال: حدثني عبد الصمد بن عبد الوارث.
خمستهم -حجاج، وابن جعفر، ومعاذ، وابن المبارك، وعبد الصمد - عن شعبة، عن عبد الله بن أبي السفر، عن أبي بكر بن أبي موسى، فذكره.(4/263)
2252 - (ت د) فروة بن نوفل - رضي الله عنه -: أنه أَتى رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم-: فقال: يا رسول الله، عَلِّمني شيئاً، أقولُه إذا أَوَيتُ إلى فِراشي؟ فقال له: «اقرأ: {قُل يَا أَيُّها الكافِرُونَ} ثم نَمْ، فإنها بَراءة من الشرك» ، قال شعبة: أحياناً يقول: مرة، وأحياناً لا يقولها.
وفي روايةٍ عن فَروة عن أبيه، قال الترمذي: وهو أصح.
أخرجه الترمذي. وأخرجه أَبو داود عن فروة عن أبيه (1) .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (3400) و (3401) في الدعوات، باب (22) وأبو داود رقم (5055) في الأدب، باب ما يقال عند النوم، وهو عند الترمذي من حديث شعبة عن أبي إسحاق السبيعي عن رجل عن فروة بن نوفل مرسلاً، ومن حديث إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي عن جده أبي إسحاق عن فروة بن نوفل عن أبيه، وقال الترمذي: وهذا أصح، يعني حديث إسرائيل عن أبي إسحاق عن فروة عن أبيه متصلاً أصح من حديث شعبة عن أبي إسحاق عن رجل عن فروة مرسلاً، وقال: وروى زهير هذا الحديث عن إسحاق عن فروة بن نوفل عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه، وهذا أشبه وأصح من حديث شعبة. أقول: ورواه أيضاً ابن حبان في صحيحه رقم (2363) موارد، وقد أورده الحافظ ابن حجر في " الفتح "، فقال: وحديث فروة بن نوفل عن أبيه أخرجه أصحاب السنن الثلاثة، وابن حبان، والحاكم، وقال الحافظ [ص:265] في " تخريج الأذكار ": حديث حسن أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي، وأخرجه ابن حبان في صحيحه، وفي سنده اختلاف كثير على أبي إسحاق السبيعي، فلذا اقتصرت على تحسينه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
في إسناده اختلاف: أخرجه أحمد (5/456) قال: حدثنا يحيى بن آدم. قال: حدثنا إسرائيل. وأخرجه أحمد أيضا. قال: حدثنا هاشم بن القاسم. قال: حدثنا زهير (ح) وحدثنا أبو أحمد. قال: حدثنا إسرائيل. والدارمي (3430) قال: حدثنا أبو نعيم. قال: حدثنا زهير وأبو داود (5055) قال: حدثنا النفيلي. قال: حدثنا زهير. والترمذي (3403) قال: حدثنا موسى بن حزام. قال: أخبرنا يحيى ابن آدم، عن إسرائيل. والنسائي في عمل اليوم والليلة (801) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك. قال: حدثنا يحيى. قال: حدثنا زهير. وفي (802) قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم، عن شعيب، قال: حدثنا إسرائيل.
كلاهما (إسرائيل، وزهير) عن أبي إسحاق، عن فروة بن نوفل الأشجعي، فذكره.
* وأخرجه أحمد. قال: حدثنا أبو أحمد. (ح) وحدثنا عبد الرزاق. (ح) وحدثنا يحيى بن آدم. والنسائي في عمل اليوم والليلة (804) قال: أخبرنا محمد بن حاتم. قال: أخبرنا سويد. قال: أخبرنا عبد الله.
أربعتهم (أبو أحمد الزبيري، وعبد الرزاق، ويحيى بن آدم، وعبد الله بن المبارك) عن سفيان الثوري، عن أبي إسحاق، عن فروة الأشجعي، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، نحوه. لم يقل فروة (عن أبيه) .
* وأخرجه الترمذي (3403) قال: حدثنا محمود بن غيلان. قال: حدثنا أبو داود. قال: أخبرنا شعبة، عن أبي إسحاق، عن رجل، عن فروة بن نوفل، أنه أتى النبي -صلى الله عليه وسلم-، فذكره.
* وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (803) قال: أخبرنا عبد الحميد بن محمد قال: حدثنا مخلد. قال: حدثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن أبي فروة الأشجعي، عن ظئر لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، فذكره.(4/264)
2253 - (ت د) عرباض بن سارية - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- كان يقرأ المُسبِّحَاتِ قبل أَن ينامَ، إِذَا اضطجع، وقال: «إن فيهنَّ آية أَفضل من ألفِ آية» . أخرجه الترمذي، وأبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(المسبحات) : هي السور التي في أولها {سَبَّحَ لله} أو {يُسبِّح لله} أو {سَبِّح اسم ربك} .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (3403) في الدعوات، باب ما جاء فيمن يقرأ من القرآن عند المنام، وأبو داود رقم (5057) في الأدب، باب ما يقال عند النوم، وفي سنده بقية بن الوليد، وهو صدوق لكن كثر التدليس عن الضعفاء، وعبد الله بن أبي بلال لم يوثقه غير ابن حبان، وقد أورد الحديث الحافظ ابن حجر في " الفتح " وسكت عليه، وقال في " تخريج الأذكار ": حديث حسن أخرجه أحمد وأبو داود والنسائي، قال: واختلف في وصله وإرساله، فوصله من ذكر، وأخرجه النسائي من وجه آخر عن خالد بن معدان فلم يذكر العرباض، ورواته أثبت من الذي قبله.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/128) قال: حدثنا يزيد بن عبد ربه. وأبو داود (5057) قال: حدثنا مؤمل بن الفضل الحراني. والترمذي (2921، 3406) قال: حدثنا علي بن حجر. والنسائي في عمل اليوم والليلة (713) ، و (فضائل القرآن) (51) قال: أخبرنا علي بن حجر. وفي عمل اليوم والليلة (714) قال: أخبرنا زكريا بن يحيى، قال: حدثنا إسحاق.
أربعتهم (يزيد بن عبد ربه، ومؤمل بن الفضل، وعلي بن حجر، وإسحاق بن إبراهيم الحنظلي) عن بقية ابن الوليد، قال: حدثني بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن عبد الله بن أبي بلال، فذكره.
* أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (715) قال: أخبرنا أحمد بن عمرو بن السرح، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: سمعت معاوية يحدث، عن بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لا ينام ... فذكره، مرسلا.
* في رواية يزيد بن عبد ربه، ومؤمل، وإسحاق: «عن ابن أبي بلال» لم ينسبوه.
قلت: في إسناده بقية بن الوليد المدلس، والرواية الآخرى للنسائي تعل خبره، والله أعلم.(4/265)
2254 - (ت) عائشة - رضي الله عنها -: «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان لا ينام حتى يقرأ الزُّمَر، وبني إسرائيل» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3402) في الدعوات، باب رقم (22) ، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن: أخرجه الترمذي (2920) ، (3405) قال: ثنا صالح بن عبد الله، حدثنا حماد ابن زيد عن أبي لبابة - مروان مولى عبد الرحمن بن زياد، عن عائشة، فذكره.(4/265)
2255 - (ت) رافع بن خديج - رضي الله عنه -: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: [ص:266] «إِذَا اضْطَجع أحدُكم على جنبه الأيْمنِ، ثم قال: اللَّهمَّ أسْلَمتُ نَفْسي إليك، ووجَّهتُ وَجْهي إليك، وأَلْجَأت ظهري إليك، وفَوَّضت أمْري إليك، لا ملْجَأ، ولا منجا منك إلا إليكَ، أُومِنُ بكتابك وبرسولك، فإن مات من ليلته دخل الجنة» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3392) في الدعوات، باب ما جاء في الدعاء إذا أوى إلى فراشه، وحسنه، وهو كما قال، ورواه البخاري ومسلم وأصحاب السنن وأحمد وأبو عوانة في صحيحه من حديث البراء بن عازب رضي الله عنه، وقد تقدم رقم (2250) .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
حسن: أخرجه الترمذي (3395) قال: حدثنا محمد بن بشار. والنسائي في عمل اليوم والليلة (771) قال: أخبرنا إبراهيم بن يعقوب، وأبو داود.
ثلاثتهم - ابن بشار، وإبراهيم، وأبو داود - قالوا: حدثنا عثمان بن عمر، قال: حدثنا علي بن المبارك، عن يحيى بن أبي كثير، عن يحيى بن إسحاق بن أخي رافع بن خديج، فذكره.(4/265)
2256 - (خ م د ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: «إذا أوى أحدكم إِلى فِراشه فَلْيَنفُض فِرَاشه بِدَاخِلَةِ إِزَارِهِ، فَإِنه لا يَدْري ما خَلفَه عليه، ثم يقول: باسمك ربي وَضَعْتُ جنبي، وبك أرفعُهُ، إنْ أَمْسكْتَ نَفْسي فارْحَمْها، وإنْ أرْسَلتَها فَاحْفَظْها بما تَحْفظُ به عبادَك الصالحينَ» .
وفي روايةٍ نحوه، وفيه: «فإذا أراد أن يَضْطجع فَلْيَضطْجعْ على شِقِّه الأيْمنِ، وَلْيَقل: سبحانك ربي، لك وَضعْتُ جنبي، وبك أرفعُه ... وذكر نحوه» . أخرجه البخاري، ومسلم.
وأخرجه أبو داود، وزاد بعد قوله: «خَلَفَهُ عليه» ثم «لْيَضْطَجعْ على شِقِّه الأيمن» . [ص:267]
وفي رواية للترمذي: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا قام أحدُكم عن فِرَاشه، ثم رجع [إليه] فَلْيَنْفُضُه بِصَنِفَةِ ثَوْبه، ثلاثَ مرات، وَليَقل: باسمك ربي وضعت جَنبِي، وباسمك أرفعُه ... الحديث - وزاد في آخره: فإذا اسْتَيقظ فَلْيَقل: الحمد لله الذي عافاني في جسدي وَرَدَّ عَلَيَّ رَوحي، وأذِنَ لي بذِكرِه» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(داخلة) : الإزار: طرفه. وصنفته: طرفه أيضاً من جانب هُدْبه. وقيل: من جانب حاشيته.
(خَلَفَهُ عليه) : خلف فلان فلاناً: إذا قام مقامه. والمراد: ما يكون قد دب على فراشه بعد مفارقته له.
__________
(1) رواه البخاري 11 / 107 و 108 في الدعوات، باب التعوذ والقراءة عند المنام، وفي التوحيد، باب السؤال بأسماء الله تعالى، ومسلم رقم (2714) في الذكر والدعاء، باب ما يقول عند النوم وأخذ المضجع، والترمذي رقم (3398) في الدعوات، باب رقم (20) ، وأبو داود رقم (5050) في الدعوات، باب ما يقال عند النوم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/422) قال: حدثنا يحيى بن سعيد الأموي. وفي (2/432) قال: حدثنا أحمد بن عبد الملك، وهو الحراني. قال: حدثنا زهير. والبخاري (8/87) قال: حدثنا أحمد بن يونس. قال: حدثنا زهير. وفي الأدب المفرد (1210) قال: حدثنا محمد بن سلام. قال: أخبرنا عبدة. وفي (1217) قال: حدثنا إبراهيم بن المنذر. قال: حدثنا أنس بن عياض. ومسلم (8/79) قال: حدثنا إسحاق بن موسى الأنصاري. قال: حدثنا أنس بن عياض. (ح) وحدثنا أبو كريب. قال: حدثنا عبدة. وأبو داود (5050) قال: حدثنا أحمد بن يونس. قال: حدثنا زهير. والنسائي في عمل اليوم والليلة (791) قال: أخبرنا محمد بن معدان. قال: حدثنا ابن أعين. قال: حدثنا زهير.
أربعتهم - يحيى بن سعيد، وزهير بن معاوية، وعبدة بن سليمان، وأنس بن عياض- عن عبيد الله بن عمر ابن حفص بن عاصم. قال: حدثني سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبيه، فذكره.
* أخرجه أحمد (2/246) قال: حدثنا سفيان. قال: حدثنا ابن عجلان. وقرىء على سفيان - وفي (2/283) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر، عن عبيد الله بن عمر وفي (2/295) قال: حدثنا يزيد. قال: أخبرنا عبد الله بن عمر. وفي (2/432) قال: حدثنا يحيى، عن عبيد الله. والدارمي (2687) قال: أخبرنا أبو النعمان. قال: حدثنا حماد بن زيد، عن عبيد الله بن عمر. والبخاري (9/145) قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله. قال: حدثني مالك. وابن ماجة (3874) قال: حدثنا أبو بكر. قال: حدثنا عبد الله بن نمير، عن عبيد الله. والترمذي (3401) قال: حدثنا ابن أبي عمر. قال: حدثنا سفيان، عن ابن عجلان. والنسائي في عمل اليوم والليلة (792) قال: أخبرنا عمرو بن علي ومحمد بن المثنى. قالا: حدثنا يحيى، عن عبيد الله. وفي (793) قال: أخبرنا زياد بن يحيى. قال: حدثنا المعتمر بن سليمان. قال سمعت عبيد الله.
وفي (866) قال: أخبرني زكريا بن يحيى. قال: حدثنا ابن أبي عمر. قال: حدثنا سفيان، عن ابن عجلان. وفي (890) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا يعقوب، عن ابن عجلان.
أربعتهم - ابن عجلان، وعبيد الله بن عمر، وعبد الله بن عمر، ومالك - عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة فذكره. ليس فيه: (عن أبيه) .
* وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (794) قال: أخبرنا محمد بن حاتم. قال: أخبرنا سويد. قال: أخبرنا عبد الله، عن عبيد الله، عن سعيد، عن أبي هريرة. قوله.
* في رواية ابن أبي عمر، عن سفيان، عند الترمذي، زاد: «فإذا استيقظ فليقل: الحمد لله الذي عافاني في جسدي ورد علي روحي، وأذن لي بذكره» . وروايته عند النسائي مختصرة على هذه الزيادة.(4/266)
2257 - (م ت د) سهيل بن صالح - رحمه الله -: قال: كان أَبو صالح (1) يأمرنا إذا أراد أحدُنا أَنْ ينامَ: أنْ يضْطَجع على شِقِّهِ الأيمنَ ثم [ص:268] يقول: «اللَّهمَّ ربَّ السماواتِ وربَّ الأرضِ، وربَّ العرْشِ العظيم، وربَّ كُلِّ شيء، فالِقَ الحَبِّ والنَّوَى، مُنْزِلَ التَّوراةِ، والإِنْجِيل، والقرآن، أَعُوذ بك من شرِّ كُلِّ دَابَّةٍ أنتَ آخِذٌ بِناصيتها، اللهم أَنت الأولُ فليس قبلك شيء، وأنت الآخِرُ فليس بَعدَك شيء، وأنت الظَّاهِرُ فليس فوْقَك شيء، وأنت الباطِنُ فليس دُونَك شيء» ، «اقْضِ عنا الديْنَ وأغْنِنا من الفقرِ» .
قال سهيلُ: وكان أبو صالح يروي ذلك عن أبي هريرة عن رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-.
وفي رواية قال: «أتت فاطمةُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- تسألُه خادماً، فقال لها: قولي: اللهمَّ ربَّ السموات السبعِ ... وذكر الحديث» . أخرجه مسلم، والترمذي، وأبو داود (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فالق الحب والنوى) : فالق الحب: هو الله الذي يشق الحبة من الطعام في الأرض للنبات، والنوى: عجم التمر ونحوه.
__________
(1) هو ذكوان السمان أبو صالح الزيات، كان يجلب الزيت إلى الكوفة، ثقة ثبت.
(2) رواه مسلم رقم (2713) في الذكر والدعاء، باب ما يقول عند النوم وأخذ المضجع، والترمذي رقم (3397) في الدعوات، باب من الأدعية عند النوم، وأبو داود رقم (5051) في الأدب، باب ما يقال عند النوم، وفي الحديث ثلاث سنن عند النوم: إحداها: النوم على طهارة، والثانية: النوم على الشق الأيمن، والثالثة: ذكر الله تعالى ليكون خاتمة عمله.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (2/381) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا وهيب. وفي (2/404) قال: حدثنا خلف بن الوليد. قال: حدثنا ابن عياش. وفي (2/536) قال: حدثنا حسن بن موسى. قال: حدثنا حماد بن سلمة والبخاري في الأدب المفرد (1212) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. قال: حدثنا وهيب. ومسلم (8/78، 79) قال: حدثني زهير بن حرب. قال: حدثنا جرير. (ح) وحدثني عبد الحميد بن بيان الواسطي. قال: حدثنا خالد، يعني الطحان. وأبو داود (5051) قال: حدثنا موسى بان إسماعيل. قال: حدثنا وهيب (ح) وحدثنا وهب بن بقية، عن خالد، وابن ماجة (3873) قال: حدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب.
قال: حدثنا عبد العزيز بن المختار. والترمذي (3400) قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن. قال: أخبرنا عمرو بن عون. قال: أخبرنا خالد بن عبد الله. والنسائي في الكبرى (الورقة /101-أ) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك. قال: حدثنا أبو هشام. قال: حدثنا وهيب. وفي (الورقة/101-ب) قال: أخبرنا محمد بن قدامة، عن جرير. وفي عمل اليوم والليلة (790) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. قال: حدثنا جرير. ستتهم (وهيب، وأبو بكر بن عياش، وحماد، وجرير، وخالد بن عبد الله الطحان، وعبد العزيز بن المختار) عن سهيل بن أبي صالح.
2- وأخرجه مسلم (8/79) قال: حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء. قال: حدثنا أبو أسامة (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. وأبو كريب. قالا: حدثنا ابن أبي عبيدة. قال: حدثنا أبي. وابن ماجة (3831) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا محمد بن أبي عبيدة. قال: حدثنا أبي. والترمذي (3481) قال: حدثنا أبو كريب: قال: حدثنا أبو أسامة. والنسائي في الكبرى (الورقة 101) قال: أخبرني هلال بن العلاء. قال: حدثنا حسين. قال: حدثنا زهير.
ثلاثتهم - أبو أسامة، وأبو عبيدة بن معن، وزهير بن معاوية -عن الأعمش.
كلاهما - سهيل بن أبي صالح والأعمش - عن أبي صالح، فذكره.
* وفي رواية الأعمش: «جاءت فاطمة إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- تسأله خادما فقال لها: قولي ... » الحديث.(4/267)
2258 - (د) عائشة - رضي الله عنها -: «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان إذا استَيْقظَ من الليل، قال: لا إلهَ إلا أنتَ، سبحانك اللَّهمَّ وبِحَمدِك، أستَغفِرك لِذَنبي، وأَسألك رحمتك، اللَّهمَّ زِدني علماً، ولا تُزغ قلبي بعد إذ هَدَيْتَني، وَهب لي من لَدنكَ رحمة، إِنَّك أنت الوَّهاب» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (5061) في الأدب، باب ما يقال عند النوم، وفي سنده عبد الله بن الوليد بن قيس التجيبي البصري، وهو لين الحديث كما قال الحافظ في " التقريب "، وباقي رجاله ثقات.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه أبو داود (5061) قال: حدثنا حامد بن يحيى. قال: حدثنا أبو عبد الرحمن. والنسائي في اليوم والليلة (865) قال: أخبرنا عمرو بن سواد. قال: أخبرنا ابن وهب (ح) وأخبرني عبيد الله بن فضالة. قال: أخبرنا عبد الله.
كلاهما (أبو عبد الرحمن المقرىء - عبد الله بن يزيد، وابن وهب) عن سعيد بن أبي أيوب، قال: حدثني عبد الله بن الوليد عن سعيد بن المسيب، فذكره.
قلت: عبد الله بن الوليد، يضعف في الحديث.(4/269)
2259 - (ت) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه -: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «من قال حين يأْوي إلى فِرَاشِهِ: أستغفرُ اللهَ الذي لا إِلهَ إلا هو الحيُّ القيومُ وأتوب إليه، ثلاث مرات، غُفرتْ له ذنوبهُ، وإنْ كانت عدد ورق الشجر، وإن كانت عدد رَملِ عالجٍ، وإن كانت عدد أيام الدنيا» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3394) في الدعوات، باب الدعاء عند النوم، وفي سنده عطية بن سعد العوفي، وهو صدوق، لكنه يخطئ كثيراً، كما قال الحافظ في " التقريب "، وفيه أيضاً عبيد الله بن الوليد الوصافي، وهو ضعيف، ومع ذلك فقد حسنه الترمذي فقال: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث عبيد الله بن الوليد الوصافي، وقال الحافظ ابن حجر في " تخريج الأذكار ": هذا حديث غريب، والوصافي وشيخه - يعني عطية بن سعد العوفي - ضعيفان، لكن رواه غيره عن عطية عن أبي سعيد بنحوه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
ضعيف: أخرجه أحمد (3/10) والترمذي (3397) قال: حدثنا صالح بن عبد الله.
كلاهما (أحمد، وصالح) قالا: حدثنا أبو معاوية، قال: حدثنا عبيد الله بن الوليد الوصافي، عن عطية العوفي، فذكره.
قلت: عبيد الله بن الوليد ضعيف، وشيخه العوفي، يضعف بشدة.(4/269)
2260 - (خ ت د) عبادة بن الصامت: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: [ص:270] «مَن تَعَارَّ من الليل، فقال: لا إلهَ إلا الله وحده لا شريك له، له الملكُ وله الحمدُ، وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ، والحمد لله، وسبحان الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: اللَّهمَّ اغفر لي - أو قال: ثم دعا - استُجِيبَ له، فإن عزم فتوضأ وصلَّى، قُبلَتْ صلاتُه» . أخرجه البخاري، والترمذي، وأبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(تعار) الرجل من نومه: إذا انتبه وله صوت.
__________
(1) رواه البخاري 3 / 33 في التهجد، باب فضل من تعار من الليل فصلى، والترمذي رقم (3411) في الدعوات، باب ما جاء في الدعاء إذا انتبه من الليل، وأبو داود رقم (5060) في الأدب، باب ما يقول إذا تعار من الليل. قال الحافظ في " الفتح ": فائدة: قال أبو عبد الله الفربري الراوي عن البخاري: أجريت هذا الذكر على لساني عند انتباهي ثم نمت فأتاني آت فقرأ {وهدوا إلى الطيب من القول ... } الآية.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (5/313) والدارمي (2690) قال: أخبرنا محمد بن يزيد الحزامي. والبخاري (2/68) قال: حدثنا صدقة بن الفضل. وأبو داود، (5060) وابن ماجة (3878) قالا: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي. والترمذي (3414) قال: حدثنا محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة. والنسائي في عمل اليوم الليلة (861) قال: أخبرنا محمد بن المصفى بن بهلول.
ستتهم (أحمد، والحزامي، وصدقة، وعبد الرحمن، وابن أبي رزمة، وابن المصفى) عن الوليد بن مسلم، قال: حدثنا الأوزاعي، قال: حدثني عمير بن هانىء العنسي، قال: حدثني جنادة بن أبي أمية، فذكره.(4/269)
2261 - (د) أبو الأزهر الأنماري - رضي الله عنه -: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يقول إذا أخذ مَضْجَعَهُ من الليل: «بسم الله، وَضَعْتُ جَنْبي لله، اللهم اغْفِر لي ذَنبي، وأخسِىءُ شَيطاني، وفُكَّ رِهَاني، واجعَلني في النَّديِّ الأعلى» . أخرجه أبو داود (1) . [ص:271]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أخسىء) : خسأت الكلب: إذا طردته.
(فك رهاني) : الفك: التخليص. والرهان: جمع رهن. وأراد به: تخليصه مما نفسه مرتهنة به من حقوق الله تعالى.
(النَّدي الأعلى) : الندي: النادي، المجلس يجتمع فيه القوم، فإذا تفرقوا عنه فليس بناد ولا ندي. والمراد بالندي الأعلى: مجتمع الملائكة المقربين. ولهذا وصفه بالعلو.
__________
(1) رقم (5054) في الأدب، باب ما يقال عند النوم، وإسناده حسن، وقد حسنه أيضاً النووي في " الأذكار ".
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن: أخرجه أبو داود (5054) قال: حدثنا جعفر بن مسافر التنيسي، قال: حدثنا يحيى بن حسان، قال: حدثنا يحيى بن حمزة، عن ثور، عن خالد بن معدان، فذكره.
* قال أبو داود: رواه أبو همام الأهوازي، عن ثور، قال: (أبو زهير الأنماري) .
قلت: قال الحافظ في الإصابة (11/11) : أخرج أبو داود حديثه في السنن بسند جيد، شامي. ونقل عن أبي زرعة قوله: لا يسمى وهو صحابي، روى ثلاثة أحاديث،
قلت: أي الحافظ: له حديث في التأمين.(4/270)
2262 - (د) حفصة - رضي الله عنها -: «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان إِذا أراد أنْ يَرقُدَ وضعَ يَدَه اليمنى تحت خَدِّه، ثم يقول: اللَّهمَّ قِني عذابكَ يومَ تبعثُ عبادك، ثلاث مرَّات» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (5045) في الأدب، باب ما يقال عند النوم، وهو حديث صحيح، وقد تقدم أكثر من مرة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (6/287) قال: حدثنا أبو كامل. وفي (6/287) قال: حدثنا يزيد بن هارون. وفي (6/287) قال: حدثنا روح. وفي (6/287) قال: حدثنا عفان. وعبد بن حميد (1544) قال: حدثنا محمد بن الفضل. وأبو داود (2451) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. والنسائي (4/203) قال: أخبرني زكريا بن يحيى. قال: حدثنا إسحاق. قال: أنبأنا النضر. وفي عمل اليوم والليلة (761) قال: أخبرنا عبد الرحمن بن محمد. قال: حدثنا يزيد بن هارون.
سبعتهم (أبو كامل، ويزيد، وروح بن عبادة، وعفان، ومحمد بن الفضل، وموسى بن إسماعيل، والنضر بن شميل) عن حماد بن سلمة، عن عاصم بن أبي النجود، عن سواء الخزاعي، فذكره.
* رواية أبي كامل، وروح، ومحمد بن الفضل، وموسى بن إسماعيل، والنضر، مختصرة على: «قصة الصيام» .
* ورواية يزيد مختصرة على أوله إلى أن قال ... ثلاث مرات.
* وأخرجه أحمد (6/288) قال: حدثنا عبد الصمد. وأبو داود (5045) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. والنسائي في عمل اليوم والليلة (762) قال: أخبرنا محمد بن المثنى. قال: حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث.
كلاهما - عبد الصمد، وموسى بن إسماعيل - عن أبان بن يزيد العطار، قال: حدثنا عاصم، عن معبد ابن خالد، عن سواء الخزاعي، فذكره. زاد فيه: معبد بن خالد.
* رواية أبان مختصرة على أوله إلى أن قال ... ثلاث مرات. إلا أن أحمد زاد في روايته «وكانت يده اليمنى لطعامه وشرابه، وكانت يده اليسرى لسائر حاجته.» .
* وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (763) قال: أخبرني علي بن حرب، عن القاسم بن يزيد. قال: حدثنا سفيان، عن عاصم، عن المسيب، عن سواء الخزاعي، عن حفصة قالت: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا أخذ مضجعه وضع كفه اليمنى تحت خده الأيمن.
* وأخرجه أحمد (6/287) . وعبد بن حميد (1545) قال: حدثني ابن أبي شيبة. والنسائي (4/203) وعمل اليوم والليلة (764) قال: أخبرنا القاسم بن زكريا بن دينار.
ثلاثتهم (أحمد بن حنبل، وابن أبي شيبة، والقاسم) عن حسين بن علي، عن زائدة، عن عاصم، عن المسيب، عن حفصة، فذكرته. ليس فيه: «سواء الخزاعي» .
* في رواية عبد بن حميد: وقال غير حسين: عن زائدة، عن سواء.
* رواية النسائي مختصرة.(4/271)
2263 - (د) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يقول عند مضْجَعِهِ: «اللَّهمَّ إِني أَعُوذ بِوَجهكَ الكريم، وبِكلماتِكَ التَّامَّات من شَرِّ كل دابَّة أنت آخِذٌ بناصِيَتها، اللَّهمَّ أنت تَكْشِفُ المَغْرَمَ والمأْثم، اللَّهم لا يُهْزَمُ جُندُكَ، ولا يُخْلَفُ وعدُك، ولا يَنفعُ ذَا الجَدِّ منك الجَدُّ، سبحانك اللَّهمَّ وبِحَمدِكَ» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (5052) في الأدب، باب ما يقال عند النوم، من حديث أبي إسحاق السبيعي عن الحارث [ص:272] الأعور وأبي ميسرة عن علي رضي الله عنه، ورواه أيضاً النسائي في " الكبرى "، وهو حديث حسن، وصحح إسناده النووي في " الأذكار "، وتعقبه الحافظ في " تخريج الأذكار " كما في " الفتوحات الربانية " لابن علان فقال: هذا حديث حسن، أخرجه أبو داود والنسائي في " الكبرى ": وفي سنده علتان تحطه من مرتبة الصحيح، إحداهما: أن الحارث بن عبد الله بن الأعور أحد رجال سنده ضعيف، وباقي رجاله ثقات خرج لبعضهم مسلم، والثانية: أنه اختلف في سنده على أبي إسحاق (يعني السبيعي) فعند أبي داود والنسائي عن أبي إسحاق عن الحارث وأبي ميسرة كلاهما عن علي رضي الله عنه، قال الحافظ: ولم أره من طريقه إلا بالعنعنة، وجاء عند الطبراني من طريق العمري: حدثنا هشام بن عمار، حدثنا حماد بن عبد الرحمن، حدثنا أبو إسحاق عن أبيه قال: كتب لي علي رضي الله عنه كتاباً فيه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أخذت مضجعك فقل ... فذكر مثله.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (5052) قال: حدثنا العباس بن عبد العظيم. والنسائي في عمل اليوم والليلة (767) قال: أخبرني أحمد بن سعيد.
كلاهما - العباس، وأحمد - قالا: حدثنا الأحوص، يعنيان ابن جواب، قال: حدثنا عمار بن رزيق، عن أبي إسحاق، عن الحارث وأبي ميسرة، فذكراه.
قلت: في إسناده الحارث الأعور، وبه أعل الحافظ الحديث في تخريج الأذكار، وذكر عنعنة أبي إسحاق، وقال: وجاء عند الطبراني من طريق العمري حدثنا هشام بن عمار، ثنا حماد بن عبد الرحمن، ثنا أبو إسحاق، عن أبيه قال: كتب لي علي كتابا فيه: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فذكر الحديث.(4/271)
2264 - (ت) بريدة - رضي الله عنه -: قال: «شَكا خالدُ بن الوليد إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، فقال: يا رسولَ الله، ما أَنام الليلَ من الأرَق، فقال نبي الله: إذا أوَيتَ إِلى فراشك، فقل: اللَّهمَّ ربَّ السموات السبع وما أَظَلَّت، وربَّ الأرضِينَ وما أَقَلَّتْ، وربَّ الشياطين وما أَضَلَّتْ، كُن لي جاراً من شَرِّ خَلْقِك كلِّهم جميعاً: أنْ يَفْرُطَ عليَّ أحدٌ، أو أن يَبغِيَ عليَّ، عَزَّ جَارُك، وجلَّ ثناؤكَ، ولا إلهَ غيرك، لا إله إلا أنت» . أخرجه الترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الأرق) : السهر في الليل لامتناع النوم. [ص:273]
(أظلت) : السماء الأرض، أي: ارتفعت عليها، فهي لها كالمظلة.
(أقلت) الأرض ما عليها: أي حملته.
(أضلت) : الإضلال: الحمل على الضلال، وهو ضد الهدى.
(يَفرُط) : فرط مني كذا، أي: بدر وعجل.
(يبغي) : البغي: الفساد والظلم.
__________
(1) رقم (3518) في الدعوات، باب رقم (96) ، وفي سنده الحكم بن ظهير، وهو متروك، كما قال الحافظ في " التقريب "، وقال الترمذي: هذا حديث ليس إسناده بالقوي، ويروى هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً من غير هذا الوجه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
ضعيف: أخرجه الترمذي (3523) قال: ثنا محمد بن حاتم، قال: ثنا الحكم بن ظهير قال: ثنا علقمة بن مرثد، عن سليمان بن بريدة، فذكره.
قال الترمذي: هذا حديث ليس إسناده بالقوي، ويروى عن النبي مرسلا من غير هذا الوجه.(4/272)
2265 - (ط) مالك بن أنس: قال: «بلغني: أن خالدَ بنَ الوليد - رضي الله عنه - قال لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-: إني أُرَوَّعُ في منامي، فقال له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: قل أعُوذُ بكلماتِ اللهِ التامَّة من غضبهِ وعقابه وشَرِّ عباده، ومن هَمَزَاتِ الشياطين، وأنْ يَحْضرُونِ» أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 2 / 950 في الشعر، باب ما يؤمر به من التعوذ، وإسناده منقطع، قال الزرقاني: وأخرجه ابن عبد من طريق ابن عيينة عن أيوب بن موسى عن محمد بن يحيى بن حبان. قال الزرقاني: وهو مرسل. أقول: ويشهد له الحديث الذي بعده، فهو به حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في الموطأ (4/433) عن يحيى بن سعيد قال: بلغني، فذكره قال الإمام الزرقاني: أخرجه ابن عبد البر من طريق ابن عيينة عن أيوب بن موسى عن محمد بن يحيى بن حبان أن خالد بن الوليد.. وهو مرسل، وأخرجه أيضا من طريق ابن إسحاق عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده.
قلت: ابن إسحاق يدلس تدليس التسوية! ! !.(4/273)
2266 - (ت د) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما -: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا فَزِعَ أحدُكم في النوم فَلْيَقل: أَعوذ بكلمات الله التَّامَّة من غضبه وعذابهِ وشرِّ عِبادِه، ومن همزات الشَّياطين وأنْ يَحضُرونِ، فإنها لَنْ تَضُرَّهُ، وكان عبد الله يُلقِّنها مَن بلغ من أولاده، ومن لم يبْلُغ منهم، كتبها في صَكٍّ، وعَلَّقها في عُنُقِهِ» (1) . [ص:274]
أخرجه الترمذي و [أخرجه] أبو داود، ولم يذكر «النوم» إنما قال: «إنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- كان يُعَلِّمُهم من الفَزَعِ كلماتٍ ... » وذكر الحديث (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(صك) : الصك: الكتاب يكتب به وثيقة بشيء.
__________
(1) هذا عمل صحابي، وقد اختلف العلماء من الصحابة والتابعين فمن بعدهم في تعليق التمائم التي من [ص:274] القرآن وأسماء الله وصفاته، فقالت طائفة: يجوز ذلك، وهو عمل عبد الله بن عمرو بن العاص وغيره من الصحابة والتابعين، وحملوا حديث " إن الرقى والتمائم والتولة شرك " على التمائم التي فيها شرك، وقالت طائفة: لا يجوز ذلك، وهو قول عبد الله بن مسعود وابن عباس وغيرهما من الصحابة والتابعين، والأفضل ترك تعليق التمائم من القرآن وغيره، واستعمال الترقية بالمعوذات وغيرهما كما ورد ذلك عن الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة.
(2) رواه الترمذي رقم (3519) في الدعوات، باب رقم (96) ، وأبو داود رقم (3893) في الطب، باب كيف الرقى، ورواه أيضاً ابن السني في " عمل اليوم والليلة " صفحة (239) ، وفيه عنعنة ابن إسحاق، ولكن يشهد له حديث مالك الذي قبله مرسلاً، فالحديث حسن، ورواه الحاكم في " المستدرك "، وليس عنده تخصيصها بالنوم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (2/181) (6696) قال: حدثنا يزيد. وأبو دا ود (3893) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا حماد. والترمذي (3528) قال: حدثنا علي بن حجر، قال: حدثنا إسماعيل بن عياش. والنسائي في عمل اليوم والليلة (765) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يزيد بن هارون. وفي (766) قال: أخبرني عمران بن بكار، قال: حدثنا أحمد بن خالد.
أربعتهم (يزيد بن هارون، وحماد، وإسماعيل بن عياش، وأحمد بن خالد) عن محمد بن إسحاق، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، فذكره.
قلت: ابن إسحاق يدلس، راجع التعليق على الحديث السابق.(4/273)
الفصل الخامس: في أدعية الخروج من البيت والدخول إليه
2267 - (ت د س) أم سلمة - رضي الله عنها -: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان إذا خرج من بيته قال: «بسم الله، توكلت على الله، اللهم إنا نعوذ بك [ص:275] من أن نَزِلَّ أو نَضِلَّ، أو نَظْلِمَ أو نُظْلَم، أَو نَجْهَلَ أَو يُجهَلَ علينا» . هذه رواية الترمذي.
وفي رواية أبي داود قالت: «ما خرج رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- من بيته قَطُّ إلا رَفَعَ طَرْفَهُ إلى السماءِ، فقال: اللَّهمَّ إني أعوذ بك أَن أَضِلَّ أو أُضَلَّ، أَو أَزِلَّ أو أُزَلَّ، أو أَظلِمَ أوْ أُظْلَم، أو أَجهَلَ أو يُجهَلَ عليَّ» .
وفي رواية النسائي: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان إذا خرج من بيتهِ، قال: «بسم الله، رَبِّ أعوذ بك من أنْ أزِلَّ، أو أضِلَّ، أو أَظْلِمَ أو أُظْلَمَ، أو أجهَلَ أو يُجْهَلَ عَلَيَّ» (1) .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (3423) في الدعوات، باب رقم (35) ، وأبو داود رقم (5094) في الأدب، باب ما يقول إذا خرج من بيته، والنسائي 8 / 268 في الاستعاذة، باب الاستعاذة من الضلال، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (3884) في الدعاء، باب ما يدعو به الرجل إذا خرج من بيته، وإسناده صحيح، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وأخرجه أيضاً أحمد، والحاكم، وابن السني، وغيرهم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: 1- أخرجه الحميدي (303) قال: حدثنا فضيل بن عياض. وأحمد (6/306) قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا سفيان، وفي (6/318) قال: حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان. وفي (6/321) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. وعبد بن حميد (1536) قال: حدثنا أبو نعيم. قال: حدثنا سفيان. وأبو داود (5094) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم. قال: حدثنا شعبة. وابن ماجة (3884) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا عبيدة بن حميد. والترمذي (3427) قال: حدثنا محمود بن غيلان. قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا سفيان. والنسائي (8/268) قال: أخبرني محمد بن قدامة. قال: حدثنا جرير وفي (8/285) قال: أخبرنا محمد بن بشار. قال: حدثنا عبد الرحمن. قال حدثنا سفيان. وفي عمل اليوم والليلة (86) قال: أخبرنا سليمان بن عبيد الله بن عمرو. قال: حدثنا بهز. قال: حدثنا شعبة وفي (87) قال: أخبرنا محمود بن غيلان. قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا سفيان.
خمستهم (فضيل بن عياض، وسفيان الثوري، وشعبة، وعبيدة بن حميد، وجرير) عن منصور.
2- وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (85) قال: أخبرني علي بن سهل. قال: حدثنا مؤمل. قال: حدثنا شعبة، عن عاصم.
كلاهما (منصور، وعاصم) عن عامر الشعبي، فذكره.
* أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (88) قال: أخبرنا محمد بن بشار، عن حديث عبد الرحمن، عن سفيان، عن زبيد، عن الشعبي، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-.(4/274)
2268 - (ت د) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إِذا خرج الرَّجُلُ من بيته، فقال: بسم الله، توكلت على الله، لا حولَ، ولا قوة إلا بالله، يُقال له: حَسْبُك، هُدِيتَ، وكُفِيتَ، ووقِيتَ، وتنحَّى عنه الشيطانُ» أخرجه الترمذي. [ص:276]
وفي رواية أبي داود قال: «إِذا خرج الرَّجُلُ من بيته، فقال: بسم الله، توكلتُ على الله، لا حول ولا قوة إلا بالله، يقال له حينئذ: هُدِيتَ، وكُفِيتَ، ووُقِيتَ، فَيَتَنَحَّى له الشيطانُ، فيقول شيطانٌ آخرُ: كيف لك برجلٍ قد هُدِيَ، وكُفيَ، ووُقِيَ؟» (1) .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (3422) في الدعوات، باب رقم (34) ، وأبو داود رقم (5095) في الأدب، باب ما يقول إذا خرج من بيته، وحسنه الترمذي، وهو حديث صحيح، ورواه أيضاً ابن حبان في صحيحه رقم (2375) موارد.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: أخرجه أبو داود (5095) قال: حدثنا إبراهيم بن الحسن الخثعمي، قال: حدثنا حجاج بن محمد والترمذي (3426) قال: حدثنا سعيد بن يحيى بن سعيد، قال: حدثنا أبي. والنسائي في عمل اليوم والليلة (89) قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن تميم، عن حجاج.
كلاهما (حجاج، ويحيى بن سعيد) عن ابن جريج، عن إسحاق، فذكره.(4/275)
2269 - (د) أبو مالك الأشجعي: ويقال له - الأشعري - رضي الله عنه -: قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إِذَا وَلَجَ الرجلُ بيتَه فليقل: اللَّهمَّ إني أسألك خير المَوْلَجِ، وخير المَخرَج، بسم الله وَلَجْنا، وباسم الله خرجنا، وعلى الله رَبِّنا توكلنا، ثم ليُسلِّمْ على أهله» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (5096) في الأدب، باب ما يقول إذا خرج من بيته، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (5096) قال: حدثنا ابن عوف. قال: حدثنا محمد بن إسماعيل. قال: حدثني أبي. قال: ابن عوف: ورأيته في أصل إسماعيل. قال: حدثني ضمضم، عن شريح. فذكره.(4/276)
الفصل السادس: في أدعية المجلس والقيام عنه
2270 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: [ص:277] «مَنْ جلس مجلساً كَثُر فيه لَغَطُهُ، فقال - قبل أَن يقوم من مجلسه ذلك -: سبحانك اللَّهمَّ وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفركَ وأتوب إليك، إلا غُفِرَ له ما كان في مجلسهِ ذلك» . أخرجه الترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(لغطه) اللغط: الردئ من الكلام والقبيح.
__________
(1) رقم (3429) في الدعوات، باب ما يقول الرجل إذا قام من مجلسه، وإسناده حسن، وحسنه الترمذي، ورواه أيضاً ابن حبان في صحيحه رقم (2366) موارد، وغيره.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/369) قال: حدثنا هيثم. قال: حدثنا إسماعيل بن عياش. وفي (2/494) قال: حدثنا حجاج. قال: قال ابن جريج: أخبرني موسى بن عقبة. والترمذي (3433) قال: حدثنا أبو عبيدة بن أبي السفر الكوفي، أحمد بن عبد الله الهمداني. قال: حدثنا حجاج بن محمد. قال: قال ابن جريج: أخبرني موسى بن عقبة. والنسائي في عمل اليوم والليلة (397) مكرر قال: أخبرني عبد الوهاب بن عبد الحكم. قال: أخبرنا حجاج. قال: قال ابن جريج: أخبرني موسى بن عقبة.
كلاهما (إسماعيل، وموسى) عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، فذكره.(4/276)
2271 - (د) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما -: قال: «كلماتٌ لا يَتَكلَّمُ بِهنَّ أحدٌ في مجلسهِ، عند قيامِه ثلاثَ مرَّاتٍ إلا كُفرَ بِهِنَّ عنه، ولا يقُولهُنَّ في مجلسِ خيرٍ، ومجلسِ ذِكْرٍ إلا خُتِمَ له بهنَّ عليه، كما يُخْتَمُ بالخاتم على الصحيفة: سبحانك اللَّهمَّ وبِحَمدِكَ، لا إلهَ إلا أنت، أستغفِرُكَ وأتوبُ إليك» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (4857) في الأدب، باب في كفارة المجلس، ورواه أيضاً ابن حبان في صحيحه رقم (2367) موارد، وهو حديث حسن، ويشهد له الذي بعده عن أبي هريرة مرفوعاً، وحديث عائشة رقم (2275) .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (4857) قال: ثنا أحمد بن صالح، ثنا ابن وهب، قال: أخبرني عمرو، أن سعيد بن أبي هلال حدثه، أن سعيد بن أبي سعيد المقبري حدثه، فذكره.
قلت: إسناده حسن، وهو موقوف.(4/277)
2272 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: عن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: بنحو ذلك، أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (4858) في الأدب، باب في كفارة المجلس، وهو حديث حسن، وقد رواه بنحوه الحاكم في " المستدرك " 1 / 537 من حديث جبير بن مطعم، وصححه، ووافقه الذهبي، وأورده المنذري في " الترغيب والترهيب " 2 / 236 من حديث جبير بن مطعم، وقال: رواه النسائي والطبراني ورجالهما رجال الصحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (4858) قال: حدثنا أحمد بن صالح. قال: حدثنا ابن وهب. قال: أخبرني عمرو. قال: حدثني عبد الرحمن بن أبي عمرو، عن المقبري، فذكره.(4/277)
2273 - (د) أبو برزة الأسلمي - رضي الله عنه -: قال: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول بِأخَرَةٍ، إذا أراد أن يقوم من المجلس: سبحانك اللَّهمَّ وبحمدك، أشهد أن لا إلهَ إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك، فقال رجلٌ: يا رسول الله، إنك لَتَقُولُ قولاً ما كنتَ تَقُولُهُ فيما مضى؟ فقال: كَفَّارَةٌ لِمَا يكونُ في المجلس» . أخرجه أبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(كفارة) : الكفارة: الخصلة التي تمحو الذنوب، وهي المرة الواحدة من التكفير: التغطية للشيء.
__________
(1) رقم (4859) في الأدب، باب في كفارة المجلس، وإسناده حسن، ورواه أيضاً من حديث أبي برزة ابن أبي شيبة والحاكم في " المستدرك " 1 / 537 وغيرهما، وهو حديث صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/425) قال: حدثنا يعلى. والدارمي (2661) قال: حدثنا يعلى بن عبيد. وأبو داود (4859) قال: حدثنا محمد بن حاتم الجرجرائي، وعثمان بن أبي شيبة، أن عبدة بن سليمان أخبرهم. والنسائي في عمل اليوم والليلة (426) قال: أخبرنا علي بن خشرم، قال: أخبرنا عيسى.
ثلاثتهم (يعلى، وعبدة، وعيسى بن يونس) عن الحجاج بن دينار، عن أبي هاشم، عن رفيع أبي العالية، فذكره.
* وأخرجه أحمد (4/420) قال: حدثنا عبد الله بن نمير، قال: أنبأنا حجاج، عن أبي هاشم الواسطي، عن أبي برزة الأسلمي، فذكره ليس فيه أبو العالية.(4/278)
2274 - (س) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «إنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان إذا جلس مجلساً، أو صلَّى، تكلم بكلماتٍ، فسألته عائشةُ عن الكلمات؟ فقال: إن تكلم بخيرٍ كان طابَعاً عليهن إلى يوم القيامة، وإن تكلم بِشَرٍّ كان كَفَّارَة له: سبحانك اللَّهمَّ وبِحمْدِك، لا إلهَ إلا أنت، أستَغْفِرك وأتوب إليك» أخرجه النسائي (1) . [ص:279]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(طابعاً) : الطابع: الخاتم، وقد تقدم ذكره في الباب (2) .
__________
(1) 3 / 71 و 72 في السهو، باب نوع آخر من الذكر بعد التسليم، وإسناده حسن، وهو شاهد لحديث عبد الله بن عمرو المتقدم رقم (2272) .
(2) انظر رقم (2271) .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (6/77) قال: حدثنا أبو سلمة. والنسائي (3/71) ، وفي الكبرى (1176) ، وفي عمل اليوم والليلة (400) قال: أخبرنا محمد بن إسحاق الصاغاني. قال: حدثنا أبو سلمة الخزاعي منصور بن سلمة. وفي عمل اليوم والليلة (308) قال: أخبرنا محمد بن سهل بن عسكر. قال: حدثنا ابن أبي مريم.
كلاهما - أبو سلمة الخزاعي، وابن أبي مريم - عن خلاد بن سليمان أبي سليمان (وفي رواية أحمد بن حنبل: خالد بن سليمان الحضرمي) ، عن خالد بن أبي عمران، عن عروة بن الزبير، فذكره.
ورواه عنها زرارة:
أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (398) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، عن شعيب. قال: أخبرنا الليث، عن ابن الهاد، عن يحيى بن سعيد، عن زرارة، فذكره.
* وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (399) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا الليث، عن يحيى، عن محمد بن عبد الرحمن الأنصاري، عن رجل من أهل الشام، عن عائشة. قالت::كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا قام من مجلس يكثر أن يقول: سبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت ... وساق الحديث نحوه.(4/278)
2275 - (ت د) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: قال: «كان يُعَدُّ لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- في المجلس الواحد - قبل أنْ يَقُومَ - مائةُ مرَّةٍ: ربِّ اغْفِر لي وتُب عَليَّ، إنك أَنت التَّوَّابُ الغَفورُ» . أخرجه الترمذي.
وعند أبي داود: «التَّوابُ الرَّحيم» (1) .
__________
(1) رقم (3430) في الدعوات، باب ما يقول إذا قام من مجلسه، وأبو داود رقم (1516) في الصلاة، باب الاستغفار، وإسناده صحيح، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح غريب.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/67) (5354) قال: حدثنا أحمد بن عبد الملك، قال: أخبرنا زهير، قال: حدثنا أبو إسحاق. وعبد بن حميد (810) قال: حدثنا مالك بن إسماعيل، قال: حدثنا زهير، قال: حدثنا أبو إسحاق. والبخاري في الأدب المفرد (627) قال: حدثنا جندل بن والق، قال: حدثنا يحيى بن يعلى، عن يونس بن خباب. والنسائي في عمل اليوم والليلة (459) قال: أخبرنا هلال بن العلاء، قال: حدثنا حسين، قال: حدثنا زهير، عن أبي إسحاق.
كلاهما - أبو إسحاق، ويونس بن خباب - عن مجاهد، فذكره.
ورواه عن ابن عمر، أبو الفضل:
أخرجه أحمد (2/84) (5564) قال: حدثنا محمد بن جعفر. والنسائي في عمل اليوم والليلة (460) قال: أخبرنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا أبو داود.
كلاهما (محمد بن جعفر، وأبو داود) عن شعبة، عن يونس بن خباب، قال: سمعت أبا الفضل، فذكره.
* في رواية محمد بن جعفر: (أبو الفضل أو ابن الفضل) .
ورواه عن ابن عمر، نافع:
1- أخرجه أحمد (2/21) (4726) قال: حدثنا ابن نمير. وعبد بن حميد (786) قال: حدثني ابن أبي شيبة، قال: حدثنا عبد الله بن نمير. والبخاري في الأدب المفرد (618) .
قال: حدثنا أحمد بن عبد الله، قال: حدثنا ابن نمير. وأبو داود (1516) قال: حدثنا الحسن بن علي، قال: حدثنا أبو أسامة، وابن ماجة (3814) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا أبو أسامة، والمحاربي. والترمذي (3434) قال: حدثنا نصر بن عبد الرحمن الكوفي، قال: حدثنا المحاربي والنسائي في عمل اليوم والليلة (458) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا أبو بكر وهو الحنفي.
أربعتهم (عبد الله بن نمير، وأبو أسامة، وعبد الرحمن المحاربي، وأبو بكر الحنفي) عن مالك بن مغول.
2- وأخرجه الترمذي (3434) قال: حدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان.
كلاهما (مالك بن مغول، وسفيان) عن محمد بن سوقة، عن نافع، فذكره.(4/279)
2276 - (ت) نافع - مولى ابن عمر -: قال: «كان ابنُ عمر - رضي الله عنهما - إذا جلس مجلساً لم يَقُمْ حتى يدعوَ [بهنَّ] لِجُلَسَائِه، وزَعم أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يدعو بهنَّ لِجُلسائِهِ: اللَّهمَّ اقْسِم لنَا من خَشْيَتِكَ ما يَحُولُ بيننا وبين معاصِيك، ومِن طاعتك ما تُبَلِّغُنَا به جَنَّتك، ومن اليَقِين ما تُهوِّنُ به علينا مصائِبَ الدنيا، اللَّهمَّ أَمتِعنا بأسماعنا، وأبصارنا، وقُوَّتنا ما أَحيَيتنا، واجعَلُه الوارثَ منا، واجعل ثَأْرنا على من ظلمنا، وانْصُرْنا على منْ عادانا، ولا تجعلْ مُصيبَتَنَا في دِيننا، ولا تجعل الدنيا أكبرَ همِّنا، ولا مَبْلَغَ عِلْمِنَا، ولا تُسَلِّطْ علينا مَن لا يَرحَمُنا» . هذه الرواية ذكرها رزين هكذا.
والذي رأيتُه في الترمذي: أنَّ ابْنَ عمر قال: «ما كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم [ص:280] يقومُ من مجلسٍ حتى يَدْعُوَ بهؤلاءِ الدَّعوَاتِ لأصحابه ... وذكر الحديث» (1) .
__________
(1) رقم (3497) في الدعوات، باب رقم (83) ، وحسنه الترمذي، وهو كما قال، ورواه أيضاً الحاكم في " المستدرك " 1 / 528 وصححه، ووافقه الذهبي.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (401) قال: أخبرني الربيع بن سليمان بن داود، قال: حدثنا عبد الله بن عبد الحكم، قال: أخبرنا بكر، عن عبيد الله بن زحر، عن خالد بن أبي عمران، عن نافع، فذكره.
* أخرجه الترمذي (3502) قال: حدثنا علي بن حجر. والنسائي في عمل اليوم والليلة (402) قال: أخبرنا سويد بن نصر.
كلاهما (علي، وسويد) عن عبد الله بن المبارك، عن يحيى بن أيوب، قال: حدثني عبيد الله بن زحر، عن خالد بن أبي عمران، أن ابن عمر قال: «قلما كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقوم من مجلس حتى يدعو بهؤلاء الدعوات لأصحابه.. الحديث» . (ليس فيه نافع) .
قلت: عبيد الله بن زحر، يضعف في الحديث، كأنه لم يحفظه، والله أعلم.(4/279)
2277 - () أبو واقد الليثي - رضي الله عنه -: كان كثيراً ما يقولُ إذا أراد الْقيامَ من مجلسه: «يا ذا الْمَلَكُوتِ والْجَبَرُوتِ، والعِزَّةِ والكِبْرِياءِ والعَظَمَةِ، والسُّلْطَانِ والقُدْرَةِ: أصْلِح لي قلبي وَعَمَلي ونِيّتي، وسِرِّي وَعَلانِيَتي، وبارك [لي] فيما رزقْتني، ومُنَّ عَلَيَّ بالعافية من بلاءِ الدنيا والآخرة» أخرجه ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
هذا الحديث من زيادات رزين، لم أهتد إليه.(4/280)
الفصل السابع: في أدعية السفر والقفول
2278 - (خ م ط ت د) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان إِذَا قَفَلَ من غَزْوٍ أو حَجّ أو عُمرةٍ يُكَبِّرُ على كلِّ شَرَفٍ من الأرض، ثلاثَ تَكْبِيرات، ثم يقول: «لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ، آيِبُونَ، تَائِبُون، [ص:281] عابِدُونَ، ساجدون، لربِّنا حامِدون، صَدَقَ اللهُ وعْدَه، ونَصَرَ عبده، وهزم الأحزاب وحدَه» . أخرجه البخاري، ومسلم.
ولمسلم أيضاً قال: كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إذا قَفَلَ من الْجيوشِ أو السَّرايا أو الحج أو العُمرة، إذا أوفى على ثَنِيَّةٍ أو فَدْفَدٍ، كَبَّرَ ثلاثاً. وفي رواية: «مَرَّتين» ، وأخرجه الموطأ، وأبو داود.
وفي رواية الترمذي عِوَض: «ساجدون» : «سائحون» ، وفي حديثه ذِكْر الفَدْفَدِ (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(قفل) القوم من سفرهم: إذا رجعوا.
(شَرَف) : الشرف: ما ارتفع من الأرض.
(آيبون) : آب يؤوب: إذا رجع.
(السرايا) : جمع سرية، وهي طائفة من العسكر تنفذ في الغزو. [ص:282]
(أوفى) على الموضع: إذا أشرف واطلع.
(ثنية) : الثنية: المرتفع من الأرض، كالنشز والرابية، وقيل: هو العقبة في الجبل، وقيل: طريق بين الجبلين.
(فَدْفَد) : الفَدْفَد: الأرض المستوية.
(سائحون) : السائحون هاهنا: الصائمون. وكذا [جاء] في القرآن في قوله: {الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ} [التوبة: 112] وإنما قيل للصائم: سائح، لأن الذي يسبح في الأرض متعبداً يذهب ولا زاد له، فحين يجد الزاد يطعم، والصائم يمضي نهاره ولا يطعم شيئاً، فشبه به.
__________
(1) رواه البخاري 11 / 160 في الدعوات، باب الدعاء إذا أراد سفراً أو رجع، وفي الحج، باب ما يقول إذا رجع من الحج أو العمرة أو الغزو، وفي الجهاد، باب التكبير إذا علا شرفاً، وباب ما يقول إذا رجع من الغزو، وفي المغازي، باب غزوة الخندق، ومسلم رقم (1344) في الحج، باب ما يقول إذا قفل من سفر الحج وغيره، والموطأ 2 / 421 في الحج، باب جامع الحج، والترمذي رقم (950) في الحج، باب ما جاء في ما يقول عند القفول من الحج والعمرة، وأبو داود رقم (2770) في الجهاد، باب في التكبير على كل شرف.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/105) (5830) قال: حدثنا عتاب بن زياد. وفي (2/105) (5831) قال: حدثنا علي بن إسحاق. والبخاري (5/142) قال: حدثنا محمد بن مقاتل.
ثلاثتهم - عتاب، وعلي بن إسحاق، ومحمد بن مقاتل - عن عبد الله بن مبارك، قال: أخبرنا موسى بن عقبة، عن سالم، ونافع، فذكراه.
* أخرجه مالك (الموطأ) (272) . والحميدي (644) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا عبيد الله بن عمر. وأحمد (2/5) (4496) ، (2/15) (4636) قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، قال: أخبرنا أيوب. وفي (2/21) (4717) قال: حدثنا يحيى، عن عبيد الله. وفي (2/38) (0962) قال: حدثنا عبدة، قال: حدثنا عبيد الله.
وفي (2/63) (5295) قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا مالك. والبخاري (3/8) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: أخبرنا مالك وفي (4/93) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا جويرية.
وفي (8/102) قال: حدثنا إسماعيل، قال: حدثني مالك ومسلم (4/105) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو أسامة، قال: حدثنا عبيد الله. (ح) وحدثنا عبيد الله بن سعيد، قال: حدثنا يحيى وهو القطان، عن عبيد الله (ح) وحدثني زهير بن حرب، قال: حدثنا إسماعيل يعني ابن علية، عن أيوب (ح) وحدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا معن، عن مالك (ح) وحدثنا ابن رافع، قال: حدثنا ابن أبي فديك، قال: أخبرنا الضحاك. وأبو ادود (2770) قال: حدثنا القعنبي، عن مالك. والترمذي (950) قال: حدثنا علي بن حجر، قال: أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم، عن أيوب. والنسائي في عمل اليوم والليلة (539) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، عن شعيب، عن الليث، عن كثير ابن فرقد. وفي (540) قال: أخبرنا محمد بن منصور، قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا عبيد الله. وفي الكبرى تحفة الأشراف (8179) عن عبيد الله بن سعيد، عن يحيى بن سعيد، عن عبيد الله. وفي (8332) عن محمد بن سلمة، والحارث بن مسكين، عن ابن القاسم، عن مالك.
ستتهم (مالك، وعبيد الله بن عمر، وأيوب، وجويرية، والضحاك بن عثمان، وكثير بن فرقد) عن نافع، عن ابن عمر، فذكره (ليس فيه سالم) .
* أخرجه الحميدي (643) (قال: حدثنا سفيان) وأحمد (2/10) (4569) قال: حدثنا سفيان بن عيينة. والبخاري (4/69) قال: حدثنا عبد الله، قال: حدثني عبد العزيز بن أبي سلمة. والنسائي في عمل اليوم والليلة (540) قال: أخبرنا محمد بن منصور، قال: حدثنا سفيان. وفي الكبرى تحفة الأشراف (6762) عن محمد بن عبد الله بن يزيد المقرىء، عن سفيان.
كلاهما (سفيان بن عيينة، وعبد العزيز بن أبي سلمة) عن صالح بن كيسان، عن سالم بن عبد الله، فذكره. ليس فيه (نافع) .(4/280)
2279 - (م ت د) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان إذا استوى على بعيره خارجاً إلى سفرٍ، حمِد الله تعالى وسبَّح، وكبَّرَ ثلاثاً، ثم قال: {سبحان الذي سَخَّرَ لنا هذا وما كنا له مُقْرِنين (1) . وإنا إلى ربِّنا لمنقلبون} [الزخرف: 13- 14] اللَّهمَّ إنا نسألك في سفرنا هذا البِرَّ والتقوى، ومن العمل ما تَرْضى، اللَّهمَّ هَوِّن علينا في سفرنا هذا، واطوِ عَنَّا بُعْدَ الأرض، اللَّهمَّ أنت الصاحبُ في السفر، والخليفةُ في الأهلِ، اللَّهمَّ [ص:283] إني أعوذ بك من وْعثاءِ السفر، وكآبَةِ المنْظَرِ، وسوءِ المُنْقَلَبِ في الأهل والمال، وإذا رجع قالهنَّ - وزاد فيهنَّ -: آيِبُون تائِبُونَ عابِدُون، لربِّنا ساجدون» . هذه رواية مسلم.
وفي رواية الترمذي - بعد قوله: «في الأهل» -: «اللَّهمَّ اصحَبنا في سفرنا، واخْلُفنا في أهلنا، وكان يقول: إذا رجع إلى أهله: آيبون إن شاء الله، تَائِبُونَ عابِدُونَ، لربنا ساجِدُون» (2) .
وفي رواية أبي داود نحوه بزيادة ونُقْصَان يسير: ولم يذكر في أوله «سَبَّحَ» وفي آخره: «وكان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- وجُيُوشُهُ إِذا عَلَوا الثَّنَايا كَبَّرُوا، وإذا هَبَطُوا سَبَّحُوا، فَوُضِعت الصلاة على ذلك» (3) . [ص:284]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(مقرنين) : يعني: مقتدرين عليه.
(وعثاء السفر) : تعبه ومشقته وشدته.
(كآبة المنظر وسوء المنقلب) : الكآبة: الحزن، والمنقلب: المرجع، وذلك أن يعود من سفره حزيناً كئيباً، أو يصادف ما يحزنه في أهل ومال ونحو ذلك. والمنظر: هو ما ينظر إليه من أهله وماله وحاله.
__________
(1) قال النووي في " شرح مسلم ": معنى " مقرنين ": مطيقين، أي: ما كنا نطيق قهره واستعماله، لولا تسخير الله تعالى إياه لنا، وفي هذا الحديث: استحباب هذا الذكر عند ابتداء الأسفار كلها.
(2) رواه مسلم رقم (1342) في الحج، باب ما يقول إذا ركب إلى سفر الحج وغيره، والترمذي رقم (3444) في الدعوات، باب ما جاء ما يقول إذا ركب دابة، وأبو داود رقم (2599) في الجهاد، باب ما يقول الرجل إذا سافر.
(3) قوله: وفي آخره: " وكان النبي صلى الله عليه وسلم وجيوشه إذا علوا الثنايا كبروا، وإذا هبطوا سبحوا، فوضعت الصلاة على ذلك "، هذه الجملة من الحديث مدرجة، وليست من حديث أبي داود بسنده، وإنما رواها عبد الرزاق عن ابن جريج قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم ... الخ، وهو معضل، وقد سها عن هذا الادراج الإمام النووي في أذكاره، فجعله من الحديث، وتعقبه الحافظ ابن حجر في " تخريج الأذكار " كما في " الفتوحات الربانية " لابن علان 5 / 140 فقال: وقع في هذا الحديث خلل من بعض رواته، وبيان ذلك أن مسلماً وأبا داود وغيرهما أخرجوا هذا الحديث من رواية ابن جريج عن أبي الزبير عن علي الأزدي عن ابن عمر قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استوى على بعيره خارجاً إلى سفر كبر [ص:284] ثلاثاً ... الحديث، إلى قوله: " لربنا حامدون " فاتفق من أخرجه على سياقه إلى هنا، ووقع عند أبي داود بعد " حامدون ": وكان النبي صلى الله عليه وسلم وجيوشه ... الخ. وظاهره: أن هذه الزيادة بسند التي قبلها، فاعتمد الشيخ (يعني النووي) على ذلك، وصرح بأنها عن ابن عمر، وفيه نظر، فإن أبا داود أخرج الحديث عن الحسن بن علي، عن عبد الرزاق، عن ابن جريج بالسند المذكور إلى ابن عمر، فوجدنا الحديث في " مصنف عبد الرزاق " قال فيه: باب القول في السفر: أخبرنا ابن جريج ... فذكر الحديث، إلى قوله: " لربنا حامدون " ثم أورد ثلاثة عشر حديثاً بين مرفوع وموقوف، ثم قال بعدها: أخبرنا ابن جريج قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم وجيوشه إذا صعدوا الثنايا كبروا، وإذا هبطوا سبحوا، فوضعت الصلاة على ذلك، هكذا أخرجه معضلاً، ولم يذكر فيه لابن جريج سنداً، فظهر أن من عطفه على الأول، أو مزجه، أدرجه، وهذا أدق ما وجد في المدرج. اهـ.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: 1- أخرجه أحمد (2/144) (6311) قال: حدثنا أبو كامل. وعبد بن حميد (833) قال: حدثني أبو الوليد. والدارمي (2676، 2685) قال: أخبرنا يحيى بن حسان. والترمذي (3447) قال: حدثنا سويد بن نصر، قال: أخبرنا عبد الله.
أربعتهم (أبو كامل، وأبو الوليد، ويحيى بن حسان، وعبد الله بن المبارك) عن حماد بن سلمة.
2- وأخرجه أحمد (2/150) (6374) قال: حدثنا عبد الرزاق. ومسلم (4/104) قال: حدثني هارون ابن عبد الله، قال: حدثنا حجاج بن محمد. وأبو داود (2599) قال: حدثنا الحسن بن علي، قال: حدثنا عبد الرزاق. والنسائي في عمل اليوم والليلة (548) قال: أخبرنا سليمان بن داود، عن ابن وهب. وابن خزيمة (2542) قال: حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني، قال: حدثنا حجاج بن محمد (ح) وحدثنا الزعفراني، قال: حدثنا روح بن عبادة.
أربعتهم (عبد الرزاق، وحجاج، وعبد الله بن وهب، وروح) عن ابن جريج.
كلاهما (حماد بن سلمة، وابن جريج) عن أبي الزبير، عن علي بن عبد الله البارقي، فذكره.(4/282)
2280 - (ط) مالك بن أنس - رحمه الله-: بلغه أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-: «كان إذا وَضع رِجلَهُ في الغَرْزِ - وهو يريد السفر - يقول: بسم الله، اللَّهمَّ أنت الصَّاحِبُ في السفرِ، والخليفةُ في الأهل، اللَّهمَّ ازْوِ لنا الأرضَ، وهَوِّنْ علينا السَفَر، اللَّهمَّ [إني] أعوذُ بِكَ من وَعْثَاءِ السفر، ومن كآبة المُنْقَلَب، و [من][ص:285] سُوء المنظر في الأهل، والمال» أخرجه الموطأ (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الغرز) : ركاب الرحل إذا كان من جلد، وقيل: هو للرحل مثل الركاب للسرج.
(ازو لنا) : الزي: الطي والجمع، ومنه قوله عليه الصلاة والسلام «زويت لي الأرض مشارقها ومغاربها» .
__________
(1) 2 / 977 في الاستئذان، باب ما يؤمر به من الكلام في السفر، وإسناده منقطع، وهذا البلاغ مما صح عن عبد الله بن سرجس وابن عمر وأبي هريرة، وغيرهم، ويشهد لهذا الحديث الذي قبله.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
ذكره مالك في الموطأ (1895) قال الزرقاني: (بلغه) مما صح عن عبد الله بن سرجس وابن عمر وأبي هريرة. وغيرهم. الشرح (4/498) ط / دار الكتب العلمية.(4/284)
2281 - (م ت س) عبد الله بن سرجس - رضي الله عنه -: قال: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إِذَا سافر يَتعوَّذُ من وعْثاء السفر، وكآبة المنقلب، ومن الحَور بعد الكَوْر (1) ، ودعوةِ [ص:286] المظلوم (2) ، وسُوء المنظر في الأهل، والمال» .
ومن الرُّواة من قال في أوله: «اللَّهمَّ إني أعوذ بك من وعْثَاء السفر» هذه رواية مسلم، والنسائي.
وفي رواية الترمذي قال: «كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- إذا سافر يقول: اللَّهمَّ أنت الصاحبُ في السفر، والخليفةُ في الأهل، اللَّهمَّ اصحَبنا في سَفرنا، واخلُفنا في أهلنا، اللَّهمَّ إني أعوذ بك من وعثاء السفر ... » الحديث (3) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الحور بعد الكور) : الحور: النقصان والرجوع، و «الكون» من رواه بالنون: فهو مصدر كان يكون كوناً، من كان التامة، دون الناقصة، [ص:287] يعني: من النقصان، والتغيير بعد الثبات والاستقرار، ومن رواه بالراء، فهو الزيادة، من تكوير العمامة، يعني: من الانتقاص بعد الزيادة والاستكمال.
__________
(1) الذي في " صحيح مسلم " " الكون " بدل " الكور " قال النووي في " شرح مسلم ": هكذا هو في معظم النسخ من صحيح مسلم " بعد الكون " بالنون، بل لا يكاد يوجد في نسخ بلادنا إلا بالنون، وكذا ضبطه الحفاظ المتقنون في " صحيح مسلم "، قال القاضي: وهكذا رواه الفارسي وغيره من رواة صحيح مسلم، قال: ورواه العذري " بعد الكور " بالراء، قال: والمعروف في رواية عاصم - الذي رواه مسلم عنه - بالنون، قال القاضي: قال إبراهيم الحربي: يقال: إن عاصماً وهم فيه، وإن صوابه " الكور " بالراء. قلت: (القائل النووي) وليس كما قال الحربي، بل كلاهما روايتان، وممن ذكر الروايتين جميعاً: الترمذي في جامعه، وخلائق من المحدثين، وذكرهما أبو عبيد وخلائق من أهل اللغة وغريب الحديث، قال الترمذي - بعد أن رواه بالنون -: ويروى بالراء أيضاً؛ ثم قال: وكلاهما له وجه، قال: يقال: هو الرجوع من الإيمان إلى الكفر، أو من الطاعة إلى المعصية، ومعناه: الرجوع من شيء إلى شيء من الشر، هذا كلام الترمذي، وكذا قال غيره من العلماء: معناه [ص:286] بالراء والنون جميعاً: الرجوع من الاستقامة أو الزيادة إلى النقص، قالوا: ورواية الراء مأخوذة من تكوير العمامة، وهو لفها وجمعها، ورواية النون مأخوذة من الكون، مصدر كان يكون كوناً: إذا وجد واستقر، قال المازري في رواية الراء: قيل أيضاً: إن معناه: أعوذ بك من الرجوع عن الجماعة بعد أن كنا فيها، يقال: كار عمامته: إذا لفها، وحارها: إذا نقضها، وقيل: نعوذ بك من أن تفسد أمورنا بعد صلاحها، كفساد العمامة بعد استقامتها على الرأس، وعلى رواية النون، قال أبو عبيد: سئل عاصم عن معناه؟ فقال: ألم تسمع قولهم: حار بعد ما كان، أي: إنه كان على حالة جميلة فرجع عنها، والله أعلم.
(2) قال النووي في " شرح مسلم ": أي أعوذ بك من الظلم، فإنه يترتب عليه دعاء المظلوم، ودعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب، ففيه التحذير من الظلم، ومن التعرض لأسبابه.
(3) رواه مسلم رقم (1343) في الحج، باب ما يقول إذا ركب إلى سفر الحج وغيره، والترمذي رقم (3435) في الدعوات، باب ما يقول إذا خرج مسافراً، والنسائي 8 / 272 في الاستعاذة، باب الاستعاذة من الحور بعد الكور.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (5/82) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. وفي (5/82) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (5/82) قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (5/83) قال: حدثنا حسن بن موسى، قال: حدثنا حماد بن زيد وعبد بن حميد (510) قال: أخبرنا يزيد بن هارون، وفي (511) قال: أخبرني سليمان بن حرب، ومحمد بن الفضل، قالا: حدثنا حماد بن زيد. والدارمي (2675) قال: أخبرنا يزيد بن هارون، قال: حدثني شعبة. ومسلم (4/104) قال: حدثني زهير بن حرب، قال: حدثنا إسماعيل بن علية. وفي (4/105) قال: وحدثنا يحيى بن يحيى، وزهير ابن حرب جميعا عن أبي معاوية (ح) وحدثني حامد بن عمر، قال: حدثنا عبد الواحد، وابن ماجة (3888) قال: حدثنا أبو بكر، قال: حدثنا عبد الرحيم بن سليمان، وأبو معاوية. والترمذي (3439) قال: حدثنا أحمد بن عبدة، قال: حدثنا حماد بن زيد. والنسائي (8/272) قال: أخبرنا أزهر بن جميل، قال: حدثنا خالد بن الحارث، قال: حدثنا شعبة. وفي (8/272) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: حدثنا جرير. وفي (8/273) قال: أخبرنا يوسف بن حماد، قال: حدثنا بشر بن منصور. وفي عمل اليوم والليلة (499) قال: أخبرنا يحيى بن حبيب بن عربي، عن حماد بن زيد. وابن خزيمة (2533) قال: حدثنا أحمد بن عبدة الضبي، قال: أخبرنا حماد، يعني ابن زيد، (ح) وحدثنا أحمد بن المقدام، قال: حدثنا حماد (ح) وحدثنا أحمد بن عبدة، قال: أخبرنا عباد، يعني ابن عباد.
جميعهم (معمر، وشعبة، وأبو معاوية، وحماد بن زيد، ويزيد بن هارون، وإسماعيل بن علية، وعبد الواحد، وعبد الرحيم بن سليمان، وجرير، وبشر بن منصور، وعباد بن عباد) عن عاصم الأحول، فذكره.
* أخرجه أحمد (5/82) قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا عاصم بالكوفة فلم أكتبه، فسمعت شعبة، يحدث به، فعرفته به، عن عاصم، عن عبد الله بن سرجس، فذكره.(4/285)
2282 - (ت د س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: «كان رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- إذا سافر، فركب رَاحِلَته، قال بإصبعه - ومَدَّ شُعبَة إصبَعه - قال: اللَّهمَّ أنت الصاحبُ في السفر، والخليفةُ في الأهل، اللَّهمَّ اصحَبنا بِنُصحك، واقْلبنا بذِمَّةٍ، اللَّهمَّ ازْوِ لنا الأرضَ، وهَوِّن علينا السفر، اللَّهمَّ إني أعوذ بك من وَعْثَاءِ السفر، وكآبة المنقلب» . هذه رواية الترمذي.
وأخرجه أبو داود بتقديم وتأخير، ولم يذكر رُكوب الراحلة ومَدَّ الإصبع، وقال: «اطوِ لَنَا الأرضَ» .
وأخرجه النسائي مثل الترمذي، وأسقط منه من قوله: «اللَّهمَّ اصحَبنا» ، إلى قوله: «علينا السفر» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(اقلبنا بذمة) : الذمة والذمام: العهد والأمان، أي: ارددنا إلى أهلنا آمنين.
__________
(1) رواه الترمذي رقم (3434) في الدعوات، باب ما يقول إذا خرج مسافراً، وأبو داود رقم (2598) في الجهاد، باب ما يقول الرجل إذا سافر، والنسائي 8 / 274 في الاستعاذة، باب الاستعاذة من كآبة المنقلب، وحسنه الترمذي، وهو كما قال.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
حسن: أخرجه الترمذي (3438) قال: ثنا محمد بن عمر بن علي المقدمي.
قال: حدثنا ابن أبي عدي. (ح) وحدثنا سويد بن نصر. قال: حدثنا عبد الله بن المبارك والنسائي (8/273) وفي عمل اليوم والليلة (503) قال: أخبرنا محمد بن عمر بن علي بن مقدم. قال: حدثنا ابن أبي عدي.
كلاهما (ابن أبي عدي، وابن المبارك) عن شعبة، عن عبد الله بن بشر الخثعمي، عن أبي زرعة، فذكره.
* أخرجه أحمد (2/401) قال: حدثنا علي بن إسحاق. قال أخبرنا عبد الله (ح) وعتاب. قال: حدثنا عبد الله. قال أخبرنا شعبة، عن فلان الخثعمي، أنه سمع أبا زرعة، فذكر نحوه.
ورواه سعيد المقبري عن أبي هريرة:
أخرجه أحمد (2/433) وأبو داود (2598) قال: حدثنا مسدد. والنسائي في عمل اليوم والليلة (500) قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم.
ثلاثتهم (أحمد بن حنبل، ومسدد بن مسرهد، ويعقوب) قالوا: حدثنا يحيى. قال: حدثنا محمد بن عجلان قال: حدثني سعيد المقبري، فذكره.(4/287)
2283 - (ت د) علي بن ربيعة - رحمه الله -: قال: «شَهِدتُ عَليّاً، وقد أُتيَ بَدابَّتِهِ ليركبَها، فلما وضع رِجله في الرِّكاب، قال: بسم الله، فلما استوى على ظهرها قال: الحمد لله {سبحان الذي سَخَّرَ لنا هذا وما كنَّا له مُقْرِنين. وإنا إلى ربِّنا لمنقلبون} ثم قال: الحمد لله - ثلاثَ مراتٍ - ثم قال: الله أكبر - ثلاثَ مراتٍ - ثم [قال] : سبحانك، إني ظلمت نفسي فاغفر لي، إنه لا يَغْفِر الذُّنوب إلا أنت، ثم ضَحِكَ، فقلتُ: يا أمير المؤمنين، مِمَّ ضَحِكُك؟ قال: رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فعل كما فعلتُ، فقلتُ: يا رسول الله، من أيِّ شيءٍ ضَحِكتَ؟ قال: إن رَبَّك يَعْجَبُ من عبده إِذا قال: اغْفِر لي ذُنوبي: إِنَّه لا يغفر الذُّنوب غيرك» أخرجه الترمذي، وعند أبي داود: «يَعْلَمُ أنه لا يغفر الذُّنوبَ غيري» (1) .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (3443) في الدعوات، باب ما جاء ما يقول إذا ركب دابة، وأبو داود رقم (2602) في الجهاد، باب ما يقول الرجل إذا سافر، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح، وهو كما قال، ورواه أيضاً ابن حبان في صحيحه رقم (2381) موارد.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن: أخرجه أحمد (1/97) (753) قال: حدثنا يزيد، قال: أنبأنا شريك. وفي (1/115) (930) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر. وفي (1/128) (1056) قال: حدثنا وكيع، عن إسرائيل. وعبد بن حميد (88) قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر وفي (89) قال: حدثنا عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل. وأبو داود (2602) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا أبو الأحوص. والترمذي (3446) ، وفي الشمائل (233) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا أبو الأحوص. والنسائي في الكبرى (الورقة 118ب) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا أبو الأحوص. وفي الكبرى. وعمل اليوم والليلة (502) قال: أخبرني محمد بن قدامة، قال: حدثنا جرير، عن منصور.
خمستهم -شريك، ومعمر، وإسرائيل، وأبو الأحوص، ومنصور - عن أبي إسحاق، عن علي بن ربيعة، فذكره.
* في رواية أحمد (1/115) (930) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر، عن أبي إسحاق، عن علي بن ربيعة، قاله مرة. قال عبد الرزاق: وأكثر ذلك يقول: أخبرني من شهد عليا.
* جاء في مسند أحمد (1/96) (749) قال: حدثنا يزيد، عن الحجاج، عن أبي إسحاق، عن علي بن ربيعة، عن علي، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- بمثله.
جاء ذلك عقب حديث شريح بن هانىء عن علي في توقيت المسح على الخفين، مما يوهم أن حديث علي بن ربيعة أيضا في المسح على الخفين.
ولم نقف لـ (علي بن ربيعة) في أطراف المسند إلا على حديث واحد وهو حديث الدعاء عند ركوب الدابة. وكذلك في تحفة الأشراف.(4/288)
2284 - (ت) البراء بن عازب - رضي الله عنه -: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-: «كان إِذَا قَدِمَ من سفرٍ، قال: آيبون تائبون، عابدون، لربنا حامِدُون» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3536) في الدعوات، باب ما يقول إذا قدم من السفر، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " وغيره، وقال الترمذي أيضاً: وفي الباب عن ابن عمر، وأنس، وجابر بن عبد الله.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (4/281) قال: حدثنا محمد بن جعفر. وفي (4/289) قال: حدثنا يحيى، وفي (4/298) قال: حدثنا يزيد. وفي (4/300) قال: حدثنا عبد الملك بن عمرو والترمذي (3440) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا أبو داود والنسائي في عمل اليوم والليلة (550) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود، قال: حدثنا خالد بن الحارث.
ستتهم (ابن جعفر، ويحيى، ويزيد، وعبد الملك، وأبو داود، وخالد) عن شعبة، عن أبي إسحاق، قال: سمعت ربيع بن البراء، فذكره.
ودلس أبو إسحاق سماعه من الربيع في رواية:
أخرجه أحمد (4/300) قال: حدثنا عبد الملك بن عمرو، قال: حدثنا سفيان، والنسائي في عمل اليوم والليلة (549) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان، قال: حدثنا يحيى بن آدم، عن إسرائيل، وسفيان، وفطر. وفي الكبرى تحفة الأشراف (1855) عن محمود بن غيلان، عن أبي داود، ويحيى بن آدم، عن سفيان.
ثلاثتهم -سفيان، وإسرائيل، وفطر - عن أبي إسحاق، فذكره.(4/288)
2285 - (م د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- إذا كان في سفرٍ وأَسْحَرَ، يقول: سَمِعَ سامِعٌ بِحمدِ الله وحُسْنِ بَلائِهِ علينا، رَبَّنا صاحِبْنا وأفْضِلْ علينا، عائذاً بالله من النار» . هذه رواية مسلم. وزاد أبو داود بعد قوله: «بحمد الله» : «ونِعْمَته» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(سمع سامع) : قوله: «سمع سامع بحمد الله وحسن بلائه» معناه: شهد شاهد، وحقيقته: ليسمع السامع، وليشهد الشاهد على حمد الله سبحانه وتعالى على نعمه وحسن بلائه، وقيل: معناه: انتشر ذلك وظهر، وسمعه السامعون. وحسن البلاء: النعمة. والبلاء: الاختبار والامتحان فالاختبار بالخير: ليتبين الشكر، والابتلاء بالشر: ليظهر الصبر، وقوله: «عائذاً بالله» يحتمل وجهين، أحدهما: أن يريد: أنا عائذ بالله من النار.
والآخر: أن يريد: متعوذ بالله، كما يقال مستجار بالله، فوضع الفاعل مكان المفعول، كقولهم: ماء دافق، أي: مدفوق، وقوله: «ربنا صاحبنا» أي: احفظنا، ومن صحبه الله لم يضره شيء.
__________
(1) رواه مسلم رقم (3718) في الذكر والدعاء، باب التعوذ من شر ما عمل ومن شر ما لم يعمل، وأبو داود رقم (5086) في الأدب، باب ما يقول إذا أصبح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مسلم (8/80) قال: حدثني أبو الطاهر. قال: أخبرنا عبد الله بن وهب قال: أخبرني سليمان بن بلال. وأبو داود (5086) قال: حدثنا أحمد بن صالح. قال: حدثنا عبد الله بن وهب. قال: أخبرني سليمان بن بلال. والنسائي في عمل اليوم والليلة (536) قال: أخبرنا يونس بن عبد الأعلى، عن ابن وهب. قال: حدثني أيضا، يعني سليمان بن بلال. وابن خزيمة (2571) قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى. قال: حدثنا ابن وهب. قال: حدثني أيضا، يعني سليمان بن بلال (ح) وحدثنا محمد بن يحيى. قال: حدثنا أبو مصعب أحمد بن أبي بكر الزهري. قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم، عن عبد الله بن عامر (ح) وحدثنا محمد بن يحيى أيضا. قال: حدثنا أبو مصعب. قال: حدثنا أبو ضمرة، عن عبد الله بن عامر.
كلاهما (سليمان، وعبد الله) عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، فذكره.(4/289)
2286 - (خ) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: قال: «كنَّا إذا صَعِدْنا كَبَّرنا، وإذا نَزَلنَا سَبَّحنا» . أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) رواه البخاري 6 / 94 في الجهاد، باب التسبيح إذا هبط وادياً، وباب التكبير إذا علا شرفاً.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح، موقوف: أخرجه البخاري (6/94) كتاب الجهاد - باب التسبيح إذا هبط واديا.(4/290)
2287 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال: «جاء رجلٌ إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: إِني أُرِيدُ السفر، فزَوِّدني، قال: زَوَّدك اللهُ التَّقوى، قال: زِدني، قال: وغفر ذَنبَكَ، قال: زدني، - بأبي أنتَ وأُمِّي - قال: ويَسَّرَ لك الخير حيثما كنتَ» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3440) في الدعوات، باب رقم (46) ، وإسناده حسن، وحسنه الترمذي والحافظ ابن حجر في " تخريج الأذكار ".
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (3441) قال: ثنا عبد الله بن أبي زياد، ثنا سيار، ثنا جعفر بن سليمان، عن ثابت عن أنس. قال الترمذي: حسن غريب.(4/290)
2288 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أنَّ رجلاً قال لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إِني أُريد السفر فأَوصني، قال: عليك بتقوى الله والتكبيرِ على كلِّ شَرَفٍ، فلما أن وَلَّى الرجلُ، قال: اللَّهمَّ اطْوِ لَهُ البُعْدَ، وهوِّن عليه السفرَ» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3441) في الدعوات، باب رقم (47) ، وقال الترمذي: هذا حديث حسن، وهو كما قال، وصححه الحاكم في " المستدرك " 2 / 98، ووافقه الذهبي، ورواه أيضاً ابن حبان في صحيحه رقم (2378) و (2379) موارد.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
حسن: أخرجه أحمد (2/325) قال: ثنا روح وفي (2/331) قال: حدثنا عثمان بن عمر. وفي (2/443،476) قال: حدثنا وكيع. وابن ماجة (2771) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا وكيع. والترمذي (3445) قال: حدثنا موسى بن عبد الرحمن الكندي الكوفي. قال: حدثنا زيد ابن حباب. والنسائي في عمل اليوم والليلة (505) قال أخبرنا محمد بن العلاء. قال: حدثنا أبو خالد، وابن خزيمة (2561) قال: حدثنا سلم بن جنادة القرشي. قال: حدثنا وكيع.
خمستهم (روح، وعثمان، ووكيع، وزيد، وأبو خالد الأحمر) عن أسامة بن زيد الليثي، عن سعيد المقبري، فذكره.(4/290)
2289 - (ت د) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: قال لرجلٍ أراد [ص:291] سفراً: هَلُمَّ أُوَدِّعُك، كما كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يُوَدِّعُنا: أَسْتَودِعُ اللهَ دِينَكَ وأمانَتكَ وخواتيمَ عملِكَ، قل: قَبِلْتُ ورضِيتُ، فقال الرجل: قبلتُ ورضيتُ، ثم قال: قل لي مِثْلَ ما قُلتُ لك، ففعل.
وفي رواية قال: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إذا ودَّعَ رجلاً أَخذ بيده، فلا يَدَعُها حتى يكونَ الرجلُ هو الذي يدعُ يَدَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- ويقول: أَستودعُ الله دِينكَ وأمانتك وآخِرَ عملك» أخرجه الترمذي (1) .
وفي رواية أبي داود عن قَزعة قال: قال ابن عمر: «هَلمَّ أُوَدِّعُكَ كما ودَّعني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: أَسْتَودِع الله دِينك وأمانتك وخواتيمَ عملك» (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(هلم) : بمعنى: تعال وأقبل. [ص:292]
(دينك وأمانتك) : جعل دينه مع الودائع، لأن السفر تصيب [المسافر] فيه المشقة والتعب والخوف، فيكون ذلك سبباً لإهمال بعض الأمور المتعلقة بالدين، فدعا له بالمعونة والتوفيق فيها، وأما «الأمانة» هاهنا: فهي أهل الرجل وماله، ومن يخلفه.
(خواتيم عملك) : خواتيم العمل: أواخره، جمع خاتمة.
__________
(1) روى هذه الرواية الثانية الترمذي رقم (3439) في الدعوات، باب ما يقول إذا ودع إنساناً، ورواها أيضاً ابن ماجة رقم (2826) في الجهاد، باب تشييع الغزاة ووداعهم، وليس عند ابن ماجة قصة أخذ اليد، وفي سندها ابن أبي ليلى، واسمه محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى وهو سيء الحفظ، ولذلك استغربه الترمذي. أقول: أما الشق الثاني من الحديث، فله شواهد كثيرة يحسن بها، وأما الشق الأول وهو قصة أخذ اليد، فقد ذكر الحافظ ابن حجر لها شواهد من طرق ضعيفة يشد بعضها بعضاً، كما في " الفتوحات الربانية " لابن علان 5 / 118 و 119 فانظرها هناك، فالحديث بمجموعه على هذا حسن بشواهده.
(2) رواه الترمذي رقم (3438) في الدعوات، باب ما يقول إذا ودع إنساناً، وأبو داود رقم (2600) في الجهاد، باب الدعاء عند الوداع، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال، وصححه الحاكم في " المستدرك " 1 / 442 ووافقه الذهبي، ورواه ابن حبان في صحيحه رقم (2376) موارد.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه عبد بن حميد (855) قال: ثنا قبيصة. والنسائي في عمل اليوم والليلة (519) قال: أخبرنا عبد الرحمن بن محمد بن سلام، قال: حدثنا إسحاق الأزرق.
كلاهما (قبيصة، وإسحاق) عن سفيان، عن نهشل الضبي، عن أبي غالب، فذكره.
* أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (520) قال: أخبرنا محمد بن حاتم، قال: أخبرنا سويد، قال: أخبرنا عبد الله، عن سفيان، عن أبي سنان، عن قزعة، وأبي غالب، فذكراه موقوفا.
* وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (521) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان، قال: أخبرنا عبيد الله، قال: أخبرنا إسرائيل، عن أبي سنان، عن أبي غالب، فذكره موقوفا.
- ورواه مجاهد ولفظه، قال: «خرجت إلى الغزو أنا ورجل معي، فشيعنا عبد الله بن عمر، فلما أراد فراقنا قال: إنه ليس معي ما أعطيكما، ولكني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «إذا استودع الله شيئا حفظه» . وإني أستودع الله دينكما وأمانتكما وخواتم عملكما. ورواية عبد العزيز بن عمر: «عن ابن عمر، أنه أراد أن يودع رجلا فقال: تعال أودعك كما كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يودعنا، أستودع الله دينك وأمانتك وخواتم عملك» .
أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (509) قال: أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن محمد، قال: حدثنا ابن عائذ، قال: حدثنا الهيثم بن حميد، قال: حدثنا المطعم. وفي (510) قال: أخبرنا العباس بن محمد، قال: حدثنا خالد بن مخلد، قال: حدثنا عبد الله بن عمر، عن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز.
كلاهما - المطعم بن المقدام، وعبد العزيز بن عمر -عن مجاهد، فذكره.
- ورواه عنه سالم، ولفظه أن ابن عمر كان يقول للرجل إذا أراد سفرا: ادن مني أودعك كما كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يودعنا. فيقول: أستودع الله دينك وأمانتك وخواتيم عملك.
أخرجه أحمد (2/7) (4524) والترمذي (3443) قال: حدثنا إسماعيل بن موسى الفزاري. والنسائي في عمل اليوم والليلة (523) قال: أخبرني محمد بن عبيد.
ثلاثتهم (أحمد، وإسماعيل بن موسى، ومحمد بن عبيد) عن أبي معمر سعيد بن خثيم، قال: حدثنا حنظلة، عن سالم بن عبد الله، فذكره.
- ورواه القاسم بن محمد ولفظه قال: كنت عند ابن عمر، فجاءه رجل فقال: أردت سفرا، فقال عبد الله: انتظر حتى أودعك كما كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يودعنا، أستودع الله دينك وأمانتك وخواتيم عملك.
أخرجه النسائي في الكبرى (الورقة 118-ب) قال: أخبرني عمرو بن عثمان. وفي اليوم والليلة (522) قال: أخبرنا محمود بن خالد. وابن خزيمة (2531) قال: حدثنا علي بن سهل الرملي.
ثلاثتهم - عمرو بن عثمان، ومحمود بن خالد، وعلي بن سهل -عن الوليد بن مسلم، عن حنظلة، أنه سمع القاسم، فذكره.
- ورواه قزعة ولفظه قال: أرسلني ابن عمر إلى حاجة فأخذ بيدي فقال: تعال أودعك كما ودعني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأرسلني إلى حاجة له فقال: أستودع الله دينك وأمانتك وخواتم عملك» .
أخرجه أحمد (2/136) (6199) قال: حدثنا أبو نعيم. وعبد بن حميد (834) قال: حدثنا أبو نعيم. والنسائي في عمل اليوم والليلة (511) قال: أخبرني الحسن بن إسماعيل، قال: حدثنا عبدة. وفي (512) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان، قال: حدثنا أبو نعيم. وفي (513) قال: أخبرنا أحمد بن حرب، قال: حدثنا أبو ضمرة.
ثلاثتهم - أبو نعيم، وعبدة، وأبو ضمرة - عن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، عن يحيى بن إسماعيل ابن جرير، عن قزعة، فذكره.
* أخرجه أحمد (2/38) (4957) قال: حدثنا مروان بن معاوية الفزاري. وأبو داود (2600) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا عبد الله بن داود.
كلاهما (مروان، وعبد الله بن داود) عن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، عن إسماعيل بن جرير، عن قزعة، فذكره.
* أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (514) قال: أخبرنا الحسين بن حريث، قال: أخبرنا عيسى، عن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، قال حدثني إسماعيل بن محمد بن سعد، عن قزعة، فذكره.
* أخرجه أحمد (2/25) (4781) قال: حدثنا وكيع. والنسائي في عمل اليوم والليلة (515) قال: أخبرنا هشام بن عمار، عن يحيى.
كلاهما (وكيع، ويحيى بن حمزة) عن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز عن قزعة، فذكره. (ليس بينها أحد) .
- ورواه نافع ولفظه عن ابن عمر، قال: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا ودع رجلا، أخذ بيده، فلا يدعها حتى يكون الرجل هو يدع يد النبي -صلى الله عليه وسلم-، ويقول: أستودع الله دينك وأمانتك وآخر عملك» .
ورواية ابن أبي ليلى: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا أشخص السرايا يقول للشاخص: أستودع الله دينك وأمانتك وخواتم عملك.» .
أخرجه ابن ماجة (2826) قال: حدثنا عباد بن الوليد، قال: حدثنا حبان بن هلال، قال: حدثنا ابن محيصن، عن ابن أبي ليلى، والترمذي (3442) قال: حدثنا أحمد بن أبي عبيد الله السلمي البصري، قال: حدثنا أبو قتيبة، عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن يزيد بن أمية. والنسائي في عمل اليوم والليلة (506) قال: أخبرنا يحيى بن محمد، قال: حدثنا حبان بن هلال، قال: حدثنا أبو محصن، عن ابن أبي ليلى.
كلاهما (ابن أبي ليلى، وإبراهيم بن عبد الرحمن) عن نافع فذكره.(4/290)
2290 - (د) عبد الله بن [يزيد] الخطمي - رضي الله عنه -: قال: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إذا أراد أن يَستَودِعَ الجيشَ، قال: أستودعُ الله دِينَكم وأمانتكم، وخواتيمَ أعمالكم» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (2601) في الجهاد، باب في الدعاء عند الوداع، ورواه أيضاً ابن السني في " عمل اليوم والليلة " صفحة 161، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن: أخرجه أبو داود (2601) قال: حدثنا الحسن بن علي، قال: حدثنا يحيى بن إسحاق السيلحيني. والنسائي في عمل واليوم والليلة (507) قال: أخبرنا هلال بن العلاء بن هلال قال: حدثنا عفان.
كلاهما (يحيى بن إسحاق، وعفان) قالا: حدثنا حماد بن سلمة، قال: أخبرنا أبو جعفر الخطمي، عن محمد بن كعب، فذكره.(4/292)
2291 - (د) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: قال: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إذا سافر، فأقبل عليه الليل، قال: يا أرْضُ رَبِّي وربُّكِ الله، أعوذ بالله من شَرِّكِ، ومن شَرِّ ما خلقَ فيكِ، ومن شرِّ ما يَدُبُّ عليكِ، أعوذ بالله من أَسَدٍ وأَسُوَد، ومن الحَيَّةِ والعَقْرَبِ، ومن ساكِني البَلَدِ، ووالدٍ وما وَلَدَ» أخرجه أبو داود (1) . [ص:293]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ساكني البلد) : هم الجن، لأنهم سكان الأرض، والعرب تسمي الأرض المستوية: البلد، وإن لم تكن مسكونة ولا ذات أبنية.
(ووالد وما ولد) : الوالد هاهنا: إبليس، وما ولد: نسله وذريته.
__________
(1) رقم (2603) في الجهاد، باب ما يقول الرجل إذا نزل منزلاً، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 2 / 132، وفي سنده الزبير بن الوليد الشامي، لم يوثقه غير ابن حبان، وباقي رجاله ثقات، [ص:293] وقد صححه الحاكم في " المستدرك " 2 / 100 ووافقه الذهبي، وحسنه الحافظ ابن حجر في " تخريج الأذكار " كما في " الفتوحات الربانية " لابن علان، فقال: هذا حديث حسن أخرجه أحمد وأبو داود، والنسائي، وأخرجه الحاكم وقال: صحيح الإسناد. اهـ.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (2/132) (6161) (3/124) قال: حدثنا أبو المغيرة. وأبو داود (2603) قال: حدثنا عمرو بن عثمان، قال: حدثنا بقية والنسائي في عمل اليوم والليلة (563) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا بقية. وابن خزيمة (2572) قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا أبو المغيرة.
كلاهما (أبو المغيرة، وبقية) عن صفوان بن عمرو، عن شريح بن عبيد الحضرمي، عن الزبير بن الوليد، فذكره.
* قال أبو عبد الرحمن النسائي: الزبير بن الوليد، شامي، ما أعرف له غير هذا الحديث.
قلت: الزبير بن الوليد، لم يوثقه غير ابن حبان.(4/292)
2292 - (م ط ت) خولة بنت حكيم - رضي الله عنها -: قالت: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «مَنْ نزلَ منزلاً، ثم قال: أعوذ بكلماتِ الله التاماتِ من شرِّ ما خَلَقَ، لم يَضُرَّهُ شيءٌ حتى يَرتَحِلَ من منزله ذلك» . أخرجه مسلم، والموطأ، والترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(كلمات الله التامات) : وصف كلماته بالتمام، إذ لا يجوز أن يكون شيء من كلامه ناقصاً، ولا فيه عيب، كما يكون في كلام الآدميين، وقيل: معنى التمام هاهنا: أن ينتفع بها المتعوذ، وتحفظه من الآفات.
__________
(1) رواه مسلم رقم (2708) في الذكر والدعاء، باب في التعوذ من سوء القضاء ودرك الشقاء وغيره، والموطأ 2 / 978 في الاستئذان، باب ما يؤمر به من الكلام في السفر، والترمذي رقم (3433) في الدعوات، باب ما يقول إذا نزل منزلاً.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: بنت حكيم السلمية تقول: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، يقول: «من نزل منزلا. ثم قال: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره شيء، حتى يرتحل من منزله ذلك» .
1- أخرجه مالك (الموطأ) صفحة (605) عن الثقة عنده.
2- وأخرجه أحمد (6/377) قال: حدثنا حجاج. والبخاري في خلق أفعال العباد (57) قال: حدثنا أبو صالح عبد الله بن صالح. وفي (58) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف (ح) وحدثنا آدم (ح) وحدثنا قتيبة. ومسلم (8/76) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد (ح) وحدثنا محمد بن رمح. والترمذي (3437) قال: حدثنا قتيبة. والنسائي في عمل اليوم والليلة (560) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد. وابن خزيمة (2566) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم. قال: أخبرنا أبي وشعيب. ثمانيتهم (حجاج، وعبد الله بن صالح، وعبد الله بن يوسف، وآدم، وقتيبة، ومحمد بن رمح، وعبد الله بن عبد الحكم، وشعيب) عن الليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب، عن الحارث بن يعقوب.
كلاهما - الثقة عند مالك، والحارث بن يعقوب - عن يعقوب بن عبد الله بن الأشج عن بسر بن سعيد، عن سعد بن أبي وقاص، فذكره.
* وأخرجه مسلم (8/76) قال: حدثنا هارون بن معروف وأبو الطاهر. وابن خزيمة (2567) قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى.
ثلاثتهم (هارون، وأبو الطاهر بن السرح، ويونس) عن عبد الله بن وهب. قال: أخبرني عمرو بن الحارث، عن يزيد بن أبي حبيب والحارث بن يعقوب، عن يعقوب بن عبد الله بن الأشج، عن بسر بن سعيد، عن سعد بن أبي وقاص، فذكره.
* وأخرجه أحمد (6/،377 378) قال: حدثنا يحيى بن إسحاق. قال: حدثنا ابن لهيعة. قال: حدثنا يزيد بن أبي حبيب، عن الحارث بن يعقوب. وفي (6/377، 378) قال: حدثنا يحيى بن إسحاق. قال: حدثنا ابن لهيعة، عن جعفر بن ربيعة.
كلاهما (الحارث بن يعقوب، وجعفر بن ربيعة) عن يعقوب بن الأشج، عن عامر بن سعد، عن سعد، فذكره.
* وأخرجه أحمد (6/409) قال: حدثنا عفان. والدارمي (2683) قال: أخبرنا أحمد بن إسحاق وعفان. وابن ماجة (3547) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا عفان والنسائي في عمل اليوم والليلة (561) قال: أخبرنا محمد بن معمر. قال: حدثنا حبان.
ثلاثتهم (عفان، وأحمد بن إسحاق، وحبان بن هلال) عن وهيب بن خالد. قال: حدثنا محمد بن عجلان، عن يعقوب بن عبد الله بن الأشج، عن سعيد بن المسيب، عن سعد بن مالك، فذكره.
* وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (561مكرر) قال: أخبرنا عبد الحميد بن محمد. قال: حدثنا مخلد. قال: حدثنا سفيان، عن ابن عجلان، عن يعقوب بن عبد الله، عن سعيد بن المسيب. قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-» .. نحوه مرسلا.
* وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (562) قال: أخبرنا عيسى بن حماد. قال: أخبرني الليث. قال: حدثني بكير، عن سليمان بن يسار وبسر بن سعيد. قالا: جاء رجل إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: لدغتني عقرب. فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. «أما لو أن قلت حين أمسيت: أعوذ بكلمات الله التامة من شر ما خلق لم يضرك» مرسلا.(4/293)
الفصل الثامن: في أدعية الكرب والهم
2293 - (خ م ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يقولُ عند الكربِ: لا إله إلا اللهُ العظيمُ الحليمُ، لا إله إلا الله رَبُّ العرش العظيم، لا إله إلا الله رَبُّ السمواتِ وربُّ الأرضِ، لا إله إلا الله رَبُّ الْعَرشِ الكريم» . هذه رواية البخاري، ومسلم، وأخرجه الترمذي، وليس عنده بعد «الأرض» «لا إله إلا الله» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 11 / 123 في الدعوات، باب الدعاء عند الكرب، وفي التوحيد، باب: وكان عرشه على الماء وهو رب العرش العظيم، وباب قول الله تعالى {تعرج الملائكة والروح إليه} ، ومسلم رقم (2730) في الذكر والدعاء، باب دعاء الكرب، والترمذي رقم (3431) في الدعوات، باب ما يقول عند الكرب.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (1/228) (2012) قال: حدثنا يحيى، قال: حدثنا هشام. وفي (1/254) (2297) قال: حدثنا أبان بن يزيد. وفي (1/258) (2344) قال: قال عبد الوهاب: أخبرنا هشام. وفي (1/259) (2345) قال: حدثنا عبد الوهاب، قال: أخبرنا سعيد. وفي (1/280) (2537) قال: حدثنا بهز، قال: حدثنا أبان بن يزيد العطار. وفي (1/284) (2568) قال: حدثنا روح، قال: حدثنا سعيد، وهشام بن أبي عبد الله. وفي (1/339) (3147) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا سعيد (ح) ويزيد بن هارون، قال: أخبرنا سعيد. وفي (1/356) (3354) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا هشام وعبد بن حميد (657) قال: أخبرنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا سعيد بن أبي عروبة. وفي (658) قال: حدثنا محمد بن بشر العبدي، قال حدثا سعيد بن أبي عروبة. والبخاري (8/93) . وفي الأدب المفرد (700) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم، قال: حدثنا هشام. وفي (8/93) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى، عن هشام بن أبي عبد الله. وفي (9/153) قال: حدثنا معلى بن أسد، قال: حدثنا يحيى، عن هشام بن أبي عبد الله وفي (9/153) قال: حدثنا معلى بن أسد، قال: حدثنا وهيب، عن سعيد. وفي (9/155) قال: حدثنا عبد الأعلى بن حماد، قال: حدثنا يزيد بن زريع، قال: حدثنا سعيد. ومسلم (8/85) قال: حدثنا محمد بن المثنى، وابن بشار، وعبيد الله بن سعيد، قالوا: حدثنا معاذ بن هشام، قال حدثني أبي (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع، عن هشام. (ح) وحدثنا عبد بن حميد، قال: أخبرنا محمد بن بشر العبدي، قال: حدثنا سعيد بن أبي عروبة. وابن ماجة (3883) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا وكيع، عن هشام صاحب الدستوائي. والترمذي (3435) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا معاذ بن هشام، قال: حدثني أبي (ح) وحدثنا محمد بن بشار،
قال: حدثنا بن أبي عدي، عن هشام. والنسائي في عمل اليوم والليلة (653) قال: أخبرنا نصر بن علي ابن نصر، قال: حدثنا يزيد وهو ابن زريع، قال: حدثنا سعيد، وهشام. وفي الكبرى تحفة الأشراف (5420) عن محمد بن عبد الأعلى، عن خالد بن الحارث، عن هشام (ح) وعن عبيد الله بن سعيد، عن يحيى بن سعيد، عن هشام.
ثلاثتهم (هشام، وأبان، وسعيد بن أبي عروبة) عن قتادة.
2- وأخرجه أحمد (1/268) (2411) قال: حدثنا حسن يعني ابن موسى. وفي (1/280) (2531) قال: حدثنا بهز. وعبد بن حميد (660) قال: حدثنا الحسن بن موسى. ومسلم (8/85) قال: حدثني محمد بن حاتم، قال: حدثنا بهز. والنسائي في عمل اليوم والليلة (652) قال: أخبرنا أبو بكر بن إسحاق، قال: أخبرنا الحسن بن موسى.
كلاهما (الحسن بن موسى، وبهز) قالا: حدثنا حماد بن سلمة، عن يوسف بن عبد الله بن الحارث.
كلاهما (قتادة، ويوسف بن عبد الله بن الحارث) عن أبي العالية الرياحي، فذكره.
وأخرجه النسائي في عمل والليلة (654) قال: أخبرنا محمد بن حاتم، قال: أخبرنا حبان، قال: أخبرنا عبد الله، عن مهدي بن ميمون، قال: حدثنا يوسف بن عبد الله بن الحارث، قال: قال لي أبو العالية: ألا أعلمك دعاء، أنبئت أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان إذا نزلت به شدة دعا به، فذكره. ليس فيه ابن عباس.
* في رواية يوسف بن عبد الله: «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، كان إذا حزبه أمر ... » الحديث.(4/294)
2294 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان إِذا أهَمَّهُ أمْرٌ رفعَ رأسَهُ إلى السماء، وقال: سبحان اللهِ العظيم، وإذا اجتَهَدَ في الدُّعاء، قال: يا حَيُّ يا قيُّوم» أخرجه الترمذي (1) . [ص:295]
وفي روايةٍ ذكرها رزين: «أَن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان إذا دَهَمَه أمر رفع رأسه، وقال: سبحان الله العظيم، اللهمَّ إليكَ المشتَكى، وبك المستعَانُ، وعليك التُكْلانَ، يا حَيُّ يا قيُّوم» .
__________
(1) رقم (3432) في الدعوات، باب ما يقول عند الكرب، وفي سنده إبراهيم بن الفضيل المخزومي المدني أبو إسحاق، وهو متروك كما قال الحافظ في " التقريب "، ولذلك قال الترمذي: هذا حديث غريب، ولكن للحديث شواهد بمعناه يقوى بها، وانظر الحديث رقم (2296) .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه الترمذي (3436) قال: ثنا أبو سلمة يحيى بن المغيرة المخزومي المدني وغير واحد، قالوا: ثنا ابن أبي فديك، عن إبراهيم بن الفضل، عن المقبري، فذكره.
قلت: إبراهيم بن الفضل، تركوه، وقد استغربه أبو عيسى.(4/294)
2295 - (خ) أبو هريرة - رضي الله عنه -: «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان إذا حَزَبَهُ أمر يَدْعو: يَتَعَوَّذُ من جَهدِ البَلاء، ودَرْكِ الشقاء، وسوء القضاء، وشماتَةِ الأعداء» أخرجه ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، والحديث دون قوله: كان إذا حزبه أمر يدعو، عند البخاري 11 / 125 في الدعوات، باب التعوذ من جهد البلاء، و 11 / 449 في القدر، باب من تعوذ بالله من درك الشقاء، ومسلم رقم (2707) في الذكر والدعاء، باب التعوذ من سوء القضاء، والنسائي 8 / 269 و 270 في الاستعاذة، باب الاستعاذة من سوء القضاء ودرك الشقاء من حديث أبي هريرة. ولفظه عند البخاري: كان رسول الله يتعوذ من جهد البلاء، ودرك الشقاء، وسوء القضاء، وشماتة الأعداء، قال الحافظ في " الفتح ": وفي الحديث دلالة لاستحباب الاستعاذة من الأشياء المذكورة، وأجمع على ذلك العلماء في جميع الأعصار والأمصار. وسيأتي الحديث رقم (2391) .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
لم أقف عليه بهذا اللفظ في الأصول المستمد منها هذا الكتاب، والحديث عند البخاري بلفظ: عن أبي صالح، عن أبي هريرة، «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يتعوذ من جهد البلاء، ودرك الشقاء، وسوء القضاء، وشماتة الأعداء.» .
قال سفيان: الحديث ثلاث، زدت أنا واحدة لا أدري أيتهن هي.
أخرجه الحميدي (972) . وأحمد (2/246) . والبخاري (8/93) ، وفي الأدب المفرد (669) قال: حدثنا علي بن عبد الله. وفي (8/157) قال: حدثنا مسدد. وفي الأدب المفرد (441) قال: حدثنا عبد الله بن محمد. وفي (730) قال: حدثنا محمد بن سلام. ومسلم (8/76) قال: حدثني عمرو الناقد وزهير بن حرب. والنسائي (8/269) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. وفي (8/270) قال: أخبرنا قتيبة.
عشرتهم (الحميدي، وأحمد، وعلي، ومسدد، وعبد الله بن محمد، ومحمد بن سلام. وعمرو، وزهير، وإسحاق، وقتيبة) عن سفيان بن عيينة، قال: حدثنا سمي مولى أبي بكر، عن أبي صالح، فذكره
* الروايات ألفاظها متقاربة. وهذا لفظ رواية البخاري (8/93) .(4/295)
2296 - (د) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه -: قال: «دخل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ذاتَ يَوم المسجدَ، فإذا هو برجلٍ من الأنصار - يقال له: أبو أُمامة - جالساً فيه، فقال: يا أبا أُمامةَ، مالي أراك جالساً في المسجد في غَير وقتِ صلاة؟ قال: هُمُومٌ لَزِمَتْني ودُيُونٌ يا رسولَ الله، قال: ألا (1) أُعَلِّمُك كلاماً إذا قلتَه أذْهَبَ الله عز وجل هَمّكَ، وقضى عنك دَيْنك؟ فقال: بلى يا رسول الله، قال: قل - إذا أصبَحتَ وإذا أمسَيْتَ -: اللَّهمَّ إني [ص:296] أعوذ بك من الهَمِّ والحَزَنِ، وأعوذُ بك من العجْزِ والكَسَلِ، وأَعوذُ بك من البخْلِ والجُبْنِ، وأعوذ بك من غَلَبَةِ الدَّيْنِ وقَهرِ الرجال، فقلت ذلك، فأَذهَبَ الله همِّي، وقضى عني دَينْي» أخرجه أبو داود (2) .
__________
(1) في أبي داود المطبوع: أفلا.
(2) رقم (1555) في الصلاة، باب الاستعاذة، وهو حديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن: أخرجه أبو داود (1555) قال: حدثنا أحمد بن عبيد الله العداني، قال: أخبرنا غسان بن عوف، قال: أخبرنا الجريري، عن أبي نضرة، فذكره.(4/295)
2297 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال: «كان رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- إذا كَرَبه أَمر، يقول: يا حيُّ يا قيُّوم، برحمتك أستَغيث» .
وبإسناده قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «أَلِظُّوا بِيَاذَا الجلال والإكرام» أخرجه الترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ألظوا) : ألظ بالشيء: إذا لازمه، يقول: لازموه، وثابروا عليه، وأكثروا من التلفظ بـ «ياذا الجلال والإكرام» .
__________
(1) رقم (3522) في الدعوات، باب رقم (99) ، وقال الترمذي: هذا حديث غريب، وقد روي هذا الحديث عن أنس من غير هذا الوجه، قال الحافظ في " تخريج الأذكار " بعد ذكر حديث الترمذي هذا من طريق يزيد الرقاشي، كما في " الفتوحات الربانية " لابن علان: وقد وقع لنا حديث أنس من وجه آخر أقوى من هذا لكنه مختصر، ثم أخرجه من طريقين عن معتمر بن سليمان عن أبيه عن أنس رضي الله عنه قال: كان من دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا حي يا قيوم، وقال بعد ذلك: حديث صحيح أخرجه ابن خزيمة، وله شاهد من حديث علي رضي الله عنه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه الترمذي (3524) قال: حدثنا محمد بن حاتم المكتب، قال: حدثنا أبو بدر شجاع بن الوليد، عن الرحيل بن معاوية، عن الرقاشي، فذكره.
أخرجه الترمذي (3524) قال: حدثنا محمد بن حاتم المكتب، قال: حدثنا أبو بدر شجاع بن الوليد، عن الرحيل بن معاوية، عن يزيد الرقاشي، فذكره.
أخرجه الترمذي (3525) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا المؤمل، عن حماد بن سلمة، عن حميد، فذكره.(4/296)
2298 - (د) أسماء بنت عميس - رضي الله عنها -: قالت: قال لي [ص:297] رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: «ألا أُعَلِّمُكِ كلماتٍ تَقُولينَهُنَّ عند الكَرْب - أو في الكربِ -؟ : اللهُ، اللهُ رَبِّي لا أُشرك به شيئاً» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (1525) في الصلاة، باب في الاستغفار، وفي سنده هلال أبو طعمة الأموي مولى عمر بن عبد العزيز شامي سكن مصر، لم يوثقه غير محمد بن عبد الله بن عامر الموصلي الحافظ، وباقي رجاله ثقات، وقد أورده ابن أبي حاتم في " الجرح والتعديل "، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، وقد ترجم له الحافظ ابن حجر في " التهذيب " و " التقريب " والخزرجي في " الخلاصة "، وقال الحافظ في " التقريب ": مقبول، ولم يثبت أن مكحولاً رماه بالكذب.
أقول: ومن الغريب قول الأستاذ ناصر الدين الألباني في تعليقه على " الكلم الطيب ": صفحة (73) " ومن الغريب أن المؤلفين في تراجم رجال الستة مثل " التهذيب "، و " الخلاصة "، و " التقريب "، أغفلوه فلم يذكروه "، وقال أيضاً في فهرس الكتاب المذكور صفحة (131) : هلال مولى عمر بن عبد العزيز من رواة أبي داود لم يترجموه، أقول: وقد ترجموه كما رأيت في الكتب الثلاثة التي أشار إليها ونفى ترجمته فيها.
أقول: وللحديث شاهد عند ابن حبان في صحيحه من حديث عائشة رضي الله عنها رقم (2369) موارد، فالحديث به حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده محتمل: أحمد (6/369) قال: حدثنا وكيع. وأبو داود (1525) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا عبد الله بن داود. وابن ماجة (3882) قال: حدثنا أبو بكر. قال: حدثنا محمد بن بشر. (ح) وحدثنا علي بن محمد. قال: حدثنا وكيع. والنسائي في عمل اليوم والليلة (647) قال: أخبرني زكريا بن يحيى. قال: حدثني عمرو بن عثمان. قال: حدثنا محمد بن خالد. وفي (649) قال: أخبرنا إسحاق بن منصور. قال: أخبرنا أبو نعيم.
خمستهم (وكيع، وعبد الله بن داود، ومحمد بن بشر، ومحمد بن خالد، وأبو نعيم) عن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، عن هلال مولى عمر بن عبد العزيز، عن عمر بن عبد العزيز، عن عبد الله بن جعفر، فذكره.
* في رواية محمد بن خالد: عن أبي هلال. قال النسائي: قوله: عن أبي هلال خطأ، وإنما هو هلال، وهو مولى لهم.
* وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (650) قال: أخبرني زكريا بن يحيى. قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم. قال: أخبرنا جرير، عن مسعر، عن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، عن عمر بن عبد العزيز. قال: جمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أهل بيته. فقال: إذا أصاب أحدكم هم، أو حزن، فليقل سبع مرات: الله ربي لا أشرك به شيئا. مرسلا.(4/296)
2299 - (د) عبد الرحمن بن أبي بكرة - رحمه الله -: قال: «قلتُ لأبي: يا أَبَتِ، أسمعُكَ تقولُ كلَّ غدَاة: اللَّهمَّ عافني في سمعى، اللَّهمَّ عافني في بصري، لا إِلهَ إلا أنت، تُكرِّرُها ثلاثاً حين تُصبح، وثلاثاً حين تُمسي، فقال: يا بُنيَّ، إني سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يدعو بهنَّ، فأنا أُحِبُّ أن أَستَنَّ بِسُنَّتِهِ» .
وفي رواية: أنه يقول: «اللَّهمَّ إني أعوذ بك من الكُفْر والفَقْرِ، اللَّهمَّ إني أُعُوذ بك من عذاب القبر، لا إله إلا أنتَ - يُعيدُها ثلاثاً حين يصبح، وثلاثاً حين يُمسي - فيدعو بهنَّ، فأحِبُّ أن أسْتَنَّ بِسُنَّته، قال: وقال لي [ص:298] رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- دَعَواتُ المَكْروب: اللَّهُمَّ رحمتَك أرجو، فلا تَكِلْني إلى نفسي طَرْفَةَ عين، وأَصلِح لي شَأني كلَّه، لا إله إلا أنتَ» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (5090) في الأدب، باب ما يقول إذا أصبح، وإسناده حسن. وقد روى الفقرة الأخيرة منه ابن حبان في صحيحه رقم (2370) موارد.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (5/42) . والبخاري في الأدب المفرد (701) قال: حدثنا عبد الله ابن محمد. وأبو داود (5090) قال: حدثنا العباس بن عبد العظيم، ومحمد بن المثنى. والنسائي في عمل اليوم والليلة (22) قال: أخبرنا العباس بن عبد العظيم. وفي (572) قال: أخبرنا محمد بن المثنى. وفي (651) قال: أخبرنا إسحاق بن منصور.
خمستهم (أحمد بن حنبل، وعبد الله بن محمد، والعباس، وابن المثنى، وإسحاق) عن أبي عامر عبد الملك بن عمرو، عن عبد الجليل بن عطية، عن جعفر بن ميمون، قال: حدثني عبد الرحمن بن أبي بكرة، فذكره.
قال النسائي: جعفر بن ميمون ليس بالقوي.(4/297)
2300 - () عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَن كَثُر هَمُّهُ فَليَقُل: اللَّهمَّ إِني عَبدُك، وابن عبدكَ، وابنُ أمَتك، وفي قبضَتِك، ناصِيتي بيدِك، ماضٍ فيَّ حكمُك، عدلٌ فيَّ قضاؤُك، أسأَلُك بكلِّ اسمٍ هو لكَ، سَمَّيتَ به نفسك، أو أنْزَلتَه في كتابك، أَو استَأثَرْتَ به في مكنُون الغيب عندَك: أن تجعلَ القرآن ربيعَ قلبي، وجَلاءَ هَمِّي وغَمِّي، ما قالها عبدٌ قطُّ إلا أذْهَبَ الله غَمَّه، وأبدله به فرحاً» . أخرجه ... (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(استأثرت) : الاستئثار بالشيء: التخصيص به والانفراد. [ص:299]
(ربيع قلبي) : جعل القرآن ربيع قلبه، لأن الإنسان يرتاح قلبه في الربيع من الأزمان، ويميل إليه.
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وهو حديث صحيح رواه أحمد في " المسند " رقم (3712) و (4318) ، وصححه ابن حبان رقم (2372) موارد، في " الأذكار "، باب ما يقول إذا أصابه هم أو حزن، ورواه الحاكم في " المستدرك " 1 / 509 في الدعاء، باب دعاء يدفع الهم والحزن، وذكره الهيثمي في " مجمع الزوائد " 10 / 136 وزاد نسبته لأبي يعلى والبزار.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
هذا الحديث من زيادات رزين على الأصول:
أخرجه أحمد (1/391) (3712) ، (1/452) (4318) قال: حدثنا يزيد، قال: أنبأنا فضيل بن مرزوق، قال: حدثنا أبو سلمة الجهني، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبيه، فذكره.(4/298)
الفصل التاسع: في دعاء الحفظ
2301 - (ت (1) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: قال: «بينا نحنُ عند رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- جاءه عليُّ بن أبي طالب، فقال: بأبي أنت وأُمِّي، يا رسول الله يَتَفَلَّت، هذا القرآنُ من صدري، فما أجدُني أَقدِرُ عليه؟ فقال له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: يا أبا الحسن، أفلا أُعَلِّمُك كلماتٍ ينفعك الله بهنَّ، وَيَثْبُتُ بهنَّ ما تَعَلَّمت في صَدرِك؟ قلت: أَجَل يا رسولَ الله، فعلِّمني، قال: إذا كان لَيلَةُ الجُمعة، فإن استطعتَ أن تقوم في ثُلثِ الليل الآخِر، فإنها ساعة مَشهودة والدعاء فيها مُستجاب، وقد قال أخي يعقوب لبنيه: {سَوفَ أستَغْفِرُ لكم رَبِّي} [يوسف: 98] ، يقول: حتى تأتيَ ليلةُ الجُمعة، فإن لم تَستَطع فَقُم في وَسَطها، فإن لم تستطع فقم في أوَّلها، فصلِّ أرْبَعَ ركَعَات، تقرأُ في الأولى بفاتحة الكتاب، ويس، وفي الثانية بفاتحةِ الكتاب، وحم الدُّخان، وفي الثالثة بفاتحة الكتاب، وألم تَنْزِيل السجدة، وفي الركعة الرابعة بفاتحة [ص:300] الكتاب، وتبارك المُفَصَّل، فإذا فَرغْتَ من التشهد فاحمَدِ الله، وأَحسِنِ الثَّناءَ عليه، وَصَلِّ عَليَّ وأَحْسن، وصلِّ على سائر النَبييِّن، واستغفر للمؤمنين والمؤمناتِ، ولإخوَانك الذين سَبَقُوك بالإيمان، ثم قل في آخِر ذلك: اللَّهمَّ ارْحَمني بتَرك المَعاصي أبدا ما أبقَيْتَني، وارْحمني أنْ أَتَكَلَّفَ ما لا يَعنيني، وارْزُقني حُسنَ النَّظَر فيما يُرْضِيكَ عَني، اللَّهمَّ بَدِيعَ السموات والأرض، ذا الجَلالِ والإكرام، والعِزَّة التي لا تُرام، أسألك يا الله، يا رحمنُ، بجلالك ونُور وَجهِك: أَنْ تُلْزِم قلبي حِفظَ كتابك كما علَّمتني، وارزُقني أن أتْلُوَه على النَّحوِ الذي يُرضيك عَنِّي، اللَّهمَّ بديعَ السموات والأرض، ذا الجلال، والإكرام والعِزَّة التي لا ترام، أسألك يا الله يا رحمنُ، بجلالك، ونُور وجهك: أن تُنَوِّرَ بكتابك بصري، وأن تُطْلِقَ به لساني، وأن تُفَرِّجَ به عن قلبي، وأَن تَشْرَح به صدري، وأن تَغْسِلَ به بَدَني، فإنه لا يُعينُني على الحق غَيْرُك، ولا يُؤتِنِيه إلا أنتَ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. [يا أبا الحسن] ، تَفْعَل ذلك ثلاثَ جُمَعٍ، أو خَمساً، أو سبعاً، تُجَابُ بإذنِ الله، والذي بعثَني، ما أخطأ مُؤمناً قَطُّ، قال ابن عباسٍ: والله ما لَبثَ عَليٌّ إلا خَمساً، أو سبعاً، حتى جاء رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- في ذلك المجلس، فقال: يا رسول الله، كنتُ فيما خَلا، لا آخُذُ إلا أربع آيات [أ] ونحوَها، فإذا [ص:301] قرأتُهن على نفسي تَفَلَّتْنَ مني، وإِني أتعَلَّم اليومَ أربعين آية، أو نحوَها، فإذا قرأتُها على نفسي، فكأنما كتابُ الله بين عينَيَّ، ولقد كنتُ أسمع الحديثَ، فإذا رَددتهُ على نفسي تَفَلَّتَ، وأنا أسمع اليومَ الأحاديثَ، فإذا تحدَّثتُ بها لم أَخْرِمْ منها حرفاً، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عند ذلك: مؤمِنٌ وربِّ الكعبة أبا الحسن» أخرجه الترمذي (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(لم أخرم) : أي: لم أترك ولم أدع.
__________
(1) رمز له في الأصل بـ: د، وهو خطأ، والصواب ما أثبتناه.
(2) رقم (3565) في الدعوات، باب في دعاء الحفظ من حديث أحمد بن الحسن بن جنيدب الترمذي، عن سليمان بن عبد الرحمن التيمي الدمشقي قال: أخبرنا الوليد بن مسلم، أخبرنا ابن جريج، عن عطاء بن أبي رباح وعكرمة مولى ابن عباس، وأخرجه أيضاً الحاكم في " المستدرك "، وإسناده جيد، ولكن في متنه غرابة. وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث الوليد بن مسلم. أقول: وقد أورد الحديث الحافظ المنذري في " الترغيب والترهيب " 2 / 214 الطبعة المنيرية من رواية الترمذي والحاكم، ثم قال في آخره: طرق أسانيد هذا الحديث جيدة، ومتنه غريب جداً. وقال السيوطي في " الآلئ المصنوعة ": وأخرجه الحاكم وقال: صحيح على شرط الشيخين، ولم تركن النفس إلى مثل هذا من الحاكم، فالحديث يقصر عن الحسن، فضلاً عن الصحة، وفي ألفاظه نكارة. وقال الحافظ الذهبي في " تلخيص المستدرك ": هذا حديث منكر شاذ، وقد حيرني والله جودة سنده، وقد ذكر هذا الحديث أيضاً الحافظ الذهبي في " ميزان الاعتدال " في ترجمة سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي، أحد رواة هذا الحديث، ثم قال: وهو مع نظافة سنده، حديث منكر جداً، في نفسي منه شيء، فالله أعلم. فلعل سليمان شبه له، وأدخل عليه، كما قال فيه أبو حاتم: لو أن رجلاً وضع له حديثاً لم يفهم. وقال الحافظ ابن حجر في " تهذيب التهذيب " عن سليمان هذا: قال يعقوب بن سفيان: كان صحيح الكتاب، إلا أنه كان يحول، فإن وقع فيه شيء فمن النقل.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
موضوع: أخرجه الترمذي (3570) قال: حدثنا أحمد بن الحسن، قال: حدثنا سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي، قال: حدثنا الوليد بن مسلم، قال: حدثنا ابن جريج، عن عطاء بن أبي رباح، وعكرمة مولى ابن عباس، فذكراه.
قال أبو عيسى الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث الوليد بن مسلم.
وقال الذهبي في تلخيص المستدرك: حديث منكر شاذ.(4/299)
2302 - () أبو بكر الصديق - رضي الله عنه -: قال: «علَّمَني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- هذا الدعاء، قال: قل: اللَّهمَّ إني أسألك بمحمد نبيِّك، وبإبراهيم خليلكَ وبموسى نجيِّك، وبعيسى رُوحِك وكلمتِك، وبتوراة موسى، وإنجيل عيسى، وزبور داودَ، وفُرقَان مُحمدٍ، وكلِّ وَحيٍّ أوحَيْتَهُ، وقضاءٍ قَضَيْتَهُ، وأسأَلك بكلِّ اسمٍ هو لك، أَنْزَلتَه في كتابك، أو استأْثَرت به في غيبك، وأسأَلك باسمك المطَهَّرِ الطَّاهر، بالأَحَد الصَّمد الوتْرِ، وبعظَمَتِك وكِبْريائك، وبِنُور وجهك: أن ترزُقَني القرآن، والعلمَ، وأَنْ تَخْلِطَهُ بِلحْمي، ودمي، وسمعي، وبصري، وتَستَعمل به جسدي، بحولك وقوتك، فإنه لا حول ولا قوة إلا بك» أخرجه ... (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(نجيك) : النجي: المناجي، وهو المخاطب للإنسان المحدث له.
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين. ولم أره بهذا اللفظ.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
هذا الحديث من زيادات رزين، وقد سبرت فيه الكثير، ولم اهتد إليه.(4/302)
الفصل العاشر: في دعاء الاستخارة والتروي
الدعاء المشهور في الاستخارة وقد جاء مقروناً بصلاة الاستخارة في [ص:303] حديث واحد، فلذلك ذكرناه في «كتاب الصلاة» من حرف «الصاد» وقد ذكرنا هاهنا ما وجدناه منها خارجاً عن ذلك.
2303 - (ت) أبو بكر الصديق - رضي الله عنه -: «أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- كان إذا أراد أمراً قال: اللَّهمَّ خِر لي واخْتَرْ لي» . أخرجه الترمذي، وقال: راوي هذا الحديث تَفَرَّدَ به، ولا يتابع عليه، وهو ضعيف عند أهل الحديث (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(خِر لي) : أي: اختر لي، واجعل الخيرة من أمري.
__________
(1) رقم (3511) في الدعوات، باب رقم (90) ، وفي سنده زنفل بن عبد الله، وهو ضعيف، كما قال الترمذي: هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من حديث زنفل، وهو ضعيف عند أهل الحديث، ويقال له: زنفل بن عبد الله العرفي، وكان يسكن عرفات، وتفرد بهذا الحديث، ولا يتابع عليه، وقال الحافظ ابن حجر في " تخريج الأذكار " كما في " الفتوحات الربانية " لابن علان: هذا حديث غريب أخرجه الترمذي والبزار، وقال الترمذي: غريب، وزنفل بوزن جعفر ضعيف، تفرد بهذا الحديث، قال البزار: لا نعلمه يروى بهذا الإسناد، ولا يتابع زنفل عليه، وقال الدارقطني في " الأفراد ": وتفرد به زنفل، وقال ابن عدي: لم يروه إلا زنفل، ونقل تضعيفه عن جماعة، ثم قال: وأخرج ابن أبي الدنيا بسند قوي إلى ابن مسعود أنه كان ينكر على من يدعو مقتصراً على قوله: اللهم خر لي.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه الترمذي (3516) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا إبراهيم بن عمر بن أبي الوزير، قال: حدثنا زنفل بن عبد الله أبو عبد الله، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة، فذكرته.
* قال الترمذي: هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من حديث زنفل، وهو ضعيف عند أهل الحديث.
قلت: عزاه الحافظ في تخريج الأذكار للبزار من طريق زنفل، ونقل قول الدارقطني في الأفراد: تفرد به زنفل، وكذا قال أبو أحمد بن عدي في الكامل.(4/302)
2304 - (ت) رجل من بني حنظلة - رحمه الله-: قال: «صَحِبتُ شدَّاد بن أوس، فقال: ألا أعلِّمُك ما كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يُعَلِّمُنا نقول، إذا روَّينا أمراً؟ قل: اللَّهمَّ إني أَسألك الثَّبَات في الأمر، وعَزِيمة الرُّشد، [ص:304] وأسأَلك شُكرَ نِعْمَتِك، وَحُسنَ عبادتك، وأَسألك لساناً صادقاً، وقلباً سليماً، وأَعُوذ بك من شَرِّ ما تعلم، وأسألك من خير ما تعلم، وأستغفرك لما تعلم، إنك أنت علامُ الغُيوب» أخرجه الترمذي، وأردفه بحديث آخر في معنى: إذا أوى إلى فِرَاشه ولم يذكر فيه: «إذا رَوَّينَا أمراً» (1) .
__________
(1) رقم (3404) في الدعوات، باب رقم (22) ، وفيه جهالة الرجل من بني حنظلة، وقد تقدم الكلام عليه رقم (2245) .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: راجع الحديث رقم (2245) .(4/303)
الفصل الحادي عشر: في أدعية اللباس
2305 - (ت د) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه -: قال: كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إذا استَجَدَّ ثوباً، قال: «اللَّهمَّ لك الحمدُ، أَنت كَسَوتَني هذا - ويُسمِّيهِ باسمه، إِما قميصاً، وإما عِمامة، أو رِداء - نسألك خيْرَه وخيْرَ ما صُنعَ له، وأعوذ بك من شَرِّه، وشَرِّ ما صُنِع له» أخرجه الترمذي، وأبو داود (1) .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (1767) في اللباس، باب ما يقول إذا لبس ثوباً جديداً، وأبو داود رقم (4020) في اللباس في فاتحته، من حديث عبد الله بن المبارك، عن سعيد بن إياس الجريري، عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري، وسعيد بن إياس الجريري اختلط قبل موته بثلاث سنين، وقال الحافظ ابن حجر في " تخريج الأذكار ": وأخرجه النسائي من طريق حماد بن سلمة عن الجريري عن أبي العلاء عبد الله بن الشخير عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقال: سماع حماد من سعيد بن إياس الجريري قديم، وقال الترمذي: حديث حسن، وهو كما قال، وقال: وفي [ص:305] الباب عن عمر، وابن عمر، وحسنه أيضاً الحافظ ابن حجر في " تخريج الأذكار "، كما في " الفتوحات الربانية " لابن علان، وقد صحح الحديث النووي في " الأذكار " وتعقبه الحافظ ابن حجر في " تخريج الأذكار " وقال: فعجب من الشيخ (يعني النووي) كيف جزم بأنه حديث صحيح، ويحتمل أنه صحح المتن لمجيئه من طريق آخر حسن أيضاً. أقول: وروى الحديث أيضاً ابن حبان في صحيحه رقم (1442) موارد من حديث عيسى بن يونس عن الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، ورواه الحاكم في " المستدرك " 4 / 192 وصححه، ووافقه الذهبي.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/30) قال: حدثنا خلف بن الوليد، قال: حدثنا ابن مبارك. وفي (3/50) قال: حدثنا علي بن إسحاق، قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك. وعبد بن حميد (882) قال: حدثنا يحيى بن عبد الحميد، قال: حدثنا عبد الله بن المبارك. وأبو داود (4020) قال: حدثنا عمرو بن عون، قال: أخبرنا ابن المبارك. وفي (4021) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا عيسى بن يونس. وفي (4022) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم، قال: حدثنا محمد بن دينار. والترمذي (1767) وفي الشمائل (60) قال: حدثنا سويد بن نصر، قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك. وفي (1767) أيضا، وفي الشمائل (61) قال: حدثنا هشام بن يونس الكوفي، قال: أخبرنا القاسم بن مالك المزني. والنسائي في عمل اليوم والليلة (309) قال: أخبرني إبراهيم بن يعقوب، قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: حدثنا عيسى ابن يونس.
أربعتهم (ابن المبارك، وعيسى، ومحمد بن دينار، والقاسم (عن سعيد بن إياس الجريري، عن أبي نضرة، فذكره.
* قال أبو داود: عبد الوهاب الثقفي لم يذكر فيه (أبا سعيد) وحماد بن سلمة قال: عن الجريري، عن أبي العلاء، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: أبو داود: حماد بن سلمة والثقفي سماعهما واحد.
قلت: سعيد بن إياس الجريري اختلط، وقد أخرج مسلم عن حماد عن الجريري في المتابعات، والله أعلم.(4/304)
2306 - (ت) أبو أمامة الباهلي - رضي الله عنه -: قال: «لَبِسَ عُمرُ بنُ الخطاب - رضي الله عنه - ثوباً جديداً، فقال: الحمد لله الذي كساني ما أُوَارِي به عَوْرتي، وأتجمَّلُ به في حياتي، ثم قال: سمعتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: من لبس ثوباً جديداً، فقال: الحمد لله الذي كساني ما أُوَاري به عَوْرتي، وأَتجمَّلُ به في حياتي، ثم عَمَد إلى الثوب الذي أَخْلَق فتصدَّق به، كان في كَنف الله، وفي حِفْظِ الله، وفي سِتْر الله حَيّاً وميتاً» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3555) في الدعوات، باب رقم (119) ، وأخرجه أيضاً ابن ماجة رقم (3557) في اللباس، باب ما يقول الرجل إذا لبس ثوباً جديداً، من حديث أصبغ بن زيد عن أبي العلاء عن أبي أمامة، وأبو العلاء مجهول لا يعرف اسمه، وقال الترمذي: هذا حديث غريب، وقد رواه أيضاً الترمذي والحاكم في " المستدرك " 4 / 193 من حديث يحيى بن أيوب عن عبيد الله ابن زحر عن علي بن يزيد الألهاني عن القاسم بن عبد الرحمن الدمشقي عن أبي أمامة، وإسناده ضعيف أيضاً.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (1/44) (305) ، وعبد بن حميد (18) ، وابن ماجة (3557) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. والترمذي (3560) قال: حدثنا يحيى بن موسى وسفيان بن وكيع.
خمستهم (أحمد، وعبد، وأبو بكر، ويحيى، وسفيان) عن يزيد بن هارون، قال: حدثنا أصبغ بن زيد، قال: حدثنا أبو العلاء عن أبي أمامة، فذكره.
قلت: أبو العلاء مجهول، والحديث استغربه الترمذي.
وأخرجه الحاكم (4/193) من طريق الألهاني عن القاسم وكلاهما ضعيف بمرة.(4/305)
الفصل الثاني عشر: في أدعية الطعام والشراب
2307 - (ت د) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه -: قال: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إذا أَكل أو شربَ، قال: الحمد لله الذي أطعَمنا وسقانا، وجعلنا مسلمين» . هذه رواية الترمذي.
وفي رواية أبي داود: «كان إذا فرغ من طعامه قال ... وذكر الحديث» (1) .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (3453) في الدعوات، باب ما يقول إذا فرغ من الطعام، وأبو داود رقم (3850) في الأطعمة، باب ما يقول الرجل إذا طعم، وأخرجه أيضاً ابن ماجة رقم (3283) في الأطعمة، باب ما يقال إذا فرغ من الطعام، وهو حديث حسن، وقد حسنه الحافظ ابن حجر في " تخريج الأذكار " كما في " الفتوحات الربانية " لابن علان، فقال بعد تخريجه للحديث من طريق الإمام أحمد: هذا حديث حسن، وأخرجه أيضاً من طريق الطبراني عن أبي سعيد بلفظ: كان إذا أكل طعاماً قال: الحمد لله ... الخ مثله سواء، وأفاد الحافظ أن النسائي أخرجه في " اليوم والليلة ".
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/32، 98) قال: حدثنا وكيع. وأبو داود (3850) قال: حدثنا محمد بن العلاء، قال: حدثنا وكيع. والترمذي في الشمائل (191) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا أبو أحمد الزبيري. والنسائي في عمل اليوم والليلة (289) قال: أخبرني أحمد بن سعيد الرباطي، قال: حدثنا الزبيري.
كلاهما وكيع، والزبيري قالا: حدثنا سفيان الثوري، عن أبي هاشم الرماني الواسطي، عن إسماعيل بن رياح، عن أبيه، أو عن غيره. فذكره.
* وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (288) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان، قال: حدثنا معاوية بن هشام، قال: حدثنا سفيان، عن أبي هاشم، عن رباح، وقال مرة أخرى: عن رياح، فذكره. ليس فيه إسماعيل بن رياح.
* رواية الزبيري ليس فيها أو عن غيره.
* وأخرجه أحمد (3/98) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا إسرائيل. عن منصور وعبد بن حميد (907) قال: أخبرنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا الحجاج بن أرطاة، عن رياح بن عبيدة. كلاهما (منصور، ورياح) عن رجل، عن أبي سعيد، فذكره.
* وأخرجه ابن ماجة (3283) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو خالد الأحمر، عن حجاج، عن رياح بن عبيدة، عن مولى لأبي سعيد، عن أبي سعيد، فذكره.
* وأخرجه الترمذي (3457) قال: حدثنا أبو سعيد الأشج، قال: حدثنا حفص بن غياث، وأبو خالد الأحمر، عن حجاج بن أرطأة، عن رياح بن عبيدة، قال حفص: عن ابن أخي أبي سعيد. وقال أبو. خالد: عن مولى لأبي سعيد، عن أبي سعيد، فذكره.(4/306)
2308 - (د) أبو أيوب الأنصاري - رضي الله عنه -: قال: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إذا أكل أو شَرِبَ، قال: الحمد لله الذي أطعَم وسَقَى، وسَوَّغَه وجعلَ له مَخْرجاً» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (2851) في الأطعمة، باب ما يقول الرجل إذا طعم، ورواه أيضاً ابن حبان في صحيحه رقم (1351) موارد، وإسناده صحيح، قال الحافظ ابن حجر في " تخريج الأذكار ": الحديث صحيح، وأشار إلى أن الطبراني أخرجه في " كتاب الدعاء ".
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أبو داود في الأطعمة (3851) ..(4/306)
2309 - (خ ت د) أبو أمامة الباهلي - رضي الله عنه -: أن رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- كان إذا رفع مائدته (1) ، قال: «الحمد لله كثيراً طيِّباً مبارَكاً فيه، غير مَكْفيّ، ولا مودَّعٍ، ولا مُسْتَغْنى عنه رَبُّنا» .
وفي رواية: «كان إذا فرغ من طعامه» وقال مَرَّة: إذا رفع مائدتَه قال: «الحمد لله الذي كفانا وآوانا، غير مَكْفيٍّ ولا مَكفُورٍ» وقال مَرّة: «لك الحمدُ رَبَّنا غَيرَ مَكْفِيٍّ ولا مَودَّعٍ، ولا مُستَغْنى عنه ربُّنا (2) » أخرجه البخاري، والترمذي، وأبو داود (3) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(مكفي) : المكفي: المقلوب، من قولك: كفأت القدر: إذا قلبتها، والضمير راجع إلى الطعام، كذا قال ابن السكيت، وقال غيره: أكفأت [ص:308] القدر - بألف - وقال الخطابي: «غير مكفي، ولا مودع، ولا مستغنى عنه» معناه: أن الله سبحانه هو المُطعِم والكافي، وهو غير مُطعَم ولا مُكفى.
قال الله تعالى: {وَهْوَ يُطْعِمُ ولا يُطْعَمُ} [الأنعام: 14] ، وقوله: «ولا مودع» أي: غير متروك الطلب إليه والرغبة فيما عنده، ومنه قوله تعالى: {مَا وَدَّعكَ رَبُّكَ} [الضحى: 3] أي: ما تركك، ومعنى المتروك. المستغنى عنه.
(ولا مكفور) : أي: لا نكفر نعمتك علينا بهذا الطعام، فعلى هذا: التفسير الثاني يحتاج أن يكون قوله: «ربنا» مرفوعاً، أي: ربنا غير مكفي ولا مودع، ولا مستغنى عنه، وعلى التفسير الأول: يكون «ربنا» منصوباً على النداء المضاف، وحرف النداء محذوف، أي: يا ربنا، ويجوز أن يكون الكلام راجعاً إلى الحمد، كأنه قال: حمداً كثيراً مباركاً فيه غير مكفي ولا مودع، ولا مستغنى عنه، أي: عن الحمد، ويكون «ربنا» منصوباً أيضاً كما سبق.
__________
(1) في المطبوع: كان إذا رفع يديه.
(2) قال الحافظ في " الفتح ": قوله: ربنا، بالرفع على أنه خبر مبتدأ محذوف، أي: هو ربنا، أو على أنه مبتدأ خبره متقدم، ويجوز النصب على المدح أو الاختصاص، أو إضمار " أعني "، قال ابن التين: ويجوز الجر على أنه بدل من الضمير في " عنه "، وقال غيره: على البدل من الاسم في قوله: الحمد لله، وقال ابن الجوزي: " ربنا " بالنصب على النداء، وقال الكرماني: بحسب رفع " غير " أي ونصبه، ورفع " ربنا " ونصبه، والاختلاف في مرجع الضمير يكثر التوجيهات في هذا الحديث.
(3) رواه البخاري 9 / 501 و 502 في الأطعمة، باب ما يقول إذا فرغ من طعامه، والترمذي رقم (3452) في الدعوات، باب ما يقول إذا فرغ من الطعام، وأبو داود رقم (3849) في الأطعمة، باب ما يقول الرجل إذا طعم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (5/252) قال: حدثنا وكيع. وفي (5/256) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. والدارمي (2029) قال: أخبرنا محمد بن القاسم الأسدي. والبخاري (7/106) قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا سفيان. وفي (7/106) قال: حدثنا أبو عاصم. وأبو داود (3849) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى. وابن ماجة (3284) قال: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم، قال: حدثنا الوليد بن مسلم، والترمذي (3456) وفي الشمائل (192) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. والنسائي في عمل اليوم والليلة (284) قال: أخبرنا محمد بن إسماعيل بن إبراهيم، قال: حدثنا أبو نعيم، عن سفيان. وفي الكبرى (تحفة الأشراف) (4856) عن عمرو بن منصور، عن أبي نعيم، عن سفيان.
ستتهم (وكيع، ويحيى، ومحمد بن القاسم الأسدي، وسفيان، وأبو عاصم، والوليد) عن ثور بن يزيد.
2- وأخرجه أحمد (5/261) قال: حدثنا ابن مهدي، عن معاوية (يعني بن صالح) . وفي (5/267) قال: حدثنا أبو المغيرة، قال: حدثنا السري بن ينعم. والنسائي في عمل اليوم والليلة (283) قال: أخبرنا عمرو بن عثمان، قال: حدثنا بقية، قال: حدثني السري بن ينعم (ح) وأخبرنا أحمد بن يوسف، قال: حدثنا أبو المغيرة، قال: حدثنا السري بن ينعم الجلاني. وفي الكبرى تحفة الأشراف (4856) عن يونس بن عبد الأعلى، عن ابن وهب، عن معاوية بن صالح.
كلاهما (معاوية، والسري) عن عامر بن جشيب.
كلاهما (ثور، وابن جشيب) عن خالد بن معدان، فذكره.
* لفظ رواية أبي عاصم، عن ثور: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان إذا فرغ من طعامه، وقال مرة: إذا رفع مائدته، قال: الحمد لله الذي كفانا وأروانا، غير مكفي، ولا مكفور. - وقال مرة: الحمد لله ربنا غير مكفي ولا مودع، ولا مستغنى، ربنا.(4/307)
2310 - (ت د) معاذ بن أنس - رضي الله عنه -: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَنْ أكل طعاماً، ثم قال: الحمد لله الذي أطعمني هذا الطعامَ، ورزَقنيه من غير حولٍ مني ولا قوة، غُفِر له ما تقدَّمَ من ذنبهِ» هذه رواية الترمذي. [ص:309]
وزاد فيه أبو داود: «وَمَنْ لَبِسَ ثوباً، فقال: الحمد لله الذي كساني هذا ورَزَقَنِيهِ من غير حولٍ مني ولا قوة، غُفر له ما تَقَدَّمَ من ذَنبِهِ وما تَأخَّرَ» (1) .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (3454) في الدعوات، باب ما يقول إذا فرغ من الطعام، وأبو داود رقم (4023) في اللباس في فاتحته، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (3285) في الأطعمة، باب ما يقول إذا فرغ من الطعام، وقال الترمذي: حديث حسن، وحسنه أيضاً الحافظ ابن حجر في " تخريج الأذكار "، ولم يذكر أبو داود " وما تأخر " إلا في اللباس، وانظر " الفتوحات الربانية " 1 / 304 في الكلام على هذه الجملة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (3/439) قال: حدثنا أبو عبد الرحمن. والدارمي (2693) قال: أخبرنا عبد الله بن يزيد. وأبو داود (4023) قال: حدثنا نصير بن الفرج، قال: حدثنا عبد الله بن يزيد. وابن ماجه (3285) قال: حدثنا حرملة بن يحيى، قال: حدثنا عبد الله بن وهب. والترمذي (3458) قال: حدثنا محمد بن إسماعيل، قال: حدثنا عبد الله بن يزيد المقرىء.
كلاهما (أبو عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرىء، وعبد الله بن وهب) عن سعيد بن أبي أيوب، عن أبي مرحوم عبد الرحيم بن ميمون، عن سهل بن معاذ بن أنس الجهني، فذكره.
قلت: علته عبد الرحيم بن ميمون، ضعفه بن معين، وقال أبو حاتم: لا يحتج به.
وهو صدوق في نفسه، لا يرتقي للاحتجاج بحديثه، والله أعلم.(4/308)
2311 - (ط) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- لا يؤتَى أبدا بطعام أو بشرابٍ - حتى الدَّوَاءُ - فَيَطعَمَهُ ويشربَهُ، حتى يقول: الحمدُ لله الذي هدانا وأطعمنا وسقانا ونَعَّمَنا، الله أكبر، اللَّهمَّ أَلْفَتْنا نِعْمَتُك (1) بكلِّ شرٍّ، فَأَصْبَحْنا مِنها وأمسينا بكلِّ خيرٍ، فنسألُك تمامَها وشكرَها، لا خيرَ إلا خيرُك، ولا إلهَ غيرُك، إلهَ الصالحين، وربَّ العالمين، الحمدُ لله، ولا إله إلا الله، ما شاء الله، ولا قُوَّةَ إلا بالله، اللَّهمَّ بارِك لنا فيما رَزَقْتنَا، وقِنا عذابَ النَّارِ» .
أخرجه الموطأ عن هشام عن عروة، فجعله موقوفاً على عروة، ولم يذكر عائشة، ولا النبيَّ -صلى الله عليه وسلم-.
ورأيته في كتاب رزين: عن عائشة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- (2) .
__________
(1) في الأصل: ألفينا نعمتك، وما أثبتناه من الموطأ المطبوع.
(2) رواه مالك في الموطأ 2 / 934 و 935 في صفة النبي صلى الله عليه وسلم، باب جامع ما جاء في الطعام [ص:310] والشراب، موقوفاً على عروة بن الزبير، وإسناده صحيح، ولم أره مرفوعاً كما جاء في رواية رزين التي ذكرها المؤلف رحمه الله، قال الزرقاني في " شرح الموطأ ": قال ابن العربي: واستدل به مالك على استحبابه لكل من دخل منزله اهـ.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في الموطأ (1805) عن هشام بن عروة عن أبيه، فذكره. ولم أقف على هذه الرواية مرفوعة، وإسناد الأثر صحيح.(4/309)
2312 - (ت د) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: «دَخَلتُ مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- أنا وخالدُ بن الوليد على ميمونة، فجاءتْنَا بإِنَاءٍ مِنْ لَبن، فشرب رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- وأنَا عن يمينِهِ، وخالدٌ عن شِماله، فقال لي: الشَّرْبَةُ لك، فإن شِئْتَ آثَرتَ بها خالداً، فَقُلتُ: ما كنتُ أُوثِرُ على سُؤْرِكَ أحداً، ثم قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: مَن أَطْعَمَهُ الله طعاماً فَلْيَقُلْ: اللَّهمَّ بارِك لنا فيه، وأطعِمنا خيراً منه، ومن سَقاهُ الله لبناً، فليقل: اللَّهمَّ بارك لنا فيه وزِدْنَا منه، فإنه ليس شيءٌ يُجْزىء من الطعام والشراب إلا اللبنُ» ، هذه رواية الترمذي، وأخرجه أبو داود، في جملة حديث يتضمن ذِكرَ الضَّبِّ وأكله، وهو مذكور في كتاب الطعام من حرف الطاء (1) . [ص:311]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(آثرت) : الإيثار: إعطاء نصيبك غيرك تبرعاً من نفسك.
(سؤرك) : السؤر: بقية الماء في الإناء بعد الشرب، وبقية الطعام بعد الأكل يسمى أيضا سؤراً.
__________
(1) رواه الترمذي رقم (3451) في الدعوات، باب ما يقول إذا أكل طعاماً، وأبو داود رقم (3730) في الأشربة، باب ما يقول إذا شرب اللبن، ورواه أيضاً ابن ماجة مختصراً وقد اقتصر فيه على الدعاء الأخير رقم (3322) في الأطعمة، باب اللبن، وابن السني في " عمل اليوم والليلة "، وهو حديث حسن، وقد قال الحافظ ابن حجر في " تخريج الأذكار ": هذا حديث حسن، أخرجه أبو داود، والترمذي، والنسائي في " الكبرى "، وابن السني، واقتصر النسائي وابن السني منه على الدعاء الأخير، ولم يذكر أبو داود قصة الإيثار في الشرب، ولا الترمذي قصة الضباب.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الحميدي (482) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (1/220) (1904) قال: حدثنا سفيان. وفي (1/225) (1978) قال: حدثنا إسماعيل. وفي (1/225) (1979) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا حماد بن سلمة. وفي (1/284) (2569) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وأبو داود (3730) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا حماد يعني ابن زيد (ح) وحدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا حماد يعني بن سلمة. والترمذي (3455) وفي الشمائل (205) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم. والنسائي في عمل اليوم والليلة (286) قال: أخبرنا أحمد بن ناصح، قال: حدثنا ابن علية. وفي (287) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد، قال: حدثنا شعبة.
خمستهم - سفيان، وإسماعيل بن إبراهيم بن علية، وحماد بن سلمة، وشعبة، وحماد بن زيد - عن علي ابن زيد، عن عمر بن حرملة، فذكره.
* رواية أحمد بن ناصح، ومحمد بن بشار مختصرة على «من أطعمه الله طعاما فليقل: اللهم أطعمنا خيرا منه، ومن سقاه الله لبنا، فليقل: اللهم بارك لنا فيه، وزدنا منه، فإنه ليس شيء يجزئ من الطعام والشراب غير اللبن» .
* في رواية إسماعيل بن علية، وحماد بن سلمة: (عمر بن أبي حرملة) .
واختلفت رواية شعبة. فعند أحمد: (عمر بن حرملة) . وعند النسائي: (عمر بن أبي حرملة) . ورواية سفيان عند أحمد: (عمرو بن حرملة) .(4/310)
2313 - (د) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- جاء إلى سعدِ بنِ عُبادةَ، فجاء بِخُبْزٍ وزيتٍ (1) ، فأكلَ، ثم قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: أفطَرَ عندكم الصائمونَ، وأكلَ طعامَكم الأَبرارُ، وصلَّت عليكم الملائكةُ» . أخرجه أبو داود (2) .
__________
(1) قال ابن علان في " الفتوحات الربانية "، قال الحافظ ابن حجر: وما أظن الزيت إلا تصحيفاً عن الزبيب، فقد رويناه في " المختارة " من طريق أحمد بن منصور عن عبد الرزاق كما قال أحمد، وهو أتقن من غيره لو انفرد، فكيف إذا توبع؟! .
(2) رقم (3854) في الأطعمة، باب ما جاء في الدعاء لرب الطعام، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 3 / 138 والبيهقي في سننه 7 / 287، وابن السني في " عمل اليوم والليلة "، والطبراني في الدعاء، وإسناده حسن، وهو حديث صحيح، وانظر كلام الحافظ ابن حجر على هذا الحديث، وتعقبه للإمام النووي في " الفتوحات الربانية " لابن علان 4 / 343، 344.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/138) ، وأبو داود (3854) قال: حدثنا مخلد بن خالد.
قالا: (أحمد، ومخلد) حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن ثابت، فذكره.
أخرجه أحمد (3/118) قال: حدثنا وكيع وإسحاق الأزرق. وفي (3/201) قال: حدثنا يزيد. وعبد بن حميد (1234) والدارمي (1779) قالا: أخبرنا يزيد بن هارون. والنسائي في عمل اليوم والليلة (296) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا معاذ بن هشام. وفي (297) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود، قال: حدثنا خالد بن الحارث. وفي (298) قال: أخبرنا سويد بن نصر قال: أخبرنا عبد الله ابن المبارك.
ستتهم (وكيع، وإسحاق، ويزيد، ومعاذ، وخالد، وعبد الله) عن هشام الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير، فذكره.(4/311)
2314 - (د) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: قال: «صنع أبو الهَيْثَمِ بنُ التَّيهان طعاماً، فدعا رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- وأصحابَهُ، فلما فَرَغُوا، قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: أَثِيبُوا أخاكُم، قالوا: يا رسولَ الله، وما إِثَابتُهُ؟ قال: إن الرجلَ إِذَا دُخِلَ بَيتُه فأُكِلَ طَعَامُهُ وشُرِبَ شرَابُه، فَدَعَوْا له، فذلك إثَابَتُه» أخرجه أبو داود (1) . [ص:312]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أثيبوا) : أي: جازوا، والإثابة: الجزاء.
__________
(1) رقم (3853) في الأطعمة، باب ما جاء في الدعاء لرب الطعام، وفي سنده جهالة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه أبو داود (3853) قال: ثنا محمد بن بشار، قال: ثنا أبو أحمد قال: ثنا سفيان، عن يزيد أبي خالد الدالاني، عن رجل، فذكره.(4/311)
2315 - (م ت) أنس بن مالك (1) - رضي الله عنه -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إن الله ليرضى عن العبدِ أن يأكلَ الأكْلَة فيحمَدَه عليها، ويشربَ الشَّربةَ فيحمدَه عليها» . أخرجه مسلم، والترمذي (2) .
__________
(1) في الأصل: معاذ بن أنس، والتصحيح، من صحيح مسلم والترمذي.
(2) رواه مسلم رقم (2734) في الذكر والدعاء، باب استحباب حمد الله تعالى بعد الأكل والشرب، والترمذي رقم (1817) في الأطعمة، باب ما جاء في الحمد إذا فرغ من الطعام.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (3 /100) ، ومسلم (8/87) قال: حدثني زهير بن حرب.
كلاهما (أحمد، وزهير) قالا: حدثنا إسحاق بن يوسف.
2- وأخرجه أحمد (3/117) ، والترمذي (1816) ، وفي الشمائل (194) قال: حدثنا هناد، ومحمود ابن غيلان. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (857) عن أحمد بن عبد الله بن أبي السفر.
أربعتهم - ابن حنبل، ومحمود، وهناد، وابن أبي السفر -عن أبي أسامة.
3- وأخرجه مسلم (8/87) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وابن نمير قالا: حدثنا أبو أسامة ومحمد بن بشر.
ثلاثتهم (إسحاق، وأبو أسامة، وابن بشر) عن زكريا بن أبي زائدة، عن سعيد بن أبي بردة، فذكره.(4/312)
الفصل الثالث عشر: في دعاء قضاء الحاجة
2316 - (خ م ت د س) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إذا دخل الخلاءَ يقول: اللَّهمَّ إني أعُوذ بك من الْخُبثِ والخَبَائِثِ» .
وفي رواية: «إذا أراد أن يدخل الخلاءَ» ، وفي أخرى: «كان إذا دخل الكَنيفَ» أخرجه الجماعة، إلا الموطأ (1) . [ص:313]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الخبث) : بسكون الباء: خلاف طيب الفعل من فجور وغيره، وبضمها: جمع خبيث، والخبائث: جمع خبيثة، والمراد بهما: شياطين الجن والإنس، ذكرانهم وإناثهم، قال الخطابي: عامة أصحاب الحديث يقولون: الخبث ساكنة الباء، وهو خطأ، والصواب: ضمها.
__________
(1) رواه البخاري 1 / 212 و 213 في الوضوء، باب ما يقول عند الخلاء، وفي الدعوات، باب الدعاء عند الخلاء، ومسلم رقم (375) في الحيض، باب ما يقول إذا أراد دخول الخلاء، والترمذي رقم (5) في الطهارة، باب ما يقول إذا دخل الخلاء، وأبو داود رقم (4) و (5) في الطهارة، باب ما يقول الرجل إذا دخل الخلاء، والنسائي 1 / 20 في الطهارة، باب القول عند الخلاء.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (3/282) قال: حدثنا محمد بن جعفر. والبخاري (1/48) قال: حدثنا آدم. وفي (8/88) قال: حدثنا محمد بن عرعرة، وأبو داود (5) قال: حدثنا الحسن بن عمرو، قال: حدثنا وكيع. والترمذي (5) قال: حدثنا قتيبة وهناد، قالا: حدثنا وكيع.
أربعتهم عن شعبة.
2- وأخرجه أحمد (3/101) . ومسلم (1/195) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وزهير بن حرب. وابن ماجة (298) قال: حدثنا عمرو بن. رافع والنسائي (1/20) وفي الكبرى (19) قال: أخبرنا إسحاق ابن إبراهيم.
خمستهم عن إسماعيل بن علية.
3- وأخرجه الدارمي (675) قال: أخبرنا أبو النعمان. ومسلم (1/195) ، قال: حدثنا يحيى بن يحيى. وأبو داود (4) قال: حدثنا مسدد. والترمذي (6) قال: حدثنا أحمد بن عبدة الضبي.
أربعتهم عن حماد بن زيد.
4- وأخرجه أبو داود (4) قال: حدثنا مسدد. والنسائي في عمل اليوم والليلة (74) قال: أخبرنا عمران ابن موسى.
كلاهما عن عبد الوارث بن سعيد.
5- وأخرجه أحمد (3/99) ، ومسلم (1/195) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. كلاهما عن هشيم.
6- وأخرجه البخاري في الأدب المفرد (692) قال: حدثنا أبو النعمان قال: حدثنا سعيد بن زيد.
ستتهم - شعبة، وإسماعيل، وحماد، وعبد الوارث، وهشيم، وسعيد-، عن عبد العزيز بن صهيب، فذكره.(4/312)
2317 - (ت د) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «كان رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- إذا خرج من الخلاءِ، قال: غُفرَانك» أخرجه الترمذي، وأبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(غفرانك) : الغفران: مصدر، وإنما نصبه بإضمار: أطلب، وقيل: في اختصاص هذا الدعاء قولان، أحدهما: التوبة من تقصيره في شكر النعمة التي أنعم بها عليه: من إطعامه، وهضمه، وتسهيل مخرجه، فرأى أن شكره قاصر عن بلوغ حق هذه النعمة، ففزع إلى الاستغفار منه، والثاني: أنه استغفر من تركه ذكر الله سبحانه مدة لبثه على الخلاء، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم- كان [ص:314] لا يترك ذكر الله إلا عند قضاء الحاجة، فكأنه رأى ذلك تقصيراً فتداركه بالاستغفار.
__________
(1) رواه الترمذي رقم (7) في الطهارة، باب ما يقول إذا خرج من الخلاء، وأبو داود رقم (30) في الطهارة، باب ما يقول إذا خرج من الخلاء، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (300) في الطهارة، باب ما يقول إذا خرج من الخلاء، والدارمي 1 / 174 في الطهارة، باب ما يقول إذا خرج من الخلاء، وحسنه الترمذي، وهو كما قال، وقال النووي في " شرح المهذب ": هذا حديث حسن صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
حسن: أخرجه أحمد (6/155) قال: حدثنا هاشم بن القاسم. والدارمي (686) قال: أخبرنا مالك بن إسماعيل. والبخاري في الأدب المفرد (693) قال: حدثنا مالك بن إسماعيل. وأبو داود (30) قال: حدثنا عمرو بن محمد الناقد.
قال: حدثنا هاشم بن القاسم. وابن ماجة (300) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا يحيى ابن أبي بكير. والترمذي (7) قال: حدثنا محمد بن إسماعيل. قال: حدثنا مالك بن إسماعيل. والنسائي في عمل اليوم والليلة (79) قال: أخبرنا أحمد بن نصر. قال: حدثنا يحيى بن أبي بكير. وابن خزيمة (90) قال: حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى. قال: حدثنا يحيى بن أبي بكير (ح) وحدثنا محمد ابن أسلم. قال: حدثنا عبيد الله بن موسى.
أربعتهم (هاشم، ومالك بن إسماعيل، ويحيى بن أبي بكير، وعبيد الله بن موسى) عن إسرائيل، عن يوسف بن أبي بردة، عن أبيه، فذكره.
* قال أبو الحسن بن سلمة راوي السنن عن ابن ماجة - عقب هذا الحديث (300) في سنن ابن ماجة: وأخبرنا أبو حاتم قال: حدثنا أبو غسان النهدي. قال: حدثنا إسرائيل ... نحوه.(4/313)
2318 - (د) زيد بن أرقم - رضي الله عنه -: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إن هذه الحُشُوشَ مُحْتَضَرَةٌ، فإذا أتَى أَحَدُكم الخلاء فَلْيَقُل: أَعُوذ بالله من الخُبُثِ والخبَائِثِ» أخرجه أبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الحشوش) : جمع حش، والمراد به: مواضع قضاء الحاجة، وأصل الحش: جماعة النخل الكثيفة، وكانوا كثيراً ما يقضون حوائجهم فيها قبل اتخاذ الكنف في البيوت. وفيه لغتان: ضم الحاء وفتحها.
ومعنى قوله: «محتضرة» : يحضرها الجن والشياطين، ومنه قوله تعالى {وَأعُوذُ بِكَ رَبِّ أن يَحْضُرُونِ} [المؤمنون: 98] .
__________
(1) رقم (6) في الطهارة، باب ما يقول الرجل إذا دخل الخلاء، وأخرجه أيضاً ابن ماجة رقم (296) في الطهارة، باب ما يقول الرجل إذا دخل الخلاء، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/373) قال: حدثنا أسباط. (ح) وحدثنا عبد الوهاب. وابن ماجة (296) قال: حدثنا جميل بن الحسن العتكي، قال: حدثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى (ح) وحدثنا هارون بن إسحاق، قال: حدثنا عبدة. والنسائي في عمل اليوم والليلة (77) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود، قال: حدثنا يزيد وهو ابن زريع. وفي (78) قال: أخبرنا هارون بن إسحاق الهمداني، عن حديث عبدة ابن سليمان.
خمستهم (أسباط، وعبد الوهاب، وعبد الأعلى، وعبدة، ويزيد) عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن القاسم الشيباني، فذكره.
* وأخرجه أحمد (4/369) قال: ثنا محمد بن جعفر، (ح) وحدثنا حجاج. وفي (4/373) قال: حدثنا ابن مهدي. وأبو داود (6) قال: حدثنا عمرو بن مرزوق. وابن ماجة (296) قال: حدثنا محمد ابن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر، وعبد الرحمن بن مهدي. والنسائي في عمل اليوم والليلة (75) قال: أخبرنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا محمد بن جعفر، وابن مهدي. وابن خزيمة (69) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، ومحمد بن جعفر. (ح) وحدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني، قال: حدثنا خالد (يعني ابن الحارث) (ح) وحدثنا يحيى بن حكيم، قال: حدثنا ابن أبي عدي. (ح) وحدثنا يحيى بن حكيم أيضا، قال: حدثنا أبو داود.
سبعتهم - محمد، وحجاج، وعبد الرحمن بن مهدي، وعمرو، وخالد، وابن أبي عدي، وأبو داود - قال عمرو: أخبرنا، وقال الآخرون: حدثنا شعبة.
2- وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (76) قال: أخبرنا مؤمل بن هشام، قال: حدثنا إسماعيل، قال: حدثني ابن أبي عروبة.
كلاهما (شعبة، وسعيد بن أبي عروبة) عن قتادة، عن النضر بن أنس، فذكره.(4/314)
2319 - (س) أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه - «كان يقول إذا خرج من الخلاء: الحمد لله الذي أذْهَبَ عني الأذى وعافاني» (1) . [ص:315] وفي رواية: «الحمد لله الذي أخرج عني أَذاه، وأبقى فِيَّ منفعتَه» . أخرجه ... (2) .
__________
(1) رواه ابن السني في " عمل اليوم والليلة " رقم (21) من حديث أبي ذر، وفي سنده أبو الفيض، ولا يعرف اسمه ولا حاله، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (301) في الطهارة، باب ما يقول إذا [ص:315] خرج من الخلاء من حديث أنس رضي الله عنه، وفي سنده إسماعيل بن مسلم المكي، وهو ضعيف، قال البوصيري في " الزوائد ": وهو متفق على تضعيفه، والحديث بهذا اللفظ غير ثابت، قال الحافظ في " تخريج الأذكار ": وحديث أبي ذر، حسن، أخرجه النسائي في " عمل اليوم والليلة " من طريق سفيان الثوري عن أبي ذر موقوفاً أنه كان يقول إذا خرج من الخلاء: الحمد لله الذي أذهب عني الأذى وعافاني، وأخرجه من طريق شعبة عن منصور بن المعتمر مرفوعاً وموقوفاً، لكن خالف سفيان في اسم شيخ منصور، فإن سفيان رواه عن منصور - هو ابن المعتمر - عن أبي علي الأزدي عن أبي ذر، ورواه شعبة عن منصور عن أبي الفيض عن أبي ذر، وأبو الفيض لا يعرف اسمه ولا حاله، ورجح أبو حاتم رواية سفيان على رواية شعبة، وهذا منفي عنه الاضطراب، وقد مشى المصنف - يعني النووي - في " شرح المهذب " على ظاهره فقال: رواه النسائي بسند مضطرب غير قوي، ويزداد قوة بشاهده، ومن طريقة الشيخ تقديم المرفوع على الموقوف إذا تعارضا، فليكن ذلك هنا، قال الحافظ: وحديث أنس أخرجه ابن ماجة، ورواته ثقات، إلا إسماعيل بن مسلم، وجاء عن أنس حديث آخر يأتي في شواهد حديث ابن عمر، وله ولحديث أبي ذر شاهد من حديث حذيفة وأبي الدرداء، أخرجه ابن أبي شيبة عنهما موقوفاً بلفظ حديث أبي ذر.
(2) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وقد ذكره النووي في " الأذكار " من حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خرج من الخلاء قال: الحمد لله الذي أذاقني لذته، وأبقى في قوته، ودفع عني أذاه، وقال: رواه ابن السني والطبراني، وقال الحافظ في " تخريج الأذكار ": الحديث غريب، أخرجه المعمري في " اليوم والليلة "، وابن السني، وفي سنده ضعيفان وانقطاع، لكن للحديث شواهد: ... وذكرها، فانظرها في " الفتوحات الربانية " لابن علان 2 / 405، أقول: فالحديث يقوى بها.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده مضطرب: أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة تحفة الأشراف (9/12003) عن حسين بن منصور، عن يحيى بن أبي بكير، عن شعبة، عن منصور، عن أبي الفيض، فذكره.
* وأخرجه النسائي أيضا في عمل اليوم والليلة تحفة الأشراف (9/12003) عن بندار، عن غندر، عن شعبة، عن منصور. قال: سمعت رجلا يرفع الحديث إلى أبي ذر (قوله) .
وعن بندار، عن ابن مهدي (ح) وعن أحمد بن سليمان، عن محمد بن بشر.
كلاهما- عبد الرحمن بن مهدي، وابن بشر - عن سفيان عن منصور عن أبي علي الأزدي، عن أبي ذر (قوله) قلت: قال الإمام النووي في المجموع رواه النسائي بسند مضطرب غير قوي.(4/314)
2320 - (ت) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: أن رسولَ الله [ص:316] صلى الله عليه وسلم- قال: «سِتْرُ ما بين أَعْيُنِ الجِنِّ وعَوْرَاتِ بني آدم - إذا دخل أَحدُهم الخلاءَ - أن يقول: بسم الله» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (606) في الصلاة، باب ما ذكر من التسمية عند دخول الخلاء، وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وإسناده ليس بذاك القوي، ثم قال الترمذي أيضاً: وقد روي عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أشياء في هذا. أقول: وللحديث شواهد يقوى بها فيكون صحيحاً.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه ابن ماجة (297) . والترمذي (606) قالا: حدثنا محمد بن حميد الرازي، قال: حدثنا الحكم بن بشير بن سلمان، قال: حدثنا خلاد الصفار، عن الحكم بن عبد الله النصيري، عن أبي إسحاق، عن أبي جحيفة، فذكره.(4/315)
الفصل الرابع عشر: في دعاء الخروج إلى المسجد والدخول إليه
2321 - (د) حيوة بن شريح - رحمه الله -: قال: لَقِيتُ عقبةَ بنَ مسلم فقلت له: «بلغني أنك حدَّثتَ عن عبد الله بن عمرو بن العاص: أَن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يقول إذا دخل المسجد: «أعوذ بالله العظيم، وبوجهه الكريم، وسُلطَانِهِ القديم، من الشيطان الرجيم» قال: قد قلتَ؟ [قال:] نعم (1) ، قال: فإذا قال ذلك قال الشيطان: حُفِظَ مني سائرَ اليوم» . أخرجه أبو داود (2) .
__________
(1) في أبي داود المطبوع: قال: أقط؟ قلت: نعم.
(2) رقم (466) في الصلاة، باب فيما يقوله الرجل عند دخوله المسجد، وإسناده جيد، وقال النووي في " الأذكار ": حديث حسن رواه أبو داود بإسناد جيد، وحسنه أيضاً الحافظ ابن حجر في " تخريج الأذكار ".
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: أخرجه أبو داود (466) قال: حدثنا إسماعيل بن بشر بن منصور، ثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن عبد الله بن المبارك، عن حيوة بن شريح، فذكره.(4/316)
2322 - (م س د) أبو أسيد، وأبو قتادة - رضي الله عنهما (1) -: أنَّ [ص:317] رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا دخَل أحدُكم المسجد، فَلْيَقُلْ: اللَّهمَّ افْتح لي أبواب رحمتك، وإذا خرج فليقل: اللَّهمَّ إني أسألك من فضلك» أخرجه مسلم، والنسائي.
وزاد أبو داود في الدخول: «فَلْيُسلِّم على النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-، ثم ليَقُل: اللَّهمَّ افتح لي ... وذَكرَه» (2) .
__________
(1) كذا في الأصل والمطبوع: أبو أسيد وأبو قتادة، والذي في مسلم وأبي داود والنسائي: عن أبي حميد، أو أبي أسيد، وهو الصواب.
(2) رواه مسلم رقم (713) في صلاة المسافرين، باب ما يقول إذا دخل المسجد، وأبو داود رقم (465) في الصلاة، باب فيما يقوله الرجل عند دخوله المسجد، والنسائي 2 / 53 في المساجد، باب القول عند دخول المسجد وعند الخروج منه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (3/، 497 5/425) قال: حدثنا أبو عامر، قال: حدثنا سليمان بن بلال. والدارمي (1401) قال: حدثنا يحيى بن حسان، قال: أخبرنا عبد العزيز بن محمد. والنسائي (2/53) وفي الكبرى (719) وفي عمل اليوم والليلة (177) قال: أخبرنا سليمان بن عبيد الله الغيلاني بصري، قال: حدثنا أبو عامر، قال: حدثنا سليمان.
كلاهما (سليمان بن بلال، وعبد العزيز) عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عن عبد الملك بن سعيد بن سويد، فذكره.
* أخرجه الدارمي (2694) قال: أخبرنا عبد الله بن مسلمة، قال: حدثنا سليمان، يعني ابن بلال. ومسلم (2/155) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: أخبرنا سليمان بن بلال. (ح) وحدثنا حامد بن عمر البكراوي، قال: حدثنا بشر بن المفضل، قال: حدثنا عمارة بن غزية. وأبو داود (465) قال: حدثنا محمد بن عثمان الدمشقي، قال: حدثنا عبد العزيز، يعني الدراوردي.
ثلاثتهم - سليمان، وعمارة، وعبد العزيز - عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عن عبد الملك بن سعيد بن سويد الأنصاري، قال: سمعت أبا حميد أو أبا أسيد الأنصاري، فذكره.
* وأخرجه ابن ماجة (772) قال: حدثنا عمرو بن عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار الحمصي وعبد الوهاب ابن الضحاك. قال: حدثنا إسماعيل بن عياش، عن عمارة بن غزية، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عن عبد الملك بن سعيد بن سويد الأنصاري، عن أبي حميد الساعدي، فذكره. ليس فيه (أبو أسيد) .
(1) كان في الأصل: أبو أسيد، وأبو قتادة، والتصويب من المصادر المذكورة.(4/316)
2323 - (ت) فاطمة بنت الحسين - رحمها الله- عن جدَّتها فاطمة الكبرى قالت: «كان رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- إذا دخل المسجد صلَّى على محمدٍ وسلَّمَ، وقال: رَبِّ اغْفِر لي ذُنُوبي، وافتح لي أبواب رحمتك، وإذا خرج صلَّى على محمدٍ وسلَّمَ، وقال: رَبِّ اغْفِر لي ذُنُوبي، وافتحْ لي أبواب فضلك» .
قال إسماعيل بن إبراهيم: فلقيتُ عبد الله بن الحسن بمكة، فسألتُهُ عن هذا الحديث؟ فحدَّثني به، قال: «كان إذا دخل قال: رَبِّ افتح لي بابَ رحمتك، وإذا خرج قال: ربِّ افتح لي بابَ فضلك» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (314) في الصلاة، باب ما يقول عند دخول المسجد، وإسناده منقطع، فإن فاطمة بنت الحسين لم تدرك جدتها فاطمة الكبرى، إنما عاشت فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم بعده أشهراً. وقد حسنه الترمذي، والظاهر أنه حسنه لشواهد، ومن شواهده حديث أبي أسيد الذي قبله، فهو به حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
ضعيف للانقطاع: أخرجه أحمد (6/282) قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم. وفي (6/283) قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (6/283) قال: حدثنا أسود بن عامر. قال: حدثنا الحسن، يعني ابن صالح. وابن ماجة (771) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم وأبو معاوية. والترمذي (314) قال: حدثنا علي بن حجر. قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم.
ثلاثتهم - إسماعيل بن إبراهيم، وأبو معاوية، والحسن بن صالح - عن ليث بن أبي سليم، عن عبد الله ابن الحسن، عن أمه فاطمة بنت الحسين، فذكرته.
* في رواية أحمد (6/282) ، والترمذي. قال إسماعيل بن إبراهيم: فلقيت عبد الله بن الحسن مكة فسألته عن هذا الحديث فحدثني به قال: «كان إذا دخل قال: رب افتح لي باب رحمتك، وإذا خرج قال: رب افتح لي باب فضلك» .
* قال أبو عيسى: حديث فاطمة حديث حسن، وليس إسناده بمتصل.
وفاطمة بنت الحسين لم تدرك فاطمة الكبرى، إنما عاشت فاطمة بعد النبي -صلى الله عليه وسلم- أشهرا.(4/317)
2324 - () أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه -: قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «من خرج مِنْ بيته إلى الصلاة، فقال: اللَّهمَّ إني أسألُكَ بحق السائلين عليك، وبحق خروجي إليك، إنك تعلم أَنه لم يُخرِجني أَشَرٌ ولا بَطَرٌ، ولا سُمْعَةٌ، ولا رِياءٌ، خَرجتُ هَرَباً وفِرَاراً مِنْ ذُنُوبي إليك، خرجتُ رجاءَ رحمتك، وشَفَقاً من عذابك، خرجتُ اتِّقَاءَ سخطك، وابتغاءَ مرضاتك، أَسألك أن تُنْقِذَني من النار برحمتك، وكَّلَ الله به سبعين ألف مَلَك يستغفرون اللهَ له، وأقبل الله عليه بوجهه حتى يفْرُغَ من صلاته» أخرجه (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وقد رواه بنحوه ابن ماجة رقم (778) في المساجد والجماعات، باب المشي إلى الصلاة، وابن السني في " عمل اليوم والليلة " رقم (83) وأحمد في " المسند " 3 / 21 من حديث فضيل بن مرزوق، عن عطية بن سعد العوفي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، وإسناده ضعيف، وأخرجه ابن السني رقم (82) من حديث بلال رضي الله عنه، والدارقطني في " الأفراد "، وفي سنده الوازع بن نافع العقيلي، وهو متفق على تضعيفه. وقال الحافظ ابن حجر في " تخريج الأذكار "، كما في " الفتوحات الربانية " لابن علان: حديث حسن، أخرجه أحمد، وابن ماجة، وابن خزيمة في " كتاب التوحيد "، وأبو نعيم الأصبهاني، وفي " كتاب الصلاة " لأبي نعيم عن فضيل عن عطية قال: حدثني أبو سعيد ... فذكره، لكن لم يرفعه، فقد أمن بذلك تدليس عطية العوفي، وقد قال البوصيري في " الزوائد ": هذا إسناد مسلسل بالضعفاء، عطية وهو العوفي، وفضيل بن مرزوق، والفضل بن الموثق كلهم ضعفاء، لكن رواه ابن خزيمة في صحيحه من طريق فضيل بن مرزوق، فهو صحيح عنده، وقال الحافظ المنذري في " الترغيب والترهيب " 2 / 265: ذكره رزين ولم أره في شيء من الأصول التي جمعها، إنما رواه ابن ماجة بإسناد فيه مقال، وحسنه شيخنا الحافظ أبو الحسن [علي بن الفضيل المقدسي] رحمه الله.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
هذا الحديث من زيادات رزين على الأصول: أخرجه أحمد (3/21) قال: حدثنا يزيد. وابن ماجة (778) قال: حدثنا محمد بن سعيد بن يزيد بن إبراهيم التستري، قال: حدثنا الفضل بن الموفق أبو الجهم.
كلاهما - يزيد، وأبو الجهم - عن فضيل بن مرزوق، عن عطية العوفي، فذكره.
* في رواية يزيد قال. فقلت لفضيل: رفعه؟ قال: أحسبه قد رفعه.
قلت: إسناده ضعيف جدا، آفته عطية العوفي.(4/318)
2325 - () أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم [ص:319] يقول: «مَن خرج من بيته إلى المسجد، فقال: أعوذ بالله العظيم، وسلطانِه القديم، من الشيطان الرجيم، رَبِّيَ اللهُ، توكلتُ على الله، وفَوَّضتُ أمري إلى الله، لا حول ولا قوة إلا بالله، قال له المَلك: كُفِيتَ، وهُدِيت، وَوُقِيتَ» أخرجه (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وبعضه في الحديث الذي بعده، والبعض الآخر تقدم في الحديث رقم (2268) .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
وهذا الحديث من زيادات رزين أيضا، وتقدم بعضه.(4/318)
الفصل الخامس عشر: في الدعاء عند رؤية الهلال
2326 - (ت) طلحة بن عبيد الله - رضي الله عنه -: أَن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان إذا رأى الهِلال، قال: «اللَّهمَّ أَهِلَّهُ علينا باليُمنِ والسلامة، والإسلام، رَبِّي ورَبُّكَ الله» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3447) في الدعوات، باب ما يقول عند رؤية الهلال، وفي سنده بلال بن يحيى بن طلحة ابن عبيد الله، وهو لين، وباقي رجاله ثقات. وحسنه الترمذي لشواهده، وقال الحافظ ابن حجر في " تخريج الأذكار ": حديث حسن، أخرجه أحمد وإسحاق في مسنديهما، وأخرجه الترمذي وقال: حديث حسن غريب.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (1/162) (1397) . وعبد بن حميد (103) . والدارمي (1695) قال: أخبرنا محمد بن يزيد الرفاعي، وإسحاق بن إبراهيم. والترمذي (3451) قال: حدثنا محمد بن بشار.
خمستهم - أحمد، وعبد، والرفاعي، وإسحاق، وابن بشار) قالوا: حدثنا أبو عامر العقدي (عبد الملك ابن عمرو -، قال: حدثنا سليمان بن سفيان المديني، قال: حدثني بلال بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله، عن أبيه، فذكره.
قلت: بلال بن يحيى بن طلحة، ضعفوه، وله شاهد من حديث ابن عمر عند الدارمي في السنن (1694) ، والطبراني في الكبير (12/356) .(4/319)
2327 - (د) قتادة - رحمه الله-: بَلَغَهُ: أَن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان إذا رأى الهلال، قال: «هلالُ خَيْرٍ ورُشْدٍ، هِلالُ خَيرٍ ورُشْدٍ، هِلالُ [ص:320] خَيرٍ ورُشْدٍ، آمَنتُ بالله الذي خلقك، ثلاثَ مرات، ثم يقول: الحمد لله الذي ذهب بشهر كذا، وجاء بشهر كذا» .
ثم قال أبو داود: وحدَّثنا محمد بن العلاء: أن زيدَ بنَ حُباب أخبرهم عن أبي هلال عن قتادة: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- «كان إذا رأى الهلال صرف وجهه عنه» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (5092) في الأدب، باب ما يقول الرجل إذا رأى الهلال، وهو مرسل، قال الحافظ ابن حجر في " تخريج الأذكار ": ووجدت له شاهداً مرسلاً أيضاً أخرجه مسدد في مسنده الكبير ورجاله ثقات، قال: ووجدت له شاهداً موصولاً من حديث أنس ... الخ. أقول: وذكر شواهد أخرى بمعناه، وهو محتمل للتحسين بها.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
مرسل: أخرجه أبو داود (5092) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا أبان، ثنا قتادة، فذكره بلاغا.(4/319)
الفصل السادس عشر: في دعاء الرعد والسحاب
2328 - (ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: «أَنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- كان إذا سمع صوتَ الرَّعد والصَواعِقِ، قال: اللَّهمَّ لا تَقْتُلْنَا بِغَضَبك، ولا تُهلِكْنا بعذابك، وعافِنَا قبل ذلك» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3446) في الدعوات، باب ما يقول إذا سمع الرعد، وفي سنده أبو مطر شيخ الحجاج ابن أرطاة، وهو مجهول. ولذلك قال الترمذي: هذا حديث غريب، وضعفه النووي في " الأذكار "، ولكن تعقبه الحافظ في " تخريج الأذكار " فقال: وأخرجه أحمد، والبخاري في " الأدب المفرد "، والترمذي، والنسائي، وأخرجه الحاكم من طرق متعددة، ثم قال: والعجيب من الشيخ (يعني: النووي) كيف يطلق الضعف على هذا الحديث وهو متماسك.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (2/100) (5763) قال: حدثنا عفان. والبخاري في الأدب المفرد (721) قال: حدثنا معلى بن أسد. والترمذي (3450) قال: حدثنا قتيبة. والنسائي في عمل اليوم والليلة (928) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد.
ثلاثتهم (عفان، ومعلى، وقتيبة) قالوا: حدثنا عبد الواحد بن زياد، عن الحجاج بن أرطأة، عن أبي مطر، عن سالم بن عبد الله، فذكره.
* أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (927) قال: أخبرنا محمد بن علي بن حرب المروزي، قال: حدثنا سيار بن حاتم، قال: حدثنا عبد الواحد بن زياد، عن أبي مطر، عن سالم، فذكره. (ليس فيه الحجاج بن أرطاة)
* قال أبو عيسى: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه.(4/320)
2329 - (د) عائشة - رضي الله عنها -: «أَن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان إذا رأَى ناشِئاً في أُفُقِ السماءِ ترك العمل، وإن كان في صلاةٍ خَفَّفَ، ثم يقول: [ص:321] اللَّهمَّ إني أعوذ بك من شَرِّها، فإِن مُطِرَ، قال: اللَّهمَّ صَيِّباً هَنيئاً» أخرجه أبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ناشئاً) : الناشئ: السحاب المرتفع.
(صيباً) : الصيب: المطر المدرار.
__________
(1) رقم (5099) في الأدب، باب مايقول إذا هاجت الريح، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 6 / 190 وابن ماجة رقم (3889) في الدعاء، باب ما يدعو به الرجل إذا رأى السحاب، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أصله في الصحيح: ولفظه: عن القاسم بن محمد، عن عائشة، «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان إذا رأى المطر. قال: اللهم صيبا نافعا» .
وفي رواية «اللهم صيبا هنيئا» .
أخرجه أحمد (6/90) قال: حدثنا يزيد بن عبد ربه. قال: حدثنا الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، عن نافع. (ح) وحدثنا علي بن بحر. قال: حدثنا عيسى بن يونس. قال: حدثنا الأوزاعي، عن الزهري. وفي (6/119) قال: حدثنا علي بن إسحاق. قال: أخبرنا عبد الله، عن نافع. وفي (6/129) قال: حدثنا أحمد بن الحجاج. قال: حدثنا عبد الله. قال: أخبرنا عبيد الله بن عمر، عن نافع. وفي (6/166) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر، عن أيوب. وعبد بن حميد (1525) قال: أخبرنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر، عن أيوب. والبخاري (2/40) قال: حدثنا محمد، هو ابن مقاتل، أبو الحسن المروزي. قال: أخبرنا عبد الله. قال: أخبرنا عبيد الله، عن نافع. وابن ماجة (3890) قال: حدثنا هشام بن عمار. قال: حدثنا عبد الحميد بن حبيب بن أبي العشرين. قال: حدثنا الأوزاعي. قال: أخبرني نافع. والنسائي في عمل اليوم والليلة (917) قال: أخبرنا علي بن خشرم. قال: حدثنا عيسى بن يونس، عن الأوزاعي، عن الزهري. وفي (918) قال: أخبرني محمود ابن خالد. قال: حدثنا الوليد، عن أبي عمرو. قال: حدثني نافع. وفي (920) قال: أخبرني إبراهيم ابن يعقوب. قال: حدثنا يحيى بن عبد الله بن الضحاك. قال: حدثنا الأوزاعي. قال: حدثني محمد بن الوليد، عن نافع. وفي (921) قال: أخبرني عبدة بن عبد الرحيم المروزي. قال: أخبرنا سلمة بن سليمان. قال: أخبرنا ابن المبارك. قال: أخبرنا عبيد الله بن عمر، عن نافع.
ثلاثتهم (نافع، والزهري، وأيوب) عن القاسم بن محمد، فذكره.
* أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (919) قال: أخبرنا محمود بن خالد. قال: حدثني عمر، عن الأوزاعي. قال: حدثني رجل، عن نافع، أن القاسم بن محمد أخبره، فذكره.
* وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (922) قال: أخبرنا عمرو بن علي. قال: حدثنا يحيى، عن عبيد الله. قال: حدثني نافع، عن القاسم، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان إذا رأى المطر قال: اللهم صيبا هنيا. مرسلا.(4/320)
الفصل السابع عشر: في الدعاء عند الريح
2330 - (خ م ت) عائشة - رضي الله عنها -: «أَن رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- كان إذا عَصَفَت الرِّيح، قال: اللَّهمَّ إني أسأَلك خيرَها وخير ما فيها، وخير ما أُرسلت به، وأعوذُ بك من شَرِّها وشَرِّ ما فيها، وشَرِّ ما أُرسِلت به» . أخرجه البخاري، ومسلم، والترمذي.
إلا أن الترمذي قال: «كان إذا رأَى الريحَ» (1) . [ص:322]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(عصفت الريح) : إذا اشتد هبوبها.
__________
(1) رواه البخاري 6 / 216 في بدء الخلق، باب ما جاء في قوله: {وهو الذي يرسل الرياح بشراً [ص:322] بين يدي رحمته} من حديث عطاء، وفي التفسير، باب قوله: {فلما رأوه عارضاً مستقبل أوديتهم} ، وفي الأدب، باب التبسم والضحك من حديث سليمان بن يسار عن عائشة رضي الله عنها، ومسلم رقم (899) في الاستسقاء، باب التعوذ عند رؤية الريح والغيم، والترمذي رقم (3445) في الدعوات، باب ما يقول إذا هاجت الريح، واللفظ لمسلم والترمذي.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مسلم (3/26) قال: حدثني أبو الطاهر. قال: أخبرنا ابن وهب. والترمذي (3449) قال: حدثنا عبد الرحمن بن الأسود أبو عمرو البصري. قال: حدثنا محمد بن ربيعة. والنسائي في عمل اليوم والليلة (940) قال: أخبرنا أحمد بن عمرو بن السرح. قال: أخبرنا ابن وهب. وفي (941) قال: أخبرنا إسحاق بن منصور، قال: حدثنا عثمان بن عمر.
ثلاثتهم (ابن وهب، ومحمد بن ربيعة، وعثمان بن عمر) عن ابن جريج، عن عطاء بن أبي رباح، فذكره.
وأخرجه البخاري (6/216) في بدء الخلق من حديث عطاء، وفي التفسير من حديث سليمان بن يسار.(4/321)
2331 - (ت) أُبي بن كعب - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لا تَسُبُّوا الرِّيح، فإذا رأيتم ما تَكرَهون، فقولوا: اللَّهمَّ إِنَّا نَسألك من خير هذه الرِّيح، وخيرِ ما فيها، وخيرِ ما أُمِرَتْ به، ونَعوذ بك من شَرِّ هذه الرِّيح، وشرِّ ما فيها، وشرِّ ما أُمِرَتْ به» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2253) في الفتن، باب ما جاء في النهي عن سب الرياح، وفي سنده حبيب بن أبي ثابت وهو ثقة فقيه جليل، وكان كثير الإرسال والتدليس، وقد عنعنه، ولكن للحديث شواهد يقوى بها، منها: حديث أبي هريرة الذي بعده، ولذلك قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وفي الباب عن أبي هريرة، وعائشة، وعثمان بن أبي العاص، وأنس، وجابر، وابن عباس.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
حسن لشواهده: أخرجه أحمد (5/123) قال: ثنا عبد الله، حدثني أبو موسى محمد بن المثنى حدثنا أسباط بن محمد القرشي، حدثنا الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى، عن أبيه، فذكره.
والترمذي (2252) عن إسحاق بن إبراهيم بن حبيب الشهيد البصري، عن ابن فضيل فذكره.
والنسائي في اليوم والليلة عن إسحاق بن إبراهيم.(4/322)
2332 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «الرِّيحُ من رَوْحِ الله، ورَوْحُ الله تأتي بالرحمة وتأتي بالعذاب، فإِذا رَأَيتُموها فلا تَسُبُّوهَا، وسَلُوا الله من خيرها، واستعيذوا بالله من شرِّهَا» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (5097) في الأدب، باب ما يقول إذا هاجت الريح، ورواه بمعناه ابن ماجة رقم (3727) في الأدب، باب النهي عن سب الريح، وإسناده حسن، قال الحافظ ابن حجر في " تخريج الأذكار " كما في " الفتوحات الربانية " لابن علان: هذا حديث حسن صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
حسن: أخرجه أحمد (2/250، 436) قال: حدثنا يحيى. قال: حدثنا الأوزاعي. وفي (2/267) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر. وفي (2/409) قال: حدثنا محمد بن مصعب. قال: حدثنا الأوزاعي. وفي (2/518) قال: حدثنا عثمان بن عمر. قال أخبرنا يونس. والبخاري في الأدب المفرد (720) قال: حدثنا مسدد، عن يحيى، عن الأوزاعي. وفي (906) قال: حدثنا يحيى بن بكير. قال: حدثنا الليث، عن يونس. وأبو داود (5097) قال: حدثنا أحمد بن محمد المروزي وسلمة، يعني ابن شبيب، قالا: حدثنا عبد الرزاق. قال أخبرنا معمر. وابن ماجة (3727) قال: حدثنا أبو بكر. قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن الأوزاعي. والنسائي في عمل اليوم والليلة (931) قال: أخبرنا يوسف ابن سعيد. قال: حدثنا حجاج، عن ابن جريج، قال أخبرني زياد. وفي (932) قال أخبرنا حميد بن مسعدة، عن سفيان، وهو ابن حبيب، عن الأوزاعي.
أربعتهم (الأوزاعي، ومعمر، ويونس، وزياد بن سعد) عن ابن شهاب الزهري، عن ثابت بن قيس الزرقي، فذكره - ورواه عنه، ابن المسيب:
أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (929) قال أخبرني عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم. قال: حدثنا طلق بن السمح. قال: حدثنا نافع بن يزيد، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، فذكره. - ورواه عنه، عمرو بن سليم الزرقي: أخرجه النسائي (930) قال: أخبرني عثمان بن عبد الله. قال: حدثني محمد بن سليمان. قال: حدثني الحسن بن أعين. قال: حدثنا عمر بن سالم الأفطس، عن أبيه، عن الزهري، عن عمرو بن سليم الزرقي، فذكره.(4/322)
الفصل الثامن عشر: في الدعاء يوم عرفة وليلة القدر
2333 - (ت) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: قال: «أَكْثَرُ ما دعا النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- يومَ عرفةَ في الموقف: اللهم لك الحمدُ كالذي نقولُ، وخيراً مما نقول، اللهم لك صلاتي ونُسُكي، ومَحْيايَ ومماتي، وإليك مآبي، ولك رَبِّ تُرَاثي، اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر، ووسْوَسَةِ الصَّدْرِ، وشَتَاتِ الأمرِ، اللهم [إني] أعوذ بك من شرِّ ما تجيءُ به الرِّيحُ» . أخرجه الترمذي (1) .
وفي رواية ذكرها رزين، قال: «أَكْثَرُ دعاءِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- يومَ عرفة - بعد قوله: لا إله إلا الله وحده لا شريك له -: اللهم لك الحمد كالذي نقول، اللهم لك صلاتي ونُسُكي، ومَحْيَايَ ومَمَاتي، وإليك مآبي، وعليك يا رَبِّ ثَوَابي، اللهم إني أَعوذ بك من عذاب القبر، ومن وَسْوَسَة الصَّدْرِ، [ص:324] ومن شَتَاتِ الأمْرِ، ومن شرِّ كلِّ ذي شَرٍّ» (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(تراثي) : التراث: ما يخلفه الرجل لورثته، وقد جاء في رواية أخرى ثوابي فإن صحت الروايتان، وإلا فما أقربها من التصحيف.
(شتات) : الشتات: التفرق والتباعد.
__________
(1) رقم (3515) في الدعوات، باب رقم (93) ، وفي سنده قيس بن الربيع الأسدي أبو محمد الكوفي، وهو صدوق، لكنه تغير لما كبر وأدخل عليه ابنه ما ليس من حديثه، ولذلك قال الترمذي: هذا حديث غريب من هذا الوجه، وليس إسناده بالقوي، وقال الحافظ ابن حجر في " تخريج الأذكار " كما في " الفتوحات الربانية " لابن علان بعد تخريجه من طرق: هذا حديث غريب، قال: وأخرجه ابن خزيمة وقال: أخرجته وإن لم يكن ثابتاً من جهة النقل لأنه من الأمر المباح.
(2) وهو بمعنى الذي قبله.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: تقدم تخريجه في كتاب الحج.(4/323)
2334 - (ط ت) عمرو بن شعيب، وطلحة بن عبيد الله بن كريز - عن أبيه عن جده - رضي الله عنه: أَنَّ رسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- قال: «أَفْضَلُ الدعاء [دُعاء] يومِ عرفةَ، وأفضل ما قلتُ أنَا والنَّبِيُّونَ من قَبْلي: لا إِله إِلا الله وحده لا شريك له، لَهُ الملكُ وله الحمدُ، وهو على كل شيء قديرٌ» . أخرجه الموطأ عن طلحة إلى قوله: «لا شريك له» ، و [أخرجه] الترمذي عن عمرو بن شعيب بتمامه (1) .
__________
(1) رواه الموطأ 1 / 214 و 215 في القرآن، باب ما جاء في الدعاء، من حديث طلحة بن عبيد الله ابن كريز، وهو مرسل صحيح الإسناد، والترمذي رقم (3579) في الدعوات، باب في دعاء يوم عرفة، من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، وفي سنده عند الترمذي: محمد ابن أبي حميد إبراهيم الأنصاري الزرقي أبو إبراهيم المدني، لقبه حماد، وهو ضعيف كما قال الحافظ في " التقريب ". أقول: ولكن يشهد لرواية الترمذي هذه، رواية مالك التي قبله، فهو بها حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أما حديث عمرو بن شعيب فإسناده ضعيف:
أخرجه أحمد (2/210) (6961) قال: حدثنا روح والترمذي (3585) قال: حدثنا أبو عمرو مسلم بن عمرو، قال: حدثني عبد الله بن نافع.
كلاهما (روح بن عبادة، وعبد الله) عن محمد بن أبي حميد، قال: أخبرني عمرو بن شعيب، عن أبيه، فذكره.
* قال عبد الله بن نافع في حديثه: عن حماد بن أبي حميد، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه عن جده، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لاشريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير.
* قال الترمذي: هذا حديث غريب من هذا الوجه، وحماد بن أبي حميد، هو محمد بن أبي حميد، وهو أبو إبراهيم الأنصاري المدني، وليس بالقوي عند أهل الحديث.
أما مرسل طلحة بن عبيد الله بن كريز: فأخرجه مالك في الموطأ (1/214، 215) با ب ما جاء في الدعاء. والبغوي في شرح السنة (7/157) وقال: هذا حديث مرسل.
قلت: وفي الباب عن المطلب بن حنطب أخرجه الأصبهاني في الترغيب والترهيب (2509) بتحقيقي. وهو مرسل أيضا. وللحديث شواهد راجع فتح المجيد ط / دار أهل السنة بتحقيقي.(4/324)
2335 - (ت) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «قلت: يا رسولَ الله [ص:325] إِنْ وَافَقْتُ ليلةَ القَدْرِ، ما أَدْعُو به؟ قال: قُولي: اللهم إنك عَفُوٌّ كَرِيمٌ تُحِبُ الْعَفْوَ فاعْفُ عَنِّي» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3508) في الدعوات، باب رقم (89) ، وقال: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال، وأخرجه أيضاً أحمد وابن ماجة والنسائي في " الكبرى " والطبراني في " الدعاء "، والحاكم، وغيرهم، وصححه النووي في " الأذكار ".
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: أخرجه أحمد (6/171) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا كهمس. وفي (6/182) قال: حدثنا يزيد. قال: أخبرنا الجريري. وفي (6/183) قال: حدثنا يزيد. قال: أخبرنا كهمس. وفي (6/183) قال: حدثنا علي بن عاصم قال: أخبرنا الجريري. وفي (6/208) قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا كهمس. وابن ماجة (3850) قال: حدثنا علي بن محمد. قال: حدثنا وكيع، عن كهمس بن الحسن. والترمذي (3513) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا جعفر بن سليمان الضبعي، عن كهمس بن الحسن. والنسائي في عمل اليوم والليلة (872) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا جعفر، وهو ابن سليمان، عن كهمس. وفي (873) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود. قال: حدثنا خالد، عن كهمس. وفي (875) قال: أخبرنا يونس بن عبد الأعلى. قال: حدثنا ابن وهب قال: أخبرني سعيد بن أبي أيوب، عن عبد الرحمن بن مرزوق، عن أبي مسعود الجريري. وفي (876) قال: أخبرنا عبد الحميد بن محمد. قال: حدثنا مخلد. قال: حدثنا سفيان، عن الجريري.
كلاهما (كهمس بن الحسن، وأبو مسعود الجريري) عن عبد الله بن بريدة، فذكره.
* أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (874) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى. قال: حدثنا المعتمر. قال: سمعت كهمسا، عن ابن بريدة، أن عائشة قالت: يانبي الله ... مرسل.
* في رواية محمد بن جعفر وخالد بن الحارث، عن كهمس. ورواية سفيان، عن الجريري: «عن ابن بريدة» ولم يسمياه.(4/324)
الفصل التاسع عشر: في الدعاء عند العطاس
2336 - (د) عامر بن ربيعة - رضي الله عنه -: قال: «عَطَسَ شَابٌ [من الأنصار] خلفَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- وهو في الصَّلاة، فقال: الحمد لله [حمداً] كثيراً طَيِّباً مُبارَكاً حتى يرضى ربُّنا، وبعد ما يرضَى من أَمر الدنيا والآخرة، فلما انصرف رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: من القائِلُ الكلمةَ؟ قال: فسكت الشابُّ، ثم قال: مَن القائلُ الكلمة؟ فإنه لم يَقُلْ بأساً، فقال: يا رسولَ الله أنا قُلتُها، ولم أُرِدْ بها إلا خيراً، قال: ما تناهَت دُونَ عرش الرحمن - عز وجل -» . [ص:326] أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (774) في الصلاة، باب ما يستفتح به الصلاة من الدعاء، ورواه أيضاً بنحوه الترمذي رقم (404) في الصلاة، باب ما جاء في الرجل يعطس في الصلاة، وحسنه الترمذي، وهو كما قال، ورواه البخاري مختصراً 2 / 237 في صفة الصلاة، باب فضل اللهم ربنا لك الحمد، والموطأ 1 / 212 في القرآن، باب ما جاء في ذكر الله تبارك وتعالى، وأبو داود رقم (770) ، وانظر الحديث رقم (2173) والتعليق عليه، وقال الترمذي: وكأن هذا الحديث عند بعض أهل العلم أنه في التطوع، لأن غير واحد من التابعين قالوا: إذا عطس الرجل في الصلاة المكتوبة إنما يحمد الله في نفسه، ولم يوسعوا في أكثر من ذلك.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
ليس إسناده بالقوي: أخرجه أبو داود (774) قال: حدثنا العباس بن عبد العظيم، قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا شريك، عن عاصم بن عبيد الله، عن عبيد الله بن عامر بن ربيعة، فذكره.(4/325)
2337 - (خ د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إذا عطس أحدُكم فليقُل: الحمد لله على كُلِّ حال، وَلْيَقُلْ له أَخُوهُ، أو صاحِبهُ: يرحمك الله، فإذا قال له: يرحمك الله، فَلْيَقُلْ: يَهْدِيكم اللهُ، ويُصلِحُ بالَكم» . أخرجه البخاري، وأبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(بالكم) : البال: الحال، والبال: القلب.
__________
(1) رواه البخاري 10 / 502 في الأدب، باب إذا عطس كيف يشمت، وأبو داود رقم (5033) في الأدب، باب ما جاء في تشميت العاطس.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: وفي رواية «إذا عطس أحدكم فليقل: الحمد لله على كل حال» .
أخرجه أحمد (2/353) قال: حدثنا حجين أبو عمر. والبخاري (8/61) وفي الأدب المفرد (927) قال: حدثنا مالك بن إسماعيل. وفي الأدب المفرد (921) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. وأبو داود (5033) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. والنسائي في عمل اليوم والليلة (232) قال: أخبرنا الربيع بن سليمان. قال: حدثنا يحيى بن حسان.
أربعتهم (حجين، ومالك بن إسماعيل، وموسى بن إسماعيل، ويحيى بن حسان) عن عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون. قال: أخبرنا عبد الله بن دينار، عن أبي صالح السمان، فذكره.(4/326)
2338 - (ت) أبو أيوب الأنصاري، وعلي بن أبي طالب - رضي الله عنهما-: مثل حديث أَبي هريرة، أو نحوه، وفيه: «فَلْيَقُلْ الذي يَرُدُّ عليه» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2742) في الأدب، باب ما جاء كيف يشمت العاطس، من حديث محمد بن عبد الرحمن [ص:327] ابن أبي ليلى عن أخيه عيسى بن عبد الرحمن، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وقال الترمذي: وكان ابن أبي ليلى يضطرب في هذا الحديث، يقول أحياناً: عن أبي أيوب عن النبي صلى الله عليه وسلم، ويقول أحياناً: عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم. اهـ.
ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى صدوق، ولكنه سيئ الحفظ كما قال الحافظ في " التقريب ". أقول: ولكن يشهد لحديث الترمذي هذا حديث أبي هريرة الذي قبله، فهو به حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف، مضطرب: أخرجه أحمد (1/122) (995) قال: حدثنا يحيى. وابن ماجة (3715) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا علي بن مسهر. والترمذي (2741) قال: حدثنا محمد بن بشار ومحمد بن يحيى الثقفي المروزي، قالا: حدثنا يحيى بن سعيد القطان. وعبد الله بن أحمد (1/120) (972) قال: حدثني أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا علي بن مسهر. والنسائي في عمل اليوم والليلة (212) قال: أخبرنا أبو داود، قال: حدثنا يحيى بن حماد، قال: حدثنا أبو عوانة.
ثلاثتهم - يحيى القطان، وعلي بن مسهر، وأبو عوانة - عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أخيه عيسى بن عبد الرحمن، عن أبيه عبد الرحمن بن أبي ليلى، فذكره.
* أخرجه عبد الله بن أحمد (1/120) (973) قال: حدثنا داود بن عمرو الضبي، قال: حدثنا منصور بن أبي الأسود، عن ابن أبي ليلى، عن الحكم، أو عيسى، شك منصور، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، فذكره.
* قال أبو عبد الرحمن النسائي: محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، ليس بالقوي في الحديث، سيئ الحفظ، وهو أحد الفقهاء.(4/326)
2339 - (ت د) هلال بن يساف (1) - رحمه الله -: عن سالم بن عبيد الأشجعي (2) «أَنه كان مع القَومِ في سفر، فعطسَ رجلٌ من القومِ، فقال: السلام عليكم، فقال له سالم: وعليك، وعلى أُمِّك، فكَأنَّ الرجل، وَجدَ في نفسه، فقال: أمَا إني لم أَقُلْ إلا ما قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-» هكذا عند الترمذي.
وعند أبي داود: «فقال له سالم: وعليك وعلى أُمِّك، ثم قال: [ص:328] له [بعدُ] : لعَلَّكَ وجدتَ مما قُلْتُ لك؟ فقال: وَدِدْتُ لم تَذْكُرْ أُمِّي بخيرٍ، ولا شَرٍّ، قال سالم: إنما قلتُ لك كما قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، [إِنَّا] بينا نحن عندَه - ثم اتفقَا - إذْ عطس رجلٌ عندَ النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-، فقال: السلام عليكم، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: وعليك وعلى أُمِّكَ (3) ، ثم قال: إِذَا عطس أحدُكم فليقُل: الحمد لله ربِّ العالمين، وليقل [له] مَنْ يَرُدُّ عليه: يَرْحَمُك الله، وليَرُدَّ عليه: يَغْفِرُ اللهُ لنا ولكم» (4) . [ص:329]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(وجد في نفسه) : وجد فلان في نفسه من كذا: إذا غضب، من الموجدة: الغضب.
__________
(1) هو هلال بن يساف، بالياء والسين، وفي آخره فاء - ويقال: ابن إساف، بكسر الهمزة، ويقال: ابن ياساف - الأشجعي الكوفي، قال القاري في " المرقاة ": " يساف " بكسر الياء. وقيل: بفتحها، والياء أصلية، فيتعين الصرف. وفي " المغني ": بفتح المثناه التحتية وتخفيف السين المهملة وبالفاء، أو هو بفتح ياء وكسرها وبكسر همزة مكان ياء. اهـ. وهو نسخة، وجزم به المؤلف في أسمائه (يريد الخطيب التبريزي في " مشكاة المصابيح ") ففي " القاموس ": هلال بن يساف بالكسر، وقد يفتح. اهـ. روى هلال بن يساف عن الحسن بن علي، وسعيد ابن زيد وسمرة بن جندب، وسالم بن عبد الله الأشجعي، وغيرهم. وعنه: أبو إسحاق السبيعي، والأعمش، وسلمة بن كهيل، ومنصور بن المعتمر وغيرهم، وهو ثقة.
(2) سالم بن عبد الله الأشجعي صحابي من أهل الصفة، سكن الكوفة، قال الغرناطي في " سلاح المؤمن ": ليس لسالم في الكتب الستة سوى حديثين، أحدهما هذا، والثاني أغمي على النبي صلى الله عليه وسلم في مرضه، رواه الترمذي في " الشمائل "، وابن ماجة.
(3) قال القاري في " المرقاة ": يمكن أن يقال: معناه: عليك وعلى أمك الملام من جهة عدم التعليم والإعلام، وليس المراد به رد السلام، بل القصد زجره عن هذا الكلام الواقع في غير المرام.
(4) رواه الترمذي رقم (2741) في الأدب، باب كيف يشمت العاطس، وأبو داود رقم (5031) في الأدب، باب ما جاء في تشميت العاطس. وإسناده صحيح، رواه الترمذي من حديث سفيان، عن منصور، عن هلال بن يساف عن سالم بن عبيد الأشجعي، ورواه أبو داود من حديث جرير عن منصور، عن هلال بن يساف قال: كنا مع سالم بن عبيد، ومن حديث أبي بشر ورقاء عن منصور عن هلال بن يساف عن خالد بن عرفطة عن سالم بن عبيد، وقال الترمذي: هذا الحديث اختلفوا في روايته عن منصور، وقد أدخلوا بين هلال بن يساف وبين سالم رجلاً، وقال المنذري في " تلخيص سنن أبي داود " بعد كلام الترمذي هذا ما لفظه: وأخرجه النسائي أيضاً عن منصور عن رجل عن خالد بن عرفطة عن سالم، وأخرجه أيضاً عن منصور عن هلال بن يساف عن رجل آخر، وقال: هذا الصواب عندنا، والأول خطأ، هذا آخر كلامه، وقد رواه علي ابن المديني عن يحيى بن سعيد القطان، عن سفيان عن منصور عن هلال عن رجل عن رجل عن سالم، ورواه مسدد عن يحيى القطان عن سفيان عن منصور عن هلال عن رجل من آل خالد بن عرفطة عن آخر منهم قال: كنا مع سالم ... ورواه زائدة عن منصور عن هلال عن رجل من أشجع عن سالم، ورواه عبد الرحمن بن مهدي عن أبي عوانة، عن منصور، عن هلال، عن رجل من آل عرفطة عن سالم، واختلف على ورقاء فيه، فقال بعضهم: خالد، عرفجة، وقال بعضهم: خالد بن عرفطة، أو عرفجة، ويشبه أن يكون خالد هذا مجهولاً، [ص:329] فإن أبا حاتم الرازي قال: لا أعرف أحداً يقال له: خالد بن عرفطة إلا واحداً، الذي له صحبة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
ضعيف مضطرب: وقع الخلاف في أسانيد هذا الحديث على النحو التالي:
* أخرجه أحمد (6/7) . والنسائي في عمل اليوم والليلة (229) قال: أخبرنا محمد بن بشار. كلاهما -أحمد بن حنبل، وابن بشار - قالا: حدثنا يحيى بن سعيد، قال: حدثنا سفيان، عن منصور، عن هلال بن يساف، عن رجل من آل خالد بن عرفطة، عن آخر، قال: كنت مع سالم بن عبيد، فذكره.
في رواية محمد بن بشار: (عن هلال، عن رجل، عن آخر) .
* وأخرجه أبو داود (5031) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا جرير. والترمذي (2740) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا أبو أحمد الزبيري، قال: حدثنا سفيان. والنسائي في عمل اليوم والليلة (225) قال: أخبرني محمد بن قدامة، قال: حدثنا جرير. وفي (226) قال: أخبرنا أحمد ابن سليمان، قال: حدثنا عبيد الله، عن إسرائيل. وفي (227) قال: أخبرنا محمود بن غيلان، قال حدثنا أبو أحمد، قال: حدثنا سفيان.
ثلاثتهم (جرير، وسفيان، وإسرائيل) عن منصور، عن هلال بن يساف، عن سالم بن عبيد، فذكره. (دون ذكر الرجلين بين هلال وسالم) .
* وأخرجه أبو داود (5032) قال: حدثنا تميم بن المنتصر، قال: حدثنا إسحاق (يعني ابن يوسف) . والنسائي في عمل اليوم والليلة (231) قال: أخبرني محمد بن إسماعيل بن إبراهيم، قال: حدثنا يزيد وهو ابن هارون.
كلاهما (إسحاق، ويزيد) عن ورقاء، عن منصور، عن هلال بن يساف، عن خالد بن عرفجة، عن سالم بن عبيد، فذكره.
* وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (228) قال: أخبرنا أحمد بن حرب، قال: حدثنا قاسم، قال: حدثنا سفيان، عن منصور، عن هلال بن يساف، عن رجل، عن سالم، فذكره.
* وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (230) قال: أخبرنا القاسم بن زكريا بن دينار، قال: حدثنا معاوية بن هشام، عن سفيان، عن منصور، عن هلال، عن رجل، عن خالد بن عرفطة، عن سالم بن عبيد، فذكره.(4/327)
2340 - (ت) نافع مولى ابن عمر - رضي الله عنهما -: قال: «عطس رجلٌ إلى جَنْبِ ابن عمر، فقال: الحمدُ لله، والسلامُ على رسول الله، فقال ابنُ عمرُ: وأَنا أَقول: الحمد لله، والسلامُ على رسول الله، ما هكذا علَّمَنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أَنْ نقولَ إذا عَطَسْنَا، وإنما علَّمنا أن نقولَ: الحمدُ لله على كلِّ حالٍ» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2739) في الأدب، باب ما يقول العاطس إذا عطس، وقال: هذا حديث غريب، أقول: وفي سنده حضرمي بن عجلان مولى الجارود، لم يوثقه غير ابن حبان، وباقي رجاله ثقات، ولكن يشهد له حديث أبي هريرة عند أبي داود رقم (5033) مرفوعاً بلفظ: إذا عطس أحدكم فليقل الحمد لله على كل حال، وإسناده صحيح، وقد جاء طلب ذلك من العاطس، عند الطبراني من حديث أبي مالك الأشعري رفعه: إذا عطس أحدكم فليقل: الحمد لله على كل حال، وعند النسائي وابن ماجة والحاكم في " المستدرك " عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا عطس أحدكم فليقل: الحمد لله على كل حال، ويرد عليه: يرحمك الله، ويرد عليهم: يغفر الله لنا ولكم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
ليس إسناده بذاك، وله شواهد: أخرجه الترمذي (2738) قال: ثنا حميد بن مسعدة، قال: ثنا زياد بن الربيع، قال: ثنا الحضرمي مولى الجارود، عن نافع، فذكره.
قلت: الحضرمي، لم يوثقه غير ابن حبان.(4/329)
2341 - (ط) نافع - مولى ابن عمر - رضي الله عنهما -: «أن ابْنَ عمر َ [ص:330] كان إذا عطس، فقيل له: يرحمك الله، قال: يرحمنا الله وإياكم، ويَغفرُ لنا ولكم» . أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: أخرجه مالك (1866) عن نافع أن ابن عمر، فذكره.
قلت: أورد له الإمام الزرقاني شواهد مرفوعة، الشرح (4/467) .(4/329)
الفصل العشرون: في أدعية مفردة
دعاء ذي النون
2342 - (ت) سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «دعْوةُ ذِي النُّونِ، إذ دعا في بطنِ الحوتِ، قال: لا إِله إلا أنت، سبحانك إني كنت من الظالمين: ما دعا بها أَحَدٌ قَطُّ إِلا استُجيبَ له» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3500) في الدعوات، باب رقم (85) ، من حديث محمد بن يحيى عن محمد بن يوسف عن يونس بن أبي إسحاق عن إبراهيم بن محمد بن سعد عن أبيه سعد، وقال الترمذي: وقال محمد ابن يوسف مرة: عن إبراهيم بن محمد بن سعد عن سعد، وقد روى غير واحد هذا الحديث عن يونس بن أبي إسحاق عن إبراهيم بن محمد بن سعد عن سعد، ولم يذكروا فيه: عن أبيه، وروى بعضهم وهو أبو أحمد الزبيري: عن يونس فقالوا: عن إبراهيم بن محمد بن سعد عن أبيه سعد نحو رواية محمد بن يوسف.
أقول: وقد روى الحديث الحاكم في " المستدرك " 2 / 383 وصححه ووافقه الذهبي، وحسنه الحافظ في " تخريج الأذكار ".
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (1/170) (1462) قال: حدثنا إسماعيل بن عمر، قال: حدثنا يونس بن أبي إسحاق. والترمذي (3505) ، قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا محمد بن يوسف، قال: حدثنا يونس بن أبي إسحاق. والنسائي في عمل اليوم والليلة (655) قال: أخبرنا القاسم بن زكريا، قال: حدثنا عبيد بن محمد، قال: حدثنا محمد بن مهاجر. وفي (656) قال: أخبرنا حميد بن مخلد، قال: حدثنا محمد بن يوسف، قال: حدثنا يونس بن أبي إسحاق.
كلاهما (يونس بن أبي إسحاق، وابن مهاجر) عن إبراهيم بن محمد بن سعد، عن أبيه، فذكره.
قال الترمذي: وقال محمد بن يوسف مرة: عن إبراهيم بن محمد بن سعد عن سعد، وقد روى غير واحد هذا الحديث عن يونس بن أبي إسحاق عن إبراهيم بن محمد بن سعد عن سعد، ولم يذكروا فيه عن أبيه، وروى بعضهم وهو أبو أحمد الزبيري: عن يونس، قالوا: عن إبراهيم بن محمد بن سعد عن أبيه عن سعد، نحو رواية محمد بن يوسف.(4/330)
دعاء داود
2343 - (ت) أبو الدرداء - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله [ص:331] صلى الله عليه وسلم-: «كان من دُعاء داودَ، يقول: اللَّهمَّ إِني أسألك حُبَّك، وحبَّ من يحبُّك، والعَمَل الذي يُبَلِّغُني حبَّكَ، اللَّهمَّ اجعل حُبَّك أَحَبَّ إِليَّ من نفسي، ومالي، وأَهْلي، ومن الماءِ البارِد، قال: وكان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إذا ذُكِرَ داودُ يحدِّث عنه، يقول: كان أَعْبَدَ البَشَرِ» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3485) في الدعوات، باب رقم (74) ، وفي سنده عبد الله بن ربيعة بن يزيد الدمشقي. وقيل: ابن يزيد بن ربيعة، وهو مجهول، كما قال الحافظ في " التقريب "، ومع ذلك فقد قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. وقد أخرج الحديث الحاكم وغيره.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه الترمذي (3490) قال: ثنا أبو كريب، قال: ثنا محمد بن فضيل عن محمد بن سعد، الأنصاري، عن عبد الله بن ربيعة الدمشقي، قال: ثنا عائذ الله أبو إدريس الخولاني فذكره.
قلت: عبد الله بن ربيعة الدمشقي مجهول.(4/330)
دعاء قوم يونس
2344 - () أبو هريرة - رضي الله عنه -: يرفعه: «أَن دعاءَ قوم يونس: يا حَيُّ يا قيوم، يا حيُّ حينَ لا حيَّ، يا مُحْيي، يا مُمِيت، يا ذا الجلال والإكرام» . أخرجه ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
هذا الحديث من زيادات رزين العبدري على الأصول، لم اهتد إليه.(4/331)
الدعاء عند رؤية المبتلى
2345 - (ت) عمر [بن الخطاب] (1) ، وأبو هريرة - رضي الله عنهما -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «من رأى صاحِب بلاءٍ، فقال: الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاكَ به، وفضَّلني على كثير ممن خلق تفضيلاً، عُوفيَ من ذلك البلاءِ، كائناً [ص:332] ما كان، ما عاش» . انتهت رواية أَبي هريرة عند قوله: «ذلك البلاء» . أخرجه الترمذي (2) .
__________
(1) في المطبوع: ابن عمر، وما أثبتناه في الأصل والترمذي.
(2) رقم (3427) و (3428) في الدعوات، باب ما يقول إذا رأى مبتلى، وهو حديث حسن، ورواه أيضاً ابن ماجة من حديث ابن عمر، والبزار، والطبراني في " الصغير " من حديث أبي هريرة وقال فيه " فإنه إذا قال ذلك شكر تلك النعمة "، وحسن إسناده المنذري في " الترغيب والترهيب ".
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه البخاري في الأدب المفرد (668) قال: حدثنا يحيى بن بشر. ومسلم (8/81) قال: حدثنا إبراهيم بن دينار.
كلاهما (يحيى، وإبراهيم) عن أبي قطن عمرو بن الهيثم القطعي، عن عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون، عن قدامة بن موسى، عن أبي صالح السمان، فذكره.(4/331)
القسم الثاني: في أدعية غير مؤقتة ولا مضافة
2346 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول في دعائه: «اللَّهمَّ أَصْلِح لي ديني الذي هو عِصْمَةُ أمري، وأصَلِح [لي] دُنيَايَ التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي، واجعَل الحياة زيادة لي في كلِّ خيرٍ، واجعل الموتَ راحة لي من كل شَرٍّ» . أخرجه مسلم (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(عصمة أمري) : العصمة: ما يعتصم به. أي: يستمسك ويتقوى به في أموره كلها، لئلا يدخل عليها الخلل. [ص:333]
(معادي) : المعاد: إما موضع العود، أو مصدر، والمراد به: ما يعود إليه يوم القيامة.
__________
(1) رقم (2720) في الذكر والدعاء، باب التعوذ من شر ما عمل.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
لم أقف عليه.(4/332)
2347 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «اللَّهمَّ انْفَعني بما عَلَّمتَني، وعَلِّمْني ما يَنفَعُني، وزِدني علماً، الحمدُ لله على كل حالٍ، وأَعوذ بالله من حَال أهل النار» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3593) في الدعوات، باب سبق المفردون، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (251) في المقدمة، باب الانتفاع بالعلم والعمل، ورقم (3833) في الدعاء، باب فضل الدعاء. من حديث موسى بن عبيدة عن محمد بن ثابت عن أبي هريرة، وقال الترمذي: هذا حديث غريب من هذا الوجه. وقال الحافظ في " التقريب ": محمد بن ثابت عن أبي هريرة مجهول.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه عبد بن حميد (1419) قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى. وابن ماجة (251، 3833) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا عبد الله بن نمير. وفي (3804) قال: حدثنا علي بن محمد. قال: حدثنا وكيع. والترمذي (3599) قال: حدثنا أبو كريب. قال: حدثنا عبد الله ابن نمير.
ثلاثتهم -عبيد الله، وابن نمير، ووكيع - عن موسى بن عبيدة، عن محمد بن ثابت، فذكره.
قلت: موسى بن عبيدة الربذي مختلف فيه وللضعف أقرب، وشيخه مجهول.(4/333)
2348 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: «دعاءٌ حَفِظْتُهُ من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- لا أدَعُهُ: اللَّهمَّ اجعلني أُعْظِمُ شُكْرَك، وأُكثِرُ ذِكْرَكَ، وأَتَّبِعُ نُصْحَكَ، وأَحفَظُ وَصِيَّتَكَ» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3601) في الدعوات، باب من أدعية النبي صلى الله عليه وسلم، قال الترمذي: هذا حديث غريب، أقول: وفي سنده الفرج بن فضالة، وهو ضعيف كما قال الحافظ في " التقريب ".
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (2/311) قال: حدثنا هاشم أبو النضر. وفي (2/477) قال: حدثنا وكيع. والترمذي (3604) قال: حدثنا يحيى بن موسى. قال أخبرنا وكيع.
كلاهما (هاشم، ووكيع) عن أبي فضالة، الفرج بن فضالة، عن أبي سعيد الحمصي، فذكره.
* في رواية هاشم بن القاسم: حدثنا أبو سعيد المديني. وفي رواية وكيع: عن أبي سعيد الحمصي قلت: فرج بن فضالة، ضعفوه.(4/333)
2349 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يدعو، فيقول: «اللَّهمَّ مَتِّعْني بسمعي وبصري، واجعَلْهُما الوارِث مني، وانصرني على من يَظلِمُني، وخُذْ منه بثأْري» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3606) في الدعوات، باب اللهم متعني بسمعي، وقال: هذا حديث غريب من هذا الوجه. [ص:334] أقول: وفي سنده جابر بن نوح الحماني بكسر الحاء وتشديد الميم أبو بشير الكوفي وهو ضعيف، كما قال الحافظ في " التقريب ". ولكن يشهد لهذا الحديث، حديث ابن عمر عند الترمذي رقم (3497) بلفظ: " اللهم متعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا ما أحييتنا، واجعله الوارث منا، واجعل ثأرنا على من ظلمنا، وانصرنا على من عادانا ... " الحديث، وأوله: " اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معاصيك ... "، وحسنه الترمذي، وهو كما قال، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي. وقد تقدم رقم (2275) .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
حسن لشواهده: أخرجه البخاري في الأدب المفرد (650) قال: حدثنا موسى. قال: حدثنا حماد والترمذي (13604) قال: حدثنا يحيى بن موسى. قال: أخبرنا جابر بن نوح.
كلاهما (حماد بن سلمة، وجابر بن نوح) عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة فذكره.
قلت: هذا إن كان حماد بن سلمة حفظه. وفي الباب عن ابن عمر أخرجه الترمذي (3497) .(4/333)
2350 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أَن رجلاً قال: «يا رسولَ الله، سمعتُ دُعاءك الليلةَ، وكلُّ الذي وصل إليَّ منه أنك تقول: اللَّهمَّ اغفِرْ لي ذنبي، وَوَسِّع لي في داري، وبارك لي فيما رزقتني، قال: فهل تَرَاهُنَّ تركن شيئاً؟» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3496) في الدعوات، باب دعاء يقال في الليل، وهو حديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (3500) قال: ثنا علي بن حجر، قال: ثنا عبد الحميد بن عمر الهلالي، عن سعيد بن إياس الجريري، عن أبي السليل، فذكره.
قلت: الجريري اختلط بآخره.(4/334)
2351 - (خ م د) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال: كان أكثر دعاءِ النبي - صلى الله عليه وسلم-: «اللَّهمَّ آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حَسنة، وقِنا عذابَ النار» . أخرجه البخاري ومسلم.
وفي رواية لمسلم، وأبي داود، قال قتادة: سألتُ أنساً: «أَيُّ دعوةٍ كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يدعو بها أكثر؟ قال: كان أَكثرُ دعوةٍ يدعو بها: اللَّهمَّ آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار» .
وقال قتادة: وكان أَنسٌ إذا أراد أَن يدعوَ بدعوة دعا بها، وإذا دعا بدعاءٍ دعا بها فيه (1) .
__________
(1) رواه البخاري 11 / 161 في الدعوات، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " ربنا آتنا في الدنيا حسنة "، وفي تفسير سورة البقرة، باب {ومنهم من يقول ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} ، ومسلم رقم (2690) في الذكر والدعاء، باب فضل الدعاء باللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، وأبو داود رقم (1519) في الصلاة، باب في الاستغفار.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (3/101) . ومسلم (8/68) قال: حدثني زهير بن حرب. وأبو داود (1519) قال: حدثنا زياد بن أيوب. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (996) عن إسحاق بن إبراهيم. وفي عمل اليوم والليلة (1056) قال: أخبرنا زياد بن أيوب.
أربعتهم (أحمد، وزهير، وزياد، وإسحاق) قالوا: حدثنا إسماعيل (هو ابن إبراهيم بن علية) .
2- وأخرجه البخاري (6/34) قال: حدثنا أبو معمر، وفي (8/103) ، وفي الأدب المفرد (682) ، وأبو داود (1519) قال البخاري وأبو داود: حدثنا مسدد.
كلاهما (أبو معمر، ومسدد) قالا: حدثنا عبد الوارث بن سعيد.
كلاهما (إسماعيل، وعبد الوارث) عن عبد العزيز، فذكره.
- ورواه ثابت، عن أنس بن مالك:
1- أخرجه أحمد (3/208) قال: حدثنا روح. وفي (3/،209 277) وعبد بن حميد (1262) قال أحمد وعبد: حدثنا سليمان بن داود. وعبد بن حميد (1303) قال: حدثنا سعيد بن الربيع. وفي (1373) قال: حدثنا هاشم بن القاسم. والبخاري في الأدب المفرد (677) قال: حدثنا عمرو بن مرزوق. ومسلم (8/69) قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ، قال: حدثنا أبي. والنسائي في عمل اليوم والليلة (1054) قال: أخبرنا عمرو بن علي، عن أبي داود سليمان بن داود.
ستتهم (روح، وسليمان، وسعيد، وهاشم، وعمرو، ومعاذ) عن شعبة.
2- وأخرجه أحمد (3/247) ، وعبد بن حميد (1301) قالا: حدثنا عفان بن مسلم، قال: حدثنا حماد ابن سلمة.
كلاهما (شعبة، وحماد) عن ثابت، فذكره.
- ورواه حميد، عن أنس:
أخرجه البخاري في الأدب المفرد (727) قال: حدثنا أحمد بن يونس، قال: حدثنا أبو بكر بن عياش، عن حميد، فذكره.(4/334)
2352 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: أَن رجلاً جاء إلى النبي-صلى الله عليه وسلم-، فقال: يا رسولَ الله، أيُّ الدعاء أفْضَلُ؟ قال: «سَلْ رَبَّكَ العافيةَ والمُعَافَاةَ في الدنيا والآخرة» ، ثم أتاه في اليوم الثاني، فقال: يا رسولَ الله، أي الدُّعاءِ أَفضلُ؟ فقال له مثل ذلك، ثم أتاه في اليوم الثالث، فقال له مثل ذلك، قال: «فإذا أُعطيتَ العافية في الدنيا، وأعطيتها في الآخرة، فقد أَفلحتَ» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3507) في الدعوات، باب رقم (89) ، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (3848) في الدعاء، باب الدعاء بالعفو والعافية، وفي سنده سلمة بن وردان الليثي أبو يعلى، وهو ضعيف، كما قال الحافظ في " التقريب "، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، إنما نعرفه من حديث سلمة بن وردان. أقو ل: ويشهد له حديث العباس عند الترمذي، وسيأتي رقم (2357) ، والأحاديث في سؤال الله العافية في الدنيا والآخرة كثيرة، منها، اللهم إني أسألك العافية في ديني وديناي وأهلي ومالي ... الحديث، وقد تقدم رقم (2229) ، وهو حديث صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه الترمذي (3512) قال: ثنا يوسف بن عيسى، حدثنا الفضل بن موسى، ثنا سلمة بن وردان عن أنس، فذكره.
وأخرجه ابن ماجة (3848) قال: ثنا عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي، ثنا ابن أبي فديك، أخبرني سلمة ابن وردان، به.
قال أبو عيسى الترمذي: هذا حديث غريب من هذا الوجه، إنما نعرفه من حديث سلمة بن وردان.(4/335)
2353 - (م ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- عاد رجلاً من المسلمين، قد خَفَتَ، فصَار مثل الفَرْخِ، فقال له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: هل كنتَ تَدعو الله بشيءٍ، أو تسأله إياه؟ قال: نعم، كنتُ أقول: اللَّهمَّ ما كنتَ مُعَاقِبي به في الآخرة فعَجِّله لي في الدنيا، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: سبحان الله! لا تُطِيقُهُ، ولا تستطيعُه، أفلا قلتَ: اللَّهمَّ آتنا في [ص:336] الدنيا حسنة، وفي الآخرةِ حسنة، وقنا عذاب النار؟ قال: فدعا الله به، فشفاه الله تعالى» .
وفي أخرى: «فقالها، فَشَفَاهُ الله» ، هذه رواية مسلم، وانتهت رواية الترمذي عند قوله: «عذابَ النار» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(خفت) : الخفوت: الذبول والضعف.
__________
(1) رواه مسلم رقم (2688) في الذكر والدعاء، باب كراهية الدعاء بتعجيل العقوبة في الدنيا، والترمذي رقم (3483) في الدعوات، باب ما جاء في حق التسبيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: رواه ثابت، عن أنس.
1- أخرجه أحمد (3/107) قال: حدثنا ابن أبي عدي، وعبد الله بن بكر. ومسلم (8/67) قال: حدثنا أبو الخطاب زياد بن يحيى الحساني، قال: حدثنا محمد بن أبي عدي (ح) وحدثناه عاصم بن النضر التيمي، قال: حدثنا خالد بن الحارث. والترمذي (3487) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا سهل بن يوسف. والنسائي في عمل اليوم والليلة (1053) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا ابن أبي عدي (ح) وأخبرنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا خالد بن الحارث.
أربعتهم (ابن أبي عدي، وابن بكر، وخالد، وسهل) عن حميد الطويل.
2- وأخرجه أحمد (3/288) قال: حدثنا عفان. ومسلم (8/68) قال: حدثني زهير بن حرب، قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا حماد بن سلمة.
كلاهما (حميد، وحماد) عن ثابت، فذكره.
* في المطبوع من عمل اليوم والليلة جعله من حديث حميد، عن أنس، وصححناه من تحفة الأشراف رقم (393) .
- ورواه حميد عن أنس:
أخرجه عبد بن حميد (1399) قال: أخبرنا يزيد بن هارون. والبخاري في الأدب المفرد (728) قال: حدثنا أحمد بن يونس، قال: حدثنا زهير.
كلاهما (يزيد، وزهير) عن حميد، فذكره.
* في المطبوع من عمل اليوم والليلة للنسائي (1053) جعله من حديث حميد عن أنس، وبمراجعة تحفة الأشراف (393) وجدناه من حديث حميد عن ثابت..
- ورواه قتادة، عن أنس:
أخرجه مسلم (8/68) قال: حدثنا محمد بن المثنى وابن بشار. والنسائى في عمل اليوم والليلة (1055) قال: أخبرنا محمد بن المثنى. قالا (ابن المثنى، وابن بشار) : حدثنا سلام بن نوح، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، فذكره.(4/335)
2354 - (ت س) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «من سأل [الله] الجنة ثلاثاً، قالت الجنة:اللَّهمَّ أدخِله الجنةَ، ومن استجار من النار ثلاث مرات، قالت النار: اللَّهمَّ أجِرْهُ من النارِ» . أخرجه الترمذي، والنسائي (1) .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (2575) في صفة الجنة، باب ما جاء في صفة أنهار الجنة، والنسائي 8 / 279 في الاستعاذة، باب الاستعاذة من حر النار، وأخرجه أيضاً ابن ماجة رقم (4340) في الزهد، في آخر الكتاب، وابن حبان في صحيحه رقم (2433) موارد، من حديث أبي إسحاق السبيعي عن بريد بن أبي مريم عن أنس رضي الله عنه، وقال الترمذي: هكذا روى يونس عن أبي إسحاق هذا الحديث عن بريد بن أبي مريم عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه، وقد روي عن أبي إسحاق عن بريد بن أبي مريم عن أنس بن مالك قوله.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: أخرجه أحمد (3/141) قال: ثنا يحيى بن آدم، ثنا يونس بن أبي إسحاق عن بريدة بن أبي مريم، فذكره.
قال العماد بن كثير: رواه الترمذي والنسائي وابن ماجة، عن هناد، عن أبي الأحوص، عن أبي إسحاق عن بريدة، به.
ورواه ابن حبان والضياء في صحيحه.(4/336)
2355 - (ت د) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يقول في دعائه: «رَبِّ أَعِنِّي، ولا تُُعِنْ عَلَيَّ، وانْصُرْني ولا تَنْصُرْ عَلَيَّ، وامكُرْ لي ولا تَمكُرْ عَلَيَّ، واهدِني ويَسِّرْ الْهُدَى لي، وانْصُرْني على مَن بَغَى عَلَيَّ، رَبِّ اجعلْني لك شَاكِراً، لك ذَاكِراً، لك رَاهِباً، لك مِطْوَاعاً (1) ، لك مُخْبِتاً، إِليك أَوَّاهاً مُنيِباً، رَبِّ تَقَبَّلْ تَوْبتي، واغْسِلْ حَوْبَتي، وأجِبْ دَعْوَتي، وَثَبِّتْ حُجَّتِي، وسَدِّدْ لِسَاني، واهْدِ قلبي، واسْلُلْ سَخيمَةَ صَدْرِي» .
هذه رواية الترمذي. ورواية أبي داود مثلها - وفيها بعد قوله -: «إليك مخبتاً» : «أَو منيباً» ، ولم يذكر: «أوَّاهاً» (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(امكر لي) : المكر: الخدع، وهو من الله تعالى: إيقاع بلائه بأعدائه، وقيل: هو أن ينفذ مكره وحيلته في عدوه، ولا ينفذهما في وليه، وقيل: هو استدراج العبد بالطاعات، فيتوهم أنها مقبولة وهي مردودة. [ص:338]
(راهباً) : الرهبة: الخوف والفزع.
(مخبتاً) : المخبت: الخاشع المخلص في خشوعه.
(منيباً) : الإنابة: الرجوع إلى الله تعالى بالتوبة والإخلاص.
(أوَّاهاً) : الأوَّاه: المتأوه المتضرع وقيل: البكَّاء. وقيل: هو الكثير الدعاء.
(حوبتي) : الحوبة والحوب: الإثم والذنب.
(ثبت حجتي) : يريد بالحجة: الدليل والبينة، إما في الدنيا، وإما في الآخرة، وعند جواب الملكين في القبر. ومنه قوله تعالى: {يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ في الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ} [إبراهيم: 27] جاء في التفسير: أنه مسألة الملكين في القبر.
(سَخِيمة صدري) : السخيمة: الغضب والغل.
__________
(1) في الأصل: مطاوعاً، والتصحيح من الترمذي وأبي داود.
(2) رواه الترمذي رقم (3546) في الدعوات، باب من أدعية النبي صلى الله عليه وسلم، وأبو داود رقم (1510) في الصلاة، باب ما يقول الرجل إذا سلم، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (3830) في الدعاء، باب دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأحمد في " المسند " 3 / 310، وابن حبان في صحيحه رقم (2414) موارد، وهو حديث صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: أخرجه أحمد (1/227) (1997) قال: حدثنا يحيى. وعبد بن حميد (717) قال: حدثني عمر بن سعد. والبخاري في الأدب المفرد (664) قال: حدثنا قبيصة. وفي (665) قال: حدثنا أبو حفص، قال: حدثنا يحيى. وأبو داود (1510) قال: حدثنا محمد بن كثير. وفي (1511) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى. وابن ماجة (3830) قال: حدثنا علي بن محمد سنة إحدى وثلاثين ومئتين، قال: حدثنا وكيع في سنة خمس وتسعين ومئة، والترمذي (3551) قال: حدثنا محمود ابن غيلان، قال: حدثنا أبو داود الحفري (ح) وحدثنا محمد بن بشر العبدي. والنسائي في عمل اليوم والليلة (607) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى.
ستتهم (يحيى، وعمر بن سعد أبو داود، وقبيصة، ومحمد بن كثير، ووكيع، ومحمد بن بشر) عن سفيان الثوري، عن عمرو بن مرة، قال: سمعت عبد الله بن الحارث، قال: سمعت طليق بن قيس الحنفي، فذكره.
* أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (608) قال: أخبرنا عمران بن موسى، قال: حدثنا عبد الوارث، قال: حدثنا محمد بن جحادة، عن عمرو بن مرة، عن ابن عباس، كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يدعو: رب أعني ... وساق الحديث مرسلا.(4/337)
2356 - (خ م) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يقول: «اللهم لك أَسْلمْتُ، وبك آمنت، وعليك توكلتُ، وإليك أنبتُ، وبك خاصمتُ، اللهم أعوذ بعزَّتك، لا إله إلا أنت، أنْ تُضِلَّني، أنت الحيُّ الذي لا يموتُ، والجِنُّ والإِنْسُ يَمُوتونَ» . [ص:339] أخرجه البخاري ومسلم (1) .
__________
(1) رواه البخاري 13 / 313 و 314 في التوحيد، باب قول الله تعالى: {وهو العزيز الحكيم} {سبحان ربك رب العزة عما يصفون} {ولله العزة ولرسوله} ، ومسلم رقم (2717) في الذكر والدعاء، باب التعوذ من شر ما عمل ومن شر ما لم يعمل، واللفظ له.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (1/302) (2748) قال: حدثنا عبد الصمد. والبخاري (9/143) قال: حدثنا أبو معمر. ومسلم (8/80) قال: حدثني حجاج بن الشاعر، قال: حدثنا عبد الله بن عمرو أبو معمر. والنسائي في الكبري تحفة الأشراف (6550) عن عثمان بن عبد الله، عن أبي معمر.
كلاهما (عبد الصمد، وأبو معمر) عن عبد الوارث، قال: حدثنا حسين المعلم، قال: حدثني عبد الله ابن بريدة، عن يحيى بن يعمر، فذكره.(4/338)
2357 - (ت) العباس بن عبد المطلب - رضي الله عنه -: قال: «قلتُ: يا رسولَ الله، عَلِّمني شيئاً أسأَله اللهَ، قال: سَلِ الله العافيةَ، فَمَكَثتُ أَياماً ثم جئتُ، فقلتُ: يا رسولَ الله، علِّمْني شيئاً أسأله الله، فقال لي: يا عباسُ، يا عَمَّ رسولِ الله، سَلِ الله العافِيةَ في الدنيا والآخرة» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3509) في الدعوات، باب رقم (89) ، وفي سنده يزيد بن أبي زياد الهاشمي، وهو ضعيف كبر فتغير صار يتلقن، ولكن يشهد لهذا الحديث حديث أنس عند الترمذي وغيره، وقد تقدم رقم (2353) ولذلك صححه الترمذي.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه الحميدي (461) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (1/209) (1783) قال: حدثنا حسين بن علي، عن زائدة. والبخاري في الأدب المفرد (726) قال: حدثنا فروة، قال: حدثنا عبيدة، والترمذي (3514) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا عبيدة بن حميد.
ثلاثتهم (سفيان، وزائدة، وعبيدة) عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الله بن الحارث، فذكره.
قلت: مداره على يزيد بن أبي زياد، ضعفوه.(4/339)
2358 - (ت) أبو بكر الصديق - رضي الله عنه -: «قام على المنبر ثم بكى، فقال: قام رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عام أولَ على المنبر، ثم بكى، فقال: سَلُوا الله العفْوَ والعافيةَ، فإِن أَحداً لم يُعطَ بعد اليقين خيراً من العافية» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3553) في الدعوات، باب رقم (118) ، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " بمعناه رقم (5) ورقم (17) ، وابن ماجة رقم (3849) في الدعاء بالعفو والعافية، وإسناده صحيح، وحسنه الترمذي، ورواه أيضاً ابن حبان في صحيحه رقم (2421) موارد.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: رواه عن أبي بكر، أوسط البجلي:
1- أخرجه الحميدي (2) قال: حدثنا الوليد بن مسلم الدمشقي، قال: سمعت عبد الرحمن بن يزيد بن جابر. وفي (7) قال: حدثنا عبد الرحمن بن زياد الرصاصي، قال: حدثنا شعبة، قال: أخبرني يزيد بن خمير. وأحمد (1/3) (5) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن يزيد بن خمير. وفي (1/5) (17) قال: حدثنا هاشم، قال: حدثنا شعبة، قال: أخبرني يزيد بن خمير. وفي (1/7) (34) قال: حدثنا روح، قال: حدثنا شعبة، عن يزيد بن خمير. وفي (1/8) (44) قال: حدثنا عبد الرحمن ابن مهدي، قال: حدثنا معاوية - يعني ابن صالح. والبخاري في الأدب المفرد (724) قال: حدثنا آدم، قال: حدثنا شعبة، قال: حدثنا سويد بن حجير، وابن ماجة (3849) قال: حدثنا أبو بكر، وعلي بن محمد، قالا: حدثنا عبيد بن سعيد، قال: سمعت شعبة، عن يزيد بن خمير. والنسائي في عمل اليوم والليلة (880) قال: أخبرنا يحيى بن عثمان، قال: أخبرنا عمر بن عبد الواحد، قال: حدثنا عبد الرحمن ابن يزيد بن جابر. وفي (881) قال: أخبرني محمود بن خالد، قال: حدثنا الوليد، قال: حدثنا ابن جابر. وفي (882) قال: أخبرنا علي بن الحسين، قال: حدثنا أمية بن خالد، عن شعبة، عن يزيد بن خمير، وفي (883) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: حدثنا عبد الرحمن، عن معاوية بن صالح.
أربعتهم - عبد الرحمن، ويزيد، ومعاوية، وسويد - عن سليم بن عامر.
2- وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (879) قال: أخبرنا أبو داود قال: حدثنا محمد بن سليمان، قال: حدثنا عيسى بن أبي رزين الثمالي الحمصي، عن لقمان بن عامر.
كلاهما (سليم، ولقمان) عن أوسط بن إسماعيل، فذكره.
* الروايات مطولة ومختصرة.
- ورواه أبو هريرة - ولفظه - قال: سمعت أبا بكر الصديق على هذا المنبر يقول: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في هذا اليوم من عام الأول، ثم استعبر أبو بكر وبكى، ثم قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «لم تؤتوا شيئا بعد كلمة الإخلاص مثل العافية، فاسألوا الله العافية» .
أخرجه أحمد (1/4) (10) قال: حدثنا أبو عبد الرحمن المقري، قال: حدثنا حيوة بن شريح، قال: سمعت عبد الملك بن الحارث. والنسائي في عمل اليوم والليلة (886) قال: أخبرنا محمد بن رافع قال: حدثنا حسين بن علي، عن زائدة، عن عاصم، عن أبي صالح.
كلاهما (عبد الملك، وأبو صالح) عن أبي هريرة، فذكره.
* وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (887) قال: أخبرنا محمد بن رافع، قال: أخبرنا حسين بن علي، عن زائدة، عن عاصم، عن أبي صالح، قال: قام أبو بكر على المنبر نحوه. حدثنا بن مرتين، مرة هكذا ومرة هكذا.
* وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (888) قال: أخبرنا محمد بن علي بن الحسين بن شقيق، عن حديث أبيه، قال: حدثنا أبو حمزة، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن بعض أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-، قال: قام أبو بكر، فذكره.
- ورواه الحسن - ولفظه - أن أبا بكر خطب الناس، فقال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «يا أيها الناس، إن الناس لم يعطوا في الدنيا خيرا من اليقين والمعافاة، فسلوهما الله عز وجل» .
أخرجه أحمد (1/8) (38) قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن يونس، عن الحسن، فذكره.
- ورواه جبير بن نفير، - ولفظه - قال: قام أبو بكر فذكر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فبكى، ثم قال:
«إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قام في مقامي هذا عام أول. فقال: أيها الناس، سلوا الله العافية (ثلاثا) فإنه لم يؤت أحد مثل العافية بعد يقين.» .
أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (884) قال: أخبرنا عمر بن عثمان، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا أبو خالد المحري محمد بن عمر، عن ثابت بن سعد الطائي، عن جبير بن نفير، فذكره.
- ورواه أبو عبيدة - ولفظه - قال: قام أبو بكر رضي الله عنه بعد وفاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعام، فقال: «قام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مقامي عام الأول. فقال: سلوا الله العافية، فإنه لم يعط عبد شيئا أفضل من العافية، وعليكم بالصدق والبر، فإنهما في الجنة، وإياكم والكذب والفجور، فإنهما في النار.» .
أخرجه أحمد (1/8) (46) قال: حدثنا وكيع. وفي (1/11) (66) قال: حدثنا عبد الرزاق.
كلاهما (وكيع، وعبد الرزاق) عن سفيان، قال: حدثنا عمرو بن مرة، عن أبي عبيدة، فذكره.
- ورواه رفاعة بن رافع - ولفظه - قال: سمعت أبا بكر الصديق، يقول على منبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول، فبكى أبو بكر حين ذكر رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ثم سري عنه، ثم قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول في هذا القيظ عام الأول: «سلوا الله العفو والعافية واليقين في الآخرة والأولى» .
أخرجه أحمد (1/3) (6) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، وأبو عامر. والترمذي (3558) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا أبو عامر العقدي.
كلاهما (عبد الرحمن، وأبو عامر) قالا: حدثنا زهير، وهو ابن محمد، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، أن معاذ بن رفاعة بن رافع الأنصاري، أخبره، عن أبيه رفاعة بن رافع، فذكره.(4/339)
2359 - (ت) عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: قال: «علَّمَني رسولُ [ص:340] الله - صلى الله عليه وسلم- قال: قل: اللَّهمَّ اجعل سَرِيرتي خيراً من عَلانِيَتي، واجعلْ علانيتي صالحة، اللَّهمَّ إني أَسألك من صالح ما تُؤتي الناسَ من الأهل والمال، والولد، غيرِ الضَّالِّ، ولا المُضِلَّ» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3580) في الدعوات، باب اللهم اجعل سريرتي خيراً من علانيتي، وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وليس إسناده بالقوي.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه الترمذي (3586) قال: حدثنا محمد بن حميد، قال: حدثنا علي بن أبي بكر، عن الجراح بن الضحاك الكندي، عن أبي شيبة، عن عبد الله بن عكيم، فذكره.
* قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وليس إسناده بالقوي.(4/339)
2360 - (م) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: قال: قال لي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: قل: «اللَّهمَّ اهْدني، وسَدِّدْني، واذكر بالهدَى: هِدَايَتَك الطَّريقَ، وبالسَّدَادِ: سَدَادَ السَّهمِ» .
وفي أخرى قال: «قل: اللَّهمَّ إني أسألك الهُدى والسَّداد ... وذكر مثله» . أخرجه مسلم (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(وسددني) : السداد: القصد والاستقامة ولزوم الطريقة المثلى.
__________
(1) رقم (2725) في الذكر والدعاء، باب التعوذ من شر ما عمل ومن شر ما لم يعمل.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه الإمام أحمد (1/88) (664) قال: ثنا خلف، ثنا خالد عن عاصم بن كليب عن أبي بردة بن أبي موسى أن عليا، فذكره.
قال العماد ابن كثير: رواه مسلم في الدعوات عن محمد بن عبد الله بن نمير، وعن أبي كريب.
كلاهما عن عبد الله بن إدريس، عن عاصم بن كليب، عنه، به.
قلت: له ألفاظ أخر عند أحمد، راجع المسند (1/134) (1124) ، و (1/138) (1168) ، و (1/154) (1320) .(4/340)
2361 - (م ت) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: أن رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- كان يقول: «اللَّهمَّ إني أسألك الهُدى، والتُّقى، والعَفَافَ، والغِنى» . أخرجه مسلم، والترمذي (1) . [ص:341]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(العفاف) : الصبر، والمراد به: الصبر على الأشياء المفضية إلى الآثام.
__________
(1) رواه مسلم رقم (2721) في الذكر والدعاء، والترمذي رقم (3484) في الدعوات، باب اللهم إني أسألك الهدى.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (1/389)) (3692) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا إسرائيل. وفي (1/411) (3904) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا شعبة. وفي (1/416) (3950) قال: حدثنا روح، قال: حدثنا شعبة وفي (1/434) ، (4135) قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا سفيان. وفي (1/437) (4162) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (1/443) (4233) قال: حدثنا وكيع، عن أبيه، وإسرائيل. والبخاري في الأدب المفرد (674) قال: حدثنا عمرو بن مرزوق، قال: أخبرنا شعبة. ومسلم (8/81) قال: حدثنا محمد بن المثنى، ومحمد بن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. (ح) وحدثنا ابن المثنى، وابن بشار، قالا: حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان. وابن ماجة (3832) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، ومحمد بن بشار، قالا: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: حدثنا سفيان والترمذي (3489) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قا ل: حدثنا أبو داود، قال: أنبأنا شعبة.
أربعتهم - إسرائيل، وشعبة، وسفيان، والجراح والد وكيع - عن أبي إسحاق، قال: سمعت أبا الأحوص، فذكره.(4/340)
2362 - (خ م) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه -: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-[كان] يدعو بهذا الدُّعَاءِ: «اللَّهمَّ ربِّ اغْفِر لي خَطِيئَتي وجَهلي، وإسرَافي في أمري، وما أَنت أَعلم به مني، اللَّهمَّ اغْفِر لي جِدِّي وهَزْلي، وخَطَئي وعَمْدي، وكلُّ ذلك عندي، اللَّهمَّ اغْفِر لي ما قَدَّمتُ وما أخَّرتُ، وما أسْرَرتُ وما أَعلنتُ، وما أنْتَ أعْلَمُ به مني، أنتَ الْمُقَدِّمُ، وأنت المُؤخِّرُ، وَأَنتَ على كلِّ شيءٍ قَدِيرٌ» أخرجه البخاري، ومسلم (1) .
__________
(1) رواه البخاري 11 / 165 و 166 في الدعوات، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت " , ومسلم رقم (2719) في الذكر والدعاء، باب التعوذ من شر ما عمل ومن شر ما لم يعمل.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (4/417) قال: حدثنا أبو أحمد، قال: حدثنا شريك. والبخاري (8/105) وفي الأدب المفرد (688) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الملك بن صباح، قال: حدثنا شعبة. ومسلم (8/80، 81) قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا شعبة. (ح) وحدثناه محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الملك بن الصباح المسمعي، قال: حدثنا شعبة.
كلاهما (شريك، وشعبة) عن أبي إسحاق، عن أبي بردة، فذكره.
* أخرجه البخاري (8/105) وفي الأدب المفرد (689) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا عبيد الله ابن عبد المجيد، قال: حدثنا إسرائيل، قال: حدثنا أبو إسحاق، عن أبي بكر بن أبي موسى، وأبي بردة، أحسبه عن أبي موسى الأشعري، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، أنه كان يدعو ... نحوه مختصرا.
* في رواية شعبة عند البخاري (عن أبي إسحاق، عن ابن أبي موسى) ولم يسمه.(4/341)
2363 - (ت) عبد الله بن يزيد الخطمي الأنصاري - رضي الله عنه -: - أَن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يقول في دعائه: «اللَّهمَّ ارزُقني حُبَّكَ، وحُبَّ مَنْ يَنْفَعُني حُبُّهُ عندَك، اللَّهمَّ ما رَزَقْتَني (1) مما أُحِبُّ فاجعَلْهُ قُوَّة لي فيما تُحِبُّ، وما زَوَيْتَ عني مما أُحِبُّ فاجعَلْهُ فَرَاغاً لي فيما تُحِبُّ» . أخرجه الترمذي (2) . [ص:342]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(زويت عني) : زويت المال عن الورثة زيّاً: إذا صرفته عنهم إلى غيرهم.
__________
(1) في الأصل: ارزقني، والتصحيح من الترمذي.
(2) رقم (3486) في الدعوات، باب رقم (75) ، وحسنه الترمذي، وهو كما قال.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن: أخرجه الترمذي (3491) قال: ثنا سفيان بن وكيع، قال: ثنا ابن أبي عدي، عن حماد بن سلمة، عن أبي جعفر الخطمي فذكره.
وحسنه أبو عيسى في جامعه.(4/341)
2364 - (ت) عمران بن حصين - رضي الله عنهما -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- لأبي: «يا حُصَينُ: كم تَعبُدِ اليومَ إِلهاً؟ قال: سبعة: سِتَّة في الأرض، وواحداً في السماء، قال: فأيَّهُم تُعِدُّ لِرَهْبَتِك ورَغْبَتك؟ قال: الذي في السماء، قال: يا حصينُ، أَما إِنك لو أسلمتَ عَلَّمْتُك كلمتينِ تَنْفَعَانك، قال: فلما أسلم حُصين، جاء فقال: يا رسولَ الله علِّمْني الكلمتين اللتيْنِ وعَدتني، قال: قل: اللَّهمَّ أَلْهِمني رُشدي، وأعِذْني من شرِّ نفسي» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3479) في الدعوات، باب رقم (70) ، وهو حديث حسن، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، وقد روي هذا الحديث عن عمران بن حصين من غير هذا الوجه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن:
1- أخرجه عبد بن حميد (476) والنسائي في عمل اليوم والليلة (993) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان كلاهما (عبد، وأحمد) قال عبد: أخبرنا، وقال أحمد: حدثنا عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل بن يونس.
2- وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (993) قال: أخبرنا أبو جعفر بن أبي سريج الرازي، قال: أخبرني محمد بن سعيد وهو ابن سابق القزويني، قال: حدثنا عمرو وهو ابن أبي قيس،
كلاهما - إسرائيل، وعمرو - عن منصور، عن ربعي بن حراش، عن عمران بن حصين، فذكره.
وفي رواية: «أن حصينا، أو حصينا، أتى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا محمد، لعبد المطلب كان خيرا لقومه منك، كان يطعمهم الكبد والسنام، وأنت تنحرهم. فقال له النبي -صلى الله عليه وسلم- ما شاء الله أن يقول له. فقال له: ما تأمرني أن أقول؟ قال: قل اللهم قني شر نفسي، واعزم لي على أرشد أمري. قال: فانطلق فأسلم الرجل. ثم جاء. فقال: إني أتيتك. فقلت لي: قل اللهم قني شر نفسي، واعزم لي على أرشد أمري. فما أقول الآن؟ قال: قل اللهم اغفر لي ما أسررت وما أعلنت، وما أخطأت وما عمدت، وما علمت وما جهلت.» .
أخرجه أحمد (4/444) قال: حدثنا حسين، قال: حدثنا شيبان والنسائي في عمل اليوم والليلة (994) قال: أخبرني زكريا بن يحيى، قال حدثنا عثمان، هو ابن أبي شيبة، قال: حدثنا محمد بن بشر، قال: حدثنا زكريا، هو ابن أبي زائدة.
كلاهما -شيبان، وزكريا - عن منصور، عن ربعي بن حراش، فذكره.(4/342)
2365 - (ت) شهر بن حوشب: قال: «قلتُ لأُمِّ سلمة - رضي الله عنها -: يا أُمَّ المؤمنين، ما كان أَكْثَرُ دُعاءِ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- إِذَا كان عندكِ؟ قالت: كان أَكثَرُ دُعَائه: يا مُقَلِّبَ القُلوبِ ثَبِّت قَلْبي على دينك، قالت: فقلتُ له: يا رسولَ الله، ما أَكثَرَ دُعَائِكَ بهذا؟ قال: يا أُمَّ سلمةَ، إنه ليس آدَميٌّ إلا وقلبُه بين إِصْبَعيْنِ من أصابع الله، فمن شاء أقام، ومن شاء أزَاغَ» . أخرجه الترمذي (1) . [ص:343]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أصابِعُ الرحمن) الأصابع: جمع إصبع، وهي الجارِحَةُ، وذلك من صفات الأجسام، والله يتعالى عن ذلك، وإطلاقها عليه على سبيل التَّمثيل، وهي كناية عن إجراء القُدرَة والبَطْش، [لأن البطش] باليد، والأصابع أجزاؤها (2) .
(أزاغ) : الزيغ: الميل عن الاعتدال.
__________
(1) رقم (3517) في الدعوات، باب رقم (95) ، وهو حديث حسن، وقال الترمذي: هذا حديث حسن، وفي الباب عن: عائشة، والنواس بن سمعان، وأنس، وجابر، وعبد الله بن عمرو، ونعيم بن همار.
(2) وعند السلف: هي على ظاهرها على ما يليق بجلال الله وعظمته {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير} .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
حسن، لشواهده: أخرجه أحمد (6/294) قال: حدثنا وكيع، عن عبد الحميد بن بهرام. وفي (6/301) قال: حدثنا هاشم. قال: حدثنا عبد الحميد، وفي (6/315) . قال: حدثنا معاذ بن معاذ قال: حدثنا أبو كعب صاحب الحرير. وعبد بن حميد (1534) قال: حدثني أحمد بن يونس. قال: حدثنا عبد الحميد بن بهرام والترمذي (3522) قال: حدثنا أبو موسى الأنصاري. قال: حدثنا معاذ بن معاذ، عن أبي كعب صاحب الحرير.
كلاهما (عبد الحميد، وأبو كعب) عن شهر بن حوشب، فذكره.
* قال عبد الله بن أحمد: سألت أبي عن أبي كعب فقال: ثقة واسمه عبد ربه بن عبيد.(4/342)
2366 - (م) طارق بن أشيم - رضي الله عنه -: قال: «كان الرجل إذا أسلمَ علَّمه النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- الصلاة، ثم أَمره أن يدعوَ بهؤلاءِ الكلماتِ: اللَّهمَّ اغْفِر لي وارحمني، وَاهدني وعَافِني، وارزُقني» .
وفي رواية: أنه سَمِعَ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- وأَتاه رجلٌ، فقال: «يا رسولَ الله، كيف أَقول حين أَسألُ ربي؟ قال: [قُل] : اللَّهمَّ اغفر لي، وارحمني، وعافني، وارزُقني، ويَجْمَعُ أَصابِعهُ، إِلا الإبْهَامَ، فإنَّ هؤلاء تجمع لك دنياكَ وآخرَتَكَ» .أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (2697) في الذكر والدعاء، باب فضل التهليل والتسبيح والدعاء.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: 1- أخرجه أحمد (3/472، 6/394) . ومسلم (8/71) قال: حدثني زهير بن حرب. وابن ماجة (3845) قال: حدثنا أبو بكر.
ثلاثتهم (أحمد، وزهير، وأبو بكر) قالوا: حدثنا يزيد بن هارون.
2- وأخرجه أحمد (3/472) قال: حدثنا عفان. ومسلم (8/70) قال: حدثنا أبو كامل الجحدري.
كلاهما (عفان، والجحدري) قالا: حدثنا عبد الواحد يعني ابن زياد.
3- وأخرجه البخاري في الأدب المفرد (651) قال: حدثنا علي بن عبد الله وابن خزيمة (744، 848) قال: حدثنا محمد بن عباد بن آدم البصري.
كلاهما -علي، ومحمد - عن مروان بن معاوية الفزاري.
4- وأخرجه البخاري في الأدب المفرد (651) قال: حدثنا علي، قال: حدثنا سليمان بن حيان.
5- وأخرجه مسلم (8/70) قال: حدثنا سعيد بن أزهر الواسطي، قال: حدثنا أبو معاوية.
خمستهم (يزيد، وعبد الواحد، ومروان، وسليمان، وأبو معاوية) عن أبي مالك الأشجعي، فذكره.
* رواية عبد الواحد بن زياد: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعلم من أسلم يقول: اللهم اغفر لي وارحمني، واهدني وارزقني.» .
* رواية أبي معاوية: «كان الرجل إذا أسلم، علمه النبي -صلى الله عليه وسلم-، الصلاة، ثم أمره أن يدعو بهؤلاء الكلمات ... » فذكره.
* رواية مروان بن معاوية: «كنا نغدوا إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فيجيء الرجل، وتجيء المرأة، فيقول: يا رسول الله، كيف أقول إذا صليت ... » فذكره.(4/343)
2367 - (ت) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: كانَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «اللَّهمَّ عافِني في جسدي، وعَافني في سمعي، وبصري، واجعَلْهُما الوَارِثَ مني، لا إِله إلا الله الحليمُ، الكريم سبحان الله رَبِّ العَرشِ العظيم، والحمد لله رب العالمين» . أخرجه الترمذي، إِلا أنه قال: «وعافني في بصري، واجعَلْهُ الوارثَ مني» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(واجعله الوارث مني) : الوارث هاهنا: الباقي، وحقيقته: أنه الذي يرث ملك الماضي، فيكون هاهنا قد سأل الله تعالى أن يبقي له قوة السمع والبصر إذا أدركه الكبر، وضعف منه القوى، ليكونا وارثي سائر الأعضاء والباقين بعدها، وقيل: إنه دعا بذلك للأعقاب والأولاد، وإنما وحَّد الضمير، والمذكور قبله اثنان، لأنه رده إلى واحد منهما، ولأن كل [ص:345] شيئين تقارب معناهما: فإن الدلالة على أحدهما دلالة على الآخر.
__________
(1) رقم (3476) في الدعوات، باب رقم (67) من حديث حبيب بن أبي ثابت عن عروة عن عائشة رضي الله عنها، وقال الترمذي سمعت محمداً (يعني البخاري) يقول: حبيب بن أبي ثابت لم يسمع من عروة بن الزبير شيئاً، وقال الحافظ ابن حجر في " تهذيب التهذيب " بعد نقل كلام الترمذي هذا: وقال ابن أبي حاتم في كتاب " المراسيل " عن أبيه: أهل الحديث اتفقوا على ذلك، يعني على عدم سماعه منه، قال: واتفاقهم على شيء يكون حجة. أقول: ولكن لهذا الحديث شواهد بالمعنى يقوى بها، منها حديث عبد الرحمن بن أبي بكرة عند أبي داود بإسناد حسن، وقد تقدم رقم (2299) ولذلك قال الترمذي عن حديث عائشة: هذا حديث حسن غريب.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه الترمذي (3480) قال: حدثنا أبو كريب. قال: حدثنا أبو معاوية بن هشام، عن حمزة الزيات، عن حبيب بن أبي ثابت، عن عروة، فذكره.
* قال أبو عيسى الترمذي: هذا حديث حسن غريب. قال: سمعت محمدا يقول: حبيب بن أبي ثابت لم يسمع من عروة بن الزبير شيئا، والله أعلم.(4/344)
2368 - (س) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «اللَّهمَّ اغْسِلْ خَطَايايَ بماء الثَّلْجِ وَالْبَرَدِ، ونَقِّ قَلْبي [من الخطايا] كما نَقَّيْتَ الثَّوْبَ الأبْيَضَ من الدَّنَسِ» . أخرجه النسائي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(بماء الثلج والبرد) : تخصيص الثلج والبرد تأكيد للتطهير ومبالغة فيه، لأن الثلج والبرد ماءان مفطوران على خلقتهما، لم يستعملا ولم تنلهما الأيدي، ولم تخضهما الأرجل، كسائر المياه التي قد خالطت تربة الأرض، وجرت في الأنهار، واستقرت في الحياض ونحوها، فكانا أحق بكمال الطهارة، وكذلك هذا المعنى في قوله: «كما تنقي الثوب الأبيض من الدنس» إشباع في بيان التطهير وتأكيد له.
__________
(1) 1 / 51 في الطهارة، باب الوضوء بماء الثلج، وإسناده حسن، وله شواهد منها الذي بعده.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (1/51) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أنبأنا جرير، عن هشام بن عروة، عن أبيه، فذكره.(4/345)
2369 - (س) ابن أبي أوفى - رضي الله عنه -: أَن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- كان يَدْعُو: «اللَّهمَّ طَهِّرْني من الذُّنُوب، اللَّهمَّ نَقِّني منها كما يُنَقى الثَّوبُ الأبيضُ من الدَنس، اللَّهمَّ طَهِّرني بالثَّلجِ والبَرَدِ والماء البارد.
وفي أخرى: اللَّهمَّ طهرني بالثلج، والبَرَدِ، والماء البارِد، اللَّهمَّ طهرني من الذنوب، كما يُطَهَّرُ الثوبُ الأبيض من الدنَسِ» . [ص:346] أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 1 / 198 و 199 في الغسل، باب الاغتسال بالثلج والبرد، وباب الاغتسال بالماء البارد، وإسناده صحيح، ورواه أيضاً الترمذي رقم (3541) وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: 1- أخرجه أحمد (4/354) قال: حدثنا محمد بن جعفر. (ح) وحجاج (ح) وروح. والبخاري في الأدب المفرد (684) قال: حدثنا آدم. ومسلم (2/47) قال: حدثنا محمد بن المثنى وابن بشار، عن محمد بن جعفر. (ح) وحدثنا عبيد الله بن معاذ، قال: حدثنا أبي (ح) وحدثني زهير بن حرب، قال: حدثنا يزيد بن هارون. والنسائي (1/198) قال: أخبرنا محمد بن إبراهيم، قال: حدثنا بشر بن المفضل.
سبعتهم (محمد، وحجاج، وروح، وآدم، ومعاذ، ويزيد، وبشر) عن شعبة.
2- وأخرجه البخاري في الأدب المفرد (676) قال: حدثنا عبد الله بن محمد، قال: حدثنا أبو عامر، قال: حدثنا إسرائيل.
3- وأخرجه النسائي (1/199) قال: أخبرنا محمد بن يحيى بن محمد، قال: حدثنا محمد بن موسى، قال: حدثنا إبراهيم بن يزيد، عن رقبة.
ثلاثتهم (شعبة، وإسرائيل، ورقبة) عن مجزأة بن زاهر، فذكره.(4/345)
2370 - (خ م ت) ابن أبي أوفى - رضي الله عنه -: قال: «دعا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- على الأحزابِ، فقال: اللَّهمَّ مُنْزِلَ الكتابِ، سَرِيعَ الحِسَابِ: اهْزِمِ الأحزابَ، اللَّهمَّ اهزِمهُمْ وزَلْزِلْهُمْ» . أخرجه البخاري، ومسلم، والترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(وزلزلهم) : الزلزلة: التحريك بشدة، والمراد: اجعل أمرهم مضطرباً متقلقلاً غير ثابت.
__________
(1) رواه البخاري 6 / 76 في الجهاد، باب الدعاء على المشركين، وفي المغازي، باب غزوة الخندق، وفي الدعوات، باب الدعاء على المشركين، وفي التوحيد، باب قول الله تعالى: {أنزله بعلمه والملائكة يشهدون} ، ومسلم رقم (1742) في الجهاد، باب كراهية تمني لقاء العدو والأمر بالصبر عند اللقاء، وباب استحباب الدعاء بالنصر عند لقاء العدو، والترمذي رقم (1678) في الجهاد، باب ما جاء في الدعاء عند القتال.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: تقدم تخريجه في كتاب الجهاد.(4/346)
2371 - (ط) مالك بن أنس - رحمه الله-: «بلغه أن رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- كان يَدعو: اللَّهمَّ إِني أَسألك فعلَ الخيراتِ، وترك المنكراتِ، وحُبَّ المساكين، وإذا أردت بقومٍ فِتنَة فَاقبِضْني إليك غير مفتون» . [ص:347]
وفي أُخرى: «إِذَا أَرَدتَ فِتنَة في النَّاس فتوَّفني» أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) بلاغاً 1 / 218 في القرآن، باب العمل في الدعاء، وإسناده معضل، وهو جزء من حديث اختصام الملأ الأعلى الطويل الذي رواه أحمد في " المسند " 5 / 234 من حديث معاذ، والترمذي من حديث ابن عباس رقم (3231) وحسنه، ومن حديث معاذ بن جبل رقم (3233) وقال: حسن صحيح، وهو كما قال، وقال الترمذي: سألت محمد بن إسماعيل (يعني البخاري) عن هذا الحديث فقال: هذا حديث صحيح. أقول: فحديث مالك هذا يحسن به.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
معضل: ذكره مالك في الموطأ (1/218) وهو جزء من حديث اختصام الملأ الأعلى.(4/346)
2372 - (ط) يحيى بن سعيد - رحمه الله -: أَن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يقول في دعائه: «اللَّهمَّ فالِقَ الإصبَاحِ، وجَاعِلَ الليلِ سكَناً، والشمسَ والقَمَرَ حُسبَاناً: اقْضِ عني الدَّيْنَ، وأَغْنني من الفَقرِ، وأمتِعني بِسمعي، وبَصري، وقُوَّتي في سبيلك» . أخرجه الموطأ (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فالق الإصباح) : الإصباح: الصباح، وفالقه: مضيئه ومطلعه.
(سكناً) : السكن: ما يسكن إليه.
(حسباناً) : الحسبان: مصدر حسب يحسب حسباناً وحساباً.
__________
(1) بلاغاً 1 / 212 و 213 في القرآن، باب ما جاء في الدعاء، وإسناده معضل، ولكن لفقراته شواهد بالمعنى يقوى بها.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
منقطع: أخرجه مالك في الموطأ (1/212، 213) عنه.(4/347)
2373 - (م) أم حبيبة - رضي الله عنها -: قالت: «سَمِعني رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- وأَنا أقُول: اللَّهمَّ أَمتعني بِزَوجي رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، وبأَبي أبي سفيان، وبأَخي معاوية، فقال: سَأَلْتِ الله لآجالٍ مَضْروبة، وأَيَّامٍ مَعدودةٍ، [ص:348] وأرزاقٍ مقسومة، لن يعَجِّلَ شيئاً منها قبل حِلِّه، ولا يُؤَخِّرَ، ولو كنْتِ سألتِ الله أَنْ يُعِيذَك من عذابٍ في النَّار، وعذابٍ في القبرِ: كان خيراً وأفضلَ» . أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (2663) في القدر، باب بيان أن الآجال والأرزاق وغيرها لا تزيد ولا تنقص عما سبق به القدر.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مسلم (2663) قال: ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو كريب قالا: ثنا وكيع عن مسعر، عن علقمة بن مرثد، عن المغيرة بن عبد الله اليشكري، عن المعرور بن سويد، عن عبد الله، فذكره.(4/347)
2374 - (ت) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: «أَن مُكاتَباً جاءه، فقال: إني عجزتُ عن مُكاتَبَتي فَأَعِنِّي، قال: أَلا أُعَلِّمُك كلماتٍ عَلَّمَنيهنَّ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، لو كان عليك مِثلُ جبل صَبيرٍ دَيناً أَدَّاهُ عنك؟ قال: قل: اللَّهمَّ اكفِني بحلالك عن حرامك، وأغْنِني بفضلك عمن سواك» . أخرجه الترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(مكاتباً) : المكاتب: العبد يشتري نفسه من مولاه بمال معين في ذمته ليؤديه إليه من كسبه.
(صبير) : جبل باليمن، وقال بعضهم: الذي جاء في حديث علي «مثل جبل صير» بإسقاط الباء الموحدة، قال: وهو جبل لطيىء، وجبل على الساحل أيضاً، بين عمان وسيراف، قال: فأما صبير: فإنما جاء في حديث معاذ.
__________
(1) رقم (3558) في الدعوات، باب رقم (121) ، وهو حديث حسن، حسنه الترمذي في " السنن "، والحافظ ابن حجر في " تخريج الأذكار ".
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: قال عبد الله بن أحمد (1/153) (1318) حدثني أبو عبد الرحمن عبد الله بن عمر، حدثنا أبو معاوية عن عبد الرحمن بن إسحاق القرشي، عن سيار أبي الحكم، عن أبي وائل، فذكره.
قال العماد ابن كثير: أخرجه الترمذي في الدعوات عن عبد الله بن عبد الرحمن عن يحيى بن حسان، عن أبي معاوية، به.
قلت: عبد الرحمن بن إسحاق، يضعف في الحديث.(4/348)
2375 - (ت) عثمان بن حنيف - رضي الله عنه -: «أن رجلاً ضرير البصر أَتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-، فقال: ادعُ اللهَ أَن يُعَافِيَني، فقال: إِن شِئْتَ دعوتُ، وإِنْ شِئْتَ صَبَرْتَ، فهو خَيرٌ لك، قال: فادعُهُ (1) ، قال: فأَمرهُ أن يتوضأَ فَيُحْسِنَ الوُضوءَ، ويدُعوَ بهذا الدعاء: اللَّهمَّ إِني أسألُك وأتَوَجه إِليك بِنَبِيِّكَ محمدٍ: نبي الرحمة، إني توَّجهتُ بك إلى ربِّي في حاجتي هذه لتُقْضى لي (2) ، اللَّهم فَشَفِّعْهُ فيَّ» . أخرجه الترمذي (3) .
__________
(1) في الأصل: فدعاه، والتصحيح من الترمذي.
(2) في الأصل: إني توجهت بك إلى ربي لتقضي لي في حاجتي هذه، والتصحيح من الترمذي.
(3) رقم (3573) في الدعوات، باب من أدعية الإجابة، وإسناده صحيح، وقد صححه غير واحد من العلماء، وقد اختلف العلماء في التوسل به صلى الله عليه وسلم، هل المقصود به: التوسل بذاته صلى الله عليه وسلم، أم بدعائه عليه الصلاة والسلام؟ وفرق البعض بين التوسل في حياته صلى الله عليه وسلم، وبعد وفاته عليه الصلاة والسلام، وممن ذهب إلى أن المقصود بالتوسل: التوسل بدعائه صلى الله عليه وسلم، ابن تيمية في كتابه " قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة "، وقال الشوكاني في " تحفة الذاكرين ": وفي الحديث دليل على جواز التوسل برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الله عز وجل، مع اعتقاد أن الفاعل هو الله سبحانه وتعالى، وأنه المعطي والمانع، ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
رواه عمارة بن خزيمة بن ثابت، عن عثمان بن حنيف.
أخرجه أحمد (4/138) قال: حدثنا عثمان بن عمر، قال: أخبرنا شعبة. وفي (4/138) قال: حدثنا روح، قال: حدثنا شعبة. وفي (4/138) قال: حدثنا مؤمل، قال: حدثنا حماد يعني ابن سلمة. وعبد بن حميد (379) قال: أخبرنا عثمان بن عمر، قال: أخبرنا شعبة. وابن ماجة (1385) قال: حدثنا أحمد بن منصور بن سيار قال: حدثنا عثمان بن عمر، قال: حدثنا شعبة. والترمذي (3578) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا عثمان بن عمر، قال: حدثنا شعبة. والنسائي في عمل اليوم والليلة (658) قال: أخبرنا محمد بن معمر، قال: حدثنا حبان، قال: حدثنا حماد وفي (659) قال: أخبرنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا عثمان بن عمر، قال: حدثنا شعبة. وابن خزيمة (1219) قال: حدثنا محمد بن بشار، وأبو موسى، قالا: حدثنا عثمان بن عمر، قال: حدثنا شعبة.
كلاهما (شعبة، وحماد بن سلمة) عن أبي جعفر المدني، عن عمارة بن خزيمة فذكره.
ورواه أبي أمامة بن سهل بن حنيف، عن عمه،
أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (660) قال: أخبرني زكريا بن يحيى، قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا معاذ بن هشام، قال: حدثني أبي، عن أبي جعفر، عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف، فذكره.(4/349)
2376 - (ت) أبو أمامة الباهلي - رضي الله عنه - قال: «دعا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بدعاءٍ كثير لم نحفْظ منه شيئاً، فقلنا: يا رسولَ الله، دعوتَ بدعاءٍ كثير لم نحفظ منه شيئاً؟ قال: أَلا أدُلّكم على ما يجمع ذلك كلَّه؟ تقولون: اللَّهمَّ إِنَّا نسألُك من خَير ما سألك منه نبِيُّك محمد - صلى الله عليه وسلم-، ونَعُوذ بك مِن شَرِّ مَا استَعَاذَ مِنهُ نَبيُّك [محمد]- صلى الله عليه وسلم-، وأنت المستعان، وعليك البلاغُ، [ص:350] ولا حول ولا قوة إلا بالله» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3516) في الدعوات، باب اللهم إنا نسألك بما سألك به نبيك صلى الله عليه وسلم، وفي سنده ليث بن أبي سليم، وهو صدوق، ولكن اختلط أخيراً ولم يتميز حديثه، فترك، ومع ذلك فقد قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه الترمذي (3521) قال: حدثنا محمد بن حاتم، قال: حدثنا عمار بن محمد بن أخت سفيان الثوري، قال: حدثنا الليث، عن عبد الرحمن بن سابط، فذكره.
قلت: علته الليث بن أبي سليم.(4/349)
2377 - (خ) حفصة، وأسلم - رضي الله عنهما -: أن عُمَرَ قال: «اللَّهمَّ ارزقني شهادة في سَبِيلك، واجعل موتي في بَلدِ رسولك. قالت حفصة: فقلت: أنَّى يكون هذا؟ قال: يأْتِيني به اللهُ إِذَا شاء» أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) أما رواية أسلم، فقد أخرجها البخاري 4 / 86 موصولة وتنتهي عند قوله: في بلد رسولك، وأما رواية حفصة، فقد علقها البخاري من حديث يزيد بن زريع، ووصلها الإسماعيلي عن إبراهيم ابن هاشم عن أمية بن بسطام عن يزيد بن زريع.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: رواية أسلم أسندها البخاري، ورواية حفصة علقها من حديث يزيد بن زريع. قال الحافظ. وصلها الإسماعيلي عن إبراهيم بن هاشم عن أمية بن بسطام عن يزيد بن زيرع.(4/350)
2378 - () عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: قال: «كان جُلُّ دعاءِ عمر: اللَّهمَّ ارزُقني شَهَادَة في سَبيلكَ» . أخرجه ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وهو بمعنى الذي قبله.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
هذا الأثر من زيادات رزين على الأصول، لم أقف عليه.(4/350)
الباب الثالث: من كتاب الدعاء: فيما يجري مجراه، وفيه ثلاثة فصول
الفصل الأول: في الاستعاذة
2379 - (خ م ت د س) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال: كانَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «اللَّهمَّ إِني أَعُوذ بك من العَجْز والكَسَل، والجُبْنِ والهَرَمِ والبُخْلِ، وأعوذ بك من عذابِ القبر، وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات» .
وفي رواية: كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يدعو بهؤلاء الدَّعَواتِ: «اللَّهمَّ إني أعوذ بك من البُخْلِ، والكَسَلِ، وأرذَلِ العُمُرِ، وعذاب القَبْرِ، وفتنة المحيا والممات» . هذه رواية البخاري ومسلم.
وللبخاري: كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يَتَعَوَّذُ، يقول: «اللَّهمَّ إِني أَعُوذ بك من الكسل، وأَعُوذ بك من الجُبْنِ، وأعوذ بك من الهَرَم، وأَعوذ بك من البخل» . [ص:352]
وفي رواية الترمذي، قال: «كثيراً ما كنتُ أَسْمَعُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- يدعُو بهؤلاءِ الكلمات: اللَّهمَّ إِني أعُوذ بك من الهمِّ والحَزَنِ، والعَجْزِ والكَسَلِ، والبُخْلِ وضَلَعِ الدَّيْنِ وغَلَبَةِ الرِّجال» .
وفي أخرى له: أَن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يدعو، يقول: «اللَّهمَّ إني أعوذ بك من الكَسَل، والهَرَم، والجُبْنِ والبخل، وفِتنة المَسيح [الدَّجَّال] ، وعذاب القبر» .
وللبخاري، ومسلم رواية أَطول من هؤلاء، وهي مذكورة في جملة حديثٍ طويل يتضمن شيئاً آخر، يَرِدُ في موضعه.
وفي رواية أبي داود، والنسائي مثل رواية البخاري ومسلم الأولى.
وفي أخرى لأبي داود، قال أنس: «كنتُ أَخْدُمُ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم-، وكنتُ أَسمعُه يقول: اللَّهمَّ إني أَعُوذ بك من الهَمِّ والحَزَنِ وضَلَعِ الدَّيْنِ، وغَلَبَةِ الرجال» . وذكر بعض ما سبق.
وفي أخرى له مختصراً، ذكره في «كتاب الحروف» ، قال: قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: «اللَّهمَّ إِني أعوذُ بك من البَخَل والهَرَم» أراد: تحريك الخاء والباء بالفتح.
وفي أخرى للنسائي، قال: «كان لرسول الله - صلى الله عليه وسلم- دَعَواتٌ لا يَدَعُهُنَّ، كان يقول: اللَّهمَّ إني أَعُوذ بك من الهَمِّ والحَزَنِ، والعجْزِ والكَسَلِ، [ص:353] والبخل والجُبْنِ، وغَلبَةِ الرِّجالِ» . زاد في أخرى بعد «الجُبنِ» : «والدَّيْنِ» . وفي أخرى: «وضَلَعِ الدَّيْنِ» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أرذل العمر) : الأرذل من كل شيء: الأدنى الرديء، وأرذل العمر: آخره في حال الكبر والعجز والخرف.
(ضَلَع الدين) : الضَّلع: الاعوجاج، والمعني به: ثقل الدَّين حتى يميل صاحبه عن الاستواء.
__________
(1) رواه البخاري 11 / 150 في الدعوات، باب التعوذ من فتنة المحيا والممات، وباب الاستعاذة من الجبن والكسل، وباب التعوذ من أرذل العمر، وفي الجهاد، باب ما يتعوذ من الجبن، ومسلم رقم (2706) في الذكر والدعاء، باب التعوذ من العجز والكسل، والترمذي رقم (3480) و (3481) في الدعوات، باب الاستعاذة من الهم والدين، وأبو داود رقم (1540) و (1541) في الصلاة، باب الاستعاذة، ورقم (3972) في الحروف والقراءات، والنسائي 8 / 257 و 258 في الاستعاذة، باب الاستعاذة من البخل ومن الهم ومن الحزن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: رواه سليمان التيمي، قال: حدثنا أنس بن مالك.
1- أخرجه أحمد (3/113) ، ومسلم (8/75) قال: حدثنا يحيى بن أيوب.
كلاهما (أحمد، ويحيى) عن إسماعيل بن إبراهيم بن علية.
2- وأخرجه أحمد (3/117) قال: حدثنا يحيى بن سعيد.
3- وأخرجه البخاري (4/28، 8/98) ، وفي الأدب المفرد (671) ، قال: حدثنا مسدد. ومسلم (8/75) قال: حدثنا محمد بن عبد الأعلى، وأبو داود (1540) قال: حدثنا مسدد. وفي (3972) قال: حدثنا محمد بن عيسى مختصر، والنسائي (8/257) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى.
ثلاثتهم (مسدد، ومحمد بن عبد الأعلى، ومحمد بن عيسى) عن المعتمر بن سليمان.
4- وأخرجه مسلم (8/75) قال: حدثنا أبو كامل، قال: حدثنا يزيد بن زريع.
5- وأخرجه مسلم (8/75) قال: حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء، قال: أخبرنا ابن مبارك.
خمستهم - ابن علية، ويحيى، ومعتمر، ويزيد، وابن المبارك - عن سليمان التيمي، فذكره.
ورواه عن شعيب بن الحبحاب، عن أنس،.
أخرجه البخاري (6/103) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. ومسلم (8/75) قال: حدثنا أبو بكر بن نافع العبدي، قال: حدثنا بهز بن أسد.
كلاهما (موسى، وبهز) قالا: حدثنا هارون بن موسى الأعور، عن شعيب، فذكره.
ورواه عبد العزيز بن صهيب، عن أنس بن مالك.
أخرجه البخاري (8/99) ، وفي الأدب المفرد (615) قال: حدثنا أبو معمر، قال: حدثنا عبد الوارث، عن عبد العزيز بن صهيب، فذكره.
ورواه عن حميد، عن أنس.
أخرجه أحمد (3/179) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (3/201) قال: حدثنا يزيد بن هارون. وفي (3/205) قال: حدثنا ابن أبي عدي. وفي (3/201، 235) قال: حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري. وفي (3/264) قال: حدثنا عبد الله بن بكر. وعبد بن حميد (1397) قال: أخبرنا يزيد بن هارون والترمذي (3485) قال: حدثنا علي بن حجر.
قال: حدثنا إسماعيل بن جعفر. والنسائي (8/257) قال: أخبرنا حميد بن مسعدة قال: حدثنا بشر بن المفضل. وفي (8/260) قال: أخبرنا محمد بن المثنى، عن خالد بن الحارث. وفي (8/271) قال: أخبرنا موسى بن عبد الرحمن، قال: حدثنا حسين، عن زائدة بن قدامة.
تسعتهم (يحيى، ويزيد، وابن أبي عدين، والأنصاري، وابن بكر، وإسماعيل، وبشر، وخالد، وزائدة) عن حميد، فذكره.
ورواه قتادة عن أنس.
أخرجه أحمد (3/208) قال: حدثنا روح. وفي (3/214) قال: حدثنا عبد الملك وعبد الوهاب.
وفي (3/231) قال: حدثنا أبو قطن. والنسائي (8/257) قال: أخبرنا محمد بن المثنى.، عن معاذ بن هشام. وفي (8/260) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا معاذ بن هشام.
خمستهم (روح، وعبد الملك، وعبد الوهاب، وأبو قطن، ومعاذ) عن هشام الدستوائي، عن قتادة، فذكره.
ورواه المنهال بن عمرو، عن أنس بن مالك.
أخرجه النسائي (8/257) قال: أخبرنا علي بن المنذر، عن ابن فضيل، قال: حدثنا محمد بن إسحاق، عن المنهال بن عمرو، فذكره.
ورواه عن عمرو بن أبي عمرو، عن أنس.
أخرجه أحمد (3/122) قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا المسعودي. وفي (3/220) قال: حدثنا مكي بن إبراهيم، قال: حدثنا عبد الله بن سعيد بن أبي هند. وفي (3/240) قال: حدثنا أبو سعيد، قال: حدثنا سليمان بن بلال. وفي (3/226) قال: حدثنا هاشم، قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي سلمة والبخاري (8/98) ، وفي الأدب المفرد (801) قال: حدثنا خالد بن مخلد، قال: حدثنا سليمان ابن بلال. وفي الأدب المفرد (672) قال: حدثنا مكي بن إبراهيم، قال: حدثنا عبد الله بن سعيد، وأبو داود (1541) قال: حدثنا سعيد بن منصور وقتيبة بن سعيد، قالا: حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن الزهري. والترمذي (3484) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا أبو عامر العقدي، قال: حدثنا أبو مصعب المدني. والنسائي (8/257) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أنبأنا جرير، عن محمد بن إسحاق. وفي (8/265) قال: أخبرنا أحمد بن حرب، قال: حدثنا القاسم بن يزيد الجرمي، عن عبد العزيز. وفي (8/274) قال: أخبرنا علي بن حجر، قال: حدثنا إسماعيل بن جعفر.
تسعتهم (المسعودي، وعبد الله بن سعيد، وسليمان، وعبد العزيز بن أبي سلمة، ويعقوب، وأبو مصعب، وابن إسحاق، وعبد العزيز الدراوردي، وإسماعيل) عن عمرو بن أبي عمرو، فذكره.
ورواه عن عبد الله بن المطلب، عن أنس بن مالك.
أخرجه النسائي (8/258) قال: أخبرنا أبو حاتم السجستاني، قال: حدثنا عبد الله بن رجاء، قال: حدثني سعيد بن سلمة، قال: حدثني عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب، عن عبد الله بن المطلب، فذكره.(4/351)
2380 - (د س) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يقول: «اللَّهمَّ إِني أعوذ بك من الجُذَامِ، والبَرَصِ، والجُنونِ، ومن سيئ الأَسقَامِ» . أخرجه أبو داود، والنسائي (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (1554) في الصلاة، باب الاستعاذة، والنسائي 8 / 271 في الاستعاذة، باب الاستعاذة من الجنون، وإسناده قوي.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: 1- أخرجه أحمد (3/192) قال: حدثنا بهز، وحسن بن موسى. وأبو داود (1554) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل.
ثلاثتهم (بهز، وحسن، وموسى) قالوا: حدثنا حماد بن سلمة.
2- وأخرجه النسائي (8/270) قال: أخبرنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا أبو داود، قال: حدثنا همام.
كلاهما - حماد، وهمام - عن قتادة، فذكره.(4/353)
2381 - (خ م ت د س) عائشة - رضي الله عنها -: أَنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم [ص:354] كان يقول: «اللَّهمَّ إني أعوذ بك من الكسَلِ، والهرَمِ، والمغْرَمِ، ومن فِتنة القبر، وعذاب القبر، ومن فِتنةِ النار، وعذاب النار، ومن شرِّ فتنة الغِنى، ومن شر فتنة الفقر، وأَعوذ بك من شر فتنة المسيح الدَّجَّال، اللَّهمَّ اغْسِل عني خطايَايَ بماءِ الثَلْجِ والبَرَد، ونَقِّ قلبي من الخطايا كما نَقَّيْتَ الثوبَ الأبيضَ، وباعد بيني وبين خطايايَ كما باعدتَ بين المشرق والمغرب» .
وفي رواية مختصراً: أنها سمعت النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-: «يَستَعِيذُ في صلاتِهِ مِن الدَّجَّال» لم يَزِد. أَخرجَهُ البخاري ومسلم.
وأخرجه الترمذي بتقديم وتأخير، وزاد فيه: «المأثَم» قبل قوله: «المَغْرَم» ، وبعد «الثَّوب الأبيض من الدنس» ، وأَخرجه النسائي نحو الترمذي.
وفي رواية أَبي داود: «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يدعو بهؤلاءِ الكلماتِ: اللَّهمَّ إني أعوذ بك مِن فتنةِ النَّارِ، وعذابِ النار، ومن شَر الغِنَى، والفقر» .
وفي أخرى للنسائي: «أَن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يستعِيذ من عذاب القبر، ومن فتنة الدجال، وقال: إِنَّكم تُفْتَنُونَ في قبوركم» .
وفي أخرى له قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «اللَّهمَّ رَبَّ جبريلَ [ص:355] ومِيكائِيل، وربَّ إسرافيل، أَعوذ بك من حرِّ النار، وعذاب القبر» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 11 / 151 في الدعوات، باب التعوذ من المأثم والمغرم، وباب الاستعاذة من أرذل العمر ومن فتنة الدنيا، وباب الاستعاذة من فتنة الغنى، وباب التعوذ من فتنة الفقر، ومسلم رقم (589) في الذكر والدعاء، باب التعوذ من شر الفتن، والترمذي رقم (3489) في الدعوات، باب الاستعاذة من عذاب القبر، وأبو داود رقم (880) في الصلاة، باب الدعاء في الصلاة، والنسائي 4 / 105 في الجنائز، باب التعوذ من القبر، و 8 / 278 في الاستعاذة، باب الاستعاذة من حر النار.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (6/57) قال: حدثنا ابن نمير. وفي (6/207) قال: حدثنا وكيع. وعبد بن حميد (1492) قال: أخبرنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر. والبخاري (8/98) قال: حدثنا معلى بن أسد. قال: حدثنا وهيب. وفي (8/100) قال: حدثنا يحيى بن موسى. قال: حدثنا وكيع (ح) وحدثنا موسى بن إسماعيل. قال: حدثنا سلام بن أبي مطيع. (ح) وحدثنا محمد. قال أخبرنا أبو معاوية. ومسلم (8/75) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب. قالا: حدثنا ابن نمير. (ح) وحدثناه أبو كريب. قال: حدثنا أبو معاوية ووكيع. وأبو داود (1543) قال: حدثنا إبراهيم بن موسى الرازي. قال: أخبرنا عيسى. وابن ماجة (3838) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا عبد الله ابن نمير. (ح) وحدثنا علي بن محمد. قال: حدثنا وكيع. والترمذي (3495) قال: حدثنا هارون بن إسحاق الهمداني. قال: حدثنا عبدة بن سليمان. والنسائي (1/51،، 176 8/266) وفي الكبرى (59) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. قال: أنبأنا جرير. وفي (8/262) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله. قال: حدثنا أبو أسامة.
عشرتهم (عبد الله بن نمير، ووكيع، ومعمر، ووهيب، وسلام بن أبي مطيع، وأبو معاوية الضرير، وعيسى بن يونس، وعبدة بن سليمان، وجرير بن عبد الحميد، وأبو أسامة حماد بن أسامة) عن هشام بن عروة، عن أبيه، فذكره.(4/353)
2382 - (م د س) عائشة - رضي الله عنها -: «أَنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- كان يقول في دعائه: اللَّهمَّ إِني أعوذُ بك من شر ما عمِلتُ، ومِن شر ما لم أعمل» أخرجه مسلم، وأبو داود.
وفي رواية النسائي قال: سألتُ عائشةَ: حَدِّثيني بشيءٍ كان يدعو به النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- في صلاته؟ قالت: «نعم، كان يقول: ... وذكرت الحديثَ» (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (2716) في الذكر، باب التعوذ من شر ما عمل ومن شر ما لم يعمل، وأبو داود رقم (1550) في الصلاة، باب الاستعاذة، والنسائي 3 / 56 في السهو، باب التعوذ في الصلاة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (6/31) قال: حدثنا محمد بن فضيل. قال: حدثنا حصين. وفي (6/100) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة، عن حصين. وفي (6/213) قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا الأوزاعي، عن عبدة بن أبي لبابة. وفي (6/278) قال: حدثنا حسين. قال: حدثنا شيبان، عن منصور. وفي (6/278) قال: حدثنا زياد بن عبد الله بن الطفيل البكائي. قال: حدثنا منصور وعبد بن حميد (1529) قال: حدثنا إبراهيم بن الأشعث. قال: حدثنا الفضيل بن عياض، عن منصور. ومسلم (8/،79 80) قال: حدثنا يحيى بن يحيى وإسحاق بن إبراهيم. قالا: أخبرنا جرير، عن منصور. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب. قالا: حدثنا عبد الله بن إدريس، عن حصين. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى وابن بشار. قالا: حدثنا ابن أبي عدي. (ح) وحدثنا محمد بن عمرو بن جبلة. قال: حدثنا محمد، يعني ابن جعفر.
كلاهما عن شعبة، عن حصين. (ح) وحدثني عبد الله بن هاشم. قال: حدثنا وكيع، عن الأوزاعي، عن عبدة بن أبي لبابة. وأبو داود (1550) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة. قال: حدثنا جرير، عن منصور. وابن ماجة (3839) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا عبد الله بن إدريس، عن حصين. والنسائي (3/56) ، وفي الكبرى (1139) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. قال: حدثنا جرير، عن منصور. وفي (8/281) قال: أخبرني محمد بن قدامة، عن جرير، عن منصور. (ح) وأخبرنا هناد، عن أبي الأحوص، عن حصين. (ح) وأخبرنا محمد بن عبد الأعلى قال: حدثنا المعتمر، عن أبيه، عن حصين. (ح) وأخبرنا محمود بن غيلان. قال: حدثنا أبو داود. قال: حدثنا شعبة، عن حصين.
ثلاثتهم - حصين بن عبد الرحمن، وعبدة بن أبي لبابة، ومنصور بن المعتمر - عن هلال بن يساف.
2- وأخرجه أحمد (6/139) قال: حدثنا وكيع. وفي (6/257) قال: حدثنا حجاج.
كلاهما - وكيع، وحجاج - عن شريك، عن أبي إسحاق.
كلاهما - هلال بن يساف، وأبو إسحاق - عن فروة بن نوفل الأشجعي، فذكره.
* أخرجه النسائي (8/280) قال: أخبرنا يونس بن عبد الأعلى، عن ابن وهب. قال: أخبرني موسى ابن شيبة، عن الأوزاعي، عن عبدة بن أبي لبابة، أن ابن يساف حدثه أنه سأل عائشة، فذكره.
* وأخرجه النسائي (8/280) قال: أخبرنا عمران بن بكار. قال: حدثنا أبو المغيرة قال: حدثنا الأوزاعي. قال: حدثني عبدة. قال: حدثني ابن يساف. قال: سئلت عائشة: ما كان أكثر ما كان يدعو به النبي -صلى الله عليه وسلم-، فذكره.
* في رواية جرير، عن منصور، عند النسائي (3/56) : «عن فروة بن نوفل قال: قلت لعائشة: حدثيني بشيء كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يدعو به في صلاته ... » فذكره.(4/355)
2383 - (ت س) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما -: «أَن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يقول: اللَّهمَّ إِني أَعُوذُ بك من قَلْبٍ لا يَخْشَعُ، ودعاءٍ لا يُسمعُ، ومن نفسٍ لا تشبع، ومن علمٍ لا يَنفَع، أعُوذ بك من هؤلاء الأربع» . أخرجه الترمذي، والنسائي (1) .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (3478) في الدعوات، باب رقم (69) ، والنسائي 8 / 255 في الاستعاذة، باب الاستعاذة من قلب لا يخشع، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: أخرجه أحمد، (2/167) (6557) ، والنسائي (8/254) قال: أخبرنا يزيد بن سنان.
كلاهما - أحمد بن حنبل، ويزيد - قالا: حدثنا عبد الرحمن، قال: أنبأنا سفيان، عن أبي سنان، عن عبد الله بن أبي الهذيل، فذكره.
* أخرجه أحمد (2/167) (6561) قال: حدثنا حسين بن محمد، قال: حدثنا يزيد بن عطاء. وفي (2/198) (6865) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا خالد، يعني الواسطي الطحان.
كلاهما (يزيد، وخالد) عن أبي سنان ضرار بن مرة، عن عبد الله بن أبي الهذيل، عن شيخ من النخع، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، فذكره.
* أخرجه الترمذي (3482) قال: حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا يحيى بن آدم، عن أبي بكر بن عياش، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن عبد الله بن الحارث، عن زهير بن الأقمر، فذكره.(4/355)
2384 - (س) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: مثل حديث عمرو. أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 8 / 263 و 264 في الاستعاذة، باب الاستعاذة من الشقاق والنفاق وسوء الأخلاق، وهو حديث حسن، يشهد له الذي قبله والذي بعده.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
حسن، له شاهد في الصحيح: أخرجه أحمد (3/283، 284) قال: ثنا عفان، حدثنا خلف بن خليفة، ثنا حفص بن عمر، فذكره.
قال العماد ابن كثير: رواه النسائي عن قتيبة بن سعيد، عن خلف بن خليفة به.
قال الحافظ الضياء في المختارة: وقد رواه قتادة عن أنس، وله شاهد في الصحيح عن زيد بن أرقم. جامع المسانيد (21/،333 334) .(4/356)
2385 - (د س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أَن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يقول: «اللَّهمَّ إني أعوذ بك من الأربع: من علمٍ لا ينفَعُ، ومن قَلْبٍ لا يَخْشَعُ، ومن نفسٍ لا تشبع، ومن دعاءٍ لا يُسمعُ» . أخرجه أبو داود، والنسائي (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (1548) في الصلاة، باب الاستعاذة، والنسائي 8 / 263 في الاستعاذة، باب الاستعاذة من نفس لا تشبع، وهو حديث حسن، ويشهد له الحديثان اللذان قبله.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/340) قال: حدثنا يونس. وفي (2/365) قال: حدثنا الخزاعي. وفي (2/451) قال: حدثنا حجاج. وأبو داود (1548) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. وابن ماجة (3837) قال: حدثنا عيسى بن حماد المصري. والنسائي (8/263) قال: أخبرنا قتيبة. وفي (8/284) قال: أخبرنا عبيد الله بن فضالة بن إبراهيم. قال: أنبأنا يحيى، يعني ابن يحيى.
ستتهم -يونس بن محمد، وأبو سلمة الخزاعي، وحجاج بن محمد، وقتيبة، وعيسى بن حماد، ويحيى- عن الليث بن سعد، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أخيه عباد بن أبي سعيد، فذكره.
* أخرجه ابن ماجة (250) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. والنسائي (8/284) قال: أخبرنا محمد بن آدم.
كلاهما -أبو بكر، ومحمد بن آدم - عن أبي خالد الأحمر، عن محمد بن عجلان، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبي هريرة، فذكره. ليس فيه - عباد بن أبي سعيد -.
* قال أبو عبد الرحمن النسائي: سعيد لم يسمعه من أبي هريرة، بل سمعه من أخيه، عن أبي هريرة.(4/356)
2386 - (م د) عبد الله بن عمر بن الخطاب (*) - رضي الله عنهما -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «اللَّهمَّ إِني أعوذ بك من زوال نِعْمَتِكَ، وتَحَوُّلِ عافِيَتك، وفُجاءةِ نِقمَتك، وجميع سخطِك» أخرجه مسلم، وأبو داود (1) .
__________
(1) رقم (2739) في الذكر، باب أكثر أهل الجنة الفقراء.
(*) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: في المطبوع - ابن عمرو بن العاص - وإنما الحديث عند مسلم وأبي داود من حديث ابن عمر بن الخطاب.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري في الأدب المفرد (685) قال: حدثنا عبد الغفار بن داود. ومسلم (8/88) قال: حدثنا عبيد الله بن عبد الكريم أبو زرعة، قال: حدثنا ابن بكير، وأبو داود (1545) قال: حدثنا ابن عوف، قال: حدثنا عبد الغفار بن داود.
كلاهما - عبد الغفار، ويحيى بن بكير - عن يعقوب بن عبد الرحمن، عن موسى بن عقبة، عن عبد الله ابن دينار، فذكره.(4/356)
2387 - (د س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «اللَّهمَّ إِني أَعوذ بك من الفقر، والقِلَّة، والذِّلة، وأعوذ بكَ من أَن أَظْلِمَ، أَو أُظْلَمَ» . أخرجه أبو داود، والنسائي (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (1544) في الصلاة، باب الاستعاذة، والنسائي 8 / 262 في الاستعاذة، باب الاستعاذة من الفقر، ورواه أيضاً ابن حبان في صحيحه رقم (2442) موارد، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن: رواه عن أبي هريرة، جعفر بن عياض:
أخرجه أحمد (2/540) قال: حدثنا محمد بن مصعب. وابن ماجة (3842) قال: حدثنا أبو بكر. قال: حدثنا محمد بن مصعب. والنسائي (8/261) قال: أخبرني محمود بن خالد. قال: حدثنا الوليد. وفي (2/261) قال: أخبرنا محمود بن خالد. قال: حدثنا عمر، يعني ابن عبد الواحد. وفي (8/262) قال: أخبرنا يونس بن عبد الأعلى. قال: حدثنا ابن وهب. قال: حدثني موسى بن شيبة.
أربعتهم (محمد بن مصعب، والوليد بن مسلم، وعمر بن عبد الواحد، وموسى بن شيبة) عن أبي عمرو الأوزاعي، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن جعفر بن عياض، فذكره.
- ورواه عنه، سعيد بن يسار:
أخرجه أحمد (2/305) قال: حدثنا بهز. وفي (2/325) قال: حدثنا روح. وفي (2/354) قال: حدثنا حسن. والبخاري في الأدب المفرد (678) قال: حدثنا موسى. وأبو داود (1544) قال: حدثنا موسى ابن إسماعيل. والنسائي (8/261) قال: أخبرنا أبو عاصم خشيش بن أصرم. قال: حدثنا حبان. وفي (8/261) قال: أخبرنا أحمد بن نصر. قال: حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث.
ستتهم (بهز، وروح، وحسن بن موسى، وموسى بن إسماعيل، وخشيش بن أصرم، وعبد الصمد) عن حماد بن سلمة، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن سعيد بن يسار، فذكره.(4/356)
2388 - (د س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أَن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يدعو يقول: «اللَّهمَّ إني أعوذ بك من الشِّقاق، والنِّفَاق، وسوء الأخلاق» . أخرجه أبو داود، والنسائي (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (1546) في الصلاة، باب الاستعاذة، والنسائي 8 / 264 في الاستعاذة، باب الاستعاذة من الشقاق والنفاق، وإسناده ضعيف، وضعفه النووي في " الأذكار ".
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه أبو داود (1546) . والنسائي (8/264) . قال أبو داود: حدثنا. وقال النسائي: أخبرنا عمرو بن عثمان. قال: حدثنا بقية. قال: حدثنا ضبارة بن عبد الله بن أبي السليك، عن دويد بن نافع. قال: حدثنا أبو صالح السمان، فذكره.(4/357)
2389 - (د س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أَن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يقول: «اللَّهمَّ إِني أَعوذ بك من الجُوع، فإِنه بِئْسَ الضْجيعُ، وأعوذ بك من الخِيانة، فإِنها بِئْسَتِ البِطانةُ» . أَخرجه أبو داود، والنسائي (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (1547) في الصلاة، باب الاستعاذة، والنسائي 8 / 263 في الاستعاذة، باب الاستعاذة من الجوع، وهو حديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (1547) قال: حدثنا محمد بن العلاء. والنسائي (8/263) قال: أخبرنا محمد ابن العلاء. (ح) وأخبرنا محمد بن المثنى.
كلاهما -محمد بن العلاء، ومحمد بن المثنى - عن عبد الله بن إدريس، عن ابن عجلان، (وفي رواية ابن المثنى: حدثنا ابن عجلان، وذكر آخر) عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، فذكره.
قلت: إسناده حسن، إن كان ابن عجلان حفظه، فقد اختلطت عليه أحاديث أبي هريرة.(4/357)
2390 - (خ م س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «تَعَوَّذُوا بالله من جَهدِ البَلاء، ودَرْكِ الشَّقَاء، وسُوء القضاء، وشماتة الأعداء» .
وفي رواية: « [أَنه] كان يَتَعوَّذ» أخرجه البخاري، ومسلم.
وأخرج النسائي الحديث، وقال فيه: «كان يتعوَّذ من هذه الثلاثة» ، وعدّ الأربعة، ثم قال: قال سفيان: إنما قال: «ثلاثة» ، فذكر الأربعة، إِلا أني لم أحفَظْ الواحد الذي ليس فيه، وأَخرجه من رواية أخرى: «أَن [ص:358] النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- كان يستعيذ من سُوء القضاء، وشماتة الأعداء، وجَهدِ البلاء» فكأن الرابع يكون «دَرْك الشَّقاء» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 11 / 449 في القدر، باب من تعوذ من درك الشقاء، وفي الدعوات، باب التعوذ من جهد البلاء، ومسلم رقم (2707) في الذكر، باب في التعوذ من سوء القضاء، والنسائي 8 / 269 و 270 في الاستعاذة، باب الاستعاذة من سوء القضاء.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه الحميدي (972) . وأحمد (2/246) . والبخاري (8/93) ، وفي الأدب المفرد (9/66) قال: حدثنا علي بن عبد الله. وفي (8/157) قال: حدثنا مسدد. وفي الأدب المفرد (441) قال: حدثنا عبد الله بن محمد. وفي (730) قال: حدثنا محمد بن سلام. ومسلم (8/76) قال: حدثني عمرو الناقد وزهير بن حرب. والنسائي (8/269) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. وفي (8/270) قال: أخبرنا قتيبة.
عشرتهم (الحميدي، وأحمد، وعلي، ومسدد، وعبد الله بن محمد، ومحمد بن سلام، وعمرو، وزهير، وإسحاق، وقتيبة) عن سفيان بن عيينة. قال: حدثنا سمي مولى أبي بكر. عن أبي صالح، فذكره.(4/357)
2391 - (خ م ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يدعو: «اللَّهمَّ إِني أَعوذ بك من عذاب القبر، ومن عذاب النار، ومن فتنة المحيا والممات، ومن فِتنَةِ المسيح الدَّجَّالِ» أخرجه البخاري، ومسلم.
وفي رواية لمسلم قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «عُوذوا باللهِ من عذاب اللهِ، عُوذُوا بالله من عذاب القبر، عوذوا بالله من فِتنَةِ المسيح الدجال، عوذوا بالله من فِتْنَةِ المحيا والمَمات» .
وفي رواية أخرى: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «كان يَتَعَوَّذُ من عذاب القبر، وعذاب جهنَّمَ، وفِتْنة الدَّجَّالِ» .
وفي أخرى قال: «سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يَسْتَعِيذُ من عذاب القبر» .
وفي رواية الترمذي، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «استَعيذُوا بالله من عذاب القبر، واستعيذوا بالله من فِتْنةِ المسيح الدَّجَّال، واستعيذوا بالله من فِتْنَةِ المحْيا والممات» . وأخرج النسائي الرواية الأولى، والثانية. [ص:359]
وفي رواية للنسائي، قال: سمعتُ أبا القاسم - صلى الله عليه وسلم- يقول في صلاته ... وذكر نحوه.
وفي أخرى له، قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «مَن أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله، وكان يقول: ... وذكر الحديث» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 3 / 192 في الجنائز، باب التعوذ من عذاب القبر، ومسلم رقم (588) في المساجد، باب ما يستعاذ منه في الصلاة، والترمذي رقم (3599) في الدعوات، باب الاستعاذة من جهنم، والنسائي 8 / 275 و 276 في الاستعاذة، باب الاستعاذة من عذاب جهنم والاستعاذة من فتنة المحيا.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/423) قال: حدثنا حسن. قال: حدثنا شيبان. وفي (2/477) قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا الأوزاعي. وفي (2/522) قال: حدثنا عبد الملك بن عمرو. قال: حدثنا هشام. (ح) وعبد الوهاب. والبخاري (2/124) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم. قال: حدثنا هشام ومسلم (2/93) قال: حدثنا نصر بن علي الجهضمي وابن نمير وأبو كريب وزهير بن حرب. جميعا عن وكيع. قال: حدثنا الأوزاعي. وفي (2/93) قالي: حدثنا محمد بن المثنى. قال: حدثنا ابن أبي عدي، عن هشام، والنسائي (4/103، 8/275) قال أخبرنا يحيى بن درست. قال: حدثنا أبو إسماعيل. وفي (8/278) قال: أخبرنا محمود بن خالد. قال: حدثنا الوليد. قال: حدثنا أبو عمرو. وابن خزيمة (721) قال: حدثنا محمد بن إسماعيل الأحمسي. قال: حدثنا وكيع، عن الأوزاعي.
أربعتهم (شيبان، وأبو عمرو الأوزاعي، وهشام الدستوائي، وأبو إسماعيل القناد) عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، فذكره.
- ورواه الأعرج، عن أبي هريرة:
أخرجه الحميدي (982) قال: حدثنا سفيان. قال: حدثنا أبو الزناد. وأحمد (1/258) (2342) قال: حدثنا إسماعيل بن عمر. قال: حدثنا مالك، عن أبي الزناد. وفي (2/288) قال: حدثنا زيد بن الحباب. قال: حدثنا عبد الرحمن بن ثوبان. قال: حدثني عبد الله بن الفضل. ومسلم (2/94) قال حدثنا محمد بن عباد وأبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب. قالوا: حدثنا سفيان، عن أبي الزناد. والنسائي (8/275) قال: أخبرنا أحمد بن حفص بن عبد الله. قال: حدثني أبي. قال: حدثني إبراهيم، عن موسى بن عقبة. قال: أخبرني أبو الزناد. وفي (8/275) قال: أخبرنا قتيبة. قال: حدثنا سفيان ومالك. قالا: حدثنا أبو الزناد. وفي (8/277) قال: أخبرنا محمد بن ميمون، عن سفيان، عن أبي الزناد. وفي (8/277) قال: قال الحارث بن مسكين - قراءة عليه وأنا أسمع - عن ابن القاسم، عن مالك، عن أبي الزناد. وفي (8/277) قال: أخبرنا محمد بن منصور. قال: حدثنا سفيان، عن أبي الزناد.
كلاهما - أبو الزناد، وعبد الله بن الفضل - عن الأعرج، فذكره.
* في رواية إسماعيل بن عمر، عن مالك: «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يعلمهم هذا الدعاء كما يعلمهم السورة من القرآن: «اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم ... » فذكر نحوه. وفي رواية ابن القاسم، عن مالك: «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يدعو يقول في دعائه: اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم.. «فذكر نحوه.
* وفي رواية عبد الله بن الفضل: «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يتعوذ من أربع ... الحديث.
- ورواه طاووس. قال: سمعت أبا هريرة يقول:
أخرجه الحميدي (980) قال: حدثنا سفيان. قال: حدثنا ابن طاووس. وفي (981) قال: حدثنا سفيان. قال: حدثنا عمرو بن دينار. ومسلم (2/94) قال: حدثنا محمد بن عباد. قال: حدثنا سفيان، عن عمرو. (ح) وحدثنا محمد بن عباد. قال: حدثنا سفيان، عن ابن طاووس. والنسائي (8/277) قال: أخبرنا محمد بن ميمون، عن سفيان، عن عمرو.
كلاهما - عبد الله بن طاووس، وعمرو- عن طاووس، فذكره.
- ورواه محمد بن زياد، عن أبي هريرة:
أخرجه أحمد (2/469) قال: حدثنا عبد الرحمن. وفي (2/482) قال: حدثنا وكيع والبخاري في الأدب المفرد (657) قال: حدثنا موسى.
ثلاثتهم (عبد الرحمن بن مهدي، ووكيع، وموسى بن إسماعيل) عن حماد بن سلمة. قال: أخبرنا محمد بن زياد، فذكره.
- ورواه أبي صالح، عن أبي هريرة:
أخرجه البخاري في الأدب المفرد (648) قال: حدثنا ابن سلام. والترمذي (3604) قال: حدثنا أبو كريب.
كلاهما (ابن سلام، وأبو كريب) قال: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح، فذكره. «أنه كان يتعوذ من عذاب القبر، وعذاب جهنم، وفتنة الدجال» .
أخرجه أحمد (2/298) قال: حدثنا محمد بن جعفر. وفي (2/454) قال: حدثنا حجاج. ومسلم (2/94) قال: حدثنا محمد بن المثنى. قال: حدثنا محمد بن جعفر. والنسائي (8/278) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. قال: أنبأنا أبو عامر العقدي.
ثلاثتهم - محمد بن جعفر، وحجاج، وأبو عامر العقدي - قالوا: حدثنا شعبة، عن بديل بن مسيرة، عن عبد الله بن شقيق، فذكره.
عن أبي رافع، عن أبي هريرة، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يقول: «اللهم إني أعوذ بك من فتنة المحيا والممات، ومن شر المسيح الدجال» .
أخرجه أحمد (2/414) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن عطاء بن أبي ميمونة، عن أبي رافع، فذكره.
عن سليمان بن سنان المزني، أنه سمع أبا هريرة يقول: سمعت أبا القاسم -صلى الله عليه وسلم- يقول في صلاته: «اللهم إني أعوذ بك من فتنة القبر، ومن فتنة الدجال، ومن فتنة المحيا والممات، ومن حر جهنم» .(4/358)
2392 - (س) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما -: أَن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يدعو بهؤلاءِ الكلماتِ: «اللَّهمَّ إِني أعوذ بك من غلبَةِ الدَّيْنِ وغلبة العَدُوِّ، وشماتة الأعداء» . أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 8 / 265 في الاستعاذة، باب الاستعاذة من غلبة الدين، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
حسن، لشواهده: أخرجه أحمد (2/173) (6618) قال: حدثنا حسن، قال: حدثنا ابن لهيعة. والنسائي (8/،265 268) قال: أخبرنا أحمد بن عمرو بن السرح، قال: أنبأنا ابن وهب. وفي (8/268) قال: أخبرنا يونس بن عبد الأعلى، قال: أنبأنا ابن وهب.
كلاهما - عبد الله بن لهيعة، وعبد الله بن وهب - قالا: حدثني يحيى بن عبد الله، قال: حدثني أبو عبد الرحمن الحبلي، فذكره.(4/359)
2393 - (س) [عبد الله بن عمرو بن العاص]- رضي الله عنهما -: قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «اللَّهمَّ إِني أعوذ بك من الكسل، والهرَمِ، والمغْرَمِ، والمأْثَم، وأعوذُ بك من شر المسيح الدَّجَّال، وأعوذ [بك] من عذاب القبر، وأعوذ بك من عذاب النار» . أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 8 / 269 في الاستعاذة، باب الاستعاذة من الهرم، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن: أخرجه أحمد (2/185) (6734) قال: حدثنا يونس. وفي (2/186) (6749) قال: حدثنا الخزاعي، يعني أبا سلمة. والبخاري في الأدب المفرد (656) قال: حدثنا عبد الله. وفي (680) قال: حدثنا يحيى بن بكير. والنسائي (8/269) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، عن شعيب.
خمستهم - يونس، وأبو سلمة الخزاعي، وعبد الله بن محمد، ويحيى بن بكير، وشعيب بن الليث - عن الليث، عن يزيد بن الهاد، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، فذكره.(4/359)
2394 - (س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «تَعَوَّذُوا بالله من جارِ السُّوء في دار المُقامِ، فإن جارَ البادي يَتَحَوَّلُ عنكَ» أخرجه النسائي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(جار البادي) : هو الذي يكون في البادية، ومسكنه: المضرب من الشعر والخيام، فإنه غير مقيم ولا ثابت في موضعه، بخلاف جار المقام في المدر.
__________
(1) 8 / 274 في الاستعاذة، باب الاستعاذة من جار السوء، ورواه أيضاً البيهقي في " شعب الإيمان " من حديث أبي هريرة وأبي سعيد معاً، وهو حديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/346) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا وهيب. قال: حدثنا عبد الرحمن بن إسحاق. والبخاري في الأدب المفرد (117) قال: حدثنا صدقة قال: أخبرنا سليمان، هو ابن حيان، عن ابن عجلان. والنسائي (8/274) قال: أخبرنا عمرو بن علي. قال: حدثنا يحيى. قال: حدثنا محمد ابن عجلان.
كلاهما - عبد الرحمن، وابن عجلان - عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، فذكره.
قلت: إسناده حسن، إن كان ابن عجلان حفظه.(4/360)
2395 - (س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «اللَّهمَّ إني أَعوذ بعظمتك أن أُغتال من تحتي» . قال جبير بن أبي سليمان (1) : «هو الخسفُ» (2) ، قال عبادة بن مسلم (3) : فلا أَدري قولَ النبي، أو قولَ جبير؟ (4) . [ص:361]
وفي رواية قال: كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: ... وذكر الدعاء، وقال في آخره: وأَعوذ بك أَن أُغتَالَ من تحتي، يعني الخسف، ولم يذكر النسائيُّ الدعاءَ، أخرجه النسائي (5) .
__________
(1) هو جبير بن أبي سليمان بن جبير بن مطعم النوفلي المدني الراوي عن ابن عمر.
(2) في رواية أبي داود التي تقدمت رقم (2229) قال وكيع بن الجراح: يعني الخسف، يريد النبي صلى الله عليه وسلم [[بِالِاغْتِيَالِ مِنْ الْجِهَة التَّحْتَانِيَّة الْخَسْف]] .
(3) هو عبادة بن مسلم الفزاري أبو يحيى البصري الراوي عن جبير.
(4) قال الحافظ في " تخريج الأذكار ": يعني: هل فسره من قبل نفسه أو رواه، قال الحافظ: وكأن وكيعاً لم يحفظ هذا التفسير فقاله من نفسه.
(5) 8 / 282 في الاستعاذة، باب الاستعاذة من الخسف، وهو حديث صحيح، وقد تقدم رقم (2229) من رواية أبي داود بأطول منه، ورواه أيضاً ابن ماجة، وابن حبان في صحيحه، والحاكم وصححه، ووافقه الذهبي.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
حسن: تقدم تخريجه برقم (2229) .(4/360)
2396 - (د س) أبو اليسر - رضي الله عنه -: أَن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يقول: «اللَّهمَّ إِني أعوذ بك من الهدم، وأَعوذ بك من التَّردِّي، ومن الغَرَق، والحَرَق، والهرَم، وأعوذ بك أَن يتخبَّطني الشيطان عند الموت، وأعوذ بِك أن أَموت في سبيلك مُدبِراً، وأعوذ بك أن أَموت لَدِيغاً» . أخرجه أبو داود، والنسائي، وزاد كلاهما في رواية أخرى: «والغَمّ» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يتخبطني) : تخبطه الشيطان: إذا صرعه ولعب به، والخبط باليدين كالرمح بالرجلين.
(مدبرا ً) : المدبر: المنهزم في الجهاد، المولي دبره.
(لديغاً) : اللديغ: الملدوغ، فعيل بمعنى: مفعول.
__________
(1) رواه أبو داود رقم (1552) في الصلاة، باب الاستعاذة، والنسائي 8 / 282 و 283 في الاستعاذة، باب الاستعاذة من التردي والهرم، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/427) قال: حدثنا مكي بن إبراهيم. وفي (3/427) قال: حدثنا علي بن بحر، قال: حدثنا أبو ضمرة. وأبو داود (1552) قال: حدثنا عبيد الله بن عمر. قال: حدثنا مكي بن إبراهيم. وفي (1553) قال: حدثنا إبراهيم بن موسى الرازي، قال: أخبرنا عيسى. والنسائي (8/282) قال: أخبرنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا الفضل بن موسى. وفي (8/283) قال: أخبرنا يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرني أنس بن عياض.
أربعتهم - مكي، وأبو ضمرة أنس بن عياض، وعيسى، والفضل - عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند، عن صيفي، فذكره.(4/361)
2397 - (خ م) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: أَن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يقول: «أَعوذ بعزَّتِكَ أَن تُضِلَّني، لا إِله إلا أنْتَ الحيُّ الذي لا يَمُوتُ، والجنُّ والإنس يموتون» .
أخرجه البخاري، ومسلم (1) .
__________
(1) رواه البخاري 13 / 313 و 314 في التوحيد، باب قول الله تعالى: {وهو العزيز الحكيم} .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: تقدم، وطرفه: «اللهم لك أسلمت، وبك آمنت» .(4/362)
2398 - (خ ت س) مصعب بن سعد - رحمه الله-: أَن سَعداً قال لبنيه: «تَعَوَّذُوا بكلماتٍ كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يتعوذ بهن: اللَّهمَّ إني أَعوذ بك من الجُبْنِ، وأعُوذُ بك من البُخْلِ، وأَعوذُ بك أنْ أُرَدَّ إِلى أرذَلِ العُمر، وأعوذُ بك من فِتْنَةِ الدَّجال، وأعوذُ بك من عَذَابِ القَبْرِ» .
وفي روايةٍ: «أَنَّه كان يُعَلِّمُ بنيه هؤلاءِ الكلماتِ، كما يُعَلِّمُ المعَلِّمُ الغِلمانَ الكتابةَ، ويقول: إِنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يَتَعَوَّذُ بهنَّ دُبر الصلاة - وذكر الخمس - إِلا أنه قال: أَعُوذ بك من فِتنَةِ الدنيا» ، بَدَلَ: «الدجال» .أخرجه البخاري، والترمذي، والنسائي (1) .
__________
(1) رواه البخاري 11 / 154 في الدعوات، باب الاستعاذة من أرذل العمر، وباب التعوذ من البخل، وباب التعوذ من عذاب القبر، وباب التعوذ من فتنة الدنيا، وفي الجهاد، باب ما يتعوذ به الجبن، والترمذي رقم (3562) في الدعوات، باب في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم وتعوذه في دبر كل صلاة، والنسائي 8 / 266 في الاستعاذة، باب الاستعاذة من فتنة الدنيا.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (1/183) (1585) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (1/186) (1621) قال: حدثنا روح، قال: حدثنا شعبة. والبخاري (8/97) قال: حدثنا آدم، قال: حدثنا شعبة. وفي (8/98) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثني غندر، قال: حدثنا شعبة. وفي (8/99) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا الحسين، عن زائدة. وفي (8/103) قال: حدثنا فروة بن أبي المغراء، قال: حدثنا عبيدة بن حميد. والنسائي (8/256) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود، قال: حدثنا خالد، قال: حدثنا شعبة. وفي (8/266) ، وفي عمل اليوم والليلة (131) قال: أخبرنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا أبو داود، قال: حدثنا شعبة. وفي (8/271) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا خالد، عن شعبة.
ثلاثتهم - شعبة، وزائدة، وعبيدة - عن عبد الملك بن عمير، قال: سمعت مصعب بن سعد، فذكره. ليس فيه (عمرو بن ميمون) .
* وأخرجه البخاري (4/27) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. والنسائي (8/256) ، وفي عمل اليوم والليلة (132) قال: أخبرنا يحيى بن محمد، قال: حدثنا حبان بن هلال.
كلاهما - موسى، وحبان- قالا: حدثنا أبو عوانة، قال: حدثنا عبد الملك بن عمير، قال: سمعت عمرو بن ميمون الأودي، فذكره. ليس فيه مصعب بن سعد. وفي رواية حبان، قال: عبد الملك بن عمير: فحدثت بها مصعبا فصدقه.
* وأخرجه الترمذي (3567) قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن، قال: أخبرنا زكريا بن عدي، قال: حدثنا عبيد الله (هو ابن عمرو الرقي) . والنسائي (8/266) قال: أخبرني هلال بن العلاء، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا عبيد الله. وفي الكبرى تحفة الأشراف (3910) عن القاسم بن زكريا بن دينار، عن حسين الجعفي، عن زائدة. وابن خزيمة (746) قال: حدثنا محمد بن عثمان العجلي، قال: حدثنا عبيد الله ابن موسى، عن شيبان.
ثلاثتهم عن عبد الملك بن عمير، عن مصعب بن سعد، وعمرو بن ميمون، فذكراه.(4/362)
2399 - (د س) عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: «أَن رسولَ الله [ص:363] صلى الله عليه وسلم- كان يَتَعَوَّذُ مِن خَمْسٍ: من الجُبْنِ، والبُخْلِ، وسُوء العُمُرِ، وفِتنةِ الصَّدرِ، وعذاب القَبرِ» . أخرجه أبو داود.
وفي رواية النسائي: «أَن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يَتَعَوَّذُ من الجُبْنِ، والبُخْلِ، وفِتنةِ الصدر، وعذاب القبر» . وللنسائي مثل رواية أبي داود.
وفي أخرى له: قال عمرو بن ميمون: حَجَجْتُ مع عُمرَ فسمعتُهُ يقول: «أَلا إِن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يتعَوَّذُ من خمس ... وذكر الحديث» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(سوء العمر) : مثل أرذل العمر.
(فتنة الصدر) : ما يعرض فيه من الشكوك والوساوس والشبه ... ومثل ذلك.
__________
(1) رواه أبو داود رقم (1539) في الصلاة، باب الاستعاذة، والنسائي 8 / 255 في الاستعاذة، باب الاستعاذة من فتنة الصدر، وباب الاستعاذة من فتنة الدنيا، والاستعاذة من البخل، ورواه أيضاً ابن حبان في صحيحه رقم (2446) موارد، وهو حديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (1/22) (145) قال: حدثنا أبو سعيد وحسين بن محمد، قالا: حدثنا إسرائيل. وفي (1/54) (388) قال: حدثنا وكيع، عن إسرائيل. والبخاري في الأدب المفرد (670) قال: حدثنا عبيد الله، عن إسرائيل. وأبو داود (1539) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا إسرائيل. وابن ماجة (3844) قال حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا وكيع عن إسرائيل. والنسائي (8/255) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أنبأنا عبيد الله، قال: حدثنا إسرائيل. وفي (8/266) قال: أخبرنا أحمد بن فضالة عن عبيد الله، قال: أنبأنا إسرائيل. وفي (8/267) قال: أخبرنا سليمان ابن سلم البلخي، هو أبو داود المصاحفي، قال: أنبأنا النضر، قال: أنبأنا يونس. وفي (8/272) قال: أخبرنا عمران بن بكار، قال: حدثنا أحمد بن خالد، قال: حدثنا يونس. وفي عمل اليوم والليلة (134) قال ك أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. قال: أخبرنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا إسرائيل.
كلاهما - إسرائيل، ويونس بن أبي إسحاق - عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون، فذكره.
* أخرجه النسائي (8/267) . وفي عمل اليوم والليلة (135) قال: أخبرني هلال بن العلاء، قال: حدثنا حسين، قال: حدثنا زهير، قال: حدثنا أبو إسحاق، عن عمرو بن ميمون، قال: حدثني أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم-، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يتعوذ من الشح، والجبن، وفتنة الصدر، وعذاب القبر.
* وأخرجه النسائي (8/267) . وفي عمل اليوم والليلة (136) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان، قال: حدثنا أبو داود، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون. قال: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يتعوذ. مرسل.(4/362)
2400 - (س) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: قال: «كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- يتعوَّذُ من خمسٍ: من البُخلِ، والجُبْنِ، وسوءِ العمر، وفِتْنَةِ الصدر، وعذاب القبر» أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 8 / 256 في الاستعاذة، باب الاستعاذة من البخل، وهو حديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن: أخرجه النسائي (8/256) وفي عمل اليوم والليلة (133) قال: أخبرنا محمد ابن عبد العزيز، قال: حدثنا الفضل بن موسى، عن زكريا عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون، فذكره.(4/363)
2401 - (س) عمرو بن ميمون - رحمه الله -: قال: حدثني أصحابُ محمدٍ - صلى الله عليه وسلم- «أنه كان يَتَعَوَّذُ بالله من الشُّحِّ، والجُبْنِ، وفِتنَةِ الصدر، وعذاب القبر» . أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 8 / 267 في الاستعاذة، باب الاستعاذة من فتنة الدنيا، وهو حديث حسن، يشهد له الحديثان اللذان قبله.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن: أخرجه النسائي (8/267) قال: أخبرني هلال بن العلاء، قال: ثنا حسين، قال: ثنا زهير، قال: ثنا أبو إسحاق عن عمرو بن ميمون، فذكره.
قلت: وفي الباب عن عمرو بن ميمون عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، مرسل.
أخرجه النسائي في سننه (8/267) .(4/364)
2402 - (د) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: أَن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- كان يقول: «اللَّهمَّ إِني أعوذ بك من صلاة لا تَنْفَع ... وذكر دعاء آخر» . أَخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (1549) في الصلاة، باب الاستعاذة، من حديث المعتمر بن سليمان، عن أبيه سليمان بن طرخان قال: أرى أن أنس بن مالك حدثنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول ... الحديث. أقول: وسليمان بن طرخان أبو المعتمر، لم يجزم بسماعه من أنس.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
ضعيف للانقطاع: أخرجه أبو داود (1549) قال: ثنا محمد بن المتوكل، ثنا المعتمر، قال: قال أبو المعتمر: أرى أن أنس بن مالك حدثنا.
قلت: أبو المعتمر هو سليمان بن طرخان.(4/364)
2403 - (ت) قطبة بن مالك - صاحبُ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ورضي الله عنه -: [أَن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-] كان يقول: «اللَّهمَّ إِني أَعوذ بك من منكرات الأخلاق، والأعمَال، والأهواء» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3585) في الدعوات، باب رقم (137) ، ورواه أيضاً الطبراني والحاكم، وابن حبان في صحيحه رقم (2422) موارد، وحسنه الترمذي، وهو كما قال، وحسنه أيضاً الحافظ السخاوي.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (3591) قال: ثنا سفيان بن وكيع، قال: حدثنا أحمد بن بشير وأبو أسامة، عن مسعر، عن زياد بن علاقة، فذكره. وأخرجه ابن حبان (2422/موارد) من طريق أبي أسامة، به.(4/364)
2404 - (د) عبد الرحمن بن أبي ليلى - رحمه الله -: عن أَبيه قال: «صليتُ إِلى جَنبِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في صلاة تطوع، فسمعته يقول: أَعُوذ بالله من [ص:365] النار، ويلٌ لأهلِ النار» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (881) في الصلاة، باب الدعاء في الصلاة، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (1352) في إقامة الصلاة، باب ما جاء في القراءة في صلاة الليل، وفي سنده محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وهو صدوق سيء الحفظ جداً كما قال الحافظ في " التقريب ".
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/347) قال: حدثنا وكيع. وأبو داود (881) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا عبد الله بن داود. وابن ماجة (1352) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا علي بن هاشم.
ثلاثتهم (وكيع، وعبد الله بن داود، وعلي بن هاشم) عن ابن أبي ليلى.
عن ثابت البناني، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى.
قلت: ابن أبي ليلى، ليس بذاك سيء الحفظ.(4/364)
2405 - (س) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه -: قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «أَعوذ بالله من الكُفْر والدَّيْنِ، فقال رجلٌ: يا رسول الله، أَتعدِلُ الكُفْرَ بالدَّيْنِ؟ قال: نعم» .
وفي روايةٍ: «اللَّهمَّ إِني أعوذُ بك من الكفْرِ والفقر، قال رجل: ويُعدَلان؟ قال: نعم» .أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 8 / 264 و 265 في الاستعاذة، باب الاستعاذة من الدين، من حديث دراج أبي السمح عن شيخه أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري. أقول: ودراج صدوق، ولكن في حديثه عن شيخه أبي الهيثم ضعيف، وهذا منها.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (3/38) قال: حدثنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرىء، قال: حدثنا حيوة، وابن لهيعة. وعبد بن حميد (139) قال: حدثني عبد الله بن يزيد، قال: حدثني حيوة بن شريح. والنسائي (8/264) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن يزيد، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا حيوة، وذكر آخر. وفي (8/267) قال: أخبرنا أحمد بن عمرو بن السرح، قال: حدثنا ابن وهب.
ثلاثتهم -حيوة، وابن لهيعة، وابن وهب- عن سالم بن غيلان التجيبي، أنه سمع دراجا أبا السمح، أنه سمع أبا الهيثم، فذكره.
* أخرجه النسائي (8/265) قال: أخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثني عبد الله بن يزيد المقرئ قال: حدثنا حيوة، عن دراج أبي السمح، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد. فذكره. ولم يذكر -سالم بن غيلان-.
* في رواية ابن وهب: «اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر» .
قلت: رواية دراج عن أبي الهيثم، ضعيفة.(4/365)
2406 - (س) عثمان بن أبي العاص بن أبي طلحة - رضي الله عنهم -: أَن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- كان يدعُو بهذه الدعواتِ: «اللَّهمَّ إني أعوذُ بك من الكسل والهَرَمِ، والجُبنِ، والعجزِ، ومن فِتنة المحيا والممات» . أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 8 / 269 في الاستعاذة، باب الاستعاذة من الهرم، وإسناده حسن، وله شواهد كثيرة صحيحة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (8/269) قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن، قال: حدثنا حماد ابن مسعدة، عن هارون بن إبراهيم، عن محمد بن سيرين، فذكره.(4/365)
2407 - (س) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه -: «أَن رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- كان يتعوَّذ من عَينِ الجَانِّ، وعين الإِنس، فلما نزلت المُعَوِّذَتان، أَخذَ [ص:366] بهما، وترك ما سوى ذلك» . أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 8 / 271 في الاستعاذة، باب الاستعاذة من عمل الجان، ورواه أيضاً الترمذي رقم (2059) في الطب، باب ما جاء في الرقية بالمعوذتين، وابن ماجة رقم (3511) في الطب، باب من استرقى من العين، وحسنه الترمذي، وهو كما قال.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن: أخرجه ابن ماجة (3511) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا سعيد ابن سليمان، عن عباد، والترمذي (2058) قال: حدثنا هشام بن يونس الكوفي، قال: حدثنا القاسم بن مالك المزني. والنسائي (8/271) قال: أخبرنا هلال بن العلاء، قال: حدثنا سعيد بن سليمان، قال: حدثنا عباد.
كلاهما (عباد بن العوام، والقاسم) عن الجريري، عن أبي نضرة، فذكره.(4/365)
2408 - (س) أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه -: قال: «دخلتُ المسجدَ ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- فيه، فجلستُ إليه، فقال: يا أبا ذَرّ تَعَوَّذْ من شياطين الجِنِّ والإنس، قلتُ: أوَ للإِنسِ شياطينُ؟ . قال: نعم» . أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 8 / 275 في الاستعاذة، باب الاستعاذة من شر شياطين الإنس، وإسناده ضعيف.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه النسائي (8/275) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان، قال: ثنا جعفر بن عون، حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله عن أبي عمر، عن عبيد بن خشخاش عن أبي ذر، فذكره.(4/366)
2409 - (د) أبو بردة: أن أَباه - رضي الله عنه - أخبره: أَن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان إِذا خاف من قوم قال: «اللَّهمَّ إنَّا نَجْعَلُك في نُحورهم، ونَعوذ بك من شرورهم» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (1537) في الصلاة، باب ما يقول إذا خاف قوماً، ورواه أيضاً النسائي، وابن حبان والحاكم في صحيحهما، وهو حديث حسن، حسنه الحافظ ابن حجر في " تخريج الأذكار "، انظر " الفتوحات الربانية " 4 / 16 و 17.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
حسن: أخرجه أحمد (4/414) قال: حدثنا سليمان بن داود، قال: أخبرنا عمران. وفي (4/414) قال: حدثنا علي بن عبد الله، قال: حدثنا معاذ، قال: حدثني أبي. وأبو داود (1537) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا معاذ بن هشام، قال: حدثني أبي. والنسائي في عمل اليوم والليلة (601) قال: أخبرنا محمد بن المثنى، عن معاذ بن هشام، قال: حدثني أبي. وفي الكبرى تحفة الأشراف (9127) عن عبيد الله بن سعيد السرخسي، عن معاذ بن هشام، عن أبيه.
كلاهما (عمران، وهشام) عن قتادة، عن أبي بردة، فذكره.(4/366)
2410 - (ط) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «رَأيتُ ليلَةَ أُسريَ بي عِفريتاً من الجنِّ يَطلبني بشُعْلَةٍ من نَارٍ، كُلَّما التفتُّ إِليه رأَيتُهُ، فقال جبريل: ألا أُعَلِّمُكَ كلمات تقولهُنَّ، فَتَنطَفئ شُعْلَتهُ ويَخِرُّ [ص:367] لِفِيهِ؟ قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: بَلَى، فقال جبريل: قلْ: أَعُوذّ بوجهِ الله الكريم، وبكلمات الله التَّامَّات التي لا يُجَاوِزُهُنَّ بَرٌّ ولا فاجرٌ: من شَرِّ ما يَنْزِلُ من السماء، ومن شَرِّ ما يَعرُجُ فيها، ومن شَرِّ ما ذرَأَ في الأرض، ومن شر ما يَخرُجُ منها، ومن فِتَنِ الليل والنهار، ومن طوارِقِ الليل، إِلا طارقاً يَطْرُقُ بخير يا رحمن» .
أرسله مالك عن يحيى بن سعيد: أَنَّ رسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- قال: « ... وذكر الحديث» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(طوارق الليل) : الطوارق: جمع طارقة، وهي ما ينوب من النوائب في الليل.
__________
(1) 2 / 950 و 951 في الشعر، باب ما يؤمر به من التعوذ مرسلاً، أقول: ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 2 / 419 موصولاً، وهو حديث حسن، وانظر ما قاله الحافظ ابن حجر في " الإصابة " في ترجمة عبد الرحمن بن خبش حول هذا الحديث.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
مرسل: أخرجه مالك (1837) عن يحيى بن سعيد.
قال الإمام الزرقاني: مرسلا، ووصله النسائي من طريق محمد بن جعفر عن يحيى بن سعيد عن محمد بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة عن ابن عباس السلمي عن ابن مسعود، قال حمزة الكناني - بالفوقية - الحافظ هذا ليس بمحفوظ، والصواب مرسل. وقال السيوطي: أخرجه البيهقي في الأسماء والصفات من طريق داود بن عبد الرحمن العطار عن يحيى بن سعيد قال: سمعت رجلا من أهل الشام يحدث عن ابن مسعود. شرح الموطأ (4/433) ط/دار الكتب العلمية.(4/366)
2411 - (م ط د ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: جاء رجلٌ إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسولَ الله، ما لقيتُ البارحةَ من عَقْرَبٍ لَدَغْتني، قال: «أمَا لو قلت حين أمسيتَ: أَعُوذ بكلمات الله التامَّات من شر ما خلق، لم تَضُرَّكَ؟» هذه رواية مسلم، والموطأ. [ص:368]
وفي رواية أَبي داود قال: «أُتِيَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- بِلَدِيغٍ لدغتْهُ عَقربٌ، فقال: لو قال: أَعوذ بكلمات الله التَّامَّة من شر ما خَلَقَ، لم يُلْدَغ، ولم تَضُّرَّهُ» .
وفي رواية الترمذي، قال: «من قال حين يُمسي، ثلاث مراتٍ: أَعوذ بكلمات الله التَّامَّات من شر ما خلق، لم تَضُرَّهُ حُمَةٌ تلك الليلة» ، قال سهيل: فكان أَهلُنا يَعلمُونها، فكانوا يقولونها كل ليلة، فلُدِغَتْ جارية منهم فلم تجد لها وجعاً (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (2709) في الذكر، باب التعوذ من سوء القضاء، والموطأ 2 / 951 في الشعر، باب ما يؤمر به من التعوذ، وأبو داود رقم (3899) في الطب، باب كيف الرقى، والترمذي رقم (3600) في الدعوات، باب الاستعاذة من جهنم وبكلمات الله التامة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: رواه عن أبي هريرة أبو صالح.
1- أخرجه مالك (الموطأ) (590) وأحمد (2/375) قال: حدثنا إسحاق. قال: أنبأنا مالك. والبخاري في خلق أفعال العباد (58) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. قال: حدثنا مالك. (ح) وعبد الله بن مسلمة، عن مالك (ح) وحدثنا عياش. قال: حدثنا عبد الأعلى. قال: حدثنا عبيد الله بن عمر (ح) وحدثنا أصبغ. قال: أخبرني ابن وهب، عن جرير بن حازم (ح) وحدثنا سعيد بن تليد الرعيني. قال: حدثني ابن وهب. قال: حدثني سعيد بن عبد الرحمن الجمحي (ح) وحدثنا أصبغ. قال: أخبرني ابن وهب، عن سعيد وابن ماجة (3518) قال: حدثنا إسماعيل بن بهرام. قال: حدثنا عبيد الله الأشجعي، عن سفيان. والنسائي في عمل اليوم والليلة (588) قال: قرأت على محمد بن سليمان لوين، عن حماد بن زيد وفي (589) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، عن مالك. وفي (591) قال: أخبرنا محمد بن عثمان العقيلي. قال: حدثنا عبد الأعلى، عن عبيد الله بن عمر. وفي (592) قال: أخبرنا إبراهيم بن يوسف الكوفي وليس بالقوي قال: حدثنا الأشجعي، عن سفيان.
ستتهم (مالك، وعبيد الله، وجرير، وسعيد بن عبد الرحمن، وسفيان الثوري، وحماد) عن سهيل بن أبي صالح.
2- وأخرجه مسلم (8/76) قال: حدثنا هارون بن معروف وأبو الطاهر. والنسائي في عمل اليوم والليلة (587) قال: أخبرنا وهب بن بيان.
ثلاثتهم (هارون، وأبو الطاهر، ووهب) عن عبد الله بن وهب. قال: أخبرنا عمرو، وهو ابن الحارث، أن يزيد بن أبي حبيب والحارث بن يعقوب حدثاه، عن يعقوب بن عبد الله بن الأشج. قال: قال القعقاع بن حكيم.
كلاهما (سهيل، والقعقاع) عن أبي صالح ذكوان، فذكره.
* وأخرجه مسلم (8/76) والنسائي في عمل اليوم والليلة (585) قال: مسلم: حدثني. وقال النسائي أخبرنا عيسى بن حماد. قال: أخبرنا الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن جعفر، عن يعقوب، أنه ذكر له أن أبا صالح مولى غطفان أخبره، أنه سمع أبا هريرة، فذكر نحوه. ليس فيه (القعقاع بن حكيم) .
* وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (586) قال: أخبرنا أحمد بن عمرو بن السرح. قال: أخبرنا ابن وهب. قال: أخبرني الليث، عن ابن أبي حبيب، عن يعقوب بن الأشج، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، فذكر نحوه. ليس فيه: (جعفر بن ربيعة، ولا القعقاع بن حكيم) .
* الروايات مطولة ومختصرة وألفاظها متقاربة.
- ورواه أبو صالح، عن أبي هريرة - ولفظه - قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «من قال إذا أمسى ثلاث مرات: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم تضره حمة تلك الليلة» . وفي رواية «لم يضره لسعة تلك الليلة» .
أخرجه أحمد (2/290) والترمذي (3604) قال: حدثنا يحيى بن موسى. والنسائي في عمل اليوم والليلة (590) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك.
ثلاثتهم -أحمد بن حنبل، ويحيى، ومحمد- عن يزيد بن هارون. قال: أخبرنا هشام بن حسان، عن سهيل ببن أبي صالح، عن أبيه، فذكره.
ورواه طارق، عن أبي هريرة - ولفظه - قال: «أتي النبي -صلى الله عليه وسلم- بلديغ لدغته عقرب. قال: فقال: لو قال: أعوذ بكلمات الله التامة من شر ما خلق لم يلدغ، أو لم تضره» .
أخرجه أبو داود (3899) قال: حدثنا حيوة بن شريح. قال: حدثنا بقية. قال: حدثني الزبيدي. والنسائي في عمل اليوم والليلة (598) قال: أخبرني أحمد بن سعيد المروزي. قال: حدثنا يعقوب. قال: حدثنا ابن أخي ابن شهاب. وفي (599) قال: أخبرني كثير بن عبيد. قال: حدثنا بقية، عن الزبيدي.
كلاهما - محمد بن الوليد الزبيدي، وابن أخي ابن شهاب -عن ابن شهاب الزهري، عن طارق بن مخاشن، فذكره.
* أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (600) قال: أخبرنا أحمد بن عمرو بن السرح، عن حديث ابن وهب، عن يونس، عن ابن شهاب. قال: بلغنا أن أبا هريرة ... نحوه.
* قال: أبو عبد الرحمن النسائي بعدما ساق حديث الزبيدي: الزبيدي أثبت من ابن أخي الزهري، وابن أخي الزهري، ليس بذاك القوي، عنده غير ما حديث منكر عن الزهري.(4/367)
2412 - (د) سهيل بن أبي صالح - رحمه الله-: عن أبيه قال: سمعتُ رجلاً من أسلم قال: كنت جالساً عند رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- فجاءَ رجلٌ من أصحابه فقال: «يا رسولَ الله، لُدِغْتُ الليلةَ، فلم أَنَمْ حتى أصبحتُ؟ قال: ماذا؟ . قال: عقرب، قال: أَمَا إِنَّكَ لو قلتَ حين أَمسيت: أعوذ بكلماتِ الله التَّامَّات من شر ما خلق، لم يَضُرَّكَ شَيءٌ إن شاءَ الله» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (3898) في الطب، باب كيف الرقى، وهو حديث حسن، ورواه مسلم بنحوه معلقاً وموصولاً رقم (2709) .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/448، 5/430) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة، عن سهيل بن أبي صالح. وأبو داود (3898) قال: حدثنا أحمد بن يونس. قال: حدثنا زهير. قال: حدثنا سهيل بن أبي صالح. والنسائي في عمل اليوم والليلة (593) قال: أخبرنا إسحاق بن منصور. قال: أخبرنا حبان. قال: حدثنا وهيب، عن سهيل، وفي (594) قال: أخبرنا إسحاق بن منصور. قال: أخبرنا أبو نعيم. قال: حدثنا زهير، عن سهيل. وفي (595) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا سفيان، عن سهيل، وفي (596) قال: أخبرنا الربيع بن سليمان. قال: حدثنا أسد بن موسى. قال: حدثنا شعبة، عن سهيل وأخيه. وفي تحفة الأشراف (11/15564) عن إسحاق بن منصور، عن محمد ابن يوسف، عن سفيان الثوري، عن سهيل.
كلاهما (سهيل، وأخوه) عن أبيهما، فذكره.
* وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (597) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان. قال: حدثنا عبيد الله. قال: أخبرنا إسرائيل، عن عبد العزيز بن رفيع، عن أبي صالح، مرسل. ليس فيه: «عن رجل من أسلم» .(4/368)
2413 - (ت د س) شَكل بن حميد - رضي الله عنه -: قال: «أَتيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقلتُ: يا رسولَ الله، عَلِّمْنِي تَعَوُّذاً أَتَعَوَّذُ به، فَأَخَذَ [ص:369] بكفِّي، وقال: قُل: اللَّهمَّ إني أَعوذ بك من شرِّ سمعي، ومن شر بصري، ومن شر لساني، ومن شر قَلْبي، ومن شر هني (1) - يعني الفَرْجَ» . هذه رواية الترمذي.
وفي رواية أَبي داود: «قال: يا رسولَ الله، عَلِّمني دعاء، فقال: ... وذكر الحديث» .
وأخرج النسائي الروايتين، إِلا أَنه قال: «مَنيِّي» في جميع رواياته، وقال مرة: «يعني ماءهُ» ، ومرة: «يعني: ذكَرَهُ» (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(هني - مَنيِّي) : الهن: من ألفاظ الكنايات، وكثيراً ما يطلق على ما يستحي من التلفظ به، والمراد به: الفرج. ولهذا جاء في إحدى الروايات «منيّي» يريد: المني: النطفة.
__________
(1) في نسخ الترمذي المطبوعة: منيي.
(2) رواه الترمذي رقم (3487) في الدعوات، باب الاستعاذة من شر السمع، وأبو داود رقم (1551) في الصلاة، باب الاستعاذة، والنسائي 8 / 259 و 260 في الاستعاذة، باب الاستعاذة من شر السمع والبصر، وباب الاستعاذة من شر البصر، وحسنه الترمذي، وهو كما قال.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/429) قال: حدثنا وكيع. (ح) وحدثنا أبو أحمد. والبخاري في الأدب المفرد (663) قال: حدثنا يحيى بن موسى، قال: حدثنا وكيع. وأبو داود (1551) قال: حدثنا أحمد بن حنبل، قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن الزبير (ح) وحدثنا أحمد، قال: حدثنا وكيع. والترمذي (3492) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا أبو أحمد الزبيري. والنسائي (8/255، 259) قال: أخبرنا الحسن بن إسحاق، قال: حدثنا أبو نعيم. وفي (8/260، 267) قال: أخبرنا عبيد بن وكيع بن الجراح، قال: حدثنا أبي.
ثلاثتهم - ووكيع، وأبو أحمد الزبيري، ومحمد بن عبد الله بن الزبير، وأبو نعيم - قالوا: حدثنا سعد ابن أوس، قال: حدثني بلال بن يحيى، عن شتير بن شكل بن حميد، فذكره.
قلت: قال الحافظ له رواية عن علي. الإصابة (3912) .(4/368)
2414 - (خ ت د) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يُعَوِّذُ الحسنَ والحسين، [ويقول] : إِنَّ أباكُما كان [ص:370] يُعَوِّذُ بهما إِسماعيل، وإسحاق: أَعوذ بكلمات الله التامة، من كل شيطانٍ وهامَّةٍ، ومن كل عَيْنٍ لامَّةٍ» . أخرجه البخاري، والترمذي، وأَبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(هامَّة) : الهامة: واحدة الهوام، وهي الحيات، وكل ذي سم يقتل. فأما مالا يقتل ويسم فهو السَّوام، وواحدها: سامَّة، كالعقرب والزنبور، وقد تقع الهوام على كل ما يدب من الحيوان.
(لامَّة) اللامة: ذات اللمم، ولم يقل: ملمة. وإن كانت من: ألمت تلم: طلباً للازدواج بهامَّة، والعين اللامة: هي التي تصيب بسوء.
__________
(1) رواه البخاري 6 / 293 في أحاديث الأنبياء، باب قوله تعالى: {واتخذ الله إبراهيم خليلاً} ، والترمذي رقم (2061) في الطب، باب رقم (18) ، وأبو داود رقم (4737) في السنة، باب في القرآن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (1/236) (2112) قال: حدثنا يزيد. وفي (1/270) (2434) قال: حدثنا عبد الرزاق. والبخاري في خلق أفعال العباد (192) قال: حدثنا أصبغ، قال: حدثنا ابن وهب. وابن ماجة (3525) قال: حدثنا محمد بن سليمان بن هشام البغدادي، قال: حدثنا وكيع (ح) وحدثنا أبو بكر بن خلاد الباهلي، قال: حدثنا أبو عامر. والترمذي (2060) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا عبد الرزاق، ويعلى (ح) وحدثنا الحسن بن علي الخلال، قال: حدثنا يزيد بن هارون، وعبد الرزاق. والنسائي في عمل اليوم والليلة (1006) قال: أخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يزيد، وأبو عامر.
ستتهم (يزيد، وعبد الرزاق، وابن وهب، ووكيع، وأبو عامر، ويعلى) عن سفيان.
2- وأخرجه البخاري (4/178) . وفي خلق أفعال العباد (191) . وأبو داود (4737) قالا (البخاري، وأبو داود) حدثنا عثمان بن أبي شيبة. والنسائي في عمل اليوم والليلة (1007) قال: أخبرني محمد بن قدامة.
كلاهما (ابن أبي شيبة، وابن قدامة) قالا: حدثنا جرير.
3- وأخرجه البخاري في خلق أفعال العباد (192) قال: حدثنا عثمان، قال: حدثنا عمر بن عبد الرحمن الأبار، قال: حدثنا الأعمش.
ثلاثتهم - سفيان، وجرير، والأعمش - عن منصور، عن المنهال، عن سعيد بن جبير، فذكره.
* أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (1008) قال: أخبرنا زكريا بن يحيى، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا جرير، عن الأعمش، عن المنهال بن عمرو، عن عبد الله بن الحارث، قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: يعوذ حسنا وحسينا. مرسلا.(4/369)
2415 - (م ط ت د س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: «أَنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- كان يُعَلِّمُهمْ هذا الدعاءَ كما يعلِّمهم السُّورَةَ من القرآن، قولوا: اللَّهمَّ إِني أعوذُ بك من عذاب جَهَنَّم، وأعوذ بك من عذاب القَبر، وأَعوذ بك من فِتنَةِ المسيح الدَّجَّال، وأعوذ بك من فِتنة المحيا والممات» . أخرجه الجماعة إِلا البخاري (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (590) في المساجد، باب ما يستعاذ منه في الصلاة، والموطأ 1 / 215 في القرآن، باب ما جاء في الدعاء، والترمذي رقم (3488) في الدعوات، باب الاستعاذة من عذاب القبر، وأبو داود رقم (1542) في الصلاة، باب الاستعاذة، والنسائي 8 / 276 و 277 في الاستعاذة، باب الاستعاذة من فتنة الممات.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: تقدم تخريجه.(4/370)
2416 - (م ت س) زيد بن أرقم - رضي الله عنه -: قال: وقد سُئل عمَّا سمع رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: كان يقول: «اللَّهمَّ إني أعوذ بك من العجْزِ، والكَسَلِ، والجُبنِ، والبُخْلِ والهَرَمِ، وعذاب القبر، اللَّهمَّ آتِ نَفسي تَقْوَاها، وزَكِّها أَنت خَيرُ مَنْ زكَّاهَا، أَنتَ وَلِيُّها ومولاها، اللَّهمَّ إِني أَعوذ بك من علم لا ينفعُ، ومن قَلبٍ لا يَخشَع، ومن نَفسٍ لا تشبع، ومن دعوة لا تُستَجَاب» . أخرجه مسلم.
وفي رواية الترمذي مختصراً: أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يقول: «اللَّهمَّ إني أعوذ بك من الكسل، والعجْزِ والبُخْلِ» .
قال: وبهذا الإسناد: «أنه كان يَتَعَوَّذُ من الهَرَمِ وعذاب القَبر» لم يزد على هذا.
وفي رواية النسائي مثل رواية مسلم، إِلا أَنَّ أولها قال: «لا أُعَلِّمُكم إِلا ما كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يُعلِّمُنا ... وذكر الحديث» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(زكِّها) : التزكية: التطهير.
__________
(1) رواه مسلم رقم (2722) في الذكر، باب التعوذ من شر ما عمل ومن شر ما لم يعمل، والترمذي رقم (3567) في الدعوات، باب في انتظار الفرج، والنسائي 8 / 260 في الاستعاذة، باب الاستعاذة من العجز.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (4/371) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا عبد الواحد بن زياد. وعبد ابن حميد (267) قال: حدثني محاضر بن المورع. ومسلم (8/81) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وإسحاق بن إبراهيم، ومحمد بن عبد الله بن نمير، قال: إسحاق: أخبرنا، وقال الآخران: حدثنا أبو معاوية. والنسائي (8/260) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان، قال: حدثنا محاضر. وفي (8/285) قال: أخبرنا واصل بن عبد الأعلى، عن ابن فضيل.
أربعتهم - عبد الواحد، ومحاضر، وأبو معاوية، وابن فضيل - عن عاصم بن سليمان الأحول، عن عبد الله بن الحارث، فذكره.
- ورواه عن زيد، أبو عثمان النهدي: أخرجه مسلم (8/81) قال: ثنا ابن أبي شيبة، وإسحاق بن إبراهيم، ومحمد بن عبد الله بن نمير. والترمذي (3572) قال: حدثنا أحمد بن منيع.
أربعتهم (أبو بكر، وإسحاق، ومحمد بن عبد الله، وأحمد بن منيع) عن أبي معاوية، عن عاصم الأحول، عن أبي عثمان النهدي، فذكره.
* رواية الترمذي مفرقة في موضعين.(4/371)
2417 - (ط) القعقاع بن حكيم الكناني: أن كعب الأحبار قال: «لولا كلماتٍ أقُولهُنَّ لَجَعَلْتني يَهُودُ حماراً، فقيل له: وما هُنَّ؟ قال: أَعوذ بوجهِ اللهِ العظيم الذي ليس شيءٌ أعظَمَ منه، وبكلمات الله التَّامَّات التي لا يُجاوِزُهُنَّ بَرٌّ ولا فَاجِرٌ، وبِأَسْمَاء الله الحسنى ما علمتُ منها، وما لم أَعلم: من شر ما خلق، وذرأَ، وبرأَ» . أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 2 / 951 و 952 في الشعر، باب ما يؤمر به من التعوذ، وهو من كلام كعب الأحبار، ويشهد له من جهة المعنى حديث مالك في " الموطأ " مرسلاً، وقد تقدم رقم (2411) .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في الموطأ (1839) عن سمي مولى أبي بكر عن القعقاع فذكره. وهو موقوف على كعب الأحبار(4/372)
الفصل الثاني: في الاستغفار والتسبيح، والتهليل والتكبير والتحميد والحوقلة، وفيه خمسة فروع
الفرع الأول: فيما اشتركن فيه من الأحاديث
2418 - (ت د س) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «خَصلَتَانِ - أَو خَلَّتَان - لا يُحْصِيهما رجلٌ مسلم [ص:373] إِلا دخل الجنةَ، وهما يَسيرٌ، ومَن يعملُ بهما قليل: يُسبِّح الله في دُبُرِ كل صلاة عَشْراً، ويحمَدُهُ عشراً، ويكَبِّرُهُ عشراً، فلقد رأَيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يَعْقِدُهَا بيده، قال: فتلك خمسون ومائة باللسان، وألف وخمسمائةٍ في الميزان، وإِذَا أخذت مَضْجَعَكَ تُسَبِّحهُ، وتُكَبِّرُهُ، وتحمَدُهُ مائة، فتلك مائةٌ باللسان، وأَلف في الميزان، فأيُّكم يعملُ في اليوم والليلة ألفين وخمسمائةِ سيئَةٍ؟ قالوا: فكيف لا نُحصيها؟ قال: يأتي (1) أحدَكم الشيطانُ وهو في صلاته، فيقول: اذكُر كذا، اذكر كذا، حتى يَنْفَتِلَ، فَلَعلَّهُ أن لا يفعلَ، ويأْتيه وهو في مَضْجَعه، فلا يزالُ يُنوِّمُهُ حتى ينامَ» . أخرجه الترمذي، والنسائي.
وفي رواية أبي داود بعد قوله: «في الميزان» الأولى قال: «ويكبِّرُ أربعاً وثلاثين إِذا أخذ مَضجعَه، ويحمَد ثلاثاً وثلاثين، ويسبِّح ثلاثاً وثلاثين، فذلك مائة باللسان، وأَلفٌ في الميزان، فلقد رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يعقِدُها بيده، قالوا: يا رسول الله، كيف هما يَسيرٌ، ومَن يعملُ بهما قليل؟ قال: يأتي أَحدَكم الشيطانُ في منامه فَيُنَوِّمُهُ قبل أن يقولَهُ، ويأتيه في صلاته فَيذكِّرهُ حاجَتَهُ قبل أنْ يقولَها» (2) . [ص:374]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(خلتان) : الخلة - بفتح الخاء -: الخصلة.
__________
(1) في الأصل: لا يأتي، وهو خطأ: والتصحيح من الترمذي.
(2) رواه الترمذي رقم (3407) في الدعوات، باب رقم (25) ، وأبو داود رقم (5065) في الأدب، باب في التسبيح عند النوم، والنسائي 3 / 74 في السهو، باب عدد التسبيح بعد التسليم، وهو حديث صحيح، وقد تقدم الكلام عليه في التعليق على الحديث رقم (2198) صفحة 222 فارجع إليه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه الحميدي (583) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (2/160) (6498) قال: حدثنا جرير. وفي (2/204) (6910) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وعبد بن حميد (356) قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. والبخاري في الأدب المفرد (1216) قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا سفيان. وأبو داود (1502) قال: حدثنا عبيد الله بن عمر بن ميسرة، ومحمد بن قدامة في آخرين، قالوا: حدثنا عثام، عن الأعمش. وفي (5065) قال: حدثنا حفص بن عمر، قال: حدثنا شعبة. وابن ماجة (926) قال: حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا إسماعيل بن علية ومحمد بن فضيل، وأبو يحيى التيمي، وابن الأجلح. والترمذي (3410) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا إسماعيل بن علية. وفي (3411) ، (3486) قال: حدثنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا عثام بن علي، عن الأعمش. والنسائي (3/74) وفي الكبرى (1180) قال: أخبرنا يحيى بن حبيب بن عربي، قال: حدثنا حماد. وفي (3/79) وفي الكبرى (1187) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني والحسين بن محمد الذارع قالا: حدثنا عثام بن علي، قال: حدثنا الأعمش. وفي عمل اليوم والليلة (813) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الرحيم، قال: حدثنا أسد بن موسى، قال: حدثنا سليمان بن حيان، عن إسماعيل بن أبي خالد. وفي (819) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن يزيد، عن سفيان.
جميعهم - سفيان بن عيينة، وجرير بن عبد الحميد، وشعبة، ومعمر، والأعمش، وإسماعيل بن علية، ومحمد بن فضيل، وأبو يحيى التيمي، وعبد الله بن الأجلح، وحماد بن زيد، وإسماعيل بن أبي خالد- عن عطاء بن السائب، عن أبيه فذكره.
* أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (820) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان، قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا العوام، عن عطاء بن السائب، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو، قال: فذكره موقوفا ولم يرفعه إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-.
* رواية الأعمش: «رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعقد التسبيح» .
* قال الحميدي: قال سفيان: هذا أول شيء سألنا عطاء عنه، وكان أيوب أمر الناس حين قدم عطاء البصرة، أن يأتوه، فيسألوه عن هذا الحديث.
* قال عبد الله بن أحمد عقب رواية شعبة: سمعت عبيد الله القواريري، قال: سمعت حماد بن زيد يقول: قدم علينا عطاء بن السائب البصرة، فقال لنا أيوب: ائتوه، فاسألوه عن حديث التسبيح (يعني هذا الحديث.(4/372)
2419 - (د س) ابن أبي أوفى - رضي الله عنه -: قال: جاء رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فقال: «إني لا أستطيع أن آخُذَ من القرآن شيئاً، فَعلِّمني ما يُجْزِئُني؟ قال: قل: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أَكبر، ولا حَولَ ولا قُوة إلا باللهِ، قال: يا رسولَ الله، هذا لله، فماذا لي؟ قال: قُلْ: اللَّهمَّ ارْحَمني وعَافِني، واهْدِني وارْزُقني، فقال: هكذا بِيَدَيه - وقَبَضَهما - فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: أَمَّا هذا فقد ملأ يديْه من الخير» . أخرجه أبو داود. وانتهت رواية النسائي عند قوله: «إِلا الله؟» (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (832) في الصلاة، باب ما يجزئ الأمي والأعجمي من القراءة، والنسائي 2 / 143 في الافتتاح، باب ما يجزئ من القراءة لمن لا يحسن القراءة، وهو حديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن:
1- أخرجه الحميدي (717) قال: حدثنا سفيان (ابن عيينة) .وأحمد (4/353) قال: حدثنا وكيع، قال حدثنا سفيان (الثوري) . وعبد بن حميد (524) قال: حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا سفيان (الثوري) . وأبو داود (832) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع بن الجراح، قال: حدثنا سفيان الثوري.
كلاهما - سفيان بن عيينة، وسفيان الثوري - عن يزيد أبي خالد الدالاني.
2- وأخرجه الحميدي (717) قال: حدثنا سفيان ابن عيينة. وأحمد (4/356) قال: حدثنا أبو نعيم والنسائي (2/143) وفي الكبري (906) قال: أخبرنا يوسف بن عيسى، ومحمود بن غيلان، عن الفضل ابن موسى. وابن خزيمة (544) قال: حدثنا هارون بن إسحاق الهمداني، قال: حدثنا محمد - يعني ابن عبد الوهاب السكري. (ح) وحدثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي، قال: حدثنا سفيان.
أربعتهم -سفيان، وأبو نعيم، والفضل، ومحمد - عن مسعر.
3- وأخرجه أحمد (4/382) قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا المسعودي.
ثلاثتهم (يزيد، ومسعر، والمسعودي) عن إبراهيم السكسكي، فذكره.(4/374)
2420 - (م) سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه -: قال: جاء أَعرابي إِلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- فقال: «عَلِّمني كلاماً أقولُه. قال: قل: لا إِله إِلا اللهُ وَحدَهُ لا شريكَ لَهُ، اللهُ أكبر كبيراً، والحمدُ للهِ كثيراً، وسبحانَ الله ربِّ العالمينَ، لا حولَ ولا قوةَ إِلا بالله العزيزِ الحكيم، قال: فهؤلاء لربِّي، [ص:375] فما لي؟ قال: قُل: اللَّهمَّ اغْفِر لي، وارحمني، وَاهدِني، وارزُقْني، فإِنَّ هؤلاء تَجمَعُ لك دُنياكَ وآخِرتَكَ» .
وفي روايةٍ زيادةٌ في آخره: «وعافِني» ، وشك الراوي فيها. أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (2696) في الذكر والدعاء، باب فضل التهليل والتكبير والدعاء.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (1/180) (1561) قال: ثنا يحيى بن سعيد، وفي (1/185) (1611) قال: حدثنا عبد الله بن نمير، ويعلى. وعبد بن حميد (136) قال: أخبرنا جعفر. ومسلم (8/70) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا علي بن مسهر، وابن نمير (ح) وحدثنا محمد بن عبد الله ابن نمير، قال: حدثنا أبي.
خمستهم (يحيى، وعبد الله بن نمير، ويعلى، وجعفر، وعلي بن مسهر) عن موسى الجهني، قال: حدثني مصعب بن سعد، فذكره.(4/374)
2421 - (خ م) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يُكْثِرُ أَنْ يَقولَ قبل موتِهِ: سبحانَ الله وبحمده، أسْتَغفِرُهُ، وأتوبُ إِليهِ، قالت: فقلتُ: يا رسولَ الله، أراكَ تُكْثِر من قول: سُبحانَ الله وبحمْدِهِ، فقال: أخبَرَني رَبِّي: أَني سأَرى علامة في أُمَّتي، فإذا رَأَيتُها أَكثَرتُ من قول: سبحان الله وبحمده، أستغفرُ [الله] وأتوب إِليه، فقد رَأيتُها: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ والفَتْحُ} السورة إِلى آخرها» . أخرجه البخاري، ومسلم (1) .
__________
(1) رواه البخاري 8 / 564 في التفسير، باب تفسير سورة إذا جاء نصر الله، وفي صفة الصلاة، باب الدعاء في الركوع، وباب التسبيح والدعاء في السجود، وفي المغازي، باب منزل النبي صلى الله عليه وسلم يوم الفتح، ومسلم رقم (484) في الصلاة، باب ما يقال في الركوع والسجود.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (6/35) قال: حدثنا محمد بن أبي عدي، عن داود (ح) وربعي بن إبراهيم. قال: حدثنا داود، عن الشعبي. ومسلم (2/50) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب قالا: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن مسلم. وفي (2/50) قال: حدثني محمد بن المثنى. قال: حدثني عبد الأعلى. قال: حدثنا داود، عن عامر.
كلاهما (عامر الشعبي، ومسلم بن صبيح) عن مسروق، فذكره.(4/375)
2422 - (م ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لأن أَقُولَ: سبحانَ اللهِ، والحمدُ للهِ، ولا إِلهَ إِلا الله، واللهُ أكبر: أحَبُّ إِلَيَّ مما طلعتْ عليه الشمس» أخرجه مسلم، والترمذي (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (2695) في الذكر والدعاء، باب فضل التهليل والتسبيح والدعاء، والترمذي رقم (3591) في الدعوات، باب رقم (139) .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مسلم (8/70) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب. والترمذي (3597) قال: حدثنا أبو كريب. والنسائي في عمل اليوم والليلة (835) قال: أخبرنا أحمد بن حرب.
ثلاثتهم (أبو بكر، وأبو كريب، وأحمد بن حرب) قالوا: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح، فذكره.(4/375)
2423 - (ت د) سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه -: «أَنَّهُ دَخَلَ مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- على امرأَة، وبيدها نوى - أَو حصى - تُسبِّحُ به، وتَعُدُّ، فقال: أُخبِرُكِ بما هو أَيسَر من هذا وأَفضلُ وأبلَغُ؟ قالت: بأبي أَنتَ وأُمِّي يا رسولَ الله، قال: قولي: سبحان الله عدد ما خلق الله في السماء والأرض وما بينهما، وسبحان الله عدد ما هو خالق، والله أَكبر مثل ذلك، والحمد لله مثل ذلك، ولا إِله إلا الله مثل ذلك، ولا حول ولا قوة إلا بالله مثل ذلك» أخرجه أبو داود.
وفي رواية الترمذي: «سبحان الله عدد ما خلق في السماء، وسبحان الله عدد ما خلق في الأرض، وسبحان الله عدد ما بين ذلك، وسبحان الله عدد ما هو خالق ... الحديث» (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (1500) في الصلاة، باب التسبيح بالحصى، والترمذي رقم (3563) في الدعوات، باب في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم وتعوذه في دبر كل صلاة، ورواه أيضاً ابن حبان في صحيحه رقم (2330) موارد، كلهم من حديث عمرو بن الحارث عن سعيد بن أبي هلال عن خزيمة عن عائشة بنت سعد بن أبي وقاص عن أبيها سعد. وخزيمة غير منسوب عن عائشة بنت سعد، لا يعرف، كما قال الحافظ في " التقريب "، ومع ذلك فقد حسنه الترمذي، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي. ولعل تحسين الترمذي له بالرواية الأخرى عنده رقم (3549) في الدعوات من حديث هاشم بن سعد الكوفي عند كنانة مولى صفية عن صفية قالت: دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين يدي أربعة آلاف نواة أسبح بها، قال: لقد سبحت بهذه، ألا أعلمك بأكثر مما سبحت به، فقلت: بلى علمني، قال: قولي: سبحان الله عدد خلقه ... الحديث. وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه من حديث صفية إلا من هذا الوجه من حديث هاشم بن سعيد وليس إسناده بمعروف، قال: وفي الباب عن ابن عباس. أقول: وحديث ابن عباس عن جويرية صحيح، ولكن ليس فيه ذكر الحصى.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه أبو داود (1500) قال: حدثنا أحمد بن صالح. والترمذي (3568) قال: حدثنا أحمد بن الحسن، قال: حدثنا أصبغ بن الفرج. والنسائي في اليوم والليلة تحفة الأشراف (3954) عن أبي الطاهر أحمد بن عمرو بن السرح.
ثلاثتهم (أحمد بن صالح، وأصبغ، وأبو الطاهر) عن عبد الله بن وهب، عن عمرو بن الحارث، أنه أخبره عن سعيد بن أبي هلال، عن خزيمة، عن عائشة بنت سعد، فذكرته.(4/376)
2424 - (م ت) أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه -: «أَنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- سُئِلَ: أَيُّ الكلامِ أفضل؟ قال: ما اصطفى الله لملائكته: سبحان الله وبحمدِهِ» .
وفي أخرى قال: «قال لي النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: أَلا أُخبِرُكَ بأحَبِّ الكلام إلى الله؟ سبحان الله وبحمده» . أخرجه مسلم.
وفي رواية الترمذي: أَن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- عَادَ أَبا ذَرٍّ، وأَن أَبا ذرٍّ عاد رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: بأبي أنتَ وأُميَّ، أَيُّ الكلام أَحبُّ إلى الله؟ . فقال: ... وذكر الحديث (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(اصطفى) : الاصطفاء: الاختيار والانتقاء.
__________
(1) رواه مسلم رقم (2731) في الذكر، باب فضل سبحان الله وبحمده، والترمذي رقم (3587) في الدعوات، باب أي الكلام أحب إلى الله.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (5/148) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا وهيب. وفي (5/161) قال: حدثنا محمد ابن جعفر. قال: حدثنا شعبة. (ح) وحجاج. قال: سمعت شعبة. ومسلم (8/85) قال: حدثنا زهير بن حرب. قال: حدثنا حبان بن هلال. قال: حدثنا وهيب. وفي (8/86) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا يحيى بن أبي بكير، عن شعبة. والترمذي (3593) قال: حدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي. قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم.
ثلاثتهم - وهيب، وشعبة، وإسماعيل بن إبراهيم - عن أبي مسعود سعيد الجريري، عن أبي عبد الله الجسري.
2- وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (825) قال: أخبرنا مالك بن سعد. قال: حدثنا روح. قال: حدثنا شعبة، عن سعيد الجريري. قال: سمعت سوادة بن عاصم العنزي.
كلاهما (أبو عبد الله الجسري حميري بن بشير، وسوادة بن عاصم) عن عبد الله بن الصامت، فذكره.
* وأخرجه أحمد (5/176) قال: حدثنا يزيد. والبخاري في الأدب المفرد (638) قال: حدثنا آدم. قال: حدثنا شعبة.
كلاهما (يزيد، وشعبة) عن الجريري، عن أبي عبد الله العنزي، عن عبد الله بن الصامت، عن أبي ذر، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «أحب الكلام إلى الله: سبحان الله لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، ولا حول ولا قوة إلا بالله، سبحان الله وبحمده» .
* وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (824) قال: أخبرنا أحمد بن يحيى. قال حدثنا إسحاق بن منصور، عن إسرائيل، عن عبد الله بن المختار، عن الجريري، عن أبي عبد الله الجسري، عن أبي ذر رضي الله عنه. قال: «سألت النبي -صلى الله عليه وسلم- ما نقول في سجودنا؟ قال: ما اصطفى الله لملائكته، سبحان الله وبحمده.» .ليس فيه عبد الله بن الصامت.(4/377)
2425 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «إِذَا مررتم برياض الجنة فارتَعوا، قلتُ: يا رسول الله، وما رِياضُ الجنة؟ قال: المساجد، قلتُ: وما الرّتْعُ؟ قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر» . [ص:378]
وفي روايةٍ مثله، وفيه: قالوا: وما الرَّتْع؟ قال: ذكر الله تعالى. أخرجه الترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فارتعوا) : يقال: رتع فلان في ماله: إذا اتسع في إنفاقه، وأصله من الخصب.
__________
(1) رقم (3504) في الدعوات، باب أسماء الله الحسنى بالتفصيل، ورواه أيضاً الترمذي رقم (3505) وأحمد والبيهقي في " شعب الإيمان " من حديث أنس، والطبراني في " الكبير " من حديث ابن عباس، وابن أبي الدنيا وأبو يعلى والطبراني والبزار والحاكم والبيهقي من حديث جابر، وهو حديث حسن بشواهده، ولذلك حسنه الترمذي.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
حسن لشواهده: أخرجه الترمذي (3509) قال: ثنا إبراهيم بن يعقوب، قال: ثنا زيد بن حباب، أن حميد المكي ابن علقمة حدثه، أن عطاء بن أبي رباح حدثه، فذكره.(4/377)
2426 - (ت) أبو هريرة، وأبو سعيد الخدري - رضي الله عنهما -: قال الأغَرُّ أبو مسلم: أشهد على أبي سعيد، وأبي هريرة أَنهما شهِدَا على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «من قال: لا إله إِلا الله، والله أَكبر، صدَّقه ربُّه، وقال: لا إِله إِلا أَنا، وأنا أكبر، وإذا قال: لا إِله إلا الله وحده، قال: يقول الله: لا إِله إِلا أنا وحدي، وإِذا قال: لا إِله إِلا الله وحدَهُ لا شريك له، قال الله: لا إِله إِلا أَنا وحدي لا شريك لي، وإِذا قال: لا إِله إِلا الله، له الملك وله الحمد، قال الله تعالى: لا إِله إلا أنا، ليَ الملك، وليَ الحمدُ، وإذا قالَ: لا إِلهَ إِلا اللهُ، ولا حولَ ولا قُوةَ إِلا باللهِ، قال الله تعالى: لا إِلَهَ إِلا أنا، ولا [ص:379] حَولَ ولا قُوةَ إِلا بي، وكان يقول: من قالها في مرضٍ، ومات منه لم تَطْعَمْهُ النارُ» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3426) في الدعوات، باب ما يقول العبد إذا مرض، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (3794) في الأدب، باب فضل الذكر، وابن حبان في صحيحه رقم (2325) موارد. وحسنه الترمذي، وهو كما قال.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن:
1- أخرجه عبد بن حميد (943) قال: حدثنا حسين بن علي الجعفي، عن حمزة الزيات. وفي (944) قال: حدثنا مصعب بن مقدام الخثعمي، قال: حدثنا إسرائيل بن يونس. وابن ماجة (3794) قال: حدثنا أبو بكر، قال: حدثنا الحسين بن علي، عن حمزة الزيات. والترمذي (3430) قال: حدثنا سفيان ابن وكيع، قال: حدثنا إسماعيل بن محمد بن جحادة، قال: حدثنا عبد الجبار بن عباس، والنسائي في عمل اليوم والليلة (30) قال: أخبرنا القاسم بن زكريا بن دينار، قال: حدثنا حسين، عن حمزة الزيات. وفي (31) قال: أخبرنا عمرو بن منصور، قال: حدثنا الفضل بن دكين، عن إسرائيل. وفي (348) قال: أخبرنا أبو داود سليمان بن سيف بن يحيى الحراني، قال: حدثنا الحسن بن محمد بن أعين، قال: حدثنا زهير.
أربعتهم - حمزة، وإسرائيل، وعبد الجبار، وزهير - عن أبي إسحاق.
2- وأخرجه عبد بن حميد (945) قال: حدثنا مصعب بن مقدام، قال: حدثنا إسرائيل، عن أبي جعفر الفراء.
كلاهما (أبو إسحاق، وأبو جعفر) عن الأغر أبي مسلم، فذكره.
* أخرجه الترمذي (430) قال: حدثنا بندار، قال: حدثنا محمد بن جعفر، عن شعبة، عن أبي إسحاق، عن الأغر أبي مسلم، عن أبي هريرة، وأبي سعيد. موقوفا.
* وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (32) قال: أخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد، قال: حدثنا وذكر شعبة، عن أبي إسحاق، عن الأغر، عن أبي هريرة. موقوفا.(4/378)
2427 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- مرَّ على شجرةٍ يَابِسَةِ الورَق، فضرَبها بعصاهُ، فتناثرَ الوَرَقُ، فقال: إن الحمدَ لله، وسبحان الله، ولا إِلَهَ إِلا الله، واللهُ أكبرُ، تُساقِطُ ذُنُوبَ العبد كما يتساقط ورق هذه الشجرة» . أَخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3527) في الدعوات، باب رقم (101) ، من حديث الفضل بن موسى عن الأعمش عن أنس. وقال الترمذي: هذا حديث غريب، ولا نعرف للأعمش سماعاً من أنس، إلا أنه قد رآه ونظر إليه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
ضعيف للانقطاع: أخرجه الترمذي (3533) قال: ثنا محمد بن حميد الرازي، ثنا الفضل بن موسى، عن الأعمش، عن أنس، فذكره.
قال العماد ابن كثير: ورواه في الشمائل عن واصل بن عبد الأعلى، عن محمد بن فضيل به.
قلت: قال أبو عيسى: غريب، ولا نعرف للأعمش سماعا من أنس.(4/379)
2428 - (ت) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «لَقِيتُ ليلة أُسرِيَ بي إبراهيمَ، فقال لي: [يا محمدُ] ، أَقْرِيءْ أُمَّتكَ مني السلامَ، وَأخْبِرهم: أَن الجنةَ طَيِّبَةُ التُّربة، عَذْبةُ الماء، وأنها قِيعانٌ، وأَنَّ غِراسها: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر» . أخرجه الترمذي (1) . [ص:380]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(قيعان) : جمع قاع، وهو المكان المستوي الواسع في وطاء من الأرض يعلوه ماء السماء، فيمسكه ويستوي نباته، ويجمع القاع: قيعة وقيعاناً.
(غراسها) : الغراس: مصدر غرست الشجرة غرساً وغراساً: إذا نصبتها في الأرض.
__________
(1) رقم (3458) في الدعوات، باب رقم (60) وحسنه، وهو كما قال.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (3462) قال: حدثنا عبد الله بن أبي زياد، قال: حدثنا سيار، قال: حدثنا عبد الواحد بن زياد، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبيه، فذكره.(4/379)
2429 - (ت) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَن قال: سبحان الله العظيم وبحمدِهِ، غُرِسَتْ له نخلةٌ في الجنة» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3460) و (3461) في الدعوات، باب رقم (61) ، ورواه أيضاً ابن حبان في صحيحه رقم (2335) موارد، وهو حديث حسن، وقال المنذري في " الترغيب والترهيب " 2 / 243: رواه البزار بإسناد جيد.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1- أخرجه الترمذي (3464) قال: حدثنا أحمد بن منيع، وغير واحد، قالوا: حدثنا روح بن عبادة. والنسائي في عمل اليوم والليلة (827) قال: أخبرنا عمرو بن منصور، قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم، قال: حدثنا حماد بن سلمة.
كلاهما (روح، وحماد) عن حجاج الصواف.
2- وأخرجه الترمذي (3465) قال: حدثنا محمد بن رافع، قال: حدثنا المؤمل، عن حماد بن سلمة.
كلاهما -حجاج الصواف، وحماد بن سلمة- عن أبي الزبير، فذكره.
قال الترمذي: حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث أبي الزبير. تحفة الأشراف (2680، 2696) .(4/380)
2430 - (ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: ذَاتَ يَومٍ لأَصْحَابه: «قُولُوا سبحان الله وبحمده مائةَ مرةٍ، من قال مرة كُتبتْ له عشرُ حسنات، ومن قالها: عشراً كُتبت له مائة، ومن قالها مائة كُتبت له أَلف حسنة، ومن زاد زاده الله، ومن استغفر غَفر له» . [ص:381] أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3466) باب رقم (62) ، وفي سنده داود بن الزبرقان، وهو متروك، ومطر الوراق وهو صدوق كثير الخطأ، ومع ذلك حسنه الترمذي، ولعله حسنه من جهة المتن، لورود هذا المعنى في بعض الأحاديث الصحيحة، منها ما رواه مسلم رقم (2698) في الذكر والدعاء، والترمذي رقم (3459) في الدعوات من حديث سعد بن أبي وقاص مرفوعاً بلفظ: " أيعجز أحدكم أن يكسب كل يوم ألف حسنة، فسأله سائل من جلسائه: كيف يكسب ألف حسنة، قال: يسبح الله مائة تسبيحة، فيكتب له ألف حسنة، أو يحط عنه ألف خطيئة ".
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه الترمذي (3470) قال: حدثنا إسماعيل بن موسى الكوفي، قال: حدثنا داود بن الزبرقان. والنسائي في عمل اليوم والليلة (160) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا عيسى ابن شعيب، قال: حدثنا روح بن القاسم. (ح) وعن أحمد بن أبي سريج، عن عمر بن يونس، عن عاصم بن محمد، عن المثنى بن يزيد.
ثلاثتهم (داود، وروح، والمثنى) عن مطر الوراق، عن نافع، فذكره.
قلت: مطر الوراق، ضعفوه.(4/380)
2431 - (ت) عمرو بن شعيب - رحمه الله -: عن أَبيه عن جده قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ سَبَّحَ مائة بالغداة، ومائة بالعَشيِّ: كان كَمن حَجَّ مائةَ حجةٍ، ومن حَمِدَ مائةَ مرةٍ بالغداة، ومائة بالعشي: كان كمن حمل على مائة فرس في سبيل الله - أو قال: غزا مائةَ غزاة- ومن هلَّلَ مائة بالغداة ومائة بالعشي: كان كمن أعتق مائة رقبة من وَلَدِ إسماعيل، ومن كبَّر الله مائةَ [مرةٍ] بالغداة ومائة بالعشي: لم يأْت في ذلك اليوم أحدٌ بأَفضل مما جاء به، إلا من قال مثلَ ما قال، أو زاد على ما قال» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3467) في الدعوات باب رقم (63) ، وفي سنده الضحاك بن حمرة، وهو ضعيف، ومع ذلك فقد حسنه الترمذي.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن: أخرجه الترمذي (3471) قال: حدثنا محمد بن وزير الواسطي، قال: حدثنا أبو سفيان الحميري، هو سعيد بن يحيى الواسطي، عن الضحاك بن حمزة. والنسائي في عمل اليوم والليلة (821) قال: أخبرنا محمد بن عبد الرحمن بن أشعث، قال: أخبرنا أبو مسهر، قال: حدثنا هقل بن زياد، قال: حدثني الأوزاعي.
كلاهما (الضحاك، والأوزاعي) عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، فذكره.
* رواية الأوزاعي: «من قال: سبحان الله مئة مرة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها، كان أفضل من مئة بدنة. ومن قال: الحمد لله مئة مرة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها، كان أفضل من مئة فرس يحمل عليها. ومن قال: الله أكبر مئة مرة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها، كان أفضل من عتق مئة رقبة. ومن قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير مئة مرة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها، لم يجئ يوم القيامة أحد بعمل أفضل من عمله، إلا من قال قوله أو زاد.» .(4/381)
2432 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أَن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «من قال: سبحان الله وبحمدِه في يوم مائةَ مَرةٍ، حُطَّت [عنه] خطاياه وإن كانت مِثل زَبَدِ البحر» (1) . [ص:382]
وفي أُخرى قال: «مَن قال: حين يُصْبح وحين يمسي مائةَ مرة: سبحان الله وبحمده، لم يأت أحد يوم القيامة بأفضلَ مما جاء به، إِلا أحد قال مثلَ ما قال، أو زاد عليه» . أَخرجه الترمذي (2) .
__________
(1) رقم (3462) في الدعوات، باب رقم (61) ، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال، وهو جزء من حديث طويل رواه مسلم رقم (2691) .
(2) رقم (3465) في الدعوات، باب رقم (61) ، وصححه الترمذي، وهو كما قال، ورواه أيضاً مسلم رقم (2692) .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: تقدم تخريجه.(4/381)
2433 - (ت) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «ما على الأرض أحد يقول: لا إِلهَ إِلا اللهُ، واللهُ أكبر، ولا حَولَ ولا قوةَ إِلا بالله، إِلا كُفِّرَت عنه خطاياه، وَلو كانتْ مثل زَبَدِ البحْرِ» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3456) و (3457) و (3458) في الدعوات، باب ما جاء في فضل التسبيح والتكبير، وحسنه الترمذي، وهو كما قال، ورواه أيضاً أحمد وابن أبي الدنيا والحاكم وغيرهم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/158) (6479) . وفي (2/211) (6973) قال: حدثنا عبد الله بن بكر، يعني السهمي. وفي (2/210) (6959) قال: حدثنا روح. والترمذي (3460) قال: حدثنا عبد الله بن أبي زياد الكوفي، قال: حدثنا عبد الله بن بكر السهمي (ح) وحدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا ابن أبي عدي. والنسائي في عمل اليوم والليلة (124) قال: أخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثنا ابن أبي عدي. وفي (822) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود، قال: حدثنا خالد بن الحارث.
أربعتهم - عبد الله بن بكر، وروح بن عبادة، ومحمد بن أبي عدي، وخالد بن الحارث - عن حاتم بن أبي صغيرة، عن أبي بلج، عن عمرو بن ميمون، فذكره.
* أخرجه الترمذي (3460) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر. والنسائي في عمل اليوم والليلة (122) قال: أخبرنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا أبو النعمان الحكم بن عبد الله. وفي (123) قال: أخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد.
كلاهما - محمد بن جعفر، وأبو النعمان - قالا: حدثنا شعبة، عن أبي بلج، قال: سمعت عمرو بن ميمون يحدث، عن عبد الله بن عمرو، فذكره، موقوفا.(4/382)
2434 - (ت) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «أَفضل الذِّكر: لا إِله إِلا الله، وأفضلُ الدعاءِ: الحمد لله» . أَخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3380) في الدعوات، باب ما جاء أن دعوة المسلم مستجابة، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (3800) في الأدب، باب فضل الحامدين، وهو حديث حسن، حسنه الترمذي وغيره.(4/382)
2435 - (ت س) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: «أن أُم سُليم غدَت على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقالت: علِّمني كلمات أقولهُنَّ في صلاتي، [ص:383] فقال: كَبِّري الله عشْراً، وسبِّحي الله عشراً، واحمَدِيه عشراً، ثم سَلي ما شئْتِ، يقول: نعم، نعم» . أخرجه الترمذي، والنسائي (1) .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (481) في الصلاة، باب ما جاء في صلاة التسبيح، والنسائي 3 / 51 في السهو، باب الذكر بعد التشهد، وحسنه الترمذي، وهو كما قال، ورواه أيضاً الحاكم في " المستدرك " 1 / 317، 318 وصححه ووافقه الذهبي، ونسبه المنذري في " الترغيب والترهيب " لأحمد والنسائي، وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن: أخرجه الترمذي (481) قال: ثنا أحمد بن محمد المروزي، عن عبد الله بن المبارك عن عكرمة بن عمار اليمامي، عن إسحاق، عن أنس، فذكره. وأخرجه النسائي (3/51) عن عبيد الله ابن وكيع بن الجراح، عن أبيه عن عكرمة، به.(4/382)
2436 - (س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: قال: «رَأَى رجل من الأنصار- فيما يرى النائم - قائلاً يقولُ له: بأيِّ شيءٍ أَمَرَكُم نبيُّكم؟ قال: أَمرنا أَن نُسَبِّح ثلاثاً وثلاثين، ونَحمَد ثلاثاً وثلاثين، ونُكبِّر أَربعاً وثلاثين، فذلك مائة، قال: فَسَبِّحوا خمساً وعشرين، واحمدوا خمساً وعشرين، وكبِّرُوا خمساً وعشرين، وقولوا: لا إله إِلا الله خَمساً وعشرين، فتلك مائةٌ، فأُخبِر رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: افعلوا ما قال أَخُوكم الأنصاريُّ» أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 3 / 76 في السهو، باب نوع آخر من عدد التسبيح، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن: أخرجه النسائي (3/76) ، وفي الكبرى (1183) قال: أخبرنا عبيد الله بن عبد الكريم - أبو زرعة الرازي - قال: ثنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال: حدثني علي بن الفضيل بن عياض، عن عبد العزيز بن أبي رواد، عن نافع فذكره.
قلت: ابن أبي رواد يوهم في بعض الأحيان، والله أعلم.(4/383)
2437 - () أبو هريرة، وأبو سعيد الخدري - رضي الله عنهما -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «إن الله اصطفى من الكلام أربعاً: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، فمن قال: سبحان الله كُتب له عشرون حَسَنة، وحُطَّ عنه عشرون سَيِّئة، ومن قال: الحمد لله، فمثلُ ذلك، [ص:384] ومن قال: لا إِله إِلا الله، فمثلُ ذلك، ومن قال: الله أكبر، فمثلُ ذلك» زاد في رواية: «ومن قال: والحمد لله ربِّ العالمين من قِبَل نفسه شُكراً لِنعَم ربه: كُتِب له ثلاثون حسنة، وحُطَّ عنه ثلاثون سَيِّئة» . أخرجه ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وقد رواه أحمد في " المسند " 2 / 310 و 3 / 35 و 37، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: هذا الحديث من زيادات رزين، وإن كان في سنن النسائي الكبري، فالاستقراء يدل على عدم إفادة المؤلف منها، فتدبر هذا.
أخرجه أحمد (2/30، 3/35) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. وفي (2/310، 3/37) قال: حدثنا عبد الرزاق. والنسائي في عمل اليوم والليلة (840) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي.
كلاهما - عبد الرحمن، وعبد الرزاق - عن إسرائيل، عن ضرار بن مرة أبي سنان، عن أبي صالح الحنفي، فذكره.(4/383)
2438 - () عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: قال: «سبحانَ الله: هي صلاة الخلائق، والحمد لله: كلمة الشُّكر، ولا إِله إِلا الله: كلمةُ الإخلاصِ، والله أكبر: تَملأُ ما بين السماء، والأرض، وإِذا قال العبد: ولا حَولَ ولا قوة إِلا بالله، قال الله تعالى: أَسْلَم واسْتَسْلَم» . أخرجه ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، ولم أره بهذا اللفظ.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
وهذا الأثر من زيادات رزين أيضا، لم أقف عليه.(4/384)
2439 - (م س) أبو مالك الأشعري - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «سبحانَ الله والحمدُ للهِ تَملآن ما بينَ السمواتِ والأرضِ، والصلاةُ نور، والصَّدقَةُ بُرهَان، والصبر ضِياءٌ» أَخرجه ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وهو جزء من حديث طويل رواه مسلم رقم (223) في الطهارة، باب فضل الوضوء، والترمذي رقم (3512) في الدعوات، باب رقم (91) ، والنسائي 5 / 5 و 6 في الزكاة، باب وجوب الزكاة، وابن ماجة رقم (270) في الطهارة، باب الوضوء شطر الإيمان.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
بعضه في مسلم: أخرجه ابن ماجة (280) قال: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي. والنسائي (5/5) . وفي عمل اليوم والليلة (169) قال: أخبرنا عيسى بن مساور.
كلاهما (عبد الرحمن، وعيسى) قالا: حدثنا محمد بن شعيب بن شابور، عن معاوية بن سلام، عن أخيه زيد بن سلام أنه أخبره، عن جده أبي سلام، عن عبد الرحمن بن غنم. فذكره.
* أخرجه أحمد (5/342) قال: حدثنا يحيى بن إسحاق. وفي (5/342، 343) قال: حدثنا عفان. والدارمي (659) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم. ومسلم (1/140) . والترمذي (3517) قالا (مسلم، والترمذي) : حدثنا إسحاق بن منصور. قال: حدثنا حبان بن هلال. والنسائي في عمل اليوم والليلة (168) قال: أخبرنا عمرو بن علي. قال: حدثنا عبد الرحمن.
خمستهم - يحيى بن إسحاق، وعفان، ومسلم بن إبراهيم، وحبان، وعبد الرحمن بن مهدي - عن أبان ابن يزيد العطار، عن يحيى بن أبي كثير، أن زيد بن سلام حدثه، أن أبا سلام حدثه، عن أبي مالك الأشعري، فذكره. ليس فيه (عبد الرحمن بن غنم) .
* وأخرجه أحمد (5/344) قال: حدثنا سريج بن النعمان. قال: حدثنا أبو إسحاق يحيى بن ميمون، يعني العطار. قال: حدثني يحيى بن أبي كثير. قال: حدثني زيد بن سلام، عن أبي سلام، حدثه عبد الرحمن الأشعري. قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. نحوه.(4/384)
2440 - () زيد بن أرقم - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يقول: «اللَّهُمَّ ربنا وربَّ كلَّ شيء، اجْعَلْني لك مُخْلِصاً، وأهْلي في كلِّ ساعة [ص:385] يا ذا الجلال والإِكرامِ، اسْمَعْ واسْتَجِبْ، اللهُ أكبرُ الأكبر، اللهُ نورُ السمواتِ والأرض، اللهُ أكبرُ الأكبر، حسبيَ اللهُ ونعمَ الوَكيل، اللهُ أكبرُ الأكبر» . أخرجه ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وقد رواه أبو داود رقم (1508) في الصلاة، باب ما يقول الرجل إذا سلم، وأحمد في " المسند " 4 / 369، وفي سنده داود بن راشد الطفاوي أبو بحر الكرماني، وهو لين الحديث كما قال الحافظ في " التقريب "، وأبو مسلم البجلي، لم يوثقه غير ابن حبان.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: تقدم تخريجه.(4/384)
2441 - (ت د) يسيرة - وكانت من المهاجرات الأُوَل - رضي الله عنها -: قالت: قال لنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «عليكُنَّ بِالتَّسبيح، والتَّهليل، والتَّقْدِيس، والتكبير، واعقِدنَ بالأنَاملِ، فإِنَّهُنَّ مَسؤولاتٌ مُسْتَنطقَاتٌ، ولا تَغْفُلْنَ، فَتنسَيْن الرحمةَ» . أَخرجه الترمذي.
وفي رواية أبي داود: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- «أمرهنَّ أن يُراعِين بالتكبير والتَّقديس، والتَّهليل، وأَن يَعْقِدن بالأنامِلِ، فإِنهنَّ مَسؤولات مُستَنطقَاتٌ» (1) .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (3577) في الدعوات، باب رقم (131) ، وأبو داود رقم (1501) في الصلاة، باب التسبيح بالحصى، وهو حديث حسن، وقد حسنه النووي، والحافظ ابن حجر، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (6/370) قال: حدثنا محمد بن بشر. وعبد بن حميد (1570) قال: حدثنا محمد بن بشر. وأبو داود (1501) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا عبد الله بن داود. والترمذي (3583) قال: حدثنا موسى بن حزام وعبد بن حميد وغير واحد. قالوا: حدثنا محمد بن بشر.
كلاهما -محمد بن بشر، وعبد الله بن داود - عن هانىء بن عثمان الجهني، عن أمه حميضة بنت ياسر، فذكرته.
* قال الترمذي: هذا حديث غريب إنما نعرفه من حديث هانئ بن عثمان.
قلت: عزاه الحافظ لابن سعد. الإصابة (13/173) (1126) . وعثمان بن هانئ، لم يوثقه غير ابن حبان.(4/385)
الفرع الثاني: في الاستغفار
2442 - (ت د) أبو بكر الصديق - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ الله [ص:386] صلى الله عليه وسلم- قال: «ما أَصَرَّ من استغفر، ولو عاد في اليومِ سبعين مرة» أخرجه الترمذي، وأَبو داود، إِلا أن الترمذي قال: «ولو فعله في اليوم سبعين مرة» ، وأخرجه عن مولى لأبي بكر (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أصر) : على الشيء: إذا لازمه وثبت عليه.
__________
(1) رواه الترمذي رقم (3554) في الدعوات، باب رقم (119) ، وأبو داود رقم (1514) في الصلاة، باب الاستغفار، من حديث أبي نصيرة عن مولى لأبي بكر، عن أبي بكر رضي الله عنه، وفيه جهالة مولى أبي بكر، ولذلك قال الترمذي: هذا حديث غريب، إنما نعرفه من حديث أبي نصيرة، وليس إسناده بالقوي.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه أبو داود (1514) قال: حدثنا النفيلي، قال: حدثنا مخلد بن يزيد، والترمذي (3559) قال: حدثنا حسين بن يزيد الكوفي، قال: حدثنا أبو يحيى الحماني.
كلاهما - مخلد، وأبو يحيى - قالا: حدثنا عثمان بن واقد العمري، عن أبي نصيرة، عن مولى لأبي بكر، فذكره.
* قال الترمذي: هذا حديث غريب، إنما نعرفه من حديث أبي نصيرة، وليس إسناده بالقوي.(4/385)
2443 - (م د) أغرّ مُزينة - رضي الله عنه -: قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «إِنه لَيُغَانُ على قَلبي، حتى أَستَغفِر الله في اليومِ مائةَ مرة» . وفي رواية قال: سمعتُه يقول: «تُوبوا إِلى رَبكم، فَواللهِ إِني لأَتُوبُ إِلى رَبِّي تَباركَ وتَعالى مِائَةَ مَرَّةٍ في اليَوم» . هذه رواية مسلم.
وفي رواية أَبي داود: «إِنَّهُ لَيُغَانُ على قلبي، وإِني لأسْتَغْفِرُ اللهَ في كُلِّ يومٍ مِائَة مَرَّة» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ليغان على قلبي) : أي: ليغطى ويغشى، والمراد به: السهو، لأنه [ص:387] كان - صلى الله عليه وسلم- لا يزال في مزيد من الذكر والقربة ودوام المراقبة، فإذا سها عن شيء منها في بعض الأوقات، أو نسي، عده ذنباً على نفسه ففزع إلى الاستغفار.
__________
(1) رواه مسلم رقم (2702) الذكر، باب استحباب الاستغفار والاستكثار منه، وأبو داود رقم (1515) في الصلاة، باب في الاستغفار.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (4/211) قال: ثنا يحيى بن سعيد، ثنا شعبة، ثنا عمرو بن مرة قال: سمعت أبا بردة، فذكره.
2- وفي (4/211) قال: ثنا يونس، ثنا حماد بن زيد، ثنا ثابت، ثنا أبو بردة، فذكره.
قال العماد ابن كثير: رواه مسلم، وأبو داود من حديث حماد بن زيد. والنسائي من حديث حماد بن سلمة، كلاهما عن ثابت به.(4/386)
2444 - (خ ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «والله إِني لأستغفرُ الله وأَتوبُ إليه في اليومِ سَبعينَ مَرة» . وفي رواية: «أكثرَ مِن سبعين مرةٍ» أخرجه البخاري.
وفي رواية الترمذي عن أبي هريرة: {واسْتَغْفِر لِذَنْبِكَ ولِلْمُؤْمِنينَ والمُؤْمِناتِ} [محمد: 19] فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: «إِني لأستَغفِرُ اللهَ في اليومِ سبعينَ مرة» ، وقال الترمذي: وروي عن أبي هريرة عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- أَنه قال: «إِني أَسْتَغفِرُ اللهَ في اليومِ مائةَ مرة» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 11 / 85 في الدعوات، باب استغفار النبي صلى الله عليه وسلم في اليوم والليلة، والترمذي رقم (3255) في تفسير القرآن، باب من سورة محمد صلى الله عليه وسلم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/282) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: قال معمر: عن الزهري. وفي (2/341) قال: حدثنا يونس. قال: حدثنا ليث، عن يزيد، عن ابن شهاب. وفي (2/450) قال: حدثنا يزيد. قال: أخبرنا محمد بن عمرو والبخاري (8/83) قال: حدثنا أبو اليمان. قال: أخبرنا شعيب، عن الزهري وابن ماجة (3815) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا محمد بن بشر، عن محمد بن عمرو، والترمذي (3259) قال: حدثنا عبد بن حميد. قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر، عن الزهري. والنسائي في عمل اليوم والليلة (434) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا عبد العزيز عن محمد بن عمرو. وفي (435) قال: أخبرني محمد بن عامر. قال: حدثنا منصور ابن سلمة. قال: أخبرنا الليث، عن يزيد، عن ابن شهاب. وفي (436) قال: أخبرنا يونس بن عبد الأعلى. قال: أخبرنا ابن وهب. قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب. وفي (438) قال: أخبرنا محمد بن سليمان، عن ابن المبارك، عن معمر، عن الزهري.
كلاهما - ابن شهاب الزهري، ومحمد بن عمرو - عن أبي سلمة بن عبد الرحمن،فذكره.
* في رواية محمد بن عمرو: «إني لاستغفر الله وأتوب إليه في اليوم مئة مرة» .وفي رواية ابن المبارك، عن معمر، عن الزهري: «إني لاستغفر الله في اليوم مئة مرة» .(4/387)
2445 - (خ ت س) شداد بن أوس - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «سَيِّدُ الاستغفار: أَن يقول العبدُ: اللَّهُمَّ أَنتَ رَبي، لا إِلهَ إِلا أنتَ، خَلَقْتَني [وَأَنا عبدُك] ، وَأَنَا على عَهْدِكَ ووَعدِكَ مَا اسْتَطَعتُ، أَعُوذُ بِكَ مِن شَرِّ ما صَنَعتُ، أَبُوءُ لَكَ بِنعْمَتكَ عَليَّ، وَأَبُوءُ لك بِذَنْبي، فاغْفِر [ص:388] لِي ذُنُوبي، فَإنه لا يغفرُ الذنوبَ إِلا أنتَ. مَن قالها من النَّهَارِ مُوقِناً بها، فماتَ من يومه قبلَ أَنْ يُمسيَ، فهوَ مِن أهلِ الجنة، ومن قَالها من الليل وهو مُوقِنٌ بِهَا، فماتَ قبل أَن يُصبِح، فهو من أَهلِ الجنة» . أخرجه البخاري، والنسائي.
وأخرجه الترمذي، وأول حديثه: أَنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال له: «أَلا أَدُّلكَ على سيِّد الاستغفارِ؟» ... وذكر الحديث، وفي آخره: «لا يقولُها أحدُكم حينَ يُمسي، فَيأْتِي عليه قَدَرٌ قَبلَ أن يُصبحَ إِلا وَجَبَتْ له الجَنَّة، ولا يَقُولُها حين يُصبح، فيأْتيَ عليه قَدَرٌ قَبل أن يُمسيَ إِلا وَجَبَتْ له الجَنَّة» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت) : معنى قوله: وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت: أنا مقيم على ما عاهدتك عليه من الإيمان بك، والإقرار بوحدانيتك، لا أزول عنه ما استطعت، وإنما استثنى بقوله: «ما استطعت» موضع القدر السابق في أمره يقول: إن كان قد جرى القضاء السابق في أمري أن أنقض العهد يوماً ما، فإني أخلد عند ذلك إلى التنصل والاعتذار، لعدم الاستطاعة في دفع ما قضيته علي، وقيل: معناه: إني متمسك بما عهدته إلي من أمرك ونهيك، ومبلى العذر في [ص:389] الوفاء قدر الوسع والاستطاعة، وإن كنت لا أقدر أن أبلغ كُنه الواجب من حقك.
__________
(1) رواه البخاري 11 / 83 في الدعوات، باب أفضل الاستغفار، وباب ما يقول إذا أصبح، والترمذي رقم (3390) في الدعوات، باب رقم (15) ، والنسائي 8 / 279 في الاستعاذة، باب الاستعاذة من شر ما صنع.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (4/122) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (4/124) قال: حدثنا محمد بن أبي عدي. وفي (4/125) قال: حدثنا عبد الصمد، قال: حدثنا أبي. والبخاري (8/83) وفي الأدب المفرد (620) قال: حدثنا أبو معمر، قال: حدثنا عبد الوارث. وفي (8/88) . وفي (الأدب المفرد) (617) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يزيد بن زريع. والنسائي (8/279) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يزيد، وهور ابن زريع. وفي عمل اليوم والليلة (19) قال: أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا غندر. وفي (464) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يزيد بن زريع، وبشر بن المفضل، ويحيى بن سعيد، وابن أبي عدي، وفي (580) قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم، عن يحيى بن سعيد.
ستتهم - يحيى بن سعيد، وابن أبي عدي، وعبد الوارث، ويزيد بن زريع، وغندر، وبشر بن المفضل - قالوا: حدثنا الحسين، هو المعل.، قال: حدثنا عبد الله بن بريدة، عن بشير بن كعب العدوي، فذكره. * أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (465) قال: أخبرنا سليمان بن عبيد الله، قال: حدثنا بهز بن أسد، قال: حدثنا حماد بن سلمة، قال: حدثنا ثابت. وفي (581) قال: أخبرنا عبد الرحمن بن محمد ابن سلام، قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، وأبي العوام.
كلاهما (ثابت البناني، وأبو العوام فائد بن كيسان) عن عبد الله بن بريدة، أن ناسا من أهل الكوفة، كانوا في سفر، ومعهم شداد بن أوس، قالوا له: حدثنا رحمك الله، فذكره. ليس فيه: بشير بن كعب.
- ورواه عثمان بن ربيعة، عن شداد بن أوس:
أخرجه الترمذي (3393) قال: حدثنا الحسين بن حريث، قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم، عن كثير ابن زيد، عن عثمان بن ربيعة، فذكره.(4/387)
2446 - (د) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَن لزِمَ الاستغفارُ جعلَ اللهُ لَهُ من كل ضِيقٍ مَخرَجاً، وَمِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجاً، ورَزَقَهُ من حيث لا يَحْتَسِبُ» . أَخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (1518) في الصلاة، باب في الاستغفار، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " رقم (2234) وابن ماجة رقم (3819) ، وفي سنده الحكم بن مصعب المخزومي الدمشقي، قال أبو حاتم: مجهول، وذكره ابن حبان في " الثقات "، وفي " الضعفاء " أيضاً، وترجمه البخاري في " التاريخ الكبير " ولم يذكر فيه جرحاً، وباقي رجاله ثقات، وقد صحح إسناده العلامة أحمد شاكر في تعليقه على " المسند " رقم (2234) بناء على أنه ثقة عند البخاري لأنه لم يذكر فيه جرحاً فانظره.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (1/248) قال عبد الله بن أحمد: وجدت في كتاب أبي بخط يده. قال: حدثنا مهدي بن جعفر الرملي. وأبو داود (1518) قال: حدثنا هشام بن عمار. والنسائي في عمل اليوم والليلة (456) قال: أخبرني إسحاق بن موسى.
ثلاثتهم -مهدي، وهشام، وإسحاق - قالوا: حدثنا الوليد بن مسلم، قال: حدثنا الحكم بن مصعب القرشي، عن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس، عن أبيه، فذكره.
* أخرجه ابن ماجة (3819) قال: حدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا الوليد بن مسلم، قال: حدثنا الحكم بن مصعب، عن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس أنه حدثه عن ابن عباس. ولم يذكر عن أبيه.(4/389)
2447 - (ت د) بلال بن يسار بن زيد - رضي الله عنه -: مولى النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- كذا عند الترمذي- وعند أبي داود: هلال بن يسارٍ قال: حدثني أَبي عن جدي: أنه سمع رسولَ الله- صلى الله عليه وسلم- يقول: «مَنْ قَال: أَسْتَغْفِرُ الله الذي لا إِلهَ إِلا هوَ الحَيَّ القيومَ وَأَتُوبُ إِليهِ، غُفِرَ لَهُ وَإِن كانَ فَرَّ من الزحفِ» . [أخرجه الترمذي، وأَبو داود] (1) . [ص:390]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الزحف) : لقاء العدو في الحرب.
__________
(1) رواه الترمذي رقم (3572) في الدعوات، باب في دعاء الضيف، وأبو داود رقم (1517) في الصلاة، باب في الاستغفار، وفي سنده بلال بن يسار بن زيد القرشي، لم يوثقه غير ابن حبان، وباقي رجاله ثقات، ولذلك قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. وقال الحافظ المنذري في " الترغيب والترهيب " 2 / 269: وإسناده جيد متصل، فقد ذكر البخاري في " تاريخه الكبير " أن بلالاً سمع من أبيه يسار وأن يساراً سمع من أبيه زيد مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد اختلف في يسار والد بلال هل هو بالباء الموحدة، أو بالياء المثناة تحت، وذكر البخاري في تاريخه أنه بالموحدة والله أعلم. [ص:390] أقول: ورواه الحاكم في " المستدرك " 1 / 511 من حديث إسرائيل عن ضرار بن مرة أبي سنان الحنفي عن أبي الأحوص عوف بن مالك بن نضله عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، وصححه، ووافقه الذهبي، وهو كما قالا، فحديث بلال بن يسار بن زيد في هذا الباب حديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه أبو داود (1517) والترمذي (3577) قال: حدثنا محمد بن إسماعيل.
كلاهما (أبو داود، ومحمد بن إسماعيل البخاري) قالا: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا حفص ابن عمر الشني، قال: حدثني أبي عمر بن مرة، قال: سمعت بلال بن يسار بن زيد مولى النبي -صلى الله عليه وسلم- قال سمعت أبي، فذكره.
* قال الترمذي: هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه.
قلت: هلال بن يسار - ويقال: بلال - لم يوقفه غير ابن حبان.(4/389)
2448 - (ت د) أسماء بن الحكم الفزاري - رحمه الله -: قال: سمعتُ عَلِيّاً يقولُ: كنتُ إِذَا سمعتُ حديثاً من رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- نفَعني اللهُ بما شاءَ أَن يَنْفَعَني منه، وإِذَا حَدَّثني رجلٌ اَسْتَحْلَفْتُهُ، فَإذا حَلَفَ لي صَدَّقْتُه، وإِنَّهُ حدَّثني أبو بكر - وصدقَ أبو بكر- قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «ما من رجل يُذْنِبُ ذَنباً، ثمَّ يَقومُ فَيتَطَهَّرُ ويصلي، ثُمَّ يَستَغْفِر اللهَ إِلا غُفِرَ لهُ، ثم قرأ: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَو ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِم وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلّا اللهُ} [آل عمران: 135] » . أخرجه الترمذي.
وفي رواية أبي داود: «فيتطهَّرُ فَيُحسِنُ الطُّهورَ، ثم يقوم فيصلِّي ركعتين فيَستَغفرُ الله ... الحديث» (1) .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (3009) في التفسير، باب ومن سورة آل عمران، وأبو داود رقم (1521) في الصلاة، باب في الاستغفار، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (1395) في إقامة الصلاة، باب ما جاء أن الصلاة كفارة، وإسناده حسن، وقد حسنه غير واحد.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1- أخرجه الحميدي (1) قال: أخبرنا سفيان بن عيينة أبو محمد، قال: حدثنا مسعر بن كدام. وفي (4) قال: حدثنا وكيع بن الجراح، قال: حدثنا مسعر بن كدام وسفيان الثوري. وأحمد (1/2) (2) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا مسعر وسفيان. وفي (1/8) (47) قال حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال حدثنا شعبة. وفي (1/9) (48) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (1/10) (56) قال: حدثنا أبو كامل، قال: حدثنا أبو عوانة. وأبو داود (1521) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا أبو عوانة. وابن ماجة (1395) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ونصر بن علي، قالا: حدثنا وكيع، قال: حدثنا مسعر، وسفيان. والترمذي (406، 3006) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا أبو عوانة، والنسائي في عمل اليوم والليلة (414) قال: أخبرني عبيد الله بن فضالة، قال: أخبرنا عبد الله بن الزبير، قال: حدثنا سفيان، عن مسعر. وفي (417) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: أخبرنا أبو عوانة.
أربعتهم - مسعر، وسفيان الثوري، وشعبة، وأبو عوانة - عن عثمان بن المغيرة الثقفي، قال: سمعت علي بن ربيعة الأسدي، عن أسماء بن الحكم الفزاري.
2- وأخرجه الحميدي (5) قال: حدثنا سعد بن سعيد بن أبي سعيد، قال: حدثنا عبد الله بن سعيد، عن جده أبي سعيد المقبري.
كلاهما (أسماء، وأبو سعيد) قال: سمعت عليّا، فذكره.
* أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (415) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان، قال: حدثنا جعفر بن عون، قال: حدثنا مسعر (ح) وأخبرنا هارون بن إسحاق، قال: حدثني محمد، عن مسعر. وفي (416) قال: أخبرنا محمد بن بشار، قال:حدثنا يحيي بن سعيد، قال: حدثنا سفيان.
كلاهما (مسعر، وسفيان) عن عثمان بن المغيرة، عن علي بن ربيعة، عن أسماء بن الحكم، عن علي قال: حدثني أبو بكر، فذكره. (موقوفا) .(4/390)
الفرع الثالث: في التهليل
2449 - (خ م ط ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَنْ قَالَ: لا إِلهَ إِلا الله وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ، ولَهُ الحَمْدُ وهوَ على كلِّ شَيءٍ قَديرٌ في يومٍ مائة مرةٍ، كانت له عَدْلَ عَشْرِ رِقَابٍ، وكُتِبَتْ لَهُ مائةُ حسنةٍ، ومُحِيَتْ عنه مائة سَيِّئَةٍ، وكانت لَهُ حِرْزاً من الشيطانِ يومَهُ ذلكَ، حتى يُمسيَ، ولم يأتِ أحدٌ بِأفضلَ مما جاءَ بِهِ، إِلا رجلٌ عَمِلَ أكثر منه، [قال] : وَمَن قالَ: سُبحانَ اللهِ وبِحَمْدِهِ في يَومٍ مِائَةُ مَرَّةٍ، حُطَّت خَطَايَاهُ، وَإِنْ كانتْ مِثْلَ زَبَدِ البَحرِ» . أخرجه البخاري، ومسلم، والموطأ، والترمذي (1) .
__________
(1) رواه البخاري 11 / 168 و 169 في الدعوات، باب فضل التهليل، وفي بدء الخلق، باب صفة إبليس، ومسلم رقم (2691) في الذكر، باب فضل التهليل والتسبيح، والموطأ 1 / 209 في القرآن، باب في ذكر الله تبارك وتعالى، والترمذي رقم (3464) في الدعوات، باب رقم (61) .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مالك الموطأ (147) . وأحمد (2/302) قال: قرأت على عبد الرحمن: مالك. وفي (2/360) قال: حدثنا مكي بن إبراهيم. قال: حدثنا عبد الله، يعني ابن سعيد. وفي (2/375) قال: حدثنا إسحاق بن عيسى. قال: أنبأنا مالك. والبخاري (4/153) قال: حدثنا عبد الله ابن يوسف. قال: أخبرنا مالك. وفي (8/106) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك. ومسلم (8/69) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. قال: قرأت على مالك. وابن ماجة (3798) قال: حدثنا أبو بكر. قال: حدثنا زيد بن الحباب، عن مالك. وابن ماجة (3798) قال: حدثنا أبو بكر. قال: حدثنا زيد بن الحباب، عن مالك بن أنس. والترمذي (3468) قال: حدثنا إسحاق بن موسى الأنصاري. قال: حدثنا معن. قال: حدثنا مالك. والنسائي في عمل اليوم والليلة (25) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، عن مالك. وفي (26) قال: أخبرنا عبد الله بن الصباح بن عبد الله العطار البصري. قال: حدثنا مكي بن إبراهيم. قال: حدثنا عبد الله بن سعيد.
كلاهما - مالك، وعبد الله بن سعيد- عن سمي مولى أبي بكر بن عبد الرحمن، عن أبي صالح السمان، فذكره.(4/391)
2450 - () عبد الله بن مسعود - رضي الله عنهما -: مثلَه، وفيه: «مَن قال عشراً كان كمن أَعتق رقبة من ولَدِ إسماعيل» . أخرجه ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين. وقد رواه بنحوه البخاري 11 / 169 في الدعوات، باب فضل التهليل.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
هذا الحديث من زيادات رزين، وقد أخرج البخاري نحوه من حديث ابن مسعود، تقدم قريبا.(4/391)
2451 - (خ م ت) أبو أيوب الأنصاري - رضي الله عنه -: أَنَّ [ص:392] رسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- قال: «مَن قالَ: لا إِلهَ إِلا اللهُ وحْدَهُ، لا شريكَ لهُ، لَهُ المُلكُ، ولَهُ الحَمْدُ، وهوَ على كل شيء قَدير، عشر مرات، كان كمن أَعتقَ أربعَ أَنْفُسٍ من ولدِ إِسماعيل» . أخرجه البخاري، ومسلم، والترمذي (1) .
__________
(1) رواه البخاري 11 / 170 في الدعوات، باب فضل التهليل، ومسلم رقم (2693) في الذكر والدعاء، باب فضل التهليل والتسبيح والدعاء والترمذي رقم (3584) في الدعوات، باب رقم (116) .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (5/418) قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا داود. وعبد بن حميد (221) قال: أخبرنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا داود بن أبي هند. والبخاري (8/107) قال: قال موسى: حدثنا وهيب، عن داود. والترمذي (3553) قال: حدثنا موسى بن عبد الرحمن الكندي الكوفي، قال: حدثنا زيد بن حباب، قال: أخبرني سفيان الثوري، عن محمد بن عبد الرحمن. والنسائي في عمل اليوم والليلة (112) قال: أخبرنا عبد الحميد بن محمد، قال: حدثنا مخلد، قال: حدثنا سفيان، عن ابن أبي ليلى. وفي عمل اليوم والليلة تحفة الأشراف (3471) عن محمد بن إسماعيل ابن إبراهيم، عن يزيد، عن داود بن أبي هند.
كلاهما (داود بن أبي هند، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى) عن الشعبي، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، فذكره.
* أخرجه أحمد (5/422) قال: حدثنا روح، والبخاري (8/106) قال: حدثنا عبد الله بن محمد، قال: حدثنا عبد الملك بن عمرو. ومسلم (8/69) قال: حدثنا سليمان بن عبيد الله أبو أيوب الغيلاني، قال: حدثنا أبو عامر (يعني العقدي) .
كلاهما (روح، وعبد الملك بن عمرو وأبو عامر) قالا: حدثنا عمر بن أبي زائدة، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون قال: «من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد وهو على كل شيء قدير. عشر مرات، كان كمن أعتق أربعة أنفس من ولد إسماعيل» . قال عمر بن أبي زائدة: وحدثنا عبد الله بن أبي السفر، عن الشعبي، عن ربيع بن خثيم بمثل ذلك، قال: فقلت: للربيع: ممن سمعته؟ قال: من عمرو بن ميمون، قال: فأتيت عمرو بن ميمون، فقلت: ممن سمعته؟ قال: من ابن أبي ليلى، قال: فأتيت ابن أبي ليلى، فقلت: ممن سمعته؟ قال: من أبي أيوب الأنصاري، يحدثه عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
في رواية النسائي في عمل اليوم والليلة (112) : «من قال في دبر صلاة الغداة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له ... الحديث.» .(4/391)
2452 - (ت) تميم الداري - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَنْ قالَ: أَشهدُ أَن لا إِلَهَ إِلا اللهُ وَحْدَهُ لا شريك لَه، إلهاً واحِداً أحداً صَمَداً، لم يَتخِذْ صَاحِبَة ولا وَلَداً، ولَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ، عشر مرات، كتَبَ اللهُ لَهُ أَربَعينَ أَلفَ أَلفِ حسنةٍ» .
قال الترمذي: قال محمد بن إِسماعيل (1) : أَحد رواته - وهو الخليل بن مُرَّة - منكر الحديث، أخرجه الترمذي (2) .
__________
(1) يعني: الإمام البخاري.
(2) رقم (3469) في الدعوات، باب رقم (64) من حديث الخليل بن مرة عن أزهر بن عبد الله عن تميم الداري، والخليل بن مرة الضبعي، ضعيف، كما قال الحافظ ابن حجر في " التقريب "، وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، والخليل بن مرة ليس بالقوي عند أصحاب الحديث.
أقول: وفي سنده أيضاً انقطاع، فإن أزهر بن عبد الله يروي عن تميم مرسلاً.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف جدا: أخرجه أحمد (4/103) قال: حدثنا إسحاق بن عيسى - يعني الطباع. والترمذي (3473) قال: حدثنا قتيبة.
كلاهما (إسحاق، وقتيبة) عن ليث بن سعد، عن الخليل بن مرة، عن الأزهر بن عبد الله، فذكره.(4/392)
2453 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَا قالَ عبدٌ: لا إِله إِلا الله، مُخلصاً من قلبه، إلا فُتِحَت له أبوابُ السماء، حتى يُفضيَ إِلى العرشِ ما اجتنَبَ الكبائر» . أخرجه الترمذي (1) . [ص:393]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الكبائر) : جمع كبيرة، وهي الفعلة القبيحة من الذنوب المنهي عنها شرعاً، لعظيم أمرها، كالزنا والقتل والفرار من الزحف والعقوق، وغير ذلك من الذنوب.
__________
(1) رقم (3584) في الدعوات، باب رقم (137) ، وإسناده حسن، وقد حسنه الترمذي وغيره.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (3584) قال: حدثنا الحسين بن علي بن يزيد الصدائي البغدادي، ثنا الوليد بن القاسم الهمداني، عن يزيد بن كيسان عن أبي حازم فذكره.
قال أبو عيسى الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه.(4/392)
2454 - (ت) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: قال: قال لي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «أَلا أُعَلِّمُك كلماتٍ إِذا قُلْتَهُنَّ غفرَ اللهُ لكَ وإِنْ كُنتَ مغفوراً لَكَ، قل: لا إِلَهَ إِلا اللهُ العليُّ العظيمُ، لا إِلهَ إِلا اللهُ الحليمُ الكريمُ، لا إِلهَ إِلا اللهُ ربُّ العرشِ العظيم» .
زاد في روايةٍ: «الحمدُ لله ربِّ العالمين» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3499) في الدعوات، باب رقم (84) من حديث الحسين بن واقد عن أبي إسحاق السبيعي عن الحارث بن عبد الله الأعور الهمداني، عن علي رضي الله عنه، وإسناده ضعيف، ولذلك قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث أبي إسحاق عن الحارث عن علي.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه الترمذي (3504) قال: ثنا علي بن خشرم، قال: أخبرنا الفضل بن موسى. (ح) وقال علي بن خشرم: وأخبرنا علي بن الحسين بن واقد. والنسائي في عمل اليوم والليلة (640) قال: أخبرنا الحسين بن حريث، قال: أخبرنا الفضل بن موسى.
كلاهما - الفضل، وعلي بن الحسين - عن الحسين بن واقد، عن أبي إسحاق، عن الحارث، فذكره.
قال الترمذي: غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، من حديث أبي إسحاق عن الحارث.
قلت: وله طريق آخر:
أخرجه أحمد (1/92) (712) قال: حدثنا أبو أحمد الزبيري، قال: حدثنا علي بن صالح. وعبد بن حميد (74) قال: أخبرني ابن أبي شيبة، قال: حدثنا محمد بن عبد الله الأسدي، عن علي بن صالح. والنسائي في عمل اليوم والليلة (638) قال: أخبرني هارون بن عبد الله، قال: حدثنا محمد بن عبد الله ابن الزبير، قال: حدثنا علي بن صالح. وفي (639) قال: أخبرنا أحمد بن عثمان، قال: حدثنا شريح ابن مسلمة، قال: حدثنا إبراهيم بن يوسف، عن أبيه.
كلاهما - علي بن صالح، ويوسف - عن أبي إسحاق، عن عمرو بن مرة، عن عبد الله بن سلمة، فذكره.
ورواه عن علي، ابن أبي ليلى: أخرجه أحمد (1/158) (1363) قال: حدثنا أبو سعيد. والنسائي في عمل اليوم والليلة (637) قال: أخبرني علي بن محمد بن علي، قال: حدثنا خلف بن تميم.
كلاهما (أبو سعيد، وخلف) قالا: حدثنا إسرائيل، قال: حدثنا أبو إسحاق، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، فذكره.
قلت: الحاصل أن أبا إسحاق مدلس، والصواب وقفه:
عن عبد الله بن جعفر، عن علي بن أبي طالب، قال: «لقنني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هؤلاء الكلمات، وأمرني إن نزل بي كرب أو شدة أن أقولهن: لا إله إلا الله الكريم الحليم، سبحانه، وتبارك الله رب العرش العظيم، والحمد لله رب العالمين.» .
1- أخرجه أحمد (1/91) (701) قال: حدثنا روح، قال: حدثنا أسامة بن زيد. وفي (1/94) (726) قال: حدثنا يونس، قال: حدثنا ليث، عن ابن عجلان، والنسائي في عمل اليوم والليلة (629) قال: حدثنا عبيد الله بن سعد، قال: حدثنا عمي، قال: حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، قال: حدثني أبان بن صالح. وفي (630) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا يعقوب، عن ابن عجلان. وفي (631) قال: أخبرني زكريا بن يحيى، قال: حدثنا إسماعيل بن عبيد بن أبي كريمة، قال: حدثنا محمد بن سلمة، عن أبي عبد الرحيم، عن عبد الوهاب بن بخت، عن محمد بن عجلان.
ثلاثتهم (أسامة، وابن عجلان، وأبان) عن محمد بن كعب القرظي، عن عبد الله بن شداد بن الهاد.
2- وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (627) قال: أخبرنا أبو داود، قال: حدثنا عبد العزيز بن يحيى، قال: حدثني محمد بن سلمة. وفي (826) قال: أخبرنا عبيد الله بن سعد بن إبراهيم بن سعد، قال: حدثنا عمي، قال: حدثنا أبي.
كلاهما (محمد بن سلمة، وإبراهيم بن سعد) عن ابن إسحاق، عن أبان بن صالح، عن القعقاع بن حكيم، عن علي بن الحسين، عن بنت عبد الله بن جعفر.
كلاهما (عبد الله بن شداد، وابنة عبد الله بن جعفر) عن عبد الله بن جعفر، فذكره.
* أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (633) قال: أخبرني زكريا بن يحيى، قال: حدثنا إسحاق، قال: أخبرنا جرير، عن منصور، عن ربعي بن حراش، عن عبد الله بن شداد بن الهاد، عن عبد الله بن جعفر، قال: قال لي علي ... فذكره موقوفا.
وفي (634) قال النسائي: أخبرنا محمد بن بشار، عن عبد الرحمن، قال: حدثنا سفيان، عن منصور، عن ربعي بن حراش، عن عبد الله بن شداد، أن عليّا قال لابن أخيه ... فذكره موقوفا، ولم يقل ابن شداد: - عن عبد الله بن جعفر -.
وفي (635) قال: أخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد، قال: حدثنا شعبة، عن منصور، عن ربعي، عن عبد الله بن شداد، عن علي، أنه قال لابني جعفر ... فذكره، موقوفا.
* وأخرجه النسائي أيضا في عمل اليوم والليلة (641) قال: أخبرني أحمد بن محمد بن جعفر، قال: حدثنا عاصم بن النضر، قال: حدثنا المعتمر، قال: حدثنا أبي، قال: أخبرنا مسعر، عن أبي بكر بن حفص، عن عبد الله بن حسن، عن عبد الله بن جعفر، قال في شأن هؤلاء الكلمات: لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان الله رب العرش العظيم، الحمد لله رب العالمين. اللهم اغفر لي. اللهم ارحمني. اللهم تجاوز عني. اللهم اعف عني.
قال عبد الله بن جعفر: أخبرني عمي، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- علمه هؤلاء الكلمات.
* وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (645) قال: أخبرني زكريا بن يحيى. قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا محمد بن بشر. قال: حدثنا مسعر، عن إسحاق بن راشد، عن عبد الله بن حسن، أن عبد الله بن جعفر دخل على ابن له مريض، يقال له: صالح. فقال: قل: لا إله إلا الله الحليم الكريم ... وذكر نحوه. ثم قال: هؤلاء الكلمات علمنيهن عمي، ذكر أن النبي -صلى الله عليه وسلم- علمهن إياه.(4/393)
2455 - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يقولُ: «لا إِلهَ إِلا الله وحدَه، أَعَزَّ جُنْدَهُ، ونصرَ عبدَهُ، وهَزَمَ الأحزابَ وحدَهُ، فلا شيءَ بَعدَه» . أخرجه البخاري، ومسلم (1) .
__________
(1) رواه البخاري 7 / 312 في المغازي، باب غزوة الخندق، ومسلم رقم (2724) في الذكر، باب التعوذ من شر ما عمل ومن شر ما لم يعمل.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/307) قال: حدثنا هاشم. وفي (2/340) قال: حدثنا يونس. وفي (2/494) قال: حدثنا حجاج. (ح) وحدثنا هاشم. والبخاري (5/142) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. ومسلم (8/83) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (10/14312) عن قتيبة.
أربعتهم (هاشم، ويونس، وحجاج، وقتيبة) قالوا: حدثنا ليث، عن سعيد بن أبي سعيد عن أبيه، فذكره.(4/393)
2456 - (ت) عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَنْ دخلَ السُّوقَ فقالَ: لا إِلهَ إِلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لَهُ، لَهُ المُلكُ، ولَهُ الحَمْدُ، يُحيي ويُمِيتُ، وهوَ حيٌّ لا يَمُوتُ، بِيَدِهِ الخيرُ، وهوَ على كلِّ شيءٍ قَديرٌ، كَتبَ الله لَهُ ألفَ أَلْفِ حسنةٍ، ومحا عنه ألف ألفِ سَيِّئَةٍ، ورفع له أَلف أَلف درجة» . وفي روايةٍ عوَض الثالثة: «وبني له بيتاً في الجنة» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3424) في الدعوات، باب ما يقول إذا دخل السوق، ورواه أيضاً ابن ماجة وابن أبي الدنيا والحاكم وغيره، وهو حديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (1/47) (327) قال: حدثنا أبو سعيد، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن عمرو بن دينار مولى آل الزبير. وعبد بن حميد (28) قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا الأزهر بن سنان، قال: سمعت محمد بن واسع. والدارمي (2695) قال: أخبرنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا أزهر بن سنان، عن محمد بن واسع. وابن ماجة (2235) قال: حدثنا بشر بن معاذ الضرير. قال: حدثنا حماد بن زيد، عن عمرو بن دينار مولى آل الزبير. والترمذي (3428) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا أزهر بن سنان، قال: حدثنا محمد بن واسع. وفي (3429) قال: حدثنا أحمد بن عبدة الضبي، قال: حدثنا حماد بن زيد والمعتمر بن سليمان. قالا: حدثنا عمرو بن دينار، وهو قهرمان آل الزبير.
كلاهما - عمرو، ومحمد بن واسع - عن سالم بن عبد الله بن عمر، عن أبيه، فذكره.(4/394)
2457 - () تميم الداري - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَن دخلَ سُوقاً فنادى بأعلى صوته ... وذكر الحديث إِلى قوله: قدير، ثم قال: كتب له مائةَ أَلف ألف حسنة» . أخرجه ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
هذا الحديث من زيادات رزين العبدري على الأصول.(4/394)
الفرع الرابع: في التسبيح
2458 - (م ت د س) جويرية - زوج النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- ورضي الله عنها -: أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- خرجَ من عندها بُكْرَة، حين صلى الصبح وهي في [ص:395] مسجدها، ثم رجع بعد أن أَضحى وهي جالسةٌ، فقال: «ما زِلتِ على الحالة التي فارقتكِ عليها؟» قالت: نعم، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: «لقد قلتُ بعدكِ أربع كلماتِ، ثلاث مراتٍ، لو وُزِنَتْ بما قلتِ منذ اليومِ لوزَنَتْهُنَّ: سبحان الله وبحمده، عدد خلقه، ورِضَى نَفْسِهِ، وزِنَةَ عرشه، ومِدادَ كلماته» .
وفي روايةٍ قالت: «مَرَّ بها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- حين صلى الغَدَاةَ - أو بعدما صلى - فذكر نحوه» غيرَ أنه قال: «سبحانَ الله عدد خلقه، سبحان الله رِضَى نَفْسِهِ، سبحان الله زِنَةَ عرشه، سبحان الله مِدَاد كلماتِه» هذه رواية مسلم.
وفي رواية الترمذي، والنسائي: «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- مَرَّ بها وهي في مسجدها، ثم مرَّ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- بها قريباً من نصف النهار، فقال لها: ما زلتِ على حالِك؟ فقالت: نعم، فقال: ألا أُعَلِّمُكِ كلماتٍ تَقولِينها؟ سبحان الله عدد خَلقهِ، سبحان الله عدد خلقه، سبحان الله عدد خلقه، سبحان الله رِضَى نَفسهِ، سبحان الله رضى نفسه، سبحان الله رِضَى نفسه، سبحان الله زِنة عرشه، سبحان الله زِنة عرشه، سبحان الله زِنَة عرشه، سبحان الله مِداد كَلِمَاته، سُبحانَ اللهِ مِداد كَلِماته، سبحان الله مِدَادَ كلماتِهِ» .
وفي رواية أبي داود قال: خرج رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- من عند جُوَيْرِية - وكان اسمها بَرَّةَ، فحوَّل اسمها - فخرج وهي في مصلاها، [ورجع وهي [ص:396] في مصلاها] فقال: لم تزالي في مُصَلاكِ هذا؟ قالت: نعم، فقال: ... وذكر الحديث مثل مسلم (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(زنة عرشه) : أي: بوزن عرشه في عظم قدره.
(مداد كلماته) : أي: مثلها وعددها، وقيل: المداد: مصدر كالمدد، وكلمات الله تعالى لا انتهاء لها، وإنما ضرب بها المثل ليدل على الكثرة.
__________
(1) رواه مسلم رقم (2726) في الذكر والدعاء، باب التسبيح أول النهار وعند النوم، والترمذي رقم (3550) في الدعوات، باب رقم (117) ، وأبو داود رقم (1503) في الصلاة، باب التسبيح بالحصى، والنسائي 4 / 77 في السهو، باب نوع آخر من عدد التسبيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (6/324) قال: حدثنا روح. قال: حدثنا شعبة وفي (6/429) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. والبخاري في الأدب المفرد (647) قال: حدثنا علي. قال: حدثنا سفيان، ومسلم (8/83) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد وعمرو الناقد وابن أبي عمر. قالوا: حدثنا سفيان.
(ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب وإسحاق، عن محمد بن بشر، عن مسعر. وابن ماجة (3808) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا محمد بن بشر. قال: حدثنا مسعر. والترمذي (3555) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا محمد بن جعفر، عن شعبة. والنسائي (3/77) . وفي الكبرى (1184) . وفي عمل اليوم والليلة (164) قال: أخبرنا محمد بن بشار. قال: حدثنا محمد. قال: حدثنا شعبة. وفي عمل اليوم والليلة (165) قال: أخبرنا محمود بن غيلان. قال: حدثنا أبو أسامة قال: مسعر أخبرني. وابن خزيمة (753) قال: حدثنا يحيى بن حكيم. قال: حدثنا سفيان بن عيينة (ح) وحدثنا عبد الجبار بن العلاء. قال: حدثنا سفيان.
ثلاثتهم - شعبة، وسفيان بن عيينة، ومسعر - عن محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة، عن كريب أبي رشدين، عن ابن عباس، فذكره.
* في رواية (محمد بن جعفر، عن شعبة) عند أحمد زاد في آخر الحديث: «وكان اسمها برة فسماها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جويرية» .
* وفي رواية سفيان بن عيينة في الأدب المفرد وصحيح ابن خزيمة زاد في أول الحديث: «عن ابن عباس قال: قالت جويرية بنت الحارث- وكان اسمها برة فحول النبي -صلى الله عليه وسلم-، اسمها وسماها جويرية، وكره أن يقال: خرج من عند برة ... » .(4/394)